الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

جامعة وهران

و العلوم السياسية كلية الحقوق

اإللتزام بعدم المنافسة في عالقة العمل مذكرة تخرج لنيل شهادة ماجستير في القانون الخاص

)المستهلكين/ تصادييناالقاألعوان ( تخصص قانون العالقات اإلقتصادية

:إشراف األستاذ : إعداد الطالب

منـور مصطـفى. أ ديــب محمــد

: مناقشةأعضاء لجنة ال

رئيسا جامعة وهران عليم العاليأستاذة الت زناكي دليلة .أ -

مشرفا جامعة وهران عليم العاليأستاذ الت منور مصطفى. أ -

مناقشا جامعة وهران التعليم العالي أستاذة فتيحة رناص .أ -

مناقشا جامعة وهران )أ(أستاذة محاضرة ثابت دراز أحالم.أ -

2013-2012السنـة الجامعيـة

إھـــــــــداء

؟ ...ھذا العمل مھدى إلى

إلى من تتوقعون إلي أنا بالطبع

... أال أستحق أن أھدي إلى نفسي

ولو یوما واحدا

مع تمنیاتي لي بالتوفیق والسعادة

.كل الود

حفظھما هللا ...إلى أمي وأبي

سعادتي وأملي...إلى إخوتي

من لھ مكان في قلبي ...،أولي مكان في قلبھ...إلى كل

وعـــرفـان رـكــــش

...من ساھم في إعطاء جرعة الحیاة لھذا العمل إلى كل

إلرشاد إلى من تحمل عناء اإلشراف على ھذه المذ كرة، وبدل النصح وااألستاذ منور مصطفى... ، وخصنا من وقتھ الكثیرالصادق

...نبنااإلى األستاذة زناكي دلیلة التي طالما وقفت إلى ج

...على جمیل صبرھم ... ادة أعضاء لجنة المناقشةإلى الس

...أو أفقدني إیاه...إلى كل من منحني األمل

...إلى

المختصرات بأھم قائمة :المختصرات باللغة العربیة قائمة - 1 القانون المدني ..……………………….م.ق .قانون االجراءات المدنیة واالداریة......................إ.م.إ.ق ).الملغى(قانون االجراءات المدنیة ........................م.إ.ق .قانون العقوبات.........................ع.ق .قانون عالقات العمل......................ع.ع.ق .القانون المدني المصري ..………………………م.ق .جزء ..…………………….……ج قانون............................ ق .جریدة رسمیة.. ………………….…. ر.ج

.صفحة …………………….…. ص .طبعة …………………………. ط .المادة……………………………. م

.شرط عدم المنافسة..................... م .ع.ش .دون ناشر..........................ن.د .دون سنة النشر.........................س.د .دون مكان النشر........................ ن.م.د :قائمة المختصرات باللغة الفرنسیة - 2

Art. (s) .................................. Article (s). Bull. civ. .............................. Bulletin des arrêts de la chambre civile de la Cour de Cassation française. C.A.........................................Cour d’Appel. Cass. Civ. ..............................Cassation civile. Cass. Soc. ............................Cassation social Ch. ........................................ Chambre. Chron. , Chr. ......................... Chronique. Civ. ....................................... Civil. Contr., conc., consom. ……Contrats, concurrence, consommation. D. …………………………..Recueil Dalloz. Déc.. ………………………...Décret Doc. ………………………..Doctrine. Dr. ………………………….Droit. D.S. ………………………...Recueil Dalloz Sirey. éd. …………………….……édition. Encyc. D……………………Encyclopédie Dalloz. Gaz. Pal. ……………………Gazette du Palais.

Ibid …………………………Idem (Ibidem) J.C.P. ……………………….Juris-classeur périodique. J.C.P. éd. E. ………………... Juris-classeur périodique édition Entreprise. J.C.P. éd. G. ……………….. Juris-classeur périodique édition Générale. JP …………………………..Jurisprudence. L. …………………………. Loi. L.G.D.J. ……………………Librairie Générale de Droit et de Jurisprudence. Litec ……………………….Librairies Techniques. Méls. ………………………..Mélange. n° (s) ……………………….numéro (s). Obs. ………………………..Observation. Op. cit. ……………………..option citée. P. …………………………..Page. pp………………………….. de page…a la page. Préc. ……………………….précité (e) Rec. …………………..……Recueil. P.U.A.M. …………………...Presses universitaires d’Aix-Marseille. R.T.D. com ...……………… Revue trimestrielle de droit commerciale. S. …………..………………Sirey. s. …………… …………….suivant (e) (s) Spéc. ……………………… spécialement. T. …………………………...tome. V. …………………………..voir. Vol. ………………………...Volume.

1

ةــــــــــــــمقدم

تمعات وارتقائها على إن تمع، لذلك فهو يرتبط بتطور ا القانون، وليد اصرفات القانونية لألفراد الذين هلم املستويني االقتصادي واالجتماعي، مما يؤثر على الت

م املتجددةية كامل احلر .يف إنشاء العقود تبعا حلاجاخص احلرية يف إبرام ومبدأ احلرية التعاقدية املسيطر على قانون العقد، جيعل للش

ائه باستثناء بعض العقود أو عدم إبرامها، وحتديد مضمون وشكل العقد وأيضا طريقة إالعام اليت متنع بعض أمناط صوص القانونية ذات الصيغة اآلمرة أو تلك املتعلقة بالنظام الن

دها بشروط معينة، وذلك من أجل تأكيد احلر ية التعاقدية وحتقيق التوازن التعاقد أو تقيباعتبار كل ذلك هو احملرك الرئيسي للحياة ،بني مصاحل األطراف املتعاقدة

)1(.االقتصاديةه ال فاألصل يف إبرام العقود هو مبدأ سلطان اإلرادة، وإذا ما انعقد العقد فإن

جيوز نقضه وال تعديله إال باتفاق الطرفني أو لألسباب اليت يقررها القانون، فالعقد (2).شريعة املتعاقدين

وانطالقا من هذه احلرية اليت لألفراد يف إبرام العقود، إزدادت أمهية الشروط يف أن كل فرد يقبل على تصرف قانوين أو التزام إال ويرغب يف محاية مصاحله العقود، إذ

(1) En ce sens, BORIS STARCK, Droit civil, les obligations, 1972, p 339 et suivant.

لسنة 78ر رقم .جالمتضمن القانون المدني، 1975سبتمبر 26المؤرخ في 75/58من األمر رقم 106أنظر المادة (2) .2005لسنة 44ر رقم .، ج2005جوان 20المؤرخ في 05/10المعدل والمتمم بالقانون رقم 1975

2

واالحتياط واالحرتاز من تلك العملية التعاقدية مستقبال، فيشرتط لنفسه جمموعة من .الشروط

وحده الذي يكشف عنها وال يصل القانون إىل حتقيق ذلك إال عن طريق واملستقبل (1) .الشرط، فهو أمر مستقبل يرد إليه مصري العالقات القانونية

إن املتصفح ملختلف العقود املنتشرة يف الواقع العملي، سواء منها املدنية أو ا، فواقع املعامالت جارية، ليقف على ذيوع فكرة الشرط وحضورها يف العديد منهالت

لع واخلدمات أفرز احلاجة القانونية والواقعية لفكرة التجارية واالقتصادية وتعقد سوق الس .الشرط حتت مربر احلاجة أو الضرورة أو املصلحة ألحد املتعاقدين أو كليهما

وبالرجوع للفقه اإلسالمي، جنده قد عرف أيضا الشرط وأسسه على فكرة وغريها بالشروط، أمر قد ... تعليق العقود"يؤكد على أن (2)يم اجلوزيةاملصلحة، فابن الق

...".تدعو إليه الضرورة أو احلاجة أو املصلحة فال يستغين عنه املكلفوتعليق العقود بالشروط ال يعكس فقط جمرد إرادة الدائن أو املدين يف هذا

ا أيضا غبة يف تكييف العملية التعاقدية التعليق وترتيب آثار املعامالت يف املستقبل وإمن الر .اليت قد ال تكون آنية وإمنا تدور يف املستقبل وجودا أو عدما. مع مصاحله االقتصادية

رط باعتباره تدبريا احرتازيا وعالمة من عالمات األمان وهنا تظهر أمهية الش . واالطمئنان للمستقبل

بتفويت مشروع دون اختاذ ،ففكرة االحتياط للمستقبل وعدم الوقوع يف اخلطأرط، كما أن جتد ضالتها يف فكرة الش .اإلجراءات املالئمة ملمارسة جتارة أو عمل آخر

) االنقضاء الحوالة، األوصاف،( عام، بوجه االلتزام نظرية الجديد، المدني القانون شرح في الوسيط السنهوري، الرزاق عبد (1)

.07 ص س،.د العربية،القاهرة، النهضة الثالث،درا المجلد .469 ص ،هـ 1389 سنة،03 الجزء العالمين، رب عن الموقعين إعالم الجوزية، القيم ابن (2)

3

وإمنا هلا دور ،رط ال يقتصر دورها على األثر الوقائي لفكرة الشك والرتقبنظرية الش .وحتريك الدورة االقتصادية ،مهم يف تشجيع االستثمار

ني املتعاقدين، رغم وجود الشرط نابع من حيوية نظام فانتقال االلتزامات بل والديناميكية وإمنا يضفي عليه التحو ،الشرط ذلك أنه ال يضفي على العقد الثبات

)1(.مؤسسة قانونية الالزمة حلياة أيه ولزمن ليس بالقصري، عد قانون العمل وقدم .على أنه قانون محائيوحيث أن

أساس أن معظم قواعده تنصرف حلماية العامل وتعزيز مكانته يف مواجهة صاحب على .الطرف الضعيف، كما أن عقد العمل عقد تبعية بامتيازالعمل، كون العامل هو

.فقانون العمل حياول أن يوازن بني األطراف بوقوف قواعده إىل جانب العاملمن عوملة شاملة امتدت خيوطها إىل يربايل، وما حييط به وجه الل الت لكن يف ظل

بيئة تنافسية، ظهر مفهوم جديد لواقع عالقات العمل يف إطار ما االقتصاد، يف ظل ". théorie de flexibilité de l’emploi" يسمى مرونة التشغيل

إن إلتزام العامل بعدم منافسة صاحب العمل يعد من االثار املرتتبة عن عقد إذ أن . ب مبقتضاه إلتزامات متقابلة على عاتق كل طرف من أطرافهالعمل، والذي يرتت

ويعد هذا اإللتزام . هذا اإللتزام تستوجبه مقتضيات حسن النية يف تنفيذ عقد العملويرتتب على . له خصائصه وطبيعته القانونية) إلتزام باإلمتناع عن عمل( ا إلتزاما سلبي

عقدية، ومنها ماهي تقصريية، متتد إىل طرف خمالفته مسؤوليات مدنية، منها ماهي (2).حبسب طبيعة ورود اإللتزام. ثالث، هو صاحب العمل اجلديد

.04ص ) 02(هامشمرجع سابق، نظرية اإللتزام بوجه عام، الوسيط في شرح القانون المدني الجديد، ، عبد الرزاق السنهوري ) 1(

، مطبعة دار النهظة، ص 1994، ط)دراسة مقارنة(نادر محمود سالم، عقد العمل بين الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي (2)44.43 .

4

لكنه مل يفصل فيه، ورغم ذلك يعد من . هذا اإللتزام نص عليه املشرع صراحةا جواز فصل العامل أثناء قيام رابطة اإللتزامات اجلوهرية، اليت يرتتب عن اإلخالل

ومن مت فهو ميس مبدأ دستوري يتمثل يف . فضال عن مساسه مببدأ حرية العمل العمل،ا ومحايتها، وترقيتها ال حرية العمل، كمظهر من مظاهر احلرية الفردية الواجب صو

.سيما يف إطار عالقة العملأن اإلفراط يف احلماية، قد يؤدي إىل شل احلركة االقتصادية، وتثبيط سوق غري وعرقلة االستثمارات، ال سيما وأن املؤسسات هي األخرى تسعى لتحقيق محاية العمل،

)1(.مفرتضة داخلية متكنها من االستمرار يف وسط تنافسي

وقد أدى التوسع يف تفسري وتطبيق مبدأ احملافظة على األسرار املهنية، وإفراط احملافظة والدفاع عن املستخدمني يف التشدد يف فرض خمتلف الشروط اليت تضمن هلم

شاط املهين أو مصاحلهم، إىل إلزام العمال بعدم العمل يف مؤسسات متارس نفس الن م إىل املؤسسات املنافسة، متجاهلني الصناعي، خوفا واحتياطا من نقل معارفهم ومؤهال

واملتمثل يف مبدأ حرية العمل بالنسبة .بذلك أهم حق قررته القوانني املتعلقة بالعمل ذينومها املبدأين ال ،لعمال، ومبدأ حرية الصناعة والتجارة بالنسبة ألصحاب العملل

ما . الثورة الفرنسية أقرالسيما اإللتزام بعدم املنافسة (تطبيق هذا اإللتزام وقد شجع على التمادي يف

من قبل أصحاب العمل، عدم وجود نص قانوين حيد أو ينظم )كشرط تعاقديال م يف هذا ا )2(.سلطا

(1) BERNARD TEYSSIÉ, droit du travail, 01 relation individuelle de travail, 02éme édition, L.I.T.E.C

1992.P 89. ، ديوان المطبوعات Iج )عالقات العمل الفردية (لتشريع الجزائري التنظيم القانوني لعالقات العمل في ا ،أحمية سليمان) 2(

.184، 183ص ، 2002ط الجامعية،

5

وقد صدرت عدة أحكام قضائية فرنسية خاصة مبعاجلة قضايا عدم املنافسة، اليت مارس 04يطرحها العمال، أو املستخدمون، واليت كان أمهها احلكم الصادر يف

مدين فرنسي املتعلقة قانون 1134ام املادة ، وهو احلكم الذي يستند إىل أحك1970على أساس سلطان اإلرادة، وعلى املرسوم الصادر يف . بتكريس مبدأ احلرية التعاقدية

)1(.املتعلق هو اآلخر حبرية التعاقد والعمل 1791مارس 12-17

، فالعامل حبكم عمله قد يقف على أسرار املستخدم، األمر الذي جيعله إذشاط الذي األسرار ملصلحته الشخصية، فينافس املستخدم يف جمال الن يستغل هذه

ميارسه، أو يستخدم هذه األسرار لصاحل املستخدم الذي التحق خبدمته، وهو أمر غري جسيمة باملصلحة االقتصادية للمستخدم، وتظهر مشروع ملا قد يلحق من أضرار

أسرار الصناعة واالتصال خطورة هذه املنافسة إذا استطاع العامل اإلطالع على )2(.بالزبائن، وتقنيات التمويل والتسويق حبكم منصبه كمسري أو ممثل جتاري

، اكتفى املشرع بإلزام العامل ؟اإللتزام خطورة وجود أو عدم وجود هذا ورغم إال إذا كان هناك اتفاق بينهما جييز .بعدم منافسة صاحب العمل يف جمال نشاطه

، ويالحظ أن النص الذي أورده املشرع نص عام، يقضي بعدم شرعية املنافسة )3(ذلك

(1) Vu les articles 1134 Du code civil et le Décret des 12-17 mars 1791, attendu qu’en applications

de ces textes, une clause de non concurrence insérée dans un contrat de louages de services pour protéger les intérêts légitimes de l’employeur est licite si elle ne porte pas gravement atteinte a la liberté du travail en raison de son etendu dans l’espace, compte tenu de l’activité du salarié,et n’est illicite que dans la mesure ou elle le fait « soc.4mars1970.bull.civ-v121.16mai1972.bull-civ.v322 »

.132ص ، 2011، نشأة عالقة العمل الفردية في التشريع الجزائري والمقارن، دار الحامد، الطبعة األولى،بن عزوز بن صابر ) 2(بتاريخ 17ر عدد .المتعلق بعالقات العمل، ج 21/04/1990المؤرخ في 11-90من القانون رقم 07فقرة 07 المادة ) 3(

،واألمر 1991لسنة 68ر عدد .،ج1991ديسمبر 21المؤرخ في 91/29المعدل والمتمم بالقانون 04/1990/ 25في إطار عالقة العمل للواجبات األساسية يخضع العمال .: "1996لسنة 43ر عدد .ج1996جويلية 9المؤرخ في 96/21

أال تكون لهم مصالح مباشرة أو غير مباشرة في مؤسسة أو شركة منافسة أو زبونة أو مقاولة من الباطن، إال إذا كان هناك : التالية ...".اتفاق مع المستخدم

6

أثناء قيام عالقة العمل، وليس بعد انتهائها، وهو نص ال يتعارض مع حرية العمل، بل ه ال ميسها على اإلطالق .أن

وحيث أن األصل يف األشياء اإلباحة، فإننا جند أنفسنا يف حرية كبرية يف فهو ال يشري إليه بأي كإلتزام إتفاقي، عدم املنافسة شرعية املشرع من موقفاستبطان

نقيب عن هذا املوضوع، يف مواجهة شكل من األشكال، إمنا جند أنفسنا وحنن بصدد الت ه .ع.ع.من ق 137ما تقضي به املادة يكون باطال وعدمي األثر : "اليت تنص على أن

شريع اصه حقوقا منحت للعمال مبوجب الت كل بند يف عقد العمل، خيالف باستنق ".واالتفاقات أو االتفاقيات اجلماعية

يف ضبط إلتزام العامل بعدم "العقد شريعة املتعاقدين"قاعدة فما مكانة ودور ؟.منافسة صاحب العمل من جانب قانوين، أو إتفاقي سواء بسواء

د عدم الن قصد إسقاطه ،ص على شرط عدم املنافسةهل أن املشرع تعمه ترك األمر يف ذلك واإلكتفاء باإللتزام بعدم املنافسة أثناء قيام عالقة العمل فقط ، أم أن

؟.لألفراد، وفق مبدأ الرضائية يف العقود، ومبدأ سلطان اإلرادة عاقديةإىل احلرية الت جارة، وحرية ناعة والت ما هو التوازن األنسب بني حق املستخدم يف حرية الص

.امل يف العمل؟الع إذا كان ،؟ما هي الفاتورة االقتصادية واالجتماعية الالزمة لتحقيق هذا التوازن

مل حيكم املشرع تنظيم اإلقتصادي، فلماذا موضرورة يفرضها الن اإللتزام بعدم املنافسة ستدعي طرق ي مما اجلزائر، ااسة االنفتاح اخلارجي اليت تشهدهسي هذه املسألة،؟ رغم

املوضوع، وتأطريه، حسب القواعد القانونية السارية املفعول، وكذا القانون املقارن وذلك شريع الوطين، ما يثري صعوبات يف الت اإللتزام لعدم وجود مفهوم حمدد بصورة دقيقة هلذا

.حقيقة ومجة يف معاجلته

7

.ة العمللإللتزام بعدم املنافسة يف عالق إن حماولة الوقوف على القواعد الناظمةباإلملام باإلشكاالت اليت يثريها هذا اإللتزام ال سيما ما تعلق منها مبدى مالءمته يتحدد

اهنةواملبادئ والقيم الدستورية والقانونية ال . ، عطفا بذلك على قواعد سلطان اإلرادةرره عرف على مصدية يف تنفيذ العقود وإبرامها، فيجب الت عاقدية، وحسن الن ية الت واحلر

ة أو يف ظل وطبيعته القانونية، ومدى تنظيم املشرع ألحكامه سواء يف ظل القواعد العام .وجود شرط إتفاقي بعقد العمل، وكذلك موقف الفقه اإلسالمي من هذا اإللتزام بشقيه

الفقه فإن .باإللتزام بعدم املنافسة ظر لغياب قواعد تشريعية خاصةوبالن .األخذ به قد حاول إعطاء مدلول خاص به، وتشدد القضاء الفرنسي يف )الفرنسي(

ا يطرحه املوضوع من إشكاليات، رأينا اعتماد املنهج التحليلي ولإلجابة عمقدي باعتباره أفضل سبيل من وجهة نظرنا، يسمح باإلجابة عن التساؤالت الن

مث اقرتاح احللول املالئمة ،عنياملطروحة، فموضوع املذكرة يتطلب مناقشة وانتقاد واقع م .استنادا على األدلة والرأي الراجح

من صعاب وقت إعداد هذه املذكرة، قلة املراجع املتخصصة اإن أهم ما واجهنر منها بذكر بعض اجلوانب حول املوضوع دون يف ذات املوضوع، واكتفاء ما توف

راسة الكافية يف القانون مل يلق الد ن هذا املوضوعإ.ه بالنقداإلسهاب فيه أو التصدي لال .اجلزائري من طرف القانونيني واملختصني يف هذا ا

فأغلب الدراسات والبحوث جندها يف القانونني املصري والفرنسي، ويعترب هذا .من بني الصعوبات اليت تعرتض أي دارس أو باحث يف املوضوع

يف مقدمة وفصلني اثنني –للحصول على النتيجة املرجوة –البحث ناجعل .وخامتة

8

يف غياب إتفاق بعدم املنافسة االلتزام بعدم:جاء الفصل األول حتت عنوان .املنافسة

.اللتزام االتفاقي بعدم املنافسةا:ا الفصل الثاين فحمل عنوانأم يف إطار جدلية إليها من هذه الدراسةومن مث فإن اخلامتة تشكل النتيجة املتوصل

يف عقد العمل، ويف املنظومة القانونية الوطنية عن مكانة اإللتزام بعدم املنافسة البحث .ككل

9

عدم المنافسةم بعدم المنافسة في غياب إتفاق باإللتزا:الفصل األول

إطار النظريات الليربالية الكالسيكية، الدولة ال تتدخل يف القطاع االقتصادي يفقانون الشركات، (بل تضع قواعد قانونية لألعوان االقتصاديني تسمح هلم بعملية التعاقد

الدولة ترتك السوق يعمل فإذا توافرت مجيع الشروط فإن ...) قانون العمل، قانون العقود .لوحده

ة كبرية ومتنوعة، فالدولة متلك العملية يظهر أن تدخالت القوة العام من الناحية ة وتعمل على تطويرها وتقويتها لكنها ملزمة من جهة أخرى باحرتام املؤسسات العام

.املنافسة .ظام حيث ختلت عن نظام االقتصاد املوجهاجلزائر ليست بعيدة عن هذا الن

ضبط . نتقال من دولة الرفاهية إىل دولة الضبطوتبنت نظام االقتصاد احلر، فتم اال )1(.القطاع االقتصادي يعين إجياد التوازن بني حقوق والتزامات كل طرف

عرفت أوربا يف القرن التاسع عشر غليانا على املستوى االجتماعي، كان سببه الذي ساد يف الفرتة ما قبل القرن الثامن ،سخط األفراد وتذمرهم من نظام الطوائف

عشر، حتت وقع أفكار بعض الفالسفة، الذين كانوا يدعون إىل إلغاء، وحظر أي وسيط بني الدولة واألفراد على إرساء عالقات مهنية جديدة، لكن تدهورت أحوال العمال بعد

العقد شريعة "ذلك، بسبب استغالهلم من طرف أصحاب الثروات بدعوى حرية التعاقد )2(".املتعاقدين

، كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة محمد العقد كوسيلة لضبط السوق، مجلة المفكر، العدد الثالث ،عيساوي عز الدين )1(

.206س ، ص .خيضر، بسكرة، دبورنين محند أورابح، جهود المنظمات الدولية لضمان حق إنشاء نقابات، مذكرة لنيل درجة الماجستير في القانون الدولي )2(

.13، ص 2008معمري، تيزي وزو، دالعام، كلية الحقوق، جامعة مولو

10

هذا الفصل، مبناقشته واستعراضه لإلطار العام لعالقة العمل، على ترتسم معامل فرتض فيها من توازن، وكذا طرق منظومة الشرط كتقنية مكملة للتشريع ووسيلة وقع ما ي

للحد من املنافسة بعرض كوكبة من الشروط اليت تعين باحلد من املنافسة لكن يف إطار أال شريعية املنوطة بالعامل،لتزامات الت مع الوقوف على أحد أهم اال نشاطات معينة،

.وهو االلتزام بعدم املنافسةا هل أن الن : ضال من أجل حرية العمل انتهى إىل النقطة اليت يقول لك فيهاإذ

.!"لعمل الذي تقوم به اآلنأنت حر يف عمل ما تشاء إال ا" .نظام المنافسة في إطار عالقة العمل: المبحث األول

يتميز تشريع العمل، عن غريه من التشريعات، بطبيعة العالقة التعاقدية اليت جتمع عالقة ميتزج فيها البعد االقتصادي، بالبعد االجتماعي من جهة، والبعد . بني طرفيه

النفعي بالبعد اإلنساين من جهة أخرى، عالقة تقوم على عدم التكافؤ بني طرفيها يع واحلاجة، طرف يف موقع التابع آلخر، مما يعطل إىل شر ويوضع من خالهلا، حبكم الت

)1( .رادةحد كبري من القدرة على التفاوض، النابع من مفهوم سلطان اإل

؟.فكيف ميكن احلديث عن مسألة املنافسة بني املستخدم والعامل، يف ظل الال توازن ؟.كيف ميكن للعامل منافسة املستخدم، وما العالقة اليت تربط بينهما

كيف تساهم تقنية الشرط يف تكميل القانون، من باب حرية التعاقد،ما الشرط ؟.على العموم، وما دوره يف احلد من املنافسة يف جماالت نشاط متعددة

، دراسة مقارنة في القانونين الفرنسي والسوري، "أزمة عقد العمل"عرفان الخطيب، الحرية التعاقدية في تشريع العمل محمد ) 1( .21ص ، 2011، يوليو 47قانون، العدد مجلة الشريعة وال

11

.إرتباطات عالقة العمل بمفهوم المنافسة: ب األولالمطلليس اهلدف من عرض بعض اجلوانب عن مفهوم عقد العمل، والتزامات

وكذا دراسة سلوك املنافسة يف إطار عالقة العمل، استباق لألمور أو عرض العامل، خالصات للموضوع، وإمنا فقط إبراز بعض املالمح األساسية اليت نرى التمهيد هلا

قها بكليات يستحسن حبثها ضمن هذا التقدمي .كمدخل ضروري لفهم املوضوع لتعل .عقد العمل كعقد منشأ للمنافسة: الفرع األول

مىت .عدم املنافسة ضمن عقود العمل يستلزم بيان ماهية عقد العملب إن دراسة اإللتزامنكون بصدد عقد العمل؟، كذلك بيان إلتزامات العامل على النحو الذي تكون فيه

خيدم أهداف شكل عام وفق ما املنافسة ب باإللتزام بعدم هذه االلتزامات ذات صلة وثيقةزامات املتقابلة دور يف إمكانية خلق منافسة حمتملة،بني أطراف حبيث يكون لإللت.البحث

.بصيغة ضمنية ترتب اثار مستقبلية.عالقة العمل ).طبيعة العالقة بين العامل والمستخدم( مفهوم عقد العمل: أوال

قبل التطرق إىل تعريف عقد العمل، جتدر اإلشارة إىل أن هناك عدة تعريفات فظ لكنها ه أمجع على تعريف عقد العمل خمتلفة يف الل متفقة يف املعىن، كما أن الفقه كل

.باعتماده على التعريف التقليدي الوارد يف القانون املدينمن املتفق عليه أن القانون مل يعط تعريفا لعقد العمل، بل الفقه هو الذي حدد

شامال، وقد احلاالت اليت نكون فيها بصدد عقد العمل، لكن دون أن يعطي تعريفا حدو الفقه معتربة أن معيار عقد العمل، هو مدى . حدت احملاكم يف هذا الشأن

.خضوع العامل لسلطة املستخدم وإشرافهوإذا كانت سلطة اإلشراف هي املعيار األساسي لعقد العمل، يف نظر احملاكم البد من مالحظة، أن مفهوم حرية العامل أثناء تنفيذ عمله حتت هذه السلطة، هو

12

نظيم العام لعمله، خاصة إذا كان مثل هذا العمل، هو تضييق بل واغتصاب حلريته يف الت . مفهوم عقد العمل هو مبادلة بني احلرية مقابل األمنتنفيذ مهام تقنية دقيقة، كما أن

)1(.من خالل وضعه داخل املؤسسة حتت مسؤولية املستخدم

أنه التزام أحد "وهو التعريف الشائع واألكثر استعماال . إن تعريف عقد العمل، إن هذا "األشخاص بوضع نشاطه حتت تصرف شخص آخر وحتت رئاسته مقابل أجر

صوص عليه يف القانون وإمنا وجد يف عدد كبري من أحكام القضاء، التعريف ليس من )2(.خاصة حباالت معينة وخمتلفة

ويالحظ أن تبعية العامل عنصر أساسي يف عقد العمل أمجعت عليها كل :، فهناك ثالث عناصر أساسية تربز يف أي عقد عمل)3(التعاريف

I. ا، سواء كان هذا النشاط حبيث يؤدي العامل املهمة اليت التزم بش :النشاط أذا املفهوم فإن عقد العمل يتسم باستمرارية يف تأدية يدوي أو فكري أو فين، و

.العمل عرب الزمنII. إن األجر هو العنصر اجلوهري املقابل لتأدية العمل، وحسب حمكمة :األجر

un contrat titreالنقض الفرنسية فإن عقد العمل هو عقد مقابلة أتعابonéreux4(.، فهو ذو وصف تعاهدي نتيجة االلتزامات املتبادلة بني الطرفني(

III. إذ على خالف األعمال املستقلة، فإن العامل قبل أن يضع نفسه حتت :التبعيةسلطة وتبعية املستخدم الذي يتعهد بالتزاماته، وباملقابل ينفذ الطرف اآلخر ل تدخل املشرع لكي حيفظ أمن وكرامة التزاماته أيضا، وهذا املعيار هو الذي خيو

)5(.األجري

(1) H. GROUTEL, le critère du contrat du travail (melanges), dr. soc. paris, 1982, p 49. (2) DENIS GATUMEL ET DUNENT, droit du travail en france, paris, 1991, p 361. (3) GABRIEL – GUERY, pratique du droit du travail, dumont, paris, 1993, p 86. (4) G.H CAMERLYNCK, tendances du droit du travail français contemporain, D, paris,1996,p19 (5) Cass du 03/08/1942; G.H. CAMERLYNCK, op.cit, p 174.

13

، وما أورده خبصوص تعريف عقد العمل جنده وطينشريع الإلقاء نظرة على الت إن هو اآلخر مل يشد عن القاعدة العامة، وعليه ال جند تعريفا يف هذا التشريع، لعقد العمل

العقد اتفاق : "من القانون املدين بنصه على أن 54بل اكتفى بالتعريف الوارد يف املادة ".عدم فعل شيء ما يلتزم مبوجبه شخص أو عدة أشخاص آخرين مبنح أو فعل أو

الحظ، أن املشرع جعل عقد العمل مدنيا بالنسبة للعامل، كما أن املشرع يانطلق من مبدأ اإلباحة يف األشياء، ولقد اتبعت تشريعات العمل فيما بعد هذه اإلباحة

املنظم لعالقات 90/11من القانون 09و 08ومثال ذلك ما جاءت به املادتان تان نصت يتم عقد العمل حسب األشكال اليت يتفق عليها األطراف : "ا علىالعمل والل

) 1(.، وهو ما جيعل عقد العمل يف التشريع اجلزائري عقدا غري شكلي"املتعاقدةر مفهوم عقد العمل إذ - وخاصة بعد التسعينيات - إن ما نص عليه املشرع طو

ه يسري ر ا ر إجيابايف االجتاه الصحيح، ويتطو أن تمع، وألن قانون العمل مع تطوه جيب أال خيلو من النظرة اال .جتماعيةاجتماعي، فإن

وقد ،جند أن عالقة العمل هذه اليت حيكمها عقد العمل، قد تكون حمددة املدة .تحديد مدة العقد، مؤسس على حتديد تاريخ معني النتهائهف ة املدة،تكون غري حمدد

ا عند عدم حتديد تاريخ ا نتهائه، فيكون أساس انتهائه هو انتهاء العمل املتعاقد أم )2(.بانتهاء املشروع بشأنه، وبالتايل فليس هناك حتديد للمدة إال

المعدل 25/04/1990بتاريخ 17ر عدد .ج ،بعالقات العمل المتعلق 21/04/1990المؤرخ في 90/11القانون ) 1(

.والمتمم(2) FRANÇOIS DELECAUT, DENIS GATUMEL, DENIS DUMONT, Le droit du travail en france, le febure, paris, 1991, p 148.

14

املشرع أجاز، ولكن بصفة استثنائية إبرام عقد العمل ملدة حمدودة، بالتوقيت إن الكامل أو اجلزئي، وقد أفرد إمكانية إبرامه حلاالت معينة على سبيل احلصر، كما اعترب

اء عالقة العمل انقضاء أجل عقد العمل ذي املدة احملددة )1(.أن من أسباب إها، هي مدى أمهية عقد العمل يف بناء عالقات إن اإلشكالية اليت تفرض نفس

العمل، وهل بقي دور أساسي لإلرادة املستخدم والعامل يف إنشاء وإبرام العقد، أم أن .تدخل الدولة أدى إىل تضاؤل هذه اإلرادة، وهذا الدور لطريف العقد

:وعليه نقف علىI. صحة الرضا:

يشرتط النعقاده أي شكلية خاصة، يعترب عقد العمل من العقود الرضائية، وال )2(.-العامل واملستخدم–فيتحقق مبجرد اإلجياب والقبول وتوافق إراديت الطرفني

وهذه الرضائية ثابتة يف القانون املدين وقانون العمل، فاألصل يف صحة الرضا ، الغلطقواعد القانون املدين، وال يكون الرضا معيبا إال إذا شابه عيب من العيوب وهي

)3(أو الغنب التدليس، اإلكراه

عقد العمل كغريه من العقود واملعامالت التعاقدية، اليت . إن القانون املدين اعترب )4(.ال تنتج آثارها إال بتوافق وتطابق اإلرادتني

II. أهلية المستخدم والعامل: ة كما هو ثابت يف الفقه أن صحة الرضا يف عقد العمل خيضع للقواعد العاموأن العامل وصاحب العمل يقعان على قدم املساواة أمام هذا املبدأ، وإذا . لنظرية العقد

.المعدل والمتمم 90/11من القانون 66، 12المادة )1( .المعدل والمتمم 90/11قانون من ال 10، 9، 8المواد )2( .م.من ق 81،86،88،90المواد )3( ).2005يونيو 20المؤرخ في 05/10رقم . ق( من القانون المدني 59المادة ) 4(

15

ز تعترب ة هلا، فإن الصغري غري املمي كان صاحب العمل خيضع يف األهلية للقواعد العامهتصرفاته باطلة، وإن أذن ل ه من األعمال الدائرة بني . ه ولي ومنها إبرام عقد العمل، ألن

.النفع والضرروبالتايل جيوز للبالغ إبرام عقد العمل، ولكنه يكون أيضا ملن بلغ سن الثامنة م أمواله إذا أذن له بذلك كما له أن يديرها، ويربم عقود العمل اليت عشرة أن يتسل

)1(.تستلزمها إدارة هذه األموالإىل القواعد املذكورة ،لعمليف إبرام عقد ا ،واألصل أن ختضع أهلية العامل

)2(.عمال الدائرة بني النفع والضررمن األ ،أي اعتبار عقد العمل .أعالهIII. محل وسبب عقد العمل.

عرف ه ي عرف السبب بأن ه الشيء الذي يلتزم املدين القيام به، كما ي احملل بأن .الغرض املباشر الذي يقصد امللتزم الوصول إليه من وراء التزامه

إن عقد العمل هو التزام العامل بتأدية عمل معني بذاته، ومن جهة أخرى يلتزم استحالة مطلقة كان باطال، صاحب العمل بدفع األجر، فإذا كان االلتزام مستحيال

وباملثل يكون العمل املتفق عليه معلوما لدى الطرفني، علم اليقني نافيا للجهل الفاحش ، والبد أن يكون العمل املؤدى مشروعا وإال كان العقد باطال كأن املؤدي إىل النزاع

)3(.يكون خمالفا للنظام واآلداب العامة

وعا، فإن السبب كذلك جيب أن يكون وكما أن احملل جيب أن يكون مشر من القانون املدين 97مشروعا، وإال كان العقد باطال، ويف هذا الصدد تنص املادة

.113، ص 1987مطر، قانون العمل، الدار الجامعية، القاهرة، حمدي عبد الرحمن و محمد يحي) 1(ه 90/11من القانون 15نصت المادة ) 2( ال يمكن في أي حال من األحوال أن يقل العمر األدنى للتوظيف عن ستة : "على أن

...".عشرة سنة إال في حاالت تدخل في إطار عقود التمهين .المدنين من القانو 94، 93 المادتين ) 3(

16

ه إذا التزم املتعاقد لسبب غري مشروع أو خمالف للنظام العام أو اآلداب كان : "على أن ".العقد باطال

ا ما يكون غري مشروع، نادر . وجتدر اإلشارة هنا إىل أن السبب يف عقد العمله ومع ذلك قد يكون هناك حاالت إخفاء السبب احلقيقي، الذي هو غري السبب إال أن

)1(.الظاهر يف العقد

سواء يف القطاع العمومي أو . لقد تطورت نظرة املشرع اجلزائري لعالقات العملاية الثمانينات لتحديد منذ وبداية التسعينات، وعلى وجه ا. يف القطاع اخلاص منذ

تم بعامل الشغل سنة ، وباألخص )2(1990صدور سلسلة القوانني االجتماعية، اليت م 90/11القانون .املتعلق بعالقات العمل املعدل واملتم

ا تغيريا جذريا، ملفهوم عالقة إن املتفحص هلذه النصوص، جيدها قد غريت نظرأو فكرة املؤسسة . فكرة املشروع العمل داخل املؤسسة، إذ استغىن املشرع عن

االشرتاكية، وميكن القول أن املشرع أعاد بناء عالقات العمل من جديد، على أسس .التفاوض بني أطراف العمل بناءا على املصاحل املتبادلة بينهما، يف إطار براغمايت حمض

ذات البعد الحمائي التزامات العامل: ثانيا

العمل هو العنصر اجلوهري يف عقد العمل، بل ومن أجله نشأت عالقة العمل بني العامل وصاحب العمل، حيكمها بطبيعة احلال عقد العمل، ويقصد بالعمل الطاقة

.م.من ق 98المادة )1(يتعلق بالوقاية من النزاعات الجماعية في العمل وممارسة حق اإلضراب، معدل 1990فيفري 06مؤرخ في 90/02قانون ) 2(

مؤرخ 90/04، ق 07/02/1990بتاريخ 6ر عدد .يتعلق بمفتشية العمل،ج 90/03، ق 1990لسنة 06ر عدد .ومتمم ج .07/02/1990بتاريخ 6ر العدد .يتعلق بتسوية النزاعات الفردية في العمل، ج 1990فيفري 06في

17

بقصد إنتاج خمتلف السلع أو . الفكرية والبدنية اليت يتعهد العامل ببذهلا يف نطاق املنشأة )1(.تقدمي خدمات

نا سنقصر حيث أن هذه ا لعالقة يرتتب عنها حقوق والتزامات لكال الطرفني، فإن احلديث عن التزامات العامل فقط، مبا خيدم أهداف البحث، والسيما تلك االلتزامات

)2(.اليت ترتبط ارتباطا مباشرا، أو غري مباشر مبنافسة العامل للمستخدم

I. االلتزام بتنفيذ العمل بحسن نية: من القانون املدين تنفيذ العقد طبقا ملا اشتمل عليه 107 جيب وفقا لنص املادة

ة، وعقد العمل كأي عقد آخر خيضع هلذه )3(وبطريقة تتفق مع ما يوجبه حسن النيفيلتزم العامل بأن ينفذ التزامه اجتاه املشروع بأمانة وإخالص، وال شك أن )4(القاعدة،

امل التزامات تبعية، تتنوع حبسب يفرض على الع. مبدأ حسن النية يف تنفيذ العقوداألعمال اليت يؤديها العامل، واملركز الذي يشغله داخل املشروع، وتعترب هذه االلتزامات ا يف مواجهة حتمية بالنسبة للعالقة التعاقدية، وال حتتاج لنص صريح لالحتجاج

لتنفيذ العامل العامل، وذلك كااللتزام بعدم املنافسة، وبالوالء، وهي التزامات ضرورية، ميكن أن يكون )تنفيذ العمل حبسن نية( كما أن هذا املبدأ)5(.عمله بأمانة وإخالص

وهو االلتزام بالوالء لصاحب . كافيا لتجنيب العامل التزاما آخر يكون على عاتقه

.163س ، ص .محمد عبد الخالق عمر، قانون العمل الليبي، المكتب المصري الجديد للطباعة والنشر، اإلسكندرية، د )1( .المعدل والمتمم 90/11. من ق 07انظر المادة )2( .من القانون المدني المصري 148/1من التقنين المدني الفرنسي، والمادة 1134/3وهي تقابل نص المادة )3(عد القانون المدني بالقدر الذي ال يتعارض فيه مع أحكام القوانين الخاصة، وينص المشرع الفرنسي في تقنين )4( حيث تسري قوا

).L121/1التقنين المدني مادة (العمل على خضوع عقد العمل لقواعد القانون العام (5) SAMUEL CREVEL, la loyauté du candidat au recrutement, la revue des huissiers de justice, no11, 1998, p 716.

18

العمل، يكون كضمان حلماية صاحب العمل، هذا االلتزام الذي يقول به بعض الفقهاء )1(.يف فرنسا

II. االلتزام بالسرية: من مستلزمات حسن النية أن حيتفظ العامل بأسرار العمل، وإذا كانت بعض

ناعية، إال أن السائد يف الفقه والص التشريعات تقصر السر على بعض األعمال التجاريةه التزام عام يسري على مجيع أنواع العمل املختلفة، خاصة إذا كانت ذات طابع . أن

، وهي من املسائل اهلامة اليت )2(تكنولوجي أوابتكار صناعي أو اخرتاع جديدفكري، أو لكانت حمل منافسة ولتعرض صاحب العمل خلسارة كبرية، لذلك . لو اطلع عليها الغري

على إلزام العامل باحملافظة على . حرصت أغلب التشريعات العمالية يف كثري من البلدان )3(.منافسة صاحب العمل األسرار املهنية، بل منعتهم من

فيجب أن حيافظ العامل على أسرار العمل، وعلى سرية املعلومات اليت اطلع ا عن طريق العمل، فيلتزم بالسكوت عن اإلفشاء وباالمتناع والكتمان،عليها أو علم

.وأن يتحلى بالوعي والضمري الالزم لتنفيذ العقديعرف املشرع املقصود بأسرار العمل أو أسرار املنشأة مبناسبة النص على التزام مل

فها البعض )4(.العامل باحملافظة عليها، فاجتهد الفقه يف تعريفها، وعلى ذلك عر

(1) PLANIOL ET RIPERT, Et ROUAS شرح قانون العمل، مطبعة األهرام، القاهرة، ،أورده سالمةأحمد

. 184،ص 1977 .209، ص 1974محمد جمال الدين زكي، قانون العمل، المكتبة الجامعية، القاهرة، ) 2( .المعدل والمتمم 90/11من ق 07راجع المادة ) 3( .462، ص 1996علي عوض حسن، الوجيز في شرح قانون العمل، دار المطبوعات الجامعية، ط )4(

19

ا كل ما يتعلق بطريقة اإلنتاج أو مبعامالت احملل ومدى نشاطه )1(.بأالتزام العامل باحملافظة على األسرار حىت بعد انقضاء العقد، كي ال ويستمر

اء عقودهم ا أو . حيدث حتايل من العمال، فيقوموا بإ مث يستعملوا األسرار اليت علموا )2(.ببعضها ملصلحة مستخدم منافس

III. االلتزام بالتحفظ: ارتباط العامل بعقد عمل مع املشروع يصبح واحدا من املنتمني إليه، مبجرد

ويكون لألقوال أو األفعال اليت تصدر عنه أثرها، سوءا بصورة مباشرة أو غري مباشرة ر وجود التزام على العامل باحلذر والتحفظ )3(.على مصاحل املشروع، وهو ما يرب

احلديث عن املشروع، فال ينبغي توجيه يلتزم عمال املشروع بالتحفظ واحلذر عند النقد الالذع للمشروع الذين يعملون فيه أثناء التعبري عن رأيهم، ومع هذا فإن ذلك يته يف الشهادة أمام ية العامل يف التعبري عن رأيه، وال حبر االلتزام ال ينبغي أن ميس حبر

ية عن رأيه، بشرط أال يكشف عن القضاء أو اجلهات املختصة، فللعامل أن يعرب حبرق بالوضع املايل للمشروع )4(.أسرار أو معلومات تتعل

صفات UN INFORMATION PRIVILEGIEEينبغي أن يتوافر للمعلومة المتعلقة بالطرائق القيمة، أو ذات القيمة )1(

نة تسمح بإنتاج أو ORIGINAlالتحديد والوضوح والسرية، وتكون المعلومة مبتكرة أو أصلية إذا كانت تنصب على معرفة معينة لتحسين اإلنتاج أو ز المشروع عن غيره من المشروعات األخرى كابتكار طريقة فنية للدعاية أو تقنية معي بأداء خدمة بما يمي

كما تكون المعلومة فريدة ولها خصوصية إذا لم يكن في مقدور الغير الوصول إليها، وتكون المعلومة إستراتيجية التوزيع والتسويق، دين، وتكون المعلومة حينما ال تكون مبتكرة ولكن تتضمن معلومات محددة كاستثمارات العناوين الخاصة بالعمالء أو المور

:ذلك نت ذات طبيعة مالية أو محاسبية أو تجارية، انظر فيمتعلقة برأسمال المشروع االقتصادي إذا كاM. MALAURIE – VIGNAL, la protection des informations privilégiées et du savoir faire, D.1997, P 207.

