148
راتلإمـادي تــــــــــــــــراث ا ناوعة ت�صدر عنثية ثقافية من ترا2012 �أكتوبر156 د �لعـدد والدم العربي زاي �أكتوبر ذكرى حرب عيون فيين المصريفاق..د ارتيا ا البيت يق اإّ ة ال�صد رحلم1883 العتيقعلوم..س ال مجلرات مهدلإمانت ا هل كاديث؟ن الإن�صا ا ألسنة عربية.. تراث غزل الأغا ا البحرين الراوي.. قال..طاردة) وُ بْ هَ ذْ رَ �صْ يَ رْ �ص( نقذتهمتها وم اإخو الذهنية الصورةلتراث لد العد مع كتاب الشهري

turath_156

Embed Size (px)

DESCRIPTION

turath_156

Citation preview

Page 1: turath_156

�لعـدد 156 �أكتوبر 2012تراثية ثقافية منوعة ت�صدر عن نادي تــــــــــــــــراث الإمـارات

زايد والدم العربي

يف ذكرى حرب �أكتوبر

في عيون المصريين

ارتياد اآلفاق..رحلة ال�صديق اإىل البيت

العتيق 1883م

مجلس العلوم..هل كانت الإمارات مهد

الإن�صان احلديث؟

ألسنة عربية..اأغاين الغزل يف تراث

البحرين

قال الراوي..)�صري�صر ذهبو(..طاردة

اإخوتها ومنقذتهمالصورة الذهنية

للتراث مع العدد كتاب

الشهري

Page 2: turath_156

����� ������.indd 1 4/30/12 2:06 PM

Page 3: turath_156

الناس أصناف يف عقولهم: فصنف عقولهم مغمورة بشهواتهم، فهم لة، فلذلك يكدون يف طلبها ونيلها، ال يبصرون بها إال حظوظهم املعج

ويستعينون بكل وسع وطاقة على الظفر.وصنف عقولهم منتبهة، لكنها خملوطة بسبات اجلهل، فهم يحرضون على تهم األوىل، وهذا اخلري واكتسابه، ويخطئون كثريا، وذلك أنهم مل يكملوا يف جبلنعت موجود يف العباد اجلهلة والعلماء الفجرة، كما أن النعت األول موجود يف

طالبي الدنيا بكل حيلة وحمالة. وصنف عقولهم ذكية ملتهبة، لكنها عمية من اآلجلة، فهي تدأب يف نيل

معة الربانية، وهذا نعت احلظوظ بالعلم واملعرفة والوصايا اللطيفة والسموجود يف العلماء الذين مل تثلج صدورهم بالعلم، وال حق عندهم احلق

اليقني، وقصروا عن حال أبناء الدنيا الذين يشهرون يف طلبها السيوف احلداد، ويطيلون إىل نيلها السواعد الشداد، فهم بالكيد واحليلة يسعون يف طلب اللذة

ويف طلب الراحة.وصنف عقولهم مضيئة مبا فاء عليها من عند اهلل تعاىل باللطف اخلفي، واالصطفاء السني، واالجتباء الزكي، فهم يحلمون بالدنيا ويستيقظون

باآلخرة، فرتاهم حضورا وهم غيب، وأشياعا وهم متباينون. وكل صنف من هؤالء مراتبهم خمتلفة، وإن كان الوصف قد جمعهم باللفظ.

صوت من المستقبل

أبوحيان التوحيدي

Page 4: turath_156

امل�شــرف العــام

حبيـب ال�صــايـغ

اال�شـتـ�شـارة العـلـمـيــة

اأ. د. ح�صـن حمـمـد النابـودة

اأ.د. يحيى حممد حممـود

اأ . حنفي جايل

مدير التحرير

الدين وليد عالء

هيئة التحرير

�صـم�صـة حـمـد الظاهـري

فاطمة نايع املـنـ�صـوري

النمـــر �صعد حممــد

املـراجـعـة والـتـدقـيـق

د. حمـمـد فـاتــح زغـل

املديـر الفنـي

فــواز نـاظــم

ر�شـــوم

حـ�صـن اإدلـبـي

حممد بريم

االإخراج والت�شميم

اإيـنـا�ش درويـ�ش

هـاتف: 2223000 2 00971

فـاك�ش: 6651115 2 00971

27765 �ش.ب: اأبو ظبي

Email: [email protected] مدير التحرير

[email protected]

تراثية ثقافية منوعة

ت�صدر عن

مركز زايد للدرا�صات والبحوث

بنادي تراث الإمارات

محتويات العدد

املر�شد: اأعلن مركز �شلطان بن زايد للثقافة والإعالم عن تد�شينه ملوؤمتر دويل جامع حول »الأدب

العربي والعامل«، ينعقد كل عامني ملناق�شة جوانب اخللل الكامن يف »التلقي العربي« على عدة �شعد

اأبرزها اأزمات القراءة والرتجمة، وي�شعى املوؤمتر الذي ت�شت�شيف اأبوظبي دورته الأوىل يف دي�شمرب املقبل

بح�شور نخبة من الأدباء واملفكرين العرب والأجانب، اإىل توثيق منجز الأدب العربي على خارطة الإرث

الثقايف العاملي، لإعادة اعتباره املفقود اأو املغيب.

