167
ﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﻤﻴﺎﺀ ﺍﳌﻌﺎﺻ ﺍﻟﱰﻋﺔ ﺍﻷﻳﻘﻮﻧﻴﺔ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ ﺮﺓ أ ﺍﳉﻤﻬــــﻮﺭﻳﺔ ﺍﳉــــﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠـــﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﻫــــــﺮﺍﻥ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺁﺩﺍ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﻣﻮﺳﻮﻣﺔ ﺑـ: ﻣﺸﺮﻭﻉ" ﺍﻟﺴﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺎﺕ ﻭﲢﻠﻴﻞ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻷﺩﰊ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺔ: ﺷﺎﻃﻮ ﲨﻴﻠﺔ ﺇﺷﺮﺍﻑ: . ﺩ ﺳﻄﻨﺒﻮﻝ ﻧﺎﺻﺮ ﳉﻨﺔ ﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺔ. ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﻫﺮﺍﻥ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﺩ ﻫﻮﺍﺭﻱ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ. ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﻫﺮﺍﻥ ﻣﺸﺮﻓﺎ ﻣﻘﺮﺭﺍ ﺩ ﺳﻄﻨﺒﻮﻝ ﻧﺎﺻﺮ. ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﻫﺮﺍﻥ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ ﻣﻠﻴﺎﱐ ﳏﻤﺪ. ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﻫﺮﺍﻥ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ ﺣﻠﻴﻤﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ2012 - 2013

ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

  • Upload
    others

  • View
    18

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

رة رسالة ماجستري الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاص

أ

اجلمهــــورية اجلــــزائرية الدميقراطية الشعبية وزارة التعلـــيم العايل والبحث العلمي

جامعة وهــــــران قسم اللغة العربية وآداا كلية اآلداب واللغات والفنون

مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستري :موسومة بـ

السيميائيات وحتليل اخلطاب األديب"مشروع

د سطنبول ناصر . أ :إشراف شاطو مجيلة :إعداد الطالبة جلنة املناقشة

د هواري بلقاسم رئيسا جامعة وهران.أ د سطنبول ناصر مشرفا مقررا جامعة وهران.أ ملياين حممد مناقشا جامعة وهران.د حليمة الشيخ مناقشا جامعة وهران. د

2013 -2012السنة اجلامعية

Page 2: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

رة رسالة ماجستري الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاص

ب

إهداء

أهدي مثرة هذا العمل املتواضع إىل كل عائليت إىل أساتذيت الكرام

تراما وشكراحبا واح

Page 3: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

رة رسالة ماجستري الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاص

ج

كلمة شكر ...هللا احلمد الكثري على نعمه وأفضاله، الذي أعانين على إجناز هذا العمل املتواضع

الذي بث يف نفوسنا حب العلم واملعرفة -أمحد يوسف–الشكر الفذ أتقدم به إىل أستاذي ...ا، وأفدت بنصائحهإىل األستاذ الكرمي سطنبول ناصر، الذي قوم البحث ورعاه منهجي

.فرقاين جازية. كل التقدير إىل من شحذت مهيت، وأحيت إراديت، أستاذيت الفاضلة د إىل كل من علمين حرفا وأسداين نصحا

ألف شكر وتقديرالشكر موصول إىل أعضاء جلنة املناقشة، الذين جتشموا عناء قراءة هذه املذكرة

.ومناقشتها لتقييمها وتقوميها

Page 4: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

رة رسالة ماجستري الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاص

د

مقدمة

Page 5: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة رسالة ماجستري

:مقدمة

تسعى النظريات السيميائية إّىل اإلحاطة جبملة املسائل املستعصية واملتباينة اليت تربط علم اللغة والفلسفة، وعلم النفس، ويف الوقت الذي مشلت فيه السيميائيات جل ميادين البحث واتساع اهتمامها

سر احلديث عن املعىن وتأويالته، فقد تشاكلت املذاهب، بالعالمة، ما زالت الدراسات اللغوية جتد عواختلفت الرؤى حول موضوع علم العالمة، إال أن بعض التيارات اعتمدت طرق معينة قائمة على

فما فتئت أن امتزجت والفلسفة واملنطق وعلم اللغة اليت اعتربت األرضية " بريس"دعاوى الفلسفي .العلمية اخلصبة لظهور علم العالمة

لقد أفرزت التغريات العميقة اليت مشلت الفكر السيميائي طيلة قرن، تصورات ورؤى منهجية تصب يف عمق الداللة وطرق إنتاجها واشتغاهلا وتداوهلا، إال أن هذه التصورات ارتبطت يف عمقها

دد خبلفيات إبستيمية وقواعد خاصة نتج عنها انقسامات متفاوتة يف الرؤى، وهذا ما نلمسه يف تع .جماالا وتنوع اقتراحاا

إننا أمام حتديد املرجعية النظرية للسيميائيات العامة، وتقدمي تلك الرؤى األمنوذجية اليت من .شأا هيكلة خمتلف املفاهيم لنظرية العالمة بالبسط والتحليل والعرض والنقد

قدرا - كاهلا وتداوهلااليت تعد علما يهتم بدراسة متفصل الدالالت وأش - أثبتت السيميائياتعلى اكتناه فضاء النسق األديب واستجالء مكامن داللته اخلفية يف خمتلف النصوص اإلبداعية وقد تبلور بعد صراعات منهجية وقرائية للطرح القدمي مسارا مغايرا أكثر مشولية واتساعا مما كانت تدعو إليه

ة داخل النص إىل البعد التداويل وما ينتج عن تلك السيميائيات احملايثة، فمن انغالق الداللة املترسب .العالقة التواصلية بني النص ومتلقيه

إن دينامية التحول ولزاجة البحث السيميائي، واالهتمام خاصة حبدود الشكل الدال، قاد مبحث الداللة ....السيميائيات إىل استقطاب خمتلف األنساق الدالة، فأضحت املوضة واألثاث والطعام

ى خطى بارث، إال أن احلديث عن الصورة ظل مد وجزر التوجهات، فلم تره على بر فعلي يف عل .السيميائيات

Page 6: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

8

تقوم التصورات اليت ارتكز عليها اخلطاب الداليل على خلفية ابستيمولوجية عكستها نظرة . منهجية أوروبية وأمريكية مع كل من سوسيري وبورس يف إطار نظرية العالمة

العالمة موضوع نقاش سواء من حيث عناصرها أو عالقاا أو تطبيقاا، وألن وال تزال األيقونة أهم عنصر من عناصرها إضافة إىل الرمز والقرينة، ارتأينا أن يعتمد هذا البحث على العالمة

. واصلاأليقونية يف متثيل املعىن وتفاعلها مع الواقع، ودراستها من اجلانب التداويل أي خمتلف مظاهر الت

إىل إبراز " الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيميائيات املعاصرة: "دف مذكرتنا املوسومة بـاألشكال اليت يتجلى ا اخلطاب ودور األيقونة يف توسيع أشكاله، وكيفية نقل هذا األخري إىل اللغة

.التواصلية اإلبالغية ضمن مجاليات الفنون واإلبداع

ن أن يطور أشكال خطابه، وأن يستفيد من كل آلية بيولوجية أو نفسية كيف استطاع اإلنسا ؟الرسالة دون احلاجة إىل اللغة الكالمية مهِفْوي مهفْيأو اجتماعية وجيعل منها لغة إبالغية تواصلية فَ

يف أسهمتإال أن هذه الدراسة اليت تعد حماولة إلدراج مجلة املفاهيم، واملقترحات النظرية اليت الداللية والتداولية، كما تندرج هذه الدراسة يف سياق الكشف عن و العالمة بأبعادها التركيبية ةنشأ

.لأليقونة يف ظروف مقامية حمددة من جهة أخرى ةواإلبالغياخلصائص

إن من معوقات هذا البحث أنه حبث تتشعب مسالكه ضمن تصورات فلسفية وأخرى لغوية، . ، إال أنه اصطدم بصعوبة تفسري القراءة الفلسفية وفهمها"بريس"وهذا ما بلور فكر العامل

ومن األسباب الباعثة على اختيارنا ملوضوع األيقونة وتطبيقاا كونه موضوعا خصبا يتطلع إىل طلب رصيد معريف جديد لترسيخ الفكر البريسي والتساؤالت اليت تطرحها السيميائيات التداولية،

فاهيمها واإلمساك مبعانيها، أما عن تطبيقاا يف املسرح والسينما واإلشهار فسعى إىل االقتراب من مفكانت خطابا هجينا متميزا بني النسقني اللساين واأليقوين، فال هو خطاب أديب، وال هو خطاب

ليشكل كال متكامال يتجسد يف ) الكلمة(علمي، بل هو خطاب اعتمد على مزج الصورة والنص ، باإلضافة إىل قيمة العالمة األيقونية الفنية واعها دف التبليغ، اإلقناع والتأثريمجاليات الفنون بأن

Page 7: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

9

واإلبالغية، وما تضمنته من سلطة يف التأويل والتفسري إىل ضرورة العمل على تطعيم األحباث األدبية لنجد أنفسنا واللغوية مبثل هذه املناهج، خاصة أننا ندرك إهامات البالغة البصرية يف اخلطاب األديب،

.أمام التشكالت األيقونية والتحليل السيميائي البصري على حد سواء

( أما عن األعمال املنجزة يف هذا اال فهي قليلة نذكر منها دراسة جمموعة موGroupe ( يف مؤلفهTraité du sigine Visuel, pour

une rhétoique de l’image .ة اليت الذي اعترب من أهم الدراسات اجلادصاغتها اجلماعة لدراسة أفكار بريس ونقدها أحيانا أخرى، وإىل دراسة آليات التواصل البصري

.وإبالغيته

أما عن الدراسات األكادميية، نذكر منها مذكرة ماجستري واليت تناولت بالدراسة، اخلطاب ، من إعداد "بورس. س. ش السيميائيات التداولية قراءة يف سيميائيات. "األيقوين لكن من زوايا خمتلفة

الطالبة ابن خبلف نفيسة، حتت إشراف الدكتور أمحد يوسف، حيت تناولت دراسة لبعض أما املنهج .بورس. . املصطلحات مثل املشاة واحملاكاة والتمثيل مربزة موقع التمثيل يف سيميائيات ش

أمدنا بآليات ملقاربة اخلطاب الذي قامت عليه هذه الدراسة فهو منهج السيميائيات التداولية الذي . األيقوين يف خمتلف جماالته

ن الطابع التداويل هو اجلانب األساسي للعالمة من حيث عالقتها مبستعمليها، وقدرا على إالتجدد واالنبعاث داخل احلياة االجتماعية، فتختلف وظائفها وتتباين استعماالا، ويف كل عملية

.تأويلية وهذا ما فتح اال أمام عمليات التأويل املختلفةتظهر قيمتها اإلجرائية وال

:ضمن هذه الرؤى املنهجية، برزت أسباب دفعت بنا إىل اخلوض يف غمار هذا البحث

إن السيميائيات علم يرصد تشكل األنساق الداللية ومنط إنتاجها وطرق - اشتغاهلا

Page 8: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

10

مبدأ (بدأ احملايثة أن مبدأ االنفتاح على الدالالت أصبح طرحا جديدا جتاوز م - إىل دراسة النصوص اإلبداعية وفق مقترحات التأويل) االنغالق

: قد أثار البحث عدة إشكاالت حناول اإلجابة عنها يف حبثنا هذا منهاو

كيف ميكن للسان رمزي أن يؤدي عملية إنسانية تواصلية تقوم على إستراتيجية إبالغية جوهرها التأثري واإلقناع؟

عالمة األيقونية ضمن كيان تعاقدي كاللغة؟هل تتأسس ال

ما الذي جعل من الصورة خطابا عامليا مبختلف مواضيعه؟

هل ميكننا التخلي عن اللسان العادي واالكتفاء باللسان الرمزي؟

السينما واإلشهار وما مدى بالغيتها؟ و فيما تتجلى األيقونة يف املسرح

ولكي يثري . به السياق يف ترسيخ تفاعل التأويل والواقعلنلفت النظر إىل الدور الفعال الذي يلعالبحث هذه األسئلة من جديد، ارتأينا أن ينقسم البحث إىل ثالثة فصول، الفصالن األوالن نظريان

.والفصل الثالث تطبيقي، فضال عن مقدمة وخامتة

ما يدل عليه فيدور موضوعه ك" العالمة ورهانات التأويل: "وأما الفصل األول واملوسوم بـالعنوان بعرض أصول النظرية السيميائية وإثراء دراسة األنساق الدالة، كما تناولت آلية إنتاج العالمة

وفقا لإليديولوجية الثالثية والثنائية اخلاصة بكل من بورس وسوسري وما حلق من تأمالت .وتأويالا . وقراءات أملتها مبادئ كل منهما

، ونركز فيه على األيقونة بأبعادها "قراءة يف البعد األيقوين:"عنون بـمث يليه الفصل الثاين املإسهامات التأكيد على التطبيقية فأمجلت فيه بعض املفاهيم السيميائية على اختالف تياراا مع

املقوالت احملورية لسيميائيات بريس يف الكشف عن التمثيل األيقوين ودالليته اخلطابية يف الواقع، فال . ثل األيقونة إال من حيث أا مدركةتتم

Page 9: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

11

وبعدها نعرج على الفصل الثالث التطبيقي ليكون تتوجيا عينيا ملفاهيم البحث، وتصوراته ميادين السيميائيات املعاصرة حبر واسع ال ميكن دراسة تطبيقات األيقونة يف كل وألنالكربى،

مناذج إيضاحية لتطبيقات األيقونة، بوصفهم ر السينما واإلشهاو جماالته، اقتصرنا التطبيق على املسرح .كما أشرنا إىل بعض الفروقات ونقاط االئتالف

إن هذه الدراسة التطبيقية هي حماولة البحث عن مجلة العناصر اليت جتعل من األيقونة خطابا يغ والتواصل، سيميائيا تداوليا بالنظر إىل أشكاهلا الثابتة واملتحركة، وما حتمله من قوة وجودة يف التبل

إضافة إىل ما متلكه من مجاليات فنية قادرة على التأثري واإلقناع سواء كان العمل على املسرح أو .السينما أو اإلشهار

لنسدل الستار على حبثنا خبامتة رصدت أهم القضايا اليت أثريت يف التحليل التداويل املعىن من جهة، ودراسة العالمة األيقونية وبعض والدراسات التأويلية، أمهها الدالالت املفتوحة وإنتاج

تطبيقاا يف اال اإلبداعي الفين من جهة أخرى إىل جانب إسناد دورها التواصلي الفعال إىل البنية . اإلدراكية، ذلك أن التواصل مبين على آليات اإلدراك الذي تؤسس صيغ إنتاج العالمة

ر السيميائيات كوننا ال ندعي اإلحاطة مبا فيها من مل يغرف حبثنا هذا سوى قطرة صغرية من حبحماولتنا جاهدين بتوخي الصدق والدقة، نأمل أن يكون قد حقق قدرا مما من رغم على الدالالت،

. كان يصبو إليه

Page 10: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

12

الفصل األول

العالمة ورهانات التأويل

Page 11: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

13

الفلسفة الرواقية وعامل العالمات

انت بداية الفلسفة الرواقية يف اية القرن الرابع قبل امليالد، وقد اتخذت امسها من ك

مكانا يعمل فيه، وهو ) Zenon" (زينون الكيتوي"الرواق، مبعىن و ذو أعمدة اتخذه

.1مؤسس الفلسفة الرواقية

المات وعلى بالعالمات، من منطلق أن العامل نسق من الع لقد اهتمت الفالسفة الرواقية

اإلنسان إجياد فك سنن هذه العالمات وتأويلها، فحاولوا تسخري اللغة واملنطق لدراسة هذه

العالمات املركبة، واليت حتيل تأويالا إىل تأويل الكون، وذا فإن التصور الرواقي يبدو قريبا من

وظيفة متثيل الواقع التداولية اليت ختتص بتثبيت االعتقادات، وتسند للعقل " بورس"تصورات

يف " بورس"ويشكل بذلك الربط بني اإلدراك والتأويل جوهر الفكر الرواقي، وهذا ما سيتبناه

.فكره السيميائي

لقد توازت الرواقية باملدرسة امليغارية اليت اهتمت باألخالق واملنطق، ولكنها مل تستطع

يالد، وسرعان ما أخذت منها الرواقية مواصلة طريقها يف تطوير املنطق بعد القرن الثاين قبل امل

، حيث اتسم زينونساهم بشكل كبري يف وضع منطق الرواقية بعد أفريسيبوسبريقها، يف حني أن

د بريوت، ،املوسوعة الفلسفية املختصرة، ترمجة فؤاد كامل، جالل العشري، عبد الرشيد الصادق، زكي جنيب حممود، دار القلم -1

.218:ص .ت

Page 12: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

14

املنطق الرواقي بالرتعة االمسية بعدما أنكرت الرتعة الواقعية للمعاين املتبناة يف املنطق األرسطي، إذ

ويسجل املنطق " الفكر والواقع، أي بني العالمة ومرجعها أنّ احلقيقة تتمثل عنده يف املطابقة بني

الرواقي بعض االختالف عن منطق أرسطو حول قضية املقوالت واكتفوا باملقوالت األرسطية

اجلوهر، الكيفية، احلالة والعالقة، وتبعا ملنطلقام الفكرية فقد تعاملوا مع املقوالت تعامال : اآلتية

أما أرسطو فابتعد -اخلاص والعام–ألم اهتموا باالسم 1"أجناسا للكائنامسيا من غري أن يعدوها

.عنه واهتم باملفهوم

انطلق منطق الرواقية من منطق أرسطو فلم يرفضه، إمنا وصفه باألداة اليت تؤمن احلكم

الصحيح وتسهم يف بعث الثقة بالعثور على اليقني يف حترير الفكر، فال يزال املنطق يف املذهب

. رواقي يؤدي دور معيار النظر واالعتبار، وميزان البحث عن احلكم الصحيحال

هو مدخل إىل الفلسفة، فإن الرواقية اعتربته جزء من " أرسطو"وإذا كان املنطق عند

متاثل "، فالعالمة بني املنطق واألخالق والفيزياء )الطبيعية(الفلسفة، إضافة إىل األخالق والفيزياء

ح واملح، أو العالقة اليت تربط يف اإلنسان بني العظام تربط يف البيضة بني القشرة واألالعالقة اليت

لعالمة، منشورات االختالف، اجلزائر، املركز الثقايف العريب، أمحد يوسف، الدالالت املفتوحة، مقاربة سيميائية يف فلسفة ا -1

.33: ، ص2005 -2004، 1املغرب، الدار العربية للعلوم، بريوت، ط

Page 13: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

15

فإذا كانت األخالق هي أساس الفلسفة وروحها، فإن املنطق هو عاصم العقل 1"اللحم والروح

.عن اخلطأ

، اجلدل والبالغة، واجلدل إىل الدال واملدلول: ومن مث قسموا أيضا املنطق إىل قسمني مها

.واملخطط التايل يبني هذه التقسيمات الرواقية

بريس، مذكرة لنيل شهادة املاجستري، جامعة . ابن خيلف نفيسة، السيميائيات التداولية، قراءة يف سيميائيات ش، س -1 .39:، ص2009 -2008فنون، وهران، كلية اآلداب واللغات وال

الفلسفة

األخالق )الطبیعیة(الفیزیاء المنطق

الجدل البالغة

المدلول الدال

یف الرواقیة للفلسفةصنت

Page 14: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

16

لقد اتسمت الفلسفة الرواقية بالرتعة املادية، وهي نزعة تبحث يف األصول ومنتجة للعقل

الرؤية احلسية يف املعرفة العلمية "متبنية بذلك " أرسطو"رافضة بذلك املبدأ الصوري الذي تبناه

الذي طور تشبيههم للنفس جون لوكة اليت وجدت صداها لدى الفطري ومعادام لألفكار

فاإلنسان يولد صفحة بيضاء ويكتسب من الواقع ما حيتاج إليه من أشياء 1"بالصفحة البيضاء

.ومسميات، وهذا املذهب جنده يف املدارس اللسانية اليت تؤمن أن ال شيء إمنا مكتسب

حساس، وال شأن للتصور أو التخيل يف معرفة كما جمد الرواقيون العقل الذي يعد منبع اإل

املوضوعات، فاملعرفة ال تتم إال عن طريق اإلحساس، وهذا جتسيد ملبدأ احلسية لدى الرواقيني، فإذا

العقل هو القوة اليت تتيح الكشف عن األسباب والتنبؤ "كانت احلواس هي أساس املعرفة فإن

.28: أمحد يوسف، الدالالت املفتوحة، املرجع السابق، ص -1

Page 15: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

17

وبذلك فإن دور العقل ال يقل أمهية عن دور احلواس يف 1"بالنتائج، كما تتيح ربط األفكار باملعاين

.الكشف عن احلقيقة، فال قيمة للعقل يف غياب التمثالت

وبناء على ما سبق، يتبني جليا أن الرواقيني اهتموا باحلقيقة اهتماما بالغا، فحددوا العقل

وصفهم "لعل كمصدر للحقيقة، ووضعوا قوانني خيضع هلا العقل لتجنب الوقوع يف اخلطأ، و

لنسقهم الفلسفي باحلقيقة املطلقة هو الطريق الذي جعلهم يعتقدون أم أشياع احلقيقة اليت ال يقني

من خالل مطابقة اإلدراك أو التمثيل للواقع، فاإلجراءات املنطقية للعقل هي الوحيدة املوثوق 2"هلا

.ا ألا برهنة على ما هو صحيح

لشرطي يف تصور احلكم، فقيمة القضية يتوقف على الشرط لقد أسند الرواقيون املنطق ا

سواء كانت األحكام متصلة أو أحكام منفصلة، وهذا خيتلف عن التصور األرسطي الذي انطلق

من ثنائية الصدق والكذب ومدى صدق العبارات املقولة من كذا، ولكن ما هو جدير بالذكر

اطي ينطلق من القضايا املركبة اليت هي التزام قضيتني أن الرواقيني وصفوا املنطق على أنه نسق استنب

على األقل تربط بينهما عالقة منطقية ومن نزعتهم االمسية اليت أنكرت التصورات واملفاهيم الكلية

.واهتمت باألفراد واألشياء حماولة بذلك احلد من استعمال أو توظيف املفاهيم الكلية

ى جمموعة اخلصائص اليت تربط فيما بينها ضمن لقد اعتمدت األحكام عند الرواقيني عل

قواعد معينة وحمددة، حيث تظهر العالقة إلزامية منطقية بني املوضوع وخصائصه، وبذلك فقط

. 40: ابن خيلف نفيسة، السيميائيات التداولية، املرجع السابق، ص -1 .27: أمحد يوسف، الدالالت املفتوحة، املرجع السابق، ص -2

Page 16: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

18

كان القياس والربهان يسيطر على الفكر الرواقي، وليس هذا ميشا للمنطق األرسطي الذي اعتمد

.ألحكام يف إثبات معطيات اإلدراك احلسي املباشرعلى األحكام العلمية، إمنا اعترافا بدور هذه ا

البشرية إسهاما يف حتقيق وتطوير الفكر، ولعل الفلسفة مالبد أن لكل طور من أطوار تقد

الرواقية اليت تفردت باملنطق، تعد أوىل اللبنات يف التفكري السيميائي وتطويره، فنظرية العالمة اليت

هي منطلق املنطق الرواقي قدميا، فقد كان هلا السبق يف أن هي أساس التفكري السيميائي احلديث،

تكون هلا قدم راسخة يف تاريخ التفكري السيميائي القدمي كما مجعت بني نظرية العالمة ونظرية

.الربهان

إن العالمة ظاهرة ترتبط منطقيا بظواهر أخرى، فيبين الرواقي أحكامه املنطقية وفقا

السابقة يتيح لنا معرفة الظواهر الالحقة، وهذا االنتقال من حالة الغيبية لالستدالل، فإدراك الظواهر

، ويف خضم احلديث عن منطق الشرطيات يف بورسإىل حالة احلضور جند معامله يف سيميائية

الرواقية، ظهرت حدود نظرية العالمات وإسنادها إىل القياس الشرطي الصحيح كان دف التأكيد

فالرواقيون مل يروا يف الربهان "املنطقية بني العالمة والشيء الذي تدل عليه، يةااللتزامعلى العالقة

ومنها ما يعرف عند الرواقيني بالعالمات األعراضية يف اال الطيب، واليت تعد لغة ،1"سوى عالمة

مع ومن هنا ميكن القول"املرض، وهي تتمثل يف العالقة العلية بني األعراض الدائية ونوع الداء،

، 1983، 1رومانية، ترمجة جورج طرابيشي، دار الطليعة، بريوت، طبراهيه إمييل، تاريخ الفلسفة، الفلسفة اهللنيسيتية وال - 1 . 60: ص

Page 17: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

19

، 1"بأن املنطق الرواقي قائم على أساس نظرية العالمات وال سيما يف نظرية الربهان" بروشار"

وذلك لالرتباط املنطقي االلتزامي بني العالمات واألشياء اليت تدل عليها حسب التصور الرواقي،

كون حبيث ت) غ(توجد ) ع(إذا كانت : حبيث ميكن أن يعرب عن هذه القضية على النحو اآليت

).غ(و ) ع(هناك عالقة إلزامية بني

لقد صاغ الرواقيون نظرية العالمات من منطق الشرطيات مرورا بالعالقة االلتزامية، إال أن

العالقة ال ميكن أن تتحقق دوما باحلواس، ألن املعرفة ال تتم باحلواس فقط، إمنا هناك موضوعات

ها إال إذا استدلّ عليها بالعالمات، فانتقلوا غري مدركة باحلواس وهي اليت ال ميكن التعرف علي

بذلك إىل معاينة الوقائع لبلوغ املعىن، كما اهتموا سابقا بالعالمات القرينية اليت ترتكز على العلة

القائمة بني العالمات واألشياء، فالعرق مثال دال على وجود مسامات يف اجللد، والدخان دال على

.وجود النار

لعالمات إىل قسمني، عالمات كلية وعالمات خاصة، فأما العالمات صنف الرواقيون ا

الكلية فهي اليت تشترك مع عالمات أخرى يف نفس العلل، كاحلمى مثال عرض دال على أمراض

خمتلفة، وأما العالمات اخلاصة فهي القادرة على الداللة املباشرة، فال تشترك مع غريها فيه، وبذلك

المات يف بناء نظريتهم االستداللية، حيث أن املوضوعات غري املدركة استند الرواقيون على الع

إىل الرتوع حنو تستدعي تعيني حاالت مبهمة انطالقا من حاالت معلومة، وهذا ما دعا الرواقيون

.36: أمحد يوسف، الدالالت املفتوحة، املرجع السابق، ص - 1

Page 18: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

20

العلوم الفنون اليت تتجسد فيها عليات منطقية تربط بني معطى وغائب للوصول إىل معرفة علمية

ليتعني ... نجيم يصطنعان واقعات حاضرة كأعراض املرض وحال السماءفعلم الطب وفن الت"

، فال تأيت املعرفة إال من خالل استحضار عالمات دالة واليت 1"واقعات غري مشهودة كسن الوفاة

. ميكنها أن تستحضر هذه املوضوعات إىل عامل الوجود

:ةأصول النظرية السيميائي

ي عرف قبل اللسانيات منهجا اهتم بدراسة اللغة ذاملنهج الفيلولوجي ال لقد كان

كوسيلة وليس كغاية، فهو ينطلق من املكتوب ويقصي املنطوق، فانتقل بذلك إىل إدراك أمهية

التحرر من املنهج التارخيي ومن دوسوسري املقارنة بني اللغات البشرية وتصنيفاا، يف حني حاول

رنة اليت مل تتمكن من بناء علم لساين دقيق، ويف ظل هده الصحوة ظهرت الفيلولوجيا املقا

.اللسانيات كمنهج اعتمد على اللسان كموضوع واقعي

اآلين( لقد اعتمدت لسانيات دوسوسري على ثنائيات قائمة على أساس التقابالت أمهها

إال أنه تنبأ إىل أن ) االستبدايل/ ي الترابط(، )املدلول/ الدال (، )الكالم/ اللسان(، )التارخيي /

لك ألن السلسلة ذ، فاعتمد اآلنية وتهاودراس هااجلانب التارخيي لدراسة اللغة لن خيدمه يف تطوير

التارخيية للسان ال تضفي عليه جانبا من اخلصوصية، وهنا يتجلى لنا األفق املعريف الذي تكون من

.160: ، ص1971مصرية، القاهرة، عثمان أمني، الفلسفة الرواقية، مكتبة األجنلو - 1

Page 19: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

21

نطق تطبيق الطريقة العلمية يف دراسة اللغة، واليت يبدأ خالله الطرح السوسريي الذي اهتم أساسا مب

.وصفها يف إطار زمين حمدد، ومنقطع عن أي اتصال بالتاريخ

بإشكاليةإىل حماولة بناء علم بعيدا عن اجلدليات الفلسفية املتعلقة دوسوسريكان يهدف

وهرية للسان البشري، لذلك فإننا أصل اللغة واستكشاف القوانني الضمنية اليت تتحكم يف البنية اجل

على العامل الذي دوركامي ويتينتأثريات علم االجتماع مع " السوسريي"نلمس من خالل الطرح

.جنده يرتكز على مصدر اللغة االجتماعي اليت ال ميكن هلا أن تتشكل يف ذهن الفرد الواحد

من العالمات، هذه ابوصفه نسقلقد كان ملفهومي النسق والقيمة دور يف دراسة اللسان

العالمات اليت تأخذ قيمتها من خالل تباينها مع عالمات أخرى مغايرة، إذن فاللسان أيضا مبين

توي فقط على حيال يتضمن األفكار أو األصوات اليت تسبق النسق اللساين بل "على التباينات ألنه

ين أن فكرة العالمة أو مادا الصوتية ليست ا النسق مما يعذتلك التباينات املفاهيمية الناجتة عن ه

1"ه العالمة من عالمات أخرىذمهمة بقدر أمهية ما حييط

على التحليل الصويت كما كان احلال سابقا إذن فاملنهجية اجلديدة لوصف العالمة ال تقوم

مبعىن ؛يب عالمات خمتلفةأو املادي النفسي، إمنا تتعلق بتلك التباينات املختلفة اليت متكن من ترك

.أن العالمات تستقي قيمتها من وضعها داخل شبكة من العالقات القائمة بني باقي العالمات

1- Ferdinand De Saussure, cours de linguistique générale, 5ème Edition, Payot, Paris, 1962, p : 166.

Page 20: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

22

آفاقا معرفيا جديدا كان االنقالب املنهجي الذي عم معظم املباحث " دوسوسري"لقد أسس

ودليفي ستراوس من العلمية واالجتماعية واإلنسانية خاصة األنتروبولوجية اليت استفادت مع كل

التجربة اللسانية والنموذج اللساين، والذي حول الدرس األنتروبولوجي من ميدان التحليل

الفلسفي إىل ميدان التحليل البنيوي الوصفي الذي يستهدف األنساق الكامنة وراء الظاهرة

اسات اللغوية يف منهجه حني حاول االبتعاد عن منهج الدر دوسوسرياملدروسة، وهذا حقا ما فعله

.نذاكي آالتقليدية ذات املنظور التطوري التارخي

إن مشكل املصطلح كان عائقا حقيقيا آنذاك لدى الدارسني وهذا ما سنلمس عند

، ويبدو من خالل ما سبق )اللغة –اللسان –الكالم (يف حتديده للثنائيات التقابلية دوسوسري

لسان مهمال الكالم بالرغم من تالزمهما، وبذلك فإن فصل تركيزه يف لسانيته على ال ،الذكر

اللسان عن الكالم هو فصل االجتماعي عن الفردي، أي فصل للضروري عن املالئم، أو باألحرى

، فاللسان ذاكرة مشتركة بني املتكلمني اليت متارس عليهم قوة 1"عن احملقق االفتراضيفصل

ال ميكن للفرد أن يغريه، وإذا حاول القيام بذلك فإن و) السن العام(حضورية، فهو ملك للجماعة

التصرف اإلرادي "اتمع سريفضه، أما الكالم فهو فردي، فاإلنسان حر يف استعمال السنن فهو

.2"والعاقل للفرد

1 - Ferdinand De Saussure, op cit, p.30-31. 2 - Ferdinand De Saussure op cit., p.30.