ا لم يكن مرتبطا لكن ذلك ال يمنع العامل من االستفادة من هذه األسرار لنفسه في مشروع خاص به يقيمه بعد انتهاء عقده م )2(أحمد حسن : مع صاحب العمل بشرط عدم المنافسة، وما لم تكن هذه األسرار مسجلة كبراءة اختراع لصاحب العمل، انظر

.378، ص 1996البرعى، الوجيز في قانون العمل، دار النهضة العربية، ط (3) SOC ; 30 Mai, 1995, Gaz, Pal, 1995, 2, Pan, P 158. (4) MICHEL BUY, libertés individuelles des salariés et intérêts de l’entreprise : un conflit de logiques, les droits fondamentaux des salaries face aux intérêts de l’entreprise, p.u- d’aix, marseille, 1994, p 14.

20

ومن بني االعتبارات اليت يضعها القضاء يف حسابه، عند تقدير تأثر املشروع بأقوال أو تصرفات العامل أو أحد الكوادر، هو صدور األقوال، وتلك التصرفات أمام

طبيعة ووضع وحجم املشروع، ففي املشروع الصغري الغري أو العمالء، أو عالنية، وكذلكذي األعداد القليلة من العمال فإن اخلالف يؤدي الستحالة استمرار العالقة العقدية،

)1(.حيث يقتضي األمر حسن تعاون كل العاملني فيه على حنو حيقق أغراضهة من العامل ومن االعتبارات اليت تؤخذ يف احلسبان، مدى اقرتان األقوال الصادر

ا تعطيل سري العمل باملشروع، كما هو احلال عند حتليل فات، من شأ بأفعال أو تصره ليس خالفا ألسباب مهنية، بقدر ما هو صراع شخصي للسيطرة على اخلالف على أن

)2(.إدارة املشروع

.أساس فكرة المنافسة ضمن عالقة العمل: نيالفرع الثا

ية ، فكيف يكون )3(تكمن يف القدرة على فعل كل ما ال يضر اآلخرين احلر .ملفهوم املنافسة يف إطار عالقة العمل، القدرة على إيقاع الضرر

ه حتما هناك سبب هلا، كما أن هناك إذا كان هناك قابلية لوجود املنافسة، فإن !.وسيلة لعملها ووجودها أصال

االتصاالت، وتغزو نظم املعلومات بشكل يعيش العامل اليوم عصر املعلومات و مضطرد مجيع األنشطة وبصفة خاصة األنشطة االقتصادية، والتصادم بني املعلوماتية

ية األعمال أمر ال ميكن تفاديه إذ أن كال املفهومني يدخل يف صراع مع اآلخر .وسر

:في المشروع، انظر خاصة إذا كان الخالف بين المستخدم وأحد كبار مساعديه) 1(

Ca nîmes ; 29 mai 1990, R.J.S, 11/94, P 740. (2) SOC ; 9 Oct. 1991, R.J.S, 11/94, P 740. (3) Déclaration des droits de 1791, art 4.

21

مع املفهوم حيث تلعب املعلوماتية دور امللهم بالنسبة للمشروعات، وهو أمر يتعارض ية املعلومات .القدمي لسر

وإذا كان من الضروري عقد صلح بني املفهومني، إال أن هذا التصاحل أمر من الصعب حتقيقه، إذ كيف ميكن أن ينعقد صلح بني حق املعرفة وحق عدم اإلفصاح

.باملعرفةية مما لذا قصد به املفهوم القانوين هلذه السر ية األعمال، ي نا نرى أن مفهوم سر فإن

خاصة مع ما هو سائد من اعتقاد، متمثل يف أن املنافسة . يتعني معه الرتكيز عليهية األعمال .تتطلب احلفاظ على سر

ومن أمثلة ذلك ما جنده يف قانون املنافسة الفرنسي، الذي حيضر على )1( .شروعات أن تتبادل معلومات جتارية إذا كانت تعمل يف نفس السوقامل

عندما تكون هذه املشروعات داخلة يف –إىل حد ما –وإن كان يسمح بذلك )2( .إجراءات معينة أمام جملس املنافسة

(1) Art 7 de l’ordonnance n0 86- 1243 du 1er déc 1986 relative a la liberté des prix et de la con currence modifiée par la loi n0 87-499 du 6 juillet 1987 transférant le contentieux des décisions du conseil de la concurrence a la n092-1282 du 11 déc 1992 relative aux procédures de passation de certains contrat dans les secteurs d l eau, de l energie, des transports et des télécommunication ( jo du 12 déc), la loi n0 92-1336 du 16 déc 1992 relative a l entrée en vigueur du nouveau code pénal et a la modification de certaines dispositions de droit pénal et de procédure vigueur ( jo du 23 déc ), la loi n092- 1442 du 31 déc 1992 relative aux délais de paiement entre les entreprises( jo du 1er janv 1993),la loi n093-122 du 29 janv 1993 relative a la prévention de la corruption et a la transparence de la vie economique et des procédures publiques( jo du 30 janv ), la loi n094- 89 du 1er fév 1994 instituant une peine incompressible et relative au nouveau code pénal et a certaines dispositions de procédure pénal( jo du 2 fév), la loi n095-95 du 1er fév 1995 de modernisation de l agriculture (jo du 2 fév), la loi n0 95-127 du 8 fév 1995 relative aux marchés publics et délégations de service publice(jo du 9 fév), la loi n0 96- 588 du 1er juillet 1996 relative a la loyauté et l equilibre des relations commerciales( jo du3 juillet),la loi n099- 532 du 25 juin 1999 relative a l épargne et a la sécurité financiére(art.63jo du 29 juin) et la loi n0 99- 574 du 9 juillet 1999 d orientation agricol( art.101, xvii). (2) BOUTARD (MC) LABARDE : le secret des affaires devant le conseil de la concurrence : une surprenante négligence, Gaz. Pal, 1992, n° a 4, oct. p 02.

22

ميكن كشف سر ما بداخل املشروع نفسه إذا كان هناك –وبنفس الروح واحلق يف املعلومة هو حق )1(له، وضغوط اجتماعية معينة،تعسف من السلطة يف استعما

كذلك )3(،)صاحب العمل(وأيضا ألصحاب رؤوس األموال )2( به اليوم للعمال، معرتفية مبحض الصدفة وفقا لظروف فإن األجراء أو العاملني قد يتوصلون إىل معلومة سر

)5(.وهذه املعلومة قد يتسع انتشارها عندما مير املشروع بصعوبات معينة )4(.معينةوهنا تظهر املعلومة كأداة وآلية ملنافسة العامل للمستخدم، حيث أن العامل ا وحبكم عالقة العمل، يستطيع الوقوف على أسرار العمل، هذه األسرار اليت من شأ

من قبل منافسني آخرين، ولذلك فإن . هاأن ختلق منافسة شديدة يف حال اإلطالع عليالعامل ملزم باحلفاظ على هذه األسرار خالل قيام عالقة العمل، وبعد انقضائها ملدة

.رية، بأن تظهر طرائق عمل جديدةمعينة تكون قد زالت عن هذه املعلومات صفة الس أو ذيوع هذه األسرار نتيجة التطور، أو رغبة املستخدم يف ذيوعها لظهور آليات

)6(.جديدة، متحو عن األسرار السابقة هذه الصفةلكن العامل ميكن له أن يستعمل هذه األسرار ألهداف شخصية من خالل إنشاء مشروع شخصي، قد يكون منافسا ملستخدمه، وهنا يظهر مفهوم املنافسة يف

ل بالتزام تشريعي بعدم املنافسةإط هذا األمر )7(.ار عالقة العمل، حيث أن العامل حمم

(1) GREMIEUS (M), Le secret des affaires l’information en droit privé, bibl. dr. privé - t1 - cl 2,( L.G.D.J ) , 1978, P 457. (2) ESCOLANO (ERNEST), Le droit a l’information des travailleurs, l’information en droit privé, clii,( l.g.d.j ) , 1978, pp 165, 219. (3) VEZIAN (J), L’information des actionnaires, l’information en droit privé, bibl. dr. privé, clii,( L.G.D.J ) , 1978, P 227. (4) GUYON (Y), L’information prévisionnelle,( J.C.P ) , Ed, E, 1958, P 146. (5) GUYON (Y), Le règlement amiable des difficultés des entreprises et les salariés, dr.soc, 1986, P 651. (6) DOUEZZI (J), l’intervention des salaries dans la prévention des difficultés des entreprises, revu de huissiers, 1986, p 1661.

.ع المعدل والمتمم.ع.من ق 7المادة ) 7(

23

اء عالقة العمل قصد االنطالق يف بناء مشروعه املناف س، طاملا أن الذي قد يدفعه إلهذه احلالة يف إنشاء مشروع منافس ملستخدمه السابق، مع ضمنال قيد على إرادته

.بعدم املنافسةغياب أي التزام اتفاقي رة خالل العمل، وكذا ا إن حصول العامل على كمية من املعارف املطو إذاملعلومات الضرورية والكافية لالنطالق مبشروع، هي العامل األساسي لتطوير حركة تنافسية، ما دام ذلك ال يتعارض واحلضر على إفشاء األسرار اليت يكمن للعامل أن

له وما ميثله ذلك من خطر على املشروع اخلاص يكون مسؤوال عنها حبكم عم )1(.باملستخدم السابق

رغبتهم يف معرفة يبدي العاملون والشركاء، والدائنون. ويف إطار العالقات اخلاصة )2(.كل ما يتعلق باملشروع واملتعلق مبصاحلهم

املشروع شيئا فشيئا إىل أن يصبح أقل غموضا، حىت يصل إىل مرحلة ومييلامة ه إذا كانت املعلومة هي السلطة فإن . الشفافية الت وميكن االعرتاض على ذلك، بأن

. مل يعد مستعدا للتنازل ومنح جزء كبري من املعرفة) مدير املشروع(املستخدم غم من ذلك، فإن الواقع العملي والت شريعات احلديثة يف قانون العمل وبالر

.يهدفان إىل حتقيق هذا األمل يف الشفافية لذا ختضع املشروعات لرقابة داخلية، من جانب املسامهني والعاملني من ناحية

)3(.من قبل املتعاملني املتعاقدين معهم من ناحية أخرى ،وختضع حلب االستطالع

ا إن منافسة العامل للمستخدم ستجد حدا هل ا سواء من خالل االلتزام إذ .التشريعي بعدم املنافسة أو االلتزام االتفاقي

(1) A. CASALONGA, « La protection du secret de fabrique dans le contexte de l’espionnage industriel ;( mélanges) bastian, 1977, t 2, p 199. (2) BAILLOD (R), L’information des administrateurs de sociétés anonymes, r.t.d.com, 1990, P 01. (3) VATINET (R), Les attributions economiques de comité d’entreprise, sirey 1983, P 13.

24

املنافسة، فمن املتفق عليه أن اإللتزام بعدم لكن وحنن بصدد دراسة موضوعيكون لكل مؤسسة أو حمل احلق يف البحث عن العمالء، وحماولة اجتذاب وكسب

الدفاع عن مصاحلها وعن عمالء الغري، ويكون للمؤسسة باملقابل احلق أيضا يف عمالئها، لوقف هذه احملاوالت شريطة أن تكون هذه الوسائل مباحة ومسموحا التعامل

.اا ا ستجد حاجزا يصدها، وهذا إم فإذا خرجت املنافسة عن هذا اإلطار، فإلعدم مشروعيتها أي الستعماهلا أساليب خمالفة ملا هو متعارف عليه يف السوق، أو

ا ا عتدت على نص قانوين أو التزام اتفاقي، فنكون هنا أمام منافسة ممنوعة بنص لكو .القانون، أو مبقتضى االتفاق الذي التزم به الطرفان والذي يقضي بعدم املنافسة

ية التجارة ويف حقيقة األمر، فإن الصعوبة تثور يف إجياد التوازن بني مبدأ حرية العمل، وبال ية املنافسة، وبنيوالصناعة، وباألساس حر محاية املصاحل املشروعة تايل حر

ا )1(.للمؤسسة وحقها يف الدفاع عن مكتسبا

نة للمنافسة غري املشروعة، مع إذن ختتلط يف بعض األحيان، األعمال املكوالنصوص التشريعية واالتفاقية اليت حتظر ممارسة نشاط معني، ويظهر وكأن كل هذه األعمال والتصرفات تؤدي إىل منافسة غري مشروعة، مع أن الفرق يتضح بالتدقيق يف

افسة غري املشروعة ال جند املنع من مزاولة نشاط كل نوع من هذه التصرفات، ففي املنما، ولكن املنع ينصب على استعمال األساليب والطرق امللتوية، اليت قد يستعملها

(1) JEAN BERNARD BLAISE, Droit des affaires « commerçants, concurrence, distribution », l.g.d.j. delta, paris, 1999, p 339.

25

العامل للتأثري على العمالء معتديا بذلك على حقوق مستخدمه السابق على )1(.العمالء

املشروعة، يصعب األمر أيضا يف حتديد مفهوم كل من مصطلحي املنافسة غري. واملنافسة غري الشريفة، ففي كثري من األحيان جند حىت أحكام احملاكم وآراء الفقهاء

ا للداللة أحيانا على املنافسة غري املشروعة، أو أخرى على يطلقون نفس املصطلح إم )2(.املنافسة غري الشريفة

أ العمدي، فاملنافسة غري املشروعة هي تلك اليت يشرتط فيها إثبات عنصر اخلطةوبالتايل كل وقصد اإلضرار مبستخدمه السابق، كان مرتكبا . ما كان لدى العامل سوء ني

.لفعل من أفعال املنافسة غري املشروعةا تلك ليت تعتمد على عنصر اخلطأ غري ا املنافسة غري الشريفة، فيقصد أم

ما قام العامل ة، فكل بعمل دون قصد اإلضرار العمدي، وبالتايل انعدام عنصر سوء الني، وجنم عنه ضرر مل يكن مرتكبا ملنافسة غري مشروعة، ولكن ملنافسة )املستخدم(مبنافسه

.نتجت عن إمهاله أو عدم حيطته. غري شريفة

هناك ثالث فئات من العمال الذين يشكلون تهديدا للمستخدم بقدرتهم على اإلفشاء، الطالعهم على أسرار المنشأة، ومن ثم ) 1(

:قدرتهم على منافسة المستخدم- Les ingénieurs de recherche qui sont à l’ origine des innovations dont dépendent en grande

partie les positions de l’entreprise dans la lutte contre la concurrence, ce sont les divulgations les plus dangereuses et les plus redoutables. - les ingénieurs et agents techniques qui ne sont pas créateurs de nouveaux procédés mais que

participent quand même a leur développement et a leur mise au point. « en raison de leur compétence professionnelle, ils sont en mesure de faire un choix sélectif d’information de valeur dont la divulgation serait préjudiciable a l’entreprise ». - les employés subalternes (ouvriers, garçons de bureau, agents de service, d’entretien) qui peuvent parvenir à surprendre certains Secrets. Catégories listées par:(A). BERTIN (Le secret en matière d’inventions, ed du tambourinaire, 1965) reprises par: NAMMOUR (F) dans sa thèse, les clauses de secret, montpellier, 1994.P126.

.427،ص 1988الملكية الصناعية وفق القوانين الجزائرية، ديوان المطبوعات الجامعية، ،سمير جميل حسن الفتالوي )2(

26

ه تثور الصعوبة دوما يف حتديد خصائص كل من الدعويني وجيب التنويه، أنهما، والعتمادمها على نفس املصدر، وهو املس ؤولية التقصريية، غري أن الفائدة من لتشا

دعوى املنافسة غري (هذا التمييز قد تتضح فيما خيص اجلزاءات، حبيث أن األوىل ال تقتصر على إصالح الضرر، أي التعويض فقط، بل متتد آثارها إىل ) املشروعة

ر قد وقع املستقبل، وهلا دور وقائي، وال يصدر احلكم فيها بالتعويض إال إذا كان الضر ذا تعود لفكرة اخلطأ فاعليتها دون البحث عن عنصر القصد العمدي .فعال، و

ة أو قد متتنع عن احلكم ف غم من عدم توافر سوء الني قد حتكم احملكمة باإلدانة بالرغم من أن هناك ضرر أصاب املدعي )1(.باإلدانة لعدم توافر عنصر اخلطأ، بالر

ومهما يكن، سواء اعتمدنا على دعوى املنافسة غري املشروعة، أو غري الشريفة م، أي القواعد العامة للمسؤولية املدنية، واليت .ق 124فكلتامها تقودنا إىل تطبيق املادة

)2(.يكون هدفها إصالح الضرر الواقع فعال، أو حماولة تفادي وقوعه مستقبالرا على منافسة مستخدمه، نظرا ملا يكتسبه ويف كل األحوال يبقى العامل قاد

العامل من خربات، ومعلومات تتعلق بعمله لدى املستخدم، وكذا ارتباطه الفعلي مع العمالء، ما جتعل منافسته لرب عمله منافسة حقيقية وخطرة على مشروع املستخدم،

عال، وحتقيقا فالبد من تقييد إمكانية منافسة العامل للمستخدم، محاية ملشروع قائم ف )3(.للنفع العام حبفاظ العمال على مناصب عملهم

محمد األمير يوسف وهبة، صور الخطأ في دعوى المنافسة غير المشروعة، رسالة دكتوراه، جامعة القاهرة، كلية الحقوق، )1(

.127، ص 1990حمادي زوبير، حماية العالمات التجارية في القانون الجزائري، مذكرة لنيل شهادة الماجستير في قانون األعمال، كلية )2(

.22، ص 2004مري، تيزي وزو،الحقوق، جامعة مولود مع(3) GAVALDA (N), Les critères de validité des clauses de non-concurrence en droit du travail, droit social, juin 1999, p 582.

27

.الشروط المقترنة بالعقد واألصل فيها: المطلب الثاني

اإللتزام بعدم املنافسة ألمهية الشروط املقرتنة بالعقد لبحث املوضوع، حيث أن أحد الشروطك ميكن أن حيمل يف طياته جانبا إتفاقيا مؤسسا على فكرة الشرط،

املقرتنة بالعقد، رأينا إفراد حيز لدراسة هذه املسألة، حبيث حناول من خالهلا إبراز الفرق ، وكذا الوقوف على بعض الشروط اليت حتد من بني الشرط التقييدي والشرط التعليقي

. املنافسة، واليت هلا جماالت تطبيق حمددة وخمتلفة يف إطار ضيق وحمصور نسبيا .التقييدي المقترن بالعقد والشرط التعليقيالشرط : الفرع األول

ملن يربم تصرفا قانونيا، أن يعلق نفاذه أو زواله على أمر عارض مستقبل ممكن د أثر التصرف غري حمقق الوقوع، وهذا ما يطلق عليه شرط التعليق، كما أن له أن يقي

يد، ومع أن لكل بااللتزام بأمر مستقبل ممكن ومشروع، وهذا ما يطلق عليه شرط التقيمن شرط التعليق والتقييد مفهوما متميزا عن اآلخر، إال أن الفقه القانوين ال جيد حرجا يف اخللط بني هذين الفكرتني املتغايرتني، وذلك ما حيتم علينا استظهار أوجه اخللط، بني

مات شرطي التعليق والتقييد وأسبابه ووضع ضوابط التمييز بينهما، من خالل حتليل مق و .كل من الشرطني

.ضوابط التميز بين شرطي التعليق والتقييد: أوالمات هذين الشرطني على النحو إن حتديد هذه الضوابط يستلزم دراسة حتليلية ملقو

:اآليت

28

I. ه:مقومات شرط التعليق أمر : "درج الفقه القانوين على تعريف شرط التعليق بأنق عليه نشوء االلتزام أو زواله غري مستقبل )1(".حمقق الوقوع ممكن يعل

ذا املعىن، ال يتضمن أهم مقومات شرط التعليق وهي الصفة وتعريف الشرط مات شرط التعليق باآليت :العارضة، ومن هنا ميكن أن حندد مقو

ويعين أن الشرط ليس سوى أمر مضاف إىل : أن يكون الشرط أمرا عارضا) 1ه ال يساهم ابتداءا يف تكوين احلق، وال ميثل عنصرا من حق مكتمل العناصر، أي أن

ضاف إىل احلق بعد استكمال احلق لعناصره فيكون وصفا فيه .عناصره األصلية، بل يوهذا الشرط قد يوجد، وقد ال يوجد فإذا وجد جعل احلق موصوفا بعد أن كان

)2(.بسيطا منجزا

أي يكون األمر املشروط الحقا على وقت : يكون الشرط أمرا مستقبال أن) 2 )3(.التعليق، إذ ال يعد األمر شرطا إذا كان ماضيا أو معاصرا هلذا الوقت

أي أن يكون وقوع األمر املستقبل : أن يكون الشرط أمرا غري حمقق الوقوع) 3على تاريخ الوقوع، وال حمتمال ال مؤكدا؛ وأن ينصب االحتمال على وقوع األمر ال

يكفي العتبار األمر املستقبل شرطا أن يكون غري حمقق الوقوع، بل يلزم العتباره شرطا )4(.منوطا بإرادة املدين –إن كان شرطا واقفا –صحيحا أال يكون أمر حتققه

، ص 1958، مكتبة النهضة المصرية، 3عبد الرزاق أحمد السنهوري، الوسيط في شرح القانون المدني المصري الجديد،ج )1(

، IIعبد المجيد الحكيم وعبد الباقي البكري ومحمد طه البشير، الوجيز في نظرية االلتزام في القانون المدني العراقي،ج ; 07 .158، ص 1980أحكام االلتزام، بغداد،

V. Aussi : MAZEAUD (HENRIET-JEAN) Et CHABAS (FRANÇOIS), Leçons de droit civil-11 -1991, p 1099.

.25، 23، مرجع سابق، ص 3عبد الرزاق أحمد السنهوري، الوسيط في شرح القانون المدني المصري الجديد، ج )2( .137، عمان، ص 1997، مكتبة دار الثقافة، 04عبد القادر الفار،أحكام االلتزام، ط) 3( .143، ص 152س، بند .، دن .، القاهرة، دIطلبة وهبة، أحكام االلتزام بين الشريعة اإلسالمية والقانون، ط ) 4(

29

واألمر املمكن هو أمر غري مستحيل الوقوع، : أن يكون الشرط أمرا ممكنا) 4 )1(.تحالة هنا االستحالة املطلقة وقت التعليقويقصد باالس

ألجل أن يكون : أن يكون نشوء االلتزام أو زواله معلقا على األمر املشروط) 5بة ولده األمر املستقبل شرطا البد أن يعلق عليه نشوء االلتزام أو زواله، فالتزام األب

الزواج، فإن حتقق هذا األمر دارا إن تزوج هو التزام قد علق على األمر املشروط وهو )2( .نشأ التزام األب باهلبة وإن ختلف اعترب التزام األب كأن مل يكن

أي أال يكون خمالفا للقانون أو النظام العام : أن يكون الشرط أمرا مشروعا) 6 .أو اآلداب العامة، فإن خالف الشرط القانون اعترب غري مشروع

واج أو الطالق أو عدم ممارسة مهنة أو حرفة كما هو احلال يف شرط عدم الز معينة، هذا ما مل يكن الباعث الدافع إىل اشرتاطه هو حتقيق غرض مشروع يرمي إليه

)3(.املشرتط

II. مقومات شرط التقييد: ه عرف كل ما يشرتطه الطرفان املتعاقدان لتحديد عالقتهما : " شرط التقييد بأن

ما وحقوقهما الناشئة عنها ه )4(".وتعيني التزاما الشرط الذي ال يؤثر على أصل : "وأنرف )5("العقد بقاءا وزواال وال على آثاره األصلية وإمنا يؤثر على اآلثار الفرعية ، كما ع

ه ام العاقد يف عقد التزاما زائدا على أصل العقد، سواء أكان مما يقتضيه العقد التز : "بأن

ة لاللتزام، دراسة مقارنة في القانونين المصري واللبناني، أحكام االلتزام، دار النهضة )1( أنور سلطان، الموجز في النظرية العام

.200،199، ص 1974العربية للطباعة والنشر، بيروت، .28،ص 20، مرجع سابق، بند 3المصري الجديد، جعبد الرزاق السنهوري، الوسيط في شرح القانون المدني ) 2( .140عبد القادر الفار، مرجع سابق، ص )3( .147طلبة وهبة، مرجع سابق، ص ) 4( 1999، القبطان للخدمات الطباعية، بغداد، 4، ط IIمصطفى إبراهيم الزلمي،أصول الفقه اإلسالمي في نسجه الجديد، ج ) 5(

.43ص

30

وسواء أكان نتج عنه منفعة ملن اشرتط له، أم . نفسه، أم كان مؤكدا له أم كان خمالفا له )1(".كان االشرتاط لصاحل الغري أم مل تكن هناك منفعة ألحد مطلقا

ه :ونرى أن نقرتح هذا التعريف بأنام بأمر مستقبل ممكن مشروع يضيفه املتعاقدان إىل العقد املربم، حبيث يتقيد التز "

ذا املعىن يكون جزءا من العقد وبندا "به أثر العقد تغيريا أو تعديال أو إضافة ، والشرط من بنوده، وألجل أن يكون االلتزام شرطا تقييديا، البد أن تتوافر فيه عدة مقومات

:هي

إن الزمن املستقبل يف شرط : زام في الشرط بأمر مستقبلأن يكون االلت) 1التقييد وسيط ينبثق منه أمر جوهري، هو اإلرادة صاحبة السلطان األوحد يف حتقيق

)2(.وقت حتقق الشرطااللتزام بأمر ممكن يعين التزام بأمر غري : بأمر ممكن أن يكون االلتزام) 2

:بالشرط، ويرتتب على ذلك أمرانمستحيل استحالة مطلقة وقت اقرتان العقد فا، ال مستحيال إن استحال االلتزام املشروط بعد أوهلما أن الشرط يعد متخل

.اقرتانه بالعقدوثانيهما أن ضرورة استحالة االلتزام إمكانا ال جتعله شرطا، مادام مل يكن ممكنا

.وقت اقرتانه بالعقدم بأمر مشروع هو التزام بأمر غري االلتزا: أن يكون االلتزام بأمر مشروع) 3

ة، وبتقديرنا أن املشروعية تقتصر على ظام العام واآلداب العام خمالف للقانون أو للن

.655، دار النهضة العربية،القاهرة، ص Iالمدخل للفقه اإلسالمي، ط محمد سالم مدكور، )1(، ص 1981ن، القاهرة، . محمد شتا أبو سعد، الشرط كوصف للتراضي في القانون المدني المقارن والشريعة اإلسالمية، د )2(

130.

31

ألن املشروعية تلتقي دائما مع الغايات واإلرادات، أي . شرط التقييد دون شرط التعليق )1(.مع الشروط اليت تعترب جزءا من مضمون اإلرادة ال أمرا خارجا عنها

إن تقييد أثر العقد :أن يكون من شأن االلتزام المشروط تقييد أثر العقد) 4ا أن يكون تغيريا أو تعديال ا تغيري أثر العقد فيكون باشرتاط أثر مغاير : أو إضافة إم فأم

ا تعديل أثر العقد فينضوي حتت صو هلما تنير لألثر الذي يرتبه العقد أصال، وأم : أوااللتزامات اليت يفرضها العقد أصال، على املتعاقدين كشرط تعديل التزام تعديل مدى

ا تنفيذ البائع بضمان التعرض واالستحقاق، وثانيهما تعديل الكيفية اليت يتم .كشرط حتديد مكان أو زمان تسليم البيع –االلتزامات اليت يرتبها العقد أصال

ا اإلضافة على أثر العقد، فتكون واح هلا : دة من ثالث صوروأم إضافة –أوا أن يكون التزاما –إىل التزامات املشروط عليه –التزام ال يفرضه العقد أصال، وهذا إم

.إجيابيا أو سلبيايرتبه العقد أصال على –إىل التزامات املشروط عليه –إضافة التزام –وثانيها

.لتزام كال أو جزءاعاتق املشرتط، أي أن يكون من شأن الشرط نقل عبئ االإىل إلتزامات املشروط عليه، يكون من شأنه منع املتعاقد من –إضافة إلتزام –وثالثهما

)2(.ممارسة حق من احلقوق اليت يرتبها العقد أصال

.الفرق بين الشرط التقييدي والشرط التعليقي: ثانيا

قة بالنظام العام، إن ية املتعاقد يف ممارسة احلقوق املتعل ق من حر الشروط اليت تضييات، اليت منحها د أو مينع استعمال احلقوق واحلر ا كل شرط من شأنه أن يقي نعين

ية الزواج أو العمل أو الشرط املانع من التصرف د حلر .القانون كالشرط املقي

.146عبد القادر الفار،مرجع سابق، ص ) 1( .149طلبة وهبة، مرجع سابق، ص ) 2(

32

ية الكاملة يف اختيار فمثال بالنسبة للشرط امل ية العمل، جند أن للفرد احلر د حلر قيية، هو العمل أو املهنة اليت يرغب يف ممارستها، فكل شرط يرمي إىل تقييد هذه احلر

.شرط األصل فيه خمالفة النظام العام :وهذا الشرط بنطاقه ال خيرج عن إحدى الصورتني اآلتيتني

وهو كل شرط : على اختيار نوع املهنة أو العملالشرط الوارد –الصورة األوىل ية الفرد يف اختيار نوع املهنة أو العمل، وهذا خمالف للنظام العام، ألن اختيار د حر قيالعمل أو املهنة ال ميكن أن يكون جماال للتعامل، لذا فال يكون حمال للشرط من باب

على املوهوب له أن ميارس عمال ، إذ ال يصح ذلك أي أن يشرتط الواهب مثال)1(أوىلية الفرد وتعطيل إلرادته يف نة من قبل الواهب ملا يف ذلك من سلب حلر أو مهنة معي

.االختيار :الشرط الوارد على ممارسة العمل أو املهنة –الصورة الثانية

نة، وذلك : وهلذه الصورة حالتان األوىل املنع الكلي من ممارسة عمل أو مهنة معيشرتاط على التاجر أن ميتنع عن ممارسة جتارته بوجه عام دون قيد بزمان أو مكان، كاال

ومثل هذا االشرتاط ال يصح ملخالفته للنظام العام، والثانية املنع اجلزئي من ممارسة عمل نة وهو اشرتاط صحيح ليس فيه خمالفة للنظام العام ومبوجبه يشرتط أحد . أو مهنة معي

خر عدم ممارسة مهنة أو عمل يف زمان معني، ومكان معني حمدد، املتعاقدين على اآلكما لو اشرتط مشرتي املتجر ابتعاد بائعه بنشاطه عن اجلهة اليت يوجد فيها احملل ية الفرد، أو التجاري؛ أي أن املشرتط يف مثل هذا االشرتاط ال يهدف إىل سلب حر

مي إىل محاية نفسه وتأمني وضعه تقييدها يف اختيار نوع املهنة أو العمل، بل ير

س، .عبد اهللا الجليلي، الشرط المستحيل والمخالف للنظام العام أو اآلداب في القانون المدني، المطبعة العالمية، القاهرة، د )1(

.192ص

33

نة لضمان جناحه يف . التجاري من منافسة املشروط عليه يف تلك املنطقة، ولفرتة معيه بني الشرط التقييدي )1(.عمله .أوجه فرق وأوجه شبه ،والشرط التعليقي ،وعموما فإن

:وأبدأ بأوجه الشبه ليتضح الفرق بعد ذلك، وأبرز أوجه الشبه هيى الشرط ،الشروط التعليقية واملقرتنة بالعقد أن .1 .تدخالن حتت مسمما ناجتان عن سلطان إرادة األطراف .2 ).كليهما، أو أحدمها(أ

ا أهم الفروق بينهما فما يلي :وأم . أن التعليق بالشرط مقرتن بأدوات الشرط، خبالف التقييد بالشرط .1ا العقد أن .2 ق على شرط ال ينعقد، قبل وقوع الشرط املعلق عليه، أم العقد املعل

ه يتم ويوجد وترتتب عليه أحكامه وآثاره منذ صدوره .املقرتن بشرط تقييدي فإنق عليه . أن التعليق ال عمل له يف آثار العقد وأحكامه .3 فعند حتقق الشرط الذي عل

ا الشرط العقد يصبح العقد، كأن مل يكن ب ه شرط وينتج مجيع آثاره وأحكامه، أمفإن عمله يكون يف اثار العقد وأحكامه، ويكون عمل هذا .التقييدي املقرتن بالعقد

)2(.الشرط تقييد األحكام واآلثار بعد أن كان العاقد مطلق التصرف فيهما .بعض الشروط المقيدة للمنافسة: الفرع الثاني

ية املنافسة، وذلك من خالل عاملنافسة يضعدم اإللتزام ب إن قيدا خطريا على حرية العمل .املنع من مزاولة عمل ما، ومن مث ميس حق وحر

ية العمل، فهناك شروط اإللتزام لكن ليس وحده هذا د حر متس حبرية الذي يقيا املنافسة ة له يف األثر، لكن نسبي .مشا

، 406و 405، ص 231، بند 1958، مكتبة النهضة العربية، القاهرة، Iعبد الرزاق أحمد السنهوري، الوسيط، ج ) 1(

، دار العلم للماليين، بيروت، II، ط IIامة للموجبات والعقود في الشريعة اإلسالمية، ج وصبحي المحمصاني ،النظرية الع .466، ص 1972

محمد بن عبد العزيز بن سعد اليمني، الشرط الجزائي وأثره في العقود المعاصرة، دراسة فقهية مقارنة، رسالة دكتوراه في ) 2( .73، ص 2008كة العربية السعودية، جامعة الملك سعود، الدراسات اإلسالمية، تخصص فقه وأصوله، الممل

34

تفاديا اإللتزام بعدم املنافسة بشقيه يف عالقة العمل وينبغي التمييز بينها وبنيللخلط واخلطأ، فيجب عدم اخللط بينه وبني عدد من الشروط اجلزئية واخلاصة اليت

.، أو أي عقد اخرميكن أن تدرج يف عقد العمل :على اخلصوص الشروط اآلتية هي و

I. الة التجارية، وهو شرط يرد يف عقود الوك):االستبعاد، الحصر(شرط االقتصارمؤداه امتناع املوكل عن توكيل شخص آخر يف منطقة عمل الوكيل التجاري، وكذلك امتناع الوكيل التجاري عن قبول توكيالت من منشآت أخرى نشاطها مماثل لنشاط

)1(.املوكلق وحده يف املنطقة احملددة يف هذا العقد فقط ويقصد باحلصرية حق الوكيل بأن يسو

ق أي من املنتجات، أو بيعها خارج املنطقةاملنتجات )2(.، وال حيق له إطالقا أن يسوويكون هذا العقد الناظم الوحيد لعالقة الوكيل واملوكل، ويشكل الرابط القانوين والعملي

3(.الوحيد بينهما

يعمل الوكيل مستقال كل االستقالل عن املوكل، وال جيوز له أن يلزم املوكل مباشرة أوة موجبات أو أعباء أو التزامات دون موافقة بصورة غري مباشرة، أو أن يرتب عليه أي

.املوكل اخلطية املسبقةة موجبات، أو أعباء أو التزامات على ه ال جيوز للموكل أن يرتب أي كما أن

.الوكيل مباشرة أو بصورة غري مباشرة دون موافقته اخلطية املسبقةه كما ال جيوز للم وكل تعيني وكيل آخر لتسويق املنتجات ضمن املنطقة، إال أن

.جيوز له بيع املنتجات مباشرة ضمن املنطقة مع حفظ حقوق الوكيل

ة لشؤون المطابع األميرية، القاهرة، ) 1( .327، ص 1999مجمع اللغة العربية، معجم القانون، الهيئة العام(2) VIRASSAMY (G), Les limites a l’information sur les affaires d’une entreprise, r.t.d.com,

1988, spéc .p.183. (3) En Ce Sens VATINET (R), Les principes mis en œuvre par la jurisprudence relative aux clauses de non concurrence en droit du travail, droit social, juin 1998, p 526.

35

فمن خالل كل هذا نلمس نوع من التقييد يف ممارسة العمل، فرغم أن هذا ه مينح عطاء أكرب من خالل االستحواذ على منط قة الشرط يعد متفردا من حيث أن

ه يرتب التزامات متقابلة على طرفيه، حبيث نة فيما خيص تزويدها باملنتجات، إال أن معيد املوكل والوكيل يف تنويع النشاط وتوسيعه، باالعتماد على وكالء آخرين هذا فيما يقي

.خيص األطراف

ه مينع اآلخرين من مزاويل ذات العمل من مباشرة ا فيما خيص السوق، فإن أمد احلصري للسوق بسلع عملية تنافسية، وخباصة يف احلالة اليت يكون فيها املوكل هو املزو

نة وعلى العموم، فإن من تطبيقات هذا الشرط يف عقد العمل ما يؤدي تقريبا )1(.معيإىل نفس النتائج، حبيث أن احلصر فيما خيص عقد العمل يعين منع العامل أثناء تنفيذ

ن ممارسة عمل آخر منافس لصاحب عمله سواء لدى منشأة منافسة، أو عقد العمل، م .حلسابه اخلاص

وشرط احلصر يف عقد العمل مقصور حاليا، يف ممارسة النشاطات املنافسة لصاحب العمل فقط، وجيب أن يراعي فيه أن فرضه خيدم مصلحة املنشأة، وأن يكون

وكذا كفاءاته وذلك ضمانا لعدم مربرا بنوع وطبيعة العمل الذي يقوم به العامل، )2(.التعسف يف املطالبة به

فيجب على )3(.ويعترب خرق العامل هلذا الشرط خطأ جسيم موجب للتعويض العامل االمتناع عن التعاطي مباشرة، أو غري مباشرة بصنع أو إنتاج أو تطويرأو توزيع كل

د هذا الشرط ملدة ما من شأنه أن يرتب منافسة يف حق صاحب العمل، وميكن أن يقي .حمددة يف نطاق مدة عقد العمل

(1) VIRASSAMY (G), op.cit, p 184. (2) Soc 11 juillet2000 ; publié sur le site : http://www.courdecassation.fr (3) Cass.soc. 27 mai 1992 - no -88-42877 - publié sur le site : http://www.courdecassation.fr

36

)1(.كما ميكن أن ينتهي بانتهاء عقد العمل، كل ذلك يف إطار اتفاق اإلرادة

II. عدم التعامل مع العمالء(شرط عدم التماس:( ز الن فاذ ويدرج هذا الشرط ضمن عقد العمل، أو يف عقد الحق، ويدخل حي

ه ميتنع العامل بعد انتهاء عقد العمل من . بعد انتهاء عقد العمل، ومفاد هذا الشرط أنم، ومن مث االحتكاك بعمالء مستخدمه السابق، حبكم العالقة اليت كانت تربطه

يف حال القيام . أو استغالهلم الشخصي وحلسابه. حماولة حتويل العمالء ملنشأة منافسةمنع العامل من التأثري على العمالء بالكشف عن طرق العمل، أو مبشروع منافس، وكذا

)2(.حماولة تشويه مسعة منشأته السابقة أو مسعة مستخدمه السابق

III. وهو شرط حيضر على العامل القيام جبميع اإلجراءات واملناورات اليت :شرط السريةدين أو سواء. دف إىل تشويه مسعة املشروع وإحلاق أضرار به باستهداف العمالء، املور

الذي . ، فيجب على العامل مبوجب هذا الشرط احلفاظ على أسرار املشروع...العمالوبشكل عام، ... عمل به يف كل ما يتعلق بعمليات التصنيع، املبيعات، سياسة املنشأة

ق بالنشاط االقتصادي لصاحب العمل )3(.كل شيء متعلIV. شرط االلتزام المؤبد:

وخيتلف شكل هذا االلتزام، فيمكن أن يكون بصورة خمتلفة منها عدم إمكانية ، وهيمنة )احلق (التخلي عن العمل، ويف هذا حجر لإلرادة وتعسف يف استغالل السلطة

على اإلرادة من منطلق حاجة العامل للعمل، وفائدة املستخدم يف عدم تركه للعمل، من قانون العمل الفرنسي، فهو شرط باطل، 121/4وهذا الشرط حمضور بنص املادة

)4(.لكن العامل وحده له احلق يف طلب اإلبطال

(1) VATINET (R), op. cit.p, 532. (2) Cass.soc ; 10 /03/ 2009 no 07-43985-publié sue le site:/www.courdecassation.fr

.من هذه المذكرة 19،18راجع الصفحة ) 3((4) VATINET (R), op.cit, p 546.

37

ازدهرت هذه الشروط بشكل كبري يف السنوات األخرية، فالعديد من أصحاب تعزيزا لوضعهم، وحتقيقا ملزيد من الثقة . األعمال يسعون إىل إدراجها يف عقود العمل

م، غري أن هذه الشروط تبدو أقل ضررا واألمان ألنفسهم وللمسامهني يف استثماراق وحمدود للغاية ا ال حتضر مباشرة العمل يف شركة منافسة إال يف إطار ضي .للعمال أل

.االلتزام التشريعي بعدم المنافسة: المبحث الثاني

يستمد هذا االلتزام أمهيته من كونه يعد قيدا على حق دستوري، وهو حرية وملا يثريه أيضا من مشكالت يف مدى االلتزام به، أثناء سريان )1(العمل،العامل يف

.، أو بعد انتهائهدالعقزام، السيما أن املشرع هذه األمهية هي الدافع وراء تناولنا بالبحث هلذا االلت

)2(.أغفل تنظيم هذا االلتزام :يشمل هذا املبحث مطلبني

التشريعي بعدم املنافسة وموقف الفقه خنصصه ملضمون االلتزام املطلب األول القواعد ظل يف املنافسة بعدم العامل اللتزام خنصصه الثاين املطلب ، أمااإلسالمي منه

.ةالعام

المنشور بموجب 08/02/1996المؤرخة في 76ر رقم .،ج1996نوفمبر 28من دستور 55، 37أنظر المادة ) 1(

25ر عدد .،ج2002أفريل 10المؤرخ في 02/03، المتمم بالقانون رقم 1996ديسمبر 7المرسوم الرئاسي المؤرخ في نوفمبر 16الصادرة في 63ر عدد .، ج2008فمبر نو 15المؤرخ في 19/ 08المعدل والمتمم بالقانون 2002الصادرة سنة

2008. .المتعلق بعالقات العمل المعدل والمتمم 90/11من القانون 07فقرة 07أنظر المادة ) 2(

38

مضمون االلتزام التشريعي بعدم المنافسة وموقف الفقه اإلسالمي : المطلب األول .منهالفقه الفرنسي، أن االلتزام بعدم منافسة العامل لصاحب العمل، ينبع من وجوب يرى

التزام العامل باألمانة واإلخالص والوالء لصاحب العمل، فاملشروع عبارة عن جمموعة )1(.عمل حقيقية، تعمل حتت إدارة صاحب املشروع، والعامل جزء من هذا املشروع

فرع (ن االلتزام التشريعي بعدم املنافسة نقف من خالل هذا املطلب، على مضمو ).فرع ثاين(وكذا موقف الفقه اإلسالمي من هذا االلتزام ) أول

:مضمون االلتزام التشريعي بعدم المنافسة: الفرع األول

وأن أوضحنا أن هذا االلتزام يشكل يف حقيقة األمر قيدا، على املبدأ الدستوري سبق املتعلق حبرية العمل، وهذا االلتزام يعين االلتزام باألمانة واإلخالص لصاحب العمل

.واحلفاظ على أسرار العمل ة دون أن ينص عليهونود أن نوضح هنا، أن هذا االلتزام مقرر وفقا للقواعد العام

ه التزام قانوين بيانه كاآليت :صراحة بعقد العمل، مبعىن أنهذا االلتزام جيعل : ماهية التزام العامل بعدم منافسة صاحب العمل ومبرراته: أوال

.من القانون أساسا ومصدرا له، من خالل مبدأ ومقتضيات حسن النية يف تنفيذ العقوديف عمل منافس . مواعيد العمل أن يعمل بعد انتهاء ،حيث ال جيوز للعامل مثال

)2(.لصاحب العمل سواء حلسابه أو حلساب شخص آخر

مجلة العلوم القانونية –التزام العامل بعدم منافسة صاحب العمل في كل من القانونين المصري والفرنسي ،حمدي عبد الرحمن) 1(

.132، ص 1974يناير ،العدد األول –واالقتصادية .243، ص 2001عبد العزيز مرسى، شرح أحكام قانون العمل، مطبعة حمادة المنوفية، سنة ) 2(

39

وتطبيقا لذلك، ال جيوز لعامل يف مصنع أحذية، أن يعمل يف وقت فراغه، يف .صناعة أحذية يقوم هو ببيعها مباشرة إىل املستهلكني، أو حلساب مصنع آخر لألحذية

أخرى، غري صناعة األحذية كالتجارة ولكن جيوز هلذا العامل أن يزاول حرفة مثال سواء زاوهلا حلسابه اخلاص أو حلساب شخص آخر، مامل يكن العمل يف تلك

)1(.احلرفة مرهقا للعامل مبا يؤثر على عمله يف اليوم التايلويعترب كمربر، لقيد التزام العامل بعدم املنافسة، باإلضافة إىل حسن النية يف

.لحة العامل وصاحب العمل، واحلفاظ على أسرار املشروعتنفيذ العقود محاية مص

فالعامل ميكنه أن يطلع خالل فرتة عمله، على أسرار العمل املكلف به، وأن .يتعرف على عمالء العمل، مبا يهدد مصلحة صاحب العمل، يف منافسة العامل له

الفقه الفرنسي وتقييد حرية العامل يتجه عادة إىل اليد العاملة الفنية، وجانب منيرى أن قيد عدم املنافسة قيد يصل يف النهاية، إىل حد إعاقة املنافسة احلقيقية واملشروعة

)2(.بني املنشآت املختلفة، كما قد يؤدي إىل منع تطور وانتشار طرائق البحث اجلديدةلذلك اقرتح هذا الرأي القيام بدراسة عملية متخصصة لتحديد األسرار

)3(. ميكن معاجلة املوضوع بأكرب قدر من الوضوحاالقتصادية حىت وقبل أن ننتقل لبحث الطبيعة القانونية هلذا االلتزام، نود أن نشري إىل املصاحل

:اليت ميسها هذا االلتزام، واليت تربز يف ثالث مصاحل أساسية هي .مصلحة صاحب العمل، ومصلحة العامل، واملصلحة العامة

.202، ص 1983محمد لبيب شنب، شرح قانون العمل، دار النهضة العربية، الطبعة الرابعة ) 1(لرحمن، التزام العامل بعدم منافسة صاحب العمل في كل من القانونين المصري والفرنسي، مرجع سابق، ص حمدي عبد ا ) 2(

134. (3)GUILLAUME LHEUREUX, Concept de vie personnelle du salarie, mémoire de droit social, d.e.a. université de lille2, droit et santé, année universitaire 1999-2000.p43.

