منتدى اإلصالح العريب ة عملـورش

مـتـابـعـة "إصالح التعليم يف مصر"مؤمتر 2005 أغسطس 4-3يومي

1

كلمة السيد الرئيس حممد حسىن مبارك

"تطوير التعليم"أمام مؤمتر 2004 أغسطس 30

مبكتبة اإلسكندرية

2

واألخواتاإلخوة األبناء الطالب والطالبات

، مصريف مستهل هذا اللقاء املوسع حول تطوير التعليم يفث إليكم اليوم يسعدين أن أحتد بداية مرحلة جديدة من مراحل احلوار الوطين البناء حول كافة القضايا اليت حتتـل يفالذي ينعقد

اآلراء بني كافـة يف الرؤية والتقاء يفحوار يقوم على انفتاح . اهتمامات اجملتمع يفأولوية متقدمة حتقيقا ألهدافنا القومية ، عملنا الوطين يف إطار من تعزيز املشاركة الشعبية واجملتمعية يف، األطراف

. التنمية الشاملة واملتكاملةيف

وارتباطها بتطوير وحتسني احليـاة ، ورغم تعدد القضايا ذات األولوية للمجتمع املصري فقد ، على مدى الشهور القادمةواليت سنعقد اجتماعات موسعة متتالية ملناقشتها ، رض مصر أعلى

حرصت على استثمار هذا اللقاء ملواصلة احلوار القومي حول قضية التعليم اليت أرى أهنا أحـد كما حرصت على توسيع إطار هذا احلوار لكي يشمل التعليم بشقيها ، القضايا احملورية واملصريية

تواصلة ومتطورة وال ميكن الفـصل بـني إميانا منا بان العملية التعليمية م ، اجلامعي وقبل اجلامعي كما ال ميكن الفصل بينها وبني قضايا التنمية اجملتمعية األخرى اليت حنرص على أن يـتم ، أجزائها

. إحراز تقدم متوازن فيها مجيعا

باعتباره ركنـا ، أن التعليم هو أساس النهضة -وستظل-فقد ظلت دائما نقطة انطالقنا وعلـى ، القائمة على الفكر املتطـور اجلديـد ، لة العصرية املنفتحة أساسيا من أركان بناء الدو

يف إطار من اإلميان املتزايد بأن التنمية البشرية هـي أحـد الـدعائم ، املشاركة اجملتمعية الواعية . الرئيسية للتنمية الشاملة بأبعادها السياسية واالقتصادية واالجتماعية

الثمانينيات قد انطلقت من يفيم والقضاء على األمية وإذا كانت نظرتنا إىل االرتقاء بالتعل التحدي الرئيسي أمامنـا أصبحفقد ، إطاره األولويات وخطوات التنفيذ يفمنظور داخلي حددنا

على حنو يتيح لنا قدرا متزايدا من االندماج مع العـامل ، اليوم هو مواكبة املعايري الدولية يف التعليم . ا على احلضارات والثقافات واجملتمعات األخرىويعزز من انفتاحن، اخلارجي

ويف إتاحـة التعلـيم ، فقد حققنا بالفعل جناحا كبريا يف تطوير البنية األساسية التعليمية إال أن املسئولية حتتم ، للجميع وتوفري فرص متكافئة بني الذكور واإلناث تتفق مع املعدالت العاملية

بان منتج التعليم النهائي يف مصر ال يزال يف حاجـة - بكل صراحة ووضوح -علينا أن نعترف

3

حىت حيقـق ، إىل قدر كبري من التطوير والتحديث وصوال إىل اآلفاق املرجوة من اجلودة والكفاءة :واليت ميكن إجياز أمهها فيما يلي، التعليم أهدافه الرئيسية اليت تتفق مع روح العصر

ويتطلب ذلك اهتمامـا ، مضاعفة روح االبتكار و اإلبداع و، تعزيز التوجه حنو جمتمع املعرفة :أوال

بإتاحة فرص جديدة للتعليم لألطفال يف ، اكرب بكافة املراحل بدءا من مرحلة الطفولة املبكرة ملا لذلك من اثر علـى ، وخاصة ألطفال األسر ذات الدخل احملدود ، مرحلة ما قبل املدرسة

وبالتـايل خفـض ، لك وضمان عدم تسرهبم منه استمرارية هؤالء األطفال يف التعليم بعد ذ . نسب األمية اليت يتعني بذل جهود إضافية للقضاء عليها هنائيا

وتعظيم فرص جناحه يف حتقيق طموحاته الشخصية جنبـا ، مضاعفة القدرة التنافسية للشباب :ثانيا

دراته على وتعزيز ثقة الشباب بالنفس من خالل دعم ق ، مع حتقيق أهدافنا القومية بإىل جن . املنافسة الشريفة كل يف جمال ختصصه

عي للتـوازن بـني احلقـوق تعميق روح االنتماء وحب الوطن القائمة على اإلدراك الـوا :ثالثا

تلك الروح اليت ستعزز من مشاركة الشباب يف كافة جوانب النهضة على ارض ، والواجباتياء األمور من خـالل تقليـل فضال عن تعميق هذه الروح لدى أول ، مصر من منطلق ذايت

. إنفاقهم تدرجييا على حتسني املستوى التعليمي ألبنائهم خارج املؤسسات التعليمية

مـن ، ز متاسك نسيجه االجتماعي والـديين وتعزي، ترسيخ القيم األصيلة للمجتمع املصري :رابعاته بغض النظـر خالل دعم آليات حتقيق العدالة االجتماعية واملساواة يف فرص التعليم وجود

. عن املستوى االجتماعي أو القدرة املادية

تعزز من الرؤية املتكاملة القائمة علـى أن ، بية فاعلة يف املدارس واجلامعاتخلق حياة طال :خامسااالجتماعيـة -وتؤكد على تكامل األنـشطة الطالبيـة ، الطالب هو حمور العملية التعليمية

املعرفية وهدفنا من ذلك خلق أجيال جديدة قادرة علـى مع النواحي العلمية و -والرياضية ومؤمنة مبفاهيم التحاور والتواصل واإلقناع بعيدا عـن ، ندماج مع الغري داخليا وخارجيا اال

. التناحر والتشدد والتطرف

4

من خالل توجيه التعليم لتوفري التخصصات واخلـربات الـيت ، احلد من مشكلة البطالة :سادساومن خالل ختريج شباب مؤهل تأهيال عاليا يتفق مع ، مل الداخلي من جهة حيتاجها سوق الع

تسعى الدول واجملتمعات األخرى لالستفادة من خرباتـه ، املعايري الدولية للتعليم والتدريب . مما خيفف الضغط على سوق العمل الداخلي من جهة أخرى، وإمكاناته

بينه وبني التعليم الثـانوي والتعلـيم ويقتضي ذلك اهتماما خاصا بالتعليم الفين والربط اإلنتاج يف احلكومة والقطاع تمن خالل جهد مشترك تقوم به مؤسسات التعليم ومؤسسا ، العايلكما يقتضي ذلك أيـضا . للتوصل إىل تعليم فين حيد من مشكلة البطالة وال يضيف إليها ، اخلاصلشريف باعتباره املنرب الرئيسي للعلـوم تعزز مكانة األزهر ا ، تطورا للتعليم األزهري أكثرنظرة

. اءحواملدافع األساسي عن القيم واملبادئ اإلسالمية السم، اإلسالمية املستنرية

واألخواتاإلخوة أبنائي الطلبة والطالبات

فمن الضروري أن نوىل اهتماما متزايـدا ، حىت حيقق تطوير التعليم أهدافه للفرد واجملتمع وان ننظر إليها من منظور عصري يقوم علـى أن ، ئيسية للعملية التعليمية بعدد من املكونات الر

وقد اثبت التقييم العلمي لتجربتنا يف تطوير التعليم خـالل ، تطوير التعليم عملية دائمة ومستمرة تقوم على أولويات ، سياسة تعليمية جديدة يف املرحلة القادمة إتباعالعشرين عاما املاضية ضرورة

أرى أن تركز على ، وتأخذ يف احلسبان اخلصائص الذاتية للمجتمع املصري ، ح العصر تتفق مع رو :احملاور الرئيسية التالية

لتركز على مفـاهيم ، تطوير مناهج العملية التعليمية وأساليب التدريس يف املراحل املختلفة :أوالوالبد أن يكون هذا . ولتزيد قدرة الطالب على تنمية معرفته طوال حياته ، احلاضر واملستقبل

مما يتطلب االهتمام املتزايد بتعليم ، التطوير مستمرا ومتجددا ومتصال مبا حيدث يف العامل كله وتطوير مناهجها لتتجاوز اإلملام بالقراءة والكتابة فحسب إىل -وأوهلا اللغة العربية -اللغات

ريها من علوم العـصر استخدامها كأساس لتعميق املعرفة بالعلوم والرياضيات واآلداب وغ . احلديث

ويرتبط بتطوير املناهج دمج التكنولوجيات املتطورة يف التعليم والتدريب وربطها باملفاهيم قيـاس أداء أسـاليب وحتديث ، وتطوير نظم االمتحانات ، التكنولوجية احلديثة يف احلياة العملية

5

ويهـدف ، ى البحث واالبتكار وقدرات الطالب وإعادة بنائها على منظور جديد حيفز الطالب عل متيزا يتفق مع قـدراهتم وحيقـق أكثرولتوجيههم حنو تعليم ، لالكتشاف املبكر للنوابغ واملتميزين

. للوطن أقصى استفادة

، تنمية مهارات املعلم وعضو هيئة التدريس من خالل التدريب واالحتكاك اإلقليمي والدويل :ثانيا، ه املادي والنفسي الذي سيضاعف من قدرته على العطـاء واالهتمام املستمر بتعزيز استقرار

. حزما للمكافأة واحملاسبة يقوم على أسس موضوعيةأكثرمع ربط ذلك بنظام

تقوم علـى التـرخيص ، والبد يف هذا اإلطار من النظر يف مزايا تطبيق سياسات جديدة باسـتمرار التـدريب وربط ذلك ، املتجدد كل عدد من السنوات للممارسني للتعليم والتدريس

. وتنمية القدرات واإلملام بأخر متغريات العصر

، التوسع بشكل كبري يف تطبيق الالمركزية يف إدارة العملية التعليمية يف احملافظات املختلفـة :ثالثامع احلفاظ على توجه قومي واحد حندد من خالله األسس واألهداف واملعايري العملية الـيت

ولدينا جتارب ناجحة يف هذا اجملال يف . ل مؤسسة تعليمية على أرض مصر جيب أن تلتزم هبا ك حتقيقـه ينبغيالعديد من احملافظات ميكن أن تشكل أساسا لتجارب اكثر اتساعا تتفق مع ما

وحتقق الدعم اجملتمعي املتزايد للعملية التعليمية بدءا من التخطيط إىل اختاذ القرار ، من أهداف .والتنفيذ والتقييم

مما يستلزم تعزيز ، تعميق اإلحساس بان العملية التعليمية هي عملية جمتمعية يف املقام األول :رابعادور القطاع اخلاص والقطاع غري اهلادف للربح واجملتمع املدين يف تـوفري البنيـة األساسـية

للتعلـيم يف يف إطار حيقق األهداف القومية وخيضع للمعايري املوحدة ، الالزمة للتعليم وإدارهتا ويشمل ذلك إقامة جامعات أهلية وخاصة ومدارس تعاونية ومنوذجية وغريهـا مـن ، مصر

املنشآت التعليمية اليت تعزز من اندماج التعليم مع حركة التطوير والتحـديث الدائمـة يف . اجملتمع

نظرة مستقبلية ثاقبة ألسلوب املشاركة اجملتمعية الفاعلـة - دون شك -ويتطلب ذلك احلكومة يف حتقيق التوسع املطلوب لتوفري املؤسسات التعليمية الالزمـة ملواجهـة الزيـادة مع

وفقا للمعدالت 2017 مليون نسمة عام 94اليت ستصل بعد سكان مصر إىل ، السكانية املطردة ن وكذا لضمان اجلودة وحتقيق املساواة يف العملية التعليمية رغم ما ستخلفه هذه الزيادة م ، احلالية

. ضغط متزايد

6

، وتوفري مستلزمات البحث للطلبة يف كل املراحل التعليميـة ، دعم ثقافة البحث العلمي :خامساوحيقق االستفادة املثلـى ، حىت يصبح البحث العلمي جزء من النسيج املكون لتفكري الطالب

توى الفكري من اخلربات النسبية للمجتمع املصري واخلربات األجنبية املختلفة لالرتفاع باملس . للمعيشةأفضلواحلضاري وحتقيق مستوى

والعمل علـى ، االهتمام بذوي االحتياجات اخلاصة يف العملية التعليمية مبراحلها املختلفة :سادسا قدرة على متكينهم من حتقيق فرص تعليمية أكثرتطوير األبنية والوسائل التعليمية حىت تصبح

. خدمة اجملتمعمتكافئة ختلق منهم عناصر فاعلة يف

وان تنفرد كـل ، أن تتسم املناهج والربامج التعليمية يف املرحلة اجلامعية باملرونة والتنوع :سابعاوتعكـس شخـصيتها املـستقلة ، جامعة وكل كلية بأساليب تعليم خمتلفة متيزها عن غريها

قادرين على ألكفأ العناصر من أعضاء هيئة التدريس والباحثني ال أفضلويتطلب ذلك اختيارا وتعزيزا دائما لقدراهتم العلمية ، استخدام البحث العلمي إلحداث مزيد من التطوير والتقدم باإلضـافة إىل نظـم مبتكـرة ، من خالل التدريب واالتصال الوثيق مع اجلامعات املتقدمة

طـى لالختيار والتعيني والترقية والتقييم تطبق يف مؤسسات التعليم اجلامعي و العايل حبيث تع وتضمن احلرية للمؤسسات التعليمية يف استمرار األكفأ واألكثر متيزا ويتم ، األولوية للكفاءة

. وضعها بالتنسيق بني احلكومة وأعضاء هيئة التدريس

إتاحة أماكن جديدة الستيعاب أعداد مضاعفة من شباب مصر باجلامعات والتعليم العـايل :ثامنااليت ، فف من حدة آثار الثانوية العامة على األسر املصرية مما خي ، خالل العشر سنوات القادمة

. يف توفري تعليم عال جبودة متميزة ألبنائها-وهذا حقها -ترغب

وتقسيم اجلامعات الكـبرية ، وسيستدعى ذلك أن تيسر احلكومة إنشاء جامعات جديدة كة اجملتمعيـة يف وحتقق مزيدا من املـشار ، إىل جامعات اصغر حجما تغطى نطاقا جغرافيا أوسع

يف إطار من االلتزام الكامل باملعايري التعليمية اجلديدة الـيت سـيتم تطويرهـا ، العملية التعليمية . باستمرار

وعلى احلكومة أن جتعل من هذا التوجه املتكامل لتطوير التعليم بداية لسياسات شـاملة ملصري وسيتطلب ذلك من كـل متكاملة حنو رفع اجلودة يف كافة اخلدمات اليت تقدم للمواطن ا

أن حتدد معايري اجلودة اليت جيب الوصول إليها ومؤشرات التقييم اليت - إنتاجية أم خدمية -جهة

7

مما سيزيد من قـدرتا ، وان ختضع مجيعها لتقييم األداء واالعتماد من جهات حمايدة ، إتباعهاينبغي . التنافسية ويعزز من استجابتنا لتطلعات مواطنينا

واألخوات خوةاإل

األبناء الطلبة والطالبات

، قضية جودة التعلـيم 2003لقد طرحت يف كلميت أمام جملسي الشعب والشورى عام . فضل السبل والوسائل لتحقيق ذلكأ حوارا قوميا وشعبيا وفنيا حول وبدأنا

واليوم فقد بلورت املناقشات اتفاقا يف الرأي على أمهية إنشاء هيئـة لـضمان اجلـودة تتابع األداء اإلداري والعلمي والتربوي للمؤسسات التعليمية بكافة أنواعها وتضمن ، واالعتماد

كما تتأكد من توصل هذه املؤسسات إلعداد خريج منتم لوطنـه مؤهـل ، جودة اخلدمة املقدمة . خلدمته وقادر على املنافسة العاملية

، ن اجلودة واالعتماد يف التعليم وقد انتهت احلكومة من مشروع القانون املنشئ هليئة ضما وتـسعى ، كهيئة مستقلة تتمتع باحلياد والشفافية هلا شخصية اعتبارية وتتبع رئيس اجلمهوريـة

وإلزكاء مبـدأ ، الكتساب ثقة اجملتمع املصري والدويل يف خمرجات املؤسسات التعليمية يف مصر . قيم التميـز يف مؤسـسات التعلـيم وإلعالء ، املشاركة اجملتمعية يف الرقابة ودعم مناخ اجلودة

متـضمنا األطـر ، وسوف أحيل مشروع القانون إىل جملس الشعب يف دورته القادمة العتماده الزمنية اليت لو التزمنا هبا نكون قد وضعنا اللبنة األساسية ملرحلة جديدة يف تطـوير التعلـيم يف

يف إطـار ، الدولية املتعارف عليها وترقى به إىل املستويات ، تركز على جودة منتج التعليم ، مصر . خططنا اهلادفة لالعتماد املتزايد على الشباب املؤهل يف كافة مواقع العمل الوطين

واألخواتاإلخوة

يف احلكومة واهليئات التعليمية والقطاع اخلاص ، يف هناية حديثي أود التأكيد عليكم مجيعا سي لتحقيق األهداف والطموحات اليت نـسعى أن التكاتف بينكم مطلوب وأسا ، واجملتمع املدين

، حلـادي والعـشرين اإليها مجيعا للنهوض بالعملية التعليمية لتواكب متطلبات جمتمعنا يف القرن واملصاحل مشتركة للوطن ال فارق بني حكومة وقطاع خـاص ، فاملسئولية تضامنية ال ميكن جتزئتها

8

، يسي جلميع قطاعات الدولة وللمجتمـع بأسـره فاالرتقاء بالتعليم هو السند الرئ . وجمتمع مدين . ولالرتقاء باإلنسان املصري الذي جيب أن يكون هدف كل مصري وكل مصرية

- اليت سامهت بإجيابية يف خروج هذا التوجه إىل النور -وكلى ثقة أن احلكومة اجلديدة قية األطراف الفاعلـة يف يف إطار من االنفتاح املتزايد مع ب ، ستلعب الدور املنوط هبا لدعم تنفيذه

ويف ، مما سيدعم روح العمل اجلماعي يف تطوير وحتديث العملية التعليمية يف مجيع مراحلها ، اجملتمع . النهوض املستمر بشباب مصر وعماد مستقبلها

وإذ أتطلع ملتابعة مناقشتكم التفصيلية حول هذا املوضوع احليوي واحملوري ملستقبل مصر يوفقنا مجيعا أنأدعو اهللا ، تقترحونه من سياسات وإجراءات وللتعرف على ما ،و أجياهلا القادمة

. واىل حتقيق تطلعات أبناءه يف مستقبل مشرق بإذن اهللا، إىل ما فيه اخلري للوطن

والسالم عليكم ورمحة اهللا وبركات

9

مقدمة

سراج الدينإمساعيل. د

10

11

التعليم ما قبل املدرسي

12

:مقدمة

دورا كبري يف تشكيل مالمح األوىل تهطفول سنوات مرحلة ما قبل ميالد اإلنسان و تلعببناء أي فرد هو نتاج تراكمي جملموعة من التأثريات واخلربات السابقة أو ف. شخصيته ومنط تفكريه

كافة اجملتمعات بدءا مـن يف، تنامي االهتمام بالطفولة أدى إىل وهو ما . املصاحبة اليت يتعرض هلا على املـستوى توقيع االتفاقيات اخلاصة حبقوق الطفل ووجد انعكاسه يف ، دايات القرن املاضي ب

وتتابعت اجلهـود ، وعلى املستوى احمللي مت إصدار وثيقيت عقد محاية الطفل األول والثاين . الدويلحـد املبذولة لتنمية إمكانات وقدرات الطفل املصري مبا يواكب احتياجات ومتغريات القرن الوا

. والعشرين

:االهتمام بالطفل قبل مرحلة املدرسة

انطالقا مما تقدم كان البد أن يبدأ االهتمام بتكوين الطفل املصري بدءا من مرحلة تكوين ومنها مرحلة رياض األطفال وبعد أن أصبح واضـحا ، إىل مراحل التعليم املختلفة امتدادا األسرة

، ضـرورة وطنيـة هيوإمنا ، ترفا خيتص به امليسورون وحدهم هذه املرحلة مل تعد يف أن التربية . وفريضة اجتماعية، وحتمية تربوية

مؤسسة األسرة هي املؤسسة جندوىف املرحلة اليت تسبق التحاق الطفل باملؤسسة التعليمية حيث العديد من التحديات وأن هذه التنشئة تواجه ، اجتماعيا ة الطفل الوحيدة املسئولة عن تنشئ

قصور يف الوعي باملبادئ العلمية األساسية لعلـم الوراثـة بصفة عامة وألسباب متعددة يوجد و املعلومات الشعبية الـيت يـشوهبا انتشار أو شيوع و، شريك احلياة وخاصة تلك املتعلقة باختيار

. رىومن فئة اجتماعية إىل أخ ، فضال عن تباينها من بيئة حضرية إىل بيئة ريفية ، الكثري من التشوه ويؤدي هذا يف العديد من األحيان إىل إصابة األطفال بإعاقات جسدية وذهنية نتيجـة ألسـباب

وحمـددة أهداف واضحة ضعف الوعي التربوي لدى أفراد األسرة وعدم وجود كما أن . وراثيةواليت قد تنطـوي بداخلـها . مبراحل منو الطفل ومشكالته أو املعرفة ، للتنشئة االجتماعية للطفل

فيما يتعلق بتربية األطفـال وتنـشئتهم يف ومات غري صحيحة أو ثقافة اخلرافة وعدم املنطق معلسيادة ثقافة الطاعة باإلضافة إىل أن معظم األسر يف تنشئتها لألطفال تؤكد على ضرورة . األسرةية امليالد حىت النضج وذلك عرب كافة الوسائط واملؤسسات االجتماع منذ تنشئة الطفل يف والتبعية

مـع العلـم أن ، مرورا مبؤسسة املدرسة واملؤسسة اإلعالمية والتربوية بداية من مؤسسة األسرة

13

سيادة هذه الثقافة تؤثر بشكل عام على مستوى الشخصية ودرجة اإلبـداع واالبتكـار عنـد . اإلنسان وخاصة يف هذه املرحلة املبكرة من العمر

العديـد توجدانة ومرحلة رياض األطفال بدور احلض وىف مرحلة التعليم ما قبل املدرسي حيث وبصفة عامـة مواجهة لل وحتتاج ة األطفال ليت تؤثر على تنشئ امن املشكالت والتحديات

واليت تـصل إىل ، يوجد ضعف شديد يف نسبة األطفال امللتحقني بدور احلضانة أو رياض األطفال غم من أمهية التربية يف تنـشئة بالر، سنوات 6 إىل 4فقط من الشرحية العمرية من % 13حوايل

وهـو ، التمويل الالزم ملرحلة التعليم قبل املدرسي يف قصور كما أن هناك ، الطفل يف هذه املرحلة مع أعداد األطفال ناسب تمبا ال ي أعداد دور احلضانة يف خنفاض ما يظهر بوضوح وينعكس يف اال

ل تعاين من ضعف الطلب يف عدد من كما أن دور احلضانة ورياض األطفا . يف هذه الفئة العمرية أو لتدهور مستوى اخلدمة اليت تقدمها ، املناطق بسبب ارتفاع تكلفة اخلدمة التعليمية والتربوية هبا

أو لعدم وعي أفراد األسرة بالدور اهلام للتربية السليمة والذي من املمكن أن تلعبه دور احلضانة لدور احلـضانة اك بعض احلاالت اليت ال يتحقق فيها وهن. ورياض األطفال املؤهلة يف هذه املرحلة

اهلدف التربوي املتوقع منها بسبب القصور يف إعداد املعلمـني واملـشرفني العـاملني يف هـذه املؤسسات أو بسبب االرتفاع يف كثافة الفصول يف املناطق احلضرية وضعف املناهج واألدوات يف

. عدد منها

:الرؤية املستقبلية والسياسات

وبسبب أمهية هذه املرحلة وما هلا من آثار على املراحل التالية من حياة اإلنسان وما سبق اإلشارة إليه فإن االهتمام هبذه املرحلة يستدعي ضرورة التعامل مع هذه التحديات من خالل عدد

:من اإلجراءات والربامج واليت تشتمل على ما يلي

سفة التعليم وأهدافه خالل هذه املرحلة ومواصفات االتفاق على إطار مرجعي حيدد فل: أوالوما تنطوي عليه من احتياجات ومتطلبات املستقبل ، ويركز على البعد املستقبلي، املتعلم

ورغم وجود جهود عديدة يف هذا اجملال من الدولة . اليت جيب أن تتوافر يف املواطن املصريتعترب ضرورية إلجراء حوار لالتفاق واملتخصصني إال أن مشاركة عناصر اجملتمع األخرى

على اخلصائص املطلوب توافرها يف املواطن املصري للتعايش مع املتغريات احمللية واإلقليمية

14

والدولية خالل نصف القرن القادم واليت يبدأ إعداده هلا منذ حلظة ميالده وسنوات تعليمه . األوىل

عليم هو اللبنة األوىل يف عملية اإلصالح الشامل إذا كان وضع اإلطار املرجعي لفلسفة الت: ثانياللنظام التعليمي فان حمو األمية التعليمية والتربوية لآلباء واألمهات القائمني على مؤسسة

حيث يغلب . يعترب أساسا مهما يف تنشئة األطفال تنشئة سليمة، )األسرة(التنشئة األوىل غالق وسيطرة اخلرافات وعدم إعمال العقل على اآلباء واألسر اليت يوجد فيها أميون االن

واملعرفة وعدم توفري املعلومات السليمة للطفل يف مراحل منوه األوىل وهو ما ينعكس على ومن جهة أخرى فإن األمية التربوية وضعف الثقافة الوالدية تعوق هي األخرى . تنشئته

ولذلك جيب متكني . ةوبشكل كبري التنشئة اهلادفة إىل تكوين الشخصية السوية السليمخاصة ما يتعلق بتربية الطفل وتعريفهم بأمهية التركيز على إعطاء الطفل كل ، الوالدين

وتربيته على قيم حب ، الفرص للتعبري عن نفسه وممارسة حرية الرأي والتفكري والتعبرياملعرفة والتساؤل والدهشة والعدل وقبول االختالف وعدم التعصب وحب اإلنسانية

وميكن أن يتم ذلك من خالل نشر مفهوم . وتنمية مهارته الفنية واإلبداعية، اعةوالشجوالتأكيد من خالل هذه الربامج على الرجوع إىل العلم فيما يتعلق ، وبرامج التربية الوالدية

واالهتمام اخلاص بتوعية األم اليت تشكل ، جبوانب تنشئة الطفل يف مرحلة ما قبل املدرسة . واليت تسبق التحاقه بدور احلضانة، السنوات األوىل من عمرهشخصية الطفل يف

االهتمام بتنشئة الطفل وصحته عملية جيب أن تسبق ميالده مبا يضمن توفر أفضل الفرص : ثالثاوهو ما حيتم التوعية بأمهية الكشف الطيب للراغبني يف الزواج ، مليالد طفل سليم البنية

مصابني بأحد أنواع اإلعاقات اليت تنتج عن أسباب لتقليل فرص ميالد أطفال مرضى أوكذلك من الضروري االهتمام بربامج الصحة اإلجنابية واليت ال تركز فقط على . وراثية

، تنظيم األسرة ولكنها هتتم أيضا بكل ما يتعلق بصحة الطفل وهو جنني قبل أن يولد. ة والطفولة املبكرةوتؤهل األمهات لرعاية أطفاهلن بشكل صحيح يف مرحلة الرضاع

لربامج التغذية والرعاية وباإلضافة إىل برامج التوعية من الضروري زيادة الدعماملوجهة ألطفال هذه املرحلة واليت تسهم بشكل مبكر يف حل ) البدنية والنفسية(الصحية

كثري من مشكالهتم الصحية املرتبطة بسوء التغذية أو تلك املرتبطة بالتعلم أو االندماج ولترشيد وزيادة فاعلية تلك الربامج جيب بناء وتوفري قاعدة بيانات . والتفاعل االجتماعي

15

تفصيلية عن أطفال هذه املرحلة ميكن من خالهلا متابعة التقدم يف توفري اخلدمات الصحية و . التعليمية واالجتماعية املقدمة

سنوات لاللتحاق بدور احلضانة 6-4إتاحة الفرصة لكل األطفال يف الفئة العمرية من : رابعاوهي نسبة االلتحاق احلالية بدور % 13ويستلزم هذا االنتقال من نسبة . ورياض األطفال

خالل % 100 سنوات إىل نسبة 6- 4احلضانة ورياض األطفال يف الشرحية العمرية من يف وهو ما يستلزم بالتايل وضع مرحلة التعليم ما قبل املدرسي. عشر سنوات على األكثر

وإدماجها يف مرحلة التعليم األساسي ووضع رؤية مستقبلية لنشر هذه ، بؤرة االهتماماملؤسسات التربوية وما يتطلبه ذلك من توفري التمويل الالزم وهو األمر الذي يتطلب

) اخلدمية واإلنتاجية(املشاركة الفعلية من منظمات اجملتمع املدين أو املؤسسات االقتصادية يد من التسهيالت اإلجرائية الالزمة لتشجيعها وحتفيزها على املشاركة يف إنشاء ومنحها املز

باإلضافة إىل تزويدها باإلمكانات الالزمة واملطلوبة وتفعيل قانون . املزيد من رياض األطفالإلزام املؤسسات الصناعية والتجارية وأجهزة الدولة بإنشاء دور احلضانة للعاملني يف هذه

. املؤسسات

والذي يتطلب مراجعة ، النهوض مبستوى إمكانيات دور احلضانة ورياض األطفال: امساخووضع معايري ، الشروط واملواصفات املوضوعة لدور احلضانة وفصول رياض األطفال

للجودة الشاملة تسمح بتطوير حقيقي لدور احلضانة ورياض األطفال سواء يف الريف أو ها وتشرف على ضمان توفرها هيئة مستقلة كهيئة ضمان وهي املعايري اليت تضع. يف احلضر

. اجلودة واالعتماد اليت يأمل املوافقة على إنشائها ولكل مراحل التعليم

ضرورة إحداث تغيري جذري يف أساليب التعلم السائدة يف مؤسسات رياض األطفال : سادساة وجترب األطفال على واليت مازالت تعتمد على أساليب احلفظ والتلقني وتؤكد على الطاع

القراءة والكتابة وال ختاطب ميول األطفال أو استعداداهتم أو تسعى إلطالق خياهلم كما إن االهتمام . أو تشجعهم على احلوار وإبداء الرأي، وقدراهتم على التفكري واإلبداع

ذكاء بنوعية األلعاب املقدمة للطفل يف هذه املرحلة والتركيز على األلعاب اليت تنمي الوملكات التفكري واستخدام وسائل خمتلفة كالرسم واملوسيقى والتمثيل والرياضة

تعترب عوامل أساسية يف عملية التطوير ، واحلوارات بدال من كتابة األحرف والكلمات . التربوي واكتشاف املواهب يف هذه املرحلة

16

على تدريب معلمي هذه املرحلة جيب أن تبدأ عملية تطوير التعليم قبل املدرسي بالتركيز:سابعاويتطلب هذا ضرورة مراجعة مستوى تأهيل . والقائمني عليها وتنمية مهاراهتم وقدراهتم

والعمل على ، ورياض األطفال، الكفاءات البشرية اليت تتعامل مع األطفال يف دور احلضانة : هذا الصددومن املهم يف. بناء جيل من املتخصصني يف التعامل مع هذه الفئة العمرية

. فتح باب االلتحاق بكليات رياض األطفال للذكور واإلناث على السواء •إتاحة الفرصة خلرجيي كليات اآلداب شعب اللغات وعلم النفس واالجتماع لاللتحـاق •

. بربامج حتويلية بكليات رياض األطفاليـاض إعادة النظر يف املناهج وبرامج التدريب يف كليات رياض األطفـال أو شـعب ر •

األطفال بكليات التربية النوعية وتطويرها لرفع كفاءة اخلرجيني من هـذه املؤسـسات . التعليمية

إدخال نظام املعلمة املساعدة بكليات رياض األطفال من خالل دراسـة ملـدة عـامني • . ملساعدة املعلمة داخل الفصل للمشاركة يف رعاية األطفال

ر احلضانة ورياض األطفـال وتقيـيم اخلدمـة االهتمام بتدريب ومتابعة العامالت بدو • . والرعاية اليت يقدموهنا لألطفال

تأهيل املشرفني لتقدم الرعاية النفسية والصحية للطفـل والتأكيـد علـى اسـتعانتهم • . باملتخصصني كلما احتاج األمر

لدور جيب ىف إطار عملية تطوير برامج رياض األطفال تنسيق عملية اإلشراف واملتابعة :ثامنااحلضانة واليت تقع حاليا مسئوليتها بني وزارة الشئون االجتماعية بالنسبة لدور احلضانة

وحتديد ، اليت توجد يف اجلمعيات األهلية ووزارة التربية والتعليم بالنسبة لرياض األطفال . دور كل وزارة من الوزارات ومناطق التعاون بينها

تنشئة مواطن صاحل ميتلك القدرات العقلية والبدنية يعترب التعليم ما قبل املدرسي أساسي ل والوجدانية اليت تؤهله خلدمة وتنمية وطنه واملهارات اليت تؤهله لقيادة عملية التطوير من خـالل التكوين السليم والشخصية واالستعداد اللذان هلما أثر كبري يف اإلقبال على املعرفة يف املـستقبل

ولذلك جيب أن تتضافر كل اجلهود لتحقيـق . عامليا سحمللي والتناف وزيادة التقدم على املستوى ا . أفضل مستوى تعليم وتربية للطفل يف هذه املرحلة

17

إصالح التعليم وتوسيع قاعدة املشاركة اجملتمعية

)قبل اجلامعيما التعليم (

18

:مقدمة

ذلك حملورية التعليم يف إن تطوير التعليم قضية جوهرية من قضايا اإلصالح االجتماعي و ومـع . ويف حتقيق التقدم والرفاهية املنشودة للمجتمعـات ، التنمية البشرية واجملتمعية املستدامة

املتغريات العاملية والتوجهات للعوملة والقتصاد وجمتمع املعرفة أصبح من الضروري إعادة النظر يف . ة االحتياجات اجملتمعية اليت نتجت عنهانظام التعليم املصري ملواجهة التحديات املستجدة وتلبي

:رؤية لتطوير التعليم املصري

هذا اخلريج . يهدف التطوير إىل هتيئة العملية التعليمية إلعداد خريج ذو مواصفات خاصة متمكن من املهارات اليت تؤهلـه خلدمـة وطنـه ، مؤهل علميا بأحدث العلوم واملعارف العاملية

ميتلك القـدرة ، ويف ذات الوقت ، منتمي لوطنه ولقيمه األصيلة ، ارجيوالتواصل مع اجملتمع اخل التنافسية العالية اليت متكنه من التنافس العلمي واملهين والفكري وكـذا التنـافس يف اجملـاالت

على التعليم املصري إعداد أفراد مـتعلمني ومـدربني جيب أي . األخرى املختارة إقليميا وعامليا باإلضافة عالية ومؤهلني لقيادة التنمية يف مصر واألخذ بكل ما هو جديد كفاءة مستوى و وعلى

على إجيابيات التاريخ املصري لتحقيق النهضة املنشودة واسـتعادة املكانـة إىل ضرورة االعتماد ويتم اإلعداد بدءا من مرحلة التعليم قبل املدرسي ورياض األطفال إىل هناية التعليم . الدولية ملصر

. يستكمل اخلريج تعلمه مدى احلياة من خالل مؤسسات التعليم املستمرو، العايل

لسياسة التعليميةمقومات اأسس و : ما يليمن أمههاوجيب أن تعتمد السياسة التعليمية املنشودة علي عدد من األسس واملقومات

أن التعلـيم إال ، إن التعليم والتعلم عمليتان مستمرتان تبدءان من املولد وحىت هناية احلياة -ألنه ميثل أهم حلقات التعليم املستمر ويلعب الدور يف هذا املسار جانبا رئيسيا حيتلالنظامي

الرئيسي يف إكساب الفرد املعارف األساسية واخلاصـة باللغـات والرياضـيات والفنـون ،ة والتعلم الـذايت رفوالتكنولوجيا وكذلك مهارات االتصال والقدرة على احلصول على املع

. واملطلوبة لتحقيق األهدافالسلوكيات املتصلة باإلضافة إىل تعلم

املـستوى و، أن التنمية البشرية تتم بتكامل عناصر عدة أمهها تـوافر املعرفـة والثقافـة -الصحة السليمة والبيئـة غـري و، املشاركة االجيابية جمتمعيا وسياسيا و، االقتصادي املناسب

19

متاح ألكرب ، حقق إال يف وجود نظام تعليمي ذو جودة عالية وكل هذه العناصر ال تت . امللوثة على االنتقال بأفراده من االنغالق الفكـري إىل النـهل مـن اقادروأن يكون ، عدد ممكن

ومن الفقر ، ومن التقوقع والفردية إىل العمل اجلماعي واملشاركة اجملتمعية ، الثقافات املختلفة قتصادي ومن املعاناة من الوهن الـصحي والتلـوث والبطالة إىل فرص العمل واالنتعاش اال . البيئي إىل الصحة والعافية والبيئة النقية

إن تطوير التعليم يف اجملتمع املصري ال ينبغي أن ينعزل بأي شكل عما حيدث إقليميـا ويف -فالتعليم جيب أن يستجيب وبكفاءة للطلب االجتمـاعي املتزايـد ، وعليه. العامل من حولنا

كما جيب أن يتوافر له قدر كـبري ، وللفرص اإلقليمية املستجدة تغريةت اجملتمعية امل وللحاجاوأن ينعكس ذلـك كلـه يف ، التجارب العاملية الناجحة واالستفادة من من النظرة املستقبلية

نظام الدراسة واملناهج واملواد والتخصصات وطرق التعلـيم والـتعلم والتقيـيم واإلدارة . وغريها

وال ، وإدارهتا هي جهازها العصيب ، سة هي الوحدة األساسية للتعليم قبل اجلامعي إن املدر -بد أن تتاح للمدرسة من الصالحيات اإلدارية والفنية ما يؤهلها للقيام باملهمة املوكلة إليهـا

أي تطوير البد وأن ينبع أن و، فأن املعلم هو أساس العملية التعليمية ، كذلك. وحتقيق أهدافها فالبد من تطوير قدراته الفنية وإعادة النظر يف ، وعليه. فهو صانع التطوير األول ، لهمن خال

. وضعه املادي والعمل على استعادته ملكانته األدبية يف اجملتمع

التطوير يبدأ بالتجربة وجيب أن يسمح لعدد من املدارس التجريبية واليت أنـشئت هلـذا -. ها من تطبيق عناصر التطوير وتقييمها قبل تعميمهـا الغرض بنوع من االستقاللية اليت متكن

. أو نواة ملراكز متيز تنهض بنظام التعليم يف مصر بهتذىحيولتكن هذه املدارس مناذج

حماور التطوير املقترح

فإن رؤية التطوير تعتمـد علـى احملـاور ، استنادا إىل األسس واملقومات املذكورة آنفا :الرئيسية التالية

من خالل زيادة االستيعاب واستكمال البنية األساسية للمؤسسة التعليميةفرص التعليمإتاحة • حتقيق اجلودة الشاملة وزيادة القدرة التنافسية للتعليم املصري • العمل يف إطار من الالمركزية واملشاركة االجتماعية •

20

سة من خالل زيادة االستيعاب واستكمال البنية األساسية للمؤساإلتاحة: أوال :التعليمية : مجيع األطفال والشباب يف مراحل التعليم قبل اجلامعي وأنواعه املختلفةاستيعاب

تؤكد رؤية التطوير على ضرورة إتاحة فرص متنوعة من التعليم لكل فرد يف مـصر ملـا واهلدف املنشود هو استيعاب مجيـع الطـالب يف . للتعليم من أثر على التنمية البشرية واجملتمعية

من الريف أو ، راحل السنية املختلفة يف مجيع مراحل التعليم حبيث ال يكون هناك شاب أو فتاة امل . من ذوي االحتياجات اخلاصة أو األسوياء إال وله فرصة للتعلم، احلضر

: سنوات6 إىل 4استيعاب األطفال يف الشرحية العمرية من

فمـن ، سنوات 6 إىل 4رية من وميتد هذا اهلدف أيضا ليشمل األطفال يف الشرحية العم الضروري استيعاب هذه الفئة العمرية يف رياض األطفال لتحقيق االستفادة القصوى من الطاقـة

أمهية هذه املرحلة يف صنع القاعدة التعليمية للتلميـذ بسبب ، التعليمية يف مرحلة الطفولة املبكرة بلغ نسبة األطفال امللتحقني بريـاض وحاليا ت . وأمهيتها يف االكتشاف املبكر للملكات واملواهب

% 100واهلدف هو وصول هذه النـسبة إىل . فقط% 13األطفال من هذه املرحلة العمرية وحىت يتم ذلك البد من تشجيع إنشاء املزيد من مدارس ريـاض األطفـال . سنوات 10خالل

لطفولة املبكـرة وميكن أيضا إنشاء مراكز ل . خاصة مبسامهات من اجملتمع األهلي والقطاع اخلاص يف املؤسسات العامة واخلاصة تدعمها وزارة التربية والتعليم باملتخصـصني واملـواد التعليميـة

كذلك من الضروري نشر برامج للتربية خاصة بأولياء األمور لزيادة ثقافتهم يف إعـداد . املناسبة . أطفاهلم يف مرحلة الطفولة املبكرة قبل إحلاقهم باملدرسة النظامية

:يقاف التسرب من التعليمإ

ل هذا فال بد أن يستكم ، إذا كنا نسعى إىل إتاحة فرص التعلم لكل فرد على أرض مصر دة القصوى مـن العمليـة حىت يتسىن للجميع ذكورا وإناثا االستفا بإيقاف التسرب من التعليم

ل ربـط مكافـآت وميكن التأثري إجيابيا على نسب التسرب يف املدارس إجيابيا من خال . التعليمية. املدرسني واإلدارات املدرسية بشكل من األشكال باستمرار التالميذ يف املدرسة وعدم تـسرهبم

ويساعد التوسع يف الوجبات املدرسية ذات القيمة الغذائية العالية ليشمل مجيع التالميذ يف املرحلة

21

هلا من فوائد أخـرى يف باإلضافة إىل ما االبتدائية يف مصر على التقليل من نسب تسرب الطلبة يف القرى والنجـوع كما إن التوسع يف مدارس اجملتمع ومثيالهتا، عملية التحصيل الدراسي نفسه

. يزيد من نسب استيعاب األطفال يف األماكن النائية

:القضاء على الفجوة النوعية وإتاحة التعليم للفتيات

والبد من اختاذ ، نسبة للذكور واإلناث إتاحة فرص التعليم البد أن تتم بطريقة متكافئة بال اإلجراءات اليت ترفع نسب استيعاب اإلناث يف مراحل التعليم املختلفة ومنها التوسع يف مدارس

كما ميكن مشاركة اجملتمع احمللي واألهلي يف تـوفري . الفصل الواحد واملدارس الصديقة للفتيات تشجيعا هلم ولذويهم علـى عـدم ودارسهم مللوصول إىل لفتيات ا الالزمة ملساعدة املواصالت

. التسرب من التعليم

:استكمال البنية األساسية للمؤسسات التعليمية

وتوفري املـوارد املاليـة ، مؤسسات التعليمية من الضروري استكمال البنية األساسية لل كامل لألطفال باإلضافة إىل االستيعاب ال . الالزمة لذلك الستيعاب التالميذ الوافدين على التعليم

تلميذ 35من الضروري حتقيق كثافة فصول ال تزيد عن ووالشباب يف سن التعليم قبل اجلامعي ، بناء املزيد من املدارس اجلديدة ذلكويتطلب . تلميذ يف فصول املرحلة الثانوية 25يف الفصل و

. مع إصالح وترميم عدد كبري من املدارس احلالية لقدرة التنافسية للتعليم املصريلة وزيادة احتقيق اجلودة الشام: ثانيا

أن حتقيق مبدأ اجلودة الشاملة يف التعليم حمور أساسي جيب تبنيـه للوصـول إىل منـتج يتصف باملواصفات اليت مت حتديدها وهي أساسا التمكن من املعـارف احلديثـة ) خريج(تعليمي

ة على القيم األساسـية للـوطن والقـدرة واملهارات الالزمة للتنمية اجملتمعية و االنتماء واحملافظ وميكن البدء يف حتقيق اجلودة الشاملة للتعليم من خالل مـداخل . التنافسية العالية إقليميا وعامليا

وضع معايري قومية لقياس منتج و إنشاء هيئة اعتماد وضمان جودة تعليم وطنية أمههامن متعددة تطـوير و تطوير أداء املعلم واإلدارة املدرسـية و تطوير أسلوب وضع املناهج التعليمية والتعليم

تفعيل احلياة الطالبية وتنمية القيادات و أساليب التقومي وتفعيل وتعزيز مؤسسات التقومي للوطنية

22

وفيمـا يلـي ، تبين رؤية جديدة لتخطيط ميزانيات التعليم و تنفيذ التطوير تدرجييا على مراحل و :ة السابق اإلشارة إليهاعرض لكل من املداخل املطلوبة األساسي

:ضمان جودة واعتماد التعليمإنشاء هيئة

إنشاء هيئة وطنية مستقلة لضمان اجلودة واالعتماد ضرورة رؤية اإلصالح يتطلب حتقيق ويكون من مهامها الرئيسية قياس ، ترتبط هذه اهليئة باهليئات املماثلة يف العامل أن و. للتعليم املصري

. دارس والتأكد من تطابق أداء كل مؤسسة تعليمية مع أهدافها املعلنةجودة التعليم يف امل

:وضع معايري قياس منتج التعليم

كما جيـب . إن وضع معايري قياس ملنتج التعليم تتفق مع املعايري الدولية أمر هام وحيوي جـات واملخر، والوسـائل ، املـدخالت يوضع يف االعتبار عند صياغة املعايري وتطبيق القياس أن

. ختلفة ملنتج العملية التعليميةامل

:تطوير أسلوب وضع املناهج التعليمية

يؤكد على وهذا الشكل من املناهج ، أن املناهج احلالية خمططة لتوسيع القاعدة املعلوماتية تخـزين مث السـتقبال و أي اال تصبح عقلية الطالـب منمطـة مما يؤدي إىل أن ، احلفظ والتلقني

جيب تطوير منط املناهج ولذلك. لعقلية املنشودة فال تستطيع هذه املناهج إعدادها أما ا . ستدعاءالاإذا كان هدف منهج القراءة هو التمكن من مهـارات ، فمثال. وأسلوب وضعها وطرق عرضها

فاملطلوب ليس فقط أن يتعلم . "عشق القراءة "فهذا التمكن اآلن جيب أن يفسر على إنه ، القراءةهـي على اعتبار أن هـذه ، الكتابة يف املرحلة االبتدائية ولكن أن حيب القراءة الطالب القراءة و

والذي هو أحد العناصر الرئيسة يف التوجـه حنـو جمتمـع قارئالوسيلة الوحيدة إلعداد جمتمع . املعرفة

: تطوير أداء املعلم واإلدارة املدرسية وتطبيق نظام الترخيص للمعلمني

أن يتم تطوير أداء املعلم املسئول عن تقدمي هذه املنـاهج حـىت البد مع تطوير املناهج البد من التنمية املهنية املستمرة للمعلـم داخـل وكذلك. يقدمها بصورة جديدة وشيقة للطلبة

23

وذلك حىت يكون مؤهال لتقدمي املعارف ، من خالل البعثات الدراسية والتدريبية ، البالد وخارجها ولضمان جودة أداء املعلم البد . األهداف املنشودة من العملية التعليمية واملهارات للطلبة مبا حيقق

ومينح هذا الترخيص بعد التخرج بناءا على امتحان خاص . من تطبيق نظام الترخيص ملزاولة املهنة وجيدد هذا الترخيص دوريا كل ثالثة أو مخسة سنوات وفقا ملعـايري . يسمى امتحان ممارسة املهنة

ويصدر هذا الترخيص من قبل نقابة املعلمني أو جملس خاص من اجملتمع احمللـي . ددةتقييم أداء حم . واخلرباء

من الضروري أيضا أن يتم ختطيط تدريب مكثف للمسئولني عن اإلدارة املدرسية مـن ومدراء ونظار وأن تكون خطة التدريب مستمرة حبيث حيصلون دائما على املعـارف واملهـارات

جيب أن يشمل التدريب فئة مت التغاضي كما . لتحقيق أهداف التعليم املنوطة هبم احلديثة والالزمة عن تنمية أدائها لفترة من الزمن وهم مفتشي التربية والتعليم والذين يقع عليهم عبء كـبري يف

داء املعلمـني معايري علمية وعامليـة لتقيـيم أ وأن يتم التدريب وفق ، رفع جودة التعليم يف مصر . ة املدرسيةواإلدار

