70
٢ ﺍﻟﻨﻘﻮﺵ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﺍﳌﺮﺻﻮﻑ ﺍﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺑﻼﺗﻴﻨﺎ، ﺑﺼﻘﻠﻴﺔ،ﺫﺍﻙ ﺍﳌﻮﻗﻊ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻟﻠﺘﻼﻗﻲ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻭﺍﳌﺴﻠﻤﲔ، ﻳﻮﺿﺢ ﺍﻷﺳﺲ ﻭ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻮﺩ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻜﺸﻔﻬﺎ .ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ ﺃﺩﻳﺎﻥ ﺭﺳﻢ ﺗﻔﺼﻴﻠﻲ ﻟﻠﺴﻄﺢ ﺍﳌﺮﺻﻮﻑ ﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﻼﺗﻴﻨﺎ ، ﺑﺎﻟﻴﺮﻣﻮ، ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺟﻮﻧﺎﺛﺎﻥ ﺑﻠﻮﻡ، ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻛﺮﺳﻲ ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻦ .ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻓﺮﺟﻴﻨﻴﺎ ﻛﻮﻣﻮﻧﻮﻟﺚ ﺟﻮﻧﺎﺛﺎﻥ ﺑﻠﻮﻡ٢٠٠٩ © ﺻﻮﺭﺓ ﻓﻮﺗﻮﻏﺮﺍﻓﻴﺔ ﻣﺠﻠﺔ ﺃﺩﻳﺎﻥ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ • ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻟﻮﺩ ، ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻮﺭﺝ ﺗﺎﻭﻥ ، ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ • ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻨﻌﻴﻤﻲ، ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﻭﺣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﳊﻮﺍﺭ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﻭﺣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﳊﻮﺍﺭ • ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﻲ ـ ﺍﳌﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻱ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ • ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺿﻌﲔ ﻣﺤﻤﺪ ، ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﺍﳌﺸﺎﺭﻙ ، ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﻄﺮ • ﺗﺎﻭﻥ ﺟﻮﺭﺝ ﺟﺎﻣﻌﺔ ,ﻓﺮﺣﺔ ﻣﺎﺭﻙ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ • ﺣﻤﺪﻱ ﺑﻠﻜﻴﻚ ، ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﻭﺣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﳊﻮﺍﺭ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ • ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ، ﺳﻜﺮﺗﻴﺮ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ، ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﻭﺣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﳊﻮﺍﺭ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﻔﻴﺮﺍ ﻡﻮﺳﺮﻟﺍ ﺔﻤﻤﺼﻣ ،ﻚﻳﺯﺩﺎﺟﻮﺑ. ﻫﻴﺌﺔ ﺍﳌﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﲔ • ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻛﻴﻨﺎﺩ ﺍﻛﻴﻨﺘﻮﻧﺪ، ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻮﺭﺝ ﺗﺎﻭﻥ • ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺭﻭﺩﻧﻲ ﺑﻼﻛﻬﻴﺮﺳﺖ، ﺷﻌﺒﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ، ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻻ ﺗﺮﻭﺏ، ﺑﻨﺪﻳﻘﻮ، ﺍﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ • ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺩﺍﻓﻴﺪ ﺑﻴﻜﻮﻝ ﺑﻮﺭﻝ، ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ﻭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ، ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﻮﺗﺮ ﺩﺍﻡ • ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺟﻴﻤﺰ ﻛﺴﺘﻴﻨﺠﺮ ، ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ، ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻨﻮﺏ ﻛﺎﺭﻭﻟﻴﻨﺎ • ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻛﺎﻟﲔ، ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻭ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ، ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻮﺭﺝ ﺗﺎﻭﻥ • ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﺣﻤﺪ ﻗﺪﻳﺪﻱ ، ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﺑﺎﺭﻳﺲ، ﻓﺮﻧﺴﺎ • ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺃﻭﻟﻴﻔﺮ ﻟﻴﻤﺎﻥ، ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ، ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﻨﺘﻜﻲ • ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺭﺯﻣﻴﺮ ﻣﺎﻫﻤﻮﺗﺴﻬﺎﺟﻴﻚ، ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﺮﺍﻳﻔﻮ • ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﻨﻴﺚ ﺃﻭﻟﺪ ﻣﻴﺪﻭ، ﺷﻌﺒﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻻ ﺗﺮﻭﺏ ، ﺍﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ • ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺳﻴﺪ ﺣﺴﲔ ﻧﺼﺮ ، ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ، ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻮﺭﺝ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ • ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺟﺎﻛﻮﺏ ﻧﻮﺯﻧﺮ ، ﻛﻠﻴﺔ ﺑﺎﺭﺩ، ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ • ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻴﺰﺭ ﺳﻴﺠﺎﻝ ، ﺷﻌﺒﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﺎﻻﻗﺎﺭﻱ • ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺭﺿﺎ ﻛﺎﻇﻤﻲ، ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﺍﺭﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ، ﻟﻨﺪﻥ ﺷﺎﺭﻣﺎ ، ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻛﺮﺳﻲ ﺑﻴﺮﻙ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ، ﺟﺎﻣﻌﺔ • ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﺭﻓﻴﻨﺪ ﻣﺎﻛﻘﻴﻞ ، ﻣﻮﻧﺘﺮﻳﺎﻝ ، ﻛﻨﺪﺍ

RELIGIONS arabic.indd

  • Upload
    lamcong

  • View
    214

  • Download
    1

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: RELIGIONS arabic.indd

٢

النقوش اإلسالمية على السطح املرصوف الفسيفسائي في كنيسة بالتينا،

بصقلية،ذاك املوقع التاريخي للتالقي بني املسيحيني واملسلمني، يوضح األسس و

األهداف املشتركة التي نود أن نستكشفها.في هذا العدد من مجلة أديان

رسم تفصيلي للسطح املرصوف لكنيسة بالتينا ، باليرمو، بإذن الدكتور جوناثان بلوم،

أستاذ كرسي حمد بن خليفة في الفن.اإلسالمي بجامعة فرجينيا كومونولث صورة فوتوغرافية © ٢٠٠٩ جوناثان بلوم

مجلة أديان

هيئة التحرير

• الدكتور باتريك لود ، جامعة جورج تاون ، رئيس التحرير

• الدكتور إبراهيم النعيمي، رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي حلوار األديان

• الدكتور يوسف محمد الصديقي ـ املدير التنفيذ ي ملركز الدوحة الدولي حلوار األديان

• الدكتور ضعني محمد ، العميد املشارك ، كلية الشريعة و الشريعة و الدراسات اإلسالمية، جامعة قطر

• تاون جورج جامعة ,فرحة مارك الدكتور

اإلدارة و التحرير

• حمدي بلكيك ، رئيس العالقات العامة، مركز الدوحة الدولي حلوار األديان

• عبد الرحمن يحيى اخلليفة، سكرتير التحرير، مركز الدوحة الدولي حلوار األديان

الفيرا موسرلا ةممصم ،كيزداجوب.•

هيئة املستشارين الدوليني

• الدكتور اكيناد اكينتوند، جامعة جورج تاون

• الدكتور رودني بالكهيرست، شعبة الفلسفة و الدراسات الدينية ، جامعة ال تروب، بنديقو، استراليا

• الدكتور دافيد بيكول بورل، أستاذ الالهوت و الفلسفة ، جامعة نوتر دام

• الدكتور جيمز كستينجر ، أستاذ الدراسات الدينية ، جامعة جنوب كارولينا

• الدكتور إبراهيم كالني، مركز التفاهم بني املسيحيني و املسلمني ، جامعة جورج تاون

• الدكتور احمد قديدي ، رئيس األكادميية األوربية للعالقات الدولية، باريس، فرنسا

• الدكتور أوليفر ليمان، أستاذ الفلسفة و الدراسات اليهودية ، جامعة كنتكي

• الدكتور رزمير ماهموتسهاجيك، جامعة سرايفو

• الدكتور كنيث أولد ميدو، شعبة الفلسفة و الدراسات الدينية، جامعة ال تروب ، استراليا

• الدكتور سيد حسني نصر ، أستاذ الدراسات اإلسالمية ، جامعة جورج واشنطن

• الدكتور جاكوب نوزنر ، كلية بارد، نيويورك

• الدكتور اليزر سيجال ، شعبة الدراسات الدينية، جامعة كاالقاري

• الدكتور رضا كاظمي، معهد الدارسات اإلسماعيلية، لندن

• الدكتور ارفيند شارما ، أستاذ كرسي بيرك لدراسة األديان املقارنة ، جامعة ماكقيل ، مونتريال ، كندا

Page 2: RELIGIONS arabic.indd

٣

أديانتعريف بالة

مجلة أديان هي مجلة تصدر مرتني في العام في اللغتني اإلجنليزية و العربية حول الدراسات الدينية، و

ذلك برعاية مركز الدوحة الدولي حلوار األديان و كلية الشريعة بجامعة قطر. و الة تركز على احلوار بني

األديان، والعالقات بني اإلسالم و الديانات األخرى.

قبل من الدينية التعاليم اختطاف و العنف، ممارسات و الديني، التفاهم سوء يتخلله عالم في

اإليديولوجيات السياسية، تأمل مجلة أديان أن توفر فضاء للتالقي و التفاكر في املشتركات العامة و

املقاصد املشتركة لألديان الكبرى في العالم. و عنوان الة يوحي بحقيقة الوحدة الروحية في التنوع

الديني التي ميكن أن توفر مفتاحا لتعمق الفرد في معتقده الديني، و كذلك مجاال لالنفتاح على املعتقدات

األخرى. فالقرآن يوحي بوحدة اإلميان ، و سعي للحقيقة في اطار التنوع الديني:

” ... لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا و لو شاء اهللا جلعلكم أمة واحدة و لكن ليبلوكم في ما أتاكم فاستبقوا اخليرات إلى اهللا مرجعكم جميعا فينبئكم مبا كنتم فيه تختلفون. (املائدة 5: 48)

فإنها جتد األديان الدولي حلوار الدوحة مبركز مرتبطة و دولية متخصصة أديان مجلة أن مجلة مبا

إلهامها في الرسالة العاملية لإلميان باله واحد ، في معناها الواسع ، كما أنها تسعي ملشاركة مختلف

الديانات التي لها مبادئ و قيم مشتركة في داخل هذا اإلطار أملفهومي الواسع.

و تشجع الة الدراسات املقارنة و التبادالت بني األديان بروح احلوار و االغتناء املشترك. وهدفها هو

الترويج للتفاهم بني املؤمنني مبختلف األديان، و بدراسة و اكتشاف األسس الالهوتية و الروحية املشتركة

بينهم، و عالقاتهم البناءة املتبادلة في املاضي ، و احلاضر و في املستقبل، و دراسة و تفهم أفضل ألسباب

الصراعات بينهم، و التحديات التي يواجهونها عند االلتقاء باتمعات العلمانية و الغنوصية وامللحدة.

وباإلضافة إلى ذلك، تود الة أن حتيي األفق العاملي لإلسالم و تؤكد عليه، و ذلك برعاية دراسات في

العالقات بني اإلسالم و الديانات و احلضارات األخرى في مجاالت التاريخ ، و الفنون، والدراسات الدينية. و

في هذا أيضا مسعى لتفعيل اخلطاب الفكري في اإلسالم، و ذلك في إطار ارتباط تفاعلي و مثمر بني

اإلسالم و األديان األخرى.

و مكتبات الدينية الدارسات برامج في املنضوين األكادمييني من أديان جمهور تستهدف مجلة م

الكليات اجلامعية، و أيضا مراكز حوار األديان، و املؤسسات التي تتناول العالقات بني الثقافات، واملؤسسات

الفكرية اجلوانب على أكثر الة تركز و احلكومية. غير املنظمات كذلك و التفكير، مراكز و الدينية،

والتفاعلية من تلك األكادميية البحتة.

و املقاالت املنشورة في مجلة أديان هي على مسئولية كتابها بصورة كاملة، وال تعبر بالضرورة عن

اجتاهات يتبناها مركز الدوحة الدولي حلوار األديان. و هي تنشر في إطار حوار مستمر حول األديان، وال تؤخذ

بأنها تعبر عن مواقف أي منظمة راعية للمجلة.

مركز الدوحة الدولي حلوار األديان

http://www.dicid.org/english/index.php

Page 3: RELIGIONS arabic.indd

٤

محتويات مجلة أديان العدد صفر، خريف ٢٠٠٩

تقدمي ،عائشة يوسف املناعي -

افتتاحية العدد، باتريك لود، رئيس التحرير -

املقاالت

سيد حسني نصر،( مقابلة) .١٠

جورج خضر، أمة اهللا الواحدة .١٨

عائشة يوسف املناعي، صورة اإلله في اإلسـالم: التقاء وافتراق مع األديان السماوية .٣٠

اريك جوفروا ، التعدد في اإلسالم، أو الوعي باآلخرية .٤٤

بيرج طرابلسي، بني التدين والتطرف: قراءة جدلية .٤٤

طيب شويرف، الكلية في القرآن : تقدمي الشيخ أحمد العلوي وتفسيره لآلية ٢، ۶٢. .٥٦

وون: «الدين اخلالد» يوف ش فريذ .٧٠

خالصة املقاالت -

تعريف مبركز الدوحة الدولي حلوار األديان -

مؤمترات حوار األديان في دولة قطر و مركز الدوحة الدولي حلوار األديان -

Page 4: RELIGIONS arabic.indd

٥

Page 5: RELIGIONS arabic.indd

٦

Page 6: RELIGIONS arabic.indd

٧

بسم اهللا الرحمن الرحيم

نعلم - جميعا - أن دولة قطر تسير بخطى حثيثة نحو منظومة الدميقراطية التي ال يفتأ يدعو أن في سموه يفتأ ال كما عدة. مناسبات في مسامعنا على يكررها أن األمير سمو

لتطبيقها قوال وفعال في كل وقت.

ونعلم – جميعا – أن أساس الدميقراطية وعمودها الفقري هو احلقوق و احلريات .. وتأتي حرية العقيدة وحرية الفكر والتعبير اآلمن املطمئن على رأس تلك احلريات .

وال يختلف إثنان على أن تلك احلريات تعني من وجه آخر- التعدد واالختالف ، وأن ذلك التعدد ما هو إال حقيقة يقرها الدين ويعترف بها العقل ويصدقها الواقع وتقتضيها املصلحة البشرية:

االجتماعية والثقافية والسياسية واالقتصادية بل والصحية أيضا.

ا الناس يه وتنتصر األديان للتعددية، وتنتصر للتعايش بني الشعوب والقبائل، قال تعالى: ) يا أارفوا ( (احلجرات: 13).. استخدم القرآن بائل لتع وبا وق ع م ش لناك ع نثى وج ر وأ ن ذك م م ناك لق نا خ إالكرمي مفردة (التعارف) التي تعني التعرف والتفاهم والتحاور، وهذا يعني عدم اإلقصاء واإللغاء لآلخر اتلف وبخاصة في الدين .. لذلك كانت رسالة مركز الدوحة العاملي حلوار األديان الذي أنشأ من أجلها: الدعوة لقبول اآلخر والتحاور معه لتتحقق مفاهيم العدالة والتسامح واحملبة

والسالم.

وتأتي مجلة » أديان« في باكورة أعدادها لتعبر عن هذه الرسالة، وهذا التوجه. ولعلها تفلح في التأكيد على أن احلوار ضرورة إنسانية حضارية.

أ.د. / عائشة يوسف املناعيعميدة كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية

جامعة قطرعضو اللجنة اإلستشارية ملركز الدوحة الدولي حلوار األديان

عائشة يوسف املناعيعميدة كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية، جامعة قطر،

عضو اللجنة االستشارية ملركز الدوحة الدولي حلوار األديان

تقدمي

Page 7: RELIGIONS arabic.indd

٨

Page 8: RELIGIONS arabic.indd

٩

سوء و الثقة عدم يسوده الذي عاملنا في الفهم و العنف بال معنى، جند أن حوار األديان و وحسم. فاعلية األكثر املهمة يصبح مفهوم «حوار األديان» يشمل بوضوح جانبني: الدين و التفاعل، أي التزام املرء بدينه من جهة بقصد اآلخرين مع للتواصل استعداده و ،أساس كل التزام يشكل الدين هو فهمهم. األديان. و والثقافات، الناس، بني هام تواصل للعالم بنظرتنا ملتزمني نكون أن لنا البد حتى نتمكن من التواصل مع اآلخرين، و نتبادل احترام. بكل معهم جنادل و األفكار معهم لكن و معناه. التواصل يفقد اإلميان بدون و اآلخرين فهم بهدف التواصل على املقدرة و بأخرى، أو بطريقة لإلميان، ضرورية مسألة في مستوى ما أو مستوى آخر. ذ أنه قائم في و العزم في متجزر جاد، التزام على األساس

اإلخالص الداخلي للمؤمن.

مبهمة يضطلع الة من احلالي العدد أكثر يركز األديان. حوار تفهم روح تعميق من أكثر االلتقاء و التقارب و التشابه على فعلى احلقيقة، في و التعارض. و االختالف فهم ميكن االلتقاء و التقارب فهم أساس االختالف و مواجهته. و يقول البعض ، و لهم لديها العالم أديان كل بان رأيهم، يدعم ما اقصائية، ليست و تكون شاملة، ألن القدرة الصادقة الهوية و هويتها. تفقد أن بدون أما فيما العاملية. القيم دائما منفتحة على يتعلق باالختالفات، فال يجب أن تشكل مجاال و املتبادل لالغتناء األساس لكن و للصراع، يوضح كما و اخلير. بقصد املتبادلة التعلم احد في فيها لبس ال بصورة ذلك القرآن تعابيره امللهمة في سورة املائدة (٥) في اآلية

:(٤٨)

” لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء اهللا جلعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما مرجعكم اهللا إلى اخليرات فاستبقوا أتاكم

جميعا فينبئكم مبا كنتم فيه تختلفون.“ ،و قد أصبحت مشكلة التنوع الديني نتائجها املتمثلة في الصراع الديني ،و صدام احلضارات بني اإلسالم والغرب، من بني صراعات أخرى ،في مركز العالقات الدولية .و جند من جهة أخرى أن العوملة وتكنولوجيا املعلومات قد وفرت بصورة واسعة و بصورة غير مسبوقة كمية من املصادر األولية و الثانوية عن أديان العالم ،و تعاليم احلكمة اإلنسانية .و قد ظن البعض بصورة متعجلة و زائفة أن توفر هذه ملعلومات يجعل من املمكن بروز لغة روحانية عابرة لألديان ،كما ذهبت إلى ذلك ما تسمى “بحركة العصر اجلديد .”و في مقابل ذلك جند أن عددا من الهويات اجلماعية املعاصرة قد ترسبت تكلست حول مفاهيم دينية محددة، وأحيانا قد تصلبت في حركات غير متسامحة و اقصائية بصورة متشددة .و من هنا جند أن من املالئم بصورة ملحة القيام بفحص ما هو مشترك بني أديان العالم ،كما أن هناك حاجة ماسة لتفهم واضح ألسس االختالف بينها.

الكتاب املشهورون الذين كتبوا هذه املقاالت في العدد األول من مجلة“ أديان ”يأتون من خمسة قارات ،ومن خلفيات دينية متنوعة. و هم يتناولون املسائل الدينية اخلاصة مبا هو مشترك بني تلك األديان ،وجوانب التعاون ،و التعارض ،و الصراع بينها ،و ذلك من وجهات نظر تخصصات متعددة ،فلسفية ،و الهوتية،

واجتماعية ،و أخالقية ،و سياسية.

و نأمل أن هذا العدد األول من مجلة“ أديان” سيضع األسس جلهود واسعة و عميقة تتلوه تهدف لتحقيق فهم أفضل لألديان األخرى ،و ذلك بروح االهتمام و االنتباه الصادقني بتنوع

األديان ، بقصد حتقيق تعايش سلمي بينها.

باتريك لودرئيس التحرير

افتتاحية العدد

Page 9: RELIGIONS arabic.indd

١٠

التي التحديات أهم رأيك في هي ما سؤال: جتابه األديان اليوم؟

أن اإلنسان احلديث أوال التحديات هي نصر: أهم صنعه عاملا اهللا؛ نسيان على قائما عاملا خلق العذراء الطبيعة عن وأبعده بيده اإلنسان العالم حتويل على ترتكز تكنولوجيا بواسطة طبقات خلق فقد وبالتالي ، كم إلى الطبيعي يوميا، اإلنسان فيها يعيش وأمكنة وأشكاال وأصوات يسمعها، وهي جميعا منبتة عن األصل جوهر يجعل العالم هذا مثل لألشياء. اإللهي الدين، بشكل ما، مستلبا في احلياة اليومية وغير في يعيشون للذين بالنسبة وخاصة حقيقي، بيئة عمرانية منقطعة كليا عن عالم الطبيعة شكل كل في الدين حقائق تتجلى حيث يبصروا. أن يستطيعون الذين ألولئك طبيعي

) احلديث األمنوذج سيطرة في يكتمل هذا إن

لقاء مع السيد حسني نصر١احلداثة) بعد ما عالم أيضا إليه ينتمي الذي آخر، العالم احلديث وما بعد احلديث. مبعنى على عن األحوال- أحسن تتكلم-في للعالم رؤية إنه بعيد اآلن ولكنه األشياء، ديني هو أصل إله غير . وفي أسوأ األحوال، فإن حقيقته منفية متاما. جدا

ر كل يكمن التحدي للدين في رؤية للعالم يصومادي مغلق مستقل عن فيها ضمن كون شيء املتوقع من بأن أي في وجهة نظر تقول التعالي، الكون أن يفسر كل شيء، ويحتوي على كل شيء دون أن يؤدي إلى التعالي. هنالك الكثير من الذي ولكنني فلسفيا، املوضوع هذا في قوله ميكن هذا أن أقول دعني ولكن اآلن، له أتعرض لن أوروبة في وضعت للعالم الرؤية هذه أو األمنوذج عشر، السابع القرن وفي النهضة، عصر خالل فرنسا. في خاصة التنوير، عصر خالل وتبلورت مع عدائية عالقة في هي للعالم الرؤية هذه االكتفاء على قائمة ألنها األصيلة الديانات كل

ترجمة أميرة الزينسيد حسني نصر

بروفسورا في قسم الدراسات اإلسالمية

في جامعة جورج واشنطن

اشتهر سيد حسني نصر في مجال

مقارنة األديانولديه العديد من املؤلفات واملقاالت

Page 10: RELIGIONS arabic.indd

١١

إن األرض اليوم تهتز حتت أقدام الذين ظنوا أنهم يقفون على

األرض دون أن يحتاجوا إلى السماء. لذلك فإن رؤوسا كثيرة اليوم تشرئب اليوم

إلى السماء. وهذا رد طبيعي إنساني. إن كثرة أوثان اجلهل

لهذا العصر اجلديد تقدم للدين فرصة ذهبية كي

يظهر من جديد.

ترى، ال إنها الطبيعي. املادي/ للعالم الذاتي الذي للعالم األنثولوجي االتكال ترفض وبالتالي نعيش فيه على املبدأ اإللهي. وحتى لو قبلت بهذا فإنها األنطولوجية، وباستقالليته الديني املبدأ اإلنسان حياة في هامشيني ثانويني تعتبرهما أنتجت أوروبة أن املصادفة من وليس اليومية. باألخص نعلم، فيما امللحدين من عدد أكبر أن نقدم املاضية. من الصعب األلفي سنة خالل حسابا دقيقا مشفوعا باألرقام في نهاية احلضارة اليونانية للحضارات األخيرة والتطورات املصرية ولكن خالل املتوسطي. وللعالم والرومانية شك. دون كذلك االمر كان املاضية عام األلفي

سؤال: ما هي في اعتقادك الفرص األساسية لكي تسمع األديان صوتها، ويتم االعتراف بأهميتها ؟

نصر: أهم فرصة ظهرت للدين في العالم احلديث، بل وحده، الغرب في ليس املاضي، القرن خالل التفسخ هي الكوكب من أخرى مناطق في أي للعالم، احلديثة الرؤية قشرة أصاب الذي منعت التي األشياء رؤية في التدريجي التفتت قرنني أو ولقرن قرون، بضعة الغرب في الناس الدين تأخذ أن من العالم من كثيرة أنحاء في لإلحلاد اجلديد البانتيون أوثان إن تدريجي. بشكل والالأدرية مت حتطيمها إلى حد بعيد. طبعا، نحن نرى رد اإلحلاد األحمق اجلديد الذي استشرس خالل العقدين أو العقود الثالثة األخيرة. وليس ذلك إال إنه أعتقد. كما املوت، قبل األخير النزع صرخة [رد] غير جدي، ولن يدوم. إن األرض اليوم تهتز حتت دون األرض على يقفون أنهم ظنوا الذين أقدام رؤوساكثيرة فإن لذلك السماء. إلى يحتاجوا أن اليوم تشرئب اليوم إلى السماء. وهذا رد طبيعي إنساني. إن كثرة أوثان اجلهل لهذا العصر اجلديد ذهبية كي يظهر من جديد. للدين فرصة تقدم

التالية: وهي مهمة ثانية فرصة أيضا هنالك وحني بنفسه. قائما عاملا دين كل كان تقليديا هو. عامله يقصد كان العالم، عن كانيتكلم كان وحني العالم. هو ألتباعه بالنسبة عامله ان أتباعه. يقصد كان فإمنا اإلنسانية عن يتكلم التاريخ. على املعيار على مدى هو ذلك وقد كان أنه كانت هنالك استثناءات، وذلك عندما التقت

الهندوسية باإلسالم في كشمير،مثال، أو في مكان واملسيحية اإلسالم التقى أو حني مثل كشمير، هي هذه ليست ولكن إسبانيا. في واليهودية القاعدة. أما اليوم فقد مت كسر هذا احلاجز شيئا ما. أن سبق الذي الفضاء في دخلتا قوتان هناك الغرب في ذلك حصل . أديان عدة فيه جتانست ويحدث اآلن في أماكن أخرى. أولها قوى العلمانية والعقالنية واملادية ومشابهها: كل الرؤية اإلحلادية األديان فهي الثانية القوة أما للعالم. الالأدرية وهو الثاني- واآلخر »آخران«. اآلن هنالك األخرى.

يساعد قد - األخرى األديان التغلب على بعيد حد إلى لآلخر املميت األثر على الفرصة يعطي إنه أي األول، حليفا يجد كي ما لدين األخرى، العالم أديان في له مختلفة، لغات متكلما آخذا أشكاال مختلفة ورموزا فإنه ذلك ومع مختلفة. للوجود. روحية رؤية يؤكد في مهمة فرصة إنها العالم الذي نعيش فيه. إنها من نعمة العميق باملعنى

للكون، ااملهترئة الرؤية آثار عن للتعويض اهللا حتدق والتي الروحانية تنفي التي الرؤية تلك قرون أربعة منذ الغرب في احلديث باإلنسان أخرى. قارات في ذلك تفعل و خمسة. أو

سؤال: هل تستشرف أخطارا فيالتعددية الدينية املعاصرة؟

إذا خاصة أبدا، خطر أي هناك أن أعتقد نصر:ال فهمت هذه التعددية الدينية باملعنى امليتافيزيقي وهو »املطلق«، هنالك بأن االعتقاد على القائم موضوعيا إليه نظرنا سواء ) فريد إلهي مبدأ ليس األصيلة. الديانات كل عليه ترتكز ذاتيا) أو شيء أي العقيدة، بهذه تعددي شيء أي هناك يتجلى واحد إلهي مبدأ هنالك فيها. نسبي خلق داخلها في يتم دينية مختلفة، عوالم في األشكال في اختالفات جتد أنت دينية. تعددية وفي الهوت في املقدسة، األشكال في الدينية،

Page 11: RELIGIONS arabic.indd

١٢

وأنا أعتقد أن على تدريس الدين في اجلامعات - وليس في نس اليهودية والكنائس الكاملسيحية واملساجد واملعابد- أن يعالج موضوع األديان، ويعالج في نفس الوقت موضوع الدين كدين، وليس فقط كديني أنا. دعنا نأمل أن تدريس الدين في اجلامعات الغربية سيتم من وجهة نظر الدين، وليس من وجهة نظر الالدين أو معاداة الدين كما هياحلال اليوم.

...الخ. لكن هذه عناصر تساهم في كمال لغات نسبيا. الدين جتعل أن من بدال الدين حديقة

ماركس كارل ذكره أن سبق فيما يأتي اخلطر إن وأعداء آخرون للدين قالوا إنه ما دام هناك أكثر من تكون خاطئة. أن يجب األديان فإن كل واحد دين دليال الدينية التعددية اعتبرت السياق وفيهذا على أنه ليس هناك أي شيء مطلق في دين معني، وبالتالي فإن إدعاء احلقيقة الدينية نسبي. أعتقد أن إحدى اإلجنازات الكبيرة في القرن العشرين في الصياغة هي الدين مجال لعقيدة الواضحة املوجزة وهي املتعالية، األديان وحدة التي صاغها فريتجوف شوان ومعه رينيه غينون وغيرهما ظهرت التي األعالم من هنا أذكر أن بد وال آنذاك. الذي كوماراسوامي آناندا مهمة مؤلفات عدة كتب هؤالء احلقيقة. هذه حول بني العظماء ظهروا األعالم العشرين القرن منتصف الوقت، ذلك ومنذ ونهايته. ميكننا الجنازهم وكنتيجة ل حضور أكثر من دين أن نحونسميه ما أي - جتربتنا في ، جدا إيجابي عنصر إلى الدينية- التعددية متفادين خطر أن يساوي الناس التعددية الدينية موجودا كان الذي اخلطر هو ذلك النسبية. مع وقد تاله. وما الثامن عشر القرن منذ الغرب في من قبل معادي الدين في محاربة استعمل كثيرا

دعاوى دين معني، وخاصة املسيحية.

لألديان، املربك التنوع إلى ننظر حني سؤال: من األديان التي تؤمن بالتوحيد إلى األديان غير املشتركة القواسم هي ما واملشرك، املوحدة

بينها؟

إن أوال نظن. مما أكثر عديدة قواسم إنها نصر: القواسم املشتركة بني األديان املوحدة وغير املوحدة هو ما ميكن تسميته بـاحلقيقة اإللهية املطلقة أو موضوعية بطريقة إليها ينظر أن ميكن التي

بطريقة ذاتية، كما هو احلال في البوذية. فاألديان متلك ال الكونفوشيوسية أو البوذية أو الطاوية يتعلق ال األديان هذه مثل في الشخص. مظهر فيه تفهم الذي باملعنى بالـ»ثيوس«، األمر وعدد اإلبراهيمية األديان في اإللهية احلقيقة ذلك من الرغم وعلى الهندوسية. املدارس من إنها مصدر كل املطلقة؛ اإللهية احلقيقة فإنها أجد ال شخصيا، »الكينونة«. مصدر حقيقة؛ بني املشتركة اخللفية هذه أجد أن في صعوبة للميتافيزيقا التوحيدي وغير التوحيدي التعبير بالنسبة للمؤمنني أما أديان مختلفة. في صلب بآلهة عدة فإنه ال بد من التمييز بني األديان التي تتكلم عن اآللهة ولكنها تبقى متجذرة كليا في ممارسة وبني الهندوسية) (مثل الوحدة عقيدة الوحدة رؤية فقدان على القائمة اآللهة تعدد حصل الذي االنحطاط من النوع ذلك اإللهية. فيتاريخ البشرية كما جند في األديان البابلية مراراالقدمية. وحني يحصل ذلك، وبالطبع ال يعود هناك أي قاسم مشترك بني التوحيد والتعدد. وال يجب أن نخلط ما بني هذه التعددية وبني تعدد اآللهة قائمة الهندوسية إن الهندوسي. املفهوم في على جتلي مبدأ إلهي واحد بأشكال متعددة. وهذا من الرغم على اإلسالم في نقبله ال التجسيد أننا نستطيع أن نقول إن أسماء اهللا احلسنى في األلوهة اإلسالم هي حقائق ملظاهر مختلفة من أننا في حني أشكال جسدية، لها ليست ولكن الشعبي، بعدها في خاصة الهندوسية، جند لآللهة. جسدية أشكال في احلقائق هذه تصور هنا يكمن الفرق. وعلى الرغم من ذلك فإن تعدد حقيقة على قائم الهندوسي باملفهوم اآللهة الواحدة اإللهية احلقيقة وهذه واحدة. إلهية ينفي الذي التوحيد بني املشترك القاسم هي احلقيقة عن مختلف »ثيوس« ألي إمكانية أية اآللهة بتعدد يسمى ما وبني ذاتها بحد اإللهية

في شكله غير االنحطاطي.بني مشتركا قاسما هناك أن شك ال هذه نضع حني وخاصة األصيلة األديان كل الشكل كان جانبا، مهما امليتافيزيقية القضية فيما وذلك اآللهة، هذه تتخذه الذي اخلارجي واملواقف األخالقية التعاليم من بكثير يتعلق حلقيقة رؤيا إزاء الطبيعة، والشر،إزاء اخلير من

Page 12: RELIGIONS arabic.indd

١٣

إلى بالنسبة وكذلك املادي، على تتعالى روحية الروحي، معنى التحقق الروحي، السفر إمكانية املميزة العناصر من الكثير والكثير املقدس، التمايز وراء ما العميق تشابهها في نراها حني الالهوتي للتوحيد، لعدم التوحيد، ولتعدد اآللهة.