40

: مصلحة صاحب العمل/ أالشك أن لصاحب العمل مصلحة جدية، من وراء هذا االلتزام واليت تتمثل يف أن حيمي منشآته، من احتماالت منافسة ضارة، فالعامل يستطيع أثناء العمل اإلطالع ه يستطيع أن على أسرار العمل املختلفة، سواء كانت أسرار صناعية أو جتارية،كما أن

)1(.يوطد عالقته بالعمالءن القول أن هذا االلتزام ينبع من احلكمة التشريعية، و أن الدافع األساسي وميك

م، اليت ،وراء هذا االلتزام هو محاية أصحاب العمل، وأسرار املهنة املتعلقة مبشروعاا .اطلع عليها العامل أثناء عمله

من القانون 08، 07فقرة 07وحفاظا على هذه املصلحة تنص املادة ه خيضع العمال يف إطار : " املتعلق بعالقات العمل املعدل واملتمم 11/90 على أن

:عالقات العمل للواجبات األساسية التالية أن ال تكون هلم مصاحل مباشرة أو غري مباشرة يف مؤسسة أو شركة منافسة أو

زبونة أو مقاولة من الباطن إال إذا كان هناك اتفاق مع املستخدم، وأن ال تنافسه .يف جمال نشاطه

أال يفشو املعلومات املهنية املتعلقة بالتقنيات والتكنولوجيا وأساليب الصنع وطرقة باهليئة ة أال يكشفوا مضمون الوثائق الداخلية اخلاص نظيم وبصفة عام الت

)2(. "ميةاملستخدمة إال إذا فرضها القانون أو طلبتها سلطتهم السل

القاهرة، ،سهير منتصر، شروط عدم المنافسة في عقود العمل الفردية والجماعية، بحث في القانونين المصري والفرنسي ) 1(

.10،ص 1982 .المتعلق بعالقات العمل المعدل والمتمم 90/11من القانون 07أنظر المادة ) 2(

41

لسنة 12قانون العمل املصري اجلديد رقم من ) ب، ج( 57/وتنص املادة ه 2003 حيضر على العامل أن يقوم بنفسه، أو بواسطة غريه باألعمال : " على أن

:اآلتيةذا العمل، ما خيل / ب العمل سواء بأجر أو بدون أجر، إذا كان يف قيامه

على التعرف حبسن أدائه لعمله، أو ال يتفق مع كرامة العمل، أو ميكن الغري أو يساعده .على أسرار املنشأة، أو منافسة صاحب العمل

ممارسة نشاط مماثل للنشاط الذي ميارسه صاحب العمل أثناء مدة سريان / ج )1(. "أو باالشرتاك يف نشاط من هذا القبيل، سواء بصفته شريكا أو عامال -عقده

هعلى أ )2(و، من نظام العمل السعودي96/ويف ذات النطاق تنص املادة : نجارية، أو الصناعية، للموارد أن حيافظوا على األسرار الفنية، أو الت جيب على العمال"

ا، أو اليت سامهوا يف إنتاجها، بصورة مباشرة أو غري مباشرة، وبصورة عام ة اليت ينتجو ."قة بالعمل، واليت من شأن إفشائها اإلضرار مبصلحة العملمجيع األسرار املهنية املتعل

)3(.منه 68ولقد تضمن مشروع نظام العمل السعودي اجلديد، هذا النص يف املادة يتضح أن التزام العامل بعدم منافسة رب العمل يعترب التزام عام ،من هذه النصوص

ه إذا ينصرف إىل كافة أنواع العمل، ويعترب من مستلزمات العقد، لكن جيب الت نويه إىل أن، فالعامل يلتزم به بناءا على "االلتزام االتفاقي " تضمن عقد العمل شرط عدم املنافسة

ا إذا مل يرد نص بعقد العمل، وهي احلالة اليت نعاجلها يف هذا الرابطة العقدية، أمى املبحث، فإن مقتضيات حسن النية يف تنفيذ العقود، تتطلب توافر هذا االلتزام عل

12الوسيط في القانون االجتماعي، الجزء الثاني، شرح عقد العمل الفردي وفقا ألحكام القانون رقم ى،أحمد حسن البرع ) 1(

.673ص ،2003، دار النهضة العربية، القاهرة، طبعة سنة 2003لسنة والمنشور 2113،والمتوج بالمرسوم الملكي رقم 24/08/1969والصادر بتاريخ 745قانون العمل السعودي رقم ) 2(

.ميالدية 1969هجرية الموافق لسنة 19/09/1389بتاريخ 2299بالجريدة، رقم .220،ص 2002منير فريد الدكمى، شرح نظام العمل والعمال السعودي المقارن، مطابع جامعة الرياض، ) 3(

42

كما سبق وأن أشرنا إىل واجبه يف األمانة، اإلخالص -عاتق العامل، واليت تفرتض منه .والوالء لصاحب العمل

مصلحة العامل/ببه دون شك وليست يف صاحله بل ويشكل هذا االلتزام إن االلتزام بعدم املنافسة ميس

خطورة كبرية بالنسبة له، فهو يصطدم حبرية العامل، يف أن ميارس نشاطه املهين أثناء قيام .بشكل كبري من موارده عقد العمل لدى أكثر من مستخدم، مما حيد

ة العمل وعلى الرغم، من كون هذا االلتزام ينصرف إىل العامل أثناء قيام عالقكان ليدخل يف عدة .منا وجود هذا االلتزام التشريعيويف ظل وجودها، فإن العامل دو

أعمال ينجر عنه بالضرورة ترجيح عمل عن اآلخر، وكذا استغالل أسرار منشأة حلساب ويضرب مبادئ النزاهة والشفافية . وقمنشأة أخرى، األمر الذي سيثري فوضى داخل الس

.قتصاديإخل أي نشاط الواجب توافرها داة، واليت تربز يف فكرة وبالتايل فإن هذا اإل لتزام يقيم معادلة ما بني املصلحة العام

.املشروع، واحلرية اليت تربز يف حق العامل يف ممارسة نشاطه بكل حريةذا اإلغري أن احلرية املطلقة هي باألساس ف لتزام هو وضى، وتقييد حرية العامل

)1(.ة ضمانة ومحاية حلقه املشروع يف العمليف احلقيق : المصلحة العامة/ج

لتزام صلحة العامة بالدرجة األوىل، فاإلإن ما يتصل بالعمل والعمال، إمنا يهم املة، اليت تتمثل تلك املصلحة العام شريعي بعدم منافسة العامل لصاحب العمل، ميس الت

يف عدم اإلضرار باملشروع، الذي كان يعمل به العامل، ومحاية أسراره واليت تكفل التقدم من األضرار اليت قد تتعرض هلا من ترك العامل حرا يف املختلفة ومحايتهايف املشروعات

.128، 127، ص 1997رمضان عبد اهللا صابر، وقف عقد العمل، رسالة دكتوراه من كلية الحقوق، جامعة القاهرة، سنة ) 1(

43

)1(.ممارسته لعمله، دون هذا القيد التشريعي بعدم املنافسة

ه مقرر ملصلحة صاحب العمل، لكن إن هذا االلتزام، يبدو للوهلة األوىل أنالواقع أن هذا االلتزام يضمن احلقوق لكل طرف من أطرافه حبدود متساوية، فازدهار مشروع صاحب العمل يضمن للعامل العمل، كما يضمن له قدرا من املردودية من

ع، إن هذا االلتزام ميكن أن نعرب عنه بأن خالل حق العامل يف املشاركة يف أرباح املشرو )2(.حرية العامل تنتهي عندما تبدأ حرية صاحب العمل

.الطبيعة القانونية لاللتزام التشريعي بعدم المنافسة: ثانيا

يف حالة عدم ورود نص يف عقد العمل، بني العامل وصاحب العمل، يقضي يف هذه -يقتضي البحث فيما إذا كان العاملبالتزام العامل بعدم املنافسة، فإن األمر

ذا االلتزام من عدمه، وإذا كانت اإلجابة بنعم، فما هو مصدر -احلالة سيكون حممل غم من عدم احتواء عقد العمل عليه؟ وماهي املسؤولية اليت تنشأ يف هذا االلتزام على الر

هي مسؤولية عقدية أم على عاتق العامل وصاحب العمل اجلديد ؟ وهل - هذه احلالة .تقصريية ؟

من املتعارف عليه أن التقنيات احلديثة، تتحاشى أن تورد نصا يعدد مصادر االلتزام، ألن هذا عمل جيب أن يرتك للفقه، ووفقا ألغلب التشريعات ميكن رد مصادر

القانون، العقد، العمل غري املشروع، شبه : االلتزام إىل مخسة مصادر هي )4(.رادة املنفردةاإل)3(العقود،

.228منير فريد الدكمى، مرجع سابق، ص ) 1( .132رمضان عبد اهللا صابر، مرجع سابق، ص ) 2( 141نظمتها المواد من " اإلثراء بال سبب، الدفع غير المستحق، الفضالة " تشمل شبه العقود في القانون المدني الجزائري ) 3(

من القانون المدني 159إلى .38، ص 1984عبد المنعم فرج الصدة، مصادر االلتزام، مطبعة دار نافع للطابعة والنشر، ) 4(

44

ومن البديهي أن التزام العامل الذي حنن بصدده يف الصورة املماثلة، ال يثري بس يف كون مصدره العمل غري املشروع يف حالة عدم النص عليه يف عقد العمل .الل

ه ال ففي حالة عدم تضمن عقد العمل شرط االلتزام بعدم املنافسة، فاألصل أنملسؤولية العقدية يف هذه احلالة، خللو العقد من مثل هذا الشرط وإمنا حمل لتطبيق قواعد ا

، وذلك إعماال ) املسؤولية عن العمل غري املشروع(تطبق قواعد املسؤولية التقصريية ا كان : " مدين اليت تقضي بأن ) 05-10قانون رقم ( 124لنص املادة كل فعل أي

". يلزم من كان سببا يف حدوثه بالتعويض يرتكبه الشخص خبطئه، ويسبب ضررا للغري

/I ولتوافر عنصر اخلطأ يف املسؤولية التقصريية، يستوجب توافر ركنيه املادي )1(.واملعنوي، واملتمثالن يف ركين التعدي املرتكب واإلدراك

بعمل إجيايب، أم لتزام بالقيامبالتزام قانوين، سواء كان هذا اإلوالتعدي هو إخالل ل التزام العامل بعدم منافسة وميث . لتزام باالمتناع عن عمل معنيإميثل كان سليب

.ه، التزام سليب باالمتناع عن عملصاحب العمل، أو عدم إفشاء أسرار مهنته أو عمل .قتصاديةعدم اإلضرار مبصاحل املشروعات اإلدف احملافظة على أسرار العمل، و

ل هذا التعدي ويوفر أن العمل يف مشروع منافس لصاحب العمل، ميث والشك .عنصر اخلطأ يف حق العامل

ا اإلدراك فهو العنصر املعنوي يف ركن اخلطأ وجيب لقيام اخلطأ، أن يكون من . أمه جيب أن يكون قادرا على التمييز بني اخلطأ وقع منه التعدي مدركا له، وهذا يعين أن

)2(.بالغري رك أن تعديه يضر والصواب، فيد

عبد الرزاق أحمد السنهوري، الوسيط في شرح القانون المدني، مصادر االلتزام، المجلد الثاني، منقحة بواسطة المستشار ) 1(

.1078، ص 1981مصطفى محمد الفقى، دار النهضة العربية، (2 ) WAGRET. (F), La fin de la culture du secret : le brevet, elément de la stratégie de développement des entreprises françaises, petites affiches, n°11, 17 janvier 2000, p11.

45

ه على وبالشك فإن رابطة عقد العمل، تفرتض كون العامل مدرك ألفعاله، وأنقدر من املهارة الكافية ألداء عمله بصورة طيبة، وبالتايل فهو دائما مدرك لتصرفاته

رتباط بعالقة عمل واإل ،لتحاق العامل بعمل آخر منافسإوأفعاله، هذا فضال عن أن )1(.ة وهو مدرك متاما خماطر فعله هذاختار بإرادته احلر إجديدة، تفرتض أن العامل

/II إن خطأ العامل خبرقه اللتزام عدم منافسة صاحب العمل، ينطوي علىقصد اإلضرار بصاحب العمل السابق، ومبشروعه الذي سبق للعامل العمل به، وهو ما

لثاين من أركان املسؤولية التقصريية، املتمثل يف حتقق الضرر للغري كن ايوفر يف حقه الر ).املستخدم(

بناءا على اخلطأ املرتكب، فال يتصور عمال دفع العامل للعمل يف مشروع ه ال يتوافر يف حق منافس لصاحب العمل عنوة وإكراها، وإذا فرض وحدث ذلك، فإن

كن املعنوي لركن اخلطأ والتعدي املرتكب الر العامل عناصر املسؤولية التقصريية، النتفاء .يف حق صاحب العمل

/III كن الثالث، من أركان املسؤولية التقصريية وهو ويف النهاية يشرتط توافر الرقيام عالقة السببية بني اخلطأ والضرر، أي يشرتط توافر العالقة املباشرة بني اخلطأ

لسببية بني اخلطأ املرتكب من العامل، والضرر والضرر، وبتعبري آخر يشرتط توافر عالقة ا )2(.احملقق يف جانب صاحب العمل

وهذا الركن هو اآلخر ال يثري مشكلة من الناحية الفعلية، حيث أن خرق العامل اللتزامه بعدم منافسة صاحب العمل والتحاقه بعمل آخر منافس، يكون دون شك

(1 ) MAËLISS VINCENT, La protection du secret en propriété industrielle, mémoire de droit des contrats -d.e.a-université lille ii -droit et santé-année uni. 2000 -2001, p 75.

.234منير فريد الدمكى، مرجع سابق، ص ) 2(

46

ب العمل، والذي يتوافر معه باآلخر السبب الفعلي يف إحداث الضرر املباشر لصاح )1(.عالقة السببية يف حق العامل

لتزام بعدم املنافسة، حيث اكتفى بعرضه مل ينظم بأي شكل كان اإلإن املشرع .كأحد التزامات العامل اجتاه املستخدم

نص على أن عزل العامل يكون يف حالة 11/90بناءا على ذلك جند أن قانون le règlementارتكابه خطأ جسيم حسب الشروط احملددة يف النظام الداخلي

intérieur عامل وليس هلا نظام داخلي 20حيث أن كل مؤسسة تشغل أكثر من )2(.فقرارها التأدييب باطل

ا أن ة مضموجاءت بقاعدة عام ،11/90من قانون 73حيث أن املادة حيث ،عنه تسريح بدون عطلة وال عالوة وال مهلة ارتكاب العامل خطأ جسيم ينجر

ه يستحيل حصر األخطاء اجلسيمة املؤدية إىل التسريح التأدييب يف مادة واحدة من أنالقانون، بالنظر إىل تطور عامل الشغل وتنوع وخصوصية كل قطاع، األمر الذي يستلزم

جاءت على سبيل 11/90من قانون 73مة املبنية يف املادة أن تكون األخطاء اجلسي .املثال ال احلصر

تعترب على اخلصوص أخطاء "...حيث أن منطوق املادة استعمل عبارة أوجبت على املستخدم عند حتديد ووصف اخلطأ 01/73حيث أن املادة ..."جسيمة

عنه الذي ترتبوالضرر ، ومدى اتساعه ودرجة خطورته ،أن يراعي ظروف اخلطأ .وكذلك السرية الشخصية للعامل داخل اهليئة املستخدمة

(1)MAËLISS VINCENT, op.cit. p82.

.المعدل والمتمم 90/11من القانون 75أنظر المادة ) 2(

47

كل " ة، وهو تعامل خطري ومساس بسمعة املؤسسحيث أن اخلطأ اجلسيم يعتربظام املعمول به يف املشروع أو من األفعال الناجتة عن قصد أو عن إمهال واملاسة بالن

ا إحلاق أضرار به أو بالعمال أو تشكل خرقا بالتزامات العامل املهنية اجتاه صاحب شأ )2(.السيما فيما يتعلق باألخطاء اجلسيمة املعاقب عليها جزائيا)1("العمل

يف نشاطه يشكل " صاحب العمل " إذا حيث أن منافسة العامل للمستخدم تعديا وإخالال من العامل يف القيام بالتزاماته، كما يشكل انتهاكا خطريا لواجب األمانة

.خالص يف عالقة العملواإل

حيث أن فعل املنافسة يرتب حتما أضرار تلحق مبشروع املستخدم فإن منافسة )3(.العامل للمستخدم يعترب خطأ جسيم يؤدي للتسريح

.الضرر يكون موجبا للتعويض من القانون املدين، فإن 124وطبقا للمادة ".املستخدم " فإن العامل ملزم بتعويض صاحب العمل وعليه

ه جيب تعديل املادة ، واالكتفاء بإعطاء 11/90من قانون 73ونرى بأناء خدمته فقط . املستخدم احلق يف فسخ العقد مع العامل، أو بعبارة أخرى فصله وإ

ذلك ملخالفة دون توقيع عقوبة أخرى عليه مثل احلرمان من مهلة العطلة والعالوات، و ههذا الن ع عن فعل واحد : " ص األخري للقاعدة األصولية اليت تقضي بأن ال جيوز أن يوق

، 13،ص2010،دار هومة للطباعة والتوزيع،الجزائر، 3ياسين بن صاري، التسريح التأديبي في تشريع العمل الجزائري، ط ) 1(

، راجع كذلك 13،ص2003عبد السالم ديب،قانون العمل والتحوالت اإلقتصادية،دار القصبة للنشر، الجزائر،: أنظر كذلكالمتعلق بعالقات العمل وبعض إشكاليات تطبيقها ، المجلة الجزائرية 90/11من قانون 73،تطورات المادة عطاء اهللا بو حميدة

.144،ص 2007للعلوم القانونية واإلقتصادية والسياسية ، العدد الثاني ، الجزائر ، 1966لسنة 48ر رقم .جالمتضمن قانون العقوبات ، 1966جوان 8المؤرخ في 66/156من األمر 302أنظر المادة ) 2(

المتضمن قانون العقوبات، كذلك راجع في عدم ورود األخطاء الجسيمة حسب نص المادة 06/23المعدل والمتمم بالقانون 90/11من القانون 73زوبة عز الدين، سلطة المستخدم التأديبية في إطار المادة : على سبيل الحصر 90/11من قانون73

مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في القانون في إطار مدرسة الدكتوراه للقانون والعلوم السياسية ،فرع المتعلق بعالقات العمل، .وما بعدها 51ص .2011.بومرداس، كلية الحقوق بودواو -القانون الخاص، تخصص عقود ومسؤولية، جامعة أمحمد بوقرة

.103ص ، 2007، الجزائر والتوزيع، للطباعة ومةه دار والمقارن، الجزائري العمل تشريع سعيد بن أحمد، ) 3(

48

ظة وال يستوي معها فالفصل يف حد ذاته عقوبة كبرية ومغل ".أكثر من عقوبة واحدةاية خدمته أيضا، وإن كان األمر بتوقيع عقوبة أخرى عليه، حبرمان العامل من مكافأة

مر ال حيول بني املستخدم، وبني حقه يف مطالبة العامل بالتعويض، كما سبق هذا األ .وأن أسلفنا

ه بناءا على الن صوص السابقة، تكون املسؤولية التقصريية وميكن أن نضيف بأن -إذا عمل يف عمل آخر منافس لصاحب العمل - ثابتة، ثبوتا يقينيا يف حق العامل

أدى العمل اجلديد حلسابه، أو حلساب شخص الذي كان يعمل حتت إدارته، سواءآخر، وبالتايل ميكن القول، أن مقتضيات حسن النية يف تنفيذ العقود، جتعل العامل

يف موقف صعب، من ) أثناء سريان العقد. (الذي ال يلتزم بعدم منافسة صاحب العمل )1(.حيث نفي املسؤولية التقصريية عنه

هم ت.ق 136وباملقابل جند املادة يكون املتبوع مسؤوال عن الضرر : "قضي بأنالذي حيدثه تابعه بفعله الضار مىت كان واقعا منه يف حالة تأدية وظيفته أو بسببها أو

.مبناسبتهاوتتحقق عالقة التبعية ولو مل يكن املتبوع حرا يف اختيار تابعه مىت كان هذا

".األخري يعمل حلساب املتبوع يتبني لنا أن املشرع قد أشرك صاحب العمل اجلديد، يف فبناءا على نص املادة،

غري املشروع، وبالتايل فقد أشركه يف " العامل " حتمل الضرر املرتتب عن فعل تابعه :املسؤولية التقصريية للعامل، ووضع لتطبيق هذا النص شرطان

يتلخص األول، يف اشرتاط حدوث الفعل غري املشروع من العامل يف حالة تأدية وظيفته أو بسببها أو مناسبتها، والثاين هو أن يكون العامل يعمل حلساب صاحب

.143 ، 142، ص 11،هامش 1985محمد علي عمران، الوسيط في قانون العمل السعودي، دار النهضة العربية، ) 1(

49

مبعىن أن يكون لصاحب العمل اجلديد على هذا العامل سلطة يف رقابته . العمل .وتوجيهه

واملسؤولية التقصريية لصاحب العمل اجلديد، يذهب جانب من الفقه إىل تمعة بغري تضامن، ويطلق عليها عن دين واحد اعتبارها حالة من حاالت املسؤولية ا

)1(.لتزام التضاممياسم اإلا إذا كان االلتزام تضامين فإن ذلك يعين أن كل مدين ملتزم بأداء مقدار أم

)2(.حصته يف هذا الدين، وهو غري ملتزم بأدائه عن باقي املدينني

والذي نؤيده يذهب إىل قيام التضامن، بني )3(إال أن الرأي الراجح يف الفقهالعامل وصاحب العمل اجلديد، بصفتهما مدينني متضامنني يف التعويض لصاحب

.العمل السابقفإذا تعدد املدعى عليهم كانوا متضامنني يف التزامهم بتعويض الضرر، وجيوز

ه بدال من الرجوع إىل كل و احد، إال إذا للمدعي أن يرجع على أحدهم بالتعويض كلذا تقضي املادة عني القاضي نصيب كل منهم يف الت وقيام )م.ق( 126عويض و

:التضامن بني املسؤولني املتعددين عن الضرر يفرتض وجود الشروط اآلتية واحد منهم قد ارتكب خطأ أن يكون كل. واحد منهم سببا يف إحداث الضرر أن يكون اخلطأ الذي وقع من كل. يكون الضرر الذي أحدثه كل منهم خبطئه، هو ذات الضرر الذي أحدثه أن

)4(.اآلخرون ، أي يكون الضرر الواقع منهم ضررا واحدا

فيذ هذا االلتزام االلتزام التضاممي يعني أن كل مدين بهذا االلتزام، ملتزم بأدائه عن باقي المدينين ، فلو قام أحد المدينين بتن ) 1( .فإن جميع المدينين يستفيدون من ذلك ويسقط عنهم تنفيذ هذا االلتزام

.255 ص، 10، هامش 1986ن، .إسماعيل غانم، قانون العمل، د) 2( .205، ص 1983جميل الشرقاوي، النظرية العامة لاللتزام، الكتاب الثاني، أحكام االلتزام، دار النهضة العربية، ) 3( .112سعيد بن أحمد، مرجع سابق، ص ) 4(

50

إثبات املسؤولية التقصريية، يقع على عاتق ئوجيب أخريا أن نشري إىل أن، عبة املكلف بإثبات الضرر الذي حلق به، وعالق" صاحب العمل " املدعي وهو املضرور

السببية بني اخلطأ والضرر وهذا العنصر األخري، يفرتض توافره إذا أثبت املدعي الضرر ".العامل " واخلطأ، ففي هذه احلالة يقع عبء نفيها على املدعى عليه

ولكن جيب أن نالحظ أن هناك حاالت قانونية يعفي فيها القانون املدعي، من إذا ما كان القانون يقيم قرينة قانونية على عبء إثبات اخلطأ، بل وأحيانا الضرر، وذلك

)1(.وبالتايل يعفى املدعي من إثبات اخلطأ ،وقوع الضرر

ه جيب أن نالحظ من جانب آخر، أن هذا الن ص ال يعفي املدعي إال أنمن إثبات خطأ العامل، أي جيب على صاحب العمل السابق أن " صاحب العمل "

)2(.ى مشروع منافس للعمل لديهيثبت ما يفيد التحاق العامل لد

.موقف الفقه اإلسالمي من االلتزام بعدم المنافسة: الفرع الثاني

مبعىن رغب على وجه املباراة يف الكرم، وكذلك ،من نافس فيه: املنافسة لغة " فليتنافس املتنافسون " تنافسنا ذلك األمر، مبعىن حتاسدنا وتسابقنا، ويف التنزيل العزيز

)3(.أي فليرتاغب املرتاغبونأخشى أن تبسط الدنيا عليكم، كما بسطت على من : " ويف احلديث الشريف

؛ وهو من الش " كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها نافس نزعة د يف نوعه، والت يء اجليمفطرية تدعو إىل بذل اجلهد يف سبيل الت )4(.شبه بالعظماء واللحوق

.من هذه المذكرة 46، 45راجع الصفحة ) 1( .512عبد المنعم فرج الصدة، مرجع سابق، ص ) 2(س، دار الجيل، .مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي، القاموس المجيد، الجزء الثاني، فصل النون، باب السين، د ) 3(

.265بيروت، ص .167س، دار الصادر، بيروت، ص .الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور، لسان العرب، المجلد العاشر، دأبي ) 4(

51

شاط اإلنساين بصفة نوع من احلرية يف ممارسة الن : ويف االصطالح القانوين املنافسة هيا شاط االقتصادي بصفة خاص عامة، والن القانون ويضع هلا ة، واليت يعرتف

)1(.ضوابطها، وبعد انتهائه مرتبطا قيام عالقة العمل العامل بعدم املنافسة أثناءلتزام إيعترب

وقيام العامل بالعمل حلساب شخص . ارتباطا وثيقا بالتزامه باحملافظة على أسرار العمل الغري معني، قد ميكنه من التعرف على أسرار هذا العمل، وتسرب هذه األسرار إىل

.وبصفة خاصة إىل املنافسني من شأنه اإلضرار مبصاحل صاحب العمل

املنافسة تكون غري مشروعة باألصل، ألننا يف سياق ففي هذا اإلطار فإن منافسة ممنوعة، فإن حمل املنع هو ممارسة النشاط التنافسي بذاته، ومصدر املنع هو

من فعل املنافسة املمنوعة سوى أن يثبت لذا ال يطلب من املتضرر .القانون أو االتفاق )2(.أن هذا الفعل قد جاء خمالفا لنص قانوين أو اتفاق

ا غري معروفة ويعترب سرا من أسرار العمل، أي معلومات إذا اتسمت بكوه ليس من السهل احلصول عليها وسط ا الدقيقة، أو أن ا النهائية أو مكونا بصور

ا املتعاملني عادة يف هذا النوع من املعلومات، أو إذا كانت ذات قيمة جتارية نظرا لكوسرية، أو أن صاحب العمل أخضعها لتدابري معقولة للمحافظة على سريتها يف ظل

)3(.الظروف الراهنة

ط، .، د )الصناعة، التجارة، الخدمات(أحمد محمد محرز، الحق في المنافسة المشروعة في مجاالت النشاط االقتصادي ) 1( .11،ص 1994ن، سنة .ددار ومكتبة الحامد للنشر والتوزيع -دراسة مقارنة-الصفار، المنافسة غير المشروعة للملكية الصناعية زينة غانم عبد الجبار ) 2(

.39، ص 2002عمان، الطبعة األولى، سنة 3MAËLISS VINCENT, op.cit .p 61.

52

لتزام بعدم منافسة العامل بضرورة اإل ولقد أمجع الفقه اإلسالمي، على حث هذا االلتزام ينبع من واجب األمانة والوالء صاحب العمل والعمل لدى الغري، وأن .املتطلب من العامل عند تنفيذه لعقد العمل

ه ليس لألجري اخلاص أن يعمل لغري ) العامل(وتطبيقا لذلك ، ذهبوا إىل أن، أسقط )حىت ولو عمل جمانا(مستأجره إال بإذنه، وإال نقص أجره بقدر ما عمل

ألن وقته املعني يف العقد .دون إذن ا عمل لغريهصاحب العمل من أجره بقدر قيمة م )1(.ملك لصاحب العمل، فال جيوز أن يعمل لغريه فيه ولو متربعا

وإن هذا االلتزام إن مل يقع على عاتق العامل، نتيجة النص عليه صراحة بعقد العقود تقتضيه، والوفاء العمل، فقد سبق وأشرنا، أن مقتضيات حسن النية يف تنفيذ

)2(.لتزام يف الفقه اإلسالمي له جزاء الوفاء بالعهود، وأن النكوث عنه يعترب غدراذا اإلمن سورة األنفال من 58 – 59وهو ما ورد يف قوله سبحانه وتعاىل يف اآلية : " نبذ للخائنني وتبيان جزائهم، وذلك يف قوله تعاىل ب انة فانـ م خي و ن قـ افن م ا خت م ذ وإ

م ال نـه قوا إ وا سبـ ن كفر ذي سنب ال ال حي ، و ني ن ائ ب اخل ن اهللا ال حي اء إ هم على سو ي ل إون جز ع )3(."يـ

م خمتلف صور املنافسة غري املشروعة، وهو وبصفة عامة، فإن الفقه اإلسالمي حر: قال ) ص(هريرة رضي اهللا عنه أن رسول اهللا ما جاء يف احلديث الشريف يف رواية أيب

ال حتاسدوا وال تناجشوا وال تباغضوا وال تدابروا، وال يبيع بعضكم على بيع بعض " وكونوا عباد اهللا إخوانا املسلم أخو املسلم، ال يظلمه وال خيذله وال حيقره، التقوى هاهنا

.7س ،ص .، الجزء الخامس،مطبعة المنيرة،د)رد المختار على الدر المختار(ابن عابدين ،حاشية ابن عابدين ) 1( –بشرح صحيح البخاري،الطبعة األولى،طبعة دار الريان للتراث الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقالني،فتح الباري ) 2(

.319 – 318،ص 3174باب فضل الوفاء بالعهد ،الحديث رقم 1986سنة –القاهرة . 59، 58اآلية –سورة األنفال –القرآن الكريم ) 3(

53

حيقر أخاه املسلم، كل حبسب امرئ من الشر أن ) ويشري إىل صدره ثالث مرات( )1(.أخرجه مسلم" املسلم على املسلم حرام دمه وماله وعرضه

)2(."وال تناجشوا" حمل " وال تنافسوا ) " ص(وقد جاء يف رواية املوطأ قوله رعية، اليت تتضمن النهي عن ويف هذا احلديث جمموعة كبرية من األحكام الش

ا أن يتفق شخصان على إبرام صفقة املنافسة على صفقة مل يتم إبرامها، وصورة اخليار وجيعالن مدة للخيار بينهما أو ألحدمها، فيأيت شخص ثالث خالل مد .ما

ويقول للمشرتي أنا أبيعك مثل هذه الصفقة دون هذا الثمن، أو أبيعك خريا منها بثمنها أو أقل منها، أو يعرض عليه أي عروض أخرى بقصد فسخ البيع، فهذا غري

)3(.عنه وملا فيه من اإلضرار واإلفساد) ص(يب ائز لنهي الن جعن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن –رمحه اهللا –وقد أخرج ابن حزم

" ال يزيد أحدكم على بيع أخيه : " قال ) ص(سعيد بن املثيب عن أيب هريرة عن النيب ا العالمة ا ه والنفي يف هذا احلديث الشريف مبعىن النهي، أم بن حزم فقد ذهب إىل أن

)4(.خرب معناه األمرة حال فإن أوىل صور التحرمي املنهي عنها هي حالة وجود تصريح واضح على أي

لغري املشرتي الذي أظهر له الرضاء بالبيع )5(.من البائع بالرضا بالبيع، فهنا حيرم السوموم مطلقا عمال وز الس على الرضا، حيث ال جي وكذلك احلال إذا مل يوجد ما يدل . له

.نة النبويةبالس

.194س ، ص .بي ، د، مطبعة مصطفى الحل) 4(السيد محمد بن إسماعيل األنسى، سبل السالم ، الجزء ) 1( .18،ص 1996يوسف قاسم، التعامل التجاري في ميزان الشريعة، دار النهضة العربية، ) 2( .278، ص 1990ابن قدامة،المغنى، الطبعة الثالثة، مطبعة دار المنار، القاهرة، ) 3( .428، ص 1972ابن حزم، المحلى، الجزء الثامن، مطبعة الجمهورية، القاهرة، ) 4( .279، ص 27ابن قدامة، مرجع سابق، هامش ) 5(

54

وقد اعترب ابن حجر ذلك من الكبائر بالنظر ملا ينتج عنها من أضرار على تمع، وساق ابن حزم هذه املسألة بعنوان ال حيل ألحد أن يسوم على سوم آخر " ا

فالكل يف ذلك سواء ، وهذا ينطبق " مسلما كان أم غري مسلم ،وأن يبيع على بيعه )1(.على املسلمني وغري املسلمني فهو حكم عام

ا الشرع اإلسالمي، قد جاءت من ويتضح لنا مما تقدم، أن األحكام اليت جاء العموم حبيث تصدق على كل أنواع التعامل، يف كل عصر ويف أي مكان سواء كان

.املتعامل تاجرا أم غري تاجر، مبا يف ذلك العامل

فهو " وال تنافسوا ) " ص(رة العامة اليت وردت يف قوله من العباوهو ما تبني حديث يشمل صاحب العمل والعامل، والتاجر وغري التاجر، ليحرص اجلميع على

)2(.حقوق اجلميع ومصاحلهمه ميكن أن ننتهي متناع عن لتزام باإلأخريا إىل القول، بأن مفهوم اإل وبالتايل فإنا كان مصدره من جهة القانون له مدلول أوسع وأمشل يف الشريعة اإلسالمية املنافسة أي

.والفقه اإلسالمي، عن مدلوله القانوين ولدى الفقه الوضعي .التزام العامل بعدم المنافسة في ظل القواعد العامة: المطلب الثاني

يعترب التزام العامل بعدم منافسة صاحب العمل، من أهم االلتزامات اليت تقع .، ومن اآلثار املرتتبة عن تنفيذ العقود حبسن نيةعلى عاتق العامل

ويثور التساؤل عن مصدر هذا االلتزام وفقا للقواعد العامة، ويف حالة عدم النص عليه صراحة يف عقد العمل، بتحديد مدى االلتزام به أثناء تنفيذ العقد وسريان الرابطة

.417، ص 40ابن حزم، مرجع سابق، هامش ) 1( .68، ص 36يوسف قاسم، مرجع سابق، هامش ) 2(

55

ية العمل يف أوقات الفراغ، أثناء العقدية، وما يثريه هذا االلتزام بالتايل من مدى مشروع .سريان عقد العمل، وكذلك وضع هذا االلتزام بعد انقضاء الرابطة العقدية

ومدى االلتزام به بعد انتهاء العقد ؟ :دراسة جنيب يف هذا املطلب عن هذه األسئلة من خالل

فرع .(القواعد العامة أثناء سريان عقد العمل لتزام العامل بعدم املنافسة يف ظل إلتزام العامل بعدم املنافسة يف ظل القواعد العامة بعد انتهاء سريان عقد ، وإ)أول

)فرع ثاين(.العمل

.أثناء سريان عقد العمل: الفرع األول

هل عقد العمل يرتب التزاما على العامل، بأال يعمل يف أوقات فراغه، لدى صاحب عمل آخر؟ وهل جيوز له أن يعمل عمال مستقال آخر خمتلف عن العمل الذي يؤديه لدى صاحب العمل؟ وما احلكم إذا مل يوجد نص مانع للعامل يف عقد العمل أو

؟ وهل جيوز أن يتضمن عقد نشاطا خارجيا فهل جيوز له أن يباشر. يف النظام الداخليذا االلتزام حىت يف أوقات فراغه د العامل ؟العمل أو النظام الداخلي للعمل ما يقي

تتعلق بشخصه وإدارة أمالكه ،هل جيوز للعامل أن يقوم بأداء أعمال مستقلة ؟ هل تكون تصرفاته القانونية اليت يربمها يف هذا الشأن صحيحة، ومشروعة

كل هذه التساؤالت يثريها عمل العامل بعمل آخر أثناء سريان عقده مع ا بينهما بعقد العمل .صاحب العمل، دون وجود نص اتفاقي بشأ

من حيث املبدأ ال ريب يف مشروعية أي عمل يأتيه العامل، ولو كان مرتبطا ه . تابع مبعىن سواءا باشر العمل بصفة مستقلة أو. بعقد عمل لدى أحد األشخاص ألن

بدون ذلك نكون قد أهدرنا ما تقرر دستوريا من احلق يف احلرية الشخصية، وما يتفرع

56

عنه من حق آخر، هو بدوره حق لصيق بالشخصية ، إنه احلق يف حرية العمل املتفرع )1(.عن احلرية الشخصية اليت هي حق طبيعي وفقا للمواثيق الدولية، وما أقره الدستور

ا ال ريب من يف صحة عقد العمل، الذي يربمه العامل مع صاحب عمل آخر إذحيث املبدأ، غري الذي يعمل لديه احرتاما ملبدأ حرية العمل، ألنه ال جيوز إجبار العامل على االستمرار يف تنفيذ عقد العمل بينه وبني صاحب العمل، ومن مث يكون، من باب

العمل على عقد عمل بينهما يف تعاقد هذا العامل مع غري صاحب -صحيحا -أوىل .أوقات الفراغ، مادام ال ميكن قصر العامل وجربه على تنفيذ عقد العمل

مسؤوال مسؤولية تأديبية ومدنية ولكن يربز التساؤل، فيما إذا كان العامل يعد لكن اإلجابة ه يف أوقات فراغه، لدى شخص آخر؟ إزاء صاحب العمل، عن اشتغال

قتضي التعرف، على ما إذا كان هناك قيد قانوين على عاتق العامل على هذا التساؤل توما هو الوضع يف حالة وجود قيد ،حيظر عليه االشتغال يف أوقات الفراغ من عدمه

)2(؟.اتفاقي بني العامل وصاحب العمل .القيد القانوني بعدم العمل في أوقات الفراغ مدى وجود: أوال

ه ال جيوز للعامل، أن يشتغل يف فراغه، لدى صاحب عمل آخر، إذا يرى البعض بأن )3(.كان العمل شاقا حبيث يؤثر على عمله، فال يقوم به على الوجه املطلوب

ه ال ميكن فرض هذا ه ال ميكن إطالق القول على هذا النحو، بل أن ولكن يبدو لنا أنجب جمازاته تأديبيا، إال الذي قد يثري مسؤولية العامل املدنية، أو يستو . القيد القانوين

بالقدر الذي يكون قيام العامل بعمل شاق يف أوقات فراغه، ينتقص من قدراته على

.المعدل والمتمم 1996نوفمبر 28من دستور 55، 37، 8أنظر المواد ) 1((2) DENIS AGRANIER, Le point sur la clause de non – concurrence, chronique juridique, n°06, nov. 2008, p18.

ة للقانون، الدار الجامعية، بيروت،المدخل للعلوم القانونية، القسم األول، النظرية العا، توفيق حسن فرج ) 3( 277، ص 1993م،278.

57

وبشرط أن يكون العامل خمال بالتزامه األصلي بتأدية . العمل فعال لدى صاحب العملة ومن ناحي.العمل، تنفيذا أمينا حبسن نية، ووفقا ملا هو واجب من ثقة وأمانة يف التعامل

ه ال جيوز للعامل أن يشتغل يف أوقات الفراغ أخرى، يذهب رأي يف الفقه إىل القول بأن لدى صاحب عمل آخر، إذا كان عمله خارج نطاق العمل ميثل منافسة لصاحب

)1(.العمل، أو كان من شأنه أن يستويل على زبائن صاحب العمل

نا نرى أن منع اشتغال العامل هنا ليس نابعا من كونه عمال يف أوقات غري أنريان الفراغ، وإمنا لكونه ميثل إخالال بالتزام العامل بعدم منافسة صاحب العمل أثناء س

ذا اإل. عقد العمل لتزام يتمثل يف اشتغاله، لدى صاحب عمل آخر، يف وإخالله . كه منشأة شبيهة النشاط مبنشأة صاحب العملأوقات الفراغ، بل قد يتمثل يف امتال

وأداؤه فيها عمال منافسا لصاحب العمل، ولو كان هذا العمل املنافس يؤديه على هذا ة تبعية قانونية مرتبطا كان بعقد مقاولة أو قائما بالعمل حلساب النحو، استقالال عن أي

.شخصه .الفراغوجود القيد االتفاقي بعدم العمل في أوقات : ثانيا

قد يكون العامل مسؤوال إزاء صاحب العمل، بعدم العمل يف أوقات الفراغ، إذا وتكون مسؤولية . تضمن عقد العمل بينهما شرطا يلزم العامل بأال يعمل لدى الغري

مسؤولية عقدية عن إخالله بالتزامه يف مواجهة –بطبيعة احلال –العامل عندئذ . تعاقده ، أال يعمل لدى الغريصاحب العمل، الذي اشرتط عليه يف

وقد يتضمن عقد العمل شرطا جزائيا، يقدر به صاحب العمل تقديرا جزافيا مبلغ التعويض، الذي يستحقه صاحب العمل، يف حالة إخالل العامل بالتزامه بعدم العمل لدى غري صاحب العمل، خالل مدة سريان عقد العمل، ومن مت تطبق القواعد

(1) MAËLISS VINCENT, op.cit. p32.

