277
اﻟﺠﺰاﺋــــــــــﺮ ﺟﺎﻣﻌـــــﺔ واﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴـــﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴــﺔ اﻟﻌﻠــﻮم آﻠﻴــﺔ اﻹﺟﺘﻤـــﺎع ﻋﻠــﻢ ﻗﺴــﻢ ﺍﻟﻤﺎﺠﺴﺘﻴـــﺭ ﺩﺭﺠــﺔ ﻟﻨﻴـل ﻤﻘﺩﻤـﺔ ﺭﺴﺎﻟـﺔ ﻓﻲ" ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـــﻲ ﺍﻹﺠﺘﻤــﺎﻉ ﻋﻠـﻡ ﺘﺨﺼـﺹ" ﺒﻌﻨـــﻭﺍﻥ: ﺇﻋـ ـ ـﺩﺍﺩ: ﺇﺸﺭﺍﻑ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺩﻜﺘـ ﻭﺭ: ﻛﺒـــﺎﺭ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺣﻮﻳﺘـــﻲ ﺃﺣﻤـﺪ اﻟﻤﺠﺘﻤ ـ اﻟﻤﺪﻧ ـ ودورﻩ ـ اﻟﺘﻜﻔ ـــ ـ اﻹﺣﺘﻴﺎﺟ ﺬوي ـ اﻟﺨﺎﺻ ﺎت ـــ ﻏﺮﺩﺍﻳ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺣﺮﻛﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﻴﻦ ﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ـ ﺍﻟﺴﻨ ـ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴ ــ: 2004 / 2005 ﻟـــ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓــﻕ1425 / 1426 ﻫـ

ﻞـــﻔﻜﺘﻟا ﻲـﻓ ﻲـﻧﺪﻤﻟا ﻊـﻤﺘﺠﻤﻟا ...biblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/199/KEBBAR_ABDELLAH.pdfﻰﻟإو ، ﺎﻤهﺮﻤﻋ ﷲا لﺎﻃأ

  • Upload
    others

  • View
    7

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

جامعـــــة الجزائــــــــــر

آليــة العلــوم اإلنسانيــة واإلجتماعيـــة قســم علــم اإلجتمـــاع

رسالـة مقدمـة لنيـل درجــة الماجستيـــر " تخصـص علـم اإلجتمــاع الثقافـــي " في

:بعنـــوان

:ور الدكتـ األستاذإشراف :ـدادـإعـ

أحمـد حويتـــي عبداهللا كبـــار

لـــي التكفـي ودوره فـع المدنـالمجتم ةـــات الخاصـذوي اإلحتياجـ ب

ةـدراسة ميدانية لجمعيات المعوقين حركيا بوالية غرداي

م2004/2005:ة ــة الجامعيـالسن هـ1425/1426الموافــق لـــ

:صفهانييقول العماد األ إني رأيت أنه ال يكتب إنســـان آتابــــــا

:في يومه إال قال فـــي غــــــده لو غير هذا لكان أحسن ولـــــو زيد آذا لكان يستحســـــــــن ولو قدم هذا لكان أفضــــــــــل ولو ترك هذا لكان أجمـــــــــــــل وهذا من أعظم العبر علــــــى

ـــــص علـــــــــــــى استيالء النق جملـــــة البشــــــــر

من كتاب وفيات األعيــان البن خلكــان

أهدي ثمرة عملي المتواضع هذا إلى والدي الكريمين أطال اهللا عمرهما ، وإلى .على العموم "آبار " آل أسرتي بالخصوص وعائلة

" أحمد ياسين " يخ آما أهديه بنفس طيبة إلى روح سيد شهداء هذا العصر الشمؤسس حرآة المقاومة اإلسالمية حماس بفلسطين المحتلة الذي آان رمزا

.للمجاهد المناضل بكل بسالة وصدق .الذي فارقنا إلى مثواه األخير" الحاج أحمد " أهديه أيضا إلى روح جدي

.حفظهما اهللا ) ألمي ( وجدي ) ألبي ( أهديه أيضا إلى جدتي " .بيشي محمد بن موسى " والضراء إلى صديق السراءمحمد بن سانية وجميع أعضاء نادي الصابرين : إهداء خاص لألخ الصديق

لرياضة الموقين بـ متليلي ، يوسف عمير ، عبداهللا الشريف وجميع نأوالد المير عبد الرحم: إلى األعزاء

علي و" حاسي الفحل" األصدقاء الذين جمعتني بهم حياة التدريس في بلدية .رأسهم السعيد حنين

إلى جيراني األعزاء الحاج بلقاسم سنقاري ، بن الديب عبدالكريم ، أوالد يحي .الشيخ ، وجميع بقية الجيران الذين لم نذآر أسماءهم

" .مصطفى " إلى أعمامي محمد وعيسى وأبنائهم خاصة .غرداية / مبروك مالخ وجميع عائلته بمرماد : إلى األخ

.بير صالحي وجميع أفراد أسرته ز: األخ عبد الرزاق مالخ ، مصطفى سويلم ، معمر بن جبارة ، خالد موالي :إلى األصدقاء

لروي ، لحسن الدهمة ، سعيد عاشور ، كلخضر، خالد أعرابة ، يوسف وعبد المال رعبد النو: موسى عنيشل ، محفوظ مهاية ، محمد البرآة هنية ، واألخوين

آمال شكور ، بشير ضويفي ، رشيد طوبال ، مسعود آريبع ، ومبروك دغموس ، .عبد القادر تيماوي ، لمين ناصري ، األخوين احسن والناصر

محمد طينة: الى االستاذ االمام .إلى جميع المعوقين في العالم

.إلى آل مناضل من أجل نهضة أمته .إلى الذي طال غيابه عنا ، و آن له أن يرجع إلينا

-اهللا ابن بوحفص آبــار عبد-

وتوفيقه ؛ فهو الذي لبفضل من اهللا عز وج"الرسالة العلمية" لقد تم إنجاز هذه " ( الرحمن ، علم القرآن ، خلق اإلنسان ، علمه البيان : " يقول في محكم تنزيله

وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم : " ويقول أيضا ) من سورة الرحمن) 4-1(اآليات، فاللهم لك الحمد آما ينبغي لجالل ) من سورة إبراهيم 07اآلية " (ألزيدنكم

.وجهك وعظيم سلطانك ، ولك الحمد والشكر على نعمك التي ال تعد وال تحصى الذي " أحمد حويتي : " الدآتور آما ال يفوتني أن أتقدم بشكري الخالص لألستاذ

قبل اإلشراف على هذا العمل ، ومتابعته لغاية صدوره على هذا الشكلآما أتقدم بشكري الخالص والمميز لألخ الصديق أوالد العيد بكار الذي وجدته نعم

.األخ والنصير في وقت الشدائد والمحــن :اليوال أنسى إسهامات هذه الكوآبة الطيبة وهم على التو

جابي ، سليمان بلعور ، معراج الهواري ، ر، عبد الناصمحمد السبع : األساتذة عالل دوادي ، حسين األعمش ، الحاج لخضر الدهمة ، جمال بلفردي ، عبدالجليل

بن سانية ، آريمو نمالخ ، أحمد شارف ، سليمان بن سمعون ، عبد الرحم .علواش ، الطيب معاش ،اوالد العيد آمال

بكار بن حديد صاحب مكتبة المستقبل بمتليلي : إلى . الذي لم يبخل علينا بدعمه وتشجيعاته األخوية

:والسادة رؤساء جمعيات المعوقين وجميع مساعديهم وهم " المعوقين جمعية نادي الصابرين لرياضة" بن سانية محمد بن سلميان ، رئيس

غرداية/ بمتليلي غرداية/ لدائرة متليلي" عية المعوقين حرآيا جم"الحاج هيبة الشيخ ، رئيس

غرداية/ بمتليلي " جمعية األمل للمعوقين حرآيا "أوالد العيد صالح ، رئيس غرداية/ جمعية المعوقين لبني يسقن "باحريز عمر ، رئيس

غرداية/ بالعطف " جمعية المعوقين حرآيا "بهون علي أحمد ، رئيس امحمد طريفي ، نور : تير وهم األوفياء أصدقاء الدراسة خاصة في مرحلة الماجس

الدين بولعراس ، فوزي عالوة ، رياض شاوي ، محمد بلخير ، بلقاسم شعالل ،آمال حسنة ،بوعروري جعفر

بمديرية النشاط االجتماعيةرئيس مكتب الخدمات : مالكي الطاهر : السادة رسة مسئول التوجيه البيداغوجي بمد: االجتماعي بوالية غرداية ، وحسيني لحسن

.صغار الصم بمتليلي و األخوات الدين التقينا بهم في إطار الدورات التكوينية التي أشرفت ةجميع االخو

Handicapes Internationalعليها منظمة بلوديان ، وياسين بكوش ، عبد اهللا لغويطر، عبد اهللا دعبد الحمي: آذلك االخوة

. اوالد العيد / بحي الحديقة ) طرباقو أحمد ( ر المرآز الثقافي نائب مدي: األخ بيتور أحمد

بمتليليCASNOS صندوق عمتليلي ، واألخ بوراس بلخير مدير فرعبد :االخوة الذين ساهموا في آتابة هده الرسالة بواسطة جهاز الحاسوب وهم

بشير عنيشل ، الحاج عمر إبراهيم ، بكار معطاهللا ، قدور نعيوة القادر رسيوي ، محمد لمين سويلم الدي اشرف على الكتابة النهائية لهده الرسالة: األخ

.لكل من لم نذآر اسمه من األحبــة واألصدقــاء

أ.................................................................................................................................................................... اإلهداء • ج.......................................................................................................................................عبارات شكر و عرفان • ـه....................................................................................................................................................فهرس المحتويات • ط......................................................................................................................................................الجداول فهرس • ك................................................................................................................................................................... المقدمة •

32- 1 .......................................االقتراب املنهجـي للدراســة : الفصـل األول 01 ........................................................اإلجراءات املنهجية للبحث : ملبحث األولا

01 .................................................أسباب اختيار املوضوع وأهدافه : املطلب األول

02 ......................................................................اإلشكالية : املطلب الثاين 04 ..................................................................الفرضيات : املطلب الثالث 05 ..................................................................حتديد املفاهيم : املطلب الرابع

06 ..........................................................جمتمع الدراسة وخصائصه : املبحث الثاين

06 ..................) اتمع األصلي( نبذة تارخيية وجغرافية عن الوالية حمل الدراسة : املطلب األول

07 ........................................معطيات حول جمتمع اإلعاقة بوالية غرداية : املطلب الثاين

09 ........................................الدراسات االستطالعية للميدان املدروس : املطلب الثالث

10 ..............................................وصف اجلمعيات املختارة للدراسة : املطلب الرابع

12 ..................................................................ث تقنيات البح : املبحث الثالث

12 .........................................................املنهج املتبع يف الدراسة : املطلب األول

13 ...................................................األدوات املستخدمة يف البحث : املطلب الثاين

..……………... …عينة البحث وخصائصها: المطلب الثالث 15

19 ................................................................جماالت الدراسة : املطلب الرابع

20 ...............................................................صعوبات البحث:املطلب اخلامس

فهـــرس المحتويـــــــــــات

اإلطـار المنهجـي و النظـري للدراســـة: البـاب األول

22 .......................................................الدراسات السابقة : املبحث الرابع

22 ............................................دراسات عن اتمع املدين العاملي: املطلب األول

............................................دراسات عن المجتمع المدني العربي : المطلب الثاني 26 29 ................................دراسات عن اتمع املدين يف الدول املغاربية : املطلب الثالث

30 ..........................................دراسات عن اتمع املدين اجلزائري: املطلب الرابع

60-33 .......................بستمولوجيـا ظاهـرة اتمـع املدنــي إ: الفصـل الثانـي 33 .......................................................................... :متهيــــد

34 ......................اتمع املدين من وجهة نظر التيارات االجتماعية الكربى : املبحث األول

34 .................................اتمع املدين من وجهة نظر التيار التنويري : طلب األول امل

36 .................المجتمع المدني من وجهة نظر التيار الليبرالي : المطلب الثاني 38 .................................اتمع املدين من وجهة نظر التيار املاركسي : املطلب الثالث

40 ...................................اتمع املدين من وجهة نظر التيار الوظيفي: املطلب الرابع

42 ....................عالقة اتمع املدين باهليئات واملنظمات االجتماعية األخرى : املبحث الثاين

42 .................................................ة عالقة اتمع املدين بالدول: املطلب األول

43 ................................................عالقة اتمع املدين بالربملان : املطلب الثاين

44 ...........................عالقة اتمع املدين باملنظمات اجلماهريية واألهلية : املطلب الثالث

46 .....................................عالقة اتمع املدين باألحزاب السياسية : املطلب الرابع

48 ............مراحل تطور اتمع املدين يف اجلزائر من االستقالل إىل يومنا هذا : املبحث الثالث

48 .........................1988 إىل غاية 1962اتمع املدين اجلزائري من : املطلب األول

50 .......................... 1992 إىل غاية 1988اتمع املدين اجلزائري من : املطلب الثاين

52 ......................... 1999إىل غاية 1992اتمع املدين اجلزائري من : املطلب الثالث

53 ......................... 2005 إىل غاية 1999 من اتمع املدين اجلزائري: املطلب الرابع

55 ..................................................دعائم قيام اتمع املدين : املبحث الرابع

55 ........................................األركان األساسية لبناء اتمع املدين : املطلب األول

56 .......................................................مبدأ القيم الدميقراطية : الثاين املطلب

57 .........................................................مبدأ الثقافة املدنية : املطلب الثالث

58 ...............................................................مبدأ املواطنة : املطلب الرابع

60 .........................................................................: خالصة الفصل

90-61 ...............................سوسيولوجيا اإلعاقة وذوي االحتياجات اخلاصة : الفصـل الثالـث 61 ............................................................... ...............:متهيــــد 62 ...................................................وضعية املعوقني عرب التاريخ : املبحث األول

62 ........وضعية المعوقين في العصور القديمة : المطلب األول

63 ......................................وقني يف ظل الديانات السماوية وضعية املع: املطلب الثاين 65 ............................................وضعية املعوقني يف العصر احلديث : املطلب الثالث 66 ..............................................االعتراف العاملي حبقوق املعوقني : املطلب الرابع 68 .....................................................أنواع اإلعاقات : املبحث الثاين 68 ............................................................اإلعاقات احلسية : املطلب األول 70 ................................... ...........)التخلف الذهين (اإلعاقة العقلية : املطلب الثاين

72 ...........................................................اإلعاقات احلركية : املطلب الثالث 73 ............................................................اإلعاقات املتعددة : املطلب الرابع 75 ............................................................بات اإلعاقات مسب : املبحث الثالث 75 .............................................................األسباب الوراثية: املطلب األول 75 ............................................................األسباب املكتسبة : املطلب الثاين

77 .................................................األسباب الوراثية و املكتسبة : املطلب الثالث 78 ................................جهود اجلزائر يف محاية ورعاية األشخاص املعوقني : املبحث الرابع 78 ........................ اخلاصة باملعوقني التشريعيةجهود اجلزائر يف جمال النصوص: املطلب األول 81 ...............................جهود اجلزائر يف جمال إنشاء املراكز اخلاصة باملعوقني: املطلب الثاين

83 ............................جهود اجلزائر يف جمال التعليم والتأهيل املهين للمعوقني : املطلب الثالث 86 .......................جهود اجلزائر يف جمال اخلدمات االجتماعية اخلاصة باملعوقني : املطلب الرابع

90 .............................................................................: خالصة الفصل 122-91 ........................................يــن أدوار و واجبات مجعيات املعوق: الفصـل الرابـع

: متهيــــد ..................................................................................

91

92 ...................................التوجهات النظرية املعاصرة لنظرية الدور : املبحث األول

92 .............................................اجلذور الفكرية األوىل لنظرية الدور : ألول املطلب ا

95 .............................................املقاربة السوسيولوجية لنظرية الدور : املطلب الثاين

98 ............................. نظرية الدور من وجهة نظر أهم املدارس االجتماعية: املطلب الثالث

100 ..............................نظرية الدور ومقاربتها مبفاهيم اتمع املدين واملعوقني: املطلب الرابع

102 .........................................دور اتمع املدين يف جمال التوعية والتحسيس : املبحث الثاين 102 .....................................دور اتمع املدين يف حتسيس أسر املعوقني : لب األول املط

105 ..........................دور اتمع املدين يف توعية مسئويل املؤسسات التربوية : املطلب الثاين 107 ................ وسائل اإلعالمدور اتمع املدين يف عمليات التحسيس من خالل: املطلب الثالث

...............................دور المجتمع المدني في توعية وتحسيس أفراد المجتمع : المطلب الرابع 109

110 ................................................دور اتمع املدين يف التكفل باملعوقني : املبحث الثالث 110 ..............دور اتمع املدين يف التكفل باملعوقني يف جمال اخلدمات االجتماعية : ول املطلب األ

112 ........دور اتمع املدين يف التكفل باملعوقني يف مؤسسات التكوين والتأهيل املهين : املطلب الثاين

114 ............................ الشغلدور اتمع املدين يف التكفل باملعوقني يف عامل: املطلب الثالث

115 .............دور اتمع املدين يف التكفل باملعوقني يف اهليئات االجتماعية األخرى : املطلب الرابع

117 ....................................دور اتمع املدين يف جمال رعاية املعوقني اجتماعيا : املبحث الرابع

117 ................................دور اتمع املدين يف جمال رعاية املعوقني قانونيا : طلب األول امل

118 ...................................دور اتمع املدين يف جمال رعاية املعوقني طبيا : املطلب الثاين

119 ................................عوقني نفسيا دور اتمع املدين يف جمال خدمة امل: املطلب الثالث

120 ..........................دور اتمع املدين يف جمال اخلدمات الترفيهية للمعوقني : املطلب الرابع

122 ..........................................................................: خالصة الفصل

150-123 ............................................حتليـل نتائـج الفرضيـة األولــى: صـل اخلامـس الف 123 ........................................تقييم األشخاص املعوقني لنشاطات مجعياهتم : املبحث األول

131 ...........................ألشخاص املعوقني أدوار هذه اجلمعيات وأدائها من منظور ا: املبحث الثاين

133 ...............................واقع تكفل هذه اجلمعيات مبطالب األشخاص املعوقني : املبحث الثالث

150 .........................................................: االستنتاجات اجلزئية لنتائج الفرضية األوىل

175-151 ..........................................حتليـل نتائـج الفرضيـة الثانيــة: الفصـل السـادس 151 ................................إشكالية الصعوبات املادية وأثرها على مجعيات املعوقني: املبحث األول

159 .......................................ات املعوقني الصعوبات املعنوية وأثرها على مجعي: املبحث الثاين

171 .....................................دور اهليئات األخرى يف مساعدة هذه اجلمعيات : املبحث الثالث 175 ... ....................................................: لنتائج الفرضية الثانيـة االستنتاجات اجلزئية

201-176 .............................................حتليـل نتائـج الفرضيـة الثالثــة : الفصـل السابـع 176.......................................واقع رضا األشخاص املعوقني عن أداء مجعياهتم : املبحث األول 188 .........أثرها على هذه اجلمعيات من منظور األشخاص املعوقنياملمارسات الدميقراطية و: املبحث الثاين

194 ....ملشاركة يف نشاطات مجعياهتم ادور رضا األشخاص املعوقني و عالقته حبثهم على : املبحث الثالث

202 ....................................................: االستنتاجات اجلزئية لنتائج الفرضية الثالثــة

203 .....................................................................النتائج العامة للدراســـة

204 ..................................................................... التوصيات واالقتراحــات

م .....................................................................اخلامتــــــــــة

.قائمة املصادر و املراجع .قائمــة امللحقــات

اإلطار التطبيقـي و الميدانـي للدراســـة: البـاب الثانــي

الصفحة العنــــــوانالرقم

07 يبني توزيع مدارس صغار املعوقني على مستوى بلديات والية غرداية 01

08 .2005يبني توزيع الفئة املعوقة حسب بلديات الوالية لشهر جانفي 02

17 يبني توزيع االستمارات على املبحوثني حسب السن و اجلنس 03

82 يبني عدد األشخاص املعوقني حسب نوعية إعاقاهتم عرب التراب الوطين 04

84 يبني توزيع مراكز األشخاص املعوقني عرب التراب الوطين 05

124 املدين املهتمة باملعوقني يف والية غردايةيبني رأي املعوقني املبحوثني يف أداء مجعيات اتمع 06

126 يبني رأي املعوقني املبحوثني يف مستوى نشاطات اجلمعيات اليت ينتمون إليها 07

128 يبني تقييم املعوقني املبحوثني للفترات الزمنية اليت تقيم فيها عادة هذه اجلمعيات لنشاطاهتا 08

130 طبيعة النشاطات اليت توليها مجعياهتم أكرب اهتمام يبني رأي املعوقني املبحوثني يف 09

132 دوار مجعياهتم مع آماهلم ايبني رأي املعوقني املبحوثني يف مدى توافق 10

134 يبني رأي املعوقني املبحوثني يف مدى تكفل مجعياهتم م يف اال الطيب 11

136جهزة االصطناعية املساعدة على احلركة من قبل مجعياهتم يبني رأي املعوقني املبحوثني يف تزويدهم باأل 12

يبني رأي املعوقني املبحوثني يف مدى تكفل مجعياهتم م يف جمال اقتناء األجهزة االصطناعية املساعدة 13

على احلركة حسب اجلنس

138

140 يبني مدى استفادة املعوقني املبحوثني من تكوين متخصص عن طريق مجعياهتم 14

142 يبني موقف املعوقني املبحوثني من مساعدة مجعياهتم هلم للحصول على وظائف مناسبة 15

144 يبني رأي املعوقني املبحوثني جتاه تكفل مجعياهتم م خبصوص الزواج وتبعاته املالية 16

147 يبني رأي املعوقني املبحوثني جتاه تكفل مجعياهتم م يف جمال الصحة النفسية 17

149 يبني رأي املعوقني املبحوثني يف مدى تشجيع مجعياهتم هلم ملمارسة الرياضة 18

152 يبني رأي املعوقني املبحوثني يف نوعية الصعوبات اليت تعاين منها مجعياهتم 19

فهـــــــرس الجــــــــــداول

156 يبني رأي املعوقني املبحوثني يف مدى تأثري املقرات يف استقرار مجعياهتم 20

160 ملعوقني املبحوثني يف مدى اهتمام املسؤولني احملليني بقضيتهميبني رأي ا 21

163 يبني رأي املعوقني املبحوثني يف مدى التزام املسؤولني احملليني مبساعدة مجعياهتم حسب اجلنس 22

167 يبني رأي املعوقني املبحوثني يف مدى تدعيم املواطنني جلمعياهتم 23

172 ثني يف اجلهات اليت يتوجب عليها دعم مجعياهتميبني رأي املعوقني املبحو 24

177 يبني درجة رضا املعوقني املبحوثني عن أداء مجعياهتم 25

180 يبني رأي املعوقني املبحوثني يف مدى مساعدة مجعياهتم هلم لالرتقاء ملراكز اجتماعية مرموقة 26

183 بواجباهتا جتاههم على أحسن وجهيبني رأي املعوقني املبحوثني يف مدى قيام مجعياهتم 27

186 يبني درجة رضا املعوقني املبحوثني عن نوعية اخلدمات اليت تقوم ا مجعياهتم 28

189 يبني رأي املعوقني املبحوثني يف مدى وجود مناخ دميقراطي داخل مجعياهتم 29

192 معياهتم املبحوثني يف مدى ثقتهم بالعناصر املسرية جلاملعوقني يبني رأي 30

195 يبني مدى مسامهة املعوقني املبحوثني يف النشاطات املربجمة من طرف مجعياهتم 31

198 يبني مدى مسامهة املعوقني املبحوثني يف النشاطات املربجمة من طرف مجعياهتم حسب اجلنس 32

200 مستقباليبني تقييم املعوقني املبحوثني ملدى حتسن أو عدم حتسن نشاطات مجعياهتم 33

: المقدمـــــــــة

يكتسي موضوع اتمع املدين أمهية كبرية خاصة يف بيئتنا العربية اإلسالمية اليت جعلت منه هدفا رئيسيا للندوات والبحوث بل واملمارسات الدعائية عند أنصار اإلصالح االجتماعي والسياسي ويعرف

ارة عن شبكة واسعة من التنظيمات املتمثلة يف اجلمعيات والروابط والنقابات و اتمع املدين على أنه عب ) .من الوراثة ( األحزاب و األندية والتعاونيات أي كل ما هو غري حكومي وكل ما هو غري عائلي أو إرثي

الثامن حدث يف أوربا أوال يف القرن هذا املصطلح قدظهور ولعلنا ال جناوب الصواب إذا قلنا بأن ، 1989عشر والتاسع عشر مث أحيط بقدر كبري من االهتمام خاصة مع سقوط املعسكر الشيوعي سنة

وقد أرجع خرباء اجليوستراتيجيا بأنه مل يكن ليحدث هدا احلدث التارخيي لوال املسامهة اجلبارة لتنظيمات : شكل رئيسي مع مصطلحات اتمع املدين لذا فالعجب إذا علمنا بأن هذا املصطلح إمنا يقترن ب

.اخل ...الدميقراطية ، حقوق اإلنسان ، احلداثة وحنن إذا تأملنا املستجدات االجتماعية اجلزائرية جند بأا هي األخرى قد هبت عليها ما يسمى

فهوم شائعا إخل ، حبيث صار هذا امل... برياح التغيري و الدميقراطية بعد نشوء النظام الدويل اجلديد و العوملة وما تالها ؛ حبيث أصبح مبقدور األفراد احلق يف إنشاء 1988 أكتوبر 05يف بلدنا خاصة بعد أحداث

إخل ، فيما يسمى مبرحلة التعددية ... اجلمعيات ذات الطابع السياسي ، االجتماعي ، الرياضي ، الفين .والدميقراطية

وجب علي القيام بدراسة سوسيولوجية لظاهرة اتمع و انطالقا من هذه املتغريات رأينا بأنه يتاملدين اليت اكتسحت بالدنا ؛ إال انه بعد حتديد املوضوع قمنا بربط هذه الظاهرة بظاهرة أخرى أال وهي

فئة املعوقني حركيا ، حبيث وقع اختيارنا على دراسة هاتني الظاهرتني –ظاهرة ذوي االحتياجات اخلاصة نوبية ، ومن املؤكد بأنه يف اآلونة األخرية مالحظة اهتماما عامليا كبريا مبشكلة اإلعاقة بوالية غرداية اجل

واملعوقني ، فتوصيات اهليئات العاملية املهتمة ذه الفئة تدعو صراحة إىل االهتمام باملعوقني وتعليمهم ظمة األمم املتحدة سنة إخل ، ولعل اختيار من... وعالجهم مث تأهيلهم و إدماجهم اجتماعيا واقتصاديا

. سنة دولية للمعاقني خلري دليل على ذلك1981 : ودا ميكننا القول بان هذا املوضوع يكتسي أمهية بالغة إذا علمنا مايلي

إن هذا املوضوع جديد وألول مرة شرعنا يف إعداد دراسة سوسيولوجية على مجعيات املعوقني ؛ وهذا -أات واملعوقني يف حد ذاهتم يف هده الوالية سواء ما تعلق منها بظاهرة اتمع بشهادة رؤساء هذه اجلمعي

.املدين أو ظاهرة املعوقني . لقد سعينا للتقرب من هذه اجلمعيات ومعرفة إجنازاهتا واألدوار اليت تقوم ا عن قرب -ب

ك

: المقدمـــــــــة

التكفل احلقيقي بشرحية هلا احتياجات جد من مدى جدية هذه اجلمعيات بق كما سعينا للتحق-جـ .خاصة ، لذا فإن التعامل معها صعب للغاية

. التعرف على درجة رضا املعوقني على هذه اجلمعيات وطبيعة العالقة بينهما -د . الوقوف على أهم العوائق و العراقيل اليت تعاين منها هذه اجلمعيات -هـ جمتمع جنويب ناشئ عرف التطور والتوسع العمراين و اكتشاف ما مدى احلراك االجتماعي يف-و

.االقتصادي من خالل هذه الدراسة تسليط الضوء على ميدان اجتماعي يزخر بالتنوع الثقايف و اإلثين كما جيمع بني األصالة واملعاصرة من -ز

.أجل تشجيع طالب الدراسات العليا على االهتمام به أكثر اتمع املدين ودوره يف التكفل بذوي االحتياجات " عنا هذا املعنون بـ لقد استعنا إلجناز موضو ، خبطة تتمثل يف جانبني تطبيقي ونظري، " دراسة ميدانية جلمعيات املعوقني حركيا بوالية غرداية –اخلاصة

الفصل األول و هو االقتراب املنهجي الذي حيتوي: حيث احتوى اجلانب النظري على أربع فصول و هي على مباحث ومطالب خمتلفة أبرزها أسباب اختيار املوضوع و أهدافه ، اإلشكالية ، الفرضيات ، حتديد املفاهيم ، جمتمع وجماالت الدراسة ، حجم العينة وخصائصها ، املنهج املتبع والتقنيات املستعملة ، باإلضافة

ية الدور ، بينما احتوى اجلانب إىل فصل حول اتمع املدين وآخر عن املعوقني ، وفصل آخر عن نظرمجعنا فيه جداول حتليل ثالث فرضيات ، كما ) اخلامس ، السادس ، السابع ( التطبيقي على ثالثة فصول

والتوصيات تقمنا يف اية املطاف إىل استخالص النتائج العامة هلده الدراسة ، كما وضعنا قائمة باالقتراحا .ة و قائمة باملصادر و املراجع اليت استعنا ا إلجناز هدا البحثالالزمة ملن يهمه األمر وكذا خامت

ل

: البـــــاب األول اإلطـار المنهجي والنظـري

للدراســــــــة

:الفصـل األول االقتراب المنهجي

للدراسـة

.اإلجــراءات المنهجيــة للبحــث : المبحث األول .مجتمـــــــــــــع الدراســــــــــــة: المبحث الثاني .تقنيــــــــــات البــــحــــــــــــث : الثالث المبحث .الدراســـــــات السابقـــــــــــة : المبحث الرابع

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

1

.اإلجــراءات املنهجيــة للبحــث : املبحث األول .أسبـاب اختيار املوضـوع و أهدافــه : املطلب األول -

ويسعى للوصول إىل من املتعارف عليه لدى الباحثني ، بأن كل حبث علمي ، إمنا ينطلق من أسباب ، 1..." هو إجابة مبدئية للذي يسألنا عن أي شيء نبحث " ... أهداف ونتائج مقبولة ، واملوضوع املختار : ، وفقا ألسباب ذاتية و أخرى موضوعية كالتايل ويف هذا السياق قمت باختيار هذا املوضوع

أسباب اختيار املوضـوع : أوال

: األسباب الذاتيــة -1 .مائي للوسط اجلمعوي و اخنراطي يف عدد من اجلمعيات احمللية والوطنية انت - أ . رغبيت يف دراسة اجلمعيات املتواجدة بوالية غرداية حبكم إقاميت فيها -ب . تعاطفي مع هذه الشرحية ، اليت أحترمها كثريا -جهرة بوالية إحلاح بعض األصدقاء املعوقني يل ، وذلك من أجل القيام بدراسة حول هذه الظا - د

.غرداية :األسباب املوضوعيـة -2

.بسبب حداثة هذا املوضوع وجدته ، وقلة الدراسات األكادميية اليت مل تتناوله بعد -أ . الوقوف على مدى تكفل هذه اجلمعيات جبمهور املعوقني يف الوالية -ب .التأكد من جناعة الدور الذي تقوم به هذه اجلمعيات ميدانيا -ج .على التأثريات اليت أحدثتها هذه اجلمعيات يف احلياة اليومية للمعوقني التعرف -د

: أهـداف الدراســة : ثانيا

.الوقوف عن أهم اإلجنازات اليت قامت ا هذه اجلمعيات للمعوقني بالوالية -أ .التعرف على أهم املعوقات اليت تقف يف طريق حتسني أداء هذه اجلمعيات -ب .لية اخلدمات االجتماعية اليت تقدمها مجعيات املعوقني هلذه الفئة التحقق من فعا-ج .التعرف على مدى رضا األشخاص املعوقون على أداء هذه اجلمعيات -د

1 – Maurice ; ANGERS , Initiation pratique à la méthodologie des sciences humaines , Casbah éditions , Alger , 1ère éd , 1997 , p 78 .

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

2

.اإلشكاليـــة : املطلب الثاين -

" القرنني السابع عشر " يرتبط ظهور مصطلح اتمع املدين بظهور نظريات العقد اإلجتماعي خالل يف اتمعات الغربية للداللة على جمتمع املواطنني األحرار الذين اختاروا حكوماهتم وفق " لثامن عشر ا" و

إرادهتم الطوعية ، وظل هذا املصطلح متداوال يف أوساط املفكرين االجتماعيني وباخلصوص عند ما احنـسر و إىل غاية أواخر القرن التاسع عشر ولكنه بعد ذلك سرعان " ماركس "و " هيغل "

ابتعد عن احلياة الفكرية والسياسية و انطوى يف زاوية النسيان طوال القرن العشرين غري أنه مل يلبث طويال حىت سطع جنمه من جديد ، وعاد إىل الظهور وبقوة يف العقد األخري من القرن العشرين حبيـث أصـبح

ل الصراعات سلميا ومحاية الدولة من التصدع و مفهومه مقترنا بدوره يف استعادة الدميقراطية وتفعيلها وح االيار ومحاية حقوق اإلنسان والتنمية املستدامة ، بل تعاظم دوره ليصبح رقيبا على نشاطات احلكومـات

.يف الدول املتقدمة واتمع املدين كمفهوم يعرب عن منط من العالقات االجتماعية والسياسية والثقافية ، القائمة أساسا

العمل املؤسسي الذي يعرب عن فعل اجتماعي ، يدار بواسطته الشأن العام عن طريق قوى اجتماعيـة علىتتكامل مع بعضها البعض وتتنافس فيما بينها وفق قواعد سلمية ، تسودها مبـادئ االحتـرام، التعـاون

. 1والتراضي يف إطار منظم يهدف إىل خدمة املواطنني واتمع على حد السواء رجعنا إىل الواقع اجلزائري جند بأن اجلزائر كدولة مستقلة مل يتجسد فيها مشروع اتمع املدين وإذا

، ومت ذلك باالعتراف الرمسـي حبـق إنـشاء 1988 أكتوبر 05كبقية الدول النامية ، إال بعد أحداث د، وهـذا مـا ور التعددية احلزبية وحق إنشاء اجلمعيات 1989اجلمعيات ، بعد أن أجاز دستور فرباير

املتعلـق 1990 ديسمرب 04 الصادر يف 31-90بشكل واضح يف قانون اجلمعيات املعدل واملتمم رقم . 2باجلمعيات

ونظرا ألمهية مجعيات اتمع املدين يف حياتنا املعاصرة ، باإلضافة إىل تواجدها املكثـف بـسبب ملنظمات والتجمعـات ، وبـسبب تنـوع عددها اهلائل ، وهي بذلك تشكل مبجملها شبكة هائلة من ا

.اخل ... اهتماماهتا الرياضية ، العلمية ، الفنية و االجتماعية ونظرا ألن اختيارنا وقع على دراسة ظاهرة املعوقني يف والية غرداية وعالقتها بظاهرة اتمع املدين

تكفل مجعيات اتمع املدين احلديث النشأة يف هذه املنطقة ، جاءت هذه الدراسة حملاولة معرفة ما مدى

.39 ، ص 1999 ، بريوت ، لبنان ، 23 ، العدد جملة الكلمة، " إسالمي -حنو جمتمع أهلي عريب" حممد ؛ حمفوظ ، - 1 م 1990 نوفمرب04 هـ املوافق لـ 1411 مجادى األوىل عام 17 الصادر بتاريخ 31-90 من قانون اجلمعيات رقم 02 املادة رقم - 2

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

3

فئـة املعـوقني -املتواجدة بوالية غرداية ، وما مدى دورها يف التكفل مبطالب ذوي االحتياجات اخلاصة :حركيا ، حبيث متخض هذا البحث عن تساؤالت اإلشكالية كالتايل

دور مجعيات اتمع املدين يف التكفل باحتياجات املعوقني حركيا ؟وما ه -1 هي معوقات مجعيات اتمع املدين اخلاصة باملعوقني حركيا يف والية غرداية ؟ما -2 تقييم املعوقني حركيا ألداء ونشاطات هذه اجلمعيات ؟وما ه -3

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

4

.الفرضيـــات : املطلب الثالث -

ثابة أجوبـة من أجل اختبار اإلشكالية املطروحة ، يتوجب على الباحث اقتراح فرضيات تكون مب مؤقتة للتساؤالت املطروحة ، وهلذا فإنه يكون لزاما عليه اختيار فرضيات وفق شروط علميـة ومنهجيـة

يقترح على الباحثني فيما خيص هذه املسألة اشتراط حمددات معينـة " فإحسان حممد احلسن " مضبوطة حة ، وحمددة و أن تكون قابلـة جيب أن تكون الفرضية واض " ... يقول يف هذا الشأن . لصحة الفرضية

1. ... " للفحص والتحقيق ، وأن تكون منسجمة ومترابطة وغري متناقضة

: ويف هذا السياق وبعد حماوالت عديدة قمنا بوضع الفرضيات كالتايل

:الفرضية األولــى

.تقوم مجعيات اتمع املدين بدور فعال يف التكفل باحتياجات املعوقني حركيا :الفرضية الثانيــة

. تعاين مجعيات املعوقني حركيا يف والية غرداية من نقص اإلمكانيات املادية :الفرضية الثالثــة

.يشعر املعوقون حركيا بالرضا حنو أداء ونشاطات هذه اجلمعيات

.48 ، ص 1994 ، 3 ، دار الطليعة ، بريوت ، لبنان ، طاألسس العلمية ملناهج البحث العلمياحلسن ، إحسان ؛ حممد - 1

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

5

حتديــد املفاهيــم : املطلـب الرابـع - يمات التطوعية احلرة ، اليت متأل اال العام بـني األسـرة هو جمموعة التنظ : اتمــع املدنـــي -1

والدولة لتحقيق مصاحل أفرادها ، ملتزمة يف ذلك بقيم ومعايري االحترام والتراضي والتسامح واإلدارة الـسلمية وتعظم للتنوع واالختالف وهو بالتايل جممل التنظيمات التطوعية وغري اإلرثية ، وغري احلكومية اليت ترعى الفرد

مجعيات اتمـع " يف إطار هذه الدراسة استعملنا املفهوم .1 من قدراته على املشاركة ازية يف احلياة العامة أحزاب ( باعتبار أن املتعارف عليه يف اجلزائر بأن غالبية مكونات اتمع املدين أساسها اجلمعيات " املدين .2)اخل ... ، نواد

املركز اإلجتماعي مما يدل على أن هناك عالقة وثيقة بلوك املتوقع من شاغل أو الع هو الس : الــدور -2بني الدور اإلجتماعي واملركز اإلجتماعي، فاملركز اإلجتماعي للمجتمع املدين حيدد طبيعة األعمال املتوقعة منه

. 3أو دوره اإلجتماعي أي النشاطات اليت يقوم ا بعدما شغل مركز التكفل باملعوقني هو مفهوم يستخدم لإلشارة إىل الفرد الذي يعاين من اضطراب بدين يعـوق : املعوقـون حركيــا -3

عملية تعليمه ، أو منوه ، أو توافقه ، ويشري بصفة عامة إىل األفراد املقعدين أو من يعانون من ضمور جسدي . 4يف األعضاء أو مبتوري األطراف

، يكفل ، وكفل مبعىن اهتم مبعيشة غريه أي ضمن الغري والتكافل هـو كفل : يقال لغة : التكفــل -4لقد قمت بتوظيف هذا املفهـوم . 5كفل ، وكذلك الكفيل : التضامن والكافل هو الضامن املعني ، واجلمع

.للداللة على خدمة ورعاية احتياجات املعوقني يف مجيع ااالت املمكنةالطفل أو الشخص ذي االحتياجات اخلاصة هو الذي خيتلف عن غريه إن : ذوي االحتياجات اخلاصــة -

يف جانب أو أكثر من جوانب شخصيته أو جسمه ، حيث يبلغ هذا االختالف من الدرجة اليت تشعر عنـدها .7اجلماعة اليت يعيش معها بأنه حباجة إىل خدمات معينة ، ختتلف عن تلك اليت تقدم لألشخاص العاديني

، دار األمني باالشتراك مع مركز ابن خلـدون للدراسـات ، دور اجلامعات ومراكز البحث يف دعم ثقافة اتمع املدين سعد الدين ؛ إبراهيم وآخرون ، -1 .16 ، ص 1997 ب ط ، ،مصر

مفهوم إجرائي6 - 2 177 ، ص 1986 ، 2إحسان حممد احلسن ، دار الطليعة ، بريوت ، لبنان ، ط: ، ترمعجم علم االجتماع ميتشل ؛ دنكن ، - 3 .231 ، ص 2001 ، 1 ، مكتبة زهراء الشرق ، مصر ، طمعجم اإلعاقة البدنية ؛ سيد سليمان ، نعبد الرمح - 4 .516 ، ص 2003 ، 5 ، دار الكتب العلمية ، لبنان ، طعجم الطالبميوسف ؛ شكري فرحات ، - 5 .64 ، ص 2002 ، 2 ، مركز اإلسكندرية للكتاب ، اإلسكندرية ، مصر ، طسيكولوجية األطفال ذوي االحتياجات اخلاصة سهري ؛ كامل أمحد ، - 7

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

6

.جمتمــع الدراســـة: ثاين املبحث ال

) .اتمـع األصلي ( نبذة تارخيية وجغرافية عن الوالية حمل الدراسة : املطلب األول -تقع والية غرداية يف مركز اجلزء الشمايل للصحراء يف منطقة تسمى مبنطقة اجلنوب الشرقي للجزائر

تقلت عن والية األغواط اليت كانت تـضم ، حبيث اس 1984فقد نشأت بواسطة التقسيم اإلداري لسنة ، حتدها من الشمال 1) كيلومتر مربع ( 2 كلم 86.105منطقة غرداية حبيث متتد على مسافة بقدر بـ

والية األغواط ومن اجلنوب والية متنراست ومن الشرق والية ورقلة ومن اجلنوب الغـريب واليـة أدرار . 2ووالية البيض من الشمال الغريب

غرداية ، متليلي ، املنيعة ، بريان ، القـرارة، : بلدية وهي على التوايل 13تتكون هذه الوالية من حوايل . 3العطف ، بنورة ، ضاية بن ضحوة ، زلفانة ، سبسب ، حاسي الفحل ، املنصورة ، حاسي القارة

ف صيفا حتتوي علـى عـدد تشتهر والية غرداية مبناخها القاري الصحراوي فهو بارد شتاءا وحار وجا اليت هي عبارة عن جمموعة صخرية صلدة " الشبكة " البأس به من الواحات وتقع أغلبها يف أماكن تسمى

تتخللها شعاب حمصورة بينها حبيث تسيل فيها أودية ومتر أحيانا بسهول ضيقة املساحة كمـا تـشتهر إخل ... اجلودة العالية كدقلة نور ، الغرس ، بنت خبالة بنخيلها الباسقة اليت تنتج عدة أنواع من التمور ذات

و هي مصدر لرزق وقوت أغلب سكان الوالية ، فنجد عدد البأس به من السكان يتوزعون على واحات إخل ... متليلي ، القرارة ، زلفانة ، املنيعة : مثل

،والرببـر )إخل ... يـد الشعانبة، املذابيح، سـعيد أوالد ز ( يسكن هذه الوالية خليط من العرب و القادمون من الواليات األخرى ، حيت بلغ عدد سكاا حسب آخر اإلحصائيات حـوايل ) امليزابيون (

. نسمة326.090يعيش أغلب سكاا على التجارة ، الزراعة ، تربية املواشي ، وبعض الصناعات اخلفيفة واملتوسـطة

الـذي ينـتج " أنابيب " ث يوجد ا أكرب مصنع هو مصنع وتوجد ا منطقة صناعية بقارة الطعام ، حبي أنابيب الغاز ،كما تعترب هذه الوالية كمنطقة جذب سياحي بسبب طابعها العمراين املميز وتوفرها على

1 - Direction générale du budget de la wilaya de Ghardaïa , Monographie de la wilaya de Ghardaïa de l’année 2001 , sn° éd , Algérie , Septembre 2002 , p 05 .

)خريطة تبني موقع والية غرداية بني واليات الوطن ( يف قائمة امللحقات 08 ملزيد من التوضيحات أنظر للملحق رقم 2- ) .خريطة تبني التوزيع اإلداري لبلديات والية غرداية ( امللحقات يف قائمة07 ملزيد من التوضيحات أنظر إىل امللحق رقم - 3

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

7

مرافق خدماتية وسياحية باإلضافة إىل اشتهارها بالصناعات التقليدية و إقامة مهرجانات وطنية كعيد الزربية

إخل ، كما أا تعترب منطقة ربط واليات اجلنوب والشمال بسبب ... وعيد املهري مبتليلي بغرداية ، . على أراضيها 01موقعها اجلغرايف ومرور الطريق الوطين رقم

.معطيات حول جمتمع اإلعاقة بواليـة غردايـة : املطلب الثاين -

مصحات إستـشفائية متخصـصة ، نـواد ، بالرغم من نقص املرافق االجتماعية اخلاصة باملعوقني من إخل ، حبيث ال جند أي مركز متخصص يف التكوين والتأهيل املهنيني للمعوقني مقارنـة ... ورشات عمل

بواليات أخرى ، أما فيما خيص املدارس املوجهة لصغار املعوقني فإننا جند عدد البأس به من هذه األخـرية : املوزعة على تراب الوالية كالتايل

یبين توزیع مدارس صغار المعوقين على مستوى بلدیات والیة غردایــة) : 1(الجدول رقم

طابعهـــا )البلديــة( مقـر تواجدهـا اسم املدرســة مدرسة صغار الصـــم -1 مدرسة املتخلفني ذهنيــا -2 مدرسة املتخلفني ذهنيــا -3 مدرسة املتخلفني ذهنيــا -4 مدرسة املعوقني حركيــا -5 تخلفني ذهنيــامدرسة امل -6 مدرسة املتخلفني ذهنيــا -7 مدرسة املتخلفني ذهنيــا -8 مدرسة املتخلفني ذهنيــا -9

متليلــــي ضاية بن ضحوة املنيعــــة غردايـــة بريـــان بين يزقــن متليلـــي العطـــف القـــرارة

عموميـــــة عموميـــــة عموميـــــة

)تابعة جلمعية (خاصة )معية تابعة جل(خاصة )تابعة جلمعية (خاصة )تابعة جلمعية (خاصة )تابعة جلمعية (خاصة )تابعة جلمعية (خاصة

رئيس مصلحة اخلدمات االجتماعية مبديرية النـشاط " الطاهر يمالك: " معلومات حمصل عليها عن طريق مقابلة مع السيد :در ـــاملص

.13/01/2005: االجتماعي بوالية غرداية يف

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

8

مع العلم بأن هذه املدارس تقوم بتدريس التالميذ املعوقون وفقا لربامج خاصة م لغاية الطور األول .1) من السنة األوىل إىل السنة السادسة (فقط

: معوق ومعوقة كالتايل 6152وفيما خيص عدد املعوقني وتوزيعهم على مستوى الوالية فقد بلغ .2005لفئة املعوقة حسب بلديات الوالية لشهر جانفي يبني توزيع ا) : 02(اجلدول رقم

البلديــات المعوقــون

متعددي اإلعاقـة الصـم والبكم املكفوفون عقليـا حركيـا

جممــوع املعوقيــن

1350 20 112 208 398 612 غردايـــة

694 09 74 129 274 208 املنيعـــة

154 01 19 11 52 71 الضايـــة

664 10 39 176 215 224 نبريــــا

943 10 87 122 343 381 متليلـــي

936 17 79 206 287 347 القـــرارة

248 25 51 34 63 75 العطـــف

84 00 14 12 17 41 زلفانـــة

سبســب18 15 02 11 01 47

578 08 55 65 165 285 بنـــورة

25 00 04 02 09 10 حاسي الفحل

367 08 79 66 81 133 حاسي القارة

62 00 22 02 22 16 املنصــورة 6152 109 646 1035 1941 2421 المجاميـــع

.11 ، ص 2005 التقرير الشهري الصادر عن مديرية النشاط اإلجتماعي بوالية غرداية لشهر جانفي :املصـــدر

، هذه اخلريطة نقال عن مطبوعة ) خريطة تبني توزيع مدارس تعليم صغار املعوقني يف الوالية ( يف قائمة امللحقات 06 ملزيد من التوضيحات ، أنظر امللحق رقم -1

بواليـة 2001 ديسمري 30: النشاط اإلجتماعي ، بالتعاون مع وزارة العمل والتضامن اإلجتماعي بتاريخ من تنظيم مديرية الندوة الوالئية للحركة اجلمعوية . غرداية

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

9

.الدراسات االستطالعية للميدان املــدروس : املطلب الثالث -

وضعت الفكرة املبدئية ملشروع البحث ، واليت تعترب كفكرة انطالقة أولية ، مث بعد ذلك قمت ما إن بوضع مالمح األوىل تمع البحث والذي متثل يف مجعيات املعوقني حركيا وكان امليدان املختار للتأكد من

ة االستطالع والتقصي ،وقد هذه الظاهرة هو ميدان والية غرداية ، حبيث قمت بعدة زيارات هلذا امليدان بغي املكلـف " حسيين حلسن " مشلت زيارايت مدرسة صغار الصم مبتليلي ، حبيث مكنتين من االتصال بالسيد

باألمور البيداغوجية هلذه املدرسة ، وبعد عدة جلسات معه متكنت من اكتساب معلومات مستفيضة حول أنه دعمين باملراجع العلميـة املوجـودة يف حوزتـه عامل اإلعاقة واملعوقني خصوصا يف والية غرداية كما

باإلضافة إىل كل ذلك ساعدين بنصائحه وتشجيعه باملثابرة يف العمل مث بعد ذلك متكنت من مقابلة الـسيد رئيس مكتب اخلدمات االجتماعية مبديرية النشاط االجتماعي بوالية غردايـة ، والـذي " مالكي الطاهر "

مستفيضة عن املعوقني بالوالية وزودين باإلحصائيات واملطبوعات املتوفرة لـدى أمدين هو اآلخر مبعلومات مصلحته ، كما أنه سهل يل االتصال مبكتب اجلمعيات يف مديرية الشؤون العامة والتنظيم بالوالية حيـث

يث حتصلت منها على قائمة مجعيات املعوقني املعتمدة لديها ، وهكذا بدأت رحلة البحث عن اجلمعيات حب مت يل أخريا مقابلة رؤسائها حبيث وجدت عندهم استعدادا تاما للتعاون يف إجناز هذا البحث ، فقد أمدوين مبعلومات جيدة كما عربوا يل عن مدى سرورهم وسعادهتم وذلك ألن هذه الدراسة حسبهم هـي األوىل

شاركة يف املخيم الصيفي الذي من نوعها واليت تناولت قضية املعوقني يف الوالية ، كما توفرت يل فرصة امل اليت يرأسها السيد بن سانية حممد بن سليمان الذي " نادي الصابرين لرياضة املعوقني مبتليلي " أقامته مجعية

إىل 09وجه يل دعوة رمسية لالنضمام هلذا املخيم الذي احتضنته مدينة مرسى احلجاج بوالية وهران مـن استمارة استبيان موجهة للمعوقني واستمارة مقابلـة موجهـة حبيث متكنت من إعداد 2004 أوت 22

لرئيس هذا النادي ، كما أن هذه العملية مكنتين من تعديل هاتني األداتني فيما بعد حيـث توصـلت إىل واليت تعترب تقنية من تقنيات املنهج األنتربولوجي ، حبيـث اكتـسبت " املالحظة باملشاركة " تطبيق تقنية

.إخل ... حول سلوك املعوقني نظرهتم للحياة ، للجمعيات ، ألسرهم و للمجتمع معلومات دقيقة مكنين " مجعية األمل للمعوقني مبتليلي " كذلك أشري إىل أن إتصايل بالسيد أوالد العيد صاحل رئيس

ربة من اكتساب معارف و معلومات قيمة عن واقع اإلعاقة واملعوقني خاصة يف مدينة متليلي ، إن هذه التج . وفرت يل مادة خام ساعدتين يف إجناز هذه املذكرة على أكمل وجه

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

10

.وصف اجلمعيات املختـارة للدراســة : املطلب الرابع -

مجعية ذات طابع 24 مجعية للمعوقني حركيا واليت هي جزء من 14كما ذكرنا سابقا فإنه من بني أو مـا ( مجعيات املعوقني ذات الطابع الرياضـي اجتماعي ، متخصصة يف خدمة املعوقني ، مع العلم بأن

، وإمنـا 1 املـذكورة 24مل حتصى كجمعيات مع اجلمعيات ) تسمى بالنوادي الرياضية لرياضة املعوقني أحصيت من طرف املصاحل الرياضية كبقية اجلمعيات الرياضية لألصحاء حسب املعلومات اليت استقيتها من

. وفيما يلي نبذة خمتصرة عن اجلمعيات الثالث طرف مكتب اجلمعيات بالوالية ، ) مجعيـة والئيـة : ( مجعية بين يسقن للمعوقيـن - أ

: بتـاريخ 027/96: مت اعتماد هذه اجلمعية بقرار صادر عن مكتب اجلمعيات بالواليـة رقـم سـي ، ظهـر ، تتكون اجلمعية من أعضاء ورئيس ، للجمعية قانون داخلي وقانون أسا 30/06/1996

سنوات هذه اجلمعية عضو يف فيدرالية املعوقني حركيا بنب عكنون ، هتتم جبميـع 08نشاطها احلقيقي منذ ذكر و 68 فرد ، منهم 113أصناف املعوقني العدد اإلمجايل لألشخاص املعوقني حركيا املنخرطني ا هو

ذه اجلمعية متعددة االهتمامات ،كما أنثى ، للجمعية مقر صغري بالقرب من سوق بين يسقن ، تعترب ه 45 06تتوفر على صندوق بريد خاص ا ، هاتف ، فاكس ، بريد إلكتروين ، باإلضافة إىل جملة تصدر كـل

أشهر تسمى جملة األمل ، فهي متلك كمبيوتر ، تلفزيون باإلضافة إىل ورشة للصناعات التقليدية ، للجمعية عدة مؤمترات وفعاليات وطنية ، كما أا حترص دائما علـى عالقات مع هيئات أخرى حبيث شاركت يف

توثيق أعماهلا وجلساهتا و إصدارها يف مطبوعات ، يالحظ على هذه اجلمعية قوة التنظـيم ، ومـشاركة .العنصر النسوي يف التسيري

)مجعية ميتد نشاطها على مدى الدائـرة : ( مجعية املعوقني حركيا لدائرة متليلـي -ب: بتاريخ 332/89: ماد هذه اجلمعية وفق قرار صادر عن مكتب اجلمعيات بالوالية حتت رقم مت اعت

، تعترب هذه اجلمعية من أقدم اجلمعيات على مستوى الوالية ، وهي تنشط من حـوايل 09/07/1989 سنة ، تتكون من أعضاء ورئيس ، لديها قانون أساسي وقانون داخلي ،كانت هذه اجلمعيـة عـضو 13رط يف املنظمة الوطنية للمعوقني حركيا سابقا ، واليت عوضت حاليا بأكثر من فيدرالية وهي اآلن تضم منخ

أنثى ، عانت هذه اجلمعية والزالت تعاين مـن 50 ذكر و 100 منخرط منهم 150بني صفوفها حوايل ، للجمعية ) لدينا وفقا لوثائق متوفرة( غياب مقر ، رغم وجود وعود رمسية مبنح هذه اجلمعية مقر دائم

. يف قائمة امللحقات 05 أنظر للملحق رقم - 1

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

11

قطعة أرض معتربة يف مدينة زلفانة املعروفة حبمامها املعدين ، من أجل إجناز مركز خاص باملعوقني هنـاك ، سعت اجلمعية إلقامة مشاريع مصغرة لفائدة املعوقني واملعوقات لكن كلها باءت بالفشل نظـرا لغيـاب

وقد عرفت يف املدة األخرية بعض الصعوبات بسبب للجمعية صندوق بريد ، هاتف ، فاكس ، . التمويل .إخل ... غياب التمويل ، املقر و جتديد مجعياهتا العامة

)مجعية يقتصر نشاطها على إمتداد بلديـة ( مجعية املعوقني لبلدية العطـف -جـ

: ريخ بتا 135/28: مت إعتماد هذه اجلمعية وفق قرار صادر عن مكتب اجلمعيات بالوالية حتت رقم ، وهي اآلن 2002 ، مت جتديد إعتماد مكتب اجلمعية بعد مجود ملدة معينة وذلك سنة 10/06/1995

تسري من طرف أحد الشبان الذي يشغل منصب الرئيس ، يساعده أعضاء املكتب ، للجمعية قانون داخلي صلت مؤخرا على مقر و أساسي ، بعد أن بدأت نشاطها الفعلي منذ جتديد املكتب أي بعد سنتني فقط ، حت

متواضع من طرف بلدية العطف ، ليس لديها ممتلكات أو جتهيزات تذكر ، أعضائها واثقون من النجـاح بسبب عزميتهم وبسبب الوعود اليت تلقوها من طرف ذوي الرب واإلحسان بدعم مجعيتهم ومؤازرهتا ، يقول

املعوقني يف بلدية العطف والتعاون مع بقية رئيسها اجلديد بأن لديه برنامج طموح من أجل ترقية األشخاص .اجلمعيات اليت تنشط على إمتداد الوالية

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

12

.تقنيـــات البحـــث : املبحث الثالث .املنهج املتبع يف الدراســة : املطلـب األول -

مما ال شك فيه أنه بعد حتديد املوضوع حمل الدراسة وبعد رسم معامله ضمن أطر منهجية صـارمة ية اإلحاطة بالظاهرة املستهدفة بالدراسة السوسيولوجية ، جيد الباحث بأنه مطالب باختيار منهج مالئـم بغ

لدراسته حبيث يكون على صلة بالظاهرة املدروسة وعلى الرغم من ذلك فإنه كثريا ما تعترضه صـعوبات ولوجية املختلفة اليت تأثرت لتحديد وتعريف هذا املنهج ، وهذا أمر معروف عند املدارس والتيارات السوسي

واليت كانت تعتمد على الوسائل واألدوات اإلحصائية من أجـل 19بإجنازات العلوم التجريبية يف القرن . 1دراسة الظواهر اإلجتماعية بطرق جد دقيقة علميا وسوسيولوجيا

بظاهرة املعوقني حركيا وهي ظاهرة اتمع املدين وعالقتها ( وهلذا فإن الظاهرة املوجودة بني أيدينا جلمع البيانات ميدانيا ، إذن ميكن القول بـأن " االستمارة " قد مت تكميمها وذلك بواسطة استعمال أداة )

بأنه يظهر مـن خـالل مجـع " ... املنهج الذي اتبعناه يف هذه الدراسة هو املنهج الكمي والذي يعرف داول إحصائية تساعدنا على التفـسري والتحليـل أكثـر املعطيات والبيانات باالستمارة ، وتفريغها يف ج

، 2... " وتضمن بذلك جزءا ولو يسريا من الفصل املنهجي والقطيعة اإلبستمولوجية بني األنا واملوضـوع بأنه يهدف إىل قياس الظاهرة موضوع الدراسة وقد تكون هذه الدراسة من " ... بينما يرى موريس أجنرز

أو عددية باستعمال احلساب ، وكذلك حينمـا يـتم اسـتعمال " أكثر أو أقل من " الطراز الترتييب مثل . 3... "املؤشرات ، النسب ، املتوسطات ، أو األدوات اليت يوفرها اإلحصاء بصفة عامة

أما فيما خيص اجلانب النظري بصفة عامة فقد استعنا بأسلوب التحليل الوصفي لكل من ظـاهريت ذلك املنهج الذي يساهم يف الوصول إىل املعرفـة الدقيقـة والتفـصيلية " ... عوقني وهو اتمع املدين وامل ، أو ظاهرة قائمة للوصول إىل فهم أفصل و أدق ، ويهدف هذا املنهج إىل توفري البيانات لعناصر املشكلة

. 4... " واحلقائق عن املشكلة موضوع البحث لتفسريها والوقوف على دالالهتا

1 - Jean - Claude ; COMBESSIE , la méthode en sociologie , Casbah éditions , Alger , sn° éd , 1998 , p 03 . 2 - Raymond ; BOUDON , les méthodes en sociologie , PUF , Paris , France , sn° éd , 1988 , p 31 . 3 - Maurice ; ANGERS , Op-cite , p 60 .

.122 ص ،1996 ، 1 ، دار وائل ، عمان ، األردن ، طتطبيقات إدارية و اقتصادية: مناهج البحث العلمي أمحد ؛ حسني الرفاعي ، - 4

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

13

سعينا للتعمق يف دراسة هاتني الظاهرتني باالقتراب منهما سوسيولوجيا ، تارخييا ، سيكولوجيا لقد

.إخل وهذا ما توضحه املباحث واملطالب املوجودة يف اجلانب النظري ... و قانونيا .األدوات املستخدمة يف البحــث : املطلب الثاين -

ة املراد دراستها يف حدود ميدان ما ، هذه العوامـل كما ذكرنا سابقا فإن طبيعة املوضوع والظاهر كلها هي اليت تؤدي بنا إىل إتباع منهج معني وبالتايل استعمال تقنيات مالئمة لدراسة الظاهرة املراد التأكد

: تقنيات جلمع املعطيات وهي 03منها ، ومن خالل هذه الظاهرة استعنا بـ : املالحظـة باملشاركــة -1

نادي الـصابرين " ه التقنية عندما شاركت يف املخيم الصيفي الذي نظم من طرف استعملت هذ أوت 22 إىل 09والذي أقيم على تراب مدينة مرسى احلجاج مبدينة وهران من " لرياضة املعوقني مبتليلي

نقلهم ، إطعـامهم ، : حبيث تقربنا أكثر من األشخاص املعوقني وذلك باالخنراط يف خدمتهم مثل 2004إخل وكل ذلك من أجل نيل ثقتهم ، ... أخذهم إىل الشاطئ لالستجمام ومبساعدهتم لإليواء إىل فراش النوم

وهكذا استطعت أن أحصل على معلومات دقيقة حول حياهتم الشخصية وحول انطباعهم عـن اجلمعيـة حظـة طبيعـة إخل ، كما متكنت من مال ... ومسريوها ورأيهم يف املخيم ومشاركتهم يف هذه اجلمعيات

العالقة بني األشخاص املعوقني ومسئويل مجعيتهم وعالقتهم باألشخاص األصحاء الذين جـاءوا للمخـيم معهم بغية االستجمام وخدمة املعوقني يف آن واحد ، حبيث مت تسجيل اإلجيابيات والنقـائص املوجـودة

معوقني و إستمارة املقابلة املوجهة كذلك هتيأت يل فرصة طرح أسئلة خاصة باستمارة االستبيان املوجهة لل أـا " ... للرؤساء ، بغية تعديلها وإثراء حمتواها الحقا ، ويف هذا اإلطار تعرف املالحظة باملشاركة على

.1... " ظ أو املالحظة يف حياة األشخاص املوجودين حتت املالحظة حالة يشارك فيها املالح

:االستمــــارة -2يف حبثنا هذا بشكل رئيسي بتقنية االستمارة واليت يرى فيها بعض البـاحثني بأـا ااستعنإكذلك

وسيلة رئيسية لالتصال بني الباحث واملبحوث واليت حتتوي على جمموعة من األسئلة ، ختص املشاكل الـيت 2. لباحث معاجلتهاايراد من

1 -Maurice ; ANGERS , Op- cite , p 130 . 2 - Madeleine ; GRAWITZ , Méthodes des sciences sociales , Paris , France , Dalloz 5 ème éd , 1981 , p 732 .

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

14

ساسية اليت تستخدم يف مجع البيانـات بأا أحد األساليب األ " ... زيدان يينما يعرفها عبد الباق باألولية عن طريق توجيه جمموعة من األسئلة احملددة ، واملعدة مقدما وهذه األخرية منها ماهي أسئلة مفتوحة

.1... " ومنها ماهي مغلقة : " غري أنه جيدر بنا أن نذكر بأننا استعملنا أداتني إثنثني ، متفرعتني عن تقنية االسـتمارة ومهـا

موجهة خصيصا لرؤساء اجلمعيات الثالث اليت وقع عليها االختيار من أجل معرفـة مـا " إستمارة املقابلة موجهة لألشخاص املعوقني حركيا " إستمارة إستبيان " مدى إجنازاهتا لصاحل فئة املعوقني املنخرطني ا ، و

دف الرئيسي من استعمال هاتني االداتني ملعرفة انطباعاهتم و آرائهم عن هذه اجلمعيات اليت متثلهم وكان اهل *هو مقارنة أجوبة رؤساء اجلمعيات املدروسة بإجابات األشخاص املعوقني عن املوضوع حمـل الدراسـة

:حبيث أننا صممنا األداتني كمايلي حيث وجهت لرؤساء مجعيات املعوقني حركيا الثالثة ، املمثلة مبجتمع مجعيات :استمارة املقابلـة / 2-1

حماور وهي حمور خاص بالبيانات 04 سؤاال موزعة على 38املعوقني حركيا بالوالية حبيث اشتملت على الشخصية لرئيس اجلمعية ، احملور الثاين متعلق بالبيانات العامة عن اجلمعية ، احملور الثالث متعلـق بـدور

. تواجهها اجلمعية اجلمعية يف التكفل باملعوقني واحملور الرابع يدور حول املعوقات اليتأا تتم عن طريق الطرح الشفوي لألسئلة وتـسجيل اإلجابـات " ... وتعرف االستمارة باملقابلة على -

. 2 .. "وهذا يتطلب من الباحث وقتا وتدخال أكثر 35 وهي تقنية وجهناها لألشخاص املعوقني حركيا وقد احتـوت علـى :ان ـاستمارة االستبي / 2-2

احملور األول خاص بالبيانات الشخصية للشخص : حماور رئيسية وهي 04سؤاال موزعة هي األخرى على املبحوث ، احملور الثاين خمصص لرأي املبحوث يف الدور الذي تلعبه مجعيات اتمع املدين ،أما احملور الثالث

من املعوقني ، أما احملـور الرابـع فيدور حول رأي املبحوث يف ما مدى تكفل مجعيته به وببقية األعضاء .واألخري فقد اشتمل على أسئلة ملعرفة رأي املبحوث يف أهم املعوقات اليت تعاين منها مجعيته

توزيـع " ... وتعرف إستمارة االستبيان ، أو كما تسمى باستمارة املأل الذايت حبيث تتمثـل يف هذه العملية من املبحوث أن يبذل جمهودا كبريا ، ألنه االستمارات على املبحوثني ليقوموا مبلئها ، وتتطلب

. 3... " جيب عليه قراءة األسئلة وفهمها وحتضري اإلجابة عنها

.180 ، ص 1974 ، 2 ، دار املعارف ، مصر ، طقواعد البحث االجتماعي ؛ زيدان ، يعبد الباق - 1 . يف قائمة امللحقات 02 و 01زيد من التوضيحات أنظر للملحقني رقم مل- *

2 - Maurice ; ANGERS , Op-cite , p 148 . 3 - Ibid , p 148 .

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

15

. عينة البحث وخصائصهـا : املطلب الثالث -

بعد اختيارنا وحتديدنا للموضوع املراد دراسته وبعد حتديد معامل اتمع املدروس واالنتهاء من بنـاء الية و حتديد فرضياهتا جاء دور العينة املمثلة للمجتمع املدروس ، وهي مرحلة مهمة بدوا ال ميكـن اإلشك

يف " كـابلوف . ث" مواصلة سريورة البحث ، وبإمهاهلا نكون قد أوقعنا أنفسنا يف مشكل عويص يقول هتها خارج إطار حتـضري إن املشكلة الرئيسية التقنية ، اليت يتوجب على الباحث مواج : " ... هذا الشأن

، وهلذا كان 1... " األدوات خالل مرحلة بلورة مشروع حبثه ، هي وضع طريقة إجرائية مالئمة للمعاينة لزاما علينا اختيار العينة املمثلة تمع الدراسة بدقة ، مع العلم بأن هناك عدد البأس بـه مـن األفـراد و

.2ة متثيلية تمع الدراسة هذا رحبا للوقت وللتكاليف يف آن واحد اجلمعيات النشطة ، هلدا فإننا احتجنا لعين :حيث توقف اختيارنا هلذه العينة على عاملني رئيسيني مها

.العينة املمثلة جلمعيات املعوقني حركيا -أ العينة املمثلة لألشخاص املعوقني ضمن اجلمعيات املختارة وفقا ملتغريي السن واجلـنس -ب

:كما يلي :العينة املتعلقة باجلمعيات املدروســة -1

بعد أن حتصلنا على قائمة بعدد مجعيات املعوقني حركيا املعتمدة رمسيا لدى مكتـب اجلمعيـات مجعية تشمل كل فئات املعوقني ، وقد وقع 24 مجعية للمعوقني حركيا من بني 14بالوالية ، واليت بلغت

العينـة الـيت " ... ي لعائلة العينات الغري احتمالية ، وتعرف بأا اختيارنا على العينة القصدية ، وهي تنتم يتعمد الباحث فيها أن تتكون من وحدات معينة اعتقادا منه أا متثل اتمع األصلي خري متثيل ، فالباحـث

ـ ائج يف هذه احلالة قد خيتار مناطق حمددة تتميز خبصائص ومزايا إحصائية متثيلية للمجتمع ، وهذه تعطي نت . 3... "أقرب ما تكون إىل النتائج اليت ميكن أن يصل إليها الباحث مبسح اتمع كله

مجعية + مجعية ذات طابع والئي ( نشري بأن اجلمعيات املختارة اختريت وفق اال اجلغرايف العمراين ) .مجعية ذات إمتداد بلدي + ذات إمتداد دائرة إدارية

.189 ، ص 1979 ، 2جناة عياش ، دار الفكر اجلديد ، بريوت ، لبنان ، ط: ، ترالبحث السوسيولوجي ثيودور ؛ كابلوف ، - 1 .33 ، ص 2004 ، 2 ، دار الغرب للنشر والتوزيع ، وهران ، اجلزائر ، طنهجية البحث العلميم حممد ؛ مسلم ، - 2 196 ، ص 2002، 1 ، مكتبة اإلشعاع الفنية ، اإلسكندرية ، مصر ، ط أسس ومبادئ البحث العلمي مريفت ؛ علي خفاجة ، –فاطمة ؛ عوض صابر -3

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

16

:شخاص املعوقني يف كل مجعيــة العينة املتعلقة باأل-2

مجعيات ، واليت راعينا فيها متثيلها الشامل تمع الدراسة مبعىن مجعيـة 03حاملا وقع اختيارنا على تنشط على امتداد الوالية وأخرى على امتداد دائرة واألخرى تنشط على امتداد بلدية مث بعد ذلك طلبنا من

ائيات اخلاصة باملنخرطني حسب السن واجلنس وبعد مشاورات مع رؤساء هذه اجلمعيات إمدادنا باإلحص " األستاذ املشرف وقع اختيارنا لدراسة فئة األشخاص املعوقني داخل هذه اجلمعيات لإلجابة عـن أسـئلة

واليت يتم من خالهلا " العينة الطبقية " املوجهة إليهم أساسا ، حبيث وقع اختيارنا على " استمارة االستبيان تقسيم جمتمع البحث إىل جمموعات متجانسة ، وحتتوي كل منها على أفراد متشاي اخلصائص ، مثل . " ..

لإلناث ولكي حنصل على عينة ) ب(للذكور ، وجمموعة ) أ(جمموعة : تقسيم جمتمع البحث إىل جمموعتني تم االختيار العشوائي للعينة ، البد أن ي ) ذكور و إناث ( متثل هذا اتمع بالنسبة هلذه اخلاصية ، أي النوع

يف كال اموعتني ، وإذا لزم األمر ميكن مراعاة نسبة عدد الذكور إىل عدد اإلناث يف اتمـع األصـلي . 1... "للبحث

من كل عينة حسب متغري اجلـنس % 20نشري هنا أيضا أننا وقع إختيارنا على سحب ما نسبته :فكانت كاآليت

:وقني حركيا مجعية بين يسقن للمع-أ : منخرط ومنخرطة مبعىن 113) = أنثى 45+ ذكر 68( وتشتمل على

. إستمارة موجهة للذكور 14 ≈ 13.6 = % 20 × 68 . استمارات موجهة لإلناث 09 = % 20 × 45

. إستمارة 23: فاموع اإلمجايل لالستمارات املوزعة على املنخرطني يف هذه اجلمعية هو - :لي للمعوقني حركيا مجعية متلي-ب

: منخرط ومنخرطة مبعىن 150) = أنثى 50+ ذكر 100( وتشتمل على . إستمارة موجهة للذكور 20 = % 20 × 100 • . استمارات موجهة لإلناث 10 = % 20 × 50 •

.129 ، ص 1990كوثر حسني كوجك ، الدار العربية للنشر والتوزيع ، القاهرة ، مصر ، : ، ترلبحث يف العلوم االجتماعية والتربويةمناهج ا لورانس ؛ مانيون ، –لويس ؛ كوهني -1

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

17

. إستمارة 30: إذن فاموع اإلمجايل لالستمارات املوزعة على املنخرطني ذه اجلمعية هو

: ية العطف للمعوقني حركيا مجع-3 : منخرط ومنخرطة ، مبعىن 95) = أنثى 27+ ذكر 68( وتشتمل على

. إستمارة موجهة للذكور 14 ≈ 13.6 = % 20 × 68 • . استمارات موجهة لإلناث 05 ≈ 5.4 = % 20 × 27 •

ارة إستم19: فاموع اإلمجايل لالستمارات املوزعة على املنخرطني ذه اجلمعية هو

.يبين توزيع المبحوثين حسب السـن و الجنس) : 03(الجدول رقم

عـدد االستمارات )بالسنوات (طـول الفئة اجلنــس اسم اجلمعيـة

01 01 01 01 02 02 02 02 02

ذكــــور أكربهم مولود-

سنــة96يبلغ / 1909سنة أصغرهم مولود سنـــة-

سنـــوات04 يبلغ 2001

96 ــــــ 94 93 ــــــ 84 83 ــــــ 74 63 ــــــ 54 53 ــــــ 44 43 ــــــ 34 33 ــــــ 24 23 ــــــ 14

13 ــــــ 0414 01 01 01 01 01 01 01 01 01

مجعيـة املعوقيـن حركيا لـبين

يسقن

إنــــاث 97تبلغ / 1908 أكربهن مولودة سنة -

سنـــة 09تبلغ / 1996 أصغرهن مولودة سنة -

سنــوات

98ـ ـــــ89 88 ــــــ 79 78 ــــــ 69 68 ــــــ 59 58 ــــــ 49 48 ــــــ 39 38 ــــــ 29 28 ــــــ 19 18 ــــــ 09

09

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

18

02 02 02 02 03 03 03 03

ذكــــور 79يبلغ / 1926أكربهم مولود سنة -

.سنة 04يبلغ / 2001سنة أصغرهم مولود -

سنوات

79 ــــــ 74 73 ــــــ 64 63 ــــــ 54 53 ــــــ 44 43 ــــــ 34 33 ــــــ 24 23 ــــــ 14 13 ــــــ 04

20 01 01 01 01 02 02 02

ــا ــة املعوقيــــن حركي مجعي

لدائــرة متليلـــــي

إنــــــاث 73تبلغ / 1932أكربهن مولودة سنة -

سنـة تبلـغ / 2000أصغرهن مولودة سنة -

سنوات 05

73ــ ــــ65 64 ــــــ 55 54 ــــــ 45 44 ــــــ 35 34 ــــــ 25 24 ــــــ 15 14 ــــــ 05

10 01 01 02 02 02 02 02 02

ذكـــــور 78يبلغ / 1927أكربهم مولود سنة -

.سنة يبلـغ 1999أصغرهم مولود سنـة -

سنوات06

78 ــــــ 76 75 ــــــ 66 65 ــــــ 56 55 ــــــ 46 45 ــــــ 36 35 ــــــ 26 25 ــــــ 16 15 ــــــ 06

14 01 01 01 01 01

ــا ــة املعوقيــــن حركي مجعي

لبلديــة العطــــف

إنــــاث 63تبلغ / 1942أكربهم مولودة سنة -

سنةتبلـغ / 1990أصغرهم مولودة سنة -

سنـة15

63 ــــــ 55 54 ــــــ 45 44 ــــــ 35 34 ــــــ 25 24 ــــــ 15

05 إستمارة72 لالستماراتاموع الكلـي

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

19

.جمـاالت الدراســة: املطلب الرابع -

نظرا ألن املوضوع الذي اخترناه لدراسة مدى دور اتمع املدين و أثره على املعوقني حركيا بواليـة قني يف هذه الوالية اجلنوبية حبيث أن هذا اال هـو ذو غرداية ، فإن هذه الدراسة عينت مبجال عامل املعو

:بعدين زماين ومكاين كاآليت :اـال املكانـي للدراســة -1

كما أسلفنا فإن هذه الدراسة متت يف والية غرداية باعتبارها املكان اجلغرايف والطبيعي الذي مت اختياره مجعيـة 24 مجعيات للمعوقني حركيا من بني 03ة ، كما أنه ضمن هذه الوالية وقع إختيارنا على دراس

معتمدة متعددة االهتمامات من مجعيات ألولياء املعوقني ،وللمتخلفني ذهنيا ، واملكفوفني والصم الـبكم ، . مجعية خاصة باملعوقني حركيا 14حبيث جند من بينها

ثيل جيد تمع الدراسة وذا ونظرا الستعانتنا بالعينة القصدية الختيار مجعيات املعوقني من أجل مت مجعية املعوقني بين يسقن اليت يرأسها السيد باحريز عمـر، : فقد اخترنا مجعية والئية للمعوقني حركيا هي اليت يرأسها السيد هيبة الشيخ ، بينما اخترنا " لدائرة متليلي " ومجعية متثل دائرة وهي مجعية املعوقني حركيا

."1ون علي أمحد " وهي مجعية املعوقني حركيا لبلدية العطف برئاسة السيد أيضا مجعية متثل بلدية ،

:اـال الزمانـي للدراســة -2بعد أن قمنا بإجراء دراسة استطالعية للمكان املدروس وبعد إجراء مقابالت مع رؤسـاء مجعيـات

ولية جتريبية ، وبعـد حتديـد ومراكز املعوقني بالوالية وبعد مجع املعلومات الالزمة مع توزيع استمارات أ وضبط املوضوع وفق الشروط املنهجية الالزمة وحتديد إشكالية وفرضيات البحث وحتديد العينة ، مت أخريا

مقابالت مع رؤساء اجلمعيات الـثالث 03ضبط أدوات مجع البيانات من استمارات ومقابالت مت إجراء 04املعوقات حمل الدراسة ، وقد استغرق هذا العمـل املذكورة آنفا وتوزيع االستمارات على املعوقني و

. أسابيع من شهر ديسمرب ، مث قمنا باسترجاع هذه االستمارات ومجعها بشكل منتظم ومقبول

.ات يف قائمة امللحق05ملزيد من التوضيحات ، أنظر امللحق رقم - 1

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

20

.صعوبـــات البحـــــث: املطلب اخلامس -

مما ال شك فيه استحالة عدم تعرض أي باحث عند شروعه يف أي دراسة كانـت موعـة مـن بات والعراقيل ، و يعود ذلك أساسا ألن سريورة البحث هي عبارة عن مغامرة يف عامل اهـول ؛ الصعو

قد عرف هو اآلخر صعوبات كبرية من أجل االعتراف به كعلم قائم ) السوسيولوجيا (وألن علم االجتماع طاف العلمي أبرز العراقيل ، وذا ميكننا أن نلخص يف اية هذا امل 1حبد ذاته ضمن عائلة العلوم االجتماعية

:واملشاكل اليت واجهتنا وهي كاآليت للموافقة على موضوعنا إال بعد جهـد CERIST عانينا من تضييع وقت كبري بفعل تأخر مركز -1

.جهيد . كذلك فإن ختلي أحد األساتذة املشرفني عنا بدون سابق إشعار ، ساهم أيضا يف إضاعة وقتنا -2اتمع املدين ودوره يف إرساء ثقافة : "مع املشرف اجلديد على قيامنا بالبحث يف موضوع بعد اتفاقنا -3

من أجل إقامة دراسـتنا " للجمعية الوطنية لثقافة الالعنف يف املؤسسات التربوية "وبعد اختيارنا " الالعنف لها عن التعاون معنا العتبارات امليدانية الحظنا بعد حوايل شهرين من بداية تعارفنا مع رئيستها هترا وتنص

.ال نزال جنهل أسباا حلد الساعة ، و هدا أيضا زاد من تأخرينا إلجناز هدا البحث يف الوقت احملدد - بعد أن غرينا موضوع حبثنا اصدمنا بالظروف غري املعقولة والالإنسانية املوجودة يف احلي اجلـامعي -4

ايل إجناز عملنا هذا انطالقا من مقر سكنانا وهذا ما حرمنا إمكانيـة اليت دفعتنا لتركه وبالت –حيدرة وسط . االتصال والتواصل باألستاذ املشرف بشكل عاد ومستمر حبيث اكتفينا مبراسلته عن بعد

وجدنا أيضا صعوبات كبرية يف التعامل مع املكتبات خاصة املكتبة اجلامعية ببوزريعة مما دفعنا للبحـث -5 . أخرى حبيث كلفنا هذا مصاريف مالية باهضة وجهود مضاعفة عن مصادر

كما تلقينا صعوبات كبرية فيما خيص االتصال مبسؤولني سامني يف عدة هيئات كـوزارة الداخليـة ، -6 .إخل ... التضامن ، فيدرالية املعوقني حركيا

مما دفعنا لالستعانة ببعض كدلك تفاجئنا بوجود ونقص تضارب فادح يف اإلحصائيات املتعلقة مبوضوعنا-7 .اإلحصائيات املوجودة غري الرمسية

فشلنا يف احلصول على دليل اجلمعيات الصادر عن وزارة الداخلية رغم إحلاحنا على ذلك مرارا وتكرارا -8 .كما عانينا أيضا من نقص املراجع باللغة الفرنسية ، اللهم إال نسبة حمدودة جدا -9

1 - Pierre ; BOURDIEU - J.C ; CHAMBORDON- J.C ; PASSERON , Le Métier de Sociologue , Mouton Editeurs , Paris , France , 2ème éd , 1973 , p 36 .

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

21

بشكل جيد نتيجة لتباطؤ ضخها للمعلومـات ترنا على خدمات شبكة االنترني كذلك فإن عدم توف -10

. وكذا الرتفاع تكاليفها إن عدم امتالكنا جلهاز حاسوب نظرا توفرنا على مصدر دخل ساهم هو اآلخر يف تأخري إمتام هـذا -11

.البحث ، حبيث اضطررنا لالستعانة مبكاتب اإلعالم اآليل املتخصصة يف هذا االلقد كلفنا إجناز هذه الرسالة أمواال طائلة ، حبيث أن طباعة نسخة واحدة فقط على سبيل املثال أكثر -12 . دج ، ناهيك عن مصاريف تصوير النسخ األخرى من هده الرسالة 10.000: من

ر طيلـة إن كل هذه الصعوبات والعراقيل أثرت سلبا على حالتنا النفسية مما جعلنا رهينة للقلق والتوت -13 . فترة إعداد وكتابة هذه الرسالة

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

22

.الدراســات السابقـــة: املبحث الرابع

تشكل الدراسات السابقة مصدرا ال غىن عنه ألي باحث يسعى إلجناز وإمتام أي حبث علمـي ذي مصداقية ، فهذه الدراسات بفعل تراكمها العلمي اإلحصائي واملعريف الذي حتتوي عليه ، تـشكل سـندا وموجها للدارسني املبتدئني من أجل اختيار إشكاليات حبثية تصب يف نفس املوضوع أو يف مواضيع جديدة

:ويف هذا اإلطار قمت جبمع مادة الدراسات السابقة كالتايل

.دراسات عن اتمع املدين العاملــي : املطلـب األول -الطالبة بكلية احلقوق " شابو وسيلة " اد اآلنسة هي عبارة عن رسالة ماجستري من إعد : الدراسة األوىل -أ

، 1" دور املنظمات غري احلكومية يف محاية حقـوق اإلنـسان " والعلوم اإلدارية ، جبامعة اجلزائر بعنوان ويالحظ أن هذه الدراسة قد خصصت للمنظمات غري احلكومية العاملية ، غري أا أجنزت من طرف باحثة

: تساؤل العام هلذه اإلشكالية فيما يلي جزائرية ، حبيث متثل الما مدى فعالية الدور الذي تضطلع به املنظمات غري احلكومية حلماية حقـوق اإلنـسان ؟، ومـا

:مستويات نشاطها ؟ ، وقد خلصت الباحثة يف النهاية إىل النتائج التالية رة -1 سبب آث ة ب ة أصبح ضرورة حتمي ر الحكومي إن تدخل المنظمات غي

.هاآات المسجلة في مجال حقوق اإلنسان االنت لقد تطور دور املنظمات غري احلكومية حبيث أصبحت شريكا أساسيا ، للمختصني يف بلـورة -2

.القانون الدويل ، هلذا وجب اعتراف الدول بوزا اإلنساين والقانوين قـوقهم ، هتدف هذه املنظمات إىل تدويل إنشغاالت األفراد والشعوب الـذين انتـهكت ح -3

باالستناد إىل الرأي العام الدويل والضغط على احلكومات والدول اليت تنتهج سياسات سلبية يف هذا .اال

قامت هذه املنظمات بتغيري بعض املفاهيم ، كعدم التدخل يف الشؤون الداخلية للدول وفرضـت -4 .ألساسية مبدأ التعاون الدويل يف جمال محاية كرامة الشعوب ومحاية حقوقها ا

، كلية احلقوق والعلوم اإلدارية ، جامعة ) غري منشورة (رسالة ماجستري، " دور املنظمات غري احلكومية يف الدفاع عن حقوق اإلنسان " وسيلة ؛ شابو ، – 1

.2002اجلزائر ،

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

23

لقد متكنت هذه املنظمات من إحراز مكانة دولية حمورية ، حبيث أصبح يتعذر جتاوزهـا مـن -5

طرف احلكومات لكوا تشكل ورقة ضغط مؤثرة كما أا أصبحت إحدى أهم الضمانات الدولية . حلماية حقوق اإلنسان عرب العامل

: الدراسة الثانية -ب Muriel" بقلـم " Jeune Afrique L’intelligent: "ر يف جملة هي دراسة على شكل مقال ظه

DEVEY " حتت عنوان: " La société civile , un acteur de demain " حبيث استعرضت الكاتبـةدور املياه يف تنمية القارة اإلفريقية ومحاية الثروة الغابية واحليوانية ، كما تطرقت يف إشكاليتها إىل غيـاب

لفعال ملنظمات اتمع املدين واملنظمات غري احلكومية يف التدخل لصاحل محاية املستهلكني والطبيعة التأثري ا ونقص دورها يف حتسيس املواطنني باملسائل اإليكولوجية وكذا من أجل إجبـار احلكومـات اإلفريقيـة

اية املقال إىل أنه منذ بداية وقد خلصت الكاتبة يف . واموعة الدولية بغية إجياد حلول للمشاكل العالقة حول أزمة املياه فإن اجلمعيات احلاضرة ) الكينية ( ونتيجة لتنظيم ملتقى دويل بنريويب 2003شهر أكتوبر

قررت القيام بإنشاء شبكة إفريقية تتكون من منظمات اتمع املدين املدافعة عن ثروة املياه، والعمل علـى ية العليا والدفاع عن املصاحل املشتركة للدول اإلفريقيـة يف املـؤمترات طرح مطالبها على اهليئات اإلفريق

. 1العاملية : الدراسة الثالثة -جـ

Pier" لــ 71، العـدد " Migration société" وهي عبارة عن حبث ظهـر يف جملـة

Virgilio DASTOLI " اسـته الناطق باسم املنتدى األوريب الدائم للمجتمع املدين وقد تـضمنت در . التركيز حول دور اتمع املدين يف املفاوضات حول ميثاق اتفاقية احلقوق األساسية لالحتاد األوريب

وقد خلص إىل الدور املنتظر من هذه املنظمات غري احلكومية واتمع املدين للقيام به وفق النتـائج :التالية

أجل إعطاء األولوية للمـواطن األوريب من) ماسترخيت اتفاقية ( ضرورة مراجعة هذه االتفاقية -1 .ضمن اهتمامات االحتاد األوريب والعمل على تطوير جمتمعاهتا

.كما أن االهتمام بترقية املواطنة أمر جد ضروري لالرتقاء ذه االتفاقية -2 . املطالبة ببناء أوربا املوحدة ، اليت حتترم احلقوق املدنية واالجتماعية ملواطنيها -3

1 – Muriel ; DEVEY , « La société civile , un acteur de demain » , Revue Jeune Afrique L’intelligent , n° 2248 , du 08 au 14/02/2004 , Paris , France , p 56 .

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

24 .التحذير من االنصياع لضغوط الداعني لتقليل التأثري االقتصادي والدستوري يف أوربا اجلديدة -4 كذا التحذير من إضعاف اإلرادة السياسية للدول األوربية ، وحرية قراراهتا الداخلية متاشيا مع -5

. 1الشروط اليت حددها الدستور األوريب املوحد : الدراسة الرابعة -د

مبجلة العريب الكويتية " أمحد أبوزيد" للكاتب " برملان عموم البشر : " ن مقال بعنوان عبارة ع هي :، وقد متحورت وفق اإلشكالية التالية

هل ميكن أن يتحقق حلم قيام برملان كوكيب يتألف من ممثلني لكل شعوب العـامل بعيـدا عـن " وخيلص الكاتب يف األخري إىل " ذه الفكرة ؟ احلكومات وأصحاب املصاحل ؟ وما موقف اتمع املدين من ه

أن منظمات اتمع املدين سترحب يف النهاية بقيام الربملان الكوكيب نظرا التفاق أهدافها ومقاصـدها ، و الدليل على ذلك اجتماعات ممثلي اتمع املدين على مستوى العامل واليت تقام يف عدة فترات خمتلفة من كل

ملظاهرات اليت تقوم ا املنظمات غري احلكومية واليت تكون مواكبة يف غالب األحيـان سنة باإلضافة إىل ا النعقاد مؤمترات اليت تنظمها اهليئات الدولية من أجل مناقشة القضايا العاملية واليت كثريا ما تـدفع ـذه

08عات الـ املنظمات إلقامة احتجاجات ومظاهرات ضد هذه املؤمترات ، كما حدث عند انعقاد اجتما . 2الكبار ، ومؤمتر مناقشة ارتفاع درجة احلرارة على كوكب األرض

هي عبارة عن دراسة تنبئيه مستقبلية ظهرت يف جملة العريب الكويتيـة ، العـدد : الدراسة اخلامسة -هـتمع ا:" املتخصص يف علم األنثربولوجيا بعنوان " دأمحد أبو زي " على شكل مقال ، وهي لألستاذ 550، حبيث أنه استعرض يف بداية مقاله الضجة اليت تلت ظهور صـيت اتمـع " القوة العاملية الثالثة : املدين

املدين وتنظيماته كقوة عاملية فاعلة ومؤثرة يف قرارات وسياسات الدول الكربى ، ويسوق كمثـال علـى ات اتمع املدين العاملية يف معارضـة الضجة الكربى اليت أحدثتها املنظمات غري احلكومية ومنظم : " هذا

" . األمريكية- سياتل -املؤمتر الدويل حول األوضاع االقتصادية العاملية يف مدينة

1 – Pier ; Virgilio DASTOLI , « La charte des droits fondamentaux du l’union européenne – le rôle de la société civile et des ONG » , Revue Migrations Société , n° 71 , vol 12 , Du 09/10/2000 , Editions du Centre d’Information et d’Etudes sur les Migrations Internationales (CIEMI ) , p 07 .

