6
ات حان ت ملا ه ا هذ! ة ن س رت ش ن1961 ها؟ من ن س ح$ ا ة ري’ ق ط ح ن ن$ ا ن مك ي لا$ ؟ ا, لات لط ا اءه ف ك ل صادق ان ر مي ي ه ل ه: ات حان ت ملا ه ا هذ ي ف ’ وم ي ل ا رت كI ف ؟, ات ت لك اL ظ ف ح, ن م ه ف ل ك ن ا ماد ل لة... ح وال ي ح ص ؟ً ا, ت_ ي غ, ب ت لك ا, لات لط اL ظ ف ح ن ا ماد ل ر ط خ ف اء, ض ف ل ا ي ف ول خ الذ ي, لب ى طا لq ا ب ه, ج و ي لب ا لة$ ت س$ لاء ا لا م ز ل حذ ا$ ا ا ت ل ز كI ذ ف حذت ت ن ن ي ت س ن م مة ك ح م ل ا ي ف ره م ا ت ك ا ت مء, وما ا ض ف ل ا ات ى درح, ن د$ ا ي ف م ه من ح, ج ا ت ل ا ’ن ’ عي ي س ة ساي, ق م ل وا ا ل ح د ن ي ء الذ لا$ و ه: وان خq لا ل ت ل ف ف ر ط ا ح ى ل ا, ي ن غل, وات, ح ل ا ن ح ن ع ي ط ت س ن ل ه ف, ض ف ي ل ا مة ك ح م ي فً را ا س ست م ذا ي غ حب ل ف$ لا ي ا غل ة ن س ن ي ر ش ع اء ض ف ل ا ي ف ي مض$ ا ن م لاq ا ’ ها؟ غلن ن سي ي’ عذ لك ن$ ا اه ض ف ل احذ ا ت ل$ و سا ل . وً ا, ت_ ي غ ى ن مذ ل ا ون ن ا ف ل واد ا مL ظ ف ح ن ن م ا ’ت ي ف س لت ة ن$ ع؛ لا ط ت س ن م ل ف ا, رن كI ف و ذر. ما ف لً ردا س ردها ’ش ن و ره ش ع ى ن ما ث ل ا لاه ض ل ا ف ل ك ن ا ماد ل ف. ج ع ل س واحذَ فَ ن عال ف$ لا ا ن م ذ ن ز م ل ,رد وا ج م ل ا ان ور$ ا ’ك ت غل رد ’ش ن ن$ ة ا ن ف ل ك ف ة غ ل لء ا ما غل ر, كي$ لا ب$ ت, ح و ل و ؟ ن لي ص وا ل ا ن م ار, ت لك ة ا ن ع ج ي’ ع ما, ي ن ي$ ئ ذ مب لر ا ا ع لص ا ا ماد ل ؟ ل مكان ك ي ف ود, خ و م و ه و ان رن لي ة ن م ي و, ت ل ف ر هL ظ ن ع ى ن مذ ل ا ون ن ا ف ل اL ظ ف ح, ن اء ض ف ل ل ا ح ذ ن ن م ف ل ن’ك ا ماد ل و , ولا ماده ة مادهL ظ ف ح ن ن م ا ت ن الذ اه ض ف ي ف س لت ة؟ وL ظ ف ح نر لا ا, ت لك ا اه ض ف ل ا ن ح ن اء و ض ف ل ا ي ف ول خ الذ, ت ل ة طاL ظ ف ح ن مة. ه ف ة و ن ف غة, زاج م ل ا ة رف مع ى لq ا اج ت ح ن ما يq ة, اL ظ ف ج ى لq ا اض ف اج ت ح ن

These Exams

  • Upload
    majd

  • View
    285

  • Download
    1

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: These Exams

! هذه االمتحانات 1961نشرت سنة

فكرت اليوم في هذه االمتحانات: هل هي ميزان صادق لكفاءة الطالب؟ أال يمكن أن نجد طريقة أحسن منها؟ لماذا يحفظ الطالب الكتب غيباً؟ صحيح والله... لماذا نكلفهم بحفظ

