247
7 - ة ري ك ف ل وا ة ي ب د الأ سات الدرا ل ي ج لة ج م- س م ا ج لم ا عا ل اد عد ل ا47 ر مب س ي د2018 ي م ل ع ل ا8 ث ح ب ل ل ا ي ج ز ك ر م ل ةC وظ ف ح م وق ف ح ل ع ا ي م ج© 2018 د عد ل ا- س م ا ج لم ا عا ل ا47 ر مب س ي د- 2018

jilrc-magazines.com › wp-content › uploads › 2018 › 12 › ...  · Web viewjilrc-magazines.com2018-12-30 · أردنا في هذا العدد الحفاظ على الخط

  • Upload
    others

  • View
    13

  • Download
    2

Embed Size (px)

Citation preview

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي ©

1

2018 - ديسمبر 47العام الخامس - العدد

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 2

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 3

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 4

مركز جيل البحث العلمي مجلة جيل الدراسات األدبية

والفكرية مجلة علمية دولية محكمة تصدر

شهريا

Lebanon - Tripoli /Abou Samra Branche P.O.BOX 08 - www.jilrc.com +96171053262

سرور طالبي / المشرفة العامةالمؤسسة ورئيسة التحرير: د. غزالن هاشمي

هيئة التحرير: أ.د. شريف بموسى عبد القادر، جامعة أبي بكر بلقايد

تلمسان / الجزائرد. أحمد رشراش جامعة طرابلس / ليبيا

د. خالد كاظم حميدي وزير الحميداوي، جامعة النجفاألشرف / العراق

د. مصطفى الغرافي، جامعة عبد المالك السعدي/ المغرب رئيس اللجنة العلمية: أ.د. الطاهر رواينية، جامعة باجي

مختار/ الجزائراللجنة العلمية:

أ.د. إحسان يعقوب حسن الديك، جامعة النجاح الوطنية /فلسطين.

أ.د. ضياء غني لفتة العبودي، ذي قار / العراق. .أ.د.محمد جواد حبيب البدراني، جامعة البصرة / العراق

.أ.د. منتصر الغضنفري جامعة الموصل / العراق أ.د. يحي ناعوس، المركز الجامعي أحمد زبانة،

غليزان/الجزائر د. دين العربي، جامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة /

الجزائر..د. كريم المسعودي جامعة القادسية / العراق

د. محمد سرحان كمال، جامعة المنصورة / مصر.د. مليكة ناعيم، جامعة القاضي عياض / المغرب.

أعضاء لجنة التحكيم االستشارية لهذا العدد:أ.د. الشارف لطروش ـ جامعة مستغانم ـ الجزائر

أ.د. محمد تحريشي ـ جامعة طاهري محمد .بشار ـ الجزائرد. السعيد خنيش ـ جامعة عبد الرحمن ميرة بجاية ـ الجزائر

د. تركي أمحمد ـ المركز الجامعي أحمد زبانة غليزان ـ الجزائر د. جريو فاطمة ـ جامعة عبد الحميد بن باديس ،

مستغانم .الجزائرد. داود خليفة ـ جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف ـ الجزائر د. رضا عامر ـ المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصيف ميلة ـ

الجزائرد. سحنين علي ـ جامعة مصطفى اسطمبولي –معسكر-الجزائر

د. سوسن رجب حسن ـ جامعة تبوك كلية التربية واآلداب ـالسعودية

د. عبدالله بن صفية ـ جامعة برج بوعريريج ـ الجزائرد. عبدالقادر بن فرح ـ جامعة سوسة ـ تونس

د. عبد العزيز بوشاللق ـ جامعة محمد بوضياف المسيلة ـالجزائر

د. علي عبد رمضان ـ جامعة البصرة ـ العراقد. لحسن عزوز ـ جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي ـ الجزائر

د.محمد محمود السيد أبو حسين ـ جامعة اإلمام محمد بن سعود

التعريف: مجلة علمية دولية محكمة ومفهرس44ة تص44در شهريا عن مركز جيل البحث العلمي وتع44ني بالدراسات األدبي44ة والفكري44ة بإش44راف هيئ44ة تحرير ولجنة علمية ثابتة مشكلة من أس4اتذة وباحثين من عدة دول وهيئ44ة تحكيم تتش44كل

دوريا في كل عدد.اهتمامات المجلة وأبعداها:

ينفتح الخط44اب الفك44ري واألدبي على ع44دة اعتب44ارات، ويتموض44ع ض44من س44ياق سوس44يو ثق44افي وسياس44ي، يجع44ل من تمثالت44ه تأخ44ذ موضعيات متباينة، ف44بين الجم44الي والفك44ري مسافة تماس وبين الواقعي والجمالي نقاط

التقاء تكشفها المواقف. وإيمانا من44ا ب44أن الح44رف ال44تزام ومس44ؤولية، وبأن الكلمة وعي وارتقاء، ف44إن مجل44ة جي44ل الدراسات األدبية والفكرية المجلة األكاديمية الدولية المحكمة والتي تختص بنشر البحوث األدبية والمقاربات النقدية والفكري44ة تس44عى ألن تق444دم جدي444دا إلى الس444احة الفكري444ة

العربية. األهداف:  نش44ر المعرف44ة األص44يلة، وتعزي44ز الح44وار

العلمي العقالني من خالل نش4444ر ال4444رأيوالرأي المخالف.

تلبية حاجات الباحثين وطلب44ة العلم س44واء من ناحية االكتف44اء المع44رفي في مواض44يع مح44ددة تتماش44ى وه44دف المجل44ة أم من ناحي44ة النش44ر وتش44جيع البح44وث الرص44ينة

والمبتكرة.خل444ق وعي ق444رائي ح444دوده التمي444يز بين

الكلمة األص44يلة والكلم44ة المبتذل44ة ال44تي ال تقدم جديدا في ظل استسهال النش44ر م44ع

المتاحات االلكترو نية.

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 5

مركز جيل البحث العلمي مجلة جيل الدراسات األدبية

والفكريةشروط النشر

مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية مجلة علمية دولية محكمــة تختص بنشر البحوث األدبيــة والمقاربــات النقديــة والفكريــة، تصــدر شــهريا عنــر مشــكلة من أســاتذة ــة تحري ــل البحث العلمي، بإشــراف هيئ ــز جي مركــة تحكيم تتشــكل وباحثين وهيئة علمية تتألف من نخبة من الباحثين وهيئــتزم ــتي تل ــاالت ال ــاث والمق ــة األبح ــل المجل ــدد.تقب ــل ع ــا في ك دوري الموضوعية والمنهجية، وتتــوافر فيهــا األصــالة العلميــة والدقــة والجديــة

وتحترم قواعد النشر التالية:ــة ــنى المجل ــتي تع ــوعات ال ــمن الموض ــدم ض ــون البحث المق • أن يك

بنشرها. • أال يكــون البحث قــد نشــر أو قــدم للنشــر ألي مجلــة، أو مــؤتمر في الوقت نفسه، ويتحمل الباحث كامل المســؤولية في حــال اكتشــاف بــأن

مساهمته منشورة أو معروضة للنشر.• أن تحتوي الصفحة األولى من البحث على:

- عنوان البحث.- اسم الباحث ودرجته العلمية، والجامعة التي ينتمي إليها.

- البريد اإللكتروني للباحث..12كلمة وبحجم خط 150- ملخص للدراسة في حدود

- الكلمات المفتاحية بعد الملخص. • أن تكون البحوث المقدمة بإحدى اللغات التاليــة: العربيــة، الفرنســية

.واإلنجليزيةــفحات البحث على ) ــدد ص ــد ع ــك20• أن ال يزي ــا في ذل ــفحة بم ( ص

األشكال والرسومات والمراجع والجداول والمالحق.• أن يكون البحث خاليا من األخطاء اللغوية والنحوية واإلمالئية.

• أن يلتزم الباحث بالخطوط وأحجامها على النحو اآلتي:Traditional- اللغة العربية: نـوع الخـط ) Arabic( وحجم الخـط )16)

(.12في المتن، وفي الهامش نفس الخط مع حجم ) (14( وحجم الخط )Times New Roman- اللغة األجنبية: نوع الخط )

(.10في المتن، وفي الهامش نفس الخط مع حجم ) نقطــة مــع تضــخيم18- تكتب العنــاوين الرئيســية والفرعيــة بحجم

الخط.ــامج Microsoft• أن تكتب الحواشي بشكل نظامي حسب شــروط برن

Word.في نهاية كل صفحة • أن يرفــق صــاحب البحث تعريفــا مختصــرا بنفســه ونشــاطه العلمي

والثقافي. • عند إرســال البــاحث لمشــاركته عــبر البريــد االلكــتروني، سيســتقبل

مباشرة رسالة إشعار بذلك.ــة ــل لجن • تخضع كل األبحاث المقدمة للمجلة للقراءة والتحكيم من قب مختصة ويلقى البحث القبول النهــائي بعــد أن يجــري البــاحث التعــديالت

التي يطلبها المحكمون. • ال تلتزم المجلة بنشر كل مــا يرســل إليهــا وهي غــير ملزمــة بتقــديم

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

الفهرسالصفحة

7االفتتاحية

9حجاج البالغة وبالغة الحجاج، د.ناعوس بن يحيى/ المركز الجامعي بغليزان ـ الجزائر .

27المواجهة سبيال للخالص الجمعي، قراءة نسقية في"األسوار والكوريدا" لمحمد منيب البوريمي، محمد

أعزيز، جامعة الحسن الثاني الدارالبيضاء- المغرب

35،نظرية التلقي: األصول العلمية و اإلجراءات التحليلية بوخليفة بوسعد ـ جامعة عبد الرحمن ميرة بجاية الجزائر

47ــة بين من مظاهر التسلط في النقد العربي القديم، الموازن الطــائيين لآلمــدي أنموذجــا، د. علي بن عبــد اللــه / جامعــة

المنستير، تونس.

61التعددية الداللية القواعدية للمؤشر الفعلي "أخذ" في القرآن الكريم )مقاربة إدراكية(، د. ناديا دادپور، د. سيد

محمدرضا ابن الرسول ، أ.م د.حدائق رضائي، أستاذمساعد في قسم األلسنيات بجامعة أصفهان

87اق، أحمد عبد البنى األسلوبية في شعر محمود الورلومي، جامعة الناصر مندو - إشراف: أ. د. رئيفة الس

البعث: حمص/ سورية

103 ،من▪▪أدب المقاومة في السرد الجزائري المعاصر رواية: ""صيف▪▪ استئصال الهوية نحو انطولوجيا الوجود

إفريقي"" لـــ: محمد ديب أنموذجا، موسى سنوسي،- أبو القاسم سعد الله.02جامعة الجزائر

111"التعدد الثقافي وإشكالية التلقي في رحلــة ابن فضــالن د.عامر رضا ـ المركز الجامعي، ميلة)الجزائر(.

125شعرية النص الرقمي في رواية بــوح الوجــع بين اإليقــاع ــ جامعــة محمــدالنصي والحوار اإلجناسي، منى صريفق ـ

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 6

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

ـ الجزائر.02لمين دباغين، سطيف

االفتتاحية

بسم الله الرحمن الرحيم أردنا في هذا العدد الحفاظ على الخط العام الذي سارت علي44ه المجل44ة

منذ نشأتها، لذا توخينا التنوع والجدة في الطرح والتقديم، هذا ما جعله يضم دراسات مختلفة، فمن الدراسة ال44تي ك44ان الحج44اج والبالغ44ة فيه44ا موض44وعا للبحث والتنقيب، إلى الق44راءة النس44قية في إح44دى رواي44ات الب44وريمي، ومن البحث في أصول نظري44ة التلقي وع44دتها اإلجرائي44ة إلى البحث في مظ44اهر

التسلط في إحدى المدونات النقدية القديمة.

هذا وضم العدد دراسة حول تعدد ال4دالالت إلح44دى االس44تخدامات الفعلي44ة في القرآن الكريم، وأخرى حول شعر محم44ود ال44وراق من خالل البحث في البنى األسلوبية، لتتناول ثالثة إحدى المدونات الس44ردية الجزائري44ة من خالل

تيمة المقاومة ،

وق44د احت44وى الع44دد ك44ذلك على دراس44ة ح44ول التع44دد الثق44افي في إح44دى ال44رحالت القديم44ة، وأخ44رى ح44اولت البحث في ش44عرية إح44دى الرواي44ات

الرقمية.

نرجو أن يحقق العدد المتعة المعرفية واالستزادة، هذا ونوجه شكرنا لك4لمن أسهم في هذا العدد تقييما وتقويما وتحكيما .

: د. غزالن هاشميرئيسة التحرير

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 7

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 8

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 9

تخلي أسرة تحرير المجلة مسؤوليتها عن أي انتهاك لحقوقالملكية الفكرية

ال تعبر اآلراء الواردة في هذا العدد بالضرورة عن رأي إدارةالمركز

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي ©

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

حجاج البالغة وبالغة الحجاجد.ناعوس بن يحيى/ المركز الجامعي بغليزان ـ الجزائر .

الملخص: تح44اول ه4ذه الدراس44ة ،بع4د الت4دقيق العلمي ، ط44رح قض44ية الت4داخل بين الحج44اج و البالغة عن طريق طرح السؤال التالي: هل العالقة التي تربط بينهما هي عالقة ت4داخل أم عالقة تكامل أم عالقة احتواء؟ تلك هي األس44ئلة ال44تي س44يبني عليه44ا البحث طريق44ه محاوال إيجاد اإلجابة العلمية وفق ما تملي44ه المنهجي44ة العلمي44ة الج44ادة مس44تندا على م44ا

طرح على بساط البحث العلمي في المدرستين العربية والغربية.الكلمات المفتاحية: حجاج -اقناع -اقتناع-بالغة-الخطاب

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 10

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

يح44اول ه44ذا البحث ط44رح قض44ية الت44داخل بين الحج44اج و البالغ44ة عن طري44ق ط44رح السؤال التالي : هل العالقة التي ترب44ط بينهم44ا هي عالق44ة ت44داخل أم عالق44ة تكام44ل أم عالقة احتواء؟ تلك هي األسئلة التي سيبني عليها البحث طريق4ه مح44اوال إيج44اد اإلجاب44ة العلمية وفق م44ا تملي44ه المنهجي44ة العلمي44ة الج44ادة مس44تندا على م44ا ط44رح على بس44اط

البحث العلمي في المدرستين العربية والغربية . ماهية الحجاج : كثيرا ما نجد من البحوث التي عرفت الحجاج من الناحية اللغوي44ة إال إن هدفنا ههنا هو الرب44ط بين التعري44ف اللغ44وي و التعري44ف االص44طالحي للحج44اج ح44تى يتسنى الخروج بمعنى جامع بين الوظيفة ال44تي يق44وم به44ا الحج44اج داخ44ل الخط44اب ،و األصل اللغوي لمعناه االصطالحي، فنقول:"حاججته أحاجه حجاجا ومحاجة حتى حججته أي :غلبت444ه ب444الحجج ال444تي أدليته444ا]...[ وحاج444ه محاج444ة وحجاج444ا: نازع444ه الحج444ة و

.1الحجة :الدليل والبرهان" و الذي يهمن44ا من ذل44ك المع44نى األخ44ير ، أي منازع44ة الحج44ة و ه44ذا ال44ذي نج44ده في44اه ه أن آت 44راهيم في رب ذي ح44اج إب ﴿القرآن الكريم حيث قال الله تعالى : ألم تر إلى ال44راهيم 44ا أحيي وأميت ق44ال إب ذي يحيي ويميت ق44ال أن ي ال 44راهيم رب ه الملك إذ قال إب الله ال ذي كف44ر والل رق ف44أت به44ا من المغ44رب فبهت ال مس من المش44 ه يأتي بالش فإن الل

.2﴾يهدي القوم الظالمين ومعنى حاج في هذا السياق: "خاصم،وه44و فع4ل ج44اء على زن44ة المفاعل44ة،وال يع4رف ل)حاج( في االس4تعمال فع4ل مج4رد دال على وق44وع الخص44ام،وال تع4رف الم4ادة ال4تي

، فنالحظ التالزم بين المعنى اللغوي و االصطالحي بحيث أن "الحج44اج ه44و3اشتق منها".4كل منطوق به موجه إلى الغير إلفهامه دعوى مخصوصة يحق له االعتراض عليها"

"فعالي44ة تداولي44ة جدلي44ة، فه44و ت44داولي ألنو على هذا األساس يع44رف الحج44اج بأن44ه طابعه الفكري مقامي واجتماعي، إذ يأخذ بعين االعتب44ار مقتض44يات الح44ال من مع44ارف مشتركة ومطالب إخبارية وتوجهات ظرفية، ويهدف إلى االش44تراك جماعي44ا في إنش44اء معرفة علمية إنشاءا موجها بقدر الحاج44ة، وه44و أيض44ا ج44دلي، ألن هدف44ه إقن44اعي ق44ائم

. 5بلوغه على التزام صور استداللية أوسع وأغنى من البنيات البرهانية الضيقة" هذه الثنائية التي تميز الحجاج جعلته أكثر حضورا في العملية التواص44لية مم44ا س44اعد المرسل على إيصال أفكاره إلى المتلقي، و تجعله يذعن إلى ما طرح عليه من رسائل

و أفكار ،و ذلك ألن الحجاج " عملية استدالل عقلي من شأنها أن تؤدي باألذه44ان إلى، التسليم بما يعرض عليها من أطروح4ات أو أن تزي4د في درج4ة ذل4ك التس4ليم ، وتعت4بر

، 27،مادة حجج،ص 2 م،مج 1997- 28-. ابن منظور، لسان العرب،دار صادر،بيروت،لبنان:ط 1.258-سورة البقرة اآلية 2.31/32،ص 3-ابن عاشور ،تفسير التحرير والتنوير،الدار التونسية للنشر والتوزيع واإلعالن،دت،ج 3 ،المرك44ز الثق44افي الع44ربي،ال44دار1-ط44ه عب44د ال44رحمن ،اللس44ان والم44يزان أو التك44وثر العقلي ،ط 4

.226 ،ص 1998البيضاء،المغرب، د.طه عبد الرحمان ، في أصول الحوار وتجديد علم الكالم ، المركز الثقافي العربي ، البيضاء ، -4 5

.65م ، ص.2007[ ، 3المغرب، ]ط.

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 11

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

موضوعه درس تقنيات الخط44اب ال44تي تمكن المتكلم من تغي44ير نظ44ام المعتق44دات  أن .1والتصورات لدى مخاطبه بواسطة الوسائل اللغوية"

وزيادة على ما سبق ،فإن الخطاب الحجاجي يعرف ،أيضا ،بأنه خطاب يستنفر ك44ل الطاقات اإلقناعية لدى المرسل من أجل الدفاع عن وجهة نظر ليجعل المتلقي يذعن لها ، ومن هنا كان لزاما أن يبنى الخطاب الحجاجي على جملة من العناص44ر يلخص44ها

الجدول التالي:وظيفتهالعنصر الحجاجي

عرض الفكرة بطريقة مباشرة أو غير مباشرةالقضية المتح44اورون ح44ول القض44ية / المرس44ل و المتلقي ) ف44ردااألطراف

واحد أو جمهور ..( عرض أدلة نقلية أو شواهد داعمة أو أمثل44ة من الت44اريخ أوالحجج

الواقعأو شواهد من القرآن الكريم.

االهتم44ام باألس44اليب والص44ياغة م44ع الت44درج في ع44رضكيفية اإلقناعالبراهين.)ساللم الحجاج، الروابط و العوامل.(

الخالصة إبداء الرأي بطريقة منطقي44ة )النتيج44ة ق44د تك44ونالنتيجةضمنية أو صريحة(

وزيادة على م44ا س44بق ،ف44إن لغ44ة الخط44اب الحج44اجي ،بم44ا تتس44م ب44ه من خص44ائص الذي ليس (Logique naturelleمنطقية ، تتعالق مع ما يدعى بالمنطق الطبيعي )

الذهنية التي تمكن فاعال / متكلما في سياق ما من اق44تراح سوى "نسق من العملياتم له بواسطة الخطاب " .2تمثيالته على متكل

44دخلون الحج44اج في اللغ44ة ، حص44ر من أجل ذلك و غيره ،جعل كث44ير من الب44احثين ي مفهوم الحجاج في التداولي44ة المدمج44ة في التالزم بين الحج44ة و النتيج44ة ،فق44د عرف44ه ديكرو في كتابه "الحجاج في اللغة" على النحو التالي: »يقوم متكلم ما بفع44ل الحج44اج

( أو2( )أو مجموعة أقوال ( يفض44ي إلى التس44ليم بق44ول أخ44ر )ق1عندما يقدم قوال )ق.3)مجموعة اقوال أخرى ("

و على هذا ،فإن الحجاج عند ديك44رو و أنس44كومبر :" ه44و إنج44از لعملين هم44ا: عم44ل التصريح بالحج44ة من ناحي44ة و عم44ل االس44تنتاج من ناحي44ة أخ44رى س44واء أك44انت النتيج44ة

.4مصرحا بها أم ضمنية " شكري المبخوت: نظرية الحجاج في اللغة ،ضمن أهم نظريات الحج44اج في التقالي44د الغربي44ة من - 1

.59أرسطو إلى اليوم، إشراف حمادي صمود،كلية اآلداب ، منونة،د.ت، ص ، حوار أجراه مع د.أبو بكر العزاوي حافيظ اسماعيلي علوي ، فكر ونقد، من المنطق إلى الحجاج - 2

37م ، ص.2004[ ن السنة السابعة ، سبتمبر 61]ع.3 - Jean-Claude Ascombre et Oswald Ducrot, L’argumentation dans la langue, Pierre mardaga, éditeur, Bruxelles, 1983, p84-Jean-Claude Ascombre et Oswald Ducrot, L’argumentation dans la langue, Pierre mardaga, éditeur, Bruxelles, 1983, p11

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 12

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

و مما سبق نستنتج ، و انطالقا من تعريفه في التداولية المدمجة،بأن الحجاج ما ه44و عالقة داللية تربط بين األق44وال في الخط44اب ،تنتج عن عم44ل المحاج44ة ، ولكن ه44ذاإال"

( شروط محددة حتى ت44ؤدي1العمل محكوم بقيود لغوية فالبد أن تتوفر في الحجة )ق (،لذلك فإن الحجاج مس44جل في بني44ة اللغ44ة ذاته44ا ،و ليس مرتبط44ا ب44المحتوى2إلى )ق

.1الخبري لألقوال و ال بمعطيات بالغية مقامية" و نأسيسا على ما سبق ؛حصرت التداولية المدمجة دراس44ة الج44وانب التداولي44ة فينا،داخل بنية اللغة ،و ذلك لم44ا تتص44ف ب44ه اللغ44ة من اللغة وحصرت أيضا الحجاج ،كما بي وظائف حجاجية تيسر توصيل الرسالة إلى المتلقي، لهذا يعتبر الحج44اج ،كم44ا أس44لفنا ، "فع4الية ت4داولي4ة ج4دلي4ة ؛ فه4و ت4داولي الن ط4ابعه الفك4ري مقامي واجتم4اعي، وه44و

أوس44ع  ألن هدف44ه إقن44اعي ق44ائم بل444وغه على الت444زام ص444ور اس44تداللية أيض44ا ج44دلي.2وأغ444نى من البنيات البرهانية الضيقة "

و انطالقا من ذلك ، وجدنا ديكرو و أنسكومبر يميزان بين نوعين من األفعال فعل المحاجة ،و فعل االستدالل ، و ذلك ألن" االستدالل و الحج44اج ظاهرت44ان من مس44تويين مختلفين فأس44اس االس44تدالل ه44و عالق44ة اعتق44ادات المتكلم بحال44ة األش44ياء ،أي تراب44ط األحداث و الوقائع في الكون ،أم44ا الحج44اج فه44و موج44ود في الخط44اب، و في الخط44اب

.3فحسب" فإذا كان فعل المحاجة مرتبط بالخطاب يجعله يختل44ف عن فع44ل االس44تدالل ،و ذل44ك ألن "عم444ل المحاج444ة باعتب444اره عالق444ة بين الحج444ة و نتيج444ة مختل444ف عن عم444ل االستدالل ،فالمحاجة عالقة بين عملين لغ44ويين ال بين قض44يتين و ه44ذه الخاص44ية ال44تي

.4تجعله مرتبطا باللغة الطبيعية " و في المخطط التالي تلخيص لم44ا س44بق ذك44ره عن تعري44ف الحج44اج و إدماج44ه في

اللغة:

-شكري المبخوت، الحجاج في اللغة ،ض44من كت44اب أهم نظري44ات الحج44اج في التقالي44د الغربي44ة من 1 ،كلي44ة اآلداب1أرسطو إلى اليوم إشراف حمادي صمود، جامعة اآلداب و الفن44ون و العل44وم اإلنس44انية

.361-360منوبة،ص طه عبد الرحمان ، في أصول الحوار وتجديد علم الكالم ، المركز الثق4افي الع4ربي ، البيض44اء ،د. - 2

.65م ، ص.2007[ ، 3المغرب، ]ط..362-شكري المبخوت ،الحجاج في اللغة ،ص 3.363- شكري المبخوت ،الحجاج في اللغة ،ص 4

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 13

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

إن التغيرات التي تشهدها حياتنا اليوم من ت44وفرمقدمات الحجاج و منطلقاته:  وسائل التواصل المختلفة حتى استطاع اإلنسان أن يخ44اطب غ44يره ،البعي44د عن44ه، خالل ثواني رغم أن اآلخر موجود في أمريكا و األول في إفريقيا ،مثال ،بل يس4تطيع أن ي4رى

الحياة اليومية والعائلي44ة والسياس44يةصورته و يالحظ حركاته و انطبعات وجهه فكأن " توفر لنا كما هائال من أمثلة الحجاج البالغي. إن أهمية هذه األمثلة المنتمي44ة إلى الحي44اة اليومية تكمن في التقارب الذي تسمح به مع األمثلة التي يوفرها الحجاج األك44ثر س44موا

.1 عند الفالسفة والقانونيين" وس44ع  وهذا ما جعل المختصون في الحجاج و البالغ4ة على رأس4هم بيرلم4ان ال4ذي

من حدود الخطابة، حيث دمج الفلسفة والعلوم اإلنسانية عامة، والتحاور الي44ومي، في "والواقع أن بيرلمان بهذا ق44د وق44ف نموذجه الموحد الذي أطلق عليه: البالغة الجديدة

على آليات مشتركة بين ك44ل أش44كال الكالم س44واء النفس44ي الشخص44ي، أو الثن44ائي، أو .2الجماهيري، أو الشعري، أو خطاب المختصين في مجال القانون والعلوم اإلنس44انية "

فلم تعد البالغة ، بذلك، محصورة عن44ده في مخاطب44ة الع44وام وال44دهماء، ب44ل اكتس44حت جمي44ع أن4واع المخ44اطبين المختص44ين، ال4ذين ال يمكنهم فهم الخط4اب وتك44وين رأي عن

3مضامينه: "دون التمهيد لذلك بتحمل عناء البحث الجاد".

و مما سبق أضحت الخطط الحجاجية تستمد خصائصها وس44ماتها "من الحق44ل ال44ذي تتحقق فيه و يمنحها الشرعية ،و ق44د يك44ون ه44ذا الحق44ل ه44و الحي44اة اليومي44ة للن44اس ،و

. 4قيمهم أوالفكر و التفكير من أبسط درجاته إلى أكثرها تعقيدا و تجريدا"

1 - http://balagharachid.blogspot.com/2014/04/blog-post_4540.html2 -- http://balagharachid.blogspot.com/2014/04/blog-post_4540.html3 - http://balagharachid.blogspot.com/2014/04/blog-post_4540.html

.100م ،ص 2001 أعراب، الحجاج و االستدالل الحجاجي،مجلة عالم الفكر، الكويت، عدد يوليو -4

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 14

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

و من هنا وجب أن نبين بأن الحجاج ال يقصر توظيفه في خطابات ظرفي44ة مح44ددة،و إنما "هو بعد مالزم لكل خطاب على وجه اإلطالق ، والسبب في ذل44ك أن ك44ل خط44اب حال في اللغة تمنحه هذه األخيرة العناصر األولي4ة و القاعدي4ة لك44ل حج4اج ،أي عناص4ر االستدالل و التدليل...حتى إن العديد من حقول المعرفة اإلنسانية يسعى كل منه44ا إلى ضم الحج44اج إلى حظيرت44ه الخاص44ة واالس44تفادة من إمكانات44ه .و ه44ذا م44ا جع44ل مفه44وم

.1الحجاج يطعم بمفاهيم ووظائف و تنظيرات مختلفة مازالت في تجديد مستمر" و لكن ال بأس في سبيل توضيح مقدمات الحج44اج و منطلقات44ه ،أن ن44بين بجالء أك44ثر أهم المراحل التي يمر بها انتاج الحجاج حتى تتضح صورة ميالد الخطاب الحجاجي عند المتكلم / المخاطب حتى يبلغ صورته النهائية على ش44كل خط44اب متكام44ل العناص44ر ،و

و ال44تي2منسحمة فيما بينها ،و قد أش44ار أرس44طو إلى مراح4ل انت44اج الق44ول الحج44اجي سنجملها في المخطط التالي:

األط44ر الحجاجي44ة ال44تي تتحكم و كأن هذه المراحل تشير من ناحية أخ44رى إلى أهم   أن في بناء الخطاب الحجاجي ،و توجهه توجيها يجعله يؤدي وظيفته اإلبالغي44ة ،و ذل44ك

الحجاج ال يزدهر إال حين تفتقد األدوات اليقينية. هذا ما أشار إليه بارت لتحديد األسباب.3التي دفعت إلى انهيار البالغة

استنتاجا مما سبق ، نفهم دور الخطيب في ضرورة االهتمام بجمه44وره ح44تى يخت44ار لهم الحجج التي تجعلهم يؤي44دون الفك44رة أو ينفي عنهم م44ا ك44ان في ذهنهم من أوه44ام حول الموضوع المطروح للنقاش الذي بفضله جاء الحجاج ،وعليه فإن "الخطيب ال44ذي

-المرجع نفسه، ص نفسها. 1.193م،ص1986-أرسطو ،الخطابة، ترجمة عبد الرحمن بدوي،بغداد :دار الشؤون الثقافية، 2

3 - http://balagharachid.blogspot.com/2014/04/blog-post_4540.html

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي ©

م4ر4ا4ح4ل4 إ4ن4ت4ا4ج4 ا4لق4و4ل4 ا4ل4ح4ج4ا4ج4ي4

ع4ن4د4 ر4س4ط4و4ا4لم4ر4ح4ل4ة4 ا4أل4و4ل4ى4:4 ا4لب4ح4ث4 ع4ن4 م4و4ا4د4

ا4لح4ج4ا4ج4ا4لم4ر4ح4ل4ة4

ا4لث4ا4ني4ة4:4ت4ر4ت4ي4ب4 ا4ج4ز4اء4 ال4ق4و4ل4

ا4لم4ر4ح4ل4ة4 ا4لث4ا4ل4ث4ة4:4ت4ت4ع4ل4ق4 ب4ا4أل4س4ل4و4ب4 م4ن4 ح4ي4ث4 ا4خ4ت4ي4ا4ر4 ا4ال4ل4ف4ا4ظ4 و4 ا4لم4ح4س4ن4ا4ت4

ا4لم4ر4ح4ل4ة4 ا4لر4ا4ب4ع4ة4:ا4أل4خ4ذ4

ب4ا4ل4و4ج4و4ه4

15

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

ال يلتفت إلى مطالب المستمع هو شخص أناني أو أنه ال يتحدث إال مع نفس44ه ويتنص44ت.1إلى هال وسه"

وه44ذه الخاص44ية الحجاجي44ة للخط44اب جعلت كث44يرا من الب44احثين، المهتمين بتحلي44ل العلمية التواصلية ، يعرفون البالغة الجديدة بأنها:" حقل يعنى بدراسة الخطاب الموجه نحو المخاطب/المتلقي/الجمهور بمختلف أشكاله المتعددة، سواء ك44ان حش44دا متجمع44ا في ساحة عامة، أو في اجتماع لمختصين، أو كان خطابا موجها نحو فرد واح44د أو نح44و البشرية جمعاء؛ انه حقل يفحص حتى الحجج التي نوجهها إلى ذاتن44ا خالل ح44وار خ44اص

.2بيننا وبين أنفسنا"البالغة الجديدة و الحجاج:

ثمة تداخل كبير في التعريفات بينهما عند كثير من الب44احثين ،و ذل44ك ألن المج44ددين وغ44يره، أرادوا أن تنتعش البالغ44ة بم4ا تحوي4ه من3للبالغة الغربي4ة، أمث4ال روالن ب4ارت

خاصية إقناعية التي يتسم بها الخطاب الحجاجي ،فال يك44ون النص حجاجي44ا ، من وجه44ة حين يحمل بذرة خالف، تتضمن قصدا تأثيريا، مضمرا أو معلن44ا،نظر البالغة الجديدة،إال

بنية تحويل أو تعديل وجه4ة تفك44ير المخ44اطب، أو حمل44ه على مزي4د من موافق44ة داخ4ل.4مسار تواصلي غير إلزامي"

هذا المنحى الذي ب4ني علي4ه الحج44اج جعل44ه يقتحم جمي44ع العل44وم بمختل44ف مش44اربها المعرفية و المنهجية، لهذا فإن بالغة الحجاج تتصف بالبيني44ة إذ إنن44ا نج44دها في األدب، بجميع أنواعه، و في الفن ، بجمي44ع تمظهرات44ه الجمالي44ة، مثلم44ا نج44دها في علم النفس واالجتماع و القانون و التجارة و االقتصاد و السياس44ة و اإلعالم بك44ل فروع44ه،ألنه44ا بم44ا

تتسم به من إقناعية استطاعت أن تتوغل إلى جميع العلوم و المعارف. وهذه الخاصية اإلقناعية في البالغة الجديدة جعلت اختي44ار الحجج يتح44دد بعنص44رين

اثنين هما: أوال:االنطالق من المعطيات ال44تي يمتلكه44ا المتلقي ح44تى يتس44نى إقناع44ه بش44كل   

تراكمي للحجج. ثانيا: مراعاة المقام، وذلك ألن المحاجة ال ت44ؤتي أكله44ا إال إذا اعتم44دنا على حجج   

مضادة لحجج التي يركز عليها الخصم في بناء خطابه. ه4و دراس44ة التقني4اتو من هنا ،كان موض4وع نظري4ة الحج44اج ، كم4ا بين منظروه4ا،"

، و5الخطابية إلثارة أو زيادة االل4تزام من العق4ول إلى األطروح4ات المقدم4ة إلى اعتم44ادهم " على ه44ذا ارتبطت البالغ44ة الجدي44دة بالحج44اج ارتباط44ا ال انفص44ام ل44ه ، و ذل44ك باعتم44اد

1 - http://balagharachid.blogspot.com/2014/04/blog-post_4540.html2 -- Chaïm Perelman : Rhétorique et philosophie, avec Lucie Olbrechts-Tyteca, Paris, Presses Universitaires de France, 1952.

1963لقد كتب سنة - 3 ة، وسيكون : "قائال ة بمفاهيم بنيوي -ينبغي إعادة التفكير في البالغة الكالسيكية لدوال التضمين، صالحة للصوت المنطوق، والص44ورة- حينئذ من الممكن وضع بالغة عامة، أو لساني

.."واإليم4444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444اءhttp://www.alukah.net/publications_competitions/0/36802/#ixzz52vU1m800

4 -- Michel Meyer : Qu’est-ce que l'argumentation?, Paris, Librairie Philosophique Vrin, 2005.

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 16

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

4ز في ذل4ك بيرلم4ان على تقنيات البالغة في عملية اإلقناع ،التي ذكرناها آنف4ا، حيث ركمبدأين أساسين في العملية التواصلية هما :القصد و المقام .

وهذان المبدءان يمكن االرتكاز عليهما، باعتبارهم44ا معين44ا على تك44وين ك44وثر منهجي، ذات طبيعة حجاجية قوي44ة كالنص44وص القض44ائية والسياس44يةفيما يخص "تحليل نصوص

والفلسفية، بناء على تصور تفاعلي بين الذات المتكلمة والمخاطبين. وعلى الرغم من مم44يزات ه44ذا التص44ور، فإن44ه يقص44ر الحج44اج على بعض التقني44ات واآللي44ات البالغي44ة والمنطقية، وهو م44ا يدفع4ه إلى تقس44يم الخطاب44ات إلى خطاب44ات حجاجي44ة ذات طبيع4ة إقناعية، كالمناظرات والمجادالت الدينية والفلسفية والسياسية والقانونية، وأخرى غير حجاجية. بينما يتبنى التصور التقني للحجاج تقسيما آخر تصير بمقتضاه ك44ل الخطاب44ات

 "1المختلفة التي تستعمل لسانا طبيعيا خطابات حجاجية بدرجات مختلفة. وال يخفى على أحد، بأن الحجاج حصر في جملة من األهداف هي:

اإلقناع أي رصد كل الوسائل المسعفة والمعينة على جع44ل المتلقي يقب44ل.1الرسالة كمرحلة أولى.

والت444أثير أي جع444ل المتلقي في المرتب444ة الثاني444ة ينس444اق وراء مض444امين.2الرسالة.

والت4داول أي جع4ل اللغ4ة وس4يلة من وس4ائل تراب4ط بين ط44رفي العملي44ة.3التواصلية.

ل.4 والتواصل أي أن الحجاج وس44يلة أساس44ية في رب44ط العالق44ة بين المرس44والمتلقي، عالقتها هدفها األساسي هو التفاهم والتعاون واالشتراك.

والتخاطب أي أن اللغة بهذا تصبح تم44ارس وظيفته44ا األساس44ية ال44تي من.5أجلها وجدت عند اإلنسان عموما.

إال إننا وجدنا بأن بيرلمان انتقل من اإلقناع الذي ركز عليه أرس44طو إلى االقتن44اع حيث إن المجتمعات المعاصرة التي تبنت الديمقراطية منهج44ا في حياته44ا الش44املة تؤمن بالحرية لهذا وجدناها تميل إلى االقتناع بدل اإلقناع الجبري، فكأنها تجعل من بناء الخطاب يميل ميال عظيما نحو مراعاة ظروف و وأح44وال المتلقي ح44تى يقتن44ع بالرسالة ،و لهذا اهتم بيرلمان بالمتلقي بدل الملقي الذي كان يركز عليه أرس44طو

و البالغة الغربية الكالسيكية . : تعت44بر العوام44ل و الرواب44ط في نظري44ة الحج44اج و العوامل والرواب44ط الحجاجي44ة  

التي تساعد على انس44جام الخط44اب ح44تى يص44لالبالغة الجديدة عنصران من عناصر إلى مبتغاه من توجيه المتلقي إلى النتيجة الم44رادة أو م44ا يس44مى بالوجه44ة الحجاجي44ة التي هي "محددة بالبنية اللغوية فإنها تبرز في مكون44ات متنوع44ة و مس44تويات مختلف44ة من هذه البنية فبعض هذه المكون44ات يتعل44ق بمجم44وع الجمل44ة ،أي عام44ل حج44اجي في عبارة ديكرو ،فيقيدها بعد أن يتم اإلسناد فيها و من ه44ذا الن44وع نج44د:النفي و االس44تثناء5 - "L'objet de la théorie de l'argumentation est l'étude des techniques discursives permettant de provoquer ou d'accroître l'adhésion des esprits aux thèses qu'on présente à leur assentiment" )Perelman et Olbrechts-Tyteca 1970(.1 -- Chaïm Perelman et Lucie Olbrechts-Tyteca : Traité de l'argumentation : La nouvelle rhétorique, Presses Universitaires de France, Paris, 1958.

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 17

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

المفرع و الشرط و الجزاء. و نجد مكونات أخرى ذات خصائص معجمية مح44ددة، ت44ؤثر في التعلي44ق النح44وي و تت44وزع في مواض44ع متنوع44ة من الجمل44ة ،و من ه44ذه الوح44دات المعجمية جروف االستئناف بمختلف معانيها و األسوار )بعض،كل ،جمي44ع( و م44ا اتص44ل بوظائف نحوي4ة مخصوص4ة ،كح44روف التعلي4ل أو تمحض لوظيف4ة من الوظ4ائف ق4ط و

.1أبدا" و إذا أردنا أكثر تفصيال فيما يخص تعريف العوامل و الروابط فإن كل "ما يرب44ط بين األقوال من عناصر نحوية مثل أدوات االستثناء )الواو ، الفاء لكن إذن( ويسميه رواب44ط حجاجية ،وأما النوع الثاني فهو ما يكون داخ44ل الق44ول الواح44د من عناص44ر،ت44دخل مث44ل الحصر و النفي ، أو مكونات معجمية تحيل في الغالب غير مباشرة مثل من44ذ الظرفي44ة

.2و تقريبا و على القل و يسميه عوامل حجاجية" وعلى هذا فإن الروابط الحجاجية تختص بالربط بين عناص44ر الكالم ، وأم44ا العوام44ل

الحجاجية تختص بالجملة كله وهذا يستدعي منا الحديث منهجيا عن نظري44ة الس44اللم الحجاجي44ة ح44تى تك44ون النظ44رة كاملة متكاملة في هذا البحث ،وذلك بأن نظرية الساللم الحجاجية تنطل44ق "من إق44رار التالزم في عمل المحاجة بين القول الحجة)ق( ونتيجة )ن( ومع44نى التالزم هن44ا ه44و أن الحج44ة ال تك44ون حج44ة بالنس44بة للمتكلم ،إال بإض44افتها إلى النتيج44ة م44ع اإلش44ارة إلى أن

.3النتيجة قد يصرح بها و قد تبقى ضمنية" الحجج تبنى وفق سلم ينطلق من الحج44ة األض44عف إلى األق44وى مثلم44ا يوض44حه ه44ذا

المخطط:

.377 شكري المبخوت ،الحجاج في اللغة ،ص -1.377-376 شكري المبخوت ،الحجاج في اللغة ،ص -2.363- شكري المبخوت ،الحجاج في اللغة ،ص 3

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 18

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

وعلى هذا تبنى الساللم الحجاجية في الخطاب من مجموعة من األقسام الحجاجيةعلما بأن كل قسم

ن. حجاجي يتكون من : ق+ق' يقول ديكرو في ذلك :"تكون جملة )ق'( أقوى من )ق( إذا ك44ان ك44ل قس44م حج44اجي

، وإذا لم يتوفر هذا الشرط هن44اك ش44رط أخ44ر" يكفي1 يتضمن )ق( متضمنا أيضا )ق'(".2أن )ق'( يؤدي إلى نتيجة )ن'( أقوى من)ن("

و بما أن المجال ههنا ال يسمح بالتوسع أكثر في نظرية الساللم إال إننا سنتحدث عن الموضع باعتباره شرطا أساسيا من شروط الحجاج إذ إنه "يمثل "مب44دأ حجاجي44ا عام44ا من المبادئ التي يستعملها المتخاطبون ضمنيا للحمل على قبول النتيجة ما ، فالموضع

.3فكرة مشتركة مقبولة لدى جمهور واسع ،و عليها يرتكز االستدالل في اللغة"وفي تحديد ديكرو لمفهوم المواضع يمكن أن نستنتج ما يلي :

أن العالقة الحجاجية تتطلب وجود موضع بين الحجة و النتيجة..1أن للمواضع اشكاال تتحدد ب"أكثر" و "أقل" ضمن منطقة قوة محددة..2 أن أض44كال المواض44ع من خالل الت44أليف بين أك44ثر و)و رم44زه+( زأق44ل )ورم44ز-(.3

.4ألربعة هي : )+،+( )-،-(و )+،-(و)-،+(الخيال و الحجاج:

بعد الحديث عن كل ما يتعلق بالحج44اج وش44روط نجاح44ه ، ول44و بص44ورة مقتض44بة حسب أملته علينا طبيعة البحث، إال إن ثمة سؤال يف44رض نفس44ه ههن44ا مف44اده ه44ل هناك من عالقة بين الحجاج و الخي44ال ؟ أو بص44ورة أوض44ح إذا ك44ان الحج44اج يس44تند على المعطيات و الحجج اليقينية إلزاحة الخالف أو اللبس الموجود بين المرسل و

المرسل إليه فهل معنى ذلك أن نغفل الخيال في عملية المحاجة ؟ و نحن نعلم ،إجابة عن السؤال الس44ابق ،ب44أن الخي44ال ال ينف44ك عن طبيع44ة اإلنس44ان

،و ق4د وج4دنا ابن س44ينا يظه4ر ه44ذه5ال تفك44ر النفس ب44دون ص44ور" الفكرية حيث إن44ه" ك44ل م44ا تعقل44ه النفس مش44وبالقض44ية بجالء في كتاب44ه التعليق44ات حيث ذك44ر ب44أن "

،و هذا يجعل الحجاج يقبل التخيي44ل ح44تى يتالئم م44ع طبيع44ة اإلنس44ان ال44تي هي6"بتخيل مزيج مما هو منطقي و ما هو خيالي تصويري ،و ما الص44ور الش44عرية ال44تي نج44دها في النصوص التي انتجها اإلنسان عبر العصور و سيظل ينتجها ؛ بل إن النص44وص الس44ردية1 -Oswald Ducrot,1980,Les échelles argumentatives, Les éditions de minuit, PARIS ,P 20 .2 - Oswald Ducrot, 1980, Les échelles argumentatives, Les éditions de minuit, PARIS, P 26.

.380- شكري المبخوت ،الحجاج في اللغة ،ص 3.380- شكري المبخوت ،الحجاج في اللغة ،ص 4 ،1تر: إسحق بن حنين، مرا: عبد الرحمن بدوي، مكتبة النهضة المصرية،ط  أرسطو : في النفس، - 5

.75،ص1954 ،ص1973ابن سينا: التعليقات، تح: د. عبد الرحمن بدوي،الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، - 6

109.

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 19

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

التي غزت الساحة األدبية انتاج4ا كم4ا ونوع4ا في زمانن44ا ه4ذا لخ44ير دلي44ل على العالق4ةالمتينة بين الحجاج و التخييل .

و لذلك كان الشعراء في الجاهلية،مثال، ينظمون القصائد ،و يعلم44ون ب44أن له44ا ت44أثيرا من غ444ير أن يك444ون الغ444رض ب444المقول إيق444اع اعتق444اد "وكب444يرا في حي444اة المتلقين

بينم44ا الخطيب ال يلقي خطبت44ه على المخ44اطبين إال إذا ك44ان الخطب الجل44ل 1 البت44ة" يستدعي ش44حذ الهمم ،و كس4ب التأيي44د له4ذا يعم4ل على إقن44اعهم بم4ا ه4و » تص44ديق

 2". بالشيء مع اعتقاد أنه يمكن أن يكون له عناد وخالف وعلى ما سبق، يمكن أن نثبت قاعدة مهمة في مجال العالقة بين الحجاج والتخييل

أن» العمل المترتب على الحجاج ليس متوس44ال إلي44ه بالمغالط44ة والتالعب ب4األهواءهي 3والمناورة، وإنما هو عمل هيأ له العقل والتدبر والنظر."

الحجاجية تطرق إليها عب44د الق44اهر الجرج44اني في كتابي44ه مبين44ا أهم  وقوة التخييل خصائصها الفنية واإلبداعية ، ب44ل ذك44ر قوته44ا اإليحائي44ة في بنائه44ا الجم44الي المحكم في شبكة من الصور الخيالية المنسجمة فيما بينها انسجاما جعلها تبدو كلوحة فنية رس44مهارسام حاذق ، ومما التفت إليه عبد القاهر وحلله قصيدة ابن الرومي التي يقول فيها :

خجلت خدود الورد من تفضيله خجال توردها عليه شاهدلم يخجل الورد المورد لونه إال وناحله الفضيلة عاند

فصل القضية أن هذا قائد زهر الرياض وأن هذا طاردان بين اثنين هذا موعد بتسلب الدنيا وهذا واعد شتا خالد وإذا احتفظت به فأمتع صاحب بحياته لو أن حي

للنرجس الفضل المبين وإن أبى آب وحاد عن الطريقة حائدمن فضله عند الحجاج بأنه زهر ونور وهو نبت واحد

4يحكي مصابيح السماء وتارة يحكي مصابيح الوجوه تراصد.

"ت44رتيب الص44نعة في ه44ذه ومم44ا قال44ه عب44د الق44اهر عن ه44ذه القص44يدة ه44و أن      القطعة، أنه عمل أوال على قلب طرفي التشبيه)...( فشبه حمرة الورد بحمرة الخجل،

على الحقيق4ة، ثم  تعتق4د أن4ه خج44ل  ثم تناسى ذلك وخدع عنه نفسه، وحملها على أن ذلك في قلبه واستحكمت صورته، طلب لذلك الخجل علة، فجعل علته أن  لما اطمأن

فضل على النرجس، ووضع في منزلة ليس يرى نفسه أهال لها، فصار يتشور من ذلك، ويتخ44وف عيب الع44ائب، وغم44يزة المس44تهزئ. ويج44د م44ا يج44د من م44دح مدح44ة يظه44ر

الثاقبة والطب44ع  فيها ويفرط، حتى تصير كالهزء بمن قصد بها. ثم زادته الفطنة  الكذب

الش44عر، تح: د. محم44د س44ليم س44الم،  المجموع أو الحكمة العروضية في معاني كت44اب :ابن سينا - 1.15ص ، 1969العربية المتحدة،   الكتب، الجمهورية  دار

ابن س44ينا: المجم44وع أو الحكم44ة العروض44ية في مع44اني كت44اب ريطوريق44ا، تح: د.محم44د س44ليم  - 2.15، ص 1950، 1سالم،مكتبة النهضة المصرية،ط

3 - R.AMOSSY :L'argumentation dans le discours, éd NATHAN, Paris, 2000 ,  P62..2/643 للكتاب، د.ت،  العامة المصرية  نصار، الهيئة  تح: د. حسين ابن الرومي: الديوان، - 4

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 20

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

المثمر في سحر البيان، ما رأيت من وضع حجاج في شأن النرجس، وجه44ة اس44تحقاقه.1الفضل على الورد، فجاء بحسن وإحسان ال تكاد تجد مثله إال له«"

، أن44ه2 و نالحظ من خالل تحليل عبد القاهر لهذه القصيدة، وقد حلل ش44واهد كث44يرة تتبع الخاصية الحجاجية للصور التخييلية التي زخرت بها القصيدة ،و بين أنه44ا تب44نى على "الخط444وات الثالث ال444تي تم444يز الس444لم الحج444اجي، وال444تي تص444وغ مقوالت444ه في

.3تراتبية"  عالقة و يمكن أن نوضح هذه التراتبي44ة الحجاجي44ة ألس44لوب التخيي44ل في المخط44ط البي44اني

   :4التالي

: »ك44ل5و قد بين ذلك من خالل تعليقه على بعض األبي44ات الش44عرية حيث يق44ول      واحد من هؤالء قد خدع نفسه عن التشبيه وغالطها، وأوهم أن الذي جرى الع44رف ب44أن

ولم يقتص44ر على دع44وى على الحقيق44ة،يؤخذ منه الشبه قد حض44ر ،وحص44ل بحض44رتهم                            .6حصوله حتى نصب له علة، و اقام عليها شاهدا)…(«

استنباطا مما سبق، يمكن القول بأن الخطاب األدبي ، سواء جاء في صورة خطاب ش44عري كم4ا رأين4ا أو غ4يره،ال يس4تطيع أن يب4نى بعي44دا عن الحج4اج ال4ذي يرتك44ز على

ال تتخلص أب44داالتخييل ألنه خاصية من خصائص التفكير البشري بكل مستوياته ألنها:"

.285، ص   عبد القاهر الجرجاني: أسرار البالغة، - 1.295-286نفسه، ص   بالمصدر  الشواهد  تلك  ينظر - 2 المن44اظرة،  مجل44ة  ض44من .79مقارب44ة، حجاجي44ة االس44تعارة"، ص   ،"نح44و الع44زاوي  أب44و بك44ر   - 3

.1991، 4، ع 2س   الرباط،- المرجع نفسه،ص ن. 4.290-289 ص  الجرجاني: أسرار البالغة،  عبد القاهر  األبيات لدى  أنظر تلك - 5.290المصدر نفسه، ص - 6

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 21

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

من الهالة التخييلية بالكامل. كما أن كل عقالنية وكل نظام منطقي يحمالن في ذاتهم44ا.1أوهامهما الخاصة"

و خالصة األمر فإن عملية التفاعل اإليجابي مع الخطابات ،ذات الخصوص44ية المش44ار2إليه سابقا، فإنها تستغرق و تتطلب أربع مراحل متتالية هي:

و هذه المراحل األربع، كما بينها المخطط، تستهدف ك44ل مرحل44ة منه44ا إح44داث تغ44ير جزئي تدريجي فكل مرحلة توص44لك إلى المرحل44ة ال44تي بع44دها ح44تى تبل44غ غايته44ا،إذ إن المرحلة األولى تركز أن يعي الجمهور المستهدف نوعية الخدمة وما يمكن أن نقدم44ه له، وأما المرحلة الثانية أن يفهم الجمهور المس44تهدف نوعي44ة الخدم44ة.و أم44ا المرحل44ة الثالثة أن يقنع الجمهور المستهدف بهذه الخدمة.و أم44ا المرحل44ة الرابع44ة واألخ44يرة أن

يتجه الجمهور المستهدف إلى التحرك نحو الخدمة. و في ختام هذا المبحث فإن دراسات الحجاج في الخطاب تحص44ر في أم44رين أث44نين

هما: القدرة البالغية للحجاج في رسم وجهة نظر محددة و ك44ذا في البني44ة المنطقي44ة.1

للخطاب الحجاجي التي تجعل المتلقي يصل إلى مرحل44ة اإلقتن44اع بم44ا يطرح44هالمرسل عليه من أفكار ووجهات نظر حتى تجعله يؤيده.

إن الحج44اج يب44ني وف44ق منهجي44ة منطقي44ة مم44ا يتطلب ح44دوث ثالث عملي44ات.2هي:القبول و الحكم و المنطق.

حجاج البالغة 1- G.DURAND :  Les structures Anthropologique de l’IMAGINAIRE, éd DUNOD, Paris, 11éme éd,1992, p 64-65.

(،ص.ص.44،1991 2علي عجوة، )وأخرون(: مقدمة ورسائل االتصال،) الق44اهرة: مكتب44ة مص44باح، ط 296.95.

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 22

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

الحديث عن البالغة و حجاجيتها خاصة بعد انتقالها من لغة موضوع إلى لغة واص44فة، يجعلنا ننظر إليها أنها أض44حت"تلتقي م44ع مجموع44ة من المص44طلحات الحديث44ة كتحلي44ل

وغيرها،و هذا يجعلن44ا ننظ44ر إلى البالغ44ة أنه44ا "ليس44ت1الخطاب و األسلوبية و القراءة" محص44ورة في البع44د الجم44الي بش44كل ص44ارم ،ب44ل ت44نزع إلى أن تص44بح علم44ا واس44عا

.2للمجتمع" ؛ب44ل هي "األف44ق المنش44ود و الملتقى3و من هن44ا تع44ددت وظائفه44ا و مس44اهماتها

الضروري للتداولية و علم النص و السيميولوجيا ، و هي النموذج المؤمل علي44ه للعم44ل.4اإلنساني في إطاره الشامل الجديد"

و على ه44ذا ف44إن البالغ44ة بم44ا تمتلك44ه من ق44وة إقناعي44ة تأثيري44ة ، كم44ا سنفص44ل في ذلك ،جعل كثيرا من الباحثين المحدثين يرون بأنه يجب أن نعطي للبالغة المكانة ال44تي هي أهل لها بل عليها أن تحتل المقام األول "لتأخذ مكانها بين العلوم القديم44ة ،و ربم44ا

.5كانت هي التي تستحق أن تسترد وصف العلمية" لهذا كثيرا ما نخطئ عندما نحصر البالغة في "دراسة لجماليات اللغة فحسب، ألنه44ا، فض44ال عن ه44ذا، هي فلس44فة تفك44ير و ثقاف44ة للمجتم44ع و أس44لوبية للح44وار، و ه44ذا س44ر اكتسابها تلك الطبيعة المزدوجة التي تجمع اآلليتين الحجاجية و التفكيرية التأويلية على

.6مستوى الملفوظ و المكتوب، إذ لم تعد تحليل النصوص فحسب، بل انتاجها أيضا" كل ذلك و غيره، يجعل الحديث عن البالغة و وظائفها المتعددة التي سيظل اإلنسان يكتشفها مرة بعد أخرى ح44ديثا تفرض44ه الع44ودة الجدي44دة للبالغ44ة في ظ44ل م44ا تش44هده المجتمعات من حراك فك44ري ،و إي44ديولوجي ،طلب44ا للحري44ة في إب44داء ال44رأي و ال44رأي المضاد ،علما بأن44ه "على ال44رغم من التن44وع في الوظ44ائف و المش44اغل البالغي44ة ،إال إن

l’aspectالمظهر الحجاجي) argumentatifيظل من ابرز خصائص الفك44ر البالغي ) .7عبر مراحله القديمة و الوسيطة و الحديثة، وباألخص المعاصرة"

و كأن هذه المجتمعات ،بما اس44تحدثت من آلي44ات في التواص44ل ،و تقني44ات متع44ددة متنوعة تيس44ر العملي44ة التواص44لية إن على مس44توى المجتم44ع الواح44د ،و بين مجتمع44ات متعددة متباعدة، "فتحت األبواب أمام عودة الخطابة و رجوع وظيف44ة اإلقن44اع و الت44أثير في صيغة لم تعرفها من قبل ،و أصبح الخطاب يعتمد في إنجاز تلك الوظيفة ،و إحداث التأثير ،و أساليب متنوعة ، منها ما يقوم على بالغة الصورة ، ومنها ما يقوم على قدرة الخطاب الفائقة على التأثير ،ال بمنطوقه ،إنما بمفهومه و متضمنه،كما قوت المناقش44ة

1-روالن ب44ارت ق44راءة جدي44دة البالغ44ة القديم44ة ترجم44ة عم44ر أوك44ان المغ44رب إفريقي44ا الش44رق ط 1.8-7مص1994

-هنريش بليت، البالغة و األسلوبية،ترجم44ة و تق44ديم محم44د العم44ري ، المغ44رب ،إفريقي44ا الش44رق ، 2.92م،ص1999

3- ،س4نة164 ص44الح فض44ل ،بالغ44ة الخط44اب و علم النص، سلس44لة ع44الم المعرف44ة،الك44ويت ، الع44دد .250،ص1992

.251- صالح فضل ،بالغة الخطاب و علم النص،ص 4.179-صالح فضل ،بالغة الخطاب و علم النص، ص 5 -د.محمد سالم محمد األمين الطلبة،الحجاج في البالغة المعاصرة،بحث في بالغة النقد المعاصر،دار 6

.09م،ص2008، 1الكتاب الجديد المتحدة،ط.11- د.محمد سالم محمد األمين الطلبة،الحجاج في البالغة المعاصرة،ص 7

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 23

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

القائم44ة بين المس44تفيدين من اس44تهالك اآللي44ات المرص44ودة ل44ذلك،و أص44بحت البالغ44ة قادرة ،ال فقط على التأثير و تحويل الق4ول و الص44ورة فعال و ممارس4ة،و إنم4ا أص4بحت متحكمة في أذواق الناس ،تساعد على صياغتها و إعطائها الوجهة التي تهيئها لقبول ما

.1يقترح عليها"رت به44ذه الق44وة التأثيري44ة ال44تي هذه التهيئة لقبول ما يق44ترح على المتلقي إنم44ا يس44 تحملها الوظيفة الحجاجية للبالغة، التي جعلت "تمرير األفك44ار و التص44ورات و األخيل44ة التي نريد تمريرها على حساب ما هو قائم في ذهن المتلقي،و الغاية هي إبع44اده عم44ا كان يعمر ذهنه و إحالل ما نريد نحن مكانه،بتحريك اإلعجاب، بما نعرض عليه،أو نخل44ق

.2الصدمة أو الفتنة أو اإلقناع" إذن نحن نتكلم ، باستغالل تقنيات الحجاج الكامنة في البالغة، بقصد "دفع المخاطب إلى القي44ام بمن44اورات أو تمثالت مختلف44ة متعلق44ة بموض44وع معين لكس44ب أو مض44اعفة

.3تعاطف المستمع بشأن األطروحات المقترحة للحصول على موافقته" و على هذا، كما أشار إلى ذلك عبد القاهر الجرجاني، ك44أن فن44ون البالغ44ة تس44تدعيها المالبسات المحيط44ة بالخط44اب وش44روط نجاح44ه، فإن44ك على الجمل44ة "ال تج44د تجنيس44ا مقبوال ، وال سجعا حسنا ،حتى يكون المعنى هو الذي طلبه و استدعاه و س44اق نح44وه و حتى تجده ال تبتغي به بدال، و ال تجد عنه حوال، ومن ههنا ك44ان أحلى تج44نيس تس44معه و أعاله، و أحقه بالحسن و أواله: ما وقع من غير قصد من المتكلم إلى اجتالب44ه ، وت44أهب لطلبه، أو ما هو لحسن مالءمته ،و إن كان مطلوبا، به44ذه المنزل44ة و في ه44ذه الص44ورة

"4.ن بأن للبالغة وظائفا متعددة ال نستطيع أن نحصرها و كأن عبد القاهر الجرجاني يبي فقط في الجانب الجمالي التزييني ،و إنما جعله44ا تتس44ع لتش44مل الج44انب الحج44اجي و غيره حتى يقول :"إن كان مدحا كان أبهى وأفخم ، وأنب44ل في النف4وس وأعظم ، وأه4ز للعطف ،وأسرع لإللف ، وأجلب للفرح ، وأغلب على الممتدح ، وأوجب شفاعة للمادحير على األلس44ن وأذك44ر ، وأولى ب44أن تعلق44ه ،وأقضى له بغر الم44واهب و المن44ائح ، وأس44

.5القلوب وأجدر"ه أوجع ، وميس44ه أل44ذع ، ووقع44ه و إن كان األسلوب أو الفن البالغي " ذما كان مس أشد ، وحده أحد ،وإن كان حجاجا كان برهانه أنور ، وس44لطانه أقه4ر ، وبيان4ه أبه4ر وإن كان افتخارا كان شأوه أبع44د ، وش44رفه أج44د ، ولس44انه أل44د وإن ك44ان اعت44ذارا ك44ان إلى القب44ول أق44رب ، وللقل44وب أخلب ، وللس44خائم أس44ل ،ولغ44رب الغض44ب أف44ل ، وفي.6عق444444444444444444دالعقود أنفث ، وعلى حس444444444444444444ن الرج444444444444444444وع أبعث"

.135-133م،ض1999، 1-حمادي صمود،تجليات الخطاب البالغي ،تونس:دار قرطاج للنشؤ،ط 1.134- حمادي صمود،تجليات الخطاب البالغي،ص 2

3 -Chaïm Perelman : Droit, morale et philosophie, Paris, Librairie Générale de Droit et de Jurisprudence, 1968.

-عب44د الق44اهر الجرج44اني،أس44رار البالغ44ة في علم البي44ان،تحقي44ق الس44يد محم44د رش44يد رض44ا،دار 4.18م، ص 2002، 1المعلرفة،بيروت-لبنان،ط

.97-عبد القاهر الجرجاني،أسرار البالغة في علم البيان،ص 5.98--عبد القاهر الجرجاني،أسرار البالغة في علم البيان، 6

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 24

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

وإن كان هذا األسلوب البالغي "وعظا كان أشفى للصدر ، وأدعى إلى الفك44ر ، وأبل44غ في التنبيه والزجر ، وأجدر بأن يجلي الغياية ، ويبصر الغاية ، وي44برئ العلي44ل ، ويش44في

.1الغليل " وس44يلة ومن هنا نفهم مما ذكره عبد الق44اهر ،ب44أن الق44وة الحجاجي44ة للبي44ان تجعل44ه "

أساسية من وسائل اإلقناع، ولعل في اختالف مس44تويات التلقي م44ا يؤك44د ه44ذه الص44فة الحجاجي44ة للخط4اب البالغي، وذل4ك يجع4ل أي ق4ول م4دعم ص4الحا أو مقب44وال بمختل44ف الوسائل، ومن خالل مختلف الصيغ اللغوية، على اعتبار أن هذه الصيغ هي أفع44ال كالم تمارس وظيفة التأثير من خالل قوته44ا الكالمي44ة ال44تي تتجلى ب44دورها من خالل طرائ44ق

.2منطقية في البناء وترابط العالقات االستداللية التي يمثل الحجاج أبرز مظاهرها"الخاتمة: 

إن النتيجي44ة ال44تي نخلص إليه44ا في ه44ذا البحث ، أن الحج44اج م44ا ه44و إال وظيف44ة من وظائف البالغة ، وعلي4ه فليس "الحج4اج علم4ا/فن4ا ي4وازي البالغ4ة:ب4ل ه4و ترس4انة من

البالغة)ومن غيرها،ك44المنطق واللغ44ة العادي44ة...(األساليب واألصوات يتم افتراضها من .3ولذلك فمن اليسير اندماج الحجاج مع البالغة في كثير من األساليب"

و في هذا اإلطار وجدنا البالغة الجدي4دة في عالقته4ا بالحج4اج »ته4دف إلى التقني4ات الخطابية ،وتس4عى إلى إث4ارة النف4وس وكس44ب العق4ول ع4بر ع4رض الحجج ،كم4ا تهتم البالغة الجديدة أيضا بالشروط التي تسمح للحجاج بأن ينش44أ في الخط44اب ،ثم يتط44ور

.4كما تفحص اآلثار الناجمة عن ذلك التطور" وخالصة الخالصة ،من خالل اآلليات المبتكرة في زماننا هذا في تقنيات التواص44ل ،و هي في حركة مستمرة نحو التجديد و التطور ؛بل إننا نتع44رض لهجم44ات )اس44تفزازات( مستمرة و متكررة للتواصل بطرق متعددة، و متنافس44ة من أج44ل رب44ط ع44دد كب44ير من المتلقين بالعملية التواصلية ألهداف مختلفة و متنوعة ،كع44رض بض44اعة أو فك44رة ...، و

5على هذا نستطيع أن نجزم أنه "ال تواصل من غير حجاج وال حجاج من غير تواصل".