األساسية األهداف حتديد ميكن كيف سؤال: للدين أو األديان؟ هل من املمكن أن حتدد قواسم

مشتركة في هذا املضمار؟

االلتباس، بعض ملتبس السؤال هذا نصر: ولكنني أظن أنني أفهم ما يشير إليه. ميكنك أن األديان. عن تتكلم أن وميكنك الدين، عن تتكلم في تكلمت إن إنك حديثة. مشكلة أيضا هذه القرن الثالث عشر في باريس عن الدين فإنك كنت األديان. عن لتتكلم تكن ولم املسيحية تقصد دون - الدين عن احلديث أصبح فلقد اليوم أما احلديث عن األديان، وبالتالي أن نتكلم باجلمع- أمراصعبا. ولكن هذا ال يزال ممكنا. بالنسبة للكثير منعزلة جماعة ضمن العاديني املؤمنني من أو يهودية أو مسلمة أو مسيحية كانت سواء هندوسية فإنه ما زال ممكنا الكالم عن الدين وعن األديان إلى االلتفات دون دين هؤالء بشكل خاص ارتفعت صعوبة صعبا ذلك أصبح لقد األخرى. احلالتني كلتيهما، وفي اجلماعة. فيها عزلة هذه هنالك فإن األديان، أو الدين عن تكلمنا سواء البشرية احلياة بينها هدف من أهدافا مشتركة عتق، أو كخالص إليها نظرنا سواء األقصى، كما جند في تعاليم أديان مختلفة كل االختالف القبالية. واليهودية املهايانية البوذية مثل

وهنالك مسألة أخرى تطرح هنا. حني ندرس الدين اليوم الغرب في احلديثة التعليم في مؤسسات من صار احلداثة فيها انتشرت أخرى أماكن وفي الصعب أن ال نتكلم عن األديان وأن نتجاهل األديان بطريقتني الدين يدرس أن للمرء ميكن األخرى. مختلفتني. األولى، يتكلم فيها عن الدين بشكل أو البشرية التجربة من متكامل كحقل عام، بني املشتركة والعناصر وجتلياتها األلوهة جتربة املتدينني لدى أن تدرس أن ميكنك مثال، األديان. حياتهم. في حاضرة اهللا إرادة بأن صلبة قناعة واملسيحيني اليهود على تنطبق اجلملة هذه

تتخذ ولكنها واملسلمني، معنى مختلفا في البوذية. عن تتكلم حني فإذن، عن تتكلم فإنك الدين، أديان بني مشترك عنصر مبعان ولكن مختلفة، وتطبيقات مختلفة. ولكن تدرس أن أيضا ميكنك الدين على أساس أنه دينك املعاهد في يفعلون كما احلال هذه وفي الالهوتية. حصريا تكون أن ميكنك الدين هو »ذلك وتقول: بالطبع تلك هي الوحيد«. الذي العالم مشكلة نعيش فيه. إن هذه النظرة ألن حتديها يتم احلصرية

هناك أديانا أخرى، وأنت ال تستطيع أن تنفيها إذا أمينا. وأنا أعتقد أن على كنت تريد أن تكون مفكرانس الك في وليس - اجلامعات في الدين تدريس اليهودية والكنائس املسيحية واملساجد واملعابد - أن يعالج موضوع األديان، ويعالج في نفس الوقت أنا. كديني فقط وليس كدين، الدين موضوع الغربية الدين في اجلامعات أن تدريس دعنا نأمل وجهة من وليس الدين، نظر وجهة من سيتم نظر الالدين أو معاداة الدين كما هي احلال اليوم.

سؤال: كيف ترى الوظيفة اخلصوصية لإلسالم واملسلمني في احلوار بني األديان؟

لإلسالم اخلصوصية للوظيفة نظرتي إن نصر: يشاركوني الذين نظرة نفس ليست واملسلمني اخلاصة الوظيفة يعون ال والذين اإلسالم في أن أعتقد ألديان. حوار في اإلسالم ميلكها التي احلالية؛ لإلنسانية النهائي الدين هو االسالم الوحي النهائي املطلق. إن الغائية، دائما، تتضمن التكامل. ولذلك فرمبا كان القرآن هو أكثر الكتب يتكلم إنه حصرية. واألقل شمولية املقدسة باستمرار عن األديان األخرى. بل إن تعريف »اإلميان« »كتبه« بـجميع وإميان باهللا. إميان هو نفسه و»رسله«. فهو ال يتحدث عن كتاب واحد ورسول

لطاملا كرر القرآن أنه »وإن من أمة إال خال فيها نذير« وغير ذلك

من اآليات. إن القرآن يقول أنه كان بإمكان اهللا أن يخلقنا أمة

واحدة، ولكنه قرر أن يخلقنا أمما شتى لنتنافس. إن املسلم

املؤمن ال يستطيع فقط أن يكتفي باإلعجاب بهذه الرسالة

التي تتكرر في القرآن دون أن يلتزم بها. إن الذين ينظرون مثلي إلى هذه الناحية من

القرآن بجدية بالغة ال يعتقدون على اإلطالق أنهم يخونون

اإلسالم بالتزامهم بتعاليم القرآن في هذا الصدد.

Page 13: RELIGIONS arabic.indd

١٤

وبكتب مقدسة آخرين بأنبياء فالقبول واحد.إذن أخرى هو جزء ال يتجزأ من تعريف اإلسالم بنفسه. هذا بالغ األهمية،وأيضا من العناية اإللهية. أعتقد أهمية إلبراز اهللا به خصهم دورا للمسلمني أن ورسل واألنبياء الكتب وقبول األديان بني احلوار اهللا،سواء كانوا مسيحيني أو يهود أو أتباع أي دين آخر. إن الـ ١٢٤ ألف نبي املذكورين في احلديث هم أنبياؤنا ورسلنا أيضا. إن اإلسالم أيضا يوفر املعرفة التي النظر وجهة الشمولية،أو امليتافيزيقية املصادفة على القبول ممكنا. ليس من جتعل هذا اإلطالق في القرن العشرين أننا جند أهم شرح لشمولية الوحي في كتابات املؤلفني التقليديني من معظمهم جاء الذين من إسالمية،وأحيانا خلفية خلفية هندوسية. على كل،فإن لوحدة شرح وأحدث أهم من انبثقت الدين شمولية من رينيه التراث اإلسالمي،بدءاغينون الذي على الرغم من أنه بدأ بشرح العقائد شمولية عن تكلم الصدد وبهذا - الهندوسية في حياته من األخير اجلزء عاش فإنه الوحي- على ليس وهذا وتوفي مسلما. القاهرة مسلما الكثير هنالك واليوم املصادفة. باب من اإلطالق الوظيفة هذه يفهمون ال الذين املسلمني من اخلاصة لإلسالم التي أشار إليها شوان في بضع من كتاباته. إن على عاتق ذوي األلباب أن يجعلوا إلسالمية. األوساط في واضحة املسألة هذه وبالتأكيد فإن املسلم ال يصبح أقل إسالما حني يأخد بالشكل اجلدي،بالرسالة الشمولية للقرآن. فيها خال إال أمة من »وإن أنه القرآن كرر لطاملا نذير« وغير ذلك من اآليات. إن القرآن يقول أنه كان أن قرر واحدة،ولكنه أمة يخلقنا أن اهللا بإمكان ال املؤمن املسلم إن لنتنافس. شتى أمما يخلقنا يستطيع فقط أن يكتفي باإلعجاب بهذه الرسالة الذين إن يلتزم بها. أن القرآن دون التي تتكرر في ينظرون مثلي إلى هذه الناحية من القرآن بجدية يخونون أنهم اإلطالق على يعتقدون ال بالغة اإلسالم بالتزامهم بتعاليم القرآن في هذا الصدد.

يقفون الذين للمسلمني تقول ماذا سؤال:

موقفا حذرا من حوار األديان؟

من كبير بعدد يتعلق هنا سأقوله ما : نصر األخيرة السنوات في ازدادوا الذين املسلمني صميم تهدد التي اخلارجية الضغوطات بسبب الدفاع في حصريني وجتعلهم اإلسالمية احلياة اخلارج من ما كائن يهدد حني أنفسهم. عن أن املسلمني فإنه ينطوي على نفسه عادة. أظن العاديني الذين كانوا يصلون معا في اجلوامع قبل أحفادهم من بكثير أكثر شموليني كانوا قرن هذه يعوا أن األحفاد لهؤالء أقول وأنا اليوم. احلقيقة، وأن يتعمقوا باإلسالم الذي كان أجدادهم فما ذلك من الرغم على ميارسونه. التقليديون من عدد اليوم اإلسالمي العالم في هنالك زال املؤمنني الذين يزدادون وعيا ألهمية احلوار الديني. حني إنك شابه. وما ومفتون علماء بينهم ومن وهي السعودية، العربي مملكة عاهل اليوم ترى دولة تفسر اإلسالم من منظور وهابي، والوهابية قوقعة اإلسالمي الفكر مذاهب أكثر هي حني األخرى، األديان مع تعاملها في وحصرية أصبح أنه ندرك فإننا األديان حوار إلى يدعو نراه األديان. حوار إلى ماسة حاجة اإلسالمي للعالم وأقول أكثر للمسلمني املتخوفني من أي حوار: إن هذا احلوار هو بالفعل »فرض كفاية«، أي إنه فرض على األمة ككل وليس فرضا على شخص خاص. لكل امللزمة اليومية الصلوات مثل ليس إنه الديني باحلوار القيام إن عني. فرض أي شخص، اليوم هو مثل دراسة علم احلديث الذي هو إلزامي لألمة اإلسالمية ككل ولكنه ليس فرضا على كل فرد. وبنفس الطريقة فإن احلوار ما بني األديان ليس ذلك. م ه سيف الناس بعض فرد. كل على فرضا بعض الناس ال يرتاحون إليه. حسنا، إن اهللا تعالى أقول: ال يطلب ذلك من كل فرد. وفي حال هؤالء إنه يجب أن يتركوا احلكم على األديان األخرى هللا، ما الضيقة مبعرفتهم مسبقا يحكموا ال وأن سوف يفصل به اهللا. يجب أن ال يكونوا عدائيني جتاه األديان األخرى وجتاه احلوار ما بني األديان ألنهم األخرى. ألديان مع التواصل في مرتاحني غير يستسلموا وأن بصدق اإلسالم يتبعوا أن يجب يديه. بني األخرى األديان على احلكم ويتركوا هللا دين«. ولي دينكم »لكم القرآن: يقول وكما

وإنني أظن أنه حتى اليوم ال يزال القروي البسيط بالقرب من مدينة شيراز في إيران ميلك وعيا ومعرفة باألديان األخرى أكثر من كثير من الناس في بضع مناطق من الواليات املتحدة.

Page 14: RELIGIONS arabic.indd

١٥

أن فتستطيع األخرى للجماعات بالنسبة أما األديان حوار في معنى ذات مشاركة تشارك يجب به. تتغير أو احلوار بهذا تغرى قد إنها بل ارتباطه احلوار ومدى أهمية هذا أن تفهم عليها أوالدهم بدأ ما وإذا احلياة. قيد على الدين بإبقاء في كانت سواء حديثة، جامعة إلى بالذهاب فإن حوار اإلسالمي العالم في أو الغربي العالم األديان هو أفضل ضمان ألن يبقى أوالدهم مهتمني بالدين نفسه وأن ال يبتعدوا عنه. وهنالك قضايا تفسر، أن يجب القبيل هذا من أخرى كثيرة تقال. أن يجب أخرى حججا هنالك إن كما

وال بد من الشجاعة أيضا في هذا اال. إن على األديان بني ما للحوار أنفسهم سيكرسون من ما وجه في ليصمدوا بالشجاعة يتمتعوا أن مرارا ذلك من عانيت لقد نقد. من سيواجهونه في حياتي، وأنا أتكلم هنا عن جتربة. إن على املرء مستقيما يكون أن مبادئه؛ بشجاعة يلتزم أن صادقا، وأن يبقى تقيا خاشعا حتى ال يضعف. هذا ما يخشاه كثير في العالم اإلسالمي وفي العالم

األرثوذكس من كثيرا إن واليهودي. املسيحي اليهود والكاثوليك والبروتستانت يرفضون احلوار، إنهم املوقف. بهذا ينفردون ال بذلك واملسلمون جميعا يخشون ذلك. إنه من بالغ األهمية أن من يقومون بحوار األديان يفعلون ذلك دينيا، وليس فقط يبرهنون بذلك اجلامعة. في علمانيني كباحثني لشركائهم في الدين أنهم لم يصبحوا أقل تقوى ألنهم قاموا بحوار األديان، وألنهم تكلموا مع أتباع باآلخر ويتعاطفوا معه. أديان أخرى كي يتعمقوا

في للدخول األساسية العوائق ما هي سؤال: وفي اإلسالمي العالم في ملتزم أديان حوار

الغرب؟إلسالمي العالم في األساسية العوائق نصر: أيضا، سياسية هي بل وحسب الهوتية ليست البلدان بعض في احلوارات من األنواع هذه ألن سلطات قبل من بدقة مراقبة اإلسالمية سياسية. وفي حني أنه يتم تشجيع بعض أنواع وهنالك احلوارات. من أخرى أنواع بط حت احلوارات

Page 15: RELIGIONS arabic.indd

١٦

املسماة اجلماعات تضعها التي العوائق أيضا باألصولية - أنا ال أحب هذه التسمية - ولكن على كل حال هي جماعات حصرية تلتزم بشدة باملظاهر اخلارجية في تعاليمها وأشكالها دون أن تنظر إلى فهم باإلمكان يصبح باطني حيث روحي هو ما حوار أمام عوائق يضعون ترى،إنهم وكما اآلخر. العالم اإلسالمي،بل أماكن كثيرة من األديان في النشاطات. هذه مثل عن الهمم يثنون إنهم أنت ترى ذلك في مصر،وتراه في بلد مختلف متاما السعودية،وتراه في مصر، عن إيران في وتراه الباكستان، في في وتراه بل احلاالت، بعض في اإلسالمي. العالم أرجاء كل

ليست املعارضة هذه أن غير هنالك مكان. كل في واحدة اإلسالمية البالد من العديد جتاوز يستحيل ال حيث املستوى على العوائق هذه االجتماعي واملستوى السياسي. الداخل من تأتي العوائق إن بل حتى املسلمني معظم أن ومن إلى باحلاجة يشعرون ال اآلن ال دعنا األديان. بحوار االلتزام العثماني الطراز التجربة اإلسالمية على ننسى حني كان املسيحيون واليهود يعيشون بسالم في بهم،وفي اخلاصة بقوانينهم ويتمتعون اتمع املسلمة. األكثرية مع يتفاعلون الوقت نفس مختلف »باآلخر« االلتزام من نوع هذا بالطبع، عما نتكلم عنه اآلن، حيث إننا بحاجة أيضا إلى مناقشة على بالضرورة يقوم األديان بني حوار غمار نخوض أن إلى وبحاجة الالهوتية، القضايا حد إلى اآلخر، للطرف والروحي الفكري العالم الوضع هذا ملثل التاريخية الذاكرة أن غير ما. املسلمني من كثيرا يجعل مما قائمة، زالت ما شيئا ليس األخرى األديان حضور بأن يشعرون حلوار لديهم حاجة ثمة فليس وبالتالي ، جديداضروريا يكن لم احلوار هذا أن واحلقيقة أديان. استثناءات بعض مع التقليدية العصور في سبق أن ذكرناها. غير أن األمر أصبح اليوم ملحا.

في حية التاريخية التجربة هذه مثل بقاء إن إن بل أساسيا. عائقا تشكل عديدة أماكن

جزء هو الديني احلوار أن يعتقدون الناس بعض من األجندة املسيحية، وهم كمسلمني ال حاجة لهم باالهتمام بها. إنني أكرر أنني ال أظن أن احلوار الديني اجلدي والعميق يجب أن يتبعه كل مسلم أو كل منتم إلى دين آخر. إن مثل هذا القول عبثي. من املهم أن نربي روح االحترام لآلخر مرتكزين على الذين أعطوا املفاتيح لفهم اآلخر أولئك تعاليم اخلاص لتقليدهم والذين بفضائلهم ومعرفتهم مجتمعاتنا. داخل ثقة جليال صوتا يشكلون

. جدا مختلفة العوائق فإن للغرب، بالنسبة أما ليس فيا لغرب عائق سياسي مباشر حلوار األديان هناك ليس أن القول يجب رمبا أو به لاللتزام أو عائق سياسي باستثناء بعض األوساط األصولية في أميركا. هنالك بعض الضغوطات الدينية ذات املسيحية اجلماعات بعض بني السياسي البعد العالم في حصرية جماعات هناك إن مثلما البروتستانت،أو األصوليني بعض إن اإلسالمية. جدا املعارضة الكاثوليكية اجلماعات بعض ومع بل اإلسالم، مع وخاصة الديني، للحوار اليهودية أيضا. وكذلك جند ضمن اليهودية عددا من األرثوذكس اليهود وجماعات يهودية جدية جدامعارضة هنالك ليست ولكن للحوار، معارضة عائق هنالك الغرب. في اجلدي للحوار سياسية كئود في الغرب يوجد في مدرسة األديان املقارنة، قائمة وهي »رجلنوايزنشفت«، األملان يسميه ما بل دينية غير أو للدين علمانية دراسة على لدراسة األكادميي املنهج هذا للدين. ومعادية التي الظاهراتية أو التاريخانية على قائم الدين ال تعير اهتماما للشيء القائم بنفسه، واحلقيقة على املنهج هذا سيطر لقد لألشياء. الدفينة اجلامعات في خاصة الغرب، في األديان دراسات احلوارات من كثيرا فإن لذلك األخيرة. الفترة في التقليدية الصيغ بتمييع امتزجت الدينية ، جدا جدي عائق وهذا برفضها. أو األديان لشتى ألنه سوف يؤدي إلى إضعاف القواسم املشتركة اليوم، كثيرا جنده ما وهذا الديني، احلوار ألهداف وإما إلى متييع فكرة املقدس التي هي بالطبع في

صميم كل األديان.

إلى ننظر احلديث العصر بشر نحن سؤال: املاضي بطريقة منطية كعصور حصرية وخالية

إنه من بالغ األهمية أن من يقومون بحوار األديان يفعلون ذلك دينيا، وليس فقط كباحثني علمانيني في اجلامعة. بذلك يبرهنون لشركائهم في الدين أنهم لم يصبحوا أقل تقوى ألنهم قاموا بحوار األديان، وألنهم تكلموا مع أتباع أديان أخرى كي يتعمقوا باآلخر ويتعاطفوا معه.

Page 16: RELIGIONS arabic.indd

١٧

تاريخية سوابق هناك أن في التسامح، من اللتزام بحوار األديان نستطيع أن نتعلم منها.

تاريخية أو سوابق دروس هناك فقط ليس نصر: في إنه ميكننيالقول بل منها نتعلم أن ميكننا وحصرية أقل تعصب هنالك كان اخلالية األيام االعتبار بعني أخذنا ما إذا اليوم نشاهده مما أقل عن ميلكونها الناس كان التي املعرفة كمية »اآلخر«. وفي حني أن ذلك ال ينطبق على أغلبية املسيحية الغربية فإنه صحيح بالتأكيد بالنسبة الكوكب فيمنتصف الواقع اإلسالمي للعالم باملسيحية أكبر معرفة هناك كانت وحيث من والبوذية وبالهندوسية جهة من واليهودية الوسط في واملانوية الزرادشتية مع أخرى جهة ما غرب في األخرى باألديان معرفة جند مما أكثر يزال ال اليوم حتى أنه أظن وإنني احلداثة. قبل في شيراز مدينة من بالقرب البسيط القروي من أكثر األخرى باألديان ومعرفة وعيا ميلك إيران الواليات من مناطق بضع في الناس من كثير هنالك نعم بنفسي. ذلك عرفت لقد املتحدة. بالتأكيد نظرة منطية مؤسفة للعصور السابقة.

املميزة احلاالت بعض هنالك ذلك إلى باإلضافة اللتزام عميق بحوار األديان في فترة ما قبل احلداثة. ميكننا أن نتخذها أمنوذجا. دعني أذكر بعضا منها. في األندلس. حال في الغرب، من نبدأ دعنا أوال، شبه جزيرة أيبريا وباألخص في األندلس حيث عاش جنب، إلى جنبا واملسيحيون واليهود املسلمون وكان هنالك العديد من التفاعالت التي ال حتصى. إن هذا العالم أنتج من ناحية شخصا مثل محي الدين ابن عربي وهو من أعظم مفسري ميتافيزيقا التنوع الديني، وباألخص في كتابه فصوص احلكم. شخصا أنتج العالم هذا فإن أخرى ناحية ومن بشكل تأثر الذي الصليبي يوحنا القديس مثل أنه كان الرغم من الصوفي على بالشعر عميق احلقيقة هذه نرى أن ميكننا مسيحيا. قديسا باإلسالم. قته عال كامل بشكل ندرس ونحن

من كثيرة أمثلة العثماني العالم في إن ثم باألديان األقل على باألديان. املتناغم االلتزام هذا مع الشيء نفس جند إيران، في اإلبراهيمية. األديان الئحة إلى أضيفت التي الزرادشتية إسالمي. مجتمع في تعيش كانت التي األقلية

جالل شخص عندنا التركي والعالم إيران بني وما قبل بالطبع الذي عاش معظم حياته الرومي الدين أن تؤسس االمبراطورية العثمانية ولكن في قلب ما أصبح الحقا العالم العثماني أي تركيا. وفي كتابات شروح وأجمل أعظم بعض جند الرومي الدين جالل وهي لألديان« املتعالية »الوحدة شوان يسميه ما جاءت األصيلة األديان كل بأن تقول التي العقيدة نظر وجهات اختالفات هي اختالفاتها وأن اهللا من احلقيقة إلى ينظر منها كال إن وكيف وشكليات والواقع التي تستند جميعا عليها. الواحدة اإللهية أن كل األدب والتقاليد الصوفية من احلالج، وباألخص إلى وحدة باإلشارات الفارسي مليىء الصوفي األدب األديان املتعالية هذه، من بابا طاهر عريان إلى صنائي إلى جالل الدين الرومي إلى كثير غيرهم. وجميعهم يتكلمون عن وحدة جوهر األديان وتنوع الشكل الديني.

ثم إن هنالك منوذج الهند حيث جند لقاءات كثيرة املتعددة وخطبهم اليوغي والهنود املتصوفة بني أربعة قبل األديان. بحوار تتصف التي ولغتهم ترجمة وهو مهم حدث الهند في حصل قرون الفارسية، إلى السنسكريتية من األوبانيشاد إلى الفارسية من ونقله دوبيرون أنكتيل جاء ثم ١٨٠٤. هكذا عام في نابليون إلى وقدمه الالتينية هناك أوروبا. في معروفة األوبانيشاد أصبحت عميقة. دراسة بعد تدرس لم أخرى كثيرة أمثلة للتقاليد املتواضعة دراستي خالل من أجد إنني ملحوظة أمثلة اإلسالمية والصوفية الغنوصية كل عن هنا أتكلم ال وأنا - الديني احلوار لهذا حول اإلسالم في جرت التي الالهوتية املناقشات األديان. كما في كتاب امللل والنحل للشهرستاني. يقينا أن أجدادنا تركوا لنا سوابق تاريخية الهوتية تكون أن ميكنها األهمية بالغة وميتافيزيقية مرشدة لنا اليوم وأمنوذجانتبعه في بحثنا عن حوار

أديان جدي وتفاهم بينها.

Page 17: RELIGIONS arabic.indd

١٨

: ربه له اذ قال نه لكذلك أبونا؟ ابراهيم ملاذا »ارحل من أرضك وعشيرتك وبيت أبيك الى األرض التي أريك« (تكوين ١:١٢). اإلميان رحيل عن األصنام، وجه امام تتموضع فيه الذي الروحي املكان الى نك من غربة. اإلميان دائما هجرة اي اهللا الذي يكوترك ملا استغرقت فيه من دنياك لتلقى ما ترجو أن

ينزل عليك من فوق.د في النطاق السامي يبدو ابراهيم اول موحد هذا القرآن: »اني وجهت وجهي في التاريخ. يؤكمن انا وما حنيفا وواألرض السموات فطر للذي األنعام (سورة املشركني« ابراهيم« »ملة عبارة ان .(٧٩دينية جماعة الى تشير قد وهذا دة سابقة ملوسى. موحبولس تأكيد مع يلتقي الى رسالته في الرسول ان غالطية وأهل رومية أهل

أمة اهللا الواحدةابراهيم هو حامل اإلميان الذي برره وذلك قبل نزول

الشريعة على موسى.ينحصر أن من أوسع ابراهيم« »ملة عبارة على ورد اذ القرآن اتبعوا الذين في مدلولها آبائي ملة »واتبعت سورته: في يوسف لسان كانوا وهم (٣٨ (اآلية ويعقوب« واسحق ابراهيم قبل البعثة احملمدية. العبارة »ملة ابراهيم« وردت عند اإلبراهيمية األسرة او العائلة صيغة في في معروفة وصارت ماسينيون لويي املستشرق األوساط الغربية منذ بضعة عقود على انها تدل

على اليهود واملسيحيني واملسلمني.اإلميان مقولة تأكيد هو االبراهيمية تأكيد باإلله الواحد وحقيقته هو التوحيد الذي يدفعني اتلفة التوحيدية الديانات عبارة استعمال الى ن في رؤيتها عن ديانات آسيا. لفظة القربى تتضموجود فروق لوالها الندمجت هذه الديانات اندماجا كل ونبض األديان لهذه دقيقة دراسة في كليا.

دها هذه الوحدة تؤكاملسيحية: »ال إله اال اهللا األحد« (اكورنثوس ٤:٨). وهذا يلتقي الشهادة األولى في اإلسالم بصورة حرفية مع إضافة صفة األحد

املطران جورج خضرجورج خضر املطران

االرثوذكس للروم لبنان جبل ميتروبوليت

Page 18: RELIGIONS arabic.indd

١٩

حتى املباينات تبني من بد ال وفرادته منها واحد د انه صح القول ان كل دين ينسخ ما قبله ولو اكمنها مفر ال والتصادم والتمايز التوافق يكمله. عند مقاربة املعتقدات. ولكن في التروض العقلي ان ميكنك املنحى والروحاني الوجداني الديني او تعانقا بحيث تقف عند قربى تقرأها تالمسا بحب اآلخر وأرض أرضك على واقفا نفسك ترى تختلط بنسبية إطالقا يوقعك ال وهذا كامل. في وجتعلك حدتها تخسر او العقائد فيها

استرخاء مريب.س القربى اوال في رؤية كل سنسعى الى تلمالعهد في . إلهها الثالث الشرائح من شريحة جاءت تاريخي هللا التماس اول هو الذي القدمي الشهادة له هكذا: »اسمع يا اسرائيل، الرب إلهنا هو الرب األحد« كما وردت في مرقس ٢٩:١٢ وفي الرب اسرائيل، بني يا »اسمعوا االشتراع: تثنية إلهنا رب واحد« (٤:٦). وهذا ال يعني انه إله القبائل د. ولكن صاحب العبرية. انها فكرة الشعب املوحوجميع األرض »ملوك له يهلل ان يرجو املزامير م األرض« (مزمور ١١:١٤٨). األمم، األعيان وجميع حك

وهذا يلتقي مع قول القرآن انه رب العاملني.اال إله »ال املسيحية: دها تؤك الوحدة هذه اهللا األحد« (اكورنثوس ٤:٨). وهذا يلتقي الشهادة األولى في اإلسالم بصورة حرفية مع إضافة صفة دستور ده يؤك وهذا الرسول. بولس عند األحد الـ٣٢٥ املستهل السنة النيقاوي املسنون اإلميان ان تاريخيا واملعروف واحد« بإله »اؤمن بقوله: اإلمبراطورية قتلتهم املسيحيني الشهداء الرومانية إلميانهم باإلله الواحد غير املنظور حني

كان دستور االمبراطورية يأمر بعبادة القيصر.املسيحي التوحيد في للشك هنا مجال ال على اقترانه بعقيدة الثالوث اذ تعترف الكنيسة بل آلهة ثالثة ة ثم ليس ان بالثالوث قولها مع من الثالثة األقانيم الى ينظر واحد. إلهي جوهر ضمن الوحدة. ان اإلصرار على الوحدانية اإللهية اامع تعاليم وفي اجلديد العهد في ساطع املسكونية وأقوال اآلباء القدامى واملعلمني الذين واحد قول القرآن في وليس والعبادات. تلوهم بالكفار نعت هؤالء واذا بالشرك. النصارى يتهم فليس في النص القرآني ما مياهيهم واملسيحيني

ون أنفسهم نصارى. الذين ال يسم

اليهم ينسب الذين النصارى من هم هؤالء من كانوا هل اعتقادات؟ من ينسب ما القرآن قد األساسية عقائدها كانت التي الكنيسة دت قبل البعثة احملمدية ام ان النصارى ظاهرة د حمع واحدا كانوا ما انهم الواضح من أخرى؟ مسيحيي جنران ولم يثبت في السيرة ان الرسول عرف غيرهم من مسيحيي اجلزيرة الذي أظهرتهم صبيا كان محمد وقطر. البحرين في التنقيبات في قافلة سائرة الى دمشق ملا التقاه الراهب بحيرا

في بصرى الشام وال يعول على الرسول بأن للزعم اللقاء هذا تأثر ببحيرا. وقد رد القرآن تهمة تأثر النبي بتعليم انسان: »ولقد يعلمه ا امن يقولون انهم نعلم اليه يلحدون الذين لسان بشر. اعجمي وهذا لسانه عربي مبني« (النحل ، االية١٠٣). ولكن ما من شك ان الرسول كان على عالقة نسيب نوفل بن بورقة وثيقة شيء ال ولكن خديجة السيدة

يدل على ان هذا كان قسا مسيحيا في مكة. في ظني انه كان نصرانيا ومن األحناف وهم جماعة واحد رأي على كانوا وما دين املوح املفكرين من الى معروفة. كنيسة مسيحية الى ينتموا ولم احلجاز في مسيحيةمنظمة طائفة جند ال هذا على عهد الرسول كما أبان ذلك بصورة حاسمة مكة عن الشهير كتابه في المنس هنري األب قبل الهجرة. ولعل األهم من كل ذلك ان التاريخ في مسيحية هيكلية وجود يعرف ال الكنسي اجلزيرة ما خال اليمن وما كان لها عالقة حضارية تنويها في باحلجاز خال ما نوهت به سورة قريش

ذكرها »رحلة الشتاء والصيف«.عند ذاك ال بد لنا من االعتراف ببعض الصحة دعوة »القرآن كتابه في احلداد االستاذ زعمه ملا فرقة هم ا امن النصارى هؤالء ان من نصرانية« األطروحة بكامل قبولنا دون متهودة مسيحية وال بكل حججها وفقدان األسانيد فيها في بعض من مواضعها. ولعل ما يرجح هذه النظرة ان دعوة اإلبيونيني (الفقراء) املتهودين معروفة في التاريخ املنحولة »االقليميسيات كتاب وفي الكنسي الذي كان منتشرا في شرق األردن في القرن الرابع

فاملسيح ما كان ينسب الى ناسوته قدرة عمل مستقلة

عن اهللا. »انا ال استطيع ان اعمل من نفسي شيئا« (يوحنا ٣٠:٥). ومن الواضح ان الكنيسة ال تنسب الى

مرمي والقديسني قدرة قائمة في ذاتهم.

Page 19: RELIGIONS arabic.indd

٢٠

ع يتوق ان كاتبه كان السفر وأهمية هذا امليالدي بعثة نبي جديد.

هذا كله غريب عن املسيحية التقليدية التي نعرفها في جنران او عند الغساسنة واملناذرة في واحد يظهر ولم اجلزيرة. أطراف اال الرسول سيرة في هؤالء من في املباهلة التي طرحها الرسول ثم ورفضوها. جنران وفد على النصارى تسمية تنطبق كيف هؤالء وكتاب املسيحيني على مرة اول التالميذ مي س أنطاكية »وفي يقول: باملسيحيني« (أعمال الرسل ٢٦:١١) كانت تسمية »الناصريني« أطلقت على أتباع يسوع الناصري في فجر املسيحية في بالد الشام اال انها كانت حتما

الى التالشي الكامل في القرن السابع امليالدي.الى »ناصريني« لت حتو كيف هذا الى اآلرامية اللهجات من لهجة اية وفي »نصارى« حتى انتقلت الى لفة القرآن؟ واذا صحت نظريتنا يكون مسيحيو كل العصور منذ التنزيل القرآني حتى يومنا هذا غير معنيني مبا يقوله القرآن عن

ما وهذا بينهما. مشتركا كان مبا اال النصارى ال فاحلجة التكفير. ن تتضم آية كل عند يجب ميكن ان تذهب هكذا. انتم املسيحيني تقولون كذا وكذا ألن القرآن يقول عنكم كذا ولكن االستدالل كذا تقولون املسيحيني انتم كنتم اذا هذا: هو املسلمة القرآن. في املقصودين تكونون وكذا قول هذا املسيحيون. هم النصارى تاليا: ليست وعرفوا الفتح بالد في كتبوا الذين املفسرين املسيحيني واستنتجوا انه ال بد لهؤالء ان يكونوا

هم النصارى املذكورين في التنزيل.(مرمي، ا« ولد الرحمن اتخذ »وقالوا قرأنا: فاذا من شيء لنا وكان اآليات من ومثيالتها (٨٨نفهم أن نستطيع ال الكنسي التاريخ قراءة ترفض اذ نعرفها التي باملسيحية طاعنة انها هي ايضا هذا االتخاذ اي رفع مخلوق الى مصف بالتبنوية معروفة بدعة كان فاالتخاذ األلوهة. اهللا أن الى ذهبت التي الغنوصية بها وقالت جعل املسيح ابنه عند اصطباغه في نهر األردن. واذا قالت سورة اإلخالص عن اهللا انه لم يلد ولم يولد فاملسيحية تقول ان اهللا من حيث هو جوهر

اإليضاح واالستيضاح وبخاصة في مجال العقيدة هما الركنان الرئيسان للتالقي الفكري احلر الهادئ.