:تطوير أساليب التقومي الطاليب وتفعيل وتعزيز مؤسسات التقومي الوطنية

إن تقومي الطالب جزء هام من عملية التطوير وقد يكون أحيانا مدخال ممتازا لتغيري منـط أساليب التقومي واالمتحانات واالبتعاد عن التصحيح ولذلك البد من النظر يف . التدريس ووسائله

ثقافة التلقني ومتنـع املبـادرة تشجع على تأكيد ذج إجابة حمدد وغريه من املمارسات اليت بنموكما أن التحول من امتحان املرة الواحدة إىل التقومي الـشامل والتراكمـي يـساعد . واالبتكار

والـذي . الطالب على تنمية مداركه وقدراته بدال من التركيز على االستعداد لالمتحان األوحد واحتفـاظ احملصلة التعليميـة نتائج االمتحانات وحيسن أثناءحدة التوتر أيضا من ختفيض يساعد

. باملهارات اليت تعلمهالطالبا

:وتنمية القياداتوروح املشاركة تفعيل احلياة الطالبية

ال بد من تفعيل آليات احلياة الطالبية يف املدرسة وخاصة االحتادات الطالبية واالنـشطة كمـا . الرياضية وغريها حىت يتكامل النمو العقلي والوجداين والروحي والبدين للطالب الفنية و

البد أن يعتاد الطالب من خالل القنوات املدرسية املفتوحة على املـشاركة بـالرأي وممارسـة ومن الضروري إعطاء املثل األعلى للطالب من خـالل سـلوك . الدميقراطية وتقبل الفكر األخر

24

مما حيقق تقدم ، مدرسته وتعليمه قيم احلق والشرف واألمانة واحترام العمل وغريها معلميه وإدارة . اجملتمعات

:التوسع يف استخدام التكنولوجيا يف التعليم والتعلم واإلدارة املدرسية

وحتليلـها املعرفـة إن إعداد طالب متمرس على استخدام التكنولوجيا يف احلصول على طرق وأشكال خمتلفة وكذلك تسجيلها وتبويبها يعد من أهم عناصـر وإعادة صياغتها وعرضها ب

كما أن استخدام التكنولوجيا يف التعليم والتعلم الـذايت . حتقيق التنافسية العاملية للخريج املصري . تحقيق جودة مضمون وشكل العملية التعليميةلضمانات المن أهم يعترب واإلدارة املدرسية

: للشبابتعليم فين متطور وجاذب

جيب أن تتوافر فيها وهلا مهارات ومعرفة تتيح ، كبرية إن التعليم الفين يضم قاعدة شبابية إن النجاح الذي حققه مـشروع و. فرص العمل يف سوق حيتاج إىل منتج هذا التعليم م بعدها هل

ي العـام كول جيعلنا نتوجه حنو التوسع يف املشاركة بني التعليم الفين والقطاع اإلنتـاج -مبارك . واخلاص وإىل التأكيد على ضرورة رفع جودة التعليم الفين يف مصر ليواجه االحتياجات اجملتمعية

إن االجتاه لوضع نظام لإلعداد النوعي لطلبة التعليم الفين يقابل احتياجات السوق مـن ، املنتجـة ومؤسسات الدولة ، وإشراك اجملتمع ، وتدريب الطالب يف مواقع اإلنتاج ، املهن املختلفة

كلـها وسـائل األخرى املتقدمة تعترب والدعوة إلقامة مراكز إلعداد املدربني بالتعاون مع الدول قدر من املرونـة حتقيقجيب إليه ولذلك ولتشجيع الطلبة لالنضمام . الفين لتحسني جودة التعليم

ميكـن كما، حقةيف فترات ال واستكمال التعليم للطالب يف التعليم الفين بالتوقف للعمل تسمح تطبيق كما أن . طاملا أن هذه املدارس تعمل أيضا يف جمال اإلنتاج ، مكافأة الطالب أثناء دراستهم

مستويات التعليم الفين نظم ضمان اجلودة واعتماد املدارس الفنية سيكون له أثر إجيايب على رفع . وزيادة اإلقبال عليه

:ضمان جودة التعليم يف املعاهد األزهرية

وأن يكون بنفس اجلودة املطلوبة ، التعليم يف املعاهد األزهرية نفس االهتمام جيب أن يلقى جيب أن خيضع تدريس املناهج املرتبطة بالتعليم العام باملعاهد األزهريـة ولذلك. يف التعليم العام

25

هـد املعاكما أنه جيـب أن ختـضع . لنفس أسس وسبل التطوير املقترحة يف التعليم قبل اجلامعي . التعليم العامملراحلنظم اجلودة واالعتماد املقترحة لنفس األزهرية بصفتها التعليمية

:تنفيذ التطوير تدرجييا على مراحل

إن تطوير التعليم جيب أن يكون هادئا ومتدرجا وال حيدث بصورة مفاجئة بل يف إطـار ال حيـث ، ركة يف التطوير ومن الضروري أن ميهد له وأن تكون الفئات املستفيدة مشا ، حمسوب

كما البد أن يتم التطوير يف أماكن . نظام أو سياسة تسقط من أعلى من خالل ميكن تطوير التعليم . حمددة مث تنتشر التجربة بعد تقييمها إىل أماكن أخرى وهكذا

:تبين رؤية جديدة لتخطيط ميزانيات التعليم

وهذا بدوره يتطلب عدة ، ى التعليمإن حتقيق جودة التعليم تتطلب مضاعفة اإلنفاق عل : منها ما يليخطوات

حتديد أولويات التنمية يف مصر من تعليم وصحة ومرافق ودعم متويين وغريهـا وتوزيـع •األوىل حملوريته يف التنمية األولويات لتعليم ل أن يكون على. امليزانيات بناءا على األولويات

. خر إىل التعليمآاإلنفاق من بند نقل إمكانية يف ذلكأن ينعكس و، اجملتمعيةمع التأكيد على أن التعلـيم يف مرحلـة املشاركة اجملتمعية يف اإلنفاق على التعليم ضرورة •

إال أن املشاركة اجملتمعية يف حتسني جودة التعليم مـن ، مسئولية الدولة منالتعليم األساسي ا أساسـي يعترب أمرا لية وغريها خالل إنشاء مراكز متيز ومن خالل صناديق متويل التعليم احمل

. جودة التعليمولتحسني

توزيع ميزانيات التعليم على احملافظات واإلدارات واملدارس بنـاءا علـى أدائهـا ضرورة • . وخطط التطوير املقدمة منها وليس بناءا على عدد أفرادها أو مدارسها

:العمل يف إطار من الالمركزية واملشاركة اجملتمعية: ثالثا

إن تطوير التعليم يف إطار من الالمركزية واملشاركة اجملتمعية هو الضمان الوحيد مزايا التوجه حنو الالمركزية وإتاحة ومن بني الستدامة عملية التطوير وحتقيق األهداف املرجوة

:جند ما يليدور أكرب للمجتمع املدين يف التعليم

26

لتركيز على مهـام التخطـيط عليمية على ا عن املؤسسات الت إتاحة الفرص للوزارة املسئولة . 1وحتفيز اجلهات احمللية علـى القيـام ، ووضع السياسات العامة ومتابعة تنفيذها االستراتيجي

بالدور املنوط هبا من خالل تنمية قدراهتا ومكافأة املتميزين بشكل مباشر ممـا يزيـد مـن . إنتاجيتهم

واالسـتفادة مـن خرباتـه اجملتمع املدين مبؤسسات إتاحة الفرص للسلطات احمللية لالرتباط . 2 . وإمكاناته وتقوية العالقات املتبادلة بينهما

تنمية القدرات الفنية واإلدارية للقيادات احمللية ورفع كفاءاهتا وما ينتج عن ذلك من سـرعة . 3 . القرار بعيدا عن القنوات البريوقراطيةاختاذ

أكيد على اإلبداع واالبتكـار واخلـصوصية مساندة التوجه حنو جمتمع املعرفة من خالل الت . 4خصوصا وأن جمتمع املعرفة بطبيعته يعتمـد علـى ، الفردية واالستجابة الحتياجات اجملتمع

. واستخدامها وتطبيقها، مشاركة كافة األفراد يف احلصول على املعرفةاء والـذي يتطلـب إنـش ، مساندة الدولة لتحقيق مبدأ اجلودة الشاملة للخدمة التعليميـة . 5

مؤسسات رقابية مستقلة عن الوزارات املعنية ومقدمي اخلدمة يشارك فيها اجملتمـع املـدين . واألفراد

حتقيق مبدأ املشاركة اجملتمعية واليت تعد يف حد ذاهتا هدفا للتنمية البشرية وليست فقط وسيلة . 6 . لتحسني العملية التعليمية

:ة التعليممفهوم الالمركزية واملشاركة اجملتمعية يف إدار

واعتبار الوحـدة ، سئوليات من السلطة املركزية إىل وحدات تابعة هلا املالالمركزية نقل تعين •مسئولة مسئولية كاملة عن ختطيط وتنفيذ هذه املسئوليات وعن خمرجات التنفيذ يف ظل رؤية

نقـل يشمل أيضا ، وهذا املفهوم . عامة وأهداف متفق عليها تعد مرجعا للمتابعة واملساءلة جيب أن يواكـب الالمركزيـة كما . السلطة إىل مشاركني من اجملتمع املدين واألفراد املعنيني

. جهد لتدعيم الشفافية واملسئولية واحملاسبية حىت ال يستغل البعض السلطات املخولة إليهخطيط يف جمال الت من مجيع الفئات اجلهود اليت يبذهلا املواطنون علىاملشاركة اجملتمعية تؤكد •

اسـتيفاء خالهلـا يتحقق من اليت و. واختاذ القرار والتنفيذ والتقييم لعناصر العملية التعليمية . وحتقيق الصاحل العام من ناحية أخرى، احتياجات املواطنني من ناحية

27

:التجارب احمللية والعاملية

علـى يقتـصر فيهـا تطبيقات لالمركزيـة تتعدد طرق تطبيق الالمركزية حيث توجد هام اختاذ القرارات يف كافة اجملاالت مع تكليف الوحدات التابعة مب يف السلطة املركزية بحتفاظ الا

متتلك وهناك تطبيقات أخرى . التنفيذ واإلدارة اليومية دون أي صالحيات للتخطيط أو التعديل السلطات مع تفويض بعضها من حني إىل أخـر للـسلطات ميع جوانب فيها السلطة املركزية جب

تطبيقـات – كما ذكر –وهناك . لتابعة واالحتفاظ حبق حجب السلطات املفوضة وقتما شاءت االتزمت بتعريف الالمركزية املذكور ونقل مسئوليات معينة إىل جهات تابعـة هلـا مـع كافـة

أما بالنـسبة ألمنـاط ، هذا بالنسبة ملستويات الالمركزية . الصالحيات املرتبطة هبذه املسئوليات :جند ما يليكثرها شيوعا أة فهناك أمناط عديدة يف أحناء العامل ولكن الالمركزي

هذا النمط مـن : الالمركزية واملشاركة اجملتمعية القائمة على التفويض ألصحاب اخلربة املهنية -الالمركزية يفوض سلطة إدارة العملية التعليمية من املهنيني على املستوى املركزي إىل املهنـيني

ومييز هذا النمط أن نوع املشاركة اجملتمعية املتوقعة مـن اجملتمـع . األقل مركزية على املستوى املهنيـون ة القرارات اليت يتخـذها بل يف مساند ، ليست يف احلكم أو إدارة املؤسسة التعليمية

. منفردينيف هـذا الـنمط يكـون و الالمركزية واملشاركة اجملتمعية القائمة على مشاركة فئات اجملتمع -

فيما خيص كافة جوانب العمليـة يف اختاذ القرار ألعضاء اجملتمع أو من ميثلهم السلطة النهائية . تعيني املعلمني وحتديد املناهجمبا يف ذلك حق التعليمية

هـذا الـنمط حريـة ويعطـي الالمركزية واملشاركة اجملتمعية القائمة على آليات الـسوق -ويف هـذه . لتعليم هبا وفقا ملتطلبات السوق وآلياته للمجتمعات يف ختطيط وإدارة مؤسسات ا

املناهج وطرق التـدريس تتنوع فيها أنواعا خمتلفة من التعليم التعليمية تقدم املؤسسات ، احلالةختيـار األنـواع وفقـا بااجملتمـع ويقوم أفراد ومؤهالت املعلمني أو أعضاء هيئة التدريس

تتحقق االستجابة الواقعية وحىتلب قدرا من املرونة أن تطبيق هذا النمط يتط كما . الحتياجاهتمتتطلب هذه األمناط ، ويف مجيع احلاالت . اخلدمة التعليمية والطلب عليها ما تقدمه والسريعة بني

. تطبيق سياسة العتماد وضمان جودة أداء املؤسسات التعليمية وخمرجاهتا يف ظل رسالتها املعلنة

28

:الوضع الراهن يف مصر

النقابـات و عناصر املشاركة اجملتمعية يف التعليم يف مصر يف األحزاب الـسياسية تتمثل اجلمعيـات األهليـة وونوادي املعلمني ونوادي أعضاء هيئة التدريس االحتادات الطالبية و املهنية

اجملـالس احملليـة والقطاع اخلاص ومنفردة أو من خالل شراكاهتا مع جهات حكومية أو دولية وبـالرغم . )شيوخ القبائل ، قيادات العشائر ، رؤوس العائالت (يادات احمللية الطبيعية املنتخبة والق

ويرجع ذلك لعدة أسباب منـها ، من تعدد هذه اجلهات إال أن املشاركة اجملتمعية الفعلية ضعيفة عدم نضوج مفهوم القيمـة اإلجيابيـة للمـشاركة والتخوف من املشاركة وما تتبعه من مساءلة

عزوف الكثريين عن العمل التطوعي وانشغاهلم بالبحث عن فـرص و الثقافة العامة والتطوع يف عدم ووجود خربات سلبية يف التعامل مع بعض أجهزة الدولة و عمل ذات عائد اقتصادي مباشر

، نقص املعرفة عن كيفية املشاركة اجملتمعيـة و جدية بعض املشروعات أو وضوح نتائجها النهائية مشاريع استرشادية توجد وبالرغم من ذلك . ود من املشاركة مقارنة بتكلفتها واخنفاض قيمة املرد

:مثل، ممتازة وناجحة يف تطبيق مفهوم الالمركزية واملشاركة اجملتمعية يف التعليم قبل اجلامعيجتربة مدارس التطوير يف اإلسكندرية واليت تضافرت من خالهلا جهود احملافظة مـع قطـاع . أ

ات األهلية ومديرية التربية والتعليم لتطوير عـدد مـن املـدارس شـكال األعمال واجلمعي مع وضوح ، ومضمونا حبيث تعكس النظم التربوية احلديثة ويستفيد منها أبناء املناطق احملرومة

. فيهاآلباءدور للتجربة الناشئة جملالس ارويب مشروع حتسني التعليم والذي يشرف عليه البنك الـدويل واالحتـاد األو . ب

حمافظة مبزيد من احلرية يف اإلدارة وتوجه أعمق 15ويتوىل إنشاء وإدارة عدد من املدارس يف . حنو املشاركة اجملتمعية

مدارس اجملتمع اليت أنشئت باجلهود الذاتية لألهايل يف املناطق النائية حتت إشراف . ج التخطيط واإلدارة وتعـيني املدارس بدرجة من االستقاللية يف هذه وتتمتع. هيئة اليونيسيف

. املعلمني والتمويل ودور هام جملالس أولياء األمورمدارس الفصل الواحد الالمنطية يف عدد من احملافظات واليت تتمتع بالالمركزية يف ختطـيط . د

املناهج وتوزيع اليوم الدراسي وجتمع بني التعليم األكادميي والتربية املهنية للفتيات املتسربات . التعليممن

29

كول واعتمادمها علـى فكـر / ومشروع التعليم الثنائي مثل مبارك ، مشروع تبىن مدرسة . هـ . املشاركة اجملتمعية

مثل ، جهود القطاع اخلاص يف إقامة وإدارة مدارس على درجة عالية من اجلودة لغري القادرين . و . جتربة سيكم

:ة اجملتمعيةالسياسات املقترحة لتفعيل الالمركزية واملشارك

: اجملاالت اآلتيةمن خاللالتعليم قبل اجلامعي يف جيب حتقيق الالمركزية

:مناهج الدراسة

من الضروري أن يكون هناك منهج قومي ميثل املعارف واملهارات األساسية اليت تقـدم مـن وجيوز أن تضع الوزارة أكثر ، للطالب يف كل مرحلة ويلتزم بدراسته مجيع الطالب املصريني

وجيوز األخذ . منهج قومي واحد للسنة الدراسية حبيث تكون البدائل متصاعدة من حيث املستوى بأي من هذه البدائل للوحدة الالمركزية أو املدرسة بناء على درجة اعتمادهـا وتقيـيم أدائهـا

على أن ينعكس ذلك بالفائدة على طالهبا من حيث التقيـيم واالنتقـال إىل املراحـل ، التعليميالتعليمية التالية وحبيث ينعكس كذلك على املدرسة من حيث اعتماد موازنة أفضل هلـا تعـود

كذلك جيوز وضع واقتراح جزء من املناهج على مستوى املديرية . بالفائدة على مدرسيها وإدارهتا ز لكـن ال جيـا ، من خرباء حمليني وجيوز االستعانة خبرباء من خارج الوحـدة ) احملافظة(التعليمية

. التدريس إال بعد اعتماد هذه املناهج من الوزارة

ومن املقترح أن تترك نسبة صغرية من تصميم املنهج للمدرسة وقد تكون هذه النسبة يف صورة أنشطة إضافية أو إثرائية أو عالجية يضعها املعلمون يف املدرسة وقد ختتلف من صف آلخر

. أن يتم االتفاق عليها يف املدرسةعلى ، حبسب مستويات األداء والفـروق الفردية

:الكتاب املدرسي

حبيث يكون هناك أكثر من كتاب ، هناك توجه لتأليف عدة كتب للمنهج القومي مركزيا ويف . حيقق أهداف املنهج القومي وحبيث يترك للوحدة الالمركزية أو املدرسة االختيار من بينـها

30

كما جيـب ، قراص مدجمة للراغبني يف استخدامها كل احلاالت جيب توفري الكتاب املرجعي على أ . ختزين صورة من الكتاب على أجهزة الكمبيوتر

:اإلدارة والتنظيم

البد لذلك و، أمهية مضمون التعليم ذاتهوعلى نفس قدر تعترب إن إدارة العملية التعليمية جانب إىل املبتكرة عند االنتقال إىل شكل جديد من اإلدارة فتح الباب أمام األفكار اجلديدة و

مع احملاسبة واملساءلة وقياس ، االلتزام بأساسيات اإلدارة احلديثة من حيث الكفاءة والقدرةووفقا للقانون املصري فإن إدارة املدرسة اختصاص أصيل للمدرسة وليس لإلدارة . النتائج

ية جيب تكوين وتفعيل ولتحقيق فكر الالمركزية يف اإلدارة املدرس. التعليمية أو اإلدارة املركزيةكما . جمالس األمناء وجمالس أولياء األمور واملعلمني مع حتديد اختصاصات وصالحيات كل منها

. جيب تفعيل مشاركة املدرسة مع اجملتمع املدين احمللي واستثمار جماالت التعاون املختلفة

:املعلمون والعاملون

املشاركة اجملتمعية هو إمكانية تقييم إن أحد األهداف الرئيسية يف التوجه حنو مزيد منعلى املتميزين وبشرط أن يترتب على بعض العائد والفائدة ، أداء املعلمني والعاملني بشكل أفضل

مادية بدال من توزيع وأأدبية سواء أكان هذا العائد أو الفائدة يف صورة فائدة منهم مباشرة البد كذلك . ستوى أدائهم أو نتيجة عملهماملكافآت بشكل عام على اجلميع بغض النظر عن م

وسلطات النقل ، أسلوب التعينيوأن يشمل النظام الذي حيدد العالقة مع املعلمني والعاملني الداخلية وحرية زيادة املكافآت والترقية ومنح اإلجازات واإلعارات يف ضوء املعايري اليت تضعها

. والتدريب الدوري، الداخلية واخلارجيةوزارة التربية والتعليم وكذلك الترشيح للبعثات

:التمويل

ومن خالل لتحقيق جودة أفضل للعملية التعليمية من الضروري توفري متويل إضايف كل مؤسسات يستفيد منها أن فوائد التعليم حيث ، مشاركة فعالة من اجملتمع بكافة أطرافه

أكثر ملوازنات التعليم يف احملافظات ولعل األخذ باألسلوب الالمركزي يتيح وضوح رؤية. اجملتمعوحتدد . موازنات على مستوى املدرسة كوحدة أساسية للتعليمإىل واليت جيب أن تترجم ، املختلفة

31

وقد يكون هناك فرصة ألن . هذه امليزانيات وفقا الحتياجات املدارس وأدائها وخطتها يف التطويرا بتوفري جزء من التمويل عن طريق إنشاء صندوق تقوم اإلدارة الالمركزية ووحداهتا املتفرعة عنه

موارده من تربعات أو مبيعات ملنتجات من قطاعات التعليم الفين أو ملواد تأيت حملي لدعم التعليم كذلك من الضروري تشجيع عودة نظام الوقف . تعليمية تنتجها الوحدة أو موارد أخرى حملية

. لصاحل التعليم كما كان موجودا من قبل

:حتديات أمام التوجه حنو الالمركزية

احتمال وجود تتعلق بوقد ينشأ ختوف من ثالثة عوامل متثل حتديا للتوجه حنو الالمركزية ضغوط يف احملليات حنو إرضاء اجملتمع أو الوساطة أو حتقيق مكاسب شخصية على حساب العملية

ية املؤهلة واعتمادها ملدد طويلة على عدم كفاءة السلطات احمللية أو الكوادر البشرأو التعليمية اخلوف من حتكم األقليات املنظمة يف األغلبية غري الكفء أو باإلضافة إىل السلطة املركزية

وكلها أمور حتتاج إىل تأكيد ودراسة لتجنب سلبيات حمتملة قياسا ، السلبية يف احملافظات . اتإلجيابيات تأكدت يف جمتمعات أخرى جنحت فيها هذه السياس

:متطلبات النجاح لتحقيق الالمركزية يف التعليم

املناهج الدراسية قيم لتحقيق الالمركزية يف املؤسسات والنظم التعليمية جيب أن تتضمن املشاركة اجملتمعية والسياسية وأمهية العمل التطوعي والدميقراطية وتكافؤ الفرص وقبول التنوع

عتماد وضمان اجلودة والبدء بصورة فورية يف برامج إنشاء هيئة اال وأن يتم والفكر اآلخرإنشاء وحدات باإلضافة إىل ضرورة التدريب لألفراد واجلمعيات األهلية الراغبة يف املشاركة

نواة لتيسري الكي تكون وللتطبيق فكر الالمركزية واملشاركة اجملتمعية داخل كل حمافظة ووزارة تعميق مفهوم املشاركة عند القيادات مع التأكيد على االنتقال إىل صورة متكاملة لالمركزية

تطبيق فكر املشاركة على احملليات وأن يتم احمللية وتكليفها بنشر الفكر بني فئات اجملتمع احملليذاهتا وذلك مبشاركتها يف تقرير املشروعات اليت تتم لديها والتحكم يف ميزانياهتا بدال من تبعية

االستمرار يف تدريب القيادات على حتقيق ونية الوزارات املختلفةهذه املشروعات لفكر وميزاتعظيم التجارب اإلجيابية وإبراز والالمركزية والتدرج يف التطبيق مع التقييم املستمر للتجربة

وإشعار املشاركني بفاعليتهم وأمهية دورهم وبأن لديهم القدرة على التأثري على خمرجات القرارتغطية أنشطة مع قيام املؤسسات اإلعالمية وتشجيعها للمشاركة اجملتمعية لا حافزذلكليكون و

32

إعادة ثقة املواطن املصري يف املدرسة والنظام وحماولة يف جمال التعليمالذي يعمل اجملتمع املدين ء وأعضائها وحقوقهم آلباحتديد إطار عمل وتوصيف مسئوليات جمالس ا من خالل التعليمي

الية أدائها وعدم تداخل مهامها مع اإلدارات التعليمية وحىت ال تصبح وواجباهتم لضمان فع ولتحقيق كل ذلك جيب املشاركة اجملتمعية وسيلة للضغط على القائمني على العملية التعليمية

:لالزمة لتحقيق ذلك ومنهااستصدار القرارات والتشريعات ا . القرارات الوزارية الالزمة لتفعيل السياسات املطروحة -لة عن حتديات العملية التعليمية أمام الربملان من الوزير إىل من اءاملستوجيه تغيري -

. كاحملافظ أو مدير املديرية التعليمية، تتم نقل السلطة اليهتشريع بإنشاء هيئة قومية لالعتماد وضمان اجلودة للتعليم قبل اجلـامعي إصدار -

. واجلامعي مستقلة عن مقدمي اخلدمة . ؤسسات التعليمية بقبول اهلبات املادية وتنويع مصادر إيراداهتاالسماح للم -حقق األهداف املطروحة يف هذه لتتتيسري تطبيق قانون اجلمعيات األهلية اجلديد -

. السياسات

عدد منها أو بعض مديريات التعليم جتريب الالمركزية يف إحدى احملافظات أووجيب علي مستوى اجلمهورية من خالل ) التجريبية مثال(دارس أو يف جمموعة من امل) واحدة أو أكثر(

من مع االستفادة، د األدوار لضمان إجناح التجربةيوحتد. التشاور بني الوزارة واحملافظة واجملتمع يف حمافظة اإلسكندرية يف إطار املبادئ اتطبيقهيف بدأ يت الةحصاد الدراسات والربامج التنفيذي

:التالية . يف الالمركزية يف إطار السياسة العامة للدولةيتحرك العملأن •واالختيار الواعي للمـشاركني ، التدرج يف التنفيذ والتجريب احملدد قبل التعميم •

. يف اإلدارة واإلشرافهذا التوجه ال يعين إلغاء دور الوزارة املسئولة قوميا عن تطوير التعليم وتنمية أن •

. يط والتنظيم واملساندة مث املساءلة والرقابةبل يعبئ قدراهتا على التخط، موارده . قبول التقييم احملايد بشكل دوري لالطمئنان على حتقيق أهداف التوجهأن يتم •

33

، إجياد قيادات متتلك قدرات إدارية فعالة ورؤى مستقبلية واضـحة العمل على • . وإعدادها بالصورة املناسبة

:تمعية من خالل مفهومنيالتوسع يف الالمركزية واملشاركة اجملضرورة •

. أن تفويض السلطة يتم ملن هو أكفأ أو على نفس درجة الكفاءة على األقل -أ . أن يراعى درجة منو اجملتمع احمللى سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا -ب

لتحفيز القطاع اخلاص للمشاركة يف متويل التعليم أن تقدم له بعض املميزات ويقترح أو معمل أو إحدى غرف ، أو تسمية جزء من مبىن، املشاركة من نسب الضرائبكإعفاء قيمة

إنشاء من خالل املشاركة ويف حالة إن كانت ، باسم املمولني لقطاع التعليمالنشاط أو املكتبة مدرسة داخل مصنع أو على ممتلكاته مثال ميكن أن تبادر الوزارة املسئولة بتوفري املعلمني واإلدارة

. الشراكات املتتالية بني الدولة والقطاع اخلاص واجملتمع املدين يف التعليموبذلك تتحقق .املدرسية

السابق اإلشارة احملاور الثالثةوميكن حتقيق تطوير التعليم من خالل التأكيد على حتقيق لطريق وأن االلتزام هبذه املبادئ ميكن أن يكون ااإلتاحة واجلودة والالمركزية ب إليها واليت تتعلقاملخرج التعليمي يف الدول املتقدمة وحتقيق التعليم املصري يف مصاف التعليممن أجل وضع

التنافسية القدرات ميتلك منو، أي الطالب املنتمي إىل وطنه املؤهل لتنميته وتطويره، املنشود . أهداف التنمية الشاملةميكنه من حتقيق مبا العالية إقليميا وعامليا

34

والعايل يم اجلامعيالتعل

35

مقدمة

تأتى أمهية وأولوية إصالح التعليم اجلامعي والعايل من الدور احلاسم الذي تلعبه اجلامعـة يف وهو الدور الـذي يعـود ، تقود اجملتمع إىل حتقيق أهدافه يف التنمية والنهضة ، كقاطرة للتقدم

ثري من مشاكل اجلامعة تعود إىل مشاكل فالك، األساس لطبيعة التأثري املتبادل بني اجلامعة واجملتمع يف درجة تطور نعكس ت، تطور اجلامعة أن درجة كما ، السياسية واالقتصادية واالجتماعية ، اجملتمع يف الوقت نفسه أحد مـستويات تعتربولذلك فإن أي مواجهة جذرية ملشكالت اجلامعة ، اجملتمع

مـن أهـم تعـد التعليم اجلـامعي ن مؤسسات ومن البديهي إ . املواجهة مع مشكالت اجملتمع وذلك عرب حتديـدها ، املؤسسات اليت تسهم يف تكوين الفرد واجملتمع وتشكل مالحمهما املستقبلية

وهو ما يرتبط مبدى قدرهتا على تشجيع ، ملسار األمة على طريق التقدم العلمي والتطور الفكري مبا يـسمح بتجـاوز الواقـع ، وومنحها الفرصة لالزدهار والنم ، وحفز كل الطاقات اإلبداعية

والتحـرك حنـو ، والفكري والعلمي والتصدي ملشكالت وعوائق التقدم ، االجتماعي والسياسي . ختلفةحتقيق األماين امل

مالمح الوضع احلايل للتعليم العايل

وهى الرؤية اليت جيب أن تبدأ ، العايليف إطار هذا املنظور ميكن بناء رؤية إلصالح التعليم د اإلمكانيات واملوارد أو الفرص املتاحة واليت ميكن أن تشكل قاعـدة النطـالق عمليـة بتحدي :ولعل أهم تلك الفرص املتاحة، حسن توظيفهاأصالح إذا اإل

إعدادها وتدريبها أن تـصبح من خالل ميكن ، توافر أعضاء هيئة التدريس بأعداد كبرية •هات قوية ومتحمسة لدى قطـاع خاصة مع وجود اجتا ، قوة دافعة لتعليم جامعي متقدم

. لتطوير التعليم العايل كبري منهم

مـدن ، مكتبات، معامل وورش ، ومدرجات، قاعات حبث (وجود بنية أساسية من املباين • . حمافظات مصرأغلبموزعة على وجلامعات املصرية يف ا، )اخل. . . مالعب، جامعية

. روجود طلب اجتماعي متزايد على التعليم العايل يف مص •

انتشار أعداد هائلة من األساتذة األكادمييني والعلماء احلاصلني على درجات علمية رفيعة •، من خرجيي اجلامعات املصرية يف معظم اجلامعات ومراكز األحباث األوروبية واألمريكية

خاصة مع توفر طـرق وأسـاليب ، والذين ميكن االستفادة هبم يف تطوير التعليم اجلامعي

36

. امل اخلارجي ومؤسسات التعليم األجنبية املتطورةاالتصال بالع

توفر خربة حملية ثرية يف جماالت تطوير التعليم العايل من خالل املشاريع اليت أقرهتا وزارة • . التعليم العايل واجلامعات املختلفة

ويف نفس الوقت الذي تتوافر املالمح اإلجيابية واليت ميكن أن تساعد على تطوير التعلـيم هـذه يف مقدمة وتأيت، لعايل واليت سبق اإلشارة إليها توجد حتديات تواجه التعليم العايل يف مصر ا

: ما يليالتحدياتهذه القمـة ال ، واليت حيتل قمتها التعليم اجلامعي ، البنية اهلرمية للنظام التعليمي يف مصر •

ىل وجود مـشكالت األمر الذي يؤدي إ ، تزال حمكومة مبا دوهنا من املستويات التعليمية واحملتـوى ، واحلفـظ التلقني مثل شيوع ، ترجع بأسباهبا إىل مراحل التعليم قبل اجلامعي

. يركز على الكتاب املقرر أو املذكرات وهو األمر الذي حيتاج لتحديثالذي والدراسي

بني التعليم اجلامعي والعايل مع قطاعات العمل واإلنتاج وما حيدث هبما من ضعف العالقة • . األمر الذي حيول دون قيام عالقة فاعلة بني التعليم وسوق العمل، غرياتت

توجيه اجلزء األكرب من امليزانية املخصصة لكـل مع، ضعف اإلنفاق على التعليم اجلامعي •وجود قيود عديدة على و، )اخل. . مباين، مرتبات(جامعة لإلنفاق على النواحي اإلدارية

هتا املالية بالطريقة املثلى حيث تقيد على سبيل املثال حرية حرية استخدام اجلامعة ملخصصا وىف حالة وجود فـوائض ماليـة أو ، خرآاجلامعة يف نقل املخصصات املالية من بند إىل

موارد مل تستخدم يتم إعادهتا لوزارة املالية وحترم اجلامعـة مـن اسـتثمارها أو إعـادة . استخدامها

ة واليت حتكم إدارة العملية التعليمية وحتد من صالحيات وجود القوانني واللوائح املتشدد • . اختاذ القرار على املستويات املختلفة

. مستوى أداء أعضاء هيئة التدريس والذي حيتاج لتطوير مستمر للحاق بالركب العاملي •

أوضاع املناهج وتكنولوجيات التعليم واليت حتتاج ملراجعة ودعـم لتحقيـق املنافـسة • . لعامليةاإلقليمية وا

الذي يرتبط بواقع ثقايف مل يستطع ورية البحث العلمي داخل اجلامعة حل وجود مناخ مقيد • . املفروضة عليهاجملتمعية حىت اآلن حترير العلم اجلامعي من الكثري من القيود

37

تزايد األعداد اهلائلة من الطلبة يف مؤسسات التعليم العايل واليت حتتاج إلتاحة وجودة يف • . حدوقت وا

:مالمح رؤية عامة إلصالح التعليم اجلامعي والعايل

ال ميكن توظيف املوارد والفرص املتاحة ملواجهة التحديات اليت تواجه التعليم اجلـامعي الـيت حتتـوى علـى اإلستراتيجية يوه، متكاملة للتعامل معها إستراتيجيةوالعايل بدون وضع

سسة التعليم اجلامعي والعايل من حيث هي مؤسـسة املستوى األول هو التعامل مع مؤ ، مستوينيواملستوى الثاين يتضمن التعامل مع مدخالت عمليـة التعلـيم ، ذات طابع حبثي وثقايف وتعليمي

، أعضاء هيئة التـدريس ، الدراسات العليا ، الربامج واخلطط الدراسية ، اإلدارة اجلامعية (اجلامعي . طبيعة نوعية خمتلفةواليت تواجه كل منها مشكالت ذات )الطالب

) كمؤسسة ذات طابع حبثي وثقايف وتعليمـي (إصالح وتطوير املؤسسة اجلامعية :املستوى األول

مـا يتضمن هذا املستوى من خطة اإلصالح حزمة من السياسات تقوم علـى و :يلي

من ودور اجلامعة ، شاملة للتعليم اجلامعي يف مصر حتدد فلسفته إستراتيجيةوضع ضرورة •

كخدمـة مؤسسة تقدم العلم للعلم أم أهنا تقوم على تقدمي العلم اجلامعة ل حتديد هل خالنوعية ومستوى املعارف واملهارات الـيت مع حتديد هلا خمرجاهتا القابلة للتسويق والتطبيق

. جيب أن ميتلكها اخلريجاهتـا يف وهو ما يؤدي إىل تنوع حضورها وتباين توجه ، ربط اجلامعة باجملتمع العمل على •

أو املنظور االجتماعي ، سواء من املنظور االقتصادي الصناعي ، عالقاهتا بالبيئات احمليطة هبا وهو ما يعىن ضرورة التخطيط العلمي املسبق عند إنشاء أي ، أو املنظور الثقايف ، السكاين

إليه جامعة جديدة حبيث يظهر متيزها منذ اللحظة األوىل عرب ارتباطها مبجتمعها اليت تنتمي وهو التميز واالرتبـاط الـذي يـنعكس ، ومبشكالته النوعية االقتصادية أو االجتماعية

. مباشرة يف جماالت ونوعية براجمها التعليمية والتخصصات املتاحة هباوهو ما يشمل حرية واستقاللية ، التأكيد على مناخ احلريات الفكرية والسياسية باجلامعة •

. اإلداري والطلبةأعضاء هيئة التدريس واجلهاز . حتديد ووضع املعايري املؤسـسية واألكادميية القومية املطلوبة للتعليم العايل •

38

وفق خطة حمـددة ، حكومية أو خاصة ، لتوسع يف إنشاء اجلامعات اجلديدة بذل اجلهود ل •واستيعاب األعداد املتزايدة مـن ، تواجه بشكل علمي زيادة الطلب على التعليم اجلامعي

قل من أ(خاصة وان اجملتمع املصري جمتمع شاب يشكل الشباب يف سن التعلم ، الطالبنشاء اجلامعات اجلديدة حيقـق ن إلذلك فإ، مليون من إمجايل سكانه 45حوايل ) سنة 25

نه ضروري لتجاوز فكـرة أكما ، املسئولية القومية املتعلقة بإتاحة فرص التعليم للجميع مستوى جودة اخلدمـة علىاليت تنعكس ومشكالهتا اجلامعة ذات األعداد الكبرية بكل

. التعليمية واليت تعكس االعتماد على فلسفة الكم وليس الكيف أو اخاصوكل معهد عايل جديد ، تطبيق املواصفات القياسية على كل جامعة جديدة جيب •

. احكومي . التركيز على تطوير املعاهد التكنولوجية والتدريب املهين •اع مبستوى التعليم اجلامعي وهو ما يستلزم أمهية التركيـز يف اجلامعـات االرتفضرورة •

والـيت مجهور الطالب العـاديني وخلدمة ، احلكومية على تطوير األداء يف كل اجملاالت إعطاء مزيد من االهتمام للمعاهد التكنولوجية وكيفية تطويرها وضمان جـودة تستلزم . الفنية اليت تؤهلهم للتنافس يف سوق العملوامتالك خرجييها للمهارات، التعليم هبا

االستقالل املايل للجامعات وتفعيل دور الالمركزية فيها مبا جيعل قراراهتا نابعة من حتقيق •يف هذا اإلطار يعد التمويل مسألة و، يف ضوء رسالتها املعلنة وأهدافها وأنشطتها وداخلها

ود ما بني مؤسـسات اجملتمـع املـدين وال بد من تضافر اجله ، حيوية يف تطوير اجلامعة الهتمام بتوفري التمويل الالزم خاصة ملشروعات التحـديث ل، واحلكومة والقطاع اخلاص ارتباط حتسني كفاءة ونوعية التعليم اجلامعي بتـوفري وبسبب ، اليت ال جتد التمويل الكايف

وحلـول غـري ، دة التفكري يف أساليب جدي جيبلذلك ، مزيد من املوارد املالية احلقيقية تقليدية لدعم عمليات التمويل ومضاعفتها على حنو متزايد يتجاوب مع متطلبات التعليم

األمثل االستخدامباإلضافة لتحرير اجلامعة من القيود املالية وحريتها يف ، اجلامعي وحتدياته توظيـف إعـادة ومثل حقها يف تغيري بنود امليزانية وخمصـصاهتا ، لموارد املالية املتاحة ل

واستثمار الفوائض املالية أو اليت مل يتم استخدامها كبديل عن إعادهتا لـوزارة املاليـة يف هناية العام مع مراجعة التصرفات املالية من اجلهات الرقابيـة مثـل اجلهـاز املركـزي

. للمحاسباتيـة ترشيد استخدام املوارد املتاحة وزيادة نسبة اإلنفاق املباشر علـى العمل كذلك جيب •

مقارنة بنسبة اإلنفـاق ، )اخل. . . ، بعثات، مكتبات، معامل، أحباث، جتهيزات(التعليمية

39

. )واملرتبات(على النواحي اإلدارية ، ضرورة اإلسراع يف إنشاء هيئة قومية لضمان اجلودة واالعتماد يف اجلامعات املـصرية •

و أعـضاؤها لـضغوط ال خيضع العاملون فيها أ واليت كهيئة مستقلة ذات سيادة كاملة – بناء على استقالهلا الكامل وسيادهتا غـري املنقوصـة –خارجية من أي نوع ومتتلك

تقدمي تقرير سـنوي بهذه اهليئة احملايدة وأن تقوم سلطة التوجيه واملتابعة وإلغاء االعتماد والذي ، عن مستويات وأشكال االعتماد وذلك باالشتراك مع هيئات دولية أو متخصصة

. ويكشف عن جوانب النقص والتقصري، دفع اجملتهد إىل األمامد علىيساعلتطوير عملية األداء العلمي والتعليمـي بكـل ، فاعل و إنشاء مركز متطور العمل على •

ميتـد كمـا جيـب أن ، هذا املركز كل الكليات التابعة للجامعة عمل ويشمل ، جامعةجلامعات الوطنية واإلقليميـة والدوليـة باتصاالته وإمكانات اإلفادة واالستفادة منه إىل ا

. املتقدمةمبـا يـضع وحىت تكتمل اجلدوى من املقترحات الـسابقة ، تغيري قانون اجلامعات احلايل •

وحبيث تتضمن هذه املراجعة املبـادئ ، اجلامعة املصرية يف مصاف اجلامعات املتقدمة عامليا وحفز كل باحث ، البحث العلمي اليت تستهدف تنمية ، الالزمة لعمليات التطوير املستمر عضو هيئـة التـدريس جانب احملافظة على كرامة إىل على تطوير معرفته بشكل نوعى

، ن يتوفر له مستوى معيشي الئق يعينه على تطوير أدائه باسـتمرار أوحريته األكادميية و ، وسـن التقاعـد ، وقواعد الترقيـات ، ويستلزم ذلك ضرورة مراجعة شروط التعيني

. جنبا إىل جنب مع ما يؤكد ضرورة استقالل كل جامعة وإمكانات متيزها، اتواملرتب

مـع عناصـر وخاصـة مع مدخالت عملية التعليم اجلـامعي فيه التعاملويتم :املستوى الثاين ومدخالت عملية التعليم اجلامعي ويسعى لوضع العديد من السياسات واآلليات

:ملرتبطة بكل من هذه املدخالت كالتايلاملناسبة ملواجهة املشكالت والتحديات ا

:إدارة التعليم العايل

:ويتطلب اإلصالح يف إدارة التعليم العايل التعامل مع كل من املوضوعات التالية، حتديث اإلدارة اجلامعية وتأكيد النظرة املستقبلية يف إدارة املؤسـسة اجلامعيـة ضرورة •

خصوصا مع ازدهـار ، يف جامعات العامل املتقدم واإلفادة من اإلجنازات العاملية املستجدة إصالح التعليم العايل إستراتيجيةمن أهم جوانب حيث يعترب ذلك ، علوم اإلدارة اجلامعية

40

أمههاومنوهناك العديد من اآلليات اليت ميكن أن تساعد يف حتقيق هذا اهلدف ، واجلامعي :ما يلي

ت التدريبيـة يف جمـال إدارة أو تشجيع الـدورا ، التركيز على إرسال البعثات - . أو استقدام اخلرباء، املؤسسات العلمية

وجتنب أي تـدخل ، مواقع اإلدارة اجلامعية تطبيق مبدأ الكفاءة واجلدارة يف تويل -واعتبار التاريخ الشخصي الذي يؤكد الرتاهـة ، من خارج املؤسسة األكادميية

. أمهية عن التاريخ العلميواحلرص على أخالقيات العلم وإشاعتها معيارا ال يقل

حسب شـروط ، والتقدم احلر للوظائف اجلامعية ، اعتماد آلية اإلعالن املفتوح -وتكوين جلان متخصصة على أعلى مستوى ، ومعايري حمددة ترتبط بنوع الوظيفة

واشتراط التفرغ الكامـل ، علمي لالختيار بني املتقدمني واملرشحني على السواء حىت حيقق ، ليا يف اجلامعات مع تقدمي التعويض املايل املناسب للوظائف القيادية الع

، هذا التفرغ النتائج املتوقعة لعمليات التطوير واحلفاظ على إيقاعهـا املـضطرد ومرتبطا خبطـة ، يضاف إىل هذا ضرورة أن يكون تعيني القيادة اجلامعية تعاقديا

قائها مرهون بتنفيذ برامج ويصبح بالتايل بقاء القيادة أو عدم ب ، معينة يف التطوير . التطوير للمشروع والنجاح يف أدائها

بعيدا ، و حريتها يف حتقيق أهدافها األساسية ، استقالل اإلدارة اجلامعية يف قراراهتا - إنشاء جملس أمنـاء من خالل عن أية ضغوط سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية

أداء جملـس يشرف على و، للجامعة اإلستراتيجيةلكل جامعة يضع التوجهات . يف عضويته اجملتمع املدينيشاركعلى أن ، اجلامعة يف تنفيذها

. تطوير الفريق اإلداري واملايل من موظفي اجلامعة -

إعادة ختطيط قطاعات التعليم باجلامعة لتواكب التطور اإلداري بإضافة قطاعات -طاعات التقليديـة للجودة واملصادر التعليمية والتخطيط والتطوير باإلضافة للق . وهى شئون الطلبة والتعليم والبحث العلمي وخدمة اجملتمع

، ليس على أساس الكليـات ة و إعادة تقسيم اجلامعة على أساس األقسام العلمي - دمج األقسام يف اجلامعة الواحدة بدال من تقسيمهم على كليـات وهو ما يعين

. خمتلفة

41

اإلدارة اجلامعية بتجـاوز األنظمـة تفعيل دور تكنولوجيا املعلومات يف حتديث - . الورقية واليدوية

واخلرجيني وأولياء األمور يف تقييم أداء املؤسـسة ، كرب للطالب أحتقيق مشاركة -حتادات وروابط االاجلامعية وأعضاء هيئة التدريس من خالل إنشاء وتفعيل دور

. الطالب واخلرجني وأولياء األمور

:الربامج واخلطط الدراسية

تل الربامج واخلطط الدراسية يف التعليم أمهية كربى ولتحقيق اإلصالح جيب التركيـز حت :على اجلوانب التالية

التنسيق بني التعليم اجلامعي والتعليم قبل اجلـامعي لتأهيـل الطـالب العمل على •توفري سبل تنمية القدرات العقليـة واإلبداعيـة و، ملتطلبات التعليم اجلامعي والعايل

ومحايـة ، بعيدا عن آليات النقل والتلقني والتقليد ، التفكري العلمي اخلالق وتشجيع وهو ما يتطلب تطوير ، االجتهاد الفكري والتجريب العلمي من أية قيود تفرض عليه

، منوذج تعليمي يصبح الطالب فيه حمور االهتمام يف مجيع أنشطة العمليـة التعليميـة وإطالق طاقاته الكامنـة ، على التعلم الذايت يتيح له فرصة تنمية قدراته األمر الذي

وهو النهج األمثل ملواجهة العديـد مـن ، كي يصبح قادرا على اإلبداع واالبتكار منوذج هلذا مشكلة الكتاب اجلـامعي املقـرر أو (مشكالت التعليم اجلامعي احلالية . )اخل…ظاهرة الدروس اخلصوصية وغريمها

وذلك ، لمعرفة املعاصرةلنوافذ ال على اعتبارها جنبية االهتمام بتطوير تعليم اللغات األ •وقد أثبتت التجربة العالقة املتبادلة بني تعلـيم . العربيةإىل جانب العناية بإتقان اللغة

وأن كل ضعف يف جانب يؤدي إىل التأثري الـسليب يف ، اللغة العربية واللغة األجنبية تطوير املوجود منـها والعمل على جيب توفري معامل اللغات ولذلك، اجلانب اآلخر

. وضرورة التنسيق بني أقسام اللغات، وزيادة توجيه األساتذة لطالهبم الستخدامها

الربامج واخلطط الدراسـية وتطويرهـا يف إطـار اخلطـة وتوصيف حتديد أهداف •واحلرص على تطوير هذه الربامج وحتديثها مبـا يتناسـب ، اإلستراتيجية لكل جامعة

وهو ما يتطلب من جانـب آخـر ، تسارع للعلم واملعرفة يف العامل املتقدم واإليقاع امل ، ولنوعية املخرجات التعليميـة املطلوبـة ، ضرورة املراجعة املستمرة ملقاييس اجلودة

42

وللحصول علـى االعتمـاد ، ومعايري تقييم هذه املخرجات التعليمية ضمانا للجودة . األكادميي

السنة األوىل من التحاق الطلبة باجلامعة واليت استحداث مقررات دراسية خاصة يف •تساعد الطالب على زيادة فاعلية وكفاءة جهوده التعليمية مثل إدارة الوقت ومهارة

. التفكري والتفكري الناقد ومهارة االتصال

أيضا ضرورة زيادة وحتديث املقررات الدراسية على أن يتم هذا على مستوى الكلية • . والتأكيد على تعلم املهاراتملية مقارنة بالدراسات النظريةمساحات الدراسات الع

والتقنيات واملعينات ، توظيف تقنيات التعليم احلديثة وتوفري املوارد اللوجستية الالزمة •ومبا ال يقل عن املعـدالت القياسـية العامليـة ، مبا يواكب استمرار التطور العلمي

املكتبات وتزويدها باملراجع ووسـائل ويعين ذلك حتديث وزيادة ، املطلوب توافرها ، والعمل على توسيع شبكات اتصاهلا مبصادر املعلومات واملعرفة ، التكنولوجيا احلديثة

وملزيد من ترشيد املوارد املتاحة ورفع كفاءة استخدامها ميكـن إنـشاء مكتبـات خاصة دعم املكتبات بالترمجات و، متخصصة لألقسام بكل جامعة جبانب املكتبة العامة

