176
ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻲ ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺇﻨﺘﺎﺝ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻏﺮﺩﺍﻳﺔ ﻳﺰﻗﻦ ﺑﻨﻲ ﺗﺎﻓﻴﻼﻟﺖ ﻗﺼﺮ ﻓﻲ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ2006 - 2007 ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻜﻠﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻋﻠﻡ ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﻟﻨﻴل ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻋﻠﻡ ﺘﺨﺼﺹ ﺍﻟ ﺤﻀﺭﻱ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺇﺸﺭﺍﻑ ﺯﻜﺭﻱ ﺒﺎﻴﻭﺏ ﺒﻥ ﻗﺸﺎﺭ ﺇﺸﺒﻭﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ

ﻲﻤﻠﻌﻟﺍ ﺙﺤﺒﻟﺍﻭ ﻲﻟﺎﻌﻟﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8338/1/KACHAR...ﺔﻤﺩﻘﻤﻟﺍ - 3 - ﻱﺩﺍﻭ ﻲﻓ ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺠﻻﺍ

  • Upload
    others

  • View
    18

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

إعادة إنتاج النمط العمراني القديم والعالقات

االجتماعية التقليدية دراسة ميدانية في قصر تافياللت بني يزقن غرداية

2007 -2006السنة الجامعية

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

جامعة الجزائر

واالجتماعية ةكلية العلوم اإلنساني

قسم علم االجتماع

الموضوع

رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستير

حضريالتخصص علم االجتماع

إشراف األستاذ إعداد الطالب

العربي إشبودان قشار بن بايوب زكري

كلمة شكر وعرفان

بعد أن اكتملت فصول هذا البحث وتناسقت لتؤلف هذه الرسالة أجدني

ملزما من باب االعتراف بالجميل وشعورا بواجب شكر النعمة أن أتقدم

بالشكر الجزيل إلى من كل من كانت له بصمة في هذا البحث، فكل

هللا عز وجل وأحمده على أن وفقني ألكمل هذا العمل، كما أتقدم شكري

كر إلى األستاذ المشرف العربي إشبودان الذي قبل اإلشراف على بالش

هذا البحث، كما أشكر أيضا صاحب مشروع قصر تافياللت الدكتور

أحمد نوح وكل عمال شركة تافياللت، كما أشكر بهذه المناسبة رئيس

جمعية أميدول السيد بكاي نورالدين وكل أعضاء مكتب الجمعية الذين

بملء استمارات سكان قصر تافياللت الذين تفضلوا أشكر من خاللهم كل

، كما ال أنسى أن أشكر كل أفراد عائلتي وخاصة الوالدين البحث

، كما وفرا لي كل الظروف من أجل إتمام هذا العمل نالكريمين اللذا

أوجه خالص شكري لكل يد بيضاء امتدت لتساعدني من قريب أو من

از هذا العمل راجيا من المولى العلي القدير أن يثيب الجميع بعيد إلنج

.بخير ما عنده من أجر إنه سميع مجيب

زكري

اإلهداء

...إلى أرواح مشائخي تخليدا لذكراهم

...إلى جدتي أطال اهللا في أنفاسها

...إحسانا واعترافا بالجميلإلى والدي الكريمين برا و

...إلى كل إخوتي وأخواتي اعتزازا بهم

...بها واعتزازا رفيقة الدرب افتخارا إلى زوجتي

...إلى مشائخي وأساتذتي وزمالئي تقديرا واحتراما ووفاء

...كلمة اهللاإلى كل من سلك طريقا يطلب فيه علما من أجل إعالء

...نإلى كل عائلتي بالجزائر شكرا وامتنا

إلى كل هؤالء أهدي ثمرة جهدي

زكري

المقدمة

- 1 -

:المقدمةعالج الكثير من علماء التاريخ والهندسة والعمران والمعرفة مواضيع الهندسة بعمومية

مطلقة دون األخذ بعين االعتبار العالقة بين التنظيم الفيزيائي والتنظيم االجتماعي لمجتمع ما،

عضالت ونتيجة لذلك قلما أعطى موضوع الهندسة العمرانية األهمية والعناية باإلنسان وبالم

االجتماعية والثقافية، فحصر عمل المهندس بالعمل التقني الفني المحض، صحيح أن مكان

المهندس هو المجال إال أنه ال يعتبره مجاال انثربولوجيا يؤلف موضوع دراسة مهم كما هو

الحال في العلوم اإلنسانية التي تبحث جاهدة عن رموز األشياء والظواهر، حيث ال يعني

لنسبة إليها الفضاء وال الفراغ، بل يقترب من المكان ومن الحيز المنظم والموجه المجال با

.والحامل للمعنى

ومن هنا بدأت الدعوة التي بدأت متأخرة بعض الشيء لكنها دعوة فعلية تدعو إلى

االهتمام بسسيولوجيا هندسية تدرك قيم لعبة الرموز واألبعاد والدالالت وتجمع بين النظرية

بيق لفتح المجال أمام تجربة جديدة تخص الحياة اليومية للفرد العربي، حيث يعمل حاليا والتط

علماء النفس والتاريخ واالجتماع والعمران واألنثربولوجيا والهندسة في أوروبا وأمريكا في

السلوك اليومي للفرد والذي يجمع زمسيرة منسجمة ومتكاملة لدراسة الحياة اليومية أين يترك

.ن العام والخاص وبين الذاتي والجماعيما بي

فهذه الدراسة تندرج تحت هذا اإلطار وهي دراسة تجربة فريدة في ميدان السكن

حدثت في وادي ميزاب وهي محاولة إعادة إنتاج النمط العمراني القديم المتمثل في القصور

ر تافياللت القديمة لوادي ميزاب، حيث تجسدت هذه المحاولة على أرض الواقع في قص

الجديدة الذي حاول من خالل إعادة بناء النمط العمراني القديم أن يهتم إضافة الهتمامه

بالهندسة العمرانية التي تهتم بالمكان االهتمام باإلنسان وبالمعضالت االجتماعية والثقافية التي

لتنظيم االجتماعي تنجر عن المجال، أي األخذ بعين االعتبار العالقة بين التنظيم الفيزيائي وا

.للمجتمع

من أجل هذا فإن هذه الدراسة تسعى إلى االقتراب إلى الطرح السسيولوجي الذي

يجيب عن إشكالية تتعلق أساسا بموضوع السكن في تافياللت الجديدة وهذا بتسليط الضوء

ان على العوامل التي أدت باألسر لالنتقال إلى تافياللت ثم هل حقق هذا النمط من العمر

المقدمة

- 2 -

تطلعات األسر واحتياجاتها وأخيرا ما هو مصير العالقات االجتماعية التقليدية بعد االستقرار

في قصر تافياللت الجديدة، وهذا من خالل الفصول الستة لهذه الدراسة التي خصصت

الفصل األول منها للبناء المنهجي للبحث حيث عرضت فيه الخطوات المنهجية المتبعة خالل

مثلة أساسا في أسباب اختيار موضوع البحث وأهداف البحث وأهمية البحث ثم البحث والمت

عرض اإلشكالية وتقديم الفرضيات الخاصة بكل تساؤل، وفي نفس الفصل تطرقت إلى

عرض المناهج المستخدمة في البحث واألدوات المستعملة في الدراسة الميدانية وكيفية اختيار

.خاصة بالبحثالعينة وأخيرا تحديد المفاهيم ال

أما الفصل الثاني فقد قسمته إلى مبحثين بينت في المبحث األول المداخل النظرية

للتحضر أو أسباب ظهور المدن ونموها، والمبحث الثاني خصصته لالتجاهات النظرية

الحضرية التي تهتم بحياة الفرد داخل المراكز الحضرية وما هي تأثير هذه المراكز على

.اإلنسان

وفي الفصل الثالث تطرقت إلى التحضر وسياسة السكن في الجزائر، حيث خصصت

المبحث األول للمراحل التاريخية التي مر بها التحضر في الجزائر ونوع التحضر الذي

أفرزته كل مرحلة مع التطرق إلى نمو المدن الجزائرية التي جاءت تبعا لتلك المراحل من

قت إلى الحديث عن أدوات التهيئة العمرانية من خالل تطر التحضر، وفي المبحث الثاني

الحديث عن المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ومخطط شغل األراضي ثم عرض بعض

أدوات التدخل في النسيج الحضري وهي رخصة البناء رخصة الهدم ورخصة التجزئة،

كم في التحضر من للوقوف على مدى قدرة جهاز المراقبة العمرانية في الجزائر على التح

تعرضت لسياسة السكن في أجل االبتعاد عن العشوائية والفوضى، وفي المبحث الثالث

الجزائر من خالل المراحل التاريخية التي مرت بها تلك السياسة من فترة ما قبل االستقالل

حكم إلى يومنا هذا من خالل تحليل نتائج المخططات التنموية التي انتهجتها الجزائر خالل ال

1989االشتراكي ثم التطرق إلى وضعية السكن بعد التحول السياسي للبالد ابتداء من سنة

.إلى يومنا هذا

المقدمة

- 3 -

وفي الفصل الرابع فصلت الكالم حول العمران والممارسة االجتماعية في وادي

ميزاب مع إبراز بعض نقاط تحول هذا المجتمع في الوقت الحاضر سواء في عمرانه أو في

.ةه االجتماعيممارست

أما الفصل الخامس وهو أول فصول الدراسة الميدانية فقد تطرقت فيه إلى دوافع

توجه األسر إلى السكن في قصر تافياللت الجديدة حيث بينت فيه كيف أن كل من ضيق

المسكن واإلمكانيات االقتصادية لألسر واالمتيازات التي توفرت في قصر تافياللت كانت

.النتقال السكان إليهأسبابا رئيسية

أما الفصل السادس واألخير فقد قسمته إلى مبحثين بينت في المبحث األول كيف أن

النمط العمراني الذي تميز به قصر تافياللت والذي يشبه إلى حد كبير النمط العمراني

منه وكيف استطاعت نلقصور وادي ميزاب استطاع أن يحقق تطلعات وحاجيات المستفيدي

أن تُضمن مساكنها ما تحمله من قيم وعادات وخصائص، حيث أصبحت هذه المساكن األسر

فيما بعد المرآة العاكسة ألصحابها مما جعلها تحقق إضافة إلى السكن جوا اجتماعيا ونفسيا

يشعر السكان بالراحة والطمأنينة، وفي المبحث الثاني بينت كيف استطاع هذا النمط من

العالقات االجتماعية التقليدية من خالل إعادة إنتاجه للنمط العمراني العمران أن يعيد إنتاج

.القديم الذي يعطي قيمة كبيرة لمعاني الجيرة والقرابة والتكافل االجتماعي

لتبقى هذه الدراسة واحدة من تلك الدراسات التي تناولت هذه التجربة التي اعتبرت

العمراني القديم المجسدة في قصر تافياللت تجربة إنسانية وهي تجربة إعادة إنتاج النمط

. الجديدة

الفهرس

الفهرس

01..................................................................................................................................المقدمة

04....................................................................................البناء المنهجي للبحث: الفصل األول

05.....................................................................................................................................تمهيد

05.................................................................................أسباب اختيار موضوع البحث .1

06.............................................................................................أهمية موضوع البحث .2

06...........................................................................................................أهداف البحث .3

07..................................................................................................................اإلشكالية .4

09................................................................................................................الفرضيات .5

10..........................................................................................................منهجية البحث .6

12...........................................................................................................أدوات البحث .7

13............................................................................................................اختيار العينة .8

13.................................................................................................تحديد مفاهيم البحث .9

15............................................................................االتجاهات النظرية الحديثة: الفصل الثاني

16.....................................................................................................................................تمهيد

17.............................................................................المداخل النظرية للتحضر: المبحث األول

17..................................................................................................المدخل الديموغرافي .1

18.....................................................................................................المدخل االقتصادي .2

19.................................................................................مدخل القوة أو المدخل السياسي .3

21........................................................................................................المدخل التنظيمي .4

23.......................................................................االتجاهات النظرية الحضرية: المبحث الثاني

23....................................................................................................االتجاه اإليكولوجي .1

26........................................................................................النظرية النفسية االجتماعية .2

28................................................................................................اتجاه الثقافة الحضرية .3

31.....................................................................................................نولوجياالتجاه التك .4

32.............................................................................................................االتجاه القيمي .5

الفهرس

34.................................................................................................................................خالصة

36.............................................................التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

37.....................................................................................................................................تمهيد

38....................................................................................التحضر في الجزائر: المبحث األول

38.........................................................................................رمالمح التحضر في الجزائ: أوال

39.......................................................................الفترات التاريخية للتحضر في الجزائر: ثانيا

39..................................................................................1954فترة االحتالل إلى غاية .1

40......................................................................1962 - 1954فترة الثورة التحريرية .2

42..............................................................1967 -1962 لالفترة األولى من االستقال .3

44......................................................................1989 -1967فترة التنمية الصناعية .4

46...........1989فترة التحول من النمط االشتراكي إلى نظام اقتصاد السوق ابتداء من .5

47...............................................لمراحل النمو الحضري للمدن الجزائرية بعد االستقال: ثالثا

47..............................................................................................النمو الحضري للمركز .1

47.........................................................................................النمو الحضري للضواحي .2

47..........................................................................................النمو الحضري لألطراف .3

47.......................................................................بعض انعكاسات التحضر في الجزائر: رابعا

48...............................................................................................ن الحضريأزمة السك .1

48......................................................تدهور مستوى تجهيز المدن بالمرافق والخدمات .2

48..........................................................تناقص كمية المياه الصالحة للشرب في المدن .3

48............................................................اكتساح التوسع العمراني لألراضي الزراعية .4

50................................................................................أدوات التهيئة العمرانية: المبحث الثاني

50.............................................................(PDAU)لمخطط التوجيهي للتهيئة والتعميرا: أوال

51................................................................أهداف المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير .1

51..................................................................ئة والتعميرإعداد المخطط التوجيهي للتهي .2

53...................................................المصادقة على المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير .3

55...............................................................محتوى المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير .4

الفهرس

56..............................................................مراجعة المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير .5

56...................................................................................(POS)مخطط شغل األراضي : ثانيا

57.....................................................................................شغل األراضي إعداد مخطط .1

57..................................................................................محتوى مخطط شغل األراضي .2

58......................................................................المصادقة على مخطط شغل األراضي .3

59.................................................................................مراجعة مخطط شغل األراضي .4

59.............................................................................أدوات التدخل في النسيج الحضري: ثالثا

59.............................................................................................................رخصة البناء .1

60..............................................................................................................رخصة الهدم .2

62..........................................................................................................رخصة التجزئة .3

64............................................................................سياسة السكن في الجزائر: المبحث الثالث

64...........................................................................ع السكن قبل االستقاللوضعية قطا .1

66...............................................1966 -1962وضعية قطاع السكن غداة االستقالل .2

67....................................................................1969 -1967مرحلة المخطط الثالثي .3

68........................................................1973 -1970مرحلة المخطط الرباعي األول .4

70........................................................1977 -1974مرحلة المخطط الرباعي الثاني .5

72..................................................................1984 -1980المخطط الخماسي األول .6

74..................................................................1989 -1985المخطط الخماسي الثاني .7

75.................................أسباب فشل المخططات التنموية في القضاء على أزمة السكن •

76.......................................................................عدم امتالك الدولة لإلمكانيات المالية -

76.............................................................................ضعف السوق العقارية اإليجارية -

76...............................................................................................االنفجار الديموغرافي -

76................................................................................................ارتفاع نسبة التحضر -

77..................................................1990مرحلة الدخول في اقتصاد السوق ابتداء من .8

80..............................................................................................2000 - 1995مرحلة .9

82.............................................................................................2004 -2001مرحلة .10

الفهرس

84.........................................................2009 - 2005توقعات اإلنجاز ما بين سنتي .11

86....................................................................ضعية قطاع السكن في والية غردايةو .12

86...........................................................................................................السكن الريفي -

87.....................................................................................السكن االجتماعي التساهمي -

87...............................................................................................برنامج البيع باإليجار -

88...........................................................2009 - 2005 توقعات اإلنجاز مابين سنتي -

90............................................................ميزاب العمران والتهيئة العمرانية: الفصل الرابع

91.................................................................................................................................تمهيد

91.............................................................................الموقع الجغرافي لشبكة ميزاب .1

92.....................................................................................الطبيعة الفكرية والعقائدية .2

93................................................................................المدن السبع في وادي ميزاب .3

96..........................................................................................الهيكلة الداخلية للقصر .4

102.....................................................................الحياة االجتماعية في وادي ميزاب .5

102.........................................................................................................مجلس العزابة •

104........................................................................................................مجلس العشيرة •

106.............................................................................مجلس ِإمصوردان أو المكاريس •

106..............................................................................................المجلس الديني للنساء •

106...................................................................................................مجلس عمي سعيد •

107.................................................................................مجلس باعبد الرحمان الكرثي •

107......................................أهم التحوالت التي طرأت على النمط المعيشي المحلي .6

110.................................................................................................................الدراسة الميدانية

111....................................................................................التعريف بمنطقة الدراسة .1

112........................................................................................أبعاد مشروع تافياللت .2

112.....................................................................................أهداف مشروع تافياللت .3

114.....................................................دوافع التوجه نحو السكن في تافياللت: الفصل الخامس

115...................................................................................................................................تمهيد

الفهرس

115.........................................................................المتغيرات الشخصية لعينة البحث .1

119..............................................................ليل الجداول الخاصة بالفرضية األولىتح .2

127.......................................................................االستنتاج الخاص بالفرضية األولى .3

128...........................تماعية التقليديةالنمط العمراني الحديث والعالقات االج: الفصل السادس

129...................................................................................................................................تمهيد

129..................................................)قصر تافياللت(النمط العمراني الحديث : المبحث األول

129...............................................................ثانيةتحليل الجداول الخاصة بالفرضية ال .1

141........................................................................االستنتاج الخاص بالفرضية الثانية .2

143...............................النمط العمران الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: ثانيالمبحث ال

143...............................................................الثالثة تحليل الجداول الخاصة بالفرضية .1

154........................................................................االستنتاج الخاص بالفرضية الثالثة .2

155................................................................................................................................الخاتمة

158..............................................................................................................................المراجع

162..............................................................................................................................المالحق

البناء المنهجي للبحث: الفصل األول

- 5 -

:تمهيد

أي دراسة اجتماعية على منهج واحد أو مجموعة من المناهج تعتبر كمرجع أو عتمدت

كموجه لهذه الدراسة، حيث يتطلب القيام بأي دراسة اجتماعية إتباع مجموعة من الخطوات

عتبر عمال علميا يمكن كتسب هذا العمل طبيعة أكاديمية ويالمنهجية تعتبر ضرورية حتى ي

التعامل معه بشكل موضوعي، لذلك سوف نحاول في هذا الفصل أن نتطرق االستفادة منه و

إلى عرض البناء المنهجي الذي اعتمدت عليه هذه الدراسة من خالل مجموعة من العناصر

.تعتبر الموجه األساسي لهذه البحث

:أسباب اختيار موضوع البحث .1

سة من باحث إلى آخر تختلف األسباب التي تدفع بالباحثين إلى اختيار موضوع للدرا

التي األسبابوتختلف أيضا من موضوع إلى آخر، لكن الشيء المشترك بينهم هو وجود هذه

منهم إلى اختيار موضوع للدراسة، وإذا تحدثنا عن األسباب التي دفعتني واحد دفعت بكل

إلى إلى اختيار موضوع هذا البحث فيمكن أن نتحدث عن األسباب التالية التي يمكن تصنيفها

.أسباب ذاتية وأخرى موضوعية

أما األسباب الذاتية فتتعلق بذات الباحث أو بانتمائه، فكوني من منطقة ميزاب وهو

بحث يتناول قضية من قضايا هذا المجتمع االجتماعية رالختياميدان الدراسة دفعني

وهو نمط حيث وقع االختيار على شكل من أشكال العمران الحديث في المنطقةوالعمرانية،

.القصورحاول أن يعيد إنتاج النمط العمراني القديم أو نمط

:كما يمكن تلخيص األسباب الموضوعية الختيار موضوع البحث في النقاط التالية

ظهور نمط عمراني جديد في منطقة وادي ميزاب تقترب هندسته إلى حد كبير من .1

ض لهذه التجربة من اختيار موضوع يتعران سببا في كهندسة القصور القديمة

.الناحية الهندسية والشكلية أوال ثم يتعرض ثانيا إلى الممارسة االجتماعية للسكان

الفئات االجتماعية التي اختارت هذا النمط العمراني علىمحاولة التعرف أكثر .2

قدمون على هذا االختيار ثم التعرف سباب والدوافع التي جعلتهم يللوقوف على األ

.جتماعية لهذه الفئاتعلى الحياة اال

محاولة إثراء تراث علم االجتماع الحضري كون هذا البحث يندرج تحت هذا .3

تكشف اللبس عن بعض ةومنهجي ةالتخصص عله يساهم في إثراء إشكالية علمي

البناء المنهجي للبحث: الفصل األول

- 6 -

من االستنتاجات والتوصيات التي مجموعةقضايا مجتمع الدراسة عن طريق

.تستخلص من الدراسة الميدانية

:موضوع البحثأهمية .2

همية أي موضوع بحث علمي في الشيء الذي يضيفه إلى التراث العملي وما أتكمن

مدى قدرته على تقديم الجديد والمشاركة في حل المشكالت العالقة، لذلك فقد تضمنت أهمية

يضيف شيئا جديدا للتراث فكونه دراسة أكاديمية فإنه سوفموضوع هذا البحث أهمية علمية

ل موضوع تأثير البيئة على اإلنسان من خالل االهتمام بالعالقة الموجودة بين العلمي حو

.التنظيم الفيزيائي والتنظيم االجتماعي لمجتمع الدراسة

:أهداف البحث .3

إن رسم أهداف مسبقة ألي عمل له أهمية بالغة حيث تساعد الباحث على الوصول

د له الوسائل والتقنيات والمناهج إلى نتائج واضحة ودقيقة حول موضوع البحث، كما تحد

التي يمكن أن يستعين بها أثناء الدراسة الميدانية، دون أن ننسى الوقت والجهد الذي توفره

:يمكن أن نلخص أهداف هذا البحث في النقاط التالية المنطلقمن هذا . عملية رسم األهداف

جل مقارنتها ر من أالحديث شكل القصوإبراز خصائص ومميزات النمط العمراني .1

.ائص النمط العمراني القديم للوقوف على مدى التوافق بينهمامع مميزات وخص

التعرف على الدوافع واألسباب التي أدت بالسكان الختيار مثل هذا النمط من العمران .2

.نمط القصور القديمة في ميزاب كبير كونه يشبه إلى حد

العمران د داخل هذا النمط من الوقوف على نوعية العالقات االجتماعية التي تسو .3

إنتاج إعادة إلى أدتإعادة إنتاج النمط العمراني القديم تعما إذا كان فللتعر

.العالقات االجتماعية التقليدية

البناء المنهجي للبحث: الفصل األول

- 7 -

:اإلشكالية .4

تعرف البلدان الغربية في الوقت الراهن انتشارا مطلقا للظاهرة الحضرية أو المدنية

ظواهر خطيرة كاإلجرام رثلت أساسا في انتشاالمفرطة تمخضت عنها عدة إفرازات تم

والفردية والعزلة التي يعاني منها اإلنسان الحضري، حيث أفرغت المدن من محتواها

االجتماعي والنفسي واستبدل بانتشار مظاهر البيروقراطية المتمثلة في العالقات الرسمية

جار حول إعادة االعتبار التعاقدية وغياب الروح الجماعية لدى األفراد، لذلك فالتفكير

للعالقات األولية في األوساط الحضرية هذه العالقات التي تقوم على مبادئ التعاون

والتضامن وانتشار الروح الجماعية مقابل الفردية والعزلة التي تعتبر من مخلفات المدنية

.الغربية

ز التمين هذا ميزا على صعيد فن العمران لكتفالمسكن العربي ومنه الجزائري كان م

لتغيرات حدثت في المجال العام وتأثر بها مباشرة ولم يصمد حتى في يدم طويال إذ خضع مل

الحفاظ على بعض من تراثه، فاختفت من المسكن نفحته التقليدية ممهدا لها غياب التراث،

إضافة إلى التخلي عن المواد التقليدية لصالح اإلسمنت المسلح والمواد المصنعة مسبقا

ولتقنيات التبريد والتدفئة، إنها تقنيات حديثة استعملت بشكل فوضوي وبدون هضم لها ونظر

بعدائية إلى المحيط الطبيعي، واختفت المدينة العربية وبالتالي الجزائرية كوحدة وككل حيث

1.المشتركة والثقافية الجماعية االجتماعيةتترجم القيم

، محنة انعكست على هويته العمرانية كونها يعيش في محنةكما إن اإلنسان العربي

محنة التوجه والهوية العمرانية وضياع التراث، وال يكون الحل إال بوصل ما انقطع والعمل

الوراء وتحليل عوامل التغيير والتحول كي يصل ىعلى إعادة التطور الطبيعي والرجوع إل

.العمران العربي إلى ما كان يصلح أن يكون عليه

يجسده أساسا البناء الذاتي حيثانتشارا كبيرا في منطقة ميزاب عرف الحديثالسكن ف

الحديث الذي يعبر عن ثقافة وقيم جديدة تأثر بها الفرد الميزابي، بحيث يمنح هذا النمط من

امباشر امساحة وهندسة المسكن فجاءت هذه المساكن انعكاسالسكن لصاحبه فرصة اختيار

، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، مقاربة نفس اجتماعية للمجال السكني: طبارة رجاء مكي 1

.101، ص1995

البناء المنهجي للبحث: الفصل األول

- 8 -

جاءت هذه المساكن مغايرة لنمط المساكن بها الفرد الميزابي، حيث التي تأثر للقيم الجديدة

التقليدي وهذا من الجانب الهندسي من خالل توزيع الفضاءات داخل المسكن وتغير مقاييسها،

وأيضا من جانب الشكل الخارجي للمساكن التي تعرف أحجاما كبيرة وطوابق عديدة

المحلية ةالمناخيأوال مع الظروف يتالءمد ال وفتوحات كثيرة، لذلك فإن هذا النمط الجدي

مع المحيط االجتماعي المحافظ، هذه تالءميالمعروفة بالمناخ القاري الجاف وثانيا ال

أتت على الكيف ال على الكم حيث تراجعت قوة البناء ةسكنيالوضعية أدت إلى أزمة

سكنهم وال يشعرون بمناطقين االجتماعي والثقافي الذي يشعر السكان بالراحة ويجعلهم متعلق

.بالغربة داخلها

انطالقا من هذا الواقع ظهرت محاوالت جادة تسعى لبناء مناطق سكنية جديدة محاولة

من خالل ذلك إعادة إنتاج النمط العمراني القديم مع تكييفه مع بعض متطلبات الحياة

اج الممارسات، هدفها من وراء ذلك دمج الحاضر في الماضي وإعادة إنتالعصرية

ثقافية للمجتمع الميزابي ودمجها ضمن البناء الفيزيقي للمدينة من خالل إعطاء دور -السسيو

أكبر لقيم التضامن والتعاون والتكافل االجتماعي، تلك القيم التي تعطي للتجمعات السكنية

.قيمتها المعنوية والرمزية

.حول هذه المحاوالت التوفيقية تانطالقا من هذا يمكن أن نطرح مجموعة من التساؤال

ما هي دوافع توجه األسر نحو هذا النمط العمراني الجديد؟ .1

.أي البحث عن األسباب التي دفعت بأرباب األسر المبحوثة الختيار السكن في تافياللت هل حقق هذا النوع من المساكن متطلبات األسر؟ وهل عكس ذاتها وشخصيتها؟ .2

لألسر سواء من حيث حجمها أو ذا كان المسكن في تافياللت مالئم أي محاولة التعرف عما إ

.من حيث نوعية حياتها

هل اهتم هذا النمط من العمران بإعادة إنتاج النمط العمراني القديم فقط، أم امتد ذلك .3

إلى إعادة إنتاج العالقات االجتماعية القرابية؟

لت اهتم بإعادة إنتاج الشكل الفيزيقي أي محاولة التعرف عما إذا كان نمط السكن في تافيال

.إلى إعادة االعتبار للعالقات االجتماعية القرابيةأم امتد ذلك فقط، للنمط القديم

البناء المنهجي للبحث: الفصل األول

- 9 -

:الفرضيات .5

:الفرضية العامة •

محتوى اإلشكالية التي تم بناؤها حول النمط العمراني الحديث في قصر من انطالقا

:عامة التاليةتافياللت الجديدة يمكن صياغة الفرضية ال

نظرا لإلمكانيات االقتصادية المتوسطة لألسر وحالتها السكنية السابقة والتحفيزات

التي تحصلت عليها من إعانة مالية ومشاركة في عملية البناء جعلت األسر تتجه نحو السكن

استطاعت أن تحقق حاجيات األسر من في قصر تافياللت، كما إن المساكن في تافياللت

من الراحة النفسية والطمأنينة داخل مساكنها كونها تعكس بصفة مباشرة ذاتية السكن و

وخصوصية وثقافة هذه األسر، لذلك فإن هذا النمط من العمران استطاع أن يعيد إنتاج

الل إعادته إلنتاج النمط العمراني القديم وهذا بالتفكير في خ العالقات االجتماعية التقليدية من

في عالقتهم مع باقي سكان القصر من أجل نسج العالقات ارج أي التفكير عالقة السكان بالخ

.االجتماعية التي يشعرون داخلها بالدفىء والراحة

:الفرضيات الجزئية •

:الفرضية األولى -

اإلمكانيات االقتصادية لألسر والتحفيزات التي تحصلت عليها كان وراء توجهها نحو هذا

.النمط من السكن

:انيةالفرضية الث -

.استطاع هذا النمط من المساكن أن يحقق متطلبات األسر من السكن ومن االنتماء االجتماعي

:الفرضية الثالثة -

استطاع هذا النمط من العمران أن يعيد إنتاج العالقات االجتماعية التقليدية من خالل إعادة

.إنتاج النمط العمراني القديم

البناء المنهجي للبحث: الفصل األول

- 10 -

:منهجية البحث .6

في علم االجتماع متكاملة ومتداخلة فقد يصعب الفصل بينها، باعتبار مناهج البحث

لذلك فقد اعتمدت هذه الدراسة على أربعة مناهج مختلفة من أجل اإللمام بكل جوانب

.الموضوع

يستخدم هذا المنهج في دراسة األوضاع الراهنة للظواهر من حيث " :المنهج الوصفي .1

والعوامل المؤثرة في ذلك، وهذا يعني أن المنهج خصائصها وأشكالها وعالقاتها

الوصفي يهتم بدراسة حاضر الظواهر واألحداث كما يشتمل في كثير من األحيان

على عمليات تنبؤ بمستقبل الظواهر واألحداث التي يدرسها، ويقوم على رصد

ومتابعة دقيقة لظاهرة أو حدث معين من أجل التعرف على الظاهرة أو الحدث من

يث المحتوى والمضمون والوصول إلى نتائج وتعميمات تساعد في فهم الواقع ح

1".وتطوره

يشتمل الوصف على الجانب الفيزيقي من خالل وصف اإلطار المبني أي حيث

وصف هندسة وموقع وكيفية توزع السكنات داخل قصر تافياللت، كما يشتمل الوصف أيضا

التي تسود داخل القصر االجتماعية قاتالعالعلى الجانب االجتماعي من خالل وصف

.كوصف قيم التضامن والتعاون والتكافل االجتماعي بين السكان

المنهج الذي يهتم بدراسة جميع الجوانب المتعلقة "يعرف بأنه :منهج دراسة الحالة .2

بشيء واحد أو موقف واحد، فيأخذ الفرد أو األسرة أو القرية أو القبيلة أو المصنع أو

ة أو المجتمع بأسره كوحدة للدراسة المفصلة بغرض الوصول إلى تعميمات المؤسس

، بمعنى أن منهج دراسة الحالة هو نوع تنطبق على غيرها من الوحدات المشابهة لها

من البحث المتعمق لحالة ما عن طريق جمع المعلومات والبيانات عن الوضع الراهن

2".بالبيئة أو القائم للحالة وخبراتها الماضية وعالقتها

قصر تافياللت الجديدة حيث تم سة هيانطالقا من هذا التعريف فإن حالة الدرا

التركيز على هذه الحالة للوقوف على ما إذا كان هذا النمط من العمران استطاع أن يعيد

، دار صفاء للنشر والتوزيع، مناهج وأساليب البحث العلمي النظرية والتطبيق: مان محمد غنيممصطفى ربحي عليان، عث 1

.43، 42، ص ص2000عمان، .137، ص2004، مجموعة النيل العربية، القاهرة، قواعد ومراحل البحث العلمي: مدحت أبو النصرة 2

البناء المنهجي للبحث: الفصل األول

- 11 -

إنتاج العالقات االجتماعية التقليدية كونه يشبه إلى حد كبير نمط القصور القديمة في وادي

.ميزاب

يركز هذا المنهج على دراسة الماضي من أجل فهم الحاضر ": المنهج التاريخي .3

والتنبؤ بالمستقبل، ويستخدم كذلك في دراسة الحاضر من خالل دراسة ظواهره

وأحداثه وتفسيرها بالرجوع إلى أصلها وتحديد التغيرات والتطورات التي تعرضت

ذلك والتي منحتها صورتها عن المسئولةلها ومرت عليها والعوامل واألسباب

1".الحالية

أن نتتبع مسار العمران في وادي انطالقا من هذا التعريف فإننا نحاول في هذا البحث

ميزاب منذ القديم إلى يومنا هذا للتعرف على التحوالت التي طرأت عليه من أجل الوصول

ظ على النمط م كيف حاول أن يحافراسة وهي قصر تافياللت وكيف ظهر ثإلى ظاهرة الد

.العمراني القديم

يقوم هذا المنهج على معرفة كيف ولماذا تحدث الظواهر من خالل " :المنهج المقارن .4

رف مقارنتها مع بعضها البعض من حيث أوجه الشبه واالختالف، وذلك من أجل التع

وامل المسببة لحادث أو ظاهرة معينة والظروف المصاحبة لذلك والكشف عن على الع

2".ط والعالقات أو أوجه الشبه واالختالف بين الظواهرالرواب

بعضها البعض أو بمن جمع البيانات مقارنتها ويستخدم عندما يكون هدف الباحث "

من البحث المقارن توضيح مدى التقارب ات أخرى، وفي هذه الحالة يكون الغرضبيانب

3".ج المقارنةوالتباعد بحيث يمكننا أن نصدر أحكاما خاصة في ضوء هذه النتائ

وقد استخدمنا هذا المنهج في البحث من أجل إجراء بعض المقارنات بين النمط

التي تسود داخله، ةالعمراني الذي ينتشر في قصور وادي ميزاب ونوعية العالقات االجتماعي

.من أجل الوقوف على أوجه الشبه واالختالف بين النمطين وبين نوعي العالقات االجتماعية

.305، ص1996القاهرة، ، المكتبة األكاديمية،أصول البحث العلمي ومناهجه: أحمد بدر 1 .56مصطفى ربحي عليان، عثمان محمد غنيم، مرجع سابق، ص 2، مركز أسس البحث العلمي في المجاالت النفسية واالجتماعية والتربوية: محمود عبد الحليم منسى، سهير كامل أحمد 3

.465، ص2002اإلسكندرية للكتاب، اإلسكندرية،

البناء المنهجي للبحث: الفصل األول

- 12 -

:البحثأدوات .7

:اعتمد البحث على أداتين أساسيتين تستعمالن بكثرة في البحوث االجتماعية وهي

.وهي على نوعين: المالحظة .1

بينه مالحظة الشكل الهندسي لقصر تافياللت، حيث الحظنا أن هناك تشابه كبير •

ومتراصة متالصقةحيث نجد المساكن القصورالقديم أي نمط يالعمرانوبين النمط

ها البعض مكونة بذلك شوارع ضيقة نوعا ما وأخرى واسعة تسمح بدخول مع بعض

السيارات وهي الميزة الجديدة التي يتميز بها النمط الجديد، كما الحظنا أن المساكن

ويحتوي السور على بعض المداخل تسمى باألبراج محاطة بسور من كل جوانبها

ذه المالحظة تجعلنا نقول بأن ألنها كانت تستعمل في القديم للحراسة، لذلك فإن ه

نمط البناء في قصر تافياللت هو نفسه في القصور القديمة مع إضافة بعض

.متطلبات الحياة العصرية

أما الجانب اآلخر من المالحظة هو مالحظة الممارسة االجتماعية ومدى قوة البناء •

ت االجتماعي داخل قصر تافياللت وهذا من خالل مالحظتنا لبعض الممارسا

السلوكات التي تعبر عن االجتماعية كالزيارات والحمالت التطوعية وغيرها من

.ويثمنها متانة الروابط االجتماعية التي استطاع هذا النمط العمراني أن يعيد إنتاجها

:االستبيان .2

إضافة إلى اعتماد المالحظة كأداة للبحث فقد اعتمد البحث أيضا على استمارة

دور أساسي في البحوث الوصفية حيث تقدم وصفا دقيقا حول حالة االستبيان لما له من

وثالثين سؤاال كلها عبارة عن أسئلة مغلقة ثمانالمبحوثين، لذلك فقد احتوى االستبيان على

10وقد تم اختبار هذا االستبيان بتوزيع .تصف مباشرة حالة المبحوثين وموقفهم من السؤال

حيث تم استرجاعها بعد ذلك، حيث قمنا ببعض استمارات في مرحلة ما قيل البحث

التصحيحات التي كانت طفيفة حول بعض األسئلة إلى أن استقر االستبيان على ضيغته

.النهائية

باالستعانة بجمعية أميدول وهي جمعية تمثل السكان لدى االستمارات ملئوقد تم

، ةاللجنة االجتماعيت اسم الجهات الرسمية وتدخل ضمن الهيئة المسيرة لشركة تافياللت تح

استمارة وبعد مدة 110وزعنا في الدفعة األولى دفعاتاالستمارات على ثالثة ملئحيث تم

البناء المنهجي للبحث: الفصل األول

- 13 -

توزيع الدفعة الثانية من نا إلى استمارة فقط، مما اضطر 40سترجاع شهر ونصف تقريبا تم ا

استمارة 41استمارة وبعد أربعة أشهر تم استرجاع 50االستمارات والتي احتوت على

استمارة أخرى في الدفعة الثالثة 28 توزيعاستمارة، مما أجبرنا على 81ليصبح المجموع

استمارة وهو حجم العينة، وهذا يدل على 100استمارة ليصبح المجموع 19وتم استرجاع

الصعوبة التي واجهتنا في الميدان عند قيامنا بهذا البحث وخاصة فيما يتعلق بالمدة التي

د اعتمدت في تفريغ هذه االستمارات على البرنامج قتها الدراسة الميدانية، وقاستغر

.SPSSاإلحصائي للعلوم االجتماعية

:اختيار العينة .8

إن اختيار العينة بدقة وعناية له عالقة مباشرة بنجاح أو فشل البحث لما يكتنفها من

لت الجديدة حيث تم ، فمجتمع البحث يتمثل في قصر تافيالااختيارهغموض وصعوبة في

مبحوث وهذا بطريقة عشوائية إلعطاء نفس الفرصة لكامل 100تتكون من عينةاختيار

20مجتمع البحث، حيث قمنا بتقسيم القصر إلى خمس جهات بطريقة تقريبية وتم اختيار

.حالة من كل ناحية بطريقة عشوائية

جنس اإلناث، وقد مبحوث من 11مبحوث من جنس الذكور و 89وتتكون العينة من

باإلناث، لواجدهم الكبير في القصر مقارنةجاءت نسبة الذكور أكبر من نسبة اإلناث نظرا

ثم إن المجتمع الميزابي مجتمعا أبويا بحيث يرجع القرار األخير للرجل في تسيير شؤون

.منزله

:تحديد مفاهيم البحث .9

بين شخصين أو أكثر ويمثل للتفاعل االجتماعي جنموذهي " :العالقات االجتماعية .1

هذا النموذج أبسط وحدة من وحدات التحليل السسيولوجي، كما ينطوي على

1."االتصال الهادف والمعرفة المسبقة بسلوك الشخص اآلخر

بالعالقات االجتماعية التقليدية ذلك النمط من العالقات الذي يسود في قصور ونقصد

قوة البناء االجتماعي الذي يقوم على التعاون وادي ميزاب، حيث تتميز هذه العالقات ب

.والتضامن والتكافل االجتماعي من خالل التنظيم االجتماعي للميزابيين

.437، ص2004، دار المعرفة الجامعية، اإلسكندرية، جتماعقاموس علم اال: محمد عاطف غيث 1

البناء المنهجي للبحث: الفصل األول

- 14 -

يتمثل هذا النمط أساسا في قصور وادي ميزاب ويقتضي هذا :النمط العمراني القديم .2

النمط وجود المسجد في أعلى نقطة في المدينة ثم تنحدر بعده المساكن على شكل

مخروط بحيث تكون هذه المساكن ملتصقة ومتراصة مع بعضها البعض مما يجعل

الشوارع ضيقة وملتوية في بعض األحيان وال تزيد وظيفتها على المرور كما تحاط

المساكن في هذا النمط من كل الجوانب بسور يحتوي على عدد معين من المداخل

.لق هذه المداخل في أوقات معينةبها أبراج للمراقبة واإلغاثة في بعض األحيان وتغ

يتمثل في التجربة التي عاشها المجتمع الميزابي :)القصر(النمط العمراني الحديث .3

في اآلونة األخيرة وهي محاولة إعادة إنتاج النمط العمراني القديم، وتتمثل هذه

تاج التجربة في قصر تافياللت الجديدة، حيث حاول هذا النمط من العمران أن يعيد إن

العناصر العمرانية التي ميزت القصور القديمة، فنجد أن الشكل الخارجي للمساكن

يشبه إلى حد كبير شكلها في النمط القديم من حيث الشكل الخارجي وتوزيع

الفضاءات داخلها وفي تالصقها، كما نجدها محاطة بسور يحتوي على مداخل بها

قع المسجد من القصر الذي لم يأخذ أبراج، إال أنه عرف تغييرا طفيفا من حيث مو

المركز، وتميزت الشوارع باتساعها تلبية لحاجة ملحة وهي مرور وسائل النقل

.وخاصة السيارة

االتجاهات النظرية الحضرية: الفصل الثاني

- 16 -

:تمهيدم االجتماع م مجموعة من العلوم اإلنسانية كعلكانت المدينة وال تزال موضوع اهتما

والجغرافيا والتاريخ واألدب، مما جعل التراث الفكري حول المدينة يعرف تنوعا وتراكما

كبيرين، وفي مجال الدراسات االجتماعية اعتنت البحوث الحضرية بالبحث عن الحقائق

والبيانات أمال في الوصول إلى تفسير منظم وموضوعي للحياة الحضرية، وجمع المعلومات

(G. Simmel)وجورج زيمل (Max Weber)ز وماكس فيبر خاصة عند كل من توني

وغيرهم من علماء االجتماع، هؤالء الذين كانت أعمالهم تمثل األسس الفلسفية األولى التي

.استندت عليها نشأة علم االجتماع الحضري

م، ازدهرت الدراسات 20عد نشأة علم االجتماع الحضري في مطلع القرن وب

األعمال والحضرية وتطور معها اإلطار النظري لهذا العلم الجديد من خالل تلك الدراسات

(Robert Park) التي قدمها علماء االجتماع في مدرسة شيكاغو خاصة روبرت بارك

، حيث كان لهم (Louis Wirth) لويس وورثو(Ernest Burgess) وإرنست برجس

.الفضل في تطوير المدخل النظري واإلمبريقي الموحد في الدراسات الحضرية

في ط الضوء على المداخل النظرية للتحضريسلنحاول في هذا الفصل ت

.ول، وفي المبحث الثاني نتناول االتجاهات النظرية الحضريةاألمبحث ال

االتجاهات النظرية الحضرية: الفصل الثاني

- 17 -

نظرية للتحضرالمداخل ال :المبحث األوليقصد بها تلك النظريات التي تبحث في أسباب ظهور المدن ونموها، بحيث أن مسألة

فيها ظواهر التحضر، والعوامل التي النمو الحضري تفترض محاولة تتبع المراحل التي نمت

أثرت على طبيعة هذا النمو في كل مرحلة، ومحاولة تبيان األبعاد التاريخية للنمو الحضري