الكتاب؟

كنا مرة في المحكمة من سنين نتحدث فذكر لنا أحد الزمالء األسئلة التي وجهت إلى طالبي الدخول في القضاء, فخطر على بالي خاطر فقلت لإلخوان: هؤالء الذين دخلوا

المسابقة سيعين الناجح منهم في أدنى درجات القضاء, وما منا إال من أمضى في القضاء عشرين سنة على األقل حتى غدا مستشاراً في محكمة النقض, فهل نستطيع نحن

الجواب عليها؟

وفكرنا, فلم نستطع؛ ألنه ليس فينا من يحفظ مواد القانون المدني غيباً. ولو سألت احدالقضاة أن يعد لك سنن الصالة الثماني عشرة ويسردها سرداً لما قدر.

ولو جئت ألكبر علماء اللغة فكلفته أن يسرد عليك أوزان المجرد والمزيد من األفعالبنَفَس واحد لعجز. فلماذا نكلف الصغار المبتدئين بما يعجز عنه الكبار من الواصلين؟

ولماذا يكلف من يدخل القضاء بحفظ القانون المدني عن ظهر قلب وثمنه ليرتان وهو موجود في كل مكان؟ لماذا يحفظه طالب الدخول في القضاء ونـحن القضاة الكبار ال

نحفظه؟ وليس في قضاة الدنيا من يحفظه مادة مادة, وال يحتاج قاض إلى حفظه, إنمايحتاج إلى معرفة المراجعة فيه وفهمه.

ولماذا يحفظ الطالب عن ظهر قلب مساحة فنلندا والكونغو وتشيلي , وأسماء جبالها وعلوها, وبحيراتها وعمقها, وأنهارها ومقدار مائها؟ لماذا بالله؟ وهو إن أحتاج إليها يوماً فتح

الكتاب فراجعها. وهل يحفظها األستاذ نفسه؟

األستاذ يقعد على منبر الدرس فيفتح الكتاب وينظر فيه أو يقرأ في مذكرة في يده ويقرر الدرس, فإذا عمل التلميذ مثله وفتح الكتاب يوم االمتحان أو نظر في ورقة عدّوه لصاً من

اللصوص ومجرماً من المجرمين وقبضوا عليه بالجرم المشهود, وطردوه من االمتحان. فلماذا نطلب من التلميذ ما ال نطلب مثله من األستاذ؟ ولماذا يحرم على الطالب ما يجوز

لألستاذ؟ َمن ِمن األساتذة يحفظ الكتب التي يدرسها غيباً؟

أنا قد ألفت أكثر من خمسة وعشرين كتاباً, فهل تظنونني أحفظها عن ظهر قلب؟ فلماذايكلف الطالب بحفظ كتب ال يحفظها مؤلفوها؟

دعي مرة أحد العلماء المتحان القضاء) ولم يكن يُطلَب من القضاة فبل خمسين سنة شهادة وال كانت الشهادات, إنما كانوا يُختارون باالمتحان(فكلفوه أن يحفظ )المجلة( :

ويجيء. هي )مجلة األحكام العدلية( التي أصدرها العثمانيون, وتمثل القانون المدني, وأكثر مادتها )أوو فقال: إن المجلة

مادة, وهي موجودة في أيدي الناس, فلماذا أحفظها؟1800 فيها كلها( من المذهب الحنفيقالوا: البد من ذلك, أحفظها لنمتحنك بها.

قال: اسمحوا أوالً أن أمتحنكم أنا فأسألكم منها, هل تحفظونها؟وكانوا منصفين, فقالوا:ال.

قال: كيف تحكمون بها وأنتم من كبار القضاة؟

Page 2: These Exams

قالوا: نفتح الكتب ونقرأ المادة, ثم نفهمها ونستنبط منها ونطبق عليها.قال: فبهذا فامتحنوني.