قائمة المصادر و المراجعأبو بكر العزاوي، حوار حول الحجاج، األحمدية للنشر، الدار البيضاء، المغرب، ط.1

1 ،2010

.99--عبد القاهر الجرجاني،أسرار البالغة في علم البيان، 1 عبد السالم عشير،:إشكاالت التواصل والحجاج، مقاربة تداولية معرفية"، أطروح44ة مقدم44ة لني44ل-44 2

.69 ص ،2000 المغرب،  شهادة دكتوراه دولة، -صابر الحباشة،التداولية والحجاج،مداخل ونص44وص ،ص44فحات للدراس44ات والنش44ر ،الطبع44ة األولى، 3

.50 ،ص2008 -صابر الحباشة،التداولية والحجاج،مداخل ونص44وص ،ص44فحات للدراس44ات والنش44ر ،الطبع44ة األولى، 4

17 ،ص 2008 عبد النبي ذاكر، الحجاج مفهومه ومجاالته، دراسة نظري44ة وتطبيقي44ة في البالغ4ة الجدي44دة، مجل44ة-44 5

، ص:2011، المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب، الك44ويت، 02، العدد 40عالم الفكر، المجلد ، وينظر كذلك: حوار حول الحجاج، أبو بكر العزاوي، األحمدية للنشر، الدار البيض44اء، المغ44رب، ط07108، ص: 2010، 1

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 25

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

مقارب44444ة، حجاجي44444ة االس44444تعارة"، ص  ،"نح44444و الع44444زاوي  أب44444و بك44444ر.2.1991، 4، ع 2س   المناظرة، الرباط،  مجلة  ضمن .79

تر: إس44حق بن ح44نين، م44را: عب44د ال44رحمن ب44دوي، مكتب44ة  أرسطو : في النفس،.3 .1954، 1النهضة المصرية،ط

أرس44طو ،الخطاب44ة، ترجم44ة عب44د ال44رحمن ب44دوي،بغ44داد :دار الش44ؤون الثقافي44ة،.4م.1986

أعراب، الحجاج و االستدالل الحجاجي،مجل44ة ع44الم الفك44ر، الك44ويت، ع4دد يولي44و.5م .2001

للكت44اب،  العام44ة المص44رية  نص44ار، الهيئ44ة  تح: د. حس44ين ابن الرومي: الديوان،.6د.ت

ابن سينا: التعليقات، تح: د. عبد الرحمن بدوي،الهيئ4ة المص44رية العام4ة للكت44اب،.7م.1973القاهرة،

الشعر، تح: د. محم44د  المجموع أو الحكمة العروضية في معاني كتاب ابن سينا:.8م.1969العربية المتحدة،   الكتب، الجمهورية  سليم سالم، دار

م.1997- 28ابن منظور، لسان العرب،دار صادر،بيروت،لبنان:ط .9ابن عاشور ،تفسير التحرير والتنوير،الدار التونسية للنشر والتوزيع واإلعالن،دت.10م.1999، 1حمادي صمود،تجليات الخطاب البالغي ،تونس:دار قرطاج للنشؤ،ط.11 روالن بارت قراءة جديدة البالغة القديمة ترجم44ة عم44ر أوك44ان المغ44رب إفريقي44ا.12

.1الشرق ط شكري المبخوت: نظري44ة الحج44اج في اللغ44ة , ض44من أهم نظري44ات الحج44اج في.13

التقاليد الغربي44ة من أرس44طو إلى الي44وم، إش44راف حم44ادي ص44مود،كلي44ة اآلداب ،منونة،د.ت.

ص44ابر الحباش44ة،التداولي44ة والحج44اج،م44داخل ونص44وص ،ص44فحات للدراس44ات.14 م.2008والنشر ،الطبعة األولى،

صالح فضل ،بالغة الخطاب و علم النص،سلسلة عالم المعرفة،الك44ويت ، الع44دد.15 ط44ه عب44د ال44رحمن ،اللس44ان والم44يزان أو التك44وثر العقلي ،ط1992،س44نة 164

1998،المركز الثقافي العربي،الدار البيضاء،المغرب، 1 ط44ه عب44د الرحم44ان ، في أص44ول الح44وار وتجدي44د علم الكالم ، المرك44ز الثق44افي.16

م2007[ ، 3العربي ، البيضاء ، المغرب، ]ط. عبد القاهر الجرجاني،أسرار البالغة في علم البيان،تحقي44ق الس44يد محم44د رش44يد.17

م،2002، 1رضا،دار المعلرفة،بيروت-لبنان،ط عب44د الس44الم عش44ير،إش44كاالت التواص44ل والحج44اج، مقارب44ة تداولي44ة معرفي44ة"،.18

2000 المغرب،  أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه دولة،

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 26

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

،2علي عجوة، )وأخرون(: مقدمة ورسائل االتصال،) القاهرة: مكتبة مص44باح، ط.191991،)

عبد النبي ذاكر، الحجاج مفهومه ومجاالته، دراسة نظري44ة وتطبيقي44ة في البالغ44ة.20 ، المجلس الوط44ني للثقاف44ة02، الع44دد 40الجديدة، مجلة عالم الفك44ر، المجل44د

2011والفنون واآلداب، الكويت، محمد سالم محمد األمين الطلبة،الحجاج في البالغ44ة المعاص44رة،بحث في بالغ44ة.21

م،2008، 1النقد المعاصر،دار الكتاب الجديد المتحدة،ط ه444نريش بليت، البالغ444ة و األس444لوبية،ترجم444ة و تق444ديم محم444د العم444ري ،.22

م،1999المغرب ،إفريقيا الشرق ،الدوريات:

حوار أجراه مع د.أبو بكر العزاوي حافي44ظ اس44ماعيلي من المنطق إلى الحجاج ، م 2004[ ن السنة السابعة ، سبتمبر 61علوي ، فكر ونقد، ]ع.

المراجع األجنبية:

1. Chaïm Perelman : Rhétorique et philosophie, avec Lucie Olbrechts-Tyteca, Paris, Presses Universitaires de France, 1952.

2. Chaïm Perelman et Lucie Olbrechts-Tyteca : Traité de l'argumentation : La nouvelle rhétorique, Presses Universitaires de France, Paris, 1958-Oswald Ducrot,1980,Les échelles argumentatives, Les éditions de minuit, PARIS

3. Chaïm Perelman : Droit, morale et philosophie, Paris, Librairie Générale de Droit et de Jurisprudence, 1968.

4. G.DURAND :  Les structures Anthropologique de l’IMAGINAIRE, éd DUNOD, Paris,

5. 11éme éd,19926. Jean-Claude Ascombre et Oswald Ducrot, L’argumentation

dans la langue, Pierre mardaga, éditeur, Bruxelles, 19837. Michel Meyer : Qu’est-ce que l'argumentation?, Paris, Librairie

Philosophique Vrin, 2005.- R.AMOSSY :L'argumentation dans le discours,

éd NATHAN, Paris, 2000لمواقع اإللكترونيةا

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 27

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

1. http://balagharachid.blogspot.com/2014/04/blog- post_4540.html

2. http://www.alukah.net/publications_competitions/0/36802/ #ixzz52vU1m800

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 28

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 29

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

المواجهة سبيال للخالص الجمعي قراءة نسقية في"األسوار والكوريدا" لمحمد

منيب البوريمي محمد أعزيز: باحث في سلك الدكتوراه جامعة الحسن الثاني

الدارالبيضاء- المغرب

الملخص :ــدا" تتأمــل هــذه الدراســة المجموعــة القصصــية "األســوار والكوريــل للقاص المغربي محمد منيب البوريمي الستنبات األسئلة الموجهة لفعــذلك الكتابة لديه،باعتبار الشروط التاريخية والسياسية والثقافية، وفقا ل

اعتمدت المقاربة المدخل النسقي بغية كشف حجب هذه التجربة.الكلمات المفتاحية:

النسق، الكتابة،التأويل، الصمت، المواجهة.

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 30

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

مدخل تستند الكتابة عند منيب البوريمي على مرجعية فكري44ة واض44حه، تتجس44د بش44كل جلي في إنتاجاته األدبية سواء الشعرية أو السردية، إذ إن الرجل انخرط في مشروعه اإلبداعي مراكما هما مجتمعيا طالما شكل من حيث الحضور وطبيعة المعالج44ة الخي44ط الناظم لكل إبداعاته، لكن هذا الهم المجتمعي المركب بأبعاده السياس44ية واالقتص44ادية والدينية يلوح بشكل أك44بر وأوض44ح في كتاب44ات م44نيب الس44ردية ب44النظر إلى خصوص44ية السرد القصصي تحديدا، فهو يتيح من اإلمكانات التعبيرية ما ق44د ال يت44أتى في الش44عر، ألن "القص44ة القص44يرة ..أض44حت إح44دى أهم العالم44ات الثقافي44ة لعص44رنا وأح44د أك44ثر الرادارات األدبية قدرة على التقاط إيقاعات وذب44ذبات العص44ر... أض44حت على قص44رها

، سيما حين تحاول "أن تس44تعيد األح44داث1وصغرها مستودعا لألسئلة الكبيرة الساخنة" والوقائع المرتبطة بعنف الدولة وانتهاكات حقوق اإلنسان بما في ذلك ح44ق التعب44ير من

وفقا لذلك2خالل الكتابة، وما نتج عن ذلك من ضروب المعاناة واآلالم والعنف واإلزاحة تتج44ه القص44ة إلى التعب44ير عن "ح44ال المثق44ف الع44ربي المل44تزم بقض44ايا أمت44ه، فعالقت44ه بالسلطة السياسية، عالقة يطبعها الت44وتر الن44اجم عن مواقف44ه الهادف44ة إلى التعب44ير عن

، هذا التعبير "ما يجعل3القضايا الكبرى لوطنه أو أمته أو لإلنسان المقهور بصفة عامة" الكتابة تنوس بين الكشف العاري عن الدور القمعي لدولة ما بعد االس4تقالل أو التعب44ير الرمزي الذي يج44ترح أفق44ا للق44ول يجنبه44ا المواجه44ة المباش44رة م44ع ح44راس المؤسس44ة

4السياسية".

ولعل هذا االجتراح ه4و المس4لك ال4ذي خط4ه المب4دع م4نيب الب4وريمي في فع4ل الكتابة عبر توجهه إلى بناء رمزية لعالمه القصصي مستبطنا في ذل44ك دالالت سياس44ية واجتماعية الحد له44ا، ال يت44أتى الكش44ف عنه44ا إال ع44بر المص44احبة المتأني44ة ألن "األعم44ال األدبي44ة ال تبل44غ التط44ابق واإلعتالء من جه44ة الدالل44ة، وعلى الق44ارئ أن يحس44ن الت44ذوق ليستخلص بالغة النصوص .. عليه أن يتموضع ضمن فراغات النص لينص44ت إلى ص44مت الكاتب فيغترف من بالغته العجيبة المترس44بة في األعم44اق، وبفع44ل ذل44ك يرتف44ع النص،

.5فيولد من خالل التأويل خياال يقتسم به الرؤية مع الكاتب" "ألن عملية الكتابة تفترض عملية القراءة كتالزم جدلي... وهذا معناه أن القراءة عديلة الكتابة في إنتاج النص... ألنها تشرك الق44ارئ بمعرف44ة الك44اتب. فتخص44ب العم44ل

.6بطريقة ديناميكية ومتجددة" عموما فإن مصاحبتنا لمجموعة "األسوار والكوري44دا" وف44ق ه44ذا التص44ور أفض44ت إلى استنبات مجموعة من األسئلة الخليقة بالتأم44ل مرده44ا إلى أن كاتبن44ا ق44د أدار دف44ة

.115، ص: 1992- نجيب العوفي: ظواهر نصية، عيون المقاالت، الطبعة األولى، الدار البيضاء، 1.95، ص: 2017- ادريس خضراوي: سرديات اآلمة افريقيا الشرق، الطبعة 2 - عبد الرحمان النوايتي: السرد واألنساق الثقافية في الكتاب44ة الروائي44ة، دار كن44وز المعرف44ة، الطبع44ة3

.176، ص: 2016األولى، .95- ادريس خضراوي: سرديات اآلمة،م.س، ص: 4.220- عبد الرحمان النوايتي: السرد واألنساق الثقافية،م.س، ص: 5 ، ص:2005 م44ارس 67- محمد خرماش: والنص األدبي وإشكالية القراءة والتأويل فك44ر ونق44د ع44دد 6

49.

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 31

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

الحكي بما اقتضاه سياقه التاريخي والمجتمعي ليعبر عن واقع المثقف العربي الرافض1لكل أشكال اإلحباط واإلذالل، والتواق إلى الحرية والديمقراطية".

في أف44ق ذل44ك ش44كلت كتابت44ه القصص44ية في ه44ذا المتن مس44عى لتكس44ير ج44دار الصمت بغية التأسيس للخالص الجمعي، من ثمة اس44تحالت "األس44وار والكوري44دا "إلى منصة احتجاج أو غدت ساحة تظاهرة عارم4ة ض4د الص44مت والقم4ع، إنه4ا كتاب4ة ت4روم" التعبير عن صراع األنا الفردية خالل سعيها لتحقيق رغباتها، بل للتعبير عن األنا الفردي44ة

يأتي على رأس44ها الخ44روج من2الواعية بذاتها وذوات اآلخرين لتحقيق أهداف مشتركة" دوامة االختالل المجتمعي، للنهوض بواق44ع البالد الم44زري، على اعتب44ار م44ا يع44تري ه44ذه البالد من أوبئة مرضية مردها إلى اختالل السلطة، المنكلة بالحقوق والمعززة للتخل44ف والفوارق الطبقية، وذلك بما يتأتى لها من وسائل، من ثمة فإن منيب البوريمي يح44اول عبر فعل الكتابة تحريك الماء اآلسن، الذي يعزز سطوة السلطة، تعزي44ز ال يتحق44ق له44ا إال عبر تكميم األفواه، مم44ا دف44ع بكاتبن44ا إلى الترك44يز على نق44د ه44ذا الص44مت المطب44ق،

مفككا إياه عبر بيان أبعاده المختلفة مبرزا آليات تكريسه في البلدان المستبدة.- الصمت أبعاده وآليات تكريسه:1

أبعاده:1-1 تتواشج جل قص44ص "األس44وار والكوري44دا" مش44كلة أقنوم44ا واح44دا، م44داره، بي44ان ع4واقب الص4مت، باعتب44اره جريم4ة، تس4هم في تعمي44ق األزم44ة في مجتمع4ات التنكي44ل وهض44م الحق44وق، ف44رغم اختالف الم44ادة الحكائي44ة بين القص44ة واألخ44رى داخ44ل ه44ذه المجموعة، إال أن التع44الق بين بينه44ا، على اعتب44ار أن الك44اتب يه44دف إلى تق44ويض بني44ة الرضوخ، تقويض توسل الترميز بها يحمل هذا األخير من دالالت منفتح44ة، من ذل44ك م44ا نجده في قصة "في بطن الحوت" التي تتحدث عن ابتالع الحوت لقري44ة بأكمله44ا يق44ول

"كان قد ابتلعنا جميعا، الدور... واألشجار والعصافير وكل األشــياءالسارد 3سواء منها الحية أو الجامدة".

فالحوت في هذه القصة ال يعدو كونه تعبيرا عن إفرازات نس44ق سياس44ي ثق44افي ،واجتماعي، إنه فضاء رم4زي بم4ا يكت4نزه من مع4ان ترتب44ط ب44القهر واالختالل والفس44اد

حذقت ببالهة في الجهات األربع، كان جوف الحــوت – التــنين – قــد أخــذ" في حصارنا بشكل جد مرعب، أصابه انتفاخ مفاجئ، كانت عملية اختمــار

.4الغازات بادية للعين المجردة بصورة تبعث على القرف والغثيان" إن هذا النسق السياسي واالجتماعي المقرف يحاصر المجموع44ة البش44رية ال44تي يحكي عنها السارد، والتي ال تعكس إال مكونات المجتمع باعتبار حالة الالتج44انس بينه44ا، فنجد الشاعر، والشيخ... واآلخ44رين، ل44ذلك فه44ذه الشخص44يات عين44ة تمثيلي44ة لمكون44ات المجتمع، وهذا ما نتلمسه في حوار الشخصيات ال44تي تب44دي مواق44ف متباين44ة إزاء ه44ذه الورطة في بطن الحوت المتعفن، الذي يعكس ح44ال ال44وطن الق44ذرة ج44راء اس44تفحال

.278- عبد الرحمان النوايتي: السرد واألنساق الثقافية، م.س، ص: 1.99، ص: 2006، السنة التاسعة نونبر 83- السيد نجم: مالمح أدب المقاومة، مجلة فكر ونقد، عدد 2 - منيب البوريمي: األسوار والكوريدا، المنشأة العامة للنشر والتوزيع طرابلس ليبي44ا، الطبع44ة األولى،3

.9، ص: 1984.14- منيب البوريمي: األسوار والكوريدا، م.س.، ص: 4

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 32

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

عالته، استفحال لم يتحقق لوال مواصلة الص44مت، فاالس44تكانة واالستس44الم إس44هام في الجريمة، وهذا ما عبرت عنه شخصية الشاعر في قصة الحوت، حيث ع44بر عن رفض44ه

أكــبر جريمــة اعلمــوا... اعلمــوا هــذا جيــدا "الصمتالستسالم بقية المجموعة إنكم تشــاركون في قتــل أنفســكم بمجانيــة مضــحكة... لكم أنتم ســخفاء

.1وتافهون" إن هذه السخافة تتبدى أكثر حين يصبح ه44ؤالء المنك44ل بهم ، حج44رة ع44ثرة أم44ام كل مندد بالوضع، باتخاذهم مواقف ممعن44ة في االنحط44اط وذل44ك م44ا نالح44ظ في قص44ة

حيث اصطف المستعبدون إلى ج44انب المنك44ل بهم ولم ي44دافعوا عن زميلهم" "األسوار "ارتفــع الســوط... لمــع فيال44ذي يتع44رض إلى أقص44ى درج44ات التع44ذيب حيث

الفضاء تهاوى، محــدثا فرقعــة مدويــة، لســع الظهــر المقــوس في عنــف.2مسعور اهترأ القميص تفتت احتر الجلد انبعثت منه رائحة كريهة"

إن الوصول إلى هذا الحد من التنكي44ل لم يكن ليتحق44ق ل44وال أن اس44تكان الجم44ع للصمت، لذلك فالقاص حريص على بيان أبعاد هذا الصمت، إذ كلما تهيأ ذلك للمس44تبد، إال وأمعن في اإلذالل، إذالل يأخذ صبغة القمع الجسدي في هذه القصة، فالسيد يع44ذب

"لم يأبــه أيالعامل ويلحق به األذى عبر زبانيته، النعدام أية ردة فعل مقاوم44ة حيث واحد من العمال بالزعيق الهستيري المتشــنج الــذي كــان يتصــاعد... يمأل

.3األسماع الفضاء... لم نحفل، لم نكترث" إن القاص منيب البوريمي جعل من تفكيك بنية االستبداد والتنكيل مدار اش44تغاله في هذا العم44ل القصص44ي ف4أبرز خلفيات44ه وح44دد نتائج44ه الوخيم44ة، مرك4زا على إس44هام الصمت في تعزيز نتانة هذه البنية، ف4أبرز تجلياته4ا على مس4توى الح44وت/ال4وطن حيث

"أدركتصار متعفنا يدعو إلى الغثيان فقد استحال إلى جثة تنعدم فيه44ا س44بل العيش أني كاآلخرين تمامــا... أتنفس بصــعوبة... ال وجــود لألكســجين في فــراغــا محيطنا... استهلكه الحوت عن آخره بل إن الحوت نفسه كان يعاني مم نحن فيه... لقد دخل هو اآلخــر منطقــة االختنــاق الــتي أصــبحت دوائرهــا تضــيق حــول أعناقنــا في ســرعة مذهلــة... واتضــح للجميــع... أننــا قــاب

.4قوسين أو أدنى من هاوية الهالك" فطبيعة النسق االستبدادي أن يمتزج ال44وطن بالنظ44ام فلم44ا يستش44تري االختالل يعتل الوطن فيصير منهكا بفعل العبث الذي يقدم عليه النظام من إفس44اد، إنه44اك يع44د بعدا من األبع44اد المتع4ددة له4ذا الص44مت غ44ير الم44برر، مم44ا ي44دفع بالنس4ق االس44تبدادي الفاسد إلى التغول ليبطش بكل مكونات محيطه عبر آلياته المتع44ددة، حيث يص44ير آل44ة

ظــاهرةسحق طاحنة تزرع الخوف بعد تمكنه من اغتيال العدالة التي ص44ارت جثثه44ا " فيزيقية"، بل واقعــة قابلــة للمعاينــة والــدرس، وفي إمكــان النــاس كــل

5الناس، بل والعاديين منهم جدا أن يتعرفوا عليها".

.17- منيب البوريمي: األسوار والكوريدا، ص: 1.29 منيب البوريمي: األسوار والكوريدا، ص: 2.30- منيب البوريمي: األسوار والكوريدا، ص: 3.29منيب البوريمي: األسوار والكوريدا، ص: 4.137- منيب البوريمي: األسوار والكوريدا، ص: 5

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 33

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

"قال المــذيع...اغتيال يتس44تر علي44ه النس44ق الفاس44د ع44بر وس44ائله اإلعالمي44ة: المدينة كل المدينة هادئـة تمامـا، خالفـا لمـا قـد أشـاع بعض المشـاغبين

.1المهرجين من اإلذاعات المجاورة" عموما تظل هذه الدالالت مجرد مسالك قرائية أفضى إليها التأويل، والذي وجهنا إلى استنباط بعض آليات تكريس الصمت التي سنشير إليها في المحور الثاني من هذه

الورقة.- آليات تكريس الصمت:1-2

إن القاص منيب البوريمي ال يدخر جهدا في تحليل الواقع المؤلم لعصره مسخرا في ذلك مختلف الوسائل الترميزية التي تسعف القارئ في بناء الداللة، من ثم44ة ف44إن تأم44ل المتن القصص44ي للمب44دع ق44اد في إلى اس44تجالء مجموع44ة من اآللي44ات المكرس44ة

للصمت في ظل نسق متخلف اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا. يشكل الترهيب أح44د أهم اآللي44ات يعتم44دها النس44ق االس44تبدادي في اإلبق44اء على الوضع القائم فالكاتب ما فتئ يلمح إلى ذلك وقد أبرزه في قصة "األس44وار" حيث يبل44غ التنكيل منتهاه، إذ يستعين السيد في القصة بمن يسميهم السارد بالظالل، فالظ44ل ه44و تلك اليد الطويلة التي تتفنن في التنكيل عبر سادية مقيته مستفيدة في ذلك بما يتيح44ه

"يزدرد شــرائح اللحم المحمــرة اللذيـذة،له44ا النس44ق الفاس44د إذ إن ه44ذا الظ44ل يرتشف أقداح الويسكي المعتقة يحشو غليونه بالتبغ... يتشهى مضــاجعة قروية ما... غضة االهاب، عابقة الظفائر بروائح الحقول البرية يتنهد في ارتيــاح... وجمــوع الخماســين والحمــالين واألجــراء في ســعي ميكــانيكي

2متصل بين خزائن القصر وحقول السيد".

إن الترهيب المعتمد في النسق الس44لطوي ال يتوس44ل بالتنكي44ل الجس44دي فق4ط، فآليات تعزيز الصمت تعدد إذ نجد االعتقال كما تبرز قصة "نطفة" إذ إن مج44رد ال44نزوع نحو التفكير المضاد قد يقود صاحبه إلى الس44جن "حين أنزل44وني من الف44اركونيت، بع44د

3حوالي ساعة ساروا بي في مسارب معتمة ومجهولة تغشيها عتمات ثخينة".

تشكل هذه اآلليات المتعددة والمكرسة للصمت سالحا في يد النسق الس44لطوي من أجل ترويض المواطنين عبر اإليغال في التنكيل، للتع44ود على ذل44ك ح44تى اس44تأنس

ألفواالجميع باالغتياالت المتتالية للعدالة إلى درجة أن سكان المدينة في هذا النسق "ــة ــة الهائل ــر الجث ــتى منظ ــيمهم وح ــداد خياش ــامهم وانس ــدهم وزك رمــدو أنهم والمنطرحة وسط الشارع الرئيسي للمدينة الكئيبة المزكومــة يب

إن فع44ل الت44دجين4ألفوه لست أدري كيف تدجنوا بهذه السهولة المفرطــة" هذا يتحقق عبر آليات مختلفة منها توظيف المؤسسة الديني44ة بم44ا يخ44دم توجه44ات ه44ذا النسق ولعل هذا ما نزع المبدع إلى بيانه في قصة "في بطن الحوت" فالشيخ بخطابه يرم44ز إلى المؤسس44ة الديني44ة في ص44يغتها الرس44مية، إذ تش44رعن الخض44وع وت44زكي

.143- منيب البوريمي: ص:1.43- منيب البوريمي: األسوار والكوريدا، ص: 2.65- منيب البوريمي: األسوار والكوريدا، ص: 3.134منيب البوريمي: األسوار والكوريدا، ص: - 4

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 34

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

:" كح الشيخ ثم استأنف بعد صــمتاالستسالم بانهزامية قدرية موغلة في الخبثقصير:

ال تحــاولوا مــرة أخــرى كفانــا عبثــا وطيشــا... لنســتكن... لنلتقــط األنفاس في هدوء لقد ابتلعنا الحوت – لحكمة ما – دون أن ندري وشاءت إرادة الله أن نمكث طــويال في بطنــه دون أن يأتينــا الخالص نحن ال نعلم حقيقة ذنبنا إنما شاءت قدرته أن يستبدل قوما غيرنا... لقد انتهى أمرنــا

.1جميعا حاسما ربنا حاسبنا عسيرا" إن النسق السلطوي المهيمن ال يقتصر في إرساء هيمنت44ه على م44ا س44بق ذك44ره من آليات، بل إنه ينوع في الوسائل لتعزيز الصمت، وإلخضاع جميع األصوات ال44تي ق44د تح44اول زحزح44ة س44طوته، ومن آلي44ات الت44دجين هات44ه م44ا يش44ير إلي44ه الق44اص في قص44ة "سيزيف معاصر" التي تع44بر عن أزم44ة البط44ل العائ44د من س44احة المعرك44ة على تخ44وم البالد، مدافعا عن تحررها، ليج44د واقع44ا مزري44ا في مدينت44ه، على اعتب44ار ح44ال الفوض44ى العارمة التي تشهدها، إنها فوضى العبث، التي تعززها السلطة، من خالل توجيه العامة إلى ما يص44رفهم عن قض44اياهم األساس44ية إذ يت44أتى له4ا ذل4ك ع4بر م4ا تع4د من مظ4اهر احتفالي44ة ترفيهي44ة جوف44اء، اله44دف منه44ا إرس44اء ثقاف44ة مش44وهة تتغي44ا دف44ع المواط44نين

"لكن المدينــة كــانتالمكلومين إلى تناسي همومهم بانخراطهم فيها يقول الس44ارد جثة هامدة، جثة متعفنة، وكانت الشــوارع مقفــرة، القطــط والكالب تلــغ في العفونــات ... بقايــا زينــة هنــا وهنــاك أعالم ورقيــة أشــرطة حمــراءــة فارغــة... الشــك أنهم فرحــوا بعمــق... وخضــراء وزرقــاء علب كرتوني رقصوا لحد االنتشاء... شربوا حتى الثمالــة، ثم ضــاجعوا نســاءهم لدرجــة

.2الغثيان... القرف أخيرا" تل44ك أهم اآللي44ات ال44تي قادتن44ا الق44راءة إلى اس44تنباطها من مجموع44ة "األس44وار والكوري44دا" على اعتب44ار م44ا تم44يزت ب44ه من رمزي44ة خص44يبة، تحتم44ل م44ا الح44د ل44ه من القراءات، إنها آلي44ات تنس44حب على جمي44ع األنس44اق الس44لطوية الموغل44ة في ممارس44ة العن44ف والقه4ر، بم44ا يخ44دم وض44عيتها، حيث تس44تفيد من خ4يرات ال4وطن المكل44وم، في انتهاك ص44ارخ لقيم العدال44ة، مم44ا يس44مح للقل44ة المتحكم44ة وح44دها في التمت44ع ب44ثروات الوطن واالستفراد بها ولعل ذلك ما يرمز إليه هذا المقطع من قصة "الكوريدا وأطفال

" تتــذكر أنــك في حاجــة إلى إشــباع غريــزة مــا، تمــر في مخيلتــكقرطبة صحاف من فضــة ملوكيــة النفس... رصــت حــتى الحافــة بقطــع البفتيــك الطرية المحمرة... تمتلئ أشداقك بمادة لزجــة تزعـزد عصـافير بطنــك... تكتظ بالرعب، باالرتجاف، بــالخواء... تتخشــب إذ يفاجــأك الثــور بنظــرات جمرية متقدة، تتخيل أنه سمع صهيل شــهوتك الجشــعة فــانبرى يطالبــكــا بفاتورة الحساب يأمرك يستحثك أن تؤدي ثمنا مشرفا – على األقل – م

دمت قد تلذذت...اجتزأتها بسكينك الالمع الحاد من مؤخرته الضخمة". يعكس المقطع أعاله مدى تمسك النس44ق الس44لطوي بمن44افع ال44وطن إلى درج44ة أنها التص44قت ب44ه فاحتكره44ا وح4ده، ص44ارت ج44زءا من كينونت44ه لش44دة تك44رس الهيمن44ة،

.19- منيب البوريمي: األسوار والكوريدا، ص: 1.105- منيب البوريمي: األسوار والكوريدا، م.س، ص:2

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 35

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

فالمطالبة بها تقطيع لجسده، إن44ه اج44تزاء م44ؤلم بالنس44بة إلي44ه، ل44ذلك لن يس44مح ح44تى بمجرد الحلم في هذا االجتزاء، على اعتبار أن الحلم يصبح في هذه اللحظة تهديدا ل44ه، من ثم44ة ال من44اص من أن ي44دفع الح44الم ثمن الحلم ال44ذي ي44زعج ه44ذا النس44ق الفاس44د

المحتكر.-المواجهة الواعية أفقا للخالص2

إن المتفحص في المتن القصصي للمبدع منيب البوريمي، الشك أنه س44يتنبه إلى الرؤيا العميقة التي يؤسس له4ا، فالرج4ل ال تقتص44ر كتابت4ه على نق4د الص44مت وتفكي44ك بإبراز أبعاده وآليات تكريسه، بل يتجاوز ذلك إلى اقتراح أفق م44ركب للخالص للخ44روج من ضيق القهر إلى سعة التحرر، خالص ال يتحقق إال بت44وفر جمل44ة من الش44روط، ه44ذه األخيرة، التي نتأولها باعتماد مجموعة من المؤشرات المبثوث4ة في مجموع4ة "األس4وار والكوري44دا" من بين ذل44ك م44ا نستش44فه في قص44ة "في بطن الح44وت" فالمجموع44ة المتورطة في بطن هذا )الت44نين( تب44اينت بينهم اآلراء واختلفت م44واقفهم تج44اه األزم44ة، فمنهم من استسلم للواقع النتن ومنهم من حاول النج44اة، إال أن س44بل النج44اة وس44مت بالعشوائية فما أن يحاول فرد التسلق للخروج إال وفشلت محاوالته المتكررة، باستثناء

ــنزعمحاولة شخصية الشاعر الذي نهج في محاولته سلوكا مغايرا عن العامة، حيث "ي مسمارا من مداسه المثقــوب ويتجــه صــوب الســاللم المطحلبــة اللزجــة،

.1ويكتب عليها بعض أشعاره" تتظافر في هذا المقطع العديد من الموجهات الخصيبة التأويل المؤسس44ة ألف44ق الخالص المنشود، إنه خالص يشكل فيه الشاعر اللبنة األساس، على اعتبار م44ا تحمل44ه كلمة شاعر من دالالت باذخة فالشعر إشارة إلى المعرف4ة، إلى المثق4ف المل4تزم، أم4ا الكتاب44ة فترجم44ة له44ذا ال4وعي، إنه44ا الفع4ل أو الممارس44ة العملي44ة لألفك44ار، أي تجس44يد الوعي، وأخذ المبادرة باالتك44اء على التض44حية، تض44حية نتأمله44ا في الوص44ف المش44خص لوضعية الشاعر )ص4احب الم4داس المثق4وب(، ب4ل إن التض44حية ال تقتص44ر على وض4عه المبرز لحالته االجتماعية باعتبار انتمائه إلى الفئات المسحوقة، ب44ل يتع44دى األم44ر ذل44ك باستحضار النهاية التي رسمها القاص لمسار القص44ة إذ إن الخالص لم44ا تحق44ق بع44د أن تجشأ الحوت متأثرا بفعل الكتابة، فإن الش44اعر لم يكن ض44من الن44اجين، يق44ول الس44اردــوا عن ــولهم بحث ــا ح ــوه بعضــهم... فيم ــف، في وج ــرة األل ــدقوا للم "ح الدرويش المتشرد عن المداس المثقوب عن المسار، عن األشعار... لكن عبثا... وحدي الذي كــان يعلم أنـه مـا زال هنــاك هنـاك في العتمـة، وأنـه

.2سيبقى في بطن الحوت" بقاء يشير السارد إلى طبيعته، مبرزا ديموم44ة فع44ل الكتاب44ة على أض44الع الح44وت الداخلية، دون كلل أو ملل متسلحا في ذلك بأحالم44ه وآمال44ه الالمح44دودة في الوص44ول إلى مجتمع تزهر فيه العدالة االجتماعية وتتدفق في44ه الحري4ة، فكتاب44ة الش4اعر مقاوم44ة

"ســيكتبعبرها يتحقق الخالص من أمراض النس44ق الفاس44د النتن، ألن ه44ذا الش44اعر

.21 منيب البوريمي: األسوار والكوريدا، م.س، ص:1.25- منيب البوريمي: األسوار والكوريدا، م.س، ص: 2

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 36

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

األشعار بالمسمار على األضــالع المطحلبــة اللزجــة إلى أن تنتن الجثــة...1تتحلل... ويعود النهر للجريان والتدفق يسقي الحقول والبساتين".

إن التأسيس لفعل المواجهة يأخذ أبعادا مختلفة في مجموعة األسوار والكوريدا. فهو ال يقتص44ر على المثق4ف وح4ده ب4ل ه4و نس4ق وجب أن يس4ري في مختل4ف فئ44ات المجتمع لتحقيق المبتغى، في قيام مجتمع عادل، ولعل انتهاء القصة بمواصلة الش44اعر لحلمه في بطن الحوت ما هو إال داللة على أن خالص المجموعة غير نهائي، ف44الخالص النهائي لن يتحقق بالمواجهة الفردية، فهذه األخيرة قد تحق44ق انفراج44ات إال أنه44ا تظ44ل قاصرة في تغي44ير النس44ق برمت44ه، إذ إن مواجه44ة النس44ق الس44لطوي تقتض44ي أن يلتحم

المثقف بمختلف الفئات لتأسيس المواجهة الجماعية الواعية الكفيلة وحدها بالتحرر. ولعل هذا ما نلمحه أيضا في قصة "األسوار" ال44تي ت44برز فش44ل العام44ل البس44يط في تحقيق التغيير، فثورته على استعباد السيد لم ت44ؤدي ب44ه في األخ44ير إال إلى الهالك

وحيدا، متحسرا على وضع رفاقه المزري.ــدميقول السارد "ترى هل فكر هؤالء األجراء األشقياء التعساء في ال

ــة ــذي روى أعــراق هــذه األســوار الســميكة الملون ــبريء المســفوح ال الالضاربة في متاهة الفضاء؟

2ولمالم يجبني أحد أدركت أنهم كانوا قد تفرقوا"

يبدي المقطع بجالء عاقبة كل مواجه44ة غ44ير مؤسس44ة على خل44ق نس44ق متكام44ل يجم44ع بين ال44وعي والممارس44ة، فالعم44ال هن44ا "ال يفك44رون" أي يغيب عنهم ال44وعي لالنخراط في المقاومة لذلك لم يتحق44ق للبط44ل مبتغ44اه في المواجه44ة، فالقى مص44يره

وحده بينما واصل "التعساء" تشييد األسوار لجالديهم. إن تكسير جدار الصمت وتحريك الماء اآلس44ن في النس44ق الس44لطوي الفاس44د ال يمكن أن يتحقق دون التوفيق بين الوعي والفعل، فعبر هذه الثنائية يمكن بن44اء النس44ق

القوي المواجه للنسق الفاسد، ولعل هذا ما تبرزه قصة "الكوريدا وأطفال قرطبة". فلوضع الحد لمشاهد الكوريدا المؤلمة أي تقديم الق44رابين الفردي44ة في مواجه44ة الثور الهائج، وجب أن يتحقق الوعي المعزز بالممارسة، ثنائية يعبر عنه44ا نص "حواري44ة األطفال" المتضمن في القصة، فالنص ال يبتع44د عن دالالت المعرف44ة وال44وعي باعتب44اره نصا مقروءا من طرف السارد البطل، أما هبة األطف44ال فإش44ارة واض44حة إلى التك44اثف

"إلىالجم4اعي لتحقي4ق التغي4ير الم4أمول المع4بر عن44ه بالص4رخات الجماعي4ة الواعي4ة ــاحة... إلى ــنزل إلى الس ــا ن ــاق كلن ــا الرف ــدا أيه ــدا... إلى الكوري الكوري الميدان... نواجه الثور ندخل في عينيه الوحشيتين القــانيتين، لن نــرهبــل... وفي ــ ــدن... القبائ ــ ــنواجهها في الم ــ ــوم س ــ ــد الي ــ ــه من بع ــ عيني

.3القصائد ...اللوحات...ومواويل الغجر" إنها المواجهة الش44املة ال4تي تجم44ع مختل44ف أطي44اف المجتم44ع، بمثقفي44ه وفناني44ه وعامته، وهي المواجهة الوحيدة القادرة على هدم نسق التسلط السائد، مواجهة ظلت

.25- منيب البوريمي: األسوار والكوريدا، م.س، ص: 1.45- منيب البوريمي: األسوار والكوريدا، ص: 2.194- منيب البوريمي: األسوار والكوريدا، م.س، ص: 3

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 37

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

حلم مبدعنا حيث أسندها إلى سارده في القصة اآلنفة ال44ذكر، إن44ه الس44ارد ال44ذي يق44رأ الحوارية مترقبا تحققها في واقعه، تحقق لن يتم في ظل هيمنة نسق الص44مت وتغ44ول آليات التخويف إلى الدرجة التي تجعل الس44ارد ال يج44رؤ على رف44ع الص44وت في عملي44ة القراءة إال أنه يواصل القراءة بإصرار،بما تمثله عملية القراءة من تك44ريس للمقاوم44ة، باعتبارها اللبنة األساس لتجذير الوعي، وعي األنا، في أفق تعميمه نح44و اآلخ44ر لتش44ييد نسق المواجهة حتى يتحقق االنسجام بين السواعد المشيدة لألسوار ]العمال[ والقراء

الحالمين بكوريدا ينهزم فيها الثور الهائج.المصادر والمراجع

مصدر الدراسة - منيب البوريمي: األسوار والكوريدا، المنشأة العامة للنش44ر والتوزي44ع ط44رابلس ليبي44ا،

.1984الطبعة األولى، المراجع

الكتب.2017- ادريس خضراوي: سرديات اآلمة افريقيا الشرق، الطبعة

- عب44د الرحم44ان النواي44تي: الس44رد واألنس44اق الثقافي44ة في الكتاب44ة الروائي44ة، دار كن44وز2016المعرفة، الطبعة األولى،

م44ارس67- محمد خرماش: النص األدبي وإشكالية القراءة والتأويل فك44ر ونق44د ع44دد 2005.

.1992- نجيب العوفي: ظواهر نصية، عيون المقاالت، الطبعة األولى، الدار البيضاء، .المجالت

، الس44نة التاس44عة نون44بر83- السيد نجم: مالمح أدب المقاومة، مجلة فكر ونق44د، ع44دد 2006.

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 38

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

نظرية التلقي: األصول العلمية و اإلجراءاتالتحليلية

بوخليفة بوسعد ـ طالب دكتوراه في جامعة عبد الرحمن ميرة بجايةالجزائر

ملخــــــــــــص:44ذي إن ما يتغياه هذا المقال المتواضع، هو الوقوف على اإلطار الزماني و المكاني ال ظهرت في44ه نظري44ة التلقي. ه44ذه األخ44يرة ع44دت واح44دة من أهم النظري44ات األدبي44ة و النقدية التي حاولت أن تكسر نمطية العملية النقدية التي بدأت س44ياقية )تهتم بم44ا ه44و خار نصي(، ثم تلتها مناهج أخرى عرفت بالنسقية )داخل نصية( مكرسة اهتمامه44ا على

النص كبنية مغلقة . فخرجت من أنقاض كل هذه المقاربات نظرية التلقي محاولة الوقوف على نقائص م44ا س4بقها فامت44احت من هن4ا وهن4اك فش4يدت ص4رحا نق4ديا أع4اد النظ4ر في ماهي4ة النص

اإلبداعي مانحة القارئ مكانة معتبرة بعد أن طال تغييبه في الساحة النقدية .l’ écoleفرأت النور في جامعة كونسطانس de constanceاأللمانية في س44تينيات

الق44رن الماض44ي على ي44د رعي44ل من األس44اتذة الج44امعيين . و على رأس44هم ]" ه44انسHansروبرت ياوس "[ robert yaussالذي غرف مادته النقدي44ة من ع44دة معين44ات

و  phénoménologie والفينومينولوجيا herméneutiqueفلسفية كالهيرمينوطيقاformalisme ... كما رفد من الشكالنية الروس44ية sociologieعلم االجتماع russe

4تي اتك4أ عليه4ا ي4اوسsémiologieوالسيميولوجيا .... ومن أهم األدوات اإلجرائي4ة ال ليف44رض ج44دوى مش44روعه النق44دي : أف44ق االنتظ44ار كعص44ب للتلقي عن44ده ،المس44افة

الجمالية، اندماج اآلفاق ، منطق السؤال و الجواب ….. الكلمات المفاتيح: نظرية التلقي- المناهج السياقية- المقاربات النصية –

علم التأويل.AbstractThis article investigates the background in which reception theory emerged. The latter is one of the most important theories to break away from contextual criticism )interested in what is outside the text(، and the textual approaches )concerned with the inside of the text( which see the text as a closed structure. Reception theory came as an attempt to address the weaknesses of those approaches by positioning the reader at the center of the interpretive process. It was born at the University of Constance in

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 39

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

the 1960s thanks to a group of university professors، headed by Hans Robert Jauss، whose theory borrowed from several philosophies، such as Hermeneutic، Phenomenology، and Sociology. Jauss was also inspired by Russian Formalism، Semiology etc. Some of the most important critical concepts developed by Jauss are: the horizon of expectations، a key concept، aesthetic distance، the merging of horizons، the logic of question and answer، non-determinate context، etc.Key words: reception theory – contextual criticism- textual approaches – hermeneutic.

تض44اربت بقسط واف44ر من األهمي44ة .إذ على مر العصورلقد حظي النص األدبي الكثير من اآلراء، وتس44اجل علي44ه النق44اد، بغي44ة إعطائ44ه حق44ه أو ب44األحرى، تفج44يرحوله

المتوارية بين كلماته و عباراته، وبيان قيمته الجمالية. مكامن معانيه إن المتأمل لما تعج به الساحة النقدية من مناهج تحمل على عاتقها مهمة إظهار هذه الفائدة المرجوة من النص، ليجدها ال تعد و ال تحصى. بيد أ ن المتمعن في ماهيةمت المتب44ع قص44د هذه المناهج س44رعان م44ا يتفطن إلى التب44اين الواض44ح من حيث الس44 النف44اذ إلى ص44رح المع44اني المش44يدة في ب44رج النص. لكن المبتغى من وراء ك44ل ه44ذا

النشاط، بال مواربة. يكمن في تعرية المعاني المبثوثة في ثنايا النص. إن تع44دد ه44ذه المقارب44ات سيفض44ي ال محال44ة إلى تع44دد في األدوات واآللي44ات

المتبعة من قبل كل ناقد عندما ينبري التعاطي مع النص. في العقود الماضية تربعت مجموعة من المناهج التي ادعت أنها ستعطي األث44ر األدبي حقه األوفر في استشفاف مك44امن النص الجمالي44ة، وأطل44ق على ه44ذه المن44اهجياقية ال44تي تض44منت أساس44ا المنهج االجتم44اعي والدراس44ات مص44طلح المن44اهج الس44

النفسانية والثقافية لألثر األدبي... وقد حملت هذه المقاربات على عاتقها، مهمة إماطة اللثام عن كنوز النص وبثهاياقات الخارجي44ة التي حف44زت على إث44ارة قريح44ة في أرض الوجود. بااللتف44ات إلى الس444زة على ميول4ه األيديولوجي44ة و السياس44ية واقتناعات44ه وانطباعات4ه ، كونه4ا المب44دع. مرك انصبت على شخص المبدع والظ44روف المحيط44ة ب44ه، ف44انفلتت من غطائه44ا الكث44ير من الجماليات المرتبطة بب44نى النص الداخلي44ة. لكن ه44ذه المن44اهج لم يكتب له44ا الخل44ود، إذ سرعان ما ق44وبلت ب44الرفض واتهمت بالتقص44ير. كونه44ا انش44غلت عن العم44ل باالهتم44ام

بزغت على أنقاضها ثلة من المناهج تدعى بصاحبه فضاعت فائدتها المرجوة. في حينالنسقية.

ترى المناهج النسقية أن في التعويل على السياقات المحيطة ب44النص وص44احبه، نسيانا للهدف المنشود و إهدار للنص ونسف لطاقاته البنوية، وتعتيم لوميضه. فنصحت بضرورة تقديس النص بدال من صاحبه. لكن ه44ذه المن44اهج ب44دورها، لم يلبث النق44اد أنياقية ق44د أولت األهمي44ة القص44وى انتبهوا إلى مواطن إخفاقها. فإذا ك44انت المن44اهج الس44

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 40

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

للمبدع، فإن النسقية ق44د التفتت إلى اإلب44داع، ف44أغفلت به44ذا عن عنص44ر مهم. ال يمكنleالتغاضي عنه، أال وهو القارئ lecteurفظهرت مقارب44ة جدي44دة من رحم ك44ل م44ا .

سبقها من مقاربات لتقرن اإلب44داع بض44رورة التالزم بين بع4دين أساس44يين في األعم44الproductionهم44ا: اإلنت44اج النص44ي textuelle التلقي ك44ذلك و la réceptionأو

Théorie de la réceptionالتقبل . ويطلق عليها اسم "نظرية التلقي". 44ه رت44اج نلج ع44بره أغ44وار نظ44ر رواد نظري44ة التلقي إلى الق44ارئ على أس44اس أن

44ذي يكش44ف جمالي44ة ألعم44ال بعي44دا عنااألعم44ال اإلبداعي44ة. فه44و العنص44ر الفع44ال ال تعـد نظريـةاالنطباعية والمالبسات التاريخية. يقول الباحث حسن البنا ع44ز ال44دين: "

التلقي، فرعا من الدراســات األدبيــة الحديثــة المهتمــة بــالطرق التي يتمراء بــدال من التركــيز التقليــدي بها استقبال األعمال األدبية من قبل القــ

. (1 )"على عملية إنتاج النصوص أو فحصها في حد ذاتها جددت نظرتها إزاءوما يمكن التعقيب به في هذا المضمار، هو أن نظرية التلقي

44ة. فق44ررت أن 44ة اإلبداعي النص وانتبهت إلى قضية غي44اب الق44ارئ )المتلقي( في العمليتسنيه وتجعله سيدها ) أي العملية اإلبداعية( نظرا لتغييبه لردح من الزمن.

إن ما يتغياه هذا البحث المتواضع، ه4و الوق4وف على اإلط44ار الزم44اني والمك44اني44ة. 44ة وأص44ولها المنهجي 44ور، وعن أب44رز خلفياته44ا المعرفي الذي رأت فيه هذه النظري44ة الن مركزين على رائدها األول "ياوس" والمعينات التي غ44رف منه44ا أدوات44ه اإلجرائي44ة. ولن يفوتنا الوقوف على البدائل التي اقترحتها وأض44افتها ه44ذه المقارب44ة للنق44اد ليص44بوا إلى44تي تحس44ب على ه44ذه ه44دفهم المنش44ود. وفي النهاي44ة س44نقف على بعض المزال44ق ال

النظرية وما تقترحه من مطارحات .44تي راودتن44ا يع المنهجي ، هي األس44ئلة ال إن ما حدا بنا إلى الخوض في هذا الض44

وحري بنا أن نحاول اإلجابة عنها ولو بالنزر القليل. فما هو المنبت األصلي لنظرية التلقي؟ وإذا كان الرائد األساسي لهذه المقاربة هو ياوس، فما هي اإلجراءات التي اتكأ عليها لفرض جدوى دراس44ته؟ إلى أي م44دى وفقتا؟ م44ا هي 44تي س44بقتها زمني 44تي تع44اني منه44ا المقارب44ات ال آراء ياوس في سد الثغرات ال44تي تض44طلع النقائص التي لوحظت في هذه النظرية؟ وما هو أفق المساءلة النقدي44ة ال

به نظرية التلقي مستقبال؟ يع44ود إلى س44تينيات الق44رن كمنهج قائم بذاته لعل الظهور األول لنظرية التلقي

بط في جامع44ة كونس44طانس األلماني44ة. " لم تتوقــف1966فمنــذ الماض44ي. وبالض44 جمالية التلقي المعروفة باسم مدرسة كونسطانس عن التطــور لتتحــولــاريخ األدبي إلى نظرية للتواصل األدبي وينحصر موضــوع أبحاثهــا في الت بوصفه إجــراء يوظــف ثالثــة عناصــر فاعلــة هي: المؤلف والعمــل األدبي

.(2)"والجمهور أي عملية جدلية تتم فيها دائما الحركة بين اإلنتاج والتلقي

اآلخر/ قراءة األنا: نظرية التلقي وتطبيقاتها في النقد الع44ربي المعاص44ر، حسن البنا عز الدين، قراءة1.25، ص2008، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، 1ط ،1 هانس روبرت ياوس، جمالية التلقي، من أج44ل تأوي44ل جدي44د للنص األدبي، ت44ر: رش44يد بنح44دو، ط-2

. 101، ص2002المجلس األعلى للثقافة، القاهرة ،

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 41

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

.والمتلقي ومن هنا يتضح لنا بأن نظرية التلقي، أولت األهمية القص44وى للق44ارئياقية وه44ذه خط44وة جدي44دة، اقتحمت به44ا ه44ذه النظري44ة م44ا س44لمت ب44ه المن44اهج الس44

والنسقية. على يد مجموع44ة من األس44اتذة الج44امعيين وعلىإذنلقد ظهرت نظرية التلقي

فإن مفهــوم جماليــةرأسهم هانس روبرت ياوس، الذي تربع على عرش44ها وبه44ذا "ــد ــازات الرائ ــام إنج ــا لوجــه أم ــا الحــديث، يضــعنا وجه التلقي بمفهومه الكونسطانسي ياوس صاحب هــذا المفهــوم الــذي تجــاوز القصــور الــذي عانت منه مجموعة من الفالسفة والمفكرين األوائل الذين تحــدثوا كثــيرا

.(1)عن جمالية التلقي. وكانوا بمثابة اإلرهاصات األولى في هذا االتجاه"رعي س44امي إس44ماعيل يبدو انطالقا من قول الب44احث أن ي44اوس ه44و األب الش44

لنظرية التلقي. وأن ألمانيا هي األرض الخصبة التي نبتت فيه44ا. وم44ا يتب44ادر إلى أذهانن44ا لم تنطل44ق من شأنها شأن المناهج التي سبقتهافي هذا المضمار، هو أن هذه النظرية

العدم، بل استأنست بالكثير من المقاربات والعلوم فامتاحت منها العديد من المف44اهيم44ة التلقي ق44د أع44ادت االعتب44ار للمتلقي اإلجرائية. وتأسيسا على م44ا س44بق، تك44ون نظري فأكس44بته مص44داقية في العملي44ة التواص44لية من خالل اإللح44اح على عق44د ق44ران بين44ة ع44دة، ل44ذا ياقات التداولي44ة للنص44وص بي44د أن نش44أتها تع44زى إلى حق44ول معرفي الس44 "فنظرية التلقي مدينة في ظهورهــا لثالثــة تيــارات كــبرى هي: التــاريخ،

وإذا كان األمـر كــذلك فـإن الكتــاب البـارزين في الهيرمنيوطيقا، البنائية في ظهور نظريــة التلقي قل أو كثر هذه التيارات الثالثة كان لهم تأثير

ــد أصــحاب مدرســة كونســطانس األلمانية بمع44نى أن.(2)"وانتشــارها على ي أقطاب هذه النظرية قد استأنسوا بما نصت عليه المقاربات السابقة له44ا فاس44ترفدت

ما تراه يخدمها .

Iاألصول العلمية - لم يكن ي44اوس يهتم بالت44اريخ- نظرية التلقي وجدليــة المنعطــف التــاريخي:1

ا أن ج44دوى العم44لض ،كعلم إنساني مح إنما أسقط هذا العلم على س44احة األدب مق44رع مسار القراءات التي حظي بها العمل والثمار التي جنيت منه على اإلبداعي يكون بتتب م44ر الحقب الزمني44ة. بمع44نى أن العم44ل اإلب44داعي ال يمكنن44ا أن نس44تنفذ ك44ل معاني44ه أو ب44األحرى أن نق44ف على ك44ل ص44غيرة وكب44يرة في44ه، وع44ادة م44ا نكتفي ب44القراءة اآلني44ة الوحيدة؛ مصرحا أن تكبيل العمل بق44راءة واح44دة وفي لحظ44ة واح44دة. ليس من ورائ44ه كبير غناء، وال يمكن وضع الثقة الكامل44ة فيم44ا أس44فرت عليه44ا من نت44ائج. و على ص44عيد

مهتمــا بالعالقــة هانس روبــرت يــاوس كان مؤسس نظرية التلقي آخر، " بين األدب والتاريخ. وقد أزعجه ما عاينه في فترة الســتينيات ومــا قبلهــا من إهمال شديد لطبيعة األدب التاريخية. فاالتجاهات البنيوية واألسلوبيةانكروني( كلية كــانت تركــز على الجــانب الوصــفي )الســ واأللســنية والشــ

.45، ص2002، المجلس األعلى للثقافة، القاهرة، مصر، 1 سامي إسماعيل، جماليات التلقي، ط-1 حامد أبو حامد، الخطاب والقارئ: نظريات التلقي وتحليل الخطاب وما بع44د الحداث44ة، د ط، سلس44لة2

. 30، ص 1996، 30كتاب الرياض، ع

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 42

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

مهملة تماما الجانب التاريخي )الدياكروني( ومن ثم أعطت للنص ســلطة.(1)تامة مطلقة"

ومن جهتن44ا نعتق44د أن ي44اوس على ق44در من الحص44افة في ال4رأي . فه4و ال ي4ؤمن بمطلقية المعنى وال بمحدوديته، فمهم4ا تع4ددت الق4راءات؛ لن تقبض ب4المعنى الكام4ل للعمل. السيما إذا أدركنا أن األدب كالم على كالم. ل44ذا يس44تلزم في ك44ل م44رة إض44افة، مما يجعل القارئ يتفطن إلى أمور فاتته فيما مضى من زمن. ويساعده على االقتراب نوعا ما من المعنى المرغوب، بأخذ القراءات الماضية بعين االعتبار لما له44ا من فض44ل في تمهيد أرضية الفهم حتى وإن كان نسبيا. حيث يعد ي44اوس من ال44داعين إلى تفعي44ل

" العمــلالق44راءات الماض44ية للعم44ل األدبي وف44ق اس44تراتيجية حواري44ة تفاعلي44ة بين األدبي و الجمهور المتلقي، أي من خالل سلسلة التلقيات المتتالية الـتي تكشف بوضوح عن التطورات الحاصلة في التجربة األدبيــة أي كيــف يعــاد

(.2)"في كل مرة تفحص و تفكيك المعايير األدبية الموروثة

44د لذا عدت عملية االلتفات إلى القراءات التاريخية في عملية التلقي ضرورة الب رأى يــاوس في محاضــرةمنها نظرا لألضواء التي تلقيها على طري44ق الفهم حيث "

ــه أن1967ألقيت بجامعة كونسطانس عام م عن أن التاريخ األدبي البد لــات ــي واهتمام ــاج الماض ــة بين نت لة الحيوي ــ ــوع من الص ــظ على ن يحتفة الحاضر. وقد عزا ياوس أزمة األدبية إلى إهمال األفكار القديمــة الخاصــ

( 3)"بعلم تاريخ األدب

ال يمكن نك44ران فض44ل الق44راءة التاريخي44ة للعم44ل اإلب44داعي، فيم44ا يمنح له44ا من تسمها بميسم االنبعاث في كل م44رة. لكن م44ا يؤخ44ذ على ه44ذا ال44رأي، ه44و أن دينامية

أضف.تتبع كل هذه القراءات مضن بالضرورة وشاق جدا وليس مما يمكن اإللمام به إلى ذلك كون هذه القراءات المتعاقبة ال تنتمي إلى زمن ظهور النص، فق44د تقول44ه م44ا44ذي رب ال د خ44ارج الس44 لم يقل، فيسقط القارئ في مغبة األحكام القيمية، وتجعله يغ44ر

ينتمي إليه أصال.ــا 2 :l’herméneutique-الهيرمنيوطيق تع44د الهيرمنيوطيق44ا من الفلس44فات

األلمانية التي اهتمت بالتأويل أو التفسير. بمعنى أنها تروم الولوج إلى أغوار النص44وص وشرحها، وتنبغي اإلشارة إلى أن الهيرمنيوطيقا، كانت تهتم في ب44داياتها بتفس44ير النص44امن عش44ر لتط44ال مي44دان العل44وم المقدس، ثم اتسعت دائرة اهتماماتها في الق44رن الث

مفتاح التأويـل...وهـو مفتــاحاإلنسانية واألدب. وعليه فالمقصود بالهيرمنيوطيقا "ــاهرة ــارات الظ ــواري والخفي وراء أو تحت العب ــنى المت ــد فتح المع قص

( 4)"المرئية

يبدو لنا انطالقا من هذه الكلمة بأنها–الهيرمنيوطيقا- أفادت نظري44ة التلقي، خاص44ة إذاــإنعلمنا أنها ترنو الوقوف على ما توارى خلف المكتوب في النصوص. " ومن هنا ف

.33.حامد أبو حامد، المرجع نفسه، ص 13 عبد الكريم شرفي، من فلسفات التأويل إلى نظريات القراءة، دراسة تحليلية نقدية في النظريات-2

.161، ص2007،منشورات االختالف، الجزائر،1الغربية الحديثة ،ط.33- حامد أبو حامد، المرجع السابق، ص 3 ، منش44ورات1- محمد شوقي الزين، ت44أويالت وتفكيك44ات: فص44ول في الفك44ر الع44ربي المعاص44ر، ط43

.29، ص 2015ضفاف، الجزائر،

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 43

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

وظيفة التأويل تنصـب على إيضـاح مقـاطع غامضــة وغـير مســتوعبة من النصوص، ألن المعنى الجلي والواضح ال يحتاج إلى تفسير أو تأويل. وقد

( 1)يحتاج إلى تأويل ليكون معقوال"

وما دام هدف نظرية التلقي تقريب44ا ه44و نفس44ه م44ا تس44عى وراءه الهيرمنيوطيق44ا، فغ44ير قد تأثر بها. H.R YAUSSمستبعد أن يكون ياوس ،

44ز على قض44ية الفهمGADAMERيع44د غ44ادامير أب الهيرمنيوطيق44ا الحديث44ة. إذ رك والتفسير والتأويل. فالعمل وجد أص44ال من أج44ل أن يفهم ويس44توعب، ثم يلي التفس44ير

هــانس "يعدالذي ال يتم ما لم يتحقق الفهم. فإن غاب الفهم أعوز التفسير. و علي44ه جورج غادامير من كبار الفالســفة التــأويليين المعاصــرين... ولكي يبلــور غادامير معنى الهيرمنيوطيقا، وضع قواعــد جديــدة تســاير التطــور الــذي عرفته الهيرمنيوطيقا وتتمثل هذه القواعد في ثالث وحدات تندرج ضمن

.(2)فعل الفهم والتأويل والتطبيق" إذ كــان المنــاخويبدو أن للهيرمنيوطيقا فضال في ظهور نظرية التلقي زمنئ44ذ "

الفكري السائد في أروبا بعد الحرب العالمية الثانية هو الذي يساعد هــذه النظرية للخروج إلى الوجود حيث ازدهــرت الفلســفات )الهيرمنيوطيقــا، الفينومينولوجيا( الداعية إلى حرية الذات الفرديــة واالنعتــاق من النزعــة

.( 3)التقنية ونبذ األيديولوجيات الشمولية والحقائق المطلقة"احة النقدي44ة قبله44ا. 44تي اكتس44حت الس44 يبدو أن الهيرمنيوطيقا، تع44ادي المن44اهج ال سواء السياقية أو النسقية. حيث تدعو إلى ف44ك ك44ل القي44ود ال44تي من ش44أنها أن تكب44ل اإلبداع. بل أعطت القارئ الحرية المطلقة في استنطاق النصوص، وفي هذا يتض44ح لن44ا

4ة التلقي عن4د ي4اوس 4ه تلمي4ذ غ44ادامير YAUSSت4داخلها م4ع نظري . خاص4ة إذا علمن4ا أنل إليهــا المتلقي "صاحب هذه الفلسفة لة يتوصــ فالمعنى عند غادامير محص

ــة إلى أخــرى. بحيث ــة زمني ــة من حقب بات المتعاقب عــبر سلســلة الترســ.(4)يستوعب الفهم األخير األفهام السابقة ويزيد عليها في الحاضر"

إن ما يتجلى لنا انطالقا مما قيل عن غادامير، هو أنه أبلى بالء حسنا في نظري44ة التلقي، فعدت فلس44فة الهيرمنيوطيق44ا من أخص44ب المعين44ات ال44تي غ44رف منه44ا ي44اوس

H.G. GADAMER أهم عمل قدمه هانز جورج غاداميرانطالقا من "عدته. لنظرية التلقي مجموعة من األدوات اإلجرائية المنهجية في التعامــل مــع النص اإلبداعي من خالل إعطــاء المتلقي بعــدا تأويليــا رؤيويــا يســتخلص أبعاد النص المســتقبلية، وفــق رؤيــة تأويليــة تناســب الطبيعــة التاريخيــة

.(5)لعملية الفهم األدبي" ، ابن النديم للنشر والتوزيع، دار الرواف4د1- عامر عبد زيد، قراءات في الخطاب الهرمنيوطيقي، ط14

.08، ص2015الثقافية ناشرون، الجزائر، ينظر، سعيد عمري)سعيد خرو(. الرواي44ة من منظ44ور نظري4ة التلقي م4ع نم44وذج تحليلي ح4ول رواي44ة2

.17، ص 2009، منشورات مشروع البحث النقدي. فاس 1أوالد حارتنا لنجيب محفوظ. ط.08 ص،المرجع نفسه3.09، ص 1998، المغرب، 1محمد بن عياد، التلقي والتأويل: مدخل نظري، عالمات في النقد،ع4 - أسامة عميرات، نظرية التلقي النقدية وإجراءاته44ا التطبيقي44ة في النق44د الع44ربي المعاص44ر رس44الة54

.42، 41، ص2011، 2010جامعة الحاج لخضر، باتنة ، ، ماجستير

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 44

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

تأسيسا على ما سبق ،يتضح لنا بأن ياوس ق4د ت4أثر بأس4تاذه غ44ادامير في قض44ية التسلح بالتاريخ أثناء التعامل مع العم4ل اإلب4داعي. فب4ه يس4تنير الب4احث و تنفتح أمام4ه

أبواب تأويلية عديدة .:phénoménologie-الفينومينولوجيا) الظاهراتيــة (3 لق44د ت44أثرت نظري44ة

التلقي ب44دورها بالفلس44فة الظاهراتي44ة. إذ ك44ان له44ا ب44اع كب44ير في ظهوره44ا، كونه44ا هي األخرى تعترف بالدور الفعال الذي يلعبه الفرد في الوصول إلى مع44نى األعم44ال. فه44ذا

حركــة فلســفية أو منهجالفرد ال يمثل سوى الذات القارئة، فالفينومينولوجي44ا إذنــوي والمركــزي لإلنســان ــدور الحي ــز على ال في الفحص الفلســفي، يرك

. وما يمكن أن نض44يفه في ه44ذا المض44مار أن(1 )المدرك في عملية تقرير المعنى44ة هام44دة، وب44ذا يمكنن44ا أن نع44ترف ب44أن العمل دون الذات المدرك44ة ل44ه ليس س44وى جث للفينومينولوجيا فضال في بل44ورة نظري44ة التلقي. باعتباره44ا حقال معرفي44ا ين44ادي بحض44ور

الغير الذي من شأنه أن ينفض عنه السكون. ال يكتسب قيمته أو معناه ROMAN.INGARDEN حسب انقاردن بيد أن النص

عت ف44النص بمنظ44ور انق44اردنإال بواسطة التحقق، بمثابــة عمليــة واعيــة وضــ على عاتق المتلقي. وتعد الظاهراتية أحــد أهم األســس الفلســفية الــتي

. (2 )رفدت نظرية التلقي إلى جانبها الهيرمنيوطيقا والسيميائيات ومن هذا المنطلق يمكننا القول بأن الفلسفة الظاهراتية زودت ي44اوس بالع44دة الالزم44ة44ذي إلرساء نظريته التي صبت جل اهتماماتها بالذات القارئة ونعتتها بالعنص44ر الكفء ال44ل م44ع المب44دع؛ حيث أش44ار بفضله يخرج العمل إلى دنيا الوجود. ويأتي هذا طبع44ا بالتكت

العمل الفني موضوع قصدي صادر عن المبدع وأن التحقق نشاطإلى أن "ــاط قصدي ينجزه المتلقي. والعالقة بين الموضوع القصدي للعمل والنش

.(3)القصدي للمتلقي تؤدي إلى إنتاج الموضوع الجمالي" هذا يعني أن تعاضد المبدع بالمتلقي، هو الذي يسفر على التلقي الفع44ال للنص، وهذه السيرورة اإليجابية هي نتيج44ة جه4د مش44ترك بين المب44دع والمس44تقبل. وه44ذا م44ا يصبو إليه مشروع ي44اوس النق44دي. وم44ا ال ينبغي أن نتغاف44ل عن4ه هن44ا، ه4و تبني أعم44دة الفينومينولوجيا لمبدأ عدم تناهي المعنى وال محدوديته. فهو دائم44ا مفت44وح، يقب44ل دائم44ا قراءات وإضافات جديدة. فمهما نجح القارئ في اإللمام بكنوز النص، تبقى زوايا أخرى معتمة تنتظر من يجس نبضها وهذا ما حاول ياوس فعل44ه حين حم44ل المتع44ة الجمالي44ة

ضمن أفق إبستيمي أكثر رحابة .ــروس 4 كالنيون ال ــ LES-الش FORMALISTES RUSSE:كالنية تع44د الش44

الروسية من بين المناهج التي اس44ترعى اهتمامه44ا النص والبحث عن م44وطن الجمالي44ة44ة ليس العمل األدبي فيإذ " littéraritéفيه. وهذا ما أطلقت عليه44ا اس44م األدبي

حد ذاته هو موضوع الشعرية ، فما تستنطقه هــو خصــائص هــذا الخطــاب النوعي الذي هو الخطاب األدبي. و كل عمل عندئذ ال يعتبر إال تجليا لبنية

- ينظر حسن البنا عز الدين، قراءة األخر/ قراءة األنا: نظرية التلقي وتطبيقاته44ا في النق44د الع44ربي15.39المعاصر، ص

.25- ينظر، سعيد عمري)سعيد خرو(. الرواية من منظور نظرية التلقي، ص21.25- المرجع نفسه، ص32

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 45

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

محددة و عامة ، ليس العمل إال إنجازا من إنجازاتها الممكنة . ولكــل ذلــك فــإن هــذا العلم ال يعــنى بــاألدب الحقيقي بــل بــاألدب الممكن ، وبعبــارةــدث األدبي ، أي ــرادة الح ــنع ف ــتي تص ــائص ال ــك الخص ــنى بتل ــرى تع أخ

.(1)"األدبية نتاج هذا النص. إدون االلتفات إلى صاحب النص أو إلى الظروف التي دفعته إلىوهذا  

44ة. هن44ا ففائدة النص تتأتى من قدرة المؤلف على جعل عمله ي44رقى إلى مص44اف األدبييتهافت عليه القراء وتعتريهم رغبة دق بابه لإلطالل على مواطن الجدة فيه.