Page 21: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

23

ن العالقة بني اللسان والكالم تالزمية، يستدعي أحدمها األخر، ألن اللسان قبل كل شيء إ

" زمن، إذن فالكالم اجناز فعلي للسان يف الواقع وهذا ما يربر حتديد ديسوسريممارسة الكالم عرب ال

، لقد طور 1"للسان بوصفه كرت وفرته ممارسة الكالم للذوات اليت تنتمي إىل اجلماعة نفسها

مفهوم اللسان بوصفه نسقا من العالمات اليت تعرب عن األفكار، وهو بذلك يتجاوز دوسوسري

ي ينظر إىل اللسان نسقا لتسميته األشياء فحسب، ويؤكد على اجتماعية الطرح الكالسيكي الذ

الذات إمنا نتاج اجلماعة اليت سامهت يف تكوين إبداعاللسان وفردية الكالم، فاللسان ليس مع

.نسقها من املمارسة الكالمية

, ومارتينيه جاكبسون،ومع ظهور علم الفونولوجيا قدمت أحباثا كثرية مثل أحباث

للسان، فوضعت احملاور سوسري يف تأسيس هذا العلم منطلقا من التعريفات بورت سكوي،وترو

:الكربى هلذا البحث أمهها

.االعتماد على العالقات املوجودة بني األلفاظ يف حتليله) ا

.والنظام الذي تنضبط وفقه بنية العالقات اللفظية ) système(أخذ مفهوم النسق ) ب

1 - Ibid. p.30.

Page 22: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

24

منعطفا مميزا يف هذه الدراسة وهو من N- Chomsky ) ( لتشومسكي لقد كان

أسس اللسانيات التوليدية فكان لعلم النفس أداة إجرائية يف فهم الظاهرة اللغوية أي كما لو أن

.الشخص املتكلم خيترع نوعا ما لغته كلما تكلم، ولقد كان من بني من وافقوا على إقصاء الكالم

نعاش احلركة النقدية املعرفية من خالل حديثه عن يف إ دوسوسريلقد سامهت أحباث

أن اللسان " العالمة، كما أننا نستشف من خالل تقدميه للسان منهج ومولود جديد حيث يرى

نسق من العالمات املعبرة عن أفكار، وهو بذلك شبيه بأجبدية الصم والبكم، بالطقوس الرمزية،

ه يعد أرقى هذه األنساق، ومن هنا تأيت إمكانية وبأشكال اآلداب واإلشارات العسكرية، إال أن

البحث عن علم يقوم بدراسة هذه العالمات داخل احلياة االجتماعية، وميكن أن نطلق على هذا

العلم السيميولوجيا، وستكون مهمته هي التعرف على كنه هذه العالمات وعلى القوانني اليت

ال نستطيع التنبؤ بالشكل الذي سيتخذه إننا نسجل حتكمها، ومبا أن هذا العلم مل يوجد بعد، فإننا

فقط حقه يف الوجود، ولكن اللسانيات سوى جزء من هدا العلم، وسنطبق قوانينه اليت سيتم

يبشر مبيالد علم جديد يدرس حياة العالمات دوسوسري، إن 1"الكشف عنها على اللسانيات

روعه، أال وهو السيميولوجيا داخل احلياة االجتماعية وستشكل اللسانيات فرعا من ف

)sémiologie.(

. 06: ، ص2005، سوريا، 2سعيد بنكراد ، السيميائية، مفهومها وتطبيقاا، دار احلوار والنشر والتوزيع، ط -1

Page 23: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

25

إن احلديث عن تأصيل السيميائيات يف احلقيقة هو تتبع املرتكزات اليت قام عليها الدرس

السيميائي يف اخلطاب النقدي املعاصر، وصوال إىل طريقة تشكل املعىن يف اخلطابات املتنوعة، ذلك

الدرس السيميائي يسعفنا يف إدراك التحول الذي عرفته أن استيعاب األبعاد املعرفية اليت استند إليها

.النظرية

ولذلك ال بد من إبراز دور الكثري من الباحثني يف التأسيس واحتضان الفكر السيميائي من

أمثال، إميل بنفنست، باملسيلف، جون مارتيين، أمربتو إيكو، روالن بارث، جوليا كريستيفا،

املبحث السيميائي يعود إىل بداية القرن العشرين، أين كانت إال أن لبنات. وغريهم...غرمياس

الوالدة مزدوجة أوروبية مع ديسوسري وامريكية مع شارل سندرس بورس، يف جانب اللغة دون

فإن مصطلح sémiologieوإذا كان مصطلح السيميولوجيا اجلوانب األخرى،

و فقد استوعب كل مع بورس وغريه أمثال بارث وإيك Sémiotiqueالسيميوطيقا

اخل...ااالت اليت أسقطت من سيميولوجية سوسري مثل املوضة، الديكور

لقد ارتبط مصطلح السيميائية مبفهوم املنطق عند بورس، وهذا ما حدد مضمون عمله

، يسعى إىل معاجلة العالقة اليت تقيمها 1"فاملنطق بوصفه امسا آخر للسيميائيات"بشكل دقيق،

وعاا وكشف الصادق منها والكاذب، ولعل ما أقره جريار دولودال العالمات مع موض

Gerard deledalle لتفادي مشكل املصطلح هو دجمهما يف مشروع يهدف البحث عن

1 - Peirce, ch.s. Ecrits sur le signe, rassemblés, traduits et commentés par Gerard deledalle, édition du seuil, paris,1978, p 120.

Page 24: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

26

فنطلق على السيميائيات ما يطلق عليه يف فرنسا اسم مصطلح السيميولوجيا، ولكي نكون " املعىن،

ورس يف األدلة، والسيميولوجيا من جهة أخرى نظرية أكثر وضوحا، نقول إن السيميائية نظرية ب

، غذا كانت سيميولوجيا سوسري مدرجة ضمن علم النفس االجتماعي ...سوسري يف األدلة كذلك

. 1"فإن سيميائية بورس تندرج حتت علم املنطق(....) أو علم النفس العام

وجية، فإن املنطلقات االبستيمول وعلى الرغم من اختالف التسميتني واختالف

، أي أنه علم 2"السيميائيات سيشيع عند املؤسسني معا حالة وعي معريف جديد ال حد المتداداته"

شامل جلميع العلوم، وال جيب الوقوف كثريا يف اادلة بني املصطلحني، وال جيب اعتبارمها شيئني

ص واالهتمام ، إمنا ينبغي الوصول إىل حتليل مجيع النصوGrimasخمتلفني يف نظر غرمياس

مبجاالا التطبيقية، أما عن املشكل االصطالحي، فقد فصلت فيه اجلمعية العاملية السيميائية عام

.، وتبنت مصطلح السيميائية1969

إن اإلشكال االصطالحي الذي عرفته التوجهات السيميائية والذي جتاوزته املدرسة الغربية،

واختلفت التسميات من سيمياء وعلم العالمات مازالت آثاره يف العامل العريب، فقد تشعبت

عبد امللك مرتاض، . والدالئلية والسيميولوجية والسيميوطيقية عند خمتلف السيميائيني، أمثال د

اخل، إال أن هذه التسميات وإن اختلفت يف شكلها، فإا ...عادل فاخوري، عبد السالم املسدي

1 Ibid. p 212.

شر قدور عبد اهللا الثاين، سيميائية الصورة، مغامرة سيميائية يف أشهر اإلرساليات البصرية يف العامل، دار الغرب للن -2 .76، ص 2004والتوزيع،

Page 25: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

27

أن السيميولوجيا تصور نظري يعىن 1احلمداويتالقت يف جوهرها، ويذكر بذلك الدكتور مجيل

باملبحث اللساين البنيوي والذي يعد مرتكزا أساسيا للبحث السيميائي احلديث، أما السيميوطيقا

فهي إجراء حتليلي وتطبيقي يبحث عن املعىن من خالل تفكيك وتركيب النص، وذلك لتحديد

. العالقات الرابطة بني عناصره وتشكيل املعىن

:نساق اللفظية واألنساق غري اللفظيةاأل

وأن "ال ميكن الفصل البتة بني التواصل والداللة ذلك مبوجب أن كل تواصل حيمل معنا،

يفترض نسق داللة كشرط ضروري ... كل فعل تواصلي موجه إىل كائنات إنسانية أو حمقق بينهما

هي مبثابة تواصل ضمن املنظومة ، ويف هذا السياق ميكننا أن نعد كل السلوكات اإلنسانية 2"له

عملية تواصلية هي تبادل الدالئل بني مرسل ومرسل إليه، داخل سوق "االجتماعية، وأن كل

، فقد وجد اإلنسان ومعه جمموعة من 3"إن املعىن ال يتحدد ما مل نتواصل... لفظية أو غري لفظية

من التعايش معها، فأوجد لنفسه طريقة ، وكان ال بد عليه )االجتماعية(األشياء الطبيعية واملصطنعة

للتواصل من بينها اللغة، وبذلك فإن األنساق اللغوية أو األنساق غري اللفظية يف عالقة تبادل وتأثري

. لتأدية الوظيفة الداللية

:ينظر احلمداوي مجيل، مدخل إىل املنهج السيميائي، املغرب، على املوقع التايل -1

http://www.arabicnadwah.com/articles/madkhal-hamdaoui.htm. 2 - .Eco- Umberto, La structure absente, introduction à la recherche sémiotique, Mercure de France, 1982, P.09.

.16: ص، 1987مبارك حنون، دروس يف السيميائيات، دار توبقال للنشر، املغرب، -3

Page 26: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

28

إنّ األنساق الداللية اليت نصوغ من خالهلا جتاربنا وعاملنا وأفكارنا هي يف احلقيقة حصيلة

إيكو أمساها باألنساق الداللية االجتماعية، أما روسي النديتمع، حىت أن العامل حقل الثقافة وا

: 1فرياها وحدة ثقافية، وقسم مبارك حنون األنساق الداللية إىل ما يوضحه املخطط التايل

.23-22: ص.املرجع نفسه، ص - 1

أنساق داللیة أنساق داللیة طبیعیة اجتماعیة

غیر مؤسسیة -من إنتاج الطبیعة-

مؤسسیة من إنتاج عمل اإلنسان

أنساق داللیة اجتماعیة لفظیة

أنساق داللیة تماعیة غیر لفظیةاج

أنساق داللیة عضویة )أوضاع الجسد -الشم -اللمس(

أنساق داللیة أداتیة ...)عادات -ألوان –ثیاب (

ةـــاق الداللیـــــاألنس

تقسیم األنساق الداللیة

Page 27: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

29

إمنا سننها أما األنساق الداللية االجتماعية غري اللفظية فهي اليت ال تعتمد على اللفظ كسنن

أشياء أخرى توجد يف الطبيعة قبليا واإلنسان أسند إليها دالالت خاصة أو أنه أنتجها لغايات

أن العمليات الثقافية من أقلها إىل أكثرها تعقيدا إيكوأخرى بوصفها نسق داليل، يف حني يرى

ل جزء من التفاعل تشك 1هي أساس تقسيم األنساق الداللية باعتبار أن مجيع األنساق أنساق ثقافية

يف حياتنا االجتماعية، إذن فأي صنف األكثر متيزا ؟

إلظهار أسبقية اللغة روسي الندي وبارت لقد أقيمت اادالت من بعض العلماء أمثال

2"شبيه بقول أسبقية اهلضم على التنفس" على مجيع األنساق الداللية األخرى إال أن هذا القول

ا، فكيف نفسر تعامل اإلنسان واحليوان يف فترة ما قبل اللغة، فقد فإذا كان هذا القول صحيح

وجدت األنساق الداللية قبل وجود اللغة، ذلك لتعايش اإلنسان مع طبيعته ومع غريه، إال أن

.اكتشاف اللغة تكيف مع الوضع واستعملت كغريها من األنساق

1 - voir Eco- Umberto, La structure absente, op cit p19.

.32: مبارك حنون، دروس يف السيميائيات، املرجع السابق، ص - 2

Page 28: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

30

ق الداللية األخرى وال هيمنة هلا ويف احلقيقة أن اللغة يف عالقة تبادلية بينها وبني األنسا

، وأما األنساق غري 1"إن تطور اللغة ومنوها رهني مبا توفره هلا تلك األنساق غري اللفظية"عليها،

، مبعىن أن هلذا 2"تطابق اللغة وقد ختتلف عنها اختالفا بينا" اللفظية فإا ذات قواعد حمددة قد

.للغةالنوع من األنساق دالالت دون االستعانة با

ولعل سبب هذا اجلدال يف هيمنة نسق على آخر هو أن اللغة كان هلا فرصة العناية قبل

األنساق غري اللفظية، فكانت جل الدراسات األوىل تتمحور حول اللغة، وقواعدها، تركيبها

ا،وقد درٍودالالباقي األنساق وبذلك استحوذت على تفكري اإلنسان مقارنة معت بشكل أمثل س

الدراسات اللغوية، تهاشمه هوداته، لكن مع زيادة احتياجاته التفت اإلنسان إىل أنساق أخرىوجم

لكن حان الوقت لتأخذ قسطا من الدراسات، وإذا كانت اللسانيات تدرس النسق اللساين، فإن

.كانت لتدرس أنساقا أخرى غري لسانية، اليت تدخل ضمن احتياجاتنا اليومية تالسيميائيا

ارت إنتاج املعىن باللغة أيضا ذلك أن مجيع األنساق التواصلية هي من نسق اللغة ويربط ب

متفرعة عن اللغة املنطوقة ... إن أنساق التواصل األخرى اخلطية واإلشارية واملرئية" اللفظية

.وبذلك فإن اللغة وسيط دائم بني النسق غري اللساين واملعىن 3"وتفترض وجود اللغة

.35: ، صاملرجع نفسه - 1 .35: املرجع نفسه، ص - 2

3 - Benveniste .E, Problèmes de linguistique générale I, 1966, Gallimard, Paris, P28.

Page 29: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

31

فإن هذه االفتراضات ال متنعنا من اقتراح افتراض افتراضبارت جمرد وإذا كانت أطروحة

، لكن بارتخمالف له يف أن هناك عالقة قائمة بني اللغة وباقي األنساق األخرى ليس كما ذكرها

من منطلق أن هناك ما ال ميكننا االستغناء عنه من رسومات، صور، ومتثيالت يف كتب الرياضيات

، وهنا تكمن العالقة التكاملية، فاملهندس ال يستطيع أن يستغين عن وغريها...والكيمياء واهلندسة

رسوماته وختطيطاته يف وصف موضوعه، وبذلك نضع نسق اللغة يف مكانه السيميوطيقي املناسب،

، فللغة نسبة من الداللة يكملها النسق غري 1"فهو حيتل املرتبة األوىل دون أن حيتكر الداللة مبفرده"

.اللفظي

معظم جماالا إيكولقد كان هدف السيميائيات دراسة كل األنساق الدالة، وقد عرض

وهذا ما ترتب أيضا 2،...كعالمات احليوانات، وعالمات الشم واللمس واملذاق، البصر واألزياء

إن أصل كل عالمة هو مبدأ التشكّل، ولكن أصل "للعالمة عبد السالم املسديعن تعريف

السمع، اللمس و ورة حسية تدرك عرب إحدى قنوات احلواس اخلمس من البصرالتشكل هو توفر ص

الشم والذوق، فإذا ارتبطت هذه الصورة احلسية باصطالح معني بني األفراد املشتركني نشأت و

، أي أن الصورة هي دغدغة للمشاعر من خالل ما حتدثه من حوار بني حاسة البصر 3"العالمة

.والدماغ يف إحداث االنفعال

. 136: ، ص1998، 13العماري حممد، الصورة واللغة، جملة فكر ونقد، املغرب، العدد - 1

2 - Eco Umberto, La structure absente, Opcit, P.14. : املسدي عبد السالم، ما وراء اللغة، حبث يف اخللفيات املعرفية، مؤسسات عبد الكرمي بن عبد اهللا للنشر والتوزيع، تونس، ص -3

53.

Page 30: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

32

:العالمة

العالمة كيانا واسعا قاعديا لفهم مجيع العلوم، وإن اختلفت تعريفاا من باحث تعترب

آلخر، إال أا تبقى مفهوما تتفاعل داخله مجيع احلقول الفكرية والعلمية، ال سيما السيميوطيقا،

العالمة وأن ما اليت ارتبطت منهجيا بدراسة العالمات وفقا لعالقاا فال ميكن أن نفكر مبعزل عن

ال يدرك ال وجود له يف نظر بورس

يف تعريفه للسيميولوجيا على نفس األنساق اللسانية اليت تبناها يف دوسوسريلقد استند

، إال أنه محلها دراسة العالمات غري اللسانية ضمن االعتباطيةاللسانيات كاللسان، الدال، املدلول،

العلوم والتخصصات مادامت موضوعاا عالماتية التكوين ثقافة اتمع، فتميزت باختراقها كل

1.وداللية الوقائع

مفهوم العالمة من العالقة اليت جتمع بني الشيء واالسم إىل ثنائية دوسوسريلقد استبدل

أمشل ااملفهوم والصورة السمعية مث إىل عالقة االعتباطية بني الدال واملدلول، ذلك ألنه رآه مفهوم

عريفات األخرى، إال أن تعريف العالمة هذا لقي الكثري من االعتراضات من طرف وأعم من الت

معىن "يف كتاما ريتشاردزو أوجدن بني هؤالءمن وعلماء اللغة ألنه يقصي من منهجه الواقع

اللذان يعترضا على نظرية العالمات the meaning of meaning"املعىن

حنون، دار إفريقيا . الويل، م. العمري، م. ، ممحداين. ح: مارسيلو داسكال، االجتاهات السيميولوجية املعاصرة، ترمجة -1

.75: ، ص1987الشرق، املغرب،

Page 31: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

33

مات وعامل املوجودات يف الواقع أي أغفل شيء مهم جدا عند دوسوسري ألنه فصل بني عامل العال

. منها وهو املرجع الذي توحي إليه العالمة، وبذلك ابتعدت يف رأيهما عن التحصيل العلمي

إن العالمة يف نظرمها ثالثية املبىن ويبين هذا النموذج إجراء حتليلي للعالمات ينطلق من

:مستويني مها

) D.S(املدلول مستوى عالقة الدال ب - أ

مستوى عالقة املدلول باملرجع - ب

بني الدال واملدلول اليت طرحها االعتباطيةالذي تعرض إىل العالقة بنفنستمث جند طرح

ويرى أنّ هذا األخري قد توهم أو أخطأ يف هذا الطرح ألن االعتباطية يف رأيه جتمع بني دوسوسري،

بني نوعني من 1بنفسترجع، أما السببية التالزمية فعالقة بني الدال واملدلول، وذا ميز الدال وامل

دون -ثنائية املبىن من دال ومدلول- األنظمة، فكان البعد األول ما يوافق تعريف ديسوسري للعالمة

1 - Voir :Benveniste Emile, Problèmes de linguistique générale, Op Cit. p :44

دال

مدلول

مرجع

لسانیات دوسوسیر فلسفة ولسانیات

Page 32: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

34

، )مدلول(م والنغ) دال(فالنوتة املوسيقية مثال، النوتة ) بنية مغلقة(جلوئها إىل شيء خارج نفسها

دون أن تشري إىل شيء يف الواقع اخلارجي، أما البعد الثاين فهو البعد الداليل السيميائي وهو ثالثي

) بنية مفتوحة على العامل اخلارجي(مشار إليه، وهو ما يوافق التعريف الثاين -مدلول –البنية، دال

. بينها أفراد اتمع

فاستطاع أن ينتج خطا ظاهراتيا يسمح رس بو أما الفيلسوف األمريكي شارل سندرس

قد قسم العالمة وفق مراتب الوجود ل ،1"بتسويغ فكرة البحث يف داللة إدراك الظواهر الطبيعية"

ومساها على –الثالث و ليس أربعة كما جاء عند أبو حامد الغزيل يف كتابه املعيار يف فن املنطق

والثانيانية تتمثل يف املوضوع ) représentèment(الترتيب األوالنية ومتثل املمثل

)objet ( والثالثانية ومتثل املؤول)interprétant. (

ولقد ارتكزت فلسفة بروس على ثالثة أنواع من املقوالت اجلوهرية يف بناء الداللة وهذا

كول الرياضي نتيجة نزعته الرياضية املنطقية القائمة على االستدالالت، فكان ينساق وراء الربوتو

القائم على أساس عددي، وعلى هذا األساس تتعلق املقوالت ببعضها البعض وفق عالقة استلزامية،

الوعي " فهي ال تربط بأي سابق إا األوالنيةتستدعي كل مقولة وجود سابقتها ما عدا املقولة

جود أويل مسبق دون أي وجود هذه العالمة ال يربط بأي شيء آخر، فاحلمرة مثال هلا و 2"املباشر

1 - Eco Umberto, La structure absente, Op cit, P23. 2- Peirce. C, S, écrits sur le signe,op cit p76.

Page 33: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

35

ال حتيل على أي شيء وال يستلزمه أي شيء "ارتباطها بسابق، وقبل وجود أي شيء أمحر، فهي

"1 .

ومتثل عامل الوقائع وعامل املوضوعات اليت يرتبط وجودها بردود أفعال خام، وهو : الثانيانية

" بروس أا مقبولة ما ال ميكن أن يكون إال يف وجود األول فهو يتحدد ويترشح به، ويصفها

.2"التجربة والصراع والواقعة

وهي ) Nécessitants(فيسمي بورس موضوعاا بالضروريات : أما الثالثانية

ما تربط األول بالثاين وتنسج بينهما عالقة

أول : إن هذه املقوالت الثالث، تشري إىل سريورة إدراكية، صاغها بورس على النحو التايل

إمكان فقط، أما الثاين فهو وجود خالص والربط بينهما ال "فاألول .ثالث حييل على ثان عرب

ميكن أن يؤدي إىل إنتاج إدراك أو خلق تواصل دائم، إن اإلدراك والتواصل ممكنان فقط من خالل

إدخال عنصر ثالث حيول العالقة بني األول والثاين من الطبيعة العرضية واللحظية إىل ما يشد هذه

. 3" بعضها البعض من خالل قانون الفكاك منهالعناصر إىل

1 - Peirce. C, S, écrits sur le signes, opcit p : 72. 2 - Ibid. p 92-97

س بورس، املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، املغرب، .سعيد بنكراد ، السيميائيات والتأويل، مدخل إىل سيميائيات ش - 3 . 48، ص 2005، 1بريوت، لبنان، ط

Page 34: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

36

ومن خالهلا أيضا أسس مفهومة للعالمة وبناها على الطبيعة الثالثية أيضا نتيجة خللفيته

الفلسفية الرياضية فتجده يصف كل عالقة تتجاوز أبعادها الثالثة ميكن أن ترد وختتزل إىل العالقة

أعداد كافية من الناحية الرباغماتية وضرورية من الناحية والثالثة هي واالثنانفالواحد . "الثالثية

إا متثل جتربة إنسانية متضمنة األفعال واملعتقدات 1"املنطقية من أجل إنتاج عالقات الائية

.والشكوك واليقني

أن جيعل للعالمة تعريفا حمددا، زيادة على تقسيماته وتفريعاته هلا، واليت بورس لقد استطاع

بسطت الدراسات السيميائية، وأصبحت ركيزة كل درس منهجي فهي وحدة غري قابلة لالختزال

إمنا عرفها أن العالمة أو املمثل ينوب عن شيء يعوض شيء آخر معينا بالنسبة 2يف عنصرين

لشخص ما معني وفق طريقة معينة، معناه، أا ختلق يف ذهن هذا الشخص عالمة معادلة أو عالمة

للعالمة األوىل، Interprétantطورا منه، وتسمى العالمة اليت تنتج باملؤول أكتر ت

، وهي ال تعوض املوضوع من كل Objetوالعالمة تنوب عن شيء معني وهو موضوعها

représentationاجلهات بل بالرجوع إىل نوع من الفكرة اليت هي أساس املمثل

واليت (املوضوع واملوؤل –الث ركائز هي املمثل ومن هنا فإن العالمة عند بورس تقوم على ث 3"

).متثل يف جمموعها السيميوزيس

.134: صالسابق، أمحد يوسف، الدالالت املفتوحة، املرجع -1 . 61: سعيد بنكراد، السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاا، املرجع السابق، ص -2

3 - Peirce. C, S, Ecrits sur le signe, Opcit, P: 121

Page 35: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

37

وهذا أيضا ما يطابق عبارة عن املقدمني من أصحاب اللغة عندما يقولون عن شيء إنه

.شاهد عن غائب

يقوم بنفس وظيفة الدال يف فاملمثل عن املمثل، املوضوع واملؤول، بورسإذن يتحدث

.ريي أي متثيل الشيء وتعيينه فهو عماد العالمة ألنه أولاملنظور السوس

فهو ما متثله العالمة، وميكن هلذه العالمة أن تكون واقعية أو قابلة للتخيل املوضوعأما

إن موضوع العالمة هو املعرفة اليت تفترضها العالمة، لكي تأيت مبعلومات " قائال بورسويلخصها

1"إضافية، ختص هذا املوضوع

إذا كان هناك شيء حيدد معلومات دون أن تكون هلا أدىن " يف موضحا ما قاله سابقاويض

.2"عالقة مبا يعرف الشخص حلظة بثها، فإن األداة احلاملة هلذه املعلومات، ال تسمى عالمة

، مركز االنتماء القومي، 3جريار دالول، بورس أو سوسري، ترمجة عبد الرمحن بوعلي، جملية العريب، والفكر العاملي، ع -1

.115: ، ص1988وت بري 116: املرجع نفسه، ص - 2

لثالمم

المؤول

الموضوع

Page 36: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

38

فهو العنصر الذي يتوسط املمثل واملوضوع، فيساعد على االنتقال من املمثل إىل املؤول أما

وهو خيتلف عن الشخص الشارح سوسريممكنا إنه شبيه باملدلول يف تصور املوضوع أمرا

)Interprète (بل هو جمموعة الدالالت املنتجة، من خالل سريورة سيميائية

) Immédiat(بني نوعني املوضوع املباشر بورس فقد ميز 1أما عن املوضوع

فأما األول فهو ) dynamic(ويسمى أيضا الدينامي ) Médiat(واملوضوع غري املباشر

ما يوجد داخل العالمة يف حني يكون الثاين خارج العالمة اليت تشري إليه تلميحا، إذن فبقدر ما

.ميكن للموضوع أن يكون مباشرا ومفهوما بقدر ما يكون ضمنيا

ماذا يستنبط الباحث من مفاهيم وإجراءات تعريف بريس للعالمة؟

.47: ، ص1987، 1حنون مبارك، دروس يف السيميائيات، دار توبقال للنشر، املغرب، ط. د - 1

Page 37: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

39

كون مصغر " لية واالشتغال وهو ينظر إليها على أا رسية بالشموولقد اتسمت العالمة الب

إذ تشمل األشياء واألشخاص واملواضيع وروابط التأويل وأسس التمثيل ووجهات االنتقاء اليت

، وذلك نتيجة اخللفية الفلسفية اليت بىن عليها بريس تعريفه 43"حتكم مسارات التواشج بينها

.دية الثالثةللعالمة، وإناطة مفهومها باملقوالت الوجو

وهي ككل تشكل منوذجا حقيقيا للعامل، إذ أا تتضمن كل الكائنات املمكنة اليت تتصور

تعد جزءا من العامل -من املقولة األوىل- حتت املقوالت الثالثة، فالعالمة من حيث أا وسيلة

األحداث من تعد جزء من عامل األشياء و -من املقولة الثانية –املادي ومن حيث كوا موضوعا

، إذن 44الذهنيةواألشكال تنتمي إىل جمال القواعد -مؤوال من املقولة الثالثة–كوا تعبريا حيث

.لالشتغال السيميائي فسيحففضاء العالمة فضاء إنتاجي

هي املبدأ "ولعل هذه املقوالت الثالث اليت قدم بورس من خالهلا تصوره السيميائي

ورة املنتجة لإلدراك والفهم والتواصل اإلنساين، فمن خالهلا األساسي الذي سيشكل عمق السري

حممد عدالن بن جياليل، سيميائية اخلطاب الفيلمي، مقاربة، مقاربة سيميو شعرية، رسالة دكتوراه، جامعة وهران، قسم -43

. 216: ، ص2010 -2009الفنون الدرامية، .54-53: ، ص1990عادل الفاخوري، تيارات يف السيمياء، دار الطليعة بريوت، -44

Page 38: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

40

ميكن الكشف عن مكونات التجربة اإلنسانية، بدأ من اإلحساس وصوال إىل الوجود وانتهاء

. 45"بالتوسط

:سريورة التأويل

ال يشكل سوى الوجه املرئي لقاعدة فلسفية ترى "إن التعريف الذي خصه بورس للعالمة

نسانية كلها كيانا منظما من خالل مقوالت ثالث هي األصل واملنطق يف إدراك يف التجربة اإل

46"الكون وإدراك الذات وإنتاج املعرفة وتداوهلا

لقد طور بورس نظريته حول املؤول الذي يعد األساس يف سريورة الدالالت املنتجة ذلك

مستويات للمؤول، أوهلا املؤول ألنه هو الذي يرسخ العالمة وحيدد صحتها، فميز بني ثالث

ويشكل نقطة انطالق هذه السريورة ) immédiat interprétant( املباشر

.التأويلية ومتثل معىن العالمة وما تدل عليه، أي نقطة انطالق لكل داللة

Médiat( الديناميفيطلق عليه املؤول : أما املستوى الثاين

Interprétant (تأويلية كل أبعادها فتتحول إىل سريورة ال والذي يأخذ فيه العملية ال

أن املؤول الدينامي قد يكون سببا يف إحداث فوضى بورسمتناهية من الدالالت، يف حني أدرك

بن سنوسي سعاد، السريورة السيميائية ومشروع الدالالت املفتوحة، قراءة يف اخلطاب النقدي املغاريب، أطروحة -45

آداا، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، دكتوراه، جامعة اجلاليل اليابس، سيدي بلعباس، قسم اللغة العربية و .31، ص2011/2012

.41سعيد بنكراد ، السيميائيات والتأويل، املرجع السابق، ص -46

Page 39: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

41

إدخال الداللة داخل سريورة الال متناهي، كان ال بد له باالستنجاد مبؤول آخر وهو ما أطلق عليه

ح مجاح القوة التأويلية اليت تولدت عن حىت يعمل على كب) final" (النهائياملؤول "

املؤول الدينامي، إذن فاملؤول النهائي يعمل على حتويل الال حمدود إىل حركة حمكومة بقوانني

ستحضار املؤول دورا اللقد كان .حمدودة فتجعل كل تأويل مندرج ضمن منطق خاص للتأويل

ل يف انتاج النشاط التأويلي إىل ما ال يظ" فعاال يف توليد الدالالت ضمن سريورة تأويلية ولعله

، لذلك طور بورس نظريته حول "47اية، ذلك يعد مكمن السيميوزيس إن مل يكن روحها

املؤول فيميز بني املباشر، احلركي، النهائي، العاطفي والطاقوي، دون جتاهل حقيقة احلد النهائي

ال اية التأويل من ني الذين جعلواللتأويل السيميائي اليت اختلفت بفضلها بريس عن التفكيكي

.ضربا جنونيا ال بداية له وال اية

: وميثل املخطط التايل التصنيفات املرتبطة برتب الوجود الثالث

.153: أمحد يوسف، الدالالت املفتوحة، املرج السابق، ص. د - 47

قانونية المةع عالمة فردية عالمة كيفية)شرعية(

األیقونة

القرینة الرمز

عالمة حملیة

عالمة قولیة عالمة حجة

الممثل

المؤول الموضوع

Page 40: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

42

تبعا ، فالثالثية األوىل ومتثل تصنيف العالمات48ولكل من هذه الثالثيات بعد خاص

مبوضوعها ا الثالثية الثانية ومتثل عالقاsyntactique ، لعالقتها بذاا هلا بعد تركييب

، أما الثالثية الثالثة ومتثل عالقة العالمات ملؤوالا وهلا " sémantiqueوهلا بعد داليل

.pragmatique"بعد تداويل

بعد تصنيف بورس للعالمات عمد إىل تركيبها، فكان املخطط التايل توضيحا هلذا

.التركيب

48 -Voir Peirce. G.S. écrits sur le signe, Opcit. P : 139.

Page 41: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

43

I

محلية

أيقونة

كيفية

V

محلية

أيقونية

قانونية

VIII

محلية

رمزية

قانونية

X

حجاجية

رمزية

قانونية

II

محلية

أيقونية

فردية

VI

محلية

قرينية

قانونية

IX

مقولية

رمزية

قانونية

III

محلية

قرينية

فردية

VII

مقولية

قرينية

قانونية

IV

مقولية

قرينية

فردية

49مــــاتتصنيــــف العال

49 - Deledalle, G, Théorie et pratique du signe, introduction à la sémiotique du C.S.Pierce, Payot, Paris, 1979, P :64.