بين أربعة مداخل وهي المدخل يز هنا ميث اتجاهاته ومظاهره وعوامله، ونمن ح

الديموغرافي والمدخل االقتصادي ومدخل القوة أو المدخل السياسي وأخيرا المدخل

.التنظيمي

: المدخل الديموغرافي .1

وحده كأهم مقياس لعملية يستند هذا المدخل على البعد أو العامل الديموغرافي

و الحضري، حيث يعتقد أصحاب هذا المدخل أن عملية التحضر تتم نتيجة التحضر والنم

1:لعمليتين ديموغرافيتين هما

التزايد السكاني الطبيعي الذي يؤدي إلى تحول التجمعات السكانية من مجرد قرى -

.صغيرة إلى مدن كبيرة

.التزايد السكاني غير الطبيعي الناتج عن الهجرة من األرياف إلى المدن -

سكانية من حجم معين، أو بمقارنة تجمعات لهذا المدخل إلى يشير التحضر وفقاكما

للسكان، ويشير أيضا إلى زيادة التركيز السكاني اإلجماليعدد سكان هذه التجمعات مع العدد

في المدن وفي المناطق الحضرية، والمثال على ذلك ما ذهبت إليه هوب تسدال

(H. Tisdal) يلها للتحضر كعملية للتركيز السكاني يستند على عنصرين أساسيين في تحل

ومن 2،ة أخرىجهة، وزيادة حجم هذه التجمعات من جههما تعدد نقاط التركيز السكاني من

في المناطق الحضرية يصبح مؤشرا إحصائيا دقيقا في م فإن تزايد عدد السكان المقيمين ث

رق ري، كما حددت البعثة االقتصادية آلسيا والشنظرها لقياس عملية التحضر والنمو الحض

ت أكبر من أن فيها السكان إلى التكتل في تجمعا عملية يميلاألقصى عملية التحضر في أنها

.تكون ذات حجم محدود

.65، ص2000دار األمة، الجزائر، ر، التحض: محمد بومخلوف 1، الجزء األول، دار المعرفة الجامعية، علم االجتماع الحضري مدخل نظري: السيد عبد العاطي السيد 2

.105، ص2003اإلسكندرية،

االتجاهات النظرية الحضرية: الفصل الثاني

- 18 -

نالحظ من خالل عرضنا لهذا المدخل أنه يعرف قصورا واضحا في إبراز

إال ن التصور السسيولوجي للمفهوم،الخصائص المميزة لعملية التحضر وابتعادا واضحا ع

أنه وقد اتخذ من الحجم والكثافة السكانية مقياسا أساسيا للتحضر كان وال يزال يحظى بقبول

.واسع من جانب كثير من الباحثين خاصة علماء الديموغرافيا

: المدخل االقتصادي .2

صادي يمثل التحضر وفقا لهذا المدخل مرحلة متقدمة من مراحل التطور االقت

تنظيمات البشري، وبالتالي فقد ارتبط التحضر والنمو الحضري بحركة انتقال وتحول إلى

اقتصادية أكثر تعقيدا، أو بمعنى آخر انتقال من حالة تقوم فيها الحياة االجتماعية على أساس

العمل أو اإلنتاج األولي كالصيد والزراعة إلى حالة تقوم فيها الحياة على أساس العمل

اعي والتجاري واإلداري والخدماتي، أي االنتقال من اقتصاد المعيشة إلىالصن

.اقتصاد السوق

في تفسير نشأة (Charles Cooley)كولي زتشارلوتندرج تحت هذا المدخل محاولة

ر وسائل النقل، حيث سباب الرئيسية التي تكمن في تطوالمدن وتوطنها ويرجع ذلك إلى األ

ألولى لكثير من المدن األمريكية على حد تعبيره بالقرب من خطوط النقل، نشأت البدايات ا

ومن الدراسات القديمة 1.ويعتبر تفسيره هذا بمثابة بداية االهتمام النظري بدراسة المدينة

عن عوامل التركيز السكاني في 1899سنة (Adna Weber)أيضا ما قدمته آدنا فيبر

ة القوى االقتصادية التي لعبت دورا هاما في حياة المدينة حتمي"أرجعت ذلك إلى المدن، حيث

خاصة بعد الثورة الصناعية وما تضمنته من اكتشاف للبخار واستخدام لآللة على نطاق

2."واسع وازدهار النشاط التجاري وتقدم وسائل النقل والتوسع في إنشاء المصانع

راسة اقتصاد المدن الكبرى أو كما اهتمت الدراسات الحديثة التي تبنت هذا المدخل بد

المتروبوليس وأكدت على وجود عالقة وطيدة بين التصنيع والتحضر، ومن األمثلة البارزة

فقد أوضح عالقة التطور االقتصادي بأنماط (N.S.B. Gras)في هذا المجال دراسة جراس

طورات التوطن واالستقرار البشري على مر التاريخ، كما ربط طرق ووسائل العيش بالت

كما ميز جراس "التكنولوجية من ناحية وتطور أشكال االستيطان البشري من ناحية أخرى،

.295نفس المرجع، ص السيد عبد العاطي السيد، 1 .296نفس المرجع، ص السيد عبد العاطي السيد، 2

االتجاهات النظرية الحضرية: الفصل الثاني

- 19 -

خمس مراحل لتطور الحضارة الغربية وهي مرحلة اقتصاد الجمع وااللتقاط، مرحلة بين

اقتصاد الرعي، تليها مرحلة اقتصاد القرية المستقرة، ثم مرحلة اقتصاد المدينة، وأخيرا

1."المتروبوليسمرحلة اقتصاد

فقد اعتبر أن نمو المدن الحديثة كان نتيجة (Eric Lombard)أما إريك لومبارد

للتزايد السريع في اإلنتاج الزراعي وظهور الصناعة، حيث نمت بذلك رؤوس األموال نتيجة

في ذلك الوقت لتراكم اإلنتاج الزراعي والصناعي، وقد لعبت مصادر الطاقة الجديدة

دورا بارزا تمخضت عنه زيادة التركيز السكاني والتوطن الصناعي في ) لفحم والبخارا(

بعض المواقع الحضرية، مما انعكس ذلك على طبيعة التنظيمين االقتصادي والحضري،

المكثف للعلم في مجال الصناعة لالستخدامم أو المتروبوليس نتاجا 20فكانت مدينة القرن

هذه العوامل كلها فسحت المجال ة واكتشاف وسائل النقل الحديثة، وانتشار الطاقة الكهربائي

أمام ظهور تجمعات حضرية كبرى لم تعرف من قبل وأصبحت المدن الكبرى هي الوحدة

اإلدارية واالجتماعية واالقتصادية ليس فقط على المستويين الوطني واإلقليمي بل حتى على

2.المستوى العالمي

:السياسيمدخل القوة أو المدخل .3

يركز هذا المدخل على القوة كمتغير أساسي ومستقل في تفسير البناءات االجتماعية

أول من أدخل هذا االتجاه في علم (W. Form)واإليكولوجية الحضرية، ويعتبر وليام فورم

االجتماع الحضري بصفة خاصة، حيث يرى بأن بناء القوة وخاصة القوة السياسية قد لعبت

متميزا في تشكيل المدن سواء كان ذلك على المستوى الوطني أو اإلقليمي أو دورا كبيرا و

ن وتوسع المدن كما تؤثر في بناءاتها اإليكولوجية مي، فالقوة السياسية تؤثر في توطالعال

واالجتماعية خاصة وأنه يربط بها تلك القرارات التي تنظم حركة السكان داخل المدن

لعامة والتخطيط االجتماعي واالقتصادي وتنفيذ برامج التحضر وخارجها، كما تحدد السياسة ا

3.والتصنيع، مما يؤكد دور القوة في تشكيل وتحديد البناء اإليكولوجي واالجتماعي للمدينة

.106نفس المرجع، ص السيد عبد العاطي السيد، 1 .107نفس المرجع، ص السيد عبد العاطي السيد، 2 .309نفس المرجع، ص السيد عبد العاطي السيد، 3

االتجاهات النظرية الحضرية: الفصل الثاني

- 20 -

إال أن فورم ركز على أنماط المجتمع المحلي وفشل في إدراك أهمية هذا المدخل في

1.بوجه عام تحليل نمو المدن والتنظيم االجتماعي الحضري

2 :يمكن االستفادة من مدخل القوة في التحليل السسيولوجي الحضري على ثالث مستويات

إيكولوجية ا واضحا على تأثير ثر قرارات القوة المحليةث تؤحي :المستوى المحلي -

المدينة وبنائها االجتماعي ويتمثل هذا في رغبة جماعة ما في إجراء تغييرات جوهرية

أو تحويل طابعها العام حيث تتوقف إمكانية تحقيق ذلك على مدى ة على بناء المدين

.امتالك هذه الجماعة القوة الكافية التي تواجه بها صور المقاومة والتغلب عليها

قرارات القوة التي تصدرها السلطة على المستوى الوطني تؤثر :المستوى الوطني -

كاتخاذ بعض الدول قرارات بدون شك على إيكولوجية المدينة وبنائها االجتماعي،

بإنشاء مدن صناعية تجلب إليها اليد العاملة خاصة الريفية مما يجعلهم يفقدون تدريجيا

.نمط حياتهم الريفية ويندمجون في الحياة الحضرية بعد ذلك

أن العديد من الدول سعت للتصنيع والتحضر نتيجة لرغبة حيث نجد :المستوى الدولي -

قيق مزيد من القوة من جهة، ومن جهة أخرى دعم مكانة النخبة الحاكمة في تح

مجتمعاتهم بين المجتمعات الدولية بحيث ترتبط قوة المجتمعات في الوقت الراهن بما

يتوفر لها من أساس صناعي وحضري، ويمكن أن تندرج التجربة اليابانية في

.هذا السياق

أن لمدخل السياسي حيث يرى بآخر للتحضر يندرج ضمن اكما قدم ابن خلدون مدخال

هدفين هما التمتع بالحياة قوغاية الملك هو الحضر وذلك لتحقي الملك غاية العصبية هو

من جهة، ومن جهة أخرى اتخاذ المدن حصنا للدفاع -كما يقول–الحضرية وحط األثقال

لملك إن القبائل والعصائب إذا حصل لهم ا"الغزاة وفي هذا السياق يقول ابن خلدون ضد

على األمصار ألمرين أحدهما ما يدعو إليه الملك من الدعة والراحة لالستيالءاضطروا

وحط األثقال واستكمال ما كان ناقصا من أمور العمران في البدو، والثاني دفع ما يتوقع على

تناع ونكاية العساكر المتعددة لما فيه من االمالملك من أمر المشاغبين، والمصر يقوم مقام

3".حرب من وراء الجدران من غير حاجة إلى كثير عدد وال عظيم شوكةال

.62، ص1995، دار المعرفة الجامعية، اإلسكندرية، علم االجتماع الحضري مدخل نظري: محمد عاطف غيث 1 . 92، 91، ص ص1997، مركز اإلسكندرية للكتاب، اإلسكندرية، ع الحضريعلم االجتما: فادية عمر الجوالني 2 .63محمد بومخلوف، مرجع سابق، ص 3

االتجاهات النظرية الحضرية: الفصل الثاني

- 21 -

مما يجعلها ن خلدون إلى أن أموال الدولة تنفق بكثرة على المدن الكبرىويشير اب

أكثر استقطابا للسكان، لذلك يرى بأن المناطق العمرانية البعيدة عن مقر السلطة يغلب عليها

ولهذا نجد "إذ يقول ابن خلدون ها عن آثار األموال،طابع البداوة رغم كثرة سكانها لبعد

األمصار التي في القاصية ولو كانت موفورة العمران تغلب عليها أحوال البداوة وتبعد عن

قطار التي هي مركز الدولة الحضارة في جميع مذاهبها بخالف المدن المتوسطة في األ

،ما قرب منهله فيهم كالماء يخضر ومقرها، وما ذلك إال لمجاورة السلطان لهم وفيض أموا

1."ما قرب من األرض إلى أن ينتهي إلى الجفوف على البعد

:المدخل التنظيمي .4

أوال يقتصر التحضر وفقا لهذا المدخل على مجرد زيادة عدد السكان وارتفاع كثافتهم

عية تطوير نسق اقتصادي معقد فحسب بل يعني في األساس االتجاه إلى تنظيمات اجتما على

أكثر تعقيدا، ويشتمل ذلك على تطوير وسائل االتصال والميكانيزمات االجتماعية والسياسية

بعبارة 2،ين مجاالت وكيانات متخصصة ومتمايزةبالتي تسمح بإمكانية الربط والتنسيق

ن التحضر هو سيط إلى مجتمع أكثر تعقيدا، كما إفإن التحضر هو انتقال من مجتمع بأخرى

ر والتعقد النظامي بنفس الدرجة وبنفس االتجاه الذي سارت فيه التطورات تراكم التطو

التكنولوجية، ويشتمل ذلك التعقيد النظامي تاريخيا على تطور الحكومات المركزية القوية

والدولية وانتشار األشكال المختلفة للتنظيمات الرسمية واإلقليميةوتطور األسواق المحلية

إلى جانب تطور عدد من التنظيمات ،...دات العمالواتحا وغير الرسمية كالنقابات

تقابل االحتياجات المتزايدة لنظام اقتصادي واجتماعي معقد، فضال عن تلك تي لااالجتماعية

بناء ووظائف وحدات التنظيم القائمة كاألسرة والمدرسة والمؤسسات بالتغيرات التي لحقت

ناك قدرا متراكما من التراث الذي يدور حول ما أن ه، والواقع ...المختلفة ونظام المكانة

ارتبط بظهور المدن والنمو الحضري بوجه عام من مظاهر التغير في هذا الجانب،

ويكاد يكون القاسم المشترك األعظم بين عناصر هذا التراث ذلك التأكيد على البيروقراطية "

.64محمد بومخلوف، نفس المرجع، ص 1 .108السيد عبد العاطي السيد، مرجع سابق، ص 2

االتجاهات النظرية الحضرية: الفصل الثاني

- 22 -

بط الطوعية كأهم ما يمكن أن تقاس به درجات والتدرج الطبقي االجتماعي وانتشار الروا

1."التحضر والنمو الحضري من مقاييس أو مؤشرات

مما سبق يتضح لنا مدى قصور النظرة إلى التحضر والنمو الحضري في ضوء أي

مدخل من المداخل السابقة، لذلك نعتقد أنه من المالئم أن تستوعب أي محاولة للتحليل

.بعاد الديموغرافية واالقتصادية والسياسية والتنظيمية للعمليةالتاريخي للنمو الحضري األ

لذلك ظهر تيار ينادي بأن التحضر ال يمكن إرجاعه إلى عامل واحد في الظهور وإنما

هو نتيجة لعدة عوامل متظافرة ومتداخلة ديموغرافية واقتصادية وسياسية وتنظيمية، لذلك

ل قدرة الباحث على دراستها كوحدة مترابطة ظاهرة التحضر يمكن أن تتم من خالفإن فهم

في التحضر أحدث (John Friedman)مان وتعتبر نظرية فريد. "بعضها البعضمع

االتجاهات المعاصرة في محاولة ربط ظاهرة التحضر بجميع العوامل الديموغرافية

2."واالجتماعية واالقتصادية والسياسية

ظاهرة التحضر ونمو المدن ال يمكن أن نغفل إضافة إلى المداخل السابقة التي تفسر

أثر العوامل الدينية والجغرافية، كأن تظهر المدن ألسباب دينية في األماكن المقدسة أو

.البحار وأاألنهار وأألسباب جغرافية كظهور بعض المدن على ضفاف األودية

.109نفس المرجع، ص السيد عبد العاطي السيد، 1 .65محمد بومخلوف، مرجع سابق، ص 2

االتجاهات النظرية الحضرية: الفصل الثاني

- 23 -

االتجاهات النظرية الحضرية: المبحث الثانيالنظريات السسيولوجية الحضرية من حيث طبيعتها هل اختلفت محاوالت تصنيف

ن حيث المتغيرات التفسيرية التي هي استنباطية أم استقرائية ومن حيث مستوى التحليل وم

ؤكد عليها كل نظرية، إال أن مختلف التصنيفات تميز بين خمس اتجاهات نظرية حضرية ت

جاه الثقافة الحضرية واالتجاه اجتماعي وات -وهي االتجاه اإليكولوجي واالتجاه النفسي

.هذا المبحث كل اتجاه على حدة في التكنولوجي وأخيرا االتجاه القيمي، وسنتناول

:االتجاه اإليكولوجي .1

تشير هذه التسمية في علم االجتماع الحضري إلى األعمال التي قدمتها مدرسة

برجس وروديريك روبرت بارك وإرنست شيكاغو أو المدرسة األمريكية التي من روادها

ماكينزي، حيث وضعت أعمال هؤالء منذ البداية اإلطار النظري العام الذي انطلقت من

.خالله العديد من الدراسات في مجال علم االجتماع الحضري

سيطر التوجه البيولوجي على النظرية اإليكولوجية في صورتها األولى، حيث لقد

حيث انطلق بارك نتيجة لذلك من حقيقة أن "وية اعتبر المجتمع ككائن يعمل وفق عمليات حي

العالم الطبيعي وحدة تتحرك وفقا لقوى منتظمة يمكن تحديدها بسهولة محاوال نقلها إلى

الكشف مؤداهدراسة المدينة كبيئة طبيعية أيضا، ومن ثم وضع هدفا للدراسة اإليكولوجية

.1"ت االجتماعيةاألنماط المنتظمة في المكان للعالقا عن

يتبعا لذلك فقد استعارت النظرية اإليكولوجية مجموعة من المفاهيم المستخدمة ف

" البيئة"البيولوجيا باعتبارها أساسية لفهم ما يحدث داخل المدن، وكان من أهم المفاهيم مفهوم

حيث اعتبرت المدينة بيئة طبيعية بهدف الكشف عما بداخلها من أنماط وعمليات وذلك

كالعمليات فهوم مع معناه الطبيعي تماما، كما استخدمت مفاهيم أخرى بمطابقة هذا الم

ضافة إلى استعمال النظرية اإليكولوجية لبعض منافسة التي تؤدي إلى التكامل، إالطبيعية، ال

.مفاهيم النظرية الداروينية كالصراع من أجل البقاء، التوازن الجهوي، البقاء لألصلح

م االجتماعي قال بارك أن هناك مستويين هما المستوى تحليله النظري للتنظيمن خالل

.الحيوي والمستوى الثقافي

.314عبد العاطي السيد، مرجع سابق، ص السيد 1

االتجاهات النظرية الحضرية: الفصل الثاني

- 24 -

يمثل األساس أو القاعدة بالنسبة للتنظيم حيث تكون المنافسة من :المستوى الحيوي -

.أجل البقاء بارزة بوضوح

يمثل بناء فوقيا يكون فيه االتساق والتماثل واالتصال أهم العمليات :المستوى الثقافي -

.لمنظمة وتكون العادات والتقاليد والنظام األخالقي هو القانون المسيطرا

مجتمع عن المستوى الثقافي يمثل المستوى الحيوي المجتمع المحلي بينما يعبر ال

بالمعنى الذي يفرض فيه البناء الفوقي ذاته على البناء التحتي أو الحيوي، أما اإليكولوجيا

المستوى الحيوي، بينما تخرج تركيبات النظام الثقافي عن فتعنى في األساس بدراسة وتحليل

دائرة اهتمام البحث اإليكولوجي، فاإليكولوجيا توجه في األساس لتوضيح وبحث العمليات

والعوامل التي تحقق التوازن الحيوي في المجتمع فهي إذن دراسة وصفية تحليلية لكل

.1للبيئة الحضريةوالحيوي مظاهر التركيب المادي

اصا للنمط اإليكولوجي للمدينة وتعرف إرنست برجس فقد قدم تصورا نظريا خأما

أنه ما لم تواجه "تمركزة أو بالتصور الحلقي وهذا يعني ه النظرية باسم نظرية الدوائر المهذ

فإنها تتخذ من هذا النمو شكل خمس حلقات متحدة المركز المدينة األمريكية عوامل معوقة

ى منها منطقة األعمال المركزية وفيها تدور أكثر نشاطات المدينة كثافة، تمثل الحلقة األول

واالنتقال التي تتعرض باستمرار للتغير وتقع على أطرافها حلقة ثانية هي منطقة التحول

يز بكثافتها السكانية العالية وظهور التفكك اتساع ونمو الحلقة األولى كما تتمنتيجة

الفيالت، وفي ثة فتضم منطقة سكن الطبقات العاملة، وتليها منطقةاالجتماعي، أما الحلقة الثال

األخير تقع الحلقة الخاصة خارج حدود المدينة حيث تشكل الضواحي واألطراف ومناطق

.2"سكنية لذوي الدخل المرتفع

برجس بالمدينة من حيث امتدادها الجغرافي وتساير مناطقها الذي تحدده لذلك فقد اهتم

تماعية لكل عضو في المدينة وحاول أن يقرب معنى النمو الحضري للمدينة من المكانة االج

.النمو العضوي للكائن الحي

فقد حاول توضيح القوانين والعمليات (Rodéric Mckenzie)أما روديريك ماكينزي

التي تعمل داخل المدينة وتفسر بالتالي وجود المناطق المتميزة التي تحدث عنها برجس وهذا

.315نفس المرجع، ص السيد عبد العاطي السيد، 1 .316، 315نفس المرجع، ص ص السيد عبد العاطي السيد، 2

االتجاهات النظرية الحضرية: الفصل الثاني

- 25 -

والغزو والتعاقب، حيث تنشأ أو توجد هذه الل عمليات كالمنافسة والتركيز والغزلمن خ

1.الطبيعية التي تشكل البناء الفيزيقي للمدينة ةالمنطق

:تعرضت النظرية اإليكولوجية النتقادات عديدة أهمها

الفصل الذي انطلق منه بارك بين المجتمع والمجتمع المحلي وحصر التحليل •

ي نطاق المجتمع المحلي وحده حيث تجاهل بشكل واضح أهمية العوامل اإليكولوجي ف

الثقافية في عملية التحضر، حيث اهتمت النظرية اإليكولوجية باكتشاف المناطق

وخصائصها المختلفة دون االهتمام بنوعية الحياة التي أدت إلى ظهور هذه

تعمل دائما وفق الخصائص، فالمكان الحضري ليس مجرد موقع فيزيقي طبيعي بل يس

تتحدد من خالل المشاعر والقيم واألفكار، فالنظرية اإليكولوجية من حاجيات ثقافية

2.من كل معانيها اإلنسانيةخالل إغفالها للعوامل الثقافية جردت البيئة

مارتندال دون استعمالها لمفاهيم المنافسة والعزل والغزو، حيث يقول •

Martindale) (Don "نه باإلمكان أن تعالج بعض المسائل المرتبطة بالحياة إ

االجتماعية الحضرية في ضوء هذه المفاهيم ولكن ليس باإلمكان أم تتحدد من

ومعنى ذلك أن هذه المفاهيم ال تختص بالحياة الحضرية وحدها بل تنطبق 3،"خاللها

.يوانيةحتى على الحياة الريفية بل وحتى على الحياة النباتية والح

غير أن ذلك ال يعني أن النظرية اإليكولوجية لم تقدم شيئا للتراث الفكري الحضري

بل كانت مرحلة مهمة في تاريخ علم االجتماع الحضري، حيث ترجع قيمتها إلى ذلك القدر

الهائل من البيانات والمعطيات اإلمبريقية التي قدمتها عن المدينة ومحاولة فهمها للظاهرة

.من خالل المفاهيم التي استعملتها وأرادت إبرازها من خالل الدراسات الميدانيةالحضرية

.316نفس المرجع، ص السيد عبد العاطي السيد، 1 .319نفس المرجع، ص السيد عبد العاطي السيد، 2 .320ص نفس المرجع، السيد عبد العاطي السيد، 3

االتجاهات النظرية الحضرية: الفصل الثاني

- 26 -

:النظرية النفسية االجتماعية .2

ه النظري الذي سيطر على المدرسة رية النفسية االجتماعية هي التوجكانت النظ

يمل وجورج ز (Max Weber)األلمانية كما تمثلها أعمال ثالثة من روادها هم ماكس فيبر

(G. Simmel) وأوزفالد شبنجلر.

على من وجهة نظر تاريخية 1905سنة الذي صدر )المدينة( رحيث يعتبر كتاب فيب

قل أول عمل علمي لدراسة الحياة الحضرية عولجت فيه المدينة من منظور خاص األ

.وبطريقة اختلفت إلى حد كبير عن معظم المعالجات التي سبقته

ته للمدينة بالتصور الشائع على أنها منطقة مستقرة وكثيفة بالسكان الذين بدأ فيبر دراس

فالمدينة في نظره هي ذلك الشكل االجتماعي الذي يسمح "والتبادل بينهم التعارف ينعدم

ف المدينة ال نقصد بذلك وصف أسلوب واحد للحياة بظهور أعلى درجات الفردية وحينما نعّر

تماعية يمكن أن تؤدي إلى ظهور أنماط متعددة وملموسة في مجموعة بناءات اجلكننا نصف

أساليب وطرق الحياة، لذا فإن المدينة على هذا األساس تمثل بناءات اجتماعية تشجع الفردية

1."االجتماعية والتجديد وهي بذلك وسيلة التغير التاريخي

تطور الكامل ف فيبر المدينة في ضوء الترتيبات االجتماعية التي تسمح باللقد عّر

اعتنى كان هذا التعريف بمثابة النموذج المثالي الذيرات الفردية والتجريد االجتماعي وللقد

.به فيبر كتجريد ال يوجد في الواقع ولكنه يساعد على تطوير التفسيرات والمقارنات النظرية

الكامل استطاع فيبر أن يطور تعريفا لما أطلق عليه اسم المجتمع ) المدينة(في كتابه

ة سيطرة العالقات التجارية وتوافر عدد عناصر هذا التعريف ضرور الحضري، وقد تضمنت

واالستقالل الذاتي، فكان هذا من الشروط األساسية مثل وجود الحصن والسوق والمحكمة

2.التعريف مثاال بارزا لما أطلق عليه فيبر المجتمع المثالي

لم يبحث فيبر عن أثر المدينة في خلق الشعور بالعزلة والفقدان عند سكانها لكنه بحث

لإلنسان، ويمكن أن عن الظروف التي تجعل دور المدينة إيجابيا وابتكاريا في الحياة العامة

.331، 330ص نفس المرجع، ص السيد عبد العاطي السيد، 1، مشكالت وتطبيقات، الجزء الثاني، دار المعرفة علم االجتماع الحضري بين النظرية والتطبيق:السيد عبد العاطي السيد 2

.33، ص2000الجامعية، اإلسكندرية،

االتجاهات النظرية الحضرية: الفصل الثاني

- 27 -

إذا ظهرت ) المصطلح الذي يركز عليه فيبر(نطلق على منطقة اإلقامة البشرية أنها عالمية

1.يب متنوعة للحياة جنبا إلى جنب مع وجود أفراد ذوي اتجاهات مختلفةفيها أسال

ما زيمل فقد ميز بين ما أسماه بالشكل والمضمون فيما يتعلق بالتجربة أو الخبرة أ

اإلنسانية وبالتالي فإن مهمة علم االجتماع حسب زيمل هي دراسة صور التفاعل االجتماعي

لهذا التحليل فإن المعطيات الديموغرافية دينة بعيدا عن مضمونها، وإذا أخضعنا الم

طالما أن التحليل السسيولوجي قيمةبدون والخصائص الفيزيقية للتجمعات السكنية تصبح

حضرية وتصبح بذلك بيئة للمدينة يجب أن يتجه إلى دراسة الصور النفسية للحياة النفسية في

2.عقلية اإلنسان الحضري هي الموضوع األساسي للتحليل

ة زيمل حول الحياة الحضرية في فكرتين أساسيتين تدور األولى يريمكن أن نوجز نظ

3.حول مميزات المدينة بينما ترتبط الثانية باستجابة ساكنيها

سماه بتكثيف اإلثارة النفسية إن أهم ما يميز المدينة الحديثة في نظر زيمل هو ما أ

ة تفرض على األفراد لب عليها، إذ أن المدينينة أن يتغعلى ساكن المدصبية التي ينبغي والع

أشكاال مختلفة وتنظيمات متباينة يتعين عليهم التكيف معها ومسايرتها وبذلك يتعلمون كيف

يخططون لحياتهم اليومية وينظمونها مثل تنظيم الوقت وتقسيم العمل وغيرها من مظاهر

.العقالنية الحضرية

ة التي يسلك بها ساكن المدينة وسط هذه ة أخرى يتساءل زيمل عن الطريقجهومن

اإلثارة، وفي هذا الصدد يؤكد زيمل على أن ساكن المدينة يتعلم بمرور الوقت كيف يتكيف

.واالنعزال والتحفظ االجتماعي الالمباالةمع حياتها بتطوير اتجاهات

، بل لذلك نجد أن اإلطار النظري لزيمل يبتعد كثيرا عن النظريات المعادية للحضرية

بالعكس يرى زيمل أن المظاهر التي تنتج عن االستقرار في المدينة كالالمباالة وظهور

4.العالقات النفعية طرقا لتحقيق الوعي الذاتي الفردي

ة المدينة من صراع مع كما إن الظروف التي تحيط بالمتروبوليس قد حولت حيا

ن أجل الربح والكسب، كما إنها من أجل العيش والبقاء إلى صراع ما بين البشر مالطبيعة

.33، 32محمد عاطف غيث، مرجع سابق، ص ص 1 .332علم االجتماع الحضري مدخل نظري، الجزء األول، مرجع سابق، ص: طي السيدالسيد عبد العا 2 .37مرجع سابق، ص ، الجزء الثاني،ن النظرية والتطبيقعلم االجتماع الحضري بي:السيد عبد العاطي السيد 3 .38نفس المرجع، ص السيد عبد العاطي السيد، 4

االتجاهات النظرية الحضرية: الفصل الثاني

- 28 -

عت بالفرد في اتجاه يتعين محل الروابط الشخصية الوثيقة ودف حلت المقومات غير الشخصية

عليه فيه أن يستدعي كل ما في وسعه لتحقيق الفردية والخصوصية حتى يضمن الحفاظ على

1.الجوهر الشخصي األصيل لذاته

ينة تتخذ شكل الدورة ألن نشأة المدن إال أن شبنجلر ذهب إلى أن مراحل نمو المد

حيث "، الثقافية وتدهورها يتخذ نمطا واضحا يكشف عن مراحل النمو والتدهور في المجتمع

أن المدن ذات األحجام المعينة سوف تعمل على إفساد سكانها حينما تكسب عمليات الحظ

2."وخالية من العاطفةبين الناس طابعا نظاميا واضحا تجعلها روتينية المتبادلةالعالقات

ويعتقد شبنجلر أن لكل ثقافة روح شعبية تظهر في المراحل األولى من تطورها وهذه

ا فإن ذلك يؤدي إلى تغيير هذا النمط يالروح تمنح الثقافة هويتها وحينما تنمو المدن تدريج

ع المدن الثقافي نتيجة تشجيع الفردية واالنفصالية بين أعضاء المدينة، وهكذا تتشابه جمي

الكبرى طالما أنها نشأت في األصل من ثقافة واحدة وهذا التشابه هو عالمة المرض

في رأي شبنجلر مفتاح صحة كل المجتمعات والتغير، أما التوازن بين الريف والمدينة فهو

3.النامية

من خالل ما سبق يتبين لنا أن ثمة اتفاق يجمع ما بين مواقف كل من فيبر وزيمل

هو التأكيد على العقلية الحضرية رغم اختالفهم في تفسير وتبرير هذه العقلية، وقد وشبنجلر و

كشف هذا التأكيد عن موقفهم النفسي االجتماعي في تحليل ظروف الحياة في المدينة الحديثة،

حصرت اهتمامها في جانب واحد من جوانب الحياة إال أن النظرية النفسية االجتماعية

4.لح للتحليل المتكامل لكل جوانب الحياة الحضريةالحضرية بحيث ال تص

:اتجاه الثقافة الحضرية .3

اعتبر هذا االتجاه الحضرية كثقافة ناجمة عن الحياة في المدينة وذلك عندما صور

الحضرية بأنها طريقة للحياة تتميز بها المدينة نظرا لما تتمتع به من خصائص وسمات

االجتماعية ةالنفسيما أن هناك تداخل بين النظرية اجتماعية تميزها عن حياة الريف، ك

.334مدخل نظري، الجزء األول، مرجع سابق، ص علم االجتماع الحضري: السيد عبد العاطي السيد 1 .36سابق، ص محمد عاطف غيث، مرجع 2 .36نفس المرجع، صمحمد عاطف غيث، 3 .337علم االجتماع الحضري مدخل نظري، الجزء األول، مرجع سابق، ص: السيد عبد العاطي السيد 4

االتجاهات النظرية الحضرية: الفصل الثاني

- 29 -

أن األولى ونظرية الثقافة الحضرية حيث كالهما حاولتا إبراز خصائص الحياة الحضرية إال

.اتخذت منحى سيكولوجي واضح والثانية أخذت منحى ثقافيا

(Louis Wirth)ويجمع مؤرخو النظرية الحضرية على أن مقالة لويس وورث

عمل كالسيكي أرسى به وورث الدعائم األولى 1938طريقة للحياة سنة الحضرية ك

حيث اعتبر وورث المدينة بما تتميز به من حجم وكثافة"واألساسية لهذا االتجاه النظري

محددا هاما وأساسيا لكل أنواع الفعل االجتماعي، فالحضرية كطريقة للحياة تتميز سوال تجان

إن هذه ،...االنقساميةية والروابط الطوعية وسيطرة األدوار بالعلمانية والعالقات الثانو

تعد في نظره مصاحبات ضرورية لظهور المدينة تشترك فيها كل المدن الخصائص

التاريخية والمعاصرة فهي إذن آثار مستقلة للنمو الحضري تتميز عما يترتب على القيم

1."الثقافية أو التصنيع من نتائج

اعتبر الحجم والكثافة والالتجانس أو التغاير متغيرات مستقلة نفهم من هذا أن وورث

بمعنى أنها تسبب في عدد من القضايا مرتبطة بطبيعة الحياة الحضرية، فكبر حجم المدينة

يؤدي إلى ارتفاع معدل التمايز االجتماعي بين األفراد وبالتالي يؤدي إلى ضعف روابط

القات األولية مقابل ظهور وبروز العالقات نه ضعف العلجيرة والعواطف وهذا ينتج عا

ن كثافة السكان تؤدي إلى المجهولية تتميز بها الحياة الحضرية، كما إ الرسمية والثانوية التي

مع عدد لعالقات النفعية والسطحية والمؤقتة التي ينظمها الفردة لسيطرتبقى ال الفردية بحيث

ى زيادة معدالت الحراك االجتماعي بأشكاله الالتجانس يؤدي إل قليل من الناس، أما متغير

2.الفيزيقية واالجتماعية

فهو صاحب نظرية المتصل (Robert Redfield)أما بالنسبة لروبرت ردفيلد

متدرج يبدأ الذي يعني وجود المجتمعين الريفي والحضري على خط متصل"الريفي حضري

بنا من المركز كلما ازدادت الثقافة بالمجتمع الريفي وينتهي بالمجتمع الحضري، وكلما اقتر

الحضرية القائمة على الحراك االجتماعي والتمايز الطبقي وتقسيم العمل المعقد وانتشار

3."الصناعة والتجارة والتباين متعدد األبعاد بين السكان

.339، 338نفس المرجع، ص ص السيد عبد العاطي السيد، 1 .85، 84نفس المرجع، ص ص بد العاطي السيد،السيد ع 2 .78محمد بومخلوف، مرجع سابق، ص 3

االتجاهات النظرية الحضرية: الفصل الثاني

- 30 -

وتتم عملية االنتقال من حياة مجتمع الفولك أو المجتمع الريفي إلى حياة المجتمع

األولى تكمن في االمتصاص الذي يحدث لحياة مجتمع الفولك داخل "مرحلتين الحضري عبر

1."عند الحضريين العقليبناء المدينة، والثانية تتمثل في التغيرات الداخلية في االتجاه

:إال أن هذه النظرية تعرضت النتقادات عديدة أهمها

مات مميزة للمجتمع كان وورث مبالغا إلى حد كبير في تقدير العلمانية والتفكك كس -

.الحضري حتى في أمريكا نفسها

إن تأكيد كل من وورث وردفيلد على أن التفكك االجتماعي نتيجة مصاحبة بالضرورة -

للتحول الحضري كان من أهم نقاط الضعف التي أبرزتها تلك الدراسات التي حاولت

أوضحت فقد "عات أخرى غير غربية، ماختبار نظرية وورث وردفيلد في واقع مجت

هذه الدراسات أنه رغم ما شهدته العديد من البيئات الحضرية من عمليات سريعة

للتغير والتحول الحضري إال أن األنماط التقليدية ال تزال موجودة جنبا إلى جنب مع

2."ع من التفكك االجتماعيأي نو ى ذلكلتنظيمية الجديدة دون أن يترتب علاألشكال ا

أجريت في مجتمعات الشرق األوسط وإفريقيا عن أن كما كشفت الدراسات التي -

صناعية تختلف عنها في هذه الالفروق الريفية الحضرية التي عرفتها المجتمعات

المجتمعات، فالعائلة الممتدة مثال قد عرفت استمرارا في المجتمع الحضري ولم تبق

راك أن لذلك فإن وورث وغيره ممن تابع موقفه قد فشلوا في إد"خاصة بالريف،

المدينة تتأثر بالنسق االجتماعي والثقافي الكلي التي هي جزء منه وكان من األولى أن

3."ينظروا إليها كمتغير تابع بدال من النظر إليها كمتغير مستقل

كما إن العالقة السببية التي وضعها وورث بين األشكال المكانية للمدينة وبين -

حضرية قد تعرضت للنقد، حيث يرىالمحتوى االجتماعي المميز للثقافة ال

أن الحجم عند وورث مؤشر ضعيف للحضرية ألن سكان " (Petre Mann)بيتر مان

بلدة صغيرة قد يكونوا أكثر تحضرا في أساليب حياتهم من سكان بلدة أكبر منها

بالرغم من أنهما يقعان في منطقة واحدة، ألن ظهور أساليب الحياة الحضرية ال

.40محمد عاطف غيث، مرجع سابق، ص 1 .341علم االجتماع الحضري مدخل نظري، الجزء األول، مرجع سابق، ص: السيد عبد العاطي السيد 2 .342نفس المرجع، ص السيد عبد العاطي السيد، 3

االتجاهات النظرية الحضرية: الفصل الثاني

- 31 -

على الحجم وال على الكثافة السكانية، وإنما قد يعتمد على استعداد الريفيين يتوقف

1."للتأثر بمدينة حضرية قريبة منهم

:االتجاه التكنولوجي .4

يركز هذا االتجاه على األهمية المطلقة لمتغير التكنولوجيا في تشكيل البناء االجتماعي

وأموس هاولي (W. Ogburn)واإليكولوجي الحضري، ويعتبر كل من وليام أجبرن

(A. Hawley) ،حيث أكدا على دور وسائل النقل في التأثير على "من رواد هذا االتجاه

األنماط المكانية والزمانية للمدن والمراكز الحضرية، إن طبيعة سكان المدن ومواقع إقامتهم

لمدن ذاتها تعتبر را لوظائف النقل المحلي، بل إن اتعد في نظر أجبرن نتاجا مباشوأعمالهم

رجية والبعيدة المدى، كما إن تشتت سكان المراكز الحضرية امن إنتاج وسائل النقل الخ

وإعادة التوزيع السكاني الذي تشهده هذه المواقع الحضرية وغير ذلك من عمليات إيكولوجية

هي في نظر هاولي استجابة مباشرة لما شهده مجال النقل الداخلي والخارجي من اتساع

2."الحركة وتسهيالتها إمكانياتملحوظ في

ويمكن مالحظة الدور الذي تلعبه التكنولوجيا بصفة عامة وتكنولوجيا النقل بصفة

خاصة في تشكيل البناء اإليكولوجي واالجتماعي الحضري من خالل مقارنة خصائص هذه

كد أهمية هذا سبقت الثورة الصناعية، كما تتأالبناءات في المدن الصناعية والمدن التي

االتجاه النظري في تفسير تفاوت األنماط المكانية والزمانية الحضرية، وهذا يعني أن

المقارنة ليست فقط بين مجتمعات صناعية وأخرى غير صناعية بل يتعدى ذلك إلى الكشف

البناء االجتماعي الصناعي في مراحله المختلفة على عن التأثير المتفاوت للتحضر

3.الحضري

ن هناك حاجة ماسة لدراسة العملية الحضرية الصناعية على مدى التاريخ ا إكم

ومقارنة األنماط الحضرية الراهنة السائدة في دول آسيا وإفريقيا وأمريكا الالتينية باألنماط

التحضر الصناعي على تأثيراألوروبية بعد ظهور الثورة الصناعية ثم محاولة التعرف على

.43، ص2000، دار المعرفة الجامعية، اإلسكندرية، التنمية والعشوائيات الحضرية :محمد عباس إبراهيم 1 .346علم االجتماع الحضري مدخل نظري، الجزء األول، مرجع سابق، ص: السيد عبد العاطي السيد 2 .347، 346نفس المرجع، ص ص السيد عبد العاطي السيد، 3

االتجاهات النظرية الحضرية: الفصل الثاني

- 32 -

الحضرية وحتى المناطق الريفية من أجل الوقوف على مدى أهمية محيط وأطراف المراكز

1.المتغير التكنولوجي في تشكيل البناء اإليكولوجي واالجتماعي الحضري

خاصة ،لي انتقاداتولكل من أجبرن وها فقد وجهت كن رغم هذا الطرح النظريل

لزمانية للمدن من ناحية على تأثير تكنولوجيا النقل على األنماط المكانية وا تأكيدهماحول

وعلى تأثير تكنولوجيا النقل على توزيع السكان في المدن وميلهم لإلقامة في ضواحي المدن

إحداهمانظرا لسهولة التنقل من هذه الضواحي إلى مراكز المدن، حيث كشفت دراستين

ة فيها أقيمت في المكسيك واألخرى في الهند على أن االتجاه نحو الضواحي من أجل اإلقام

على أن وأثبتتقل المحلي داخل المركز الحضري، نكان ضئيال رغم التسهيالت الخاصة بال

2.في وسط المدن وال يميلون إلى السكن في الضواحي اإلقامةالسكان يفضلون

ط المدينة وعدم الميل لإلقامة في سلذلك فإن تفضيالت األشخاص لإلقامة في و

لثقافية واالجتماعية المرتبطة بالمكانة االجتماعية في ضواحيها يؤكد بوضوح دور القيم ا

كما إن المجتمعات التي درسها كل من 3،اختيار األشخاص لإلقامة داخل المدن أو خارجها

.فالوضع يختلف بالنسبة للمجتمعات النامية أجبرن وهاولي هي مجتمعات صناعية متقدمة

:االتجاه القيمي .5

استخداميم الثقافية واالجتماعية في دراسة وتفسير أنماط يؤكد هذا االتجاه على دور الق

األرض والبناء االجتماعي الحضري، ويرجع الفضل في التدعيم اإلمبريقي لقضايا هذا

حيث قارن بين العواطف والمشاعر التي تشير عنده (W. Firey)االتجاه إلى ولتر فيري

على البناء اإليكولوجي واالجتماعي إلى القيم وبين العوامل االقتصادية من حيث التأثير

من (Von Grunebaum)للمدينة، كما أكد أصحاب هذا االتجاه وخاصة فون جرونبوم

خالل دراسته للمدن اإلسالمية أكد على التأثير البالغ الذي تمارسه القيم الدينية على تحديد

ة وبيت المقدس أمثلة ، فمدن مثل مكة المكرممالمح البناء اإليكولوجي واالجتماعي للمدينة

.347نفس المرجع، ص السيد عبد العاطي السيد، 1 .89، 88فادية عمر الجوالني، مرجع سابق، ص ص 2 .89نفس المرجع، صفادية عمر الجوالني، 3

االتجاهات النظرية الحضرية: الفصل الثاني

- 33 -

بارزة لمراكز حضرية تأثرت في موقعها ونشأتها واستمرارها عبر قرون طويلة وهيكلها

1.امالفيزيقي وطابعها االجتماعي العام بالقيم الدينية التي ارتبطت بكل منه

كما إن هذا االتجاه لم يقتصر على القيم الدينية وحدها بل أوضح أصحابه أن القيم

واسع للمصطلح واألفكار والمبادئ واإليديولوجيات تعد كلها متغيرات مستقلة بالمعنى ال

مثال فاالنتقاللتفسير األنماط اإليكولوجية واالجتماعية الحضرية الراهنة وحتى المستقبلية،