فالشكل الذي يقدم به النص اإلبداعي، يؤدي دورا كبيرا في عملي44ة اإلقب44ال علىكالنيون الــروس، بتوســيعهمالنتاج من لدن القارئ. و بذا " فلقد أســهم الشــ

كل بحيث ينــدرج فيــه اإلدراك الجمــالي، وبتعــريفهم للعمــل مفهــوم الشــ الفني بأنه مجموعة »عناصره«، وبجذبهم النظــر لعمليــة التفســير ذاتهــا، أسهموا في خلق طريقة جديدة للتفسير، ترتبــط ارتباطــا وثيقــا بنظريــة

.(2)التلقي"

يب44دو أن اهتم44ام الش44كالنيين بش44كل النص، ال يقتص44ر على مفه44وم اإلس44تيطيقا )الجمالية( من جهة اللغة كمتتالية من الجمل وكفى، بل استرعى اهتمامهم فض44ل ه44ذاكل الفخم للنص في اس44تمالة الق44راء. من هن44ا يتض44ح لن44ا دور الش44كل في ج44ذب الش44 القارئ وترغيبه على معانقة النص. فإذا أعجب القارئ بالنص، فالبد أنه سيسعى جاهدا وراء البحث عن معانيه و سبر أغوارها ثم ت44أتي مرحل44ة التفس44ير. و من هن44ا تتجلى لن44ا عالقة الشكالنية بالتلقي سيما إذا رجحنا بأن توليد الدافعية نحو القارئ مرهون44ة ب44الزي

الذي يأتي على شاكلته النص اإلبداعيSOCIOLOGIE-سوســيولوجيا األدب 5 DE LA LITTERATURE:ينص44ب

اهتمام سوسيولوجيا األدب على دور الظروف االجتماعية للناقد في ممارس44ته العملي44ة النقدية، فاألفكار التي تصدر عنه ال تأتي من فراغ بل هي زبدة ما تشربه من مجتمع44ه. فقراءة الناقد ال تخرج عن فلك المجتمع الذي شب أو ترعرع في44ه. ل4ذا نج44د الق44راءات تختلف من مجتمع آلخر، كل يتعامل مع األثر وفق ما أملته عليه ظروف مجتمعه فلهذه

سـاعدت سوسـيولوجياالعوامل وقع على قريحة القارئ ش44اء أم أبى وبه44ذا فق44د "ــع بين المتلقي ــ ــتي تجم ــ ــة ال ــ ــة التلقي على فهم العالق ــ األدب، نظري والظروف االجتماعية التي تم فيها التلقي، من خالل التركيز على فحص

.(3)المنظومة االجتماعية في تلقيها للعمل األدبي" لعل المقام ال يسمح لنا باإللمام بكل الخلفيات الفلس44فية ال44تي مه44دت األرض44ية لنظري4ة التلقي، وله4ذا اكتفين44ا ب4ذكر بعض44ها دون األخ4رى. علم4ا أن ه4ذه النظري4ة ق4د

ــد الموجــهض44ربت بج44ذورها في حق44ول معرفي44ة وفلس44فية ش44تى. وعلي44ه " فالنق للجمهور ليس حقال واحدا، وإنما هو حقول عدة، وليس طريقا مفــردا أو

، دار توبق44ال للنش44ر،2- تزفيطان طودوروف، الشعرية، تر: شكري المبخ44وت ورج44اء بن س44المة، ط1.23، ص 1990الدار البيضاء، المغرب ،

، المكتب44ة األكاديمي44ة،1- روبرت هولب، نظرية التلقي: مقدمة نقدية، تر: ع44ز ال44دين إس44ماعيل، ط21.50، ص2000القاهرة،

.43- أسامة عميرات، نظرية التلقي النقدية وإجراءاتها التطبيقية في النقد العربي المعاصر، ص32

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 46

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

سالكا إلى حــد بعيــد، وإنمــا هــو تشــابك وفــير، ومســالك متشــعبة تغطيــريء، ــده الج ــزع تعقي ــكل يف ــدي بش ــهد النق ــعة من المش ــة واس منطق

.(1)ويشوش ضعيف الهمة" ومن هنا، فحري بنا أن نقر ب44أن نظري44ة التلقي ك44انت زب44دة لتي44ارات عدي44دة من حقول معرفية متباينة، وال نبالغ إن قلنا بأنها منحت لمفهوم القارئ إضافة جوهرية بما

تفعل الستراتيجية منتج44ة، تنطل44ق من النص إلى الق44ارئ ومن قدمته من قيم إجرائية، القارئ إلى النص .

IIاإلجراءات التحليلية -:HORIZONS D’ATTENTE أفق االنتظار1 يعد هذا المفه44وم عص44ب نظري44ة

التلقي عند ياوس، والمقصود به الوقع الذي يتركه العمل األدبي في قارئه. وهذا الوق44عب44ه إذا وج44د خالف م44ا ك44ان ينوي44ه، فالعم44ل إذن قد يرضي أفق توقع القارئ كما قد يخي يرضي أفق قارئه متى تماشى مع كان يخمن له القارئ و هو يستعد لمعانق44ة اإلب44داع ،به متى تنافى مع ما ألف44ه، هن44ا يص44اب وفي هذه الحالة ال فائدة ترجى من العمل. ويخي بالدهشة واالستغراب، فيبدأ رحلة الفضول واالستكشاف بحثا عن سبب الصدمة، حيث

ــد" ــه األداةيع ــدة، ألن ــاوس الجدي ــة ي مفهــوم أفــق االنتظــار مــدار نظري المنهجية التي ستمكن هذه النظرية من إعطــاء رؤيتهــا الجديــدة القائمــةــة، من خالل ــة والجمالي ــة في أبعادهــا الوظيفي على فهم الظــاهرة األدبي

.(2)سيرورة تلقيها المستمرة، شكال موضوعيا ملموسا" وما يمكننا أن نضيفه بخصوص هذا القول، هو أن أفق االنتظار بمثابة الدرة التي تزجر كيان القارئ في كل مرة وتنبغي اإلشارة إلى أن أفق االنتظار يختل44ف من إنس44ان إلى آخر، وموضوع االختالف تمليه تجربة القارئ واطالعه وتربيته األدبية والفنية. فكلما كان القارئ ذا اطالع باألعمال اإلبداعية، كلما استخف بالعمل، ووض44عه في قائم44ة المعت44اد. بيد أن المبدع لو عمد إلى التجريب، إثرها سيصاب القارئ بالصدمة، فتتس44لل الدهش44ة والغرابة إلى كيانه لتستيقظ جذوة الفض4ول والبحث عن المقص44ود. وه4ذا م4ا يس4تهوي

يتأسس باإلحاالت الــتي تنتج عن الموضــوعياوس بالتحديد، لهذا فأفق االنتظار المتلقي. وهذا األفق يتشكل أو يتأثر بثالثــة عوامــل أساســية تتمثــل في تمرس الجمهور السابق بالجنس األدبي الــذي ينتمي إليــه هــذا العمــل ثم أشكال وموضوعات وأعمال ماضية تفترض معرفتها في العمل )التنــاص(ــة بين العــالم الخيــالي عرية واللغــة العملي وأخيرا التعارض بين اللغة الشــ

.(3 )والعالم اليومي ذلك أن اإلقبال على قراءة النص ال يكون بطريقة ساذجة ،إنم44ا يته44افت الق44ارئ على النص وهو محمل بالذخيرة الالزمة، فإذا أرضى النص ذوق44ه فالفائ44دة ق44د ض44اعت

- سوزان روبين سليمان، انجي كروسمان، القارئ في النص: مق44االت في الجمه44ور والتأوي44ل، ت44ر:13.19، ص2007، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، 1حسن ناظم وعلي حاكم صالح، ط

عبد الكريم شرفي، من فلسفات التأول إلى نظريات القراءة، دراس44ة تحليلي44ة نقدي44ة في النظري44ات2.162الغربية الحديثة ، ص

ينظر، هانس روبرت ياوس. جمالية التلقي: من أجل تأويل جديد للنص األدبي، ت44ر: رش44يد بنح44دو، ط3.44، ص2004، المجلس األعلى للثقافة، القاهرة، 1

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 47

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

حسب ياوس، ألن العمل الذي ال يرسم الدهش44ة في نفس الق44ارئ، ليس وراءه فائ44دة تطال . فهو عمل فارغ أو قل استهلكت كل طاقاته. واألحرى أن يقذف به في غياهب

النسيان، كون القارئ قد اعتاد عليه أو علم بأسراره قبل أن يتفحصه. لكن إذا حدث أن شوش العمل ذهن القارئ، فهنا مكمن الجمالي44ة. ففي تخ44ييبعي الح44ثيث وراء إيج44اد أب44واب جدي44دة لس44بر أفق انتظار الق44ارئ فض44ل كب44ير في الس44

ريع أيأغواره " فالمقصود من عدم التوقع هو تعطيل قدرة االستنتاج الســ إحداث نوع من أنواع الصدمة عند المتلقي تقطــع عليــه تسلســل أفكــاره

.(1)باتجاه معين، وتدفعه إلى تأمل جديد للنص" ه44ذا يع44ني أن اإلمس44اك بمع44نى النص مطلق44ا ض44رب من المس44تحيل والق44راءة الجامعة المانعة لألثر ال وجود لها أص44ال. مم44ا يحف44ز الق44ارئ على التنقيب أو البحث عن سر هذه المفاجأة. وبما أن األدب بحر ال ساحل له، فمن السخف تكبيله وإذا فعلنا ذاب

فالحدث األدبي. خالفا للحدث السياسي. ال يتحمل نتائج وفي علوم أخرى. " تبعات حتمية تجعله يتمتع الحقــا بوجــود خــاص. وتجعــل األجيــال الالحقــة تتحمله و تعانيه كما هو في ذاته. فهو ال يســتطيع االســتمرار في التــأثير

. (2)إال إذا استقبله قراء المستقبل على نحو دائم ومتجدد"44اريخ من دد، أن النص األدبي ال يتف44ق م44ع الت وم44ا يمكن أن نض44يفه في ه44ذا الص44 حيث الهدف، فمن سماته الثبات واالستقرار، بيد أن العمل األدبي، كلم44ا رج44ه الق44ارئ

كلما وهب له معنى جديدا.distance-المسافة الجمالية 2 esthétique: لقد تفطن ي44اوس إلى س44لوك

ينج44ر من المتلقي عن44دما يقب44ل على األث44ر األدبي، م44دركا أن ردة فعل44ه ق44د تختل44ف و تتنافى مع ما يريد النص قوله بيد أن القارئ يتعامل مع العمل وفق ما يتوفر لدي44ه من عتاد ثقافي ومعرفي، ونسمي هذا المسار الذي يسلكه القارئ كي يص44ل إلى م44ا يري44د قوله بالمسافة الجمالية التي تعني ذاك الفرق بين ظهور النص وأف44ق انتظ44ره، فكلم44ا أجهد القارئ نفسه للوصول إلى صرح النص إلماطة اللثام عن معانيه، كلما ب44دا راقي44ا4ذي يس4لكه المتلقي لي44دق وبتعبير أدق، كلما طالت المسافة الجمالي44ة، أي المش4وار ال

ألن العمل الذي يضع معانيه علىla sublimationباب المعاني، كلما اتسم بالسمو تخييب أفــق انتظــارطبق جاهز ال يفتح باب المساءلة من زاوي44ة أن44ه ال ي44ؤدي إلى

القارئ و قلقه ليرسو في ميناء المعنى، مسافة جمالية فاصلة بين أفــق االنتظار السائد وبين األفق المستحدث في العمــل الجديــد وهــذا مــا ينتجــدم االعــتراف بقيمــة النص، أو فهمــه على نحــو اســتجابات مختلفــة كع متأخر، وبفضل هذه الضجة التي يثيرها النص، تقاس درجة أهمية وقيمــة

. (3 )الجمالية فالمعركة التي يخوضها القراء بحثا عن المعنى المبثوث في ثنايا النص إلظهاره وإب44راز جدواه هي التي تسمى بالمسافة الجمالية، ألنها تص44دح بمش44وار طوي44ل ال يك44اد يبلغ44ه

44ة للدراس44ات و النش44ر، ب44يروت،1محمد المبارك، استقبال النص عن44د الع44رب، ط1 ، المؤسس44ة العربي.42، ص 1999

.43تأويل جديد للنص األدبي، ص هانس روبرت ياوس، جمالية التلقي: من أجل2. 34ينظر، سعيد عمري ،) سعيد خرو(، الرواية من منظور نظرية التلقي، ص 3

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 48

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

القارئ حتى يجد الطريق ممددا أمامه كونه لم يبل44غ بيت القص44يد، ولم ي44رم ص44ائبا لبص. الن

السؤال و الجواب-4 3 : استقى la logique des questionnairesمنطق 44ذي ي44رى أن هض44م م44ا ورد في نص م44ا منغياوس هذا المفهوم من فلسفة ادامير، ال

معان، يستلزم على القارئ أن يعي األس44ئلة التي يطرحه44ا النص ويت44وق اإلجاب44ة عنه44ا. وتوض444يح التفسيرفالنص حينما يقع بين يدي القارئ، فإنه ال محالة ينتظر التأويل، أي

الغامض منه. وتوضيح هذا الغامض عمل يتم الشروع فيه ريثم4ا يب4دأ الق4ارئ في وض4ع ، لهذا ففهم نص أدبي ينتمي إلى الماضياقتراحات لألسئلة التي أفرزها النص

يقتضي إعادة اكتشاف السؤال الذي قدم له جوابا في األصــل، أي إعــادةــد بناء أفق األسئلة أو أفق نظر القراء األوائل. فمهمة المؤرخ األدبي تمت لتشمل مسألة تتبع األســئلة التاريخيــة المتعاقبــة وصــوال إلى مرحلــة يتم

. (1)فيها استنطاق النص ليجيب عن سؤال ينتمي إلى أفق الحاضر ذلك أن عمر النتاج األدبي يمتد بامتداد هذه األسئلة التي يطرحها النص على القارئ أو العكس لينتظر كل منهما الجواب من اآلخر، فهي بمثاب44ة لعب44ة يمارس44ها ك44ل من النص والمتلقي، كل واحد ينتظر جوابا من األخر وهذه اللعبة التي يمارسها النص مع الق44ارئؤال والج44واب من أو العكس تورث النص نوعا من الدينامية المنتج44ة عن تراتبي44ة الس44

أجل بلوغ المعنى . : نعني باندماج اآلفاق ذاك التداخل بين fusion des horizons اندماج األفاق- 4

اآلفاق الناتجة عن القراء المتقدمين و المتأخرين ، إذ عادة ما يعود القارئ المتأخر إلى أفق القارئ المتقدم ليجعله كمصباح يس44اعده في اتخ44اذ رأي معين إزاء العم44ل نفس44هــرين إزاء النص ــارب وشــهادات اآلخ ــاك بتج ــو االحتك ــاق ه ــدماج اآلف فان المقــروء فتنــدمج بهــذا أفكــار القــارئ الحاضــر بأفكــار القــارئ الماضــيــرين واالســتنجاد ــال إلى اآلخ ــؤرخ األدبي من االرتح فبفضــله يتمكن الم

(2)بآرائهم و تطويعها لتخدم أفكارنا.

يتجلى لنا من هذا القول أن االستئناس برأي الماضيين إزاء عمل معين من شأنه أن يفضي إلى إضاءات جديدة من شأنها أن تساعد في االقتراب أكثر من أس44رار األث44ر

اإلبداعي.lesمواقع الالتحديد -4 5 limites indéterminées 44ز النص44وص ك44ل : تتمي

44ام بالمع44اني التي تكدس44ت في جثته44ا فهيالنصوص إن لم نب44الغ - بع44دم التفص44يح التتفسح المجال للقارئ بين الفينة واألخرى كي يبحث عنها، فالنص أحيانا يصمت من

أجل أن يتكلم القارئ أو يتجرد من بعض لبوسه )معانيه( ليلبسها إياه القارئ. لذا ت44رى القارئ أحيانا يص44ادف ثغ44رات و انقطاع44ات أو ب44األحرى ألغ44ازا تطلب من44ه اس44تنطاقهاه مهم44ا ق44ال لن يعطي الف44راغ وإجالءها، وتعد هذه أصعب عملية توك44ل إلى الق44ارئ ألن

تتمثل مواقع الالتحديد في األفكــار" حقه، وهذا ما يطلق عليه اسم الالتحديد إذ الغامضة، الرموز المبهمة، األلغاز، اإليحاءات الضمنية و المفارقــات هــذه األمور كلها، يسعى القــارئ أو المتلقي وراء ملئهــا أو إزاحــة غموضــها و

.35ينظر، سعيد عمري ، المرجع السابق ،ص1. 35ينظر ، المرجع نفسه، ص2

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 49

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

. فالالتحدي44د معي44ار(1)التباســها بمــا اذخــره من قــدرات معرفيــة وموســوعية الجمالية و آلة انفتاح النتاج األدبي وبفضله اس44تطاع الق44ارئ أن يض44من الخل44ود للعم44ل

عن طريق توالد المعاني المترتبة عن التدخل المستمر له. بعد اطالعنا على المشروع النقدي لياوس و ترصد تفاصيله توصلنا إلى مجموعة

من األفكار التي نلخصها فيما يلي: إن األثر األدبي أوسع من أن يقبل منهجا واحدا، لذا وجدنا نظرية التلقي قد رفدت من

عدة علوم و فلسفات وطوعت آليات هذه العلوم وفق ما يخدم التلقي.دفة والج44زاف، إنم44ا ع44دت س44خطا و ث44ورة على 44ة التلقي ليس ولي44د الص44 ظهور نظري المناهج التي سبقتها زمنيا، وذلك بعد اكتشاف الثغ44رات التي تع44اني منه44ا وعجزه44ا عن

إعطاء النص حقه. نظرية التلقي تفس44ح المج44ال للنق44اد والب44احثين و ت4تيح لهم مهم4ة ول4وج أغ44وار األث4ر األدبي .فمهما بلغت قراءتهم أي مبلغ، يظل الحكم الذي يطلق على النص تعسفيا، ل44ذا

يبقى السعي حثيثا وراء المعنى. يس44تحقها والتي طالم44ا غيبت وهمش44ت ربما نظرية التلقي بوأت القارئ المكانة التي

في حقب زمنية ماضية فأعادت له االعتبار الذي يستحقه.44ل أك44ثر من44ه إلى 44ة التلقي ذات ط44ابع فلس44في فهي تجنح إلى التفس44ير و التأوي نظري

الوصف. ال يمكن نكران الخدمة الجليلة التي أسدتها نظرية التلقي للبشرية وذل44ك نظ44را ل44ثراء

خلفيتها المعرفية.44ه لم يق44دم للناق44د أي نم44وذج أو لعل ما يحسب على ياوس في نظريته ه44ذه، أن قالب للتحليل والدراسة وفق نظريته، إذ تعاني من نقص رهيب في الج44انب التط44بيقي

الشيء الذي من شأنه أن ينفر القارئ أو يقذفه إلى حلبة المغامرة. إن قضية إيم44ان ي44اوس بالمحدودي44ة التأوي44ل يجع44ل الق44ارئ يس44افر بعي44دا ب44أفقا غ44ير الئ44ق ل44ه، فالتم44ادي في التأوي44ل من المنطقي أن انتظ44اره ويلبس النص لبوس44 يفضي بالمؤول إلى أن يقول النص ما لم يقل، و في هذه الحالة بالذات يصاب اإلب44داع

بالتخمة، كاإلنسان الذي أفرط في تناول الطعام وهذا عيب.44اريخي ومنادات44ه ومن المزالق التي تحسب أيضا على ياوس، تقديسه للقارئ الت44ع ردود أفعال44ه إزاء عم44ل معين فه44ذا في اعتقادن44ا ض44رب من ض44روب بض44رورة تتب المستحيل. فالتطرق إلى القراءات التي حظي بها العمل اإلبداعي أم44ر ش44اق ومض44ن، بل ال يمكن بلوغه أصال ، مما يسلم بنسبية المعرفة عند ي44اوس، وبم44ا أن نظريت44ه ه44ذه

تزيد لنا فضوال على فضول فما الجدوى من وجودها.؟احة 44ة التلقي على اكتس44اح الس44 وما ال يمكن نكرانه في الخاتمة، هو ق44درة نظري النقدية و إعطاء بدائل أكثر معقولية من أجل بل44وغ المعرف44ة، ويبقى الش44يء الم44أمول في هذا المضمار، هو العثور على حل منصف- إلى حد ما -من شأنه أن يقي الدارسين44تي ق44د تص44در من ل44دن الناق44د المتس44لح به44ذه من شر اإلسهاب، أو من الشطحات ال

.36نفسه، صالمرحع ينظر ،1

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 50

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

44ة التلقي تت44وق تص44ورات و اقتراح44ات جدي44دة تخلص44ها و إن النظرية. وعليه ف44إن نظرينسبيا من التعويم والضبابية التي اتصفت بها .

قائمة المصادر والمراجع: أسامة عميرات، نظرية التلقي النقدية وإجراءاتها التطبيقية في النقد العربي المعاص44ر.1

4، 41، ص2011، 2010رسالة ماجستير، جامعة الحاج لخضر باتنة ، دار2تزفيط44ان ط44ودوروف، الش44عرية، ت44ر: ش44كري المبخ44وت ورج44اء بن س44المة، ط.2

.23، ص 1990توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب ، حامد أبو حامد، الخطاب والقارئ: نظريات التلقي وتحليل الخطاب وما بعد الحداث44ة، د.3

. 30، ص 1996، 30ط، سلسلة كتاب الرياض، ع حسن البنا عز الدين، ق44راءة األخ44ر/ ق44راءة األن44ا: نظري44ة التلقي وتطبيقاته44ا في النق44د.4

.25، ص2008، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، 1العربي المعاصر، ط44ة، ت44ر: ع44ز ال44دين إس44ماعيل، ط.5 ، المكتب44ة1روبرت هولب، نظرية التلقي: مقدمة نقدي

.50، ص2000األكاديمية، القاهرة، ، المجلس األعلى للثقاف44ة، الق44اهرة، مص44ر،1س44امي إس44ماعيل، جمالي44ات التلقي، ط.6

.45، ص2002 س44وزان روبين س44ليمان، انجي كروس44مان، الق44ارئ في النص: مق44االت في الجمه44ور.7

، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت،1والتأويل، تر: حسن ناظم وعلي حاكم صالح، ط.19، ص2007

، ابن النديم للنش44ر والتوزي44ع،1عامر عبد زيد، قراءات في الخطاب الهرمنيوطيقي، ط.8.08، ص2015دار الروافد الثقافية ناشرون، الجزائر،

عبد الكريم شرفي، من فلسفات التأول إلى نظريات الق44راءة، دراس44ة تحليلي44ة نقدي44ة.9.162، ص2007، منشورات االختالف، 1في النظريات الغربية الحديثة، ط

، المؤسسة العربية للدراسات و النشر1 ط٬ استقبال النص عند العرب٬محمد المبارك.10.42، ص 1999 ٬ بيروت٬

،1محمد شوقي ال44زين، ت44أويالت وتفكيك44ات: فص44ول في الفك44ر الع44ربي المعاص44ر، ط.11.29، ص 2015منشورات ضفاف، الجزائر،

هانس روبرت ي44اوس، جمالي44ة التلقي، من أج44ل تأوي44ل جدي44د للنص األدبي، ت44ر: رش44يد.12. 101، ص2002، المجلس األعلى للثقافة، القاهرة ، 1بنحدو، ط

ينظر حسن البنا عز ال44دين، ق44راءة األخ44ر/ ق44راءة األن44ا: نظري44ة التلقي وتطبيقاته44ا في.13.39النقد العربي المعاصر، ص

ينظر، سعيد عمري)سعيد خرو(. الرواية من منظور نظري44ة التلقي م44ع نم44وذج تحليلي.14 ، منشورات مش44روع البحث النق44دي. ف44اس1حول رواية أوال حارتنا لنجيب محفوظ. ط

.17، ص 2009

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 51

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

، المغ44رب،1ينظر، محمد بن عياد، التلقي والتأويل: مدخل نظري، عالمات في النقد،ع.15.09، ص 1998

ينظر، هانس روبرت ي44اوس. جمالي44ة التلقي: من أج44ل تأوي44ل جدي44د للنص األدبي، ت44ر:.16.44، ص2004، المجلس األعلى للثقافة، القاهرة، 1رشيد بنحدو، ط

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 52

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

من مظاهر التسلط في النقد العربي القديم،الموازنة بين الطائيين لآلمدي أنموذجا

د. علي بن عبد الله / جامعة المنستير، تونس

الملخص: الرقابة كل عمل قامع للفكر ولإلبداع، وخاصة األعمال الخارج4ة عن م4ألوف التص4ور،كل موج44ودة في ك44ل زمن يمارس44ها من ك44ل من ي44ری في نفس44ه الق44درة، فهي به44ذا الش44 والتمكين، والقهر إذ هي عمل يحتاج إلی شرعية تعض4ده، وتحم4ل علی الخض4وع ل4ه، وه4ذه الشرعية إنما هي سلطوية ضرورة، وربما نفهم السلطة انطالقا من وجهة النظر السياس44ية، ولكنها أوسع من ذلك بكثير؛ فالسلطة إذا كانت فعال قاهرا محققا للغلبة فإنها ماثل44ة في ك44لم 44اس الغ44الب حض44ورا، ففي الخطاب44ات إذن تتجس44 فعل له هذه الصفة، والكالم هو فعل الن السلطة، وقد ال تظهر علی سطح الخطابات بقدر ظهورها في عمقها، ومقصدها م44ا يتطلب نظرا وتحقيقا، بل لعل السلطة هي في الحق التجسيم الخطابي للق4وة الق4اهرة، وإذا ك4انتكل أق4رب إلی مج4االت الكالم مث4ل األدب، والنق4د، وهم4ا السلطة فعل كالم فإنها بهذا الش4 مجال الفضل، والتفوق عند العرب القدامی، وفعال، إذا نظرن44ا إلی بعض أعالم النق44د الق44ديم أدركنا مدی إيمانهم بشرعية ممارسة الفعل النقدي الرقابي التسلطي القاهر علی المبدعين من أجل تكريس مبادئ، والحفاظ علی توجهات، وهذا أمر يستحق النظ44ر حقيق44ة، وه44ذا م44الطة النقدي4ة عن4د الع4رب ه4و اتجهنا إليه في هذا المق4ال ال4ذي يتن4اول علم4ا من أعالم الس4عري الع4ربي اآلمدي ممارسا لقهره السلطوي الرمزي، مراجعا علما من أعالم التح4دي الش4 هو أبو تمام، محاوال إيقاع غلبة قديمه علی حديث الشاعر، وقمع سعيه إلی اإلبداع، ومراقب44ة

فعله اإلبداعي كما تفعل كل سلطة مع كل تمرد. النقد، السلطة، الرقاب44ة، الموازن44ة، العن44ف الرم44زي، العم44لالكلمات المفتاحية:

النقدي، أبو تمام، البحتري

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 53

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

رقابة حقيقية لها أثر شديد على اإلب4داع كم4ا يك4ون(1)كان النقد العربي القديم سلطة هيئات الرقابة الحديث4ة، ف4إن لم تكن للناق4د الق4ديم ص4الحية من4ع المنتج4ات الفني4ة من أمر

عراء النشر والتوزيع واإلذاعة بين الناس، فإن له صالحيات أكبر وأدوات أش4د وقع4ا على الش4 مثل الحكومة في من أش44عر، والتص44نيف، والمقارن44ة، والموازن44ة، واإلهم44ال، واإلبع4اد، وطي44ة عرية المرجعي الذكر، والتناسي، وخصوصا التنظير لإلبداع، وتحديد خصائص المنظوم44ة الش44

،(2)التي تصبح أداة القمع الرقابي لديه، وكل هذه الصالحيات ملكها اآلمدي في كتابه الموازنةما لالكتم44ال والتط44ور في الخط44اب النق44دي المنجز النقدي الذي يقدمه الباحثون أث44را مجس44 القديم، كما يقدمونه مجسما للمنهجيه في الرؤيه النقدية، وفي الممارس44ة اإلجرائي44ة للعم44ل

.(4) (3)النقدي هذه السلطة النقدية تعتمد العنف وسيلة إلنفاذ أحكامها كما يكون األمر عند ك44ل ن44وع من أنواع السلطة، وطبعا ال يمتلك الناقد أدوات العنف المادية، وإنما يمتلك أدوات عنف آخر

: تتأسس السلطة على القوة، وربما كانت مقنعة بتوجهات مفهومية، وال تستقيم السلطة إال على) (1 عالقة قوامها األمر، واالستجابة، إذ لها وجه قه44ري ق44اهر، ول44ذلك اتص44لت وثيق44ا بالمس44ألة السياس44ية ) راجع جان وليام البيار: السلطة السياسية، ترجمة حنا إلياس، بيروت- باريس منش44ورات عوي44دات،

، وراجع صادق األسود: علم االجتم44اع السياس44ي، أسس44ه وابع44اده، بغ44داد، دار الحكم44ة18، ص1983ديد126، ص1991للطباع44ة والنش44ر، ليط: الش44 لط والس44 (، وج44اء في الق44اموس المحي44ط: " الس44

لطان الحج44ة وق44درة المل44ك، ... والتس44ليط: التغليب واللس44ان الطوي44ل والطوي44ل اللس44ان، ... والس44 وإطالق القهر والقدرة "، ) الفيروزآبادي، محمد بن يعقوب: القاموس المحيط، ضبط وتوثيق يوس44ف

(. إن السلطة بهذا التعريف ق44درة، وتمكن،604، ص1999الشيخ محمد البقاعي بيروت، دار الفكر، ومشروعية، وحجة، وتجسيم لكل ذلك في الفعل، والخطاب

: الحسن بن بشر اآلمدي: كتاب الموازن44ة بين أبي تم44ام والبح44تري، تح محم44د مح44يي ال44دين عب44د)(44 2الحميد، ببيروت، المكتبة العلمية )د ت(

" ج4اء أب4و القاس4م بكتاب4ه الموازن44ة ليض4ع ح4دا لك4ل تل4ك النظ44رات : قال محمد علي أبو حم4دة: ()3 الجزئية في المفاضلة بين الشعراء، كأن يفضل ش44اعر على غ44يره ل44بيت قال44ه أو نص44ف بيت، وب44ذلك طفر بالنقد األدبي عند العرب طفرة عالية، إذ أخرجه وألول مرة من حدود النق44د ال44ذاتي، واإلعج44اب الشخصي إلى نقد مشروع يقوم على أساس الموازنة بين اآلثار األدبية جملة مع دراسة خصائص ك44ل شاعر"، ) محمد علي أبو حمده: النقد األدبي ح44ول أبي تم44ام والبح44تري في الق44رن الراب44ع الهج44ري،

(.30، ص1969، 1عمان، األهلية للنشر والتوزيع، مكتبة الجامع الحسيني، ط قالت سوزان بينكني ستتكيفينش: " وإذا كنا نجد في أخبار الصولي أسس الخالف حول أبي تمام :()4

44ة، وعرض44ت بأق44ل ق44در ممكن من وشعره فإن هذه األسس قد قعدت، ورتبت بقدر أكبر من المنهجي44ة لع44رض وجه44ة النظ44ر االنفعالي44ة في الموازن44ة"، وتق44ول ك44ذلك: " الموازن44ة ليس إال محاول44ة منهجي المحافظة، والسائدة في القرن الرابع الهجري حول الشعر، والتي كانت مناقضة لفكر المعتزلة الذي نشأ في تربته شعر أبي تمام"، ) س44وزان بينك44ني س44تتكيفتش: أب44و تم44ام في موازن44ة اآلم44دي، حص44ر

(، ص1986 ) ج44انفي، فيف4ري، م44ارس 2، عدد6المؤسسة النقدية لشعر البديع، مجلة فصول، مجلد (، كما صرح محمد علي أبو حمده بأن روح االحتراس العلمي، وتحري العدل واإلنصاف شائعة في42

هذا الكتاب، وأكد أن اآلمدي يشبه القاضي العدل الذي يوازن بين الخصمين في مجلس القضاء، وأنهجال في 44تي نتجت عن ذل44ك الس44 في تحريه العدل يجمع األقوال واآلراء التي سبقته في الزمن، أي ال

،91أبي تمام، أو في أبي تمام والبحتري، )راجع: أبو حمده النقد األدبي حول أبي تمام والبحتري، ص، ص1972، وراجع: محمد مندور: النقد المنهجي عند العرب، القاهرة، مطبعة نهضة مص44ر، 44،68 71

وما بعدها ( وذكر طه أحمد إبراهيم أن فضل اآلم44دي في كتاب44ه الموازن44ة إنم44ا ه44و توثي44ق ه44ذه104 األفكار التي وصلت إليه، وتدوينها، وإضافة أفكار أخرى إليها سواء كانت أفكاره الشخص44ية، أو أفك44ار

إبراهيم: تاريخ النق44د األدبي من العص44ر الج44اهلي معاصريه مع اتجاه إلى التعليل، والتحليل )طه أحمد (166، ص1985، 1إلى القرن الرابع الهجري، بيروت، دار الكتب العلمية، ط

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 54

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

ربما يكون أكثر شدة وأثرا، هو العن44ف الرم4زي ال4ذي ه44و ممارس4ة مؤسس4اتية للعن44ف، أي يمارس44ه المس44ؤولون في المؤسس44ة في ض44وء س44لطاتهم الش44رعية على األف44راد به44دف الس44يطرة عليهم، والتحكم فيهم، وإخض44اعهم بحس44ب م44ا يناس44ب أفك44ارهم، وأه44دافهم، ومعتقداتهم، وطبعا كل عنف يجسم سلوكا عدوانيا، ف44العنف يق44ترن دائم44ا ب44القوة واإلك44راه،

، ويتجس44م العن44ف الرم44زي(1)وهو سلوك يتسم بالعدوانية، ويحدث أضرارا للطرف األض44عف في الممارسة اللغوية، وأشكال الخطاب ألن المتسلط يبث إشارات عدوانية تحتم44ل ق44رائن

، ولما كان النقد العربي القديم مؤسسة، لم44ا ك44ان الناق44د(2)االستهزاء، والتبخيس، والكراهية يعتقد أنه قيم على مبادئ المؤسسة، ومكلف بحفظها من ال44زوال أقب44ل على ممارس44ة ه4ذا العنف تجاه المبدعين، وفعل سلطته القامعة بتقديمه لرؤاه التصورية العامة، وبتنفيذه منهجهم في اإلنج4از التلفظي، ومن النقدي، وباعتماده خطابا مخصوصا، فمقاص4ده الرقابي4ة تتجس444رتيب، واللهج44ة، والطريق44ة، وبكلم44ة م44ا نص44طلح علي44ه تجلي44ات ه44ذا اإلنج44از التنظيم، والت األسلوب، ومن األسلوب فلسفة القائل في بناء أقواله، أو الكاتب في بناء كتاب44ه، وعلى ه44ذا نحن سنتناول كتاب اآلمدي، وسننظر في ما يجسم عمله التسلطي الرق4ابي الق4امع لإلب4داع

الشعري األسس الفكرية لعمل اآلمدي النقدي:

وضع اآلمدي القضية في إطارها الفكري منذ المنطلق؛ فقد أشار صراحة في بداي44ة كتابه إلى الخالف الواقع بين أنصار كل شاعر، وليس هذا الخالف عرضيا أو ع44ابرا وإنم44ا ه44و أصيل، عميق الجذور، هو خالف في القناعات، وأشكال اليقين ألن من فضل أبا تمام " نسبه إلى غموض المعاني، ودقتها، وكثرة ما يورده مما يحت4اج إلى اس4تنباط، وش4رح، واس4تخراج،44دقيق، وفلس44في الكالم نعة، ومن يمي44ل إلى الت وهؤالء أهل المعاني، والشعراء أصحاب الص44

، ومن فضل البحتري فقد "نس4به إلى حالوة اللف4ظ، وحس4ن التخلص، ووض4ع الكالم في(3)"44اب، واألع44راب، مواض44عه، وص44حة العب44ارة، وق44رب الم44أتى، وانكش44اف المع44اني، وهم الكت

ومن هؤالء من اعتقد أن البحتري " أعرابي الشعر، ،(4)والشعراء المطبوعون، وأهل البالغة "عر المع4روف، وك4ان يتجنب التعقي4د، مطبوع، وعلى مذهب األوائ4ل، وم4ا ف4ارق عم4ود الش4 ومستكره األلفاظ، ووحشي الكالم؛ فهو بأن يقاس بأشجع السلمي، ومنص44ور، وأبي يعق4وب المكفوف، وأمثالهم من المطبوعين أولى. " أما أبو تمام ف4 " شديد التكلف، ص4احب ص4نعة، ومستكره األلفاظ والمعاني، وشعره ال يشبه أشعار األوائل، وال على ط4ريقتهم لم4ا في4ه من4ز مس4لم بن الولي4د، ومن ح4ذا االستعارات البعيدة، والمعاني المولدة؛ فهو بأن يكون في حي

. ولكن اآلمدي ال يبقى في مستوى العرض الموض4وعي الب4ارد، وإنم4ا(5)حذوه أحق، وأشبه " يأخذ بيد القارئ؛ فيوضح له طريقي االختيار بين الشاعرين انطالقا مما لديه من أنواع الميل؛ فإن كان هذا القارئ " ممن يفضل سهل الكالم وقريبه، ويؤثر صحة السبك، وحسن العبارة، وحلو اللفظ، وكثرة الماء والرونق " ف4البحتري أش4عر عن4ده ض4رورة، وإن ك4ان يمي4ل " إلىالصنعة، والمعاني الغامضة التي تستخرج بالغوص والفكرة " فأبو تمام عنده أشعر ال محالة.

1)(: راجع: ليلى عبد الوهاب: العن44ف األس44ري...الجريم44ة والعن44ف ض44د الم44رأة، الق44اهرة، دار الم44دى 14، ص1994، 1للثقافة والنشر، ط

2)(: راج44ع: وطف44ة علي أس44عد: الطاق44ة االس44تالبية للعن44ف الرم44زي،لن44دن، مرك44ز الش44رق الع44ربي 10، ص2012للدراسات،

.10الموازنة، ص : ()3نفسه. : ()4 .11نفسه، ص : ()5

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 55

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

هذه النصيحة لها داللتان مختلفت4ان: واح4دة ظ4اهرة هي عم4ل التوجي4ه، والمس4اعدة، وأخرى باطنة هي الهدف الحقيقي للكاتب، وهي تدرك من سياق الكالم، وخصائص األلفاظ، فمعلوم أن الكاتب ألحق دالالت السهولة، والصحة، والحسن، والحالوة، وغير ذلك بالبحتري، وألحق نقيضها جميعها ب4أبي تم4ام؛ ف4أعلن ض4منيا أن الموازن4ة ال4تي ب4ني عليه4ا كتاب4ه تب4دوعة، وفعال حاول الكاتب التأسيس لمواقفه، وأحكامه، وبدأ بحكم تصنيفي ه4و في الح4ق متصن بيان لضوابط الشعر المطبوع، وخصائص الشعر المصنوع التي هي في األصل أسس رقابية

.(1)تجسم سلطة الناقد على الفعل اإلبداعيعر، ووص4ل الطب4ع عر بص4فة الب4داوة في الش4 وصل اآلمدي وصال عض4ويا عم4ود الش4عر باعتب4اره زب4دة م4ا نتج عن تجرب4ة باتجاه األوائل الفني، كما فصل فصال نهائي4ا عم4ود الش4عر كالتعقي44د، وإي44راد الوحش44ي من القدامى الفنية األصيلة عن نقائص يمكن أن تنح44ط بالش44وائب، وطبع4ا الخ44روج م4ردود في اعتب44ار اآلم44دي، اللفظ، والتكلف، وم44ا إلى ذل4ك من الش44 مرذول بل متهم مدان، ولذلك كان اآلمدي متعاطفا مع البحتري، مثمنا خضوعه، واتباع44ه، و" التزامه "، وكان منكرا الطائي، مدينا خروجه أو مروق4ه، ناعي4ا علي4ه خط4أه، وع4دم التزام4ه؛

ف شرط اإلبداع عند الناقد التقليدي أن يقول الشاعر ما يناسب الحال، وما يوافق الواقع، وإال حكم عليه بالخطأ، واإلحالة، ومن هنا يمكن الجزم بأن اآلمدي ناقد ممثل للمؤسسة النقدية، وناهض بالوظيفة التي ارتضاها لنفسه داخل ه4ذه المؤسس4ة، دور الرقاب4ة والمحاس4بة، ولنيكون ذلك إال باكتساب السلطة العلمية والوجاهة المعرفية المشرعنة لذلك التسلط الرقابي

منهج اآلمدي النقدي وتجليات السلطة الرقابية فيه: نعني بالمنهج النقدي العمل الفعلي للنقد، أي ما يمكن أن نس44ميه النق44د التط44بيقي،

وهذا النوع كان له الحظ األوفر من كت44اب اآلم4دي حتى أن التنظ4ير في4ه ك4ان قلي4ل الح4ظ،اكتفى فيه الناقد بإشارات مبثوثة ذكرنا بعضها آنفا.

قوله في مسألة الطبع والصنعة: يميز الناقد بين أبي تمام والبحتري في مسألة الطبع والصنعة منذ المنطلق؛ فيس44ند

فات ب4أبي الصفات الحسنة إلى شعر البحتري وطريقته، ويلحق ك4ل م4ا ه4و خ4بيث من الص4 تمام، وطريقته في الشعر؛ فيظهر إعجابا بش4عر البح4تري، وإنك44ارا لش4عر أبي تم4ام، وي4ؤثر بذلك على ميزان العدل الذي اعتمده للمقايسة والموازنة ليجعله مائال إلى البح4تري، وينقض

؛ فاآلم4دي يص4ف البح4تري بأن4ه "(2)دعوى التجرد التي لطالم4ا أك4دها ل4ه ع4دد من الب4احثينعر المع4روف، وك4ان أعرابي الشعر، مطبوع، وعلى م4ذهب األوائ4ل، وم4ا ف4ارق عم4ود الش4

، وفي مقابل ذلك يصف أبا تمام بأنه "(3)يتجنب التعقيد، ومستكره األلفاظ، ووحشي الكالم" شديد التكلف، صاحب صنعة، ومستكره األلفاظ والمعاني، وشعره ال يش44به أش44عار األوائ44ل،

، ب44ل يح44اول الناق44د(4)وال على طريقتهم لما فيه من االستعارات البعيدة، والمعاني المولدة " منذ المنطلق أن يجد ألبي تمام نظيرا؛ فال يجد إال مسلما ابن الوليد، إال أن اآلمدي يس4تدرك؛ فيرى أن الطائي " ينحط عن درج4ة مس4لم لس4المة ش4عر مس4لم، وحس4ن س4بكه، وص4حة

.11- 10الموازنة، ص: راجع: ( )1 ، ...، وراجع: محيي الدين4،156 4،153 4،135 4،115 4،103 102راجع: مندور: النقد المنهجي، ص :4 ()2

.48، 47، ص1984صبحي: نظرية النقد العربي وتطورها إلى عصرنا، الدار العربية للكتاب، .11الموازنة، ص : ()3نفسه. : ()4

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 56

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

فانظر إلى ما عامل ب44ه اآلم44دي الط44ائي من التجني ال44ذي يظه44ر في األوص44اف، ؛(1)معانيه" واالختيارات اللفظية، والعناص4ر األس4لوبية ال4تي تتض4افر لتظه4ر مص4ادرة اآلم4دي ال4تي هي منطلق الموازن4ة، وأساس4ها، وال4تي تلخص في أن الفض4ل يس4ند إلى البح4تري، وأن النقصوء. يصيب أبا تمام على أساس أن األول وشعره رمز للصحة، وأن الثاني وش44عره رم44ز للس44 لقد أقام اآلمدي بهذا القول مطابقة بين الشاعرين على أساس ثنائية الحسن والقبح؛ فوج44ه44ة أغ44رى به4ا قارئ44ه؛ فانتقض44ت التلقي، وأثر على عمل القراءة، وحمل اللغة داللة ثاني44ة خفي دعوى العدل لديه، وخطا خطوة في سبيل تحقيق مقصده الذي هو بالضرورة إنكار ش44اعرية

يق44ول اآلم44دي: " أبي تمام، وتنصيب البحتري سادنا لمعبد اإلبداع، حافظا ألسسه وشروطه.44ه أص44ل في االبت44داع، واالخ44تراع؛ ف44وجب 44ه أول س44ابق، وأن ولكن أصحاب أبي تمام ادعوا أن إخراج ما استعاره من معاني الناس، ووجب من أجل ذلك إخراج ما أخذه البحتري أيض44ا من معاني الشعراء، ولم أستقص ب44اب البح44تري، وال قص44دت االهتم44ام إلى تتبع44ه، ألن أص44حاب

يجد الناظر في هذا القول انحياز .(2)البحتري ما ادعوا ما ادعاه أصحاب أبي تمام ألبي تمام " الناقد للبحتري فكأن الناقد صوت ال4رد، وأداة ال4دفاع، وعنص44ر من عناص4ر الخص44ومة، يعين طرف4ا على ط4رف، ويس4عى إلى نقض دع4وى ط4رف، وإقام4ة دع4وى الط4رف اآلخ4ر، أم4ا الطرف الذي انحاز إليه اآلمدي فه4و البح44تري، وق44د نقض به4ذا االنحي44از أساس44ا من أس44س التميز التي انفرد بها أبو تمام في األدب العربي، وهو االختراع للمعاني، واالبتداع لها؛ فالناق44د يعترف بأنه استقصى سرقات أبي تمام، ونقب، وبحث، وأن4ه ب4ذل ه4ذا الجه4د لس4بب، ومن أجل غاية. أما السبب فهو كثرة ما يدعيه أصحاب الشاعر من أن4ه مخ4ترع، وأم4ا الغاي4ة فهي ضمنية لم يعلنها اآلمدي، ولكن يمكن إثباتها انطالقا من بنية الخطاب، ومن طبق44ات المع44نى

عراء فيه، وهي محاولة نفي ه4ذه الخصيصة عي إلى رده إلى جمل4ة الش4 عن الش4اعر، والس4 العاديين، ونفي فضله، وإطفاء الشعلة ال4تي أس4رجها الش4اعر بش4عره ليض4يء به4ا من4اطقعرية جديدة في درب الشعر العربي؛ فمقصد اآلمدي نفي الشعرية عن أبي تمام، ونفي الش44 عن االتجاه الشعري الجديد، وفي مقابل ذلك إثباتها للبحتري رمز التقليد، وإمام المتبعين من

أهل الطبع والخاطر.44ر عن انحي44ازه وال يق44دم اآلم44دي حكم44ا تأسيس44يا آخ44ر يوج44ه موازنت44ه بكليته44ا، ويعب موضوعيته، وعن كونه في الموازنة ليس إال طرفا في الخصومة، وليس إال داعي44ا إلى اتج44اه في الشعر، ومعبرا عن قناعة فئة من النقاد الذين يمكن تحديد خص4ائص نظ4رتهم من4ذ ه4ذهعر حة س4مة للش4 اللحظة بأنهم نقاد األدب الذين جعلوا اللغ4ة أساس4ا لنق4دهم، وجعل4وا الص4 الحسن عندهم، والبيان وظيفة للشاعر عندهم، والطبع لونا وفضال يفضل به الشاعر عندهم، رأي الذين قصروا كل إحسان على القديم المتقدم الذي أطل عليهم من عمق التاريخ، ومن عمق الصحراء، رأي ال4ذين قص44روا اإلحس44ان على األع4راب أه4ل البادي44ة األص44الء، وراقب4وا اإلبداع بهذه الرؤية التسلطية. يقول: " فأما مساوئ البحتري من غير السرقات فق44د دققت، واجتهدت أن أظفر له بشيء يكون بإزاء ما أخرجته من مساوئ أبي تمام في س44ائر األن44واع التي ذكرتها؛ فلم أجد في شعره لشدة تحرزه، وجودة طبعه، وتهذيب44ه أللفاظ44ه، من ذل44ك إال

. لقد حقق الناقد مقصده من الكتاب وه44و(3)أبياتا يسيرة أنا أذكرها عند الفراغ من سرقاته " مصادرة كل شعر ال يناسب ذوقه الفني، ومحاصرة كل اتجاه إلى تمثل اإلبداعات المشوشة للذهن، والواقعة وراء االنتظارات من أمث4ال أش4عار أبي تم4ام، وليس4ت ه4ذه المحاص4رة إال

نفسه.: ( )1.273 نفسه، ص:( )2.274-273نفسه، ص: ( )3

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 57

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

44اريخ، بش44ل حركت44ه خطوة في سبيل إع44ادة األم44ور إلى نص44ابها، ومحاول44ة لالنقالب على الت والعودة به إلى منطلقاته، ومراحل البدء فيه. إن مقصد اآلمدي من الفعل النقدي هو محاولةيرورة، ونفى نفي للصيرورة في حركة اإلبداع، وال يتحقق له ذلك إال إذا أدان رموز ه44ذه الص44

.(1)فضلهم، وتسلط عليهم برقابته القامعة والموجهة للتلقي، وأهم هؤالء الرموز أبو تمام صور أخرى من العمل النقدي اإلجرائي لآلمدي:

: عرضه الحتجاج صاحبي أبي تمام والبحتريأ- أورد اآلمدي هذا القسم األول من الموازنة على لس44ان ص44احبي أبي تم44ام والبح44تري تنفيذا لما وعد به من اإلمساك عن الحكم، ومن ترك المجال للمتلقي ليحكم بنفسه إذا تبين له األمر، وقد بني هذا االحتجاج على مسألة أساس4ية يمكن اعتباره4ا مرك4ز الح4وار، والغاي4ة التي ينتهي إليها السجال بين الفريقين، وهي من أشعر، أبو تمام أم البحتري؟. وانطل44ق ه44ذا االحتجاج بإنكار صاحب أبي تمام قول القائل: إن البح4تري أش4عر من أبي تم4ام والح4ال أن4ه

ه4ذه المس4ألة س4تكون منطلق4ا للج4دل في. (2)أخذ عنه، وحذا حذوه، وصاحبه، وتتلم4ذ عليه مجموعة من القضايا الفرعية التي سيستعملها كل من الفريقين إما إلثبات فضل أبي تم44ام، وتقدمه وتفرده، وبالتالي تفوق4ه على البح4تري، وإم4ا العكس، أي نفي ه4ذا اإلدع4اء، وإثب4ات

لق4د ك4ان المنطل4ق والمب4دأ في إث4ارة نقيضه، أي تفوق البحتري، وفوزه، وس4بقه، وفض4له. مسائل االحتجاج دائما ألصحاب أبي تمام؛ فهم الذين يس44بقون بال44دعوى، ويث44يرون القض44ية، وكانت الردود دائما ألصحاب البح4تري؛ فهم ال4ذين يق4ابلون ال4زعم بالتفني4د، واالحتج4اج، من

: " قال صاحب أبي تمام: قد علمتم، وس4معتم ال4رواة وكث4يرا من21ذلك مثال المسألة عدد العلماء بالشعر يقولون: جيد أبي تمام ال يتعلق به جيد أمثاله )...(، قال صاحب البحتري: إنمااقط؛ فيجيء رائق44ا لش4دة صار جيد أبي تمام موصوفا ألنه ي44أتي في تض44اعيف ال4رديء الس4

، وعموما كانت دع44اوى ص44احب أبي تم44ام تجم44ل(3)مباينته لما يليه؛ فيظهر فضله باإلضافة " في محاولة البحث عن الشواهد المؤكدة شاعرية أبي تمام، فهو في نظره: " انفرد بم44ذهب اخترعه، وصار فيه أوال، وإماما متبوعا، وشهر ب4ه حتى قي4ل: ه4ذا م4ذهب أبي تم4ام، وس4لك

، ورأى كذلك أنه: " إنم44ا(4)الناس نهجه، واقتفوا أثره، وهذه فضيلة عري عن مثلها البحتري "

1)( 44: سمى اآلمدي كتابه " الموازنة " " كما سمى اللديغ سليما، وما أبع44د الموازن44ة عن44ه "، ق44ال ابن رشيق نفس هذا الكالم في تعليق44ه على كت44اب ابن وكي44ع المنص44ف ) راج44ع: ابن رش44يق: العم44دة في

،281، ص2، ج1972محاسن الشعر وآدابه ونقده، تح محيي الدين عبد الحميد، ب44يروت، دار الجي44ل، وراجع: ابن وكيع التنيسي: المنصف المنصف للسارق والمسروق منه في إظهار سرقات المتنبي، تح

(، فالنق44د متهم في مص44داقيته، وق44د أثبت اآلم44دي ه44ذه44،1984 1محم44د يوس44ف نجم، الك44ويت، طرورة يص44در عن قناع44ات 44ر في ذل44ك، إذ ه44و بالض44 التهمة، وعمق هذه الصورة، ولعل اآلمدي غير مخي يحاول أن يجسمها، أو يدعو إليها ويعمقها، وال يك44ون ذل4ك إال بتوجي44ه المنج44ز النق44دي وجه44ة يرتض44يها الناقد، وبتحميل الخطاب مقاصد يسعى الناقد إلى تحقيقيها، وعموما بدأ اآلمدي في تحقيق مقاص44ده من كتاب الموازنة في تنظيراته، وفي مقدماته، وأكيد أنه سيحقق هذه المقاصد في تناول44ه للمس44ائل

النقدية الجزئية التي وزعها على كتابه الموازنة بين أبي تمام والبحتري.2)( 44: " قال صاحب أبي تمام: كيف يجوز لقائل أن يقول: إن البح44تري أش44عر من أبي تم44ام وعن أبي

تمام أخذ، وعلى حذوه احت44ذى، ومن معاني44ه اس44تقى؟، وب44اراه؛ حتى قي44ل: الط44ائي األك44بر، والط44ائي44د أبي تم44ام، فه44و به44ذه 44ده، على ك44ثرة جي 44د أبي تم44ام خ44ير من جي األصغر، واعترف البحتري بأن جي

(12الموازنة، صالخصال أن يكون أشعر من البحتري، وأولى من أن يكون البحتري أشعر منه "، ) .49نفسه، ص : ()3.16نفسه، ص: ( )4

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 58

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

، وقال ك44ذلك: "(1)أعرض عن شعر أبي تمام من لم يفهمه لدقة معانيه، وقصور فهمه عنه " قد عرفناكم أن أبا تم4ام أتى في ش4عره بمع4ان فلس4فية، وألف4اظ غريب4ة؛ ف4إذا س4مع بعض

ر ل4ه فهم4ه واستحس4نه" بين من ه4ذه ال4دعاوى أن .(2)شعره األعرابي لم يفهمه؛ ف4إذا فس4 صاحبها ينطلق من مجموع المواقف الشائعة، واألفكار التي استقرت قواعد في تناول ش44عر أبي تمام، وفي الحكم على الشاعر، ومن ذلك: نفي الشاعرية عنه، وتفضيل البحتري علي44ه، وتعلقه بالكالم الفلسفي، وأخذ البحتري من أبي تمام، وغير ذل4ك من مس4ائل الخالف، فه4ذاجال ال44ذي نش44أ في أبي تم44ام، ثم في أبي االحتجاج الذي أورده اآلمدي يستند إلى ذلك الس44 تمام والبحتري في الزمن السابق للناقد، وعلى العموم يب44دو ص44احب أبي تم44ام ض44من ه44ذا االحتجاج مدافعا عن الشاعر، وساعيا إلى إقناع اآلخر المحاج بأن تلك التهم والمساقط التياعرية، لحقت أبا تمام، وشوهت صورته شاعرا إنما هي في حقيقة األم44ر فض44ائل تؤك44د الش44عر عراء، ب4ل تؤك4د تف4رده، وإمامت4ه لم4ذهب في الش4 وتحفظ للشاعر مكانته بين جملة الش4 طالما لهج به أصحابه، واستندوا إليه لتأكي44د تف4وق ص4احبهم، غ4ير أن ه4ذه المحاول4ة أص4ابها ال44وهن الش44ديد، فحجج أص44حاب أبي تم44ام مقتض44بة تكتفي بالتس44مية دون االحتج44اج إال في مواطن قليلة هي مواطن االعتذار ألبي تمام، ومواطن االتهام واإلدانة لمن عاب شعره؛ فقد اعترف المدافع عن أبي تمام بما وقع فيه صاحبه من الوهم، والميل عن الصواب، واعتذر له على هذا السقوط، فقال: " وغير منكر لفكر نتج من المحاسن م4ا نتج، وول4د من الب4دائع م4ا ولد أن يلحقه الكالل في األوقات، والزلل في األحيان، بل من الواجب لمن أحس44ن إحس44انه أن يسامح في سهوه، ويتجاوز له عن زلل4ه؛ فم4ا رأين4ا أح4دا من ش4عراء الجاهلي4ة س4لم من

، ثم ان44برى ي44ذكر مآخ44ذ العلم44اء على(3)الطعن، وال من أخ44ذ ال44رواة علي44ه الغل44ط والعيب " الشعراء في شيء من التبسط، والتوسع الذي قد يوهم بالق4درة على الج4دل وال4رد، ولكن4ه في الحقيقة مؤكد لضعف حجته، وقلة حيلته في ما سبق من المس4ائل. إن احتج4اج ص4احب

اس4تعطاف الفض4ل، واس4تدرار االع4تراف من أبي تمام إذن دليل ضعف، بل ه4و أق4رب إلى صاحب البحتري على أساس أن ص4احب البح44تري يص44در عن فك4ر س4ائد، وأن ص4احب أبي تمام يواجه تيارا ال راد له، هو تيار تفضيل الطبع على الصنعة، وتفضيل البح44تري رم44ز الطب44ع

والسماحة على أبي تمام رمز التعمل والتكلف. كانت لمواقع المحتجين في إطار هذا الحوار دالل4ة، إذ ظه4ر ص4احب أبي تم44ام مث44يرا للقضايا، وظهر صاحب البحتري مفسرا، ومحتجا، ومتوسعا في الرد، ومتبسطا في التوض44يح والبيان، وهذا طبعا يؤكد بما ال يدع مجاال للشك أن ص4احب أبي تم4ام قلي4ل الحج4ة، ض4عيف اإلقناع، يتوسل االعتراف بش44اعرية ص4احبه، بينم4ا ص44احب البح44تري ش44ديد الموق4ف، ق4ويعر وفي الحج4ة، ال يمكن رد أقوال4ه، أو تك4ذيب دع4اواه، ولن4ا في حديث4ه عن اللحن في الش4 تفسيره تسمح النقاد مع لحن القدامى وتشددهم مع لحن أبي تم44ام خ44ير دلي44ل على ص44البة موقعه محاجا لصاحب أبي تمام، فقد استعمل صاحب البحتري كل الحجج الممكن44ة، وعض44د حجاجه بأدوات البيان والتفسير، وانتهى إلى االستنتاج المفحم، والقانون النهائي الذي ال يقدر صاحب أبي تمام على أن يرده؛ فأثبت أن أبا تمام " يتبهرج شعره عند التفتيش، والبحث، وال

. (4)تصح معانيه على التفسير، والشرح "

.21-20نفسه، ص: ( )1.27نفسه، ص : ()2.35 : نفسه، ص)(3.35 إلى ص28، وراجع كل احتجاج صاحب البحتري من ص35 : نفسه، ص)(4

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 59

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

لقد أورد اآلمدي في هذه المسألة النقدية التي هي: " احتجاج الفريقين " س44جاال غ44ير متكافئ األطراف؛ فمن جهة صوت يستدر العطف، ويتوسل المكانة، ويتشاكى، ويتمسح هو صوت صاحب أبي تمام، ومن جهة مقابلة، صوت يفسر، ويبرهن، ويؤكد، ويحكم، فهل يمكن للحجاج أن يكون بهذه الصورة غير المتكافئة؟. إنن44ا ن44ذهب إلى الق44ول إن ه44ذا البن44اء، وه44ذا44ا، وأن الترتيب مقصود من اآلمدي؛ فقد قصد إلى أن يجعل صوت شعر أبي تمام خفيضا عيي يجعل صوت صاحب البحتري أو صوت ش4عره ص4ادحا ال لبس في4ه، وال ت4ردد، ومظه4ر ذل4كادح ب4المواقف ك4أن نمط األحكام وأسلوب الخطاب، ذلك األسلوب االتهامي، المباش4ر، الص44 يقول صاحب البحتري مثال إن أب4ا تم4ام " يأخ4ذ المع4اني، ويحت4ذيها؛ فليس له4ا في النف4وس

أو أن يقول " إنم4ا عبن4اه )يع4ني أب4ا تم4ام( بخطئ4ه في معاني4ه، ،(1)حالوة ما يورد األعرابي " وإحالته في استعاراته، وكثرة ما يورده من الساقط، والغث، البارد، مع س44وء س44بكه، ورداءة

، أو أن يقول متصاعد الصوت، شديد اللهجة: " فال ت44دفعوا العي44ان،(2)طبعه، وسخافة لفظه " فلن يمحق وصف البحتري أبا تمام في حياته، وتأبين4ه إي4اه بع4د وفات4ه م4ا ظه4ر من مقابح4ه

أو أن يقول: " وأبو تمام ال تكاد تخلو ل44ه قص44يدة واح44دة من ع44دة أبي44ات ،(3)وفضائح شعره" يكون فيها مخطئا، أو محيال، أو عن الغ4رض ع4ادال، أو مس4تعيرا اس4تعارة قبيح4ة، أو مفس4دا للمعنى الذي يقصده بطلب الطب4اق، والتج4نيس، أو مبهم4ا بس4وء العب4ارة، والتعقي4د؛ حتى ال

. (4)يفهم وال يوجد له مخرج، مما لو عددناه لكان كثيرا فاحشا " نحن نعتق4د انطالق4ا من ه4ذا التفس4ير أن ه4ذه المحاج4ة مفتعل4ة، ولم تق4ع في أرض الواقع، إذ اآلمدي هو صاحب النص، وهو المتحكم فيه، وهو الموجه له الوجهة التي يرتض44يها، وهذه المحاجة تخرج عن كل أسس المناظرة والمساجلة التي من أهمها االستعداد، وخاص44ة

المساواة بين المتناظرين، وهذا ما لم يكن بين صاحبي أبي تمام والبحتري.: رأي الناقد في سرقات أبي تمام-1

أكد اآلمدي ما اشتهر به أبو تمام من شغف بالشعر، وانشغال بتخي4ره ودراس4ته، حتى أنه كتب فيه كتبا واختيارات " مشهورة معروفة "، ثم انتهى إلى الق4ول: " وه4ذه االختي4ارات تدل على عنايته بالشعر، وأنه اشتغل به، وجعله وكده، واقتصر من كل اآلداب والعلوم عليه، فإنه ما شيء كبير من شعر ج44اهلي وال إس44المي، وال مح44دث إال ق44رأه واطل44ع علي44ه، وله44ذا

، وك4انت ه4ذه المقدم4ة(5)أقول: إن الذي خفي من سرقاته أكثر مما قام منها على كثرته4ا " أشبه بالمصادرة األولى األساس4ية ال4تي تب4نى عليه4ا نظ4رة الناق4د إلى األديب، وال4تي توج4ه مسار البحث النقدي، أي مسار الموازنة. إنها قناع4ة الناق4د ال4تي س4وف تلقي بظالله4ا على العمل النقدي بجملته، وعلى مبحث السرقات خصوصا، وألج4ل ذل4ك بين الناق4د إقبال4ه على44اس بذل الجهد في البحث عن سرقات أبي تمام، فقال: " وأنا أذكر ما وقع إلي في كتب الن من سرقاته، وما استنبطه أنا منها، واستخرجته، فإن ظهرت بعد ذلك منها على شيء ألحقته

لقد استعد الناقد بأحسن ما يمكن من أجل كشف ما خفي من سرقات .(6)بها إن شاء الله " األم4ر إلى تص4فح الكتب، والبحث في المت4ون عن م4ا يؤك4د ه4ذه ه4ذا أبي تمام، وق4د دفعه

.25نفسه، ص: ( )1.31نفسه، ص: ( )2.49نفسه، ص: ( )3.47نفسه، ص : ()4.52 : الموازنة، ص)(5.52 نفسه، ص :()6

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 60

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

الدعوى، بل أكثر من كل ذلك إلى ت4رك المبحث مفتوح4ا إلى غ4ير نهاي4ة بس4بب اليقين ب4أن الس4رقات كث4يرة، وأنه4ا خفي4ة ق4د ينفتح فيه4ا الق4ول في زمن مت4أخر بع4د أن تت4وفر أدوات اإلدراك المساعدة على ذلك، أي بعد أن تتطور معارف الباحث باألشعار واألق44وال، وبع44د أنم ه4ذا التوجي4ه في العم4ل التط4بيقي ال4ذي تال ه4ذه تتعم4ق دراس4اته وقراءات4ه، ولق4د تجس4

المقدمة حكم اآلمدي بإدانة أبي تمام بالسرق في مائة مس4ألة من أص4ل مائ4ة وعش4رين اتهم فيها الشاعر، وهذا العدد يدل داللة واضحة على مدى جهد الناقد في البحث، والتقصي، وفي

اتجاهه إلى عدم التسمح مع الشاعر؛ فأظهر الشاعر سارقا متبعا، ال خالقا، أو مبتدئا. في نفس هذا المبحث، أي مبحث السرقات، تناول اآلمدي بالدرس ما خرجه ابن أبي طاهر من سرقات أبي تمام؛ فحاول مراجعة أحكام هذا الناقد بالتمييز بين ما أصاب فيه ألنهة، وم4ا أخط4أ في4ه ألن4ه من المش4ترك ال4ذي ال يمكن أن ينف4رد ب4ه ف4رد من المعاني الخاص4