، إصدارات وزارة اإلعالم الكويتية ، مطابع الشروق ، 2004 ، مايو 546 ، العدد جملة العريب الكويتية، " برملان عموم البشـر " أمحد ؛ أبوزيد ، – 2 .34 - 30القاهرة ، مصر ، ص ص

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

25

ما مدى أحقية الكـثري مـن :" ولقد تناول يف حتليله هلذا املوضوع ينطلق من تساؤالت اإلشكالية التالية -

م اتمع املدين واستنادها على مبدأ دفاعها عن مصاحل ومطالب املنظمات املدنية يف ادعائها بأا ناطقة باس الفئات الشعبية الكادحة؟وبعد تعرضه لكثري من األفكار حول هذا املوضوع قدم لنا هذا الكاتب جمموعة مـن

:النتائج اليت استخلصها نتيجة هلذا الطرح الذي أثار الكثري من اجلدل كما يلي فكرة اتمع املدين نتيجة الزدياد االجتاه حنو الدميقراطية ومتـرد الـشعوب لقد مت االهتمام بإحياء -1

.على احلكومات الديكتاتورية وأنظمة احلكم الشمويل يف العامل شهدت الشعوب الغربية االلتفاف حنو هذا النوع من املنظمات نتيجة لفقداا الثقـة يف بعـض -2

إزاء األحزاب السياسية املعارضة مبا يف ذلك أمريكا ذاهتا ، حكوماهتا الدميقراطية ، وشعورها باإلحباط اجلنسيات اليت عملت على توسيع فجوة الفقر والبـؤس يف ) املتعدية (ومواجهتها للشركات متعددة

.العامل هناك بعض املتتبعني واملهتمني مبسألة اتمع املدين قد أعربوا عن ختوفهم مـن طريقـة بعـض -3

ة مبؤازرهتا لتنظيمات اتمع املدين ، كاحلكومة األمريكية اليت حتولت إىل متـدخل احلكومات املعروف عنيد يف مالحقة أصحاب الفكر املتحرر املناوئ لسياساهتا ، وكذا اجلمعيات األهلية اليت حتولـت إىل

.مصدر إزعاج مستمر ملطامعها التوسعية ولرغبتها يف إحكام سيطرهتا على العامل من ظهور نزعات التعصب ، التطرف والكراهية يف العامل ، فإن احلكومات مطالبـة على الرغم -4

يف احلفاظ علـى األمـن ) Universel(بالعمل على التعاون مع منظمات اتمع املدين الكوكيب .االجتماعي ، والتنمية السياسية والتقدم الثقايف واالزدهار االقتصادي واحترام آدمية املواطنني

وفرت شبكة اإلنترنت فرصة جتميع هذه املنظمات للضغط على احلكومات و اليت أصـبحت لقد -5 . 1حتسب ألف حساب هلذه القوة العاملية الثالثة

، إصدارات وزارة اإلعالم الكويتية ، مطابع 2004 ، سبتمرب 550، العدد جملة العريب الكويتية ، " القوة العاملية الثالثة : اتمع املدين " أمحد ؛ أبو زيد ، – 1

. 31-26القاهرة ، مصر ، ص ص الشروق ،

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

26

.دراسات حول اتمع املدين العربــي: املطلـب الثانــي - : الدراسة األوىل -أ

" تمع املدين والدولة السياسية يف الوطن العريب ا: "بعنوان " توفيق املديين " هو حبث قام به األستاذ مث قام بإصداره يف شكل كتاب ، فبالرغم من اجلهد املبذول من طرف الكاتب يف التعليق على الـسريورة

" اتمع املـديين "التارخيية للمجتمع املدين الغريب وجتلياته يف واقع العامل العريب واإلسالمي والذي يسميه : نة ، ولقد تركزت هذه التساؤالت الرئيسية هلذا البحث على ما يلي نسبة إىل املدي

ماهي مظاهر األزمة يف بنية اتمع املدين وعالقته بالدولة العربية منذ بداية عصر النهـضة إىل -1 بداية مرحلة االستقالل السياسي ؟

لعريب ؟ ماهي احملددات األساسية ألزمة اتمع املدين الراهنة يف الواقع ا-2 حبيث خيلص صاحب هذا املؤلف يف اية األمر إىل نتيجة مؤداها الدعوة إىل فتح نقـاش علمـي ومنهجي حول السبل الكفيلة خبلق وجتسيد اتمع املدين يف الواقع العريب املعيش ، والـدعوة إىل صـياغة

املشاريع السابقة يف جمال احلكم مشروع قومي عريب دميقراطي يتجاوز املآزق والنكسات الناجتة عن تطبيق .1والسياسة

: الدراسة الثانية -ب" إلتالري " هي عبارة حبوث ومناقشات دراسة قام ا مركز البحوث العربية مبصر باالشتراك مع منظمة

التونسية بالتعاون مع منظمات وهيئات أخرى ، باإلضافة إىل منظمات غري حكومية وقيادات نقابية وحزبية ، عرب مهتمني ذا املوضوع ، وقد عقـدت و بعض الصحفيني وقد نشطت هذه الندوة من طرف أكادمييني

، حبيث متحورت اإلشكالية العامة 1999 ماي 25 إىل 21 من ةهذه الندوة مبركز البحوث العربية بالقاهر اتمـع " و " يف الوطن العريب الدميقراطية واتمع املدين " مسألتا : هلذه الندوة حول قضيتني جوهريتني مها

: اليت يعيشها العرب بصفة عامة ، فقد سعت هذه الندوة للربط بـني مفـاهيم " املدين وسياسات اإلفقار مسألة الوضعية املتردية : الدميقراطية ، اتمع املدين و مشكالت اإلفقار ، ولقد خرج املشاركون بنتائج أمهها

فعل التخلف يف جمال احلريات الدميقراطية وهشاشة اتمع املدين ، وذلك بـسبب اليت يعيشها العامل العريب ب تسلط النخب احلاكمة مما أدى إىل شيوع الفقر والتخلف بني املواطنني ، كما أن اهليئات غري احلكومية هـي

. 2األخرى الزالت تتخبط يف دوامة الواقع املر،والعراقيل املختلفة

.1997 ، منشورات احتاد الكتاب العرب ، دمشق ، سورية ، ب ط ، اتمع املدين والسلطة السياسية يف الوطن العريب توفيق ؛ املديين ، – 1 .2002 ، 1 ، مصر ، ط ، منشورات مرييت ، القاهرة، اتمع املدين وسياسات اإلفقار يف الوطن العريب مصطفى ؛ يسري وآخرون – 2

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

27

: الدراسة الثالثة -جـ

اتمع املدين والتحول الدميقراطي يف فلسطني :" هي عبارة عن حبث ميداين صادر يف كتاب بعنوان خصوصيات وواقع تواجد جمتمـع " ، وقد تركزت إشكالية الدراسة حول " زياد أبو عمرو " للباحث "

وقـد خلـص " سطيين مدين قائم حبد ذاتة يف إطار الظروف الصعبة واالستثنائية اليت يعيشها الشعب الفل الباحث يف األخري إىل نتيجة مفادها أنه ال يزال هناك جدل حمتدم يف الدوائر األكادميية عن حقيقة تواجـد جمتمع مدين فلسطيين وفق الشروط املتعارف عليها أو عدم وجوده أصال ، غري أنه يؤكد يف النهاية علـى

مدنيا مستقال ، بفعل التحام املنظمات اجلماهرييـة وجود شبكة من املنظمات اليت تألف يف جمملها جمتمعا الفلسطينية الشعبية بقضايا املواطن يف ظل املواجهات العنيفة مع جيش االحتالل الصهيوين ، وجتلى ذلـك

للمواطنني ، يف ظل تعطيـل مؤسـسات الـسلطة ةفعال يف حفظ األمن،التضامن ، وتسري الشؤون العام . 1الل الصهيوين الفلسطينية من طرف قوات االحت

: الدراسة الرابعة -درئـيس جامعـة " عبد املالك التميمي " هي عبارة عن مقال ظهر يف جملة العريب الكويتية لألستاذ

أم احنصار ... انتشار : جمتمع الكويت املدين : " الكويت ، ورئيس جملة عامل الفكر الكويتية ، حتت عنوان هل ختلت مؤسسات اتمع املـدين الكـوييت خـالل : التالية ةاإلشكاليملقالته هذه حبيث أنه اختار" ؟

دورها التنويري الذي استمر لفترة طويلة من الزمن قبل أن ترغمه املـستجدات ءالسنوات األخرية عن أدا :، وقد توصل الكاتب يف النهاية إىل النتائج التالية " الالحقة على التقهقر ؟

املدين الكوييت بدءا من فترة االستقالل إىل فترة االجتيـاح العراقـي تشكلت منظمات اتمع -1 .للكويت ومثلث هذه املنظمات توجهات ليربالية ، وطنية ، قومية ، دينية ، و سياسية

يثار جدال حمتدما لغاية اليوم يف الكويت حول آثار دعم هذه املنظمات من طـرف اجلهـات -2م على أساس الدعم الشعيب والعمل التطوعي ، أم هـل حـدث احلكومية واليت يفترض ا أن تقو

.عكس ذلك ؟ خاصة يف جمال استقاللية هذه املنظمات واهليئات املدنية إثارة ظاهرة القبلية وتزاوجها مع التيار الديين وتأثريها على العمل اجلمعوي وسلوكات سكان -3

. عوض الظواهر املدنية احلديثة املدينة ، الذين أصبحت تصرفاهتم تعكس الظواهر القبلية يالحظ استغالل التيار الديين ملؤسسات اتمع املدين من أجل كسب التعـاطف اجلمـاهريي -4

.وتوظيف منظماته يف خدمة التوجهات السياسية هلذا التيار

.، إصدارات مركز ابن خلدون باالشتراك مع دار األمني، القاهرة، مصر ،ب ط ، ب ت اتمع املدين والتحول الدميقراطي يف فلسطني ، و زياد ؛ أبو عمر– 1

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

28

إن احلركة الوطنية مشكلة من أحزاب وتنظيمات الزالت تتخبط يف أزمات عويصة كالتشتت ، -5رومانسية ، قلة التنظيم وعدم االهتمام باملشكالت اجلوهرية للمجتمع ، كما يغلب عليها النشاط ال

. 1املومسي فقط : الدراسة اخلامسة –هـ

و تتمثل يف املناقشات والبحوث اليت قدمت يف الندوة اليت أقامها مركز دراسات الوحدة العربيـة ، حبوث ومناقشات : املدين يف الوطن العريب ودوره يف حتقيق الدميقراطية اتمع : " بعنوان ) لبنان (ببريوت

، حبيث شارك يف هذه الندوة خنبة كبرية من املفكرين والكتاب العرب ، ولقـد 2" الندوة الفكرية للمركز ، " اتمـع املـدين "بسبب ذيوع مـصطلح : متحوت اإلشكالية الرئيسية هلذه الندوة حول الطرح التايل

ماهية دور اتمع املـدين يف تفعيـل : خلصوص يف عاملنا العريب ، حبيث نظمت هذه الندوة للنظر يف وبا الدميقراطية بالوطن العريب ؟

: كما أن املنظمون وضعوا بعض التساؤالت اليت ترمي إىل تدقيق مداخالت احلاضرين كما يلي

ما هو المجتمع المدني وماهي حدود تعريفه ؟-ا

البعد التارخيي لنشأة اتمع املدين ؟ و ما ه-ب هل اتمع املدين يف تركيبته وبنيته جمتمعا واحدا يف الوطن العريب ؟ -ج

: وقد خلص املتدخلون يف النهاية إىل النتائج التالية . إن نشأة اتمع املدين هي نشأة غربية حضارية وصناعية -1 . ال يتواجد بنفس التركيبة من بلد آلخر إن اتمع املدين يف الوطن العريب-2

غري أن أهم نتيجة توصل إليها احملاضرون ، تنادي إىل التعويل على اتمع املدين يف بناء الدميقراطية .على امتداد األقطار العربية كخيار إستراتيجي مهم

، إصدارات وزارة 1997 ، أغسطس 465 ، العدد تيةجملة العريب الكوي، " أم احنصار ؟ ... انتشار : جمتمع الكويت املدين " ؛ التميمي ، ك عبد املال– 1

.43- 40اإلعالم الكويتية ، مطابع الشروق ، القاهرة ، مصر ، ص ص ، منشورات مركز ) حبوث ومناقشات الندوة الفكرية للمركز (اتمع املدين يف الوطن العريب ودوره يف حتقيق الدميقراطية حممد ؛ بنسعيد وآخرون ، – 2

.1992 ، 1لوحدة العربية ، بريوت ، لبنان ، طدراسات ا

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

29

.دراسات حول اتمع املدين يف الدول املغاربية : املطلب الثالث - : الدراسة األوىل -أ

الصادرة عن مركز البحث يف األنثربولوجيا االجتماعيـة " إنسانيات " وتتمثل يف عدد كامل من جملة ، وجاء هذا " احلركات االجتماعية ، واحلركات اجلمعوية : " ، حتت عنوان 08والثقافية بـ وهران ، العدد

يف البلدان املغاربية ، حبيـث تركـزت تـساؤالت العدد وفق إطار دراسة ظاهرة احلركة اجلمعوية احلديثة :اإلشكالية املطروحة كما يلي

هل الظاهرة اجلمعوية هي مبثابة فضاء لنشر الثقافة الدميقراطية لتمكني اتمع املدين من الربوز -1له ؟ كطرف مؤثر على السلطات العمومية ليقوم بدور الوسيط بني احلداثة واتمع الذي يتواجد به وميث

هل قامت السلطة بإخضاع الظاهرة اجلمعوية إلستراتيجياهتا من أجل حصرها يف قفـص اللعبـة -2السياسية الرمسية ومن مث إفراغها من حمتواها وحتييدها عن مهامها األساسية وذلك بتحويلها إىل مجعيات

.هشة قابلة للفناء تلفت نتائجها وفق كل باحث ؛ فكل نتيجـة وميكن القول بأن الدراسات اليت احتواها هذا العدد اخ

جاءت حسب املوضوع الذي اختاره له صاحبه ، غري أا شكلت إسهامات أساسية يف اقتفاء أثـر احلركـة . 1اجلمعوية يف بلدان املغرب العريب منذ االستقالل إىل اليوم

: الدراسة الثانية -بعن اتمع : وعي اتمع بذاته : " ظهرت يف كتاب بعنوان هي عبارة عن جمموعة من الدراسات اليت

، وقد متحورت إشكالية هذه الندوة حول جتارب اتمع املدين يف الدول املغاربيـة، " املدين يف املغرب العريب :حبيث خلصت نتائج هذه الدراسة إىل ما يلي

يثة أدخلها االستعمار إىل هـذه إن ظاهرة اتمع املدين يف املغرب العريب هي ظاهرة حد -1الدول ضمن خمططاته اخلاصة بغية إدماج املعمرين األوربيني وتنظيمهم ضمن هذه اجلمعيـات

.على غرار ما حدث يف أوربا . ال يزال اتمع املدين يف هذه البلدان غري متبلور نتيجة للثقافات واملمارسات احمللية -2ية كدليل للحداثة يف مقابـل األنظمـة التقليديـة واملـد إن تواجد هذه التنظيمات املدن -3

. 2اإلسالمي السياسي واالجتماعي 1 – Nouria ; BEN GHABRIT- REMAOUN et al , « Mouvements sociaux – Mouvements associatifs » , Revue INSANIAT , n° 08 : Mois de Mai – Août , (vol III , 02 ) , Editions du Centre de Recherche en Anthropologie Sociale et Culturelle , Oran , Algérie , 1999 .

. 254 ، ص 1998 ، 1 ، دار توبقال الرباط ، املغرب ، طعن اتمع املدين يف املغرب العريب: وعي اتمع بذاته عبداهللا ؛ محودي وآخرون ، – 2

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

30

.دراسات عن اتمع املدين اجلزائــري : املطلب الرابع - : الدراسة األوىل -أ

هل استطاعت بيئة اتمع " وهي عبارة عن رسالة ماجستري وكانت إشكالية هذه الدراسة كالتايل ، ، " ستيعاب الشروط املوضوعية لبناء جمتمع مدين حديث يتماشى ومتطلبات القرن العـشرين ؟ اجلزائري ا

:ولقد توصلت الباحثة إىل نتائج أمهها يعترب ظهور اتمع اجلزائري كانعكاس للتحول الليربايل للدولة واالنتقال للتعدديـة الـسياسية -1

ولة النظام اجلزائري إلثبات شرعيته من منظور اتمـع واالجتماعية بفعل تأثري املتغريات العاملية وحما .الدويل

تعد مشاركة األفراد واجلماعات لتأسيس اجلمعيات كنتيجة لرغبة هؤالء األفراد باعتبارهم خنبا -2جديدة تسعى للمشاركة يف احلياة العامة ومن أجل حتقيق مطالبها وفق قنـوات جديـدة للحـوار

.العصرنة والتحديث واالتصال متاشيا مع ظروف الزال اتمع املدين اجلزائري بعيدا عن التبلور احلقيقي والفاعلية الالزمة رغـم الكـم اهلائـل -3

للجمعيات املوجودة بفعل عدم مراعاة الشروط املوضوعية وخصوصيات الواقع الداخلي للمجتمـع .اجلزائري باإلضافة إىل زيادة التنافس والصراعات فيما بينها

اتمع املدين اجلزائري يعيش يف مواجهة الصعوبات والعراقيل بسبب احتوائه من طرف لال يزا -4السلطة وعدم تبلور القوى الفاعلة على الصعيد االجتماعي باإلضـافة إىل خـصوصيات الثقافـة

. 1اجلزائرية : الدراسة الثانية -ب

اتمـع "أصدرها يف كتاب حتت عنوان واليت " وناس حيي " هي عبارة عن دراسة قام ا األستاذ ، حبيث تركزت إشكالية هـذه " دور اجلمعيات واملنظمات غري احلكومية والنقابات -املدين ومحاية البيئة

الدراسة حول مسامهة اجلمعيات واملنظمات غري احلكومية والنقابات يف محاية البيئة ودورهـا يف حتـسيس :يئة والثروة احليوانية ،حيث خلص الباحث إىل بعض النتائج املهمة منها املواطنني والتركيز على محاية الب

بالرغم من أن احلركة اجلمعوية البيئية لعبت أدورا أساسية والزالت من أجل محايـة البيئـة إال أن النظرة القاصرة للسلطات ملكانة هذه اجلمعيات وتأثريها ساهم يف احلد من أدائها اجليد ، فاملمارسات

، قسم العلوم ) غري منشورة (رسالة ماجستري ، " دراسة يف اخللفيات ، التفاعالت ، واألبعاد –ظاهرة اتمع املدين يف اجلزائر " مليكة ؛ بوجيت ، - 1

. 1997السياسية والعالقات الدولية ، جامعة اجلزائر ،

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

31

إلدارية السلبية حالت دون الوصول إىل الغايات املرجوة كما أن االمتناع عن دعمها ومساندهتا هو مؤشر ا

آخر على هذا التهميش كما يضاف إىل ذلك عدم وعي بعض اجلمعيات البيئية بالدور املنوط ا وتقاعسها . 1وهو ما ساهم يف تدين الفضاء البيئي على املستوى الوطين

: ة الثالثة الدراس-جـأستاذ بكلية االقتصاد والعلوم السياسية جبامعة " أمين إبراهيم الدسوقي " وهي دراسة قام ا الباحث

: القاهرة،ولقد اختار هلذه الدراسة إشكاليتني اثنتني ومها كالتايل ؟كيف انعكست األزمة اليت مير ا النظام السياسي اجلزائري على مؤسسات اتمع املدين -1 دور اتمع املدين يف هذه األزمة ؟و ما ه -2

أكتوبر 05بعد انبثاق اتمع املدين غداة أحداث : حبيث أنه خلص يف اية هذه الدراسة إىل مايلي جتسدت عالقة ذات طابع عدائي عنيف بني الدولة ومنظمات اتمع املدين اجلزائري العتقادهـا 1988

ضعافها ، باإلضافة إىل ذلك خلص إىل أن منظمات اتمع املـدين اجلزائـري بأن قوة اتمع املدين تعين إ تأثرت باألزمة االجتماعية ، الثقافية واحلضارية اليت يعيشها اتمع اجلزائري واليت يغلـب عليهـا طـابع

.االنقسام والصراع تمع املـدين مـع وتبقى النتيجة املركزية اليت توصل إليها الباحث تتمثل يف أن تعاطي منظمات ا

. 2 األزمتني الثقافية و االقتصادية كان سلبيا وهامشيا على حد سواء : الدراسة الرابعة - د

احلركـة "حتت عنوان " Les Cahiers du CREAD" وهي جمموعة حبوث ظهرت يف جملةي والتنمية ولقد متحورت الصادرة عن مركز البحث يف االقتصاد التطبيق " الواقع واآلفاق : اجلمعوية باجلزائر

: التساؤالت اجلزئية الناجتة عن هذه اإلشكالية فيما يلي الدور الذي ميكن أن تلعبه احلركة اجلمعوية يف معاجلة ظاهرة البطالة ، وما هـي أهـم و ما ه -1

الوسائل اليت ميكنها االستعانة ا من أجل معاجلة هذا املشكل ؟ وجغرافيا ؟ افئوي رة الفقر الذي يتسع باستمراركيف تتعامل هذه األخرية مع ظاه -2

، 2 ، دار الغرب للنشر والتوزيع ، وهران ، اجلزائر ، طمعيات واملنظمات غري احلكومية والنقاباتاتمع املدين ومحاية البيئة ، دور اجل حيي ؛ وناس ، – 1

.215 ، ص 2004 ، ص ص 2000 ، بريوت ،لبنان ، 259 ، العدد جملة املستقبل العريب، " احلقرة ، احلصار ، الفتنة : اتمع املدين يف اجلزائر " أمين ؛ إبراهيم الدسوقي ، – 2

62-79.

لدراســــــــــــــة ل االقتــــــــراب المنهجــــــــــــي الفصـــل األول

32

دور احلركة اجلمعوية يف معاجلة املشاكل واألمراض االجتماعية الناجتة عن الظاهرتـان وما ه -3

املذكورتان آنفا ؟ ويف الواقع فإن نتائج هذه الدراسة تباينت وفق كل حبث مقدم ، واملالحظ لظاهرة وأسباب واقع نشوء اتمع ي يغلب عليها أيضا الطابع الوصفي واالقتراب التارخي بأنه

.املدين اجلزائري :هـ الدراسة اخلامسة

مجعيات املهاجرين اجلزائريني يف :" حتت عنوان " حسني عبد الالوي " هي دراسة قام ا األستاذ وهي دراسة تعىن باألسباب حول تشكل حقل واسع " معوية فرنسا من التنظيم الوقائي إىل اإلستراتيجية اجل

من احلركات اجلمعوية واتمع املدين اجلزائري املهاجر وبالتحديد بفرنسا ، ولقد انطلق مـن إشـكالية : تركزت حول التساؤالت الرئيسية التالية

، أم هي "إثنية " ظاهرة هل بروز التنظيم اجلمعوي يعرب عن سريورة ملواطنة اجلزائريني بفرنسا وفق وقدرته على تكييف خصائص الثقافـة األصـلية " communautarisation"ظاهرة مجعاوية

منط هذا اإلندماج ؟ وللمهاجرين اجلزائريني ، و ما هوخيلص الباحث يف النهاية إىل أن شكل انتماء املهاجرين اجلزائريني يف العمل اجلمعوي بفرنسا نابع

هاجرين يف االستفادة من مبدأ أحقيتهم القانونية يف املواطنة الصحيحة ، بعيدا عن مطالب من حق هؤالء امل . 1االعتراف باهلوية واخلصائص اإلثنية

، ص مرجع سابق ، CREAD، كراسات الـ " مجعيات املهاجرين يف فرنسا من التنظيم الوقائي إىل اإلستراتيجية اجلماعوية " حسني ؛ عبد الالوي ، – 1

23.

المجتمع المدني من وجهة نظر التيارات االجتماعية الكبرى : لالمبحث األو االجتماعية المجتمع المدني بالهيئات و المنظمات عالقة:الثانيالمبحث

األخرى إلى تقاللساال مراحل تطور المجتمع المدني في الجزائر منذ :الثالثالمبحث

یومنا هذا دعائم قيام المجتمع المدني :الرابع المبحث

:الفصل الثاني إبستمولوجيـــا

مع المدنيظاهـــرة المجت

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

62

: متهيـــــد -

ملعان عديدة و تصورات خمتلفة سـواء مـن يشري مفهوم اتمع املدين يف احمليط الفكري و السياسي : و ترجع هذه االختالفات إىل مجلة من األسباب منها هحيث تنظيماته أو مضامين

.نشأته املرتبطة بواقع اتمعات الصناعية الرأمسالية تباين مضامينه وفقا للصريورة التارخيية اليت مر ا يف اتمع الغريب بدئا من الفكر الكالسيكي

.مث اللربايل فاملاركسي وانتهاءا باملفهوم احلديث الطوعية ،االستقاللية ، اجلمعية و املؤسسية كمـا أنـه : و ميتاز اتمع املدين مبيزات مشتركة منها

.حق االختالف و احلرية , التكافل , التعاون , التسامح , االحترام : يقوم على قيم منها مبادئ الدول الغربية و بعد انتشار الدميقراطية يف العامل بفعل احلداثة وانتصار كذلك فان نشأته ظهرت يف

ظهور ما يسمى بالنظـام الـدويل اجلديـد املعسكر الغريب الرأس املايل على املعسكر الشرقي االشتراكي و اطيـة حيث أصبحت مسألة نشر و تعميم مبادئ احلريـة ، الدميقر , اخل ... والعوملة االقتصادية و الثقافية من أجل دفع عجلة التنمية العاملية وارتباط اتمعات ببعضها البعض بـسبب وحقوق اإلنسان مطلبا عامليا

.تطور تكنولوجيا االتصال و املعلوماتية لقد تشبتت ما تسمى الدول العظمى ذه املفاهيم و استخدمتها من أجل تكريس مبدأ تبعية هـده

و يالحظ بأن هناك بعض الدول العربيـة الـيت , توسعها يف أسواقها احمللية الدول النامية هلا باإلضافة إىل كما أن اجلزائر هي , اخل ... املغرب, الكويت , كلبنان , عرفت منو نسيج هائل من منظمات اتمع املدين

ـ ا األخرى شهدت جتربة ميالد جمتمع مدين و إن كانت بصورة حمتشمة بفعل السريورة اليت عرفهـا جمتمعن .خاصة يف العقدين اآلخرين

باإلضـافة إىل عالقتـه , و يف هذا الفصل سأتعرض لدراسة اتمع املدين و تطور نشأته التارخيية باملؤسسات و اهليئات األخرى كما سألقي بإطاللة على تطوره يف بالدنا باإلضافة إىل التطرق ألهم الركائز

.و املقومات اليت يبين عليها

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

63

.اتمع املدين من وجهة نظر التيارات االجتماعية الكبــرى : ل املبحث األو .اتمع املــدين مـن وجهة نظر التيـار التنويــري: املطلب األول -

القرن الذي شهدت فيه حتوالت , قد مرت قبل القرن الثامن عشر امليالدي من املعروف بأن أورباو لكن استفاقة أوربـا يف , من الركود و االحنطاط و التخلف عميقة يف مجيع ااالت ، بعد عدة سنوات

فبعدما كانت الـسلطة , عصر النهضة و التنوير على يد مفكرين و فالسفة قد غري حالتها بشكل جذري كمـا أن الكنيـسة , السياسية حكرا على امللك كحق تارخيي بفعل أن هذه السلطة توارثها من أجداده

باعتباره حقا إهليا ألن , تتحكم يف مجيع مناحي احلياة من جهة أخرى " البابا" شخصية الكاثوليكية ممثلة يف فهذا األخري ميثل احلكم اإلهلي يف األرض وفق التعاليم الكنيسة السائدة , سلطة البابا مستمدة من سلطة اهللا

.آنذاك افر يف شؤون احلياة ، و لقد و هذا التدخل الس , غري أن فالسفة التنوير حاربوا هذه السلطة املطلقة

اجلغرافية و التقدم العلمي و الصناعي وانتشار التجارة و توسع األسـواق اخلارجيـة تدعمت االكتشافا و االحتكـام إىل , موقف هؤالء الفالسفة يف املطالبة بالقيام بإصالحات جذرية و نشر التعليم بني النـاس

.العقل و العلم فيما يتوصالن إليه من نتائج و لقد شكلت مسألة إصالح الدولة و احلكم و عالقته باتمع إرهاصات كبرية لـدى املـصلحني

االجتماعية و ظهر املوضوع عالقة اتمع بالدولة كإشكالية شغلت تفكري الفالسفة السياسيني ومن بينـهم لطة مدنية هي من و الذي بعد دراساته املستفيضة بأن كل س , Thomas HOBBESالفيلسوف اإلجنليزي

و ينطلق هوبز يف حتليله هذا ، بدراسة , 1أصل جمتمعي دنيوي باعتبارها كقوانني أساسية من قوانني الطبيعة انطالقا من أن األفراد هم مكونو اتمع و أن هذا األخري ال ميكنـه االسـتمرار إال , اتمع / حالة الدولة

باهتم عديدة و متنوعة و إذا مل جتد حاجات األفراد جهاز ينظمها بوجود دولة لتلبية حاجات األفراد ألن رغ و هذه , فإنه ستنشب حرب بفعل الصراع لذلك يشترط وجود دولة ملنع حدوث هذه احلرب قبل حدوثها

.بعكس احلالة الطبيعية اليت يغيب فيها هذا العقل , احلالة عنده هي احلالة املدنية اليت تبىن على العقل إن احلالة املدنية تفرض على األفراد أن يعيشوا فيما بينهم وفق تعاقد من أجل تنظيم احلياة و هكذا ف

إذن فهو يرى بان وجود الدولة يهدف إىل قمع احلالة الطبيعية اليت يتميز ا األفراد من اجل الوصول إىل . اسي املنظم يف دولة مبعىن أن حتـول و هو بذلك يوضح لنا بأن اتمع املدين هو اتمع السي , احلالة املدنية

األفراد من العيش يف احلالة الطبيعية إىل احلالة امليدانية بواسطة تنازهلم عن حريتهم و قيامهم بتعاقـد فيمـا .سيؤدي يف األخري إىل بناء دولة و إنشاء جمتمع مدين , بينهم وفق قوانني

.18ص , 1993, ب ط بريوت ، لبنان ، , املؤسسة اجلامعية , أسامة احلاج : تر ,فلسفة علم الدين : هوبز مورا ؛ بيري ، فرانسوا ، - 1

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

64

أساس التمييز بكل ما ميت بصلة ملا هـو فقد ميز فرق اتمع و الدولة على John LOOK أما باعتبار أن اتمـع , هو جمتمع اقتصادي حبث خارج الدولة , اجتماعي و سياسي فاتمع الذي يتصوره

رغم انفصاله عن الدولة فإن األفراد حيكمهم رادع األخالق و العقل لتنظيم احلياة االجتماعية و بالتايل فإن ، و هذا اتمع هو حالة طبيعية بينما يتجـسد عنـده "جون لوك "اج خيال هذا النمط من اتمع هو نت

و هو يؤكد , 1مبعىن هو ذلك اتمع املنظم سياسيا يف دولة قوية , مفهوم اتمع املدين يف احلالة السياسية حلة حبرية مـا مل بأن احلالة االجتماعية اليت يسود فيها القانون الطبيعي تشجع الفرد لالجتهاد يف متابعة مصا

و هكذا تتطور العالقات بني األفراد و يزداد التنافس من أجل التملك و ـذا , تتصادم مع حرية اآلخرين بان اتمع " لوك " تنشط التجارة بفعل وجود السلع و اخلدمات املستهدفة لسد حاجيات األفراد و يؤكد

دولة يتمثل يف تطبيق القانون من أجل احلفـاظ علـى يف هذه احلالة سوف ينظم مقدمة تلقائيا و أن دور ال .اخل ....كيان هذا اتمع و منع حالة احلرب و خمالفة القانون و حماربة اجلرمية

يرى بأن اتمعات مرت مبراحـل بدائيـة ، Adam FERGUSON بينما جند الفيلسوف اإلسكتلندي ة سواء كان ذلك يف اتمعات األوربيـة أو رأس فجميع احلاالت اإلنسانية و احلضارات ذات حالة طبيعي

, اخل ، فكلها عرفت عملية تطور من الطفولة إىل النضوج ومن اخلـشونة إىل املدنيـة .... الرجاء الصاحل إذن , بل لقد قام مبقابلة بني الطبيعي و الغري طبيعـي , واتمع املدين حسب ما يعتقد ليس جمتمعا طبيعيا

. 2يقابل اتمع املدين هو جمتمع اخلشونة البدائية فهو يعترب بان ما و من أجل دفع أداء اتمع املدين لألمام من جهة ، و للحفاظ على ممتلكاهتم املادية و املعنوية و هو

تعدد اجلمعيات بالنسبة للمواطنني يف خمتلف ااالت االجتماعية كمحتوى ... «:ينادي بصريح العبارة إىل

. 3 »... تمع املدين املستقل عن الدولةللمجشامل فإنه يرفض نظرييت احلكم باحلق اإلهلي هلم و العقد االجتماعي ، David HUME أما بالنسبة لـ

بأن فهو يرى, و أساس نقده لنظرية العقد االجتماعي يتمثل يف تقييمه هلا باعتبارها قضية نظرية غري قائمة نوع من احلكومة و جيد الفرد نفسه جمربا على اتباع القوانني املوجودة يف الناس يولدون يف جمتمع خاضع ل

جمتمعه إال أن هناك قلة من الناس من الذين يتمردون على هذه القوانني ، هلـذا وجـب وضـع آليـات ومؤسسات للعقاب و حفظ النظام العام باإلضافة إىل ذلك فإن التزام األفراد بالعيش وفق قوانني إمنا جـاء

بب املصلحة و املنفعة و لكي تتجسد هاتان القيمتان جيب توفر أو تواجد حكومة تعمل علـى محايـة بس

.83ص , 1998, 1لبنان ، ط, بريوت, مركز دراسات الوحدة العربية , دراسة نقدية : اتمع املدين , بشارة ؛ عزمي– 12 - Adam ; FERGUSON , Essai sur l’histoire de la société civile , PUF / Léviathan , Paris , France , 1ère éd , 1992 , P 15 . 3 – Abdelkader ; ZEGAL , « Le concept de la société civile et la transition vers le multipartisme » , l’Annuaire d’Afrique du Nord (CNRS ) , Paris , France , p 219 .

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

65

و ذا فإن أهم مميزات املدنية و التمدن هي احلرية اإلنسانية يف ظل نظام القانون .اتمع داخليا و خارجيا بل , كما اعتقد سابقوه , العقل و الفضيلة غري أن نظام القانون عنده ال يعود إىل قوانني الطبيعية و ال قوانني

.يرجع ذلك إىل قانون عالقات امللكية أو احليازة يعمل على ضمان حريـة امللكيـة و حريـة , إذن يعتقد يف النهاية بأن اتمع املدين الذي سيقوم

. 1 هي اليت يعول عليها إلنشاء اتمع املدين ةكما أن األرستقراطي, االعتقاد

عنه دفاعه يف كتاباته عن طبقة النبالء اليت كان ينتمي الذي عرف DE MONTESQUIEU Charlesأما فإنه يرفض هو اآلخر نظرية العقد االجتماعي باعتبار أن أي تعاقد اجتماعي يفرض وجود جمتمـع , إليها

, عاقل ن و هو كائ العتقاده بأن اتمع موجود يف الطبيعة و اإلنسان كائن خملوق من اهللا , قائم بعد ذاته . 2وجيب أن يعيش يف جمتمع مدين

هو الـشكل الـصحيح , املدين كما يقول مونتيسكيو ع كما أنه حيتاج إىل قوانني وضعية ، إذن فاتم فمونتيسكيو تطرق يف مؤلفاته . حلكم القانون وكذلك احلكومة اجليدة جيب أن ختضع هي األخرى لقوانني

الذي درس فيه أمناط احلكم املوجودة يف عصره ، و لقـد " روح القوانني " لى اخلصوص الشهرية و منها ع قام بالتمييز بني األنظمة الدميقراطية ، امللكية و االستبدادية مرجعا ذلك إىل عوامل املناخ و شساعة أو ضيق

فراد و مدى قبوهلم و نفورهم الرقعة اجلغرافية و إىل تأثري األخالق و القيم االجتماعية و الدينية يف حياة األ من االستبداد و اآلثار اليت ستنجر عنه ، و املالحظ أن مونتيسكيو كان مياال للطبقة األرستقراطية و الـيت

وعلى العموم ميكننا القول بأن تصور .يعتقد بأا شرط ضروري لوجود اتمع املدين و احلفاظ على امللكية :بالشكل التايل مونتيسكيو للمجتمع املدين يتحدد

.حكم القانون -1 .الفصل بني اتمع و الدولة -2 .التوازن بني السلطات -3

.93ص , مرجع سابق , عزمي ؛ بشارة - 1

.12ص , 1981, 1ط, بريوت ، لبنان , دار التنوير , نادر ذكرى : رت , السياسة و التاريخ: مونتسكيو , لوي ؛ ألتوسري – 2

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

66

: فهو اآلخر يرى بأنه ال يوجد قانون طبيعي و حقوق طبيعية مثـل Jean-Jacque ROUSSEAUأما و هو يعتقد بأن املؤسسات االجتماعية الـسياسية تـشوه " جون لوك " امللكية و غريها كما يف حالة

" إلنسان الطبيعي الذي مييل إىل االكتفاء الذايت و التضامن فاملؤسسات االجتماعية و علـى رأسـها افالرجل األول الذي سيج قطعة ... «:تولد حاجات أساسها املزيد من االستحواذ و السطوة " امللكية

أسس اتمع أرض و قال هذه يل ووجد من الناس من هم بالبساطة إىل درجة أن يصدقوه هو أول من .1 »... املدين

ارتـبط فقد ولندا دعا إىل تنمية الشعور الوطين و هكذا بيف رسالته حول دستور " روسو"كما أن تعريف مركز احليز العام كما أنه جعل الدميقراطية جزءا ال يتجزأ مـن باملفهوم اجلمهوري للمجتمع املدين

احلرية و هذه األخرية سـتدفع إىل بتوفر شرط األخرى إال اليت لن تتحقق حسبه هي و مفهوم اتمع املدين .جيب على اتمع املدين أن جيعلها من بني أولوياته اليت , 2وجود مبدأ املساواة

تنبه مبكرا إىل ارتباط اتمع املدين بالدميقراطية وارتباط هذه " روسو" و هكذا نالحظ كيف أن .اخل....حقوق اإلنسان األخرية باحلرية و املساواة و

اتمع املدين من وجهة نظر التيار الليربالــي : املطلب الثاين –يتموقـع … «: يف تعريفه للمجتمع املدين ما يلي " G.W.HEGEL"يقول الفيلسوف األملاين

دولة اليت تـسبقه إن تكونه يأيت يف فترة الحقة عن ال ,اتمع املدين يف الفرق املوجود بني األسرة و الدولة كواقع مستقل حىت يتمكن من البقاء و عالوة على ذلك فإن إنشاء اتمع املدين يرجع إىل العامل احلـديث

: و يقول أيضا، 3 .» ..فهو وحده الذي اعترف له باحلق يف الوجود بكل ما حيمله هذا التحديد من معىن

.4 »... مع احلديث إن إنشاء اتمع املدين هو انتصار للمجت … « يف تعريفه للمجتمع املدين ينطلق أساسا من فكرة أسبقية بنـاء " هيغل"مما سبق يظهر لنا حاليا بأن

الدولة على بناء اتمع املدين مبعىن أنه ال ميكن القول بوجود جمتمع مدين يف ظل غياب دولة قوية كما أنه تمع املدين جيد له حيزا بني العائلة كوحدة خاصة فالدولـة ينطلق من فكرة وحدة العام و اخلاص أي أن ا

كوحدة عامة و هو يعتقد بأن نشوء اتمع املدين هو نتاج حليز يوفر حرية لألفراد فهؤالء أفراد يتـصرفون حبيث أن اتمع املـدين يف هـذه احلالـة هـو نظـام , كأعضاء جزئيني ال أعضاء مباشرين يف العائلة

قية ينشط فيه األفراد لتحقيق حاجاهتم ، و هذه احلاجات ستعكس بأشكال أكثر فأكثر وعيـا األخالللحياة 1 - Jean -Jacque ROUSSEAU , Du Contrat Social , ENAG , Alger , sn° éd , 1989 , P 99.

.121ص , مرجع سابق, عزمي ؛ بشارة - 23 - G.W ; HEGEL , Principes de la philosophie du droit , Trad : André KAAN , Ed Gallimard , Paris , France , éd n° 01 , 1990 , p 183 4 - Ibid. , p 339 .

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

67

إىل أن تتداخل مع الدولة فهنا نرى بأنه يشري إىل أن نشاط األفراد عندما يسعون لتحقيق حاجياهتم بـاملعىن األسـواق و بالتـايل االقتصادي ، و هكذا فحتما ستعود إىل قبضة الدولة اليت تعمل على تنظيم التجارة و

يتمثل يف كل من جهاز القضاء و الـشرطة و اللـذان يعتربمهـا تنظيم اتمع و ذلك بإدخال وسيط ثان كما أنه يعتقد بأن اتمع املـدين لـن , كجهازين فاعلني يف محاية األفراد و تنظيم اتمع و حماربة اجلرمية

و هـو , 1توافق مع الدولة كوحدة بني أشخاص خمتلفني يتمكن من االستمرار إال يف جمتمع حديث ألنه ي ذا يضع مقابلة بني اتمع املدين الربجوازي والدولة اليت ستتشكل اعتمادا على العلـوم واالكتـشافات والتوسع يف األسواق العاملية و ذا فهي حباجة إىل تنظيم نفسها داخليا أو باألحرى احلاجـة إىل شـريك

و من املفيد أن نـذكر بـأن , فراد و بالطبع لن يكون هذا الشريك سوى اتمع املدين داخلي لتنظيم األ يف نظريته حول اتمع املدين ينطلق من فكرة حداثته و الذي يعمل على تنشيط األفراد بـسبب " هيغل "

يت مينحها الدافعية اليت جيدوا من طرف حاجياهتم الشخصية للبحث عن فضاء عام للحركة بفعل احلرية ال هلم و هذا األخري سيمكنهم يف النهاية من تطوير حياهتم اخلاصة باملشاركة يف تنظـيم احليـاة الـسياسية

.واالقتصادية بفضل تطور مفهوم امللكية اخلاصة لألفراد و حتسن اقتصاد السوق راسة مفكر فرنسي قام بدراسة اتمع األمريكي وبالضبط د " Alexis DE TOCQUEVILLE" إن

الدميقراطية يف أمريكا و العادات االجتماعية األمريكية و كيفية تنظيم اتمع األمريكي املعروف عنه بأنـه يتكون من أجناس و أعراق بشرية عديدة بفعل اهلجرة اليت شهدها هذا البلد من طرف خمتلـف األجنـاس

الدميقراطية يف «يف كتابـه الشهـري بعدما مت اكتشافها يف القرن األخري فقط ، و قد ظهرت دراسته هذه يف هذا املؤلف إعجابه بتجربة الشعب األمريكي يف االنتظام و االخنراط " توكفيل" و هنا يظهر لنا »أمريكا

فهو يؤكد و يركـز . يف مجعيات من أجل رعاية مصاحل أفراده ، و كذلك احلفاظ على متاسك هذا اتمع الدميقراطية األمريكية هو كثرة و تعدد اجلمعيات ذات الطابع املـدين على نقطة جوهرية متثل يف أن أساس

هذا بسبب مبادرة الفرد األمريكي لتأسيس اجلمعيات و اعتماده على نفسه بدل االعتماد على الدولة حبيث للكنائس و حلماية احليوانـات , لألحياء , للهوايات , للرياضيني , جند لديهم مجعيات للحرفيني ، للمهن

بسبب تشكل الظاهرة القوميـة لديـه , و يرجع مبادرة الفرد األمريكي االنضمام إىل اجلمعيات , اخل ...إن ... «: يف هذا الـشأن " دي توكفيل "يقول , باإلضافة إىل الثقافة اجلماهريية املنتشرة يف هدا اتمع

فلـيس عنـدهم , اء مجعيـات على اختالف ظروفهم و ميوهلم و أعمارهم يسارعون إىل إنش األمريكيني

, 1املغرب ط, دار توبقال ,اتمع املدين يف املغرب العريب : و عي اتمع بذاته عن" التساؤالت , اتمع املدين يف البلدان املغاربية " , علي ؛ الكرت – 1

.22-21ص ص , 1998

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

68

ومجعيات دينية و أخالقية ، , شركات جتارية و صناعية فحسب بل عندهم مجعيات شىت من آالف األنواع . 1 »... و أخرى صغرية ... مجعيات عامة للجميع

.اتمع املدين من وجهة نظر التيار املاركسـي : املطلب الثالث -

و لكن تبقى أهـم , دراساته انطالقا من نقده أعمال سابقيه قام ب Karl MARXمن املعروف بأن يرفض عملية جعل األفـراد " ماركس" إن " . هيغل" هي تلك اليت قام فيها بتحليل و نقد أعمال هدراسات

كأجزاء صغرية و إرجاع ذلك إىل صراعهم املستمر داخل إطار اتمع املدين باإلضافة إىل رفضه مفهـوم و تظهر انتقادات , اعات اليت تتوسط بني الفرد و الدولة كحل ملشكلة اتمع احلديث حول اجلم " هيغل "

جبالء باعتبار أن هذا األخري يؤكد بأن اتمع املدين لن يولد إال بفضل وجـود طبقـة " هليغل "ماركس نه حـسب رأيـه يأخذ عليه مسألة الفصل بني الدولة و اتمع املدين أل فانه برجوازية باإلضافة إىل ذلك

و من هذه النتيجة اليت توصل إليهـا ,سيؤدي يف األخري إىل اغتراب اإلنسان و عبوديته داخل هذا اتمع رفض فكرة انفصال اتمع عن الدولة كما رفض مفهوم " هيغل" بعد دراساته النقدية ألعمال " ماركس "

.2 قوسني بنييهحيث اصبح يشري إل اتمع املدين كأداة حتليليةالالحقة إىل بناء إيديولوجي خيفي ورائـه " كارل ماركس " إن مفهوم اتمع املدين سيحول كتابات

واقع اتمع الربجوازي الذي يقوم على أساس األجر يف العمل واقتصاد السوق ، إنه جمتمـع يظهـر فيـه و كل التيارات الفكرية اليت تنـادي مبفهـوم , الصراع الطبقي بني املالكني و غري املالكني لوسائل اإلنتاج .اتمع املدين إمنا ختفي بني طيات مشروعها فكرة الصراع

ـ ظاهرة حمـددة تارخييـا بتـوفر " كارل ماركس " لقد أصبح اتمع املدين الربجوازي بالنسبة ل لتشمل األرض و الصناعة والنقل الشروط املادية لعملية اإلنتاج وامتداد للملكية الرأمسالية من وسائل اإلنتاج

وانتشار الفكر و ذلك بالتوسع االقتصادي و هكذا فإن اتمع املدين الربجوازي مهدد حبتمية الزوال , اخل...و الطبقة الوحيدة القـادرة علـى , بسبب التناقض املوجود بني قوى اإلنتاج و عالقات اإلنتاج و طبيعتها

ستستحوذ على السلطة و بفضل ديكتاتوريتها ستتحكم يف الدولة اليت تكون ذلك هي طبقة الربوليتاريا اليت

1 - Alexis ; DE TOQUEVILLE , De La démocratie en Amérique , Tome 02 , ENAG , Alger , 2ème éd , 1991 , p 141 .

.162ص , مرجع سابق, عزمي ؛ بشارة – 2

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

69

ـ و , يف خدمتها وهكذا ستشهد ذوبان اتمع املدين الربجوازي بكل ما حيتويه ضمن الدولة ذا .1سيتم إزالة الطبقات و السيطرة النهائية على جشع املالك الرأمساليني

والذي سجن , كان ينتمي إىل احلزب الشيوعي اإليطايل الذي" Antonio GRAMSCI" لقد أعطى , املثقف العـضوي , اتمع املدين : إبان احلقبة الفاشية من حكم إيطاليا دفعا قويا بدراساته حول مفاهيم

اخل و هو ذا كان يهدف إىل جتاوز التناقضات اليت ظهرت يف ممارسات .....اهليمنة الثقافية و اإليديولوجية و قد انطلق يف دراساته هذه بنقد احلزب الشيوعي احلاكم يف روسيا واليت كانـت , ريني الشيوعيون اليسا

ألن الفكرة السائدة عند الشيوعيني الروس كانت تتمثـل يف , متثل القلب النابض لالحتاد السوفيايت آنذاك ة ال ميكن تطبيقها يف الدول استعمال العنف الثوري من أجل الوصول إىل حكم الدولة باعتبار أن هذه الفكر

و هو يف ذلك يبين رأيه حول املرونة يف املمارسة السياسية الغربية بفضل , الغربية الدميوقراطية كإيطاليا مثال الدميوقراطية و طريقة االنتخابات اليت متكن املعارضة من التغيري السلمي و الوصول إىل الـسلطة بطريقـة

وهذا التغيري السلمي يرجعه غرامشي إىل , 2 عادة يف دول املعسكر االشتراكي شرعية غري انقالبية كما هي ال بنية تنظيمات اتمع املدين اليت تكون رقيبا ومنظما للتنافس بني األفراد و اجلماعات يف تقاسم اال العـام

اعتربهـا جمـال و هو ذا خيالف هيغل الذي اعترب بأن الدولة هي اال العام لألخالق بـل , للمجتمع وهكذا فـإن . للسيطرة عن طريق القمع و اإلكراه بواسطة املؤسسات اإليديولوجية و العقابية هلذه الدولة

تنظيمات اتمع املدين بفضل مثقفيها العضويني ستخوض معارك طاحنة من أجل اهليمنة الثقافيـة علـى هؤالء املثقفني العضويني وذا سـيتحولون إىل و هكذا يتم حتول و تبين , اجلماهري بتبين آماهلا وطروحتها

مركب من مركبات هويتها الثقافية هذا ما يؤدي يف النهاية إىل نوع من التوازن بني سيطرة الدولة واهليمنة الثقافية للنخبة اليت تتبىن الثقافة الشعبية هلؤالء اجلماهري وهكذا سيتم جتاوز السيطرة احلديدية جلهاز السلطة

. 3 ملثقفني الذين ميكن اعتبارهم كناطقني باسم اتمع املدينمن طرف اإن غرامشي بفضل تناوله اجلديد ملفهوم اتمع املدين استطاع أن يتجاوز حتليل كل مـن هيغـل و ماركس ، حبيث اعتربه باإلضافة إىل كونه جزءا من البنية التحتية كمجال للتنافس االقتصادي أيضا جـزءا

.وقية كمجال للتنافس السياسي و اإليديولوجي من البنية الف

.38-37ص ص , 1995 ,3ط, بريوت ، لبنان, املؤسسة العربية للدراسات و النشر , 6ج , املوسوعة السياسية, عبد الوهاب ؛ الكيايل - 1

2 – Groupe d’auteurs , « la formation des intellectuels » , Gramsci dans le texte , éditions sociales, Paris , France , 1977 , p 607 3 - René ; GALLISSOT , « abus de société civile : étatisations de la société ou socialisation de l’état », Revue l’homme et la société n° 4 , éd : l’harmattan , Paris, France , 1991 , p 07.

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

70

.اتمع املدين من وجهة نظر التيار الوظيفــي : املطلب الرابع -) Community(بني البنيـة األهليــة " إميل دوركهايـم" مثل أستاذه Talcott PARSONS مييز اتمع املدين تسمية اجلماعة اتمعيـة و لكنـه مع ذلك يطلق على ما نسميه حنن , ) society( واتمع

)Societal Community (تمع املدين و بني عـدة إو بالرغم من ذلك فن بارسونز قام بطمس احلدود بني او هي جوهر أساسي يف فهم تركيبة اتمع املـدين و ( جماالت جمتمعية و يعتمد يف حتليله على أن املواطنة

هي كأساس للتضامن الذي حل حمل التضامنات اجلزئية اإلقطاعية و اليت كانت ) الدميقراطية على حد سواء و اتمع يف احلكم املطلق و هـي ) الدولة ( إن أصل املواطنة يظهر يف التمايز بني السلطة , سائدة من قبل

على أساس املواطنة يف نفس الوقت آلية للحماية من هذا التمايز و بارسونز ذا يريد أن يبين القومية احلديثة مبعىن أن املواطنة تعين االنتماء إىل األمة ألنه كان يف السابق يعتقد بأن املواطنة تعـين االنتمـاء إىل األمـة

واملرحلة الثانية يف ) الثقافة املشتركة و اإلميان بأصل وتاريخ مشترك , اللغة ( العضوية و تتمثل مقوماهتا يف هي عملية املشاركة يف القضايا والشؤون العامة كحق االقتراع واملـشاركة يف تطور املواطنة عند بارسونز

انتخابات السلطة التشريعية بل أصبح هذا احلق من نصيب النساء أيضا وعدميي امللكية أما املرحلة الثالثـة . 1 فهي تطور احلقوق االجتماعية للمواطنني

, احلقوق املدنيـة للمواطنـة : الت الثالثة التالية إن املؤسسات القائمة للعمل على املساواة يف اا احلقوق األساسية باملشاركة يف الشؤون العامة ، و احلقوق االجتماعية ، وكل هذه هي اليت تشكل أركـان

.اتمع املدين حسب رأي بارسونز احلداثة نتيجة أما عن نشأة اتمع املدين حسبه دائما فهو يرجع إىل متايز اتمع وانفصال وظائفه يف

الثورة التعليمية , الثورة الصناعية اليت أنتجت االقتصاد كمجال قائم حبد ذاته : ثورات أال و هي 03لقيام اليت جعلت من التعليم و الثقافة قطاعا اجتماعيا قائما حبد ذاته هو أيضا و الثورة الدميقراطية اليت أوجـدت

. 2ة و لكنها هي األخرى جمال قائم حبد ذاته السياسة كمجال للمشاركة و الرقابة العامو ذا التصنيف الذي قدمه بارسونز لنشأة اتمع املدين فإنه يعود و يؤكد على تغلغل احلداثـة يف

:جمال املؤسسات املدنية غري التقليدية و مصدر حداثتها يرجع إىل ما يلي .قيامها على أساس االنتماء إىل األمة -1 .عضوية يف أكثر من مؤسسة يف الوقت ذاته إمكانية ال-2

.54ص , مرجع سابق, عزمي ؛ بشارة -1 .55ص , نفس املرجع 2

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

71

.املساواة بني أعضاء املؤسسة و هي مساواة شكلية مرتبطة بالثورة الدميقراطية يف اتمع -3أي أن املؤسسة املدنية تقوم قواعد شكلية معترف ا مـن طـرف : األنظمة اإلجرائية -4

.1 ضاء احلدود و غري ذلكاألعضاء حول اختاذ القرار و إدارة املؤسسة و ضم األع خنلص مما سبق بأن بارسونز يعترب بأن مؤسسات اتمع املدين قائمة على عناصـر حداثيـة و غـري حداثية، فهي حتتوي على عدة مؤسسات تقليدية أصبحت بفعل احلداثة و التقدم مؤسسات متطورة ملسايرة

يف النهاية اتمع املدين احلديث والذي نعرفه اليـوم التقدم الذي عرفته اتمعات على مر العصور لتشكل .ولو أنه حيوي يف ثناياه على ثقافة تقليدية

.56ص , مرجع سابق, عزمي ؛ بشارة - 1

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

72

.عالقة اتمع املدين باهليئات واملنظمات االجتماعية األخــرى : املبحث الثاين . عالقة اتمع املدين بالدولــة : املطلـب األول -

لتنظيم أمور شعب ما حبيث أا حتتكر عدة وظائف نيابـة عـن تعترب الدولة كجهاز قائم وتنظـيم , سك العملة ، فرض الـضرائب , القمع املؤسسي , مواطنيها كمسألة حفظ النظام

الشعب ، : شروط و هي ثـالث اخل و يشترط لقيامها ... التنافس السياسي و االقتصادي احلديثة و عالقتها باتمع املدين أكثر إحلاحا باعتبار أن اإلقليم و السلطة ، و يظهر مفهوم الدولة

, اتمعات املدنية املتقدمة حاليا يف العامل إمنا تتواجد داخل دول أكثر رقيا و حداثة و تنظيمـا فهناك من يقول بضرورة ذوبانه يف الدولة حبيث يصبح الحقا هلا وبدون أن يقوم بأي تأثري هذه

ا تعرب عن تباين يف آراء مدارس فكرية خمتلفة إيديولوجيا بينما جند يف الواقع بأن اآلراء املتناقضة إمن :الدولة و اتمع املدين هلما عالقة تكاملية فيما بينهما و تظهر هذه العالقة فيما يلي

إن الدولة هي السباقة يف الظهور و النشأة قبل اتمع املدين و لن يكون هناك وجود هلـذا األخـري ن وجود دولة قائمة و مستقلة فال ميكن القول بوجود جمتمع مدين يف الصحراء الغربية على سبيل املثال بدو

بسبب عدم استقالل هذه الدولة وفق مفاهيم النظام الدويل اجلديد و العوملة فهذه األخرية قد ألقت بظالهلا ، فقد " األمركة " فهوم مستبدل لكلمة يف جماالت عدة حلياتنا اليومية و يف احلقيقة فإن هذا املصطلح هو م

أصبح جليا سعي أمريكا لبسط نفوذها على كافة أرجاء املعمورة من أجل إخضاع شـعوا و اسـترتاف و ذلك بضمها طواعية أو عنوة لركب النظام الدويل الرأمسايل و ذا , ثرواهتا و فتح أسواقها أمام بضائعها

احملك بسبب تزايد السيطرة و اهليمنة الغربية ، فقد ظهر على املـسرح األمة يف / فقد أصبح مفهوم الدولة , اجلنسيات ) املتعدية ( الدويل فاعلني جدد أصبحوا شركاء رئيسيني يف تسيري العامل مثل الشركات املتعددة

) اخل...صندوق النقد الـدويل ,كمجلس األمن ( اهليئات الدولية , املؤسسات الدينية , اللوبيات السياسية . 1اخل ...املنظمات الغري حكومية , ،إمرباطوريات اإلعالم و االتصال

اتمع املدين باإلضـافة ت ويشترط على الدولة توفري املناخ الدميقراطي من أجل منو أحسن لتنظيما جتماعية واعتباره كشريك فاعل على الساحة اال. إىل توفري احلريات ، الدعم املادي ، املعنوي و القانوين هلا

، ألنه 2و السياسية ، باإلضافة إىل كل هذا على الدولة أن تقوم مبساعدته على جتاوز تشتته و تناقضاته

.54ص , 1999, بريوت ، لبنان , 37العدد , جملة منرب احلوار, " يف جذور العوملة و إشكالياهتا " غسان ؛ العزي ، – 1 .12ص , 1994اجلزائر ، , 07العدد , جملة نقد " ةالعوامل اخلارجية و الداخلي: بناء اتمع املدين يف الوطن العريب " , برهان ؛ غليون – 2

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

73

معروف بأن هذا األخري يتأسس من أجل حتقيق مصاحل مادية و تنظيمية معينة لذلك جند من بني أهم .خصائصه التعدد ، االختالف ، املنافسة و رمبا الصراع

ختلي الدولة هلذه التنظيمات على : من أمهية اتمع املدين بالنسبة للدولة يف عدة نقاط منها بينما تك جتنيد األفراد قاعديا و يقوم هذا األخري جبلب األفراد ، تكوينهم و تنشئتهم وفق مبادئ مدنية ضمن قوانني

ب للعمل ضمن كتلة واحدة تلك الدولة وكذا نشر الوعي بني مواطنيها و حشدهم أثناء الكوارث و احلرو و احلفاظ على املصلحة الوطنية و ممتلكات الدولة باإلضافة إىل رقابة الدولة و منعها من التجاوزات الـيت تضر مبواطنيها و التجند إلجناح االستحقاقات االنتخابية واملسامهة بالتكفل بالفئات احملرومة كاملنحرفني ،

اخل ، واملسامهة يف حماربة البطالة و تـشجيع التنميـة املـستدامة ... قني اليتامى املشردين ، املرضى واملعو . وترسيخ الروح الوطنية والقومية لدى مواطنيها ونشر العدالة واملساواة فيما بينهم

عالقة اتمع املدين بالربملــان : املطلـب الثانـي -

إمنا تظهر يف إطار دولة حديثة حتافظ على النظام العام كما أسلفنا سابقا فإن فعالية وجود اتمع املدين و ترعى احلريات الفردية و اجلماعية فبدون حرية ال ميكن لتنظيمات اتمع املدين أن تزدهـر وأن تلعـب الدور املنوط ا و ميكن القول بأن هذه األخرية هلا عدة عالقات خاصة مع املؤسسات الدستورية و منـها

اليت تعترب كمؤسسة دستورية تشريعية جتمع حتت قبتها أطياف سياسية و تنظيمات عديـدة مؤسسة الربملان اخل ، إذن ففيما تربز العالقة بينهما ؟... للمجتمع املدين ، األعيان النقابات

إن تنظيمات اتمع املدين تقوم برقابة أداء هذه املؤسسة الدستورية التشريعية و هي املسؤولة عـن من األفراد الذين هم عبارة عن برملانيني سواء أكانوا من املعارضة أو من السلطة احلاكمة و هو تنشئة كثري

عضو مشارك أو متحالف مع تشكيالت سياسية بفعل الدعاية السياسية هدفها التعبري باإلضافة إىل متثيلـها هلم تنظيمات اتمـع املـدين للمواطنني الذين ساندوا هذه التشكيالت بفعل الدعاية السياسية اليت وفرهتا

باإلضافة إىل اشتراكها مع مؤسسة الربملان جللب حتقيق أكرب قدر من املصاحل اليت تعود بالنفع العـام علـى واشتراكهما يف ، 1املوطنني كما أما يشتركان يف احملافضة على مكتسبات النظام اجلمهوري الدميقراطي

: الـصادرة بتـاريخ , 4108العـدد , اخلرب اليـومي جريدة" ربملان دور وسائل اإلعالم يف ترقية العالقة بني اتمع املدين و ال" حممود ؛ بلحيمر - 1 .19ص , 09/05/2004

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

74

الدعوة ملشروع الوئـام املـدين و كمية للمواطن وجند كمثال على دل الترويج ملشروع وطين ذو منفعة قو

.1املصاحلة الوطنية اليت عرفتها اجلزائر مؤخرا أما ما يوفره الربملان هلذه التنظيمات باعتباره كمنرب لسن القوانني و التشريعات تدعوا إىل تـشجيع

ما أن بعض الربملانات العاملية تفتح اـال هلـذه ك, اتمع املدين لتوسيع نشاطاته و دعمه ماديا و معنويا التنظيمات مباشرة من اجل متثيل نفسها سياسيا و االقتراب أكثر من أجـل صـناعة القـرار الـسياسي

كما ال ننسى بأن بعض تنظيمات اتمع املدين , واشراكها يف رقابة تطبيق املشاريع االقتصادية و السياسية إىل تأسيس أحزاب سياسية ناطقة بامسها فعلى سبيل املثال جند أن , لعمل اجلمعوي قد حتولت انطالقا من ا

السـالم األخضـر "تيار اخلضر الذي تأسس انطالقا من منظمات إيكولوجية واليت جند على رأسها منظمة )"Green Peace( للـوزن نتيجـة * ففي أملانيا مثال متكن اخلضر من السيطرة على حقيبة وزارية رئيـسية

السياسي و االجتماعي الذي حيضى به حتالف اجلمعيات البيئية و اليت هتدف نشاطاهتا إىل محايـة املـستهلكني و محايـة احليوانات النادرة من االنقراض و حماربة سياسات تلوث البيئة و مراجعة أخطار املفاعالت النوويـة الـيت

.ول األوربية بصفة خاصة زادت معدالهتا يف الدول املتقدمة بصفة عامة و الد

.عالقة اتمع املدين باملنظمات اجلماهريية و األهليـة : املطلب الثالث -

من املؤكد بأن اإلنسان قد عرف أشكاال عديدة من أشكال التنظيم منذ القدم إىل غاية عـصرنا خرية تعرف حـسب املفهـوم فهذه األ , احلايل فمن العشرية و القبيلة وصوال إىل اجلمعية بشكلها احلديث

املعاصر على أا النواة الرئيسية للتنظيم االجتماعي ملا تقوم به من نشاطات و للبنية اهليكلية اليت متتاز ـا و بتزايد أعدادها و تنوع مسامهاهتا و ختصصاهتا يف اتمع فقد أصبحت تعد كحركات اجتماعية قائمة حبـد

ملية مع تنظيمات اتمع املدين األخرى ففيما تتمثل هذه العالقة يـا ذاهتا حبيث أصبحت تقيم عالقات تكا ترى ؟

ص , 08/03/2004: الصادرة بتـاريخ , 118العدد , جريدة الشروق اليومي " مجعية متهد و محلة بوتفليقة يف األوراسي 200" طاهر ؛ حليسي - 1

04 . يف أملانيا املوحدة اخلارجيةمنصب وزير يس حزب حتالف اخلضر األملاين الذي شغل رئ"يوشكا فيشر " : نقصد ذه العبارة - *

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

75

إن املنظمات األهلية حبكم أسبقيتها يف التشكل و الظهور على اتمع املدين قد لعبت دورا مهما يف النضال و يف التجنيد من أجل حتسني أوضاع العمال و الطلبة و الشعوب بصفة عامة يف مجيـع األصـعدة

اخل ، و باعتبـارها كحلقة وسيطة بني اتمـع املـدين ... الجتماعية الثقافية ، االقتصادية و السياسية ا، و ذلك ألن اتمع املدين مشكل أساسا من شبكات من اجلمعيات النشطة و املتنوعة و ميكننـا 1والدولة

ين و جند من بني أبرز نقاط االشـتراك تشبيه املنظمات األهلية كسكة حديدية يسري عليها قطار اتمع املد بينهما نشأهتما النابعة من اإلرادة احلرة للمواطنني من أجل حتقيق مصاحلهم اخلاصة و أما مستقالن متامـا عن وجود الدولة كما أن هلما دورا بالغ األمهية يف النهوض باملواطنني و مبطالبهم و الـسعي وراء تنظـيم

هذه اجلمعيات كمؤسسات للتنظيم ، التجنيد و النضال من اجل إحراز مكتسبات عناصر و أفراد اتمع يف مادية و معنوية باإلضافة إىل اشتراكهما يف عملية مراقبة أداء أجهزة الدولة و العمل على ترقيـة مـشاركة

ثقافيا ألداء دور املواطن ملراقبة و تتبع تسيري الشأن العام لألفراد و تنشئة هذا املواطن اجتماعيا و سياسيا و و هتيئته ليصبح فردا صاحلا يف جمتمعه باإلضافة إىل ذلك يظهر دور اتمـع املـدين يف معلى أحسن ما يرا

تنظيم و تأطري املنظمات األهلية بإقامة حتالفات من أجل اإلعداد ملهرجانات ثقافية اقتصادية أو اجتماعيـة األهلية بالنسبة للمجتمع املدين عند إقامة مظاهرات أو مـسريات بينما تظهر فعالية دور املنظمات , اخل ...

سلمية و ذلك حبشد أعضائها يف تلبية نداء املساندة و املشاركة يف هذه املظاهرات و اليت تشكل الدعامـة األساسية يف الضغط على السلطات من أجل حتقيق مطالبه فكلما زاد حجم التنظيمات األهلية يف العـدة

كلما زاد اتمع املدين صالبة نتيجة للكم اهلائل من األشخاص املشاركني عند إقامة مسرية شعبية والتنظيم كما حدث يف الدول الغربية مؤخرا يف معارضة احلرب على , مثال و ذلك حبشد أعداد غفرية من اجلماهري

. وصالبة وجتدراالعراق حيث اعترب بعض املراقبني بان اتمع املدين يف هذه الدول أكثر قوة

وممارسـتها ة حبكم جتربتها امليداني ةباإلضافة إىل كل هذا فإنه ينظر هلذه املنظمات األهلية اجلماهريي للفعل الدميقراطي على أا عبارة عن مضخة لقيم احلرية ، الدميقراطية و املساواة اليت يناضل اتمع املـدين

.2أل املساحات العامة للمجتمعات املدنية من أجل نشرها بني مواطنيه لكي تقوم ضمنيا مب

، ) مـذكرة غـري منـشورة (, مذكرة خترج لنيل شهادة الليسانس , " دراسة قانونية وواقعية : احلركة اجلمعوية يف اجلزائر " عبد الرمحن ؛ بن سانية - 1

.01ص , 1998, املدرسة الوطنية لإلدارة ، اجلزائر 2 - Jean- louis ; LAVILLE - Renaud ; SAINSAULIEU , Sociologie de L’association : des organisations à L’épreuve du changement social , Desclée de Brouwer , Paris , France , 1997 , p 57.

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

76

. عالقة اتمع املدين باألحزاب السياسيـة : املطلب الرابع -إن احلزب السياسي هو مظهر من مظاهر احلداثة مبعىن أنه ناتج عن التطور امللحوظ للتقدم احلاصل

طي يف العامل والذي مكن مـن االعتـراف على الصعيد االجتماعي و السياسي فبعد انتشار النظام الدميقرا بالتنظيمات السياسية املستقلة للدفاع عن مصاحل اجلماعات وفقا لتصور برنامج يقترحه هذا احلزب من اجل املشاركة يف العملية الدميقراطية بغية الوصول إىل السلطة و نظرا ألمهية هذا التنظيم الذي ميكن األفراد مـن

خمتلفة فقد حتم ظهور هذه األحزاب إلنشاء ختصص علمـي ا وفق إيديولوجي الوصول إىل دواليب احلكم ، و هو 1 ميالدية 1900أكادميي تابع لعلم االجتماع من أجل تتبع هذه الظاهرة دراسة و متحيصا منذ سنة

" .علم االجتماع األحزاب السياسية " ما يصطلح عليه باسم ة بني تنظيمات اتمع املدين و األحـزاب الـسياسية و و يف هذا املطلب نريد معرفة العالقة الكامن

ملعرفة ذلك و جب علينا معرفة العوامل املشتركة بينهما و اليت جند من أمههما تشاهما يف بنية تنظيمهمـا حيث أما ) فعلى سبيل املثال يعترب احلزب حسب القوانني اجلزائرية كجمعية ذات طابع سياسي (الداخلي

حالة اعتماد النظام الدميقراطي فقط وباعتبارمها نتاج لتجمع أفراد معينني وفق طـرح معـني يتواجدان يف إذن فاتمع املدين يقوم بتنشئة األفراد و هتيئتهم سياسيا ليتم فيما بعد , خارج إطار نظام السلطة احلاكمة

أجـل احتـرام احلريـات استقطام من طرف األحزاب السياسية كما أن اتمع املدين يناضل دائما من كما أنه غالبا ما يقوم بتحالفات مع أحـزاب , واحترام الدميقراطية و هو مبدأ هام يناضل احلزب لتحقيقه

املعارضة من أجل حتقيق مصاحل مشتركة حبيث يقوم بالدعاية السياسية ، اإلعالمية حلزب ما و جتنيد مجيـع اح مرشح معني ، كتأسيس جبهة من تنظيمات اتمع املدين كوادره البشرية وإمكانياته املادية من أجل إجن

للفوز بعهـدة " الرئيس بوتفليقة "مثلما حدث مع التنظيمات اليت شكلت جبهة جمتمع مدين دف مساندة و يف كثري من األحيان ميثل اتمع املدين البيئة األولية للعملية الدميقراطية و التسامح فعلى , 2رئاسية ثانية

املثال ميكن أن تضم مجعية اجتماعية أعضاء خمتلفني سياسيا فقد يكون كل واحد من أعضاء مجعية ما سبيلكما , إطارها لرعاية حي سكين مشترك والتكفل به مثال منتميا حلزب معني بينما جتمعهم هذه األخرية يف

إنـشاء : ني يف أمر معني مثل أن اتمع املدين يف كثري من األحيان يكون هو السباق لتأييد فكرة حزب مع اخل و يف بعض الدول كأملانيا يـشترط يف النائـب ... مشاريع ، محاية غابات أو تأسيس مراكز اجتماعية

.87ص , 1990, ب ط , اجلزائر , ديوان املطبوعات اجلامعية , " اياه ميدانه و قض: علم االجتماع السياسي " , السويدي حممد ؛ - 1

, 23/05/2004: الصادرة بتاريخ , 1086العدد , جريدة الشروق اليومي, " ميالد اجلبهة الوطنية للمجتمع املدين و املصاحلة " , أمين ؛ حركايت – 2 .04ص

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

77

املرشح لدائرة انتخابية إثبات عضوية يف مجعية من مجعيات اتمع املدين كشرط أساسي لالنضمام للربملان .1بعد جناحه يف االنتخابات

ص عالقة احلزب باتمع املدين فإنه يعترب كجسر إليصال صوت هذا األخـري سياسـيا أما فيما خي وطنية أو أو, باإلضافة إىل دفاعه الدائم عنه حبيث أصبح من املألوف لدينا القول بأن هذه اجلمعية إسالمية

جم مساندته مـن حب إمنا تقاس هذا احلزب يف األوساط االجتماعية و الشعبية تغلغل اخل كما أن ..شيوعية جمتمع إمنا تبىن وفق دعائم طرف مجعيات اتمع املدين لذلك بات من املؤكد بأن قواعد أي حزب يف أي

تنظيمات اتمع املدين يف األوساط الشعبية و هكذا تظهر لنا مدى العالقة املتينة بني اتمع املدين و احلزب .ة السياسي خاصة أثناء االستحقاقات االنتخابي

.04ص , 03/05/2004: ، الصادرة بتاريخ 1622العدد , جريدة اليوم, " لربملان أول منتدى حول اتمع املدين و ا" , ك . ب- 1

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

78

.مراحل تطور اتمع املدين يف اجلزائر من االستقالل إىل يومنا هــذا : املبحث الثالث .1988 إلـى غايــة 1962اتمع املدنـي فـي اجلزائـر مـن : املطلب األول -

ل التطـوعي ميكننا القول بأن املواطنني اجلزائريني قد تعارفوا عرب الزمن على ممارسات متنوعة من العم اجلماعي الذي يعترب كمفهوم حموري يف األدبيات اليت ينادي ا منظرو مفهوم اتمع املـدين احلـديث يف عصرنا هذا غري أا وجدت بأشكال و أمناط تقليدية نابعة من تأثري العقيدة اإلسالمية اليت رسـخت بـني

مع الواحد ، واحلث علـى املـسارعة يف إجنـاز التطوع، التعاون والتكافل بني أفراد ات : أتباعها مبادئ األعمال اخلريية من أجل نيل الثواب الدنيوي و األخروي، وكأمثلة على ذلك جند نظام احلبوس والوقـف الذي حافظ على تواجده منذ الفتح اإلسالمي للجزائر إىل يومنا هذا باإلضافة إىل املؤسسات اخلريية األهلية

.1" التويزة" الصوفية املنتشرة عرب البالد هذا فضال عن نظام قدمي يدعى نظاماملرتبطة بالزوايا والطرقلقد عرفت اجلزائر التنظيم اجلمعوي منذ االحتالل الفرنسي أي ما بعد احلرب العاملية األوىل و كان

حيث مسح للمـواطنني 1901 جويلية 01: ذلك نتيجة للقانون الذي أصدرته السلطات الفرنسية بتاريخ بتأسيس مجعيات هذا ما مكن اجلزائريني من إنشاء مجعيات خاصة م تراوحت بني مجعيـات موسـيقية وأخرى دينية ، رياضية و مجعيات للدفاع عن اهلوية العربية اإلسالمية للجزائر و منها على سبيل املثال مجعية

اخل ، و مـا أن ...لألمة اجلزائريـة العلماء املسلمني اجلزائريني اليت ضت بالدفاع عن املقومات احلضارية نالت اجلزائر استقالهلا و مت الشروع يف بناء الدولة الوطنية و دلك باختيار املشروع االشـتراكي و القيـام بعملية تأميم مجيع القطاعات وربط قيادة الدولة باحلزب الواحد ، مث حل مجيع اجلمعيـات و التنظيمـات

فظهر احتاد عام " نقابات " الواحد الذي أنشأ هذه االحتادات على شكل ودجمها باالحتادات التابعة للحزب و كان هذا الفعل قد صدر نتيجة لتصورات من , اخل ... للعمال اجلزائريني و آخر للنساء و آخر للفالحني

يـة ، طرف األجهزة التنفيذية للدولة اجلزائرية آنذاك و اليت كانت ترى بأن التنمية االقتصادية ، االجتماع و ذا أصبح االنتماء هلذه التنظيمـات , 2التربوية و الثقافية جيب أن تدمج يف طبيعة النظام السياسي املتبع

واالحتادات مشروط مبوافقة قيادات احلزب ووفق اخنراط املواطن يف هـذا احلـزب بنـاءا علـى موقفـه ات الفردية من أجل العمل التطوعي و و هكذا نالحظ بأن املبادر, ) أو موال/ معارض ( اإليديولوجي

، أكادميية نايف العربية ورقة مقدمة إىل مؤمتر العمل التطوعي واألمن يف الوطن العريب، " التجربة اجلزائرية : العمل التطوعي واألمن " أمحد ؛ حوييت ، - 1

. 2000 سبتمرب 27 – 25 السعودية يف الفترة ما بني للعلوم األمنية باململكة العربية

.51 ، ص مرجع سابق , 53العدد , CREAD الـ ت جملة كراسا،" التنظيم اجلمعوي و اتمع املدين " , أمحد ؛ بوكابوس - 2

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

79

حبيث مهش ذوو الكفاءات يف عملية , االجتماعي أصبحت شبه غائبة كما شاعت روح االتكالية و األبوية

التأطري و التجنيد باإلضافة إىل أن هذه التنظيمات اتسمت يف كثري من األحيان بالطابع الـسياسي التـابع ن مجيع الفئات و الشرائح االجتماعية منتظمة و مؤطرة ضمن هـذه حبيث كان خييل للمالحظ بأ , للحزب

التنظيمات و ألن الدولة كانت ترى بأن هذا افضل ألن اتمع مل يصل بعد إىل مرحلة تسيري أموره الذاتية و كنتيجة هليمنة و , بنفسه و هذا النوع من الوصاية هو أحسن طريقة للحفاظ على كيان اتمع اجلزائري

بة السلطة اجلزائرية للحركة اجلمعوية حتولت هذه األخرية بعد فترة من االنتعاش خالل الـسبعينات إىل مراقحالة فتور و ركود بسبب الصراعات الداخلية اليت عرفتها هذه التنظيمات و سعي أفرادها للحصول علـى

1مكتسبات شخصية من أجل االرتقاء دواليب السلطة .