58

ة يف ا لقانون املدين يف هذا الشأن على ما قد تتضمنه عقود العمل من شروط العام )1(.جزائية من هذا القبيل

مل يلحقه ضرر، فال " الدائن " أن صاحب العمل " املدين " فإذا أثبت العامل يف هذه احلالة مستحقا وذلك " رط اجلزائي واحملدد بالش " يكون التعويض االتفاقي

.)م.ق( 1/184إعماال لنص املادة

عويض أما يف حالة عدم اشتمال عقد العمل على شرط جزائي، فال يكون الت ه قد حلق به ضرر، من جراء اشتغال العامل يف مستحقا إذا مل يثبت صاحب العمل أن

ه يف حالة عدم وجود شرط جزائي، يكون الدائن " صاحب العمل " أوقات الفراغ، ألنا شرعا وقانونا. مكلفا بإثبات الضرر، ألن البينة على من ادعى .وهذه القاعدة مسلم

بصورة مبالغ فيها . عويض االتفاقيءل عن حكم تقدير الت ولكن بقي لنا أن نتساإىل درجة كبرية، فهل يلتزم العامل بأدائه كله يف حالة اشتغاله يف أوقات الفراغ، لدى ه جيب أن يكون هناك تناسب بني صاحب عمل آخر، مبا يضر بصاحب العمل؟ أم أن

)2(؟.والتعويض االتفاقي الوارد بالشرط اجلزائي بالعقد ،الضرربأن جعل من سلطة )م.ق( 02/184لقد حسم املشرع هذه املسألة يف املادة

القاضي أن خيفض هذا التعويض إذا أثبت املدين أن التقدير كان مبالغا فيه إىل درجة .كبرية، أو أن االلتزام األصلي قد نفذ يف جزء منه

لثة من املادة بل أن املشرع ذهب إىل أبعد من ذلك حيث نص يف الفقرة الثاه )م.ق( 03/184 ."ويكون باطال كل اتفاق خيالف أحكام الفقرتني أعاله:" على أن

.280توفيق حسن فرج، مرجع سابق، ص ) 1( .236 إسماعيل غانم، مرجع سابق، ص ) 2(

59

فهذه القاعدة تتعلق بالنظام العام، فال جيوز لصاحب العمل أن يشرتط على العامل، أن يتنازل عن حقه املستند إىل النظام العام يف اللجوء للقضاء للمطالبة

)1(.رط اجلزائي املبالغ فيه بدرجة كبريةي الوارد بالش بتخفيض التعويض االتفاقعلى " املنشأة"نظام الداخلي للمشروع بقي أن نشري أخريا مبا إذا كان جيوز أن ينطوي ال

ما يفيد حظر العمل يف أوقات الفراغ من عدمه، على الرغم من عدم انطواء عقد العمل ذاته على مثل هذا احلظر؟

لالئحة املصنع أو النظام األساسي للعمل وهي اليت تشمل على وبعبارة أخرى هل جيوز األوامر والنواهي الصادرة عن اإلرادة املنفردة لصاحب العمل، واملتعلقة بنظام العملع على املخالفات اليت قد تقع من العامل ضد هذا النظام . واجلزاءات التأديبية اليت توق

.عمل لدى الغري يف أوقات الفراغأن تتضمن نصا حيظر على العامل أن ياحلقيقة أن بيان واجبات إضافية، على عاتق العاملني باملنشأة، ليس مكانه الئحة نظام العمل واجلزاءات التأديبية، أو الئحة نظام العاملني لدى صاحب العمل، أو عموما أي تصرف قانوين مصدره اإلرادة املنفردة لصاحب العمل، ولو كان ذا مفعول

دة وملزمة، لتحديد نظام العمل باملنشأة، بل مكانه ي ة وجمر تبلور يف فرض أوامر عامأو تشريعات مكملة له، خاصة ببعض العاملني الذين ،املنطقي هو تشريع العمل ذاته

.يشكلون طائفة معينة من العمالدم وال يوجد يف قانون العمل سند قانوين حيظر على العامل حظرا عاما، ينصرف إىل ع

)2(.أدائه ألي عمل كان يف أوقات فراغه لدى صاحب عمل آخر

.117سعيد بن أحمد، مرجع سابق، ص ) 1( .146، ص 2007منصوري مصطفى، األخطاء الجسيمة في قانون العمل، دار الهدى للطباعة النشر والتوزيع، ط األولى، ) 2(

60

.أن االلتزام باالمتناع عن القيام بعمل يف أوقات الفراغ )1(ويرى الرأي الراجح يف الفقه .لدى صاحب عمل آخر، ال ميكن التسليم به إال إذا منعه شرط يف العقد يفيد ذلك

الناشئة عن هذا العقد، كأن يعمل لدى أو كان من شأنه اإلخالل بالتزامات العامل –نظرا لصعوبته –منافس لصاحب العمل الذي يستخدمه، أو كان ذلك العمل

يستنفذ من اجلهد ما يعوق العامل عن حسن أداء عمله لديه أو يرتتب عليه، نظرا فالعامل يلتزم بدون اشرتاط . لنوعه، منافسة هلذا األخري ولو كان يقوم به حلساب نفسه

.لك يف عقد العمل، بعدم منافسة صاحب العمل إىل حني انقضائهذ

وهكذا فال ميكن أن يقال أن العمال خاضعون حلظر عام، يفرض عليهم عدم العمل ه حمظور على أي منهم حظرا لدى أصحاب أعمال آخرين، يف أوقات الفراغ، إال أن

.صلهيفضي إىل مسؤوليته العقدية، اليت قد تصل إىل حد جواز فه ليس هناك حظر قانوين عام، حيظر على العامل العمل لدى خالصة القول أنذا احلظر يف قانون العمل، هذا فضال الغري يف أوقات الفراغ، إذا مل يأت نص قانوين

ه ال جيوز لصاحب العمل تضمني الئحة نظام العمل واجلزاءات التأديبية حظرا ،عن أنا، حبيث يكون أثره كقاعدة ملزمة من الناحية القانونية جلميع يعم مجيع العاملني

ه حىت يقوم احلظر يف جانب العامل، البد من موافقته على حرمانه من العاملني، بل أن .العمل يف أوقات الفراغ، لدى صاحب عمل آخر، عند تعاقده مع صاحب العمل

ذا املعىن فال ينتج أثره فإذا فرض وتضمنت الئحة نظام العمل واجلزاءات التأديبية بندا .يف حق العامل إال إذا أخطره به صاحب العمل عند التعاقد معه، فقبل التعاقد عاملا به

إقامة ئحيث يصبح عندئذ جزءا من مضمون عقدمها، ويقع على صاحب العمل عبالدليل على علم العامل علما حقيقيا بوجود شرط، يف الئحة نظام العمل واجلزاءات

.203، ص 1983، سنة 03، ط محمود جمال الدين زكي، قانون العمل، مطبعة جامعة القاهرة ) 1(

61

التأديبية حيظر على العامل العمل يف أوقات الفراغ لدى الغري، قبل أن يربم عقد العمل .معه

جتيز للعامل صراحة ممارسة نشاط مهين، خارج أوقات العمل، )1(وبعض التشريعات .شريطة أال يكون هذا النشاط منافسا لصاحب العمل، وبعد موافقة هذا األخري

.د العملبعد انتهاء عق: الفرع الثاني

وبالتايل . األصل أن يسرتد العامل حريته الكاملة بعد انقضاء عقد العملا مبمارسة نشاطه استقالال ا بإبرام عقد عمل جديد، وإم يستطيع أن ميارس نشاطه إم

وال حيول دون ممارسة العامل لتلك احلرية أن يكون يف نشاطه اجلديد . حلسابه اخلاصطاملا أن العامل مل يرتكب خطأ حمدد يسأل عنه منافسة لصاحب العمل السابق،

كاالعتداء على اإلسم التجاري لصاحب العمل السابق، أو حتريض عمال هذا . قانونا .األخري على ترك اخلدمة

كما جيوز للعامل أن يستخدم ما لديه من خربات ومعلومات يكون قد توصل اإلمكانية تتقيد مبا يكون لصاحب إليها حبكم عمله لدى املنشأة السابقة، غري أن هذه السالف –ويعرب األصل العام )2(العمل، من براءة اخرتاع بالنسبة لبعض وسائط اإلنتاج

. ظام العامحرية العمل املتصل بالن عن مبدأ –ذكره املنافسة،تتقيد مبا تفرضه بعض القواعد اخلاصة حبماية إال أن حرية العامل يف

:جارية وتتخذ هذه القيود إحدى حالتني والت األسرار الصناعية

يجوز للعامل ما لم يتفق على خالف ذلك أن يمارس خارج مواعيد عمله كل نشاط " من قانون العمل الموريتاني 07المادة ) 1(

"..له صبغة مهنية، ال يحمل إمكانية منافسة المنشأة أو مضر لحسن أدائه للخدمات المتفق عليها :ضا، راجع أي201، ص )10(إسماعيل غانم، مرجع سابق، هامش رقم (2)

BRUN, L’évolution du régime de la concurrence irrégulière dans les rapports de travail, mélanges, (P). roubier, tom ii, paris, 1961, P 371, 372 ; FRANÇOIS GAUDU, le licenciement pour perte de confiance, droit social, 1992, dalloz, p 32 ; v. aussi même auteur, le contrat du travail. dalloz, 1996, p 83 a 90.

62

تتمثل في حالة اقتران المنافسة بإفشاء أسرار المنشأة بعد : الحالة األولى .انتهاء عقد العمل

خيضع : "منها على ما يلي 08يف الفقرة )ع.ع.ق(من 07نصت املادة :العمال يف إطار عالقات العمل للواجبات األساسية التالية

ال يفشوا املعلومات املهنية املتعلقة بالتقنيات والتكنولوجيا وأساليب الصنع وطرق أن"...نظيم، بصفة عامة أن ال يكشفوا مضمون الوثائق الداخلية اخلاصة باهليئة املستخدمة الت

".إال إذا فرضها القانون أو طلبتها سلطتهم السلميةنع التحايل من جانب العامل، ذلك موقد هدف املشرع من خالل هذا النص

اء عقد العمل، ليتمكن العامل من بيع التحايل الذي قد يتخذ صورة اإلسراع يف إاألسرار لصاحب عمل منافس، لذلك فإن احلكمة من النص تقضي بقاء االلتزام على

.بيانات معينةعاتق العامل قائما طاملا استمرت صفة السرية بالنسبة ملعلومات أو إىل اشرتاط أن يتحقق للمعلومات اليت يفشيها العامل ،ويذهب رأي يف الفقه الفرنسي

طريقة صناعية "وصف السر الصناعي باملعىن الكامل، وبالتايل يتعني أن نكون بصدد إخفائها وحيرص صاحب العمل على. حتقق مصلحة عملية أو جتارية، تطبقها صناعة ما

)1(."عن منافسيه الذين مل يكونوا ليعرفوها قبل الكشف عنهاومضمون االلتزام الواقع على عاتق العامل يتمثل يف االحتفاظ بأسرار العمل اليت اطلع

غري أن )2(عليها، وعدم إفشائها للغري سواء كان شخصا أو منشأة مبقابل أو بغري مقابلهي األسرار املشروعة اليت حيميها القانون، وأن توجد 07ةاليت حتدثت عنها املاد األسرار

(1) PAUL ROUBIER : Le droit de la propriété industrielle, tome ii (1975) n° 210 ; (R) LINDON :

validité de la clause de non concurrence ,( J. C. P). 1960 doc n° 15093, (R) LINDON : validité de la clause de non concurrence ,( J. C. P), P 379 ; JEAN EMMANUEL RAY, droit du travail, 7ème ed. , liaisons, paris 1998, 1999, p99 a 104 ; TEYSSIE (B) Droit du travail, libraires techniques (L.I.T.E.C), paris 1980 n° 12, p96.

شرح عقد العمل الفردي وفقا ألحكام القانون رقم -الوسيط في القانون االجتماعي،أنظر في هذا الشأن أحمد حسن البرعى ) 2( .603، ص 09ش مرجع سابق، هام 2003لسنة 18

63

ا إذا كانت متس أمن الدولة وإقتصادها أو كانت من النوع الذي ا، أم مصلحة يف كتما .يعترب السكوت عنها عمال إجراميا، فإن اإلفشاء ال يعد خمالفة قانونية

حب العمل للغريذلك أن املقصود من هذا االلتزام، هو منع تسرب أسرار صامبا ميثل ذلك من أضرار مبصلحة املنشأة من إطالع املنافسني على أسرارها، أو ما من

ه مينع عليه استنادا ملبدأ حسن النية يف تنفيذ العقود .شأنه زعزعة الثقة فيها كما أنملصلحته الشخصية حال استمرار العقد مبا ميثل منافسة لصاحب ،االستفادة منها

)1(.العمله بغري امتداد نطاق االلتزام بالسرية إىل ما بعد انقضاء العقد، يكون ذلك ألن

اء العقد بإرادته املنفردة بغية إفشاء ميسورا على العامل حتررا من هذا االلتزام إ )2(.األسرار

اليت تسمح لصاحب العمل )3(ويعترب إفشاء هذه األسرار، من قبل األخطاء اجلسيمة، )4(.بغري أن يرتب عنه ذلك مسؤوليةبفصل العامل

ا ميثل ه ال يعترب إفشاء يسأل عنه العامل، إبالغه اجلهات املختصة عم هذا مع مراعاة أنمثال ذلك إبالغ العامل عن املخالفات اليت يرتكبها . جرمية جنائية أو شروعا فيها

اصاحب العمل فيما يتعلق مبكونات السلعة املنتجة، كإضافة مادة ممنوع .ة بذا

ويظل العامل ملتزما بعدم إفشاء ما توصل إليه من معلومات وأسرار طاملا احتفظت هذه املعلومات بوصف السر ومل تنتشر وتذع، ولو اضطر صاحب العمل حبكم القانون إىل

ا جلهة من اجلهات اإلدارية )5(.اإلسرار تنفيذ نصوص عقد العملوالدعاوى املتعلقة بانتهاء حرمة األسرار التجارية، أو ب

ختضع للتقادم الطويل املنصوص عليه يف املادة .اليت ترمي إىل ضمان احرتام هذه األسرار

.المتعلق بعالقات العمل المعدل والمتمم 90/11من القانون 7/07راجع المادة ) 1((2) MAËLISS VINCENT, op.cit, p 33.

.المتعلق بعالقات العمل المعدل والمتمم 90/11من القانون 73راجع المادة ) 3( .2003أبريل 07في ) مكرر( 14ر عدد.، ج2003من قانون العمل المصري الجديد لسنة 69/5المادة ) 4( .87، ص 2003،اإلصدار الرابع، دار الثقافة عمان 1أبو شنب أحمد عبد الكريم، شرح قانون العمل الجديد، ط ) 5(

64

خاص يف قانون العمل حيدد مدة وذلك لعدم ورود نص) م.ق(308واحلكمة من هذا تكمن يف أن احلفاظ على أسرار العمل ال جيب أن يقتصر )1(التقادم،

ا قد تتطلب فرتة أطول على سنة أو سنتني من .تاريخ إفشائها، بل إن مدة االحتفاظ فرتة متتد إىل ما بعد انتهاء عقد العمل ،ناهيك عن أن هذه األسرار تتطلب محايتها

. وبعبارة أخرى فإن إفشاء هذه األسرار يتم يف الغالب األعم من األحوال باخلفية. عادة )2(.رار ختضع للقاعدة العامة للتقادمالدعوى اخلاصة بتلك األس وعليه فإن

أن االلتزام بعدم إفشاء هذه األسرار جيب أن )3(.وأخريا يرى جانب من الفقه .يفسر تفسريا ضيقا، حبيث يقتصر هذا االلتزام على عدم إفشاء هذه األسرار للغري فقط

بعد -.صدون أن ميتد ليشمل حالة استفادة العامل نفسه من هذه األسرار حلسابه اخلا. ر اخرتاعا سجلت براءتهفيما عدا احلاالت اليت ميثل فيها هذا الس –انتهاء عقد العمل أي أن هذا االلتزام يكون أثناء قيام عالقة العمل فقط، ملا يف ذلك حيث يرى هذا الر

من منافسة غري مشروعة لصاحب العمل، وبعد انقضاء عقد العمل فإن العامل يتحرر .تفق على شرط اتفاقي بعدم املنافسة بعد انتهاء العقدمنه ما مل ي

بأن ممارسة العامل لعمله من خالل استخدام هذه ، ويربر أنصار هذا الرأي رأيهميسهم بطريقة أو أخرى يف تشكيل " معرفته بالعمالء، طرائق التصنيع واإلنتاج " األسرار

وما هو ،مييز بني ما هو سرالعملية الت تكوينه املهين وخربته، حبيث يتعذر من الناحية

يتقادم االلتزام بانقضاء خمسة عشر سنة فيما عدا الحاالت التي ورد فيها نص خاص في : " م على.ق 308تنص المادة ) 1(

:... "القانون وفيما عدا االستثناءات اآلتية األردني، دراسة موازنة في هيثم حامد المصاروة، مرور الزمان المانع من سماع الدعاوى الناشئة عن عقد العمل في القانون ) 2(

.214، ص 2008القانون المدني وقانون العمل ،المجلة األردنية للعلوم التطبيقية، المجلد الحادي عشر، العدد الثاني، لسنة ، 2003لسنة 18شرح عقد العمل الفردي وفقا ألحكام القانون رقم -الوسيط في القانون االجتماعيأحمد حسن البرعى، ) 3(

، دار الجامعة الجديدة للنشر "عقد العمل الفردي"قانون العمل، همام محمد محمود زهران، 604ص ) 9(ق، هامش مرجع ساب .381، ص ) 11(، هامش 2003 1و التوزيع، اإلسكندرية، مصر ط

65

فادة من السر بعد انقضاء عالقة ستخربة وتكوين مهين، حبيث ميثل إطالق حظر اإل .العمل، قيدا خطريا على حرية العملوهو الذي نؤيده، يذهب إىل أن اإلخالل بسرية )1(إال أن جانبا آخر من الفقه

املعلومات اليت اطلع عليها العامل، أثناء سريان عقد عمله، يتحقق يف مجيع احلاالتذلك عن إحلاق الضرر بصاحب العمل وزعزعة الثقة فيه، سواء أمت عنها اليت يرتتب

ا حلسابه طريق إطالع الغري على هذه األسرار، أو من خالل استفادة العا مل .خصي، والقول بغري ذلك يفرغ االلتزام بالسرية من مضمونهالش

لتزام بعدم إفشاء أسرار العمل، وبني ما قد يكون فرقة بني اإلمع ضرورة الت العامل قد اكتسبه من خربة خالل فرتة عمله لدى صاحب العمل، حيث حيق للعامل

.ريه بعد انقضاء عقد العملسواء حلسابه أم حلساب غ ،استخدام خربته هذه

وهي صورة من صور الحماية األخرى لصاحب العمل في : الحالة الثانيةالحاالت التي قد يساهم فيها العامل في منافسة عن طريق الكشف عن

.معلومات ال تستجيب لوصف األسرار الصناعية بالمعنى الدقيقوبالتايل ال تغطيها احلماية الواردة يف احلالة األوىل السابقة، ومع ذلك حكم

trahison deالقضاء الفرنسي مبسؤولية العامل عنها بوصفها خيانة أمانة confiance وعدم لياقة يف التصرفindélicatesse فقد قضى بأن تأسيس

ا منافسة مع اخرين بعد تركه العمل باسكرتري جتاري لشركة لشركة اليت كان يعمل اجلديدة معلومات هامة عن عمالء صاحب العمل السابق، وعن أسعار وتقدميه للشركة

.222، ص ) 10(منير فريد الدكمى، مرجع سابق، هامش ) 1(

V. Aussi, MICHEL (RENE), L’interdiction de se rétabilir dans la vente d’un fonds de commerce, thèse – paris 1996, p60 ; BERAUD (JEAN – MARC) La suspension du contrat de travail essai d’une théorie générale, thèse, lyon, 1980, p115. PHILIPPE RAYMOND, La dissolution du contrat de contrat de travail en droit allemand et en droit français, thèse, lyon, 2003, p93.

66

دت البيع والشراء، يعد إخالال حبكم الثقة اليت أواله إياها صاحب العمل، وقد أي ساريا لتزام بعدم املنافسة يظل ي هذا االجتاه، وذهبت إىل أن اإلحمكمة النقض الفرنس

)1(.أثناء فرتة وقف عقد العمل أيضاغم من عدم مسؤولية العامل عن إفشاء أسرار صناعية ه بالر وقد قضى أيضا بأنباملعىن الدقيق، فإن قيامه بالكشف عن األساليب الصناعية، لدى صاحب العمل

indélicatesseالسابق لصاحل صاحب عمل منافس يكون يف حد ذاته عدم لياقة )2(.اخلطأ املوجب للمسؤولية املدنية ترقى إىل حداملساءلة املدنية، مبا حتمله من استظهار معىن اخلطأ، يف سلوك العامل بعض تثري

الصعوبات يف احلاالت اليت قد ال يكون فيها املدعى عليه عامال باملعىن الصحيح، كما فهذا األخري قد يؤدي عمله حلساب صاحب . هو الشأن بالنسبة للوسيط التجاري

ه أن يتحقق لعالقته بصاحب العمل مظاهر عمل واحد، مقابل أجر ثابت مما يرجح معالتبعية القانونية باملعىن الكايف، وقد يقوم بالعمل حلساب مجلة من أصحاب األعمال، لقاء عمولة حيصل عليها من كل منهم، يف ظل عالقة ترتاخى فيها رابطة التبعية وخيتفي

)3(.فيها بالتايل وصف العمللة الوسيط الذي يتحقق له وصف العامل واليت تتعلق حبا الحالة األولى ففي

ه يس ة، واليت سبق عرضها، ويلتزم د حريته وفقا للقواعد العام رت باملعىن الصحيح، فإنوبالتايل فإن له أن ميارس حريته يف االتصال . بذات القيود اليت توجبها تلك القواعد

نه من ممارسة السابق، ألن القول بغري ذلك يؤدي إىل حرما العمل بعمالء صاحب

، 2حمدي عبد الرحمن، إلتزام العامل بعدم منافسة صاحب العمل في كل من القانون المصري والفرنسي، مرجع سابق، هامش) 1(

. 139.ص(2) GERARD. LYON, CAEN ET JEAN PELISSIER, ALAIN SUPIOT, Droit du travail, 19ème ed, dalloz 1998, p82.

).اإللتزام بعدم المنافسة في عالقة العمل( .من هذه المذكرة 14،13،12راجع الصفحة ) 3(

67

يف النطاق الذي يدخل يف صميم اختصاصه املهين؟ ومع ذلك فإن مساءلته . نشاطه )1(.ه إىل املنافسة غري املشروعةممكنة عن أخطائه اليت قد جتر مدنيا تظل

ومن هذا القبيل حالة تردد العامل على أماكن أو اتصاله بعمالء ميثلون نطاق نشاط أو إذا كان هذا الرتدد أو ذلك االتصال قد مت بناءا خاص بصاحب العمل السابق،

)2(.على معلومات ما كان العامل ليحصل عليها لوال ثقة صاحب العمل السابق فيهأي حالة الوسيط الذي ميارس نشاطه، على وجه االستقالل : في الحالة الثانية و

ء صاحب حلساب أكثر من صاحب عمل واحد، فإن يف إمكانه أن يرتدد على عمالصرف من منافسة عمل سابق، حلساب صاحب عمل جديد، مع ما حيمله هذا الت

تصرفه ال ميكن أن يوصف خبيانة األمانة أو بعدم اللياقة ل، ومع ذلك فإن ضارة باألو .املكونني للخطأ املدين

صاحب العمل مع وسيط ميارس نشاطه على وجه االستقالل حلساب فتعامل .أكثر من شخص يفرتض غالبا أن هذا الوسيط يتعامل مع أصحاب أعمال منافسني

ه حيمل ابتداءا معىن متتعه بقدر أكرب من احلرية، وعدم التزامه خبدمة أحدهم على كما أنمالئه عن البقية سيؤدي أليا إىل ، ألن الوسيط يف حالة تفضيله أحد عحساب اآلخرين

المعدل 2003لسنة 43ر رقم .المتعلق بالمنافسة،ج 2003يوليو 19المؤرخ في 03/03من األمر 6،7،11المواد ) 1(

المؤرخ 10/05والقانون رقم 2008لسنة 36ر رقم .، ج2008يونيو 25المؤرخ في 08/12والمتمم بموجب القانون رقم مثال من هذا األمر أن من عناصر الحرية 6ص المادة ، حيث يفهم من ن2010لسنة 46ر رقم .، ج2010أوت 15في

اإلقتصادية حرية المقاولة إذ إ عتبرت الحد من الدخول في السوق أو من ممارسة النشاطات التجارية شكال من الممارسات ه ينبغي أن تحدد مجال اإلتفاقات بما هو الزم لحماية المؤسسة من التحويل غي وقد ر المشروع لعمالئهاالمقيدة للمنافسة وأن

اقتراف أفعال تخالف القوانين وتتنافى مع العادات : " عرف القضاء الفرنسي المنافسة غير المشروعة في إحدى قراراته بأنها فإذا كانت محاولة اجتذاب العمالء هي روح التجارة فإن إساءة استخدام حرية التجارة التي تسبب ضررا للغير عمدا ... التجارية

والحماية المشروعة المنافسة البيايضة، سليم سالم أحمد عن قالن ".المنافسة غير المشروعة غير عمد يعد عمال من أعمال أو .10 ص ،2007 سنة األردن، القضاة، مدرسة من تخرج مذكرة األردني، التشريع في منها للمتضرر القانونية

(2 ) JAVILLIER (J.C), Manuel de droit du travail. (l.g.d.j) paris 1986, p291.

68

سحب الثقة منه، والتعامل معه مبزيد من احلرص واليقضة مما جيعله خيسر الكثري ألجل )1( . القليل

ضمن األطر . تشكل عالقة العمل ذلك البعد االجتماعي واالقتصادي يف انمن التوازن يف القانونية،التنظيمية واالتفاقية اليت تعكس الرغبة يف حتقيق القدر األمثل

احلق يف ( ظل الفروق الشاسعة بني احلقوق املشروعة لكل من العامل، وصاحب العملومبعىن اخر حق العامل يف مباشرة ) حرية العمل، واحلق يف حرية الصناعة والتجارة

.العمل، وحق صاحب العمل يف محاية منشأته

لى كم ال بأس به من إذا كان عقد العمل عقد تبعية بامتياز،فإن العامل يقف عا، وبغض النظر عن األسرار اليت تشكل قاعدة احلياة للمشروعات ا ليت عمل

لتزام شارة إليها السيما اإلة على عاتق العامل، واليت سبق اإللتزامات العديدة امللقااإلبعد فإن العامل يكون حرا . التشريعي بعدم املنافسة وااللتزام باحملافظة على أسرار العمل

ملشغلها يف ذلك القيام بنشاط منافس نشاط يريد مب إنتهاء عقد عمله يف مباشرة أي .دومنا أن يعرضه ذلك ألي مساءلة قانونية. السابق

.يف باب الدفاع عن حقوق العمال ،طبعا، إن قانون العمل قطع أشواط كبريةيلة ليس وحسب املكتسبات اليت حققها العمال، تشكل ضريبة ثق أليس أن ...لكن

دد إستقرار ومنو املشاريع االقتصادية) أصحاب العمل( بالنسبة لرجال األعمال ا وإمن .اليت هي يف احلقيقة العامل األكرب

تبني لنا من خالل هذا الفصل، كيف أن بعض التشريعات تسعى حلماية هذا ليس كاف لضمان ذلك لكن. لتزام بعدم املنافسةمن خالل فرض اإل) املشروع( العامل

(1 ) Gérard Lyon - Caen, Manuel droit social, de droit et de jurisprudence, librairie générale, paris 1995. p 197 et 198 ; CHIREZ (A) La porte de confiance par l employeur constitue. elle un cause réelle et sérieuse de licenciement, dalloz 1981, p93.

69

صاحب العمل، ال سيما بعد إنتهاء عقد العمل، فال شيئ مينع عدم منافسة العامل لما يفتح الباب لدراسىة وجوب توفري هذه احلماية . العامل من منافسة مشغله السابق

إىل أي مدى ميكن أن متتد هذه من جانب إتفاقي مبقتضى شرط عدم املنافسة، ف، وما املنطق القانوين الذي حيكم هذا الشرط، وما مكانته يف هااحلماية، وأي أسس تربر ؟.املنظومة القانونية الوطنية

ضغط أداةلصاحب العمل، أم إضافية سيلة محايةشرط عدم املنافسة هل هو و ؟.عل العامل فقط

70

)شرط عدم المنافسة(.االلتزام االتفاقي بعدم المنافسة: الفصل الثاني

ووصلنا . رأينا يف الفصل األول، القواعد العامة اليت حتكم عالقة العملسبق و إىل أن الفقه يكاد يكون متفقا، من حيث املبدأ، على أن التزام العامل بعدم منافسة صاحب العمل ينقضي مبجرد انقضاء عقد العمل، فتعود له حريته يف منافسة صاحب

.عةالعمل السابق بشرط أن تكون منافسة مشرو لكن درج أصحاب األعمال إىل تضمني عقود العمل اليت يتم إبرامها مع

.العامل، بشرط عدم املنافسة بعد انقضاء عقد العملوبالتايل فإن إدراج شرط اتفاقي بعقد العمل، بعدم منافسة العامل لصاحب

. األعمالالعمل بعد انتهاء عقد العمل، له ما يربره من الناحية الفعلية حلماية أصحاب ه ال إال أن هذا االتفاق قد ينطوي على مساس كبري حبرية العامل الشخصية، كما أن

خوف املستمر ألصحاب العمل من نقل معارف يتفق مع مبدأ حرية العمل، لكن الت ا، جعلهم يتوسعون يف محاية هذه املعارف بوضع شروط ضمن م إىل منافسا مؤسسا

ة حمددة بعد ل االلتحاق بأي مؤسسة منافسة، خالل مد عقود العمل متنع على العام .انتهاء العالقة

رط يبدو غري مقبول اجتماعيا من ناحية يف مرحلة الكساد كما أن هذا الش تمع من املسامهة وانتشار البطالة، ومن ناحية أخرى ملا يؤدي إليه من حرمان ا

.اإلنتاجية جلانب من القوى العاملة ألفرادهرط من خطورة على العامل، يقتضي األخذ به أن يكون واضح ثله هذا الش وما مي

ك ملصلحة الداللة على قصد املتعاقدين، حبيث إذا شابه غموض، يتعني تفسري الش كما جيب على القاضي أن . العامل املدين بااللتزام الذي وضع الشرط ضد مصلحته

.باعتباره واردا على خالف األصلوسع يف تفسريه رط دون الت يلتزم بنص الش

71

حول حماولة حتقيق التوازن بني املصاحل املتعارضة، نظيموتدور فلسفة هذا الت .واملشروعة لكل من صاحب العمل والعامل

رط، ويف ت حمجمة عن وضع قواعد لتنظيم هذا الش شريعات ظل غري أن الت ا مل متنعه، مما جعل أ من حرية عون يف وضع بنود حتد العمل يتوس صحاباملقابل فإ

اية عالقة العمل .العامل بعد :نتعرض بالشرح، والدراسة والتحليل ألفكار هذا الفصل من خالل مبحثني

قصد االلتزام االتفاقي بعدم املنافسةحتليل املبحث األول حناول تبسيط و بتفسري ةاخلاص اعدالقو الوقوف على ماهيته وسبب وجوده،أما املبحث الثاين نناقش فيه

.وآثاره إثباته املنافسة، عدم شرط .االلتزام االتفاقي بعدم المنافسةتحليل : المبحث األول

حقيقة ال ميكن حتليل شرط عدم املنافسة إال من خالل عملية تشرحيية تفكيكية ملعطيات ومعاين وتطبيقات هذا الشرط، األمر الذي ال يكون إال من خالل دراسة

.حتليلية نقدية واستقصائية يف آن شريعي بعدم املنافسة ؟ما األمر الذي مييز شرط عدم املنافسة عن االلتزام الت

أليس مثل هكذا شرط يتضمن تناقضات صارخة مع حريات العامل يف العمل ؟ (2).ةيواملواثيق الدول) 1(جارة اليت يضمنها له الدستور،والصناعة والت

من املنطقي واملمكن مجع املصاحل املتعارضة واحلقوق املشروعة لكل طرف يف هل ؟."ال ضرر وال ضرار" رعية عالقة العمل بال تفريط وال إفراط، على ضوء القاعدة الش

منه في 55، كما تنص المادة " ناعة مضمونة وتمارس في إطار القانون حرية التجارة والص " ه من الدستور بأن 37تنص المادة )1(

ه ".لكل المواطنين الحق في العمل " فقرتها األولى ، على أنه 23تنص المادة (2) لكل شخص الحق في العمل، وله حرية إختياره بشروط عادلة :" من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على أن

."مرضية، كما أن له حق الحماية من البطالة

72

.وأين املشرع من كل هذا؟ ،عدم املنافسة شرطل القانونية طبيعةما ال :سيتم معاجلته من خالل مطلبنيهذا

ل(.عدم املنافسة مفهوم شرط شروط صحة شرط عدم املنافسة ، و )مطلب أو )مطلب ثاين.(مسك بهوموانع الت

.مفهوم شرط عدم المنافسة: المطلب األول

بناء على ما سبق بيانه، يتحتم البحث عن مفهوم شرط عدم املنافسة، األمر ه جيب أن يتم على مراحل ومن خالل ثالث فروع تشكل يف جمموعها الذي رأينا أن

وقف يبعثنا إىل طرق رط، كما يسمح لنا بتأسيس ممفهوما موضوعي وعملي لواقع الش ذا تضمن املطلب ثالث فروع،جاء أفكار جديدة، بعنوان مضمون )الفرع األول(و

ا بيعة القانونية لشرط عدم املنافسة،ليكون فبعنوان الط )الثاين(شرط عدم املنافسة،أم .عن مدى مشروعية الشرطحبثا )الفرع األخري(

:مضمون شرط عدم المنافسة: الفرع األول

عليها بالنسبة للعامل واليت ينص . من اآلثار القانونية اليت ترتتب عن عقد العملإفشائها للغري، سواء كان شخصا أو وعدم. التزامه باحلفاظ على أسرار العمل. القانون

مؤسسة مبقابل أو غري مقابل، والغاية من هذا االلتزام هو منع تسرب أسرار العمل للغري .مبا ميثله ذلك من إضرار مبصلحة املؤسسات

وكما سبق البيان، فإن أسرار العمل هي كل ما يتوصل إليه العامل خالل عمله )1(.ومبناسبته

).اإللتزام بعدم المنافسة في عالقة العمل.( من هذه المذكرة 19،18راجع الصفحة ) 1(

73

ويبقى العامل ملتزما بذلك طوال فرتة تنفيذه للعقد، ولكن العامل يستطيع بعد هذااخلاص ما مل تكن هذه األسرار من هانقضاء العقد استخدام هذه األسرار حلساب

ا براءات اخرتاع )1(.املخرتعات الصادر قد يرى صاحب العمل أن االلتزام القانوين باحلفاظ على أسرار العمل ال لذلك

يوفر له احلماية الكافية، هذا ما يدفع صاحب العمل إىل إضافة شرط اتفاقي إىل عقد وإن .مينع العامل من منافسته، ومن القيام بنشاط مماثل لنشاطه بعد انتهاء عقده. العمل

نا جند أن رط فلم تضبطه بقواعد خاص الش كانت أغلب التشريعات جتاهلت هذا ة، فإن .شريعات أجازته ونظمته وضبطته بقواعد تشريعية واضحةبعض الت

ه –من ق 1/818فقد نصت املادة جيوز للطرفني أن : " م األردين على أنعلى أال جيوز للعامل أن ينافس صاحب العمل أو يشرتك يف عمل ينافسه بعد ايتفق

ه 02/43كذلك نص قانون العمل القطري يف املادة " قد انتهاء الع جيوز : " على أنلصاحب العمل أن يشرتط على العامل أال يقوم بعد انتهاء العقد مبنافسته أو االشرتاك

)2(."يف أي مشروع منافس لهوواقع األمر يظهر أن شرط عدم املنافسة يتضمن تصور اقتصادي حمض، يتمثل

ة ومبنية على قاعدة العرض اليت جيب أن تكون حر (la concurrence)يف املنافسة زاهة والشفافية خللق إطار قانوين اقتصادي اجتماعي تسوده الن والطلب، دائما يف ظل

)3(."املستهلك" قة، وحيقق رفاهية الفرد نظام سوق متناغم يضمن تنافسية خال اليت يفرضها نظام السوق، مبعىن لكن غالبا ما جند أن املنافسة تتم وفق القواعد

أن السوق ال ميكن أن يتوازن دومنا تدخل آلة ضابطة إذ من املستحيل أن ينظم السوق

.48الصفار،مرجع سابق، ص زينة غانم عبد الجبار )1( .53أحمد سالم البيايضة، مرجع سابق، ص )2( .93أحمد محمد محرز، مرجع سابق، ص )3(

74

ففساد املتنافسني يدفعهم إىل التجسس على بعضهم البعض بكل )1(نفسه بنفسه،جوء إليه الطرق املمكنة ومن مث يربز مضمون ومفهوم شرط عدم املنافسة حيث يتم الل

)2(.بصفة واسعة ضمن عقود العملإىل منع العامل بفعل نشاطه السابق لدى ،رط أصاليهدف هذا الش إذ

اية عقد عمله، من االستفادة مبا كان قد متكن من اإلطالع عليه من املستخدم وبعد ختص طرق الصنع أو االتصال بالعمالء الذين كان يتعامل معهم حبكم عمله .أسرار

.السابقهذا ال يعين باملقابل تشجيع االحتكار، إذ أن للمستهلك االختيار بني لكن

عديد العروض املتعلقة باخلدمات أو املنتجات، فمنع العامل من منافسة مستخدمة )3(.السابق يف نفس النشاط ال يعين بالضرورة أن عروض السوق حمدودة

حيقق ،الشرط إذا من خالل ما سبق أليس أن تضمني عقد العمل مثل هذاه يعترب انتهاك جسيم حلقوق العامل، بل حلقوق مصلحة املستخدم فقط، كما أن

؟.اإلنسان حتت بند احلريات

سواء حلسابه . أال حيول منع العامل من ممارسة نشاط مماثل لنشاط صاحب العملعليه للبقاء يف اخلاص أو لدى صاحب عمل آخر بينه وبني رزقه، ويشكل وسيلة ضغط

إال املهنة اليت ،خاصة إذا كان العامل ال جييد يف الغالب.مة صاحب العملخد .؟شاط الذي يقوم على إدارتهاستخدمه من أجلها صاحب العمل، واليت متاثل نوع الن

فما هي الطبيعة القانونية هلذا الشرط ؟

(1) FRIEDMAN, DAVID (D), Laws order, what economics has to do with law and why it matters, princeton university press 2000, p 123. (2) MENOUER MOSTAPHA, Les abus de liberté du commerce et de l’industrie – une economie de marche sans concurrence? le quotidien d oran, les 10.11 et12 juin2001.www.quotidien oran.com.