ق�شية للنقا�ش: الرتاث هو الذاكرة الأمينة لكل جمتمع، وهو املخزون الذي تلجاأ اإليه ال�شعوب

الأخرى. بالثقافات الحتكاك اأو احلياة ظروف مواجهة يف املرتاكمة اخلربات منه لت�شتلهم

ولكنه كم�شطلح لي�ص بهذه الب�شاطة فهو كلمة يختلف مدلولها ومفهومها من �شخ�ص لآخر وفقا لثقافته

وخرباته، اخلطري اأن �شورتنا عن الرتاث هي التي حتكم طبيعة عالقتنا معه ومدى اإفادتنا منه، هنا

ا�شتطالع حول ال�شورة الذهنية للرتاث يف عيون امل�شريني، وهو فاحتة �شل�شلة من التحقيقات نتحرى

خاللها �شورة ذلك امل�شطلح يف عيون العرب.

�شاحة احلوار: حممد امليموين؛ ا�شم يعرفه جمتمع الكتاب واملثقفني املغاربة، منوذج مبدع امتزج

فيه املوروث الديني العربي، والثقافات املغربية والإ�شبانية والفرن�شية. تعرفه مدينته باملثقف

طيب القلب ووافر الأدب. اأحد رواد احلداثة املتفائلني واملحبني لالأجيال ال�شعرية يف املنطقة. يف �شاحة

احلوار حتدث امليموين عن بدايات التكوين را�شدا حتولت ال�شعرية يف جيل باأكمله، واأكد امليموين اأن

تراث الن�شان هو املف�شل الدقيق يف هويته، وعليه األ ميل قراءته الواعية الناقدة بق�شد هدم الأوهام

والت�شورات امل�شبقة، موؤكدا �شرورة اأن نعيد قراءة تراثنا بجراأة تك�شف موقعنا منه وموقعه منا، بحيث

نبني حا�شرا وم�شتقبال رافعته وركيزته تراثنا الإيجابي، ول نكتفي بجعله �شكنا ونهمل البناء فوقه اأو

التطوير، واإل انتهينا اإىل احل�شي�ص لالأبد.

وجه يف املراآة: اإذا كانت الأقدار اختارت ال�شيخ عبد الرحمن الكواكبي، ابن حلب، لي�شبح مبعوث

العناية الإلهية لتنوير الوجدان العربي، فاإنه قد اختار اأن يفعل ذلك كما ينبغي فعله؛ فانطلق

يف مقاومته لال�شتبداد من فكرتني اأ�شا�شيتني هما جتديد اخلطاب الديني واإ�شالح التعليم، واأعلن

اأن جتديد الدين لبد واأن ينبني على الفعل والرغبة يف التغري ومقاومة الظاملني ولي�ص على الت�شليم

والر�شا، واأن النه�شة تقوم على الدين العامل والعلم الواعي، وارتكز مذهبه الأخالقي على اأن الإرادة

هي اأم الأخالق واأن ال�شتبداد يقتل اإرادة النا�ص فيدفعهم اإىل الرياء والنفاق.

اأ�شهر الرحالت احلجازية، وهي رحلة اإحدى العتيق، البيت اإىل االآفاق: رحلة ال�شديق ارتياد

تعليمية ت�شتفي�ص يف �شرح �شوؤون الفقه وال�شعائر الإ�شالمية، ول �شيما ما يتعلق منها باملنا�شك

والواجبات والفرو�ص اليومية املرتتبة على احلاج، والرحالة يجهد نف�شه ويجهد قارئه معه يف متابعة

كل ما يخطر، وما ل يخطر، يف بال امل�شلم الذي ينوي التوجه اإىل بيت اهلل احلرام ليوؤدي فري�شة احلج

والعمرة. ول يرتك م�شاألة ول �شاردة من امل�شائل املتعلقة بالأماكن املقد�شة وكيفية زيارتها وما قيل فيها

مما تعددت فيها الجتهادات والآراء واملرويات وا�شتاأثرت باهتمام الفقهاء والباحثني و�شغلت حيزا من

مدوناتهم. اإل وكان لها مكان يف منت رحلته ون�شيب من البحث والتدقيق حيث ياأخذها من م�شادرها

وي�شتعر�ص اأ�شانيدها كما وردت يف اأحاديث ومدونات اأئمة املذاهب الإ�شالمية واأبرز علمائها.