، وانتهى في هذا القسم من مبحث سرقات أبي تمام إلى ت4رجيح رأي ابن أبي ط4اهر(1)بعينه في إحدى وثالثين مسألة، وإلى تخطئته في أربع وعشرين، تسع منه44ا بس44بب االش44تراك في المعنى، وواحدة بسبب االشتراك في اللفظ، وأربع عشرة مسألة بسبب اختالف المعنى بين44ده أبيات أبي تمام وأبيات من أخذ عنهم، وهذا خطأ وقع فيه ابن أبي طاهر؛ فإذا جمعنا ما أك الناقد من أحكام ابن أبي طاهر إلى ما خرجه هو وأطلق فيه الحكم البات الق44اطع وج44دنا أن أبا تمام في هذا القسم من الموازنة شنع من الناقد في مائة وإح44دى وثالثين م44رة، وعوم44ل برفق في أربع وأربعين، وليس خفيا ما بين األمرين من الف4ارق، حتى أنن4ا نج4زم أن اآلم4ديي أو ال4درس العلمي اعر ال إلى البحث والتقص4 كان يقصد إلى إثبات تهمة السرقة على الش4

الموضوعي في المسألة. لم ينته حديث اآلمدي عن سرقات أبي تمام عند ه44ذا الح44د، وإنم44ا تواص44ل في ص44در الجزء الثاني من كتاب الموازنة في شكل ملخص لما قدمه في الج44زء األول، ولكن اآلم44ديرق ج4دا "، لم يكتف بالتلخيص وإنما أطل4ق الحكم واحتج ل4ه، فه4و يق4ول: " فإن4ه كث4ير الس4 ويقول كذلك: " وقد سمعت أبا علي محمد بن العالء السجستاني يقول: إنه ليس ل44ه مع44نى

، وب4الرغم من أن اآلم4دي اس4تدرك على السجس4تاني(2)انفرد به فاخترعه إال ثالثة معان... " في الصفحة الموالية بأن قال: " ولست أرى األمر على ما ذك44ره أب44و علي، ب44ل أرى أن ل44ه،

، ب44الرغم(3)على كثرة مآخذه من أشعار الناس، ومعانيهم، مخترعات كثيرة، وبدائع مشهورة" من هذا االستدراك بقيت تهمة السرقة، واألخذ في ذهن الناقد يرمي بها الشاعر؛ فينفي عنه فضيلة االختراع، أي ما به ظهر على أقرانه، وما به حكم له بالتفرد والسبق، وما به عد إماما

في الصناعة.اعر إلى مس44توى رقة عن44د أبي تم44ام أن ي44رد الش44 لقد أراد اآلمدي بتناوله مبحث الس44 الشعراء العاديين، بل إلى مستوى الشعراء الذين يصنفون في الطبقات الدنيا، فكأنه س44حب البساط من تحت أبي تمام ومذهبه والمتعصبين ل4ه، وكأن4ه ج4ردهم من أس4لحتهم ال4تي به4ا يواجهون التهم والردود. إن مقصد الناقد من ه4ذا القس4م من منج4زه النق4دي إنم4ا ه4و نفي فضيلة اإلبداع عن أبي تمام ثم االنحطاط به وبشعره، وتعج4يز الم4دافعين عن4ه عن النه4وض

، وما بعدها.103نفسه، ص: ( )1.123نفسه، ص : ()2.124نفسه، ص : ()3

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 61

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

بمهمتهم. إن مقصده في الحقيقة المراقبة، مراقبة اإلبداع بتتبع المس44اقط، ومراقب44ة اعتق4اد هذا اإلبداع، واالحتفال به، والجذل بالتفرد في4ه، وطبع4ا لن تك4ون المراقب4ة إال بتفعي4ل أدوات التسلط الرمزي التي يمتلكها المراقب عادة، وم4ا هي أدوات المتس44لط الناق4د؟، إنه4ا طبع4ا

إحاطته بأحكام النقد، وتصنيفات النقاد للمبدعين، وتنصيبه نفسه سلطة معرفية قاهرة رأي الناقد في أخطاء أبي تمام في اللفظ و المعنى:-2

رقة عن4د أبي تم4ام ألن خلال بدأ اآلمدي في هذا القسم من الكت4اب بته4وين أم4ر الس4 أشنع أصابه وانحط بشعره وهو كثرة الخطإ، والزلل، واإلحالة في شعره س44واء ك44ان الخط44أ في األلفاظ أو في المع4اني، ثم احتج فق4ال: "وم4ع ه4ذا فلم أر المنح4رفين عن ه4ذا الرج4ل يجعلون السرقات من كبير عيوبه ألنه باب ما يعرى منه أحد من الشعراء إال قليل، بل ال44ذي

، غير أن الناق44د(1)وجدتهم ينعونه عليه كثرة غلطه، وإحالته، وأغاليطه في المعاني واأللفاظ " لم يكتف بإثبات الخل4ل واإلش4ارة إلي4ه فق4ط، وإنم4ا ح4اول تعلي4ل الحكم ب4الفزع إلى جمل4ة أصحاب الرأي في اإلبداع كعادته؛ فنقل رأي أبي عبد الله محمد بن داود الج44راح عن محم44د44اس عب44د الل44ه بن بن القاسم ابن مهرويه، عن حذيفة بن أحمد، المشابه لم44ا ذك44ره أب44و العب المعتز من أن " أبا تمام يريد البديع؛ فيخ44رج إلى المح44ال"، كم44ا اس44تند اآلم44دي إلى ق44ول " محمد بن داود عن محمد بن القاسم بن مهوريه عن أبيه أن أول من أفسد الشعر مسلم بن4ر في44ه، ك44أنهم يري4دون إس4رافه في الوليد، وأن أبا تمام تبعه؛ فسلك في البديع مذهبه؛ فتحي طلب الطباق، والتجنيس، واالستعارات، وإسرافه في التماس هذه األبواب، وتوش44يح ش44عره بها حتى صار كثير مما أتى من المعاني ال يعرف، وال يعلم غرضه فيه44ا إال م44ع الك44د، والفك44ر

لقد اتخذ اآلمدي األفكار الشائعة في أبي تمام سندا يؤسس عليه دراسته .(2)وطول التأمل " ألخط44اء أبي تم44ام في األلف44اظ والمع44اني؛ فوج44ه الدراس44ة إلى محاول44ة تأكي44د ه44ذه اآلراء، ومحاولة البحث في شعر الشاعر عن ما يسوغها، فالقناعة حاصلة نهائية ال يمكن الشك في تمكنها من ذهن الناقد، وفكره، ولذلك يمكن القول إن اآلم4دي لن يك4ون مض4يفا إلى النق4د،اعر، وإن أمكن أن يحق44ق في44ه ولن يكون متقدما بالبحث في قضية الخطأ واإلحالة عند الش44 تقدما ما فإن ذلك لن يكون إال ما يمكن أن يدرج في باب التعمي44ق، والتأكي44د، والتوس44يع لم44ااعر، ثم رسخ في النفوس من اآلراء، وفعال كان الناقد عن4د البحث التط4بيقي ي4ورد بيت الش4ع، ويفيض إم4ا ب4إيراد يحكم علي4ه بالخط4أ، ثم ينص4رف إلى التفس4ير، والت4برير، وك4ان يتوس4 الشواهد حول معان محايثة للمعنى الذي طرقه الشاعر، وإما ب4إيراد ش4واهد من المخط4ئين

وكان يقلب األمر على وجوهه ب44ذكر م44ا يمكن أن ،(3)ومن المصيبين ممن طرق ذلك المعنى ، وكان يكثر من أدوات االحتجاج، ووس4ائل ال4دفاع، وط4رق الحم4ل على(4)يرد عليه الخطاب

عر ال االقتن44اع حتى ينقلب الخط44اب تطبيق44ا لتم44رين في علم الكالم، ولكن44ه علم كالم الش44 العقيدة. في الحقيقة أفكار اآلمدي انقلبت عقائد، هي عقائد المتمسكين بالقديم، المراق44بين

،(5)لكل حركة خروج عن السنن، ولكل فع4ل إب4داعي، والمتس4لطين في عم4ل الرقاب4ة ه4ذا وكان الناقد يفترض مخالفين له، ومجادلين آلرائه؛ فينص4رف إلى ال4رد عليهم بحجج منطقي4ة

.124نفسه، ص : ()1.125-124راجع: الموازنة، ص: ( )2.189 إلى ص186 من ص15راجع مثال المسألة : ()3.192 إلى ص189 من ص16 راجع مثال المسألة :()4.196 إلى ص193 من ص19راجع مثال المسألة : ()5

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 62

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

عر من أج4ل المع4نى(1)أو نقلية ،(2)، وكان يورد الوجه الصحيح ن4ثرا أو ش44عرا؛ فه4و ينفي الش44. (3)وكان يفزع دائما إلى الشاعر الذي أصاب في تناول ذلك المعنى، وهو بالضرورة البحتري

لقد أنفق اآلمدي جهدا فكري4ا عظيم4ا في تخريج4ه ألخط4اء أبي تم4ام حتى أنن4ا نخ4الاعر، وإلى الناقد يحمي عقيدة أو يدافع عن مذهب، وفي الحقيقة هو يقصد إلى إسقاط الش44

بنفي واإلحال4ة والتف4اوت والخل4ل، وخصوصا إخراجه من مملكة الشعر بإثبات ش4نع الخط4أ،اعر، وبإس4نادها إلى خص4مه، ونظ4يره، خصيصة اإلبداع، والجدة، والف4رادة عن إنتاج4ات الش4 ومنافسه، البحتري. أفال ترى أن مبحث األخطاء انقلب محاكمة ألبي تمام، ولش4عره عموم4ا، ولطريقته في الشعر؟، ثم أال ت44رى أن مبحث األخط4اء انقلب موازن44ة ض44منية بين أبي تم44ام

والبحتري؟ إنها موازنة داخل الموازنة، ولكنها موازنة غير عادلة ألنها تستند إلى مصادرات تعطي الفضل، واإلحسان، واإلصابة، وموافقة الذوق السائد، ومواصلة الرؤية األصيلة إلى البح44تري،ليم، والقط44ع م44ع الق44ديم وتعطي القصور، واإلساءة، والخطأ، والخروج، وخدش ال44ذوق الس44

السمح إلى أبي تمام. لقد أثرت هذه الطريقة في تناول أخطاء أبي تمام على خطاب اآلمدي؛ فكان انفعاليا في مواطن كثيرة، وقد تجسم هذا االنفعال من خالل تواتر األحكام المدين4ة ألبي تم4ام، ومن خالل وسائل لغوية وأس4لوبية كالخط4اب المباش4ر الموج4ه إلى ض4مير " أنت "، واالس4تفهام

، وله4ذا نحن نق4ول: إن نق44د اآلم44دي انقلب معرك44ة انظم فيه4ا الناق44د إلى ج4انب(4)اإلنكاري البحتري، وانبرى يدافع عن طريقته، ويهاجم اآلخ4ر المع4ادي في طريقت4ه؛ فانكش4فت ب4ذلك44ز نقائص الناقد " الحصيف "، "العاقل"، " ذي الدربة "، هذه النق44ائص ال44تي تلخص في التحي إلى طرف على حساب آخر من أجل هدف أص4بح معلوم4ا، ه4و إخ4راج أبي تم4ام من جمل4ةالشعراء بنفي قدرته على القول الصحيح، والموافق للبيئة األدبية، وللتراث الفكري األصيل.

رأي الناقد في استعارات أبي تمام:-3اقط" من ألف4اظ ق4ال الناق4د في بداي4ة ه4ذا القس4م من الموازن4ة إن4ه س4يذكر "الس4 الشاعر، ومعانيه، و" القبيح " من استعاراته، و" المستكره " " المعقد " من نسجه، ونظم44ه، ثم بين أن الشاعر، والمحدثين وجدوا المتقدمين يأتي ذل4ك في ش4عرهم عف4وا، فتتبع4وه، ثمط إن لم 44د أو المتوس44 4ع المتق4دمين في الجي بين ما يجب على الشاعر المتأخر، وه4و أن يتتب

نعة، والتحمل . أم44ا في العم44ل اإلج44رائي فق44د ق44دم(5)يقدر على الجيد، وذلك بالبعد عن الص44 اآلمدي في أول األمر ثالثة وعشرين بيتا ألبي تمام يتجسم فيها اللفظ المرذول، واالس44تعارة القبيحة، ولكنه لم يعلق على كل بيت على حدة، وإنما أجمل التعليق معتمدا أس44لوبا س44اخرا انتهى إلى إطالق الحكم في أن هذه االستعارات: " في غاية القباح44ة، والهجان44ة، والبع44د عن

ثم بين الناقد حقيقة االستعارة عن4د الع4رب، وذك4ر ش4روطها ال4تي من أهمه4ا: ،(6)الصواب ".146 إلى ص141 من ص5راجع مثال المسألة : ()1.210 إلى ص209 من ص30راجع مثال المسألة : ( )2الصفحات: :4 (4 )3 ،4،224 4،215 4،207 4،197 4،193 4،189 4،186 4،185 4،182 4،175 4،168 142راجع

فحات ثمن اآلم44دي أق44وال البح44تري، وقدم44ه رم44زا لإلص44ابة في مقاب44ل رم44ز225 . في كل هذه الص44اإلخطاء، أبي تمام.

.172، 156راجع مثال ص : ()4.228، 227راجع: ص : ()5، وراجع طرق السخرية من استعارات أبي تمام في نفس الفقرة.234ص: ( )6

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 63

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

عري، المشاكلة، والمشابهة، والقرب، واللياقة، واحتج لهذه الرؤي4ة بش4واهد من الت4راث الش4 فعرض استعارة امرئ القيس القائمة على المآلف4ة بين ط44ول اللي44ل وحرك4ة ب4روك الناق44ة، وحاول تفسير ما أتاه الشاعر الجاهلي تفسيرا معنويا، ودعا إلى التأمل، والتلذذ، واالنتباه إلى

اعر، وق4رب اس44تعارته من الحقيقة ، كم4ا أطل4ق اآلم4دي األحك4ام نفس4ها على(1)إصابة الش4 ، ثم التفت(2)استعارات أخرى لزهير بن أبي سلمى، ولعمرو بن كلث44وم، وألبي ذؤيب اله44ذلي

ت مض44جعه وهي اس44تعارة األخ44ادع لل44دهر، اآلمدي إلى استعارة أبي تمام التي بدا أنها أقض44 فحاول بيان وجوه الخلل فيها معتبرا أن اللفظ لم يناسب المعنى المقصود، أو أن المعنى لم

. لكن الناقد لم يق44ف عن44د اته44ام أبي تم44ام، وإنم44ا(3)يكن مألوفا، وال في عادات العرب قوله على(4)من االستعارات الحسنة القريبة مما قاله البحتري والف44رزدق أنصفه بأن ذكر له عددا

الرغم من أن ذلك لم يتواصل إذ عاد الناق4د إلى إدان4ة أبي تم4ام، واتهام4ه بأن4ه وطن نفس4ه على اإلكثار منها؛ فوقع في المحظور، وكان ال بد له من أن يقع " ألن لالس4تعارة ح4دا تص4لح

، ثم واصل اآلمدي تخريج عدد من االستعارات القبيح44ة(5)فيه، فإذا جاوزته فسدت، وقبحت " األخرى ألبي تمام، وكان يذكر البيت، ويحكم برداءة االس44تعارة، ويح44اول التعلي44ل، والتوض44يح بأدوات البيان، وأش4كال االحتج4اج، وك4ان يعتم4د في رده اس4تعارات الط4ائي على م4ا قالت4ه

العرب، وما استقر في الذائقة الشعرية، وما ألفته األذن العربية. عموما تبدو حجة اآلمدي هي األقوى، ويبدو سالحه البتار هو ما قالته الع44رب حتى وإن

مقنعة، ولعل أكبر مظهر لعدم اإلقناع مقارن44ة اآلم44دي بين اس44تعارة أبي لم تكن هذه الحجة تمام أخدعا للدهر، وهي حسب اآلمدي من الق44بيح الم44ردود الم44رذول، واس44تعارة أبي ذؤيب

، فمهم4ا أجه4د اآلم4دي نفس4ه لإلقن4اع(6)الهذلي األظافر للموت، وهي من الحس4ن المقب4ول بقيت االستعارتان من طبيع4ة واح4دة، وهي التش4خيص والتجس4يم؛ أم4ا في مس44توى كيفي44ة التناول فإن اآلمدي حاكم أبا تمام بمعايير ومقاييس ال تتناسب مع عصره، حاس44به بمق44اييس القدامى؛ فنفى عن شعره اإلبداع، وجعله في نفس الوقت غ4ير ق4ادر على أن يك4ون متبع4ا، بل، وتشدد معه في الحكم؛ حتى ظه4ر ه4ذا التش4دد على س4طح الخط4اب من خالل ظه4ور44ر عن انفع44ال الناق44د عن44د إطالق الحكم، أو عن44د التعام44ل م44ع الظ44اهرة 44ة تعب ق44رائن لغوي المدروسة، فانظر مثال في هذا القول، وت4بين م4دى التحام4ل ال4ذي حكم رؤي4ة اآلم4دي ألبي تمام، ولشعره. يقول: " فجعل للدهر عقال، وجعله مفك4را في أي العب4أين أثق4ل، وم4ا مع4نى

، وانظ4ر في ه4ذا التعلي44ق على اس44تعارة قبيح44ة(7)أبعد من الصواب من ه4ذه االس44تعارات "4ة، خبرون4ا كي4ف للشاعر حين يقول الناقد: "فيا معشر الشعراء والبلغاء، ويا أهل اللغة العربي

، إلى غ4ير(8)يجاري البين وصلها، وكيف تماشي هي مطلها؟، أال تس4معون؟، أال تض4حكون؟ " ذلك من األقوال المدينة ألبي تمام، المتشددة معه، المؤكدة ألحك4ام " الغثاث4ة "، و" القباح4ة "، و"الهجانة "، و" البعد عن الصواب "، و" التخلي44ط " ال44تي أطلقه44ا الناق44د على اس44تعارات

.234راجع: ص: ( )1.237-236-235نفسه، ص : ()2 227، وراجع مجموعة أبيات ألبي تمام يستعير فيها األخادع للدهر في الصفحتين 238نفسه، ص :4 ()3 من الموازنة.228و.239-238نفسه، ص: ( )4.242نفسه، ص : ()5، وما بعدها.237راجع: ص : ()6.240ص : ()7.246 ص :()8

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 64

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

الشاعر سعيا إلى نفي الشاعرية عنه، وإلى نفي األص4الة ك4ذلك، أي إلى إخراج4ه من جمل4ةالشعراء.

رأي الناقد في الجناس عند أبي تمام:-4فات ال44تي األمر الذي يلفت النظر في هذا القس44م من كت44اب الناق44د ه44و طبيع44ة الص44 أطلقها اآلمدي على تجنيسات أبي تمام، فقد كثرت ألفاظ مثل " الهجنة "، و" الشناعة "، و"فات لحقت م4ا قال4ه أب4و تم4ام، والعجيب الركاكة "، و" الهجانة "، و" القبح "، وكل هذه الص4 أنهالم تعتمد لوصف تجنيسات العرب الرديئة، أفليس اآلمدي متجنيا على أبي تمام؟، أوليس

لق4د ك4ان غ4رض اآلم4دي في نقده غاية خفية يريد الوصول إليها بتلك اإلشارات، والقرائن؟. من ه4ذا القس4م النق4دي إثب4ات التهم4ة على أبي تم4ام، وك4ان ه4ذا داخال في خط4ة اإليق4اع

بالشاعر، ونفي الشاعرية عنه. موازنة اآلمدي بين أبي تمام والبحتري:-5

القسم األخير في كتاب اآلمدي هو قسم الموازنة، وهو غاية العمل ومنتهاه، وقد بن44اه الناقد على مقدمة وثالثة أبواب: باب في فضل أبي تمام، وب44اب في فض44ل البح44تري، وب44اب

في المقدمة بين الناقد خطة الموازنة؛ فذكر أنه سيقدم المع4اني ال4تي في الموازنة الفعلية. يتفق فيها الطائيان، وأنه سيوازن بين معنى ومعنى إذا اتفق44ا م4ع اإلمس44اك عن الحكم، وق44د علل إمساكه عن الحكم بالخوف من انتفاء الفائدة إذا قدمت األحكام للمتلقي، وك44ذلك ب44أن أدوات الموازنة وأسباب التفضيل قد ق4دمت في متن الكت44اب من خالل تحلي4ل طريق4ة ك4ل شاعر، فليس للقارئ إال أن ينظ44ر ويتأم44ل ويحكم بنفس44ه، ثم بين أن ص44ناعة النق44د يح44ذقها أهلها من العلماء؛ فال بد من االستعانة بهم، وأكد في هذا السياق أن الناقد يحتكم إلى طبعه،لف وربما أورد األحكام دون حاجة إلى تعليل وتبرير، واحتج لهذه ال44دعوى ببعض أق44وال الس44 الصالح وببعض التشبيهات والصور، وانتهى إلى بيان طريق4ة المعرف4ة، ووس4يلة التمي4يز عن4دعراء عر من تفض44يل بعض الش44 المتصدي لنقد الشعر، وأساسها النظر في ما قاله أيم44ة الش44 على بعض، ودعا على هذا األساس إلى تأمل الشاعرين، ومكامن التفاض4ل فيهم4ا مش4ترطاعر منوط4ا بمعرف4ة بعض أدوات ضرورة معاناة العلم من أجل اإلحاط4ة ب4ه؛ فليس علم الش4

، وبذلك أغلق اآلمدي بهذه المقدمة باب النقاش، وحفظ لمؤسس44ة النق44د مكانته44ا(1)المنطق وهيبتها وسطوتها، وأجبر المتلقي على قبول أحكامه باعتب44اره رقيب44ا على اإلب44داع منت44دبا من هذه السلطة إلنفاذ قوانينها، وبهذا أجاز لنفس44ه أن يق44ول على ه44واه، أو كم44ا ي44رى ه44و على طبعه وسجيته، وأن يوجه الخطاب النقدي الوجهة التي يرتضيها، وأن يحقق به المقاصد التي يسعى إليها، بل إن اآلمدي تشدد في الحجر على القارئ؛ فقال: " فينبغي – أص44لحك الل44ه – أن تقف حيث وقف بك، وتقن44ع بم4ا قس44م ل44ك، وال تتع4دى إلى م4ا ليس من ش44أنك، وال من

، فحقق لنفسه صورة المؤسسة المسيطرة على فعل النقد، وه44ذه المؤسس44ة(2)صناعتك "44ة، إذ ب44دونها يك44ون كما ظهرت معالمها، وكما عبر عنها الزيدي " لها ثالث قواعد أوالها األهلي التسيب )...(، والقاعدة الثانية هي اإلجماع )...(، والقاعدة الثالثة )...( هي التسليم بأحكامه44ا

، ولعل القاعدة الرابعة التي تش4رع لوج4ود المؤسس4ة الرقابي4ة وج4ود ممارس4ة معياري4ة(3)" تقليدية مستند في الرقابة، وهدف لها من أجل منع كل خروج عنها باعتبارها العادة، والتقليد،

.378، 372راجع: مقدمة الموازنة ص ص : ()1.378نفسه، ص: ( )2 الزي44دي: خط44اب التفاع44ل، ش44عر أبي تم44ام والنق44د الق44ديم، ت44ونس، دار قرط44اج للنش44ر : توفي44ق ()3

.128، ص2000، 1والتوزيع، ط

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 65

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

تأكي4دا ألفك4ار س4ابقة، وس4عيا إلى تعميقه4ا، وعم4ل الس4لف األث4ير، وفعال نالح4ظ من الناقد وإثباتها في األذهان، وهي تلك التي تدين في أبي تمام أخطاءه في الشعر، فهو " وإن اخت44ل في بعض ما يورده منها، )يعنون المعاني الدقيقة اللطيفة(، فإن ال4ذي يوج4د فيه4ا من الن4ادر المستحسن أكثر مما يوجد من السخيف المسترذل، وإن اهتمامه بمعانيه أك44ثر من اهتمام44ه بتقويم ألفاظه، على كثرة غرامه بالطباق، والتجنيس، والمماثلة، وإنه إذا الح له أخرج44ه ب44أي

إن جمل4ة ه4ذه األق4وال، وم4ا فيه4ا من االختي4ارات .(1)لف4ظ اس4توى من ض4عيف، أو ق4وي "ك أن له4ا ظ4اهرا وباطن4ا: ففي الظ4اهر هي أق4وال اللفظية واألسلوبية تؤكد بما ال ي4دع للش4 مدح، وإكبار ألبي تمام، وفي الباطن هي ذم له، وإدانة النحطاطه، وسقوط شعره، وحتى إذا نظرنا إلى األوصاف، واألحكام من الجانب الكمي، فإننا نرى أن الصفات المشينة أكثر ع44ددا من تلك المكبرة للشاعر، فال ننسى أننا في معرض ذكر الفضائل، فكي44ف س44يكون األم44ر إذا

لقد قص4د اآلم4دي إلى نفي الفض4ل عن أبي تم4ام، وأوهم كان السياق سياق ذكر للرذائل؟. أنه يؤكد هذا الفضل، ويسميه وب4ذلك انظم ه4ذا الب4اب إلى جمل44ة أب4واب الكت4اب في النعي

على أبي تمام، وطريقته، ومريديه. الخاتمة:

زا إلى أن يكون طرفا لقد جعل اآلمدي وظيفة الناقد تتحول من كونه عالما ناظرا ممي في الخصومة، متبنيا آلراء فريق، ومندفعا يصارع الفريق المخالف، ولقد رض4ي لنفس4ه به4ذا الدور، فتهيأ كما يجب إلنجازه، وكان تهيؤه يتحقق بجمع األقوال التي سبقت عص44ره في أبي تمام وفي البحتري، وهذه األقوال مصدرها معلوم معروف، وهو كتاب الص44ولي " أخب44ار أبي تمام "، فاآلمدي لم يضف في نقده إلى النقد، ولم يتناول المسائل النقدية والقضايا المتعلقة بالشاعرين بالنظر والبحث من أجل التقدم بال4درس النق4دي، وإنم4ا ك4ان ك4ل م4ا يهم4ه ه4و "مجرد تأييد هذا الشاعر أو االع4تراض على اآلخ4ر، ب4ل إن تفس4يرات اآلم4دي له4ذه األبي4ات المتفرقة لم تكن سوى ردود فعل على تفسيرات سابقة طرحها نقاد متق44دمون ب44دال من أن

عر نفس4ه " ب على أبي تم4ام "،(2)تكون اس4تجابات متج4ددة للش4 ، و" ق4د ش4د علي4ه التعص4 فسعى إلى أن يسد عليه باب الطبع، وكذلك باب االحت4ذاء؛ فك4ان هدف4ه " إخ4راج أبي تم4امعراء "، ولم يجع44ل من القض44ايا المطروح44ة في الخص44ومة في الط44ائيين " من دائ44رة الش44 إشكاليات نقدية جديرة بالتحليل "، وكان كجملة النقاد ال يعترف " بأن اإلبداع الفني ال بد فيهعبة بين الوف4اء دائما من جانب التجاوز، وأن معاناة المب4دع هي م4دى تحقيق4ه للمعادل4ة الص4

(3)للمعايير الجماعية ونزعة المروق الجماعية "

ائدة لم تكن الموازنة إذن إال " محاولة منهجية لعرض وجه4ة النظ4ر المحافظ4ة، والس4 في القرن الرابع الهجري حول الشعر، والتي كانت مناقض44ة لفك44ر المعتزل44ة ال44ذي نش44أ في

، إنها عرض لوجهة النظر هذه، وتس44ييج له44ا بح44دود النق44د وض44وابط(4)تربته شعر أبي تمام " السلطة النقدية، وفي تسييجها حفظ لها من الضياع واالن4دثار بفع4ل ال4زمن، وبفع4ل م4ا ق4د يصيب الذائقة من التحول والتبدل، فاآلمدي يمثل السلطة النقدية، إنه المؤسسة ال44تي تث44ورعر، وموجه4ة لإلب4داع، وهي المؤسس4ة ال4تي تس4عى دائم4ا في من أجل مكانتها حارسة للش4

.378نفسه، ص : ()1.56ستتكيفتش: أبو تمام في موازنة اآلمدي، ص: ( )24ة)(3 : راجع: توفيق الزيدي: عمود الشعر في قراءة السنة الشعرية عند الع4رب، ت44ونس، ال4دار العربي

.70، ص1993للكتاب، .42ستتكيفتش: أبو تمام في موازنة اآلمدي، ص : ()4

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 66

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

فترات متباعدة إلى التصحيح، أي إلى تصحيح "التحديث النقدي"، أو بمعنى آخر إعادة ش44حذ أدوات النقد، وإعادة تكوين الشاعر وكذلك المتقبل، وتذكيرهما ب44الثوابت حتى ال ينس44اقا م44ع تيار اإلبداع؛ فتضيع تلك األسس، ويهمل الماضي، أو يطوى أثره؛ فيخفت نوره على الحاضر، وتكون القطيعة، وتكون الكارثة التي طالما تحسب لها الفكر التقليدي المحافظ ال44ذي يمث44ل

إن تصحيح اآلمدي رمزا له وحارسا من حراسه الكبار رقيبا على كل ساع إلى الخروج عليه. النق4دي ال4ذي انص4رف إلي4ه اآلم4دي يم4ر ع4بر كس4ر رمزي4ة من يمث4ل الحداث4ة(1)التح4ديث

الشعرية، وال يكون ذلك إال بالتخطئ4ة، والنعي، واإلدان4ة، واالحتج4اج، واإلقن4اع، وب4ذل الجه4د، واإلدعاء، وإخالف الوع4د، واإليه4ام، وتوجي4ه التلقي، والترم4يز في الخط4اب، والتس4لط على القارئ، والكذب، وهذه كلها أدوات الناقد. إن تص4حيح التح4ديث النق4دي يم4ر ع4بر إدان4ة أبي تمام رمز التجديد، وإعالء شأن البحتري رمز االلتزام بطريقة العرب ومنهج المتق44دمين، ه44ذا المنهج الذي أظهره اآلمدي دليل كمال وعنوان إص44ابة وص44حة، وألج4ل ذل44ك نحن نق4ول: إنلطة النقدي4ة أو مؤسس4ة النق4د ال4تي يمثله4ا اآلم4دي عن كتاب الموازنة يعبر عن عج4ز الس4لطة إيق4اف ه4ذا التوج4ه عر، فك4ان مقص4د ه4ذه الس4 استيعاب االتجاه إلى الحداث4ة في الش4

الحداثي، وقمع كل ما فيه من سعي إلى التجديد.المصدر:

اآلمدي ) الحسن بن بشر (: الموازنة بين أبي تمام والبحتري، تح محم44د مح44يي ال44دين-عبد الحميد، بيروت، المكتبة العلمية ) دت (

المراجع: إب44راهيم ) ط44ه أحم44د (: ت44اريخ النق44د األدبي من العص44ر الج44اهلي إلى الق44رن الراب44ع-

1985، 1الهجري، بيروت، دار الكتب العلمية، ط أبو حم44دة ) محم44د علي (: النق44د األدبي ح44ول أبي تم44ام والبح44تري في الق44رن الراب44ع-

1969، 1الهجري، عمان، األهلية للنشر والتوزيع، مكتبة الجامع الحسيني، ط األسود ) صادق (: علم االجتماع السياسي، أسسه وابعاده، بغداد، دار الحكمة للطباعة-

1991والنشر، بينكني ستتكيفتش ) سوزان (: أبو تمام في موازنة اآلم4دي، حص44ر المؤسس4ة النقدي4ة-

(1986 ) جانفي، فيفري، مارس 2، عدد6لشعر البديع، مجلة فصول، مجلدعر وآداب44ه ونق44ده، تح مح44يي ال44دين عب44د الحمي44د،- ابن رشيق: العمدة في محاسن الش44

1972بيروت، دار الجيل، الزيدي ) توفيق (: خطاب التفاعل، شعر أبي تمام والنقد الق44ديم، ت44ونس، دار قرط44اج-

2000، 1للنشر والتوزيع، ط4ة- عرية عن4د الع4رب، ت4ونس، ال4دار العربي نة الش44 الزيدي: عمود الشعر في ق4راءة الس4

1993للكتاب، 4ة- 4ة النق4د الع4ربي وتطوره4ا إلى عص44رنا، ال4دار العربي ص4بحي ) مح4يي ال4دين (: نظري

1984للكتاب، ،125راجع في هذا المفهوم وفي مفهوم المؤسسة النقدي44ة: الزي44دي: خط44اب التفاع44ل، ص ص:44 (44 )1

127 ،128...

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 67

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

عبد الوه44اب ) ليلى (: العن44ف األس44ري...الجريم44ة والعن44ف ض44د الم44رأة، الق44اهرة، دار-1994، 1المدى للثقافة والنشر، ط

علي أسعد ) وطفة (: الطاقة االستالبية للعنف الرم44زي،لن44دن، مرك44ز الش44رق الع44ربي-2012للدراسات،

الفيروزآبادي ) محمد بن يعقوب (: الق44اموس المحي44ط، ض44بط وتوثي44ق يوس44ف الش44يخ-1999محمد البقاعي بيروت، دار الفكر،

البيار ) جان وليام (: السلطة السياسية، ترجمة حنا إلياس، بيروت- باريس، منش44ورات-1983عويدات،

1972مندور ) محمد (: النقد المنهجي عند العرب، القاهرة، مطبعة نهضة مصر، - ابن وكيع التنيسي: المنصف للسارق والمس4روق من44ه في إظه4ار س4رقات المتنبي، تح-

.1984، 1محمد يوسف نجم، الكويت، ط

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 68

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 69

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

التعددية الداللية القواعدية للمؤشر الفعلي "أخذ" فيالقرآن الكريم )مقاربة إدراكية(

في قسم اللغة العربية وآدابهاخريجة مرحلة الدكتوراه د. ناديا دادپور، بجامعة أصفهان

أستاذ في قسم اللغة العربية وآدابها ، 1أ. د. سيد محمدرضا ابن الرسولبجامعة أصفهان

أستاذ مساعد في قسم األلسنيات بجامعة أصفهانأ.م د.حدائق رضائي، principled polysemy of verb “Akhaza” in Qur’an

)Cognitive Approach(Nadiya Dadpour, ph. D of Arabic language and literature, faculty of

foreign languages, university of IsfahanSayyed Mohammadreza Ibnorrasool, corresponding author,

professor of Arabic language and literature, faculty of foreign languages, university of Isfahan

Hadaeq Rezaei, Assistant Professor of linguistics, faculty of foreign languages, university of Isfahan

Abstractcognitive linguistics is a method that applies new perspective in the field of text analyzing. It means that this method is a useful and beneficial tool to clarify how to use text’s elements including word, noun and verb. Tyler and Evans worked in this field and could present a worthy pattern in polysemy analyzing of a word in their book “The Semantics of English Prepositions “. This framework which is called principled polysemy tries to draw semantic network of studied data by investigating meanings of a word and finding their cognitive relations.The aim of this paper is studying the meanings of verb “Akhaza” in Qur’an based on Tyler and Evans suggested framework i.e. principled polysemy. The used method is analytical descriptive and wants to draw semantic network after investigating the meanings of “Akhaza” in Qur’an and finding their cognitive relations.

.الكاتب المسؤول.1

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 70

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

Findings indicates that The most frequent cognitive tool in creating new meanings of “Akhaza” is foregrounding in Qur’an. Transferring of physical spaces to abstract spaces is the second tool to create the meanings for this verb. The semantic network of “Akhaza” in Qur’an is a wide semantic network which its first meaning is less important in network. Contrariwise “Mind: getting know” is the record holder in other meanings in “Akhada” network. This high frequency shows the importance of Learning in the destiny of man and the ups and downs of worldly life.Keywords: cognitive linguistics, principled polysemy, moving verbs, Qur’an, Akhaza

الملخص اللسانيات اإلدراكية التي أبصرت النور في العشرينيات األخيرة تعطي رؤى مستجدة لتحليل النصوص وفي حلقة متضايقة تقدم آلية فاعلة لتحديد كيفية توظيف المؤشرات النصية، من حرف أو فعل أو اسم. ومن ال44ذين ش44مروا عن س44واعدهم ليخص44بوا ثم44ار هذه الرؤية وليخرجوها من النضوب، هما: تايلور وإيوانس اللذان اقترح44ا نمذج44ة الئق44ة لتحليل التعددية الداللية تحليال قواعديا يبتع44د عن العش44وائية إلى ح44د كب44ير؛ فاس44تهدف البحث رص44د دالالت المؤش44ر الفعلي "أخ44ذ" في الق44رآن الك44ريم وص44وال إلى ش44بكته الداللية وذلك انطالقا من مقترح تايلور وإي44وانس وق44د تبنت ه44ذه الدراس44ة المتواض44عة المنهج الوصفي التحليلي أساس44ا لهندس44تها وقوام44ا لهن44دامها. وم44ا توص4لت إليه4ا ه44ذه المحاولة هو أن لتقنية التضخيم دورا بارزا في التوسيع الداللي للمؤش44ر الفعلي "أخ4ذ" في القرآن الكريم، ثم الجنوح من الم44ادة إلى الالم44ادة تع44د الرك44يزة الثاني44ة في خل44ق اإليحاءات المستجدة لهذا المؤشر، وهنالك انزياح مفاجئ في كيفية الت4واترات الداللي44ة حيث إن "أخذ" في داللته المعجمية النووية ال يلعب دورا قاتما في القرآن الك44ريم؛ ب44ل داللة "أخ4 ذ: اعت44بر" تحطم ال44رقم القياس44ي قياس44ا لنظرائه44ا وه44ذا األم44ر إن دل على شيء يدل على األهمية التي يحتظيها االعتبار بشتى أنواعه في مصيرة اإلنسان وحياته

في الدنيا واألخرى. : الق44رآن الك44ريم، اللس44انيات اإلدراكي44ة، التعددي44ة الداللي44ةالكلمــات المفتاحية

القواعدية، أفعال الحركة، أخذ. المقدمة 1

. تحديد الموضوع1-1 اللسانيات اإلدراكية تعطي اهتماما بالغا لداللة األلفاظ واإليحاءات التي تس44طع عنه44ا وليست األفعال في هذه األنظمة اللسانية بمعزل عن أخرى األلفاظ ب44ل تش44كل زاوي44ة معني44ة في ه44ذا االتج44اه اللس44اني. وتختل44ف اللس44انيات اإلدراكي44ة عن س44ائر االتجاه44ات اللسانية باألصول التي تؤكد عليه44ا وتط44وف في م44دارها؛ وهم44ا أص44الن رئيس44ان أص44ل

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 71

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

. ثمة التعددية الداللية من القضايا الحاسمة التي تقع في إط44ار2 وأصل التعميم1اإلدراك اللسانيات اإلدراكية، وقد ظهرت رؤى عدي44دة للتعددي44ة الداللي44ة لكن التعددي44ة الداللي44ة

قد فازت بقص44ب الس44بق في ه44ذا 3في كتابهماالقواعدية التي اقترحها تايلور وإيوانس الميدان ذلك أن الحلقات الداللية التي تنشأ انطالقا من هذه الرؤية، تتميز بالدقة وعدم العشوائية، إذ يمر كل مؤشر من المؤشرات أو كل دالل4ة من ال4دالالت بمراح4ل انتق4اء المعنى المجزأ وكذلك المعنى المركزي لشبكة اإليحاءات ال يسجل نهائيا إال بعد اجتي44از خطوات خمسة من االختبارات الدقيقة. أما التوزيع ال44داللي للمؤش44رات اللغوي44ة فيع44د سمة كبرى يتميز بها القرآن الكريم ثمة المؤشر الفعلي "أخذ" من أكثر أفعال الحرك44ة

تواترا وأشدها نشاطا في إضاف المعنى المستجد في المصحف الشريف. . ضرورة البحث1- 2

الكشف عن اإليحاءات الداللي44ة للمؤش44ر الفعلي "أخ44ذ" في الق44رآن الك44ريم ورس44م شبكته الداللية يقدمان بضاعة ثمين44ة الئق44ة ويزيح44ان الس44تار عن ص44فحة من ص44فحات إعجاز القرآن الكريم الخفي4ة كم4ا أنهم4ا يمه4دان األرض4ية المناس4بة الس4تيعاب فح4وى

القرآن استيعابا يصفو عن أي كدر ويستشف لدى البصر.. هدف البحث3-1

يرن44و ه44ذا البحث المتواض44ع إلى استكش44اف إيح44اءات المؤش44ر الفعلي "أخ44ذ" في القرآن الكريم وتبيين كيفياته الداللية والخيوط العالئقية بينها كما يه44دف رص44د اآللي44ات التي تساعد على خلق هذه المعاني وتبيين الطقوس الب44ارزة ال44تي تس44تقر في حض44نها هذه الدالالت وذلك كله وصوال إلى الشبكة الداللية للمؤشر الفعلي "أخ44ذ" في الق44رآن

الكريم وتبيين دالالته العنقودية من غيرها.. أسئلة البحث1- 4

األسئلة التي يحاول البحث أن يكشف الغطاء عن وجهه4ا ويح44ل لغزه4ا تتلخص فيم4ايلي:

ما هي الكيفيات الداللية للمؤشر الفعلي "أخذ" وطقوس اس44تقراره في الق44رآن الكريم ؟

ما هي أبرز اآلليات الفاعلة إلنشاء العالقات الداللية للمؤش44ر الفعلي "أخ44ذ" في القرآن الكريم؟

كيف تهندس الشبكة الداللية للمؤشر الفعلي "أخذ" في القرآن الكريم؟. منهج البحث1- 5

عه البحث في خطواته هو المنهج الوصفي التحليلي، فقامت الدراسة المنهج الذي تتب بادي األمر بتبيين الخطوط العريضة لمقترح تايلور وإي4وانس وأص4ول التعددي4ة الداللي4ة القواعدية عندهما، ثم يجنح إلى القرآن الكريم فيدرس المؤشر الفعلي "أخذ" انطالق44ا من األسس المقترحة ويتلوه بتقديم إحصاء تتبين من نافذته األج44واء الداللي44ة للمؤش44ر

المدروس.1. cognitive commitmant2. generalilation commitment3. The Semantics of English Prepositions

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 72

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

.خلفية البحث1- 6 الدراسات التي سبقت هذه الدراس44ة تت44وزع على قس44مين؛ م44ا يخص حق4ل التنظ44ير ويرتبط بنظري4ة التعددي4ة الداللي4ة القواعدي4ة في جه4ة من جهاته4ا والث44اني: م4ا يتعل44ق

بكيفيات التحليل الداللي وصوال إلى الشبكات الداللية. لت44ايلور 1ففي القس44م األول يقت44دي البحث بالكت44اب "دالل44ة الح44روف اإلنجليزي44ة"

وإيوانس ويقتبس أسس تحليله مما ورد فيه. وقد شرح المؤلفان في الش44ق األول من الكتاب األصول األساسية للسانيات اإلدراكية وق44د استقص44يا في ط44رح مراي44ا التعددي44ة الداللية القواعدية ودهاليزها الخفية وما يميزها عن أخ44رى نظري44ات التعددي44ة الداللي44ة.

ويعالج44ه"over"أما الش44ق الث4اني من الكت44اب فيق44دم تحليال راقي4ا للمؤش44ر الح44رفي معالجة دقيقة تنتهي إلى رسم شبكته الداللية.

والكت44اب »علم الدالل44ة والعرفاني44ة« ل44راي جاكن44دوف، ش44رح في44ه المؤل44ف األص44ول العامة للعرفنيات وما يتعلق بالدراسات اإلدراكية، نش44أة وتاريخ44ا وتأص44يال، ش44ارحا في44ه األنماط التصورية والحقول الداللية والمقوالت، ما يك44ون خ44ير ع44ون على ال44دارس في

مجال اللغويات اإلدراكية. أما القسم الث44اني من الدراس44ات الس44ابقة ال44تي تخص التحلي44ل فيتجلى في أعم44ال

متكاثفة متراكمة من نماذجها:باللغة الفارسية:

المقالة المعنونة ب4 »بررسى مقوله "بر" در گلستان سعدی« للباحث حدائق رضائي وآخرين؛ وقد عالجت الدراسة هذه، التعددية الداللية للمؤشر الح44رفي "ب44ر" في کت44اب روضة الورد؛ فبعد وصف دالالت هذا المؤشر ورصفها، يصرح المقال بالعالقات الداللية التي تتواج4د بين المع4اني الهامش4ية والمع4نى المرك4زي الن44ووي إلى أن انتهى بتق44ديم

خريطة تصور الشبكة الداللية للمؤشر "بر" في الكتاب المدروس. والمقال الذي عنون ب4 »ابعاد معنایی "ان44داختن" و"بری44دن" ب44ا رویک44ردی درزم44انی:

معن44ایی ب44افت مقی44د؟« ل444 إحس44ان جنك44يزي وس44بيدةن44امی ی44ا همچن44دمعنایی، هم عبدالكريمي؛ وقد درس44ت ه44ذه المقال44ة المؤش44رين الفعل44يين "رمى" و"قط44ع" باللغ44ة الفارس44ية وأزاحت الس44تار عن كيفياتهم44ا الداللي44ة وراح يفص44ل بعض44ها عن بعض أهي ترتبط بالتعددية أو تتعلق بالهومونيمي أو هي ناتج44ة عن االش44تراك اللفظي الس44ياقي؟

وبهذا المنهج يتم عرض إيحاءات المؤشرين المدروسين وتتحدد أنظمتها الوظيفية. ثمة المقالة المسماة ب4: »شبکه معنایی فع44ل گ44رفتن براس44اس انگ44اره چن44دمعنایی

مند« للباحث محمد عم44وزاده واآلخ44رين؛ ه44ذا البحث يق44ترب من البحث الحاض44راصولل الب44احث من خالل دراس44ته للمؤش44ر الفعلي "گ44رفتن" إلى اقتراب44ا ش44ديدا وق44د توص44 شبكة ه44ذا المؤش44ر الداللي44ة بص44ورة ش44املة من دون تحدي44د الدراس44ة في نط44اق نص

مميز. وباللغة العربية يمكن اإلشارة إلى الدراسات التالية وما يماثلها من الدراسات:

1. The Semantics of English Prepositions

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 73

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

المقالة المسماة ب4 »التعدد الداللي بين النظ44ر والتط44بيق؛ س44ورة يوس44ف نموذج44ا« للباحثة نادية رمضان النجار؛ وقد درست مظ44اهر التعددي44ة الداللي44ة في س44ورة يوس44ف في القرآن الكريم بعدما تحدثت عن رطب هذه القضية ويابس44ها إال أنه44ا لم تجنح نح44و التعددية الداللية القواعدية بالضبط ولم تختر لبحثها مؤشرا من المؤشرات بل انطلقت

من مبدء عام في التحليل. ورسالة جامعية تحت عنوان »تعدد المعنى في كلمة "الدين" في القرآن الك44ريم« ل4 فض44لك يزي44دة وق44د درس في44ه الب44احث دالالت المؤش44ر االس44مي "ال44دين" في الق44رآن

الكريم من دون أن يتتبع في خطواته منهجا لسانيا بارزا. وباللغة اإلنجليزية:

The role of intertextual polysemy in Qur`anic exegesis للباحث عبدالل44ه جالدري، ق44امت ه44ذه الدراس44ة بمعالج44ة كيفي44ات التعددي44ة الداللي44ة

نصية، بناء على رؤى تفسيرية، فتهدف هذه الدراسة من وراء ذل44ك تمحيض نظمالداخلقواعدية للظاهرة المدروسة في القرآن الكريم.

Transferring POLYSEMIC Words from Arabic into English: A comparative Study of Some Samples from the Holy Quran للباحث أبي بكر علي، وآخرين. قامت ه4ذه الدراس4ة ب4الفحص عن كيفي4ات األلف4اظ المشتركة مترجمة من العربية إلى اإلنجليزية بانتقاء عين44ات من الق44رآن الك44ريم. وق44د خلص44ت ه44ذه الدراس44ة إلى نت44ائج أهمه44ا ت44برز في أن عملي44ة الترجم44ة ت44وتر ظ44اهرة المشترك اللفظي المتواجدة في العينات المدروسة آونة حدوث النقل وق44د تمنح ه44ذه المقالة للمتلقي شبكة داللية ضمنية للمفردات المعنية ما يساعد على وضع خطة الئقة

ألطر هذا البحث.. إبداعات البحث 7-1

ما أبدعته هذه الدراسة يتجلى في أمرين؛ األول: تطبيق التعددية الداللي4ة القواعدي4ة للمنظرين تايلور وإيوانس على القرآن كريم، والثاني: انصباب هذا المجه44ود في قولب44ة مقولية موحدة هو المؤشر الفعلي "أخ44ذ" في النص المخت44ار؛ فبينم44ا الدراس44ات ال44تي سبقت ه44ذه الدراس44ة تق44دم بض44اعة ج44ديرة وتن44ال االستحس44ان لكنه44ا لم تتط44رق إلى معالجة التعددية الداللية القواعدية في القرآن الكريم ولم تكن 4 على ما علم 444 تعت44ني بالفحص عن النفقات الداللية المتواجدة في حلقات هذا المؤشر الداللي أي "أخ44ذ" م44ا

يسجل سمة بارزة للدراسة الحاضرة.. مفهوم الشبكة التعددية الداللية لدى تايلور وإيوانس2

يعتقد تايلور وإيوانس أن الشبكات الداللية تولد عبر العالقات الوظيفية ال44تي تتواج4د بين اس44تعمال ب44دائي وبين مفه44وم أولي ب44دائي؛ فالمتح44دثون في محادث44اتهم يزحف44ون باأللفاظ نحو االستعمال المجازي. وهذه االستعماالت المجازية في هذه الرؤي44ة ال ت44أتي عن صدفة وال تخلقها العشوائية وال تتيح العبثية للمتحدثين خيار ألف44اظ من دون غيره44ا للولوج في الفضاءات االنتزاعي44ة الخاص44ة ب44ل هنال44ك طاق44ات كامن44ة تجع44ل الس44تعمال

" في الطقوس الالمادية م44بررا. فعلي44ه يعتق44د ت44ايلور وإي44وانس أن44هoverاللفظة مثال "

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 74

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

تتواجد عالقات تلقائي44ة الإرادي44ة، غ44ير واعي44ة فيم44ا بين المف44اهيم األولي44ة البدائي44ة وبين المفاهيم المجزأة في أحشاء حلقة من الدالالت لمؤشر لغ44وي م44ا، والح44ق أن ه44ذا م44ا

يشكل الحجر األساس لما ادعاه تايلور وإيوانس في مقترحهما التنظيري. فالقضايا األساسية التي تصطدم بها نظرية التعددي44ة الداللي44ة القواعدي44ة تتلخص في أمرين؛ أوال: كيفية نمذجة إع4ادة المف4اهيم البدائي44ة إع4ادة الئق4ة، وثاني44ا:كيفي4ة تنس44يق عالقات العناصر في شبكة واحدة. فالبد لتنظير كهذا أن يتمكن من اإلجاب44ة عن أس44ئلة ترتبط بالقضايا التالية؛ اإلعادة الالئقة للمفاهيم البدائية أوال، وتبيين الكيفي44ات العالئقي44ة المتواج44دة بين عناص44ر ش44بكة م44ا ثاني44ا. وينبغي اإلش44ارة إلى أن النمذج44ة المناس44بة

1قوليةللتعددية الداللية تتمكن من أن تقدم معايير مستشفة للتمي44يز بين التع44ابير ال444 آن.2والمفاهيم المدخرة في الذاكرة

. تحديد المعنى المركزي1-2 الركيزة األساسية التي تؤكد عليه44ا التعددي44ة الداللي44ة القواعدي44ة ه44و اق44تراح مع44ايير لتحديد المعنى المركزي الذي تتمحور حوله أخ44رى ال44دالالت وال تفت44أ تك44ون في عالق44ة مستمرة معه، فال يوجد معنى من المعاني في الشبكة إال أن يك44ون في عالق44ة وطي44دة

مع هذا المعنى المركزي أما المعايير التي اقترحتها هذه النظرية فها هي:المعيار األول يش44ير إلى أن المع44اني التاريخي44ة هي ال44تي تع44د الب44ؤرة المركزي44ة

ألخرى المعاني، كما أن المعاني التي أكل الدهر عليها وشرب سواء اندرست واندثرت تحت رك44ام األلف44اظ الجدي44دة أو بقيت حي44ة مس44تعملة؛ م44ا زالت والت44زال تش44كل ن44واة المعاني الجديدة المتواجدة في العناصر الفضائية بشكل ما، وبالتحديد يمكن الق44ول أن المعاني التي توغلت في التاريخ هي التي تفرعت وتشعبت منها المع44اني المس44تحدثة،

وبالتالي هي أولى بأن تكون النموذج البدائي لهذه المعاني المستجدة أيا كانت.أما المعيار الثاني فه4و يؤك4د على أن أك4ثر المع4اني ت4واترا في الش4بكة الداللي4ة

تستأهل بأن تح44ل المكان44ة األولى من بين المع44اني المتواج44دة في الش44بكة. وال يقص44د بالتواتر، التواتر اللفظي، ب44ل يع44نى ب44ه على أن44ه ت44واتر الكيفي44ات المش44تركة في إلق44اء

فوق3" استحضار "المنتقل"overالمعانى في حقل داللي ما؛ ففي المؤشر الفضائي " هو ما يتجلى في جل الدالالت الساطعة عن ه44ذا المؤش44ر الفض44ائي، فعلي44ه4"المعلم"

" بهذه الهندسة التراكيبية نموذجا بدائيا سائدا على الشبكة.overيمكن اعتبار ""أم44ا المعي44ار الث44الث فهي الكيفي44ات العالئقي44ة بين مؤش44ر فض44ائي م44ا وأخ44رى

المؤشرات التركيبية، فهناك صورتان -على الحد األدنى- تندمج فيها العناص44ر الفض44ائية " والتوظي44ف فيovercoatأي الحروف في اللغة اإلنجليزية؛ الص44ور المركب44ة؛ نح44و: "

lookالصور الفعلية؛ نحو: " over" حيث المؤشر الح44رفي ،"overفي كليهم44ا يب44وح " بحالة إدراكية مماثلة هي الس44يطرة واإلحاط44ة ال44تي تنجم عن االعتالء. وهنال44ك مؤش44ر آخر في هذا المعيار الثالث يساعد على تمحيض المعنى المرك44زي مس44اعدة الئق44ة ه44و االنتب44اه إلى المجموع44ات المتباين44ة ال44تي ترتب44ط بالمؤش44ر الفض44ائي الم44دروس فمن الواضح أن الضد يعرف بالضد فعند الكشف عن أقنعة المع44نى المرك44زي في الش44بكة،1. Online Meanings

.79- 63م: 2003 راجع: تايلور وإيوانس، . 23. Trajector4. Land Mark

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 75

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

البد من معرفة المعاني المضادة المغايرة، وهذه المعرف44ة تب44ني حج44را أساس44يا یرش44دالمتلقي إلى المعنى الصائب المميز ویكشف له الوجوه الخافية.

والمعيار األخير لتحديد المعنى النموذجي عند تايلور وإيوانس يكشف عن إمكانية توقع القواعد النحوية وتخمينه4ا تخمين44ا ص44ائبا. ف44إذا أدركن44ا أن بعض المع44اني المجزئ44ة حاليا قد اشتقت عن معنى موحد وأنها ترتبط ارتباطا وثيقا بمعنى ب44دائي مس44بق وأنه44ا انشعبت وافترقت عبر التوظيف اليومي للغة وعبر مضي الزمن يمكن تخمين عدد من ه44ذه المع44اني ال44تي اقتبس44ت دالالته44ا مباش44رة من المع44نى األولي؛ فعلي44ه يجب تتب44ع خطوات المعاني التي لم تش44تق من المع44نى األولي الب44دائي في س44ائر المع44اني ال44تي اشتقت منه. فهذه الرؤية في دراسة التعددية الداللي44ة تؤك44د على أن اللغ44ة تق44وم على أنظمة استنتاجية ويرأسها مدار وظيفي يحوم حوله ه44ذا النظ44ام اللغ44وي. ومن منظ44ور قواعدي يستأهل كل معنى مجزأ أن يستعاد مباشرا إلى المعنى البدائي وأن يستحض44ر في سياقات جملية؛ السياقات ال44تي تتض44من المع44نى الب44دائي المرك44زي وتض44يف إلي44ه

هذه هي أهم األطر التنظيمية للتعددية الداللية القواعدية وال44تي ترتب44ط1معنى أو معان بحساسية فائقة برصد المس4تويات الداللي44ة والكش44ف عن الخي44وط العالئقي44ة بينه44ا في تناول مؤشر لفظي ما، ورسم شبكته الداللية. فيأخ44ذ البحث في الت44الي به4ذه األص44ول ليضع المؤشر الفعلي "أخذ" في الق44رآن الك44ريم تحت مجهريت44ه تحليال ودرس44ا وفحص44ا

عميقا.. التعددية الداللية للمؤشر الفعلي "أخذ" في القرآن الكريم3

. المؤشر الفعلي "أخذ" في القرآن الكريم1-3 الفحص عن المؤشر الفعلي الحركي "أخذ" في القرآن الكريم ووضع عدسة مك44برة عليه ومقارنة استعماالته القرآني44ة باس44تعماالته التداولي44ة بن44اء على م44ا ورد في "معجم أمهات األفعال، معانيها وأوجه استعمالها" يكشف عن أهمية انتقاء هذا المؤشر الفعلي

وأسباب انتقاءه من دون أخرى المؤشرات ويفضي إلى نتائج جمة، أهمها هي:التنويع الداللي ل4 "أخذ" في القرآن الكريم تنوي44ع ج44دير ملح44وظ ويؤك44د على أن

شبكته، شبكة داللية موسعة وليست استعماالته القرآنية منسكبة في ق44ارورة مقوقع44ةبل تتالءم واالستعماالت التداولية.

إن التدني اإلحصائي بين الدالالت القرآنية ل4"أخ44ذ" ودالالت44ه التداولي44ة تبعث على االعتقاد بالتماثل المئوي بين الفريقين، والحق أنه ليس كذلك؛ فهنالك من الدالالت م44ا ال تتواجد في نص الق44رآن نح44و: دالل44ة "أخ44ذ" على: يس44تخدم، ويع44اب علي44ه، ويب44اغت، ويقطع، ويشرع في، ويت44أثر ب44ه، ويتعلم، ويعجب ب44ه، ويف44رض على، وال ينف44ع، وي44ؤمن،

. فهذه التباينات اإليحائية تكشف عن الخالف القائم بين األمور ال44تي يؤك44د عليه44ا2ورأى القرآن الكريم ويعطيها العناية المتفوقة والشؤون التي يركز عليه44ا الن44اس في حي44اتهم

االعتيادية ومحادثاتهم اليومية.وهنالك بعض الدالالت القرآنية ترسخت فيها العالق44ات التوزيعي44ة الجواري44ة حيث

يتمكن البحث من استثمارها كأسلوب متجذر عميق ت44وحي بدالل44ة ثابت44ة أينم44ا وج44دت. وهذه هي اإليح44اءات األس44لوبية للمؤش44ر الفعلي "أخ44ذ" في الق44رآن الك44ريم: اس44تهزأ،

.79- 46راجع: المصدر نفسه، . 1م: مادة: أخ4 ذ.1997الوهاب، راجع: عبد. 2

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 76

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

وعاهد، ووالى، وحذر، وعب44د، وع44ذب، ويق44ترب من، ويتبنى، وص44ادق، وذهب، وغص44ب، وأحس44ن إلى، ولهى، ورحم، وهج44ر، واستش44فع، وتوك44ل على، وت44زوج، و آب. م44ا يلفت النظر في هذه ال44دالالت األس44لوبية ه44و أنه44ا نجمت من "اتخ44ذ" من دون أخ44رى وج44وه

في ال44دالالت األس44لوبية ل444 "أخ44ذ"1"أخذ" وأبوابه وهذا ما يؤكد بإلحاح على دور الجهيةفي القرآن الكريم.

ينبغي للبحث بع44د ه44ذه اإلض44اءة أن ي44دخل في خض44م الموض44وع متمس44كا ب44الخطوة األولى من إنشاء الشبكة الداللي4ة للمؤش44ر الفعلي "أخ4ذ" في الق4رآن الك4ريم أال وه4و

تحديد المعنى المركزي. ــد المعــنى المركــزي للمؤشــر الفعلي "أخــذ" في القــرآن2-3 . تحدي

الكريم انطالقا مما ورد في معجم تاج العروس من معان ل4 "أخذ" ي4برز المش44هد األساس44ي للمؤشر الفعلي المدروس على يد معلم أي آخذ نشيط يؤثر على حرك44ة المنتق44ل وه44و الشيء المأخوذ؛ وهذا المعلم الذي يتموقع المنتقل في نطاقه، إم44ا إنس44ان وإم44ا جم44اد وإما كينون يؤنسن، وتتبين هذه األنسنة إث44ر الطق44وس النص44ية ال44تي تحكم على النص. فحركة المنتقل في "أخذ" ليست حركة ذاتية وإنما تتحقق عبر شحن الطاقة من فاعل

خارجي إلى المنتقل.ففي الشريحة الداللية التالية:

*أخذت الكرة من علي. المنتقل یتجسد في"الك44رة" والمعلم يظه4ر في الض44مير المتص44ل "ت" المحي44ل إلى

الفاعل؛ فالخطاطة الصورية ل4 "أخذ" ترسم كما يلي:

: المشهد األساسي للمؤشر الفعلي: "أخذ: مقابل أعطى"1الشكل وأحيانا المعلم نفسه يصبح الحافز على حركة المنتقل كما يص44بح محط44ة اس44تقراره بشكل متزامن؛ وذل44ك يتمث44ل في الش44ريحة الداللي44ة التالي44ة وم44ا يماثله44ا من الش44رائح

الداللية: *أخذت الكرة

1. modality

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 77

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

هذه الشريحة ترسم مشهدا يتحرك فيه المنتق4ل ب4دافع المعلم ويس4تقر في حض44نه.فيقوم معلم موحد، بسحب المنتقل والقبض عليه وإمساكه.