ميكن اعتماد ترمجة األحبـاث أو الكتـب باإلضافة إىل أنه يف جمال العلوم اإلنسانية . األجنبية املختارة كبحوث للترقية

وضع اجلامعات من خالل ، إضافة وتدعيم البعد الدويل يف الربامج واخلطط الدراسية •لعـريب الستراتيجيات فعالة ملد جسور االتصال والتعاون مـع اجملتمـع احمللـي وا

وذلك وفق برامج عمل حمددة تربز دور اجلامعة وتساعد على ، واملؤسسات الدولية . اكتساب وتبادل اخلربات

الدراسات البينية يف املقررات واليت تتطلب إدخال ، تشجيع التدريس والبحث البيين • . وتشجيع البحث يف جماالهتا مبا يعود بالفائدة على كل فروع املعرفة، الدراسية

ظر جديا يف كيفية إدخال نظام الساعات املعتمـدة وإدخـال نظـام املقـررات الن • فـورا كليات ميكن أن يبدأ هبـا وتوجد، االختيارية للطلبة مع املقررات اإلجبارية

. من مبدأ املرونة يف الكيانات اجلامعيةقانطالا

ـ • ، ه الطالـب تغيري فلسفة التقييم واالمتحانات احلالية واليت تقيس ما يقوله أو حيفظبفلسفة بديلة تقوم على قياس وتقييم ما يستطيع الطالب أن يفعله وما ميلكـه مـن

43

وهو ما يتطلب تطوير االختبارات االمتحانات لتقومي أداء الطلبـة حبيـث ، مهاراتوتتالءم مع احتياجات قيـاس القـدرات املعرفيـة ، تتوافق مع األهداف التعليمية

، للتطورات املعرفيـة املتالحقـة االلتفات لالستجابة مع، واملهارات املتنوعة للطالب خاصة وان تطور تقنيات املعلومات يوفر فرصة طيبة إلعداد مناذج متعددة ومتطورة

. وتصحيحها إلكترونيااتألسئلة االمتحان

:الدراسات العليا

ني مصدرا لتخريج أجيال جديدة مـن البـاحث من أهنا تعترب الدراسات العليا يرجع أمهية القادرين على ربط البحث األكادميي بتنمية و وأعضاء هيئة التدريس والبحث املؤهلني ، املتميزين، حقيقية لتطوير التعليم اجلامعي والعايل إستراتيجية أهم أهداف أي ولذلك فهي تعترب من ، اجملتمع

مـن يقـه ميكن حتق والذيوهو ما يتطلب إحداث تغيري جذري يف نظم وبرامج الدراسات العليا :خالل ما يليربط موازنات اجلامعات بأدائها واعتماد براجمها باإلضافة إىل النظـر إىل أحباثهـا أو •

مشاريعها البحثية ذات الصلة مبراكز البحث العلمي الدولية و قضايا العامل املعاصـر ومشكالت اجملتمع

ذوي الكفاءة قصر اإلشراف يف الدراسات العليا على أعضاء هيئة التدريس املنتجني •وذلك دون جتاوز العدد املنطقي الذي ، البحثية واملشهود هلم باإلجادة يف هذا اجملال

. يؤكد جدية اإلشراف وفاعليته

وضع مواصفات ومعايري اجلودة الالزمة للترخيص لألقسام العلمية باقتراح وتنفيـذ • املعلومات يف اياستعمال تكنولوج كما جيب ، برامج دراسية يف جمال الدراسات العليا

إدخال بيانات الرسائل و األحباث لكل جامعة و العمل على أن تـرتبط اجلامعـات بعضها ببعض بشبكة معلوماتية و ذلك ملنع تكرار األحباث بني اجلامعـات وبعـضها

يف الكليات املختلفة ملتابعة موضـوعات البحـث وخلق مستوى أعلى من التكامل . مستوى أعلى من التكاملوالدراسة ملنع التكرار وخللق

، التقليدية واملتقدمة ، تطوير قدرات طالب الدراسات العليا يف مناهج البحث العلمي •وإكساهبم املهارات والتقنيات احلديثة مثل احلاسب اآليل واللغات األجنبية كـشرط

. أساسي إلجازة شهاداهتم

44

يقيـة مبزيـد مـن تطوير نظام اإلشراف احلايل حبيث يسمح يف جمال البحوث التطب •األمر الذي يؤدي إىل تعميق الـصلة بـني ، االلتحام بني جماالت اإلنتاج واخلدمات

. اجلامعة واجملتمع

ويتم ، مرتبطة مبشكالت التنمية للبيئة احمليطة ، ضرورة وجود خريطة حبثية بكل جامعة •ـ وعلى أن ، وفقا للمتغريات تعديلها ستوى تكون منبثقة من اخلريطة البحثية على املوحبيـث ، على أال تكون هذه اخلريطة قيدا على املبادرات البحثية املبدعـة ، القومي

ممـا تشجع على البحوث اليت تعتمد على التفاعل بني التخصصات العلمية املختلفة . قارب أكثر واقعية يف معاجلة املشكالت البيئية واجملتمعيةت إىل يؤدي

، ة متكاملة لدراسة قـضايا متعـددة اجلوانـب تطوير برامج حبثية تقوم هبا فرق حبثي •وهو ما يدعم عملية تكوين ، والسعي لتطوير آليات تدريب الباحثني يف هذه القضايا

التركيز على موضوعات أو مشكالت حمددة يتجمع حوهلا من خالل مدارس علمية و ميكن هلم أن حيصلوا مبقتضاها علـى درجـات علميـة ، طالب الدراسات العليا

. )دكتوراه –ريماجست(

. توثيق الصلة بالعلماء املصريني باخلارج •

. ختفيض الرسوم والضرائب على األنشطة البحثية وعلى األجهزة املتصلة هبا •

:أعضاء هيئة التدريس

لتطوير التعليم اجلامعي والعـايل إستراتيجيةيعد أعضاء هيئة التدريس هم حمور جناح أي وتقييمه وبالتايل فان إتاحة السبل وظروف العمـل املواتيـة على تنفيذه حيث هم الذين يقومون األمر الذي يتطلب التعامل مع نجاح هذه االستراتيجيات وهو لشروط الللقيام مبهامهم هي أوىل

:املوضوعات التالية

وتقوم علـى حتديـد ، تدفع باجلامعة إىل األمام ، وضع هياكل وظيفية ومالية متطورة •عضاء هيئة التدريس من خالل تطبيق نظام تقومي جاد يقوم على العاملني وأ معالعالقة وأن ، اليت جيب االلتزام بتنفيذ بنودهـا وشـروطها و وفقا للعالقة التعاقدية ، املساءلة

على أن متنح هذه اهلياكل الوظيفية احلريـة ، ترتبط باالحتياجات التعليمية والبحثية قا ملواردها وشروط التعاقد مع أعـضاء طب، الالزمة للجامعات لزيادة احلوافز املادية

45

هيئة التدريس مبا يكفل حتسني أوضاع عضو هيئة التدريس أوال لتشجيع املتميـزين وثانيا لدعم هيبة ومكانـة األسـتاذ ، على االلتحاق بالعمل اجلامعي واالستمرار فيه

. اجلامعي

اء هيئـة تدعيم قدرات فريق التدريس بكل جامعة من خالل السماح بانتقال أعـض • اعتماد سياسة تبـادل كما جيب ، التدريس بني اجلامعات لتبادل اخلربات والثقافات

األساتذة خاصة يف التخصصات النادرة بني اجلامعات املصرية والـسماح للجامعـة باستضافة األساتذة األجانب وتطعيم هيئات التدريس بعناصر من أصحاب اخلـربات

. تمعالبارزين من املهن املختلفة يف اجمل

أو يف تقييم ووضـع نتـائج الطـالب دون ، استقاللية األساتذة وحريتهم يف قبول • . تقييدهم بشروط أو نسب جناح معينة

وذلك إىل ، التوسع يف نظام املنح العلمية لطالب الدراسات العليا اليت ال تعين التعيني •ذا النظـام هل اقـولكن جيب زيادة املكافأة اليت متنح وف ، جانب نظام تكليف املعيدين

. لتشجيع الطالب املتميزين على االلتحاق به

وىف هذا اجملـال ، تعديل نظم الترقي مبا يعكس األداء الفعلي ألعضاء هيئة التدريس •وإعادة النظر جـذريا يف أسـس اختيـار ، جيب تدويل احلكم على األحباث العلمية

اإلجنـاز مع رية والعليا باجلامعة وربط الترقيات وتقلد املناصب اإلدا ، اللجان العلمية . والتقدم العلمي واملهين

. متويل املشروعات االبتكارية وغري التقليدية يف األحباث والسعي إىل دعمها •

التخطيط اجليد والتوسع يف البعثات ألعضاء هيئة التـدريس ومعـاونيهم وبـرامج •، البحثيـة املتقدمـة التدريب واملشروعات البحثية املشتركة مع اجلامعات واملراكز

ومبا يدعم فرص التعلـيم املـستمر ، وخاصة يف العلوم املستحدثة والعلوم املستقبلية . والتنمية املهنية املستمرة

لتعظيم الفائدة من االحتكاك مع املؤسسات اجلامعية واملراكز البحثية املتقدمة يف دول • سنة كي يتتلمذ علـى 3-2العامل ميكن استجالب األساتذة األجانب للتدريس ملدة

. أيديهم أعداد اكرب من املعيدين واملدرسني

سواء يف تأليف املراجع أو اختيار ، تنمية وتعزيز روح الفريق وتشجيع العمل اجلماعي •

46

أو حىت يف التنسيق بني اجلهات املعنية بتقدمي اخلدمة واألنـشطة ، مفردات املقررات وقطاع خدمة اجملتمع وتنمية ، اية الشباب مثل االحتادات الطالبية وأجهزة رع (للطلبة ومـشروعات قوافـل التنميـة ، ة والعلمي ةالفنيو ةربامج الثقافي من خالل ال ، )البيئة

. وتشغيل الطالب وغريها، الشاملة

. تطوير و تنمية التعليم املستمر والتنمية املهنية املستمرة ألعضاء هيئة التدريس •

:الطالب

لنهائي الذي حيدد مدى جناح عمليات إصالح وتطوير التعلـيم الطالب هم املنتج ا يعترب التطوير تستهدف بناء مواطن خمتلف نوعيا عن اخلـريج إستراتيجيةوإذا كانت ، العايل واجلامعي

ىرقأل والذي ميتلك املبتكرة واملبدعة و ميتلك العقلية الناقدة وفيه مواصفات املواطن الذي ، احلايلولديه اإلحساس ، والقادر على الوصول لكل مصادر املعرفة والتعامل معها أنواع املهارات التقنية

أن تتيح له مستوى متميز من فإن على اجلامعة ، باملسئولية االجتماعية وبدوره جتاه جمتمعه املتنامي : ما يلياملشاركة والتفاعل مع اجملتمع واملؤسسة اجلامعية اليت ينتمي إليها عن طريق

حيـث أدت زيـادة ، لبية لنظام قبول الطالب والتحاقهم باجلامعة مواجهة اآلثار الس •اإلقبال على التعليم اجلامعي وحمدودية قدرات اجلامعة على استقبال األعداد املتزايدة من الطالب إىل اللجوء إىل درجات التحصيل كأساس لتوزيع الطالب على الكليات

ومن هنا فقد اعتمد انتقاء ، التنسيقاجلامعية واملعاهد العليا املختلفة من خالل مكتب :عدد من املؤشرات منها ما يليطالب اجلامعات واملعاهد العليا على

رغبة الطالب املتقدم للتعليم العايل كما تتمثل يف اختياره وتفـضيله للكليـات -اجلامعية واملعاهد العليا ومعاهد إعداد الفنيني من قائمة طويلـة بأمسـاء هـذه

. املؤسسات

بة االختيارية اليت حتددها اجلامعات واملعاهد العليا يف صورة األعداد اخلـام النس - . اليت تقبل من جمموع الناجحني يف امتحان الثانوية العامة

وتنـصب جمموع الدرجات اليت حصل عليها الطالب يف امتحان الثانوية العامة -وزيع الطالب هذه األسس الثالث لالنتقاء يف جهاز مكتب التنسيق الذي يقوم بت

. وإمكانات مؤسسات التعليم العايل، حسب مستواه الدراسي ورغبته

47

وقد ترتب على االعتماد املطلق على درجات الثانوية العامة ظاهرة خطـرية يف التعلـيم وحسبنا أن نطلع كل عام على جداول احلدود العليا والدنيا ملستويات القبـول ، العايل يف مصر

تنشر عقب إجناز مكتب التنسيق ملهامه والذي ترتب فيه الكليـات واملعاهـد بالتعليم العايل اليت الحظ أن اإلقبال الشديد بني طالب القسم العلمي علـى كلـييت الطـب لن، العليا ترتيبا تنازليا

إال ألن هذه يءال لش ، واهلندسة وبني طالب القسم األديب على كلية االقتصاد والعلوم السياسية ومـع ، ة احلصول على أعلى مستوى اجتماعي واقتصادي ممكن بعد التخرج الكليات هتيئ فرص

إذ أن الدرجات املدرسـية ، يترتب على هذا التوزيع أضرار كبرية على الفرد واجملتمع العلم أنه ويترتب على هذا أن يوزع ، بنجاح الفرد يف نوع معني من أنواع التعليم للتبوءوحدها ال تكفى

واع من التعليم ال تؤهلهم إمكاناهتم وقدراهتم ملتابعتها بنجاح مما يـؤدى كثري من الطالب على أن . وخسارة اقتصادية للمجتمع، وما يترتب عليه من أضرار نفسية تقع عليهم، إىل فشلهم

جيب اإلشارة إىل أن الضرر األكرب الذي يعود به الوضع احلايل على اجملتمع وعلى لذلكوأي تلك اليت ال ( اليت ال ترتفع قيمتها يف سوق العرض والطلب األفراد يتمثل يف أن التخصصات

البـد ولذلك، املتميزينحتتاج بدورها إىل ) تظهر يف قمة السلم املتدرج جلداول مكتب التنسيق . سلبية والناجتة عن تطبيقه الاآلثارتطوير هذا النظام ملواجهة للبحث جبدية ا من

) Orientation( توجيـه على عمل يام بديل إحالل نظ أن يتم ذلك من خالل وميكن فضل الكليات أو األقسام اليت تناسب أوىل باجلامعة ملساعدهتم يف اختيار األطالب السنة الدراسية

. قدراهتم وميوهلم

ومـشاركتهم اجيابيـا يف مشاركة الطلبة بشكل حقيقي ومستمر يف أنشطة التعليم •ادة هامش احلرية املتاح أمامهم للتعـبري والعمل على زي خمتلف جلان الكلية واجلامعة

ويتطلب ذلك تعديل اللوائح املنظمة لألنشطة الطالبية واالحتادات لتفعيل ، عن الرأي النشاط الطاليب وإتاحة مناخ حقيقي من الدميقراطية واحلريـة يـسمح بانتخابـات

. االحتادات الطالبية دون تدخل

يتعلمونه مـن معـارف ومهـارات احلرص على أن يكتسب الطلبة خربة تطبيق ما •وبصفة خاصة تدريب الطلبة يف املؤسسات ومواقع العمل املناسـبة خـالل ، ميدانيا

ومشاركة الطلبة يف البحوث املمولة مع أعـضاء هيئـة التـدريس ، العطلة الصيفية جبانب أمهية وجود برامج خاصة هتتم برعاية الطالب ، وخاصة يف الدراسات امليدانية

48

وتشجيع الكليات على طرح مقررات دراسية تكاملية تستهدف ، املخترع أو املتميزإحداث التكامل والترابط بني كل ما يدرسه الطالب من مقررات يف جمال التخصص مع التركيز على دراسة احلاالت العملية وما يؤكد على احلوار والنقـاش والـتعلم

. املستقل

إصـالح إسـتراتيجية امعة هو اللبنة األوىل يف أن االستقالل املادي واملعنوي للج وأخريا واليت تسمح يف النهاية بإعداد الباحثني بعقلية املثقف الواعي ذي األفـق ، التعليم اجلامعي والعايل وهو ما جيب أن ينعكس مباشرة يف حرية البحـث العلمـي يف العلـوم ، املفتوح على املستقبل حلرية واالستقاللية اليت جيب أن حتمـى العمـل اناخ م وتوفريوالطبيعية ، اإلنسانية واالجتماعية

نه ميكن أورغم أن عملية اإلصالح والتطوير حتتاج ملوارد ضخمة إال . األكادميي والنشاط اجلامعي منح مزيد من اجلهد جلامعة تتوفر فيها إمكانيات حقيقية للتطـوير معبالتوازي وا تدرجييالتحرك

وحتويلها لنموذج لعملية التطوير ميكن أن يغذى بدوره ، دريسواإلصالح من بنية أساسية وهيئة ت . جهود اإلصالح يف باقي اجلامعات

49

البحث العلمي

50

:مقدمة

فالبحث العلمـي هـو ، يقاس تقدم األمم بقدر اهتمامها بالبحث العلمي والتكنولوجيا تـؤثر علـى مـستمرة وهو الذي ينهض مبا يولده من ابتكارات واختراعـات ، قاطرة التنمية

وحيسن بالتايل من األوضاع االجتماعية للشعوب فضال عن انعكاساته علـى ، اقتصاديات الدول أوجه احلياة املختلفة األخرى وباختصار فإن البحث العلمي هو الذي يعطـي القـدرة الالزمـة

مرموقة بـني الكتساب االحترام الدويل وصيانة األمن القومي ألي دولة تريد أن تكون هلا مكانة . سائر الدول

الوضع احلايل للبحث العلمي وحتديات تطويره

مل تكن اجلهود اليت بذلتها الدولة يف مصر يف جمال البحث العلمي كافية يف معظم األحيان والعربة هنا ليـست ، إلجياد حركة حبثية نشطة تواكب مثيالهتا يف الدول اآلخذة بأسباب التقدم

فحسب وإمنا بكم النتائج اليت مت االستفادة منها وأخذت طريقها إىل حيز بعدد البحوث املنشورة ويكفي أن نلقي نظرة على أعداد براءات االختراع املصرية ومقارنتها بتلك املسجلة يف . التطبيق

والتحديات اليت حجم العمل املطلوب دول مثل اهلند وكوريا اجلنوبية وجنوب أفريقيا لكي ندرك أو تأهيلهمعلمي سواء يف جمال السياسات والربامج أو مستوى الباحثني وأساليب ال تواجه البحث

املـردود يف النهاية إىل ضـعف يؤدي غياهبا أو نقصهاواليت الالزمة التمويل واإلمكانات البحثية . الطلب على خدمات البحث العلمي ووجود مناخ غري داعم جلهود التنمية التكنولوجيـة وتدين

بتحديـد جيب أن تبدأ للنهوض بأوضاع البحث العلمي يف مصر تقترح أي خطة وعلى ذلك فإن :ما يليهذه التحديات واليت يتمثل أبرزها في

:غياب سياسة واضحة ومعلنة بالنسبة للبحث العلمي والتنمية التكنولوجية -1

مضت فترات طويلة دون وجود سياسات واضحة واستراتيجيات معلنة بالنسبة للبحث فمن الواضح أنـه ال . األمر الذي جيعل دور هذا القطاع اهلام هامشيا ، ودوره يف التنمية العلمي

باستثناء ، توجد خطط حبثية على املستوى القومي أو القطاعي أو املؤسسي أو حىت حتت املؤسسي جهود متفرقة وخطط حمدودة كتلك اليت تضعها اجملالس واللجان النوعية بوزارة الدولة للبحـث

وحىت . ي أو أكادميية البحث العلمي والتكنولوجيا وعدد حمدود من األماكن واملعاهد البحثية العلمكما أن غياب التنـسيق ، للتطوير ودعم التمويل والتحرر من اللوائح اجلامدة هذه اجلهود حتتاج

51

ملزيد يف ا يساهمالتكرارية وعدم التكامل وهو ما إىل فيما بني أصحاهبا يؤدي يف كثري من األحيان البحثية الفرق مشاركة اخلطط البحثية ال تقوم يف معظمها على كما أن . املتاحةلموارد لمن هدر

. متكاملة التخصصات حلل مشكالت حمددة من خمتلف جوانبها :املشكالت املرتبطة بتكوين وإعداد الكادر البحثي -2

خصصات تقريبـا إال على الرغم من توفر أعداد كبرية من الكوادر البحثية وىف معظم الت فهناك مشكالت ومعوقـات ، أهنا تعاىن من الكثري من املشكالت اليت تؤثر على مستوى كفاءهتا

نقـص واليت يزداد أثرها بسبب ، واملهندس التقين ترتبط بأساليب إعداد وتكوين الباحث العلمي والـذي . بـأول والاستيعاب املستجدات أ للوقوف و التفاعل املستمر مع املراكز البحثية العاملية

خاصة مع ضعف االحتكاك ، بالسلب على القدرات البحثية للباحثني على املدى الطويل ينعكس مبواقع اإلنتاج واخلدمات ملعرفة احلاجات احلقيقية للمجتمع واليت تشكل مشكالهتا مـادة عمـل

داخل مؤسساهتم غياب نظام علمي جاد ومستقر لتقومي أداء الباحثني هذا باإلضافة إىل . الباحثنيهذا ، حيصل عليه من حوافز مادية ومعنوية وبني ما مستوى أداء الباحث وتقدمه ومتيزه بني يربط . القدراتاملتاح منه ضعيف فضال على أن جانب عدم توفر الكادر الفين املساعدإىل

:العجز يف التمويل واملوارد املادية -3

لبحث العلمي والتنمية التكنولوجيـة يف املعلن عن خمصصات ا على الرغم من أن الرقم فضال على كونـه ، فإن املتاح الفعلي أقل من ذلك بكثري من الدخل القومي % 79. 0مصر هو لسداد املرتبـات خيصصاجلزء األكرب منه للبحث العلمي حيث أن يف معظمه وغري موجه ، متناثر

. 1بني نفاق على البحث العلمي تتراوح لنسبة اإل املعدالت العاملية وباملقارنة فإن . وما يف حكمها % 2. 3 نـسبة يصل هـذا اإلنفـاق إىل ويف إسرائيل، القومي للدول لمن الدخ % 2 - 5

من عجز التمويل ويزيد . ن الدخل القومي م% 5. 2إىل يف متوسطه ويصل يف الدول الصناعية اخلدمي أو اإلنتـاجي التمويل الوارد من القطاع اخلاص وضآلة غياب للبحث العلمي احلكومي

. غياب حسن التوظيف للموارد احملدودة املتاحة للبحث العلمي والتنمية التكنولوجية باإلضافة إىل تعلق بعدم االستفادة بالشكل املرضي مـن املـنح واهلبـات ما ي برز األمثلة يف هذا اجملال أولعل

اليت ال توجد واألدوات ت مشكالت مرتبطة بالتجهيزا كما يتضح أن هناك . واملعونات اخلارجية اخنفاض فضال على الثمن مرتفعةخاصة األجهزة والتأمني عليها نظم مستقرة لصيانتها وإصالحها

52

التبعية شبه الشخـصية نتيجة تفشى ظاهرة ، تشغيلها ومعدالت االستفادة احلقيقية منها معدالت . هتالألجهزة بالنسبة لألفراد الذين تدرج يف عهدهتم دون املؤسسات ذا

:سيادة مناخ معوق للتنمية التكنولوجية -4

تنمية التكنولوجيا احمللية عقبات متعددة من أمههـا القـصور يف تنميـة مبادرات تواجه القدرات اإلبداعية وعدم تكامل حلقات نقل نتائج البحوث إىل التطبيق نتيجة ضعف العالقة بني

به يف معظـم يعتددم وجود تعاون بينهما املؤسسات البحثية واملؤسسات اإلنتاجية واخلدمية وع وحىت حاالت التنمية التكنولوجية املوجودة يف بعض املؤسـسات يـرتبط ، القطاعات االقتصادية

وال يوجد نظام داخل املؤسسة خيلق أوضاعا مؤسسية مستقرة لعملية . )الرؤساء(معظمها باألفراد مشجعا حىت على نقل التكنولوجيا مـن وهو ما خلق مناخا غري ، التنمية التكنولوجية وتراكمها

ساعد على هذا عدم اإلملام الكايف باتفاقيات امللكية الفكرية وتأثريها على وقد . اخلارج وتوطينها تسجيل براءات وم يدعلتعدم وجود احلوافز الكافية باإلضافة إىل البحث العلمي ومستقبل مناخ

عات املرتبطة بتنمية التكنولوجيـا واحلاجـة إيل التشري هذا فضال على تقادم . االختراع املصرية . مراجعتها وحتديثها

وجود جتارب ومنـاذج نه البد من اإلشارة إىل أورغم تعقد وضخامة هذه التحديات إال تعد مراكز متيز بكل املقاييس وتشكل منوذجا قابال فإهنا حمدوديتها وبالرغم من مضيئة حملية حبثية

دراسة واكتشاف عوامل جناحها يف ظل املناخ واملشكالت اليت تواجه متما للتكرار والتعميم إذا . البحث العلمي والتنمية التكنولوجية يف مصر

الرؤى املستقبلية ومقترحات التطوير واإلصالح

متكاملة للبحث العلمي والتنمية التكنولوجية تنطلق إستراتيجيةحتتاج كل دولة إىل رؤية عـرب حزمـة متنوعـة اإلستراتيجية هذه تقودحبيث ، وقدراهتا الواقعية ،من احتياجاهتا التنموية

وال ميكن وضع وتطـوير . البحث العلمي وتنمية التكنولوجيا إىل تعزيز من السياسات ومتكاملة جبانب ، الوطنية إال بالتشاور مع املؤسسات البحثية واألكادمييات املختلفة اإلستراتيجيةمثل هذه

ظروفهـا مـن تتشابهخاصة خربات البلدان اليت . ات الدولية يف هذا اجملال االستفادة من اخلرب ومن األمهية مبكان أن تـأيت هـذه اإلسـتراتيجية . واليت يوجد فيها جتارب ناجحة ظروف مصر

:الوطنية حمددة وتركز على ما يلي

53

. لهاأطراف أخرى بتمويأية ومدى التزام الدولة أو ، األولويات الوطنية للبحث والتطوير .1

خاصـة يف ، )املاديـة - البـشرية ( أساليب حتقيق أقصى تطوير ممكن للقدرات الوطنية .2يـة للتنمية االقتصادية املـستدامة والرفاه مالئمةالعلمية والتكنولوجية األكثر اجملاالت . ةاالجتماعي

. تعظم فعالية الربامج احلكوميةواليتليات التقييم اجلديرة بالثقة آ وأساليب .3 تنمية وحفز البحث العلمي مبشاركة القطاع اخلاص وقطاعات اجملتمع خاصة يف أساليب .4

. جمال التنمية التكنولوجية

هذا فان إىل باإلضافة. واالستفادة منه العاملي العلميكيفية التواصل والتفاعل مع اجملتمع .5 والتنميـة العلمـي جمال البحـث يف واإلصالح للتطوير إستراتيجية ع حماولة لوض أي

العلمـي يعانيهـا البحـث اليت تتعامل مع كل جذور املشكالت أنالتكنولوجية جيب كرؤى ومقترحـات حالتنا املصرية يف يشمل أنجيب ومتوازن وهو ما متوازيوبشكل

:لإلصالح ما يلي

:السياسات واخلطط القومية

مية ميكن حصر اإلصالحيات يف جمال البحث العلمي يف جوانب السياسات واخلطط القو :يف ضرورة العمل على حتقيق اجلوانب التالية

يتحتم النظر إىل موضوع اللحاق بركب التقدم العلمي والتكنولوجي العاملي على •أنه اهلدف القومي األمسى واحللم الذي يكون العمل على حتقيقه هاجسا يف ضمري

. أبناء الوطن

لنة للبحث العلمي على الدولة أن تضع سياسة ورؤية مستقبلية واضحة ومع جيب •والتكنولوجيا تتمشى مع احتياجات اجملتمع وتنطلق مـن احتياجـات التنميـة

على أن يسند إىل . وأن توفر هلا اإلمكانات والظروف املناسبة إلجناحها ، والنهضة اإلسـتراتيجية بالتعاون مع الوزارات املعنية وضع هـذه العلميوزارة البحث

أهداف حمددة يشارك املختصون يف وضـعها خطط قومية لتحقيق إىلوترمجتها . وخيصص هلا التمويل املناسب وفق خطة زمنية حمددة

أن يكون إسناد تنفيذ املشروعات املدرجة حتت هذه اخلطط وفـق نظـام يتحتم •

54

. داءمع وضع نظام متطور ملتابعة تنفيذ هذه اخلطط وقياس مستوى األ، تنافسي

أكادمييـة قيـام هـي اإلستراتيجيةهذه وضع يف األوىلاخلطوة جيب أن تكون •وحتديثها كـل ، متطلبات التنمية أو بعمل خريطة حبثية مبشكالت العلميالبحث

وعلى شبكة االنترنـت ، والبحثية األكادمييةفترة ونشرها على كافة املؤسسات تركـز عليهـا الـيت البحثية واإلشكاليات القضايا هيحىت تصبح موضوعاهتا

والـدكتوراه املاجـستري لطلبة الدراسات العليا يف درجات ة املشروعات البحثي . باحتياجات التنميةالعلمي يدعم ارتباط البحث وهو األمر الذي سوف

تنطلق أن والتنمية التكنولوجية جيب العلمي تطوير البحث إستراتيجية كانت إذا •خاصة تبدأ أن جيب أيضا فهي املصريمن واقع احتياجات تنمية وهنضة اجملتمع

املؤسـسات إليـه حدث ما انتهت أ من التكنولوجي جمال البحث والتطبيق يف ضرورة ربط البعثات العلمية إىلحيتاج العامل وهو ما يفواملراكز البحثية املتقدمة

هـذا إىل . والتنمية التكنولوجيـة العلميبالسياسات واخلطط القومية للبحث ج مع سائر مؤسسات الدولة املعنيـة لربط العلماء املصريني باخلار جانب السعي

. اخل. . . ، مشاريع مشتركة وإشراف، بالبحث والتطوير عن طريق عضوية جلان

إنشاء قاعدة بيانات و معلومات عن البحوث العلمية اجلادة اليت نشرت باجملالت • يف خالل السنوات املاضية والقابلة للتطبيـق يف املراكز العلمية املختلفة العاملية

. للمؤسسات الصناعية واالقتصاديةاحتهاوإت

:التخطيط املؤسسي

والتنميـة التكنولوجيـة العلمي البحث بأوضاع فعالة للنهوض إستراتيجية تبىن جيب إن البعض ملنع التكـرار ببعضها وربطها العلمي القائمة هيكلة مؤسسات البحث ذلك إعادة يتطلب

حىت ميكن البحثي و العلمي ألدائهاووضع مقاييس ، هاولزيادة التكامل بين املشروعات البحثية يفويقترح مـع ضـمان حـسن . وختطيطه إدارته وأساليب العلميزيادة القدرة التنظيمية للبحث

: أن يتم ما يلي هذا اجملاليف توظيف املوارد املتاحة على وضع اخلطط والسياسات والتنسيق بني الوزارات العلميوزارة البحث تشرف •

التداخل بني وظيفة أو مهام وزارة البحـث إهناءمبا يعىن لبحث التابعة هلا ومراكز ا تركـز علـى متويـل الـربامج أن جيـب الـيت العلمي البحث وأكادمييةالعلمي

55

. واملشروعات

تركز هذه املؤسسات نتيجة العلمي هيكلية مؤسسات البحث من خللل القائم عالج ا •، العلميمن قوة البحث % 73 يوازي ماحيث تضم جدران اجلامعة ، داخل اجلامعة

. %13تتجاوز الواليات املتحدة اليف هذه النسبة أن حني يف

تعديل التشريعات واللوائح اخلاصة أيضا يتطلب العلميتفعيل وتنشيط واقع البحث • وخمتلفة عن العلمي مرونة ومالئمة لطبيعة البحث أكثرحبيث تصبح ، العلميبالبحث

ملهمة البحث باإلضافة مثل التدريس أخرى لديها مهام اليتللجامعة الالئحة النمطية عمل وتشكيل جلان أساليب يف جذريحداث تعديل وكمثال لذلك جيب إ . العلمي

ـ ، لألحباث العلمي التحكيم أو )اللجان الدائمة (الترقية العلمية ا وعدم تشكيلها وفقب ضرورة االستعانة بـالتحكيم جبان، بل وفق معايري جودة قدمية املطلقة لقواعد األ التحكـيم باإلضـافة إىل والـدكتوراه رساالت املاجستري يف خاصة الدويل العلمي

العلمـي البحثي العلمية ملستوى املنتج األحباث حىت يرتفع مستوى املصريوالتقييم . الدويل

تزم كل مؤسسة حبثية خبوض املنافسة للحصول على أكرب نصيب ممكن من تنفيـذ تل • جمال البحوث العلمية والتنمية التكنولوجية وفقا ملعايري يفطط القومية املوضوعة اخل

ومراعاة جماالت التميز اليت ميكـن حسن استغالل اإلمكانات البشرية واملادية لديها ويشكل اإلسهام يف تنفيذ خطط الدولـة . العلمي جماالت البحث منأن تتفوق فيها

املؤسسة البحثية إىل أن تتحسن الظروف اليت تضمن وفقا هلذه املعايري شرطا لتمويل . أحباثهازيادة مسامهة القطاع اخلاص يف متويل

العلوم األساسية من فيزياء يراعى يف التخطيط املؤسسي تشجيع البحوث يف جماالت • والعلـوم البيئيـة والبحـوث وما يتصل هبا من علوم تطبيقية ، وكيمياء ورياضيات

ن إغفال الدراسات والبحوث االجتماعية واإلنسانية ملا هلا متعددة التخصصات ودو . من أمهية يف النهضة الشاملة

. توفري االستقالل املايل واإلداري املنضبط ملراكز البحوث والتطوير •

إقامة عالقات تعاون وثيق ومتكافئ وطويل املدى مع اجلهـات العامليـة العلميـة • . ةوالبحثية املناظرة ذات السمعة املرموق

56

:القدرات البشرية

ميتلكه من مهـارات وقـدرات مبا العلميو الباحث عصب عملية البحث أ العامل يعتربيف هذا اجملـال كمي ونوعي جذري وابتكاريه ولذلك فإن هناك ضرورة إلحداث تطوير إبداعية

:ويركز على النقاط التاليةملـستقبل وتنميـة قدراتـه باحث ا دعم ثقافة البحث العلمي واالهتمام بتكوين وتنشئة •

. اإلبداعية بدءا من املراحل التعليمية األوىل

ومبا ، وضع نظم مستقرة تضمن احتكاك الباحثني مبواقع اإلنتاج واخلدمات يف ختصصاهتم • يؤدي إىل وضع البحث العلمي يف خدمة هذه املواقع عن اقتنـاع حقيقييسمح بتفاعل

. ومشاركة من القائمني عليها

واملراكز البحثيـة املصريني وأساليب التفاعل واالحتكاك املستمر بني الباحثني وفري سبل ت • . ومشاركتهم يف أنشطة البحث العلمي بفاعلية، اخلارجية يف جمال ختصصاهتم

اليت متكنهم من استيعاب املستجدات املتسارعة يف للباحثني توفري فرص التدريب اخلارجي • والزيـارات املتبادلـة ضاعفة أعداد البعثات للخارج م ذلك يتطلبو. العامل دائم التطور

لتطعيم اجملتمع العلمي بدماء وخربات جديـدة وخاصـة يف . وحضور املؤمترات العلمية . جماالت العلوم احلديثة

جيب تيسري وإتاحة طرق وآليات ميسرة إلقامة عالقات وروابط مع العلماء واملهندسون •ملقيمني بالدول الصناعية لربطهم باملؤسسات البحثية املصريون املوجودين باخلارج خاصة ا

. والتكنولوجية يف مصر

خاصة يف الفتـرة العائدين من اخلارج الباحثني إعداد قاعدة بيانات تفصيلية عن شباب • . العلمية واجنازاهتم تشمل جماالت حبوثهم وجهودهماألخرية ويف املستقبل

لس النوعية بأكادميية البحث العلمـي واجملـالس يف اجملا املتميزين إشراك شباب الباحثني • . وضع خطط التطوير والتحديث يفا دور وإعطائهمالقومية املتخصصة

إعادة النظر يف لوائح الترقيات ومعايري تقييم الباحث العلمي مبا يضمن النهوض املستمر • أن جيب لذياوهو التقييم ، العلمي إنتاجه حبجم ونوعية املهينيف مستواه ويربط صعوده

57

. من اخلارجمتميزون يشارك فيه علماء

قيـادات املؤسـسات وضع نظم جادة وواضحة ومستقرة وتتميز بالشفافية لتقييم أداء •يشارك يف تطبيقها علمـاء مـن صارمة وجودة وفق معايري كفاءة والعاملني هبا البحثية . اخلارج

ق معايري حمددة ومنضبطة مـع اختيار القيادات من خالل نظام تنافسي مفتوح ومعلن وف • . إعداد أجيال مستقبلية منهم إعدادا جيدا عن طريق التدريب والتهيئة التنافسية

ملؤسسات البحث العلمي مع على مستوى النظم والقواعد يداراالهتمام بالتحديث اإل • . ملساندة اإلدارة املسئولةوضع اللوائح املرنة

. وتدريبهاواستمرار تطوير أدائها فين الصيانة من املساعدة إعداد الكوادر الفنية •

مكافأة الباحثني والعاملني يف اجملاالت البحثية ورفع رواتبهم مبا يضمن متيزهم وبقـائهم • . للعمل يف املؤسسات ومراكز البحث املصرية وعدم هجرهتم ونزوحهم إىل اخلارج

ات طويلـة وأن تكـون وضع سياسة ثابتة لفترات إعارة الباحثني حبيث ال تكون لفتـر • . متقطعة

إتاحة الفرصة وتذليل العقبات لتشجيع اإلناث الذين ميثلون نـصف اجملتمـع وطاقتـه • . للمشاركة الفاعلة يف جماالت البحث العلمي والتكنولوجيا

تشجيع املتميزين من الطالب ودعمهم جزئيا لالتصال مبراكز البحث والتطوير واإلنتاج •تقدمة وقضاء بعض الوقت للوقوف على واملشاركة يف التطورات يف الدول الصناعية وامل

. العلمية والتكنولوجية يف تلك الدول

:اإلمكانات البحثية

تعترب الوسائل اليت يتم هبا البحث العلمي ركنا أساسيا يف تقدمه والقيام به علـى وجـه ويف هذا اجملال . عرفةصحيح ومنضبط مبا يف ذلك األجهزة والتجهيزات والكيماويات ومصادر امل

:جيب العمل على توفري ما يليدعم اجلامعات من أجل حتويلها من جمرد معاهد علمية حملية إىل صروح علمية مرموقة هلا •

. دور فعال يف دعم البحث العلمي وإنتاج وختريج أجيال من العلماء

58

حالتها واإلعالن وحبثية مؤسسة بكل املوجودة إعداد قواعد بيانات لألجهزة واإلمكانات • . الوطين على املستوى األوسع لالستخدام إتاحتها لتيسري عملية عنها

توظيف كوادر فنية مؤهلة لتشغيلها وحـسن إىل حتتاج واليتالثمن ميكن لألجهزة غالية • . مركزية متاحة ألكثر من جهة معامليف أن يتم جتميعها وتشغيلهاإدارهتا وصيانتها

. ان لألجهزة والتجهيزات العلميةتوفري عقود صيانة وضم •

البحثية وخاصة يف جماالت البحـوث األجهزة والتجهيزات النقص الواضح يف استكمال • . اجلديدة

وضع وتنفيذ ودعم برامج للتدريب املستمر يف طرق البحث اجلديدة والتقنيات احلديثـة • . يف الداخل واخلارج

. واحلقلي وبراجمها امليدانيةاالهتمام ودعم وحدات ومراكز التجريب الصناعي •

. توفري قواعد بيانات للقدرات البشرية يف جماالت البحث العلمي واإلنتاج العلمي •

. توفري قواعد بيانات للبحوث املنشورة وبراءات االختراع •

. حتديث وربط املكتبات وتيسري طرق تبادل املعلومات واملقتنيات بينها ومن خالهلا •

ؤمترات العلمية العاملية حمليا وكذلك تيسري ودعم سبل اسـتدعاء دعم وتشجيع تنظيم امل • . وزيارة العلماء من اخلارج لفترات قصرية أو طويلة

إنشاء وتشجيع ودعم املراكز البحثية املتميزة يف مصر ووضع نظام لتعضيدها وتعظيمهـا • . وزيادة التعاون وتشجيع املنافسة بينها

:التمويل

قيق اهلدف األمسى ودخول حقل املنافسة العلمية وإصالح وتطوير من أجل الوصول إىل حت :البحث العلمي فإنه يتحتم حتقيق ما يلي

عامليـا واملقبولة الرفع الفوري لنسبة متويل البحث العلمي إىل املستويات املتعارف عليها •خـالل مخـس % 3والوصول هبـا إىل ، من الدخل القومي % 2وحبيث ال تقل عن

. سنوات

59

ضرورة زيـادة ب العلمي البحث أنشطة متويل يفالتقليدية داث تغيري جذري يف رؤيتنا إح •التكنولوجي باعتبار والتطوير العلمي على البحث لإلنفاقاملخصصات احلكومية املوجهة

. أنه سيؤدي إىل إسراع عجلة التنمية

التطـوير متويل أنشطة البحث العلمـي و املسامهة يف تشجيع القطاع اخلاص على دفع و •ـ مبا يف ذلك إ التكنولوجي مبختلف الوسائل ا مـن احلـوافز عطاء القطاع اخلـاص نوع

مؤسساته يف والتطوير العلمي على تبين قضية البحث ا تشجعه اليت كاإلعفاءات الضريبية وكـذلك ، من الضرائب األنشطة اخلاصة هبذه األجهزة إعفاءاالقتصادية والصناعية مثل

. جمال التطوير والبحثيف هاستثمارات زيادة

واملعاهـد تشجيع قيام املؤسسات الصناعية بعمل حضانات تكنولوجية داخل الكليـات • . عليهاإلنفاقتقوم باالعليا

ـ أو املشـاركة فيها سات الصناعية ـراكز البحثية للمؤس ـتأجري امل • قولة ـلفترات مع . التطويرأحباث إلجراء )سنوات4-5(

اإلنتاجية واخلدمية بتخصيص نسبة حمددة للـصرف علـى إلزام الشركات والوحدات • . أنشطة البحث والتطوير

بالتعاون فيما بينها يف جمال البحوث وإنـشاء مراكـز تشجيع قيام الكيانات الصناعية • . البحث والتطوير املشتركة

إنشاء روابط وآليات تعمل على ربط الصناعة بالبحث العلمي يف كل مركز من مراكـز •وتسويق أحباثه وإنشاء صناديق خاصة بتمويل البحوث املطلوبـة حلـل . علميالبحث ال

. املشاكل الفعلية

. ترشيد صرف خمصصات البحث العلمي وضبطها •

ختصيص جزء من التمويل املتاح لتشجيع الباحثني العائدين أو احلاصلني حـديثا علـى • . على طريق البحث العلميدرجاهتم العلمية مبا ميكنهم من اختاذ وتأمني خطواهتم األوىل

:التنمية التكنولوجية

إن اهلدف األساسي للبحث العلمي هو االبتكار وزيادة املعرفة وكالمهـا سـيقودان إىل

60

تنمية ومكاسب اقتصادية وصحية ونفسية ومجالية تتمثل يف منتجات وخدمات متطورة ومطلوبـة :التركيز على ما يليولتحقيق ذلك جيب . يتم توفريها من خالل تقنيات مبتكرة

توجيه مزيد من اجلهد التخطيطي والتمويلي والتنفيذي لتنمية التكنولوجيا احمللية وتطويع •التكنولوجيا اخلارجية وتطويرها والعمل على تطبيقها وتسويقها مع ضمان احلصول على

. منتجات وخدمات قادرة على املنافسة حمليا وعامليا

ستثمرين والشركات الكربى إلنشاء شركات حملية تـستعني وضع آلية للمشاركة بني امل • . بنتائج األحباث يف املؤسسات العلمية املصرية

دعم البحوث اهلادفة لتعظيم املكون التكنولوجي ذو التنمية املضافة املرتفعة يف اإلنتـاج • . واخلدمات

. إنشاء وحدات جتريبية وحبثية يف مواقع اإلنتاج واخلدمات •

. دات ومراكز األحباث إىل كيانات إنتاجية وخدمية ال هتدف إىل الربححتويل بعض وح •

. نشر ثقافة احترام امللكية الفكرية •

التوصية والعمل على زيادة االهتمام بدراسة وإمكانيات االستفادة من براءات االختراع • . اليت آلت إىل امللك العام خاصة يف جماالت هامة وواعدة كصناعات الدواء واملبيدات

. تنمية الطلب اجملمعي على اإلبداع واالبتكار •

61

التنمية املهنية والتعليم املستمر

62

أدى التطور السريع واملتالحق يف شىت جماالت العلـم واملعرفـة والتقـدم الـسريع يف االتصاالت واملعلومات على مستوى العامل إىل ظهور أولويات يف جماالت التنمية البشرية واجملتمعية

ومن أولويات التنمية اليت صـعدت إىل قمـة أجنـدة . يكن متعارف عليها يف العهود السابقة مل . تنمية املهنية والتعليم املستمرالتطوير واإلصالح يف العامل قضييت ال

ويقصد بالتنمية املهنية تزويد الفرد الذي ميارس مهنـة معينـة باملعـارف واملهـارات أو لتطوير مهنته لتواكب تطور املهن ، ستيعاب مستجدات مهنته واالستعدادات اليت تساعده إما ال

كما أدت كـل . األخرى أو لتغيري مهنته واالندماج يف مهن جديدة استدعتها التغيريات اجملتمعية التطورات السابق اإلشارة إليها إىل أن التعليم النظامي أصبح جزء يكمله أجزاء كثرية يف منظومة

أصبح ملؤسسات أخرى مثل مراكز التدريب واإلعداد املهـين وأجهـزة التعليم مما أدى إىل أن اإلعالم واملؤسسات الثقافية ومؤسسات اجملتمع املدين والنقابات والتنظيمات املهنية دور متعـاظم يف منظومة التعليم وذلك على أساس ما تقوم به هذه املؤسسات من جهـود يف سـبيل تقـدمي

الرتفاع هبا كضرورة أساسية ملقابلة التطورات والتغريات املتالحقة املهارات املهنية والعمل على ا وباإلضافة إىل االستجابة للمتطلبات املتغرية يف سوق العمل وبذلك أصبح هنـاك تكامـل بـني اخلدمات اليت تقدمها مؤسسات التعليم النظامي وغريها من املؤسسات األخرى واليت توفر فرصا

. النظامية للتعليمتلف عن املراحل العمرية اليت تتعامل معها املؤسساتللتعليم يف مراحل عمرية خت

ويعتمد مفهـوم التعلـيم . ولذلك يرتبط مفهوم التنمية املهنية مع مفهوم التعليم املستمر وال تنتـهي ، املستمر على أن العملية التعليمية اليت متتد خارج التعليم يف املـدارس واجلامعـات

ولكـن ، العايل أو احلصول على الدرجات العلمية مثل املاجستري والدكتوراة بالتخرج من التعليم أو االلتحـاق ، متتد لتشمل أي طلب لالستزادة من املعارف واملهارات مـن خـالل التـدريب

أو بالدراسات اليت تؤهل لتحسني األداء يف مهن معينة أو ممارسة مهن جديدة ، بالدورات املنظمة . ضور املباشر أو التعليم عن بعداحلوسواء كان ذلك من خالل

هوكنتيجة طبيعية ملفهوم التنمية املهنية والتعليم املستمر أصبح للتعلـيم املـستمر فكـر لتعليم لوفلسفته يف التعليم على أنه يشمل مجيع مراحل احلياة ويهيئ الفرص جلميع أفراد اجملتمع

توفر براجمها مناهج تتماشى Country Collegesوالتعلم من خالل مراكز تعليم للجميع مع قدرات واحتياجات كل فرد وهو ما يتمشى مع ضرورة إتاحة الفرصة جلميع األفراد الـذين يعملون يف وظائف أو مهن معينة أن جيددوا من معارفهم وتنمية مهاراهتم وقـدراهتم املهنيـة يف

63

تعليم املستمر يف مثـل هـذه جماالت ال تتوافر يف مؤسسات التعليم النظامية حيث تقدم برامج ال املراكز يف فترات أو فصول مسائية أو من خالل برامج مطبوعة أو مسجلة ميكـن أن تـصل إىل األفراد عن طريق املراسالت الربيدية أو من خالل الربامج اإلذاعية أو التلفزيونية واليت من بـني

.أي برامج تدريبية وتعليمية أخرىبراجمها برامج تدريب مهين أو

وقد ساعد على التوجه العاملي للتنمية املهنية والتعليم املستمر ظهور عدة عوامل علـى ، والتقدم التكنولوجي املتسارع ، اتساع جوانب املعرفة والتفجر املعريف . الساحة التنموية من أمهها

ــة ــة األحادي ــن البني ــة م ــة املعرفي ــول يف البني ــة ، disciplineوالتح إىل البينيInterdisciplinary ، ــددة ــابرة ، Multidisciplinaryواملتعـــ والعـــ