بسبب فقدان األمل نتيجـة , الفجوة املتزايدة بني املواطنني و مؤسسات الدولة إن هذا الوضع زاد من بسبب التناقضات املوجودة يف اتمع اجلزائري و هذا ما سيؤدي الحقـا إىل , لألزمة االجتماعية اخلانقة

.انفجار اجتماعي كاد يعصف بوجود الدولة اجلزائرية يف حد ذاهتا و يتمثل األول يف املرسوم , سعي الدولة إلصدار مراسيم لتنظيم العمل اجلمعوي و يالحظ يف هذه الفترة

غري أنه اعترب من , 2 املتعلق بقانون اجلمعيات و هو أول نص قانوين جزائري بعد االستقالل 79-71: رقم ـ اجلمعيات و تشديد اإلجراءات البريوقرا ةطرف النشطني يف احلركة اجلمعوية كقانون لتضييق حري و ةطي

.مراقبة الدولة هلا حبيث اعتربوها كقانون تسلطي مـشاا و قد أعترب هذا القـانون 16-88: و مرسوم التطبيقي 15-87: أما املرسوم الثاين حتت رقم

.3اللهم إال ما يتعلق بتخفيف بعض اإلجراءات البريوقراطية , لسابقه ة حرجة جدا حيث انتشر الفساد يف أجهزة الدولة و زادت لقد عاشت اجلزائر يف عقد الثمانينات فتر

حدة األزمة االجتماعية يف األوساط الشعبية تفاقما حبيث ارتفعت معدالت البطالة حبيـث كمـا كانـت بينما كانت أسعار النفط تعرف أدىن مستويات هلا كما أن استفحال , معدالت النمو الدميوغرايف يف أوجها

و السلع قد خنرت أوصال االقتصاد الوطين وكانت هذه هي وضعية اجلزائر الداخلية ظاهرة هتريب البضائع أما على الصعيد العاملي فيالحظ ظهور مالمح تغري دويل تلوح يف األفق بفعل اهلزات االجتماعية واالقتصادية

. ر الغريب الرأمسايل اليت عرفتها دول املعسكر االشتراكي والدول النامية يف مقابل ازدياد نفوذ دول املعسك

.41ص , مرجع سابق, جملة إنسانيات , " دراسة حالة والية وهران , احلدث اجلمعوي يف اجلزائر " , عمر ؛ دراس - 1 املتعلق بقانون اجلمعيات03/12/1971 : خ الصادر بتاري79-71 املرسوم رقم - 2 . املتعلق بقانون اجلمعيات 21/07/1987: الصادر بتاريخ 15-87: املرسوم رقم - 3

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

80

قد لعبت دورها يف حتطيم قدرات إحدى أكـرب , يف هذه الظروف العصيبة كانت احلرب اإليرانية العراقية

بينما كان العامل اإلسالمي يف حالة ترقب لألوضاع الدولية حبدر شديد , دولتني إسالميتني يف الوطن العريب االحتقان أما يف اجلزائر فإن التذمر الشعيب قد بلـغ أوجـه حبيث سيطرت عليه معايري التخلف و التسلط و

حبيث أصـبح واضـحا , بفعل إخفاق الدولة الوطنية يف حتقيق الرفاه و جمتمع العدالة االجتماعية املنشودة ظهور طبقتني اجتماعيتني متناقضتني طبقة صغرية فاحشة الثراء وطبقة شعبية عريضة تتخبط يف مـشاكل ال

كانت تعيش يف حواشي املدن و األرياف و املالحظ هنا هو ظهور املعارضة السياسية اليت حصر هلا حيث وحبيث عملت علـى , اخل ... كانت تنشط يف وضعية سرية بشىت أطيافها اإلسالمية ، القومية و الالئكية

ثقفة اليت حتمل تعبئة صفوفها و جتنيدها لعدد كبري من املواطنني فقد عمدت على استقطاب الفئات الشابة امل الذي خرجت فيه , 1988 أكتوبر 5مث جاء يوم , شهادات جامعية غري أا تعيش كابوس الفقر و البطالة

غري أن هـذه املظـاهرات , حشود شبانية كبرية للشوارع من أجل املطالبة باإلصالح ، التغيري و االنفتاح نه بعد انتهاء هذه األحداث تعهـدت الـسلطة قوبلت مبواجهة عنيفة من طرف قوات األمن النظامية إال أ

فبصدور قـانون , بقيامها باعتماد دستور جديد يكفل احلريات النقابية و احلزبية و حق تكوين اجلمعيات شهدت اجلزائر أول جتربة اجتماعية مجعوية علنية معترف ا و هي فتـرة ميكـن 1989اجلمعيات سنة

.1 اجلزائري احلديث تسميتها بفترة والدة اتمع املدين

1992 إىل غاية 1989اتمع املدين يف اجلزائر من : املطلـب الثانــي -

كما ذكرنا فإن اتمع اجلزائري إبان الثمانينات عرف أزمة جمتمعية متشابكة األطراف باعتبارهـا نظام اجلزائري ظهرت عليـه مالمـح كما أن ال, 2اقتصادية ، سياسية ، ثقافية و حضارية , أزمة دستورية

التناقض ، االنقسام ،كما زادت عليه الضغوط الدولية بسبب املديونية اخلارجية اخلانقة ، وضغوط أخـرى من طرف صندوق النقد الدويل الذي طالب احلكومة بإعادة هيكلة االقتصاد والقيام بإصالحات جذرية يف

ها التذمر الشعيب املتزايد و حركة املعارضة يف الكواليس اليت كل هذه العوامل يضاف إلي , مجيع القطاعات ستعمل يف النهاية على هتيئة املناخ لقيام انتفاضة شعبية ضخمة بقيادة العنصر الشباين واليت تزامنت بتـاريخ

اخللفيـات : األزمة اجلزائرية ، "1988أكتوبر / فاضة تشرين األولحماولة يف قراءة انت: الدولة الوطنية و اتمع املدين يف اجلزائر " وناس ؛ املنصف ، – 1 1ط, لبنان , مركز دراسات الوحدة العربية ، بريوت , 11: الكتاب رقم , سلسلة كتب املستقبل العريب , السياسية و االجتماعية و االقتصادية و الثقافية

103ص , 1996, , 2000 الصادر يف شهر سبتمرب 259العدد , جملة املستقبل العريب, " الفتنة , احلصار , احلقرة : ع املدين يف اجلزائر اتم" , إبراهيم ؛ أمين الدسوقي - 2

.63ص , بريوت ، لبنان , مركز دراسات الوحدة العربية

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

81

، و كانت هذه االنتفاضة مبثابة هزة اجتماعية عنيفة جدا حبيث طالبـت مجـاهري 1988 أكتوبر 06 و 05اخل و قد كللت هـذه املطالـب بتقـدمي ... اهرين باإلصالحات السياسية ، االقتصادية واالجتماعية املتظ

احلكومة لربنامج إصالحي شامل و كان من بينها التحول إىل النظام الدميقراطي الليربايل و القبـول مببـدأ ن اللبنة األساسية لبناء جمتمـع كوالتعددية السياسية و احلق يف إنشاء اجلمعيات و التنظيمات املختلفة اليت ت

مدين مستقل و ذا تكون اجلزائر قد عرفت ميالد اتمع املدين ألول مرة يف تارخيهـا فبعـدما كانـت وانطالقا من . مل يتم تأسيس إال حوايل مائة مجعية 1988 إىل غاية 1966اإلحصائيات تشري إىل أنه بني سنة

.1 مجعية حملية 45000 مجعية وطنية و 1000ه مت تأسيس فإن2000 إىل غاية سنة 1989سنة حق املواطنني يف إنشاء مجعيات تكون مرخـصة 1989 من دستور فرباير 40 لقد أتاحت املادة

قانونيا و ذا كثر الطلب على إنشاء اجلمعيات حبيث شهد اتمع حركة دءوبة يف هذا االجتاه بل أنـه مل رعة يف االنتشار و االتساع مثل ظاهرة تكوين و تأسيس تنظيمات اتمـع يعرف ظاهرة اجتماعية ذات س

كما أن اخلطاب السياسي دعا الفئات االجتماعية لالنتظام داخل مجعيـات , املدين على اختالف أنواعها .بغية احلمول على الدعم الالزم من طرف الدولة

شرائح خمتلفة من املواطنني ، بغية بناء وبسبب تواجد األحزاب السياسية اليت عملت على استقطاب وهكذا ظهرت تيارات سياسية خمتلفة كانت تـرى يف , معارضة سياسية قوية كبديل لنظام احلزب الواحد

وقد استثمرت . الئكية علمانية أو وطنية أو إسالمية أو قومية : نفسها البديل للنضام القائم سواء أكانت ين كمجال للتنافس فراحت تنشأ اجلمعيات ذات الطابع االجتماعي ، الثقايف هذه األخرية ساحة اتمع املد

.اخل ... ، العلمي و اخلريي ويرى بعض املختصون يف دراسة ظاهرة احلركة اجلمعوية بأن الصحافة التابعـة للتيـار العلمـاين

ت ترى فيه سدا منيعـا ، حيث كان 2الفرونكوفوين هي أول من استعملت مفهوم اتمع املدين يف أدبياهتا ملواجهة األصولية و كجبهة متقدمة لوقف زحف اإلسالميني حسب زعمها كما أن تيار املعارضة اإلسالمية

األعمال اخلريية ، الـدعوة , املساجد : قام هو اآلخر باالستثمار يف حقل اتمع املدين املتمثل يف مجعيات بهة اإلسالمية لإلنقاذ بإنشاء النقابة اإلسالمية للعمل كجناح اخل و خري دليل على ذلك قيام اجل ...والزواج

كما أن حزبا إسالميا معروفا بدأ نشاطه , 3نقايب لكسب أصوات العمال و النضال لتحقيق مطالبهم

.38ص , جع سابقمر , CREADجملة كراسات الـ , " احلركة اجلمعوية يف اجلزائر و جتربة اقرأ " , عائشة ؛ باركي – 1 .199ص , مرجع سابق، يف وعي اتمع بذاته ، " اتمع املدين بني األزمة و االنتقال : النظام السياسي اجلزائري " , عبد الناصر ؛ جايب - 2 .65ص , مرجع سابق, إبراهيم ؛ أمين الدسوقي- 3

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

82

أال و هو حركـة 1991كجمعية من مجعيات اتمع املدين مث حتول إىل حزب سياسي كبري يف شهر ماي . 1" محاس "اليت كانت تعرف سابقا اختصارا باسم " محس "جمتمع السلم

مما سبق ميكن القول بأن اتمع املدين اجلزائري مل يعرف التشكل باملعىن احلديث للتسمية إال بعـد الذي أعطاه الشرعية الدستورية كما يالحظ بأن 1989 ، وبفضل دستور فرباير 1988كتوبر أ 05أحداث

عرفت حيوية كبرية من حيث العدد و عدد املنخرطني ا غري أنـه يؤخـذ عليهـا تنظيمات اتمع املدين كما يؤخذ عليها املسامهة يف تأجيج حدة , تسيسها و خضوعها للتوجيه احلزيب من طرف تيارات املعارضة

.عنهاالصراع واملواجهة بني األحزاب السياسية املتعارضة إيديولوجيا ودخوهلا يف مواجهات كانت يف غىن

.1999 إىل غاية 1992اتمع املدين يف اجلزائر من : املطلب الثالث-لقد شهدت هذه الفترة أزمة جزائرية خطرية على كافة األصعدة السياسية ،االقتصادية و األمنيـة ،

، وما تبعها من حضر لنشاط اجلبهة اإلسالمية لألنقاد الـيت 1992فمع إلغاء االنتخابات التشريعية لسنة كانت تعترب كأكرب حزب داخل التيار السياسي اإلسالمي ، حبيث مت مصادرة ممتلكاهتـا وكـذا اعتقـال

وهكذا دخلت اجلزائر يف دوامة من العنف نتج عنها خسائر ماديـة , اخل ... مناضليها من طرف السلطة أن تعـصف بوحـدهتا وقد كادت هذه األحداث , ومعنوية كبرية جدا مما جعلها تدفع مثنا باهضا للغاية

الترابية ومكانتها على الساحة الدولية ، فلقد زحفت آلة القتل و العنف الدموي فلم تستثين ال أطفـاال وال شيوخا وال نساءا وال سياسيني وال رجال أمن و ال صحفيني وال علماء و ال أساتذة و ال مواطنني عـزل

.اخل ...يف قـرار : اتمع املدين فتمثلت على سبيل املثـال أما عن انعكاسات هذه األزمة على تنظيمات

حبل مجيع التنظيمات و مجعيات اتمع املدين اليت كانت مرتبطـة 1992احلكومة الصادر بتاريخ مارس و ميكن القول , ، و بالتايل شكلت خسارة كبرية هلذه اجلمعيات 2باجلبهة اإلسالمية لإلنقاذ و هي باملئات

188 وذلـك بــ 1992 سامهت يف فوز هذا احلزب يف االنتخابات التشريعية لسنة بأن هذه التنظيمات . مقعد

.72 ، ص مرجع سابق, األزمة اجلزائرية , "اجلزائر و التعددية املكلفة " , منعم ؛ العمار وآخرون - 1 . 65 ، ص مرجع سابق ، إبراهيم أمين الدسوقي ، يف، " تدمري ذايت و حضور إعالمي : بربر اجلزائر " , عمر خالد ؛ بن ققة - 2

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

83

و منذ ذلك الوقت وجدت تنظيمات اتمع املدين اجلزائري نفسها بني مطرقة احلكومة و سندان اجلماعات

السيما بعد املسلحة لذلك نالحظ بأن أدائها قد قل بل احنصر كما غابت عن التواجد يف كثري من املناطق و عبد احلق بن محودة و غريمها و هكذا و ، 1الشيخ حممد بوسليماين : اغتيال رموزه القيادية البارزة مثل

بفعل تدهور الوضعية األمنية يف البالد لوحظ غياب هذه التنظيمات عن العمل يف الساحة الوطنية اللهم إال جعلت من أهدافها النضال من اجـل حقـوق املـرأة و مجعيات نسوية حمسوبة على التيار العلماين و اليت

. 2النضال ضد اإلرهاب و تقدمي يد العون لعائالت ضحايا املأساة الوطنية و جيدر بنا أن نذكر اشتراك بعض هذه املنظمات يف السعي إلجياد حل لألزمة اجلزائرية فعلى سبيل املثـال

ع عن حقوق اإلنسان بالتعاون مع مثانية أحزاب معارضـة يف مسامهة الرابطة اجلزائرية للدفا : جند من بينها و 1995يف روما بتاريخ جانفي ) سانت إجييديو ( املشاركة يف ندوة احلوار اليت نظمتها اجلمعية الكاثوليكية

اليت أسفرت عن توقيع مبادرة العقد الوطين واليت تدعو إىل مباشرة احلوار بني املعارضة و السلطة احلاكمـة ، فعلى الرغم من هذه املبادرة التارخيية نالحظ بأنه مل حيصل 3أن هذه األخرية رفضتها مجلة و تفصيال غري

.على نتائج مثمرة حبيث تشكل عامال للضغط على السلطة من أجل التغيري 2005 إىل غايـة1999اتمع املدين يف اجلزائر من : املطلب الرابع -

ع األحداث اجلزائرية من هتدئة ، واليت تكللت يف اية املطاف األخري و ما عرفه واق 1999بعد سنة بسياسة املصاحلة الوطنية و الوئام املدين اليت صادق عليها الربملان و زكاها الشعب اجلزائري حبيث حتـسن الوضع األمين و بدأت احلياة تدب يف كثري من املؤسسات و خاصة مجعيات و خاصة من مجعيات اتمـع

دين اليت التف عدد كبري منها حول برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كما أن هذه التنظيمات قامـت املمبساندته للفوز بفترة رئاسية ثانية باإلضافة إىل مسامهتها يف التنمية االقتصادية ، االجتماعية و الثقافية للبالد

ؤسف مالحظة عزوف املواطن اجلزائري لالنضمام غري أنه من امل , ألا تشكل قنوات اتصال بني املواطنني .هلذه اجلمعيات و منحها الدعم الالزم لدلك ، كما أن بعض اجلمعيات ال تظهر إال يف املناسبات

. 47ص , مرجع سابق , CREADجملة كراسات , " جتربة العمل االجتماعي و التربوي جلمعية اإلرشاد و اإلصالح " , عيسى ؛ بن األخضر - 1 .45ص , مرجع سابق، جملة إنسانيات ، " اجلمعيات النسوية من اجل حقوق املرأة" , مليكة ؛ رمعون - 2 ، بريطانيـا ، لنـدن , 122العدد , جملة السياسة الدولية ، " اجلزائريني بني املواجهة و املراهنة على شرعية االنتخابات الرئاسية " األصفهاين ، بنية ؛ - 3

.170ص , 1995

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

84

كجمعيات الزوايا اليت , و امللفت لالنتباه هو انتعاش بعض منها خاصة ذات الطابع األهلي التقليدي

هذا ما مكنها من إقامة نشاطات عديدة عرب الوطن واسترجاع , ةولحظيت بدعم مادي كبري من طرف الد , ثقة املواطنني الذين سارعوا للعودة لالخنراط ضمن الطرق الصوفية و األخويات الدينية اليت تشرف عليها

و هو دور جيب أن تقوم به خمتلف التنظيمات و اجلمعيات األخـرى مـن اجـل مواجهـة املـصاعب .1يد املساعدة للمواطنني وتقدمي االجتماعية

كما يالحظ يف السنوات القليلة األخرية اهتمام السلطات على مستوى اخلطاب السياسي بتـشجيع مبادرات اتمع املدين و اصبح من املألوف عند املواطنني مساع تأكيد املسؤولني على أمهية اجلمعيـات يف

حممد يزيد زرهوين بتسليم اعتمـاد :لداخلية السيد تكريس و ترقية العمل الدميقراطي و لعل تصريح وزير ا فحـسب ، 2 ألف مجعية تنشط على الساحة 75 إىل اآلن باإلضافة إىل تواجد 2002مجعية منذ سنة 3110

قوله إن هذه األرقام خلري دليل على تنامي و تكاثر تنظيمات اتمع املدين اليت يرجى منها أن تقوم بالـدور .اخل ... االت الثقافية ، االقتصادية ، السياسية واالجتماعية املنوط ا يف مجيع ا

مما سبق ميكن القول بأن منظمات اتمع املدين اجلزائري تسري على طريق واعد ولكن بشرط منحها مجيع اإلمكانيات املادية و املعنوية اليت متكنها من االستمرار والنشاط من أجل املسامهة يف التنمية الشاملة ، وهلذا إذا توفرت لديها هي األخرى اإلرادة الصادقة من طرف قياداهتا وأعضائها يف العمـل البـد بأـا

.ستتحول إىل شريك اجتماعي الميكن جتاهله أو حتييده عن الساحة االجتماعية الوطنية ا خاصة ورغم كل ما ذكرناه تبقى مشاركة املواطنني ولألسف الشديد بعيدة عن اآلمال املرجوة منه

مـن % 08إذا علمنا بأن نسبة مسامهة الفرد اجلزائري ضمن العمل اجلمعوي يف بالدنا ال تتعدى نسبة ، فرغم التواجد املكثف للجمعيات احمللية والوطنية على امتداد التراب الوطين إال أن 3حجم السكان وطنيا

.سات معمقة وحلول جذرية استقطاا ملنخرطني جدد يبقى ضعيفا جدا وهو أمر حيتاج إىل درا

1 - Mohamed ; MADANI , « Les regroupements associatifs : Image de soi de l’état et de la société » , Les cahiers du CREAD , Op-cite , p 34

ص , 12/05/2004: الصادرة بتـاريخ 128: العدد , NEWS جريدة اجلزائر ، "2002 اعتماد مجعية منذ 3110تسليم " , مسري ؛ محيطوش - 23 .1999 / 1998 تقرير مرفوع لرئاسة اجلمهورية ، من إعداد الس األعلى للشباب سابقا لسنة – 3

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

85

.دعائـم قيـام اتمـع املدنــي: املبحث الرابع .األركان األساسية لبناء اتمع املدنــي : املطلب األول - : الركـن األول - أ

يتمثل توفر الفعل اإلرادي احلر فاتمع املدين يتكون باإلرادة احلرة ألفراده و لذلك فهو غري اجلماعة األسرة ، العشرية و القبيلة ففي اجلماعة القرابية ال دخل للفرد يف اختيار عـضويتها فهـي : ابية مثل القر

مفروضة عليه حبكم املولد و اإلرث ، و اتمع املدين غري الدولة اليت تفرض جنسيتها أو سيادهتا و قوانينها هم و ينضم الناس إىل تنظيمات اتمع على من يولدون و يعيشون على إقليمها اجلغرايف دون قبول مسبق من

. 1املدين من أجل حتقيق مصلحة خاصة أو الدفاع عن مصلحة مادية أو معنوية : الركـن الثاين -ب

كل تنظيم فيها يضم أفرادا , فاتمع املدين هو جمموعة من التنظيمات : يتمثل يف التنظيم اجلماعي احلرة و لكن بشروط يتم التراضي بشأا أو قبوهلا ممن يؤسسون أو أعضاءا اختاروا عضويته مبحض إرادهتم

و لكن يبقـى , التنظيم أو ينضمون إليه فيما بعد و قد تتغري شروط العضوية و حقوقها وواجباهتا فيما بعد , أن هناك تنظيما و هذا التنظيم الرمسي أو شبه الرمسي هو الذي مييز اتمع املدين عـن اتمـع عمومـا

تمع العام إذا فهو جمتمع عضويات فافبقدر ما حيمل أي مواطن من , تمع املدين هو األجزاء املنظمة من ايف أحزاب ( و الذين ال بطاقات عضوية هلم , بطاقات عضوية بقدر ما يكون عنصرا نشطا يف جمتمعه املدين

) أو روابط , أو مجعيات , و تعاونيات أ, ، أو أندية ، أو نقابات ، أو احتادات ، أو غرف جتارية أو صناعية .فإنه يصدق عليهم وصف املهمشني يف أي جمتمع معاصر

: الركـن الثالث -جـقبول االختالف و التنوع بني الذات و اآلخرين : للمجتمع املدين ركن أخالقي سلوكي و يتمثل يف

مصاحلهم املادية و املعنوية ، و و على حق اآلخرين يف تكوين منظمات جمتمع مدين تدافع و حتمي و حتقق و بني الدولـة بالوسـائل , االلتزام يف إدارة االختالف داخل و بني منظمات اتمع املدين ببعضها البعض

االحـترام ، التسامح ، التعاون : أي بقيم اتمع املدين و ضوابطه املعيارية و هي قيم , السلمية املتحضرة 2 ، التنافس و الصراع السلمي

.

.05ص , مرجع سابق, يف مقدمة لكتاب اتمع املدين و التحول الدميقراطي يف فلسطني , إبراهيم ؛ سعد الدين – 1 .06ص , نفس املرجع - 2

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

86

.مبدأ القيم الدميقراطيــة: املطلب الثاين -

يبدوا أن هناك صلة بني اتمع املدين و القيم الدميقراطية ، و كما أشرنا سابقا فإنه ال وجود تمـع مدين خارج حيز ال تتواجد فيه الدميقراطية و مبا أن هذه األخرية هي جمموعـة من قواعــد احلكـم و

يت تنظم من خالهلا اإلدارة السلمية للصراع يف اتمع بني اجلماعـات املتنافـسة و املـصاحل مؤسساهتا ال املتضاربة و هذا هو نفس األساس املعياري للمجتمع املدين الدي هو عبارة عن مؤسـسات و تنظيمـات

املدين الذي يـريب مبعىن أن القيم الدميقراطية هي احملرك اجلوهري لدفع عجلة اتمع ، 1للمشاركة الشعبية أفراده على احترام أراء اآلخرين واحترام حرياهتم و قبول التعدد و اخلالفات الفكريـة و قبـول التنـافس السلمي يف مجيع ااالت و تشجيع التعددية الفكرية ، الثقافية و السياسية هلذا جند بأن األحزاب السياسية

ملدين الذي يأخذ بيد الفرد منذ البداية و يقوم بتنشئته تنشئة تعول على الدعم الالحمدود ملؤسسات اتمع ا سليمة وفق مبادئ مدنية متحضرة و هذا ليس باألمر اجلديد عليه فهو الذي أخذ على عاتقه مأل احليز العام

الـيت املوجود بني األسرة و الدولة إذن فيمكن اعتباره مبثابة البنية التحتية للدميقراطية و هو أشبه بالشرايني . 2جيري فيها السائل احليوي للقيم الدميقراطية املدنية و مها وجهان لعملة واحدة أال و هي احلرية

الدميقراطية ، اتمع املدين وحقوق اإلنسان مبعىن : كما ال ننسى أمهية العالقة املوجودة بني مفاهيم ني اليت متثل حقوق اإلنسان يف اتمعـات أن هدف اتمع املدين هو الدفاع و محاية مصاحل و قيم املواطن

املعاصرة و لن يتأتى له ذلك إال بإشاعة القيم و الثقافة الدميقراطية احلقيقية اليت ترقي بطموحات املـواطنني إىل تسيري شؤوم اخلاصة و معرفة حقوقهم وواجباهتم من أجل حياة كريـمة ضمن جمتمع تسـوده قـيم

لذلك جند بأن البلدان الشمولية اليت تغيب فيها الشفافية الدميقراطية يتم فيها , واة احلريـة و العدالة و املسا أيضا تغييب اتمع املدين كلية وهو ما يالحظ اليوم جبالء يف حالة اتمعات العربية اليت الزالت ترزح حتت

. نري االستبداد ، التخلف و التسلط

.57ص , 2003, 1ط, دمشق ، سورية , دار الفكر , اتمع األهلي و دوره يف بناء الدميقراطية, حممد ؛ مورو – عبد الغفار ؛ شكر - 1 الوحدة مركز دراسات , 2001, أكتوبر, 272العدد , ، جملة املستقبل العريب "حنو مفهوم عريب إسالمي للمجتمع املدين " ,األنصاري عبد احلميد ؛ - 2

.97لبنان ، ص , بريوت, العربية

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

87

يــة مبدأ الثقافة املدن: املطلب الثالث - من غري املمكن للدميقراطية أن تنمو و تزدهر يف جمتمع تنعدم فيه ثقافـة مدنيــة و سياسـية

إجيابية و تتمثل هذه الثقافة املدنية يف اإلقرار مببدأ تداول السلطة بني الشركاء السيـاسيني و االجتماعيني ، ق اآلخرين يف التعبري و االخـتالف و القبـول حبـل و االعتماد على مبدأ التعددية ، املشاركة واحترام ح

. اخلالفات سلميا ن ال حمالة كدعامة خلفية لدفع املواطنني إن هذه القيم املدنية إذا توافرت بني أفراد أي جمتمع فستكو

ت لالخنراط يف مجعيات و من مت تنشيط مؤسسات اتمع املدين و إمداده بالطاقـات البشريـة و الكفاءا الفكرية اليت ستساهم ال شك يف الرقي باملمارسة الدميقراطية و اليت ستؤدي يف النهاية إىل بناء دولة القانون

، 1و ذا فإنه سينشأ جماال للتوافق بني الثقافة و البنية السياسية و يصبح أمرا جوهريا الستمرار أي دولـة .سياسية و الثقافية وذا يظهر التكامل بني بىن اتمع الفكرية و ال

و يف ظل تواجد ثقافة مدنية و مدى فاعليتها تتحدد عالقة النظام السياسي بـالقوى االجتماعيـة ومؤسساهتا و تنظيماهتا فمن غري املمكن إقامة بنية اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية خارج اإلطار الثقـايف

.السائد يف ذلك اتمع مدى جتدر الثقافة املدنية و السياسية لدى املواطنني يف ظل التمييـز و من هذه الزاوية تظهر عمق و

. 2بني ثقافة املشاركة أو املسامهة ، و ثقافة التبعية أو اخلضوع فإذا توفرت ثقافة املشاركة أو املسامهة بني مواطين جمتمع ما وذا يتم احترام إراداهتم من طـرف

ياسات و مراقبة الشأن العام و حق االعتراض ، التدخل و إلغاء السلطـة حبيث يتم إشراكهم يف صنع الس بينما تعمل السلطة احلاكمة يف حال وجود مواطنني متشبعني بثقافـة . القرارات املضرة مبصلحة املواطنني

اخلضوع و التبعية رد حتويلهم إىل رعايا عوض مواطنني أحرار كل ما عليهم هو تقبل القـرارات مهمـا إذن يظهر لنا مما سبق دور الثقافة املدنية يف صناعة مواطنني قادرين على حتمل مسؤولياهتم , جها كانت نتائ

واعون بدورهم على أكمل وجه حبيث أم يعملون على فرض وجودهم يف كل األمور و الشؤون اليت هلا .عالقة حباضرهم ومستقبلهم

, دمـشق , منشورات وزارة الثقافة و اإلرشاد القومي , ذياب هشام : تر, مبادئ أوىل يف علم السياسة : سوسيولوجيا السياسية , موريس ؛ ديفرجيه –1

. 130ص , 1980سورية ، ب ط ،

، مركز دراسات19 ، الكتاب رقم يف املسألة الدميقراطية يف الوطن العريب، " تعاقب على السلطةالدميقراطية و إشكالية ال" حسني ؛ علوان البيج ، 2- .164ص , 2000 ,1ط, بريوت ، لبنان , الوحدة العربية

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

88

.مبـدأ املواطنــة : املطلب الرابع -

م اتمع املدين املعاصر ارتباطا وثيقا مبفهوم املواطنة ألن هذا املفهوم حسب منظري احلداثة يرتبط قيا اليت عرفتها اتمعات الغربية على اخلصوص ، كما أن املواطنة اليت أعيد اكتشافها يف أوربا و العـامل بعـد

ملؤسـسات الدميقراطيـة عصر النهضة و اليت أصبحت اليوم حمور شد و جدب بني األنظمة احلاكمـة و ا و كما ذكرنا من قبل فإن هذا األخري , والتشكيالت احلزبية املعارضة باإلضافة إىل تنظيمات اتمع املدين

مرتبط ارتباطا وثيقا بالدميقراطية اليت هي عكس امللكية املطلقة أو الديكتاتورية لذلك ارتبط الـدفاع عـن تبين تواجدها على أساس الدين فهي متيز ) الثيولوجية ( دولة الدينية حقوق املواطنة بشكل عام ا مبعىن أن ال

أفرادها حسب تدينهم أي ما يسمى بالوالء و الرباء ، أما الدولة القومية فإا تؤسس على متجيـد الفـرد انية حسب عرقه مثل ما حدث يف أملانيا النازية و إيطاليا الفاشية فاألوىل جمدت اجلنس اجلرماين اآلري و الث

أما الدولة الدميقراطية املدنية فإا تسقط كل هذه االعتبارات و تبين تواجدها على , جمدت اجلنس الروماين أساس خضوع مواطنيها لنفس احلقوق والواجبات أي أا ترتكز على قواعد املساواة يف حق أفرادهـا يف

كما تقوم بإزالة كل املميزات اللغوية ، العرقيـة ، 1املشاركة السياسية ، االقتصادية ، الثقافية و االجتماعية أو الطبقية يف معاملتها للمواطنني واعتبارهم كأفراد راشدين و ليس كرعايا كما كـان يـسود يف عهـد اإلقطاع لذلك جند بأن تنظيمات اتمع املدين تقيم معامالهتا و عالقاهتا مع األفراد وفق مبدأ احترام مواطنية

ين فقط انتمائه جلنسية معنية و اليت تشكل له هوية اجتماعية ، سياسية و قانونية تستدعي يف املواطن اليت تع كثري من األحيان تدخله للدفاع عن مواطنيه حىت خارج دوهلم إذا استلزم األمر حبيث حيدث هذا غالبـا يف

" تابعية" باجلنسية ال يعين سوى أما يف الدول الغري دميقراطية فإن مفهوم املواطنة املرتبطة , الدول الدميقراطية .2الفرد لدولة تتحكم يف مصريه و حرياته

ومن األمور اليت تستوقف الباحث انتشار مفهوم ممارسة املواطنة العاملية يف الكيانـات االجتماعيـة كرين للدول الدميقراطية حبيث نتج هذا يف األصل بسبب احلرب الباردة اليت عرفها العامل آنذاك بني املعـس

االشتراكي و الرأمسايل غري أن الدول الرأمسالية حرصت على تبين ثورة دميقراطية اجتماعية من أجل احلفاظ على متاسك جمتمعاهتا وحتقيق الرفاه االقتصادي كما أا كانت تستغل حالة احلرية اليت كان يتمتـع ـا

ختاذها كنموذج من اجل الدعاية املضادة مواطنوها سواء كانت حريات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية وا

ركز دراسات الوحدة العربية م , 2001فيفري , 244العدد , جملة املستقبل العريب ، " مفهوم املواطنة يف الدولة الدميقراطية " علي ؛ خليفة الكواري - 1 .106ص , بريوت ، لبنان , .118ص , نفس املرجع - 2

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

89

و يف هـذا , ضد املعسكر االشتراكي الذي كان يسيطر على زمام األمور داخل الدول اليت يتواجد ـا

اإلطار نشطت ملنظمات و اجلمعيات و اليت ستعرف الحقا باملنظمات غري احلكومية يف سياق الـدعوة إىل و " حقوق اإلنـسان " عامليا باعتبارها مكسبا عظيما يندرج يف خانة احترام مواطنية الفرد و الدفاع عنها

و أدى هذا إىل املطالبة , بفعل هذه النشاطات أصبحت الدعوات ملحة الحترام حقوق اإلنسان عرب العامل , هيئة لألمم املتحـدة : بالتدخل يف الشأن الداخلي لكثري من الدول و ذلك عرب عدة هيئات دولية أبرزها

حبجة محاية األقليات و التدخل من اجل إيقاف انتهاكات حقوق اإلنسان و حروب اإلبادة , س األمن جملالعرقية مبعىن آخر فإن ظهور مصطلح املواطنة العاملية أصبح أمرا ملحا جيب على كل دولة احترامه حبيـث

.أصبحت تتم عن طريقه مساومات مشبوهة بني الدول الكربى و الدول النامية هكذا ميكن أن نستنتج بأن مفهوم املواطنة واحترام حقوق اإلنسان رغم نبل معناه إال أن بعـض و

الدول املتقدمة استخدمته كسالح يف وجه الدول الرافضة للتبعية و اهليمنة اخلارجية حيث أن تقلـص دور املفهوم مبدأ عامليـا الدولة يف هذا اال بات واضحا للعيان كما أن األمم املتحضرة أصبحت ترى يف هذا

تتعامل به من أجل توطيد أواصر التقارب بني الشعوب و احلضارات و هذا ما طالبت به هيئات دوليـة يف . اكثر من مناسبة

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

90

مما سبق ميكن القول بأن مصطلح اتمع املدين قد شهد تطورا ملحوظا بفعل حتوله مـن مـصطلح فة واملنظرين فقد وضفوه وفسروه وفقا لتصوراهتم واجتهاداهتم إىل غاية جتسده يف كان جماال لتأويل الفالس

ومع بداية القرن الثامن عـشر .واقع البلدان الغربية اليت عرفت ضة اجتماعية ، اقتصادية وسياسية شاملة عم احليـاة نال هذا املصطلح مكانة مرموقة يف األوساط العلمية واألكادميية باعتباره قاعـدة خلفيـة لـد

.الدميقراطية وألنه يعترب كقناة رئيسية للمشاركة الشعبية يف صنع القرار السياسي واملالحظ بأن املدارس الفكرية واالجتماعية اليت تناولته بالبحث والدراسة قد أسهمت هي األخرى

ت وجدت بـسببه بقسط وافر للعمل على بلورة وجوده ميدانيا بل إن تراكما هائال من الدراسات واملؤلفا باإلضافة إىل ذلك نالحظ أمهيته البالغة يف حقل السياسة والتنافس احلزيب وعالقته مع املؤسسات واهليئـات االجتماعية املختلفة سواءا داخل الدولة أو خارجها ويرجع ذلك أساسا إىل االلتزامات اليت أشتهر ا بفعل

.ماعية تعويضه لدور الدولة يف الساحتني الشعبية واالجتكما أن اهتماماته ترقى إىل كثري من الوظائف بصفته كمؤسسة للتربية والتكوين والعمل التطوعي و التنظيم وعامل للتنمية البشرية واالقتصادية وهذا ما هو موجود فعال يف اتمعات املتقدمة بعكس الـدول

كته بشىت الطرق املمكنة ويرجـع املتخلفة اليت تسعى سلطاهتا إلجهاض منظمات جمتمعها املدين وشل حر ذلك لنظرة الريبة اليت تنظر ا هذه الدول هلذا األخري ألنه آلية فعالة للتغيري وحتقيق املطالب الشعبية كمـا يالحظ بالنسبة للمجتمع املدين اجلزائري بأنه رغم اعتراف السلطة به رمسيا إال أنه الزال يتخبط يف مشاكل

جاء عكس التوقعات واآلمال املرجوة منه ، فعوض أن تكون تنظيماته هي احملرك ال حصر هلا كما أن أدائه األساسي للمجتمع يف مجيع ااالت املمكنة يالحظ بأا ختلت عن هذا الدور لصاحل الدولـة واألحـزاب السياسية املعارضة على حد سواء وهكذا أصبح حمل جذب من الطرفني بل مت احتوائه منهما بشكل كـبري

ذا أصبحت جلها تابعة للسلطة ومت هتميش البقية اليت فضلت مبدأ احلياد كما أن نشاطاهتا باتت التعرف وإال يف مناسبات ميكن عدها على األصابع كما أعلنت حتيزها للسلطة والسري يف ركاا وهو وضع ينـاقض

خرية كما أوضحنا أهم الركـائز أحد أهم مبادئ اتمع املدين واملتمثل يف االستقاللية عن سيطرة هذه األ .اليت يبىن عليها

خالصـــة الفصــــل

وضعية المعوقين عبر التاریخ: المبحث األول اإلعاقات أنواع: المبحث الثاني مسببات اإلعاقات : المبحث الثالث جهود الجزائر في حمایة و رعایة األشخاص المعوقين: المبحث الرابع

:الفصل الثالـث سوسيولوجيا اإلعاقــة

وذوي االحتياجات الخاصة

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

62

: ـــــد متهي

يولد الفرد منا و هو ال يعلم هل يكتب له البقاء أو الفناء على وجه األرض و ال يعلم هل ستكون و ال يدري شيئا عن تكوينه العقلي و الذهين ؛ هل هو مثل اآلخرين ؟ أم جاء , بنية جسمية مكتملة أم ال

.باستعدادات تفوقهم مجيعا أو أا تقل عنهم بكثري الوليد اجلديد على اخلصوص والديه هم أكثر األشخاص الذين ميكنهم غري أن احمليطني ذا

تشخيص حقيقة البنية و التركيب الفيزيولوجي هلذا الكائن الذي خلقه اهللا تعاىل يف هذا الكون إلجناز غايات حمددة حبيث زوده بكتلة هائلة من األعضاء هدفها مساعدته يف التعامل مع العامل اخلارجي باإلضافة

. عملية االتصال باآلخرين من بين جنسه إىل غري أنه يف بعض األحيان يكـون هذا الوليد أو الوليدة طفال معوقا إمـا يف إحدى أطرافـه أو حواسه أو يكون لديه اضطراب خفي أو ملحوظ يف مدى قدراته اإلدراكية و التعليمية أو قد يكون

وه يف تكوينه الفيزيولوجي أو نتيجة لوراثة أسرية متنقلة من حامال إلعاقة أو أكثر ويرجع كل هذا إىل تشو قد تساهم العوامل اخلارجية يف , اخل ... جيل آلخر أو خلطأ يف توليد األم احلامل من إحدى القابالت

.حتويل أي شخص سوي إىل شخص معوق إما بإعاقة خفيفة أو متوسطة أو كبرية جدا و , افة ووعي أسرة هذا املعوق يف تقبله واحتضانه و التكفل به ويف هذه الظروف يظهر هنا دور ثق

مساعدته على التواصل مع اخوته و مع اآلخرين من بين البشر و هلذا فإن التعرف املبكر على نوع اإلعاقة لدى أي فرد و على مسبباهتا و الطريقة العملية التعامل مع هذا الفرد الذي ال خيتلف عنا يف شيء سوى يف

سواء كانت حركية ، عضلية أو ذهنية وعن الطريقة اليت " سرعة احلركة " حيد و حمدود أال و هوأمر ويتوجب على , ستمكننا للتعامل معه بطريقة عقالنية و عادية و اليت ستدفعنا إلدماجه معنا كأي مواطن . ا يف بناء وطنه جمتمعـه أن يهتم به و يرعاه من اجل إعـداده ليكون فردا صاحلـا و مسؤوال و مسامه

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

63

.وضعيـة املعوقيـن عبـر التاريــخ : املبحث األول

وضعية املعوقني يف العصور القدميــة : املطلب األول -

لقد عاش املعوق يف العصور القدمية حياة جد صعبة يشوا اخلوف، النفي والقتل يف كثري املعوقني و تشري بعض الكتابات إىل املآسي اليت فلقد كانت نظرة اتمع سلبية جتاه, من األحيان

فقد أرجع الناس من قدمي الزمان شذوذ , تعرضت هلا بعض الفئات منهم و من ذويهم و أقارم و لعل أقدم اكتشاف عرب عن , تكوين املخلوقات إىل قوى غيبية أو إىل تصورات غري منطقية

العراق يرجع تارخيها إىل ألفي عام قبل وضعية املعوقني يف القدم هو اكتشاف لوحة فخار يفملك نينوى و ذكر فيها بأن ميالد املعوق هو عبارة عن نذير شؤم "أشور بانيبال"امليالد يف عهد

، لذلك فإم يعمدون إىل قتله و قتل أمه أحيانا يف ذلك الزمان 1و داللة على غضب اآلهلـة .من أجل إرضاء اآلهلة حسب ظنهم

اخل حسب اخلرافات اليونانية و الرومانية تدل على ... عاقات كالقصور و العمى لقد كانت اإلفاآلهلة تقوم برتع قوة البصر من الفرد ليصبح أعمى و ذلك ألنه ارتكب " العمى " انتقام اآلهلة خاصة

رون فواحش أو ألنه مل يقدم القربان آلهلته و ظلت هذه اخلرافات و األساطري سائدة حىت منتصف الق .الوسطى

وقد أشيع عن اتمعات القدمية نفورها من املعوق ففي إسربطة مثال و اليت كان يسودها مبدأ ملكية الفرد للدولة منذ والدته فهي اليت كانت تقرر حياته أو وفاته عن طريق جملس من املسنني الذين

والتغلب على العوامل اجلوية اليت يضعون الطفل الصغري يف العراء لفترة من الزمن فإن استطاع الصمود .2يتعرض هلا مسحوا له باحلياة بينهم و إال فسيكون القتل جزائه

و يف عهد أفالطون حتديدا فقد كانوا ) م . ق640سنة " ( سولون"أما يف أثينا ويف فترة حكم أثينا مجهوريته الفاضلة و ألن أفالطون أراد أن ينشئ يف مدينة, يعتربون املعوقني على أم ضرر على الدولة

رأى بأن وجود املعوقني و تناسلهم سيؤدي ال حمالة إىل إضعافها لذلك دعا إىل إبعادهم ونفيهم حىت ال

.43ص , 1987, القاهرة ، مصر ، ب ط , ن . د.كتاب العريب ، ب , من أسرار احلياة و الكون , عبد احملسن ؛ صاحل - 1, مصر , ب ع ، السنة الثانية , الة العربية للتربية , »اخلاصة حبقوق اإلنسان اإلعالنات و املواثيق العربية و أمهيتها « أمحد ؛ مصطفى النصراوي ، - 2

.176-175 ، ص ص 1982

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

64

أما يف عهد الرومان فنجد بأن األسرة إذا .1 يبقى فيهـا إال األقويـاء و األذكياء و القادرون على العمل فهذا دليل على قبوله داخل , ن قام األب برفعه عن األرض رزقت مبولود فإنه يوضع حتت قدم والده فإ

2األسرة أما إذا كان من املعوقني فيقوم برميه يف أحد الشوارع فإن كتبت له احلياة فإنه يضم موعة العبيد ، إن أسوأ األعراف اليت عرفتها الدولة الرومانية تتمثل يف انتهاجها ملبدأ القوة و العنف لذلك فقد كان

ضعفاء و املعوقني جيلبون للملوك و األباطرة بغية التسلية و كثريا ما قاموا برميهم لألسود من أجل إقامة المبارزة خاسرة تنتهي بالتهامهم من طرف هذه السباع ، وكل هذا من أجل متعة آنية إلرضاء نزوات

.احلاكم أو قادة اجليش الروماين عاملة احلسنة للمعوقني فإن الديانات الربامهاتية و البوذية أمرت بتعذيب أما يف اهلند فرغم اعترافها املبكر بامل

. املعوق اهلندي ، ألا كانت ترى بأن هذه الطقوس هي من أجل تطهري جسد املعوق من الذنوب و األثام وضعية املعوقني يف ظل الديانات السماويــة : املطلب الثاين -

القرن السادس قبل امليالد يف منطقة الشرق األوسط على رعاية املعوقني لقد حثت الشريعة املوسوية يفو االهتمام م على اعتبار أن ما يصيبهم إمنا هو من إرادة اهللا كما أن الديانة البوذية اعتربهتم من أبناء بوذا

. 3لذا أوجبت على البوذي رعايتهم واحترامهم دت بقيمة الفرد بغض النظر عن لونه أو جنس أو ساللة أو بينما جند بأن الديانة املسيحية قد نا

و هكذا تغريت نظرة , مكانته االجتماعيـة فعملت على حماربة قتل األطفال الضعفاء و املتخلفني عقليا بـحيث أن القديس , اتمعات املسيحية إىل هذه الفئة اليت أصبحت موضع شفقة ، رمحـة و إحسـان

قام بإنشاء دار خريية للتكفل باملكفوفني وتعليمهم طقوس الديانة املسيحية مث بعد أسقف لومان » برتران« . 4ذلك مت إنشاء عدة مالجئ يف أغلب دول العامل و ذلك دف توفري الرعاية لذوي العاهات

دعت أساسا الحترام او بظهور الديانة اإلسالمية و اليت جاء كخامتة و مكملة للديانات اليت سبقتهنفس اإلنسانية باعتبار أن الناس عند اهللا سواسية فال فرق بينهم يف اجلنس أو اللون أو العرق أو الطول أو ال

ذلك يف علىاخل بل إن املعيار الوحيد لتفاضلهم هي تقوى اهللا وجند أدلة... القصر أو الصحة أو املرض أن , عبس و توىل «: مى يف قوله تعاىلففي سورة عبس ذكر اهللا األع" القرآن الكرمي " مواطن عديدة من

أما من استغىن فأنت له تصدى و ما , و ما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى , جاءه األعمى

.19 ، ص 1995 , 1ط, بريوت ،لبنان, الدار العربية للعلوم , معاقون لكن عظماء, جليل ؛ وديع شكور - 1 .260ص , 1997, مكتبة عني مشس ، القاهرة، ب ط , عية و جماالت رعاية املعوقني اخلدمة االجتما السيد ؛ علي الدين ،- عبد الفتاح ؛ عثمان – 2 .33ص , 1987, القاهرة ، مصر ، ب ط, الشركة املتحدة للنشر و التوزيع ,الفكر التربوي يف رعاية الطفل األصم , لطفي ؛ بركات - 3 .08ص , 1966, القاهرة ، مصر ، ب ط , مكتبة النهضة املصرية ,الطفل املعوق و تربيته سيكولوجية , لطفي ؛ بركات , عبد ايد ؛ عبد الرمحان - 4

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

65

باستقبال األعمى املسلم ) صلى اهللا عليه وسلم ( نبيه حممد ل فهنا يأمر اهللا عز وج1 »عليك أال يزكى .ول يف هدايتهم قبل املشركني الذين كان يطمع الرس

هي ) أو القلوب (كما أن القرآن الكرمي قد اعترب بأن عاهة العمى ليست عيبا ولكن عمى البصرية فإا ال تعمى األبصار ولكن تعمى : " الكارثة العظمى اليت تؤدي إىل اخلسران يقول تعاىل يف حمكم ترتيله

املعوقني من األعمال املرهقة و الشاقة و اليت كذلك فقد أعفى اإلسالم فئة ،2" القلوب اليت يف الصدور و ال على ,و ال على األعرج حرج , ليس على األعمى حرج «:يترتب عليها بذل جهد كبري يقول تعاىل

كما أن اإلسالم ى , 3 »و من يطع اهللا و رسوله يدخله جنات جتري من حتتها األار , املريض حرج حبيث طلب , من بعضهم البعض و من غريهم من أتباع الديانات األخرى يا شديدا عن سخرية املسلمني

و غريها من وسائل االستهزاء يقول كف األذى املعنوي املتمثل يف النظرة االحتقارية والكلمة و اإلشارة يا أيها الذين أمنوا ال يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خريا منهم و ال نساء من نساء عسى أن«: تعاىل

يكن خريا منهن و ال تلمزوا أنفسكم وال تنابزوا باأللقاب بئس االسم الفسوق بعد اإلميان و من مل يتب . 4 »فأولئك هم الظاملون

كما أن بعض املصادر العلمية تشري إىل أن العرب يف ظل اإلسالم كانوا يعطفون على املرضى كما خصصت الدولة اإلسالمية آنذاك جزءا , لوج إصابتهم قضاء وقدر من اهللا عز بانالعقليني العتقادهم

" من عائدات األوقاف و التربعات من ذوي الرب و اإلحسان إلجناز مشايف هلؤالء املرضى و العناية م يقولأو ) النودي (و لقد جاء يف صك اآلقات اليت حبس ريعها لصاحل املستشفى ... «" : شوكت أمحد الشطي

قليا كان حيظى خبادمني فيرتعان عنه ثيابه كل صباح و يدفعانه لالستحمام باملاء العتيق حبلب أن كل خمتل عمث يلبسانه ثيابا نظيفة و حيمالنه على أداء الصالة كما يسمعانه قراءة القرآن الكرمي ، يقرأه قارئ حسن

لة و النفحات مث يفسحانه يف اهلواء الطلق و يسمح له يف األخري باالستماع إىل األصوات اجلمي, الصوت .5 »... املوسيقية

.سورة عبس من 7 إلى 1 اآليات من - 1 .سورة احلج من 46اآلية - 2 .سورة الفتح من 17اآلية - 3 .سورة احلجرات من 11اآلية - 4 .16 -15: ص ص , 1978, ، القاهرة ،مصر 26العدد , جملة العلم و اإلميان،" بية يف اإلسالم املدارس و املشايف الط" , شوكت ؛ أمحد الشطي - 5

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

66

.وضعية املعوقني يف العصر احلديـث : املطلب الثالث -

يف اية ة يف العصر احلديث ميكن القول بأنه بعد اية احلرب العاملية الثانية انتصرت النظرة اإلنساني أسباب اإلعاقة كما أن علماء املطاف ألجل إنصاف فئة املعوقني فقد ساهم الطب يف التعرف على طبيعة و

االقتصاد اكتشفوا أمهية إدماج املعوقني اجتماعيا بغية جعلهم مواطنني عاديني من أجل االستفادة من قدراهتم . يف عملية التنمية الشاملة

يف Valentin HAWIYحبيث أننا جند أول حماولة لتعليم املكفوفني متت بطريقة منتظمة على يد و لكن "األهلي لصغار العميان املعهد"عندما قام بإنشاء مدرسة أطلق عليها اسم 1784باريس سنة

كما مت تأسيس مدرسة أخرى يف إجنلترا 1791لألسف قامت الدولة الفرنسية باالستيالء عليها آنذاك سنة ذلك وبعد . 1799 يف مدينة ليفربول تالها إنشاء مدرسة ثالثة عام Edward SHTIH على يد 1791عام

. 1 على نطاق واسع ةانتشرت مدارس املكفوفني يف الدول األوروبي هو أشهر عامل اهتم بفئة املعوقني حبيث قام بابتكار لغة Louis BRAILLE" لويس بريل"وجند أن

وقد . خاصة ملساعدة املكفوفني على القراءة والكتابة ، ومنذ ذلك احلني مسيت بامسه إكراما الكتشافه هذا .ذه الطريقة على وجود أسلوب منظم لتعليم فئة املكفوفني ساعدت ه

كما أن الصم كذلك متكنوا من االستفادة من هذه الرعاية بفضل احملاوالت الفردية لبعض األفراد حيث حدث تغيري كبري يف طرق تربيتهم و ذلك نتيجة جلهود بعض املربني و اليت أبرزت ضرورة االستفادة من

جد عند الطفل األصم بتعليمه وتدريبه على إخراج األصوات باإلضافة إىل ذلك التأكيد بقية السمع الذي يو .على إعداد املعلم املتخصص يف تربية الصم و بقية األفراد غري العاديني

أما بالنسبة للمتخلفني عقليا فنجد بأن إجنلترا هي من بني الدول األوىل اليت أولت اهتماما كبريا بتربيتهم " حتت رعاية امللكةHigh Gote مؤسسة للمتخلفني عقليا يف منطقة 1840 يف عام RIDEأ السيدفقد أنشو بفضل تربعات العديد من األفراد قامت هذه املؤسسة بتدريب املتخلفني عقليا على بعض " فيكتوريا

خاص و إصدار قانونTAR CROSS مت إنشاء مؤسسة 1867و يف سنة , األعمال اليدوية البسيطة باملتخلفني عقليا و الذي حث على ضرورة توفري الرعاية و العناية الالزمة هلم كما أنشأ هلم هذا القانون أول

.2 19مؤسسة يف إينربج يف القرن

. 24ص , 1999, ب ط , القاهرة ، مصر , دار املعرفة اجلامعية , متحدو اإلعاقة من منظور اخلدمة االجتماعية, عبد احملي ؛ حممود حسن صاحل- 1

.43 ، ص مرجع سابقركات ؛ لطفي ، ب– د ؛ عبد اينعبد الرمحا 2-

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

67

كما يالحظ بأنه كان للحربني العامليتني وما خلفتاه من ضحايا باآلالف والذين من بينهم املعوقون ،

األثر البالغ يف االهتمام برعايتهم وإدماجهم فقد وجدت الدول و معطوبوا احلرب وذوو العاهاتاحلكومات بأنه يتوجب عليها التكفل ؤالء الضحايا يف تيسري أسباب و سبل تعليمهم و تأهيلهم لذلك قامت بإنشـاء العديد من املـدارس للصم و البكم و ضعاف البصر و بناء مدارس خاصة باملتخلفني عقليا

19لمكفوفني بإنشاء نقابات خاصة م و لقد بات تعليمهم أمرا إلزاميا و ذلك منذ القرن كما مسح ل .1ميالدي

كما كان للحربني العامليتني أثرمها البالغ خالل القرن احلايل يف االهتمام برعاية ذوي العاهات من العاهات و تأهيل مشوهي املعوقني و قد أسهمت الدول و احلكومات يف تيسري أسباب و سبل تعليم ذوي

احلرب و اصبح هذا واجبا من واجبات الدولة لذلك قـامت بإنشاء العديد من املــدارس للصم و البكم .و أخرى للمتخلفني عقليا , و ضعفاء البصر

االعتراف العاملي حبقوق املعوقيــن : املطلب الرابع -

ن أجل إبراز حقوق املعوقني و مناهضة التمييـز و شهدت هذه املرحلة ظهور مجعيات و نواد ناضلت مكما مت اإلعالن عن حقوق املعوقني يف مجيع مواثيق اهليئات , 2التفرقة االجتماعية بينهم و بني األصحاء

والدول فعلى سبيل املثال تضمن اإلعالن العـاملي حلقوق الطفل احترام و رعاية هذه احلقوق بغض النظر بينما قامت اجلمعية 1959جنس أو ديانة هدا الطفل و قد صدر هذا اإلعالن سنة , لغة ، عرق, عن لون

نوفمرب 20 دولة بتاريخ 180العامة لألمم املتحدة بتبين اتفاقية جديدة حلقوق األطفال وقعت عليها من هذه االتفاقية للواجبات األساسية اليت يتحتم على حكومات هذه الدول23و تشري املادة , 1989

، بينما يبقى أهم جهد بدلته هيئة األمم املتحدة يف هذا اال هو إصدار اإلعالن 3القيام ا لصاحل املعوقني , 1975ديسمرب / كانون األول 9املؤرخ يف ) 30 -د (3447العاملي اخلاص حبقوق املعوقني حتت رقم

.4اعية ، االقتصادية و الثقافية نقطة تتضمن أهم حقوق املعوق القانونية ، االجتم13و الذي تضمن

.43ص , مرجع سابق, لطفي ؛ بركات - 1

2 - Suzy ; COHEN, Handicapes : l’ accueil depuis l’ enfance , PUF , Paris , France ,1ère éd ,1999 , p 14 . .43ص , 1974 , 2ط, ، مصر القاهرة, دار املعارف , سيكولوجية املرضى و ذوي العاهات, محزة ؛ خمتار - 3 . يف قائمة امللحقات 03 أنظر امللحق رقم - 4

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

68

عاما دوليا لإلعاقة واملعوقني وقد انظم إىل برنامج 1981كما أن منظمة األمم املتحدة أعلنت اختاذ

منظمة اليونسكو ، منظمة العمل : هذه السنة عدد كبري من املنظمات الدولية العاملة يف هذا اال مثل و كان من نتائج هذه اجلهود انعقاد عدة مؤمترات لتدارس قضايا املعوقني , الدولية ، منظمة الصحة العاملية

شخص من " 3000" و كان أبرز مؤمتر يف هذا الشأن هو ذلك املؤمتر الذي أنعقد يف كندا والذي حضره لتوحيد الصم 1981حبيث كان من أهم نتائجه تأسيس االحتاد العاملي للمعوقني سنة , معوق 250بينهم

1املعوقني حركيا و ذهنيا , بكم ال, .

1 -. «Vox Nostra » , peoples international , Circulaire N° 3-2 , Juin 1991 , p 10 .

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

69

.أنـــواع اإلعاقـــات: املبحث الثاين

ختتلف أنواع اإلعاقات من شخص ألخر غري أن هناك بعض احلاالت اليت يكون فيها املعوق حامال لعدة ملختصني اخل حمل جدل بني ا...الكلى , كذلك فان بعض األمراض املزمنة كداء القلب , إعاقات يف آن واحد

غري أننا هنا سنتطرق إىل تصنيفات , فمنهم من يعتربها إعاقة من اإلعاقات املصنفة و منهم من يرفض ذلك .اإلعاقة حسب ما هو معمول به

.اإلعاقـة احلسيــة : املطلب األول -

تؤثر على و هذه اإلعاقات, و تتمثل هذه اإلعاقة حبواس اإلنسان كالبصر ، السمع ، النطق و اللمس الوظائف البيولوجية اليت تؤديها احلواس حيث تسبب حلاملها مشـاكل فسيولوجية و اجتمـاعية متعـددة و

:سنتطرق هلا بالتفصيل كمايلي : اإلعاقـة البصريــة -أ

فكلمة كفيف مستمدة لغويا من كف البصر و معناه حجب األبصار , و تشمل املكفوفني و ضعاف البصر ألفاظا كثرية تستعمل للتعريف بالشخص الذي فقد بصره فأحيانا يستعمل الناس من أجل وصفهم و هناك

هو ذلك ... «و أحيانا أخرى يستعملون كلمة الكفيف أو الضرير و يعرف الكفيف بأنه " أعمى " كلمة درته على اإلبصار الشخص الذي ال يستطيع أن جيد طريقه بدون قيادة يف بيئة غري معروفة لديه أو من كانت ق .1 » ...عدمية القيمة أو من كانت قدرته البصرية من الضعف حبيث تعجزه عن مراجعة عمله العادي

بينما جند بعض املختصني الذين وضعوا تعريفا تربويا للكفيف يرون بأنه ذلك الشخص الذي تقل درجة لنظارات الطبية ألن مثل هذا الشخص ال يف العني األقوى و ذلك باستخدام ا20/200إبصاره عن نسبة

أما األفراد الذين تتراوح درجة إبصارهم , ميكنه االستفادة من اخلربات التعليمية اليت تقدم لألشخاص العاديني كما توجد جمموعة من . 2 يف العني السليمة بعد العالج فهم يعتربون مبصرين جزئيا 20/200 إىل 20/70

تلك : بصر و اليت ستترك حتما وقعها على شخصية اإلنسان الكفيف نذكر منها اآلثار املترتبة عن كف الاآلثار الناجتة عن عمليات النمو العقلي كالتصور و التخيل باإلضافة إىل التأثري على قدرته كفرد و عملية تفاعله

عدم شعوره باألمن و و وجدانيا و عدم إدراكه للبيئة احمليطة به باإلضافة إىل عدم قدرته على احلركة حبرية

منشورات املركز النموذجي لرعاية و , نسنيأثر اإلقامة الداخلية على التوافق الشخصي و االجتماعي للطفل الكفيف من اجل, حممد ؛ عبد الظاهر الطيب - 1

.30 ، ص 1979, مصر ، ب ط , القاهرة , توجيه املكفوفني 104ص , مرجع سابق, عبد احمليي ؛ حممود حسن صاحل 2

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

70

الثقة بالنفس و يؤدي هذا بالطبع إىل انطوائه و عزلته اجتماعيا و على كل حال ميكن تقسيم املكفوفني إىل :فئات كما يلي

.و هؤالء هم الذين ولدوا عميانا أو أصيبوا بالعمى قبل سن اخلامسة : املكفوفني كليا وراثيــا–أ . هؤالء الذين أصيبوا بالعمى بعد سن اخلامسة و: املكفوفني جزئيا وراثيــا–ب . و هؤالء الذين أصيبوا بالعمى قبل سن اخلامسة : املكفوفني كليا بيئيــا–ج .و هؤالء الذين أصيبوا بالعمى بعد سن اخلامسة : املكفوفني جزئيا بيئيــا –د

تراض الذي مؤداه أن من ويرجع السبب يف اختيار سن اخلامسة كحد لتقسيم هذه الفئات هو االفيفقد بصره جزئيا أو كليا قبل سن اخلامسة ال ميكنه االحتفاظ يف كربه بالصورة البصرية السابقة على فقده

اإلبصار1 .

: ب اإلعاقـة السمعيـة أي املرتبطة باحلواس و تشمل الصم و ضعـاف , هذه اإلعاقة هي نوع من اإلعاقات احلسية

ألصم هو ذلك الشخص الذي فقد مسعه مما يعطل استعماله حلاسة السمع يف حيـاته السمع و يعترب االيوميـة و قد حيدث هذا النوع من اإلصابة ألسباب وراثية قبل الوالدة وأثناء احلمل أو بعد امليالد

.ألسباب عديدةسيد الشخص الذي و ميكننا أن نعتمد تعريفا منوذجيا هلذه اإلعاقة و هو تعريف عبد العزيـز ال

املعاق مسعيا هو من حرم من حاسة السمع بعد والدته أو قبل تعلمه الكالم إىل درجة ... «: يـرى بأن حىت يف حالة وجود املعينات السمعية غري قادر على مساع الكالم املنطوق و يكون مضطرا , جتعله

و لإلعاقة . 2 »...اصل مع اآلخرين الستخدام لغة اإلشارة أو لغة الشفاه أو غريها من أساليب التو :السمعية مستويات متفاوتة من الضعف و هي كاآليت

حبيث أن األصم ال يسمع بعض أجزاء *ديسيبال ) 40-20( تترواح درجاهتا بني :إعاقة بسيطة -١ .الكالم أو األصوات الضعيفة

.ات مسعية ديسيبال و تتطلب معين) 70-40( و درجاهتا بني : إعاقة متوسطة -٢

.104 ص مرجع سابق ، ،عبداحمليي ؛ حممود حسن صاحل - 1 09العدد , جملة كلية التربية, » الزائد بني األطفال الصم وبعض املتغريات املرتبطة ا دراسة حلجم مشكلة النشاط«, عبد العزيز ؛ السيد الشخص- 2 .65ص , القاهرة ، مصر , جامعة عني مشس , .الديسبال هو وحدة قياس قوة أو ضعف السمع *

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

71

ديسيبال و تتطلب تربية مسعية و فيها يتقدم مساع الكالم) 90-70( و درجاهتا بني : إعاقة شديدة -٣, ديسبال و يبقى الطفل أبكم إذا مل يتلقى تربية مسعية ) 90( و درجاهتا أكثر من : إعاقة شديدة جدا -٤

ألنه بالرغم من استعمال املعنيات السمعية فإن وميكننا القول بأن الصمم هو أعلى درجات اإلعاقة السمعية .1 هذا املعوق ال يستطيع مساع الكالم املنطوق

) البكم و ضعاف النطق و الكـالم :( اإلعاقة الكالميـة - ج و يرى املختصون يف هذا اال بأن هلا عالقة بالصمم فكثريا ما يكون األبكم أصما و العكس صحيح

ة البكم وضعاف النطق والكالم وتتضمن هذه اإلعاقة فئات متعددة منها العجز الكلي و تشمل هذه اإلعاق) املتقطع(عن الكالم أو القصور اجلزئي أو فقدان القدرة على النطق بدرجاهتا املختلفة مثل الكالم التشنجي

نتيجة لعيوب و هي تعرف على أا صعوبة النطق يف الكالم وذلك" التأتأة و الفأفأة و اللجلجـة " و و ترجع أسباب ذلك إىل العوامل الوراثية أو خالل فترة احلمل أو الوالدة أو األسباب املكتسبة . 2عضوية

.بعد الوالدة مباشرة أو خالل مراحل النمو املختلفة نتيجة لإلصابات و لألمراض العضوية و النفسية ) التخلف الذهنـي(اإلعاقة العقلية : املطلب الثاين -

تعد اإلعاقة العقلية من أكرب املشكالت اليت شغلت بال قطاع كبري من العلماء و املتخصصني حيث تظهر وهي بذلك مشكلـة متعددة األبعـاد , أثارها يف ااالت الطبية ، النفسيـة ، التربويـة و االجتماعية

ني ملواجهـة هذه املشكلـة واجلوانب مما يقتضي تعاونا كبريا من طـرف أجهزة الدولـة و األخصائي .والتخفيف من أثارها السلبية على الفرد و األسرة و اتمع أيضا

ففي , و هنا البد لنا من اإلشارة إىل أن هناك خلطا كبريا بني مفهوم اإلعاقة العقلية و املرض العقلي و من هنا تربز ,عقليا أو العكس كثري من األحيان يالحظ تصنيف املعوقني املتخلفني ذهنيا ضمن فئة املرضى

.أمهية توضيح الفرق بني هذين املفهومني من أجل إزالة اللبس بينهما قد مر بعدة تفسريات و يعود ذلك إىل االختالفات اليت أعتمدها العلماء " اإلعاقة العقلية " فمفهوم عريفه هلا على أساس أا فهناك من عرفها باعتبارها مشكلة طبية و هناك من بىن ت, كمعيار للتعريف

األخصائيني رأوا بأن يوجدوا هلا اشهر غري أن , و آخرون اعتربوها مشكلة تربوية , مشكلة اجتماعية R. HEBERو يبقى تعريف , تعريفا شامال من وجهات النظر الطبية و االجتماعية و التعليمية و النفسية

.218ص , مرجع سابق, سهري ؛ كامل أمحد -1 .88ص , مرجع سابق, عبد احمليي ؛ حممود حسن صاحل -2

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

72

و يرى بأن اإلعاقة العقلية ـهلذا التعريف، فهحمددة من أمشل التعاريف حيث انه وضع أبعادا 1962سنة :هي ) الذهنية (

و هي تبدأ أثناء فترة النمو , عبارة عن حالة تتصف مبستوى وظيفي للعقل دون املتوسط ...« ، غري أن أحدث تعريف لإلعاقة العقلية هو ذلك الذي 1 »...يصاحبها قصور يف السلوك التكيفي للفرد

حبيث أا أحلقت ذا التعريف شروطا , 1987 سنة (AAMD)ة األمريكية للضعف العقلي اعتمدته اجلمعياإلعاقة العقلية هي ... «:جيب توافرها للتعرف و لتمييز الشخص املعوق عقليا و نص هذا التعريف كالتايل

لوظيفي للذكاء نقص دال يف املعدل العام للوظائف العقلية يصاحبه قصور يف السلوك التكيفي و املستوى ا» ...أقل من متوسط و حتدث خالل فترة النمو

2. فيمكن أن , ميكن أن حيدث يف أي مرحلة من مراحل العمر" املرض العقلي " بينما جند بأن

يكون الفرد سليما مث حيدث له مرض عقلي و عادة ما حيدث هذا املرض نتيجة الجتياز املريض خبربة فشل .ر البيئة اليت يعيش فيها أو نتيجة لفشله يف التعامل مع أفراد بعينهم يف تعامله مع بعض عناص

و نتيجة هلذه ) أي عاطفيا ( إن املريض عقليا هو يف الواقع شخص معوق انفعاليا ووجدانيا كما أنه يعجز عن حل , اإلعاقة جند بأنه حيجم عن أداء بعض املهام اليت تتطلب قدرة عقلية معينة

تواجهه و غالبا ما يظهر عليه عدم الكفاءة يف أداء بعض األنشطة العقلية اليت ال تتطلب املشكالت اليتو أن هذا , سوى جهد بسيط وعلى كل حال فإن هذا املرض حيدث لدى املصاب به بعد اكتمال منو عقله

حاملها رمبا إىل فترة إىل احلالة السوية بعكس اإلعاقة الذهنية اليت تبقى مع تهالعجز ميكنه الشفاء منه و عود . 3طويلة

: و هناك تصنيفات خاصة باملتخلفني ذهنيا و يعتمد على فروق حسب شدة اإلعاقة و جند منها . %25و هو من كانت سنه العقلية أقل من سنتني و نسبة ذكائه أقل من : املعتوه -أ % 25 و نسبة ذكائه تقدر ما بني و هو من كانت سنه العقلية من سنتني إىل سبع سنوات: األبله -ب

. ، وهي درجة شديدة من درجات النقص العقلي % 49إىل إىل % 50و هو من كانت سنة العقلية بني السابعة و الثانية عشر ونسبة ذكائه من : املورون أو املأفون -ج

75 %.

ب , القاهرة ، مصر . ، عال للكتب التعرف عليها و عالجها باستخدام برامج التدريب لألطفال املعاقني عقليا: اإلعاقة العقلية , عال ؛ عبد الباقي إبراهيم - 1

.30ص , 2000, ط .31ص , نفس املرجع 2-

.34ص , نفس املرجع- 3

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

73

لقليلة من مظاهر الضعف العقلي و و هي جمموعة تكاد تعترب من األسوياء لوال بعض املظاهر ا: البني بني -د % 90 أو أقل من % 75 أو % 70تتناول من كانت نسبة ذكائهم من

اسم يطلق على جمموعة من املعوقني عقليا يظهرون تفوقا بارزا حبيث يكونون فيها : املعتوهون العلماء –هـ .1 لديهم ملسجل ايف مرتبة سوية مما يتيح هلم مهارات يف بعض النواحي رغم الضعف العقلي

.اإلعاقـات احلركيــة: املطلب الثالث -

Les Handicapésو تسمى هذه اموعة بالفرنسية , و يقصد ا اإلعاقات اجلسمية Moteurs و اإلعاقة احلركية اجلسمية هي تلك اإلعاقة اليت تنتج عن قصور أو عجز يف اجلهاز احلركي

لدماغي أو شلل األطفال أو بتر طرف من أطراف اجلسم نتيجة مرض أو حادث وحتدث نتيجة حلاالت الشلل ايؤدي إىل تشوه يف العظام أو املفاصل أو ضمور يكون يف الغالب مالحظا يف عضالت اجلسم ، كما قد

:ترجع أحيانا إىل العوامل الوراثية أو املكتسبة، وتشتمل هذه اإلعاقات على ثالثة أنواع وهي :املقعدون-أ

املقعد بصفة عامة نعين به الشخص الذي لديه سبب يعوق حركته والدي كان يطلق عليه قدميا لفظ كسيح، وقد تطور هدا املفهوم حاليا ليشمل فئات متعددة أوسع نطاقا من هذا املعىن ليطلق لفظ املقعد على

ها الطبيعية نتيجة لشلل األطفال أو تلك احلاالت اليت تعجز فيها العضالت العظام أو املفاصل عن القيام بوظيفت . 2شلل العظام أو أنواع الشلل املختلفة، بل حىت أمراض القلب ذاهتا

: أمراض القلب-بتعترب أمراض القلب من األمراض املزمنة واخلطرية على صحة املريض وتتمثل خطورهتا باعتبارها متس

وبقائه، ففي حالة إصابته بأي نوع من األمراض أهم عضو يف جسم اإلنسان يتحكم يف سالمة حياة الفرد ستكون حياته مهددة ألن القلب يعترب مبثابة املضخة اليت تضخ الدم إىل مجيع أجزاء اجلسم األخرى ، فاحتياجات النمو و األكسجني والتغذية ستعطل حتما وسيكون هناك حاالت وأزمات صعبة يف حال تعطل

املريض ذا الداء سيولد له مشكلة نفسية واجتماعية كما جند بأن هذه أداء القلب ، كما أن إدراك الشخص املعاناة ستطال أسرهم هي األخرى فأمراض القلب مرتبطة بالسن ، الظروف االجتماعية واالستعداد الوراثي منا غري أنه جيدر بنا أن نشري إىل أن تصنيف األمراض املزمنة ضمن اإلعاقات ال زالت حمل جدل إىل غاية يو

هذا إال أنه ميكن القول بأن هذه األمراض تظهر على الفرد

. 85– 83ص ص , مرجع سابق, سهري ؛ كامل أمحد - 1 .35 – 32، ص ص مرجع سابق محزة ؛ خمتار ، - 2

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

74

املصاب ا بشكل ملحوظ حبيث تسبب له متاعب صحية أكرب من كونه مصاب بإحدى أنواع .اإلعاقات : شلل األطفال-ج

أطلق هذا االسم على هذا النوع من األمراض مند أكثر من مائة عام تقريبا ، وذلك ء بأن مرض الشلل هذا منتشر بني األطفال الصغار وهو مصحوب بسبب اكتشاف األطبا

وبتقدم البحث العلمي أمكن تشخيص أعراض هذا املرض فقد . بأعراض شلل يف العضالت الحظ الباحثون واألطباء بأنه ينتشر بشكل كبري بني األطفال الرضع وكذلك يف مرحلة الطفولة

هو الذي يسبب مرض شلل األطفال و غالبا ما املبكرة بسبب أحد امليكروبات ، و هذا األخري بيكون دقيقا جدا ويتواجد داخل خاليا اجلهاز العصيب أما أعراض املرض فتظهر بشعور املصا

مع ارتفاع يف درجة احلرارة وأمل يف الظهر والرأس وقد ) زكام خفيف(برتلة بردية خفيفة ك بسيط و هذا املرض غالبا ما يصاحب هذه األعراض إسهال شديد أو قد يشعر الطفل بتوع

. 1يصيب األطراف أو أعضاء اجلسم األخرى كاجلهاز التنفسي أو عضالت البلع أو احلنجرة .اإلعاقـات املتعــددة : املطلب الرابع-

ويقصد ذه اموعة أو الفئة من املعوقني، األفراد الدين يعانون من أكثر من إعاقة د يكون املعوق مشلوال ومتخلف عقليا يف آن واحد، أو قد واحدة يف نفس الوقت مثال ق

يكون معوق حركيا وأصم أبكم أو قد يكون متخلف عقليا مع إعاقة الكالم وضعيف السمع .اخل ... والبصر

وال شك بأن هذه الفئة تعاين من عدة مشاكل اجتماعية نفسية وتأهيلية متعددة الفئة واليت تتميز بأا أمراض متزامنة وجند بأن بسبب طبيعة األمراض اليت تعاين منها هذه

كثري ما تعاين هده الفئة من الفشل واإلحباط النفسي الشديد بسبب اإلصابات والعاهات املتعددة اليت تترك آثارها النفسية واالجتماعية على هؤالء املعوقني هذا من جهة وعلى أسرهم

مل الذي تواجهه وكذلك من مشكلة النبذ من جهة أخرى ، وكثريا ما تشعر أسرهم بثقل احلاالجتماعي خاصة يف اتمعات املتخلفة أما الشخص املتعدد اإلعاقات فإنه نتيجة ملا سبق

.84، ص مرجع سابق، حممود ؛ عبد احملي حسن صاحل- 1

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

75

ذكره يتشكل لديه سلوك عدواين ومنحرف وغالبا ما يكون إنطوائيا منعزل، وغري متوافق فسي ، االجتماعي واخلدمة كما تعترب عمليات التأهيل والتدريب املهين ، الن .1اجتماعيا

االجتماعية هلذه الفئة من العمليات املكلفة اقتصاديا سواء للفرد أو لألسرة أو للدولة وهذا مما يؤثر على مواصلة هذه العمليات ومن مت االكتفاء يف عالج هذه الفئة دون رعايتها وتقدمي

.2النامية برامج طموحة للتكفل ا وخدمتها خاصة يف اتمعات الفقرية و

.92ص ، نفس املرجع- 1، ب ت ، ص ص دار املعرفة اجلامعية،اإلسكندرية ، مصر، ب طسياسة الرعاية االجتماعية للمعوقني يف اتمعات النامية، عبد اهللا ؛ حممد عبد الرمحن ، - 2

29 – 33.

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

76

.مسببـات اإلعاقـــة: املبحث الثالث يعترب وجود فئات عديدة من ذوي االحتياجات اخلاصة يف أي جمتمع من اتمعات احلديثة ظاهرة

اجتماعية فرضت نفسها بسبب التعقيد القائم يف احلياة االجتماعية املعاصرة، فرغم تعدد األسباب الكامنة وراء عها، سنحاول يف هذا املبحث تقدمي عرض خمتصر ألكثر التصنيفات شيوعا يف جمال مسببات اإلعاقة و أنوا

:اإلعاقة، وميكن إرجاعها إىل األسباب التالية أسباب وراثية-1 . أسباب مكتسبة-2 أسباب وراثية و مكتسبة-3

.األسبـاب الوراثيــة: املطلب األول-

" الكروموزومات " املوجودة يف " اجلينات " إىل آخر عن طريق وتشمل احلاالت اليت تنتقل من جيل " وكمثال على ذلك جند هذه احلاالت عند بعض األسر كالرتيف والذي يدعى طبيا . املتوضعة يف اخلاليا

والضعف العقلي، وبعض احلاالت املتمثلة يف القابلية لإلصابة مبرض السكري والزهري الوراثي " اهليموفيليا أن النقص الوراثي يف إفرازات الغدة الدرقية يؤدي تنتقل فيه العدوى من األب إىل األم فإىل اجلنني كماالذي

إىل ضعف النمو اجلسمي والعقلي ، و بصفة عامة ميكن القول أن حاالت اإلعاقة الوراثية هي أقل من حاالت .اإلعاقة املكتسبة

.األسبـاب املكتسبــة : املطلب الثاين- إن إصابة األم بداء احلصبة األملانية يف بداية فترة احلمل تؤدي إىل احتمال : الــوالدة لؤثرات ما قب م-1

تعرض اجلنني إلصابات العني والقلب، كما أن صحتها خالل هذه الفترة تكون تبعا لنوعية تغذيتها وهو عامل . 1أساسي يتوقف عليه ما إذا كان الطفل سيولد طبيعيا أو غري طبيعي

:وميكن ذكر أهم العوامل املكتسبة املؤثرة اليت تزيد من نسبة اإلعاقة فنجد مثال -الذي يسبب له تلفا دماغيا ويؤثر هذا التلف على هو نقص األوكسجني عن دماغ الطفل اجلنني ، - أ

.املراكز العصبية اخلاصة باحلركة . اختالف دم أم الطفل عن دم الطفل اجلنني-ب

،ب ط، ص ص 1998، املكتب اجلامعي احلديث،اإلسكندرية ،مصر،دراسة يف اخلدمة االجتماعية:، السلوك االجتماعي للمعوقني حممد ؛ سيد فهمي - 1

46 – 47.

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

77

. للجنني تناول األم احلامل لألدوية املمنوعة أثناء احلمل واليت تتسبب تشوهات خلقية جسمية-ج إصابة األم بأمراض تعمل على تسمم احلمل وكذلك ضغط الدم و ارتفاع نسبـة الربوتني أو الزالل -د

.يف جسمها وإصابتها بأمراض القلب . التدخني وتعرضها لألشعة السينيةو التغذية وتعاطي الكحول تعرض األم احلامل لعوامل سوء-هـ

عندما تكون البويضة امللقحة هرمة األمر الذي ينتج وا ضعف احليوان املنوي يف الذكر -و .عنه تشوهات جسمية لدى اجلنني أيضا

.1 إصابة األم بالرتيف أثناء احلمل -ز مؤثرات أثناء الــوالدة -2

يف النظافة أثناء الوالدة فمثال يؤدي ل، أو اإلمها ا إذا كان حجم املولود كبريا بالنسبة لألمذ وحيدث هعدم غسل عيين الطفل باملاء و الصابون لإلصابة بالرمد الصديدي وهو من عوامل فقدان البصر كذلك يؤدي

ألنه من املعروف بأن اجلنني ميكث يف رحم نزول األطفال قبل موعد والدهتم إىل خطر تعرضهم لرتيف يف املخ أشهر كذلك فإن حاالت الوالدة املتعسرة قد تؤدي إىل إعاقة املولود كمشكالت اخللع الوركي 09أمه مدة

أو خطأ , Fricksأو إصابة الطفل يف رأسه بسبب استخدام وسائل سحب الطفل من أمه بواسطة املالقط ليدية كما أن القطع السيئ للحبل السري قد يؤدي إىل إعاقات خطرية أو يف جذب الطفل باستعمال وسائل تق

.2 إصابة اجلنني املولود ببعض امليكروبات أو عدم توفري األكسجني

مؤثرات ما بعد الــوالدة -3

غري أن وجود بعض اإلمهال من , ميكن أن يصاب الطفل الصغري بإعاقات رغم والدته بطريقة سليمة الطفل حلوادث مرتلية أو حادث مرور أو حوادث طبيعية كالزالزل أو الفيضانات أو ضتعرالوالدين أو

و كثريا تكون اإلعاقة بعد الوالدة , كلها ميكن أن تؤدي إىل إحداث إعاقة جسمية للطفل , 3اخل ... احلروب : راجعة إلحدى األسباب اآلتية

الكوارث الطبيعية -11عمل حوادث ال-6 حوادث داخل املرتل -1 بعض األمراض البيولوجية-12 احلروب -7 حوادث املرور - 2 يدز اال-13 األمراض النفسية -8 سوء التغذية - 3 السرطان -14لفقر و العجز ا-9 التأخر يف التلقيح الطيب للطفل - 4 . كرب السن -10 تناول املخدرات و الكحول - 5

.49 -48 ، ص ص 2000، 1ألردن ، ط، الدار العلمية الدولية ودار الثقافة ، عمان ، ااإلعاقة احلركية واحلسية سعيد ؛ حسين العزة ، - 1 .47ص , مرجع سابق , حممد ؛ سيد فهمي - 2

.98– 97ص ص , 1997, ب ط , دار املعرفة اجلامعية ، اإلسكندرية ، مصر , اخلدمة االجتماعية يف جمال رعاية املعوقني, أمحد ؛ حممد مصطفى – 3

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

78

.املكتسبــة واألسباب الوارثية : املطلب الثالث -

ء يؤكدون بأن العوامل قد حيدث أن تتشارك عدة مسببات يف حتويل الفرد إىل معوق و مع أن اخلرباالوراثية يكون تاتريها بنسبة قليلة يف إحداثها للعاهات و اإلعاقة لدى الطفل املولود إال انه حيدث أن تشترك

فمثال قد يـولد , يف التسبب يف هذا األمر بشكل كبري ) البيئية (العوامل الوراثية مع العوامل املكتسبة يفا ، ومع مرور الزمن و نظرا لإلمهـال املوجود يف البيـت من طفـل و معه إعاقة واحدة كأن يكون كف

, اخل ... أو حوادث املرور , طرف األم بشكل رئيسي أو وقوع حوادث قاهرة كالزالزل ، الفيضانات الشخص املصاب بإعاقة العمى تضاف إليه إعاقات أخرى كاإلعاقة احلركية مثال و يصبح / فإن هذا الطفل

عدد اإلعاقات فهنا نالحظ تالزم األسباب الوراثية مع األسباب املكتسبة يف حتويل هذا شخصا مت/ذا طفالالشخص إىل فرد ذو إعاقات متعددة و هذه احلاالت موجودة يف جمتمعاتنا املعاصرة بل إا تتزايد / الطفل

. بنسب مرتفعة ويرجع ذلك أساسا إىل ضغوط احلياة اليوميـة و تزايد تفكك األسر

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

79

.جهود اجلزائر يف محاية و رعاية األشخاص املعوقيــن: حث الرابع املب

خاصة إذا علمنا بأا , على االهتمام باملعوقني 1962 لقد عملت اجلزائر منذ نيلها لالستقالل عام فمنهم من قضى حنبه و منهم من بقي , كانت حتمل دينا اجتاه املواطنني الذين شاركوا يف احلرب التحرير

اين من تشوهات نتيجة إلصابته برصاصة أو قنبلة أو فقد أحد أطرافه نتيجة للتعذيب الشنيع الذي مارسته يع قامت اجلزائر باسترجاع سيادهتا الكاملة على نو ما إ. األجهزة األمنية و العسكرية لالستعمار الفرنسي

البناء و التشييد و كذا تقسيم الثروة مجيع التراب الوطين و الشروع يف بناء الدولة الوطنية و تكريس سياسةيالحظ بأن الدولة منحت أولوية ملعطويب احلرب و املعوقني يف مجيع و , الوطنية بني أبناء الشعب اجلزائري

: األصعدة و ميكن حصر جهود اجلزائر يف ااالت التالية . باملعوقني جهود اجلزائر يف جمال النصوص التشريعيــة اخلاصة : املطلب األول -

كما ذكرنا سابقا فإن اجلزائر ما إن استعادت سيادهتا الكاملة على تراا الوطين و شروعها يف بناء دولة وفق و جدت نفسها أمام حتديات جسام منها مشكلة ضحايا حرب , ايدة 1954 نوفمرب 1مبادئ ثورة

معطوبو احلرب و املعوقون بسبب احلرب أو , املشردون ,املهجرون, التحرير و منهم نساء و أبناء الشهداء - 63هلذا فقد عملت احلكومة آنذاك على إصدار قانون خاص بضحايا احلرب حتت رقم . ألسباب أخرى

و بعده بشهرين فقط قامت بإصدار قانون خاص باحلماية , 1963 أفريل 12 الصـادر بتاريخ 99 علما أن عدد املكفوفني 1963 جوان 8 بتاريخ 200 -63حتت رقم , االجتماعية للمكفوفني باجلزائر

كما أن الدولة قامت بإصدار مرسوم حتت ,1 شخص 60.000الذين مت إحصاؤهم يف تلك الفترة بلغ عن 1/20 الذين يقل نظرهم على نسبة لمكفوفني ملنح بطاقات ل1963 نوفمرب 8 بتاريخ 437 63رقم

هذا املرسوم اإلعفاء من دفع حقوق تذكرة السفر لصاحل درجة النظر العادي باإلضافة إىل ذلك فقد منح لتذكرة املقاعد يف احلفالت % 50الشخص املرافق لفرد مكفوف و منحت هلذا األخري ختفيض بـ

دج شهريا لكل 300العروض املسرحية و احملاضرات كما أن الدولة قررت تقدمي منحة بـ , املوسيقية و يالحظ أنه يف سنة 30/11/1980 وزاري صادر بتـاريخ شخص مكفوف و كان هذا نتيجة لقرار

.2 دج هلؤالء األشخاص 46457 قامت الدولة بتوزيـع ما مقداره 1966

1 - Mostefa ; BOUDIDA , « Rétrospective sur les Droits des handicapes en Algérie » , Revue Horizon Educatif , N° 15 , Edité par le Centre National de Formation des Personnels Spécialises des Etablissements pour Handicapes , 1999 , p 18 . 2 - Ibid , p 18.

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

80

من أجل حتمل الدولة لتبعات 8/6/1966 بتاريخ 156-66: يضاف إىل ذلك إصدار أمر حتت رقمقة يف اتمع اجلزائري من بينها األطفال املنحرفني و كما سبق فإن حرب التحرير تركت أثارا عمي

تصدعات اجتماعية رهيبة نتيجة للفاتورة الغالية اليت دفعها الشعب من أجل نيل حريته ففي العشرية األوىل ) سنة 20 -10( طفل ابن شهيد تتراوح أعمارهم ما بني 6000لالستقالل على سبيل املثال مت إحصاء والدين خمتلني عقليا و كذلك الكثري من األطفال املعوقني جسميا أو باإلضافة آالف األطفال املولودون من

عقليا والذين وجدوا يف حالة تشرد يف الشوارع و الطرقات من الذين ختلت عنهم أسرهم هلذا قامت الدولة بتاريخ 03-72بإصدار مرسوم رئاسي موقع من طرف الرئيس الراحل هواري بومديـن حتت رقـم

. 1ىل محاية الطفولة و املراهقني باعتبار أن هذا الطفل سيصبح رجل املستقبل يهدف إ10/02/1972و فيما خيص إعالم و توعية املعوق باألخطار النامجة عن حوادث العمل مثال فإن الدولة أصدرت قانونا يف جمال حوادث العمل و األمراض املهنية اليت قد تصيب الشخص العادي أو املعوق على حد سواء

من هذا 22,21,20,19 و جند ذلك يف املواد 1983 جويلية 02 الصادر يف 13-83: رقمحتت .1987 فيفري 10 الصادر بتاريخ 09-87: ، حتت رقم 2القانون تاله قانون للوقاية من حوادث العمل

27 الصادر بتاريخ 07-81: أما فيما خيص التدريب و التأهيل املهين فقد عين ا القانون رقم بتاريخ 34 -90باإلضافة إىل قانون متمم له مث أصدرت احلكومة قانونا أخر حتت رقم , 1981ن جوا واخلاص بتمهني املعوقني و فيما يتعلق بتوظيف و تشغيل املعوقني مت إصدار القانون 1990 ديسمرب 25 . 3 متعلق بعالقات العمل 1990 أفريل 21 الصادر بتاريخ 11-90رقم

مات االجتماعية قامت الدولة بإصدار قانون خاص بالتأمينات االجتماعية للمعوقني و يف جمال اخلد تضمنت اخلدمات الطبية و التكفل 08 ففي املادة رقم 1983 جويلية 20 بتاريخ 11-83حتت رقم

زة عالج العيون و توفري األجه, عالج األسنان , األدوية , اجلراحة , باملصاريف يف جمال الزيارات الطبية 100اخل كذلك جند بأن مسألة التعويض عن األدوية بالنسبة للمعوقني متثل ... املساعدة حلركة املعوقني

. 4لألصحاء % 80لصاحلهم و %

1 – Mostefa ; BOUDIDA , Op–cite , pp 18-19 2 - Abed el Ouahab ; BEN LATRECHE , « la Réinsertion sociale des personnes handicapées : le dispositif législatif » , Actes de la 3ème Rencontre Internationale , Organisée par le CNFPH , Constantine , du 08-09 Mai 1993 , p p 214-215 3 – Ibid , p p 217-219 . 4 - Ibid , p p 220-226 .

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

81

والذي أصدرته الدولة , أما آخر و أحدث نص قانوين فيما خيص عامل اإلعاقة و املعوقني الصادرة بتاريخ الفاتح من 34يف اجلريدة الرمسية اليت حتمل العدد اجلزائرية واملتمثل يف القانون الذي صدر

و الذي صادق عليه الربملان ووقع عليه السيد 2002 مايو سنة 1هـ املوافق لـ 1433ربيع األول عام مادة تتوزع 39 صفحات يشمل 6رئيس اجلمهورية و جاء هذا النص يف حوايل " عبد العزيز بوتفليقة "

مواد غري أن أهم 10و ا , حبيث أن الفصل األول تضمن أحكاما عامة خاصة باملعوقني على سبع فصول : 1 اليت تقرر ما يلي 03مادة يف هذا الفصل هي املادة رقم

: و هتدف محاية األشخاص املعوقني و ترقيتهم إىل ما يأيت . الكشف املبكر لإلعاقة و الوقاية منها و من مضاعفاهتا -1

ن العالجات املتخصصة و إعادة التدريب الوظيفي و إعادة التكييف ضما-2

ضمان األجهزة االصطناعية و لواحقها و املساعدات التقنية الضرورية لفائدة األشخاص -3 .و كذا األجهزة و الوسائل املكيفة مع اإلعاقة و ضمان استبداهلا عند احلاجة , املعوقني

.هين لألطفال املراهقني املعوقني ضمان تعليم إجباري و تكوين م-4ضمان إدماج األشخاص املعوقني و اندماجهم على الصعيدين االجتماعي و املهين ال سيما -5

.بتوفري مناصب عمل ضمان احلد األدىن من الدخل -6 .توفري الشروط اليت تسمح لألشخاص املعوقني باملسامهة يف احلياة االقتصادية و االجتماعية -7روط اليت تسمح بترقية األشخاص املعوقني و تفتح شخصيتهم ال سيما املتصلة توفري الش -8

.بالرياضة و الترفيه و التكيف مع احمليط تشجيع احلركة اجلمعوية ذات الطابع اإلنساين و االجتماعي يف جمال محاية املعوقني و ترقيتهم -9

يتهم يف إطار حياة عادية جيب أن تتم محاية األشخاص املعوقني و ترقيتهم و تطوير استقالل -10 ملنحة % 100 تنص مبنح األشخاص املعوقني الذين تصل نسبة عجزهم بـ 07 كما أن املادة

.شهريا ) دج 3000( تقدر بـ فينص على القوانني اخلاصة بالوقاية من اإلعـاقـة و الذي حيتوي على : أما الفصل الثاين

) .13,12,11( ثالثـة مـواد

، ملزيد من 2002 مايو 14 ، الصادرة بتاريخ 34 من آخر قانون خاص باإلعاقة واملعوقني الصادر باجلريدة الرمسية ، العدد 7 و3املادتني - 1

. يف قائمة امللحقات 03التوضيحات أنظر امللحق رقم

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

82

الذي يشمل على قوانني التربية و التكوين املهين و إعادة التدريب : ص الفصل الثالث وفيما خي : ( والذي يتوزع على تسعة مواد و هي على التوايل , الوظيفي وإعادة التكييف

22,21,20,19,18,17,16,15,14( ن للمعوق الذي يشتمل على قوانني خاصة باإلدماج و االندماج االجتماعيا: أما الفصل الرابع

) 29,28,27,26,25,24,23: (و الذي يتوزع على سبعة مواد و هي املواد , ) .32,31,30( أما الفصل اخلامس فيشتمل على ثالثة مواد و هي املواد

فيشتمل على قوانني خاصة باهليئات و يتوزع هو األخر على ثالثـة : أما الفصل السادس ) .35,34,33( مواد و هي

و يتوزع على أربعة مواد و هي , فيشتمل على أحكام خمتلفة و ختامية : ل السابع بينما الفص .*) 39,38,37,36(املواد

.جهود اجلزائر يف جمال إنشاء املراكز اخلاصة باملعوقيــن : املطلب الثاين -

اجلزائر حسب قبل ذلك جيدر بنا أن نتوقف عند آخر اإلحصائيات املتعلقة باألشخاص املعوقني يف : ،وهو كالتايل 1998 لسنة ONSالتعداد العام للسكان والذي أشرف عليه الديوان الوطين لإلحصائيات

يبني توزيع عدد األشخاص املعوقني حسب نوعية إعاقاهتم عرب التراب الوطين : 04اجلدول رقم

النسبة املئويــةعدد األشخاص املعوقيــن نوع اإلعاقــة

% 34.6 226.000 حركيااملعوقون % 32.3 211.000 الصم البكم

% 21.3 139.000 املتخلفون ذهنيا % 11.8 77.000 متعددي اإلعاقات

%100 653.000 امـــوع .- ONS إحصائيات صادرة عن الديوان الوطين لإلحصائيات: املصـــدر

، التعليم و التكوين يف توفري السبل الكفيلة ببناء سامهت اجلزائر بفضل سياساهتا يف جمال التربية لقد قاعدة صلبة يف إطار إعداد إطارات الغد خاصة إذا علمنا أا تبنت مشروع دميوقراطية وجمانية التعليم جلميع

. مة امللحقات يف قائ03 ملزيد من التوضيحات أنظر امللحق رقم - *

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

83

أبناء الشعب اجلزائري ، باإلضافة إىل ذلك اهتمت أيضا بتعليم و تكوين فئة املعوقني سعيا منها إلعدادهم و هكذا فقد قامت بإصدار قانون خاص يف هذا اال يف اجلريدة الرمسية , ماجهم اجتماعيا و مهنيا بغية إد

و يهدف هذا القانون إىل إنشاء مراكز طبية 1980 مارس 08: الصادر بتاريخ 59-80حتت رقم املكفوفني و على هذا األساس مت إحداث مدرسة لألطفال, تربوية و مراكز متخصصة يف تعليم املعوقني

بعدما كانت هذه املدارس املتخصصة مقتصرة 1963خاصة ملستوى التعليم األساسي مبدينة قسنطينة سنة .1 مدارس إحداها موجودة بالعاشور باجلزائر العاصمة و الثانية يف تيبازة و الثالثة يف بسكرة 03على

لتراب الوطين حبيث طلبت وزارة و بعد هذا التاريخ عرفت اجلزائر إنشاء مدارس عديدة عرب كامل االعمل و احلماية االجتماعية آنذاك املركز الوطين لتكوين اإلطارات املختصة يف املؤسسات املعوقني بقسنطينة

)CNFPH( بإعداد و تأمني اإلطار البيداغوجي لتدريس هؤالء املعوقني عرب الوطن كما جند بأن هذا املركز 3259 مدرسة لصغار الصم تدرس 33معوق يتوزعون على طفل 8750يشرف و يتكفل بتدريس

مدرسة لألطفال الصم 16طفل على املستوى الوطين من بينها والية اجلزائر العاصمة اليت تشتمل على مراكز قليلة 4 طفل و 633 مدارس لصغار املكفوفني تضم 10 طفل باإلضافة إىل 150وهي تضم

من 204يتكفل بتعليم مركز طيب بيداغوجي و الذي54 إىل باإلضافة, طفل500التجهيز تضم حوايل مراكز طبية بيداغوجية خاصة باملتخلفني ذهنيا تضم ما بني 4يضاف إىل ذلك , األطفال املعوقني حركيا

فرد 4000 و3500و ) FNPEI( هيئة حتت إشراف الفيدرالية الوطنية ألولياء األطفال املعوقني 28 كما يوجد حوايل

مؤسسة خاصة بتعليم املعوقني على مستوى التراب الوطين يضاف إىل 130ا ميكن القول بأن هناك ذ مركز للتكوين املهين والتأهيل عرب التراب الوطين لألصحاء كما أا قادرة على 327ذلك وجود حوايل

.2استقبال و تكوين و تأهيل املعوقني مهما كانت نوعية إعاقتهم مركزا 91تايل املراكز التربوية للمعوقني على املستوى الوطين و اليت يبلغ عددها و يبني اجلدول ال

11.860خاصا باستقبال و تعليم خمتلف املعوقني فبالرغم من قدرة استيعاب هذه املركز اليت تقدر بـ .3 شخص فقط 7131شخص إال أنه مت التكفل بـ

1 – Mostefa ; BOUDIDA ,Op-cite , p 19 2 - Ali ; KOUADRIA , “Scolarisation et formation de l’enfant handicape dans la société algérienne » , Revue Horizon Educatif , n° 09 , CNFPH , sn° éd , pp 1-4 .