: المشهد األساسي للمؤشر الفعلي "أخذ: تناول"2الشكل فيبدو أن المشهد األساسي وانتقاء المعنى المركزي للمؤشر الفعلي "أخ44ذ" اليخ44رج عن اصطفاء أحد المشهدين السابقين. وما ورد في تاج العروس يؤيد هذا المقال حيث ورد فيه: "أخذ: خالف أعطى"، هذا ما يتناس4ق والمش4هد األساس44ي األول، ثم ورد في44ه

. وهو ما ينطبق انطباقا مئويا على الشريحة الثانية.1"أخذه: تناوله"ل ل4 غير أن ما ورد في المعجم ال يعطي الكفاية لوج44دان المع44نى المرك44زي المتأص44 "أخذ" بل يساعد على انتقاء مرشحين يستأهالن الحلول في موض44ع المع44نى المرك44زي هما "أخذ" خالف أعطى و"أخذ" بمعنى تناول، فهنالك التنظير يرد ليدس أنف44ه في ه44ذا الخيار وليتدخل في تمييز الداللة الممحضة ل4 "أخذ"، ف44أول خط44وة في تحدي44د المع44نى المرك44زي هي انتق44اء الدالل44ة ال44تي تق44ترب من المحس44وس وعن44د اق44تران ال44داللتين المرشحتين يرى أن الميزان اليعل44و جانب44اه على اآلخ44ر. فاألخ44ذ ال44ذي يع44اكس العط44اء واألخذ الذي ي44دل على التن44اول، كالهم44ا يتم44اثالن من دون ت44رجيح إذا قورن44ا بماديتهم44ا، فالمعي44ار األول والث44اني ال يق44دمان الح44ل المناس44ب لخي44ار المع44نى الب44دائي المرك44زي

للشبكة الداللية. أما وضع "أخذ" في التصنيف الداللي لألفعال التي تتماثل والكيفيات الحرك44ة الناقل44ة للمنتقل نحو المعلم فتس44فر عن الحقيق44ة وتس44عف البحث على خي44ار المع44نى الب44دائي

مركزي خيارا صائبا:النقود للبائع!وأعطى الحقيبة أخذ ها من الزبائن.أخذ النقود و استلم وأخذهاالهدية من زميله قبل.إلى صاحبها.وأعادها المالبس أخذ غيره.ويرفض الكتاب يأخذهو بالجوال.عوضه الحاسوب ثم أخذ أجري.وأخذت له مساعدة قدمت ما شاؤوا من األموال!وأخذوا ما أرادوا قبضوا

راجع: الزبيدي، د.ت: مادة أخ4 ذ . 1

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 78

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

هذه األفعال التي تش44ابه المؤش44ر الفعلي "أخ44ذ" في حركته44ا االنتقالي44ة وغيره44ا في نحو: رد، اشترى، استأجر، باع، سرق، وتسلم، عندما تقع في عالقة جوارية م44ع "أخ44ذ" تبين المعنى األساسي الذي يتمت44ع ب44ه في حقيقت44ه وه44ذا المع44نى يرش44دنا إلى المع44نى المركزي المرنو، فما يتمحض من الشرائح الداللية التي ذكرت أعاله وم44ا يش44ابهها من أخرى الشرائح هو أن األخذ في هذا التصنيف المقولي يدل على ما يعاكس "العطاء" ال على م44ا ي44دل على "التن44اول" فعلي44ه يتف44وق المرش44ح األول للمع44نى المرك44زي أي م44ا

يعاكس أعطى بدرجة على المرشح الثاني أي "أخذ: تناول". والملحوظ في هذا المجال ه44و أن العكس44ية المتواج44دة بين "أخ44ذ: تن44اول" و"أ خ44ذ: مقابل أعطى" هي عكسية اتجاهي44ة ت44برز في كيفي44ة انتق44ال المنتق44ل من المبدئي44ة إلى المقصدية وهنالك تبرير آخر على رجحان الثاني منهما هو أن التناول يدل أكثر م44ا ي44دل على مسك الش44يئ ومن هن44ا أتت داللت44ه على األك44ل ومس44ك الطع44ام باألس44نان وه44ذه الصورة جزء من المشهد الذي يرسمه األخذ ال44ذي يقاب44ل اإلعط44اء ومس44ك الش44يئ إن

يعد، يعد نتيجة أو أثرا يتركه اآلخذ على المأخوذ. ويجنح البحث في هذه اآلون44ة إلى غربل44ة المرش44حين من زاوي44ة أخ44رى ه44و االختب44ار الداللي التركيبي إال أن خصوصية اللغة العربية واش44تقاقيتها وانض44واء األبع44اد التركيبي44ة في خلق العبارات تحول دون إجراء هذا التحليل إجراء مئويا فلرفع هذا الع44ائق يع44وض البحث عن ال444تركيب باالش444تقاق فيح444اول البحث اس444تجالء اإليح444اء المس444يطر على التوظيفات االشتقاقية ل4 "أخ44ذ" في الق44رآن الك44ريم ذل44ك أن اإليح44اء المت44واتر المخيم على اش44تقاقات "أخ44ذ" في الق44رآن الك44ريم ي44دفع ال44دارس إلى الخي44ار الص44ائب في الموازن44ة بين المرش44حين وبالت44الي يعطي المفت44اح ال44ذهبي لتحدي44د المع44نى المرك44زي

بالضبط. إلقاء النظرة على مدى تواتر مشتقات "أخذ" في الق44رآن والك44ريم وإحص44ائها ي44بين أنها تقترب من االضمحالل والنضوب لقلتها قياسا لمدى التواتر الوظيفي ال44ذي ينص44ب فيه المؤشر الفعلي "أخذ" حيث ورد مئتين وست وخمسين م44رة في الق44رآن الك44ريم، خالفا للتواتر الوظيفي الذي انسكبت في44ه مش4تقات "أخ4ذ" حيث ال يتج4اوز ع4ددها عن

أصابع اليدين؛ وهي:44ر1﴾ إال أن تغمضوا فيهبآخذيه﴿ولستم 44وهن أج44ورهن ب44المعروف محص44نات غي وأت .﴿

ة إال هو2﴾ أخدانمتخذاتمسافحات وال كم ما من داب ي و رب ه رب لت على الل ي توك إن .﴿ آخذ ي على صراط مستقيم 44ذلك 3﴾ بناصيتها إن رب وك ذ﴿. ك إذا أخ44ذ الق44رى وهىأخــ رب

هم4﴾ظالمة إن أخذه أليم شديد موت واألرض وال خل44ق أنفس44 ما أشهدتهم خل44ق الس44 .﴿ دا لين عض44 خ44ذ المض44 ذين﴿. 5﴾وم44ا كنت مت 44كآخــ 44ل ذل هم ك44انوا قب هم إن م44ا آت44اهم رب

. 6﴾محسنين

.267: 2البقرة، . 1. 25 : 4النساء، . 2 .56: 11هود، . 3 .102: 11هود، . 4 .51: 18الكهف، . 5 .16: 51الذاريات، . 6

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 79

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

الشريحة الداللية األولى واألخيرة ورد فيها األخذ بصيغة اسم الفاع44ل بدالل44ة موح44دة هو التقاط الشيئ وأخذه ما يعادل الداللة الحسية البحتة من دون أي انح44راف، الدالل44ة الحسية التي تطابق ما يرنو إليه المرشح األول للمعنى المركزي"أخ44ذ: مقاب44ل أعطى" وأما الشريحة الثالثة فورد فيه األخ4ذ على ص44يغة اس44م الفاع4ل أيض44ا إال أن الدالل4ة لم تكن داللة األخذ بعينه بل توسعت لتدل على تكفل أمور جميع الدواب بيد الل44ه س44بحانه وتعالى، وهذه الداللة نجمت عن "أخذ مقابل أعطى" وتوسعت، ذلك أن امتالك الناصية ال تصح على جميع الدواب لفقدانهم هذا الموضع، وهذا التعبير أي "أخذ الناصية" تعب44ير مجازي يدل على تكفل األمور إال أن المهم هو أن ه44ذه الدالل44ة اس44تقت إيحائيته44ا عم44ا

يدل عليه المرشح األول. والشريحتان الثالثة والسادسة ورد األخ44ذ فيهم44ا على ص44يغة اس44م الفاع44ل من ب44اب افتعال "متخذ" وهما أيضا يخرقان أطر الداللة المادية البحتة التي عهده المتلق44ون في "أخذ"، فليس األخذ في "متخذات أخدان" و"متخذ المضلين" أخذا اعتياديا بل ه44و أخ44ذ اعتباري يفوق الم44ادة وی44دل على جع44ل األخ44دان واعتب44ار المض44لين عض44دا وم44ا يعت44ني البحث به هو أن هذه الداللة منبثقة عن المرشح األول للمعنى المركزي أي أخ44ذ ال44ذي

يعاكس أعطى من دون المرشح الثاني. فالدالالت االشتقاقية ل4 "أخذ" في القرآن الكريم تميل نح44و المرش44ح األول وتعطي44ه

كأس البطولة في هذه الحلقة من االختبار. أما التوقعات القواعدية التي يعدها التنظير في حسبانه ويض44عها في المحط44ة األولى لعملي44ة فحص المع44نى المرك44زي فال تعم44ل في ه44ذه الدراس44ة ألنه44ا معالج44ة للمؤش44ر الفعلي "أخذ"، واألفعال لها من اإليحاء م44ا ال ينق4اس ب44الحروف ال4تي تنع4دم فيه44ا تل44ك النفسية وتذوب فيها تلك الحيوية التي يتميز بها الفعل. فهذه الركيزة غ44ير ناش44طة في البحث هذا، فيولي عنه األدبار؛ ولئن فتحت لها براعم الفائدة فتنفتح في تحديد المعاني الهامشية التي ترد في التأطير األسلوبي المحدد ما يخضع للتوقع والتكهن ال44داللي في

جل األحايين، اللهم إال ما قل وندر. انطالقا مما سبق القول فيه، أن المرشح األول للمعنى المركزي أي أخذ الذي يقابل أعطى هو الفائز في منافسة تحديد المعنى المركزي وبرتبة ممتازة ولم يضرب البحث صفحا عن دراسة الغلبة الداللية في المعاني الهامشية والدالالت العنقودي44ة وهي أيض44ا تؤيد ما توصل إليه البحث من أن المرش44ح األول ه44و المس44تأهل للجل44وس على منص44ة المعاني وتصدرها في المنظومة الداللية ل4 "أخذ" ألج44ل تخييم44ه على الش44بكة الداللي44ة

للعينة المدروسة. . الكيفيات الداللية للمؤشر الفعلي "أخذ" في القرآن الكريم3-3 خلقا للشبكة الداللية الستعماالت المؤشر الفعلي "أخذ" في القرآن الكريم البد من

التحديق في المع44اني المتباين44ة واختب44ار ص44حتها على أنه44ا مع44اني مم44يزة في حقيقته44ا وليست دالالت سياقية ابت44دعها نس44يج النص. ومن الض44روري في ه44ذا المن44وال إزاح44ة الستار عن التقني44ات الموظف4ة به4ذا الص44دد، هي ال4تي تق4دم رص4يدا محترم44ا للعين4اتد البحث أهم المع44اني المس44تجدة نظ44را إلى كيفي44ة اس44تقرار الداللية المكتشفة. فينض4444ذان يعمالن بش44كل س44افر على إنش44اء مع44اني مغ44ايرة المعلم والمنتقل، المؤشران الل

للمعنى البدائي المعجمي.

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 80

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

. وقوع "المنتقل" في قرارة "المعلم" وقوعا تاما 3- 1-3 "أخ ذ" بمعنى "قبل":

يئا ق44وا يوم44ا ال تج44زي نفس عن نفس ش44 وات 44ل" في اآلي44ة: ﴿وظف "أخذ" بمعنى "قب . وردت هذه اآلية لت44بين أن1﴾ منها عدل وال هم ينصرونوال يؤخذواليقبل منها شفاعة

ي44وم القيام44ة ليس مكان44ا لقب44ول الش44فاعة أو أخ4ذ الفدي44ة إزاء األخط44اء ال4تي اغترفه44ا الخاطئون ف4 »لو جاءت النفس بكل شيء من األعم44ال من كب44ير أو ص44غير أو كث44ير أو

. والمؤش44ر الفعلي2قليل لم يتقبل ذلك منها، وال شيء منه عند حصولهم في القيام44ة«44ز برض44ى 44ل" والقب44ول يختل44ف عن "األخ44ذ" على أن44ه يتمي "أخذ" ها هن44ا ي44دل على "قب

. 3المقتبل واإلثابة على هذا القبول ثمة "قبل" يضخم المرحلة المبدئية لعملية "األخذ" وهو الرض44ى والرغب44ة، فمن دون هذه الرغبة ال تقام عملية األخذ على سوقها ومن ثم "القبول" تترجح فيه كفة التجري44د من دون التجسيد اللهم إال في الشرائح الداللية التي تنعكس الحركة الداللية في جهتها

وعندئذ يتماثل "القبول" و"األخذ". ومجيئ "أخذ" في الداللة على "قبل" ملمح داللي مجزأ وليس ه44ذا المع44نى متوقف44ا على السياق توقيفا تاما، إذن اختب44ار ه44ذا المع44نى على أس44اس مع44ايير انتق44اء المع44نى المجزأ يعطي وجهة محترمة لهذه الداللة ف4 تایلور وإیوانس يؤكدان على تحديد المعنى

المجزأ انطالقا من الخطوات التالية: المعنى المجزأ البد أن يتميز بمعنى متزايد على المعنى البدائي وذلك يتحقق إما

.4بولوج الداللة في الساحات االنتزاعي44ة وإم44ا بتغ44اير كيفي44ة اس44تقرار المنتق44ل والمعلم وهذه الخصوصية تتواج44د في األخ44ذ بمع44نى القب44ول ألن المؤش44ر الفعلي "قب44ل" يع44ني

. فلم یکن هذا األخذ ال44ذي دل على5األخذ عن رضى، كما أن قبول القول يعني تصديقه القبول في جميع الميادين أخذا ماديا بل يخرج عن القب44ول الم44ادي ال44ذي يماث44ل األخ44ذ تماثال شبه تام إلى التصديق البحت والرضى عن إنج44از الفع44ل إنج44ازا مقنع44ا، ولم يكن هذا التوظيف الداللي خلقا آنيا لهذه الداللة وإنم44ا هي من ال44دالالت ال44تي ترس44خت في الذاكرة اللغوية عند الشعب الناطق باللغة العربية المبينة وتتزاحم حضور ه44ذه الدالل44ة

في األعمال األدبية ولغة الصحافة. فخروج ه44ذه الدالل44ة عن التمنطق44ات المجس44دنة وجنوحه44ا نح44و الالم44ادة ي44ؤدي إلى اض44محالل دور المنتق44ل والمعلم أو ق44ل في أدنى الح44االت يش44وه الكيفي44ات الهندس44يةأ لم ﴿للمنتقل والمعلم ويوتر تمييزها على الدارس، فعن44د الوق44وف نموذج4ا على اآلي44ة:

حيم واب الر ه هو الت وبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الل ه هو يقبل الت .6﴾يعلموا أن الل يتضح منها أن أخذ الصدقات من قبل الله سبحانه وتعالى يعني قبولها كما يع4ني مثوب4ة المتصدق على تصدقه، ففي هذا المشهد ال44ذي يتمح44ور ح44ول قب44ول العم44ل وبالض44بط

. 48: 2 البقرة، .1 .31ه: 1423التستري، . 2 .136ه: 1421راجع: األزهري، . 3

.راجع: تايلور وإيوانس، المصدر نفسه .4428ه: 1422راجع: اآلملي، .5 . 104: 9التوبة، .6 .

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 81

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

قبول الصدقة من قب44ل الل44ه س44بحانه وتع44الى ومكاف44أة المتص44دق على تص44دقه، لربم44ا يس44هل تمي44يز المنتق44ل من المعلم حيث أن المنتق44ل هي "الص44دقة" والمعلم ه44و الل44ه س44بحانه وتع44الى لكن المحاول44ة إلزاح44ة الس44تار عن كيفي44ة اس44تقرار المنتق44ل والمعلم

والعالقة بينهما محاولة عقيمة والغرو تبوء بالفشل المرير. فالمؤشر الفعلي "أخذ" الذي ي44وحي ب44القبول في داللت44ه يس44جل نجاح44ا في االختب44ار األول لتحديد المعنى المجزأ إذ هو يضفي على داللة "أخذ" في المش44هد الب44دائي إيح44اء44ة. مستجدا بتغير الكيفيات التموقعية للمعلم والمنتق44ل والول44وج في الس44احات الالمادي

أما االختبار الثاني الذي يؤكد على استقاللية المعنى المختار وتجزئت44ه عن أخ44رى المعاني فهو تأكيد إيحاءه ال44داللي إيح44اء مج44ردا عن الس44ياق، وال يقص44د به44ذا التجري44د تجريدا بحتا ألنه من المستحيل أن يستحضر معنى في نس44يج الس44ياق واليت44أثر ب44ه ول44و بقدر ضئيل وهذا ما يشير إليه التأطير التنظيري للتعددية الداللي44ة القواعدي44ة المخت44ارة

ب44ل المع44نى المج44زأ عن44د1تحت عنوان "الترسيخ الوظيفي اإلدراكي إليحائي44ة اللفظ44ة" تايلور وإيوانس يعني أنه ال يخص السياق المدروس بعين44ه ب44ل يت44واتر ه44ذا المع44نى في

44ز2السياقات المماثلة من دون أن ينخدش وجه الداللة وهذا ي44دل على أن المع44نى يتمي باستقاللية محترمة حيث تقبله السياقات المتباينة والب44أس أن تتق44ارب ه44ذه الس44ياقات في زاوية من زواياها. أما المؤشر الفعلي "أخذ" الدال على القبول فيج44رب اس44تقاللية داللي44ة بحت44ة وذل44ك انطالق44ا من الت44واتر ال44داللي له44ذا اإليح44اء في كمي44ة ملحوظ44ة من

السياقات القرآنية.

بهوقوف حركة "المنتقل" في محور حركة "المعلم " والتأثر.2-3-3"أخ ذ " بمعنى "عبد"

المؤشر الفعلي "أخذ" في معنى "عبد" يشكل مش44هدا أساس44يا تتض44خم في44ه حرك44ة المنتقل التوجيهية نحو المعلم والعالقة التي تنعقد بينهما، وليست هذه العالقة ثنائي44ة إذ يغلب عليها توجيه المنتقل إلى المعلم ووقوعه وقوع44ا مغلق44ا بين يدي44ه. وه44ذه الدالل44ة تقترب من معنى "الحبس" إال أن هذه الرؤية تتمايل نحو التجريد خالف الحبس، فاتخاذ اإلله، يعني عبادة اإلله والوقوع في طاعته في شتى أمور الحياة. وتش44هد ه44ذه الدالل44ة

حضورها في القرآن الكريم في اآليات التالية:اس من 3﴾ العجل من بعده وأنتم ظالموناتخذتم﴿ثم ومن الن ذ﴿ و هيتخــ من دون الل

ه ونهم كحب الل هاتخذوا﴿ و4﴾أندادا يحب 44ا من دون الل 44انهم أرباب وق44ال5﴾ أحبارهم ورهب ﴿ وه ال اي ف44ارهبونتتخذواالل ما هو إله واح44د فإي ه44ؤالء قومنا6﴾ إلهين اثنين إن ذوا﴿ و اتخــ

1. Pragmatic strengthening 63- 59راجع: تايلور وإيوانس، المصدر نفسه: .2 .

51:2البقرة، .3 .165: 2البقرة، .4 .

31: 9التوبة، .5 .51: 16النحل، .6 .

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 82

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

44ذبا ن فمن أظلم ممن افترى على الل44ه ك 1﴾من دونه آلهة لو ال يأتون عليهم بسلطان بيأم قال لئن 2﴾ آلهة من األرض هم ينشروناتخذوا﴿و ك مناتخذت﴿ و إلها غيري ألجعلن

ما 3﴾المسجونين وقال إن ة بينكم في الحياة الدنيا ثماتخذتم﴿. و ه أوثانا مود من دون اللار وم44ا لكم من كم بعض44ا وم44أواكم الن كم ببعض و يلعن بعض44 44وم القيام44ة يكف44ر بعض44 ي

.4﴾ناصرين فاتخاذ العجل، واتخاذ األن44داد، واتخ44اذ األرب44اب، واتخ44اذ اإلل44ه، واتخ44اذ األوث44ان، يع44ني عب44ادتهم. ففي ه44ذه األفض44ية النص44ية "اتخ44ذ" والمفاعي44ل ال44تي تلتح44ق ب44ه، في نح44و: ]العجل، واألنداد، واألرباب، واإلله، واألوثان[ تشكل أسلوبا دالليا ي44وحي بالعب44ادة؛ ذل44ك أن األخ44ذ بمعن44اه المتأص44ل ال يؤخ44ذ بعين االعتب44ار في ه44ذه الش44رائح الداللي44ة ومن المستحيل أن يؤخذ بناصيته بل ما يتضخم في هذا المشهد هي نتيج44ة االتخ44اذ أو غايت44ه

أي العبادة. وتنجح هذه الداللة عن44د الجل44وس في خان44ة األص44ول ال44تي يقترحه44ا ت44ايلور وإي44وانس النتق4اء المع4نى المج4زأ؛ ذل4ك أن المؤش4ر الفعلي "اتخ4ذ" بمع4نى "عب4د" يض4في على المعنى البدائي بعدا لدالليا جديدا من جهتين؛ الجهة األولى تتعلق بالخروج عن المواضع المحسوسة إلى المعنى الالمحسوس غير المادي، ذلك أن العبادة وهي اإلطاعة التام44ة تبتعد عن المرايا المجسدنة وتلتصق بالحلقات االنتزاعية. فالعبد عب4د في جمي4ع حاالت4ه في سكناته ووجنات44ه وه44و يطي44ع المعب44ود ولم تكن العب44ادة حك44را على دائ44رة األعم44ال العبادية من ص44الة وص44وم وزك44اة ب44ل تتع44دى ذل44ك إلى خل44وص الني44ة واص44طفاء القلب واالنتباه المتواصل للمعبود. والجهة الثانية ت44برز س44افرة في الخي44ط العالئقي المتواج44د في "اتخذ" في هذا المعنى إذ يخلق هذا الخي44ط زاوي44ة عديم44ة في األخ44ذ الممحض أي عالقة العبد بالرب إثر العبادة. وهذا ما يلبي دع44وة المع44نى المج44زأ في نس44ق القواع44د

التنظيرية المختارة؛ فيتكلل إثر هذه التلبية االختبار األول لمعنى "أخذ: عبد" بنجاح. أما في الخطوة الثانية لتحديد المعنى المجزأ فالب44د من استش44فاف م44دى اس44تقاللية هذه الداللة عن السياق بوضع العدسة على مواضع استعمال ه44ذه الدالل44ة في الفض44اء النصي للقرآن الك44ريم وبالت44الي في الفض44اءات النص44ية الخارجي44ة ال44تي تعطي رص44يدا مقب44وال العتب44ار المع44نى المرن44و، مع44نى مج44زأ؛ فالجول44ة في الش44رائح الداللي44ة له44ذا االستعمال الداللي يكشف أن "االتخاذ" إذا اقترن بما يمكن جعله إالها ي44وحي في تل44ك

اآلونة بالعبادة:

15: 18الكهف، .1 .21: 21األنبياء، .2 .

29: 26الشعراء، .3 .25: 29العنكبوت، .4 .

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 83

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

:كيفيات العالقات التجاورية التوزيعية ل4 "اتخذ: عبد"3الشكل فهذه العالقات التجاوري44ة تس44اعد بش4كل ملح44وظ على ش44حن ه4ذا المؤش44ر الفعلي بداللته فإذا استبدل "العجل" ب4"الكتاب" مثال فيتخلى المؤشر الفعلي "اتخذ" عن داللته هذه وعندئذ لم يدل بعد على العبادة؛ فالوحدة الداللية "اتخذت الكتاب صديقا" ال تشير إلى العب44ادة ب44أي وج44ه من الوج44وه إال أنه44ا ت44دل على عالق44ة مس44تمرة بين الكت44اب والص44ديق. فه44ذا م44ا يس44تدعي المتلقي إلى الش44ك في تجزئ44ة دالل44ة "اتخ44ذ:عب44د" واستقالليته؛ إال أن االختبار الينتهي في هذه اآلونة بل هنالك تجربة أخ44رى يق44وم البحث بإقامتها اضمحالال للشكوك وتصويبا لألخطاء المحتملة أال وهو استبدال المؤشر الفعلي"اتخذ" بمؤشر فعلي آخر نحو: "جعل" الذي يقاربه في كثير من المميزات القواعدية. فيبصر الدارس أن الداللة تتدهور وتتغير إثر هذا االستبدال فالوحدة الداللية: »جعل44ه أربابا« أو »جعله إلها« أو »جعله عجال« يعني الفعل فيها االختيار أو االنتصاب، واليع44ني التسليم والعبادة؛ ففي جميع هذه الوحدات الداللية يصاب "أخذ: جعل" بشيئ كبير من44د" وإن ص44حت ه44ذه الدالل44ة في االرتباك الداللي باعتباره مؤشرا داللي44ا ي44دل على "عب بعض الحاالت، نحو: "جعله إالها لنفس44ه"، ه44ذا من جه44ة؛ ومن جه44ة أخ44رى إن الت44واتر التركيبي ل4 ]اتخذ+ اسم= عبد[ في الفض44اء النص44ي الق44رآني يحكم فت44ل ه44ذه الدالل44ة ويش44د وثاقه44ا وه44ذا م44ا يالئم قاع44دة "الترس44يخ االدراكي ال44وظيفي للمف44ردة" فدالل44ة "أخذ:عبد" ترسخت في الذاكرة اللغوي44ة للن44اطقين بالعربي44ة ومق44درة ه44ؤالء اإلدراكي44ة تلتقط مفهوم هذا االستعمال التركيبي للفعل انطالقا من العب44ادة والطاع44ة، م44ا يس44مح للبحث أن يقدم ورقة قبول لهذا التوظيف الداللي للمؤشر الفعلي "أخذ" بمعنى "عبد"

في القرآن الكريم.. تموقع "المنتقل" بجانب "المعلم" تموقعا متعانقا متماسكا3-3-3

"أخ ذ" بمعنى "أصاب" ل عليهم 44ز يسئلك أهل الكتاب أن تن ﴿وقد يتم هذا المعنى في أمثال الوحدة الداللية:

ه جه44رة 44ا الل 44ك فق44الوا أرن 44ر من ذل ماء فقد سألوا موسى أكب ذتهمكتابا من الس فأخـ44ك و آتين44ا نات فعفون44ا عن ذل خذوا العجل من بعد ما جاءتهم البي الصاعقة بظلمهم ثم ات

. ف4 "المعلم" في هذه الوحدة هو ما يدل عليه الضمير المفعولي1﴾موسى سلطانا مبينا "هم" في البيئة المدركة وهم أهل الكتاب عندما سألوا النبي موس44ى علي44ه الس44الم أن يريهم الله جهرة فأص44ابتهم الص44اعقة. فالص44اعقة في ه44ذا المش44هد هي المنتق44ل ألنه44ا تتوجه في حركتها نحو المصاب إال أن هذا التموق44ع يص44بح تموقع44ا عكس44يا في الس44ياق

153: 2النساء، .1 .

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 84

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

القرآني حيث الصاعقة تمثل دور اآلخذ وأهل الكتاب تلتقطهم الصاعقة فيتحول44ون إلى منتقل حراكي نشيط وهذا التموقع العكسي ينتج عن التوسع االس4تعاري ال4ذي تؤنس4ن

في ظالله الصاعقة وتأخذ شخصية إنسانية يمكنها األخذ واالختطاف. أما عالقة "اإلصابة" ب4 "األخذ" فهي عالق44ة الت44أثير والنتيج44ة النهائي44ة ال44تي تثبت بع44د "األخذ" هذا، وهو الموت فمن تصيبه الصاعقة يكتب له الموت ش44اء أم أبى. فم44ا ي44برز في هذا المشهد هي نقطة اصطدام المنتق44ل ب44المعلم أوال، وثاني44ا وه44و األهم في ه44ذه العالقة هي النتيجة لهذا االصطدام أي الم4وت واالح4تراق وفق4دان الحي4اة. ويج4در ب4أن تنسكب هذه الوحدة في تمنطق أسلوبي موحد يع44بر عن مجاميع44ه بالمؤش44ر الفعلي "

صعق /يصعق":]أخذ + مفعول به + الصاعقة: صعق/مات[. مالزمة "المعلم" بـ "المنتقل" مالزمة تمليكية تجريدية.4-3-3

"أخ ذ" بمعنى "ألزم" يقع "المعلم" من "المنتقل" في هذا المعنى موقعه في المشهد األساسي ل444"أخ44ذ" من دون أي انزياح أم44ا الس44بب في التغ44ير ال44داللي له44ذا المؤش44ر ه44ا هن44ا، فيع44ود إلى

. فاألخ44ذ يجع44ل "المنتق44ل"1عنصرين؛ هما: قضية التجريد واالنتزاع، ثم كيفية التض44خيم 44ا في ساحة "المعلم" يتصرف فيه كيف يشاء، كم44ا أن األخ44ذ يق44در لآلخ44ذ خيط44ا عالئقي يعبر عنه بالمالكية، فالمنتقل يص44بح ملك44ا للمعلم وه44ذه المالكي44ة ت44ؤدي إلى أن يل44تزم ويتعهد المعلم بالمنتقل ال44ذي نال44ه ودخ44ل في حي44ازه فه44ذا االل44تزام ه44و نتيج44ة لعالق44ة

المعلم بالمنتقل. هذه المقدمة تمهد األرضية المناسبة لتبين فاعلية عنص44ر التجري44د في التق44اط دالل44ة

وإذ 44روا م44اأخذنا﴿الوحدة: ميثاقكم و رفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتين44اكم بق44وة و اذكقون كم تت ، والميثاق في هذه الوحدة هو العهد ال44ذي يكتب على الورق44ة فأخ44ذ2﴾فيه لعل

الميثاق يعني أخذ االتفاقية التي رقمت على الورقة. فهذه الوحدة تصور مشهدا يلتق44ط فيه المعلم االتفاقية على أنها المنتقل وإثر هذا األخذ تلج االتفاقية في حياز المعلم وهو اآلخ44ذ وه44ذا األم44ر يؤك44د قس44را على تحقي44ق م44ا ورد في الميث44اق وتطبيق44ه على أرض الواقع. أما النتيجة التي يبعث عليها هذا المشهد ويث44ير فتتعل44ق بم44ا وراء المش44هد وه44و المقدم للميث44اق، فعن44دما يمتل44ك المعلم المنتق44ل في ه44ذا النط44اق، المعطي يستش44عر بااللتزام تجاه ما ورد في حقل اآلخذ على أنه أصبح ملكا له ويسمح له التصرف فيه وال يخفى أن هذا االلتزام غير مرئي، وما يحمل المتلقي على إدراك معنى االلزام في هذه الشريحة الداللية وما شابهها هي البيئة التي يعيشها المتلقي فالوحدة "أخذنا ميث44اقكم" تعني ألزمناكم بالميثاق ال4ذي كتبتم4وه وه4ذا المع4نى ال ينبغي أن يك44ون إال بع4د تجزئ4ة الطقوس البيئية وتحليلها إدراكيا واالنتق44ال من الس44احات العيني44ة المادي44ة إلى األفض44ية

التجريدية. أما العنصر الثاني أي التضخيم فيلعب دورا ب44ارزا في بن44اء النس44يج ال44داللي للمؤش44رل البحث األم44ر على أن الوح44دة "أخ44ذنا ميث44اقكم" تتم44يز الفعلي "أخ44ذ" هاهن44ا ويفص44 بجهتين؛ جهة اإلرسال، وجهة التلقي. والظاهر أن جهة اإلرسال لها السمة البارزة على منصة هذه الشريحة الداللي44ة "نحن أخ44ذنا ميث44اقكم" فالض44مير "نحن" يوك44د على جه44ة1. Foregrounding

63: 2البقرة، .2 .

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 85

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

اإلرسال لكن اإليحاء الداللي يلون جهة التلقي "ألزمن44اكم" وذل44ك يع44ني أخ44ذنا الميث44اقمنكم له نتيجة هي إلزامكم لذلك الميثاق الذي أخذناه.

التح44ديق في دالل44ة المؤش44ر الفعلي "أخ ذ: أل44زم" في الق44رآن الك44ريم يكش44ف للمخ44اطب عن حقيق44ة هي أن ه44ذه الدالل44ة ال تعطي أكله44ا أض44عافا مض44اعفة وال تثم44ر ثمارها ناضجة إال في أسلوب تركيبي مميز هو ]اتخذ + الميثاق /العهد/اإلص44ر[، فت44واتر

هذه العالقة التجاورية تشد فتل استقاللية هذه الداللة في القرآن الكريم. . أن يجعل "المعلم" "المنتقل" في تموقع مكاني خاص أو يضعه5-3-3

في ظروف متميزة "أخ ذ" بمعنى "جعل"

تستحضر هذه الداللة في القرآن الكريم في اإليحاء التركيبي التالي: ]اتخذ + اس44م[وإذا علم من آياتنا شيئا ﴿وفي اآليات التالية: ،1﴾ أولئك لهم ع44ذاب مهيناتخذها هــزوا

وقالوا ﴿و 44ه ق44انتوناتخذ الله ولدا 44ل ل ماوات واألرض ك ،2﴾ سبحانه بل له م44ا في الس44اس وأمنا و وإذ جعلنا البيت مثابة للن 44راهيم اتخذوا﴿و وعه44دنا إلىمصلى من مق44ام إب

جود ع الس44 ك ذ﴿، و3﴾إبراهيم و إسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين و العاكفين و الر يتخــ ال44افرين 44ون الك 44وا 4﴾ من دون الم44ؤمنين أولياءالمؤمن ذين ءامن ه44ا ال 44ا أي ي ذوا﴿، و التتخــ

ذين 5﴾ من دونكمبطانة وذر ال دينهم اتخذوا ﴿، و وا تهم الحي44اة ال44دنيالعبــا ولهــ و غ44رفيع و إن تع44دل ه ولي وال ش44 بت ليس له44ا من دون الل ر به أن تبسل نفس بما كس44 وذكراب من حميم و ع44ذاب بوا لهم ش44 لوا بم44ا كس44 ذين أبس44 كل عدل ال يؤخذ منها أولئك ال

وإذ قال إبراهيم ألبي44ه آزر 6﴾أليم بما كانوا يكفرون ذ ﴿، و ناما أ تتخــ ةأص44 ومن7﴾آلهــ ﴿، و44وم اآلخ44ر ه و الي لواتقربــاتم44ا ينف44ق ويتخذ األعراب من يؤمن بالل ه وص44 44د الل عن

ه غف44ور رحيم 44ه إن الل ه في رحمت يدخلهم الل 44ة لهم س44 ه44ا قرب ول أال إن س44 ومن8﴾الر ﴿، وهمغرمــا م44ا ينف44ق يتخذ األعراب من وء والل ص بكم ال44دوائر عليهم دائرة الس44 44رب ويت

تي نقضت غزلها من بع44د ق44وة أنكاث44ا 9﴾سميع عليم وال تكونوا كال أيم44انكمتتخذون﴿، و نن لكم يوم القيامةدخال ه به وليبي ما يبلوكم الل بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إن

هو 10﴾ما كنتم فيه تختلفون رب المشرق والمغرب ال إله إال . 11﴾وكيال فاتخذه﴿، و استقرار "المنتقل" في قرارة "المعلم" يشكل أسلوبا يستعمل في الق44رآن الك44ريم استعماال متواترا وهذا االستقرار الذي ي44روح الكالم عن44ه، ليس اس44تقرارا ذاتي44ا ب44ل ه44و استقرار قسري يحمله المعلم على المنتق44ل س44واء ك44انت نتيج44ة ه44ذا اإلك44راه س44لبا أو

9: 45الجاثية، .1 .116: 2البقرة، .2 .125: 2البقرة، .3 .

28: 3آل عمران، .4 .118: 3آل عمران، .5 .

70: 6األنعام، .6 .74: 6األنعام، .7 .

99: 9التوبة، .8 .98: 9التوبة، .9 .

92: 16النحل، .10 .9: 73المزمل، .11 .

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 86

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

إيجابا. أما عالقة "جعل" في هذا المشهد والمع44نى الب44دائي ل444 "أخ44ذ" فتنجم عن األث44ر الذي يتركه األخذ على المنتقل، فعندما يتم األخذ، يقع المنتقل في دائرة المعلم وقوعا شامال ف4 "اتخذ" في هذا المشهد أيضا يحمل بين عطفي44ه مع44نى "جع44ل" وه44ذا الجع44ل موجه من قبل المعلم نحو المنتقل وهذا التوجيه له أبع44اده وزواي44اه حس44ب م44ا يتطلب44ه المؤشر االسمي الذي يليه؛ فاتخاذ األفراد هزوا يجرهم قسرا إلى الطقوس التي تذخر بالسخرية المريرة، واتخاذ الولد لله سبحانه وتعالى يجعل الله في ميدان اإلنجاب، وهو األحد الذي لم يل44د ولم يول44د، ثم اتخ44اذ المص44لى من مق44ام إب44راهيم الغ44رو يجع44ل ذاك المكان في منطقة العبادة والصالة ويحمله ظروفا خاصة، ثمة اتخ44اذ م44ا ينف44ق قرب44ات لله عز وجل، يسكب النفق4ات في إط44ار الق4رب من الل4ه أو من اآلله4ة حس4ب معتق4د الذين ينفقون، فكل هذه االستعماالت التي تقولبت في نطاق أسلوب: ]اتخذ + االسم[ تشهد على إبراز نقطة من المشهد البدائي هو التموقع المكاني للمنتقل م44ا ي44ؤدي إلى إنش44اء مع44نى جدي44د في الش44رائح الداللي44ة الم44ذكورة وه44ذا المع44نى المس44تحدث ه44و

"الجعل". وتتوسع داللة التموقع، باجتياح الدالالت الحسية المستحض44رة في الواجه44ة والرك44ونخ44ذوا ات ﴿عند أرصفة الالحس وهذا ما يتبلور في المؤشر الفعلی "اتخذوا" في الوح44دة:

وما يماثلها. حيث وقوع الدين في مضمار اللعب يعتبر توسعا دالليا مكاني44ا،1﴾دينهم لعبا ففي المنظور اإلدراكي الذي يتصدره البحث أن ال44دين مثال وه44و المنتق44ل المتخلي عن المادة ينسحب على يد الذين اليدينون بدين الح44ق 444 وهم هاهن44ا يمثل44ون المعلم 444 إلى حق44ل المالهي، فيجع44ل ال44دين في نط44اق الله44و واللعب وإن تف44وق ه44ذا الجع44ل علىة ال44تي ترتب44ط بالم44ادة ع متضايق محصور في أفضية خاص44 الكينونات الحسية لكنه توس44ز يم44ر بمرحل44تين من التوس44ع ارتباطا متواصال مستمرا. وه44ذا التموق44ع المك44اني الممي ليستقر مكانه؛ وهاتان المرحلتان تظهر في: الوق44وع في األفض44ية التجريدي44ة الالمادي44ة

ثانيا. 3 أو التماثل اإلدراكي2أوال، ثم توظيف التضامن التجريبي قضية التجريد واالنتزاع تسبق التماثل اإلدراكي في هذه العين44ات اللغوي44ة؛ فالب44د من خلق مفهوم مسبق؛ هو أن »المفاهيم االنتزاعية تماث44ل المف44اهيم المادي44ة« ثم »جمی44ع المف44اهیم أش44ياء تخض44ع لألخ44ذ«. فانطالق44ا من ه44ذا التماث44ل اإلدراكي، یب44دو أن جمي44ع األسماء التي تقع بعد المؤشر الفعلي بصفتها مفع44وال ل444 "اتخ44ذ" تماث44ل المحسوس44اتخ44ذوا ات ﴿وهذا التماثل يسمح لها بأن تؤخذ أو تكون باعثا على األخ44ذ؛ ف44األول يتمث44ل ب444

4﴾دينهم لعب44ا خ44ذوا من مق44ام وات ﴿ حيث ال44دين أؤتخ44ذ له44وا، والث44اني يش44اهد في نح44و: . فالعامل الخارجي أي الفاعل المضمر بعث وشجع على جعل المكان5﴾إبراهيم مصلى

منصة للصالة والعبادة. أن يستر "المنتقل" "المعلم " ويحيط به.6-3-3

"أخ ذ" بمعنى "سيطر"

70: 6األنعام، .1 .2. Experiential correlation3 .perceptual resemblance

70: 6األنعام، .4 .125: 2البقرة، .5 .

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 87

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

ه ق الل 44ه ات وإذا قي44ل ل ﴿يبدو أن هذا المعنى يبرز سافرا في الشرائح الداللي44ة التالي44ة:م و لبئس المه44ادأخذته به جهن 44اإلثم فحس44 ة ب وم1﴾ العز ه ال ال44ه اال ه44و الحى القي الل ﴿. و

44ومالتأخذه 44دة 2﴾ سنة والن 44ل واح44د منهم44ا مائة جل 44دوا ك اني فاجل 44ة وال44ز اني الز وال﴿. وهد ع44ذابهماتأخذكم 44وم اآلخ44ر وليش44 ه والي ه إن كنتم تؤمنون بالل بهما رأفة في دين الل

. 3﴾طائفة من المؤمنين ينطوي المؤشر الفعلي "أخذ" بمعنى "سيطر" على تموق44ع مم44يز للمنتق44ل والمعلم في المشهد الذي يرس44مه حيث إن المنتق44ل في44ه يش44كل ورق44ة س44ميكة تغطي المعلم تغطية تامة وهذا المش44هد في المس44توىات التمهيدي44ة مش44هد حس44ي يتمث44ل في أمث44ال

ى إذا أ حت نتخذت﴿الوحدة: ي ، فالمؤشر الفعلي "أخ44ذ" ي44دل على4﴾ األرض زخرفها واز "ألبس"، وارتداء الثياب في معناه الع44ام ي44وحي باالس44تتار وه44ذا االس44تتار إذا تنحى عن الساحات المادية وابتعد عن الطقوس الحسية وسلك طريق44ه نح44و التجري44د ينقلب إلى داللة مستجدة هي "السيطرة واإلحاطة" فأخذ على هذا المعنى يعت44بر خط44وة راقي44ة ل4

"أخذ" بمعنى "ستر" إذ هو انتقال من الحس إلى الالحس. يتبقى للبحث في هذه المرحلة أن يع4الج الكيفي44ات العالئقي44ة ال4تي تق44ام بين المعلم والمنتقل في المعنى البدائي للمؤشر الفعلي "أخ44ذ" و"أخ44ذ" ال44ذي ي44دل على " غلب" فوصوال إلى هذا المبتغاة ينبغي للبحث أن يحدق على ب44ؤرة بنائي44ة هي أن المنتق44ل ل44و كان ضخما أو كان يستوعب مساحة ملحوظة يسبب تغطية ما يق4ع خلف4ه تغطي44ة ش4به تامة هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن عملية األخ44ذ هي حرك44ة المنتق4ل ووقوف44ه أم44ام المعلم، فالمعلم يتوارى بحجاب المنتقل لو كان المنتقل يهندس بهيكل عظيم. ف4"أخذ" الذي ه44و المس44بب لفاعلي44ة المنتق44ل على س44تر المعلم يوظ44ف هاهن44ا كس44بب مباش44ر للتغطية وهذا االستبدال أي استبدال المسبب بالسبب هي اس44تجابة لعالق44ة لغوي44ة ه44و المجاز الذي منح الفرصة الستعمال "أخذ" بمعنى "س44تر" في المج44االت الحس4ية وفتح

األبواب على مصاريعها الستعمال أخذ بمعنى "غلب" في الميادين االنتزاعية. 4اإلثم ة ب 4ه الع4ز أخذت ﴾وهنالك تقنية التضخيم تؤكد على كيفية المنتقل في الوح4دة ﴿5.

وما شابهها، فالسيطرة واالس4تتار يص44دقان على منتق44ل يتص4ف بهيك4ل عظيم. فجس4د المنتق44ل وهيكل44ه يتض44خم في ه44ذا المش44هد من دون أخ44رى العناص44ر المتواج44دة في المشهد البدائي. وعندما تسيطر العزة على نفس اإلنس44ان تس44تره وتحي44ط ب44ه إحاط44ة تنتهي به إلى ارتكاب اآلث44ام؛ فه44ذه الوح44دة تع44ني »أن44ه للع44زة ي44رتكب م44ا ال ينبغى أن

. 6يرتكبه بما يؤثمه. و كأن العزة حملته على ذلك و قلة الخشوع« تع44د ه44ذه الدالل44ة أي "أخ44ذ: س44يطر" دالل44ة عنقودي44ة تس44تبطن في أحش44ائها بعض الدالالت أهمها "ألبس" و"ستر" و"غلب"، وهذه اإليحاءات تتميز عن الجوهر ال44داللي ل4 "أخذ" في معناه البدائي ألج44ل خروجه44ا عن الس44احات الحس44ية إلى األج44واء الالمادي44ة

209: 2البقرة، .1 .255: 2البقرة، .2 .

2: 24النور، .3 .24: 10يونس، .4 .

209: 2البقرة، .5 . 675ه: 1416الزجاج، .6 .

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 88

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

44وم نة والن التأخ44ذه س44 ﴾والس44يما في "غلب" في نح44و: 44ر عن غلب44ة الن44وم ب14﴿ . حيث عب "األخذ" وهو شعور المادي؛ ثم44ة ه44ذه اإليح44اءات ترك44ز على نتيج44ة األخ44ذ وه44و اس44تتار

المعلم وهذا التركيز ينعدم في "أخذ" في معناه البدائي.. التركيز على هدف إنجاز الفعل3- 3- 7

"أخ ذ" بمعنى "يعاقب" المؤشر الفعلي "أخ44ذ" في اس44تعمالين ي44وحي بالعقوب44ة والمج44ازاة، الص44ورة األولى تتحق44ق عبرالتوكي44د على نقط44ة اإلمس44اك في "أخ44ذ" وه44ذا التوكي44د ي44ترك أث44ره على الكيفيات التركيبية ويظهر ذلك بعد التحاق "أخذ" إلى "ب44اء" اإللص44اق وه44ذا االس44تعمال من االستعماالت المترسخة عند أصحاب اللغة، وقد ذكرته المع44اجم المتأص44لة على أن "األخذ بالذنب" ي44دل دالل44ة قاطع44ة على أن الم44ذنب يك44ال ل44ه الص44اع بالص44اع ويحبس ويقبض عليه بسبب الذنب الذي اقترفه؛ والصورة الثانية التي يتجلى فيها "األخ44ذ" على أنه العقوبة وعلى أنه السبب لوقوع المنتق44ل بي44د المعلم ه44و توظي44ف "أخ44ذ" في ب44ابة ولكن 44رك عليه44ا من داب اس بظلمهم م44ا ت ه الن ولو يؤاخ44ذ الل ﴿المفاعلة في نحو اآلية:

. والظن2﴾يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم ال يستأخرون ساعة وال يستقدمون الراجح، يحث البحث على االعتقاد بالتماثل الداللي التام بين "يؤاخذ" و"أخذ ب4" التماثل الن44اجم عن كيفي44ة الترك44يز على س44بب اس44تقرار المعلم والمنتق44ل وهندس44تهما؛ حيث المؤشر الفعلي "يؤاخذ" يدل على "يعاقب" وهذه الداللة تكش44ف الغط44اء عن األهمي44ة التي تحتظيها السببية وهذا يعني المؤاخذه هو حبس المذنب بسبب ذنبه الذي اقترف44ه، أما قولبة المؤشر الفعلي "أخذ" في نطاق المفاعل44ة في44أتي لغ44رض بالغي ه44و التوكي44د المعنوي والتضخيم الداللي والمؤاخذة في هذا المعنى تساوي "أخذ" وتزيد عليه بنقطة هي توكيد اإليحاء وتوسيعه. وما ورد في قاموس القرآن يؤيد هذا التفسير إذ يشير إلى أن المفاعلة يرد أحيانا بمعناه الثالثي وليست المش44اركة دالل44ة قس44رية له44ذا التص44نيف

. ففي ه44اتين3المق44ولي أي "المفاعل44ة" كم44ا في »س44افرت ش44هرا« و»ع44اقبت اللص«الوحدتين تضمحل داللة المشاركة من واجهة األفعال "سافرت" و"عاقبت".

أصالة إيحاء المؤشر الفعلي "يؤاخ44ذ: يع44اقب" ت44برز في عالقت44ه ب44المعنى الب44دائي ل4 "أخذ" حيث إنه تضخيم لزواية خاصة من المشهد هو هدف األخذ، وهذا التضخيم وفتور أخرى الزوايا يؤديان إلى رسم معنى مس44تجد هي المعاقب44ة وليس ه44ذا الرس44م رس44ما عمياء يسير خبط عشواء بل ينسكب في تأطير منسق منسجم إذ قلما ينزاح إلى داللة أخرى. وهذا التوس4يع ال4داللي ال4ذي يك4اد ينقط4ع عن منجم4ه يكتب نجاح4ا ملفت4ا له4ذا المؤشر في اختبار المعنى المجزأ. فعليه يمكن القول أن أخ44ذ النعم من الك44افر به4ا أو أخذ المذنب وحبسه ألجل الذنب الذي يقترفه يتمان عبر ما يسمى بالمعاقبة فالمعاقبة

هو الهدف المرنو من وراء المؤاخذة في كال المشهدين. . التركيز على االتجاه الذي يسير به المنتقل وصوال إلى المعلم3-3- 8

"أخ ذ" بمعنى "ذهب"

255: 2البقرة، .1 .61: 16النحل، .2 .

103ه. ش: 1371راجع: قرشي، .3 .

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 89

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

أحد المواضع الذي يحوم المدار المفاهيمي في44ه على جس44دنة المس44ار وعلمنت44ه هييطان أن الش ي نسيت الحوت وما أنسانيه إال قال أ رأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإن ﴿اآلية

بيله في البح44ر عجب44ا خ44ذ س44 44ره وات حيث "االتخ44اذ" ي44دل في ه44ذه اآلي44ة على1﴾أذك . فالحوت ذهب في س44بيله نح4و البح4ر في حال4ة غريب4ة غ4ير مترقب4ة مث4يرة2"الذهاب"

للدهشة واإلعجاب. المعلم في ه44ذه الوح44دة يتمث44ل في البح44ر والمنتق44ل ه44و الح44وت، ومسار حرك44ة المعلم نح44و المنتق44ل يتجلى في عنص44رين؛ األول المؤش44ر الفعلي ال4ذي يدل على "ذهب" والثاني المؤشر االسمي "سبيل" الذي يوحي سافرا بالمس44افة ال44تي

. وعلى ه44ذا3يسلكها الساري أي المنتقل. »أما االتخاذ: فهو األخذ م44ع الدق44ة والتوج44ه« التعبير يكون المنتقل هو النبي موسى عليه السالم الذي اتبع بدقة فائق44ة وانتب44اه ناف44ذ

.4خطوات الحوت إلى البحر كي يجد هناك النبي خضر عليه السالم أما عالقة "ذهب" ب4 "أخذ" فت44برز في تض44خيم المس44ار والترك44يز على نقط44ة انطالق المنتقل فالجهة في الذهاب ليست جهة شاقولية عامودية بل جهة المسار جهة ممت44دة

امتداد السطور على األوراق أي امتدادا مسطحا. ثمة حرك4ة المنتق44ل في المؤش44رين الفعلين "ذهب" و"اتخ44ذ" حرك44ة ذاتي44ة ناش44طة فعندما يقال: "ذهب علي" علي وهو المنتقل ينطلق ذاهبا نحو مقص44ده من دون ح44افز خارجي يدفعه على الذهاب قس44را. وك44ذلك األم44ر في الوح44دة الداللي44ة:"اتخ44ذ الح44وت طريقه في البحر" فانطالق الحوت ليس انطالقا قسريا ب44ل حرك44ة الح44وت نح44و البح44ر تنشأ عن دافع ذاتي خالفا لما ن44رى في الوح44دة " أخ44ذ موس44ى علي44ه الس44الم األل44واح"فالمنتقل وهي"األلواح" يقع في تيار حركة متصاعدة على يد عامل خارجي هو الفاعل.

. التركيز على انفصال "المنتقل" عن تموقعه البدائي3- 3- 9"أخ ذ" بمعنى "أخرج"

المؤشر الفعلي "أخذ" يدل في بعض استعماالته على "أخرج" وه44ذا الخ44روج ي44وحي بكيفية انفصال المنتقل عن مبدئه الذي انطل44ق من44ه إلى أن يس44تقر في ق44رارة المعلمخ4ذ من 4ة في اآلي4ة: ﴿الذي يتماهى والمقصد الذي يرن4و إلي4ه وه4ذه الدالل4ة تتبل44ور جليميع ه س44 كن لهم والل التك س44 ل عليهم إن ص44 يهم به44ا وص44 44زك أموالهم صدقة تطهرهم وت

. فالمش44هد6. والص44دقة هي »م44ا يخرج44ه اإلنس44ان من مال44ه على وج44ه القرب44ة«5﴾عليم األساسي لهذه الشريحة الداللية يتميز باالستبدال الداللي الناضج الذي تطوع للحض44ور في هذه الوحدة إثر حلول المؤش4ر الفعلي "خ4ذ" مح4ل "أخ4رج"، فقس4م من األم4وال يقف على منصة المبدأ بوصفه منتقال مستعدا للخروج من مقره ثم المعلم وه44و فاع44ل "خذ" أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرس44م المقص44دية ال4تي تعم44ل بنش44اط على

انطالق المنتقل من حقل المبدأ واستقراره في المقصد.

61: 18الكهف، .1 .741ه. ش: 1372راجع: الطبرسي، .2 .

46ه: 1430المصطفوي، .3 .115ه. ش: 1375راجع: الطريحي، .4 .

103: 9توبة، .5 .264الزبيدي، المصدر نفسه: .6 .

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 90

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

أما عالق44ة الخ44روج باألخ44ذ فتظه44ر في إب44راز حرك44ة المنتق44ل المبدئي44ة نح44و الخ44ارج وتضخيم هذا االنتقال المكاني الذي يحدث في "أخذ"، ثمة األخذ يوج44ه حرك44ة المنتق44ل

ومبتغاه وهذا التوجيه يعد منعطفا لغويا يمنح استبدال الخروج باألخذ. وهنالك عالقة أخ44رى بين "خ44ذ" و"أخ44رج" تنس44جه األفض44ية المفاهيمي44ة هي العالق44ة الكلية إذ كل أخذ يتضمن خروجا للمنتقل عن تموقع4ه الب44دائي فيمكن الق44ول ب44أن ه4ذا االس44تبدال اللغ44وي الينش44أ عن الف44راغ ب44ل ه44و اس44تبدال مؤه44ل يص44در عن العالق44ة

المفاهيمية التي تستحضر بين المؤشرين.. التواترات الداللية للمؤشر الفعلي "أخذ" في القرآن الكريم4

قضية التواتر الداللي في نص قضية خطيرة فالتفت نظر البحث إليه44ا وق44د أس44همت هذه القضية اإلحصائية إسهاما بارزا في تحديد المعنى المركزي في الشبكة المعنية إال أنها ليست عامال ممحضا في تحدي44د أص44ل الدالل44ة وتمحيض44ها. ف44إليكم الرس44م البي44اني الذي يجعل أمام المتلقي الحلقات المتداخلة لتواتر اإليح44اءات المؤش44ر الفعلي "أخ44ذ"

في القرآن الكريم:

: التواترات الداللية للمؤشر الفعلي "أخذ" في القرآن الكريم4الشكل بعد تسليط األضواء على الرسم البياني للت44واترات الداللي44ة للمؤش44ر الفعلي "أخ44ذ" يتبين ما يخالف الظنون جمة، فما يخطر بالبال بدء األمر ه44و س44يطرة الدالل44ة الحس44ية المادي44ة المعجمي44ة أي "أخ44ذ: مقاب44ل أعطى" لكن ه44ذه الدالل44ة تحت44ل المكان44ة الثاني44ة وبخالف شاسع عن المعنى الذي يحطم الرقم القياسي أي "اعتبر" وه44ذا األم44ر إن دل على شيئ يدل على األهمية التي يحتظيها االعتبار بش44تى أنواع4ه في مص44يرة اإلنس44ان وحياته في الدنيا واألخرى. فانتق4اء الص44ديق واختي44اره ثم اعتب44ار األص44نام رب44ا وعبادته44ا واعتبار الشيطان ع4دوا والكث4ير الكث44ير من االعتب4ارات الص44ائبة والخاطئ44ة ال4تي توج44ه

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 91

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

حركة الحياة إلى سعادة أو شقاء وتتوجها بأكالي44ل الخيب44ة أو الرج4اء ت44دخل ض44من ه44ذااإليحاء.

وكأن "أخذ" في معناه البدائي يق44ل أهمي44ة في النص الق44رآني ويب44دو أن س44بب ه44ذا النض4وب اإليح44ائي يع4ود إلى أن فض44اءات توظي4ف ه4ذه الدالل4ة تنحص4ر في المش4اهد الحسية وهي تتكفل بإبالغ رس44التها ع44بر ان44دماج بالفض44اءات االنتزاعي44ة لتق44دم بض44اعة

ثمينة.الشبكة الداللية للمؤشر الفعلي "أخذ" في القرآن الكريمالشبكة الداللية للمؤشر الفعلي "أخذ" تتجلى في الخطاطة التالية:

: الشبكة الداللية للمؤشر الفعلي:"أ خ ذ "في القرآن الكريم5الشكل القراءة الفاحصة في الشبكة الداللية للمؤشر الفعلي "أخذ" تعبر عن حق44ائق جم44ة،

أهمها:

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 92

المعنىالمركزي

:الربطةالداللية

الداللة:الهامشية

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

الشبكة الداللي44ة للمؤش4ر الفعلي "أخ4ذ" في الق4رآن الك4ريم تع4د من الش4بكات الداللية الموسعة في القرآن حيث تحتضن أكثر من خمسين داللة انض44وت أخ44يرا وبع44د الدراس44ة والتص44نيف المق44ولي، تحت س44بع عش44رة دالل44ة؛ هي: ع44اقب، ومن44ع، وب44نى، واحتاط، وقبل، وألزم، واتبع، وجعل، وأخ44رج، وتن44اول، وعب44د، ورف44ع، وذهب، اس44تخرج،

وأصاب، وألبس، وسيطر. الكيفيات التموقعية للمنتقل والمعلم التي أدت إلى إنش44اء مع44اني مس44تجدة في

شبكة "أخ4 ذ" الداللية، هي: الترك44يز على وق44وع المنتق44ل في ق44رارة المعلم، والترك44يز على هدف وقوع المنتقل في قرارة المعلم، والتركيز على سبب أو نتيجة إنجاز الفعل، مالزمة المنتقل للمعلم مالزمة تجريدي44ة، والترك44يز على انفص44ال المنتق44ل عن تموقع44ه البدائي، ووقوع حركة المنتقل في محور حركة المعلم والترك44يز على االتج44اه الح44ركي

والمسار الذي يتميز به المنتقل وصوال للمعلم. إن الداللة المركزية لشبكة "أخذ" نس44جت مخيم44ا إيحائي44ا موح44دا مس44يطرا على

جل اإليحاءات الهامشية فالمعاقبة مثال هي أخذ النعم وسلبها، والمنع يعني أخذ الحرية، ثم استرجع يعني األخذ عن تطوع المعطي وكذلك أخرى ال44دالالت ترتب44ط باألخ4ذ ال4ذي44ه إلى ج44انب الكيفي44ات التموقعي44ة للمعلم يقابل العطاء في جه44ة من جهاته44ا. وه44ذا كل

والمنتقل ما يعطي رصيدا محترما لتصدير المعنى المركزي في هذه الشبكة. هنالك بعض الدالالت الهامشية في نحو: "أ خ4 ذ:ألبس وس44يطر" ترتب44ط ارتباط44ا

غير مباشر بالمعنى المركزي؛ فهي ترتبط باإلصابة أوال واإلصابة ترتبط باألخذ ثانيا، هذا األمر يسمح للمتلقي أن يطلق على هذه اإليحاءات وما يماثلها ب4 "اإليحاءات الهامش44ية

الهامشية" أو "اإليحاءات الثانوية المستبعدة".الجدير بال4ذكر أن مق44ترح ت44ايلور وإي44وانس يفتح المج44ال لل44دارس أن يفتش عن

كيفيات عالئقية غائبة من دون وضع عالمة ماسحة على الكيفي44ات المس44بقة فمن وج44د قنوات داللية أخرى من دون م4ا ذكره4ا البحث يمكن ل4ه أن يض4مها إلى ه4ذه الش4بكة. فالش44بكات في التعددي44ة الداللي44ة القواعدي44ة لم تكن ش44بكات مغلق44ة ب44ل مفتح44ة على

مصراعيها.من الدالالت ما أنتجتها العالقات التجاورية التوزيعي44ة وت44واترت في االس44تعماالت

التداولية حتى أصبحت داللة أسلوبية مترسخة في ذاك4رة اللغ4ة وه4ذه العين44ة اإليحائي44ة تتمثل في شبكة "أخذ" في الكيفيات التالية: ]اتخذ + إله: عبد[ و]اتخذه+ خليال: جعل[

و]أخذته + الصاعقة: صعق[ و]اتخذ + سبيله: ذهب[. حصيلة البحث

النتائج المتوخاة من هذه البضاعة المزجاة تتلخص في المواضع التالية:الكيفيات الداللية والطقوس المعنوية للمؤشر الفعلي "أخذ" في القرآن الك44ريم

تشير إلى أن هذا الفعل لم ي44رد في أفض44ية داللي44ة موح44دة تس44فر عن إيج44اب بحت أو سلب محض ولم يكن فيها األخذ صادرا عن الرب أو مختص44ا ب44الخلق، فكم44ا أن دالالت "أخذ" مترامية األطراف واسعة المجال كذلك الطقوس القرآنية التي وظف فيه44ا ه44ذا المؤشر تخلق فسيفس44اء ملون44ا. فت44ارة يتعل44ق األخ44ذ بي44وم القيام44ة حيث ال يقب44ل في44ه4ه، ثم الفض44اء الس4ردي القصص44ي يتجلى في ج4ل ش44فاعة الش4افعين إال من رحم44ه رب

44ا أن ﴿اإليحاءات ف4 "عبد" مثال يأتي ليعرض أنانية فرعون الذي ك44ان ين44ادي وب44أعلى ص44وت:

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 93

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

كم األعلى . وفي داللة األخذ على اإلصابة يقوم النص باستدعاء قصة النبي موس44ى1﴾ربيا موسى لن نؤمن لك حتى نرى ﴿عليه السالم وقومه الممتلئين عنادا ولجاجة إذ قالوا:

. وهنالك استدعاء آخر لقص44ة موس44ى علي44ه الس44الم في2﴾الله جهرة فأخذتكم الصاعقة بيله في البح44ر عجب44ا خ44ذ س44 ات ﴾"أخ44ذ: ذهب" حيث الح44وت: . وهنال44ك فض44اء تن44ذيري3﴿

تحذيري في داللة األخذ على المعاقبة وهناك ش44رح للحكم اإللهي ووج44وب إقامت44ه فياني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة وال تأخ44ذكم انية والز الز ﴿داللة "أ خ4 ذ: سيطر":

.4﴾بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون باللهاآلليات ال4تي ظه4رت في الواجه4ة لتنش4ئ دالالت مس4تجدة في ش4بكة المؤش44ر

الفعلي "أخذ" في القرآن الكريم؛ تتجلى في خطاطة التالية:

: آليات الخلق الداللي في شبكة المؤشر الفعلي "أ خـ ذ"6الشكل فآلية التضخيم تسود أخرى اآلليات الداللية التي تعمل على اإلنشاء الداللي وبالضبطتضخيم نتيجة إنجاز الفعل الذي يتكفل دعم كثير من إيحاءات "أخذ" في هذه الشبكة.

استقراء التواترات الداللية للمؤش44ر الفعلي "أخ4ذ" في الق44رآن الك44ريم ي4بين أن دالل44ة "أ خ444 ذ: اعت44بر" تحطم ال44رقم القياس44ي في ه44ذه الش44بكة وه44ذا الت44واتر يتالءم والطقوس الداللية لهذا اإليحاء كما يسفر عن األهمية التي يحتظيها االعتب44ار في مس44ار

حياة اإلنسان ومصيره في الدنيا واألخرى.

24: 79النازعات، .1 .55: 2البقرة، .2 .

63: 18الكهف، .3 .2: 24النور، .4 .

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 94

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

مصادر البحثأ. العربية

۞ القرآن الکریم تفسير المحيط األعظم و البحر الخضمه(.4 41422 اآلملي، سيدحيدر بن علي )

،3، تحقي44ق: محس44ن موس44وي ت44بريزي، ط في تأويل كتاب الله العزيــز المحكمقم: نور على نور.

، بيروت: دار إحياء تراث العربي. تهذيب اللغة(. ه41421 األزهري، محمد بن أحمد ) معجم أمهـات األفعــال معانيهــا وأوجـهم(. 1997بك44ير، أحم44د عب44د الوه44اب )4

، بيروت: دار الغرب اإلسالمي.استعمالها) Tyler. Andera and Vyvyan Evans )2003م 2003تايلور وإيوانس، 4 ، تحقي44ق: عي44ون س44ود،تفسير التســترىه(.44 1423التستري، سهل بن عبدالل44ه )4

محمد باسل، بيروت: دار الكتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون. م(. علم الداللة والعرفانية، ترجمة وتقديم: بنور عب44د ال44رزاق،42010 جاكندوف، راي )

– المركز الوطني للترجمة. تونس: منشورات دار سيناترا تــاج العــروس منال44رزاق المرتض44ى )د.ت(. الزبي44دي، محم44د بن محم44د بن عب44د4

، الطبعة الثانية، كويت: مطبعة الكويت.جواهر القاموس تحقيق: إب44راهيم آبي44ارى، طإعراب القرآن،ه(.44 41416 الزجاج، إبراهيم بن سري )

، قم: دار التفسير.3 مجمع البيان في تفسير القرآن،ه. ش(.41372 الطبرسي، الفضل بن الحسن )

، تهران: ناصر خسرو.3تحقيق: فضل الله يزدي طباطبائي وهاشم رسولي، ط ش(.44 41375 الطريحي، فخرال44دين بن محم44د ) ، تحقي44ق: أحم44دمجمع البحـرينه.4

، تهران: مرتضوي.3حسيني اشكوري، ط ،3، ط التحقيق فى كلمــات القــرآن الكــريمه(.44 1430المص44طفوي، حس44ن )4

بيروت: دار الكتب العلمية. التعدد الداللي بين النظر والتطــبيق؛ ســورةم(. 42008 النجار، نادية رمضان )

، تم نشره بكتاب المؤتمر العاشر لكلية دار العلوم بعنوان: التفكير"يوسف" نموذجاالمنهجي في العلوم العربية واإلسالمية.

، بحث مقدم إلى كلي44ةتعدد المعنى في كلمة "الدين"م(. 2014يزيدة، فضلك )4 اآلداب والعل44وم اإلنس44انية جامع44ة ش44ريف هداي44ة الل44ه اإلس44المية الحكومي44ة جاكرت44ا،

(، قس44م اللغ44ةS.Humاس44تكماال لمتطلب44ات الحص44ول على الدرج44ة الجامعي44ة األولى )العربية وآدابها، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية.

ب. الفارسية ش(.44 1395الکریمی )چنگیز، احسان، وسپیده عبد4 ابعاد معنـایی »انـداختن«ه.4

معنایی بافتنامی یا همو»بریدن« با رویکردی درزمانی: چندمعنایی، هم های ایرانی دانشگاه شیراز، س44ال اول، ش44مارهشناسی گویش، دوفصلنامه زبانمقید؟

.115 – 86اول، ص

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 95

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

ش(.44 1392رضايی، ح44دائق، ومخت44اری، ش44هره )4 »بررسي مقولــه "بــر" دره.4 ،6شناسی تط44بيقی، س44ال س44وم، ش44ماره های زبان، نشريه پژوهشگلستان سعدی«

.8-19ص شبکهه.4 ش(.4 1394عموزاده، محمد، وغالمحسین کریمی دوستان، وبابک شریف )4

ه44ای، پ44ژوهشمعنایی فعل گــرفتن براسـاس انگــاره چنـدمعنایی اصــول مند. 136– 117، ص 1، شماره 7زبانی، سال

ش4441371 قرش44ى، على اك44بر، ) دار الكتبته44ران: ،44 6چ ، قــاموس قــرآن(. ه.4 االسالميه.

ج. اإلنجليزية- Abobaker Ali, M. Alsaleh Brakhw, Dr. Munif Zarirruddin Fikri bin Nordin )2014(. Transferring POLYSEMIC Words from Arabic into English: A comparative Study of Some Samples from the Holy Quran, Australian Journal of Basic and Applied Sciences, PP: 38-43.- Galadari, Abdulla )2013(. The role of intertextual polysemy in qur`anic exegesis, International Journal on Quranic Research )IJQR(, Vol.3, No. 4, June 2013, PP. 35-56. - Tyler. Andera and Vyvyan Evans )2003(. The Semantics of English preposition spatial scenc, embodied meaning and cognition. Cambrige university. More imformation: www. cambrage. Org1.

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 96

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 97

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

اق البنى األسلوبية في شعر محمود الور إشراف: أ. د.أحمد عبد الناصر مندو تقديم طالب الماجستير:

لومي رئيفة الس دكتورة في جامعة: الدراسات األدبيةاختصاص

البعث/ أدب قديمحمص/ سوريةجامعة البعث:

ملخص البحث :اق، في اعر محمود الور عري لدى الش ة النص الش ترمي هذه الدراسة إلى تجلية أسلوبية وأس44اليبها في تش44كيل اق طاقات اللغة العربي ة استثمار الور محاولة للتعرف إلى كيفيعب44ير عن ة اعتم44د عليه44ا في الت اعر بش44عره رس44الة لغوي عري، فق44د أدى الش44 نصه الش44ة اآلتي44ة: المس44توى أفكاره ومشاعره؛ وله44ذا وق44ف الب44احث على المس44تويات األس44لوبي الداللي، والمستوى اإليقاعي ال44داخلي، والمس44توى التركي44بي؛ ليكش44ف من خالله44ا عنعري، وقد اق خطابه الش ة التي شحن بها الور ة والجمالي عبيري ة والقيم الت األساليب الفنية 44ة عالي44ة في تش44كيل الم44ادة اللغوي اق امتل44ك ق44درة فني خلص البحث إلى أن ال44ورة أس44همت في س44م ب44ه ش44عره من س44مات أس44لوبي ألشعاره، بدت قدرته ماثل44ة فيم44ا ات

ة لديه. جربة اإلنساني استبطان عمق الت المس44توى ال44داللي، المس44توى اإليق44اعي ال44داخلي، المس44توىالكلمـات المفتاحية:

التركيبي.