Page 42: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

44

. هي حصيلة حتليل منطقي لثالثية العالمة 50إن هذه األصناف العشرة

لة باعتبارها سريورة يف الوجود النظر إىل الد بورسو سوسري وحصيلة القول أن كل من

إال أن العالمة عند كليهما حصيلة لعالقة يف بعض املفاهيم واالشتغال والتداول ورغم اختالفهما

.)الثنائية أو الثالثية (بني احلدود

رسي بفكرة الال تناهي يف إنتاج العالمات، فقدرة العالمة على اإلحالة ولقد متيز الفكر الب

أي االنتقال من مدلول ... هذا املمثل من جهة أخرى إىل عالمة وتأويل) ممثل(على شيء آخر

من عنصر آلخر، واعتبار أن آلخر، أمر يطبع سريورة العالمة بسمة الال ائية، فالتداعي اإلحايل

كل من املمثل واملوضوع واملؤول عالمات، مادام كل عنصر منها يشتغل بوصفه عالمة من حيث

الطبيعة الفيزيقية احملكومة مببدأ االمتداد "هو إحالة عن شيء آخر، ويرجع مصطلح الال ائية إىل

. كتلة واحدة، فنحن أمام عامل متصل ك51"املطلق، وخباصية االتصال الكتلي

:الدالالت املفتوحة وإنتاج املعىن

على العملية التوليدية للدالالت ضمن السريورة التأويلية من خالل بورسلقد أكد

تقسيم املؤول إىل مباشر ودينامي، أما املؤول املنطقي فكان إلخراج العالمة من دائرة الال متناهي

ائرة التأويل، وهذا ليس مناقض لسريورة املعىن، إمنا هو إىل وضع حد للتأويل، مبعىن تقليص د

50 - Deledalle, G, Théorie et pratique du signe, op cit. p : 82

.231: سيميو شعرية، املرجع السابق، ص حممد عدالن بن جياليل، سيميائية اخلطاب الفيلمي، مقاربة - 51

Page 43: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

45

وليس حتريك الفكر ... بل إا جتعل اإلنسان يفكر... فالسريورة ليست لعبة" احتواء للتأويالت

وذا فإن 52"إال إثارة املخزون الثقايف أثناء التأويل والذي ال تكتسب السريورة وجودها إال به

ويلية ال تتحقق مبعزل عن اإلنسان مستندا إىل خمزونه االجتماعي بورس يؤكد أن العملية التأ

. والثقايف

على حركية منفتحة للتأويل و ليس هذا إال دليل على عدم بورستقوم سيميائيات

" ينالقدرة على احتواء مفهوم العالمة، فالعالمة تأخذ تأويلها من السياق الذي تتواجد فيه، مما يع

الائية السريورة والتأويل ويف الوقت نفسه ائية التأويل، فالسلطة اليت يهيئها السياق للتأويل وما

يوفره له من وسائل شعورية ومنطقية وغريها هي نفسها السلطة اليت تقر بانتهاء التأويل، ويأيت

وبذلك فإن 53"تأويليةسياق أخر تستقبل فيه العالمة فيكون السياق اجلديد هو مدار العملية ال

العالمة تعني عالمة أخرى للموضوع نفسه حني تأويلها، وهذا ما انتقدت عليه سيميائية بورس يف

. أا تغيب احلدود حول عدد املماثالت املؤولة للعالمة نفسها

ممن أكدوا أن النص ليس كلمات فقط ذات معان حمددة، إمنا هو كيان بارتلقد كان

متعدد املعاين، فالقارئ فيه يولد إنتاجا جديدا من خالل رؤية خاصة، وهكذا يكون النص يف

.حركة دائمة ومتحولة حبسب قرائه

منة بلعلى، سيميائية شارلز ساندرس بريس، قراءة أولية، جملة حبوث سيميائية، تلمسان، خمرب عادات وأشكال التعبري آ -52-238: ، ص2007، جوان 4-3: الشعيب باجلزائر، مركز البحث العلمي والتقين لتطوير اللغة العربية، اجلزائر، العددان

239 . .235: ، ص هاملرجع نفس -53

Page 44: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

46

م املعىن األحادي والذي حيصر النص يف معنا واحدا، فال لقد عمد بارث إىل معارضة مفهو

اليت انطلق منها " يفسح اال أمام معان أخرى تطرحها القراءات متوافقا مع الفلسفة الوجودية،

حيث أرجعها إىل حتلل املعىن وعدم مركزيته وتناله الدائم، ولذلك يلجأ إىل وحدات النص

لعالمة، فكل منجاز يف النص يشكل عالمة والنقد، هذه وحتليلها من خالل اقتران ااوز با

.54"اازات املكونة للعالمات دون أن خيتزهلا بل يتركها يف حالة جتدد وتناسخ وتكاثر مستمر

فاملعىن يف النص يف حالة جتد دائمة نتاج العملية اإلبداعية والذات املبدعة، وقد كان هلذه

اجتماعيا، إىل الفلىسفة الوجودية اليت أتاحت له التعدد الال الرتعة البارثية ما يربرها فلسفيا و

الوعاء الذي صب فيه مفهومه النقدي، من حيث ربطه "متناهي للمعىن، ومن مث كانت السيميائية

، وقد اقترب هذا املفهوم من مفهوم روبرت 55"املعاين املتعددة بالعالمات اليت يطرحها النص

شيء مفتوح وغري كامل، وغري مكثف، وليست هذه خاصية أن النص يف مقابل العمل" شولز،

لصيغة بأية قطعة كتابية، بل جمرد طريقة يف التعامل مع هذه القطعة الكتابية أو أية جمموعة أخرى

ويف صورة معينة من اخلطاب تستمد معانيها من اإلمياءات التأويلية ألفراد (...) من اإلشارات

النحوية والداللية والثقافية هلم، النص دائما يردد صدى نصوص القراء الذين يستعملون الشفرات

:الرمحن مربوك، السيميائية يف الدرس النقدي املعاصر عند بارث، جملة اجلسرة الثقافية، على املوقع التايل مراد عبد - 54

http://aljasra.org/ardive/:cms/ .املرجع نفسه -55

Page 45: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

47

وذا اتفق كل من بارث وشولز على التعدد الداليل للنص بعيدا عن سلطة املؤلف أو 56"أخرى

.سلطة الناقد

لقد انعكست احلالة املرضية اليت مر ا بارث على أفكاره وآرائه النقدية، فرفض فكرة

فجاءت أفكاره مواكبة للفلسفة الوجودية - رفضا للمرض- ى كل ما يقيدهاألمر احلتمي ومترد عل

. الرافضة ملبدأ احلتمية والسلطة واللغة، فنجد احلرية الال متناهية يف فلسفته

تؤكد نظرية التلقي استجابة القارئ "إن للقارئ دور فعال يف إنتاج النص وإبداعه وعليه

الذين يضعون معاين النص، وأن هلم احلق يف إضفاء املعىن الذي تفرضه للنص، فترى أن القراء هم

حاجام النفسية على نص ما، والقارئ حر حرية تامة يف خلق النص وإعادة تركيبه بالشكل

يبقى حرا "يف نفس املنهج، حيث كان يرى أن فعل التأويل دريدا وقد سار العامل 57"الذي يرتئيه

وبذلك يكون 58."ود حىت وإن مت التخلص من حلظة إنتاج العالمةال خيضع ألي ضوابط أو حد

القبض على املعىن احلقيقي صعبا حيتاج إىل نوع من املعايري اليت تساعد يف البحث عن املعىن

.والتخلص مما هو ناتج عن االنفتاح الال حمدود للتأويالت

، 1992، 1ية للدراسات والنشر، بريوت، طسعيد الغامني، املؤسسة العرب: ، السيمياء والتأويل، ترأمرتو -56 40/41:ص.صحممد عزام، النقد بني النص والتلقي، جملة حبوث سيميائية، جملة عادات وأشكال التعبري الشعيب باجلزائر، تلمسان ومركز -57

. 311: ، ص2007 -04 -03: البحث العلمي والتقين لتطوير اللغة العربية، اجلزائر، العددان .131: نفيسة، السيميائيات التداولية، املرجع السابق، ص ابن خيلف -58

Page 46: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

48

النص عامل مفتوح " من بينها أنجمموعة من املالمح األساسية للنصوص إيكولقد وضع

فالقارئ اجليد هو من يعرف أن بني ، 59"حني يستطيع املؤول اكتشاف ما ال حيصى من الترابطات

السطور كالم مل يقل بعد، وقد يضفي القارئ على النص قصدا مل يكن للمؤلف نفسه أن يقصده،

ل قبال ليس باملعىن احلقيقي وهو إمنا النص هو من حتدث عن نفسه، فتدرك أنه حىت املعىن الذي قي

، إن اإلنسان بذلك ينتقل من 60"فالقارئ احلقيقي هو من يدرك أن سر النص هو خالؤه"األبعد،

يرى أن "الذي بورسدائرة الشك وتوهم املعىن إىل إدراكه، وهنا يظهر اجلانب الفلسفي ألفكار

ان يعمل على اخلروج من حالة الشك ن اإلنسأالفكر اإلنساين يبدأ من الشك ليصل إىل اليقني، و

61"بغرض إثبات بعض االعتقادات

من الواضح جدا أن اجلدل القائم بني قصد املؤلف وقصد القارئ حول قصد النص كبري

جدا، فقصد النص ال يكشفه سطحه إمنا على القارئ أن يعمل على التخمني حول مقصود النص

موضوع ينشئه التأويل "مبعىن آخر أن النص 62"نتاج قارئه املثايلفالنص أداة متخيلة إل"احلقيقي،

من خالل اجلهد الدائري الذي يؤديه ليجعل من نفسه تأويال صاحلا على أساس ما يؤلفه كنتيجة

. 49: أمربتو إيكو، التأويل والتأويل املفرط، ترمجة، ناصر احللواين، مركز اإلمناء احلضاري، سوريا، ص -59 .50: ، صاملرجع نفسه -60، 35، جملد، 03: الفكر، عددالزواوي بغورة، العالمة والرمز يف الفلسفة املعاصر، التأسيس والتجديد، جملة عامل -61

.102: ، ص2007مارس، -يناير .82: أمربتو إيكو، التأويل والتأويل املفرط، املرجع السابق، ص -62

Page 47: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

49

، وال يأيت تأويل الكالم أو األلفاظ مسبقا إال إذا ارتبط هذا التأويل بإدراك موضوع 63"له

. الذي قيلت فيه) املوضوع(ن خمتلفة تأول حبسب احلدث اخلطاب، وذلك أن للكلمات معا

قد يلهينا البحث عن قصد النص ونتوه بني قصد القارئ واملؤلف، وننسى أن كل إفراط

يف الفهم يؤدي إىل إفراط يف التأويل، ألن التأويل هو إعادة بناء قصد النص، وعليه فإن على

لنص كلّ متكامل جيب أن يبحث عن أجزائه املهمة أن يدرك أن ا -التجرييب أو املثايل –القارئ

أن الكتابة " بارتداخل النص ليعيد بناءه بأسس صحيحة ومتماسكة، ويف نفس السياق يرى

64"األدبية نسق دال وإحيائي، وهذه الطبيعة املزدوجة هي اليت جتعل الدوال البالغية دواال موحية

.لكن ضمن مواضعات ثقافية

جيعلنا تم بالنص اهتماما بالغا بوصفه إنتاجا يصدر عن املؤلف إن التساؤل عن املعىن

والقارئ والنص معا، ذلك أن السنن الذي حيكمه ال حمدود، وهذا ما جيعل أمام النص انفتاحا

التعامل مع الرمز على أنه حقيقة " وحركة دائمة اراة املعىن الباطين، إنه ليس توهم للمعىن بل هو

إا حماولة للمزاوجة 65"وثوق ا، بل جتب إزالتها وصوال إىل املعىن املخفي وراءهازائفة ال جيب ال

82: املرجع نفسه،ص -63أمحد يوسف، السيميائيات التأويلية وفلسفة األسلوب، جملة عامل الفكر، إصدارات الس الوطين للثقافة والفنون -64

.109 :، ص2007، 35: مج. 03: لعددواآلداب، ا .44: ، ص1994نصر حامد أبو زيد، إشكالية القراءة وآليات التأويل، لبنان، املركز الثقايف العريب، -65

Page 48: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

50

صرحيا حني أدرك أننا 66روبرت شولزبني علمية املقروء وفاعلية القارئ على النص، وقد كان

. عندما نقرا نصا أو نؤوله فإننا نضيف إىل معارفنا ليس النص نفسه إمنا تأويلنا له

ق نتوصل إىل أن السيميائيات البورسية ترتكز على العالمة اليت متثل مبدأ ومن خالل ما سب

تشكل نظرية املعىن، وعنصر أساسي يف املبدأ التداويل الذي يدعو إىل التفكري من خالل العالمات

وتفاعلها مع الواقع، لقد كان تصور بورس للتأويالت هو إبداع للعالمات وتوضيح للفكرة إذا ما

.معيار متثيل املعىن وحصرها يف حدود الواقع استندنا إىل

إن البحث يف داللة الصورة مثال حبث مغرٍ جدا نتيجة بالغتها وتنوع أدواا، وتعدد

لتشكل مجلة احلواس اليت تظهر ... قنوات اخلطاب فيها، فتشرك البصر، السمع، الشم، احلركة

ديناميكي اجلميل نظرا للحضور الداليل مجالية اخلطاب فيها، وهذا ما جعلها وميزها باخلطاب ال

.املتعدد فيها

إن الصورة كالم قد تعجز اللغة على قوله، خاصة يف الفنون البالغية وقراءتنا للصورة

وحتسس أجزائها، إمنا هو إسقاط للجمود عنها وحتريكها، والتفاعل مع هندستها، إن هذا استثمار

البعدين اجلمايل والتواصلي، فقد شكلت الصورة لفهمها واستحصال معناها الصحيح ضمن متازج

باعتبارها -واسعا يف إنتاج املعىن واستكمال إرسالية النص ضمن جمموعة من املعطيات فضاء

. 1994، 1سعيد الغامني، املؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط: أنظر روبرت شولز، السيمياء والتأويل، ترمجة -66

Page 49: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

51

فلم تعد وسيلة لتزيني واجهة النص، إمنا أحيانا دافعا لتحريكه، وتكثيف مضمونه، - عالمة

.قارئهوأحيانا أخرى عطاء إضافيا قد يبخل النص به على

ال ختتلف الصورة كثريا يف إنتاجها للمعىن عن النص، فكما ينتج النص معناه من خالل

كاأليقونةحمافل متعددة، فإن الصورة تنتج املعىن باالعتماد على جمموعة متنوعة من املعطيات

توجيه ، فما مدى إنتاجية األيقونة للمعىن؟ وما عالقتها بالواقع؟ وهل هلا دور يف ...والتشكيلية

.املتلقي وحتديد كم القراءات املفترضة للنص؟

لتشمل كل اللغات اإلنسانية، مبا دي سوسريلقد اتسعت دائرة االعتباطية اليت دعا إليها

نسق يتشكل "فيها الطقوس االجتماعية وهذا ما رآه حقال خصبا للسيميولوجيا، ذلك أن اتمع

هذه الترابطات واقعا له ميزاته اخلاصة، وللخروج من من الترابطات القائمة بني أفراده، وتشكل

قوانني ختضع الذات املدركة إىل "واليت هي ) التجربة اإلدراكية(دائرة االعتباطية اجته ايكو إىل

مبعىن أا إنتاج 67"إنتاج النماذج اليت متكنها من إدراك جممل النسخ اليت حيفل ا الوجود اإلنساين

ة من اختصار النماذج املدركة اليت متلك صفة التمثيلية، وباملفهوم البورسي هو للبنية العامة ارد

.االعتماد على معرفة سابقة من أجل التعرف على واقعة مباشرة

67 - Eco Umberto, La production du signe, Traduit : Bouzaher. M, Librairie générale Française, Paris,1992, P :146.

Page 50: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

52

الفصل الثاين

قراءة يف البعد األيقوين

Page 51: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

53

:اإليقونة

ا أي يف حتديد لقد اهتم بريس يف الدرس السيميائي باملستوى األنطولوجي للسيميوطيق

.مفهوم العالمة ومقوماا وعالقاا مبا يشبهها

ترمجت سيزا قاسم تعريف بريس لأليقونة حيث أا عالمة حتيل إىل الشيء الذي تشري إليه

قد يكون أي شيء أيقونة ألي شيء آخر، .... بفضل مسات متتلكها، وخاصة ا هي وحدها

قانونا مبجرد أن تشبه األيقونة هذا الشيء وتستخدم سواء كان الشيء صفة أو كائنا فردا أو

، أي أن األيقونة يكون بينها وبني املشار إليه عامال مشتركا يربط بينهما مثل 68"عالمة له

.الشخص وظله

واختلف إيكو عن بريس يف مفهوم العالمات األيقونية على أن الرابط بينهما جمرد تشابه،

بني األيقون وما تقترن به إىل عالقة ذهنية تقوم على أساس الفكر وقد جتاوز إيكو العالقة املادية

والثقافة، ذلك أن املمارسات االجتماعية والثقافية تستبق بأي فكرة، حيث يرى لومتان أن العالمة

طول التاريخ البشري "األيقونية ال تقف عند حد التشابه بل متتد إىل أبعاد ثقافية أخرى، فعلى

ملاضي، ال جند إال نوعني من العالمات مستقلني ومتماثلني ثقافيا، هذان النوعان ومهما أوغلنا يف ا

سيزا قاسم، ونصر حامد أبو زيد، مدخل إىل السيميوطيقا، مقاالت مترمجة ودراسات، دار الياس العصرية، -68

.252املغرب، ص

Page 52: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

54

مها الكلمة والصورة، لكل منهما تارخيها ولكن يبدو أن وجود كل من النظامني أمر ضروري

.، وعليه فغنه ضروري وجود النظامني لتحقق العالمة األيقونية بشكل مشويل69"لتطور الثقافة

قونية عالمات نلجأ إليها لنتفاهم مع غرينا من منطلق أا عالمات قابلة إن العالمات األي

للفهم رغم اختالف الزمن أو الفئات، لذلك فإن استخدامها مثل إشارات املرور، أو الرسومات

البيانية يف العلوم، مربر على التعرف عليها يكون بشكل سريع، وال بد أيضا من التأكيد على أن

أو األيقونية وإن تعارضت يف جوانب وتنافرت فإن عملية حتوهلا وتوظيفها هي العالمات اللفظية

. طريقة لفهمها، وتشكل فن من الفنون سواء الفنون البصرية أو القولية

لقد شهدت السيميائيات التواصلية تطورا ملحوظا خاصة أنه كان هلا الفضل الكبري يف

الستقصاء أمناط متنوعة من عمليات اإليصال توسيع دائرة التواصل، فأصبحت وسيلة فعالة

، ويكمن الغرض من عملية التواصل يف نقل أفكارنا وجتاربنا إىل الغري، إال أن الوسائل 70والتبليغ

هلذا الغرض قد تعددت واختلفت بتطور الدراسات، ومما ال شك فيه أن التواصل الناجح يتمثل يف

. إشباع رغبة اإلنسان

لقد أعطى املشروع السوسريي األولوية للسان كنسق لساين اجتماعي بوصفه من األنساق

السيميائية الدقيقة واملعقدة، لكن هذا مل جيعل التواصل حكرا عليه فقط، خاصة وأن علم

.269: املرجع نفسه، ص -69

.08: ، ص1990السيمياء، دار الطليعة، بريوت، عادل الفاخوري، تيارات يف - 70

Page 53: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

55

، وتعد تلك األنساق السيميائية الدالة لغات يف نظرالسيميائيات درس أمناطا متعددة للتواصل

متثل مرسالت هلا باثون ومستقبلون ميتلكون أسننا مشتركة وخاصة، "لكوا جوليا كريستيفا

، وقد 71"وهذا دون أن ختضع ملواصفات قواعد اللغة اللفظية اليت يضبطها نظام تركييب خاص

الفسيح ما فتئ يتشكل، ليشمل كل األنظمة أحالت كريستيفا موضوع السيميائيات، هذا العامل

72أنظمة أو عالمات تتمفصل وفق اختالفات تركيبية(...) املمكنة، القولية والالقولية باعتبارها

ويف هذا السياق نشري إىل أمهية الفعل التواصلي داخل السيميائيات األيقونية، وال سيما

ارد للعالمة لكي تنتهي إىل املفهوم امللموس سيميائيات الصورة اليت تنطلق من املفهوم العلمي

. 3للداللة بأبعادها الرمزية وحىت التقنية

أليقونة يقتضي دراسة الظواهر األيقونية يف النص املراد حتليله ومن هذا فإننا إن دراسة ا

بصدد تعدد العالمات وجتاوز النظرة السوسريية اليت أقصت اجلانب املرئي من معادلتها الثنائية

وحصرته يف اللساين فقط، هذا اجلدل املتداخل بني املرئي واللساين حسمه سوسري يف حصر

اللساين مهمال جانبا مهما جدا العالمة، وهو اجلانب املرئي، ورغم احملاوالت اليت الداللة بالبعد

، إال رومان جاكبسونو أندري مارتيينجاءت الستدراك هذا النقص من قبل بعض العلماء أمثال

. أا تبقى عاجزة وقاصرة على إدراك النشاط األيقوين واستيعابه

71 - Kristeva julia, Le langage cet inconnu, Une initiation à la linguistique, Paris, Seuil, 1981, P :110. 72 - Kristeva julia, Le langage cet inconnu, Une initiation à la linguistique,op cit. P :292.

Page 54: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

56

تربط املمثل -ما صاغه بريس-يتمثل بناء الداللة وفقا لعالقة ثالثية األبعاد حسب

مبوضوعه عرب مؤول خالفا لثنائية ديسوسري اليت تربط بني دال ومدلول، هذه األبعاد الثالثية متثل

والنمط Référent، املرجع signifiantالدال : 73وعند مجاعة م

Type موعة مرجع العالمة األيقونيةم، وقد أرجعت افكانت العالمة األيقونية نتاج حتديدا ،

إىل أنه موضوع ثقايف لذلك اقترحوا منوذجا إلنتاج العالمة األيقونية يعتمد على مفهوم التحول

Transformation ليت برهنت على قصورها يف حماكاة بدل فكرة النسخ ا

حول نظرية املماثلة ) 1968(األمنوذج، ولقد كان واضحا نقد غود مان

Ressemblance فرأى أنه غري ممكن نسخ مثايل للموضوع أي ال ميكن للمماثلة ،

.جتسيد الواقع بصفة حقيقية

73 - Groupe µ, Traité du signe visuel, Paris Ed, Du seuil, 1992, P : 3.

I2

عالمة أیقونیةI2

I2 عالمة أیقونیة

عالمة أیقونیةI1

عالمة أیقونیة )أنموذج أو مرجع( P M)آلة أو شخص (

1T تحول 2Tتحول

إنتاج العالمة األیقونیة

Page 55: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

57

ى أا موضوع متعلق أمنوذج للعالمة األيقونية بعد تأكيدهم عل موكما اقترحت جمموعة

بني Médiateurعالمة وسيطة " بالثقافة بالدرجة األوىل، وبذلك فإن العالمة األيقونية

، وبالتايل فإن عملية التحوبل 74"وظيفتني اثنتني مها اإلحالة إىل أمنوذج العالمة وعلى منتج العالمة

ر ما يف استقالل عن العناصر ال تتم إال حبضور العناصر الثالثة جمتمعة معا، فال يتم تعريف عنص

األخرى، فالنمط واملرجع متميزان ذلك أن املرجع ميلك حمددات فيزيائية، أما النمط فإنه متثيل

ذهين للموضوع، إنه األمنوذج املستنبط من التصور، أما الدال فبمثل جمموعة املثريات البصرية

Stimulu Visuel يف عالقات التحويل مطابقة لنمط ثابت، فريتبط مع هذا املرجع

74 - Groupe µ, Traité du signe visuel, Opcit, P : 133.

Page 56: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

58

يعد يامسليف أول من حتدث عن عالقة بنية العالمة بالداللة، أي أنه أول من حتدث عن

وهي ال تتحقق إال حبضور قاعدة تتضمن عنصر التعبري ) الوظيفة السيميائية(وظيفة العالمة

L’expression بعنصر احملتوىContenu ومن خالهلا فرق بني املستويني ،

، يف هذا اال ذكر Connotationواإلحياء Dénotationلتعينيا

سونسون أن بريس مل يشر إذا ما كانت األيقونة شرطا كافيا لتأمني وظيفة سيميائية يف العالقة

األيقونية بني موضوع ميثل التعبري وآخر ميثل احملتوى أو بالعكس، جيب أن تضاف الوظيفة

اج عالمة أيقونية؟ مبعىن آخر هل العالمة األيقونية هي نتاج األيقونة السيميائية إىل األيقونة إلنت

.فقط أم أيضا الوظيفة السيميائية؟

Reconnaissanceتعرف

Conformité مالءمة

نمط

Stabilisation تثبیت

Conformité مالءمة

مرجع دال تحویل

-أنموذج للعالمة األیقونیة - Groupe µ, P.136

Page 57: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

59

Page 58: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

60

بني نوعني من األيقونات، أيقونة أولية وأيقونة ثانوية، فاألوىل تتمثل يف سونسونميز

شاة بني احملتوى حالة تستبق فيها عالقة املشاة وظيفة العالمة وتربرها، أي أن تكون عالقة امل

والتعبري سببا يف إدراك وظيفة العالمة، يف حني أن العالمة الثانوية هي اليت يتم فيها التعرف على

وظيفة العالمة قبل إدراك املشاة بني احملتوى والتعبري، مبعىن أن معرفة عالقة التعبري باحملتوى جزء

ال شك أن األيقونة تسبق وتربر الوظيفة يف عملية إدراك املشاة بينهما، ويف حالة الصورة

إذن تندرج الصورة ضمن وظيفة األيقونة -كما تبني مالحظات حول األطفال –السيميائية

. األولية

وكل الطرق مباشرة لتبليغ "إن الطريقة املثلى اليت رآها بريس لتوصيل أفكارنا هي األيقونة

ال األيقون، ومن مث فكل إثبات فكرة ما جيب أن ترتبط من أجل تأسيسها باستعم

Assertion جيب أن يتضمن أيقونا، أو جمموعة أيقونات، أو عالمات ال ميكن تفسري

هي عالمة حتيل " ، ومن خالل هذا فإن تعريف بريس لأليقونة اليت 75"دالالا إال عرب أيقونات

وضوع موجودا أو على موضوع مبوجب اخلصائص اليت ميتلكها هذا املوضوع، سواء كان هذا امل

، أي أن العالمة األيقونية ال متلك خصائص النموذج الذي متثله، بل تكتفي بإعادة 76"غري موجود

إنتاج شروط إدراكية، إن األمر يتعلق بصورة ذهنية سابقة يف الوجود، وهذا ما ارتكز عليه إيكو،

. فالتواصل عنده ال يتمّ إال عرب وسيط إلزامي هو البنية اإلدراكية

75 - Peirce, C.S, écrits sur le signe, Seuil, Ret trad, Par G. Deledalle, 1978, P : 149- 150. 76 - Ibid. P : 140.

Page 59: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

61

فعرف األيقونة على أا عالمة متلك Morris 1946ما بالنسبة لشارل موريس أ

بعض خصائص املوضوع الذي متثله، هذه اخلصائص هي اليت نراها أو نعرفها يف املوضوع، كما

العالمات اليت تربطها عالقة تشابه "على وصف األيقونات بأا Duboisيرى جون دوبوا

أساس متثيل العالمة للموضوع الذي حتيل إذن فاملشاة 77"قع اخلارجيمع ما حتيل إليه يف الوا

.إليه حىت وإن اختلف شكل احملاكى عن احملاكي

لقد كان لفكرة بريس يف تعريف األيقونة سندا إليكو يف بعض التصورات املعرفية مثل

عند بريس ) ية، الثالثانيةاألوالنية، الثانيان(البنية اإلدراكية اليت كانت بدايتها مع مقوالت الوجود

واليت مثلت ثالثية العالمة، فاالنطالق من البنية اإلدراكية يف تعريف األيقونة وارتباطها بالواقع

املعطى جيب أن يستند مباشرة إىل سنن التعرف، وهي العناصر اليت ختتزن يف الذاكرة، فالعالمة

ة للشيء مبنية سلفا عرب العمليات بذلك حتيل على أمنوذج إدراكي حيمل كل السمات الضروري

الذهنية نفسها اليت تتم بناء املدرك يف استقالل عن املادة، وبذلك ضرورة وجود عنصر توسطي

، فاملشاة األيقونية إذن ال توجد بني العالمة )البنية اإلدراكية إليكو(بني العالمة ومرجعها

، هذه البنية اليت متلك يف عالقتها بالتجربة )مةالعال(واملرجع، إمنا بني البنية اإلدراكية والصورة

.املكتسبة الداللة نفسها اليت توحي ا التجربة الواقعية من قبل العالمة نفسها

77 - Jeans Dubois et les autres, Dictionnaire de linguistique, Librairie Larousse, Paris, 1973, P : 248.

Page 60: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

62

إن األيقونة عالمة هلا اخلاصية اليت جتعل منها ذات داللة، وقد حتيل على موضوع ما، وإن

دال باملدلول، فإن العالمة األيقونية ذات طابع اعتباطي يف عالقة ال ذاتكانت العالمة اللسانية

طابع تعليلي، أي تكون العالقة بني الدال واملدلول قائمة على املشاة واملماثلة، وعلى هذا

األساس كانت العالقة القائمة بني دال الصورة ومدلوهلا عالقة قائمة على تشابه جيعل من األول

. 78حييل على الثاين دون وسائط

اط األيقوين كان ضروريا الوقوف على حتديد مفهوم املشاة إلدراك الدور ولتحديد النش

Michelميشال فوكو الذي تؤديه يف مسألة رهانات الداللة، فنظر إليها

Foucault ا انعكاس للعامل أو مرآة له"علىفوكولكن سرعان ما عوضها 79"أ

convenanceبنسيج جيمع بني أربع صيغ دالة هي التناسب

والتطويع Analogieوالتناظر Emulationواملنافسة

Sympatique ة األشياء، وإثباتواليت مل تكن كافية إلثبات اليقني بل لتأمني مشا ،

املشاة متثل وظيفة حتافظ على قدر نسيب من املطابقة بني التمثيل " معرفة معطاة مسبقا مما يعين أن

ما من عالمة أيقونية إال ومثلت الشيء باملشاة، وما يكون ، ف80"وبني خصائص األمنوذج املمثل

.79: سعيد بنكراد ، السيميائيات، مفاهيمها وتطبيقاا، املرجع السابق، ص - 78

79 - Foucault. M, Les mots et les choses, une archéologie des sciences humaines, Paris, Ed, Gallimard, 1966, P :32

.147: التداولية، املرجع السابق، ص السميائياتابن خيلف نفيسة، -80

Page 61: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

63

منط العالمة، إذن فال شيء ميثل شيئا آخر إال باملماثلة واملشاة وفق سنن أيقوين معني ويف سياق

.معني

أا "يف تعريفهما لأليقونة على Ruesch Keesكما ذهب روش وكيس

خالل نسبها وعالقاا التماثلية اليت تؤسس من Symbolesسلسلة من الرموز

Similarité ويبدو من خالل هذا أن 81"مع الشيء والفكرة واحلدث الذي متثله ،

مسألة املشاة يف العالمة األيقونية أخذت بعدا كبريا يف حياتنا اليومية، فالتعرف على األشخاص

رد آلخر، خاصة مع يتم عن طريق املشاة، إال أن التشابه خيتلف من ثقافة ألخرى، ومن ف

تصورات بريس وموريس وإسهامات إيكو وغريه، األمر الذي جيعلنا ندرك أنه كلما اتسعت رقعة

املساحة بني العالمة ومرجعها، اتسعت معها فسحة اإلحالة، والتدليل واإلنتاج السيميائي، وكلما

إىل عامل وأخرجت من عامل العالمات"ضاقت، ضاق معها اصطالح العالمة على العالمة،

، وبالتايل فإن مرد التأويل إىل 82"األيقونات باعتباره يقوم على أس املشاة بني الدوال واملدلوالت

.العالقة بني العالمة ومرجعها

إىل أن األيقونية ترتبط بدرجة املشاة، حيث أن املشاة ترتبط مولقد خلصت مجاعة

قد متلك اهليئة األيقونية إىل حد ما، لكن بكون أن لكل شيء له معادل موضوعي، فرمسة شخص

81 - Groupe µ, Traité du signe visuel, Opcit, P : 124.