Page 20: RELIGIONS arabic.indd

٢١

أردنا إلهي ال يتجزأ وال يلد او يولد من سواه. واذا الوالدة او اإللهي لإليالد القرآن معنى نفهم ان من اهللا أليس األقرب الى سياق النص ان نقول ان بنات اهللا املالئكة ان يكون القرآن هو ما يرفضه في قوله:» ويجعلون هللا بنات سبحانه ولهم ما يشتهون« (النحل ٥٧، تفسير اجلاللني). »لم يلد« النتفاء مجانسته »ولم يولد« النتفاء احلدوث عنه اذا معنى النص يوحي ال ا). أيض اجلاللني (تفسير ببنوة اعتقادهم من بسبب املسيحيني تكفير املسيح هللا قبل األزل. ال تشير سورة اإلخالص الى هذا اذ تنزيه اإليالد تنزيه اهللا عن وجود اجلنس فيه وهذا ما تقوله املسيحية. وهذا مدعوم باآلية ١٠١ من سورة األنعام: »أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة« ليس هذا مفهوم ابنية املسيح هللا عند املسيحيني الذين ينزهون اإلله غير احلسي عن ان العالقة مفهوم انه حسية. مبرمي صلة له يكون األخير هذا اتخاذ قبل والكلمة اهللا بني األزلية في مكفر غير زعمي في وهذا بشرية. صورة

القرآن رد غيابه عنه. قول للثالوث القرآنية القراءة يحكم ما أأنت قلت بن مرمي يا عيسى قال اهللا »اذ القرآن: للناس اتخذوني وأمي إلهني من دون اهللا« (املائدة، الثالوث عن صورة زعمي في اآلية هذه .(١١٦العابدين العرب عند شائعا كان الذي الكوكبي استولد الذي القمر هو اليمن في األكبر. هللا املشركني عند بالتالي فكان الزهرة الشمس العرب إلهان صغيران دون اإلله العظيم. وفي تدمر الثالوث الكبير، ولكن اإلله العظيم عندنا منوذج هو بعل شمني اي سيد السموات واجلنس يحكم عالقة اآللهة واآللهات في كل احلضارات القدمية

في الشرق األدنى واليونان وروما.االية تسوده النصارى الى املنسوب الثالوث الـ ١١٦ من املائدة وهذا ما فهمه تفسير اجلاللني بوضوح. فعندما يورد »ال تقولوا ثالثة انتهوا خيرا لكم امنا اهللا إله واحد سبحانه ان يكون له ولد« (النساء، ٢٧١) يوضح ان الثالوث هو اهللا وعيسى وأمه. كما يورد في تفسيره سورة املائدة اآلية ٧٣: »لقد كفر الذين قالوا ان اهللا ثالث ثالثة« ان الثالثة هي آلهة اي »أحدها اهللا واآلخر عيسى وأمه وهم ان البيضاوي اإلمام وزعم النصارى«. من فرقة النصارى عبدوا عيسى وأمه إلهني يتوصالن بهما

ا. ومن الواضح انه الى عبادة اهللا ويكون هذا شركاختلطت عليه قضية شفاعة مرمي، وتوسلها الى اهللا وهذا اإلكرام ملرمي او استشفاعها ما عنى مرة اإلمام ر وفس تأليها. او لها عبادة الكنيسة في خالق ان يقولون النصارى ان بقوله اآلية الرازي هو ومرمي عيسى يد على ظهرت التي املعجزات عيسى عليه السالم ومرمي، واهللا تعالى ما خلقهما الواضح ومن إلهني. وأمه عيسى يكون وبالتالي ورد عند املسيحيني، ينافي كل ما الكالم ان هذا

الى ينسب كان ما فاملسيح مستقلة عمل قدرة ناسوته ان استطيع ال »انا اهللا. عن (يوحنا اعمل من نفسي شيئا« ٣٠:٥). ومن الواضح ان الكنيسة والقديسني مرمي الى تنسب ال »الهني ذاتهم. في قائمة قدرة مصطلحا تبقى اهللا« دون من على أطلق العربي الشرك من

الثالوث املسيحي.فرقة اال نعرف ال نحن أبيفانيوس القديس ذكرها القبرصي في القرن الرابع عربية بكثير ونشتم ملرمي قرابني تقدم الفرقة هذه عند الغموض من

الرابع القرن بني اي هذا بعد ولكن ملرمي. تأليهها هذه استمرار يوثق لم اإلسالمية احلركة وبدء الفرقة في اجلزيرة. ومهما يكن من أمر، فالكنيسة ان فيكون هذا من شيئا تعرف لم الرسمية الثالوث الذي يرفضه القرآن هو غير الثالوث الذي

تقول به الكنيسة.ال بالنصارى تتعلق آيات من ذكرنا ما في انهم ديانتهم يعرفون الذين املسيحيون يرى فون (بفتح التاء). ولئن كان من الطبيعي مستهدان تفهم املسيحية نفسها على انها نهائية كما اني اال انها نهائية اليهودية نفسها على تفهم املسيحية املراجع في العقيدة. مستوى على يواجه مسيحيا ا واحد نصا ارى لست الرسمية اإلسالم. ان ما ييسر اللقاء الفكري هو انك تفهم اإلسالم من مصادره واملسيحية من مصادرها. هي ث عن نفسه ولكن تتحدث عن نفسها وهو يتحدألن املقدسة للكتب تاريخية قراءة يتطلب هذا

نحتاج الى تدقيق كبير في اآليات القرآنية املتعلقة

بالرحمة لنعرف ما اذا كانت املقولتان احملبة والرحمة

لهما مدلول واحد او مدلول متقارب.

هناك وجه مميز يجمع بني القرآن واالجنيل اال وهو وجه مرمي وفي الكتابني هي على سمو كبير وذكرها فيهما

يجعل حلمة مرميية بني املسلمني واملسيحيني

Page 21: RELIGIONS arabic.indd

٢٢

الوحي ايا كان ينسكب في ظروف تاريخية تضيء أركانها املسيحية توضح ان يعوزنا ما الفهم. األساسية بلغة عريبة مبينة اي ان حتكي نفسها نفسها للعقل العربي وال تخاطب رعاياها وحسب والسريانية. اليونانية من ورثتها التي بالعبارات اي بعد يعرب لم املسيحي الالهوت ان املؤسف حواري بأسلوب اإلسالمي الوعي الى يتوجه لم في نفسه الوقت وفي نفسه ايضاح في سبيل استيضاح اإلسالم. اإليضاح واالستيضاح وبخاصة في مجال العقيدة هما الركنان الرئيسان للتالقي

الفكري احلر الهادئ.الديانتني الذي يسود كتابي االسم ان يبقى هو اسم اهللا ورد في تعدادي ٢٥٠١ مرة في القرآن. الفكر عليه يقوم الذي هو انه في التوحيد ة قو هو الديني. واالسالم. واملسيحية اليهودية وتبقى الصفات اإللهية. ايا كان احلسنى األسماء حول اجلدل ميكننا القول، جملة، ان اهل هذه انهم ويعتقدون واحدة رؤية الى اهللا يرون األديان الى يرون منه عبيده. او ابناؤه او امته او شعبه

انفسهم والى اميانهم به وطاعته لهم.في اهللا اسم لسيادة القصوى األهمية ان مراجعة اصال تستدعي التوحيد ديانات أسفار غير جدا. دالالتها املتقاربة احلسنى األسماء »اهللا املسيحي التعبير مقابلة من بد ال انه لنعرف حركة القرآن في الرحمان واسم محبة« فـ باهللا. املتعلق الديانتني في الالهوتي الفكر غني في مقطع تقع (٨:٤ (١يوحنا »اهللا محبة« املعاني في رسالة يوحنا االولى اجلامعة ترد هكذا: احملبة ألن األحباء، ايها بعضا، بعضنا »فليحب اهللا. ويعرف اهللا من مولود محب وكل اهللا من واهللا محبة. اهللا ألن اهللا، يعرف ال يحب ال من أظهر محبته لنا بأن أرسل ابنه الوحيد لنحيا به«

(٧:٤-٩)محبته في اهللا ان الفصل هذا من يتضح فيتقبلونها فيه مبحبة البشر نحو يتحرك ولكن بعضا. ويحبون بعضهم يحبونه وبدورهم في قول الرسالة »اهللا محبة« ال يكتفي باعتبارها ذاته مضمون هي اياه. يجعلها ولكنه له صفة كل املؤمن يستلم بحيث حركيته سبب وتاليا

قوة اهللا ويقدر بها ان يحب.في باحملب اإلله وصف الى كلمة اقرب لعل على تدل القرآن في رحمان كلمة اجلديد العهد على تدل مبالغة صيغة وهي الرحمة كثرة الثبات الكثرة، والرحيم صفة مشبهة تدل على في امليزان الطباطبائي: حسني (محمد والبقاء

تفسير القرآن). يقول الطبري في تفسيره: »امنا قدم الرحمن وهو األعلى على الرحيم والعادة التدرج من األدنى النعم عظائم يتناول الرحمن ألن األعلى الى وأصولها وإردافه بالرحيم كالتتمة ليتناول ما دق منها ولطف«. ال نرى عند املفسرين اذا كبير فرق بني الرحمانية والرحمة وكالهما حديث عن عالقة

اهللا باإلنسان والكون.يوحنا رسالة ذكرتها التي احملبة ان غير من بالبشر متصلة الكاتب جعلها وان اجلامعة مجرد ال اهللا طبيعة جعلها امنا فعلها حيث ممكن. هذا املسيحي الالهوتي العمق في صفة. مرادفان الرحمة او الرحمانية هل السؤال يبقى في كبير تدقيق الى نحتاج اإلجنيلية؟ للمحبة اذا ما لنعرف بالرحمة املتعلقة القرآنية اآليات كانت املقولتان احملبة والرحمة لهما مدلول واحد

او مدلول متقارب.اال القرآن واالجنيل هناك وجه مميز يجمع بني وهو وجه مرمي وفي الكتابني هي على سمو كبير املسلمني وذكرها فيهما يجعل حلمة مرميية بني واملسيحيني. حلمة تلطف القلوب وتكشف قربى فعلى الترائني بني الصعيد هذا على مذهلة سبيل املثال ال احلصر اذا قرأت في سورة مرمي اآليات الصابغ يوحنا (وهو يحيى وابنه بزكريا املتصلة السورة بني ترى لوقا) اجنيل في كما والسابق واإلجنيل شبها عجيبا. كذلك ترى الشبه العظيم لسان على يضع هذا لوقا. وإجنيل عمران آل بني (او السالم عليك) يا ممتلئة جبريل قوله: »افرحي اليه أضيف اذا (٢٨:١ (لوقا معك« الرب نعمة »مباركة انت في النساء« (لوقا ٤٢:١) عندنا آيتان يقابلهما في سورة آل عمران »واذا قالت املالئكة يا مرمي ان اهللا اصطفاك وطهرك واصطفاك على املسيحية والعقيدة .(٤٢ (اآلية العاملني« نساء انى يكون العذراء يقابلها » قالت رب بتولية عن تقديس .(٤٥ (اآلية بشر« ميسسني ولم ولد لي

حتى في انعطاف اهللا على اإلنسان تعود الهبة الى الرب مبدئها ألنه البداءة والنهاية، األلف والياء.

Page 22: RELIGIONS arabic.indd

٢٣

وتعظيم ملرمي في السورتني ال يضاهيهما شيء.كان كالوحدانية ذاته في باهللا العقائد الى في لنتبني احلسنى األسماء الى ننظر ان بد ال اني غير واإلسالم. املسيحية بني القربى مداها اكتفي ببعض التأمل السريع في عالقة الربوبية باإلنسان. من أهم وجوه هذا التالقي اللطف. في الواقع مسائل اللطف والتوفيق والهدى تتقاطع وهي تنتج من التكليف الذي هو عمل اهللا فيما املعتزلة عند واهللا واجبهم. عبيده على يفرض يطيعه. به اهللا يلطف الذي املكلف ان يعرف واللطف اإللهي من جهة األمر بني توفيق هناك

الذي يبعث به اهللا الى اإلنسان ليعمل صاحلا.ميكن ان نرادف بني مفهوم اللطف في اإلسالم والنعمة في املسيحية الضرورية لإلنسان ليقوم بأي عمل صالح. في الكالم املسيحي تكون النفس اليه. باهللا وسائرة سة النعمة مقد تقبلت التي ويقرب محتوى كلمة نعمة املسيحية من الرضا او الرضوان وفي تعبير اسالمي النفس التي انعم

اهللا عليها بعطاء منه هي النفس املطمئنة.تعود اإلنسان على اهللا انعطاف في حتى والنهاية، البداءة ألنه مبدئها الرب الى الهبة اإلسالم في ولكنه متلق اإلنسان والياء. األلف اهل فاعل حر ألنه مسؤول. بعد جدل طويل بني الكالم والفالسفة غلب القول باحلرية في اتمع املسيحية مع لقاء نقطة ايضا وهذه اإلسالمي التي قال فيها يوحنا كالفني Jean Calvin بسبق او سماوي مصير في للبشر اإللهي التعيني العصر احلديث انتهى في ان الى النار مصير في هذا اجلانب من املذهب. في املسيحية كلها هناك البشري واجلهد اإللهية النعمة بني مشاركة ليتم اخلالص. ولئن كانت عبارة مشاركة بني اهللا واإلنسان غير مألوفة في اإلسالم يبقى ان املسلم اهل اال األخير في يهلك ال وقد بنجاته يساهم

الكفر.اظن ان من اهم النقاط في احلوار اإلسالمي- بني احلقيقية العالقة حول احلوار هو املسيحي الكائن بني راهن اتصال هناك هل والناس. اهللا الذي ندعوه اهللا. والكائن االخر الذي هو اإلنسان. دون العاقل والوق اخلالق بني التحام هناك هل في ا نقاش يفترض هذا طبعا شرك. يحصل ان

. العقيدة أوال

أبسط عالقة واالنسان االنسان بني العالقة من منظار عقدي. مع ذلك تواصل البشر الروحي

ناجت من رؤية اإلنسان اإللهية لإلنسان اآلخر.أرسل األهمية استثنائي حوار سياق في

كل من إسالميا عاملا ١٣٨الى تقارب وثيقة العالم أنحاء للكنائس الروحية الرئاسات في وذلك العالم في املسحية املبارك الفطر عيد مناسبة ١٣ املوافق هـ ١٤٢٨ سنة ٢٠٠٧م. (أكتوبر) األول تشرين إقرار عندي الكبرى أهميتها املسيحيني بأن العلماء هؤالء

سواء كلمة الى دعوة يؤسس ما موحدون املشهورة في القرآن.

ولكنه علمية مقاربة هاجس كان ما املهم االعتقاد وكان العالم في السالم التماس كان رأى ذلك. على تساعد العقيدة في القربى ان

اهللا محبة« ال يكتفي باعتبارها صفة له ولكنه يجعلها اياه. هي مضمون ذاته وتاليا سبب حركيته بحيث يستلم املؤمن كل

قوة اهللا ويقدر بها ان يحب.

Page 23: RELIGIONS arabic.indd

٢٤

واضعو الوثيقة ان األرضية املشتركة بني االسالم للجار. وحبه هللا اإلنسان حب هي واملسيحية احلب هللا مما يعززه قول اهللا تعالى في آية من أوائل ربك اسم »واذكر الكرمي: القرآن آيات من نزل ما

وتبتل اليه تبتيال (املزمل ٨:٧٣).العلماء ويتوسع الثنائية بهذه املوقعون املسيحية في احلب في ناموسي سأل عندما معلم »يا ليجربه: السيد العظمى هي وصية اية له فقال الناموس؟ في إلهك الرب »حتب يسوع: كل ومن قلبك كل من فكرك. كل ومن نفسك األولى الوصية هي هذه كنفسك. قريبك حتب مثلها والثانية والعظمى واألنبياء« كله الناموس يتعلق الوصيتني بهاتني

(متى ٣٤:٢٢-٤٠).واضعو يقول املشتركة لألرضية توضيحا للمسيحيني نقول »كمسلمني الرسالة: هذه هم. ضد ليس اإلسالم وان هم ضد لسنا اننا وبعد هذا العرض العقدي وتأكيد للمساملة على مستوى الكرة األرضية يدعو هؤالء املفكرون الى املتبادل االحترام والى والشقاق الكراهية نبذ

واإلنصاف والعدل والوداد.أهل دعوة الوثيقة لهذه الكبرى األهمية الى التطرق دون املشترك العيش الى الديانتني مقولتي ضمن احلكم في بينهم التعامل سنن املشاكل كل حتل ال الوثيقة واألقلية. األكثرية د الطريق، اذا أخذ بها، الى جد جديد ولكنها متهد بدوره الى استئصال جذور في التخاطب قد ميهالفرقة والتجافي. هذا املناخ من شأنه ان يدخلنا فنرى والربط احلل أهل عند علمي تواجه في القربى في مواضع القربى، األمر الذي كنا جنهله العنف حدود حتى الهجومي اخلطاب عهود في

الكالمي.ما يجعل التالقي بني املسلمني واملسيحيني تالقيا العمق من مستوى على يعيشون الذين يستسيغ فريق كل ان اوال شيئان هو حقيقيا وينبث تصرفا او كالما اآلخر الفريق من الكثير

او قليل. تدخل مصطلحات هذا فيه بوعي كثير التي حتمل. على سبيل واملفاهيم اآلخر لغة من رمضان بحلول البالد هذه مسيحيو يسر املثال وصيام صومهم ان يفهمون الكبار والروحانيون تقربا لكونهما العمق اله في واحد املسلمني الى اهللا وزلفى. ويفرح مسيحيون كثيرون باالذان دة. هناك على األقل وبتسجيل التالوة القرآنية اورقي من فيض يقابله حضاري إسالم من فيض

مسيحي في العادات ورقة.بالد في التقاليد. من أعظم هو ما هناك حقيقية استساغة املسلمني عند ترى الشام ملفهوم احملبة كما جتلت في األناجيل واقتباس من عظيم وتقدير واملرأة الرجل بني العالقة مفهوم للرهبان والراهبات بسبب اخلبرة والتعايش وليس

فقط بفضل النص القرآني.او تعميم بال الفكر. على ينعكس هذا الفكري اإلنصاف ان القول ميكن سريع تبسيط أخذا مضامينه وبعض اآلخر لقيم والتقدير تعيش التي األوساط في بخاصة باالنتشار syncretism التلفيق عليها يسيطر وال إميانها او الساذجة األوساط على احيانا يسيطر كما واألهم في ما هو وجدان بآن. واملتعصبة املدركة حب الى بالضرورة تدفع ال النصوص معرفة ان اآلخر فاحلب لطف إلهي قد يستغني عن الكثير لهم تبدو عربا املسيحيني ولكون العلم من العقلي كيانهم من شيئا اإلسالمية احلضارة وكليات املدرسية برامجهم في عليها ويقبلون املسيحية ان املؤسف ومن اإلنسانية العلوم مدرسي برنامج اي في تدخل ال الشام بالد في من منها شيئا املسلمون ويتلقف جامعي او ال املثقفني مقابلة في األجنبية. مطالعاتهم معرفة في متفوقني بالضرورة املسيحيون يبدو دون ليسوا املسلمون الفرنكوفونية في اللغات. ستيتيه صالح ان عرفي في بروزا. املسيحيني املسلم أكتب اللبنانيني في الفضاءالفرنكوفوني. لقد تساوى الناس فكريا بصورة كاملة في اآلداب والعلوم مبا في ذلك الطب املتخصص. وكثيرا ما أكثرية السكاني االختالط بسبب لبنان في جتد الثانوية املسيحية املعاهد مسلمة ساحقة في وليس فيها اي أثر للتبشير . وهذا ليس بجديد في به تقوم الذي كانت التعليم األدنى كله. الشرق

ويبقى ذكر اهللا جامعا ويبقى الشعور ان اآلخر يستطيب األلوهة ويحيا بها او منها وكثيرا ما يتخشع الواحد اللتماسه النور على وجه اآلخر فيعبر األول الى الثاني والثاني الى األول في حركة مودة إلهية ال حاجة فيها الى املؤسسة الدينية.

Page 24: RELIGIONS arabic.indd

٢٥

ارساليات أجنبية ما توخى أساتذته دعوة التالمذة املسلمني الى املسيحية بل قصدوا نشر املعرفة مسيحيا تفويضا اعتبروه وهذا نفسها بحد

خلدمة اإلنسان كائنة ما كانت مشاربه.في عامة بصورة احلديث. في املكتوم يبقى او الدييني للجدل أثرا ترى ال االجتماعية احلياة حتى للحديث الذي تبدو فيه الفروق. احيانا كثيرة الرؤية وحدة ذاك لكشف بكتاب يستشهد هذا والتماس وجه اهللا. الفروق األساسية ال يؤتى على هذا في يكون قد اللقاء. طراوة أجل من ذكرها أحيانا حياء ولكن في أغلب األحيان يعود هذا الى

جهل باآلخر او بتفاصيل عقيدته.ان الشعور ويبقى جامعا اهللا ذكر ويبقى اآلخر يستطيب األلوهة ويحيا بها او منها وكثيرا ما يتخشع الواحد اللتماسه النور على وجه اآلخر فيعبر األول الى الثاني والثاني الى األول في حركة مودة إلهية ال حاجة فيها الى املؤسسة الدينية. شرط هي اجلماعات في روحية وحدة وتتألف

السالم فيها.تفسد السياسة كل شيء في هذه املسيرة ثنائية مسلك. هذا يحصل الطيبة بحيث تنشأ يظل السياسة. في الطائفي التصادم عند في الود يتبادالن الصديق الى الصديق ذلك مع احلديث الشخصي وينقبضان الى حني في احلديث السياسي. غير ان هذا آخذ بالزوال عندما تختلط التي االيديولوجيات وتتصارع سياسيا الطوائف او يزول هذا يشترك فيها الناس من كل املذاهب

في األنظمة ذات الطابع السلطوي.اذ العربي الشرق في هكذا يجرى هذا املسلمون واملسيحيون دون يشتركون في الثقافة على دهور وترويض والعادات الواحدة العربية التعايش. ليس األمر كذلك اذا نبعت اخلالفات من الغرب في املسلمة األقلية العنصري. االختالف التثاقف ليعمم فرنسا في مثال وقت الى حتتاج في وليس األصيل الفرنسي الشعب وبني بينها الكثيرون منه ابتعد بلد في دينية هذا مشكلة عن اميانهم ولكنه مشكلة اثنية والشك بإمكان الغريب األسمر او األسود على االندماج االجتماعي. انت ال تستدخل حضارة البلد في بضع من سنني ولو قمت بهذه الرياضة تريد ان حتافظ على هوية ذويك اي ان تبقى مسلما حضاريا وتصير فرنسيا

العوملة الهويتني. بني الفرق وتتدبر شأن حضاريا والذاتية الثقافية تبدوان كثيرا متناقضتني وقد ال اآلخر. لتكون ضد دينية عميقة ممارسة ذا تكون قد الذي واألصيل الكامل االندماج ضد انت

يستضيفك اآلخر فيه بسرور.األبد الى مسلمون املسلمني ان شعوري فريق كل يخسر قد املسيحيون. وكذلك هناك ستبقى انه غير عددا مختلفة ألسباب عملي ارتقاب عندي ليس لذلك عظيمة. نواة فطنة. كانت مهما الدعوة من تأتي الت لتحولست أقول اننا محكومون بأن نعيش معا. هذا ال ينبغي ان يكون تراكما بال معنى. أمنيتي ان يصير نتاج ابتغاء ومودودة وادة فهيمة مساكنة هذا ا انسانيا جديدا. عوض انساني مبدع يقدم منوذجالتالصق الوطني البحت تنشأ موآلفة ذكية ندعو خليرنا املطرد والتقدم احلرية في التماسها الى

جميعا.

في لها نفحة خير املوآلفة هذه ان إحساسي اتمعات احملبة هللا، الصافية، الوفية، الشجاعة. أهم وجه من وجوه احلرية حرية العقيدة مبا فيها وجودي شكل قبلت اذا تقبلني انت العبادة. الوجود. هذا نفهم كما اإلميان في إخوتي مع اي ولكن بالتفصيل هذا لبحث هنا مجال ال باستيهام. وليس القمع من يأتي بالقمع شعور ولذلك ال محل هنا لتجديد ما قد يشبه محاكم محل ال كما الوسطى القرون وذهنية التفتيش ان بعد ة ذم اهل انهم على املسيحيني لتصور عطل العثمانيون هذه املقولة قبل مئة وخمسني سنة من اليوم. مقوالت احلرية قائمة في البلدان املتقدمة. ليس من شكل آخر للحرية والشرائح مد اجتياح تخشى ال عقيدتها الى املطمئنة عليها اذ ليس بيتها من زجاج ليضربها احد. لقد ولى زمن االستعمار وليس احد مرتبطا به ونحن ان على اآلخر في ا من كل ثقة نزداد الشرقيني تكون هذه الثقة مدعمة باحترام اآلخر وشعائره. دين بتنا أمة اهللا وأجرؤ على القول اننا نحن املوحنلتقي على الكثير في معرفته ونحن الى اآلخر ان

عانقنا اهللا في تواضع وصدق.

Page 25: RELIGIONS arabic.indd

٢٦

١. سيد حسني نصر،( مقابلة – عربي و اجنليزي)

٢. جورج خضر، أمة اهللا الواحدة ( عربي و اجنليزي)

٣. إبراهيم كالني، مصادر التسامح ، و عدم التسامح في اإلسالم.

تناقش هذه املقالة أسس التسامح و عدم التسامح جتاه األديان األخرى في التراث اإلسالمي. و تذهب املقالة إلى أنه بالرغم من أن اإلسالم ال يدعي احتكارا لالعتقاد في اهللا و ممارسة حياة خيرة، إال أنه يضع شروط صارمة لقبول معتقد ما بأنه يشكل طريقا مشروعا يتبعه املرء لتحقيق اخلالص. كما ناقشت املقالة التوتر بني وحدانية و كلية الرسالة اإللهية. ، من جهة، و تعدد اجلماعات البشرية من جهة أخرى.

و جند أن مركز حجة املقالة ما ورد في سورة املائدة (5) في اآلية (48):” ... لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا ولو شاء اهللا جلعلكم أمة واحدة و لكن ليبلوكم في ما آتاكم

فاستبقوا اخليرات ...“ و سورة هود (11) في اآلية (118):

” و لو شاء ربك جلعل الناس امة واحدة و ال يزالون مختلفني”للتسامح إسالمية لنظرة أساس اخليرات الستبقاء الدعوة تكون أن مدي الكاتب يستكشف و

الديني.

٤. ليو د. لوفيبور، في سبيل سالمة العالقات بني األديان..

توضح هذه املقالة بعض جوانب تاريخ عدم التسامح املسيحي، و تناقش بعض االستراتيجيات إلقامة عالقات سليمة في املستقبل . قد كان للمسيحية عالقات مأساوية و عنيفة جتاه كل التقاليد الدينية في العالم. و هذا صحيح بصفة خاصة جتاه تلك األديان التي ترتبط بها املسيحية بصورة وثيقة في املعتقدات و الثالثة تشترك في كثير من األديان و اإلسالم. فهذه اليهودية أي تاريخها و معتقداتها: القيم الهامة، و لكن لعدة قرون قد قام املسيحيون بذم اليهود و املسلمني و يشبهونهما بالشيطان. و في القرون احلديثة عند ما اتصلت أعداد متزايدة من املسيحيني باألمريكيني األصليني، و البوذيني، و الهندوس، قد قام املسيحيون في كثير من األحيان بتكرار نفس صور عدم التسامح القدمية، و الذم، و العنف جتاه هؤالء. و هذه األفعال مخالفة بصورة عميقة لروح و تعاليم املسيح نفسه، مما يفرض

التحدي على املسيحيني أن يقوموا براجعة نقدية لتراثهم.

٥. جيمز كستنجر، ”االختالف مع االتفاق: االستجابة املسيحية للكالم االلهي املشترك“

هذه الورقة مؤسسة على متييز بني امليتافيزيقيا و الالهوت. و تشير امليتافيزيقيا هنا إلى اإللهي املطلق

خالصة املقاالت

Page 26: RELIGIONS arabic.indd

٢٧

في حقيقته اجلوهرية التامة، ويشير الالهوت إلى اإللهي املطلق كما هو متصور بالنسبة إلطار ديني فان آخر، وبتعبير الهوتي. اختالف أساس على ميتافيزيقي باتفاق يسمح التمييز هذا محدد.وعليه الهوت كل دين قد يختلف عن اآلخر بينما جند أن موضوعه اجلوهري هو نفسه. و على هذا األساس، للرؤية مسيحي تفهم ، أوال املسيحي. اإلسالمي للحوار مراحل ثالثة من مقاربة كستنجر يقترح اإلسالمية للشهادة في اإلسالم بوحدانية اهللا فيما يتعلق بتجسد املسيح. ثانيا، تفهم إسالمي للرؤية

املسيحية لتجسد املسيح على أساس وحدانية اهللا. وأخيرا إثراء مشترك للرؤيتني بتكاملهما.

٦. ميشيل اماالدوس، التعدد الديني و العيش املتناسق: التجربة الهندية و التحديات.

تذهب هذه املقالة إلى القول بأنه رغم أننا جند إن مجموعات دينية مختلفة داخلة في نزاعات ظاهرة أو مستترة في كل أنحاء العالم إال أن التجربة الهندية توضح إمكانية العيش املتناسق السلمي. و قد أعطي الكاتب في مقالته أمثلة للدعوة للعيش املتناسق من التراث الهندي. أولها دعوة االمبرطور اشكوكا الذي اعتنق البوذية بعد تركه الهندوسية و دعا بان في احترام املرء لكل األديان احترام لدينه. و ثانيها موقف االمبرطور اإلسالمي اكبر النموذجي بالنسبة حلاكم. فقد سعي لتوافق بني األديان، و كان يوجد في بالطه علماء الهوت هندوس ومسلمني و مسيحيني. كما جند ثالثا إن احلكيم القورو نانك قد اوجد دين السيخ بدمج تعاليم الهندوسية و اإلسالم. و أخير جند أن اب الدستور الهندي احلديث املهامتا غاندي قد سعي إلى دمج مختلف اموعات الدينية في الهند في الدولة الهندية رغم انه كان و للهند. نهرو دستورا جمهوريا دميقراطيا علمانيا و وضع مبعاونة جواهر الل اإلميان. هندوسي عميق يذهب الكاتب إلى أنه بالرغم من تراث التسامح هذا فان الهند تشهد صراع وعنف بني املؤمنني مبختلف يذكر و السياسي. و االقتصادي، التنافس من خلفيات الصراع لذلك كان إن و ، الهند في الديانات الكاتب بالصراع بني املسلمني و الهندوس عند انفصال باكستان، ومسألة كشمير، و صعود األصولية و التطرف سواء في ظاهرة العنصرية الهندوسية منذ الثمانينات أو التشدد والطرف اإلسالمي أخيرا. و يحاول الكاتب اإلجابة على مسألة كيفية حتقيق التعايش بني مختلف اجلماعات الدينية الهندية في هذه الظروف وحل الصراعات على أساس احلق ، و العدل، و التسامح. ويري أن التجربة الهندية جنحت ، رغم الصراع، في تأسيس دولة جمهورية دميقراطية علمانية ايجابية جتاه األديان املتعددة في اتمع

الهندي ، و حتترم حقوق اإلنسان و اجلماعات.

٧. روبرت ايزن، اليهود و املسلمون: ملاذا هناك الكثير املشترك بينهم ، أكثر مما يعتقدون هم أنفسهم؟

هذه الورقة تدعو من أجل تفهم أفضل بني اليهود و املسلمني لبعضهم البعض على أساس أن جتربتهم التاريخية قد كانت متشابهة. و يدعو الكاتب كل من اليهود و املسلمني الن ينظر كل طرف منهم في جتربة اآلخر حسب مفهوم اآلخر اخلاص به. و تلخص املقالة بعض املراحل األساسية في تطور األحداث

Page 27: RELIGIONS arabic.indd

٢٨

التاريخية لدي اليهود و املسلمني. و تؤكد على سمات مشتركة مثل بداياتهم التاريخية التي انتصروا ، في نظر تاريخ عالقاتهم امللتبسة مع الغرب. هذه األشياء املشتركة ، و تاريخ اضطهادهم فيها، و

الكاتب، يجب أن تكون وسائل لترك نظرة التمركز حول الذات، و تفهم اآلخر.

٨. رضا شاه كاظمي، حوار احلضارات و اإلسالم: القرآن الكرمي و ميتافيزيقيا وحدة الوجود

ملسألة مقاربة أفضل هي القرآن تعاليم قلب في التي التوحيد ميتافيزيقيا أن املقالة هذه توضح التعددية الدينية و حوار األديان ألنها توضح أن التكامل و التمايز الشكلي لكل معتقد سيحترم في توازي مع معنى التوحيد. بينما جند أن القرآن قد عبر بوضوح عن تعددية األديان فأن الوحدة متضمنة املبادئ املوحى. هذه اإللهي النهج و للقانون أي أساسا خضوعه الدينية: لألوامر اإلنسان احترام في التي حاجج بها بعمق و دقة امليتافيزيقيون املسلمون مثل ابن عربي ، ميكن أن تساعد كثيرا في مزالق كل من حوار األديان و الثقافات من جهة ، و مخاطر القومية الدينية ، من جهة أخرى. مثل هذا املنظور يوضح بأنه ال يوجد عدم تكامل بني إميان الفرد بدينه اخلاصة به، و اكتسابه بكل احترام لفهم شامل

للمقدس.

٩. أوري سولتز، رموز الدين في التراث اليهودي، و املسيحي، و اإلسالمي

” اليهودية، و املسيحية، و اإلسالم هي فروع لنفس الشجرة الروحية. و توضح الرموز البصرية في هذه األديان الثالثة معان متداخلة ، و متوازية ، و متخالفة و أيضا متوافقة في مكوناتها. كما أن هذه الرموز ناشئة من مفردات بصرية ملوروثات قدمية و ثنية سابقة على األديان اإلبراهيمية. و تلك املفردات كانت عبر التاريخ غالبا ما تغلف الدين و السياسة. و استخدام هذه الرموز املشتركة، مع تداخلها الروحي و

السياسي ، مستمر حتى عصرنا احلالي.

٠١. هاري اولد ميدو، عبور خط االنقسام الكبير : بعض اإلجابات املسيحية لتالقي األديان احلديث

موضوع هذه املقالة هو العالقات بني األديان منظور إليها من زاوية نظر عابرة لألديان، و في اطار التالقي املعاصر بني ”الشرق“ و ”الغرب“. و يركز الكاتب بصورة خاصة على اإلجابات اإلبداعية لهذه املسألة من قبل أكادمييني وممارسني مسيحيني. كما يوضح بعض التداخل بني كنائس مسيحية و العالم األكادميي الناطق باالجنليزية. حسب الكاتب فان أي بحث في العالقات بني األديان ، حاليا و في املستقبل ، يجب أن يأخذ في االعتبار التطورات احلديثة التالية: أي الوضع املتغير جذريا في القرنني األخيرين فيما يتعلق مبوقف األديان جتاه بعضها البعض، و االنتصار الظاهر للقوى املعادية للدين و التقاليد في الغرب، و تاليا لذلك بروز كل من األصولية الدينية ( في الشرق و الغرب)، و الليبرالية الدينية ( بصورة أساسية في

الغرب).

Page 28: RELIGIONS arabic.indd

٢٩

١١. أفي أدوقام، اجلهاد في سبيل اهللا أم اجلهاد باسم اهللا: سياسة العنف الديني في نيجريا املعاصرة

تذهب هذه املقالة إلى إن ازدياد احلراك، و التنوع الدينيني و تواتر الصراع و العنف الديني يطرح مشكالت خطيرة فيما يتعلق بتحديد احلدود، و إعادة التحديد، و التفاوض حولها بني اجلماعات الدينية اتلفة و وسط تلك اجلماعات نفسها، وذلك في اإلطار اإلقليمي احمللي. و علية فقد اخذ الدين أهمية سياسية و أصبح سببا للتوتر في نيجريا و ذلك لتعدد األديان و التناقضات في الدين الواحد. و توضح الصورة العامة للتوتر الديني اتصاله بانتشار اجلماعات الناشطة العنيفة و املتشددة اإلسالمية و املسيحية. وادي ذلك إلى منو ثقافة العنف الديني خاصة في شمال نيجريا. و يسعي الكاتب على استكشاف تشخيص للصراع و العنف بني جماعات األديان اتلفة ، وأيضا بني اجلماعات املذهبية اتلفة في الدين الواحد، وذلك من منظور التفاوض حول حدود اجلماعات، و تعقد االقتصاد السياسي في نيجريا ، و خصوصياتها التاريخية و الدينية االثنية، و كردة فعل للتطورات احمللية العاملية. و يذهب الكاتب إلى أن التنافس الديني و حتديد الهوية الدينية يأخذان أشكاال جديدة و تتناول والءات بديلة جديدة مبا يؤدي

إلى زيادة العنف والصراع الديني.