، كلية التربية البدنية )غري منشورة (مذكرة ليسانس ، " أسباب تأخر ممارسة الكرة الطائرة لدى فئة املعوقني حركيا يف اجلزائر "مانة ، عطية ؛ تناح ، علي ؛ د– نبيل ؛ أجمكوح – 3 . 18 ، ص 1998والرياضية ، دايل إبراهيم ، جامعة اجلزائر ،

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

84

.سب نوعية إعاقتهم عرب التراب الوطين يبني توزيع مراكز املعوقني ح : 05اجلدول رقم

نوع اإلعاقــةعدد األشخاص املعوقني املوجودين عرب التراب الوطين

قدرة االستيعاب عدد املراكــز

2000 12 735 املكفوفني 4100 27 2840 البكم, الصم

4490 45 3253 املتخلفون ذهنيا 370 03 176 املعوقون حركيا

املصابون باألمراض 900 04 127 لنفسيةا

11860 91 7131 امــــوع .*احصائيات صادرة عن مديرية احلماية االجتماعية بوزارة العمل واحلماية االجتماعية سابقا : املصـــدر

: مراكز فقط خاصة باملعوقني حركيا موزعة كالتايل3 , 91غري أنه يوجد ضمن هذه املراكز الـ .و مركز ثالث ببلدية ميسرغني يف والية وهران , اجلزائر و آخر بالشطية يف والية الشلف مركز ببلدية احلراش يف

شخص معوق حركيا إال أن املالحظ هو أا تتكفل 370و تبلغ قدرة استيعاب هذه املراكز الثالثة , ضئيلة جدا حالة فقط و هذا معناه أن عددها غري كاف كما أن قدرهتا االستيعابية تعد 176حاليا حبوايل

.1 مقارنة بنسبة األشخاص املعوقون يف اجلزائر .جهود اجلزائر يف جمال التعليم و التأهيل املهين للمعوقيـن : املطلب الثالث -

كما ذكرنا سابقا فيما خيص آخر قانون أصدرته الدولة اجلزائرية فيما يتعلق باإلعاقة و الدي نشر ذا القانون يدعو صراحة وباألخص يف فصله الثالث املعنون بالتربية و التكوين الصادر يف اجلريدة الرمسية فه

.املهين وإعادة التدريب الوظيفي و إعادة التكييف

،ص مرجع سابقنبيل؛اجمكوح ،عطية؛تناح ،علي؛دمانة ،: مذكرة الليسانس مننضرا لشح املعطيات الدقيقة من مصادرها احلقيقية نقلنا هده املعلومات من

18* .18ص , مرجع سابق - 1

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

85

: من هذا القانون تنص على ما يلي 14فاملادة جيب ضمان التكفل املبكر لألطفال املعوقني كما يبقى التكفل املدرسي مضمونا بغض النظر عن مدة -

.تمدرس أو السن طاملا بقيت حالة الشخص املعوق تربر ذلك ال : من نفس القانون على ما يلي 15بينما تنص املادة

خيضع األطفال و املراهقني املعوقون إىل التمدرس اإلجباري يف املؤسسات التعليم و التكوين املهين - الوسط املدرسي و املهين و الوسط أقسام و فروع خاصة هلذا الغرض ال سيما يف, هتيأ عند احلاجة -

. اإلستشفائي يستفيد األشخاص املعوقني املتمدرسون عند اجتيازهم االمتحانات ظروفا مادية مالئمة تسمح هلم -

بإجرائها يف إطار عادي .1 حتدد كيفيات تطبيق هذه املادة عن طريق التنظيم -

لصاحل تعليم و مهية اليت أولتها و قررهتا الدولة اجلزائرية نالحظ من هاتني املادتني على سبيل املثال األو ما يترتب عنه من إنشاء للمدارس و املراكز وكذا إعداد , تدريس األطفال املعوقني و تكوينهم مهنيا

اإلطارات الالزمة لذلك و ميكن أن نالحظ هنا أن الدولة أخذت على عاتقها مسألة التكفـل باألطفال تدريبهم مهنيا بعد ذلك كما أن جمانية التعليم مضمونة هلم على قدم املساواة مع األطفال املعـوقني و ب

يرون بأن هذه اجلهود , األصحاء و بالرغم من سعيها لبناء مدارس خاصة باملعوقني إال أن بعض املالحظني هو أقل حظا من كما أن الشخص املعوق الذي يسكن يف الريف,غري كافية نظرا حلجمهم املتزايد سنويا

رفيقـه املعوق الذي يسكن يف املدينـة يف نيل القسط الوافر من التعليـم و التكوين حبيث تنتشر ظاهرة ويضاف إىل ذلك بعد املراكز , األمية بينهم يف الريف نتيجة إلمهال األسرة و اتمع بالتكفل الفعال م

شرعت يف جتربة جديدة أال و هي فتح أقسام كما أن الدولة, املتخصصة عن أماكن سكن هذه الفئة خاصة باملعوقني يف املدارس العادية التابعة لوزارة التربية الوطنية من أجل تسهيل إدماج هذه الشرحية اجتماعيا مع األطفال العاديني و هتيئة األجواء لتقبلهم يف املستقبل القريب وقد جسدت هذه الفكرة ميدانيا

على أمل تعميمها عرب باقي التراب الوطين غري أن العائق , الية اجلزائر وحدها قسما يف و16بافتتاح األكرب هلذه التجربة هو وضعية الربنامج الدراسي و نوعية األقسام باإلضافة إىل كفاءة املعلمني و املؤطرين

دهتا السيما يف املختصني يف تعليم األطفال املعوقني و ميكن القول بأن هذه التجربة ستمهد الطريق إلعا

.03ص , مرجع سابق, اجلريدة الرمسية - 1

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

86

مراكز التكوين املهين و التمهني و اليت إن وفرت هلا اإلمكانيات الالزمة فحتما تتوج بإجنازات باهرة لصاحل 1املعوقني هذا من جهة و للدولة من جهة أخرى يف إطار ختفيض النفقات املالية الباهظة املخصصة هلم

. هذه الفئة كاالتفاقية املوقعة بني وزارة العمل كما جند جهودا أخرى بذلت من طرف الدولة لصاحل

و الشؤون االجتماعية و وزارة التربية الوطنية على إدماج و تدريس أكرب عدد من األطفال الصم يف املدارس النظامية العادية حبيث " الصم البكم " باإلضافةإىل مسامهات أخرى مشلت إنشاء أقسام لألطفال

بتمويل هذه املدارس بالعتاد الضروري اخلاص بتعليم هذه ) UNICEF(ية تقوم منظمة اليونيسيف األمم . 2الشرحية

فيما خيص جمال التكوين املهين و التأهيل لألشخاص املعوقني يالحظ أن هناك ازديادا مضطردا هلذه و -ة املراكز عرب التراب الوطين كما أن هذه األخرية شرعت يف استحداث فروع جديدة حسب الطلب خاص

إذا علمنا أن هناك جلنة عمل شكلت من طرف السلطات للنظر يف احتياجات و متطلبات قطاع التكوين .3 وفروعه اخلاصة باملعوقني

إال أنه و بالرغم من هذا االهتمام و اهودات املبذولة من طرف الدولة فإن بعض املالحظني يرون بأن -بعيدة عن اآلمال املرجوة من مسامهة هذا القطاع يف حماربة اجلهل نسبة تعليم املعوقني يف اجلزائر ال زالت

واألمية لدى هذه الشرحية فبالنظر إىل أن سلك التعليم االبتدائي العادي يضم بني صفوفه ما يقارب موزعني بني خمتلف األقسام إال انه سجل انتقال نسبة قليلة منهم من الطور , طفل معوق 240.000

. الثاين فقط األول إىل الطور طفل معوق متمدرس فقط يتمكنون من الوصول إىل التعليم الثانوي و هو ميثل ما 11.000 كما أن -

16.000 كما أن التعليم املتخصص املسري من طرف قطاع اخلدمات االجتماعية يتكفل بـ % 5نسبته . 4 مؤسسة 116طفل موزعني على

ن أجل ضمان احلد األدىن من الشروط الالزمة لفتح الباب مما سبق ميكننا القول بأن اجلزائر سعت ممبصراعيه أمام املعوقني و أسرهم من اجل إدماج أبنائهم يف املؤسسات التعليمية العادية أو فيما خيص املؤسسات املتخصصة يف تعليم املعوقني و ألجل استمرار و استثمار هذه اإلرادة السياسية جيب أن تتضـافر

1 - Ali ; KOUADRIA , Op-cite , p 3. 2 - Rais Mohamed ; EL HADI , « Evaluation de l’action sociale de l’état en faveur des personnes handicapées », Actes de la 3ème Rencontre International , Op– cite , p 43 . 3 - Ibid , p 44, 4 -Rais Mohamed ; El HADI , Op –cite , p 42.

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

87

من القمة إىل القـاعدة من اجـل نشر ثقافة العدل بني املواطنني لكي ينال كـل جهود اجلميع . اخل ... فرد نصيبه منها بكـل نزاهـة و مصداقيـة و منها احلقوق املتعلقة بالصحة ، العمل و األمن

. جهود اجلزائر يف جمال اخلدمات االجتماعية اخلاصة باملعوقيـن: املطلب الرابع -

ال شك فيه أن مسألة تكفل الدولة اجلزائرية مبيدان اخلدمة و الرعاية االجتماعية للمعوقني مما باعتبار وضعيتهم داخل اتمع و نتيجة حلاجتهم امللحة هليئة عليا تتكفل بشؤوم خاصة يف اال

, ولية ، اإلفريقية االقتصادي و ألن اجلزائر كانت من بني الدول اليت وقعت على اللوائح و القوانني الدفالقوانني العربية اخلاصة باإلعاقة و املعوق و ذا فقد أخذت على عاتقها مسؤولية رعاية و محاية

تإذن ميكن تصنيف هذه االلتزاما, األشخاص املعوقني و ترقيتهم و العمل على إدماجهم يف شىت األصعدة األشخاص املعوقني يف إطار اخلدمات االجتماعية املتبناة من طرف الدولة يف خانة دعمها املمنوح لصاحل

. واإلنسانية

18: الصادر بتاريخ 96/471و هلذا الغرض قامت الدولة بإصدار مرسوم تنفيذي حيمل رقم بتنظيم مجيع اجلهات املسؤولة عن تقدمي اخلدمات املتعلقة بالنشاط ها يهدف إىل اهتمام1996ديسمرب

1998 مارس 16 الصادر بتاريخ 12بتدعيم هذا املرسوم بقرار وزاري حيمل رقم مث قامت . االجتماعي ينص أساسا على تنظيم خدمات النشاط االجتماعي و يدعو إىل توحيد خمتلف هذه املصاحل يف مكتب واحد

أن كما يوضح هذا القرار بالتحديد خمتلف ااالت اليت ميكن ) DAS(أال و هو دائرة الشؤون االجتماعية ، بعد أن قامت الدولة 1 اإلدماج االجتماعي و التضامن , تتدخل فيها هذه اهليئة كاحلماية االجتماعية

بإنشاء هذه اهليئات يف كل الواليات املوجودة عرب الوطن و بغض النظر عن التشريعات القانونية و املراكز وزارة التضامن واحلماية " كاملة أال وهي البيداغوجية و التكوينية اليت عملت على إجنازها و ختصيص وزارة

هذا بغض النظر عن اخلدمات الطبية املتخصصة , آنذاك للتكفل مبطالب و احتياجات املعوقني " االجتماعية فقد قـامت بإصدار قوانني يف , يف رعاية هذه الفئة باإلضافة إىل اهتمامها بتشغيـل و توظيف املعوقني

و الذي يدعو إىل ختصيص 1982 ماي 5: الصـادر بتاريخ 180 -82:قم هذا اال أمهها القانون ر 21: الصادر بتاريخ 11-90نسبة معينة من مناصب العمل لألشخاص املعوقني كما أن القانون رقم

منه على إلزامية ختصيص مجيع اهليئات 16 املتعلق بعالقات العمل الذي تنص املادة 1990أفريل

1 - Messaouda ; MELIANI , les possibilités et les limites du dispositif d‘action sociale en faveur de la personne handicapées , Revue Horison Educatif , n ° 15 , Op-cite , pp 34-35

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

88

هذا و يالحظ بأن املؤسسات , 1 ة ملناصب العمل لألشخاص املعوقنيواملؤسسات اإلنتاجياالقتصادية واخلدماتية مل تلتزم بشكل كبري بتطبيق هذا القرار مما أثر على حجم سوق اليد العاملة للمعوقني وهذا مما انعكس سلبا عليهم وبالتايل تفشت بينهم ظاهرة البطالة اليت تعترب آفة عويصة تعاين منها جل

شرائح اتمع اجلزائري حلد الساعة و باإلضافة إىل ذلك فإن الدولة اجلزائرية عملت على إنشاء مؤسسة EPIH ( Enterprise Public d’Insertion(و املسماة اختصارا , عمومية من أجل إدماج املعوقني

d’Handicaps هذه املؤسسة غري أن , 52/12/1991: الصادر بتاريخ 91/ 535: مبوجب قرار رقم، يتواجد مقرها العام يف منطقة 2 وحدة تابعة 22الزالت تتخبط إىل اليوم يف مشاكل مجة حبيث تتصل ا

ONABROS"األبيار باجلزائر العاصمة و نتيجة للضائقة املاليـة اليت ورثتها عن املؤسسة السابقة و املسماة .ت يف حاجة للدعم املايل من طرف الدولة باإلضافة لعدم دفعها ألجور عماهلا وموظفوها الزال"

و يف إطار بقية اخلدمات اليت تقوم ا مصاحل الشؤون االجتماعية جند خدمة توزيع بطاقات 26 -89اإلعاقة اليت تنمح امتيازات معينة للمعوق و يف هذا اال قامت الدولة بإصدار القانون رقم

تنص 89-80-31 حبيث أن املادة 1990املالية لسنة من قانون 21/12/1989:الصـادر بتـاريخكما خصص املقرر الوزاري املشترك بني وزارة املالية , ITS ( 3(على إعفاء العمال املعوقني من ضريبة

الصادر SG / MAS/336: ووزارة العمل و الشؤون االجتماعية بطاقة خاصة باملعوق وفقا للمرسوم رقم املعدل لشروط و طريقة توزيع البطاقات 31/01/1993تمم مبرسوم رقم و امل1990 ماي 29بتاريخ

:، و هي على التوايل 4 فئات 05و هكذا فإن هذه البطاقة أصبحت من حق .1/20و هم الذين تقل نسبة الرؤية عندهم عن : املعوقون املكفوفني -أ . ديسبال70 و هم الذين تقل نسبة السمع عندهم عن: املعوقون الصم البكم -ب .% 50و هم الذين تقل نسبة حركتهم اجلسمية عن : املعوقون حركيا -ج .% 80و هم الذين تقل نسبة قدرهتم العقلية عن : املعوقون املتخلفني ذهنيا -د .و هم الذين حيملون أكثر من إعاقة : متعددي اإلعاقة - هـ

1 - Mostefa ; BOUDIDA , Op–cite , p 22. 2- Ibid , p 23 3 - Ibid , p 24 . 4 - Fadila ; BELKADI , « Prise en charge des personne handicapées par le service de la protection des catégories défavorisées DAS de Constantine » , Revue Horizon Educatif , N°15 , Op–cite, p 40 .

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

89

ن و ليها معوقا و بدون دخل فإنه يتلقى منحة عائلية و فيما خيص املنح العائلية فإن كل عائلة يكو أشخاص معوقني تتكفل م حيق هلا 03 دج شهريا كما أن العائالت اليت لديها 900.00تقدر بـ

معوق و مصاب مبرض صدج شهريا كمنحة عائلية و يضاف إىل هذا كل شخ120.00االستفادة من مبلغ ( حيق له احلصول على منحة عائلية تقدر مببلغ % 100منحة بنسبة من األمراض املزمنة و ال يستفيد من أي

.1شهريـا ) دج 300, من تذاكر السفر % 50 و يضاف إىل كل هذا استفادة املعوقني بدون دخل بتخفيض بنسبة .سنوات 03كذلك يستفيد من اإلعفاءات اجلمركية املتعلقة باسترياد السيارات املستعملة ملدة

والصادر 84-93: و رقم21/03/1989: الصادر بتاريخ 35-89: ن القرارات التنفيذية رقم كما أكل ,15/09/1995: الصادر بتاريخ47: باإلضافة إىل املرسوم الوزاري رقم23/03/1993: بتاريخ

. 2 اهلدف للمعوقني كما تتعهد السلطات باملساعدة لتحقيق هذاتهذه القرارات تعطى األولوية إلجيار السكنا و يف إطار تكفل الدولة بتشغيل األشخاص املعوقني بواسطة دعم الشبان منهم ألجل إنشاء مؤسساهتم

حبيث قامت مكاتب اخلدمات ENSEJاملصغرة بأنفسهم عن طريق املؤسسة الوطنية لدعم وتشغيل الشبابأجل االستفادة من القروض املصغرة االجتماعية مبساعدة مجعيات املعوقني بالتوسط لدى البنوك العمومية من

.3اخل خاصة باملعوقني .....إلنشـاء تعاونيـات و مقاوالت املعوقني أنشئت تهم و فيما خيص العتاد و األجهزة املساعدة على احلركة املعوقني ويف إطار رعـاي

( ONAAPH)" قنيالديوان الوطين للعتاد واألدوات االصطناعية املساعدة لألشخاص املعـو"الدولـة إن إنشاء هذا الديوان يهدف إىل تلبية حاجيات هذه الفئة على اقتناء األجهزة و األعضاء 1988سنـة

االصطناعية املساعدة على احلركة حبيث يتوىل هذا الديوان صناعة هذه األجهزة وفق املقاييس العاملية وضمان سد حاجيات املعوقني يف هذا اال و التخلص تدرجييا من التوزيع احلسن هلا عرب التراب الوطين و العمل على

وحدة إنتاجية و 13إشكالية االسترياد الذي يكلف الدولة مبالغ باهضة من العملة الصعبة حبيث مت إنشاء :تتمثل يف ما يلي ، 4 مركز للنظارات حبيث حقق هذا الديوان نتائج مرضية 40 خمزن و 02 ملحق و 22

.% 100املكفوفني و عكازات الدعامة بنسبة إجناز عصي -أ .% 60بنسبة ) لتقومي األعضاء ( إجناز األجهزة األورتوبيدية -ب .% 80 إجناز الكراسي املتحركة بنسبة -ج

1 - Mostefa ; BOUDIDA , Op–cite , p p 25-26 . 2 - Ibid , P 27 3 - Ibid , p 28 . 4 - Rais Mohamed ; EL HADI , Op-cite , p p 44- 45 .

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

90

املتعلق باحلماية االجتماعية مت التوقيع على اتفاقية 00 -83 من قانون 60و يف إطار تطبيق املادة

من جهة CNASديوان من جهة و بني الصندوق الوطين للتأمينات االجتماعية بني هذا ال 55: حتت رقمثانية وهذا من أجل ضمان التعويض املايل من طرف هذا الصندوق لألشخاص املعوقني جراء شرائهم ألجهزة و

عوقني جملس و طين استشاري حلماية امل" عتاد من الديوان اآلنف ذكره يضاف إىل كل هذا إقرار الدولة بإنشاء الذي عدل و 381-92: لتدارس املشاكل اليت يعاين منها املعوق بصفـة عامـة وظهر هذا يف القرار رقم"

حيث قام هذا الس بعدة اجتماعات 12/12/1981: الصادر بتاريخ338 -81: متم بقرار آخر رقم . 1يف هذا الشأن

اعي فإن املشرع اجلزائري مسح ذا النوع و فيما خيص العمل اجلمعوي ذي الطابع اإلنساين و االجتم: من التنظيم الذي تكون فيه املبادرة األوىل للمواطنني حبيث ظهر القانون الذي مسح بإنشاء اجلمعيات حتت رقم

الصادر 15-87: و الذي حيدد أشكال تطبيق القانون رقم02/02/1988: الصادر بتاريخ 88-15 و الذي 04/04/1990: الصادر بتاريـخ31-90: انون رقـم وصوال إىل الق27/07/1987: بتاريخ

، كما مسح هلا بالنشـاط و العمل على ترقية إسهامات املواطن 2يسهل اإلجراءات الالزمة إلنشاء اجلمعيات يف تعزيز مكانته و مكانة الوطن و بفعل هذا القانون تشكلت عدة مجعيات حملية و روابط والئية للمعوقني و

أخذت على عاتقها التكفل بإنشغاالت هذه الفئـة احملرومــة و العمل على متثيلها و الدفاع عنها فدراليات و جتميع أكرب عدد من املنخرطني املعوقني يف هذه اجلمعيات كما أن الدولة تكفلت بدعمها ماديا ومعنويا يف

هذه الصعوبات مشاكل املقرات ، حدود نشاطاهتا املقدمة رغم املشاكل اليت اعترضت سبيلها ويبقى على رأس سواء كانت تغري أن الدولة أقرت بتخفيض الضرائب عن كل املؤسسا, التجهيزات و كذا االعتمادات املالية

عمومية أو خاصة اليت تقوم بتمويل نشاطات مجعيات املعوقني و من بني هذه اهليئات اليت تنشط يف هذا امليدان من الشعب % 10و ترى رئيسة هذه الفيدرالية بأن ما نسبته )يديرالية وطنيةف( جند فيدرالية املعوقني حركيا

اجلزائري معوق بإعاقات متنوعة و تطالب بتبين سياسـة واقعيـة و ملموسة حلماية األشخاص املعوقني بعيدا و اليت عن كل املساومات و عن السياسـة الدمياغوجيـة اليت ستكون هلا نتائج و خيمة غري حممودة العواقب

ستزيد من هوة الالمساوات االجتماعية بني أفراد اتمع و بكل تأكيد سيكون أكرب خاسر نتيجة هلذا اإلمهال . 3شرحية املعوقني و اتمع على حد سواء

1 - Mostefa ; BOUDIDA , Op–cite , p 28 . 2 - Rais Mohamed ; EL HADI , Op–cite , p 47 3 – Atika ; El MAMERI , « Situation des personnes handicapées moteurs en Algérie à travers Le veçu d’ une association » , Actes du 3ème Rencontre International , Op–cite , P 212 .

سوسيولوجيــا اإلعاقـــة و ذوي االحتياجـــــات الخاصـــــة الفصـل الثالـث

91

بأنه ذلك الفرد الذي خيتلف عمن يطلق : نستطيع أن نصف الشخص املعوق يف ابسط تعريف له

النواحي اجلسمية و العقلية أو االجتماعية إىل درجة تستوجب منا تأهيله تأهيال خاصا عليه لفظ سوي يف .لتمكينه من استخدام أقصى ما تسمح به قدراته و مواهبه

غري أن منظمة الصحة العاملية يف تصنيفها للمعوقني تذهب إىل أن هناك فئتني كبريتني من املعوقني رئيون أي هم الذين ميكن متييزهم بإحدى اإلعاقات كالصم البكم هم يف الدرجة األوىل املعوقني امل

بينما يوجد . أو هم الذين ظهرت عندهم إعاقة أو أكثر , املتخلفون ذهنيا , املعوقون جسميا , املكفوفني اخل ... السكر , السرطان , معوقون آخرين غري مرئيون و هم الذين يعانون من أمراض مزمنة كداء القلب

العامل الوراثي بسبب انتقال : و يرجع املختصون و األطباء أسباب اإلعاقة إىل سببني جوهريني مها هذا بعض اخلصائص الوراثية املشوهة من الوالدين إىل ابن أو اكثر من أبنائهم و يكون سببا واضحا يف إظهار

ارجية كتقاعس األبوين يف عالج اإلعاقة لدى الفرد بينما يرجع العامل الرئيسي الثاين لعوامل مكتسبة أو خطفلهما املصاب أو أخطاء مرتبطة بالتوليد و اليت غالبا ما تتسبب فيها القابلة أو نتيجة حلوادث العمل أو

.اخل ... احلروب أو األوبئة , املرور تويات أهم كما تناولنا يف هذا الفصل جهود الدولة اجلزائرية يف جمال خدمة و رعاية املعوقني فتطرقنا حمل

النصوص القانونية املتعلقة م يف مجيع ااالت وكذا تناولنا جهودها يف جمال تعليم و تكوين هذه الفئة املهمة كذلك حاولنا تقصي حقيقة مبادرات إنشاء املرافق و التجهيزات اليت وفرهتا من اجل التكفل اجليد

. م مث تعرضنا ألهم اخلدمات اليت خصصتها هلم األخري ميكننا القول بأن الدولة قامت جبهود معتربة لصاحل املعوقني يف عدة جماالت غري أا و يف

تبقى غري كافية نتيجة لنقص التأطري املتخصص وتنصل بعض أصحاب القرار واملسؤولني يف أداء واجباهتم بلة يضاف إىل كل ذلك جتاه هذه الفئة كما أن نقص الوعي لدى هذه الشرحية وهتميشها لنفسها زاد الطني وهو أكرب مشكل يؤرق معاناهتا يف حصوهلا على العتاد االصطناعي الذي صمم ملساعدهتا على احلركة

هذه الشرحية وكذا تعرضها آلثار األزمة االجتماعية واالقتصادية اخلانقة اليت انعكست سلبا على أداء وحياة تعاملنا معهمجل األشخاص املعوقني و هذا ما التمسناه من خالل

.

خالصـة الفصـل

التوجهات النظریة المعاصرة لنظریة الدور: لمبحث األول ا دور المجتمع المدني في مجال التوعية و التحسيس: المبحث الثاني دور المجتمع المدني في التكفل بالمعوقين: المبحث الثالث مة المعوقين اجتماعيا دور المجتمع المدني في مجال خد: الرابعثالمبح

:الفصل الرابـع ادوار و واجبات جمعيات

المعوقين

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

92

: متهيـــد -

وهي بذلك عبارة عـن تـراث , مبنظومة من املعايري و القيم املنهجية , يرتبط البحث العلمي أساسا

ويشكل هذا اإلرث النظري خزان معريف ال ميكن االسـتغناء عنـه ويف , أكادميي متوارث من رعيل آلخر كانت موضوعاته مزجيا من االهتمامات الفلسفية والنظرية ) لوجيايووسعلم الس (الواقع فإن علم االجتماع

احملضة إىل أن برزت املدرسة األجنلوساكسونية فهي اليت أخضعت ظـواهر علـم االجتمـاع للقيـاس و .التجريب

ويف هذا البحث الذي بني , اخل ... وبذلك ظهرت تقنيات وأدوات كاملالحظة ، االستمارة و املقابلة ومن املعروف أن هـذه األخـرية مت " نظرية الدور " طرتنا حيثياته للتعامل مع نظرية عريقة هي إظ, أيدينا

كما أن املتخصصني يف علم النفس االجتماعي أضافوا إليها , اكتشافها من طرف علماء األنتربولوجيا أوال نوعا ما باإلجتـاه أو وهذه النظرية ترتبط . إسهامات السوسيولوجيني يف هذا اإلطار ىالكثري كما ال ننس

املكانـة , التوقعات, احلقوق ، الواجبات : التيار الوظيفي ونلمس هذا جليا من خالل تقاطعهما يف مفاهيم اخل وألن لظاهرة تمع املدين املتمثلة خاصـة يف مجعيـات رعايـة ... واملراكز االجتماعية , االجتماعية

". ذوي االحتياجات اخلاصة " فئة املسماة علميا املعوقني عدة أدوار يف جمال االهتمام ذه الوذا حاولت من خالل هذا الفصل أن أتطرق جلميع األدوار املمكن أن تقوم ا هذه التنظيمات يف الواقع املعيش دف ترقية أدائها بغية الوصول إىل بناء نوع من الثقة بني هذه اجلمعيات واألشخاص املعوقني

؛ وذا عملت على إبراز بط بني ظاهرة اتمع املدين و املعوقني عن طريق نظرية الدور مث سعيت حملاولة الر العوامل املشتركة بني مفاهيم الدور ، اتمع املدين واملعوقني بنوع من الدراسة والتحليل املعمق كمـا أن

غاية إعدادها علـى النحـو الفكرية األوىل ا إىل تتناول هذه النظرية دفعين لتتبع مسارها منذ اإلرهاصا .املتواجدة به يف يومنا هذا ، والذي تواضع عليه كثري من العلماء و الباحتني

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

93

.ة الــدورـرة لنظريـة املعاصـات النظريـالتوجه: املبحث األول

ألن هلا عالقة تبادل كتشكل النظرية العلمية دعامة أساسية لتقدم أي علم قائم بذاته وذل فالنظريـة تقـوم بتزويـد , تصاص من العلوم املوجودة واملتداولة يف اجلامعات ومراكز البحث مع هذا االخ

كما أا تعترب , الباحث أو العامل بنسق من القيم واملفاهيم املتحقق منها نتيجة جلهود وتراكمات معرفية حثيثة ألخرية بسعيه املستمر للتحقق كبوصلة إلرشاد هذا الباحث للوجهة اليت ينتهجها كما أن العلم يرتبط ذه ا

ومن هنا ميكن أن نقول بأن العلوم اإلنسانية واالجتماعيـة . من أطروحتها على الصعيدين التجرييب وامليداين وال غرابة إذا علمنا بأن هذا التنظري ترك آثارا جلية , ترتبط ارتباطا وثيقا باإلرث النظري الذي رافق تقدمها

أو جمتمع , كاتمع األملاين النازي , لىتصورات نظرية وإيديولوجية حبثة عا على جمتمعات ارتكزت يف نشأهت اخل ، مع العلم بأن النظرية املاركسية هلا وزا البالغ يف العلوم ... أو جمتمع روسيا الشيوعية , إيطاليا الفاشية

الظـواهر االجتماعية بصفة عامة وعلم االجتماع بصفة خاصة وألن السوسيولوجيا هـي علـم دراسـة تفسري الواقع االجتماعي املعيش فمن هنا يظهر دور النظرية السوسيولوجية هو االجتماعية وهدفها الرئيس

, تنا للواقع بصفتها املادة األولية للنظريةاإننا نستخدم دراس : "...Ian CRAIBيقول , يف فهم هذا الواقع، ومن هنا يظهر الدور التبـاديل بـني 1..."للواقع ونستخدم نظريتنا كي تساعد على فهم النتائج دراساتنا

.النظرية السوسيولوجية وعلم السوسيولوجيا يف خدمة بعضهما البعضثر البـالغ يف هذه الدراسة اليت بني أيدينا سنتطرق لنظرية الدور حبكم أا نظرية مرموقة ونتيجة لال

اد مهزة وصل بني ظاهريت اتمـع املـدين الذي تركته يف حقل العلوم االجتماعية ، حبيث عملت على إجي :حيث سنتطرق إليها كما يلي, واملعوقني

.اجلذور الفكرية األوىل لنظرية الــدور: املطلـب األول-زالت تشكل حمل خالف من طرف العلماء والباحثني يف طريقـة الأن نظرية الدور بمما الشك فيه

لوجية اليت إرتكزوا عليها غري أن أهم نقطة يوإليها واملشارب األيد تفسريها نتيجة لتعدد املدارس اليت ينتمون وفق ثالثة مدارس علمية أال وهي نظرة املدرسة األنتربولوجية تستوقفنا يف هذا اجلانب هو اختالف تفسريها

، إصـدارات الـس 244غلوم حممد حسني ، سلسلة كتب عامل املعرفة ، العدد : ، تر لنظرية االجتماعية من بارسونز إىل هابرماس ا إيان ؛ كريب ، -1

.22 ، ص 1999الوطين للثقافة والفنون واآلداب ، الكويت ، ب ط ،

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

94

و املدرسة السيكولوجية واملدرسة السوسيولوجية وانتهاءا بنظرة املدرسة السيكوسوسيولوجية وهـذا مـا

. سنتعرض له الحقاـ ع الدارسـون علـى أن اإلرهاصـات األوىل لنظريـة الـدور إمنـا ظهـرت يف ـ يكاد جيم

املسرحية وبأن فن املسرح هو الذي جلب االنتباه ألمهية الدور يف حيـاة (SHAKESPEAR)أعمال الدنيا مسرح كبري "... الفرد اليومية ولعل هذا النص الذي بني أيدينا هو أبلغ دليل على ذلك يقول شكسبري

يلعب أكثر من والفرد الواحد , هلم خمارجهـم وهلـم مداخلهم , وكل الرجال والنساء ماهم إال ممثلون بل متململ بني ذراعي , يف وقت واحد وفصول املسرحية تتكون من سبع مراحل ففـي البداية رضيع دور .1 ..." مث , مربية

ثة تارخيية أوحت لنا للبـاحثني واملختـصني يف العلـوم وبعد هذه اإلطاللة البسيطة على أهم حاد ن اإلرهاصات األوىل لدى أهم آلونستعرض ا , االجتماعية من أجل إجياد نظرية خاصة تسمى نظرية الدور

:الباحثني الذين قاموا بدراسة مستفيضة يف هذا اجلانب وهم كالتايل :املتعلقة بنظرية الدور) جورج زميل(أعمال -أ

, أعماله يف هذا اال يف حتليله ملاهية األدوار االجتماعية يف سياق التفاعل االجتمـاعي لقد تركزت حبيث اكتشف بأن املراكز االجتماعية اليت يتواجد ا األفراد هي املسؤولة عن توليد اإلبداع واخللق لديهم

يلعبوا ينبثق لديهم اإلبـداع وذا فإم من خالل عملية التفاعل االجتماعي الذي ميارسونه واألدوار اليت .واإلنشاء الفردي للمجتمع من خالل هذه العملية التفاعلية

:ومسألة شغل الدور) جورج هربرت ميد( أعمال–ب بأن أي فرد يكون بصورة دائمة واعيا إما بنسبة قليلة أو كثرية بلعبه لدور ما وهو يعتقد ) ميد(يرى

مرجعها إىل العقل فبدون العمليات العقلية الـيت , م ا األفراد العاديون بأن التفاعالت االجتماعية اليت يقو .تؤدي إىل شغل الدور لن يستطيع هؤالء األفراد أن ينسقوا أنشطتهم اليومية

1 – William ; SHAKSPEAR , « As you like it » , Acte II , Scène n° 7 , IN ,

.196 ، ص 1983 ، 2 ، دار النهضة العربية ، بريوت ، لبنان ، طحبث يف علم االجتماع الثقايف: الثقافة والشخصية مية ؛ حسن الساعايت ، سا

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

95

:وارتباط األدوار باألوضاع البنائية) روبرت عزرا بارك( أعمال-ج

ارتباطا وثيقا حبالة الـبىن االجتماعيـة يف إىل أن حقيقة األدوار إمنا ترتبط ) روبرت عزرا بارك (يذهب حيث انبثاق الدات حتصل نتيجة تعدد األدوار اليت يلعبها الناس يف نطاق البناء االجتمـاعي الـذي اتمع

.1يتواجدون فيه :ومفهوم لعب الدور) جاكوب مورينو( أعمال–د

حبيث أنـه , يت حتدد جمرى السلوك نظر مورينو إىل التنظيم االجتماعي باعتباره شبكة من األدوار ال :قام بالتمييز بني أمناط األدوار املختلفة واليت حصرها يف

وهي األدوار اليت يكون فيها السلوك مرتبطا باحلاجات البيولوجية واحملكومة : األدوار السيكوماتية –1 .بواسطة الثقافة وهي أدوار غري رشيدة

عرض فيها األفراد وفقا لتوقعات سياق اجتماعي معنيوهي اليت يست: األدوار السيكودراماتية-2اليت جياري فيها األفراد التوقعات األكثر عمومية للفئـات االجتماعيـة هي و :األدواراإلجتماعية-3

.2التقليدية املختلفة :شبكة األدوار والتوقعات داخل التنظيم االجتماعي) رالف لنتون( أعمال–هـ

اإلطار قام بالتمييز بني األفراد ومفاهيم املركـز والـدور يف سـياق يف دراساته املتخصصة يف هذا حبيث اعترب بأن الفرد يشغل مركزا ما وهذا املركز هـو يف األصـل . اندماج الفرد يف التنظيم االجتماعي

ر ولنتون يف حتليله لنظرية الـدو . جمموع احلقوق والواجبات بينما ميثل الدور اجلانب الديناميكي هلذا املركز الـيت تعنيـه , أي أنه يتكون من االجتاهات ،القيم والسلوك, إمنا ينطلق يف عمله هذا من وجهة نظر ثقافية

.3ألي فرد من أفراد اتمع والذي حيتلون فيه مركزا معينا

.16-15 ، ص ص 1999 ، 1 ، مكتبة اإلشعاع الفنية ، اإلسكندرية ، مصر ، طنظرية الدور واملنظور الظاهري لعلم االجتماع السيد ؛ علي شتا ، – 1 .17 ، ص املرجع نفس – 2 .19 ، ص نفس املرجع – 3

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

96

املقاربة السوسيولوجية لنظرية الــدور: املطلـب الثانــي- : الطرح النظري العام لنظرية الــدور-أ

د نظرية الدور مفعوهلا وأثرها يف عالقة األفراد ببعضهم الـبعض و بطبيعـة النظـام والبنـاء تستمفانطالقا من الدراسات االجتماعية اليت ترى بأن وعـي األفـراد العقـالين , االجتماعي الذي حيكمهم

ـ ات بواجباهتم وحقوقهم وأثر ذلك على سلوكاهتم اليت ينتجوا إلثبات وجـودهم ضـمن إطـار املكانومبا أن اتمع باعتباره نسقا اجتماعيا شـامال . االجتماعية اليت يشغلوا يف إطار النسق الكلي للمجتمع

باإلضافة , يبىن أساسا على وجود عدة مجاعات اجتماعية متفاعلة ضمن احلدود اليت رمسها هلم هذا األخري ماعات الكلية بتحقيق األهداف املشتركة إىل وجود مجاعات فرعية تقوم هي األخرى نتيجة لتفاعلها مع اجل الشيء الذي يالحظ هو وجود اختالف , املرجوة منهم مجيعا من أجل بقاء واستمرارية النسق الكلي العام

بني أعضاء النسق االجتماعي من جانب األوضاع االجتماعية وما يقوم به كل فرد مـن دور اجتمـاعي . خر بني هؤالء األفراد يتمثل يف االختالف من حيث توقعات الدور باإلضافة إىل ذلك جند أن هناك متايزا آ

مبعىن أننا نتوقع بأن كل فرد عليه أن يقوم بدور معني يف هذا النظام االجتماعي بينما ترفض توقعاتنا بـأن .يقوم بقية األفراد بنفس هذا الدور مث يتغافلون عن أداء األدوار املنوطة م

أن اختالف هؤالء األفراد يكون نتيجة لطبيعة اجلماعة اليت ينتمون هلـا كما أنه ميكن التحقق من باإلضافة إىل متايزهم عن اآلخرين بسبب الوضع االجتماعي الذي يشغلونه يف إطار احليـز العـام هلـذه

هذا الوضع هو الذي يعطيهم مكانة مميزة داخلها وذا الوضع يترتب ألي فرد منهم جمموعة من , اجلماعةقوق والواجبات وهي اليت متيزه عن بقية األفراد اآلخرين ويتسم مضمون الوضع االجتماعي هلذا الفـرد احل

فإذا نظرنا على سبيل املثال ألحد العمال الذي يشغل وضعا اجتماعيا معينا داخل مصنع ما , بطابع معياري هنية ومهارات ودرايـة حبيث يشترط فيه شروط معينة كحصوله على تكوين و تدريب الئق و قدرات م ,

وهكذا ميكن اعتبار الوضع الذي هو عليه هذا األخري ذو طابع معياري انطالقا مـن , اخل ... بطبيعة عمله :تصنيفه وفق نقطتني أساسيتني ومها

وهو الذي حيدد أسلوب تعامل العامل مع املادة اخلام اليت يصنعها : املعيار الفين – 1

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

97

يتمثل يف توقع اآلخرين من العمال للفعل االجتماعي الذي سيسلكه هذا األخري و : املعيار االجتماعي -2

على جمموعة احلقوق اليت يتمتع ا الشخص " جونسون"ويطلق بعض الباحثني أمثال . 1داخل املصنع

كما يطلق علـى جمموعـة الواجبـات , "املركز االجتماعي "نتيجة لشغله لوضع اجتماعي معني مصطلح وانطالقا من هذا التصنيف قـام العلمـاء , "الدور االجتماعي " دائها من هذا الشخص مصطلح املطلوب أ

بإستعمال مفاهيم الدور ، املركز عوضا عن مفهوم الوضع االجتماعي كما أن بعض الباحثني اسـتخدموا مثـال و, لإلشارة إىل جمموعة مواقف يرتبط ا أي فرد يشغل مركز اجتماعي معني " فئة الدور " مصطلح

, ذلك املركز الذي يشغله الطبيب الذي يرتبط بأوضاع خمتلفة كشركات إنتاج األدوية واحملالت الصيدالنية .2اخل ...ومراكز البحوث, واملستشفيات

:اختالف أداء األدوار االجتماعية -بأن بل إن هذه األخرية اليت نشغلها ميكـن , من املمكن ألي فرد أن يلعب عدة أدوار يف آن واحد

: 3ختتلف وتتعدد وفقا للمعايري التالية إجباري ومنها ما هو اختيـاري وو جند من بني هذه األدوار اليت يشغلها الفرد ما ه : اجلرب واالختيار -1

فالفرد ال يوجد له خيار يف هذا اال ملاذا يلعب دور الذكر , كدور الفرد اجلنسي سواء كان ذكرا أم أنثى أما الدور االختياري فيتمثل يف رغبات الفرد الشخصية وفق ميوالته اخلاصة مثال هل ,وال يلعب دور األنثى

اخل... أو أبا أو أعزبا , أو فالحا, حيبذ هذا األخري أن يكون صحفيامث يقوم بدور , ال يف الصبـاح ـون عام ـ ميكن ألي فرد أن يقوم بدور أو أكثر مثل أن يك :الشمول -2

وان يكون متابعا لربنامج تلفزيوين معني ليال ، و مطالعا للكتـب بعـد العشاء , الالعب يف ناد يف املساء .اخل ...

ميكن لبعض األدوار أن تترك أثاراها يف حتديد السلوك املتوقع ، مثال الـشرطي الـذي : حتديد السلوك -3 .يفرض عليه دوره االنضباط وطاعة مرءوسيه وإخضاع سلوكه وفقا للوظيفة اليت يشغلها

..200 ، ص 1982 ، ديوان املطبوعات اجلامعية ، اجلزائر ، ب ط ، حماضرات يف علم النفس االجتماعي حمي الدين ؛ خمتار ، - 1 204-203 ، ص ص 1974، 4 ، عامل الكتب ، القاهرة ، مصر ، طعلم النفس االجتماعي زهران ، محامد ؛ عبد السال - 2 .201 ، ص نفس املرجع - 3

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

98

هناك بعض األدوار مستمرة ودائمة كدور وجود كل من املرأة والرجل يف اتمع ، كما :االستمرارية -4أن هناك أدوارا غري مستمرة كدور مرشح ما لالنتخابات الربملانية حبيث أن دوره النيايب ينتهي مبجرد انقضاء

.عهدته االنتخابية وبة الدور الذي يلعبه أي فرد وفقا للوظيفـة الـيت ختتلف درجة سهولة أو صع :السهولة والصعوبة -5

فدور اجلندي القابع يف املناطق احلدودية هو يف األصل دور صعب ألن هذا األخري باإلضـافة إىل , يشغلهاابتعاده عن أسرته فهو معرض للموت يف أي حلظة يتم فيها هجوم العدو ناهيك عن حتمله للظروف املناخية

ه بتطبيق أوامر رؤسائه من الضباط أما دور املذيع التلفزيوين فهو دور سـهل مقارنـة القاسية وكذا اللتزام .باجلندي الذي حتدثنا عنه سابقا

ختتلف األدوار اختالفا كبريا من حيث أمهيتها وشهرهتا فعلى سبيل املثال لعب عامل : األمهية والشهرة -6 اللقاحات املضادة لألمراض اليت تـسببها دورا بارزا يف اكتشاف ) L.PASTEUR( البيولوجيا الفرنسي

بعض الفريوسات يف منحه شهرة عاملية واسعة نتيجة للدور الذي قام به من أجل ختليص البشرية من أمراض .فتاكة سببت هلا معاناة كبرية وخسائر فادحة يف األموال واألرواح

:املعاين الكربى ملفهوم الدور-ج) G.ALLPORT(ا ألبـورت ـعلى معاين كـربى يلخصه من املؤكد أن مفهوم الدور يشمل

:فيما يلي وتكمن يف النظام االجتماعي وهي متثل ما تقرره الثقافة عموما والثقافـات الفرعيـة :توقعات الدور -1

اخل وبعبارة ... أو مهندسا أو ضابطا , تلميذا أو طبيبا, بشكل خاص من توقعات الفرد سواء كان أبا أو أما . متوقع من كل فرد يشغل مركزا معينا داخل النظام االجتماعيما هور أخرى فإا تقر

, اخل ... وهي الصورة اليت يكوا الفرد عن دوره الذي يقوم به طبيبا كان مدرسا أو أبا :تصور الدور -2وميكن أن نقول بوجـه عـام أن األب ، . وعما إذا كانت هذه الصورة تتفق أو التتفق مع توقعات الدور

ماذا يتوقـع مـن :ولكن املشكلة تتجلى يف السؤال التايل , متوقع منه وب أو املدرس يعلم متاما ما ه الطبي, فقد يعتقد كأي أب من اآلباء أن دوره هو اإلشراف اجليد , نفسه ؟ إذن فهو حيدد دوره بطريقته اخلاصة

ومنح احلرية التامة البنـه لكـي وفرض الرقابة على ابنه املراهق بينما يعتقد أب آخر أن دوره هو التوجيه فتصور كل فرد منا للدور الذي يقوم به يتوقف على عوامـل عديـدة . يعيش حياته على طريقته اخلاصة

.كاجتاهات الفرد واستعداداته ودوافعه وقيمه وغريها

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

99

عض اآلخر ال جند بأن هناك من أفراد اتمع من يتقبل أحيانا الدور الذي يقوم به بينما الب : تقبل الدور -3يشغل نفسه كثريا ذا الدور الذي يقوم به وعلى العكس من ذلك جند فريقا ثالثا قد يكره أحيانا الـدور الذي يقوم به يف احلياة فنجد على سبيل املثال أن بعض السيدات يرضني ويرحنب بدورهن كأمهات بينمـا

ب بالوظيفة اليت يقوم ا بكل رضا بينما وبعض الناس يرح , تكره أخريات القيام ذا الدور وتسخطن عليه . يوجد من يكرهها ويكره الدور الذي يشغله فيها

إن أداء الفرد لدوره املتوقع منه أو اختياره له بنفسه إمنا يتوقف على عوامل كترية منـها : أداء الدور -4, ر وحده ال يكفـي كما أن أداء هذا الدو . مدى حتمسه من عدمه ومدى تعاونه مع اآلخرين على أدائه

وما يصحب ذلـك , هلذا فهو يتوقف على العوامل السابقة املختلفة من توقعاته وتصوره وتقبله هلذا الدور .1كله من مسات شخصية الفرد اليت تساعده يف أداء دوره

.نظرية الدور من وجهة نظر أهم املدارس االجتماعيــة: املطلب الثالث-) Statut(املكانـة ) Position(أساسا من عدة مفاهيم أساسية مثل املركـز تتشكل نظرية الدور

هـو مفهــوم , ل هـذه املفاهيــم ـبينما جند أن الرابط بني ك , )Self( والذات) Rôle(والدوركما أسلفنا سابقا فإن هناك عدة تعريفات ملفهوم الدور حبيث أننا سـنكتفي و )Interaction(لـالتفاع

:فقا ملدارس العلوم االجتماعية اليت تناولتها بالدراسة واليت جند منهابأربع منها وذلك و :ة نظرة املدرسة األنثروبولوجي–أ

الذي تناول ) Ralph. LINTON( الشهي ي ويقف على رأس هذه املدرسة العامل األنثروبولوجاموع الكلـي ور بأنهحبيث عرف الد" اخللقية الثقافية للشخصية"و " دراسة اإلنسان" الدور يف مؤلفيه

, لألمناط الثقافية املتصلة مبركز معني ، وهو يؤكد على أن له عالقة باملعايري السلوكية ، االجتاهات والقـيم .2إذن ميكن القول بأن نظرة هذه املدرسة للدور تصنف يف إطار وجهة النظر الثقافية احملضة

:نظرة املدرسة السيكولوجية-بملدرسة بأن السلوك هو وظيفة الدور أي أن سلوك الشخص وتفاعله الفردي يعتقد أصحاب هذه ا

إمنا يستمد شرعيته من الدور الذي يؤديه وبالتايل فإن الوظيفة األساسية لألدوار هي إمداد الفـرد بأمنـاط أثناء أما اجلزء الظاهر منه , حمددة من التفاعل وأن منط الدور ألي فرد يتحدد على ضوء عالقته باآلخرين

.ممارسته فهو ما نطق عليه مفهوم السلوك 1 - G. ALLPORT , « Pattern and growth of personality » , chapter 8 , IN

.201-200 ، ص ص مرجع سابقسامية ؛ حسن الساعايت ، .194، ص نفس املرجع – 2

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

100

حبيث جند الدكتور مصطفى سويف من أنصار هذا االجتاه فهو الذي حدد له تعريفا خاصا وهـو

أن مفهوم الدور يقصد به الوظائف اتمعة موع األجزاء املكونة للبنـاء داخـل اجلماعـة : "... يري على أن الدور يعترب مفهوما وصفيا يصف السلوك نتيجـة املوقـع أو واتمع ومستوى التحليل هنا يستند

. 1 ..."املكانة : نظـرة املدرسـة السوسيولوجية -ج

لقد صاغ علماء االجتماع هم أيضا إطارا لنظرية الدور دف مساعدة الفرد من أجـل حتديـد , على هذه الـذات وجودهـا مشكالته فهذا األخري عندهم هو كائن اجتماعي واتمع هو الذي يضفي

حبيث جند من أشـهر ، 2لذلك فالذات النفسية وفق علماء االجتماع الوجود هلا وإمنا هي ذات اجتماعية التعريفات اليت تناولت مفهوم الدور من الناحية السوسيولوجية باعتبار أن فهم الفرد لوضـعه وموقفـه يف

فتعريف . الجتماعية لآلخرين وأثرها على البناء االجتماعي إطاره االجتماعي الذي يشغله وعالقته باملراكز ا )T.PARSONS ( وهو ينتظم , هو قطاع من النسق التوجيهي الكلي للفرد الفاعل : "... يرى بأن الدور

فهي اليت تتكامل مع جمموعة بعينها من املعايري القيمية اليت , حول التوقعات يف عالقتها مبحتوى تفاعل معني .3..." تفاعل مع واحد أو أكثر من املتغريات يف أدوار تكميلية مناسبةتتحكم يف ال

: نظرة املدرسة البسيكوسوسيولوجية –دترى بأن الدور هو عبارة عن سلوك الفاعلني الذين حيتلون مراكز اجتماعية ومن التعـاريف الـيت

الدور هو عبـارة عـن الذي يرى بأن ما نسميه ) Kingsley DAVIS(تتمحور يف هذا االجتاه تعريف .4كيفية تصرف الشخص فعال يف مركز معني بصرف النظر عن ما ينبغي عليه فعله

.74 ، ص 1960ارف ، القاهرة ، ب ط ، ، دار املعاألسس النفسية للتكامل االجتماعي مصطفى ؛ سويف ، – 1 .159 ، ص مرجع سابق حممد ؛ سيد فهمي ، – 2

3 - Talcott ; PARSONS , « The social system » , IN , 195 -194 ، ص ص مرجع سابق سامية ؛ حسن الساعايت ، .195، ص نفس املرجع – 4

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

101

" اتمع املدين واملعوقيــن "نظرية الدور ومقاربتها ملفاهيم :املطلب الرابـع -1/4

ه بعدما قمنا باستعراض أهم خصائص نظرية الدور نكون قد وصلنا إىل حماولة العمل على ربط هذ مطلوب منه يف سبيل حتقيق اخلدمات والرعاية االجتماعيـة الكفيلـة والنظرية مبفاهيم اتمع املدين وما ه

باالستجابة لإلنشغاالت و االهتمامات شرحية املعوقني خاصة يف اال االجتماعي ومبا أن امـع املـدين معيات اليت أخدت علـى عائقهـا يتكون من شبكة هائلة من املنظمات و اجلمعيات و خنص بالذكر اجل

التكفل باملعوقني ولقد تناولناها بالدراسة باعتبارها كهيئات اجتماعية منظمة وهي مسرية من طرف رؤساء يعول عليهم انطالقا من األدوار اليت يلعبوا من أجل تنشيط هذه اجلمعيات وذلك بـدفعها لالحتكـاك

طاره إدن فالباحثي من جهة واألشخاص املعوقون مـن جهـة املتواصل مع جمتمع املعوقني اليت تنشط يف إ أخرى يتوقعون من هذه اجلمعيات لعب األدوار اليت يكون هدفها االرتقاء باملعوق ضمن حميطه االجتماعي

.العام وذا فإن السلوك املتوقع من هده اجلمعيات جيب أن يراعي خصوصيات هؤالء املعوقون وأسرهتم

هم الستحداث عالقات طيبة ومتينة من أجل إعطاء هدا األخري دفعا قويا بغية الثقـة يف كما أنه يرجى من نفسه أوال ويف أسرته ثانيا باإلضافة إىل ثقته يف جمتمعه كما يتوقع من هذه اجلمعيات أيضا أن حتافظ علـى

الجتماعية املاحنـة مسعتها لنبيل ثقة هذه الشرحية وثقة األطراف األخرى كالسلطات و املوظفني والشرائح ا لإلعالنات وللمساعدات من أجل ضمان أكرب قدرة من التعاون واملؤازرة الدائمة ولن يتأتى ذلـك إال إذا كانت اإلطارات املسرية هلذه اجلمعيات يف مستوى املسؤولية املمنوحة هلم وهذا بإتباع ممارسات تـسودها

املراقبة الصارمة للحسابات و النفقات املالية ، وااللتـزام احترام الرأي املخالف ، ,قيم الدميقراطية ، الشفافية , اخل ، كل هذا من شأنه أن يشيع مبادئ الثقة واالحترام املتبادلة بني مجيع األطراف ... بالقوانني يف التسيري

وهذا ما سينجر عنه تعبيد الطريق أمام الشرائح األخرى لدعم النشاط اجلمعوي املوجه خلدمـة الفئـات كما أن عملية التواصل املستمر بينها وبني املعـوقني باإلضـافة إىل , اعية احملتاجة ومنها فئة املعوقني االجتم

تشجيعهم على االخنراط ذه اجلمعيات واملسامهة يف إثراء نشاطاهتا اإلعالمية ،الثقافية االجتماعية والرياضية تقوم به مجعيات ومنظمات اتمـع املـدين اخل من أجل حتقيقها األهداف املنشودة فهذا ما يرجى أن ...

بينما تبقى مسألة احلقوق اليت يتوقع أن حترز عليها فتتمثـل يف اكتـساب ثقـة . العاملة يف هذا امليدان األشخاص املعوقني وأوليائهم بالدرجة األوىل مث استجابة جل الفعاليات االجتماعية للتجند من أجل خدمة

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

102

احل العام كما أنه من حق هذه اجلمعيات حـصوهلا علـى دعـم وتـشجيع هذه الفئة وبالتايل خدمة الص السلطات احمللية و اتمع على حد سواء وهذه الفئة وذويها وإمدادها باإلمكانات البشرية الالزمة كما

يتوجب على الوصاية العمل على استشارهتا كشريك اجتماعي ال ميكن االستغناء عنه يف التعاون معها على ام بكل ما ميت بصلة لعامل اإلعاقة واملعوقني من تشريعات ، إعانات جمهودات يف جمـال التكـوين االهتم

اخل كما نعتقد بأن من حق هذه اجلمعيات أن ... أو خدمات االجتماعية والترفيهية , واإلدماج االجتماعي ة يف امللتقيات واأليام الدراسـية وكذا حقها يف املشارك , يفتح هلا اال أمام وسائل اإلعالم احمللية والدولية

اليت تنظم يف داخل البالد وخارجها باإلضافة إىل حقها يف متثيل املعوقني يف املؤسسات الدستورية للـبالد ويف األخري ميكن أن خنلص إىل أن وعي هذه اجلمعيات بدورها . اخل... كالربملان أو االس احمللية والوالئية

ملعوقني هم أيضا بالدور املنوط م و كذلك اتمع والسلطات مـن أجـل يضاف إليه وعي األشخاص ا حبيث ستكون هلا نتائج إجيابية على الصعيدين االجتماعي والتنمـوي , اإلسهام يف دعم هذه الفئة املهمة

لتايل وبا, بدون هتميش أو إقصاء , سيتمكن اتمع يف النهاية من االستفادة من جهود مجيع أبنائه , وبالتايل .ستعم فرص التقدم والرخاء يف مجيع األصعدة

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

103

. دور اتمع املدين يف جمال التوعية والتحسيـس: املبحث الثاين

يكتسي دور اتمع املدين يف اال التحسيسي بطرق صحيحة للتعامل مع املعوق منذ الصغر إىل سن ال اإلعاقة واملعوقني يؤكدون على دور اجلمعيات لدى فإن املختصني يف جم , البلوغ واإلدراك أمهية قصوى

على التقرب مـن كـل , العاملة يف هذا امليدان بصفة خاصة ومنظمات اتمع املدين األخرى بصفة عامة األفراد واملؤسسات اليت تتعامل بشكل مباشر مع املعوق وتوجيههم للطرق املثلى من أجل احتـواء هـذه

تحسيسية الواجب اختاذها من طرف اجلمعيـات بالتعـاون مـع اهليئـات الشرحية وتظهر هذه اجلهود ال :يلي ومؤسسات التنشئة االجتماعية اليت سنتطرق إليها يف مطالب هدا املبحث كما

.دور اتمع املدين يف حتسيس أسر األشخاص املعوقيــن: املطلب األول -

القيم ، العادات و السلوكات االجتماعيـة ، تعترب األسرة كأول خلية اجتماعية يتشرب فيها الفرد ومبا أن األسرة هي املسؤولة عن إجناب األطفال وتربيتهم مث إعدادهم ليـصبحوا , الثقافية والدينية تمع ما

واليت جند من بينها أسرة الشخص املعوق فهي اليت تتحمـل العبـئ . أفرادا منتجني وصاحلني يف جمتمعهم وليدها املعوق وما ينجز عنها من متاعب وصعوبات فهنا يتوجب على منظمـات األكرب يف رعاية وتربية

حبيث تركز يف هـذه , وقيامها بإعداد برامج خاصة ا , ومجعيات اتمع املدين أن تتقرب من هذه األسر ـ ها الربامج التحسيسية على عدة جوانب منها رفع معنوياهتا النفسية فكثري من هذه األخرية تعترب بأن طفل

املعوق هو إما امتحان من اهللا أو أنه عقوبة ناجتة عن ذنب ارتكبه أحد الوالدين أو كالمها كما أن القلـق وهلذا فإنه حيبذ أن يكون ضمن هذه اجلمعيات هذه أخصائيون نفسانيني , على مستقبله يؤثر يف نفسيتهما

ملا لديننا احلنيف من تأثري مباشر على , نويف ختصص اخلدمة االجتماعية باإلضافة إىل االستعانة بعلماء الدي حياة الناس وميكن القول بأن دور هذه اجلمعيات يف حماربة عقدة الذنب اليت تتملك األولياء بفعل وجـود طفل معوق بينهم وارشادهم إىل أن هذه الظاهرة ميكن أن تستهدف أي أسرة كما جيب حتسيس العائالت

عندهم مرض وراثي ميكن أن يظهر يف جيل من األجيال الالحقة يف خبطورة تزاوج األقارب إذا عرف بأن وكذلك فإن هذه األسر اليت لديها طفل معوق جيـب أن , األطفال املولودين بسبب هذا النوع من الزواج

ألن من شأن ذلك أن يولد لديه نوعا من االتكالية واالعتماد , تنصح بعدم اإلفراط يف احلنان والعطف عليه خرين يف قضاء حوائجه وهذا خطأ كبري جدا حيث أن األشخاص األصحاء الذين يعيشون معه يف على اآل

نفس األسرة ال ميكن تواجدهم معه يف كل األوقات بالضرورة هلذا وجب تعليمه الكيفية الصحيحة

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

104

, اطفة األبويـة كما أن إفراط أبواه يف االهتمام به بدافع الع , لالعتماد على نفسه يف إجناز كثري من األمور

وهم ذا جيهلون بأن املبالغة يف هذه املعاملة من شـأا أن يكـرس النظـرة , وذلك حبجة التخفيف عنه ، ورمبا سيولد هذا املوقف عداء خفيا بني األخوة األصـحاء وبـني 1التمييزية بني أفراد األسرة الواحدة

صحاء عن تقدمي املساعدة له عند احلاجـة مما تنجر عنه عواقب وخيمة كتخلي اخوته األ , أخوهم املعوق كسبه وشتمه ومنابزته باأللقاب أو بتعيريه بنـوع ) الرمزي (ورمبا استعملوا معه مظاهر من العنف اللفظي

إعاقته وال شك بأن هذه التصرفات ستحدث لدى هذا الطفل نوع من اإلحباط سيؤدي إىل انعزاله عـن أن عدم العناية به وتلبية متطلباته سوف تكون هلا سلبيات عديـدة كما. أسرته و إصابته بأزمة االكتئاب

أمهها اتصافه بالسلوك العدواين وتأثر حالته الصحية بسبب وضعيته النفسية اليت سـتنعكس علـى بنيتـه .الفسيولوجية وربما تؤدي به هذه األوضاع إىل التفكري يف االنتحار

ت التكفل خبدمة ورعاية األشخاص املعوقني والقيـام باإلضافة إىل ذلك يتوجب على هذه اجلمعيا بتدريب أوليائهم على تشجيع أطفاهلم املعوقني على التعبري بكل حرية واالتصال م بدون حواجز ومـع

كما أن تشجيع والديه له على إجناز بعض األشغال اليدوية كالرسم أو . اخوهتم ومن مث مع اتمع ككل سينشئ لديه دافعا كبريا من أجل التعبري عن مكنوناته وتفجـري طاقاتـه , اخل . ..كتابة الشعر أو القصة

املخبوءة فما على والديه إال أن يقوما بتشجيعه على مواصلة الطريق ودعمه ماديا ومعنويا بـشراء األدوات داخل العائلة من ناقشات اليت جتري كما أن إشراكه يف امل , واملواد األولية الالزمة إلمتام هذا النشاط اليدوي

شأا أن تكسبه ثقة أكرب يف نفسه وستدفعه ملعرفة حقوقه وواجباته كاملة كما أن توفري مثل هـذا اجلـو سيؤدي إىل دفعه للميل حنو إقامة عالقات طبيعية مع احمليطني به وإىل حثـه علـى املبـادرة يف اتـصاله

.2رين ـباآلخة ملساعدة أولياء أمور األطفال املعوقني سواء كانوا وعلى كل ميكننا القول بأن هناك طرق مقترح

معاقني حركيا ، حسيا ، ذهنيا أو متعددو اإلعاقات ويرجع هذا إىل الدور احلساس الذي تلعبه األسـرة يف العناية بطفلها املعوق والعمل على تدريبه وإخراجه من عامل العزلة والتهميش وهذه النـشاطات املقترحـة

:واليت على اجلمعيات ومنظمات اتمع املدين القيام ا بالشكل التايلتتمثل يف ما يلي

، العـدد CNFPH ، الصادرة عن مركز جملة آفاق تربوية، " واقع وآفاق : لألطفال املتخلفني ذهنيا اإلدماج االجتماعي" نور الدين ؛ بولفخاذ ، – 1

. 15 ، ص 1999 ، ديسمرب 15 -.144ص ، مرجع سابق ، حممود حسن صاحل ؛ عبد احمليي - 2

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

105

:اإلرشاد النفسي - أ

وذلك ألن كثري من أولياء األطفال املعوقني يكونون يف غالب االحيان سجيين القلـق واخلـوف صة إذا بسبب مستقبل أبنائهم و لصعوبة إجياد وسيلة من أجل االتصال والتواصل معهم بطريقة صحيحة خا

واملتطلبات االجتماعية ةكان الطفل من ذوي اإلعاقات احلسية أو املتعددة وكذلك فإن ضغوط احلياة اليومي ،التربوية واالقتصادية لبقية أفراد األسرة تزيد من وطأة املسؤولية على األولياء لذلك جند أن السمة الغالبـة

النفسي املستمر أكثر من واجب على هذه اجلمعيات لديهم هي التذمر واالضطراب هلذا فالرعاية واإلرشاد .التكفل به كمطلب ملح من أجل الرعاية احلسنة لألشخاص املعوقني وألوليائهم

:اإلرشاد االجتماعي -ب كذلك فإن هذه اجلمعيات ملزمة بإرشاد أسر هؤالء األشخاص املعوقني من الناحيـة االجتماعيـة

أسرية اجتماعيا واقتصاديا وإرشادها للحقوق اليت تهوضعييشمل ق وكذا وضع ملف اجتماعي للطفل املعو األجهزة , اهلبات, سنتها الدولة يف جمال اخلدمات االجتماعية املوجهة للمعوقني كبطاقة اإلعاقة املنح الشهرية

.وبقية التسهيالت اليت متنح للشخص املعوق, اخل ... اخلاصة باإلعاقة : اإلرشاد الطيب -ج

أن العديد من هذه األسر تفتقد للثقافة الطبية الالزمة بسبب ضعف املـستوى التعليمـي كما جند ب للوالدين ففي كثري من احلاالت فإن اإلعاقة تكون ناجتة عن استعمال بعض األدوية والعقاقري اليت تؤدي إىل

طفال أو الضمور إحلاق عاهات خطرية بالطفل كما أن التهاون يف عملية التلقيح يكون من نتائجه شلل األ العضلي هلذا فإن تدخل مجعيات اتمع املدين لدى العائلة مبتابعتها طبيا بواسطة اختصاصي وبتوعيتها باحلالة الصحية لطفلها املعوق ستمكن من ختفيف حالة التدهور الصحي عند هذا الطفل املعوق ومبعرفة كاملة عن

.وضعيته وعن أسباب إعاقته صحيا : يلية اخلاصة باآلباء الربامج التأه-د

وتتمثل يف تعليمهم كيفية استعمال بعض التجهيزات اليت حيتاجها طفلهم املعوق وبالتايل احملافظـة وكذلك معرفة املؤسسات واجلهـات , اخل ... عليها كالكراسي املتحركة واألجهزة االصطناعية األخرى

التكنولوجيا احلديثة اليت صنعت خصيـصا املعنية بإصالحها يف حالة العطب كذلك إطالعهم عن منتجات .ملساعدة األشخاص املعوقني

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

106

.دور اتمع املدين يف توعية وحتسيس مسئويل املؤسسات التربويـة: املطلب الثاين -أن قطاع التربية والتعليم هو من أبرز القطاعات اليت تويل هلا اتمعات املتقدمة نصيبا ب من املعروف

إمنا تنبع من سالمة عرا من االهتمام و العناية والدعم وذلك ألن مقياس متاسك وقوة أي شعب أو جمتم وافمنظومته التربوية فاتمع الياباين الذي يعترب من أجنح اتمعات املتقدمة حاليا وذلك بفضل إجنازاته يف اال

فتها احلرب العالية الثانية على هذه الدولة فـات الصناعي والتكنولوجي ، فبالرغم من اآلثار السلبية اليت خل يعزى لفعالية املناهج التربوية والتأهيلية اليت طبقتها يف مؤسساهتا التعليمية و التربويـة اجناح هدا الشعب إمن

وهكذا ظهرت هوة شاسعة بني اليابان وأمريكا ، مما ولد خماوفا كبرية لدى األمريكان الذين ازداد قلقهـم د يوم بسبب وجود سباق حاد يف جمال إنتاج التكنولوجيا احلديثة ، بينهم وبني خصومهم اليابانيون يوما بع

الذين يشكلون هلم هتديدا حقيقيا يف مجيع ااالت والسيما يف جمال قطاع التربية والتعليم الذي أنشأ شعبا .1 "قتصادية اليابانية باملعجزة اال" استطاع أن يثبت وجوده عامليا وأن حيقق ما أصطلح عليه

القيام بعمليات حتسيسية لدى ومن هنا نرى أن من واجبات مجعيات اتمع املدين يف جمال التكفل باملعوقني ويتمثل ذلك يف االستعداد إلدماج املعوقني الصغار ضـمن هـذه املؤسسات التربوية العمومية أو اخلاصة ء ، فوجود الطفل املعوق بصفة عامة إىل جانب زميله الصحيح جنبا املؤسسات مثلهم مثل األطفال األصحا

نتائج جد إجيابية ألنه سوف يعمل على إزالة احلـواجز ةإىل جنب يف مدرسة واحدة ستترتب عنه ال حمال النفسية و االجتماعية بني التالميذ ، حبيث سيتمكن الطفل املعوق من التواصل مع اآلخرين وبالتايل ستزول

قدة اإلعاقة كما أن هذه اخلطوة من شأا أن حتارب النظرة التمييزية بني املواطنني كما ميكنهم تقبل عنه ع نظرة الرمحة والشفقة املفرطة اليت يلصقوا م والـيت كمـا عن هذه الفئة كشرحية عادية وبالتايل التخلي

وة أيضا إجياد أرضية سليمة لـدفع ذكرنا سابقا تشكل عائق نفسي لدى املعوق كما جند من مثار هذه اخلط هذه األجيال من التعايش ونبذ اإلقصاء والتهميش فيما بينها وهذا ما سيسهم يف عملية التفاعل االجتماعي

ـ كما أن وجود الطفل املعوق يف القسم أو يف الساحة يف فترات اللعب أو االستراحة أويف املطعـم إ افة ضبالنفس بفعل احتكاكه باألطفال العاديني كذلك تـسهم هـذه للرحالت املدرسية حيث حيدث لديه ثقة

اخلطوة يف تشجيعه على التعبري وإكسابه معارف متنوعة بفعل تنافسه مع األطفال اآلخرين كعملية املشاركة

، إصدارات الس الوطين للثقافة والفنون واآلداب ، الكويت ، 265 ، سلسلة كتب عامل املعرفة ، العدد الثقافة العربية وعصر املعلومات نبيل ؛ علي ، -1

.290 ، ص 2001ب ط ،

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

107

، وهذا راجع مليله لتقليد زمالئه العاديني باإلضافة إىل تعلمـه 1اخل ... يف القسم وإجناز الواجبات املرتلية

طرق االعتماد على النفس بشكل كبري ويتمثل دور نضال مجعيات املعوقني يف هذا اال بسعيها على حث اإلدارة ، املربني واملعلمني على تقبل هؤالء األطفال املعوقني ورعيتهم رعاية حسنة باإلضافة إىل تشجيعهم

ا وحتسيسهم بأن اإلعاقـة الذهنيـة على أن يصربوا وحتمل هفواهتم خاصة إذا كانوا من فئة املعوقني ذهني عكس املرض العقلي أو اجلنون ألن الصورة الشائعة عند عامة الناس تقرن وضعية املتخلف ذهنيا بـاملريض

وصوال إىل فئات اتمع املختلفة ألن بقـاء هـذه وعقليا وهذا خطأ شائع وجب حماربته بدءا من املدرسة التعامل مع هذه الشرحية وال شك بأن التالميذ اآلخرين سيحدون الفكرة يف األذهان سيجعلهم يتهربون من

حدوهم كما يرجى من هذه اجلمعيات إقامة ملتقيات ، ندوات وأيام دراسية تكوينية لكـل اإلطـارات التربوية اليت هلا عالقة احتكاك يومية مع هؤآلء األشخاص حبيث تتناول دراسة مجيع اإلجيابيات والسلبيات

ء اإلطارات من اجل مد يد العون لتقبل و إدماج هذه الفئة وكذا القيام بتحسيس وتوعية هؤال يف هذا اال ، كما أن هذه اجلمعيات ميكن أن تقوم بتخصيص جوائز وهدايا قيمة للمؤسسات التربويـة مـن أجـل

ملعـوقني كما يتوجب عليها النضال لتعديل الربامج التربوية وفق ما يتناسب وقدرات هؤآلء ا ، تشجيعهايف هدا موجة إصالحات مع شروع بالدنا يف فهو ضرورة ملحة يتحتم أن تضطلع ا هذه األخرية خاصة

، باإلضافة لذلك يرجى أن تعمل على توطيد العالقات وأواصر التفاهم بني املؤسسات التربوية وأسر االة الدائمة للنتائج الدراسـية هلـذه الفئـة أن التكفل باملتابع عليها األطفال املعوقني املتمدرسني ا ، كما

وتشخيص األسباب الكامنة وراء سوء التحصيل يف حالة وجود نتائج خميبة لآلمال ، باإلضافة إىل دلـك يتوجب تشجيع املربني واملعلمني على إجياد دراسات و اقتراحات ومالحظات لتوجيه هذه املؤسسات واليت

تقرب هذه اجلمعيات من األطفـال املعـوقني نكما أ .التايل عالجه من شأا أن تسهم يف معرفة اخللل وب املتمدرسني أنفسهم وحماورهتم عن طريق االستعانة بأدوات وتقنيات علمية خاصة كإعـداد اسـتمارات إستبيانية تشمل جمموعة كبرية من األسئلة تتعلق حبياة التلميذ املعوق داخل وخارج املدرسة كما ينصح بأن

هذه االستمارات خمتصون كأطباء وعلماء النفس واالجتماع واملختصني يف اخلدمة االجتماعية يقوم بإعداد إن هذه اإلجراءات من شأا أن تساهم يف تقييم مردودية تعليم هذه الفئة من األطفال والوقوف علـى .

.إجيابيات وسلبيات طرق ومناهج تعليمها

.16 ، ص مرجع سابقنور الدين ؛ بولفخاذ ، 1-

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

108

. عمليات التحسيس من خالل وسائل اإلعالم دور اتمع املدين يف: املطلب الثالث-

تشكل عصبا حيويا فيه أن لوسائل اإلعالم دورا هاما يف حياتنا اليومية حبيث أصبحت مما ال شك يف احلياة االقتصادية كما أا وسيلة مؤثرة جدا خاصة يف زمن العوملة واقتصاد السوق فبعـد أن كانـت

".بالسلطة األوىل " وم تسمى تلقب بالسلطة الرابعة أصبحت الب هلذا فإن التعاون الوثيق بني منظمات ومجعيات اتمع املدين ووسائل اإلعالم سواءا كانت مسعية ،

إن لتعاون هذه اجلمعيات مع وسـائل اإلعـالم . اإلنترنت اليت تشملهم مجيعا ةبصرية أو مكتوبة أو شبك املعوقني باعتبار أن هلذه الفئة حق كبقية الفئات االجتماعية لكفيل بتخطي عقبات كبرية يف جمال اإلعاقة و

األخرى يف االنتفاع من خدمات وإمكانيات وسائل اإلعالم واالتصال احلديثة وذلك من خـالل توعيـة املواطنني واألسر واهليئات الوصية للتكفل الشامل بإنشغاالت األشخاص املعوقني وتقبلهم علـى حالتـهم

العمل على إدماجهم يف مجيع ااالت باإلضافة إىل هتيئة الظروف املناسبة هلم الستفادهتم املوجودون عليها و من حقوقهم املشروعة من أجل دفعهم للمسامهة يف التنمية املستدامة بشرط تأهيلهم وتدريبهم ودجمهـم يف

ر اإلعـالم يتمثـل يف إن دو. وذا سيتحولون من فئة مستهلكة إىل فئة منتجة ونشيطة , 1العملية اإلنتاجية تعزيز العالقة بني األشخاص املعوقني وجمتمعاهتم وبني املعوقني أنفسهم ولن يتأتى هذا إال إذا خصصت هذه

اخل واملهـتمني ... الوسائل برنامج موجهة هلذه الفئة وذلك بإشراك وإسهام املختصني من أطباء ومربني .2بعامل اإلعاقة واملعوق

لى الدور احليوي هلذه الوسائل التكنولوجية االتصالية احلديثـة يف هتيئـة آفـاق ميكننا التأكيد ع وسائل اإلعالم م مستقبلية واعدة أمام األشخاص املعوقني وميكن القول بأن أفضل تعبري عن عالقة ودور

اجتاهـات أفـضل إزاء " حسب رأينا هو ما تطرقت إليه توصيات ندوة القاهرة اليت دارت حول موضوع األملانية بالتنسيق مـع وزارة " هانس زايدل " ، فهذه الندوة نظمت بدعوة من مؤسسة " األطفال املعوقني

نـوفمرب / تشرين الثاين 28 و 25اإلعالم املصرية واليت جرت فعالياهتا يف فندق الشرياتون بالقاهرة مابني إلعاقة من متخصـصني و أسـاتذة ، حبيث شارك فيها عدد من املعوقني والعاملني يف جمال ا 1990سنة

اخل ، و تظهر أمهية توصياهتا يف جمال دور وسائل اإلعالم من أجل اإلسهام يف التوعية وذلـك ... جامعيني : 3باحترام حقوق ومطالب األشخاص املعوقني كما يلي

.27 ، ص مرجع سابق جليل ؛ وديع شكور ، – 1

.14 ، ص مرجع سابق ، 15، جملة آفاق تربوية ، العدد " تأهيل استقاللية املعوق يف اتمع " حواء ؛ طويهرات ، 2- 58-57 ، ص ص مرجع سابق جليل ؛ وديع شكور ، – 3

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

109

) .تلفزيون وصحافة , إذاعة( التأكيد على التنسيق بني اجلهات املختلفة-1 .اص املعوقني يف مساحة إعالمية ثابتة تتوجه إىل حل مشاكلهم ومناقشتهاحق األشخ -2إجناز فالشات تلفزيونية سريعة وهي تعد من خالل خربات علمية متخصصة ووجوب اختبارها قبل -3

.تقدميها االهتمام اخلاص باإلعاقة الذهنية وذلك بإنتاج أشرطة فيديو تستخدم بشكل فردي أو مجـاعي يف -4

.املركز .داء أمهية خاصة لربنامج األطفال املعاقني واملرأة إب -5 .التعليم والصحة , التركيز على حق الشخص املعوق يف العمل -6تنقية كل ما يعرض ويقدم يف اإلذاعة والتلفزيون من هلجة السخرية اليت متتزج أحيانا ببعض فئـات -7

.اإلعاقة إىل قيمة هذه القضية ومراعاة ظروف فئات الطلب من احتاد الفنانني وهيئات اإلنتاج لتوجيه نظرهم -8

.ذوي االحتياجات اخلاصة إبراز القدرات واإلمكانات اإلبداعية لألشخاص املعوقني -9

لصاحل األشـخاص ) اتمع املدين ( دعوة اإلعالم إىل التركيز على نشاطات اتمع االهلي -10 االاملعوقني وعدم االقتصار على جهود الرمسيني والدولة يف هذا

إعداد وتأهيل اإلعالميني من خالل دورات تدريبية يف املشاركة يف مؤمترات خاصـة بالنـشاط -11 .اإلعالمي املوجه لألشخاص املعوقني

تشجيع إنشاء احتادات ومنظمات اجتماعية لتمثيل األشخاص املعوقني حلماية مـصاحلهم وتـبين -12 .م آرائهم والقيام بدور االتصال مع وسائل اإلعال

ويف األخري ميكن القول بأن وسائل اإلعالم إذا التزمت بإجناز برامج خاصة باألشـخاص املعـوقني وقامت بالتنسيق مع مجعيات ومنظمات اتمع املدين يف هذا اال فإن جانب توعية وحتسيس املواطنني ال

شخص املعوق يف حياتـه شك يف أنه سيتحسن بشكل ملحوظ وبالتايل فإن املصاعب اليت كانت تواجه ال و هكذا ستتوطد العالقة بني مجهور املعوقني ووسائل اإلعالم وكذا اتمع املدين هذا مـن , اليومية ستقل

جهة كما أن اإلنتاج السمعي البصري سيتعزز بربامج خاصة ذه الفئة من جهة أخرى وبالتايل سـيزداد . املهمةاالهتمام الرمسي والشعيب لصاحل رعاية هذه الشرحية

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

110

.دور اتمع املدين يف توعية وحتسيس أفراد اتمـع: املطلب الرابع -

إن هذه اخلطوة هي من أهم و أشق اخلطوات اليت جيب أن تتحمل تبعاهتا مجعيـات ومنظمـات أن توفر اإلرادة اتمع املدين اليت تنشط يف جمال التكفل باملعوقني ألن هذه املهمة ليست باألمر اليسري غري

الصادقة والقوية ستدلل هذه الصعاب ال حمالة وتربز أمهية عمل منظمات اتمع املدين يف جمـال حتـسيس اتمع بأمهية العناية م يف دعم سياسة التطبيع االجتماعي بني املعوقني وبقية املـواطنني وذلـك بإنـشاء

اتمع الواحد كما يتوجب على كامل شـرائح اتمـع عالقات عادية وطبيعية بني املعوقني وبقية أفراد مساعدة الشخص املعوق وتقبله كفرد كامل احلقوق والواجبات باإلضافة إىل مساعدته للحـصول علـى

كما أن إلغاء النظرة , تسهيالت معتربة يف خمتلف املرافق ومنحه األولوية يف االستفادة من بعض اخلدمات الغري مربرة كلها عوامل ستساعدهم على االنـدماج ) نعتهم باملساكني ( املفرطة وسياسة الشفقة , التمييزية

كذلك فإنه من أوىل األولويات اليت جيب أن يقوم ا اتمع حنو هذه الفئة هو االعتراف . نفسيا واجتماعيا ن عقليات املواطنني ويف الواقع ميكن القول بأ , اخل ... حبقها يف الوجود و احلياة الكرمية ، العمل والصحة

وشكلت هذه القفزة النوعية أرضية متينة مكنت , قد تغريت نظرهتا هلذه الفئة وخاصة يف السنوات األخرية وذا تشكلت لـديهم , األفراد من االعتراف اجليد مبختلف أشكال اإلعاقة وبوضعيات املعوقني اجتماعيا

رادة احلقيقية للتواصل معها ومساعدهتا يف جوانـب نظرة متفهمة جتاه هذه الشرحية كما تشكلت لديها اإل . 1كثرية من جوانب احلياة

نشري إىل وجود مبدءا مهما بعد مبدأ االعتراف حبقوق املعوقني أال وهو التسامح الذي يتمثـل يف أشكال احترام اختيارات وشخصية الفرد وهو مبدأ مناهض للعنصرية والالتسامح الذي ميكن أن يظهر يف

.2الديين و االقتصادي , الثقايف, العرقي, متعددة كالالتسامح السياسي إن نشر مفهوم التسامح بني األفراد سيشجع على معايشة الناس لبعضهم الـبعض خاصـة بـني

ا األطفال يف املدارس وهذه اخلطوة ستعمل على تقبل األطفال املعوقني من طرف جمتمعهم يف املستقبل فكم تقـدمي : كذلك ميكن أن نعلمه مفاهيم مثـل , أننا نريب الطفل على التسامح واالعتراف حبقوق اآلخرين

.اخل ... املساعدة للمعوقني ، التضامن معهم ،العمل على مصادقتهم واصطحام

1 - Suzy ; COHEN , Handicapes : l’accueil depuis l’enfance , PUF , Paris , France , éd n° 01 , 1999 , p 72 . 2 - Ibid , p 73

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

111

.دور اتمـع املـدين فـي التكفـل باملعوقــني : املبحث الثالث

مسألة تأهيل األفراد داخل جمتمعاهتم كانت حمل اهتمام األخصائيني االجتمـاعيني من املعروف أن

لذلك نرى بأن املختصني , اخل ... ألن هذه العملية هلا إجيابيات أمنية و اجتماعية وثقافية مجة , منذ القدم م بتحقيـق يف التخطيط للسياسات االجتماعية حيذرون من ترك األشخاص الضعفاء جانبا ، دون االهتمـا

هلذا وضمن تطور حقوق اإلنسان نالحـظ أن , اخل... مطالبهم كالبطالني ، املشردين ،الفقراء و املعوقني من مجلة هذه القوانني ختصيص حيز خاص لألشخاص املعوقني واليت جند من أبرز بنودها الدعوة إىل تأهيل

قة من أجل املسامهة يف تنمية اقتـصاديات ضمن جمتمعاهتم األصلية واالستفادة من طاقاهتم اخلال وإدماجهم :أوطام ، هلذا سنتطرق لدور اتمع املدين يف عملية تأهيل املعوقني يف ااالت التالية

.دور اتمع املدين يف التكفل باملعوقني يف جمال اخلدمات االجتماعيــة: املطلـب األول - ويات اليت يتوجب على منظمات ومجعيات اتمع املدين العاملة يف تعترب هذه اخلطوة من أبرز األول

ويتمثل ذلك يف التقرب من أسر األشخاص املعوقني وبناء عالقـة وثيقـة معهـا , هذا امليدان القيام ا باإلضافة إىل ذلك العمل على كسب ثقتها من أجل استمرارها يف التعاون مع هذه اجلمعيـات ، فأسـرة

كمـا أن , ق عند إعالمها بقدوم وليد حيمل معه إعاقة تكون هي أول من تتلقى صدمة النبأ الغري سار املعو ، لدى 1األم هي بالذات أكثر األشخاص الذين يشعرون باحلزن العميق واألسى نتيجة إلجناا طفال معوقا

وليدها وهذا من أجـل وجب على هذه اجلمعيات مساندهتا و مواساهتا وطمأنتها على مستقبلها ومستقبل إعداد األم لتقبل طفلها ورعايته وبالتايل إدماجه ضمن أسرته مستقبال كما أن التقرب من والده وتشجيعه

هلو مقدمة أساسية من أجل رعايته ألن تفهم وضعيته من طرف أبواه " بالقضاء والقدر "على قبوله والرضا وته كما أن زيارة وفد خاص من هذه اجلمعيات هلـذه سيمهد الطريق أمامه من أجل تقبله وإدماجه مع اخ

األسر يف مناسبات متعددة سيعطي انطباع بأمهيته االجتماعية ويضاف إىل ذلك توجيه الوالـدين للطـرق الصحيحة لتعليمه وتنشئته لكي يصبح شخصا قادرا على االعتماد على نفسه مـستقبال بتعلمـه للغـة

كما أن عملية التواصل معه داخل هذه األسرة يعترب طريقـة مثلـى , اخل... ،احلركات ، النطق والتنقل لتوازنه نفسيا وإلبعاده عن شبح العزلة والتهميش يضاف إىل ذلك تعترب مسامهة مجعيات اتمع املـدين يف

إذا كانت إعاقته من الدرجة اخلفيفة أو تشجيع هذه األسرة على إدماج طفلها املعوق ضمن حضانة خاصة 1 – Suzy ; COHEN , Op-cite , p 52 .

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

112

توسطة مع متابعته عن قرب وباستمرار ألن هذه اخلطوة من شأا أن تضعه ضمن بيئـة عاديـة امل

لألطفال وبالتايل سيتمكن من تشكيل مجاعة رفاق وأصدقاء وذا سيندمج مع أقرانه اسـتعدادا لدخولـه اقة الـيت للمدرسة اإلعدادية واليت ستزوده مبؤهالت علمية ومعارف كفيلة بتشجيعه على ختطي حاجز اإلع

.يعاين منهاكذلك يتوجب على هذه اجلمعيات مساعدة هذا الفرد الذي اكتسب خربات متنوعـة يف عمليـة االندماج االجتماعي الشامل وذلك بتشجيعه على تكوين صداقات مع أفراد جمتمعه ودفعه للعمل اجلمعوي

اخل ورمبا استثمار جهـوده ... الرياضية واالنتماء إىل اهليئات التربوية األخرى كالكشافة النوادي الثقافية و الشخصية للنضال ضمن احلركة اجلهوية اخلاصة بشرحية املعوقني والتعريف بإجنازاهتا ومشاكلها اليت تعـاين منها كما أن هذه اجلمعيات ميكن حتويلها إىل منرب للدعوة الحترام وتقبل األشخاص املعوقني ومـساعدهتم

جتماعيان كأفراد عاديني هلم حقوق وواجبات باإلضافة إىل احترام حيـاهتم من أجل التطبيع واالندماج اال ، بإزالة النظرة الدونية املوجهة هلم بسبب األفكار املسبقة واليت هي يف أساسا أحكاما قيميه ال 1الشخصية

.متت للواقع بصلة حجم التفاعل االجتماعي بني إن من شأن هذه اجلهود اليت يتوجب على اجلمعيات القيام ا زيادة

أفراد اتمع الواحد وإىل حماربة الفروقات االجتماعية وكذا التشجيع على التعايش االجتماعي والعمل على كما أن مسألة تزويـد , 2 تكريس مفهوم املواطنة احلقيقية بني مجيع األفراد سواء كانوا أصحاء أو معوقني

بالناس ستمكنه من التواصل معهم بدون أي عقد وهذا اإلجراء الشخص املعوق بطرق وتقنيات االتصال سيساعدهم للحصول على املعلومات من مصاردها األصلية وهذا معناه متابعة املستجدات على املـستوى احمللي ومن بني الثمار املرجوة منه إمكانية حتصله على منصب عمل والذي سيمكنه من مواجهة متطلبـات

لم روح املسؤولية واالعتماد على النفس استعدادا لبناء أسرة عن طريق الزواج وبالتـايل احلياة اليومية وتع .االستقرار االجتماعي والعيش كبقية األفراد اآلخرين

1 – M.H ; BOUCAND et al , Intimité : secret professionnel et handicape , Editions Chronique sociale , Lyon , France, sn ° éd , 1998 , p 59 .

امحد - .03 ، ص مرجع سابق ، 15، جملة آفاق تربوية ، العدد " املعوق بني القانون والواقع " ،بن فيالة ؛ 2

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

113

.دور اتمع املدين يف التكفل باملعوقني يف مؤسسات التكوين والتأهيل املهين : املطلب الثاين-

ن والتأهيل املهين إىل التطور الذي عاشته اتمعات انطالقا مـن القـرن ميكن إرجاع أمهية التكوي فالتأهيل مبعناه الصحيح مل يعرف يف العامل إال يف أعقاب احلرب . السابع وصوال إىل القرن الذي نعيش فيه

نطقت العاملية األوىل نتيجة لتزايد معطويب ومشوهي احلرب وكانت الواليات املتحدة األمريكية أول دولة هذا النوع من اإلعداد والتكوين لذوي العاهات حيث قامت بإصدار قانون خاص بالتأهيل املهـين سـنة

بـارلني " والذي أشتهر باسم قانون 1943 لسنة 113 مث قامت بتعديل هذا القانون حتت رقم 1920قا لذوي اإلعاقـات وهو الذي منح حقوقا واسعة ملستحقي التأهيل املهين حبيث أضاف إليه حقو " الفوليت

.الذهنية بعد أن كان يقتصر على ذوي اإلعاقات اجلسمية واحلركية أما يف أوربا فقد توجهت غالبية دوهلا إىل إنشاء أنظمة تأمني ضد العجز والبطالة وإجناز املؤسسات

أولت العالجية ودور االستشفاء كما أا خصصت امتيازات لذوي اإلعاقات ويالحظ بأن فرنسا وإيطاليا أمهية بالغة للتأهيل املهين بعكس بقية الدول األوربية اليت ركزت جل جهودها يف التأهيل الطيب هلذه الفئـة

.1من املعوقني وبعدما تطرقنا لتاريخ التأهيل املهين للمعوقني يف حملة خاطفة ، نعرج اآلن على الـدور املنـوط

املدين فيما خيص املسامهة يف إدماجهم مهنيا ومن هنا تربز أمهية هـذه اخلطـوة مبنظمات ومجعيات اتمع بالتقرب من عائالهتم باستكشاف واقعهم التعليمي فإن كانت نتائج التحصيل الدراسـي العـادي هلـذا

الشخص املعوق مشجعة وجب حث عائالهتم لدفعهم على مواصلة دراساته العليا مثله مثل األصحاء دون ـ , ستيفن هـاوبكرت , طه حسني : عقدة وليكن قدوته مبدعني ، مفكرين و عامليني أمثال دعبـد احلمي

.2اخل ...كشكأما األطفال املعوقون الذين وجدوا صعوبات يف التعلم والتحصيل فإنه يتوجب على هذه اجلمعيات

عوقني السيما إذا علمنا بأا ذات عدد أن تقوم بتحسيسهم ، إعالمهم وتوجيههم ملراكز خاصة بتكوين امل حمدود جدا مقارنة مبراكز تكوين األصحاء وهكذا فإن مجعيات ومنظمات اتمع املدين عليها متابعة هـذه الشرحية داخل هذه املراكز من أجل تشجيعها ودعمها ماديا إذا كان ذلك باإلمكان والعمل على مساعدة

من إطارات ومدرسني يشكل حافزا مشجعا هلذه الفئة لدفعها للتوجه املختصني يف جمال تكوين املعوقني

.202 ، ص مرجع سابق ، ؛ حممود حسن صاحلي عبد احمل- 1 .84-83 ، ص ص مرجع سابق جليل ؛ وديع شكور، - 2

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

114

هلذه املراكز وإزالة هاجس اخلوف من الفشل وكذا اخلجل والتهميش كما أن التكفـل بإرسـال بعـض األشخاص املعوقني ملركز التكوين رفيعة املستوى خارج البالد دف حتقيق طموحاهتم يعترب أمرا ضـروريا

فل التام م استعدادا إلدماجهم يف احلياة العملية مستقبال وميكن القول بأن للتأهيل املهين أمهية من أجل التك بالغة تتمثل يف تكييف هؤالء املعوقني مع أنفسهم ومع جمتمعاهتم مما يسمح هلم باالعتماد علـى أنفـسهم

لب على عقدة النقص اليت وامتالكهم لشهادات تدريب مهنية وكذلك فإن هذا التأهيل سيمكنهم من التغ سببتها هلم إعاقاهتم اليت حيملوا باإلضافة ملنحهم وسيلة متكنهم من عدم االلتجاء إىل التسول ، االتكاليـة

كما ميكن للمختصني اكتشاف مواهب األشخاص املعوقني وإرشادهم للوجهة السليمة اليت جيب , واخلمول .ما على أحسن ما يراأن يسلكوها من أجل تنمية قدراهتم واستغالهل

ويف هذا اال أيضا ينصح املشرفني على تكوين األشخاص املعوقني ، على تشجيعهم من أجـل تعلم املهارات اخلاصة باحلرف واملهن اليدوية اخلفيفة اليت متكنهم من كسب قوهتم مستقبال ، حيث يشترط

مع متطلبات سوق العمل واليت غالبا مـا يف هذه احلرف أن تكون مكيفة حسب نوع إعاقاهتم ومتطابقة ضمن مؤسسات صغرية حكومية أو خاصة واليت تساهم هي األخرى يف تكوين وتأهيل امللـتحقني نتكو

.1اجلدد ا من املعوقني يف املستقبل وال ننسى بأن هناك من ال تسمح له ظروفه مبواصلة الدراسة أو التكوين يف املراكز املختصة وهنـا

ر هذه اجلمعيات يف إعالم وتوجيه هذه الشرحية عن طريق احلـصول علـى عنـاوين املراكـز يظهر دو واملؤسسات التربوية والتكوينية على املستوى الوطين ، العريب أو العاملي من أجل تشجيع هؤالء األشخاص

ائر قد أنشأت هيئـة وجيدر بنا اإلشارة إىل أن اجلز , املعوقني على إمتام دراستهم ولو عن بعد أي باملراسلة حبيث أن خدماته مفتوحة للجميع من ذكور، إنـاث " املركز الوطين لتعميم التعليم عن بعد "خاصة وهي

فهذا األخري يعمل على متكني كل شخص حرمته ظروفه اخلاصة على إمتام تعليمـه يف , وأصحاء ومعوقون ته ومواصلة الدراسة وفق الربامج الرمسيـة من أجل تدارك ما فا , املستوى اإلعدادي ، املتوسط أو الثانوي

املقررة من طرف وزارة التربية والتعليم عن طريق الربيد مع العلم بأن هناك عدد ال بأس به ممن حتـصلوا على املستوى النهائي الذي ميكنهم من إجراء امتحان البكالوريا وبالتايل االلتحاق باجلامعة قد استعانوا ذه

.يةالطريقة االستدراك

1 - Ali ; KOUADRIA , Op-cite , p 12 .