.95أحمد محمد محرز، مرجع سابق، ص )3(

75

:الطبيعة القانونية لشرط عدم المنافسة: الفرع الثاني

.بتحديد مصدر هذا االلتزام بيعة القانونية لشرط عدم املنافسة، مير إن حتديد الط اكتفى مبجرد اإلشارة املقتضبة إىل هذا )1(ق بعالقات العملإذ جند أن القانون املتعل

. االلتزام، يف معرض حتديد الواجبات املفروضة على العامل أثناء سريان عقد العمله 07حيث نص يف مادته خيضع العمال يف إطار : " وكما سبق اإلشارة إليه على أن

:...عالقات العمل للواجبات األساسية التالية أال تكون هلم مصاحل مباشرة أو غري مباشرة يف مؤسسة أو شركة منافسة أو زبون

أو مقاولة من الباطن، إال إذا كان هناك اتفاق مع املستخدم، وأن ال تنافسه يف )2(."جمال نشاطه

ه أحال ضمنيا بشأن حتديد شروط صحة هذا االتفاق وآثاره لعقد مما يعين أنالذي يربمه الطرفني أو ملا تقرره االتفاقية أو االتفاق اجلماعي للعمل، مع مراعاة . العمل

ما نص ة إشارة إليه فإن عليه القانون يف هذا اجلانب، وحىت يف حال خلومها من أيد العامل بهة للالقواعد العام )3(.عقود تستدعي تقي

من 106اليت تضمنتها املادة " العقد شريعة املتعاقدين " هذا وإن قاعدة . القانون املدين تشكل احلجر األساس ألي شرط يضاف يف العقد د من إرادة يقي

بناء على . ولعل شرط عدم املنافسة الذي يدرج يف عقد العمل. األطراف املتعاقدة

).معدل ومتمم( 1990لسنة 17ر عدد .يتعلق بعالقات العمل، ج 21/04/1990 المؤرخ في 90/11القانون رقم )1(شرط عدم المنافسة في عالقة العمل الفردية، المجلة الجزائرية للعلوم القانونية االقتصادية والسياسية، ،بوقطة فاطمة الزهراء )2(

.167، كلية الحقوق، جامعة الجزائر، ص 03/2009عدد رقم .168بوقطة فاطمة الزهراء، مرجع السابق، ص )3(

76

لواقع بني العامل واملستخدم وقت العقد أو الحقا عنه يعد شرطا من هذا االتفاق ا )1(.القبيل

رط لكن جيب عدم اخللط بني املفاهيم، حبيث ال يتعلق األمر يف هذا الشأن بالش باعتباره وصف من األوصاف املعدلة ألثر االلتزام، أين يصبح زوال هذا األخري أو

)2(.بل وممكن الوقوعوجوده مرتتبا على حتقق أمر مستقه ال يدخل حيز التنفيذ إال بعد زوال كما يتميز هذا الشرط خالفا عن غريه أن

)3(.الرابطة التعاقدية :هذا وميكن الوقوف على مصدر شرط عدم املنافسة من خالل اآليت

-I القانون : ة املاد تعد تشريعات العمل املصدر املباشر هلذا الشرط، فقد أشار إليه املشرع يف

من قانون العمل، واقتصر تطبيقه أثناء سريان عقد العمل فحسب دون امتداد أثره 07ائه رغم أن إعمال هذا الشرط تستدعيه هذه املرحلة أكثر من املرحلة إىل ما بعد إ

.املذكورة، بالنظر إىل أن منافسة العامل لصاحب العمل حمتملة فيها وغري مستبعدة

العمل، قيام العامل مبزاولة صاحبمنافسة غري مشروعة ل املذكورة تعد واستنادا للمادة. نشاط آخر إىل جانب نشاطه األصلي، يف أوقات فراغه دون إعالم صاحب العمل

.وضمان موافقته، لتأثري ذلك على مردودية العامل، وكذا إمكانية كشف أسرار العمل

شكيب بوكلي حسن، شرط عدم المنافسة ومدى تأثيره على الحق في العمل، الملتقى الوطني الثاني حول الظروف االقتصادية ) 1(

س مار 11و10للمؤسسة وأثرها على عالقات العمل في التشريع الجزائري، بالقطب الجامعي تاسوست بجامعة جيجل، يوما .113، ص 2010

اإللتزام بعدم المنافسة في عالقة ( من هذه المذكرة 27وما يليها من القانون المدني، و كذلك الصفحة 203راجع المادة )2( .وما بعدها) العمل

.114شكيب بوكلي حسن، مرجع سابق، ص )3(

77

ه يف املقابل تغاض عن إلزام العامل وإذا كان املشرع قد تنبه هلذا االحتمال، فإنإىل اعتبار شرط عدم )1(ذا الشرط بعد انتهاء عالقة العمل، وهو ما دعى بعض الفقه

املنافسة، أو إعادة االستخدام الذي حيرم العامل من ممارسة نشاطه بعد انتهاء العقد )2(.عدمي األثر

شريعات املقارنة إن الت وعلى خالف املشرع الوطين الذي اقتدى بنظريه الفرنسي، فاألخرى قد أكدت حتمل العامل هلذا االلتزام كالقانون املدين وقانون العمل اجلديد

.وجعلته نافذا يف حقه خالل فرتة استخدامه، وبعد انتهائها أيضا)3(املصريني،

وباالستناد لنص القانون، فإن اشتمال عقد العمل على هذا الشرط جيعل منه )4(.له يوجب على العامل ضرورة احرتام ما ورد فيه من أحكاممصدرا قانونيا

، IIIعالقة العمل الفردية، ط IIشريع الجزائري، ج أحمية سليمان، التنظيم القانوني لعالقات العمل في الت: راجع في ذلك) 1(

، بشير هدفي، الوجيز في قانون العمل، عالقات العمل الفردية 187، ص 2002ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، .85، ص 2004، دار الريحانة للكتاب، الجزائر IIوالجماعية، ط

مطلوب ويهدد مصالح رب العمل، فهو من جانب يتعارض مع التزام العامل إال أن األخذ بهذا الرأي يعد مصادرة على ال )2(ه يفسح الفرصة للعامل للتحايل بالمحافظة على السر المهني، الذي يبقى قائما في ذمته إلى ما بعد انقضاء العقد إلى جانب أن

عية والتجارية لمستخدمه السابق في مشاريع باإلسراع في إنهاء عالقة العمل واختالق األعذار لذلك بهدف استغالل أسراره الصنا .منافسة

... : يجب على العامل: " المعدل والمتمم على أن 1948لسنة 131د من القانون المدني المصري رقم /685تنص المادة )3(ه أ إلى /686، كما أشارت المادة "أن يحافظ على أسرار العمل الصناعية والتجارية حتى بعد انتهاء العقد - إذا كان العمل : " أن

الموكول للعامل يسمح له بمعرفة عمالء صاحب العمل، أو باإلطالع على سر أعماله، كان للطرفين أن يتفقا على أال يجوز للعامل ط من قانون العمل /56وتلزم المادة "بعد انتهاء العقد أن ينافس صاحب العمل وال يشترك في أي مشروع يقوم بمنافسته

بأن يحافظ على أسرار العمل، فال يفشي المعلومات : " ، العامل07/04/2003والمؤرخ في 12رقم 2003نة المصري لسط /57، كما حضرت المادة "المتعلقة بالعمل متى كانت سرية بطبيعتها أو وفقا للتعليمات الكتابية الصادرة عن صاحب العمل

العمل سواء بأجر أو بدون أجر، إذا كان في قيامه -ب... ألعمال اآلتيةأن يقوم بنفسه أو بواسطة غيره با"...منه على العامل بهذا العمل ما يخل بحسن أدائه لعمله، أو ال يتفق مع كرامة العمل، أو يمكن الغير أو يساعده على التعرف على أسرار المنشأة

أثناء مدة سريان عقده أو باالشتراك في ممارسة نشاط مماثل للنشاط الذي يمارسه صاحب العمل -أو منافسة صاحب العمل ج ".نشاط من هذا القبيل سواء بصفته شريكا أو عامال

.169بوقطة فاطمة الزهراء، مرجع سابق، ص ) 4(

78

-II عقد العمل: باعتبار عقد العمل اإلطار العام الذي حتدد ضمنه كافة جوانب العالقة بني

ه يتعني عليهما التقيد مبا ورد فيه من أحكام .العامل ومستخدمه، فإنسريانه، فيستوي يف ذلك أن رط أو يفوال يؤثر نوع العقد، أو طبيعته يف صحة الش

وقيت الكامل أو بالدوام اجلزئي، كما ميكن أن يكون ذا مدة حمددة أو غري حمددة، بالت رط أيضا بعقد التمهني أو التدرج املهين، بعقد عمل حتت التجربة أو يلحق هذا الش

)1(.االختبار، أو أي عقد آخر. توبا ومشار إليه بوجه صريح يف العقدويف كل احلاالت فإن الشرط ينبغي أن يكون مك

)2(.حىت يكون يف وسع العامل اإلحاطة مبضمونه-III الجماعية للعمل )3(االتفاقيات واالتفاقات :

ة مقتضيات قانونية يف حالة أخرى ميكن تصورها، يأيت عقد العمل خاليا من أياالتفاقيات أو االتفاقات تلزم العامل بعدم منافسة مستخدمه السابق، فيتم الرجوع إىل

.اجلماعية للعمل الذي يشري عقد العمل ذاته وبشكل صريح على إمكانية الرجوع إليهاوحماولة الوقوف على وجود الشرط عن طريق استقراء األحكام اليت تضمنتها، باعتبارها

.الذي تنظم يف نطاقه شروط العمل والتشغيل بشكل عام ،اإلطار القانوين األمثل

تعترب اإلتفاقية أو اإلتفاق اجلماعي مصدر لشرط عدم املنافسة ،هذه احلالةيف :شكلنيحبيث تأخذ

.475همام محمد محمود زهران، مرجع سابق، ص )1( .169بوقطة فاطمة الزهراء، مرجع سابق، ص )2(ما بين االتفاقية واالتفاق الجماعي، إذ تعالج األولى مجموع شروط التشغيل 114في مادته ) 90/11(يميز قانون العمل) 3(

والعمل إلى جانب الضمانات االجتماعية لفئات مهنية معينة، أما الثانية فال يعالج سوى عنصر واحد أو عدة عناصر من مجموع .هذه الشروط مما يجعل االتفاق الجماعي جزء من كل هو االتفاقية الجماعية

79

االكتفاء باإلشارة إىل إمكانية إدراج شرط عدم املنافسة يف عقد العمل، ويف :األول. رط نافذا يف مواجهة العامل، إال بنص صريح يف عقد العملهذه احلالة ال يكون الش

ن النسق العام الذي حددته االتفاقية السيما من جانب مراعاة مصلحة وأن ال خيرج عهذا وإن تبني أن الشرط يتضمن تعسفا وتضيقا على العامل، فإن ذلك ال )1(،العامل

يؤدي إىل بطالن الشرط ككل وإمنا يشمل البطالن الشروط اليت تشكل انتهاكا حلريات .الشرط ومقتضياتهالعامل األساسية واليت خترج عن أهداف .قد يكون شامال لكل العاملني داخل املنشأة ،كما أن الشرط يف بعض األحيان

وقد يشمل فئات معينة فقط من املستخدمني لطبيعة )2(غري أن هذا ناذرا ما يقع م، ومن مت فإن متديد التزامات الشرط مهامهم داخل املنشأة وكذا املسؤولية املنوطة

.)3(على باقي املستخدمني الذين ال تشملهم أحكام االتفاقية أو االتفاق يكون باطال عدم املنافسة، وإن كان هذا البند اشتمال االتفاقية اجلماعية صراحة على شرط :الثاني

.)4(ناذرا ما يتم تناوله بالتفصيل يف االتفاقية

لكن غالبا ما يوفر العقد الفردي مزايا أفضل السيما يف جمال األجر، وهلذا فالعامل يظل حمتفظا باملزايا اليت قررها له عقد العمل الفردي السابق يف إبرامه على عقد

من أحكاما أقل فائدة للعامل، وبالتايل ال جيوز لعقد العمل العمل اجلماعي، الذي تض

.171، 170بوقطة فاطمة الزهراء، مرجع سابق، ص )1(تعمل بعض الشركات الكبرى ، والمتعددة الجنسيات كل العاملين بها على الحفاظ على أسرار العمل، كما تضمن تنظيمها )2(

الطاقة الداخلي وجوب مصادقة العامل على تصريح يتضمن إقرار بعدم المنافسة من ذلك الشركات البترولية، مراكز ومحطاتالقادسية –التكنولوجيا الخفية –الذرية، ومراكز البحوث الطبية والصيدالنية، راجع محمد عبد الواحد صديق، عوالم أخرى

.وما بعدها 296، ص 2009، سنة 1للطبع والتوزيع اإلعالمي، األردن، طشيدي، الحماية القانونية لألجور في قانون العمل األ )3( –رسالة ماجستير –) دراسة مقارنة(ردني والكويتي منال سالم شوق الر

.وما بعدها 36، ص 2010، كلية الحقوق، سنة (M.E.U)جامعة الشرق األوسط محكمة النقض الفرنسية استقرت في الكثير من قراراتها على وجوب تحمل العامل لاللتزامات الواقعة على عاتقه )4( إال أن

بما في ذلك االلتزام بعدم المنافسة، حتى في مثل غياب أية إشارة إليها في عقد العمل، شريطة إعالم بموجب االتفاق أو االتفاقية .171بوقطة فاطمة الزهراء، مرجع سابق، ص :العامل بوجود االتفاقية، وضرورة إطالعه على أحكامها أنظر في ذلك

80

أو باألجر الذي قرره عقد العمل ،اجلماعي أن ميس باملقابل املايل لبند عدم املنافسة .)1(الفردي، إال إذا كان هذا املساس أصلح للعامل

فال ميكن لعقد العمل فإذا سكت عقد العمل الفردي عن التزام العامل بعدم املنافسة ،اجلماعي الالحق إبرامه على عقد العمل الفردي ، أن يفرض على العامل التزاما بعدم املنافسة، إذ يكتسب العامل مبقتضى عقد عمله الفردي وضعا قانونيا ال يصح املساس

ا إذا كان عقد العمل الفردي الحق يف إبرامه على عقد العمل اجلماعي السارية . به أم .)2(امه على املشروع فإن القضاء مييل إىل تفضيل البنود اليت تدعم حرية العمل أحك

التسليم بأن األحكام القضائية يف فرنسا حرصت على تأكيد عدم جواز ورغمانتقاص عقد العمل اجلماعي من احلقوق اليت قررها عقد العمل الفردي، إال أن هذه

ر الحق .)3(املسألة خضعت فيما بعد لتطوقررة فقد ظهر اجتاه حديث يف القانون الفرنسي، ينادي جبواز نزول العامل عن حقوقه امل

بعقد العمل اجلماعي، سواء يف سبيل احملافظة على وظيفته، أو احلصول على وظيفة على اعتبار أن املبالغة يف قدسية النظام ،باملؤسسة املستخدمة اليت متر بأزمة اقتصادية

احلمائي بنتائجه املعروفة، قد يكون سببا من أسباب البطالة، ويعوق قدرات املؤسسة )4( .ويصيبها بالشلل على املنافسة

رسالة دكتوراه –دراسة مقارنة –ات العمل والضمان االجتماعي مقني بن عمار، القواعد العامة للتفسير وتطبيقاتها في منازع )1(

.435، ص 2009/ 2008في القانون االجتماعي، جامعة وهران، كلية الحقوق، سنة .436مقني بن عمار، مرجع سابق، ص ) 2(

(3) V. Cass. soc, 10 mars 2004 ; publié sur le site internet : http://www.courdecassation.fr , et voir cass. soc. 19 octobre 1999, (R.J.S). 11/99 n1392 ; cass. soc 06 décembre 1995, (r.j.s ) 1/96 no48. JEAN PELISSIER, ALAIN SUPIOT, ANTOINE JEAMMAUD, Droit du travail, 20ème ed, dalloz, paris, france, 2000. p 816, p 799. et v. aussi : Cass. Soc, 22/10/2008 n0742035 publié sur le site internet : http://www.forc -ouvriere.fr.

.436مقني بن عمار، مرجع سابق، ص )4(

81

:ة للقانونالمبادئ العام 4-صاحب يف حالة خلو عقد العمل من أية مقتضيات حتظر على العامل منافسة

صرف له بل على العكس إذ ، فإن ذلك ال يعين على اإلطالق إباحة هذا الت العملمن القانون املدين 107يفرض مبدأ حسن النية يف تنفيذ العقود واملكرس بنص املادة

واجب احلرص على تنفيذ العقد بأمانة وإخالص، وأن ال يقتصر يف ذلك على ما ورد ف من شأنه أن يعيق تصر فيه من التزامات إجيابية أو سلبية، بل ميتنع عن إتيان أي

حو املتوقع منه أو يلحق الضرر مبصاحل مستخدمه، وليس هناك من تنفيذها على الن نسبة هلذا األخري من إفشاء أسرار عمله واستغالهلا يف إنشاء مشروع ضرر أكرب بال

نا مصادر الش )1(.منافس ذا نكون قد بي بيعة القانونية د الط رط، لكن بقي أن حند و .وطينعلى ضوء أحكام القانون ال" م . ع. ش" رط للش

ب وكما سبق اإلشارة فإن املشرع مل ينظم مسألة عدم منافسة العامل لصاحالعمل ال بنص خاص يف قانون العمل وال يف غريه باستثناء اإلشارة إليه، لكن كالتزام تشريعي ينصرف إىل العامل كأحد االلتزامات املرتتبة عن عالقة العمل وخالل فرتة

.وجودها فقطه يف . وعلى أساس أن شرط عدم املنافسة يوفر محاية أكرب لصاحب العمل فإن

ليه على أن يكون ذلك يف شكل اتفاق، ومن مث فإن شرط عدم الغالب ما يسعى هو إمع مراعاة ما )2(ة لتكوين العقد املتضمنة يف القانون املديناملنافسة خيضع للشروط العام

والذي يفهم منها ضمنا اشرتاط الكتابة يف 11/90من قانون 12جاءت به املادة وإن كانت القاعدة يف املسائل االجتماعية تقضي حبرية اإلثبات . عقد العمل حمدد املدة

.172مرجع سابق، ص ،بوقطة فاطمة الزهراء )1( .المعدل والمتمم 11-90من قانون 09المدني ، والمادة من القانون 60راجع المادة ) 2(

82

ه حيمل معاين التقييد حلرية أحد ه وخلصوصية شرط عدم املنافسة سواء من حيث أن إال أنلكتابة تشكل الوسيلة األمثل أطراف االلتزام، وكذا خطورة النتائج املرتتبة عنه فإن ا

على الدائن إثبات االلتزام :" من القانون املدين 323إلثبات وجوده، إذ تنص املادة )1(".وعلى املدين إثبات التخلص منه

نشاط مث إن العربة من هذا الشرط، هو التقييد من حرية العامل يف ممارسة أي ده، وهذا خشية من إقدامه على مهين يكون منافسا لنشاط مستخدمة بعد انقضاء عق

اجتذاب عمالء املستخدم إىل مشروع جديد يعمل به، أو االستفادة من أسرار الصنع )2(.أو تسويق حلسابه اخلاص أو حلساب مستخدم منافس

ذا نالحظ أن شرط عدم املنافسة :وI - يعد شرطا اتفاقيا مل يفرد له املشرع تنظيما خاصا.

II - ةدم املنافسة مؤسسة وفق القواعد العام مسألة تنظيم شرط ع. III - ال ينفذ شرط عدم املنافسة إال بعد انتهاء العقد.

ه وعلى الرغم من زوال االلتزامات العقدية الرئيسية، يبقى شرط عدم وإذا قلنا أنذا الشرط يرتب مسؤولية العامل املنافسة عالقا يف ذمة العامل املدين، فإن أي إخالل

) 3( .ة وحياسب على هذا األساسالعقدي

.149منصوري مصطفى، مرجع سابق ،ص ) 1( .115شكيب بوكلي حسن، مرجع سابق، ص ) 2( .152منصوري مصطفى، مرجع سابق، ص )3(

83

.مدى مشروعية شرط عدم المنافسة: الفرع الثالث وإذا كان جوهر املنافسة هو )1(،ية جوهر املنافسة، وال منافسة من دون حريةاحلر إن

)2( .ية يتوقف على حد كبري على مبدأ املساواةجناح ممارسة هذه احلر احلرية، فإن وجود شرط عدم املنافسة ؟بمن حرية، وهل من مساواة فهل

تتمثل أساسا يف . إن تطبيق شرط عدم املنافسة يصطدم بوجود مبادئ دستورية ساميةجارة، إال أن وجودمها حرية العمل ومبدأ املنافسة احلرة، أو ما يعرف حبرية الصناعة والت

هم إىل محاية مصاحلهم، بل العمل يف سبيل سعي صحابمل يقف حجر عثرة يف وجه أعسف واملغاالة يف بعض األحيان لدرجة الت . على العكس استندوا إليهما يف سبيل ذلك

)3(.يف فرض هذا الشرط. وإذا أخذنا يف احلسبان أن شرط عدم املنافسة قد يهدد العامل يف مورد رزقه

ه ال جييد إال املهنة اليت استخدمه من أجلها املس ه يشكل على أساس أن تخدم، كما أنوسيلة ضغط عليه قصد إبقائه لدى املستخدم، ضف إىل ما يف ذلك من تضيع جلانب

)4(.كبري من القوى العاملة ذات اخلربة والتكوين العاليني ؟.أين املشرع والفقه من كل هذه االنتهاكات اجلسيمة للحريات األساسية للعامل

إىل القوانني السارية املفعول، يستعصي إجياد أي نص يتناول هذا املوضوع بالرجوعا السابعة 90-11باستثناء املادة السابعة من قانون ) 5(.يف فقر

.8، ص www.chcourt.gov.eg: محمد محمد عبد اللطيف، الدستور والمنافسة، تم التحميل عن الموقع اإللكتروني )1( .17محمد محمد عبد اللطيف، نفس المرجع، ص )2( .172بوقطة فاطمة الزهراء، مرجع سابق، ص ) 3( .226، ص 1980، منشأة المعارف، اإلسكندرية، 3حسن كيرة، أصول قانون العمل، ط) 4(يخضع العامل في إطار عالقات العمل للواجبات األساسية : " على ما يلي 11-90نون من قا 07/07تنص المادة )5(

:...التاليةأال يكون لهم مصلحة مباشرة أو غير مباشرة في مؤسسة أو شركة منافسة أو مقاولة من الباطن إال إذا كان هناك اتفاق مع -

".المستخدم، وأال تنافسه في مجال نشاطه

84

)1(.وليس بعد انتهائها. اليت تقضي بعدم شرعية املنافسة املباشرة أثناء قيام عالقة العملذ ليس هو منع العامل من منافسة مستخدمه أثناء قيام عقد ا البحثإن املقصود

العمل، إذ أن هذه املسألة منظمة بنص القانون ويبقى العامل خاضعا هلذا الواجب حىت وإن أغفل عقد العمل التنصيص عليه، بل إن املراد هو منعه من املنافسة بعد انتهاء

)2(.العقد بناء على اتفاق سابقالشرعية تقضي بأن األصل يف األشياء اإلباحة، وأن املطلق يأخذ وإذا كانت القاعدة

على إطالقه ما مل يرد دليل تقيده، تفيد بأن شرط عدم املنافسة يعترب مباحا ومسموحا به رغم تناقضه الصارخ مع حرية العمل، فإىل أي مدى يعترب هذا األمر صحيحا ، وإىل

)3(؟.ماذا ميكن أن يؤدي ذلكهذه التساؤالت ميكن االستنجاد على وجه االستئناس فقط، مبا هو إجابة عن

ه يتفق مع القانون اجلزائري يف إغفاله لتنظيم عليه األمر يف القانون الفرنسي حبكم أن . شروط عدم املنافسة

خبالف أن القضاء الفرنسي اجتهد ألجل ابتداع حلول قضائية تسد الفراغ وحتل )4(.جتة عن تنفيذ شرط عدم املنافسةزاعات القضائية الناالن

كان توجه حمكمة النقض الفرنسية ينحو إىل افرتاض املشروعية يف شرط عدم املنافسة مث عدل عن هذا ) 5(.أصال، وغري ذلك كاستثناء إذا جاء مقيدا حلرية العامل يف العمل

.116ص سن، مرجع سابق،شكيب بوكلي ح )1( .117شكيب بوكلي حسن، المرجع نفسه، ص ) 2(، مجلة جامعة دمشق )المفهوم (محمد عرفان الخطيب، مبدأ عدم التمييز في تشريع العمل المقارن . أنظر في هذا المعنى )3(

.82، ص 2008، العدد الثاني، سنة 24للعلوم االقتصادية والقانونية، المجلد .117كلي حسن، مرجع سابق، ص شكيب بو ) 4(

(5) J. PELISSIER, ASUPIOT, (A) JEAMMAUD, Droit du travail, précis dalloz, 20ème ed, 2001, p

255, p 287.

85

ء ضمن املوقف، حيث اعترب أن هذا الشرط ال يكتسب صفة املشروعية إال إذا جا )1(.الشروط املقيدة له

ه ميكن املالحظة أن وسنتعرض إىل هذه الشروط بالتفصيل ضمن مطلب الحق، على أنالقضاء الفرنسي يتسم ببعض املرونة والتعقيد يف آن، كما مس بعض الشيء مببدأ

ذه .فاع عن املصاحل احليوية للعاملسلطان اإلرادة، وهذا بغية الد القيود)2(فهو جتماعية على يكون قد رجح املصلحة اإل. ملنافسةالقضائية اليت فرضها على شرط عدم ا

)3(.حساب مصلحة املشروعه ال يوجد ما يسمح لصاحب العمل أن ه نرى أن هناك من اعترب أن يف حني أنه يف ظل غياب أي نص يسمح بذلك، فإن إدراج مثل يدرج شرط عدم املنافسة، وأن

إال ما مت استثناؤه بنص صريح يعترب شرطا باطال وعدمي –أي عقد عمل هذا الشرط يفوكذلك إىل نص ) 4(،11/90من قانون 137األثر وخيضع يف أحكامه إىل نص املادة

)5(.)م.ق(122املادة

(1) V. Cass. soc 14 mai 1992, n° p 89 – 45300,

V. aussi les trois arrêts du 10 juillet 2002 rendus par la cour de cassation : arrêt n° 2723 – (n° pourvoi : 00-45135 [m. salembier c/sté. mondiale sa]. arrêt n° 2724 – (n° pourvoi : 00-45387 [m. barbier c/sté. maine agri sa]. arrêt n° 2725 – (n° pourvoi : 99-43334 [m. moline], 99-43335 [m petrovic] et 99-43336 [mme rabito] c/sté msas cargo international, publié sur le site http://www.net-iris.fr/blog-juridique. Par: SERGE KAUDER, Les différents aspects des clauses de non concurrence en france, mis a jour 24/05/2005.

.117مرجع سابق، ص ،شكيب بوكلي حسن )2( .118شكيب بوكلي حسن، نفس المرجع، ص )3(ه 90/11من قانون 137تنص المادة )4( يكون باطال وعديم األثر كل بند في عقد العمل يخالف باستنقاصه حقوقا : " على أن

".منحت للعامل بموجب التشريع أو االتفاقيات أو االتفاقات الجماعية وان دي ،IIIط ،عالقة العمل الفردية IIالتنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري، ج أحمية سليمان، ) 5(

.187ص ،2002، المطبوعات الجامعية، الجزائر

86

طر هذا املوقف سليم ومطابق للقانون، فيما عدا الش من اعترب بأن )1(وهناك ذا املوضوع من 122املتعلق باملادة )2(.القانون املدين، اليت ال عالقة هلا

ولكن وباملقابل، وهو األمر الذي نتفق معه ونؤيده جند أن هذا التفسري ال . رط وارد يف احلياة املهنية، حبيث أن استعمال الش ل إنكارا لهتماشى مع الواقع ويشك ي

ه مل يسبق ملفتشي العمل عرب الرتاب الوطين ال صريح مبخالفة هذه الشروط ت كما أنمااملدرجة يف عقود العمل للت )3(.شريع والتنظيم املعمول

بس، واخلروج عن حالة رفع الل لى كل من املشرع والقضاءهذا ويبقى الزما ع .دخل وتنظيم شرط عدم املنافسة، أو بيان موقفه منهمت والسكون ألجل الت الص

.وموانع التمسك به شروط صحة شرط عدم المنافسة: الثاني المطلب

حيفل بتنظيم هذه املسألة، وباألحرى أمهلها، حبيث اكتفى فقط مل املشرع إن بأن جعل من إلتزامات العامل عدم منافسة )ع.ع.ق(من 07خالل نص املادة من

وباملقابل أمهل كلية ،دومنا أن يتعرض له بالتفصيل) إلتزام قانوين(صاحب العمل كشرط يدرج ضمن عقد العمل ،احلديث عن إمكانية إتفاق األطراف على عدم املنافسة

جتهاد القضائي شريعات واإلدراسة هذا املطلب ستكون وفق الت . أو عقد الحق له

.118أنظر شكيب بوكلي حسن، مرجع سابق ،ص )1(شروط تكوين العقد ، وليس الفسخ الذي هو تخص البطالن الذي هو اختالل شرط من 90/11من قانون 137إن المادة ) 2(

-99انظر المواد (انحالل العقد الملزم للجانبين بأثر رجعي بعد نشوئه صحيحا بسبب إخالل أحد المتعاقدين بالتزاماته العقدية ).من نفس القانون 122 – 119من القانون المدني و 105

ه 06/02/1990المؤرخ في 03-90من قانون 2تنص المادة ) 3( مراقبة -: تختص مفتشية العمل بما يأتي : " على أنيمكن لمفتشي : " من نفس القانون بأنه 06وتضيف المادة ... " األحكام التشريعية والتنظيمية المتعلقة بعالقات العمل الفردية

...".ية والتنظيمية فعالالعمل أن يقوموا بأي فحص أو مراقبة أو تحقيق يرونه ضروريا للتحقق من احترام األحكام القانونويفهم من هذين النصين، بأن مفتش العمل بالنظر للمهام المسندة إليه، يكون حتما متحكما بالمناخ السائد داخل المؤسسات

.وعالما بوجود مثل هذه الشروط المقيدة لحرية العامل في العمل، دون اتخاذ أي إجراء بشأنها

87

، وذلك من خالل حبث شروط صحة شرط عدم ة للقانونعد العام املقارن، وكذا القوا )فرع ثاين ( .، وكذا موانع التمسك بشرط عدم املنافسة)لفرع أو (املنافسة

:شروط صحة شرط عدم المنافسة: الفرع األول

على تطبيق )1(.لقد سار القضاء الفرنسي، وعلى رأسه حمكمة النقض، يف البداية القواعد اليت حتكم شرط عدم املنافسة، الذي يتمتع به مشرتي احملل التجاري، يف

ه قد تطور بعد مواجهة بائعه، على شرط عدم املنافسة يف عالقات العمل الفردية، إال أنذلك وتلمس أن يف ذلك إهدار حلرية العامل وليس جمرد فرض قيود عليه، مما حدا به

.حنو وضع قواعد، هدفها حتقيق محاية أكثر فاعلية ملصلحة العاملطاملا ال حيمل منعا قضاؤه بأن شرط عدم املنافسة، يعد صحيحا: ومثال ذلك

رط يصح إذا مبعىن أن الش . عاما ومطلقا، من الناحيتني الزمانية واملكانية يف آن واحدمث )2(.كان املنع حمدودا برقعة جغرافية معنية، حىت ولو كان مؤبدا من الناحية الزمنية

واشرتط وجوب أن يكون القيد نسبيا من حيث الزمان. عدل عن هذا املوقف فيما بعد )3(.واملكان معا يف آن واحد

وعلى عكس ما استقرت عليه أحكام القضاء الفرنسي، من أن األصل مشروعية ه يستفاد من نصوص القا) 4(الشرط بعدم املنافسة، أن نون املدين وقانون العملفإن

.798، ص 1986، نهضة مصر، 1ج، القانون التجاري ، مصطفى طه )1(

(2 ) MAËLISS VINCENT , op-cit, p 70. (3 ) Cass sac. 4 janv 1962, (J.C.P), T.2, NO – 12622, GÉRARD LYON - CAEN ET J.PELISSIER, les

grands arrêts de droit du travail, 19 éd, Dalloz, 1998, p 820 et s. (4 ) cass sac. 8 mai 1967, D 67, p 250, Voir aussi, GÉRARD LYON- CAEN ET J.PELISSIER, les grands arrêts de droit du travail, Sirey, paris 2ème éd, 1980, p 236-246. ولقد مر القضاء الفرنسي بمراحل تردد بين تطلب لمشروعية الشرط إثبات صاحب العمل لمصلحته الجدية في اشتراطه وبين

ة كمبدأ، تاركا على عاتق العامل عبئ إثبات تخلف الجدية في اشتراطه ومن ثم عدم مشروعيته أنظر في افتراض هذه المشروعي .Voir : Cass, Soc, 4 Janv 1962 (J.C.P) 1962, NO12522 : ذلك

88

وأن ما يرد عليها من قيد يتمثل ) 1(األصل هو حرية العامل يف العمل بعد انتهاء العقد،ومن .يف االلتزام بعدم املنافسة، ال يكون مشروعا إال باجتماع جمموعة من الشروط

كر أن التشريع الفرنسي خيلو من تنظيم لالتفاق بعدم املنافسة، وغالبا ما اجلدير بالذ تتضمن االتفاقيات اجلماعية تنظيما له، مبا يتعني معه على العقود الفردية احرتام ما جاء

ع باطال كل شرط خيالف ما ورد بالعقد اجلماعي، ما مل يأت العقد فيها، حبيث يق )2.(الفردي، بتنظيم أكثر فائدة للعامل مما ورد بالعقد اجلماعي

: ويرتتب عن موقف القضاء الفرنسي سالف البيان نتائج خمتلفة تتمثل فيما يلي

-I ال يطالب صاحب العمل لدى االحتجاج بشرط عدم املنافسة أن يثبته ليس على م شروعيته،ذلك أن مشروعية هذا الشرط متثل األصل لدى هذا االجتاه، مث أن

ذا الشرط .صاحب العمل، أن يتبث مصلحته اجلدية يف تضمني عقد العمل -II أن العامل للتخلص من الشرط والتوصل إلبطاله، عليه أن يثبت عدم مشروعيته .

ية لصاحب شاط للمصلحة اجلد لتجاوز نطاقه من حيث الزمان، واملكان ونوع الن بالنظر )3(.العمل، مبا ميثله من اعتداء جسيم على حريته يف العمل

إذا وكما هو مالحظ لقد تدرج القضاء الفرنسي يف حتديد شروط صحة االتفاق ) 4(.على عدم املنافسة

.من هذه المذكرة وما بعدها38راجع الصفحة )1(تاريخ التحميل من www.freshfields.comعلى الموقع اإللكتروني le bloc notes de droit soc راجع في هذا الشأن )2(

.2011/05/11الموقع .Cass.soc; 13, oct, 1988 انظر في اعتباره هذا الشرط مشروعا بحسب األصل )3(

ثم عاد القضاء الفرنسي وتطلب إثبات قيام هذه المشروعيةVoire: Cass.soc 25 sept 1991, cass.soc 6 fév. 1990, cass.soc 14 mai 1992 sur le sit web: www.force-owriere.fr mise a jour 08/05/2011. حيث نفت المشروعية عن الشرط االتفاقي بعدم المنافسة لتخلف المصلحة الجدية المشروعة في اشتراطه في شأن عامل نظافة

.النوافذ .172اء، مرجع سابق، ص بوقطة فاطمة الزهر )4(

89

املشهور )القضاء الفرنسي( صدور قرارهولعل هذه املسألة وصلت درجة من التباث ب ) 1(2002/07/10املؤرخ بـ

)2(.مبشروعية شرط عدم املنافسة جديدة للحكمالذي فرض ضوابط

أن هذا االلتزام ال يكون مشروعا إال إذا وجدت مصلحة قانونية يرمي املستخدم وهيواملكاين، إىل جانب ضرورة إىل محايتها، وكان نسبيا من حيث موضوعه ومداه الزماين

)3(.للعامل تعويضأهلية : ة إضافة شرطني آخرين هلذه الشروط ومهاكما ميكن طبقا للقواعد العام

.يقرتن هذا االلتزام بشرط جزائي مبالغ فيهالعامل، وأال :كمال أهلية العامل وقت إبرام العقد: الشرط األول

ال "املتعلق بعالقات العمل على أنه 11/90من القانون 15نصت املادة ميكن يف أي حال من األحوال أن يقل العمر األدىن للتوظيف عن ست عشرة سنة إال

.)4( ..."يف حاالت تدخل يف إطار عقود التمهني هذا ونالحظ أن املشرع نظم مسألة أهلية العامل فيما يتعلق بعقد العمل، لكن

ستها خترج عن أهلية العامل ملباشرة العمل أو إبرام عقد هذه األهلية اليت حنن بصدد دراإىل أهلية العامل إلبرام إتفاق يتعلق بالتزامه بعدم منافسة املستخدم، الذي جتمعه . عمل

.به عالقة عمل

(1) « Attendu qu’une claus de non concurrence n’est licite que si elle est indispensable a la

protection des intérets légitimes de l’entreprise limittée dans le temps et dans l’espace, qu’elle tient compte des spécificités de l’emploi du salarié et comporte l’obligation sous l’employeur de verser au salarié une contrepartie financière, ces conditions etant cumulatives … » publié http://www.courdecassation.fr,op.cit.

.117بوكلي حسن، مرجع سابق، ص شكيب )2( .172بوقطة فاطمة الزهراء، مرجع سابق، ص )3( ).اإللتزام بعدم المنافسة في عالقة العمل (.من هذه المذكرة 15راجع الصفحة )4(

90

.شد، أي أن يكون كامل األهليةوعليه فإن العامل جيب أن يكون بالغا سن الر .ون املدينمن القان 40وفق ما تقضي به املادة

02فقرة 686/ عن ذلك صراحة املشرع املصري، حيث اقتضت املادة وقد عرب هذا االتفاق أن يكون العامل بالغا سن الرشد، أي أن لصحة )م.م.ق(من )أ(بند

يكون كامل األهلية، ويربر هذا التشدد خطورة شرط عدم املنافسة، بالنسبة ملصاحل لذلك يطلب املشرع األهلية الكاملة، لكي يتوافر للعامل . العامل وحريته يف ممارسة املهنة . تصرفهمييز لتقدير آثار القدر الكايف من اإلدراك والت

والعقد املشار إليه ليس املقصود به عقد العمل، وإمنا املقصود به االتفاق على عدم املنافسة، سواء كان اتفاقا مستقال عن عقد العمل، أو ورد كشرط يف عقد

)1(.العملشد، تكون بوقت إبرام االتفاق بعدم املنافسة، وليس والعربة يف حتقيق سن الر

شدبوقت دخوله مرحلة ال تنفيذ، عند انتهاء عقد العمل، ويرتتب عن ختلف سن الرأو االتفاق الذي يتضمنه نسبيا أو مطلقا، حبسب طبيعة ،بطالن شرط عدم املنافسة

ة )2(.التصرف، وفقا للقواعد العام

:وجود مصلحة جدية لصاحب العمل في اشتراط عدم المنافسة: الشرط الثانيتفاق على عدم رط ولزومه لصحة اإلبتبين هذا الش مل جيزم القضاء الفرنسي

)3(.من وذهب إىل اعتباره مشروعا كمبدأاملنافسة، لفرتة غري هينة من الز

.فال يكفي توافر أهلية إبرام عقد العمل )1(المترتب هو بطالن شرط عدم المنافسة، بحيث يتحرر ، حيث يرى أن الجزاء )10(هامش 324حسن كيرة، مرجع سابق، ص )2(

.العامل من هذا االلتزام وال يقيده .173بوقطة فاطمة الزهراء، مرجع سابق، ص )3(

91

ه سرعامنا عدل عن موقفه ذاك، واعتربه شرطا ينبغي توافره إىل جانب الشروط إال أنالفرنسية يف وهو ما أكدته حمكمة النقض. األخرى ملنح هذا االتفاق صفة املشروعية

ا ا سنة )1(.الكثري من قرارا ولكن ) 2(.2002كانت آخر ثالث قرارات شهرية أصدر .يف غياب تعريف هلذه املصلحة فإن االجتهاد القضائي عرفها بإمكانية حتول العمالء

صاحب واستغالل معارف العامل املكتسبة خالل مباشرة عمله إلنشاء نشاط منافس ل )3(.العمل

باملصلحة، أن تشكل منافسة العامل ملستخدمه السابق خطرا حقيقياويراد ديد مستقبله املهين وإحلاق الضرر بأعماله، كاخلشية من فقدانه ،ملصاحله خيشى معه

م من قبل املشروع اجلديد . أو إذاعة أسرار عمله وقيامه بالتايل مبنافسته ،لزبائنه واجتذاال . واقع عليه باالحتفاظ بأسرار العمل بعد انقضاء العقدلتزام القانوين الاإل خاصة وأن

مصلحة صاحب العمل، يف هذا وأن )4(.مينعه من استخدامها بنفسه وحلسابه اخلاصاشرتاط عدم املنافسة، تعد متوافرة يف احلاالت اليت يكون فيها العامل شاغال لوظيفة

أسرار عمله، والتخوف من متكنه من معرفة عمالء صاحب العمل، أو متكنه من معرفة )5(.عمالئه بعد إنقضاء عالقة العمل احتمال إفشاء أسراره، أو استقطاب

ويقع على صاحب العمل عبئ إثبات وجود املصلحة اجلدية، وعليه يف سبيل .حبساسية الوظيفة اليت كان العامل يشغلها لديه ذلك أن يستدل باملركز الوظيفي أو

(1 ) Voir à titre d’exemple : cass.soc, 25 mars 1998, mme michele c/mme joelle serre publié sur le

site internet: http://www.freshfielsd.com/op-cit. (2 ) A la différence de certaines législations européennes, le droit français ne comporte pas de disposition textuelle réglementant les claus de non- concurrence, leur régime à donc été façonné au gré des décisions jurisprudentielles. de récentes décisions l’illustrent (cass.soc, 10/07/2002, n° 99-43.334; cass.soc, 18/09/2002, n° 00-42.904 et ca.versailles, 02/09/2002, n° 00-02641) publié sur le site internet: http://www.courdecassation.fr, op،cit. (3 ) Le bloc- Notes de droit social. http://www.freshfields.com.op-cit. (4 ) JEAN PLISSIER, ET AL, op-cit, p 288.

.46ن، ص .، د1998منير فريد الدمكى، دروس في قانون العمل، عقد العمل الفردي، سنة )5(

92

والتعامل املباشر مع عمالئه، فإذا تبني أن هذه املخاوف ال أساس واليت ختوله االتصال فإن )1(هلا من الصحة، وأن مركز العامل املهين ال ميكنه من اإلطالع على أسرار العمل،

ا عقد العمل ذاته فيظل صحيحا شرط عدم املنافسة وحده هو الذي يناله البطالن، أم )2(.ة النتقاص العقدظرية العام منتجا لكل آثاره، وذلك تطبيقا للن

ح لنا مثل هذا التحديد، أن مشاكل التخوف من املنافسة خاصة يف صورة ويوض وتطبيقا لذلك )3(.العلمية والفنيةالكوادر ارتباطها بإفشاء أسرار املهنة تنصرف أساسا إىل

ه ال يصح إدراج شرط عدم املنافسة، مثال بالنسبة لعامل النظافة يف .أحد املصانعفإنألن مثل هذا العمل ال يهدد حبال مصاحل صاحب العمل ال بالنسبة ألسراره، وال

)4(.بالنسبة لعمالئه )5(.عسف يف استعمال احلقوتعترب هذه القاعدة صياغة ملبدأ عدم جواز الت

:أال يكون الشرط متجاوزا لما تقتضيه مصلحة صاحب العمل: الشرط الثالثاآلثار اخلطرية اليت يولدها شرط عدم املنافسة يف ذمة العامل، وحىت ال بالنظر إىل

حتكار الكلي خلربته اليت اكتسبها من طية يستغلها صاحب العمل، بنية اإليتحول إىل م

.173بوقطة فاطمة الزهراء، مرجع سابق، ص )1( .461، ص )83(منير فريد الدكمى، ، شرح نظام العمل والعمال السعودي المقارن، مرجع سابق، هامش )2( .40، ص )8(سهير منتصر، مرجع سابق، هامش )3(

(4 ) Été jugée illicite une clause qui interdit à un salarié d’une entreprise de nettoyage d’exercer

une activité concurrente pendant quatre années dans tous les départements d’exercice de son employeur, restriction sui n’est pas indispensable à la protection des intérêts légitimes de l’entreprise (cass. soc, 14 mai 1992, n° 2041 pf, godissart c/soulhiol), publié sur le site internet, http://www.freshfields.com, op-cit.

ه 124تنص المادة )5( :مكرر من القانون المدني على أن إذا وقع بقصد اإلضرار بالغير،: يشكل االستعمال التعسفي للحق خطأ السيما في الحاالت اآلتية"

إذا كان يرمي للحصول على فائدة قليلة بالنسبة إلى الضرر الناشئ للغير، - ".إذا كان الغرض منه الحصول على فائدة غير مشروعة، -

93

ه يتعني أن يكون هذا القيد حمصورا، مان من حيث الز ) 1(مزاولة نشاطه املهين لديه، فإن )2(.الضروري حلماية مصاحل صاحب العمل املشروعة واملكان ونوع العمل على القدر

ويتمتع القاضي بسلطة تقديرية، بشأن البث يف مسألة نسبية شرط أو اتفاق عدم مان أو املكان أو نوع العمل، مستهديا يف ذلك بظروف كل حالة املنافسة، من حيث الز

نته من مك ة خدمة العامل، وما إذا كانت هذه املدة قد على حدى، من حيث مد الوقوف على أسرار العمل، ومعرفة العمالء، وكذلك ميكن للقاضي أن يقدر املدة

ر أساليب اإلنتاج وفنونه، والتكوين املهين والفين زمة لتجد الال د عمالء املنشأة، وتطو )3(.للعامل، والقدر املتاح من األنشطة للعامل

جيب أن يكون املنع حمددا مبدة معينة ومعقولة، وال :فبالنسبة من حيث الزمان جيوز أن يكون املنع مؤبدا، وال أن يتحدد مثال حبياة العامل، ذلك أن عمالء صاحب من، واألسرار اليت كانت كذلك أثناء خدمة العامل، لدى العمل يتغريون مبرور الز

ة، فال حمل بعد ذلك فة بعد فرت صاحب العمل تتبدل وتشيع، وال تصبح هلا هذه الص خلشية صاحب العمل، من منافسة العامل، فتنتفي إذن كل مصلحة مشروعة له يف

)4(.استمرار العمل بشرط عدم املنافسةاهن، إذ أن هناك من قطاعات الصناعة، ما مين أمهية كبرية يف الوقت الر ويأخذ القيد الز

ها تقييد حرية العامل يف املنافسة، إال تتطور فيه أساليب اإلنتاج الفنية بسرعة ال جيوز معحفظ الوضع الغالب يف صناعات العصر احلديث، حيث ة وجيزة، وميثل هذا الت ملد

ويرتك حتديد الفرتة الزمنية املعقولة . تتالحق األساليب اجلديدة واملستحدثة بسرعة فائقة

.174بوقطة فاطمة الزهراء، المرجع السابق، ص )1( .147، ص 1999، المركز القومي للنشر، 1عامر محمد علي، شرح قانون العمل األردني، ط )2( .387، ص )11(همام محمد محمود زهران، مرجع سابق، هامش )3( .40، ص )8(سابق، هامش سهير منتصر، مرجع )4(

94

نع على ضوء لسلطة القاضي التقديرية ليحدد يف كل حالة، مدى معقولية فرتة املمين االعتبارات احمليطة باملوضوع، وكما هو واضح من العرض السابق، فإن املفهوم الز

تطبيقا لفكرة املصلحة، يف إدراج الشرط، فمصلحة صاحب العمل هي اليت تربر يعد )1(.وجود الشرط، وهي اليت تسند استمرار وجوده إىل فرتة زمنية حمددة

يقيد االلتزام من حيث الزمان وإمنا ترك األمر للقضاء فالقانون األردين مثال مل لطة عكس بعض القوانني العربية األخرى كالقانون اللييب الذي مل يرتك املسألة للس

سنوات ملن تقلد (05)ا حدد مدة املنع مبا ال يتجاوز مخس قديرية للقاضي، وإمن الت منصب مدير فأكثر وثالث سنوات يف األحوال األخرى، وأيضا قانون العمل القطري

)2((02) .الذي ألزم أن ال تزيد مدة املنع عن سنتنيد القانون اإليطايل، هذه املدة بثالث سنوات، بالنسبة للعامل العادي، ومخس ولقد حد

، والقانون (02)ن األملاين حددها بسنتني سنوات بالنسبة للعامل الفين، وكذلك القانو )3(.واحدة (01)البلجيكي حددها بسنة

ة رغم عنايته بتنظيم أحكام املشرع املصري مل ينص على حتديد هذه املد وجند مثال أن .شرط عدم املنافسة

ه حتكمي، باإلضافة ونعتقد أن ه حسن ما فعل بذلك ألن هذا التحديد قد يوصف بأناك تباينا بني املهن والصناعات، بل هناك تباين أساسي وهو شخصية العامل إىل أن هن

.نفسه واستعداداته وقدراته

.40، ص )8(حمدي عبد الرحمن، مرجع سابق، هامش )1( .219، ص 2004ن، .، د1عبد الغني عمرو الرويمض، عالقات العمل الفردية في القانون الليبي، ط )2( .463، ص )83(منير فريد الدمكى، ، شرح نظام العمل والعمال السعودي المقارن، مرجع سابق، هامش )3(

95

ا النسبية من حيث المكان فمعىن ذلك أن يكون احلظر قاصرا على إقليم :أمحمدد، أو رقعة جغرافية معينة، وهذا التحديد ال ميكن وصفه بالتحكمي، فال يتطلب أن

ولكنه يضع معيارا مرنا يتوافق والقدر الضروري حلماية . يكون املكان حمصورا مادياالعملية لكل مصاحل صاحب العمل، وهذه املرونة تؤدي بدورها إىل تفاوت احللول

يؤخذ يف االعتبار مدى اتساع نشاط املشروع، ومدى خطورة حالة، كما تسمح بأناملنافسة على مصاحله يف نطاق جغرايف، يضيق أو يتسع حسب األحوال ذلك أن هناك من املشروعات ما يتسع نشاطه ليشمل كافة أقاليم الدولة، وبالتايل قد ال حيقق حصر

غرافية صغرية، اهلدف من إدراجه، وبتعبري آخر فإن من رط، يف رقعة جنطاق الش )1(.املشروعات ما تؤدي منافسته يف مكان ما إىل منافسته يف كل مكان

ولقد توسع القضاء الفرنسي، يف رمسه حلدود احلظر املكاين، حىت أن بعض الفقه وصف ه قيد شبه القيد املكاين لشرط عدم املنافسة، وفقا لقضاء حمكمة النقض الفرنسي ة بأن

(03)مطلق، حيث قضت احملكمة مبشروعية االتفاق على عدم املنافسة خالل ثالث )2(.حمافظة (18)سنوات يف مثاين عشرة

مس خبكما قضى مبشروعية القيد املكاين شبه املطلق، مبناسبة منع العامل ملدة حمدودة .سنوات من مباشرة نشاطه، يف كل إقليم يباشر فيه صاحب العمل نشاطه (05)

بل قضى مبشروعية القيد املكاين املطلق . حيث يتعلق األمر بشركة متعددة اجلنسيات

التزام العامل بعدم منافسة صاحب العمل في كل من القانونين المصري والفرنسي، مرجع سابق، هامش حمدي عبد الرحمن، )1(

، أحمد حسن البرعي، الوسيط في القانون االجتماعي، الجزء الثاني، شرح عقد العمل الفردي وفقا ألحكام القانون 148، ص 2 .610، ص )09(مش ، مرجع سابق، ها2003لسنة 18رقم

(2 ) Soc. 4 Janv 1962, J.C.P 62 II 12521, (G).LYON CAEN ET (J), PELISSIER, op-cit, marge, 79, 2 ed, p 242.