Transdisciplinary ، والتقاطعيةCrossdisciplinary ، وأدى هذا التحول الذيإىل حدوث تغـيري يف فلـسفة ، فرضه التشابك الشديد يف معاجلة املشكالت اجملتمعية واإلنسانية

وضـرورة ، يف شىت منـاحي احليـاة مما أدى إىل مزيد من االهتمام بتطبيقات العلم ، العلم ذاته . من وسائل تطبيق العلوم واملعارفاالستزادة واالستفادة

كان للعوملة وما نتج عنها من سيادة للقدرة التنافسية يف السوق االقتصادية وىف سـوق إىل ضرورة التركيز على إكساب الفرد مهارات جديدة جتعله قادرا على ، العمل وفقا ملعايري دولية

كما نتج عن العوملة احنسار الضوء عن مهن بذاهتا . واإلنتاج وفقا هلذه املواصفات واملعايري العمل وكذلك ظهور احلاجة إلعـداد القـوى ، وظهور مهن جديدة مؤهلة للتنافسية اإلقليمية والعاملية

وأصبح من الطبيعي أن يغري الفرد مهنته مرات عدة وفقـا ملقتـضيات . البشرية لشغل هذه املهن وأصبح تقدم الدول مرهونا بتنمية العنصر البشري تنمية مستدامة للوصول بأدائه يف جماله . تطورال

. ن املنافسة على املستوى العامليأو يف أي جمال جديد يشغله إىل مستوى اجلودة الذي ميكنه م

:التنمية املهنية والتعليم املستمر يف مصر

مر ضـمن أولويـات التطـوير واإلصـالح وضعت مصر التنمية املهنية والتعليم املست وكان لزاما قبل وضع مقترحات لتفعيل مفهومي التنمية املهنية والتعلـيم ، االقتصادي واجملتمعي

املستمر دراسة ما هو كائن فعال بالنسبة ملؤسسات وبرامج ووسائل التنمية املهنية والتعليم املستمر :يف مصر واليت منها ما يلي

تنتشر مراكز التدريب املهين اليت تشرف عليها جهات حكومية وخاصـة :ينمراكز التدريب امله

64

وتتميز معظم هذه املراكز ، وعناصر من اجملتمع املدين يف خمتلف حمافظات اجلمهورية إال أن هذه املراكز تفتقـر إىل اإلمكانـات . جبودة التجهيز ووجود بنية حتتية مناسبة

عملية التدريب أو إلدارة هذه املؤسسات بكفاءة البشرية املؤهلة تأهيال جيدا للقيام ب . تؤدي إىل حتقيق اهلدف من إنشائها

تقدم مراكز التدريب برامج تدريبية معدة من قبل متخصصني يف كافـة :حمتوى برامج التدريب كما أن هـذه . إال أن الكثري من هذه الربامج متقادمة وحتتاج إىل حتديث . اجملاالت

و احتياجات ، تيفاء باالحتياجات التدريبية احلقيقية للمتدربني الربامج مل تصمم لالس حيث تقدم يف معظم املراكـز نفـس منـاهج ، سوق العمل إقليميا وعربيا ودوليا

التدريب بغض النظر عن مؤهالت امللتحقني واستعداداهتم أو االحتياجات احلقيقيـة . واملناقشة من املهارات املطلوبة واملتغرية يف سوق العمل

تتيح الدولة من بني براجمها نظم البعثات واملؤمترات العلمية الداخلية واخلارجية والـيت :البعثات. تستهدف التنمية املهنية للمتعلم وإطالعه على التجارب احلديثة للدول األخـرى ، ورغم الزيادة املستمرة يف أعداد البعثات واملؤمترات العلمية املتاحة يف شىت اجملاالت

ويضاف إىل هذا أن املبعـوثني ال تـتم . املتاح منها ال يزال أقل من املطلوب إال أن مما يؤدي إىل إهـدار . متابعتهم خالل فترة البعثات وال يتم تقومي أدائهم بعد عودهتم

يف االستثمار يف البعثات واملؤمترات العلمية يف بعض األحيان بسبب عـدم وجـود . آليات للمتابعة

دد مصادر التمويل املخصصة للتنمية املهنية والتعليم املستمر يف مـصر مـن تتع :آليات التمويل ، خالل التمويل احلكومي والفردي واجملتمعي ومن خالل مؤسسات اجملتمع املـدين

باإلضافة إىل عدد ،وكذلك التمويل من عدد من اجلهات املاحنة واليت تعمل يف مصر عدم التنسيق بـني و، در التمويل آخر من مصادر التمويل اخلارجية ومع تعدد مصا

يؤدي إىل التكرار يف متويل مما لها ي متو يتم يف طبيعة الربامج اليت يؤثر اجلهات املمولة كما أن عدم وجود حصر للملتحقني بربامج التنمية املهنية املختلفـة . برامج متشاهبة

صـة يف يؤدي يف كثري من األحيان إىل تكرار التحاق األفراد يف نفس الـربامج خا ن مستوى تأهيـل الربامج املمولة حكوميا مما يضاعف أثر اهلدر املادي وال حيسن م

. الفرد

65

رؤية مستقبلية للتنمية املهنية والتعليم املستمر

أصبح من الضروري نظرا للمعطيات اليت مت عرضها ويف إطار استكمال جوانب رؤيـة ة شاملة متثل توجها مـستقبليا واضـح شاملة إلصالح التعليم يف مصر أن يتم وضع إستراتيجي

وأن ختطط هذه اإلستراتيجية يف إطار من االنفتاح . األبعاد يف جمايل التنمية املهنية والتعليم املستمر وميكـن . وان تأخذ اإلبداع منهجا وأسلوبا هلا ، على العامل واالستفادة مما مت حتقيقه يف هذا اجملال

:لسياسات تقوم على األسس التاليةحتقيق ذلك من خالل تطبيق حزمة من ا

التخطيط اجليد ألهداف التنمية املهنية يف مصر وبراجمها والتنفيذ الدقيق وفقا لألهـداف •وأوىل خطوات التخطيط اجليد هي التعرف على طبيعة ونوعية احتياجات التنمية . املوضوعة

تها يف صورة برامج تضع املهنية وبناء خريطة لالحتياجات للفئات واجملاالت املختلفة وترمج . املطلوبةات االحتياجواليت تليبخرجات يف اعتبارها امل

حسن توظيف اإلمكانات املادية والبشرية املتاحة من خالل حصر امليزانيات املخصـصة •للتنمية املهنية والتعليم املستمر والتنسيق بني اجلهات املمولة لتجنب تكرار الربامج وتكرار

كذلك البد من إعادة تأهيل املدربني واملعلمني املشاركني يف عمليـات . الفئات املستهدفة وتوزيعهم وفقا لتخصصاهتم ويف املواقع اليت حتقق أقـصى ، التنمية املهنية والتعليم املستمر

وهو ما يتطلب عمـل قاعـدة ، كما جيب إعداد كوادر تدريبية إضافية . عائد من أدائهم . ملختلفة تشمل األفراد الذين ميكن تأهيلهم كمـدربني بيانات يف اجملاالت والتخصصات ا

باإلضافة إىل ضرورة التنسيق بني الربامج املقدمة من خالل االلتحاق املباشر وتلـك الـيت وزيادة االستثمارات أن يف برامج التعليم عن بعد حيث إهنا ، تقدمها برامج التعليم عن بعد

وميكن من خالهلا لفئات خمتلفة االسـتفادة مـن تصل إىل املناطق النائية يف اجملتمع املصري . بهمبراجمها يف األوقات اليت تناس

جيب أن تشمل عمليات التحديث والتطوير يف برامج التنمية املهنية حمتوى الربامج ذاهتـا •وعدم التركيز على املعارف فقط ولكن االهتمام باالجتاهات والسلوكيات املصاحبة لكـل

روري أن تتضمن الربامج جانبا تثقيفيا عاما باإلضـافة إىل اجلانـب كما أنه من الض . مهنةوأن تساهم يف حتسني اللغة العربية للمشاركني وكذلك تقوية مهارات اللغـة ، التخصصي

األجنبية لتحقيق التواصل اجملتمعي احمللي والعاملي لدى األفراد ولتمكينهم من التفاعل مـع وميكن أن يستكمل هذا اهلدف . لتكنولوجي املتواصل فئات جمتمعهم ومع التطور العلمي وا

من خالل تطوير األدوات والطرائق املستخدمة يف تنفيذ هذه الـربامج والـيت جيـب أن

66

كمـا جيـب أن تعتمـد . تستخدم فيها أحدث املعينات التكنولوجية السمعية أو البصرية تطلب عملية حتديث وتطوير وت. أساليب تنفيذ الربامج على التعلم الذايت والتدريب امليداين

برامج التنمية املهنية أيضا وضع آلية فعالة ومتطورة ملتابعة أثر برامج التنمية املهنية وتقوميها لنـسبة ملعرفة مدى االستفادة أو العائد منها يف مقابل االستثمارات املخصصة هلا وذلك با

. لكل من الدارسني واجملتمع

تطوير لوائح التدريب املهين لتتمشى مع احتياجات النمو ويف هذا السياق يعترب من املهم •املهين يف كل جمال وحبيث يصبح اجتياز التدريب املطلوب شرطا من شـروط التقـدم يف

على أن يتم . وهو ما يعد أحد ضمانات سعي األفراد للتنمية املهنية والتعليم املستمر ، املهنةعلى حتقيقها عمل خريطة وظيفية للمهـن ذلك يف إطار معايري موضوعية منضبطة تساعد

ومستويات اجلـدارة أو التميـز ، حيدد فيها توصيف كامل للمهارات املطلوبة لكل مهنة باإلضافة إىل أنواع ومراحل التدريب اليت جيب ، ومواصفتها ومعايريها داخل املهنة الواحدة

. حيصل عليها املمارس هلذه املهنةأن

املهنية والتعليم املستمر يف مصر واليت تتـضمن االحتياجـات إن الرؤية الشاملة للتنمية تتطلـب تـوفري ، والربامج اليت تستويف هذه االحتياجات ، الفعلية لتطوير جماالت العمل املختلفة

امليزانيات والطاقات البشرية اليت تضمن حتقيق جناحها حىت ميكن أن تسهم يف استكمال منظومـة . بالتايل إىل التنمية البشرية واجملتمعية املرجوةإصالح التعليم يف مصر وتؤدي

67

حمو األمية وتعليم الكبار

68

:مقدمةعلى الرغم من كل اجلهود اليت بذلت وتبذل للقضاء على والتعامل مع مشكلة األمية يف مصر إال أن أعداد األميني يف تزايد كما أن معدالت األمية يف جمملها ال تزال أعلى من املتوسط العاملي وكما هو معروف فإن ظاهرة األمية تزداد بني الفئات االجتماعية الضعيفة وخاصة ما بني النساء والفقراء واملهمشني ويف املناطق البعيدة واملتخلفة أو احملرومة من توافر اخلدمات التعليمية

. وخاصة بالنسبة ملراحل التعليم األوليةتماعية ذات اآلثار املختلفة على جوانب كثرية من وتعترب قضية األمية من القضايا االج

التنمية كما أن األميون أنفسهم يشكلون حتديا حقيقيا وعقبة أمام أي جهود للتنمية وأن ظاهرة األمية تعترب ظاهرة متعددة األبعاد ومركبة وهلا أبعاد على كل اجلوانب االقتصادية واالجتماعية

ثر أيضا على أي جهود إصالحية يف أي جمال وبصفة خاصة يف والثقافية والسياسية كما أهنا تؤجماالت التعليم وبدون الوصول إىل حلول جذرية ملشكلة األمية واليت تؤثر بالطبع بطريقة سلبية على كل التطورات املنشودة من وراء أهداف التعليم كما أن هناك عالقات مباشرة ما بني حجم

فة خاصة يف مراحل التعليم األويل واليت تتعلق ببعض الظواهر مشكلة األمية ونظام التعليم وبصواملوجودة يف نظام التعليم مثل ظاهرة التسرب واملنتشرة يف مراحل التعليم األوىل أو ما يتعلق بإعداد األطفال يف سن املدرسة االبتدائية والذين ال يلتحقون أصال بالتعليم باإلضافة إىل األعداد

ل والذين يرتدون إىل األمية بعد التحاقهم بالتعليم االبتدائي بسبب عدم قدرة األخرى من األطفانظام التعليم يف متكني التالميذ من االحتفاظ باملهارات األساسية من قراءة وكتابة وحساب أو ما ميكن أن يطلق عليه األمية األجبدية ولذلك فإن التعامل مع إجياد احللول ملشكلة األمية ال ميكن أن يتم دون التعرض ملثل هذه املشاكل وللسياسات التعليمية املتعلقة هبا وحماولة إدخال بعض

ولذلك . د األمينيااإلصالحات وخاصة على نظام التعليم االبتدائي الذي يشكل منبعا لزيادة أعد فإن القضاء على األمية هنائيا وعلى املدى الطويل يعترب مرهونا بعالج اخللل يف السياسيات

. التعليمية وإصالح نظام التعليم والذي يشكل بوضعه احلايل موردا دائما ملزيد من األميني

: التعليم حق إنساينتنبع أمهية التعليم واالقتناع بضرورة التعامل مع مشكلة األمية من أن التعليم حق إنساين

لة حبقوق اإلنسان ومعظم ومن أهم املبادئ لتحقيق الدميقراطية حيث تتضمن كافة املواثيق املتصالدساتري والقوانني الدولية حق اإلنسان يف املشاركة وإبداء الرأي أو االشتراك يف كل شئون

كما أن اإلعالن العاملي . جمتمعه بطريقة مباشرة أو غري مباشرة وكذلك حقه يف املشاركة الثقافية

69

ه ويؤكد على أن التعليم يعترب حق حلقوق اإلنسان يشري إىل أن اجلهل يعوق اإلنسان من حتقيق ذاتأساسي لإلنسان وبذلك تصبح كل جهود حمو األمية جهودا أساسية لتأكيد احلق اإلنساين يف احلياة وتلبية لالحتياجات اإلنسانية األساسية باإلضافة إىل ما ميكن أن يضيفه التعليم من رغبة يف

كما أن حمو األمية وتعليم الكبار األجبدية . املزيد من التعليم والتفتح والنمو الذايت واجملتمعيوالوظيفة وحمو األمية احلضارية تعترب من أحد األدوات املهمة لتحرير اإلنسان من كافة صور

. التبعية واالغتراب والقهر

وتعترب اجلهود اخلاصة مبحو األمية يف األساس عمل تنموي وسياسي حيث تشري ظاهرة لنهائي إىل واقع ال ميكن السكوت عليه بل وجيب جتاوزه ألنه يشري إىل انتشار األمية يف حتليلها ا

أوضاع تتصل بالتخلف والبعد عن األمناط احلضارية وهو ما يؤكد على أن اجلهود املطلوبة حملو األمية ال جيب أن تكون مقصورة على ما تقوم به املؤسسات التعليمية ولكنها مسئولية جمتمعية

فيها كافة التنظيمات الشعبية والتطوعية واألهلية باإلضافة إىل بقية مشتركة جيب أن تساهماجلهات الرمسية األخرى ولتتكاتف مجيعها هبدف القضاء على األمية اليت تعد مظهرا أكيدا

. للتخلف

كما تساعد املسئولية واجلهود اجملتمعية واليت تشارك فيها كافة املنظمات واهليئات وبصفة جملتمع املدين واملنظمات الرمسية يف معركة القضاء على التخلف وحمو األمية يف خاصة مؤسسات ا

توسيع نطاق اجلهود من حمو األمية األجبدية إىل حمو األمية للمشاركة السياسية واليت تستهدف إكساب األفراد املهارات الالزمة للمشاركة وزيادة الوعي بواقع اجملتمع ومشكالته باإلضافة إىل

خالل املمارسات اليومية ميكن لألفراد اكتساب القدرات على التحليل والنقد واكتشاف أنه منالتناقضات والعمل على حماربة بعض الظواهر السلبية مثل الظلم والقهر واليت تعوق األفراد يف ممارسة املشاركة وتعطل اختاذ اإلجراءات والقرارات إلحداث اإلصالحات اجملتمعية من خالل

لقدرات البشرية املطلوبة للمشاركة الشعبية والرغبة يف االشتراك يف املمارسات السياسية تنمية اواليت هتدف يف جوهرها إىل حالة من التربية الوطنية لألفراد وتكفل تعميق اإلحساس بالوالء

. للمجتمع

تطور اجلهود اخلاصة مبحو األميةع عشر واليت تبلورت أسسها بعد تعود جهود مكافحة األمية إىل بدايات القرن التاس

وبدأت األجهزة احلكومية وبعض مؤسسات اجملتمع املدين االهتمام 1919الثورة الوطنية يف عام

70

وقد مت وضع أول خطة حكومية يف ذلك الوقت للقضاء على . وتركيز األضواء على ظاهرة األميةوأعقب ذلك . تائج املتواضعةاألمية خالل مخسة وعشرين عاما واليت مل تسفر إال عن بعض الن

1944 يف عام 110تطور آخر للجهود احلكومية حملاربة األمية من خالل إصدار القانون رقم والذي حدد مسئولية تنظيم اجلهود للقضاء على األمية على عاتق وزارة الشئون االجتماعية

ية يف مصر ولكن أيضا وحدث بعد ذلك أن مت تكليف وزارة التربية والتعليم مبسئوليات حمو األممل تسفر اجلهود اليت بذلت سواء من وزارة الشئون االجتماعية أو وزارة التربية والتعليم إال عن . حمو أمية ما ال يزيد عن مخسة يف املائة من األعداد اليت استهدفتها احلكومية للقضاء على األمية

بقضية األمية وبدأت الدولة مما بدأت اجلهود ومن جديد يف االهت1952ومع جميء ثورة يوليو متيف نشاطها املكثف وتوجيه عدد كبري من املؤسسات للعمل يف جمال حمو األمية ويف نفس الوقت

إنشاء مركز سرس الليان حملو األمية وتعليم الكبار خلدمة الدول العربية والذي كان تدعمه منظمة ايا األمية وتعليم الكبار يف املنطقة العربية بقضاليونسكو وكان اهلدف منه إعداد جيل من املهتمني

من خالل برنامج تدريب طويل تركزت كل أعماله يف قرى حمافظة املنوفية كما بدأت احلكومة املصرية يف عهد الثورة أيضا بافتتاح مراكز أخرى يف مناطق متفرقة من اجلمهورية كان الغرض

و األمية هدف قومي جيب أن تشترك فيه مجيع منها بذل املزيد من اجلهود املكثفة واعتبار حم . اجلهود الوطنية يف مصر

عقد أول مؤمتر حملو األمية يف اإلسكندرية واليت ظهر كنتيجة له 1964ويف عام مشروعات حملو األمية يف مصر واليت عرفت يف ذلك الوقت مبدارس الشعب واملشروع التجرييب

األمية يف جهاز اإلذاعة والتلفزيون ولكن أيضا مل حتقق حملو األمية باإلسكندرية ومشروعات حمو كل هذه اجلهود األهداف املنشودة من ورائها وقد يرجع ذلك إىل تعدد األجهزة وعدم التعاون بينها أو عدم االستمرار يف جهود بعضها وقد وصل األمر إىل اإلحساس بعدم اجلدية أو التراخي

أت احلكومة املصرية ومن جديد خالل الفترة ما بني عام يف حتمل هذه املسئولية القومية وبديف مواصلة بذل اجلهود من خالل اجراءات جديدة للقضاء على األمية ومت 1990 وحىت 1970

تشكيل هيئات ختطيطية وتنفيذية ودليل عمل للوصول إىل حمو األمية كما قامت اجملالس القومية وغريها من املؤسسات احلكومية جبهود ومتفرقة حنو املتخصصة والقوات املسلحة ووزارة الداخلية

القضاء على األمية غري أن الظروف االقتصادية والسياسية خالل هذه الفترة حالت دون استمرار التركيز على هذه اجلهود وبالفعالية املطلوبة ومل تتحقق األهداف املرجوة من حصار األمية أو

. القضاء عليها

71

اليت بذلت خالل هذا التاريخ الطويل يف التعامل مع ظاهرة وبالطبع فإن كل اجلهوداألمية قد ساعد على تراكم خربات إدارية وفنية وأفكار من خالل التجارب اليت مت تنفيذها واليت ميكن أن تساعد يف الوصول إىل اختيارات أفضل للتعامل مع مشكلة األمية وبناء خطة للمستقبل

املشاركة الشعبية واحلكومية يف التعامل مع ظاهرة األمية هذا تكون أكثر فاعلية وتعتمد علىباإلضافة إىل أن الدولة قد أقامت مؤسسة رمسية وهي اهليئة العامة حملو األمية واليت ميكن أن تقوم بدور مهم وفعال يف تنسيق اجلهود بني خمتلف املهتمني للعمل يف جمال القضاء على األمية من

ة يف التعامل مع املشكلة والتحديات اليت تواجهه اجلهود املبذولة للقضاء على خالل الربامج املفيد . هذه املشكلة

: التحديات اليت تقابل اجلهود املبذولة حملو األمية

يعتمد التعامل مع أي من املشاكل على املعلومات املتوافرة عن املشكلة ولذلك فإنه من غياب البيانات واإلحصاءات الكاملة والدقيقة عن حجم غري املنطقي التعامل مع ظاهرة األمية يف

املشكلة والذي يقف عقبة كبرية يف التخطيط العلمي السليم جملاهبتها ولذلك فإن توفري قاعدة بيانات سليمة حول مشكلة األمية تساعد كثريا يف وضع احللول أو التعامل مع أي خلل يف هذه

من خالهلا وضع إطار ورؤية إصالحية شاملة للتعامل اجلهود من خالل دراسات أو حبوث ميكن كما أن مثل هذه البيانات ميكن أن تساعد يف الوصول إىل صيغة أفضل يف . مع مشكلة األمية

إدارة اجلهاز التنفيذي القائم يف حماولة تفعيل دورة وخاصة على مستوى احملليات باإلضافة إىل كثيف مشاركة اجملتمع املدين والكوادر التربوية وضع خطة متكاملة عن أفضل الصيغ لتفعيل وت . وبرامج تدريب الطلبة للعمل يف فصول حمو األمية

مع العلم أنه وحىت اآلن ال توجد قاعدة بيانات وإحصائيات واضحة عن مدى وأماكن األميني بالضبط وأن ال يترك موضوع إعداد هذه البيانات دون حتديد سقف زمين لالنتهاء منها

. د خريطة شاملة عن األميني يف مصروحتدي

هناك نقطة أخرى تتعلق مبحتوى الربامج اليت تقدم يف فصول حمو األمية واليت من الضروري أن تعد وفق متطلبات وظروف الفئات اليت يرغب يف حمو أميتهم وما هي الطرق

قاومة التسرب من والوسائل اليت تشجع األميني يف االنتظام يف الربامج وحىت االنتهاء منها ومبرامج حمو األمية وحماولة االستعانة بوسائل اإلعالم ووسائل النشر األخرى مثل دور العبادة

72

للتأكد من التكاتف لنجاح برامج حمو األمية بسبب أن جناح هذه الربامج يتوقف على االقتناع هذه الربامج من مجيع األطراف املشتركة يف هذه الربامج وبصفة خاصة من جانب الدراسة يف . وإحساسهم أن مشكلة األمية هي مشكلة شخصية باإلضافة إىل أهنا مشكلة جمتمعية

كما أن اخلطط اخلاصة بربامج حمو األمية تفتقد يف الكثري من خططها إىل اإلدارة والرقابة واملتابعة املطلوبة والذي ميكن أن يؤدي بعض اجلوانب السلبية أي الفشل يف الوصول إىل

. رجات املتوقعة من تغيري مثل هذه الربامج أو تعثرها وعدم إمنائهااملخ

ولذلك جيب وضع برامج للتقييم وخاصة ما يتعلق مبدى مالئمة الربامج الحتياجات الدارسني وميكن االستعانة يف ذلك مبا مت يف بعض التجارب العاملية مثل جتربة كوبا واليت قامت

يعمل طالب اجلامعات يف برامج حمو األمية ولعله من املفيد بإغالق الدراسة يف اجلامعة وحىتاإلشارة إىل مشكلة البطالة اليت يعاين منها الشباب ميكن أن يكون مدخال مناسبا إلعداد الشباب

. وتدريبهم وتشغيلهم يف فصول حمو األمية

ة وجتابه برامج حمو األمية حتديا آخر يتعلق بضعف مصادر التمويل وضعف مشاركمؤسسات اجملتمع املدين والقطاع اخلاص واحملليات واألفراد يف توفري التمويل الالزم وهو ما يظهر بوضوح يف ضعف التجهيزات املطلوبة يف فصول حمو األمية ومدى تواجدها يف املناطق اجلغرافية

. املختلفة وخاصة يف املناطق اليت يتزايد فيها أعداد األميني

:ستقبلية لإلصالحالسياسات والرؤى امل

فكلما زادت ، إن استمرار انتشار األمية له تأثريه السليب على منظومة اإلصالح والتطويروأن وجود آليات ، نسبة األمية كثرت العقبات والعراقيل اليت تعترض مسرية التطوير والتحديث

ن استمرارها يف لإلصالح البد أن تنطلق من الوعي الكامل خبطورة املشكلة وما ميكن أن ينجم عوأنه جيب النظر إليها من خالل خطط مستقبلية تتعامل ، إعاقة أي جهود حقيقية للتقدم والتنمية

:واليت تشتمل على ما يلي، مع مجيع جوانبها وأبعادها املتعددة واملركبةحبيـث ، ضرورة االتفاق على وضع رؤية إستراتيجية توجه جهود حمو األمية وتعليم الكبار •

وبرامج تفصل مجيع جوانب الظاهرة على أن توضع على ، مجتها إىل خطط قابلة للتطبيق ميكن تر مع التركيز على ، مدى زمين متعدد املراحل تؤدي إىل خفض حمدد لنسبة األمية يف كل مرحلة

والتركيـز والبـدء ، سنة وحتديد سقف زمين للقضاء عليها هنائيـا 45-14الشرحية العمرية

73

وأن يتم االعتماد يف ذلـك ) سكان العشوائيات ، سكان الريف ، املرأة( انا بالفئات األكثر حرم ، وعمريا، على قاعدة البيانات اإلحصائية اليت توضح اخلريطة التفصيلية لتوزيع الظاهرة جغرافيا

. ومهنيا وعلى مستوى النوع ووضع سقف زمين لالنتهاء من تنفيذها

ة باعتبارها أحد أهم معوقات التنمية إىل جانـب استمرار الدعم السياسي ملواجهة الظاهر •يف احلكومة ) اخل. . الصناعي، الزراعي، اخلدمي(ضرورة تضافر القطاعات االقتصادية املختلفة باإلضافة إىل تعبئة مؤسسات منظمات اجملتمـع ، أو القطاع اخلاص لتنفيذ اإلستراتيجية املقترحة

ية والعمالية واألحزاب السياسية لتخصيص كل جهودها املدين واجلمعيات األهلية للنقابات املهن لتحقيق النتائج املتفق عليها وحماولة وضع أساليب غري منطية للشراكة والتنـسيق بـني كافـة اجلهات السابق اإلشارة إليها واملؤسسات املشرفة على برامج حمو األمية واخلرباء املعنيني لتفعيل

وتـشجيع ، مر بينهم لتحقيق أهداف اخلطة اإلسـتراتيجية اجلهود على حنو يكفل التعاون املست األهايل وبأساليب خمتلفة على اإلسهام يف جهود حمو األمية كالتعاقد احلر مع بعـض املـتعلمني واملتطوعني حملو األمية وتعليم الكبار وتقدمي احلوافز املادية كخفض مصروفات الدراسة لألبناء

هم من األميني مع توفري مستلزمات العملية التعليمية لفصول ممن ينجحون يف حمو أمية أفراد أسر جبانب ضرورة االهتمام بدور املؤسسة اإلعالمية اليت جيب أن تبادر يف ، حمو األمية أينما كانت

دعم جهود مكافحة األمية بترغيب قطاعات األميني يف التعلم من خالل ما ميكـن أن تقدمـه حو األمية وشرح للظروف البيئية والثقافية واالقتـصادية يف وسائل اإلعالم من برامج متعلقة مب

خمتلف املناطق وأمهية برامج حمو األمية يف تطوير هذه املناطق مـع إعـادة النظـر يف بـرامج وإعالنات حمو األمية وجعلها أكثر فاعلية وجاذبية وختصيص مساحة زمنية حمددة يف القنـوات

. قافية لألمينياألرضية يف أوقات مناسبة لبث برامج ث

ضرورة جتاوز مفهوم حمو األمية األجبدي إىل حمو األمية باملفهوم احلضاري وربط جهود حمو •األمية وتعليم الكبار باحتياجات التنمية االجتماعية واالقتصادية ووضعها يف سياق السعي لبناء

ملؤسسات والـيت من خالل برامج نوعية للهيئات وا ، قوة عمل مدربة مؤهلة ملواجهة املستقبل تتناسب مع ظروف وأوضاع الفئات اليت تتعامل معها والذي يتطلب تطوير املنـاهج اخلاصـة

وإمـدادهم ، بربامج حمو األمية وتعليم الكبار لتتالءم مع ظروف واحتياجات األميني احلياتيـة يف برامج وهو ما يتطلب نوعية جديدة من العاملني ، باملهارات املهنية اليت حيتاجها سوق العمل

يف جمال حمو األمية علـى كافـة يكون تدريبهم وعملهم مستمر حمو األمية وتعليم الكبار وأن حتت إشراف هيئات متخصصة ويف نفس الوقت اسـتحداث شـعب جديـدة يف ، املستويات

74

ربة يف البحث التربوي ميكن أن اخل بيوت معلم حمو األمية واالستفادة من كليات التربية إلعداد الدراسات العليا واملراكز البحثية حنو دراسة احلاجات التعليمية لألميني ووضع من خالهلا تتوجه

. الربامج املناسبة لتنفيذ اخلطط املتعلقة بذلك

تطبيق معايري اجلودة على مؤسسات ومراكز حمو األمية وتعليم الكبار على حنو يـسهم يف • . تقييم أدائها

مثل تفعيل التشريع ، عد يف احلد من الظاهرة وحصارها تفعيل ومراجعة التشريعات اليت تسا •املتعلق بإلزام ويل األمر بإحلاق األبناء بالتعليم النظامي وتشديد العقوبة عند خمالفته للحد مـن

والعمل على تعديل بعض قوانني األحـوال املدنيـة واخلدمـة العامـة ، تزايد حجم الظاهرة األمية مثل إلغاء استخدام اخلامت والبصمة يف كافـة والعسكرية مما يؤدي إىل دعم سياسات حمو

املعامالت الرمسية وكذلك القوانني اخلاصة بالتجنيد حبيث يشترط على اجملند األمي قضاء فترة وتفعيل قانون العمل بشأن إصـدار ، إضافية حملو أميته قبل البدء الفعلي يف التدريب العسكري

الترخيص حبيازة شهادة حمو األمية كشرط ملزم لكافة تراخيص مزاولة املهنة حبيث يقترن منح ومنح الضبطية القضائية للهيئة العامة حملو األمية وتعليم الكبـار يف متابعـة التـزام ، اهليئات

مؤسسات األعمال العامة واخلاصة بتنفيذ متطلبات احلصول على شهادات حمو األمية لكافـة . العاملني هبا

در متويل برامج حمو األمية من خالل الصناديق اخلاصة لـدى السعي حنو تنويع ودعم مصا •احملليات واالستفادة من جهود وخربات واإلمكانيات املتاحة يف املنظمات الدولية املتواجدة على الساحة املصرية واملعنية هبذه املشكلة أو يف خارجها وذلك باإلضافة إىل توفري التمويل احلكومي

مية ومشاركة جهود ودعم املنظمات األهلية يف جهود التمويل مـع املباشر خلطط مكافحة األ إمكانية استخدام أموال الزكاة والعشور يف متويل جهود مكافحة األمية أو فـرض ضـرائب

. ورسوم على بعض األنشطة الترفيهية والرياضية لصاحل التمويل املطلوب لربامج حمو األمية

ألخرى اليت استطاعت القضاء على هذه الظـاهرة واالستفادة من جتارب الدول ا حاالنفتا •مثل الصني وكوبا وغريها للمساعدة يف بناء رؤية أكثر اتساقا مع أهداف اإلصالح والتنميـة

. ملقاومة األمية

75

هوية التعليم يف مصر

76

تشري بعض االجتاهات الفكرية إىل أن فلسفة التعليم يف أي جمتمع جيب أن هتدف أو تعمل إبراز كل من اهلوية والعناصر األساسية لثقافة اجملتمع ومواصلة حتديثها لكـي تتـسق مـع على

منظومة الفكر العلمي والعملي املتطور واليت أن حتققت يكـون هلـا دور أساسـي يف تكـوين الشخصية على اعتبار أن بناء الشخصية يؤثر وبشكل كبري يف بناء أي أمة ولـذلك البـد مـن

أال نترك عملية تنشئة وتكوين وتربية الشخصية للصدفة أو التلقائية من غري احلرص الشديد على . ختطيط منهجي ومدروس

ومن الواضح أن مسرية التعليم يف الواقع املصري وخاصة ما يتعلق منها بضرورة وإبراز خصوصيتها املتميزة يعترضها بعض املشاكل اليت ترجع أسباهبا من بني العديد من املوضوعات إىل

وتربز . موضوع تعدد النظم التعليمية وجتاورها ويف بعض األحيان شدة التنافس عليها وفيما بينها أكثر هذه املشاكل أو تنعكس يف املناقشات اليت تدور حول ما ميكن أن يطلق عليه هوية التعلـيم

ر يف مصر وهل من األفضل متيزه بسمات وطابع وقالب واحد معني أم أن هوية التعليم يف مـص متيزه يتحقق من خالل وجود أكثر من طابع واحد يتيح للراغبني يف التعلم أن خيتاروا ما يناسبهم

وأن تعدد هذه النماذج تنتج تعدد وتنوع يف اخلربات الـيت ميكـن أن ، من بني النماذج املتعددة ل يتعرض هلا اإلنسان يف نشأته من خالل نظم التعليم واليت تؤثر يف صياغة شخصيته مـن خـال

وخمرجات وأشكال متعددة ميكن من خالهلا حتقيق مناطق لإلبداع من خالل تعدد وتوافر أنظمـة . التعليم املختلفة واليت إن حتقق هلا التكامل تكون يف جمموعها فكرة االحتاد الوطين

وقد احتلت تراكب الفترات التارخيية يف التعليم املصري وتراكم التجارب املتصلة منـذ ة إىل وجود عدد من السمات البارزة يف نظم التعليم املتعددة واملتجاورة والـيت قـد فجر النهض

تكون أحد األسباب املطلوبة يف سبيل حتقيق التجانس واالتساق والـيت تعتـرب أحـد األسـس الكتساب هوية متماسكة تتناغم مع هوية الوطن وتعرب عن جوهر الثقافة الوطنية وتالمحهـا مـع

واليت تتأثر بتباعد وتقارب وتعدد خمرجات النظم التعليمية واليت بالتايل تـؤثر الثقافات األخرى على وحدة الشخصية القومية ومدى تناسقها وتناغمها الفكري والوجداين وهو األمر الذي جيعل من أمهية التفكري يف أشكال التعليم قضية أساسية يف تكوين وإعداد الشخصية املصرية على أساس

نظام التعليم من مستوى معريف يعتمد على فلسفة ختاطب املواطن املـصري علـى أن ما يقدمه خمتلف مستوياته االجتماعية واالقتصادية والثقافية أي أن فلسفة ومنهجية التعليم جيب أن هتدف إىل تنشئة هوية ديناميكية حتقق لألفراد احلرية وتؤكد على املستقبل والذي يتغري مع تغري الزمـان

77

الذي يعيش فيه األفراد ولذلك فإن موضوع هوية التعليم جتعلنا نتوقف عنـد موضـوع واملكانمفهوم اهلوية على اعتبارها ليست شيئا ثابت بل متغري وأن مصر وعلى فترات تارخيهـا مـرت بطبقات من اهلوية أثرت عليها ومن بني هذه الطوابع واحلقب املختلفة جند الفرعونية والقبطيـة

. جة للعوملة اليت نعيش فيها اآلنالرومانية واإلسالمية مث أيضا احلقبة اليت أتت كنتيواليونانية و

وعندما تثار قضية العالقة بني هوية الوطن وهوية التعليم فإن عدد من علمـاء الـنفس يشريون إىل أن هوية التعليم تعترب نتاج طبيعي هلوية الوطن العريب وليس العكس وأن التعلـيم ال

وية ولكنه يعكس فقط اهلوية ويؤكدها ويدعهما وأن تعدد النظم التعليمية يف أي جمتمع ال يضع اهل يعين أو يعكس تعدد اهلويات يف اجملتمع وأن األفراد خيتارون من بني أنظمة التعليم املتعددة علـى حسب عدد من املؤشرات الكثرية واليت من بينها انتمـاءاهتم الطبقيـة والعرقيـة ومـستواهم

قتصادي واالجتماعي ونظام قيمهم والفرص املتاحة من أجل احلصول علـى مهنـة أو عمـل االاخل من األسباب اليت قد تؤثر على قراراهتم يف االلتحـاق . . . . كنتيجة لاللتحاق بنظم التعليم

. بنظام تعليم معني وتفضيله عن غريه من النظم األخرى املتاحة يف اجملتمع

ات بني نظم التعليم تؤثر بشكل أو بآخر على شخصية املـتعلم يثري البعض أن االختالف تباعد بني أمناط الشخصية كنتيجة لتباعد وتباين خمرجات أنواع التعليم وتكمـن ورمبا تؤدي إىل

خطورة ذلك يف انعكاساهتا على الشخصية أو العقل املصري كنتيجة لعدم وجود قواسم مشتركة وأثر ذلك على وجدان ووعي ورؤيـة األشـخاص للمعـارف يف نظم التعليم والتربية املتعددة

املختلفة وكذلك اإلحساس باالنتماء وبصفة خاصة إذا كانت بعض هذه النماذج والنظم ال تركز بصفة كافية على موضوعات مهمة مثل التراث واملعتقدات واملوروثات الثقافيـة املوجـودة يف

التنافس بينها قد يؤدي إىل االنكماش أو االتساع اجملتمع املصري كما أن تعدد نظم التعليم وشدة يف أمناط معينة على حساب مناذج ونظم تعليم أخرى ولذلك البد من حماولة إحداث االتـساق

. والتوازن بني نظم التعليم املتعددة يف اجملتمع املصري

:نظم التعليم يف مصر

عليم تتعدد أمناطها وفلـسفتها يوجد يف مصر يف الوقت احلاضر أنواعا متعددة من نظم الت ومناهجها يف التعليم ومنها التعليم املدين احلكومي واخلاص والتعليم الفـين مبراحلـه املختلفـة والتعليم الديين والذي يتركز أو يتبع األزهر واملؤسسات الدينية األخرى مث جند التعليم األجـنيب

78

سفة التعليمية وتعدد مناذجه واليت تـشمل على خمتلف توجهاته وانتماءاته من حيث املناهج والفل كل مراحل التعليم من احلضانة وحىت مراحل الدراسات العليا وبالطبع يعكس هذا التنوع تباعد يف مستويات امللتحقني واملتخرجني من خمتلف هذه األنظمة واليت ختتلف فيها أيضا طرق ومناهج

ثر بالتايل على توجهات املتعاملني والدارسـني التحصيل اليت تتبعها خمتلف هذه األنظمة واليت تؤ فيها واليت تنعكس بالتايل على حياهتم العملية من خالل التوجهات اليت تطرحها املنـاهج الـيت يتلقوهنا يف خمتلف هذه األنظمة وهو ما يعكس ما قد يبدو على أنه مقومات لتـشكيل هويـات

ت مثل دراسة اللغة العربية أو أي نوع مـن خمتلفة تتأثر وتؤثر يف مدى التعرض لبعض املوضوعا اللغات األخرى وكذلك مدى اجلرعة اليت يتم التعرض إليها من موضوعات الثقافـة والتـاريخ . الوطين وكذلك مدى وقدر التزود ببعض املعارف واملهارات العلمية ومن التكنولوجيا املعاصرة

ليم يف مصر اختلفت مستويات ومن جهة أخرى وبسبب هذا التعدد والتنوع يف نظم التع احملصلة التعليمية بني املتعاملني مع املؤسسات التعليمية يف مصر وأثرت بالتايل على بروز ظـواهر جديدة يف التعليم املصري مل تكن موجودة من قبل تعترب يف نظر البعض عيوب أصبحت مزمنـة

ة الـدروس اخلـصوصية خلقت يف جسد التعليم املصري بعض البصمات ومن بينها تفشي ظاهر وفراغ قاعات الدروس يف مستويات التعليم وخاصة يف نظم التعليم العامة من اجلهـد التعليمـي احلقيقي وحتول الرغبة يف املعرفة وهدفها األساسي إىل جمرد الرغبة يف احلصول على الشهادات أو

وق العمل وهو األمر الوظيفة أو تفوق بعض األنظمة األخرى يف تعاملها مع متطلبات العصر وس الذي جعل مشكلة تعدد نظم التعليم مشكلة حساسة ودقيقة ويتطلب التعامل معها أعلى درجات

. التحليل واحلكمة ألهنا ترتبط مبستقبل اجملتمع

:التعليم الديين

خيلط البعض ما بني التعليم الديين والتدين كما يرى البعض أن التعليم الديين حيقق هوية عتربوهنا أساسية وجوهرية يف بناء الشخصية وأن التعليم الديين كما يراه البعض يتباعـد إسالمية ي

كثريا عن بقية أنظمة التعليم األخرى وأن التعليم الديين يعترب تعليم تقليدي تقوم مؤسسة األزهر برعايته منذ أكثر من إحدى عشر قرنا وال جيمعه أي قاسم مشترك مع األنواع األخرى من نظـم

وتوضح طبيعة التعليم الديين والدراسة األزهرية أن العلوم األزهرية يف معظمها ، التعليم يف مصر مصممة للكبار وال توجد علوم أزهرية مصممة للصغار أو مبعىن آخر أن املواد الـيت تـدرس يف

ما هـو تقريبـا املعاهد الدينية يف املرحلة االبتدائية أو ما يوازيها من معاهد التعليم الديين تعادل

79

مستوى التعليم اجلامعي وهو ما يؤدي بالتايل إىل عدم فهم احملتوى من قبـل صـغار الـسن يف املستويات األوىل من التعليم الديين ويتم فيها فقط احلفظ كأحد الوسائل ملواجهة صـعوبة فهـم

وهي أن بعض من حمتوى املواد واليت تكمن وراءها خطورة أكرب وأعم مما حيدث يف التعليم الديين مواد التراث العلمي القدمي وليس اإلسالمي أو العريب فقط أغلب حمتوياته ال يهتم فيها مبراعـاة املقتضيات التربوية اخلاصة بتوزيع املعرفة جمزئة على مراحل حمددة تتعلق وتتناسب مع املراحـل

وخاصة بالنسبة للمراحـل العمرية املختلفة وهو األمر الذي يتطلب إعادة هيكلة وتدريج املناهج العمرية األوىل وبصفة خاصة يف مراحل التعليم األزهري أو الديين وحبيث جيعل هذه املواد صاحلة للتعلم وذلك من خالل تنظيم واستخراج عناصر جديدة منها وتنظيمها معرفيا يف شكل يتوافـق

وهو ما جيعلها مناهج ختتلف ويتواءم مع مستوى إدراك األطفال والصغار يف مراحل التعليم األوىل متاما عما يتم توزيعه حاليا يف مؤسسات التعليم الديين واألزهري أو أن يكون البديل اآلخر يف أن يبدأ التعليم الديين بعد أن يكتمل للصغار تعليمهم العام يف املدارس العامة غـري املتخصـصة يف

. املناهج الدينية

عليم األزهري يف مصر ليس تعليما دينيـا فقـط وعلى خالف ذلك يرى البعض أن الت وخاصة يف مراحل التعليم العايل حيث ينفتح التعليم األزهري على علـوم الطـب واهلندسـة والزراعة والتكنولوجيا وغريها شأنه يف ذلك شأن بقية نظم التعليم األخرى إال أنه باإلضـافة إىل

د الشخصية العربية اإلسالمية باملعىن احلـضاري انفتاحه على العلوم األخرى فإنه يركز على تأكي وليس فقط من خالل املعىن الديين من خالل التركيز على التعليم الديين اإلسـالمي كحـضارة مشتركة وأن أي حماولة لوصف التعليم األزهري باالنعزال ينطبق علـى بقيـة أنـواع التعلـيم

. األخرى

موضوع التعليم الديين وأنه ال جيب أن كما يذهب البعض إىل وجود خلط كبري يف فهم يكون هناك تعليم ديين منفصل ولكن يوجد تعليم للمواد الدينية يف إطار العملية التعليمية العامة وأن يكون هذا النوع من التعليم موجه لكل املصريني وله فلسفته واليت حتتوي على جرعة دينيـة

ة متوازية ومرتبطة بالدوائر احلضارية األخـرى كافية تساعد على تنشئة وتنمية الشخصية وبطريق وأن يتخصص التعليم الديين البحت يف املراحل العليا من الدراسة وهو ما يعطي للتعليم الـديين

إلعداد ، اخل. . . متيزه من خالل وجود كليات جامعية أو دراسات عليا لدراسة الفقه والشريعة ما يستلزم بالضرورة عدم وجود تعليم أزهري متخصصني على أعلى مستوى يف هذه املواد وهو . ديين لكل مراحل التعليم ومنذ بداية السلم التعليمي

80

وحول الوضع يف املؤسسات التعليمية الدينية ميكن القول أنه ومنذ هناية القرن التاسـع عشر حدثت حتوالت هامة على أيدي بعض زعماء اإلصالح ابتدءا من حركة اإلصالح اليت قام

الشيخ حممد عبده واجلهود اليت بذهلا الشيخان حممد مـصطفى املراغـي وحممـد األمحـدي هبا الظواهري لتحديث املناهج يف األزهر وتوجت هذه احلركة اإلصالحية لقوانني التطوير واليت متت يف بداية عقد الستينات وفتحت آفاقا جديدة يف سبيل تذويب بعض الفوارق بني نظـم التعلـيم

النظم األخرى من التعليم من خالل فتح قنوات للتواصل بني التعليم الديين وغريه من الديين وبني األنظمة إىل أن بعض املعوقات األخرى قد ظهرت وساعدت يف العقود األخرية علـى التوسـع الكبري يف معاهد التعليم الديين وبطريقة اتسمت بالعشوائية من خالل الزيادة والتوسع يف إعـداد

األزهرية دون إعداد أو ختطيط تربوي كاف وحىت وصلت احلالة إىل وجود عدة آالف من املعاهد معاهد التعليم األزهري يف خمتلف أحناء مصر واليت ساعدت على زيادة واتساع الفجوة بني نظـم التعليم الديين ونظم التعليم األخرى يف خمتلف مراحل التعليم وخاصة يف مرحلة ما قبل التخصص

الوقت حدثت تطورات أخرى يف نظم التعليم غري األزهرية ساعدت وبالتدريج علـى ويف نفس تفريع هذه النظم من االهتمام بالثقافة العربية اإلسالمية وهتميش بعض املواد املهمة مثـل اللغـة العربية والدين من املناهج اليت حتتويها هذه النظم وهو األمر الذي يؤثر بطبيعة احلال على زيـادة

. وغريه من مناهج التعليم األخرىوة والتباعد بني مناهج التعليم الدييناهل

:التعليم األجنيب

بدأت ظاهرة التعليم األجنيب يف مصر من خالل مدارس اإلرساليات األجنبيـة والـيت جنحت الدولة يف منتصف القرن املاضي يف إدخال املناهج العربية ضمن مناهجها ولكن املـدارس

أت يف التكاثر واالنتشار يف العقود األخرية وأصبحت تشمل مجيع مراحل التعليم من بد ةاألجنبيخالل املدارس اخلاصة باللغات األجنبية وحىت وصلت إىل التعليم اجلامعي والذي ينتمي ملختلـف الثقافات الغربية ابتداء من اإلجنليزية واألمريكية والفرنـسية واألملانيـة واإليطاليـة والكنديـة

اخل إىل غري ذلك من الثقافات واليت تدرس يف مؤسساهتا مفاهيم التعليم بلغات هـذه . . ابانيةواليالبالد ولدرجة أن بعضها يتجاهل تعليم اللغة القومية هذا باإلضافة إىل أن بعض اجلامعات املصرية

وق العمـل بدأت يف إنشاء أقسام للتعليم هبا باللغات األجنبية وذلك لسد احلاجات املطلوبة يف س وهو ما ترتب عليه أيضا بعض التهميش للغة العربية يف هذه املؤسسات وضـعف خرجييهـا يف

. ثقافتهم اللغوية والوطنية

81

تتحدد هوية التعليم بالفلسفة اليت تتأسس من خالهلا النظم التعليمية وعلى سبيل املثـال وهو ما تعكسه أنظمة التعليم يف فإن فلسفة التعليم يف دول معينة هتدف إىل خمرجات وهوية معينة

الدول الغربية والشرقية وأن هوية وفلسفة النظم التعليمية يف بعض الدول تتفاوت يف استقرارها على حسب مؤشرات كثرية وعلى سبيل املثال فإن التعليم يف مصر جيب أن يعكس من بني أمور