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 98

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

مقدمة: من المعلوم أن أدبنا الع4ربي يع4د م4يراث األمة المع4رفي والحض4اري؛ لم4ا تض4من من أحداث عظيمة بقيت خالدة إلى يومنا هذا، وحفل ه44ذا األدب بإب44داعات ع44دد كب44ير من عراء، فمنهم من نال حظوته من العناية واالهتمام، ومنهم من بقي مغم44ورا األدباء والشعراء ال4ذين لم ين4الوا بعيدا لم تمتد إليه أيدي الدراسين والباحثين، ومن بين ه4ؤالء الش4ة سمت أشعاره بس44مات فني اق الذي ات اعر محمود الور حقهم من العناية واالهتمام الشا بضرورة إحي44اء م44ا في تراثن44ا ة، ومعان مكتنزة جمة، وبناء على ما تقدم، وإيمانا من ثراق لل44دخول في عالم44ه األدبي من قيم اإلب44داع، عم44دنا إلى دراس44ة ش44عر محم44ود ال44ورة؛ ألنها ة، وآثرنا أن ندرس شعره دراسة أسلوبي عري، وإبراز سماته وخصائصه الفني الشة، لتق44ف على أس44لوب ة، وتس44تجلي معالمه44ا وخباياه44ا الفني عري تنف44رد بالنص44وص الش44 دا عري، ويجعل له خصائص تكسبه تف44ر صاحبها الذي يعطيه طابعا خاصا يميز صوته الش بين أقرانه، وكيف ال وهو شاعر الحكمة والموعظة، ومما زاد من رغبتنا في دارسة هذا44زه اعر أمران، أولهما: أن القدماء أشادوا بشاعريته و فص44احته، وأجمع44وا على تمي الشة اق لم يحظ بأية دراسة أسلوبي هد حتى صار علما فيه، وثانيهما: أن ديوان الور بفن الز تفيه حقه األدبي، ويس44تثنى من ذل4ك تل44ك اإلض44اءات القيم44ة ال44تي أش44ار إليه44ا د. ولي44داق "ش44اعر الحكم44ة والموعظ44ة"، وال أزعم في ه44ذا قصاب محقق ديوان محم44ود ال44وراق كاف4ة، وذل4ك البحث أنني وقفت على جميع القضايا والظواهر التي تتعلق بشعر الورة البارزة ال يسعنا البحث للحديث عن جمعيها، وإنما وقفت على بعض الظواهر األسلوبي

في شعره، وحاولت أن أقدم إضافة يسيرة تفتح الباب أمام الدراسين في شعره.نبذة عن حياة الشاعر:

اق )ت ه44444 تقريب44ا(، المع44روف ب44أبي الحس44ن، ش44اعر232هو محمود بن الحس44ن ال44ورالث المرموقين اني والث ه كان مولى1عباسي مشهور من شعراء القرنين الث ، وقد ذكر أن

لبني زهرة، وهو شاعر من بغداد، لذلك علق به لقب البغ4دادي، واش44تهر أيض44ا بلق4بين،ه44ا مهن44ة ق44د اس44خ ب44األجرة، ولعل اق فه44و الن اق، واآلخر: النخاس، فأما الور أحدهما: الور اشتغل بها أبو الحسن حتى لقب بها، ونسب إليها، وأما لقب44ه اآلخ4ر فق4د ج4اء من قب4ل

قي44ق" ه كان نخاسا ي44بيع الر ، وق44د2المهنة كذلك، فقد امتهن النخاسة، قال البغدادي: "إن أغفل الرواة نسبه، وسنة ميالده، وتنوعت أقوالهم في ذكر سنة وفاته، ولم يجودوا في

إيراد أخباره، فقد شغلهم شعره أكثر مما شغلتهم حياته. اق عند القدماء، تأتي ه44ذه الدراس44ة و انطالقا من هذه العناية التي حظي بها شعر الور

ة، وفق المحاور اآلتية: للوقوف على شعره، ودراسته دراسة أسلوبي :أوال: المستوى الداللي

ه44ا حليل؛ ألن ئيسة التي يتناولها هذا المستوى بالدرس والت تعد األلفاظ من العناصر الره اعر أن يظه44ر دالالت نص44 عب44ير والدالل44ة، فبه4ا يس4تطيع األديب أو الش44 تمثل مح44ور التعري، ويوصل إلينا تجاربه، ويصيغ عواطفه وانفعاالت44ه، ونظ44را ألهمي44ة العالق44ة بين الش

ه4444(، تحقيق: د. بشار عواد463تاريخ بغداد، الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي ) ت 1 . وينظ44ر: العص44ر15/103م، 2002ه44444444/ 44،1422 1مع44روف، دار الغ44رب اإلس44المي، ب44يروت، ط

. 409م، ص1966العباسي األول، د. شوقي ضيف، دار المعارف، القاهرة، د.ط، .103/ 15تاريخ بغداد، 2

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 99

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

اللفظ والمعنى قد أشار ابن رشيق القيرواني إلى أن " اللفظ جس44م وروح44ه المع44نى، فاللغة منحة ربانية1وارتباطه به كارتباط الروح بالجسم: يضعف بضعفه، ويقوى بقوته"

منحها الله سبحانه وتعالى لإلنسان واختصه بها من بين س44ائر المخلوق44ات، يق44ول الل44هتعالى في كتابه ماوات واألرض واختالف ألسنتكم وألوانكم إنىمحالعزيز الحكيم: ومن آياته خلق الس

.2﴾في ذلك آليات للعالمين و اختص الله سبحانه وتعالى أمة العرب بهذه اللغة العظيمة التي شرفها ب44نزول كتاب44ه

الكريم . ولإلبداع لغته فمم44ا ال ش44ك في44ه أن اللغ44ة وع44اء تص44اغ في44ه أفك44ار المب44دع، ومض44امينه اإلنسانية، ولغة الشاعر لغة مختارة ، فهي من ثم ذات خصوصية انتقائية، وطالم44ا رأى النقاد القدامى أن " المختار من الكالم م44ا ك44ان س44هال ج44زال ال يش44وبه ش44يء من كالم

. 3العامة وألفاظ الحشوية، وما لم يخالف فيه وجه االستعمال" وأسرار الشعر تكمن في العالقات التركيبية داخل بنائه اللغوي الفني، ألن اللغة تحم44لة فهي تتعالق مع مضامين ه44ذه التجرب44ة وتتح44د معه4ا مم44ا يحق44ق عري زخم التجربة الشعري الكلية "إذ نرى القصائد تتح44د أنغامه44ا كم44ا تتح44د أس44اليبها ولغته44ا وحدة النص الش

. 4وتراكيبها، وكما تتحد معانيها وصورها وأخيلتها"44ة، ف4إن من يط4الع 44ة و ثقافي اعر تخضع لمؤثرات نفس44ية و بيئي ومن المؤكد أن لغة الشه عني بألفاظه فأج4اد اختياره44ا، و أحس44ن اق يلحظ أن عري عند محمود الور المعجم الشعبير عن أفكاره ومعانيه، مما جعل شعره ذا سمات وخصائص تطويعها لخدمة فنه، والتاق بيئة حض44رية، هولة و الوضوح"، إذ بيئة شاعرنا الور نة، و أولى تلك السمات "الس معيس44م خطاب44ه 44د أن يت وهو ش44اعر زاه44د غايت44ه اإلرش44اد والوع44ظ والت44ذكير، ل44ذا ك44ان ال بعري بحضور ألفاظ سهلة مأنوسة واض44حة ال تحت44اج إلى معجم لغ44وي لفهمه44ا ألن44ه الشة ينبغي أن تصل مضامينها إلى عقل المتلقي فيعيه44ا يسعى إلى بث مباشر لقيم أخالقي بصورة مباشرة وهذا ما اقتضى منه وضوح اللغة وبساطتها بما ال يحتاج األمر مع44ه إلىه44د، فالمخ44اطبون في ش44عر عراء الز مة س44مة ش44 جهد كبير إلدراك المعاني، وهذه الس44اس، أي الطبق44ة الش44عبية، ومن الظواهر الب44ارزة في لغت44ه ه44د هم العام44ة من الن الزعرية كثرة اس44تخدامه األلف44اظ ال44تي تع44د ج44زءا حيوي44ا في خطاب44ه ال44وعظي فنج44د الش

ألفاظا مثل:اعر )الصدق، الكذب(،) الحياة، الموت(، )البقاء، الفناء( ....... ، وعلى العموم لغة الش44 تقريرية مباشرة لكنها ال تخلو من عوامل جذب للمتلقي فال نجد فيها ابت44ذاال أو ركاك44ة،

عر و آداب444ه ونق444ده، أب444و علي الحس444ن بن رش444يق الق444يرواني) ت 1 العم444دة في محاس444ن الش444ه44444(،حققه وفصله وعلق حواش44يه: محم44د مح44يي ال44دين عب44د الحمي44د، دار الجي44ل، ب44يروت، ط463

.1/124م،1981ه5،1401/44444وم، اآلية: 2 .22سورة الر ه444444(، تحقي44ق: علي محم44د البج44اوي395 كتاب الصناعتين الكتابة والشعر، أبو هالل العسكري ) ت3

ومحمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، الق44اهرة،.149م ، ص1952ه4444/ 1371، 1ط.19م، ص1960، 4 الفن ومذاهبه في الشعر العربي، د. شوقي ضيف، دار المعارف، القاهرة، ط4

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 100

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

أو ضحالة، و هو شاعر زاهد عارف بأمور دينه علمته الخبرة كيف ينتقي ألفاظ44ه، ال44تياعر يس44مح تثير مشاعر متلقيه دون تجريح أو إساءة للذوق األصيل ولم يكن عصر الش44

بلغة خارج األطر التقليدية. و أوافق رأي د. وليد قصاب حين تحدث عن السهولة والبساطة في شعره قائال:

اق ال يتعمق هذا الشعر، أو يتلبث في إعداده،- شأنه شأن شعراء الزهد-"ولقد كان الور أو يتوقف عنده طويال، وإنما هو خواطر سريعة، وان44دفاعات عجلى، تتناس44ب وطبيعته44ا

وظرفها، لم يتح لها أن تأخذ هولة والبس44اطة، اق بالس44 حظها الكافي من التنقيح أو التثقيف، ولذلك اتسم شعر ال44ورسم بالتقريري44ة والمباش44رة، ولكن من غ44ير فجاج44ة أو ولكن من غير ركة أو ابتذال، وات

. 1ضحالة"اق متحدثا عن الظلم هولة والوضوح" في شعره،يقول الور ولدينا أمثلة كثيرة عن "الس

الذي كان منتشرا بين أبناء مجتمعه، فمن ذلك قوله:ا نفر من الوال ة الجائرين إلى القضاةكن

2جور القضاة إلى الوالةفاآلن نحن نفر من

ويرى أن منع العطاء وطالقة الوجه وحسن الكالم خير من البذل بوجه منقبض، قائال:يه مفسدة للدين منقصة خطالت للعقل مجلبة للذم والس

منع العطاء وبسط الوجه أحسنمن

3بذل العطاء بوجه غير منبسط

اق الواضح إلى س44هولة األلف44اظ ووض44وحها، وبع44ده عن ففي هذه األبيات يبدو ميل الورقعر، فنحن ال نلمس لفظ44ا غريب44ا ثقيال، أو وحش44يا مس44تكرها، ب44ل ج44اءت 44ف والت التكل

ألفاظه فصيحة شائعة االستعمال، بها كل ما يشين اللف4ظ من تن44افر الح44روف، بدون أن يكون فيها إسفاف أو ابتذال، وجن

هدية وقبح المخارج، فأجاد في انتقاء ألفاظه، وتطويعها في خدمة معانيه الزهزم44ة"، ة، كلفظ44ة "الل وهذا ال يمنع من وجود ألف44اظ غريب44ة وردت في ش44عره على قل

في قوله: 4وذاللم يكن لك في الحسابلقد ألزمت لهزمتيك هونا

اب، مؤسس44ة ديوان 1 اق: شاعر الحكم44ة والموعظ44ة، جم44ع ودراس44ة وتحقي44ق: ولي44د قص44 محمود الور.52م، ص1991ه1412/4444، 1الفنون، عجمان، ط

.90، ص30 ديوانه، القطعة: 2هولة والوضوح" أيض44ا في مقطوع44ات141، ص92ديوانه، القطعة: 3 ، وينظر كذلك: إلى " سمة الس

.189، ص148، والقطعة: 110، ص52شعره: .78، ص17 ديوانه، القطعة: 4

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 101

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

فاللهزمتان ما تحت األذنين من أعلى اللحيين والخدين، وقيل: هما عظم44ان ناتئ44ان في ، فه44ذا اللف44ظ يحت44اج للوق44وف5اللحيين تحت األذنين، واحدتها: لهزمة، والجمع: اللهازم

ة، ال44تي من ش44أنها أن تخف44ف من ظ44ر في معجم44ات اللغ44ة العربي على معن44اه إلى النة األلفاظ، وتؤنس غرابتها. وحشي

هولة والوضوح" كان له44ا أث44ر واض44ح ومما تجدر اإلشارة إليه أن هذه الظاهرة من "السه44ا خفيف44ة اق قريبة من المتلقي، تنفذ إليه بكل يس44ر وس44هولة؛ ألن في جعل ألفاظ الور على اللسان، لطيفة على السمع، وهذا ينس44جم م44ع آراء علم44اء البالغ44ة وم44وقفهم من ما كان بعي44دا ظم أليفا مأنوسا؛ ألن اللفظ كل ضرورة أن يكون اللفظ المستخدم في الن عن التعقيد، سالما من الثقل والغ4ريب، ك4ان أك4ثر قب4وال في النفس، وه4ذا م4ا ي4ذكرنا

فإذا كان الكالم ال44وارد على الفهم منظوم44ا،ه4444(: "322بقول ابن طباطبا العلوي )ت أليف، الما من ج44ور الت مصفى من كدر العي، مقوما من أود الخطأ واللحن، س44 موزون44ا

44ه الفهم، بميزان الصواب عت طرق44ه، ولطفت موالج44ه فقبل س44 لفظ44ا ومعنى وتركيب44ا اتاق2وارتاح له، وأنس به" وسعى لتحقيقه في شعره. ، و هذا ما عناه الور

ة أخ44رى ة و أس44لوبي اعر إلى الوق44وف على س44مات فني وينقلن44ا الح44ديث عن لغ44ة الش44اق من خاللها أن ي44ؤدي وظ44ائف متع44ددة على مس44توى المب44نى والمع44نى، استطاع الور

ة ال44تي ب44رزت في ش44عره "المفارق44ة") (:Ironyولعل من أبرز تل44ك الظواهر األس44لوبيه44ا ه ين44اقض باطنه44ا، ولكن ة، عب44ارة يب44دو على ظاهره44ا أن وهي من" المحس44نات البالغي

قيضين" ، فالمفارقة تعني المغايرة3صحيحة؛ ألنها تقوم على أساس صحيح يجمع بين الن للواقع والتضاد، والف4رق، واالف44تراق، والفص44ل، والتع44دد، والتف44رع، والتباع44د، والتب44اين، والتمييز بين شيئين، أو أمرين أو موقفين، السيما إذا كان هذان األم44ران على ط44رفي

نقيض، أو أن أحدهما خالف آخر أو ضده.ة متميزة، ولعبة لغوية في غاية المهارة والذكاء لذا لجأ إليه44ا فالمفارقة ظاهرة أسلوبيفس44ي ، وهي ت44ؤدي اق لما لها من دور واض44ح في المس44توى ال44داللي والن شاعرنا الورعري، مما دفع44ه إلى أن يوظ44ف أنماط44ا مختلف44ة ص الش وظيفة تعبيرية وإيحائية في الن4ة ة ليبرز بها عيوب مجتمعه، ويشخص تلك األم4راض االجتماعي من هذه السمة األسلوبياق مح4ذرا من التي تفشت بين أبناء مجتمعه فكان خير الواع4ظ و الناص4ح، يق4ول ال4ور

الدنيا والتذكير بالمصير:ه على ثقة أن البقاء فناءيحب الفتى طول البقاء و إنوليس على نقص الحياة نماءزيادته في الجسم نقص حياته إذا ما طوى يوما طوى اليوم

بعضهويطويه- إن جن المساء مساء

ه444(،711 ينظر: لسان العرب، أبو الفضل جمال الدين محم44د بن مك4رم ابن منظ4ور اإلف4ريقي )ت 5دار صادر، بيروت، د.ط، د.تا، مادة

)لهزم(. ه444444(، شرح وتحقي44ق: عب44اس عب44د الس44اتر،322محمد أحمد بن طباطبا العلوي ) ت عيار الشعر، 2

ة، بيروت، ط .20م. ص2005ه4444/ 1426، 2مراجعة: نعيم زرزور، دار الكتب العلمي موس44وعة المص44طلح النق44دي، د. س44ي ميوي44ك، ترجم44ة: د. عب44د الواح44د لؤل44ؤة، المؤسس44ة العربي44ة3

.4/114م، 1993، 1للدراسات والنشر، بيروت، ط

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 102

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

1وال لهما بعد الجميع بقاءجديدان ال يبقى الجميع عليهما

اعر في هذه األبيات على األسلوب الخبري ليؤكد ويقرر حقيقة حب اإلنسان اعتمد الش44ة للحياة، وحقيقة فناء اإلنسان، وه44و هن44ا يعتم44د على المقابل44ة بين حب الحي44اة، وحتمي الفن44اء، ومن هن44ا ج44اءت المفارق44ة في المع44نى وهي "مفارق44ة الس44خرية " وهي مناق في شعره، ويقصد بها أن يأتي موقف "يناقض ما ينتظر المفارقات التي وظفها الور ،2فعله تماما، إذ يأتي الفعل مغايرا تمام44ا للوجه44ة ال44تي يج44در باإلنس44ان أن يق44وم به44ا"

وتجلت أيضا المفارقة في األلف44اظ في قول44ه: ) زي44ادة، نقص( و ) ط44وى، ط44وى الي44وم بعضه(، واعتمد أيضا على أسلوب التوكيد ) أن البق44اء فن44اء( ، من أك44ثر أدوات التوكي44داعر في ش44عره، كم44ا اعتم44د على أس44لوب التق44ديم وال444تأخير في التي اس44تخدمها الش44

قوله: ) ويطويه إن جن المساء مساء( بتأخير الفاعل، وأيضا ) وليس على نقص الحياة نم44اء(

"ليس") نماء( وذلك للتشويق وإثارة الذهن لدى المتلقي، كما اعتم44د علىبتأخير اسم إيقاعات موسيقية نتيجة التكرار في ش44عره مث44ل لفظ44ة " البق44اء": تك44ررت في ال44بيت44الث األول، و "نقص" تكررت في البيت الثاني ولفظة " المساء" تكررت في ال44بيت الث و لفظة " الجميع" تكررت في البيت الرابع، وهي من قبيل رد العجز على الصدر أيضا. وال شك أن هذا التكرار له داللته النفسية بتأكي44د ه44ذه المفارق44ة بين الحي44اة والم44وت، وحب البقاء وحتمية الموت، وله أيضا داللته الفكرية بتأكيد فكرته، وله طاقته اإليقاعية،اعر مهتم بإيص44ال الفك44رة دون أن يش44غل ومن الم4ـ444444الحظ في المقطوع44ة أن الش44

المتلقي كثيرا بالخيال فاعتمد علىة وبديعية منها المعنوي كالطباق، ومنه44ا الموس44يقى ك44التكرار والمجانس44ة بدائل أسلوبي

مثل ) طوى، يطوي(.اق م44ا يع44رف ب4444444444 " مفارق44ة اإلنك44ار" وهي "منحى يفيض كم44ا وظف ال44ورة، واإلنك44ار لم44ا يتحقق، والف44رق بين خري ة، لكنه يتوسل بالسؤال إلظه44ار الس44 بالسخري44ة، في حين ة ومفارقة اإلنكار، أن النمط األول يعتمد على اللغ44ة الخبري مفارقة السخري

، 3أن النمط الثاني يستخدم لغة اإلنشاء"ومن أمثلتها قوله:

فيك أعاجيب لمن يعجبيا عامر الدنيا على شيبه4وعمره مستهدم يخرب؟ما عذر من يعمر بنيانه

اعر اعتم44د على األس44اليب اإلنش44ائية، ففي ال44بيت األول في هذين البيتين نج44د أن الش44 أسلوب النداء مما يدل على التعجب واإلنكار، و الذي يحم44ل مع44نى الزج44ر بقول44ه: "ي44ا عامر الدنيا،" ثم يأتي بالمفارقة في شبه الجملة الحالية: "على شيبه" ال44تي ت44دل على

.67، ص2 ديوانه، القطعة: 1 فضاءات الشعرية، دراسة نقدية في ديوان أمل دنقل، د.سامح الرواشدة، المركز الق44ومي للنش44ر، 2

.18إربد، األردن، د.ط، د.تا، ص.20المرجع السابق، ص 3.73، ص10 ديوانه، القطعة: 4

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 103

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

التمسك بالدنيا وطول األمل فيها، و أتى في الشطر الثاني بأسلوب خبري اعتم44د في44ه البناء اللغوي على التقديم والتأخير، بقوله: "فيك أعاجيب" بتقديم ش44به الجمل44ة الخ44بر على المبتدأ ) أعاجيب(، وجاءت اللفظة جمعا لتدل على كثرة األع44اجيب وتنوعه44ا لمن يري44د أن ي44رى العجب، وتول44دت الموس44يقى من المجانس44ة بين لفظ44تي ) أع44اجيب( و ) يعجب( ، ثم يأتي بأسلوب إنشائي آخر ) االستفهام( بقوله: "ما ع44ذر من يعم44ر" بم44ا يفيد االستنكار والتعجب، ويمضي سائرا على المفارقة المعنوية و اللفظية بين "يعم44ر بنيانه" و "عمره مستهدم يخرب" ، وكلمة "يعمر" إما بمعنى ط44ول البق4اء ، أو بمع44نىاعر بتنوع أساليبه ما بين النداء واالستفهام واألسلوب الخ44بري ما هو ضد البقاء ، والش

كأنه يريد اإلقناع بشتى الطرق واألساليب. والالفت أن الشاعر استعان بالخيال في البيت الثاني بقوله:) عمره مس44تهدم يخ44رب(: فهي استعارة مكنية حيث شبه العم44ر ب44البيت ال44ذي على وش44ك الته44دم بع44د الخ44راب، وذلك ليرسم الصورة المخيفة للحقيقة الم44ـرة ) الموت(، لتكون أكثر تأثيرا لمن يأمل البقاء في الدنيا، ومن الجدير باإلشارة استعمال بحر السريع يدل بإيقاعه على س44رعة

انتهاء العمر والحياة.44د لن44ا من ة ذات الص44لة بالمس44توى ال44داللي، ال ب وبما أننا نبحث عن الخصائص األسلوبية، ور الفني اق، إذ لم يخ44ل ش44عره من الص44 ة في ش44عر ال44ور ورة الفني الوقوف عن44د الص44ه44ا في معظمه44ا واض44حة غ44ير معقدة، عبيرات المجازية، وهي صور غ44ير قليل44ة ولكن والتاق بم44ا تحمل44ه عبير، وتظهر براعة الصورة في شعر الور اتسمت بالصدق والدقة في التاعر إلى تحقيقها من وراء هذا التصوير، و يعد التشبيه أح44د أهم من قيم فنية سعى الشاعر من اإلفص44اح عم44ا ي44دور في عرية، إذ يمكن الش44 ورة الش44 العناصر في تشكيل الص44 نفسه إلى المتلقي، وعرف المحدثون التشبيه بأنه" إلحاق أمر ب44أمر آخ44ر في ص44فة أو

فهو " أقدم صور البيان و وس44ائل1أكثر بأداة من أدوات التشبيه ملفوظة أو ملحوظة،"عراء، وربم4ا طغى في2الخي44ال وأقربه4ا إلى الفهم و األذه44ان" . أك4ثر من44ه ق44دامى الش44

استخدامه على االستعارة.ومن أمثلته، يقول:

بلوت سواك عاد اللوم حمداذممتك أوال حتى إذا ماا منك جداولم أحمدك من خير ولكن رأيت سواك شر ألني لم أجد من ذاك بدافعدت إليك محتمال خليال3فلما اضطر عاد إليه شداكمجهود تحامى أكل ميت

ه4444444 /44،1412 3البالغة االصطالحية، عبده عبد العزي44ز قلقيل44ة، دار الفك44ر الع44ربي، الق44اهرة، ط 1.37م، ص1992

4ة، الك4ويت، ط 2 4ة، البي4ان والب4ديع، د. أحم4د مطل4وب، دار البح4وث العلمي ه44 /4،1395 1فنون بالغي.27م، ص1975

اق لون44ا آخ4ر من التش4بيه ب44رز في ش4عره " التش4بيه98، ص38ديوانه، القطع4ة: 3 . وق4د وظ4ف ال4ور التمثيلي"، وهو تشبيه يكون فيها وجه الشبه منتزعا من متعدد مع وجود أداة التشبيه، أو فيه أكثر من

لة، كما في القطعة: .120، ص67وجه للشبه، أو تشبيه صورة محسوسة بصورة متخي

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 104

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

يعطي الشاعر صورة لصاحب سيء الخلق، هجره لسوء خلقه، وحين جرب غيره رآهم أكثر سوءا، فعاد إلي44ه ع44ودة المض44طر فكي44ف يص44ور ه44ذا المض44طر؟؟؟، لق44د اس44تعاناعر بالصورة التشبيهية لتصويره، فجعل اضطراره كاضطرار من يقبل أك44ل الميت44ة الشاق في رس44م عندما ال يجد بديال لها بجامع االضطرار بين طرفي التشبيه، وقد أفاد ال44ور هذه الصورة كما نالحظ من ثقافته الدينية، فهو يستمد عناصر صورته من قوله تع44الى:

طر ىمح ه فمن اض44 44ر الل 44ه لغي م عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أه44ل ب ما حر إن44ه 44اغ وال ع44اد فال إثم علي ورة وق44وة خي44ال1﴾غير ب ، وعلى وف44ق ه44ذا التش44بيه ت44برز الص44

اعر. الش و االستعارة لها قيمة كب44يرة أيض44ا، إذ تك44ون ص44ورها أك44ثر دق44ة وأبع44د خي44اال، وهي أداةاعر، وتنقله إلى المتلقي بشكل مؤثر، وهي توصيل جيدة تصور ما يجيش في صدر الش

استخدام اللفظ في غير وضعه اللغوي لعالقة المشابهة بينه وبين الوضع اللغوي.: 2وتنقسم االستعارة من حيث ذكر طرفيها إلى قسمين

ح فيها بلفظ المش44به ب44ه، أو م44ا اس44تعير فيه44ا.1 االستعارة التصريحية: وهي ما صرلفظ المشبه به للمشبه.

االستعارة المكنية: هي ما ح44ذف فيه44ا المش44به ب44ه أو المس44تعار من44ه، ورم44ز ل44ه.2بشيء من لوازمه.

والكناية: لفظ أطلق وأريد به الزم معناه. اق، ة عن44د ال44ور ورة الفني وتأتي كل من االستعارة والكناية نمط44ا خاص44ا في ت44أليف الص44ش44بيه؛ ولع44ل ذل44ك يع44ود إلى ولكن استخدامه لهذين األسلوبين جاء بنس44بة أق44ل من الت ميله إلى الوضوح في أشعاره واالبتعاد عن كل ما من ش44أنه تعمي44ة المع44نى وغموض44ه،اق حينما عبر عن الدنيا والموت في قوله: ومن الصور االستعارية التي استخدمها الور

ه نازل رحلأنت في منزل إذا حل44444ق وينبو بمن نزلمنزل لم يزل يضي4444444

ليس يسعى بها جملفتأهب ل4444444444444رحل4444444444444ة3الدهر مكروهة القفلرحلة لم تزل على

44راد فاالستعارة في استخدام كلمتي) منزل ورحلة(، إذ ال يقصد ب44األولى إال ال44دنيا، وال ي بالثانية إال الم44وت، وق44د ح44ذف المش44بهان: ال44دنيا والم44وت وأبقى على المش44به بهم44ا: المنزل والموت، وهذه االس44تعارة اس44تعارة تص44ريحية، وعالق44ة المش44ابهة بين المش44به

والمشبه به عالقة حالية، أي حال النازل والراحل.ومن أمثلة االستعارة المكنية في قوله:

.173سورة البقرة، اآلية: 1 ه1405/44444444علم البيان، عبد العزيز عتيق، دار النهضة العربي44ة للطباع44ة والنش44ر ، ب44يروت، د.ط، 2

.176م، ص1985.256، 255، ص204ديوانه، القطعة: 3

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 105

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

4وكفى بذاك عالمة لحصاديواستحصد القوم الذي أنا منهم

يفهم من البيت السابق أن الشاعر شبه القوم بالزرع أي النب4ات، فأص4ل الكالم الق4وم مثل الزرع، ثم حذف المشبه به وه4و ال4زرع، ورم44ز ل4ه بش44يء من لوازم44ه وه4و فع4ل

الحصد، والحصد للقوم موتهم. اس ال44ذين أن44ا منهم، وهم من جيلي، م44اتوا وس44بقوني بالرحي44ل، والمراد بالبيت: إن الن

وهذه عالمة على قرب رحيلي واقتراب أجلي.ومن كناياته المعبرة التي وجه من خاللها نقدا ألبناء مجتمعه، قوله:

ام عودك يابس فلما اكتسى و اخضر صرت معوكنت أخي أي2الدهر

ة فه44و يب44دل فهذا البيت يش44ير إلى م44ا يحدث44ه الم44ال من خل44ل في العالق44ات االجتماعياس ويح44ول الم4ودة واأللف4ة ال4تي تس4ود بينهم إلى جف4اء وفرق4ة، وق4د أج4اد أحوال الناق في تصوير هذا الحال من خالل هاتين الكنايتين البديعتين، فالعود الي44ابس كناي44ة الور عن الفقر، واكتساء هذا العود واخضراره كناية عن الغنى ووف44رة الم44ال، وهك44ذا يلتقيعر ليس44ت اق مع تعريفات النقاد المعاصرين للصورة بوصفها "إن الصورة في الش44 الورن من مواقف44ه م44ع اعر إزاء موق44ف معي إال تعب44يرا عن حال44ة نفس44ية معين44ة يعانيه44ا الش44

. 3الحياة" :ثانيا: المستوى اإليقاعي الداخلي

إذا ك44انت موس44يقى الش44عر يحكمه44ا خارجي44ا اإليق44اع الخ44ارجي المتمث44ل ب44الوزن44ل الوح4دات الداخلي44ة ال4تي والقافية، فإنها يحكمه4ا داخلي4ا القيم الص44وتية ال44تي تمث ينتجه44ا اإليق44اع الط44بيعي في اللغ44ة، وليس هن44اك معياري44ة مح44ددة تحكم اإليق44اعاعر في تحقي4ق الداخلي، إذ إن ما يحكمه حركة الكالم وانس4جامه م4ع خلج4ات الش4 أنواع من النغم الداخلي فهو" فن في إحداث إحساس مستحب باإلفادة من ج44رس األلفاظ، وتناغم العب44ارات، واس44تعمال األس44جاع و س44واها من الوس44ائل الموس44يقيةعر وبص44ورة 44ة في الش44 ائتة، وإن اإليق44اع ض44رورة تس44تدعيها الموس44يقى الخفي الص44

4طبيعية عفوية."

44ة تس44هم فيه44ا معطي44ات التك44رار ورد ويعكس اإليقاع الداخلي إمكانات لغوية إيقاعي العج44ز على الص44در والطب44اق، إذ تض44في جمالي44ات أخ44رى تعلي من ش44أن اإليق44اعاق لتحقيق أكبر قدر من ه44ذه الموس44يقى في ش44عره، وليس النصي،وقد سعى الور الهدف هنا أن نستقصي أمثلة هذه الظواهر جمعيها، وحسبنا أن نق44ف عن44د بعض44ها،

ومن أهم هذه الظواهر اإليقاعية الداخلية التي برزت في شعره هي::الطباق

هو نوع من أشهر أنواع المحس44نات البديعي44ة، ك44ثر في أش44عار الع44رب الق44دماء ك44ثرة مميزة، وأشار إليه النقاد في كتبهم ومصنفاتهم وقيل في تعريفه: "الجم44ع بين الش44يء

.248، ص197ديوانه، القطعة: 4.125، ص73 ديوانه، القطعة: 244ة للطباع44ة قضايا 3 النقد األدبي بين القديم والحديث، د. محم44د زكي العش44ماوي، دار النهض44ة العربي

.108م، ص1979والنشر، بيروت، د.ط، .44م، ص1984، 2 المعجم األدبي، جبور عبد النور، دار العلم للماليين، بيروت، ط4

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 106

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

وضده في جزء من أجزاء الرسالة أو الخطبة أو البيت من بيوت القص44يدة مث4ل الجم4ع ، أو هو1بين البياض والسواد والليل والنهار والحر والبرد"

، وكثير من الشعراء اس44تعمل2"الجمع بين المتضادين، أي معنيين متقابلين في الجملة" هذا الفن البديعي لتقوية المعنى وتوض44يحه فض44ال عن ذل44ك ال44تردد الص44وتي الن44اتج عنعري، وق44د ورد نوع44ا الطب44اق، وهم44ا: التضاد الذي يخلفه في استخدامه في البيت الش44اق ربما ألن الشاعر يضطر طباق اإليجاب وطباق السلب في شعر شاعرنا محمود الورر، والبق44اء والفن44اء، إلى إقامة نوع من الموازنة بين المتضادات الحية مثل الخ44ير والش44 والموت والحياة وهكذا، فيحقق له الطباق ما يريده من سرعة إلقاء مض44امين خطاب44ه، ألن هذه التضادات اللفظية تحمل قيما إنسانية متضادة تستفز مش44اعر المتلقي، ومم44ا

اق طباق اإليجاب، في قوله: ورد في شعر الوريقنع فذاك الموسر ال4م4عسرمن كان ذا مال كثير ولمكان مقال فهو المكثروكل من كان قنوعا وإن

فس وفيها الغنى فس الغنى األكبرالفقر في الن 3وفي غنى الن

اق بطب44اق اإليج44اب في ه44ذه األبي44ات بين: ) الموس44ر والمعس44ر ومقال ومك44ثر جاء الور والفقر والغنى( لتكون هذه التضادات اللفظي44ة ذات المع44اني المتض44ادة تبيان44ا لنق44ائضاق في معادالت متباينة النتائج، فكث44ير الم44ال فق44ير إن لم يقتن44ع بم44ا حياتية وضعها الور لديه، وقليل المال غني مع القناع44ة، والفق44ير غ44ني إن اغتنت نفس44ه، والغ44ني فق44ير إناق فلسفة عامة على طمعت نفسه وامتألت بالجشع، وبهذه الضديات الثالث أعلن الور الحكمة والتأمل في مكارم األخالق، وحقق إنج44ازا فني44ا على مس44توى اإليق44اع ال4داخلي

من هذا التردد المتواتر أللفاظ التضاد.اق طباق السلب أيضا وهو ما يقع بين اللفظ ومنفيه في قوله: واستعمل الور

اس بعضهم ببعض فيرضى بالكفيلأما عجب أن يكفل النالمطالب فلم يرض واإلنسان فيهوقد كفل الله الوفي بعهده4عجائب

وفي هذه األبيات نغمات توحي بإيمانية عالية وم44ؤثرة ومم44ا س44اعد في إبرازه44ا طب44اق السلب بين كلمتي )يرضى( و ) لم يرض( للتعب44ير عن وج44ود الثق4ة المطلق44ة بالخ44الق، فكيف يرضى اإلنسان بكفالة عبد مثله وال يرضى بكفالة رب44ه الخ44الق؟؟؟؟؟ وه44و على ثقة أن الله هو الوفي الذي ال يخلف وع44ده، فاس44تخدام الطب44اق والتك44رار بين ) يكف44ل

.307كتاب الصناعتين الكتابة والشعر ، ص 1اإليضاح في علوم البالغة: المعاني والبيان والبديع، محمد بن عبد الرحمن جالل الدين القزويني )ت 2

ة، ب44يروت، ط739 ه44،1424/44444444 1ه444(، وض44ع حواش44يه: إب44راهيم ش44مس ال44دين، دار الكتب العلمي.255م، ص2003

، وينظ44ر ك44ذلك: أيض44ا إلى الطب44اق بين ) البي44اض والس44واد( في تل44ك114، ص59 ديوانه: القطع44ة: 3 ، وأيض44ا: في القطع44ة:120، ص67الصورة التشبيهية بين سواد اللي44ل وبي44اض الش44عر، في القطع44ة:

.177، ص135 ، والقطع44ة:93، ص33، وينظر كذلك: إلى الطباق الس44لب في القطع44ة: 72، ص9 ديوانه، القطعة: 4

.122، ص70

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 107

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

كفيل، كفل ( ه44و بالتأكي44د ال يخل44و من الق44درة والمه44ارة على ص44ياغة األفك44ار وإيض44احض44ا بكفال44ة المفارقة في السلوك اإلنساني من خالل اإلثبات لشيء غير مثبت وه44و الر

اإلنسان لإلنسان، والنفي لشيء مثبت وهو كفالة الله للعبد، وحقق الغاية اإليقاعية. :التكرار

ة متم44يزة، وه44و س44مة من س44مات الش44عر الع44ربي ق44ديما يعد التكرار ظاهرة أس44لوبي وحديثا لما له من إضافة معنى أو معان وإذا كان التكرار يعد ظاهرة لغوية تع44ني تأكي44دة تحق44ق حض44ورها الفاع44ل في األداء الفني الفك44رة فه44و في ال44وقت ذات44ه ظ44اهرة فني والجمالي للنص بما يملكه من طاقات إيحائية عالي44ة، ول44ه أث44ر في ص44ياغة اإليق44اع في44ة وجمالي44ة وب44واعث موض44وعية البيت الشعري وال شك أن التكرار يرتب44ط بب44واعث فني منها، "الرغبة في تحقيق ))شبع(( شعوري في لحظة زمنية ثابتة. وال نجد ب44ذلك دوران

1النفس في حلقة شعورية مفرغة، ولكنه دوران داخل الذات"اق من استخدام التكرار في شعره، ويؤدي هذا الشكل وظيفة إيقاعية أوال ثم أكثر الور وظيفة داللية ثانيا وغالبا ما يتصل باألداء الفني للجملة الشعرية وهو يسهم في تماسك

المقطع في القصيدة. اق نوع4ان، هم4ا تك44رار الكلم4ة ومن أنواع التك44رار ال4تي وردت في ش4عر محم4ود ال4ور

وتكرار الحرف. :تكرار الكلمة

ة وأخرى نفسية نجدها تكشف عن ذات يؤدي هذا النوع من التكرار وظيفة إيقاعية وفني اعر، يكون في اللفظ والتركيب، ويهدف إلى تقرير المعنى في ذات المتلقي، فضال الشعري، عما يحمله من ش4حنات انفعالي4ة تؤك4د في ش4عره تحقي44ق توجه4ات خطاب44ه الش444ة، ب44ل ه44و حال44ة نفس44ية وانفعالي44ة تفرض44ها طبيع44ة التجرب44ة ف44التكرار ليس حال44ة عبثي

عبير عنه وإيصاله إلى المتلقي. اعر الت الشعرية وزخمها وتكثيف لما يريد الشاق في لقد أسهم التكرار في تحقيق اإليقاع الداخلي للنص حيثم44ا وج44د في ش44عر ال44ور

سياق وحدة شعرية يتصل باألداء الفني، يقول:كرإذا كان شكري نعمة الله نعمة علي له في مثلها يجب الشكر إال بفضله ام واتصل العمرفكيف بلوغ الش 2وإن طالت األي

نجد أنه كرر كلمة )الشكر( ثالث مرات في بيتين من الشعر داللة واضحة على محاولةاعر في اس44تقطاب األس44ماع إلى مح44ور النص وه44و ك44ثرة الش44كر لل44ه ج44ادة من الش44 سبحانه وتعالى، فضال عما أوجده هذا التوازي الكمي ألحرف الكلمة من تحقيق إليق44اع النفس عبر تناظر منتظم أسهم بصورة فعالة في التعبير عن حالة وجدانية زهدية يم44ر

اعر في محاولة جادة لنقل أثرها إلى المخاطب . بها الش

البنيات الدالة في شعر أم44ل دنق44ل، د. عب44د الس44الم المس44اوي، منش44ورات اتح44اد الكت44اب الع44رب، 1.75م، ص1994، 1دمشق، ط

. وق44د يلج44أ ال44وراق إلى تك44رار العب44ارة ال44تي تعطي امت44دادا أك44ثر في121، ص69 ديوانه، القطعة: 2.172، ص129الزمن مفتتحا بها النص ومواليا تكرارها كما في القطعة:

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 108

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

:تكرار الحرفة ظاهرة ملحوظة، وربما ك44ان عري اق الش يمثل تكرار الحرف في مقطعات محمود الوراعر بق44درة التك44رار الح44رفي على تحقي44ق ن44وع من تأكي44د هذا ناتج44ا عن إحس44اس الش44اعر إليصاله إلى المخ44اطب على اختالف توجهات44ه، إذ مضامين الخطاب الذي يجهد الشاعر وعاطفت4ه إن إحساس الشاعر" ما يسمى بتآلف الحروف أو تداعيها ه4و نفس الش4اعر ال4تي تت44دفق على ط44رف لس44انه على ش44كل عب44ارات وت4راكيب يس44تغل فيه4ا الش4عبير على عاطفته وإحساس44ه وتتناس44ب م44ع حالت44ه الدفقات الموسيقية لتتسابق في الت

، وله44ذا التك44رار الح44رفي س44مات تض44في على النص1النفس44ية في ه44دوئها وانفعاله44ا" جمالية سواء حدث ذلك في المعنى أو في الموسيقى فضال عن الدالل4ة النفس4ية ال4تي يوحي لها تكرار حرف معين, ونسمع صوت الهاء تكرر بوضوح يستقطب األس44ماع بم44ا

يمتلكه من انفتاح وقدرة على االمتداد، في قوله:ولكن ما مصائرهاهي الدنيا وزخرفهات منابرها فقد وعظت مقابرهالئن غر

ت مواردها 2فقد نصحت مصادرهاوإن غش

، وقد افتتح النص3تكرر حرف الهاء سبع مرات وهو "صوت حنجري احتكاكي مهموس" بهذه الهاء في ضمير الشأن ) هي( بكل ما تحمله من معنى التوكيد والتخصيص، المراد به أن تكون محورا للنص تؤازر مضامين الكالم وتدعمها، أما ألف اإلطالق فلها أث44ر في دعم قدرات الهاء على االمتداد والبوح والتنفيس عما يكنه الشاعر، ونالحظ اس44تخدامه

في هذه المقطوعة ما أمكنه من الثنائيات الضديةت، نص4حت، موارده4ا، مص4ادرها(، ونع4رف م4ا ت، وعظت، منابرها، مقابرها، غش4 ) غر

ألسلوب الثنائيات الضدية من دعم للحجة، وتقوية للمعنى وتحريك المشاعر. : رد العجز على الصدر

عري، من الفنون البديعية التي تقوم على التكرار للف44ظ من األلف44اظ في النص الش44 وهو " أن يكون أحدهما في آخر البيت، واآلخر إم44ا في ص44در المص44راع األول، أول في

، وتأتي أهميته من داللته الص44وتية4"حشوه- أو في آخره وإما في صدر المصراع الثانياعر على تص44دير المع44نى من 44ه يرتب44ط بق44درة الش44 التي توازي وظيفته المعنوي44ة، إذ إنعراء 44ة ال44تي اس44تخدمها الش44 المعاني وتنبيه المخاطب إليها، وهو أحد التلوينات اإليقاعي

األسود بن يعفر النهشلي حياته وشعره، توفيق إب44راهيم ص44الح الجب44وري، رس44الة ماجس44تير، جامع44ة1.201م، ص1989تكريت، العراق،

اعر ) ح44رف174، ص132. وينظر كذلك: في القطع44ة: 131، ص80 ديوانه، القطعة: 2 . إذ ك44رر الش44اعر أن يوص44له الالم( في هذه المقطوعة سبع عشرة مرة، وتكرار الالم فيه إيحاء بأهمية ما أراد الش44 من توجيه إلى المخاطب، وتبيان تقلبات الدهر، واغترار اإلنسان بالمظاهر الدنيوي44ة الزائل44ة، وال ش44ك أن ما يحمله حرف الالم من تك44رار وغن44ة يض44في إلى ن44وع من اإليق44اع المتن44اغم ال44ذي يس44تفز س44مع

المتلقي..305م، ص2000، 16علم األصوات، د. كمال بشر، دار غريب، القاهرة ،ط 3 جواهر البالغة، في المعاني والبيان والبديع، السيد أحمد الهاشمي، ضبط وتدقيق وتوثيق: د. يوس44ف4

.333م، ص1999، 1الصميلي، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، ط

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 109

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

عري وتفصيله، ويثير رد العجز على الصدر انتباه المتلقي فض44ال على ص الش لتحريك الن تركيزه على قضية معينة، يحقق هذا االس44تخدام للفظ44ة أو المف44ردة إيقاع44ا جميال ع44براق هذا النوع من المحسنات لتوظيف عري، وقد استعمل الور ص الش هذا الترديد في الن

إمكاناته الفنية لخدمة النص، يقول: إلى نفسه وتولى كئيباوكم من مريض نعاه الطبيب

اس ينعىفمات الطبيب وعاش المريض فأضحى إلى الن1الطبيبا

نلحظ تكرار كلمة )الطبيب( في عجز البيت الثاني وردها على صدر البيت، وأحدث هذا التكرار نغما إيقاعيا أضفى على البيت حركة وخفة، فضال عما حققته لفظت44ا ) الطبيب(ص حولهم44ا، و نالح44ظ و) الم44ريض( بتكرارهم44ا من لفت انتب44اه المتلقي إلى تمح44ور الن

المقابلة في هذا البيت الثاني بين )مات، عاش( و )الطبيب، المريض(.اعر قوله بلفظ يجعله بعد ذلك قافية للبيت، يقول: وفي مقطوعة أخرى يصدر الش

ت على حجر لكان من حكمه أن يفلق إحدى وسبعون لو مر2الحجر

فلفظة ) الحجر( التي أتى بها في ص44در ال44بيت ثم جعله44ا في عج44زه قافي44ة ل44ه، تعطي معنى القوة والقسوة والجلد وهي تتالءم مع تقلبات ال44زمن، ه44ذه المعان44اة تدفع44ه إلى نوع من البث الخارجي لمعاناته، فيجسدها بلفظ44ة)الحج44ر( بك44ل م44ا تعطي44ه من مع44نى الشدة و القسوة، واستخدامها في كل من العروض والض44رب أدى إلى الوق44وف عليه44ا والتأمل واستدعاء ما توحيه من معان، وساعد على ذل44ك أيض44ا تكراره44ا مم44ا دف44ع إلى

التركيز عليها. عراء، لج44أ إلى أس44لوب رد العج44ز إلى الص44در ليخل44ق توازن44ا اق كغ44يره من الش44 ف44الور موسيقيا في شطري ال44بيت الواح4د؛ فه4ذا األس44لوب من ش44أنه أن يض44في على ال4بيت

لمسة موسيقية خفية يدركها من له دراية بهذا الفن. :ثالثا: المستوى التركيبي

ة، إح44دى المح44اور عري ة، وال س44يما الش44 راكيب في النص44وص اإلبداعي تع44د دراس44ة التة له44ذه ة؛ للوقوف على األبع44اد الداللي ة التي تقوم عليها الدراسات األسلوبي األساسيعري، إذ إن أي نص أدبي ال راكيب التي تمثل عنصرا فاعال في عملية اإلبداع الش44 التد من قيمت44ه ياق؛ ف44النص ال يج44ر راكيب والس44 يمكن إدراك داللت44ه إال من خالل التة، بل يتضافر فيه هذان المس44تويان ليش44كال ركيبي ة عند الحديث عن سماته الت الداللي

اق البيتين السابقين من ق4ول ع4دي بن زي4د ش4اعر70، ص7 ديوانه، القطعة: 1 ، وقد أخذ محمود الورجاهلي:

وهو أدنى للموت ممن يعودوصحيح أضحى يعود مريضاعراء، أب44و عبي44د الل44ه هذا االقتباس ذهب إليه المرزباني، الموشح، في مآخذ العلم44اء على الش44

ه44( ، تحقيق وتق44ديم: محم44د حس44ين ش44مس384محمد بن عمران بن موسى المرزباني )تة، بيروت، ط .388م، ص1995ه444444/ 1415، 1الدين، دار الكتب العلمي

44ار المعيب44د، دار الجمهوري44ة للنش44ر دي44وان ع44دي بن زي44د العب44ادي، حقق44ه وجمع44ه: محم44د جب.122م، ص1965ه44/ 1385، 1والتوزيع، بغداد، ط

.220، ص173ديوانه، القطعة: 2

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 110

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

راكيب حظوته44ا على ي44د الق44دماء ة ذات نس44ق جم44الي، و له44ذا ن44الت الت بني44ة فنيوالمحدثين؛ لما لها من أثر في إحداث التميز الذي يفرق أسلوب شاعر عن آخر.

ظم حين471وهذا ما أشار إلي44ه عب44د الق44اهر الجرج44اني ) ت ه4444444( في نظري44ة النقال:

واأللفاظ ال تفيد حتى تؤلف ضربا خاصا من التأليف، ويعمد بها إلى وجه دون وج44ه" من التركيب والترتيب، فلو أنك عمدت إلى بيت شعر أو فصل ن44ثر فع44ددت كلمات44ه44ني، وفي44ه أف44رغ المع44نى فق، وأبطلت نضده ونظامه ال44ذي علي44ه ب عدا كيف جاء وات

1"أخرجته من كمال البيان، إلى مجال الهذيان ........وأجري، وغيرت ترتيبهه44ات اق؛ لمعرفة ما فيه من منب وباتجاه ما يتطلبه البحث من حيث معاينة شعر الورراكيب ال44تي ش44كلت ملمح44ا ب44ارزا في ة، وقفن44ا على ع44دد من الت ة تركيبي أس44لوبي

عري وهي كاآلتي: مجموعه الش:أسلوب النهي

اق على توظيفه44ا ض44من هي من األس44اليب ال44تي ح44رص محم44ود ال44ور يعد أس44لوب النهي ه44و "طلب الك44ف عن عرية، وهو من األساليب اإلنش44ائية الطلبي44ة ، و الن تجربته الش ،2الفعل على وجه االستعالء. وله صيغة واحدة، وهي )ال( الناهية م44ع الفع44ل المض44ارع"

وقبل الوقوف على أمثل44ة ه44ذا األس44لوب، يجب أن نش44ير على مس44ألة مهم44ة في ه44ذااق كانت حاضرة بق44وة في أثن44اء توظي44ف ة لشاعرنا الور الصدد، وهي أن الحالة النفسيهي، وال غرابة في ذل44ك، فش44اعرنا داعي44ة إص44الح وإرش44اد، ي44أمر ب44المعروف أسلوب النة ال44تي وينهى عن المنكر، و قد أخذ على عاتقه محارب44ة الكث44ير من األم44راض االجتماعيهي بغيت44ه، ووس44يلة لج44ذب ه وج44د في بني44ة الن أخذت تستشري بين أبناء مجتمع44ه، ولعل انتباه القارئ إلى تلك العيوب االجتماعية التي أنكرها في مواض44ع مختلف44ة من ش44عره،

يقول الوراق متحدثا عن الحسد: 3ع له على األيام عهدهال تحسدن أخاك وار

ويقول متحدثا عن الحرص:ك غالب الحرص اس في نقصال يغلبن 4وأعلم بأن الن

هي اس والس44عي إلى كش44فها، وخ44روج الن س على عي44وب الن ون44راه مح44ذرا من التجس44هي عن44ده عنده في هذا البيت إلى مع44نى اإلرش44اد، و يع44د من أك44ثر مع44اني أس44لوب الن

) اإلرشاد(، يقول: اس ما ال تلتمس من مساوي الن

ستروا5فيهتك الله سترا عن مساويكا

ه44(، قرأه وعلق عليه: محمود محمد ش44اكر، مطبع44ة471أسرار البالغة، عبد القاهر الجرجاني) ت 1.5،4المدني، القاهرة و دار المدني، جدة ، د.ط د.تا، ص

معجم البالغة العربية، د. بدوي طبانة، دار المن44ارة للنش44ر والتوزي44ع، ج44دة ، و دار الرف44اعي للنش44ر 2.681م، ص1988ه/ 1408، 3والطباعة والتوزيع، الرياض، ط

.109، ص51ديوانه، القطعة: 3.137، ص88ديوانه، القطعة: 4. 158، 114 ديوانه، القطعة: 5

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 111

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

44ر من هي؛ ليعب اق، كما تالحظ، يحرص على افتتاح هذه األبيات جمعيها بأسلوب الن فالورافض لهذه العادات والممارسات غير المستحبة بين أبناء مجتمع4ه، خالله عن موقفه الرهي المباشر الواضح لي44درك الق44ارئ م44ا يطلب44ه من44ه فظواهر اجتماعية كهذه تتطلب الن

اعر. الشاعر أن يب44وح به44ا إلى سالة التي يح44اول الش44 هي في إيصال الر وهكذا أسهم أسلوب الن

أبناء مجتمعه. :أسلوب األمر

44ل دالالت44ه في طلب ينضوي أسلوب األمر، ك44ذلك تحت أقس44ام اإلنش44اء الطل44بي، وتتمثرات اق أسلوب األمر واحدا من الم44ؤث القيام بالفعل على وجه االستعالء، وقد اتحذ الورياق، فض44ال عن ص، وم44ا يؤدي44ه من دالل44ة في الس44 ة، لما له من أثر فني في الن األسلوبي

اق اعر من مشاعر وأفكار، فالور عبير عما يجول في نفس الش كما أسلفنا_أثره في الت44ة ال44تي سابقا – أخذ على عاتقه إصالح الف44رد والمجتم44ع، ومحارب44ة األم44راض االجتماعياق يميل إلى هذا األسلوب كثيرا، و من أمثلة ذلك، انتشرت في مجتمعه، فإننا نجد الور

قوله:اصبر على الظلم وال تنتصر فالظلم مردود على الظالمائموكل إلى الله ظلوما فما 1ربي عن الظالم بالن

اعر قصد ذلك الظلم الذي يقع على المرء خاصة منفردا، فليس ك44ل هنا ال شك أن الشاعر لفعل األمر له صبر يكون السكوت عليه مقبوال، والمالحظ هنا أيضا أن توظيف الش داللة مهمة مرتبطة بتصوير شدة االنفعال المتأتي من الواقع الذي يحيط به، فهو يتكئ

على أسلوب األمر في بداية هذين البيتين ) اصبر، وكل(، ليلج من خالله إلى بث شكواه من آفة الظلم ال44تي ش44اعت في عص44رهاعر لفظة ) ظلوم( ال44تي هي ص44يغة مبالغ44ة، القص44د شيوعا كثيرا ، ولعل استخدام الش منها كثرة الظلم التي شاعت في عصره بشكل كبير، وهنا إشارة واضحة إلى أن قدرة الله أكبر من جبروت الظالم ، وهو أن الله يمهل وال يهمل، وهو ينظر إلى قوله تع44الى:

ه غافال عما يعمل الظالمونىمح هىمح، وقوله تعالى أيضا: 2﴾وال تحسبن الل وكفى بالل. 3﴾وكيال

اعر سوى بالصبر على هذا الظلم ، وإيكال األم44ر إلى وليس للظلم عالج في نظر الشالله سبحانه وتعالى الذي ال يغفل عن عباده المظلومين.

اق، ولو رحنا نستعرضها لط44ال بن44ا الح44ديث، وهكذا تعددت أمثلة األمر في تراكيب الورص44ح واإلرش44اد، إذ يع44د أس44لوب ها جاءت جمعيها في مجال الوع44ظ والن ويكفي القول إنابق ذك44ره من أق44وى الوس44ائل ال44تي تفص44ح عن مش44اعر هي الس44 األمر م44ع أس44لوب الناق، فينفس به كثيرا عما يجول في خاطره من معان وأفكار، ويكش44ف في ال44وقت الور

. وينظ44ر ك44ذلك: إلى أس44لوب األم44ر في الحض على مك44ارم األخالق،180، ص139 ديوانه، القطعة: 1.193، ص152كالدعوة إلى التوبة قبل فوات العمر كما في القطعة:

.42سورة إبراهيم، اآلية: 2.131 سورة النساء: اآلية:3

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 112

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

نفسه عن القيم األخالقية الحميدة التي أخذت تتالشى في مجتمعه، مم44ا دفع44ه إلى أنأثير في نفس المتلقي، يدعو إليها دعوة صريحة موظفا أسلوب األمر؛ ألنه أبلغ في ال444ت

وأجدى في دفعه لالستجابة.:أسلوب الشرط

اق في رط ال44ذي عم44د إلي44ه ال44ور ابقين أس44لوب الش44 يضاف إلى األس44لوبين الس44 شعره؛ لما له من أثر في تحقيق االنسجام والتواصل بين أج44زاء ال44بيت الواح44د؛ ألن الشرط كما هو معروف يجب أن تتحقق فيه ثالث44ة عناص44ر رئيس44ة هي: أداة44ه اس44تخدم ه44ذه اق يالح44ظ أن رط، وفعلها، و جوابها، والمتأمل في شعر الور الش44ة لإلفص44اح عن المع44اني ال44تي أراد الب44وح عنه44ا، وق44د ك44ان ألداة الصيغة التركيبياق، صيب األوفر الذي شكل ملمحا أسلوبيا بارزا في ش44عر ال44ور رط ) إذا( الن الش

ومن أمثلته: فإن قليل ما يعطيه زينإذا أعطى القليل فتى شريف

1فإن كثيره عار وشينوإن تكن العطية من دني

اق ضمن أداتي الشرط ) إذا، إن(، لي44وازن نالحظ من خالل هذين البيتين أن الور بين عطاء الرجل الشريف، وعطاء الرجل الدني، وليتمكن من تعميق الفرق بينرط فحس44ب، جلين، ونالحظ إنه لم يكت44ف بأس44لوب الش44 عطاء كل من هذين الرما آثر أن يكون جواب الشرط مكونا من ) إن، واسمها، وخبرها( لم4ا تتض44منه وإنجلين، ة من ثبات واستمرار، وهذا يتناسب م44ع عط44اء ك44ل من ال44ر الجملة االسميريف، وإن كان قليال فهو حس44ن جمي44ل دائم44ا، وعط44اء الرج44ل فعطاء الرجل الشرط وظيف الرائع ألس44لوبي الش44 الدني، وإن كان كثيرا فهو مذموم دائما، وهذا التسق اق في اختيار الن وكيد والجمع بينهما في سياق واحد يظهر لنا براعة الور والت

الذي يتالءم مع المعنى الذي يريد التعبير عنه.44اال إلى العناي44ة بتراكيب44ه وانتقائه44ا، وص44ياغة اق كان مي ونخلص مما سبق أن الورهولة والوض4وح في ألفاظ44ه، أسلوبه صياغة محكمة، وحسبنا ما ظهر لنا من الس4عب44ير، ولق44د ت44وافرت أنم44اط أخ44رى من األس44اليب بك، والدقة في الت وحسن السة من مثل التقديم وال444تأخير، التي أضفت على تراكيبه سمات فنية وأبعادا جمالي والتوكي44د، ومن أك44ثر أدوات التوكي44د ال44تي ب44رزت في ش44عره) إن( وغيره44ا من )القسم( و)قد( و)نونا التوكيد الخفيفة والثقيلة(......، غير أننا نكتفي بهذا الق44در،

فإن فيه الكفاية فيما اعتقد.خاتمة:

ة، للوقوف على إب44داع ه44ذا اق دراسة أسلوبي حاول هذا البحث دراسة شعر محمود الورعب44ير، وروع44ة لت في دق44ة الت اعر في ش44عره، وم44ا تجلى في44ه من جمالي44ات، تمث الش44ور من لت فيم44ا تض44منته األلف44اظ وال44تراكيب والص44 ركيب، كم44ا تمث صوير، وحس44ن الت الت

تجارب صادقة، ومعان نبيلة.وقد خلص البحث إلى جملة من النتائج أهمها:

.192، ص151ديوانه، القطعة: 1

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 113

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

هولة والوض44وح، وهم44ا من اق بالس44 على المستوى الداللي: امتازت لغ44ة ال44ور الوسائل التي استخدمها في شعره ال44وعظي التعليمي، ب44ل يس44تطيع الق44ارئة أن يدرك معانيها بدون جهد أو عناء، وليس هذا بحسب، ب44ل إن ص44وره الفنيدق والعفوي44ة وروع44ة انتق44اء ج44اءت أيض44ا بس44يطة غ44ير معقدة، تتس44م بالص44

عبير عن المعنى المراد. األلفاظ، والدقة في التاق على تحقي44ق أك44بر ق44در من على المستوى اإليقاعي الداخلي: حرص ال44ور

الموسيقى الداخلية في ش44عره، فيلج44أ إلى الطب44اق والمقابل44ة بك44ثرة عن44دما تحتاج النصيحة إلى النقيض لبيان الهدف التعليمي منها، باإلضافة إلى التكرار

امع ويطربه. ورد العجز على الصدر ليخلق لونا موسيقيا يشد السة في ش44عره اق بعض الظواهر األس44لوبي ركيبي :وظف ال44ور على المستوى الت

هي والشرط، وقد أحس44ن اس44تخدام ه44ذه األس44اليب ال44تي كأسلوب األمر والناق حاول من خاللها إيصال رسالته إلى أبناء مجتمعه، ونالح44ظ اس44تخدام ال44وراعر في أساليب الشرط بصورة الفتة للنظر، ق44د يش44ير ه44ذا إلى: رغب44ة الش44رط المنتظ44ر، وت44أثر إثارة ذهن المتلقي من خالل ج4ذب انتباه44ه لج44واب الش44

اق بالقياس والمنطق واستخدامه في النصح واإلرشاد. الور قائمة المصادر والمراجع

القرآن الكريم.- ه44(، قرأه وعلق عليه: محم44ود محم44د471أسرار البالغة، عبد القاهر الجرجاني) ت.1

.شاكر، مطبعة المدني، القاهرة، و دار المدني، جدة د.ط، د.تا األسود بن يعفر النهشلي حيات44ه وش44عره، توفي44ق إب44راهيم ص44الح الجب44وري، رس44الة.2

م.1989ماجستير، جامعة تكريت، العراق، اإليضاح في علوم البالغة: المع44اني والبي44ان والب44ديع، محم44د بن عب44د ال44رحمن جالل.3

ه44444(، وض44ع حواش44يه: إب44راهيم ش44مس ال44دين، دار الكتب739الدين القزوي44ني )تة، بيروت، ط م. 2003، 1العلمي

،3البالغة االصطالحية، عب44ده عب44د العزي44ز قلقيل44ة، دار الفك44ر الع44ربي، الق44اهرة، ط.4م. 1992ه1412/44

البنيات الدال44ة في ش44عر أم44ل دنق44ل، د. عب44د الس44الم المس44اوي، منش44ورات اتح44اد.5م. 1994، 1الكتاب العرب، دمشق، ط

ه444444(،463ت44اريخ بغ4داد، الحاف44ظ أب44و بك44ر أحم44د بن علي الخطيب البغ4دادي ) ت .6 ه44،1422/4444444 1تحقيق: د. بشار عواد معروف، دار الغ44رب اإلس44المي، ب44يروت، ط

م. 2002 جواهر البالغة، في المعاني والبيان والبديع، السيد أحم44د الهاش44مي، ض44بط وت44دقيق.7

م. 1999، 1وتوثيق: د. يوسف الصميلي، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، ط4ار المعيب44د، دار الجمهوري4ة.8 ديوان عدي بن زي4د العب4ادي، حقق4ه وجمع4ه: محم4د جب

م. 1965ه44444/ 1385، 1للنشر والتوزيع، بغداد، طاق: ش44اعر الحكم44ة والموعظ44ة، جم44ع ودراس44ة وتحقي44ق: ولي44د.9 ديوان محم44ود ال44ور

م. 1991ه44444/ 1412، 1قصاب، مؤسسة الفنون، عجمان، طم.1966العصر العباسي األول، د. شوقي ضيف، دار المعارف، القاهرة، د.ط، .10م.2000، 16علم األصوات، د. كمال بشر، دار غريب، القاهرة، ط.11

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 114

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

علم البيان، عبد العزيز عتيق، دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت،.12م.1985ه44444/ 1405د.ط،

العمدة في محاسن الشعر و آدابه ونقده، أبو علي الحسن بن رشيق الق44يرواني)ت.13 ه4(،حققه وفصله وعلق حواشيه: محمد محيي الدين عب44د الحمي44د، دار الجي44ل،463

م.1981ه44444، 1401، 5بيروت، ط ه44444444(، ش44رح وتحقي44ق:322 عيار الشعر، محم44د أحم44د بن طباطب44ا العل44وي ) ت .14

ة، ب444يروت، ط ،2عب444اس عب444د الس444اتر، مراجع444ة: نعيم زرزور، دار الكتب العلميم.2005ه4444/ 1426

فضاءات الشعرية، دراسة نقدية في ديوان أمل دنقل، د.سامح الرواشدة، المركز .15القومي للنشر، إربد، األردن، د.ط، د.تا.

،4الفن ومذاهبه في الشعر العربي، د. شوقي ض44يف، دار المع44ارف، الق44اهرة، ط .16م.1960

44ة، الك44ويت، ط.17 ،1 فنون بالغية، البيان والبديع، د. أحمد مطلوب، دار البحوث العلميم. 1975ه1395/4444

قض44ايا النق44د األدبي بين الق44ديم والح44ديث، د. محم44د زكي العش44ماوي، دار النهض44ة.18م. 1979العربية للطباعة والنشر، بيروت، د.ط،

(، تحقيق: علي محمد395كتاب الصناعتين الكتابة والشعر، أبو هالل العسكري ) ت.19 البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، مطبعة عيسى الب44ابي

م.1952ه1371/444، 1الحلبي وشركاه القاهرة، ط ه444(، دار711لسان العرب، أب44و الفض44ل جم44ال ال44دين ابن منظ44ور اإلف44ريقي )ت: .20

صادر بيروت، د.ط، د.تا. م.1984، 2المعجم األدبي، جبور عبد النور، دار العلم للماليين، بيروت، ط.2144ة، د. ب44دوي طبان44ة، دار المن44ارة، ج44دة، و دار الرف44اعي للنش44ر.22 معجم البالغة العربي

م. 1988، 3والطباعة والتوزيع، الرياض، ط موس44وعة المص44طلح النق44دي، د. س44ي ميوي44ك، ترجم44ة: د. عب44د الواح44د لؤل44ؤة،.23

م. 1993، 1المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط الموشح، في مآخذ العلماء على الشعراء، أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى.24

المرزبانية، ب44يروت،384) ت ه(، تحقيق وتقديم: محمد حسين ش44مس ال44دين، دار الكتب العلمي

م.1995ه1415/444444، 1ط

أدب المقاومة في السرد الجزائري المعاصر▪▪ من استئصال الهوية نحو انطولوجيا الوجود ▪▪

رواية: ""صيف إفريقي"" لـــ: محمد ديب أنموذجا - أبو02الباحث: موسى سنوسي – باحث دكتوراه / جامعة الجزائر

القاسم سعد الله.