* * *

وأنا واحد من اآلالف المؤلفة الذين درسوا في هذه المدارس من الصف األول االبتدائي إلى آخر التعليم العالي, وقرأت مع ذلك بنفسي ما ال يقل بحال من األحوال عن ثالثة آالف

كتاب, وحفظت أشياء كثيرة وأديت االمتحان بها, فماذا بقي عندي منها؟ ماذا بقي عندكم اآلن-يأيها األساتذة الكبار- من المعلومات التي حشوتم بها أذهانكم

وحملتها ذاكرتكم؟ ما بقي إال الملكة العامة ومعرفة المراجعة.

واالمتحان هل هو طريقة صحيحة لقياس الكفايات؟ يدخل االمتحانات العامة في كل سنة عشرات اآلالف من الطالب يطرح عليهم سؤال

واحد, ولكن المصححين كثر ومقاييسهم مختلفة كاختالف حاالتهم النفسية عند رؤية ورقة التلميذ, فمن المصححين المدقق والمتساهل, والسخي بالدرجات والبخيل, وكل مصحح

يكون نشيطاً ومتعباً, ويكون مركز الذهن ويكون موزع الفكر, والدرجات تختلف تبعاً لذلك.

وهذا الذي أقوله ال أقصد به انتقاد االمتحان في بالدنا, بل أريد نقد النظام من أساسه, وهوبحث طالما عرض له رجال التربية وأيدوا الحكم عليه بالفساد بتجارب كثيرة.

منها أنهم عمدوا أمريكا إلى مئة ورقة عرضوها على لجنة فاحصة مدسوسة وسط اآللف من األوراق فوضعت لها اللجنة الدرجات, فاحتفظوا بها وكتبوها نفسها مرة ثانية,

وعرضوها على اللجنة ذاتها في وقت آخر فوضعت لها درجات اختلفت أكثر من عشرين في المائة علواً وانخفاضاً. أي أن الورقة التي أخذت ثالثين من مئة أخذت المرة الثانية

اثنين وعشرين, والتي أخذت خمسين أعطيت المرة الثانية ستين. وقد يكون سقوطالتلميذ ونجاحه متوقفاً على خمس درجات من مئة.

وسبعة أعشار الدرجة فيسقط مع49وأنا ال أعجب-مع هذا- إال من المصحح يضع للتلميذ وسبعة أعشار؟ هل كان في يديه ميزان الذهب؟!49أنه لو أخذ خمسين لنجح.

وجربوا تجربة أخرى: طلبوا من أستاذ كبير أن يكتب هو الجواب الذي يستحق أعلى درجة, فكتبه. فبدلوه تبديالً يسيراً وكتبوه بخط آخر وعرضوه عليه وسط مئات من األوراق

فأعطاه درجة دون الوسط!

ومن األساتذة من يتحذلق فيختار السؤال من حاشية في الكتاب أو من مسألة فرعية, كأن المدار كله على الذاكرة فقط, مع أن المدار في النجاح في الحياة والتفوق في العلم

ال على الذاكرة وحدها, بل عليها وعلى المحاكمة وعلى الشخصية.

ولقد حدثني صديق أنه درس االقتصاد من قديم في أحدى الجامعات اإلنجليزية, واستعد لالمتحان وحفظ كل ما في الكتب من نظريات وأرقام, فكان السؤال كما يلي:)إذا سلمت

مصرفاً وضعه المالي كذا, وحالته كذا, كيف تستفيد من النظريات التي درستها في رفعمستواه وتحسين وضعه؟(. هذا هو االختبار الحقيقي.

فإذا أردنا أن نختبر طالب الحقوق في السنة األخيرة فلنعطه إضبارة دعوى ولنكلفه إعداد الدفاع فيها أو تهيئة الحكم, وال نطالبه بحفظ القانون المدني وال قانون الجزاء. وإذا أردنا

اختبار طبيب فلنأته بمريض لفحصه ويصف له الدواء, وإن كان طالباً في دار المعلمينكلفناه بإعداد الدرس وإلقائه, وإن كان طالب هندسة كلفناه بإعداد خريطة البناء.