وغريها من األمور واليت ال ميكن عديدة التراث العريب واإلسالمي وثقافة البحر األبيض املتوسط التحكم فيها يف ظل نظم التعليم األجنيب واليت يف معظم احلاالت يتم تقرير مناهجها ومقرراهتـا باللغات األجنبية على حساب اللغة والثقافة والتاريخ العريب حيث جند أن الكثري مـن املـدارس

دخل يف مناهجها وبقدر أساسي املقـررات الغربية واألوروبية واألمريكية املوجودة يف مصر ال ت الكافية عن احلضارة املصرية أو الفن املصري أو اللغة العربية والثقافة والتاريخ املصري والعـريب وأن نظم التعليم األجنبية تضع أولوياهتا واليت ال يراعي فيها احلدود الدنيا املطلوبة للتعرف علـى

بية وهو نفس األمر الذي حيدث أيضا يف نظم التعليم العـام مقومات احلضارة واللغة والثقافة العر أو احلكومي واليت تعاين أيضا من مستوى غري مرضي يف ارتباط مناهجها ومقرراهتـا بالعوامـل

والضرورية لبناء اهلوية اليت تستطيع أن تتعامل وتنتفع مع بقية العامل مثل تعليم اللغـات األساسيةاألجنبية أو الكمبيوتر وهو األمر الذي يتطلب دراسة حتليلية وخطوات إجرائية وفورية للخروج

. من هذا املأزق الذي تعاين منه نظم التعليم األجنبية والعامة على حد سواء

التعليم األجنيب أو املدارس املصرية اليت تـدرس مناهجهـا وعلومهـا ويرى البعض أن باللغات األجنبية ال ينطبق عليها أو ميكن أن نطلق عليها اسم مدارس أو معاهد أجنبية ألهنا ختضع بكاملها للقانون املصري وإلشراف وزارة التربية والتعليم وأن اخللط يف توصيف ووظائف التعليم

ميثل إشكالية جيب النظر إليها بعني الواقع حيث أن معظـم هـذه املـدارس أو األجنيب يف مصر اجلامعات األجنبية هتتم بتدريس اللغة العربية كما أن عدد من طلبة هذه املدارس األجنبية تفوقوا يف مسابقات حفظ القرآن ولذلك ال جيب النظر إىل هذه املدارس على أهنا تعكس مظاهر أجنبيـة

. على أرض مصرية

غري أن هناك آراء أخرى تؤكد على أن التعليم األجنيب يف مصر خيتلف عن بقية أنـواع التعليم األخرى وأنه ال يهتم باهلوية املصرية والعربية وأن املدارس األجنبية ال تقع ضمن منظومـة

اذج التعليم املصري كما أن هناك بعض اخللل يف اإلشراف على هذه املدارس األجنبية مما جيعل من التعليم يف هذه املدارس واملعاهد األجنبية تنفصل وبدرجة كبرية عن هوية التعليم املصري غري أن

82

آخرين يرون أن عدد مثل هذه املدارس قليل جدا ومعظم امللتحقني هبـا مـن أبنـاء البعثـات . الدبلوماسية وغريها وأن بعض املصريون يلتحقون هبا باختيارهم

ع عالقة تعليم اللغة القومية باللغات األخرى والـيت جيـب أن وتثري هذه القضية موضو نفرق فيها بني مفهوم تعلم لغة أجنبية أو أن يتم التعليم من خالل استخدام لغـة أجنبيـة أو أن املعارف اليت تدرس يتم تدريسها بلغة خمتلفة عن اللغة القومية وهو ما ميكن أن يكون على حساب

لذلك من أثر يف تكوين الشخصية وهو أمر ال حيدث يف أي من بـالد استخدام اللغة القومية وما العامل حيث ال تبدأ املدارس يف تعليم األطفال بلغات أجنبية قبل أن يتعلموا ويتقنوا لغتهم القومية كما أن الطالب يف معظم الدراسات العليا يف معظم جامعات العامل عندما يعدون دراساهتم العليا

تري أو الدكتوراه يعدوهنا بلغة البلد اليت يدرسون فيها كما يتم مناقشتهم بـنفس سواء يف املاجس اللغة وهو ما ال حيدث يف نظام التعليم األجنيب يف مرحلة الدراسات العليا يف مصر إذ يتم إعـداد رسائل املاجستري والدكتوراه يف اجلامعات األجنبية يف مصر بلغة البلد اليت تتبعها هذه اجلامعـات وال خيفى على أحد أن مثل هذه االزدواجية حتمل معها ظواهر إجيابية صـحية وظـواهر سـلبية مرضية من بني اجلوانب اإلجيابية جند االنفتاح على علوم اآلخرين واالستفادة منـها ومـن بـني اجلوانب السلبية جند ضعف التعامل واحلصول على املعرفة من خالل اللغة القومية وبالطبع كـل

ظواهر اإلجيابية والسلبية يرتبط ارتباطا كبري مبستوى اخلدمة التعليمية املتاحـة يف املـدارس من ال . واملعاهد األجنبية

:خطوات ضرورية لإلصالح

إذا أضفنا إىل املشاكل السابقة حول هوية التعليم يف مصر مشكلة التعليم الفين الـذي مل بنظائره يف اجملتمعات املتقدمة نتيجة للنظرة اجملتمعية حيقق أهدافه يف منظومة التعليم املصرية مقارنا

الدونية إليه واخللل الذي أصاب منظومة القيم اجملتمعية واعتبار التعليم اجلامعي هو احلـد األدىن للطموح الثقايف لدى كثري من الفئات وجسر العبور إىل الوظائف بغض النظر عن إنتاجيتها أدركنا

: هيكليا ميكن أن يتمثل يف اخلطوات التاليةأن املوقف يتطلب إصالحااالتفاق على أرضية مشتركة للتعليم األساسي فيما قبل املدرسة واملرحلة االبتدائية : أوال

مبا يضمن بناء شخصية املتعلم بتزويده باملبادئ الضرورية يف العلوم ، واإلعدادية األوىل مث اللغات األجنبية يف وإكسابه املهارات اللغوية القومية يف املراحل، واملعارف

املراحل التالية باإلضافة إىل االهتمام بالقدرات الالزمة الستخدام التقنيات احلديثة ، الكتشاف امليول الالحقة وتفجري الطاقات اإلبداعية دون االعتماد على احلفظ والتلقني

83

ليه من صدمة مع مراعاة التدرج يف حتقيق هذا التوحيد تفاديا ملا ميكن أن يترتب عوميكن أن يتم ذلك ، جمتمعية نظرا لقدم املؤسسة الدينية واملكانة اخلاصة باألزهر الشريف

عن طريق التقارب املنهجي من خالل جرعات متتالية تزيد من حجم الدراسات اللغوية والدينية يف املدارس املدنية وتفعيل دراسة اللغات األجنبية واملواد املدنية يف التعليم

مث إنشاء مدارس مشتركة ميكن مواصلة التعليمني الديين واملدين بعدها على ، ديينالمع إدماج املدارس األجنبية واخلاصة يف هذا النسق عن طريق مراجعة مناهجها . السواء

والرقابة التربوية عن مدى مراعاهتا للعناصر األساسية يف تكوين الشخصية الوطنية طبقا وذلك يتطلب رفع مستوى املؤسسات ، عتز بثقافتها يف هذا الصددملا تتخذه الدول اليت ت

. التعليمية املصرية وكفاءهتا يف التنافس

ختصيص بعض املناهج الثانوية للتعليم الديين يف املدارس املدنية إىل جانب املدارس الفنية :ثانياصص حىت ميكن هلذه من صناعية وزراعية وجتارية للبدء يف تعميق احملتوى املعريف هلذا التخ

الدراسات الدينية أن تغذي الكليات اجلامعية األزهرية بالطالب املؤهلني هلذا النوع من مثلها مثل ، داخل املدرسة الثانوية العامة" شعبة"على أن يكون ذلك يف صيغة ، التعليم

على أن يتم ذلك أيضا بشكل تدرجيي عقب حتديث ، شعب الرياضيات واآلداب والعلوماهج يف التعليم العام وتطبيق نظام املقررات وحتسني مستوى األداء برفع مرتبات املن

املدرسني وحتديث األجهزة التعليمية مبا ميثل نقلة نوعية للتعليم األزهري يرحب هبا العاملون فيه ملا يتضمنه من مكاسب مهنية ومميزات مادية جتعلهم يدركون تقدير اجملتمع

ومن املمكن أن يكون هذا االندماج اختياريا يف مراحله ،هلم وحرصه على رعايتهمفإذا جنحت التجربة واقتنع هبا اجملتمع ، األوىل قاصرا على املعاهد واملدارس النموذجية

. أمكن تطبيقها على مجيع املدارس واملعاهد

ية البد أن تتواكب خطوات اإلصالح املطلوبة مع هنضة حقيقية يف تعليم اللغة العرب:ثالثابشكل مكثف جيعلها مكونا أساسيا يف البناء املعريف للشخصية املصرية يف مجيع املستويات

بل تدخل بفروعها املختلفة ، وحبيث ال تعامل باعتبارها مادة هامشية، واملراحل التعليميةيف صلب الربامج التعليمية مهما كانت ، ومهاراهتا املتعددة يف القراءة والكتابة واألدب

صات املتفرعة حىت تتكون لدى التلميذ الكفاءة اللغوية يف لغته القومية مما جيعل التخصمن السهل عليه امتالك هذه الكفاءة ذاهتا يف اللغات األجنبية طبقا للمنظور العلمي الذي

وقد يتطلب ذلك توجيه العناية حنو طرق التدريس للغة ، يقضي بوحدهتا بني كل اللغات

84

جميات الرقمية اجلديدة ورد االعتبار هلا يف املؤسسات العلمية العربية وتطويعها للربوالعملية وذلك عن طريق إدخاهلا ضمن املتطلبات اجلامعية العامة املؤهلة لكل الكليات

. العلمية والنظرية على السواء

وبسبب أن اللغة العربية متثل القوام األساسي للثقافة القومية فمن الضروري أيضا إعادة لة الربامج الدراسية يف املراحل التعليمية املختلفة للتركيز فيها على البعد احلضاري يف التاريخ هيك

املصري يف مراحله املختلفة من الفرعونية إىل القبطية واإلسالمية عن طريق دراسة الفنون يب يف مجيع واآلداب القدمية واحلديثة باللغة العربية واختيار نصوص من القرآن الكرمي والشعر العر

العصور تكشف عن هذه األبعاد احلضارية للثقافة يف مصر مع التوسع يف دراسة اآلداب العربية املعاصرة بفنوهنا الشعرية واملسرحية والروائية واعتبارها مواد موازية للدراسات اللغوية البحتة مبا

. تكسبه للمتعلم من مهارات يف التحرير والفهم والتعبري

جيب أن يتم جدولة هذه اخلطوات اإلصالحية بعد إخضاعها للنقد والتمحيص ويف النهاية يف جدول زمين يراعي أمهية الوصول إىل النموذج املطلوب هلوية التعليم يف مصر وجتاوز العيوب

ألنه قد تشكل عرب مئات السنني واكتسب باعتباره أمرا واقعيا نوعا ، اهليكلية فيه بطريقة تدرجييةليت قد تصل يف بعض األحيان لدرجة القداسة يف التعليم الديين واحلق املكتسب يف من الشرعية امما يقتضي مراعاة الرأي العام وتوجهات اجملتمع وتكريس اجلهود للوصول إىل ، التعليم األجنيب

تلك األرضية املشتركة الضرورية لبناء اإلنسان املصري والشخصية الوطنية املوصولة بتراثها . املتفاعلة مع مقتضيات التطور العلمي والتكنولوجي للمجتمعات املتقدمةاملعريف و

85

دور املكتبـات يف تطوير التعليم والبحث العلمي

86

:مقدمة

يتلخص الدور التربوي والتعليمي للمكتبات يف توفري مصادر املعرفة وتدعيم املناهج نمية عادة القراءة واالطالع وتنمية وتدعيم الدراسية وتوفري املعلومات وتدعيم األنشطة البحثية وتوتساهم املكتبات يف مجيع مراحل التعليم . املهارات والقدرات اليت تساعد على سرعة التعلم

ابتداء من التعليم ما قبل املدرسي حيث تقوم املكتبات بتزويد املتعلم بقدر كبري من املهارات وتكوين ، ض األحيان بالنسبة ألمناط السلوكواخلربات اليت تساعد على تشكيل شخصيته ويف بع

العادات االجتماعية والتعليمية املرغوبة وخاصة يف املراحل العمرية األوىل واهلامة والفريدة يف وتعلم املهارات ، وخاصة أن األطفال يكونون يف أول عهدهم بالدراسة، وظيفتها وأهدافها

وهتيئة استعدادهم للتعمق والتوسع يف التعلم ، اماألساسية يف القراءة والتعامل مع احلروف واألرق . والتمكن من هذه املهارات

وتتميز املكتبة املدرسية يف هذه املرحلة أن املواد اليت حتتويها هي أول ما يقابل القارئ يف وأنه بناء على هذه اخلربة تتوقف عالقة اإلنسان مع القراءة والكتب ، حياته من خالل الكتب

ن أن يكتسبه من مهارات يف التعامل مع مصادر املعرفة واملعلومات األخرى واليت وكذلك ما ميكتساعد كثريا يف حتقيق خمتلف األغراض التعليمية والبحثية يف خمتلف مراحل التعليم خاصة مع

كما تعترب املكتبة املدرسية أيضا وسيلة من . وجود األساتذة الذين يقومون مبهمة اإلرشاد والتوجيهئل املساعدة يف النظام التعليمي للتغلب على كثري من املشكالت التعليمية والتربوية اليت الوسا

. حتدث كنتيجة لعدد من املتغريات الكثرية واملتالحقة على املستويني العاملي واحمللي

ويف مرحلة املدرسة االبتدائية وما حتتويه من مناهج تساعد املكتبات كثريا يف تدعيم ة يف جمال مواكبة التقدم املعريف والتكنولوجي الذي أصبح مسة من مسات العامل املناهج وخاص

وخاصة ، حيث إن املناهج وحدها ال تستطيع حتقيق األهداف التربوية والتعليمية املرغوبة، املعاصروعليه أن يكتسب الكثري من ، أن طفل املدرسة االبتدائية يلتحق هبا يف سنوات عمره املبكرة

ولذلك فإن . والقيم واخلربات فضال عن تعلم املناهج الدراسية والتعامل مع األرقاماالجتاهاتتدعيم دور املكتبة يف هذه املرحلة يساعد كثريا يف تأسيس املعرفة وعدم تسرب التالميذ من

. الدراسة بل وأيضا يف االحتفاظ باملهارات األساسية بعد التخرج من هذه املرحلة

الثانوي تلعب املكتبات دورا هاما يف إعداد الطالب للحياة جنبا إىل ويف مرحلة التعليم جنب إلعداده لالستمرار يف التعليم اجلامعي والعايل حيث خيتلف دور املكتبة يف هذه املرحلة عن

87

غريها من املراحل التعليمية األخرى واليت تتفق فيها مع مراحل النمو اليت يعرب اإلنسان فيها من املراهقة املبكرة وحىت يصل إىل سن مرحلة التعليم الثانوي واليت تتطلب إعدادا خاصا الطفولة إىل

الكتشاف القدرات والتوجهات متهيدا الختيار املهنة أو املهن اليت سيواصل فيها الطالب . دراستهم أو لاللتحاق بسوق العمل

، والبحث العلميوتلعب املكتبات على مستوى اجلامعة دورا حموريا يف النهوض بالتعليمحيث تشارك هذه املكتبات بفاعلية يف صلب العملية التعليمية ومتثل عصبا رئيسيا يف املنظومة

وذلك ككيان تابع لألكادميية أو اجلامعة وخادم ألهدافها وداعم لسياستها ، األكادميية ككلل للمكتبات الوطنية ويف الوقت ذاته ككيان له ذاتيته وتفرده واستقالليته كشريك فعا، التعليمية

ورغم تنوع وثراء وعمق الدور الذي . يف منظومة أكرب تتعدى الدور املؤسسي إىل اإلطار القوميجيب أن تلعبه املكتبة يف قلب اجلامعة فقد بدأ االجتاه إىل دور أكرب هلا وأكثر تغلغال يف العملية

ساتذة اجلامعيني يف التدريس والتلقني حيث بات املكتبيون يف الدول املتقدمة ينازعون األ، التعليمية . وإعداد املناهج واملواد الدراسية

:تطور دور املكتبات يف التعليم والبحث

شهدت السنوات األخرية ثورة كبرية يف أساليب التعليم انعكست يف سهولة ومرونة نقل بق حول املعلم ومتركز العملية التعليمية حول الطالب املتلقي وليس كما يف السا، املعلومات

student centered learning ، والتعلم املعتمد على طرح املشكالتproblem base learning ،ويف هذا اجملال ، والذي يساعد يف حتقيق تطوير املناهج التعليمية والتربوية

،يقوم املكتبيون بشراكات مع املعلمني كما أن هلم دور يف صياغة مستقبل التعليم والبحث العلميوكذلك التعامل مع ، وذلك إىل جانب عملهم على ضمان حرية تدفق املعلومات وتداول األفكار

. البيئة املعلوماتية املتشابكة للقرن احلادي والعشرين

تقوم املكتبة بدور هام ومكمل ملا تقوم به برامج التعليم يف التخطيط للخربات التربوية . ى مواجهة الكثافة املعلوماتية يف العصر الذي نعيش فيهوالتعليمية اجلديدة مبا هلا من قدرات عل

وبصفة خاصة بالنسبة للثورة احلادثة يف الدول املتقدمة اآلن يف املناهج الدراسية والعملية التعليمية وحبيث أصبح التعليم حمصلة جهود متضافرة ومتناثرة ، واليت مل تعد حكرا على األكادمييني فقط

وقد أدى التعليم اإللكتروين وتطوره السريع يف . فيه املكتبيون بدور كبريلفريق عمل كبري يشارك

88

حيث تتم العملية التعليمية كلها أو ، إىل إحداث طفرات يف العملية التعليمية، السنوات األخريةكما حلت يف كثري من ، اجلزء األكرب منها يف بيئة إلكترونية حبتة وباستخدام تكنولوجيا املعلومات

وحلت أجهزة احلاسب والوسائط ، معامل الكمبيوتر حمل قاعات الدرس واحملاضراتاألماكن . السمعية والبصرية وشبكة املعلومات حمل الوسائط التقليدية

:تكامل دور املكتبات مع املؤسسات التعليمية من واقع جتارب الدول املتقدمة

البعض على املكتبات اسم ويطلق . تلعب املكتبات دورا مهما يف التعليم جبميع مراحلهفهي تتيح جلميع أفراد اجملتمع سواء يف املراحل التعليمية املختلفة أو يف غري ، اجلامعات املفتوحة. الوصول إىل املعلومات يف كافة صورها وأشكاهلا ومن أبسطها إىل أكثرها تعقيدا، مراحل التعليم

باإلضافة إىل أهنا تعلمهم كيفية .كما تدرهبم على أساليب البحث وطرق استرجاع املعلومات . االستفادة من املصادر اليت حيصلون عليها

وقد تغري املناخ الذي تعمل فيه املكتبات املدرسية يف العقود الثالثة األخرية يف معظم دول مما كان له تأثري مباشر على التعليم؛ ومن وأهم مظاهر هذا التغيري هو عدم االهتمام ، العامل

وتراجع عدد املكتبيني املؤهلني لتشغيل هذه املكتبات؛ ولسوء ، املدرسية بشكل كافباملكتبات احلظ فإن هذا التغيري السليب قد تواكب مع الثورة املعلوماتية والتكنولوجية والزيادة اهلائلة يف

. إنتاج املعلومات بكافة صورها وأشكاهلا

ة االهتمام باملكتبات املدرسية وبالطبع فإن اإلصالح املنشود يف التعليم يتطلب ضرورواالعتراف بدورها األساسي يف العملية التعليمية وتأثريها املباشر وغري املباشر يف التحصيل الدراسي للطلبة كما أن االهتمام بالتعليم وإصالحه وخاصة ما يتعلق منه بالعملية التعليمية يساعد

عن الدول املتقدمة ولذلك فإن أحد األعمدة يف تضيق الفجوة الواسعة اليت تفصل الدول النامية . الرئيسية إلصالح التعليم جيب أن يبدأ من املكتبات املدرسية

جند أن الدول املتقدمة قد غريت يف فلسفة التعليم وطرق ، وىف إطار تطوير التعليموأولت اهتماما خاصا Learning outcomes "خمرجات التعلم"مركزة على ، التطبيق

واألخذ باألدلة والشواهد ، Inquiry-based learningقائم على االستعالم للتعليم الوما يترتب على ذلك من تغيريات يف طبيعة ، Evidence-based practice والتعليل

. كنتيجة هلذه التطورات، ودور املكتيب املدرس أو املدرس املكتيب

89

جود عالقة إجيابية بني وتشري عدد كبري من الدراسات اليت أجريت يف هذا الشأن عن وسواء من خالل قياس هذا التقدم واإلجناز على جمموع ، املكتبات املدرسية وتقدم الطلبة دراسيا

وبصفة خاصة فإن ذلك الفارق . أو يف جمال األمية املعلوماتية بشكل عام، الدرجات يف القراءةوأنه وبوجه ، تماعي ونفسيالذي حتدثه املكتبات املدرسية ليس فقط تعليمي بل أيضا تربوي واج

، عام ميكن الوقوف على هذا الفارق من خالل اكتساب الطلبة ملهارات التعامل مع املعلوماتوحمو أميتهم يف التعامل مع احلاسب باإلضافة إىل ما ، وحتسني قدرهتم على القراءة واالطالع

. يكتسبونه من ثقة بالنفس

تدفع الطلبة إىل ارتياد املكتبات واليت من ولذلك فإن الوقوف على ومعرفة األسباب اليتأو استخدام الكمبيوتر ، أو إجناز األحباث، أو التسلية والقراءة احلرة، بينها تنمية املعلومات

أو فرارا من النظام املدرسي الصارم يفيد كثريا يف التخطيط خلدمات مكتبية أفضل ، واالنترنت . تباطهم باملكتبةميكنها أن تلىب حاجة الطلبة وتزيد من ار

:أمهية وجود املكتبة داخل املؤسسة التعليمية

تلعب املكتبات املدرسية دورا أساسيا يف تنمية املهارات األساسية لدى التالميذ مثل وقد وجد بشكل عام أن تطوير املكتبات املدرسية وإتاحة . والفهم واالستماع، القراءة والكتابة

تكنولوجية ينعكس إجيابا على عادة القراءة واالطالع مما يؤدى إىل املوارد البشرية واملادية والوتشري . زيادة استخدام الطلبة للمكتبة سواء للقراءة احلرة أو إلجناز األحباث والواجبات املدرسيةاملكتبة دراسات عديدة إىل أن أفضل النتائج حتدث يف أداء الطلبة الذين يتعاملون مع خدمات

واملهارات ، املدرسية دورا كبريا يف تنمية مهارات االتصال والتخاطبحيث تلعب املكتبة باإلضافة إىل استخدام تكنولوجيا ، والقدرة على فهم املسائل وحلها حال صحيحا، العددية

. املعلومات بكفاءة كبرية

من ، للطلبةةكما تساهم املكتبات املدرسية بقوة وبشكل مباشر يف تطوير العملية التعليميل تعميق فهمهم للمناهج واملواد اليت يدرسوهنا؛ وعدم االكتفاء واالعتماد على احملاضرات خال

وذلك من خالل توفري استخدام موارد ومصادر ومراجع ، Textbooksوالكتب املدرسية وموسوعات وأقراص مدجمة وموارد إلكترونية وانترنت واليت تساعد على تعميق املعرفة

. ن ناحية أخرى تزيد من روح التنافس بني الطلبة لتحقيق أفضل النتائجباملوضوعات املختلفة وم

90

واالستعانة ، وتشري كل الشواهد إىل الفوائد العديدة لوجود مكتبة يف املؤسسات التعليميةمبكتبيني متخصصني ومدربني إلدارة هذه املكتبة؛ وميكن تلخيص هذه الفوائد يف عدد من اجملاالت

حيث توضح تعلم للمكتبة من خالهلا أن تؤثر بشكل إجيايب يف التدريس والالرئيسية واليت ميكنوتقدمي جمموعة متنوعة من ، الدراسات أن املكتبة ميكنها أن تسهم يف تغيري املناخ التعليمي

وتوسيع آفاق احلصول على ، وتدعم تنمية املهارات والبحث العلمي، التجارب التعليمية للوصول إىل املناهج بشكل ةوإتاحة الفرصة جلميع الطلب، لتعلموتشجيع وتدعيم ا، املعلومات . باإلضافة إىل توفري فرص تقدمي النصح واإلرشاد يف جمال العمل وزيادة الثقة يف النفس، متساو

وحيث أن املكتبة املدرسية تلعب دورا فعاال يف العملية التعليمية من خالل املسامهة يف لبة وحتسني حتصيلهم الدراسي فإن ذلك يتطلب التنسيق والتعاون رفع مستوى أداء وإجناز الطوخاصة بالنسبة الختيار وحتديد السياسة اليت يتم من خالهلا اقتناء ، بشكل أساسي مع املدرسني

وإتاحة الفرصة يف أن تكون املكتبة متاحة ، املواد اليت تتمشى مع املناهج اليت جيرى تدريسها . أوقات العمل املدرسي وغريه من األوقاتجلميع الطلبة الرتيادها يف

:ةاملكتبيني العاملون يف املؤسسات التعليمي

جيب أن حيظى املكتبيون العاملون يف املدرسة مبركز متميز داخل املؤسسة التعليمية؛ وان الدور النموذجي للمكتبني العاملني داخل املؤسسات التعليمية ال جيب أن يتحدد داخل املكتبة

ولكن جيب التفاعل مع احلياة واألنشطة املدرسة اليومية ، االنفصال عن حياة املدرسة وإدارهتافقط والتنسيق مع كافة العاملني ، واملشاركة مع اإلدارة يف مجيع أنواع األنشطة املدرسية ويف التخطيط

حضور يف املؤسسات التعليمية وعلى مجيع املستويات داخل وخارج حدود املدرسة؛ مبا يف ذلك ومناقشة اخلطط املستقبلية للمكتبة مع مجيع العاملني يف ، اجتماعات هيئة التدريس ووضع املناهج

املؤسسات التعليمية والتعرف على مجيع املناهج املستخدمة وطرق التدريس يف حماولة ابتكار رامج ووضع ب، موضوعات ميكن االستفادة منها يف األحباث واملشروعات اليت يقوم هبا الطلبة

لزيادة مهارات استرجاع وتقييم املعلومات عند الطلبة؛ باإلضافة إىل مناقشة إمكانيات التعاون يف مع املكتبات األخرى يف املؤسسات التعليمية وغريها من املكتبات العامة ، مشاريع مشتركة

. األخرى

91

، دارة فقطكما ال جيب أن يقتصر دور مكتيب املدرسة على تنمية عالقته باملدرسني واإلوحماولة جعل املكتبة أحد األمكنة املفضلة لدى ، ولكن جيب أن ميتد نشاطه إىل التعامل مع الطلبة

وتوضيح وشرح اإلمكانيات املوجودة يف املكتبة وطرق استخدامها من خالل الطلبة والدراسيني . ياجات اخلاصةألخرى من ذوي االحتبرامج تشمل مجيع املستويات الدراسية مبا يف ذلك الفئات ا

والتقادم ، ومع تزايد حجم املعلومات املتاحة خاصة يف الصورة الرقمية واإللكترونيةأصبح للمكتبة ، واجلدل حول جودة وموثوقية املعلومات على شبكة االنترنت، السريع ملعظمها

ات دور مهم يف إتاحة مصادر املعلومات ومساعدة املترددين على املكتبات يف اكتساب املهاروكيفية االستفادة من ، الالزمة للبحث عن املعلومات وحتديد مصادرها وأماكن تواجدها

Computer-assistedكما أصبح التعليم مبساعدة احلاسب ، املعلومات وتقييمهاinstruction ، وتوفر املصادر اإللكترونية واملعلومات احملسبة مثل قواعد البيانات اإللكترونيةواليت أصبح يقع على عاتقها ، يعطى أمهية كربى الستخدام املكتبات، يةواملوسوعات الرقم

املساعدة يف الوصول إىل هذه املصادر بشكل أوسع وأفضل وهو ما ميكن أن يطلق عليه حمو األمية املعلوماتية وإكساب الطلبة املهارات املعلوماتية اليت متكنهم من اإلحبار يف الكم اهلائل من

وجعلهم مستهلكني إجيابيني يتمتعون باحلس النقدي والقدرة على تقييم ، ةاملعلومات املتاحمن خالل اكتساهبم القدرة على فهم واستخدام املتطلبات التكنولوجية للعصر احلايل ، املعلومات

ومتكينهم من مواصلة تعليمهم مدى احلياة حىت خارج ، والتكيف مع املتغريات السريعة يف اجملتمع . لرمسي وبعد انقطاع صلتهم باملؤسسات التعليميةنطاق التعليم ا

وتستهدف حمو األمية املعلوماتية والتكنولوجية للطلبة متكينهم وإعطائهم القدرة على استخدام جمموعة عريضة من االستراتيجيات ومعاجلات املعلومات يف البحوث والوصول إىل حل

. للمشكالت اليت يواجهوهنا

ون يف الدول املتقدمة على تطوير وابتكار الطرق اليت ميكن ويعمل املكتبيون املدرسيللمكتبات أن تساهم هبا يف العملية التعليمية ومساعدة الطلبة على التحصيل من خالل توفري

لالطالع عليها واالستفادة منها سواء يف صورهتا الورقية أو الرقمية ومن بني ، املواد املناسبةكتبيني التكليف الدائم للطلبة للقيام بأنشطة تربط بني املكتبة الطرق اليت يعمل من خالهلا امل

والفصل؛ ومن خالل التنسيق يف هذه األنشطة مع املدرسني واستخدام املصادر واملهارات املوجودة يف املكتبة من أجل ربط املناهج مع بعضهما البعض وأن تستغل الفترات اليت يقضيها

92

كما أن االستمرار والتواصل يف . أن تصنع منهم متعلمني أفضلالطالب يف املكتبة يف املسامهة يف، استخدام مهارات التعامل مع املعلومات يف املكتبة تساعد على تنمية مهارات التفكري النقدي

وإخراج الطلبة من حصار الكتب املدرسية واحلفظ إىل استخدام جمموعة متنوعة من املعلومات . مواليت تساعد على تكوين املفاهي

:املشاكل اليت تعاىن منها املكتبات يف مصر

رغم أن الدول املتقدمة والنامية على حد سواء تتفق على الدور احملوري الذي تلعبه ففي حني ، فإن وضع املكتبات يتباين على اجلانبني، املكتبات للنهوض بالتعليم والبحث العلمي

نوعية املستفيدين الذي ختدمهم مرحلة النضج بلغت مكتبات العامل املتقدم على اختالف أنواعها وفإن مكتبات دول العامل النامي ما زالت تعاىن من عدم ، ويسري فيها التطوير خبطى متسارعة

وتباطئ شديد يف تطوير أساليب ، وضوح الرؤية والتخبط يف حتديد األهداف وضعف التخطيط . العمل

هو أن املكتبات ىف دول العامل ، انبنيومن العوامل اليت أدت إىل اتساع الفجوة بني اجلوتعددت وتوسعت ىف خدماهتا ، املتقدم قد أكملت بنيتها األساسية والتحتية منذ زمن بعيد

والتحديث يف كل جوانبها الفنية واستحدثت أفضل ، وتطورت يف أساليب وطرق تقدميهاتفادت املكتبات يف الدول كما اس. األساليب إلدارة اجلودة الشاملة والنظم املعيارية املختلفة

حىت أصبحت شريكا فعاال يف ، املتقدمة من التكنولوجيا الرقمية وتكنولوجيا الشبكات واحلاسباتويتضح ذلك من الطفرة املعروفة باسم املكتبات الرقمية واملكتبات التخيلية ، عصر املعلومات

، لحاق بنظرياهتا يف العامل املتقدمواملكتبات اإللكترونية؛ يف حني أن املكتبات يف مصر مل تستطع الكما أن البعض منها يعاين من تراجع الوعي بأمهيتها ومبحورية الدور الذي تلعبه يف قلب العلمية

. التربوية والتعليمية

وتتلخص مشاكل املكتبات يف مصر على اختالف أنواعها العامة والبحثية واملدرسية الوسائل اليت متكنها من االضطالع بدورها يف العملية واجلامعية واملتخصصة يف أهنا تفتقر إىل

حيث تعاين من عدم التطوير يف اخلدمات املقدمة للمستفيدين وتفتقر إىل البنية التحتية ، التعليمية، وكذلك بالنسبة القتناء الكتب واملصادر، من تكنولوجيا معلومات وشبكات وأجهزة احلاسب

أو من حيث طرق وأساليب االقتناء ، تكوين اجملموعاتسواء من حيث اختيار هذه املصادر و

93

مما يؤثر على حجم االقتناء وتطوير ، كما تعاين املكتبات من عدم توفري التمويل الالزم، ذاهتاوتتعاظم مشكلة التمويل حيث أن معظم االقتناء وخاصة بالنسبة للدول النامية ومنها ، اخلدمات

ية بالنسبة للمصادر األجنبية كما أن احتكار السوق احمللية مصر يعتمد على توفري العمالت األجنب . بواسطة وكالء الناشرين العامليني تؤثر هي األخرى على أسلوب االقتناء

وعلى مستوى املكتبات املدرسية جند أن األوضاع فيها تعاين من النقص الشديد يف عدد ويف حاالت كثرية ، كثريا يف مصراملدرسني املكتبيني وخاصة أن مثل هذا التخصص غري متوافر

كما يتم ، يتم االستعانة يف املدارس بالعاملني غري املؤهلني ممن ال صلة هلم باملكتبات وال التدريسمما يؤثر على قيامهم ، االستعانة باملدرسني املكتبيني مللئ فراغات التدريس يف املواد املختلفة

والتنسيق مع هيئة ، ريف باإلنتاج الفكري والعلميمبسئولياهتم األصلية يف املكتبات وخاصة التعوتدريس مهارات التعامل مع املعلومات وأساليب ، التدريس هبدف التعاون يف التخطيط والتدريس

. البحث

باإلضافة إىل أن ذلك ويف معظم األماكن يتم هتميش دور املكتبة يف املدرسة وتقسيم واليت قد ال تكون من بينها املتطلبات اخلاصة باملكتبة امليزانية املتوافرة تبعا لبعض األولويات . وبصفة خاصة ما يتعلق باملقتنيات املطلوبة

ورغم أمهية دور املكتبات العامة فهي األخرى تعاين من عدم توفر التمويل الالزم والكايف مل فيها أو للقيام بدورها كما أنه ال يتم يف أحوال كثرية توفري اإلدارة الواعية واملتخصصة للع

التوسع يف أعدادها وتوزيعها على خمتلف املناطق لسد االحتياج احلقيقي للسكان من املكتبات ونفس األمر ينطبق على التوسع يف أنشطتها لتغطية االحتياجات املطلوبة للمترددين عليها

. فيدينباعتبارها املسئولة عن سد احتياجات قطاع عريض من اجلمهور وأمناط متباينة من املست

وبالنسبة للمكتبات اجلامعية والبحثية واملتخصصة فهي األخرى تعاين من ضعف جمموعات الكتب واملراجع والدوريات العلمية واملصادر اإللكترونية اليت يرتكز عليها البحث

، كما تعاىن من تقادم جمموعاهتا وعدم مواكبتها للنظريات والتطبيقات العلمية احلديثة، العلمي. وتوقف االشتراك يف الدوريات العلمية اليت تشكل قاعدة البحث العلمي، حتديث املصادروعدم

كما تعاىن نقصا حادا يف العمالة املدربة اليت متكنها من لعب دور حيوي يف قلب املؤسسة العلمية وعدم خروج املكتبات من املفهوم والدور التقليدي القدمي للمكتبات اجلامعية إىل، اليت ختدمها

الدور الذي جيب أن تقوم به مثل ما حيث يف الدول املتقدمة واليت تقوم بتوفري أخصائيني يف

94

ومن هلم دراية ، املعلومات ومن املدربني الذين ميلكون مهارات استرجاع املعلومات وحتليلهامبصادر املعلومات احملورية واألساسية يف اجملاالت العلمية اليت تتخصص فيها خمتلف كليات

باإلضافة إىل أن معظم املكتبات اجلامعية ال يتم التنسيق بينها سواء بالنسبة للعمليات . اجلامعةمن أجل احملافظة على املصادر واليت قد ، أو يف تكوين جمموعاهتا، - من فهرسة وتصنيف –الفنية

. تضيع يف تكرار اجملموعات وعدم ترشيد االقتناء

:أولويات التطوير وآليات التنفيذ

من أجل أن تساهم املكتبات يف تطوير التعليم والبحث العلمي جيب أن يتم إنشاء وتأسيس املكتبات يف إطار خطة قومية تقوم على دراسة االحتياجات املختلفة من املعلومات

وعلى املستوى احمللي لكل حمافظة من ، ونوعيات املستفيدين االفتراضيني على املستوى القوميعامة، حبثية، متخصصة، (ها يث حتدد اخلطة بكل دقة نوعيات املكتبة املراد إنشاؤحمافظات مصر حب

وذلك باإلضافة إىل ضرورة التعاون بني املكتبات . وأماكن توزيعها اجلغرافية) . . . مدرسيةحبيث ترسم كل مكتبة سياسة اقتنائها بالتكامل مع ، للتنسيق فيما بينها يف تكوين جمموعاهتا

واليت يقع عليها عبء واقتناء ، مع التركيز على إنشاء املكتبات املتخصصة. خرىاملكتبات األفهارس / العمل على إنشاء فهرس، وكذلك، اإلنتاج العلمي والفكري يف التخصصات املختلفة

وتتيح للمستخدمني يف املكتبات املختلفة التعرف ، موحدة ختفف عبء الفهرسة عن املكتباتوالتركيز على . كتبات األخرى مما يسهل احلصول عليها عند احلاجة إليهابسهولة على مقتنيات امل

تشجيع خدمات التبادل واإلعارة بني املكتبات وتوفري متطلباهتا األساسية من فهرس موحد وربط وهو األمر الذي يساعد على ختفيض . ووسائل النقل واالتصال بني املكتبات وبعضها، شبكي

املكتبات عن طريق إبرام اتفاقيات مع مكاتب الربيد لالضطالع بعملية تكاليف عملية اإلعارة بنيواستبدال النظام املايل بنظام اإليصاالت اليت تغطي تكلفة عملية ، تبادل الوثائق بتكلفة منخفضة

وأن تويل عناية ، IFLA Voucher Schemeالتبادل بدون تداول النقد على غرار األساسية للتعامل مع تكنولوجيا املعلومات ووسائل االتصال خاصة إلكساب املكتبيني املهارات

كاحلاسبات واإلنترنت والربيد اإللكتروين وغريها وكذلك إعداد املكتبيني الستخدام ، احلديثة، مثل اإلنترنت، أساليب استرجاع املعلومات من مصادر املعلومات املختلفة وخاصة اإللكترونية

وتعريف املكتبيني Multimediaكترونية والوسائط املتعددة وقواعد البيانات واملوارد اإلل

95

وتدريبهم على كيفية العثور عليها ، بأهم مصادر املعلومات املتاحة جمانا على شبكة اإلنترنت . وطرق ومعايري تقييمها

:استراتيجيات جديدة ملواجهة مشاكل قدمية

مل من مشاكل التمويل وخفض تعاين معظم املكتبات شأهنا شأن كل املكتبات يف دول العامع استمرار ارتفاع أسعار الكتب والزيادة السنوية الكبرية يف أسعار الدوريات وقواعد ، امليزانية

البيانات اللتني متثالن عصيب البحث العلمي كما تعاين أيضا من تعنت الناشرين اإللكترونيني مما خيل باحلقوق ، إللكترونيةوفرضهم شروطا جمحفة يف اتفاقيات ترخيص استخدام املصادر ا

واليت ميكن التغلب عليها من خالل استراتيجيات فعالة ، املشروعة لالطالع وتداول املعلومات . تنبين على التكتل والشراكات واليت تعتمد على تأسيس كيان واحد ملواجهة تلك التحديات

ب هبدف تفادي ومن ضمن هذه االستراتيجيات ضرورة التنسيق القتناء املصادر والكتوميكن أن ، تكرار اجملموعات وإهدار امليزانية يف اقتناء نفس املصادر بدال من التنوع يف اجملموعات

يتم ذلك من خالل قيام املكتبات التابعة ملنطقة جغرافية واحدة أو جلامعة واحدة أن تنسق فيما ، يث ال تكرر نفس اجملموعاتحب، بينها يف شراء الكتب واملصادر واالشتراك يف الدوريات العلمية

وتلجأ إىل اإلعارة بني مكتبات املنطقة أو اجلامعة الواحدة لتلبية حاجة املستفيدين على مستوى من أجل تعظيم ، وبذلك تتسع قاعدة االقتناء مع ترشيد اإلنفاق، اجلامعة أو املنطقة اجلغرافية

لك إتباع سياسة االقتناء اجلماعي عن وكذ. الفائدة للباحثني والدارسني املتعاملني مع املكتبات هبدف تكوين جبهة يف مواجهة الناشرين ميكن consortiaطريق تكوين التكتالت والتجمعات

من خالهلا التفاوض معهم على خفض أسعارهم والتنازل عن شروطهم التعسفية وقبول التفاوض وتؤكد خربات . مستفيديهابشأن اتفاقيات الترخيص وحبيث ال يتم التفريط يف حقوق املكتبة و

، كثرية من خمتلف أحناء العامل أن هذا األسلوب قد جنح يف فرض نفسه على سوق النشر العامليحبيث أصبح الناشرون حيسبون له حسابا كبريا ويتنافسون إلرضائه خبفض األسعار وبتجويد

. ر املعلوماتاإلنتاج والتفنن يف تكوين اجملموعات اليت حتتوي على أهم العناوين ومصاد

ومن أجل تعظيم الفائدة من مصادر املعلومات املختلفة واالستفادة من تكنولوجيا ميكن للمكتبات أن تقوم ببعض احللول لزيادة املصادر املتاحة من املقتنيات جلميع ، املعلومات

مستخدمي املكتبات عن طريق االتصال الشبكي وإتاحة املصادر إىل مجيع أعضاء التكتل أو

96

أو شبكات داخلية special networksلتجمع الواحد عن طريق بناء شبكات خاصة اIntranet أو شبكات بينية Extranetتستخدم بروتوكوالت اتصال شبكة اإلنترنت ،

جامعة لكل Portals لبناء بوابات world wide webوتكنولوجيا الشبكة العنكبوتية كما تقوم بتوفري العديد ، جرافية أو النصوص الكاملةمصادر املعلومات اإللكترونية سواء الببلو

. من اخلدمات اإللكترونية

ولتحقيق دور املكتبات يف تطوير التعليم والبحث العلمي جيب على املؤسسات التعليمية أن ختصص املوارد الكاملة يف ميزانيتها للمكتبات وتشجيع رجال األعمال والشركات الكربى

ل تبين مشروعات مثل مشروعات املكتبات الرقمية ويف متويل اقتناء للتربع للمكتبات من خالالكتب واملصادر والقيام بتدريب الكوادر املطلوبة للعمل يف املكتبات وخاصة بالنسبة إلعداد

. مقترحات لتمويل مشروعات هبدف تطوير خدمات املكتبات أو اقتناء اجملموعات

لبحث العلمي يعترب أمرا ضروريا وأساسيا ولذلك إن دور ومسامهة املكتبات يف التعليم واجيب أن تأخذ املكتبات يف االعتبار من بني أهدافها وبراجمها الدور الذي ميكن أن تؤديه يف مساعدة برامج التعليم والبحث العلمي من خالل اخلدمات املكتبية كما ميكن االستفادة بعدد من

تبات إىل جانب العاملني األصليني يف املكتبات وتأكيد املتطوعني بعد تدريبهم للعمل يف جمال املكأمهية الشراكات احلقيقية مع كل مؤسسات اجملتمع وبصفة خاصة مؤسسات اجملتمع املدين لتحقيق

. إدراج املكتبات ووظيفتها كما سبقت مناقشتها يف خريطة وظائف التعليم والبحث العلمي

يف املناطق جود مكتبة لكل مدرسة وخاصة تأمني ووللوصول إىل األهداف السابقة جيب أمناء من خالل على املكتبات املدرسية تم اإلشرافضرورة أن يباإلضافة إىل ، النائيةالريفية

مع احلرص على إحلاقهم بدورات تدريبية بني احلني واآلخر لتزويدهم ، مكتبات متخصصون، على القراءة واإلبداع املستمربأحدث األساليب املتعلقة بالتواصل مع التالميذ وتشجيعهم

يتوصل اليتوضع سياسات لالقتناء باملكتبات تتفق مع خصوصية احملليات وتتفق مع التوجهات وإليها القائمون على هذه املكتبات من خالل إطالعهم على احتياجات التالميذ الذين يتعاملون

بأمهية املكتبات الوعيسبيل نشر يفوسائل اإلعالم واألجهزة املعنية وكذلك االستعانة ب، معهم متويل تلك يف زيادة حجم املشاركة من رجال األعمال والقطاع اخلاص من أجلاملدرسية

لتعاون بني املكتبات املدرسية ووسائل ووضع خطة ل، املكتبات واالرتقاء مبستواها وحمتواها أحد واألديب العلمي املرجعيو املكتيب سبيل التوعية بأمهية أن يصبح البحث يفاإلعالم املختلفة

97

لمكتبات العامة الكربى وبالنسبة ل، األوىل املراحل التعليميةابتداء منأولويات العملية التعليمية مثل دور املسنني واملالجئ –إىل اجلهات احملرومة من اخلدمة املكتبية هبا الوصول جيب أن يتم . املكتيب الوعيوذلك لنشر ، ودور احلضانة

يعترب من أهم األمور حيث بني املكتباتاجلماعيوضع إستراتيجية لالقتناء تمام بأن االهالربط كما أن ، املوارد املتاحة لكل مكتبة أفضل توجيهأن وضع هذه اإلستراتيجية من شأنه توجيه

ويعظم ، (ILL) خدمة اإلعارة والتبادل بني املكتبات يعمل على تسهيل بني املكتبات الشبكيوكذلك الربط بني مكتبات اجلامعات واملراكز البحثية ليحدث نوع ، ن املوارد املتاحةالفائدة م

إنشاء فهارس موحدة للمكتبات العامة واجلامعية باإلضافة إىل ضرورة ، من التكامل بينها املكتبات يف مكتبة ما التعرف على املتاح من مواد مستخدميواملتخصصة حىت يسهل على

. األخرى

دريب من أهم اجلوانب اليت جيب االهتمام هبا يف عمل املكتبات ولذلك جيب ويعترب التلتدريب على مهارات استرجاع ا للعاملني يف املكتبات وخاصة جوانبم دورات تدريبية يتنظ

على استخدام هذه املترددين على املكتبة وحىت ميكن هلم معاونة ، املعلومات ومعاجلة البياناتمييز من حيث القيمة العلمية للمعلومات الواردة من شبكة اإلنترنت كيفية التالطرق وكذلك

. بني املفيد وغري املفيدوالتفرقة

املراجـــعCelano, Donna and Neuman, Susan. 2001. The Role of Public Libraries in Children's Literacy Development: An Evaluation Report. Harrisburg: Pennsylvania Library Association, http://www. statelibrary. state. pa. us/libraries/lib/libraries/Role%20of%20Libraries. pdf (accessed November 30, 2004. ) Lonsdale, M. 2003. Impact of school libraries on student achievement: a review of the research, a report for the Australian School Libraries Association. Melbourne: Australian Council for Educational Research, http://www. asla. org. au/research/research. pdf (accessed November 29, 2004).

98

Mcloughlin, Carla, and Morris, Anne. 2004. “UK Public Libraries: Roles in Adult Literacy Provision. ” Journal of Librarianship and Information Science 36(1): 37-46. Midiavilla, Cindy. 2003. “Homework: Student Access is Coming From a Neglected Source. Here’s What the Public Library Can Do for You. ” School Library Journal 49(3): 56-59. Johnson, Richard K. 2004. Open Access: Unlocking the Value of Scientific Research. Paper presented at the New Challenge of Research in Libraries: Collection Management and Strategic Access to Digital Resources, University of Oklahoma, March 4-5, 2004, http://www. arl. org/sparc/resources/OpenAccess_FKJ_preprint. pdf (accessed November 27, 2004).