96

زاع، ملنع العامل من مباشرة نشاطه، يف مكان قريب حيث يراد به االحتجاج يف واقعة الن )1(.من مكان مباشرة صاحب العمل لنشاطه

يف حالة ما إذا أريد االعتداد به ملنع . بينما اعترب ذات القيد املكاين املطلق غري مشروعالعامل من مزاولة مهنته، يف مكان بعيد عن مكان مزاولة صاحب العمل لنشاطه، مبا ال

.يهدد مصاحلهمصفف (رط الذي حيظر على العامل فعلى سبيل املثال اعترب القضاء الفرنسي، الش

العمل يف غري النطاق الذي كان يعمل فيه لدى صاحب العمل غري مشروع إذا ) الشعرامتد احلظر إىل كل مكان ميلك فيه صاحب العمل صالون للحالقة، ويف املقابل اعترب

يف نطاق مكاين قدره ) العامل(الشرط الذي حيظر العمل على مصفف الشعربق الذي كان يعمل فيه حميط احملل السا مرت،أوكيلومرتين من) 500(مخسمئة )2(.مشروعاوميكن أن نالحظ، أن القضاء الفرنسي يتجه إىل حصر النطاق املكاين للحظر

ما كان الشرط مستوعبا لألنشطة اليت تستجيب للتخصص يف أضيق نطاق ممكن، كلطاق املكاين املتسع للحظر، حيث ال يق للعامل، وعلى العكس يتقبل الن املهين الض

رط اإلتفاقي بعدم املنافسة كل أنواع العمل، اليت تستجيب للتكوين املهين الش ستغرق ي .أو الفين للعامل

ا النسبية من حيث العمل فتعين أن املنع من املنافسة جيب أن يكون قاصرا :أمشاط الذي ميارسه صاحب العمل وما يرتبط به، مما تتحقق معه على ذات العمل، أو الن

ا األعمال اليت ال تدخل يف مهنة أو حرفة ) 3(.العمل املشروعةمصلحة صاحب أم

(1 ) Soc. 16 mai 1972 bull. civ. v. no 348. (2 ) Soc. 29/4/ 1980, v n° 282; soc 13 déc.1976 bull .civ, v n° 662; soc 11 janv. 1971 bull. civ .39

.61، ص )09(، مرجع سابق، هامش الوجيز في قانون العملأحمد حسن البرعى، )3(

97

ا إىل منافسة صاحب العمل،صاحب العمل، فال يؤدي قيام الع ذا فال جيوز و امل تفاق على حرمان العامل بعد انتهاء عقده من العمل عموما، ألن هذا اإل أن يتم

)1(.االتفاق املطلق من حيث نوع العمل يقع باطالويعترب يف حكم املنع غري املشروع، منع العامل من مزاولة مهنته األصلية، يف نطاق

ماح له مبباشرة أنشطة أخرى، غري موجودة أو غري ة حمددة مع الس مكاين مطلق، ملد ولة، حيث ال جيوز أن يؤدي شرط عدم املنافسة، بالعامل إىل متيسر وجودها بالد

)2(.البحث عن عمل خارج الدولةه مت احلكم مبشروعية منع العامل من مباشرة ما اتفق على عدم مباشرته، وبأي هذا وأن

)3(.صاحب عمل، شريك، مدير، عامل: صفة كانتكما قضي مبشروعية منع العامل، من مزاولة مهنته األساسية، اليت تستجيب

مان يث الز دا، من حبطريقة أفضل لتكوينه املهين والفين، طاملا كان ذلك املنع مقيواملكان، وطاملا ال يؤدي ذلك إىل منع العامل من مزاولة أنشطة أخرى تستجيب ملا لديه

)4(.من تكوين فين، وإن مل متثل مهنته األساسيةبل قد ذهب القضاء الفرنسي يف عدة أحكام إىل أبعد من ذلك، حيث قضى مبشروعية

ألساسية يف نطاق مكاين مطلق عدم املنافسة، الذي مينع العامل من مباشرة مهنته ا )5(.ولكن لزمان حمدد

(1 ) Soc. 28/10/1952, D.No 202. (2 ) Soc. 13/10/1952, ( J.C.P), No 202. (3 ) Soc. 20/07/1970, Bull. V. No 248. (4 ) Soc. 20/07/1970, precite. (5 ) Soc. 18/07/1968, Bull Civ. V. No 304.

98

مسك به، ملنع العامل بينما اعترب أن الشرط غري صحيح، مبعىن غري مشروع يف حالة الت من مباشرة مهنته األساسية يف مكان بعيد، عن مكان مباشرة صاحب العمل لنشاطه

)1(.مبا ال يهدد املصلحة املشروعة لصاحب العملرط، بأن أدخل معيارا شخصيا من ة هذا الش بدأ القضاء خيفف من حد ولقد

ه يلزم لصحة الشرط أن يرتك للعامل قدرة ممارسة نشاطه املهين . جانب العامل فقضى بأنالقاضي أن يبحث، فيما إذا كان للعامل وسيلة أخرى لكسب وأن على. بطريقة طبيعية

عه أمام استحالة ممارسة مهنته، أو حيرمه من رزقه، وما إذا كان منعه من املنافسة، يضيئ له الطريق الوحيد للمعيشة، وهو ما أيده أيضا بعض استخدام مؤهالته الفنية اليت

)2(.الفقه

:ضرورة تعويض العامل: الشرط الرابعلتقدير صحة ) 3(.مل يكن هذا الشرط حتميا يف نظر الفقه والقضاء الفرنسي

، حينما أصدرت حمكمة 2002األمر كذلك إىل غاية سنة شرط عدم املنافسة وظل تفاق على عدم نت فيها شروط صحة اإلالنقض الفرنسية ثالث قرارات شهرية بي

املنافسة، ومن بينها ضرورة التزام املستخدم بدفع مبلغ مايل للعامل على سبيل )4(.التعويض

ة يف واملالحظ أن تعويض العامل جراء إلزامه بعدم املنافسة، يأيت مراعاة للقواعد العاملكل التزام سببا مشروعا يربره، كما تستدعيه أيضا تنفيذ االلتزامات، واليت تفرتض بأن

(1 ) Soc. 20/07/1970, Précité; 21 Oct. 1960,( J.C.P), 1960, 11. 11886. (2 ) MARIO EYLERT, Non- competition clauses in labour contracts- federal labour court of germany, erfurt, 4 septembre 2006, p 05. (3 ) Cass.soc.24 mars1999, cass.soc.11octobre1990, cass.soc.09/10/1985; http://www.courdecassation.fr, op-cit. (4 ) V. Cass.soc. 10 juillet 2002, n° 00.45.387 ; 99-43.334 ; 00-45.135).

99

طبيعة عقد العمل باعتباره عقدا تبادليا يقيم التزامات متقابلة يف ذمة طرفيه، إىل جانب .اعتبارات العدالة

ض العامل عن حتمله إياه واستنادا إىل ذلك يعد شرط عدم املنافسة باط ال، إذا مل يعو )1(.خالل الفرتة املتفق عليها

ذا القرار بل أقرت محاية أكرب للعامل يف هذا ) 2(.ومل تكتف حمكمة النقض وقضت بأن تعويض العامل يبقى قائما يف ذمة صاحب العمل عند انقطاع .اجلانب

اإلرادة املنفردة للعامل كتقدميه العالقة، وبقطع النظر عن سببه حىت ولو كان بفعلائها بارتكابه خلطأ جسيم)3(لالستقالة، )4(.أو دفعه باملستخدم إىل اختاذ قرار بإا عن الن ه من املؤكد أن أم سبة أو املعيار الذي ميكن اعتماده حلساب مبلغ التعويض، فإن

مدة احلظر ونطاقه املكاين واألجر الذي يتلقاه العامل إىل جانب طبيعة نشاطه تعترب )5(.مجيعها معايري تؤخذ بعني االعتبار يف تعينه وتقديره

رط، ولكن ال مانع من حتديده قبل حترير الش عويض جيب أن يتم الت وأن مبلغهذا عويض يف شكل مبلغ إمجايل غ الت حتديده بعد ذلك باتفاق األطراف، ويكون حتديد مبل

أو يتم حتديده من خالل نسبة مؤوية عن األجر الصايف عن مدة حظر املنافسة )6(.للعامل

.176بوقطة فاطمة الزهراء، مرجع سابق، ص )1(

(2 ) Cass. soc. 31 mai 2006. (3 ) Cass. soc. 25 janvier 2006, n° 04-43.646; cass.soc. 15 novembre 2006, n0 04-46.721; Cité Par: DENIS AGRANIER- Patricia talimi- la contrepartie financière des clauses de non concurrence, avenue pierre de coubertin éd, paris, 2007-2008, p 23. (4 ) Cass. soc. 22 mars 2006, n° 04-45.546.

.177بوقطة فاطمة الزهراء، مرجع سابق، ص )5((6) MARY-CLAUDE MICHEL, Concurrence déloyale, parasitisme, clauses de non concurrence,

revue des droit de la concurrence, n° 1-2006, institut de droit de la concurrence thomson transactive,2007, p 148.

100

عويض احلقيقي ينحصر وطبقا ملا قررته بعض األحكام القضائية الفرنسية فإن مقدار الت د مقدارهري الصايف للعامل، إذا ما حد من األجر الش 50%و 15%ما بني

.عويض بصفة شهريةالت لس النقض الفرنسي يف قرارها املؤرخ يف ذا قضت الغرفة االجتماعية مارس 07و

)1(.511-07.45حتت رقم 2007

:عدم جواز اقتران شرط عدم المنافسة بشرط جزائي مبالغ فيه: الشرط الخامساتفاق عدم املنافسة، شرطا جزائيا على العامل مبوجب. قد يضع صاحب العمل

إذا ما قام مبنافسته، كتعويض له عن األضرار اليت قد تصيبه من جراء املنافسة، إال أن فيصبح وسيلة ضغط على العامل ليبقى يف خدمة صاحب . رط قد يبالغ فيههذا الش

)2(.العمله يف حالة املبالغة يف الشرط اجلزائي، ي ا واألصل أن رتتب البطالن للشرط اجلزائي فقط، أم

.شرط عدم املنافسة فيبقى صحيحالتزام بعي بطالن اإلة إذ ال يرتتب عن بطالن االلتزام الت وهذا ما يتالءم مع القواعد العام

رط اجلزائي ليس إال التزاما تابعا لاللتزام األصلي، وهو التزام عدم األصلي، فالش )3(.املنافسة

ا مىت قديرية للقاضي، من لطة الت رط مبالغا فيه فهذه مسألة ترجع إىل الس يعترب الش أم )4(.عويض مبدى الضرر الذي يصيب صاحب العملخالل ربطه مقدار الت

(1 ) LEGI INFO, Revue trimestrielle, avril, mai, juin 2007, droit social, p 03.

.223عبد الغني عمرو الرويمض، مرجع سابق، ص )2(إذا كان العقد في شق منه باطال، أو قابال لإلبطال، فهذا الشق وحده هو الذي يبطل، إال : "مدني على أنه 104المادة تنص )3(

".إذا تبين أن العقد ما كان ليتم بغير الشق الذي وقع باطال أو قابال لإلبطال فيبطل العقد كله .قانون مدني 185و 184أنظر المادتين )4(

101

وفقا لطة التقديريةولكن نالحظ أن املشرع املصري مل يشأ منح القاضي هذه الس )1(.الوارد باالتفاق على عدم املنافسةاجلزائي رطالسابقة، بشأن الش ةالعام للقواعد

)2(.من القانون املدين املصري 687املادة بنص وذلك

ه إذا نص االتفاق بعدم املنافسة: حيث اعترب املشرع املصري يف هذا النص أنه ميثل على إلزام العامل بدفع تعويض كبري، يف حالة اإلخالل بشرط عدم املنافسة، فإن

م جزاء املبالغة فيه على حنو خصية للعامل وإضرارا مبصاحله، لذلك نظ ية الش إخالال باحلر رط اجلزائي املبالغ فيه، بل قرر بطالنه يردع صاحب العمل، فلم يكتف بإنقاص الش

)3(.كليال بأن قرر وهذا األمر خروج عن القواعد العامة لنظرية االلتزام وقلب هلا، ملصلحة العام

االتفاق (مث سحب هذا البطالن إىل االلتزام األصلي )الشرط اجلزائي(ابعبطالن االلتزام الت ).على عدم املنافسة

ا ونرى أن هذه القاعدة وإن كانت ترمي حلماية العامل، وتعزيز مركزه إال أه كان يكفي بطالن الش رط تنطوي على عقوبة مدنية على صاحب العمل، على أن

.ة ولتقدير القاضيواعد العام عويض للقاجلزائي، مع ترك الت ة، حيث أن هذا اخلروج يتضمن إهدارا ه ال مربر للخروج عن القواعد العام كما أن

ية املشرتكة للمتعاقدين )4(.للمصلحة اجلدية املشروعة لصاحب العمل، وللن

من القانون المدني، وكذا القانون المدني العراقي في ) 799(ذا النهج كل من المشرع اليمني في المادة وقدر سار على ه )1(

).911(المادة إذا اتفق على شرط جزائي في حالة اإلخالل باالمتناع عن المنافسة، وكان في الشرط مبالغة، : "على أنه 687تنص المادة )2(

اء في صناعة صاحب العمل مدة أطول من المدة المتفق عليها، كان هذا الشرط باطال تجعله وسيلة إلجبار العامل على البق ".وينسحب بطالنه أيضا إلى شرط عدم المنافسة في جملته

.253، ص )10(حسن كيرة، مرجع سابق، هامش )3( .297، ص )11(همام محمد محمود زهران، مرجع سابق، هامش )4(

102

:مسك بشرط عدم المنافسةموانع الت : الفرع الثاني

عدم املنافسة، أثار اهتمامنا البحث عن قبل البحث عن موانع التمسك بشرط رط يف العالقات ذات الطابع الدويل يف إطار القانون الدويل القانون الذي حيكم الش

اخلاص، ومدى إمكان أن يكون تنازع تطبيق القانون الدويل الواجب التطبيق سببا يف )1(.سقوط شرط عدم املنافسة أو مانعا لتطبيقه

شرط عدم املنافسة، يشابه متاما حتديد مدة االستخدام، ذلك حيث يرى بعض الفقه أن املساس اخلطري حبريته، وبالتايل جيب أن خيضع هذا ه يقوم على محاية العامل ضد ألن رط للقانون الوطين للعامل، حبجة أن هذا القانون يتضمن عادة محاية أكرب للمنتمني الش

طين قد يتضمن شروطا أكثر انون العمل الو إليه، غري أن هذا االفرتاض مردود لكون ق .اتساعا يف الزمان واملكان من تلك اليت يتضمنها قانون حمل التنفيذ

هلذا يتجه الرأي إىل اختصاص القانون الذي حيكم عالقة العمل، ذلك أن االختصاص املذكور يستمد سبب وجوده من العمل املؤدى، ومن العالقات اليت تربط العامل

لعمل، وهذا يعترب استمرارا لتنفيذ العقد، وأثرا له حىت ولو كانت املخالفة قد بصاحب ا .متت بعد انقضاء العالقة

وإن كان مصدر االلتزام بعدم املنافسة هو عقد العمل ذاته، فأثر طبيعي هلذا العقد ومن )2(.العدل أن حيكمه القانون الذي حيكم العقد

كم شرط عدم املنافسة قد يكون سببا يف نالحظ أن القانون الذي حي ومن مث .رط كامال هو اآلخر، فتحديد القانون الواجب التطبيق حيدد مصري الشرطسقوط الش

.238مرجع سابق، ص عبد الغني عمرو الرويمض، )1(سعدنا ولد شيخنا، عالقات العمل الفردية ذات الطابع الدولي، رسالة ماجستير، كلية الحقوق، جامعة وهران، سنة )2(

.187، 186، ص 2000/2001

103

غم من توافر شروط صحة شرط عدم املنافسة، جند أن املشرع املصري حدد وعلى الرمسك بشرط عدم مدين مصري، يسقط فيها احلق بالت 3/686صراحة حالتني باملادة

ما حالة ثالثة )1(.املنافسة، ويلحق الفقه :وسنقف بالشرح والتحليل هلذه احلاالت كاآليت

فسخ المستخدم للعقد أو رفضه تجديده دون أن يقع من العامل ما : الحالة األولى :يبرر ذلك

ة ة، وفسخه صاحب العمل، أو كان حمدد املد إذا كان عقد العمل غري حمدد املد العمل جتديده، بعد انتهاء مدته، ودون أن يقع من العامل ما يربر ورفض صاحب

)2(.ض ألي جزاءذلك، كان هلذا األخري أال يتقيد بشرط عدم املنافسة، دون أن يتعر . وميكن هلذه احلالة أن تتحقق حىت ولو مل يكن هناك خطأ ميكن نسبته إىل املستخدم

اء أو رفض جتديد العق د، هو سوء األحوال املالية للمنشأة، مما كما لو كان سبب اإلدعى صاحب العمل إىل ختفيض عدد عماله، وهو ما يتفق مع قواعد العدالة، فما دام

ه ليس على أن صاحب العمل، مل يقبل استمرار العامل يف عمله، أي ا كان السبب، فإن )3(.العامل التقيد بشرط عدم املنافسة

ه كان من األجدر أن يقرن حرمان املستخدم من التمسك بشرط عدم ونرى أناملنافسة يف حالة إنتفاء مربر الفسخ، أو عدم التجديد من الطرفني معا، فاحلرمان من

.مبثابة عقوبة مدنية غري مناسبة حو الذي متت معاجلته يعد مسك بالشرط على الن الت

.153عامر محمد علي، مرجع سابق، ص )1( .612ص ، )9(، مرجع سابق، هامش الوسيط في القانون االجتماعيأحمد حسن البرعي، )2( .213،214، ص 148فقرة ) 6(محمد لبيب شنب، مرجع سابق، هامش )3(

104

ا خاصة إذا كان فسخ العقد أو رفض جتديده يستند إىل ظروف اقتصا دية سيئة مير )1(.العمل

اء(أمر يف غري حمله وكان األوىل استخدام كلمة ) الفسخ(استخدام كلمة كما أن ) إنظرا ألن الفسخ، كما هو معروف عبارة عن جزاء لتخلف أحد املتعاقدين عن تنفيذ التزامه، وهو ما يعين أن فسخ صاحب العمل للعقد دائما ما جيد مربره يف إخالل

امل بتنفيذ إلتزامه، ألن الفسخ هنا يكون بسبب راجع إىل العامل، وهو إخالل الع .بتنفيذ إلتزامه

الفسخ هنا يتسع ليشمل كافة احلاالت اليت ينتهي فيها عقد العمل، لسبب واصطالحراجع إىل املستخدم، دون أن تتوافر هلذا السبب صفيت املشروعية واجلدية، حيث يوصف

اء تعسفي اء يف هذه احلالة، بأنه إ )2(.اإل :إذا فسخ عقد العمل بناءا على خطأ من جانب المستخدم: الحالة الثانية

اء جائر من املستخدم لعقد العمل، كما لو امتنع اء يف هذه احلالة، هو إ واإلاملستخدم عن الوفاء بالتزاماته، قبل العامل أو وقع منه، أو ممن ينوب عنه فعال، ما ميثل إعتداءا على العامل، أو ارتكب فعال خمال باآلداب اجتاه أحد أفراد أسرته، مما اضطر

اء ع قد العمل، ففي هذا رد لسوء قصد املستخدم، من خالل حرمه من العامل إىل إ .التمسك بشرط عدم املنافسة

ه يستوي يف هذه احلالة، أن يكون الفسخ بناءا على طلب العامل، أو بإرادة وبالتايل فإناملستخدم، ولكن يشرتط أن يكون انتهاء العقد بسبب خطأ حمدد من جانب

.لتزاماته العقدية اجتاه العاملاملستخدم، أو بسبب إخالله با

.89، ص)8(، سهير منتصر، مرجع سابق، هامش 255، 254، ص )10(حسن كيرة، مرجع سابق، هامش )1(سابق، التزام العامل بعدم منافسة صاحب العمل في كل من القانونين المصري والفرنسي، مرجع حمدي عبد الرحمن، )2(

.469، ص )83(، مرجع سابق، هامش ، دروس في قانون العمل، عقد العمل الفردي، منير فريد الدكمى158، ص )2(هامش

105

وتطبيقا لذلك، فالعامل يعفى من التزامه بعدم املنافسة، إذا ترك العمل بإرادته بسبب عدم قيام املستخدم بالوفاء باألجر، أو بسبب اعتدائه، أو من ينوب عنه، على العامل

)1(.أو على أحد أفراد أسرتهجتماعية إىل أن اآلثار السلبية احية اإلوترجع احلكمة من تقرير هذا احلكم، من الن

النتهاء الرابطة العقدية على االستقرار املهين للعامل، ال جيوز أن تتضاعف بتقييد حريته )2(.ولو كان يف ذلك منافسة للمستخدم املخطئ ،يف ممارسة مهنته

أما من الناحية القانونية، فيمكن القول بأن خطأ صاحب العمل يعفي العامل التزامه، ويضيف بعض الفقه إىل ذلك تفسريا يستند إىل إراديت الطرفني، فالفرض أن من

هاتني اإلرادتني قد اجتهتا إىل إعمال الشرط يف حالة استقالة العامل وليس إىل حالة )3(.إقالته

حالة إخالء (النزول الصريح أو الضمني عن شرط عدم المنافسة : الحالة الثالثة :« Libre De Tout Engagement » )الطرفيستطيع صاحب العمل، أن يتنازل عن التمسك باتفاق عدم املنافسة، الذي

أبرمه مع أحد عماله، وهذا التنازل قد يكون صرحيا ال لبس فيه، وقد يكون ضمنيا .يستخلص من الظروف واملالبسات

اليت ) خلو الطرف(واجه القضاء الفرنسي، هذه املشكلة عند تفسري عبارة ولقد اية اخلدمة لعامل عند انتهاء العقد .تدرج يف شهادة

.107، ص )6(محمد لبيب شنب، مرجع سابق، هامش )1

(2 ) Soc. 3 dec 1943, d.p, 1944, p 110, soc 27 fev 1950, d.p. 1950. t ii, p 72.

.243عبد الغني عمرو الرويمض، مرجع سابق، ص راجع أيضا (3 ) Cass. soc, 3 oct 1991, n° 89-43.375, stéscore gestion c/honoré: bull. civ.v.n° 389, cass. soc 25 fév

2003, n° 00-46.263, renoud c/stémolyslip, cass.soc, 22 févr 2000, n° 98-43.005, sarlorac/ enquebeck.

106

فهل تعد تنازال ضمنيا عن التمسك بشرط عدم املنافسة؟عبارة دارجة ال ) خلو الطرف(أغلب األحكام القضائية بفرنسا اعتربت هذه العبارة

ه حيق لصاحب العمل أن يتمسك تنطوي على تن ازل ضمين عن شرط عدم املنافسة، وأن )1(.عويض املتفق عليه نظري ذلكببقاء شرط عدم املنافسة، وبالتايل حبقه يف الت

مسك األثر القانوين هلذه العبارة، وتعتربها تنازال عن الت يف حني جند أحكاما أخرى تقر )2(.بشرط عدم املنافسة

ه اية اخلدمة على كلمة ونعتقد أن وإردافها ) خال الطرف(إذا انطوت شهادة . بعبارة أن العامل خال من كل إلتزام،يعد تنازال ضمنيا عن االتفاق بعدم املنافسة

. خلي عنه، باستبعاد تطبيقهرط والت نازل عن الش واألصل أن للمستخدم احلق يف الت ية الكاملة يف مزاولة نشاطه سواء حلسابه ر كذلك العامل، بعد انتهاء عقد عمله، جيد احل

. اخلاص، أو ملستخدم منافسرط، ويكون ذلك يف يف الواقع العملي، فإن املستخدم يستطيع التخلي عن الش

احلالة اليت يقدر فيها املستخدم، بأن العامل يف حالة إبرائه من االلتزام بعدم املنافسةوقد . تنافسية تضر به، سواءا يف نشاط مستقل أو تابع را ما سوف يباشر نشاطاتذنا

عويض املايل، يف هذا التنازل الذي يسمح له جتنب دفع الت .جيد املستخدم مصلحة .واحملدد مبوجب االتفاق على عدم املنافسة

:لكن هذا التنازل جيب أن يكون

.131، ص )8(، مشار إليه في سهير منتصر، مرجع سابق، هامش 7/04/1930مة استئناف ليون محك )1(

(2 ) La mention « libre de tout engagement » portée sur le certificat de travail remis à un salarié à la fin de son contrat. * cass. soc, 24 oct 1960, n° 59 – 40.561: bull. civ. iv. n° 928. * cass. sec, 24 oct 1979, n° 78 - 40.150: bull. civ. v. n° 773. * cass. soc, 19 juin 1991, n° 86-45.504: bull. civ. iv. n° 311.

107

(1).مصرحا به يف العقد املتعلق بعدم املنافسة -

أن يكون تاريخ التنازل مدرجا مبواعيد حمددة وثابتة، من خالل االتفاقيات جيب - (2).اجلماعية، أو مراقبا من قبل احملكمة

.جيب أن يكون صرحيا ودقيقا - رط يف هذا وأن االتفاقيات اجلماعية، تضع يف غالب األحوال التنازل عن الش

سواء كان على شكل رسالة مع حيث تفرتض أن يكون التنازل مكتوبا . قالب شكلياإلشعار باالستالم موجهة للعامل، أو التسليم الشخصي هلا، ورغم ذلك ال يكون العامل متحلال من التزامه اإلتفاقي بعدم املنافسة مبجرد استالمه هلذا التنازل، حيث أن

جال التنازل ال ينتج آثاره يف غياب تأكيد كتايب من العامل عن هذا التنازل يف اآل (3).احملددة مبقتضى العقد، أو االتفاقية اجلماعية

جوع إىل هذا ويف حالة سكوت االتفاقية اجلماعية عن آجال التنازل، فيجب الر ه إذا تضمن العقد أن التنازل جيب أن اإل العقد، وما مت تفاق عليه، وجتدر اإلشارة إىل أن

وحده عن الشرط ال يكفي لتقرير يكون من املستخدم والعامل، فإن تنازل املستخدم العامل ينتج آثاره إال من تاريخ قبولالتنازل عن الشرط، ويف كل احلاالت فإن التنازل ال

(4).عويض املايل للعامل انطالقا من هذا التاريخ، حبيث أن املستخدم يدفع الت له

(1) Renonciation unilatérale de l’employeur parfois interdite par la convention collective, si la

convention collective dispose que" la clause de non concurrence peut a tout moment etre résiliée a la suite d’un accord entre les deux parties », cass.soc ; 11/12/1990.no87-44.291 : bull civ.v.no636. v. aussi : cass.soc ; 19/07/1998,no85-43.179 :bull.civ.v.no461. (2) Cass.soc; 07/03/2000, no98-40.659, seguineau de preval c/stévico: bull.civ.v.no88 (3) Cass.soc;03/05/1989,no86-41.452:bull.civ.v.no324. (4) Cass.soc ; 06/05/1998,no96-40.234,saautosuture france,c/bardeau.civ.v,228(1er moyen).

108

. القواعد الخاصة بتفسير شرط عدم المنافسة، إثباته وآثاره:الثاني المبحث

إن الشرط، وبعد استيفاء شروط صحته يكون مرشحا ألن حيدث آثاره، واليت ميكن رط ينتقل يف هذه املرحلة من شقه املوضوعي إىل شقه اإلجرائي، أخذا القول أن الش

ا القضاءبعني االعتبار إمكانية املنازعة يف الشرط، و (1).هي املسألة اليت خيتص ل مشكلة يف تطبيق شرط عدم املنافسة،هذا مسألة تفسري الش هذا وتعد رط اإلتفاقي، أو

ة على القاضي أن يتيقن من وجود اإلتفاق، وأن حيدد معىن ه طبقا للقواعد العام أن (2).حو الذي يتفق مع قصد املتعاقدينالعبارات الواردة فيه، على الن

كما جيب إبعاد النظر عن مسألة الوجود القانوين للشرط، من خالل تقصي مسألة .اإلثبات

. رط وإثباتهة بتفسير الش القواعد الخاص : المطلب األول

.نظرا خلطورة الشرط اإلتفاقي بعدم املنافسة، الذي ميثل قيدا هاما على مبدأ حرية العملة ختدم العامل، كونه ئيفإن مسألة تفسري الشرط وكذا إثباته جيب أن ختضع لقواعد محا

عيف، وقد تكون دوافعه إلبرام العقد مشوبة بعيب مسترت، ميكن الوقوف الطرف الض يكون احلاجة إىل مورد رزق، أو اخلشية عليه بدراسة الباعث إىل التعاقد، الذي غالبا ما

(3).املوافقة على الشرط من ضياعه يف حال عدم

25المؤرخ في 08/09:م ، وكذلك إختصاص المحكمة االجتماعية في قانون رقم.قمن 112،111،107: أنظر المواد (1)

.2008لسنة .21ر رقم .المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية، ج 2008فبراير .177فاطمة الزهراء، مرجع سابق، ص بوقطة (2)ن القانونين المصري والفرنسي، مرجع سابق، هامش حمدي عبد الرحمن، التزام العامل بعدم منافسة صاحب العمل في كل م (3) .152ص ) 2(

109

.مشكلة تفسير شرط عدم المنافسة: الفرع األوليف بعض األحيان قد يكون الشرط أكثر عمومية، بأن يتفق املستخدم والعامل على

(1).تنفيذ االتفاق بعدم املنافسة مبجرد انتهاء العقد وبغض النظر عن املربررط الذي قليلة، إىل تأكيد الش وقد ذهب القضاء الفرنسي، وإن كان يف مواقف

ذا الش كل واعتباره نافذا يف حق العامل، حىت ولو كان ناجتا عن تصرف تعسفي يرد (2).للمستخدم كتسرحيه دومنا سبب

فإن العامل حممل بالتزام متمثل يف االمتناع عن عمل، وإن أمكن القول فإن التزامات ضة على العامل، وال ميكن وصفها يف هذا املستخدم أقل درجة وحدة من تلك املفرو

.احلال باملتقابلةغم من ذلك فإن إخالل أحد الطرفني بالتزاماته ترتتب عنه ه وعلى الر على أن

املسؤولية، هذه األخرية هي اليت جتعل مسألة التفسري واجبة، بل وضرورية لتحقيق هذا األساس جيب أن يفسر االتفاق اخلاص بعدم وعلى (3).العدالة والتوازن العقدي

وحباجة إىل تفسري، يف مصلحة العامل، طبقا . املنافسة، إذا كان غامضا أو مبهماالشك ( وجيب أن يكون ذلك يف إطار مبدأ (4).فسري املرعية يف قانون العمللقواعد الت

ذا االلتزام) يفسر ملصلحة املدين ا إذا كان نص االتفاق أم . والعامل هنا هو املدين

(1) JEAN PELISSIER, op cit, p 295. (2) Cass.soc. 22 octobre 1997; cass.soc; 25 octobre 1995; à consulté sur le site: http://www.courdecassation.fr. (3) CÉLINE TILMONT, Le dol du salarie dans la conclusion du contrat de travail, d.e.a de droit des contrats, mémoire, université de lille 2année universitaire 2001/2002.

ة (4) .وذلك نظرا لطبيعة القواعد الحمائية في قانون العمل التي تخدم العامل، كما يمكن اإلستئناس بالقواعد العام

110

ا كان حكمه، طاملا حتققت فيه -يف غري حاجة إىل تأويل - واضحا فيجب إعماله أي (1) .الشروط اليت يتطلبها القانون

أن ميارس مهنته وفق اختياره –بعد انتهاء عقده - واألصل هو حرية العامل هذا دت حريته مبقتضى االتفاق فإن هذا القيد يعد خالفا لألصل وجيب الكامل، فإذا قي

.بالتايل عدم التوسع يف تفسريهيق لشرط فسري الض إىل األخذ بالت - والقضاء أحيانا - ولقد ذهب بعض الفقه .فسري الواسع لهق بعدم املنافسة، وأحيانا أخرى إىل األخذ بالت االتفا

:يقأنصار التفسير الض : أوال -مل، ومن مث يتعني أن نافسة هو خروج عن مبدأ حرية العيرون أن االلتزام بعدم امل

حيث . يكون تفسريه يف حدود ضيقة مع وجوب االلتزام حبرفية اإلتفاق دون أي توسعه إذا مل يبني االتفاق مدى املنع وما إذا كان يشمل قيام العامل بالعمل لدى ذهبوا إىل أن

فضال عن اشرتاكه يف تأسيس مثل هذا املشروع، وجب تفسري االتفاق ،مشروع منافسه ال حيظر سوى إنشاء مشروع منافس دون حظر االلتحاق لدى أصحاب عمل بأن

(2).آخرينه إذا كان الشرط، .قد حتدد حبالة انتهاء العقد اختيارا من جانب العاملوقضي أيضا بأن

اء التعسفي من جانب صاحب العمل (3).فال جيوز تطبيقه يف حالة االه يف حالة النص، على منع مسري إحدى املنشآت من أن يؤسس،أو قضي كذلك، بأن

كيلومرت وخالل مخس) 100(يستغل أو يدير مباشرة،أو غري مباشرة يف حدود مئة سنوات من تاريخ إنتهاء عقد العمل، جتارة، أو منشأة من ذات طبيعة نشاط )05(

.613ص ) 9( ، مرجع سابق ،هامش سيط في القانون االجتماعيالو أحمد حسن البرعى، (1) .105ص ) 6( محمد لبيب شنب، مرجع سابق، هامش (2)

(3) BRUN ET GALLAND, Traité de droit du travail. tom ii, sirey, paris 1977.p341.

111

رط ال مينع املسري املذكور أن يشغل منصب املدير صاحب العمل، فإن مثل هذا الش ه إذا انطوى شرط عدم املنافسة .الفين يف شركة ذات نشاط مماثل وقضي كذلك، بأن

أو منشآت . دى احتادات مشرتي التجزئةعلى منع العامل من االلتحاق بالعمل لة أينما كانت، مث بعد انتهاء عقد العمل التحق العامل لدى شركة تتوىل التغذية العام

فسري الضيق فمحكمة املوضوع قضت، وفقا للت . البيع باجلملة، يف نطاق النشاط املمنوعن هذا االلتزام مقصور رط اإلتفاقي بعدم املنافسة، ألبأن العامل مل خيالف مقتضى الش

ا العامل (1).على العمل لدى احتادات مشرتي التجزئة، وليس جتارة اجلملة اليت التحق رط اإلتفاقي فعال، فهذا التفسري يتفق يف احلقيقة، مع املعىن الواضح بعبارة الش

111/1ما يصادف قصد املتعاقدين صراحة، وتطبيقا لنص املادة وهو. وتتفق معهاإذا كانت عبارة العقد واضحة فال جيوز االحنراف " من القانون املدين، اليت تنص على أنه

."عنها عن طريق تأويلها للتعرف على إرادة املتعاقدينتعاقدين وقد قضت حمكمة النقض املصرية، بأن القاضي ملزم بأن يأخذ عبارة امل

فسري، االحنراف عن مؤداها الواضح إىل الواضحة كما هي، فال جيوز له حتت ستار الت فظ، إال أن املفروض معىن آخر، ولئن كان املقصود بالواضح، هو وضوح اإلرادة ال اللا تقصده اإلرادة، وعلى القاضي إذا ما محل العبارة فظ يعرب بصدق عم يف األصل أن الل

(2).لظاهرها، أن يبني يف حكمه األسباب املقبولة اليت تربر هذا املسلك معىن مغاير

من القواعد اليت وضعها املشرع يعد - املشار إليها -وملا كان ما قضت به املادة وينطوي اخلروج عنها خمالفة للقانون، ملا يف ذلك من حتريف ونسخ .على سبيل اإللزام

(1) ANTHONY BEM- La clause de non concurrence en droit français, article de doctrine publié sur le sit : http:// juritravail.com.26 décembre 2009 p03.

1724ص .ق44لسنة 103، الطعن رقم 28، مجموعة أحكام محكمة النقض، السنة 30/11/1977نقض مدني مصري (2)جلد الثاني، منقحة بواسطة المستشار الوسيط في شرح القانون المدني، مصادر االلتزام، الم أورده عبد الرزاق أحمد السنهوري،

. 801ص 287رقم ) 13(مرجع سابق هامش ،مصطفى محمد الفقى

112

ذا فإن مسألة التفسري هذه ختضع لرقابة حمكمة وتشوية لعبارة العقد الواضحة، و .النقض

يق، ميكن أن ميتد إىل تقدير الظروف، اليت يتم فيها فسري الض ويبدو لنا مما سبق أن الت اء عالقة العمل، كما ميتد إىل فهم نوعية النشاط املنافس .إ

زمت يف مواجهة د الت يق، إىل حفسري الض ومع ذلك فال جيوز االنسياق خلف إغراء الت مصاحل صاحب العمل، فصحيح أن مبدأ حرية العمل، مبدأ أساسي ولكن ال جيوز أن يطبق بطريقة تنحرف به عن هدفه، وبالتايل، ال جيوز أن ينتهي إىل اإلضرار البالغ

.مبصاحل املنشأة السابقةليت يهدف إليها يذهبون إىل ضرورة البحث عن الغاية، ا:أنصار التفسير الواسع: ثانيا

املتعاقدان، من اإلتفاق على عدم املنافسة، وحماولة حتقيق هذه الغاية يف تنفيذ االلتزام، (1).أو غري حمددة ،عندما تكون العبارات املستخدمة غري واضحة وهو ما تظهر أمهيته

ومت القضاء بأن حظر قيام ممثل شركة التأمني، بتمثيل شركات أخرى،يقتضي ا، ألن القول بالعكس يؤدي إىل منعه من إ نشاء شركة جديدة، أو أن يشرتك يف إدار

(2).رط عن غايتهاإلحنراف بالش من جواز االتفاق على منع العامل من .عليه ما ذهب إليه بعض الفقه اوتأسيس

هل يقتصر على الدخول شريكا يف ،مشروع، إذا أدرج يف اإلتفاق أن يشرتك يف أي إذ . مشروع منافس، أم ميتد إىل صور أخرى، من املسامهة كالتعاقد على القيام بعمل ما

أي، إىل أن احلرص على فعالية الشرط، مبا حيقق اهلدف منه يقتضي منه يذهب هذا الر

.124ص ) 10(إسماعيل غانم، مرجع سابق، هامش (1)د الرحمن، التزام العامل بعدم منافسة صاحب العمل في كل من القانونين المصري والفرنسي، مرجع سابق، هامش (2) 2حمدي عب

.153ص

113

بصفته أن ينصرف االشرتاك إىل مسامهة العامل يف املنافسة، سواء بصفته شريكا أو (1).عامال

فيكون من املناسب فسري يتفق مع احلماية، اليت فرضها املشرع ألسرار العمل،وهذا الت إىل كافة صور مسامهة العامل يف مشروع منافس كشريك أو ) يشرتك(أن ينصرف لفظ

ا إذا كان هناك " قانون مدين 2/ 111كعامل، ويقابل هذا ما نصت عليه املادة أمية املشرتكة للمتعاقدين دون الوقوف عند املعىن العقد، فيجب البحث عن الن حمل لتأويل

احلريف لأللفاظ، مع اإلستهداء يف ذلك بطبيعة التعامل، ومبا ينبغي أن يتوافر من أمانة ".وثقة بني املتعاقدين، وفقا للعرف اجلاري يف املعامالت

ن ندعمه، إىل أن الذي نرى أنه أصاب، وحن(2)هذا وينحو جانب من الفقه، تفسري شرط عدم املنافسة ال يقبل صياغة مبادئ عامة جامدة وصارمة، إىل درجة أن تكون املسألة رياضية تقبل حلول خمتلفة لكن دائما بنتيجة واحدة، فيكون هناك نوع

.من احلجر على إرادة املتعاقدين، إذا مل نقل إهدار للمصاحل املرعية للطرفنيوباعتبار أن العامل دائما ما يكون يف (3).ك يؤول ملصلحة املدينوعلى أساس أن الش

موقف ضعف بالنظر إىل املستخدم، فغالبا ما تكون إرادته معيبة فيما ميكن أن نصطلح عليه بعيب احلاجة، واليت هي طبعا احلاجة إىل مورد رزق، ودخل قار، أو على األقل

يرى فيه العامل بوابة مشروع ما، ال عويض عن شرط عدم املنافسة الذي مبلغ الت (4).يتعارض مع إلتزامه إجتاه املستخدم

ل، إسماعي142ص ) 10(،مرجع سابق هامش ،3جامعة القاهرة، الطبعة ةمحمود جمال الدين زكي، ، قانون العمل، مطبع (1)

.124ص ) 10(غانم، مرجع سابق، هامش 2 شهام حمدي عبد الرحمن، التزام العامل بعدم منافسة صاحب العمل في كل من القانونين المصري والفرنسي، مرجع سابق، (2)

.154ص .م. ق 112المادة (3)

.م. ق 88 المادة (4)

114

إذا قد يكون اإلكراه االقتصادي للعامل قبل املستخدم هو السبب الفعلي للتعاقد، وما دام األمر كذلك فإن العقد، يكون قد مت بطريق اإلذعان فتنطبق عليه

.قانون مدين 110أحكام املادة

العقد بطريقة اإلذعان، وكان قد تضمن شروطا تعسفية، جاز للقاضي إذا مت " أن يعدل هذه الشروط أو أن يعفي الطرف املذعن منها، وذلك وفقا ملا تقضي به

".العدالة ويقع باطال كل إتفاق على خالف ذلك

وعطفا عليه، فإن القواعد الشرعية يف هذا الباب كثرية الزخم، من ذلك قاعدة ا احلكم وليس األ مور مبقاصدها، واليت تفيد أن العربة باإلرادة الباطنة اليت يتعلق

.الظاهرة فقط من حيث ترتيب األثر

ويتفرع عن هذه القاعدة مبادئ، منها أن العربة يف العقود باملقاصد واملعاين ال .إليه وأن من سعى يف نقض ما مت من جهته فسعيه مردود. باأللفاظ واملباين

فقد يكون غرض املستخدم من شرط عدم املنافسة جمرد التضييق على العامل، ومنعه من مباشرة نشاط مستقل، وعلى القاضي أثناء تفسري الشرط أن يقف أساسا على الباعث

وهذه مسألة جد ، حث عن الفائدة واملصلحة من وجودهإليه، بغض النظر عن ضرورة البوف عليها بالنظر للسوابق القضائية للمستخدم يف هذا صعبة، ميكن للقاضي الوق

ال (1).ا

(1) STEVE ADLER, Non Competition Clauses (Covenants Not To Compete) In Labour Contracts, General Report XIV The Meeting Of European Labour Court Judges Paris, France- 4 Sep 2006.P6.