إلى ضواحيها كان مدفوعا في بعض األحيان بعدد من القيم واألفكار التي من مراكز المدن

واحي أو النازحين لإلقامة فيها، حيث أوضحت بعض الدراسات أن يتمسك بها سكان الض

قامتهم في المناطق الحضرية، وقد سبق إلالقيم الثقافية تؤثر على تفضيالت السكان بالنسبة

لماكس فيبر أن أوضح كيف يلعب النسق القيمي دورا ملحوظا في االختالفات القائمة بين

2.المدن التي تنتمي إلى ثقافات مختلفة

فالنظر إلى القيم كمتغير مستقل يؤدي إلى نتائج على البناءات الحضرية االجتماعية "

أو العائلية أو التربوية يمكن أن تتأكد باستمرار البحث في ثقافات مختلفة على المستوى

العالمي، إال أن العالقة الدقيقة والمحددة التي تربط القيم بالبناء االجتماعي أو اإليكولوجي في

المركبة مسألة تحتاج إلى تدقيق ذلك أنه في المجتمعات الحضرية مجتمعات المعقدة أوال

الصناعية بوجه خاص يكون من الصعب استكشاف القيم التي يشترك فيها الجميع في

اعتناقها أو تلك التي تؤثر في السلوك الفعلي للغالبية العظمى من السكان، وإذا كان المطلوب

لقيم في البناء االجتماعي الحضري فإن دراسات نظرية وإمبريقية البد أن معرفة حقيقة تأثير ا

3."تجرى على أسس ثقافية مختلفة

وإذا كانت القيم ترتبط باستغالل األرض كما ذهب إلى ذلك فيري عند دراسته

الستغالل األرض في مدينة بوسطن وتأكيده على مدى تأثير القيم الثقافية على أسلوب

رتبط أيضا بمختلف األنشطة والتنظيمات في المدن اإلسالمية على نحو ما ذهب االستغالل وت

ن ية القيم الدينية في تلك المدن فإللمدن اإلسالمية ومدى فاعل دراستهفي إليه فون جرونبوم

للقيم فاعليتها وتأثيرها أيضا بالنسبة لظهور المراكز الحضرية ونموها، وذلك ألن نمو المدن

محاولةعام للقيم السائدة في المجتمع، والجدير بالذكر في هذا الشأن يخضع للسياق ال

.349، 348علم االجتماع الحضري مدخل نظري، الجزء األول، مرجع سابق، ص ص: السيد عبد العاطي السيد 1 .350، 349نفس المرجع، ص ص السيد عبد العاطي السيد، 2 .61، 60ص ص محمد عاطف غيث، مرجع سابق، 3

االتجاهات النظرية الحضرية: الفصل الثاني

- 34 -

وذلك إليمانه بأن للقيم ربط بين دور القيم وتطور المشروعات االقتصاديةللماكس فيبر

1.ي عملية التطور تلكفاعلية ف

والواقع أن ما وجه لهذا االتجاه من نقد واعتراض ال يدل على بطالنه بقدر ما يكشف

ن أهمية توجيه االهتمام بدراسة أبعاد تأثير القيم على النسق الحضري بتنظيماته ع

اإليكولوجية واالجتماعية، وما زلنا بحاجة إلى المزيد من الدراسات المقارنة وإلى تطوير

بعض األساليب واإلجراءات التي تمكن في النهاية من تأكيد االرتباط بين النسق القيمي

.واإليكولوجي الحضري والتنظيم االجتماعي

:خالصة

:من خالل عرضنا ألهم االتجاهات النظرية الحضرية يمكن أن نستخلص بعض النقاط أهمها

يا من أبعاد سال يوجد تعارض بين هذه االتجاهات بل إن كل اتجاه يعكس بعدا أسا -

كل بعد المدينة اإليكولوجية والنفسية االجتماعية والثقافية والتكنولوجية والقيمية، وأن

من هذه األبعاد يلقي الضوء على جانب أساسي من جوانب الحياة االجتماعية

الحضرية، حيث يمكن القول أنه ال يمكن أن يفهم إال في ضوء األبعاد األخرى أي في

.تفسير وفهم الظواهر االجتماعية الحضرية

لتي تبدأ من يوجد تكامل وتداخل بين هذه االتجاهات وهذا من حيث أصولها الفكرية وا -

اع ومن حيث طبيعة الموضوع كنقطة النظرية السسيولوجية العامة في علم االجتم

لتقاء وتكامل بحيث تقتضي دراستنا للمدينة الوقوف على الجوانب البيئية والمكانية إ

.وعلى الجوانب االجتماعية والثقافية

سات التي أجريت اعتمدت هذه االتجاهات النظرية من أجل قيامها كنظريات على الدرا -

على المجتمعات الغربية وخاصة األمريكية منها لذلك فهي مبالغة فيما يخص تعميم

نتائجها، إذ أن هذه االتجاهات ظهرت وتطورت في البلدان الغربية التي عرفت

روف نشأتها وتطورها ما لم تعرفه المدن في البلدان النامية، لذلك فنحن بحاجة إلى ظ

من بناء نظرية أكثر كفاءة لفهم واقعنا الذي يختلف كثيرا عن دراسات ميدانية تمكن

.واقع البلدان الغربية

.84، 83فادية عمر الجوالني، مرجع سابق، ص ص 1

االتجاهات النظرية الحضرية: الفصل الثاني

- 35 -

إن األفكار التي تضمنتها جميع هذه االتجاهات النظرية الحضرية تؤدي وظيفة على -

الحضرية سواء السياساتقدر كبير من األهمية بالنسبة للتخطيط الحضري ووضع

في تخطيطها الداخلي أو في تنظيمها أو من حيث التدخل في تحديد حجم المدن

االجتماعي أو في تطوير مؤسساتها االجتماعية واإلدارية والسياسية المختلفة بناء على

فرضيات متعلقة بطبيعة الحياة االجتماعية الحضرية التي يمكن استنباطها من هذه

1.االتجاهات النظرية

.83محمد بومخلوف، مرجع سابق، ص 1

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 37 -

:تمهيديشير المعنى العام للتحضر إلى أنه ظاهرة اجتماعية جغرافية ينتقل السكان في ظلها

الحضرية، وبعد انتقالهم من الريفمن السكن في المناطق الريفية إلى السكن في المناطق

ج مع طرق الحياة وأنماط المعيشة الموجودة في المدينة، وهو يإلى المدينة يتكيفون بالتدر

ي التحضر يعني تمركز السكان في المدن مع ما يؤدي ذلك التمركز إلى تغير أساسا أ

اجتماعي وثقافي وتدعيم الروح الفردية في العالقات التي تصبح ثانوية بعدما كانت أولية

.في القرية

انطالقا من هذا التعريف سنتناول في هذا الفصل التحضر في الجزائر حسب ما

، ثم في المبحث األول ة والمحطات السياسية التي مرت بها الجزائرأفرزته المراحل التاريخي

ما هي األدوات التي تبنتها الدولة من أجل تنظيم هذا التحضر وجعله يسير بطريقة عقالنية

نتطرق إلى السياسة التي انتهجتها الجزائر لث، وفي المبحث الثافي المبحث الثانيوقانونية

من عناصر التحضر وخاصة األشكال المختلفة امهم ارفي ميدان السكن باعتباره عنص

.للسكن التي انتهجتها الجزائر في اآلونة األخيرة

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 38 -

التحضر في الجزائر :المبحث األولعبر التاريخ فالتحضر في الجزائر ليس ظاهرة رعرفت الجزائر عدة مدن وحواض

كز في هذا المبحث على جديدة بل قديمة قدم حضارة البحر األبيض المتوسط، إال أننا سنر

التحضر الذي عرفته الجزائر في تاريخها الحديث من بداية االحتالل الفرنسي للجزائر سنة

إلى اليوم مرورا بالفترات التاريخية البارزة التي عرفتها الجزائر خاصة في النصف 1830

.م20الثاني من القرن

ية للسكان في أغلب األحيان فالتحضر في الجزائر ناتج عن الهجرة والحركة الجغراف

ياالجتماعمتميزة شكلت محطاته الرئيسية وانعكست على البناء مرتبطا بفترات تاريخية

.واإليكولوجي للمدن الجزائرية

فالمحطات التاريخية السياسية تعتبر أهم وأكبر أثرا في التحول من الريف إلى الحضر

االستقالل إضافة إلى الظروف الناجمة عن مثل ظروف الثورة التحريرية والفترة األولى من

.نظام اقتصاد السوق التحول من النظام االشتراكي إلى

:مالمح التحضر في الجزائر: أوال

1:يمكن أن نلخص المالمح العامة للتحضر في الجزائر في أربعة نقاط أساسية

من البلدان رغم الشبكة الواسعة من المدن التي تتمتع بها الجزائر إال أنها تعتبر -

كما أن نمو سكان %55 1994متوسطة التحضر، حيث بلغت نسبة التحضر عام

، وبلغ المعدل السنوي للنمو الطبيعي % 4,6 1994 - 1960الحضر بلغ ما بين سنتي

من المعدل السنوي لنمو % 1,8، مما يعني أن نسبة % 2,8للسكان في نفس الفترة

.النزوح الريفي سكان الحضر في هذه الفترة يرجع إلى

تحضر أو حديث التحضر ألن ع الجزائري مجتمعا ريفيا أو نصف ميعتبر المجتم -

معظم السكان ما زالوا يعيشون في األرياف، أما بقية السكان الذين يعيشون في المدن

.هم من أصول ريفية حديثي العهد بالمدن

.121، 120محمد بومخلوف، مرجع سابق، ص ص 1

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 39 -

ية ضمن نسق من في إطار الروح الجماعية الريفتم التحول من الريف إلى الحضر -

القيم والنظم والعالقات االجتماعية التي تؤطر عملية التحول، مما جعل األنظمة

.االجتماعية الحضرية بصفة عامة تعرف بطأ في تحولها وإدماجها للسكان النازحين

عرفت المدن الكبيرة تحضرا أكبر بكثير من الذي عرفته المدن الصغيرة والمتوسطة -

لهائلة من السكان إليها سواء من الريف أو من المدن الصغيرة نتيجة تدفق األعداد ا

والمتوسطة نفسها، حيث تشير اإلحصائيات إلى أن نسبة سكان الحضر المقيمين في

.سكان الحضر إجماليمن % 24 1990المدن الكبرى بلغت سنة

:الفترات التاريخية للتحضر في الجزائر: ثانيا

ر خالل فترات زمنية مختلفة، حيث عرفت كل فترة مرت الجزائر بعدة مراحل للتحض

زمنية حدثا سياسيا أو اقتصاديا تشكلت من خالله مرحلة من مراحل التحضر التي يمكن

:تلخيصها فيما يلي

:1954فترة االحتالل إلى غاية .1

عرف التحضر في هذه الفترة انتكاسة كبيرة وهذا ناتج عن عملية الهجرة الكبيرة من

ألرياف بسبب سياسة المستعمر التي عملت على تشريد وتجريد السكان من المدن إلى ا

قسرية، هذه السياسة جعلت السكان يتجمعون في األرياف بطريقةممتلكاتهم وحقوقهم

غير قادرة على التي أصبحت فيما بعد "والبوادي هروبا من القهر والسيطرة االستعمارية

ايدة، كما انتشرت بينهم األوبئة الفتاكة كالطاعون تشغيلهم وتوفير التغذية ألعدادهم المتز

والكوليرا وغيرها من األمراض في غياب أبسط المرافق الصحية ووسائل العالج

كما عملت سلطات االحتالل على مصادرة واغتصاب األراضي الخصبة الواقعة 1."واألدوية

معمرين عن طريق استصدار في السهول وبجوار المدن من المالكين الحقيقيين لها وتمليكها لل

2:قوانين تسمح بذلك ومنها

.19، ص2000، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، التحضر والتهيئة العمرانية بالجزائر: بشير التجاني 1

2 Maouia Saidouni : Eléments d’introduction à l’urbanisme, Casbah editions, Alger, 2001, p174.

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 40 -

والذي يقضي بتطبيق 1863سنة (Senatus Consulte)قانون سوناتوس كونسولت -

حق الملكية الفردية بالنسبة للمعمرين مع إلغاء الملكية الجماعية لألرض

).ملكية العروش(

) 1873قانون (على المعمرين على الملكية الخاصة من خالل توزيع األراضي التأكيد -

الذي أدى تطبيقه في الميدان إلى ظهور سوق للعقار على النمط الليبرالي الفرنسي

.والغربي بصفة عامة

كما عملت السلطات االستعمارية على فرض ضرائب على األهالي وكانت تلزمهم

حتى يتسنى لهم بدفعها نقدا مما أجبرهم على الهجرة إلى المدن للعمل في مزارع المعمرين

1.دفع هذه الضرائب

إضافة إلى العمال الذين نزحوا إلى ضواحي المدن للعمل في مزارع المعمرين، فقد

م وكانت هذه 20حدث نوع من التحضر بسبب الهجرة الريفية ابتداء من عشرينيات القرن

من تداءاباألعداد المهاجرة من السكان تستقر في ضواحي المدن مشكلة أحياء من الصفيح

.خاصة في الجزائر العاصمة والمدن الكبرى بصفة عامة 1930سنة

لذلك فإن التحضر في هذه الفترة اختفى لصالح التريف والبدوية وعرفت هذه المرحلة

م حيث 20ثالثة فترات بارزة للتحضر الفترة األولى من بداية االحتالل إلى مطلع القرن

ت والهجرة نحو األرياف والبوادي وحتى خارج تميزت بالتشريد والطرد ونزع الملكيا

م إلى اندالع الثورة التحريرية تميزت ببداية 20الوطن، ثم تأتي الفترة الثانية من مطلع القرن

النزوح نحو المدن وبالتالي ظهور أحياء الصفيح واألحياء القصديرية، وسيكون هذا النزوح

التي سوف نتناولها على انفراد الثانية لفترةاأكثر شدة مع بداية الثورة المسلحة وهي بداية

2.التحضر في الجزائر حيث تشكل فترة من فترات

:1962 -1954فترة الثورة التحريرية .2

أدى عنف الثورة في األرياف إلى نزوح السكان مرة أخرى لكن هذه المرة كانت

ستعمر ضد سكان الهجرة من األرياف نحو المدن بسبب السياسة الوحشية التي انتهجها الم

.124محمد بومخلوف، مرجع سابق، ص 1 .125س المرجع، صمحمد بومخلوف، نف 2

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 41 -

هم أول من استقبل الثورة فاألرياف كالتقتيل الجماعي واالعتقاالت باعتبار أن سكان األريا

:وساندها وقد ترتب عن هذه السياسة عدة ظواهر عمرانية تمثلت أساسا فيما يلي

لسياسة القمعية التي انتهجتها سلطات االحتالل وهذا نتيجة ل: تدمير العمران الريفي -

تمدت سياسة المناطق المحرمة التي يعني سحقها وتدميرها نهائيا وببشاعة حيث اع

إلى أن هناك حوالي ثمانية آالف قرية اإلحصائياتحيث تشير "وغطرسة كبيرتين

1."دمرت تدميرا كامال

تعتمد هذه السياسة على تجميع السكان في مراكز يطلق :انتشار عمران المحتشدات -

وهذا لغرض خنق الثورة وقطع أية صلة بين السكان ) شدمن الح(عليها اسم محتشد

والثوار، حيث شمل هذا النمط أكثر من مليوني نسمة وهناك من أشار إلى ثالثة

حيث تحولت بعض هذه 3،جمعوا في أكثر من ثالثة آالف محتشد 2،ماليين نسمة

.المحتشدات بعد االستقالل إلى قرى صغيرة عرفت توسعا فيما بعد

تحولت المدن في هذه الفترة إلى مالجئ لسكان األرياف الذين :لسريعالتحضر ا -

من السكان نزحوا % 44,5هربوا من ضغط الحرب، وتشير اإلحصائيات إلى أن

وهذا يعني أن أغلبية سكان المدن هم من 4،من األرياف إلى المدن في هذه الفترة

لمزرية بدال من البقاء في رغم الظروف ا النازحين الذين فضلوا االستقرار في المدن

.األرياف التي أنهكتها الثورة

عرف هذا النوع من العمران انتشارا كبيرا كونه الحل : انتشار عمران الصفيح -

الوحيد للعائالت التي قدمت من الريف حيث عرف توسعا كبيرا أثناء حرب التحرير

.خاصة في ضواحي المدن الكبيرة

إما يقيمون في محتشد أو كانوا هو أن أغلب السكان مالحظته في هذه الفترة ما يمكن

حيث لم يعد الريف مشجعا للعودة إليه بل ازدادت ،في كوخ ريفي أو في بيت من الصفيح

.126محمد بومخلوف، نفس المرجع، ص 1 .20بشير التجاني، مرجع سابق، ص 2 .127محمد بومخلوف، مرجع سابق، ص 3 .127محمد بومخلوف، نفس المرجع، ص 4

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 42 -

كانت وجهة الجميع ودخول الالجئين من تونس والمغرب الهجرة غداة االستقالل إضافة إلى

اغرة التي تركها األوروبيون مباشرة كانت تتوفر على البيوت والعمارات الش التينحو المدن

.بعد االستقالل، وهذا يقودنا إلى فترة جديدة من فترات التحضر في الجزائر

:1967 -1962 لالفترة األولى من االستقال .3

هذه الفترة من الناحية العمرانية الناتجة عن التحضر واالستقرار الحضري تميزت

:منها للنازحين من الريف بعدة خصائص

وهو االستيالء على البنايات التي خلفها األوروبيون بعد :تالل البنايات الشاغرةاح -

مغادرتهم للبالد وهذا عن طريق الشرعية الثورية التي كانت ترددها الخطابات

على هذه البنايات استغالل نتائج الحرب، حيث تم االستيالءب ما يسمى السياسية، أو

الريفي والتماسك االجتماعي، حيث نجد على ها روح التضامنتتبعبطريقة جماعية

تقطن شقة واحدة وهذا رغبة منها في لم شملها ت عائالالمن عدداسبيل المثال

ومحاولة نسج نفس العالقات االجتماعية التي كانت ومحاولة استرجاع أيام الماضي

قة ذات بت في اكتضاد المساكن حيث أصبحت شتسود في الريف، هذه الوضعية تسب

فرد مما أدى إلى أزمة سكن خانقة مع مرور الوقت 16 -12ث غرف تأوي من ثال

وأدى ذلك إلى الهجرة إلى الضواحي وأطراف المدن لمعالجة مشكل السكن عن

وهذا إيذان بميالد العمران غير المخطط الذي سيضع الدولة في ،طريق البناء الذاتي

.له طابعا رسميا المستقبل أمام األمر الواقع حتى تعترف به وتعطي

1:هذا التحول يرجع لسببين اثنين

.التحوالت الديموغرافية للعائالت حيث أصبح المجال السكني ال يلبي احتياجاتها •

التحوالت الوظيفية لألسرة خاصة بعد تحسن مستوى المعيشة لغالبية السكان مما •

.نأدى إلى ظهور رغبة في تكوين أسر نووية ورغبة في االستقالل بالمسك

هذا قبل أن يتم نقل هذه األمالك الشاغرة بصفة نهائية لملك الدولة وذلك بمقتضى

، 1967جوان 02ليتبعه أمر آخر يوم 1967ماي 06المؤرخ في 102 -66األمر رقم

المؤرخ في 03 -62إضافة إلى عدة مراسيم تصب في نفس السياق أهمها المرسوم رقم

.131محمد بومخلوف، نفس المرجع، ص 1

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 43 -

مالك الشاغرة من السوق الحرة، حيث تم تحديد حق الذي استثنى األ 1962أكتوبر 23

.في امتالكها الدولة

بالسكان لم يجد عندما تشبعت البنايات والمساكن :بجانب البنايات الشاغرة راالستقرا -

النازحون حال لمشكلتهم إال االستقرار بجانب المساكن والعمارات، فأصبحت تحيط

نها عدة عائالت نازحة من أصول جغرافية بالبناية الواحدة عدة بنايات مؤقتة تسك

واحدة في الغالب، كما عرفت هذه األنواع من المساكن توسعات مستمرة ال حد لها

.تبعا لتزايد أفراد العائلة

هذه األحياء كانت موجودة منذ فترة الثورة التحريرية كما :االستقرار بأحياء الصفيح -

ها عرفت نموا وانتشارا أكثر بعد االستقالل هو الحال بالنسبة لمدينة الجزائر، إال أن

.واتخذت من الساحات العمومية مستقرا لها

ظهر ذلك بضواحي المدن بعد استنفاذ البنايات الشاغرة : تملك األرض من أجل البناء -

من طرف السكان، هذا البناء عرف بالعمران غير المخطط كما أشرنا سابقا، حيث

را أكبر أثناء الثورة الصناعية، حيث تتميز األراضي ظهر بعد االستقالل وعرف انتشا

عمد أصحابها بعد ذلك إلى البيع بعد ازدياد لذلك فقدالممتلكة بشساعة مساحاتها

.الطلب على األرض من أجل البناء، فتشكلت بذلك أحياء عمرانية غير مخططة

أعلى 1966 - 1954بلغ معدل النمو الحضري السنوي في الجزائر في الفترة ما بين

ـحيث ازداد سكان مدينة وهران مثال بِب 1،% 10,2ارتفاع له حيث وصل إلى حدود

2.% 106 بِـ الجزائر العاصمةو % 85 بِـ قسنطينةو % 41

لكن رغم هذه التحوالت التي عرفها التحضر في الجزائر فإن أغلبية الجزائريين في

عن 1966لتعداد العام للسكان والسكن لسنة تلك الفترة كانوا يقيمون في الريف، حيث كشف ا

3.من إجمالي السكان ما زالوا يقيمون في األرياف % 68,8أن نسبة

.21بشير التجاني، مرجع سابق، ص 1 .133محمد بومخلوف، مرجع سابق، ص 2 .133ومخلوف، نفس المرجع، صمحمد ب 3

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 44 -

:1989 -1967فترة التنمية الصناعية .4

الصناعي في تدعيم التحضر والحياة الحضرية ساهمت سياسة التصنيع والتوطين

الدولة في ذلك الوقت حيث ظهرت بالنسبة للسكان من خالل مخططات التنمية التي تبنتها

عدة مدن صناعية عبر التراب الوطني، فرغم مبادئ التوازن الجهوي والتنمية الشاملة التي

الجزائر إال أن استقرار الوحدات الصناعية تم في المدن أين تتوفر الموانئ والطرق اعتمدتها

التمركزرات الكفئة، هذا البرية والسكك الحديدية إضافة إلى البنية التحتية وتوفر اإلطا

الصناعي في المدن أدى بعد ذلك إلى مركزية حضرية بسبب الهجرة بحثا عن

.مناصب عمل

1:ويمكن تحديد أثر العوامل الصناعية على التحضر في الجزائر فيما يلي

.أولوية الصناعة الثقيلة

.تأخر الصناعات المحلية المسجلة في مخطط الصناعة الجزائري

.م فعالية الثورة الزراعية التي شجعت في بعض األحيان الهجرة نحو المدنعد

.ضعف البنية التحتية في أغلب المناطق

.اعتماد أسلوب المركبات والمجمعات الصناعية التي تتطلب يدا عاملة وفيرة

:وقد عرفت هذه الفترة مرحلتين متميزتين

o 1978 -1967مرحلة:

ائم على المركبات الصناعية واألقطاب التنموية تميزت بالتصنيع المكثف الق

للمدن الصناعية الكبرى والمتوسطة،تحضر كبير وسريع اوالصناعات الثقيلة التي نتج عنه

حيث رافق عملية التصنيع في المدن الكبرى الساحلية تركيز في استخدام األرض والتوسع

وقانوني من أجل إقامة أحيانا بشكل نظاميالعمراني على حساب األراضي الزراعية

طق الصناعية والهياكل األساسية الضرورية لها، وتارة بشكل فوضوي عن طريق إقامة االمن

األحياء الفوضوية التي عرفت انتشارا واسعا في المدن الكبرى حيث كانت الحل األمثل

.ألزمة السكن

االستثماراتن أو الداخلية م منها سواء الساحلية كما استفادت المدن متوسطة الحجم

ت بها مناطق صناعية مهمة لتصبح هي أيضا المستقر اآلخر للهجرة الريفية ناعية وأنشأالص

.134محمد بومخلوف، نفس المرجع، ص 1

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 45 -

مما أدى إلى انتشار الظواهر العمرانية التي عرفتها المدن الكبرى بسبب نفس السياسة ولو

.بدرجة أقل

o 1989 -1978مرحلة:

لسابقة وتدعيم الصناعات عرفت هذه المرحلة مراجعة شاملة للسياسة الصناعية ا

الخفيفة الموجهة لتلبية الحاجيات المحلية، كما عرفت أيضا تحويل بعض المركبات الصناعية

.من المدن الكبرى إلى المناطق الداخلية للتخفيف من المركزية الصناعية

كما أدمج في الشبكة الحضرية العديد من التجمعات الحضرية الصغيرة التي أصبحت

يا إدارية وحضرية عديدة مستقطبة بذلك الهجرة الريفية نحوها، حيث قدر عدد هذه تتمتع بمزا

نسمة وأصبح العديد 5000تجمع يزيد عدد سكانها في الغالب عن 300التجمعات بحوالي

منها مراكز لبلديات ودوائر وأحيانا مراكز لواليات، كما عرفت نموا حضريا سنويا يتراوح

1.% 5إلى % 4ما بين

فت هذه الفترة كذلك وعيا وطنيا وسياسيا بمشاكل النمو الحضري الناتج عن عر

الفترات السابقة وحتى من هذه الفترة نفسها، فجاء تدخل الدولة واضحا حيث اتخذت عدة

األصلية وإسكان بعضهم اآلخر ممناطقهإجراءات منها ترحيل سكان البيوت القصديرية إلى

عالجة المشكالت القانونية والفنية للعمران غير المخطط ضمن سكنات اجتماعية، كما تمت م

تمهيدا إلدماجه في النسيج العمراني الحضري، كما عرفت هذه الفترة تكوين االحتياطات

الذي يسمح 1974فيفري 20المؤرخ في 26 -74العقارية البلدية بموجب األمر رقم

ا التنموية والسكنية كما يهدف إلى من أجل إقامة برامجه ةعقاري اتللبلديات بإقامة احتياط

العمران غير المخطط، كما تم رانتشاالتقليل من المضاربات العقارية وبالتالي التقليل من

فيفري 07المؤرخ في 03 -81 رقم قانونالوهو صدور قانون التنازل عن أمالك الدولة

وفير السكن والسماحفلها الكلي بمسألة تكوهي بداية تخلي الدولة شيئا فشيئا عن ت 1981

.الخاصة في توفير السكن إمكانياتهاللشريك الخاص باقتحام هذا المجال واعتماد األسر على

.28بشير التجاني، مرجع سابق، ص 1

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 46 -

:1989االشتراكي إلى نظام اقتصاد السوق ابتداء من ظامفترة التحول من الن .5

تميزت هذه الفترة كغيرها من الفترات السابقة بالنزوح والهجرة من الريف إلى المدن

بسبب المشاكل األمنية الخطيرة التي تعرضت لها البالد في العشرية لالنتباهبشكل ملفت

م، فاستقرت هذه األعداد الهائلة من النازحين في المدن في ظروف 20األخيرة من القرن

مزرية في غالب األحيان، كما أدت الهجرة إلى زيادة نسبة تحضر المدن بشكل كبير حيث

نوي للسكان بالنسبة للجزائر العاصمة وحدها ما بين سنتي بلغ معدل النمو الس

وهذه النسبة تزيد بكثير عن النمو الطبيعي للسكان، بينما بلغ هذا % 4 نسبة 1995 - 1990

، مما يجعلنا نقول بأن معدل التحضر % 4,2نسبة 1975 - 1970المعدل في الفترة من

دل المعدل الذي عرفته فترة التنمية الصناعية يعا) فترة التحول(الذي عرفته هذه الفترة

1.ويعادل بالتالي ذلك الذي عرفته الفترة األولى من االستقالل

أما عن أهم اإلجراءات العمرانية الحضرية التي عرفتها هذه الفترة بعد ظهور الدولة

د كضابط ومقنن للممارسات المتعلقة بكيفيات الحصول على المسكن وعلى العقار تم تحدي

من 1989الملكية الفردية واالعتراف بحماية الحق في الملكية كما نص عليه دستور سنة

:هذه اإلجراءات ما يلي

نوفمبر 18المؤرخ في 25 -90قانون رقم وهو الصدور قانون التوجيه العقاري -

يحدد هذا القانون القوام التقني والنظام القانوني لألمالك العقارية وأدوات تدخل 1990

.والهيئات العمومية المحلية لدولة والجماعاتا

ديسمبر 01المؤرخ في 29 -90 رقم قانونال وهو التعميروصدور قانون التهيئة -

يهدف هذا القانون إلى تحديد القواعد العامة واألدوات التي تنظم مسار التهيئة 1990

ل ، ومخطط شغ∗PDAUالعمرانية خاصة المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير

.POS ∗األراضي

1991ماي 28المؤرخ في 176 - 91صدور مراسيم تنفيذية خاصة المرسوم رقم -

تحضير شهادة التعمير ورخصة التجزئة وشهادة التقسيم ورخصة الذي يحدد كيفيات

.البناء وشهادة المطابقة ورخصة الهدم

.136محمد بومخلوف، مرجع سابق، ص 1

∗ PDAU : Plan directeur d’aménagement et d’urbanisme. ∗ POS : Plan d’occupation des sols.

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 47 -

ن طريق العقارية وإشراك القطاع الخاص في التنمية العقارية عتحري المعامالت -

.إنشاء الوكاالت العقارية الخاصة التي عرفت انتشارا واسعا في اآلونة األخيرة

:مراحل النمو الحضري للمدن الجزائرية بعد االستقالل: ثالثاحضر، فقد كان لكل فترة زمنية ه المراحل مع الفترات التاريخية السابقة للتتتطابق هذ

ية يتناسب مع طبيعة الوضع االجتماعي معين في النمو الحضري للمدن الجزائردور

1:ه المراحل فيما يليسياسي السائد فيها ويمكن تلخيص هذواالقتصادي وال

يصادف الفترة األولى من االستقالل إلى أواسط السبعينيات :النمو الحضري للمركز .1

وذلك للشغور العقاري الذي عرفته المدن بعد خروج األوروبيين منها حيث أدى هذا

.ور العقاري إلى هجرة سكانية كبيرة أدت إلى تشبع المدن بصفة سريعةالشغ

يصادف فترة السبعينيات والثمانينيات وذلك بعد تشبع :النمو الحضري للضواحي .2

مراكز المدن انتقل النمو إلى الضواحي، وهي عبارة عن تلك النويات الحضرية التي

كان يقيم فيها حضرية صغيرة تحيط بالمدينة من كل الجوانب وتعتبر مراكز شبه

.في الزراعة اعملوالمعمرون الذين

يصادف فترة الثمانينيات والتسعينيات وذلك عندما تشبعت :النمو الحضري لألطراف .3

بنايات ومساكن الضواحي فظهر النمو الحضري في المزارع الخاصة وتحولت

خاصة عندما تدريجيا إلى مراكز حضرية صغيرة ملتحمة مع ضواحي المدن وهذا

اشتد الطلب على شراء األرض بسبب تفاقم أزمة السكن نتيجة التمركز السكاني

.الحضري الذي عرفته المدن في الفترة األولى من االستقالل وبداية التصنيع

:بعض انعكاسات التحضر في الجزائر: رابعا

ر إلى أدى النمو الحضري المتزايد حسب ما رأينا في مراحل التحضر في الجزائ

انعكاسات سلبية مباشرة وغير مباشرة سواء على مستوى النسيج العمراني أو على المستوى

2:ما يلي تالتأثيراالمحيط به، من بين هذه

.138، 137نفس المرجع، ص صمحمد بومخلوف، 1 .64، 63بشير التجاني، مرجع سابق، ص ص 2

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 48 -

ظهرت أزمة سكنية حادة في الجزائر بسبب ارتفاع معدل :أزمة السكن الحضري .1

جهة واستمرار النمو الحضري الناتج عن الزيادة الطبيعية المرتفعة في المدن من

من جهة أخرى، األمر الذي جعل الحظيرة الوطنية للسكن المدنالهجرة الريفية نحو

غير قادرة على توفير السكن لجميع السكان كما أصبح من الصعب الوصول إلى

تحقيق التوازن بين االحتياج الحقيقي للسكن الحضري من جهة والطلب المتزايد

ولة المتواصلة من أجل توفير السكن الحضري من جهة أخرى رغم جهود الد عليه

.ودعم السكن الموجه للفئات ذات الدخل المحدود

توضح بعض المؤشرات التدهور :والخدمات بالمرافقتدهور مستوى تجهيز المدن .2

طاقتها محدودة في تفي مستوى تجهيز المدن بالمرافق والخدمات التي أصبح

رية، من بين هذه المؤشرات اختناق المدن مواجهة تزايد عدد سكان التجمعات الحض

الكبرى والمتوسطة بحركة مرور السيارات نتيجة الزيادة المرتفعة في عدد السيارات

مقابل التأخر في تطوير شبكة ونظام المرور بالمراكز الحضرية لتلبية متطلبات

.حركة المرور بها

صعب تعبئة المياه أصبح من ال :المياه الصالحة للشرب في المدن تناقص كمية .3

الضرورية لمواجهة النمو الحضري السريع المتمثل ليس فقط في توسع المدن

وزيادة عدد سكانها بل وفي االستهالك الواسع لكميات الماء في الصناعة خاصة في

المناطق واألقطاب الصناعية الواقعة بحواف المدن الكبيرة والمتوسطة، فقد صاحب

ميات المياه المخصصة للمدن والصناعة تناقص في كميات هذه الزيادة المذهلة في ك

المياه المسخرة للري الذي أصبح يعتمد في معظمه على مياه اآلبار المحلية بدال من

مخصصة لتلبية االحتياجات المتزايدة في المدن مياه السدود التي أصبحت مياهها

ضي المسقية التي والمناطق الصناعية، وقد انعكست هذه الوضعية سلبا على األرا

.الزراعية بالمنتجاتن التجمعات الحضرية تمّو

أصبت ظاهرة التوسع العمراني على :اكتساح التوسع العمراني لألراضي الزراعية .4

المدنحساب األراضي الزراعية ظاهرة مألوفة في الجزائر بسبب وقوع أغلب

ة خصبة، فقد الجزائرية في شمال البالد في وسط فالحي ومحاطة بأراضي زراعي

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 49 -

اكتسحت األراضي الفالحية الخصبة في كثير من الحاالت بسبب المنشآت العمرانية

المتمثلة في إنجاز مشاريع السكن والمناطق الصناعية والتلوث الصناعي والبناءات

العشوائية، وقد لوحظت سهولة التعدي على األراضي الفالحية من طرف القطاع

ن فقد أصبحت جل األراضي مسيرة من طرف الخواص العام وأمالك الدولة أما اآل

احترمت عقود وقوانين ما وبالتالي فعملية التعدي ستكون صعبة نوعا ما إذا

.استغاللها

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 50 -

أدوات التهيئة العمرانية: المبحث الثانيالتعمير التوجهات األساسية لتهيئة األراضي، كما تضبط توقعات وتحدد أدوات التهيئة

تاستعماالوتحدد على وجه الخصوص الشروط التي تسمح بترشيد هالتعمير وقواعد

ثرية من جهة، ومن المساحات وحماية النشاطات الفالحية والمساحات والمواقع والمناظر األ

جهة أخرى تعين األراضي المخصصة للنشاطات االقتصادية ذات المنفعة العامة والبنايات

ة في مجال التجهيزات الجماعية المتعلقة بالخدمات المرصودة لالحتياجات الحالية والمستقبلي

وتتمثل . ، كما تحدد شروط التهيئة والبناء والوقاية من األخطار الطبيعيةكنسوالنشاطات وال

هذه األدوات في المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ومخطط شغل األراضي إضافة إلى

.أدوات التدخل في النسيج الحضري

الكالم حول هذه األدوات نشير إلى أدوات أخرى كانت تستعمل ل لكن قبل أن نفّص

:قبل إنشاء هذه األدوات الجديدة وهي

أنجز من طرف السلطة : (SNAT)المخطط الوطني للتهيئة العمرانية -

المركزية ويقوم بتنظيم توزع المنشآت والسكان عبر كامل التراب الوطني وهو

.ثقافية واالقتصاديةمكلف بتحديد مواقع المنشآت القاعدية ال

بما بين الواليات ويعمل عنى ُي: (SRAT)المخطط الجهوي للتهيئة العمرانية -

.على توزيع السكان والمنشآت حسب المناطق

عنى بالواليات وتعمل على توزيع تُ: (PAW)المخططات الوالئية للتهيئة -

تقسيمالسكان والمنشآت ومناطق النشاط االقتصادي كما تعمل أيضا على

البلديات إلى بلديات حضرية وأخرى ريفية وتقيس وتيرة التحضر وتوزع

.الخدمات العمومية في الوالية

:(PDAU)المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير : أوالالمجالي والتسيير الحضري يحدد المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير هو أداة للتخطيط

بلدية واحدة أو عدة بلديات متجاورة تجمعها عوامل التوجهات األساسية للتهيئة العمرانية ل

واشتراك عدة بلدياتمشتركة كانتشار النسيج العمراني لتجمع حضري واحد عبر عدة

بلديات في شبكة أنابيب الماء الصالح للشرب ووسائل النقل الحضري وغيرها من الهياكل

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 51 -

ططات التنمية ويضبط والتجهيزات العمومية، كما يأخذ المخطط التوجيهي تصاميم ومخ

.المرجعية لمخططات شغل األراضي الصيغ

:أهداف المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير .1

يسعى هذا المخطط إلى تحقيق مجموعة من األهداف تنصب جلها حول تحقيق تحضر

عمل على حماية األراضي الزراعية العشوائية والفوضى، ويمتوازن ومخطط بعيدا عن

1:غير العقالني لها، وأهم هذه األهداف ما يلي لاالستغالن والثروة الغابية م

، حيث يعمل المخطط الحضريةالت الحضرية وشبه اة استعمال المجعقلن •

التوجيهي على توزيع المنشآت بطريقة عقالنية سواء من حيث أشكالها وكثافتها

أو من حيث تمركزها في المركز أو في الضواحي، كما يعمل على المحافظة

.األراضي الزراعية على

األراضي من العمران العشوائي ويعمل على حمايةتحقيق تحضر يراعى فيه •

.التنبأ بمستقبل التعمير في منطقة ما

تحقيق المنفعة العامة من خالل برمجة المنشآت العمومية والبنية التحتية وتوطينها •

.في أماكنها بصورة دقيقة ومدروسة

.لعمران وقواعده العامةبمستقبل ا واالستشرافالتوقع •

:إعداد المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير .2

قرر إعداد المخطط التوجيهي عن طريق مداولة المجلس الشعبي البلدي المعني ُي

2:بالمخطط، ويجب أن تبين المداولة ما يلي

التنمية للقطاع طمخطالتوجيهات التي تحددها الصورة اإلجمالية للتهيئة أو -

.المقصود

كيفية مشاركة اإلدارات العمومية والهيئات والمصالح العمومية ديد تح -

.والجمعيات المحلية في إعداد المخطط التوجيهي

يتكفل المخطط "المحتملة للتجهيزات ذات الفائدة العمومية حيث القائمة تحديد -

التوجيهي للتهيئة والتعمير ومخطط شغل األراضي ببرامج الدولة والجماعات

1 Maouia Saidouni, op. cit, p p145, 146.

.975، ص1991جوان 01، 28، السنة 26، العدد الجريدة الرسمية :الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية 2

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 52 -

لمؤسسات والمصالح العمومية، وتفرض المشاريع ذات المصلحة المحلية وا

1."الوطنية نفسها على المخطَطَين

ترسل المداولة إلى الوالي المختص إقليميا وتنشر لمدة شهر كامل في مقر -

.البلدية

يصدر القرار الذي يرسم حدود المحيط الذي يتدخل فيه المخطط التوجيهي -

م حدود المنطقة التي ة تقديم ومخطط يرسّاستنادا إلى ملف يتكون من مذكر

:يشملها المخطط التوجيهي والمداولة المتعلقة به كل من

o الوالي إذا كانت المنطقة المعنية تابعة لوالية واحدة.

o الوزير المكلف بالتعمير باالشتراك مع الوزير المكلف بالجماعات المحلية إذا

.واحدة كانت المنطقة المعنية تابعة ألكثر من والية

بعد أن ترسم حدود تدخل المخطط التوجيهي يبادر رئيس البلدية المعنية إلى إعداد

في إطار التشاور مع مختلف المخطط السيما فيما يخص متابعة الدراسات وجمع اآلراء

ساء الغرف الفالحية ارات والجمعيات المحلية وإطالع رؤالهيئات والمصالح العمومية واإلد

ر القاضي بإعداد يقرية والجمعيات المحلية كتابيا بالتوالمنظمات المهن والغرف التجارية

إلبداء أرائهم، وإال أخذ رأيهم بالموافقة بعد انقضاء المهلة المحددة لهم المخطط التوجيهي،

حيث تلي هذه المرحلة استصدار قائمة تضم اإلدارات والهيئات والمصالح العمومية

.التوجيهيمشاركتها في إعداد المخطط والجمعيات المحلية التي أكدت

كما يجب استشارة اإلدارات العمومية والمصالح التابعة للدولة المكلفة على مستوى

الوالية بالتعمير والفالحة والتنظيم االقتصادي والري والنقل واألشغال العمومية والمباني

رة المصالح المكلفة بتوزيع والمواقع األثرية والطبيعية والبريد والمواصالت، كما يجب استشا

.الطاقة والماء الصالح للشرب

ينشر القرار المتضمن قائمة المشاركين في إعداد المخطط التوجيهي في مقر البلدية

طريق لمدة شهر كامل وبعد المصادقة على المشروع المتضمن إنشاء المخطط التوجيهي عن

إلى اإلدارات والهيئات والمصالح مداولة المجلس الشعبي البلدي المعني بالمخطط يبلغ

.1654، ص1990ديسمبر 02، 27، السنة 52، العدد الجريدة الرسمية :الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية 1

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 53 -

، اومالحظاتهالعمومية التابعة للدولة والجمعيات المحلية وتمهل مدة ستين يوما إلبداء رأيها

.تعتبر موافقة على المشروعوإذا لم ترد خالل هذه المدة

العمومي لمدة خمسة وأربعين يوما لالستقصاءكما يخضع مشروع المخطط التوجيهي

:بلدية المعنية بالمخطط قرارا بهذا الصدد يتضمن ما يليويصدر رئيس ال

.تحديد األماكن التي يمكن استشارة مشروع المخطط فيها -

.تعيين المفوضون المحققون -

.تحديد تاريخ بداية ونهاية التحقيق -

.كيفيات إجراء التحقيق العمومي تحديد -

في مقر البلدية يعرض المخطط التوجيهي على التحقيق العموميينشر القرار الذي

المعنية بالمخطط طوال مدة التحقيق العمومي وترسل نسخة من هذا القرار إلى الوالي

.المختص إقليميا

تدون المالحظات في سجل خاص مرقوم وموقع من طرف رئيس البلدية أو يعرب

ى عنها مباشرة أو ترسل كتابيا إلى المفوضين المحققين، بعدها يغلق سجل التحقيق ويرسل إل

1.مصحوبا بالملف الكامل للتحقيق مع استنتاجاتهرئيس البلدية

:المصادقة على المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير .3

يرسل المخطط التوجيهي بعد تعديله إذا اقتضى األمر ذلك مصحوبا بسجل التحقيق

يه وبمحضر غلق التحقيق والنتائج التي استخلصها المفوضون المحققون وبعد المصادقة عل

بمداولة المجلس الشعبي البلدي، يرسل إلى الوالي الذي يتلقى رأي المجلس الشعبي الوالئي

.خمسة عشر يوما الموالية لتاريخ استالم الملف الكامل خالل

يصادق على المخطط التوجيهي مصحوبا برأي المجلس الشعبي الوالئي حسب

2:الحاالت اآلتية

.نسمة 200000التي يقل عدد سكانها عن بقرار من الوالي بالنسبة للبلديات -

.977، 976، مرجع سابق، ص ص28، السنة 26، العدد الجريدة الرسمية :الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية 1 .977نفس المرجع، ص 2