٢١. ارفيند شارما، هل ميكن أن يتحاور املسلمون مع الهندوس

يبحث الكاتب في هذه املقالة حول إمكانية احلوار بني املسلمني و الهندوس على أساس تعاليم القرآن. و يتناول بالبحث ثالثة مستويات: سوابق احلكم اإلسالمي في الهند و عالقة ذلك بالهندوس، و املبدأ القرآني حول عاملية النبوة، و اعتراف القرآن املقصد اإللهي خلف التعدد اإلنساني مع وصيته املالزمة للحوار بني اجلماعات اإلنسانية. و الوصية األخيرة هي األكثر خصوبة فيما يتعلق بإمكانية احلوار بني

املسلمني و الهندوس حيث أنها انثروبولوجية أكثر مما هي الهوتية.

٣١. بيتر فورتوناتو، حفل عيد ميالد بوذا

هذا النص من مفكرة الكاتب حول حضوره احتفاالت القمر الكبير البوذي في السفارة السيريالنكية لهذه املتنوعة اجلماعية الطقوس الكاتب يصف و .2007 مايو أول في ، قطر بدولة الدوحة، في املناسبة، واجلو االحتفالي للجالية السيريالنكية بقطر ، و كذلك مشاعر و تأمالت الكاتب و هو يبرز

اجلو الغني املتعدد الثقافيات لعاصمة دولة قطر.

Page 29: RELIGIONS arabic.indd

٣٠

بسم اهللا الرحمن الرحيم والصالة والسالم على سيدي محمد بن عبداهللا إخوته وعلى .. الطيبني آله وعلى األمني، النبي

سائر األنبياء واملرسلني. ليك إ ينا وح أ نا صدق اهللا الواحد حني قال: «إلى ينا إ وح ه وأ د ن بع لى نوح والنبيني م ينا إ وح ا أ م كباط واألس وب ق ويع ق ح وإس يل اع م وإس يم براه إوآتينا ان ليم وس ارون وه ويونس يوب وأ ى يس وعقبل ن ليك م م ع ناه ص قد قص ال ورس زبورا. داوود ى وس م اهللا لم وك ليك ع م ه ص ص نق لم ال ورس

ا» {النساء/١٦٣-١٦٤} ليم تكواليهودية اإلسالمية األديان في املؤمنون هو تعالى باهللا اإلميان أن يعلمون واملسيحية مي ذلك أساس الدين. وإذا رفع اإلله من اإلميان ساإلميان فكرة أو فلسفة أو نظرية أو مذهبا. أما دينا

فال، هذا أمر.يكون ال باهللا اإلميان أن فهو اآلخر األمر أما

صورة اإلله في اإلسـالمالتقاء وافتراق مع األديان

السماويةصورة اإلله في اإلسـالم

التقاء وافتراق مع األديان السماوية

إميانا إال إذا جمع عنصرين اثنني هما: بصفاته واإلميان + تعالى اهللا بوجود اإلميان عباس يقول الوحدانية الصفات تلك رأس وعلى األديان ظهرت ملا اإلسالم: مفكري من العقاد وأعنف أكثر اهللا صفات في اجلدل كان املوحدة من اجلدل في وجوده فقضى الالهوتيون زمنا وهم خالق بوجود أحد إقناع إلى باحلاجة يشعرون ال إال احلاجة بهذه يشعروا ولم الوقات، لهذه الفلسفية باآلراء الدينية العقائد اختالط بعد ومناظرتهم للمناطقة واملتفلسفني في صناعة

اجلدل والبرهان»٢. وقد يتفق اإلسالم مع غيره من األديان التي نؤمن بأنها سماوية في مصدرها (اليهودية واملسيحية) يتفق معها على العنصر األول. واتفقوا - أيضا - على كل صفات اهللا تعالى ولكنهم قد يختلفون في معاني تلك الصفات، حيث إن معانيها متعددة

ومتكثرة.

أ.د. عائشة يوسف املناعي١

Page 30: RELIGIONS arabic.indd

٣١

في اإلسالم عقيدة أعرض أن رأيت هنا ومن باالعتقاد الوجوه بعض في مقارنة تعالى اهللا

املسيحي واليهودي.جمعت صغيرة سورة على يعتمد اإلسالم تلك وسميت القرآن في املوجودة املعاني كل السورة باإلخالص أي إخالص االعتقاد في وحدانية . د ح أ و اهللا اهللا تعالى وإخالص العبودية له: «قل هوا ف ن له ك . ولم يك . لم يلد ولم يولد د م الص اهللا

» (اإلخالص/١-٤) د ح أثاني له وال أن اهللا واحد ال اآليات تثبت هذه شريك ؛ وهو السيد على هذا الكون، ولم يكن له أصول من أب أو أم أو جد، فهو ليس مخلوق، وليس له فروع من أبناء وأحفاد، فهو متفرد ليس بجزء وال

بعض وال مركب، وال أحد مياثله أو يساويه.الرساالت أن على تؤكد القرآن سور كل إلى يدعون كلهم واألنبياء كلها السماوية عقيدة واحدة ال اختالف فيها وإمنا االختالف يكون لنا ع ل ج في التطبيق في العبادات واملعامالت «لكا» (املائدة/٤٨) ويذكر القرآن اج نه ة وم رع م ش نك مدعوة األنبياء كلهم ألقوامهم واملنتسبني إليهم إلى محمد صلوات اهللا عليهم نوح منذ سيدنا

يره« (األعراف/٥٩) له غ ن إ م م ا لك م اهللا وا بد «اعإذن الوحدانية في اإلسالم هي أن ال يكون هناك أي نوع من أنواع الشراكة في األلوهية.وبذلك تكون احلقيقة هذه على مبنية كلها اإلسالم تعاليم ويكون تصرف املسلم في فكره وسلوكه محكوما

بواحد من مقتضى أو معنى الوحدانية.في وواحد ذاته. في واحد فاهللا ذلك وعلى صفاته. وواحد في أفعاله، وواحد في حكمه، وواحد

في معبوديته (أي هو املستحق للعبادة فقط)٣.ثله م ك «ليس أنه تعني اإلله فوحدة إذن: فهذه (الشورى/١١) ير» البص يع م الس و وه ء ي شالقضية متثل التنزيه هللا تعالى، ولكنه ليس تنزيها يصل باإلله إلى أن يكون فكرة مجردة، فيكون علة أولى أو سببا أول كما يقول الفالسفة، وإمنا هو مشابهة عن يبتعد بحيث بجالله يليق تنزيه اخللق وبحيث يبتعد عن فكرة وحدة الوجود التي

يتساوى فيها اخلالق والوق.أو الشبيه عن تنزيه هو هنا التنزيه إذن املماثلة، وفي الوقت نفسه هو تنزيه إيجابي فعال يثبت هللا ارتباطه باخللق وعنايته بهم واهتمامه

طريق عن املساواة دون متبادلة عالقة بتأسيس الصفات اإللهية التي هي - ميدان الربوبية - وعن

طريقها تكون عالقة اإلنسان باهللا تعالى.٤اهللا صلى محمد - الرسول يقول وحينما تفكروا وال «تفكروا في خلق اهللا – عليه وسلم للحجر ليس دعوة هي فتهلكوا». اهللا ذات في على العقل في عدم التفكر ولكنها دعوة لتنزيه معرفة دون بوجودها نؤمن بحيث اإللهية الذات حقيقتها أو كنهها الذي يعجز العقل عن إدراكه. وواجب فريضة فهو اهللا خلق في التفكر أما إيجابية وندرك تعالى اهللا نعرف لكي ديني

في املؤثرة صفاته وفعالية مبصالح واملرتبطة الوجود هذا هنا ومن بهم. والعناية اخللق تعالى اهللا في صفات فالتفكر وعالقتها بالوقات أمر متاح بل

ومطلوب.أن نرى ذلك. نقول وحينما بعضا من املسلمني كالصوفية املتفلسفة مثال تتحدث عن أمر وحدة أو احتادا أو حلوال يسمى وجود مع اهللا تعالى. وقد يعيب

االجتاه املسلم املعتدل هذه املذاهب، وقد يرى أنها متأثرة هي بل ذلك، في بالقرآن متأثرة ليست بالفلسفة أو مبذهب احللول عند املسيحية الذي على الشرقية الكنيسة في الالهوتيون طوره أساس فكرة اللوجوس (الكلمة - Logos) والذي التنزيه بني فكرتي للتوفيق أنه محاولة فيه رأوا

والتشبي٥.لدى واملركزية األساسية النظرة هي هذه

املسلمني عن اهللا. اليهودية بعد جاء معلوم هو كما واإلسالم عليه املسيح السيد أن ونعلم واملسيحية، السالم كان مكمال لليهودية وعقيدتنا أن محمدالليهودية صلى اهللا عليه وسلم مكمل ومتمم

واملسيحية. جئت أني تظنوا (ال يقول عيسى سيدنا بل ألنقض جئت وما واألنبياء، الناموس ألنقض

ألكمل)٦. »نزل بقوله: محمد يخاطب تعالى واهللا نزل وأ يه يد ا بني مل قا د ص م ق باحل تاب الك ليك ع

كل سور القرآن تؤكد على أن الرساالت السماوية كلها

واألنبياء كلهم يدعون إلى عقيدة واحدة ال اختالف

فيها وإمنا االختالف يكون في التطبيق في العبادات

لنا ع ل ج واملعامالت «لكا» اج نه ة وم رع م ش نك م

Page 31: RELIGIONS arabic.indd

٣٢

هدفا لورقتي التي أقدمها اآلن.ومبقارنة بسيطة جند أن نقاط االفتراق تتضح

متاما في اآلتي:١ – اإلسالم يرفض رفضا قاطعا وصف اهللا تعالى األسفار وصفته كما بجالله تليق ال بصفات ويستريح ويتعب ويشرب يأكل بأنه اليهودية ينسى وأنه بالندم، ويحس ويبكي ويضحك ويلعب. وإن كانت هناك نصوص أخرى من األسفار حقيقة أمام أننا إال األوصاف هذه بعض تنفي قد جندها في اختالف تلك النصوص – أيضا – مع

بعضها.أما املسيحية فقد تبنت فكرة التثليث التي ينكرها اإلسالم أيضا، وهي أن السيد املسيح ابن اإللهي، وبشر في جانبه إله في جانبه هللا وهو األناجيل في اهللا ابن كلمة وترد الناسوتي، استند وقد السالم. عليه في حق عيسى كثيراالالهوتيون في تدعيم فكرة التثليث على مسألة روح تسمى تعالى فحياته والعلم، احلياة صفة

القدس وعلمه يسمى االبن.رجال من أيضا نسمع ما كثيرا كنا وإن تثليث بأنها الفكرة، تلك عن تفسيرا الالهوت واحدا أقنوما الثالثة األقانيم من يجعل رمزي، وكلها تعود إلى جوهر التوحيد، وقد جاء في نص واحد بإله القسطنطينية «نؤمن مجمع قرار أب قادر على كل شيء، صانع كل األشياء املرئية اهللا، ابن املسيح، يسوع واحد وبرب والالمرئية، مولود األب الوحيد، أي من جوهر األب، إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق، غير مخلوق، مساو األشياء كل بواسطته الذي اجلوهر، في لألب في التي وتلك السماء، في التي تلك ت، د وج

األرض. وبالروح القدس».تلك في املسيحية عن متاما يفترق اإلسالم املسألة، ألنه يرى أن سيدنا عيسى عليه السالم ونؤمن نقدسه ونحن والنبوة، بالبشرية يتصف به لنبوته ولرسالته التي جاء بها وال نؤمن بأنه إله أو ابن هللا. ألن مقتضى الوحدانية في اإلسالم أن تكون هللا دون أن يكون معه شريك في األلوهية أو الربوبية. وأنه تعالى قد يشابهه اخللق في أسمائه بأنه حي عليم خبير بصير غفور. إلخ. إال أن هذه الكامل. املعنى دون فقط اللفظ في املشابهة اهللا) بأخالق (تخلقوا :(p) الرسول قال وحينما

نزل وأ للناس ى د ه ن قبل م . واإلجنيل راة التورقان» (آل عمران/٣-٤). الف

فالقرآن هنا يصف نفسه بأنه مصدق بالتوراة واإلجنيل ويصفهما في كثير من اآليات بأنهما هدى للهداية اإلجمالية الصورة كانت هنا ومن ونور. باعتبار واإلجنيل والتوراة القرآن في هي اإللهية وأن الواحد. اهللا هو واحد الكتب هذه أن مصدر في واحدة عقيدة يحملون إخوة كلهم الرسل

اهللا. على الرغم من أننا نرى للوهلة األولى تكامل األديان حول حقيقة اهللا الواحد ففي إجنيل مرقص قول عيسى عليه السالم: (الرب إلهنا إله واحد . التثنية عند وما جاء في سفر آخر سواه) وليس اليهود قول موسى عليه السالم: (اسمعوا يا بني أجزاء بعض وفي واحد)، رب إلهنا الرب إسرائيل: من التصور العهد القدمي تصور لإلله يقترب كثيرااإلسالمي على أنه إله واحد ال يتجسد وال تدركه

» (العنكبوت/٤٦). د م واح ك له نا وإ له األبصار «إاإللهية احلقيقة تلك أن من الرغم على احلقيقة طمس نستطيع ال أننا إال الواحدة، اإلله صورة أن وهي االفتراق نقطة وهي األخرى متحدة، واحدة ليست الثالثة األديان في املعبود وإال ملا اختلفت العقيدة بينها كما نرى. ومن هنا االنشغال حد إلى كثيرا يعنيني ال األمر سأجد أحتدث نفيه، ألنني حينما أو تأكيده به ومحاولة من جانب واحد فلن أحتدث به عقيدتي، عن متاما متجردة أخي املقابل في وأيضا املسيحي أو أخي اليهودي لن عن عقيدته. يتحدث متجردافكل منا يرى أن عقيدته هي في إمياني كان ولذلك احلق. أن احلوار موضوعات طرح من النوع هذا إلى أتطرق ال االختالف ألنني أرى أنه من غير ادي أو النافع أن نتحدث في تلك املسائل من حيث إنها قد تكون حني ولكننا إزالتها. إلى سبيل ال تصادم نقطة ورحمته ومبشيئته تعالى باهللا الظن نحسن لنا مساحات واسعة وكثيرة ترك أنه وعدله جند في عليها املتفق بصفاته اإلميان حول للتالقي جميع الرساالت، وهذا ما وددت أن أجعله ركيزة أو

ومن هنا كانت الصورة اإلجمالية للهداية اإللهية هي في القرآن والتوراة واإلجنيل باعتبار أن مصدر هذه الكتب واحد هو اهللا الواحد. وأن الرسل كلهم إخوة يحملون عقيدة واحدة في اهللا.

Page 32: RELIGIONS arabic.indd

٣٣

وما شعر به ابن عربي هو صدى ملوقف اإلسالم من األديان في هذه

املسألة، الذي يعتبر نفسه رسالة مكملة للرسالتني السابقتني، وأن

األنبياء كلهم أخوة ودعوتهم واحدة.

فاملقصود بها أن نتشبه بجزء من معاني الصفات اإللهية ال أن نكون مثلها أو نساويها.وعلى كل حال، فإن اإلميان باهللا في األديان السماوية كما نسميها أو التوحيدية كما يسميها البشرية وذلك ما نلمحه من اليهودية واملسيحية ،هو إميان مشترك في دعوته إلسعاد إخوتنا في الوهلة األولى في اخلصائص العامة املشتركة بني تلك األديان املتشابهة في أصولها، والنتيجة التي

تترتب ترتبا منطقيا عليها والتي دائما ما أتوقف عندها عند حتديد صورة اإلله هي:(١) اإلميان بوجود اهللا تعالى وباحلقيقة اإللهية الواحدة وبصفات اهللا تعالى.

(٢) اإلميان بأن التوراة واإلجنيل والقرآن كالم اهللا تعالى في كثير من الوصايا واإلرشادات إذا ما استثنينا بعض الفروق القليلة.

(٣) اتفاق األديان الثالثة، وهذا ما نراه متمثال وبقوة في:أ – الوصايا العشر عند سيدنا موسى عليه السالم.ب – موعظة اجلبل عند سيدنا عيسى عليه السالم.

ج – أخالقيات اإلسالم ووصايا الرسول صلى اهللا عليه وسلم.

أوال: الوصايا العشر تلقاها سيدنا موسى عليه السالم على جبل سيناء٧:أنا الرب إلهك ال يكن لك آلهة أخرى أمامي. ١ -

ال تنطق بإسم الرب إلهك باطال. ٢ -اذكر يوم السبت لتقدسه (أي تعبد فيه اهللا). ٣ -

الرب يعطيك التي األرض على أيامك تطول لكي وأمك أباك أكرم ٤ -إلهك.

ال تقتل. ٥ -. ال تزن ٦ -

ال تسرق. ٧ -

Page 33: RELIGIONS arabic.indd

٣٤

في ووردت حطني قرون اآلن يسمى مرتفع مكان إجنيل متى: « وملا رأى اجلموع صعد إلى اجلبل، فلما طوبى قائال: فعلمهم تلميذه، إليه تقدم جلس السماوات. ملكوت لهم ألن بالروح، للمساكني للودعاء، طوبى يتعزون. ألنهم للحزانى، طوبي والعطاش للجياع طوبي األرض. يرثون ألنهم للرحماء، ألنهم البر، ألنهم يشبعون. طوبى إلى يرحمون. طوبى ألنقياء القلب. ألنهم يعاينون اهللا. يدعون. أبناء اهللا ألنهم السالم، طوبى لصانعي طوبى للمطرودين من أجل البر، ألن لهم ملكوت وطردوكم عيروكم إذا لكم طوبى السماوات. وقالوا عليكم كل كلمة شريرة، من أجلي، كاذبني.

ال تشهد على قريبك شهادة زور. ٨ -ال تشته بيت قريبك. ٩ -

ته م أ وال عبده وال قريبك امرأة تشته ال ١٠ -مما شيئا وال حماره وال ثوره وال (عبدته)

لقريبك.عليه عيسى سيدنا عند اجلبل موعظـة ثانيا:

السالم:في املسيح السيد ألقاها اجلبل على املوعظة

لذلك يجب أن نتكاتف حول عدم استغالل الدين لالنقسام والتفرق ، وإمنا نستعني به لالتفاق حول

إسعاد البشر.

Page 34: RELIGIONS arabic.indd

٣٥

افرحوا وتهللوا، ألن أجركم عظيم في السماوات، فإنهم هكذا طردوا األنبياء الذين قبلكم».

عليه اهللا (صلى محمد الرسول وصايا ثالثا: وسلم) وهي كثيرة نختصرها في اآلتي:

يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ١ -كلكم آلدم وآدم من تراب.

أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقا ولكم ٢ -عليهن حق.

إن دماؤكم وأموالكم عليكم حرام. ٣ -إن اهللا قد حرم الظلم على نفسه وجعله ٤ -

بينكم محرما فال تظلمن أنفسكم.إطار عن يخرج ال الرسول وصايا كل في ٥ -الضرورات اخلمس التي يقرها اإلسالم ويأمر بها، وهي : حفظ النفس اإلنسانية، وحفظ

العقل، وحفظ الدين، واملال، والنسل.

ونقطة أضيفها في هذا املعنى وهي: لعل هذا ما آفاقا رحبة اللتقاء فتح أمام الصوفية املسلمني الذي - ابن عربي األديان في هذا اال يعبر عنها يسمى عند أهل التصوف بالشيخ األكبر- بصورة

رمزية يشير فيها إلى وحدة األديان بقوله: وأنا شهدت جميع أ - عقد اخلالئق في اإلله عقائدا

ما اعتقدوه ب - لقد صار قلبي قابال كل صورة فمرعى لغزالن

ودير لرهبان

توراة وألواح طائف وكعبـة ألوثان وبيت ومصحف قرآن

ركائبه فاحلب أنى توجهت بدين احلب أدين ديني وإميان٨.

ملوقف صدى هو عربي ابن به شعر وما اإلسالم من األديان في هذه املسألة، الذي يعتبر نفسه رسالة مكملة للرسالتني السابقتني، وأن

األنبياء كلهم أخوة ودعوتهم واحدة.إلى دعوة كفانا للمؤمنني: دعوة : وأخيرا لوحدة الفرقة في أديان أرادها اهللا أن تكون مصدرافيه تختلف ما أن إلى ولننظر جميعا. الناس إلهية أو غير إلهية سماوية أكانت األديان سواء للظلم والعدوان وقهر ال ينبغي أن يكون مصدرا

بعضنا لبعض. لشقاء الناس، لكان ولو كانت األديان مصدراولغاتهم وألوانهم أجناسهم في اختالفهم

وثقافاتهم شقاء لإلنسانية.ولكنا دعونا إلى عقد مؤمترات وندوات نتناقش

فيها حول التعدد في اجلنس واللغة واللون.

وهذا أمر لم يحدث وال أظنه حادثا. لذلك يجب أن نتكاتف حول عدم استغالل الدين لالنقسام إسعاد لالتفاق حول به وإمنا نستعني والتفرق، الذي هو تعالى هللا احلكم ولندع البشر، يحاسب وهو وحده الذي ميلك اإلنسان وميلك أن

يجازيه جنة أو نارا.

١ عميدة كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية ، جامعة قطر

٢ العقاد – اهللا – ص٢١١٣ – املكتبة العصرية - بيروت

٣ انظر: د. عبدايد النجار: اإلميان وأثره في احلياة - ص١١٨ وما بعدها

٤ انظر: د. محمد كمال جعفر: في الدين املقارن - ص١٩٠ دار الكتب اجلامعية ١٩٧٠م

٥ انظر: د. محمد كمال جعفر – مقدمة كتابه: التصوف طريقا وجتربة ومذهبا، وأيضا ١٩٢ في الدين املقارن

٦ إجنيل متى - ٥٠

٧ نستثني منها وصية السبت

٨ ابن عربي ، ذخائر األعالق ، شرح ترجمان األشواق، ص ٤٩ –٥٠ دار السعادة ، القاهرة ١٩٦٨م

Page 35: RELIGIONS arabic.indd

٣٦

مبدأ يطرح لإلسالم، األساسية املبادئ رحم في التعددية نفسه، بشكل خارجي أحيانا (اإلسالم وبشكل األخرى)، والثقافات األديان مواجهة في داخلي أحيانا أخرى (داخل اإلسالم نفسه). ولكن إيجابية، تعددية عند التوقف من مينع ال ذلك بها ينادي وبالتالي املقدسة، النصوص مها تقدلها اخلضوع يتم سلبية وتعددية ة، األم مرشدو استدعاؤها وقع التي تلك وهي تبنيها، أكثر من تواريخ في كما اإلسالم تاريخ في – تسليما –ا من االنشقاقات األديان األخرى، وحملت معها كم

والتمزقات (فتنة، ج. فنت). مبدأ من للتعدد اإلسالمية النظرية تنبع منطقي: مبا أن اهللا في اإلسالم هو الواحد األحد، على ب يحس خلقه، أي تعالى، عداه ما كل فإن التعدد. ولكن الرحمة اإللهية، التي «وسعت كل شيء»١ ، تعني أنه ال وجود ألي قطيعة بني هذين احلضور، دائمة جدلية بالفعل توجد املستويني.

التعدد في اإلسالم،أو الوعي باآلخرية

بالرغم من أنها تكون أحيانا مضمرة، بني الوحدة اإللهية وتعدد اخللق.

يبقى ألنه التعدد في ميتد أن للكون وميكن األولى السورة وفي التوحيد. إلى محور مشدودا «رب باعتباره نفسه اهللا م يقد القرآن، سور من تصدر ألنها متناهية ال اخللق ووجوه العاملني»٢. منه وتؤول إليه تعالى. عديدة هي اآليات القرآنية في املتجدد الذوبان / العودة تلك عن تعبر التي اهللا، التي متارسها النفوس البشرية، وكذا أسباب اخلالف التي تنشأ بني تلك األنفس أثناء مسيرتها أن يعلم فطنته، قلت مهما فاملرء، األرض. على «أحدية الواحد من أحدية الكثرة»، كما يقول ابن ر عربي٣. وإذا كان اجلوهر اإللهي في واحديته متعذسبره، فإن اهللا مع ذلك يقدم نفسه تعالى كثرة في التجلي الكوني، من خالل إدراكه عبر أسمائه في تعالى نفسه يضع بذلك وهو وصفاته. سرمديا تضامنا ويخلق البشري، اإلدراك متناول

إريك جوفروا

Page 36: RELIGIONS arabic.indd

٣٧

بني املستويات اإللهية والبشرية. وبالنتيجة، فإن املسلم من املطلوبة اإللهية بالوحدة االعتراف وعيه في املباشر أثرها يكون أن بد ال امللتزم واعتمادا متبادال بني كل ممالك الوقات. تضامنا اهللا». عيال «اخللق (صلعم) النبي قول لنتذكر ذهب حتى، املعاصرين البيئة ي مختص وقبل الذي اإللهي «الدفق أن إلى القادر عبد األمير الكون يغمر الذي نفسه هو البرغشة يطال بكماله»٤. أما هدف العلوم اإلسالمية التقليدية فهو قيادة اإلنسان «إلى التأمل في املبدأ اإللهي

عبر التأمل في الكون»٥. كونية، ذي طبيعة تعددا بدءا القرآن يعرض

ة اإلميان: تتوحد فيه مختلف املمالك في أمومن واألرض السبع السماوات له «تسبح فيهن، وإن من شيء إال يسبح بحمده ولكن ال تفقهون تسبيحهم»٦. أما في املستوى البشري فإن التعدد يأخذ اللبوس الطائفي والثقافي: «ولو يزالون وال واحدة ة أم الناس جلعل ربك شاء خلقهم»٧، ولذلك ربك، رحم من إال مختلفني وأنثى ذكر من خلقناكم إنا الناس أيها «يا ويظهر لتعارفوا»٨، وقبائل شعوبا وجعلناكم أيضا في لبوس اللغة: «ومن آياته خلق السماوات وكذا وألوانكم»٩، ألسنتكم واختالف واألرض به نهتم الذي البعد وهو أيضا، الدين لبوس في

بشكل خاص هنا.

االعتراف بالغيرية الدينية في اإلسالم

املسلمني تاب الك بني متواصلة النقاشات تبقى باآليات كثيرا يستشهدون الذين «التضمينيني» األخرى، األديان على لالنفتاح الداعية القرآنية والكتاب «اإلقصائيني» الذين يعتمدون على اآليات غير على االعتداء وإلى بل التشدد، إلى الداعية املسلمني: وبالرغم عن الظروف املكانية والزمنية التي يجد فيها هؤالء الكتاب أنفسهم، فقد كان التنافس، وال يزال، بني رؤيتني للعالم، وأحيانا أيضا ط، بني إستراتيجيتني سياسيتني... وبشكل مبساملفسرين، عند نفسه يفرض الذي الرأي فإن النصوص تكرس التالي: هو واحملدثني، القدامى األديان في بني فيما التنوع اإلسالم املقدسة في صلب الوحي نفسه؛ فالقرآن هو الكتاب املقدس

الوحيد الذي يقيم في حرفيته حتى، بل ننزع إلى أن الوحي. كونية نفسها، طبيعته في القول كل بحقيقة تعترف أن يعني إذا مسلما تكون األديان التي أوحى بها اهللا قبل اإلسالم. وبذلك فإن اآلية الـ48 من سورة املائدة، التي سنتوقف عندها م التعدد الديني كتعبيرة عن مطوال أسفله، تقداإلرادة اإللهية، وهو ما جعل مارتن لينغس يشير إلى أننا لن نستطيع احلديث عن شيء مشابه في

اليهودية أو في النصرانية.١٠بيد أن الظروف التي وجدت األجيال األولى من

والتي فيها، نفسها املسلمني كانت غالبا ظروف تناحر، أو على األقل ظروف تنافس، قد أوصدت أن ويبدو االنفتاح. ذلك أبواب كانوا «املنفتحني» املفسرين اآلخرين، من موضوعية أكثر منهم األقدمني سواء ألنهم، بزاد يتمتعون كانوا احملدثني، أو مفاهيمي أكثر ثراء، وبالتالي كان والتمجيدي اإليديولوجي اجلانب ويضيف منحسرا. عندهم الروحانيون منهم إلى ذلك إدراكا املتضمن املعاني لفيض ذوقيا أن إال ميكن ال جتربة القرآن، في

جتعل النص املقدس منفتحا على اآلخر، وتعطيه له بشكل من األشكال لتتقاسمه معه.

جتد كونية اإلسالم أصولها في الفطرة: فكل تعالى، اهللا بصمة ذاته في يحمل بشري كائن النظرية هذه وتستمد ال. أم ذلك ى وع سواء أساسية نظرية وهي النبوة، علم من جذورها أوحينا «إنا تام: بشكل ومحددة اإلسالم، في بعده» من والنبيني نوح إلى أوحينا كما إليك [ويعدد مجموعة من األنبياء قبل أن يقول تعالى] ال لم ال قد قصصناهم عليك من قبل ورس «رسوفي ة رسول»١٢. أم «لكل نقصصهم عليك»١١؛ نفس سياق هذه اآليات متاما، يؤكد النبي (صلعم) أن البشرية عرفت ما ال يقل عن 124 ألف نبي، وأنه آخر أولئك األنبياء في التسلسل التاريخي. بيد أن بينهم. ال إال سبعة وعشرين من يذكر القرآن ال بد إذا من البحث عن آثار النبوة في مستوى سلم الباحثني بعض ذهب لذلك بأكملها. البشرية

تكرس النصوص املقدسة في اإلسالم التنوع فيما

بني األديان في صلب الوحي نفسه؛ فالقرآن هو الكتاب املقدس الوحيد الذي يقيم في حرفيته حتى، بل ننزع

إلى القول في طبيعته نفسها، كونية الوحي. أن تكون مسلما إذا يعني أن

تعترف بحقيقة كل األديان التي أوحى بها اهللا قبل

اإلسالم.

Page 37: RELIGIONS arabic.indd

٣٨

اآلية 62 من سورة البقرة، التي تفتح باب الرحمة واخلالص أمام املؤمنني من ديانات أخرى: «إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئني من آمن أجرهم فلهم صاحلا وعمل اآلخر واليوم باهللا يحزنون». هم وال عليهم خوف وال ربهم عند النزول» «أسباب نفس عن أحيانا احلديث ويقع الذين «إن املائدة: سورة من 69 لآلية بالنسبة آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن باهللا واليوم اآلخر وعمل صاحلا فال خوف عليهم

وال هم يحزنون».البقرة سورة من 111-112 اآليات عن فماذا

ا أوسع بكثير؟ التي تعطي للخالص بعداجلنة يدخل لن الكتاب] أهل [أي «وقالوا قل م أمانيه تلك نصارى، أو هودا كان من إال هاتوا برهانكم إن كنتم صادقني. بلى من أسلم وال ربه عند أجره فله محسن وهو هللا ه وجهخوف عليهم وال هم يحزنون». إن عبارة «أسلم إنها تصف دينا مخصوصا؛ تعني ال وجهه هللا» حالة دينية كونية، كما تستدل عليه أيضا اآلية ليها و 148 من سورة البقرة: «ولكل وجهة هو م

فاستبقوا اخليرات».اآليات بعض عنها حتدثت التي التعددية إن قد أحرجت أكثر من واحد من املفسرين املسلمني، ولكن ال ميكن أن ننكر البداهة. ومن ذلك اآلية 48 رعة ش منكم جعلنا «لكل املائدة: سورة من ة واحدة ولكن ا ولو شاء اهللا جلعلكم أم ومنهاجإلى اخليرات، فاستبقوا م آتاك ما في م ك بلو ليفيه نتم ك مبا م فينبئك م جميعا ك ع اهللا مرج

تختلفون».من و46 44) السابقات اآليات سياق وفي سورة املائدة)، التي تصف التوراة واإلجنيل باعتباره رين األكثر تشددا ال ميكن «هدى ونور»، فإن املفسإلى اخلالص. املؤدية الطرق ع تنو أن يستنتجوا إال إلى معاصرون مسلمون مفسرون ويذهب بل استخالص اإلشارة إلى أن املرء ميكن أن يختار إلى

اهللا الطريق األكثر مالءمة١٥.ما وضوحا، أقل أحيانا اآليات صيغة وتبدو إذا (اجتهاد) مضاعفا تأويليا هدا ج يستدعي العناد منحدر على االنزالق اتقاء ر املفس أراد ما اللتني اآليتني على احلالة هذه وتنطبق السهل. تعرضنا لهما أعاله، والتي حتوي رهانات أساسية

املصرين املعتمدين لدى جامعة األزهر، التي تبقى مرجعا لدى العالم السني، إلى القول إن أوزيريس هو أخيناتون فرعون أن وإلى إدريس، النبي هو في املوجودة آلهة 2800 الـ أن كما أيوب. النبي املعبد املصري القدمي ليست إال متثيال ألسماء اهللا بعض بحسب أيضا، ولذلك وصفاته... الواحد ر بوذا في االقتصاد العلماء اآلخرين، ميكن أن يحشاإلسالمي للوحي، خاصة وأن القرآن ميكن أن يكون

قد أشار إليه تلميحا١٣.على نفسه الديني التعدد فرض لقد املسلمني، في السياق الذي عرفته اجلزيرة العربية اليهودي الوجود خالل من السابع، القرن في املدينة في االستقرار وبعد أساسا. واملسيحي حلمة إنشاء (صلعم) محمد على كان املنورة، بني املسلمني، وخاصة بني املسلمني وغيرهم من كان أخص. بشكل اليهود ومن املنطقة، سكان املطلوب تكوين مدينة-دولة حتمل مشروع اإلسالم. (ثيوقراطية) ديني حكم بسط هو الهدف وكان فيه الضامن (صلعم) محمد يكون تعددي، م. إن اعتراف اإلسالم باألديان األخرى يتطابق واحلكاملستوى في األقل على لت أدخ هيمنة مع إذن فإن ذلك ومع السياسي. في الوارد ة أم مصطلح نص صحيفة املدينة ، وقد الثانية السنة في تبت كروابط يحدد وهو للهجرة، تتجاوز للتضامن جديدة يعني القبلية، االنتماءات جماعة متعددة اإلميان يكون اليهود فيها املمثلني األوائل، بعد املسلمني طبعا. ولهذا الوضعية تشير آيات القرآن مثل: «إن هذه عوا ط ة واحدة وأنا ربكم فاعبدون. وتق تكم أم أم

ل إلينا راجعون»١٤. م بينهم ك أمرهجر قد التاريخ في اإلسالم تدوين شاغل إن البعد تقدمي إلى أحيانا نفسه (صلعم) النبي السياسي، أي البعد الهيمني، وجاء الوحي أحيانا ملناقضته في مسألة االنفتاح على األديان. وبذلك، عن الفارسي سلمان الصحابي سأله فعندما مصير أتباع مزدك الصاحلني الذين خالطهم في بالد فارس ولم يكونوا قد القوا اإلسالم، أجابه محمد (صلعم) أن مصيرهم في نار جهنم. عندها نزلت

�إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئني من آمن باهللا واليوم اآلخر وعمل صاحلا فلهم أجرهم عند ربهم وال خوف عليهم وال هم يحزنون�.