.227: حممد عدالن بن جياليل، مسيائية اخلطاب الفيلمي، املرجع السابق، ص - 82

Page 62: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

64

ال متلك نفس أبعاده وحركته، فالفن التصويري ال ميكن أن يكون مشاا بصورة حقيقية ألمنوذج

، )املرجع(الواقع إال من خالل بعض احملددات التصويرية اليت تتطابق مع حمددات فيزيائية للشيء

فهم مشكل األيقونة من خالل أعماهلم مرتكز للسيميائيات يف موشكلت أعمال مجاعة

وتعرضهم ألعمال بعض السيميائيني مثل ما طرحه إيكو من مفاهيم سيميائية حيث خلصت إىل

عالمة ميكن أن "أن املرجع الذي حتيل إليه العالمة األيقونية ليس مرجعا ماديا، أكد إيكو أن كل "

الداليل الذي أسند لالستعمالها، ووفقا تعترب قرينة أو أيقونة أو رمزا تبعا للظروف اليت حتكم

83"إليها

كان تفريق بورس بني العناصر الثالثة للعالمة واضحا جدا واملتمثلة يف األيقونة والقرينة

لأليقونة، فعرفها على أا عالمات analogieوالرمز، وقد فرق بينهما بإعطاء صفة املماثلة

و عن طريق خصائص نفسها للموضوع، وقد شاركه بإمكاا متثيل موضوعها عن طريق املماثلة أ

بأن وصفها عالمة متلك بعض خصائص املوضوع الذي متثله هذه اخلصائص Morrisموريس

- موضوع -ممثل(هي اليت نراها أو نعرفها يف املوضوع، إننا نلفي التثليث البورسي للعالمة

، شبكيا من شأنه التعضيد من مقوما عالئقيا) رمز - مؤشر –أيقونة (وملوضوعها أيضا ) مؤول

دينامية العالمة، والتأكيد من مث على حركية الكيان األيقوين، وبنحو يفرض على أي منط من

األنساق املرئية التماثلية التناظرية جماوزة حيادية الذات إىل تعددية التواصل وثرثرة اإلحياء، وما

83 - Eco Umberto, Le signe, Histoire et analyse d’un concept, Tra, M. Klimkenberg, Bruxelles, Ed, Labor,1988, P : 75.

Page 63: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

65

إال برهن على داللية العالمة واأليقونة -حلول شيء حمل آخر–ارتكز عليه بريس يف قضية اإلحالة

84.سيان

:الصورة واإلدراك

لقد كان ال بد على املنظرين العودة إىل اخللفيات املعرفية والفلسفية لتأسيس النظرية

اليت Perceptionالسيميائية، ذلك أا تظل أصوال أساسية يف بنائها، كقضايا اإلدراك

الفلسفة الظاهراتية لإلدراك املستوى العميق "دقيق، وقد شكلت تتمظهر فيه إنتاجية الداللة بشكل

، إذ أن مفهوم اإلدراك يعد أهم وسيلة يف فهم السريورة الداللية، 85"ألي مقاربة تكوينية للمعرفة

ويقصد بريس بالظاهراتية دراسة وصفية للظواهر اليت تدرك بوصفها عالمات، وقد بلورت هذه

فتجد أن الرياضيات يف ... سفية لفكره كدراسته للرياضيات واملنطقاألفكار نتيجة الطبيعة الفل

تصوره تقوم على العالقات األيقونية اليت تعكس الواقع، فكل ما هو موجود يف العامل الرياضي له

ما يقابله يف الواقع، ومن أمهها الرسوم البيانية اليت متثل الصور احلركية للفكر، ومن مث فالرياضيات

أيقوين قوامه املعارف الرياضية اردة وهو ال يكون فعاال إال إذا م نطق الذي يعد ترسيجزء من امل

.، وبذلك فإن العالمة األيقونية كانت جزء من العالمة عند بريس86التبس لبوس الواقع

.228: اخلطاب الفيلمي، املرجع السابق، ص مسيائيةحممد عدالن بن جياليل، - 84: ، جملة عامل الفكر، عددابستيمولوجيةحممد بادي، سيميائيات مدرسة باريس، املكاسب واملشاريع، مقاربة - 85 .305: ، ص2007، 35: ، مج03 . 105: ابن خيلف نفيسة، السميائيات التداولية، املرجع السابق، ص - 86

Page 64: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

66

ولقد خلقت الصورة األيقونية حقال من املفاهيم اليت شكلت جزء من اللبس يف مفهومها،

Similaritéحتديد تلك املفاهيم كالتماثل فكان من الضروري

، يف حني رأى البعض أا Analogie القياس Ressemblanceالتشابه

الذي اعترب مصطلحات مثل تشابه ومتاثل وقياس M.Jolyبنفس املعىن أمثال مارتني جويل

عريفه يف ت E. Veronتستعمل باعتبارها مترادفات، وأيضا ما ذهب إليه إليزيو فريون

للتسنني فهو يعرب عن وجود متاثل أو تشابه بني العالمة وما متثله، إال أن هذه التعريفات خلقت

الفصل بني املشاة R.Magritteجدال يف السيميائيات البصرية، فاعتمد ماغريت

ة والتمثيل، فاملماثلة يف نظره تنشأ من فعل الفكر الذي يعاين ويثمن ويقارن، يف حني أن املشا

، أما إيكو فدعا إىل إعادة صياغة مفهوم االعتباطية يف الوسط األيقوين 87تنتمي إىل رتبة الال متييز

الذي اعتمد على العالقة بني الصورة السمعية والتصور الذهين مرتكزا على منطق اإلدراك

ة، وعالقة التمثيل يف حتديده لفكرة األيقونية بني هاتني العالقتني، عالقة املشا إيكووقوانينه، فميز

وأظهرت جتارب أخرى كاأللواح الفنية لبعض املشاهري أن التشابه والتمثيل ال عالقة تربطهما كما

أرسم األشياء كما أتصورها وليس كما أراها وهذا ما ) 1973 -1881(يقول بيكاسو

ن خيال فالصورة الفنية هي موضوعات نابعة م. جيعل بعض اللوحات غريبة عن اإلنسان العادي

الرسام لكنها يف نفس الوقت موحية وحتمل الكثري من املعاين، فتصبح بذلك املشاة أو املماثلة

87 - Mrgeritte.R, Ecrits complètes, Ed, Etablis ennotée par A.Blavier, P.Margeritte, Paris, Ed, Flammation, 1979, P :529.

Page 65: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

67

جمرد سنن لفك رموزها وقراءة إحيائها، إا سريورة من التدليل ينطلق من التجلي األيقوين

.ليتجاوزه إىل ما هو غري مرئي

ا، بدءا باخلصائص األيقونية اليت قد إن الصورة حتفز على البحث يف املعارف بغية إدراكه

متاثل أشياء الواقع، فتشكل منطلقا لسنن التعرف وبذلك متهيدا لقراءة تنطلق منها سريورة التدليل

يف بناء الداللة، ومن منطلق بارث يف تعيينه نوعني من القراءات التعيينية واإلحيائية، فإن الصورة

غري مرئي الثاينر ميثل ما يقدمه وجه الصورة مباشرة، ومرئي ظاه أوهلا، ازدواجية تواصليةأمام

لكنه ينطلق من املرئي ليصل إىل وحدات داللية أخرى، فالصورة دافع املتلقي للسعي وراء املشاة

وحماكاة الواقع، لكن هذا ال ينفي عدم تطابقها مع احلقيقة واختزاهلا للواقع ألا نابعة من املمارسة

. اإلنسانية

قد أسندت عدم قدرا على متثيل الواقع الستحالة انفصاهلا عن " فإن الصورة وبذلك

، فتبين الصورة معناها مما تراكم من 88"الشكل الذي وهبها الفنان إياه وعن املادة اليت شكلها منها

معرفة عن التجربة اإلنسانية، إا حتتاج إىل معارفنا القبلية من أجل تفكيكها، وسواء كانت

ات أيقونية أو رمزية أو أمارتية فإن داللتها رهينة مبعرفة سابقة يعد سنن التعرف وإدراك العالم

هذه العالمات، ومن مثّ فإن التشابه بني الصورة وموضوعها تشاا نسبيا ألن العالمة األيقونية كما

.قال إيكو ال متلك خصائص األمنوذج الذي متثله بل تعيد إنتاج بعض شروط إدراكه

.148: ص ابن خيلف نفيسة، السميائيات التداولية، املرجع السابق، - 88

Page 66: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

68

عالمات البصرية رغم إحالتها على تشابه ظاهري ال تقدم لنا متثيال حمايدا ملعطى إن ال

موضوعي مفصول عن التجربة اإلنسانية، فالوقائع البصرية يف تنوعها تشكل لغة مسننة أودعها

االستعمال اإلنساين قيما للداللة والتواصل والتمثيل، لذ فإن بناء املعىن رهني بداللة العالمات اليت

كتسب قيمتها من التجربة اإلنسانية واملرجع الثقايف، وعليه فإن األمر ال يتعلق باملشاة فقط بل ت

يعتمد على املرجع الثقايف أي على التعاقدات واملواضعات، فالكثري من العالمات اليت تستدعي

.من املناسباتعنصرا ثقافيا لفهم معناها وفك اإلام عنها وتأويلها، وهذا ما أكده إيكو يف كثري

ختتلف صورة اإلدراك باختالف األعمار والثقافات، فمثال عند الطفل يتسم اإلدراك بنوع

من البساطة ألنه شخص ال ميلك من العامل إال نظرته الضيقة وخياله البسيط، فترى رسوماته

دعم ختتلف من مرحلة إىل أخرى حبسب تطور خياله وتنميته وتوجيهه، فنحن أمام عقل حباجة إىل

واستثمار، فدمج واستمتاع جبمال احلياة والواقع، إا مرحلة عفوية للتعبري غري املقصود ملا تقتضيه

وحاجاته النفسية، ومن مثّ رغباتهحاجته التعبريية، وقد تنجز إمكانات خيالية غري حمدودة حبسب

.ينام النفسيةفإن إدراك األشياء أو الصور خيتلف بفروق الناس خبربام، بيئام وتكو

إن اآلثار الناجتة عن التمثيل اإلدراكي شبيهة باآلثار الناجتة عن إنشاء الصور العقلية

البصرية، فاألفراد يكونون مناذج خاصة من خالل تأملهم للعامل، مث يصدرون أحكاما على العامل

ه صراخ األم أو الضرب املدرك استنادا إىل النماذج الواقعية، فالطفل مثال فرد من أفراد بيت ميأل

الكثري لألب، فإنه سيمثل هذا الواقع بنماذج مدركة ذاتية يف رسوماته التصويرية كأم بفم كبري أو

Page 67: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

69

أب بيد طويلة أو بيت بلون أسود، وهذا سيمثل أمنوذجا خلطاب يشاكل العامل الذي عرفه،

نتجات الفنون البصرية على والذي أعاد تصويره حبسب متثيله اإلدراكي، إذ ال ميكن التعامل مع م

هي إبداع وخلق بقدر ما يتوافر على عناصر التشابه والتماثل "أا مستنسخات من الواقع، إمنا

نتيجة استحضار ،وهذا يعطي العمل الفين خوصصته 89"يتوافر على عناصر االختالف والتمايز

نة واليت تعني األشياء اليت هلا وعليه فإن لبناء حركية العالمة، وال سيما األيقو .اإلدراك اجلمايل

بعض اخلصائص اليت تتوفر هي نفسها عليها، وجب أن نذلل من حجم املشاة بينها وبني ما حتيل

تتخلى " إليه بآلية التسنني الثقايف الذي ينصهر يف ممارسة التجربة اإلنسانية، والذي مبوجبه

، وبذلك فإن لسيميائيات 90"عينيتها املرئيات عن حيادها يف رسم املعطيات املوضوعية وتتخطى

الثقافة حضور يف استنطاق ثالثية العالمة باختالف أنظمتها وأشكال تعبريها خاصة األيقونة

. وحتويلها إىل عالمة ذات معنا

:األيقونة بوصفها نسقا داال

مات إن األيقونة هي شكل من أشكال العالمة، وهي األكثر متييزا من مثيالا من العال

األخرى يف السيميائيات املعاصرة، كما اقترن وجودها بوجود املوضوعات اليت تكون بينها عالقة

أو مشاة، واقترنت الصورة البصرية أيضا باأليقونة، فكانت األمنوذج األعلى يف مماثلة

. العالمات، فهل يعين ذلك أن العالمة األيقونية هي دائما بصرية؟

.274: ، ص2007، 35، مج، 3الطاهر رواينية ، مسيائيات التواصل الفين، جملة عامل الفكر، ع - 89 . 229: اخلطاب الفيلمي، املرجع السابق، ص مسيائيةحممد عدالن بن جياليل، - 90

Page 68: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

70

عالمات هلا صفة املشاة مع الواقع اخلارجي الذي متثل نفس خصائص 91إن األيقونات

= أيقوين "، إن هذا التعريف ال يسمح قط بوضع املعادلة ]ربقعة الدم للون األمح[املوضوع

إذن فقد امتدت األيقونة إىل مجيع املوضوعات اليت متلك نفس خصائصها، ولعل 92"بصري

الصورة هي األمنوذج األعلى يف هذه العالمة، لكن ليس بالضرورة بصرية وهذا ما أشار إليه بورس

Pierce وايكوEco المات األيقونية ال متلك اخلصائص الطبيعية نفسها أيضا، حني أقر أن الع

، وذا فإن الطبيعة البصرية متثل جزء من املفهوم األيقوين، إال أن االنزالق ظل 93للموضوع

موجودا يف حتديد مفهوم األيقونية املرتبط باحلقل البصري يف طرح إيكو، أي أنه من خالل حتديده

لقدر الكبري من الشمولية اليت متكنها من اإلحاطة بالعالمة ملفهوم العالمة األيقونية أعطى هلا ا

.البصرية

الذي ال يرى يف سونسونوأيضا تصورات موهذا الطرح ووجه بانتقادات جمموعة

األيقونة إحالة إىل الصورة، ذلك أن الصورة ليست إال تدرجا افتراضيا بني أشياء العامل خيضع

هي املسؤولة عن انتقاء الدرجة سونسونيف طرح 94لسيميائيةلسنن ثقافية يف تغرياته، والبيئة ا

91 -Dubois. J. Dictionnaire de linguistique, Opcit, P :248. 92 - Groupe µ, Traité du signe visuel, Opcit, P :114. 93 - Eco. U. La production du signe Opcit,1992, P : 37. 94 - G. Sonsson, « De l’iconicité de l’image à l’iconicité des gestes », in Oralité est gestualité, interaction et comportements

Page 69: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

71

املفضلة هلذا التدرج، يف حني اعتمدت مجاعة مو على املزاوجة بني السيميائيات ونظرية اإلدراك

لتفسري الصور على مستوى اإلدراك، وليست الصورة اليت تنشأ على اإلدراك احلسي سوى

ك، عملية انتقاء املثريات البصرية هي اليت تشكل بنية انعكاس للواقع اخلارجي يف الوعي املدر

إن العالمة إذن -ضمن أسنن مكتسبة –إدراكية متلك الداللة نفسها اليت متثلها العالمة األيقونية

.95"تؤدي وظيفة اإلحاطة اليت ال تكون ممكنة إال من خالل تأسيس نسق معني

قة تظهر على أا نفسها، هذه األولوية إن األولوية يف العالمة أن يكون املوضوعني يف عال

، فمثال الروائح اليت نشمها، أو األصوات ) Visuelle Non(ميكن جدا أن ال تكون بصرية

هذه ... اليت نسمعها، أو األحاسيس اليت تراودنا سواء كانت دالة على خوف أو فرح أو حزن

بارت ، وأيضا نسق الطعام عندكلها عالمات لأليقونة تكون بقدر كبري أو قليل داخل احملاكي

Barthe الذي هو أكثر داللة يف النسق السيميائي، فالطعام أيضا حيمل ثقافة جمتمع ما، فنوع

.الطبق، وكيفية األكل كل هذا خيتلف باختالف األشخاص وجمتمعام وثقافام

بورس يف تعريفه املماثلة اليت عرفها على أا Sonessonلقد خالف سونسون

قة تناسقية وانعكاسية، ويف مضموا ال تؤسس وظيفة سيميائية بوصف هذه األخرية تقوم على عال

multimodaux dans la communication. Act du colloque. ORAGE, 2001, Aix en provence cavé , Iguitelle- S.sart (ed) Paris, l’harmattan, disponible en ligne, www.Arthist.lu.se/ kutsen/ sonesson. 95 - Groupe µ, Traité du signe visuel, Opcit, P :81

Page 70: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

72

أساس عالقة غري تناسقية وال انعكاسية، ويؤكد سونسون أن التماثل كيفما وجد يف عامل احلياة

، فأي صورة ال ميكنّ أن تكون هي نفسها، إمنا يكون متاثلها 96ليس بالضرورة تناسقي وانعكاسي

بيا ملوضوعها، تتدخل الذاتية يف إنتاجها فمثال الصورة الفوتوغرافية هي إنتاج لواقع عرب عدسة نس

...املصور استحوذت الذاتية فيها على جزء كبري من الصورة الواقعية كزاوية التصوير، اإلضاءة

، 97تكمن فضيلة اإلدراك بوصفه موضعا غري لساين حلصول الداللة على حد تعبري غرمياس

إن العالمة األيقونية ليست دائما مماثلة للموضوع الذي متثلها، إمنا يلعب النمو اإلدراكي دورا إذا

هاما يف استكمال الصورة الذهنية هلذا املوضوع، فرسم الطفل لصورة سيارة بعجلتني فقط بدل

أربعة عجالت هي الصورة املدركة من طرف الطفل، كما أن صورة امللكة إليزابيث ليست هي

لصورة اليت رمسها الرسام بل هي امللكة نفسها، ذلك أن ليس للصورة قدرة على الكالم أو ا

... املشي

أن العالقة األيقونية ال :" قائال Moriss موريسفيعقب على تعريف Ecoأما إيكو

متلك خصائص املوضوع الذي متثله، بل تقوم بإنتاج بعض شروط اإلدراك املشترك بني العالمة

96- G. Sonsson, « De l’iconicité de l’image à

l’iconicité des gestes ». 97- Greimas. A. J, La sémantique structurelle, Recherche de méthode, ed, Librairie Larousse, 1966, P :8-9.

Page 71: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

73

وهذا ما جنده كثريا يف بعض الرسومات اليت ال متثل بشكل مباشر ودقيق 98"اوموضوعه

موضوعاا، إمنا متاثلها يكمن فقط يف بعض األجزاء منها وهي األشكال اليت من خالهلا يربز

. التفكري

إن عملية التواصل بطريقة غري مباشرة تتبع استعمال األيقونة، فالكلمة عالمة على شيء

مة ومتواصلة بني الباحث واملتلقي، إن كل الكلمات تستدعي هلا يف الذهن حضور مرتبطة، مفهو

، وعلى استحضار )دروس اللسانيات العامة(يف حماضراته ديسوسريصورة متاثلها وهذا ما أكده

اجلانب النفسي يف عملية التواصل باستثناء كلمة اهللا جل جالله، فال حضور لعظمته يف الذهن

وذا فإن العالمة ... ، كالسماء واجلمال)اجلزء من الكل(إال كجزء منها، بصورة أو ككلمة

.حتول ما حيمله الذهن إىل شيء آخر له معنا ضمن التجربة اإلنسانية

إن النظر إىل املدلوالت بوصفها جزء من اإلدراك جيعل منها تصنيفا ال ينخرط يف عامل

ي، ذلك ألن املدلوالت تتمظهر على مستوى اإلنسان فقط، بل وجب أن حيال إىل العامل الطبيع

نوعية احلواس، وعليه فإن تصنيف املدلوالت وفقا لنظام احلواس ميكن أن يشكل اموعة الدالة

: 99اآلتية

)الكتابات الطبيعية الرومانتيكية- احلركات-اإلمياءات(النظام البصري -1

98 - Eco. U, La structure absente, Op.cti, P : 178.

99 - Greimas. A. J, La sémantique structurelle, Recherche de méthode, Opcit, P :10.

Page 72: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

74

)املوسيقى- األلسن البشرية(النظام السمعي -2

)لغة العميان(مسي النظام الل-3

كما أن إنتاج املعىن مرتبط بتأويل العالمات اليت نراها يوميا فقد حتدث أرسطو

Aristote كثريا عن تأويل العالمات غري اللسانية وبالتحديد العالمات البصرية منها، وأعطى

Todrov100تودروف مثال عن املرأة احللوب اليت متثل املرأة يف فترة الوضع، كما حتدث

فوجود بافلوف،يضا عن إمكانية تأويل حىت احليوانات هلذه العالمات، وهذا من خالل جتارب أ

األثر عند الكلب هو وجود الطعام، ومساع صوت املسدس يف السباق هو االنطالق واجلري عند

... احلصان

إن األيقونة عالمة تكتسي الطابع التعليلي املستند إىل املشاة أو املماثلة بينها وبني

موضوعها، ويكون هلا حضور ضروري يف كل عالقة تربط بني العالمة وموضوعها، إذن فال ميكن

مزية، بل جيب القول أن القول أن عالقة العالمة باملوضوع هي إما عالقة أيقونية أو قرينيه أو ر

أو ) زوجية، أصلية(أو أيقونية وقرينية ) أحادية منحلة(عالقة العالمة باملوضوع هي إما أيقونية

. وبذلك فهي ال توجد مبعزل عن القرينة والرمز) ثالثية، متنامية(أيقونية وقرينية ورمزية

100 - Todorov. T, Théories du symboles, Ed seuil, Paris, 1977, P :33.

Page 73: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

75

أوهلا : Hypoiconeيف األيقونة ثالث أنواع من األيقونات اجلزئية بريسلقد ميز

الرسوم البيانية ومتثل اخلصائص البسيطة، ثانيها Images الصور

Diagrammes ة، ومتثل العالقة الثنائية بني أجزاء املوضوع املعني القائمة على املشا

ومتثل اخلاصية التمثيلية فهي توازي يف متثيلها شيء Metaphores االستعاراتثالثها

وإن غابت موضوعاا عن " أخر، وبذلك فإن العالمات األيقونية يف تصور بورس ذات داللة

ل مناذج هلذه املوضوعات تقوم على مبدأي التعليما يكفي الستحضار الوجود، ألن هلا من القدرة

إال أن املشاة اليت حتدث عنها بريس مشاة بني العالمة والشيء الذي متثله، أما ، 101".واملشاة

.إيكو فنقد هذه الفكرة من خالل حديثه عن الصورة الذهنية لشيء معني أي البنية اإلدراكية

: العالمة األيقونية والواقع

إننا ال نستطيع التفكري إال من خالل العالمات هذا ما أكد عليه بورس وهو دعم ملبدأ

حلقيقة على وساطة التمثيل يف فهم الواقع، فأعطت سيميائية الصورة تقنية جديدة لتجسيد ا

لتحقيق علمهم ... الواقع، فاستطاعت بذلك أن تكسب ثقة املهندسني واملعماريني والسينمائيني

على الواقع وفق عالمات منحتها هلم التطورات احلاصلة يف السيميائيات، فالصورة الفوتوغرافية

للواقع متاثل مثال استطاعت أن ترسم لنا حقيقة الواقع لكن هذا مل يكن بشكل مطلق، فتماثلها

أمحد يوسف، السيميائيات الواصفة، املنطق السيميائي وجرب العالمات، اجلزائر، منشورات . د -101

-93: ص. ، ص2005، 1ربية للعلوم، طاالختالف، املغرب، املركز الثقايف العريب، لبنان، الدار الع94.

Page 74: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

76

نسيب فقط مثلما سبق أن أشرنا يف مثال رسم إليزابيث، فعامل الصورة معطى أيقوين ميكن له أن

، ومثل هذا التصور قد جيرد الصورة من ثباا (...)يكون مشروعا إلنتاج الدالالت املفتوحة

102..."وأحادية متلقيها

قياسية وخيالية، هذا الواقع مل يكن الواقع اسد من طرف الصورة سوى واقعا بأبعاد

االفتراضي الذي نراه خاصة ويبدو جليا يف التطورات اهلندسية للمدن والعمارات وما شابه ذلك

واليت تظهر وكأا مدن صغرية حقيقية، هذا الواقع االفتراضي يسهل على املهندس التحكم أكثر

من العالقات بني الظواهر الكتابية يف عمله، إذن فإن العالمة األيقونية هي عالمة تصنع أمنوذج

متماثلة مع أمنوذج العالقات املدركة، فكيف يتحول الواقع إىل صورة؟

إن الواقع هو جمموعة وحدات مترابطة، ويف جمموعها تعطينا داللة، وإذا أردنا حتويل هذا

خمتلفة جوهريا، الواقع إىل صورة فإننا سنقوم بتقطيع هذا الواقع إىل وحدات وحتويلها إىل عالمات

املعىن يكون نتاج تفاعل اإلشارات اآلتية من "لكنها تقارب بني املوضوع وصورته، وبذلك فإن

فإذا عدنا إىل نظام املرور وقوانينه فإننا نكون أمام . 103"النماذج اليت يقدمها الواقع وبني العالمات

اد يف تركيبها فتدل املثلثات زخم من العالمات املركبة تدخل األشكال واأللوان والكلمات واألعد

على اخلطر وتكون طبيعته مبنية على رمز معني، والدوائر الزرقاء لإلجبار على فعل شيء معني،

كل هذه العالمات هلا وظيفة متثيل األشياء، فهناك ما "أما الدوائر احلمراء فلمنع فعل شيء ما

.124: أمحد يوسف ، السيميائيات الواصفة، املرجع السابق، ص - 102 .125: ، صاملرجع نفسه - 103

Page 75: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

77

، إذن 104"مبا مياثل العالمة أو يناقضهايدرك باألشكال أو باألعداد أو باأللوان أو باألحجام، أو

فقانون املرور جمموعة تنظيمية من اإلشارات واألدوات اليت تسهم يف ضبط حركة املرور، وتعترب

.هذه اإلشارات نظام تواصلي مفهوم لدى السائق

105إن الكلمة متثل صورة موضوع ما، وقد عرفت هذه الفكرة من طرف الفالسفة اليونان

، ووصفت األفكار على أا صورا للمواضيع، وقد )Look )1690لوك وتطورت عند

نستطيع رؤية كرسي إال بالتفكري يف الكرسي ذاته تعلقت األفكار وصورها بالفعل اإلرادي فال

نشاط ذهين وفعل إرادي، ويف استقالهلا عن "وذلك حبافز، وقد عرف ميتري الصورة على أا

فنحن أمام وجود إرادة موجهة حنو املوضوع، ومن إذن 106"كل ذلك ال تساوي الصورة شيئا

جهة أخرى فإننا حني نفكر يف صورة موضوع ما فهو ليس إنتاج لصورة املوضوع بل إنتاج للغة

، وبالفعل فالصورة هي 107حني يقول أن الصورة موجودة ألننا نقرأها شافري، وهذا رأي )الكلمة(

إرادة ووعي " يف صورة ملوضوع ما إذن فهي انبعاث للكالم، فال يصدر الكالم إال إذا فكرت

باإلرادة، تفكري ووعي بالتفكري فإين أملك وعيا ا كصورة مع العلم أا ال توجد إال بقدر ما

.127: ميائيات التواصل وفعالية احلوار، املرجع السابق، صيأمحد يوسف ، س - 104

105 - Alain Rey, Théorie du signes et sens, lecture II, ed : Klimcksieck, 1976, P :55. 106 - Mitry. J, Esthétique et psychologie du cinéma, ed : Etudes universitaire, 1963, P :114. 107 - Henault- Anne, questions de sémiotique, ed : Press Universitaire en France, 2002, P : 205.

Page 76: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

78

، إال أن كل هذا 108"أطلبها، وال ميكن خلطها مبا يأتيين من اخلارج ويفرض نفسه على وعيي

إلنسان بوصفه أيضا عالمة، فال ميكن الكالم وهذه األفكار تستدعي دائما حضورا ضروريا ل

لشخص أن يأخذ مكان شخص آخر إال كعالمة، إذن فاالرتباط جلي ومتبادل بني الواقع املرئي

.ومعطيات اإلدراك احلسي

وبالتايل فلن تكون الصورة جمرد نقل موضوعي للعامل اخلارجي، بل هي انعكاس هذا العامل

، وإذا حتدثنا عن داللة )الواقع(لها النسيب ملوضوعها يف وعي الذات املدركة، وهنا يظهر متاث

األلوان كواقع يف جمتمعنا وكلغة تعبريية جند اختالف داللتها باختالف السياق التداويل الذي

شكال أصم ومنتشرا، وبانيا، ولكنه سرعان ما يغدو، بعد "وجدت به، فاللون قبل اللوحة يكون

واستنادا إىل هذا فإن املنجز اخلطايب يعتمد على الربط بني ،109"اللوحة شكال داال ومرتبا ومبنيا

املادة وبني قصدية املبدع يف ترتيب وبناء هذه املادة، فاللون خارج اللوحة الزيتية مثال مادة صماء،

تأخذ بعدها الداليل وفقا لشروط العقل اإلدراكية، فاللون كمعطى تشكيلي ميلك داللته من خالل

ة اإلنسانية من قيم، فاللون األبيض مثال يكسب وجهني متقابلني الفرح واحلزن، ما أكسبته التجرب

، وقد تتفق ثقافات أخرى على )الثقافة املغربية مثال(هذا التقابل ميكن أن يكون يف الثقافة الواحدة

ائية نفس املعىن يف إطار معني، لذا فقد تكون لداللة اللون داللة حرفية تقريرية أو داللة ضمنية إحي

... حسب سياقاا السيميائية خاصة وأا مرتبطة بانفعاالت نفسية وحسية

108- Mitry. J, Esthétique et psychologie du cinéma, Opcit, P : 116.

.280: اخلطاب الفيلمي، املرجع السابق، ص سيميائيةحممد عدالن بن جياليل، - 109

Page 77: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

79

: العالمات األيقونية والعالمات التشكيلية

بني عالمتني ضمن العالمات البصرية، العالمة األيقونية والعالمة مولقد ميزت مجاعة

يقوين، بل حتتاج إىل التشكيلية لضرورة أن بعض األشكال من العالمات ال تكتفي بالبعد األ

توظيف معطيات أخرى مرتبطة بالعناصر التشكيلية كالصورة مثال ففي الوقت الذي متثل أشخاصا

وأشياء وحيوانات بأوضاع خمتلفة وهو ما ميثل املعطى األيقوين، تشكل اخلطوط، األلوان

لته من اإلطار واألشكال املعطى التشكيلي ليتشاكالن فيمثالن محولة داللية خلطاب يستمد دال

.الثقايف لتجسيد الواقع التصويري

فتعتمد العالمة التشكيلية على رمزية اخلطوط واألشكال واأللوان ومدى تنوع داللتها

السيميائية السياقية، فالشكل العمودي أو األفقي أو املائل كل خيتلف عن اآلخر عند الفنان

J.L.Scheferون لويس شيفار التشكيلي امللم بقوانني الفنون التشكيلية أمثال ج

الذين تناولوا الفن التشكيلي بدراسة ... Hubert. Damisch أوبيري داميش

سيميائية، إذن فالعالمة التشكيلية هو كل ما يضاف إىل الطبيعة من خطوط وأشكال وألوان يف

وفنية، أما العالمة سياق الثقافة اليت تساهم يف توليد الصورة البصرية وحتويلها إىل مرسالت ذهنية

فتحولت اإلشارات يف ... األيقونية فهو ما يتعلق باستعمال اجلسد، واألزياء، واألكسسوارات

املسرح إىل عالمات أيقونية بصرية حىت وإن كانت غري مقصودة، فاملمثل مثال له طاقة تعبريية

Page 78: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

80

ميائيا ودالليا وفنيا من هائلة حيول الصورة اجلسدية إىل دالالت بالغية وفنية، فيشغل املكان سي

.خالل الرؤية البصرية والذهنية

وليس من السهل التمييز بني العالمة التشكيلية والعالمة األيقونية يف الظاهرة البصرية ذلك

أما متثالن نفس الظاهرة فمثال حنن أمام بقعة زرقاء، فإذا قلنا أا زرقاء فهنا حضور للبعد

.متثيل لألزرق فيتعلق األمر بعالمة أيقونية التشكيلي، أما إذا قلنا أا

إن لغة الرسالة البصرية تعتمد على البعدين، البعد األيقوين والبعد التشكيلي، فتنتج معانيها

وما يوفره التمثيل التشكيلي، ) أشياء يف الطبيعة(من خالل معطيات يوفرها التمثيل األيقوين

فكما أن العالمة األيقونية تشري إىل تركيب "مع بينهما، وبذلك ينتج البعد التضميين للصورة يف اجل

موعة من العناصر املؤدية إىل إنتاج داللة ما، فإن العالقة التشكيلية ال تشتغل باعتبارها كذلك

.110"إال يف حدود تأويلها ككيان حامل لدالالت

:اللغة والصورة

اته سبب يف تطوير سبل احلوار كان لتطور احلضارة اإلنسانية من تطور الفكر وتنوع إهلام

والتبادل الثقايف، فكان احلوار باللغة هو السبيل الذي يقتفيه الفكر إىل ما كان الناس يصطلحون

ومل يكن للناس من قناة يتداولون ا اللغة إال املكاتبة حني تعوزهم فرص املشافهة " عليه بالثقافة،

.35قدور عبد اهللا الثاين، سيميائية الصورة، املرجع السابق، ص -110

Page 79: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

81

لك هو استبدال التمثيالت اليت عرفتها الكتابات ولعل أبرز دليل على ذ 111"بالتخاطب احلر الطليق

هذه –تواضعية –الكتابة اهلريوغليفية املصرية بعالمات صوتية اتفاقية القدمية األوىل مثل

.التمثيالت ما يسمى اآلن باأليقونات

إن البتكار الكتابة فضل كبري يف احلرص على مضامني الفكر وإبداعاته من التالشي،

ريورة التواصل بني األحقاب، وكانت القراءة هي حال لرموز هذه الكتابة، واإلبقاء على س

وإعطائها الداللة يف نسق عام متعارف بني اتمع الواحد، فكانت الرابط اللغوية هي الرابطة

التواصلية بني جمموعة بشرية من ثقافة واحدة ما جيعلهم أيضا ينتمون إىل تاريخ وحضارة

ن العالمات جيب عدم جتريدها من السياق الذي وضعت فيه ألن ال قيمة متجانسة، فاللغة نسق م

.لعناصرها مستقلة عن عالقات املشاة والتقابل اليت تربطها

ومن هذا الباب كانت اللغة وجود يعرب به اإلنسان عن واقعه ويصور به كيانه البشري،

كان هي الكتابة اليت كانت وجيعله دائما يف ارتباط متجاوزا كل حواجز الزمان ومسافات امل

املؤسسة املرجعية األم يف الفكر اإلنساين وكانت القراءة السلطة الثقافية الكربى يف شهادة العقل "

.112"البشري على نفسه من خالل ما تراكم من مثراته

ر عبد السالم املسدي، ما وراء اللغة، حبث يف اخللفيات املعرفية، مؤسسات عبد الكرمي بن عبد اهللا للنش - 111

.78: والتوزيع، تونس، ص .79: عبد السالم املسدي، ما وراء اللغة، حبث يف اخللفيات املعرفية، املرجع السابق، ص - 112

Page 80: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

82

بني ثالثة مفاهيم لسانية أساسية، فاللغة اليت هي نسق من العالمات دو سوسريلقد ميز

ص ا نوع من البشر للتواصل أما اللسان فهو املؤسسة االجتماعية للغة خيضع هلا الفرد الصوتية خيت

املتكلم ليعرب عن نفسه داخل هذه املؤسسة، أما الكالم فهو فردي، إال أن اللغة الكالمية ظلت

ذلك ألن الكالم األكثر وضوحا -فترة طويلة من الزمن شكال مهما للتواصل بني اإلنسان

وسامهت يف تطوير الفكر – Molièreني كل العالمات األخرى كما ذكر موليري ومفهومية ب

.ونضجه

أا تسمح بإنتاج رد فعل عند املستمع إذا أثري يف البث " اللغة" لقد أكد بلومفيلد يف كتابه

حافز ما أو مثري،كما عمل بارت على توضيح املعىن بني اللغة واللغة الواصفة بفعل أن اللغة

لغة واصفة إضافة لترمجة الدالالت غري اللسانية وشرح األنساق غري اللسانية، وقد استعملت ك

Buyssensومن هذا القبيل أكد بويسنس 113استنتج أن اللغة هي املنتج الطبيعي هلذه الدالئل

لتأدية رسالة اجللب واالنتباه، وأن السيمي السمعي هو األكثر 114أن الكالم هو األكثر أولوية

سواء األيقونة (سيمات األخرى يف حالة االتصال، وبذلك فإنه ينتقد السيمي البصري فائدة من ال

113 - Porcher . Louis, Introduction à une sémiotique des images sur quelques exemples d’images publicitaire, ed : Credif, 1981, P :173. 114 - Buyssens, Communication et l’articulation linguistique, Ed : PUF, Paris : 1967, P : 11.