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 54 -

بقرار مشترك بين الوزير المكلف بالتعمير والوزير المكلف بالجماعات المحلية -

بعد استشارة الوالي بالنسبة للبلديات أو مجموعة من البلديات التي يفوق عدد

.نسمة 500000نسمة ويقل عن 200000سكانها

ي دائما وبناء على تقرير الوزير بمرسوم تنفيذي يصدر بعد استشارة الوال -

يكون عدد المكلف بالتعمير بالنسبة للبلديات أو مجموعة من البلديات التي

.نسمة أو أكثر 500000سكانها

:يتكون ملف المصادقة على المخطط التوجيهي مما يلي

.مداولة المجلس الشعبي البلدي المعني بالمخطط -

.رأي المجلس الشعبي الوالئي -

يق العمومي ومحضر غلق التحقيق العمومي والنتائج التي سجل التحق -

.استخلصها المفوضون المحققون

.الوثائق المكتوبة والبيانية للمخطط التوجيهي -

يرسل المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير بعد المصادقة عليه وبعد وضعه في متناول

:السكان إلى الجهات اآلتية

.الوزير المكلف بالتعمير -

.المكلف بالجماعات المحليةالوزير -

.مختلف األقسام الوزارية المعنية -

.رئيس البلدية أو رؤساء البلديات المعنية بالمخطط -

الوالئية الشعبية الوالئي المعني أو رؤساء المجالسالشعبي رئيس المجلس -

.المعنية

.المصالح التابعة للدولة المكلفة بالتعمير على مستوى الوالية -

.والغرف الفالحية الغرف التجارية -

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 55 -

:محتوى المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير .4

1:يحتوي المخطط التوجيهي على ما يلي

:توجيهي يقدم فيه ما يلي رريتق •

الرئيسية للتنمية بالنظر إلى التطور تواالحتماالتحليل الوضع القائم -

.مخططفي واالجتماعي والثقافي للمنطقة المعنية بالااالقتصادي والديموغر

.انيةرنمط التهيئة المقترح بالنظر إلى التوجهات الخاصة بمجال التهيئة العم -

تقنين يحدد القواعد المطبقة بالنسبة لكل منطقة التي تدخل ضمن القطاعات •

قابلة صة للتعمير في المستقبل أو غير المعمرة أو القابلة للتعمير أو المخص

:يحدد ما يلولهذا الغرض يجب أن ُيللتعمير،

راضي ونوع األعمال التي يمكن حظرها عند أللالتخصيص الغالبة جهة -

.الضرورة أو إخضاعها لشروط خاصة

.الكثافة العامة الناتجة عن معامل شغل األرض -

.االرتفاقات المطلوب اإلبقاء عليها أو تعديلها أو حتى إنشاؤها -

جعية المساحات التي تتدخل فيها مخططات شغل األراضي مع الحدود المر -

المرتبطة بها وذلك بإبراز مناطق التدخل في األنسجة العمرانية القائمة

.والمناطق التي يجب حمايتها

المنشآت األساسية والخدمات واألعمال تحديد مواقع التجهيزات الكبرى و -

.ونوعها

زيادة على ذلك يحدد شروط البناء الخاصة في بعض المناطق كالسواحل والمناطق

.ة طبيعية أو تاريخية أو األراضي ذات الخصوبة العاليةالتي تملك قيم

:وثائق بيانية تشتمل خاصة على المخططات اآلتية •

.مخطط الواقع القائم يبرز اإلطار المبني حاليا وأهم الطرق والشبكات المختلفة -

مخطط تهيئة يبين حدود القطاعات المعمرة والقابلة للتعمير والمخصصة -

غير القابلة للتعمير وبعض المناطق كالسواحل للتعمير في المستقبل و

.978، 977، نفس المرجع، ص صالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية 1

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 56 -

تي تملك قيمة طبيعية واألراضي الفالحية ذات الخصوبة العالية واألراضي ال

.إضافة إلى مساحات تدخل مخططات شغل األراضيأو تاريخية

.مخطط االرتفاقات التي يجب اإلبقاء عليها أو تعديلها أو إنشاؤها من جديد -

خطوط مرور الطرق وأهم مواضع مرور شبكات مخطط التجهيز الذي يبرز -

وكذا تحديد مواقع التجهيزات الجماعية الماء الصالح للشرب والصرف الصحي

.ومنشآت المنفعة العامة

:مراجعة المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير .5

إال إذا كانت القطاعات المزمع للتهيئة والتعمير ال يمكن مراجعة المخطط التوجيهي

معه مشاريع أصبحتهي في طريق اإلشباع، أو إذا كان تطور األوضاع أو المحيط تعميرها

1.هداف المسطرة لهالبنية الحضرية ال تستجيب أساسا لألالتهيئة للبلدية أو ا

:(POS)مخطط شغل األراضي : ثانيا

هو أداة قانونية للتسيير الحضري والبلدي، ويعتبر ضروري لكل بلدية ويمكن أن

مساحة البلدية أو جزء منها، وينظم مخطط شغل األراضي استخدامات األرض أو يشمل كل

.المجال على ضوء توجيهات المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير

2:ويهدف مخطط شغل األراضي إلى تحقيق ما يلي

المناطق السكنية، مناطق الخدمات والتجارة، مناطق (د المناطق العمرانية يحد -

.)...، الخضراء، مناطق الترفيه الزراعة، المساحات

.لكل منطقة حدد االستخدام الرئيسي لألرض والمجالي -

طبيعي ة المياه الصالحة للشرب والغاز الكيحدد باقي شبكات الهياكل األساسية كشب -

.والصرف الصحي

.يحدد مواقع التجهيزات العمومية -

.يحدد المناطق التي يجب حمايتها كالمناطق األثرية والغابات -

.1656، مرجع سابق، ص27، السنة 52، العدد الجريدة الرسمية :عبيةالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الش 1 .70، 69بشير التجاني، مرجع سابق، ص ص 2

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 57 -

يحدد مقاييس البناء والعمران كتحديد المساحة والكمية من البناء المسموح بها في -

.منطقة ما

:إعداد مخطط شغل األراضي .1

التوجيهييتم إعداد مخطط شغل األراضي بنفس الطريقة التي تتم بها إعداد المخطط

رارات التي اتخذها للتهيئة والتعمير والتي رأيناها سابقا، إضافة إلى أخذه بعين االعتبار الق

.المخطط التوجيهي فيما يخص التهيئة العمرانية

:محتوى مخطط شغل األراضي .2

1:ل األراضي ما يلييتضمن مخطط شغ

:ما يليالئحة تنظيم تتضمن •

فيها تالؤم أحكام مخطط شغل األراضي مع أحكام المخطط يثبتمذكرة تقديم -

.عنية بالمخطط تبعا آلفاق تنميتهاالتوجيهي وكذا البرنامج المعتمد للبلدية الم

لكل منطقة متجانسة مع مراعاة األحكام الخاصة حدد جانب القواعد التي تُ -

المطبقة على بعض المناطق، نوع المباني المرخص بها أو المحظورة

ووجهتها، حقوق البناء المرتبطة بملكية األرض التي يعبر عنها معامل شغل

القائمة بين مساحة أرضية مع ما يتصل بها من األرض، في هذه الحالة العالقة

.البناء والباقي من األرض

:كما يحدد شروط شغل األراضي المرتبطة بما يلي

المنافذ والطرق، خصائص القطع األرضية، نوع المباني بالنسبة للطرق -

العمومية وما يتصل بها، موقع المباني بالنسبة للحدود الفاصلة، موقع المباني

بعض على ملكية واحدة، ارتفاع المباني ومظهرها الخارجي بعضها من

.وموقعها

تبين الئحة التنظيم إضافة إلى ذلك نوع المنشآت والتجهيزات العمومية -

والشبكات المختلفة التي تتحملها الدولة والتي تتحملها ومواقعها وتحدد الطرق

.جيهيالجماعات المحلية وكذا آجال إنجازها كما حددها المخطط التو

.982، 981، مرجع سابق، ص ص28، السنة 26، العدد الجريدة الرسمية :الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية 1

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 58 -

:الوثائق البيانية •

.5000/1أو 2000/1مخطط بيان الموقع بمقياس -

.1000/1أو 500/1المخطط الطبوغرافي بمقياس -

الصعوبات الجيوتقنية تبين 1000/1أو 500/1خريطة الموقع بمقياس -

.مصحوبة بتقرير تقني

يحدد المناطق القانونية 1000/1أو 500/1مخطط الوضع القائم بمقياس -

تجانسة ومواقع إقامة التجهيزات والمنشآت ذات المصلحة العامة والمنفعة الم

خط مرور الطرق والشبكات المختلفة مع إبراز ما تتحمله الدولة العمومية،

منها كما هو محدد في المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير، المساحات التي

.يجب الحفاظ عليها نظرا لخصوصيتها

يتضمن على 1000/1أو 500/1ي بمقياس مخطط التركيب العمران -

الخصوص عناصر الئحة التنظيم كما هي محددة في الئحة التنظيم المذكورة

رية المنشودة بالنسبة سلفا مصحوبا باستحوار يجسد األشكال التعميرية والمعما

.صودللقطاع المق

:المصادقة على مخطط شغل األراضي .3

ا اقتضى األمر ذلك مصحوبا بسجل يرسل مخطط شغل األراضي بعد تعديله إذ

التحقيق وبمحضر غلق التحقيق والنتائج التي استخلصها المفوضون المحققون إلى الوالي

المختص إقليميا حيث يبدي رأيه ومالحظاته عليه خالل ثالثين يوما ابتداء من تاريخ تسلم

.الملف

ضي آخذا بعين يصادق المجلس الشعبي البلدي بمداولة خاصة على مخطط شغل األرا

.االعتبار نتائج التحقيق العمومي ورأي الوالي حول المخطط

:إلى الجهات اآلتية هيرسل مخطط شغل األراضي بعد المصادقة علي

.إقليمياالوالي أو الوالة المختصين -

.المصالح التابعة للدولة المكلفة بالتعمير على مستوى الوالية -

.الغرف الفالحية والغرف التجارية -

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 59 -

األراضي المصادق عليه تحت تصرف السكان من أجل االطالع يوضع مخطط شغل كما

1.عليه

:مراجعة مخطط شغل األراضي .4

2:ال يمكن مراجعة مخطط شغل األراضي بعد المصادقة عليه إال لألسباب التالية

إذا لم ينجز في اآلجال المحددة له سوى ثلث حجم البناء المسموح به من المشروع -

.البنايات المتوقعة في التقدير األوليالحضري أو

.إذا كان اإلطار المبني الموجود في حالة من القدم تدعو لتجديده -

.إذا كان اإلطار المبني قد تعرض لتدهورات نتيجة كوارث طبيعية -

اجعته بعد مرور خمس سنوات من المصادقة عليه من طرف أغلبية إذا طلبت مر -

البناء التي يحددها مخطط شغل األراضي مالك البنايات البالغين نصف حقوق

.الساري المفعول

.إذا استدعت ذلك حاجة إنشاء مشروع ذو مصلحة وطنية -

:أدوات التدخل في النسيج الحضري: ثالثا

يتم التغيير في النسيج العمراني من طرف األشخاص أو الهيآت في القطاعين الخاص

البلدية وبمصادقة مديرية التعمير والبناء على والعام بواسطة وثائق إدارية وقانونية تسلمها

:مستوى الوالية وأهم هذه األدوات

:رخصة البناء .1

يجب الحصول أوال على رخصة البناء، وينبغي أن يقدم تحويلهالتشييد أي بناية أو

أو المصلحة المخصصة لها الهيئةطلب رخصة البناء والتوقيع عليه المالك نفسه أو موكله أو

.رض أو البنايةقطعة األ

3:كما يرفق الطلب بالوثائق التالية

.نسخة من عقد الملكية أو شهادة الحيازة أو توكيل -

.981، ص، نفس المرجعالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية 1 .983، 982، نفس المرجع، ص صالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية 2 .968، نفس المرجع، صالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية 3

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 60 -

ت يشتمل على الواجهة وشبكات الخدما 5000/1أو 2000/1تصميم للموقع بمقياس -

.االستدالل التي تمكن من الوصول إليها مع بيان طبيعتها وتسميتها ونقاط

:ويشتمل على 5000/1أو 2000/1لتهيئة بمقياس مخطط كتلة البنايات وا -

.حدود القطعة األرضية ومساحتها ووجهتها

.منحنيات المستوى أو مساحة التسطيح والمقاطع التخطيطية للقطعة األرضية

.نوع طوابق البنايات المجاورة أو ارتفاعها وعددها

الية لألرض ارتفاع البنايات الموجودة أو المبرمجة مع تحديد المساحة اإلجم

.والمساحة المبنية

للتوزيعات الداخلية لمختلف مستويات البناية والتي 50/1إعداد تصاميم بمقياس

تشتمل على شبكة المياه الصالحة للشرب وشبكة الصرف الصحي والكهرباء

.والتدفئة والواجهات

يرسل طلب رخصة البناء مع الوثائق المرفقة به في خمس نسخ إلى رئيس

.جلس الشعبي البلديالم

يجب أال تتعارض رخصة البناء مع توجهات المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير أو

مخطط شغل األراضي، لذلك تراعي هذه الرخصة موقع البناية ونوعها وحجمها ومظهرها

العام، كما تراعي في ذلك األحكام التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل في ميدان األمن

.ظافة والبناء والفن الجمالي والبيئةوالن

يتم الرد على طلب رخصة البناء في غضون األشهر الثالثة األولى الموالية لتاريخ

.إيداع الملف لدى مصالح البلدية

كما يتعين على المستفيد من رخصة البناء عند انتهاء األشغال سواء أشغال البناء أو

المنجزة مع أحكام رخصة البناء من البلدية، وتعد التهيئة استخراج شهادة مطابقة األشغال

.هذه الشهادة إيذانا بمباشرة استعمال البناية حسب الغرض الذي أنجزت من أجله

1:رخصة الهدم .2

ال يمكن القيام بأية عملية هدم جزئية أو كلية لبناية ما دون الحصول مسبقا على

ي مكان مصنف أو في طريق التصنيف رخصة الهدم، وذلك عندما تكون هذه البناية واقعة ف

.973، 972، نفس المرجع، ص صالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية 1

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 61 -

في قائمة األمالك التاريخية أو المعمارية أو السياحية أو الثقافية أو الطبيعية، أو عندما تكون

.البناية المراد هدمها سندا لبنايات مجاورة

:مالك البناية أو موكله ويرفق الطلب بالوثائق التالية عليه والتوقيعيتقدم بطلب رخصة الهدم

.من عقد الملكية أو شهادة الحيازة أو توكيل نسخة -

.نسخة من العقد اإلداري الذي ينص على تخصيص البناية المعنية بالهدم -

.5000/1أو 2000/1تصميم للموقع بمقياس -

من البناية المراد هدمها أو المعدة للحفظ في حالة 500/1تصميم للكتلة بمقياس -

.الهدم الجزئي

.الهدم عرض ألسباب إجراء عملية -

.المعطيات والشروط التي تشتغل فيها البناية المبرمجة للهدم -

.حجم أشغال الهدم ونوعها -

.التخصيص المحتمل للمكان بعد شغوره -

يرسل الملف كامال إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي بصفته المكلف بتحضير رخصة

ي شكل قرار لطالبها من الهدم خالل ثالثة أشهر من تاريخ إيداع الطلب، تسلم رخصة الهدم ف

رئيس المجلس الشعبي البلدي وهذا بعد استشارة مصالح الدولة المكلفة بالتعمير على

.مستوى الوالية

كما يلصق وصل إيداع طلب رخصة الهدم في مقر البلدية خالل كامل فترة تحضيرها

كما ال يمكن مشروع الهدم لدى رئيس البلدية،بحيث يمكن للمواطنين االعتراض كتابيا على

رخصة وبعد إعداد هذه المباشرة أشغال الهدم إال بعد عشرين يوما من تاريخ الحصول على

.تصريح بفتح الورشة

:تفقد رخصة الهدم صالحياتها

.إذا لم تحدث عملية الهدم خالل خمس سنوات بعد تسلم الرخصة -

.خصةإذا توقفت عملية الهدم خالل السنوات الثالثة الموالية لتسلم الر -

.إذا ألغيت الرخصة صراحة من طرف العدالة -

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 62 -

:رخصة التجزئة .3

يتقدم طالب هذه الرخصة أو موكله بطلب لدى رئيس البلدية من أجل السماح له

:بتجزئة أرض ما، ويجب أن يدعم طلبه بما يلي

.نسخة من عقد الملكية أو وكالة -

وشبكات تشتمل على الوجهة 5000/1أو 2000/1تصاميم للموقع على سلم -

.ونقاط االستدالل التي تمكن من تحديد قطعة األرض تسليمهاالخدمات مع بيان

:تشتمل على 500/1أو 200/1التصاميم الترشيدية بمقياس -

.حدود القطعة األرضية ومساحتها

التي تخدم القطعة األرضية والمواصفات التقنية بيان شبكات قابلية االستغالل

.الرئيسية لذلك

.قسيم المساحة األرضيةاقتراح ت

.في إطار اقتراح التجزئة المقررةتخصيص القطعة األرضية

يرسل طلب شهادة التقسيم إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي في خمس نسج مقابل

.تسليمه وصل إيداع الملف يقدم للمعني

دد تح ع الطلب، كماإيداترسل شهادة التجزئة للمعني خالل الشهرين المواليين لتاريخ

سنوات ابتداء من تاريخ تسلمها وتعتبر غير صالحة بثالثمدة صالحية هذه الشهادة

1.بعد ذلك

خاصة ذلك الذي قامت به البلديات في توفير السكن الفردي وقد ساهم نمط التجزئة

الحضري بشكل ملموس، حيث تشير اإلحصائيات المتعلقة بالسكن إلى إنجاز ما يقارب

1992.2 - 1966ن في المدة ما بين سنتي سكممليون 1,5

يمكن أن نقول أنه رغم التحسن الذي توصل إليه جهاز المراقبة العمرانية في األخير

في الجزائر خاصة في المدن الكبرى فإن مهمته الصعبة والمليئة بالعراقيل التي يواجهها في

ن المخالفات العمرانية ال الميدان كثيرا ما تجعله ال يقوم بمهامه على أحسن وجه، لذلك فإ

ألشغال العمرانية أو المواصفات العمرانية المحددة مستمرة في الجزائر سواء بالنسبة لتزال

.968، 967جع، ص ص، نفس المرالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية 1 .73بشير التجاني، مرجع سابق، ص 2

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 63 -

قانونيا في التوسع العمراني المنظم بسبب قلة المراقبة التقنية وقلة الوعي المدني في مجال

1.العمران

.82بشير التجاني، نفس المرجع، ص 1

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 64 -

سياسة السكن في الجزائر :لثالمبحث الثامن العناصر األساسية ألي تنمية اجتماعية واقتصادية، ولما كان كذلك يعتبر السكن

فقد حظي باهتمام الدولة الجزائرية وهذا نلمسه من خالل الترسانة الكبيرة من القوانين التي

، إضافة إلى المبالغ المالية 1962صدرت في مجال السكن منذ االستقالل الوطني سنة

، كما نلمس هذا الحساس عمومية للنهوض بهذا القطاعالضخمة التي صرفتها الخزينة ال

.االهتمام أيضا من خالل تطور إنجاز السكنات التي عرفت زيادة كبيرة على مر المراحل

التي انتهجتها الجزائر منذ لذلك سوف نتطرق في هذا المبحث إلى سياسة السكن

اسة مركزين على عملية تشكل هذه السي خالل الوقوف على أهم المحطات التياالستقالل من

الترقية الخاصة بالسكن واإلجراءات المتخذة في عملية تمويل السكن ثم تقديم أهم اإلنجازات

.في ميدان السكن باألرقام

كل وال ندعي أننا سوف نلم بجميع العناصر الخاصة بهذه السياسة بحيث يصعب جمع

ذلك ال يمنعنا من تقديم حوصلة كتب وصدر من قوانين وتشريعات في هذا المجال، إال أن ما

.تعطي فكرة عامة حول عناصر هذا الموضوع

:وضعية قطاع السكن قبل االستقالل .1

إن الوضعية التي عرفها قطاع السكن غداة االستقالل كانت جذورها ضاربة في

الماضي حيث ترجع إلى الحقبة االستعمارية، وهذا راجع إلى اعتماد سلطات االحتالل منذ

سياسة التشريد والتهجير القسري للسكان، إضافة إلى التدمير 1830ها إلى الجزائر سنة دخول

الكلي للقرى والمداشر التي كانت تأوي الجزائريين، أما البرامج السكنية المنجزة في فترة

والمعمرين بصفة عامة وهذا سواء في االحتالل فكانت مخصصة للسكان األوروبيين

المدن الجزائرية يسكنون في كبرياتمن سكان % 30د كان أكثر من األرياف أو المدن، فق

1954.1القصديرية حسب بيانات سنة األكواخ والبيوت

أما فيما يخص األراضي فيمكن أن نقول بأن تواجد االحتالل الفرنسي في الجزائر

يقة ما كانت الملكية تتم بطربعد كان وراء تشجيع الملكية الخاصة التي تخدم المعمرين

1 Nadir Abdullah Benmatti : L’habitat du tiers monde cas de l’algerie, SNED, Alger, 1982, p66.

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 65 -

واجدت أمالك البايليك وأمالك العرش وأمالك الوقف أو االحتالل، حيث تجماعية قبل

1:الحابوس، وتتلخص سياسة المستعمر في جانب العقار في هذه النقاط

وروبية الخاصة األ للمضاربةإخضاع األراضي التي كانت ملكا للدولة العثمانية •

.1845عن طريق أمر سنة

ردية بالنسبة للمعمرين مع إلغاء حق الملكية الجماعية حق الملكية الفتطبيق •

وهذا ما سمي بقانون سوناتوس كونسولت )ملكية العروش(لألراضي

Consulte) (Senatus 1863سنة.

الخاصة من خالل توزيع األراضي على المعمرين حسب الملكيةالتأكيد على •

لعقار على النمط الذي أدى تطبيقه في الميدان إلى ظهور سوق ل 1873قانون

.الفرنسي واألوروبي بصفة عامة الليبرالي

تعطيل وإلغاء حق الشفعة التقليدي واستبداله بحق الشفعة •

Préemption) (Droit de لفائدة الدولة المستعمرة وهذا حسب قانون

.1926سنة

بما يعرف 1958ية سنة رية جاءت السلطات االستعمارائلكن مع اشتداد الثورة الجز

بمشروع قسنطينة الذي وجه أساسا للجزائريين وهذا لعزلهم عن مساندة الثورة وجعلهم

أن فرنسا مهتمة بصفة جدية بحل مشاكلهم االجتماعية واالقتصادية واحتياجاتهم من يعتقدون

حرية جزائريين كانت أكبر من ذلك بل تعدتها إلى المطالبة بالالسكن، إال أن تطلعات ال

.وباالستقالل الوطني

آالف سكن 110ألف وحدة سكنية حضرية و 220ويتمثل هذا المشروع في بناء

إال أن نسبة إنجاز هذا المشروع كانت 2ريفي خالل خمس سنوات من عمر المشروع،

رة مع إعالن االستقالل محتشمة ولم ينجز منه إال القليل خاصة بعد توقف األشغال مباش

.االستقالل وضعية سوف تتحمل عواقبها الدولة الجزائرية مباشرة بعدال الوطني، هذه

1 Maouia Saidouni, op. cit, pp173, 174. 2 Rachid Hamidou : Le logement un défi, Entreprise nationale du livre, Alger, 1989, p29.

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 66 -

:1966 -1962االستقالل وضعية قطاع السكن غداة .2

وفرة كبيرة في مجال 1962ترتب عن الخروج الجماعي للمعمرين من الجزائر سنة

ة حيث السكن سواء في األوساط الحضرية أو الريفية، اصطلح على تسميتها باألمالك الشاغر

هذه الوفرة 1ألف سكن ريفي، 65ألف وحدة سكنية في المدن وأكثر من 75قدرت بحوالي

جعلت السلطات الجزائرية في ذلك الوقت تعتقد أنها كافية لتلبية الحاجة الوطنية من السكن

وال حاجة لبناء مساكن جديدة، فوجهت جل اهتمامها إلى تنمية القطاعات األخرى خاصة

راعة، لكن سرعان ما ظهر أن هذا االعتقاد باطل بسبب بروز أزمة سكنية الصناعة والز

حقيقية في السنوات األولى من االستقالل وهذا راجع إلى الهجرة الكبيرة للسكان من األرياف

لقطاع مما جعل السلطات الجزائرية تعدل عن هذا القرار وتعطي أهمية أكثرإلى المدن،

ية الشاملة، حيث قدمت السلطات الجزائرية مباشرة ة التنمياسسالسكن من خالل دمجه ضمن

ها تحت سيطرتها تبعد االستقالل إلى تأميم األراضي التي كانت تحت أيدي المعمرين وجعل

02 -62 وهذا عن طريق استصدار مجموعة من القوانين والمراسيم منها المرسوم رقم

، ثم 1963ماي 09في المؤرخ 168 -63، ثم المرسوم رقم 1962أكتوبر 22المؤرخ في

المؤرخ في 102 -66، ثم األمر رقم 1963أكتوبر 26المؤرخ في 276 - 63القانون رقم

الخطوات األولى تمنح للدولة حق ملكية ، فيما يخص األمالك الشاغرة، هذه 1966ماي 06

2.كل األمالك العقارية والمباني الشاغرة من جراء الرحيل النهائي للمعمرين

3:مكن أن نلخص في النقاط اآلتية أهم إنجازات هذه الفترة في ميدان السكنوي

روإقرا 1962ديسمبر 13إنشاء مؤسسة البنك المركزي الجزائري بقانون •

.1964أفريل 10التعامل بالدينار بقانون

.1962التفريق بين الخزينة العمومية الجزائرية والفرنسية في نهاية سنة •

.1963ماي 07وطني للتنمية بقانون إنشاء الصندوق ال •

.إنشاء أول مجمع جزائري للتأمين وهو الصندوق الوطني للتأمين وإعادة التأمين •

.1964أوت 10بقانون CNEPإنشاء الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط •

1 Ibid, p30. 2 Maouia Saidouni, op. cit, p176. 3 Rachid Hamidou, op. cit, pp32, 33.

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 67 -

إنشاء لجنة ما بين الوزارات للسكن تحت رئاسة وزارة األشغال العمومية والبناء •

، والهدف األساسي من إنشائها هو إتمام إنجاز المشاريع السكنية 1965وهذا سنة

ألف وحدة سكنية 38 ت فيالتي تركها المستعمر في طور اإلنجاز والتي تمثل

، حيث % 65إلى 3آالف سكن ريفي بنسب إنجاز تراوحت ما بين 4حضرية و

.مليون دينار 500بتكلفة قدرها 1971استمرت هذه العملية حتى سنة

ي هذه الفترة تم إنجاز عمليات ضخمة من البناء في الوسط الريفي حيث بنيت ف •

مليون دينار منها أكثر من 280ألف وحدة سكنية بتكلفة قدرها 34حوالي

ناء المساكن الفردية المدمرة، وحواليإلعادة ب 1963مليون دينار سنة 30

.1966ماليين دينار خصصت للبناء الذاتي سنة 10

لإلشارة فقد أوكلت مهمة تمويل كل هذه المشاريع للخزينة العمومية بالنظر إلى

.الوضعية االجتماعية واالقتصادية التي عرفها الجزائريون مباشرة بعد االستقالل

ئرية سواء من خالل المؤسسات التي تم تمام بالسكن من قبل السلطات الجزاهذا االه

أكثر من خالل ستعززالبرامج السكنية التي تم إنجازها إنشاؤها في هذه الفترة أو من خالل

دمج قطاع السكن ضمن البرامج التنموية الوطنية التي سوف نعرضها بالتتابع وهي المخطط

الثالثي والمخططين الرباعيين والمخططين الخماسيين للوقوف أكثر على التطورات التي

.عرفها قطاع السكن في الجزائر

:1969 -1967ثي مرحلة المخطط الثال .3

1:هيهذه الفترة ة فيشاريع المقترحالم

.HLMإتمام المشاريع التي انطلقت فيها األشغال فيما يخص برامج •

مليون دج خالل ثالث سنوات، هذه 100االنطالق في برنامج جديد بتكلفة •

المشاريع الجديدة تم االنطالق في إنجازها كونها مسجلة ضمن برامج التنمية

.السابقة، إضافة إلى توفر اإلمكانيات التي تسمح بإنجازهاالريفية

موجهة لقدماء 1968و 1967بدأ تنفيذ البرامج بمشروعين سجال في سنتي

.1968مسكن سنة 1500و 1967مسكن سنة 500المجاهدين، ويتمثل هذا البرنامج في

1 Ibid, p33.

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 68 -

نظيمات إضافة إلى ما سبق فقد كانت هناك عدة مبادرات للجماعات المحلية والت

العمومية والمؤسسات الوطنية في ميدان إنجاز السكن في إطار عملية التنمية الريفية أو

.الصناعية

:أما فيما يخص توزيع السكنات فقد وزعت حوالي

مسكن تدخل ضمن المخطط الثالثي 3000ألف سكن ريفي منها 20 •

1967 - 1969.

سنتيمسكن وزعت خالل 10770ألف مسكن حضري منها 27 •

1967 -1969.1

كما يمكن أن نشير إلى أنه في هذه الفترة أنجزت مئات المساكن الخاصة التي كانت

.تعتمد على اإلمكانيات المالية الخاصة أو باالعتماد على الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط

منذ التحول عن التمويل المسبق أو الدعم البنكي، ف أيضا في هذه الفترة كما تم

ها تمويل البرامج السكنية قبل أن يتحول قاالستقالل كانت الخزينة العمومية تأخذ على عات

.إلى الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط 1974دعم السكن الجماعي ابتداء من سنة

خالل فترة المخطط الثالثي تم وضع السياسة األولى للبرامج الخاصة بتنمية الواليات

. توازنات جهوية تعمل على تنمية المناطق الفقيرة من الوطن التي أدت إلى عدة

الوثيرة السنوية لتوزيع السكنات خالل المخطط الثالثي في بصفة عامة إذا تأملنا

.مسكن حضري وريفي 6500فيمكن تقديرها بِـ

:1973 - 1970مرحلة المخطط الرباعي األول .4

ل خالل مرحلة المخطط الرباعي البرنامج االستثماري واالجتماعي والثقافي تواص

الحاجات األول، حيث عمل على وضع سياسة تعمل على تحسين ظروف الحياة وإشباع

ة والتربية األساسية للسكان في مختلف الميادين كالسكن والتجهيزات العمومية والصح

.والتكوين

في ميدان األراضي تم إخضاع األراضي لملك الدولة خاصة في األوساط الريفية

المؤرخ في 73 - 71وهذا بتطبيق الثورة الزراعية عن طريق األمر رقم

1 Ibid, p34.

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 69 -

جمد هذا األمر السوق العقارية بمنعه كل الصفقات العقارية أو أي ، حيث 1971نوفمبر 08

1.تجزئة ألرض فالحية تقع ضمن أراضي الثورة الزراعية

لمخطط الرباعي األول كانت تتوقع الوتيرة السنوية لتوزيع السكنات المبرمجة خالل ا

ألف مسكن حضري وريفي سنويا وهذا بزيادة قدرت بثالثة مرات مقارنة 21توزيع

بالمرحلة السابقة، لكن رغم مضاعفة اإلمكانيات إال أن البرامج السكنية المبرمجة لم تستجب

.لزيادة حاجيات المواطنين من السكن

:ترة فيمكن حصرها فيما يليأما عن اإلنجازات المحققة في هذه الف

o البرنامج الحضري:

ري خالل فترة المخطط الرباعي األول بتكلفة قدرها ألف مسكن حض 45تقرر إنجاز

مليون دج وهذا لسد الحاجيات التي نجمت عن التنمية الصناعية في المراكز الكبرى 1200

مصانع وتحسين ظروف نظرا للهجرة الريفية التي عرفتها هذه الفترة من أجل العمل في ال

.المعيشة

ن دج ولم ينجز مليو 1500استهلك هذا البرنامج فقد 1978أنه حتى نهاية سنة الإ

2.ألف وحدة سكنية 18منه سوى

o البرنامج الريفي:

مليون دج، حيث 305الحجم اإلجمالي للتمويل المخصص لألربع سنوات يزيد عن

فقد 1978ترة، وفي الواقع حتى سنة ألف مسكن ريفي خالل هذه الف 40يسمح بإنجاز

3.مليون دج 100ألف وحدة سكنية واستهلكت حوالي 24أنجزت سوى

الشيء المالحظ هو أن عدد السكنات الموزعة سواء في المناطق الحضرية أو الريفية

كان تقريبا متساويا بالرغم من أن الغالف المالي الذي خصص للبرنامج الريفي كان أقل

، ويمكن تفسير هذا الحضريمقارنة بالغالف المالي الذي خصص للبرنامج بأربعة مرات

حيث قدم هذا النوع 1971ة الدولة للبناء الذاتي خاصة بعد سنالتساوي باألهمية التي أولتها

.من السكن أعدادا ال بأس بها من السكنات المنجزة

1 Maouia Saidouni, op. cit, p176. 2 Rachid Hamidou, op. cit, pp35, 36. 3 Ibid, p36.

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 70 -

ولة ال تتحمل بصفة أما فيما يخص التمويل فمهما كان نوع البرامج السكنية فإن الد

كلية أعباء تمويل هذه البرامج، لذلك ظهرت في هذه الفترة عدة طرق تشجع التوفير الخاص

للعائالت من أجل المشاركة في عملية تمويل مساكنها، في هذا السياق تم إنشاء ما يسمى

حيث تسمح هذه الطريقة بتوفير سكنات الئقة (Eparges- Logement)بتوفير مسكن

1.التللعائ

أعباء تمويل 1970كما تحمل الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط ابتداء من سنة

من تكلفة % 50البرامج السكنية المتعلقة بالمرقين العموميين، حيث تتحمل الخزينة العمومية

، و النسبة المتبقية يتحملها % 1سنة بفائدة سنوية قدرت بِـ 30اإلنجاز ومدة القرض

2.% 4,75سنة بفائدة سنوية قدرت بِـ 20تسديد الصندوق بمدة

:1977 -1974مرحلة المخطط الرباعي الثاني .5

الشيء الجديد في هذه الفترة هو ظهور ما يسمى باالحتياطات العقارية البلدية وهذا

الذي يسمح للبلديات بإقامة احتياطات 1974فيفري 20المؤرخ في 26 -74باألمر رقم

الحق في امتالك هذه األراضي وإعادة توزيعها من أجل إقامة البرامج عقارية، ويعطيها

السكنية الكبرى أو السكن الجماعي، أو ألجل تجزئة هذه األراضي وتكوين مفارز حيث

3.توزع القطع األرضية على المواطنين من أجل إنجاز مساكن فردية في إطار البناء الذاتي

اطات العقارية في زيادة نسبة التحضر من رغم الدور الذي لعبته هذه االحتيلكن

، إال أنها لعبت دورا سلبيا أيضا من يهذه األراضفي أقيمتخالل البرامج السكنية التي

ية كما جمدت سوق العقار مما نتج عنه ها للعقار وعدم إعطائه قيمته الحقيقخالل احتكار

4.لتخطيطتضييع كبير لألراضي وظهور نماذج للتحضر تتسم بالفوضى وعدم ا

:فهي كما يلي ةالفترأما فيما يخص البرامج السكنية المنجزة في هذه

o البرنامج الحضري:

على مستوى البرامج الحضرية للمؤسسات العمومية فإن المخطط الرباعي الثاني

5:احتفظ لهذه الفترة بِـ

1 Ibid, p38. 2 Nadir Abdullah Benmatti, op. cit, p206. 3 Maouia Saidouni, op. cit, p177. 4 Ibid, p178. 5 Rachid Hamidou, op. cit, p40.

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 71 -

.مسكن جديد مع إتمام البرامج التي في طور اإلنجاز 100000إنجاز -

.مسكن 90000 توزيع حوالي -

برنامج سنوي يصل إلى إنجاز كان هو الوصول إلى 1980الهدف المسطر حتى سنة

تكلفة اإلنجاز قدر المستطاع حتى يتسنى للعائالت تخفيضمسكن، والعمل على 100000

.كراء أو تملك مسكن محترم

o البرنامج الريفي:

فيما يتعلق بإنجاز المشاريع التي انطلقت في األرياف كانت أكثر منها في المدن

الشروع السكنات، وهذا من خالل الديناميكية التي عرفها البناء الذاتي المدعم من قبل الدولة و

.في بناء القرى االشتراكية

في يحيث عملت على تنمية العالم الر 1971فالتطبيق الفعلي للثورة الزراعية منذ سنة

قرية 300الشروع في بناء ظروف الحياة والسكن به، حيث تم تحسينوعملت على

قرية 1000والتي تمثل بالتقريب ثلث البرنامج المسطر وهو الوصول إلى اشتراكية

1.اشتراكية

:خالل هذه الفترة تقرر إنجاز ما يلي

.مسكن ريفي في إطار تحديث وتوسيع القرى الموجودة من قبل 20000 -

.مسكن 40000مواصلة برامج البناء الذاتي في حدود -

مجال السكن، إضافة فين أن نلخص في الجدول اآلتي التوقعات واإلنجازات ويمك

1:الجدول رقم .إلى األغلفة المالية المستهلكة

التوقعات واإلنجازات في ميدان السكن واألغلفة المالية المخصصة لذلك خالل المخطط

الرباعي الثاني

مبالغ المستهلكةال المبالغ المخصصة عدد المساكن مج الجديدةاالبر

المنجز المتوقع

5200 5670 45000 100000 البرنامج الحضري

4300 2630 75000 100000 البرنامج الريفي

.Ibid, p42 :المصدر

1 Ibid, p41.

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 72 -

من خالل الجدول أن نسب اإلنجاز تبقى دائما ضعيفة وهذا نالحظه من خالل نالحظ

السكن فعال، وهذا ما يجعل أزمة إنجازه الفرق بين عدد المساكن المتوقع إنجازها وبين ما تم

.في تراكم من مخطط إلى آخر

كما نالحظ أن نسب اإلنجاز كانت أكبر في األرياف منها في المدن وهذا يترجم

اهتمام الدولة بالسكن الريفي من خالل تطبيق سياسة الثورة الزراعية التي عملت على

ومنعهم من الهجرة مناطقهمتثبيتهم في تحسين الظروف المعيشية لسكان األرياف من أجل

إلى المدن، كما تشجع من جهة أخرى سكان المدن للهجرة إلى األرياف من أجل إنقاص

.الضغط على المدن وتحقيق توازن جهوي في توزيع السكان

ن هناك إرهاق للخزينة العمومية من خالل تجاوز المبالغ المخصصة إلنجاز إكما

جد في كل مرة أن المبالغ المستهلكة أكبر من التي خصصت لذات البرامج السكنية، حيث ن

البرنامج، وهذا بسبب عدم احترام مواعيد توزيع السكنات، فكلما زادت مدة اإلنجاز تتطلب

.ذلك مزيدا من الدعم المالي

:1984 -1980المخطط الخماسي األول .6

لتي أعطيت لقطاع عرفت هذه الفترة انتعاشا في قطاع السكن من خالل األولوية ا

1984 -1980، ويتجلى ذلك في المبالغ المالية التي خصصت للفترة 1980السكن منذ

المتوقع إنجازها االستثماراتمن مجموع % 15مليار دج وهذا بنسبة 60والذي قدر بِـ

من هذا المبلغ إلنجاز % 73وهذا للتقليص من أزمة السكن، حيث خصصت ما نسبته

مليار دج استهلكت ما بين 14بِـ ةمليار دج، مقارن 44مية والتي تمثل برامج سكنية عمو

إعطاء دفع قوي لقطاع على ، هذا الدعم المالي يدل على عزم الدولة 1978 - 1967سنتي

1.السكن

من الناحية العملية فإن إنجاز البرامج السكنية عرف تحسنا ملحوظا حيث تم إنجاز

مسكن 379339مقارنة بِـ 1984 - 1980ات مسكن خالل خمس سنو 434000حوالي

حسن القطاع العام بصورة يث مس هذا الت، ح1978 -1967ماضية السنة 12ل وزعت خال

1 Abdelhamid Brahimi : Stratégies de développement pour l’algerie, Economica, Paris, 1991, p271.

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 73 -

من طرف القطاع 1984 -1980مسكن خالل الفترة من 308934كبيرة حيث تم إنجاز

1978.1 - 1967مسكن تم إنجازها ما بين سنتي 128339العام مقارنة بِـ

نلخص في الجدول اآلتي أهم إنجازات مرحلة المخطط الخماسي األولويمكن أن

1980 - 1984.

2: الجدول رقم

1984 - 1980يوضح تطور إنجاز المساكن خالل فترة المخطط الخماسي األول

المجموع 1984 1983 1982 1981 1980 السنوات القطاع العام

180562 38562 45325 42680 28556 25439 البرنامج الحضري

128372 30042 40276 29828 17270 10956 البرنامج الريفي

308934 68604 85601 72508 45826 36395 المجموع

125000 30000 32000 23000 20000 20000 القطاع الخاص

433934 98604 117601 95508 65826 56395 المجموع العام

.Ibid, p272 :المصدررنامج إنجاز السكنات خالل فترة المخطط الخماسي األول رغم التطور الذي عرفه ب

عدم توفر اليد وإال أن هناك عراقيل فيما يخص تسيير الورشات كعدم توفر مواد البناء

العاملة وخاصة المؤهلة، الشيء الذي أدى إلى ارتفاع تكلفة إنجاز المساكن مما انعكس سلبا

.محترم على العائالت التي ترغب في كراء أو تملك سكن

هذه العراقيل يمكن فهمها من خالل عدم إنجاز البرامج المتوقع إنجازها رغم الدعم

2.اإلنجاز خاصة في هذه الفترة إمكانياتفيما يخص لالنتباهالملفت

تحمل أعباء إنجاز وتسيير ة أخرى عجز الدولة علىهذه العراقيل وغيرها أكدت مر

من خالل صدور قانون التنازل عن أمالك الدولة، أن نفهم ذلك ونستطيعالمساكن لوحدها،

المتضمن التنازل عن 1981فيفري 02المؤرخ في 01 - 81ويتعلق األمر بالقانون رقم

األمالك العقارية ذات االستعمال السكني وأصبحت بذلك العائالت مالكة لمساكنها التي كانت

1 Ibid, p271. 2 Ibid, p272.

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 74 -

الدولة إلى المواطن من أجل مهمة صيانة وتسيير هذه المساكن من انتقلتمستأجرة، حيث

.إدخاله كشريك في السياسة السكنية تمهيدا للمراحل المقبلة

:1989 -1985المخطط الخماسي الثاني .7

لم تختلف كثيرا سياسة السكن المتبعة في هذا المخطط عن سابقتها، إال أن الشيء

1986س مار 04المؤرخ في 07 -86الجديد في هذه الفترة هو صدور القانون رقم

المتعلق بالترقية العقارية، هذا القانون فتح الباب أمام رأس المال الخاص من أجل تمويل

كما لم عملية إنجاز المساكن، إال أن هذا القانون لم يجعل من الترقية العقارية نشاطا اقتصاديا

هو بمثابة العقارية ةمهنة ذات آفاق نمو حقيقية، فالعامل في الترقيككرس الترقية العقارية ي

.مكتتب فقط

إعادة تنظيم دواوين الترقية والتسيير العقاري بموجب 1985كما عرفت سنة

، حيث اعتبرت كمؤسسات ذات 1985نوفمبر 05المؤرخ في 270 -85المرسوم رقم

رة في التصرف في لمعنوية واالستقالل المالي وهي حطابع اقتصادي تتمتع بالشخصية ا

.أموالها وأمالكها

األزمة البترولية العالمية التي أدت إلى انخفاض أسعار 1986عرفت سنة كما

البترول في األسواق العالمية ووصولها إلى أدنى مستوياتها، مما انعكس سلبا على الموارد

للجزائر كون الصادرات الجزائرية تقتصر فقط على المحروقات، هذه الوضعية ةالخارجي

يمة إضافة إلى غيره من القطاعات، وهذا من خالل نقص عادت على قطاع السكن بنتائج وخ

ل البرامج السكنية التي أنجزت في تلك الفترة عندما عرفت من خالالتمويل وظهر ذلك جليا

.نسب اإلنجاز تدهورا واضحا

فكانت كاآلتي 1979 -1986أما فيما يخص تمويل البرامج السكنية ما بين سنتي

1.وحسب البرامج السكنية

.مليار دج 51,89المخطط استهلك السكن -

مليار دج ما بين 2,7السكن الترقوي المتعلق بالترقية العقارية فقد مول بِـ -

هذا التمويل كان على حساب الصندوق الوطني للتوفير 1987 - 1980سنتي

واالحتياط عن طريق ادخار العائالت، وتكفلت بإنجاز هذا النوع من المساكن

1 Rachid Hamidou, op. cit, pp45, 46.

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 75 -

، دواوين الترقية والتسيير EPLFلسكن العائلي مؤسسة ترقية ا: كل من

.العقاري، الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط، إضافة إلى الترقية الخاصة

ر دج ما بين سنتي مليا 1,6خاصة بالمدخرين حيث بلغت القروض الفردية ال -

1979 -1986.