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

115

.دور اتمع املدين يف التكفل باملعوقني يف عامل الشغـل: املطلب الثالث- من املسلم به بأن العمل هو حق عادي من احلقوق اليت يتوجب على الدولـة واتمـع توفريهـا

و كما هو معروف فإن توفر منصب عمـل ألي , ملواطنيها كما نصت على ذلك مواثيق حقوق اإلنسان فرد جيعله إنسانا منتجا و قادر على الكسب املادي املشروع مما ميكنه من العيش واالعتماد علـى الـنفس

.عالوة على توفريه لالستقرار النفسي واالجتماعي لصاحبه كما انه حيدد له دوره يف اتمعال على سالمة وهلذا فإن املساواة بني أفراد الوطن الواحد يف احلصول على وظائف الشغل يعترب دلي

إال أننا نالحظ يف دول العامل النامي تقلص مبدأ املساواة يف احلصول على وظيفة قـارة , وقوة هذا اتمع اخل وهذا ما أثر على األفـراد العـاديني ... نتيجة النتشار سلوكيات احملاباة ، احملسوبية ، الرشوة اجلهوية

وقني ومن هنا يظهر دور مجعيات املعـوقني يف الـسعي الذين هم يف سن العمل فما بالك باألشخاص املع والتخطيط اجلاد للتكفل بفئة املعوقني يف إطار عامل الشغل ، حبيث يتم ذلك باالطالع واالستعالم املتواصل على مستجدات سوق العمل باإلضافة إىل إحصاء املعوقني أصحاب الشهادات وتوجيههم للمؤسسات اليت

نه يتحتم على هذه اجلمعيات التقرب من السلطات احمللية حلملها على ختصيص ميكن أن توظفهم كذلك فإ , نسب معلومة من مناصب الشغل اليت توفرها الدولة للبطالني والذين جند من بينهم األشخاص املعـوقني

كما أن التعاون مع املؤسسات اإلعالمية بغية مساعدهتم للحصول على مناصـب عمـل السـتيعام يف كمـا أن هلـذه , العام واخلاص على حد سواء وذلك باإلعالنات والربامج اإلذاعية والتلفزيونية القطاعني

اجلمعيات دور حاسم فيما خيص التكفل بإنشاء ورشات مصغرة خاصة باملهن احلرفية كصناعة الفخـار، علما أن ميزانياهتا, اخل... السجاد , صناعة املكانس, اجلبس, اخلياطة, النسيج

كافية للشروع يف إجناز مثل هذه املشاريع ، غري أا ميكنها أن حتصل على قـروض مـن تبقى غري ومن ذوي الرب واإلحسان وبالتدريج فإنـه ميكنـها ) شريطة أن تكون غري ذات فوائد مالية بنكية (البنوك

وذلك بتشغيل أكـرب ,اخل ... االعتماد على نفسها يف احلصول على املواد األولية الالزمة واملوارد املالية باإلضافة إىل ذلك يستلزم عليها أن تسعى إلقناع مصاحل الضرائب عـن , 1عدد ممكن من هؤالء املعوقني

جباية منتوجات املعوقني وإصدار قوانني عمل خاصة م وذلك حسب ظروف عملهم وكذلك جيب عليها ذا التأمني على الشيخوخة وتشجيع تأمينهم ضد أخطار العمل وذلك فيما يتعلق بالضمان االجتماعي وك

أولياءهم على مساعدهتم يف إقامة تعاونيات وورشات حرفية كما أنه يتوجب على الدولة العمل على إجياد

.17 ، ص مرجع سابق نور الدين ؛ بولفخاذ ، – 1

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

116

مؤسسات مصغرة بالتعاون مع املنظمات الدولية العاملة يف هذا اال وتشجيع الشراكة االقتـصادية بـني

والقيام بتنظيم دورات تدريبية ميدانية خاصة باألشخاص املعوقني , فيةالقطاع اخلاص وورشات املعوقني احلر حبيث تكون مناسبة ملتطلبات سوق العمل وإشراك العاملني يف التأهيل والتـدريب املهـين للمعـوقني يف االطالع على هذه املتغريات امليدانية وبالتايل اإلسهام يف إجياد برامج واقتراحات حديثة مواكبـة لـشروط

إضافة إىل إقامة عالقات وثيقة مع املؤسسات التشريعية بغية إصدار قوانني ولوائح إلزاميـة . العمل سوقإلدماج عدد كبري منهم يف القطاعني العام واخلاص خاصة يف املكاتب والورشات املرحية والنضال من أجل

.إلغاء التمييز يف التوظيف بني األصحاء واألشخاص املعوقني

.دور اتمع املدين يف التكفل باملعوقني يف اهليئات األخرى: طلب الرابع امل - تكتسي النشاطات الترفيهية والرياضية دورا بالغ األمهية نظرا لكثرة وقت الفراغ عند بين البـشر

رفته يف السنوات بسبب ما آلت إليه حالة اتمعات نتيجة التنظيم الصناعي ، االجتماعي والعمراين الذي ع األخرية وكذلك نتيجة لتوفري قطاع الرياضة ملناصب عمل جديدة ومسامهتها يف الداخل االقتصادي وهلذا باتت حتظى باهتمام كبري حبيث أنشئت هلا مراكز وأدجمت يف املؤسسات التربوية واجلامعات بل أصـبحت

ة وتبقى منافسات األلعاب األوملبية العاملية كخري هلا وزارات وبرامج تلفزيونية إعالمية هتتم بشؤوا املختلف . دليل على املكانة اليت أحرزهتا عليها األلعاب الرياضية سواء لدى الشعوب أو املسؤولني

وفيما خيص فكرة إنشاء رياضة خاصة باألشخاص املعوقني فإا تعود يف األصل إىل شخص امسه واملالحظ بأا ظهرت بشكل ملحوظ كممارسة رياضية خاصـة , 1) م .ق 460 -346" (بيوقراط "

بتنظيم ألعاب أوملبية لألشخاص املعـوقني " جومتان "باملعوقني يف مدينة لندن الربيطانية حبيث قام األستاذ وميكننا القول بأن نـشأة , 2" ستيك مونفيل " وذلك بامللعب التابع ملستشفى 1948 جويلية 22بتاريخ

حبيث أنه الحظ فقدان الثقـة , الرياضة إمنا تعود ألفكار هذا الطبيب وذلك بعد احلرب العاملية الثانية هذه حبيـث سـعى , بالنفس واإلحباط واخلمول لدى املصابني بالشلل والتشوهات اجلسمية نتيجة للحـرب

. 3 اجتماعيا ملساعدهتم على استعادة توازم العقلي ، النفسي وإعادة تكييفهم جسميا وإدماجهم

.23 ، ص مرجع سابق عطية ؛ تناح ، – علي ؛ دمانة – نبيل ؛ أجمكوح – 1 .24-23 ، ص ص نفس املرجع – 2 ، إصدارات الس الوطين للثقافة والفنون واآلداب ، الكويت ، ب ط 216 ، سلسلة كتب عامل املعرفة ، العدد الرياضة واتمعنور ؛ أمني اخلويل ، أ– 3 . 116 ، ص 1996،

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

117

وبعد تعرضنا لتاريخ موجز لرياضة املعاقني ميكننا القول بأن للمجتمع املدين دور حيوي يف توجيـه

والعمل , املعوقني لالخنراط يف عامل الرياضة وذلك بالعمل على إقامة ندوات لتعميم فوائد الرياضة للمعوقني ياضيني ومعاجلني وحكام واداريني متخصصني يف على طلب تزويد كل والية على األقل مبدربني وأطباء ر

, التأكيد على إجبارية الرياضة داخل مراكز التكوين والتأهيل والتعليم اخلاصة بـاملعوقني , رياضة املعوقني وإنشاء احتادات رياضية خاصة ذه الرياضة تنظيم دورات ودية ودولية خاصة ذه الرياضـة وتـشجيع

.1 بارياهتا وتشجيعهم على احلصول على مراكز جديدةاملعوقني على املسامهة يف م باإلضافة إىل هذا الدور ميكن للجمعيات ومنظمات اتمع العاملة يف هذا اال اكتشاف مواهـب

, األدب, األشخاص املعوقني وتوجيههم من أجل االخنراط يف هيئات تقوم بنـشاطات معينـة كالرسـم والنشاطات الثقافية األخرى كما أن تشجيعهم لالنـضمام واالخنـراط يف , مائيوالتمثيل املسرحي والسين

األحزاب السياسية وممارسة العمل السياسي ألمر جدير باألمهية ألنه حق تكفله مجيع الدسـاتري ملواطنيهـا بغض النظر عن لوم وجنسهم ووضعياهتم االجتماعية ، فهذه اخلطوة من شأا دفع األشخاص املعـوقني

والعمل على إزالة األفكار املسبقة املنتشرة بني األفراد اليت ترى يف هذا املعـوق , للمشاركة يف صنع القرار إنسانا عاجزا عن املشاركة يف حقل العمل السياسي كما أن مثل هذه اخلطـوة سـتحقق الطموحـات

ية األشخاص املعوقني للوصـول السياسية لكل شخص معوق يهتم بالسياسة ومن شأا أن تعبد الطريق لبق وبالتايل العمل على نقل انشغاالهتم ومطالبهم للسلطات العليا حيـث أـا , إىل مناصب سياسية مرموقة

سترسخ حتقيق مبدأ املساواة بني املواطنني ودفعهم للمشاركة والتنافس السلمي وفق قيم التسامح ،االحترام يف هذا اال أن ميكنهم من احلصول على مكاسب قانونيـة وميكن لنضال األشخاص املعوقني . والتعاون

.ورمبا احلصول على حقائب وزارية رفيعة املستوى , وتشريعية و على مقاعد يف االس النيابية

.55-54 ، ص ص مرجع سابق جليل ؛ وديع شكور ، – 1

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

118

.دور اتمــع املدنـي يف مـجال رعاية املعوقـني اجتماعيــا: املبحث الرابع

متعددة يف جمال التكفل باألشخاص املعوقني واليت جند من بينها مسألة تلعب مجعيات املعوقني أدوارا

حسبما تبنته اجلمعية األمريكيـة لألخـصائيني , اخلدمة االجتماعية املوجهة هلم وهي يف أبسط تعريف هلا جمموعة منظمة من األنشطة والربامج اليت متارسها مؤسسات حكومية "... االجتماعيني تتمثل يف اعتبارها

هلية دف التعرف على مشكالت اجتماعية واحلد من آثارها والعمل على حتـسني األداء االجتمـاعي وأ .1..." للفرد واجلماعة واتمع

ختتلف مـن , واخلدمة االجتماعية مبا حتويه من أنشطة اليت يعمل على توفريها كل جمتمع ألفراده ومـن . ايري االجتماعية والتصورات الفكرية واملبادئ الدينية هلذا األخري واحد ألخر وذلك وفق القيم واملع

هنا يظهر دور مجعيات ومنظمات اتمع املدين يف إطار نشاطاهتا اليت يتوجب عليها القيام ا يف ظـروف :وإمكانياهتا البشرية واملادية على النحو التايل

. يف رعاية املعوقني قانونيــادور اتمع املدين: املطلـب األول -

إن هذه النقطة من أمسى الواجبات اليت يتحتم على مجعيات املعوقني القيام به نظرا ألمهية النـصوص والذي أصبحت فيه اجلوانب االجتماعية االقتصادية , والتشريعات القانونية لألفراد خاصة يف عصرنا احلايل

داخال تاما مع بعضها البعض ، وتكمن أمهية هـذه اجلمعيـات يف خدمـة اخل متداخلة ت ... ، القانونية األشخاص املعوقني من الناحية القانونية يف التقرب منهم ومن أسرهم وذلك بإرشادهم يف هذا اجلانب مبـا يترتب عليهم من حقوق وواجبات كفلتها هلم هذه النصوص كذلك فان هده اجلمعيات مطالبة بالتكفـل

ام بالقضايا القانونية اليت ختص أي شخص معوق يف حالة تعرضه العتداء من طرف شخص آخر املباشر والت خاصة إذا كان من فئة املعوقني ذهنيا خاصة إذا كانت أسرته فقرية ، أو مت فصله من عمله إذا كان يشتغل

نتيجة لألمية أو هضمت حقوقه اليت ضمنتها له مصاحل الشؤون االجتماعية العمومية ، كذلك فإنه يالحظ السائدة بني أسر هذه الفئة ضياع حقوق أبنائها نتيجة اجلهل بالقوانني أو لتأخر وصول املعلومـات إليهـا لدى وجب على هذه األخرية التعاقد مع حمامني خمتصني من أجل التكفل بقضايا األشخاص املعوقني قضائيا

شخص آخر سليم وطلب التعويضات و ذلك بالتدخل لدى احملاكم يف حالة حدوث نزاع أحدهم مع

1 – C . ZASTROW , « Introduction to social welter : Institutions social problem » , Service and current issues , Rev ,

éd doresy press , 1983 , p 03 . IN . 198-197 ،ص صمرجع سابقسامية ؛ حسن الساعايت ،

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

119

املادية واملعنوية اليت تضمنها هلم القوانني السارية املفعول ويالحظ يف كثري من االحيان وجود أطفال معوقني من املشردين ، اليتامى ،البائسني وممن ختلت أسرهم عنهم لسبب أو آلخر ، هلذا يتوجب عليها التكفل م

ة أخرى إحلاقهم مبراكز ومالجئ لأليتام أو بأسر تقبل رعايتهم وتربيتهم ومما قانونيا هذا من جهة ومن جه يالحظ أيضا خاصة يف املدن الكربى ظاهرة ختلي بعض األشخاص عن آبائهم املعوقني إعاقة مزمنة ، ـذا فإن هلذه اجلمعيات احلق يف الدفاع عنهم وطلب محايتهم يف مراكز لألشخاص املعوقني وكذا فإن عليهـا املطالبة بإعادة النظر يف النصوص القانونية املتداولة اخلاصة م نتيجة للتحوالت االجتماعية واالقتصادية اليت

، واملطالبة 1عرفتها بالدنا يف اآلونة األخرية واحلرص على تطبيق القانون مبا يعود بالفائدة لصاحل هذه الفئة ومراقبة ذلك باستمرار واملبادرة بإنشاء جملس استـشاري بضرورة تطبيقه يف املؤسسات العمومية واخلاصة

أعلى مستقل لتقدمي اإلرشادات والنصائح للسلطات بغية حتسني أوضاع األشـخاص املعـوقني يف كافـة . ااالت

.دور اتمع املدين يف رعاية املعوقني طبيــا: املطلـب الثانـي-

ولن يتـأتى ذلـك إال بـإجراءات , نشاط مجعيات املعوقني تشكل هذه اخلطوة منطلق أساسي ل متكاملة تتمثل يف العمل على اإلحصاء السنوي لألشخاص املعوقني وذلك حسب نوعية إعاقـاهتم وفـق

مث تأيت خطوة متابعة تلقيح األطفـال املعـوقني , اخل ... متغريات اجلنس ، السن ، درجة وسبب اإلعاقة ن هذه العملية من شأنه أن يزيد الوضعية املرضية لديهم كذلك يتوجب على وإرشاد ذويهم ألن التخلي ع

هذه األخرية تكوين ملفات طبية واجتماعية لصاحلهم من أجل معرفة وضعيتهم وبالتايل تقدمي يد العون هلم ئات كما أن تكوين ملف خاص عن األطباء واملراكز االستشفائية الوطنية والدولية واهلي , يف الوقت املناسب

املختصة يف رعاية األشخاص املعوقني سيمكنها عن طريق التعاون مع أسر ذوي اإلعاقات مـن اسـتغالل هذه املسؤوليات حتتم على القـائمني , أحسن للوقت والتوجه مباشرة للطبيب املعين عند احلاالت الطارئة

صاب أحدهم إصـابة بليغـة على هذه اجلمعيات توفري صناديق إعانات مالية للحاالت املستعجلة عندما ي تستدعي التدخل العاجل وما يتبعه من تغطية ملصاريف العالج ، كذا فإن من واجبها أيضا متابعتهم عنـد

اخل يف اال الطيب املتخصص بإعـادة تكيـيفهم حركيـا ... تعرضهم حلوادث عمل أو حوادث املرور ات علمية طبية يتم فيها استعراض آخر كذلك القيام بندو, وتشجيعهم على ذلك بكل الوسائل املتاحة

.11-10 ، ص ص مرجع سابق ، 15دد ، جملة آفاق تربوية ، الع" القانون والطفل األصم يف ميدان التعليم والتكوين املهين " رشيدة ؛ فراح ، – 1

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

120

التجهيزات الطبية احلديثة والنتائج اليت توصلت إليها البحوث العلمية يف جمال عالج األشخاص املعوقني من

عمليات جراحية وأدوية أو ما خيص أيضا نتائج البحوث احلديثة للهندسة اجلينية املتعلقة بصناعة قطع الغيار حبيث يقوم بتنشيط هـذه النـدوات وامللتقيـات األطبـاء , اخل ... زراعة األعضاء البشرية الناجتة عن

واالختصاصيني والباحثني اجلامعيني ومسئويل الصحة بصفة عامة ، زيادة على ذلك يرجـي مـن هـذه ة اجلمعيات املبادرة بزيارات منتظمة لألشخاص املعوقني املقعدين يف منازهلم ال سيما إذا كانوا من أسر فقري

رفقة أطباء متخصصني وحتما ستكون هلا نتائج إجيابية جدا كما أن ختصيصها لصناديق ماليـة خمصـصة القتناء األدوية النادرة من اخلارج باإلضافة إىل التكفل الفعلي باملعوقني الذين حيتاجون لعالج دقيق خـارج

يف وضع املتابعة املستمرة واملتواصلة البالد وهو ما جيعل املسؤولني عن هذه اجلمعيات يف مثل هذه احلاالت . بغية االطمئنان على حتسن احلالة الصحية للمعوق الذي قاموا بإرساله للعالج يف اخلارج

.دور اتمع املدين يف رعاية املعوقني نفسيــا: املطلب الثالث -

يف جمال رعايتهم يف اجلانب النفسي وذلـك مما ال شك فيه أن جلمعيات املعوقني دورا بالغ األمهية ألن اغلبهم يكون لديهم شعور بالنقص والدونية مقارنة بأقرام األصحاء وقد يكون الـسبب يف ذلـك املعاملة السيئة من طرف أفراد عائلة الشخص املعوق يف حد ذاته خاصة إذا كانت العالقات بينـهم غـري

كما أن آلية الرد عنده تكون على شكل سلوك عدواين يتميز سليمة حبيث تنعكس سلبا على شخصيته ، باالنطواء والعزلة واملشاجرة ألتفه األسباب كذلك أن التصرفات الالعقالنية الناجتة من بعض أفرد احملـيط

اخل كثريا ما تضاعف من االضطرابات ... الذي يتواجد فيه هذا األخري كالتمييز والتهرب من التعامل معه ت هي األخرى دورا سلبيا بنشر أفالم ، حصص أو مسرحيا اإلعالمديه وميكن أن تلعب وسائل النفسية ل

تكون فيها تلميحات غري مباشرة أو إشارات واضحة تنال وتسخر من الشخص املعوق ، حيث ينتج عنها عواقب وخيمة تنعكس على شخصيته وهذا ما يولد لديه الحقا أزمة نفسية ميكن أن تبقى مع الـشخص

واإلحباط يف ابسط معىن له هو عبارة عـن , غاية وفاته واملتمثلة يف اإلحباط ، فقدان الثقة بالنفس وبالغري لعدم بلوغ هدف مقصود نتيجة لوجود عائق وما يتبع ذلك من آثار حركية ووجدانيـة نتيجـة الـشعور

ملعوقني يف خدمة الـشخص وانطالقا من هذا الوضع تربز أمهية مجعيات ا . 1باهلزمية والفشل وخيبة األمل املعوق داخل أسرته وخارجها وذلك من خالل حتسيس األسرة واتمع لضرورة معاملة هذا الفرد معاملة

.44 ، ص مرجع سابق سهري ؛ كامل أمحد ، – 1

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

121

إنسانية الئقة حتفظ له كرامته ومكانته االجتماعية كباقي األفراد اآلخرين كما يتوجب عليها أيضا التقرب

و دلك بتشجيعه على الكالم والتعبري عن مشاكله بكـل منه يف حد ذاته وحماورته حبضور طبيب نفساين حرية كما يتوجب عليها تكوين ملفات بسيكولوجية داخل هذه اجلمعيات لكل شخص معوق يعاين مـن

، باإلضافة إىل تتبع حالته من شأن كل هذا أن يساهم يف عالجه وإشعاره ةاضطرابات سيكولوجية أو عقلي ناية به كما أن إدماجه ضمن هذه اجلمعيات وتقريبه من بقية األشخاص بوجود هيئات أخرى لرعايته والع

املعوقني الذين يعانون مثله ، لكفيل بالتخفيف عنه واشعاره بأنه ليس هو الوحيد الذي يعاين من التـهميش وسوء املعاملة كما أن إطالعه على املعاناة الصحية لإلفراد األصحاء من شأنه أن خيفف من وطـأة حزنـه

ك فإنه توجه هذه اجلمعيات للتعاون مع وسائل اإلعالم إلعداد برامج خاصة تعىن بالصحة النفـسية كذللديهم من شأنه أن يساهم يف رعايتهم ، كذلك يتوجب عليها أن تطلب من أئمة املساجد أن يتطرقوا ملثل

ذلك يتماشى مع قيم هذه املسائل بكل حكمة وشفافية والدعوة إىل حتسني معاملة األشخاص املعوقني ألن ديننا احلنيف ، كما أن تشجيع الشخص املعوق من اجل االعتراف بإعاقته وتقبلها بصدر رحـب وعـدم

من شأنه أن مينحه ثقة كبرية يف نفسه ومن هنا ميكن القول أن الوقع " قإعاقة أو معو " احلساسية من كلمة مع العلم مثل هذه , 1ملوروثة اليت يولد ا اإلنسان النفسي لإلعاقة املكتسبة أشد من الوقع النفسي لإلعاقة ا

اإلعاقات هي اليت تكون دافعا قويا لتحدي الصعاب وتنمية املواهب من طرف املعوق الذي تكون له إرادة قوية ومثابرة هلذا وجب على هذه اجلمعيات واتمع وأسر األشخاص املعوقني السعي لتحسيس أبنـائهم

. مثلهم مثل باقي األفراد بأم أفراد عاديون

دور اتمع املدين يف اخلدمات الترفيهية للمعوقيــن: املطلـب الرابــع - يف هذا اال ميكن ملنظمات ومجعيات املعوقني املسامهة بشكل كبري يف التنشيط الثقـايف والترفيهـي

يوهتم يعانون من زيادة حجم وقت الفراغ لألشخاص املعوقني خاصة إذا علمنا بأن املعوقني القابعني يف بظـاهرة " باإلضافة إىل تعرضهم بنسبة كبرية لظاهرة تصنف كمرض من اخطر أمراض العصر أال وهـي

، لدى فإنه يتوجـب عليهـا 2وما ينجر عنها من تشاؤم ، يأس وعقدة اخلوف من املستقبل " االكتئاب تنظيم زيارات ملناطق سياحية وأثرية لتعريف األشخاص املعوقني بقيمة العمل على إقامة عدة تظاهرات ك

.25 ، ص 1990 ، القاهرة ، مصر ، 09 ، املنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، العدد جملة التقومي املهين يف الوطن العريب أسرة التحرير ، – 1 ، إصـدارات الـس 239 ، سلسلة كتب عامل املعرفة ، العدد فهمه وأساليب عالجه -اب العصر احلديث اضطر: االكتئاب ؛ إبراهيم ، ر عبد الستا –2

.15 ، ص 1998الوطين للثقافة والفنون واآلداب ، الكويت ، ب ط ،

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

122

كذلك فإن التوجه للتجمعات الصناعية من شأنه أن يزيد الثقافة املعرفية هلذه الشرحية باإلضافة هذه املناطق

ـ سحة إىل أن التخطيط إلعداد رحالت ملنتجعات االستجمام ،احلمامات املعدنية ، والغابات املخصصة للفكل هذا من شأنه أن مينحهم دافعية لتجديد طاقاهتم كما أن تعاون هذه األخرية بالتنسيق مع الـسلطات العمومية القامة زيارات للمتاحف وحدائق احليوانات واملواقع األثرية والتارخيية ألمر هام جدا كذا يتوجب

سيات األدبية والشعرية ، املسرح ، السينما األم: عليها إحياء تظاهرات ثقافية ترفيهية لصاحل هذه الفئة مثل اخل ، حبيث أثبتت الدراسات بـأن هلـذه ... ، سهرات فلكلورية تقليدية ، األلعاب البهلوانية ، السريك

الربامج األثر البالغ على الصحة النفسية لألشخاص املعوقني ، كما أن تشجيع أسرهم من أجـل مرافقـة من شأنه أن يرفع من معنوياهتم ويوفر هلم الثقة بأنفسهم كما يـدخل يف أبنائها للتردد على هذه األماكن

هذا اإلطار تنظيم دورات ومسابقات ثقافية من أجل تشجيع املعوقني على التأليف واإلبداع ككتابة الشعر ، القصة القصرية ، الرسم ، اإلنشاد ، املشاركة يف املسرح املدرسي وتشجيع املوهوبني منهم الـذين هلـم

اخل و استثمار جهودهم إلدخال البهجة ... قدرات التنشيط اهلزيل باستعراض القصص املضحكة والنكت والفرح إلخوام من املعوقني كذلك فإن تنظيم منافسات وتظاهرات خاصة بتفعيل التربية البدنية لرياضـة

علما بـأن (ام هذه الدورات املعوقني بشرط إعداد اإلمكانيات الالزمة لذلك وتكرميهم جبوائز قيمة عند خت عدد امليداليات اليت حتصل عليها الرياضيون املعوقني سامهت بشكل كبري يف ترجيح كفة اجلزائـر للفـوز

، إن هذا االهتمـام ) 2005سنة (باملرتبة األوىل يف األلعاب األوملبية العربية اليت استضافتها بالدنا مؤخرا املثابرة مما سيدفعهم يف اية املطاف لالندماج االجتماعي ، وكـذا روح التنافس ، ةسيحيي لديهم ال حمال

. االعتماد على أنفسهم بدون احلاجة املتكررة لآلخرين

ادوار و واجبات جمعيات المعوقين ل الرابــع الفصــ

123

مما سبق ميكن أن نستخلص بأن نظرية الدور هلا جذور فكرية ظهرت أساسا عند بـاحثني كبـار أضفت على هذه النظريـة " رالف لنتون "ا أن أعمال كم, اخل ... ميد ، روبرت بارك وآخرون : أمثال

املركز كما أن هلذه األخرية تفسريات خمتلفة حـسب كـل -قيمة رفيعة تتمثل يف اكتشاف مفهوم املكانة حقل من حقول العلوم االجتماعيـة ، كاملدرسـة االنتروبولوجيـة ،البـسيكولوجية ،الـسوسيولوجية

.والبسيكوسوسيولوجية ة هذه النظرية وفق التحاليل احلديثة توصلنا إىل أا تبىن عن طريـق شـغل فاعـل ويف إطار معاجل

معروفة من طرف هـذا تاجتماعي ما ملركز معني يف إطار حقل من العالقات املتوقعة بناءا على وسلوكا ار ، الـشمول ، اجلرب واالختي : األخري واحمليطني به كما أننا تناولنا مسألة اختالف أداء الدور واملتمثلة يف

حتديد السلوك ، االستمرار ، السهولة و الصعوبة ، األمهية والشهرة ، كما عرجنا على املعـاين الكـربى توقعات الدور ، تصوره ، تقبله ، أدائه ، كما حاولنا أن نقدم تصورنا الشخـصي : ملفهوم الدور كالتايل

.للربط ما بني مفاهيم اتمع املدين ، الدور ، املعوقنيباإلضافة إىل كل ذلك استعرضنا أهم األدوار التحسيسية بالتفصيل واليت يفترض علـى مجعيـات وتنظيمات اتمع املدين القيام ا خاصة فيما يتعلق بأسر املعوقني ومسئويل املؤسسات التربوية باإلضافة إىل

عامة كما تطرقنا لدور اتمع املدين التنسيق مع وسائل اإلعالم يف هذا اال واية بتحسيس أفراد اتمع ومـساعدهتم يف جمـال العمـل . بالتكفل م اجتماعيا ، تعليميا ومهنيـا : يف التكفل باملعوقني ويتمثل

والتوظيف كهدف رئيس يتوجب على هذه اجلمعيات االلتزام بتحقيقه ، ويضاف إىل كل ذلـك دعوهتـا ط يف النوادي الرياضية ، اجلمعيات االجتماعية واالحتـادات للعمل على تشجيع األشخاص املعوقني لالخنرا

اخل ، كما خصصنا جانبا من هذه الدراسة لدور اتمع املدين يف جمال اخلدمة االجتماعية للمعوقني وقد ... وجدنا بأن هلا أكثر من دور يف هذا اال غري أنه تربز بعض األولويات اليت يتحتم على اتمع املـدين إذا كان جادا للتركيز عليها وتتمثل يف الرعاية االجتماعية ، الطبية ، القانونية ، النفسية وخـدمات الترفيـه

.املتعددة واملتنوعة ويف األخري ميكن القول بأن حتليلنا لواقع تدخل هذه اجلمعيات لصاحل األشخاص املعوقني يتوقـف

فة الطاقات البشرية واملادية الالزمة ، والستجابة هذه أساسا على إمكانية وقدرة هذه األخرية على جتنيد كا .الفئة من األشخاص واقتناعهم بضرورة التعاون مع هذه اجلمعيات

ة الفصـــلخالصــ

: الباب الثاني اإلطار التطبيقي والميداني

للدراســـــــة

:الفصل الخامس لفرضية تحليل نتائج ا األولــى

تقوم جمعيات المجتمع المدني بدور فعال للتكفل باحتياجات '' ''المعوقين حرآيا

تهــــم تقييـــــم األشخـــــاص المعوقــــين لنشاطـــــات جمعيا: المبحث األول أدوار هذه الجمعيات وأدائها من منظور األشخاص المعوقين: المبحث الثاني واقع تكفل هذه الجمعيات بمطالب األشخــــاص المعوقيـــــن: المبحث الثالث

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

124

.تقييـم األشخـاص املعوقيـن لنشاطـات مجعياهتــم : املبحث األول

ات اتمع املدين املهتمة باملعوقني يف يبني رأي املعوقني املبحوثني يف أداء مجعي) : 06(اجلـدول رقـم .واليـة غرداية

النسبـة املئويــة التكــرار مستـوى األداء % 23.6 17 جيـــد % 44.4 32 متوســط % 32 23 ضعيــف

% 100 72 امــوع

بأنه يشتمل على عدة نسب خمتلفة ، حبيث أن إحدى هذه النـسب ) 06(تظهر نتائج اجلدول رقم من إجابات املبحوثني الذين قالوا بأن مجعيات اتمع املدين العاملة يف ميدان املعوقني % 44.4: د بلغت ق

من إجابات جمموعة أخرى من املبحـوثني % 32، تليها ما نسبته " ذات أداء متوسط " بصفة عامة هي متثـل إجابـات % 23.6: ته ، بينما جند ما نسب " ذات أداء ضعيف " الذين اعتربوا بأن هذه اجلمعيات .وهي أدىن نسبة مسجلة " جيد "األشخاص الذين رأوا بأن أداءها

أداء " وعند تأملنا هلذه النتائج جند بأن أغليبة املبحوثني اختاروا تقييم أداء هذه اجلمعيات على أنـه حسب بعض املبحوثني حبيث الزالت مل تصل إىل حتقيق آمال األشخاص املعوقني بنسبة كبرية ، ف " متوسط

إذا ما قارنا نشاطات مجعيات املعوقني مع أنشطة بعض اجلمعيات األخـرى العاملـة يف اـال اخلـريي االجتماعي جند أا متخلفة عنها كثريا ، ويظهر ذلك يف تناوهلا ألمور بسيطة وعادية جدا بينما مل تـسعى

عوقني ، كما أن غياا عن الساحة االجتماعية وعدم لتناول االحتياجات واملطالب امللحة اليت تشغل بال امل تأثريها على الرأي العام احمللي وذلك بالعمل على التعريف بإنشغاالت املعوقني وجلب التعاطف اجلماهريي لقضيتهم وهذا ما يدل على أن هناك خلل ما ، فعلى سبيل املثال نالحظ يف اآلونة األخرية انتشار مفـاهيم

املستهلك ، وترقية احمليط ومحاية التراث الثقايف واألثري ، حبيث قد شاع تداوهلا بني املواطنني محاية البيئة و بشكل ملحوظ ، فهذا التأثري يرجع أساسا لتضحيات مجعيات محاية البيئة من أجل تعريف اتمع بضرورة

نا بأن هذه اجلمعيات مازالت التجنيد حلماية الثروة اإليكولوجية ، كما أن بعض املبحوثني اآلخرين عربوا ل بعيدة عن أداء املستوى املطلوب منها ، وحتقيق اآلمال املرجوة منها حبيث أن مديرية النشاط االجتماعي

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

125

مثال أثبتت فعاليتها يف التعامل مع األشخاص املعوقني واستطاعت أن تتبىن قضايا هـذه الـشرحية وتقـدمي ا هذا ماجعلها حمط أنظار وثقة الكثريين بعكس هذه اجلمعيات اليت املساعدة الالزمة هلم يف حدود إمكانياهت

تعرف اخلمول ، االضطرابات ويف كثري من األحيان الغياب شبه التام عن الساحة االجتماعية وبالنسبة للفئة فيصر ويؤكد أصحاب هذا الرأي بأن ظهـور هـذه " ضعيفا "اليت عربت بأن أداء هده اجلمعيات يبقى

يف عامل املعوقني احملليني مل حيرك ساكنا كان ، بل بالعكس فهم يتهموا بأا ميعـت قـضيتهم اجلمعياتبشكل سيئ جدا كما أا زرعت بينهم الفرقة واخلالف بسبب تعدد والءات األشخاص املنخرطني ا كل

ليا وتوظيفهـا حسب اجلمعية اليت ينتمي هلا كما أن بعض رؤسائها إستغلوها كوسيلة للوصول ملناصب ع كثرة عددها وقلة فاعليتها وتأثريها علـى اتمـع ) حسب قوهلم (ألغراض مشبوهة والدليل على ذلك

فأدائها ونشاطاهتا ال ميكن تصنيفها إال بأا مومسية استعراضية الستعطاف السلطات مـن أجـل إبقائهـا خاصة أثناء االستحقاقات االنتخابيـة ودعمها لكي ال تنهار وحتل ، بينما تقوم هي بأداء خدمات مشبوهة

حبيث يتم إعادة تفعيلها باالتفاق مع مسرييها على تكثيف جهودهم الدعائية لصاحل مرشحي السلطة غالبا باعتبارها قامت بتعويض بعض التدخالت الـيت "جيد "أما الفئة األخرية اليت أصرت بأنه ميكن اعتبار أدائها

بإنشغاالت األشخاص املعوقني والعمل على خدمتهم وتوحيـد صـفوفهم كانت تقوم ا الدولة للتكفل وإرضاءهم بكل الطرق املمكنة رغم قلة اإلمكانيات والتهميش اليت تعاين منه باإلضافة إىل تزايد ضـغوط

وعندما عرضنا هذه النتائج وتعليقات األشخاص املعوقني عليها على رؤسـاء . احلياة اليومية على مسرييها جيد " يات الثالث املختارة للدراسة عربوا لنا بأم يكونون قد بالغوا كثريا إذا قالوا بأن أداء مجعياهتم اجلمعبينما تكون إجابتـهم " ضعيف "كما يكونوا يف آن واحد غري صادقني وأمناء إذا قالوا بأن أداءها " جدا

ويرجع ذلك لعدة أسباب منها " متوسط أداء مجعياهتم " صادقة وواقعية باختيارهم اجلواب الذي يرى بأن حداثة هذه اجلمعيات يف ميدان العمل اجلمعوي بالنظر لإلمكانيات املادية واملعنوية احملدودة اليت حبوزهتا وقلة

اخل كما ال جيوز إلقاء اللوم عليها هكذا وحتميلها ... احتكاك املواطنني ا وتنصل السلطات عن مساعدهتا ن يطلب منها إجناز أمور ليست باستطاعتها أما فيما خيص ضعف تأثريها يف الرأي العام ماال تطيق وذلك بأ

احمللي فإا حتتاج إىل وقت كبري وجهود متواصلة وبرامج بعيدة املدى وفيما خيص اهتام أصـحاا بالتبعيـة ن بأن هذا رأي جلهات معينة واستغالل هذه اجلمعيات ألغراضهم الشخصية فإم ينفون ذلك بشدة معتربي

الناقمني واملنشقني من األشخاص املعوقني غري أم يؤكدون يف اية املطاف بأم لن يدخروا أي جهـد يف سبيل خدمة الشخص املعوق واالرتقاء به إىل املكانة الراقية اليت حيتاج إليها فهم يعلمون مسبقا بأن درم ال

.حتفه الورود فقط ولكنه مليء باألشواك أيضا

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

126

يبني رأي املعوقني املبحوثني يف مستوى نشاطات اجلمعيات اليت ينتمون إليها ) : 07( رقـم لاجلـدو

النسبـة املئويــة التكــرار أداء النشاطــات % 57 41 يف املستــوى % 43 31 دون املستــوى

% 100 72 امــوع

من املبحوثني أجـابوا بـأن نـشاطات % 57سبته بأن ما ن ) 07(يظهر من خالل اجلدول رقم اعتبار نشاطات % 43بينما فضلت جمموعة أخرى بلغت نسبة إجاباهتا " يف املستوى املطلوب " مجعياهتم

." دون املستوى املطلوب"هذه األخرية هـذه وعندما قمنا بتقصي حقيقة الوضع عند الذين فضلوا اإلجابة األوىل والذين قالوا بأن نشاطات

األخرية يف املستوى املطلوب منها وذلك للتحسن امللحوظ يف أدائها وما تقوم به بغض النظر عـن األيـام واألعياد الوطنية والدولية اليت حترص على إحيائها كمحطات ضرورية جيب التوقـف عنـدها بتجميـع

ستقدام املتخصصني يف جماالت األشخاص املعوقني وتكرميهم باهلدايا واجلوائز وإقامة احملاضرات والندوات وا خمتلفة من أجل إجياد فرص للمدعوين بغية االحتكاك ببعضهم البعض ومن مث تبادل األفكـار واخلـربات ويضاف إىل هذا قيامها بالتدخل الستصدار بطاقة املعوق للشخص الذي مل يتمكن من ذلك كما تـسعى

سلعهن واليت أغلبها منتوجات تقليدية من أجـل دائما للقيام مبعارض لتشجيع اإلناث املعوقات على عرض تعريف مجهور املواطنني بإجنازاهتن الشخصية يف ميدان الصناعة واحلرف وهذا ما قامت به فعال مجعية بـين يسقن للمعوقني يف عدة مرات ، كما أن مجعية متليلي للمعوقني قامت بنشاطات أخرى تتمثل يف نقل كبار

ى فوجني حلمام زلفانة املعدين ، كذلك قامـت بالتوسـط لتمـوين بعـض وصغار السن من املعوقني عل األشخاص املعوقني بالكراسي املتحركة أو بالتجهيزات األخرى الضرورية كما جند أيضا نشاطات ال حصر هلا بينما تبقى أهم نقطة ميكن مالحظتها برغم الظروف الصعبة اليت تعرفها هذه األخرية إال أن مـسريوها

إرادة قوية لتقدمي الكثري وهذا ما تدل عليه مباشرة الربامج اليت أعدوها بغية إجنازها وحتقيقهـا يف حتذوهم املستقبل إذا توفرت الشروط الالزمة لذلك سواء أكانت برامج بعيدة أو قصرية املدى كما أن تفتح هـؤالء

من األحيان هلو دليل آخـر الرؤساء ومساعديهم على بقية األعضاء املنخرطني معهم واستشارهتم يف كثري على أن هذه النشاطات لن تكون يف مستوى اآلمال املرجوة منها إذا مل تدرس من طرف اجلميع بينما جند

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

127

وتربيـرهم ،"يف املستوى املطلوب ا "نشاطات ليست البأن الفئة اليت اختارت اإلجابة الثانية باعتبار أن هذه لذلك باعتبارها نشاطات روتينية مملة ينقصها التخطيط والتحضري اجليد مسبقا حبيث يغلب عليها طـابع االرجتال كما أنه مت إلغاء الكثري منها من طرف مسريو هذه اجلمعية بسبب اخلالفات اليت تنشب بينهم من

وظا يف نشاطات هـذه األخـرية منـذ حني آلخر ويضيف بعض من املبحوثني بأم مل يلمسوا تغريا ملح تأسيسها كما يظهر ذلك يف واقع الكثري من األشخاص املعوقني فليس هناك مكتسبات ملموسة مت حتقيقها

املعوقني يف جمتمعهم كما أن األشخاص لصاحلهم حبيث الزالت هناك فجوة كبرية يف جمال إدماج واندماج بتحقيقها بقيت على حالتها األوىل كالسكن ، النقل ، العمل كثريا من احلقوق اليت وعدهتم هذه اجلمعيات

اخل ويضيف آخرون بأن هؤالء الرؤساء ومساعديهم يستندون عنـدما ... ، التكوين ، العالج ، الرياضة نطالبهم بتحسني هذه النشاطات وإحيائها بشكل مقبول حلجج واهيـة كانعـدام املقـرات أو نقـص

اخل كما أننا عندما نطالب حبل ... دم جتند املعوقني للمسامهة يف هذه النشاطات اإلمكانيات الالزمة أو ع املكاتب وإعادة جتديدها كثريا ما ال جتد دعواتنا هذه طريقها إىل النور كما يتم هتميشنا وإقـصاءنا ألتفـه

املبحوثني هلا وعندما عرضنا هذه املسألة على رؤساء اجلمعيات املدروسة وعن حقيقة رؤية بعض . األسباب حيث أكدوا لنا بأم أحرار يف اختيارهم لإلجابة اليت يريدوا غري أم يؤكدون بأم حيبذون الرد علـى

" ليست يف املـستوى املطلـوب "هذه الفئة الثانية اليت اختارت وصف نشاطات هذه اجلمعيات باعتبارها " د نشاطات وبرامج كبرية قد ترقـى إىل صـفة فهذه الفئة هي جمموعة تطلب املستحيل ؛ فهل يعقل إعدا

بدون دراسة مستفيضة وختطيط رفيع املستوى و بدون وجود متويل مايل معترب وجتنيد عدد البأس " املشاريعبه من الطاقات ملتابعة هذه املشاريع كما أن هؤالء الرؤساء أبدوا استغرام من رأي األشـخاص الـذين

فيما خيص حياة األشخاص املعوقني منذ تأسيس هذه اجلمعيات حبيث أـم أنكروا وجود تغيري ولو طفيف يفضلون ترك احلكم عليهم للمستقبل فهو الكفيل بكشف احلقائق ومساندة اموعة اليت تدعمها احلجـج والرباهني القاطعة كما أم ال يذكرون وجود خالفات وصراعات هتدد مجعياهتم كما أن هـذه القـضية

طبيعي تعرفه معظم اجلمعيات اجلزائرية على حد سواء إال أم يصرون ويؤكـدون علـى أمر) حسبهم (حقيقة واقعية مفادها إلقاء اللوم على بعض املعوقني الذين يتهربون مـن املـشاركة يف هـذه النـشاطات

قـاش وحتميلهم مسؤولية ذلك بينما جندهم يف آخر املطاف يؤكدون لنا أم سيعملون على فتح أبواب الن احلر واحلوار مع األنصار واملعارضني بكل حرية وشفافية وأم ملتزمون باخلط الدميقراطي يف التداول على تسيري هذه اجلمعيات ، كما انه حتذوهم رغبة صادقة يف تفعيل األجواء املالئمة على إجناز الكـثري وذلـك

. باحلفاظ على اإلجيابيات والتخلي عن السلبيات املسجلة

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

128

يبني تقييم املعوقني املبحوثني للفترات الزمنية اليت تقيم فيها عادة) : 08(ول رقـم اجلـد هذه اجلمعيات لنشاطاهتـا

النسبـة املئويــة التكــرار الفترة الزمنية للنشاطـات

% 32 23 أسبوعيــا % 1.4 01 نصف شهريــا

% 19.4 14 فصليــا % 47.2 34 سنويــا

% 100 72 امــوع

بأنه قد اشتمل على نتائج خمتلفة حبيث متثل أعلى نسبة ) 08(يظهر لنا من خالل اجلدول رقم واليت متثل إجابات املبحوثني الذين اعتربوا بأن أغلب نشاطات هذه اجلمعيات تتم % 47.2مسجلة به

ت أسبوعية ، بينما جند ، وهي تعرب عن إجابات املبحوثني الذين رأوا أا نشاطا% 32سنويا ، تليها نسبة من املبحوثني الذين اختاروا تصنيف هذه النشاطات على أا فصلية ، كما أن ما % 19.4ما نسبته

من جمموع إجابات جمموعة أخرى من املبحوثني الذين اختاروا التعبري على أا نصف % 1.4 هنسبت .ل شهرية ، حبيث متثل أصغر نسبة من النسب املسجلة يف هذا اجلدو

وعندما استفسرنا عن آراء بعض املبحوثني من الذين يرون بأن نشاطات مجعياهتم تعد سنوية فقط ، حبيث أرجعوا ذلك إىل النتائج احملققة على أرض الواقع ودليلهم يف ذلك بأن هذه النشاطات غالبا ما تتم مرة

03د العاملي للمعوقني املوافق لتاريخ بأا تعد مبناسبيت العي) حسب قوهلم (أو مرتني طوال السنة واألرجح مارس من كل سنة ، حبيث هذان اليومان 14ديسمرب من كل عام واليوم الوطين للمعوقني الذي يصادف

حيتمان على مسريي هذه اجلمعيات إعداد برناجما خاصا ما من أجل احلفاظ على ماء الوجه كما يقال من يريد التأكد من صحة أقواهلم بالعودة ملراجعة التقارير ويصر أصحاب هذا الرأي بأنه يتوجب على كل

األدبية الصادرة عن هذه اجلمعيات واليت ال جند فيها سوى إشارات حمدودة جدا عن إحياء هذان اليومان أما فيما خيص اموعة اليت رأت بأن تكون إجاباهتا باعتبار نشاطات هذه اجلمعيات هي يف الغالب أسبوعية

م يعتقدون بأن جمرد اجتماع أعضاء ومكاتب هذه اجلمعيات أسبوعيا ولو لتبادل األخبار حبيث أواملعلومات شفهيا فهذا التصرف يعد يف حد ذاته مقياسا لتصنيف هذه النشاطات باعتبارها أسبوعية أما

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

129

جدا يف اموعة اليت اختارت إرجاع هذه النشاطات ضمن التصنيف الفصلي فهي ترى بأنه من املعقولمثل الظروف اليت مير ا اتمع واليت انعكست آثارها على هذه اجلمعيات أن تكون نشاطات هذه األخرية

أشهر حبيث أن كل فصل يدفع هؤالء املسريين إلعداد نشاطات معينة فمثال يتم يف فصل 03مرة كل حمام يف مثل هذا الفصل ، كما أنه يف اخلريف نقل املعوقني للحمامات املعدنية أو العادية ألنه ينصح باالست

فصل الشتاء جيلب طبيب العظام ملعاينة األشخاص املعوقني بينما يتم يف فصل الربيع إقامة ندوات وحماضرات حسب املناسبات ، أما يف فصل الصيف فيتم فيه اإلعداد والتحضري إلقامة خميمات للراغبني يف التوجه حنو

15نما جند الفئة اليت اعتربت بأنه ميكن تصنيف هذه النشاطات بأا تقام كل البحر للراحة واالستجمام بيغري أن رؤساء اجلمعيات املدروسة أكدوا لنا بأن الفئة . يوما فحسبهم ميكن اعتبار كل هذا تقييما تقريبيا

دية مع اليت اختارت تصنيف هذه النشاطات باعتبارها سنوية هي فئة مل تقم سوى بتقييم النشاطات العااألنشطة واللقاءات املغلقة اليت ال حتضرها سوى القلة القليلة من : إغفال األعمال اليت ال تظهر للعيان مثل

املعوقني املنخرطني ، وكذلك توزيع بعض املساعدات االجتماعية اليت تتم داخل مقرات هذه اجلمعيات ها احلقيقيني وهذا من أجل عدم إثارة بطلب من أصحاا املتربعني وذلك من أجل توزيعها على مستحقي

حفيظة اآلخرين ألا قليلة وغري كافية باإلضافة إىل االستعالمات اليت يتم تداوهلا وفق االحتياجات امللحة اخل أو بالتدخل الشخصي هلؤالء ... عناوين مراكز التكوين ، الصحة ، العمل : لطالبيها من املعوقني مثل

فض الرتاعات اليت حتدث عادة بني األشخاص املعوقني وأسرهم ، أو إلرشادهم الرؤساء للتوسط من أجل نفسيا حسب اخلربة املتوفرة لديهم يف هذا اال ، أو القيام بزيارات ميدانية لتفقد أحوال املعوقني الذين

وكبار يعانون من إعاقات تعرقلهم عن اخلروج من منازهلم عادة ، والتكفل بقضايا وإنشغاالت العجائز السن منهم كاملتعلقة ببعض اخلدمات اإلدارية اليت يقوم ا هؤالء الرؤساء عوضا عنهم وهم ينصحون هذه الفئة بالتثبت واستقاء املعلومات من مصادر موثوقة كما أم يدعوم للوقوف على األوضاع ميدانيا

نشاطات هذه اجلمعيات أسبوعية ونصف وتقييمها بكل صدق وشفافية ، أما بالنسبة للفئتني اللتني رأتا بأنشهرية ، فحسب رؤساء هذه اجلمعيات فإن هؤالء املبحوثني قد بالغوا يف حكمهم هذا ألن هذا مستحيل وفق الظروف الصعبة املعروفة سلفا من اجلميع ، حبيث حيبذون ضم إجاباهتم الختيارات الفئة اليت رأت بأن

ظروف ، اإلمكانيات ، الدوافع واحملفزات اليت تتوفر يف كل حسب ال: هذه النشاطات هي فصلية وتتم .نشاط على حدى

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

130

يبني رأي املعوقني املبحوثني يف طبيعة النشاطات اليت توليها مجعياهتم أكرب اهتمام) : 09(اجلـدول رقـم

النسبـة املئويــة التكــرار طبيعـة النشــاط % 50 36 يـاجتماعـ

% 8.3 06 ترفيهـــي % 2.8 02 سيســيحت

% 2.8 02 آخــــر % 36.1 26 متعدد االهتمامات

% 100 72 امــوع

بأنه اشتمل هو اآلخر على عدة نسب خمتلفة حبيث أن إحـدى ) 09(يظهر من خالل اجلدول رقم نشاطات وهي تعرب عن إجابات الفئة اليت ترى بأن مجعياهتا تويل اهتماما كبريا بال % 50هذه النسب متثل

وهي متثل إجابات الفئة اليت تعتقد بأن هذه النـشاطات % 36.1االجتماعية عادة ، كما تليها ما نسبته وهي متثل إجابات الفئة اليت تعتقد % 8.3تعترب ذات اهتمامات متعددة حبيث تشملها كلها ، تليها نسبة

هناك فئة قد صنفت هذه النـشاطات يف بأن هذه النشاطات يغلب عليها الطابع الترفيهي ، بينما جند بأن ، ونفس النسبة جندها عند الفئة اليت اختارت تصنيف هذه النشاطات % 2.8حالة الطابع الترفيهي بنسبة

.حسب رؤية وتصنيف أصحاا وفق معايري وشروط معينة " طابع آخر "املقدمة يف خانة عدتنا املعلومات والتوضيحات اليت حتـصلنا وبعدما تأملنا هذه النتائج قمنا بعدها بتفسريها وقد سا

عليها من طرف بعض املبحوثني يف فهم هذه االختيارات ، حبيث تبني لنا بأن الفئة اليت اختـارت تقيـيم تقدمي اخلدمات ، الرعاية ، الزيارات ، االجتماعات : نشاطات مجعياهتا باعتبارها ذات طابع اجتماعي مثل

اخل فحسبها كل ما يتصل بتحقيق أي خدمة أو مصلحة مادية أو معنوية ... مع األسر ، التوجيه واإلرشاد تصب يف خانة النشاطات االجتماعية االعتيادية و اليت تقوم ا عادة هذه اجلمعيات باستمرار أما اموعـة

، اجتماعيـة : اليت ترى بأن هذه النشاطات هي متعددة االهتمامات فهي تعتقد بأا عبارة عن أنـشطة ترفيهية ، حتسيسية ، علمية ، سياحية ، ثقافية يف آن واحد ، وهي بذلك تسعى لتغطيـة مجيـع اـاالت املمكنة من أجل توسيع تأثريها وحتسني أداءها إلرضاء مجيع األعمار والشرائح املمثلة تمـع األشـخاص

رفيه باعتبارها أنشطة تركـز علـى املعوقني بينما ترى الفئة اليت اختارت تصنيف هذه النشاطات يف إطار الت

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

131

اخل ، ...اخلدمات املوجهة للتسلية ، الرياضة ، السياحة ، االستجمام ، املسرح ، السينما ، الرحالت السياحية ق هذه اجلمعيات تعطي أولوية جلانب السياحة والرحالت على كل ما سب نغري أا حسب هذه الفئة دائما فإ

ترى أن خري تصنيف هلذه النشاطات هي اعتبارها حتسيسية فقط وذلك ألن هذه ذكره بينما جند بأن هناك فئة األخرية تركز على هذا اجلانب بالذات بشكل حمسوس ومعترب ، بينما ترى فئة أخرى بأن هذه النشاطات هي

يات وعندما عرضنا هذه املسالة على رؤساء اجلمع . اخل ... ذات طابع فين ثقايف مثال أو ذات طابع طيب حمض الثالث أقروا بأنه رغم أن قرارات االعتماد الرمسية هلذه اجلمعيات و اليت تنص على أن هذه األخرية ذات طابع

حبيـث أن مـسريي هـذه " االهتمامات املتعددة "اجتماعي فقط إال أن ما تقوم به ميكن إدراجه ضمن قائمة الفئات العمرية من املعوقني كربامج التثقيف ، اجلمعيات يفضلون تنويع الربامج واالهتمامات بغية إرضاء مجيع اخل حبيث أصبحت أمرا معروفـا بالنـسبة ... الترفيه ، التسلية ، الرياضة ، الرحالت ، امللتقيات و احلفالت

بأن النشاطات و االهتمامات االجتماعية هي اليت تستحوذ على املسريي هذه اجلمعيات ، كما أم استدركو ا اال ، ألا ال حتتاج إىل حتضري وتنظيم كبري للغاية كما أن هذه األعمال يغلب عليهـا حصة األسد يف هذ

، غري أن هؤالء 1اخل ... سواء لألشخاص املعوقني أو كبار السن ، األطفال و احملرومني " املسحة اإلحسانية " وذلك مـن عالقات ثنائية ودية الرؤساء يؤكدون بأنه آن األوان للتعاون مع مؤسسات البحث العلمي إلقامة

ملعرفة ما مدى استساغة األشخاص املعوقني هلذه الـربامج والنـشاطات ، أجل إقامة دراسات حيوية وجادة باإلضافة إىل أخذ آرائهم جبدية بغية تقدمي كل ما يالئمهم ويرضيهم ، ويستدرك أحد هؤالء الرؤساء بأنه اطلع

2اخل ... ختلفة على شخصية األفراد من تثقيف وتدريب على احلوار على دراسات خاصة باملسرح وفوائده امل

، باإلضافة إىل اهتمامه بالدراسات اليت تناولت املسرح العريب والدويل حبيث يأمل بأن يويل أمهية قصوى عن طريق مجعيته هلذا الفن ، وهذا بتسخريه لكل الشروط والوسائل الكفيلة حبث األشخاص املعوقني املنخـرطني جبمعيته ،وذلك من أجل مساعدهتم على اكتساب مهارات جديدة باإلضافة إىل فائدته الطبية خاصة يف جمـال الصحة النفسية ناهيك عن الترفيه والتسلية اليت سيجلبها هلذه الشرحية ، فقد آن األوان إلنشاء مسرح للمعوقني

دراسية يف مدارس صغار املعوقني من أجل حتبيب يف بالدنا ، باإلضافة إىل العمل على إدراجه ضمن املقررات ال . اخل ... الفن السابع لنفوسهم وتدريبهم لالهتمام به كوسيلة للتثقيف ، الترفيه ، احلوار و التسلية

1 - Mohamed –Nadir ; SEBAA , « Rôle du mouvement associatif dans le processus d’intégration des personnes handicapées » , Actes de la 3ème Rencontre International , Op-cite , pp 154-155 . 2 م المسرح في الوطن العربي علي ؛ الراعي ، – ة رق الم المعرف سلة آتب ع ون 298 ، سل ة والفن وطني للثقاف ، إصدارات المجلس ال

.73-69 ، ص ص 1999 ، 2واآلداب ، الكويت ، ط

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

132

.أدوار هذه اجلمعيات وأدائها من منظور األشخـاص املعوقيـن : املبحث الثاين

بحوثني يف مـا مـدى توافـق أدوار مجعياهتـم مع يبني رأي املعوقني امل) : 10(اجلـدول رقـم

.آماهلم

النسبـة املئويــة التكــرار اإلجابــة % 54.2 39 يوجد توافــق % 41.7 30 ال يوجد توافـق % 04.1 03 دون إجابــة

% 100 72 امـــوع

فة ، حبيث متثـل بأنه هو اآلخر قد اشتمل على عدة نسب خمتل ) 10(يظهر من خالل اجلدول رقم وهي تعرب عن إجابات الفئة اليت ترى بأنه يوجد هناك تطـابق بـني % 54.2أعلى نسبة يف هذا اجلدول

وهي متثل أجوبـة % 41.7األدوار اليت لعبتها مجعياهتم وفق تطلعاهتم وآماهلم املرجوة ، تليها ما نسبتها ي تلك اليت متثل موقف الفئة اليت ارتأت االمتناع الفئة اليت ترى عكس ذلك متاما ، بينما جند أصغر نسبة وه

.% 04.1عن اإلجابة على مثل هذا السؤال ائيا وهي ممثلة بـ وعندما نتأمل هذه النسب جند بأن الفئة األوىل اليت وافقت على فكرة متاشي األدوار الـيت لعبتـها

ر على هؤالء بأم قنوعني وال يطلبـون مجعياهتا مع متطلبات األشخاص املعوقني املنخرطني ا حبيث يظه الكثري كما أم يعلمون بأن تواضع نشاطات هذه األخرية يعود أساسا لقلة إمكانياهتا ولعدم ايالء اتمع و السلطات اهتماما كبريا ا وهم يؤكدون بأنه يتوجب على اجلميع مساعدهتا على حتسني أدائها سواء أكانوا

اخل وعدم حتميلها ما ال تطيـق ، باإلضـافة إىل ... توقني ، املواطنني ، أو السلطا منخرطني ، أو أسر املع ذلك يتوجب على املعارضني أن يسعوا إىل االنتقاد البناء وترك النقد اهلدام كما أن عليهم القيـام بإبـداء

ديل األفضل بطرق حلول مقبولة وناجعة وإذا أرادوا أن يسعوا إىل تغيري األوضاع فما عليهم سوى تقدمي الب ، كما أن من شأن تضافر اجلهود وتوحيد الطاقات إملام مشل هذه اجلمعيات وجعلها يف 1متحضرة ومقبولة

1 .221 -218 ، ص ص 2001 ، 2، دار الفكر المعاصر ، دمشق ، سورية ، طمفهوم التغيير ؛ سعيد ، جودت –

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

133

خدمة قضية املعوق واملعوقني وبالتايل املوائمة بني براجمها وخططها مبا يعود بالنفع العام على هؤالء األشخاص ا ، وهذا ما يؤدي إىل إشاعة روح التعاون والتضحية بني اجلميع سواء كانوا ذكورا أو إناثا ، شيوخا أو صبيان

) حسبها (، وفيما خيص اموعة اليت اعتربت بأنه ال يوجد هناك توافق بني هذه األدوار وتطلعاهتا ويعود ذلك ، لبساطة وروتينية هذه النشاطات وهذه األدوار حبيث ميكن إمجال دور هذه األخرية يف إحياء أيـام املعـوق

وإقامة خميمات صيفية ، وإصدار بعض البطاقات لبعض املعوقني واملعوقات وذا يالحظ بأن ما قامت به هي جهود جد حمدود يعرفها العام واخلاص فهذا الدور قد غطى على عدة أدوار أخرى كـان األحـرى ـذه

ني األدوار االجتماعية ، الثقافيـة ، اجلمعيات بصفتها ممثلة شرعية لشرحية املعوقني االهتمام ا واليت تتوزع ب اخل ولن يتأتى هلا ذلك إال إذا أوجدت مشاريع بعيدة املـدى ... الرياضية ، الترفيهية ، القانونية و االقتصادية

يشترك يف إجنازها ممثلني عن كل األطراف فال حجة للذين يتسترون بنقص اإلمكانيات املادية والبشرية إن هذا رس بكل جدية من أجل حله كما يتوجب إجياد مصادر مالية ومادية دائمة كإنشاء بعـض املشكل جيب أن يد

الورشات أو احملالت اليت تعود منافعها مباشرة خلزائن هذه اجلمعيات واليت ستمكنها من التحرر وأخذ زمـام عن هذا الـسؤال املبادرة بدون انتظار عطف وصدقات اآلخرين بينما جند اموعة اليت اختارت عدم اإلجابة

قد حترجت كثريا كما طلبت منا إعفاءها عن اإلجابة على مثل هذا السؤال الذي إن تناولناه سيفتح أبـواب ويف ردهم على نتائج هذا السؤال أبدى لنا رؤساء هذه اجلمعيات سرورهم بأن نـسبة . أخرى ال طائل منها

ا عن توافق األدوار الـيت تقـوم ـا مجعيـاهتم البأس ا من األشخاص املستجوبني يف هذا البحث قد عربو ملواصلة الطريـق والتفـاين يف ) على حد قوهلم (وتطلعاهتم املرجوة منها كما أن مثل هذه اإلجابات ستدفعنا

العمل من أجل إرضاء مجيع األذواق والقيام بإجراء تعديالت وإصالحات إذ كانت تعود بالنفع العام على هذه كما نطلب من الذين أبدوا معارضتهم عن عدم توافق ما نقوم به من أدوار مع رغباهتم اجلمعيات ومنخرطيها

الشخصية لالتصال بنا مباشرة سواء شفهيا أو كتابيا من أجل فتح نقاش دميقراطي وحر لالستماع للجميـع كمـا خاصة الذين لديهم اقتراحات واليت ستدرس ضمن اجتماعات هذه اجلمعيات حبيث سيبلغ ا اجلميع

أم أصروا على مسألة التعاون بني مجعيات ومنظمات اتمع املدين بصفة عامة مهما كان الطابع الذي تنشط يف إطاره من أجل تدارس األوضاع املطروحة و امللحة وتبادل اخلربات واملساعدات فيما بينها والتعـاون مـع

عامة واالهتمام بقضايا املعوقني بصفة خاصة فقد بات اهليئات الوطنية والدولية اليت هتتم بالعمل اجلمعوي بصفة واليت أصبحت ) ONG(معروفا يف زماننا هذا بأن العامل يعرف تأثريا كبريا من طرف املنظمات غري احلكومية

هلا هي األخرى مكاتب وفروع تقدم خدمات معينة حبيث أن التعاون معها سيدعم قضية املعوقني بال شـك ية لدى األشخاص املعوقني وأسرهم بضرورة العمل واالجتهاد ألمـا مهـا الـسبيالن كذلك فإن نشر التوع

. الكفيالن بتحقيق مجيع الرغبات اليت ينشدوا

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

134

.واقـع تكفـل هـذه اجلمعيـات مبطالـب األشخـاص املعوقيـن : املبحث الثالث

تكفل مجعياهتم م يف اال الطبــي يف مدى اللمبحوثنييبني رأي املعوقني): 11(اجلـدول رقـم

النسبـة املئويــة التكــرار اإلجابــة % 36 26 تكفلــت % 64 46 مل تتكفــل

% 100 72 امــوع

بأنه اشتمل على نسبتني خمتلفتني ، حبيث جند بأن إحـدامها ) 11(يظهر لنا من خالل اجلدول رقم عن رأي اموعة اليت ترى بأن مجعيات املعـوقني الـيت هـي وهي تلك اليت تعرب % 64استقرت على

م بشكل مقبول يف اال الطيب بصفة عامة والطب املوجه لألشخاص املعـوقني " مل تتكفل "منخرطة ا مجعياهتم ـم يف " بتكفل " اليت متثل إجابات األشخاص الذين أقروا % 36بصفة خاصة كما تليها نسبة

.جمال الصحة والطب إننا عندما نستطلع آراء هاتان اموعتان جند بأن الفئة اليت نفت هذا االهتمام تعتقد بأن أكرب دليل على قوهلا يتمثل يف عدم وجود طبيب متخصص لعالج شرحية املعوقني بصفة عامة كما أن هذه األخـرية

يلي مثال على أم مل يلتقوا تفضل ترك مسؤولية هذا الواجب لعائالهتم وذويهم حبيث يصر أعضاء مجعية متل بأي طبيب عن طريق مجعيتهم وذلك منذ سنوات اللهم إال يف فترة السبعينات و الـيت كانـت مجعيـاهتم تستحضر فيها هلم طبيبا خمتصا باإلضافة إىل طبيب عظام ، وكانت هذه أيضا إجابة املعوقني التابعني جلمعية

األطباء مبفردهم عن طريق ذويهم ودون أي تدخل يذكر مـن العطف الذين يعتقدون بأم ألفوا استشارة طرف مجعياهتم أما الفئة الثانية اليت أقرت بأن مجعياهتا قامت وتقوم بشكل منتظم بالتكفل م يف هذا اال املهم حبيث أا سعت جللب هؤالء األطباء إىل أماكن حمددة يتم فيها معاينتهم من طرفهم أو أا تعاقـدت

عض احملسنني منهم لعالج هذه الشرحية بتكلفة أقل و يف كثري من احلاالت باان وكانت هذه إجابـة مع ب 2005 مارس 14: فئة كبرية من أعضاء مجعية بين يسقن للمعوقني حبيث قامت على سبيل املثال بتاريخ

. يعترب عيدا وطنيـا هلـم باستدعاء طبيب خمتص لاللتقاء م وإقامة حماضرة خاصة إلحياء هذا اليوم الذي

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

135

وعندما طرحنا هذه املسألة على رؤساء اجلمعيات الثالث صرحوا لنا بأنه ال ميكن التهرب من هذه احلقيقية حبيث أم أبدوا لنا عدم رضاهم عن دور مجعياهتم يف هذا اال ألم حاليا لـيس باسـتطاعتهم تلبيـة

املختصني واملشهورين يف الوالية عمـدوا لفـتح عيـادات متطلباهتم يف هذا اإلطار كما أن جل األطباء مصحة الواحات حديثة التجهيز واليت تكلـف : ومصحات خاصة م حبيث أا خدمات غري جمانية مثل

دج لليلة الواحدة فقط هذا ناهيـك عـن مـصاريف 7000 و 5000املريض الذي يبيت فيها ما بني اخل إن هذه املصاريف املكلفة جدا واملترتبة عن ... و املعاجلة باألشعة االستشارة الطبية ، العمليات اجلراحية

تكلف : مثل هذا العالج جتعل هذه اجلمعيات غري قادرة على حتمل هذه النفقات الباهضة فعلى سبيل املثال أشخاص فقط عند طبيب خاص الستهالك مجيع املدخرات املالية املوجودة يف حساب أي 10مسألة عالج

ة من هذه اجلمعيات لذا فإن االعتراف بأن هذا املشكل العويص يشكل حتديا كبريا يف حد ذاته يواجه مجعيهذه اجلمعيات هلذا فإن أصحاا يرون بأنه ال مناص من الضغط على السلطات العمومية من التكفل التـام

هؤالء الرؤسـاء مجيـع بقضية صحة األشخاص املعوقني وتفعيل القوانني اليت تدعوا لذلك ، كما يطالب اخلريين من أبناء األمة للمسارعة يف تقدمي يد املساعدة خاصة لألشخاص الذين تربطهم عالقة بالـصحة أو بالقطاع شبه الطيب من أجل مساندة هذه اجلمعيات وذلك بغية التكفل احلسن جبميع األشخاص املعـوقني

الذي يرهق كاهل أسـرهم كمـا أـم عن طريق برامج طموحة هتدف للتخفيف من العبء االقتصادي يطالبون وسائل اإلعالم احمللية والوطنية للعمل على تنوير الرأي العام الوطين ودفعه للمسامهة يف دعم هـذه النشاطات واجلهود اإلنسانية ، كما أم يضيفون بأنه يتوجب علينا شكر مؤسسات اإلعالم بكل ختصصاته

دراهتا الشخصية يف هذا اال ومنها باخلصوص مجيع الربامج تصب يف هذا السمعية البصرية املقروءة على مبا اخل ، و جيدر بنا التنويه إىل اإللتفاتة اإلنسانية الطيبة ... برامج القنوات اإلذاعية األوىل ، الثالثة : اإلطار مثل

، الـذي *" عثمان "الطفل اليت نشرهتا جريدة اخلرب اليومي عن معاناة ) لقطة اخلرب (و املتمثلة يف الصورة سنة بسبب حادث 23يسكن يف إحدى قصور مدينة تيميمون بوالية أدرار والذي بقي يعاين األمرين مدة

بسيط أكسبه إعاقة شبه دائمة وهي ما دفعته للزحف من أجل التنقل مما زاد حالته هذه سوءا إمهال وضعيته لتنبيه ضمائر عدد كبري مـن اجلهـات " ورة احلقيقية الص"وعدم االهتمام ا بعد مدة وجيزة دفعت هذه

اخل ، للمسارعة يف التكفل بقـضية هـذا ... واألفراد كالسلطات احمللية بوالية أدرار ، احملسنني و األطباء ، كما أن دعم بعض املواطنني أو املهاجرين الذين ميكنـهم املـساعدة يف عـالج بعـض 1الطفل الفقري

. في قائمة الملحقات 09 لمزيد من التوضيحات ، أنظر الملحق رقم - *

1 ة ، – ه " م ؛ طواهري ق حلم ان يحق شاب عثم ستفيق وال ضمائر ت ومي ، " ال ر الي دة الخب دد جري صادرة بت 4277 ، الع : اريخ ، ال .12 ، ص 26/12/2004

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

136

ذه الدول ، وهذا يعد يف حد ذاته مطلبا ملحا حتتاج إليـه هـذه اجلمعيـات األشخاص يف مستشفيات ه باستمرار حبيث أا يف حاجة ملحة ملن يساعدها على حتقيقه كلما دعت الضرورة لـذلك باإلضـافة إىل

.إنشاء خاليا صيدالنية ضمن هذه اجلمعيات جلمع األدوية من طرف احملسنني وتوزيعها على مستحقيها

باألجهزة االصطناعية املساعدة هميبني رأي املعوقني املبحوثني يف مدى تزويد): 12(رقـم اجلـدول على احلركة من قبل مجعياهتم

النسبـة املئويــة التكــرار اإلجابــة % 34.7 25 قامت بتزويدهــم % 65.3 47 مل تقم بتزودهــم

% 100 72 امـــوع

بأنه يشتمل على نتيجتني خمتلفتني حبيث متثل إحدامها نـسبة ) 12 (يتبني لنا من خالل اجلدول رقم وهي اليت تعرب على إجابات جمموعة من املبحوثني الذين يعتقدون بأن مجعياهتم مل تقم بتزويدهم % 65.3

مـن % 34.7بالعتاد واألجهزة االصطناعية املخصصة ملساعدهتم على احلركة ، بينما جند بأن ما نسبته قية املبحوثني املختارين هلذه الدراسة ترى العكس متاما من ذلك ، معتربة بأن مجعياهتـا قامـت إجابات ب

.بواجبها يف هذا اال بشكل ملحوظ وعندما تقصينا هذا األمر عند جمموعة املبحوثني الذين نفوا بأن تكون هذه اجلمعيات مل تقم ـذا

ارات من هذا القبيل عند مسئويل هذه اجلمعيات اللهم سوى األمر بتاتا ويؤكد هؤالء بأم مل جيدوا أي إش حبيث أنه يف حالة حتصل هذه األخرية على الـبعض ( Chaises Roulantes)بعض الكراسي املتحركة

منها واليت متنح هلا غالبا من طرف السلطات حبيث تدخرها من أجل توزيعها أثناء إحياء اليومني الـوطين هار اهتمامهم ذه الفئة كما يالحظ على هذه الكراسي بأن أغلبها رديئة وغري مالئمة والعاملي للمعوقني إلظ

للمعوقني خاصة لصغار السن منهم فهم حيتاجون لكراس معينة حسب مقاساهتم ودرجة إعاقاهتم أما الفئـة ن لديها ثقة اليت قالت بأن هذه اجلمعيات قامت بتزويدها ذا العتاد فإا أبدت رضاها عن ذلك مؤكدة بأ

كبرية يف هذه اجلمعيات حبيث زودهتا بكل ما حبوزهتا من كراس متحركة، دراجات نارية خاصة باملعوقني ، وعندما عرضـنا . اخل وبأم متأكدون بأا لن تبخل عليهم بأي شيء من هذا العتاد ... عصي اصطناعية

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

137

م احلالية يف هذا اال مازالت غـري مرضـية هذه املسألة على رؤساء هذه اجلمعيات أقروا لنا بأن تدخالهت للطرفني ، ويعود ذلك أساسا ألا حديثة النشأة وهلا خربة حمدودة يف بعض ااالت مثل هذا اال كما أن

اليت عرفت أسبقية التواجـد يف ONAAPHجل األشخاص املعوقني يقومون باالتصال مباشرة مبؤسسة ث أا حتتكر التعامل مع املعوقني أنفسهم مباشرة لذلك فإن دور اجلمعيـات امليدان قبل هذه اجلمعيات حبي

يف هذا اال قد مهش كما أنه نادرا ما يطلب هؤالء املعوقني منا كرؤساء مجعيات إحضار هـذا العتـاد واألجهزة لعلمهم املسبق بأن مجعياهتم لن تقدر على التكفل مبطلبهم هذا ألا باهضة الثمن خاصـة ذات

اخل ، غري أم ال ينفـون ... اجلودة العالية واليت تصنع غالبيتها يف الدول األوربية وتستورد بالعملة الصعبة بعض املساعدات اليت قدموها سابقا أو حاليا للبعض منهم كالتوسط إلصالح هذه الكراسي عنـد بعـض

فرئيس مجعية بين يسقن يقول بأنه يتذكر احلرفيني املهرة ، أو إرشاد أصحاا ملراكز معينة تقوم بتجديدها ، على سبيل املثال ال احلصر بأنه أحضر جمموعة من القطع املطاطية اخلاصة بالعصي االصطناعية املساعدة على

حبيث مت توزيعها على كل من يطلبها من املعوقني (Les bouchons)احلركة واليت تدعى باللغة الفرنسية ية متليلي الذي يؤكد بأنه حيبذ أن يتكفل بطلبات األشـخاص الـذين كذلك كان هذا جواب رئيس مجع

، وأنه مستعد للتضحية بكل ما لديه من أجل مساعدهتم خاصة املعدمني منهم *تكون درجة إعاقاهتم كبرية كاملة وذلـك مبينما يصر على أن البقية الذين لديهم إعاقات متوسطة أو خفيفة عليهم بتحمل مسؤولياهت

هم على أنفسهم ونبذ فكرة التواكل و االتكالية ألن ذلك من شأنه أن يبعث يف أنفسهم الكـسل باعتماد،اخلمول وانتظار مساعدة اآلخرين وبالتايل فإم يكونون معرضني لإلصابة يف الكثري من األحيان بصدمات

هلم إىل أشخاص وضغوط نفسية عند رفض حتقيق مطالبهم سواء من أهاليهم أو من اآلخرين وهو ما سيحو القلق واإلنفعال اليت ستسيطر عليهم يف اية املطاف كما أم سيكونون رهينة تعدوانيني بسبب سلوكيا

مما سـبق ميكننـا أن . للوساوس والتخمينات اخلاطئة العتقادهم بأم يعيشون عالة على حساب اآلخرين د الذي يساعدهم على احلركة والتنقـل هـي نستنتج بأن مسألة تزويد األشخاص املعوقني باألجهزة والعتا

مسألة مصريية يف حياهتم خاصة الذين تكون نوعية إعاقاهتم مصنفة ضمن اإلعاقات احلركية فلقد أوجدت هذه التجهيزات أصال من أجل مساعدة الشخص املعوق على التنقل واحلركة دون حاجة لآلخرين ، كمـا

واليت مكنتنا من التعرف على معاناة هذه الفئة خاصة فيما يتعلـق استنتجنا من خالل دراستنا امليدانية هذه ذا املشكل بالذات حبيث أبدوا لنا تذمرهم من نوعية هذه األجهزة املصنوعة يف بلدنا واليت جتعل الشخص

ة ة المتوسطة – اإلعاق * - مالحظــة : يقسم الخبراء المختصين اإلعاقة مهما آان نوعها لـ 03 درجات وهي : اإلعاقة الخفيفة – اإلعاق

يم درج / العميقة م تقي ذين أوآل له م ال ين المختصين ه اء المحلف اك بعض األطب ا أن هن د وهو تقسيم متداول عالميا ، آم ة عن ات اإلعاق.حامليها بنسب مئوية متفق عليها

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

138

اخل ... املعوق يعيش يف معاناة دائمة معها ، فهي كثرية العطب وغري مالئمة ، باهضة التكـاليف أيـضا ك فإم حيبذون استعمال األجهزة االصطناعية املصنوعة يف أوربا وباخلصوص السويسرية منها ، غري أا لذل

بأسرع وقت ممكن حبيث تشمل ممثلني " ترويكا "غالية الثمن هي أيضا هلذا فإننا نرى بأنه يتوجب تشكيل من االجتماعي باإلضافة ملمثلني عن عن مجعيات املعوقني مبا فيهم الفيدراليات مع ممثلي وزارة العمل والتضا

القطاع اخلاص والعمومي الذي يستورد أو يصنع هذا العتاد وذلك بغية تدارس املشاكل املطروحة من أجل إجياد احللول املالئمة هلا وكذا االستجابة لألشخاص املعوقني الذين تبقى وضعيتهم يف كثري مـن األحيـان

. مزرية للغاية يبني رأي املعوقني املبحوثني يف مدى تكفل مجعياهتم م يف جمال اقتناء األجهزة ) : 13(ـم اجلـدول رق

.االصطناعية املساعدة على احلركة حسب اجلنــس

اجلنــس اإلجابــة

امـــوع أنثـــى ذكـــر

% 28.6 نعــم14

39 % 09

32 % 23

% 71.4 ال35

61 % 14

68 % 49

%100 امــوع49

100% 23

100% 72

، % 68بأن أكرب نسبة ظهرت يف جماميعه قـد وصـلت إىل ) 13(يظهر من خالل اجلدول رقم

وهي إجابـات فئـة % 71.4 ضمن هذا اموع بأن أكرب نسبة سجلت به قد استقرت على حبيث جند بأن تكون اجلمعيات " ال "الذكور من املعوقني حركيا ، فهم بذلك قد نفوا هذا وذلك باختيارهم لإلجابة

املعـدات اليت ينتمون إليها قد جلبت هلم مثل هذا النوع من العتاد ، وهم يؤكدون بأم حصلوا على هذه بدفع املستحقات " اخل ، عن طريق جهودهم اخلاصة فقد قاموا ... من كراس متحركة ، عصي اصطناعية

من دون أي دعم مايل من طرف مجعيـاهتم ، أو أي جهـة % 100القتناء هذه األجهزة بنسبة " املالية % 61.8بنسبة تقدر بـ " ال"أخرى ، بينما جند بأن املعوقات اإلناث قد اخترن هن األخريات اإلجابة

من اإلجابات ورغم أن هذه األخرية هي األصغر يف هذا اموع إال أا قريبة جدا من نسبة إجابة الذكور يف إطار هذا اموع وهن بذلك يؤكدن بأن لسن بأحسن حال من املعوقني الذكور الذين يستطيعون على

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

139

هم يف طلب ما حيتاجون إليه بعكس الوضعية اليت يتواجدن ا األقل االتصال باآلخرين واالعتماد على أنفس اخل وهن بذلك بعيدات عن اقتناء هذا ... أسرهن ، إخوهتن ، جمتمعهن : فهن مهمشات من طرف اجلميع

العتاد إال بواسطة تدخل أحد أفراد عائالهتن ، أو أحد أقارن كما أن أسرهن هي الوحيدة فقط اليت قامت ستحقات املالية من أجل شراء هذا العتاد والشيء يذكر عن مسامهة مجعياهتن واليت كان يفترض بالتكفل امل

منها أن تتدخل للمساعدة يف هذا اال ، بينما جند بأن أقل جمموع يف هذه ااميع قد استقر على نـسبة ـ % 32 وذلـك باعتبـار أن من اجلنسني على هذه املسألة " نعم : " من إجابات اموعة اليت وافقت ب

اجلمعيات اليت ينتمون إليها قد قامت بإمدادهم بالعتاد الصناعي املخصص ملساعدهتم على احلركة حبيـث من اللوايت أقررن حبقيقة هذا الفعل % 39جند أن أكرب نسبة ظهرت يف هذا اموع هي نسبة اإلناث بـ

وعندما طرحنا هذه املسألة على . ذه املسألة من الذكور الذين وافقوا هم أيضا على ه % 28.6يف مقابل رؤساء اجلمعيات الثالث وجدنا تباينا ملحوظا يف إجاباهتم حبيث أكد لنا رئيس مجعية متليلي للمعـوقني حركيا بأنه على الرغم من اهودات اليت تقوم ا غالبية اجلمعيات يف هذا اال لصاحل األشخاص املعوقني

قى دائما قائمة فهو يذكر بأن مجعيته قامت بتوزيع دراجات نارية على املعوقني الـذكور إال أن معاناهتم تب اخل خاصة يف الفترة الـيت كانـت ... باإلضافة إىل كراس متحركة ، عصي اصطناعية و إطارات مطاطية

بينمـا تشرف على هذه اجلمعيات ومنها مجعيته حتديدا منظمة وحيدة للمعوقني على شكل فيدرالية وطنية يرى كل من رئيسا مجعييت بين يسقن والعطف ، بأن مجعيتامها مل توفق هلذا األمر باعتبارها قضية ليـست باهلينة حبيث أما يتفقان مع رئيس مجعية متليلي على أن العتاد االصطناعي املخصص للمعوقني هو مـن

صالح ، ومتابعة إجنـاز هـذا اليت أوكلت هلا الدولة القيام بصناعة إ " ONAAPH" اختصاص مؤسسة النوع من العتاد املوجه هلذه الفئة ، حبيث قامت أيضا بافتتاح فرع خاص ذه املؤسسة على مستوى الوالية من أجل إرضاء رغبات األشخاص املعوقني بتوفري عتاد جيد أقل تكلفة ممكنة وكذا من أجل تقريب املسافة

قامتها والعمل على صناعة هذه املعدات مبا يالئمها وفق طبيعة بيئتها وتوفري هذا العتاد هلذه الفئة يف مقرات إ االجتماعية و اجلغرافية كما أبلغنا رؤساء هذه اجلمعيات بأم مستاءون جدا من أداء هذه املؤسسة سـواء حمليا أو مركزيا فالشكاوى اليت تصلهم من طرف األشخاص املعوقني و الذين عربوا هلم يف أكثر من مـرة

تذمرهم من طريقة ونوعية املعاملة اليت يتلقوا من طرف املوظفني الذين يعملون يف هذه املؤسسة حبيث عنأوكل هلم التعامل مع األشخاص املعوقني أو عن نوعية العتاد املصنع باإلضافة للتكلفة املرتفعة هلذه األجهزة

ى رؤساء هذه اجلمعيات مسألة عدم تكفلها وكذا املشاكل املتعلقة بنقله ملقرات سكناهم وعندما عرضنا عل بإمداد األشخاص املعوقني بالعتاد الالزم ، حبيث أم أرجعوا ذلك لقلة اإلمكانيات املالية اليت هي حبـوزة

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

140

مجعياهتم بالدرجة األوىل يضاف إليها عدم طلب أعضائها للتكفل ذا املطلب رمسيا كما أن هذه اجلمعيات ألا عبارة عن مشاريع وليست نـشاطات (ن عن إقامة ومتابعة مثل هذه املشاريع حتجم يف كثري من األحيا

خمافة فقدان ثقة األشخاص املعوقني لعلمها برداءة نوعية هذا العتاد املنتج حمليا بل أن أحد رؤسـاء ) عادية ي املساعد هذه اجلمعيات املدروسة حتدت لنا بإسهاب عن معاناته الشخصية واليومية من جهازه االصطناع

والذي كثريا ما انكسر وأصيب بالعطب حبيث أن أسوأ احلـاالت الـيت ) La prothèse(على احلركة خيافها هي تلك اليت تتم يف طريق عمومي أو مكان مكتظ بالراجلني مما جيعله يف حرج كبري جدا مما يضطره

صنع من طرف هذه املؤسـسة إلعادة إصالحه ألنه منتوج جزائري ذو جودة رديئة لألسف ، حبيث أنه م .فاملطلوب منها إدخال معايري اجلودة واإلتقان على منتجاهتا لتفادي مثل هذه احلاالت

.يبني مدى استفادة املعوقني املبحوثني من تكوين متخصص عن طريق مجعياهتـم): 14(اجلـدول رقـم

النسبـة املئويــة التكــرار اإلجابــة % 16.7 12 ادواـــاستف

% 83.3 60 مل يستفيــدوا % 100 72 امــوع

% 83.3بأنه يشتمل على نسبتني خمتلفتني، حبيث متثل إحداها ) 14(يتبني من خالل اجلدول رقم

وهي تعرب عن إجابات املبحوثني الذين نفوا نفيا تاما أن تكون مجعياهتم هذه قد تكفلت ـم مـن أجـل % 16.7املهين وبتوجيههم لذلك، بينما جند بأن النسبة الثانية اليت متثل االلتحاق مبراكز للكتوين والتأهيل

. وهي اليت تعرب عن إجابات جمموعة من املبحوثني الذين رأوا عكس ذلك متاما وعند تأملنا هلذه النتائج اليت أظهرها هذا اجلدول ، جند بأن غالبية املبحوثني أبدوا عدم رضاهم عن

ال معللني ذلك بأن هذه األخرية الزالت متخلفة يف هذا القطاع احلساس بالـذات دور مجعياهتم يف هذا ا حبيث أا حتتاج إىل إعادة هيكلة براجمها ومراجعة أولوياهتا والعمل على حتقيق األمور اليت ال ميكن أن تكون

ـ ة ومل يلتحقـوا يف استطاعة ومتناول الشخص املعوق كما أم يؤكدون بأن غالبيتهم انقطعوا عن الدراسمبراكز التكوين العادية نظرا لتخوفهم من رفض قبوهلم ا والقلة احملظوظة قد قامت باختيـار ختصـصات

اخل وهي مهن غري مطلوبة كثريا يف سوق ... تكوينية يف جماالت اإلعالم اآليل ، السكرتارية و أمني املخزن ات يف هذه التخصصات والذين أغلبهن فتيـات العمل لألسف الشديد ، نظرا لكثرة احلاصالت على شهاد

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

141

غري معوقات ، أما اموعة اليت ترى عكس ذلك متاما فإن أغلبها أكدت لنا بأن الشخص املعوق له حـق يف االستشارة والتوجيه وطلب املعلومـات : أساسي جتاه مجعيته من أجل التكفل به يف هذا اال ويتمثل

لذي يبحث عن تكوين وتأهيل خاص مثله مثل الشخص غـري املعـوق فقط أما ماعدا ذلك فإنه متروك ل الذي عليه أن يعول على نفسه يف البحث عن مثل هذه املراكز لالنضمام إليها حبيث أن األشخاص املعوقني

ميكنهم االلتحاق مبراكز للتكـوين والتأهيـل ةحركيا والصم البكم الذين لديهم إعاقات خفيفة أو متوسط اهد املتخصصة بدون أي مشاكل تذكر أما املتخلفني ذهنيا واملكفوفني فإم حيتاجون فعـال إىل املهين واملع