115

هذا ويتحدد التزام العامل بعدم املنافسة على ضوء ما تضمنه العقد أو إتفاقية العمل اجلماعية من أحكام، إذ يلتزم باحرتام نطاق اإلمتناع الذي رمسته له من حيث زمانه

(1).يت يبدأ سريانه يف مواجهتهومكانه، وكذا طبيعته، إىل جانب اللحظة ال

كل هذا يبقى ضمن إطار السلطة التقديرية للقاضي، الذي له أن يقدر هذه احلدود بقدرها، كما له أن يثبتها أو ينفيها، لكن دائما يف حدود احرتام إرادة املتعاقدين، وطاملا

(2).أن ليس هناك تعسف يف استعمال احلق بأي شكل كانوجه العامل خيتلف من إتفاق إىل آخر، فقد يقرتن سريانه وسريان الشرط يف

ا، حبيث يكون التقيد به منذ بداية العمل لدى املستخدم، بسريان عالقة العمل ذامبنعه من العمل خارج أوقات الدوام الرمسية، وقد يكون حتديدها يف أحوال أخرى مسندا

.إىل حتقيق واقعة انقضائها مع حتديد السببا مببادرة ويف هذا االحتمال يتصور أن يتفق الطرفان على سريان الشرط بانتهاء العقد إم

كفصل العامل (3) ،العامل أو املستخدم مع وجود سبب جدي إلقدامه على ذلك (4).الرتكابه خلطأ جسيم

ه على القاضي، ويف كل حالة على حدى أن وعلى ضوء كل ما سبق نرى أنعامة التفسري الضيق، ولكن أخذا يف االعتبار أيضا روح يفسر الشرط، مراعيا بصفة

.االتفاق، وما انصرفت إليه النية املشرتكة لطرفيه

.177ص السابق، مرجع اء،الزهر فاطمة بوقطة (1)

(2) AYVAYAN GUILLAUME, Clause de non – concurrence et clause pénale : la commune intention des parties à l’épreuve du pouvoir judicaire, mémoire de stage, université pierre mendés france- grenoble, année 2008-2009-p63

.177بوقطة فاطمة الزهراء،مرجع سابق، ص (3)

.ع.ع.ق 73 المادة وانظر المذكرة، هذه من بعدها وما 46 الصفحة ذلك في راجع (4)

116

.إثبات شرط عدم المنافسة: الفرع الثاني -

عن اإللتزام األصلي، أو أنه يف تابع ملنافسة، ومن حيث أنه إلتزامإن شرط عدم ا ه من حيث املبدأ خيضع ملا هو مقرر لاللتزام األصلي -واقع األمر نتيجة حمتملة عنه، فإن

.عالقة العملكما نصت على ذلك الفقرة األوىل . حيث أن عالقة العمل تنشأ بعقد كتايب

على ذلك أثار فيما يتعلق مبسألة اإلثبات وفق ورتبت (1)،)ع.ع.ق(من 08من املادة رط خاضعا من ذات القانون، كان ميكن أن يكون إثبات الش 10ما نصت عليه املادة

.لنفس األحكاموجود عقد لكن ونظرا خلطورة هذا الشرط، وكذا صعوبة بيان نية األطراف حىت يف ظل

كلها أمور تنفي أن ختضع مسألة مكتوب، وكذا ثقل االلتزام املتعلق بعدم املنافسة، .إثبات شرط عدم املنافس لألحكام السابقة

ه يتعني أن يتم إثبات شرط عدم املنافسة كتابة، ويف كل األحوال .إذ نرى أنسواء كان عقد العمل من العقود اخلاضعة للقانون املدين، أو من العقود اخلاضعة لقانون

(2) .العمله )10- 05قانون رقم ( 333فاملادةفوفقا للقانون املدين، يف " ، تنص على أن

دينار جزائري 100.000صرف القانوين تزيد قيمته عن جارية، إذا كان الت غري املواد الت أو كان غري حمدد القيمة فال جيوز اإلثبات بالشهود يف وجوده أو انقضائه مامل يوجد

."نص يقضي بغري ذلك

س مبدأ سلطان اإلرادة في إنشاء عالقة العمل وكذا إنهائها وفق ما أكدته المادة (1) عقد العمل يتم. " ع.ع.من ق 09وقد كر

.من ذات القانون 11ذات اإلطار ما نصت عليه المادة يوانظر كذلك ف" حسب األشكال التي تتفق عليها األطراف المتعاقدةالتزام العامل بعدم ، وحمدي عبد الرحمان،74ص ) 10(حسن كيرة ، مرجع سابق، هامش : وقد ذهب إلى ذلك كل من (2)

.156ص) 2(ونين المصري والفرنسي، مرجع سابق ،هامش منافسة صاحب العمل في كل من القان

117

د العامل بالنسبة للمستقبل، فال ميكن أن وحيث أن شرط عدم املنافسة، ي قيحتدد قيمته مستقبال، فال بد من اعتباره غري حمدد القيمة، وبالتايل فإن إثباته وفقا لنص

وال يعفي من شرط . سالفة البيان، ال يكون إال بالكتابة 333الفقرة األوىل من املادة مع (1)حلصول على وثيقة مدونةالكتابة إال وجود مانع مادي، أو أديب حيول دون ا

ا بغري وجود - وجوب مالحظة أن العالقة بني العامل واملستخدم ال تعد يف حد ذا (2).من قبيل املوانع - صلة قرابة

ه أحيانا ما يكون الشرط اإلتفاقي بعدم املنافسة مستقال عن عقد هذا فضال عن أنقانون 334/1الة فإن املادة العمل، وملحق به عن طريق اتفاق تكميلي يف هذه احل

ال جيوز اإلثبات : " تكون واجبة التطبيق واليت تقضي) 10- 05قانون رقم ( مدين : دينار جزائري100.000بالشهود ولو مل تزد القيمة على

..."،ما اشتمل عليه مضمون عقد رمسي زفيما خيالف أو جياو - لكتابة، وهو إدعاء ما يعترب ة، فإن إثبات ما جياوز اوإعماال لنص هذه املاد

(3).إضافة إىل ما هو مكتوب، وال جيوز إثباته إال بالكتابة أيضاوتطبيقا لذلك إذا أفرغ الشرط االتفاقي بعدم املنافسة يف صورة اتفاق مستقل عن عقد

ه جيب كتابته ، حيث ال جيوز إثباته إال بالكتابة إعماال لنص املادة 334/1العمل، فإن .البيان، باعتباره ميثل إضافة لعقد العمل، ويعترب مكمال ملا ورد به من التزامات سالفة

إذا وجد -: يجوز اإلثبات بالشهود أيضا فيما يجب إثباته بالكتابة) " 10-05قانون رقم ( قانون مدني 336تنص المادة (1)

.ج عن إرادتهإذا فقد الدائن سنده الكتابي لسبب أجنبي خار -مانع مادي أو أدبي يحول دون الحصول على دليل كتابي، شحمدي عبد الرحمان، التزام العامل بعدم منافسة صاحب العمل في كل من القانونين المصري والفرنسي، مرجع سابق، هام (2) .156ص 2

.93ص ) 28(جميل الشرقاوي، مرجع سابق، هامش (3)

118

وبالتايل يتعني أن يكون شرط عدم املنافسة مكتوبا دائما، فإذا مل تتوافر الكتابة جاز (1).للعامل، وحدة إثبات حقوقه جبميع طرق اإلثبات

.08/09رقم اختصاص المحكمة اإلجتماعية في قانون: الفرع الثالث

املؤرخ يف 08/09إهتم قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية رقم باختصاص احملكمة االجتماعية عكس ما كان عليه القانون امللغى،إذ 25/02/2008

إىل ذكر كيفية تشكيلها وجماهلا املوضوعي واإلقليمي للفصل فيها وكذا آجال (2)تعرض ليت منحت للمحكمة االجتماعية بأوامر رفع الدعوى، واالختصاصات اجلديدة ا

.إستعجالية يف بعض احلاالت املنصوص عليها قانونالذا فإن اهلدف من هذا الفرع، وبطبيعة احلال يف حال املنازعة املتعلقة بشرط عدم

وعليه حناول . زاع إىل احملكمة االجتماعيةاملنافسة يف عقد العمل يؤول الفصل يف هذا الن خلطوط العريضة هلذه املسألة، ونتناول يف ذلك اختصاص احملكمة أن نعطي بعض ا

).ثانيا( ، وسري الدعوى)أوال( االجتماعية :إختصاص المحكمة االجتماعية: أوال

يتشكل القسم االجتماعي من قاضي رئيس ومساعدين، أحدمها ميثل أرباب العمل شكيل، فإن األحكام ذلك من النظام العام، وإذا خالف هذا الت والثاين العمال ويعد

(3).الصادرة تكون حتت طائلة البطالن :نظم هذا القانون اختصاصات احملكمة االجتماعية يف صنفني ومها

(1) STEVEN ADLER, op.cit; p12.

ة المعدل والمتمم والملغى بقانون المدنيالمتضمن قانون اإلجراءات 1966يونيو 08المؤرخ في 66/154أمر رقم (2)08/09. .إ.م.إ.ق 502 أنظرالمادة (3)

119

-I 66/154( يتعرض قانون اإلجراءات املدنية امللغى مل:االختصاص الموضوعي (إىل املواضيع اليت يعود فيها االختصاص إىل احملكمة االجتماعية، بينما قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية حدد جمموعة من املواضيع يؤول فيها االختصاص للمحكمة االجتماعية

: وهي .إثبات عقود العمل والتكوين والتمهني -1اء عقود العمل والتكوين والتمهني -2 .تنفيذ وتعليق وإ .منازعات انتخاب مندويب العمال -3 .املنازعات املتعلقة مبمارسة احلق النقايب -4 .املنازعات املتعلقة مبمارسة حق اإلضراب -5 .منازعات الضمان االجتماعي والتقاعد -6 (1).اجلماعية للعملاملنازعات املتعلقة باالتفاقيات واالتفاقات -7

يعد هذا التحديد إنارة لكل متقاضي، بالتسهيل عليه يف معرفة اجلهة القضائية املختصة عكس ما كان سابقا، إذ كان يصعب معرفة اجلهة القضائية املختصة مما جيعل كل من يريد رفع دعوى قضائية العودة إىل األحكام اخلاصة لكل موضوع من املواضيع

أعاله، ومع ذلك يصعب معرفة اجلهة املختصة نتيجة وجود فراغات قانونية، املذكورة .لذلك حسن ما فعل املشرع يف حتديد املواضيع للمحكمة االجتماعية

-II كان ينظر لالختصاص اإلقليمي يف جمال عالقات العمل، :االختصاص اإلقليميكان العمل حاصال يف وال سيما يف املنازعات اليت تقوم بني املستخدم والعامل، إذا

مؤسسة ثابتة أمام حمكمة املكان الواقعة يف دائرة اختصاصها تلك املؤسسة، وإذا كان

.إ.م.إ.ق) 500( والمادة الملغى 66/154 أمر من) 08( المادة أنظر (1)

120

العمل غري حاصل يف مؤسسة ثابتة فيعود االختصاص حملكمة املكان الذي أبرم فيه عقد (1).العمل

تعد التعديالت اليت أدخلت يف جمال االختصاص اإلقليمي لفائدة العامل، ألن .املشرع منح له عدة اختيارات عند رفع الدعوى

ا أن يعود للمحكمة اليت مت يف دائرة اختصاصها إبرام عقد العمل - .إما أن يعود للمحكمة اليت مت يف دائرة اختصاصها تنفيذ العقد - .إما موطن املدعي عليه، إذ ينطبق هذا مع ما ورد يف - ا يعود للمحكمة اليت يوجد إم ).امللغى(م .إ.من ق 8دة املا

اء أو تعليق عقد العمل إال أن الذي مل يتعرض إليه من قبل يتمثل يف حالة إا موطن بسبب حادث عمل أو مرض مهين، يؤول االختصاص إىل احملكمة اليت يوجد

(2).املدعي :سير الدعوى: ثانيا

أي نزاع يثور حول ومن ذلك ما يتعلق ب. ترفع الدعاوى املتعلقة بقانون العمل شرط عدم املنافسة يف عقد العمل، أمام القسم االجتماعي بعريضة افتتاح دعوى كبقية

ة، جيب أن تكون بعريضة مكتوبة ومؤرخة تودع . القضايا األخرى أي طبقا للقواعد العامويشرتط كذلك (3).بأمانة الضبط أو وكيله أو حماميه بعدد النسخ يساوي عدد األطراف

ضمن عدة بيانات منها حتديد اجلهة القضائية اليت ترفع أمامها الدعوى، اسم أن تتولقب املدعي وموطنه، اسم ولقب وموطن املدعى عليه، فإن مل يكن له موطن معلوم فاخر موطن له، وكذا اإلشارة إىل تسميته، وطبيعة الشخص املعنوي ومقره االجتماعي

).الملغى( م.إ.ق 8/16المادة (1) .إ.م.إ.ق 501 المادة (2)

.إ.م.إ.ق من) 14( و) 503( والمادتين) الملغى( 66/154 األمر من 12/1 المادة أنظر (3)

121

عرض موجز للوقائع والوسائل اليت تؤسس عليها وصفة ممثله القانوين أو اإلتفاقي، مع (1).الدعوىعلى (2).يوما من تاريخ رفع الدعوى 15حتدد أول جلسة يف أجل أقصاه

من تسليم . يوما على األقل 20خالف القضايا األخرى اليت تشرتط احرتام أجل (3).التكليف باحلضور والتاريخ احملدد ألول جلسة

ق على باقي القضايا وجيب هذا ما مينح القضايا االجتماعية ميزة خاصة، ال تطبعلى القاضي االجتماعي أن يفصل يف أقرب اآلجال، وهذا ما نادى به العديد من

، إذ )امللغى( م .إ.من ق 40املتخصصني يف جمال القانون االجتماعي لتطبيق املادة رغم املعارضة . اليت يؤمر بتنفيذ النفاذ املعجل تكيف هذه القضايا بقضايا النفقة الغذائية

. إ.م.إ.من ق 02فقرة 505أو االستئناف وهو األمر الذي مت مبوجب املادة I المدة القانونية لرفع الدعوى:

ة للتقادم املذكورة يف القانون املدين، إذ تدخل حقوق العمال ضمن القواعد العامسنة، فيما عدا احلاالت اليت ورد فيها نص خاص يف 15يتقادم االلتزام بانقضاء

(4).القانونأتى قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية بقاعدة جديدة مل تكن من قبل، وهي

أشهر من تاريخ 06االجتماعي يف أجل ال يتجاوز ضرورة رفع الدعوى أمام القسم (5).تسليم حمضر عدم الصلح، وذلك حتت طائلة سقوط احلق يف رفع الدعوى

.إ.م.إ.ق من) 15( والمادة) الملغى( 66/154 األمر من 12/1 المادة (1) .إ.م.إ.ق من) 505( المادة (2) ).الملغى( 66/154 أمر) 16( المادة وكذلك إ.م.إ.ق من) 16/2( لمادةا (3) .والمتمم المعدل المدني القانون المتضمن 26/09/1975 في المؤرخ 75/58 أمر من) 308،309( المادتين (4) .إ.م.إ.ق) 504( المادة (5)

122

ة املذكورة أعاله فعلى العامل الذي يرغب يف رفع دعوى ضد املستخدم أن يتقيد باملد باحلقوق من تاريخ تسليم حمضر عدم الصلح، و إال يفقد حقه، أي ال ميكنه املطالبة

ا أمام مفتشية العمل اليت ذكرت .يف حمضر عدم الصلح لتقادمهااليت سبق املطالبة -II االختصاص الجديد للقاضي االجتماعي:

لعل األهم، والذي ميكن أن نعاجله من باب االختصاصات اجلديدة، ميكن .اإلشارة إىل قضاء االستعجال والتنفيذ الفوري

:اإلستعجالياالختصاص / أا مع التعديل األخري أصبح القضاء اإلستعجايل كان حكرا على رئيس احملكمة، أم

ذا التعديل أصبح لقاضي املوضوع الفصل أيضا (1) مقسما على خمتلف أنواع القضايا وامية إىل يف القضايا اإلستعجالية، بأن يأمر باختاذ كل اإلجراءات املؤقتة أو التحفظية الر

وتكون األوامر قابلة (2).تصرف من شأنه أن يعرقل حرية العمل وقف كل (3).علما أن هذا اإلجراء غري موقف للتنفيذ.لإلستئناف

:التنفيذ الفوري/ بضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية اختصاص للقاضي االجتماعي يتمثل يف جواز

(4).تقدمي العامل أو املستخدم طلب للتنفيذ الفوريبأن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية، دعم وبصفة كبرية الطبيعة احلمائية يف ونرى

.القضايا االجتماعية بصفة تتماشى وخصوصية هذه القضايا، وقد فعل حسنا بذلك

).الملغى(م.إ.ق مكرر) 171( المادة (1) .إ.م..إ. ق من) 507( لمادةا (2) .إ.م.إ.ق من) 509(،)508( المادتين (3) .إ.م.إ.ق من) 509( المادة (4)

123

.شرط عدم المنافسة آثار:المطلب الثاني

ر خمالفة شرط عدم املنافسة من طرف العامل بقيامه مبزاولة النشاط املمنوع يتصو (1).عليه خالل فرتة احلظر، سواء حلسابه الشخصي أو لدى مستخدم جديد

الشرط تتحدد بتحديد مسؤولية كل من العامل املدين، وامللتزم بتنفيذ وعليه فإن آثار. الشرط اإلتفاقي بعدم املنافسة، ومسؤولية املستخدم اجلديد، الذي التحق به العامل

طالن االتفاق، ومدى استفادة اخللف اخلاص للمستخدم، وكذا حتديد ما يرتتب عن بمن شرط عدم املنافسة، ومن مث حبث دور اتفاقيات العمل اجلماعية يف تطبيق شرط

.عدم املنافسة، وذلك كما يلي البيان .جزاء اإلخالل بشرط عدم المنافسة: الفرع األول

ومن مث تقصي مدى ونبحث يف هذا الشأن ترتيب املسؤولية وإحلاقها بأطرافها، :استفادة اخللف اخلاص للمستخدم من شرط عدم املنافسة على النحو االيت

:مسؤولية العامل: أوال يعد التزام العامل من طبيعة سلبية، ففي حالة إخالل العامل بالتزامه التعاقدي

احلق يف بعدم املنافسة، تقوم مسؤوليته التعاقدية قبل صاحب العمل، الذي له فضال عن التعويض بدفع قيمة الشرط اجلزئي إذا أتفق عليه، والذي يف وسع العامل أن يطلب

يكون للمستخدم أن (2).تدخل القضاء لتعديل مبلغه إذا رأى أن هناك مبالغة يف تقديرهيطالب بالتنفيذ العيين اللتزام العامل وذلك بإزالة املخالفة، ومنع استمرارها إعماال لنص

(3).م وللقاضي يف سبيل حتقيق ذلك، استخدام الغرامة التهديدية.ق 173املادة

.178 ص سابق، مرجع الزهراء، فاطمة بوقطة (1) .475 ص سابق، مرجع زهران، محمود محمد همام (2) .م.ق 175 ،174 المواد أنظر (3)

124

ه ال وحيث أن التزام العامل بعدم املنافسة، هو التزام باالمتناع عن عمل، فإن (1).حاجة للمستخدم إىل إعذاره، ما دام أن خرق اإلتفاق مت فعال وال ميكن الرجوع فيه

ملنافسة، ويستطيع املستخدم أن يثبت خمالفة هذا فضال عن أن العامل ملتزم بعدم االعامل بكل طرق اإلثبات، ألن األمر يتعلق بإثبات واقعة قانونية، واألصل أن الدائن

ولكن جمال تطبيق (2).هو املكلف بإثبات الدين، واملدين مكلف بإثبات التخلص منهبتنفيذ التزامه ) عاملال( املدين) املستخدم( هذه القاعدة يكون عندما يطالب الدائن

ا يف حالة اخلطأ العمدي، وإخالل املدين بالتزامه يف هذا الشأن فإن األمر . عينا، أمخمتلف، حيث أن الدائن يف هذه احلالة ال يطالب املدين بتنفيذ االلتزام عينا، بل يطالبه

املدين مل ينفذ فالدائن يف هذه احلالة هو الذي يدعي، أن . بالتعويض لعدم تنفيذ االلتزامأي أن ( التزامه، ومن أجل ذلك يطالب بالتعويض، فعلى الدائن يقع عبئ اإلثبات

ه قد أصابه ضرر من جراء ذلك، مع توافر عالقة السببية بني ) املدين مل ينفذ التزامه وأنوال تقتصر هذه اآلثار على العامل فحسب بل متتد (3).الضرر الواقع واخلطأ املرتكب

.كثرية إىل املستخدم اجلديد يف أحوال

:مسؤولية المستخدم الجديد: ثانيا يتحمل املستخدم اجلديد باعتباره من الغري املسؤولية التقصريية يف مواجهة

املستخدم القدمي، إال أن ذلك ال يتحقق يف كل األحوال، حبيث يتوقف حتميله املسؤولية على البحث يف نيته والذي تستسقي من مدى علمه بوجود االتفاق على عدم املنافسة

.م.ق 181 المادة لمقتضى تطبيقا (1) م.ق 323 المادة (2) 328،327 ،ص187 رقم ،)12(سابق،هامش الصدة،مرجع فرج المنعم عبد (3)

125

(1).من عدمه عند استخدامه للعامل :علم صاحب العمل الجديد بوجود الشرط/ أ

فرضا بثبوت العلم، يقع على املستخدم اجلديد عبئ تعويض املستفيد من الشرط أي املستخدم األول، عقب إثبات هذا األخري لعلمه القاطع بوجود الشرط، كأن يقدم

قعا عليه من امل سالة املضمونة الوصول وإشعار استالمها مو ستخدم اجلديد، نسخة من الر (2).واليت يعلمه فيها باالتفاق الذي جيمعه بالعامل

وسواء حتقق هذا العلم قبل إعادة استخدام العامل أو بعده، فإن صاحب العمل ل ذلك (3).اجلديد ملزم بقطع عالقة العمل يف حال طلب املستخدم األو

:جهل المستخدم الجديد بوجود شرط عدم المنافسة/بليس يف اإلمكان اعتبار املستخدم اجلديد للعامل مشرتكا معه يف خرق االلتزام

بعدم املنافسة، إال إذا ثبت علمه بوجوده، ويقع عليه يف سبيل دفع املسؤولية عنه إقامة ه بذل الدليل على جهله وذلك يكون بكل وسيلة ممكنة ومتاحة ومن ذلك أن يثبت أن

هد والعناية الالزمني كاستعالمه لدى . يف االستفسار عن إمكانية وجود الشرطاجل (4) .صاحب العمل السابق

وله يف سبيل هذا األمر االستعانة بشهادة الشهود، أو له كذلك أن يدفع خبطأ العامل وتغريره إياه بأن كان مثال أن قدم له وثائق تفيد براء وخلو ذمته من أي التزام مشابه،

.ثال تقدمي العامل لتصريح شريف موقع عليه من طرف هذا األخريواألقرب إىل هذا امل

(1) Cass.soc.19 octobre 1999, r.j.s. 11/99, n°1392 (2) SERGE KAUDER, Les différents aspects des clause de non- concurrence en france, revue quotidienne de veille juridique, doctrine, 12236, publié le 24 mai 2005, article publie sur le site : //http www.net.iris.fr/veille- juridique/doctrine/12236.p11.

.180بوقطة فاطمة الزهراء، مرجع سابق، ص (3)(4) AYVAYAN GUILLAUME, op, cit, p 65.

126

مة من .كما ميكن أن يكون العامل قد قدم للمستخدم اجلديد شهادة عمل مسلذا الشرط .املستخدم السابق، واليت ال تتضمن أي بند خاص

وعليه يف حالة ما إذا تبني بأن جهل املستخدم بوجود الشرط يعود إلمهاله ه يفرتض فيه العلم بالشرط، فيعد مقصراالشخ ومن مث يكون . صي وعدم حرصه، أو أن

(1).مسئوال اجتاه املستخدم القدمي .اص للمستخدم من شرط عدم المنافسةمدى استفادة الخلف الخ: ثالثا

للقواعد العامة يف القانون املدين، فإن التزام العامل قبل املستخدم بعدم إعماال ذلك أن القاعدة هي أن . املنافسة يظل قائما ومقيدا له اجتاه اخللف اخلاص للمستخدم

اخللف اخلاص خيلف السلف يف حقوقه، والتزاماته الناشئة عن عقد من العقود، إذا كان ا، وكانت من مستلزم ات الشيء الذي ينتقل إليه منه، وحق صاحب العمل، يف يعلم

ا هو حق مكمل للمحل التجاري، الذي ينتقل اقتضاء الوفاء بالتزام عدم املنافسة، إمن (2).إىل اخللف اخلاص، فيكون من مستلزماته

ه.ق 109وذلك إعماال لنص املادة إذا أنشأ العقد التزامات، :" م، اليت تنص على أنصية تتصل بشيء انتقل بعد ذلك إىل خلف خاص، فإن هذه االلتزامات وحقوقا، شخ

قت الذي ينتقل فيه الشيء إذا كانت من مستلزماته واحلقوق تنتقل إىل اخللف يف الوا وقت انتقال الشيء إليه ".وكان اخللف اخلاص يعلم

(1) STEVEN ADLER, op, cit, p 14.

في مشهورا تجعله واسعة مهنية خبرة ذا العامل كون حال في ذلك يكون ، المنافسة بعدم باإلتفاق العلم يفترض قد ما حالة في(2) .الجديد للمستخدم والصريح المباشر للمنافس عمل قد يكون العامل هذا أن أو المهني وسطه

127

.سقوط شرط عدم المنافسة: الفرع الثاني

توافر شروط صحة شرط عدم املنافسة جيعله مؤهال إذا، وكما سلف البيان فإن إلحداث آثاره، هذه اآلثار ترتب مسؤولية على طرفيه، والسيما العامل، فإذا مل تتوافر

.هذه الشروط، فمن باب أوىل تنعدم اآلثاروعليه فإذا مل تتوافر شروط صحة االتفاق، فإن العامل يسرتد حريته كاملة، يف إمكانية

(1).ملهنته دون أدىن مسؤولية عليهممارسته مقابل االتفاق على شرط ) تعويض نقدي( وقد يكون العامل قد حصل على مقابل

ه جيب أن يقوم برده، إذا تقرر بطالن هذا االتفاق (2).عدم املنافسة، فال شك أنا يف احلالة اليت يكون فيها املقابل شيئا آخر، كتعليم مهنة أو تدريب عليها، أم

ن غري املتصور أن يكون هناك رد كما يف املثال السابق فال جيوز للقاضي أن يعدل فماالتفاق الباطل، بأن يرده إىل حدود املشروعية، اليت تتفق مع القواعد القانونية اليت حتكم

.؟!املوضوع

ثالث حاالت يمنع فيها على صاحب العمل التمسك بشرط عدم 686/03حدد القانون المدني المصري في مادته (1)

المنافسة، وقد حصرها في فسخ العقد أو عدم تجديده من صاحب العمل دون أن يقع من العامل ما يبرر ذلك، أو فسخه حالة التنازل الصريح عن شرط عدم المنافسة من بسبب وقوع ما يبرر ذلك من صاحب العمل وقد أضاف الفقه المصري

.159حمدي عبد الرحمان، مرجع سابق، ص : المستخدم

(2) Cass .soc; 22/01/1941. dalloz, p.163.

128

ذهب القضاء الفرنسي يف حكم له إىل االعرتاف بسلطة تقديرية للقاضي،يف تعديل إال أن حمكمة النقص، رفضت ذلك (1).لباطل ورده إىل حدود املشروعيةاإلتفاق ا

(2).ونقضت احلكمه جيب أن مينح والذي (3).هذا وينحو جانب من الفقه ه أصاب، على أن نرى أن

وهو ما اجتهت إليه .القاضي سلطة تقديرية يف تعديل االتفاق، ورده إىل خانة املشروعيةبعض أحكام حمكمة النقض الفرنسية يف فرتات الحقة، حيث قضت بصحة الشرط غري

ملستخدم احملدد مكانيا مع حصره يف األقاليم اليت كان يعمل فيها العامل، حلساب ا (5).أو يكون ذلك بإنقاص املدة الزائدة املتفق عليها إىل احلد املقبول(4)السابق، 104ويتفق هذا الرأي، مع مقتضى نظرية إنقاص العقد إعماال لنص املادة

إذا كان العقد يف شق منه باطال أو قابال لإلبطال فهذا :" م، واليت تنص على أنه.ق ...".الشق وحده هو الذي يبطل

وعليه يكون للقاضي سلطة تقديرية، يف أن يرد البطالن الوارد بالشرط اإلتفاقي، إىل احلد الذي يتم فيه احلفاظ على التوازن بني مصاحل املستخدم السابق، وبني حرية العامل

.يف ممارسة مهنتهعلى حق العامل يف . هذا وينصب جزاء سقوط شرط عدم املنافسة أساسا

ط صحة االتفاق، بغرض إلتماس إبطاله قضائيا، وقد يرى القاضي التمسك بانعدام شرو ال للسلطة التقديرية للقاضي اإلبقاء على كما سلف البيان يف إطار تطبيق وإفساح ا

(1) Paris 15/10/1945, Dalloz ,1945 P.77. (2) Cass.Soc.10/4/1945.G.P.1945,T.I,P.204

.163ص 2 شحمان، مرجع سابق، هامحمدي عبد الر (3)(4) Cass.soc.21/10/1960 publie sur le site : http:// www.courdecassation.fr (5) Paris 15/10/1945,D.A.1945.P.77.

129

إال أن قرار القاضي لن يؤثر يف إمكانية اقتضاء .االلتزام يف حقه بعد تعديل مضمونه .عاملاملستخدم القدمي حلقوقه بإثارة مسؤولية ال

:اإلبطال النسبي لإلتفاق على عدم المنافسة: أوال إن إبطال الشرط نسبيا، مسألة تتصل بصفة الشخص الذي يطلب هذا

اإلبطال، إذ ال يوافق القاضي على اإلبطال إال إذا أثاره العامل الذي تقرر احلق ملصلحة القضاء من هذا دون غريه من األشخاص،مبا يف ذلك املستخدم اجلديد الذي حيرمه

(1).احلقوذلك ألن، شرط عدم املنافسة ميس وبصفة جسيمة حبرية العمل، فال ميكن

السيما، لتفادي النتائج املادية . للمستخدم الدفع ببطالن الشرط ضمن هذا اإلطارعن الضرر احملتمل وقوعه (2) النامجة عن هذا الدفع، أي جتنب دفع التعويض املايل

فرتة التزامه بالشرط، واملدرج بالعقد أو االتفاقية اجلماعية يف حال ارتباط للعامل خالل (3).الشرط بعدد من العمال

هذا ويكون من حق املستخدم، طلب إبطال شرط عدم املنافسة، وذلك يف احلالة اليت يكون فيها هذا الشرط ال يستجيب للحماية الالزمة، املشروعة واملفرتضة ملصاحل

(4).توخى حتقيقها بوجود الشرطمنشأته، وامل

(1) Cass.soc, 24 févr.1982, n°.80.40.283:bull.civ.v.n°119. (2) Cass.soc, 10 juill.2002 n° :99-43.334 à 99-43.336, moline et a. c/sté msas cargo international : bull.civ.v.n° :239. (3) «Le salarie ne s’étant pas prévalu de la nullité éventuelle, instaurée à son seul profit, de la clause de non concurrence figurant dans son contrat de travail, l’employeur n’était recevable à le fair dans le but d’échapper aux conséquences pécuniaires de l’interdiction imposée par lui au sa larié ». * Cass.soc, 7juill 1988, n°:85-44.180:bull.civ, n°:423. * Cass.soc, 3 mai 1989, n°: 86-41.452: bull.civ, n°:324 (4) Cass.soc, 17 juill.1997, n°:95.40.869, sté comoplastc /millien: bull.civ, v, n°:280.

130

فإن شرط . 2002جويلية 10إذا وكما سبق اإلشارة إىل ذلك، فمنذ قرارات ليكون . عدم املنافسة، جيب أن حيرتم الشروط املقررة مبقتضى تلك القرارات كاملة

ه يدفع مشروعا، ويف حالة ما إذا صرح القاضي بعدم استجابة الشرط لتلك الشروط، فإن .مشروعيته ومن مت بطالنه بعدم

فإذا تقرر إبطال االتفاق بعدم املنافسة، زال كل أثر له بالنسبة للمستقبل واملاضي على حد سواء، ويلزم العامل إذا كان قد تلقى مبلغ التعويض برده كأصل عام، غري أن القضاء الفرنسي ذهب يف بعض أحكامه إىل احتفاظ العامل باألقساط اليت

.الفرتة السابقة لتقرير اإلبطال تلقاها عنوعدم رده إال ملبلغ التعويض عن الفرتة الالحقة إلبطاله، ولكن جيب إثبات العامل حلسن نيته، وميكن االستدالل عليها من خالل سلوك العامل ومدى تقيده بااللتزام رغم

ا استبيان صدق وإخالص . كونه معيبا وكذا كل الظروف املالبسة اليت من شأ ةمطلقة يف معاينة وتقدير مشروعي هذا ودائما، فإن القاضي له سلطة تقديرية(1).العامل

إذ أن هذه النتيجة قد ال تتحقق يف كل احلاالت، بل يرى . رط، وإمكانية إبطالهالش ه من العدل عدم إجابة العامل إىل طلبه واإلبقاء على الشرط قائما يف حقه، القاضي أن

.ستخدم اجلديداحرتاما ملصلحة امل

(1) Cass.soc, 28 cot 1997, 78.06 s.g.couturier; cité par: JEAN PELISSIER, ET AL .op, cit p294.

131

:تعديل الشرط: ثانيا مراعاة ملصلحة املستخدم، مينح قضاء النقص يف فرنسا لقضاة املوضوع سلطة

مراجعة االتفاق املدعى ببطالنه، ومنحه أثرا حمدودا يضفي عليه الصفة القانونية بدال من (1).إلغائه

ويكون ذلك بتخفيض مدة االلتزام بالشرط، أو تضييق نطاقه املكاين إىل جانب (2).حتديد موضوع النشاط احملظور على العامل مزاولته

ويكون للقاضي على هذا األساس سلطة تعديل االتفاق، بناءا على تقصي ده بالشرط، ومضمون طلبه، فإذا قام العامل بتنفيذ ا اللتزام رغم سلوك العامل ومدى تقي

ا إذا مل يتقيد (3)أنه معيب، وطالب بإلغائه بعد ذلك توجب على القاضي تلبية طلبه، أمالعامل بالشرط منذ البداية بأن أظهر أساليب تدليسية يف سبيل إبطال اإلتفاق، أو اإللتفاف عليه مبباشرة أعمال منافسة مسترتة، كإنشاء مشروع منافس من الباطن، كان

.ق السلطة يف تقدير اإلبقاء عليه مع تعديليهللقاضي مطليف فرنسا على أن بطالن شرط عدم املنافسة يف عالقة ضفقد أكد قضاء النق

العمل الفردية بسبب عدم توافر شروطه، ال يؤدي إىل إخالء مسؤولية العامل، وحرمان افسة غري املستخدم من احلصول على التعويض، بل ميكن هلذا األخري رفع دعوى املن

مستندا يف (5)واملعروفة يف القانون التجاري وباألساس يف قانون املنافسة، (4)املشروعة،

(1) Cass.soc.18 septembre 2002, voir le site: http://www.courdecassation.fr.

.JEAN PELISSER, Et AL, op, cit ;p294 et sمن هذه المذكرة، وراجع كذلك 88.ص: أنظرفي ذلك (2)(3) JEAN PELISSER, Et AL, op, cit ; p295.

).اإللتزام بعدم المنافسة في عالقة العمل( .وما بعدها من هذه المذكرة 24راجع الصفحة (4)(5) Cass.soc ; 23 novembre 2005 : cass.soc.14déc 2005, cass, soc.22 mars 2006 voir le site : http:// www.courdecassation.fr

132

والوفاء الواجب من العامل اجتاه املستخدم ،ذلك إىل إخالل العمل بواجب اإلخالصا (1).والذي تربره طبيعة عالقة العمل يف حد ذا

الدعوى، تقع عليه مهمة ثقيلة، ليس حقيقة إن املستخدم السابق يف مباشرته هلذه وحسب عبئ إثبات إخالل أجريه السابق بالتزامه بعدم املنافسة، بل ويتعداه إىل إقامة ا خروجا عن ا تشكل من حيث مضمو الدليل على الطبيعة غري القانونية لتصرفاته، وأ

(2).م اجلديدقواعد املنافسة النزيهة، من ذلك حماولة حتويل العمالء إىل املستخدذا فإن مسؤولية العامل ال تتحقق يف ارتكابه لتصرف حمظور عليه قانونا وهو و

منافسة مستخدمه السابق، بل الستعماله لوسائل غري مشروعة يف ذلك كاللجوء إىل الكذب واالحتيال على الزبائن أو خلق التباس لديهم حول مصدر املنتجات أو

ا، وقد صنف العميد وسائل املنافسة غري النزيهة إىل أربعة أصناف وهي " رويب" جود، فساد النظام الداخلي ملقاولة منافسة، الفساد العام )التقليد( التشويه، وسائل االلتباس

.لنظام السوقاملنافسة مفهومYvessaint.Gal"كال- إيف سان"كما أضاف (3).الطفيلية

).اإللتزام بعدم المنافسة في عالقة العمل.( من هذه المذكرة 18،17راجع الصفحة (1)

(2) KATELL DENIEL-ALLIOUX, « La validité des clauses de non concurrence » le journal du

net- actualité économique 06/09/2006 p1 publié sur le site: http: www.journaldu.net. (3) MENOUER MOSTPHA, op.cit p.08

133

.دور اتفاقيات العمل الجماعية في تطبيق شرط عدم المنافسة: الثالث الفرع

عقد العمل اجلماعي اتفاق تنظيم شروط العمل، وظروفه بني منظمة نقابية أو .أكثر وبني مستخدم أو أكثر

اتفاق مكتوب يتضمن شروط التشغيل والعمل فيما خيص فئة أو عدة فئات وهو .مهنية، وتربم داخل اهليئة املستخدمة الواحدة بني املستخدم واملمثلني النقابيني للعمال

كما تربم بني جمموعة مستخدمني أو تنظيم أو عدة تنظيمات نقابية متثيلية نظيمات نقابية متثيلية للعمال، من ناحية للمستخدمني من ناحية، أو تنظيم أو عدة ت

(1).أخرىوحتدد االتفاقية اجلماعية جمال تطبيقها املهين واإلقليمي، فيمكن أن تكتسي

وتفرض على املؤسسة املستخدمة األحكام األكثر (2).طابعا حمليا أو جهويا أو وطنياق نفعا الواردة يف خمتلف االتفاقيات اجلماعية اليت انضمت إليها ه ذه املؤسسة، وتطب

على عماهلا إال إذا كانت هناك أحكام أنفع مضمنة يف عقود العمل الفردية املربمة مع (3).املستخدمإذا فإن االتفاقيات اجلماعية اليت تربم حسب الشروط اليت حيددها قانون العمل

الشروط، ويعترب االتفاق على عدم املنافسة ضمن هذه (4).تعاجل شروط التشغيل والعمله خيضع ألحكامها إن وجدت (5).ومن مث فإن

.90/11نون رقم من قا 114المادة (1) .90/11من قانون رقم 115المادة (2) 90/11من قانون رقم 118المادة (3) .90/11من قانون رقم 120المادة (4) .90/11، من قانون رقم 137، 135،136المواد (5)

134

فعن طريق عقود العمل اجلماعية استطاع العمال أن حيققوا قدرا كبريا من التوازن .يف القوى بينهم وبني املستخدمني

أن تكون مكتوبة، وكذا شرط عدم -عادة -تستلزم عقود العمل اجلماعية .الفردي، اتفاق على ذلكاملنافسة، دون أن يوجد يف عقد العمل

فهل ميكن للمستخدم أن يثري هذه املسألة إللزام العامل بعدم منافسته بعد !.انقضاء عالقة العمل؟

ه يف حالة عدم وجود اتفاق إن أغلب أحكام القضاء الفرنسي جتمع على أنكان خاص بعدم املنافسة، يف عقد العمل الفردي، فإن العامل ال يلتزم به، حىت ولو

(1).اتفاق العمل اجلماعي قد تضمن حتديدا زمنيا لعدم املنافسة ع، وكذا روح العدالة، .ع.من ق 118وهذا ما نرى أنه يتفق ومقتضيات املادة

السيما على اعتبار أن العامل يظل احللقة األضعف يف ركب السريورة االقتصادية .والتغريات املصلحية للمستخدمني

أن العامل ال يلتزم بشرط عدم املنافسة، إال استنادا إىل شرط ويرتتب على ذلك، .يف العقد الفردي يف حدود التنظيم، الذي يضعه اتفاق مجاعي

وإن كان املشرع قد قرر البطالن بالنسبة للبنود املدرجة يف عقد العمل واليت تفاقات ختالف باستنقاصها حقوقا منحت للعمال مبوجب التشريع واالتفاقيات أو اال

ا بعض .ع.من ق 137وذلك مبوجب املادة . اجلماعية ع، إال أن هذه املادة يشووإن كانت نية . الغموض يف حال وجود اتفاق فردي وآخر مجاعي يعاجلان نفس املسألة

املشرع ظاهرة يف توفري أقصى سبل احلماية للعامل، إال أن املشرع املصري بني بطريقة ا األوىل على أنه 154صرحية بنص املادة يف حالة " من قانون العمل املصري يف فقر

(1) Soc.08/02/1965; publié sur le site: http: www.journaldu.net.