1986 - 1979التابعة للتعاونيات العقارية التي بلغت ما بين سنتي القروض -

.مليون دج 284,4

للتمويل المخصص للسكن خالل هذه الفترة من اإلجماليمالحظته أن الحجم ما يمكن

من طرف الخزينة العمومية أو الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط بلغ 1986 - 1979

مليار دج حيث يمثل حوالي خمس مرات االستهالك اإلجمالي للقروض في الفترة 58,674

1.مليار دج 14الذي بلغ 1978 - 1967ما بين

بين رغبة السلطات العمومية في إيجاد الحل النهائي تهذه الزيادة في حجم التمويل

م تحقيقه وهذا ألسباب عديدة يتألزمة السكن التي عرفتها الجزائر في تلك الفترة وهو ما لم

.سنتعرف عن بعضها من خالل العنصر الموالي

:في القضاء على أزمة السكن أسباب فشل المخططات التنموية •دليل على عدم 1989سنة نهايةإن الوضعية السيئة التي آل إليها قطاع السكن في

نجاح السياسة السكنية التي اتبعتها الجزائر من خالل المخططات التنموية رغم محاولة كل

نا مخطط أن يعطي لقطاع السكن أولوية في مشاريعه ويتبنى برنامجا خاصا به، غير أن

ى عدم إضافة إلالحظنا في سياسة البرامج التنموية أن كل ما سطر له ال ينجز بصورة كلية

يضاف إلى متاعب إضافيااحترام مواعيد تسليم السكنات مما تطلب في كل مرة دعما ماليا

الخزينة العمومية، ولعل أهم األسباب التي جعلت قطاع السكن يؤول إلى هذه الوضعية

2:ىالحرجة تعود إل

1 Ibid, pp 46, 47.

، رسالة ماجستير، كلية العلوم االقتصادية، جامعة الجزائر، السياسة السكنية في الجزائر الواقع واآلفاق: حاوشين ابتسام 2

.76، 71، ص ص2003

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 76 -

لم تعد الدولة تملك اإلمكانيات المالية لتغطية :المالية لإلمكانياتعدم امتالك الدولة

طموحها األول في مجال السكن بسبب التزايد الكبير للطلب على السكن وانخفاض

.1986مة البترولية سنة ارد المالية للدولة خاصة بعد األزالمو

السكنات العمومية باإلضافة إلى انعدام كما إن عدم استقرار طريقة واحدة لتمويل

عملية إنجاز المشاريع منميكانيزمات التمويل الخاص كان من العراقيل التي أخرت

.السكنية، مما جعل العديد من البرامج السكنية تعرف توقف ورشات اإلنجاز

:يعود هذا الضعف إلى عدة أسباب أهمها :ضعف السوق العقارية اإليجارية

بأثمان مؤجرةعن أمالك الدولة بأسعار إدارية وليست سوقية بعدما كانت التنازل -

زهيدة، حيث لم تستطع الدولة أن تجني من عملية اإليجار أمواال كبيرة بسبب قلة

.تكاليف اإليجار وتهرب الكثير من العائالت عن دفع مستحقاتها من اإليجار

إبقائها شاغرة طالما أنه ال عدم إيجار المالكين الخواص لمساكنهم التي يفضلون -

يحميهم ويحمي ممتلكاتهم حيث يتعرضون لمشاكل مع يوجد قانون واضح

.المستأجرين سواء في ثمن اإليجار أو في مدته

عرفت الجزائر بعد االستقالل انفجارا سكانيا كبيرا وهذا يرجع :االنفجار الديموغرافي

صة في فترة التنمية الشاملة، ومن من جهة إلى تحسن الظروف المعيشية للمواطنين خا

جهة أخرى يرجع إلى تشجيع الدولة للنسل عندما كانت بحاجة إلى أعداد سكانية كبيرة

لم يقابله تزايد في من أجل تحقيق سياستها التنموية، إال أن هذا التزايد في عدد السكان

خطيرة ازاتهاإفرعدد المساكن مما جعل أزمة السكن تعرف حدة واحتقانا كبيرين كانت

.بعد انتهاء فترة المخططات التنموية

بالموازات مع ظاهرة االنفجار الديموغرافي فقد عرفت الجزائر :رتفاع نسبة التحضرا

كذلك اختالال في توزيع السكان بين المدن واألرياف، هذا االختالل عرف بدوره تطورا

المدن، الريفي نحو ملحوظا خاصة في سنوات السبعينيات مما خلق ظاهرة النزوح

ويرجع السبب في ذلك إلى تحسن الظروف المعيشية في المدن خاصة مع توفر فرص

العمل والمرافق الضرورية للحياة باعتبار أن جل المصانع أقيمت في المدن مما جعل

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 77 -

الطلب يتزايد على السكن في المدن حيث وقفت الدولة عاجزة على تلبية هذه الحاجيات

.المتزايدة

فشل سياسة السكن خالل فترة المخططات التنموية رغم المحاوالت والمجهودات إن

التي قامت بها الدولة، أرغمها في أواخر الثمانينيات على الرضوخ لشروط نظام اقتصاد

السوق والعدول عن النظام االشتراكي، حيث عمدت الدولة تبعا لذلك إلى اتخاذ عدة إجراءات

ددة لتمويل السكن تعتمد أكثر على الموارد الشخصية للعائالت مختلفة واعتماد أساليب متع

السكن وجعله يتماشى مع القواعد التي يفرضها قطاع نتمهيدا لتخلي الدولة بصفة كلية ع

.السوق، وهذا يقودنا إلى مرحلة أخرى من مراحل السياسة الوطنية للسكن

:1990مرحلة الدخول في اقتصاد السوق ابتداء من .8

وهو سقوط اإلتحاد السوفياتي، أثر على 1989ث الذي عرفه العالم سنة إن الحد

عن نظام التخلي علىسياسة العديد من الدول ومنها الجزائر حيث وجدت نفسها مرغمة

للبالد وتدخل ضمن نظام اقتصاد السوق، هذا التحول في النظام السياسي االشتراكيالتسيير

.لوطنية ومنها قطاع السكنكان له أثر بالغ على كل القطاعات ا

، حيث عرفت 1990ظهرت نتائج التحول في النظام السياسي مباشرة ابتداء من سنة

جاء 1974الترقية العقارية السكنية تحوال مهما، فبعد قانون االحتياطات العقارية البلدية سنة

1990مبر نوف 18المؤرخ في 25 -90وهو القانون رقم 1990قانون التوجيه العقاري سنة

بالمرسوم 1993لألراضي القابلة للتعمير، تعزز ذلك سنة تكار البلديات حجاء ليضع حدا ال

بالنشاط العقاري حيث اعتبر المتعلق 1993مارس 01المؤرخ في 03 - 93التشريعي رقم

.ية العقارية نشاطا تجاريا يخضع بصفة كلية لقواعد السوقالترق

ل جديد ضمن عملية تمويل السكن وهو الصندوق ميالد متعام 1991سنة كما شهدت

ليحدد 1991ماي 12لمؤرخ في ا 146 - 91حيث جاء المرسوم رقم CNLالوطني للسكن

.دخل هذا الصندوق في عملية دعم إنجاز السكناتطرق ت

عنصرا حقيقيا للتحول عن احتكار 1991جانفي 01كما شكل القرار الصادر يوم

جتماعي، فقد وضع هذا القرار مهمة تمويل المساكن االجتماعية الدولة لتمويل السكن اال

الحضرية على عاتق الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط عن طريق ادخار األسر بحيث أن

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 78 -

منها على عاتق % 2، % 6سبة فائدة سنوية تقدر بِـ نسنة ب 25القرض هي نسبة تسديد

1.زينة العموميةالخزينة العمومية ويكون ضمان القرض من طرف الخ

2:وقد اتبعت السياسة الجديدة للسكن عدة طرق للخروج من األزمة نذكر منها

:المواصلة في المخطط االستعجالي وذلك عن طريق •

.إتمام البرنامج الذي في طور اإلنجاز -

.دعم البرامج السكنية للقضاء على السكن العشوائي -

.مةفي عملية إعادة تأهيل البنايات القدي قاالنطال -

:إيجاد ظروف مساعدة لسوق عقارية •

المتوفرة من األراضي القابلة تعلى اإلمكانيامسح كل األراضي للوقوف -

.للتعمير

.تعميم استعمال أدوات التعمير -

.إيجاد صيغة لحماية حقيقية للملكية العقارية -

:إعادة صياغة كلية للتمويل عن طريق •

.في ميدان البناء راالستثماإيجاد أداة جديدة للتمويل قادرة على تمويل -

.إعادة النظر في نظام التمويل الخاص بالصندوق الوطني للتوفير واالحتياط -

.إشراك المواطن في عملية تمويل مسكنه -

.على األقل تعويض أقل تكاليف الصيانة إليجار التي تضمنتطبيق سياسة ا -

:إعادة تنظيم اإلدارة عن طريق •

اإلدارة المركزية، اإلدارة المحلية، (اإلدارات إعادة توزيع المهام بين مختلف -

.)المواطن والمؤسسة

الضروري لمسايرة التحديات دعم إمكانيات التكوين والبحث العلمي والتقني -

.الجديدة

، 2001لية العلوم السياسية واإلعالم، جامعة الجزائر، ، شهادة ماجستير، كسياسة السكن وتغيراتها الحديثة: محمد عمران 1

.79ص2 Ministère de L’habitat : Politique de l’habitat bilan et perspectives, Mars 1995, pp14, 17.

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 79 -

1:أما إذا تحدثنا عن الحظيرة الوطنية للسكن فهي كاآلتي

.1962من هذه الحظيرة أنجزت قبل سنة % 56 -

.تتكون من البناءات الفرديةمن هذه الحظيرة % 75 -

.من هذه الحظيرة تقع في األوساط الحضرية % 52 -

إلى 1966سنة 6,6نسبة شغل المسكن حيث انتقلت من هناك تدهور في -

، حيث قدر العجز في ذلك 1992أفراد في المسكن الواحد سنة 8حوالي

.وحدة سكنية في السنة 120000الوقت بِـ

:يمكن أن نلخصها فيما يلي 1994 -1990بين سنتي أما أهم إنجازات مرحلة ما

3:الجدول رقم

في ميدان السكن 1994 -1990أهم إنجازات مرحلة

السكن السكن الريفي السكن الترقوي السنوات

الخاص العام االجتماعي1990 5828 465 12230

86982

1991 6188 378 5530 1992 11621 591 13738 1993 16072 773 8516 1994 16210 1187 43999

48013 3394 55919 المجموع

.90حاوشين ابتسام، مرجع سابق، ص :المصدر

2:يتعلق بالتمويل فهو كما يليأما فيما

خلت الدولة ت 1991الصندوق الوطني للسكن سنة منذ إنشاء :السكن االجتماعي •

على شكل إعانات يمنحها الصندوقهذا عن تمويل هذا النوع من السكن لصالح

:للمواطنين وهي كالتالي

1 Ministère de L’habitat : Note sur la situation du secteur de l’habitat, Avril 1994, p1. 2 Abderrezak Lazizi : Le financement du logement social en algérie, Thèse de Master,

Ecole Supérieure de Commerce, Marseille, 1998, pp29, 30.

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 80 -

مساعدة مالية تدخل ضمن القروض التي يمنحها الصندوق الوطني للتوفير -

.واالحتياط

مدة تسديد القروض التي يمنحها الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط من تمديد -

.سنة 40سنة إلى 25

.تتحمل الدولة جزء من نسبة الفائدة على القرض -

أوكلت مهمة تمويل هذا النوع من السكن للدولة عن طريق بنك :لسكن الريفيا •

:الفالحة والتنمية الريفية، حيث يمنح

دج لكل عائلة ريفية غير قابل للتعويض، ويكون على 120000مبلغ قيمته -

% 40ثالث مراحل، المرحلتين األولى والثانية تعطى للعائالت في كل مرحلة

المتبقية من % 20ض، أما المرحلة الثالثة فيمنح لها من مجموع مبلغ القر

.المبلغ تبعا لسير أشغال البناء

.دج 500000مساعدة مؤقتة بمعدل -

:2000 -1995مرحلة .9

تميزت هذه المرحلة بظهور نمط سكني جديد وهو السكن التساهمي أو السكن المدعم،

ملية تمويل السكن عن طريق تقديم إضافة إلى فتح الباب أمام البنوك التجارية للدخول في ع

.قروض ذات فوائد

1:ويمكن أن نوجز في ما يلي أهم إنجازات هذه المرحلة في ميدان السكن

:برنامج السكن الحضري •

وهذا بناء 1995ظهر هذا النوع من السكن ابتداء من سنة :السكن التساهمي -

المتعلق 1994أكتوبر 04المؤرخ في 308 -94على المرسوم التنفيذي رقم

بشروط تدخل الصندوق الوطني للسكن في تقديم اإلعانات المالية للعائالت من

أجل الحصول على مسكن محترم، حيث تعتبر إعانات بدون تعويض تحدد

حسب الدخل الشهري للمواطن، ويوجه هذا النمط من السكن إلى األشخاص

ومسكنذوي الدخل المتوسط وينقسم إلى نوعين مسكن ترقوي جماعي

.ترقوي فردي

.98، 97حاوشين ابتسام، مرجع سابق، ص ص 1

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 81 -

قين مهمة إنجاز هذه السكنات إلى المرأوكلت :السكن التطوري الجماعي -

األرض وتحديد قوائم المستفيدين والقيام العقاريين، حيث يعمل على تجزئة

باإلجراءات الالزمة مع الصندوق الوطني للسكن الستالم اإلعانات المالية،

أو مؤسسة ترقية يية والتسيير العقارويمكن أن يكون المرقي إما ديوان الترق

.السكن العائلي أو وكالة عقارية خاصة

يتم إنجاز هذا النوع من السكن من طرف األشخاص :السكن التطوري الفردي -

الذين يملكون قطعة أرض قابلة للبناء بعد تلقيهم لمساعدة مالية من الصندوق

% 40األولى الوطني للسكن حيث تكون هذه المساعدة على ثالث حصص

من مجموع مبلغ المساعدة، أما الحصة الثانية والثالثة فتقدر كل واحدة

1998من مبلغ المساعدة، وقدرت هذه المساعدة سنة % 30بِـ

دج حسب الدخل الشهري للفرد، كما يشترط 350000دج إلى 250000بِـ

الدولة مهما كان نوعها طرف يكون قد استفادة من إعانة من على المستفيد أال

1.سواء إعانة مالية أو إعانة في شكل قطعة أرض

:السكن االجتماعي •

حيث أصبح تمويله 1998عرف هذا النمط من السكن تغيرا في صيغة تمويله سنة

مشترك بين الخزينة العمومية والصندوق الوطني للسكن، إضافة إلى إتباع سياسة تخفيض

.الجتماعيةتكلفة إنجاز المساكن ا

:السكن الترقوي •

عرف هذا النوع من السكن استفاقة معتبرة في هذه الفترة خاصة بعد فتح الباب أمام

البنوك التي استطاعت أن تمنح قروضا بفوائد من أجل إنجاز المساكن، فأصبحت بذلك

.كن أسهل مما كانت عليه من قبلاسمشروط الحصول على هذا النوع من ال

:السكن الريفي •

بل أبقت الدولة على الصيغة تمويلهفي صيغة ام يعرف هذا النمط من السكن تغيرل

السابقة التي تعتمد على تقديم مساعدة مالية للمواطن على أن يكون مالكا لقطعة أرضية قابلة

2.للبناء، حيث يتكفل بإنجاز مسكنه بنفسه 1 Abderrezak Lazizi, op. cit, p31.

.105حاوشين ابتسام، مرجع سابق، ص 2

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 82 -

.يدان السكنويمكن أن نلخص في الجدول اآلتي أهم إنجازات هذه المرحلة في م

4: الجدول رقم

2000 -1995يوضح البرامج السكنية المنجزة الحضرية والريفية في مرحلة

السكن السنة

االجتماعي

ويمئ البةنسال

ة

سكن

اجتماعي

وي آخرمئ البةنسال

ة

السكن

التساهمي

ويمئ البةنسال

ة

السكن

الترقوي

ويمئ البةنسال

ةالسكن

الريفي

ويمئ البةنسال

ة

المجموع

1995 42208 32 5896 4 9060 6 26271 19 48087 36 131522

1996 39819 35 3127 2 21092 18 15724 14 32523 28 112285

1997 46513 41 3892 3 18482 16 15959 14 26751 23 111597

1998 51588 42 4176 3 22366 18 9299 7 33946 27 121375

1999 41984 33 3181 2 32445 26 7389 5 39209 31 124208

2000 60484 46 1999 2 23535 18 9561 7 34493 26 130072

731259 29 215009 11 84203 17 127180 3 22271 38 282596 المجموع

.108حاوشين ابتسام، مرجع سابق، ص :المصدر

كانت للسكن االجتماعي تالجدول أن حصة األسد من اإلنجازا هذا نالحظ من خالل

المجتمع وهي الفئة ذات الدخل المحدود، كما عرف السكن منخصص ألكبر شريحة كونه م

التساهمي تطورا ملحوظا في نسب اإلنجاز من سنة إلى أخرى باعتباره نمطا جديدا، إضافة

.إلى األعداد التي وفرها السكن الريفي الذي حظي بدعم الدولة

وهو ما يفسره الفرق بين إال أننا نالحظ أن نسب اإلنجاز تبقى دائما منخفضة

وبلغت 2000واإلنجازات، حيث عرف السكن االجتماعي أعلى نسبة إنجاز سنة التوقعات

أعلى نسبة إنجاز له، لذلك 1995سنة % 36فقط، أما السكن الريفي فشكلت نسبة % 46

.الحقيقي الذي يشغل بال السلطات العموميةفإن مشكل السكن يبقى دائما المشكل

:2004 -2001مرحلة .10

هذه المرحلة هو ظهور صيغة جديدة للسكن وهي البيع عن طريق اإليجار أهم ما ميز

، حيث يسمح هذا النوع 2001أفريل 23المؤرخ في 105 -01وهذا بموجب المرسوم رقم

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 83 -

من السكن بالحصول على مسكن بعد إقرار شرائه بملكية تامة بعد انقضاء مدة اإليجار

من تكلفة المسكن % 25د مكتوب، حيث يتعين على المستفيد دفع المحددة في إطار عق

كدفعة أولى، ويجب على المستفيد أن يدفع مبلغ المسكن في كل الحاالت بعد خصم مبلغ

.سنة 20الدفعة األولى في مدة ال تتجاوز

كمرحلة أولى 2002مسكن سنة 35000و مسكن 20000 2001وقد سجلت سنة

الجزائر، قسنطينة، وهران، عنابة، البليدة، تبازة، حيث حدد تاريخ وهي موزعة على واليات

إنجاز هذا البرنامج عدة شركات وطنية وقد أشرف على 2003ذه السكنات سنة استالم ه

. وأجنبية

1:دة سكنية حضرية منهاوح 28786سلمت 2002في السداسي األول من سنة

.وحدة سكنية 17602 السكن االجتماعي اإليجاري -

.وحدة سكنية 7251السكن التساهمي -

.وحدة سكنية 1398 يسكن الوظيفال -

.وحدة سكنية 2535السكن الترقوي -

حيث 2001لكن هذه األرقام تعتبر أقل من التي سجلت في السداسي األول من سنة

2.وحدة سكنية 33147 آنذاكوزعت

ةالمقرروباألعداد أما بالنسبة للتمويل فإن إنجاز السكنات في اآلجال المحددة لها

يصطدم دائما بنقص الموارد المالية سواء تعلق األمر بالمقاولين العموميين أو الخواص أو

.البناء الذاتيأصحاب حتى

فيما يخص قطاع السكن فقد انخفضت قيمة االعتمادات المستهلكة خالل السداسي

خالل السداسي دجمليار 21,35مليار دج مقابل 17688حيث بلغت 2002األول من سنة

2001.3الثاني من سنة

وتجدر اإلشارة إلى أن هذه المرحلة تميزت بنقص القروض الخاصة التي يستعملها

ظم العقار، علما بأن طة وقوانين تنمالية نش، وغياب سوق جهةقطاع السكن بصفة فعلية من

تقارير حول الظرف االقتصادي واالجتماعي للسداسيين األول والثاني من سنة : ماعي واالقتصاديالمجلس الوطني االجت 1

.40، ص2002 .45المجلس الوطني االجتماعي واالقتصادي، نفس المرجع، ص 2 .46المجلس الوطني االجتماعي واالقتصادي، نفس المرجع، ص 3

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 84 -

عنها ال تؤدي إلى اإلجراءات المتخذة في إطار تمويل الترقية العقارية والضمانات الناتجة

.انتعاش قطاع السكن بوتيرة تتماشى مع حاجيات السكان وآمالهم

فقد بلغت عدد السكنات 2003أما النتائج المسجلة خالل السداسي األول من سنة

1:وحدة سكنية موزعة كاآلتي 28373المسلمة في هذا السداسي

.وحدة سكنية 13636السكن االجتماعي -

.وحدة سكنية 5185السكن التساهمي -

.وحدة سكنية 932السكن الوظيفي -

.وحدة سكنية 2635السكن الترقوي -

.وحدة سكنية 5987السكن الريفي -

.مليار دج من عائدات اإليجار 2,6مليار دج، و 196,2أما التمويل فقد بلغ

2:فهي كاآلتي 2004ديسمبر 31السكن حتى أما وضعية قطاع

.كنيةوحدة س 119412السكن االجتماعي -

.وحدة سكنية 28351السكن التساهمي -

.وحدة سكنية 38068السكن الترقوي -

.وحدة سكنية 49115البيع باإليجار -

.وحدة سكنية 109620السكن الريفي -

:2009 - 2005توقعات اإلنجاز ما بين سنتي .11

ما في إطار البرنامج الرئاسي فقد تقرر إنجاز حوالي مليون وحدة سكنية خالل الفترة

.2009 -2005 ن سنتيبي

3:ما يليينقسم هذا البرنامج إلى

.% 11,88وحدة سكنية بنسبة 120000السكن االجتماعي -

.% 21,28وحدة سكنية بنسبة 215000السكن التساهمي -

.%31,68وحدة سكنية بنسبة 320000السكن الترقوي -

حول الظرف االقتصادي واالجتماعي للسداسي األول من سنة مشروع تقرير: المجلس الوطني االجتماعي واالقتصادي 1

.70، ص2003 .71المجلس الوطني االجتماعي واالقتصادي، نفس المرجع، ص 2

3 Ministère de L’habitat : Programme quinquennale sectoriel 2005- 2009, p1.

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 85 -

.% 7,92وحدة سكنية بنسبة 80000البيع باإليجار -

.% 27,22وحدة سكنية بنسبة 275000السكن الريفي -

1:وحتى يتحقق هذا البرنامج فقد تقرر البدء أوال بِـ

بلدية عن ل للتعمير على مستوى كل والية وإحصاء شامل للعقار المتوفر القاب -

للتهيئة والتعمير ومخططات شغل ةالتوجيهي اتطريق إنجاز المخطط

.األراضي

.ة وفي كل بلديةإحصاء عام للحاجيات من السكن في كل والي -

إلى الوصول بمعدل شغل المسكن إلى 2009 - 2005كما يهدف البرنامج الخماسي

.2003سنة نهاية تقريبا د في المسكنافرأ ستةخمسة أفراد في المسكن الواحد بعدما كان

2:أما المبالغ المالية المخصصة لهذا البرنامج نوجزها فيما يلي

.دج 162.900.000السكن االجتماعي -

.دج 103.200.000السكن التساهمي -

.مليار دج 320ن الترقوي والبناء الذاتي السك -

.مليار دج 16البيع باإليجار -

.مليار دج 132السكن الريفي -

1 Ibid, p2. 2 Ibid, p11.

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 86 -

:وضعية قطاع السكن في والية غرداية .12

وتيرة متسارعة في ميدان تجسيد مختلف في اآلونة األخيرة تعرف والية غرداية

.مسجلةبرامج السكن ال

:مسكن في طريق اإلنجاز وهي موزعة كما يلي 1843هناك حوالي ف

.وحدة 229: سكن اجتماعي -

.وحدة 650: سكن اجتماعي تساهمي -

.وحدة 479: سكن ريفي -

.وحدة 485: البيع باإليجار -

مسكن 790في إنجاز شروعوتم ال وحدة سكنية 1414تم توزيع 2004خالل سنة

.% 85، حيث وصلت نسبة التوزيع في نفس السنة حوالي مختلف البرامج السكنيةفي

5: الجدول رقم

2004يبين وضعية قطاع السكن في والية غرداية حتى سنة

غير المنجز اإلنجاز ورفي ط المنجز المسجل البرنامجنوع

/ 229 2471 2700 اجتماعي

225 479 196 900 ريفي

/ 650 628 1278 اجتماعي تساهمي

/ 485 15 500 اإليجارالبيع ب

225 1843 3310 5378 المجموع

.مديرية السكن والتجهيزات العمومية لوالية غرداية: المصدر

:السكن الريفي

:إعانة موزعة كما يلي 900البرنامج المخصص لوالية غرداية هو

.2002إعانة سنة 400 -

.2003إعانة سنة 400 -

.2004إعانة سنة 100 -

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 87 -

دج، من المبلغ اإلجمالي وهو 98.650.000استهالك 2005-02-21تم حتى

1.% 30 بِـدج، أي قدرت نسبة االستهالك 350.000.000

:السكن االجتماعي التساهمي

مسكن عبر 2133بلغ حجم البرنامج الذي خصصته الدولة لهذا النوع من السكن

، ويمكن تلخيص هذا يعقار مرقي 14والية، وهذا بواسطة لل بلدية 13ثماني بلديات من بين

:البرنامج فيما يلي

.وحدة سكنية 1873البرنامج الذي في طور اإلنجاز -

تمت األشغال 628وحدة منها 1278تمويل مالي هو البرنامج الذي استفاد من -

.في طور اإلنجاز 650بها و

دج 1.200.000ما بين غرف 3حيث بلغ سعر التنازل عن مسكن متكون من

.دج 1.500.000و

:برنامج البيع باإليجار

وحدة سكنية فيما يخص مرحلة 500قامت والية غرداية بتمويل برنامج يحتوي على

69 بواسطةشهرا 18على أن تنتهي في مدة 2002- 10-30، بدأت األشغال في 2002

تحتوي أيضا مؤسسة عاملة في ميدان البناء، وهذه المساكن هي عبارة عن مساكن فردية

.طح يمكن استعماله في فصل الحرفناء وسعلى

:فيما يخص تقدم األشغال هي كما يلي

.مسكن بصفة نهائية 15تم إنجاز -

.% 60مسكن بلغت نسبة اإلنجاز بها 236 -

.% 10مسكن بلغت نسبة اإلنجاز بها 142 -

.مسكن لم تنطلق األشغال فيها بعد 107 -

.مومية لوالية غردايةمديرية السكن والتجهيزات الع معطيات 1

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 88 -

:2009 -2005توقعات اإلنجاز مابين سنتي

مسكن موزعة 9500فقد تقرر إنجاز 2009 - 2005رنامج الخماسي في إطار الب

.على مختلف البرامج السكنية، ويمكن توضيح ذلك من خالل الجدول اآلتي

6: الجدول رقم

2009 -2005وضح توقعات إنجاز السكنات في والية غرداية مابين سنتي ي

موعالمج السكن التساهمي السكن الريفي السكن االجتماعي البلدية

1927 1557 140 230 غرداية

773 513 160 100 العطف

930 660 160 110 بنورة

510 240 180 90 الضاية

727 407 180 140 بريان

803 363 260 180 القرارة

620 330 190 100 زلفانة

920 500 240 180 متليلي

330 50 240 40 سبسب

320 00 280 40 منصورة

340 00 290 50 حاسي لفحل

780 270 350 160 المنيعة

520 110 330 80 حاسي القارة

9500 5000 3000 1500 المجموع

.مديرية السكن والتجهيزات العمومية لوالية غرداية: المصدر

التحضر وسياسة السكن في الجزائر: الفصل الثالث

- 89 -

:تم اتخاذ بعض اإلجراءات من أجل تنفيذ هذا البرنامج منها

من طرف هميةضبط قوائم المستفيدين من السكنات الريفية والسكنات التسا -

.البلديات

.اختيار األراضي المناسبة إلقامة السكنات االجتماعية والتساهمية -

إجراء االتصاالت مع المرقين العقاريين من أجل القيام بإنجاز جزء من هذا -

.البرنامج

.القيام بالدراسات الجيوتقنية الخاصة ببرنامج السكنات االجتماعية -

ميزاب العمران والممارسة االجتماعية: الفصل الرابع

- 90 -

:تمهيد

إن التعرض لتاريخ سكان بني ميزاب في هذا البحث هي مسألة أكثر من ضرورية بل

خاصة "المادية والمعنوية، الثقافيةالبد منها للتعرف على خصائص هذا المجتمع الفكرية و

ن هما وأن هذا المجتمع هو مجتمع من النموذج الفكري حيث كان المذهب والفكر اإلباضيي

في تجميع هذه العائالت وهؤالء الناس ذوي األصول المتباعدة والمختلفة، كما الدافع الوحيد

إن هدف الحفاظ على هذه العقيدة هو الدافع الوحيد في بقاء هؤالء السكان في هذه المنطقة

1".وفي هذه الظروف الحياتية العسيرة

م، 875ـ ه296بعد سقوط الدولة الرستمية في تيهرت على يد الفاطميين حوالي سنة

اضطر أصحابها إلى الهجرة إلى وارجالن أو ورقلة وسدراتة حفاظا على عقيدتهم وهروبا

هناك بل اضطروا للهجرة مرة أخرى لكن هذه المرة إلى المتسلطين، لكن مقامهم لم يطل من

م حيث ظهرت على يدهم النواة األولى للعمارة 981هـ 402شبكة ميزاب وكان ذلك سنة

.في وادي ميزاب

أما أصل السكان الذين عمروا منطقة ميزاب قبل قدوم اإلباضية إليها، فيقول الشيخ

من قبيلة بني مصعب البربرية فرع زناتة األصليونسكان ميزاب "عبد الرحمان بكلي

ومصعب هذا هو مصعب بن بادين انتقل بنوه إلى الوادي مع بني إخوته عبد 2،"العظيمة

الطبقة الثانية من زناتة انتقلوا إلى الوادي ألسباب سياسية الواد وتوجين وزردال وهم من

وإن وقصور مصاب سكانها لهذا العهد شعوب زناتة"حسب رأي ابن خلدون حيث يقول

3".تصة بمصابكانت شهرتها مخ

:الموقع الجغرافي لشبكة ميزاب .1

تقع منطقة ميزاب في منطقة الواحات على هضبة كلسية صخرية تبعد عن الجزائر

.م500كلم جنوبا بمتوسط ارتفاع عن سطح البحر قدر بحوالي 600العاصمة بحوالي

، المعهد التكنولوجي للفنون المعمار والممارسة االجتماعية ميزاب بين الماضي والحاضر: محمد التريكي، خالد بوزيد 1

.16، ص1989والهندسة والتعمير، تونس، .13، ص1992، المطبعة العربية، غرداية، تاريخ بني ميزاب: بكير الحاج سعيد 2 .14نفس المرجع، صبكير الحاج سعيد، 3

ميزاب العمران والممارسة االجتماعية: الفصل الرابع

- 91 -

وطبيعة باردة تتميز المنطقة بمناخ شبه قاري صحراوي ذو طبيعة جافة وحارة صيفا

.ورطبة في الشتاء وتتميز أيضا بهبوب الرياح الرملية الحارة خاصة في فصل الصيف

ي بعض تكون منعدمة ومتذبذبة بحيث تسبب فيث األمطار ح بندرةكما تتميز المنطقة

عارمة وأحيانا أخرى يسبب شح السماء في جفاف كبير وخطير حيث فيضاناتاألحيان في

كان لهما ةالمناخيوهذه الطبيعة الموقعهذا . ودام سبع سنوات كاملة 1947كان آخره سنة

.األثر المباشر على حياة المجتمع وعلى طبيعة عمرانه

:ة الفكرية والعقائديةالطبيع .2

أساسا على التوحيد اإلسالمية األخرى تعتمداإلباضية هي فرقة كغيرها من الفرق

وهو اإليمان باهللا وحده ال شريك له واإليمان برسول اهللا محمد صلى اهللا عليه وسلم واعتباره

.هاديا للعالمين

نرى أن لها عالقة نكتفي في هذا البحث بتناول األصول العقائدية والفكرية التي

1:األصول هي هذهولهذا المجتمع، يالعمرانمباشرة وواضحة بالنتاج

الجازم بوجود اهللا ووحدانيته وأن محمدا رسول اهللا واالعتقادوهو اإلقرار : التوحيد •

.وأن ما جاء به حق من عند اهللا وجب تصديقه والعمل بما جاء به

فصل بين القول والعمل، واإليمان ال وعمل فال يجوز ال وتصديقهو قول :اإليمان •

.يكتمل إال بالقول والعمل

وهو اإليمان الجازم بأن كل شيء هو مقدر من عند اهللا فاإلنسان : القضاء والقدر •

.يسلك حسب ما قضاه اهللا وقدره

.الوعد بالجنة والخلود فيها والوعيد بالنار والخلود فيها: العدل والوعد والوعيد •

وهي الحب في اهللا كل مسلم صالح متقي، والبراءة هي عكس ذلك : الوالية والبراءة •

.بحيث توجب هجرة من كفر باهللا أو مرتكب المعاصي

حيث تعتمد على الكفاءة الشرعية ال على اإلمامة فرض وواجب شرعي: اإلمامة •

.الحسب والنسب، وإن تنصيب اإلمام يكون باالختيار والبيعة

، جمعية التراث، غرداية، الفكر السياسي عند اإلباضية من خالل آراء الشيخ محمد بن يوسف اطفيش: عدون جهالن 1

.66، 51، ص ص1991

ميزاب العمران والممارسة االجتماعية: الفصل الرابع

- 92 -

المادية حياتهم التاة حاولوا تطبيق اإلسالم في كل مجوتجدر اإلشارة إلى أن اإلباضي

والفكرية، وباعتبار العمران هو جزء من اإلنتاج المادي للمجتمع فإنه لم يخرج عن اإلطار

.العقائدي لإلباضية بحيث تأثر بهذه الطبيعة الفكرية بما تتضمنه من أصول عقائدية وفكرية

:المدن السبع في وادي ميزاب .3

يزاب في وقت مضى قرى غير التي نعرفها حاليا، حيث تم خرابها عرف وادي م

بسبب الحروب والنزاعات التي كانت تنشب بين الطوائف أو بسبب الفتن الداخلية، كما إن

من مجرى الوادي مما جعلها تتعرض لغارات الغزاة الفتقارها بالقربهذه القرى كانت تبنى

ين،شرِغَرم نَتْلَزديتْ، تمزرتْ، تَأ ( :لعامل الدفاع، ونذكر من هذه القرى

1.)َأكْنوناي، موركي

م 1004التي بنيت سنة )َأغَرم َأنْوداي (أما المدن السبع الحالية إذا استثنينا قرية

2:م فيمكننا أن نتحدث عن المدن اآلتية1123هـ والتي خربت سنة 395

مدن ميزاب الحالية من حيث التأسيس أنشأها الخليفة بن هي أقدم :العطف )تَاجنيتْ( •

.المكان المنخفض فتعني تَاجنيتْم أما كلمة 1012/ هـ402أبغور سنة

• )بنور هو اسم لقبيلة بربرية أسست مدينة بنورة سنة :بنورة )آتْ ُبنُور

.م، تقع هذه المدينة على جبل منفصل عن باقي الهضبة1065/ هـ457

تعني هذه الكلمة األرض المستصلحة الواقعة على ضفة مجرى : غرداية )ردايتْتَغَ( •

.م1085/ هـ477الوادي، أسست سنة

م، أما عن أصل هذه التسمية 1321/ هـ720أسست سنة :بني يزقن )زجنآتْ ِإ( •

يسمون أوالد يسقن جاءت طائفة منهم ففي أعالي قسنطينة قوم "فيقول الشيخ اطفيش

.قبيلة بربريةلكما إن ِإزقَن هو اسم " القرية فنسبت إليهم إلى هذه

يمكن أن تكون "أصل هذه التسمية حسب الشيخ اطفيش دائما هي :مليكة )آتْ مليشَتْ( •

نسبت لرجال عمروها من بالد مليكش، ومليكش هي قبيلة أمازيغية منتشرة في شرقي

، حيث أسست ت في وادي ميزاب، وهي آخر المدن الخمس الحالية التي أسس"الجزائر

.م1355/ هـ756سنة

.18، 17، ص صبكير الحاج سعيد، مرجع سابق 1 .23، 21نفس المرجع، ص صبكير الحاج سعيد، 2

ميزاب العمران والممارسة االجتماعية: الفصل الرابع

- 93 -

بعد ذلك هما تين وهما القرارة وبريان تم إنشاؤهناك مدين ةإلى تلك المدن الخمس إضافة

.وسكانهما من تلك المدن الخمس حيث تبعدان بعض الشيء عن وادي ميزاب

• )نارعلى بعد م تقع شمال شرق الوادي1630/ هـ1040أنشئت سنة :القرارة )ِإقْر

كلم تقريبا، وأصل تسميتها من ِإقْرارن وتعني بالبربرية تقْرار أي السهل المقعر 100

قصور ءامتال، أما سكانها فهم من الوادي هاجروا إليها بعد المنخفض المزروع

.الوادي بالسكان

م تقع شمال الوادي على بعد1660/ هـ1060أنشئت سنة : بريان )برقَان آتْ( •

كانت تطلق على الخيمة التي يستعملها البدو وقد اشتهر فكلمة برقَن م، أما كل 40

1.الخيام فنسبت إليهم بصناعةسكان هذه المنطقة

ل على اح الجبوأما بالنسبة للمواقع المختارة إلقامة هذه المدن فإنها بنيت كلها على سف

على األراضي الزراعية، أو ظ افحتكون في مأمن من سيالن الوادي وت بحيثعلو متوسط

على قمة جبل منفصل عن باقي الهضبة ويراعى في هذا االختيار جانب الدفاعتقام

.ضد الغزاة

وفيما يخص تخطيط هذه المدن فإن المسجد يتوسطها وتلتف حوله المنازل بحيث

أبراج مداخل هتتخللتشكل األزقة الرئيسية دوائر مركزها المسجد ويحيط بالمنازل سور

ن بذلك السور أو جزء منه، وال وقد تدير بعض المنازل ظهرها للخارج فتكو ،الحراسة

زل بفتح باب إلى خارج القرية، أما السوق أين تستقبل القوافل ايسمح ألصحاب هذه المن

.، وكذا البئر العمومية التي تسمى آنُوالتجارية فكانت تقع خارج السور

الغالب أو بانضمام بعض ما بتزايد عدد سكانها وهووكلما تتسع قرية من القرى إ

المهاجرين إليها يضطر أصحابها إلى الزيادة في مرافقها العامة أو تجديدها، فاألسواق كانت

تغير أماكنها إال المسجد كان يضاف إليه بيوتا أخرى وديارا تشترى من أصحابها، فلم يبق

ال يسمح بإنشاء حيث مرتين أو ثالثة مسجد من مساجد هذه القرى لم تضم إليه إضافات

2.مسجد آخر في ناحية من المدينة حفاظا على جمع الكلمة وخوفا من التفرقة

.48، 47، ص ص1993، المطبعة العربية، غرداية، ميزاب يتكلم: شتبكير بن سعيد أعو 1 .22، ص1970، دار البعث، قسنطينة، ميزاب بلد كفاح: إبراهيم محمد طالي 2

ميزاب العمران والممارسة االجتماعية: الفصل الرابع

- 94 -

تمثل المدن السبع في وادي ميزابالتي مجموعة الصور

بنورة )آت بنور(مدينة العطف )تاجنِينت( مدينة

بني يزقن )آت إِزجن(مدينة غرداية )تاغَردايت(مدينة

القرارة )إِقْرارنْ(مدينة ة مليك )آت مليشت(مدينة

بريان )آت برقَانْ(دينة م

ميزاب العمران والممارسة االجتماعية: الفصل الرابع

- 95 -

:الهيكلة الداخلية للقصر .4

يتكون القصر في وادي ميزاب أساسا من أربعة عناصر أساسية وهي المسجد

محاذية للقصر وتقع خلف السور، والمنازل والطرقات والسوق إضافة إلى الواحة التي تكون

.وسنتناول هذه العناصر المختلفة بشيء من التفصيل

:المسجد •

المجتمع الميزابي، حياةتبر من أهم المنافع في القصر لما له من دور أساسي في يع

يعتبر مركز البحث في الشؤون السياسية والتربوية فإنهفباإلضافة إلى وظيفته الدينية

عتبر مركز السلطة المسيرة في ميزاب وهي العزابة، جتماعية التي تخص المجتمع، كما يواال

القصر فهو النواة فيعه من خالل موقسجد في حياة المجتمع حيث انعكست أهمية الم

ينشأ ثم اويحتل المركز والمكان المرتفع فيه فهو أول م القصراألساسية لتخطيط وهيكلة

تأتي بعده المساكن وتنتهي إليه الطرق ليكون قريبا من كل أجزاء القصر فهو بمثابة القلب

1.النابض في جسم المدينة

على بيت للصالة وسحن وبيت صالة النساء وغرفة العزابة ومخزن ويحتوي المسجد

ذو وفي الركن الشمالي للمسجد تنصب المئذنة على شكل هرمي ،للمؤونة وفضاء للوضوء

العناصر الملحقة الفضاءات حريم المسجد ثم تأتي بعدهحيث تشكل هذه قاعدة مربعة،

يم الدين وتكون منفصلة عن المسجد كالمحاضر التي تعمل على تحفيظ القرآن الكريم وتعل

.لكن ليست بعيدة عنه

ق الحاجة، راعى فيها عدم اإلسراف والبناء فوأما فيما يخص النسب والمقاييس في

وتجدر اإلشارة إلى أن المسجد في ميزاب ال يحتوي على أية نقوش أو زخارف بل هو

2.جد بسيط

:المنازل •

لمجتمع اإلسالمي ومن خالله المجتمع الميزابي التي يوليها ا ةترجع األهمية الكبير

.للسكن إلى اهتمام اإلسالم بالعائلة التي تمثل الركيزة األولى واألساسية في بناء أي مجتمع

.69محمد التريكي، خالد بوزيد، مرجع سابق، ص 1 .70نفس المرجع، صمحمد التريكي، خالد بوزيد، 2

ميزاب العمران والممارسة االجتماعية: الفصل الرابع

- 96 -

طابقين وسطح تكون من ت 2م100 مساحتهاالمنازل الميزابية كثيرة التشابه ال تتجاوز ف

عتبة تقي الدار من دخول األتربة سم هذه ال10وعتبة مدخل المنزل التي يبلغ ارتفاعها

ل النهار إال اوخروج الهواء البارد أيام الحر الشديد حيث يبقى باب المنزل عادة مفتوح طو

.أن المارة في الشارع ال يستطيعون مع ذلك رؤية ما بداخل الدار

السقيفة به مقطع حجري منخفض بعند تجاوز المدخل تجد نفسك في رواق يسمى

أمام المنسج في الصيف ورحى تثبت في إحدى زواياها لطحن الحبوب، من يستعمل للجلوس

السقيفة تنتقل مباشرة إلى وسط الدار المضاء بواسطة فتحة تصل الطابق األرضي بالطابق

.داخل المنزل د الهواءيتجدتعمل على األول تنزل منها أشعة الشمس و

اعة سمر العائلة مدخلهاأنسب موقع حول وسط الدار هو من نصيب تيزفْرِي أو ق

أكثر من ضوء الشمس، ثم يأتي المطبخ وهو عريض نوعا ما متجه نحو القبلة لالستفادة

جد غرفة النوم ب وسط الدار وفي الجانب المقابل تفضاء صغير مفتوح على أحد جوان

جد مرحاضا ودوشا، للشارع غير زاوية المدخل ت الخاصة بالوالدين وفي الزاوية المحاذية

المؤدية إلى الطابق األول وموقعها هذا جاألدراي الزاوية المقابلة لمدخل الدار تنطلق وف