النتقائية عن يكتب يقطني �شعيد والدكتور مطر، عفيفي عن يكتب الكفراوي �شعيد القا�ص

وال�شمولية يف الرتاث العربي الإ�شالمي، والدكتور معجب الزهراين ير�شد مالمح فكر التوح�ص،

والروائي جمال الغيطاين ير�شد تلك امل�شافة بني ال�شاعر مادحا ومتغنيا بذاته يف ال�شعر العربي، ويف

الذكرى التا�شعة والثالثني حلرب اأكتوبر ي�شتعيد ال�شحايف ه�شام علي موقف الراحل الكبري ال�شيخ زايد

بن �شلطان اآل نهيان وقدا�شة الدم العربي، ويكتب الدكتور اأمين بكر عن �شناء مو�شى التي تر�شم بغنائها

الوطن، ويختتم ال�شاعر حبيب ال�شايغ العدد بت�شاوؤله: ملاذا ل تفكر يف زرع �شجرة؟

46

36

54

24

14

أيضا

اأبوظبي لالإعالم - توزيع

الرقم املجاين: 8002220

لالت�شال من اخلارج : 4145000 2 00971

فاك�ش : 4145050 2 00971

[email protected]

Page 5: turath_156

ا هالي

يا هال

سؤال التراثند�شن والذي القاهرة، يف )تراث( اأجرته الذي املو�شع ال�شتطالع يف

الذهنية ال�شورة مالمح حتري اإىل تهدف ا�شتطالعات �شل�شلة به

ال�شورة مالمح على التعرف اإىل �شعينا الرتاث، حول العربية

لنعرف املختلفة، امل�شري املجتمع �شرائح بني للرتاث الذهنية

ويتمثلونه يف به يرتبطون وباأي �شورة الرتاث، امل�شريون يفهم كيف

اليومية. حياتهم

وتخ�ش�شاتهم امل�شاركني وثقافة وعي مل�شتويات وفقا الآراء تباينت

بني كبرية فجوة عن ك�شفت جمملها يف اأنها اإل واهتماماتهم،

ال�شورة املاأمولة للرتاث بني النا�ص، وال�شورة الذهنية ال�شائدة عنه،

النا�ص يتلقاه ما الأعم- على الغالب تعتمد يف م�شادرها -يف والتي

يف املوؤ�ش�شة التعليمية، املتهمة بالتحيز وتغليب ال�شيا�شي على الثقايف،

وعلى ما يبثه الإعالم بو�شائله املختلفة، وهو بدوره متهم بالتهامات

نف�شها، اإ�شافة اإىل اتهامات اأخرى بالت�شطيح واجتزاء املعلومات.

فعلى الرتاث، مع القطيعة ي�شبه ما عن ال�شتطالع، هذا ك�شف

اآراءهم، الرغم من وجوده كفكرة غائمة يف خلفية كل من ا�شتطلعنا

وحر�شهم على التعبري عن حنينهم البالغ اإليه وحزنهم لعدم الهتمام

ت�شتتا اأن اإل الخ، وتطويره... به العناية من مبزيد ومطالبتهم به

الروافد يف املماثل الت�شتت قدر يك�شف املداخالت تلك يف وا�شحا

باأهميته وعيهم وتنمية برتاثهم النا�ص بتعريف املعنية الأ�شلية

وكيفية متثله يف حياتهم، ويف مقدمة تلك الروافد التعليم والإعالم.

حر�شت )تراث( على طرح ت�شاوؤلت موحدة على مناذج من �شرائح

ال�شارع يف الجتماعية واخللفيات والثقافات الأعمار خمتلفة

اإجاباتهم، ونخطط ل�شتكمال الت�شاوؤل يف �شوارع امل�شري، وا�شتقت

على الإجابات هذه لطرح متهيدا ومغربه، مب�شرقه العربي العامل

خمت�شني بغية تقدمي قراءات وتقييمات علمية، رمبا تكون �شارة بدء

لمتالك برامج عمل عربي متكاملة حللحلة هذه الق�شية املعقدة.