99

قــالحـامل

100

كلمة

إمساعيل سراج الدين/ الدكتور "إصالح التعليم يف مصر"يف مؤمتر

2004 ديسمرب 10 – 8

101

ء واألخوة يسعدين أن أرحب بكم يف مكتبة اإلسكندرية وحبضور السادة الوزراواألخوات من أهل الفكر والعلم والثقافة ويف مطلع هذا العام يف شهر مارس شهدت املكتبة مبادرة رائدة حتت رعاية الرئيس حممد حسين مبارك واليت أكد فيها سيادته على ضرورة تأكيد

ة يف كل ما إرادة اإلصالح املصري والنابع من الداخل ودعا إىل شراكة بني اجملتمع املدين واحلكومخيص اإلصالح ولقد انعكست حمددات هذه الرؤيا يف خطاب السيد الرئيس لتعديل املسار

. السياسي واالجتماعي واالقتصادي والثقايف

وأكد سيادته ضمن أشياء كثرية على ضرورة حتقيق األهداف من خالل االستمرار يف ر من اللحاق بركب الثورة املعلوماتية تطوير نظام التعليم واالرتقاء به على النحو الذي ميكن مص

اد اتساعا وبسرعة غري من خالل تأكيد القدرات البشرية القتحام أفاق العلم واملعرفة واليت تزدع على اإلبداع واالبتكار والبحث والنقد ويف نفس الوقت أكد سيادته على ضرورة مسبوقة تشج

أسس تضمن حق التعليم للجميع وأصدر االستمرار يف إعادة هيكلة املنظومة التعليمية وعلى . مؤمتر اإلسكندرية وثيقة اإلسكندرية اليت أكدت على نفس املفاهيم

وقد شغل اجلانب التعليمي منذ ذلك الوقت مساحة عريضة يف اهتمام الدولة ومؤسسات مية اجملتمع املدين فيها على اعتبار أن مظاهر اخللل البد من عالج بذورها يف بناء اإلنسان وتن

طاقته وأن التربية هي املنطق املؤسس إلصالح الفرد واجملتمع وقد كانت القيادة السياسة سباقة يف . هذا املضمار

ومرة ثانية يف مكتبة اإلسكندرية يف شهر أغسطس املاضي أكد سيادته يف مؤمتر تطوير ضايا التعليم حيث التعليم والذي اجتمع فيه السيد الرئيس بالطالب واألساتذة وكل املهتمني بق

أكد على ضرورة مواصلة احلوار القومي حول قضية التعليم باعتبارها إحدى القضايا احملورية واملصريية وأن يشمل هذا احلوار كل مراحل التعليم وقضايا البحث العلمي واإلبداعي والتجديد

ات البحث ويف ندوات وحلقومنذ ذلك احلني مل هتدأ حركة املكتبة يف احتضان املؤمترات وال . عديدة تأكيدا إلرادة العقل املصريمستويات

إن حضور السادة الوزراء والسيد رئيس جامعة اإلسكندرية ومشاركتهم يف مؤمتر أوال وقبل توليهم املسئولية يف املسار التعليمي وإمياهنم إصالح التعليم يف مصر باعتبارهم املعنيني

ء اإلرادتني العلمية والسياسية والذي ميكن أن يتحقق من خالل بضرورة تقوميه يعترب مؤشرا اللتقا

102

اخلاصة باإلصالح مع وضع تالتخطيط املدروس واالحتشاد املنظم لتوضيح الرؤى واالستراجتيا . أولويات حسب أمهيتها مقرونة باآلليات الالزمة لتحقيق األهداف

ؤمتر إصالح التعليم يف مصر يعترب وقادة الفكر الثقايف يف موأن اجتماع العلماء والتربوينيتتوجيا للجهود املتالحقة يف البحث والدراسة واليت متت خالل أربع دوائر متواصلة من الندوات التمهيدية وأوراق العمل املتتالية يف احللقات النقاشية واليت تتحقق خالهلا توزيع القضايا على

بالعمليات التعليمية والتربوية والتعرف على ما احملاور األساسية لتغطية خمتلف القضايا املتصلة يعتريها من أمراض مزمنة وتشكل خطرا كبريا على البنية العميقة والنسيج اجملتمعي ولذلك فإن قراءة املشتركني يف هذا املؤمتر للواقع املوجود يف نظام التعليم واقتراح السبل لتصويبه ووضع

ء جمتمع املعرفة يف مصر ولقد شاركت يف حتضري كل آليات إلصالحه تستهدف يف جمملها بنااملناقشات اليت جرت قبل انعقاد هذا املؤمتر كما سامهت يف هذا املؤمتر ببحث متواضع عن

. موضوع اإلصالح يف النظام التعليمي وأمهية مراكز التميز

تكون إن نقطة االرتكاز يف إصالح التعليم كما جتلت يف األوراق املتاحة ال ميكن أن مسئولية حكومة فحسب بل هي جمتمعية يف الدرجة األوىل وتقع على عاتق اجلميع من الطالب واملعلم إىل اإلدارة والقيادة إىل األهل واألسرة وأن احللول الفوقية لن جتدي ولكن البد من خلق

حه عن حالة عامة نستشعر فيها مجيعا خطر ما وصلنا إليه وتلتقي إرادتنا على فرض وسائل إصالقناعة تامة ومشاركة حقيقة خاصة وحنن نرى مناذج التطور املعريف والتربوي املذهل يف جتارب األمم الناجحة ومصر ال تنقصها املقومات الضرورية لتحقيق اإلصالح يف التعليم وخاصة أن عة التحديات اليت تواجه الشباب والتحوالت اليت حتيط بنا تفرض علينا اجلدية القصوى يف مراج

وتشخيص أوضاعنا حبثا عن الطرق الفعالة لتوظيف أقصى طاقات ممكنة لتحقيق التنمية من خالل . أبناء هذه األمة وقدراهتم اخلالقة إنقاذا لألجيال القادمة يف رهان املستقبل

103

يحسام بدراوالدكتور كلمة رئيس جلنة التعليم مبجلس الشعب

"إصالح التعليم يف مصر"يف مؤمتر 2004 ديسمرب 10 – 8

104

ليس فقط يف والتاهد غري عادي يف كافة اجملجبمكتبة اإلسكندرية والعاملني فيها تقوم لكن يف دعم وترسيخ مبادئ كثرية نأمل أن تأخذ هبا كل املؤسسات و اإلصالحعقد مؤمترات

. الثقافية والتعليمية يف مصر

هود متت خالل جاءت كنتيجة جل، حماور متعددةمؤمتر إصالح التعليم يف مصر ناقش وي رؤيةوطرحت فيها أفكار متطورة و، أشهر متعددة شارك فيها عشرات العلماء واملتخصصني

الكثري من التقارير اليت صدرت ورغم وجود، شاملة ملا جيب أن يكون عليه التعليم يف املستقبل وحتتوي على، ملاضيصدرت تباعا منذ بداية القرن ا، تقريرا48حول التعليم واليت جتاوزت

. مل خترج إىل حيز التنفيذ نفس الوقت يف لكنها عديدةأفكار

لكن جيب أن تكون تلك األفكار ، ومناقشتهاألفكار لفالقضية ليست فقط عرض ولذلك . املشاركة بني واضعي السياسة وبني أطراف اجملتمع كلهمن ن تعكس قدرا أو، قابلة للتنفيذ

جمموعة مقاالت الدكتور طه التعليم اهتماما خاصا من خالل ومتثل قضية إصالح وتطويرعن كتبت منذ فترة طويلة إال أهنا تتحدث هذه املقاالت أن ورغمحسني حول تطوير التعليم

وكذلك ما ، فاألمور مل تتغري يف كثري من األحوال، منها حاليااملشاكل التعليمية اليت نعاين نفس أخبار يف جريدة ، أعيد نشرها من حوايل شهرو 1949عام اد األستاذ عباس حممود العقكتبهعن رؤيته كذلك عن أمية املتعلمني وليس عن أمية القراءة والكتابة ويتحدث فيها يتحدث ، اليوم

. 2000عن التعليم يف مصر سنة

على امتداد اليومني القادمني التفاصيل اخلاصة بتطوير التعليم من يتناول املؤمتر وسوف ووهو األمر الذي لن أتعرض له ولكن أود اإلشارة إىل أنه جيب عدم ، املتخصصني والعلماءقبل

ومن ، وما ننشده من اجلودة املطلوبة يف املستقبل، كما يف التعليماليت تتم اتاإلجنازاخللط بني النساء و الشيوخ والشباب سواء من، وهو ما يتطلب حشد مجيع الطاقات، أجل الشباب

وحياولون مجيعا املنافسة الدوليةيواجهونحيث ، ي االحتياجات اخلاصة واألسوياءذوووالذكور ماذا نريد من التعليم يف يطرح نفسه حاليا هو ولعل السؤال الذي ، على خريطة العاملوضع مصر

نريد متعلما لديه ، نريد تعليما على مستوى عايل من اجلودةواإلجابة هو أننا املرحلة القادمة؟ هذا ما حتاول الرؤيا الشاملة لتطوير التعليم و، نريد مواطنا منتميا للوطن، على التنافسالقدرة

ن تستوعب أو، رؤية إصالح التعليم وتطويره جيب أن تستهدف املستقبل أي أن اإلجابة عليه

105

هلذا فالتخطيط املستقبلي آلية هامة من آليات والتغريات املتالحقة اليت مير هبا الوطن والعامل : فيما يلي2020 من التعليم سنة هنريدميكن تلخيص ما هذا اإلطار يف، لتطويرا

يتـرك ال و، يف مجيع مراحل التعليم ، نريد االستيعاب الكامل لكل املراحل السنية املختلفة • يف أن حيصل اجلميع علـى فرصـته أي، سن التعلم خارج مقاعد الدراسة يفتلميذ أو شاب

. التعليمويوجد سنة يف مؤسسات التعليم 23 إىل 18من الفئة العمرية من % 50نريد استيعاب •

مـن الفئـة العمريـة % 30 ميثلون وهم مليون طالب يف مؤسسات التعليم العايل 2 حاليا يفمن هذه الشرحية العمرية مـع األخـذ % 50ستيعاب اخلاصة هبذه املرحلة ويف حماولة ال

نتحدث عن ماليني إضافية من الطلبة خـالل نناإف، عدد السكان يفاالعتبار النمو الطبيعي وبالتايل حنتاج على األقل إىل سبعني جامعة جديدة يف الـسنوات ، سنة القادمة اخلمسة عشرة

يف كـل طالبال عدد يكون جديدة ات االعتبار أننا نتحدث عن جامع يفمع األخذ ، القادمة . ألف طالب35 ال يزيد عن منها

سنوات يف مرحلـة 6 إىل 4ألطفال يف الشرحية العمرية من من ا % 100نريد استيعاب •بل والتجربة على مستوى العامل ، العديد من الدراسات واألحباث أن العلم مع رياض األطفال

على مستقبل الطفل وتنمية مهارته التعليمية وقدرتـه علـى تؤثركله أثبتت أن هذه املرحلة يف هذه الشرحية العمرية ومن األسر القادرة على نسبة قليلة من األطفال كما أن ، االستيعاب

االلتحـاق مبـدارس ريـاض يفسداد تكلفة هذه املرحلة هم الذين حيصلون على فرصتهم . األطفال

. القضاء على أي فجوة نوعية بني الذكور واإلناث يف مراحل التعليم األولية •لتعليميـة يف الريـف القضاء على الفجوة يف مستوى وجودة التعليم بني املؤسـسات ا •

ألن رفع مستوى احلد األدىن من الكفاءة هو الذي يؤدي يف هناية األمر إىل رفـع ، واحلضر . مستوى التعليم بوجه عام

صبح التعلـيم األساسـي أ ومنذ مخسني سنة وكما نعلم ، حتجيم األمية أمال يف احنسارها • مـن املفتـرض أن سنة 51رهم يبلغ عم وهو ما يعىن أن أي رجل أو امرأة يف مصر ، إلزاميا

وهو ما يعىن أيضا أن األمية جيـب أن ، سنوات 10يكون قد دخل املدرسة على األقل ملدة ونريـد مـن مليون 14 أو 12لكن عدد األميني يف مصر مازال يتراوح بني وتكون صفر

106

يففوق وهو ما ي، أمية اخلارجني من املدارسخطورة املوقف أن تزداد أعداد األميني من خالل . جمرد أمية القراءة والكتابة عن السليب بكثريهأثر يف املرحلـة يف املراحل األوىل وأن تبلغ تلميذ يف الفصل 35 تزيد كثافة الفصول عن أال •

. طالب25 إىل حوايلالثانوية حبرية االبتكار واإلبـداع لتالميـذ مـصر جيب السماح تطوير املناهج التعليمية بالنسبة ل •

روح املبادرة الفردية واحترامها والتنـافس الـشريف على بناء ناهج امل أن ترتكز ووشباهبا مبـادئ يمناهج ترس باإلضافة إىل ، والرغبة يف تعليم الذات واالستمرار يف ذلك طول العمر

. احترام حقوق اإلنسان وتقبل اآلخر والتسامح يف إطار من االنتماء وحب الوطنال ميكن تطوير التعليم دراستها وفهمها حيث وترات جيب األسر املصرية من ت تعاين بعض •

هناك مشكلتان تعاىن منـهما وأن ، شاملة بدون النظر إىل احتياجات األسرة من خالل رؤية أي تطوير جيب أن ولذلك كان ، االمتحانات العامة والدروس اخلصوصية مثلاألسرة املصرية

. حق األسرة املصريةيف يتعرض ملثل هذه األمور وحىت ال حيدث تقصري ضرورة اختيار األولويات وما حيدث وهو يعين ، ملضاعفة اإلنفاق على التعليم هناك جهود •

وهذا أمر غـري مقبـول وبدون مشاركة جمتمعية أنه يتم انتقال اإلنفاق من منطقة إىل منطقة لـضرورة أن هذا يعـىن با و أولوية األولويات على اعتباره التعليم ينظر إىل اجملتمع بسبب أن

مضاعفة اإلنفاق على التعلـيم تعـىن أيـضا يكون له أولوية وأن يتلقى دعم كبري كما أن تعليم ما قبل املدرسة والتعلـيم قبـل مع العلم أن ال ، مشاركة اجملتمع يف متويل هذا اإلنفاق

. اجلامعي بكافة مراحله جيب أن يكون مسئولية الدولةل الحترام وثقة اجملتمع وهى الثقة اليت جيب أن تترجم املدرس املصري واألستاذ اجلامعي حم •

. رفع قدرهتم املالية والثقافية وتسليحهم باخلربات والقدرات احلديثةيفوأن توجـد يف كـل ، ؤسسات التعليمية على اتصال مباشر بالعامل املتكون كافة أن جيب •

ب أن نفـصل بـني وال جي ) مدارس و مراكز حبث وكليات وجامعات (حمافظة مراكز للتميز فال تطـوير ، التطوير الذي حيدث يف التعليم والتطوير الذي حيدث يف كافة اجملاالت األخرى

وال إصالح اقتصادي أو سياسي بدون أن يواكبه إصالح اجتماعي ومن أولوياتـه إصـالح . التعليم

ام جيب أن يواجهه نظ جيب دمج ذوي االحتياجات اخلاصة يف التعليم املصري وهو حتدى •

107

. التعليمدمج التعليم الفين والصناعي والثـانوي بـشكل أو ب كبري يتعلق حتدي جيابه نظام التعليم • . خرآب

ليات آ وسائل و السابق اإلشارة إليها وكذلك كل الطموحات والتوجهات ويتناول املؤمتر املركـزي ظل التوجـه يفال ميكن احلديث عن تطوير حقيقي يف النظام التعليمي كما أنه لتنفيذ ا

تضمن توسيع قاعدة املشاركة اجملتمعية والتوجـه إىل املوجود حاليا وأن الرؤية احلقيقية جيب أن أهناالالمركزية املقصود ب و، هي األساس احملافظة أن تكون أي، قدر أكرب من الالمركزية يف اإلدارة

أن يصل التمويـل إىل يأ يف التمويل كذلكو، تعين املشاركة يف التخطيط و املسئولية يف التنفيذ ، إىل احملافظة مث إىل مـديريات التعلـيم وأن يتم ختصيص ميزانية التعليم ، املدرسة بشكل تدرجيي

على مـستوى املدرسـة إىل عـدة لتحقيقهوهو ما حيتاج ، كل مدرسة متويلها وختصيص ميزانية . ية استخدامهاقادرة على التخطيط الحتياجاهتا التمويلية وكيفإلعداد القيادة السنوات

ديري املـدارس ال ميكن أن يتم بدون توافر اخلربة اإلدارية الكافية مل صالح إن حتقيق اإل . التعليميةاملؤسسة الكفاءة يف إدارة امليزانيات اخلاصة بوكذلك، ومدير املناطق التعليمية

والتوجه ، ودةأن التطوير سواء يف املناهج أو يف اإلدارة مرتبط بالتوجه من اإلتاحة إىل اجل مؤشرات لقياس أداء املؤسسة و، معايري لقياسها مبؤشرات واضحة وحمددة وجودإىل اجلودة يعىن

من يقـدمون جهة ال تتبع وتشرف عليها ، التعليمية وتقيم املنهج التعليمي يف إطار واضح ومعلوم . اخلدمات التعليمية ولكن من خالل كيان مستقل متاما

حىت يظهر قانون كبريهد يف جملس الشعب جب م وأعضاء جلنة التعليم وزراء التعلي قاموقد مدخال هاما يف تطوير التعليم قبل اجلـامعي يعتربوهو القانون الذي ، هيئة اعتماد اجلودة بإنشاء

بداية مرحلة التعليم األساسي وهي املرحلة اهلامة اليت بدوهنا ال وكذلك من واجلامعي عند تطبيقه ألن خمرجات التعليم قبل اجلامعي هـي مـدخالت وذلك ، مرحلة تعليمية تالية ميكن تطوير أي البد أن ولذلك، وخرجيي التعليم العايل هم قاطرة اجملتمع اليت تتجه به حنو التنمية ، التعليم اجلامعي

. تتمتع اجلامعات باملرونة والتنوع وأن يكون لديها استقاللية كاملة

دور وزارة التعليم العـايل فإن تطوير التعليم العايل يف السابق شرحه الفهم وعلى أساس يفحصول اجلامعات على احلرية اإلدارية وحريـة التـصرف كما أن regulatoryيصبح س

108

ولـن ، دور اجمللس األعلى للجامعات ودور وزارة التعليم العـايل يؤدي إىل تغيري املوازنة سوف خدمـة لل مقدمة تعتربات املستقلة إداريا وماليا اجلامعحيث أن ، دمةينحصر دورمها يف تقومي اخل

قدرة على التنوع يف طرح الربامج التعليمية والعمل من أجـل الرونة و املمن أيضا متتلك ولكنهامن خالل الـدور والوظيفـة الـسابق امعة كما أن اجل ، البحث العلمي والتطوير وربطه باجملتمع

:االت التاليةحتتاج إىل تطوير حقيقي يشمل اجملاإلشارة هلا هنا الزيادة العدديـة فقـط ليس املقصود و، سنوات 5عدد املبعوثني خالل زيادة ومضاعفة -1

حيـث أن ، مبعىن أن يكون هناك متابعة للمبعوثني إىل اخلـارج ، ولكن الزيادة الكيفية أيضا حيـث ة ختلفاملثقافات الاهلدف ليس جمرد السفر إىل اخلارج بل العودة بتجربة جديدة وفهم

يف البالد الذين ذهبوا إليها كما مل يتعرفوا على أحد حاليا املبعوثني للخارج أن عدد كبري من نـدوات وأ املوسيقى أو حضور حفالت املسرح أو السينما أن عدد آخر منهم مل يذهب إىل

يف إطار معني وتعـرف علـى وأن السنوات األربع اليت قضاها يف االغتراب قضاها ، ثقافية مل يستفيد من اجملتمع الذي عاش فيه هلكنوأخذ شهادة دكتوراه و، عة حمددة من الناس جممو

ويعترب هذا األمر مهم جـدا ألن . احتك بالبيئة اليت قضى فيه بعثته ومل يتفاعل مع ثقافته أو عند عودته يف مصر جيب أن تتاح له فرصة العمل وكل مبعوث يعتربون مبثابة سفراء املبعوثني . ليت اكتسبها من الدولة اليت ذهب إليهاااملعارف دة من واالستفا

سماح مع ال ، من الضروري تغري شكل القانون الذي حيكم عالقة اجلامعات ببعضها وبالدولة -2البد من تقييم أداء أعـضاء هيئـة كذلك ، بانتقال أعضاء هيئة التدريس بني جامعة وأخرى

، الستمرار دون أن يكون هناك إضافة علميـة اأو التدريس بالشكل الذي ال يسمح باجلمود لـيس مـن كما أنه ، وضع هياكل وظيفية لألقسام وربطها باالحتياجات العلمية وضرورة

ن يكون إنتاجها العلمـي أامعات كل هذا الكم من العقول واألفكار و اجلاملنطقي أن متتلك س ميكن توزيعه علـى أعضاء هيئة التدري حيث يوجد حاليا يف اجلامعات عدد من ، قليل جدا

. جامعة جديدة70 العديد حيث يوجد فتح الباب أمام اخلربات يف املهن املختلفة للدخول إىل اجلامعات ضرورة -3

جامعـات يف خمتلـف بـالد العـامل مثـل من الدارسني واخلرباء الـذين يعـودون مـن HARVERD and MITلكن ال ميكن تعينهم يفو أخرى وجامعات أملانية وفرنسية

. على نفسهااألبواب اجلامعة املصرية ألن كل جامعة أغلقت من غري املعقول استمرار اختيار ألنه ، إعادة النظر يف طرق اختيار القيادات اجلامعية ضرورة -4

109

يف املستقبل القريـب إعـالن اختيـار واألمل أن يتم ، القيادات اجلامعية بدون معايري معلنة أفكـاره تتوافر له الفرصة لعرض على أن الكفاءات املوجودة و من بني املرشح لقيادة جامعة

املرشح ملثـل كما جيب أن يكون ، يف اجلامعة أمام هيئة أعضاء التدريس والطالب والعاملني . متفرغا للقيادة اجلامعيةهذه الوظائف القيادية

طلوبـة القـدرات امل عضو هيئة التدريس باجلامعة وكذلك خريج اجلامعـة ميتلكجيب أن -5 التعيني والتخرج ال تسمح بأن يعمل عندشروط باإلضافة إىل وضع ، ستخدام التكنولوجيا ال

باجلامعة أو يتخرج منها طالب بدون أن يكون لديه القدرة علـى اسـتخدام التكنولوجيـا . احلديثة

احلرية داخل اجلامعـات ملمارسـة تتوافر هلم جيب أن ولذلك طالب مصر هم ذخريهتا احلية -6يف وأن تتاح هلم أيضا الفرصة للمـشاركة ونشاطهم االجتماعي والثقايف والعلمي ، حقوقهم

. خرآإدارة مؤسستهم التعليمية بشكل أو ب

وعندما تكون ، وقريته أو حيه ، إن انتماء أي مواطن لوطنه يبدأ بانتمائه ملدرسته وجامعته خرج هذا الطالب ساخطا على دولته الدولة مسئولة عن تعليم طالب من احلضانة حىت اجلامعة ويت

مسئولية التعليم وال ميكن تفسري أن تتحمل الدولة ، غري صحيح ءمعىن هذا أن هناك شي ، وجمتمعهإن التفـسري ، مث بعد هذا جند هؤالء الشباب ساخطا ، سنوات يف اجلامعة 4 سنة يف املدرسة و 12

تدير العمل مع الطـالب اليت سسات ؤاملإدارة الوحيد لذلك هو أن هناك ثغرات وأخطاء تتم يف الشباب املتاحة داخل اجلامعات والـيت ال جيـب أن فرصة ذهبية لالستفادة من طاقة رغم وجود

ن أو، وتنوع النشاطات اليت يقومون هبـا ، منح الطالب حرية احلركة والتفكري من خالل هنملها . مة هل التعليمية وغريها املتاحتتاح هلم فرصة االختيار بني الربامج

سيتحتم عليها بعدها التوجه حنو الدراسـة ، اجلامعات املصرية أمامها عدد قليل من السنوات -7 . بنظام الساعات املعتمدة وهو ما يتطلب تغري منط التدريس يف اجلامعة بشكل جذري

التعليم النظامي و، إن التعليم والتعلم عمليتان مستمرتان تبدأن من املولد حىت هناية احلياة ميثل اجلانب الرئيسي فيها ألنه ميثل أهم عمليات التعليم املستمر ويلعـب الـدور الرئيـسي يف إكساب الفرد مهارة االتصال ومعرفة اللغة والرياضيات والفنون واحلاسب واآليل والقدرة علـى

. احلصول على املعلومات وامتالك مهارات التعلم الذايت يف املستقبل

ومـن ، ويف إطار حمـسوب يتم بطريقة تدرجيية ودون انفعال أن إن تطوير التعليم جيب

110

، املهم أن يكون اجلميع مشاركني فيـه ويتم شرحه قبل حدوثه كما أنه من الضروري أن ميهد له ومن غري املشاركة على ال ميكن تطوير تعليم بنظام أو سياسة تسقط على اجلميع من أعلى حيث

يتم مبعـزل عـن إن تطوير التعليم ال جيب أن كما طويريف صناعة رؤية وعملية الت أوسع نطاق مع كل اإلصالحات األخرى الـيت اإلصالح وأن يتم ربط خطوات ، العامل يف يت تتم التطورات ال

مع رؤيتنا لتطـوير وبشرط أن تتفق هذه اإلصالحات مع أهدافنا وتتفق ، يف كل مكان بالعامل تتم . فة التعليم باهظة وكبرية فإن تكلفة اجلهل ال حدود هلاكانت تكلهذا مع العلم أنه إذا . التعليم

111

وزير التعليم العايلكلمة ةالدكتور عمرو سالم

"إصالح التعليم يف مصر"يف مؤمتر 2004 ديسمرب 10 – 8

112

ليس فقط الهتمامهـا به شكرا ملكتبة اإلسكندرية على الدور الرائد و املتميز الذي تقوم وهو ما جيعلنا مطمئنني إىل أن مكتبـة ، لكل األنشطة األخرى اليت تقوم هبا ولكن ، بقضايا التعليم

متيزا من دور مكتبة اإلسكندرية يف عهدها القدمي وأكثراإلسكندرية املعاصرة سيكون دورها اكرب . وستكون منارة للعلم والفكر والتقدم يف اجملتمع املصري

وأن ما حيدث يف ، بأمور التعليم يف مصر جمموعة متميزة من املهتمني وحنن نلتقي اليوم مع ومبعـث ، اطمئنانا على مستقبل وطننا أكثرجمتمعنا اليوم من اهتمام متزايد مبسألة التعليم جيعلين

: ما يلياطمئناين يعود إىلوجود إرادة سياسية قوية لتطوير التعليم يساندها رئيس اجلمهورية شخصيا والذي يعتـرب •

وهو ما يعكسه التكليف الرمسي للوزارة اجلديدة باعتبار ، صر القومي تطوير التعليم مشروع م كومـة حلكـان أول عمـل و، قضية تطوير التعليم والبحث العلمي قضية حمورية وأساسية

والذي شارك فيه السيد الرئيس كـأول ، أمحد نظيف هو عقد مؤمتر لتطوير التعليم /الدكتور . أملانيانشاط لسيادته بعد عودته بسالمه اهللا من

وهو ما يعكسه اهتمام أغلب ، اهتمام الرأي العام ومتابعته للقضايا املرتبطة بتطوير التعليم •الصحف واجملالت القومية واحلزبية واملستقلة بالتغطية اليومية لكل القـضايا و املـشكالت

وهى التغطية ،املتعلقة بعملية تطوير التعليم سواء كان التعليم قبل اجلامعي أو التعليم اجلامعي . احلوار وطرح األفكار واملبادرات اخلاصة بتطوير التعليميفاليت تسمح للرأي العام باملسامهة

مصر وأيضا العديد من الرؤى اليت وضعت حللها قضية يفإن مشكالت النظام التعليمي وع منذ مناقشات من هذا الن يفوقد شاركت شخصيا ، اجملتمع املصري منذ سنني طويلة يفتناقش

والنقلة النوعية ، مؤمتر لتطوير التعليم اهلندسي يف جامعة املنصورة يف خالل مشاركيت 1984عام لـدينا و، التعامل مع قضية تطوير التعليم واليت حتدث اآلن هي التركيز على آليات التنفيـذ يف

مج واألفكار وقدرات غري طبيعية على التنظري ووضع اخلطط والربا ، قدرات بشرية وعقلية متميزة تظهر املشكلة وتتعثر اجلهود وهذا املتميزة ولكن لألسف عندما نأيت للمحك الرئيسي وهو التنفيذ

ما حناول جتاوزه اآلن

إصالح التعليم العايل وليس فقط اجلامعي حيث يشمل التعليم العـايل تشمل قضية الإن التعامل معها على مرحلتني املرحلـة ويتم .املعاهد العليا ومعاهد التعليم الفين بعد الثانوية العامة

أو إعادة هيكلة منظومـة ، تستهدف إعادة تأهيل واألوىل وهي املرحلة اليت بدأ العمل فيها بالفعل

113

اسـتخدام و، التعليم العايل هبدف الوصول إىل أعلى مستوى من اجلودة وكفاءة األداء األكادميي وتطوير نظـم الدراسـات ، عليمية البحثية واإلدارية تقنية املعلومات واالتصاالت لرفع القدرة الت

و تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات األكادمييـة واإلداريـة ، العليا والبحث العلمي احتياجات اجملتمع ومتطلبـات سـوق مع وأعمقكرب أربط املؤسسة األكادميية بدرجة وكذلك ، م العايل لديناميكية وإمكانية التطوير الذايت امتالك منظومة التعلي وذلك من خالل ضرورة العملسواء كان تعليمـا أكادمييـا أو ، أبرز مسات مؤسسات التعليم العايل يف الدول املتقدمة من وهى توفري اإلمكانات املادية الالزمة لضمان بنية أساسية متقدمة وحديثـة باإلضافة إىل ضرورة تطبيقيا

مـن اء وضمان اجلودة داخل مؤسسات التعليم العـايل استحداث آليات تقييم األد تعتمد على دعم و رفع القدرة االستيعابية ملنظومة التعليم العايل وجيب كذلك ستويات عاملية معتمدة خالل م

. وتطوير األنشطة الطالبية وحتديث اللوائح اليت تنظمها

توعب العايل الـيت تـس التعليم إجناز هذه األهداف سوف ميكن مؤسسات يفإن جناحنا أن تـصل نـسبة يفمن حتقيق طموحنـا ، سنة23 إىل18سن من الشرحية العمرية من 30%

خاصة وان الكثري من دول ، هناك طلبا جمتمعيا على التعليم العايل أن طاملا ، %50االستيعاب إىل . العامل املتقدم تتجاوز هذه املعدالت

فنسبة الطالبات ، يم اإلناث والذكور لقد استطاع تعليمنا العايل جتاوز فجوة النوع بني تعل وتصل النسبة بني أعـضاء ، من إمجايل الطلبة والطالبات %51و5ىف اجلامعات املصرية تصل إىل

املراكـز األوىل بـني حيصلن علـى الطالبات ولكنليس هذا فقط و، %45هيئة التدريس إىل . الكليات املختلفةيف ات بالعمل كمعيدنيتم تكليفهواخلرجيني

قدرتنا على حتقيق األهداف السابقة وهى قضية اإلنفـاق باك قضية هامة أخرى ترتبط هن االعتماد فقط على ويف هذا اجملال يصعب مضاعفة اإلنفاق على التعليم العايل وجيب، على التعليم

البد من املشاركة اجملتمعية والبد أن تساهم مؤسسات اجملتمع و، توفري مزيد من املوارد يفالدولة 6330جنيـه و 4500 املتوسط بني يف اجلامعة املصرية يتكلف يففالطالب ، هذا اجملال يفملدين ا

وحىت ندرك ضرورة ، وهذه األرقام البد من مضاعفتها لرفع كفاءة وجودة التعليم اجلامعي ، جنيه فهناك، اجلامعات اخلاصة داخل مصر يف يكفى أن نقارن هذه األرقام وبني ما يدفعه الطالب ذلك

ويصل احلد األدىن ملا يدفعه الطالب ، ألف جنيه 50وأخرى ، ألف جنيه 74جامعات يدفع طالهبا فرنسا حيث مثلخرى األدول ال مع ومع إجراء املقارنة ألف 15 اجلامعات اخلاصة املصرية إىل يف

114

عادل ما ي ) خبالف طالب الطب واهلندسة ( املتوسط يفجمانيا سنجد أن الطالب يتكلف فيها التعليم وىف أمريكا وكندا اقل اجلامعات واليت ال حتظى ، ألف جنيه مصري 60الف يورو أي حوايل آ 7

ألـف 90 ألف دوالر أي حوايل 15 هبا تصل املصروفات إىل االلتحاق على بإقبال أولياء األمور اذا من اعتقد أن هذه األرقام واملقارنات بذاهتا كافية لإلجابة على السؤال اخلاص مل و، جنيه مصري

تـوفري يف املشاركة اجملتمعيـة الضروريذا من هلالضروري مضاعفة اإلنفاق على التعليم العايل و . متويل التعليم العايليفالعجز

أؤكد كوزير للتعليم العايل أنين ال املك أن أفـرض أي ، قضية استقاللية اجلامعات وعنازالت من أكثر األماكن دميقراطية فرئيس أن اجلامعات املصرية احلكومية م كما ، شئ على اجلامعة

، وعميد الكلية يدير الكلية عن طريق جملس الكلية ، اجلامعة يدير اجلامعة عن طريق جملس اجلامعة وكل هؤالء غري معنيني باسـتثناء عميـد الكليـة ، عن طريق جملس القسم هورئيس القسم يدير

، قالل تام على األقل عن وزير التعليم العايل اجلامعات املصرية تتمتع باست كما أن ، ورئيس اجلامعة اجلامعات أن تذهب وأعتقد أنه يلزم قضية ختصيص موازنات اجلامعات يفوهو ما يظهر بوضوح

و الوضع احلـايل الـذي ، ح كل جامعة حرية التصرف فيها متنن أو، هلا موازنتها بدون ختصيص فامليزانية ترسل من وزارة املاليـة إىل ، العايل وزارة التعليم تتدخل فيه ختصص فيه بنود امليزانية ال

. ما بني وزارة املالية واجلامعةوزارة التخطيط إىل اجلامعة بناء على مباحثات

فاملطلوب أيـضا أن ، إذا كنا نقوم بتطوير مرحلي نركز فيه على إعادة اهليكلة والتأهيل والمح هذا املستقبل الـذي نريـده أن ندرك منذ اآلن م هم رؤية مستقبلية ومن امل من خالل يتم

وخنطط له فنحن نريد تعليما عاليا يقوم على التنوع وتعدد البدائل وبدائل متعددة لنظم التعلـيم تعليمـا ، تعليما عاليا مرنا قادرا على االستفادة من نظم ومستويات التعليم العايل املختلفة ، العايل

، بني مؤسسات التعليم مصريا وعربيـا ودوليـا االنتقال يفعاليا يتيح للطالب حرية حركة أكرب . تعليما عاليا يلىب متطلبات التعلم مدى احلياة

حتقيق هذه السمات للتعليم العايل املستقبلي سوف تنعكس بالضرورة علـى هيكـل إن التعليم العايل الذي جيب أن يستوعب ظهور كيانات جديدة لتقدمي اخلدمـة التعليميـة جبانـب

االمتحانـات يفو نظـم جديـدة ، كيانات هلا نظم مؤسسية خمتلفة ، مية التقليدية املؤسسة التعلي املستقبل دورا متزايـدا للجامعـات يف جيب أن يستوعب التعليم العايل كما، والدراسات العليا

. البحثية وملراكز التميز العلمي

115

زير التربية والتعليم وكلمة ىسوأمحد مجال الدين م/ الدكتور "إصالح التعليم يف مصر "يف مؤمتر

2004 ديسمرب 10 – 8

116

أن يتم تطوير يف الذين سبقوين باحلديث خاصة الرغبة واإلخوة الكثري مع الزمالء يفاتفق وهو مــا يعـىن كمـا ، التعليم بشكل هادئ ومتدرج ال يسقط من أعلى وال ينعزل عن العامل

وليس جمرد بعـض ، الة عامة ح يف سياق ر إمساعيل سراج الدين بأن يكون التطوي / الدكتورأشار . وأن تكون هناك مشاركة حقيقية يف اإلصالح والتطوير، احللول الفردية

هذا الفهم لطبيعة التطوير يعرب عن ما يشغلنا يف واقع األمر خاصة بالنسبة لتطوير التعليم ا اللقاء فرصة ملزيـد هذيفإن مشاركة هذا احلشد من العلماء واملفكرين واملثقفني و، قبل اجلامعي

من التداول واحلوار حول مشاكل التعليم املصري فالواقع حباجة جلهد اجلميع بآرائهم املختلفـة . وخلفياهتم املتعددة وقدراهتم املتفاوتة

عمرو سالمة منذ قليل قد نتكلم كالمـا جيـدا ونـستمع / الدكتوركما أشار ولكن املشكلة ليـست يف النظريـات أو ، ع شيء آخر لنظريات مبهرة لكن ما حيدث على أرض الواق

، املشكلة هي حتويل هذه األفكار إىل واقع عملي ولكن إعداد مزيد من تقارير يفليست ، األفكار مما هو عليه اآلن؟ كيف ميكن أن حنول أفكارنا أفضلكيف ميكن حتويل النظام التعليمي إىل واقع

كومة يف كل مكان وهي أيـضا مـشكلة وزارة عملية؟ رمبا تلك مشكلة احل اجليدة إىل خطوات . التربية والتعليم

وهـو ، حسام بدراوى عرضا متكامال حول تصور لتطوير التعلـيم / وقد قدم الدكتور هلذا لن أعقب عليه ألنه ال يوجـد خـالف ، تصور رائع سبق مناقشته و نؤيده يف كل تفصيالته

حماولة للتغلب على مشكلة حتويل األفكـار لكن رمبا أشري إىل بعض اخلطوات العملية يف ، حوله مرتبطـة وأن ال تكون ، جيب أن نتعامل مع عملية التطوير كعملية مستمرة ، اجليدة لواقع عملي

، يف اعتقادي أن أي شخص يتحمل املسئولية سوف يسعى يف كـل حلظـة للتطـوير ألنهبوزير ا ال اعتقد أن من يتوىل مـسئولية هلذ، موقعه أو انتقاله ملوقع آخر يفبصرف النظر عن استمراره

فبدون التطوير سيتجمد النظام التعليمي ويصبح ، التعليم يغفل عن السعي لتطوير بشكل مستمر . نظاما متخلفا

بعض األفكار املتعلقة بـالتطوير التعليمـي قبـل منذ شهور قدمنا يف مؤمتر اإلسكندرية راء عندما التقينا بالرئيس حممد حسين مبـارك اجلامعي مث قدمنا حماور رئيسية للتطوير جمللس الوز

، وكل هذه األمور قد نشرت على الـرأي العـام ، قدمنا إليه برنامج أكثر تفصيال لتطوير التعليم ، خنفي رقما واحدا عن الرأي العـام ومل، واعتقد أن أهم شيء مييزنا هو القدر الكبري من الشفافية

117

وهى املشاركة اليت ، كنا نعمل يف إطار مشاركة اجملتمع وال جيب أن خنفي إطالقا أي معلومات إذا يدرك أنـه يستطيع و حىت وويعرف كل احلقائق ، لن تتم إال إذا كان اجملتمع يدرك حقيقة الوضع

. لمشاكلل إجياد حلول يفشريك بالفعل وبالتايل يساهم

املـسألة و، تمعيةكان موضوع الالمركزية واملشاركة اجمل مت اإلشارة إليها أبرز احملاور اليت ال ميكن ختيل أن نظام تعليمـي حيث ، والبد ألي عقل رشيد أن يتبناها ، يف اعتقادي بسيطة جدا

معلـم مليون 2. 1يعمل هبا ، ألف مدرسة 38 يفيدرسون ، مليون تلميذ وتلميذة 5. 15يضم زارة التربية أن يدار من ديوان و اهلائلال ميكن هلذا الكم كما أن يدار بصورة مركزية ، وموظفالالمركزيـة وبذلك تكون ، نجح مهما كانت قدرات الوزير ت لن وإن استمرار املركزية ، والتعليم

الالمركزية ليست حال يسريا ، هي البداية لتقدمي حل عملي ملشكلة التعليم قبل اجلامعي يف مصر :ت ميكن اإلشارة إليها فيما يليلكن هلا متطلبا، وليست شعارا

أن يدرك هذا و، تطلبات أن يدرك اجملتمع كله أهنا مطلب حقيقي وأهنا ليست شعارا أول هذه امل -مـديريات واملسئولني يف ، واملسئول يف الديوان العام ، ممثلي الشعب يف الربملان ورجال السياسة

. وأيضا اجملتمع والبيئة احمليطة باملدرسة، وكل املؤسسات التعليميةالتعليم ال ميكن أن نطلب من مدير املديريـة أو مـدير حيث منتهى األمهية قضية يف وهو، التدريب -

ة دون أن يدرك ما هي سلطاته؟ وما هـي ياإلدارة أو مدير املدرسة أن ميارس الالمركزية احلقيق ؟ وكيـف تتـاح لـه هـذه يتحرك من خالهلاما هي اإلمكانيات اليت جيب أن واختصاصاته؟

. كزيةنجاح لنهج الالمراإلمكانات لكي يستخدمها يف حتقيق ال

إىل مشكلة متويل التعليم وطالب مبـضاعفة ميزانيـة بدراوي حسام / وقد أشار الدكتور ـ جنيه مليار السبعة عشرة لتربية والتعليم مضاعفة ل يتمىن أي وزير بالطبع التعليم و حنـصل يتال

أن الدولة تـوزع لكن كيف حنقق هذا األمر وحنن نعلم مجيعا و، مليار 34 لتصبحعليها للتعليم إىل ة معين غلباوهناك ضغوط على الدولة عندما ختصص م ، املوارد العامة على استخدامات خمتلفة

وكافة االستخدامات األخـرى ، ان أيضا النقل حيتاج وتاج فالصحة حيإذا كان التعليم وجهة معينة بالتأكيد إذا أردنـا أن و، اردامليزانية العامة حتتاج إىل مزيد من النفقات واملو يف بنود اليت نعرفها

، التعليمي بسرعة أكرب جيب على الدولة أن ختصص جانب أكرب من مواردها للتعليم نطور النظام هذا مـا ولكن على األقل حنتاج إىل مزيد من املوارد و الضعف وال أعتقد أنه ميكن احلصول على

ولكن إىل جانب ذلـك ، ل عديدة ألنه سيمكننا من مواجهة مشاك ، أمتناه كوزير للتربية والتعليم

118

. مليار جنيه مـصري 17استخدام املخصصات املتاحة حاليا واليت تصل إىل جيب حتسني وترشيد وهى قضية ترتبط بإدراك ، ن ندرك ضرورة مشاركة اجملتمع يف التمويل أوهذا كله ال ينفى أمهية

جيب أن رسة وأن هذه املشاركة الناس أن هلم دور يف املدرسة وأن هلم إرادة يف حتسني أوضاع املد يبقى بعد هذا دور االستثمار اخلـاص يف التعلـيم قبـل و. تتم مببادرة منهم وليست رغما عنهم

إمجايل التالميذ باملدارس اخلاصة يف كل مراحل فإن والذي مازال ضعيفا للغاية ، اجلامعي يف مصر ومعـىن ، يف الثالث مراحل املختلفة فقط من إمجايل التالميذ % 7التعليم قبل اجلامعي ال يتجاوز

يف املـدارس % 5. 2منـهم ، من إمجايل التالميذ ملتحقون باملدارس احلكومية % 93 ذلك أن هذه األرقام تشري إىل أن هناك دور كبري جدا وأن التجريبية والباقي يف املدارس احلكومية العادية

ث تستقطع تكاليف بنـاء املـدارس حي، جمال بناء املدارس اخلاصة يفخاصة ، لالستثمار اخلاص . اجلديدة جزء كبري من خمصصات التعليم

قل مما حيـصل أالتعليم قبل اجلامعي حيصل على خمصصات التمويل يف جيب أن نعرف أن رغم أنين أستاذ جامعي لكن الواقع يف العامل كله يعترب التعليم قبل اجلامعي وعليه التعليم اجلامعي

كل الدراسات اليت متت يف اقتصاديات التعليم تؤكد أن عائد اإلنفاق علـى و، هو األوىل بالعناية وأن مـشاركة ، من عائد اإلنفاق على التعليم اجلامعي للمجتمع بكثري التعليم قبل اجلامعي أكرب

الذي هـو ، الشخص بأمواله يف التعليم اجلامعي مقبول أكثر من مشاركته يف التعليم قبل اجلامعي ويف نفس الوقت تتـيح ، ليت عليها أن توفر مكان يف املدرسة باجملان لكل طفل وا، واجب الدولة ـ تتوافر لـه تعليما خاصا أو متميزا طاملا أن الشخص الذي ال تعليم أطفاهلم لبعض الناس وارد امل

. ألبنائه أماكن يف مدراس الدولةجيد املطلوبة للتعليم اخلاص يف هذه املرحلة الية امل

يف التعليم قبل اجلامعي باملدارس حول األماكن اليت نوفرها لألطفال هناك بعض املشاكل ، كثافة عالية جدا يف الفـصول حيث توجد الشفافية ونتحدث عن هذه املشاكل بكل ، احلكومية

40 مـن أكثرمن إمجايل الفصول التعليمية يف املرحلة قبل اجلامعة يدرس هبا % 30 ويف حوايل والـبعض ، تلميذ يف الفصل 70أكثر من تصل الكثافة إىل بعضها ويف، تلميذ يف الفصل الواحد

كيف نتحدث عن جودة ويف ظل هذه األوضاع ، طالب يف الفصل 60 و 50يوجد هبا من اآلخر أن فصل أشار إىل حسام بدراوى /والدكتور، التعليم قبل أن نصل بكثافة الفصل إىل حد معقول

وأعتقد أن الوصول إىل ذلك يعتـرب ، طالب يف الفصل 25املرحلة الثانوية ال جيب أن يزيد عن توجـد ، واستكماال لنـهج الـشفافية ، ولكننا نسعى لتحقيقه ، مبثابة حلم بعيد يف الوقت احلايل

تلميذ 500 قرى فيها أكثر من حيث توجد مشكالت أخرى غري مشكلة ارتفاع كثافة الفصول

119

مدرسـة يف هـذه القـرى وال توجد يذ تلم 250وقرى أخري فيها ، يف سن املدرسة االبتدائية 400 و 300 أو 200ولدينا قرى كبرية فيها أكثر مـن ، هذه القرى أعدادها باملئات ، ابتدائية

وعـدم ، البد أن نبين مدارس يف هذه القرىولذلك، تلميذ وال يوجد هبا مدرسة إعدادية 500وفاهلا ملدارس بعيدة عـن حمـل هذا يفاقم مشكلة األمية الن األسر حتجم عن إرسال أط يفجناحنا

. سكنهم وخارج قراهم

من املدارس تعمل فترتني و هو ما يؤثر على اليوم الدراسي الـذي % 16 لدينا كذلكمن هنا تأيت أمهيـة قـضية وجودة وكفاءة اخلدمة التعليمية يؤثر ذلك على يصبح قصريا وبالتايل

مـسألة ومبناقشة عليه اآلن من موارد التمويل وأمهية أن خيصص اجملتمع للتعليم ضعف ما حيصل ليت قامت هبا وزارة التربية التعلـيم يف امن اجلهود اهلامة و، اجلودةب تتعلق عدة عناصر جنداجلودة

أو ، التعليميـة جمموعة من املعايري اخلاصة باجلودة سواء بالنسبة للمؤسسة وضعالسنوات املاضية تفق على صياغة قانون االعتماد واجلودة الذي انتهينا ا وقد. لمناهجلأو بالنسبة ، بالنسبة للمعلم

وحباجـة ، هذه املعايري موجودة و، وهو يف طريقه اآلن إىل الربملان حىت يتم مناقشته ، من مراجعته كيف ميكن أن نطبـق معـايري هو ، وتعترب ركن مهم لنجاح تطبيق هذا القانون ، لتطوير مستمر

وخاصة أن األوضاع يف ، كل أحياء وقرى مصر يف رةمنتش ألف مدرسة 38اجلودة على مدارس بـه بعضها نفس اإلمكانيات و خر ليس لديه آلبعضها لديها إمكانيات والبعض ا و متفاوتة املدارس

نص القانون الذي نأمل أن يوافق عليه الربملـان وقل أكثافة فصول عالية واألخرى كثافة فصوهلا ير التعليم أن جيدول مؤسسات التعليم اليت جيـب حاول التغلب على تلك الصعوبة بأن جعل لوز

أن متر مبرحلة اجلودة على مدى زمين يسمح بأن خنتار األكثر قابلية لالعتماد مث يليها من هي أقل . قابليه لالعتماد وهكذا

هذه املدارس أثبتت جناحها يف أن يف الواقع ومسألة املدارس التجريبية مسألة مهمة هذا و يف وتوجد مدرستني يف اإلسكندرية و سنوات قليلة املدارس املتميزة وتوجد منذ السنوات املاضية

ـ و املدارس تعليم أكثر متيزا وتقدم هذه ، القاهرة مخس يف و، اإلمساعيلية واحدة لبكثافة فصول أق ويف 1200و جنيه 1000مقابل مصروفات أعلى يدفعها التلميذ تصل ما بني ، إمكانيات أعلى و

أن عتقـد األخـرى وأ جنيه ألهنا أكثر متيزا من املدارس 2000التلميذ يدفع مدرسة امللك فهد . تعليم حكومي متميز اجلودةميكن أن تساعد يف وجودكلها جتارب

املعلم هـو األداة حيث أن مرتبط باملعلم األمر جودته ف يفتميز املتعليم الوإذا حتدثنا عن

120

، التربية والتعليم وزارة ألف معلم يف 800دينا حوايل لويق أحالمنا يف املستقبل قاليت متكنا من حت ن أو، اجملتمع املصري أن ينظر إىل املعلم نظرة خمتلفة عن النظرة الـسائدة اآلن جيب على ولذلك

كما جيب النظر ، كل اجملتمعات املتحضرة مثل ما حيدث يف ، املكانة االجتماعية الالئقة مينح املعلم اليت تعد اآلن و وزارة التنمية اإلدارية م وهو األمر الذي تنظر فيه حاليا إىل األوضاع املادية للمعل