جد غرفة صغيرة لحفظ المؤونة ت جاألدرايساعد على تحرك الهواء وتجديده، إلى جانب

1.الغذائية واألثاث

تؤدي إلى قاعة جد أمام مدخل الدار بابا لحجرة صغيرة في داخلها أدراجغالبا ما ت

قبال الضيوف الخاصة بالرجال في الطابق األول، هذه األدراج المستقلة عن وسط الدار است

تجعل حركة الرجال ممكنة من الطابق األول إلى الخارج مباشرة دون إحراج من

.بداخل الدار

نافذة متوسطة الحجم يمكن على قاعة استقبال الضيوف التي تسمى لَعلي تحتوي

عددا من استثنينازل إذا منفوق باب الدار وهي النافذة الوحيدة للقع تمن الشارع رؤيتها

.)فتحات صغيرة( الكوات

أما الطابق األول فباإلضافة إلى غرفة استقبال الضيوف يحتوي أيضا على عدد من

فه مسقف والجزء اآلخر مفتوح إلى جد نصومطبخ ومرحاض ودوش، والباقي ت غرف النوم

.88بكير الحاج سعيد، مرجع سابق، ص 1

ميزاب العمران والممارسة االجتماعية: الفصل الرابع

- 97 -

واس، والجزء المسقف هو المكان المفضل لبعض األعمال من األق السماء يفصل بينهما عدد

.في الشتاء لتوفره على أشعة الشمس

النصف المفتوح يحتوي في إحدى أركانه على الفتحة المطلة على الطابق األرضي

ويمتد إلى جهة القبلة الستقبال أشعة الشمس في أطول فترة من النهار، أما الجزء المسقف

يحمل مع الغرف سطح المنزل الذي يستعمل المسمى ِإكُوم للنوم صيفا إضافة الحتوائه ار

1.على مخزن الحطب الذي كان يستعمل للطبخ والتدفئة

2:هناك قواعد عامة في الفن المعماري الميزابي يلتزم بها كافة السكان منها

.م7,5ذراعا أو 15ن علو الدار ال يفوق إ -

من الناحية الشرقية كي ال يحرم الجار لسطحال يسمح بإقامة جدار على حدود ا -

من ضوء الشمس صباحا أو مساء، حيث ورد في اتفاق مجلس وادي ميزاب في

واتفقوا على بناء البالد على : "...م ما يلي1743/ هـ1156شهر شعبان من سنة

من هو غربي أو قبلة لجاره، فال يطلع عليه أو يضر جاره في الشتاء على طلوع

ضاق عليه المكان فيخلف حريم جاره ثالثة ذروع ويبني فال يمنعه الشمس وإن

3".جاره

أو مرابط الدواب حالمستراال يجوز إسناد األدراج إلى جدار جاره إال بإذنه وكذا -

.إال إذا سبق أحدهما اآلخر فإن األخير هو الذي دخل على هذه المضرة

جيران ليحددوا له المكان ال يحدث أحد نافذة مهما كان نوعها إال برخصة من ال -

.الذي يمكن أن يحدث فيه هذه النافذة أو الكوة

ن أمينان في عرف البناء ترفع إليهما الشكاوى التي تتعلق بالبناء داخل في كل بلدة يعي

.هـ المذكور أعاله1156القصر وذلك ما نص عليه اتفاق سنة

، حيث يوجد 2م90نحو إن الوصف السابق ينطبق على الدار الكاملة التي مساحتها

ربع دار بأو 2م50هناك عدد كبير من المنازل أقل اتساعا وتسمى بنصف دار مساحتها نحو

ال نجد فيها إال المرافق الضرورية للسكن إال أن كل هذه المنازل تتكون 2م30مساحتها نحو

.من طابقين وسطح وتخضع للضوابط المعمارية السابقة

.89نفس المرجع، صر الحاج سعيد، بكي 1 .90نفس المرجع، صبكير الحاج سعيد، 2 .90نفس المرجع، صبكير الحاج سعيد، 3

ميزاب العمران والممارسة االجتماعية: الفصل الرابع

- 98 -

دينة منازل لبعض الميسورين تتكون من دار ودويرة وجد في المتإلى جانب ذلك

متصلتين، فالدويرة يتم فيها استقبال الضيوف وعقد االجتماعات وهي المكان الخاص

.برب البيت

:السوق •

من المنافع الهامة لما يمثله من فضاء اقتصادي واجتماعي للسكان، السوق يعتبر

المسجد في التسيير والتنظيم والمراقبة بحيث وللمدينة الميزابية سوق واحد يخضع لسلطة

.يكون حضور أحد العزابة ضروري لمراقبة عملية البيع

يحتل السوق في ميزاب الموضع األسفل من المدينة ويكون بذلك في طرفها بالقرب

ألجانب دون االضطرار إلى دخولهم من المدخل الرئيسي لها لتسهيل عملية التبادل مع ا

.كل هذا الموقع حاجزا ماديا ومعنويا بين داخل المدينة وخارجهالمدينة بحيث يشل

أنه في هذا االختيار فصل بين الفضاء الديني والروحي للمجتمع والذي يمثله كما

المسجد والفضاء الدنيوي المادي الذي يتمثل في السوق، حيث حافظت المدن الميزابية على

المدينةق ينقل من موضعه القديم إلى طرف هذه الميزة في مختلف مراحل نموها فكان السو

.كلما وقع امتداد للمدينة مع المحافظة على سوق واحدة

يأخذ السوق إما شكال مثلثا أو مستطيال على شكل ساحة ذات واجهات متعددة ومتقابلة

ليس مجرد فضاء للتجارة في ميزاب السوق "إال أن تساعد على التجمع واالتقاء والمراقبة،

و كذلك فضاء لاللتقاء والتجمع والتشاور والتحاور بين أفراد المجتمع وجماعاته وهو وإنما ه

1".كذلك فضاء للمراقبة االجتماعية والتأطير السياسي

رحبة أو ساحة تحتوي واجهاته األربعة على حوانيت ودكاكين عبارة عنفالسوق هو

هات السوق، كما يحتوي مجهزة بمقاعد مبنية أمامها على شكل مسطبات على امتداد واج

السوق على البئر والمسطح للصالة وأروقة مغطاة على امتداد واجهاته في شكل أقواس

.واإلسرافيخص النسب والمقاييس فهي تخضع دائما إلى مبدأ عدم التبذير متتالية، أما فيما

2:أما عن انعكاس السوق على الحياة االجتماعية للمجتمع الميزابي فيمكن أن نقول

.73محمد التريكي خالد بوزيد، مرجع سابق، ص 1 .75نفس المرجع، صمحمد التريكي خالد بوزيد، 2

ميزاب العمران والممارسة االجتماعية: الفصل الرابع

- 99 -

.السوق الواحدة هو انعكاس لوحدة المجتمع -

.موقع السوق من القصر هو انعكاس لطبيعة عالقة المجتمع الميزابي بغيره -

.شكل السوق انعكاس لوظيفته االجتماعية وطبيعة العملية التجارية -

.مكونات السوق انعكاس لطبيعة النشاط فيه -

.النسب والمقاييس انعكاس لحاجيات مستعملي السوق - :لطرقاتا •

إنها تمثل قنوات االتصال بين حيثالرئيسية وهي العبور ال تتجاوز الطرق وظيفتها

في وادي ميزاب فق المدينة، إال أنها تكتسي أهمية كبرى في هيكلة المدينةامختلف منافع ومر

لذلك صيغت القوانين التي تضبط أنواعها وتقسيماتها ووظائفها وطرق استعمالها، وفق القيم

.ناهج التي تحكم العالقات والممارسة االجتماعيةوالم

يكون إحداثها سابق لعملية البناء والتشييد، حيث يتم االتفاق على :إحداث الطرق -

ما هو رئيسي فيها في أمكنتها ومقاييسها ومعانيها عند تقسيم الخطط، يقول الشيخ

و خاصة فإنهم وإذا أراد قوم أن يحدثوا منزال عامة كانوا أ"أبو العباس أحمد

يجعلون له طرقه ومجازاته ومنافعه على ما اتفقوا عليه من سعة طرقه وذلك

1."باتفاقهم كلهم العام منهم والخاص أو ما رأى لهم أهل النظر منهم

لقد تم تقسيم الطرق في المدينة الميزابية وتحديد أنواعها :أقسام الطرق وأنواعها -

اني التي جعلت من أجلها، يقول الشيخ أبو ومقاييسها حسب طبيعة ملكيتها والمع

السكة األزقة على ثالثة أوجه منها الشارع الذي يسلكه العامة ومنها"عباس ال

نافذة تكون للعامة وتكون السكة غير ال النافذة تكون لقوم خصوصيين ومنها

.وال تخطط إال عند الشعور بالحاجة إليها 2،"للخواص

حريم طريق الرجالة ثالثة أذرع "ول الشيخ اطفيش أما عن طبيعتها ومقاييسها فيق

وطريق السقاية خمسة أذرع وكذا طريق الحطابة، وطريق الحمير على اختالف ما يحمل

.59نفس المرجع، صمحمد التريكي خالد بوزيد، 1 .61نفس المرجع، صزيد، محمد التريكي خالد بو 2

ميزاب العمران والممارسة االجتماعية: الفصل الرابع

- 100 -

عليها سبعة أذرع، وطرق الجمال اثني عشر ذراعا على اختالف ما يحمل عليها، وطريق

1...."بعون ذراعا وكذا طريق قوافل الحجاجالماشية كلها إلى الماء والرعي أر

لممارسة المجتمع، واضحا لقد كانت الطرق انعكاسا :وظائفها واستعماالتها -

إضافة إلى تأثير طبيعة األرض والمناخ الخاص بالمنطقة، فاستعمال الطرق راجع

إمكانيةأساسا إلى المعنى الذي جعلت من أجله إال إذا كانت الطريق خاصة فإن

فيها بإحداث ما لم يكن من قبل أو نزعه يرجع إلى اتفاق من يملكها، تصرف ال

أما السكة النافذة للخاصة أو غير النافذة لهم فال يحدث بعض "يقول الشيخ اطفيش

من فيها بابا أو غيره إال بإذن أهلها كلهم من في سطره ومن في السطر اآلخر،

2".من في أعالها أو أسفلها أو وسطها

3:وذلك ألسباب منهامت هذه الطرق بشكل دائري وشعاعي وقد رس

.إبراز المسجد الذي يحتل وسط القصر بحيث يسهل الوصول إليه -

التأقلم مع التضاريس حيث تساعد الطرق الدائرية على االرتقاء من مكان إلى -

.آخر دون عناء

ودية تكون وجهة الشوارع الرئيسية والكبيرة شمالية جنوبية وهذا لكي تكون عم -

ل النهار امع أشعة الشمس وحركتها الظاهرة، مما جعل الشوارع تكتسب ظال طو

.وتسمح بدخول الرياح الشمالية التي تعمل على استمرار دوران الهواء

:الواحة •

نصر خامس إضافة إلى العناصر األربعة المكونة للقصر في وادي ميزاب، هناك ع

.وهو الواحةأنه يقع خارجه مهم يكون تابعا للقصر إال

لكل مدينة من مدن ميزاب واحة متفاوتة االتساع حسب كبر حجم المدينة وصغرها،

وتعكس اهتمام الميزابيين بالنشاط الفالحي الذي يعتبر حيث تعد األكسجين الذي تتنفس منه

المورد االقتصادي الهام للسكان حيث استطاع الميزابيون أن يغرسوا آالف النخيل وأن

اآلبار في ظل ظروف مناخية قاسية، واالهتمام بالنخلة يعكس قيمتها في نفوس يحفروا مئات

.62، 61ص نفس المرجع، صمحمد التريكي خالد بوزيد، 1 .63نفس المرجع، صمحمد التريكي خالد بوزيد، 2 .64نفس المرجع، صمحمد التريكي خالد بوزيد، 3

ميزاب العمران والممارسة االجتماعية: الفصل الرابع

- 101 -

الميزابيين، فباإلضافة إلى موردها من التمر تستعمل أيضا كمادة من مواد البناء حيث

.تستعمل للتسقيف، كما يتم بيع حطبها الذي يستعمل للطبخ

فصل الصيف الحار هذه الواحات تحتوي على مساكن تأوي إليها العائالت لقضاء

للتمتع بلطافة الجو هناك، فموقعها داخل البساتين يوفر لها جوا معتدال ولطيفا، وتصميم هذه

المساكن ال يختلف كثيرا عن المساكن داخل القصر إال أن طابقها األول معظمه سطح حيث

1.يستعمل للنوم ليال

:الحياة االجتماعية في وادي ميزاب .4

ية للميزابيين تقوم على مؤسسات ثالث وهي مجلس العزابة جميع الشؤون االجتماع

.أو ِإمصردن سومجلس العشيرة ومجلس المكاري

:مجلس العزابة •

اهتدى المصلح الكبير اإلمام أبي عبد اهللا محمد بن بكر إلى وضع نظام محكم يحفظ

ن والمحافظة عليه مراعاة الدي ىللمذهب مبادئه، ونظام العزابة يعتبر نظام اجتماعي مبني عل

فلم يترك ناحية من النواحي االجتماعية إال وجعل لمجلس العزابة إشرافا عليه مباشرا

.أو غير مباشر

آلخرة والدعوة إلى الصالح عن الدنيا ومغرياتها ويتجه إلى ا والعزاب هو من يعزب

بما ذكر تصف وينتدب لهذا المجلس الشخص الذي ي والتدين بإرشاد الناس وتوجيههم،

.في الحياة ثقة أناسه وإعجابهم بنقائه وصالحه المستقيمةواكتسب بسيرته

2:فهي كالتالي أما عن مهامهمعضوا، 14و 12عدد أعضاء هذه الحلقة ما بين يتراوح

هم على حل المشاكل االجتماعية ريكون أكثرهم علما وذكاء وأقد :شيخ العزابة -

.وهو الذي يتولى اإلرشاد في المسجد

يقوم باآلذان وضبط أوقات الصلوات الخمس والصوم واإلفطار واألعياد :المؤذن -

.الدينية

.92بكير الحاج سعيد، مرجع سابق، ص 1، 105، ص ص1991طبعة العربية، غرداية، ، الموادي ميزاب في ظل الحضارة اإلسالمية: بكير بن سعيد أعوشت 2

106.

ميزاب العمران والممارسة االجتماعية: الفصل الرابع

- 102 -

.يؤم المسلمين في الصلوات الخمس ويكون نائبا لشيخ العزابة :اإلمام -

.مسئوالن عن أوقاف المسجد والمقابر :وكيالن ألوقاف المسجد -

المسئولون عن خمسة أعضاء وهم يتراوح عددهم ما بين ثالثة إلى :المعلمون -

.نظام المسجد وعن شؤون المحاضر القرآنية نظاما وتربية ودراسة

مهمتهم غسل الموتى ومراقبة وصاياهم وتقسيم تركاتهم :المسئولون االجتماعيون -

.وقد يزيد عددهم عن خمسة أعضاء

1.كما يمكن اعتماد هذا التقسيم لمهام حلقة العزابة

واآلذان واإلفتاء ومراعاة األوقاف وغسل من أهمها اإلمامة :المهام الدينية -

.الموتى إضافة إلى الوعظ واإلرشاد

الحرص على تنظيم العالقات االجتماعية التي تربط بين أفراد :المهام االجتماعية -

المجتمع حسب الشريعة اإلسالمية، فأعضاء الحلقة هم العمود الفقري لكل

.يومي ويشرفون عليهاالتظاهرات االجتماعية يشاركون فيها بحضورهم ال

بما أن العزابة يمثلون نخبة المجتمع الميزابي وقادته فإنهم بحكم :المهام السياسية -

جتمع ضد التدخالت األجنبية هذه المسئولية الروحية يتحملون تبعات الدفاع عن الم

ن مصدرها ونوعها، فكانوا حارس المجتمع في حاالت السلم والحرب اكمهما

.الستقرار واالضطرابواألمن والفتن وا

تقوم به الحلقة في كانت تعتبر المسؤولية التربوية أهم ما: المهام التربوية -

عهودها األولى حيث كانت تشرف على هذه العملية بصفة مباشرة عن طريق

أعضاء في الحلقة، إال أنها أصبحت اليوم تشرف على العملية التربوية بصفة غير

.في هذا المجالمباشرة بعد التطور الذي حصل

تشرف الحلقة على الجانب االقتصادي من حياة المجتمع حيث :المهام االقتصادية -

تتدخل في تنظيم بعض الشؤون ذات الطابع االقتصادي مثل مراقبة البيع والشراء

االنحراف في التعامل التجاري كالغش والتطفيف ةفي األسواق ومحارب

.تي نهى عنها الشرعواالستغالل واالحتكار وكل الظواهر ال

.37، 18، ص ص1989، جمعية التراث، غرداية، حلقة العزابة ودورها في بناء المجتمع المسجدي: محمد ناصر 1

ميزاب العمران والممارسة االجتماعية: الفصل الرابع

- 103 -

والجدير بالذكر أن أعضاء هذه الحلقة ال يأخذون أية أجرة على عملهم ما دام أن

األمر في اعتقادهم فرض يوجبه عليهم واجبهم الديني واالجتماعي واألخالقي واإلنساني

إن مجلس العزابة لو كان أعضاؤه يعملون بأجرة " حيث يقول الشيخ محمد علي دبوز

أطماع الطامعين فيتقدم إليه غير األكفاء وتصبح وظيفته محل المنافسة من ذوي ألصبح محل

1".من يضر المجتمع وال ينفعهواألطماع المادية فيدخل فيه من ال يليق

.أما بالنسبة لمقر العزابة يكون داخل المسجد حيث تجرى فيه اجتماعاتهم الرسمية

:مجلس العشيرة •

ة وعالقة الرحم ولكل ألسر تربط بينها أواصر القرابتتكون العشيرة من مجموعة من ا

ير محدد العدد من زعماء العشيرة وذوي الرأي والفضل منهم، وللمجلس عشيرة مجلس غ

ع العشائر تتكون القرية أو المدينة ومن رؤساء مجالس ورئيس يختارونه من بينهم ومن مجم

.أو األعيان العشائر يتكون مجلس الضمان

2:س العشيرة ما يليوأبرز مهام مجل

.دراسة جميع أحوال العشيرة ودخائلها -

.دراسة جميع المشاكل التي تحدث داخل العشيرة واتخاذ الحلول المناسبة لها -

.من بعض أفراد العشيرة صدردراسة االنحرافات التي ت -

المستعصية إليه ليتخذ فيها القرار تالتعاون مع مجلس العزابة وإبالغ الحاال -

.المناسب

.تعاون مع المكاريس وتشجيع ذوي الكفاءات لالنضمام إليهال -

أو غرامات أو إلتزامات بجمع ما يفرض على العشيرة من إتاوات أو ضرائ -

بأساليب تتفق مع المستوى االقتصادي لكل أسرة ثم إيصالها إلى الجهات

.المختصة

نظام آماال كبيرة توفيق المدني على هذا ال ستاذوقد علق كل من الشيخ أبو اليقظان واأل

وقد علق اهللا بنظام "للحفاظ على خصوصية هذا المجتمع، حيث يقول الشيخ أبو اليقظان

العشائر حقوقا لليتامى واألرامل والسفهاء والمجانين والغياب وحفظ به نظام األسر والعائالت

.106مرجع سابق، ص: بكير بن سعيد أعوشت 1 .557، ص1986، الجزء الثاني، المطبعة العربية، غرداية، اإلباضية في الجزائر: علي يحي معمر 2

ميزاب العمران والممارسة االجتماعية: الفصل الرابع

- 104 -

في بحفظ األنساب وإلزام النفقات وإيصال حقوق الميراث ألصحابها وخفف به ثقل الدية

1".الخطأ على القاتل بتوزيعها على أفراد العشيرة

بما أن العشيرة تتركب من بيوتات والبيت يتركب من "ويقول األستاذ توفيق المدني

عائالت فهي بمجموعها تعتبر كوحدة عائلية ال انفكاك بين أجزائها، ومن حيث أنها مكلفة

على مصالح القصر من اليتامى شرعا حسبما هو منصوص عليه في الفقه اإلسالمي بالسهر

والمجانين واألرامل والغياب منها، وإنها مسئولة عن جناتها في غير العمد فهي متمسكة

بلجام الدين وبأوشاج الرحم، ولهذه الميزة كان لها األثر الفعال في كثير من المصالح

دفع عادية وإصالح ذات البين و ةالعمومية من ردح المفسد وإرشاد الضال وإيواء العجز

2...".المعتدين

: يقول األستاذ محمد علي دبوز حول نظام العشائر ما يلي

لكل عشيرة في ميزاب دار هي ملك لها من إنشائها تعقد فيها مجالس إدارتها "

.فالتها واجتماعاتها إذا احتاجتهاوحفالت أعراسها وتستعملها المدينة أيضا في ح

لعشيرة فيفض الخصومات بين أهلها وال يترك ينظر المجلس في مشاكل ا ويقول أيضا

خصومة تصل القضاء ويراقب سلوك أبناء العشيرة فإذا شذ أحدهم عن الدين وزاغ عن

الصراط المستقيم يستدعيه المجلس إلى دار العشيرة فيعظه ويوبخه ويحاول إصالحه باللين

.إلى العزابةفإن تمادى رفع أمره فإن أصر اجتمع أبناء العشيرة وقرروا تأديبه

والعشيرة هي التي تهتم باأليامى واليتامى في العشيرة فإذا مات أحد وترك أبناء

حاسبته في مال اليتامى وتربيتهم م العشيرة وصيا وراقبته وصغارا دون وصي عينت له

وتعليمهم وإذا لم يكن لآليم أقرباء ينفقون عليها فإن مجلس العشيرة يتولى كفالتها

3".وصيانتها

.557نفس المرجع، صعلي يحي معمر، 1 .558نفس المرجع، صعلي يحي معمر، 2 .559نفس المرجع، صعلي يحي معمر، 3

ميزاب العمران والممارسة االجتماعية: الفصل الرابع

- 105 -

1:مجلس ِإمُصوردان أو المكاريس •

هذه الكلمة بربرية ويمكن أن تترجم إلى العربية من خالل مهام هذا المجلس فنقول

جمعية الشبان أو جماعة الحراسة أو جمعية المكاريس والمكاريس هي تحريف لكلمة

.محاريس أي كثير الحراسة

المتوسطين وطبقة الكبار تنقسم هذه المؤسسة إلى ثالث طبقات طبقة الصغار وطبقة

لكل طبقة مهامها المنوطة بها ويشترط في العضو الذي يريد االنضمام إلى هذه المؤسسة أن

:تتوفر فيه شروط منها

.والسيرة كقادرا على حفظ األسرار وأن يكون حسن السلو أن يكون -

أن يكون مقداما شجاعا ال يخاف الموت في سبيل الواجب موفور الصحة يتمتع -

.لقوة والصالبةبا

تتلخص مهام هذه الهيئة في السهر على األمن العام واإلشراف على األشغال العامة

وتنظيم الحمالت التطوعية وتوزيع الصدقات في مواعيدها وحماية المجتمع من شرور

المنحرفين والمحافظة على قداسة مجلس العزابة وحمايته مما يهدده من الداخل أو من

.الخارج

:الديني للنساء المجلس •

يسمى تمسرِدين أي الغاسالت ألن من مهامهن غسل الموتى من النساء واألطفال دون

البلوغ، ويعد هذا المجلس تكميال لمجلس العزابة حيث يهتم بمعالجة القضايا الدينية

.واالجتماعية واألخالقية المتعلقة بحياة العنصر النسوي

ادي ميزاب، أما على مستوى كل القصور هذا على مستوى كل قصر من قصور و

:فنجد كل من

:مجلس عمي سعيد •

هو مجلس ديني واجتماعي يتألف من كبار علماء عزابة مدن ميزاب حيث يمثل كل

مدينة في أغلب األحيان ثالثة أعضاء تتوفر فيهم الشروط الدينية واألخالقية والكفاءة العلمية

.واألهلية

.560نفس المرجع، صعلي يحي معمر، 1

ميزاب العمران والممارسة االجتماعية: الفصل الرابع

- 106 -

خابا حرا ويشترط فيه أن يكون أكثرهم علما وكفاءة وذو ينتخب رئيس هذا المجلس انت

ةالشرعي الفتوىشخصية قوية، من مهام هذا المجلس النظر في القضايا المستحدثة وإصدار

.حولها، كما يشرف على األوقاف اإلباضية في كل مكان

:مجلس باعبد الرحمان الكرثي •

ة ويهتم بالقضايا السياسية يتشكل من ممثلي أعيان كل بلد يعتبر كذلك هيئة عليا

.واألمور الدنيوية المحضة

:أهم التحوالت التي طرأت على النمط المعيشي المحلي

عرف النمط المعيشي في ميزاب تغيرات جذرية ال يستهان بها حيث مست هذه

التحوالت كل مجاالت الحياة تقريبا االجتماعية واالقتصادية والفكرية، هذه التحوالت كان لها

:ثر البالغ على العمران المحلي وعلى الممارسة االجتماعية ومن أبرز هذه التحوالتاأل

التحول الكبير في بنية ووظيفة األسرة الميزابية حيث تم االنتقال من األسرة الممتدة •

على الفالحة والتجارة إلى نمط أساسا إلى األسرة النووية ومن نمط اقتصادي يقوم

.الصناعة واألعمال اإلدارية والخدماتعلى جارة جديد يقوم إضافة إلى الت

ةأدى إلى ظهور استقالليمما تراجع وتقلص دور المؤسسات والهياكل المحلية العرفية •

.فردية تراجع معها الضبط االجتماعي ومراقبة األفراد

التطور االقتصادي الذي تشهده المنطقة كان له األثر البالغ على الحياة االجتماعية •

حيث أصبح الفرد الميزابي يتطلع إلى الحداثة وهذا بارتفاع مستوى االستهالك للفرد

.والتغالي في البناء وتجهيزه بمختلف األثاث واألجهزة

جعلت الفرد " نحن"الجماعية على حساب النزعة" أنا"نزعة الفردية بروز وانتشار ال •

.ل ما يقيد حريتهيتطلع إلى االستقاللية الفكرية والمادية ويبعد عن ك يالميزاب

تراجع فكر االعتماد على الذات واألسرة حتى في عملية بناء المسكن وأصبح الفرد •

الميزابي يجري وراء اإلعانة المالية التي تمنحها الدولة خاصة مع انتشار الكثير من

سكن خالف البناء الذاتي الذي كان يعتمد كليا على مالصيغ الحديثة للحصول على ال

.المادية للفرد واألسرةاإلمكانيات

ميزاب العمران والممارسة االجتماعية: الفصل الرابع

- 107 -

نقص في العقار المخصص للسكن أفرزا طلبا االزيادة المعتبرة في نسبة السكان تبعه •

متزايدا على السكن تعدى البناء الذاتي وانتقل إلى أنماط سكنية جديدة تعتمد على

.تدخل الدولة

صيغته هذه التغيرات وغيرها كان لها األثر البالغ في تحول المسكن في ميزاب من

التقليدية إلى صيغ جديدة أهملت في غالب األحيان الخصائص والمميزات المحلية الطبيعية

:واالجتماعية من هذه الصيغ

ظهور نمط البناء الذاتي الحديث الذي يجسد رغبة وطموح أصحابه ويعبر في -

كثير من األحيان عن ثقافة وعقلية صاحبه ومع تنوع العقليات واختالف اآلراء

.لنا هذا النمط من العمران عمرانا متضاربا وعشوائيا في غالب األحيانأوجد

يتم شراء األرض في هذا النمط بطريقة فردية ويقوم صاحب المسكن بتصميم مسكنه

بنفسه أو باستقدام مهندس معماري من أجل إبراز شخصيته في هذا المسكن، هذا البناء بشكل

مترامية األطراف، غاب فيها إضافة إلى فردي أوجد تجمعات سكنية حديثة عشوائية

الخصائص المحلية الطبيعية واالجتماعية الجانب الجمالي الخارجي، حيث يتنافى الشكل

الخارجي لهذه المساكن مع الظروف المناخية واالجتماعية للمنطقة من خالل إحداث

روعي في الفتوحات الكبيرة والشرفات في بعض األحيان، أما على مستوى كل مسكن فقد

تصميمه وجود السيارة إضافة إلى كونه لم يصمم حسب الحاجة كما هو الحال في المساكن

حتوي على فضاءات جديدة ذات وظائف جديدة ة تكن الحديثاالمس تالقديمة حيث أصبح

في كامل أيام السنة، كما أصبح ال تستعملبمقاييس كبيرة واحتوائها على عدد من الغرف

.والزخارف والرسوماتمالي من التأثيث الكبير هناك اهتمام بالك

الدولة، حيث مع ائي هناك المشاريع المنجزة من طرفإضافة إلى العمران التلق -

ازدياد عدد سكان منطقة ميزاب كغيرها من مناطق الوطن ازداد معه الطلب على

السكن فرسمت بذلك مخططات تهدف إلى إنجاز أعداد كبيرة من المساكن في

جاءت هذه فز ليتمكن أصحابها من استالمها في آجالها المحددة لذلك، وقت وجي

البرامج استجابة لنداء الطلب ولم يراعى في إنجازها إال الجانب المادي وهو

تكلفة ومدة اإلنجاز فانعكست سلبا على النمط العمراني المحلي رغم المحاوالت

عكس ذلك يقول لواقعالتي كانت ترمي إلى المحافظة على هذا النمط إال أن ا

ميزاب العمران والممارسة االجتماعية: الفصل الرابع

- 108 -

ليس فقط على مستوى التجمع السكني فحسب لكن انعكس أيضا علىوهذا

.نوعية المساكن

هذه الوضعية المتدهورة لحالة السكن في وادي ميزاب مع ازدياد حدة الطلب على

السكن وارتفاع تكلفة الحصول عليه إضافة إلى اعتماد الدولة أنماطا جديدة للحصول على

لسكن شجعت بعض المبادرات الخاصة التي أرادت أن تنهض بهذا القطاع وتسترجع له ا

القديم العمراني قيمته التاريخية من خالل إقامة تجمعات سكنية تسعى للمحافظة على النمط

التي تتطلبها الحياة العصرية، وهذا ما سنتطرق إليه في الدراسة تفاصيل مع إضافة بعض ال

.تجربة من هذه التجاربلدراسة اختيارناالميدانية من خالل

التعريف بمنطقة الدراسة

- 111 -

التعريف بمنطقة الدراسة .1

كلم لكنها 3يقع قصر تافياللت إلى الجنوب من قصر بني يزقن وتبعد عنه حوالي

تقدر مساحته اإلجمالية بِـ % 13تابعة له، تقع في منطقة جبلية ذات متوسط انحدار

.قطعة في الهكتار 72قطعة أرض بكثافة قدرها 808هكتار تمت تجزئته إلى 13,76

افياللت كلهم من بني يزقن إال بعض الحاالت الناذرة التي جاءت من أصل سكان ت

.مدينة بني يزقن فهي حق لسكانهال كون هذه األراضي تابعة عرفيا مدن أخرى،

تبين موقع قصر تافياللت قبل انطالق األشغال 1: الصورة رقم

قصر تافياللتقصر بني يزقن

اختيار نمط القصر أفضليةنان تبي 3و 2: رقمالصورتان

التعريف بمنطقة الدراسة

- 112 -

مسكن حيث تم االنطالق في المشروع 740تقدر عدد المساكن في تافياللت بحوالي

مسكن على أن يعرف هذا الرقم تزايدا مع مرور الوقت، حيث تم 70بحوالي 1997سنة

:إنجاز

.2000مسكن سنة 200 -

.2001مسكن سنة 140 -

.2002مسكن سنة 200 -

.2003مسكن سنة 150 -

.2004مسكن سنة 50 -

.مسكن إلى حد اآلن 740ليصبح المجموع

:تتكون إدارة شركة تافياللت من

:إدارة مركزية برئاسة صاحب المشروع وتتفرع عنها -

اللجنة االجتماعية وتتمثل في جمعية أميدول التي تسهر على تأطير السكان وحل -

.بعض مشاكلهم بالتوسط بينهم وبين اإلدارة

.اللجنة التقنية وتتكون من مجموعة من المهندسين المعماريين -

. اللجنة المالية والتي تسهر على تسيير أموال الشركة وفيها يعمل المحاسب -

:أبعاد مشروع تافياللت .2

.توفير فضاءات لنزهة العائالت ومختلف الشرائح :البعد الترفيهي -

.تكريس الذهنية والسلوك البيئي :البيئي البعد -

.ترشيد نفقات التهيئة العمرانية :البعد االقتصادي -

.إعداد مناهج ودالئل االستعمال الخاص بالمناطق الصحراوية :البعد العلمي -

.تعميق الصلة بين المواطن ومحيطه البيئي :البعد الثقافي -

:أهداف مشروع تافياللت .3

:األهداف االجتماعية •

.الحفاظ على معاني وقيم التماسك االجتماعي -

التعريف بمنطقة الدراسة

- 113 -

المحافظة على المؤسسات االجتماعية التقليدية من خالل تفعيل دورها في تسيير -

.القصر

.تفعيل الحركات الجمعوية -

.البحث عن التوازن واالنسجام بين اإلنسان ومحيطه السكني -

.القضاء على أزمة السكن، وتوفير السكن لكل الطبقات االجتماعية -

.تخفيض سعر المسكن إلى ثلث سعره في السوق -

:األهداف الثقافية •

.تحسيس المستفيدين باألخذ على عاتقهم الحفاظ على محيطهم -

.)كالبئر والبرج (توطين العناصر حسب قيمتها الرمزية -

االبتعاد عن التوسع العشوائي للقصر عن طريق إقامة السور الذي يحيط بكامل -

.القصر

.التوازن بين النمط العمراني القديم والحديث المحافظة على -

:األهداف التقنية •

.إيجاد هندسة بيو مناخية -

.استعمال مواد البناء المحلية في البناء كالحجارة -

.إعادة االعتبار لبعض الطرق القديمة في اإلنجاز -

.إيقاف زحف اإلسمنت على المساحات الخضراء -

.استعمال عقالني إلعانات الدولة -

.مساكن حسب المعايير والمتطلبات الحديثةبناء -

إضافة إلى المساكن فإن قصر تافياللت يحتوي على بعض المنشآت العامة منها ما تم

:إنجازه ومنها تلك التي في طور اإلنجاز وهي

المسجد، المدرسة القرآنية، اإلكمالية، مقر لجمعية رعاية المتخلفين ذهنيا، عيادة، محالت

.ية، مقرات لجمعيات، حديقة للحيواناتتجارية وأخرى مهن

دوافع التوجه نحو السكن في تافياللت: الفصل الخامس

- 115 -

:تمهيداتجه المواطنون للسكن في تافياللت تحت تأثير أسباب عديدة نحاول إبرازها في هذا

الفصل من خالل تحليل الجداول الخاصة بالفرضية األولى للتحقق في األخير من صحة هذه

.الفرضية أو نفيها من خالل االستنتاج الخاص بهذا الفصل

الفرضية األولى، نقوم بعرض الجداول لكن قبل التطرق إلى تحليل الجداول الخاصة ب

الخاصة بالمتغيرات الشخصية للمبحوثين والتي تتمثل في السن والمستوى التعليمي والنشاط

.أو الوظيفة

:المتغيرات الشخصية لعينة البحث •

السن متغيرا مهما حيث يبين لنا الفئات العمرية ألفراد العينة، وقد يعتبر : متغير السن .1

.فئات عمرية نعرضها في الجدول التالي ةلى خمسملت العينة عتشا

1 :الجدول رقم

توزيع المبحوثين حسب الفئات العمرية

النسبة المئوية التكرارات فئات السن

% 5 5 سنة 30أقل من

% 41 41 سنة 40 -31من

% 41 41 سنة 50 -41من

% 7 7 سنة 60 -51من

% 6 6 سنة 70 -61من

% 100 100 المجموع

وتتساوى فيها كل من الفئة العمرية من % 41نالحظ أن أكبر نسبة هي من الجدول

وهي نسبة معتبرة % 82سنة والتي تمثل مجتمعة نسبة 50 -41سنة والفئة من 40 -31

30فئة أقل من التي تمثل % 5للعينة، خاصة إذا أضفنا إليها نسبة اإلجماليمقارنة بالعدد

فقط للفئتين العمريتين المتبقيتين أو % 13، مقابل % 87وع سنة حيث يصبح المجم

.سنة 50المبحوثين الذين يزيد أعمارهم عن

دوافع التوجه نحو السكن في تافياللت: الفصل الخامس

- 116 -

اإلحصائية للجدول تبرز بوضوح مدى توجه الشباب إلى هذا النوع من السكن القراءة

أو بمعنى آخر السكن ضمن نمط القصور المستحدث وبالتحديد في قصر تافياللت، فالشباب

هم أصحاب المبادرة التي يجد فيها التغيير صر الحيوي في المجتمع وبالتالي هم العن

والتجديد، حيث يلجأ إلى اكتساب مسكن فردي وهو حلم طالما رواد الشباب وأرباب األسر

إلبراز إمكانياتهم ومكانتهم وثقافتهم وأخيرا شخصيتهم التي يحاولون تجسيدها في كل نواحي

.امتالكهم لمسكن فردي يمنح لهم حرية التصرف والحياة الكريمةحياتهم ومن تلك النواحي

النمط من السكن كان يحتاج في البداية إلى دعم مادي ومعنوي كونه هذا كما إن

المدني فوجد هذا الدعم من قبل الشباب وهذا أمر طبيعي كونه في المجتمعمبادرة تبناها

إنجاح هذه المبادرة، وهذا ما وقع أن يخاطر بماله من أجلليه حاجة إلى مسكن خاص وع

حيث كان التحدي كبير وصعب في البداية ثم بدأت األمور تأخذ مسارها الطبيعي إلى أن

.تجسد المشروع على أرض الواقع وهو شاهد اليوم على مجهودات أصحابه

المسكن هوكما إن الشركة المنجزة للمشروع سعت إلى أال تجعل مسألة الحصول

واألخير للشباب فجعلت منه سلعة سهلة المنال كي تترك للشباب فرصة التفكير الهم الوحيد

.في نواحي الحياة األخرى وال يحصرون تفكيرهم إال في كيفية الحصول على مسكن

يمكننا هذا المتغير من معرفة المستوى التعليمي أو :متغير المستوى التعليمي .2

الشرائح االجتماعية التي تسكن في قصر المستوى الثقافي للمبحوثين وبالتالي معرفة

.تافياللت

2: الجدول رقم

توزيع المبحوثين حسب المستوى التعليمي

النسبة المئوية التكرارات المستوى التعليمي

% 3 3 قرآني

% 11 11 ابتدائي

% 16 16 متوسط

% 38 38 ثانوي

% 32 32 جامعي

% 100 100 المجموع

دوافع التوجه نحو السكن في تافياللت: الفصل الخامس

- 117 -

ويتوزعون على مختلف المستويات التعليمية ول المبحوثين من الجدول يتضح لنا أن

وإذا أضفنا إليها نسبة الجامعيين وهي % 38بنسب متفاوتة، فأكبر نسبة للثانويين وهي

% 30حيث تمثل أكثر من ثلثي حجم العينة، مقارنة بنسبة % 70يصبح المجموع % 32

.التي تمثل المستوى القرآني واالبتدائي والمتوسط

القراءة اإلحصائية للجدول تبرز بوضوح أن الفئة المثقفة وهي فئة الثانويين

والجامعيين هي األكثر توجها للسكن في تافياللت، وهذا لما وجدت في هذا النمط من البناء

لرغباتها وتطلعاتها نحو المستقبل، فالمثقفون هم من يقود التغيير في أي مجتمع من تحقيق

ائما تكون من جهتهم، إضافة إلى المستويات التعليمية األخرى التي تشهد فالمبادرة األولى د

.إقباال هي أيضا على هذا النوع من السكن

كما إن من أهداف الشركة المنجزة للمشروع هو توفير السكن لكل الشرائح

االجتماعية، هذا التسهيل دفع بالكل إلى السعي من أجل الحصول على مسكن في تافياللت

.من متاعب البحث عن السكن في جهة أخرى تخلصه

يسمح هذا المتغير بمعرفة وظائف ومهن أرباب األسر : متغير النشاط أو الوظيفة .3

التي تقطن في تافياللت للوقوف على مستواها االقتصادي الذي يعتبر أمرا مهما في

.عملية تمويل المسكن

3 :الجدول رقم

توزيع المبحوثين حسب النشاط أو الوظيفة

النسبة المئوية التكرارات النشاط أو الوظيفة

% 20 20 عامل

% 5 5 ∗حرفي

% 14 14 تاجر

% 42 42 موظف

% 12 12 متقاعد

% 7 7 ماكثة بالبيت

% 100 100 المجموع

.يدخل فيه أصحاب المهن الحرة كالنجارين والحدادين وغيرهم ∗

دوافع التوجه نحو السكن في تافياللت: الفصل الخامس

- 118 -

تافياللت بنسبة من الجدول نالحظ أن فئة الموظفين هي األكثر توجها نحو السكن في

يعملون في القطاع الخاص سواء % 39ع العمومي، مقابل أو باألحرى في القطا % 42

من النساء % 7من المتقاعدين، ونسبة % 12عمال أو حرفيين أو تجار، إضافة إلى نسبة ك

.الماكثات في البيت

القراءة اإلحصائية للجدول تبين أن فئة الموظفين هي أكثر توجها نحو السكن في

مسكن كانت الفكرة التي 70بحوالي 1997شروع سنة تافياللت وهذا ألنه عندما انطلق الم

راودت صاحب المشروع هي توفير السكن للموظفين وهذا لكون أغلبهم يعملون في اإلدارات

ضف إلى ذلك مستواهم االقتصادي الذي يكون غالبا أقل من المستوى أالمحلية أو في التعليم

امة، لذلك نجد نسبة خاص بصفة عللتجار أو من الذين يعملون في القطاع الاالقتصادي

كبيرة مقارنة بالنسب األخرى، إال أنه مع تقدم المشروع واتساعه فتح تواجدهم في تافياللت

تتوفر فيهم شروط االستفادة من إعانة مالية من قبل الدولة التيالمجال أمام جميع الشرائح

سكن هو من النوع ، لذلك فإن هذا النمط من الCNLعن طريق الصندوق الوطني للسكن

.LSPاالجتماعي التساهمي

فتتمثل في النساء الماكثات في البيت اللواتي تلقين إعانة مالية غير % 7أما نسبة

سواء من ذويهم أو أقاربهم أو من قبل المحسنين وهنا يبرز مدى التضامن إعانة الدولة

كن مالئم لهؤالء النسوة والتكافل االجتماعي الذي رافق إنجاز المشروع، حيث تم توفير مس

.الالئي كثيرا ما راودهن هذا الحلم وتحقق أخيرا في قصر تافياللت

دوافع التوجه نحو السكن في تافياللت: الفصل الخامس

- 119 -

:الجداول الخاصة بالفرضية األولى تحليل

4: الجدول رقم

السكنية السابقة وضعيتهمتوزيع المبحوثين حسب

النسبة المئوية التكرارات السكنيةالوضعية

% 52 52 مع األب

% 7 7 مع األقارب

% 38 38 مستأجِر

% 3 3 آخر

% 100 100 المجموع

من أفراد العينة أي أكثر من النصف كانوا % 52أن نسبة نالحظ من الجدول

كانوا مستأجرِين لمساكن % 38يسكنون مع آبائهم قبل قدومهم إلى تافياللت، كما إن نسبة

كانوا يسكنون مع أقاربهممن المبحوثين % 7من أجل تلبية حاجة السكن، وتبقى نسبة

.حاالت أخرى مختلفة % 3و

القراءة اإلحصائية للجدول تبرز أن ما يقارب ثلثي مجموع أفراد العينة كانوا يسكنون

مع آبائهم أو مع أقاربهم قبل قدومهم إلى تافياللت، وهذا ما جعلهم يفكرون في االستقالل متى

زل فردي وهذا أمر طبيعي للتغلب على ي منسمحت لهم الفرصة بذلك من أجل السكن ف

مشكل الضيق، إضافة إلى الفكرة السائدة اليوم وهي التوجه إلى تكوين أسرة نووية مستقلة

بمسكن فردي والعزوف عن العيش ضمن األسرة الممتدة خاصة إذا كانت تحوي عددا كبيرا

.من األفراد أو من األسر النووية داخلها

حوثين كانوا مستأجرِين لمساكن قبل قدومهم إلى تافياللت من المب % 38كما إن نسبة

ال تعوض للهروب من شبح اإليجار كما عبر أحدهم، خاصة إذا حيث اعتبروها فرصة

ا لإلمكانيات االقتصادية لهذه األسر مقارنة بأسعار اإليجار التي تعرف ارتفاعا متزايدا ننظر