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 115

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

Abstract  This study aims at monitoring the signs of loss, the verses of the eloquent wounds that are not yet healing . These are the heavy burdens the history page presented yesterday, to us, the generation of today. In the course of a narrative matrix; is carried an identity card in the name of “African summer” Mohamed Dib forces, his Arab reader and especially the Algerian one, to reconsider as a patient with the eyes of a diagnostician doctor in his cultural wound with all its killing diseases to discover:01- How did the “identify genetic mutation” be identified

with a narrative discourse emerging under the cloak of “colonial politics?”

02- Then how did the same narratives confront this “colonial polisy” and establish on its Diaspora the “theology of existence?”

This is the basis of this study and the reason for its existence. On its way, it has accepted the induction technique of interpretation \ methodological mechanism. Keywords: colonial politics; theology of existence; interpretation

ملخص:

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 116

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

تهدف هذه الدراسة إلى رصد آي44ات الفق44د ، آي44ات الج44راح البليغ44ة ال44تي لم44اتندمل بعد ..، تلك أحمال ثقال ألقت بها صفحة التاريخ باألمس ، إلينا نحن جيل اليوم.

44ة باس44م:" "إفــريقي صيف على مدار مصفوفة س44ردية؛ حملت بطاق44ة هوي " قارئه العربي، و الجزائري بخاصة، إلى إعادة النظ44ر كم44ريض –ديب محمديرغم "

بعين الطبيب المتفحص – في جرحه الثقافي بكل أورامه القاتلة ؛ ليكشف: تحت عب44اءة مع خطاب س44رد ناشئ "جينية االجتثاث الهووي "تماهت كيف-ـ 01

؟"الكولونيالية السياسة"س02 - ثم كيف كانت لذات السرد أن تجاب44ه ه44ذه " السياس44ة الكولونيالي44ة " ، وتؤس44

؟ الوجود" أنطولوجيا "على شتاتها ذالكم هو مناط هذه الدراسة ، وعلة وجودها. و ق44د ارتض44ت – في طريقه44ا إلى

؛ كآلية إجرائية / منهجية لذلكبالتأويل المسند االستقراء تقنيةمسعاها – السياسة الكولونيالية؛ أنطولوجيا الوجود؛ التأويل.الكلمات المفاتيح:

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 117

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

الروايــة الجزائريــة المعاصــرة بين استئصــال الهويــة و انطولوجيــا-الوجود:

ت44تربع الرواي44ة الجزائري44ة غ44داة ث44ورة التحري44ر الك44برى على مح44اورة واق44ع مشؤوم ؛ هو بكلمة موجزة: واقع المحتل البغيض . هذا المحت44ل ال44ذي س44عى بك44ل م44ا

يخونأوتيه من وسائل وآليات لمحو طبائع الشخصية الوطنية؛وهو إذ يفعل ذلك فإنه» ــدوس على كرامــة ــا ي ــل يمرغهــا في الوحــل تمريغ ــه القديمــة ، ب مبادئ

44ه: س44رد1اإلنسان.« رد الف44تي أن ؛ ونتيجة لذلك كان مما ألفناه في نص44وص ه44ذا الس44 اصطبغ بدماء الثوار ، و تواردت بين تضاعيفه روح مكهربة ، مندفعة و طموحة معا إلىخت في التطهر من أدران الب44ؤس ، و ش44وائب االغتص44اب و إس44ار الحرم44ان.كم44ا ترس44ردية روح مب4ادرة قمين44ة ببعث حيوي44ة جدي44دة في ذوات وج4دان تل44ك الشخص44يات الس44ا ميتة ، ال تفتأ تؤسس لكيانها الذي ش44ابته حرك44ات ارتدادي44ة ه44زت ب44ذلك ق44راره. و تالي أخذت هذه الذوات على عاتقها نشدان الخالص و الفكاك من فخاخ الهيمنة القاتلة بكل

أنماطها. و بناء على هذه العتبة المبدئية يمكننا إخضاع مساءلتنا هذه لتقسيم ينب44ني على

استفهامين ضمنيين:خطاب السرد و جينية االجتثاث الهووي .-01خطاب السرد و فسائل ألنطولوجيا الوجود.-02

أوال: خطاب السرد و جينية االجتثاث الهووي: غائن و بين األنا الجزائرية و اآلخر الفرنسي هناك هوة ص44راع؛ ه44وة مليئ44ة بالض44 األحقاد ، تلك الشحنات التي ال يزال التاريخ ينوء بحملها ؛ بأفق غدا في44ه مبعث الخط44ر

. وكان وج44ود الرواي44ة إزاء ك44ل ذل44ك رهين2" من اإلنسان عينهاإلنسان معنىعلى "حيقة ، أو ت44رجيح عي إلى رأب تل44ك اله44وة الس44 بتأدية وظيفة محورية فعالة ؛ وهي الس44 كفة اإلنسان الجزائري،بل ربما كان األجدى بها أن تدعو إلى تفاعلية وس44طى بين األن44ا

و اآلخر على أقل تقدير.

.152م،ص: 1970 غالي شكري: أدب المقاومة، دار المعارف بمصر ، القاهرة ، د.ط ، 144ة "يتفك44رون"، 2 ينظر: فتحي المسكيني: إبليس ون44زاع االع44تراف – أو في هوي44ة المق44اومين ، مجل

.56. ص: 2014الرباط- المغرب، العدد الرابع، صيف

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 118

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

4ة " ، ورص4د انعطافاته4ا ع4بر ش44ريط المش4اهد ه4ذا ؛ و بمس4اءلتنا لفك44رة "الهوي السردية ، نقف على تعدد هووي هائل ؛ وما يرفد هذه الحقيق44ة ه44و: ذاك التع44دد ال44ذي

" ؛ في الشخصية السردية ذاتها ؛ ثم م44اإفريقي صيفيعاينه القارئ لنص الرواية " يتوارى – كنتيجة لهذا التعدد – من التغييب الواعي الممارس من قبل صاحب الرواي44ة " محمد ديب " لمعنى البطولة الواحدية. بل إن القارئ ليس44تجمع أطي44اف ه44ذه البطول44ة من جماع هاته الشخصيات التي أسهمت – ككل - في تشييد البرن44امج الس44ردي ، من44ذ االستهالل لسلسلة ألحداث و حتى نهايتها. و بعد هذا ال يلفي القارئ لهاته الرواية كبير اختالف بين شخصياتها؛ كونها حظيت كلها بعناية متوازية / متقابلة من صاحب الرواي44ة. على أن هذا ال يمنع من القول: أن متن الرواية – قيد الدراس44ة – أق44رب م44ا يك44ون من44ة الممزق44ة و المجروح44ة مع44ا. تقرير يومي لهاته الشخصية السردية ذات الجباه الهووي وألجل رصد نتوءات هذا التمزيق و االجتثاث للهوية اس44تقرأنا متن الرواي44ة وقوف44ا عن44د

نماذج من الشخوص السردية، على سبيل االصطفاء، ال الشمول؛ فكانت: :شخصية» زكية «الشخصية األولى:

:»فتاة عزباء، مثقفة )حازت شهادة البكالوريا ( ، حالمة بأن تعمل كمعلم44ة،شخصية»زكية ذات مبادئ قويمة ال تسمح لها بالخروج عن طاعة والديها، و ترى في واقعها البئيس حائال بينها و بين حريتها الطامحة لتحقيق أحالمها السامية.ينظر محمد ديب:" صيف إفريقي "- رواي44ة، ترجم44ة: ج44ورج

-05 من ص: 1المقطعسالم وعبد المسيح بربار، نشر و توزيع مكتب44ة أطلس، دمش44ق، د.ط، د.ت، .204 – 198 من ص: 18المقطع ، و كذا: 60 – 40 من ص: 6المقطع. ثم 15

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 119

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

الحقيقة التي تبدو على مسرح األحداث من خالل توظيف هاته الشخصية ، هي حقيقة واحدة و وحيدة ؛ هي بانورام44ا اجتث44اث ه44ووي مختص44رة ؛ بحكم أن كاف44ة المتن الروائي مختزل في طموح هاته الشخص4ية لتقوي4ة وش44ائج تل44ك القراب4ة الحميم4ة بين: ممكن زكية و واقعها.و من جراء ذلك نجدها حيرى في استفهامات وجودي4ة ال تج4د له4ا

44ة ": » لماذاخيط ف44أل وال ش44علة أم44ل.يق44ول ال44راوي – متس44ائال - على لس44ان " زكي أفعمت الدنيا بالمعاني الغامضة المتناقضــة؟ أال يعلم والــداي المســكينانــا دون أن ــا بأمواجه ــاة قلوبن ــاذا تلطم الحي ــرنا؟ لم ــبر عص ــيئا عن ع ش

فمن وراء هذه االستفهامات الحرجة يقبع قل44ق الشخص44ية الوج44ودي ؛ على1تلجها؟«ــرأةغ44رار تش44ظيها اله44ووي. » ــروح للم ــد المط ــوي الوحي ــامج النس فالبرن

العربية] في الفترة الكولونيالية [ هو في أن تتخلى عن ثقافتها األصــليةــعها ــير لوضـ ــانت تطمح في أي تغيـ ــة إذا كـ ــة الغربيـ ــن الثقافـ وتحتضـ

وهنا يتسقيم لنا الحكم بقاعدة ال يستساغ تغييبه44ا هي:2 «االجتماعي و السياسي. الوطنية ، صات ص4وت األنتلجنس4يا الفرنس4ية الغاش44مة.وكلما خبا صوت األنتلجنسيا

بهذه المراوحة بين الشد و الجذب يزداد الصراع بين األنا الجزائرية و اآلخ44ر الفرنس44ي تأزما. حينها تشهد الهوية تشريحها في موكبها الجنائزي ؛ إذ ال تكون النهاية هنا بالموت44ة إقب44ار بال مغ44زى ؛ و إع44ادة بعث على ش44اكلة أقنع44ة انس44يابية الم44ألوف ؛ لكنه44ا عملي متوالدة ؛ تؤكد في التحليل األخير هذا الحضور القوي لمفع44ول االجتث44اث المري44ع ال44ذي

أصاب مفاصل المجتمع المتناحرة.شخصية» مرحوم «الثانية الشخصية ::

.60 الرواية: ص: 144ة، مجل44ة ثقاف44ات ، البح44رين ، الع44دد األول ، ش44تاء 2 من44يرة الفاض44ل: س44رد ال44ذات ، إش44كال الهوي

.92م ، ص:2002 اصطالح يعني في هذا السياق: جموع الطبقة المثقفة ؛ لكن تلك الفئة التي يغلباألنتلجنسيا :

44ة – الهوي44ة و س44لطة المثق44ف في عليها: استعمال التحليل الذهني.ينظر: شريف يونس: س44ؤال الهوي.44م، ص: 1999 ، 1عصر ما بعد الحداثة ، ميريت للنشر و المعلومات ،القاهرة ، ط

:» 44ه: " بن علي "؛شخصية» مرحوم مزارع بس44يط ، اس44م زوج44ه: "ب44درة" ، لهم44ا ابن كنيت التحق ابنهما بصفوف الثوار بالجبل ، يظهر " مرحوم " كشخص44ية حاق44دة على الغرب44اء من غ44ير أه44ل الجزائر ، و كارهة أيضا لظروف اجتماعية قاسية، تجرع في خضمها كل ألوان اإلذالل و المهانة.ينظ44ر

من16المقطع. و كذا: 39 –4 34 من ص:5المقطع. ثم 24 –4 16 من ص: 2المقطعالرواية: .181 – 172ص:

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 120

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

يمكن لهذه الشخصية أن تسجل حضورها من خالل الحديث عن الهوية الممزقة / المغتصبة ، كما سجلت حضورها بقوة داخل بيت السرد. ح44تى لق44د ش44غلت أك44ثر من مقطعين سرديين في الرواية.بيد أن المكون الالفت للنظر بالنس44بة لن44ا ه44و: أن ه44ذين

" تأسيسا على ذريعة واق44عاالجتماعي القهرالحضورين وقعا شهادتهما على وتر: " ر دموي قاتل ، حاكته أسالك المحتل و فخاخه المكهربة.اس44مع إلى الح44وار ال44ذي يفس44 بعض هاته اآلالم و المآسي ؛ وق44د أج44راه ال44راوي بين:" مرح44وم " و زوج44ه "ب44درة ":»جن ، و إن ا في الســ تأملي..لم ألـق العطــار أحمــد ، لقــد زج بـه هــو أيضــ

بكل ه44ذا1«!  صهره يحل محله بالمخزن. ما هذا الوباء الذي يجتاح العالم ؟ التشاؤم ، و السوداوية التي غدت جزئية ال تع44دم حظوته4ا في أجن44دة الف44رد الجزائ44ري اليومية.رغم كل ذلك جابه " مرحوم " كفالح جزائري أغلب الصدمات ، و تخطى أع44تى العتبات القهرية التي تحول دون حرفته ، و تحول دون ثوريته ، .. ، وتح44ول – بالت44الي -

بينه و بين الحياة نفسها.شخصية »جمال«الثالثة الشخصية ::

تتخارج هاته الشخصية –إذا رمنا الموضوعية - مع شخصيىة " زكي44ة " في أف44ق السؤال الوجودي. إذ تتوارد أحم4ال األس44ئلة غ4زارا على نفس4ية جم4ال ال4تي ال نج4انب

بامتي44از.لق44د نجح الواق44ع المري44ر في ش44حنعصابية نفسالصواب إذا نعتناها بأنه44ا: تفكير جمال بكهرباء خاصة ، أتت على كيانه فدمرته، حتى إن44ه أمس44ى يهمس بمناج44اة

متهافتة أقرب ما تكون إلى الجنون أو الهوس. لقد اعترى " جم44ال " ص44نو من العص44اب القات44ل كلف44ه الكث44ير ، ل44وال ص44ديقه " الشيخ الحاج " لما سجل لوجوده احتمال ، وال لبقائ44ه ممكن. وه44ا نحن نس44معه يت44ذمر

إن معظمنا يعيش عيشة أناس نسوا شيئا ما، و »من مأساوية الواقع و يلعنه: لكنهم في غمرة حيرتهم الفكريــة يتــابعون البحث عن هــذا الشــيء وهم

فه44ل يح44دث و يس44تتب ق44رار جم44ال2يتعثرون صــارخين مــرات و العــنين ... « ويتصنع هوي44ة في خض44م ه44ذه االه44تزازات االرتدادي44ة ال44تي اغت44دت وب44اء جاثم44ا ، يالزم

صاحبه وال يبارحه؟؟ تلكم هي أسئلة المص4ير الحرج4ة ال4تي ي4ذعن " جم4ال "- ك4أي ش4اب جزائ4ري عركته الحياة - لسلطتها الغيبية ؛ إذ ال سلطة إال سلطة الواقع المفتوح على المجهول. وحين يقول قدر الواقع كلمته، تذوب إرادة الفرد الحالمة ، ويك44ون مآله44ا النض44وب في

رمال اإلرهاب العلني الذي صاغته األيدي الحمراء المشؤومة.ثانيا: خطاب السرد و فسائل ألنطولوجيا الوجود:

.39 الرواية : ص : 1 شاب عائل كأي جزائري ،لم يتمكن من متابعة دراس44ته بفع44ل ظ44روف: «جمال »شخصية

القهر القاسية، شخصيته مضطربة؛ نتيجة األسئلة الوجودية التي ك44انت ال تبارح44ه، ح44تى لق4د رس44خت ، و66 – 61: من ص: 7المقطعفيه أفكاره عصابا أشبه ما يكون بالجنون أو الهوس.ينظر الرواية:

: من15المقطع ، و كذلك 155 – 140: من ص: 13المقطع ، ثم 95 – 79: من ص: 9المقطع.171- 168ص:

.66 الرواية: ص : 2

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 121

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

:الكولونيالية األبوية سلطة الشخصية األولى:» زكية«/-01 » إن مجرد وجودنا هو انتماء جذري إلى بنية الكون. ومن ثم إلى

ــا. « ــق علين ــابق أو الح ــري س ــل بش ــير و آالم ك وف44ق ه44ذا المنط44ق1تفك األنطولوجي تأبى " زكية " الركون إلى شيء من الخنوع و االستسالم للسلطة األبوي44ة القاهرة التي جسدتها شخصية " مختار راعي " عند مطالبتها بقب44ول نس44ق اجتم44اعي ، هي ترفض أسه من البداي44ة ؛ " مس44ألة زواجه4ا من ص44بري ". له4ذا ألفيناه4ا في س4ائرردية المش44ار إليه44ا آنف44ا ح44يرى ، و منهمك44ة في س44يلولة اس44تفهامات ، المق44اطع الس44

تؤسس بها لمصيرها ، و تؤثث لوجود غيبي في أعماق أعماقها. و هي من جهة أخرى ، شخصية ال تخضع لروح التش44اؤم بكب44ير عن44اء ؛ ب44ل إنه44ا تشرع بوابة فأل صغيرة ، لعل حبال اآلمل تدركها ولو متأخرة. فهاهي تقول مس44تدركة

» إنني أرجو و لســت أعلم بمــا يتعلــق رجــائي ، كمــا أنــنيبعد حيرة تنتابها: أومن بإمكان ما أتوقع. إنني أرجو ألن ليس هناك ظلمــة دون ضــياء ، وال

" زكية "؛ هي2شر دون خير. ألن المرء ال يستطيع أن يعيش دون رجاء ...«فة مثال الفتاة المطواعة ، الرضية ،..، و المثقفة أيضا ، ال تنقصها العزيمة – به44ذه الص44

» هذا الــوعي المنبثــق حــولاألخيرة – من انتقاء خيار وس44طي معت44دل ؛ و ب444444: ذاتها يكشف عن حاجة مركبة للســيطرة والحتــواء هــذه العالقــة الناشــئة

3بينها وبين اآلخر. «44ة " ندنتالي ال44تي تتع44الى ب44ه " زكي و قد نضيف على ذلك داللة على وعي ترنس44

» قد يتغير ذلــكعلى واقع ثقافة جزائري جريح إلى ممكن أفضل نقرؤه في قولها: ذات يوم ...ترى أيكون ما ينقصنا هو أن يتهيــأ لنــا كيــان على األرض؟ مــا

4!« أفضع أن يكون المرء ضعيفا الشخصـــية الثانيـــة: » مرحـــوم«/ ســـلطة الواقـــع المكهـــرب و-02

مقتضياته اليومية:

1 فتحي المسكيني: الهوية و الحرية- نحو أنوار جديدة ، جداول للنشر و التوزيع ،بيروت- لبنان ، ط 1.11م، ص: 2011، .60 الرواية: ص: 2.93 منيرة الفاضل: المرجع السابق، ص: 3.203 الرواية: ص: 4

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 122

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

في طقس سردي غريب غرابة بائنة تشحنه تراتبية األحداث المتسارعة عاش " مرحوم " عيشة تفتقد لكل مع44نى من لحي44اة ، أو ب44األحرى ك44ان يعيش ه44و و أس44رته

– قيد الدراس44ة- ؛ واعتب44ارا به44ذاموت الحياة. وتلك حقيقة لفظت بها مفاصل الرواية » تحاول أنلم تعد نصوص األدب المعاصر بالمعنى البارتي وصفية ، و لكنها متعدية.

ــع تستكمل في الكالم حاضرا نقيا جدا ، بحيث يتطابق فيه الخطاب كله م ومن هذه المس44اوقة المنعق44دة بين كي44ان " مرح44وم " من1الفعل الذي يحرره.. «

جهة ، و مجتمعه من جه44ة أخ44رى؛ ال يح44دونا كب44ير أم44ل؛ ألن ه44ذا األخ44ير ك44ان ش44ريحة44ه ب44ؤس ،و مجتم44ع مقتطعة من واقعه ، ولم تعد صالحة االستعمال ، و أم44ام واق44ع كل

" في حضور مدلول:اإلنساني اإلنسانملؤه القهر ،..، فكيف يبقى ذكر ل444دال: " !؟  "الشنيع االغتراب و الفقد آلة"

مير الثقــافي المجــروح-03 الشخصية الثالثة: » جمال «/ ســلطة الضــوسؤال المصير:

إيمانا بقدرة الفرد الخالقة لم يأبه " جمال " بالقاعدة السوقراطية العريقة: " " ، بل لقد تجاوز حدودها إلى االرتهان بالمبدأ النيتشوي؛ بك44لبنفسك نفسك اعرف

ا.شحنته الطاقوية ، و خياله المجنح : ا مهم » ابحث لك عن أنا و ستصير شخصــ لقد جاءت الرواية ناطقة بلغة ص44ريحة االنتس44اب إلى ه44ذا المب44دأ الفع44ال.فه44و – و2«

بعين جمال – العالج األمثل، وال شيء دونه قمين بتأدية رسالة الفرد األمينة في تصوير44ة في ال44رفض والتغي44ير من جه44ة أخ44رى. يق44ول 44ة من جه44ة ، و مأمولي الواق44ع باحترافي

» لقــد أصــبحت رجال آخــر. و لم؟ مــاذا فعلتال44راوي على لس44ان " جم44ال ": بأمسي؟ لقد عملت قليال ، و فكرت كثيرا.بل كثيرا جدا. و لكن ماذا أفدت

3من ذلك؟ إنني هرمت دون أن أعيش.«

و لقد أفاد ذلك الحوار الذي دار بين " الشيخ الحاج " و " جمال " المغ44زى ذات44ه » أنني أحلم بحياة أخــرى .. وتال ذلــكالذي نرمي إليه؛ فانظر إلى قول الراوي:

4صمت قصير ، ثم تابع جمال بذات الصوت الحالم: .. ومليئــة بالنبــل ... «4ة مغيب44ة عن و في ه4ذا المقتبس األخ4ير؛ إش44ارة تفص44ح – بال تلميح – عن عتب44ة مركزي

أمس " جمال " ويومه. تلكم هي الحقيقة التي تبتغيها حيرة الفكرة ، و قلق السؤال.استخالص:▪▪

و جماع القول أن هذه الشخوص السردية ؛ التي كانت دراستها على سبيل االستقراء االصطفائي ، قد أبانت عن:

" إن قارئ هذه الرواية سيدرك بحق المنسوب الهائل ألح44داثها المتس44ارعة ؛ ب44النظر إلى تض44اؤل 44ه ال ب44د من اإلش4ارة أن عنص4ر رد. إال أن الوقفات الوصفية " التي تقلل – كما نعلم – من س4رعة الس444ة تق4رب المس4افة بين الرواي44ة و الوصف قد جاء في هذه الرواية لصيقا باألح4داث ذاته4ا ؛ وه4ذه تقني

الواقع اليومي، فتصبح كأنها: تقرير يومي. روالن بارت: مدخل إلى التحليل الب44نيوي للقص4ص، ت44ر: من4ذر عياش4ي ، مرك4ز اإلنم44اء الحض44اري 1

.77م، ص: 1993 ، 1للدراسة و الترجمة و النشر ، حلب – سورية ،طرق ، المغ44رب ، ج 2 44اجي ، إفريقي44ا الش44 ،د.ط،1 فريدريك نيتشه: كتاب العقول الحرة ، تر: محمد الن

.106م ، ص: 2002.62 الرواية: ص: 3.168 الرواية: ص: 4

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 123

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

هوة سحيقة قد خلفت توقيعها في سجل الذات الثورية بالجزائر، في -01 اإلنسـان قيمة "صلتها بالواقع أوال، ثم س44عيها الح44ثيث إلى حقه44ا المنك44وب ؛ وه44و:

".بذاته كان مدعاة إلثارة حيرة" اإلنساني اإلنسان "غياب معدن نفيس؛ ك444:-02

السؤال؛ فتواترت- إذ ذاك- في تضاعيف الرواية المدروسة: أسئلة الفقد ، أسئلة الحيارى ،..، ب44ل: أس44ئلة الوج44ود

قبل كل شيء.و استدراكا ؛ يمكننا ربط هذه الرواية بسياقها الخارجي؛ فنقول حينذاك:-03

أن فيها تيارين بارزين على كبير تناقض في الطبيعة؛ هما:%( ؛ 75تيار التشاؤمية؛ بنسبة) أ-%( ؛25وتيار التفاؤلية؛ بنسبة) ب-

انية ؛ وهي أن 44ة نص44 بيد أن نصاب هذه المعادلة النسبية قد تخالف أطرافه44ا بعل م، ال قبلها، من تاريخ الجزائ44ر1958العرض البانورامي ألحداث الرواية ، كان بعد سنة

الثوري.مراجع الدراسة:

المصادر:أ- محمد ديب:" صيف إفريقي "- رواية، ترجمة: جورج سالم وعبد المس44يح برب44ار،.1

نشر و توزيع مكتبة أطلس، دمشق، د.ط، د.ت.:المراجعب- روالن بارت: مدخل إلى التحليل الب44نيوي للقص44ص، ت44ر: من44ذر عياش44ي ، مرك44ز.2

م1993 ، 1اإلنماء الحضاري للدراسة و الترجمة و النشر ، حلب – سورية ،ط44ة – الهوي44ة و س44لطة المثق44ف في عص44ر م44ا بع44د.3 ش44ريف ي44ونس: س44ؤال الهوي

م.1999 ، 1الحداثة ، ميريت للنشر و المعلومات ،القاهرة ، طم.1970 غالي شكري: أدب المقاومة، دار المعارف بمصر ، القاهرة ، د.ط ، .444ة و الحري44ة- نح44و أن44وار جدي44دة ، ج44داول للنش44ر و.5 فتحي المس44كيني: الهوي

م.2011 ، 1التوزيع ،بيروت- لبنان ، طرق ،.6 44اجي ، إفريقي44ا الش44 فريدريك نيتشه: كتاب العقول الح44رة ، ت44ر: محم44د الن

م.2002 ،د.ط، 1المغرب ، جج – المجالت:

44ة.1 فتحي المس44كيني: إبليس ون44زاع االع44تراف – أو في هوي44ة المق44اومين ، مجلم.2014"يتفكرون"، الرباط- المغرب، العدد الرابع، صيف

44ة ثقاف44ات" ، البح44رين ، الع44دد.2 44ة، "مجل منيرة الفاضل: سرد الذات ، إشكال الهويم.2002األول ، شتاء

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 124

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 125

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

التعدد الثقافي وإشكالية التلقي في رحلةابن فضالن"

د/ عامر رضا ـ المركز الجامعي – ميلة)الجزائر(.

*- الملخـــــص: تعد مسألة التعدد الثقافي في النص التراثي العربي مسألة معقدة جدا لمافي44ه من مرجعيات فكرية وإيديولوجيات متعددة، خاصة ما يطرحة النص من إش44كاليات مختلف4ة تؤسس لمرجعيات وفلسفات ذات توجه ثق44افي م44زدوج وبش44كل خ44اص إذا ك44ان النص يحمل في طياته ألكثر من ثقافة،وهذا فعال ماوجد في أدب الرحالت،و كتاب أل44ف ليل44ة وليلة،و البخالء للجاحظ،وكتاب كليلة ودمنة وغيرها من المؤلفات ذات التف44رع الثق44افي المتع44دد، وه44ذا في م44اخلق في ذهن المتلقي خلخل44ة ثقافي44ة كب44يرة من خالل تعريف44ه

لثقافات أمم متعددة محيطة به يتأثر بها ويؤثر فيها. وتبقى القراءة النقدية الثقافية بحاجة ماسة إلى ناقد متمرس يعي44د للنص مرجعيات44ه الفكرية والفلسفية التي تبقى في أغلب اآلحايين عصية على النقد مما يخل44ق تشويش44ا ابس44تمولوجيا في فهم ال44دالالت واألنس44اق المض44مرة ال44تي تحمله44ا النص44وص الم44راد استنطاقها وتأويلها بصورة واعية،ولعل هذا المأزق النقدي جعل من النقد الثق44افي بين أخ44ذ ورد في االس44تعانة ب44ه في ق44راءة النص44وص األدبي44ة بين العدي44د من النق44اد على

اختالف مشاربهم وتوجهاتهم.* : التع44دد الثق44افي- النص ال44تر اثي- توج44ه ثق44افي- أدبالكلمــات المفتاحية-44

الرحالت- ثقافات متعددة.

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 126

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

*- تمهـــــيد: لقد أصبح التعدد الفكري، والثقافي اإلنس44اني في عموم44ه داخ44ل بني44ة النص األدبي يشكل مأزقا حقيقيا خاصة إذا كان النص ذو حمولة معرفية، وفلس44فية ورؤي44ة حض44ارية إنسانية تتجاوز البع44د الجغ44رافي والعق44دي والط44ائفي،وه44ذا ماحمل44ه ال44تراث اإلنس44اني القديم بشكل عام يسهل معه التواصل وتغطية جميع األنساق الثقافية التي تتداخل مع مكنونات النص األدبي بشكل مستمر ومتواصل وفعال قدم النص النثري التراثي القديم عبر فترة زمنية طويلة مرجعية حضارية متنوعة األوجه والدالالت ال44تي تج44اوزت جمي44ع

الحدود الجغرافية. طبعا قدم أدب الرحالت بوجه عام نظرة عميقة للذات البش44رية ال44تي ك44انت تبحث عن جميع أشكال التواصل،ونقل مختلف المرجعيات الثقافية والتواص44ل م44ع اآلخ44ر في

( دون إفراط أو تفريط فك44ري أو عق44دي أو فلس44في،ومن44هاآلنا/اآلخرثنائية تناظرية ) بقي أدب الرحالت حلقة وصل بين مختلف الحضارات اإلنسانية خاص44ة مس44ألة التب44ادل الثقافي،ومرجعياته المذهبية والفكرية التي أسست لعالقات أكثر إشراقا بين حض44ارات الشرق والغرب ليصبح اإلنسان فيها مورد تلك الثقافات بما يحمله من حموالت ثقافي44ة متعددة تعيد لإلنسانية وجودها الجمعي،فعدت تلك الثقافات المترامية األطراف تجس44د تراكما ثقافيا يتشارك الجميع في إنتاجه بشكل مستمر دون إشكال فكري يح44ول أثن44اء عملية التواص44ل الفك44ري،وه44ذا األم44ر جع44ل من النس44ق الثق44افي عن44د ك44ل مجتم44ع ل44ه خصوصية في تكوينه المعرفي، فمثال الثقافة العربي44ة اإلس44المية له44ا خصوص44ية تجعله44ا تتمايز عن غيرها من الثقافات اإلنسانية خاصة الثقاف44ة الغربي44ة المس44يحية،وغيره44ا من

الثقافات اإلنسانية. ولعل أدب الرحالت،وماقدمه للثقافة اإلبداعية من إنتاج فك44ري إنس44اني،وم44ع ذل44ك44ا من خالل من44اهج بقيت الثقافة النثرية بحاجة ماسة إلى إعادة ق44راءة نقدي44ة أك44ثر وعي نقدية تستطيع قراءة المضمر من األنساق، وفك ش44فرتها العالماتي44ة ت44دريجيا من أج44ل تحديد مايحمله النص من تجارب بشرية،ومعارف سوسيولوجية، وثقافي44ة ب44اتت تش44كل

األطر النصية للغة النص الثقافية كتجربة تستحق القراءة.:أ- أهمية الدراسة

هذه الدراسة تعد من الدراسات النقدية المعاصرة،إذ تتناول نص تراثي ن44ثري وف44ق المنهج الثقافي،وعالقته بق44راءة ال44تراث الن44ثري الع44ربي الق44ديم بش44كل خ4اص مس4ألة األنساق الثقافية،وتعددها داخل النصوص العربية القديمة وماتحمله من تعددي44ة فكري44ة ومعرفية على م44ر العص44ور التاريخاني44ة ليص44بح النص في ظ44ل المنهج الثق44افي إنتاجي44ة إنسانية جمعاء لكونه نص حبلى لمختلف الثقافات بداية من الثقاف44ة العربي44ة اإلس44المية إلى الثقاف444ة المس444يحية إلى الفارس444ية والهندي444ة والص444ينية والس444ريالية واليوناني444ة والرومانية,,,إلخ،وبذلك أصبحت األنساق الثقافية المضمرة في تلكم النص44وص النثري44ة

ابنبمثابة عتبة حقيقية لحوار ثقافي إنساني متعدد سوف تكشف عنه قراءتنا لرحل44ة ) ،وم44ا في ه44ذه الرحل44ة من ح44وارفضالن إلى بالد الترك والــروس والصــقالبة(

ثقافي وأنساق معرفية متعددة بين الحضارة العربية اإلسالمية وبقية الحضارات الوثنيةاألخرى.

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 127

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

إشكالية الدراسة: ب- ( وف44قأدب الرحالت تدور إشكالية البحث ح44ول ق44راءة ال44تراث الن44ثري الق44ديم:)

المناهج النقدية المعاصرة ،ومن بينها المنهج النقدي الثقافي،والذي بات يشكل معضلة حقيقية لغياب العديد من األدوات اإلجرائية الخاصة بالقراءة النقدية الواعي44ة وف44ق ه44ذا النوع من المناهج،بداية من أصول المنهج، وفلسفته،وصوال إلى غياب الرؤي44ة الميس44رة لقراءة النص األدبي النثري،وخاصة الق44ديم من44ه وف44ق النق44د الثق44افي،وم44ا يحمل44ه ه44ذا األخير من تعدد الرؤى واألفكار والتوجهات النقدية والمذهبية بداية من مدرسة الثقافية

الثقافي44ة لينتهيمدرســة فرانكفــورت(النفس44ية/الس44لوكية األمريكي44ة وص44وال إلى ) المطاف ب44المنهج الثق44افي إلى التم44ازج م44ع المنهج األن44ثربولوجي،وعلي44ه تع44ددت تلكم الفلسفات النقدية التي أصحبت ترى النقد الثقافي حالة نقدية معاص44رة الب44د منه44ا في

هل تمكن النقــدقراءة التراث النقدي القديم وفق44ه،وعلي44ه نط44رح اإلش44كال اآلتي:" " وه44ذاالثقــافي من قــراءة النص النــثري الــرحلي قــراءة نقديــة واعيــة؟

ماسيحاول البحث اإلجابة عليه تدرجيا من خالل استعرض المحطات الثقافية المتع44ددةاألنساق، وما تؤسس له من حوارية ثقافية إنسانية واعية بشكل عام.

:جـ- منهج الدراسة س44يتم االعتم44اد على ع44دد من المن44اهج أهمه44ا المنهج الت44اريخي لع44رض الج44انب

ــثريالنظ444ري) ــراءة للنص النـ ــكالية القـ ــافي وإشـ ــدي الثقـ المنهج النقـ م444ع االس444تعانة بمن444اهج أخ444رى من أبرزه444ا المنهج الس444يميائي، والمنهجالقــديم(،

األنثربولوجي في تأوي44ل العالم44ات اللغوي44ة، وتحلي44ل األنس44اق الثقافي44ة لرص44د م44دارات التحاور الثقافي، والتداخل بين النصوص النثرية العربي44ة القديم44ة،وبش44كل خ44اص النص الرحلي،ومايحمله من حموالت فكرية وفلسفية ومذهبية وديني44ة،وه44ذا فعال ماوج44د في

إلى بل44444444دان الع44444444الم الغ44444444ربي الق44444444ديم:رحلـــــــة ابن فضـــــــالن( )ــقالبة(بالد ــروس/الص ــترك/ال وماس44اد الرحل44ة من تفاع44ل ثق44افي وانص44هار)ال

يق44ارب بين مختل44ف الثقاف44ات البش44ريةاجتمــاعي/ ديــني/ اقتصــادي/ إنســانيالمترامية األطراف على سطح المعمورة.

د- محاور الدراسة: تدور الدراسة حول محورين أساسين هما:

- المحور األول: النقد الثقافي وإشكالية قراءة التراث النثري العربي1 إن النقد الثقافي كمنهج تفكير نقدي قد أوجد لنفسه حض44ورا نس44قيا متع44ددا ش44مل

بش44كل متواص44ل،وق44د بقىالعديد من المبررات المنهجي44ة ذات األه44داف اإليديولوجي44ة التراث العربي صورة مكثفة للعديد من الثقافات التي يحملها في طياته تصور مختل44ف التجارب اإلنسانية المتعددة،إذ فتح ه44ذا ال44تراث الب44اب على مص44راعيه ح44ول المثاقف44ة الفكري44ة ال44تي تجس44دت في العدي44د من النص44وص األدبي44ة،ومن بينه44ا أدب الس44ير والمالحم،وأدب الحكاي44ات وال44رحالت ال44ذي ك44ان محط44ة ثقافي44ة فكري44ة للعدي44د من الخطابات النثرية التي نقلت مختلف المشاهد الفكري44ة لمختل44ف الحض44ارات اإلنس44انيةكالحاض4444444444444رات الوثني4444444444444ة للش4444444444444عوب القديم4444444444444ة نح4444444444444و:

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 128

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

( وصوال إلى الحضارات الس44ماوية نح44و:اليونانية/البابلية/السريالية/الفرعونية)(.الحضارة اإلسالمية/ المسيحية/ اليهودية)

ومع ذلك كله قد شكل النص الرحلي طفرة نوعية في عالم النثر العربي لم44ا في44ه من حم4والت ثقافي44ة بقيت تص44ور مختل4ف المش4اهد األنثروبولوجي4ة، واإلثني4ة لمختل4ف المجتمعات والحضارات اإلنسانية من خالل المنهج الثقافي ال44ذي ك44ان حاض44را متأص44ال

" نش44اط، ال44ذي أص44بح بح44ق أدب الرحالت(في العديد من األنواع النثرية،ومن بينها )44ر عن مواق44ف إزاء فكري يتخ44ذ من الثقاف44ة بش44موليتها موض44وعا لبحث44ه وتفك44يره ويعب

، طبع44ا النص ال44رحلي في نهاي44ة المط44اف تتن44اص مع44ه العدي44د من(1)تطورها وسماتها"ا مزيج44ا من التف44اعالت اللغوي44ة، المواق44ف الفكري44ة والنظري44ات ال44تي تعطي في نص44 والمشاهد الفولكلوري44ة ليص44بح النص"س44وى م44ادة خ44ام يس44تخدم الستكش44اف أنم44اط معين44ة من مث44ل األنظم44ة الس44ردية واإلش44كاليات اإليديولوجي44ة وأنس44اق التمثي44ل وك44ل

،وإذا تتبعن44ا ص44ورة النم44اذج النثري44ة الرحلي44ة وج44دنا فيه44ا(2)مايمكن تجري44ده من النص" العديد من مفارقات األخبار،وغرائبية األحداث التي تصور حالة اإلنس44ان،وتع44دد موروث44ه

والدالل444ةgenderالثق444افي ال444ذي ب444ات يش444مل "الع444رق والجنس والجنوس444ة )) ،وق4د س44جل أدب ال4رحالت تل44ك الص4ور البش4رية وتع4دد ثقافاته4ا على م4ر(3)واإلمت4اع"

العص44ور اإلنس44انية لمختل44ف الحض44ارات لم44ا" يملكون44ه من ت44راث ثق44افي يم44يزهم عن دون إشكال مذهبي سوى نقل تلك المعارف إلى مختل44ف الثقاف44ات بش44كل (4)غيرهم"

.توثيقي يحدد طبيعة تلك المجتمعات ومايشكل ماضيها وحاضرها بشكل دوري تواصلي. النقد الثقافي وقراءة التراث:1-1

في الحقيقة نج44د أن النق44د الثق44افي ق44د درس ال4تراث الع4ربي لكن ليس بالش44كل " عائم44ا ت44دخل تحتالنقدي والمنهجي الذي يجب أن يدرس به لك44ون ه44ذا النق44د بقي

،وهذا ما خلق أزم44ة نقدي44ة(5)مظلته ألوان مختلفة من المالحظات واألفكار والنظريات" في التعام444ل م444ع ه444ذا المنهج بش444كل متواص444ل في مقاربت444ه لمختل444ف النص444وص النثري44ة،ناهي44ك عن اإلختالالت المتباين44ة بين النق44اد، ومرجعي44اتهم الفلس44فية في تحلي44ل النصوص ونقدها،فولد بين النقاد تنافرا نقديا،ومنهجيا ل44زم على نق44دنا الع44ربي ض44رورة التعامل بحذر شديد مع تراثنا النقدي بمثل تلك المقاربات التي تبقى بعي44دة عن تق44ديم44ز واإلض44افة النقدي44ة لإلب44داع قراءة منهجية س44ليمة تض44من لتراثن44ا الن44ثري خاص44ة التمي

" مفت444اح ال444دخول إلى الت444اريخ الثق444افيواألدب خاص444ة وأن النص444وص التراثي444ة هي ،وتبقى ص44لة(6)واالجتماعي للعصر في غيبة الشواهد المادية غ44ير النص44ية على العص44ر"

ه44ذا ال44تراث بالت44اريخ الم44ادي والفك44ري ع4امال هام44ا في اإلحاط44ة التام44ة به4ذا ال44تراثميجان الرويلي،سعد البازعي،دليل الناقد األدبي،المركز الثقافي العربي،الدار البيضاء- المغرب،ط)(1

305، ص2002، 3 . عبد الله الغذامي، النقد الثقافي)قراءة في األنساق الثقافية العربية(،المركز الثقافي العربي،الدار)(2

.17،ص2005، 3البيضاء- المغرب، ط. 18 المرجع نفسه،ص)(3 أنتروبولوجي44ا ال44تراث)ال44تراث كرأس44مال اجتم44اعي( المغربي44ة للطباع44ة والنش44رالبش44ير الع44ربي، )(44 4

.127، ص2008، 1واإلشهار، 4تونس،ط. 306ميجان الرويلي،سعد البازعي، دليل الناقد األدبي،ص)( 5حفناوي بعلي،مدخل في نظرية النق44د الثق4افي المق4ارن،ال44دار العربي44ة للعل4وم- ناش4رون، ب44يروت-)(6

.63،ص2007، 1لبنان،ومنشورات االختالف، الجزائر،ط

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 129

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

اإلنساني، والرفع من قيمته داخ4ل الفض4اء النس4قي للفك4ر الع4ربي مس4ؤولية أخالقي44ةبالدرجة األولى.

وعليه نجد الكثير من النقاد والمفكرين قد سعوا بشكل مباشر بجعل هذا ال44تراث ينطلق من عوالم بكر كانت تحاصر وجود هذا ال44تراث وولوج44ه إلى الفك44ر النق44دي من

44ا في العدي44د منأج44ل إظه44اره للعي44ان واالس44تفادة من وج44وده، وه44ذا م44ا تحق44ق فعلي الدراسات النقدية الثقافية أثناء قراءة التراث النثري بشتى الطرق اإلجرائية التي باتت تراها مناسبة لفهم ماجاء في مختلف النصوص األدبي44ة وع44رض العدي44د من التص44ورات الفكرية التي باتت تكشف عن األنساق الثقافية،وعالق44ة ذل44ك بماهي44ة النص الم44دروس من الناحية السوسيولوجية بشكل يؤسس لهويت44ه اإليديولوجي44ة،ولع44ل العدي44د من تل44ك الدراس44ات ب44اتت متباين44ة في دائ44رة النق44د الع44ربي نظ44را لمرجعيته44ا المتباين44ة،وه44ذه

الدراسات التي تم إحصاؤها،هي كاآلتي:دار النشر وتاريخ الطبععنوان الكتابالمؤلف

تيري إيغلتون- ترجم44ة ث44ائرديب

/1دار الح44444وار، س44444وريا)طفك4444444444رة الثقافةم(2000

أرث444444444ر ايزابرج444444444ر- ترج444444444مة وفاء إب44راهيم

ورمضان بسطاويسي

تمهيد الثقافي- النقد مب4444دئي للمف4444اهيم

الرئيسية

المجلس األعلى للثقاف4444444ة -م(1/2003القاهرة- مصر،)ط

إدوارد سعيد- ترجمة كمالأبو ديب

/3دار اآلدب، بيروت- لبنان)طالثقافة واإلمبرياليةم(2004

النقد الثقافي- قراءةع444444444بد الله الغذاميالثقافية األنساق في

العربية

المرك444ز الثق444افي الع444ربي،بيروت- لبنان،

م(2005 / 3)ط تح4444444444والت النق44دع4444444444بد القادر الرباعي

الثقافي دار جري44ر للنش44ر والتوزي44ع ،

/1عم4444444444444ان- األردن، )طم(2007

ميج444ان ال444رويلي و س444عدالبازعي

المركز الثقافي العربي ،الداردليل الناقد األدبي/2البيض44اء- المغ44رب ،) ط

م(2002 محم444د ج444واد القاس444مي-

ترجمة حيدر نجف مركز الحض44ارة لتنمي44ة الفك44رنظ44444444رية الثقافة

اإلسالمي، سلسلة الدراس44اتالحضارية، بيروت- لبن44ان، )ط

م(2008/ 1 النس44444444444444444444قيوسف عل44444444يمات

الث4444444444444444444قافي ق444راءة ثقافي444ة في أنس444444اق الش444444عر

العربي القديم

وزراة الثقافة،عمان-األردن ،)م(.2014/ 1ط

الفة لل44ذكر بقيت تت44أرجح في نق44دها بع44د اعتماده44ا على والدراس44ات النقدي44ة الس44 منهجيات غير موحدة في دراسة النصوص األدبية،ومن ثمة تقديم قراءات نقدية متباينة

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 130

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

حول طريقة النقد منهجيته،مرجعيته النقدية، األدوات اإلجرائية المس44تخدمة في النق44د، المع44ايير النقدي44ة المعتم44دة في الدراس44ة والنق44د،وه44ذا األم44ر خل44ق أزم44ة كب44يرة على

النقدمستوى المنهج،والبدائل التي يجب أن تستخدم في المقاربات النقدية لكون هذا " الثقافي يتصل في النظرية الغربية بعدة مداخل، ومصطلحات نقدي44ة متداول44ة في تل44ك النظري44ة: التاريخاني44ة الجدي44دة،التحلي44ل الثق44افي، أو الش44عرنة الثقافي44ة، والدراس44ات

،األمر(1)الثقافية،والنقد الثقافي، والمادية الثقافية، ناهبك عن مفهوم الثقافة والمجتمع" ال44ذي زاد في تش44عب ه44ذا المنهج ه44و ك44ثرة المص44طلحات النقدي44ة ومرجعيته44ا إم44ا

( األمر الذي شعب المسافة بين النقاد في تط44بيقإنجلوسكسونية أو )فرانكفونية هذا المنهج بين النقاد المش44ارفة أص44حاب المدرس44ة التاريخاني44ة الجدي44دة األمريكي44ة أو النقاد المغاربة أصحاب مدرسة فرانكفورت األلماني44ة،وه44ذا التش44عب خل44ق خلخل44ة في المرجعيات/المفاهيم/ المصطلحات بين الجميع داخل المؤتمرات وقاعات المحاض44رات

" الينبغي أن يتوقف الناقد الثقافي عند حدود العرض والتحلي44لبين هؤالء وهؤالء لذلك ،ودون ذل44ك تبقى الق44راءة حبيس44ة(2)بل عليه أن يتعدى إلى دراسة األنس44اق الثقافي44ة "

أفكار سطحية التتوغل في عمق ثقافة النص الفكرية والفلسفية.. أزمة النقد الثــــقافي:1-2

تشعبت أزمة النقد الثقافي منذ ظهوره كمنهج نقدي،وازدادت مشاكل التعام44ل ب44ه وتطبيقه على مختلف النصوص األدبية،ومرجعياتها الثقافية لم44ا في44ه من ب44نى متش44عبة، ودالالت متعددة جعلت من النص األدبي محصورا في زاوية رؤية واح44دة، كم44ا أن بني44ة النسق وفعاليته لم تضيف ش44يئا جدي44دا للنص ناهي44ك عن تك44رار األدوات اإلجرائي44ة في مقاربة النص دون تجديد،هذا األمر عجل بتخلي العديد من النقاد عن مقارب44ة النص44وص به،وكذلك مسألة التشعب المتعدد لمصطلحاته الفلسفية التي رغم محاولة العدي44د من44ا أو نقادنا تبسيطها للمتلقي العربي غير أنها بقيت في دائرة المبهم في توظيفها نظري

لكون" النقد الثقافي اليدور حول الفن واألدب فحسب،وإنما حول دورتطبيقها إجرائيا الثقافة في نظام األشياء بين الجوانب الجمالي44ة واألنثروبولوجي44ة، بوص44فه دورا يتن44امى44ه في أهميته،ليس لما يكشف عن44ه في الج44وانب السياس44ية واالجتماعي44ة فق44ط ب44ل ألن

.(3)يشكل كذلك النظم واألنساق والقيم والرموز" كما أن مسألة البحث في خلفية هذا المنهج النظرية جعل منه محل إشكال كبير

حس44ب مفه44ومبين النق44اد نظ44را لتع44دد مدارس44ه،وتف44رع منجزات44ه النقدي44ة، ف44النص الدراسات الثقافية ليس" سوى مادة خام يستخدم الستكشاف أنم44اط معين44ة من مث44ل األنظمة السردية،واإلشكاليات اإليديولوجية وأنساق التمثيل،وك44ل م44ايمكن تجري44ده من

، وه44ذا األم44ر في ح44د ذات44ه خل44ق س44طحية وض44حالة في التعام44ل م44ع المنهج(4)النص" واستخداماته النقدية التي بقيت تتأرجح في نطاق محدود لكون جل الدراسات الثقافية تعاني في الغ44الب من" فقره44ا النظ44ري وتركيزه44ا على العوام44ل االقتص44ادية والمادي44ة

،وعليه كل تل44ك اإلش44كاالت المنهجي44ة بقيت(5)خاصة االتجاه المسمى بالمادية الثقافية". 173 صحفناوي بعلي،مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن،)(1. 175المرجع نفسه،ص)( 2. 218المرجع نفسه،ص)( 3. 21 صالمرجع نفسه،)( 4 .19عبد الله الغذامي، النقد الثقافي)قراءة في األنساق الثقافية العربية(،ص)(5

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 131

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

مؤثرة على المنهج النق44دي الثق44افي وت44ؤدي دورا هام44ا في انطالق44ة المنهج، وتفاعالت44ه النقدية المطلوبة منه في الكشف والتدليل عن مختلف األنساق الثقافية في النص44وص

األدبية. كما إن التباين النسقي بين النقاد في عملية التنظير، والتط44بيق لنظري44ة األنس44اق الثقافية خلق تنافرا منهجيا بين جميع النقاد العرب مما خلق تشويشا في استقبال ه44ذا المنهج والتعريف به والتأصيل له تدريجيا في جمي44ع مراحل44ه النقدي44ة ناهي44ك عن تع44دد عملية الترجمات غير المؤسسة في اس44تخدام مختل44ف المص44طلحات النقدي44ة الثقافي44ة

"كث44يرا م44ا يس44تخدم أص44حاب االتج44اهالتي بقيت حالة اض44طراب وتذب44ذب متواص44ل،إذ الثق444افي،مختل444ف المص444طلحات الفني444ة،مث444ل الس444مات الثقافي444ة، والمركب444ات

، وهذا األمر عجل فعليا بت44داخل العدي44د(6)الثقافية،واألنساق الثقافية، والدائرة الثقافية" من المصطلحات النقدية داخل النظرية الثقافية وجعلها محط نقد،وصعوبة منهجية في تطبيقاتها النظرية المتعددة،فولد في نهاية األم44ر أزم44ة حقيقي44ة داخ44ل مؤسس44ة النق44د الع44ربي الرس44مية في التعام44ل بح44ذر م44ع ه44ذا المنهج،أو محدودي44ة تطبيقات44ه التنظري44ة44ا بين جمي44ع والتطبيقية مع جميع النصوص األدبية فك44انت تل44ك اإلش44كاالت مانع44ا حقيقي نقاد النظري44ة الثقافي44ة في التنف44ير من ه44ذا المنهج واالبتع44اد عن تطبيقات44ه ال44تي بقيت

في مسيرة النص األدبي. (1)تخض سوى النسق الثقافي"الهامشي والمغفول عنه"ــة ابن2 ــة وإشــكالية التلقي في رحل ــاني: األنســاق الثقافي - المحــور الث

فضالن لق44د ق44دمت الرحل44ة لألدب الع44ربي م44ادة ثقافي44ة متع44ددة األوج44ه خاص44ة أن أدب

(،وماحملت44هالخطابة/الرســالةالرحالت قد سبقته نصوص نثرية متع44ددة منه44ا فني:) س44اهمت في إماط44ةثقافيــة/ تاريخيــة/اجتماعيــة/جغرافيةنصوص44هما من م44ادة

اللثام عن كث44ير من المجتمع44ات،واألمم لتص44بح الرحل44ة في نهاي44ة األم44ر" نص مفت44وح اليمكن44ه أن يس44يج في خان44ة مح44ددة تجنب44ه بص44فة معين44ة تض44يق من تح44رره واتس44اعه

.( 2)وانتشاره" وعليه فقد ساهمت العديد من ال44رحالت الداخلي44ة،وال44تي منه44ا ال44رحالت الحجازي44ة

ك44لكرحالتالزيارية،وكذلك الرحالت الخارجية ،والتي منها الرحالت التجارية والدعوية لبالد الص44قالبة والش44ماليين،ورحل44ةابن فضــالن لبالد البلغ44ار ورحل44ة ابن جبيرمن

( وفيه44ارحلة الشهاب إلى لقــاء األحبــاباألندلسي المعروفة باسم )أفـــوقاي رحل إلى البرتغال هروبا من مالحقات محاكم التف44تيش المس44يحية لمس44لمي غرناط44ة كتأريخ لتلك الفترة العصيبة التى مر بها مسلمي األن44دلس المنك44وبين إذ" تتض44من ج44ل النصوص الرحلية بنيات كاملة يؤرخ فيه44ا المرتح44ل للف44ترة التاريخي44ة ال44تي اس44تغرقتها

يعتم44د المعاين44ة والق44راءة والتأوي44لمنظ44وررحلته فضال عن األحداث التي عاصرها من ،وهذا ما يجعل من الرحلة وثيقة تاريخية وجغرافية هامة.(3)والسماع"

.176حفناوي بعلي،مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن،ص )(6 .88عبد الله الغذامي، النقد الثقافي)قراءة في األنساق الثقافية العربية(،ص)(1 ش44عيب حليفي،الرحل44ة في األدب الع44ربي)التجنس،آلي44ات الكتاب44ة، خط44اب المتخي44ل(،رؤي44ة للنش44ر)(2

.44، ص2006، 1والتوزيع، القاهرة، مصر، ط .68 صشعيب حليفي،الرحلة في األدب العربي)التجنس،آليات الكتابة، خطاب المتخيل(،)(3

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 132

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

. تمثالت األنساق الثقافية في الرحلة:2-1 لقد تجاوزت الدراسات النقدية الثقافية التي تناولت التراث الع4ربي بمختل4ف

44ا عن العالمي44ة لم44ا يحمل44ه من ب44ذور التجرب44ة أشكاله وأنواعه حدود الثقافة العربية بحث44ا،ومن44ه وه44ذا ماحقق44ه أدب اإلنسانية كمحفز حقيقي لحوار الثقافات/الحضارات تاريخي الرح44االت ع44بر الت44اريخ من دور حاس44م في تحقي44ق التق44ارب الفك44ري والمع44رفي بين مختلف الثقافات اإلنسانية،وعلي44ه ق44دم أدب ال44رحالت للمجتم44ع المع44رفي في الثقاف44ة العربية مادة خاما بحاجة إلى وعي نقدي أكثر جرأة،ومنهجا أكثر شمولية لتقديم ق44راءة تس44تحق من المتلقي متابعته44ا،والتع44اطي م44ع منهجه44ا دون خل44ل منهجي،فك44ان المنهج النق444دي الثق444افي من خالل التنقيب في ال444تراث الع444ربي عن األنس444اق و التم444ثيالت المضمرة في عديد النصوص األدبية من خالل الكش44ف عن س44يروروتها ال44تي تخفي زاوي44ة رؤي44ة مغ44ايرة عن ظ44اهر الح444ديث، وم44ع ذل44ك تبقى مس44ألة المنهج ت44ؤرق الناق4د/المتلقي أثن4اء ق4راءة النص،وخاص4ة في أدب ال4رحالت األم4ر ال4ذي دف4ع بالنق4د الثقافي للبق44اء ع44اجزا أم44ام العدي44د من النص44وص التراثي44ة، وتحدي44د منهجي44ة الق44راءة، والتحليل ألنساقها النصية لع44دم دراي44ة س44ابقة ب44المنهج وآلي44ات الق44راءة،وه44ذا فعال م44ا وج444دناه في أدب ال444رحالت من ص444عوبات جم444ة في اإلحاط444ة التام444ة بأنس444اقه

المضمرة،ولعل هذه األنساق قدم عددناها كاآلتي: : إذا عدنا إلى هذا النسق وجدنا أن عاصمة الدولة العباسيةنسق الدولة/المملكة- 1 ( بك44ل ماتملك44ه من ش44رعية مطلق44ة على الع44الم الش44رقي والغ44ربي،فجعله44ابغــداد)

مركزي44ة الق44رار في ك44ل م44اتراه مناس44با لص44الح الدول44ة العباس44ية وهيبته44ا العس44كرية أبو الفضل جعفــر بن المعتضــد)والسياسية،وهذا ماكان في عهد الخليفة العباسي

ألمش(،مع أحد ملوك العالم الغ44ربي الق44ديم الوثن44يين المس44مى ب44444 )المقتدر بالله (،فكانت العالقة السياسية في مجتمعه مبنية على الغلبة والقوة مما جع44لبن يلطوار

هذا األخير يطلب المدد من الخليفة العباسي في بس44ط اإلس44الم والنظ44ام الق44ائم على العدل واألخوة، والتسامح في دولته والخالص من عبادة األوثان إلى عبادة الله،وهذا ما أشارت إليه الرحلة،حيث يقول فيها:" ولما وصل كتاب ألمش بن يلطوار ملك الصقالبة إلى أمير المؤمنين يسأله فيه البعثة إليه ممن يفقه في الدين ويعرف44ه ش44رائع اإلس44الم ويبني له مسجدا وينص44ب ل44ه من44برا ليقيم علي44ه ال44دعوة ل44ه في بل44ده وجمي44ع مملكت44ه ويسأله بناء حصن يتحصن فيه من الملوك المخالفين له فأجيب إلى ما سأل عن ذلك"

(1) .المرأة: 2 الرجل/ أصلها حول- نسق تدور في الرحالت العديد من ولعل

البحث عن أقاليم جغرافية وأم44اكن جدي44دة من أج44ل االكتش44اف أو التج44ارة أو التوس44ع تحفــة النظــار فياالجتم44اعي،ون44ذكر من ذل44ك رحل44ة ابن بطوط44ة المعروف44ة ب444 )

محم44ود األلوس44ى أب44و الثن44اء ش44هاب(، ورحل44ة غرائب األمصار وعجائب األسـفار غرائب االغتراب ونزهة األلبـاب في الـذهاب واإلقامـة المعروفة ب44444 )الدين

نزهة المشــتاق في اخــتراق(،ورحل44ة الش44ريف اإلدريس44ي المس44ماة ب44)واإلياب وغيرها من الرحالت التي كانت تدور في فحوى استكش44اف مختل44ف األق44اليماآلفاق(

واألمصار بحثا عن المتعة والتبادل الثقافي م44ع الغ44ير،وإذا ع44دنا إلى رحل44ة ابن فض44الن أحمد بن العباس بن رشيد بن حماد البغدادي،رحلة ابن فضالن إلى بالد الترك والروس والصقالبة،)(4 1

.05ص2013، 1مطبعة أروى، وزارة الثقافة، عمان، األردن،ط

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 133

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

وجدناها تحدثنا هي األخرى عن ضرورة معرفة ثقافة الغير،وتصوير العالق44ات اإلنس44انية بين مجتم44ع الرج44ال/النس44اء في األق44اليم ال44تي م44ر به44ا في رحلت44ه فعمل44ه يتع44الق باألنثربولوجي، والسوسيولوجي في معرفه عادات وتقاليد تلك الشعوب، وقد أشار ابن فضالن عن ذلك في أكثر من موض44ع في رحلت44ه فيق4ول:" ويجتم44ع في ال4بيت العش44رة والعشرون واألقل واألكثر ولكل واحد سرير يجلس عليه ومعهم الجواري الروقة للتجار فينكح الواحد جاريته ورفيقه ينظر إليه وربما اجتمعت الجماع44ة منهم على ه44ذه الح44ال بعضهم بحذاء بعض وربما ي44دخل الت44اجر عليهم ليش44تري من بعض44هم جاري44ة فيص44ادفه

وه44ذا األم44ر يش44ير ص44راحة إلى الس44لطة،(1)ينكحها فال ي44زول عنه44ا ح44تى يفض44ي أرب44ه" الذكورية المفروض4ة على مجتم4ع النس4اء ال4ذي يبقى فاق4دا للهوي4ة االجتماعي4ة داخ4ل مجتمع الرجال الذي يساهم في تسليع القيم،حيث تبقى هذه الصورة المض44مرة لحال44ة الم44رأة داخ44ل البني44ة القيمي44ة للمجتم44ع تع44اني في ص44مت داخ44ل ه44رم س44لطة الق44رار

الذكوري. القصد من ذلك عرض الرحاالت التي تناولت قضية- نسق اإلسالم/الوثنية:3

السفر إلى بالد العجم من أجل االكتشاف والتحاور الفكري، والثقافي معهم نحو رحل44ة (،ورحل44ةلتذكرة باألخبار عن اتفاقات األسفارابن جبير األندلسي المعروفة ب444)ا

رحلة إلى بالد الــترك والــروسأفوقاي األندلسي،ورحلة ابن فضالن المسماة ب444 ،وبقيت جل تلكم الرحالت بأنواعها وأشكالها المتعددة وثيقة تاريخية هام44ةوالصقالبة

في عالم النثر العربي القديم لما تجسده من تص44ور عن معتق44دات المجتمع44ات واألمم الغربية في فترة تاريخية ما،وماساد تلك الفترة من أحداث اجتماعية وسياسية وثقافية44ف إلى المتلقين من العلم44اء وطلب44ة العلم ح44تى تبقى س44ندا لهم في بارزة نقلها المؤل رحالتهم في معرفة األمصار،وطرق السفر في القر والحر لمن يطلب الرحل44ة إلى بالد

رحلة إلى بالدالغ44رب،والب44د من اإلش44ادة ب44أن نص رحل44ة ابن فض44الن المس44ماة ب444 قاد إلى عملية التفاعل والتخصيب ال44ديني بين أص44حابالترك والروس والصقالبة

العقيدة )المسلمين( من جهة، وعبدة األوثان من جهة ثانية، والذي على أساسه تتحقق الغاية من الرحلة وهي نشر الدين اإلس44المي عن44د مختل44ف األمم المس44يحية، والوثني44ة،

()ذي القــرنينودعواتهم إلى توحيد الله وهي تشبه إلى حد كبير رحلة الملك الص44الح والتي ذكرها القرآن الكريم في سورة الكه4ف،وإذا ع4دنا للرحل44ة وج4دنا ه4ذه األنس4اق المضمرة في سردا لرحالة ابن فضالن،إذ يق44ول:"وق44ال بعض44هم وس44معني أق44رأ قرأن44ا

،وه44ذا دلي44ل على،(2)فاستحس44ن الق44رآن وأقب44ل يق44ول للترجم44ان: ق44ل ل44ه: ال تس44كت" إعجابهم الشديد بسماع تالوة القرآن الكريم،فله حالوة،وعليه طالوة، وفي النهاية نج44د أن الش44كل اآلتي يوض44ح لن44ا ص44ورة األنس44اق وتمثالته44ا في رحل44ة ابن فض44الن إلى بالد

الترك والروس والصقالبة.