Page 38: RELIGIONS arabic.indd

٣٩

في اجلدل بني املسلمني أنفسهم:١. «إن الدين عند اهللا اإلسالم» (سورة آل عمران: هذا أن املفسرين من كثير عند ذلك يعني .(19نادى الذي التوحيد مبدأ في االنخراط هو الدين به كل األنبياء١٦. وحتى إذا ما كان بعض املؤلفني من القريب وهو ،(1373 (تـ. كثير ابن كالسوري على «الدين» روا قص قد ،(1328 (تـ. تيمية ابن را الوحي الذي نزل على محمد (صلعم)، فإن مفسمتأخرا كالعراقي األلوسي (تـ. 1853) قد خلص آراء املعني هنا «اإلسالم» أن اعتبروا الذين السابقني مصطلح عام يشمل املؤمنني من غير املسلمني١٧. إنه إذن مبدأ التسليم الواثق هللا تعالى والنتظام اإلسالم وليس هنا، للرهان املطروح الكون للتجربة املالزمة التغيرات الذي حلقته التاريخي

االجتاه األرض. وقد أسهب في هذا البشرية على مثل املعاصرين، املسلمني املفسرين من عدد الطالبي ومحمد حنفي وحسن الرحمان فضل

وفريد إسحاق. ر التفسير الضيق ٢. والتشدد نفسه هو الذي فج

ي لآلية 85 من سورة آل عمران: الذي أعط«ومن يبتغ غير اإلسالم دينا فلن يقبل منه وهو في اآلخرة من اخلاسرين«. بعض املؤلفني يرفضون قراءتها قراءة عامة مشتركة. ويشيرون إلى أن ال سبيل إلى إخراج اآلية من السياق الذي وردت فيه، تتحدث فاآلية 83 و 84. اآليات 83 أي ما جاء في الذي تخضع له خالئق السماوات عن «دين اهللا» باآلية املعني القيم الدين نفسه وهو واألرض، تؤكد فهي تتوسطهما، التي 84 اآلية أما .85

Page 39: RELIGIONS arabic.indd

٤٠

تشير إليه اآلية 62 من سورة البقرة. ويؤكد هؤالء األحكام إال ينطبق أن ميكن ال اإللغاء مسار أن مع احلقيقة في ذلك وينطبق والنواهي)، (األوامر

كل وضعية جديدة. كانت وبينما «الوسيطة»، املرحلة قلب في كل ديانة ال تزال متمحورة على ذاتها، كان للبعض سة لديانتهم. وقد كتب اجلرأة إلعالن كونية مؤس«والشرائع يلي: ما النسخ شأن في عربي ابن كلها أنوار وشرع محمد صلى اهللا عليه وسلم بني هذه االنوار كنور الشمس بني انوار الكواكب الكواكب أنوار خفيت الشمس ظهرت فإذا واندرجت أنوارها في نور الشمس فكان خفاؤها اهللا بشرعه صلى الشرائع من ما نسخ نظير يتحقق كما وجود أعيانها مع وسلم عليه

األنبياء عرض بعد ألنها، التصور هذا مثل على التفضيل عدم بوجوب ر تذك التاريخ، موكب في إلى تنحو النزول» «أسباب أن صحيح بينهم. التضييق، مبا أن اآلية 85 قد نزلت إثر ردة اثني عشرة رجال، غادروا املدينة إلى مكة١٨. في حني أن واحدا (تـ. الطبري اإليراني األوائل، املفسرين كبار من 923) يورد أن املؤمنني من غير املسلمني احلاضرين آنذاك، واليهود منهم بشكل خاص، اعترفوا بذلك إذا اخلالص، أيضا هم لهم ر يوف الذي «اإلسالم» وإذا بهم١٩. اخلاصة الدينية تقاليدهم اتبعوا ما ومحدثني، قدامى املفسرين، بعض صدقنا ما تأخذ 85 اآلية فإن غيرهم، من أو املتصوفة من اخلاسرون الكوني: فيها، املتضمن املعنى هذا أخرى ديانة اتبع من ليسوا اآلخر اليوم في لعقيدته ر تنك من بل التاريخي، اإلسالم غير الروحية ولوضعيته كمؤمن في احلياة الدنيا٢٠. هي فهل للـفطرة. اخلصبة التربة ثراء هنا جند القرآن جعلت التي تلك االسترداد في الرغبة من وغيرهم ويعقوب وإبراهيم نوح على يطلق األنبياء صفة «املسلمني»، أم ألن مصطلح إسالم يعني الدين الطبيعي، القيم، قبل إطالقها على

الدين الذي أتى به محمد (صلعم)؟

هل يلغي اإلسالم األديان السابقة؟سؤال التسامح

هل ميكن ملؤمني األديان األخرى أن ينشدوا اخلالص بعد مجيء اإلسالم وهم لم يدخلوا فيه؟ مشكلة السابقة األديان بإلغاء وتتعلق تطرح هنا دقيقة خامت املسلمني عند يعتبر الذي اإلسالم، عن تختلف أيضا هنا للبشرية. ة ه املوج الرساالت رين نـا. يذهب بعض املفس آراء العلماء اختالفا بيإلى أن اآلية 62 من سورة البقرة التي تعرضنا لها والنصارى هادوا والذين آمنوا الذين «إن سابقا باآلية 85 من سورة آل ت خ نس والصابئني...» قد يقبل فلن دينا اإلسالم غير يبتغ «ومن عمران منه وهو في اآلخرة من اخلاسرين»، بيد أننا رأينا القيمة الواجب إعطاؤها لكلمة إسالم في هذه اآلية. وذهب مفسرون آخرون، كالطبري والطبرسي الشيعي (تـ. 1153)، إلى نفي أن يكون اهللا في وارد ما وهو بالرحمة، املسلمني لغير بوعده اإلخالل

Page 40: RELIGIONS arabic.indd

٤١

أن واحدا من كبار املفسرين األوائل، اإليراني الطبري (تـ. 923) يورد أن املؤمنني من غير املسلمني احلاضرين

آنذاك، واليهود منهم بشكل خاص، اعترفوا بذلك ر لهم هم أيضا اخلالص، إذا ما «اإلسالم» الذي يوف

اتبعوا تقاليدهم الدينية اخلاصة بهم١٩. وإذا ما صدقنا بعض املفسرين، قدامى ومحدثني، من املتصوفة أو من غيرهم، فإن اآلية 85 تأخذ هذا املعنى املتضمن فيها، الكوني: اخلاسرون في اليوم اآلخر ليسوا من ر اتبع ديانة أخرى غير اإلسالم التاريخي، بل من تنك

لعقيدته الروحية ولوضعيته كمؤمن في احلياة الدنيا٢٠. جند هنا ثراء التربة اخلصبة للـفطرة. فهل

هي الرغبة في االسترداد تلك التي جعلت القرآن يطلق على نوح وإبراهيم ويعقوب وغيرهم من األنبياء صفة «املسلمني» ، أم ألن مصطلح إسالم يعني الدين الطبيعي، القيم، قبل إطالقها على الدين الذي أتى به

محمد (صلعم)؟

شرعنا في ألزمنا ولهذا الكواكب أنوار وجود العام أن نؤمن وجميع الرسل وجميع شرائعهم

انها حق فلم ترجع بالنسخ باطال «٢١.وفي احلقيقة، فإن شرائع الوحي مختلفة، ألن كل واحدة منها تأسست ضمن عالقة مخصوصة باهللا تعالى٢٢. وطبقا لفضيلة ذاك التعدد الديني الذي أراده اهللا، ال ميكن ملصطلح «النسخ» أن يعني إذا ال إبطال األديان السابقة عن اإلسالم، وال إنكار كاظمي شاه رضا ويحلل اخلالص. في جناعتها اإلسالم، تطبيق جدا املمكن «من قائال: ذلك الدين بأنه الصادق اإلميان الوقت نفس وفي األكثر اكتماال ألنه آخر وحي نزل من جهة، وبأن األديان األخرى احتفظت بوظيفتها في الهداية وجناعتها الروحية ألتباعها من جهة أخرى. إلى

أن النجاعة وهذه الوظيفة لهذه أي حد ميكن تدوم، ذلك هو السؤال، الذي يعود إلى مستوى املاقبلي الرفض عوض واإلحساس، التقييم القائم على األفكار املسبقة»٢٣. وفي سياق هذه عبد التونسي اإلسالميات عالم يؤكد املوجة ايد الشرفي أن القرآن «لم يقل قط أن رسالة يعتبر هو السابقة: الرساالت تنسخ محمد أنها فحسب تؤكدها، وتهيمن عليها. في حني أن الهيمنة ال تعني النسخ»٢٤. وبالنتيجة، فقد كـ بطابعه اإلسالم، أن اآليات بعض استنتجت «خامت» للوحي، ال بد له من حماية مختلف صيغ يت للمسلمني اإلميان. والرخصة األولى التي أعطمرتبطة الدفاعي املسلح الكفاح إلى لاللتجاء للذين «أذن العبادة: أماكن على باحلفاظ عادة نصرهم على اهللا وإن لموا ظ بأنهم يقاتلون لقدير. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إال أن بعضهم الناس اهللا دفع ولوال اهللا ربنا يقولوا ت صوامع وبيع وصلوات ومساجد دم ببعض لههذا ويجعل كثيرا»٢٥. اهللا اسم فيها ر يذكالدينية احلرية عن الدفاع من القرآني املقطع غ االلتجاء إلى السالح؛ الهدف األسمى الذي يسو

Page 41: RELIGIONS arabic.indd

٤٢

يطلق التي اآليات أن كما كونيا، ا بعد حتمل بحادثة محددة»٢٨، تقترن القتال» «آيات عليها أي بظرف تاريخي لم يعد يعنينا. وبالنسبة لكثير من الروحانيني املسلمني، فإن مقاربة كونية الوحي فحسب، التسامح جهة من تكون أن يجب ال ولكن من جهة الوحدة املتعالية لألديان. وبشكل منطقي، فإن أهل الباطن مييلون إلى جهة تضمني اللغة قواعد البنية، يدركون أنهم مبا املعنى، املشتركة بني كل األديان، وأن مييل أهل الظاهر إلى اإلقصاء والتضييق، ألنهم مسجونني داخل حدود

املذهب.بعض السياقات التاريخية السلبية (احلروب ثم والتجاري؛ االقتصادي االنهيار الصليبية؛ اجلمود مسيرة عامة وبصفة االمبريالية...)، هي اإلسالمية الثقافة عرفتها التي البطيئة معلنا أصبح الهوية في انكفاء إلى قادت التي األولى أجيال املسلمني وبينما كانت أكثر فأكثر. لدمج واملتعطش للغيرية، الطالب وضعية في القادم من احلضارات األخرى، أصبح رفض «اآلخر» الحقا داللة مرضية على االنزعاج، وهو في نفس الوقت فردي وجماعي، الذي عرفته اتمعات التي «مجلس فإن وهكذا «مسلمة«. عليها يطلق علماء « إندونيسيا (MUI) في فتواه املؤرخة بيوم 27 جويلية 2005، أدان التعدد الديني الذي يعرفه اتمع االندونيسي: لقد ندد بالرأي القائل إن كل نسبية. الدينية احلقيقة وأن متساوية، األديان وذلك بالرغم من أن اتمع االندونيسي قد حتمل الديني االختالف إيجابي وبشكل القدمي من

ن لهويته. والثقافي املكوع القرآن، وفي هذا االنغالق القاتل للفكر، أخضخارجة لقراءات اإلسالم، أخالقية أوسع وبشكل عن السياق، نازعة عن النص كل فطنة وكل عمق، تلك خضعت وقد والبغضاء. احلرمان إلى دافعة القراءات إلى خليط فظ يطابق على سبيل املثال بني املؤمنني من غير املسلمني والكفار، بينما يعني هذا املصطلح قبل كل شيء، وهو يحمل شحنة داللية كبيرة، املكيني الذين رفضوا اإلميان واملعادين بالغوا قد املسلمني فإن ذلك على وعالوة للنبي. بينهم فيما املصطلح هذا استعمال إساءة في للتعريض بهذا الفريق املسلم أو ذاك في مستوى املذهب. وال شك أننا، مسلمني كنا أم ال، دائما ما

وتتجاوز قدرته مجرد السياق اإلسالمي (فاملكيون، بحسب املفسرين، كانوا يستفزون املسلمني الذين (صلعم) النبي ولكن باملدينة، حديثا استقروا املواجهة). في للدخول اإللهي األمر ينتظر كان اآلية سابقا: حللناها التي الطويلة اآلية وبداية ولت أيضا باعتبار الواجب 48 من سورة املائدة، قد أالسابقة: األديان حماية في لإلسالم يعود الذي قا ملا بني يديه «وأنزلينا إليك الكتاب باحلق مصد

من الكتاب ومهيمنا عليه».أن ميكن احلماية هاجس من النوع هذا إن كمحاولة يسر بكل يظهر اإلسالم. قبل من للهيمنة املسلمون طبق هل ولكن دائما التعاليم التي يفرضها ألن ال، بالقطع الدين؟ هذا كل وفي ببساطة، اإلنسان، اء. وخط ضعيف خطوطه قد التعاليم هذه ولكن النضج عليها قام التي األسس ا تأكيد لت شكالذي التسامح أي الكوني، على الفاحت الديني يطبع اإلسالم التقليدي، كما شهد به الفالسفة من عدد إثرهم وعلى عشر، الثامن القرن في التعاليم من ينبع تسامح وهو املستشرقني٢٦. ،» القيم «الدين األساسي»، «الدين للـ القرآنية نابعة التاريخية األديان كل مبوجبه تصبح الذي ا، وبالتالي يكون من هذا الدين الذي ال يحمل إسمالتسامح هذا يصدر كما مشترك. نسب لها أيضا من أقوال النبي (صلعم) مثل «األنبياء أبناء عائلة واحدة: مختلفة أمهاتهم، ودينهم واحد«، وعن قواعد مثل «لهم [أي غير املسلمني] ما لنا معسكر كل أن صحيح علينا«٢٧. ما وعليهم من معسكرات املسلمني – التأويليون واحلصريون، آيات لقضيته يجيش – والطائفيون الكونيون أو مختلفة، تتناقض في الظاهر، يدعو بعضها إلى ل التسامح بينما تشيد أخرى بالتعصب. وتستعم«املذعورين« قبل من اليوم نفسها اآليات هذه يهتمون ال الذين املسلمني، غير من اإلسالم من التعقيد هذا ووسط النزول». «ألسباب بالطبع األيديولوجي فإن املوقف الذي يبدو لي أنه األسلم – باختصار شديد – هو أن «اآليات التي تدعو إلى عدمه من اإلميان حرية احترام والى التسامح

ع القرآن، وبشكل أوسع أخضأخالقية اإلسالم، لقراءات خارجة عن السياق، نازعة عن النص كل فطنة وكل عمق، دافعة إلى احلرمان والبغضاء

Page 42: RELIGIONS arabic.indd

٤٣

١ سورة األعراف: ١٥٦

٢ سورة الفاحتة: ٢

٣ ابن عربي؛ الفتوحات املكية. بيروت: دار صادر. ج ٣ ص ٤٠٤

٤ كتاب املواقف. التوقف رقم ٣٦٨

Seyyed Hossein Nasr ٥

Sciences et savoir en Islam, Paris, ١٩٧٩, p. ١٢٦ سورة اإلسراء : ٤٤

٧ سورة هود : ١١٨-١١٩

٨ سورة احلجرات : ١٣

٩ سورة الروم : ٢٢

Qu’est-ce que le soufisme? ١٠ Paris, ١٩٧٧, p. ٢٥

١١ سورة النساء : ١٦٣-١٦٤

١٢ سورة يونس : ٤٧

١٣ أنظر هذه املواضيع في: إريك جوفروا ؛ التصوف، طريق اإلسالم اجلوانية. ترجمة عبد احلق الزموري. أبو ظبي: مؤسسة كلمة للترجمة،

٢٠٠٩. ص ٢٧٧-٢٧٩ - من ترقيم النص الفرنسي١٤ سورة األنبياء: ٩٢-٩٣

F. Esack, Qur’ān ١٥

Liberation and Pluralism, Oxford, ١٩٩٧, p. ١٧٠ ١٦ أنظر بشكل خاص: الطبري؛ جامع البيان عن تأويل آي القرآن.

بيروت، د. ت. ، ج ٣ ص ٢١٢. وابن عربي؛ فصوص احلكم. حت. عفيفي. بيروت، د. ت. ، ج١ ص ٩٤-٩٥. الكاشاني؛ تفسير القرآن الكرمي (املنسوب

البن عربي). بيروت، ج ١ ص ١٧٤. ابن عجيبة؛ البحر املديد في تفسيرالقرآن ايد. بيروت، ٢٠٠٢. ج ١ ص ٣٠٠

١٧ األلوسي؛ روح املعاني. ج ٢ ص ١٠٧

١٨ نفسه. ج ٢ ص ٢١٥

١٩ الطبري؛ جامع البيان. ج ٣ ص ٣٣٩

٢٠ من بني القدامى: الكاشاني؛ نفسه. ج ١ ص ١٩٩. األلوسي؛ نفسه. ج ٢ ص ٢١٦. ابن عجيبة؛ نفسه. ج ١ ص ٣٤٣. ومن بني احملدثني جند:

رشيد رضا في تفسير املنار، والطباطبائي الشيعي في امليزان فيتفسير القرآن، وفريد إسحاق في قرآن. ص ١٦٣

«نخفي» قليال أو كثيرا من احلقيقة أو اإلميان، وأننا دائما ما نكون، قليال أو كثيرا، «جاحدين» جتاه الرحمة اإللهية: تلك هي املعاني

الرئيسية التي يحملها جذع ك ف ر.٢٩بالنسبة احلساس السؤال، هذا نطرح عندما ولكن لإلسالم كما بالنسبة للديانات األخرى، ال بد من التمييز جيدا وبقطع التاريخية. والتقلبات العقائدي العمق نسيج بني نت متك القرآنية «القاعدة فإن التاريخ، مصادفات عن النظر ا في قليل رم حت من فرض تسامح بقي، حتى أيامنا هذه، مما إذا وحتى االجتماعية-السياسية»٣٠ األنظمة من جدا حصل سوء تفاهم سياسي في فترة من الفترات بني اجلماعة النبي مينع لم ذلك فإن املدينة، يهود وبني الناشئة املسلمة (صلعم) واألجيال الالحقة من احترام الدين اليهودي: وليس من الصدفة أن اليهود األسبان، سنة 1492، الذين تعرضوا للطرد، كما املسلمني، من قبل «حركة االسترداد»، قد التجؤوا بشكل يتجرأ فكيف بإسطنبول. العثماني السلطان إلى جماعي إمام معاصر على لعن كل اليهود، مستعمال الصيغة اتزلة:

«من خاصة: النبي يؤكد بينما متطرف، صهيوني = يهودي القيامة وسيلقى يوم له عدوا أو يهوديا كنت آذى نصرانيا ثبورا»؟ وفي الواقع، فعوضا عن اجلدل في فرضية نسخ األديان السابقة عن اإلسالم – موضوع أصبح على املستوى الكالمي متروكا -، حري باملسلم املعاصر التركيز على اإللغاء الداخلي لصوره وأوهامه املاضية، املتحجرة، التي متنعه من االنخراط في

احلقيقة، الدائمة واملتأصلة، واملتغيرة في كل حلظة في آن.

اللغة دراسات اإلسالم في شعبة و أستاذ في إريك خبير استراسبورغ. جامعة في اإلسالمية الدراسات و العربية مؤلفات عدة له و أخرى. جامعات عدة في أيضا يدرس و مجلة مثل متخصصة مجالت في منشورة مقاالت و هو و إسالم». اوف «انسيكلوبيديا في و «اسالمولوجي»، عضو في موعة الدولية للبحوث حول «العلم و الدين في

اإلسالم «بجامعة التخصصات املتعددة في باريس.

٢١ ابن عربي؛ الفتوحات املكية. ج ٣ ص ١٥٣

٢٢ نفسه. ج ١ ص ٢٦٥

R. Shah-Kazemi٢٣ The Other in the Light of the One – The Universality

of the Qur’an and Interfaith Dialogue, Cambridge, ٢٠٠٦, p. ٢٤١.

٢٤ عبد ايد الشرفي؛ اإلسالم بني الرسالة والتاريخ (النسخة الفرنسية). باريس: ألبان ميشال، ٢٠٠٤. ص ٥٠

سورة احلج : ٣٩-٤٠ Le ٢٥ ميكن أن نقتصر بالنسبة للمعاصرين على غولدزيهر في كتابه

dogme et la loi dans l’islam ٢٦ L’éclat et Geuthner, Paris, ٢٠٠٥ (rééd. de ١٩٢٠), p.

٢٩-٣٠ ; و أ. فتال؛ قانون غير املسلمني في اإلسالم. بيروت: املطبعة ,B. Lewis, Le retour de l’islam الكاثوليكية، ١٩٥٨. وكذلكGallimard, Paris, ١٩٨٥, p. ٢٧ ou Juifs en terre d’islam,

Callman-Lévy, Paris, ١٩٨٦, p. ٧١.ر بها مثال محمد الغزالي في التعصب والتسامح.. ٢٧ قواعد يذك

دمشق، ٢٠٠٥. ص ٨٧. مع العلم أن هذا العالم يتبنى متاما اإلرث.(اليهودي – املسيحي في القرآن (نفسه، ص ٨٦

٢٨ نفسه. ص ٢٥٩

٢٩ أنظر سورة احلديد : ٢٠، حيث ميكن أن نترجم مصطلح كفار بـ agriculteurs (أي الفالحني) أو عبر حتوير الداللة بـ»أولئك الذين

«أخفوا بذرة اإلميان M. Boisard٣٠

L’humanisme de l’islam, Paris, ١٩٧٩, p. ١٩٩

Page 43: RELIGIONS arabic.indd

٤٤

املقدمة

نعيشها التي العوملة أن يعتقد بعضهم التداعيات من نتجت حديثة ظاهرة هي اليوم والدينية والثقافية واالقتصادية السياسية منذ العالم، في عصفت التي واإليكولوجية بال العالم فبات املاضي، القرن تسعينيات أوائل يسهل كونية قرية بعضهم أراده وقد حدود، االتصاالت تكنولوجيا بفضل التواصل فيها الفضائي اإلعالم وسائل د وتعد املعلومات وثورة أكانت عة، املتنو للمشاكل حلول إيجاد بهدف موقع يني الد للعنصر وكان مستجدة. أم دائمة م في العديد من تلك املشاكل، مما استدعى متقدية لثالثة التعاطي معها بروح من املسؤولية واجلدأسباب على األقل: األول، ألن العديد من املواجهات ين، السياسية واالجتماعية بات يحدث باسم الدبعض في مجددا بالسياسة الدين فاختلط

بني التدين والتطرف:قراءة جدلية١

عن الدين فصل على نشأت كانت التي الدول السياسة. والثاني، ألن نار الصراعات ذات الغطاء والثالث، جا. تأج ازدادت والفئوي واملذهبي الديني ي التحد ت خطر الدينية استشف سات املؤس ألن العوملة باسم لها، الوجودي وأحيانا الفكري،

واحلداثة والعلمنة.الفكر قادة من العديد بدأ اإلطار، هذا في اإلنسانية احلسنة املبادرات وأصحاب واألكادمييني في وناشطني وزمنيني، دينيني مسؤولني من املدني، اتمع وتفعيل اإلنسان حقوق مجالي بني والسالم احلوار ثقافة تطوير على يعملون علهم وأديانها، وثقافاتها وحضاراتها الشعوب اء، البن واحلوار ، السلمي التعايش مبدأ يعززون وتقبل اآلخر، واملعاملة بحسب القاعدة األخالقية تود ما لآلخر ”افعل تقول التي القدمية الذهبية أن يفعله اآلخر لك“. وتطورت قناعة رئيسة لدى هؤالء الناس، وهي أال تقتصر احلوارات على املسائل

بيرج طرابلسي٢

Page 44: RELIGIONS arabic.indd

٤٥

جوانب تشمل أن بل (العقائدية)، اإليديولوجية التنمية كمسائل أخرى، وحياتية براغماتية االستدامة على واحلفاظ املستدامة، البشرية ع البيولوجي، وإطالق عجلة العدالة البيئية والتنوواحترام واملنصف، العادل واالقتصاد االجتماعية وجتنب الدميقراطية، وتطوير اإلنسان، حقوق العنف، وهي عناوين مشابهة ملبادئ ”ميثاق األرض“ (حزيران 2000) الذي وضع مببادرة من األمم املتحدة www.)“و“اللجنة العاملية املعنية بالبيئة والتنمية

.(earthcharterinaction.orgتعود اجلداليات الدينية إلى زمن نشأة األديان وقد بينهم. فيما وتفاعلهم أتباعها وتواصل ة، وكان معظمها حول عت وجتلت بأشكال عد تنوبالسطحية اتسم بعضها العقائدية، املسائل نتيجة وكانت والعمق. بالدقة اآلخر وبعضها مستوى على املسدود الطريق اجلداليات تلك األهداف املوضوعة، أي في ثني هذا الفريق أو ذاك عند قليال فنا توق فلو مبعتقداته. ك التمس عن واملسلمني، املسيحيني بني يني الد اجلدل تاريخ يتقاسمان أنهما بعضهم يرى قد ديانتان وهما باهللا، كاإلميان العقائدية املسائل من الكثير الثاني وايء العذراء، مرمي ه وأم املسيح وتكرمي مضمون على واطلعنا الدينونة، ويوم للمسيح بن (عبداهللا من بدءا املكتوبة اجلداليات أقدم إسحاق) بن املسيح و(عبد الهاشمي إسماعيل) وتيودور الدمشقي يوحنا بنقدات مرورا الكندي، أبو قرة ودفاعياتهم، وصوال إلى الشيخ رحمة اهللا إظهار ”كتاب ومؤلفه الهندي الرحمن خليل بن ديدات أحمد الداعية مناظرات ثم ومن احلق“ الالهوتيني من العديد مع وغيرهما علي وشبير املسيحيني األجنليكان والبروتستانت، لوجدنا أنها أتباع حتاكي حتريضية، وأحيانا دفاعية، ”حوارات“ ك مبا هم هذه الديانة أو تلك وحتثهم على التمسالديانة هي ديانته أن يعتبر فرد كل أن إذ عليه تكرار مجرد مبعظمها جاءت لقد احلقيقية. مستمر لتقدمي احلجج واحلجج املضادة حول اهللا وكالم املقدسة والكتب والتثليث، التوحيد بني اهللا وحتريفها ونسخها، و إلوهية السيد املسيح ده وصلبه اري من خالل جتس وعمله الفدائي الكفالنبوي والوضع األموات، بني من وقيامته وموته األنبياء، خامتة د محم والنبي عبداهللا، بن د حملم

أو حيح الص باإلميان واخلالص البراقليط، هو ومن بأعمال الصالح، وحرية اإلنسان واملشيئة اإللهية، الخ (راجع، السيد، 1996أ؛ السيد، 1996ب؛ 2006

.(Waardenburgيات حتد أمام حاليا نفسه املؤمن يجد من خاللها إلى اإلجابة عن أسئلة أساسية مدعواى كل صعبة تتعلق بالفوارق اجلوهرية التي تتخطكالتأكيد التوحيدية، لألديان إيجابي توصيف عرض ثم ومن إبراهيمية، أو سماوية أديان أنها عقائدية- واختالفات وتاريخية، إميانية فارقات م

مواضيع تقارب فلسفية وكلمة اهللا، ومنها، مختلفة والقانون سة، املقد والكتب اهللا الديني والواجب والشريعة الفردية واحلرية ، واالجتماعي، واخلير والشر، واإلنتماء اجلماعيواملعروف واخلطأ، والصواب والعقاب، والثواب واملنكر، ، عليه أن يتعايش وغيرها. من ثممع شعوب أخرى، تتشارك معه األرض ومواردها الطبيعية، ولها نظرتها إلى املشاكل السياسية واالقتصادية والثقافية والدينية ويسأل عينها. واإليكولوجية بعضهم كيف ميكن أن يتعاطى منهم وكل الناس، هؤالء كل

، مع تلك املسائل؟ هل من قاعدة على دين معنيعهم تنو تدير أن بإمكانها مشتركة مسلكية

وحتفظ حقوقهم؟

ين وتنوع األديان أوال. الد

وأسباب الدين أصل حول الدراسات تختلف وآخر. باحث بني اتمع في ووظيفته نشوئه أي ين، للد اإلجتماعي بالبعد مهتم هو فمن أن سبب يرى والفرد، والعائلة اتمع انتظام في بالبعد مهتم هو ومن سوسيولوجي. نشأته ين، أي في بث الطمأنينة والسعادة النفساني للدنشأته سبب أن يرى البشر، لدى اخلوف وتبديد الالهوتي بالبعد مهتم هو ومن سيكولوجي. س وطاعته، ين، أي في عالقة اإلنسان مع املقد للد

تعود اجلداليات الدينية إلى زمن نشأة األديان

وتواصل أتباعها وتفاعلهم عت فيما بينهم. وقد تنو

ة، وكان وجتلت بأشكال عدمعظمها حول املسائل

العقائدية، بعضها اتسم بالسطحية وبعضها اآلخر

بالدقة والعمق. وكانت نتيجة تلك اجلداليات الطريق املسدود على

مستوى األهداف املوضوعة، أي في ثني هذا الفريق أو

ك مبعتقداته. ذاك عن التمس

Page 45: RELIGIONS arabic.indd

٤٦

فهل اهللا في املسيحية هو نفسه في اإلسالم؟

وهل أخالقيات املسيحية هي نفسها في اإلسالم؟

هل يكفي أن يقال أنها أديان سماوية وإبراهيمية لنتخطى تلك الفروقات

اجلوهرية؟

إال اهللا، بحسب إله أن ال هللا من خالل الشهادة رين األقدمني ومنهم الطبري (310 هـ) في املفستفسيره لآليتني القرآنيتني (آل عمران 19، النساء 125). بناء عليه، يعتقد املسلمون أن اإلسالم ”هو ين الذي يضمن العقيدة والنظام كما جندهما الدفي القرآن الكرمي ونتلمسهما في السنة النبوية دد العلماء والشريعة“ (الزين، 2002، ص 8-7). يشين الد في صلب الشريعة هي أن على املسلمني حركة كانت املسيحية أن نرى بينما اإلسالمي، قول في صت تلخ اليهودية، الشريعة من حتررية ان ال ل اإلنس ل ألج ع بت إمن�ا ج السيد املسيح، ”الس“ (مرقس 2: 27)، وفي تعليم بت ل الس ان ألج اإلنسليس ن أ ن ”ولك الكنيسة، معلم الرسول بولس ”البار ألن ر، اه فظ اهللا ند ع وس بالنام يتبرر د ح أ

يا“ (غالطية 3: 11). باإلميان يحتفسيرهم املعاصرون األديان علماء يحصر ال (religio الالتينية (في ‘religion’ ملصطلح ا جلي ، بل يجدون فيه تعبيرا بالتفسير التوحيدياحترام ما وأنه (أيا كان)، اإلنسان مبعبوده لعالقة ،(1965 ,Eliade) دنس م هو ما ونبذ س مقد هو هو ملا واحد حتديد يوجد ال أنه على تأكيدنا مع نس، بل يخضع حتديدهما خلصوصية س أو مد مقدمبدأي االعتبار بعني آخذين وطائفة، دين كل األمور بعض يجعالن اللذين ر والتطو النسبية إذا، آخر. فريق من ومرفوضا فريق من ومقبوال شكله كان (مهما ”اخلالص“ لـ اإلنسان يسعى دة وفعل اإلميان بعقائد محد ومكوناته) من خالل التقيد عبر األرض هذه على احلياة في الصالح ممارسة وفي معينة وأخالقية مسلكية بقواعد مجموعة من الطقوس ذات معان رمزية (صعب، Ninian مقاربة تكون قد .(202-203 ص ،1995Smart لتعريف مصطلح ’religion‘ هي األشمل أبعاد سبعة حتديد خالل من األديان، علماء لدى األحيان من الكثير في بينها فيما تتداخل له (كالعقائد العقائدي-الفلسفي البعد وهي: ير (كالس التأريخي-الروائي البعد واملعتقدات)، - العاطفي البعد املعجزات)، وقصص والروايات والعادات والعواطف (كاملشاعر االختباري -العملي البعد الطقسي والتقاليد االجتماعية)، واخلدم الدينية واملمارسات والفروض (كالصلوات (كالقوانني -القانوني البعد األخالقي الطقسية)،

يرى أن سبب نشأته ديني صرف مع ما قد يرافقه ,2007 ,Segal) من دراسات مقارنة في علم األديانpp. 59-49). فهل تقود األديان جميعها إلى الهدف

نفسه؟

ين؟أ. ما هو الد

واحد، بإله باإلميان التوحيدية الديانات ز تتميس (تثنية اإلشتراع بحسب ما جاء في الكتاب املقد6: 4؛ مرقس 12: 92) والقرآن الكرمي (اإلخالص 1). هو إله عظيم، خالق الكون وكل ما فيه، يفوق البشر وله تأثير في حياتهم، سيحاكمهم أجمعني في بحسب منهم واحد كل وسيدين ينونة الد يوم إميانه وأعماله. يختلف استعمال مصطلح ”دين“ املقدس، الكتاب ففي وآخر. س“ ”مقد كتاب بني اليونانية في ،religion) دين مصطلح استعمل في ،worship) العبادة إلى لإلشارة (threskeiaاليونانية في ،piety) والورع ،(latreia اليونانية eusébeia)، واتقاء اهللا (Godliness، في اليونانية املصطلح هذا استعمال يكن لم .(theosébeiaإذ األولني املسيحيني قبل من كثيرا مألوفا استعمله بعضهم لإلشارة إلى اليهودية (أعمال دون من لإلميان الظاهرة املمارسات وإلى (5 :26أن ومبا مضمونه. عند التوقف إميانا البدء، في كانت، املسيحية إلى املنتمي على كان دينا، وليس يسوع بتعاليم يثق أن الكنيسة اهللا مع يتصالح وأن املسيح، كل مشيئات من يتحرر وأن األب، حياته يبني وأن والفكر، اجلسد Blackman,) احملبة على بأكملها بدأت هكذا، .(229-234 ,1993بصدق تعبر املسيحية اجلماعة وطقوس ليتورجية نصوص خالل من إميانها عن كنسية تشكر اهللا على نعمه، وتعبر عن إميانها ظهر الذي اهللا باحلقيقة هو املسيح يسوع بأن عبر دين مصطلح استعمال ر وتطو اجلسد. في كنائسي كنظام اإلميان إلى يشير وصار األجيال Gealy,) والسلوك والعبادة للعقيدة معتمد أن ورد فقد الكرمي، القرآن في أما .(32 ,1993ين هو اإلسالم، أي الطاعة والذلة واالستسالم الد

Page 46: RELIGIONS arabic.indd

٤٧

البعد واألخالقية)، الشرعية واألحكام الدينية والطوائف (كاملذاهب االجتماعي-املؤسساتي املادي والبعد الدينية)، واجلمعيات واحلركات الهندسية واألشكال الدينية، (كالكتب واألدوات الدينية، والرموز والرسومات املعمارية، ليس .(10-21 ص ،1992) الطقسية) واألواني وتبويب األبعاد املقصود، طبعا، من تصنيف هذه عناصرها ذات الطابع الفردي واجلماعي أن يقال إن املسيحية في اهللا فهل واحد. هو األديان جوهر هو نفسه في اإلسالم؟ وهل أخالقيات املسيحية هي نفسها في اإلسالم؟ هل يكفي أن يقال أنها أديان سماوية وإبراهيمية لنتخطى تلك الفروقات األجدى من أنه نرى، أن ينبغي بل اجلوهرية؟ كال، اجلوهرية واختالفاتها زاتها متي على التشديد ق في معانيها عندما نغوص في تفاصيلها ونتعملكي ال تبقى مقاربتنا لها سطحية ومضللة من ”الوحدة على د تشد استهالكية شعارات خالل في التعدد“، ليصير التشديد في احلوارات الدينية، ومع ع. والتنو االختالف في احلق على بعد، فيما مساعدة في األبعاد هذه أهمية تكمن ذلك، اإلنسان على حتديد هويته الدينية وفهم حقيقة بأبعاد مقارنتها خالل من وتفاصيلها، معانيها الديني الشخص انتماء ز فيتعز األخرى، الديانة بناء معها. ومتفاعل فيها ق متعم هو ما بقدر عليه، ميكن إطالق مصطلح دين على كل منظومة حتاكي هذه األبعاد السبعة السابق ذكرها. هكذا والشيوعية، والقومية، الوطنية، اعتبار ميكن والعلمانية، واإلحلاد، واملاركسية، واملاسونية، والتأمل التجاوزي، والسينتولوجيا، وحركة العصر وغيرها، والشيطانية اجلديدة، والوثنية اجلديد، األديان الئحة إلى إضافتها ميكن حديثة أديانا في العالم، لها معتقداتها ومبادؤها وممارساتها، وديانات والشرق-آسيوية، التوحيدية، كاألديان دون من التقليدية، والديانات القدمية احلضارات نفي إمكانية تثاقف أديان حديثة مع أديان تاريخية على ميكن، كيف بعضهم، يتساءل قد وعاملية. ين، وهو عادة يشار سبيل املثال، وصف اإلحلاد بالدإليه مبصطلح الالدين؟ في احلقيقة، إن امللحد هو شخص متدين، يؤمن بـ ”ال إله“، يعمل أحيانا على نشر معتقده من خالل منظومة فكرية-فلسفية حيث طقوسه وأحيانا ورموزه كتبه له معينة،

”ال بالـ باالعتقاد باهللا االعتقاد فيها يستبدل إله“.