Page 81: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

83

ويفضل عليه السمعي بوصفه األكثر غناء وتعبريا، ويعطي مثال عن الطفل الرضيع ) أو االشارية

.اليت ال جتلب االنتباه) بصري(ليجلب انتباه أمه إليه عكس إشارته ) مسعي(الذي يستعمل صراخه

فئة من الناس تستعمل اإلشارة للتواصل مع العامل اخلارجي لفقداا القدرة على إال أن

التواصل بالكالم اللفظي فمثال كتابة الرباي، ال نستطيع فهم حروفها وكتابتها إال إذا كنا نعرف

لغة من يستعملها، وهذا ما أعطى السيمي اللساين أمهية وفائدة، ومن جهة أخرى كثريا ما

اتنا صورا ورسومات غري مستقلة وغري كافية للتعبري عن نفسها، فريتبط النص نصادف يف حي

اللفظي مع هذه الصور مدعما هلا يف تسهيل عملية التبليغ والتواصل، ولعل هذا التقيد بالنص هو

تقييد باملعىن لتفادي انفتاحه أو لتوجيه قارئه، لقد كان ارتباط النص اللفظي بالصورة منذ القدم

جنده يف آثار اإلنسان القدمي، فمنذ أن وجدت الكتابة ومها ملتزمان غري منفصلني، وهذا وذلك ما

.ما خدم البشرية يف الربط بني احلضارات اليت كانت من حقبات خمتلفة

وجاءت الصورة لتعيد نفسها يف تاريخ التواصل واإلبداع كوسيلة تعبريية إذ ال ننسى أن

موا رسوما تصويرية حتكي واقعهم يف مجيع امليادين سواء من عرفوا من قبل كانوا قد استخد

... االجتماعية، االقتصادية والسياسية، فكانوا ميثلون احلياة يف اتمع بطبقاته، واحلاكم وعشريته

عملية التدوين هذه كانت قمة اإلبداع البشري، ومن مث أصبحت مرافقة الصورة للكتابة من باب

ملوضوع، إال أن هذا الترافق مل يبق على حاله، فقوة الصورة وعظمتها اإليضاح وزيادة اإلهلام با

Page 82: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

84

جعلها تضيق جمال الكتابة، وتنفرد هي ببعض احلقول مثل اإلشهار، وحىت يف امليادين التربوية

.أصبحت داللة الصورة أقوى وأقرب إىل فهم املتعلم ألا تثري التنبيه خاصة البصري

لثابتة هو ما تعايش معه اإلنسان من رسوم وصور صماء، كانت بداية الصورة مع الصور ا

مث استخدمها دف اإليضاح لعون الكتابة، ولكن األمر بدأ يتغري مع التطور الكبري الذي عرفه

والتمثيل املسرحي ... اإلنسان فربزت الصورة املتحركة خاصة يف اال السينمائي والتلفزيون

... يف تقنيات أخرى من موسيقى، أضواء، حركات ، بل115"مل يعد جوهره يف النص" الذي

وهذا ما نقوله أيضا عن السينما اليت أصبحت فيها الصورة تأخذ املقياس األكرب لنجاح أي عمل

. سينمائي

فال ميكن اآلن أبدا اجلزم أن الكتابة مازالت متثل الصدارة يف العملية الثقافية التبليغية، ذلك

كانتها حبيث توارت الكلمة املقروءة، ومل تعد لثقافة الكتاب عشاق أن الصورة قد زامحتها على م

اليت تنغرس جذورها يف قدرة الصورة على اإلحياء "إال قالئل بالنظر إىل عشاق الكلمة املسموعة

، فنرى أنه حىت عملية التلقي أو احلفظ 116"بآدائها، وطاقة الشكل الرمسي على اإليعاز بنطقها

عية ألا أكثر تأدية لوظيفة إيصال املعلومة بعيدا عن سياق األداء استخدمت فيها شرائط مس

. التعبريي

.81: املسدي عبد السالم، ما وراء اللغة، املرجع السابق، ص - 115 .82: املرجع نفسه، ص - 116

Page 83: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

85

إال أن هذا الواقع يف نظر بعض األدباء ميثل شكال كبري على الفكر الذي كانت فيه الكلمة

فتدفع إىل كسل " هي القناة األساسية يف التواصل الثقايف، وإذا بثقافة الصورة تكون بديال قويا

، بذلك جند ثغرة كبرية عند الشباب خاصة 117"للغوي عند الفرد، وبعض أطراف اموعةاجلهاز ا

يف جمال معرفة أسرار لغتهم اليت كانت نتيجة االعتماد على ثقافة الصورة بدال من ثقافة الكلمة،

وقد أيقن الكثريون من أصحاب اللغة خطورة هذه الفجوة وهم اآلن حياولون منح اللغة اليت متثلها

.لكلمة قيمتها بربامج تثقيفية دف إىل التكوين اللغوي احملضا

إن ترك الصورة لتعرب عن نفسها هو فتح اال أمام دالالت كثرية، فقد اتسمت الصورة

بالتعدد الداليل، فمثال إذا أعطينا صورة لعدة أشخاص لقراءا، فستقدم عدة قراءات للصورة

الفوتوغرافية يؤكد بارت أن بنيتها ليست بنية منعزلة، إمنا الواحدة، ويف معرب حديثه عن الصورة

تتواصل على األقل مع بنية أخرى اليت هي النص، ذلك ألن التفكري يف الصورة هو إنتاج ال للصور

، وما نالحظه اليوم خاصة يف التواصل الصحايف، تالزم وتعايش بني الصورة )الكلمات(بل للغة

كل الصور، فهل معىن ذلك أن للنص وظيفة إعطاء الداللة والنص فنجد التعليق حاضرا يف

للصورة؟ أي هل للنص وظيفة التحكم يف داللة الصورة؟

.83: ، صاملرجع نفسه - 117

Page 84: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

86

تتجلى وظيفة النص يف إعطاء أو حتديد معىن الصورة، فهما يف عالقة تكاملية حىت ال خترج

عالقتها مع للمرسلة اللسانية يف 118الصورة عن املقصد احملدد هلا، وقد أعطى بارت وظيفتني

ووظيفة Ancrageومها وظيفة الترسيخ -عالقة النص بالصورة على الترتيب-املرسلة األيقونية

.Relaisالتدعيم

وهي الوظيفة األكثر انتشارا يف الصور الفوتوغرافية الصحفية، وامللصقات : الترسيخ

ون على القارئ أن اإلشهارية، إن كل صورة تتميز بالتعدد الداليل أي للصورة عدة مدلوالت فيك

فيأيت 119خيتار أقرا ويهمل اآلخر، وبذلك فإن التعدد الداليل للصورة ينتج تساؤالت حول املعىن

النص اللفظي ليوجه القارئ يف قراءته للصورة، ويقربه من املدلول الصحيح هلا، فالترسيخ إذن

. يعمل كمراقب يف حتديد وجهة املعىن

تنعدم يف الصور الثابتة وتنتشر يف الرسوم املتحركة تكاد هذه الوظيفة أن : التدعيم

وتكون حني يقوم النص اللفظي بإضافة دالالت جديدة للصورة، اإليضاح ... واألفالم السينمائية

. مع منو احلركة

118 - Barthes. R, l’Obvie et l’Obtus, Du seuil, Paris, 1982, P : 10. 119 - Barthes. R, l’Obvie et l’Obtus, Opcit, P : 31.

Page 85: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

87

إن هاتني الوظيفتني يساعدان من جهة على توجيه املتلقي إىل املعىن الصحيح، ومن جهة

جديدة، وبالتايل فإن اخلطاب اللفظي ال يكون جمربا على تكرار ما يف أخرى إىل إضفاء دالالت

.الصورة فقط، بل إحداث أيضا ما هو جديد

من خالل نظر بارت إىل العالقة اليت جتمع الصورة والنص، أكد أن النص يلعب دور

الوحيد املوجه للقارئ، فيختار املدلوالت املرافقة للصورة ويستغين عن األخرى، ومل يكن بارت

يف هذه املالحظات فمن خالل حتليلنا للظاهرة االشهارية وحرية الصورة يف تعدد مدلوالا،

فللنص قيمة ردعية، يقيد ا القارئ الصورة حىت ال تتعدد مدلوالا، ويصبح من الصعب

حول عملية اإلشهار أوصلته إىل Porcherبورشري إدراكها، إن مجيع الدراسات اليت قام ا

ن حضور املرسلة اللسانية يتبعه نوعيتها من حيث القيمة اإلبداعية، فلكل كلمة يف هذه املرسلة أ

ليس من عمل "قيمة تزيد من كفاءة وجودها خاصة يف اللوحات اإلشهارية، إال أن إنتاج املعىن

أو ،120"املتكلم فقط إمنا هو نتيجة طبيعة التفاوض حول املعىن من قبل شركاء العملية التواصلية

وذلك من خالل إما 121"الصورة هي اليت تكلمنا"وفقا لشراكة تأويلها، ويف كثري من الصدف

يف املقابل ...بساطتها وإما وعينا ا مثل العالمات املرورية، أو الالفتات املعروضة على احملالت

120 - Boutaud. J.J, Sémiotique et communication, du signe au sens, ed, l’Harmatan, Canada, et France, 1998, P :10. 121 L- Porcher, introduction à une sémiotique des image, op cit, P :35.

Page 86: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

88

ورة هناك صور كثرية ما يصعب علينا فهمها أو إدراك املقصود منها، فما الذي جيعل من الص

صعبة القراءة؟

من خالل حديثهما عن Porcher-Margerieلقد طرح مارغوري وبورشري

- Inconnuالصورة واللغة أهم العناصر اليت تعيق قراءة الصورة بصفة سهلة، وهي الغموض

، وهذه العناصر Fantasmeواخليال Commotationوالتضمني Isolitéالشذوذ

الصورة املراد قراءا فمثال فن اإلمياء هو حوار فوري ختتلف درجة صدقها أو مفعوهلا حسب

فممكن ألبسط "وهناك صورة حتتاج إىل وقت حلظي وهذا من أنواع الصور تتحدث عن نفسه،ا

، وقد خلصت هذه الدراسة حول النص 122"صورة أن حتكي صداقة كاملة أو حياة كاملة

ا عالقة معادلة، عالقة متكاملة وعالقة والصورة إىل ثالثة أنواع من العالقات اليت تربط بينهم

123موتقديرية، وكلها تستثمر يف التصور السمعي البصري، ومن جهة أخرى قد أظهرت جمموعة

يف بالغة القصيدة إىل أا متثل صورة تعرب عن الواقع بأسلوب بالغي، فسماعك مثال قصيدة ما

. يوما ما يدعوك إىل استحضار قصة ما أو صورة جزئية من واقع مر بك

بات من الضروري التأكيد أن األنساق األيقونية والبصرية باألخص تستدعي عدة أنساق

لسانية ليحدث التواصل، ونأخذ على سبيل املثال األلعاب البصرية مثل األخطاء السبعة فهي

122 -Ibid. P. 44 123 - Groupe µ, La rhétorique de la poésie, Ed : international, Paris,1990, : 79.

Page 87: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

89

وحىت يف الشريط " غائب - موجود " تسمح بتشكيل عدة أنساق لسانية حتد مبصطلحني

. غري صوت فإن ترتيب الصور ميكنه أن يشكل فيلما سينمائيا خالصا السينمائي من

:بالغة الصورة

لقد اقتصرت البالغة يف الدراسات الكالسيكية القدمية على ميدان اللغة، فال ميكن ألي

إال أن خمتلف / خطاب أن يؤدي بالغته خارج بالغة اللغة، نتيجة ملا متيزت به من وضوح

ساق البصرية أكدت على دور الصورة يف العملية االتصالية، فلم تعد وسيلة الدراسات يف جمال األن

هي عامل أساسي يف تثمني العالقات اإلنسانية وتنمية احلس اجلماعي " اتصالية فحسب، بل

تعاقدية كاللغة، إمنا تتعدد ت، ذلك أا ال تتأسس على كيانا124"بواسطة اإلحساس باآلم اآلخر

إذن كيف استطاعت أن تتجلى بالغة األيقونة -حسب ما رآه إيكو - سنن تعاقداا فال يصبح هلا

يف ظل الرافضني هلا؟

إن ما تظهره لنا بعض الصور على الشاشات ويف االت والصور اإلشهارية، إمنا هو

عند j.j Boutoudفداللة الصورة ال تقف حسب ج ج بتود "تأكيد لبالغة الصورة

إا كثريا ما تتحول إىل نشاط إدراكي، معريف، رمزي، تتجلى من حدود االستعمال السنين، بل

.38قدور عبد اهللا الثاين، سيميائية الصورة، املرجع السابق، ص -124

Page 88: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

90

، وهذا حديث عن صور التعذيب والتقتيل يف احلروب وما 125"خالله التلفظات األيقونة للصورة

.ينتج عنها من مظاهرات مناهضة هلا، كل هذا كان بسبب الصور اليت تناقلتها وسائل اإلعالم

مومية الصورة وعامليتها جعلتها تسقط احلواجز والعوائق بني لغات البشر يف العامل، إن ع

يكمن يف إنتاج الكلمات وذلك عرب بلورة " فال ميكن االهتمام مبوضوع الصورة بإنتاج الصور، إمنا

، فصورة استشهاد الطفل الفلسطيين حممد مجال الدرة، 126"لغة واصفة مل متظهرات الصورة

الل أبو رمحة من أبشع صور االنتهاكات اإلنسانية، إا صورة كان لوقعها على العامل للمصور ط

، ذلك أن الصور ختاطب أذهان بأسره ما مل حتدثه مقاالت وكتب حتدثت عن نفس املوضوع

البشر مبختلف مستويام وفئام وأجناسهم، فرغم اختالف لغة املرسل إال أن مضموا يصل إىل

...اختالف أعراقهم ولغامالناس مجيعا ب

125 - Boutoud j.j, sémiologie et communication, du signe, au sens, pharmattan, 1998, p218.

القادر فهيم، معامل السيميائيات العامة، أسسها ومفاهيمها، مذكرة ماجستري، جامعة ينظر ترمجة الشيباين عبد .47، ص /2007/2008وهران، قسم اللغة العربية وآداا،

126 - Metz ç, Essais sur la signification au cinema, t II, éd, klimcksieck, 1971, p 161.

Page 89: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

91

صورة الشهيد حممد مجال الدرة وهو ميت يف حجر والده

وصورة الشهيد حممد مجال الدرة صورة من بني آالف الصور اليت نراها على شاشاتنا

واليت هلا فعالية على التدليل بشكل خيايل، كوا رسالة هلا مرسل، مستقبل، ورسالة وقناة حىت

.ن اختلف فيها السنن، وقد أقر إيكو بوجود سنن تواصلية تتغاير ضمنها أمناط التواصلوإ

موحية من خالل أبعادها - صور املعذبون يف سجون غوانتنامو - تعد الرسائل البصرية

التضمينية ورموزها وتنظيمها األيقوين، إا ضربات قوية ألكرب دولة عاملية أمريكا، وإظهار بشاعة

ه يف دول عربية مثل فلسطني حتت راية السالم والتعاون، وهذه الرسائل أكثر سرعة يف ما تقوم ب

جلب االنتباه وأكثر سرعة يف الفهم والتأثري، إا جتعل مستقبلها يعيش احلدث اسد يف الصورة

...مبا تكتسبه من داللة قوية األلوان واألشكال واحلركات والرموز

تغيريا جذريا على مستوى بعض املفاهيم، إا تدعيم لقد استطاعت الصورة أن حتدث

إىل أن ...وتأكيد للخطاب اإلعالمي مبختلف مواضيعه السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية

أصبحت وسيلة فعالة من وسائل اإلعالم احلديث، ولعل آليتها التدليلية اليت حتفر يف ذاكر املتلقي

ا يف عوملتها، إذ هي أداة شد االنتباه واخلروج عن السرد اللساين، أكثر من اخلطاب اللساين سبب

ونرى أن العمليات الفنية اآلن أضحت تضع الصورة كمكون حيمل البالغة الداللية إلثارة خميلة

ويسارع قطار أو سيارة أو ) adidas(املتلقي، فصورة شاب مفتول العضالت يلبس حذاء

-احلذاء–ة يف صنع املنتج حصانا حيمل مضموا القوة واجلود

Page 90: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

92

فال شك أن قراءة الصورة ليس جردا لدواهلا التقريرية بقدر ما هو حبث عن مدلوالا

فالصورة نص ككل النصوص تتحد باعتبارها تنظيما خاصا لوحدات داللية متجلية من " اإلحيائية،

جية الصورة ، وبالتايل فإن إنتا127"خالل أشياء أو سلوكيات أو كائنات يف أوضاع متنوعة

.البصرية للمعىن يتشكل من الكشف عن املعىن اازي ملختلفة متظهرات الصورة

ويف هذا السياق، فإن ما جنده يف الرسالة اللسانية من معىن حقيقي ومعىن جمازي، جنده

أما أيضا يف الرسالة األيقونية، ففي الرسالة اللسانية يتجلى املعىن احلقيقي يف املعىن األصلي للكلمة،

معناها اازي ففي املفاهيم الثانوية للكلمة كالكناية واالستعارة

-طويل اليد –معىن حقيقي : مثال طويل اليد

-لص –معىن جمازي

أما الرسالة األيقونية فغن معناها احلقيقي يتجلى يف وصفها وذكر ما حتمله من معطيات،

عناها اازي فيكمن يف تفسريها، ذلك أن الوظيفة اازية هي ما مينح الصورة حركية أما م

الدالالت وتعدي التأويالت ضمن ما تقترحه سياقات متظهرها وجتليها ومن ذلك رأي بارث أن

128:للصورة ثالث رسائل

، املغرب، ص 1996، 5لتوليد والتأويل، جملة عالمات العدد،بنكراد، اإلرسالية اإلشهارية، ا سعيد -12759.

128 - Barthes- lobvis et lobus, op cit, p40.

Page 91: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

93

le message linguistique: رسالة لغوية -

l’image dénotée الصورة التقريرية -

Rhétorique de l’imageغة الصورة بال -

:بنية اخلطاب األيقوين

لقد سبق أن أشرنا إىل أن الصورة هي وجه من أوجه التواصل مثلها مثل اللغة تؤدي

الوظيفة التبليغية وبذلك ال ميكننا الزعم أن الداللة ذات منشأ لساين، وهذا ما فسره دوسوسري، إال

دي وظيفة التبليغ فأحيانا هي مثري للحصول على رد فعل، أن الصورة ليست يف مجيع األوقات تؤ

، فإذا كانت الصورة مثل اللغة 129"الصورة خمتلفة عن الرسالة ذو احلمولة اإلبالغية"وهنا تكون

فهل ميكننا احلديث عن لغة خاصة للصورة غري اللغة الطبيعية؟ وهل الصورة مبنية على بنية القواعد

ية؟ والقوانني مثل اللغة الطبيع

إن اخلطاب اللفظي يقبل التفكيك إىل عناصر يقوم املتلقي بإعادة تركيبها ليحصل على

معناها، أما خطاب الصورة فتركييب ال يقبل التقطيع إىل عناصر صغرى مستقلة، حبيث تبدو

الصورة ككتلة ختتزن يف بنياا دالالت ال تتجزأ، وهو ما يكسبها طاقة إبالغية ال تضاهى، فريى

–أن الفارق كبري بني اللغة والصورة، فتميز اللغة باخلاصية اخلطية Mouninج مونان جور

129 - Mounin. J ; Introduction à la sémiologie, Ed : minuit, Paris, 1970, P :50

Page 92: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

94

مييزها عن - ظهور وحدتني صوتيتني يف نقطة زمنية واحدة ضمن السلسلة الكالمية استحالة

الصورة اليت وحداا تظهر متالمحة يف الزمان واملكان ذاته، وهنا يؤكد مونان أن ليس كل نظام

.لغةللتواصل

Gouttierإال أن هذا القياس ووجه بنقد جمموعة من السيميائيني أمثال جوته

والذين رأوا أن احلركات املتعددة اليت يقوم ا البصر تعد تسلسل خطي لوحدات الرسالة يف

الصورة، معناه أنه ال ميكن تفسري املكونات اخلطابية للصورة إال عرب قراءة خطية، أما احلديث عن

وقوانني الصورة حنو الصورة وغري ذلك، فإنه من الصعب جدا خلق نظام سيميائي حمدد قواعد

تقوم عليه مجيع خطابات الصورة، فهناك صور نظامها السيميائي تلقائي وهناك صور ال يظهر

جيب معاجلة " A. Plecy بليسي .نظامها السيميائي، فيكون على القارئ بتعبري أ

هنا تظهر أيضا تعدد قراءات الصورة، فللقارئ حق يف إغناء هذه ، و130"الصورة وإغناء رؤيتها

الصورة، وبذلك فإن اللغة الطبيعية لغة هلا خصائص خاصة ا ال تشترك فيها مع أي نظام تواصلي

آخر، عدا تلك املفاهيم العامة اليت تشترك فيها مجيع خطابات األنظمة التواصلية من دال ومدلول،

... عالمة ورسالة

130 - Plecy. A, Grammaire élément de l’image, Ed Estimme, I1968, P : 168.

Page 93: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

95

بنية النص من حيث هو جمموعة كلمات ختتلف اختالفا كامال عن بنية الصورة اليت إن

متثلها جمموعة أصبغة وخطوط ورسومات تقوم بنقل الواقع بكامله أو بتمثيله، إال أن اختالف

.هاتني البنيتني هلما غرض مهم يف جوهر الرسالة

:مشكل التمفصل املزدوج يف السيميائيات البصرية

مع كتابات ديسوسري وتطور املدرسة الوظيفية - التمفصل املزدوج –ذا املفهوم لقد بدأ ه

ومع أندري مارتيين الذي أكد أن اللغة الطبيعية تقوم على مبدأ التمفصل املزدوج، ويتعلق

، أما Syntaxeوهي علم النحو Monèmesالتمفصل األول مبا يسمى باملونام

وهي ليست وحدة داللية إمنا صوتية Phonèmesالتمفصل الثاين فأساسه الفونيمات

، واتني الثنائيتني يتحقق اإلبالغ Phonologieتشكل مادة علم وظائف األصوات

. والتواصل

هو اخلاصية األساسية اليت متيز اللغة عن باقي -يف نظر مارتنيه -إن التمفصل املزدوج

أن االتصال اللساين يستعمل Champagnolاألنظمة التواصلية األخرى، كما أكد العامل

الرسائل اليت هلا تقطيع مزدوج، أما االتصال غري اللساين فال يستعمل إال الوحدات من التقطيع

األول، هذه املفارقة اليت ذكرها تؤسس معنا مشتركا بني اللغة الكالمية واألشكال األخرى

بني االتصالني الرمزي ، وذا تكون املفارقة)Gestes(للتواصل فمثال االتصال اإلشاري

اتصال بواسطة العالمات : وغري الرمزي واليت تسمح بانفصال واضح بني منطني كبريين لالتصال

Page 94: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

96

ويستعملها احليوان، أما الثاين فإن اإلنسان يستعمل االتصالني معا سواء بواسطة العالمات اللسانية

.وغري اللسانية

نظمة اليت ال ختضع ملبدأ التمفصل عن كل األ –لغة –إن بعض الدراسات ترتع صفة

املزدوج، فريى ستراوس أنه ال يوجد لغة إذا مل يوجد مبدأ التمفصل املزدوج، وأن مجيع األنظمة

، فمثال الرسم هو عالمة أيقونية، يتواصل بنوع "لغة"اليت تتوافر على هذا املبدأ هلا شرعية وصفها

إذن فهو خيضع يف نظر ستراوس إىل شروط من العالقة بني العالمة واملوضوع الذي حتدده،

، ذلك بأن له وحدات أوىل اليت هي مدلول ويقابلها يف اللغة املونيم وتعد 131التمفصل املزدوج

. األشكال واأللوان يف الرسم وحدات ثانية تقابلها يف اللغة الفونيم

ذلك أن لكن ليس معىن –الفونيم واملونيم –تؤخذ الداللة من لعبة هاتني العنصرين

يف مبدأ ستراوس، فريى أنه ليس بالضرورة إيكوسريورة الداللة تقوم بنفس الطريقة، وهذا انتقده

كل نظام تواصلي مبين على مبدأ التمفصل املزدوج، بل اختار مبدأ آخر بدل مبدأ التمفصل

فقد املزدوج وهو أن يكون كل نظام تواصلي مبين على سنن، وليس بالضرورة له متفصلني اثنني

يكون غري ذلك، وليس بالضرورة أيضا أن يكون حمددا وثابتا، ولعل األنظمة التواصلية اليت

131 - Eco. U, La structure absente, Opcit, P : 201- 204.

Page 95: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

97

والطرقات واألرقام اهلاتفية خلري دليل على أنه هناك أنظمة ختضع هلذا املبدأ 132تستخدم يف الفنادق

.وأخرى ال ختضع له

ج وأن سينام أن اللغة السينمائية ختضع لتمفصل مزدو Pasoliniأكد بازوليين

Cinéme هي الوحدة الصغرى اليت تقابل الفونيم يف اللغة الطبيعية وأن السينمات

Cinémes تشكل انتظاما يف وحدة أكرب هي البعد الذي يقابل املونيم، ويأيت هذا املفهوم من

باره خالل تشبث بازوليين مبفهوم التماثل بني الصورة السينمائية والواقع املرئي الذي متثله واعت

.أيضا أن السينما هي سيميائيات الواقع

من خالل معاجلته للصورة السينمائية من بني كل األنظمة ECO إيكومث كان انتقاد

، أول هذه التمفصالت متثلها صور 133"تقدم سنن من ثالث متفصالت"التواصلية اليت

Figures تكون منتظمة يف شكل عالماتSignesا، ، ولكنها ليست جزء من مدلوهل

، أما التمفصل Syntagmesالتمفصل الثاين يتمثل يف العالمات اليت تنتظم يف شكل مركبات

الثالث فهو مجيع العالمات، وبذلك فإن فصل عالمة عن جمموعتها من العالمات املنتظمة ال يدل

على جزء مما تدل عليه وهي عالمات منتظمة مبعىن أن اجلزء ال يدل على الكل، هذا الطرح أدى

الذي هو الغرفة ) 0(جمزأ إىل وحدتني 20ترقيم الغرف يف الفنادق حيتوي على متفصل واحد، مثال رقم - 132

هو الطابق الثاين) 2(األوىل، و 133- Eco. U, La structure absente, Opcit, P : 225.

Page 96: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

98

باختزال الوقائع الطبيعية "إىل تقدمي مفهوم أدق للخطاب السينمائي فهو خطاب يتمسك بإيكو

.134"إىل ظواهر ثقافية وليس جبر الوقائع الثقافية إىل ظواهر طبيعية

إن ما قدمه مارتينه عن التقطيع املزدوج يوصلنا إىل أن الصورة ليست لغة باملعىن الدقيق،

فقط -التقطيع إىل فونيمات–أ، مبعىن ليس هلا أي عالقة مع التقطيع الثاين ألا ال ختضع هلذا املبد

أنه يف امليدان Metz مع التقطيع األول كما سبق أن ذكر، وعلى عكسه يقول الباحث ميتز

، وأن التعدد الداليل الذي يتميز به 135"الدال هو الصورة واملدلول هو ما متثله الصورة" األيقوين

علها مقدمة للترمجة يف مجيع اللغات، فإن كانت اللسانيات معرفة مببدأ التقطيع خطاب الصورة جي

املزدوج، فإن هذا املبدأ غائب يف ميدان األيقونية معوضا مببدأ السنن، ذلك أن العالمة األيقونية

مجلة من القوانني أو سلسلة من القواعد اليت تسمح بإضفاء "رسائل قائمة على السنن، ويعرفه أنه

إذ يقوم ... الداللة على عناصر املرسلة لتحمل بنيتها الكلية للمعىن املراد هلا من قصد املتواصل،

، وقد أنشأ 136"بتحويل املثريات اخلالية من املعىن واملرجع إىل عالمات ذات داللة داخل املرسالت

.137عشرة تقسيمات لسنن إيكو

Codes perceptif .1 سنن اإلدراك احلسي .1

134 - Ibid. P :224. 135 - Metz, Essai sur la signification au cinéma, Tome II, Ed Klincksieck, 1971, P : 68.

.141: أمحد يوسف، سيميائيات التواصل وفعالية احلوار، املرجع السابق، ص - 136137 - Eco. U, La structure absente, Opcit, p :215.

Page 97: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

99

Codes de .2 سنن املعرفة .2

codes de .3 سنن النقل أو التحويل .3

Codes Tonaux .4 سنن نغمي .4 Codes iconiques .5 سنن أيقوين .5 Codes .6 سنن األيقون اخلطي .6

codes du goût et .7 سنن الذوق واحلساسية .7

codes .8 سنن البالغة .8

codes .9 سنن حنجري - .9

codes de .10 سنن ال شعوري .10

فزيادة على كون العالمات األيقونية أنساق سيميائية دالة مسننة، فبعض منها يقوم على

مبدأ املواضعة، فال ميكن أن تنجح عملية التواصل إال إذا مت حتديد الوحدات اليت استعملناها يف

ن هذه الوحدات وقوانينها معروفة ومدركة من طرف املرسل جيب أن تكو"و النسق التواصلي

، فمثال داللية الطريق هي نسق تواصلي غري لساين من فعل 138"للمرسلة وأيضا املستقبل هلا

وغري خطايب بفعل أن –عالمات تعاقدية غين ومركب من تقسيمات خمتلفة لعالمات كمقوالت

للغة، كما أنه من الضروري مراعاة شروط املكان كل هذه العالمات ال ختضع إال للتقطيع األول

.والزمان هلذه العالمات حىت ندرك قيمتها السيميائية

كمبدأ لتصنيف العالمات اللسانية وغري اللسانية، فإننا -التصنيف املزدوج- هذا املبدأ

وسنن ننتهي إىل تصنيفات متفاوتة للتقطيع فهناك سنن منعدمة التقطيع كالعصا البيضاء للضرير،

138 -Mounin.J, Introduction à la sémiologie, Opcit, P: 71.