أحم44د بن العب44اس بن رش44يد بن حم44اد البغ44دادي،رحل44ة ابن فض44الن إلى بالد ال44ترك وال44روس)(444 1 .12والصقالبة،ص

.16المصدر نفسه،ص)( 2

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 134

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

. اإلحاالت الثقافية في رحلة ابن فضالن وإشكالية التلقي:2-2 تبدو اإلحاالت الثقافية التي طرحتها رحلة ابن فضالن إلى بالد ال44ترك وال44روس

(ابن فضالنوالصقالبة وما تحمله من تيمات وأنساق ثقافية متعددة شهدها الرحالة ) س44اهمت(1)كان لها األثر "بتالقح التجارب الثقافية،واالحتكاك بمكونات معرفية وثقافي44ة"

في إطالع المثقف العربي تاريخيا على ثقافة اآلخر،ومعرفة هويته الفكري44ة والحض44ارية كف44رد يعيش م44ع غ44يره من ب44ني البش44ر رغم التب44اين الكب44ير بين44ه،وبين اآلخ44ر من غ44ير عقيدته، وانتمائه القبلي ليصبح "عنصر التفاع44ل في الرحل44ة مزدوج44ا ومتباينا444، فهن44اك ثقافة ماقبل الرحلة الفعلية وهي الثقافة الموجهة، المهيئة لالستقبال،تتحوط بمجموعة من االنطباعات المرفودة بصور وأحالم وتخيالت ،أو بمع44ارف س44ماعية أو مس44تقاة من رحالت سابقة تخضع للتحويل والتأويل.. إنه44ا ثقاف44ة م44ا قب44ل الرحل44ة الموجه4ة، مقاب44ل ثقاف44ة مت بع44د الرحل44ة حيث تص44طدم االنطباع44ات والمع44ارف القبلي44ة/المس44بقة م44ع

.( 2)المشاهدات التي تكونت إدراكا جديدا ينضاف إلى االنطباعات"الثقافية في رحلة ) ،حيث تنوعت بين أنساقابن فضالن(لقد تعددت األنساق

ثقافي444ة، اجتماعي444ة،أنس444اق ثقافي444ة ،جغرافي444ة أنس444اق ثقافي444ة،سياس444ية،أنس444اق ثقافية،دينية،أنساق ثقافية اقتصادية وكل تلك األنساق ظاهرها وباطنها في متن الرحلة قد كشفت عن عمق التثاقف بين الدولة العربية اإلسالمية4،وبقية الشعوب وحضاراتهم المختلف44ة من غ44ير المس44لمين،وص44عبت من تلقي أنس44اق الرحل44ة ه44ذه ذات األح44داث المتداخلة "بوصفها حوادث ثقافية،ومن ثم اكتناه أبعادها ومضمراتها النسقية،التي تبدو

(3)هي األخرى على وشيجة تامة بالسياقات الثقافية والظروف التاريخية ال44تي أنتجته44ا"

،وعليه بقيت مسألة األنساق الثقافية داخل النص الن44ثري تع44دد لهوي44ات فني44ة وجمالي44ة متباينة،وما حملته تلكم األنساق من حموالت متداخلة داخ44ل بني44ة النص األدبي لتش44كل مفارق44ة كب44يرة في التلقي له44ذا ال44تراث المش44حون بتع44دد ثق44افي إنس44اني كب44ير،وه44ذا

(إذ نجد "أن التشكيالت الجمالية والصور الفنية ال44تيرحلة ابن فضالنماجسده نص) تمثل نسيجا كليا لتلك النصوص،ليس44ت س44وى مظه4ر وهمي خ44ادع يض44مر في جوانيت44ه

ابن،فعال فنص رحل44ة)( 4)أنس44اقا مخاتل44ة تتعل44ق ب44المجتمع والثقاف44ة واإلي44ديولوجيا" ابن( يضمر في طياته الكثير من أنساق ثقافة الشعوب التي مر بها الرحال44ة)فضالن

.150شعيب حليفي، الرحلة في األدب العربي)التجنس،آليات الكتابة، خطاب المتخيل( ،ص)(1. 92 المرجع نفسه،ص)(2 يوسف عليمات،النسق الثقافي)قراءة ثقافية في أنساق الش44عر الع44ربي الق44ديم(،منش44ورات وزارة)(3

.173 ،ص2014، 1الثقافة، ط .174يوسف عليمات،النسق الثقافي)قراءة ثقافية في أنساق الشعر العربي القديم(،ص)(4

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي ©

تـمثالـت األنـساـق الـثقاـفية

نـسـق اإلـسالم/

الـوثنـيةنـسـق الـرـجل/

الـمـرأـةنـسـق

الـدـولـة/الـمـملكة

135

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

وكل شعب منهم له نسق ثقافي معين يحيا في44هترك/روس/ صقالبة،( من فضالنويعيش به يختلف كليا عن اآلخر

وعلي44ه تبقى إش44كالية تلقي ال44تراث الن44ثري الع44ربي الق44ديم من مؤسس44ة النق44د العربي الحديث مأزقا تاريخيا شكل هاجسا نقديا كب44يرا لماخلق44ه من مفارق44ات متباين44ة بين النقاد أنفسهم،وآلية التجاوب النقدي السليم خاصة أن" الظروف التاريخية الخاصة

،التي يجب أن( 1)بكل ثقافة والنتائج المترتبة عليها تؤثر في تشكيل المفاهيم والمناهج" تحدث فرقا جوهريا في عملية قراءة التراث قراءة واعية تقوم على منهج سليم تتحدد من خالل4ه العدي4د من التج4ارب النقدي4ة المناس4بة لعملي44ة التلقي،وم4ع ذل4ك كل4ه تبقى مس44ألة المنهج ت44ؤرق النق44د الع44ربي بوج44ه خ44اص في عملي44ة تلقي ال44تراث الع44ربي

القديم،وتجاوب المنهج وأدواته اإلجرائية في عملية القراءة. إن معضلة استخدام المنهج، وأدواته اإلجرائية تبقى مسألة بحاجة إلى إعادة النظ44ر من طرف النقد العربي،والتنظير له44ا بش44كل يس44مح له44ا ب44الخروج من م44أزق الخ44وف، والتحجيم الذي صاحب عملية قراءة التراث النثري على وجه خاص،وهذا م44ادفع بالنق44د العربي قاطبا بضرورة التفاؤل في قراءة التراث العربي دون ه44واجس تح44د من قيم44ة القراءة،ومرجعيتها الفلسفية أو المعرفية بش44كل ع44ام،إذ يجب على الناق44د الح44اذق أن يكون" واعيا وفاعال وبشكل خاص في تمثله لتضاريس هذا المشهد المنهجية واإلجرائية ومحاولته بلورة رؤيا نقدية- أو مجموعة رؤى نقدية- تفصح عن خصوص44يته وجديت44ه في إيصال القطيعة المعرفية التي بدأت على أي44دي المفك44رين والنق44اد النهض44ويين الع44رب

،ومع ذلك كله بقيت مس44ألة التلقي مش44كلة عويص44ة في النق44د(2)إلى نهايتها المنطقية" الع444ربي المعاص444ر ل444تراث ض444خم متن444وع يس444وده االختالف المتب444اين في الش444كل والمض44مون،وه44ذا ماعج44ل في النهاي44ة ب44ترك ال44تراث،والته44رب من قراءت44ه بأس44اليب، ومناهج نقدية معاصرة تكشف عن مضمراته وتقدمه في ثوب جديد يمكن الباحثين من تناوله، والتواصل معه تدريجيا دون قطيعة إبستومولوجية تخلف إشكاال في البحث في44ه خصوصا لدى طالب العلم في اختصاصات النقد األدبي القديم، ولعل المغامرة النقدي44ة44ا يع4د تح44ديا ص4ريحا التي قام بها العديد من النقاد العرب للمنتج ال4تراثي الق44ديم حالي

إلخراج هذا التراث،وتبنيه دون إفراط أو تفريط. أ- اإلحالة االجتماعية:

نسقا متوزايا مع نسق خ44طابن فضالن يبدو النسق الثقافي االجتماعي في رحلة الرحلة لما فيها من تعدد ثقافي، واجتماعي وثقه الرحالة في نصه فالرحلة تكشف عن

ابنالعمق االجتماعي المتباين بين جميع ش44عوب األرض في الف44ترة ال44تي رح44ل فيه44ا ( ال44ذي طلب الم44ددألمش بن يلطــوار لهدف44ه قاص44دا به44ا مل44ك الص44قالبة)فضالن

والمساعدة من أمير المؤمنين لحمايت44ه من أعدائ44ه وخاص44ة اليه44ود ببن44اء س44ور يحمي44ه ويحمي عرشه من التهاوي بعد الدخول في اإلسالم، فك44ان ل44ه م44ا أراد لم44ا أرس44ل ل44ه

( يحمل له م44ا طلب،ويعين44ه على تجس44يد ال44دين،وإقام44ةابن فضالنالخليفة برسوله) ه4(من دار السالم عاص44مة921م/309شعائر اإلسالم في بالده،وقد بدأت رحلته سنة)

.40،ص 2002، 1سمير سعيد، مشكالت الحداثة،الدار الثقافية للنشر،القاهرة،مصر،ط)( 1 فاضل ثامر،اللغة الثانية إشكالية المنهج والنظرية والمصطلح في الخطاب النقدي العربي الحديث،)(4 2

.82، ص1994، 1المركز الثقافي العربي،الدار البيضاء،المغرب،ط

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 136

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

ه( بالوص44ول إلى بالد310م/922( لتنتهي الرحل44ة س44نة )بغــدادالخالف44ة العباس44ية ).البلغار(الصقالبة)

مر بالعديد من األمصار واألقاليم التابعةابن فضالن( وأثناء تلك الرحلة التي قام ) لدولة اإلسالم ،وغيرها من البلدان المترامية األطراف ألقوام من المس44يح أو اليه44ود أو الذين ليس له عقيدة، وأقام- في كل مرة عند قوم منهم-أياما ضيفا يسجل ويوثق ك44ل م44ايراه ويش44اهده من غ44رائب األخب44ار، واألمص44ار،وه44ذه األخب44ار نج44دها كله44ا ك44انت

...إلخ. العادات والتقاليد /األكل والشرب/نسق اللباسحول:مظهر التعايش:أ-

يبدو مظهر ارتداء اللباس الذي شهده- ابن فضالن في رحلته - للعديد من األق44وام متباينا حسب طبيعة كل منطقة جغرافيا،وفصليا،فهن44اك من يلبس الص44وف وهن44اك من نصفه العلوي عار ونصفه السفلي مستور بقماش،وهن44اك من ه44و ع44ار الح44التين،وه44ذااألمر جعله يدرس طريقة تفكير كل منطقة على حالها، وهذا مايتضح في األمثلة اآلتية:

- المثال األول)مدينة جورجيا(:" كنت أنام في جوف بيت وفيه قبة لبــود* ،وهذا في توضيح لما في ه4ذه المنطق44ة من(1)تركية وأنا مدثر باألكسية والفرى"

ال44برد الش44ديد وص44عوبة العيش فيه44ا إذا لم يكن الش44خص مك44ورا بمختل44ف األلبس44ةواألغطية.

إذ يص4444ف نم4444ط حي4444اتهم المعيش4444ية- المثـــال الثـــاني)بالد الصـــقالبة(:* :"ورأيتهم يتبركون بعواء الكالب جدا ويفرحون بــه ويقولــون: ســنةفيقول

.(2)"خصب وبركة وسالمة يص44ف ل44ون وش44كل أجس44امهم نوعي44ة لباس44هم حيث-المثــال الثــالث)الــروس(:*

فيقول:"فلم أر أتم أبدانا منهم كأنهم النخل شقر حمر اليلبسون القراطق وال الخفاتين ولكن يلبس الرجل منهم كساء يشتمل به على أحد شقيه ويخرج إحدى يديه من44ه وم44ع

.(3)كل واحد منهم فأس وسيف وسكين اليفارقه جميع ماذذكرنا"

ب ـ - مظهر العادات والتقاليد: نج44ده ق44د ص44ور لن44اابن فضالن إن إحالة العادات والتقاليد التي جمعت في رحلة

فيه44ا العدي44د من أن44واع تل44ك الع44ادات والتقالي44د ال44تي يحي44ا فيه44ا أق44وام مختلف44ون في سلوكاتهم وطريقة العيش التي تبدو مرة قريبة من اإلنسانية،ومرة أخرى نجدها قريب44ة من الحيواني44ة،فك4ل ق4وم ل4ه نظ4رة في الحي4اة تختل44ف عن غيره4ا في ص4نوف العيش واألكل والشرب،والفرح والقرح، الح44رب والس44لم ال44زواج والم44يراث وغيره44ا من تل44ك الطقوس البشرية التي تبدو للمتلقي ألغلبها وثني44ة،وعلي44ه نس44وق األمثل44ة اآلتي44ة وال44تي

وثقها ابن فضالن في رحلته:

أحم44د بن العب44اس بن رش44يد بن حم44اد البغ44دادي،رحل44ة ابن فض44الن إلى بالد ال44ترك وال44روس)(444 1 .12والصقالبة،ص

. 33المصدر نفسه،ص)( 2. 45المصدر نفسه،ص)( 3

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 137

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

(:"إذا مات الرجل منهم حفروا له حفيرة كبيرة علىقبيلة الغزية)المثال األول-4 * هيئة البيت وعمدوا إليه فألبسوه قرطقة ومنطقته وقوس44ه وجعل44وا في ي44ده ق44دحا من خشب فيه نبيذ وتركوا بين يديه إناء من خش44ب في44ه نبي44ذ وج44اءوا بك44ل مال44ه فجعل44وه معه)...( وعمدوا إلى دوابه على قدر كثرتها فقتلوا منها مئة رأس إلى مئ44تي رأس إلى رأس واحد وأكلوا لحومها إال الرأس والقوائم والجلد والذنب فإنهم يص44لبون ذل44ك على الخشب وقالوا: هذه دوابه يركبها إلى الجنة فإن كان قتل إنس44انا وك44ان ش44جاعا نحت44وا صورا من خشب على عدد من قتل وجعلوها على قبره وقالوا: هؤالء غلمانه يخدمون44ه

.(1)في الجنة" ا ج4اءوا ب4ه إلى ش4جرة- المثال الثاني:)قوم الروس* (" إذا أصابوا س44ارقا أو لص44

غليظة وشدوا في عنقه حبال وثيقا وعلقوه فيه44ا ويبقى معلق44ا ح44تى يتقط44ع من المكث.(2)بالرياح واألمطار"

44ا هام44ا من الثقاف4ة وتبقى ج4ل تل44ك الع4ادات والتقالي44د،444وسبل العيش تمث4ل جانب االجتماعية التي يحيا فيها العديد من األقوام التي كانت محاذي44ة لدول44ة اإلس44الم، فك44ان الج444انب السوس444يولوجي لك444ل ق444وم منهم ق444د ش444كل خصوص444ية ل444دى قبائ444ل:

، التي مر بها أثناء الرحلة.الترك/الروس/الصقالبةب- اإلحالة الدينية:

ابن فضالن رؤية خاصة عند كل مجتمع مر ب444ه النسق الثقافي/الديني شكل أثناء سفره من دار السالم حتى بالد الصقالبة، فقد تب44اينت ديان44ة ك44ل قبيل44ة،حيث نج44د القبائل التابع44ة إلقليم الدول44ة اإلس44المية بقيت وفي44ة لإلس44الم،بينم44ا نج44د بعض القبائ44ل التركية المتاخمة لحدود دولة المسلمين،فيها من الديانة الوثنية ال44تي تك44ثر عن44د ه44ؤالء

ألمش ماعدا قبيلة)الروس والصقالبة وقبائل الجرجانية/الغزيةخاصة قبائل من (،والتي خضعت فيما بعد لدول44ة اإلس44الم حيث س44مى ملكه44ا نفس4ه باس44مبن يلطوار

44ا، حيث خطب في قوم44ه ق44ائال لهمجعفرخليف44ة المس44لمين ) :" اللهم أصــلح( تيمن ، ليص44بح ه44اجس(3)"عبدك جعفر بن عبد الله أمير بلغار مولى أمير المؤمنين

الدين والصراع العقدي هدفا بين بني البشر على اختالف معتقاداتهم وطقوس44هم ال44تي يؤمنون بها،وما فيها من قيم وسلوكات تشكل هويتهم التي يعتقدون بها،وسوف نسوق

األمثلة اآلتية لهذا التباين بين بني البشر من مسلمين ووثنين الدين لهم. المعتقد عند قبائل الترك:أ-

44ا فيهم من هم ي44دينون باإلس44الم،وفيهم يبدو المعتقد عند بعض قبائل الترك متباين يص44اب بح44يرة التعام44ل معهمابن فضالن من يدين بالوثية،وهذا األمر جعل الرحال44ة

والمحافظة على ديانته، حيث سئل من بعض أف44راد قبائ44ل الغزي44ة عن الق44رآن الك44ريم والله، على لسان الترجمان:" قل لهذا األعرابي ألربنا عز وجل امرأة فاستعظمت ذلك

، واألمر الجلل الذي في معتق44د(4)وسبحت الله واستغفرته فسبح واستغفر كما فعلت" (التركية عظيم ألنهم كانوا ك44ل واح44د منهم يجع44ل لنفس44ه خش44بةالباشغردأهل قبيلة)

أحمد بن العباس بن رشيد بن حماد البغدادي،رحلة ابن فضالن إلى بالد الترك والروس والصقالبة،)(4 1. 20ص

. 48المصدر نفسه ص)( 2. 28المصدر نفسه،ص)( 3

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 138

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

44ا: للش44تاء رب 44ا،كم44ا نج44د" منهم من ي44زعم أن ل44ه اث44ني عش44ر رب ينحته44ا وس44يميها رب وللصيف رب وللمطر رب، وللريح رب وللشجر رب وللناس رب ولل44دواب رب وللم44اء رب ولليل رب و للنهار رب وللموت رب ولألرض رب،والرب الذي في السماء أكبرهم إال أنه يجتمع مع هؤالء باتفاق ويرض كل واحد منهم بما يعم4ل)...( ورأين4ا طائف4ة منهم

.(1)تعبد الحيات وطائفة تعبد السمك وطائفة تعبد الكراكي"ب- المعتقد عند قبائل الروس:

يب44دو المعتق44د عن44د قبائ44ل ال44روس ش44ائك ومعق44د لمايس44وده من وثني44ة مترامي44ة ( على"أنهم أقذر خلق الل44هابن فضىالناألطراف على كامل سلوكياتهم إذ يصورهم )

اليستنجون من غائط والبول وال يغتسلون من جنابة وال يغسلون أيدهم من الطعام ب44ل هم كالحمير الضالة يجيؤون من بلدانهم فيرسون سفنهم بإت44ل وه44و نه44ر كب44ير ويبن44ون

ومع ذلك يبقى المعتقد الديني مس44ألة ذات ش44أن( 2)على شطه بيوتا كبارا من الخشب"44زه عن ثقافي كبير ألي مجتمع س44واء ك44ان مس44لما أو وث44ني يؤس44س لنفس44ه هوي44ة تمي غيره، وتبقى رحلة ابن فضالن وثيقة ثقافي44ة لجمي44ع األق44وام ال44تي م44ر بهم واحت44ك بهم

الرحالة.جـ- اإلحالة االقتصادية:

صورة هامة عن نوعية التعامالت التجاريةالثقافي/القتصادي لقد رسم النسق والمالية التي كانت تتم بين دول44ة اإلس44الم، وال44دول والقبائ44ل المج44اورة له44ا من أت44رك وروس وصقالبة ويهود وغيرهم من المجتمعات التي أص44بحت لك44ل واح4دة منهم عمل44ة

ابنمالية خاصة بها وطريق محددة للمعامالت التجاري44ة تميزه44ا عن غيره44ا نقله44ا لن44ا )ــالن ــ مدين4444ة دار الس4444الم/دس4444كرة /حل4444وان(،حيث انطلقت الرحل4444ة: منفض

/قرمس44يس/س44اوة /ال44ري/خ44وار ال44ري /س44منان/ال44دامغان/نيس44ابور/س44رخس /م44رو /قشمهان/المفازة/جيح44ون/آفري44ر رب44اط ط44اهر بن علي/بيكن44د/بخ44ارا/ خ44وارزم الغزي44ة /البنجاك/ الباشغرد /البلغار/الروس، وكل مدينة أو قبيلة من هؤالء لها عمل44ة ذات ل44ون خاص تتميز به عن غيرها،واألمثلة اآلتية التي نس44وقها تش44ير إلى ذل44ك التط44ور والتغ44ير

والمثاقفة االقتصادية التي كانت بين بالد المسلمين وغيرها من بالد العالم الوثني. إلى ذل44ك ق44ائال:"ابن فضــالنيش44ر أ- مظــاهر التجــارة: )الــدراهم ببخـارى(

ورأيت الدراهم ببخارا ألوانا شتى منها دراهم يقال لها الغطريفي44ة: وهي نح44اس وش44به ، وعلى هذا تختل44ف في ش44كلها(3)وصفر يؤخذ منها عدد بال وزن مئة منها بدرهم فضة "

(المعروفة ب44بغدادوقيمتها عن القيم المالية الموجودة في عاصمة الخالفة اإلسالمية )(، ويتعامل بهاابن فضالن التي يعرفها )دار السالم

ــراء: ــبيع و الش ــاهر ال يتم عن طري444ق المقايض444ة في بعض بالد ال444تركب- مظ والصقالبة البلغ44ار بش44كل خ44اص كم44ا ه44و م44بين في الرحل44ة،حيث يش44ير إلى ذل44ك ابن فضالن فيقول:" وأك44ثر أكلهم الج44اورس ولحم الداب44ة على أن الحنط44ة والش44عير كث44ير

أحمد بن العباس بن رشيد بن حماد البغدادي، رحلة ابن فضالن إلى بالد الترك والروس والصقالبة،)( 416 .

. 25 صالمصدر نفسه،)( 1. 46المصدر نفسه،ص)( 2. 09المصدر نفسه،ص)( 3

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 139

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

وكل من زرع شيئا أخذه لنفسه ليس للملك فيه حق غير أنهم يؤدون إليه في كل سنة ، ومع ذلك يبقى االختالف واضح في طري44ق ال44بيع والش44راء( 2)من كل بيت جلد سمور"

بين جميع البشر الذين مر بهم ابن فضالن وأصحابه الذين ش44هدوا الرحل44ة مع44ه خاص44ة (،ونقل44وا عجائبه44ا وغرائبه44ا من ع44ادات وتقالي44د ألق44وامتكين وسوســن وبــارس)

يــأجوج، الغزيــة، الصــقالبة، الــروسمختلفين عنهم في المل444ة خاص444ة ق444وم ،وماساد رحلته من واقعية ممزوج44ة بالخي44ال والخراف44ات،فهي تح44اكي رحل44ةومأجوج

وماساد رحلته من عبر تاريخية صورها القرآن الك44ريم فيذي القرنينالملك الصالح (.أهل الكهفقصة )

*- خاتمة: (نم44وذج تث44اقفي في التق44ارب بين مختل44فابن فضالن وفي النهاية نجد أن رحلة )

الثقافات لما حملته من ازدواجية معرفية وفكري44ة للعدي44د من بل44دان األمم الوثني44ة لف44ترة العصور الوسطى بداية من بالد الترك ,وبالد الروس ونهاي44ة ببالد الص44قالبة،وعلي44ه فق44دت

بالدتعددت األنساق التي كانت متباين44ة بين ه44ذه األمم ال44تي م44ر به44ا وص44وال إلى هدف44ه ) (،ومافيها من غرائب وعجائب األخبار واألقدار التي ك44انت ت44رمي ب44ه من قبيل44ةالصقالبة

إلى أخرى حتى وصل إلى ملكها،وما قدمه له من عربون التعاون، والتواصل ال44ذي طلب44ه أبــو الفضــل جعفــر بن( مكن خليفة المس44لمين )ألمش بن يلطوارملك الصقالبة )

،الذي زوده بالم4دد والع4ون من الم4ال ليقيم ش44ريعة اإلس44المالمقتدر بالله(المعتضد ودين الله في أرضه، من أجل بناء حصن كبير يحتمي به من المن44اوئين لدين44ه الجدي44د من أبناء عشيرته وغيرهم من القبائل الك44افرة،وفعال ك44ان ل44ه م44ا طلب،وفعال تحققت الغاي44ة بسفر ابن فضالن إليه رسول أمير المؤمنين لينقل إليه حاجته ويبلغه س4المه،وم4ا ص44احب

في رحلت44ه كنس44ق ثق44افي متع44دد الص44ورابن فضــالن( الرحل44ة من ع44ثرات وثقه44ا ) ،(3)والدالالت"في حرك4ة ض4دية دائب44ة من أج4ل خل44ق ع4والم موض44وعية النهاي44ة لض44ديتها"

فتصبح رحلته في النهاية محطة إنسانية عالمية تتخطى كل الحواجز اإلنسانية لتشكل فيالنهاية التعدد النسقي البشري دون حدود أو فواصل.

قائمة المصادر والمراجع: أحم44د بن العب44اس بن رش44يد بن حم44اد البغ44دادي،رحل44ة ابن فض44الن إلى بالد ال44ترك(44 1)

.2013، 1والروس والصقالبة، مطبعة أروى، وزارة الثقافة، عمان، األردن،ط حفن44اوي بعلي،م44دخل في نظري44ة النق44د الثق44افي المق44ارن،ال44دار العربي44ة للعل44وم-(2)

.2007، 1ناشرون، بيروت-لبنان،ومنشورات االختالف،الجزائر،ط يوسف عليمات،النسق الثقافي)ق44راءة ثقافي44ة في أنس44اق الش44عر الع44ربي الق44ديم(،(3)

.2014، 1منشورات وزارة الثقافة،ط

أحمد بن العباس بن رشيد بن حماد البغدادي،رحلة ابن فضالن إلى بالد الترك والروس والصقالبة،)(4 2. 34ص

. 175يوسف عليمات،النسق الثقافي)قراءة ثقافية في أنساق الشعر العربي القديم(، ص)(3

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 140

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

ميجان الرويلي، سعد البازعي، دليل الناق44د األدبي، المرك44ز الثق44افي الع44ربي،ال44دار(44 4) أنتروبولوجي44ا ال44تراث)ال44تراثالبش44ير الع44ربي، (5).44،2002 3البيض44اء- المغ44رب، ط

.2008، 1كرأسمال اجتماعي( المغربية للطباعة والنشر واإلشهار، تونس،ط.2002، 1سمير سعيد،مشكالت الحداثة،الدار الثقافية للنشر،القاهرة،مصر،ط(6) عبد الله الغذامي، النقد الثقافي)قراءة في األنساق الثقافية العربية(،المركز الثقافي(7)

.2005، 3العربي،الدار البيضاء- المغرب، ط فاضل ثامر،اللغة الثانية إشكالية المنهج والنظرية والمصطلح في الخط44اب النق44دي(444 8)

. 1994، 1العربي الحديث، المركز الثقافي العربي،الدار البيضاء،المغرب،ط ش444عيب حليفي، الرحل444ة في األدب الع444ربي)التجنس،آلي444ات الكتاب444ة، خط444اب(44444 9)

.2006، 1المتخيل( ،رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر،ط

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 141

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

شعرية النص الرقمي في رواية بوح الوجع بين اإليقاعالنصي والحوار اإلجناسي

ـ الجزائر02األستاذة: منى صريفق ـ جامعة محمد لمين دباغين، سطيف

الملخص: تخلق الرواية المعاصرة إيقاعها الخاص وتجعل بين كل العناصر التي تش44كل

معمارها البنائي عالقات خاصة، سواء أكان ذلك على مستوى بنيتها أو اللغة التي كتبت بها. إنها تنقل عددا ال منتهيا من الخطابات التفاعلية والجدلية بين القارئ والكاتب الذي يرى بدوره في جنس الرواية اختي44ارا يمارس44ه من بين إمكاني44ات أدبي44ة متع44ددة، إال أن الحرية المطلقة في اختيار الجنس األدبي المعبر عن رؤية الكاتب لعالم44ه التخيلي ق44د تتعارض عندما يحاول استلهام خطاب لغوي آخ4ر يع44زز ب44ه رؤيت44ه الفني44ة فيجع4ل النص يخالف ما يعرف بالشكل األدبي. إال أن النص الرقمي/ االلكتروني ذا الش44كل الم44تراوح بين الرسالة القصيرة والمراسلة االلكترونية كان ركيزة في بناء نص بوح الوجع لغوي44ا. فق44د اس44تثمر الك44اتب خاص44ية اس44تيعاب الرواي44ة لك44ل ش44كل أدبي ليوظ44ف الت44داخل اإلجناسي. من هن44ا نف44ترض أن ش44عرية النص ال44رقمي في رواي44ة ب44وح الوج44ع س44تكون مؤسسة على ما نستنطقه من خصائص هذا الخطاب األدبي الن44وعي وكي44ف يب44ني ه44ذا

النص جل إيقاعاته الخاصة. الكلمات المفتاحية: الشعرية، بوح الوجع، الرواية ، المعاصرة، النص الرقمي، الت44داخل

اإلجناسي .

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 142

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

كتاب4ة، يك4ون هدف4ه فعل إنساني يتوسل اللغة سواء أكان ذل4ك ش4فاهة أم األدب الرئيس44ي تص44وير الواق44ع ونقل44ه، لكن بإع44ادة ص44ياغته ص44ياغة فني44ة متطابق44ة مع44ه أو

زكي في تعريف44ه لألدب: "األدب نش44اط لغ44وي متجاوزة له ، كما يبن ذلك أحمد كمال ولكي يبل44ور األديب رؤاه الخاص44ة في1يستهدف توليد الحياة التي تحدث متعة جميلة"

قالب فني مميز قصد إحداث لذة في نفس المتلقي له الخي44ار في نهج مس44لكين هم44ا: الشعر أو النثر)المنظوم أو المنثور(. فهي أجناس أدبية تتفرع عنه44ا أن44واع مختلف44ة *تعرف بأنواع التشكيل الفني األدبي. ه44ذا م44ا يقدم44ه لن44ا النص ال44روائي "ب44وح الوج44ع"

ه44ذا النص الس44ردي أن يحق44ق لنفس44ه لل44روائي محم44د األمين بن ربي44ع، فق44د اس44تطاع كينونة متفردة من حيث البناء الفني ،وهذا يتمظهر على مستوى لغة الخطاب السردي بالتحدي44د في خض44م تق44ديم القص44ة المس44رودة للق44ارئ ال44تي تعتن44ق الرؤي44ة الس44ردية

لنقل األحداث في أجواء إخبارية سردية لرسالة الوجع ال44تي المصاحبة لألحداث طريقة ألمت بروح إنسانية كان كل ما فعلته أنها ركزت كل مشاعرها نحو حلم جميل مشترك بين روحين لتخلق لنفسها إيقاعا روائيا متفردا. ولكن قبل الخوض في تش44كيالت النص

علينا إزالة اإلبه44ام المف44اهيمي ال44ذي يع44تري الذي يكتبه الروائي محمد األمين بن ربيع،مساحة المناقشة التي تؤسس لرؤيتنا في هذا العمل األدبي.

نظرية األجناس األدبية: -1 لو أردنا التأريخ لهذه النظري4ة لوج4دنا ج4ذورها تع4ود إلى الفيلس4وف اليون4اني أفالطون إذ يعد من األوائل الذين تح44دثوا عن فك44رة األجن44اس األدبي44ة وذل44ك في كتاب44ه

ك44امال تض44من ه44ذه القض44ية، إال أن44ه لم يتج44اوز الجمهورية. والذي نج44ده خص44ص ج44زءا أرسطو الفكرة في كتاب44ه الطرح للفكرة في إطار محاورات ال أكثر. بعد أفالطون تبنى

المشهور "فن الشعر" ومالمح هذه النظرية تظهر عنده من خالل تقس44يمه الش44عر إلى ثالثة أقسام أساسية: التراجيديا والكوميديا والملحم44ة. إال أن ه44ذه النظري44ة األرس44طية لألجناس األدبية لم تبق حبيسة عصره، وإنما تجاوزته ليشهدها العصر الح44الي وه44ذا م44ا هو مالحظ في الدراسات النقدية المعاصرة نبدؤها مع أعمدة التيار الشكالني ح4ول م44ا يعرف لديهم بالقيمة المهيمنة: "فعلينا أن نتذكر دائما أن العنصر ال44ذي يح44دد نوع44ا م44ا من اللغة يسيطر على البنية الكاملة ومن ثم يعمل بوصفه مقوم44ا إجباري44ا وغ44ير قاب44ل

فه44ذا المس44يطر 2للتحويل يتحكم بالعناصر الباقية جميعا ويمارس تأثيرا مباشرا عليه44ا" يعد المكون المحوري في العم44ل الف44ني فعلى س44بيل المث44ال نج44د الس44رد ه44و القيم44ة المهيمنة في الرواية وبالتالي يصبح هذا المكون العنصر األساسي في تصنيف األعم44ال اإلبداعية الالحقة هذا من جهة ومن جهة أخرى فهذا يعني أن مبدأ صفاء األجن44اس ك44ان يع44د من أهم الص44فات ال44تي يتم44يز به44ا الخط44اب األدبي آن44ذاك. ففي الفص44ل ن44وع من التصريح بمبدأ التفريق بين األجن44اس واألن44واع األدبي44ة. ولكن ه44ذا ال44رأي ال ينحص44ر في

،2- أحمد كمال زكي، النقد األدبي الحديث أصوله و اتجاهاته، دار النهضة العربية بيروت "لبنان" ط1. 76.ص 1981سنة

*ب44وح الوج44ع، رواي44ة لل44روائي "محم44د األمين بن ربي44ع" حاص44لة على ج44ائزة رئيس الجمهوري44ة علي* . طبعت بالمؤسسة الوطني44ة للفن44ون المطبعي44ة، م44وفم ، وح44دة2012معاشي للمواهب الشابة سنة

.2014الرغاية، الجزائر، سنة - ك.م نيوتن، نظرية األدب في القرن العشرين، ترجمة عيس44ى على الع44اكوب للدراس4ات والبح44وث2

120. ص 1996، سنة 1االنسانية واالجتماعية، ط

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 143

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

خ المش44هور دائرة الغرب فقط، بل نجد على شاكلته عند العرب ويبدأ ذل44ك م44ع الم44ؤر فصال ك44امال تحت عن44وان" "ابن خلدون" في كتابه المشهور "المقدمة" والذي قدم فيه

في انقسام الكالم إلى فني النظم والنثر" حيث يقول: "واعلم أن لكل واح44د من ه44ذه يفهم من 1الفنون أساليب تختص به عند أهله ال تصلح للفن اآلخر وال تس44تعمل في44ه..."

هذا القول أنه يقر بضرورة احترام الحدود الفاص44لة بين األجن44اس األدبي44ة ح44تى يتحق44ق اإلبداع بأتم معنى الكلمة. إال أن هذا الحرص الذي يوليه أنصار نظرية األجن44اس األدبي44ة لهذه القضية تعرض لنق44د الذع تولت44ه الرومانس44ية كمرحل44ة مبدئي44ة ك44انت في الق44رنين

إال أن هذا الهجوم لم ينقطع وإنما تواصل ح44تى2الثامن عشر و التاسع عشر الميالديينBenedettoبلغ الذروة مع بن44ديتو كروتش44ه Croce * وفي ه44ذا يق44ول الناق44د ك44ارلو

كاس44وال:" س44ادت نظري44ات بني44ديتو كروتش44ه الجمالي44ة في إيطالي44ا خالل ف44ترة م44ا بين الحربين وأحد المعتقدات األساسية لتلك الجمالية هو رفض نظرية األشكال واألجن44اس األدبية، لقد تشاطرنا جميعا هذه الفكرة ولهذا فقد اقتنعن44ا بأن44ه ال يوج44د ف44رق ج44وهري

ه44ذا يع44ني أن بن44ديتو كروتش44ه ه44و 3بين قصة قصيرة أو رواية حتى بين النثر والش44عر" الذي ساهم في ذيوع هذه الفكرة المض44ادة للتج44نيس واعتن44اق النق44اد له44ا كع44ز ال44دين المناصرة" الذي يقول: "ما يزال تصنيف األجناس واألنواع مرتبط44ا بتص44نيفات ش44كلية، أي جدلية البني44ة والمنظ44ور وه44ذا التص44نيف أض44عف هوي44ة الجنس، وجع44ل الش44كل ه44و

يت44بين لن44ا من ه44ذا ال44رأي أن 4المرجعية للنوع األدبي مما ولد ثنائي44ة ال44داخل والخ44ارج" الطرح المنطقي هو اإلقرار بتداخل األجناس، من منظور أن الرواية عالم كبير يص44عب

على الناقد أو الكاتب على السواء حصر مجالها وآفاق اشتغالها.:اشكالية الجنس والنوع-2

للتفري44ق بين عليهاتعد من أهم القضايا الفلسفية ال4تي يجب الوق4وف حس44ب المفه44وم الفلس44في: "المق44ول على كث44يرينGENREالجنس والنوع. فالجنس :"المع44نى المش44ترك بين كث44يرين متفقينEspèsأم44ا الن44وع 5مختلفين بالنوع ك44الحي "

من خالل ه4ذين المفه4ومين الل4ذين تم 6" بالحقيقة وين4درج تحت كلي أعم ه4و الجنس أهل الفلسفة لكل من الجنس والنوع يتض44ح أن الجنس ه44و األعم من قبلاصطالحهما

وما النوع إال فرع منه. إال أن قضية الجنس والنوع لم تبق حكرا على أه44ل الفلس44فةوإنما امتدت جذورها إلى الحقل األدبي أيضا.

بن خلدون عبد الرحمان، المقدمة ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب و البربر ومن عاصرهما -4 1.619 ، ص 2007من ذوي الشأن األكبر ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت لبنان سنة

- احسان بن صادق بن محمد اللواتي: اشكالية النوع الس44ردي في ال يجب ان تب44دو كرواي44ة ، ت44داخل2 مؤتمر النقد الدولي الث44امن عش44ر، ، ع44الم الكت44اب الح44ديث، ال44يرموك األردن، س44نة، األنواع األدبية

. 42، ص 2009 * .بنديتو كروتشيه: ناقد وفيلسوف ايطالي عرف برفضه لمقولة تصنيف األنواع األدبية والفنية*3- احسان بن صادق بن محمد اللواتي: اشكالية النوع السردي في ال يجب ان تب44دو كرواي44ة ، ت44داخل

42األنواع األدبية، مرجع سابق ، ص . - ع44ز ال44دين مناص44رة، علم التن44اص المق44ارن نح44و منهج عنكب44وتي تف44اعلي ، دار مج44دالوي للنش44ر4

. 79 ، ص 2006 ، سنة 1والتوزيع، عمان األردن ط - توفيق الطويل وسعيد زايد المعجم الفلسفي ، مجمع اللغة العربية الهيئة العام44ة لش44ؤون المط44ابع5

. 63، ص 1983االميرية ، القاهرة "مصر" سنة 206المرجع نفسه، ص -6 .

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 144

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

وما البت في القضية التي نحن بصدد مناقش44تها إال إلزال44ة ذل44ك الغم44وض ال44ذي  يظهر جليا في تناول كل ناقد لمنظور معين في تسمية الجنس والنوع األدبيين. ال جرم إذن ل44و تتبعن44ا المقول44ة الفلس44فية بح44ذافيرها لنفص44ل في أم44ر الجنس44ين األدب44يين "الرواية/الرسالة" لنعتبرهما جنسين ال نوعين، فتكون للمعالجة النقدي44ة تأص44يالت على

أسس ثابتة نابعة من خلفية فلسفية غير مناوئة لهدف المقال بأي حال من األحوال. فالرواي44ة هن44ا جنس ينط44وي تحت رايت44ه العدي44د من األن44واع الس44ردية الحكائي44ة كالرواي44ة البوليس44ية، الرواي44ة الكوميدي44ة، الواقعي44ة، الخيالي44ة، وهك44ذا فهي من األن44واع السردية التي تأخ44ذ من الجنس األك44بر واألعم منه44ا بعض الفني44ات والتقني44ات لتؤس44س لحضورها الفني والجمالي على السواء، أما الرسالة فهي فن أدبي ظه44ر من44ذ الق44ديم، يت44داول حض44وره بين األص44دقاء والخالن وبين المل44وك واألب44اطرة في مختل44ف أص44قاع العالم دون الجزم أنه فن عربي أم غربي، إال أنه جنس أعم تندرج تحت رايته هو اآلخر

" في ال44زمنsmsأنواع منها ما هو رسالة إخوانية ومنها ما هو إداري ومنه44ا القص44يرة " المعاصر تحديدا على اعتب44ار أنه44ا نص تف44اعلي بالدرج44ة األولى، كله4ا عب44ارة عن أن44واع أدبي44ة له44ا من المم44يزات م44ا يأخ44ذ من األص44ل ليحق44ق أنطولوجي44ا خاص44ة ب44ه على م44ر األزمان، ولكن دون المساس بفنيات الرسالة في ح44د ذاته44ا، فهي ذات هيك44ل ال يمكن

تغييره حتى لو تغيرت بعض التقنيات الفرعية غير الرئيسية فيه. هذا هو الحال الذي وجدنا عليه النص الس44ردي "ب44وح الوج44ع"، فه44و نص يش44تغل على تعددية في النصوص السردية التي تتخد لنفسها أنماطا متع44ددة في التش44كل، من

. فهي انطالق44ة«SMS»بينها الرسالة القصيرة التي ترسل عبر اله44اتف وال44تي تس44مى حية من السياق النصي الثقافي المعاصر إلى لب الرواي44ة في عم44ق تكوينه44ا الس44ردي ونمطها الحكائي بالذات، فالرواية تتشابك وتقنيات الرسالة التي تحمل ب44دورها قصص44ا وأفكارا عن أحداث تساعد في تخضيب الرواية بأحداث ثانوية وتجليات لقضايا تس44تحق المناقش4ة؛ بمع4نى أن الرواي4ة ح4وت تقني44ات الرس4الة والرس44الة ب4دورها حملت قص4ة الومضة التي تعتمد في بنائها على س44رد ح4دثي بس4يط س44ريع زمني4ا، ك4ثيف لغوي44ا في وصف للحادثة المركزة داخ44ل الرس44الة في ح44د ذاته44ا، ه44ذا م44ا جع44ل أواص44ر الرس44الة والرواية تتف44ق وتتعاض44د في ك44ل جم44الي س44اعد في نج44اح الرؤي44ة الس44ردية ونمطي44ة

الحكي.

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 145

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

التناص والتداخل اإلجناسي:-3 نجد أنفسنا ببعض من التدقيق أمام مصطلحي التداخل/ التن44اص الل44ذين وإن كان لكل منهما مجاله إال أن هناك حدود التم44اس ق44د تخل44ق لبس44ا في ذهن المش44تغل على الموضوع، فأفضل طريقة لفض الج4دل بينهم44ا ه4و تعري4ف ك4ل منهم4ا على ح4ده حيث يقول "مصطفى الضبع": "يعتم44د التن44اص على ت44داخل البني44ة واس44تمداد تفاص44يل النص المنتمي للنوع أو لغيره من األنواع في مقابل اعتماد التداخل على التقنيات التي

مم44ا يع44ني أن1يستمدها لتكون إش44ارة دال44ة على الن44وع و ليس على مف44ردات الن44وع" التناص متعلق بالنصوص وامتصاصها وإعادة إخراجها من جديد من طرف المؤلف. في حين التداخل يك44ون على مس44توى التقني44ات. فالرواي44ة مثال ال تق44وم ب44إدراج أو توظي44ف مجموعة من النصوص المتفاوتة الظهور في العمل اإلب44داعي ألن ه44ذا يع44د تناص44ا، ب44ل تقوم هذه األخيرة برحابتها على استمداد مجموعة من التقنيات المأخوذة من األجن44اس األدبية المختلفة كاألغنية والمسرحية والرسالة والرس44م والنحت والس44ينما وغيره44ا من التقنيات التي تجعلها نصا يستشكل أمام القارئ بعدي44د التجلي44ات. أم44ا "محم44د الص44الح الشنطي" فيفرق بين الثنائيتين فيرى في التن4اص توظيف4ا فني44ا للنص44وص الس44ابقة في النصوص اآلنية في حين التداخل ه44و عملي44ة ت44داعي داخ44ل التش44كيل الف44ني للنص44وص بمعنى أن كل عنصر داخل جنس الرواية مثال يستدعي جنسا آخر ويق44دم لن44ا مث44اال عن ذلك بالرواية فهي فن سردي يستدعي فنا سرديا أخر هو القصة القصيرة وهي ب44دورها

ولكن ه44ذه الرؤي44ة ق44د توهمن44ا بحكم مناقش44تها مناقش44ة2تستدعي فنا آخر ه44و الش44عر بل نجد هذه الفك44رة في تراثن44افقط أبدا حداثوية أنها صفة مميزة للنصوص المعاصرة

،مرج44ع س44ابق، ص2- مصطفى الضبع : تداخل األنواع في الرواية العربية ، تداخل األنواع األدبية ، م1647 .

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 146

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

النقدي فهذا "ابن طباطب44ا العل44وي" ين44اقش فك44رة الش44عر القصص44ي في كتاب44ه "عي44ار الشعر"، يفرد عنصرا كامال للشعر القصصي في ق44ول األعش44ى فيم44ا اقتص44ه من خ44بر

وال يمكن القول إننا نبحث عسيرا حتى نج44د مث44اال على ه4ذا الق4ول فاألمثل44ة 1السموأل كث444يرة في أدبن444ا الق444ديم والح444ديث على المعاص444ر. فهن444ا كالقص444يدة/الخطب444ة، القصيدة/الرسالة، القصيدة/القصة وه44ذا الت44داخل الحاص44ل بين ه44ذه األجن44اس األدبي44ة

جيدا في مقالته: "تداخل األنواع في القصيدة العربية". هذا أوضحه عبد الملك بومنجل ويف44رد ابن خل44دون في قض44ية تم44ازج األجن44اس م44ا يلي: "...وق4د اس44تعمل المت4أخرون أساليب الشعر وموازينه في المنثور من كثرة األسجاع... وصار هذا المنث44ور إذا تأملت44ه

وهذا يع44ني إلزام44ا أن القض44ية ال44تي 2من باب الشعر وفنه ولم يفترقا إال في الوزن..." نحن بصدد البحث في كنهها ذات بعد تراثي بامتياز ولكن التراثي هنا ليس تراثيا متص44ال بماض محدود وإنما هو تراث ماض يؤسس لحاضر ومستقبل متفردين فه44ذا أب44و حي44ان التوحيدي يقول: "وأحسن الكالم ما رق لفظه ولطف معناه وتألأل رونقه وقامت صورته

وه44ذه دع4وة ص4ريحة للتج44اوز الكت44ابي المب4اح 3بين نظم كأن4ه ن44ثر ون44ثر كأن4ه نظم..." للمب44دعين. ف44إن الرون44ق كل44ه في تش44كيل كتاب44ة له4ا من األس44اليب النثري44ة والش44عرية االلتقاء الغريب الذي يشكل مفارق44ة وفي اآلن ذات44ه نص44ا ل44ه فسيفس44اء خاص44ة. يمكن إرجاع التعقيد الحاصل على مس44توى الظ44اهرة األدبي44ة المض44ادة للتقالي44د القديم44ة إلى

: التحرر الكلي الذي يتمتع به المؤل44ف المب44دع على غ44رارالسبب األول سببين هما: ما كان يلحقه من قواعد وتقاليد صارمة تضيق عليه الخناق. وتجعله يتبعها س44واء أك44ان ذلك اختيارا نابعا من ذاته أم ضدها. فقد كانت األجناس األدبية صارمة في وقت معين، قواعدها شبه أوامر فنية تفرض على المبدع. في حين بدأ القيد ينفرج شيئا فش44يئا في

فق44د ألغيت ك44ل القي44ود س44واء العصر الحديث إلى المعاصر الذي تغير فيه ك44ل ش44يء، على مستوى الكتابة أم الممارسة النقدية. فالقيد الوحيد الذي يجده المشتغل في ه44ذا الحقل هو الالمحدود وبالتالي العدوى التي تنتقل بداهة إلى األجن44اس األدبي44ة هي مح44و كل الحدود بين أساليب تعبيرها فتمسي بذلك حرة في اختي4ار ك4ل التقني4ات ال4تي تساعدها على نمطية معينة في تخريج النص الذي يشكله الك44اتب في أي زمن تخ44يره،

فيرجع ه44ذا التعقي44د الحاص4ل على مس44توى التم44ازح التق44ني بينأما السبب الثاني: األساليب إلى فك44رة العولم44ة وعالمي44ة النم4اذج البنائي4ة للجنس األدبي الواح4د الرواي44ة والشعر على السواء، والهجن44ة ال44تي نلحظه44ا في حي44اة الف44رد النفس44ية نج44دها تخطت حدود الذات لتصل الى إب44داع اإلنس44ان في مختل44ف تجليات44ه. إال أن ه44ذا التهجين ال44ذي حصل على مستوى الظاهرة اإلبداعية ال يمكن عده ظاهرة سلبية بقدر ما ه44و ظ44اهرة ساهمت وبشكل كبير في تطوير وتنش4يط وإع4ادة إحي4اء الكتاب4ة والنق4د على الس4واء.

من أجل خلق رواي44ة حداثي44ة ت44راهن على اإلب44داع وتتج44اوز المعت44اد وتعي44د بن44اء ش44كل" البد من خ44وض غم44ار التج44ريب والتجدي44د، ب44أن يم44زج الك44اتب ومعنى المنجز الروائي،

، مرج44ع2محمد الصالح الشنطي، تداخل االنواع األدبية في الرواية األردنية، تداخل األنواع األدبية ،م 2. - 422سابق، ص

- ابن طباطبا العلوي ، عيار الشعر، تحقيق محمد زغلول سالم، منشأة المعارف، االس44كندرية مص44ر،1. 84/85ص

619- ابن خلدون، المقدمة، مصدر سابق، ص 2 - نقال عن يوسف وغليسي، اشكالية المصطلح في الخط44اب النق44دي الع44ربي الجدي44د. ال44دار العربي44ة3

. 318، ص 2008، بالجزائر، سنة 1للعلوم ناشرون، ط

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 147

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

المبدع بين مجموعة من األجناس األدبي44ة في إط44ار تق4اطعي تتق44اطع في4ه الرواي44ة م44ع الرسالة مع المش44هد الس4ينمائي م4ع الح4وار المس44رحي م44ع اللوح4ة الفني44ة. وحينه4ا يتجاوز الم4ألوف ويع4ري عن اللغ4ة المحنط4ة ويكش4ف أس44رارها، ويحثه4ا على التن4اغم

1والتماهي في قالب جديد يستوعب العالم باعتبار الرواية اختصارا للعالم"ايقاع الرواية الجزائرية المعاصرة :-4

أوال: شعرية الرسالة داخل المعمار الروائي: "خوفي إن طال السفر، خوفي إذا جاء المساء وما جاء مع القمر، خوفي إذا عاد الخريف وما رجع مع المطر، خوفي حينها إذا ما الحزن عربد داخلي ورغم إخف44ائي

الترك44يز في الش44ريط اللغ44وي للرس44الة يجع44ل منه44ا رم44وزا تحم44ل العدي44د من 2ظهر." الدالالت، فالجمل األربعة التي تحملها هذه الرس44الة ليس44ت جمال عادي44ة ب44ل هي جم44ل تتوسط السرد الروائي بطريقة تمييزية لحضور هذا النمط من التشكيل الف44ني، تع44ني الكثير من األحداث فهي خوف من طول بعد الحبيب فالسفر أبع44ده عنه44ا. إن الترك44يز اللغوي الذي تميزت به الرسالة يجع44ل منه44ا رس44الة قص44يرة لكنه44ا م44ازالت ت44ؤدي دور44ام م44ع طبيع44ة الس44رد األولي44ة الرس44الة في ك44ل األح44وال على ال44رغم من تمازجه44ا الت

لقضية معين44ة هي للرواية. ذلك أنها نص له مرسل وله قارئ ؛كما أنها تؤدي معنى جليا الف4راق. وتتن4اوب الرس44ائل القص44يرة في الحض44ور بين الفين4ة واألخ4رى داخ4ل الكي44ان الروائي ككل فنجد: "أشم عط44ره، بينن44ا مس44افة قص44يرة ولكني أحس ب44أني أبع44د عن44ه

الرسائل كله44ا عب44ارة عن قض44ايا تن44اقش، B8"3آالف الكيلومترات.. فراق األحاسيس. تع4دت فهي رسائل تحمل أبعادا أخرى غير األبع4اد ال4تي تحمله4ا الرس4الة العادي4ة. فقد

مهمة اإلخبار العادية لتصل إلى نوعية رفيعة من المهم44ات عالي44ة الدق44ة على مس44توى النص السردي فهي عبارة عن عتبات فيها تكثيف مخصص لس44رد األح44داث لنق44ل أك44بر عدد من األخب44ار والقض44ايا من جه44ة ولبعث الحي44اة في القض44ايا االجتماعي44ة ال44تي يري44د الروائي مناقشتها بطريقة غير مباشرة تن44أى عن التص44ريحية االجتماعي44ة الفج44ة. فه44ذا نص رسالة آخر ينقل لن4ا قض44ية التعفن اإلداري" المك4اتب المؤثث44ة بأث4اث ف4اخر، تض4م سريرا في مكان ما.. التوقيع على معاملتك أو عطلت44ك أو ح44تى على حق44ك يحت44اج إلى

تتع44دد القض44ايا في تك44وين 4أن تمر على ذلك السرير وإال... ه44ل علي أن أم44ر؟ س.ج. الرؤية العامة لل44روائي في عملي44ة الس44رد، فمن مواض44يع اجتماعي44ة إلى قص44ص ت44روي أح44داثا لش44خوص يتم ذك44رهم. إال أن ه44ذا التوظي44ف ال يخ44ل بطبيع44ة الس44رد الع44ادي لمجريات الرواية، كما أن القصص الومضة التي تحملها الرسالة الواردة في كل لحظة داخل السرد التراتبي ألحداث الرواية يجعل من مساحة السرد الروائية بعينه44ا تق44ترض نوعا من التقنيات التي تشتهر بها الرسالة وهي وجود مرسل ومرسل إليه مع الوظيفة اإلخبارية ال44تي ال يمكن فص44لها أب44دا عن الط44رفين الس44ابقين، فيتش44كل هن44ا عم44ق في التمازج األجناسي كثيفا ال يمكن الفصل فيه، فاألمر يتعدى كون الرس44الة موج44ودة في

شديد ببنية الرسالة في حد ذاته44ا. واألم44ر ال44ذي يجع44ل ترابط النص بل كون النص في ينظر محمد يوب، شعرية السرد ال44روائي في رواي44ة ظالل إم44رأة ع44ابرة ، مق44ال منش44ور في مجل44ة1

. -2011نوفمبر 25دروب . .07، ص 2014، الجزائر، سنة1- محمد األمين بن ربيع، بوح الوجع، موفم للنشر،ط2 08 - محمد األمين بن ربيع، بوح الوجع، ص3. 09-المصدر نفسه، ص4

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 148

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

من هذا االلتحام يتم بطريقة غير مريبة للقارئ هي حضور القص44ة الومض44ة داخ44ل بني44ة الرسالة عينها. "آخر مرة ق4ررت مفارق44ة ش44خص جمعت4ني ب4ه عالق4ة دخلت في حال44ة نفس4ية غريب44ة, ك4انت أش44به بفق44دان الثق44ة في النفس, الحقيق4ة أن فراق4ه ك4ان أم4را محتوما فقد وص44لنا لمرحل44ة س44دت فيه44ا علين44ا قن44وات التواص44ل والمفاهم44ة, فق44ررت االنفصال, ق44راري ك44ان بال رغب44ة م44ني, كنت أعلم أنن44ا إذا افترقن44ا فلن أج44د حينه44ا من سيفهمني. أحس بانعدام الشخصية فمنذ عام تقريبا لم أتمكن من إنشاء عالقة تواصل

1مثل السابقة. هل أنا إنسان فاشل ؟"

القصة01رقم

البنية السرديةمقاطع الرسالة/القصة الومضة

ضوع الفراق......فراقصة التي تعالج مو

الق

ساألحاسي

الح44444444444دث القصص44444444444يقررت مفارقة شخصالموجز/السبب/العقدة

دخلت في حالة نفس44ية غريب44ة, ك444انت أش444به بفق444دان الثق444ة بالنفس, الحقيقة أن فراقه كان أمرا محتوما فقد وصلنا لمرحلة س444دت فيه444ا علين444ا قن444وات التواص44ل والمفاهم44ة, ق44راري

كان بال رغبة مني

الوص4444ف ال4444دقيق و المكث4444ف للحدث الرئيس الذي تدور حول44ه

القصة

كنت أعلم أنن44ا إذا افترقن44ا فلنأجد حينها من سيفهمني.

الحل/االنفراج

أحس بانع44دام الشخص44ية فمن44ذ عام تقريبا لم أتمكن من إنشاء عالقة تواصل مثل السابقة. هل

أنا إنسان فاشل؟

النهاية المفتوحة بسؤال

القصـــة02رقم

البنية السرديةمقاطع الرسالة/القصة الومضة

يصـــــة الـــــت

القن اللقــاء

ث عتتحد

ق

بعد الفرا

ال أروع من لقاء يجمعك وحبيب44افارقته

الحدث /وصف طفيف للشخصيةالقصصية.

تعرف4444ان أال ش4444يء يس4444تحقالفراق

العقدة

فيتواطأ معكما القدر ليجمعكم44ا ذات انبه44ار على طاول44ة عش44اء

تطور الحدث

10المصدر نفسه، ص -1 .

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 149

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

واحدة أو رصيف واحد تفلت منك ابتسامة تكس44ر ك44ل44ة ال44تي تل44ك الج44دران الوهمي444ة.ثم أقمتماه444ا ل444دواع كبريائي تتعانقان وتتبادالن أحاديث ال44ود كأنم44ا افترقتم44ا ب44األمس على أم444ل اللق444اء غ444دا، وتنس444يان

العتاب.

الوصف

نهاية الرسالة /الحدثسالم.

ولو أكملنا دراسة كل النماذج السردية التي أخذت هيكل الرسالة في البني44ة الس44طحية لتك44ون قص44ة ومض44ة في البني44ة العميق44ة للرس44الة لوج44دناها في مجمله44ا تنب44ني به44ذه النمطية التشكيلية. وهذا ما ي44بين لن44ا م44دى مق44درة الك44اتب على تعري44ة ج44ل التقني44ات

السردية التي تنبني على أساسها الفنون النثرية األخرى من بينها الرسالة.:ثانيا: التمازج التقني بين الرسالة/ األسلوب اإلخباري والسرد

يصعب على القارئ الخ44وض في مس4احات التم4ازج التق4ني بين الرواي44ة كبني4ة كلية والرسالة كبنية جزئي44ة تس44اهم في تأس44يس فسيفس44اء نص44ية عميق44ة، فهي أش44به ببيت العنكبوت المتشابك ولكنه هش الصنع طبعا فإن نحن حاولنا الوثوق بق44درتنا على ولوج تلك المناطق ذلك أنه علينا الح44ذر أيم44ا الح44ذر من تل44ك المنح44درات ال44تي توج44د على مستوى النص األدبي الذي بين أيدينا، ذلك أن النص في حد ذاته يكون فلوت44ا غ44ير

وقفة قابل لالستقرار على نمط معين وفرادي بل يريد لنفسه التشكل والتجدد في كل قراءة، إنه فينيق يتجدد من رماده بعد اعتقاد الكل أنه ذهب مع ال44ريح وأن حيلولت44ه لن تعاد من جديد، وهذا ما يصعب علينا الخوض الج44ريء في خباي44اه وتمظه44رات الت44داخل اإلجناسي فيه. إال أن األمر الذي يشجعنا على الخوض في هكذا قضية هو أن المعالج44ة ستكون منطقية أكثر منه4ا تأويلي44ة تلعب في من44اطق محرم44ة أو لنق4ل من44اطق ملغم44ة كالتأويل مثال، فالتحليل على مستوى البنية السطحية للغة الخطاب السردي تجعل من المناقشة تتخذ أفقا جديدا غير الذي تتخ44ذه الق44راءة التأويلي44ة ال44تي ت44رمي القبض على

المعنى من خالل البنية العميقة للبنى التركيبة للنص في حد ذاته. سبق وذكرنا أن رواية ب44وح الوج44ع من الرواي44ات المعاص44رة ال44تي جعلت من تركيبته44ا لوحة تشكيلية تنضخ بالتقنيات الفنية التي تتوفر عليها أجناس أدبية أخرى مثل الرسالة من خالل م44ا ورد في متن الرواي44ة والح44وار المس44رحي ال44ذي تمظه44ر في المناج44اة أو المنول44وج ال44ذي يظه44ر جلي44ا على مس44احات الس44رد من البداي44ة إلى نهاي44ة الرواي44ة. تستشكل أمام القارئ تلك المس44احات اللغوي44ة ال44تي يمكن تش44بيهها ب44برزخ بين نم44ط السرد وبين التقنية األخرى التي تتمازج وإياه44ا الب44نى الفني44ة للش44ريط اللغ44وي الخ44اص

بالرواية.4ة على وهذا ما يحدث في ه4ذه الح4ال: لكني الي4وم وأن4ا ج4الس قبال4ة ناف4ذتي المطل زحمة الشارع الرئيسي الخانقة، داخلني شعور نافذ ب44أنني أن44ا الص44ابر على ك44ل بل44واي

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 150

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

1سيأتيني الفرج، الصابر ينال في ثقافتنا واعتقادنا. مررت بسرعة مقطع للصبر ح44دود. مقطع سردي من لحظة تذكر في أثناء السرد/االس44ترجاع، المقط44ع في44ه مجموع44ة من

( تؤكد لنا نمطية سيرورة السرد عن طريق مستوى الس44رد الم44تراوح بين05األفعال ) السرد الطبيعي وتقطعات الزمن بين استرجاع واستباق وبرزخ بينهم4ا تتخلل44ه الرس4الة

كما سيأتي:

-.... وصلتني من:De : samir.debi.....@

مرسلتحياتي وسالمي:

=بداية الرسالة /القصة الومضة

منذ مدة وأنا أح44اول جاه44دا إقن44اع نفس44ي بج44دوى الكالم عن ح44التي، ولم أج44د س44بيال لفع44ل ذل44ك إال بمراس44لتكم بع44د أن أعي44اني الحص44ول على أذن

سماعة وعقل مدرك. =

استشراف على الحدث تتلخص مشكلتي في أني منذ ع44امين تقريب44ا كنتأعيش قصة حب رائعة، كللت بخطبتي من أحببت،

=الحدث األولي للقصة الومضة

فكنا نعم الحبيبين أرافقها في ك44ل مك44ان، أح44اول دائما إشعارها بأني إلى جانبها وأنه من المس44تحيل

أن أبتعد عنها تحت أي طائل =

30محمد األمين بن ربيع، بوح الوجع، ص -1 .

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 151

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

الوصف توقف زمني طفيف ولكن ح44دث ذات ي44وم وأن44ا عائ44د إلى بي44تي بع44د

إيصالها =

المكان تمظهرات طفيفة أن انقلبت بي السيارة بس44بب الطري44ق ال44زلج من األمطار، ولم أدرك م44ا ال44ذي ح44دث تمام44ا إال بع44د

يومين قضيتهما في اإلنعاش.. =

المكان تمظهرات طفيفة+

تعدد باألمكنة النتيجة ساقان مكسرتان وارتجاج في الرأس.

=مرحلة التأزم /العقدة

بعد أن أفقت تماما كنت ألهج باس44مها أري44دها إلى جنبي لحاجة ملحة، تكرر طلبي ألس44بوع كام44ل، ثم كم44ا لم أتص44ورها.. ج44اءت، بمالمح عادي44ة ومالبس تربك بأناقتها، جلست.. بكيت من الفرح، أردت أن أضمها لكني كنت عاجزا حتى عن تحري44ك رأس44ي، قلت: أنتظر بلهفة ي44وم خ44روجي من هن44ا.. س44وف

لن ننتظر أكثر سنتزوج.قالت:

=ظهور الشخصية الثانية للقصة الومضة

سمير=

ظهور الشخصية البطل للقصة الومضة انساني. قلت كيف؟ أعادتها مرات ومرات، ك44انتتخترق أذني لتستقر في قلبي مدية تمزق شغافه.

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 152

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

قلت: أمينة ال تمزحي معي، وضعي ال يحتمل. لكنها ق44امت مغ44ادرة وهي ت44ردد: ق44د لن تس44تطيع القي44ام عن الكرس44ي المتح44رك وأن44ا ال أري44د رجال

عاجزا. بكيت ولكن ه44ذه الم44رة من األلم في القلب.. منلت بحبن4ا، لكنه4ا الحس4رة، ص4رخت باس44مها، توس4 غابت م44ع ض44باب ال44دمع ال44ذي حجب عني الرؤي44ة ولم تعد منذ ذلك اليوم. صبرت كما لم أتصور يوما أني سأفعل، عانيت كثيرا؛ المرض من جهة وبعدها

=1السادي من جهة أخرىتسلسل األحداث لإلنفراج

ولكني تج44اوزت ذل44ك. وأن44ا أس44تعد اآلن لمرحل44ةجديدة.

النهاية أعدت االستماع للرسالة مرة أخرى. في ذلك الوقت تمنيت لو أني التقيت بس44مير، ثم لم ألبث أن حققت مرادي. والتقينا، أردت أن أسمع حكايته منه بتفصيل أك4ثر وأناقش4ه

في رأي خطيبته السابقة التي اتصلت بعد قراءتي لرسالته بوقت قصير. العودة إلى الطبيعة السردية التراتبي44ة للرواي44ة من جدي44د و لكن على مس44توى ت44داخل بسيط بين مستويات الس44رد ومفارق44ات ال44زمن فنحن هن44ا ال ن44زال في ذاك44رة الس4ارد

ضمن االسترجاع للحدث الروائي داخل الرسالة.

تالحم لغوي وفني فالرسالة هنا متكاملة األجزاء من مرسل "س44مير" إلى مرس44ل إلي44ه "يوسف" نص إخباري ومتن فيه كل المقوم44ات اإلخباري44ة إض44افة الى عتب44ات الرس44الة31محمد األمين بن ربيع، بوح الوجع، ص -1 .

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 153

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

، إال أن التقنيات الس44ردية للقص44ة الومض44ة التي تعرف بتقليد التراسل الذي هو التحية التي تشكلت داخل البناء العميق للرس44الة الموض44حة أعاله من الشخص44يات والزم44ان والمكان المتعدد والوصف الدقيق والمركز جعل من التمازج األجناس44ي ق44وي الحض44ور وجلي الظهور. مما زاد النص رصانة على مستوى الحدث في حد ذاته فنحن نقرأ قصة داخل قصة داخل قصة وهذه العملية الخالقة بين تلك العناصر اللغوية و البنيوية تجع44ل من الكاتب منتقيا على مستوى لغة الس44رد فق44د تالعب بالمس44توى الس44ردي بكيفي44ات تجعل من النص ثريا باألحداث والقضايا المناقشة على ك44ل مس44احات الس44رد في حل44ة

تشابه الفسيفساء من حيث البناء.

بعد هذا العرض البسيط للتقنيات التي تداخلت و تالحمت في رواي44ة ب44وح الوج4ع نض44عالمخطط األتي لهيكل الرواية ككل:

المصادر والمراجع:

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 154

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

احسان بن صادق بن محم44د الل44واتي: اش44كالية الن44وع الس44ردي في ال يجب ان-1 تبدو كرواية ، ت44داخل األن44واع األدبي44ة م44ؤتمر النق44د ال44دولي الث44امن عش44ر، س44نة

2009. أحمد كمال زكي، النقد األدبي الحديث أصوله و اتجاهاته، دار النهضة العربية ط-2

.1981، بيروت "لبنان" ، سنة 2 ،1المجلـد تداخل األنواع األدبية، مجموعة من المؤلفين، عالم الكتاب الح44ديث،-3

.2009اليرموك األردن، سنة ،2لمجلــد تداخل األنواع األدبية، مجموعة من المؤلفين، عالم الكتاب الح44ديث،ا-4

.2009 اليرموك األردن، سنة توفيق الطويل وسعيد زايد المعجم الفلسفي ، مجمع اللغة العربية الهيئة العامة-5

.1983لشؤون المطابع االميرية ، القاهرة "مصر" سنة ابن خلدون عبد الرحمان، المقدمة دي44وان المبت44دأ والخ44بر في ت44اريخ الع44رب و -6

البربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكبر ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.2007بيروت لبنان. سنة

طباطبا العلوي ، عيار الشعر، تحقيق محمد زغلول سالم، منشأة المع44ارف،ابن -7االسكندرية مصر. دط، دت.

ع44ز ال44دين مناص44رة، علم التن44اص المق44ارن نح44و منهج عنكب44وتي تف44اعلي ، دار-8 .2006 ، سنة 1مجدالوي للنشر والتوزيع، عمان االردن ط

ك.م نيوتن، نظرية األدب في الق44رن العش44رين، ترجم44ة عيس44ى على الع44اكوب-9.1996، سنة 1للدراسات والبحوث االنسانية واالجتماعية، ط

.2014، الجزائر، سنة 1محمد األمين بن ربيع، بوح الوجع، موفم للنشر، ط-10 محمد يوب، شعرية السرد الروائي في رواية ظالل إمرأة عابرة ، مقال منشور-11

.2011نوفمبر 25في مجلة دروب . يوسف وغليسي، اشكالية المصطلح في الخطاب النقدي الع44ربي الجدي44د. ال44دار-12

.2008 بالجزائر، سنة 1العربية للعلوم ناشرون، ط

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 155

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © 156

ديسمبر47العدد العام الخامس - مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية -2018

2018جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي © ISSN 2311-519Xمجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية - 157

2018© جميع الحقوق محفوظة لمركز جيل البحث العلمي