وعندما طرحنا هذه القضية على رؤسـاء . مراكز متخصصة وإطارات مؤهلة خصيصا لتدريبهم وتأهيلهم شخاص املعـوقني اجلمعيات املدروسة كعادتنا أكدوا لنا بأم واعون جدا بأمهية التكفل بتكوين وتأهيل األ

وفقا لظروفهم األسرية ونوعية إعاقاهتم ، وباعتبار أن التكوين والتدريب املهين سيحقق لصاحبه شـهادة يف ختصص ما حبيث ستفتح له جماال لالنضمام واالندماج يف عامل الشغل واملعروف بأن حتصل أي فرد علـى

يتمكن من االستقالل عن عائلته كما ستدفعه منصب عمل أو وظيفة قارة ستمكنه من االستقرار وبالتايل س اخل ، ويصر هؤالء الرؤساء بأم عرضوا على بعض أولياء املعوقني إرسال أبنـائهم ... لبناء أسرة خاصة به

إىل مراكز تكوين خارج الوالية وهي متخصصة يف تأهيل األشخاص املعوقني كما أا مزودة بـداخليات م وإيوائهم ، إال أن األغلبية الساحقة رفضت هذا االقتراح معللة ذلك حبجج بكل الشروط الالزمة الستقباهل

وأسباب خمتلفة هذا عن أبنائهم الذكور أما اإلناث فإن مناقشة هذه املسألة مع أوليائهم مرفوضة وغري قابلة نـوب للنقاش ائيا يضاف إىل كل هذا خلو الوالية متاما من مثل هذه املراكز بصفة خاصـة ومنطقـة اجل

اجلزائري بصفة عامة ، أما أشهر هذه املراكز فهي موجودة يف الشمال خاصة املعروفـة منـها يف منـاطق العاشور باجلزائر العاصمة ، ومخيسيت بوالية تيبازة بينما تبقى والية قسنطينة تعرف بأا حتتوي على أكرب

ركزا لتكوين اإلطارات املتخصـصة يف مراكز تكوين وتأهيل املعوقني خاصة مبنطقة اخلروب كما أن ا م مؤسسات املعوقني ، ويالحظ بأن السلطات قامت مؤخرا بافتتاح إحدى هذه املراكز بوالية األغواط الـيت

، ورغم هذا التقدم امللحوظ يف جمال تقريب هـذه املراكـز إىل 2 كلم 200تبعد عن والية غرداية حبوايل ؤالء األطفال املعوقني الزالوا يصرون على إنشائها على امتـداد معوقي اجلنوب ، إال أن العديد من أسر ه

تراب الوالية كما أن رؤساء هذه اجلمعيات يشاطروم الرأي بكل قوة وتأكيد كما أم أكدوا لنا بـأم سيعملون جاهدين للمطالبة بإنشاء مركز كبري ومكيف لتدريس كل التخصصات املعروفـة مـن أجـل

معوقات الوالية تقريبا مع العلم بأن الكثري من الفتيات املعوقات يعـانني بالدرجـة استيعاب مجيع معوقي و األوىل من عدم امتالكهن لشهادات تكوين أو تأهيل متخصصة ألسباب متعلقة ببعد هـذه املراكـز عـن

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

142

يف مقرات سكناهن هلذا فإن إنشاءها على تراب الوالية وإحلاقها بورشات للتشغيل بات أمرا ملحا ومطلوبا وذا ميكننا أن نستخلص مما سبق . ظروف تزايد عددهم يف مدينة غرداية خصوصا ومبنطقة اجلنوب عموما

بأن قضية التكوين والتأهيل املهنيني أصبحت ضرورة ملحة من أجل التكفل الصحيح ـؤالء األشـخاص تتلخص يف العمل على احترام وإدماجهم أسريا واجتماعيا كما تعرف فلسفة التأهيل والتكوين املهنيني بأا

الفرد الذي يعد يف نظر الكثريين عاجزا وبطيئا عن العمل واحلركة وعلى تقديره كفـرد كامـل احلقـوق والتعامل معه باعتباره شخصا منتجا مستقال بذاته يف إطار برامج التأهيل املهين اليت تسعى لتوجيهه وتنميـة

. 1تمعه بالنفع والفائدة مواهبه واستغالهلا مبا يعود عليه وعلى جميبني موقف املعوقني املبحوثني من مساعدة مجعياهتم هلم للحصول على ) : 15(اجلـدول رقــم

.وظائـف مناسبــة

النسبـة املئويــة التكــرار اإلجابــة % 8.3 06 قامـت باملساعــدة % 91.7 66 مل تقم بأي مساعـدة

% 100 72 ا مـــوع

% 91.7بأنه يشتمل على نسبتني ، حبيث متثل إحدامها ) 15(يظهر لنا من خالل اجلدول رقم وهي عبارة عن نسبة تعرب عن إجابات جمموعة من املبحوثني الذين يعتقدون بأن مجعياهتم مل تقم مبساعدهتم

وهي تعرب عن % 8.3إطالقا للحصول على وظيفة أو منصب عمل مناسب ، تليها النسبة الثانية اليت متثل إجابات جمموعة املبحوثني الذين يرون عكس ذلك متاما ، باعتبار أن مجعياهتم ساعدهتم وسهلت هلما

. على مناصب عمل حمترمة لللحصوإننا إذا تأملنا فحوى هذه النتائج جند بأن اموعة األوىل اليت تعتقد بأن مجعياهتا مل تقم بـالكثري يف

رهم عاجزة عن تلبية هذا املطلب امللح والذي ميثل إنشغاال رئيسيا يقلق الكثري منهم هذا اإلطار ، هي يف نظ مثلهم مثل األفراد األصحاء ، بينما تعتقد اموعة الثانية بأا استفادت من دعم مجعياهتا هلـا مـن أجـل

ـ و بالتوسـط احلصول على مناصب عمل مقبولة ، كما أم يشكرون رؤساء مجعياهتم على ما قاموا به ولواملساندة املعنوية والضغط على السلطات لتحقيق هذا احلق الذي يعد من حقوق اإلنسان الرئيسية والـذي

1 .203 ، ص مرجع سابق ؛ محمود حسن صالح ، ي عبد المح–

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

143

وعندما طرحنا هذه املسألة على رؤساء اجلمعيات املدروسة . 1تعترف به مجيع املعاهدات واملواثيق الدولية اهتم مل تقم بواجبها كما يرام يف إطـار التكفـل أكدوا لنا بأم ال يلومون اموعة اليت صرحت بأن مجعي

باألشخاص املعوقني من أجل احلصول على مناصب عمل سواء أكانت قارة أو عن طريق التعاقد ، كمـا أم يؤكدون بأن هذه املشكلة مطروحة على الساحة الوطنية حبيث أن نسبة البطالني يف اجلزائر جعلتها يف

دول املصنفة عامليا واليت تعرف فيها آفة البطالة والعاطلني عن العمل أرقامـا وضع ال حتسد عليه يف قائمة ال قياسية ، سواء على الصعيد العريب أو الدويل حبيث أنه ال خيفى على أحد املشاكل اليت يعرفها سوق العمـل

عنها من ببالدنا بسبب تقلص املناصب الناجتة عن حل وبيع عدد كبري من مؤسسات القطاع العام وما اجنر تسريح للعمال باآلالف نتيجة إلعادة هيكلة وتطهري قطاع اإلنتاج الوطين وفقا للوصفات الـيت فرضـها

، واملالحـظ بـأن هـذه 2صندوق النقد الدويل على اجلزائر حبجة إعادة هيكلة وتطهري االقتصاد الوطين ة وعلى املعوقني بصفة خاصـة القرارات قد تسببت يف نتائج جد وخيمة انعكست على املواطنني بصفة عام

أن اإلجراءات اإلستعجالية اليت قامت ا احلكومة يف هذا اال من أجل امتصاص البطالـة املتفـشية اكماخل ...باستحداث مناصب شغل يف إطار برامج الشبكة االجتماعية ، تشغيل الشباب ، عقود ماقبل التشغيل

ة عنها تبقى غري مالئمة خاصة لألسر اليت يكون عدد أفرادها فهذه املناصب وإن وجدت فإن األجور الناجت كبريا أو يعوهلا شخص معوق أو يكون ضمن أسرته هذه بعض من أبنائه معوقني بإعاقات كبرية جدا ، أما الوظائف اجلديدة اليت تنشأ وفقا ملناصب مالية معتمدة من وزارة العمل واليت تستحدث يف إطار الوظيـف

آلخر فيتم توزيعها يف كثري من األحيان وفق شروط غري قانونية كاحملسوبية، الواسـطة و العمومي من حني اخل ، حبيث أن هذه اآلفة مل تكن معروفة يف والية غرداية إال بعد سنوات ما بعد العشرية ... القرابة العائلية

يات الوطن ، كما أن نقص السوداء حبيث عرفت توافدا ألعداد كبرية من األفراد من مناطق خمتلفة من وال االستثمارات االقتصادية اخلارجية للشركات واملؤسسات األجنبية غري موجودة يف الوالية بتاتا ، باإلضـافة إىل عجز القطاع اخلاص عن خلق مناصب جديدة لتشغيل البطالني يضاف إىل كل هذا هتميش الـسلطات

خصوصا يف احلصول على مناصب عمـل جديـدة لدور مجعيات اتمع املدين عموما ومجعيات املعوقني لصاحل منخرطيها أو لشرحية املعوقني فعلى الرغم من أن القانون ينص صراحة بضرورة حجز نـسبة مـن

، إال *مناصب العمل كلما مت إنشاء وظائف جديدة لصاحل األشخاص املعوقني وبإشراك مجعياهتم يف ذلك

1 سان الطاهر ؛ بن خرف اهللا ، – ة وحقوق اإلن ات العام ر ، ط محاضرات في الحري ة ، الجزائ ة الكاهن ، ص ص 2002 ، 2 ، مطبع

24-25 . 2 راء الجدد : المجتمع المدني" الزبير ؛ عروس ، – ـ " األداة ، الرأي و الفق ، آراسات ال CREAD -17 ، ص ص مرجع سابق ، "

19. . لمزيد من التوضيحات أنظر تفصيل ذلك في المطلب األول من المبحث الرابع في الفصل الثالث - *

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

144

على ورق كما أن األفكـار املـسبقة والنظـرة الدونيـة أن ذلك ال يزال ولألسف الشديد يشكل حربا لألشخاص املعوقني من قبل بعض األفراد وذلك نتيجة للذهنيات السائدة يف جمتمعنا واليت ترى بأن املعـوق شخص عاجز عن العمل لذلك ال يتوجب عليه مزامحة األصحاء للحصول على عمل مستقل بـل عليـه

السلطات العمومية وعلى الرغم من أن ثقافتنا وديننا احلنيف يـرفض هـذه االكتفاء باملنح اليت تقدمها له املعامالت اإلحتقارية السلبية ألي فرد مسلم حبيث يأمرنا بوجوب حمبة بعضنا بعضا كمـسلمني مـصداقا

قال ؛ قـال -رضي اهللا عنهما –حلديث رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ، ففي رواية عن أنس ابن مالك ، هلذا فإن العمـل 1" ال يؤمن أحدكم حىت حيب ألخيه ما حيب لنفسه : " صلى اهللا عليه وسلم رسول اهللا

على تغيري ذهنيات املواطنني واملسؤولني على حد سواء ستساهم يف ختفيف أعباء متطلبات وضغوط احليـاة ة باعتبار أن اإلنـسان اليومية اليت يعاين منها األشخاص املعوقني مهما كانت ظروفهم ومكاناهتم االجتماعي

. هو القيمة احلقيقية واألساسية يف هذا الكون كما يقول كارل ماركس

يبني رأي املعوقني املبحوثني جتاه تكفل مجعياهتم م خبصوص الزواج وتبعاتـه ) : 16(اجلـدول رقـم املاليــة

النسبـة املئويــة التكــرار اإلجابــة % 00 00 تكفلــت % 100 72 مل تتكفــل

% 100 72 امــوع

من املبحوثني اعتربوا بأن مجعياهتم مل تتكفـل % 100بأن ما نسبته ) 16(يظهر لنا اجلدول رقم .بتزوجيهم ، حبيث أن هذا األمر كان يف الغالب من تدبري أسرهم وذويهم أو نتيجة ملبادراهتم الشخصية

تيجة نلتمس من الوهلة األوىل وجود خلل ما وعنـدما ناقـشنا هـذا وإذا أمعنا النظر يف هذه الن املوضوع مع جمموعة ال بأس ا من األشخاص املعوقني حبيث أم صرحوا لنا بأم مل يذكروا إطالقا بـأن مجعياهتم قد جترأت على طرح مثل هذه القضية أمام أعضائها فما بالك بإعداد دراسات ومشاريع حول هذا

وعندما طرحنا هذه املسألة على رؤسـاء . بالذات والذي يشكل تناوله حرجا لبعض األشخاص املوضوع اجلمعيات املدروسة أكدوا لنا بأنه بالفعل مل ينل هذا املوضوع الذي يعترب هدفا طموحا وحقا مشروعا حبد

1 ، دار المنار ، القاهرة ، مصر ، ب ط ، باب اإليمان13/13 ، الحديث رقم مختصر صحيح البخاري شهاب الدين أحمد ؛ الزبيدي ، –

. 19 ،ص 2002،

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

145

ائهم وذويهم وفقا ذاته اهتماما كبريا من طرفهم وذلك راجع ألن اجلميع يفضلون أن يترك هذا األمر ألولي لألعراف والتقاليد املتبعة يف املنطقة يضاف إىل ذلك وجود مشكلة أخرى جتعلنا كرؤسـاء ال نرغـب يف التدخل لتناول مثل هذا املوضوع ويتمثل يف رفض املنخرطني املعوقني سواء أكانوا ذكورا أو إناثا لالرتباط

املوجودة عندهم يف حالة اقترام ببعضهم بعضا عن فيما بينهم وحجتهم يف ذلك خوفهم من انتقال اإلعاقة طريق الوراثة إىل األطفال الذين يولدون يف حالة حدوث مثل هذا االرتباط كما أن كثري من األفراد العاديني يرفضون فكرة التزاوج من العائالت اليت ا أشخاص معوقون خاصة يف حالة الذكور األصـحاء الـذين

ان من االقتران بفتاة معوقة حىت وإن كانت إعاقتها مكتسبة ومصنفة باعتبارها ذات يتهربون يف أغلب األحي ، حبيث أضافوا بأن هذه املعظلة تشكل يف حـد 1درجة بسيطة جدا وال ضرر فيها على املولودين القادمني

لـى مما يتوجب عليهم العمـل ع ) حسب رؤساء اجلمعيات املدروسة (ذاهتا حتد كبري يواجههم باستمرار تصحيح األفكار وتقريب هذه الشرحية فيما بينها أوال مث مع بقية الناس ثانيا ولن يتأتى ذلـك إال بتظـافر اجلهود وتقدمي املساعدات الالزمة من طرف كل اجلهات اليت بإمكاا اإلسهام يف املسامهة يف حـل هـذا

اتمع املدين ، مراكـز البحـث اإلشكال املطروح دوما ، بدءا من املساجد ، وسائل اإلعالم ، منظمات اخل وألن الزواج يف حد ذاته هو عبارة عن إطار لتأسيس أسرة من أجل اإلبقاء على ... العلمي و املدارس

الفطرة اإلنسانية باإلضافة إىل إحياء سنة من سنن الرسول صلى اهللا عليه وسلم وتطبيق أمر اهللا املتمثـل يف ، كما أن كـثريا مـن 2أجل عمارة األرض وحتقيق حكمة اهللا يف كونه احلفاظ على النوع اإلنساين من

الدراسات اجلادة أثبتت ما للزواج من فوائد اجتماعية عامة هلذا فإنه يتوجب على كل من يهمه األمـر أن مما .يعمل كل ما يف وسعه إلعانة املقبلني على بناء عش الزوجية من الشباب سواء أكانوا أصحاء أو معوقني

ق ميكننا أن نستنتج بأن هذه القضية تعد أيضا واجبا ضروريا تغافلت عن أدائه هذه اجلمعيات والـذي سبحيتاج منها إىل إعداد برامج حتسيسية بعيدة املدى بالتعاون مع اجلمعيات املتخصصة يف تـزويج العـزاب

ية اليت تصيبهم جراء إمهال والعوانس ، مع العلم بأم سيكونون معرضني لكافة األخطار االجتماعية والنفس التكفل م يف هذا اال فقد أكدت بعض الدراسات املتخصصة بأن الغرائز اجلنسية تنشأ عند الـشخص

وسيكون الشخص املعـوق ، 3املعوق ضمن حاجاته البيولوجية العادية كإنسان وذلك انطالقا من صغره جل بناء أسرة كبقية األفراد العاديني ألنه عليه أن سعيدا وشاكرا لكل من يساعده على إمتام نصف دينه من ا

يستقل بنفسه ويعمل على تأسيس أسرة خاصة به كذا االنفصال عن عائلته األوىل لكي ال يبقى تابعا هلـا 1 ة " ؛ يوسف الختاتنة ، ق عبد الخال – ى أسر ذوي اإلعاق د –آثار اإلعاقات عل اقين في محافظة أرب ة ألسر بعض المع دراسة ميداني

. 39طينة ، الجزائر ، ص ، منشورات جامعة منتوري ، قسن2000 ، ديسمبر 14، العدد مجلة العلوم اإلنسانية،" األردنية 2 .28 -26 ، ص ص 1990 ، 2 ، دار الشهاب ، الجزائر ، طفلسفة الزواج وبناء األسرة في اإلسالم ؛ خزار ، د عبد الحمي– 3 - Suzy ; COHEN , Op-cite , pp 197-199 .

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

146

مدى احلياة كما أن اإلناث املعوقات هن أيضا يرغنب يف الفوز بشريك احلياة للتمكن من إنشاء أسر خاصة ، كما أن قـضية 1أطفاال مثلهن مثل بقية الفتيات اللوايت ال يعانني من مشكل اإلعاقة ن و كذا إلجنان

العزوبية عند الذكور سواء أكانوا معوقني أم ال واليت تقابلها مشكلة العنوسة عند اإلناث الزالـت تنخـر ف ارتفاعا يف معدالت جسد جمتمعنا فاألرقام األخرية واليت تعترب متضاربة جدا أكد بأن اتمع اجلزائري عر

هذه اآلفة منذ االستقالل مما اجنر عنها حدوث مشاكل ومظاهر اجتماعية أخرى كـالطالق ، الـصدمات النفسية ، التوترات واألمراض العصبية ، انتشار إدمان الكحول واملخدرات بني الشباب ، تفـشي مـرض

آلفات نتيجة إلمهاهلم من طرف جمـتمعهم اخل ، فكما أن األفراد األصحاء معرضون ملثل هذه ا ... اإليدز فكذلك سيكون احلال مماثال عند األشخاص املعوقني سواء أكانوا ذكورا أم إناثا ، وال بأس أن نـشري إىل جهود بعض اجلمعيات واملنظمات األهلية للمسارعة يف تشجيع فئة الشباب لإلقدام على هذه املبادرة الـيت

.وقد حققت نتائج طيبة يف هذا امليدان كفلتها مجيع الديانات السماوية

1 – Maha ; ABASSI , Revue Horizon Educatif , n° 15 , Op-cite , pp 14-15 .

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

147

يبني رأي املعوقني املبحوثني جتاه تكفل مجعياهتم م يف جمال الصحة النفسيــة) : 17(اجلـدول رقـم

النسبـة املئويــة التكــرار اإلجابــة

% 25 18 تكفلــت % 75 54 مل تتكفــل

% 100 72 امــوع

بأنه اشتمل على نسبتني خمتلفتني ، حبيث أن إحـدامها بلغـت ) 17(دول رقم يظهر لنا من خالل اجل وهي متثل إجابات جمموعة من املبحوثني الذين يعتقدون بأن مجعياهتم مل تتكفل م يف جمال الصحة % 75

ا يف هـذا النفسية ، بينما جند العكس متاما عند اموعة الثانية اليت ترى بان هذه اجلمعيات قامت مبا عليه . من اموع اإلمجايل لإلجابات % 25اجلانب وقد وصلت نسبة إجاباهتم إىل

وعند تأملنا هلذه النتائج حاولنا معرفة احلقيقة الكامنة وراءها فاموعة اليت أبدت نفيها إلمكانيـة ، أو زيـارات اهتمام مجعيات املعوقني املدروسة بكل ما يتعلق بالصحة النفسية من إرشادات ، معاينـات

اخل ففي نظرهم فقد فشلت هذه األخرية يف جلب طبيب نفساين ووضـعه حتـت تـصرفها ... ميدانية لالستعانة به عند احلاجة كما أا مل تضغط على وسائل اإلعالم احمللية مبا فيه الكفاية كإذاعة غرداية مـن

يت أصبحت ضرورية للغاية خاصة أجل ختصيص حصص أسبوعية موجهة لإلرشاد والرعاية البسيكولوجية ال يف الظروف اليت يعرفها جمتمعنا واليت نتج عنها عدة أمراض أغلبها نفسية وعصبية ، بينما ترى الفئة الثانيـة بأن هذه اجلمعيات حىت وإن مل تتعاقد مع أخصائيني نفسانيني للعناية باألشـخاص املعـوقني وإرشـادهم

لب على املصاعب واالضطرابات النفسية اليت يعانون منها يوميا إال للحلول الكفيلة مبساعدهتم من أجل التغ أن جمرد االنضمام إىل اموعة املسرية ألي مجعية من هذه اجلمعيات لكفيلة ببعث البهجة والسرور واألمل

ألعمال عند أصحاا بالتفتح على اتمع وحتمل املسؤولية يف إعداد نشاطات اجلمعية واملبادرة إىل القيام با اخل ، كل هذه العوامل ستدفع الشخص املعوق لإلحساس بأنه يعيش ... املتعلقة ا حىت وإن كانت متعبة

ويف ردهم على هذه املسألة أكد لنا رؤساء اجلمعيـات . ضمن أسرة كبرية وبأنه ليس وحيدا يف هذا العامل الشديد مل نستطع أن حنققها بنـسبة املدروسة بأن هذا اجلانب كبقية جوانب أخرى مهمة للغاية ولألسف

ما ألمهية الرعاية واملتابعة الصحية النفسية يف حياة الشخص املعوق بصفة خاصة والفرد مع العلم % 100

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

148

العادي بصفة عامة وإذا شخصنا حالة املعوقني جند بأم أكثر األشخاص تعرضا للصدمات والعقد النفسية ن جمتمعنا خاصة بعد سنوات العشرية السوداء واليت ولـدت لـدى نتيجة لطبيعة املعامالت املوجودة ضم

اخل ، فالعنف اللفظي أصبح مسة الكثريين كمـا ... الكثريين مظاهر القلق ، عدم الثقة باآلخرين ، الغضب أن تربية الطفل املعوق منذ صغره ال تتم وفق مسارها الطبيعي ويرجع هذا أساسا إىل القلق الذي يـساور

مستقبله باإلضافة إىل جهلهما للطرق الصحيحة التربوية اخلاصة لألشخاص املعوقني ، كما أن والديه على هناك بعض األسر اليت تكون معروفة بكثرة شجاراهتا وصراعاهتا الداخلية فإذا كان لديها شخص معوق فإنه

نتيجـة للـسب يكون معرضا دوما لصعوبات قد تؤدي به إىل حاالت االيار العصيب يف بعض األحيان والشتم وعدم املباالة ذا الشخص بل يصل األمر ببعض أفرادها يف حاالت عديدة إىل تعـيريه بإعاقتـه ، وكما يؤكد رؤساء هذه اجلمعيات فإن هذه احلاالت موجودة بكثرة خاصة لدى األسر الفقرية الـيت قـد

لألسـف الـشديد ،كمـا أن يوجد فيها أشخاص معوقون باإلضافة إىل مرضى عقليني يف بعض احلاالت التهرب من خدمة هذا الشخص خاصة إذا كانت إعاقته من الدرجة الكبرية أو العميقة كثريا مـا تتركـه

اخل ، كما أن بعض األسر اليت يوجد ا معوق أو أكثر تعرف هـي ... عرضة للبكاء ، التوتر و الصراخ صحاء أو عند املعوقني املوجودين ا يف حـد األخرى مثل هذه املشاكل والصعوبات النفسية سواء عند األ

ذاهتم ، غري أن هؤالء الرؤساء أكدوا لنا بأم لن يبقوا مستقبال مكتويف األيدي بل سيعملون كـل مـا يف وسعهم إللزام مصاحل الصحة العمومية احمللية من أجل وضع طبيب نفساين حتت تصرف األشخاص املعوقني

ديات الوالية لالهتمام باحتياجاهتم يف هذا اال احلساس جدا ، وبعد هـذا ومجعياهتم يف كل بلدية من بل فإننا نستنتج مما سبق بأنه يتوجب على هذه اجلمعيات اإلسراع بغية تدبر أمرها يف هذا اال احليـوي ألن

لـك ملـا املواطنني أصبحوا ينظرون إىل هذه اجلمعيات واملنظمات باعتبارها ملجأ آمنا هلم عند احلاجة وذ ، كما نشري بأنه يتوجـب 1تقدمه من مساعدات وعناية خاصة نتيجة ألنشطتها التضامنية اليت تعرف ا

على اجلميع اإلسراع يف تقدمي يد العون هلذه اجلمعيات ولغريها، حبيث أنه يتحتم على الـسلطات احملليـة حة واإلرشاد النفسي حبيث أن اإلفراط والوطنية االنتباه خلطورة إمهال رعاية هؤالء األشخاص يف جمال الص

يف احلاالت اليت ال جيدون فيها من يقدم هلم % 100يف هذا اإلمهال سيحوهلم إىل مرضى نفسانيني بنسبة يد العون يف الوقت املناسب وهذا ما سيكلف أسرهم ،الدولة واتمع أمواال باهضة وخسائر فادحة أخرى

بشخصية قوية واليت ستمكنهم دون شك على مساعدة أبنائهم للتغلب على كما نشري إىل أن متتع أوليائهم مظاهر احلزن والكآبة نتيجة بفعل إصابتهم بإعاقة معينة وكذا تشجيعهم على حتدي هـذا الواقـع املـؤمل ة في التضامن " ن؛ رياض ، – 1 ر الحكومي ى دور المنظمات غي ومي ، " بن بلة يؤآد عل ر الي دة الخب دد جري صادرة 4298 ، الع ، ال

.03 ، ص 22/01/2005بتاريخ

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

149

وحماولة االنتصار عليه من أجل إثبات الذات فصفحات التاريخ قد سجلت لنا أمثلة ناصعة عـن معـوقني طه حسني ، عبداحلميدكشك ، عبـد : بأنفسهم حنو قمة اد والشهرة حبيث جند من بينهم شقوا طريقهم

.اخل... بن باز ، بيتهوفن ، برايل زالعزي

يبني رأي املعوقني املبحوثني يف مدى تشجيع مجعياتـهم هلـم ملمارسة ) : 18(اجلـدول رقـم .الرياضـة

النسبـة املئويــة التكــرار اإلجابــة

% 22.2 16 شجعهــمت % 77.8 56 ال تشجعهــم % 100 72 امـــوع

بأنه يشتمل هو اآلخر على نسبتني متمايزتني ، حبيـث متثـل ) 18(يظهر من خالل اجلدول رقم

وهي تعرب عن إجابات اموعة اليت رأت بأن مجعياهتا ال تشجعها للقيام مبثل هذا النوع % 77.8إحدامها وهي تعرب إجابات اموعة اليت ترى بأنه على العكس من % 22.2بينما متثل النسبة الثانية من الرياضة ،

.ذلك متاما ، باعتبار أن هذه األخرية تسعى دائما لتنشيط رياضة املعوقني بكل الوسائل املتاحة لديها وى اختيـاراهتم هـذه ، وبعد تأملنا هلذه النتائج ، قمنا بالتقرب من بعض املبحوثني للتعرف أكثر على فح

حبيث وجدنا بأن اموعة اليت رأت بأن هذه اجلمعيات مل تقم بتنظيم دورات لرياضة املعوقني كما أـا مل توفر الظروف املساعدة إلقامة هذه املنافسات وأكرب دليل على ذلك هو انعدام قاعة أو ملعب خاص برياضة

موعة الثانية بأن مجعياهتا قد ساعدهتا بكل ما تـستطيع مـن املعوقني على مستوى الوالية ، بينما ترى اإمكانيات لدجمها يف بعض النوادي الرياضية العادية ، كما أنه ال حيق ألحد إلقاء اللوم على عـاتق هـذه اجلمعيات لتفريطها يف هذا اجلانب ، ألن هذا النوع من النشاطات أصبحت هتتم به نـواد علـى شـكل

ملعوقني ، ورغم تواجدها املكثف إال أن النتائج اليت حققتها مازالت غري مـشجعة مجعيات خاصة برياضة ا النوادي إىل مراجعة براجمها من أجل النهوض برياضة املعوقني بـشكل جـدي /حبيث حتتاج هذه اجلمعيات

وكعادتنا قمنا بعرض هذه املسألة على رؤساء اجلمعيات املدروسـة حبيـث . وطموح لفائدة هذه الشرحية حورت إجاباهتم حول قضية مهمة جدا تتمثل يف اجلانب القانوين ، الذي ينص علـى أن مجعيـاهتم ذات مت

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

150

طابع اجتماعي حمض هلذا فإن اهتماماهتا حمدودة يف جمال النشاطات واخلدمات االجتماعية فقط حبيـث أن النشاطات أمـا آخـر أول قانون أصدرته الدولة فيما خيص تنظيم احلركة اجلمعوية يسمح ذا النوع من

القوانني فإا تشدد على ختصص اجلمعيات كل حسب الطابع الذي اختارته هلذا فإنه يتواجد اليوم علـى تراب الوالية عدد البأس به من النوادي املتخصصة يف رياضة املعوقني فهي املسئولة عن ترقية مثـل هـذه

ن مرافق وجتهيزات خمصصة لرياضة املعوقني ناهيـك الرياضة كما أنه يالحظ بأن والية غرداية خالية متاما م عن نقص املؤطرين املؤهلني ويضاف لكل هذا مشكل غالء أمثان العتاد اخلاص برياضة املعوقني وهـو مـا يشكل عائقا كبريا سواء للجمعيات أو للمعوقني يف حد ذاهتم ، غري أن رئيس مجعية متليلي يستدرك بـأن

الثمانينات كانت هتتم مبثل هذه النشاطات حبيث قام هو شخصيا بتوجيه أحد مجعيته عندما أسست يف اية أفرادها والذي يعمل حاليا بدائرة متليلي حبيث حقق آنذاك نتائج وميداليات مشجعة يف جمال رياضة العدو

ـ شاء الريفي كدليل ملا كانت تقوم به هذه اجلمعية وقد أكد لنا بأنه عهد إىل جمموعة من مساعديه بغية إنجناح تابع للجمعية خاص برياضة املعوقني والذي حتول فيما بعد إىل ناد ضمن مجعية انشقت واسـتقلت

إال أا قامت بنـشاطات " نادي الصابرين لرياضة املعوقني "فيما بعد عن اجلمعية األم وهي تدعى جبمعية ا لغياب املرافق الالزمة لتطوير مشجعة جدا واليت ميكن تصنيفها ضمن األنشطة ذات الطابع االجتماعي نظر

مثل هذه الرياضة على تراب هذه املدينة ، كما أن رئيس مجعية بين يسقن للمعوقني أكد لنا هو اآلخر بأن مجعيته مل تفوت الفرص اليت سنحت هلا من أجل تشجيع هذا النوع من الرياضة غري أن أكرب جانب اهتمت

يع بعض الكؤوس واجلوائز التشجيعية على الفائزين وذلك بالرغم به يتمثل يف إقامة منافسات رياضية وتوز من قلة إمكانياهتا املادية كما أن مجعيته ستسعى إلعداد برامج طموحة يف هذا اال وفتح باب التعاون مع بقية اجلمعيات املتخصصة يف رياضة املعوقني والعمل على إنشاء قاعة جمهزة بالعتاد الالزم حبيـث تكـون

وأخريا ميكننا أن نستخلص بأنه رغم اجلهود اليت تقوم ـا . من طرف إطارات وتقنيني متخصصني مسريةهذه اجلمعيات يف جمال رياضة املعوقني إال أن النتائج املسجلة تبقى جد حمتشمة على مستوى الوالية حبيث

رب كامل تراب الوالية وبالرغم أننا لغاية الساعة مل نسمع بأبطال رياضيني رفيعي املستوى من فئة املعوقني ع من أن رياضة املعوقني كثريا ما ساعدت اجلزائر كدولة على حتقيق ميداليات مشرفة على األصعدة العربيـة القارية ، العاملية ، وأكرب دليل على ذلك ما حدث مؤخرا عندما قامت اجلزائر بتنظيم دورة األلعاب العربية

.األخرية

تحليـــــــل نتائـــــــج الفرضيــــــة األولـــــــــــى الفصــل الخامــس

151

من هذه الفرضية جمموعة من اجلداول قمنا بتحليل نتائجها بغية التأكـد مـن لقد اخترنا للتحقق تقوم مجعيات اتمع املدين بدور فعال يف التكفـل باحتياجـات : " صحتها ، ولقد كان نصها كما يلي

وما تقييمهم لألدوار اليت تقوم ا هذه اجلمعيات لصاحلهم وهل تكفلـت باحتياجـاهتم " املعوقني حركيا :يلي ومقبول ، وهكذا وبعدما شرعنا يف حتليل اجلداول املتحصل عليها وجدنا مال مرضبشك

يرى األشخاص املعوقون واملعوقات الذين تناولتهم هذه الدراسة بالبحـث بـأن مجعيـاهتم ذات أداء -1 .متوسط وهي يف حاجة ماسة إلدخال حتسينات كبرية عليه من أجل االرتقاء وضعيتهم بشكل مقبول

يشعر هؤالء املعوقون بأن نشاطات مجعياهتم اليت ينتمون إليها كثريا ما متاشت وفق تطلعاهتم املرجـوة -2فهي إذن يف املستوى املطلوب ، إال أنه جيب حتسني حمتواها أكثر وذلك باستشارهتم كأفراد معنيني أوال يف

.اعي كل ما يهمهم وله عالقة مبحيط مجعياهتم ووسطهم العائلي واالجتميعتقد هؤالء املعوقون بأن أغلب نشاطات مجعياهتم هي ذات امتداد سنوي ويغلـب عليهـا الطـابع -3

.االجتماعي احملض تعمل ما فيه الكفاية للتكفل م يف جمال طب املعوقني وتزويدهم بـاألجهزة كما أم يعتقدون بأا مل -4

.طة اليت قامت ا مجعياهتم لصاحلهم يف هذا اال املساعدة على احلركة رغم تسجيلهم لبعض اجلهود البسي تسعى بشكل مقبول ملساعدهتم من أجل االلتحاق مبراكز التكـوين والتأهيـل كذلك استنتجنا بأا مل -5

.املهين املخصصة هلم كفئة ذات احتياجات خاصة .كما أا مل تعمل ما فيه الكفاية إلجياد مناصب عمل الئقة م -6فإم الزالوا يعتقدون بأا رغم سعيها للتكفل م يف جمال الصحة النفسية إال أا تبقى بعيـدة كذلك -7

.عن حتقيق اآلمال املرجوة منها يف هذا اال كما ميكننا القول أيضا بعدم قدرهتا على حتقيق نتائج مشجعة يف جمال توفري الوسائل الكفيلـة بتطـوير -8

.رياضة املعوقني دنا بأن فئة املعوقني الذكور استفادوا أكثر من اإلناث يف اقتناء األجهزة االصطناعية املـساعدة كما وج -9

.على احلركة اليت جلبتها هلم مجعياهتم واليت تبقى رغم هذا غري كافية ومن خالل هذه النتائج ميكننا القول بأنه رغم النقائص املالحظة فإن الفرضية األوىل قد حتققت وبالتايل . فإن هذه اجلمعيات قد لعبت دورا مقبوال للتكفل باألشخاص املعوقني بكل ما استطاعت أن تقدمه هلـم

االستنتاجات اجلزئيـة للفرضية األوىل

:الفصـل السادس الثانية تحليل نتائج الفرضية

معيات المعوقين حرآيا في والیة غردایة من نقص تعاني ج'' ''اإلمكانيات المادیة

إشكالية الصعوبات المادیة وأثرها على جمعيات المعوقيـن: األول المبحث الصعوبات المعنویة وأثرها علـــــى جمعيــــات المعوقيــــن: المبحث الثاني دور الهيئات األخرى فـــي مساعـــــــدة هـــــــذه الجمعيـــــــات: المبحث الثالث

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

152

. املعوقيــنإشكاليــة الصعوبـات املاديـة وأثرهـا علـى مجعيــات: املبحث األول

ين منها مجعياهتــميبني رأي املعوقني املبحوثني يف نوعية الصعوبات اليت تعا) : 19(اجلـدول رقــم

النسبـة املئويــة التكـــرار نـوع الصعوبــات

% 76.4 55 ماديــة % 23.6 17 معنويــة % 100 72 امــوع

حيث % 76.4بأنه يشتمل على نسبتني خمتلفتني متثل إحدامها ) 19(يظهر من خالل اجلدول رقم

ناة مجعياهتم اليت ينتمون إليها من صعوبات ومعوقات مادية تعرب عن إجابات املبحوثني الذين أيدوا فكرة معا ، وهي متثل رأي جمموعة أخرى من املبحوثني الذين رأوا بأنه على العكس مـن % 23.6ة ، مقابل ضحم

ذلك متاما ، حبيث أيدوا فكرة معاناة مجعياهتم من صعوبات معنوية فقط ساعدت يف كثري من األحيان على .خرية داخليا تدهور أوضاع هذه األ

وعندما عرضنا هذه املسألة على رؤساء اجلمعيات املدروسة أكدوا لنا بأن مجعياهتم اليت يـشرفون عليها وبقية مجعيات وتنظيمات اتمع املدين العاملة يف ااالت األخرى إمنا تعاين من صـعوبات ماديـة

رتباطهما ببعضهما البعض غري أم استدركوا ومعنوية معا حبيث أما متالزمتان يف غالب األحيان وذلك ال حبيث حتول هذا املشكل " الصعوبات املادية " يف األخري بأن املشاكل األكرب حدة هي تلك اليت تنتج بسبب

إىل كابوس حقيقي يقضي مضجع املشرفني على هذه اجلمعيات وبالنظر لوضعية تنظيمات اتمع بـصفة ة واليت يغلب عليها الطابع االجتماعي اخلدمايت وهو ما جيعلها يف نظـر عامة ومجعيات املعوقني بصفة خاص

اخل هلـذا ... البعض شبيهة بالقطاعات االستهالكية كقطاع التربية والتعليم ، اإلدارة ، اخلدمات العمومية ـ ... فهي يف حاجة ماسة ودائمة لدعم ومساندة السلطات ، املواطنني واهليئات األخرى دو اخل ، وذا تب

وكأا غري مستقلة من الناحية املادية وهذا ما يالحظ على غالبيتها خاصة يف جمتمعنا اجلزائري الذي يتميـز خبصوصيات معينة فلحد الساعة ميكننا اجلزم بأن استقاللية جل تنظيمات اتمع املدين املتواجدة يف بلدنا

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

153

وعلى هذا يلخص هؤالء . 1لية حمدودة و نسبية خاصة ويف مجيع دول الوطن العريب على العموم ذات استقال

:الرؤساء أهم املشاكل املادية اليت تعاين منها مجعياهتم كما يلي اخل... نقص العتاد الالزم املتمثل يف املكاتب ، الطاوالت ، الكراسي ، اخلزائن -1 خلا... قلة التجهيزات واملستلزمات املكتبية كاألقالم ، األوراق ، السجالت -2 اخل... انعدام املكيفات اهلوائية ، السجادات األرضية ، الستائر -3 رنقص وسائل النقل اخلاصة باملعوقني علما بأم أكثر الفئات اليت حتتاج إىل هذه الوسائل وهذا ما يـؤث -4

. سلبا على حضورهم خاصة عند إقامة االجتماعات أو تنظيم نشاطات أو مهرجانات اخل ... ئل االتصال كاهلاتف ، الفاكس نقص أو انعدام وسا-5 ) Photocopieurs(انعدام وجود أجهزة الكتابة والطباعة كاحلواسيب ، آالت نسخ األوراق -6 اخل... نقص آالت التصوير ولواحقها كالكامريات وآالت التصوير الفوتوغرافية -7 اخل... املكتبة ،كافيتريياغياب أجنحة كافية من أجل استحداث مرافق أخرى كقاعة للمحاضرات ،-8

بينما يصر هؤالء الرؤساء على أن نقص اإلمكانات املذكورة آنفا إمنا ترجع أساسا ملشكلتني رئيـسيتني أال : ومها : غياب مقرات خاصة ذه اجلمعيات-أ

حبيث أن هذه املقرات وإن وجدت فهي يف أغلب األحيان غري مالئمـة السـتيعاب األشـخاص ب ضيقها فهي املتسببة بشكل رئيسي يف تعطيل احلضور املنتظم لإلناث املنخرطات خاصة إذا املعوقني لسب

فهي تدعو إىل عدم االختالط بني اجلنسني وهـو مـا " حمافظة " علمنا بأن الثقافة السائدة يف هذه املنطقة ن إحـداث مكـانني جيعلهن يف حالة حرج كبري ويؤدي ن للغيابات املتكررة يف أغلب األحيان ، هلذا فإ

منفصلني يف مقر اجلمعية أمر ال مفر منه من أجل مل مشل أعضائها ، ويف حالة وجود مقرات لـبعض مـن مجعيات املعوقني يالحظ بأا مبنية وفق شروط عمرانية غري مالئمة كأن تكون يف طابق سكين مرتفع أو أن

عن مركز البلدة يعمل على عرقلة التحاق اخل ، كما أن تواجدها بعيدا ... تتواجد يف مكان منخفض جدا أعضائها ا كما أن ضيقها حيرمها من إحلاق ورشات تابعة هلا ختصص للتدريب والتأهيل املهين أو لتشغيل

.جمموعة من األشخاص املعوقني

1 ة " عماد ؛ فوزي شعيبي ، – د أسطورة الديمقراطي ر ، " نق الم الفك ة ع دد مجل د 03 ، الع وطني 30 ، المجل ، إصدارات المجلس ال

. 227 ، ص 2000مارس / للثقافة والفنون واآلداب ، الكويت ، يناير

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

154

:ة ـــ االعتمادات املالي و النقص الفادح يف التمويل-ب

ن أي نشاط أو مشروع تريد هذه اجلمعيات اإلقدام علـى وهذا األمر ال خيتلف فيه اثنان حبيث أ إجنازه ، يتوقف جناحه أو فشله على حجم الغالف املايل املخصص لذلك إضافة لعوامل أخرى متعـددة ، وفيما خيص هذه األخرية فإن عدم كفاية مدخراهتا املالية جعلتها رهينة ملنح السلطات وذوي الرب واإلحسان

مات ضرورية ال ميكن ألحد أن يستغين عنها كاهلاتف ، الكهرباء والغاز ، املـاء ، ، ونظرا ألن هناك خد اخل ، حبيث أن مستحقاهتا تدفع بشكل منتظم من طرف هذه اجلمعيات بدون أي ختفـيض أو ... اإلجيار

جودة مساعدة من املؤسسات اليت تقدم هذه اخلدمات حبيث أا هي اليت تؤثر يف حجم مدخراهتا املالية املو يف احلسابات الربيدية أو البنكية سلبا واليت يكون مصدرها الشتراكات األعضاء أو بعض املنح الزهيدة من طرف اجلماعات احمللية وذا فإن أي نشاط تقوم به هذه األخرية حيتاج هو اآلخر إىل مصاريف إضافية بل

األحيان لالستدانة من أصحاب احملالت أكد لنا بعض هؤالء الرؤساء بأن هذه الظروف دفعتهم يف كثري من أخربنا أحدهم بأنه جيد نفسه مع بقيـة امن أجل جلب السلع الضرورية للقيام بأنشطة هذه اجلمعيات بينم

مساعديه يف كثري من األحيان يف وضعية حرجة فرغم أن مبالغ االشتراكات املطلوبة من األعضاء تسديدها ة منهم ليست يف استطاعتهم دفع املستحقات املترتبة علـى جتديـد زهيدة جدا ، واملالحظ بأن نسبة كبري

بطاقات االخنراط نظرا ألم يعانون من البطالة والفقر املدقع نتيجة الستحواذ أوليائهم على املنح الـشهرية اليت خصصتها هلم الدولة من جهة ولعدة أسباب أخرى من جهة ثانية ، بينما يرى رئيس مجعيـة متليلـي

ني بأن أكرب عائق بالنسبة له بغض النظر عن الصعوبات املذكورة سابقا يتمثـل يف غيـاب املقـر للمعوقفاملساعدات املالية بالنسبة إليه ال تعترب مشكال عويصا ، فهو يرى بأن مكانة رئيس اجلمعيـة يف اتمـع

حيتاج إليه من دعم مايل أو واستقامة أخالقه ونزاهته هي اليت تدفع اآلخرين للثقة به ومن مث إمداده بكل ما معنوي شريطة أن تكون النشاطات اليت ينوي القيام ا لصاحل األشخاص املعوقني فعال ، وأن تكون نتائجها

اخل ، حبيث يستطيع أي مالحظ أو مراقب أن يتعرف بسهولة على طريقـة ... بارزة وموثقة بفواتري وأدلة تخر بأن كثريا من اهليئات واحملسنني الذين قصدهم من أجـل صرف األموال وبالنسبة إليه شخصيا فإنه يف

دعم مجعيته مل يبخلوا عليه بالدعم واملساعدة اللهم إال يف حالة املشاريع الكبرية اليت حتتاج إىل أغلفة مالية ـ ، *تعد باملاليري حبيث مل جيد هلا من ميوهلا حلد الساعة صفت بينما يرى آخرون بأن األزمة األمنية الـيت ع

اخل ، هذه الظروف هي اليت ... بالبالد يف العشرية السوداء وما تالها من كوارث اجتماعية و انعدام للثقة

ي ) وثائق ( لدى الباحث أدلة مادية - * ة متليل ابع لجمعي عن وجود مخططات جاهزة مثل دراسة لمشروع ضخم من أجل إنجاز مرآز ت

. آلم 65لوالية بحوالي للمعوقين حرآيا من أجل رعاية األشخاص المعوقين في مدينة زلفانة التي تبعد عن مقر ا

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

155

دفعت الكثري من احملسنني لإلحجام عن تقدمي يد العون واملساعدات باإلضافة إىل املمارسات النهبوية لبعض

حبيث أن هذه التـصرفات جعلـت املـواطنني رؤساء مجعيات املعوقني الذين شوهوا مسعة بقية اجلمعيات ينظرون هلذه اجلمعيات باعتبارها أداة للسرقة ، االستغالل ، الفساد ، وبأن رؤساءها ومسريوها يـسعون الستخدامها من أجل الوصول إىل مناصب مرموقة يف جهاز الدولة ، أما فيما خيص الصعوبات املعنوية اليت

أساسا يف الالمباالة املوجودة عند بعض املسؤولني احملليـون جتـاه هـذه تعاين منها هذه األخرية فتتمثل اجلمعيات ومسريوها بدءا بإمهال الرد على الطلبات والنداءات املكتوبة وعدم اسـتقبال هـؤالء الرؤسـاء باإلضافة إىل االمتناع عن احلضور للتظاهرات اليت تقيمها هذه األخرية ، اللهم إال يف بعض احلاالت الـيت تعد على األصابع ، ويضيف هؤالء بأم من كثرة إمهال املسؤولون احملليون لقضية املعوقني وعدم التزامهم بالوعود اليت قطعوها على أنفسهم بتقدمي الدعم واملساعدة وهذا ما شكل لدى هؤالء الرؤساء صورة منطية

ي االتصال م إال للضرورة القـصوى سلبية عنهم مما جعلهم يفقدون الثقة م يف كثري من األحيان وحتاش حيث أم الزالوا يذكرون بعض مواقفهم املشينة وتصرفاهتم غري الربرة إطالقا كما يـضاف لكـل هـذا املتاعب اليت أحدثها بعض األعضاء املنخرطني لرؤساء هذه اجلمعيات حبيث أم ال يبدون اهتماما جديا ا

ول على بعض املكاسب باستغالهلا من أجـل قـضاء مـصاحلهم كما أم ال حيضرون ملقراهتا إال للحص الشخصية فقط وهم معروفون بكثرة تغيباهتم عن االجتماعات اليت تقيمها هذه األخرية باإلضافة إىل هترم من حتمل مسؤولياهتم كما ينبغي وهم بذلك يتركون عبئ تسيري اجلمعية على عاتق الرئيس فقط وبعـض

عطاء هذه اجلمعيات بصفة عامة ويضاف إىل كل هذا املواقف السلبية لبعض أسـر نوابه وهذا ما أثر على املعوقني من هذه األخرية حبيث يكونون يف كثري من األحيان حائال بني أبنائهم وبينها وذلك مبـنعهم مـن

ـ ل احلضور الجتماعاهتا مثال حبجة أن إظهار أبنائهم املعوقني للمجتمع سيجعلهم عرضة للـسخرية والقيوالقال ، فكثرية هي شكاوى األشخاص املعوقني من سوء معاملة اآلخرين هلم وكذلك من طرف أسـرهم

سلوكاهتم عنيفة وعدوانية ،كما جند من بني الصعوبات املعنوية األخرى اليت تعاين منها هـذه لهذا ما جيع املعوقني املتواجدة علـى اجلمعيات إضافة إىل ما سبق ذكره إشكالية نقص االتصال والتواصل بني مجعيات

تراب الوالية ويعود ذلك أساسا لقلة إمكانياهتا ولنقص تعارفها مع بعضها وكذا حملدودية املعلومات لـديها بسبب عدم وجود رابطة والئية تضم حتت سقفها كل هذه اجلمعيات وذلك بغيـة تنظيمهـا وتأطريهـا

وتنافسها فيما بينها منافسة شرسة تؤدي يف كثري واستغالل طاقاهتا بأفضل الطرق غري أن مشكلة انقسامها من احلاالت إىل العدوانية والتنافر ألتفه األسباب أو لقلة احترام بعضها البعض وبالرغم من أن هذه الـسمة

هي من مسات اتمع املدين كما ذكرنا ذلك سابقا يف مبحث األركان األساسية اليت تبىن عليها منظمات

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

156

إال أن اجلمعيات اليت تتواجد حلد اآلن مازالت مل تفهم معىن التنافس باملعىن اإلجيايب فحولته إىل اتمع املدين

عداوة وهو ما أضعفها وشتت قواها كذلك ميكن إضافة مشكلة األمية لدى نسبة كبرية من املعوقني جلملة ت متعددة اجلوانب فإضافة لألمية الصعوبات املعنوية اليت تعاين منها هذه األخرية ، فيمكن وصفها بالصعوبا

اللغوية عند األشخاص املعوقني هناك األمية الثقافية وهي أخطر من سابقتها ، حيث يوجد على سبيل املثال من هؤالء املعوقني من يرفضون فكرة قيام مجعيات أصال كاجلمعيات اليت متثـل األشـخاص املعـوقني و

املعوقني ال ميكن تنظيمهم وجتميعهم وبأم عالة على أسرهم اعتبارها مضيعة للوقت واملال وأن األشخاص وعلى اتمع على حد سواء إن مثل هذه التصورات اخلاطئة تعترب عقبة كؤود يف وجه هذه األخرية كمـا أن التعامل مع هذه الشرحية حتتاج إىل صرب وتضحية كبرية بغية نشر الوعي بينهم ، وزرع بذور األمـل يف

جل اإلندماج يف اتمع كبقية األفراد اآلخرين وعدم تركهم يركنون لألوهام واهلواجس اليت نفوسهم من أ . ال طائل منها

يبني رأي املعوقني املبحوثني يف مدى تأثري املقرات يف استقرار مجعياهتـم) : 20(اجلـدول رقـم

النسبـة املئويــة التكــرار اإلجابــة % 86 62 يؤثــر

% 14 10 يؤثــرال % 100 72 امـــوع

86بأنه يشتمل على نتيجتني متمايزتني ، حبيث أن إحدامها بلغـت ) : 20(يظهر من خالل اجلدول رقم

وهي متثل إجابات األشخاص املبحوثني الذين وافقوا على أن نشاطات مجعياهتم تتأثر بوجود أو عـدم %ا كانت نسبة إجابة اموعة الثانية اليت رأت بأن وجود املقر ال وجود املقرات بشكل رئيسي وواضح ، بينم

وعندما عرضنا هذه املـسألة علـى . % 14يؤثر عليهم وعلى مجعيتهم ومتثلت هذه اإلجابات مبا نسبته رؤساء اجلمعيات املدروسة عربوا لنا عن توافق رأيهم مع رأي اموعة اليت ترى بأن غياب املقر يؤثر أميـا

على وضعية مجعياهتم حبيث أن هؤالء املسريون أبدوا لنا امتعاضهم الشديد من هذا املشكل الـذي مل تأثريجيدوا له حال جذريا حلد اآلن وهذا املشكل مطروح على الساحة الوطنية باعتباره حديث الـساعة فجـل

ماعات احمللية ال زالت التنظيمات اجلمعوية تشتكي من نقص املقرات كما أن السلطات املتمثلة يف أجهزة اجل للضغط على مجعيات اتمع املدين من أجل إضعافها واحتوائها يف ) ورقة املقرات (تستعمل هذه الورقة

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

157

فلك السلطة من أجل استخدامها ألغراضها اخلاصة مىت شاءت ذلك بغية دعم برنامج سياسي ما يف فتـرة

يت متثل إحدى ركائز اتمع املدين ، والذي جند من بينها معينة وهذا ما يؤثر على مصداقية هذه اجلمعيات ال مبدأ االستقاللية وعدم التبعية للدولة ، إن هذه العقلية االستغاللية واالستعالئية يف آن واحد مازالت سائدة

، حبيث أا ال زالت تشكل عبئا على املنظمات اجلماهريية اليت متثل رافـدا 1يف أذهان كثري من املسؤولني رئيسيا للثقافة املدنية وللمجتمع املدين غري أن رؤساء هذه اجلمعيات حسب قوهلم ؛ واعـون بالتحـديات اجلسيمة اليت تواجههم واليت حتتم عليهم التصدي هلا بكل حكمة وصرب ، وفيما خيص هذه اإلشكالية أكـد

السنوات األوىل لتأسيـسها لنا رئيس مجعية متليلي للمعوقني حركيا بأن مجعيته قد عرفت حيوية كبرية يف حبيث كانت متثل تكتال حقيقيا لألشخاص املعوقني املتواجدين يف مدينة متليلي الشعانبة ، فقد عرفت هذه اجلمعية ازدهارا كبريا متثل يف املبادرات العديدة اليت كان ينجزها مكتب اجلمعيـة بالتعـاون مـع بقيـة

ية غري أن غياب املقر عمل على تثبيط مهـم الكـثري مـن األشخاص املنخرطني باعتبارها كنشاطات عاد األعضاء خاصة الذين لديهم إعاقات كبرية وهذا املشكل باإلضافة إىل مشاكل أخرى ال حصر هلا ، وهـو الذي دفع البعض منهم لالنسحاب من هذه اجلمعية بل دفع آخرين لالنشقاق وتأسيس مجعية أخرى ، كما

يقوم بالعمل املتعلق ذه اجلمعية انطالقا من مرتله والذي حتول إىل شـبه مقـر انه يستدرك قائال بأنه كان رمسي هلا حبيث أظهر لنا وثائق متثل الطلبات اليت وجهها للبلدية وللوالية من أجل حصوله على مقر مالئـم

حربا على ورق جلمعيته ووثائق متثل وعودا مل تتحقق وأخرى متثل موافقات مبدئية ملنحه مقرا إال أا بقيت كما أن رئيس مجعية بين يسقن للمعوقني أصر على استقبالنا يف مقر مجعيته عندما أجرينا معه لقاءا خاصـا وذلك بإستعمال أداة استمارة املقابلة املوجهة لرؤساء اجلمعيات املدروسة كما ذكرنا آنفا واليت تقع بالقرب

ا بأنه رغم الترتيب اجليد الذي يبدو على األثاث املوجود من سوق بين يسقن وبعد معاينتنا هلذا املقر وجدن ا إال أن مقرها يبقى ضيقا جدا كما أنه يقع يف مكان مرتفع حبيث يصعب على الشخص الـذي نـسبة إعاقته كبرية أن يصل إليه وقد أبلغنا رئيس هذه اجلمعية بأن مقرها هذا هو من تربعات ذوي الرب واإلحسان

ملكيته العقارية لألوقاف التابعة للمسجد العتيق لقصر بين يسقن يف حالة حـل اجلمعيـة حبيث قام بإحلاق اليت تقع مجعيته على تراا قد منحتهم مقرا ال يصلح بتاتـا ألنـه " بونورة " ويؤكد هذا األخري بأن بلدية

إن املتأمل ضيق احلجم وحيتاج ألموال ضخمة من أجل ترميمه ناهيك عن بعده عن وسط قصر بين يسقن و هلذا املشكل ميكنه أن يكتشف بدون حاجة ماسة إىل تفكري عميق بأن املقر بالنسبة ألي مجعية هـو مبثابـة

البيت ألي أسرة كانت هلذا فإن العمل على إجياد حلول جذرية هلذا املشكل العويص وذلك بالتعاون مع 1 .07 ، ص مرجع سابق، " في مقدمة خاصة لكتاب المجتمع المدني وسياسات اإلفقار في العالم العربي " محسن ؛ مرزوق ، –

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

158

رات احلركة اجلمعوية ، حبيث أنه أمر ضروري مراكز الدراسات املعتمدة ، خرباء العمران ، الصحافة ، إطا

وأكيد فهذه اإلجراءات ستدفع إىل إعادة الثقة بني السلطات العمومية وهذه اجلمعيات كما ستعمل علـى تعميق أواصر التعاون بني اجلميع حبيث أن هذه اخلطوة ستخفف العبء عن هذه اجلمعيات وتدفعها يف اية

كبري من املنخرطني وهذا ما يعين زيادة تنظيمهم وتأطريهم ضـمن هـذه األمر للعمل على استقطاب عدد الشبكة اهلائلة من املنظمات واجلمعيات و بالتايل سيتحسن أداءها وستعمل على تقدمي الشيء الكثري هلـذه الشرحية ، كما أن االهتامات املوجهة للسلطة لن ختف وطأهتا من طرف القائمني على هذه اجلمعيات مامل

تنفيذ مطالبهم باحلصول على مقرات مالئمة ، وذا سيكون اال مفتوحا أمام هذه األخرية للتنـافس يتماحلقيقي فيما بينها حبيث ستصمد اليت هلا برامج ومشاريع طموحة كما ستتالشى اليت ال تـستطيع إثبـات

عظلة وذلك ألن اجلزائـر وجودها يف هذا اال ونؤكد مرة أخرى على ضرورة إجياد حلول جذرية هلذه امل أصبحت دولة مفتوحة على مجيع دول العامل كما أا تعهدت على احترام مجيع الـشركاء االجتمـاعيني ومنهم املنظمات غري احلكومية ومجعيات اتمع املدين مبختلف أطيافه ، هلذا يتوجب عليهـا مـنح هـذه

ممـا سـبق . األدوار املنوطة ا على أحسن ما يرام املنظمات مقرات من أجل إفساح اال هلا بغية القيام ب ميكننا القول أيضا بأن هذه اجلمعيات لن تعرف االستقرار إال عند حصوهلا على مقرات رمسية وإذا نظرنـا للتزايد الكبري هلذه اجلمعيات عرب الوطن بصفة عامة ويف كل بلدية بصفة خاصة حبيث أن املتتبع لصفحات

ء بالعربية أو بالفرنسية تذهله تلك اإلعالنات اليت جند من ضمنها تأسيس مجعيـات أو اجلرائد الوطنية سوا اخل ، هلذا فإن إجياد جممعا يتكون من مكاتب خيصص هلذه اجلمعيات مثل امعـات ... بتجديد مكاتبها

لديـة ، التجارية حبيث يلحق هذا األخري مبوظفني ويفضل إنشاؤها يف املراكز احلساسة على مستوى كل ب وهكذا يتم حتديد توزيعا أسبوعي باحلصص على كل اجلمعيات بالعدل واملساواة ، كمـا أن الـسلطات العمومية يف حالة إنشائها ملثل هذه امعات اخلاصة باحلركة اجلمعوية عليها أن تستعملها كورقة ضغط من

قدم اجلديد متنح حق االستفادة مـن أجل تشجيع املنافسة فيما بني اجلمعيات يف حد ذاهتا ، فاليت تنشط وت مكاتب هذه امعات كما متنح تسهيالت وجوائز تشجيعية ، أما اليت يظهر عليها الكسل فيـتم تـدارس وضعيتها بدقة وإن أكتشف بأا مجعية ال تتواجد فعال على أرض الواقع بل على األوراق فقط ، حيبـذ يف

ع منها كل املمتلكات اليت حـصلت عليهـا مـن طـرف هده احلالة سحب قرار االعتماد منها وتسترج اجلماعات احمللية أو أي جهاز من أجهزة الدولة وبالتايل توزيعها على اجلمعيات اليت تستحقها ، كما نشري

اخل ، وذلك ألن هذه ... إىل أنه ميكن استغالل النوادي الثقافية ومراكز الشباب املنتشرة عرب ربوع الوطن لجميع خاصة ملثل هذه اهليئات التطوعية ومنها احلركة اجلمعوية بصفة عامة واليت جند من األخرية هي ملك ل

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

159

ضمنها مجعيات لرعاية الشباب لذا نرى بأن هذا التعاون سيخدم هذه الفئة بصفة عامة وشـرحية املعـوقني

كما أنه يتوجب علـى اخل ، ... بصفة خاصة باإلضافة إىل إقامة نشاطات خاصة بالبيئة ، الرياضة ، الثقافة مسريي مجيع اجلمعيات اليت مل حتصل على مقرات بعد بأن يواصلوا مسرية عملهم حىت وإن تطلب األمـر حتويل بعض غرف بيوهتم أو ممتلكاهتم ملقرات دائمة أو متنقلة هلذه اجلمعيات لغاية حصوهلا هي األخـرى

يتحتم على اهليئات واجلمعيات اليت لـديها على مقرات من طرف السلطات العمومية ، كما أننا نرى بأنه متسعا يف مقراهتا بأن تسمح لليت تعاين من هذا املشكل بأن تزاول أنشطتها انطالقا من هذه املقـرات وأن تقوم مبساعدهتا بكل ما حتتاج إليه ، فإذا كان اهلدف الرئيسي للعمل اجلمعوي هو التطوع والتضامن وتقدمي

باب أوىل أن تتضامن هذه اجلمعيات وأن تتآزر فيما بينها أوال لتكـون قـدوة يد العون للمحتاجني فمن لآلخرين وأن ال تسمح بأن تتحول املنافسة فيما بينها إىل عداوة وذا فإن الغرية يف هذه احلـاالت غـري

. رضا قطاعات كبرية من اجلماهرياكتساب اجل نمقبولة إطالقا م

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

160

.ملعنويـة وأثرهـا علـى مجعيـات املعوقيــن الصعوبـات ا: املبحث الثاين

.يبني رأي املعوقني املبحوثني يف مـدى اهتمام املسؤولـني احملليني بقضيتهـم) : 21(اجلـدول رقـم

النسبـة املئويــة التكــرار رأي املعــوق % 19.4 14 امـيوجد لديهم اهتم

% 37.5 27 ليس لديهم اهتمـام % 43.1 31 رفـــال أعـ

% 100 72 امـــوع بأنه يشتمل على عدة نسب خمتلفة ، حبيث أن إحـداها قـد ) 21(يظهر من خالل اجلدول رقم

ـ % 43.1بلغت ما نسبته تليهـا نـسبة " ال أعرف " وهي تعرب عن إجابات املبحوثني الذين أجابوا ب % 19.4د بأن أصغر نسبة و املتمثلة يف ،بينما جن " ليس لديهم اهتمام " من الذين أجابوا بـ % 37.5

" .يوجد لديهم اهتمام " اختارت اإلجابة بـفعندما نتأمل هده النسب جند بأن نسبة ال بأس ا من املبحوثني واملبحوثات التعلم شيئا عن مسألة

ملسألة على رؤسـاء ما إذا كان املسؤولني احملليني قد قاموا بإجناز أشياء معتربة لصاحلهم ، وملا طرحنا هذه ا اجلمعيات املدروسة أمجعوا على أن هذه إجابة معقولة فبالنظر إىل حجم الدعم الذي يوليه هؤالء املسئولني لقضية املعوقني والذي ميكن أن يصنف يف خانة االهتمام الضئيل جدا باإلضافة إىل أن عدم قيامهم بـربط

ع يف جمال االتصال بني الطرفني ، وكـذا االهتمـام عالقات جيدة مع مجعيات املعوقني ووجود شبه انقطا بدعم قطاعات أخرى قد تكون هامشية ، باإلضافة إىل أسباب عديدة ال حصر هلا ، هـي الـيت جعلـت أصحاب هذا الرأي ، يفضلون هذا اجلواب ، وإذا ما نظرنا لرأي هذه الفئة من زاوية أخرى أال وهي عدم

يات أو مؤشرات واضحة مبعىن أن هناك من األشخاص من حيبـذ أن احلكم على أي شيء ال تقترن به معط تكون إجابته ال بالنفي وال باإلجياب ، نظرا لعدم إملامه حبيثيات السؤال ، أما فيما خيـص اموعـة الـيت

من طرف املسئولون احملليون لقضايا املعوقني حبيـث أن " ال يوجد اهتمام " أجابت بالنفي واختارت إجابة املعوق يعامل مثله مثل الشخص العادي يف مسائل تتعلق مبقابلة هؤالء املسئولني أو اجللوس يف الشخص

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

161

اخل ، مع أن القانون منح للـشخص ... الطابور لالنتظار ، أو فيما خيص احلصول على وظيفة ، أو سكن

فقد وافقوا هم أيضا على أما مسئويل اجلمعيات . املعوق امتيازات يف جمال االستفادة من اخلدمات العمومية إحياء بعض املناسـبات ، أو : أنه ال يوجد عند هؤالء املسئولني سوى اهتمام شكلي بقصية املعوقني مثل

مـع رؤسـاء هـذه اخل ، بينما كان األجدر م أن يفتحوا نقاشا حرا ومسؤوال ... توزيع قفة رمضان عوق بالوالية لتدارس املشاكل املطروحة ، وإجياد حلول اجلمعيات وكل الفعاليات اليت متثل عامل اإلعاقة وامل

وضعية اجلمعيات ، الدعم االقتصادي لألسر املعوزة واليت عندها أكثر من معوق ، قـضية : جذرية هلا مثل اخل ... املعوقات اإلناث املهمشات ، مشكل البطالة والسكن ، مشاكل الصحة ، التكوين ، رياضة املعوقني

شرفني على مجعية رياضة املعوقني يف الوالية أكد لنا بأنه طلب من رئيس البلدية اليت تتواجد كما أن أحد امل ا مجعيته دعمه باحلافلة التابعة للبلدية من أجل القيام برحلة إلقامة خميم صيفي للمعوقني على شاطئ البحر

يقم بـالرد علـى املراسـالت حبيث أن هذا األخري قد رفض هذا الطلب بصفة شفهية باإلضافة إىل أنه مل كيف تريدون أن يثق املعوقون ويرضون عـن :الكتابية اليت وجهها له يف هذا اإلطار ويضيف آخر متسائال

هؤالء املسئولني الذين جيرؤ البعض منهم على رفض جمرد مقابلتنا يف مكاتبهم كما أن متاطل البعض منهم عياتنا بالرغم إلرسالنا هلم دعوات احلضور مسبقا ، دون مربر للحضور لألنشطة للتظاهرات اليت تقوم ا مج

أو اعتذار رمسي ويضيف آخر بأنه يئس منهم ائيا ويتساءل هل يعقل أن يزورنا األجانب من خارج الوطن خاصة من بعض الدول األوربية حبيث أم اطلعوا على وضعيتنا وقد قاموا مبنحنا مساعدات وسعوا إلقامـة

ة معنا يف حني يفتقر من يتولون أمرنا ألقل املعلومات عنا وعن معاناتنـا اللـهم إال بعـض عالقات وطيد إنه ألمر حمزن و مؤسف : " اإلحصائيات الروتينية املوجودة لديهم يف مكاتب الشؤون االجتماعية ويضيف

بـأن املـسئولني : "أو باألحرى قالت " نعم " أما فيما خيص اموعة اليت فضلت اإلجابة بـ " للغاية وهي الفئة اليت اعترفت بأن مساعدات السلطات " احملليني مهتمون بشكل مقبول بقضية املعوقني يف الوالية

احمللية رغم قلتها وحمدوديتها إال أا متثل قيمة رمزية بالنسبة هلم ويالحظ بأن شرحية الشيوخ و الكبار مـن ة على أساس ضرورة االعتراف للسلطات مبجهودها يف جمال املعوقني واملعوقات هي اليت فضلت هذه اإلجاب

التكفل باحملتاجني للرقي م وبشؤوم غري أم يستدركون بأن الدعم الذي منح له يف سنوات السبعينات والثمانينات أفضل من السنوات األخرية حيث يالحظ ختلي الدولة عن جزء من مسؤولياهتا حنـو الفئـات

اخل ، فاملطلوب حسبهم هو خلق مناصب عمل ... حبجة االنتقال لنظام اقتصاد السوق االجتماعية احملرومة هلده الفئة كي يتسىن هلا إعالة نفسها بنفسها وزيادة االهتمام ا أكثر ألن ذلك جزء من مسؤولياهتا حبيت

م يف مستوى االهتمام بشرحية ا اهدين يطالب البعض منهم بضرورة رعاية املعوقني والتكفل.

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

162

ويف تعليقهم على هذه املسألة أكد رؤساء اجلمعيات املدروسة بأنه رغم السلبيات املسجلة علـى بعـض هؤالء املسئولني إال أنه الجيب إنكار استفاقتهم يف اآلونة األخرية حبيت نرى البعض منهم قد عمدوا لفـتح

يدل على اقتناع السلطات مؤخرا ولـو قنوات االتصال مع هذه اجلمعيات من أجل التعاون املشترك وهذا بشكل حمتشم جدا بأن مجعيات اتمع املدين ال جيب جتاهلها يف ظل الظروف الراهنة كما أن مثـل هـذا االنفتاح من طرف السلطات جيب أن يثمن ويشجع بكل الطرق املمكنة من الطرفني والذي جيب أن يـبىن

من أجل خدمة املعوق وحتسني ظروفه املعيشية من هنا ميكننا على أسس االحترام املتبادل بالتعاون الصادق أن نستنتج مما سبق بأن للمسئولني هم أيضا دورا بارزا يف التكفل بقضية األشـخاص املعـوقني ، وكمـا

، * أوضحنا سابقا فإن الدولة أنشأت وزارة مستقلة بغرض رعاية الفئات اخلاصة ومنها شـرحية املعـوقني ، اجتماعيـا ه الوزارة للقيام بكل ما من شأنه ترقية وضعية األشخاص املعوقني سواء حبيث عهدت إىل هذ

اخل ، كما أا صادقت على العهود واملواثيق الدولية اليت تعىن بشؤون هـذه ... اقتصاديا ، مهنيا ، صحيا سبل الكفيلة بالعنايـة الفئة مما جيعلها ملزمة بتحمل مسؤولياهتا كاملة جتاههم هلذا فإن العمل على إجياد ال

بنسبة كبرية بقضايا اإلعاقة واملعوق من طرف هؤالء املسئولني هلو أمر جد ملح خاصة يف ظروفنـا الـيت نعيشها اليوم واليت تتطلب إعادة بعث روح التضامن والتعاون من طرف اجلميع غري أنه يالحظ بأن الدولة

حبجة أا هي اهليئة األقدر علـى رعايـة ) الجتماعية قطاع التضامن واخلدمات ا (شبه حمتكرة هلذا اال مصاحل مجيع فئات الشعب مهما كانت وضعياهتم وهذا ما تعتربه واجبا قوميا ال جيب أن ينازعها فيه أحد ،

خاصة بعد تويل السيد " (اهلالل األمحر والكشافة اإلسالمية اجلزائرية : "ولعل إعادة االعتبار لكل من هيئتا انطالقا من مبدأ مشروعيتهما التارخيية اليت ال ختفى علـى ) ألمور احلكم يف بالدنا " بوتفليقة زيعبد العز "

أحد حبيث أما شريكان اجتماعيان موثوق ما كثريا ألما شبه مستقلتان وغري خاضعتان لسيطرة وتأثري من طرف اجلميع وإقامـة مـشاريع األحزاب السياسية اجلزائرية املعارضة كما أننا نؤكد بأن استعادة الثقة

اجتماعية خلدمة فئة املعوقني وذلك بالتقيد باألخالق املدنية احلضارية املبنية على مبادئ احلوار ، الشفافية ، اخل ، ستؤدي كل هذه اإلجرات يف اية املطاف إىل إعادة التحام ... الصدق ، التعاون ، واحترام اآلخرين

تمع استقرارا كليا والذي سيؤدي هو اآلخر إلجياد مناخ تنافسي ضمن قـوى القاعدة بالقمة وسيعرف ااتمع املختلفة من أجل استكمال بناء الوطن وحتقيق قيم العدالة ، األخوة ، املساواة واليت تعتـرب أركانـا

اخل من بـني . ..أساسية لنهضة أي جمتمع يريد التقدم واالزدهار كما أننا نشري بأن دوال كأمريكا ، أملانيا دول متقدمة أخرى قد تفطنت منذ البداية ألمهية تدخل التنظيمات التطوعية واألهلية يف تعويض الدولة ،

. لمزيد من التوضيحات أنظر المبحث الرابع في المطلب الرابع من الفصل الثاني - *

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

163

كيـف أن الـشعب " الدميقراطية يف أمريكا " قد تناول يف كتابه املوسوم " ألكسي دي توكفيل "فهاهو

حتقيق منافع شخصية أو ذات نفع عـام األمريكي هو أكثر الشعوب مسارعة لالنتظام ضمن مجعيات بغية اخل ، جند أصحاا مؤطرين داخل هذه التنظيمات بـل يـصل ... فاملصانع ، املزارع ، األسلحة ، الرياضة

. *األمر م إلنشاء مجعيات خاصة ببناء السجون

ؤولني احملليني مبساعدة مجعياهتم يبني رأي املعوقني املبحوثني يف مدى التزام املس) : 22(اجلـدول رقـم .حسب اجلنـس

اجلنــس

اإلجابــة امــوع أنثــى ذكـــر

%17 نعــم08

20% 05

18.1 % 13

% 42.6 ال20

32 % 08

38.8 % 28

% 40.4 ال أعــرف19

48 % 12

43.1 % 31

% 100 امـــوع47

100% 25

100 % 72

% 43.1بأن أكرب نسبة ظهرت يف جماميعه قـد وصـلت إىل )22(يظهر من خالل اجلدول رقم

ن % 48موع هو اآلخر على نسبة تقدر بـ حبيث مشل هذا اال " من إجابات اإلناث اللوايت صرحن بأإن كان املسؤولني احملليني قد التزموا مبساعدة مجعياهتم واالهتمام بقضية املعوقني بـصفة عامـة يف " نيعرف

% 38.8ته وجند أيضا بأن ما نسب " ال أعرف " من الذكور الذين أجابوا هم أيضا بـ % 40.4مقابل من % 42.6: من اإلجابات كثاين جمموع يلي الذي سبقه ، حبيث أننا جند بأن أكرب نسبة سجلت به هي

مـن إجابـات % 32يف مقابل " ال"جمموع إجابات الذكور الذين أبدوا نفيهم هلذا األمر باختيار اإلجابة والـيت % 18.1 كل هذه ااميع هي بينما جند أقل نسبة يف " ال" اإلناث اللوايت أجنب هن األخريات بـ

من % 17مقابل " نعم" من إجابات اإلناث اللوايت أيدن ذلك بـ % 20جند ضمنها هي األخرى نسبة

" .ألكسي دي توآفيل " لمؤلفه الشهير " الديمقراطية في أمريكا " لرجوع لكتاب ننصح آل من يريد التوسع في هذا الموضوع با-*

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

164

إجابات الذكور الذين وافقوا هم أيضا على وجود التزام خاص من طرف هؤالء املـسؤولني جتـاه

.ن إليها بصفة خاصة املعوقني وقضيتهم بصفة عامة أو اجلمعيات اليت ينتمووهو ما يدل " ال أعرف "وعندما نتأمل نسب هذا اجلدول نرى بأن الغالبية من املعوقني أجابوا بـ

عن بعدهم عن مركز صناعة القرار داخل هذه اجلمعيات ، ويدل أيضا على نقص االتصال ما بني مـسريي اكتراث هؤالء األعضاء حبقيقـة اهتمـام مجعيات املعوقني وبقية األعضاء من املنخرطني كما يدل على عدم

السلطات بقضيتهم إما ألم فقدوا األمل فيهم ائيا وإما بسبب إدراكهم لتنصلهم من مسؤولياهتم أو ألم مل يعتادوا التعامل مع هؤالء املسئولني بصفة عامة أو لنقص ثقافة الوعي بني هذه الشرحية بشكل حمـسوس

اإلناث املستجوبات هي اليت ظهرت إجاباهتن يف هذا اموع بنسبة كبرية جـدا خاصة إذا ما علمنا بأن فئة وعندما قمنا بطرح هذه املسألة على رؤساء اجلمعيات املبحوثـة . باملقارنة بنسبة إجابات املبحوثني الذكور

فعيل عالقات االتصال أكدوا لنا بأن اختيار غالبية املبحوثني هلذه اإلجابة كان متوقعا جدا ألنه وبالنظر لعدم ت بني املسؤولني احملليني وهذه اجلمعيات وعدم احتكاكهم املباشر بواقعها املعيش هو الـذي عكـس حـرية

، بينما الميكن رد ذلك إىل قلة " فال أعر " املبحوثني واملبحوثات لإلجابة عن هذا السؤال مما دفعهم للقول وإمنا لقلة زياراهتم الرمسية لإلطالع علـى حالـة هـذه االتصال بني مسريي هذه اجلمعيات وبقية األعضاء

اجلمعيات ومدى نشاطاهتا عن الصعوبات اليت تعاين منها كما أنه ال يوجد شيء ميكن إخفائه عن األشخاص املعوقني فيما خيص نقص املساعدات املقدمة من طرف السلطات واليت ميكن تصنيفها يف خانة املعلومـات

نشرها على مسامع هذه الفئة ويضيف هؤالء الرؤساء بأن العقلية السائدة عند مجهـور اجلديدة اليت يتوجب املعوقني يف املنطقة مفادها عدم التدخل الفضويل يف ما جيري من أمور رمسية بني إدارة جلمعيـة والـسلطات

وع الثاين الذي اسـتقر احمللية بغية عدم التشويش وتفضيل االنتظار لغاية حتقيق نتائج ميدانية بينما يظهر ام من جمموع اإلجابات اليت اختارت نفي وجود مثل هذا االلتزام بوضعية املعوقني بصفة % 38.8على نسبة

، حبيث مشلت أعلى نسبة يف هذا اموع واملتمثلـة يف إجابـات " ال " عامة وهي اإلجابة اليت متثل اختيار ث أا هي اإلجابة األكثر واقعية وتعبريا عن حقيقة جمريـات اإلناث حبي تاملبحوثني الذكور مقابل واملبحوثا

األمور ومتثل هذه اإلجابة االجتاه العقالين من جمموع اإلجابات ألا تعرب عن حقيقة الواقع املعيش هلذه الفئة وهي تدل على أن أصحاب هذه اإلجابات هم األكثر وعيا وثقافة كما يبدوا عليهم إطالعهم على جمريات

مور سواء داخل مجعياهتم أو خارجها من متغريات ومستجدات متس احلياة االجتماعية اليومية الـيت هلـا األعالقة مباشرة حبياة املواطنني ، فهذه الفئة هي الفئة النشيطة واملشاركة وهي اليت تبدي أولوية معتربة لالتصال

الرؤساء بأنه بالفعل ميكن النظر إىل هذه ويف ردهم على هذه املسألة اعترب هؤالء . والتواصل مع اآلخرين

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

165

سواء من الذكور أو اإلناث واليت نفت مثل هذا النوع من االهتمـام مـن " ال "الفئة اليت اختارت اإلجابة

طرف املسؤولني احملليني بواقع اإلعاقة واملعوق يف املنطقة ، حبيث جند هذه اإلجابة عند األعضاء النـشيطني أو يسارعون لالتصال الدائم واملستمر بالرؤساء ) إن وجدت (مرار على مقرات مجعياهتم الذين يترددون باست

وأعضاء مكاتب مجعياهتم ملعرفة آخر املستجدات واملشاركة يف تقاسم األعباء واملسامهة يف النشاطات الـيت بإرادة صـلبة تقوم ا مجعياهتم كما أم مصنفون ضمن جمموعة األشخاص املعوقني النشيطني هم يتمتعون

رون السعي لقضاء حاجاهتم ومطالبهم حب العمل ، االعتماد على النفس ، املثابرة ،كما أم يؤث : ومبادئ اخل، كما يبدو عليهم بأم ملمون بالطرق الـيت ... امللحة بدون االتكال على أي عضو من أعضاء اجلمعية

عامة ومع األشخاص املعوقني بصفة خاصة أما فيما خيـص يستطيعون ا التعامل مع السلطات احمللية بصفة من نسبة إجابات املبحوثني الذكور واإلناث اللوايت اختـرن اإلجابـة % 18.1اموع األخري الذي بلغ

واليت يظهر من خالهلا أن أكرب نسبة سجلت ا عربت عن إجابات اإلناث متبوعة بإجابات الذكور " نعم"م عن سابقتها من إجابات اإلناث ويبدوا أن هذه هي إجابـات كبـار الـسن مـن الذين ال تبعد إجاباهت

األشخاص املعوقني سواءا كانوا إناثا أو ذكورا ويرجح رؤساء اجلمعيات املدروسة توجه هذه الفئة من الكبار شـرعية إىل االعتقاد بأن السلطات احمللية مهتمة بدعم األشخاص املعوقني بشكل كلي على أساس أا وريثة

لثورة الفاتح من نوفمرب اخلالدة واليت تعهدت بأن الدولة اليت تنشأ بعد استقالل البالد سـتعمد إىل التكفـل بكل الشرائح االجتماعية احملرومة مبا فيها فئة املعوقني وباعتبار أن غالبية هؤالء الكبار قـد عاصـروا فتـرة

اخل بسبب هذا االحـتالل ، ... قر ، وخوف ، وجوع االستعمار الفرنسي لبالدنا ، وما القوه آنذاك من ف وحتمل خشونة العيش ، والرضا بالقليل ومحد اخلالق علـى الـنعم " الصرب "كل هذه الظروف عودهتم على

املوجودة ولو كانت قليلة جدا ، فهم يرون بأن نعمة االستقالل وطرد احملتل هي أعظم نعمة من بعد نعمـة واليت تركها االستعمار يف نفوس هذا اجليـل مـن " القهر االجتماعي "اىل ، فعقدة اإلسالم واإلميان باهللا تع

واحتـساب جعلتهم يدربون أنفسهم على تقبل القليل ، والتضحية حبقوقهم من أجل وطنـهم 1الشيوخ األجر يف اآلخرة ، لذلك فإن أي إلتفاتة ولو كانت بسيطة جدا من طرف السلطات العموميـة حنـوهم ،

اخل، جتعلهم ممتنني شاكرين هلا مدى الدهر حبيث أم ... بتسليمهم بعض اهلدايا أو الكراسي املتحركة وذلك حلد الساعة يعتقدون بأن هذه األخرية تقوم جبهود جبارة لصاحلهم واملالحظ بأن ثقافة اإلطالع على حقوق

قات باإلضافة إىل األمية املنتشرة بينهم وواجبات هذه الفئة ، تبدو منعدمة عند جيل الكبار من املعوقني واملعو

1 سان المقهور : التخلف االجتماعي مصطفى ؛ حجازي ، – ضاء ، مدخل إلى سيكولوجية اإلن دار البي ي ، ال افي العرب ، المرآز الثق

.45 ، ص 2001 ، 8المغرب ، ط

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

166

وقيم القناعة اليت يتحلون ا حبيث هي اليت جعلتهم يعتقدون حسب البعض منهم بأم قـد نـالوا مجيـع حقوقهم كاملة ، وبأنه ال بد من االعتراف بذلك ، ومما سبق ميكن القول بأن اهتمام السلطات احمللية الزالت

كبري بقضايا املعوقني رغم اجلهود اليت بدلتها واليت الميكن إنكارها بأي حال مـن بعيدة عن االهتمام بشكل األحوال إال أا تبقى بعيدة عن اآلمال املرجوة وفقا للمعطيات الواقعية اليت ملسناها يف إطار احليـاة اليوميـة

حقيقـة تواصـل لألشخاص املعوقني كما ظهر من خالل هذه النتائج بأن فئة الذكور أكثر إطالعا علـى املسئولني احملليني م وجبمعياهتم واليت ميكن تصنيفها يف خانة العالقات السلبية واملتوترة ويرجع هذا أساسـا للمعاناة اليت يعيشها األشخاص املعوقون خاصة الذكور منهم حبيث أم أكثر احتكاكا م وذلك من أجـل

ن هذه الطلبات نادرة التحقق لذا فإن هؤالء املعوقني إخل ، وأل ... طلب مناصب عمل ، سكنات ، اإلعانات ستتشكل لديهم تدرجييا صورة سيئة جدا وانطباعا مشحونا بالنقمة والعدائية كما أنه كثريا ما يلجأ هـؤالء املسئولني للتهرب من مقابلتهم باعتبارهم أشخاصا مزعجني فهم يطلبون منهم حتقيق أشياء ليست مبقدورهم

أن مسألة إعادة الثقة بني األشخاص املعوقني واملسؤولني الذين تقع مجعيـاهتم علـى تـراب مما سبق نرى البلديات اليت يشرفون عليها بصفة خاصة وبقضية املعوقني وطنيا بصفة عامة ، وألن الدولة اجلزائريـة قـد

راكه يف صناعة رفعت مؤخرا شعار تقريب املسؤول من املواطن بل يتعدى األمر لذلك يف بعض األحيان إلش ، لذا فإننا نعتقد بأن هـؤالء املـسؤولني " املصاحلة الوطنية "القرار، باإلضافة إىل شروعها يف تنفيذ مشروع

مدعوون للتصاحل مع مجيع أفراد الشعب وفئاته املختلفة واليت جند من بينها فئة املعوقني بالطبع ولن يتأتى هلم وإجراء نقاش عميق توضع فيه النقـاط علـى ) املعوقني (شخاص ذلك إال إذا اجتمعوا مع ممثلي هؤالء األ

احلروف كما يتم فيه إعداد الئحة بتوصيات يتم االلتزام ا من كال الطرفني كما أن تواصل هؤالء املسؤولني دوا من أجل خدمة األفراد واملصاحل العليا للشعب وللدولة حبيث أم ميتلكون إمكانيات تؤهلـهم الذين وج

ه اجلمعيات واالقتراب أكثر من شرحية املعوقني وذلك بتنظيم زيارات تفقدية هلم يف مجعيـاهتم ذالتصال لإخل ، واملسامهة يف إحياء أعيـادهم الوطنيـة ... منازهلم ، معاملهم ، مراكزهم الرياضية ، ويف املستشفيات

، باإلضافة إىل املبادرة بتـسخري بعـض *والدولية وذلك بتقدمي كل املساعدات والدعم الذي حيتاجون إليه إخل ، أو أن ... النقل ، التجهيز ، النظافة : عمال البلديات مثال وذلك من أجل تقدمي يد املساعدة املتمثلة يف

خيصص هلم لقاءا مرة يف كل شهر لالستماع لتظلماهتم وللمشاكل اليت يعانون منها وبالتايل إجيـاد حلـول أنه يتوجب عليهم منح حصص معينة هلؤالء املعوقني يف كل مرة يتم فيها توزيـع مرضية لكل األطراف كما

أمر " األنثى املعوقة "إخل ، كما أن االهتمام بقضية ... السكنات اجلديدة أو مناصب عمل مستحدثة

.موجود في مطالب المبحث الرابع من الفصل الثالث لمزيد من التوضيحات أنظر التفصيل ال- *

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

167

ء ضروري وأكيد فلقد استنتجنا من هذه الدراسة بأن العنصر النسوي الزال يعقد آماال كبرية علـى هـؤال

املسؤولني لدعمهن وللتكفل بقضايا املعوقني بصفة عامة ، ويعتقد بأن هؤالء املسؤولني قادرين على حتقيـق الشيء الكثري هلذه الفئة وبأم ال يعجزهم ذلك إن أرادوا ، كما نشري إىل أن االهتمام برعاية وإرضاء كبار

رد االعتبار هلم وكذلك نؤكد على ضـرورة السن املعوقني كلما أتيحت هلم الفرصة لذلك هلو كفيل أيضا ب تعاون هؤالء املسؤولني مع القطاع الصحي ومع مجعيات املعوقني يف آن واحد للتكفل باألشخاص املعـوقني

. املعدمني أو املقعدين الذين أصيبوا بأكثر من إعاقة ، وما أكثرهم يف هذه الوالية

.عوقني املبحوثني يف ما مدى تدعيم املواطنني جلمعياهتـم يبني رأي امل) : 23(اجلـدول رقـم

النسبـة املئويــة التكــرار اإلجابــة % 39 28 يقدمون مساعــدات % 59.7 43 ال يقدمون مساعـدات

% 1.3 01 ال أعـــــرف % 100 72 امـــوع

وهي % 59.7ثل إحداها بأنه يشتمل على عدة نسب ، حبيث مت) 23(يظهر من خالل اجلدول رقم كما أا تدل على " املواطنني ال يقدمون مساعدات جلمعياهتم "تعرب عن إجابات املبحوثني الذين قالوا بأن

% 39أم غري راضون ، ومستاءون من تأخر املواطنني لتقدمي املساعدة هلم وجلمعياهتم ، وتليها ما نسبته املواطنني يقدمون كل ما يف وسعهم من مساعدات ، بينما جند من إجابات األشخاص الذين وافقوا على أن

وهي بذلك تشكل " عدم معرفتهم ملثل هذا الدعم " فقط من إجابات املبحوثني الذين أبدوا % 1.3نسبة .أصغر نسبة يف هذا اجلدول

نسبة ال وعندما طرحنا هذه املسألة على رؤساء اجلمعيات املدروسة عربوا لنا عن استغرام الختياربأس ا من املبحوثني اإلجابة اليت ترى بأن املواطنني ال يقدمون مساعدات هلذه اجلمعيات حبيث أرجعوا ذلك إىل عدم إطالعهم على حقيقة الوضع القائم ألن الكثري من املتربعني من ذوي الرب واإلحسان عندما

إلعانات املادية منها يلحون علينا عدم ذكر يقدموا لنا املساعدة اليت نطلبها منهم خاصة فيما يتمثل يف ا أمسائهم ألم ال يرغبون يف علم اآلخرين مبا يقومون به من عمل تطوعي حىت ال يعد يف قائمة األعمال