Page 98: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

100

للتقطيع األويل كأرقام الغرف يف الفنادق، وأرقام اهلواتف وإشارات املرور وهناك سنن بتقطيع

مزدوج كعلبة الورق بينما هناك أنواع من السنن بتقطيع ثانوي، وأخرى كما سبق أن أشرنا إىل

.سنن بثالث تقطيعات

ذات طبيعة قصدية، إن كل تواصل هو نقل جتاربنا لغرينا، وأن كل سريورة تواصلية هي

أي ال يوجد تواصل كامل دون عالمة، والتواصل على العموم مربوط باملرسلة، واملرسلة يف

وال تتحقق ... مفهومها العام حتمل مجيع املعاين التواصلية سواء امللفوظة منها، املرئية أو املكتوبة

ان كله يتحدث فنحن نتكلم املرسلة إال إذا كانت مفهومة بني املرسل واملستقبل، إن جسد اإلنس

بعضو صويت، لكن اجلسد كله حياور، فمثال رفع اليد يف املؤمترات داللة على املوافقة، ومعناه أن

، وامحرار الوجنتني داللة على اخلجل، واالضطراب داللة على "نعم"رفع اليد يعادل كلمة

إذن هناك أكثر من طريقة ...الرفض، الطرق مبطرقة رئيس احملكمة دليل على االنتباه والصمت

. للتعبري عن ظواهر احلياة عدا اللغة

والتضمني Dénotationإن الصورة ختضع لثنائية التعيني

Connotation ،مثلها مثل اللغة، فالتعيني هو ما يعينه املوضوع مباشرة أي املدلول

يت فقد قابل كوس. أما عن رأي ك. والتضمني هو ما حييل إليه هذا املدلول من شيء آخر

واأليقونيم Graphimesمفهومي املونيم والفونيم للغات الطبيعية بالكرافيم

Iconeme األول هو العنصر اخلطي البسيط لأليقونيم، وقد " يف بنية الصورة على أن

Page 99: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

101

وقد يكون شيئا أو (...) والثاين عبارة عن جمموعة خطية (...) يكون نقطة أو مساحة أو لون

، وإذا كانت اللغة عند 139"يشكل بنية الصورة... احة ملونة أو منظرا طبيعياشخصا أو مس

لتأدية الوظيفة -كما سبق الذكر-) فونيم -مونيم(مارتنيه قائمة على التمفصل املزدوج

)الوحدة الشكلية( formème استعملت املفهومني موالتواصلية، فإن جمموعة

Chromeme ري، إال أن هذه املطابقة يف املفاهيم اللسانية لبنية التمفصل املزدوج البص

واملفاهيم السيميائية أي بني اللغة والصورة قد تقلل من احلمولة الداللية الكثيفة للصورة فتعمد إىل

.تبسيط نظامها التواصلي

، 2002، 31، مج1غرايف حممد، قراءة يف السيميولوجية البصرية، جملة عامل الفكر، العدد. د - 139 .236: ص

Page 100: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

102

الفصل الثالث

بعض تطبيقات العالمة األيقونية

يف السيميائيات املعاصرة

Page 101: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

103

:ايواين بوصفه نسقا أيقونياالتصال احل

مل تعد السيميائيات وهي العلم الذي يدرس مجيع األنساق الدالة مبا يف ذلك العالمات غري

اللسانية حكرا على أهل اللغة واللسان، بل التفتت حىت إىل تلك اإلشارات اليت ينتجها احليوان

رة إىل أخرى، وقد كان ما كوسيلة للتواصل فيما بينها، وقد اختلفت من جنس آلخر، ومن إشا

.علم يقوم بدراسة االتصال احليواين Zoo Sémiotiqueيعرف بالسيميائيات احليوانية

علماء باملقارنة بني االتصال احليواين واالتصال البشري خاصة اللغوي منها، لقد قام عدة

الذي أعطى أهم الفروق Benvenisteو Schaff Adamوكان من بينهم العامل

التصالني حماوال معرفة االختالف احلاصل بني العالمات اليت تشكل اللغة عند اإلنسان، بني ا

.والعالمات اليت تكون بديلة عن أنساق تواصلية أخرى عن احليوان

اللغة ظاهرة اجتماعية، خمصصة للبشر هلا معايري خاصة بكائن اإلنسان، وهي ثقافة أيضا

ت احليوانية اليت متلك نسق تواصلي طبيعي بيولوجي، وليست قدرة بيولوجية مثل سائر الكائنا

فطري وليس مكتسب باخلربة، فالشمبرتي مثال حىت وإن كانت من صنف متطور من احليوانات

فإا ليس هلا قدرة على القيام بإنتاج الكالم، أما الببغاء فإن كانت تعرف نطق أصوات لغة

–الطفل مثال –صوات فقط بل الكالم، فاإلنسان اإلنسان فإا ال متلك القدرة على تعلم ليس األ

.يستطيع تعلم لسان واحد وثان وثالث أما الببغاء فهي تعتمد على تكرار األصوات فحسب

Page 102: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

104

لقد استخدمت احليوانات وسائل متعددة للتواصل فيما بينهما، وعدد منها يشبه خصائص

نساق تواصلية حتدث عند هي أ... لغة اإلنسان، كانبعاث الصوت، احلركات، فن اإلمياء

140احليوانات واليت أصبحت موضوعا للسيميائيات احليوانية، إذن عامل احليوانات عامل سيميائي

وجزء كبري منه أيقوين، فماذا ميكننا تسمية تلك الرقصات اليت يقوم ا النحل لنقل معلومات

الغنيمة دون سوء فهم خمتلفة قد تكون عن مصدر الغذاء مثال فيأخذ النحل طريقه وصوال إىل

لتلك الرقصات، أما عن عددها فكثري ولكل شكل منها معنا خاصا، إذن فالتواصل عند احليوان

يكون بفعل اإلشارات كرقصات النحل وتغريد العصافري، أو عن طريق اإلرسال األكوستيكي،

Acoustiqueوبذلك فغن األسنن .141، كما لدى احلشرات خاصة الطيور والثدييات

.غية تكمن يف قوة احلس الغريزيالبال

احليوانات حامسا، حيث أن " لغة"اإلنسان و" لغة"حول Schaffلقد كان استنتاج

اليت صنفنا فيها احليوانات، ال متلك أي ) اموعات(كل األنواع، األصناف، العائالت، األقسام

إمنا هي .. حلقيقي للمصطلح منها نسق من التواصل الذي ميكننا من وصفه كلغة باملعىن الكامل وا

عبارة عن أيقونات فطرية مل تكتسبها، وبالرغم من وجود تشابه كبري بني الثدييات البحرية اليت

متلك عقال حبجمه وبنيته شبيهة باإلنسان، إال أنه ال نستطيع استنتاج أن الدلفني ميلك لسانا شبيها

. بلغة اإلنسان

140- Chauchard.P, Le langage et la pensée, Ed : Puf, que sais je ? Paris, 1956, P :14. 141 - Ibid. P :16.

Page 103: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

105

احليوان، فإا تفتقر ملا حيظى به التواصل عند إن السريورة التواصلية وإن وجدت عند

اإلنسان، فمثال لغة النحل عبارة عن سنن إشاري حمتواه ثابت ومرسلته حمدودة، وبثها أحادي،

.142وهلذا فهي تفتقر إىل الشرط االجتماعي، ألن مكوناته غري قابلة للتقطري والترميز والتحليل

تواصلية، إذن ال بد من اإلقرار أن الدخول فحياته االجتماعية ال تكفي الكتساب لغة

بالسيميائيات إىل عامل الطبيعة شيء فيه الكثري من اجلرأة وحيتاج إىل الكثري من اجلهود ألن ما

.ذهب إليه السميائيون مرتبط بعامل الثقافة

: العالمة األيقونية يف السينما

صرية، مجالية بامتياز ففضال عن إن موسوم دراسة اخلطاب الفين هلو ظاهرة لغوية أيقونية، ب

تثليث بريس لكيان العالمة قد آب بالسيميائيات إىل منحدر اخلطاب، وزودها بسلطة كونية يف

استغراق الظواهر اللسانية وااللسانية، وقرا إىل فلك الفنون، على اختالف أجناسها ومتايز

.، مبا فيها جنس السينما، املسرح واإلشهار143أمناطها

يث عن السينما هو احلديث عن نظام من األنظمة االتصالية املهمة يف اتمع، واليت إن احلد

تساهم بشكل كبري يف عملية التبادل الثقايف والفكري، وهذا ما يطابق العالمة بصفة عامة واليت

البديل التعبريي املادي لألشياء والظواهر واملفاهيم اليت يستخدمها جمتمع يف عملية تبادل "هي

31: السابق، صأمحد يوسف، سيميائيات التواصل وفعالية احلوار، املرجع -142 .214: اخلطاب الفيلمي، املرجع السابق، ص سيميائيةحممد عدالن بن جياليل، -143

Page 104: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

106

، من الواضح جدا أن اهلدف من وراء كل إنتاج فين خاصة من طرف صناع 144"ملعلوماتا

. األفالم من خمرجني وممثلني هو توجيه مرسلة إىل اجلمهور وذلك بأسلوب خاص يف توصيلها

أما إذا أردنا دراسة هذا الشكل من األنظمة فسنجد أن الفيلم السينمائي ما هو سوى نوع

من العالمات، عالمات مسعية وأخرى بصرية، لذلك مسية السينما من اخلطاب خيضع لنوعني

بالسمعي البصري، فتمثل العالمة السمعية االتفاقية الكلمة ومتثل العالمة البصرية التصويرية العالمة

األيقونية املتمثلة يف الصورة إذن فالسينما جتمع بني نظامني لطاملا تعايش جنبا إىل جنب يف

ية مها الكلمة والصورة، لكننا ال ميكن تقييد السينما ذين النظامني، فماذا استقاللية وخصوص

البكم اليت تستعمل لغة خاصة تعتمد على نسق من - نقول عن جمموعة مهمة من اتمع هم الصم

.العالمات اليت تقوم على الوظيفة االتصالية

صامتة اليت استطاعت أن وباملناسبة ميكننا احلديث عن نوع من السينما وهي السينما ال

تأخذ لنفسها مكانا يف اتمع، ذلك ألا حىت ولو مل تكتسب اللغة الكالمية، واليت ليست

النموذج الوحيد للتخاطب، فقد اكتسبت لغة خاصة، تعتمد على العالمات األيقونية بوصفها

موجهة إىل مجيع عالمات قادرة على تأدية الوظيفة االتصالية بشكل مقنع وكبري، وألا أيضا

.طبقات اتمع لقابليتها للفهم

سيبزا قاسم ونصر حامد أبو زيد، مدخل إىل السيميوطيقا، مقاالت مترمجة ودراسات، دار إلياس - 144

. 266: العصرية، املغرب، ص

Page 105: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

107

Charly" شاريل شابلني"وعلى سبيل املثال السلسلة املشهورة

chapline" ا سلسلة ذات خطابفرغم انعدام اللغة الكالمية يف هذه السلسلة إال أ

ن ثقافات م مفهوم، وحىت ملن ليس من نفس البيئة واتمع، فهي موجهة إىل مجيع فئات اتمع

املرسلة الصوتية فهي متلك خمتلفة حىت فئة الصم البكم، ألا وإن افتقدت للمرسلة اللفظية أو

.االنطباعات املرئية اليت متثلها املرسلة األيقونية

ولقدرة العالمات األيقونية على اخلطاب وعلى قول ما تريد جندها على عارضات احملالت

اليت تدل على وضعيته االجتماعية دون مساندة أو تدعيم من والفتات املرور والرتب العسكرية

. نص سردي، ألا كافية ألن تكون خطابا كامال مفهوما

لقد استطاعت الصورة أن تأخذ موقعا مهما يف السريورة السينمائية منافسة بذلك الكلمة

رة على التعبري من أي فبالقدر الذي تكون فيه الكلمة أكثر قد"يف القدرة على التعبري واالتصال،

، والسيما وحنن يف جمال فين 145"عالمة أخرى نقف على إشارة تكون أبلغ يف التعبري من الكلمة

سيميائي تعددت فيه السنن والعالمات مثل السينما، فكل صورة يراها املشاهد على الشاشة قد

مائية على أا عفوية تكون هلا معنا معينا وأثرا خاصا، إذن فمن اخلطأ وصف السيميائيات السين

طبيعية بل مدروسة دراسة تسهل على املشاهد متابعتها وفهمها باستخدام أسنن ميكن فكها

.وخاصة السنن األيقوين الذي يوجد بشكل كبري يف السينما

.148: املرجع السابق، صأمحد يوسف، سيميائيات التواصل وفعاليات احلوار، . د - 145

Page 106: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

108

كما يف –إن املادة األساسية للمصور يف السينما هي الصورة وليست الصوت اللفظي

للتواصل 146عة من العالمات اليت تساهم مباشرة كفعلوالصورة هي جممو -رأي بورشري

لكن هناك عدة ... األيقوين، فهناك جمموعة من املميزات األيقونية واليت ال تكون مباشرة

مساحات أين يتمركز النظر عليها أكثر من مثيالا من العالمات، ألا نوع من الدالئل األيقونية،

التركيز، كما يركز املخرج يف لقطة أولويةلسينمائي تكون هلا فمثال الشخصية الرئيسية يف الفيلم ا

ما على شيء يكون داال على تلك الشخصية مثال حذاء أو طريقة مشي أو خامت مميز هذه

. العالمات دالئل أيقونية هامة ملعرفة املمثل

مال فنيا مدركا ائية اللسانية منها وغري اللسانية يف السينما لتصنع عيتتضافر العالمات السيم

من طرف املشاهد فالصوت، أو احلركة اجلسدية أو اإلضاءة أو احليز املكاين أو كل منها عبارة

العمل الفين الذي يبىن على الطريقة املباشرة وتقل فيه األسنن ، فعن شكل تعبريي يشيد املعىن

ه مهما تغيرت السنن األيقونية، يكون عمال باهتا ليس فيه نشوة اإلبداع واإليثار، وبذالك فإن

.وتنوعت، فإا ختتلف معها العملية التواصلية

هذا 147وال يفوتنا أن ننوه إىل أن هذا العامل اآلن أصبح عامل للصورة فهو ملك ملن يراه

لطغياا على مجيع االت حىت يف اهلاتف الذي كان يعتمد على الصوت فقط فاخترع هاتف

146 - Porcher. Louis, Introduction à une sémiotique des images, Op.cit, P :213. 147 - Schefer,.J.L, Scénographie d’un tableau, Paris, Ed, seuil, 1969, P : 156.

Page 107: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

109

لصوت والصورة، وذلك لسهولة التواصل به وسرعته يف نقل واجليل الثالث الذي يعتمد على ا

.املعلومة، فالصورة حتفز يف الذهن وتأخذ منه حيزات حيث ال ميكننا أن ننساها

إن أهم عنصر يف صناعة الفيلم هي اللقطة، واليت متثل تتابع مستمر من العالمات املتصلة

هذا التتابع للعالمات يرافقه أيضا واليت تعرض يف شكل شريط ترافقه وحدات أو نصوص سردية،

وألننا نعرف أننا نشاهد قصة فنية أي خيطا متصال من "، )البصرية(تتابع يف االنطباعات املرئية

، 148"العالمات، فنحن نقوم بالضرورة بتحويل تتابع االنطباعات البصرية إىل عناصر ذات معنا

.معتمدين على السياق الذي وضعت فيه هذه العالمات

السينما مل يكن هلا أبدا معجم وال "قد أكد ميتز يف مناقضته لبازولييت حول السينما أن ول

حنو مبعىن خاص هلذه املصطلحات، لكنها كانت دائما تتمثل وال تزال تتمثل أيضا يف عدد من

149...القوانني السيميولوجية األساسية اليت تأخذ أمهيتها األكثر عمقا من حتويل كل املعلومات

. ا السنن والسياق الثقايفأمهه

إن األساس يف قيام األدب هي اللغة اليت جيب أن تكون كما قال مارتينيه

Martinet ذات تقطيع مزدوج حىت يكون هلا معنا، أما يف جمال السينما كما سبق الذكر

.فإن الصورة هي املادة األساسية، وال ميكن أن ننكر وظائفها يف األفالم السينمائية

. 176: سيزا قاسم، ونصر حامد أبو زيد، مدخل إىل السيميوطيقا، املرجع السابق، ص - 148

149 - Porcher. Louis, Introduction à une sémiotique des images, Opcit, P: 231.

Page 108: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

110

إىل تأييد الرأي حول وجود ما يعادل Metzما أدى بكل من بازوليين وميتز وهذا

:الفونيم يف اللغة يف جمال السينما بالشكل التايل

Gustéme = cinéme =phoneme

فونيم سينام جستام

اللغة السينما

- Im - Signe ((image( مث أطلق عليه بازوليين امسا أكثر حتديدا هو

signe)

، perceptionوخنلص أن السنن الوحيد الذي تستعمله السينما هو اإلدراك

فاملشاهد يدرك الصورة ويقوم بعملية املشاة الفوتوغرافية املباشرة فيصل إىل معىن خالص، ألن

زيل الكرتوين ـ الصورة ذات دالالت وليست اعتباطية، وعلى سبيل املثال إذا درسنا الفيلم اهل

القط والفأر ـ كفيلم سينمائي فإن هذه الشخصيات هي شخصيات ومهية، لكنها متثيل تصويري

وأن كل العالمات احمليطة ا عبارة عن رسم متثيلي للشيء املشار إليه من -القط والفأر-حليوان

ارة عن منظفة وحىت الشخصية اليت يظهر منها سوى القدمني السوداويني، استع... مرتل وأثاث

.البيت أو صاحبته، بذلك فإا تدرك األشياء على الشاشة مبقدار نسيب مقارنة مع العامل الواقعي

ورغم أا نوع من أنواع السينما الصامتة إال أا نوع من املرسالت والسنن اليت يدركها

.حىت الطفل الصغري نتيجة تسلسل حركة األحداث يف فترة زمنية معينة

Page 109: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

111

ميكن استخدام اللقطات فيها استخداما جمازيا تصويريا، أو "نما مثلها مثل املسرح والسي

وبذلك ميكن حتريك اللقطة حسب الداللة، ألا لسيت تسلسل حقيقي 150"استخداما كنائيا

واقعي زمين لألحداث، إمنا تصويري خيتار له املخرج زمنه وموضوعه، وهنا يكتمل اإلبداع

بأحسن األشكال إذا عمد املخرج إىل عملية ربط عناصر الصورة الفنية التصويري الفين ويظهر

والتنسيق بينها، كاختيار زوايا التصوير، حجم الصورة، وتأثري الصوت الذي يتماشى وحركة

املمثل، وإضفاء بعض املؤثرات اليت تساعد على دمج املشاهد يف املشهد، فالتنسيق بني اللقطات

ملشاهد نتيجة التحول من نظام آلخر أي من اللغة املكتوبة إىل متثيل وحجومها يفيد يف إثارة ا

األحداث وهي فنية األنساق النصية وقدرا على التعبري بنفس الطاقة اليت متثلها األنساق البصرية

.يف مواجهة املتلقي، من حيث حتميل الداللة، وتشكيل املعىن املتوارى بني السطور

تلط ألنه جيمع بني ما هو لغوي، وما هو بصري كالسينما إن اخلطاب البصري خطاب خم

املقارنة بني املفاهيم اللسانية وكيفية حتوهلا إىل سيميائيات كريستيان ميتزالناطقة مثال يف حماولة

بصرية، أكد أن القياس مبدأ أساسي يف التمييز بني العالمة اللغوية والعالمة البصرية، ذلك أن

صوتية ال متاثل الشيء يف الواقع، يف حني أن صورة الشيء البصرية متلك الكلمة باعتبارها صورة

حني رأى عدم متاثل فريونهذا التماثل مع الشيء ذاته ولو جزئيا، وهذا أيضا ما جاء يف رأي

.الكلمات لألشياء يف تعيينها عكس الصور

.275: سيزا قاسم، ونصر حامد أبو زيد، مدخل إىل السيميوطيقا، املرجع السابق، ص -150

Page 110: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

112

تركب صورة "ودون سائر الفنون فإن السينما تستخدم الصور البصرية اليت تستطيع أن

.151"حيز من الزمن حتتلPhrase شخص كأنه عبارة

:العالقة األيقونية يف املسرح

إن مجيع العالمات اليت يستخدمها اإلنسان يف حياته ناجتة عن مبدأ اجتماعي، ثقايف، و

، بورس، هذه العالمات بصفة عامة واأليقونية خاصة يكوهذا ما اتفق عليه كل من سوسري، إ

ا من جمتمع آلخر، فالعالمات األيقونية هي عالمات تعاقدية، إا ال متلك خصائص تتغري داللته

، لقد أصبحت السيميائيات من 152الشيء املمثلة له، لكنها تنسخ فقط سنن بعض شروط معرفته

بوصفها نسق من العالمات املنتظمة وفق ...أهم العلوم اليت تدرس العالقات االجتماعية والثقافية

ومن أهم احلقول اليت فيها السيميائيات معربة عن الواقع هي السينما، املسرح، نظام األسنن،

، ويعد املسرح أهم جمال تلتقي فيه العالمات باختالف أمناطها سواء املنتجة ...العمارة، اإلشهار

واليت ال ميكن أن حتمل معنا أو تترجم إال بفضل برنامج ...من طرف املمثل أو املخرج، املصور

.153يف السنن والنسقيتمثل

.275: سيزا قاسم، ونصر حامد أبو زيد، مدخل إىل السيميوطيقا، املرجع السابق، ص - 151

152 - Eco. U, La structure absente, Opcit, P : 191.

، 1أمحد يوسف، القراءة النسقية ومقوالا النقدية، دار الغرب، وهران، اجلزائر، ط. ينظر د - 153 .96ص .2001

Page 111: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

113

إن السنن يف املسرح سنن ثري ومعقد كونه كثري البيانات ففيه أسنن لسانية وأخرى

هذا ما جعل الوظائف التواصلية ...) ضاءةالديكور، اإل(وأسنن أخرى مسرحية ) مسعية(إدراكية

التسنني يف وهلذا خيضع(..) على درجة عالية من التعقيد والتداخل والتناقض، والتزاحم والتكامل

، ومن مث يكون للبث ومستقبل املرسلة دورا هاما يف تلوين 154اللغة املسرحية إىل دميومة التغيري

. املعىن وتشكيله

ولعل املسرح من أهم األشكال الفنية اليت نستطيع من خالهلا أن ندرس التطابق األيقوين،

س لأليقونة على املسرح، من أوائل من طبق مفهوم بور Jan Kouttوكان العامل جان كوت

املسرح يكون جسد املمثل وصورته مها األيقونة "واستخلص عنصر املماثلة فيه، فيقول أن يف

وإذا ما طبقنا مفهوم التماثل على املسرح فإنه يكون بدرجة كبرية بني األجساد ،155"األساسية

، فتكون بذلك درجة التماثل املمثلة والشخصيات اليت متثلها، وحىت بني رسم احمليط والواقع امللهم

قصوى مقابل التماثل الذي نوه إليه بورس بني الصورة والبورتريه، ذلك أن التطابق األيقوين يكون

وما حييط من متاثل للزمان واملكان، فيدعو ....يف أعلى درجاته بني احلركات، واللباس واحلوار،

. 128: أمحد يوسف، سيميائيات التواصل وفعالية احلوار، املرجع السابق، ص. د - 154 252: لسيميوطيقا، املرجع السابق، صسيزا قاسم، ونصر حامد أبو زيد، مدخل إىل ا - 155

Page 112: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

114

واح الفنية، اليت تفقد املشاهد كل األل باستحضاربذلك املشاهد إىل التعايش مع الشخصية

. ، إمنا متثيل حلقيقة واقعية156اإلحساس بأن الذي يشاهده ليس الشيء نفسه

جيمع اخلطاب املسرحي بني خاصيتني اللفظية وغري اللفظية اليت حتيل على السيميائيات

خل البصرية، ويبدو أن املسرح فضاء سيميائي من رموز وعالمات وإشارات وأيقونات بصرية تد

يف إحيائية ورمزية النص املسرحي، كما جتدر بنا اإلشارة أن مفهوم األيقونة مل خيتصر على اال

بالشعور الناتج عن " فقط البصري بل مشل كل الظواهر غري البصرية والسمعية منها ومثل لذلك

.157"قطعة موسيقية بوصفها إنتاج صحيح إلرادة املؤلف املوسيقى

" Patrice Pavis" باتريس بافيسة حسب قد حتمل الصورة اللغوي

أن لغة املمثل تعمل كأيقونة حاملا يتلفظ ا املمثل، أي " يف طياا جتليات الصورة البصرية، ذلك

، فالصورة اللغوية قد تتحول إىل 158"إن ما يتلفظ به املمثل يصبح متثيال لشيء مساو له فرضا

ون هلا الدور الكبري يف إدراك األشياء املشار إليها صورة أيقونية على أساس تشابه استعاري، ويك

. يف املسرح

156 - Peirce. C.S, écrits sur le signe, Opcit, P : 363. 157 - Peirce. C.S, écrits sur le signe, Opcit, P :32. 158 - Pavis Patrice, Problèmes de sémiologie théâtrale, Québec, Les presses de l’université du Québec, 1976, P : 13.

Page 113: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

115

وميثل املمثل أهم املسرح نظام عالمات من خالل استخدامه املتغري ملكونات املسرحية؛

صورة املمثل هي وحدة ديناميكية موعة كاملة من "موضوع يف الدرس السيميائي املسرحي ألن

159"يكون جسد املمثل وصورته وحركاته العالمات، إا حتيل ما ميكن أن

للمثل الدور املهم يف عملية الداللة املوجهة للمتفرج ؛كما أن كل ما يقدم على املسرح

هو عالمة ذات داللة، فحىت الشيء املتسرب يشكل اعتباطي يقرأ يف املسرح بوصفه داال، كما أي

الدالة وفقا لعملية مشفرة تالئم انتاج النص، فبذلك قد ينجح املخرج يف تنظيم العالمات املسرحية

فبينما الكاتب املسرحي ينشئ العالمات اللغوية، تقع العالمات املسرحية على عاتق اخلرج

.املسرحي

إن املمثل بوصفه حامل للعالمة السيميائية من خالل جمموع العالمات اليت يوظفها سواء

، فيتم االنتقال من التحليل السيميائي إىل ...إشاريةكانت عالمات لغوية أو غري لغوية كإميائية،

عملية التأويل، والبحث عن املرجعية فاملقصدية، ذلك أن املسرح قد حيمل بعض األفعال حىت وإن

.كانت ال إرادية الوظيفة االتصالية فيجعلها عالمات ذات داللة على املسرح

الذي يؤدي الدور واملمثل الذي تتجلى درجة التطابق األيقوين على املسرح بني املمثل

يفترض أن يكون هو املقصود، فالتفوق يف اختيار املمثل جزء هاما يف العرض املسرحي، فاللباس

إلني أستون، وجورج ساقونة، املسرح والعالمات، ترمجة، سباعي السيد، أكادميية الفنون، وحدة -159

144: ، ص1996، )12(اإلصدارات، مسرح

Page 114: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

116

مؤشر على مكانتها االجتماعية أو "الذي ترتديه الشخصية هو أيقونة، ويف نفس الوقت

حىت تتم العملية ، إال أنه من الضروري أن يتشارك املمثل واملشاهد يف السنن160"حرفتها

.التواصلية

يلعب اجلسد نوع من االتصاالت مستخدما بعض احلركات أو السلوكات والتصرفات،

الناجتة طبيعيا وثقافيا كهر الرأس لإلجابة Kinésiqueواليت متثل نقطة انطالقة علم اإلمياء

ة اجلسد مل تقتصر بنعم أو ال، أو االبتسامة، فتكون حمور أساسي لفهم ديناميكية التواصل، ولغ

وقد سبق أن ذكرنا ذلك عند دراسة عنصر االتصال –على اإلنسان فقط، بل حىت على احليوان

.احليواين وخري دليل على ذلك رقصات النحل، اليت حتوي دالالت متنوعة

سواء –ومن خالل مفهوم األيقونية لبورس، ميكن القول إن أي شيء يسمح للمشاهد

، 161أن يتصور صورة، أو مثيال للشيء املمثل، حيقق وظيفة أيقونية –ذلك على املسرح أو خارج

واجلسد وجه من األوجه اليت تفسر انفعاالتنا أو بصفة عامة احلالة النفسية لنا، إن حركات املمثل

على اخلشبة تصور لك جانبا نفسيا متجاوبا بذلك مع األحداث الدرامية، إذن فكيف لكلمة

حول إىل عالمات حركية تقوم ا عضالت الوجه عرب تدريب وصنعة فنية الغضب أو الفرح أن تت

وبني معطيات ) نظرة(، فالتفاعل بني ما يرى 162وإشاراتهأو يضطلع ا التعبري اجلسدي بإمياءاته

.255: سيزا قاسم، ونصر حامد أبو زيد، مدخل إىل السيميوطيقا، املرجع السابق، ص -160

.255: ، ص هاملرجع نفس - 161 . 143: ئيات التواصل وفعالية احلوار، املرجع السابق، صأمحد يوسف، سيميا. د - 162

Page 115: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

117

فيتحول 163"وحده الكفيل بتحويل اإلدراك البصري إىل منوذج خالق ملاهيات"التجربة الواقعية

. ىل العرضالنص من لغة التأليف إ

بني العالمات وما تقوم مقامه، أي بني ما يعرض ) التشابه(يقوم املسرح على مبدأ التماثل

على خشبة املسرح من أدوار، حركات، أشياء، إشارات، مؤشرات وما يطابقه مباشرة مما يشار

تحقق يف إليه، وبذلك فهل ألنواع األيقونة اليت قسمها بورس من صورة، رسم بياين واستعارة أن ت

شكل من أشكال املسرح؟

حول العالمة األيقونية إدراك واسع هلا يف حقل مومن الواضح أنه كان لتخطيط جمموعة

–املرجع –الصنف (السيميائيات والسيميائيات البصرية خاصة، واليت تأسست على ثالثة عناصر

، فالعالمة األيقونية عالمة 164لفجاءت لتدمري العالقة املزدوجة بني الدال واملدلو) الدال األيقوين

منتجة يف القناة البصرية، اليت هلا صورة ظاهرية مرجعية، لكل بفضل حتوالت مالئمة مطبقة عليها

-املناظر للمرجع – 165للنموذج األصل املقترح) مطابقة(أصبحت كنتيجة مماثلة

ني العالمة والشيء، لقد حتققت أنواع األيقونة يف املسرح الذي يعتمد على التشابه البياين ب

أحد القطبني لياكبسونوقد متثلت فيه خمتلف صور اإلبداع، فكانت نظرية االستبدال االستيعاري

ليس يف االستخدام اللغوي فقط، بل يف النشاط الفين –القطب الثاين هو الكتابة –األساسني

163 - Groupe µ, traité du signe visuel, Opcit, P : 89. 164 - Ibid. P : 135. 165 - Ibid. P : 141.