135

تعارض حكم يف عقد العمل الفردي مع حكم مقابل يف االتفاقية اجلماعي، يسري (1)".احلكم الذي حيقق فائدة أكثر للعامل دون غريه

عن هذا أن عقد العمل الفردي هو الذي يؤخذ بعني االعتبار لكونه يف ويرتتب اشتماله على شرط عدم املنافسة، سواء كان عقد العمل مصلحة العامل، وذلك لعدم

.العمل اجلماعي أو الحقا عليه الفردي سابقا على عقد

.299 ص) 11( هامش سابق، مرجع زهران، محمود محمد همام (1)

136

ةـــــــــــــــــــخامتمصلحة العامل، مصلحة (مبصاحل متعارضة بعدم املنافسة، إن ارتباط االلتزام

يات الشخصية)املستخدم، املصلحة العامة دا، ميس حقا من احلقوق واحلر ، واعتباره قيية الصناعة )وهو احلق يف حرية العمل(والدستورية لإلنسان ، الذي يصطدم مببدأ حر

القدر األمثل من التوازن جارة يف إطار نظام عام اقتصادي، يسعى لتحقيقوالت من جمموع هذه االعتبارات، استمد . االقتصادي، واالجتماعي يف ظل سيادة القانون

املوضوع أمهيته يف البحث، لطرح ما يثريه من إشكاالت للوقوف على حل هلا، سواء من ة يف واقع تفسري عقد العمل ذاته، وما يتضمن من التزامات، أو من واقع القواعد العام

.القانون املدينهذا فضال عن افتقاره لوجود آلية قانونية ناظمة له بقانون العمل، وهو الشيء ضح مدى صعوبة املوضوع حمل البحث، والذي يعتمد وجوده بصفة أساسية الذي يو

هذا الذي لعب دورا كبريا يف إنشاء القواعد اليت حتكم)1(،على الفقه وأحكام القضاءحتتاج إىل دراسة وتنظيم حيث أن املتغريات االقتصادية أدت إىل زيادة ، واليت اإللتزام

عي لتحقيق التوازن بني االلتزامات املتبادلة االهتمام بعالقات العمل، وكذا ضرورة الس الناشئة عن عقد العمل يف إطار تشريعي أو اتفاقي، سواء بالنسبة للعامل أو املستخدم

حنو دوجه السائادين أنشطة عديدة، والت لعام يف ميخاصة بعد انتهاء دور القطاع ا

المقصود بذلك أحكام القضاء الفرنسي، كما لعب المشرع والقضاء المصري الدور المنوط به في تنظيم القواعد الخاصة )1(

.بشرط عدم المنافسة

137

ظام الن اخلصخصة، واليت حيتاج فيها العامل إىل قدر كبري من الضمانات يف ظل )1(.االقتصادي اجلديد

ال سيما يف حالة وروده كشرط يف عقد ( عدم املنافسةاإللتزام بال سيما وأن مظاهر اخلروج عن مبدأ حرية املقاولة،إذ يتحقق من أهم )العمل، أو عقد الحق له

نازل عن احملالت عدم املنافسة يف العديد من الوضعيات، على اخلصوص عند الت اإللتزام بجاري املتنازل جارية، على أساس أن عنصر العمالء يعد من أهم عناصر احملل الت الت

تدعي القول بضرورة إخضاعه جلملة بالنسبة حلرية املنافسة تس لتزامعنها، فخطوة هذا اإل، واألمر ذاته )يف هذا البحث( من الشروط، وهو ما مت دراسته على ضوء عقد العمل

contrat d’agenceجاريخيص الت بالنسبة لعقود التوزيع، ال سيما يف عقد الرت

، أو contrat de représentation commercialeوعقد الوكالة التجارية .contrat de concession commercialeلتجاريعقد اإلمتياز ا

عدم املنافسة حبماية مصاحل الدائن ال سيما املرتبطة اإللتزام بإذا تتقرر غاية مستقل، بل جيب أن يكون ملحقا بعنصر العمالء، وعليه ال ميكن أن يتقرر بشكل

.مثل عقد العمل بعقد أصليه ملن املؤسف أن املشرع مل يتدخل بأي اإللتزام ( هذا املوضوع شكل ملعاجلةإن

قانوين أثناء قيام عالقة كإلتزام االكتفاء باإلشارة إليهو )بعدم منافسة العامل للمستخدم، هذا القيد التشريعي الذي يفرتض أن حيدد املشرع له مل يورد تنظيماالذي ،العمل فقط

املعنيني به، وكذا حدود هذا ة به، فيما يتعلق بالعمال ة اخلاص على األقل األطر العام

ية الصناعة 37كان أول نص مهم في إطار توجه اقتصادي سياسي جديد نص المادة ) 1( من الدستور التي جاءت بإطالق حر

ر هذا الخلل هو تسرع المشرع بإصدار نصوص قانونية أو تعديلها قبل تهيئة المناخ المناسب ، ولعل ما يبر والتجارة في الجزائر .تطبيق نصوص أخرى ولو كانت مناقضة لهالتطبيقها، أو إصدارها مع استمرار

138

ا فيما خيص االلتزام االتفاقي االلتزام، وجزاءات خرقه، واليت من املمكن االستهداء .بعدم املنافسة

هذا وإن مل يكن لنا خالل دراستنا هلذا املوضوع يف إطار البحث العملي عن ذه عدم املنافسة، الوقوف على أي حكم باإللتزام بأحكام وطنية متعلقة متعلق

ذا اإل السيما يف لتزام،املسألة، إال أن هذا ال ينفي إمكانية وجود قضايا مثارة متعلقة عقب االنفتاح االقتصادي الذي ،ظل وجود شركات وطنية ودولية كربى يف اجلزائر

.تشهده البالدنا نلمس شح، بل وانعدام أي اجتهاد قضائي وطين، فيما يتعلق ا ذوعموما فإن

د من سلطان اإللتزام عدم ب اإللتزام ، فليس هناك أي ضابط قانوين كان أو قضائي، يقي .ناعةجارة والص املنافسة، وحيفظ حق العامل اجلزائري يف العمل والت

ه(1)يرى بعض الفقه ال : "، وهو تقريبا الوحيد الذي تطرق إىل هذه املسألة، بأنه يف غياب أي نص ... رط عدم املنافسةيوجد ما يسمح لصاحب العمل أن يدرج ش وأن

إال ما استثين بنص –رط يف أي عقد عمل يسمح بذلك، فإن إدراج مثل هذا الش من (2)137وخيضع يف أحكامه إىل نص املادة ... يعترب باطل وعدمي األثر –صريح

(3) ").م.ق (122وكذلك إىل نص املادة ... ع.ع.ق

ه سليم ومطابق للقانون، فيما عدا الش فسري، وظاهر هذا الت طر املتعلق واملوقف أنمن القانون املدين، واليت ال نرى هلا أي عالقة باملوضوع ألن الفسخ هو 122باملادة

.187 ص سابق، مرجع سليمان، أحمية انظر (1)ه على ع.ع.ق من 137 المادة تنص (2) منحت حقوقا باستنقاصه يخالف العمل عقد في بند كل األثر وعديم باطال يكون: " أن

."الجماعية االتفاقات أو االتفاقيات أو التشريع بموجب للعامله على م. ق من 122 المادة تنص (3) استحال وإذا العقد، قبل عليها كانا التي الحالة إلى المتعاقدان أعيد العقد فسخ إذا: " أن

."بالتعويض تحكم أن للمحكمة جاز ذلك

139

احنالل للعقد ملزم للجانبني بأثر رجعي بعد نشوئه صحيحا، يكون بسبب إخالل أحد .املتعاقدين بالتزاماته العقدية

ع يعترب أي شرط مينع املنافسة بعد انقضاء .ع.من ق 137ادة فطبقا لنص امل .عقد العمل شرطا باطال وعدمي األثر

يسري على عقد العمل أثناء قيام عالقة 137لكن نرى أن ما جاءت به املادة ( ةدمي األثر أثناء قيام هذه العالقالعمل، وطاملا أن البند املتعلق بعدم املنافسة يكون ع

ه ال يستنقص أي حق ،)مل يكون حممال بإلتزام عدم املنافسة بنص القانونألن العا فإنمن حقوق العامل، فإن انتهاء عالقة العمل تتيح للعامل مورد رزق آخر يتمثل يف

عويض عن وجود شرط عدم املنافسة، السيما إذا ما كان انتهاء عقد العمل يعرب عن الت ذلك حيقق العامل دخل إضايف إىل جانب معاش اية احلياة املهنية للعامل، وب

ه نرى أن املاد ،التقاعد نت طبيعة البنود اليت تكون باطلة كما أن ا بي ة واضحة حبيث أنتها املادتني ا تؤدي إىل استنقاص احلقوق اليت منحت للعامل، وهي احلقوق اليت بي بأ

من اإلضراب، أو التغطية ع، ومن ذلك البند الذي حيرم العامل .ع.من ق 06، 05الصحية، أو التقاعد، أو البند الذي يسمح للمستخدم بالنزول بأجر العامل عن احلد

)1(.األدىن لألجر الوطين املضمون أو احلرمان من العطل، والعطل السنوية

ها كما أن حسن النية يف تنفيذ العقود وواجب احلفاظ على األسرار املهنية كل .تهنافسمبعدم العامل طالبةمور ال تتناىف وحق املستخدم يف أم

فسري السابق ال يتماشى مع الواقع ويشكل إنكارا له، إذ ضف إىل ذلك أن الت الحظ بأن أغلب الشركات اليت تنشط يف قطاع اخلدمات كشركات خطوط اهلواتف ي

القطاع الصناعي خاصة النقالة أو القطاع الغذائي، كشركات احلليب ومشتقاته أو يف

.ع.ع.من ق 49، 39، 36، 33، 31، 29، 28، 27، 6، 5انظر المواد )1(

140

عدم املنافسة، ويظهر ذلك إلتزاما إتفاقيا بمنها الشركات البرتولية، تفرض على عماهلا ا نة السلوك اخلاصة .من خالل مدو

ه مل يسبق ملفتشي العمل التصريح مبخالفة هذه الشروط املدرجة يف عقود كما أنماشريع والت العمل للت )1(.نظيم املعمول

ة، حتديد إطار تشريعي واضح إن يعد ضرورة عملية لإللتزام بعدم املنافسة عاماليت تؤثر على إبرام عالقات العمل وسريها ،جتد مربرها يف الظروف االقتصادية الراهنةية املطلقة تفسح باب الت د فالكل السيما وأن احلر عسف واالستغالل، وحيث أن ال سي

ل عبيد يف وجه استغالل احلاجة إىل العمل من قبل سيد، وحيث الكل سيد فالكوازن يف املصاحل املستخدمني، وهو ما يستدعي وجوب تدخل املشرع من أجل إقامة الت

ما بني صاحب العمل والعامل باعتباره طرفا ضعيفا يف العقد على حنو يضمن محايته .وعدم املساس حبقوقه وكرامته

لفقهي الذي يرفض بصورة قطعية إدراج شرط ضارب، بني املوقف اويف ظل الت عدم املنافسة يف عقود العمل باعتبارها باطلة وعدمية األثر من جهة، ومن جهة ثانية

ا ،رواج هذه الشروط عمليا لدرجة ميكن اعتبار مستقبل عالقات العمل مرهون بعدم املنافسة ، خاصة وأن اإللتزام القانوين ين من وجودهاوحسب رأينا أن ال مانع قانو

.ال يعطي مساحة كافية حلماية مصاحل املنشاته يكون من الال زم على كل من املشرع والقضاء اجلزائري اخلروج من حالة فإن

.السبات ألجل التدخل وتنظيم هذه املسألةظام القانوين هي محاية الطرف الضعيف، بغض النظر عن وملا كانت وظيفة الن

نا، بقصد ضمان عدالة التوازن العقدي وحتقيق متطلبات استقرار كونه دائنا أو مدي

.، المتعلق بمفتشية العمل06/02/1990المؤرخ في 03- 90من ق 6، 2انظر المادة ) 1(

141

ظام القانوين وتفعيله عن طريق ضمان املعامالت، فإن وظيفة القضاء هي محاية هذا الن .تفسري موحد وعادل له

ه من األمثل اعتبار شرط عدم املنافسة غري مشروع أصال لتناقضه مع ونرى أنع ذلك جيب قبول مشروعيته بصورة استثنائية وذلك حق العامل يف العمل، لكن وم

احرتاما، وبل لضرورة مراعاة مصلحة املستخدم يف احلفاظ على سالمة مشروعه االقتصادي، وعدم تعريضه للخطر مبنافسة العامل له، فليس لكل عامل إقامة مشروع

د مبصلحة املستخدم وعمال منشأته، فامل ؤسسة هي منافس، ومصلحة العامل الفردية تقي .شغيل فهي اليت ختلق مناصب الشغلأداة الت

عدم املنافسة اإللتزام بمن جمموع ما تقدم، ميكن أن خنرج من نتائج حبثنا، بأن حالة واقعية وضرورة حتمية يف ظل نظام اقتصادي حر وآفاق عوملة شاملة، وتطور

.فكري وتكنولوجي على عديد األصعدة

ل، على صعيد حتديث وأقلمة املنظومة القانونية وحتديات إن املراهنة على املستقبسليم مبنطق خيدم حنو بناء أسس قانونية ملتطلبات عصرية تستدعي الت ،تسارع اخلطى

.مجيع الفئات، مع حتديد األولوياتلم االجتماعي من منظور اقتصادي تدور حلقته يف العالقة بني واألطر اليت حتقق الس

، على ضوء ضمان عدالة التوازن العقدي، وحتقيق متطلبات )العامل(املستخدم واألجري .استقرار املعامالت

ه جيب :وعليه نرى أن رة بوجود مصاحل متعارضة واجبة اعتبار شرط عدم املنافسة ذا مشروعية استثنائية، مرب

).املصلحة العامة(احلماية، وكذا خدمة لالقتصاد الوطين

142

إىل تدخل )اإللتزام بعدم املنافسة من جانبه القانوين، واإلتفاقي( حاجة املوضوعاملشرع، لوضع تنظيم قانوين شامل للموضوع، بقانون العمل، والذي نفتقده يف الوقت احلايل، ليوازن فيه بني املصاحل املتعارضة للعامل، وصاحب العمل، وحلماية

بواجب الشرط اجلزائي، لإلخالل العامل من تعسف املستخدم ومغاالته املمكنة يفعدم املنافسة وملا ميثله هذا االلتزام باعتباره قيدا خطريا ميس مببدأ دستوري وهو حق

ية العامل يف العمل .وحر سواء على ) العامل(رط رف الضعيف يف نظام الش اعتماد آليات تشريعية حلماية الط

أو على مستوى الرقابة على مستوى تفسري األمور الغامضة يف العقد ملصلحته،ة، وأخريا عسفية، أو غري املشروعة املخالفة للن الشروط الت ظام العام واآلداب العام

.باإللتزام على مستوى تفعيل حقوق الدائن أو املدين ية اإلرادة ومحاية التوازن منح القاضي دور وسلطة يف إجياد توازن بني محاية حر

.النية أثناء إبرام العقد وتنفيذه وانقضائه العقدي والعدالة وحسن جيب منح القاضي سلطة تقديرية يف تعديل االتفاق على عدم املنافسة خاصة من

مان واملكان وبالقدر الكايف، لتجسيد محاية حيث تقدير نطاق احلظر، من حيث الز .فعالة ملصلحة املشروع، مع ضرورة الوقوف على توافر هذه املصلحة

فرض شرط عدم املنافسة مقرتنا وجوبا بتعويض نقدي مناسب للعامل من أن يكونطرف املستخدم، مع التزام العامل برده فضال عن مسؤوليته العقدية اليت ترتتب يف

اء خرقه هلذا االلتزام .حقه جر .ظام العام اإلقتصادي للمقاولةيهدف إىل محاية الن ،عدم املنافسةاإللتزام بإذا كان زاهة يف باألجري، ومع مؤسسة منافسة أخرى حتقيقا للشفافية والن عالقتهاسواء يف

ستدعى أيضا رعي مصاحل وحقوق فإن محاية هذا النظام ي. جاريةالعالقات الت عن طريق تقييد احلق يف العمل حبدود قانونية أو ). النظام العام اإلجتماعي( األجري .حترتم احلق يف العمل وتقيده دون أن تعيقه أو تلغيه ،قضائية

143

)قائمة بأهم المراجع(إشارات بيبليوغرافية I. المصادر باللغة العربية:

حسب التسلسل ( :النصوص القانونية المتعلقة بالتشريع الجزائري أهم .1 )التاريخي، بعد الدستور

معدل 08/02/1996 المؤرخة في 76ر رقم .،ج1996الدستور الجزائري لسنة )1

لسنة في 25ر رقم .في ج 10/04/2002المؤرخ في 02/03بالقانون رقمر .في ج 15/11/2008المؤرخ في 08/19وبالقانون رقم. 14/04/2002 . 16/11/2008المؤرخة في 63رقم

ر رقم .يتضمن قانون العقوبات،ج 1966جوان 08مؤرخ في 66/156أمر رقم )2 .معدل ومتمم1966لسنة 48

، يتعلق باختصاصات مفتشية العمل 1975أفريل 29مؤرخ في 31- 75قانون )3 .1975لسنة 39ر عدد .والشؤون اإلجتماعية،ج

78ر رقم.يتضمن القانون المدني،ج 1975سبتمبر 26المؤرخ في 75/58أمر رقم )4 .معدل ومتمم 1975لسنة

ـــانون رقـــم )5 لـــق و المتع.المعـــدل والمـــتمم 06/02/1990المـــؤرخ فـــي 90/02القر رقـم .بالوقاية من النزاعات الجماعية في العمل وتسويتها وممارسة حـق اإلضـراب،ج

.1990لسنة 06ــة فــي 06/02/1990المــؤرخ فــي 90/04القــانون )6 ــق بتســوية النزاعــات الفردي يتعل

.07/02/1990بتاريخ 6ر رقم .العمل المعدل والمتمم، جر عــدد .ج ل،عالقــات العمــالمتعلــق ب 21/04/1990المــؤرخ فــي 90/11القــانون )7

.المعدل والمتمم 25/04/1990بتاريخ 17 90/11يعدل ويتمم القانون رقم 21/12/1991المؤرخ في 91/29القانون رقم )8

.1991لسنة 68ر رقم .المتعلق بعالقات العمل،ج 21/04/1990المؤرخ في ، يتعلـــق بالحفـــاظ علـــى الشـــغل 1994مـــاي 29مـــؤرخ فـــي 94/09مرســـوم تشـــريعي )9

ر عـدد .وحماية األجراء الذين يفقدون عملهم بصـفة ال إراديـة وألسـباب إقتصـادية، ج .1994لسنة 34

144

يعــــدل ويــــتمم القــــانون رقــــم 09/07/1996المــــؤرخ فــــي 96/21األمــــر رقــــم )10لســنة 17ر رقـم .المتعلــق بعالقـات العمــل،ج 21/04/1990المـؤرخ فـي 90/11

1996. ر رقم .علق بالمنافسة، جيت 2003يوليو19مؤرخ في 03/03أمر رقم )11

مؤرخ في 08/12معدل ومتمم بموجب القانون رقم 2003لسنة43المؤرخ في 10/05والقانون رقم 2008لسنة 36ر رقم .،ج2008يونيو25 .2010لسنة 46ر رقم.ج. 2010أوت15

، يتضمن تنظيم 2005جانفي 26مؤرخ في 05/05مرسوم تنفيذي رقم )12 .2005لسنة 4ر عدد.،جالمفتشية العامة للعمل وسيرها

75/58يعدل ويتمم األمر 2005جوان 20المؤرخ في 05/10قانون رقم )13لسنة 44ر رقم .المتضمن القانون المدني،ج 1975سبتمبر26المؤرخ في

2005. ، يتضمن القانون األساسي العام 2006جويلية 15مؤرخ في 06/03أمر )14

.2006لسنة 46ر عدد.للوظيفة العمومية،جالمتضمن قانون اإلجراءات 2008فبراير 25المؤرخ في 09- 08قم القانون ر )15

.2008لسنة 21ر رقم.المدنية و اإلدارية ج

)حسب الترتيب الهجائي: (الـمـراجـع الـعـامـة .2 أحمد محمد محرز، الحق فـي المنافسـة المشـروعة فـي مجـاالت النشـاط االقتصـادي )1

.1994 ن، سنة.، د)الصناعة، التجارة، الخدمات(ة لاللتزام، دراسة مقارنة في القانونين المصري )2 أنور سلطان، الموجز في النظرية العام

.1974واللبناني، أحكام االلتزام، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، المدخل للعلوم القانونية ،القسم األول ،النظرية العامة للقانون ،توفيق حسن فرج )3

.1993،بيروت ،،الدار الجامعية جميل الشرقاوي، النظرية العامة لاللتزام، الكتاب الثاني، أحكام االلتـزام، دار النهضـة )4

. 1983العربية،

145

. 1962،بيروت، I،ط 4زهدي يكن، شرح قانون الموجبات والعقود،ج )5دراسة (زينة غانم عبد الجبار الصفار، المنافسة غير المشروعة للملكية الصناعية )6

.2002دار ومكتبة الحامد للنشر والتوزيع ، عمان، الطبعة األولى، سنة )مقارنةالملكية الصناعية وفق القوانين الجزائرية، ديوان ،سمير جميل حسن الفتالوي )7

. 1988المطبوعات الجامعية، ن ، .، القاهرة، د Iطلبة وهبة، أحكام االلتزام بين الشريعة اإلسالمية والقانون، ط )8

.س.دـــة عبـــد )9 الـــرزاق أحمـــد الســـنهوري، الوســـيط فـــي شـــرح القـــانون المـــدني الجديـــد، نظري

ـــزام بوجـــه عـــام، ـــد الثالـــث، درا النهضـــة )األوصـــاف، الحوالة،االنقضـــاء(االلت ، المجل .س.العربية، القاهرة، د

، Iعبد الرزاق أحمـد السـنهوري، الوسـيط فـي شـرح القـانون المـدني الجديـد، ج )10 . 1958اهرة، مكتبة النهضة العربية، الق

عبـــد الـــرزاق أحمــــد الســـنهوري، الوســــيط فـــي شـــرح القــــانون المـــدني المصــــري )11 .1958، مكتبة النهضة المصرية، 3الجديد، ج

عبد الرزاق أحمد السنهوري، الوسيط في شرح القانون المـدني، مصـادر االلتـزام، )12ـــاني، منقحـــة بواســـطة المستشـــار ضـــة مصـــطفى محمـــد الفقـــى، دار النه/ المجلـــد الث

. 1981العربية، .1997، مكتبة دار الثقافة، عمان، 04عبد القادر الفار،أحكام االلتزام، ط )13عبد اهللا الجليلي، الشرط المستحيل والمخالف للنظام العام أو اآلداب في )14

.1981القانون المدني، المطبعة العالمية، القاهرة، ر، الوجيز في نظرية عبد المجيد الحكيم وعبد الباقي البكري ومحمد طه البشي )15

.1980ن، بغداد، .، أحكام االلتزام، د IIااللتزام في القانون المدني العراقي، ج ـــافع للطابعـــة والنشـــر، )16 ـــة دار ن ـــزام، مطبع ـــد المـــنعم فـــرج الصـــدة، مصـــادر االلت عب

1984. محمد شتا أبو سعد، الشرط كوصف للتراضي في القانون المدني المقارن )17

.س.ن، القاهرة،د. دوالشريعة اإلسالمية، ، القادسية للطبع )التكنولوجيا الخفية(محمد عبد الواحد صديق، عوالم أخرى )18

.2009، سنة 1والتوزيع اإلعالمي، األردن، ط

146

.1986، نهضة مصر، 1مصطفى طه، القانون التجاري ، ج )19 . 1996يوسف قاسم، التعامل التجاري في ميزان الشريعة، دار النهضة العربية، )20

)حسب الترتيب الهجائي: (الـمـراجـع الـخـاصـة .3

،اإلصدار الرابع، دار 1أبو شنب أحمد عبد الكريم، شرح قانون العمل الجديد، ط )1

.2003الثقافة عمان . 1996أحمد حسن البرعى، الوجيز في قانون العمل، دار النهضة العربية، ط )2الوســيط فــي القــانون االجتمــاعي، الجــزء الثــاني، شــرح عقــد العمــل ى،أحمــد حســن البرعــ )3

، دار النهضة العربية، القـاهرة، طبعـة 2003لسنة 18الفردي وفقا ألحكام القانون رقم .2003سنة

التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري، عالقات العمل أحمية سليمان، )4 .2002الجامعية، ديوان المطبوعات ،Iالفردية، ج

عالقة IIأحمية سليمان، التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري، ج )5 .2002، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر ، IIIالعمل الفردية، ط

.1986إسماعيل غانم، قانون العمل، بدون ناشر، )6، دار IIة والجماعية، ط بشير هدفي، الوجيز في قانون العمل، عالقات العمل الفردي )7

.2004الريحانة للكتاب الجزائر بــن عــزوز بــن صــابر، نشــأة عالقــة العمــل الفرديــة فــي التشــريع الجزائــري والمقــارن، دار )8

.2011الحامد، الطبعة األولى، .1980، منشأة المعارف، اإلسكندرية، 3حسن كيرة، أصول قانون العمل، ط )9

مطـر، قـانون العمـل، الـدار الجامعيـة، القـاهرة، حمدي عبد الرحمن ومحمد يحي )101987.

ـــن أحمد، )11 ـــة للطباعـــة النشـــر ســـعيد ب ـــري والمقـــارن، دار هوم تشـــريع العمـــل الجزائ .2007والتوزيع، الجزائر ،

. 1977سالمة أحمد، شرح قانون العمل، مطبعة األهرام، القاهرة، )12الجماعية، بحث سهير منتصر، شروط عدم المنافسة في عقود العمل الفردية و )13

.1982ن، القاهرة، .في القانونين المصري والفرنسي، د

147

، المركز القومي للنشر، 1عامر محمد علي، شرح قانون العمل األردني، ط )141999.

عبد السالم ديب، قانون العمل والتحوالت اإلقتصادية، دار القصبة للنشر، )15 .2003الجزائر،

، مطبعـــة حمـــادة المنوفيـــة، ســـنة عبـــد العزيـــز مرســـى، شـــرح أحكـــام قـــانون العمـــل )162001.

، 1عبد الغني عمرو الرويمض، عالقات العمل الفردية في القانون الليبي، ط )17 .2004ن، .د

علي عوض حسن، الوجيز في شـرح قـانون العمـل، دار المطبوعـات الجامعيـة، ط )181996.

محمد عبد الخالق عمر، قانون العمل الليبي، المكتـب المصـري الجديـد للطباعـة )19 .س.والنشر، اإلسكندرية، د

محمد علي عمران، الوسيط في قانون العمل السعودي، دار النهضة العربية، )201985.

ـــة )21 ـــة الرابع ـــة، الطبع ـــانون العمـــل، دار النهضـــة العربي ـــب شـــنب، شـــرح ق محمـــد لبي1983.

.1974محمود جمال الدين زكي، قانون العمل، المكتبة الجامعية، القاهرة، )22، IIIجامعة القاهرة، الطبعة ةمحمود جمال الدين زكي، قانون العمل، مطبع )23

1983. منصـــوري مصـــطفى، األخطـــاء الجســـيمة فـــي قـــانون العمـــل، دار الهـــدى للطباعـــة )24

.2007، الطبعة األولى، عالنشر والتوزين، سنة .منير فريد الدمكى، دروس في قانون العمل، عقد العمل الفردي، د )25

1998. الدكمى، شرح نظام العمل والعمال السعودي المقارن، مطابع جامعة منير فريد )26

.2002الرياض، ، دار هومة 3ياسين صاري، التسريح التأديبي في تشريع العمل الجزائري، ط )27

.2010للطباعة والتوزيع، الجزائر،

148

)حسب الترتيب الهجائي: (المقاالت والبحوث .4

شرط عدم المنافسة في عالقة العمل الفردية، المجلة الجزائرية ،بوقطة فاطمة الزهراء )1، كلية الحقوق، جامعة 03للعلوم القانونية االقتصادية والسياسية، عدد رقم

.2009الجزائر،العامل بعدم منافسة صاحب العمل في كل من القانونين مالتزا ،حمدي عبد الرحمن )2

.1974يناير ،واالقتصادية، العدد األولالعلوم القانونية ةالمصري والفرنسي، مجلشكيب بوكلي حسن، شرط عدم المنافسة ومدى تأثيره على الحق في العمل، الملتقى )3

الوطني الثاني حول الظروف االقتصادية للمؤسسة وأثرها على عالقات العمل في التشريع .2010مارس 11و10الجزائري،بالقطب الجامعي تاسوست بجامعة جيجل، يوما

المتعلق بعالقات العمل 11- 90من قانون 73طاء اهللا بوحميدة، تطورات المادةع )4وبعض إشكاليات تطبيقها، المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واإلقتصادية

.2007، الجزائر3والسياسية،العددــة )5 ــدين، العقــد كوســيلة لضــبط الســوق، مجلــة المفكــر، العــدد الثالــث، كلي عيســاوي عــز ال

.2010لوم السياسية، جامعة محمد خيضر، بسكرة، الحقوق والعمجلة ) المفهوم(محمد عرفان الخطيب، مبدأ عدم التمييز في تشريع العمل المقارن )6

.2008، العدد الثاني، سنة 24جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية، المجلد ، دراسة ) العملأزمة عقد (محمد عرفان الخطيب، الحرية التعاقدية في تشريع العمل )7

، يوليو 47مقارنة في القانونين الفرنسي والسوري، مجلة الشريعة والقانون، العدد 2011.

هيثم حامد المصاروة، مرور الزمان المانع من سماع الدعاوى الناشئة عن عقد العمل في )8لعلوم القانون األردني، دراسة موازنة في القانون المدني وقانون العمل ،المجلة األردنية ل

.2008التطبيقية، المجلد الحادي عشر، العدد الثاني، لسنة

)حسب الترتيب الهجائي: (المذكرات و الرسائل .5

المشروعة والحماية القانونيـة للمتضـرر منهـا فـي غير أحمد سالم سليم البيايضة، المنافسة )1 .2007سنة –األردن –التشريع األردني، مذكرة تخرج من مدرسة القضاة

149

إلهام زعموم، حماية المحل التجاري،دعوى المنافسة غير المشـروعة، مـذكرة لنيـل شـهادة )2ـانون فــــــــي فـــــــرع عقــــــــود ومســـــــؤولية، كليــــــــة الحقـــــــوق، جامعــــــــة الماجســـــــتير فــــــــي القــــــ

.2003/2004الجزائر،بــورنين محنــد أورابــح، جهــود المنظمــات الدوليــة لضــمان حــق إنشــاء نقابــات، مــذكرة لنيــل )3

معمــري، تيــزي دانون الــدولي العــام، كليــة الحقــوق، جامعــة مولــو درجــة الماجســتير فــي القــ .2008وزو،

حمادي زوبير، حماية العالمات التجارية في القانون الجزائري، مذكرة لنيل شهادة )4 .2004الماجستير في قانون األعمال، كلية الحقوق، جامعة مولود معمري، تيزي وزو،

عبد اهللا صابر، وقف عقد العمل، رسالة دكتوراه من كلية الحقوق، جامعة القاهرة، رمضان )5 .1997سنة

90/11من القانون 73زوبة عز الدين، سلطة المستخدم التأديبية في إطار المادة )6المتعلق بعالقات العمل، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في القانون في إطار

ون والعلوم السياسية ، فرع القانون الخاص، تخصص عقود مدرسة الدكتوراه للقان .2011ومسؤولية، جامعة أمحمد بوقرة، بومرداس، كلية الحقوق، بودواو،

سعدنا ولد شيخنا، عالقات العمل الفردية ذات الطابع الدولي، رسالة ماجستير، كلية )7 .2000/2001الحقوق، جامعة وهران، سنة

لخطـــأ فـــي دعـــوى المنافســـة غيـــر المشـــروعة، رســـالة محمــد األميـــر يوســـف وهبـــة، صـــور ا )8 .1990دكتوراه، جامعة القاهرة، كلية الحقوق،

محمد بن عبد العزيز بن سعد اليمني، الشرط الجزائي وأثره في العقود المعاصرة، دراسة )9فقهية مقارنة، رسالة دكتوراه في الدراسات اإلسالمية، تخصص فقه وأصوله، المملكة

.2008ية، جامعة الملك سعود، العربية السعودمقني بن عمار، القواعد العامة للتفسير وتطبيقاتها في منازعات العمل والضمان )10

رسالة دكتوراه في القانون االجتماعي، جامعة وهران، كلية ) دراسة مقارنة(االجتماعي .2009/ 2008الحقوق، سنة

شيدي، الحماية القانونية لألجور في )11 قانون العمل األردني منال سالم شوق الر، كلية (M.E.U)رسالة ماجستير، جامعة الشرق األوسط ) دراسة مقارنة(والكويتي

.2010الحقوق، سنة

150

موساوي ظريفة، دور الهيئات القضائية العادية في تطبيق قانون المنافسة، مذكرة )12ود لنيل شهادة الماجستير في القانون، فرع قانون المسؤولية المهنية، جامعة مول

.2011تيزي وزو، كلية الحقوق،.معمري

)حسب الترتيب الهجائي: (الفقه االسالمي .6

.1972ابن حزم، المحلى، الجزء الثامن، مطبعة الجمهورية، القاهرة، )1، الجزء الخامس،مطبعة )رد المختار على الدر المختار(ابن عابدين ،حاشية ابن عابدين )2

.س.المنيرة، د .1990الطبعة الثالثة، مطبعة دار المنار، القاهرة، ابن قدامة،المغنى، )3 هـ 1389سنة - 03الجزء -إعالم الموقعين عن رب العالمين -ابن قيم الجوزية )4ــن إســماعيل األنســى، ســبل الســالم ، الجــزء )5 ، مطبعــة مصــطفى الحلبــي ، ) 4(الســيد محمــد ب

.س.دعرب، المجلد العاشر، دار أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور، لسان ال )6

.س.الصادر، بيروت، دالحــافظ أحمــد بــن علــي بــن حجــر العســقالني، فــتح البــاري بشــرح صــحيح البخــاري، الطبعــة )7

.1986األولى،طبعة دار الريان للتراث، القاهرة، مجد الدين محمد بن يعقـوب الفيـروز آبـادي، القـاموس المجيـد، الجـزء الثـاني، السـين، ، دار )8

.س.وت، دالجيل، بير .س.، دار النهضة العربية،القاهرة، د Iمحمد سالم مدكور، المدخل للفقه اإلسالمي، ط )9

، 4، ط IIمصـــطفى إبـــراهيم الزلمـــي، أصـــول الفقـــه اإلســـالمي فـــي نســـجه الجديـــد، ج )10 .1999مكتب القبطان للخدمات الطباعية، بغداد،

151

II. La bibliographie en langue française :

1. Les ouvrages (par ordre alphabétique)

1) A. CASALONGA, « la protection du secret de fabrique dans le contexte de l’espionnage industriel ; Mélanges Bastian, 1977, Tome 2.

2) BORIS STARCK, droit civil, les obligations, 1972. 3) BERNARD TEYSSIE, droit du travail -t 01, Relation

individuelle de travail - 02éme édition, L.I.T.E.C, 1992. 4) BEUDANT( ROBERT), cours de droit civil français, 2

édition, Tom XI, librairie Arthur Rousseau, Paris, 1983. 5) BRUN, L’évolution du régime de la concurrence irrégulière

dans les rapports de travail, mélange, Roubier, Tom II, Paris, 1961.

6) BRUN ET GALLAND, traité de droit du travail. Tom II, Sirey, Paris 1977.

7) DENIS (A) AGRANIER- PATRICIA TALIMI, la contre partie financière des clauses de non concurrence avenue Pierre de coubertin édition, Paris, 2007-2008.

8) DENIS GATUMEL ET DUNANT, Droit du travail en France, Paris, 1991.

9) FRANÇOIS DELECAUT, DENIS GATUMEL, DENIS DUMONT, Le droit du travail en France, Le FEBURE, paris, 1991.

10)DOUZI (J), l’intervention des salaries dans la prévention des difficultés des entreprises, Revu d’Huissiers 1986.

152

11)GAVALDA (N), les critères de validité des clauses de non-concurrence en droit du travail, droit social, Juin 1999.

12)GÉRARD LYON– CAEN, Manuel droit social, de droit ET de jurisprudence, librairie générale, Paris 1995.

13)GUYON (Y), le règlement amiable des difficultés des entreprises et les salariés, Dr.soc, 1986.

14)H. GROUTEL, Le critère du contrat du travail (MELANGES), DR. SOC. Paris, 1982.

15)JEAN EMMANUEL RAY, droit du travail, 7ème éd. , liaisons, Paris, 1998, 1999.

16)MICHEL BUY, Libertés individuelles des salariés et intérêts de l’entreprise : un conflit de logiques, les droits fondamentaux des salaries face aux intérêts de l’entreprise, P.U- d’Aix, Marseille, 1994.

17)PAUL ROUBIER: le droit de la propriété industrielle, Tome II (1975) N° 210.

18)TEYSSIÉ (B); droit du travail, libraires techniques (LITEC), Paris 1980 N° 12.

19) VATINET (R), les attributions économiques du comité d’entreprise, Sirey 1983.

2. Les articles de doctrine : (par ordre alphabétique) 1) BAILLOD (R), L’information des administrateurs de sociétés

anonymes, R.T.D.COM, 1990. 2) BLAISE JEAN BERNARD, droit des affaires

« commerçants, concurrence, distribution », L.G.D.J. delta, Paris, 1999.

153

3) BOUTRAD (MC)- LABARDE : le secret des affaires devant le conseil de la concurrence : une surprenante négligence, Gaz. Pal, 1992.

4) CHIREZ (A), La Parte de confiance par l employeur constitue. Elle un cause réelle et sérieuse de licenciement, Dalloz 1981.

5) DENIS AGRANIER, Le point sur la clause de non – concurrence, chronique juridique, N°06, Nov. 2008.

6) DOUZI (J), l’intervention des salaries dans la prévention des difficultés des entreprises, Revu d’Huissiers 1986.

7) ESCOLANO (ERNEST), le droit à l’information des travailleurs, l’information en droit privé, CL.II, L.G.D.J, 1978.

8) FRANÇOIS GAUDU, le licenciement pour perte de confiance, DR.SOC 1992, Dalloz.

9) FRIEDMAN, DAVID (D), laws order – what economics has to do with law and why it matters, Princeton University, press 2000.

10)GÉRARD. LYON, CAEN ET JEAN PELISSIER, ALAIN SUPIOT, droit du travail, 19ème éd. Dalloz 1998.

11)GÉRARD LYON - CAEN ET J.PELISSIER, les grands arrêts de droit du travail, Sirey, Paris 2ème éd, 1980.

12)GREMIEU (M), le secret des affaires l’information en droit privé, Bibl. Dr. Privé - T1 - CL. 2, (L.G.D.J) ,1978.

13)G.H CAMERLYNCK, Tendances du droit du travail Français contemporain, Dollaz, Paris, 1996.

14)GUYON (Y), l’information prévisionnelle, (J.C.P), éd, E, 1958.

154

15)JAVILLIER (J.C), Manuel de droit du travail. (L.G.D.J) Paris 1986.

16)JEAN PÉLISSIER, ALAIN SUPIOT, ANTOINE JEAMMAUD, droit du travail, 20ème éd, Dalloz, Paris, France, 2000.

17)(J). PÉLISSIER, ASUPIOT, (A) JEAMMAUD, droit du travail, précis Dalloz, 20ème éd, 2001.

18)LEGI INFO, Revue trimestrielle, Avril, mai, juin 2007, droit Social.

19)MARIO EYLERT, Non- competition clauses in labour contracts - Federal labour court of Germany, Erfurt, 4 Septembre 2006.

20)MAZEAUD (HENRIET-JEAN) ET CHABAS (FRANÇOIS), leçons de droit civil-11 -1991.

21)MARY- CLAUDE MICHEL, concurrence déloyale, parasitisme, clauses de non concurrence, Revue des droit de la concurrence, N° 1-2006, institut de droit de la concurrence Thomson transactive, 2007.

22)MENOUER MOSTAPHA, Les abus de liberté du commerce et de l’industrie – un économie de marché sans concurrence?

23)M. MALAURIE – VIGNAL, La protection des informations privilégiées et du savoir faire, D.1997.

24)(R). LINDON: validité de la clause de non concurrence, (J. C. P).

25)STEVE ADLER, non- competition clauses (covenants not to compete) in labour cantracts, general report XIV the meeting of European labour court judges Paris, France- 4 Sep 2006.

155

26)VEZIAN (J), l’information des actionnaires, l’information en droit privé, Bibl. Dr. privé, CL.II, (L.G.D.J), 1978.

27)VIRASSAMY (G), Les limites à l’information sur les affaires d’une entreprise, R.T.D.com, 1988, spéc.

28)WAGRET. (F), La fin de la culture du secret: le brevet, élément de la stratégie de développement des entreprises françaises, petites affiches, no11; 17 Jan 2000.

3. Mémoire et Thèse : (par ordre alphabétique) 1) AYVAYAN GUILLAUME, clause de non – concurrence ET

clause pénale: la commune intention des parties à l’epreuve du pouvoir judicaire, mémoire de stage, université Pierre mendés France- Grenoble, année 2008-2009.

2) BERAUD (JEAN – MARC), la suspension du contrat de travail essai d’une Théorie Générale, thèse, Lyon, 1980.

3) CELINE TILMONT, le dol du salarie dans la conclusion du contrat de travail, D.E.A de droit des contrats, mémoire, université de Lille 2année universitaire 2001/2002.

4) GUILLAUME LHEUREUX, concept de vie personnelle du salarie, mémoire de droit social, D.E.A. université de lille2, droit et santé, année universitaire 1999-2000.

5) MAËLISS VINCENT, La protection du secret en propriété industrielle, mémoire de droit de Contrats -D.E.A-université Lille II -droit ET santé-année uni. 2000 -2001.

6) MICHEL (RENE), l’interdiction de se rétablir dans la vente d’un fonds de commerce, Thèse – Paris 1996.

7) NAMMOUR (F), les clauses de secret, thèse, Montpellier, 1994.

156

8) PHILIPPE RAYMOND, la dissolution du contrat de contrat de travail en droit allemand et en droit Français, thèse, Lyon, 2003.

4. Les principaux sites internet juridiques : - http://www.legifrance.gouv.fr: Le code de travail français. - http//www.joradp : journal officiel de republique algerienne. - http://www.courdecassation.fr : La jurisprudence de la Cour

de cassation française. - http://www.forc -ouvriere.FR - www.chcourt.gov.eg - http://www.net-iris.FR/blog-Juridique - http:/www.FreshFields.com - http// www.net.iris.fr/veille- juridique/doctrine/12236 - http://www.journaldu.net

157

الفھرس

1 ..................................................................................... المقدمة 9 .................... عدم المنافسةااللتزام بعدم المنافسة في غیاب إتفاق ب :األول الفصل

10 ................................. .نظام المنافسة في إطار عالقة العمل : األول المبحث 11 .............................. .إرتباطات عالقة العمل بمفھوم المنافسة: األول المطلب 11 .......................................... .عقد العمل كعقد منشأ للمنافسة: األول الفرع

11 ................................................................. مفھوم عقد العمل : أوال 17 ............................................... ذات البعد الحمائي تزامات العاملال :ثانیا

20 ............................. .عالقة العمل المنافسة ضمن أساس فكرة : الثاني الفرع 27 ............................... .الشروط المقترنة بالعقد واألصل فیھا : الثاني المطلب 27 ..................... .الشرط التقییدي المقترن بالعقد والشرط التعلیقي : األول الفرع 27 ...................................... ضوابط التمیز بین شرطي التعلیق والتقیید :أوال 31 .................................... الفرق بین الشرط التقییدي والشرط التعلیقي: ثانیا

33 ....................................... .بعض الشروط المقیدة للمنافسة: الثاني الفرع 37 .................................... .االلتزام التشریعي بعدم المنافسة : الثاني المبحث

مضمون االلتزام التشریعي بعدم المنافسة وموقف الفقھ اإلسالمي : األول المطلب 38 ...................................................................................... .منھ

38 ............................. .مضمون االلتزام التشریعي بعدم المنافسة : األول الفرع 38 ....................... ماھیة التزام العامل بعدم منافسة صاحب العمل ومبرراتھ :أوال 43 .............................. الطبیعة القانونیة لإللتزام التشریعي بعدم المنافسة: ثانیا

50 ......................موقف الفقھ اإلسالمي من االلتزام بعدم المنافسة : الثاني الفرع 54 ................. .التزام العامل بعدم المنافسة في ظل القواعد العامة : الثاني المطلب 55 ................................................. .أثناء سریان عقد العمل : األول الفرع

56 ........................ القانوني بعدم العمل في أوقات الفراغقید الوجود مدى : أوال 57 ............................. وجود القید االتفاقي بعدم العمل في أوقات الفراغ : ثانیا

158

61 ................................................... .بعد انتھاء عقد العمل : الثاني الفرع

70 .........................................االلتزام االتفاقي بعدم المنافسة : الفصل الثاني 71 ................................. تحلیل االلتزام االتفاقي بعدم المنافسة : األول المبحث 72 ........................................... .مفھوم شرط عدم المنافسة : األول المطلب 72 ........................................... .مضمون شرط عدم المنافسة : األول الفرع 75 ................................ .الطبیعة القانونیة لشرط عدم المنافسة : الثاني الفرع

83 .................................................. مدى مشروعیة الشرط :الثالثالفرع 86 .............. .شروط صحة شرط عدم المنافسة وموانع التمسك بھ : المطلب الثاني

87 ...................................... .شروط صحة شرط عدم المنافسة : الفرع األول 102 ................................................ .موانع التمسك بالشرط : الثاني الفرع

108 ....... .القواعد الخاصة بتفسیر شرط عدم المنافسة، إثباتھ وأثاره : الثاني المبحث

108 ............................. .القواعد الخاصة بتفسیر الشرط وإثباتھ : األول المطلب 109 .................................... .مشكلة تفسیر شرط عدم المنافسة : األول الفرع

110 .......................................................... أنصار التفسیر الضیق : أوال 112 .......................................................... أنصار التفسیر الواسع : ثانیا

116 ............................................. .إثبات شرط عدم المنافسة : الفرع الثاني 118 ............... 08/09إختصاص المحكمة االجتماعیة في قانون رقم : الفرع الثالث

118 .................................................إختصاص المحكمة االجتماعیة: أوال 120 .................................................................... سیر الدعوى : ثانیا

123 ............................................. .آثار شرط عدم المنافسة : الثاني المطلب 123 .................................... .جزاء اإلخالل بشرط عدم المنافسة : الفرع األول

123 .................................................................مسؤولیة العامل : أوال 124 ..................................................... مسؤولیة المستخدم الجدید : ثانیا 126 ............. مدى إستفادة الخلف الخاص للمستخدم من شرط عدم المنافسة :ثالثا

159

127 ............................................ .سقوط شرط عدم المنافسة : الفرع الثاني 129 .................................... اإلبطال النسبي لإلتفاق على عدم المنافسة : أوال 131 ...................................................... تعدیل شرط عدم المنافسة: ثانیا

133 ........ دور إتفاقیات العمل الجماعیة في تطبیق شرط عدم المنافسة: الفرع الثالث 136 .................................................................................. خاتمةال

143 .......................................................................... قائمة المصادر 157 ................................................................................. الفھرس

:الملخص

رغم أن المشرع، لم ینظم مسألة االلتزام بعدم المنافسة، في إطار عالقة

إال أن ما ھو موجود حالیا، من خالل قواعد قانون .انتھائھاالعمل، وبعد

.ور واقعي وقانوني، عن ھذا اإللتزامة، كفیل بخلق تصالعمل، والقواعد العام

.أن ضروريشریعي في ھذا الشعلى أن العمل الت

و إن كان االلتزام بعدم المنافسة أثناء قیام عالقة العمل، یجد مشروعیتھ في

الحاجة استغاللعسف، في ظلالقانون، إال أن العقد قد یكون وسیلة للت

.للعمل

مبررة .، یجب اعتبار شرط عدم المنافسة ذا مشروعیة إستثنائیةوعلیھ

مصلحة العامل، مصلحة (واجبة الحمایة.بوجود مصالح متعارضة

.، وكذا خدمة لالقتصاد الوطني، أي المصلحة العامة)المستخدم

فإذا كان االلتزام بعدم المنافسة، یھدف إلى حمایة النظام العام االقتصادي

للمقاولة، فإن حمایة ھذا النظام یستدعي أیضا رعي مصالح وحقوق األجیر،

.أي النظام العام االجتماعي

:المفتاحیة الكلمات

؛العامل؛مشروعیة؛عقد العمل؛شرط؛عدم المنافسة؛االتفاق؛االلتزام

.المسؤولیة؛أوقات الفراغ؛المستخدم