.منه خاصة داخل القصر القديم أو في األماكن القريبة

دوافع التوجه نحو السكن في تافياللت: الفصل الخامس

- 120 -

إضافة إلى ثالثة حاالت مختلفة فالمبحوث األول كان يسكن في منزل وظيفي عند

تتسع قيامه بمهامه كأستاذ، أما الحالتين األخريين كانا يسكنان في مساكن خاصة بهم لكنها ال

النتقال إلى تافياللت ألنها الفرصة المواتية للتوسيع على ألفراد أسرهم لذلك فكروا في ا

.أنفسهم

ما ال يمكن أن نغفل األمر الطبيعي وهو سنة الحياة وهو عندما يكبر االبن ويكون ك

.أسرة يأتي اليوم الذي يخرج فيه من حضن العائلة الكبيرة ويستقل بمسكن فردي

5: الجدول رقم

توزيع المبحوثين حسب حالة مساكنهم السابقة

النسبة المئوية التكرارات حالة المسكن

% 81 81 د األسرةال يتسع ألفرا

% 7 7 قديم ال يقبل أي ترميم

% 2 2 مهدد باالنهيار

% 10 10 موجود في ناحية ال تعجبك

% 100 100 المجموع

من مجموع المبحوثين أي أكثر من ثالثة % 81نالحظ من خالل الجدول أن نسبة

من % 10قابل أرباع حجم العينة كانت مساكنهم القديمة ال تتسع ألفراد عائالتهم، م

أما نسبة المبحوثين كانت مساكنهم السابقة تقع في منطقة ال تعجبهم أو ال تتالءم مع حياتهم،

.من المبحوثين كانت مساكنهم السابقة قديمة ال تقبل أي ترميم أو مهددة باالنهيار % 9

قة القراءة اإلحصائية للجدول تبرز أن نسبة كبيرة من المبحوثين كانت مساكنهم الساب

ال تتسع ألفراد عائالتهم، وهذا ما يدفعنا للقول بأنهم كانوا يعانون الضيق داخل هذه المساكن،

الداخلية ال تتالءم مع عدد أفراد العائلة، ويكون الضيق إما فضاءاتهأي أن حجم المسكن و

وية إلى العائلة أو بزواج أحد األبناء حيث يكثر عدد األسر النوبزيادة مواليد جدد يضافون

داخل األسرة الممتدة الواحدة وهذا ما يعقّد من أزمة السكن ويدفع باألسر النووية إلى

واالستقالل في مسكن خاص، وهذا ما حدث ألسر المبحوثين التي وجدت في قصر االنفصال

دوافع التوجه نحو السكن في تافياللت: الفصل الخامس

- 121 -

تافياللت حال ألزمتها السكنية حيث وفر لها سكنات فردية تخلصها من مشكل الضيق الذي

في مساكنها السابقة، خاصة إذا نظرنا إلى المشاكل التي تنجر عنكانت تعاني منه

.ضيق المسكن

كما إن األسر التي كانت تقطن في مساكن قديمة ال تقبل أي ترميم أو أنها مهددة

قصر باالنهيار وجدت نفسها مجبرة على أن تجد الحل ألزمتها السكنية فوجدت الحل في

من المبحوثين الذين يسكنون في قصر % 10قى نسبة تافياللت تحت ضغط األزمة، وتب

تافياللت كانوا يسكنون في نواحي ال تعجبهم أو ال تتالءم مع حياتهم الخاصة، إال أنهم عبروا

.عن ارتياحهم للسكن في تافياللت

6: الجدول رقم

لسكن في تافياللتل متوزيع المبحوثين حسب سبب اختياره

نسبة المئويةال التكرارات سبب االختيار

% 34,1 47 المسكن ال يكلف كثيرا

% 9,4 13 يشبه النمط القديم

% 23,9 33 لالستفادة من إعانة مالية

% 32,6 45 ألنه الحل الوحيد أمامك

100 1381 المجموع

السكن في تافياللت ألن اختاروامن المبحوثين % 34,1نالحظ من الجدول أن نسبة

ممن اعتبروه الحل الوحيد أمامهم، بعدها % 32,6را، ثم تأتي نسبة المسكن ال يكلف كثي

من أفراد العينة الذين اختاروا السكن في تافياللت لالستفادة من إعانة % 23,9تأتي نسبة

.اختاروا هذا النوع من السكن كونه يشبه النمط العمراني القديمممن % 9,4مالية، مقابل

ين أن نسبة معتبرة من المبحوثين اختاروا السكن في القراءة اإلحصائية للجدول تب

تافياللت ألن مصاريف السكن هناك ال تكلفهم كثيرا، خاصة إذا علمنا كما أشرنا سابقا بأن

أغلب المبحوثين هم من الموظفين الذين يشتغلون في الوظائف الحكومية، وبالتالي فهذه

.جاء المجموع أكبر من حجم العينة ألن المبحوثين كان لهم الحق في اختيار أكثر من إجابة واحدة 1

دوافع التوجه نحو السكن في تافياللت: الفصل الخامس

- 122 -

االقتصادية، وهذه من التسهيالت التي أخذتها الشركة إمكانياتهمفرصة مواتية تتالءم مع

للوصول إلى تخفيض سعر المسكن إلى ثلث سعره تقها حيث سعتالمنجزة للمشروع على عا

الظفر بمسكن الئق بفي السوق لكي يتسنى لذوي اإلمكانيات االقتصادية المتوسطة والضعيفة

.ومحترم في قصر تافياللت

المبحوثين الذين اختاروا السكن في تافياللت لالستفادة من % 23,9إضافة إلى نسبة

من إعانة مالية من قبل الدولة، خاصة إذا علمنا أن هذا النوع من السكن هو سكن اجتماعي

حيث تتعهد الدولة بتقديم إعانة مالية عن طريق الصندوق الوطني للسكن LSPتساهمي

CNL المسكن يدفعها المستفيد، هذا االمتياز دفع مليون سنتيم والباقي من تكلفة 50تقدر بِـ

بالكثير من أرباب األسر إلى المسارعة من أجل الحصول على مسكن من هذا النوع في

.للظفر بهذه اإلعانة المالية التي توفر الكثير من المال ألرباب األسر تافياللت

ن الحل الوحيد من المبحوثين اعتبروا أن االنتقال إلى تافياللت كا % 32,6أما نسبة

أمامهم، خاصة إذا علمنا أن أسعار المتر المربع الواحد من األرض الصالحة للبناء في

القصر القديم عرف ارتفاعا مذهال بسبب قلة األراضي القابلة للبناء، إضافة إلى اإلمكانيات

مسكن من المادية المعتبرة التي يتطلبها البناء الذاتي حيث ال يمكن لهذا األسر الحصول على

.هذا النوع ما جعلها تفكر في االنتقال إلى تافياللت

خاصة ما تعلق في مجال التعميرت صالحياالمن كثيركما إن تجريد البلديات من

االحتياطات العقارية لسنة األمر الصادر حولباالحتياطات العقارية البلدية التي خولها إياها

األراضي إلى قطع أرضية توزع على حيث عملت البلديات على تجزئة هذه 1974،1

جعل الحصول على زهيدة وأحيانا بال مقابل، تجريد البلديات من هذا الدور ربأسعان السكا

أسعرها، مما جعل أسر اللتهاب قطعة أرض صالحة للبناء أمر صعب كما رأينا نظرا

إمكانياتها لطبيعة المبحوثين تفكر في االنتقال إلى تافياللت كونه الحل األمثل أمامها نظرا

.االقتصادية

من المبحوثين ممن اختاروا السكن في تافياللت لكونه يشبه % 13كما إن هناك نسبة

إلى حد بعيد النمط العمراني القديم إلعجابهم بهذا النمط خاصة إذا كانوا يسكنون فيه قبل

.اريةالعقحتياطات الالذي يسمح للبلديات بإقامة ا 1974فيفري 20المؤرخ في 26 -74األمر رقم 1

دوافع التوجه نحو السكن في تافياللت: الفصل الخامس

- 123 -

سود فيقدومهم إلى تافياللت من أجل نسج نفس العالقات االجتماعية التي كانت ت

.القصر القديم

7: الجدول رقم

توزيع المبحوثين حسب كيفية تمويل مساكنهم

النسبة المئوية التكرارات كيفية تمويل المسكن

% 8 8 دفعة واحدة

% 92 92 بالتقسيط

% 100 100 المجموع

بعملية تمويل مساكنهم قاموامن الجدول يتبن لنا أن معظم المبحوثين كانوا قد

فقط ممن قاموا بتسديد % 8، مقابل من مجموع المبحوثين % 92وهذا بنسبة بالتقسيط

.مستحقات المسكن دفعة واحدة

القراءة اإلحصائية للجدول تبرز خاصية من الخصائص التي يتميز بها نمط السكن

االجتماعي التساهمي وهي دفع تكلفة المسكن بعد حذف إعانة الدولة عن طريق التقسيط، هذه

الميزة تتناسب مع اإلمكانيات المادية لمعظم المبحوثين حيث وجدوا في هذه الطريقة السبيل

األمثل للحصول على مسكن من هذا النوع وكان سببا في توجههم إلى تافياللت كونها تعرض

من % 8هذا النمط من السكن، إال أن هناك بعض المبحوثين الذين يمثلون نسبة ضئيلة وهي

حوثين ممن قاموا بدفع مستحقات المسكن دفعة واحدة نظرا إلمكانياتهم المادية مجموع المب

.المعتبرة وأغلبهم من المتقاعدين الذين كانت لهم ربما ادخارات من قبل

دوافع التوجه نحو السكن في تافياللت: الفصل الخامس

- 124 -

8الجدول رقم

توزيع المبحوثين حسب النشاط أو الوظيفة وكيفية تمويل مساكنهم

كيفية التمويل

الوظيفة

النسبة المئوية المجموع سيطبالتق دفعة واحدة

% 20 20 18 2 عامل

% 5 5 5 - حرفي

% 14 14 12 2 تاجر

% 42 42 41 1 موظف

% 12 12 9 3 متقاعد

% 7 7 7 - ماكثة بالبيت

% 100 100 92 8 المجموع

% 100 % 92 % 8 النسبة المئوية

يعملون في القطاع المبحوثين الذين من % 39نالحظ من خالل الجدول أن من بين

منهم قاموا بتمويل % 35الخاص وهم يمثلون فئات العمال والحرفيين والتجار هناك نسبة

فقط ممن قاموا بهذه العملية دفعة واحدة، كما نالحظ % 4مساكنهم عن طريق التقسيط مقابل

% 41وهو مجموع الموظفين أي العاملين في القطاع الحكومي هناك % 42أيضا أن نسبة

عموا بتمويل مساكنهم بتباع طريقة الدفع بالتقسيط مقابل حالة واحدة فقط قامت بدفمنهم قا

من % 12 ةمن المتقاعدين الذين يمثلون نسب % 9ن إمستحقات المسكن دفعة واحدة، كما

الماكثات في البيت فقد قمن النساء مجموع المبحوثين قاموا بتمويل مساكنهم بالتقسيط، أما

.ملية كلهن بالتقسيطبهذه الع

القراءة اإلحصائية للجدول تبين بوضح أن أغلبية المستفيدين من السكنات في قصر

قاموا بتمويل سكناتهم عن طريق الدفع بالتقسيط، ويمكن أن % 92 تافياللت وهي نسبة

:نستنتج من ذلك نقطتين أساسيتين

الذي يسمح لهم بدفع مستحقات اإلمكانيات االقتصادية للمستفيدين لم تكن مرتفعة بالقدر -

المسكن دفعة واجدة، فكما رأينا من خالل القراءة اإلحصائية للجدول فرغم اختالف

دوافع التوجه نحو السكن في تافياللت: الفصل الخامس

- 125 -

الوظائف وقطاعات العمل إال أن هذا لم يؤثر على كيفية تمويل المسكن التي غلب

لم تكن رغم صيغة الدفع هذه ن المساكن في تافياللت كما إعليها طابع الدفع بالتقسيط،

كلفة كثيرا بل كانت معقولة مما سمح بالكثير من المبحوثين لالستفادة من مسكن م

.محترم وبالضبط في تافياللت

المسكن تلمستحقا طاالمتيازات التي قدمت للمستفيدين التي من بينها الدفع بالتقسي -

وهي ميزة يتميز بها السكن االجتماعي التساهمي، حيث دفعت بالكثير من المستفيدين

عي للظفر بمسكن من هذا النوع وجاءت فرصة اإلقامة في قصر تافياللت مواتية للس

.كونها عرضت هذا النوع من السكن االجتماعي

9: الجدول رقم

توزيع المبحوثين حسب اعتبارهم لنوعية تكلفة المسكن

النسبة المئوية التكرارات نوعية تكلفة المسكن

% 20 20 مكلفة

% 75 75 معقولة

% 5 5 ةضئيل

% 100 100 المجموع

من المبحوثين أي ما يعادل ثالثة أرباع أفراد العينة % 75أن نالحظ من الجدول

من المبحوثين ممن % 20اعتبروا أن تكلفة المسكن في تافياللت كانت معقولة، مقابل

ع فقط من مجمو % 5اعتبروها مكلفة، كما أن هناك من اعتبرها ضئيلة وهم يمثلون نسبة

.أفراد العينة

منهم % 75القراءة اإلحصائية للجدول تبين أن معظم المبحوثين أي ما يعادل

اعتبروا أن تكلفة المسكن في تافياللت كانت معقولة أي تتوافق مع مدخولهم الشهري، خاصة

إذا عملنا كما أشرنا سابقا بأن الشركة المنجزة للمشروع كان من بين أهم أهدافها هو تقليص

المسكن ما أمكن حتى يكون في متناول الجميع، حيث كان هدفها الوصول به إلى ثلث سعر

الدولة جعل المسكن في تافياللت إلعاناتسعره في السوق، إضافة إلى االستغالل العقالني

دوافع التوجه نحو السكن في تافياللت: الفصل الخامس

- 126 -

ال يكلف كثيرا، خاصة إذا علمنا أيضا بأن هناك عدة أنواع من المساكن فهناك مساكن

ومساكن متوسطة الحجم تقدر مساحتها اإلجمالية بِـ 2م45ها بِـ صغيرة الحجم تقدر مساحت

، فعلى كل مستفيد أن يختار 2م138ومساكن كبيرة الحجم تقدر مساحتها اإلجمالية بِـ 2م93

ذلك النوع الذي يتوافق مع إمكانياته المادية، وقبلالنوع الذي يتوافق مع عدد أفراد أسرته

ن تكاليف المسكن كانت معقولة ألنهم في األصل قد اختاروا ألذلك فقد اعتبر جل المبحوثين

من المبحوثين % 20منذ البداية النوع الذي يتوافق مع إمكانياتهم المادية، كما إن هناك نسبة

ممن اعتبروا أن تكلفة المسكن كانت مكلفة نظرا إلمكانياتهم االقتصادية حيث جلهم من

.الماكثات في البيتالعمال والموظفين البسطاء أو النساء

إال أن هناك نسبة من المبحوثين ممن اعتبروا أن تكلفة المسكن في تافياللت كانت

وهؤالء من ميسوري الحال الذين كانت لهم % 5ضئيلة وهي نسبة ضئيلة ال تتجاوز

.إمكانيات اقتصادية معتبرة

10: الجدول رقم

احسب تلقيهم إلعانة مالية من عدمهتوزيع المبحوثين

هل تلقيتم إعانة مالية

غير إعانة الدولة

النسبة المئوية التكرارات

% 28 28 نعم

% 72 72 ال

% 100 100 المجموع

من مجموع المبحوثين لم يتلقوا إعانة مالية غير % 72أن نسبة يتبين لنا من الجدول

ة إضافة إلىممن تحصلوا على إعانة مالي % 28إعانة الدولة لتمويل مساكنهم، مقابل

.إعانة الدولة

وا إعانة مالية باستثناء أغلب المبحوثين لم يتلقجدول تبين أن لالقراءة اإلحصائية ل

إعانة الدولة المقدمة من طرف الصندوق الوطني للسكن، كون إمكانياتهم المادية سمحت لهم

.بتمويل مساكنهم التي لم تكن مكلفة كثيرا كما رأينا سابقا

دوافع التوجه نحو السكن في تافياللت: الفصل الخامس

- 127 -

نة مالية إضافة إلى إعانة الدولة، من المبحوثين قد تحصلوا على إعا % 28أما نسبة

هذه اإلعانات قد تحصلوا عليها من ِقبل آبائهم أو أقاربهم أو من ذوي اإلحسان، هذه العملية

صر تافياللت الذي يعبر عن البناء االجتماعي ى التضامن الذي ساد أثناء تشييد قتبرز مد

من هذه اإلعانات معظم ل االجتماعي، حيث استفادتن وعلى التكافالقوي القائم على التعاو

النساء الماكثات في البيت إضافة إلى بعض العمال والموظفين ممن ال تسمح لهم إمكانياتهم

اغتنام الفرصة والسعي المادية للحصول على مسكن، هذه المساعدات دفعت بهؤالء إلى

مشاكلهم السكنية ومتاعب البحث عن السكن للحصول على مسكن في تافياللت للتخلص من

.في جهة أخرى

:نستنتج ما يليللجداول الخاصة بالفرضية األولى من خالل تحليلنا

من دوافع توجه األسر للسكن في تافياللت الجديدة هي وضعيتها السكنية السابقة بحيث

في غالب األحيان أن معظم األسر كانت تسكن مع اآلباء أو مع األقارب في مساكن ال تتسع

لجميع أفراد العائلة خاصة إذا كانت تحتوي عددا كبيرا من األسر النووية، مما يؤدي إلى

ضيق المسكن وما ينجم عن ذلك من مشاكل، هذه الوضعية جعلت أرباب األسر يفكرون في

االنفصال عن األسرة الممتدة واالستقالل بمسكن فردي وجاءت فكرة تافياللت لتجسد

.ذه الرغبةه

مسكن في لألسر المبحوثة سمحت لها بالحصول على كما إن اإلمكانيات المادية

أن تحصل على لم تكن مرتفعة جدا إال أنها استطاعت هاإمكانياتتافياللت، حيث رغم أن

مسكن الئق في تافياللت خاصة إذا نظرنا ألسعار المساكن بهذا القصر حيث سعت الشركة

ى تقليص سعر المسكن حتى يتسنى لجميع الشرائح في المجتمع الحصول المنجزة للمشروع إل

.على مسكن محترم

ثم إن التسهيالت واالمتيازات التي تحصل عليها أرباب األسر كاإلعانة المالية المقدمة

من طرف الدولة وطريقة دفع مستحقات المسكن التي تمت غالبا عن طريق الدفع بالتقسيط

. هون للسكن في تافياللتجعلت أرباب األسر يتج

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 129 -

: تمهيدنتناول في هذا الفصل وهو الفصل الثاني من فصول الدراسة الميدانية أثر النمط

الحديث والمتمثل في قصر تافياللت على العالقات االجتماعية التقليدية من خالل يالعمران

)قصر تافياللت(النمط العمراني الحديث إلى تقسيمه إلى مبحثين نتطرق في المبحث األول

حاجيات وتطلعات األسر وكيف استطاعت أن يحقق المساكنالنوع من هذا وكيف استطاع

اني المستفيدين منها، وفي المبحث الث أن تكون انعكاسا مباشرا لثقافة وشخصية هذه المساكن

االجتماعية التقليدية من نبين كيف استطاع هذا النمط من العمران أن يعيد إنتاج العالقات

.العمراني القديم دته إلنتاج النمطعاخالل إ

)قصر تافياللت( النمط العمراني الحديث: المبحث األول

11: الجدول رقم

توزيع المبحوثين حسب عدد الطوابق في مساكنهم

النسبة المئوية التكرارات عدد الطوابق

% 68 68 طابقين

% 32 32 ثالثة طوابق

% 100 100 المجموع

مجموع المبحوثين تتكون مساكنهم من طابقين من % 68نالحظ من الجدول أن نسبة

من المبحوثين تتكون مساكنهم من ثالثة طوابق % 32، ومع احتساب الطابق األرضي اثنين

.مع احتساب الطابق األرضي دائما

لقراءة اإلحصائية للجدول تبرز أن كل مساكن أفراد العينة تتكون إما من طابقين أو ا

هذه الوضعية يمكننا اعتبارها واسعة ومالئمة لعدد أفراد ، وإذا نظرنا إلىثالثة طوابق

األسر، حيث وجدت أسر المبحوثين ضالتها في هذه المساكن وتخلصت من الضيق الذي

كانت تعاني منه في مساكنها السابقة قبل قدومها إلى تافياللت، من هنا نستطيع أن نقول بأن

المبحوثين من خالل اتساعها واحتوائها على هذه المساكن مالئمة وتوفر الراحة النفسية ألسر

.طوابق متعددة، خاصة إذا نظرنا للحالة النفسية التي تنجر عن ضيق المسكن

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 130 -

يدل على التناسق الكبير الذي يعرفه قصر ثم إن أغلب المساكن تحتوي على طابقين

ي للقصر تافياللت بحيث من خالل المالحظة الخارجية للقصر يظهر لنا ذلك الطابع الجمال

وهذا من خالل تساوي معظم المنازل في ارتفاعها ومساحاتها وأيضا من حيث التشابه الكبير

في الطالء الخارجي للمساكن وتوزع الفتحات في واجهتها، حيث يدل ذلك على الوحدة

االجتماعية من خالل الوحدة السكنية، بحيث ال يستطيع المتجول في القصر أن يفرق بين

، ومسكن الغني فكل الشرائح االجتماعية متواجدة في القصر على صعيد واحدمسكن الفقير

هذه الوحدة ال تُشعر الفقير بفقره كما ال تترك للغني مجاال للتفاخر والظهور بشكل ملفت

.لالنتباه

يشبه إلى حد بعيد شكل القصور القديمة لوادي تافياللت لقصرفالشكل الخارجي

والذي يحتوي على للمساكن التي تنتهي إلى سور يحيط بهاالتسلسل الرائع حيثميزاب

، إضافة إلى واالستغاثة مجموعة من المداخل بها أبراج كانت تستعمل في القديم للحراسة

التشابه الكبير داخل القصر من حيث توزع الشوارع واألزقة، مما جعل المستفيدين من

ونه يعبر بشكل كبير عن عاداتهم في قصر تافياللت ال يشعرون بالغربة داخله ك مساكن

وتقاليدهم وقيمهم من خالل سعيه إلى إعادة إنتاج النمط العمراني القديم الذي اعتبره مرجعا

.أساسيا له

هي التي تعلم وتخبر وتعبر عن تخيالت وتربية فالشكل هو صاحب الداللة فاألشكال

ية سواء جاء هذا الشكل ية اجتماعمؤشرات اجتماعية، إنها انعكاس لبنمجموعة ما، هي

جملة من مميز فقط بل إنه عفويا أو هندسيا منسجما، فالمسكن ليس مجرد مساحة أو مكان

عن شخصية صاحبه، حيث بنية نفسية تعبر لمشاريع، إنهالعالقات والممارسات واألحالم وا

ص ولتصوراته يمكننا القول بأن التنظيم والتغيير في البناء ما هو إال تنظيم وتغير لذات الشخ

1.ولدوره في محيطه

والتوزيع، بيروت، ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر اجتماعية للمجال السكني -مقاربة نفس: رجاء مكي طبارة 1

.54، ص1995

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 131 -

تبينان الشكل الخارجي للمساكن في تافياللت 5و 4: الصورتان رقم

تبينان الشكل الخارجي للقصر وفيهما تركيز على السور والبرج 7و 6: الصورتان رقم

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 132 -

12: الجدول رقم

األفراد وعدد الغرف في مساكنهم توزيع المبحوثين حسب عدد

عدد الغرف

عدد أفراد األسرة

4-3من

غرف

6-5من

غرف

6أكثر من

غرف

النسبة المجموع

المئوية

% 46 46 13 20 13 أفراد 5أقل من

% 48 48 19 21 8 أفراد 7 -5من

% 6 6 3 3 - أفراد 10 -8من

% 100 100 35 44 21 المجموع

% 100 % 35 % 44 % 21 النسبة المئوية

أفراد، وأن 7 - 5من المبحوثين تتكون أسرهم من % 48من الجدول أن نسبة يتبين

من مجموع % 94أفراد، بمعنى أن 5من المبحوثين تتكون أسرهم من أقل من % 46

فقط من % 6أفراد أو أقل، مقابل 7المبحوثين وهي كل العينة تقريبا تتكون أسرهم من

من مجموع % 79أفراد، في حين نجد أن نسبة 10 - 8ن تتكون أسرهم من المبحوثي

ممن تحتوي مساكنهم % 31، مقابل أو أكثر غرف 6إلى 5المبحوثين تحتوي مساكنهم على

.غرفأو أربعة من ثالثة

القراءة اإلحصائية للجدول تبين أن المساكن في تافياللت تتالءم دائما مع حجم األسر

التي تمثل مجموع األسر التي تتكون من % 94ا خاصة إذا قارننا بين النسبة منه ةالمستفيد

أو غرف 6إلى 5التي تمثل المساكن التي تحتوي على % 79أفراد أو أقل وبين النسبة 7

أقل منمبحوث من الذين تتكون أسرهم من 46من 20، وإذا دققنا أكثر نجد مثال أن أكثر

مبحوث من الذين تتكون 48من 19غرف، وأن 6أو 5 أفراد تحتوي مساكنهم على 5

.غرف 6 أكثر من أفراد تحتوي مساكنهم على 7 - 5أسرهم من

هذا ما يفسر مالءة حجم المساكن لحجم األسر، خاصة إذا علمنا أن متوسط مساحة

حيث يخلص األسر من مشكل الضيق الذي كانت 2م93المساكن في تافياللت يصل إلى

.مساكنها السابقة تعاني منه في

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 133 -

فالعدد الكبير من الغرف داخل المساكن يعكس رغبة الشركة المنجزة للمشروع في

جعل السكنات تتوافق مع رغبات وتطلعات المستفيدين وجعلها تحقق لهم الرفاهية والعيش

...الكريم والحاجة النفسية واالجتماعية، إضافة إلى الحاجة البيولوجية من أكل وشرب ونوم

مبحوث 81سؤال عما إذا كان عدد الغرف يتوافق مع عدد أفراد األسرة أجاب حول

من مشكل يعانون بنعم أي أن عدد الغرف في مساكنهم يتوافق مع عدد أفراد أسرهم وأنهم ال

مبحوث فقط ممن اعبروا أن عدد الغرف في مساكنهم ال يتوافق مع عدد 19الضيق، مقابل

خل دى تثمين الفكرة السابقة وهي أن األسر استطاعت أن تُأفراد أسرهم، وهذا يقودنا إل

المجال وهو المسكن ضمن هويتها االجتماعية فأصبح انعكاسا مباشرا لعاداتها وتقاليدها

توفر لألسر كل متطلبات السعادةأن هذه المساكن وقيمها التي تتمتع بها وبالتالي استطاعت

.والعيش الرغيد

معظم المساكن تحتوي على فناء أو حديقة تعمل على تلطيف الجو إضافة إلى ذلك فإن

وتغييره داخل المنزل إضافة إلى استعماله في فصل الصيف عندما تشتد الحرارة داخل

.المنزل سواء في المساء أو لسمر األسرة في الليل

كما روعي في تصميم هذه المنازل الفصل بين المجال النسائي والمجال الرجالي ألنه

يدخل ضمن ثقافة المجتمع الميزابي وتمسكه بدينه وأصالته التي ال تقبل االختالط بين

الجنسين ألن ذلك أمر غير مشروع، وهذا بتخصيص جزء من مرافق المنزل للعنصر

تخصيص أوقات معينة الستغالل المرافق لكال الجنسين إذا كانت المرافق بالنسوي، أو

.مشتركة

فياللت استطاع أن يغطي كل احتياجات ساكنيه المادية من لذلك فإن المسكن في تا

فضاءات واسعة ومرافق ضرورية، كما استطاع أن يغطي االحتياجات المعنوية حيث تساعد

يم وأصالة السكان التي تكونت في على المحافظة على عادات وق الهندسة الداخلية للمساكن

.رهم في تافياللتالقصر القديم واستطاعت أن تستمر معهم بعد استقرا

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 134 -

تبينان الطابق األول للمسكن ووسط الدار وباب الفناء 9و 8: الصورتان رقم

13: الجدول رقم

توزيع المبحوثين حسب نسب مشاركتهم في بناء مساكنهم

النسبة المئوية التكرارات نسبة المشاركة

% 11 11 كبيرة

% 42 42 متوسطة

% 39 39 ضئيلة

% 8 8 عدمةمن

% 100 100 المجموع

من مجموع المبحوثين كانت مشاركتهم في بناء % 42أن نسبة يتبين من الجدول

من المبحوثين الذين كانت نسبة مشاركتهم ضئيلة، % 39مساكنهم متوسطة، ثم تأتي نسبة

ب نحصل من الذين كانت نسبة مشاركتهم كبيرة، وإذا جمعنا بين هذه النس % 11وتليها نسبة

التي تمثل المبحوثين الذين كانت لهم مشاركة في بناء مساكنهم بغض % 92على نسبة

.فقط من المبحوثين الذين لم تكن لهم أية مشاركة % 8النظر عن حجمها، مقابل

القراءة اإلحصائية للجدول تبرز أن معظم المبحوثين كانت لهم مشاركات في عملية

المشاركة من طرف المستفيدين قيمتين قيمة ذاتية تميزهم عن بناء مساكنهم، حيث تعكس هذه

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 135 -

غيرهم كأفراد، وقيمة اجتماعية نتيجة انتمائهم لبيئة معينة ومحددة، كما يدخل المسكن فيما

بعد في صلب عملية اإلدراك والتشكيالت، كما إن المسكن هو ثمرة عمل يدخل في ماضي

.الفرد وحاضره

جعلها المرآة العاكسة ى لإمشاركتهم في بناء مساكنهم كما سعى المستفيدون من خالل

، خاصة وأن الحياة األسرية ترتكز داخل جتماعيالتي تعكس واقع أسرهم االقتصادي واال

المسكن، ومما ال شك فيه أن المسكن المريح البد أن ينعكس على ذات الساكن ومشاعره

.وأحاسيسه أي على حالته النفسية

األسرة في عملية تشييد مسكنه المعنى األساسي للتضامن أو كما تجسد مشاركة رب

ما يسمى بالتويزة، حيث يصحب هذه األخيرة جوا اجتماعيا وروحيا مملوء بالعواطف

واألحاسيس التي يشعر الفرد داخلها بانتمائه االجتماعي ويفتخر بعاداته وتقاليده وقيمه، حيث

ء مما يساعد على نسج عالقات اجتماعية تحفظ تتم عملية البناء بمشاركة األقارب واألصدقا

.الفرد وترعاه داخلها

وليست شكلية أو ةالمسكن واقعة أنثروبولوجي (H. Lefebvre)يعتبر لوفيبر "

معمارية، ألننا في تحرك وفي تطور مستمرين، وألن مسألة السكن تتعلق بمسألة التغيير

إنها مسألة ذات بعد )...عد، قرابة، جيرةب (االجتماعي وبالممارسات االجتماعية المتنوعة

1."عبر مجرى التاريخ االجتماعيةالبيئة باختالفتختلف إنساني

ترتبط لها، ةثقافة المسكن هي انعكاس لتطلعات المجتمع واألسرة وصوركما إن

بنظرة األفراد (Chambart de Lauwe)المسكن وحاجاته حسب شامبار دو لو لتفاصي

ة انتمائهم االجتماعي، أما أهم مكان يترعرع فيه مفهوم السكن هو داخل لواقعهم ولعملي

معها التحول في أشكال السكن والمساكن، ا ازدادمؤسسة األسرة، فكلما تطورت احتياجاته

مثال المجتمعات التقليدية، المجتمعات الصناعية، المجتمعات في طور التحول، حيث أن لكل

2.مجتمع نمطا سكنيا خاصا به

للمستفيدثم إن المشاركة في عملية البناء في قصر تافياللت تتم بالمشاركة المباشرة

عليه من ذلك العمل يتحصلمن خالل اعتباره كعامل من العمال على أن يعتبر األجر الذي

.89رجاء مكي طبارة، نفس المرجع، ص 1 .93رجاء مكي طبارة، نفس المرجع، ص 2

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 136 -

تكاليف المسكن، وبالتالي يضمن المستفيد بمثابة دفعة من الدفعات التي تحذف من مجموع

التي لها معنى كبير ويوفر لنفسه مبالغ مالية معتبرة يستعملها مسكنه بناءمشاركته في عملية

.لإلنفاق على عملية بناء مسكنه

أن المسكن هو جزء ال يتجزأ بكما إن هذه المشاركة في عملية البناء تشعر المستفيد

من شخصيته أي أنه يعكس ذاته وثقافته بحيث ال يشعر بالغربة والعزلة داخله خاصة وأنه

ينتمي إلى الثقافة الشعبية للمجتمع كونه يعتبر إعادة بناء للنمط العمراني القديم فهو بالتالي

يدخل ضمن عادات وتقاليد وعقيدة الجميع، كما إن هذه المشاركة تجعل المستفيد فيما بعد

.يحافظ على مسكنه ويعمل على الزيادة فيه

14: الجدول رقم

أوقات فراغهم توزيع المبحوثين حسب مكان قضاء

النسبة المئوية تالتكرارا البيان

% 70 70 في المنزل

% 30 30 خارج المنزل

% 100 % 100 المجموع

من مجموع المبحوثين يقضون أوقات فراغهم في % 70أن نسبة يبين لنا الجدول

.خارج المنزل يقضونهاممن % 30منازلهم، مقابل

عظم المبحوثين أي ما يعادل أكثر من ثلثي أفراد ن مقراءة اإلحصائية للجدول تبين أال

العينة يفضلون قضاء أوقات فراغهم في منازلهم وهذا يعني وجودهم بالقرب من عائالتهم

فتتكون بذلك العالقات االجتماعية والعاطفية بين اآلباء واألبناء، حيث تجعلهم أكثر تمسكا

ب إليه ساكنيه اجتماعية وروحية تجذ ح لديه داللةبمنازلهم ومحيطهم السكني الذي يصب

.وتشعرهم بالراحة والطمأنينة والتوازن النفسي

فالمسكن هو اإلطار الطبيعي لنمو اإلنسان واستقراره، إنه المأوى الذي نلجأ إليه "

إلشباع االحتياجات المادية والحاجات الفيزيولوجية والعاطفية والثقافية والعائلية، إنه مستند

هو المحيط العيادي ي يرتكز بدوره على قطبي الداخل والخارج، إن الداخل التخيالت الذ

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 137 -

، والتالزم بين الداخل والخارج هو تالزم والمعنوي والخارج هو المحيط االجتماعي المادي

بين الذاتي والموضوعي، بين النفسي واالجتماعي، يتحول هذا التالزم إلى مزيج من الخيال

المجال السكني الخاص حيث يترك التعبير عن مجال األماني والواقع ينعكس مباشرة على

1".والتخيالت واألحالم والهوامات

قضاء أوقات فراغهم في مساكنهم لشعورهم ى لإ يلجئونلذلك فإن معظم أفراد العينة

في بالراحة النفسية والطمأنينة، حيث سألنا أفراد العينة عن سبب قضائهم ألوقات فراغهم

ابوا بأنهم يشعرون بالراحة النفسية وهم داخل منازلهم، مما ضلون الخروج أجمنازلهم وال يف

يجعلهم يستمتعون بالجو الداخلي لمنازلهم من الجلوس إلى األسرة ومحادثة األبناء، كما إنهم

ال يجدون سببا لقضاء هذه األوقات خارج منازلهم رغم توفر بعض الساحات وأماكن لعب

.األطفال داخل القصر

أهم وظيفة يؤديها المسكن هي وظيفة األمن، فهو يؤمن دائما نوعا من الحماية نإ

عبر عنا وعن أنفسنا، إن المسكن هو مكان بنيناه يي مسكن الذتتمثل في األمن النفسي، فال

حماية ضد الخارج هو وسيلة دفاع ضد القلق يقال أنا مرتاح والراحة هنا راحة جسدية

على صورته المثالية وعلى ته في مسكنه حيث يقارب ويتعرفونفسية ألن الفرد يالقي ذا

.أناه فالمسكن إذن هو بناء للذات، الذات االجتماعية

إدراك المسكن يدخل في إدراك العائلة، ألنه حامل الذاكرة العائلية التي وعليه فإن

باالستمرارية حيث يدخل في تاريخ وعالقات الماضي والحاضر، في المسكن أشياء تسمح

الشخص غرفة، لنأخذ مثال ال من العام إلى الخاصاإلنسان داخليته زاويته، منه يتم االنتق

كصورة انعزال عن الغرفة داخل منزله فهي ترتبط به بطريقة ترتيبية لها ورؤيته لها فتظهر

األسرة داخل األسرة، إنها الحيز الذي يميزنا داخل مسكننا، وتصبح مكانا للتباهي والتعلق

، ألنها تأكيد للتواجد الحقيقي الذي يدخل في شيء ما، كأن نسمع الشخص يقول ية أيضاوالهو

2...، تلك هي زاويتي،...أنا من، ...ولدت في

.16رجاء مكي طبارة، نفس المرجع، ص 1 .98، 97رجاء مكي طبارة، نفس المرجع، ص ص 2

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 138 -

15: الجدول رقم

توزيع المبحوثين حسب نسبة مشاركتهم في بناء منازلهم وهل أحدثوا تغييرات فيها

فيما بعد

إحداث تغييرات

نسبة المشاركة

النسبة المئوية المجموع ال نعم

% 11 11 6 5 كبيرة

% 42 42 30 12 متوسطة

% 47 47 30 9 ضئيلة

% 8 8 4 4 منعدمة

% 100 100 70 30 المجموع

% 100 % 70 % 30 النسبة المئوية

من مجموع المبحوثين لم يقوموا بتغييرات هندسية % 70 نسبة نالحظ من الجدول أن

ممن قاموا ببعض التغييرات، في حين نالحظ % 30لهم إليها، مقابل على مساكنهم بعد دخو

من مجموع المبحوثين كانت لديهم مشاركة في إنجاز مساكنهم بغض النظر % 92أن نسبة

.فقط لم تكن لديهم مشاركة في بناء منازلهم % 8عن حجمها، مقابل

ن طرف المستفيد في القراءة اإلحصائية للجدول تبين أنه كلما كانت هناك مشاركة م

تقلصت تبعا لذلك إمكانية إحداث تغييرات في المسكن بعد الدخول إليه، كلما بناء مسكنه

مبحوث ممن كانت مشاركتهم متوسطة في 42مبحوث من مجموع 30حيث نجد مثال أن

مبحوث فقط ممن أقبلوا على هذه 12مقابل ت عليها،بناء منازلهم لم يقوموا بإحداث تغييرا

مبحوث ممن كانت مشاركتهم في بناء 47مبحوث من مجموع 30غييرات، كما إن الت

مبحوثين فقط ممن 9، مقابل هذه المساكنعلى لم يقوموا بإحداث تغييرات منازلهم ضئيلة

أحدثوا هذه التغييرات، وتعتبر تغييرات طفيفة تمثلت في إضافة بعض الغرف أو تحويل

.كل الداخلي للمسكنوظائفها أو إضافة أمور بسيطة للش

ألصحابها وأنها تعكس شخصيتهم وثقافتهم مالئمةنستنتج من هذا أن المساكن كانت

ألنهم في األصل قد شهدوا عملية بنائها وكانت لهم مشاركات في هذه العملية حيث أتيحت

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 139 -

حاولوا أن يخضعوها لشخصيتهم وثقافتهم منذ و ض تفاصيل المسكن،هم فرصة اقتراح بعل

، خاصة إذا علمنا أن شكل المسكن يرتبط بعدة عوامل تعكس القيم المجتمعية، خاصة البداية

معقدة ثقافيةهو مؤسسة وليس بنية أو شكال ماديا فقط، ألن بناؤه هو ظاهرة وأن المسكن

.لشعب ما باعتبار الثقافة مجموعة العادات واألفكار والمؤسسات والنشاطات لمجتمع أو

يعكسها شكل المسكن على الفرد وعلى حياته االجتماعية كما ومن أهم الظواهر التي

1:هي (Raport)يراها رابور

بإيجاد التصميم الداخلي للمسكن حيث يرجع إلى عادات :الحاجات األساسية في البناء -

الشعوب، كون منزل الشخص يعكس بالضرورة القيم والمشاعر التي تتأكد وتتركز في

.بنفسهمنزله الذات البشرية حتى ولم يبني

وهي أساسية خاصة من حيث الدور الذي تقدمه في هذا المجتمع وهي ترتبط :األسرة -

.بالنوع وبالبنية الخاصة بها

س عبر له داللة واضحة ألنه جزء من التنسيق العائلي يعكَ :مركز ووضعية المرأة -

.البنية وشكل المنزل

ب نوعه واتساعه يمكن أن تعتبر ضرورية بحيث إن المكان حس :للحميمية الحاجة -

.يثير الحميمية أو يلغيها

سواء داخل هي حاجة مهمة أين تتم لقاءات الجماعة واألفراد :العالقات االجتماعية -

.المنزل أو خارجه في األماكن العمومية

ويمكن أن نقدم هنا نموذجا لمسكن في تافياللت للوقوف على التفاصيل الداخلية

اكن في القصور القديمة للوقوف على مدى محاولة إعادة إنتاج هذا للمساكن ومقارنتها بالمس

باحتساب الطابق األول والثاني، فالطابق األول 2م138النمط، حيث تبلغ مساحة هذا المسكن

، فناء، مطبخ، مكتب، دوش يتكون من وسط الدار، تزفري أو غرفة سمر األسرة، غرفة

ون من وسط الدار، ثالثة غرف، دوش األدراج، أما الطابق الثاني فيتكومرحاض،

يشبه إلى حد كبير أنه ومرحاض، األدراج، نالحظ من خالل التوزيع الداخلي لهذا المسكن

الدار وتزفري توي على أهم العناصر مثل وسطحالمساكن في القصور القديمة حيث ي

.92، 91رجاء مكي طبارة، نفس المرجع، ص ص 1

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 140 -

اء وتميز واحتوائه على طابقين، إال أن هناك اختالف طفيف يتمثل في ظهور المكتب والفن

.هذا المسكن بشساعة مساحته مقارنة بالمساكن القديمة

16: الجدول رقم

توزيع المبحوثين حسب ما إذا كانت مساكنهم تعيق حياتهم العصرية أم ال

النسبة المئوية التكرارات البيان

% 7 7 نعم

% 93 93 ال

% 100 100 المجموع

يعتبرون مساكنهم الحالية ال تعيق حياتهم من المبحوثين % 93الجدول أن يتبين من

.فقط ممن يعتبرونها تعيق حياتهم % 7العصرية، مقابل

أعشار مجموع 9المبحوثين أي ما يعادل معظمالقراءة اإلحصائية للجدول تبين أن

تحقيق متطلبات حياتهم العينة ال يعتبرون أن مساكنهم الحالية في تافياللت عائق أمام

اعتبروا أن المسكن في % 7مت حسب رغباتهم، في حين نجد أن صم العصرية كونها

.تافياللت كان عائقا أمام تحقيق حاجاتهم العصرية

في وادي ميزاب وهذا القديمة القصوررغم إن قصر تافياللت يشبه إلى حد كبير

سواء من حيث الشكل الخارجي للمساكن وتوزع الطرقات والساحات أو من حيث المكونات

خلية للمساكن من حيث توزع العناصر داخلها، فإنه ال يعيق وال يقف حاجزا أمام تطلعات الدا

المستفيدين منه لحياة عصرية حديثة، طالما أنه يعبر عن ثقافتهم وعن قيمهم وشخصيتهم التي

اكتسبوها من خالل إقامتهم في القصر القديم قبل قدومهم إلى تافياللت، ثم إن التحسينات التي

على البنية اإلجمالية للقصر بما يتوافق مع متطلبات الحياة العصرية كاألخذ بعين أدخلت

االعتبار السيارة عند تصميم الطرقات والساحات، خاصة إذا علمنا أن السيارة أصبحت

، وبالتالي فإن هذه التحسينات أدمجت مع الشيء الموروث هذا العصروسيلة النقل األولى في

يدخل في تكوين الماضي ولم تحدث قطيعة معه طالما أن الماضي فكان هناك تواصل مع

شخصية الفرد، ولم يبق التساؤل في قصر تافياللت قائما حول إمكانية تلبية عناصر البناء