Page 116: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

118

ة للجمهور، لتسمح له ، فتكون خشبة العرض شارعا أو بيتا أو ساحة للقتال بالنسب166السيميائي

167بادراك صورة العامل املصورة أمامه، أما الرسم البياين فيستطيع املمثل أن يتقمص شكل املائدة

وهذا يشبه ما علمناه عن التمثيل اخلطي يف الكتابة السومرية أو البابلية اليت حتيل إىل متاثل مع

. مدلوالت األشياء

الداللة ومحلها إىل املشاهد بعالمات خمتلفة، إن األساس يف العرض املسرحي، هو توليد

، فتصبح 168حىت املثريات اخلالية من املعىن واملرجع تتحول إىل عالمات ذات داللة داخل املرسالت

بذلك كل األشياء واألجسام فوق اخلشبة عالمات ألشياء أخرى ذات داللة، خاصة اإلمياءات

د، فجميع منظومات العالمات اليت تستخدم يف ختضع هذه الداللة للعرف والتقالي... واحلركات

العرض املسرحي البد أن يكون أساسها تعاقدي، حىت يتمكن املشاهد من إدراكها والتجاوب

.أن مسألة التواصل بالعالمات تتعلق بالعرف الثقايف خاصة إيكومعها، ويؤكد

تبدو مبظهر طبيعي، رغم أن العالمات يف املسرح عالمات فيها الكثري من التصنع، إال أا

يضيف إليها املنتج بعض األجزاء املصطنعة من ديكور وإضاءة وألبسة وأثاث دون اعتبار للتغري

الديناميكي هلذه العناصر، وال يقتصر التصنع على هذه األشياء فحسب، بل حىت يف حركات

.257: و زيد، مدخل إىل السيميوطيقا، املرجع السابق، صبسيزا قاسم، نصر حامد أ -166 .254: ، صهاملرجع نفس -167 .141: ف، سيميائيات التواصل وفعالية احلوار، املرجع السابق، صأمحد يوس -168

Page 117: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

119

فة التواصلية، وهنا املمثل اليت تبدو عالمات إرادية طبيعية على املسرح، تكتسب من خالهلا الوظي

). لغة التأليف إىل لغة العرض(يتحول النص املسرحي من لغة مكتوبة إىل لغة معروضة

فكيف لعامل -من االستبدال-حول هذا املوضوع Mouninمونان تساءلوقد

، يف بداية األمر جبب معرفة أن هذا الديكور ال 169الديكور والسينوغرايف أن يتواصل مع اجلمهور؟

ن العبث، إمنا يقوم على تصورات متماشية وموضوع العرض، فيكون مثال متماشيا واحلقبة يأيت م

الزمنية اليت تقوم فيها األحداث، أيضا احلالة االجتماعية، واملكان، كما يقوم صاحب هذا الديكور

كمثريات جلعله –بتحويل بعض األشياء للمشاهد ملساعدته يف فك سنن اللقطات اليت يراها

ويتواصل معه، وقد تتعقد وختتلف هذه املثريات يف التمثيل املسرحي منها اللسانية، ينفعل

تتضح من خالل عالقات مركبة وخمتلفة ناجتة عن ... اإلشارية، التشكيلية، اإلضائية، البصرية،

قاعة املسرح، اإلخراج، النص املسرحي، التمثيل، هذا التناسق يف املسرح نتيجة املشاة بني

ني خاصة والشخصيات الواقعية اليت تؤدي أدوارها، واليت تتواصل فيما بينها، إا ال تتواصل املمثل

بنفس النسق خاصة اللساين الذي يتواصلون به فيما بينهم، –يقول بويسنس 170مع اجلمهور

.وبني دقة الصنعة الفنية

169 - Mounin.J, Introduction à la sémiologie, Op.cit, P :90 170 - Buyssens, La communication et l’articulation, Op.cit, P : 74.

Page 118: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

120

يف توجيه املعىن فيها دور املساعد" عني الكامريات"وخبالف العروض السينمائية اليت تلعب

وانتقاء املوضوعات املراد إظهارها خللق معنا، فإن العرض املسرحي مفتوح وليس هناك وسيلة

وساطة بني العرض واملتفرج، فكب شيء أمامنا على خشبة املسرح لذلك على املخرج التدرج يف

املسرحية أكد لتصنيف نظم العالمات كوفزان تاديوزترتيب العالمات لضبط املعىن، ويف حماولة

على تصنيفات خاصة باملمثل بوصفه حمور نظم العالمات ومركز الداللة البصرية بقابل أنظمة

:171أخرى خارج املمثل موضحا يف املخطط التايل

، جاملاكيااملالبس، : إن كل ما يقدم على املسرح له معنا وداللة عند املتفرج مثل

ويف هذا الصدد تناول سيميائيو املسرح ... ة الصوتإكسسوارات، املوسيقى، احلركات، نرب

148: إلني أستون، وجورج ساقونة، املسرح والعالمات،، املرجع السابق، ص - 171

خارج الممثل الممثل

عالمات سمعية

عالمات بصرية

عالمات سمعية

عالمات بصرية

النص المنطوق ...)الكلمة ، النغمة(

تعبير الجسد

)اإليماء(

مظھر الممثل الخارجي

..)المكیاج(

األصوات غیر اللفظیة

الموسیقى، (...)المؤثرات

شكل خشبة إضاءة، (المسرح

...)مناظر

الممثل وتصنیف نظم العالمات

Page 119: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

121

اجلسد اإلنساين كوسيلة لالتصال، فاجلسد لغة مهمة وبالغة التعقيد يف العرض املسرحي، ملا تثريه

م من معاين لغة اجلسد، حني يواجه قراءة خيف نفس املتفرج من دالالت، فيتصادم املتفرج بز

يف حالة تغري وحتول مستمر، وهذا ما جيعل من الرسالة ذلك أن اجلسد...الوجه، أو احلركات أو

املسرحية رسالة معقدة إضافة إىل النظم اجلمالية الكثرية اليت تعمل يف آن واحد فتجعل من التحليل

العرض املسرحي ينطلق من ثبات املادة ليتحول باالعتماد على مرونة مكوناته إىل "صعبا ومتعددا،

، فالشكل التواصل يف 172"التوليد الداليل بعدما كان فضاء فارغاعرض متحول له القدرة على

العرض املسرحي ميتاز بكثافة األجناس اليت تضفي الرسائل املتعددة وبقنوات خمتلفة، وعلى املتلقي

أن يتفاعل معها وحيدد تأويلها، فالعالمة وإن كانت ثابتة أو مبعىن معني فإا تتحول فوق خشبة

. م فضاء العرض فتكتسب معنا وداللة غري الداللة األساسية هلااملسرح إىل ما يالئ

املتلقي إمتاعأو رمزية إىل إشاريةتسهم العالمات مهما كان نوعها بصرية أو مسعية أو

وإيصاله إىل معنا وقيم للعرض املسرحي، فدورها األساسي يتمثل يف إنتاج معىن العرض املسرحي،

، وسوسريلة الداللة يف الفكر الغريب برحلة طويلة من بورس، وتفسري مستوياته، لقد مرت مرح

، إالّ أن دراسات كل من كري ايالم ...كريشيفا، بنفنست، يامسليف، بارت وغرمياس

K.Elam أسلنومارتنMartin Esslin وبارتيس دافيز كانت تركز بالدرجة

فرقاين جازية، حركية العرض املسرحي بني الثابت واملتحول، جملة حبوث سيميائية، خمرب عادات .د -172

: وأشكال التعبري الشعيب باجلزائر، تلمسان، ومركز البحث العلمي والتقين لتطوير اللغة العربية، اجلزائر، العدد .223: ، ص2011- 2010، 7-8

Page 120: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

122

الواقع وعامل املسرح مشروطة العالقة بني عامل "أن إيالمائيات املسرح، فريى ياألوىل على سيم

فمجموعة عناصر املسرح 173"مبدى قدرة املتلقي على االنتقال من عامل الواقع إىل عامل االحتمال

.تتجسد لتنقل املتلقي ليس إىل الواقع بذاته، إمنا ملا هو حمتمل يف الواقع

فخلص إىل أن العالمات واليت هي أهم عنصر يف فهم معىن النص Esslinأما أسلن

:174املسرحي تنقسم إىل أنواع مصنفة فيما يلي

ملسرح بني النص والعرض، دار الوفاء للطباعة والنشر، سيميولوجيا ا: هاين أبو احلسن سالم -173

.25: ، ص2006، 1، طاإلسكندرية .29: سيميولوجيا املسرح بني النص والعرض ، املرجع السابق، ص: هاين أبو احلسن سالم -174

العالمات

األیقونیة سمعیة -مرئیة

اإلشاریةت الفتا –حركة

إیماءات

الرمزیة )تقالید (تستند من التراث

...األزیاء، طرق التحیة

تصنيف أسلن للعالمات

Page 121: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

123

لقد امتزجت جمموعة من العناصر يف املسرح مثل احلدث، الصورة، الصوت واإليقاع

لتميز العمل املسرحي وإضفاء عليه لغة يعجز اللسان عن التعبري عنها، كالكوامن الداخلية،

ني الكائنات احلية عرب التواصل الكالمي فالصوت والصورة وسيلتان أساسيتان يف عملية االتصال ب

أو اإلشاري الذي يظهر كإمياءات أو صمت، فالصمت يف حد ذاته لغة يف كثري من ) اخلطايب(

اليت يرغب يف أن تعرب عنها بالصمت كتوصيل بالغي، فقد يكون الصمت 175املواقف اجلدية

ك اختلفت الداللة باختالف عالمة للقبول، وقد يكون عالمة لعدم معرفة اجلواب الصحيح، وبذل

.املقام والسياق

لقد حافظ املسرح بشكل من األشكال على وظائف النظام التواصلي الذي حتدث عنه

. بوصفها عملية لبناء خطاب إبالغي 176رومان جاكوبسون

Fonction الوظيفة االنفعالية املرسل

Fonction الوظيفة اإلفهاميةاملرسل

Fonction )الوظيفة الشعرية اجلمالية املرسلة

Fonction الوظيفة االنتباهية القناة

Fonction الوظيفة املرجعية املرجع

36: ، صاملرجع نفسه -175للنشر، املغرب، حممد الويل ومبارك حنون، دار توبقال : جاكبسون رومان، قضايا شعرية، ترمجة -176

33: ، ص1988

Page 122: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

124

Fonction Méta الوظيفة الواصفة السنن

نه تبقى دائما وظيفة واحدة إن النص الواحد يشتمل على معظم هذه الوظائف، إال أ

مهيمنة تطغى على سواها من الوظائف األخرى يف خطاب ما، واملسرح من األشكال اليت تعددت

فتتفاعل فيه عناصر اخلطاطة التواصلية، وال تكاد تنفرد بوظيفة "فيه العالمات وتنوعت

تفاعلية بني العناصر ، فاحلديث عن فهم اخلطاب وتأويله ال يكون إال بإدراك العالقة ال177"واحدة

، بتعبري آخر أن ...املكونة له من مرسل، مستقبل، سنن ومرجع، شكل اخلطاب وسياقه وقنواته

إنتاج اخلطاب يعتمد على الشراكة بني عناصر اخلطاطة التواصلية وهذا يف خمتلف األشكال

.اخلطابية

وأيقونات إن عملية مسأنة الصورة املسرحية يرتبط مبا توظفه من رموز وإشارات

إنه فضاء بصري تشكيلي جيمع بني عدة مستويات لبناء اخلطاب وتأويله، لذلك ... وخمططات

تتفاعل صور عديدة إلنتاج العرض املسرحي بطريقة إبداعية كالصورة اللغوية، الصورة األيقونية،

لق فضاء خاص نوغرافية، ومتثل هذه األخرية حماولة جتسيد فعلي للنص وخياإليقاعية، الضوئية، الس

بالعرض، باالعتماد على عناصر خمتلفة تكمل بعضها البعض، إا الصورة املة للعرض الذي

، هذه الصور ...يشتمل على تشابك لصور أخرى كالصور اجلسدية، الضوئية، اإليقاعية، املعمارية

.128: أمحد يوسف، سيميائيات التواصل وفعالية احلوار، املرجع السابق، ص. د -177

Page 123: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

125

يناميكية ، وذلك بدافع خلق د)املمثل(أو العالمات تكون تابعة ومكملة للعالمات األساسية

). املقصدية(حقيقية للعرض تؤدي الداللة واإلبالغية

خنلص إىل أن العرض املسرحي عرض أشتمل على جمموعة من الصور الصوتية واملرئية

كلها عالمات ...) الصمت -الكلمة ـ احلركة ـ الضوء ـ الظل ـ الفراغ ـ الصوت (

اج تعبري يتلقاه املتلقي زمن العرض، فيترجم مسرحية إشارية كانت أو أيقونية أو رمزية تتضافر إلنت

. إىل معنا أوإىل شكل درامي

العالمة األيقونية، اإلشارية، : وكما سبق الذّكر فإن العالمة املسرحية تتميز بأربع أنواع

اليت حتاكي أو تعكس معناها يف شكلها مثل الصورة "الرمزية، والواصفة، فأما األيقونية فهي تلك

وقد 178،"، فهي ورقة مطبوعة حتيل إىل شكل ما عن طريق حماكاة مظهره اخلارجيالفوتوغرافية

السلطان (و) هاملت(كانت دراسة الباحث هاين أبو احلسن سالم دراسة تطبيقية على مسرحية

، كما تعد الرسائل عالمات أيقونية حتل حمل لسان صاحبها وتنوب عنه يف التعبري عما )احلائر

. اجاتهجيول يف خاطره، وعن ح

وكما سبق وأشرنا أن املمثل أهم موضوع يف الدرس السيميائي بوصفه أهم دالة، تساعد

، وكالمه، فيتجاوز محله لنص الرسالة املطلوبة منه إىل التعليق آدائهاملتفرج على الداللة، من خالل

.81: هاين أبو احلسن سالم، سيميولوجيا املسرح بني النص والعرض، املرجع السابق، ص -178

Page 124: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

126

بنسق داللته من عالقته "الواصف الشارح، أما عن العالمات الواصفة فهي نسق عالمي يكسب

.، وهي كاللغة الواصفة179"مماثل، أي من نفس نوعه

خيتلف تفسري العالمة، من موقف درامي آلخر، فقد تأخذ نفس العالمة الواحدة تفسريا

مناقضا يف موقفني دراميني متباينني، ذلك أن إنتاج داللتها وليد اتمع والثقافة، فتعدد معاين

.يل إليه املقاربات الثقافية للموقف ذاته أو للعالمة نفسهاالعالمة بتولد عن تعدد الثقافات، وما حت

من الضروري جدا إدراك االختالف بني األداء والتمثيل على املسرح ويف السينما، إن

األداء على املسرح حيتاج من املمثل أن يستخدم كامل جسده من أعضاء حسية وأعضاء صوتية،

على حسب األداءنما أو يف التليفزيون فيمكنه فقط أي أن حركته تكون واسعة جدا، أما يف السي

الكادر وشاشة الكامريا أي أن التمثيل مرتكز أكثر على أداء الوجه ألنه األكثر تعبريا، وحىت

بالنسبة للعضو الصويت فقد يتدخل املخرج فيه لتعديله، أما يف املسرح فاألداء والواقع فوري

داء لذلك جند أن األيقونة تتغري يف املسرح باستمرار حلظي ال ميكن تغيريه يف نفس حلظة األ

ملسرحية واحدة، فمثال إن رأيت مسرحية مرتني فإا يف كل مرة تراها حبركة جديدة وبتعبري

.جديد، أما األيقونة يف السينما فإا صورة لنفس الشخصيات وبنفس التعابري

:العالقة األيقونية يف اإلشهار

.82:صهاين أبو احلسن سالم، سيميولوجيا املسرح بني النص والعرض، املرجع السابق، -179

Page 125: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

127

إلشهاري طابع اإلعالمية من خالل بعده االقتصادي واالجتماعي لقد اكتسى اخلطاب ا

واإلعالمي، إضافة إىل أبعاده الثقافية املتمثلة يف مكوناته اللغوية واأليقونية والسيميائية

أحد أجنع األمناط التواصلية األساسية يف عملية تسويق املنتوجات، وقد ، فأصبح180"والتداولية

يف ارتقاء مستوى اإلشهار، ذلك ) املنافسة(العلوم وتطور االقتصاد أثرى تطور وسائل اإلعالم و

ومن هذا املنطلق يعترب اإلشهار خطابا متميزا ... أنه ميزج بني اللغة وفن اخلط والتصوير وفن األداء

يهدف إىل اإلقناع وهو موجه إىل كافة فئات اتمع، ويستعمل لذلك كل وسائل االتصال من

شعارات غايتها التأثري واإلغراء، ومن الواضح جدا هيمنة اخلطاب كلمة وصورة ورموز و

اإلشهاري على العملية التواصلية اإلبالغية من خالل تواجده الكبري يف خمتلف الوسائل اإلعالمية

املكتوبة منها واملرئية، واليت تساعد على استمالة املستهلك وحتريك عواطفه اجتاه املنتج قصد

.إغرائه

اخلطاب اإلشهاري تكمن يف كونه خطابا مرتبطا بشىت ميادين احلياة، فهو إن إقناعية

حياكي الواقع االجتماعي والثقايف الذي يعيش فيه املتلقي، ويزخر يف نفس الوقت بكل ما حيمل

.السعادة والراحة له

ترتبط الوصلة اإلشهارية بسلسلة من األدوار االجتماعية خاصة يف اإلشهار العريب، ألن

ضور الفردي يف اإلشهار له طبعة من املعطى اإلرسايل االجتماعي، فاحلماة، اجلدة واألم، كل احل

سنوسي عبد ايد، اخلطاب اإلشهاري، مكوناته وآليات استقباله، جملة الفكر العريب املعاصر، مركز اإلمناء القومي، -180 87: ، ص85-84العدد،

Page 126: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

128

له حضوره االجتماعي املرتبط بدالالت ال خترج عن الذاكرة اجلماعية، ويف حضورها تأويل

فيجب "وتدعيم للوصلة اإلشهارية، إذ ال قيمة للمنتج إال يف إطار سياقه ضمن حقيقة معيشه،

إن الفرجة احلياتية متنح الشيء بعدا ... شهاري أن يعيد صياغة الوجود ال االكتفاء بتمثيلهعلى اإل

، فاملستهلك 181..."آخر، إنه يستعيد من خالهلا ذاكرته باعتباره موقعا داخل سلوك ورؤية وحلم

ول الصورة يؤول ما يراه ويقوم ببناء معان ثانية ذاتية، وهذا ما جيعل من اإلشهار إحيائيا، فقد ال تق

شيئا بشكل صريح ومباشر، لكن ما تقدم قد يكون مصدر تأويالت متعددة، كمثل الصورة اليت

استعان ا سعيد بنكراد صورة املرأة السوداء عارية الثديني اليت حتمل بني ذراعيها رضيعا أبيضا

بني اجلنسني األبيض ا صورة متنح الكثري من التأويالت السلبية منها واإلجيابية كالتعايش السلميإ

.واألسود

، 01سعيد بنكراد، الصورة اإلشهارية، آليات اإلقناع والداللة، املركز الثقايف العريب، املغرب، الطبعة -181

.96: ، ص2009

Page 127: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

129

كل عنصر من عناصر "إذن فللصورة اإلشهارية داللة قصدية، مينحها هلا املنتج أو املتلقي و

، وسيكون لتنظيم هذه العناصر والدوال األيقونية 182"الصورة تعود إىل حتديد نسق يدل عليه

دوال األيقونية يف اإلشهار إىل ثالثة عملية إنتاج املعىن وحتديد طبيعته، ويرد إيكو عملية بناء ال

الصور البالغية، وضمن هذه التسنينات تتشكل –إيقونوغرافيا -األيقون: مستويات من التسنني

. الداللة

إن هذه التأويالت للوصلة اإلشهارية ليست منفصلة عن التصورات اخلاصة واملعطيات

االنفعال يف نفس املستهلك دون استدعائه االجتماعية، وحتويلها إىل خطاب مستنطق مقنع يثري

.للشراء بطريقة مباشرة، إنه يبحث عن اللذة واملتعة يف الشراء

د بنكراد، سيميائيات الصورة اإلشهارية، اإلشهار والتمثالت الثقافية، إفريقيا الشرق، املغرب، سعي -182

.37: ، ص2006،

Page 128: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

130

إن متظهرات التدليل يف الصورة اإلشهارية هو هيمنة اخلطاب البصري على نظريه اللساين،

ميائي يسمى ذلك ألمهيته يف إنتاج الداللة، وال ميكن ذلك إال من خالل عملية تقنية أو إجراء سي

، verbalisation de l’iconique"(183( تلفيظ األيقوين : "بـ

iconisassions du(أي حماكاة الصورة بالشكل اللساين، وأيضا أيقنة اللفظي

verbale( وهنا تكون العملية عكسية؛ حيث ختضع املكونات اللسانية إىل تأثريات ،

.بنا اخلطاب اإلشهاري استيعابا مقنعاالصورة، إذ ال ميكن استهالك املنتج إال إذا استوع

وتكمن أمهية النسق األيقوين نتيجة تضافر الوظائف األربع لتحقيق عامل داليل، هذه

، ومبا أن الصورة فضاء مفتوح )الداللية(اجلمالية، التوجيهية، التمثيلية واإلحيائية : الوظائف هي

ألوىل بإضافة النص اللساين للصورة، للتأويالت، أكد بارث على وظيفيت الترسيخ والتدعيم، فا

وذلك كون دوال الشيفرة األيقونية " حىت يقيدها بتدليل معني، ومينعها من التأويالت املتعددة،

منتشرة يف فضاء الصورة، حبيث أن إدراك عنصر من عناصرها ال يتم قبل العناصر األخرى

، أما وظيفة التدعيم 184"املتلقيضرورة، فالبدء ذا العنصر عوض ذاك مسألة متكررة الختبار

فتكمن يف تكملة معىن الصورة والربط بني خمتلف مقاطع النسق األيقوين، فيمحي الغموض عنها

.ويدعم معناها

183 - J.M. Adam, M. Bonhomme, argumentation publicitaire, Rhétorique l’éloge, et de la persuasion, Ed Nathan, 2003, p65.

.31، ص 13، مقاربة سيميوطيقية، جملة فكر ونقد، العدد العماري حممد، الصورة واللغة -184

Page 129: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

131

من خالل عملية التواصل 185"أشكال اخلطاب يسهم يف بناء هويتنا" اإلشهار شكل من ف

وية تتجسد يف اخلصائص النصية للخطاب اليت أساسها النظامني اللساين واأليقوين، فالعالمة اللغ

اإلشهاري كالشعارات واسم العالمات التجارية واللوغوهات، أما العالمة األيقونية واملتمثلة يف

الصورة اإلشهارية، إذن فالعالقة بني النظامني عالقة تكاملية لضمان جناح فعالية الرسالة اإلبالغية

.والكتمال اخلطاب اإلشهاري وانسجامه

حسنة عبد السميع، سيميوطيقا اللغة وحتليل اخلطاب، اإلعالم التلفزيوين، عني للدراسات والبحوث -185

.29: ، ص2001، 1االجتماعية، مصر ، ط

Page 130: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

132

كيف ميكن للصورة أن تنتج معنا؟ كيف للصورة أن تكتب نصا ذات معاين متعددة؟، ف

وذا يكون ... وزمن ومكان) عناصر(رغم ما متلكه الصورة من تداخالت يف تكوينها من آليات

إن التفاعل بني هذه العناصر وأشكال حضورها يف الفضاء ويف " للصورة منط وجود ومنط تدليل،

ل ا الصورة، فالصورة خالفا للنص الذي يتوسل باللغة يف فوامل الداللية اليت حتالزمان حيدد الع

) الكلمات مثال(دالالا إىل عناصر أولية مالكة ملعاين سابقة إنتاجمضامينه، ال تستند يف إتباع

لة ، فقوة الوص186"وإمنا تستند إىل تنظيم يستحضر األسنن اليت حتكم هذه األشياء يف بنيتها األصلية

اإلشهارية ال تكمن يف حتديد عناصر املنتوج ومميزاته، إمنا تكمن يف استحضاره ضمن وضع إنساين

حييل على نوع من األفعال االستعارية واليت تعطي عدة إحاالت وانفعاالت تساعد يف بالغة

كالم اإلرسالية اإلشهارية، فقد سبق اإلشارة إىل أن الوصالت اإلشهارية تستعني يف بالغتها بال

، إضافة إىل االستعانة ...املسجوع، الغناء والرقص وبعض احملسنات البديعية كاجلناس والترادف

ببعض العوامل احلسية كالذوات النسائية اليت تبدو من خالل الوصالت اإلشهارية خمتلفة عن املرأة

وأناقتها جيعلنا ، إن استظهار املرأة جلاذبيتها...اليت يتشكل دورها األساسي يف الطبخ والتنظيف

إىل التمثيل اإلنساين حلاالت "...) إيزيس - دانون"كاملواد االستهالكية (ننتقل من احلاالت النفعية

اجلمال الذي متثله املرأة جبسدها وحركاا، إا فضاء واسع من اإلمكانات اإلميائية اليت تولد

. إحياءات متعددة

-31: ع السابق، صسعيد بنكراد، سيميائيات الصورة اإلشهارية، اإلشهار والتمثالت الثقافية، املرج -18632.

Page 131: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

133

لعقل من معنا يتعايش والصورة املخزنة يف الباطن إن ما تراه العني من صورة وما يدرك ا

اإلنساين، فال تبقى الصورة معزولة إمنا تستدعي مرجعية مدركة من عامل قابل للتخيل والتصور،

) األشخاص، الزمان، املكان(تواصلية قائمة على النمذجة، فكل شكل فيها إستراتيجيةألا ضمن

يف التلفاز، السيما وأن أساس مكونات اإلشهاريةلوصالت خيلق مثريا إحيائيا، وهذا ما تعتمده ا

جمموعة من األسنن املنتمية إىل أنساق خمتلفة، وهذه األسنن تولد يف تأليفاا " الصورة هي

، إا إعادة صياغة 187"وتداخلها سلسلة من املدلوالت اإلحيائية غري املدركة بشكل مباشر

.باشر إىل شبكة اإلحياءاتالصورة، وحتويلها من سنن االستعمال امل

إن الرجوع إىل انتقاء صورة ما وجعلها يف وصلة تواصلية معربة تعتمد على أبعاد متعددة

من جوانب احلياة، فاألمر حمكوم مبوقع هذه الصورة ضمن البعد الثقايف، فكل األشياء اليت تستعمل

.76: بنكراد سعيد، سيميائيات الصورة اإلشهارية، اإلشهار والتمثالت الثقافية، املرجع السابق، ص -187

Page 132: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

134

أخذ مدلوهلا التمييزي من العمق ت... كأدوات متييزية كاأللبسة وألواا، وأوضاع اجلسد واألمكنة

الثقايف املنتشرة فيه، فقد جتد لصورة واحدة مدلولني خمتلفني ضمن بعدين ثقافيني، كما أن

االستعمال اجلسدي كشف للهوية الشخصية، فاالنتماء الثقايف واالجتماعي لألشخاص تكشف

احلضري، وبنت عنه أجسادهم من مشية، وإمياء، ونربة صوت وخشونة، فالفالح خيتلف عن

.البدو ختتلف عن بنت املدينة

لقد برهنت الصورة مرة أخرى على قوا يف ترغيب املستهلك وإثارته، ذلك أن املستهلك

وهذا ما يشكل خصوصية "يثار باجلانب البصري قبل اللفظي الذي قد يغيب يف أحيان كثرية،

188"رة لترغيب مستهلك ما يف الشراءاحلجاج األيقوين، أي الطريقة اليت تستعمل من خالهلا الصو

ومهما اختلفت املثريات البصرية إال أا متثل مراجع تعبريية منبعها التسنينات الثقافية املتنوعة،

فاألشكال واخلطوط واأللوان وغريها طاقات تعبريية يستثمرها اإلدراك لتواصل أفضل يف السريورة

ا مسألة مهمة بالنسبة لإلشهاري، فلأللوان مثال اإلشهارية خاصة، واليت قد يبقى االختيار فيه

حني مو دالالت متنوعة مستندة إىل التسنني الثقايف واجلغرايف أيضا، وهذا ما أكدت عليه مجاعة

، لذا جيب التعامل مع البعد التشكيلييف بناء الصورة واكتمال معاملها للبعد األيقوينأضافت

احد انطالقا من الدالالت اليت تكتسبها يف إطار ثقافة اختالف داللة األلوان ضمن اتمع الو

. معينة

سعيد بنكراد، سيميائيات الصورة اإلشهارية، اإلشهار والتمثالت الثقافية، املرجع السابق، -188 .151:ص

Page 133: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

135

هو نتيجة جناح االختيار وإثارة االنتباه وطاقة اإلقناع، وإيقاظ اإلشهاريةإن جناح الوصلة

اجلوارح لدى املستهلك ضمن تأليفات تستحضر دالالت خمتلفة غري متداولة يف احلياة اليومية،

هاري متنوع التعريفات فمرة حياكي األبعاد االجتماعية، ومرة وهذا ما جعل من اخلطاب اإلش

إن اخلطاب اإلشهاري نوع غري حمدد املعامل، نوع غري منسجم ودائم التحول " األبعاد النفسية

، فعلى 189"إن وجهته الوحيدة هي الدفع إىل االستهالك التجاري"ويستعصي على التحديد،

إال أا ختضع ملدلول ائي واحد، ومتثل تلك التراكيب الرغم من انفتاح الصورة على التأويل

فإا تشكل سلسلة من احللقات "اللفظية، البصرية، والسمعية، مدلوالت توسطية، رغم تعددها

، فالغاية من 190"ضمن سريورة تفكيك التسنني، أي الوسيلة اليت تقود إىل املعىن النهائي للوصلة

لة الوصلة اليت ال متلك املعىن إال يف جتمع عناصرها وتأويلها، تعدد املدلوالت هو الوصول إىل دال

وكل شيء يف الصورة خيضع لعملية تسنني بالغة الدقة، إن الغاية يف ذلك هي التحكم إىل أقصى "

وبذلك توجيهه إىل معىن الوصلة واليت ينتهي عند مدلول 191"احلدود يف النشاط التأويلي للقارئ

ينتج عن تلك املدلوالت القابلة النتقاء داللة الوصلة، فمهما تعددت ائي هو الشراء، فاملعىن

. واختلفت فلن تقود إال إىل الداللة اليت تريدها الصورة

189 - J.M. Adam, M. Bonhonne, L’argumentation publicitaire rhétorique de l’éloge, et de la persuasion, Ed Nathan, 2003 ; P :19 190 - Procher. L, Introduction à une sémiotique des images, Opcit, p :135. 191 - Procher. L, Introduction à une sémiotique des images, Opcit. 135.

Page 134: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

136

يتمثل العنصر األيقوين يف اخلطاب اإلشهاري يف عناصر ثالثة ثابتة وهي املنتج

(l’Objet) والشخصية (Personnage) واإلطار)cadre( هي يف و

بطريقة اإلشهاريفال وجود إلشهار خال من املنتج وقد يستعمله تثري اجلانب اإلقناعي، تكاملها

مثرية لالنتباه، كما قد يستعني بشخصية معروفة لتوضيح املنتج واستعماالته وحىت يدرك امللتقى

لك الفئة املستهلكة له أو جيعلك يف بيئة طبيعية مؤثرة، إذ أن املرء يصدق كل ما يراه فتنطبع بذ

.الصورة يف ذهنه فيؤدي هذا إىل اإلقناع بالشراء وهو هدف إشهار التسويق

إننا ال ننظر أبدا إىل إشهار مقنع ومؤثر دون وجود للصورة، فباإلضافة إىل الوظيفة

اجلمالية اليت تؤديها الصورة يف اإلشهار، هناك الوظيفة اإلحيائية وأيضا ارتكازها على عنصر

Page 135: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

137

حتيل املشاهد إىل قراءة اخلطاب اإلشهاري وتأويلها وفق معطياته ويف إطاره التأويل، فالصورة

الثقايف، وبذلك فإن األيقونة هنا دف إىل إعادة صياغة املعطى اللساين مع إضافة بعض املرونة

فالصورة يف اإلشهار ليست حتقيقا حلالة بل تقدم " والديناميكية عليه حىت تبعده عن اجلمود،

جيب أن تكون عليه كل احلاالت اليت ميكن أن يستوعبها الشكل احملقق، وهذا ما الوجه الذي

، فالوضعية اليت توجد داخل الصورة ال تعرب عن الشيء 192"يشكل خصوصية احلجاج األيقوين

.القصدية اليت متثلها هذه الوضعية استيعابمباشرة بل جيب

صورة، حيث أا عنصر متمم إذن ال شك أنه ال وجود لرسالة إشهارية غري متضمنة لل

، ولعل أهم الوظائف التبليغية اليت حتققها األيقونة يف اإلشهار أا اإلشهاريةومكمل يف الرسالة

، فلكل من 193"خترج القيم اردة من حيز الكمون إىل حيز التجلي فتصبح واقعا ماديا حمسوسا"

، ودور فعال يف إدراك الرسالة النص والصورة نسبة معتربة من التواجد يف اخلطاب اإلشهاري

وحتليلها، إال أن حضور النص يستدعي شروط التأثري وجذب االنتباه ودقة البناء، كأن يكون

.بسيط املعاين، موجز العبارات، بعيدا عن احلشو واإلطناب لبلوغ ما هو مهم فقط

اليت إال إذا اجتمعت معه الصورة و اإلشهاريةوال يؤدي النص ذا الشكل الرسالة

أصبحت عنصرا هاما يف تكوين اخلطاب اإلشهاري بوصفها عنصرا إقناعيا مؤثرا، خاصة أن العامل

، ومن جهة أخرى فإن -عامل الصورة-اآلن أصبح يتأثر باملرئي أكثر من تأثره باملسموع مبا يسمى

.151: ارية، آليات اإلقناع والداللة، املرجع السابق، صسعيد بنكراد، الصورة اإلشه -192 .29: حسنة عبد السميع، سيميوطيقا اللغة وحتليل اخلطاب، املرجع السابق، ص -193

Page 136: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

138

مدلول " اإلشهار يعتمد كثريا على األداة التسويقية أيضا على اللوغو أو املميز النمطي وهو

الصورة، ينفرد يف بنيته وتركيبه، لكونه مكون إشهاري جيمع ) / الرمز(إشهاري يعادل الكلمة

، ويعترب اللوغو أداة مهمة يف عملية اإلشهار 194"بني العالمات اللسانية والعالمات األيقونية معا

:إىل أربعة أنواع 195لوغرينخاصة للمؤسسات املنتجة، حيث قسمه

. ويتكون من حروف أو أرقام ذات كتابة خطية خاصة: اللوغو البسيط -

. جيمع بني العالمات اللسانية والعالمات األيقونية: اللوغو املعقد -

+ adidas= Adiوهو ما بين على جزء من أحرف العالمة : اللوغو املختصر

Dassler

ة لـ اخلطوط الثالث: اللوغو األيقون؛ وهو املكون من عالمات أيقونية فقط، مثال

)Adidas (– معني)Renault( - أسد)Peugot(- متساح

)Lacoste(...