، نرصد ثالث مقاربات رئيسة حول مكانة أخيراين للد أن األولى املقاربة تعتبر اتمع. في ين الداإلجتماعي التكوين صلب في أساسية مكانة أعلى معنوية سلطة الدينية سة للمؤس وأن ساته. ومؤس اتمع عناصر كافة على متارسها ين وملؤسساته د املقاربة الثانية أنه يحق للد تؤك

واأليديولوجيات الدينية أسوة حياة، أمناط باتت التي سات املؤس من بغيرها تؤدي أن األخرى، اإلجتماعية ومتارس االجتماعي دورها أراد فرد كل على سلطتها طوعا أن يلتحق بها ويخضع التعرض دون من ألحكامها، الفردية اآلخرين حلريات حتى منها، واحلد واجلماعية

املقاربة أما أخرى. ديانات أتباع من هؤالء كان لو ين الد مكونات من العديد أن فترى الثالثة، والتطبيقية، صارت النظرية الدينية، سة واملؤسمع تتكيف أن على قادرة تعد لم إذ املاضي، من احلداثة ومتغيرات العصر ومشاكله، وبات من غير كالديكتاتوريات الشعوب على تفرض أن الوارد

السياسية.

ما هو التدين ومن هو املتدين؟ب.

ين، واملتدين هو ذاك املؤمن التدين هو االلتزام بالدما بدين يلتزم أن وإرادته بحريته يقبل الذي وبأبعاده، بنية صادقة. ينقسم املتدينون عادة إلى كون ثالث فئات: فئة أولى تضم أولئك الذين يتمسالبدائية وأشكاله األولية وحالته ين الد بجذور وقوانينه املتوارثة عبر األجيال، ال يقبلون بالتغيير يعتبرون كما لهما، ضرورة يرون وال واإلصالح، لني لتقييم صوابية هذه اجلذور أنفسهم غير مخوجاء ما بحسب يتصرفون أشكالها. مبختلف حرفيا في الكتب املقدسة، ويؤمنون بأنها موحاة نزلة) من اهللا، واهللا أدرى في أحكامه. هؤالء (أو متون بأنهم أصوليون أو سلفيون أو محافظون. ينعفئة ثانية تضم أولئك الذين يسعون لتطوير أبعاد

ك بإميانه باإلله هل من يتمسالواحد وال يقبل باملساومة

عليه، ويرفض السماح بوجود منظومات فكرية أو إميانية

أخرى، هو متطرف أو معتدل أو متساهل؟ هل الدفاع عن

اإلميان باهللا أو اإلحلاد، بأساليب سلمية، هو مغاالة وتطرف؟

Page 47: RELIGIONS arabic.indd

٤٨

الفرز وعلى أي أساس؟ هل ترتبط الشرائع اخلاصة تطبيقها يكون ال قد دة محد ببيئة والظرفية هل مختلفة؟ بيئات في اآلخرين نظر في صاحلا من الضروري اإلبقاء على الشرائع العامة والدائمة رة حلقوق اإلنسان والتي تتماشى املفاهيم املتطووكرامته واستقامته؟ هل يقاس التدين مبمارسة التدين يقاس هل حال؟ أفضل في الطقوس والعادات الطقوس تطوير على والعمل بالرغبة ؟ هل يقاس التدين الدينية ذات الطابع االجتماعيأعمال لصالح الدينية الفروض من بالتحرر اإلدراك بني بالتوازن التدين يقاس هل الصالح؟ الروحية؟ املؤمن خبرة وتطوير لإلميان العقالني - العقائدي بالبعد بااللتزام التدين يقاس هل

الفلسفي على حساب املمارسة الطقسية، وهل هذا يخفض درجة التدين أو يزيدها؟ يبقى أن نشير إلى أن املتطرف هو من ال يساوم أبدا على قناعاته، مؤمنا أكان محافظا، أم ليبراليا متدينا أكان املثال ال أم باإلحلاد. وهنا نسأل، على سبيل باهللا وال الواحد باإلله بإميانه ك يتمس من هل احلصر، بوجود السماح ويرفض عليه، باملساومة يقبل أو أخرى، هو متطرف إميانية أو منظومات فكرية باهللا اإلميان عن الدفاع أو متساهل؟ هل معتدل

بعض في النظر إعادة خالل من دة املتعد ين الدناتها وتعابيرها، أو تبني عناصر دينية جديدة، مكواملمارسات بعض عن التخلي إلى الدعوة أو واملعتقدات والقوانني ”غير اجلوهرية“ (وهنا لعامل في البارز الدور اإلنسانية واملفاهيم النسبية املقدسة الكتب في ما يقبلون هؤالء حتديدها). اإلنسان، خلدمة وضع قد النص أن قاعدة على لذا، وجب التحرر من حرفية النص، والعمل على بأنهم هؤالء ت ينع النص. وليس اإلنسان خدمة ز على ليبراليون أو إصالحيون. ثمة فئة ثالثة، تركأعمال الصالح واخلير وعلى ممارسة بعض الشعائر آبهة غير ، وموسمي ط مبس بشكل الدينية بتفاصيل املسائل الفكرية أو الطقسية. إن قياس تدين أي مؤمن من الفئات الثالث، هو أمر صعب إذ اإلدانة لآلخرين. هل الكثير من اته يحمل في طية يقاس التدين بالتزام املتدين قراءة الكتب املقدسواملؤلفات الدينية والعمل على عيشها بحرفيتها هل العصر؟ مع وتهيئها العبر باستخالص أو واألحكام الشرائع كل بتطبيق التدين يقاس سة من دون استثناء؟ هل الواردة في الكتب املقدة عام إلى الشرائع تلك بتصنيف التدين يقاس هذا يتم وكيف وظرفية، دائمة وإلى ة وخاص

Page 48: RELIGIONS arabic.indd

٤٩

وتطرف؟ مغاالة هو سلمية، بأساليب اإلحلاد، أو السلمية؟ هل غير األساليب استعمال ماذا عن حتى أو تعبير، وأصدق بأفضل الطقوس ممارسة رفضها والعمل على زوالها، هو غلو وتطرف؟ قد والعنف بالقسوة التطرف ربط بعضهم يحاول اتلف، وأدائه املناوئ ورأيه اآلخر مواجهة في وممارسة القهر يبرر بعضهم لكون يعود وهذا ، في مواجهة الفكري واجلسدي والعنف، اإلرهاب ي لهم، أكان في مواجهة أتباع الرأي اآلخر والتصد”املعتدلة“، اتمعات بعض في مثال االصوليني الدينيني كني واملشك امللحدين مواجهة في أم واملتحررين فكريا في مجتمعات أخرى ”محافظة“. متى إرهابيا املتدين يصير املقاربة، هذه وفق واإليذاء ف والتعس والقسوة العنف استعمل املادي والضغط والفكري والنفسي اجلسدي وطائفته دينه أفكار يفرض أن أجل من واملعنوي

على اآلخرين.

د األديان؟ ج. ملاذا تعد

واحد مصدر إلى ين الد إعادة بعضهم يحاول عنه يعبر إمياني موقف هذا بالطبع، اهللا. وهو احملافظني من التوحيدية الديانات أتباع بعض د األديان من خارج هذا والتقليديني. أما دراسة تعدتداخل إلى يعود أنه إلى فتفضي اإلمياني، اإلطار الثقافات د تعد أهمها وتفاعلها، عدة عناصر واختالط اإليديولوجيات ونشر الشعوب وتثاقف ر وتطو النفسية واحلاالت االجتماعية العادات األنظمة السياسية واالقتصادية في إطار تاريخي وجغرافي ما. هكذا، ميكننا أن نفهم، على سبيل املثال ال احلصر، كيف نشأت الكنيسة املسيحية الكثير إلى مستندة يهودي، إطار في البدء في اإلدارية والتقاسيم الهلليني الفكر عناصر من بعد، فيما ة متنوع أشكاال لتأخذ الرومانية نتيجة تطورات تاريخية وفكرية وثقافية وغيرها، بني التشابه فهم ميكننا كذلك، وغربا. شرقا اإلسالم واليهودية في العديد من األمور كالنظرة بعض مع اإلسالم تعاطي في أو الشريعة، إلى انتشار زمن في رائجة كانت التي املعتقدات معتقدات أكانت العربية، اجلزيرة في املسيحية بها، تعترف لم ومغايرة ملتوية أم مستقيمة

ثمة أن جند عليه، بناء اجلامعة. الكنيسة أصال، قواسم مشتركة بني اإلسالم واألديان التوحيدية لها مناقضة حتى أو مختلفة وأخرى األخرى، احلالي عصرنا في واضحا بات لقد بالكلية. واحلداثة كالعوملة متشابكة، عدة أسباب أن الثقافات على واالنفتاح والعصرانية والعلمانية واحلديثة القدمية والفلسفات املتعددة العاملية والفكر النقدي والتأثر باألديان األخرى والثورة على الذات، قد دفعت بعضهم، على مستوى فردي أو سة الدينية التي ي املؤس ، إلى تخط حتى جماعيإنتماء من عليهم تفرضه قد وما إليها، ينتمون حصري، وإلى تغيير انتمائهم أو تطويره ليتحرروا دينهم تغيير خالل من وذلك احلصرية، تلك من وانتمائهم إلى أديان حديثة املنشأ، بخاصة إلى تلك القائمة على اإلنتقائية والتوفيقية في مقاربتها ما رفضهم خالل من حتى أو دة، املتعد لألديان ك بالقاسم املشترك، يفرق بني الشعوب، والتمسهي األديان أن تعتبر قاعدة على اإلنسانية، أي نرى بتنا واحدة. هكذا، مظاهر مختلفة حلقيقة p. ,1996 ,Bruce) ليبرالية ومبعظمها جماعات، 85)، تقيم الصلوات العابرة لألديان، وكذلك أناسا زين يستمتعون مبمارسات أتباع األديان األخرى، مركومنهم اآلخرين، ”روحانيات“ على خاص بشكل ز على التعاليم واملمارسات املتعلقة من صار يركباألخالقيات يتعلق ما ومنها اليومية، باحلياة املهنية والعلمية ومسائل البيئة وحقوق اإلنسان ال أخرى، جهة من .(Fisher, 1999, p. 100-117)ميكننا سوى التوقف عند بعض الفئات التي حتاول والروحية الفكرية اآلخرين أن تستفيد من جتارب مجتمعاتها في بثها على والعمل واألخالقية اليوغا ممارسة عن احلديث مثال فبات الدينية، في املسيحية، وتبني العلمانية غير اإلحلادية في االقتداء حتى أو العربية-اإلسالمية، اتمعات في البروتستانتية اإلجنيلية البشارة بأساليب بتقنيات االستعانة أو اإلسالمية، الدعوة تقدمي الهرمنيوطيقا ونقد الكتاب املقدس في محاولة دراسة القرآن الكرمي من خارج اإلطار التقليدي. أما وعادات غريبة تبني مفاهيم أن فيرون احملافظون، ين هو عن أصول دياناتهم هو بدعة مرفوضة، فالدلة كامل، غير ناقص، وال يحتاج إلى عناصر مكم

له.

Page 49: RELIGIONS arabic.indd

٥٠

اإلسالم“ في اإلنسان حقوق عن القاهرة و“إعالن مؤمتر منظمة خارجية وزراء عن الصادر (1990) .(127-132 ص ،2001 (شعبان، اإلسالمي العالم هو اهللا أن على صراحة العاملي“ ”البيان ينص ”مالك الكون كله“، وهو ”ولي األمر كله في الدنيا اإلنسان هداية ميلك الذي وحده ”وأنه واآلخرة“، استخلفه أن بعد وصالحه خيره فيه ما إلى األبدية، احلقوق تلك مشرع وهو األرض“، في املنهاج وضع عن البشري العقل ”بعجز مسلما ووحيه“ اهللا هداية عن مستقال للحياة، األقوم (الديباجة). وتشكل حقوق اإلنسان املعلنة ”جزءا مبدئي بشكل أحد ميلك ال املسلمني دين من تعطيلها كليا أو جزئيا، أو خرقها أو جتاهلها فهي أحكام إلهية تكليفية أنزل اهللا بها كتبه... وكل إنسان مسؤول عنها مبفرده، واألمة مسؤولة عنها ونتيجة الديباجة). القاهرة“، (”إعالن بالتضامن“ لذلك، تعتبر الوثيقتان ان ”اإلسالم شرع ... حقوق بضمانات وأحاطها وعمق، شمول في اإلنسان كما املدخل)، العاملي“، (”البيان حلمايتها“ كافية أنهما تصران على أن اهللا جعل األمة اإلسالمية ”خير أمة“ (آل عمران 110) أورثت البشرية حضارة عاملية متوازنة ربطت الدنيا باآلخرة، وجمعت بني لذا، الديباجة). القاهرة، (إعالن واإلميان“ العلم اإلنسان حقوق مجال في الوثيقتان هاتان تعتبر ة ظ وع ى وم د ا بيان للناس وه ذ إعالنا للبشرية، ”هأن املسلمني ”على وأن (آل عمران 138) ني“ تق للميبلغوا للناس دعوة االسالم امتثاال ألمر ربهم (آل

عمران 104)“ (”البيان العاملي“، الديباجة).

هل من فروقات جوهرية في شرائع حقوقب. اإلنسان؟

إن املقارنة بني اإلعالن العاملي واإلعالنات اإلسالمية تظهر أن العناوين املشتركة بينها كثيرة، ومنها: حق احلياة، حق احلرية، حق املساواة، العدالة، احلرية الدينية، حرية التفكير والتعبير، حق بناء األسرة، اإلسالمية اإلعالنات تأثر إلى يعود وهذا الخ، باإلعالن العاملي ”في الصياغة، والترتيب، واقتباس املبادئ“ (الزحيلي، 1997، ص 125-121). يبرز اخلالف واملنطق واملنطلقات ص األسس يتم تفح عندما

من وراء وضع تلك الوثائق.

ين وحقوق اإلنسان ثانيا. الد

يعيش املتدين مشاكل عدة ناجتة من ازدواجية في قد فهو الدينية. سة واملؤس اتمع إلى االنتماء ينتمي إلى دولة مدنية تتبنى بشكل أو بآخر ثقافة حقوق اإلنسان، ويرى أن مبادئ اإلعالن العاملي هي صائبة، بينما هو ينتمي إلى مؤسسة دينية تعلم حلقوق مضمونها في تتناقض قد أخرى، مبادئ

اإلنسان مع القراءة غير الدينية. فما العمل؟

إنساني هل مصدر حقوق اإلنسان أ. أو إلهي؟

(1948) اإلنسان“١ حلقوق العاملي ”اإلعالن د اعتمكافة ليخدم املتحدة لألمم العامة اجلمعية في الشعوب التي ”قد تعهدت بالعمل، بالتعاون مع واملراعاة االحترام تعزيز على ضمان املتحدة، األمم األساسية“، وحرياته اإلنسان حلقوق العامليني ترفع وأن قدما االجتماعي بالرقي تدفع أن ”إلى مستوى احلياة في جو من احلرية أفسح“. يغطي هذا اإلعالن مجموعة واسعة من احلقوق الفردية واجلماعية، مبا فيها احلقوق اإلجتماعية والثقافية وينص كما والدينية. واالقتصادية والسياسية األساسي ”من أنه على أيضا العاملي“ ”اإلعالن أن إذ اإلنسان“، حقوق حماية القانون يتولى أن البشر“ بني ودية ”عالقات إلى سيؤدي احترامها

(”اإلعالن العاملي“، الديباجة). وجد أخرى، جهة من نفسه اإلسالمي“ ”العالم في وضع دفاعي كون بعض العاملي“ ”اإلعالن مبادئ يتعارض مع الشريعة، لذا، اإلسالمية احلركات ارتأت تضع أن فكرية وقيادات يراعي آخر عامليا إعالنا وشرائعه اإلسالمي ين الداملستمدة من القرآن الكرمي لذلك، النبوية. والسنة في اإلنسان حقوق عن العاملي ”البيان إعداد مت اإلسالمي الس عن الصادر (1981) اإلسالم“ ،(206-225 ص ،2005 (الغزالي، لندن في الدولي

ز ”اإلعالن العاملي“ ففيما يركعلى أن اإلنسان هو مرجعية

اإلعالن وهو هدفه، وأن دوره في وضع تلك احلقوق اإلنسانية

كان من أجل خير اإلنسان د اإلعالنان نفسه، يشد

اإلسالميان على دور اهللا املركزي في وضع تلك احلقوق.

Page 50: RELIGIONS arabic.indd

٥١

املرجعية:

أهمها: عدة أسس على اإلسالمي املوقف يقوم اإلميان باهللا وبعقيدة التوحيد اخلالص، والتصديق التشريع على و“االعتماد احلق“، ”دين باإلسالم الدين، على احملافظة قصد الذي اإلسالمي رض، واملال“، و“الدور احلضاري والنفس، والعقل، والعأمة“ خير باعتبارها اإلسالمية لألمة والتاريخي (الزحيلي، 1997، ص 135-134). تختلف املرجعيات ففيما اإلسالميني. واإلعالنني العاملي اإلعالن بني ز ”اإلعالن العاملي“ على أن اإلنسان هو مرجعية يركاإلعالن وهو هدفه، وأن دوره في وضع تلك احلقوق نفسه، اإلنسان خير أجل من كان اإلنسانية املركزي اهللا دور على اإلسالميان اإلعالنان د يشدفي وضع تلك احلقوق. فاهللا خلق اإلنسان من أجل األمة ومصاحلها وأن يخدم اإلنسان اهللا يعبد أن وبالتالي، الفرد. مصالح جتاه األولوية لها التي حيث اإلسالم، لنشر أدوات الوثائق تلك صارت بالفعل واجبات اإلنسان جتاه اهللا أن حقوقه هي واألمة، وهي احلدود (النساء 14-13)، ”فحقوق اهللا التكافل هي العباد وحقوق ويطاع يعبد أن هي والعمل الصالح، االمر باملعروف والنهي عن املنكر“ يتمتع عليه، بناء .(136 ،2000 أيوب، (محمود بنظر القاهرة“، و“إعالن العاملي“ ”البيان من كل وثيقتان أنهما إذ األسمى باملكانة واضعيهما، صاحبتا صدقية أكثر من أي وثيقة صادرة عن األمم املتحدة. قد ال يقبل العديد من الشعوب واألفراد اإلنسان حلقوق اإلسالمي الطرح اإلسالمية غير واحلل اإلسالمي ملشاكلهم في ااالت السياسية واالجتماعية واالقتصادية والروحية وغيرها، أكانوا غير من أم األخرى التوحيدية الديانات أتباع من

الديانات التوحيدية.

احلرية الدينية:

مينح ”اإلعالن العاملي“ ألي شخص احلق ”في حرية والدين، ويشمل هذا احلق حريته الفكر والضمير أو دينه إظهار وفي معتقده، أو دينه تغيير في الشعائر وإقامة واملمارسة بالتعليم معتقده ”البيان يعطي ال بينما 18)؛ (املادة ومراعاتها“ احلرية وال احلق فرد ألي القاهرة“ و“إعالن العاملي“

من الرغم على الفطرة“، ”دين اإلسالم، ترك في “ ي الغ ن م د الرش تبني� قد ين الد في راه ك إ ”ال أن “ (الكافرون م ولي دين م دينك (البقرة 256)، وأن ”لكر“ (الكهف ف ليك اء ف ن ش ن وم ليؤم اء ف ن ش 6)، ”فمم ن ربك م احل�ق م اءك ا الناس قد ج يه 29)، ”قل يا أإمن�ا

ف ل ض ن وم ه س لنف ي تد يه إمن�ا ف ى تد اه ن فم

“ (يونس 108). يل م بوك ليك نا ع أ ا ا وم ليه ل ع يضاآلخرة، في عقابه سيلقى ”الكافر“ كان فإذا أشد ينزل ملاذا مصيره، عن مسؤول هو والضال د يرتد ن ”وم الدنيا هذه في ”املرتد“ في العقاب (217 (البقرة افر“ ك و وه ت فيم دينه ن ع م نك م

Page 51: RELIGIONS arabic.indd

٥٢

إلى يدفع مما اإلنسان، بحقوق املناداة حول جدية ردات فعل غير مقبولة من قبل بعض املتشددين أن إال باملثل، املعاملة مطلب على يصرون الذين ين متنع تطبيق القيم الغربية املتعلقة بحرية الد

مبدأ كهذا.

العقوبات البدنية:

أحد إخضاع يجوز ”ال أنه العاملي“ ”اإلعالن يؤكد او القاسية العقوبة أو للمعاملة وال للتعذيب يقابل .(5 (املادة بالكرامة“ احلاطة أو الالانسانية هذا النص، املادة 7 في ”البيان العاملي“ التي تنص على أنه ”ال يجوز تعذيب ارم فضال عن املتهم“ وكيفما الفرد، جرمية كانت مهما وأنه أ) (فقرة إنسانيته، فإن شرعا، رة املقد عقوبتها كانت وكرامته اآلدمية تظل مصونة“ (الفقرة ب). يقارب ”إعالن القاهرة“ هذه املسألة من املنظار عينه، إال أن الفقرة (د) من املادة الثانية تثير قلق العديد من مراقبي حقوق اإلنسان، إذ تذكر أن ”سالمة جسد اإلنسان مصونة وال يجوز االعتداء عليها، كما ال غ شرعي، وتكفل الدولة يجوز املساس بها إال مبسوحماية ذلك“. إذا، تكرس هذه املادة، وباالستناد إلى

بخاصة أن اآلية ال تشير إلى أن العقاب هو في هذه الدنيا؟ ثمة من يسأل، هل أن هذه اآليات القرآنية باهللا� نون يؤم ين ال الذ اتلوا ”ق آية خت من نس قد وله ورس رم اهللا� ا ح ون م رم ر وال يح باليوم اآلخ وال ين ن الذ ينون دين احل�ق م وال يدوا ط يع تى ح تاب الك وتوا أ “ رون اغ ص م وه يد ن ع اجل�زية من إنه 29)؟ ،5 (التوبة بعضهم ر يفس أن املؤسف إلى إساءة هو االرتداد أن إلى وإهانة ذاك أو الدين هذا أخرى، جهة من معتقداته. اإلسالميتان الوثيقتان تقوم وفقا التعبير حرية بتقييد لألفراد الشريعة. يحق ملبادئ يخدم الذي بالشكل بحرية رأيهم يعبروا عن أن عليهم اإلسالمي. اتمع يضعف وال اإلسالم واجب عدم انتقاد اإلسالم أو اإلساءة إليه (”البيان العاملي“، املادة 22 (أ ، ج)؛ ”إعالن القاهرة“، املادة 12 ببناء السماح عدم مسألة تبقى أخيرا، هـ)). (أ، الدول األخرى في بعض الديانات دور عبادة ألتباع تثير الريبة والكثير من األسئلة في احملافل الدولية

أما اآلن، فبات الضرب مشكلة وليس ”حال“ مقبوال على اإلطالق إذ أن من ال تقبل

النصح والوعظ واإلرشاد أو التحذير، ال يجب انتقاص

كرامتها البشرية، خصوصا أن الضرب يستعمل لترويض

الوقات غير البشرية.

Page 52: RELIGIONS arabic.indd

٥٣

ين إذا كان املسيحيون مدعوة محمد إلى اإلعتراف بنبوبن عبد اهللا، أو املسلمون

ين إلى اإلقرار بإلوهية مدعويسوع املسيح، أو أتباع

الديانات غير التوحيدية ين ين إلى تبني الد مدعو، فهذا لن يأتي التوحيدي

باحلل للمشاكل االجتماعية والسياسية واالقتصادية

والبيئية

الشريعة، العقوبات البدنية، ومنها ما ميارس حتى يومنا هذا، كبتر األعضاء (مثال، قطع أيدي السارق أو السارقة، (املائدة 38)) ، واجللد (مثال، جلد الزواني 100 جلدة من دون رأفة (النور 2))، القتل والصلب اإلطار، هذا وفي الخ. ،((33 (املائدة اهللا، (حملاربي وفيما تنص املادة 3 من ”اإلعالن العاملي“ أن ”لكل فرد حق في احلياة واحلرية وفي سالمة شخصه“، هبة ”احلياة أن العاملي“ ”البيان من 2 املادة تؤكد من اهللا... وال يجوز إزهاق روح دون مقتضى شرعي“ 2 املادة القاهرة، ”إعالن أيضا (راجع أ) (الفقرة (الفقرة أ)). يبقى، في األخير، أن نشير إلى أن ضرب مهما القانون، عليه يعاقب أن يجب الزوجات أولئك أن نشاهد والذرائع. يكفي األسباب كانت الفقهاء واخلطباء الذين يبررون ضرب الزوجات، وقد شبكة على والصورة الصوت في أقوالهم باتت Youtube، محاولني تفسير اآلية القرآنية (النساء رته كوسيلة عالج أخيرة حلل مشكلة 34) التي وفيحاول د. النبي محم زمن في الناشزات الزوجات بعضهم تأكيد أن الضرب، استنادا إلى العديد من األحاديث النبوية، يجب أن يكون ”غير مبرح وغير مؤلم، فال يكسر لها عظما وال يدمي لها جسدا“ للزوج الصالحية ”وهذه ،(142 ص ،1983 (قبالن، ام على في تأديب زوجته إمنا أعطيت له ألنه القوإدارة البيت ورعاية شؤونه“ (الزين، 1994، ص 29). أما اآلن، فبات الضرب مشكلة وليس ”حال“ مقبوال والوعظ النصح تقبل ال من أن إذ اإلطالق على كرامتها انتقاص يجب ال التحذير، أو واإلرشاد لترويض الضرب يستعمل أن البشرية، خصوصا ضرب يصنف بات لقد البشرية. غير الوقات األسري العنف خانة ضمن (واألزواج) الزوجات الكثير في والنفسي املادي اإليذاء يسبب الذي اجلاني يحاسب عليها إذ مة املتقد اتمعات من العقوبات تكون أال يجب أخيرا، القانون. بحكم الكتب أتت لو حتى اآلن بعد مقبولة البدنية

املقدسة على ذكرها.

املساواة بني الرجل واملرأة:

امليراث في املناصفة وعدم الزواجات تعدد يعتبر بالنسبة الزوجة ومكانة املشتركة والزيجات مسألة في املثارة املواضيع أهم من الزوج إلى

عند فقط سنتوقف واملرأة. الرجل بني املساواة من 16 املادة تنص املشتركة. الزيجات مسألة ”اإلعالن العاملي“ أن ”للرجل واملرأة، متى أدركا سن البلوغ، حق التزوج وتأسيس أسرة، من دون أي قيد بسبب العرق او اجلنسية او الدين، وهما يتساويان ولدى الزواج قيام وطيلة التزوج لدى احلقوق في انحالله“. متاهي املادة 19 من ”البيان العاملي“ واملادة أ) من إعالن القاهرة مبدأ حق 5 واملادة 6 (الفقرة أو اللون أو العرق بسبب قيد أي دون من التزوج اجلنسية، من دون ذكر سبب الدين، إذ أن التشريع اإلسالمي ”ال يجيز للمسلمة أن تتزوج مشركا أو

للمسلم يجوز ولكنه كتابيا. ...(5 (املائدة الكتابية يتزوج أن من الزواج أباح إمنا واإلسالم بني احلواجز ليزيل الكتابيات املسلمني وبني الكتابيني“ (الزين،

ص 106-108).

اخلامتة

اآلن، بعد مقبوال، د يع لم احلضارات د متعد عالم في يتعامل أن واألديان، والثقافات بعضهم مع هم بعض الناس اآلخر من دون اللجوء إلى قواعد

وتضمن اإلنسانية كرامتهم تصون مشتركة حرياتهم الفردية واجلماعية. إن احتكار مصطلح بات تلك أو التوحيدية الفئة قبل هذه ”دين“ من ومشاعر والكبرياء االفتخار مظاهر من مظهرا االستعالء، تارة جتاه أتباع األديان التوحيدية األخرى، التوحيدية. غير األخرى األديان أتباع جتاه وطورا مرفوضة االحتكارية املقاربة هذه وباتت كما حقوق وجمعيات الباحثني من العديد قبل من مات الدولية التي تعنى في السهر اإلنسان واملنظحقوق مبادئ وعيش املدني اتمع تفعيل على الشرور م من والتعظ االفتخار فإذا كان اإلنسان. (أمثال 8: 13) وسببا للخصام (أمثال 13: 10) واهللا ال يحب املستكبرين (النحل 23)، فهل االستعالء البشر أنفسهم، وهم قد والكبرياء مقبوالن بني

خلقوا متساوين في إنسانيتهم أمام اخلالق؟احلوارات تقتصر ال أن املستحسن من إنه

Page 53: RELIGIONS arabic.indd

٥٤

أو العقائدية املسائل على التثقيفية الدينية الشعائر واألحكام الشرعية واألخالقيات، بل البد من العمل على مواضيع تهم اإلنسانية جمعاء، ه الكامل في انتقاء مع االحتفاظ لكل إنسان بحقاملعتقد الذي يريد وعيشه والتعبير عنه بشكل ال ميس أو يحد من حرية اآلخرين، لذا ال بد من العمل على وضع قواعد وإيجاد مساحة مشتركة يعمل والوئام في السالم أجل القيمون من من خاللها املتحاورين نوايا في نشكك لن طبعا، العالم.

في شركائهم جتاه ومصداقيتهم دين رجال أكادميني، باحثني، احلوار، رين مبش مسلمني، أو مسيحيني من املرشدين أم إسالميني دعاة أو التوحيدية، غير الديانات أتباع تقليديني كانوا أم إصالحيني، فلكل وأهدافه ودوافعه أسلوبه طرف أن األفضل من لكن، وتوقعاته. ثقافة بناء على اجلميع يعمل وأن الشعوب، بني والتعاون السالم املدنية القوانني خالل من يفرضوا احترام مبادئ ”حرية الفكر والضمير والتعبير“، الرأي و“حرية والدين“، ل“ تدخ دون األفكار اعتناق و“حرية و19). 18 املادتني العاملي“، (”اإلعالن ين إلى أما إذا كان املسيحيون مدعوة محمد بن عبد اهللا، اإلعتراف بنبواإلقرار إلى ين مدعو املسلمون أو أتباع أو املسيح، يسوع بإلوهية ين مدعو التوحيدية غير الديانات ، فهذا لن ين التوحيدي إلى تبني الداالجتماعية للمشاكل باحلل يأتي والبيئية واالقتصادية والسياسية وغيرها من األمور التي تعني سكان خطرا تشكل باتت والتي األرض، وعيشهم وتآلفهم وجودهم على وأتباع فالتوحيديون املشترك. والديانات الشرق-آسيوية الديانات أخرى تدينية حالة وأي احلديثة يتوجب لذا، األرض، يحتكرون ال ملعاجلة يلتقوا أن جميعا عليهم ومنها الالهوتية غير املشاكل كل مسائل حقوق اإلنسان، بروح من املسؤولية على أي دون من ”وذلك والسالم والعدل احلرية أساس أو اللغة أو اجلنس أو اللون أو العرق متييز بسبب األصل أو آخر رأي أي أو السياسي الرأي أو الدين الوطني أو اإلجتماعي أو امللكية أو أي وضع آخر“ أن اجلميع على لذا، .(2 املادة العاملي“، (”اإلعالن يعملوا على الدفاع عن حقوق اإلنسان وعلى نشر الكرامة على إطالقا املساومة دون من ثقافتها،

اإلنسانية.