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

168

اخلريية اليت تدفع صاحبها لالفتخار واملن ويرجع هذا للثقافة السائدة يف هذه املنطقة واليت فحواها أن خري

لها اهللا من عباده هي تلك اليت تكون لوجهه خالصة وتكون خالية من املن واألذى الصدقات اليت يتقبيا أيها الذين آمنوا ال تبطلوا صدقاتكم باملن واألذى : " ويفضل أن تكون سرية ، مصداقا لقوله تعاىل

ه وابل كالذي ينفق ماله رئاء الناس وال يؤمن باهللا واليوم اآلخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصاب ، وإضافة لكل هذا فإن 1" فتركه صلدا ال يقدرون على شيء مما كسبوا واهللا ال يهدي القوم الكافرين

غياب مثل هذه املعلومات توجد عند األشخاص املعوقني الذين يقل احتكاكهم جبمعياهتم بسبب كثرة مساعدات املواطنني البسيطة التغيبات ، أو ألن أصحاب هذه اإلجابات كان هذا موقفهم ألم تغافلوا عن

جدا اليت ال يرون هلا أي تأثري يذكر أو لصعوبة فهم للسؤال املطروح باعتقادهم بأن الناس ميكن أن يقدموا مساعدات للمعوقني مباشرة عوض تقدميها جلمعياهتم بينما جند اتفاقا كبريا بني إجابات املبحوثني ورؤساء

م اإلعانات واملساعدات اليت يقدرون عليها وهي يف غالب األحيان مجعياهتم يف أن املواطنني يقدمون هلتكون مسامهات بسيطة إال أن هلا قيمة معنوية كبرية فبالرغم من أن املنح املالية تكون يف غالب األحيان شحيحة جدا حبيث ميكن تفهم وضعيتهم ألن الظروف اليت مير ا جمتمعنا ال ختفى على أحدا خاصة يف

األخرية وإذا أردنا أن نستعرض أهم ما يقوم به املواطنون لصاحلنا كجمعيات ومعوقني فيتمثل يف السنوات تسخري سياراهتم ، أو بعض من العتاد ، مواد البناء ، األجهزة اإللكترونية ، كأجهزة الفيديو ، التلفزيون

اليدوية يف حالة طلبنا منهم القيام إخل ، بإعارهتا ملدة معينة للجمعية وكذا التكفل باإلشهار أو اإلعانة... إخل ، كما أنه يف كثري من األحيان ال ميكن إحصاء وتقييم هذا الدعم فكل من رئيسي مجعييت ... ذلك

متليلي وبين يسقن أكدا لنا بأن بعض املواطنني مستعدون للذهاب إىل أبعد مما نتصور فيما خيص تكفلهم هر نتائجها للعيان حبيث توظف مستحقاهتا لصاحل األشخاص مبساندة مجعيات املعوقني شريطة أن تظ

املعوقني وحدهم فقط وأن تستغل بطرق عقالنية وموضوعية يؤكد هؤالء بأن ال خوف على العمل اخلريي األهلي وذلك راجع إىل األخالق اإلسالمية اليت تركت آثارها يف ممارسات عدد كبري من احملسنني حبيث

يف أذهان وثقافة الفرد املسلم فهي تدعوه للتعاضد وجندة الضعيف من أجل مل أا ركن أساسي متأصل على أحوال الناس من أ، ويؤكد هؤالء بأن القيم اخلرية مازالت موجودة فرغم ما طر 2مشل األمة الواحدة

عضها تغري إال أن مبادرات التطوع والعمل اخلريي الزالت سائدة عند الكثريين ففي عصر تكتل الدول مع ب البعض فاألحرى باجلماعات األهلية والشعوب أن تلتف حول بعضها البعض وتتعاون بشكل كبري ألن

.سورة البقرة من 264 اآلية – 12 .36 ، دار الصديقية ، الجزائر ، ب ط ، ب ت ، ص خصائص المجتمع اإلسالمي محمد ؛ عبداهللا الخطيب ، –

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

169

ذلك سيشكل هلا حصنا منيعا خاصة يف زمن العوملة والنظام الدويل اجلديد واقتصاد السوق الرأمسايل

بقاء فيه للقوي فقط وهو الوحشي ، الذي بات اليوم يتسبب يف أزمات اجتماعية واقتصادية رهيبة أصبح الاملسؤول عن إجياد قلة من األغنياء الذين يتحكمون يف مصري املاليني من البشر يف مقابل ازدياد طبقة

، 1عريضة من الفقراء يف عامل أصبحت تسود فيه قيم املنفعة والربح السريع ولو على جثث الضعفاء خاصة فيما يتعلق باملصادر املالية اليت أصبحت ويضيف هؤالء أم واعون حبجم التحديات اليت تواجههمإخل ، حبيث أن التعامل معهم وإقناعهم بدعم ... متمركزة بشكل كبري عند املالك ، املقاولون ، الصناعيني

هذه اجلمعيات بتطلب مهارات خاصة من أجل نيل ثقتهم وإرساء عالقات وطيدة معهم من أجل حشدهم غم من أن القانون اجلزائري مينح إعفاءات ضريبية للمؤسسات اليت تدعم يف صف القوى املاحنة ، فبالر

العمل اجلمعوي املخصص لفئة املعوقني إال أن هذه األخرية تتهرب من دعم هذه اجلمعيات كما أن أحد املتخصصني يف القانون ممن قابلناهم حبيث أبدى لنا بأنه يتوجب على مسئويل هذه اجلمعيات استغالل هذه

القانونية لدعم نشاطاهتم ومشاريعهم املوجهة خلدمة األشخاص املعوقني بينما جند بأن فئة الذين الفرصفقد فضلوا عدم إصدارهم حكما قاطعا يف هذه املسألة نظرا الفتقارهم ملعلومات " ال أعرف "أجابوا بـ

تلكون معلومات دقيقة وهذا ما أيده رؤساء اجلمعيات بقوهلم بأن هذه إجابة األشخاص الذين ال ميصحيحة، كما أم يرفضون إطالق أحكام قيمية مسبقة ال أساس هلا من الصحة إن هذه املسألة كما أشرنا سابقا حتتاج إىل مسارعة مسئويل هذه اجلمعيات لتوسيع انتشار املعلومات داخلها و باألخص عند

ات وحشد الدعم الالزم لنشاطاهتا املنخرطني بل نرى بأنه يتوجب عليها إشراكهم يف مهمات مجع التربعوبالتايل سيتعرفون يف اية األمر عن حقيقة دعم قضيتهم من طرف املواطنني البسطاء وهذه اخلطوة ستكون هلا آثارا جد مفيدة فيما خيص إقناع هؤالء األعضاء بأم ومجعياهتم حيضون بتعاطف ومبساندة

نتها االجتماعية اخلاصة ا مثلها مثل بقية الشرائح األخرى احملسنني وبأم فئة غري مهمشة حبيث هلا مكاوبالتايل ستدفع هذه اخلطوة هؤالء املعوقني لالنفتاح على جمتمعهم بطريقة سليمة ولالندماج فيه يف شىت ااالت واألصعدة املمكنة كما أا جتعلهم على يقني بأن القيم الدينية واألخالقية هي احملرك احلقيقي لدى

ألفراد يف جمتمعنا وهو ما يدفعهم للقبول واإلميان بالقضاء والقدر الذي يتصرف فيهما اخلالق سبحانه اوتعاىل وال دخل ألحد من البشر يف التصرف فيهما ، وبالتايل التمسك باملبادئ اإلسالمية السمحة اليت إن

*مبا فيهم فئة األشخاص املعوقني فهمت مقاصدها ستنعكس إجيابيا مباشرة على املمارسات اليومية لألفراد 1 ، 1في العربي ، الدار البيضاء ، المغرب ،ط ، المرآز الثقاالمثقف العربي وتحديات العولمة: الحضور والمثاقفة محمد ؛ محفوظ ،

.113-108 ،ص ص 000. لمزيد من التوضيحات أنظر المطلب الثاني في المبحث األول من الفصل الثالث - *

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

170

مما سبق ميكننا القول بأن اإلعانات اليت يقدمها األفراد احملسنني واملتطوعني هي املصدر الوحيد الذي ميكن أن تعول عليه هذه اجلمعيات واملنظمات ألن أصحاب هذه التربعات واإلعانات يكونون مدفوعني إما

إخل ، للمسارعة يف ... القية ، السياسية ، االجتماعية ، أو قناعاهتم الدينية نتيجة ملبادئهم اإلنسانية ، األختقدمي يد العون للمحتاجني واملالحظ يف جمتمعاتنا العربية اإلسالمية بأن التأثري الديين هو الذي مازال

مثل هذه حاضرا وبقوة يف اعتقادات أفرادها ألن الوازع الديين لألفراد هو الذي يدفعهم لإلقدام علىاألعمال اخلريية بشىت أنواعها كما أن قضية العصبية القبلية أو اإلثنية تلعب هي األخرى عامال رئيسيا حلث

إخل إىل ... كل فرد ينتمي إىل قومية معينة أو ألقلية صغرية العدد سواء كانت مذهبية ، لغوية ، دينية بالتضامن -" إمييل دوركهامي " رنسي الراحل التضامن فيما بينها وهو الذي يسميه عامل االجتماع الف

إخل ، غري أننا نؤكد بأن أحسن تضامن جيب أن ... املبين على استثارة العاطفة أو العصبية الدموية -العضوي ففي * والذي يتم وفق مبادئ عقالنية غري عاطفية – بالتضامن امليكانيكي -يسود جمتمعنا هو ذلك املسمى

، " مراسلون بال حدود " ، " السالم األخضر : "بأن هناك عدة منظمات غري حكومية مثل أوربا مثال نالحظ إخل ، كلها تتحصل على مواردها " ... املعوقني العامليني "، " أطباء بال حدود "، " منظمة العفو الدولية "

اطنني ذه الدول حبيث أا املالية من االشتراكات واملنح اليت تأتيها من طرف تربعات املواطنني واألفراد القترفض بشكل قاطع كل املساعدات اليت متنحها حكومات هذه الدول وذلك خمافة حتويلها عن مبادئها ووجهتها احلقيقية اليت تأسست عليها هلذا فإننا يف جمتمعاتنا حباجة إىل وعي كبري ودراية شاملة بأمهية التضامن

وبقوة وذلك من أجل خدمة مجيع البشر على حد سواء فإذا العقالين الذي يشترط فيه أن يبقى حاضرارجعنا إىل نصوص القرآن الكرمي أو السنة النبوية الشريفة ، جندمها بأما حيثان على أمهية تضامن األفراد املسلمني يف كل ااالت من أجل بعث الطمأنينة واألمان يف نفوس الناس وذلك بنشر القيم اإلنسانية ،

مثال مطلوبة باستمرار بعكس الزكاة اليت تفرض لتطهري األنفس وكذا األموال اليت مير عليها حول فالصدقة إخل ، هي اليت ...التعاون ، الوحدة ، جندة احملتاج : كامل كما أن األخالق اليت كان يتحلى ا أجدادنا مثل

زائري حترير بلده وطرد احملتل ، دفعتهم ملواجهة مصائب االستعمار فبالتكاثف والتناصر استطاع الشعب اجلحبيث أن حريته هذه قد كلفته فاتورة غالية من الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم يف سبيل استقالل وطنهم

مليون شهيد 06 إىل 02فحسب إحصائيات بعض اخلرباء واملؤرخني فإن عدد هؤالء الشهداء قد بلغ من ، كما أننا يف اية هذا املطاف ال 1992 إىل 1930سنة وذلك عرب حوايل قرن كامل من االحتالل أي من

يسعنا إال أن حنيي الروح املثالية والتضامنية اليت يتحلى ا الفرد اجلزائري حبيث أنه معروف مببادرته ومسارعته

" .إيميل دورآهايم "لـ " االنتحار " لمزيد من التوضيحات يرجى مراجعة آتاب - *

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

171

ية سنوات إلجناز األعمال اخلريية ، إال أننا نالحظ بأنه بعد سنوات العنف والدمار اليت عرفتها بالدنا يف ا

القرن الذي مضى حبيث قلت هذه املبادرات نوعا ما ولكن ليس بشكل كلي نتيجة للتضييق الذي مارسته الدولة على األفراد من أجل التوقف عن تقدمي التربعات واألموال حبجة خوفها من استغالهلا لدعم أعمال

يع قوانني من أجل إعادة االعتبار هلذه اإلرهاب والتخريب ، هلذا فإن القائمني عليها مطالبون بتقدمي مشارالتربعات وتوجيهها للوجهة احلسنة ، فعلى سبيل املثال فأن صندوف الزكاة الذي استحدثته وزارة األوقاف والشؤون الدينية من أجل تنظيم األموال احملصلة من مجع أموال الزكاة ميكن للمشرفني عليه ختصيص حصص

إخل ، ... أجل إنشاء ورشات ، حمالت ، قاعات لتقدمي اخلدمات املتنوعة معينة ملساعدة هذه اجلمعيات منوذلك بغية مساعدهتا على توظيف هذه األموال املستثمرة والناجتة عن عائدات هذه التعاونيات املنشأة حديثا

. من أجل تصريفها يف رعاية وخدمة األشخاص املعوقني الذين هم يف حاجة ماسة إليها

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

172

.دور اهليئـات األخـرى يف مساعـدة هـذه اجلمعيـات : املبحث الثالث

.يبني رأي املعوقني املبحوثني يف اجلهات اليت يتوجـب عليهـا دعم مجعياهتـم) : 24(اجلـدول رقـم

النسبـة املئويــة التكــرار طبيعـة اجلهــة

% 36.1 26 السلطات العموميــة % 02.8 02 الرب واإلحسـانذوي % 61.1 44 ات خمتلفــةـجه

% 100 72 امـــوع

، % 61.1بأنه يشتمل على نسب خمتلفة حبيث أن إحداها متثل ) 24(يربز من خالل اجلدول رقم فيما خيص اجلهات اليت يتوجب عليها دعم " جهات خمتلفة " وهي تعرب إجابات الفئة اليت اختارت اإلجابة

، % 36.1املعوقني بصفة عامة وتبين مجعياهتم بالدعم واملساندة الالزمة لذلك كما تليهـا نـسبة قضية ملا هلا من وزن على صعيد حياة األفراد " السلطات العمومية "وهي متثل إجابات املبحوثني الذين اختاروا

مـن % 02.8لى نسبة اجلزائريني بينما جند أدىن نتيجة ظهرت يف هذا اجلدول هي تلك اليت استقرت ع .للقيام ذه املهمة " ذوي الرب واإلحسان "جمموع إجابات اموعة اليت اختارت

وإذا تأملنا هذه النتيجة اليت حصلنا عليها بواسطة هذا اجلدول جند بأن األغلبيـة الـساحقة مـن أو خاصة من أجل املستجوبني ترى بأنه يتوجب تضافر جهود هيئات اجتماعية متعددة سواء كانت عمومية

دعم قضية املعوقني بصفة عامة واليت جند منها مسألة التكفل باجلمعيات اليت متثلهم على الصعيد االجتمـاعي وعندما عرضنا هذه النتيجة على رؤساء اجلمعيات الثالث املدروسة أبدوا لنا هم أيضا موافقتهم على هـذا

ة قضية األشخاص املعوقني وكذا العبء الكبري لتـسيري االختيار ألم يعلمون أكثر من غريهم حجم مسؤولي هذه اجلمعيات ، فالواجب على كل األطراف اليت ميكنها املساعدة أن تتعاون من أجل إنقاذ هذه الشرحية من الوضعية املزرية اليت تتخبط فيها كما أن تكامل هذه اجلهود وتنسيقها سيؤدي إىل عقلنة هذا الدعم املقـدم

على مستحقيه وجند أساسا من بني هذه اجلهات اليت يتوجب عليها دعم مجعيات املعـوقني ليوزع بإنصاف السلطات العمومية اليت تبقى أعلى هيئة ميكنها املساعدة يف أي زمان ومكان حسب إرادة املسئولني فهي

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

173

ؤسسات العموميـة قادرة على دفع األموال ، وجلب العتاد الالزم ، وتوفري وسائل النقل ، والضغط على امل

واخلاصة ذات التوجه االقتصادي لدفع إعانات مالية ومعنوية هلذه اجلمعيات بشكل منتظم ، كما أا تستطيع ، وتأسيس مراكـز ومعاهـد 1استحداث جباية ختصص لصاحل هذه الفئة وإنشاء املراكز التعليمية والتأهيلية

اخل ...ة و إعداد املقرات اخلاصة بالندوات واحملاضرات للبحث العلمي املخصص ملتابعة قضية املعوقني بكل دق ألن الدولة هي اليت أخذت على عاتقها التكفل ذه الشرحية واليت أسندت رعايتها لوزارة العمل والتـضامن االجتماعي بغية تسخري كل الطاقات املادية والبشرية للتكفل الفعال بقضية اإلعاقة و املعاقني يف بلدنا باعتبار

ن اجلزائر قد صادقت على املواثيق األممية والدولية كما جند من بني هذه اجلهات أيضا املؤسسات اإلنتاجية أسواء أكانت ذات طابع عمومي أو خاص حبيث أا غالبا ما تكون يف وضعية مالية جيـدة للغايـة مثـل

ماتية كالربيد واملواصـالت ، إخل أو خد ... ك سوناطراك ، نفطال ، أنابيب : املؤسسات اإلنتاجية الكربى إخل ، حبيث أا قادرة على إمداد ... املؤسسة العمومية لنقل املسافرين ، سونلغاز ، اخلطوط اجلوية اجلزائرية

هذه اجلمعيات مبساعدات مالية ومعنوية جد معتربة ، حبيث يعرف يف الدول املتقدمة مسارعة مثـل هـذه اخلريي ، بدون أي شروط منفعية ،كما جند من بني هذه اجلهـات الشركات للمسامهة يف العمل التطوعي

وسائل اإلعالم ، واإلنتاج السمعي البصري ، االت ، اجلرائد املتخصصة ، وبغض النصر عن املنح املاليـة اليت تستطيع تقدميها هلذه اهليئات فيمكنها أيضا نقل فعاليات املهرجانات والتظاهرات اليت تقيمهـا سـواء

إخل ، كما أا قادرة على إعداد حصص ... ثقافية ، رياضية ، أعياد وأيام وطنية أو دولية ، معارض أكانترمسية خاصة بعامل اإلعاقة واملعوقني باستضافة املختصني القانونيني ، األطباء ، الباحثني ، خرباء علم الـنفس

من أجل تنويرها وزيادة ثقافتها من أجـل إخل ، بغية تقدمي النصح واإلرشاد هلذه الفئة ... وعلم االجتماع إحاطتها باملستجدات اجلديدة كما أن مراكز البحث العلمي من جامعات و معاهد تستطيع هي األخـرى تقدمي مساعدات بالغة األمهية هلذه األخرية حبيث ال خيفى على أحد دور مثل هذه املراكز يف حياتنا املعاصرة

لت إليه اليوم إال عندما رفعت من شأن العلم والعلماء وهكذا فإن البحث مل فالدول الغربية مل حتقق ما وص يترك جماال من جماالت احلياة إال وتناوله بالدراسة والتقصي إذن ميكن هلذه املراكز التعاقد مع هذه اجلمعيات

وبالتـايل للقيام بدراسات علمية تكون حتت الطلب وال شك بأن هذه اخلطوة ستعمق جمال إنتاج املعرفـة املسامهة يف دفع عجلة تقدم اتمع قدما حنو األمام كما أن هذه اجلمعيات ستستفيد الحمالـة مـن نتـائج البحوث املقدمة هلا للوقوف على إجيابياهتا واستدراك نقائصها املسجلة من أجل حتسني أدائها كي ال تفقـد

أعيان املدن يستطيعون هم أيضا كجهة هلا وزا مصداقيتها شعبيا و اجتماعيا ، كما أن األحزاب السياسية و 1 - Suzy ; COHEN , Op-cite , p 96 .

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

174

اخلاص للرقي بقضية املعوقني وإيصال معاناهتم للهيئات العليا وذلك برفع شكاوى وتـضلمات األشـخاص املعوقني بصفة عامة ومجعياهتم بصفة خاصة للمعنيني باألمر كما أن هذه األحزاب تستطيع دفع مبالغ ماليـة

استقطاب بعض عناصرها للعمل السياسي من أجل الدفاع عن قـضيتهم بأنفـسهم معتربة هلذه اجلمعيات و ومحاية هذه اجلمعيات يف حالة تعرضها للضغوط من طرف السلطات العمومية باخلصوص إذا كانت غـري قانونية وإقامة حتالف دائم من أجل النضال و التعاون حلماية حقوق الفئات الشعبية احملرومة ، كما جند مـن

إخل ... هذه اجلهات املستشفيات واملصحات الطبية واحلمامات املعدنية ، والصيدليات ، ومصانع الدواء بني حبيث ال خيفى على أحد أمهية هذه املؤسسات بالنسبة للمعوقني الذين حيتاجون دوما للمتابعة الطبية ، العالج

متينة مع هذه األطراف لالسـتفادة مـن إخل ، هلذا يتوجب على هذه اجلمعيات إقامة عالقات ... واألدوية خرباهتم ، ويتوجب على القائمني على هذه املنشآت هم أيضا املسارعة لدعم هذه اجلمعيات بإعالمها عـن أهم األدوية املكتشفة لعالج األشخاص املعوقني وعن األطباء املتخصصني وعن املرافق امللحقة باملشايف الطبية

أسعار األدوية لصاحل هذه الفئة عموما كما أن املصانع املتخصصة يف صناعة إخل ، والعمل على ختفيض ... العتاد املوجه لألشخاص املعوقني ولواحقه من قطع غيار و أجهزة هي أيضا عليها دعم هذه اجلمعيات بشىت

ملعظلة الطرق والوسائل ألما يعمالن يف حقل واحد فكثريا ما اشتكى لنا رؤساء مجعيات املعوقني عن هذه ا الكبرية لذا يتوجب متوين مجعياهتم ذه التجهيزات وبأسعار معقولة ألمر جد ملح ، حبيث أن إقامة حـوار حقيقي وبناء عالقات قوية بينهما سيكون لصاحل هذه اجلمعيات وهذه املصانع باإلضـافة إىل األشـخاص

األخرى تعترب كجهـة رئيـسية املعوقني بدون أدىن شك كما أن النوادي ومراكز الرياضة املتخصصة هي يتوجب عليها التعاون مع مجعيات املعوقني هذه ، حبيث أا تستطيع أن تدعمها باإلطارات البشرية املؤهلـة ومساعدهتا على إنشاء مرافق رياضية خاصة برياضة املعوقني وإدماجهم كمتنافسني يف الدورات واملنافسات

قابالت ودية تكون عائداهتا املالية لصاحل هذه اجلمعيات ، باإلضافة إىل اليت تقيمها كما أا تستطيع أن تقيم مكل ذلك ميكنها أن تضع األطباء التابعني هلا يف خدمة هذه اجلمعيات لغاية تدبرها ألمرها ، فكل هذا مـن

ن شأنه أن يوفر هلا فرص أكرب ملعاينة وعالج األشخاص املعوقني ، وتشخيص وضعية حاالهتم الصحية كما أ دور النشر واملطابع تستطيع هي األخرى دعم هذه اجلمعيات وذلك مبنحها الكتب واالت الالزمة من أجل إثراء مكتبات هذه األخرية وفيما خيص املطابع تستطيع هي األخرى التكفل بطباعة اإلعالنات ، امللصقات ،

أقل وهذا ما سيدفع هذه اجلمعيـات إخل ، اليت تصدرها هذه اجلمعيات بتكاليف ... املنشورات ، االت للعمل واإلبداع أكثر من أجل إصدار مؤلفات ومطبوعات خاصة بعامل اإلعاقة واملعوقني وإذا عدنا لنتـائج

السلطات "اجلدول مرة أخرى جند بأن النسبة الثانية اليت ظهرت به حبيث أن أصحاا اختاروا اجلواب

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

175

معيات على اعتبارها أقوى و أغىن جهة من كل اجلهات األخرى حبيث كجهة وحيدة لدعم هذه اجل " العمومية

وعندما طرحنا هذه املسألة على رؤساء اجلمعيات املدروسة عربوا لنا عن عدم مساندة هـذا .ميكنها فعل الكثري االختيار بصفة مطلقة ورغم علمهم ما للسلطات احمللية واملتمثلة أساسا يف اجلماعات احملليـة مـن إمكانيـات

إخل ، إال أم ال يفضلون اللجوء إليها وحدها وذلـك يعـود ... وقدرات قانونية ، مالية ، خدماتية ، إدارية ملعرفتهم املسبقة عن طبيعة عالقتها معهم وعن حقيقة وعودها وإجنازاهتا يف أرض الواقع كما أم أصروا أيـضا

غم هذا ناقص يف نظرهم ، كما أم سيسعون لفتح على عدم إنكار دورها اإلجيايب سابقا وحاليا والذي يبقى ر حوار جدي معها لتدارس كل املشاكل العالقة بني الطرفني حبيث أم يف اية املطاف متأكدون بأا لن تقـدر وحدها على التكفل بقضايا األشخاص املعوقني بدون مساعدة بقية اجلهات األخرى أما فيما يتعلق بأدىن نسبة

دول واليت متثل إجابات املبحوثني الذين يرون بأن ذوي الرب واإلحسان من املواطنني هم اجلهة ظهرت يف هذا اجل الوحيدة القادرة على دعم هذه اجلمعيات حبيث أن رؤساء اجلمعيات املدروسة علقوا على هذه النتيجـة بأنـه

لوحيدة اليت دعمت مجعياتنا سابقا ، قياسا على حقيقة الدعم املقدم من املواطنني احملسنني ميكن اعتبارهم اجلهة ا ونظرا ألن حتمل هذا العبء ليس باألمر اهلني بالنسبة هلؤالء األفراد وحدهم فإن االستعانة ببقية املؤسـسات ،

إخل ، أمر ضروري وأكيد يف ظل تزايد عدد األشـخاص املعـوقني يف ... املراكز ، الشركات ، اهليئات املاحنة م كلهم على حد سواء ، باإلضافة إىل ارتفاع تكاليف احلياة اليومية كما أنه يصح جمتمعنا وبضرورة التكفل

من إمكانيات لصاحل العمل اخلريي أيا كانت طبيعتها ميكن االقول بأن كل اجلهات املاحنة واليت تتطوع مبا لديه عيات متصل مباشرة بنوعية إدراجها ضمن خانة ذوي الرب واإلحسان ، مما سبق ميكننا القول بأن دعم هذه اجلم

العالقات اليت تقيمها هذه األخرية مع السلطات العمومية وبقية اهليئات األخرى غري أن أهم جهتني تـستطيعان السلطات العمومية ، ووسائل اإلعالم -أن تقدما الكثري لقضية اجلمعيات واملعوقني بصفة عامة حسب رأينا مها

أكرب جهاز يهيمن على اتمع حبيث جند حبوزهتا كـل اإلمكانيـات املاديـة فاألوىل معروف بأا -املختلفة والبشرية اليت مبقدورها املساعدة على تفعيل أنشطة احلركة اجلمعوية ، لكن املالحظ بأن الذهنيات السائدة عند

حيجـب كـل غالبية املسؤولني واليت ورثوها من عهد النظام الواحد حبيث أا الزالت تشكل حاجزا منيعـا .املبادرات اخلالقة اليت إن مت تطبيقها فال بد بأا ستؤدي إىل حتسني األوضاع

حبيث جند على رأسها مسألة الثقة املتبادلة لدا فإنه يتوجب على القائمني عليها منح هذه اجلمعيـات ل معه بينما تتمثـل اجلهـة الثقة اليت تستحقها والنظر إليها باعتبارها شريكا اجتماعيا فاعال ال مناص من التعام

الثانية يف مؤسسات ووسائل اإلعالم سواء كانت مسعية أو مكتوبة أو مسعية بصرية وذلك من أجل جتنيد وحشد التعاطف مع هذه اجلمعيات للتكفل بقضايا عديدة يعاين منها املواطن بصفة عامة والـشخص املعـوق بـصفة

.خاصة

ـــــة تحليـــــل نتـــــائـج الفرضيــــة الثانيــــ الفصـل السادس

176

ة هذه الفرضية باالستعانة مبجموعة من اجلداول حبيث كان لقد سعينا للتحقق من صحة أو عدم صح

، " من نقص اإلمكانيات املادية ةتعاين مجعيات املعوقني حركيا يف والية غرداي :" نص الفرضية الثانية ما يلي القصد من وراء هذه الفرضية الوقوف على أهم الصعوبات أو املعوقات اليت تعاين منـها هـذه نوقد كا

كما هو معلوم لدى العارفني بأحوال احلركة اجلمعوية واتمع املدين يف اجلزائر بصفة عامة فإن اجلمعيات و أكرب عائق يواجهها ، يتمثل يف نقص اإلمكانيات املادية مبا فيها قلة املوارد املالية ، العتاد ، التجهيـزات ،

:ا استنتجنا ما يلي إخل ، وعندما قمنا بتحليل نتائج اجلداول احملصل عليه... املقرات يرى املعوقون املبحوثني بأن أهم الصعوبات اليت تعاين منها مجعياهتم يتمثل يف قلة اإلمكانيات املادية -1

.كأكرب عائق ويف أحيان أخرى فإا تعاين من صعوبات مادية ومعنوية يف آن واحد تعاين منه هذه اجلمعيات بل إنه باإلضافة إىل ذلك استنتجنا بأن غياب املقر القار هو عائق كبري -2

.يعترب أصعب مشكل يهدد كياا بصفة خاصة ومنظمات اتمع املدين بصفة عامة استنتجنا أيضا بأن هؤالء املعوقون املبحوثني أبدوا عدم رضاهم عن دعـم املـسؤولون احمللـيني -3

.جلمعياهتم واعتربوا بأن هذا عائقا أخر يواجههم باستمرار اعترافهم الضمين بدعم املواطنني هلم وجلمعياهتم إال أنه حسب رأيهم يبقى جهدا غري كاف رغم -4

حبيث اعتربوا بأن هترب بعض رجال األعمال واألغنياء عن مساعدهتم هو عائق آخر يضاف إىل مجلة .العوائق السابقة اليت تواجههم باستمرار

املسؤولني احملليون وبعض املـواطنني لـدعم كما أبدى املعوقون الذكور عدم رضاهم عن اهتمام -5 .مجعياهتم على عكس رأي املعوقات اإلناث متاما فيما خيص هذه القضية

كما أكدت لنا هذه النتائج بأن املعوقني واملعوقات يرون بأنه يتوجب على عدة جهات خمتلفـة -6رة لدعم مجعياهتم بكل الوسائل إخل ، املباد ... العمومية ، اخلواص ، ذوي الرب واإلحسان تكالسلطا

. واإلمكانيات املادية واملعنوية املمكنة من أجل مواجهة العراقيل اليت تعترضها مما سبق نستنتج بأن هذه الفرضية قد حتققت بشكل ملحوظ ، خاصة إذا ما علمنا تطـابق أجوبـة

بات و العراقيل ، و الـيت املعوقني املبحوثني ورؤساء مجعياهتم يف كثري من احلاالت حول هذه الصعو .يغلب عليها بأا معوقات مادية حمضة

االستنتاجات اجلزئية لنتائج الفرضية الثانيةا

:الفصل السابع تحليل نتائج الفرضية

لثالثــة ا

یشعر المعوقون حرآيا بالرضا نحو أداء ونشاطات هذه '' ''الجمعيات

واقع رضا األشخـــــــــاص المعوقيـــــن عــــن أداء جمعياتهـــــم: المبحث األول يات من منظور الممارسات الدیمقراطية وأثرها على هذه الجمع: المبحث الثاني

.األشخاص المعوقيــــنلمشارآـــــــــة لدور رضا األشخاص المعوقين وتأثيره في حثهم : المبحث الثالث

.فــــــــي نشاطــــــــات جمعياتهــــــــم

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

177

.واقع رضا األشخاص املعوقني عن أداء مجعياهتــم : املبحث األول

.يبني درجة رضا املعوقني املبحوثني عن أداء مجعياهتـم ) : 25( اجلـدول رقـم

النسبـة املئويــة التكــرار اإلجابــة

79.2% 57 راض

% 20.8 15 غيـر راض

% 100 72 امــوع

% 79.2بأنه يشتمل على نسبتني خمتلفتني وقد بلغت إحدامها ) 25( يظهر من خالل اجلدول رقم

و هي تعرب عن إجابات جمموعة املبحوثني الذين ابدوا رضاهم التام عن أداء مجعياهتم فيما خيص النشاطات دت اموعة اليت متثل بقية املبحوثني عدم رضاهم عن هذا األداء و هي بدلك متثل ما اليت تقوم ا ، بينما أب

. من جمموع إجابات عينة املبحوثني املختارين هلده لدراسة % 20.8نسبته و عندما قمنا باالستفسار عن حقيقة هذه االختيارات من طرف اموعتني أبلغتنا اموعة األوىل

اهتا جدير باالحترام و التشجيع ألم يعلمون بأن العمل التطوعي ليس سهال فهو حيتاج بأن ما تقوم به مجعيإخل و هذا ما قام به رؤساء هذه األخرية كما أن العامل الذي يقف وراء ... إىل تضحيات بالنفس و املال

أن رأي جناح عرب هده النشاطات يتمثل يف إعدادها وفق استشارات واسعة داخل هذه اجلمعيات حبيثاألشخاص املشاركني يؤخذ يف احلسبان كما نالحظ بأنه يوجد حتسن ملحوظ يف نوعية هده النشاطات

إخل ، أما اموعة اليت أبدت عدم رضاها عن أداء هذه اجلمعيات فقد أرجعت ذلك لعدم ... يوما بعد يوم ملقدمة تبقى ذات اهتمامات سطحية و فعالية ما تقوم به هذه األخرية لصاحل املعوقني حبيث أن النشاطات ا

ال متت لواقع حياة األشخاص املعوقني بصلة كما أن هذه األخرية مل توىل اهتماما كافيا للتكفل بإدماج هذه الشرحية اجتماعيا و الضغط على السلطات مبا فيه الكفاية على لكي جتربها للرضوخ ملطالب املعوقني امللحة

إخل ، كما يالحظ عليها احنيازها لرأي ... كن ، الصحة ، التعليم ، التكوين واليت تتمثل يف العمل ، الساألطراف اليت تدعوا إىل مسايرة ركب اجلمعيات املهادنة للسلطة و عدم مواجهتها باحلقائق امليدانية والرضا

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

178

و عندما طرحنا هذه القضية على رؤساء. مبا جتود به من مساعدات ضئيلة و عدم استثارة غضبها اجلمعيات الثالث كعادتنا فضلوا التعقيب على رأي اموعة اليت أبدت عدم رضاها عن األداء الذي قامت به مجعياهتم فهم يؤكدون بأن أيا كان هو حر يف إبداء رأيه و يف القضية اليت يريد تقييمها و منها هذه

الرضوخ للسلطات و تقدمي تنازالت بالذات ، أما فيما خيص اهتام هذه اموعة لرؤساء هده اجلمعيات بعلى حساب املعوقني و الرضا بالفئات الذي تقدمه الحتواء غضب هؤالء الرؤساء باإلضافة إىل عدم

إخل ، فإم يؤكدون بأن هده ... تكفلهم احلقيقي باملشاكل اجلوهرية اليت يعاين منها األفراد املعوقون لة و الرباهني اليت تثبت ذلك أما اموعة اليت أبدت رضاها عن االهتامات عارية من الصحة و خالية من األد

أداء هذه اجلمعيات فإن هؤالء الرؤساء قد عربوا لنا عن سرورهم ذه النتيجة اليت تعترب أكرب بكثري من دية نتيجة اموعة املعارضة واليت نفت األداء اجليد هلذه اجلمعيات و هو يعين اهتامهم الضمين لنا و بعدم اجل

إخل ، كما أكد لنا هؤالء الرؤساء بأم لن يدخروا أي ... يف العمل و التهرب من حتمل مسؤولياتنا كاملة جهد من أجل رفع راية التحدي و الدفاع عن احلقوق و املطالب املشروعة لفئة املعوقني كما أم سيسعون

عضاء املنخرطني ذه اجلمعيات حبيث أن إلجراء تعديالت يف الربامج املسطرة إذا كانت ال ترضى بقية األ بأنه شرع يف البحث عن أفراد أصحاء يرغبون يف التطوع ملساعدته ارئيس مجعية متليلي للمعوقني أكد لن

بأن األشخاص املعوقني عندما يكونون يف ) حسب رأيه ( على قيادة و تسيري مجعيته ألن التجارب أثبتت للتنافس السليب بدل اإلجيايب و بالتايل سيؤدي هذا حلدوث خصومات و مركز القيادة فإم يسعون دائما

مشاحنات فيما بينهم و اليت تكون غالبا يف السر من أجل أسباب واهية كما أم يصرون على ضرورة جزءا من املسؤولية امللقاة على عاتق هؤالء الرؤساء وحدهم ألم هم وبعض حتميل بقية املنخرطني

عدين فقط هم الذين يتحملون أعباء مشاكل مجة و متنوعة هم يف غىن عنها ألنه ال جيب األشخاص املساإنكار دور هذه اجلمعيات باعتبارها مؤسسات خريية تنظيمية ال تبغي الربح و الفائدة ، كما أن عدم وجود

لغري رمسية لسبب أو حمفزات مالية دفعت الكثريين للتلكؤ و املماطلة و كثرة التغيب عن املواعيد الرمسية و اآلخر ، و هذه طبيعة النفس البشرية اليت تسعى لتحقيق أهدافها ومصاحلها من غري دفع التكاليف املترتبة عن ذلك ادا وجدت لدلك سبيال كما أم يؤكدون بأم عازمون على ربط عالقات متينة مع املؤسسات

اإلعاقة و املعوقني يتم فيها تناول كل اجلوانب العلمية و مراكز البحث للقيام بدراسات متكاملة عن عاملاملمكنة للدراسة و التمحيص من أجل استخالص العرب وذلك باحلفاظ على اإلجيابيات و تفادي السلبيات كما أم أبدوا لنا شكرهم و امتنام العميق عن هده الدراسة اليت كما أكدوا لنا بأم سيستفيدون منها

جراء اإلصالحات و التعديالت الالزمة على الربامج اليت سطروها بغية الوصول وذلك بإعقدر املستطا

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

179

لألفضل ، و بعد هذا ميكننا أن نستخلص بأن مسالة رضا املعوقني عن أداء مجعياهتم يتباين من شخص و حسب طبيعة العالقات املوجودة داخل هذه اجلمعيات فكما دآلخر حسب املنفعة اليت حتققها هلم كأفرا

جند بأنه يعين " الرضا " كما أننا إذا تأملنا مصطلح " إرضاء الناس غاية ال تدرك " تقول احلكمة العربية ن هذه الغاية صعبة املنال كما ذكرنا آنفا حبيث ، و أل1الفرح و السعادة الناجتة عن حتقق ما كنا ننتظره

عدد من املعوقني املنخرطني و غري ميكننا أن نشري بأن سعي رؤساء هذه اجلمعيات شخصيا جللب أكرب املنخرطني الذين تظهر عليهم عالمات الرضا و السخط فيما خيص ما حيدث داخل هذه اجلمعيات ضمن جلسات ختصص لالستماع و املناقشة ، ملعاجلة املشاكل املطروحة إذا تطلب األمر ألن ترك هذا اإلشكال

قم األوضاع و كثرة املعارضني الذين ميكنهم أن بدون حل جذري و عالج ، سيؤدي ال حمالة إىل تفالعامة الناس مما يعرضها للقيل والقال وكثرة ينظموا حاالت مترد و انشقاق أو إفشاء أسرار هذه اجلمعيات

السؤال ، وبالتايل سيضعف من حجم تعاطف املواطنني مع قضية املعوقني بصفة عامة يؤدي م للتخلي عن ق ، وبالتايل سنضع هذه األحداث هذه اجلمعيات يف مواقف حرجة هي يف غىن مد يد العون هلا كالساب

عنها كما نشري بأننا صادفنا بعض مثل هذه احلاالت جلمعيات تعرضت ملشاكل عويصة ال حل هلا ، وكان ذلك نتيجة لتماطل مسئوليها يف االنتباه خلطورة الوضع الذي تتواجد به والتساهل يف تقدير عواقب األمور مما جعل هذه األخرية ختسر مواقعها االجتماعية اليت أحرزت عليها و كذا إكالة التهم ملسئوليها حىت وصل األمر يف بعض احلاالت إىل طلب بعض األشخاص املعوقني تدخل السلطات املمثلة يف املؤسسات األمنية

زعمهم ويف األخري نؤكد بغية التحقيق يف الفساد واالختالسات اليت ظهرت يف هذه اجلمعيات على حد بأننا مل نبغي من هذا التحليل التغطية عن التجاوزات اليت حتدث داخل هذه اجلمعيات ، كما أننا ال نريد تربئة دمم هؤالء الرؤساء مما يقومون به لكن الحظنا بأن عدم اإلسراع يف عالج بعض املشاكل الثانوية منذ

وبالتايل سيغرقون مجيعا ومتييع قضية املعوقني الذين " صحابه قلب القارب على أ" البداية قد يؤدي إىل تشكل حاالت البعض منهم مأساة اجتماعية بل وإنسانية وكما يقال الوقاية خري من العالج ويف ذلك

.ذكرى ألويل األلباب لعلهم يرشدون

1 - l’éditeur , Dictionnaire de français , LAROUSSE , sn° éd , Paris , France , 2003 , p 384 .

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

180

م الرتقائهم يبني رأي املعوقني املبحوثني يف مدى مساعدة مجعياهتم هل) : 26(اجلـدول رقـم

.ملراكز اجتماعية مرموقـة

النسبـة املئويــة التكــرار اإلجابــة % 33.3 24 ساعــدت

% 66.7 48 مل تساعــد

% 100 72 امــوع

بأنه يشتمل على نسبتني متمايزتني ، حبيث متل إحدامها ) 26(يظهر لنا من خالل اجلدول رقم

بحوثني الدين رأوا بأن مجعياهتم مل تساعدهم من اجل االرتقاء إىل و هي تعرب عن إجابات امل % 66.7 من اموع % 33.3مركز اجتماعي مهم، بينما أبدت اموعة الثانية و اليت بلغت إجاباهتا ما نسبته

.الكلي لإلجابات بأنه على العكس من دلك متاما ، حبيث أن هذه األخرية قامت مبا عليها يف هذا اإلطار د تأملنا هلذه النتائج وجدنا بأن اموعة اليت قالت بأن هذه اجلمعيات مل تساعد األشخاص وبع

املعوقني املنضوون حتتها للوصول إىل مراكز اجتماعية حبيث كان املفروض منها أن تسعى لكل ما لديها من ريني ، أو السياسيني ، أو اإلداءأجل دفعهم لألمام و تشجيعهم لكي يتبوءوا مناصب عليا كمناصب املدرا

بشكل جيد اإخل ، كما أكدوا لنا بأن مجعياهتم قد مهشت نفسها وذلك بعدم االهتمام مبنخرطيه... فعوض أن تكون مثل املصعد الذي يرتقي فيه أفرادها من الطوابق السفلية إىل العلوية وجندها تقوم بالعكس

بالنفع اخاصا ال حمالة سيعود عليها وعلى منخرطيهمن ذلك متاما وهذا العمل إن أولت له أمهية وبرناجما مجعياهتا قامت مبساعدهتا على نوسيعلى من شأا ال حمالة ، بينما جند اموعة األخرى قد أقرت بأ

االرتقاء ملراكز عليا حبيث أن هذه األخرية كانت عبارة عن نقطة انطالق لبعض املعوقني الذين حتصلوا إخل ، كما أن عدد هؤالء كبري حبيث أن هذه ... ماعية رفيعة الشأن على مناصب ومكانات اجت

اجلمعيات قامت مبساندهتم بكل ما ميلك مسريوها من خربات وذلك بتشجيع املوهوبني والطاحمني منهم وعندما طرحنا هذه املسألة على رؤساء اجلمعيات املدروسة اقروا . لتحقيق آماهلم يف هذا اجلانب بالذات

ج مجعياهتم يف هذا اال ال تفي باحلاجة كما ام مل يتمكنوا حلد الساعة على حتقيق مجيع رغبات بأن برامالطموحني واملوهوبني ويعود ذلك حملدودية الوقت لديهم أساسا ناهيك عن نقص األموال واإلمكانيات

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

181

أم إناثا إمنا حتتاج الالزمة ، ألنه وكما هو معروف فإن التكفل مبثل هذه العناصر سواء أكانوا ذكوراهودات جبارة وختطيط مسبق باإلضافة على عالقات وطيدة ومتينة مع الفاعلني االجتماعيني وقادة الرأي يف اتمع من أجل تعبيد الطريق أمام كل مبدع للوصول إىل مبتغاه سواء للشهرة أو اختراع أشياء جديدة

خل ، كما أم يؤكدون بأم حاولوا يف املاضي لدفع بعض إ... أو استغالل موهبة دفينة يف نفس صاحبها هؤالء املعوقني وذلك بتشجيعهم معنويا ، من أجل التضحية والكفاح بغية الوصول لألهداف اليت سطروها غري أنه ولألسف فإن الكثري منهم انسحبوا يف آخر املطاف لسبب أو ألخر ويؤكد هؤالء الرؤساء بأم

ت مثل هذه فإم يسارعون للتكفل مبن تظهر عليهم عالمات املوهبة والتفوق ، عندما تصادفهم حاالوإقناع أسرهم بإفساح اال أمامهم بكل ما ميلكون من إمكانيات مادية ومعنوية للتكفل م لتحقيق

حنن كذلك كنا نقوم ذا الدور ونلح على أسرهم وعلى ) حسب هؤالء الرؤساء (طموحاهتم ، كما أننا والكافية ، كما ة من له عالقة باملسامهة بتشجيعاته هلذه الفئة اليت الزالت مل تلقى العناية الالزمكل

كاملة جتاه كل من له طاقة ايستدركون بأن جيب على السلطات جيب أن تتحمل هي األخرى مسؤولياهتوقني قد قاموا برسم أجل اكتشافها واستغالهلا غري أم يستدركون بأن بعض األشخاص املعنإبداعية م

طريق جناحهم ، بأنفسهم فعلى سبيل املثال يوجد يف الوالية شخص مكفوف معروف باالجتهاد واملثابرة منذ صغره حبيث نبغ يف التعليم والدراسة مما أهله لنيل عدة شهادات أخرها شهادة الدكتوراه وهو اآلن

الع كبري فيما خيص احلركة اجلمعوية اجلزائرية يشتغل كأستاذ حماضر يف جامعة ورقلة حبيث أنه يتمتع باطو املنظمات الغري حكومية بفعل اتصاله املبكر ا كما يعرف عليه بأنه بارع يف التخصص الذي يدرسه ذه اجلامعة ، مما سبق ميكننا القول بان مهمة مساعدة هذه اجلمعيات لألشخاص املعوقني من اجل أن

ا و املتمثلة يف االرتقاء و الوصول ملراكز اجتماعية مرموقة ليست باألمر اهلني حيققوا آماهلم اليت حيلمونغري أن صعوبة هدا األمر ال تنفي حتمل هذه اجلمعيات ملسؤولياهتا كاملة وذلك بالسعي إلجياد بدائل جديدة و إعداد برامج طموحة باالشتراك مع عدة جهات للبحث عن مواهب األشخاص املعوقني

رين ، و بالتايل اكتشافها ، رعايتها ، مث االستفادة منها بأحسن الطرق ، واملالحظ بأن مشكلة املغمواتمعات اإلسالمية و العربية ، تتمثل يف إمهاهلا العداد غري متناهية العدد من املبدعني حبيث أن بيئتنا هذه

عد من أخطائها السابقة ، و ادا قد عرفت اجلمود لقرون عديدة ولألسف الشديد ، حبيث أا مل تتعلم بنظرنا إىل العامل الغريب جند بان أفراده املتميزين و املبدعني يولون االحترام و العناية الالزمة من طرف دوهلم

تعد إهانتها " ثروة قومية " من أجل أن يتفرغوا لبحوثهم واختراعاهتم ، فهم ينظر إليهم هناك باعتبارهم تمع ، هلذا إذا أرادت جمتمعاتنا التقدم واإلزهار فما عليها سوى إعادة االعتبار مساسا بكرامة الدولة وا

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

182

لكل الطاقات البشرية املتميزة اليت هي حبوزهتا واالستفادة منها حبيث أن هذه العملية أصبحت تسمى اليوم

يها سليما على حد قول ولن حيدث هذا إال إذا وجهت توج"باستثمار املوارد والطاقات البشرية اخلالقة " الذي يعتقد بأن هذه العملية ضرورة ملحة وذا - رمحه اهللا -" مالك بن نيب " مفكرنا العالمة األستاذ

التوجيه هو جتنب هذا اإلسراف يف اجلهد ويف الوقت، فهناك ماليني السواعد العاملة : " ... فهو يرى بأن ة ألن تستخدم يف كل وقت،واملهم هو أن ندير هذا اجلهاز والعقول املفكرة يف البالد اإلسالمية ، صاحل

اهلائل املكون من ماليني السواعد والعقول يف أحسن ظروفها الزمانية واإلنتاجية املناسبة لكل عضو من ، ونشري هنا أن أحد األشخاص املعوقني الذي إلتقيناهم مؤخرا أكد لنا بان هذه الشرحية 1..." أعضائه

إخل ، حبيث توجد حبوزهتم أعمال ... اليت هلا مواهب كالرسامني واملمثلني احلرفيني ، األدباء تعج بالطاقاتقيمة إال أا مل جتد طريقها إىل النور نتيجة لنقص اإلمكانيات وقلة التوجيه باإلضافة للحواجز النفسية

ض ختيالت ألناس والتردد بسبب اخلوف من سخرية اآلخرين باعتبار أن أفكارهم ومشاريعهم هي حمحاملني فقط كما اخربنا أحدهم بأنه لديه مقدرة كبرية على التحليل املدقق لألحداث السياسية اليت تعرفها بلدان العامل ، فهو لذلك يود االنضمام حلزب سياسي أو العمل يف دائرة األحزاب السياسية املوجودة يف

شخص طموح وهو من املعوقني ابلغنا انه يود حتقيق أمنيته وسائل اإلعالم بشىت أنواعه ، كما التقينا أيضا بالوحيدة يف احلياة وأن يصبح ممثال معروفا كما أن صديقه الذي كان يرافقه يود أن ينجح هو اآلخر يف املستقبل يف جمال هندسة اإلعالم اآليل ، و نشري يف اية األمر على أن حسن التخطيط وتوافر النيات

على التعاون اجلاد سيمكن هذه اجلمعيات إذا تضامنت مع بعضها البعض أن حتقق احلسنة باإلضافة .جناحات باهرة يف هذا اال وأن تكون مدرسة حقيقية الكتشاف طاقات املوهوبني من املعوقني

84 ، ص 2000 ، 5، دار الفكر املعاصر ، دمشق ، سورية ، طشروط النهضة مالك ؛ بن نيب ، -1

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

183

يبني رأي املعوقني املبحوثني يف مدى قيام مجعياهتم بواجباهتا جتاههم على ) : 27( اجلـدول رقـم

.ن وجـهأحسـ

النسبة املئويـة التكـرار اإلجابـة % 64 46 قامت بواجباهتــا % 36 26 مل تقم بواجباهتــا

% 100 72 امــوع

بأنه اشتمل على نسبتان متمايزتان ، حبيث أن إحدامها قد ) 27(يظهر من خالل اجلدول رقم

جتاه األشخاص معيات قامت بواجباهتا وهي تعرب إجاباهتا اموعة اليت ترى بان هذه اجل%64بلغت املعوقني بشكل مقبول بينما ترى اموعة الثانية بأنه على العكس من ذلك فإا مل تقم مبا عليها ، وأن

.أدائها يف هذا اال يبقى ضعفيا جدا يدة لقيام وبعد تأملنا هلذه النتائج واستفسارنا عن مربرات هذه االختيارات وجدنا بأن اموعة املؤ

هده األخرية بواجباهتا على ما يرام حبيث أبدى لنا أصحاب هذا الرأي بأا مل تدخر أي جهد يف سبيل حتسني صورهتا اجتماعيا وتبين قضايا املعوقني امللحة كما أن الربامج اليت أعدهتا و النشاطات اليت قامت ا

الواجبات اليت حققتها هذه األخرية بينما ترى واليت ما زالت قيد الدراسة واإلجناز هي أكرب دليل علىاموعة األخرى بأا مل تلمس أي دالئل على صحة أقوال اموعة اليت وافقت على هذه املسالة وان هذه القضية جيب معاجلتها بكل نزاهة وشفافية ، ولن يتم ذلك إال عندما نقيم األشياء على حقيقتها

كما . قيمية غري دقيقة بعيد عن الدالئل امليدانية الثابتة واحلجج الدامغة وبدون تعاطف أو إصدار أحكاماأننا كعادتنا قمنا بطرح هذه املسالة على رؤساء اجلمعيات الثالث من أجل معرفة إجاباهتم حول هذا الطرح ورد فعلهم على هذه النتائج اليت حتصلنا عليها حينما طرحنا هذا السؤال حبيث أم أبدوا

ام ألجوبة اموعة اليت كادت أن تنفي قيام هذه اجلمعيات بواجباهتا جتاه منخرطيها بصفة خاصة استغر من جهة توشرحية املعوقني احملليني بصفة عامة ، حبيث أكدوا لنا بأنه كان األحرى م ذكر اإلجيابيا

والظروف اليت تعرفها هذه والسلبيات من جهة ثانية واملوازنة بينهما وتقييم كل ذلك بالنظر لإلمكانياتاألخرية واليت ال ختفى على أحد أما فيما خيص رأيهم يف اموعة اليت أقرت بأن مجعياهتا قامت بواجباهتا

بشكل تام ، فإم أعربوا لنا عن سرورهم عن إجابات هذه اموعة غري أم أحلوا على اعتبار ما قاموا

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

184

لوا كل ما يف وسعهم من أجل التكفل باملطالب اليت يقدرون على إال أم عم%100به مل يكن بنسبة

حتقيقها لصاحل األشخاص املعوقني لكن يف حدود اإلمكانيات املوجودة ، حبيث يؤكدون بأن مسألة التضحية من أجل إجناح كل ما له صلة برعاية هذه الشرحية هو أمر مفروغ منه رغم االنتقادات اليت توجه

أو بعض األطراف من هنا وهناك ألشخاص املعوقني أو أسرهم على حد سواء ، هلم من طرف بعض اإخل ، فهؤالء جيهلون الكثري من املعطيات امليدانية حول سريورة هذه اجلمعيات والظروف اليت متر ا ...

هي اليت متنحهم وذويهمغري أن التشجيع الذي يالقونه من طرف عناصر أخرى من األشخاص املعوقني بل وتزودهم بالدفع الالزم ملواصلة الطريق وحتمل مسؤولياهتم على أكمل وجه ألن عددا مقة بأنفسهالث

كبريا من رؤساء هذه اجلمعيات قد استقالوا أو انسحبوا ومنهم من ترك العمل يف احلركة اجلمعوية بسبب والناقمني أو املتطفلني االنتقادات الغري بناءة واألحكام اجلائرة اليت يصدرها بعض األشخاص املشوشني

والفضوليني الذين ال هم هلم سوى تتبع عوراهتم والتشهري ا أمام املأل دون رادع أخالقي أو ديين يزجرهم عن مثل هذه التصرفات اليت خترج من إطار القيم احلضارية املدنية اليت يتعامل ا كثري من

ا أن نستنتج بأن هناك أراءا متباينة حول مسألة قيام مما سبق ميكنن. يف دول العامل ءالشرفاء والرت هامجعيات املعوقني بواجباهتا على أكمل وجه حبيث جند الرافضون واملؤيدون يف أن واحد وكال اموعتان هلا حججها وأدلتها كما نشري بأن رؤساء هذه اجلمعيات سعوا لوضعنا يف الصورة احلقيقة هلذه القضية

قول بأن كل شخص عاقل ال ميكنه إصدار أحكاما مسبقة حىت جتتمع لديه معطيات ويف األخري ميكننا الشاملة وأدلة متنوعة عن القضية اليت يريد إصدار حكما بشأا لدى فإن معرفة واقع اإلجنازات اليت قامت

اليت ا هذه األخرية لصاحل األشخاص املعوقني حىت وإن كانت قليلة ال تذكر ويف ظل الظروف العسرية تعرفها مجعيات ومنظمات اتمع املدين بصفة عامة ومجعيات املعوقني بصفة خاصة ، يدفعنا لإلشادة مبا

إخل الذي يعم جمتمعنا ، كما أن نقص اإلمكانيات ... تقوم به رغم مناخ القحط السياسي واالجتماعي أيضا هلذا فإن فتح باب احلوار من أجل حتقيق املطالب امللحة ألعضائها ولآلخرين هو سبب وجيهةالالزم

والنقاش مع مجيع من يهمهم هذا الشأن حبيث بات أمرا ملحا للغاية هلذا فإننا نرى بأن على اجلميع أن يسعوا لترسيخ ثقافة احلوار فيما بينهم وبني اآلخرين فال عجب إذا ما علمنا بأن الدول الصناعية الكربى

بنظرية االختيار "قتصادي واليت جند على رأسها نظرية تدعىقد استفادت من أحدث نظريات التقدم االذو األصول اهلندية حبيث أنه نال بسببها جائزة نوبل يف " أمارتيا سن " - للربوفيسور–" االجتماعي

، فهو يرى بأن فتح اال للنقاش احلر لكافة املواطنني سيدفعهم للتحاور وإقناع 1998االقتصاد سنة ذا ستحل كل املشاكل بعضهم البعض و ، تمع حمل خالفا ا ذا ال تصبح االختيارات اليت يقوم

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

185

العالقة بني األطراف بالطرق السلمية والودية حبيث ستنعكس على األداء االجتماعي واالقتصادي

علميا للمجتمع الذي يسمح ملثل هذه التقاليد باالزدهار وهو ما حيدث حقا يف الدول الدميقراطية املتقدمة،كما نضيف لكل ما سبق بأن هذه اجلمعيات عليها إعداد برامج مدروسة وفق 1اقتصاديا واجتماعيا

مقاييس علمية بغية إرضاء األشخاص املعوقني والقيام بواجباهتا جتاههم ولن يتم هلا ذلك إال إذا أعدهتا :وفقا للشروط التالية

.هف طبيعة رغباته وميوال تالدراسة العلمية لشخصية كل معوق على حدى لكش .1 التخطيط املستمر الستيعاب كل هذه احلاالت بإرضاء أصحاا وفق اإلمكانيات .2

.املوجودة برجمة اخلدمات املوجهة لإلرشاد والرعاية اليت هتدف إىل تدريب املعوق وتأهيله على .3

.ا يريد خدمة نفسه بنفسه لكي حيقق أماله وذلك باالستعانة ذه اجلمعيات لتحقيق م االجتماعية تختصيص برامج ترفيهية تساعد هؤالء األشخاص النضواء ضمن اجلماعا .4

.املختلفة . أن تقوم مبد يد العون هلؤالء وأن تكون ملجأ هلم يف احلاالت الطارئة واملستعصية .5 .أن تعمل كحلقة وصل بني الدولة واألسرة للتكفل بإنشغاالهتم على أحسن ما يرام .6 .م أنشطة متنوعة تكون ميدانا إلكتشاف مواهبهم أن توجد هل .7 .كذا ترقية عملية االتصال والتواصل معهم يف كل صغرية وكبرية .8تأهيل احمليط بشكل عام واألسرة بشكل خاص لقبول أي فرد من األشخاص املعوقني .9

بإدماجه وعدم هتميش دوره ليشعر بالتوازن النفسي واالجتماعي الذي حيتاجهما . 2باستمرار

، الـد 3، العدد جملة التمويل والتنمية ، " ى جائزة نوبل يف االقتصاد احلاصل عل " لقاء لورا واالس مع أمارتيا سن –احلرية صنو التقدم " لورا ؛ واالس -1

.7-4 ، ص ص 2004 ، منشورات صندوق النقد الدويل ، ترمجة مركز األهرام للترمجة والنشر ، القاهرة ، مصر ، سبتمرب 41 .36-35 ، مرجع سابق جليل ؛ وديع شكور ، - 2

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

186

.يبني درجة رضا املعوقني املبحوثني عن نوعية اخلدمات اليت تقوم ا مجعياهتم ) : 28(اجلدول رقم

النسبـة التكـــرار اإلجابـــة املئويــة

%45.8 33 راضــــون

% 36.1 26 راضون نوعا مـا

%18.1 13 غري راضـــون

%100 72 امــوع

بأنه يشمل على ثالث نسب خمتلفة ، حبيث أن إحداها متثلت ) 28(م يظهر من خالل اجلدول رق

وهي ترمز إلجابات جمموعة املبحوثني الذين اقروا بأم راضون عن نوعية اخلدمات اليت % 45.8يف نوعا من " وهي متثل جمموعة ثانية أبدت %36.1، بينما جند ما نسبته قامت ا مجعياهتم لصاحل

موعة ثالثة عربت عن عدم رضاها إطالقا عما تقوم به مجعياهتا يف هذا اال ، ،كما أن هناك جم"الرضا .%18.1وقد متثلت إجابتها فيما نسبتها

وعندما استطلعنا آراء اموعات الثالث أبدت لنا اموعة األوىل اليت قالت بأا راضية عن نوعية مات اإلعالمية ، واالجتماعية ، الثقافية ، الرياضية ، اخلدمات اليت تقوم ا هذه األخرية واملتمثلة يف اخلد

ا هي جتميع وتوحيد صفوف عدد البأس به ةإخل ، بينما تبقى أفضل خدمة ميكن اإلشاد... التحسيسية من األشخاص املعوقني داخل مجعيات عصرية كهذه فهي مبثابة عائالت كبرية هلؤالء األفراد بعد أسرهم

كالية التفرق وعدم الوحدة هي السبب الرئيسي يف ضياع حقوق هذه الشرحية أما احلقيقية حبيث أن إشفقد بينت لنا بأن هناك أمورا وخدمات قد نالت إعجاا بينما اموعة الثانية اليت أبدت نوعا من الرضا

اخلدمات هناك أمور أخرى فلم تنل رضاها بعد ، أما اموعة الثالثة اليت أبدت عدم رضاها عن مثل هذهفقد أرجعت سبب ذلك ألا غري فعالة وتبقى بعيدة عن الرغبات احلقيقة لألشخاص املعوقني كما أا غري

وعندما طرحنا هذه املسالة على رؤساء اجلمعيات املدروسة كعادتنا عربوا لنا عن سعادهتم على . مؤثرة من الرضا حبيث أنه سيظهر فرق شاسع مضمون هذه النتائج باعتبار أن جمموعتني أبدتا رضا تاما ونوعا

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

187

بني هاتان النسبتان وبني نسبة اموعة الغري راضية عن هذه اخلدمات ، كما أم قالوا لنا بأن هدفهم حبيث أننا أنشأنا هذه " إرضاء األشخاص املعوقني هو هدفنا " الرئيسي إمنا ينبع من شعار معروف وهو

، كما أم أكدوا لنا بأم قدموا تضحيات كبرية من أجل اإلبقاء اجلمعيات أصال باملعوقني وللمعوقنيعليها يف حالة نشاط وحيوية أوال مث إشراك املنخرطني واملتعاطفني ثانيا من أجل إجياد برامج ومشاريع كفيلة بتقدمي اجلديد وكل ما يدخل السعادة والبهجة يف نفوسهم ثانيا ، غري أنه ولألسف الشديد وكما

ال ميكن إرضاء كل األذواق وحتقيق كل األهداف املسطرة فهي حتتاج إىل وقت مثابرة وجدية يف آن يقال واحد ودعم مادي ومعنوي كبري ، إال أن ما قدمته مجعياتنا كان متنوعا وحنن نسعى إلحداث تغيريات

إىل أنه ميلك عدة جذرية على هذه الربامج غري أن الظروف غري مالئمة ، فمثال يشري رئيس مجعية متليليمقترحات لصاحل هذه الشرحية املتمثلة يف التركيز على اخلدمات اليت تكون هلا عالقة باحلياة اليومية

خدمات اإلرشاد النفسي واليت لن يكتب هلا النجاح إال باالستعانة مبؤسسة إذاعة : للشخص املعوق مثل لية فهي قادرة على التعاون معنا وذلك بتسخري غرداية اليت نالت شهرة كبرية يف األوساط الشعبية احمل

خمتص نفساين عرب أحد براجمها بغية إرشاد األشخاص املعوقني ولإلجابة على تساؤالهتم واستفساراهتم نسعى إلنشاء حديقة للترته والراحة تكون خمصصة لألشخاص املعوقني فقط وحتديدا لكبار : ويضيف قائال

كاك ببعضهم البعض ولتوطيد عالقات احملبة والصداقة فيما بينهم حبيث السن منهم لتشجيعهم على االحتتكون هذه احلديقة ملحقة مبكتبة للمطالعة وقاعة انترنيت شريطة أن تقدم خدماهتا هلذه الشرحية بأسعار

رمزية جدا ، كما نرجوا تأسيس ورشة خياطة لإلناث وورشة أخرى خاصة بالصناعات التقليدية للذكور إن رئيسي مجعييت العطف وبين يسقن كانت آماهلم قريبة جدا من آمال رئيس مجعية متليلي فهم كذلك ف

يؤكدون بأن أيديهم ممدودة لكل األشخاص الذين لديهم أفكارا وخمططات لتحسني أداء اخلدمات اليت ري ميكننا ويف األخ. تقدمها هذه اجلمعيات لصاحل األشخاص املعوقني أو إشراك جهات أخرى للتكفل ا

أن نقف عند بعض االستنتاجات والعناصر اليت جيب تناوهلا بشيء من التحليل من أجل تقييم اخلدمات اليت تقوم ا مجعيات املعوقني دف تشخيص فعالياهتا وآثارها امليدانية باإلضافة إىل رد فعل األشخاص املعوقني

جمموعة االلتزامات جتاه شخص أو : " ... دمة جنده يعين عليها ، كما أننا إذا تأملنا املعىن العام ملصطلح اخل، أما فيما خيص حتديد معىن اخلدمة االجتماعية للمعوقني 1... " جمموعة وهو يعرب عن فعل تقدمي منفعة

إن اخلدمة االجتماعية لعامل املعوقني : " ... الذي يقول " TURNER"فإننا سنكتفي يف ذلك بتعريف كييف املعوق مع واقعه االجتماعي الستثمار قدراته الباقية الستعادة أدائه لوظائفه هي عملية إعادة ت

1 - L’éditeur , Op-cite , p 392 .

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

188

، ومن مث نشري إىل أن هذه اجلمعيات عليها أن تسعى جادة لتقدمي خدمات شاملة 1... " االجتماعية ة احلديثة ومتنوعة لصاحل األشخاص املعوقني حبيث لن تتمكن من إرضائهم إال إذا استعانت بالوسائل العلمي

للتعرف عن كثب على نوعية اخلدمات اليت يريدون أن تقوم مجعياهتم بإجنازها هلم ، فقد تستعني هذه حلد كبري ، إال أن " االستمارة "اليت تشبه أداة " سرب اآلراء " األخرية على سبيل املثال بإستعمال أداة

جند ا عددا قليال جدا كما أن عليها أن األوىل أكثر عددا من ناحية األسئلة على عكس الثانية اليت تتحالف فيما بينها وذلك بتسخري مجيع الطاقات البشرية واملادية الالزمة إلجناز هذه املهمة الصعبة والنبيلة يف آن واحد كما ميكن هلذه اجلمعيات أن تطلب يد املساعدة من املنظمات العاملية العاملة يف هذا امليدان

، *نه توجد يف اجلزائر العاصمة منظمة غري حكومية تعىن برعاية األشخاص املعوقني خاصة إذا علمنا بأكما ميكن هلذه األخرية القيام بتعاون وثيق مع وزارة التعليم العايل والبحث العلمي من أجل إقامة شراكة

املوجود " ية اخلدمة االجتماع" حقيقية يف هذا اال ونقصد هنا بالذات التعاون بشكل وثيق مع قسم وذا سنشهد إصدار حبوث خاصة بعامل اإلعاقة " باملسيلة" حممد بوضياف "كتخصص ضمن جامعة

واملعوقني كما سيثمر هذا التعاون مبنافع لصاحل كال الطرفني وميكننا يف األخري أن حندد خصائص مهنة : اخلدمة االجتماعية كما يلي

أو مجاعة ومساعدهتم على لعب دورهم هي عبارة عن جهود وخدمات تبذل حنو فرد -1 .االجتماعي على أحسن وجه

.كما أن حتقيق هذه األدوار يؤدي بأصحاا بتكيفهم وتوافقهم مع بيئتهم االجتماعية -2متلك اخلدمة االجتماعية وسائل متكنها من التأثري يف كل من الفرد ، اجلماعة ، البيئة -3

.نهم االجتماعية لتحقيق أفضل موائمة ممكنة بي .إن طبيعة هذه الوسائل ونوعية هذا التكيف البد أن يتفق مع القيم االجتماعية السائدة -4ال تعترف اخلدمة االجتماعية كتخصص بالوقوف موقفا سلبيا أمام املشكالت القائمة يف -5

.اتمع بل تسعى لعالجها ومواجهتها بأسلوب إنساين الجتماعية إال أا ذات أهداف وقائية رغم الطابع العالجي الذي تعرف به اخلدمة ا -6

. 2وتنموية

.243 ، ص مرجع سابق ؛ حممود حسن صاحل ، ي عبد احمل– 1

وهي عبارة عن منظمة غري حكومية مقرها األصلي بفرنسا وقد مسحـت هلـا الـسلطات Handicapes International هذه املنظمة تدعى - * .اجلزائرية بان تفتتح فرعا هلا ببالدنا وهي تعىن بشؤون األشخاص املعوقني عرب العامل

.37-36 ، ص ص مرجع سابق ؛ حممود حسن صاحل ، ي عبد احمل– 2

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

189

املمارسات الدميقراطية وأثرها على هذه اجلمعيات من منظور األشخاص املعوقني : املبحث الثاين

.يبني رأي املعوقني املبحوثني يف مدى وجـود مناخ دميقراطي داخل مجعياهتـم) : 29(اجلـدول رقـم

النسبـة املئويــة التكــرار اإلجابــة

% 75 54 يوجــد

% 25 18 ال يوجـد

% 100 72 امــوع

بأنه يشتمل على نتيجتني خمتلفتني حبيث متثل النتيجة األوىل ) 29(يظهر لنا من خالل اجلدول رقم اطي وهي تعرب عن إجابات جمموعة املبحوثني الذين يعتقدون بأنه يتواجد فعال مناخ دميقر% 75 هما نسبت

بأنه على العكس من % 25حقيقي داخل مجعياهتم بينما ترى اموعة الثانية اليت كانت نسبة إجاباهتا . ذلك متاما حبيث ال يوجد شيء من هذا القبيل داخل هذه اجلمعيات إطالقا

وعندما استطلعنا رأي اموعة األوىل أبدت لنا بأن هذه اجلمعيات ا مناخ دميقراطي وشفاف دو ذلك من خالل املعامالت واإلجراءات اليت يقوم ا القائمني عليها مع بقية األعضاء املنخرطني حبيث ويب

أن هناك شفافية فيما خيص تسيري األمور املالية ، اجللسات ، املناقشات ، حرية االختيار وفق مبدأ االقتراع من هذا أصال فال دميقراطية وال نزاهة وال شيءدإخل ، بينما ترى اموعة الثانية بأنه ال يوج... السري

احترام للرأي والرأي اآلخر باإلضافة لوجود حتركات مشبوهة وعالقات غري بريئة وأمور خفية ال يعلم أحد وعندما قمنا كعادتنا بطرح هذه املسألة على . مغزاها إال رؤساء هذه اجلمعيات وحاشياهتم اليت حتيط م

ة ، أبلغونا بأن اموعة اليت تعتقد بأنه ال توجد ممارسات دميقراطية داخل مجعياهتا رؤساء اجلمعيات املدروسإخل ، بأا تبالغ كثريا يف أقواهلا وهي حتتاج إىل ... باإلضافة إىل تغييب الرأي والرأي اآلخر وحرية التعبري

لتعرضهم للضغوط النفسية أدلة دامغة لتربير آرائها غري أم ال ينفون ارتكام لبعض األخطاء نتيجةواالجتماعية اليت تواجه أي فرد كان فمسؤولياهتم وواجباهتم خارج نطاق هذه اجلمعيات كتلك اليت تتمثل

إخل ، كما أن بعض التصرفات اخلاطئة ... يف التزاماهتم حنو أسرهم ، وظائفهم ، أنفسهم ، جمتمعهم

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

190

يف أحيان خمتلفة تكون مبثابة الشرارة اليت تدفعهم واملشينة اليت تصدر عن قلة قليلة من بعض األعضاءللغضب ورمبا االنفعال يف وجوههم كما أن إشكالية الفعل ورد الفعل اليت يتسبب فيها اجلميع حبيث تساهم هي األخرى يف تأجيج هذه التصرفات الطائشة وغري املتعمدة كما أم يصرون على أن قضية الدميقراطية

سنني طويلة يف الدول اليت عرف عليها بأا هي مهدها األول واليت تسمى اليوم وممارستها احتاجت لبالدول الدميقراطية ، حبيث أا الزالت ترتكب أخطاءا جسيمة وغري مغتفرة باسم نشر احلرية الدميقراطية و

د دولة عظمى اليت تعترب كركيزة أساسية من ركائز حقوق اإلنسان املعترف ا عامليا وعلى سبيل املثال جنكالواليات املتحدة األمريكية تدعي دفاعها منذ نشأهتا عن قيم الدميقراطية ، حقوق اإلنسان ، العدالة ،

إخل ، تقوم مع حليفاهتا باحتالل دولة العراق املستقلة والعضوة يف هيئة األمم املتحدة ، حبيث ... األقليات األرواح والعتاد ، فقد أعلنت وزارة الدفاع األمريكية أن هذه احلرب كلفتها منذ البداية مثنا باهضا يف

بأن آخر اإلحصائيات تشري إىل أنه منذ بدء العمليات العسكرية يف العراق احملتل إبتداءا من شهر ) البانتغون ( 5.000 جريح منهم 10.000 قتيل و 1.300 تكبدت قواهتا لوحدها فقط زهاء 2003مارس

إذن فإن رؤساء هذه اجلمعيات يصرون على أن قضية التعاون وفق القيم ،1أصيبوا بإعاقات دائمة الدميقراطية املثالية ليست باألمر اهلني لكنهم ال ينفون سعيهم لتحسني أداء مجعياهتم يف هذا اال تدرجييا

لني بأن وفق التقاليد االجتماعية للمجتمع اجلزائري وتبعا لشخصية أفراد جمتمعنا غري أم يستدركون قائجتعلهم ينظرون لإلنسان املعوق بصفته فردا ) حمل الدراسة (القيم واملثل الدينية اإلسالمية املنتشرة يف املنطقة

عاديا كبقية اآلخرين لذا وجب إكرامه والعناية به ومن مت احترام رأيه وشخصيته والعمل على حتقيق رغباته هذه اجلمعيات غري أا مل تتنصل يوما من العمل على حتسني إخل ، فهذا هو املبدأ الذي تسري على جه ...

وضعيتها يف هذا اجلانب بشكل علين ومقصود علما بأن هذه األخرية أغلبها ذات نشأة حديثة وميكن اعتبار خربهتا حمدودة جدا يف هذا اال من أجل التعاطي مع خمتلف األمور امللحة كما أم أكدوا لنا بأم واعون

تاما بضرورة نشر مبادئ املمارسة الدميقراطية وذلك بالتداول السلمي على رئاسة هذه اجلمعيات وعيا باإلضافة لالحتكام إىل الصندوق أثناء إجراء انتخابات جتديد املكاتب حبيث يشترط أن جترى هذه األخرية

كما أن هناك مصداقية يف يف مواعيدها احملددة بكل نزاهة وشفافية كما تتم على مرأى مجيع أعضاء اجلمعيةتصريف أموال هذه اجلمعيات ، حبيث أن رئيس مجعية متليلي للمعوقني يؤكد حسب خربته الشخصية الطويلة ضمن العمل اجلمعوي استخالصه لنتيجة مفادها بأن التعامل وفق مبادئ الدميقراطية املتعارف عليها

جلزائر ويرجع ذلك أساسا إىل الثقافة السائدة عندما وإىل يف الدول املتقدمة يبقى بعيد املنال عندنا هنا يف ا

، العـدد جريدة الفجر اليومية، " آالف جريح يف العراق 10 األمريكيون يعترفون بـ - آالف منهم أصيبوا بإعاقات دائمة5" صحفيو القسم الدويل ، – 1

. 24 ، ص 06/01/2005: ، الصادرة بتاريخ 1289

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

191

شخصية الفرد اجلزائري بالتحديد ، كما أن رؤساء النقابات ، األحزاب ، األندية ، الرياضية ، اجلمعيات

إخل دائما يبقون يف املناصب القيادية للهيئات اليت يشرفون عليها بالرغم من وجود انتخابات للتجديد ... يري إال أا تبقيهم كرؤساء يف مناصبهم القدمية ويعود ذلك أساسا إىل تكرار تزكية ترشحهم بدعوى والتغ

أم أصحاب فكرة إنشاء هذه اهليئات املذكورة سابقا مع بعض األعضاء املؤسسني وهذا ما يعطيهم شرعية إىل جهد كبري من أجل توعية تارخيية حسب نظرهم هلذا فهو يرى بأن نشر ثقافة املمارسة الدميقراطية حتتاج

.أفراد اتمع قاطبة ، كما حتتاج أساسا إىل وقت والحتكاك ودراية شاسعة مبعطيات الواقع االجتماعي ويف األخري ميكننا أن نستنتج بأنه حيتمل أن تكون هناك بعض املمارسات اخلاطئة من بعض رؤساء

بشرية حيث أن هذه التصرفات ال ترضي بعض األعضاء هذه اجلمعيات وبعض أعوام مما تقتضيه الطبيعة الاملنخرطني وهذا ما جيعلهم ساخطني على الفريق املسري وتوجيه االهتامات له غري أن عدم إنصات هؤالء املسريين لتظلمات وانتقادات هؤالء األعضاء سوف تعقد األمور حنو األسوأ وعوض معاجلة هذه املشاكل

ي األوىل بشكل جذري وسريع نراها تترك يف غالب األحيان وهتمل وهذا ما يؤداليت تبدو بسيطة يف الوهلةا إىل أن تتحول إىل نقاط خالف ساخنة ورمبا ستعمل على إشاعة االنقسام والتشتت أو إثارة الفتنة داخل

حلوار هذه اجلمعيات مما يعرضها لاليار الداخلي قبل االيار اخلارجي وعلى كل فإن التشبت بثقافة اكمبدأ حضاري حلل املعضالت هو أمسى طريق يتوجب إتباعه من طرف كل املنخرطني يف العمل اجلمعوي وغريهم ، ذلك ألن اجللوس على طاولة واحدة لتبادل اآلراء ومناقشتها واعتراف اجلميع باألخطاء

اسر كما أن احتكاك والغلطات اليت ارتكبوها يف حق بعضهم بشرط عدم تعاملهم وفق معادلة الرابح واخلرؤساء هذه اجلمعيات بنظرائهم يف مجعيات أخرى ذات طابع آخر حبيث تكون معروفة وبأا أثبتت جدارهتا يف امليدان الذي تنشط به وذا ميكن هلذه األخرية إمداد رؤساء مجعيات املعوقني بتجارا وخرباهتا

م يف الوقت املناسب والبأس إذا استعانوا خبربات وإرشادها للطرق الصحيحة اليت متكنهم من التصرف السليإخل ، فأساس كل هذا اجلهد هو تعلم سبل عالج وحل املشاكل ... املنظمات العربية ، اإلفريقية ، األوربية

بكل عقالنية ومسؤولية ، كما أن انفتاحهم على حميطهم الداخلي املتمثل يف اجلمعية وأعضائها واحمليط بقية شرائح اتمع باإلضافة إىل إقامة دورات للرسكلة واملشاركة يف املؤمترات اخلارجي املتمثل يف

والندوات املتخصصة ستمنح هؤالء الرؤساء دفعا قويا من أجل التجديد و خلق حيوية فعالة يف إطار .مجعياهتم

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

192

.ة جلمعياهتـميبني رأي املعوقني املبحوثني يف مدى ثقتهم بالعناصـر املسري) : 30(اجلـدول رقــم

النسبـة املئويــة التكــرار اإلجابــة % 86 62 لدينا ثقة كبرية ــم % 14 10 ليس لدينا ثقـة ــم

% 100 72 امــوع

بأنه يشتمل على نسبتني خمتلفتني ، حبيث متثل إحدامها ما ) 30(يظهر لنا من خالل اجلدول رقم وعة املبحوثني الذين أبدوا ثقة تامة يف العناصر املسرية جلمعياهتم وهي تعرب عن إجابات جمم% 86نسبته

بينما جند بأن اموعة الثانية على العكس من ذلك فهي تعتقد بأا ليس لديها أدىن ثقة م وقد متثلت .% 14إجاباهتم فيما نسبته

بأن اموعة األوىل ترى وعندما استطلعنا رأي اموعتني دف اإلحاطة ذه املسألة أكثر وجدنا بأن ما يقوم به هؤالء املسريين الذين ميثلون هذه اجلمعيات من رئيس ومساعدين حبيث أم قاموا بإفتكاك

ثقتنا الكاملة ويعود ذلك لسببني رئيسيني يتمثل أحدمها يف حجم ونوعية النشاطات اليت أجنزوها حلد اآلن ملعاملتنا حبيث تركت انطباعا ممتازا يف نفوسنا جتاههم ، بينما ترى واألمر الثاين يتمثل يف الطريقة احلسنة

اموعة الثانية بأن هؤالء املسريين هم حمل شك وريبة بسبب ممارساهتم السلطوية واملشبوهة باإلضافة إىل لرأي إخل ، كما أم ال يتقبلون النقد وإبداء ا... تبذيرهم ألموال هذه اجلمعيات على أنشطة غري نافعة

وعندما طرحنا هذه املسألة على رؤساء هذه اجلمعيات . ومساع نصائح العقالء من أعضاء هذه اجلمعيات عربوا لنا عن أسفهم العميق آلراء اموعة اليت أبدت عدم ثقتها يف هؤالء املسريين غري أم أكدوا لنا بأن

عايري والقيم املتعارف عليها كما أبدوا املعارضة أمر طبيعي يف اتمعات املتحضرة إذا وظفت وفق املسعادهتم عن النتيجة الكبرية واملتمثلة يف رأي اموعة اليت أبدت ثقتها التامة م ، وقد أصر هؤالء الرؤساء على العمل بتفان أكرب من أجل احملافظة على ثقتهم والسعي لكسب ثقة الباقني ، فالثقة حسب رأيهم هي

يف حياتنا ففي غياب الثقة سوف ينفصل الزوج عن زوجته ، والتلميذ عن معلمه، جوهر األشياء املوجودةإخل ، وقد بينوا لنا بأن نوعية الثقة املتبادلة بني املنخرطني األعضاء واملسريين هي ... والعابد عن خالقه

تفكك حبيث أن مفتاح جناح أي مجعية ويف غياب هذا الشرط فإن هذه األخرية سيكون مآهلا الفشل ورمبا ال

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

193

العمل على إرضاء الكثري من املعوقني وتلبية رغباهتم يف حدود اإلمكانيات اليت هي حبوزة هذه اجلمعيات إخل ، كل هذه العوامل ساعدت يف مد جسور الثقة ... والصراحة يف العمل باإلضافة إىل التعاون األخوي

البأس به من األعضاء املنخرطني وجتديد بني هؤالء الرؤساء وأعضاء مجعياهتم كما أن استمرار عدد بطاقات اخنراطهم يف حينها لدليل آخر على وجود هذه الثقة بني اجلانبني كذلك فإن التشجيع الشفهي

أجل بذل مزيد من اجلهود والتضحيات نهلؤالء األعضاء لنا هو الدافع الرئيسي الذي يقف وراء محاسنا م ومهوم أولياء املعوقني زاد أواصر الثقة بيننا تواإلصغاء العميق لإلنشغاالكما أن تقبلنا لالنتقادات البناءة

وبينهم ويضيف هؤالء الرؤساء بأم يولون أمهية كبرية لنيل ثقة اإلناث املعوقات ألن عنصر نشيط وفعال أوقات وهلن تأثريهن البالغ يف استمرارية هذه اجلمعيات حبيث أن كن سندا هلذه األخرية يف كثري من

مسألة خطرية تترتب عليها نتائج حامسة إما باإلجياب أو " الثقة "الشدة ، مما سبق نستنتج بأن مسألة بالسلب ذلك ألا هي اليت تدفع األشخاص للعمل جبد ومثابرة باإلضافة إىل تضحيتهم بأنفسهم وأمواهلم

معيات اليت تعترب مبثابة بيت يأوي إخل من أجل إسعاد وخدمة اآلخرين ويف حالة غياا فإن هذه اجل... هؤالء املعوقني ستنهار يف وقت قصري ال حمالة هلذا فإن هذه األخرية عليها أن تكون مبثابة مدرسة وورشة يف آن واحد للتكفل مبشاغل هذه الفئة ودفعها الكتشاف طاقاهتا وتنميتها بإفتكاك املكانة االجتماعية الالئقة

يكون عامل هدم وتفريق لذا نرى بأن إتباع الشفافية يف تسيري الشؤون املالية ا ونالحظ بأن غياا سوالصراحة يف التعامل وحسن التخاطب مع اآلخرين باإلضافة إىل خلق جو عائلي داخل هذه اجلمعيات وإبداء النصح وكذا تقبل االنتقادات واإلعالء من شأن األشخاص القادرين على دفع هذه اجلمعية لألمام

نصافهم باإلضافة إىل عدم التفرقة بني اجلنسني وذلك بتشجيع العنصر النسوي يف إطار هذه اجلمعيات وإمن أجل إبداء رأيه بكل حرية وشفافية وإفساح الطريق أمام كل اإلناث الطموحات اللوايت أثبنت جدارهتن

املعوقني الشيوخ وإبداء الرعاية لتبوأ مناصب عليا وحساسة داخل هذه األخرية باإلضافة إىل االستعانة خبربة املميزة هلم ، باإلضافة إىل عوامل أخرى لكفيلة بنشر الثقة واألمل بني اجلميع وذا سيزول حاجز اخلوف من عواقب النقد أو إبداء أي اعتراض على األمور املطروحة للنقاش واليت تثري يف بعض األحيان حفيظة

تعبري احلر والرتيه ، باإلضافة إىل دعم الطاقات الشابة من املعوقني يف بعض هؤالء األعضاء وهتيئة األجواء للمجيع ااالت ستجعل من هذه األخرية مثال حيتدى ا كدلك سيعلي هذا املوقف من شأا وجيعلها حمط أنظار وإعجاب اآلخرين ، كما أننا رأينا بأن نذكر بعض االقتراحات والتوصيات الشاملة من أجل احلفاظ

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

194

على مبدأ الثقة بني أعضاء اجلمعية بكل صراحة وحمبة وإخاء فعلى مسريي ومسئويل هذه اجلمعيات القيام

: مبا يلي .احلرص على التكفل بإصدار بطاقات اإلعاقة للمعوقني املهمشني والذين مل حيصلوا عليها بعد -1 . خاصة صغار السن منهم التشديد على أمهية االكتشاف والتربية املبكرة لألشخاص املعوقني-2 .التأكيد على تعاون هذه اجلمعيات مع بعضها البعض ومع اهليئات العاملة يف حقل اإلعاقة واملعوقني-3التنبيه لضرورة إشراك القطاع اخلاص يف دعم ومساندة الكوادر والطاقات البشرية العاملة ضمن هذه -4

.اجلمعيات .كومية لتبادل املنافع واخلربات ضرورة التنسيق مع املنظمات غري احل-5 . إخل ... وجوب التعاون الوثيق بني هذه اجلمعيات واألخصائيني االجتماعيني ، النفسانيني -6تشكيل جلان متابعة من قبل هذه اجلمعيات لضمان اندماج األفراد املعوقني اجتماعيا ومهنيا وذلك -7

.1ت العمومية هلا باالستعانة بالدعم الذي تقدمه السلطا ويف األخري نشري إىل أمهية التركيز على تبين القيم الدينية واألخالقية وتوظيفها مبا يتماشى مع مصاحل املعوقني و باعتبار أن جل أزمات الدول النامية هي يف األصل نابعة من تصدعات و احنرافات أخالقية حمضة

إخل ، هلذا فإن حماربة املمارسات ... سية ، واالقتصادية حبيث انعكست على أوضاعها االجتماعية ، السياالفاسدة كحب الظهور ، الديكتاتورية ، التعنت ، احملاباة ، الفساد واالختالس ، توظيف املال العام

إخل ، فكل هذه املظاهر السلبية تشكل احنرافات خطرية يتوجب حماربتها والتصدي هلا ... لألغراض اخلاصة إخل ، وذا سنحافظ على كرامة ... ني ، علماء الدين ، األشخاص املعوقني ، السلطات من طرف الدارس

. هذه اجلمعيات واتمع يف آن واحد

.56-55 ، ص ص مرجع سابقع شكور ، جليل ؛ ودي– 1

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

195

.ملشاركة يف نشاطات مجعياهتم ثهم على ارضا األشخاص املعوقني وعالقته حب دور :املبحث الثالث

.ني املبحوثـني يف النشاطات املربجمة من طرف مجعياهتميبني مدى مسامهة املعوق) : 31(اجلـدول رقـم

النسبـة املئويــة التكــرار اإلجابــة

% 52.8 38 يسامهــون % 47.2 34 ال يسامهـون

% 100 72 امــوعبأنه يشتمل على نسبتني خمتلفتني، حبيث أن إحدامها متثل ) 31(يظهر من خالل هذا اجلدول رقم وهي تعرب عن إجابات جمموعة املبحوثني الذين أكدوا مسامهتهم املنتظمة يف النشاطات اليت تقوم % 52.8

47.2ا أو تربجمها مجعياهتم بينما جند أن هناك جمموعة أخرى من املبحوثني واملقدرة نسبة إجاباهتم بـ . أقرت بعدم مشاركتها يف هذه النشاطات إال نادرا %

هذه النتائج سعينا للتعرف أكثر على مربرات كال الطرفني ، حبيث أبدت لنا وبعد متحيصنا ملغزى إخل ...اموعة األوىل التزامها باحلضور لالجتماعات ، الندوات ، احلفالت ، إحياء األعياد الوطنية والدولية

إليها إعداد مثل باإلضافة إىل االشتراك الرمسي يف اإلعداد هلذه الربامج والنشاطات مع اللجان اليت يوكلهكذا حتضري وتنظيم ، بينما جند اموعة الثانية اليت ال تساهم يف املشاركة يف النشاطات املربجمة من طرف مجعياهتم بسبب عدم توفر وسائل النقل باإلضافة إلنشغاالهتم الشخصية كما يضاف إىل ذلك هترم

النشاطات ال تأيت يف أغلب األحيان بأشياء جديدة املتواصل عن احلضور ألم يرون بأن هذه االجتماعات وويف ردهم على هذه املسألة أكد لنا رؤساء اجلمعيات املدروسة بأنه حسب خربهتم املتواضعة فإنه تبني هلم بأن القلة القليلة فقط من املنخرطني تتواجد عندهم رغبة صادقة وإرادة قوية للتطوع واالخنراط يف العمل

حسب علمهم فإن هذا هو الوضع الشائع يف جل اجلمعيات املتواجدة على الساحة اجلمعوي كما أنه أشخاص على األكثر 05الوطنية فاملعروف بأن ديناميكية هذه اجلمعيات إمنا ترجع غالبا حلركة ونشاطات

طوعي ويعود هذا ألن املبادئ األساسية ملنظمات ومجعيات اتمع املدين بصفة عامة تدعو إىل العمل التاخلريي بدون مقابل كذلك بدون السعي لكسب الربح واملنفعة اخلاصة ، كما يتطلب هذا العمل التضحية باجلهد واملال وأن يسعى كل شخص منخرط ضمن هذه اجلمعيات يف الشروع لتقدمي اخلدمات اانية

جلادون الذين يسهرون لألوساط الشعبية اليت تكون ضمن دائرة اختصاص مجعيته وذا جند بأن النشطاء ا

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

196

للعمل على ارتقاء مجعياهتم وحتسني أدائها يعدون على األصابع يف مجيع بقاع الوطن كما ذكرنا سابقا وفيما خيص وضعية األشخاص املعوقني يف حد ذاهتم جندهم يعانون من مظاهر الفقر ، العجز ، نقص وسائل

ي ، نقص التشجيع األسري ، االنشغال باملشاكل النقل ، قلة الدوافع واحملفزات من داخل الوسط اجلمعوإخل ، فكل هذه املشاكل برمتها ستدفعهم باستمرار للتخلي التدرجيي عن التزاماهتم ... واملتطلبات األسرية

جتاه مجعياهتم كما أن سوء استغالل الوقت عند الفرد اجلزائري بصفة عامة باإلضافة إىل تغري القيم واملوازين ليت كانت مفخرة ألجدادنا واملستمدة من ثقافتنا الشعبية ومن األعراف والتقاليد العريقة تمعنا االجتماعية ا

جندها ولألسف الشديد قد تأثرت وتضعضعت نتيجة للتغري االجتماعي ، السياسي ، واالقتصادي الذي ل التعاوين واستبداله عرفه اتمع اجلزائري حبيث أننا نعرف شيئا فشيئا التخلي عن روح اجلماعة والعم

مبمارسات الفردانية النفعية وهكذا أصبح من النادر جدا اليوم أن نسمع مبجموعة من األفراد قامت بعمل مثال وهو عمل تضامين معروف يفرض على اجلميع التعاون " التويزة "تطوعي مجاعي على شاكلة نظام

دينة اليت يقام فيها مثل هذا العمل ، كما جند أيضا والتآزر لتحقيق مصاحل وخدمات عامة لصاحل القرية أو املبأن هناك عوامل ناجتة عن القهر و التغري االجتماعي و الدي اكتسحت مظاهره مجيع الطبقات االجتماعية

إخل بينما نرى بأن ... الفقرية كلية حبيث أنتجتا أمناطا جديدة يف نوعية األكل ، اللباس ، االنتماء ، والتدين إخل ... عرفه جمتمعنا يتمثل يف استبداله ملفاهيم ومبادئ التسامح ، التعاون ، التآزر ، والتآخي أخطر تغري

عنف : مبفاهيم التهميش ، اإلقصاء ، اجلهوية ، وتشعب آفة العنف اليت ظهرت منها أشكاال كثرية مثل ، 1 إخل... الدولة الضواحي ، العنف ضد املرأة ، عنف الشباب املهمشني، العنف املوجه ضد مؤسسات

وكل هذا يرجع إىل فشل السياسات االقتصادية ، الثقافية ، االجتماعية والسياسية اليت طبقت منذ االستقالل إىل يومنا هذا حبيث أا هي اليت ولدت لدى الفرد اجلزائري عقد اخلوف من املستقبل ، القلق ،

إخل ، لذا جند بأن هذه العوامل تركت آثارها ... رفض القيم االجتماعية ، العدوانية ، التواكل والكسلإخل ، وهلذا نعتقد بأن هناك ... السيئة على نفسيات األفراد وحلت حمل حب الوطن ، التضحية ، التطوع

عدد قليل فقط من األشخاص الذين يتمتعون بثقافة موسوعية عن فوائد االخنراط يف العمل اجلمعوي املتمثل لتضامين وتقدمي يد العون للمحتاجني ، كما أن عالقة الترقب واحلذر ونقص الثقة اليت يف العمل التطوعي وا

تتعامل ا الدولة يف مواجهة توسع شبكة تنظيمات اتمع املدين اجلزائري وختوفها من إمكانية إفالته عن

1 – Claudine ; CHAULET , « Une violence à part » , Revue INSANIAT , n° 10 , vol IV-1 , Janvier –Avril 2000 , Publications du Centre de Recherche en Anthropologie Sociale et Culturelle , Oran , Algérie , p 08 .