بكاري نسيمة، اخلطاب اإلقناعي وترمجته يف اإلشهار، الشعارات منوذجا، رسالة ماجستري، جامعة -194 .11: ، ص2009 -2008وهران، قسم الترمجة،

حول اللوغو، ملزيد من املعلومات، األعداد Gilles Lugrinينظر املقاالت الثالثة لـ -195 :على موقع الة. 62 -59 -53

www.comanalysis.ch

لسانیةعالمات

ةـــــــــات فنیـــــــعالم

البسیط/ 1 المعقد/2 المختصر/ 3 األیقون/ 4

أیقونیةعالمات

مخطط لوغرین ألنواع اللوغوھات

Page 137: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

139

جمرد أداة تعرف إمنا هو سلسلة من األوضاع والقيم اليت تقود إىل Logoوليس اللوغو

حتديد اهلوية، واالنتماء والتدقيق، إنه مضمون ثقايف وفعل تواصلي له جذور بالغية ال جيب

.جتاهلها

Page 138: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

140

لة يف الوصلة اإلشهارية هي نتاج تداخل خطاب متكامل بني ما هو لساين، وما إن الدال

.هو أيقوين لتشكل حتت فعل التأويل واقعة إبالغية

وهو مجلة ) slogan(لذلك فقد استعان اإلشهاري مبا يسمى الشعار التجاري

ملتلقي والتأثري مدروسة خمتصرة تستعملها الشركات شعارا حلمالا اإلشهارية، وذلك الستمالة ا

فيه، لذلك تكون هذه الشعارات أكثر بالغية الستحالة نسياا، ونأخذ على سبيل املثال شعار

وهو املستوى اإلحيائي - la vieعيش –أو جازي شعار - دميا معاكم –جنمة للتواصل

تج الذي يضمن جناح اإلرسالية، فاحلديث عن املستوى التقريري وحده من مميزات ومقومات املن

تبقى قاصرة إلقناع املستهلك، لذا أصبحت بالغة اإلشهار يف مكوناته من بالغة يف احلركة

فتقدمي كرمي مثال بطريقة مباشرة كاإلخبار عنه وعن مميزاته كان ... والصوت والفضاء واجلسد

كشكل بالغي مغر، يقدمه على أنه ...أقل تأثريا من كرمي استخدم جسد شخصية معروفة وصوا

طبيعي، وهذه الصورة من املقومات اإلحيائية اليت تلعب دورا يف حتقيق تبليغ اخلطاب، إضافة شيء

من هذا السياق يظهر قصور النسق اللساين وضعفه أمام بالغة ... إىل بالغة كلماته وكثافتها

لتثري فيه فهي ذات التأثري األكرب يف نفس املتلقي حني تستوقفه " الصورة وأولويتها املتفاعلة املؤثرة،

196"الرغبة واالستجابة

، ص 2000، ط 34عمراين مصطفى، اخلطاب اإلشهاري بني التقرير واإلحياء، جملة فكر ونقد، العدد -19628.

Page 139: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

141

...) املسرح، السينما، الشعر، املوسيقى(إن األعمال الفنية وإن اختلفت أجناسها

واختلفت السنن املوظفة فيها، تظل متماثلة من حيث وظائفها التواصلية وانفتاحها على نشاط

املدركة، والذي يأخذ التفاعل بني العمل باعتباره معطى موضوعي، والذات"التأويل، ذلك نتيجة

، وذا يتجاوز 197"بعني االعتبار العنصر الذايت الذي تتولد عنه القراءات املتباينة للنص الواحد

من انفتاح النص وتأييده للتأويل إيكوالعمل الفين شيئيته ليصبح عالمة إحيائية، ورغم ما دعا إليه

.ا يسمح به يف حدود التأويلوحرية القارئ، إال أنه يؤكد على ضرورة التقيد بالنص وم

وباختالف األشكال التعبريية ختتلف إنتاجية الداللة، ففي مقارنته بني داللة اللوحة وداللة

توجد هناك مشاة ملحوظة بني النحو يف الشعر وقواعد " جاكبسونرومان القصيدة يقول

دة على عكس ذلك، على التأليف عند الرسام املعتمدة على نظام هندسي خفي أو ظاهر، أو املعتم

، وهي ما جيعلها خطابات إحيائية مفتوحة على دالالت متوقعة، 198"مترد ضد ترتيب هندسي

فالسيميائيات تدرس األنساق الدالة اليت تسهم يف تشييد النسيج اخلطايب بأنواعه منطلقا من تفاعل

عادل إىل حد ما تفاعل الوظيفة اليت ت"عناصره، أي جمموع العالقات اليت تقوم بني الدوال، هذه

: ص ،2010يل، احلريري بني العبارة واإلشارة، رؤية للنشر والتوزيع،رشيد اإلدريسي، سيمياء التأو -19726. .72 -71: جاكبسون رومان، قضايا شعرية، املرجع السابق، ص -198

Page 140: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

142

، فتنتج يف العمل الفين طاقة إحيائية نتيجة تفاعل هذه 199"البنيات اهلندسية يف الفنون التشكيلية

.الوظائف

80- 79:، صاملرجع نفسه -199

Page 141: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

143

اخلامتة

Page 142: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

144

: امتةـــــاخل

مما ال شك فيه أن سيميائيات بريس قد عرضت على أفكار املصنفات القدمية، تأثرت منها،

مع لتتالءممعاجلة بعض األفكار، يف حني جتاوزت بعضا آخر، وأخذت تتجدد فتالقت يف

التغريات اليت يقتضيها الواقع خاصة يف اإلمساك باملعىن، فقد كانت لنظرية املقوالت الفينولوجية

مثال أساس إدراك اإلنسان لنفسه وملا حييط به، وهذا جعل بريس يدرك ضرورة تنظيم التجربة

يتم اإلمساك باملعىن ولو جزئيا، فاملعىن جزء من معرفتنا بالسلوك اإلنساين وحميطه، اإلنسانية حىت

وفق -حسب بريس–وأهم أداة لربط أفكارنا هي العالمة اليت تقوم بتمثيل املوضوع اخلارجي

. رابط إلزامي، واليت قد تكون معرفتها بداية معرفة أشياء أخرى

البريسي مكنته من حتصيل عدة نظريات قيمة إن إسهامات الفلسفة واملنطق يف الفكر

للفكر السيميائي، خاصة فيما خيص مقاربة املعىن من حيث التأويل، وقد انتهت هذه الدراسة

:املتواضعة واجلزئية إىل بعض النتائج اليت جنملها فيما يلي

أخرج النشاط - املقترح الثنائي للعالمة–إن جماوزة بريس للمقترح السوسريي -

ائي بأي منط كان من قوقعة العالمة، وزوده بسلطة كونية يف استغراق الظواهر اللسانية السيمي

وغري اللسانية خاصة الفنية منها على اختالف ومتايز أمناطها، ولعل األيقونة وتفريعاا أقرب إىل

.صلب ميكانيزم السينما، املسرح واإلشهار

Page 143: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

145

معادل موضوعي يف الواقع، بل من إن األيقون يف نظر بريس ال جيمع أشياء حسيا هلا -

.خالل الوعي بوصفه صورة ذهنية، أي ما يسميه إيكو البنية اإلدراكية

إن معاجلة بريس ملسألة العالمة األيقونية وعالقتها بالواقع كان مبنطلق منهجي منطقي، -

خاصة أن احلاجة إىل مثل هذه الدراسات أصبح ضروريا مع تطور اخلطابات وجتانسها مع

... شكالت البالغية، األيقونية، البصريةالت

إن مبدأ املشاة يف العالمة األيقونية وسيلة تستند إليها األيقونة كما تتند إىل ما يناقض -

.املشاة من مقابالت ومتناقضات

اخلطاب البصري وسط أيقوين حىت وإن كانت العالمة األيقونية االشتغال إال أا ال -

وروابط التمثيل، فالعالمة كما رآها بريس جمرد طريقة غري مباشرة يف ختلو من شذرات األيقنة،

توصيل فكرة ما، تستوجب استعمال األيقونة بغية قيامها، مما يعين أن األيقونية هي سند

العالمات، وأرضية السميأة والتدليل، وقد رأينا كيف أن العالمة تدل وتبلغ أفكارنا وتستويف

.ونة أو بشيء من رواسب املشاةشروط قيامها بواسطة األيق

إن من آليات مسيأة األنساق األيقونية املرئية اليت ال متارى التسنني الثقايف الذي مبوجبه -

تستنطق األيقونة، وحتول إىل عالمة داللية، وهذا ما أكد عليه إيكو يف أا عالمة مطلقة عرفية

. ثقافية

Page 144: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

146

ن مبدأ املشاة حافزا للسيميائي يف اعتماده إن املفهوم السيميائي لأليقونة وإبعادها ع -

تأويل خطاب أيقوين بصري كاخلطابات الفنية اليت متأل بنيتها الومضات األيقونية، السيما بعد

.استثمار فاعلية التأويل

اخلطاب اإلشهاري خطاب إقناعي يف جوهره، يتسم بالدقة واإلبداع وحىت يبلغ هذا -

: ت خمتلفة أدبية منها وتقنية وغريها، كما اعتمد على ركيزتنياخلطاب غايته أخذ ينهل من جماال

.لغوية وأيقونية

إن تالحم النسقني اللساين واأليقوين معا، عامل مهم يف إبعاد الغموض عن الرسالة -

اإلشهارية، ملا يولده من دالالت إحيائية حتث املتلقي على سلوك معني،وهذا له صلة وطيدة بنجاح

... ة، ملا حتكمه العملية من ضرورات ثقافية وبالغيةاحلمالت اإلشهاري

من بني الوسائل اإلخراجية اليت متنح الصورة قوا وجاذبيتها ودوام تشويقها عمل -

...املخرج من حيث اختيار اللقطات املناسبة، زوايا التصوير، حركة الكامريا

ايش األحداث بنفسه االلتحام الزمين بني ما يسرد وحلظة العرض، جيعل من املشاهد يع -

ومن خالل ... ويعاينها من خالل تناسق جوانبها الفنية من تصوير أو توزيع يف املشاهد واحلركات

قدرة املتلقي على استنطاق النص بواسطة اإلدراك والتذكر اليت تعد أداة من أدوات اإلثارة

.واإلحياء

Page 145: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

147

اربة، فقد عمقت وعينا بطريقة وذا لن ننكر لسميائيات بريس جناعتها البينة يف بنية املق -

، فكانت والبنيويةالتدليل اليت تنهض عليها عدة خطابات، وكشفت عن طبقاته املختلفة اللغوية

أو ومضة إشهارية، كما سينمائيسريورة السيميوزيس وأقطاا يف كل مشهد مسرحي أو عرض

أيضا إسهامات كبرية يف ... ايبكانت للدراسات العربية القدمية من أمثال أيب حامد الغزايل، الفار

هذا اال، والدراسات احملدثة من أمثال عبد املالك مرتاض، عادل الفاخوري، سعيد بنكراد،

.رشيد بن مالك، أمحد يوسف، يف بناء صرح منهجي يف دراسة أنواع خمتلفة من اخلطابات

اءات اجلمالية إدراك دور السميائيات، ال سيما العالمات األيقونية يف استيعاب الفض -

للنص األديب، وذلك بالتماس أهم مناطق اإلثارة لإلبداع اإلنساين باملنهج العلمي الذي قادها إىل

. إدراك فحوى العملية اجلمالية اإلبداعية

Page 146: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

148

مسرد املصطلحات

Page 147: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

149

A

Abduction ............................. افتراض Attentionانتباه

Argument ............................. حجة ج حجا .............................

Argumentation Actant................................. عامل Action................................. فعل

مسعي ................................

Acoustique نشاط

...................................Activité

حتيني ...............................

Actualisation تناظر ..................................

Analogie حتليل ...................................

Analyse اعتباطية

................................. Arbitraire

Page 148: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

150

استقاللية .................................

Autonomie Art .................................... فن

إثبات ..................................

Assertion C

مقوالت .................................

Catégories Cadre ................................. إطار

كفاءة ................................

Compétence سياق ..................................

Contexte وعي

................................. Conscience

إحياء ................................

Connotation التصور –املفهوم

...................................Concept

Code ................................. سنن

Page 149: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

151

...................................................... مستهلكConsommateur

............................................................ معرفةConnaissance

D .................................................................. تقرير

Dénotation ................................................................... بعد

Dimension .......................................................... الرسم البياين

Diagramme ............................................................ عالمة مقلوبة

Dicisigne ................................................................ التمييز

Distinction Dynamique ...................................................... دينامي، حركي

.................................................................. خطابDiscours

E ......................................................................... آثار

Effets ................................................................ تلفظ

Enonciation Emotion ................................................................... شعور ..................................................................... طاقة

Energie ....................................................................... تفكري

Esprit F

Page 150: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

152

................................................................. وظيفةFonction

Formule ................................................................... صيغة Fondement du .............................. أساس املاثول

representamen Forme ................................................. شكل دال

signifiante G

............................................................... عمومGénéralité

H Hypoicome ....................................................... أيقونة جزئية

Hermétisme .......................................................... هرمسية I

Icône ............................... أيقونة Idéalisme ........................ الرتعة املثالية

Image .............................. صورة Imitation ........................... حماكاة

Indice ............................... قرينة Individu ............................... فرد

Induction ............................ استنباط

Page 151: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

153

مؤول ..............................

Interprétant Interprétant ................... مؤول منطقي

logique تفاعل

............................... Interaction

L Langage ............................... لغة

Logo .......................... مميز منطي / لوغو légisigne ....................... عالقة شرعية

logique ............................. منطق M

Manipulation ......................... حتريك Méthode ............................. منهج Motif ............................... حافز

Médiation ........................... وساطة Modèle ............................. أمنوذجN

Nombres ............................. أعداد Nécessite ............................ ضرورة

O Objetموضوع

Objectivité ......................... موضوعيةT

Tierceite ............................ ثالثانية

Page 152: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

154

Trachéotomie ...................... تفريع ثالثي Théorie ............................ نظرية

U Unité .............................. وحدةV

Voleur .............................. قيمة Vision .............................. رؤية

Page 153: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

155

واملراجع املصادر

Page 154: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

156

:قائمة املوسوعات واملعاجم

املوسوعة الفلسفية املختصرة، ترمجة فؤاد كامل، جالل العشري، عبد الرشيد الصادق، .1

. زكي جنيب حممود، بريوت، دار القلم

.1982، بريوت، دار الكتاب اللبناين 1/2، املعجم الفلسفي، جمجيل صليبا .2

:العربية باللغة اجعقائمة املر

، ، سيمياء التأويل، احلريري بني العبارة واإلشارة، رؤية للنشر والتوزيعاإلدريسي رشيد .1

2010.

.1971، الفلسفة الرواقية، مكتبة األجنلومصرية، القاهرة، أمني عثمان .2

بورس، املركز . س.السيميائيات والتأويل، مدخل إىل سيميائيات شسعيد بنكراد ، .3

.2005، 1العريب، الدار البيضاء، املغرب، بريوت، لبنان، ط الثقايف

، سوريا، 2، السيميائية، مفهومها وتطبيقاا، دار احلوار والنشر والتوزيع، طسعيد بنكراد .4

2005 .

، الصورة اإلشهارية، آليات اإلقناع والداللة، املركز الثقايف العريب، املغرب، سعيد بنكراد .5

.2009، 01الطبعة

Page 155: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

157

، سيميائيات الصورة اإلشهارية، اإلشهار والتمثالت الثقافية، إفريقيا بنكراد سعيد .6

.2006الشرق، املغرب، ،

، سيميوطيقا اللغة وحتليل اخلطاب، اإلعالم التلفزيوين، عني عبد السميع حسنة .7

.2001، 1للدراسات والبحوث االجتماعية، مصر ، ط

.1990يعة بريوت، ، تيارات يف السيمياء، دار الطلفاخوري عادل .8

سيميائية الصورة، مغامرة سيميائية يف أشهر اإلرساليات البصرية يف قدور عبد اهللا ثاين، .9

.2004العامل، دار الغرب للنشر والتوزيع،

.1987، ، دروس يف السيميائيات، دار توبقال للنشر، املغرببارك حنونم .10

املعرفية، مؤسسات عبد الكرمي بن ، ما وراء اللغة، حبث يف اخللفيات املسدي عبد السالم .11

.عبد اهللا للنشر والتوزيع، تونس

، إشكالية القراءة وآليات التأويل، لبنان، املركز الثقايف العريب، نصر حامد أبو زيد .12

1994.

سيميولوجيا املسرح بني النص والعرض، دار الوفاء للطباعة : هاين أبو احلسن سالم .13

.2006، 1، طاإلسكندريةوالنشر،

Page 156: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

158

، الدالالت املفتوحة، مقاربة سيميائية يف فلسفة العالمة، منشورات ف أمحد يوس .14

.2005، 1االختالف، اجلزائر، املركز الثقايف العريب، املغرب، الدار العربية للعلوم، بريوت، ط

، السيميائيات الواصفة، املنطق السيميائي وجرب العالمات، اجلزائر، يوسف أمحد .15

.2005، 1ب، املركز الثقايف العريب، لبنان، الدار العربية للعلوم، طمنشورات االختالف، املغر

، 1، القراءة النسقية ومقوالا النقدية، دار الغرب، وهران، اجلزائر، طيوسف أمحد .16

2001.

:قائمة املراجع املترمجة

، وجورج ساقونة، املسرح والعالمات، ترمجة، سباعي السيد، أكادميية الفنون، إلني أستون .1

. 1996، )12(دة اإلصدارات، مسرح وح

، التأويل والتأويل املفرط، ترمجة، ناصر احللواين، مركز اإلمناء احلضاري، أمربتو إيكو .2

.1992، سوريا

، تاريخ الفلسفة، الفلسفة اهللنيسيتية والرومانية، ترمجة جورج طرابيشي، دار إمييل براهيه .3

. 1983، 1الطليعة، بريوت، ط

حممد الويل ومبارك حنون، دار توبقال للنشر، : قضايا شعرية، ترمجة، رومان جاكبسون .4

.1988املغرب،

Page 157: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

159

سعيد الغامني، املؤسسة العربية للدراسات : ، السيمياء والتأويل، ترمجةشولز روبرت .5

. 1994، 1والنشر، ط

، مدخل إىل السيميوطيقا، مقاالت مترمجة ودراسات، زيد أبو حامد ونصر قاسم سيزا .6

. العصرية، املغرب دار إلياس

. العمري، م. محداين، م. ح: ، االجتاهات السيميولوجية املعاصرة، ترمجةداسكال مارسيلو .7

.1987حنون، دار إفريقيا الشرق، املغرب، . الويل، م

:قائمة املراجع األجنبية

1. Adam J.M. M. Bonhonne, L’argumentation publicitaire rhétorique de l’éloge, et

de la persuasion, Ed Nathan, 2003.

2. Barthes. R, l’Obvie et l’Obus, Du seuil, Paris, 1982.

3. Benveniste .F, Problèmes de linguistique générale I, 1966, Gallimard, Paris.

4. Boutaud. J.J, Sémiotique et communication, du signe au sens, ed, l’Harmatan,

Canada, et France, 1998.

5. Buyssens, Communication et l’articulation linguistique, Ed : PUF, Paris : 1967.

6. Champagnole .R . signification du langage, P.U.F.1993

7. Chauchard.P, Le langage et la pensée, ed : Puf, que sais je ? Paris, 1956,.

Page 158: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

160

8. De Saussure Ferdinand, cours de linguistique générale, 5ème Edition, Payot,

Paris ,1962.

9. Deledalle, G, Théorie et pratique du signe, introduction à la sémiotique du

C.S.Pierce, Payot, Paris, 1979.

10. Eco Umberto, La production du signe, Traduit : Bouzaher. M, Paris, Librairie

générale Française, 1992

11. Eco- Umberto, La structure absente, introduction à la recherche sémiotique,

Mercure de France, 1982.

12. Eco Umberto, Le signe, Histoire et analyse d’un concept, Tra, M.Klimkenberg,

Bruxelles, Ed, Labor,1988.

13. Foucault.M, Les mots et les choses, une archéologie des sciences humaines,

Paris, Ed, Gallimard, 1966.

14. Greimas. A. J, La sémantique structurelle, Recherche de méthode, ed, Librairie

Larousse, paris,1966.

15. Groupe µ, La rhétorique de la poésie, ed seuil,1990.

16. Groupe µ, Traité du signe visuel, Paris Ed, Du seuil, 1992.

17. Henault- Anne, questions de sémiotique, ed : Press Universitaire en France,

2002.

18. Jeans Dubois et les autres, Dictionnaire de linguistique, Librairie Larousse,

Paris, 1973.

19. Kristeva julia, Le langage cet inconnu, Une initiation à la linguistique, Paris,

Seuil, 1981.

Page 159: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

161

20. Margeritte.R, Ecrits complèt, Ed, Etablis ennotée par A.Blavier, P.Margeritte,

Paris, Ed, Flammation, 1979.

21. Metz, Essai sur la signification au cinéma, Tome II, Ed Klincksieck, 1971.

22. Mitry. J, Esthétique et psychologie du cinéma, ed : Etudes universitaire, 1963.

23. Mounin.J ; Introduction à la sémiologie, ed : minuit, Paris, 1970.

24. Pavis Patrice, Problèmes de sémiologie théâtrale, Québec, Les presses de

l’université du Québec, 1976.

25. Peirce, C.S, Ecrit sur le signe, Seuil, Ret trad, Par G. Deledalle, 1978.

26. Plecy. A, Grammaire élément de l’image, ed Estimme, I1968.

27. Porcher . Louis, Introduction à une sémiotique des images sur quelques

exemples d’images publicitaire, ed : Credif, 1981.

28. Rey Alain, Théorie du signes et sens, lecture II, ed : Klimcksieck, 1976.

29. Schefer,.J.L, Scénographie d’un tableau, Paris, ed, seuil, 1969.

30. Todorov. T, Théories du symboles, Ed seuil, Paris, 1977.

Page 160: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

162

قائمة الرسائل اجلامعية

: رسائل الدكتوراه

ومشروع الدالالت املفتوحة، قراءة يف اخلطاب ، السريورة السيميائيةبن سنوسي سعاد .1

النقدي املغاريب، أطروحة دكتوراه، جامعة اجلاليل اليابس، سيدي بلعباس، قسم اللغة العربية

. 2011/2012وآداا،

، سيميائية اخلطاب الفيلمي، مقاربة، مقاربة سيميو شعرية، رسالة حممد عدالن بن جياليل .2

. 2010 -2009الفنون الدرامية، دكتوراه، جامعة وهران، قسم

: رسائل املاجستري

بريس، مذكرة لنيل . ، السيميائيات التداولية، قراءة يف سيميائيات ش، سابن خيلف نفيسة .1

.2009 - 2008شهادة املاجستري، جامعة وهران، كلية اآلداب واللغات والفنون،

ات منوذجا، رسالة اخلطاب اإلقناعي وترمجته يف اإلشهار، الشعار بكاري نسيمة، .2

.2009 - 2008ماجستري، جامعة وهران، قسم الترمجة،

معامل السيميائيات العامة، أسسها ومفاهيمها، مذكرة الشيباين عبد القادر فهيم، .3

ماجستري، مشروع السيميايات وحتليل اخلطاب األديب، جامعة وهران، قسم اللغة العربية وآداا،

2006/2007كلية الىداب اللغات والفنون،

Page 161: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

163

:باللغة العربية قائمة املقاالت

، سيميائية شارلز ساندرس بريس، قراءة أولية، جملة حبوث سيميائية، تلمسان، آمنة بلعلى .1

خمرب عادات وأشكال التعبري الشعيب باجلزائر، مركز البحث العلمي والتقين لتطوير اللغة العربية،

. 2007، جوان 4-3: اجلزائر، العددان

، سيميائيات مدرسة باريس، املكاسب واملشاريع، مقاربة إبستيمولوجية، جملة بادي حممد .2

.2007، 35: ، مج03: عامل الفكر، عدد

:، مدخل إىل املنهج السيميائي، املغرب، على املوقع التايلاحلمداوي مجيل .3

-.arabicnadwah.com/articles/madkhalhttp://www

hamdaoui.htm

العالمة والرمز يف الفلسفة املعاصر، التأسيس والتجديد، جملة عامل الفكر، الزواوي بغورة، .4

.2007مارس، -، يناير35، جملد، 03: عدد

، املغرب، 5، اإلرسالية اإلشهارية، التوليد والتأويل، جملة عالمات، العددسعيد بنكراد .5

1996.

، اخلطاب اإلشهاري، مكوناته وآليات استقباله، جملة الفكر العريب سنوسي عبد ايد .6

.84/85املعاصر، مركز اإلمناء القومي، عدد

Page 162: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

164

.2007، 35، مج، 3، سيميائيات التواصل الفين، جملة عامل الفكر، عالطاهر رواينية .7

لة عادات وأشكال التعبري الشعيب ، النقد بني النص والتلقي، جملة حبوث سيميائية، جمعزام حممد .8

-04 - 03: باجلزائر، تلمسان ومركز البحث العلمي والتقين لتطوير اللغة العربية، اجلزائر، العددان

2007 .

. ،1998، 13، الصورة واللغة، جملة فكر ونقد، املغرب، العدد العماري حممد .9

، ط 34ة فكر ونقد، العدد، اخلطاب اإلشهاري بني التقرير واإلحياء، جملعمراين مصطفى .10

2000.

، 31، مج1، قراءة يف السيميولوجية البصرية، جملة عامل الفكر، العددحممد غرايف .11

2002.

، حركية العرض املسرحي بني الثابت واملتحول، جملة حبوث سيميائية، خمرب جازية فرقاين .12

لتقين لتطوير اللغة عادات وأشكال التعبري الشعيب باجلزائر، تلمسان، ومركز البحث العلمي وا

.2011-2010، 8-7: العربية، اجلزائر، العدد

، السيميائية يف الدرس النقدي املعاصر عند روالن بارث، جملة الرمحن عبد مراد مربوك .13

/http://aljasra.org/ardive/:cms :اجلسرة الثقافية على املوقع التايل

Page 163: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

165

حول اللوغو، ملزيد من املعلومات، Gilles Lugrinقاالت الثالثة لـ امل .14

www.comanalysis.chعلى موقع الة . 62 -59 -53األعداد

، السيميائيات التأويلية وفلسفة األسلوب، جملة عامل الفكر، إصدارات الس أمحد يوسف .15

.2007، 35: مج. 03: الوطين للثقافة والفنون واآلداب، العدد

:قائمة املقاالت املترمجة

، بورس أوسوسري، ترمجة عبد الرمحن بوعلي، جملة العريب والفكر العاملي، دولودال جريار .1

.1988، مركز االنتماء القومي، بريوت، 3ع

:قائمة املقاالت األجنبية

1. G. Sonsson, « De l’iconicité de l’image à l’iconicité des

gestes », in Oralité et gestualité, interaction et comportements

multimodaux dans la communication. Act du colloque.

ORAGE, 2001, Aix en Provence cavé , Iguitelle- S.sart (ed)

www.Arthist.lu.se/Paris, l’harmattan, disponible en ligne,

kutsen/ sonesson.

Page 164: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

166

الفهرس

Page 165: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

167

البسملة إهداء

كلمة شكر أ .............................................................................. مقدمة

العالمة ورهانات التأويل: الفصل األول 8 .................................................. الفلسفة الرواقية وعامل العالمات

14 .........................................................أصول النظرية السيميائية 21 ............................................ األنساق اللفظية واألنساق غري اللفظية

25 ................................................................................ العالمة 32 ................................................................. سريورة التأويل

35 ......................................................... فتوحة وإنتاج املعىنالدالالت امل قراءة يف البعد األيقوين: الفصل الثاين

43 ............................................................................... األيقونة 52 ...................................................................... الصورة واإلدراك

56 .............................................................. األيقونة بوصفها نسقا داال 61 ................................................................ العالمة األيقونية والواقع

64 ..................................................العالمات األيقونية والعالمات التشكيلية 66 ......................................................................... اللغة والصورة 73 ......................................................................... بالغة الصورة

77 ................................................................... بنية اخلطاب األيقوين 78 ........................................ :تمفصل املزدوج يف السيميائيات البصريةمشكل ال

عض تطبيقات العالمة األيقونية يف السيميائيات املعاصرةب: الفصل الثالث 85 .................................................... االتصال احليواين بوصفه نسقا أيقونيا

87 ............................................................. العالمة األيقونية يف السينما 93 ............................................................ العالمة األيقونية يف املسرح

Page 166: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

الرتعة األيقونية وتطبيقاا يف السيمياء املعاصرة سالة ماجستري

168

106 ............................................................. العالمة األيقونية يف اإلشهار 122 .................................................................................اخلامتة

127 ..................................................................... مسرد املصطلحات 134 ................................................................. قائمة املصادر واملراجع

138 ............................................................................... الفهرس

Page 167: ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ … · ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺀﺎﻴﻤﻴﺴﻟﺍ ﰲ ﺎ ﺎﻘﻴﺒﻄﺗﻭ ﺔﻴﻧﻮﻘﻳﻷﺍ

ملخص

ئیات بظاھرة الداللة مھما كانت اللغات أو األنظمة التي تعبر فرد السیمیاتنفیات إنتاج المعنى وتلقیھ من خالل مختلف الخطابات، إّنھا یتعّلق بكیعنھا، إّنھا ألمر

المادة التعبیریة التي تتشكل أوتتعامل مع النصوص بغض النظر عن الجنس الخطابي سات داللیة مباشرة أو غیر مباشرة، أو ممارإجراءاتوتتجلى من خاللھا على أّنھا

وتظل العالمة محور موضوع السیمیائیات عامة، والخطابات بشتى أنواعھا، وألّن مع أن نبین مواطن تمثیلھا للمعنى، وتفاعلھا ارتأینااألیقونة أحد أھم عناصر العالمة،

.في توسیع أشكال الخطاب، وجعلھ لغة إبالغیة تواصلیةودورھاالواقع،

لیة إنتاج عرض أصول النظریة السیمیائیة وآفي البحث التركیز علىوقد أثرناوما لحقھما من تأمالت بورسودیسوسیرالعالمة وتأویالتھا وفقا لما جاء بھ كل من

ألّنھا تمّثل أكثر المستویات یسرا من حیث اإلدراك، األیقونةوقراءات من جھة وعلى، فأجملت فیھ بعض الفروع المعرفیة من جھة أخرىوأكثرھا استثمارا من حیث التطبیق

لعالمة األیقونیة، أھم مفاھیمھا وإجراءاتھا، مع محاولة إبراز التي رّكزت على االسیمیائیات بحر محدودیتھا أو قصورھا في استكشاف بعض مظاھر التأویل، وألن

واسع ال یمكن دراسة األیقونة في جمیع مجاالتھ، اقتصرنا معاینة األبعاد التداولیة .للتمثیل األیقوني على السینما والمسرح واإلشھار

مثل ھذه الّدراسات أصبح ضروریا خاصة مع تطور الخطابات إلىإن الحاجة روع الدالالت المفتوحة تجاوز ما سعت وتجانسھا مع التشكالت البالغّیة وبذلك فإن مش

الخطابات األدبیة ضمن المجال المغلق إلى مسألة السیمیائیات المحایثة لتقنینھ واختزال . انفتاح السیمیائیات على التأویالت خاصة في المجاالت الفنیة

:الكلمات المفتاحیة

؛ المسرح؛السینما؛ التأویل؛ الداللة؛ اإلدراك؛ التماثل؛األیقونة؛العالمة؛ السیمیائیات.اإلشھار