ينظر عتقد أن املعلمني جيب أن أو، مشروع قانون جديد متعلق بالوظيفة العامة والعاملني يف الدولة على التجارب اجلديدة الـيت تتـيح التركيزجيب كما معاملة خمتلفة عن غريهم إليهم من خالل

من أساسي % 200 أو 150والذي يصل إىل ، انية أن تعطى املعلم جزء من دخله للمدارس إمك . للعملية التعليميةوحىت ميكنه أن يتفرغاملرتب

من أبـرز ومسألة يف غاية األمهية وحنن نفكر يف خطوات عملية تعترب تدريب املعلمني إن حاليا حمل نقاش وهذا األمرهنية أكادميية مويكون، هذه اخلطوات ما يتعلق بإنشاء أكادميية للمعلم

نوع من اإلطار العام ملؤسسة عامة تشرف على التدريب وجتعله ذا طبيعـة يوجد أن جيبلكن و بـدون تـدريب جيـد ألنه، كما هو احلال حاليا ، وليس جمرد شيء عرضي ، مستمرة ومنتظمة

، ة خالل أسابيع قليلـة أول دورة تدريبي نصل إىل ما نطمح له وسوف تبدأ للقيادات التعليمية لن خطوة عملية جتـاه حتقيـق ذهوه، وهي دورة خاصة بالقيادات التعليمية على مستوى احملافظات

هلذا طلبنـا مـن الـسادة ، ن أكرب مشكلة تواجهنا هي مشكلة القيادات أخاصة و ، الالمركزيةـ ليمية احملافظني على مستوى اجلمهورية أن يرسلوا ترشيحات تشمل عدد من القيادات التع ن مم

الرقابة اإلدارية كذلك من الدرجة األوىل وطلبنا حيتلونن مموعدد آخر ، درجة مدير عام حيتلون 80 حـدود يف الترشـيحات أفـضل وسنختار ، ترشيحاتوغريها من اجلهات أن ترسل أيضا

وقـد مت إعـداد ، تستمر ملدة أسبوعني أو ثالثة ، لنبدأ هبم دورة متميزة هلا طبيعة خاصة ، شخص . برنامج الدورة وجتهيزه للتنفيذ

وهى واقع ، حديثه إىل مشكلة خطرية جدا يفحسام بدراوى عرضا / كتوردالأشار وقد من % 64إىل % 60ن التعليم الفين يدرس به من أل، مسألة يف غاية األمهية وهي ، التعليم الفين

ومائة ألف طالب ، طالب وطالبة يف التعليم الصناعي حوايل مليون و، إمجايل تالميذ املرحلة الثانوية التعليم الزراعي وكل هؤالء ال حيصلون يف ألف طالب وطالبة 850و، التعليم التجاري يفوطالبة

يفاألوىل واخلطـوة هذه املشكلة جيب أن نتناوهلـا شـجاعة و، بكل املقاييس على تعليم مقبول كمحاولة ، يسا لقطاع التعليم الفين اختيار أستاذ من جامعة القاهرة رئ معها هو التعامل املوضوعي

قد و، لنرفع مستوى التفكري يف قضية التعليم الفين بشكل عام وعدم التعامل معها بطريقة روتينية

121

ولـدينا ، جلنة كربى لوضع سبل التطوير املختلفة بتكوين الرئيس اجلديد لقطاع التعليم الفين قام من هـذه التجربـة ظر يف إمكانية االستفادة ولذلك جيب الن ، جتربة ناجحة هي جتربة مبارك كول

. و أربع أيام إىل املصنع، القائمة على التعليم املزدوج حيث يذهب الطالب يومان إىل املدرسة

حـسام / الـدكتور قضية الدمج بني التعليم العام والفين واليت تعرض هلـا كذلك فإن وقد متت حماولـة بالفعـل ، ن القصري وال ميكن تنفيذها يف الزم ، مسألة يف غاية الصعوبة ، بدراوى

وجهت احملاولـة ووقد ، خالل السنتني املاضيتني لتحويل املدارس التجارية إىل مدارس ثانوية عامة ال ترغب حيث ، مدرسة كل سنة 150أفشلت خطة التحويل اليت استهدفت ، مبقاومة غري عادية

و يف نفس الوقـت وىف ، ثانوية عامة حتويل املدارس التجارية أو الصناعية إىل مدارس األفراد يف املستقبل قدمنا حل واقعي هو توحيد منـهج الـصف األول يفحماولة لبناء قاعدة تيسر الدمج

سـوف تليهـا و، و هي خطوة لرفع مستوى التعليم الفـين ، الثانوي ما بني التعليم العام والفين نتيح التدريب للتالميذ بشكل خطوات أخرى تتعلق بتطوير القدرات التدريبية هلذه املدارس حىت

. أفضل

و إىل ، التعامـل معهـا يفوحتتاج إىل نظرة غري تقليدية ، قضية األمية أيضا مشكلة كبرية متميزة يكون حظها من التنفيذ إستراتيجيةوأرجو ننجح يف الفترة القادمة يف تقدمي ، أفكار جديدة

. الفعلي أكرب يف السنوات القادمة

، الـدخول فيهـا لكن البد من ، أشري إىل أن مشاكل التعليم كثرية بصفة عامة أود أن و جيب أن كما، من ال شيء أفضلفهو ، بل حلوال جزئية ، شامال الوحىت إن كان ما نقدمه ليس ح

ضع االستراتيجيات واآلليات املناسبة للوصـول إىل نوأن ، تعامل مع مشاكلنا بوضوح وشفافية ن . اهلدف املنشود

مل العملي مع هذه املشاكل شكلنا يف وزارة التربية والتعليم عدة جلان من ويف سبيل التعا أساتذة اجلامعة املتخصصني ومن كبار األساتذة لبحث العديد من املشكالت مثل القضايا املتعلقة

هـل و، تكنولوجيا التعليم والكمبيـوتر يف املدرسـة و، تطوير املناهج و، مبشاكل املعاهد القومية على التكنولوجيا يف التربية والتعليم أتى هصرفمت هل ما و يو كونفرنس مفيد أم ال؟ الفيداستخدام

أم ال؟ هبأثر

ولتطـوير التعلـيم ، 1993 لتطوير التعليم االبتدائي عـام ة قومي ات مؤمتر تلقد عقد 1996وكان مقررا عقد املؤمتر القومي لتطوير التعليم الثانوي عـام ، 1994يف عام اإلعدادي

122

وقـد ، املرحلة الثانوية ومناهجها ونظامهاحول األوضاع يفاجملتمع يوجد حاليا اهتمام من ولكنه تضم مثانية من كبار األساتذة يف ختصصات خمتلفة بعـضهم ، جلنة على غرار جلنة احلكماء شكلت

كبار شخصيات اجملتمعمن يف العلوم االجتماعية وبعضهم العلوم الطبيعية وبعضهم يف التربية وهم مل يسبق له التعامل مع التربية والتعليم ليقيم كـل ، تسعة عشر أستاذا جامعيا ومت اختيار ، العلمية

نأمـل ، وبدأت ورش عمل يف كل ختصص ، األساتذة تقاريرهم قدم وبالفعل ، منهم أحد املقررات ـ ديـدة أو اهج اجل أن ننتهي منها إن شاء اهللا بأسرع ما ميكن وان نبدأ العام الدراسي القادم باملن

. بعضها على األقل

ومت عرض ، وهى مشكلة ليست يسرية على اإلطالق ، نظام تطوير الثانوية العامة وحولوخالل فترة قصرية ستعرض هذه األفكار على األحـزاب ، فكار على اللجان بالتفصيل بعض األ

تطـوير يف ةألخذ الرأي واملـسامه ، ومؤسسات اجملتمع املدين وعلى نقابة املعلمني والرأي العام وحـىت ال ، اليت تقوم على مبدأ أساسي هو إعطاء التلميذ قدر أكرب من حرية االختيار قترحاتامل

لالختيار أمامهفرصة وإتاحة ال ، أن خيتار من بينها ولكن ميكنه التلميذ حماصرا بني عدة مواد يكونأي أن ، اجلامعيـة ملرحلـة يف ا دراسته يفوما يرغب ، حىت يتناسب األمر مع ملكات كل تلميذ

. إىل دراسة جامعية معينةاملواد اليت يدرسها تؤهله تكون

أؤكد أنين سعيد بانعقاد هذا املؤمتر والذي منحىن و، أكثراألفكار كثرية لكنين أطلت إن ألننا حباجة لنتعلم مـن اآلراء ، منها الرأي املعارض واملساند و، فرصة للتعرف على اآلراء املختلفة

. نتعلم من اآلراء املساندةاملعارضة و

123

حممد عبد الاله/ كلمة الدكتور

رئيس جامعة اإلسكندرية "إصالح التعليم يف مصر"يف مؤمتر

2004 ديسمرب 10 – 8

124

رغم أنه من الصعوبة احلديث بعدما عرض من آراء بناءة وقيمة إال أنه ميكن احلديث من يف إطار منتدى اإلصالح العريب يف املكتبة مكتبة خالل منطلقني األول أن هذا اللقاء يعقد

اإلسكندرية وأنا أذكر أن الرئيس يف كلمته يف افتتاح مؤمتر اإلصالح أشار إىل أن مجيع األفكار جيب أن تطرح ومجيع اآلراء جيب أن تناقش ومجيع التصورات جيب أن توضع أمام متخذ القرار

التعليم وهناك رأي عام حوهلا كما توجد حوهلا إرادة واملنطلق الثاين يتعلق بأننا نناقش قضية عمرو سالمه وأن هناك أيضا دور / سياسية مساندة وواضحة من القيادة كما أشار إليها الدكتور

حسام بدراوي عندما فجر قضية تطوير وحتديث التعليم وضمان اجلودة / بناء يقوده الدكتورلة للنقاش والذي نتمىن أن تتبلور يف صورة قرارات واالعتماد واليت أصبحت من القضايا املتداو

أمحد مجال عن نقاط مهمة وأن يف واقع األمر / واضحة لتشريع قوانني حقيقة وقد أشار الدكتورتوجد عالقة غري سوية ما بني التلميذ واملدرسة والتلميذ غري حمب للمدرسة ألسباب عديدة منها

د األنشطة وهذا املوضوع يتعلق باإلمكانيات املتاحة اليت تتعلق بالتكدس يف الفصول وعدم وجووخاصة أن التعليم األساسي ضرورة لتطور اجملتمع ولذلك جيب البحث يف الطرق والوسائل اليت

. تدعم تأكيده وتوفريه لكل أبناء اجملتمع

وإذا انتقلنا إىل التعليم اجلامعي والعايل جيب أن نعرف أن جلامعة ال ميكن أن تتخلي عن واجلميع يعرف ، مسئوليتها ولكن هناك مساحة للقطاع اخلاص وللمجتمع يف تطويرها ويف إنتاجها

والدولة قامت مبضاعفة ما ينفق علي التعليم مخسة وعشرين مرة . مدى ضعف االمكانات املتوافرةه سنة األخرية وهذه حقيقة باألرقام ولكن هناك أيضا حقائق باألرقام أن الذي ننفق20خالل الـ

وهناك أيضا قضايا أتصور أهنا جيب أن تناقش يف . علي الطالب يف مجيع املراحل أقل بكثري مما جيبحيث أننا حباجة إيل زيادة عدد املقبولني باجلامعات ولكن السؤال هل نستطيع بعد هذه ، املؤمتر

عليم الفين نفسه الزيادة أن نقدم التعليم املتميز للجميع؟ أم أن هناك رؤية أخري؟ و هنا يطرح الت. وحقيقة األمر أن التعليم الفين مل يأخذ حقه من البحث و الدراسة علي مدي سنوات طويلة

حسام بدراوي أن يرجع إيل مضبطة جملس الشعب يف الرد علي بيان / وأذكر وأرجو الدكتورالفين سنة أنه قد آن الوقت لنعيد االعتبار للتعليم 25 حيث ذكرت منذ 1979احلكومة يف سنة

الزلنا نتحدث عن إعادة االعتبار للتعليم الفين اجتماعيا 2004اجتماعيا وماديا واآلن ويف عام و ماديا ألنه أصبح اآلن اجلميع يركزون على الشهادات وبأي شكل من األشكال وباإلضافة إىل

ن جند له مكان أن هناك اجتاهات تشري إىل أن كل من حصل علي الثانوية العامة بأي جمموع جيب أولذلك البد أن نشكل رأي عام يري أنه عند عدم . يف اجلامعة وهذه أصبحت قضية رأي عام

125

وأعتقد أن موضوع الرأي العام ميكن ، دخول اجلامعة ليس هناية املطاف وأن هناك فرص أخرى . للمكتبة أن تقوم به علي خري وجه

ما أشار إليه ، جيب أن نفكر فيهاالنقطة األخرى اليت أري إهنا أيضا من النقاط اليت عمرو سالمة ومبوضوعية وواقعية أن وزارة التعليم العايل والبحث العلمي ستركز يف / الدكتور

ومن خالل خطوات حمددة وواضحة وحىت ، املرحلة األويل على إعادة اهليكلة استعدادا لالنطالق . املتاحةال نتوه يف األحالم صعبة التنفيذ وخاصة يف ضوء اإلمكانات

وحول ما أشري إليه عن امليزانية وتقسيماهتا واليت تلزم اجلامعة جند يف بعض األحيان أنه قد يكون هناك فائض يف باب ونقص يف باب آخر وال نستطيع أن حنول من باب إىل باب وهذه قيود

ارات بشأن غريبة ورغم أن اجلامعات فيها استقالل من الناحية اإلدارية أنه ال ميكن اختاذ قرالشراء أو البيع إال من خالل إجراءات طويلة ميكن أن تصل وحىت مكتب رئيس الوزراء وبالطبع هذه املشاكل ليست من مسئولية وزير التعليم العايل وهو رئيس اجمللس األعلى للجامعات ألنه

لبحوث وعن ربط مراكز ا. حمكوم باللوائح ولذلك جيب النظر ملثل هذه األمور بنظرة خمتلفةباجملتمع يوجد لدينا مناذج ناجحة يف ربط مراكز البحوث باجملتمع ولكن أيضا جيب كسر بعض

. القيود البريوقراطية والروتينية املعوقة واليت حتد من مثل هذا الربط املفيد

عمرو سالمة أنه البد من تعديل املناهج واالنتقال على / وقد أشار أيضا الدكتور وأن هذه عملية صعبة ومعقدة ولكن ميكن أن نبدأ من مستوى الدراسات العليا الساعات املعتمدة

وكل هذه األمور تستلزم موافقة املشرعني يف اجمللسني الشورى والشعب حيث ال ميكن أن حتل بقرار وزاري وال بقرار من رئيس وزراء ولكن حتتاج ىل تعديالت تشريعية تتواكب وتتالءم مع

. يف اجملتمع ويف العاملاملتغريات اليت حتدث

وبالنسبة لربامج التدريب وغريها فتوجد برامج للتأهيل املستمر ألعضاء هيئة التدريس . وهذه العملية تسري بقوة وبانطالق

يف احلقيقة يوجد لدينا مجيعا آراء وأفكار ونية صادقة إلصالح التعليم وأن هناك خطوات ندها رأي عام وحىت ميكن دفعها إىل مزيد من تتم على طريق اإلصالح ولكن جيب أن يسا

اخلطوات إىل األمام وحىت ميكن أن تتغلب على السلبيات ومعوقات اإلصالح وحىت ميكن التغلب . على التحدي احلقيقي واألساسي والذي يواجه اجملتمع وهو االرتقاء باملنظومة التعليمية

126

خربات وجتارب دولية إصالح وتطوير التعليميف

إمساعيل سراج الدين/ الدكتور

127

لعل أبرزها ظاهرة العوملة واليت امتدت من التجارة إىل ، مير عاملنا املعاصر بتحوالت عميقة فالبحث العلمي يف الربازيل أو إسرائيل أو اليابان على سبيل املثال تتداول نتائجه وتـتم ، املعرفة

ففي عصرنا الراهن عصر صناعة ، واألرجنتني معرفتها يف روسيا وفرنسا و إجنلترا وجنوب إفريقيا ، املعرفة وتبادهلا ال ميكن حجب املعلومات واملعارف يف ظل وجود اإلنترنت والشبكات املعرفيـة

أن القطاع املعريف يف الدول الصناعية الكربى يتفوق على القطاع 1999وتشري إحصاءات سنة ن األكثر إثارة للمخاوف هي اإلحصاءات اليت إال أ ، التجاري يف اإلسهام بالنسبة للدخل القومي

ضـعف 40تشري إىل انه إذا كان التفاوت يف الدخل ما بني الدول الغنيـة و الـدول الفقـرية وهو ما يعكـس ، ضعف 225فالتفاوت يف حجم االستثمارات املوجهة للبحث العلمي يصل إىل

التقدم العلمي تعكسه مؤشرات هذا التفاوت يف مستوى وأن ، مساحة هائلة من التفاوت العلمي 10 بني كـل 6أخرى عديدة مثل التفوق يف أعداد الباحثني و املهندسني الذين يصل عددهم اىل

بينما يصل يف الدول الفقرية إىل أرقام اقل مـن ، آالف عامل يف اليابان وأمريكا على سبيل املثال فرد ميتلكـون أجهـزة 1800 حيث يوجد مؤشر آخر يف الدول الغنية وحول، اهذا بكثري جد

230بينما ينخفض الرقم يف الدول متوسطة الـدخل إىل ، آالف فرد 10كمبيوتر من بني كل . فرد وتقع مصر يف منطقة وسط بني الدول املتوسطة الدخل والدول الفقرية

وعند احلديث عن مستوي التعليم سنجد انه رغم التفاوت الكبري يف حجم اإلمكانيـات يت قد تعكسها صورة لبنت تتعلم يف مدرسة متميزة يف إحدى دول الشمال ويقابلـها واملوارد وال

صورة لبنت أخرى تتعلم يف إحدى دول إفريقيا جنوب الصحراء حيث ال جدران و ال سبورة و رغم هذا التفاوت يف املوارد واإلمكانيات فهناك وال سقف وال ورق و وال أي إمكانيات حقيقية

ا على طريق التقدم بل لنامية مثل اهلند والصني استطاعت أن تقطع شوطا كبري جمموعة من الدول ا رغـم أهنـا ، بعضها يف مستوى الدول املتقدمة مثل كوريا أصبحو، جتاوزوا نطاق الدول النامية

. ختلفا من مصرأكثركانت

لكوري والنموذج ا ، تدفعنا للحديث عن السياسات العامة املرتبطة بالتعليم اتهذه املفارق وكـان ، ففي اخلمسينيات خرجت كوريا من احلرب منقـسمة ، يقدم خربة متميزة يف هذا اجملال

كما فقد اجلزء اجلنويب ، لالجئنيمعات جتاجلزء اجلنويب مدمر يعاىن سكانه من اجملاعة ويعيشون يف إىل أن 1962وتشري إحصاءات عام ، قطاع الصناعة الذي تركز يف مدن الشمال اليت انفصلت

، كوريا وزميبابوي وكينيا كانت يف أوضاع اقتصادية متماثلة تقريبا وغري مرضية على اإلطـالق

128

بينما ، سنجد مزيد من تدهور األوضاع يف كينيا و زميبابوي اواآلن وبعد ما يقرب من أربعني عام . انطلقت كوريا انطالقة ليس هلا مثيل

معـدل ووصل ، أضعاف 10 منوها كوريا اليت كانت من أفقر دول العامل تضاعف معدل كانـت وقـد ضعف الدخل يف مـصر 16 وهذا الرقم يتجاوز ألف دوالر 16 إىل دخل الفرد

تغري حيث هبطت مسامهة الزراعـة يف ولكن الوضع 1962من الناتج عام % 65الزراعة متثل ـ ، الدخل القومي لصاحل قطاعي اخلدمات والصناعة ال ومنذ السبعينات انطلقـت كوريـا يف جم

عالمات مـسجلة ) جولدستار – سامسونج –هيونداي –دايو (أصبحت أمساء مثل والتصدير وتشري التجربة الكورية إىل درسـني يف للعديد من السلع الصناعية املشهورة على مستوى العامل

:منتهى األمهية مها . وجناحهم الذي حققوها يف انطالقهم أساسيأن الثقة بالذات والرغبة يف التغري كانت عامال: أوال

. أمهية الرؤية املستقبلية وعدم النظر إىل الوراء: اثاني

هناك تأكيـد ، 2002الصادر سنة و مستقبل كوريا اجلديدة ففي إشارة وردت يف تقرير أن السياسات اليت جنحت يف املاضي ليست بالضرورة هي السياسات اليت تـصلح جملاهبـة "على

التعديالت والتغريات الالزمة للتصدي لتحديات ى التركيز عل هميل من امل وبالتا، حتديات املستقبل من جناح حتققال يكفى الرضا مبا وهذا هو املنهج الذي يدفع من جناح إىل جناح . "األلفية اجلديدة

قارنـة بامل حـدث والركون إليه مهما كان حجم هذا النجاح ومهما كانت درجة التقدم الذي . جيب أن تكون دائما حمل إعادة نظر وتقييماعمجيع األوض، باملاضي

طبقوا نفس النهج وقدموا منوذجا لواحدة أهنموإذا انتقلنا إىل التعليم يف كوريا سوف جند قاعدة ن ميتلكو وهم، حيث مت البدء بالتركيز علي حمو األمية ، جنح الثورات التعليمية يف العامل أمن

وتعلـيم ، Manual Skill Work Forceعمل اليـدوي قوة العمل اليت تركز على الواسعة من مث انتقلوا إىل مرحلة ضمان وتوفري التعليم االبتـدائي ، األجبدية ميةاألحمو باإلضافة إىل املهارات

قوة عمل نصف مـاهرة وهو ما مكنهم من امتالك ، 1980 وحىت عام 1960للجميع منذ عام Semi Skill Work Forceأخرى تبنوا فيها شعار إن املواطن الكوري بعد ذلك انتقلوا خطوة و

هـذا الـشعور . فضلأعمل وإنتاج أي شيء يقوم به أو ينتجه اآلخرون بل ومبستوى على قادر الوطين الطاغي ساعدهم على امتداد هذه الفترة يف تغطية احتياجات املدارس اإلعدادية و الثانوية

Skill Work Force قوة عمل مـاهرة وامتالك، 1985 إىل1980على امتداد الفترة من سنة

129

Knowledge Work Force قوة عمل مؤهلة باملعرفةومل ينطلقوا إىل تطوير التعليم العايل وامتالك . إال يف التسعينات

هلذا بدءوا بالتركيز علي الزراعة مث الصناعات . . انطلقوا من املهارات إىل املعرفة أهنمأي Highالتكنولوجيا العالية س املال مث انتقلوا إىل أعات املستخدمة لراليت حتتاج إىل عمالة مث الصنا

Technology ــوجي ــصاالت و، Biotechnologyوالبيوتكنول ــا االت تكنولوجيCommunications Technologiesاخلدمات وServes وإىل قطـاع وخدمات

Post in industrializationمث إىل مرحلة بعـد الـصناعة و -Business األعمال، من الشرحية العمرية يف مرحلة ما قبـل االبتـدائي % 40وتستوعب املؤسسة التعليمية حاليا

اجلامعة ومـا بعـد (التعليم العايل ، من الشرحية العمرية يف مرحلة اإلعدادي و الثانوي % 70و . )اجلامعي

أي ينيـات مل يبدءوا بالتوسع الكبري يف التعليم العايل إال يف مرحلة الثمان أهنممن الغريب األسباب وراء ذلك ا حديثة لكنهم مع ذلك حققوا جناحا مذهال وحينما سئلوا عن فترة نسبي منذ

: على ثالث أسبابأكدوا

. )احترام املتعلمني والتعلم(ضرورة وجود حافز ثقايف .1

. )دعم وتأييد القيادة السياسة(ضرورة وجود حافز سياسي .2

ممـا أفضلهايل يف أن حيصل أبناءهم على تعليم رغبة األ (جتماعي على التعليم االطلب ال .3 . )حصلوا هم عليه

كل تلك األسباب كانت ومازالـت متـوفرة أنه رغم أن ، إىل الذهن سؤال هام ويتبادر نفس القدر من النجاح؟ اعتقد أن سر جناحهم يكمن يف حزمة من السياسات حنققلدينا فلماذا مل

االختيار نظام تقوم على ، وفعالة لتطوير وحتديث التعليم مرنة إستراتيجيةشكلت رؤيتهم يف بناء حيث مل تكن األقدمية هي معيـار االختيـار بـل ، للقياداتOpen Selection Systemاملفتوح

الكفاءة يف املوارد املتاحة وبأقصى واستخدام فرص التعليم للجميع يف توسع وال الكفاءة واجلدارة . قدر من الفاعلية

130

:اع اخلاصمشاركة القط

يف ظل تطبيق هذه احلزمة من السياسات التوصل إىل اإلجناز الـضخم استطاعت كوريا التعليم كانوا تقريبا يعانون من نفس املشكالت اليت يعاىن منها نظام أهنمرغم السابق اإلشارة إليه

ـ 60وقد كان متوسط معدل كثافة الفصل ، مثل تكدس الفصول وارتفاع كثافتها يف مصر ا طالب . ومل ينخفض إال يف األعوام العشر األخرية، 1990حىت عام

ا لألولويات التمويل وفق ومت توجيه ا مشكلة يف توفري التمويل الكايف كانت لديهم أيض وحيث غلب على توجيه التمويل إىل مرحلة ما قبل املدرسة من القطاع اخلاص وكان متويل التعليم

وهي ا يف املراحل التالية تدرجييتقل مسامهة الدولة مع العلم أن ، االبتدائي كله من مسئولية الدولة قيمته على واليت يقع مسئولية ثالثة أرباعقل قدر يف اجلامعة أوالثانوي حىت تصل إىل ، اإلعدادي

. القطاع اخلاصعاتق

لديهم أيضا مشكلة اخنفاض كفاءة وجودة التعليم واستطاعوا التغلب عليهـا بوضـع وورغم أن قياس وتقييم القيم التربوية واملهارات التعليميـة عمليـة ، تقييم وقياس اجلودة معايري لل

من نفس املشكالت اليت تعاىن منـها مـصر ن يعانو وبالرغم من أهنم كانوا ، صعبة إال أهنا ممكنة إال أن تالميذ كوريا يف الصف الرابع االبتدائي حيتلون املركـز األول األخرى والعديد من الدول

تالميذ املرحلة اإلعدادية حيتلون املركز األول يف الرياضـيات و، يف العامل يف العلوم والرياضيات ا تظهر أهم جوانب جناح وإجنازات التجربة التعليميـة يف هبذو، والثالث العلوم على مستوى العامل

باملعـايري كوريا اليت مل تتوقف فقط عند إتاحة التعليم ولكن يف مستوى جودة وكفاءة التعلـيم تفوقت على اليابان وأمريكـا والـسويد ، وبعد أن كانت كوريا تقارن بكينيا وزميبابوي . الدولية

. وإجنلترا وفرنسا

يف هـذا ولقد كان هذا النجاح دافعا بدوره إلثارة القلق لدى الدول الصناعية املتقدمة حدة عندما أدركوا أن لديهم الواليات املتيف a nation at risquéأمة يف خطر راإلطار صدر تقري

. تطوير مناهج العلوم والرياضياتوانتبهوا إىل ضرورة التركيز على ، افجوة تعليمية كبرية جد

تقرير األكادمييـة األمريكيـة جند واليت يشارك العلماء يف وضعها ، معايري اجلودة وحول ذا التقرير من أهم تقـارير هويعترب يشري إىل كيف يقيسون اجلودة أو حيسنوها الذي للتربويني و

دد املعايري القومية يف الواليات حي حيث Science Education Standardsمستويات تعليم العلوم ، عدد ضخم من املـراجعني وقد شارك فيه ، لعلومبا معرفة الناس ىاملتحدة األمريكية لقياس مد

131

على اعتبار أن هـذه اآلراء برأيه فيه اإلنترنت وطلب من كل مهتم بالتعليم أن يديل ىووضع عل . مبثابة جلنة أخرى للتحكيم

ففي مصر نعاين من مشكلة اإلقبال الـشديد ، أخرى وهى جتربة املكسيك وهناك جتربة على التعليم اجلامعي ونظام القبول هبا وعدد اجلامعات وإمكانياهتا وحجـم املـوارد املخصـصة

لـديها ، قليال من مصر إال أهنا يف النهاية دولة نامية يف املكسيك رغم أهنا أغىن أما ، للتعليم العايل اجلامعة القومية وهي جامعة ومها ، لديها جامعتان و، سكانية وضغوط سياسية الزيادة يف ال مشاكل وجامعة خاصـة أقامهـا ، وتعاىن من نفس الضغوط االجتماعية اليت أشرت إليها يف مصر ، جمانية

عنـدما و والتعليم فيها باجملـان ، طالب وطالبة 260000اجلامعة القومية فيها و القطاع اخلاص عشرة دوالرات يف السنة اضربوا ملدة أحد عشر تقدر ب اقترح أن يقوم الطالب بدفع رسوم رمزية

ومت ربطها بالـدول األجنبيـة ، بتأسيس مراكز للتميز داخل اجلامعة ويف املكسيك قاموا ، شهراكما مت وضـع تقسيم العمل داخل املراكز متو، السياسيةلتوفري احلماية املناسبة هلا من الضغوط

استمرار الدراسة هبا من خالل جلان علمية شارك فيها أساتذة من املكـسيك و، لاللتحاق شروطوهكـذا ، وأجانب من الواليات املتحدة والربازيل وشيلي واألرجنتني حىت تأخذ الطابع الـدويل

ومنحت ، عداد الكبرية اليت تعاىن منها اجلامعة القومية جتاوزت هذه املراكز املشكالت اخلاصة باأل . حق تسجيل براءات االختراعات

فهي جامعة خاصة متوهلا وتعمل معها شركات تـستقبل خرجييهـا ) مونتريه(أما جامعة . والتعليم فيها ليس جمانيا، للعمل هبا

ذا اهنار مـستوى ا وصعوبة إ كثر تعقيد أهناك من يرى أن إصالح النظام التعليمي يصبح وهو ما ينقلنا للحديث عـن ، احلال بالنسبة للتعليم العايل يف مصر جودة وكفاءة التعليم كما هو

من الثورة الثقافيـة الـيت 1966حيث عانت الصني منذ عام ، التجربة الثالثة وهى جتربة الصني يف رفع الكتـاب Red guards ـ الوبدأوا احلرس األمحر) ماو تسى تونج(قادها الزعيم الصيين

قتل بعضهم قد امتد األمر إىل بل و ، األساتذةاالعتداء على الكتب يف اجلامعات و حرق مت و األمحر والتنكيل بـالبعض اآلخـر داخـل إىل معسكرات العمل الشبيهة بالسجون وإرسال عدد آخر لك من ختـريج وما تبع ذ ، أدى إىل حتطيم مكانة واحترام األستاذ اجلامعي مما ، الفصول الدراسية رافعي الشعارات السياسية اجلوفاء اليت ترى يف البحث العلمي سلوكا وهنجـا وجيل من اجلهلة

أدت إىل ضـياع اليتاليت مرت هبا الصني و املؤسفة رغم هذه التجربة ولكن، برجوازيا مرفوضا

132

ح بدأت عملية إصـال 1976سنة ) تونج ماوتس(بعد موت وجيل كامل من الباحثني الصينيني ظـام اجلـامعي إعادة صـياغة الن 1998 حىت عام ت الصني واستطاع 1978كربى منذ عام

. التعليمي يف الصنيو

مليون بعد أن اهنار التعليم فيهـا 1300 يبلغ عدد سكاهنا الصني دولة وكما نعلم فإن ون ملي 67و، مليون تلميذ يف االبتدائي 121 النهوض مبستوى ا بعد عشرين عام تاستطاع، متاما

أسـسوا ودخلوا اللغة اإلجنليزية أطوروا اجلامعات و و، املناهج ي تغيري يف يف اإلعدادي وبدون أ ومت ألف بعثة إىل الواليات املتحـدة وحـدها 60منها ، ألف بعثة 450رسلوا وأ مراكز للتميز

هتم بلـون أأنا ال "يقول دانشون دانج ويف هذا الصدد انفتاح بدون حدود على العلم ومصادره أن العربة بنتيجة املعرفة وليس مبصدرها مـن أي" بيض طاملا أهنا تصطاد الفئران أسود أم أالقطة

حـدث أنـه و. مصلحة الـشعب هو العامل األساسي وأن دولة أو جمتمع رأمسايل أو اشتراكي وصل ة األجانب والذين طلبالبالتوازي مع عملية اإلصالح انفتحت الصني على العامل واستقبلت

. ألف دارس لالستفادة من أحباثهم456م إىل عدده

، جتربة أخرى هي التجربة اهلندية فاهلند دولة يبلغ عدد سكاهنا مليار ومائة مليون نسمة و مراكـز ى عل واحملافظة كلاشامل الكثري من ومت فيها التغلب على وهى أفقر من مصر بدرجة كبرية

لفتـرة و رغم أنه ا على مستوى العامل ز املتميزة جد العديد من املراك ويوجد حاليا يف اهلند التميز يف اإلنفـاق مليون جائع 250طويلة كان العديد من املثقفني اهلنود غري مقتنعني بإصرار بلد هبا

ـ المستوى اخلرجني يف اهلند إىل نفس املستوى يف الواليات املتحدة مثل كي يصل لعلى التعليم MIT إال أن ، خارج البالد اهلند يف هذه الفترة يهاجرون إىل الذين كان نصف من يتخرجون من و

الربجميات واحلـضانات اإللكترونيـة يف جمال وقاموا بثورة عدد كبري من هؤالء عادوا إىل اهلند . كرب مصدري الربجميات يف العاملأ من حاليا اهلند وتعتربداخل اهلند

أحد ركائز التقـدم العلمـي يف كل التجارب السابقة سنجد أن مراكز التميز أصبحت كثر مـن أ جامعة الدراسة هبا 2200 جامعة منها 4300 يف الواليات املتحدة األمريكية ويوجد

مليار املخصصة من 27ـ مليار من ال 22لكن هناك مائة جامعة فقط حتصل علي ، أربع سنوات هارفـارد والـيت كسفورد و أهذه اجلامعات هي املراكز املتميزة مثل واحلكومة للبحث العلمي

أما املؤسسات البحثية التابعة للحكومة الفيدرالية ، تسجل فيها معظم براءات االختراع األكادميية تتساوى كل اجلامعات أو املراكز ألنه ليس من املنطق أن ، مليار فقط 5وباقي اجلامعات فتتقاسم

133

حيـث العلمي ىاملستويف حندار وأن هذا التساوي يكون من نتائجه اال ، البحثية يف حجم الدعم التنافس واإلجادة بني اجلامعات واملراكز واملؤسسات البحثية واليت تتحول من التمييز روح خيلق

. بالتايل إىل مركز جذب لكبار العلماء و للطاقات اخلالقة مما يدفعها ملزيد من التميز

مـن % 2ل مـن يؤكد علماء الوراثة على أن اإلنسان ال يفترق عن الشمبانزي إال بأق وهذا االختالف البسيط يف التركيب الوراثي هو ، على وجه التحديد % 1.8أو ، املورث احليوي

ومكنه من إنتاج كل العلم والتكنولوجيا واألدب والفلسفة والـشعر ، الذي جعل اإلنسان إنسان دولـة متثـل وىف أي منظومة تعليمية وحبثية يف أي ، ستمتع بثمارها اآلن نوالعمارة والفنون اليت

و هي اليت تـسمح بتفاعـل ، يف التركيب الوراثي %) 1و8(مراكز التميز ما مياثل هذا الفارق ه البشر على بوتبلور األفكار احمللية وحتوهلا إلجناز إنساين يستفيد ، اإلبداعات اخلالقة يف العامل كله

عرفية و الثورة الثقافيـة هي اليت تسمح بالتواصل والتفاعل بني الثورة امل و امتداد قارات املعمورة غين أهذا هو الدرس األساسي املستفاد من جتارب أفقر دول العامل كاهلند إىل و، اليت جتتاح عصرنا

. دول العامل كالواليات املتحدة األمريكية

2001 إىل عـام 1999 امتداد الفترة ما بني عام أنه وعلى الدالئل كلها تؤكد كما أن وكـان نـصيب ، %2ية من تسجيالت براءات االختراع حوايل كان نصيب كل الدول النام

مـن % 95جنوب أفريقيا والربازيل واملكسيك من هذه النسبة احملدودة حوايل والصني و اهلند مـن % 5كل دول العامل النامية مل يتجاوز نصيبها فإن باقي وبالتايل ، براءات االختراع املسجلة

36.000 تسجل 1962كوريا اليت بدأت جتربتها عام وجند ، نصيب العامل النامي من % 2ـ ال براءة اختراع تسجل سنويا يف الواليات املتحدة األمريكية 80.000ا مقابل براءة اختراع سنوي

واليابان مبواردها الطبيعية احملدودة تعد ثاين دولة يف العامل تنفـق علـى البحـث ، بكل إمكانياهتا مع كل من كندا وإيطاليا ومها من الدول الصناعية الثمانية العلمي وهو ما يتجاوز حجم ما تنفقه

ا إىل هذا املستوى لكن ما يثري اهتمامنا حقيقة يف جتربتهم هي جناحهم كوريا وصلت أيض العلم أن حالة أحباث اجلامعة ومراكـز أهنم جتاوزوا و، يف الربط بني البحث العلمي والتطبيق التكنولوجي

. ير اجملتمعالبحوث غري املتصلة بتطو

والـيت كونتها أكادميية العامل للتطوير ودراسة البحث العلمي يف العـامل ويف اللجنة اليت ا هامـا تـرجم وقد أصدرت هذه اللجنة تقرير ، تشرفت برئاستها وضمت عدد من أبرز العلماء

األمم نان سكرتري عام أ إىل السيد كويف 2004وقدم يف فرباير ، للعربية واستغرق إعداده عامني

134

والتقرير يؤكد على ضرورة تطوير البحث . املتحدة باعتباره رأي العلماء إىل صناع القرار يف العامل ربط السياسات العلميـة والعلمي ليس فقط من حيث األداء إمنا يؤكد أيضا على ضرورة تطوير

لكـل وتوصيات التقرير ال تتوجه فقط إىل صـناع القـرار ولكـن ، باحتياجات تطوير اجملتمع مؤسسات اجملتمع خاصة اإلعالمية بضرورة التفاعل مع كبار العلمـاء العـاملني يف أكادمييـات

ساحة النقاش اجملتمعـي لـدعم عمليـة ىالبحث العلمي وأمهية طرح تصوراهتم للمسئولني عل أهم جريـدة يف وهي منوذج هلذا ما تقوم به الواشنطن بوست وأفضل التواصل بني العلم واجملتمع

على الصفحة األوىل تقارير يف الواشنطن بوست األهرام يف مصر حيث تنشر ها مثل طن مثل واشن . ألكادميية العلوم

لتطبيقه وتطـويره اإذا كانت التكنولوجيا هي هذا اجلزء من العلم الذي يصلح اقتصادي وث فكل التجارب تؤكد على أن حـد ، للنمو والتطور االقتصادي الدفعة وهو ما ميثل ، وإنتاجه

واإلنتـاج وهـو عنـصر التـسويق ، هذا النجاح يرتبط بعنصر جديد إضافة إىل عنصر العلم Marketing .

يف منطقة كيوتو الصناعية و يف التجربة الكورية حللت كل املقومات والعوامل املـؤثرة نه من أووجد ، على عملية التطوير التكنولوجي من حيث الفرص املتاحة واملعوقات أو التحديات

، احلضانات التكنولوجية حول اجلامعة ولذلك مت تأسيس ، لضروري الربط بني الصناعة واجلامعة ا دعم الشركات لقدرهتا على حتويـل العلـم إىل تكنولوجيـا ىوهو منهج يستند إىل التركيز عل

ويف اهلند وكوريا وماليزيـا توجـد ، معظم الدول النامية يفوهو األمر الذي ال حيدث و ، ومنتجحيث يتم دعم الـشركات الـصغرية ، ناجحة رغم عدم وجود شركات كبرية وعمالقة جتارب

وحىت شركات صغرية حتت رعاية الدولة ملدة سنة أو اثنني أو ثالثة لتأسيسومنح الباحثني فرصة وتعد شركات صناعة األدوية يف اهلنـد ، وبأقل قدر من اإلجراءات اإلدارية تتمكن من االنطالق حيـث ، جناح هذا النهج يف الربط بني املراكز البحثية واجلامعات والصناعة منوذجا واضحا على

كبرية من نفس األدوية تستعد اليوم املصانع وخطوط اإلنتاج اهلندية كي تغرق األسواق بكميات . ريبغ السعر الولكنها ال حتمل العالمات التجارية الكبرية وبتكلفة تعادل واحد باملائة من

وفيه يـتم ، القطاعات املتميزة ما يطلق عليه أقيمحيث ، ربة جناح أخرى يف الربازيل جت وحيـث من هذه القطاعات املتميزة ض فضل الشركات يف قطاع معني إلدراجه أمن % 1اختيار

ذه الشركات واليت يتم اختيارها على أسـاس هلتقوم احلكومة بدعم اإلنفاق على أحباث التطوير

135

. الكفاءةىتنافسي مبين عل

خر يف التعامل مع نقـل الفكـرة مـن البحـث إىل آ الواليات املتحدة يوجد هنج يفو وحىت التوصـل إىل على التجارب يف اإلنفاق سوق املال املتطور ىحيث يعتمد عل ، التكنولوجيا وشـركة Bill Gates مـع 1978عـام احلي على ذلك ما حـدث يف نموذج والجتربة مرحبة

Microsoft Corporation .

جزء أساسي يف جناحها توفر العمالة عالية التأهيل وهو يعترب ذه التجارب وغريها همجيع يف ماليزيا وما يطرح قضية التأهيل املهين حيث أصبحت الوظائف املطروحة حتتاج ملهارات كبرية

، Internet on wheelsعلى سبيل املثال نفذت احلكومة جتربة لتثقيف املناطق البعيدة عن طريـق مث يترك هلـم ، ويتم تدريب األطفال عليها ، أتوبيس كبري بداخله أجهزة الكومبيوتر حيث يوجد

هـذه ومـن خـالل ، ويتنقل األتوبيس ملكان أخر لتدريب أطفال جدد ، جهاز واحد يف القرية تصدير املطاط ىالتجارب وغريها انتقلت ماليزيا يف أربع وعشرين عاما من دولة كانت تعتمد عل

وهو ما يعود الفضل فيه إىل جتربتـها التعليميـة ، صادراهتا منتجات صناعية من % 75إىل دولة ـ من خـالل ، ا جتربة حققت جناحا كبري ىحيث اعتمدت يف التعليم عل العلـم ى التركيـز عل

بتدائي يدرسون الرياضيات والعلوم باللغة اإلجنليزية االفاألطفال منذ الصف األول ، والتكنولوجيارئيس الوزراء السابق أن اهلدف من هـذا كـان حممد مهاتري / ويشري السيد ةزيجبانب اللغة املالي

ن أو، تستوعب التكنولوجيا أن ىاحلصول يف فترة قصرية على جيل كامل من العمالة القادرة عل تتعامل مع التكنولوجيا العاملية وساهم تعلم اإلجنليزية يف تعامل الشباب املؤهـل مباشـرة مـع

. يف مصادرها وبدون احلاجة للترمجة واملشكالت املرتبطة هباالتكنولوجيا احلديثة

ـ لقد كان األساس يف كل هذه التجارب الناجحة هو القضاء على األمية قضاء ويف ا ا تامكرب جتربة حملـو األميـة أيف كوبا جنحت و، كانت نقطة البداية محلة قومية كبرية حملو األمية كوبا

أما ، الب ضرورة أن يقوم كل واحد منهم مبحو أمية كوبيان على الط تبإغالق اجلامعات وفرض . %5قل من أميني إىل من التعداد الكلي لأل% 7. 6يف الصني فقد اخنفضت األمية إىل

كل التجارب الناجحة عن إصالح وتطوير التعليم ال ميكن احلديث عنها دون اإلشـارة ملا ترسيه من قيم العقالنيـة والتعدديـة ، ميلدور املكتبات اليت حتمي التراث وقيم النظام التعلي

وال ميكن ، جبانب دورها الثقايف واالجتماعي ، وما تؤكد عليه من أمهية للتفكري العلمي ، واالنفتاحلكن كل الدول النامية لديها مشاكل مع املكتبات ، تصور وجود حبث علمي بدون مكتبة حقيقية

136

ولـدينا اليـوم يف مكتبـة . املـشكالت ى حل هذه ولدينا أمل أن تساعد الرقمنة عل ، التقليدية ما يزيد ، digital و هلا نسخة ورقية دورية 500ورقية، لف دورية أ ما يربو على اإلسكندرية

1 : 19ية إىل املطبوعة لـدينا هـي إللكترون، أي نسبة ا إلكترونيةدورية ألف على تسعة عشر املنيا وسوهاج وغريها من احملافظـات، فمـن تقريبا، وأملنا أن تصل يف املستقبل هذه املادة إىل

الصعب عمل نسخ وتوزيعها لكن عرب اإلنترنت نستطيع الوصول لكل مكان وكـل راغـب يف هم من هذا ليس فقط يف الدوريات لكن قدرة االتصال والبحث يف الشبكة العاملية واأل. االطالع

. للمعلومات

اك يف جملة واحدة قـد يكلـف آالف فاالشتر، األساسية يف الفجوة الضخمة لةشكوامل التفاوض للحصول على األعداد اليت مر وكذلك بدأت مكتبة اإلسكندرية يف ، االدوالرات سنوي

كـل يف وضـع هيئة األحباث العملية األمريكية وقد وافقت . شهر بدون مقابل 12 أو 6عليها أي أنب يف االطالع عليها ملن يرغ، PDF formatأحباث األكادميية األمريكية بدون مقابل علي

. هناك فرصة للجميع كي يستفيد من خالل الكومبيوتر وهذا متاح يف مكتبة اإلسكندرية

يف فكرة أن االطالع اإللكتروين والطباعة شيء واحـد لألطفال حناول أن ننقل كذلكإعـدادها يف اختيار املادة وطباعتها مث مشروع يسمى كتايب اإللكتروين واملطبوع ويقوم األطفال ب

اليت حتتوي على اطـالع هذه العملية وحيس بأمهية امتالك الكتاب الطفل و صورة كتاب يأخذه تـذهب إىل ورشيد وزير التجـارة / عربة صغرية تربع هبا املهندس ىعداد تتم عل اإلطباعة و الو

والتجربـة Hole in the wall جتربـة يكثر إثارة وأمهية وهأوننفذ اآلن جتربة ، املدارس املختلفةوهى تسعى إلثبات قـدرة أفقـر تقوم على فلسفة التعلم الذايت وليس التعليم النظامي أو املوجه

حيث احضروا كمبيوتر وجهـز ، التجربة سبق ونفذت يف اهلند وهذه . الفقراء على التعلم الذايت السـتخدامه ترك هلم يالشاشة ولوحة املفاتيح لألطفال وفيها التعامل مع تاح يبداخل حائط حبيث

ومن خالل كامريات التصوير اليت سجلت ردود أفعال األطفال ومنط ، دون أي توجيه أو تدريب تفاعلهم مع جهاز الكومبيوتر لوحظ أن هؤالء األطفال الفقراء استطاعوا مبفردهم تعلم كيفيـة

حنـاول كثر من مكان وحنـن أوكان لنجاح التجربة أثره يف تكرارها يف ، التعامل مع الكومبيوتر . مكان يف اإلسكندرية30تنفيذها يف

قد و، أن يتعرف العامل علينا الشيء األخري الذي نسعى لتنفيذه يف مكتبة اإلسكندرية هو ال يعلم الكثري خاصة من غري املتخصصني يف العامل اخلارجي أن النجوم املعروفة يف الغـرب كـل

137

–اجلبهـة – الطرف –اجلنويب –الثالثة –نيةاثال –األوىل – فخدة- دبر – القائد( أمساءها عربيةهذه املعلومات جزء من تراثنا الذي نعتز به وحنن نقدمه للعامل بطريقة إلكترونية حـىت و) الضفرية

. اكثر عمقأيعرفنا بشكل

:جيب اإلشارة إليهم وتتناول ما يليتخالصات اسهناك ثالث تعليقات أو و

، اكل القدمية ومنها مثال قضية هجـرة العقـول جيب أن نغري منهج التعامل مع املش أنه رغـم أن ، فسوف تستمر هجرة العقول للغرب ألنه يشيخ وليس لديه العدد الكايف من الشباب

شباب سوف الوالدول النامية لديها فائض من ، وبالتايل ففرص العمل فيه كبرية ، اقتصاده يتوسع . يأخذ الغرب أفضلهم تدريبا وتأهيال

ولكن ، ن هذا مستحيل الذي حنتاج اإلجابة عليه ليس كيف مننع اهلجرة؟ أل هلذا فالسؤال إذا كان لدينا مهاجرين كيف نتفاعل معهم؟ وكيف نستفيد منهم؟ كيف نقيم تعاونا علميا بـني

البـد جمتمعنا وبني أبناءنا املهاجرين احلاصلني على الدكتوراه أو الذين يدرسون للحصول عليها؟ كرب استفادة من العلماء املصريني يف اخلارج ومن أهم السياسات اليت أ إلتاحةمن تغيري السياسات