Page 3: These Exams

ولست أعني أن نعفي الطالب من النظر في الكتب واإللمام بالنظريات, ال, وإال صار كالعامل المتمرن. البد من العلم والبد من اإلطالع على النظريات والبحوث, والبد من فهم القوانين واإللمام بها, ولكن الذي أنكره أشد اإلنكار هو أن نكلف الطالب حفظ الكتب. ولو

كان هذا الزماً للزم حفظ القاموس غيباً, وإذا صحت نظرية الحفظ واالمتحان به لوجبحفظ دليل الهاتف غيباً على موظفين السنترال!

قيل للشيخ محمد عبده إن فالناً قد حفظ حاشية ابن عابدين كلها غيباً, فقال:)زادت نسخة في البلد(! ليس المهم أن يحفظ الحاشية, ولكن المهم أنه إذا سئل عن مسألة يعرف أين يجدها في الحاشية, وإذا وجدوها يعرف كيف يفهمها, وإذا فهمها يعرف كيف يطبقها على

الواقعة التي سئل عنها. وهذه هي الملكة المطلوبة. هذه واحدة. والثانية أال نجعل االعتماد كله على االمتحان, بل على األساتذة ومعرفتهم

بالطالب وأحوالهم.

* * *

واالمتحان له مضار صحية وله مضار أخالقية وله مضار عقلية. أما مضراته الصحية فالسهر وحصر الذهن وصدمة الخوف من االمتحان. وكم من طالب

الذين أصابتهم األمراض وتحطمت منهم األعصاب وابتلوا بالعاهات من جراء االمتحان. وال تحسبوه شيئاً هيناً, فإن نابليون)وهو مارد الحروب وقائد المعارك( كان نائماً مرة في

الميدان, فهجم العدو هجوماً مفاجئاً فأيقظوه, فقام مرعوباً وقال:ما هذا؟ قالوا العدو.قال: أرعبتموني, حسبت أني دُعيت لالمتحان.

أما مضاره الخلقية فإننا حين نكلف الطالب بما ال يقدر عليه أستاذة وال يستطيعه العلماء من الحفظ نضطره إلى التزوير والسرقة والنقل. ثم أن التلميذ يهمل دروسه السنة كلها

ويشتغل بالحفظ شهراً واحداً, يعلق المعلومات في ذاكرته تعليقاً, فإذا انتهى االمتحانطرحها منها فنسيها فكأنه ما عرفها.

أما مضاره العقلية فهي أن العلم يتلخص في أمرين: معرفة المراجع, والقدرة على االستفادة منها. فخبروني: من يحفظ كتاباً واحداً في التاريخ يكون أقرب إلى حقيقة العلم

وأقدر على البحث أم الذي ال يحفظه ولكن يعرف عشرين مرجعاً في التاريخ؟ كلما جاء حزيران من كل سنة كانت هذه الهزة التي تحس بها كل دار في البلد, هزة

االمتحان. ال يشتغل بها الطالب فقط, بل الطالب واآلباء واألمهات كلهم يحمل الهم وكلهميرقب النتائج.

تضطرب أوقات اليقظة والمنام, والشراب والطعام, وإن كانت األسرة على عزماالصطياف تأخرت من أجل االمتحان, وإن سقط التلميذ كانت النكبة في الدار.

فلماذا ال نتخلص من هذا كله؟ لقد بحث المربون في أمر الخالص من االمتحان, وعندنا- بحمد الله- كثير من األساتذة المربين والنفسين الباحثين, فليفكروا في أسلوب آخر

لمعرفة كفايات الطالب, أسلوب يكشف عن قوة الشخصية في الطالب, وعن ملكته العلمية, وعن قدرته على البحث. أما االمتحان فليس فيه إال اختبار الذاكرة, وفي هذا

االختبار ما علمتم من المساوئ واألضرار.