Page 54: RELIGIONS arabic.indd

٥٥

املراجع

١. الغزالي، محمد (2005). حقوق اإلنسان بني تعاليم

اإلسالم وإعالن األمم املتحدة. الطبعة الرابعة. القاهرة: نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع.

في اإلسالمي ر ”التفك (1996أ). رضوان السيد، .٢

املسلمني ل تأم وجوه من وجه في نظرة املسيحية. .(1-30 (ص الوسطى-1-“ العصور في للمسيحية في املسيحية واإلسالم مرايا متقابلة (2002). لبنان:

مركز الدراسات املسيحية اإلسالمية، جامعة البلمند؛

في اإلسالمي ر ”التفك (1996ب). رضوان السيد، .٣

املسلمني ل تأم وجوه من وجه في نظرة املسيحية. للمسيحية في األزمنة احلديثة واملعاصرة-2-“ (ص -3161). في املسيحية واإلسالم مرايا متقابلة (2002). جامعة اإلسالمية، املسيحية الدراسات مركز لبنان:

البلمند.

٤. الطبري (310 هـ). جامع البيان في تفسير القرآن.

النسخة اإللكترونية (باب التفاسير، موقع(www.altafsir.com)

٥. أيوب، محمود. (2000). ”الفكر املسيحي واالسالمي

املعاصر“. في املصادر الدينية حلقوق اإلنسان. إشكالية .(129-141 (ص واالنسجام التكامل في ومناذج

بيروت: مجلس كنائس الشرق األوسط.

األحكام موسوعة .(1994) الزين عاطف سميح .٦

الشرعية امليسرة في الكتاب والسنة. العقود. بيروت: دار الكتاب اللبناني.

هم؟ من املسلمون .(2002) الزين عاطف سميح .٧

اإلسالم يجمع وال يفرق. بيروت: دار الكتاب اللبناني.

وحقوق اإلسالم .(2001) احلسني عبد شعبان، .٨

واحلضارات للثقافات اإلنساني املشترك اإلنسان. واحلق اإلنسان حقوق مؤسسة بيروت: اتلفة.

اإلنساني.

نشوؤها احلية. األديان .(1995) أديب صعب، .٩

وتطورها. طبعة ثانية. بيروت: دار النهار للنشر.

اإلسالم. في الزواج آداب .(1983) هشام قبالن، .١٠

بيروت: منشورات بحر املتوسط ومنشورات عويدات.

.(1997) اإلسالمية. املسيحية الدراسات مركز .١١

في واملسلمني املسيحيني بني املتبادلة النظرات املاضي واحلاضر. لبنان: جامعة البلمند.

.(2002) اإلسالمية. املسيحية الدراسات مركز .١٢

جامعة لبنان: متقابلة. مرايا واإلسالم املسيحية البلمند.

1. Blackman, E. C. “Faith, Faithfulness”. In The Interpreter’s Dictionary of the Bible (1993). (Vol. 2). Nashville: Abingdon Press,pp. 222-234.

2. Bruce, Steve (1996). Religion in the modern world: From cathedrals to cults. Oxford: Oxford University Press.

3. Eliade, Mircea (1965). Le sacré et leprofane. France: Editions Gallimard

4. Fisher, Mary Pat (1999). Religion in the twenty-first century. London:Routledge.

5. Gealy, F. D. “Religion”. In The Interpreter’s Dictionary of the Bible (1993).(Vol 4). Nashville: Abingdon Press, p. 32.

6. Segal, Robert A. “Theories of religion”. In John R. Hinnells (Ed.) (2007). The Routledge companion to the study of religion. (pp. 49-60). London: Routledge.

7. Smart, Ninian (1992). The world’s religions. Cambridge: Cambridge University Press.

8. Waardenburg, Jacques “Classical attitudes in Islam towards other religions.” In Jerald Gort, Henry Jansen, & Hendrik M. Vroom (Eds.) (2006). Religions view religions. Explorations in pursuit of understanding (pp. 127-148). Amsterdam:Rodopi.

Page 55: RELIGIONS arabic.indd

٥٦

لقد كان الشيخ أحمد العلوي (١٨٦٩ـ١٩٣٤) من العشرين القرن في الروحية التربية أكبر شيوخ إشعاع عظيم ذات وكان طيلة حياته شخصية جتاوز حدود اجلزائر والعالم العربي حيث كان له بني في يقيم كان من ألف املائة يلغوا الذين أتباعه

أوروبا وجنوب شرق آسيا.ولم يكن إشعاعه الفكري أقل أهمية فإلى قام اإلسالمية بالعلوم املتعلقة مؤلفاته جانب يعالج كان التي اجلزائري البالغ جريدة بتأسيس فيها مسائل روحانية أو اجتماعية في إطار تراثي

بحت.للشيخ كان اإلسالمية العلوم كل بني من العلوي جتانس عميق مع القرآن الكرمي. و يعبر عن

ذلك التجانس في مناجاة ربه:القلب حل وكيف القرآنا بحبنا تعلم أنت

واللساناوما والعظام والعروق وحلمنا بدمنا فامتزج

فـينا٢ فإن هذه العالقة الباطنة مع القرآن قادته إلى تأليف تفسير ميكنه من إشراك القارئ في بعض

الكلية في القرآن:تقدمي الشيخ أحمد العلوي وتفسيره لآلية ٢، ۶٢.

ما فهمه عن طريق الفتح النوراني من كالم اهللا. وقد اختار لهذا التفسير الذي لم يتمكن لألسف من إمتامه اسم «البحر املسجور في تفسير القرآن املؤلفات التفسير عن ويتميز هذا النور». مبحض القرآنية اآلية إلى يتطرق بكونه الكالسيكية

باملرور بأربع مراحل: «التفسير» الذي يشرح فيه معنى الكلمات

ويوضع أسباب النزول.القواعد فيه يعرض الذي «االستنباط»

واملبادئ التي ميكن استنتاجها من اآلية.بسط من الشيخ ن متك التي «اإلشارة» بعيدة تبدو قد التي العرفانية والدقائق احلقائق

عن املعنى اللفظي.«لسان الروح» حيث يعطي حملة عن احلقيقة

امليتافيزيقية.ابئني ارى وٱلص وٱلنص ادوا ين ه وٱلذ نوا ين آم «إن ٱلذم له ف احل�ا ص ل م وع ر ٱآلخ م وٱليو بٱهللا� ن آم ن مم ه وال م ليه ع وف خ وال م ه رب ند ع م ره أج

زنون» يح

١طيب شويرف

Page 56: RELIGIONS arabic.indd

٥٧

العلوي الشيخ يصفها التي اآلية هذه إن أي للقرآن الكلي البعد عن بوضوح ر تعب باللغز اعترافه الصريح مبكانة ديانات أهل الكتاب كلها، التاريخ. عبر فيها متت التي التحريفات رغم اتمعات أن تطور إلى اإلشارة بد من ال أنه غير الكلية بالنظرة أضر قد القرون عبر اإلسالمية كانت حيث (صلعم) الرسول وبتعاليم للقرآن السياسية كالتحديات العوامل من مجموعة للحروب االجتماعي والتأثير الدينية واادلة الفكر تراجع من كبير قسط على الصليبية إلى ذلك وباإلضافة العالم اإلسالمي. الكلي في املبرر غير االمتداد ذكر من بد ال املعقد التطور فيما وسنحاول الفقهية. النسخ لقاعدة غالبا النظرية لهذه الرئيسية بالنقاط التذكير يلي التي الدينية احلصرية على الضوء نلقي حتى

يحاول الشيخ العلوي الرد عليها في تفسيره.أكد بصراحة على (صلعم) الرسول أن رغم على دينهم ممارسة في واليهود النصارى حق أرض اإلسالم فإن الفقهاء قد توسعوا في قاعدة النسخ إلى حد اعتبار أن الوحي القرآني يبطل كل

الديانات األخرى.ولو أمعنا النظر في التاريخ لوجدنا أن ظاهرة ير «الناسخ واملنسوخ» متعلقة قبل كل شيء بسواملنسوخ الناسخ فعلم نفسه. القرآني الوحي نزوله.٣ وتنجيم الوحي تدرج على األضواء يلقي والتي البقرة من سورة ٢٤٠ اآلية نسخ مت فمثال تنص على أن عدة املرأة األرملة مدتها سنة، باآلية املدة التي تختصر هذه السورة نفسها ٢٣٤ من

في أربعة أشهر وعشرة أيام.يقولون الفقهاء جعلت التي الدوافع ومن تأكيد جند السابقة والشرائع الديانات بنسخ القرآن على أن اليهود والنصارى قد حرفوا كتبهم املنزلة. فالقرآن يعاتبهم ويبني أنهم قد حذفوا من

كتبهم التبشير بإرسال النبي محمد (صلعم).الفقهاء مواقف اختصار املمكن ومن للديانات اإلسالم نسخ مسألة من الرئيسية

اإلبراهيمية في أربع أطروحات: – شريعة اإلسالم تنسخ كل الشرائع األخرى.

نسخته ما إال صاحلة تزال ال إبراهيم – شريعة الشريعة احملمدية.

نسخته ما إال صاحلة تزال ال إبراهيم – شريعة

الشريعة احملمدية مع إضافة صلوحية شريعة موسى (ع).

نسخته ما إال صاحلة تزال ال إبراهيم – شريعة الشريعة احملمدية مع إضافة صلوحية شريعتي

موسى وعيسى (ع).

إن الذين تبنوا األطروحات الثالث األخيرة اعتمدوا على اآليات القرآنية التي تدعو املسلمني إلى اتباع بيد اإلسالم.٤ قبل الرسل تلقاها التي الهداية حلها. ميكن ال مشاكل تثير النسخ أطروحة أن فمثال متى ينسخ الوحي القرآني الديانات األخرى؟ الهجرة؟ عند أم حراء؟ غار في التنزيل أول عند دين يفقد أخرى متى بعبارة النبي؟ أم عند موت اليهودي أو املسيحي قبوله من عند اهللا؟ ملاذا ال يقبل مؤمن عند ربه بسبب دين جديد قد يجهله

متاما؟ بالنسبة للفقهاء الذين ال يريدون السقوط في نفي الرحمة هو الوحيد املوقف فإن اإللهية «التبليغ» مبعنى أن دين أي كتابي يفقد صلوحيته حني يتم تبليغ الرسالة اإلسالمية إليه. إن هذا صلوحية تواصل يقبل املوقف ظهور بعد الكتاب أهل ديانات

الذي فما أخرى. اعتراضات يثير ولكنه اإلسالم يجب أن نفهمه من عبارة «تبليغ الرسالة»؟ فهل يعادل أي مصدر بوجود اإلسالم من العلم مجرد فهم رسالته؟ أليس للتبليغ شروط وقواعد؟ ألم مة ك باحل ربك بيل س لى إ دع «ا تعالى: اهللا يقل ...»٥؟ فالتبليغ ليس شيئا سهال نة س ظة ٱحل وع وٱملتي «يؤ تعالى: قال كما إلهية منحة احلكمة إذ وتي أ د فق مة ك ٱحل يؤت ن وم يشاء ن م مة ك ٱحلنفهم إذا ٦« ٱأللباب ولو أ ال إ ر

ك يذ وما ثيرا ك يرا خمن خالل ذلك أن «التبليغ» ال ينسخ دينا سماويا

من حيث هو،تلقى من على اإلسالم اعتناق يجب ولكن

رسالته عن طريق احلكمة واملوعظة احلسنة. للديانات اإلسالم نسخ نظرية فإن وبالتالي السماوية السابقة، ورغم كونها مفيدة لتماسك حيث من مقنعة غير فإنها اإلسالمي، اتمع االنسجام العقلي و الترابط الفكري كما هي غير متوافقة مع الرحمة اإللهية. ويبدو أن جذور هذه

ادوا ين ه وٱلذ نوا ين آم ن «إن ٱلذ م ابئني وٱلص ارى وٱلنصل م ر وع م ٱآلخ ن بٱهللا� وٱليو آمند ع م ره أج م له ف احل�ا صوال م ليه ع وف خ وال م ه رب

« زنون م يح ه

Page 57: RELIGIONS arabic.indd

٥٨

اإللهي ألصلها رمزا تشكل الديانات حصرية كل تشمل وألنها «املطلق» عن ناجتة لكونها

جوانب احلياة اإلنسانية.»١١ آنفا، إليهما اللتني أشرنا العقبتني الجتناب الروحية التربية طريق على الصوفية يعتمد وانفتاح عني البصيرة. فلم يتردد إبراهيم بن أدهم في الصوفية كبار أحد وهو ، املثال سبيل على ى املعرفة - أي عهد السلف، في التصريح بأنه تلقالعلم باهللا في اصطالح الصوفيةـ من مسيحي:

«تعلمت املعرفة من راهب يقال له أبا سمعان.»٢١في األوائل الصوفية املفسرون يقول فماذا عبد يقول العلوي؟ الشيخ يفسرها التي اآلية الرسالة صاحب م)، ١٠٧٢ (ت القشيري الكرمي

املشهورة في علم التصوف: من مينع ال األصل احتاد مع الطريق «اختالف ق احلق سبحانه في آياته، حسن القبول، فمن صدالشرع فتباين وصفاته، حقه من أخبر مبا وآمن استحقاق في قادح غير االسم وقوع واختالف ادوا» ين ه نوا والذ ين آم ن الذ الرضوان، لذلك قال: «إ». أي إذا اتفقوا في املعارف م نه ن م ن آم ثم قال: «م

ن املآب، وجزيل الثواب.»٣١ س ل لهم ح فالكإسماعيل أثبت قرون ببضعة ذلك وبعد حقي (ت ١٨٢٩ م) البعد الكلي لآلية في تفسيره القيم الدين إلى باإلشارة البيان» «روح املسمى

الذي يسميه الدين احلق:«واعلم أن هذا الدين احلق حسنه موجود في النفوس وإمنا يعدل عنه آلفة من اآلفات البشرية والتقليد فكل مولود إمنا يولد في مبدأ اخللقة وأصل املتهيئ والطبع السليمة الفطرة على اجلبلة لقبول الدين فلو ترك عليها استمر على لزومها ولم يفارقها إلى غيرها كما قال عليه السالم « ما من مولود إال وقد يولد على فطرة اإلسالم ثم أبواه يهودانه وينصرانه وميجسانه « قال ابن امللك في شرح املشارق املراد بالفطرة قولهم بلى حني قال

.٤١»... م ت بربك لس اهللا تعالى «أفإن ترك البعد الكلي لإلسالم، أو إنكاره، قد تتقيد أن «فإياك عربي: ابن يصفه ما إلى يؤدي خير فيفوتك سواه مبا وتكفر مخصوص بعقد عليه. هو ما على باألمر العلم يفوتك بل كثير كلها املعتقدات لصور هيولى نفسك في فكن فإن اهللا تعالى أوسع وأعظم من أن يحصره عقد

النظرية ال تعود إلى تأويل ظاهري للكتاب والسنة لبعض املعادي الفكر تطور إلى تعود ما بقدر بعض ذلك على ويدل األخرى. الديانات عقائد األقوال لعلماء املذهب الظاهري. فمثال يقول ابن حزم، وهو من كبار ممثلي هذا املذهب: «ثق باملتدين وان باملستخف تثق وال دينك، غير على كان وان

أظهر أنه على دينك.»٧أفضل الصوفي التعليم يزال ال ولكن الكلي البعد عن التعبير وجندهم اإلسالم. لرسالة أكثر قربا من اال في هذا (صلعم) الرسول مواقف سبيل فعلى سواهم. ممن إعالمهم من بدال املثال، سمح دينهم، بنسخ رسول اهللا (صلعم) لوفد من نصارى جنران بالقيام مبناسكهم داخل مسجد املدينة، مما أدهش بعض يقولون فيما يوافقهم ال كان أنه مع الصحابة،

في املسيح. رغم ذلك نقرأ في معاهدته معهم:«ولنجران وحاشيتها جوار اهللا وذمة محمد النبي رسول اهللا على أموالهم وأنفسهم وملتهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وبيعهم وكل ما ر أسقف من حتت أيديهم من قليل أو كثير. ال يغيمن كاهن وال رهبانيته من راهب وال أسقفيته

كهانته.»٨ يحيره قد مما املسلم مبوقف يتعلق وفيما يأمر (صلعم) الرسول فإن األخرى الديانات في باجتناب احلكم والتزام التقوى، فيقول عليه أفضل تكذبوهم: وال الكتاب أهل تصدقوا الصلوات: ال يم براه لى إ إ

نزل لينا وما أ إ

نزل نا باهللا وما أ «ولوا آم

وتي أ وما باط وٱألس وب ق ويع حاق وإس يل ماع وإسرق م ال نف ن ربه وتي ٱلنبيون م ى وما أ يس ى وع وس مأن ويبدو ٠١٫٩« ون لم س م له ن ونح م نه م د ح أ بنيهذا احلديث جاء ليجنب عامة املسلمني عقبتني واالختالط الديني التداخل وهما متقابلتني جهة من القطعي والرفض جهة من العقائدي حق بوضوح يؤكد احلديث هذا أن غير أخرى. دليلة ليست احلصرية وتلك الدينية. احلصرية إنها بل فحسب البشري الفهم حدودية على الظروف «في للديانات: اإللهي األصل عن ناجتة النموذجية، متثل كل ديانة «الدين الكامل»... فإن

شيء كل إنسان يقر بوحدانية اهللا، وبأنه اخلالق والرزاق وأنه

املتصرف في كل شيء وأن مآل كل شيء إليه، وأن العقاب

والعفو منه.

Page 58: RELIGIONS arabic.indd

٥٩

ه ٱهللا» لوا فثم وج أينما تو دون عقد فإنه يقول: «فووجه اهللا وجه ثم أن وذكر أين ن م أينا ذكر وما أن إلى عربي ابن أيضا ينبه حقيقته.»٥١ الشيء اجلزية بدفع ومحميون مندمجون الكتاب أهل أخرى كرة صلوحية دياناتهم تسترد وبالتالي

بالشريعة اإلسالمية.٦١

املشايخ بعض وافق ذلك، إلى باإلضافة الصوفية على أن ينتفع غير املسلمني بتعاليمهم. الدين جالل الكبير الصوفي الشاعر أظهر وقد الرومي (ت ١٢٧٣ هـ) انفتاحا كبيرا في هذا اال. رمز باستعمال للديانات الكلية نظرته وعبر عن فالطرق الكعبة، إلى تؤدي التي العديدة الطرق

مختلفة واملقصود واحد: بني جماعة، األيام يوم من أتكلم في «كنت وكان بينهم أيضا جماعة من الكفار. وفي وسط واحلال الذوق عن والتعبير بالبكاء بدؤوا كالمي التي أملت بهم. سأل أحدهم: وماذا يفهمون وماذا يعرفون؟ إن مسلما واحدا فقط من ألف مسلم هم فهموا فماذا الكالم. من اجلنس هذا يفهم حتى بكوا؟ أجاب موالنا: ليس لزاما أن يفهموا روح نفسها الكلمات هذه هو األصل الكلمات. هذه يقر إنسان كل كل شيء وبعد يفهمونها. وهم املتصرف وأنه والرزاق اخلالق وبأنه اهللا، بوحدانية في كل شيء وأن مآل كل شيء إليه، وأن العقاب هذه إنسان أي يسمع عندما منه. والعفو الكلمات التي هي وصف للحق وذكر له، يحصل الكلمات هذه من ألنه وذوق وشوق اضطراب له

يأتي عبير معشوقه ومطلوبه.القصد يظل مختلفة الطرق أن وبرغم الكعبة؟ إلى كثيرة طرقا ثمة أن ترى أال واحدا. الروم، وعند بعضهم فعند بعضهم الطريق من الطريق من الشام، وعند بعضهم من فارس، وعند من الطريق بعضهم وعند الصني، من بعضهم أنت إذا وهكذا واليمن. الهند ناحية من البحر ال ومباينة عظيما اختالفا وجدت الطرق تأملت فإنك املقصود إلى تنظر عندما أما لها. حدود اجلميع قلوب وواحدة. متفقة جميعا جتدها وعشق ارتباط للقلوب الكعبة. على متفقة مجال فيها وليس للكعبة، عظيمة ومحبة إميانا وليس كفرا ليس التعلق وذلك لالختالف.

الطرق بتلك ليس ملتبسا التعلق ذلك أن يعني اتلفة التي أتينا على ذكرها. مبجرد أن يصلوا إلى هناك فإن ذلك النقاش واالحتراب واالختالف الذي «إنك لذلك: يقول هذا الطريق، في منهم كان نفسها باألوصاف يرد اآلخر وذلك وكافر» مبطل - أقول مبجرد أن يصلوا إلى الكعبة يغدو معلوما إمنا كان في الطرق فحسب وأن أن ذلك االحتراب

مقصودهم كان واحدا...ولنعد إلى أصل احلديث: كل الناس في أعماق له ولديهم حاجة قلوبهم محبون للحق وطالب

إليه...»٧١ومن جانبه فقد أظهر الشيخ العلوي اهتماما

القرآن ( جامع محمد باشا في موستار ، في جمهورية

البوسنة و الهرسك)حقوق النشر محفظة

للجماعة االسالمية في البوسنة ، تصوير كنان

سوركوفسك

Page 59: RELIGIONS arabic.indd

٦٠

قوله تعالى

ادوا ه ين وٱلذ نوا آم ين ٱلذ «إن بٱهللا� ن آم ن م ابئني وٱلص ارى وٱلنصم له ف احل�ا ص ل م وع ر ٱآلخ م وٱليوم ليه وف ع م وال خ ه ند رب م ع ره أج

« زنون م يح وال ه

التفسير

في ومتعن القرآن، تأمل من كل إن يعلم أسلوبه، وحسن نظامه بعبده أرحم تعالى اهللا أن يقينا ملا تعالى أنه ذلك ومن نفسه، من باؤوا أنهم اإلسرائيليني سمع قرع عصوا مبا ذلك وأن اهللا، من بغضب بغي بكل وذكرهم يعتدون، وكانوا العدل، يقتديه ما على وفساد التي هي الرحمة ظهرت منه صفة اليهود فأخذت الغضب، من أسبق إلى ورفعتهم اخلصيص سوء من في آمنوا الذين مع جمعتهم أن اخلطاب، ثم عمت غيرهم من الفرق، االستعطاف. في هذا من أبلغ وال جاء مبا نوا» آم ين ٱلذ ن «إ تعالى قال دخلوا أي هادوا» ين «وٱلذ القرآن به نا في اليهودية، مأخوذة من قولهم «إإليك، ورجعنا تبنا أي ،« ليك إ نا د ه«و العجل، عبادة من توبتهم عند يذلك سموا ٱلنصارى» وهم أتباع املسيح عليه السالم فسموا نصار ٱهللا» ملا أ ن باسم من قال من احلواريني «نحابئني» لى ٱهللا». «وٱلص إ نصاري أ ن قال املسيح «موهم أهل ديانة ملفقة من النصرانية واوسية، وقيل إنهم على ديانة نوح عليه السالم، ومجموع «باهللا» منهم « ن آم ن «م أن وغيرها الفرق هذه «وٱليوم الكمال صفات من حقه قي يجب ومبا والنار املغيبات كاجلنة ر» ومبا يدخل حتته من ٱآلخالشرائع قررته مما ذلك وغير وامليزان، والصراط على ا» «صاحل عمال وعالنيته سره في « ل م «وعوفق ما جاءت به شريعة اإلسالم حتى مات على وف خ وال م ربه ند «ع ثابت « م ره ج أ م «فله ذلك

كبيرا بديانات أهل الكتاب، ونعرف إعجابه اخلاص بإجنيل يوحنا. غير أنه كان ملزما باحلذر في تعبيره األخرى للديانات نظرته عن اجلزائر أن مبا املسيحية وخاصة يعانون كانوا آنذاك واملسلمني الفرنسي. االستعمار من كثيرا اإلصالح تيارات كانت وبالفعل اإلسالمية تعتبر أي نظرة دينية كلية نوعا من اخليانة والتآمر مع

العدو. واضحة العلوي الشيخ عبارات فإن ذلك رغم نظرته على دليل يلي الذي والتفسير للغاية الدينية الكلية وتعبير عن فهمه العميق للقرآن.

إن كل من تأمل القرآن، ومتعن في نظامه وحسن

أسلوبه، يعلم يقينا أن اهللا تعالى أرحم بعبده من

نفسه

Page 60: RELIGIONS arabic.indd

٦١

١ الشيخ طيب شويرف كاتب اسالمي متخصص و مترجم للمؤلفات و

املأثورات االسالمية الى الفرنسية كاعمال ابي حامد الغزالي و ابن عربي.

٢ ”ديوان“، مستغامن، ص ٩۴.

٣ انظر ”مباحث في علوم القرآن“ للدكتور صبحي الصالح، بيروت، ١٩٩٧،

ص ٢۵٩ ـ ٢٧۴.

٤ انظر القرآن : ٩، ٩٠ و ١٩، ١٢٣.

٥ القرآن : ١٩، ١٢۵.

٦ القرآن : ٢، ٢۶٩.

٧ ”األخالق والسير“، دار ابن حزم، بيروت، ص ١٠٠.

للدكتور الراشدة“ اخلالفة و النبوي لعهد السياسية ”الوثائق انظر ٨

محمد حميد اهللا، بيروت، ١٩٨۵، الوثيقة رقم ٩۴.

٩ القرآن : ٢، ١٣۶.

قبل ارتكبوها التي اجلنايات جميع من القيامة »يوم م ليه عفاته ما على من سواهم يحزن يوم « زنون يح م ه «وال اإلسالم

من موافقة الرسول.مع سواهم من مع آمنوا الذين أجمل فلم قلت: فإن قد أنه منها لفوائد، أجملهم فأقول: باإلميان؟ لهم اعترافهم

تقدم أن اخلطاب جاء في معرض االستعطاف لإلسرائيليني.اإلميان إن يقول فكأنه الصالح، العمل اإلميان على ليرتب ثانيا: العمل بانضمام إال واخلوف احلزن نفي في كاف غير بانفراده

الصالح إليه.ثالثا: إن الذين ٱمنوا املذكورين أوال هم احملكوم عليهم آخرا في فال وعلى هذا « زنون يح م ه وال م ليه ع وف خ وال » بقوله اآلية

إخراج.رابعا: إن في اآلية شيئا من نفي االختصاص فكأنه يقول: ال فرق

بني من آمن أوال وينب من آمن آخرا باإلضافة إلى اإلسالم.املشركني دون بالذكر الفرق هذه تخصيص في إن خامسا:

واوس والزنادقة نوعا من االحترام.سادسا: إن في هيئة العطف املرتب ما يشعر بفضل املعطوف

عليه على املعطوف.سابعا: إن ذكر الذين آمنوا في جملة من سواهم فيه من كسر ما يبلغهم عندما آمنوا بالذين حلوقه اشي العجب شوكة

حل باإلسرائيليني، واهللا أعلم.

االستنباط

« زنون يح م ه وال ... نوا آم ين ٱلذ ن «إ تعالى قوله من يستخرج

ثالثة أحكام:اإلسالم إلى باإلضافة من حيث هي الفرق بأن علمنا األول:

على السواء، وذلك يؤخذ من إجمالهم في الذكر.الثاني: علمنا بأن اإلميان مبا جاء به اإلسالم إذا كان مجردا عن حسبما الكتاب بأهل صاحبه يحمل رمبا الصاحلة األعمال

يستفاد من اجلملة إال إذا أنيط بالعمل.على كانوا اآلية في املذكورين الصابئني بأن علمنا الثالث: شرعة سماوية، وذلك يستفاد من ذكر لهم تعالى مع أهل

الكتاب دون املشركني.

اإلشارة

تتضمن تسوية هذه الفرق ودخول املؤمنني في جملتهم أن وال عاصيا وال طائعا كافرا، وال دونه مسلما اإلنسان يرى ال وإلى اهللا باخلوامت، العبرة أمره مجهولة ألن دامت عاقبة ما

عاقبة األمور، والناس في جانب التقدير سواء.

لسان الروح

على ما فهمت من لغزه، أن جميع هذه الفرق لها مكانة في الدين، وأن التفاضل فيما بينها حسبما رتبه الكتاب املبني،

وأن األسفل منها أعلى درجة من املشركني.

٠١ رواه البخاري عن أبي هريرة.

.Essai sur le soufisme, Paris, 1980, p. 175 ،١١ سيد حسني نصر

٢١ انظر ”حلية األولياء“ اجلزء الثامن، ص ٢٩.

٣١ ”لطائف اإلشارات“، بيروت، اجلزء ١، ص ۵٠.

٤١ ”روح البيان“، بيروت، اجلزء ١، ص ١۵٣.

٥١ ”فصوص احلكم“، بيروت، ص ١١٣.

٦١ انظر حتليل علي شود كيقيتش قي كتابه املهم ”الوالية والنبوة عند

الشيخ األكبر محي الدين بن العربي“، القاهرة، ٢٠٠۴، ص ١٠٩.

٧١ جالل الدين الرومي : ”كتاب فيه ما فيه“، دار الفكر بيروت، ص ١٥٢

ـ ١٥٣.

Page 61: RELIGIONS arabic.indd

٦٢

بسم اهللا الرحمن الرحيماإلنسانية طبيعتنا لفهم املفاتيح أهم أحد ة ومصيرنا النهائي هو أن أشياء هذه الدنيا ال احلقلق عقلنا ملعرفة إلى مدى عقلنا. فقد خ ترقى أبدااملطلق،١ وبغير ذلك ال يكون شيئا البتة. فمن بني العالم، هذا في العقول كل جند أن الروح اإلنساني وحده هو وهذا املوضوعية،٢ على القادر الشيء أن - يثبت أو - ن يتضمقدرته عقلنا على يسبغ الذي أو عليه، قادر هو ما إجناز على الشيء الذي يجعله عني ما هو املطلق هو والكمال، بالتمام فائدة، ذا أو مهما املطلق إثبات كان وإذا وحده.٣ لذات املتجاوزة اإلنساني العقل موضوعية فإن العقل هذا ألن الكاف، الدليل هي الشخص األول السبب وجود على مراء بال يشهد نفسه

”الدين اخلالد“مبا املركزية الوحدانية وعلى الروحي، محض الذات٤ وعلى شيء، كل وت ح ألنها يتناهى، ال املتعالية٥ عن اخللق والباطنة٦ فيه معا. لقد قيل غير مرة بأن احلقيقة اجلامعة أو الكلية منتقشة بحرف خالد في ذات جوهر روحنا اإلنساني؛ وأن ما ‘بلورة’ إال اتلفة ما هو الوحي به رساالت تقوم أو ‘تفعيل’، بدرجات مختلفة أو بحسب مقتضى في ليس الباقية، اليقينات من لنواة حالة، كل تكمن أيضا ولكنها وحسب، القدمي اهللا علم خارق بنحو ‘الطبيعي اللب ذلك في كانعكاس للطبيعة’ عند الفرد، كما تكمن في كل جماعة

عرقية أو تاريخية أو في نوع اإلنسان ككل.ما هي التي اإلرادة، عن يقال نفسه الشيء ل للعقل: فاألشياء التي تقصد إال امتداد أو مكمال احلياة، عليها تفرضها التي أو عموما، إجنازها وحده اإللهي’ ‘البعد إذن، بأكمله؛ تناسب مداها هو القادر على إطفاء الظمأ اخلاص مبالء إرادتنا، أو

هذا بنحو أساسي هو الدين اخلالد، بإعادة صياغة مقولة إرينيوس: للقديس معروفة [مجال] إلى احلق «دخل الوهم يتمكن حتى الوهم، من العودة إلى احلق».

ون و يوف ش فريذشريف اخلليفة سحاق مرمي ترجمة

Page 62: RELIGIONS arabic.indd

٦٣

بحبنا. إن ما يجعل إرادتنا إنسانية بحق، وبالتالي دت ملوافقة اهللا؛ ففي اهللا حرة، هو كونها قد وجوحده تبقى اإلرادة حرة من كل قيد، وبالتالي من

كل ما قد يحد من طبيعتها.بني التمييز هي اإلنساني العقل وظيفة إن بينما والزائل، الباقي بني أو والوهمي احلقيقي بالباقي التعلق هي األساسية اإلرادة وظيفة لباب هما التمييز وذاك التعلق وهذا واحلقيقي. كل نهج روحي. وبالوصول بهما إلى أعلى مستوى ميكن أن يبلغاه أو باختزالهما إلى جوهرهما احملض، الكونية٧ أو العاملية فإنهما يشكالن معا عنصر ما وهو لإلنسانية، روحي إرث كل في الكامن فهذا ٨.(perennis religio) اخلالد بالدين يسمى دائما أنه إال احلكمة، أهل دين هو سواه وليس صورية عناصر من أساس على يقوم وبالضرورة

تتقرر إلهيا.٩ ‘التفريق’ بني التمييز امليتافيزيقي هو املقيد والبعد املطلق البعد بني (أي ومايا،١١ آمتا٠١ للحقيقة الواحدة)؛ فالتركيز الشهودي أو الوعي التوحيدي، من جهة أخرى، هو ‘الوصل’٢١ بني مايا تختص وبهذا الفصل،٣١ شأنه فالتمييز وآمتا. وبهذا الوصل فشأنه التركيز أما ‘العقيدة’؛٤١ الثاني بـ‘اإلميان’و يتعلق واألول املنهج؛٥١ يختص

يتعلق بـ‘حب اهللا’.اخلالد، الدين هو أساسي بنحو هذا بإعادة صياغة مقولة معروفة للقديس إرينيوس٦١: «دخل احلق إلى [مجال] الوهم، حتى يتمكن الوهم من العودة إلى احلق». فهذا السر، وما يصطحبه النه، يكم شهودي وتركيز ميتافيزيقي متييز من املطلقة من وجهة الذي ميلك األهمية هو وحده في يوجد ال للعارف بالنسبة إذ املعرفة.٧١ نظر أسماه ما وهو الدين. هذا سوى األخير التحليل على للنبرة بوضعه وذلك احلب’، ‘دين عربي ابن

عنصر ‘التحقيق’.للدين الشقني ذو التعريف هذا باطل، وما هو التمييز بني ما هو حق أي - اخلالد ثم التركيز على احلق – يتضمن أيضا تلك املعايير د األصالة الدينية٨١ في كل دين األساسية التي حتداألديان دين من يوصف وحتى روحي. وكل مذهب رمزية ميتلك أن من له بد فال الدينية، باألصالة األساسي للتمايز س تؤس عقدية أو أسطورية

نهجا أو طريقا يوفر أن يجب كما ذكرناه، الذي يضمن كمال التركيز وأيضا استمراريته. بعبارة شريطة الدينية باألصالة يتصف فالدين أخرى، وإن لم يكن مستهلكا، يوفر مفهوما مجزيا، أن مفهوما معهما يوفر وأن والنسبي، للمطلق الروحي للعمل وأيضا بينهما، التبادلية للعالقة الشهودي، مبا يجعله ذا فاعلية بالنظر إلى مصيرنا كما (الهرطقيات) الدينية فاالنحرافات النهائي. نعلم دائما متيل إلى املزج، إما لفكرة املبدأ اإللهي

أو ألسلوب التعلق به؛ فإما أن يكون للدين، بديال يطرحوا إنسانويا،٩١ أو دهريا دنيويا نهجا يطرحوا أو شئت، إن مضمونه يخرج ال أسراريا٠٢ األنا على التمركز عن

وأوهامها.