وهـو مـا يتطلـب ، إعالء قيمة وشأن العلمBuilding bridgesسوف تساعد يف بناء اجلسور ترسيخ منظومة من القيم اليت ال يقوم البحث العلمي من غريها مثل التقييم استنادا ملعايري الكفاءة

املنظومة العلميـة من خيل باملعايري واألخالقيات العلمية و واستبعاد من مانة العلمية األ و واجلدارةسيمر مائة عام 2005ويف عام . creative & imaginationتقدير واحترام اإلبداع والتجديد و

سنة وغري حاصل على الدكتوراه ويعمل كاتبـا يف مكتـب 26شتني شابا عمره أينكان عندما ينشتني هذا؟ أمل يقل أحد من كبار العلماء من . كتب مخس ورقات غريت التاريخ حني ، الرباءات

Jam Watso اكتشاف ىبل تعاملوا مع اجلوهر واملادة احتفلنا العام املاضي مبرور مخسني عاما علهذا هو املنهج العلمي الذي يفتح جماالت ، أيضا عندما كان عمره مخسة وعشرون DNAلتركيب

. التجديد يقوم به الشبابكبرية ويبني أن

ا واجلزء اجلنويب عروف أن اجلزء الشمايل غين جد ن امل فم، يف إيطاليا متتيف جتربة عظيمة املـشاركة يف أن املشاركة املوجودة يف إيطاليا ولفت نظره ى مدندراسة عوقام بانتم ب، افقري جد

هو الـدافع وراء هو هل الغىن وكان السؤال املطروح ، الشمال أعلى من اجلنوب وبدرجة كبرية حصاءات على امتداد مائة إىل اإل ورجع صبحوا أغنياء؟ أهنم بسبب املشاركة أاملشاركة العالية أم

ووجد أن هناك عالقة طر دية بني املشاركة اجملتمعية وحتـسن ، 1900عام سابقة بداية من عام

138

ن يشارك الطالب يف إدارة أو، ملدارساألداء احلكومي لذلك من اهلام أن يشارك األهايل يف إدارة ا . اجلامعات

حنترم املاضي ونفتخر باحلاضر ونقتحم املستقبل ونتكاتف ، البد أن نغري وسائلنا يف العمل . فضلأجل عامل أجل أبنائنا ومن أمجيعا من

139

تأسيس نظام للتميز يف التعليم املصري إمساعيل سراج الدين/ الدكتور

140

مقدمة

لعامل إىل االقتصاد املبين على املعرفة يف القرن احلادي والعشرين أصبح من مع اجتاه اعليها أن تعيد توجيه نظام التعليم والتدريب ، مثلها مثل الدول النامية األخرى، الواضح أن مصر

وإن عملية إعادة . هبا ليصبح أكثر مالءمة لتلبية االحتياجات اليت تفرضها التحديات املستقبليةليست بالضرورة أفضل ، مهما حققت من جناح، هذه عملية مستمرة؛ فالسياسات املاضيةالتوجيه

كما أن دوال . السياسات ملواجهة التحديات اجلديدة واليت تبزغ إىل حيز الوجود بسرعة فائقةمتطورة مثل كوريا تقوم اآلن بإعادة النظر يف نظم التعليم والتدريب لديها لتتمكن من مواجهة

. حدياتهذه الت

:رؤية جديدة

حتتاج مصر إىل تنمية كوادر من أفراد موهوبني وعلى درجة عالية من التدريب ليقودوا على اعتباره عنصرا مهما وفعاال يف بناء اقتصاد املعرفة يف القرن ، اإلصالح املؤسسي الضروري

ا بدءا من مرحلة والذي يتطلب خلق هذه الكوادر وتدريبها تدريبا متميز، احلادي والعشرينكما يتطلب أيضا إمكانية التواصل مع مراكز متنوعة . التعليم األساسي وحىت املرحلة اجلامعية

للتميز وحىت تتمكن هذه الكوادر من مواصلة البحث والتطوير الالزمني لتغيري حال الصناعة . وسريعة النمووالزراعة يف مصر وحبيث تتمكن مصر من املنافسة يف جماالت اقتصادية جديدة

مع ، إن حتقيق ذلك يتطلب تنفيذ إصالحات كبرية وجذرية يف نظام التعليم والتدريبمالحظة االستمرار يف األداء لنظام التعليم احلايل ولكن األمر يستوجب ضرورة التركيز على

كيز على باإلضافة إىل االجتاه اجلديد حنو التر، التعليم األساسي والوظيفة االجتماعية للمدارس . أمهية العلوم والتكنولوجيا

ويف الوقت نفسه ميكن أن يسمح لعدد صغري من املدارس التجريبية اليت تدار حبسم ألن هذه املدارس ميكنها أن هتيئ الطالب لاللتحاق ، ونظام أن تعمل يف ظل مناخ إداري خمتلف البحوث ومشروعات التطوير واليت ميكن فيها إجراء، مبراكز التميز على مستوى التعليم العايل . املطلوبة لتحقيق التغيري االقتصادي يف مصر

141

ومن خالل هذا املنطلق وعلى املدى الطويل ميكن أن يتحول نظام التعليم والتدريب إىل نظام يضم بداخله أنساقا متنوعة ويستطيع التعامل بصورة أكثر سهولة مع القطاع اخلاص

على اعتبار أن ، ام بالقدرات أكثر من االهتمام بالشهاداتويصبح االهتم، )أصحاب األعمال( . أهم مؤشرات اإلصالح على املدى الطويل هو فك الربط التلقائي احلايل بني الشهادة والوظيفة

وميكن أن يتم تنفيذ هذا االقتراح على مرحلتني أساسيتني من خالل إجراءات ميكن تاجها مصر يف العقدين القادمني؛ وذلك ألن اختاذ تنفيذها خبصوص بناء القدرات البشرية اليت حت

خطوات واسعة املدى قد يؤدي إىل الفشل حيث إن الالمباالة متفشية يف جوانب كثرية من نظام كما جيب أن يؤخذ يف االعتبار عدم االستهانة باملصاحل الشخصية لبعض العناصر املؤثرة . التعليم

ولذلك من األفضل التركيز على . عطون دروسا خصوصيةيف نظام التعليم مثل املدرسني الذين يإن تأسيس التميز يف جوهر نظام التعليم . شرحية ضيقة يف داخل نظام التعليم والتدريب احلايل

، احلايل املتدين ال ميكن أن ينظر إليه على أنه بديل للتغيري اجلذري للنظام والذي يعترب أمرا ضروريا . صالح هنا تعتمد على تقسيم العمل على مراحللكن الرؤية املقترحة لإل

على وجود نظام تدريب حيتوي على أنواع متعددة من املؤسسات ةوتعتمد الرؤية املقترحتقدم أنواعا خمتلفة من التدريب يسمح فيها بالتغيري املستمر والتنويع الدائم يف اخلدمة اليت تقدمها

زمن أصبح فيه التعليم املستمر مدى احلياة وهذا بالضبط هو املطلوب يف، هذه املؤسساتعلى أن تكون الركيزة األساسية يف نظام التعليم والتدريب معتمدة على ، ال جمرد شعار، ضرورة

مع السماح فقط ، ما تقدمه الدولة من تعليم وتدريب حتت رعايتها املالية حىت املرحلة الثانويةمثلها مثل ، ؤسسي حىت تصبح مراكز حقيقية للتميزألجزاء من هذا النظام لتحقيق االستقالل امل

وحبيث ال تتعرض للقيود اإلدارية اليت يتعرض هلا بقية النظام من ، أفضل مراكز التميز يف العاملألن تلك القيود قد ساعدت على تدمري نظام ، اعتبارات مثل األقدمية أو حتديد أعداد الطالب هبا

. التعليم العايل املصري

:التحقيقإمكانية

بالرغم من أن إصالح نظام التعليم والتدريب وإنشاء مراكز للتميز مهمة صعبة فإهنا تعترب ولذلك جيب أن تبذل كل اجلهود يف سبيل حتقيق . أمرا ضروريا لتحقيق التغيري املطلوب يف مصر

الح ذلك األمر وبدون حيدة عن األهداف املطلوب حتقيقها أو تنازل عن أي من عناصر اإلص . مع العلم أن هناك العديد من النماذج الناجحة يف دول نامية واليت ميكن االسترشاد هبا، األساسية

142

تعد خري ، إن معاهد التكنولوجيا والعلوم يف اهلند وهي معاهد على مستوى عال جداية مثال على إمكانية تأسيس مؤسسات مماثلة وإمكانية ازدهارها يف دولة ذات كثافة سكانية عال

حيث متكنت مراكز التميز أن . وفقرية ويتعرض نظام التعليم فيها لضغوط اجتماعية شديدةتتواجد جنبا إىل جنب مع ظاهرة الزيادة الكبرية يف عدد الطالب املسجلني يف املدارس يف جمتمع

تبذل ومتثل اجلامعة املكسيكية القومية منوذجا آخر حيث . تسيطر عليه النظرة السياسية للتعليمفيها املراكز القومية للتميز كل اجلهود البحثية وجهود التطوير واليت تعترب قوة دفع حقيقية للربط

كذلك فإن كال من كوريا وسنغافورة تعتربان أيضا . بني احلكومة والقطاع الصناعي واجلامعةة ومن خالل أن حيدث أمثلة ميكن النظر إليهما على اعتبار أنه ميكن تنفيذ هذه الرؤية يف دولة فقري

. التغيري تدرجييا عن طريق التنمية والتطوير

:األبعاد السياسية لإلصالح

:تنعكس األبعاد السياسية لإلصالح يف ستة جماالت على األقل : عدم املساس بالتعليم اجملاين-1

اح يف ولكن مع السم، تتضمن رؤية اإلصالح يف االستمرار يف سياسة التعليم اجملاين العاموتقليص التدخل احلكومي يف إداراهتا وبشرط ) باملصروفات(نفس الوقت بوجود املدارس اخلاصة

أن جتتاز هذه املدارس اختبارات اجلودة املتمثلة يف رضى أولياء األمور بالنسبة للمصروفات اليت بالنسبة تتطلبها املدارس االبتدائية ومدى توظيف اخلرجيني منها يف سوق العمل وبصفة خاصة

. للمدارس الفنية ومؤسسات التعليم العايل :بالتوظيف) املؤهالت الدراسية( عدم ربط الشهادات -2

ولكن مع ، يركز القطاع اخلاص بالفعل على القدرات وليس فقط على الشهاداتاالخنفاض املستمر يف ضمان التوظيف احلكومي للخرجيني أصبحت الساحة مهيأة ألكثر أنواع

أمهية والذي يتعلق بعدم الربط بني احلصول على شهادة أو مؤهل دراسي وبني ممارسة اإلصالح ولتاليف أي قلق خبصوص مستوى األداء يف بعض املهن مثل مهنة الطب ميكن أن يسمح . املهن

للقائمني على املهنة بتحديد نوع الشهادة للدخول يف ممارسة العمل وهو األمر املعمول به يف حيث يوجد جملس ملمارسة مهنة الطب كما يوجد امتحان ملمارسة ، حدة األمريكيةالواليات املت

143

مهنة احملاماة ويتم ذلك بعد التخرج الرمسي من التعليم الطيب أو القانوين اجلامعي ويطبق ذلك حىت على خرجيي أفضل اجلامعات األمريكية وهو األمر الذي يعطي قوة للنقابات املهنية اليت ميكن أن

. شريكة يف عمليات اإلصالحتصبح

: مشاركة أولياء األمور-3

يعترب أولياء األمور من أكثر الفئات اليت هتتم بتعليم األطفال ولذلك فإن مشاركتهم على الرغم من بعض املشكالت (املباشرة تعترب أفضل ضمان لتحسني نوعية األداء يف املدارس

ألولياء األمور واملدرسني تكلف مبناقشة الربامج وإن تشجيع إنشاء جمالس ، )املتعلقة باملضمونانظر اجلزء اخلاص بالتعليم (الدراسية وتقييم مستوى األداء يعترب حجر الزاوية يف عملية اإلصالح

. كما أن هذه اجملالس ميكن أن تساعد يف تكوين قاعدة سياسية لربنامج اإلصالح، )االبتدائي : مشاركة القطاع اخلاص-4

ة القطاع اخلاص وبصفة خاصة يف جمال إتاحة الفرصة للتدريب الفين والتعليم تعد مشاركالعايل ومساندته ملراكز التميز والبحوث والتطوير أفضل ضمان لتحقيق نقاط لاللتقاء بني قطاع

. الصناعة واحلكومة والقطاع اخلاص حول املراحل األساسية يف برامج اإلصالح :واالتصاالت اجلديدة دعم تكنولوجيا املعلومات -5

يعترب احلديث عن دعم تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت عنصرا جذابا عند تقدمي حزمة كما أنه يعترب عامال مهما جدا بالنسبة لفوائده على املدى الطويل فيما يتعلق ، اإلصالح للجمهور

ملتعلقة باملكتبات الرقمية تعترب كما أن االقتراحات املقدمة يف النهاية وا. مبجال البحث والتعليم. اقتراحات حيوية حىت ميكن مسايرة التقدم اهلائل يف العلوم والتكنولوجيا والذي حيدث يف العامل

. وكذلك لضمان عدم التخلف عن التقدم املعريف الذي نشهده اآلن : تأسيس مناخ وطين لثقافة العلم-6

وأن تصبح لغة العلم هي الوسيلة ، تمعمن الضروري أن يسود التفكري العلمي يف اجملولكن مع انتشار موجات التفكري . املقبولة على نطاق واسع لتحقيق التحوالت املطلوبة والتقدم

144

الديين املشوه وسيادة الفكر اخلرايف يف عديد من األوساط الشعبية واليت ميكن أن تعوق اجلهود ، نظام التعليم والتدريب مبنية على رؤى علميةالقومية املبذولة يف سبيل حتقيق تغيريات جذرية يف

إال أن النموذج الذي حدث يف ماليزيا يوضح جبالء أنه ال يوجد أي تعارض بني اإلسالم كعقيدة والعلم وأنه ميكن للدول اإلسالمية أن تعلي من شأن العلم والقيم العلمية كجزء من اهلوية

. اإلسالمية التعليم األساسي: ثانيا

:يص والتوصياتالتشخ

يتضمن نظام التعليم األساسي يف مصر مراحل التعليم االبتدائي واإلعدادي والثانوي باإلضافة إىل الشكوى املتكررة من الدروس اخلصوصية واليت ، واليت تعاين من مشكالت متعددة

كما أن العملية التعليمية تتمحور حول حصول عدد هائل من . أصبحت وكأهنا أمر طبيعيولذلك فإن العالقة اليت . ب على شهادات وذلك على حساب مضمون العملية التعليميةالطال

تنتج عن هذا الوضع تتمثل يف الربط بني التخرج أو احلصول على شهادة وبني العمل يف احلكومة كما أن املدارس املتخصصة . أو يف القطاع العام وليس من خالل الربط بني القدرات والتوظيف

ولذلك فإن ، املهنية ال يتخرج منها أنواع اخلربات الفنية اليت يتطلبها سوق العملأو الكليات إال أن نظام التعليم األساسي يعترب . احلاجة ماسة إلحداث إصالحات جذرية يف هذه األنظمةوهو األمر الذي يتطلب وضع أهداف ، نظاما متسع األطراف ويستلزم إصالحه رؤية متكاملة

تأسيس جمال تعليم متميز ميكن أن يؤدي إىل االلتحاق بالتعليم العايل على أعلى مرحلية تتعلق بمستوى ويف الوقت نفسه ختصيص وقت كاف للقيام ببعض اإلصالحات الكربى يف النظام

وفيما يلي جمموعة من التوصيات إلنشاء هذا النوع املتميز من التعليم يف إطار النظام ، بأكمله :املصري احلايل

:ذ اإلصالحتنفي

لتحقيق تنفيذ اإلصالح بنجاح يف إطار النظام احلايل جيب تتابع تنفيذ اخلطوات اخلمس :التالية بدقة

145

: اإلصالح على مستوى نظار املدارس-1

يرتكز املفتاح احلقيقي لإلصالح على فئة نظار املدارس وذلك من خالل تقييم أفراد هذه ومن املمكن أن تتم هذه املهمة بسرعة . ف هلذه الكوادرمع ضرورة تقدمي تدريب مكث، الفئة بدقة

نسبيا نظرا ألهنا تعين فقط التعامل مع حوايل ثالثني ألف موظف بدال من التعامل مع ستمائة ألف . من املدرسني وحبيث يكون التعامل مع نظار املدارس هو األداة لتحقيق اإلصالحات اإلدارية

:)PTA( تكوين جمالس اآلباء-2

يعترب تكوين هذه اجملالس اخلطوة األساسية التالية حيث إن أولياء األمور لديهم اهتمام كبري عن غريهم باإلصالح ألهنم يتحملون أعباء تكاليف النظام احلايل مبا يف ذلك تكاليف

ولذلك فإهنم سيكونون شركاء أساسيني لنظار املدارس . الدروس اخلصوصية والنتائج الضعيفةمع العلم بأن التحالف بني جمالس اآلباء ونظار ، سني من أجل حتقيق النظام يف املدارسواملدر

املدارس سيصبح عامال أساسيا من العوامل اليت سوف تساعد على االلتزام من قبل املدرسني يف . املراحل االنتقالية حنو حتقيق اإلصالح

: املفتشون-3

ا هي فئة املفتشني على اعتبار أن عددهم ليس كبريا الفئة الثانية اليت جيب التركيز عليه وميكن رفع مستوى أدائهم عن . وميكن أن يصبحوا أيضا عامال أساسيا يف حتقيق جودة التدريس

. تتسم بالثبات والصدق، طريق تزويدهم مبعايري علمية لتقييم املدرسني : املناهج الدراسية-4

اإلشارة إليها جيب وضع مناهج دراسية جديدة ومقررات يف أثناء تنفيذ اخلطوات السابقة ويف هذا اجملال . دراسية تركز بصورة مناسبة على تعليم العلوم والرياضيات واللغات والكمبيوترولقد تناول املؤمتر . توجد خربات دولية عديدة وعدد كبري من املواد اليت ميكن تبنيها بسهولة

هذا 2003 تدريس العلوم والرياضيات خالل شهر يونية الذي أقيم يف مكتبة اإلسكندرية عناملوضوع من منظور املقارنة بني اخلربات العاملية يف هذا اجملال وحبيث ميكن االستعانة هبا كأحد

. املصادر اجليدة ملن يقومون بعملية مراجعة املواد التعليمية واملقررات

146

: تدريب املدرسني-5

طوات اليت جيب التعامل معها يف جوانب اإلصالح حيث إن يعترب تدريب املدرسني من اخلإال أنه ومع ، األمر ال يتعلق فقط بالدروس اخلصوصية وإمنا بقدرات املدرسني يف املقام األول

، وجود ناظر مدرسة قوي يسانده جملس اآلباء فإن هناك أمل يف السيطرة على هذه الظواهرد جمموعات للتقوية يف داخل املدارس عند احلاجة إليها باإلضافة إىل أنه ميكن االعتماد على وجو

مع العلم بأن تدريب ، أو على الضغط االجتماعي الذي جيعل املدرسني يلتزمون بالسلوك الصائباملدرسني ميكن أن يبدأ بصورة جدية بعد إقرار املناهج الدراسية اجلديدة اليت ينبغي أن يشارك

فيها املفتشون مستعدين لإلشراف على التدريب واملتابعة يف املدرسون يف مناقشتها واليت سيكون . داخل الفصول والتأكيد على جودة التعليم

:تنفيذ اإلصالح على مراحل

جيب أن ينفذ اإلصالح على مراحل حىت حيقق اآلمال املرجوة منه ولذلك البد من تركيز ، ول إىل مدارس ومؤسسات منوذجيةاجلهود على عدد قليل من املدارس نسبيا واليت ميكن أن تتح

على أن تقوم هذه املدارس باختيار الطالب طبقا لقدراهتم اليت تقاس عن طريق اختبارات قدرات حيث إن هذه االختبارات ستسمح ، وليس عن طريق االمتحانات الرمسية يف الشهادات العامة

. دم يف ظل خطة إصالح للتعليمللموهوبني باالنضمام إىل هذا النوع اجلديد من التعليم الذي يق التعليم اجلامعي: ثالثا

:االستجابة للمتطلبات االجتماعية والسياسية

سيستمر الضغط االجتماعي والسياسي على مؤسسات التعليم اجلامعي لقبول أعداد أكرب لذلك البد من وضع إستراتيجية للتعدد املؤسسي والسماح لعدد كبري ومتنوع من . من الطالب

على ، ؤسسات لتقدمي خدمات تعليمية ختتلف عن تلك اليت تقدمها اجلامعات احلكومية وتفوقهااملوعلى الرغم من أنه ميكن االستمرار يف . أن يسمح هلذه املؤسسات بدرجة كبرية من االستقالل

تقدمي التعليم اجلامعي األساسي إال أنه جيب أيضا إتاحة الفرصة ملن يرغبون يف احلصول على – واليت يشرف عليها حاليا القطاع اخلاص -مات تعليمية إضافية خاصة يف مقابل مصروفات خد

147

مع العلم بأن هذه املؤسسات ميكن أن تقدم املهارات املتخصصة واليت ميكن تسويقها مثل اللغات . األجنبية والكمبيوتر إىل جانب تقدمي تعليم متخصص يف جماالت املوسيقى والفنون

:ؤسسيالتعدد امل

ميكن إنشاء مراكز للتميز يف داخل إطار التعدد املؤسسي املقترح كما ميكن هلذه املراكز واملثال على ذلك جنده يف اجلامعة القومية - أن تكون جزءا من نظام التعليم اجلامعي الرمسي

تكون مع العلم بأهنا ميكن أن ، أو من خالل معاهد مستقلة كما هو احلال يف اهلند، املكسيكيةوستقوم مراكز التميز مثلها مثل مدارس التميز يف نظام التعليم األساسي . حكومية أو خاصة

باختيار طالهبا عن طريق اختبارات قدرات وليس عن طريق االمتحانات الرمسية يف الشهادات العامة؛ وهو األمر الذي سيسمح للموهوبني من الدارسني بااللتحاق بالفرص املتميزة يف إطار

. إلصالحات التعليمية اجلديدةا

:اإلدارة

جيب أن تتمتع اإلدارة يف مراكز التميز هذه سواء كانت حكومية أو خاصة باالستقالل والقدرة على مواجهة الضغوط الشعبية لقبول أعداد كبرية من الطالب هبا أو التساهل يف نظام

الضعيفة ألن هذا ال يتفق مع التخرج وأال ختضع لنظام األقدمية أو تصعيد أصحاب القدرات . التميز سواء يف العلوم أو الفنون

ألنه من الضروري التصدي ، إن استقالل اجلامعات جيب أن يكون أكثر من جمرد شعارلكل هذه األبعاد واليت تتعلق باإلصالح على نطاق واسع؛ ولكن كبداية ميكننا أن حندد جزءا من

كذلك البد من التأكد من ، بق عليها االستقالل اإلدارياملؤسسات يف داخل اإلطار العام ليطحيث إن تدخل احلكومة يف ، عدم اشتراك احلكومة يف إدارة املؤسسات اخلاصة يف مجيع احلاالت

. إدارة املؤسسات اخلاصة يؤدي إىل حتويلها إىل مؤسسات تابعة للنظام التعليمي احلكومي

:هيئة اعتماد مستقلة

ماد مستقلة من أجل حتقيق التحسن التدرجيي يف اجلودة على أن جيب إنشاء هيئة اعتتتمتع هذه اهليئة بكل السلطة الالزمة لالستعانة خبرباء من خارج البالد؛ وذلك كما حدث يف

148

املكسيك عندما مت تقومي معاهد الدراسات العليا؛ ألن وجود مثل هذه اهليئة سوف يساعد يف . ىل ضغوط سياسيةاحلماية لوظائفها اليت قد ختضع إ

:جامعات قوية

يتوقف التوسع يف بناء القدرات يف العلوم والتكنولوجيا على املستوى الوطين على وجود جامعات قوية؛ كما أنه ال ميكن إغفال دور اجلامعات يف تطوير القدرات يف جمال العلوم

جمايل العلوم حيث تقوم اجلامعات بتعليم وتدريب األجيال اجلديدة يف ، والتكنولوجياكما تقدم . كما أهنا تقوم بإجراء البحوث والتطوير يف موضوعات مهمة للدولة، والتكنولوجيا

إىل . مصدرا مستقال عن املعلومات يف جماالت مثل التنمية االقتصادية والزراعية والصحة والبيئةفإنه جيب ، ادرات اخلاصةجانب ضرورة إتاحة الفرص أمام نظام للتعليم العايل املتنوع يرتبط باملب

على احلكومة أن تظهر التزامها املستمر لتدعيم وتشجيع اجلامعات واألنشطة البحثية هبا وذلك باملشاركة مع معاهد البحوث املستقلة والقطاع الصناعي حيث أنه وبدون هذا االلتزام القومي يف

كن حتقيق األهداف وتوفري القدرات تقوية اجلامعات وقدراهتا البحثية على املدى الطويل فإنه ال مي . املاسة يف جمال العلوم والتكنولوجيا

لتقدمي فرص - إن وجد -ضرورة وجود جهود منظمة يدعمها متويل من القطاع اخلاص •أكرب للتعليم الثانوي وتدريب الشباب يف جمايل العلوم والتكنولوجيا من خالل مؤسسات

وحىت يف أعلى Community Collegeواليت تسمى ونظم تتراوح ما بني الكليات احمللية . الشعب املتخصصة يف البحوث واجلامعات

ضرورة أن تعمل كل من السلطات احمللية واحلكومة املركزية على تطوير عالقة شراكة •قوية مع اجلامعات والقطاع الصناعي للتخطيط لبناء القدرات يف العلوم والتكنولوجيا يف

ن تتمتع فيه اجلامعات باستقالل متزايد فإنه جيب أيضا أن تعمل نفس الوقت الذي جيب أعلى تقوية عالقاهتا بانتظام مع املؤسسات اإلقليمية والعاملية وشبكات االتصاالت األخرى حيث إن العالقات تعترب ذات فاعلية كربى يف تدعيم جهود اجلامعات يف جمايل العلوم

. والتكنولوجيا

ات واملؤسسات البحثية وبكل أشكاهلا وابتداء من مراكز التميز ضرورة أن تلتزم اجلامع •بتحقيق التزام قوي جتاه االمتياز وتشجيع قيم العلم يف مجيع أنشطتها وتضمني عمليات

149

التقومي احملايدة على أساس ما يضيفه أي عمل وذلك يف كل ما تقوم به من قرارات تتعلق . أن تتفاعل أيضا وبدرجة كبرية مع اجملتمعباألفراد أو الربامج أو املصادر كما جيب

البحوث: رابعا

:بناء القدرات يف جمايل العلوم والتكنولوجيا

يتوقف حتقيق مصر لذاهتا خالل العقود القادمة على بناء القدرات يف جمايل العلوم ذلك أو كما أن عدم حتقيق . والتكنولوجيا واليت تعترب ضرورة حقيقية وليس ضربا من الرفاهية

ناهيك عن ، تأخره قد يضع مصر يف موقف خماطرة بالنسبة لفقدان مكانتها القيادية يف العامل العريب . فقدان املزايا االقتصادية النسبية اليت تتمتع هبا يف عدد من القطاعات

:مخس حزم من التوصيات

خنبة من علماء انبثق عن دراسة كربى جمللس أكادمييات العلوم يف العامل واليت قامت هباالعامل وكان يل شرف رئاسة تقرير يضم مخس حزم من التوصيات تتعلق باملوضوعات اخلمس

. والتمويل، والعالقات بني العام واخلاص، واملؤسسات، واملوارد البشرية، السياسات: التالية أن وسوف نستعرض فيما يلي بعض املالحظات املأخوذة عن هذه الدراسة حيث إهنا من املمكن

. تنطبق علي الوضع احلايل يف مصر

:وضع السياسات للعلوم واستخدام العلوم يف وضع السياسات

حتتاج مصر إىل إطار مرجعي على مستوى الدولة يتضمن الطرق التنفيذية واليت تؤثر وجيب أن يتم وضع هذا اإلطار االستراتيجي من قبل ، مباشرة يف تدعيم العلوم والتكنولوجيا

ومن الضروري . بالتشاور مع األكادمييات العلمية واهلندسية والطبية املوجودة يف البالداحلكومة أيضا أن تستفيد هذه اإلستراتيجية من خربات البالد األخرى وأن يفضل فيها التزام احلكومة من

الل ناحية التمويل ومستويات االمتياز واالستعداد للتجديد ونشر املعرفة والترابط اإلقليمي من خشبكات االتصال والتفاعل بني اخلاص والعام والدخول يف شراكة مع اآلخرين سواء على

. املستوى احمللي أو اإلقليمي أو العاملي

150

وتستطيع األكادمييات الوطنية للعلوم واهلندسة والطب أن حتسن من مستوى برامج واليت تتحفز للعمل من خالل ونعين هنا باألكادمييات املؤسسات املستقلة ، العلوم والتكنولوجيا

كما ، االلتزام بالتميز العلمي أو اهلندسي واليت خيتار فيها األعضاء اجلدد من خالل زمالئهميقومون بانتخاب رؤسائهم ويقومون كذلك بتنفيذ برنامج العمل املتفق عليه وتقدميه إىل صناع

ما جدا للحفاظ على مستوى إن وجود مثل هذه املؤسسات يعترب أمرا مه. القرار يف احلكومةجودة األنشطة املتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا يف البالد وكذلك لتوجيه السياسات القومية اليت

وكذلك للحفاظ على التواصل واحلوار مع البالد األخرى ، تعتمد على العلوم والتكنولوجيايوجد يف مصر املركز القومي و. والذي يتم غالبا عن طريق التواصل مع األكادمييات املناظرة

للبحوث والذي يطلق عليه اسم أكادميية إال أننا نعتقد أن األكادميية الوحيدة املوجودة يف مصر وهلذا السبب فإنه يتعني على مصر أن تعتمد على ، باملعىن احلقيقي للكلمة هي جممع اللغة العربية

تضطلع هبذا الدور يف غياب األكادمييات جمموعة متميزة من العلماء واملفكرين للقيام بدور جلنة . ككيان نظامي

يف إنشاء وتدعيم )ICSU(و) IAP(و) TWAS(هذا وجيب أن تساهم مؤسسات دولية مثل هذه املؤسسات الوطنية واإلقليمية الوليدة حيث إن مشاركة مثل هذه اهليئات الدولية سوف

كما أنه من ، ة وميكانيزمات العمل الفعالةيساعد هذه املؤسسات اجلديدة يف وضع املعايري العاليالضروري أن تشارك هذه األكادمييات وبفاعلية يف املناظرات واملناقشات الوطنية والدولية وحىت

. ميكن جعل صوت وقضايا العلوم والتكنولوجيا مسموع على أوسع نطاق

:املوارد البشرية

خلاص بالتعليم العايل وتلك اليت وإىل جانب اإلصالحات اليت سبق مناقشتها يف اجلزء اهجرة "فمن الضروري مناقشة قضية ، سوف يتم مناقشتها عن مراكز التميز يف اجلزء التايل

:ورمبا تكون لالقتراحات التالية فائدة يف مناقشة هذا املوضوع، "العقول من أجل تدعيم األنشطة اخلاصة بالعلوم والتكنولوجيا فإنه جيب على احلكومة أن تفكر •

جديا يف توفري بيئة عمل وظروف عمل خاصة ألفضل املواهب من املوجودين داخل . مبا يف ذلك رفع مستوى الدخل هلم وتقدمي تدعيم مناسب لبحوثهم، البالد أو خارجها

وحيتاج هذا االقتراح إىل حصر دقيق بالكفاءات البارزة اليت ميكن أن تستفيد من هذه . اإلجراءات

151

وجمتمع العلوم والتكنولوجيا الوطين أن يقيم عالقات تشاور وتبادل جيب على احلكومة •خربات مع العلماء املهاجرين من األطباء واملهندسني وبصفة خاصة من بني هؤالء الذين

. يعملون يف الدول الصناعية

جيب أن يهتم جمتمع العلوم والتكنولوجيا بتدعيم الربامج اليت تتصل باجملتمع ومشاركته • . د من أهنا تتوازن من حيث النوع واالهتماماتوالتأك

وتصميم إطار ، جيب أن تعمل احلكومة مع اهليئات الدولية من أجل توفري الدعم املادي •مؤسسي يسمح بتقدمي برامج سريعة ومكثفة للدراسة يف البالد املتقدمة يف جمال العلوم

. والتكنولوجيا

:مراكز التميز

ويف ، يف جمال العلوم والطب واهلندسة يف مراكز التميزيف العادة تتقدم الدراسات األماكن اليت يتم فيها إجراء البحوث والتدريب املتقدم والذي يتم غالبا من خالل التعاون مع املراكز األخرى أو املؤسسات أو األفراد وتعترب مراكز التميز البوابة اليت حيدث من خالهلا

من أمهيتها ومن أجل تنمية القدرات يف العلوم والتكنولوجيا ولذلك ال ميكن التقليل ، التجديدالبد من وجود مراكز للتميز سواء كانت على مستوى حملي أو إقليمي أو ، على مستوى الدولة

وبالطبع ليس من الضروري إنشاء هذه املراكز من الصفر حيث ميكن حتقيق اإلصالحات ، دويلربامج الواعدة واملوجودة يف جمال البحوث والتنمية يف أو التعديالت املطلوبة من خالل أفضل ال

ومن أهم النقاط اليت جيب التركيز عليها لتحقيق االمتياز هو إعادة توزيع املوارد بناء على ، البالدوذلك إلقرار برامج حبوث جديدة أو تقومي للربامج احلالية ، تقومي حقيقي ودقيق لقيمة البحوث

واضع واملوجود يف معظم البالد النامية فإن عملية التقومي جيب أن وبسبب املستوى العلمي املت . تضم خرباء من بالد أخرى

، كما جيب البدء يف إنشاء مراكز التميز أو التخطيط اجلدي إلنشائها يف املستقبل القريبوحىت ، سواء كانت على املستوى احمللي أو اإلقليمي أو الدويل وبصفة خاصة يف البالد النامية

كن لقدراهتا يف العلوم والتكنولوجيا أن تنمو وأن تصبح هذه املراكز نقاط جذب والتقاء لألفراد ميأو اجملموعات املعنية بتعزيز املعرفة يف العلوم والتكنولوجيا على املستوى الوطين وكذلك على

، رودعم مايل مستم، ولكن حيب أن تتمتع هذه املراكز باستقالل مؤسسي، املستوى اإلقليمي

152

وخطة حبثية مركزة تتضمن موضوعات يف ختصصات بينية وحبوث ، وقيادات قادرة ولديها املعرفة، وتقومي من قبل الزمالء كأساس متفق عليه، وانتقال تكنولوجي، وكذلك حبوث أساسية، تطبيقية

وخطة للتوظيف والترقية على أساس الكفاءة وآليات لرعاية وتشجيع اجليل اجلديد من املوهوبنيوبالنسبة لألماكن اليت تتواجد فيها مثل هذه املراكز فيجب . للعمل يف جمال العلوم والتكنولوجيا

أو إعادة هيكلتها يف حالة الضرورة لذلك ويف احلاالت اليت تستدعي ، العمل على تدعيمها من اإلصالح فيجب أن تتم التغيريات على مجيع املستويات وأن يتم تطبيقها وبالطريقة اليت ميكن

. خالهلا حتقيق أفضل استخدام للموارد النادرة مبا يف ذلك املواهب احمللية

كذلك جيب إقرار املشروعات البحثية اجلديدة يف جمايل العلوم والتكنولوجيا طبقا ملراجعة من اخلرباء مع إجراء تقومي لكل مشروع أو برنامج من حيث قيمته الفنية ومدى الفوائد اليت

تمع من تنفيذه باإلضافة إىل أن مجيع الربامج البحثية ومجيع مراكز التميز جيب سترجع على اجملأيضا أن تستفيد من التقومي الدوري الذي يقوم به اخلرباء والذي جيب أن يتضمن اآلليات العملية مثل وجود فرق من الزمالء ملمارسة التقومي باإلضافة إىل اللجان ذات العالقة بالتقومي والدراسات

. املرجعية

حيث إن االشتراك مع هيئات ، وجيب أن يشترك يف تقارير اجلودة خرباء من دول أخرىالبحث العاملية مثل أكادمييات العلوم واهلندسة والطب جيعل عملية التقومي أكثر فعالية على أن

. يشمل ذلك كل الربامج وليس عددا من الربامج املعينة فقط

وهوبني من العلماء املفترض إقامتها يف املناطق اإلقليمية والعامل وميكن الربط بني شبكات املكله حيث إن من أهم اخلطوات حنو تأسيس مراكز التميز هو إنشاء شبكات اتصال للتميز يف

هبدف رعاية املواهب العلمية واهلندسية يف املؤسسات العلمية ، مجيع أحناء البالد النامية وعلى أن تبدأ هذه الكيانات صغرية وعلى درجة عالية من والتكنولوجية املفترض مشاركتها

الكفاءة وحىت ميكنها أن حتتضن الباحثني اجملددين والذين قد يكونون بعيدين عن بعضهم البعض وسوف . ويعملون يف مراكز حبثية معتمدة، ولكن تربطهم شبكة اإلنترنت، من الناحية اجلغرافية

قيق املزج بني أنشطتهم يف صورة برامج متكاملة ويف نفس تقوم مراكز البحوث املفترضة على حتومن بني األمثلة الناجحة ملثل هذه ، الوقت سوف يعملون كأفراد يف اجملاالت اليت هتتم هبا بالدهم

واليت مت إنشاؤها يف عدد من الدول من خالل مبادرة " معاهد األلفية للعلوم"املراكز املفترضة ولذلك فإن إنشاء شبكة بني مراكز التميز املفترضة ، البنك الدويلاأللفية للعلوم مبساعدة من

153

وجمموعات املخترعني الذين تتباعد أماكن تواجدهم ولكن سريتبطون عن قرب من خالل اإلنترنت ويف مراكز البحوث املعتمدة يف مصر اليت جيب أن يتم تأسيسها على املستوى الوطين

. واإلقليمي والعاملي

من جهود البحوث % 50اخلاص يف البالد املتقدمة صناعيا مبا يزيد عن يضطلع القطاع من البحوث والتطوير % 68ويف الواليات املتحدة يضطلع القطاع اخلاص حبوايل ، والتطوير

حيث إن بعض املشروعات اليت متوهلا احلكومة يتم تنفيذها % 75ولكنه يقوم بتنفيذ حوايل وقد ارتفعت هذه النسب على املستوى العاملي من حوايل . صبواسطة متعاقدين من القطاع اخلا

اآلن وقد أدت هذه الزيادة إىل زيادة االهتمام بتسويق % 62منذ مخسة عشر عاما إىل % 30وهو األمر الذي يثري عددا من األسئلة يف . املخرجات وبراءات االختراع وحقوق امللكية الفكرية

مد فيها شق كبري من البحث العلمي والتطوير على التمويل البالد النامية مثل مصر واليت يعتوالذي يظهر أن وجود أعباء مالية وإدارية يكون من نتيجتها التعامل مع نظام متعسف ، احلكومي

حيث إن العديد من املخرجات من ، لرباءات االختراعات والذي ميثل عقبة أمام البحث العلمية هامة يف مدخالت البحث العلمي وحتميها اتفاقيات هذه الرباءات واالختراعات تؤدي وظيف

حقوق امللكية الفكرية وال يوجد اختالف حول أمهية القطاع اخلاص يف جمال البحوث على ولذلك البد من صياغة مقترحات مبتكرة لتأسيس شراكة حقيقية ميكن أن تستفيد ، مستوى العاملويف . ل تدعيم البحوث والتطوير حمليا وإقليمياوكذلك البالد الصناعية املتقدمة من أج، منها مصر

ولكن البد من إعادة النظر يف املناخ ، نطاق ذلك جيب توجيه االهتمام ليس فقط إىل التشريعات . الذي يتم فيه تنفيذ البحوث

:التمويل

ل رغم أنه من املتوقع أن تستمر اآلليات التقليدية احلالية يف القيام بدورها اهلام يف متوي، البحوث والتنمية فإنه من الضروري االجتاه حنو آليات أكثر كفاءة وفعالية لتنفيذ أجندة اإلصالح

. وفيما يلي بعض االقتراحات يف هذا الصدد

:التمويل من قبل القطاع الوطين

جيب أن تؤخذ مسألة متويل قطاع البحوث والتنمية بصورة أكثر جدية من قبل القطاع ولقد استطاعت الربازيل بنجاح أن تعيد ، كادميي يف مصر ويف املنطقة بأكملهاالعام واخلاص واأل

154

توجيه الضرائب اليت جتمعها إىل جمال البحوث يف اجلوانب االقتصادية املهمة ولذلك البد من تنظيم إدارة التمويل القطاعي من خالل ثالثة أبعاد يشترك فيها اجملتمع األكادميي واحلكومة

واجلزء ، على أن تستخدم جزءا من مصادر التمويل يف دعم العلوم األساسية، يوالقطاع الصناعاآلخر لتدعيم احتياجات البنية األساسية وحبيث ميكن أن يقوم التمويل القطاعي يف املساعدة يف تنفيذ األهداف اإلستراتيجية لسياسة الدولة واليت تتطلب التفاعل الوثيق بني اجملتمع األكادميي

وكذلك بالنسبة الختاذ ، اخلاص واحلكومة لتوفري التمويل ولوضع األولويات وتنفيذهاوالقطاعالقرارات جيب أن يكون بصورة فيها قدر من الشراكة والتعاون يف اختيار القطاعات اإلستراتيجية

وحتديد نصيبها من مصادر التمويل واملزج بني البحوث التطبيقية واألساسية وحتديد ، الفرعية . انية العامة املطلوبة ومصادر الدعم املطلوبامليز

:شبكات إقليمية للعلوم والتكنولوجيا

جيب تأسيس شبكات إقليمية تستطيع فيها الدول املتجاورة القيام ببحوث على مستوى عاملي وكذلك أنشطة تدريبية يف موضوعات ذات اهتمام مشترك كما جيب تدعيمها إلحداث

كما ميكن هلذه الشبكات اإلقليمية أن تعمل يف برامج تعاون . القطاعيالتكامل مع مسألة التمويلمع البالد املتقدمة يف جمايل العلوم والتكنولوجيا مثل الواليات املتحدة واالحتاد األورويب واليابان

. وغريها واليت ميكنها مع اهليئات الدولية املاحنة وهيئات التمويل أن تقوم بتمويل هذه الشبكات

:ات التمويل العامليآلي

ورغم أن . جيب تقوية آليات التمويل العاملي لدعم العلوم والتكنولوجيا يف الدول الناميةفإن األمر يستلزم وجود ، فكرة التمويل القطاعي اليت سبقت اإلشارة إليها تعد فرصة للتمويل

ا االلتزام غري كاف حكومات على درجة عالية من االلتزام إال أنه ويف بعض األماكن قد يكون هذولذلك يقترح النظر من خالل املشاورات يف توفري وسيلتني . لتوفري موارد العملة الصعبة املطلوبة

وعلى أن يكون هذا التمويل العاملي ، للتمويل العاملي تتعلقان بتمويل للمؤسسات ومتويل الربامجاليت يطلبها املاحنون لالستمرار مستقال وتتم إدارته بصورة مركزية وحيافظ على الشروط اخلاصة و

. يف مشاركتهم يف التمويل

155

:صندوق التمويل املؤسسي

ويتناول هذا الصندوق التمويل العاملي للقطاع الصناعي والذي جيب أن يقدم متويال مركزا من مراكز 20ميسرا لفترات تتراوح ما بني مخس إىل عشر سنوات لعدد قد يصل إىل

الوطين أو اإلقليمي والذين يديرون أعماهلم يف إطار شبكات تنمية عاملية وعلى التميز ذات الطابعولكن يتم استخدامه يف املراكز من أجل إعالء قيم العلم ، أن يرتبط هذا التمويل بربامج حمددة

وحىت نكون أكثر حتديدا ، ولتوفري مناخ ميكن للبحوث ذات املستوى العايل أن تزدهر، واهلندسةالتمويل سوف يساعد كال من هذه املراكز يف وضع براجمه وتشكيل وتنظيم إدارته وبناء فإن هذا

األسس لتوفري التمويل على املدى الطويل ومن جهة أخرى جيب على احلكومة املصرية االلتقاء مع اجلهات املاحنة للتشاور يف مراجعة املقترحات واليت ميكن أن ينتج عنها نظام يتيح االنفتاح علىطريق املنافسة واليت ميكن للحكومة مع اجلهات املاحنة اختيار املراكز على أساس معايري تقومي

. حمددة

:صندوق التمويل للربامج

خيتص هذا الصندوق مبوضوع التمويل العاملي للربامج والذي جيب أن يقوم على أساس ن يشترك يف التحكيم هلا نظام املسابقات لدعم برامج البحوث يف مراكز التميز واليت جيب أ

على أن يتم التفضيل بني املقترحات . حمكمون عامليون ملراجعة مستوى جودة املشروعات املقترحة . اليت تتطلب التعاون مع مراكز البحث يف جمايل العلوم والتكنولوجيا من الدول املتقدمة

مكتبات الغد الرقمية: خامسا

ويف أي ، لوم والتكنولوجيا أن توفر املعرفة للجميعميكن للمكتبات الرقمية يف جمايل الع، ومن بينها مصر، مع العلم أن العلماء واملتخصصني يف التكنولوجيا يف الدول النامية، مكان تقريبا

ميكنهم فقط احلصول واالطالع على قدر ضئيل من نتائج البحوث احلديثة وخاصة ما ينتشر منها بة للمراجع واليت توجد معظمها يف املكتبات يف كل مكان يف الدوريات العلمية وكذلك بالنس

وأيضا بالنسبة لقواعد البيانات واليت تعترب معظمها ملكية خاصة ولقد زاد تفاقم هذه املشكالت ولكن التطور ، بصورة كبرية خالل العقد األخري والذي ازدادت فيه حجم املعوقات بدرجة كبرية

علومات قد فتح فرصة كبرية ملعاجلة هذا املوقف بشكل مل يشهده الكبري الذي شهدته تكنولوجيا امل

156

. إال أن هذا التطور نفسه قد أثار موضوعات أخرى تتعلق حبقوق امللكية الفكرية. العامل من قبلولذلك فإن التمثل الصحيح للتكنولوجيا الرقمية يعترب ضرورة لبناء القدرات يف جمايل العلوم

ها من الدول النامية األخرى واليت جيب أن تبذل جهودا كبرية يف والتكنولوجيا يف مصر وغريسبيل حتقيق بنية أساسية ومناسبة للتدريب الفين لألفراد وبصفة خاصة يف املؤسسات البحثية

: إليهاموفيما يلي أهم النقاط اليت جيب توجيه االهتما، والتعليمية وغريها من J-Store, MITجيب أن تدخل مصر يف اتفاقيات مع مؤسسات مثل •

املؤسسات للحصول على نسخ رقمية من املواد التدريسية واألعداد السابقة من الدوريات العلمية والطبية واهلندسية من أجل خدمة الباحثني والعاملني يف هذه اجملاالت يف

. مصر ويف البالد النامية

ية للعلوم يف مكتبات جيب أن تشارك مصر يف اجلهود العاملية لضمان توفري مكتبة رقم • . البالد النامية ومن بينها املكتبات املصرية

جيب أن تقوم مصر باملشاركة يف اجلهود الدولية لوضع أكرب قدر ممكن من اإلنتاج العلمي •يف جماالت العلوم واهلندسة والطب يف صورة رقمية على شبكة اإلنترنت وحىت يسهل

ذا الصدد البد من البحث عن توجهات جديدة الوصول إليها من األماكن البعيدة ويف هالستبدال حقوق الطبع والنشر بوسائل جديدة مناسبة حلماية حقوق امللكية الفكرية ومكافأة اجملددين واملبتكرين ويف نفس الوقت دعم االهتمام العام للحصول على املعرفة

. وعلى نطاق واسع

ية لتبادل املعلومات الرقمية مع جيب أن حتدد مصر مؤسسة رئيسية كنقطة انطالق رقم •املؤسسات البحثية يف الدول الصناعية وتعترب مكتبة اإلسكندرية مكانا مناسبا جدا للقيام هبذا الدور حيث ميكن من خالهلا تسهيل احلصول على بعض املواد يف صورة شرائط

ما أن هذا ك، فيديو واليت تتطلب قدرات فنية قد ال تكون متاحة بالضرورة يف كل مكان . اإلجراء سيخدم اهلدف الرئيسي الذي يتمثل يف دعم املادة األصلية

إن وضع جمموعة قومية من املواد الرقمية يف نقطة االنطالق املركزية سوف ال يوفر فقط للمؤسسات املصرية نسخا من املواد العلمية السابق نشرها ولكن ميكن أيضا أن يتم من خالله

مما ، دل الربامج مع املراكز اليت لديها نفس االهتمامات يف خمتلف أحناء العاملالتفاوض خبصوص تباكما سيسمح هذا أيضا ملصر أن يكون ، يؤدي إىل إثراء املادة املتاحة للطالب والباحثني املصريني

157

هلا صوت يف وضع املستويات القياسية املتعارف عليها دوليا للتخزين الرقمي واستعادة املعلومات . املخزونة رقميا

لتبادل املعلومات الرقمية بني الباحثني جيب أن يكون لدى املكتبات بوابات إلكترونية • . واملدرسني والطالب