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 141 -

القديم لمتطلبات الحياة العصرية، ألن هذا التساؤل تم تجاوزه من خالل التواصل الذي حدث

.متطلبات العصر الحالي رضهالذي تفالتجديد إضافة إلىمع الماضي

تبينان شكل الشوارع في قصر تافياللت مقارنة بقصر بني يزقن 11و 10: الصورتان رقم

:من خالل تحليل الجداول الخاصة بالفرضية الثانية يمكن أن نستنتج ما يلي

استطاع نمط البناء الذي تميز به قصر تافياللت أن يحقق متطلبات األسر، كما

:استطاع أن يحقق ذاتها وشخصيتها من خالل

الشكل الخارجي للقصر الذي يشبه إلى حد بعيد القصور القديمة، كما إن المساكن في

إضافة داخلهار األخرى صوالعناتافياللت احتوت على عدة طوابق وعدد معتبر من الغرف

تطاعت أن تحقق إلى احتوائها على فناء تلجأ إليه األسرة في فصل الحر، فهي بذلك اس

متطلبات وتطلعات األسر المتمثلة في الحصول على مسكن كبير وواسع يتوافق مع عدد

أفرادها ويجعلها تتمتع بالفسحة واالتساع خاصة إذا علمنا أن معظم العائالت كانت تفتقد إلى

.هذه الميزة في مساكنها السابقة قبل قدومها إلى تافياللت

لت أن يحقق ذاتية وشخصية وثقافة العائالت المستفيدة كما استطاع السكن في تافيال

ةالمباشرلقيمها وعاداتها وعقيدتها، وهذا من حيث المشاركة اسعككونه انمنه من خالل

للمستفيد في عملية تشييد منزله حيث يخول له ذلك إضفاء بعض مميزاته وخصائصه الذاتية

ر بالراحة والطمأنينة وهو داخل على مسكنه وأن يجعله ضمن شخصيته وثقافته حتى يشع

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 142 -

سكنه وال يشعر بالغربة واالنعزال داخله، فالمسكن في تافياللت كان انعكاسا مباشرا لثقافة

.وشخصية وخصوصية المستفيد منه

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 143 -

النمط العمران الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: المبحث الثاني

17: الجدول رقم

في تافياللت إقامتهمت توزيع المبحوثين حسب عدد سنوا

النسبة المئوية التكرارات عدد السنوات

% 43 43 سنتين أو أقل

% 39 39 سنوات 4إلى 3من

% 18 18 سنوات 6إلى 5من

% 100 100 المجموع

من المبحوثين يسكنون في تافياللت منذ سنتين أو % 34أن نالحظ من خالل الجدول

لمبحوثين الذين يقيمون في تافياللت منذ ثالثة أو أربعة من ا % 39أقل، ثم تأتي نسبة

سنوات، وأخيرا فئة المبحوثين الذين سكنوا في تافياللت منذ خمسة أو ستة سنوات والتي

.من مجموع المبحوثين % 18تمثل

القراءة اإلحصائية للجدول تبين أن معظم المبحوثين هم حديثي العهد بالسكن في

من مجموع المبحوثين انتقلوا إلى تافياللت منذ أربعة % 82نسبة تافياللت إذ نالحظ أن

وتم توزيع 1997سنة قانطلسنوات أو أقل، خاصة إذا علمنا أن مشروع إنجاز هذا القصر

.2000الدفعة األولى من المساكن سنة

عهد المبحوثين بالسكن في قصر تافياللت إال أنهم استطاعوا في فترة لكن رغم حداثة

وجيزة أن ينظموا ويهيكلوا أنفسهم ويتأقلموا مع وضعية السكن هناك، ألنهم لم ينتقلوا إلى

، بحيث لم ينتقلوا إلى منطقة ال يعرفون عنها أي شيء، بل بالعكس كانوا على تافياللت فجأة

قبل ألنهم كما أشرنا سابقا كانت لهم مشاركات في عملية بناء معرفة ودراية بالمنطقة من

منازلهم وبالتالي فإن احتكاكهم بالمنطقة كان قبل أن ينتقلوا إليها نهائيا من أجل السكن، مما

سهل لهم التأقلم والتكيف مع المحيط الجديد وهو قصر تافياللت، حيث وجدوا أنفسهم في

اعوا أن يكونوا مجتمعا صغيرا يملك كل خصائص منذ البداية واستط الصحيحطريق ال

المجتمع القديم وهو مجتمع القصر القديم طالما أنهم كانوا يعيشون فيه، مما سهل من بناء

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 144 -

العالقات االجتماعية وتكوين البناء االجتماعي على أسس متينة حيث كانت انطالقة هذا

.د إقامتهم في تافياللتفاستمرت مع السكان بع القصرأثناء عملية تشييد التكوين

خالل مدة إقامة المبحوثين في قصر تافياللت أن تعمير هذا القصر تم كما نفهم من

على مراحل ولم يكن دفعة واحدة وهذا نلحظه من خالل التفاوت بين المبحوثين في مدة

إقامتهم في القصر، ولم تتم حتى اآلن عملية توزيع السكنات بصفة نهائية حيث توجد هناك

.عد كون األشغال لم تنتهي فيهاسكنات لم يتم توزيعها ب

18: الجدول رقم

توزيع المبحوثين حسب ما إذا كانوا قد خصصوا مكانا الستقبال الضيوف في منازلهم أم ال

النسبة المئوية التكرارات البيان

% 91 91 نعم

% 9 9 ال

% 100 100 المجموع

من مجموع المبحوثين قد خصصوا في % 91نالحظ من خالل الجدول أن نسبة

.فقط لم يتسنى لهم ذلك % 9مكانا الستقبال الضيوف، مقابل ممنازله

د أخذوا بعين االعتبار خالل قالقراءة اإلحصائية للجدول تبين أن معظم المبحوثين

اقتراحهم لتفاصيل منازلهم تخصيص مكان معين الستقبال الضيوف، خاصة إذا علمنا أنهم

ء مشاركتهم في بناء منازلهم كانت تعطى لهم فرصة اقتراح بعض التفاصيل التي تدخل أثنا

، فلم يغفل المستفيدون من حجز مكان معين الستقبال ضمن خصوصية وذاتية كل مستفيد

.الضيوف ونسج العالقات االجتماعية من خالل ذلك

جه بناء لحاجة ولواقع إن المسكن هو المجال المعماري الذي يؤخذ إال بالبنية التي تنت"

وتاريخ وألسلوب حياة معين، فاالجتماعي هنا ال يخترق الهندسي فقط بل يصل إلى اختراق

الذاتي، فباإلضافة إلى العالقة التي تجمع بين الفرد والمكان كعالقة عاطفية وأمنية وتواجدية

هناك )الخارجوهذا ما يظهر على صعيدي اللغة والممارسة، وعلى صعيد دينامية الداخل و(

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 145 -

التأقلم (وتربط الساكنين بالخارج )أهل أوالد(العالقة التي تربط الساكنين فيما بينهم

1.)االجتماعي والتأثر باإليديولوجيا السائدة وبأنماط التربية

إضافة إلى عالقة المستفيدين بالداخل أي بداخل منازلهم أو عالقتهم بأسرهم وذويهم،

ي تنظم مع الخارج أي مع من يكون خارج المنزل من الجيران أو فقد فكروا في العالقة الت

األقارب الذين يسكنون في نفس القصر، حيث تعكس العالقة مع الخارج حرص المستفيدين

االجتماعية السابقة ومحاولة تنميتها واستثمارها، ألن استقبال عالقاتهمعلى المحافظة على

المستفيد مع غيره ممن يسكن معهم في نفس الضيوف مؤشر مهم يقيس مدى تفاعل وتعاون

القصر، كما يشعره باالنتماء إلى مجموعته االجتماعية وال يحس أنه وحيد أو غريب عن

المحيط الذي يسكن فيه، فالسكن إذن ال يقتصر على الدخول تحت السقف وكفى بل يعني

ج تقتضي أن يتالزم أيضا المحيط الذي يتواجد فيه هذا المسكن ألن ثنائية الداخل والخار

.وال يمكن الفصل بينهما وإال كان هناك خلل في حياة الفرد االثنان

كما إن تخصيص المستفيدين ألماكن خاصة باستقبال الضيوف في منازلهم دليل على

أن المسكن في تافياللت يلبي جميع احتياجات األسرة من الفسحة، ولم يغفل عن التفكير في

يربط المستفيد من خالله مع الضيوف لباستقباعلى مكان خاص الخارج من خالل توفره

محيطه الخارجي الذي يعتبر جزء منه، وهذه ميزة تميزت بها المساكن في القصور القديمة

حيث تحتوي هذه المساكن على غرفة خاصة بالضيوف يكون بابها مفتوحا مباشرة إلى

اخل الدار، هذه الهندسة نقلتها من بد السقيفة لسهولة دخول وخروج الضيوف دون إحراج

المساكن في تافياللت بتخصيصها مكان الستقبال الضيوف، مما يجعلنا نقول بأن نمط البناء

اء النمط العمراني القديم ومن خالله استطاع أن يعيد إنتاج نفي هذا القصر استطاع أن يعيد ب

.عالقات االجتماعية التقليديةال

.19رجاء مكي طبارة، نفس المرجع، ص 1

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 146 -

19: الجدول رقم

لمبحوثين حسب عالقتهم بجيرانهمتوزيع ا

النسبة المئوية التكرارات نوعية العالقة

% 86 86 جيدة

% 14 14 متوسطة

% 100 100 المجموع

من مجموع المبحوثين اعتبروا عالقتهم مع % 86 نسبةيتبن لنا من خالل الجدول أن

.فقط ممن اعتبروها متوسطة % 14جيرانهم جيدة، مقابل

حصائية للجدول تبين أن معظم المبحوثين لديهم عالقات جيدة مع جيرانهم القراءة اإل

من خالل التعاون والتضامن االجتماعي الذي لعب دورا بالغ األهمية في إنجاز المساكن في

من االجتماعي أيضا في إنجاز بعض المرافق الحيوية اقصر تافياللت، كما ساهم هذا التض

كذا نالحظ أن التعاون يساعد على التكتل وتجميع سكان المشتركة على مستوى القصر، وه

وحل ممصالحهالقصر تحت راية واحدة تجنبهم الخالفات والنزاعات وتساعدهم على قضاء

التعاون ظاهرة راسخة في ثقافة السكان وفي عاداتهم قضيةانشغاالتهم، مع مالحظة أن

السابقة قبل قدومهم إلى إقامتهمالمجتمعية كونهم كانوا في عالقات جيدة مع جيرانهم في

تافياللت، كما إن أسلوب التعاون بين الجيران وبين سكان القصر على إنجاز المرافق

التي تؤدي إلى تقوية روابط الجيرة ومحاولة جماعيةالجماعية هو أحد مظاهر المشاركة ال

تحقيق التنمية تحسينها واستثمارها بما يعود على الجميع بالنفع والفائدة، حيث ال يمكن

ي حل مشاكلهم بأنفسهم نَبالمنشودة دون المشاركة الواسعة للسكان في التصور وفي التنفيذ وتَ

.وتحديد احتياجاتهم واالعتماد على قيمهم الثقافية وإمكانياتهم المادية

كما إن تشبع السكان في قصر تافياللت بالقيم الدينية جعلهم يقيمون عالقات جيدة مع

أن الشريعة اإلسالمية قد أمرت باإلحسان إلى الجار والتعاون معه على أمور اطالمجيرانهم

.الدين والدنيا

إضافة إلى ذلك فإن السكان في قصر تافياللت من خالل تواجدهم بالمنطقة قبل السكن

معهم عالقات تعاون وزمالة وا فيها كانوا على علم بجيرانهم المستقبليين من قبل وبالتالي أقام

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 147 -

ن خالل المشاركة الجماعية في عملية البناء أو ما يسمى بالتويزة قبل قدومهم نهائيا إلى م

راختياتافياللت، خاصة إذا علمنا أنه قد أتيحت لبعضهم فرصة اختيار الجار فلم يتوانى في

إقامة عالقات لهممما سهل أو الجار الصديق الذي هو في عالقة قديمة معه القريبالجار

باشرة بعد أن سكنوا في تافياللت، وحول سؤال عما إذا كنت تحس أن عالقتك جوارية م

بجيرانك قد تحسنت أم ال فقد أجاب معظم المبحوثين بأنها قد تحسنت كثيرا مباشرة بعد أن

.سكنوا في تافياللت وأنهم يعيشون في جو عائلي مفعم بالعالقات الجوارية واالجتماعية

لقصر تافياللت أن يحافظ على عالقات الجيرة من خالل هكذا استطاع النمط العمراني

محافظة السكان على تلك العالقات التي تدخل ضمن عاداتهم وتقاليدهم وقيمهم التي اكتسبوها

خالل إقامتهم في القصر القديم وأبوا إال أن ينسجوا نفس هذه العالقات بعد انتقالهم إلى

.تافياللت ألنها متأصلة فيهم

20: الجدول رقم

توزيع المبحوثين حسب ما إذا كان لهم أقارب يسكنون في تافياللت أم ال

النسبة المئوية التكرارات البيان

% 82 82 نعم

% 18 18 ال

% 100 100 المجموع

من مجموع المبحوثين لديهم أقارب يسكنون % 82أن نسبة نالحظ من خالل الجدول

.ديهم أقارب يسكنون في نفس القصرمنهم ليس ل % 18في تافياللت، مقابل

اإلحصائية للجدول تبرز بوضوح أن معظم المبحوثين كان لديهم أقارب القراءة

يسكنون في تافياللت، وهذا يدل على أن فكرة السكن في تافياللت كانت تدور بين

هم البعض حول هذه الفكرة أو تشجيع بعضهم البعض مجموعات القرابية من استشارة بعضال

على االنتقال نضمام إلى تافياللت، كما نستنتج من ذلك أن المجموعات القرابية حرصتلال

إلى تافياللت جماعات حتى يتسنى لها االستمرار في نظم نفس العالقات االجتماعية التي

.كانت تعيش داخلها قبل قدومها إلى تافياللت

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 148 -

تماعي القرابي ائص ومقومات النظام االجحيث يعتبر نسق التعاون من إحدى خص

المنتشر في المجتمع، األمر الذي يجعل السكان ال ينتقلون للسكن في تافياللت بصفة مفردة

ومحاولة تكوين وسطهم االجتماعي من جديد، بل غالبا ما تم االنتقال ضمن الجماعة القرابية

، حيث وجد المنتقل إلى تافياللت نفسه ضمن نفس وسطه وسط اجتماعي مألوف في

اعي القديم تقريبا حيث حافظ على نفس العالقات التي كانت لديه خاصة في فترة سكنه االجتم

.األولى حيث ساعدته على االندماج بصورة سريعة في المجتمع الجديد

كما إن المؤسسة العائلية هي مصدر لكثير من النظم االجتماعية األخرى، وذلك مثل

راقبة االجتماعية للسلوك من خالل تدعيم قوة النظام األخالقي الذي يؤدي وظيفة الضبط والم

.الضمير الجمعي

قاتهم مع ويمكن أن نقيس مدى محافظة المبحوثين على عالقاتهم القرابية أي عال

عهم في تافياللت عن طريق مؤشر الزيارة وتبادل الزيارات بينأقاربهم الذين يسكنون م

ون معهم في تافياللت وهم نرب يسكاألقارب، حيث سألنا المبحوثين الذين كان لديهم أقا

من مجموع المبحوثين كما رأينا، عما إذا كانوا يقومون بزيارة أقاربهم % 82 يمثلون نسبة

من % 72دائما أو في المنسبات فقط أو كلما سمحت لهم الفرصة بذلك، فكانت النتائج أن

أي أنهم ال يتوانوا كمبحوث يقومون بزيارة أقاربهم كلما سمحت لهم الفرصة بذل 82مجموع

في اغتنام الفرص من أجل زيارة أقاربهم من أجل المحافظة على أواصر التعاون وتجسيد

ومون بزيارة أقاربهم دائما، من المبحوثين على أنهم يق % 15معنى القرابة، كما أجاب

.منهم على أنهم يزورون أقاربهم في المناسبات فقط % 8وأجاب أيضا

ارات يجعلهم يعيدون إنتاج العالقات االجتماعية التقليدية خاصة هذا التبادل للزي

ا إال أن يواصلوا في نفس والقرابية منها التي كانوا يتمتعون بها قبل قدومهم إلى تافياللت، وأب

العالقات بعد استقرارهم نهائيا في تافياللت، لذلك يمكن أن نقول بأن النمط العمراني لقصر

م، استطاع أن يعيد إنتاج العالقاتنتاجه للنمط العمراني القديإة تافياللت من خالل إعاد

.االجتماعية التقليدية من خالل المحافظة على العالقات القرابية والعائلية

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 149 -

21: رقمالجدول

توزيع المبحوثين حسب كيفية قضاء المناسبات

النسبة المئوية التكرارات كيفية قضاء المناسبات

% 65 65 مع األقارب

% 35 35 لوحدك مع األسرة

% 10 100 المجموع

من مجموع المبحوثين يفضلون قضاء المناسبات % 65يتبين لنا من الجدول أن نسبة

.من نفس المجموع يفضلون قضاءها لوحدهم مع أسرهم الصغيرة % 35مع أقاربهم، مقابل

ء المناسبات مع القراءة اإلحصائية للجدول تبين أن معظم المبحوثين يفضلون قضا

إلضافة إلى مؤشر تبادل الزيارات الذي يقيس مدى استمرار فباأقاربهم في جو عائلي،

العالقات االجتماعية التقليدية داخل قصر تافياللت يمكن أن نعتمد أيضا على مؤشر كيفية

.قضاء المناسبات من أجل قياس هذه االستمرارية

رابة مؤشر على وجود التضامن طار القفقضاء المناسبات بشكل جماعي في إ

والتعاون والتواصل القائم بين أسر المبحوثين وأقاربهم الذين يسكنون معهم في نفس القصر،

فالمناسبات الدينية كاألعياد وشهر رمضان مثال يتبعها دائما جو من التضامن والتسامح

السكينة إلى جانب والتكافل االجتماعي ومساعدة الغني للفقير، حيث يشعر الفرد بالراحة و

.أهله وأقاربه حيث تزيد هذه المناسبات في شدة االنتماء إلى الجماعة القرابية

كما إن تشبع المبحوثين بالقيم الثقافية والدينية تجعلهم يغتنمون فرصة المناسبات

ائه خاصة الدينية منها إلعادة إنتاج العالقات االجتماعية التقليدية التي تشعر الفرد دائما بانتم

وتجعله يتعلق بعاداته وتقاليده وقيمه التي تقوم على صلة الرحم وإزداء النصح والمعروف

.لألخ المسلم خاصة إذا كان من ذوي القربى

كما إن المناسبات التي تقام في القصر كاألعراس مثال تسعى إلى جمع كل الشرائح

ماعية وإعادة أمجاد الماضي المكونة للقصر وتعتبر فرصة كبيرة لنسج ونظم العالقات االجت

من خالل إعادة إنتاج العالقات االجتماعية التقليدية ودمجها ضمن الحياة العصرية للسكان

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 150 -

من أجل المحافظة على التواصل مع الماضي الذي يدخل في صلب شخصية السكان وتجنب

.القطيعة معه

22: الجدول رقم

تادون عليهاتوزيع المبحوثين حسب األماكن العمومية التي يع

النسبة المئوية التكرارات األماكن العمومية

% 61,2 79 المسجد

% 25,6 33 السوق

% 13,2 17 أماكن الترفيه

% 100 1291 المجموع

من مجموع المبحوثين يعتادون على المسجد، % 62,2نالحظ من الجدول أن نسبة

ممن يعتادون على أماكن % 13,2منهم يعتادون على السوق، ثم نسبة % 25,6أن و

.الترفيه

القراءة اإلحصائية للجدول تبين أن كل المبحوثين يعتادون على األماكن العمومية إما

.المسجد أو السوق أو أماكن الترفيه، وإما يعتادون على مكانين عموميين في آن واحد

ء من فالمسجد هو مؤسسة دينية له كيان متميز يكتسي طابع القداسة ويحظى بالوال

سجد أو المصلى هو المكان الذي يلتقي فيه سكان القصر طرف الجميع، ومن تم يصبح الم

رغم اختالف هذا (ويجمعهم بصفة منتظمة ومستمرة، وبحكم موقع هذه المؤسسة من القصر

)الموقع عما عليه في القصور القديمة حيث يحتل المسجد مركز المدينة والمكان األعلى فيها

جد يؤدي إلى جانب وظيفته الدينية وظائف اجتماعية وثقافية هامة على مستوى فإنه أي المس

القصر، حيث تعتبر أوقات الصالة خاصة صالتي المغرب والعشاء مناسبة هامة اللتقاء

.السكان وتبادل الرأي حول شؤون القصر وشؤون سكانه

على مستوى القصر ومن بين الوظائف االجتماعية الهامة لهذه المؤسسة في حياة السكان

:إضافة إلى وظيفتها الدينية نذكر

.المجموع أكبر من حجم العينة ألن المبحوثين كانت لهم فرصة اختيار أكثر من احتمال واحد لإلجابة جاء 1

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 151 -

ويعتبر من أهم الوظائف االجتماعية التي تؤديها هذه المؤسسة، :واالتصال اإلخبار -

.ويرجع ذلك إلى فرصة االلتقاء التي تتيحها للسكان بصفة منتظمة وفي مواعيد محددة

نظم في القصر، والتي وذلك باإلعالن عن الحمالت التطوعية التي ت :الدعوة للتطوع -

.تُعنى بالحاجيات األساسية للقصر والتي تتطلب مشاركة الجميع من أجل إنجازها

فتواجد المبحوثين إما في المسجد أو السوق أو في أماكن الترفيه هو مؤشر مهم لقياس

مدى فاعلية الفرد داخل مجتمعه من خالل العالقات االجتماعية التي ينظمها عند تواجده في

ذه األماكن من إبداء لرأيه في قضية ما والسماع للرأي اآلخر، حيث يتم التناقش والتحاور ه

كونه جزء ال بمجتمعحول القضايا الذاتية التي تخصه كفرد وأيضا حول القضايا التي تربطه

.يتجزأ من هذا المجتمع

هو كذلك السوق في المدن الميزابية القديمة ليس مجرد فضاء للتجارة فقط بلكما إن

للتجمع والتشاور والتحاور بين أفراد المجتمع، من هنا نستنتج أن للسوق مكانة فضاء

.اجتماعية عالية في نفوس الميزابيين من خالل العالقات االجتماعية التي تظهر في السوق

نتاج العالقات األماكن العمومية يجعلهم يعيدون إلذلك فإن تواجد السكان في

يدية والتحدث في األمور التي تخص القصر، حيث يلعب االحتكاك بين االجتماعية التقل

السكان في األماكن العمومية دورا مهما في تشجيع وتقوية أواصر الصداقة والمحبة والتعاون

بين جميع سكان القصر، حيث يعتبرون هذا التعاون أمرا طبيعيا وضروريا في نفس الوقت

.ال يمكن االستغناء عنه

23: قمالجدول ر

توزيع المبحوثين حسب كيفية مشاركتهم في الحمالت التطوعية التي تنظم في القصر

النسبة المئوية التكرارات كيفية المشاركة

% 31 31 بفعالية

% 46 46 بأقل فعالية

% 23 23 ال تشارك

% 100 100 المجموع

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 152 -

ركون في من مجموع أفراد المبحوثين يشا % 77نالحظ من خالل الجدول أن

فقط % 23الحمالت التطوعية التي تنظم في القصر بغض النظر عن كيفية المشاركة، مقابل

.ممن ال يشاركون في هذه الحمالت

القراءة اإلحصائية للجدول تبرز أن معظم المبحوثين يشاركون في الحمالت التطوعية

ز هذه الحمالت كات، وتترالتي تقام في القصر بفاعلة أو بأقل فعالية المهم أن لديهم مشارك

أعمال بناء المنازل من عمليات التويزة حول أعمال النظافة أو الحمالت التي رافقت

.والتضامن بين السكان

حيث تلعب هذه الحمالت التطوعية دورا مهما في الحياة االجتماعية للسكان من خالل

مهم لقياس مدى تفاعل ما يتبعها من جو للتضامن والتعاون بين السكان، حيث تعتبر مؤشر

ى االجتماعية تساعدهم على التغلب علسكان القصر فيما بينهم وبنائهم لنسيج من العالقات

طرا داخل ة الرسمية، حيث يجد الفرد نفسه مأالضعف الذي تعاني منه المؤسسات الحضري

جماعته االجتماعية التي تعوض له ذلك الضعف الذي تعاني منه المؤسسات الحضرية

.سميةالر

تعرف القصور القديمة في وادي ميزاب منذ القديم وحتى اآلن فكرة الحمالت

التطوعية التي تمس جميع نواحي الحياة الفردية من النظافة والبناء والتهيئة وغيرها حيث

تتطلب هذه األعمال مشاركة الجميع ووقوفهم على صعيد واحد من أجل تذليل الصعاب

أن يحققه بمفرده، هذه الميزة استمرت مع السكان بعد انتقالهم وتحقيق ما ال يستطيع الفرد

هم عن طريق ياتجتساعد السكان على قضاء حاإلى قصر تافياللت كونها طريقة ناجحة

.وقوف الجميع جنبا إلى جنب تحت راية واحدة وهي التعاون والتضامن والتكافل االجتماعي

النمط العمراني القديم صاحبه إعادة من خالل هذا يمكننا أن نقول بأن إعادة إنتاج

إنتاج للعالقات االجتماعية التقليدية من خالل الحمالت التطوعية التي تقام في القصر والتي

كانت سابقة في القصور القديمة وما يتبعها من روح للتضامن والتآخي تشعر الفرد بانتمائه

.يساهم في تنمية هذا المحيط هناالجتماعي وال يشعر بالغربة داخل محيطه السكني طالما أ

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 153 -

24: الجدول رقم

توزيع المبحوثين حسب نوعية عالقاتهم مع عائالتهم في القصر القديم

النسبة المئوية التكرارات نوعية العالقة

% 81 81 جيدة

% 17 17 متوسطة

% 2 2 ضعيفة

% 100 100 المجموع

جيدة مع ن ما زالوا يقيمون عالقاتمن مجموع المبحوثي % 81يبين لنا الجدول أن

ة مع عائالتهم السابقة، من نفس المجموع عالقاتهم متوسط % 17ن عائالتهم السابقة، كما إ

.فقط تعتبر عالقاتهم ضعيفة مع عائالتهم السابقة % 2مقابل

القراءة اإلحصائية للجدول تبين أن معظم المبحوثين ما زالت تربطهم عالقات جيدة

م في القصر القديم إما عن طريق التعاون أو تبادل الزيارات، فاالنتقال إلى مع عائالته

.تافياللت لم يؤثر سلبا على العالقات العائلية ألن االنفصال كان ألسباب موضوعية

ازالوفاالنفصال المجالي لم يتبعه انفصال اجتماعي بحيث أن معظم المبحوثين ما

.لحنين إلى بعضهم البعض والذي يكون بسبب البعدعلى اتصال بعائالتهم السابقة بسبب ا

صلة ثم إن صلة الرحم واجب ديني وشرعي فكون المجتمع يتمتع بالقيم الدينية فإن

بالنسبة إليه ال يمكن االستغناء عنه، لذلك نجد السكان يحافظون على ضروريالرحم أمر

.تلك العالقات بشكل طبيعي وبدون تردد

بالقصر القديم لبني يزقن من خالل ارتباطهم تافياللتفي قصر كما إن ارتباط السكان

بقي السكان في تافياللت على ارتباط حيثببعض المؤسسات العرفية كالعشيرة مثال

بعشائرهم في القصر القديم وأنهم في تواصل معها خاصة عند إجراء لقاءاتها العامة في

دائم مع القصر القديم وبالتالي فهم المناسبات الدينية كاألعياد، مما جعلهم في تواصل

مع عائالتهم، كما إن مناسبات األعراس ما زالت تقام في السابقة معالقاتهيحافظون على

لتقاء العائلة على واجتماعيا من خالل إجوا عائليا ات القصر القديم حيث يتبع هذه المناسب

النمط العمراني الحديث والعالقات االجتماعية التقليدية: الفصل السادس

- 154 -

دة إنتاج العالقات االجتماعية صعيد واحد مما يجعلها تتذكر أيام ماضيها الذي يؤدي إلى إعا

.التقليدية

ضافة إلى توطيد العالقات االجتماعية بينهم على مستوى إ فالسكان في قصر تافياللت

القصر، حافظوا على التواصل القائم بينهم وبين عائالتهم في القصر القديم، كون القصر

.الجتماعيةالجديد هو امتداد للقصر القديم سواء في عمرانه أو في ممارسته ا

:خالل تحليل الجداول الخاصة بالفرضية الثالثة نستنتج ما يليمن

جتماعية التقليدية استطاع النمط العمراني لقصر تافياللت أن يعيد إنتاج العالقات اال

:ة إنتاجه للنمط العمراني القديم وهذا من خاللمن خالل إعاد

ر في معنى الداخل وهو عالقة ة الداخلية للمساكن التي روعي فيها التفكيالهندس

صاحب المنزل بأسرته والتفكير أيضا في معنى الخارج وهو عالقة صاحب المنزل بالمحيط

الخارجي، وهذا من خالل تخصيص معظم المبحوثين ألماكن استقبال الضيوف في منازلهم

.وبالتالي إقامة عالقات اجتماعية أساسها التعاون والتضامن

وثين على عالقاتهم مع جيرانهم دليل على مساعدة هذا النمط كما إن محافظة المبح

، تشجيع إقامة عالقات الجوار خاللالعمراني على الحفاظ على العالقات االجتماعية من

في تافياللت وهذا من خالل اإضافة إلى إقامة عالقات قرابية بين األقارب الذين يسكنون مع

جو عائلي حيث يزيد ذلك في تقوية العالقات الزيارات المتبادلة وقضاء المناسبات في

.ويؤدي أيضا إلى تقوية الضمير الجمعي أو الضبط االجتماعي االجتماعية

لغ العالقات االجتماعية التقليدية بين األسر المقيمة كما إن االنتقال إلى تافياللت لم ي

ى إلى تقويتها من خالل في هذا القصر وبين عائالتها السابقة المقيمة في القصر القديم، بل أد

الزيارات المتبادلة بين العائلين خاصة في المناسبات الدينية واالجتماعية التي حافظت على

.التواصل بين العائلتين من خالل قضاء هذه المناسبات بشكل جماعي

الخاتمة

- 156 -

:الخاتمة :بجملة من النتائج نلخصها فيما يلي ن أن نخرجكبعد إتمام هذه الدراسة يم

من دوافع توجه األسر نحو السكن في تافياللت هي وضعيتها السكنية السابقة، بحيث

أن جل األسر كانت تسكن إما مع األب أو مع األقارب ضمن أسرة ممتدة وما ينجم عن ذلك

.ه مع عدد أفراد العائلةمن ضيق المسكن وعدم توافق

ثم إن اإلمكانيات االقتصادية لألسر المبحوثة التي يمكن تصنيفها ضمن فئة متوسطي

جعلتهم يختارون السكن في تافياللت كون أسعار المسكن هناك معقولة، حيث تقرر الدخل،

.تخفيضها إلى ثلث سعرها في السوق كما رأينا

حصل عليها أرباب األسر من إعانة مالية ودفع كما إن التسهيالت واالمتيازات التي ت

بالتقسيط لمستحقات المسكن، جعلت أرباب األسر يختارون السكن في القصر الجديد للظفر

.بتلك االمتيازات

استطاع نمط العمران في قصر تافياللت أن يحقق رغبات وتطلعات األسر في ميدان

م األسر عند عرضه ثالثة أحجام السكن من خالل توفيره لمساكن كبيرة تتالءم مع حج

مختلفة من المساكن، حيث جعل األسر تستمتع بسكناتها الواسعة التي صممت حسب حاجتها،

لذاتية وشخصية المستفيدين منها طالما أن المستفيدين قد حاولوا تجسيد سلذلك فهي انعكا

ملية البناء حيث خالل المشاركة في عمن عاداتهم وتقاليدهم وقيمهم وشخصيتهم في مساكنهم

منحت لهم فرصة إضافة بعض األشياء التي تدخل ضمن خصوصية كل مستفيد، هذه

.الوضعية جعلت األسر تشعر بالراحة الجسدية والنفسية داخل منازلها

المستفيد بالخارج إضافة إلى عالقته كما روعي في الهندسة الداخلية للمساكن عالقة

بالداخل، هذه العالقة مع الخارج تتلخص في تخصيص مكان في المنزل الستقبال الضيوف

.وبالتالي إقامة عالقات تعاون وصداقة مع السكان داخل القصر

كما إن المبحوثين حرصوا على إعادة إنتاج العالقات االجتماعية التقليدية وهذا

امة عالقات للجيرة مع جيرانهم وعالقات قرابية مع أقاربهم الذين يسكنون بحرصهم على إق

معهم في تافياللت عن طريق تبادل الزيارات وقضاء المناسبات بشكل جماعي في جو عائلي

.روح التضامن والتعاونب مليء

لغ العالقات االجتماعية بين األسر المنتقلة وبين ثم إن االنتقال إلى تافياللت لم ي

ائالتها السابقة في القصر القديم، بل أدى هذا االنتقال إلى تقوية تلك العالقات وتثمينها ومما ع

الخاتمة

- 157 -

يدل على ذلك هو الزيارات المتبادلة بين األسرتين واستغالل فرصة المناسبات التي تحيى

وتفعيل دور بشكل جماعي من أجل المحافظة على هذه العالقات وتقوية البناء االجتماعي

.الجمعي والضبط االجتماعي الضمير

في األخير يمكن أن نقول بأن تجربة تافياللت الجديدة انطالقا من هذه الخصائص

ب الوطني طالما أن هناك متطوعين اعتبرت تجربة إنسانية، يمكن تعميمها عبر كامل الترا

روح التضحية والتضامن االجتماعي في كل مكان، يكفي توجيهها نحو الطريق الصحيح و

.الستفادة منها واستثمارها لصالح السكان أنفسهمل

المراجعقائمة

- 159 -

المراجع قائمة

:المراجع باللغة العربية

.1996ة، القاهرة، ، المكتبة األكاديميأصول البحث العلمي ومناهجه: أحمد بدر .1

.1970، دار البعث، قسنطينة، ميزاب بلد كفاح: إبراهيم محمد طالي .2

ية، ، ديوان المطبوعات الجامعالتحضر والتهيئة العمرانية بالجزائر: بشير التجاني .3

.2000، الجزائر

، المطبعة العربية، وادي ميزاب في ظل الحضارة اإلسالمية: بكير بن سعيد أعوشت .4

.1991غرداية،

.1993، المطبعة العربية، غرداية، ميزاب يتكلم: بكير بن سعيد أعوشت .5

.1992، المطبعة العربية، غرداية، تاريخ بني ميزاب: بكير الحاج سعيد .6

، دار ، الجزء األولتماع الحضري مدخل نظريعلم االج: السيد عبد العاطي السيد .7

.2003المعرفة الجامعية، اإلسكندرية،

، مشكالت علم االجتماع الحضري بين النظرية والتطبيق:السيد عبد العاطي السيد .8

.2000عرفة الجامعية، اإلسكندرية، وتطبيقات، الجزء الثاني، دار الم

، المؤسسة الجامعية للدراساتلسكنيمقاربة نفس اجتماعية للمجال ا: رجاء مكي طبارة .9

.1995والنشر والتوزيع، بيروت،

الفكر السياسي عند اإلباضية من خالل آراء الشيخ محمد بن يوسف : عدون جهالن .10

.1991، جمعية التراث، غرداية، اطفيش

، الجزء الثاني، المطبعة العربية، غرداية، اإلباضية في الجزائر: علي يحي معمر .11

1986.

كندرية للكتاب، اإلسكندرية، ، مركز اإلسعلم االجتماع الحضري: ة عمر الجوالنيفادي .12

1997.

المعمار والممارسة االجتماعية ميزاب بين الماضي : محمد التريكي، خالد بوزيد .13

.1989ن والهندسة والتعمير، تونس، ، المعهد التكنولوجي للفنووالحاضر

.2000ائر، دار األمة، الجزر، التحض: محمد بومخلوف .14

المراجعقائمة

- 160 -

، دار المعرفة الجامعية، علم االجتماع الحضري مدخل نظري: محمد عاطف غيث .15

.1995اإلسكندرية،

لجامعية، اإلسكندرية، ، دار المعرفة اقاموس علم االجتماع: محمد عاطف غيث .16

2004.

عرفة الجامعية، ، دار المالتنمية والعشوائيات الحضرية: محمد عباس إبراهيم .17

.2000 اإلسكندرية،

، جمعية التراث، حلقة العزابة ودورها في بناء المجتمع المسجدي: محمد ناصر .18

.1989غرداية،

أسس البحث العلمي في المجاالت النفسية : محمود عبد الحليم منسى، سهير كامل أحمد .19

.2002كندرية للكتاب، اإلسكندرية، ، مركز اإلسواالجتماعية والتربوية

، مجموعة النيل العربية، القاهرة، قواعد ومراحل البحث العلمي: مدحت أبو النصرة .20

2004.

مناهج وأساليب البحث العلمي النظرية : مصطفى ربحي عليان، عثمان محمد غنيم .21

.2000ر والتوزيع، عمان، ، دار صفاء للنشوالتطبيق

:الرسائل الجامعية

، رسالة ماجستير، كلية آلفاقالسياسة السكنية في الجزائر الواقع وا: حاوشين ابتسام .22

.2003القتصادية، جامعة الجزائر، العلوم ا

ة ماجستير، كلية العلوم السياسي رسالة، سياسة السكن وتغيراتها الحديثة: محمد عمران .23

.2001واإلعالم، جامعة الجزائر،

:يةالرسمالوثائق

، 27، السنة 52دد الع، الجريدة الرسمية: الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية .24

.1990ديسمبر 02

، 28، السنة 26لعدد ، االجريدة الرسمية: الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية .25

.1991جوان 01

المراجعقائمة

- 161 -

تقارير حول الظرف االقتصادي : المجلس الوطني االجتماعي واالقتصادي .26

.2002واالجتماعي للسداسيين األول والثاني من سنة

مشروع تقرير حول الظرف االقتصادي : الوطني االجتماعي واالقتصادي المجلس .27

.2003واالجتماعي للسداسي األول من سنة

:المراجع باللغة الفرنسية

28. Abdelhamid Brahimi : Stratégies de développement pour l’algerie, Economica, Paris, 1991.

29. Abderrezak Lazizi : Le financement du logement social en algérie, Thèse de master, Ecole supérieure de commerce, Marseille, 1998

30. Maouia Saidouni : Eléments d’introduction à l’urbanisme, Casbah éditions, Alger, 2001.

31. Ministère de l’habitat : Note sur la situation du secteur de L’habitat, Avril 1994.

32. Ministère de l’habitat : Politique de l’habitat bilan et perspectives, Mars 1995.

33. Ministère de l’habitat : Programme quinquennale sectoriel 2005- 2009.

34. Nadir Abdullah Benmatti : L’habitat du tiers monde cas de l’algerie, SNED, Alger, 1982.

35. Rachid Hamidou : Le logement un défi, Entreprise nationale du livre, Alger, 1989.

جامعة الجزائر

كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية

قسم علم االجتماع

استمارة استبيان

أخي المحترم،،،

في إطار القيام بدراسة ميدانية في علم االجتماع الحضري ضمن التحضير لشهادة

:الماجستير بعنوان

"إعادة أنتاج النمط العمراني القديم والعالقات االجتماعية القرابية" سة ميدانية في قصر تافياللت بني يزقن غردايةدرا

نرجو منك أخي المحترم أن تجيب على األسئلة التي تتضمنها هذه االستمارة بكل

صدق وأمانة، ونعدك من جهتنا أن هذه المعلومات سوف تستخدم ألغراض علمية بحتة

.وأنها سوف تحاط بالسرية التامة

جاز هذه الدراسةنشكرك جزيل الشكر لتعاونك معنا في إن

.في المكان المناسب لإلجابة(X) ضع عالمة :مالحظة

:المعلومات الشخصية .1

...السن .1

ذكر الجنس .2

أنثى

قرآني المستوى التعليمي .3

ابتدائي

متوسط

ثانوي

جامعي

...النشاط أو الوظيفة .4

...عدد أفراد أسرتك .5

:ولىأسئلة تتعلق بالفرضية األ .2

مع األب أين كنت تسكن قبل قدومك إلى تافياللت؟ .6

مع األقارب

مستأجِر

آخر أذكره

ال يتسع ألفراد أسرتك ماهي حالة مسكنك القديم؟ .7

قديم ال يقبل أي ترميم

مهدد باالنهيار

موجود في ناحية ال تعجبك

كثيرالماذا اخترت السكن في تافياللت؟ المسكن ال يكلف .8

يشبه النمط القديم إلى حد كبير

لالستفادة من إعانة مالية

ألنه الحل الوحيد أمامك

...سبب آلخر أذكره

كيف تمت عملية تمويل مسكنك؟ دفعة واحدة .9

بالتقسيط

...كيفية أخرى أذكرها

مكلفة كيف كانت مصاريف المسكن في تافياللت؟ .10

معقولة

ضعيفة

هل تعتبر دخلك الشهري كاف للحصول على مسكن في تافياللت؟ نعم .11

ال

نعم هل تلقيت إعانة مالية لتمويل مسكنك غير إعانة الدولة؟ .12

ال

:أسئلة تتعلق بالفرضية الثانية .3

...كم عدد الطوابق في منزلك الحالي؟ .13

...كم عدد الغرف في منزلك الحالي؟ .14

د أفراد أسرتك؟ نعمهل يتوافق عدد الغرف مع عد .15 ال

نعم هل هناك غرف تستعمل لعدة أغراض؟ .16 ال

ال اص بالرجال وآخر بالنساء؟ نعمهل يوجد في منزلك مكان خ .17 ك في تصميم وبناء مسكنك؟ كبيرةماهي نسبة مشاركت .18

متوسطة

ضئيلة

منعدمة

أين تقضي أوقات فراغك؟ في المنزل .19

خارج المنزل

داخل المنزل لماذا لشعورك بالراحة النفسية؟ نعم إذا كان .20 ال

إذا كان خارج المنزل لماذا لشعورك بالقلق والتوتر وأنت داخل المنزل؟ نعم .21

ال

نعم )فناء(هل يحتوي منزلك على حديقة؟ .22 ال

هل أحدثت تغييرات في هندسة منزلك بعد دخولك إليه؟ نعم .23

ال

إذا كانت اإلجابة بنعم فما هي نوع هذه التغييرات؟ إضافة غرف جديدة .24

تحويل المطبخ إلى غرفة

تحويل الحديقة إلى مأرب

...تغييرات أخرى أذكرها

زلك يعيق حياتك العصرية؟ نعمهل الشكل الحالي لمن .25

ال

البعد عن المدينة األم تافياللت؟ التي تواجهها في ماهي المشاكل .26

نقص التموين بالماء والكهرباء

عدم توفر وسائل النقل

عدم توفر المرافق العمومية

...مشاكل أخرى أذكرها

:أسئلة تتعلق بالفرضية الثالثة .4

...كم من سنة وأنت تسكن في تافياللت؟ .27

هل خصصت في منزلك مكان الستقبال الضيوف؟ نعم .28

ال

اختيار الجار؟ نعمهل كانت لديك فرصة .29

ال

إذا كانت اإلجابة بنعم ماهي اعتباراتك في هذا االختيار؟ القرابة .30

جيران سابق

صديق قديم

زميل في العمل

...اعتبار آخر أذكره

جيدة ماهي عالقتك بجيرانك؟ .31

متوسطة

راهل تحسنت عالقتك بجيرانك مع مرور الوقت؟ كثي .32

نوعا ما

لم تتحسن

تدهورت

هل لديك أقارب يسكنون في تافياللت؟ نعم .33

ال

دائما م هل تقوم بزيارتهم؟ إذا كانت اإلجابة بنع .34

في المناسبات فقط

كلما سمحت الفرصة

تقضيها مع أقاربك كم يتم قضاء المناسبات؟ .35

األسرة تقضيها لوحدك مع

المسجد ماهي األماكن العمومية التي تعتاد عليها؟ .36

السوق

أماكن الترفيه

بفعالية هل تشارك في الحمالت التطوعية التي تنظم في القصر؟ .37

بأقل فعالية

تشارك ال

جيدة بعد استقرارك في تافياللت كيف أصبحت .38

سطةمتو عالقتك مع عائلتك في القصر القديم؟

ضعيفة