موضوع معاجلة إن موضوع مثل معقد اتلفة الروحية املنظورات بعبارات مبسطة ومنطية قد افتقاد على أنه على يؤخذ

األشياء طبيعة أن طاملا ولكن ب، النس حاسة بعني البساطة من وجه بأخذ تسمح ذاتها ال قد وراءه من طائل ال الذي فالتعقيد االعتبار، هذه في األفضل بالنحو احلقيقة قضية يخدم احلالة. وإذا كان التحليل هو إحدى وظائف العقل، فالتركيب هو الوظيفة األخرى؛ وبديهي أن الربط أو بني العقل وفكرة الصعوبة، الشائع بني فكرة فكرة اليسر وبني االدعاء الباطل، هو أمر ال عالقة عنصر هناك إن احلقيقية. العقل١٢ بطبيعة له اشتراك بني الرؤية العقلية والرؤية البصرية: ولكن أرد إذا تفصيليا فحصها من بد ال أشياء هناك املرء فهمها، بينما هناك أشياء أخرى ميكن رؤيتها بوضوح فقط من مسافة بعينها، إذ سينقل لنا أكبر. بوضوح طبيعتها عندئذ الناجت التبسيط تتمايز وأن تتسع أن هو احلقيقة في الشأن إن في مطوية أيضا تظل أنها إال النهاية، ما إلى ‘نقطة هندسية’؛ فاملطلوب إذن هو أن يدرك املرء التي الرمزية أو الرمز كان كيفما النقطة، هذه

ل في الواقع. تستحث فعل التعق

فمن املمكن أن منثل للفضاء بواسطة دائرة كما ميكن أن منثل له بواسطة متقاطع

(صليب) أو لولب أو جنمة أو مربع؛ ومثلما أنه غير ممكن أو

محال أن يستغرق شكل واحد فقط متثيل طبيعة الفضاء أو

االمتداد، فمن غير املمكن أو من احملال أن تستهلك عقيدة

واحدة فقط تفسير املطلق.

Page 63: RELIGIONS arabic.indd

٦٤

احلق نزل أو أنزل، فدخل في [مجال] الباطل أو الوهم، فصار الفاني قرآنا – أو شهادة هي اختصار له

يتناهي إلى كمال النقطة أو الدائرة من البيضاوي اعتبارات مشابهة املنحرف. وتنطبق أو من شبه على العقائد الدينية، من حيث اختالفات صورها ومن حيث فعاليتها في مساواة املقيد أو العرضي

باملطلق. إما را تصو دعونا اآلن نعود إلى الدين اخلالد، معلى أنه متييز أو استبصار ميتافيزيقي أو على أنه صار قد اإللهي للمبدأ كتنزل أو توحيدي، تركيز التجلي يتمكن عالم أن من أجل أو ظهورا جتليا

والظهور من العودة إلى املبدأ.اهللا إرينيوس، للقديس وفقا املسيحية، في يصير «أن لإلنسان يتسنى حتى إنسانا» «صار صارت «آمتا يقول: فاملرء هندوكي وبتعبير اهللا». مايا، حتى تصير مايا آمتا». في املسيحية، التركيز احلق في كنى الس يعني التوحيدي الشهودي »، وذلك التي صارت جسدا املتجلي، في «الكلمة حتى يسكن هذا احلق فينا، نحن الوهم، وفقا ملا كاترين القديسة رأته مشهد في املسيح قاله له ليس ما وأنت املوجود، هو «أنا السيانية٢٢: وجود». فالنفس تسكن في احلق، في ملكوت اهللا

املرء يرفض أن العبث ومن واحدة، احلقيقة البحث عنها إال في مكان بعينه، فالعقل الكلي أن بحيث حق، هو كلما جوهره في حوى قد نشر مت حيثما تظهر أن إال يسعها ال احلقيقة العقل الكلي في محيط رسالة من رساالت الوحي. فمن املمكن أن منثل للفضاء بواسطة دائرة كما ميكن أن (صليب) متقاطع بواسطة له منثل أو لولب أو جنمة أو مربع؛ ومثلما أنه غير ممكن أو محال أن يستغرق شكل واحد فقط متثيل طبيعة الفضاء أو االمتداد، فمن غير املمكن أو من احملال أن تستهلك عقيدة واحدة فقط تفسير املطلق. بعبارة أخرى، يشبه واحدة صحيحة عقيدة في االعتقاد إن تستخدم التي املمكنة األشكال تعددية إنكار لرصد خصائص الفضاء، أو أنه يشبه، باستخدام األفراد وعي تعددية إنكار مختلف، جد مثال رسالة كل في إن الرؤية. منظورات تعددية أو ذاته يضع هو بينما خارجيا ‘أنا’، اهللا يقول وحي رسالة في كانت التي تلك غير نظر نقطة عند سابقة، ومن هنا يأتي مظهر التناقض في مجال

التشكيل الصوري للرساالت.قد يعترض علينا معترض قائال بأن األشكال الهندسية ليست متكافئة على وجه الدقة في قدرتها على املوائمة بني رمزية األشكال وبني امتداد الفضاء أو املكان، بالتالي فاملقارنة التي عقدناها اآلن ميكن أن تستخدم أيضا ضد تكافؤ املنظورات الدينية. والرد على هذا االعتراض هو أن املنظورات الدينية ليس املقصود منها أن تعطي متثيال دقيقا، على األقل في املقام األول، وذلك لكونها طرق جناة أن افتراض وعلى يكن، مهما انعتاق. وسائل أو الدائرة – دون ذكر النقطة – هي األكثر مباشرة من حيث صورتها في متثيل الفضاء من املتقاطع أو من بالتالي الدائرة تعكس أي شكل متمايز آخر، وأن طبيعة االمتداد بنحو أكمل، إال أنه سيبقى هناك اللولب كلها أو املربع أو املتقاطع أن هو: اعتبار تعبر بنحو صريح عن حقيقة الفضاء التي ال تعبر عنها الدائرة أو النقطة إال بنحو ضمني. فال عوض ت أصال، د بالتالي عن األشكال املتمايزة، وإال ملا وجالناقصة؛ الدوائر من نوعا حال بأي هي وليست ال مبا أقرب املتقاطع أن جند املثال، سبيل فعلى

Page 64: RELIGIONS arabic.indd

٦٥

إن كل منظور روحي عليه، من حيث طبيعة األشياء، أن يعقد مواجهة بني مفهومه

لإلنسان ومفهومه املقابل هللا تعالى.

الذي ‘بداخلنا’، بفضل صالة القلب الدائمة، كما تعلمنا ‘أحجية القاضي الظالم’ وكما في توجيه

القديس بولس اآلمر بأن نصلي دون توقف.يتبلور الكوني األساسي املوضوع هذا وذات في اإلسالم، ولكن وفقا لزاوية نظر جد مختلفة. شهادة عليه تؤكد والباطل احلق بني فالتمييز أو الرمز، على به امللحق التركيز أما التوحيد؛ نفس خالل من يبرز فهو للحق، الدائم التذكر بها الشهادة أو من خالل اسم اهللا الذي هو مركاجلامع ومن ثم فهو بلورة جوهرية للوحي القرآني. جوهر أيضا هما االسم وهذا الشهادة هذه رسالة الوحي عند إبراهيم (ع)، ومن خالل ساللة الفطري الدين إلى تعود فهي (ع)، إسماعيل أنزل، فدخل في أو نزل احلق السامي.٣٢ في فرعه – قرآنا الفاني فصار الوهم، أو الباطل [مجال] جوهره هو اسما أو له، اختصار هي شهادة أو – العملي به رك م هو ذكرا أو املرقوم، املسموع إلى احلق على الرجوع وذلك حتى يتسنى للوهم مطية هذا القارب، أي الرجوع إلى وجه الرب الذي هو وحده الباقي (ويبقى وجه ربك)،٤٢ وذلك كيفما مفاهيم إلى يعزى الذي امليتافيزيقي املدى كان التبادل يكمن سر و‘احلق’. ففي هذا ‘الوهم’ مثل التي املعراج وليلة النزول، هي التي القدر، ليلة أو ق الشهودي، لة لها؛ فالتحق املرحلة املكم هي ‘التوحيد’، يشارك في معراج النبي (ص) من خالل درجات اجلنة. يقول القرآن الكرمي: «إن الصالة تنهى

عن الفحشاء واملنكر، ولذكر اهللا أكبر».٥٢

املنظور إلى أقرب البوذي املنظور وجند عنه املسيحي في جانب بعينه، ولكنه أكثر بعدافي جانب آخر، فهو من جانب يقوم على «كلمة يعرف ال آخر جانب من ولكنه ،« جسدا صارت باإلنسان.٦٢ املشبهة اخلالق اإلله شيئا عن فكرة التمييز أو التبادل، عبارتي أن جند البوذية ففي وسمسارا،٨٢ احلق، وهي نرفانا،٧٢ هما العقلي، وهي الوهم. في التحليل األخير، فالطريق هو دوام نيا٩٢ أو اخلالء، الوعي بنرفانا في جانبها املسمى شأو بغير ذلك فهو التركيز على التجلي أو املظهر ي لنرفانا، وهو بوذا،٠٣ الذي هو جتلي اخلالء أو املنجالبوذا، وبصفة خاصة في صورته ظهوره.١٣ ففي سمسارا نرفانا صارت حيث آميتابها،٢٣ املسماة

حتى تصير سمسارا نرفانا؛ فبما أن نرفانا هي احلق وسمسارا هي الوهم، فالبوذا هو احلق في [مجال] [مجال] في الوهم هو والبوديساتفا٣٣ الوهم وتصف -يانغ’.٥٣ ‘الني برمزية يوحي وهذا احلق؛٤٣ باراميتا ‘البراجنا املسماة احلكمة منظومة لنا ريدايا سوترا’٦٣ املرور من مجال الوهم إلى مجال هاحلق بالعبارات التالية: «لقد أبحر، أبحر، أبحر نحو البعيد، الشاطئ على ورسا البعيد، الشاطئ

ر!» فلتتبارك أيها التنو

إن كل منظور روحي عليه، من حيث طبيعة األشياء، أن يعقد مواجهة بني مفهومه لإلنسان ومفهومه املقابل هللا تعالى. ومن هنا تنشأ ثالثة باإلنسان أوال، تعنى تعريفات ثالث أو مفاهيم

حيث من باهللا وثانيا، نفسه، بينما اإلنسان إلى بذاته وحيه الطريقة بهذه اإلنسان يعرف حال في اإلنسان وثالثا، تلك، أو وللتحوالت اهللا خضوعه حلكم املنظور إلى بالنظر الروحية

املذكور. فاإلنسان اإلنسانية، الذاتية نظر نقطة من حاوي واهللا محتوى؛ ومن حيث نقطة النظر اإللهية (إذا جاز لنا استخدام مثل هذا التعبير) فالعالقة معكوسة، إذ أن كل األشياء محتواة في اهللا وال قد اإلنسان أن فمقولة احتواءه. يستطيع شيء لق على صورة اهللا تشتمل ضمنيا على أن اهللا خذاته قد نسب إلى نفسه شيئا من هذه الصورة، يتعلق وفيما النهائية احملصلة حيث من وذلك باإلنسان؛ فاهللا روح محض، واإلنسان تبعا لذلك إذا باملقابل، وإدراك؛ أو هو وعي هو بصيرة عقل٧٣ يبدو فاهللا عقل، بصيرة أنه على اإلنسان عرفنا كـ‘حقيقة’ (Truth). بعبارة أخرى، إذا شاء اهللا أن يثبت ذاته من حيث هو حقيقة، فإن ذاته تخاطب اإلنسان من حيث امتالكه لفطانة العقل، مثلما بإثبات الضيق حال في اإلنسان اهللا يخاطب حرة إلرادة اإلنسان امتالك حيث من أو الرحمة،

بإثبات الشرعة التي تتحقق بها النجاة.إن ‘أدلة إثبات’ اهللا أو الدين كائنة في اإلنسان نفسه. و»مبعرفة طبيعته أو حقيقته، فهو يعرف موافقا منسيوس،٨٣ يقول كما أيضا» السماء

Page 65: RELIGIONS arabic.indd

٦٦

بنحو عقله وبصيرة عام بنحو فهمهما إلى سبيل ال خاص يطبع الذي الدين، عن مبعزل اإلثنني بطرق هي األكثر مباشرة أن بإمكاننا كان وإذا وكماال. ندرك الطبيعة املتعالية (وليس لإلنسان، ‘النفسية’) الطبيعة إدراك من حينئذ سنتمكن واملوروث والدين، الوحي، طبيعة أنها عندئذ وسنفهم الروحي؛ وأنها ضرورية وأنها ممكنة ليس الدين، وبفهم حقيقية. وفقا أو بعينها فقط في صورة من بل بعينها، تعبيرية دات حملدحيث لبابه الالصوري، فسنفهم معنى سنفهم أننا أي األديان، دها وتنوعها؛ وهذا هو مجال تعداملعرفة، مجال الدين اخلالد، حيث التناقضات وحل تفسير ميكن

اخلارجية للعقائد.

أو الظاهر مجال في األعراض، الذي له أهميته حتما في اال اإلنساني، هناك توافق الطبيعة وبني اخلالد الدين بني هناك السبب ولذات العذراء، توافق بينه وبني العري الفطري، وعري الوالدة، وعري اخللق، عري الكهنة كبير وعري القيامة، عري أو األقداس، قدس في وعري الصحراء،٩٢ في الناسك أو (السادو الهندوكي الناسك الهندي عري أو السنياسي)،٠٣ جبل.١٣ فوق صمت في يصلي وهو األحمر وبقية أثر هي بعد تنتهك لم التي فالطبيعة للفردوس واستشراف وإرهاص األرضي للفردوس ولكن واألزياء، املعابد تختلف فقد السماوي؛ وفيني يظالن اإلنسان وجسم العذراء الطبيعة للوحدة االبتدائية. إن وظيفة الفن الديني،٢٣ الذي عن تلك الوحدة، يبدو ألول وهلة وكأنه يجنح بعيداالظواهر مكانة استعادة فقط هي الواقع في

أخرى. ومشهورة شبيهة مأثورة أقواال بذلك مادة من جنرد أن إذن فيلزمنا اليقني مفتاح ذاتها طبيعتنا اليقني طريق ينفتح به الذي كلمة فإن وبالوحي؛ باإللهية ‘اهللا’، تتضمن ذاتها ‘اإلنسان’ مثلما أن كلمة ‘النسبي’ تتضمن اإلنسان طبيعة إن ‘املطلق’.

إن طبيعة اإلنسان بنحو عام وبصيرة عقله بنحو خاص ال

سبيل إلى فهمهما مبعزل عن الدين، الذي يطبع اإلثنني

بطرق هي األكثر مباشرة وكماال

Page 66: RELIGIONS arabic.indd

٦٧

التي اإللهية للرسائل ناقلة الطبيعية كوسائل فقد بنوا اإلنسان القدرة على استشعارها؛ ففي الفن ينزع منظور احلب نحو الفيض والتدفق، بينما والبساطة الطبيعة إلى املعرفة منظور مييل والصمت؛ وهذا يتمثل في االختالف بني ثراء الفن الزن.٤٣ ولكن ال القوطي،٣٣ مثال، وبني بساطة فن ر ينبغي أن يقودنا هذا إلى نسيان واقع هو أن األطكل وأن عرضية، تكون دائما اخلارجية واألمناط ممكنة أمور هي االستعاضات وكل التوافقيات كل أن الروحية احلياة في جند مثلما وحسب، املمكنات يعكس بعضها بعضا، وفقا للكيفيات

املناسبة لها.

وصحتها وتكاملها بتجانسها تتمتع احلضارة طاملا أنها مؤسسة على ‘الغيب’ أو طاملا أن الدين اخلالد؛ الدين به ونعني التحتي، أساسها هو أو تعبيراتها فيه تكون الذي احلد إلى مبعنى، ومتجهة الالصورية للحقيقة شفافة صورها ر لتذك وسيلة عندئذ فستوفر األصل، نحو أكثر لدواعي ستوفر، وأيضا املفقود، الفردوس أهمية، وسيلة لتحريك التطلع إلى آفاق الرضوان

آن في وقبلنا بداخلنا فاألصل موجود السرمدي. واحد؛ والزمان ما هو إال حركة لولبية حول املركز

الثابت.

(Schuon Frithjof) ون و يوف ش فريذ(١٩٠٧-١٩٩٨)

فيلسوف وشاعر أملاني سويسري مهتم مباوراء الطبيعة. له أكثر من عشرين كتابا في العقائد كاتبا كان كما والروحانيات، والفنون واألديان معنية وأوربية أمريكية مجالت في منتظما التي شوون كتابات حظيت املقارنة. باألديان نشرت على نطاق واسع في العديد من االت العلماء من كل باحترام والفلسفية العلمية نفهم ”حتا كتابه ويعد الروحية. والسلطات عام بالفرنسية مرة ألول نشر الذي االسالم“

١٩٦١، واحدا من أهم أعماله.

مكان في الكاتب، يقول ميتافيزيقيا. احلقائق حقيقة هو الذي املطلق’ ‘احلق إلى العبارة تشير (the Absolute) ١

ب واإلضافات. ب وإضافات، ولكن من حيث أنه متجاوز لكل النس آخر، إن املطلق ال يكون مطلقا من حيث أن له نس(املترجمة)

ترى في اخلارج، وإمنا التجربة كما ٢ (objectivity) ليس املقصود باملوضوعية قدرة تسجيل املعلومات املستفادة من

وجود التناسب التام بني الذات العارفة وبني موضوع املعرفة. (املترجمة)

٣ «ما وسعني أرضي وال سمائي ولكن وسعني قلب عبدي املؤمن». (حديث قدسي) وباملثل يقول دانتي (Dante): «لقد

، إذا لم ينوره احلق، وخارج هذا احلق ال سبيل لبلوغ أي حقيقة. (الفردوس ٣، ٤٢١-٦٢١). أدركت أن عقلنا لن يرضى أبدا٤ (Essence) الذات اإللهية في أحديتها املطلقة، أي من حيث هي ذات متعالية عن الصفات أو التعينات أو مراتب

الوجود. (املترجمة)

٥ (transcendent) البعد املتجاوز للخلق متاما في اهللا تعالى. (املترجمة)

٦ (immanent) . البعد الباطن في اخللق. (املترجمة)

٧ (universality) تفيد معنى الكونية والعاملية والشمولية، عموم السريان واالنطباق. (املترجمة)

Engubin) إنغوبني ستوكس عند (phiosophia perennis) اخلالدة الفلسفة مفهوم إلى تعيدنا الكلمات هذه ٨

د (neo-scholastics)؛ ولكن عبارة الفلسفة قد توحي صوابا Steuchus) في القرن السادس عشر وعند املدرسيني اجلد (Religio) أو خطأ بالتوسع الذهني أكثر مما توحي باحلكمة، ومن ثم فهي ال تنقل لنا املعنى املقصود بدقة. فكلمةالروحي’، فهي ‘املوروث أو (traditio) أو ما يستغرق كل كيانه؛ أما كلمة تعني ما يربط (religat) اإلنسان بالسماء راجعا إلى الوراء. عندما يولد الدين، فإنه ‘يربط’ تتعلق بحقيقة ظاهرية أو غير مكتملة، إلى جانب أنها تطرح منظورا بلحظة مجيء الوحي، ولكنه ال يصبح ‘موروثا روحيا’ عاما، أو ال يسمح بأكثر من ‘خط تراثي’ اإلنسان بالسماء بدءا

Page 67: RELIGIONS arabic.indd

٦٨

واحد، إال بعد جيلني أو ثالثة أجيال أخرى.

٩ هذا ينطبق حتى على حكماء العرب في اجلاهلية، الذين عاشوا روحيا على تراث إبراهيم وإسماعيل.

٠١ آمتا (Atma) لفظة سنسكريتية من مصطلحات الفلسفة الروحية الهندية وهي تشير إلى الذات اإللهية املطلقة

أو إلى أحديتها األزلية النافية لكل شيء، فهي بالتالي حقيقة احلقائق. (املترجمة)

١١ مايا (Maya) كلمة سنسكريتية تعني حجاب الوهم الكوني الذي يخفي وجه الوحدانية املطلقة. (املترجمة)

٢١ (union) وتعني أيضا االحتاد أو الوصل. (املترجمة)

ب إلى شعبتني. ل أو ميز أو تشع ، أي فص ٣١ وهذا هو ذات ما تعنيه كلمة فرقان، أي «متييز الكيفيات»، وهي من فرق

والفرقان كما نعلم اسم من أسماء القرآن.

٤١ (doctrine) مذهب أصولي له مبادئ مترابطة (املترجمة)

٥١ (method) منهج عملي تطبيقي أو حتقيقي (املترجمة)

ميرنا ٦١ (St. lrenaeus) أحد أوائل الالهوتيني املسيحيني الكاثوليك من جيل آباء الكنيسة األوائل؛ عاش في مدينة س

(Smyrna) بآسيا الصغرى، وهي نفس مدينة إزمير التركية احلالية (عاش من ٠٣١-٠٠٢ ميالدية). (املترجمة)

أنها أي العقلي، االستدالل املتعالية عن املعرفة املباشرة؛ مبعنى الروحية املعرفة تعني يونانية (gnosis) كلمة ٧١

محض بصيرية. (املترجمة)

٨١ (orthodoxy) كلمة يونانية األصل مبعنى الرأي أو املعتقد الصحيح، كما يعرفه أهل ملة من امللل. (املترجمة)

٩١ (humanist) نسبة إلى الدعوات اإلنسانية التي برزت مع عصر النهضة األوروبية في القرن اخلامس عشرامليالدي،

ومعناها مرجعية الفكر والثقافة محض اإلنسانية، أي التي ال تعود إلى اهللا أو الوحي. (املترجمة)

٠٢ (mysticism) تعني الوصل الوجداني مع الغيب أو اإلله، وهي تعبر عن مفهوم الروحانية أو التصوف املسيحي، إن

جاز التعبير. (املترجمة)

١٢ (lntellect) قوة اإلدراك التي هي مرآة للعالم الغيبي؛ وهو قوة مميزة جتعلنا ندرك إطالق الذات املتعالية وتقييد أو

نسبية جتلياتها. (املترجمة)

٢٢ (St. Catherine of Siena) راهبة وقديسة كاثوليكية عاشت في مدينة سيينا اإليطالية (٧٤٣١-٠٨٣١). (املترجمة)

٣٢ نسبة إلى سام بن نوح. (املترجمة)

٤٢ سورة الرحمن، آية ٧٢.

٥٢ سورة العنكبوت، آية ٥٤.

٦٢ (anthropromorphic) الفكر الذي يشبه اهللا بصورة اإلنسان. (املترجمة)

النهائي من سمسارا االنعتاق مبعنى الهندوكية) (وأيضا البوذية في تستخدم لفظة سنسكريتية (Nirvana) ٧٢

(samsara)، (أي من دورات امليالد املتكرر أو من سيالن املظاهر الكونية)، مما ينتج عنه التحرر من األنا والفناء في املطلق. (املترجمة)

٨٢ (samsara) لفظة سنسكريتية تعني حرفيا السير بال هدى، ومعناها االصطالحي هو حالة التنقل في العوالم

واألكوان، أي في دورات من امليالد واملوت، أو في عوالم السيالن الكوني والتغير. (املترجمة)

٩٢ (Shunya) لفظة سنسكريتية معناها اخلالء؛ وتشير في بوذية املهايانا (Mahayana) إلى الطبيعة احلقيقية لكل

الظواهر، التي هي خالية من كل ذات أو جوهر. (املترجمة)

٠٣ (Buddha) معناها املتنور، وهو لقب مؤسس الديانة البوذية. (املترجمة)

Page 68: RELIGIONS arabic.indd

٦٩

١٣ (Shunyamurti) لفظة سنسكريتية مركبة من كلمتني: اخلالء والتجلي، وتعني مظهر أو جتلي اخلالء، والعبارة من

ألقاب بوذا. (املترجمة)

٢٣ (Amitabha) وهو لقب لبوذا يشير إلى كونه احلياة السرمدية والنور الالنهائي، وهو من ألقاب مدرسة ‘أرض الصفاء’

(Pure Land) التوسلية، التي تتخذ من ذكر هذا االسم منهجا خالصيا لها. (املترجمة)

ر’، وهو في مذهب املهايانا البوذي شخص نوراني يؤجل االلتحاق ‘الكائن الذي هو تنو ٣٣ (Bodhisattva) لقب معناه

ر أو مقام بوذا (املترجمة) بنرفانا أو خروجه الشخصي من عالم الشقاء، حتى حتصل كل الكائنات املدركة على التنو

٤٣ انظر مقال ‘سر البوديساتفا’ لفريذيوف شوون في مصدره املذكور أدناه.

Les Mysters ud Bodhisattva, by Frithjof .Schuon (Etudes Traditionelles, II, Quai, St. Michel,

Paris, Nos. ٢٧٣-٣٧٣ and ١٧٣)

٥٣ (-Yin-Yang) في التراث الصيني هما قوتان أو خاصيتان متعارضتان ومتكاملتان في ذات الوقت؛ ومن تأويلهما يبرز

الكون وجميع الصور التي فيه؛ لفظة ين تشير إلى القوة املؤنثة اخلاضعة، إلى القمر، إلى السيولة؛ ولفظة يانغ تشير رة املقاومة، إلى الشمس، إلى الصالبة. (املترجمة) إلى القوة املذك

٦٣ (Prajna-Paramita-Hridaya-Sutra) ‘رسالة احلكمة القلبية’، وهو مؤلف أساسي عند بوذية مهايانا. (املترجمة)

٧٣ (intelligence) بصيرة العقل بوصفها فاعلة، ال منفعلة، في إدراك أو متييز احلقيقة املتعالية. (املترجمة)

م. ق. و٩٨٢ ٨٧٣ بني ما عاش تسي)؛ (مينغ بعد كنفوشيوس الالتيني ألشهر حكيم صيني االسم (Mencius) ٨٣

(املترجمة)

٩٣ مثل منوذج مرمي املصرية، التي غلب اهللا على حالها، فغلبت عليها سمة احلب ‘الالصورية’ ومحض الباطنة التي

.(gnosis of love) ’تشارك في طبيعة املعرفة، وحتى أننا قد نسميه ‘املعرفة اخلاصة باحلب

٠٤ (sadhu) لفظة سنسكريتية تعني الناسك أو احلكيم؛ (sanyasi) لفظة سنسكريتية تعني الراهب أو املتجرد من

أجل غاية الوصل باهللا. (املترجمة)

١٤ إن بساطة الزي ولونه، ال سيما األبيض، أحيانا حتل محل رمزية العري في فن األزياء. ففي كل مجال، تؤدي التعرية

الثوب فإن أخرى ولكن من جهة الثقافة. في الدنيوية تفاقم يقابل توازن إلى خلق العارية احلقيقة تلهمها التي إذا نظرنا إليه بعدم استحسان، الديني يرمز النتصار الروح على اجلسد، ثم إلى ثراءها الكهنوتي الذي قد نخطئ كثيرا

لكونه يعبر عن فيض السر واد الذي ال ينضب.

ب وحقائق كونية، ال مجرد الفن الذي يتناول موضوعات دينية. ٢٤ (sacred art) هو الفن الذي يعكس في صوره نس

(املترجمة)

أوروبا الغربية في القرن العاشر امليالدي؛ وهو منط فني معماري ٣٤ الفن القوطي (Gothic) فن عمارة ديني نشأ في

يستخدم األقواس احلادة الرأس وتتميز مبانيه باالرتفاع الشاهق. وهو يعكس من حيث الذوق روح القبائل اجلرمانية (Goths) التي دخلت في املسيحية بعد سقوط الدولة الرومانية الغربية، في القرن اخلامس امليالدي، ومنهم القوط

الذين أخذ هذا الفن اسمه منهم. (املترجمة)

٤٤ ‘الزن’ (Zen) لفظة يابانية مستمدة من أصل سنسكريتي هو (dhyana) معناها التفكر أو التأمل. وهو اسم ملدرسة

روحية بوذية غايتها املعرفة. (املترجمة)

Page 69: RELIGIONS arabic.indd

٧٠

كانت دولة قطر مركزا حلوار األديان لستة سنوات مضت حيث اقتصر احلوار األول والثاني على ممثلني عن اإلسالم واملسيحية واعتبارا من املؤمتر الثالث فقد دعي ممثلني عن الديانات السماوية

الثالث اإلسالم، املسيحية و اليهودية.

مؤمتر الدوحة األول حلوار األديان، حول احلوار اإلسالمي املسيحي: في سبيل بناء اجلسور، ١ .في ٧-٩ أبريل ٢٠٠٣

مؤمتر الدوحة الثاني حلوار األديان، حول احلوار اإلسالمي املسيحي: احلرية الدينية، في ٢٧. ٢ – ٢٩ مايو ٢٠٠٤

مؤمتر الدوحة الثالث حلوار األديان حول دور األديان في بناء احلضارة اإلنسانية، في ٢٩-٣٠. ٣ يونيو ٢٠٠٥

مؤمتر الدوحة الرابع حلوار األديان لسنة ٢٠٠٦ حول دور األديان في بناء اإلنسان، ٢٥-٢٦. ٤ أبريل ٢٠٠٦

مؤمتر الدوحة اخلامس حلوار األديان حول القيم الروحية و السالم العاملي، في ٦-٧. ٥ مايو ٢٠٠٧، وكان من أهم توصياته الدعوة إلى إنشاء مركز قطر الدولي حلوار األديان لنشر

ثقافة احلوار والتعايش السلمي وقبول اآلخر. مؤمتر الدوحة السادس حلوار األديان حول القيم الدينية بني املساملة واحترام احلياة، في ٦ .

١٣- ١٤ يوليو٢٠٠٨سيعقد مؤمتر الدوحة السابع حلوار األديان حول التضامن االنساني، في ٢٠-٢١. ٧ أكتوبر

.٢٠٠٩

وسوف يركز مؤمتر هذا العام على ثالث نقاط رئيسية تتعلق بالتضامن اإلنساني: التضامن والتكافل اإلنساني في مواجهة الكوارث الطبيعية واحلروب، و التضامن والتكافل االقتصادي،

ورؤى األنظمة املالية الدينية جتاه األزمة االقتصادية، و تضامن الدفاع عن احلقوق واحلريات الدينية. وستطرح في املؤمتر العديد من محاور النقاش منها -:القيم الروحية وحتقيق الوحدة

والتضامن ، و مواجهة الكوارث الطبيعية وااعات في العالم، و ا لتضامن والتكافل اإلنساني ومواجهة الكوارث الطبيعية واحلروب في العالم، و التضامن والتكافل االقتصادي، والتحليل

الديني لألزمة االقتصادية واملشاكل الناجمة عنها، وغيرها من املواضيع املفيدة.

مؤمترات حوار األديان في دولة قطر و مركز الدوحة الدولي حلوار األديان

مؤمترات حوار األديان

Page 70: RELIGIONS arabic.indd

٧١

وسيشارك في املؤمتر ما يزيد عن ٢٥٠ باحث ومشارك من دول العالم اتلفة الذين ميثلون الديانات السماوية الثالث (اإلسالم واملسيحية واليهودية). وسيتضمن برنامج املؤمتر محاضرات

رئيسية لباحثني وعلماء دين مرموقني في موضوعات املؤمتر تليها جلسات حوارية في نفس سياق املوضوعات املشار إليها أعاله.

مركز الدوحة الدولي حلور األديان

نشأ مركز الدوحة الدولي حلوار األديان كثمرة لتوصيات مؤمتر الدوحة اخلامس حلوار األديان والذي عقد في الدوحة شهر مايو ٢٠٠٧ ومت افتتاحه رسميا في ١٤ مايو ٢٠٠٨ ويعتبر الدور الرئيسي

للمركز هو نشر ثقافة احلوار وقبول اآلخر والتعايش السلمي بني اإلنسانية جمعاء.

الرسالة: يسعى املركز حلوار بناء بني أتباع األديان من أجل فهم أفضل للمبادئ والتعاليم الدينية لتسخيرها خلدمة اإلنسانية جمعاء، انطالقا من االحترام املتبادل واالعتراف

باالختالفات، وذلك بالتعاون مع األفراد واملؤسسات ذات الصلة.

في حتقيق التعايش السلمي بني أتباع األديان ومرجعية الرؤية: أن يكون املركز منوذجا رائدا عاملية في مجال حوار األديان.

األهداف: يهدف مركز الدوحة الدولي حلوار األديان إلى:

.أن يكون منتدى لتعزيز ثقافة التعايش السلمي وقبول اآلخر. . ١تفعيل القيم الدينية ملعاجلة القضايا واملشكالت التي تهم البشرية. . ٢توسيع مضمون احلوار ليشمل اجلوانب احلياتية املتفاعلة مع الدين. ٣

واألكادمييني واملهتمني بالعالقة بني القيم الدينية توسيع دائرة احلوار لتشمل الباحثني . ٤والقضايا احلياتية.

أن يكون املركز بيت خبرة يوفر معلومات علمية وتعليمية وتدريبية في مجاله.. ٥