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

197

بدون أي قيود تذكر ، قد قبضتها ورقابتها حبيث الزالت ترى فيه منافسا عنيدا ، فتركه ينشط حبرية كبرية و

تتسبب يف إمكانية حتوليه إىل مارد حقيقي سيقوم بقلب األوضاع رأسا على عقب مثلما حدث بالفعل يف دول أوربا الشرقية اليت قامت فيها منظمات اتمع املدين بإحداث تغيريات جذرية يف األنظمة السياسية

ولية إىل أنظمة دميقراطية ليربالية شبيهة بأنظمة العامل احلاكمة هناك حبيث عملت على حتويلها من أنظمة مشالغريب املتقدم يضاف إىل كل هذا اعتبار حالة الشك هذه واليت انتابت احلكومات واألنظمة العربية ومنها احلكومة اجلزائرية بشكل المربر له راجعة العتقادها بأن تنظيمات اتمع املدين هي تنظيمات تأسست

ق العوملة كما أا مفروضة من طرف مؤسسات التمويل الدولية الرأمسالية التابعة للنظام الغريب حديثا يف سيا ، وذا فإن هذه املنظمات أصبحت رهينة للنظرة اليت تراها ا السلطات احلاكمة اليت ال ترغب 1األمربيايل

سبق ميكننا القول بأن مسامهة األعضاء يف التنازل عن مواقعها احلساسة يف اخلريطة اجليوسياسية اجلزائرية ممااملنخرطني يف أي مجعية كانت هي مبثابة الذخرية احلقيقية لبقاء هذه األخرية قائمة وذات فعالية كي تؤدي مهامها وواجباهتا على أحسن وجه فهذه اجلمعيات هي مبثابة مؤسسات أوىل للتنشئة االجتماعية الصحيحة

لفكرة اإلميان مببادئ الصدق واإلخالص من معان سامية فهذه الدول اليت لألفراد وال خيفى على أحد ما تقدمت مل تصل إىل ما وصلت إليه اليوم من تقدم وازدهار لوال حرص حكوماهتا وشعوا على القيام بأعماهلا كل حسب ختصصه بكل جدية وإتقان ومصداقية ، إذن من هنا يربز دور هذه اجلمعيات يف إجياد

فيل لتقريب املنخرطني من بعضهم البعض من جهة ومن مسرييهم من جهة أخرى وكذا التحامهم املناخ الكمجيعا من أجل تنفيذ الربامج اليت رمسوها إىل حقائق واقعية ملموسة ، ولن يتأتى ملسئويل ومسريي هذه

صغرية وكبرية اجلمعيات القيام بذلك إال إذا قاموا باإلعالء من شأن أفرادها وسعوا ملشاورهتم يف كل وتقبلوا االنتقادات املوجهة هلم بصدر رحب ، كما يتوجب عليهم التحلي مببادئ الصرب ، احللم ، واألناة

إخل ، كذلك فإن توزيع املهام على هؤالء املنخرطني وحماسبتهم على إجنازها وحتمل مسؤولياهتم بكل ... لذين يتنصلون عن مهامهم املوكلة هلم يف إطار تطبيق أمانة كما أن عليهم أيضا أن يعاقبوا أولئك املنخرطني ا

القوانني الداخلية هلذه اجلمعيات باستصدار قرارات وعقوبات صارمة ضد هؤالء األشخاص إذا دعت الضرورة لذلك ، وهذه اإلجراءات هي كفيلة برد االعتبار للنظام واالنضباط داخل هذه اجلمعية والعمل

إىل تعامل املسريين مع هؤالء املنخرطني انطالقا من قيم ومبادئ العدل ، على استرجاع هيبتها باإلضافة .إخل وفق املمارسة الدميقراطية احلقة من أجل إشاعة روح التعاون واإلخاء بني اجلميع ... الشفافية ، الرتاهة

.40 ، ص مرجع سابق حممد ؛ مورو ، – ؛ شكر رالغفا عبد – 1

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

198

ف مجعياهتم يبني مدى مسامهة املعوقني املبحوثني يف النشاطات املربجمة من طر) : 32(اجلـدول رقـم

حسب اجلنـس

اجلنــس

اإلجابــة

امــوع أنثـــى ذكـــر

50 يساهــم%

24

58.3 %

14

52.8 %

38 ال يساهـ

م

50 %

24

41.7 %

10

47.2 %

34

100 امــوع%

48

100 %

24

100 %

72

% 52.8بأن أكرب نسبة ظهرت يف جماميعه هي تلك اليت متثل ) 32(يظهر من خالل اجلدول رقم وهي ترمز إلجابات فئة اإلناث % 58.3حبيث أن هذا اموع اشتمل على أكرب نسبة واملقدرة بـ

اليت تقوم ا مجعياهتن بشكل منتظم كما أن هذه النسبة كانت اللوايت أقررن بأن يسامهن يف النشاطات وهي متثل إجابات فئة الذكور الذين اعترفوا هم أيضا باملسامهة يف هذه النشاطات ، % 50متبوعة بـ

وهي اليت تعرب عن إجابات املبحوثني % 47.2بينما جند بأن أصغر جمموع يف هذا اجلدول متثل يف نسبة اركتهم يف هذا األمر حبيث أن أكرب نسبة ظهرت يف هذا اموع هي تلك اليت متثل إجابات الذين نفوا مش

% 50فئة الذكور الذين نفوا إمكانية مسامهتهم يف هذه النشاطات حبيث استقرت إجاباهتم على ما نسبته ت وهي متثل ما نسبته بينما تلتها إجابات فئة اإلناث اللوايت نفني هن األخريات مسامهاهتن يف هذه النشاطا

. باعتبارها أصغر نتيجة يف هذا اموع % 41.7إننا إذا تأملنا هذه النتائج جند بأن فئة اإلناث املعوقات هن األكثر حرصا على املشاركة واملسامهة يف هذه النشاطات بشكل ملحوظ ويرجع ذلك أساسا لوجود وقت الفراغ عندهن حبجم كبري بفعل أن أغلبهن

اهرة البطالة كما أن التحاقهن جبمعياهتن هلذا الغرض يعترب مربرا كافيا هلن من أجل إقناع أهاليهن يعشن ظ

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

199

للخروج من البيت كدلك فأن يسعني بكل قوة إلثبات جدارهتن يف هذا اال احليوي و احلساس وذلك ثري هلذه اجلمعيات اليت مبنافسة نظرائهم الذكور داخل هذه اجلمعيات كما أن يرين بأن مدينات بالك

كانت سببا يف تفتحهن على اتمع ، حبيث قامت بتجميعهن وتوحيد جهودهن من أجل نيل حقوقهن إخل ، كما أن واعيات بأن هذا النوع من العمل حيتاج إىل ... وإدماجهن اجتماعيا ، نفسيا ، أسريا

فيما خيص فئة املعوقني الذكور الذين أقروا تضحية والتزام كبري من أجل إجناح مشاريع هذه اجلمعيات أماهم أيضا بإشراكهم هم أيضا يف األنشطة اليت تقيمها مجعياهتم حبيث أم أكدوا لنا بأم كشرحية خاصة من شرائح اتمع تعرف التهميش من طرف كثري من األفراد و اهليئات لذا فإن ختليهم عن واجباهتم وهترم عن

ه األنشطة يعترب عامال مساعدا على تقهقر أداء مجعياهتم ويف هذه احلالة عليهم املشاركة يف مثل هذكأشخاص معوقني أن يوجهوا كامل اللوم ألنفسهم بدل تقدميه لآلخرين والذين جند منهم من يوجهون هلم م عبارات السخرية واالستهزاء هلذا فإن مسامهتهم يف هذه األعمال هي تعبري قوي جدا منهم للذين يرو

بأم عاجزون عن إجناح مثل هذه اجلمعيات كما أنه حتد يسعى هؤالء النشطاء من هذه الفئة الستعماله كسالح ضد معاناهتم عن اآلثار الناجتة عن إعاقاهتم أوال مث كرد فعل يف وجه بعض املشككني الذين يرون

قضايا املعوقني جيب أن يتبناها بأن وجودهم على قيد احلياة ال فائدة منه أصال كما أم يعتقدون بأنإخل ، أما اموعة اليت أبدت عدم ... األشخاص املعوقون يف حد ذاهتم وذلك بالعمل والوحدة واملثابرة

مسامهتها يف هذه النشاطات واليت تصدرهتا فئة الذكور الذين يرون بأنه ال توجد بينهم وبني هذه اجلمعيات لى انتمائهم إليها وما عدا ذلك فال شيء يذكر إطالقا يف مسألة سوى بطاقات االخنراط فقط كدليل ع

اشتراكهم يف الربجمة ، اإلعداد أو احلضور هلذه األنشطة ألن هناك أمورا أهم منها حسب رأيهم ، وفيما خيص اإلناث اللوايت نفني مشاركتهن يف مثل هده النشاطات فقد أرجعن سبب ذلك ملكوثهن يف بيوهتن

لك السيما وأن يعشن أزمة البطالة كما أن احتكاكهن ذه اجلمعيات واتمع بصفة عامة وبأن ألفن ذيبقى قليال جدا لعدة أسباب ال ميكن حصرها كذلك فإن هذه األخرية مل تقم بإنشاء ورشات لتشغيلهن

تكاك وبالتايل قد أوجدت مربرا مقنعا ألسرهن بعدم السماح هلن باخلروج من منازهلن ومن مث االحمما سبق ميكننا أن نستنتج بأن نسبة مسامهة فئة اإلناث هي أكرب من . واملشاركة يف أنشطة هذه اجلمعيات

الذكور كما أن نسبة املمتنعني عن االشتراك من فئة الذكور أكرب من اإلناث وعلى الرغم من ذلك نالحظ ه اجلمعيات القيام جبهود حثيثة من أجل بأن كلتا النسبتني متقاربتني جدا ، كما نؤكد بأنه يتوجب على هذ

إقناع أعضائها باملشاركة الفعلية واملستمرة يف هذه األنشطة وحتسيسهم باملسؤولية باإلضافة إىل ذلك عليها مكافأة العناصر النشطة وامللتزمة جتاه مجعياهتا من أجل بعث روح التنافس فيما بني أعضائها بغية االندفاع

.الربامج املسطرة من طرفها بقوة من أجل إجناز

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

200

يبني تقييم املعوقني املبحوثني ملدى حتسن أو عدم حتسن نشاطات مجعياهتم ) : 33(اجلـدول رقـم

.مستقبـال

النسبـة املئويــة التكــرار اإلجابــة % 79.2 57 ستتحســــن % 20.8 15 ستبقى كما هـي

% 100 72 امــوع

% 79.2بأنه يشتمل على نتيجتني خمتلفتني ، حبيث متثل إحدامها ) 33(دول رقم يظهر من خالل اجلوهي تعرب عن إجابات اموعة اليت تعتقد بأن نشاطات مجعياهتا ستتحسن يف املستقبل القريب بينما ترى

بأن هذه النشاطات ستبقى على حاهلا حبيث % 20.8جمموعة أخرى استقرت إجاباهتا على ما نسبته . تكون مستقبال ال حسنة وال سيئة سوف

وبعد حتصلنا على هذه النتائج قمنا بالتقصي عن مضامينها وذلك باالتصال بعينات من األفراد الذين ميثلون آراء اموعتني حبيث أن اموعة األوىل تعتقد بأن الثقة اليت وضعتها يف أعناق مسريي هذه

ادة عند اجلميع وكذا توفر عامل املنافسة مع اجلمعيات األخرى اجلمعيات باإلضافة إىل تواجد عنصر اإلركل هذا سيدفع هؤالء املسريين للقيام بتدخالت إستعجالية وتعديالت إجيابية على الربامج اليت قاموا بإعدادها سابقا من أجل نيل ثقة واحترام األعضاء املنخرطني معهم من جهة ولنيل ثقة السلطات واتمع

ى ، أما اموعة الثانية فإا ترى بأن وترية العمل اليت ينتهجها مسريو هذه اجلمعيات ال تنبأ من جهة أخربأنه سيكون هناك تغيري جدي على أداء ونشاطات هذه اجلمعيات بالنظر إىل الظروف الصعبة اليت تعيشها

بلية فيما خيص األنشطة هذه األخرية ، حيث أن الطابع الروتيين القدمي هو الذي سيسود براجمها املستقوعندما طرحنا هذه املسألة على رؤساء اجلمعيات املدروسة أكدوا لنا بأم . والتظاهرات اليت تزمع إجنازها

يعتقدون بل متأكدين بأن برامج ونشاطات مجعياهتم ستتحسن بشكل قطعي يف املستقبل القريب ويعود ث أن هذه اخلربة تزداد من سنة ألخرى كما أن هناك ذلك خلربهتم يف تسيريها واإلعداد لرباجمها ، حبي

استفاقة من طرف اتمع والسلطات العمومية وذلك بتثمينها للدور احلاسم الذي تلعبه هذه األخرية وهذا راجع لتأثريها القوي على شرائح اجتماعية خمتلفة ، كما أن املساندة العاملية اليت تتلقاها هذه اجلمعيات من

ت غري احلكومية تعرف توسعا كبريا بني األوساط املثقفة واملؤثرة يف مجيع ربوع املعمورة طرف املنظما

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

201

حبيث حتولت إىل مجاعات ضاغطة حيسب هلا ألف حساب باإلضافة إىل توفرها على عنصر املنافسة فيما ، مكونة بينها وطنيا من أجل رضا األشخاص املعوقني ، كذلك يالحظ التحاق إطارات كفئة ، مؤهلة

إخل ، فكل هذه ... ومدربة ذه اجلمعيات واليت ستقدم دعما كبريا هلا نتيجة لقدراهتا التسيريية والتخطيطية العناصر باإلضافة إىل عوامل الحصر هلا ستكون دوافع حمفزات رئيسية من أجل بعث روح جديدة يف

اجلمعيات يصرون جمددا على أمهية سريورة هذه اجلمعيات واملنظمات يف آن واحد ، كما أن رؤساء هذهالدور الريادي الذي ميكن أن يلعبه كل من أولياء أمور األشخاص املعوقني بالتعاون مع بقية العناصر احلية من اتمع وهذه الفئة ، حبيث أن رقابتها املستمرة لنشاطات هذه اجلمعيات ومشاركتها املنتظمة يف

املواصفات اليت تتالءم مع واقع حميط اإلعاقة واملعوقني لكفيلة التخطيط واإلعداد لربامج تكون حسب باالستفادة من إجيابيات الربامج املعدة سابقا وذلك بتقييمها عن طريق االحتفاظ باإلجيابيات والتخلي عن النقائص والسلبيات املسجلة من أجل تدارك أخطائها والعمل على تقدمي كل ما هو أفضل يف سبيل إرضاء

مما سبق ميكننا القول بأن الربامج والنشاطات اليت تقوم ا هذه اجلمعيات هي املقياس . ص املعوقني األشخااحلقيقي على حيويتها هلذا فإن االهتمام والعناية ا يدل على قوة تضحية وإرادة أصحاا وإذا صح القول

مهور إلثبات تواجدها وقيمتها فهذه النشاطات هي املنتوج النهائي الذي تعرضه هذه األخرية على اجلاخلدماتية على الساحة االجتماعية وإذا رجعنا حلقيقة الواقع املر الذي تعيشه هذه اجلمعيات حبيث أنه ال خيفى على العام واخلاص ، هلذا ميكننا القول بأا يف صراع مستمر من أجل البقاء كما أن صمودها يف وجه

ني آلخر هي معيار حقيقي لقوهتا وجتدرها يف أعماق األوساط النكبات والعثرات اليت تعرفها من حاالجتماعية والشعبية ، هلذا يتوجب عليها عدم الرضا باألمر الواقع واالحنراف عن الغايات واملبادئ النبيلة اليت نشأت على أساسها هذه األخرية حبجة قلة ما يف اليد وصعوبة األحوال واخلضوع ملن له السطوة والغلبة

املغلوب مولع أبدا باإلقتداء : " ... بن خلدون الذي يقول نال باملقولة الشهرية للعالمة عبد الرمحعم ، ونقصد هنا بشكل جلي الركون للضغوط 1... " بالغالب يف شعاره وزيه وحنلته وسائر أحواله وعوائده

ع املدين لسلطاا وبالتايل واملساومات اليت متارسها السلطات من اجل إخضاع جل منظمات ومجعيات اتماحتوائها وضمها لفلكها واحلقيقة تقال بأن مواجهة هذه اإلغراءات ليست باألمر اهلني ، خاصة إذا علمنا بأن السلطات احلاكمة يف الوطن العريب بصفة خاصة ويف دول العامل النامي بصفة عامة كثريا ما تعمد إىل

ه املنظمات ؛ فاليت ختضع وتستجيب متنح كل ما تشاء من إشهار سيف املساعدات املادية يف وجه هذ مساعدات واليت تتعفف وتقاوم فإا تعاين ال حمالة من التهميش واإلقصاء وهذا ما سينعكس على أدائها

. 177-176 ، ص ص 2001 ، اعتناء ودراسة أمحد الزعيب ، دار األرقم ، بريوت ، لبنان ، ب ط ، املـقـدمــة ؛ بن خلدون ، ن عبد الرمح– 1

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

202

وتواجدها بدون أدىن شك كما أن تفتح مسريي هذه اجلمعيات على بقية األعضاء املنخرطني سواء أكانوا

إخل، حبيث أن كل هذه ... ملعارضني وتدارس االقتراحات وتقبل النصائح واالنتقادات من املؤيدين أو ااإلجراءات ستمنح هذه الربامج مادة أولية خام من األفكار إذا صح القول واملهم العمل على إرساء دعائم

إلنشقاقات ، ولن ثقافة احلوار وحتقيق الوحدة الداخلية بواسطة التغيري السلمي وحتييد كل أسباب الفنت وا، 1يتأتى هلا ذلك إال يف حالة توفر جو تسوده قيم اإلخاء ، التسامح ، و االنصياع ملبدأ فكرة النقد الذايت

ألن مواجهة الذات واالنتصاف منها ؛ هي أكرب دليل على حكمة اإلنسان الذي يتصرف وفق هدا املبدا و ، ويف اية هذا *" ورأيكم خطأ حيتمل الصواب رأينا صواب حيتمل اخلطأ ، " كذا السري وفق شعار

املطاف نرى بأنه البأس من تقدمي بعض العناصر و األفكار اليت يتوجب على مسريي هذه اجلمعيات العمل : وفقها وهي كما يلي

.التخطيط إلقامة أنشطة إعالمية وحماضرات إليصال املفهوم الصحيح لإلعاقة إىل اتمع -1 .املعوق كفرد له ظروف خاصة مما يتوجب على اجلميع مساعدته ومراعاته قبول الشخص -2 .االبتعاد عن أساليب االستهزاء والسخرية منه واليت تسبب إشعاره باألسى واحلزن -3 .إفساح اال أمامه ومنحه وقتا كافيا للتعبري عما يريد قوله أو ينوي فعله -4 .بات شريطة أن ال نذكره بذلك يف كل حني تقبله كفرد له حقوق أكثر مما عليه واج-5 .التعاون مع مراكز الرعاية واخلدمات اخلاصة باملعوقني وتطبيق تعليماهتا وإرشاداهتا -6

.التنسيق مع مجيع املراكز واهليئات الترفيهية من أجل مساعدته على االستفادة من خدماهتا بأقل األسعار -7

لى العمل اجلاد من أجل إعادة بناء هوية األشخاص يتوجب على هذه اجلمعيات التركيز ع-8 .2املعوقني من جديد ومساعدهتم على تعديل مفهوم الذات السليب وبناء ذات اجتماعية مستقلة

. 202 ، ص 1998 ، 1دمشق ، سورية ، ط ، دار الفكر املعاصر ، سيكولوجية العنف وإستراتيجية احلل السلمي خالص ؛ جليب ، – 1 .رمحه اهللا – تنسب هذه املقولة الشائعة لإلمام حممد بن إدريس الشافعي - *

.37 ، ص مرجع سابقجليل ؛ وديع شكور ، 2-

تحليــــــل نتائــــــــج الفرضيــــــــة الثالثـــــــــة الفصـل السابـع

203

ذلك مثلما فعلنا يف الفرضيات السابقة ، حبيث ملقد سعينا للتحقق من صحة هذه الفرضية أو عديشعر : " اولنا نتائجها بالعرض و التحليل وكان نص الفرضية كاأليت استعنا مبجموعة من اجلداول اليت تن

، و كان اهلدف من هذه الفرضية دعم " املعوقون حركيا بالرضا حنو أداء و نشاطات هذه اجلمعيات فكرة رضا املعوقني عما تقوم به لصاحلهم ، كما أننا أردنا حتديدا التأكد من درجة الثقة املوجودة بني

: قني األعضاء و رؤسائهم و عندما قمنا بتحليل نتائج اجلداول احملصل عليها استنتجنا ما يلي املعويشعر هؤالء املعوقني بنوع من الرضا عن أداء هذه اجلمعيات جتاه أدائها و ما تقدمه هلم من -1

. خدماتباهتا جتاههم على أبدت نسبة ال بأس ا من املبحوثني موافقتها على أن مجعياهتم قامت بواج-2

.أحسن وجه .أبدى املعوقون املبحوثني رضاهم املتفائل حيال اخلدمات اليت قدمتها مجعياهتم هلم -3كما أيدت نسبة كبرية منهم فكرة وجود مناخ دميقراطي مقبول داخل هذه اجلمعيات اليت -4

.ينتمون إليها . منحوها جلمعياهتم و لرؤسائهم كما أم وافقوا على فكرة شعورهم بالثقة التامة اليت-5أكدت لنا هذه النتائج بأن املعوقني يشاركون باملسامهة يف النشاطات اليت يقوم ا مجعياهتم -6

.ويظهر هذا جليا عند اإلناث أكثر من الذكور استنتجنا أيضا من خالل هذه الدراسة وجود تفاؤل لدى هؤالء املبحوثني بأن مجعياهتم ستعمل -7

.از مشاريع جديدة وهادفة يف املستقبل على إجن من خالل ما سبق ونظرا للنتائج املتطابقة اليت حتصلنا عليها ميكننا القول بأن هذه الفرضية هي

.األخرى قد حتققت بشكل واضح ومقبول

الثالثة االستنتاجات اجلزئيـة لنتائـج الفرضية

النتائج العامة للدراسة

204

اليت تنـشط يف بعد أن قمنا بإمتام هذه الدراسة دف التحقق من مدى تكفل مجعيات اتمع املدين والية غرداية ، وعن ماهية أدائها ونشاطاهتا من منظور األشخاص املعوقـون واملعوقـات ، وعـن أهـم الصعوبات والعراقيل اليت تواجها ، وبعدما عملنا على حتليل نتائج فرضيات هذه الدراسة توصـلنا أخـريا

: الستخالص أهم النتائج احملصلة من هذا البحث وهي كما يلي هناك وجود فعلي جلمعيات اتمع املدين العاملة يف جمال رعاية املعوقني يف والية غرداية ، وهي -1

.تتوزع على عدد ال بأس به حبيث تأكد تواجدها يف اآلونة األخرية بشكل ملحوظ . إن هذه اجلمعيات حديثة النشأة وهلا خربة ميدانية مميزة و متفاوتة من مجعية ألخرى -2لنا الدراسة امليدانية اليت قمنا ا سعي هذه اجلمعيات للعمل على التكفل باألشـخاص أكدت -3

.املعوقني ومبطالبهم وسعيها لترقيتهم ضمن بيئتهم االجتماعية رغم كل هذا تبقى اإلجنازات اليت حققتها متواضعة للغاية مقارنة جبمعيات أخرى تنـشط يف -4

.جماالت اجتماعية مشاة .هؤالء املبحوثني بأن أداء مجعياهتم متوسط غري أا ميكنها القيام بالشيء الكثري مستقبال يشعر -5غياب املقرات ، نقص التمويل املايل ، : تعاين هذه اجلمعيات من عدة معوقات حبيث أن أبرزها -6

.نقص الدعم من السلطات احمللية نقـص : معيات بشكل ملح وتتمثل يف توجد هناك أيضا صعوبات معنوية تعاين منها هذه اجل -7

مشاركة األشخاص املعوقني و هترم من أداء واجباهتم وللغيابات غري املربرة للبعض منهم عن االجتماعات .املهمة كذا قلة مساندة أسر هؤالء املعوقني هلذه اجلمعيات

ـ -8 ن أداء مـسريي رغم النقائص املسجلة إال أن كثريا من املعوقني يشعرون بنوع من الرضا ع .مجعياهتم بصفة عامة ورؤسائها بصفة خاصة

. كما أن هؤالء املعوقني متفائلني بتحسن أداء مجعياهتم يف املستقبل -9 كدلك خلصنا إىل أنه رغم الثقة اليت أوالها عدد كبري من املبحوثني هلذه اجلمعيـات فإنـه -10

إخل ، بطـرق ... رق تسيري مواردها املالية و البشرية يتوجب عليها مراجعة قوانينها الداخلية وهياكلها وط .أكثر شفافية و عقالنية

يالحظ من خالل معاينتها للميدان املدروس بأنه يتحتم على هذه اجلمعيات اإلسـراع يف تـشكيل .شبكات اتصال فيما بينها أوال ومع العامل اخلارجي ثانيا ألا تعرف ختلفا كبريا يف هذا اال

205

:مــة التوصيــات واالقتراحات قائ

بعد أن وصلنا يف اية األمر إىل اختبار الفرضيات املقترحة وحتليل نتائجها كما هو موجود بني أيدينا رأينا أنه جيدر بنا أن نقدم هذه االقتراحات والتوصيات ملن يهمهم األمر حبيث متثلت يف املالحظات

املسجلة ومن أجل حتسني أداء هذه اجلمعيات يف املستقبل القريب والعناصر التالية بغية استدراك النقائص :و هي كالتايل

الحظنا غياب و جود العنصر النسوي يف املراكز القيادية هلذه اجلمعيات مبا يشبه نوعا من التهميش -1هن خاصة إذا ما علمنا بأن املعوقات يعانني من صعوبات أكثر من الذكور ، لذا وجب العمل على إخراج

.من عزلتهن بكل الوسائل و الطرق املمكنة وتشجيعهن على املسامهة يف هذا اال جيب العمل على إجياد مقرات قارة ومكيفة خاصة ذه اجلمعيات باإلضافة إىل إنشاء نواد وقاعات -2

.للترفيه خاصة ذه الشرحية باإلضافة إىل قلة ) تكون معدومة تكاد( لقد سجلنا نقصا فادحا يف قاعات الرياضة اخلاصة باملعوقني -3

.إخل وهذا مشكل جيب حله على مستوى الوالية بأكملها ... العتاد املؤطرين كذلك هناك انعدام ملراكز التكوين والتأهيل على مستوى تراب الوالية للمعوقني وغياب الورشات -4

ة إىل توفري مناصب العمل املتخصصة يف امتصاص البطالة لذا وجب إجنازها كإحدى األولويات باإلضاف .لدى هذه الفئة على العموم ذكورا و إناثا

الحظنا افتقار الوالية ملصلحة إستشفائية أو طبيب متخصص يف عالج األشخاص املعوقني ، وهو أمر -5 .يتوجب أن هتمله هذه اجلمعيات

تقدمي البحوث كذلك ننصح بإنشاء مركز على مستوى الوالية ، لدراسة عامل اإلعاقة واملعوقني و -6 .العلمية الالزمة لترقية هذه الشرحية ضمن حميطها االجتماعي

الحظنا كذلك غياب خاليا للتدخالت املستعجلة من بسيكولوجيني و سوسيولوجيني وخمتصني يف -7 .اخلدمات االجتماعية للعمل يف احلاالت الطارئة على غرار الدول املتقدمة

م احمللية لربنامج خاص باملعوقني وإرشادهم ، ونقصد هنا أبرز الحظنا أيضا عدم ختصيص وسائل اإلعال -8 .وسيلة معروفة وهي إذاعة غرداية ذات االنتشار الواسع عند كافة مستمعي الوالية

تفاجئنا عند القيام بالدراسات االستطالعية سواءا للجمعيات أو مليدان األشخاص املعوقني عن عدم -9 تدخالت ميدانية من هذه دشؤون االجتماعية يف الوالية مبعىن ال توجوجود احتكاك بينهم وبني مصاحل ال

.إخل ... املصاحل لالستماع للمعوقني و إحصائهم والتخفيف من الصعوبات اليت يعانون منها

206

:قائمــة التوصيــات واالقتراحات

هتم مع مؤسسة تلقينا تأكيدات من اجلمعيات املدروسة وعدد البأس به من املبحوثني عن معانا -10

ONAAPH املتخصصة . سجلنا وجود مجعيات معوقني ال وجود هلا إال على األوراق الرمسية حبيث أن كثرهتا عددها غري -11

.مفيد لذا ننصح باندماجها ضمن مجعيات موحدة وتفادي االنقسامات اليت ال طائل منها ة مبعىن أن اتصال هذه كذلك سجلنا غياب رابطة جتمع مجعيات املعوقني على مستوى الوالي -12

.اجلمعيات وتعاوا فيما بينها يبقى بعيد املنال لغاية تأسيس هذه الرابطة الحظنا بأن هذه اجلمعيات تعاين من نقص املوارد املالية و املوظفني األجراء ، لذا نقترح تزويدها -13

.إخل ... بعمال يف إطار عقود ما قبل التشغيل أو الشبكة االجتماعية غياب مساندة القطاع اخلاص هلذه اجلمعيات ، لذا يتوجب عليها حماولة استقطابه بكل الحظنا -14

.الطرق املمكنة املسرح ، الكتابة : الحظنا نقص االهتمام باجلانب الترفيهي لدى املعوقني يف الوالية بصفة عامة مثل -15

.اخل ...األدبية ، أو النشاطات السياحيةيه عند شرائح عريضة من مجهور املعوقني خاصة الذين يقطنون كما الحظنا نقص اإلعالم والتوج -16

.يف مناطق نائية عن مقر الوالية وهذا جمهود جيب أن تتكفل به هذه اجلمعيات بشكل سريع وفعال كذلك الحظنا عدم التنسيق بني مجعيات أولياء املعوقني واجلمعيات العاملة يف جمال اإلعاقة يف إعداد -17

.هذه الفئة برامج مشتركة لصاحل الحظنا وجود ظاهرة خطرية جيب على اجلميع التكاثف من أجل حماربتها أال وهي ظاهرة الفقر -18

.املدقع املنتشر عند فئة املعوقني ال سيما الصغار منهم وكذا اإلناث الحظنا عدم اهتمام األحزاب السياسية يف الوالية بقضايا املعوقني خاصة إذا ما علمنا بأن قوائمها -19 .نتخابية ال يوجد ا مرشحني من هذه الفئة اال

متكنا من خالل هذه الدراسة من التعرف على عدة أشخاص من املعوقني املبدعني لكنهم مهمشني -20 .من طرف السلطات

ننصح القائمني على هذه الفئة العمل على االهتمام باألسر اليت هلا أكثر من معوق ، كما ننصح -21ص املعوقني على الزواج سواء أكانوا ذكورا أم إناثا ألن ظاهرة العنوسة بتشكيل جلان ملساعدة األشخا

.والعزوبية عند هذه الفئة جد متفاقمة وخطرية للغاية

ــــةالخاتم

: اخلامتـــــــــة

بعدما وصلنا إىل اية هذا البحث العلمي الذي أردنا من خالله أن نقدم إسهاما معرفيا جديدا سيولوجي ؛ حبيث وقع اختيارنا على موضوع ليس باهلني إطالقا والذي اخترنا له يضاف إىل احلقل السو

دراسة ميدانية جلمعيات املعوقني -اتمع املدين ودوره يف التكفل بذوي االحتياجات اخلاصة : " عنوان قمنا من ، و بعد قمنا بوضع خطة تشمل فصوال نظرية و أخرى تطبيقية علما أننا " حركيا لوالية غرداية

خالل هذه الدراسة باملوائمة بني ظاهرتني منفصلتني أال ومها ظاهريت اتمع املدين وظاهرة ذوي ولقد متكنا بواسطة أداة االستمارة من تكميم ظاهرة اتمع ) فئة املعوقني حركيا ( االحتياجات اخلاصة

املعيش هلذه الفئة ومدى تفاعلها مع هذه املدين وعالقته بعامل املعوقني ؛ حركيا حبيث قمنا بتقصي الواقع اجلمعيات اليت أخذت على عاتقها التكفل والدفاع عن األشخاص املعوقني كهيئات وتنظيمات معاصرة

:ينظر إليها بأا شريك اجتماعي فاعل ومن أبرز النتائج اليت توصلنا إليها من خالل هذه الدراسة جلمعيات على الساحة الغرداوية وهي تعرف ازديادا هناك تواجد معترب لعدد هائل من هذه ا-1

.مضطردا يوما بعد يوم الزالت هذه اجلمعيات غري مؤهلة بشكل جيد نظرا ألا جتمعات تطوعية غري أن املهام الكبرية -2

امللقاة على عاتقها تفرض على مسرييها تكوينا متخصصا يف مجيع ااالت التسيريية ، اخلطابية ، .إخل . ..املالية

تدل أعداد املنخرطني واملنخرطات يف هذه اجلمعيات على جاذبيتها لشرحية املعوقني وهذا يدل -3 . أيضا على تفتحها على الواقع احمللي واالجتماعي لفئة املعوقني بشىت أصناف إعاقاهتم

وقلة يتمتع مسريو هده اجلمعيات بوعي شامل و لديناميكية كبرية يف العمل رغم قلة اخلربات -4 .املصادر

هناك معاناة حقيقية لدى القائمني على هذه اجلمعيات نتيجة هتميش أدوارهم من طرف السلطات -5ويبقى نقص التمويل املايل وقلة اإلمكانيات املادية كأكرب عائق يضاف إليه نقص املقرات ووسائل

.النقل الضرورية للقائمني على هذه اجلمعيات عن أداء ونشاطات هذه اجلمعيات خاصة عند الكبار من املعوقني بينما التمسنا وجود عامل الرضا -6

.وجدنا تذمرا كبريا لدى الشباب وصغار السن . الحظنا أيضا شبه غياب كلي لعناصر نسوية قيادية يف هذه اجلمعيات -7

م

: اخلامتـــــــــة

وهو أمر سليب ، مع العلم التمسنا يف هذه الدراسة نقص االتصال والتواصل بني هذه اجلمعيات -8

.بأننا نعيش يف عصر الثورة التكنولوجية و اإلنترنت نشري كذلك بأن موضوعنا غلب عليه طابع التحليل الوظيفي الذي يرتكز على مفاهيم التكامل ، -9

اخل ، كذلك نؤكد على روح التعاون والضيافة لدى أغلب العناصر اليت تعاملنا ...النظام ، التوازن .يف إطار دراستنا امليدانية وباخلصوص رؤساء اجلمعيات ومساعديهم معها

وأخريا نود أن جنلب اهتمام كل من اطلع على هذا البحث بأنه رغم الصعوبات اليت واجهتنا إال أننا نؤكد بأنه حاملا انتهينا من إعداده و إخراجه يف هذه احللة اجلميلة حىت شعرنا بالراحة واملتعة ألننا

شيق ذو متاهات إال أنه ) اتمع املدين ( أن ننجز شيئا ما ، كما نؤكد بأن هذا املوضوع استطعنايستحق االهتمام والدراسة املستفيضة ألنه مرتبط بأعماق اتمع أي بالقطاعات االجتماعية والشعبية

املوضوع من زوايا لذا ننصح طالب العلم والباحثني عن احلقيقة أال يتوانوا يف اإلقدام على تناول هذااملوجودة يف اجلانب النظري " سوسيولوجيا اتمع املدين " خمتلفة ؛ علما بأن مباحث ومطالب فصل

تصلح ألن تكون أفكار انطالق العداد حبوث مستقبلية سيسهم يف دفع عجلة البحث السوسيولوجي .األكادميي إىل األمام وهدا ما نامله ، و باهللا التوفيق

ن

قائمة المصادر والمراجع

:مراجـع باللغــة العربيــة I – قائمــــــــة املصــــــــادر: . القرآن الكرمي - 1 ، كتاب اإلميان ، دار املنار ، 13/13 الزبيدي ؛ شهاب الدين أمحد ، خمتصر صحيح البخاري ، احلديث رقم - 2

.2002القاهرة ، مصر ، ب ط ، . 2001 ، املـقدمـة ، دار األرقم ، بريوت ، لبنان ، ب ط ، ن ابن خلدون ؛ عبد الرمح- 3 II- قائمــــــــة املراجــــــــع : :ة ــة باملنهجيـع خاصـ مراج-أ

، 1 تطبيقات إدارية واقتصادية ، دار وائل ، عمان ، األردن ، ط– حسن الرفاعي ؛ أمحد ، مناهج البحث العلمي- 41996.

علي خفاجة ؛ مريفت ، أسس ومبادئ البحث العلمي ، مكتبة اإلشعاع الفنية ، –ة عوض صابر ؛ فاطم - 5 .2002 ، 1اإلسكندرية ، مصر ، ط

، 2جناة عياش ، دار الفكر اجلديد ، بريوت ، لبنان ، ط : كابلوف ؛ ثيودور ، البحث السوسيولوجي ، تر- 61979.

كوثر حسني كوجك ، : يف العلوم االجتماعية والتربوية ، تر مانيون ؛ لورانس ، مناهج البحث–كوهني ؛ لويس - 7 .1990 ، 1الدار العربية للنشر والتوزيع ، القاهرة ، مصر ، ط

.1994، 3حممد احلسن ؛ إحسان ، األسس العلمية ملناهج البحث العلمي ، دار الطليعة ، بريوت ، لبنان ، ط- 8 .2004 ، 2الغرب للنشر والتوزيع ، وهران ، اجلزائر ، طمسلم ؛ حممد ، منهجية البحث العلمي ، دار - 9 : مراجـع خاصـة بعلـم االجتمــاع -ب

حبث يف علم االجتماع الثقايف ، دار النهضة العربية، بريوت ، لبنان : حسن الساعايت ؛ سامية ، الثقافة والشخصية -10 .1983 ، 2، طذياب هاشم ، منشورات وزارة : مبادئ أوىل يف علم السياسة ، تر: ديفرجيه ؛ موريس ، سوسيولوجيا السياسة -11

.1980الثقافة واإلرشاد القومي ، دمشق ، سورية ، ب ط ،

قائمــة المصــادر و المراجـــــع

، ب ط ، رميدانه وقضاياه ، ديوان املطبوعات اجلامعة ، اجلزائ: السويدي ؛ حممد ، علم االجتماع السياسي -121990.

املنظور الظاهري لعلم االجتماع ، مكتبة اإلشعاع الفنية ، اإلسكندرية ، مصر ، علي شتا ؛ السيد ، نظرية الدور و-13 .1999 ، 1ط

غلوم حممد حسني ، سلسلة كتب عامل : كريب ؛ آيان ، النظرية االجتماعية من بارسونز إىل هابرماس ، تر-14 .1999يت ، ب ط ، ، إصدارات الس الوطين للثقافة والفنون واآلداب ، الكو244املعرفة ، رقم

: مراجـع خاصـة مبوضـوع اتمـع املدنــي -جـ وآخرون ، دور اجلامعات ومراكز البحث يف دعم ثقافة اتمع املدين ، منشورات دار نإبراهيم ؛ سعد الدي -15

.1997األمني باالشتراك مع مراكز ابن خلدون للدراسات ، القاهرة ، مصر ، ب ط ، تمع املدين والتحول الدميقراطي يف فلسطني ، منشورات دار األمني باالشتراك مع مركز ؛ زياد ، اوأبو عمر -16

.ابن خلدون للدراسات ، القاهرة ، مصر ، ب ط ، ب ت املديين ؛ توفيق ، اتمع املدين والسلطة السياسية يف الوطن العريب ، منشورات احتاد الكتاب العرب ، دمشق ، -17

.1997سورية ، ب ط ، 1دراسة نقدية ، منشورات مركز دراسات الوحدة العربية ، بريوت، لبنان ، ط: بشارة ؛ عزمي ، اتمع املدين -18 ،1998.

عن اتمع املدين يف املغرب العريب ، دار توبقال، الرباط ، : محودي ؛ عبداهللا وآخرون ، وعي اتمع بذاته -19 .1998 ، 1املغرب ، ط

و ؛ حممد ، اتمع األهلي ودوره يف بناء الدميقراطية ، دار الفكر املعاصر، دمشق ، مور– رشكر ؛ عبد الغفا -20 .2003 ، 1سورية ، ط

حبوث ومناقشات ( حممد ؛ بنسعيد وآخرون ، اتمع املدين يف الوطن العريب ودوره يف حتقيق الدميقراطية ، -21 .1998 ، 1بية ، بريوت ، لبنان ، ط، منشورات مركز دراسات الوحدة العر) الندوة الفكرية للمركز

مصطفى ؛ يسري وآخرون ، اتمع املدين وسياسات اإلفقار يف الوطن العريب ، منشورات مرييت ، القاهرة ، -22 .2002 ، 1مصر ، ط

دور اجلمعيات واملنظمات غري احلكومية والنقابات ، دار الغرب : وناس ؛ حيي ، اتمع املدين ومحاية البيئة -23 .2004 والتوزيع ، وهران ، اجلزائر ، ب ط ، للنشر

: مراجـع خاصـة مبوضـوع اإلعاقـة واملعوقيــن -د

بركات ؛ لطفي ، الفكر التربوي يف رعاية الطفل األصم ، الشركة املتحدة للنشر والتوزيع ، مصر، ب ط ، -241987.

، 1دولية و دار الثقافة ، عمان ، األردن ، طحسين العزة ؛ سعيد ، اإلعاقة احلركية واحلسية ، الدار العلمية ال -252000.

دراسة يف اخلدمة االجتماعية ، املكتب اجلامعي احلديث ، : سيد فهمي ؛ حممد ، السلوك االجتماعي -26 .1988اإلسكندرية ، مصر ، ب ط ،

دريب لألطفال املعاقني التعرف عليها وعالجها باستخدام برامج الت: إبراهيم ؛ عال ، اإلعاقة العقلية يعبد الباق -27 .2000عقليا ، عال للكتب ، القاهرة ، مصر ، ب ط ،

بركات ؛ لطفي ، سيكولوجية الطفل املعوق وتربيته ، مكتبة النهضة ، املصرية ، - د ؛ عبد اينعبد الرمح -28 .1966القاهرة ، مصر ، ب ط ،

الشخصي و االجتماعي للطفل الكفيف من الطيب ؛ حممد ، أثر اإلقامة الداخلية على التوافقرعبد الظاه -29 .1979اجلنسني ، منشورات املركز النموذجي لرعاية وتوجيه املكفوفني ، القاهرة ، مصر ، ب ط ،

سيد علي ؛ الدين ، اخلدمة االجتماعية وجماالت رعاية املعوقني ، مكتبة عني مشس ، – حعثمان ؛ عبد الفتا -30 .1997القاهرة ، مصر ، ب ط ،

؛ عبداهللا ، سياسة الرعاية االجتماعية للمعوقني يف اتمعات النامية ، دار املعرفة اجلامعية ، ن عبد الرمححممد -31 .اإلسكندرية ، مصر ، ب ط ، ب ت

حممد مصطفى ؛ أمحد ، اخلدمة االجتماعية يف جمال رعاية املعوقني ، دار املعرفة اجلامعية ، اإلسكندرية ، مصر ، -32 .1997ب ط ،

، متحدو اإلعاقة من منظور اخلدمة االجتماعية ، دار املعرفة اجلامعية ، مصر ، يود حسن صاحل ؛ عبد احملحمم -33 .1999ب ط ،

كامل أمحد ؛ سهري ، سيكولوجية األطفال ذوي االحتياجات اخلاصة ، مركز اإلسكندرية للكتاب ، -34 .2002 ، 2اإلسكندرية ، مصر ، ط

.1995 ، 1ن عظماء ، الدار العربية للعلوم ، بريوت ، لبنان ، طوديع شكور ؛ جليل ، معاقون لك -35

: مراجـع متنوعــة -هـ، املسألة الدميقراطية يف الوطن العريب ، " الدميقراطية و إشكالية التعاقب على السلطة " البيج ؛ حسني علوان ،-36

، 1لوحدة العربية ، بريوت ، لبنان ، ط ، سلسلة الكتب الصادرة عن املركز ، مركز دراسات ا19الكتاب رقم 2000.

نادر ذكرى ، دار التنوير ، بريوت ، لبنان، ب ط ، : السياسة والتاريخ ، تر: التوسري ؛ لوي ، مونتيسكيو -371981.

، إصدارات الس الوطين248 الراعي ؛ علي ، املسرح يف الوطن العريب ، سلسلة كتب عامل املعرفة ، العدد -38 . 1999 ، 2للثقافة والفنون واآلداب ، الكويت ، ط

، إصدارات الس الوطين 216 أمني اخلويل ؛ أنور ، الرياضة واتمع ، سلسلة كتب عامل املعرفة ، العدد -39 .1996للثقافة والفنون و اآلداب ، الكويت ، ب ط ،

، 2حقوق اإلنسان ، مطبعة الكاهنة ، اجلزائر ، ط بن خرف اهللا ؛ الطاهر ، حماضرات يف احلريات العامة و-402002.

.2000 ، 5 بن نيب ؛ مالك ، شروط النهضة ، دار الفكر املعاصر ، دمشق ، سورية ، ط-41 ، 1 جليب ؛ خالص ، سيكولوجية العنف وإستراتيجية احلل السلمي ، دار الفكر املعاصر ، دمشق ، سورية ، ط-42

1998. مدخل إىل سيكولوجية اإلنسان املقهور ، املركز الثقايف العريب ، الدار : فى ، التخلف االجتماعي حجازي ؛ مصط-43

. 2001 ، 8البيضاء ، املغرب ، ط . 1990 ، 2 ، فلسفة الزواج وبناء األسرة يف اإلسالم ، دار الشهاب ، اجلزائر ، طد خزار ؛ عبد احلمي-44اضطراب العصر احلديث ، فهمه وأساليب عالجه ، سلسلة عامل املعرفة ، : ب ؛ إبراهيم ، االكتئار عبد الستا-45

.1998 ، إصدارات الس الوطين للثقافة والفنون واآلداب ، الكويت ، ب ط ، 239العدد .1974 ، 4 زهران ؛ حامد ، علم النفس االجتماعي ، عامل الكتب ، القاهرة ، مصر ، طم عبد السال-46 ، إصدارات الس الوطين 265ل ، الثقافة العربية وعصر املعلومات ، سلسلة كتب عامل املعرفة ، العدد علي ؛ نبي-47

.2001للثقافة والفنون واآلداب ، الكويت ، ب ط ، .2001 ، 2 سعيد ؛ جودت ، مفهوم التغيري ، دار الفكر املعاصر ، دمشق ، سورية ، ط-48 .1960ة للتكامل االجتماعي ، دار املعارف ، القاهرة ، مصر ، ب ط، سويف ؛ مصطفى ، األسس النفسي-49 . عبداهللا اخلطيب ؛ حممد ، خصائص اتمع اإلسالمي ، دار الصديقية ، اجلزائر ، ب ط ، ب ت -50بيضاء ، املغرب املثقف العريب وحتديات العوملة ، املركز الثقايف العريب ، الدار ال: حمفوظ ؛ حممد ، احلضور واملثاقفة -51 .2000 ، 1، ط .1974 ، 2 خمتار ؛ محزة ، سيكولوجية املرضى وذوي العاهات ، دار املعارف ، القاهرة ، مصر ، ط-52

1982 خمتار ؛ حمي الدين ، حماضرات يف علم النفس االجتماعي ، ديوان املطبوعات اجلامعية ، اجلزائر ، ب ط ، -53.

أسامة احلاج ، املؤسسة اجلامعية ، بريوت ، لبنان ، ب ط ، : فلسفة علم الدين ، تر: وبز موروا ؛ بيري فرنسوا ، ه-541993.

، سلسلة الكتب الصادرة عن املركز ، مركز دراسات 11 وناس ؛ املنصف وآخرون ، األزمة اجلزائرية ، العدد -55 .1996 ، 1الوحدة العربية ، بريوت ، لبنان ، ط

:يـس املعاجـم والقوام-و

1986 ، 2إحسان حممد حسن ، دار الطليعة ، بريوت ، لبنان ، ط: دنكن ؛ ميتشل ، معجم علم االجتماع ، تر-56.

.2001، 1 ، معجم اإلعاقة البدنية ، مكتبة زهراء الشرق ، القاهرة ، مصر ، طن سيد سليمان ؛ عبد الرمح-57 . 2003 ، 5العلمية ، بريوت ، لبنان ، ط شكري فرحات ؛ يوسف ، معجم الطالب ، دار الكتب -58 : املوسوعــات -ز

، 3 ، املؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بريوت ، لبنان ، ط6 الكيايل ؛ عبد الوهاب ، املوسوعة السياسية ، ج-591995.

: اجلرائــد -ح

، اخلرب اليومي، العدد " املدين والربملان دور وسائل اإلعالم يف ترقية العالقة بني اتمع " بلحيمر ؛ حممود ، -60 .09/05/2004: ، الصادرة بتاريخ 4108

03/05/2004: ، الصادرة بتاريخ 1622اليوم ، العدد " أول منتدى حول اتمع املدين والربملان " ب ؛ ك ،-61.

، الصادرة 1086شروق اليومي ، العدد ، ال" ميالد اجلبهة الوطين للمجتمع املدين واملصاحلة " حركايت ؛ أمين ، -62 .29/05/2004: بتاريخ

، 1018، الشروق اليومي ، العدد " مجعية متهد حلملة بوتفليقة يف األوراسي 200" حليسي ؛ الطاهر ، -63 .08/03/2004: الصادرة بتاريخ

، الصادرة 128 ، العدد NEWS، اجلزائر " 2002 اعتماد مجعية منذ 3110تسليم " محيطوش ؛ مسري ، -64 .12/05/2004: بتاريخ

، 4298، اخلرب اليومي ، العدد " بن بلة يؤكد على دور املنظمات غري احلكومية يف التضامن " رياض ؛ ن ، -65 .22/01/2005: الصادرة بتاريخ

آالف جريح يف 10ـ األمريكان يعترفون ب– آالف منهم أصيبوا بإعاقة دائمة 5" صحفيو القسم الدويل ، -66 .06/01/2005: ، الصادرة بتاريخ 1289، الفجر ، العدد " العراق

، اخلرب اليومي ، " بعد نشر صورته يف لقطة اخلرب ، الضمائر تستفيق والشاب عثمان حيقق حلمه " طواهرية ؛ م ، -67 .26/12/2004: ، الصادرة بتاريخ 4277العدد

: اــالت -ط

، 2004 ، سبتمرب 550، العريب الكويتية ، العدد " القوة العاملية الثالثة : اتمع املدين " ؛ أمحد ، أبوزيد-68 .إصدارات وزارة اإلعالم الكويتية ، مطابع الشروق ، القاهرة ، مصر

رة اإلعالم ، إصدارات وزا2004 ، مايو 546: ، العريب الكويتية ، العدد " برملان عموم البشر " ــ ،/ ــ -69 .الكويتية ، مطابع الشروق ، القاهرة ، مصر

.1999 ، بريوت ، لبنان ، 37، منرب احلوار ، العدد " يف جذور العوملة وإشكالياهتا " العزي ؛ غسان ، -70، مصر، ، القاهرة 26، العلم واإلميان ، العدد " املشايف الطبية يف اإلسالم املدارس و" أمحد الشطي ؛ شوكت ، -71

1978. ، القاهرة ، 09 أسرة التحرير ، التقومي املهين يف الوطن العريب ، املنظمة العربية للتربية والثقافة و العلوم ، العدد -72

.1990مصر ، د ، السياسة الدولية ، العد" اجلزائر بني املواجهة واملراهنة على شرعية االنتخابات الرئاسية " األصفهاين ؛ بنية ، -73 .1995 ، لندن ، بريطانيا ، 22 ، مركز 272، املستقبل العريب ، العدد " حنو مفهوم عريب إسالمي للمجتمع املدين " ، د األنصاري ؛ عبد احلمي-74

.2001دراسات الوحدة العربية ، بريوت ، لبنان ، ، 465، العريب الكويتية ، العدد " ؟ أم احنصار... انتشار : جمتمع الكويت املدين " ، ك التميمي ؛ عبد املال-75

. ، إصدارات وزارة اإلعالم الكويتية ، مطابع الشروق ، القاهرة، مصر 1997الكويت ، شهر أغسطس ، " دراسة حلجم مشكلة النشاط الزائد بني األطفال وبعض املتغريات املرتبطة به " ، ز السيد الشخص ؛ عبد العزي-76

. ، جامعة عني مشس ، القاهرة ، مصر ، ب ت 09كلية التربية ، العدد ، بريوت ، لبنان ، 37، منرب احلوار ، العدد " يف جذور العوملة و إشكالياهتا " العزي ؛ غسان وآخرون ، -77

1999. ل العريب ، ، املستقب" احلقرة ، احلصار ، الفتنة : اتمع املدين يف اجلزائر " أمين الدسوقي ؛ إبراهيم و آخرون ، -78

.2000 ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بريوت ، لبنان ، 259العدد ، مركز دراسات 244، املستقبل العريب ، العدد " مفهوم املواطنة يف الدولة الدميقراطية " خليفة الكواري ؛ علي -79

.2001الوحدة العربية ، بريوت ، لبنان ، ، 07، نقد ، العدد " العوامل اخلارجية والداخلية : مع املدين يف الوطن العريب بناء ات" غليون ؛ برهان ، -80

.1994اجلزائر، مارس ، – ، يناير 30 ، الد 03، عامل الفكر ، العدد " نقد أسطورة الدميقراطية " فوزي شعييب ؛ عماد ، -81

.2002إصدارات الس الوطين للثقافة والفنون واآلداب ، الكويت ،

.1999 ، بريوت ، لبنان، 23، الكلمة ، العدد " إسالمي جديد –حنو جمتمع أهلي عريب " حمفوظ ؛ حممد ، -82اإلعالنات واملواثيق العربية واألمهية اخلاصة حبقوق اإلنسان ، الة العربية للتربية، " مصطفى النصراوي ؛ أمحد ، -83

.1982ب ع ، السنة الثانية ، مصر ، دراسة ميدانية ألسر بعض املعاقني يف : آثار اإلعاقات على أسر ذوي اإلعاقة " ، ق يوسف اخلتاتنة ؛ عبد اخلال-84

، اجلزائر ، ديسمرب ة ، منشورات جامعة منتوري ، قسنطين14، العلوم اإلنسانية ، العدد " حمافظة أربد األردنية 2000.

، " احلاصل على جائزة نوبل يف االقتصاد - لقاء لورا واالس مع أمارتيا سن -احلرية صنو التقدم " واالس ؛ لورا ، -85مركز األهرام للترمجة والنشر ، : ، منشورات صندوق النقد الدويل ، تر41 ، الد 03التمويل والتنمية ، العدد .2004القاهرة ، مصر ، سبتمرب

: مذكـرات الليسانــس - ي

أسباب تأخر ممارسة الكرة الطائرة لدى فئة املعوقني حركيا يف " دمانة ؛ علي ، – عطية تناح ؛- أجمكوح ؛ نبيل -86 .1998، قسم التربية البدنية والرياضية ، دايل إبراهيم ، جامعة اجلزائر ، ) غري منشورة (، مذكرة ليسانس " اجلزائر

غري منشورة ( ، مذكرة ليسانس " ة قانونية وواقعية دراس: احلركة اجلمعوية يف اجلزائر " ، ن بن سانية ؛ عبد الرمح-87 .1998، املدرسة الوطنية لإلدارة ، اجلزائر ، ) : رسائـل املاجستيــر -ك

، رسالة " دراسة يف اخللفيات ، التفاعالت واألبعاد : ظاهرة اتمع املدين يف اجلزائر " بوجيت ؛ مليكة ، -88 .1997وم السياسية والعالقات الدولية ، جامعة اجلزائر ، ، قسم العل) غري منشورة (ماجستري

) غري منشورة (، رسالة ماجستري " دور املنظمات غري احلكومية يف الدفاع عن حقوق اإلنسان " شابو ؛ وسيلة ، -89 .2002قسم احلقوق والعلوم اإلدارية ، جامعة اجلزائر ،

: احملاضـرات واملؤمتــرات -ل

، ورقة مقدمة إىل مؤمتر العمل التطوعي واألمن يف " التجربة اجلزائرية : العمل التطوعي واألمن " أمحد ، حوييت ؛ -90 27/09/2000-25: اململكة العربية السعودية الفترة مابني بالوطن العريب ، أكادميية نايف العربية للعلوم األمنية

: املطبوعــات -م

، 2004ة بعدد مجعيات املعوقني املعتمدة بوالية غرداية ، لغاية شهر ديسمرب مطبوعة حتتوي على قائمة امسي-91 .صادرة عن مكتب اجلمعيات مبديرية التنظيم والشؤون العامة بوالية غرداية

من تنظيم مديرية النشاط االجتماعي بالتعاون مع وزارة العمل ) مطبوعة ( الندوة الوالئية للحركة اجلمعوية -92 . ديسمرب بوالية غرداية 30: الجتماعي يف والتضامن ا

: التقاريــر -ن

تقرير مرفوع لرئاسة اجلمهورية عن وضعية احلركة اجلمعوية يف اجلزائر الصادر عن الس األعلى للشباب سابقا -931998/1999.

.2005 التقرير الشهري الصادر عن مديرية النشاط االجتماعي بوالية غرداية لشهر جانفي -94 : املراسيـم والقوانيــن -س

. املتعلق بقانون اجلمعيات 03/12/1971: الصادر بتاريخ 79 -71 املرسوم رقم -95 . املتعلق بقانون اجلمعيات 21/07/1987: الصادر بتاريخ 15 -87: املرسوم رقم -96 .معيات املتعلق بقانون اجل04/11/1990: الصادر بتاريخ 31-90: املرسوم رقم -97 .2002 مايو 14: الصادرة بتاريخ 34: القانون اخلاص باملعوقني الصادر باجلريدة الرمسية العدد -98 ) 30 - د ( 3447: اإلعالن العاملي اخلاص حبقوق املعوقني املعتمد مبوجب قرار اجلمعية العامة لألمم املتحدة -99

.1975ديسمرب / كانون األول09: املؤرخ يف

: مراجـع باللغـة الفرنسيــة : Ouvrages Méthodologiques-A

01- ANGERS ; Maurice , Initiation pratique à la méthodologie des sciences sociales , Casbah éditions , Alger , 1997 . 02- BOUDON ; Raymond , les méthodes en sociologie , PUF , Paris , France , sn° éd , 1988 . 03- GRAWITZ ; Madeleine , Méthodes des sciences sociales , Ed Daloz , 5ème éd , Paris , France , 1981 . 04- COMBESSIE ; Jean- Claude, la Méthode en sociologie, Casbah éditions , Alger sn° éd , 1998 . B) Ouvrages concernant la société civile : 05- FERGUSON ; Adam , Essai sur l’histoire de la société civile , PUF/Léviathan , France , 1ère éd , 1992 . C) Ouvrages concernant les handicapées : 06- BOUCAN ; M-H et d’autres , Intimité , Secret professionnel et handicap , Editions Chronique Sociale , Lyon , France , sn° éd , 1998 . 07- COHEN ; Suzy , Handicapes , l’accueil depuis l’enfance , PUF , France , 1ère éd , 1999 . D) Ouvrages générales : 08- BOURDIEU ; Pierre – CHAMBORDON ; J.C – PASSERON ; J.C , Le métier de sociologue , Mouton Editeurs , Paris , France , 2ème éd , 1973 . 09- DE TOCQUEVILLE ; Alexis , de la démocratie en Amérique , Tome 02 , ENAG , Alger , 2ème éd , 1991 . 10- Groupe d’auteurs , Gramsci dans le texte , éditions sociales , Paris , France , sn° éd , 1977 . 11- HEGEL ; G.W , Principes de la philosophie du droit , trad. : Andrée Kaan Galimard , Paris , France , éd n° 01 , 1940 . 12- LAVILLE ; Jean-Louis – SAINSAULIEU ; Renaud , Sociologie de l’association des organisations à l’épreuve du changement social , Esclée de Brouwer , Paris , France , sn° éd , 1997 . 13- ROUSSEAU ; Jean –Jacques , Du contrat sociale , ENAG , Alger , sn° éd , 1989 .

E) Les Revues : 14- BOUDIDA ; Mostefa , « Rétrospective sur les droits des handicapes en algerie » , Horizon Educatif , n° 15 , édité par le centre national de formation des personnels spécialisées des établissements pour handicapées ( NFPH ) Constantine , Algérie , 1989 . 15- BENGHABRIT – REMAOUN ; Nouria et al , « Mouvements sociaux- mouvements associatif » , INSANIAT , n° 08 , mois mai – août 1999 (vol III, 2 ) , Editions du Centre de Recherche en Anthropologie Sociale et Culturelle , Oran , Algérie . 16- CHAULET ; Claudine , « Violence à part » , INSANIAT , n° 10 , mois janvier – avril 2000 (vol IV, 1 ) , Editions du Centre de Recherche en Anthropologie Sociale et Culturelle , Oran , Algérie . 17- DASTOLI ; Virgilio Pier , « La charte des droits fondamentaux de l’union européenne – le rôle de la société civile et des ONG » , Migrations Société , n° 71- vol 12 , du sept et oct 2000 , Editions du Centre d’Information et d’Etudes sur les Migrations Internationales ( CIEMI ) . 18- DEVEY ; Muriel , « la société civil , un acteur de demain » , Jeune Afrique l’intelligent , n° 2248 du 08 au 14/02/2004 , Paris , France . 19- GALISSOT ; René et al , « état et société civile » , l’homme et la société , n° 04 , l’Harmattan Editions , Paris , France , 1991 . 20- KEDDACHE ; Chérif , « Dépistage des handicapés dans la société algérienne » , Horizon Educatif , n° 16 , Edité par le Centre National du Personnels Spécialisés des Etablissements pour Handicapés , sn° éd , Constantine , Algérie , 2002 21- KOUADRIA ; Ali , « Scolarisation et formation de l’enfant handicape dans la société algérienne » Horizon Educatif , n° 09 , (CNFPH ) , Constantine , Algérie 22- LAKJAA ; Abdelkader et al , « le mouvement associatif en Algérie : réalité et perspectives » , Les Cahiers du CREAD , n° 53 , 3ème trimestre Alger , 2000 . D) Les Dictionnaires : 23- L’éditeur , Dictionnaire de Français , LAROUSSE , Paris , France , sn° éd , 2003 . E) Rencontres et Séminaires : 24- BEN LATRECHE ; Abdelouaheb , « La réinsertion sociale des personnes handicapées – le dispositif législatif » , Actes de la 3ème Rencontre Internationale , Organisée par le CNFPH , Constantine , du 08 au 09/05/1993 , Algérie .

F) Annuaires et circulaires : 25- ZEGAL ; Abdelkader , « le concept de la société civile et la transition vers le multipartisme » , l’Annuaire d’Afrique du Nord , CNRS , Paris , France , 1991 . 26- Circulaire « Vox Nostra » Peoples International n° 3-2 juin , 1991 . G) Rapports : 27- Rapport « Monographie de la wilaya de Ghardaïa » Année 2001 , Edité par la Direction de la Planification et de l’Aménagement du Territoire de la Wilaya de Ghardaïa , Mois de septembre 2002 .

قائمة الملحقـات

01: الملحق رقم

اــمجعيات املعوقني حركي لرؤساء موجهة

املدنـي اتمع"وان ـبعن, الثقافـي االجتماعختصـص علـم , ماجستري إطار إجنــاز رسالــة يف ".غرداية بوالية حركيـــا ني ميدانية جلمعيات املعوقدراسـة – اخلاصة االحتياجات يف التكفل بذوي ودوره

عـن األسئلـة بكـل اإلجابــةراجــيا , ارة االستم أضـع بني أيديــكم هده أن يشرفنــي إالســوف لن تستخدم , اعلمــا أن البيــانات اليت ستـدلــون , صراحــة وموضوعيـة

.العلمــيألغراض البحث

: مالحـظـــة

.كــلذليف اخلانة احملددة )x ( عالمة وضع الرجــاء • :ـدادــإعـ

كبــــار اهللا عبــد

2004/2005:الدراسيــــة السـنـــة

أنثى ذكر: الجنس -1 سنة:............................السن -2 )ة( أرمل )ة( مطلق )ة( متزوج )باء(أعزب: المدنيةالحالة -3 : التعليميالمستوى -4

دراسات عليا جامعي ثانوي متوسطابتدائي ) ة(أمي : المهنيةالوضعية -5 )ة(بطال ) ة(متقاعد ) ة(متعاقد ) ة( عامل : في؟) ين(غلتفهل تش, )ة(إذا كنت عامال-

زائر أجنبية متواجدة بالجشركة األعمال الحرة القطاع الخاص العام القطاع

:حركيا؟قين و أنت من فئة المعهل -6 ال نعم

: بالجمعية؟وارتباطاتك المتطلبات األسرية بينالتوفيق ) ين( تستطيعهل -7 ال نعم

:فهل يعود ذلك إلى؟, )ال( إذا كان جوابك بـ- أخرى التنقل والحركةوبةع ص اليوميةالحياة ضغوط في العملاإلجهاد

....................................................................................…………................... .....):ايه( أذكرها

................................................……….....:؟باالعتماد قرار رسمي على جمعيتكمحصلت ت أي سنة في -8

...................................................……….........................: نشاطاتكم؟تزاولونوأنتم , كم سنةمنذ -9

....................................……...................:؟ العدد اإلجمالي للمنخرطين بجمعيتكمماهو -10 ...................................………... .....: وعدد اإلناث..........................:الذكور هو عدد كم -

:أصحاء؟ ينشط معكم أفراد هل -11 ال نعم

: علىتمويلها تعتمد جمعيتكم في هل -12 ومية هبات من السلطات العم البر واإلحسانذوي من هبات إشتراكات األعضاء

مصادر أخرى لخارج امن هبات ...................…...……..........................................................:)يها(أذكرها

متعددة اإلهتمامات ترفيهي إجتماعي : جمعيتكم ذات طابع؟هل -13

ال نعم :به؟ون لديكم مقر تنشطهل -14 :فهل تحصلتم عليه من طرف؟, )نعم(بـإذا كان جوابك -

جهة أخرى واإلحسان ذوي البر )ة(منخرط)ة(معوق السلطات العمومية

................................................................................................…………...............:)يها(أذكرها

ةــات شخصيــبيان: األولالمحور

عن الجمعيةةـامـعبيانات: الثانيالمحور

: هل لديكم مكتبة خــاصة بالجمعيــة؟ -15 نعم ال

: بالجمعية؟ خاصة نقلوسيلة تمتلكون هل -16 ال نعم

:فهل هي؟, )نعم( بـجوابكإذا كان - حافلة كبيرة حافلة صغيرة سيارة

:في؟تتمثل , وسائل اإلتصال المتوفرة لذى جمعيتكمهل -17 بريد إلكتروني فاكس هاتف صندوق بريد

: تمتلكون وسيلة إعالمية ناطقة باسم جمعيتكم؟هل -18 ال نعم

: فهل هي؟, )نعم( بـجوابك كان إذا - جمعيات أخرىمع مشتركة إصدارات فصلية دورية مجلة جريدة تلفزيونيةحصة إذاعية حصة انترنيتموقع

:والطباعة؟ بالكتابة خاصة وسائل جمعيتكم تمتلك هل -19 ال نعم :في؟ تتمثل فهل, )نعم(بـ جوابك كان إذا - صغيرة مطبعة سحب آلة الورق تصوير آلة كومبيوتر راقنة آلة

:بالترفيه؟ خاصة وسائل تمتلكون هل -20 ال نعم

:هي؟ فهل, )نعم(بـ جوابك كان إذا أخرى ترفيهية وسائل رياضي عتاد فيديو تلفزيون

................................................................................................): يها(أذكرها : لجمعيتكم؟ تابعة عمل ورشة لديكم هل -21

ال نعم : ؟ ورشةهي فهل, )نعم(بـ جوابك كان إذا - أخرى تقليدية صناعة الفخار صناعة ونسيج خياطة .......................................................................................................................... ...):يها(أذكرها

:جمعيات؟ هي غرداية والية في المتواجدة المدني المجتمع جمعيات بأن ترى هل -22 نشطة غير النشاط متوسطة نشطة :بنسبة؟, في رعاية المعوقينجمعيتك لعبته الذي لدورا متقيي هل يمكن -23 25% 50 % 75 % 100 % :المجاالت؟ الدور هذا شمل هل -24

أخرى اإلعالمية التأهيلية الخدماتية ......................................................................................................................): يها(رهاكأذ

:؟مع اإلمكانيات المتوفرة لديكم تتماشى جمعيتكم في المنخرطين المعوقين مطالب هل -25 ال نعم

:إلى؟ ذلك يعود فهل, )ال(بـ جوابك كان إذا- التعجيزية المعوقين مطالب موارد الماديةال نقص الوسائل نقص

التكفلفيالجمعيةدور:الثالثالمحور

:؟ي ستقومون به مستقبالذديكم توقعات حسنة عن الدور الهل ل -26 نعم ال

..................................................................................................:لماذا؟, )ال(إذاكان جوابك بـ

: خدمات؟ هي حركيا المعوقين لصالح ابه تكفلتم التي الخدمات هل -27 أخرى ترفيهية تأهيلية طبية تحسيسية

...........………………………………………............................….…………………………..):يها(أذكرها

:الفئة؟ لهذه مادية مكاسب حققتم هل -28 ال نعم : في؟ تتمثل فهل, )نعم(بـ جوابك كان إذا -

أخرى حرفية ورشات تجارية محالت عمل مناصب ............................................................................................................:)يها(أذكرها

:على لتإشتم هل, جمعيتكم تقدمها التي الترفيهية النشاطات إطار في -29 أخرىثقافية تظاهرات سياحية تظاهرات رياضية رحالت

...................………………………………………………………………............................):.يها(أدكرها

:حركيا؟ للمعوقين إجتماعية سكنات على الحصول من تمكنتم هل -30 ال نعم

هذه من المستفيدين قينوالمع عدد فماهو, )نعم(بـ جوابك كان إذا - ......................................:السكنات؟

:يفة؟المك الصناعية باألجهزة المعوقين تزويد من كجمعية تمكنتم هل -31 ال نعم :إلى؟ ذلك يعود فهل) ال(بـ جوابك كان إذا - ىأخر لهذه األجهزة تسليمكم من)ONAAPH(مؤسسة تماطل الجمعية موارد قلة

...................................................................................................................:)يها(أذكرها

:جوهري؟ مشكل هو, المعوق إحتياجات حسب مكيف لمقر فقدانكم بأن)ين(تعتقد هل - 32

ال نعم

:؟ات جمعيتكملنشاط كبير عائق هو المادية اإلمكانيات نقص بأن) ين(ترى هل - 33 ال نعم

:في نقص ؟ يتمثل فهل, )نعم(بـ جوابك كان إذا - أخرى أمور النقل وسائل الرياضي العتاد مكتبية التجهيزات واللوازم ال

..........................................................................................................................:)يها(أذكرها

:مباشرة؟ بصفة يواجهكم حقيقيا عائقا المالي لتمويلل مصادر غياب يعتبر هل - 34 ال نعم

توصلكم دون الخاصة بالمعوقين عائقا آخر يحول ,التكنولوجية الوسائل بعض غياب بأن) ين(تعتقد هل - 35 : حركيا؟ عوقللمللترقية المالئمة

ال نعم

الجمعية معوقات:الرابعالمحور

02: الملحق رقم

رـــــ اجلــزائــجــــامعة

واالجتماعية اإلنسانية العلوم كلية االجتمــــاعم ـــ علقســم

اــ حركينــاملعوقي لألشخـاص ةــموجه

يف التكفل بذوي ودوره املدنـي اتمع"وان ـبعن, الثقافـي االجتماعختصـص علـم , ماجستري إطار إجنــاز رسالــة يف ".غرداية واليةب حركيـــا ني ميدانية جلمعيات املعوقدراسـة – اخلاصة االحتياجات

عـن األسئلـة بكـل اإلجابــةراجــيا , االستمارةه ذ أضـع بني أيديــكم هأن يشرفنــي إالســوف لن تستخدم , اعلمــا أن البيــانات اليت ستـدلــون , صراحــة وموضوعيـة

.العلمــيألغراض البحث

: مالحـظـــة

.كــلذلدة يف اخلانة احملد )x ( عالمة وضع الرجــاء • :ـدادــإعـ

كبــــار اهللا عبــد

2004/2005: الدراسيــــة السـنـــة

أنثىذآر : الجنس-1 :..................................... الســن-2 : الحالة المدنية -3

)ة(أرمــل) ة(مطلــق) ة (متــزوج) ة (أعـــزب :توى التعليمي المس-4

عليا دراسات جـامعي ثانوي متوسط ابتدائي) ة (أمي : الوضعية المهنية -5

) ة( بطال) ة(متقاعد) ة(متعاقــد) ة (عامل :في؟) ين( فهل تشتغل،))ة(عامل (إذا آان جوابك- الحرة األعمال أجنبية متواجدة بالجزائر شرآة الخاص القطاع العام القطاع

: هل إعاقتك؟-6 متعددة فقط حرآية

:الدرجة؟ هل تعتبر إعاقتك من -7 العميقة المتوسطة الخفيفة

: حرآيا؟ قينولمعفي جمعية ) ة( هل أنت عضو-8 ال نعـــم .................…………………....................……… .....: هذه الجمعيةاسم) ي(أذآر) ـــمنع (جوابك آان إذا- :إليها هـي؟ ) ين( الجمعية التي تنتمي هل -9

جهوية جمعية والئية جمعية محلية جمعية

:هل هي ذات؟, في والية غردايةحرآيا رأيك في أداء جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالمعوقين وما ه -10 ضعيف أداء متوسط أداء جيد أداء

:بأن نشاطات جمعيتك؟) ين( هل ترى -11 المستوى المطلوبدون المستوى المطلوب في

:هل جمعيتك تقوم بنشاطات ؟-12 سنوية فصلية شهرية شهرية نصف أسبوعية

: على الطابع؟جمعيتك نشاطات اقتصرتهل , حسب رأيك-13 آخـر فقط التحسيسي فقط الترفيهي فقط االجتماعي

):.يه (أذآره : جمعيتك؟عن أداء )يه(هل أنت راض-14

ال نعم :إلى, فهل يعود عدم رضاك) ال ( آان جوابك بـ إذا -

):يه(أذآره آخرة في العمل المصداقيغياب الداخلية الصراعات التسيير سوء : قد لعبت الدور المطلوب منها وفق تطلعاتك؟, الجمعيةبأن هذه ) ين( هل تعتقد-15

ال نعم : المحلية؟ مهم ضمن بيئتك اجتماعي مرآز إلى لالرتقاء هل ساعدتك جمعيتك -16 ال نعم : ؟تجاهك بأن جمعيتك قد قامت بواجباتها) ين( هل تعتقد -17 ال نعم :فهل هي؟, )نعم( إذا آان جوابك بـ - ما نوعا معتبرة معتبرة جد

ةــــــــــ شخصياتــــــــبيان: األول ورـــــالمح

يـع المدنـ المجتمدور جمعيات : الثاني المحور

:هل أنت؟, جمعيتكا ماهي درجة رضاك عن الخدمات التي تقوم به-18 )يه ( راضغير نوعا ما )يه (راض )يه (راض

:؟الخاص بالمعوقين هل تكفلت بك جمعيتك في مجال الطب -19 ال نعــم

: قين؟والمعب الخاصة االصطناعية األجهزة اقتناء هل ساعدتك في -20 ال نعم : في؟تتمثل فهل ,)نعم( بـك آان جوابإذا -

مكيفةاصطناعية أعضاء خاصة بالمعوقين عصي متحرآة آراسي

: هل وفرت لك تكوينا متخصصا؟-21 ال نعم

: عدتك جمعيتك في الحصول على وظيفة مناسبة؟ هل سا-22 ال نعم

: ؟ والتكفل بمصاريفـه على الزواجبتشجيعك جمعيتكهل قامت , االجتماعية في إطار نشاطاتها -23 ال نعم

: ؟يالنفسل الطب هل تكفلت بك في مجا-24 ال نعم

على ممارسة المشجعةهل وفرت لكم هذه الجمعية اإلمكانيات المعنوية والمادية , والرياضيةالترفيهية في إطار نشاطاتها -25 : ؟وقينمعالرياضة

ال نعم

: هل لديك شعور بوجود مناخ ديمقراطي داخل جمعيتك؟-26 ال نعم

: الممارسة الديمقراطية إلى؟غيابفهل يعود ,)ال( آان جوابك بـإذا -

المحسوبيةوجود المسير بين األعضاء والفريق التشاور غياب الرئيس دآتاتورية

....................................................................................):.........................يها(أذآرها أمور أخرى.........................................................................................................................................................

:ك؟ لجمعيتالمسير الفريق في هل لديك ثقة تامة -27 ال نعم :أسباب عدم الثقة؟) ي(أذآر): ال(إذا آان الجواب بـ-

1. ..................................................................................................................................... 2. ..................................................................................................................................... 3. .....................................................................................................................................

: المبرمجة من طرف جمعيتك؟اطاتالنشفي ) ين( هل تساهم-28 ال نعم

: فهل يحدث ذلك؟,)نعم(إذا آان جوابك بـ - نادرا أحيانا دائما

: التي ستقوم بها جمعيتك مستقبال ستكون؟النشاطاتبأن ) ين( هل تعتقد-29 سيئة سيئة وال حسنة ال حسنة

نــ بالمعوقيلـالتكف: الثالث المحور

تعاني من معوقات؟جمعيتكبأن ) ين( تعتقدهل -30 معااالثنان معنوية مادية

: يتمثل في غياب مقر مستقر؟, بأن أآبر مشكل تعانون منه آمعاقين وآجمعية) ين(ترى هل -31 ال نعم

:بوعودهم لكم بالمساعدة؟التزموا ن قد يوبأن المسؤولين المحل) ين( تعتقدهل -32 أعرف ال ال نعم :أن مساعداتهم؟) ين(فهل ترى) نعم(بـإذا آان جوابك - ة آافيغير متوسطة آافية

: ؟ ةــــالزمــالالمواطنون اإلعانات لكم قدم هل -33 ال أعرفال نعم

: يحدث ذلك؟فهل ,)نعم(إذا آان جوابك بـ - ناذرا أحيانا دائما

:؟قضيتكم دعمت, المحليةاإلعالمبأن وسائل ) ين( ترىهل -34 أعرف ال ال نعم

: رأيك هل الجهة التي يتوجب عليها دعم جمعيات المعوقين هي؟حسب -35 السلطات العمومية أولياء المعوقين ذوي البر واإلحسان جهات أخرى

)يها(أذآرها

ع المـدنيـ المجتماتـجمعي اتـمعوق: الرابعالمحور

03: الملحق رقم

اإلعالن اخلاص حبقوق املعوقني : فهرس حقوق اإلنسان

1975ديسمرب / كانون األول9املؤرخ يف ) 30- د) 3447اعتمد ونشر على املأل مبوجب قرار اجلمعية العامة لألمم املتحدة

ة العامة،إن اجلمعي

علي تشجيع رفع مستويات املعيشة املتحدة علي أنفسها، مبوجب امليثاق، بالعمل مجاعة وفرادى، وبالتعاون مع املنظمة، إذ تذكر العهد الذي قطعته الدول األعضاء يف األمم والنماء يف امليدان االقتصادي واإلمجاعي، وحتقيق العمالة الكاملة وهتيئة ظروف تتيح التقدم

االجتماعية، املعلنة يف امليثاق، اإلنسان واحلريات األساسية، ومببادئ السلم، وكرامة الشخص البشري وقيمته، والعدالة تؤكد من جديد إمياا حبقوقوإذاخلاص حبقوق املتخلفني عقليا، وكذلك اإلنسان والعهدين الدوليني اخلاصني حبقوق اإلنسان، وإعالن حقوق الطفل، واإلعالن وإذ تشري إيل مبادئ اإلعالن العاملي حلقوق

للتربية والعلوم والثقافة ومنظمة الصحة دساتري واتفاقيات وتوصيات وقرارات منظمة العمل الدولية ومنظمة األمم املتحدة املعايري اليت سبق إقرارها للتقدم االجتماعي يف ت املعنية،الطفولة وغريها من املنظما العاملية ومؤسسة األمم املتحدة لرعاية

املعوقني، بشأن الوقاية من التعويق وتأهيل1975مايو / أيار6املؤرخ يف ) 58-د (1921واالجتماعي وإذ تشري كذلك إيل قرار الس االقتصادي وتأهيلهم،محاية املعوقني، جسمانيا وعقليا وتأمني رفاهيتهم وإذ تنوه بأن إعالن التقدم واإلمناء يف اال االجتماعي نادي بضرورة

قدراهتم يف أكرب عدد من ميادين النشاط املتنوعة، وضرورة العمل ضرورة الوقاية من التعويق اجلسماين والعقلي وضرورة مساعدة املعوقني علي إمناء وإذ تضع نصب عينيها إدماجهم يف احلياة العادية، قدر املستطاع علي

حلاضرة من منوها، أن ختصص هلذه الغاية سوي جهود حمدودة،ا وإذ تدرك أن بلدانا معينة ال تستطيع، يف املرحلةاإلعالن أساسا مشتركا حلماية هذه احلقوق ومرجعا بشأن حقوق املعوقني، وتدعو إيل العمل، علي الصعيدين القومي والدويل، كيما يصبح هذا تصدر رمسيا هذا اإلعالن

موحدا لذلك،

أو االجتماعية العادية بسبب قصور خلقي أو غري /ضرورات حياته الفردية و يؤمن بنفسه، بصورة كلية أو جزئية،أي شخص عاجز عن أن" املعوق"يقصد بكلمة .1 .قدراته اجلسمانية أو العقلية خلقي يف

ييز علي أساس العنصر أو اللون أو اجلنس أواملعوقني دون أي استثناء وبال تفرقة أو مت يتمتع املعوق جبميع احلقوق الواردة يف هذا اإلعالن، ويعترف ذه احلقوق جلميع .2 .الثروة، أو املولد، أو بسبب أي وضع آخر ينطبق علي املعوق نفسه أو علي أسرته اللغة أو الدين، أو الرأي سياسيا أو غري سياسي، أو األصل الوطين أو االجتماعي، أو

ملواطنيه وخطورة أوجه التعويق والقصور اليت يعاين منها، نفس احلقوق األساسية اليت تكون منشأ وطبيعةللمعوق حق أصيل يف أن حتترم كرامته اإلنسانية وله، أيا كان .3 .حبياة الئقة، تكون طبيعية وغنية قدر املستطاع الذين هم يف سنه، األمر الذي يعين أوال وقبل كل شئ أن له احلق يف التمتع

من اإلعالن اخلاص حبقوق املتخلفني عقليا علي أي تقييد أو إلغاء للحقوق7الفقرة يتمتع ا سواه من البشر، وتنطبقللمعوق نفس احلقوق املدنية والسياسية اليت .4 .املذكورة ميكن أن ميس املعوقني عقليا

.االستقالل الذايت للمعوق احلق يف التدابري اليت تستهدف متكينه من بلوغ أكرب قدر ممكن من .5

وأجهزة التقومي، ويف التأهيل الطيب واالجتماعي، ويف التعليم، ويف التدريب والتأهيل لعالج الطيب والنفسي والوظيفي مبا يف ذلك األعضاء الصناعيةللمعوق احلق يف ا .6ود وتعجل بعملية إدماجه أو إعادة إدماجه من إمناء قدراته ومهاراته إيل أقصي احلد املهنيني، ويف املساعدة، واملشورة، ويف خدمات التوظيف وغريها من اخلدمات اليت متكنه

.اتمع يف

حسب قدرته، يف احلصول علي عمل واالحتفاظ به أو يف مزاولة مهنة مفيدة للمعوق احلق يف األمن االقتصادي واالجتماعي ويف مستوي معيشة الئق، وله احلق، .7 .ويف االنتماء إيل نقابات العمال ومرحبة وجمزية،

.التخطيط االقتصادي واالجتماعي حلق يف أن تؤخذ حاجاهتم اخلاصة بعني االعتبار يف كافة مراحلللمعوقني ا .8

يتعلق وال جيوز إخضاع أي معوق، فيما. مجيع األنشطة االجتماعية أو اإلبداعية أو الترفيهية للمعوق احلق يف اإلقامة مع أسرته ذاهتا أو مع أسرة بديلة، ويف املشاركة يف .9وجيب أن فإذا حتمت الضرورة أن يبقي املعوق يف مؤسسة متخصصة،. املرجو له من هذه املعاملة مة، ملعاملة مميزة غري تلك اليت تقتضيها حالته أو يقتضيها التحسنباإلقا

.سنهاحلياة العادية لألشخاص الذين هم يف تكون بيئة هذه املؤسسة وظروف احلياة فيها علي أقرب ما يستطاع من بيئة وظروف

.متييزية أو متعسفة أو حاطة بالكرامة جيب أن حيمي املعوق من أي استغالل ومن أية أنظمة أو معاملة ذات طبيعة .10

ضد املعوق وإذا أقيمت . أن مثل هذه املساعدة ال غين عنها حلماية شخصه أو ماله جيب أن ميكن املعوق من االستعانة مبساعدة قانونية من ذوي االختصاص حني يتبني .11 .تامة قضائية وجب أن تراعي اإلجراءات القانونية املطبقة حالته البدنية أو العقلية مراعاة دعوى

.من املفيد استشارة منظمات املعوقني يف كل األمور املتعلقة حبقوقهم .12

.قوق اليت يتضمنها هذا اإلعالنكامال باحل يتوجب إعالم املعوق وأسرته وجمتمعه احمللي، بكل الوسائل املناسبة، إعالما .13

04: الملحق رقم

05: الملحق رقم

06: الملحق رقم

07: الملحق رقم

08: الملحق رقم

09: الملحق رقم