مداخل عن والبحث بالفكرة، لالإم�شاك حماولة جمرد به نقوم ما

امل�شطلح يف الأزمة تكمن هل الت�شاوؤلت: من عديد على لالإجابة

نف�شه: تراث، اأم يف ت�شوراتنا حول امل�شطلح، اأم تكمن يف ممار�شاتنا

جتاه ما نعده تراثا وفقا لتلك الت�شورات؟

ل �شك يف اأن الق�شية اأعقد من اأن نحظى باإجابة �شل�شة عليها، ولكن

الإجابات، بخيوط الإم�شاك الت�شاوؤل وحماولة تكرار بدا من نرى ل

فال�شوؤال وحده هو القادر على حل اأزمة تردي مالمح �شورتنا الذهنية

القادر هو وحده وال�شوؤال معه، تعاطينا اأزمة وبالتايل الرتاث، عن

على حتويل ذلك الرتاث اإىل خيوط حية يف ن�شيجنا احلي، تنمو معنا

وننمو بها ونحن من�شي نحو امل�شتقبل.

االإمارات العربية املتحدة 10 دراهم - اململكة العربية ال�شعودية 10 رياالت

- رياالت 10 - قطر بي�شة 800 �شلطنة عمان - واحد دينار الكويت -

- جنيهات 5 م�شر - ريال 200 اليمن - واحد دينار البحرين مملكة

اململكة - لرية 100 �شورية - لرية 5000 لبنان - جنيها 250 ال�شودان

2500 دينار - فل�شطني ديناران - االإردنية الها�شمية ديناران - العراق:

4 دنانري - اجلمهورية 20 درهما - اجلماهريية الليبية اململكة املغربية

دول - فرنكات 7 �شوي�شرا - جنيهات 3 بريطانيا - ديناران التون�شية

االحتاد االأوروبي 4 يورو - الواليات املتحدة االأمريكية وكندا 5 دوالرات.

لالأفراد داخل الدولة: »100« درهم / لالأفراد من خارج الدولة: »150«

من للموؤ�ش�شات / درهما »150« الدولة: داخل للموؤ�ش�شات / درهما

خارج الدولة: »200« درهم.

»تراث«االشتراكات

سعر النسخة

126

54

46 136

Page 6: turath_156

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

6

الشهر

نظم نادي تراث االمارات ال�شهر الفائت يف

اخلتامي احلفل باأبوظبي، الوطني امل�سرح

لإعالن نتائج م�سابقة بيئتنا بعد�سة الكامريا

اأقيمت والتي ال�سابعة، دورت��ه��ا يف 2012باحلياة«، تنب�ض »ال�سحراء �سعار حتت

البحوث وح����دة تنفيذها ع��ل��ى واأ����س���رف

مع والتن�سيق بالتعاون ال��ن��ادي يف البيئية

وزارة البيئة واملياه، برعاية كرمية من �سمو

ممثل نهيان اآل زاي���د ب��ن �سلطان ال�سيخ

نادي رئي�ض ال��دول��ة رئي�ض ال�سمو �ساحب

تراث الإم��ارات مب�ساركة نحو 225 م�سورا

وم�سورة، وح�سور الدكتورة مرمي ال�سنا�سي

يف الفنية ال�سئون لقطاع امل�ساعد الوكيل

وزارة البيئة واملياه و�سعيد علي املناعي مدير

وعبد بالإنابة، وال�سباقات الأن�سطة اإدارة

الكرمي اآل علي رئي�ض وحدة البحوث البيئية

يف النادي، وعدد من اأولياء اأمور امل�ساركني،

موؤ�س�سات البيئة من عدة واملهتمني مبجال

وهيئات وطنية .

اأكد ال��ن��ادي التميمي كلمة واأل��ق��ى حممد

فيها اهتمام نادي تراث المارات باأن تكون

م�سابقة هذا العام كما يف الأع��وام ال�سابقة

البيئية احلكومية التوجهات مع من�سجمة

ليبقى النادي رديفا نوعيا للجهود احلكومية

يف املجال البيئي وغريه من املجالت، م�سريا

هذا مو�سوع يكون اأن ال��ن��ادي حر�ض اإىل

وزارة اأعلنته ال��ذي لل�سعار ا�ستجابة العام

البيئة واملياة ليوم البيئة الوطني »ال�سحراء

اأهمية اىل كلمته يف ون��وه باحلياة«، تنب�ض

�سلطان ال�سيخ �سمو يقدمه ال��ذي ال��دع��م

بوجه النادي لن�ساطات نهيان اآل زاي��د بن

توا�سلها واأن خا�ض، بوجه وامل�سابقة عام

�سموه بتوجيهات منوط وتطورها وجناحها

وتكوين الفعالية هذه تطوير على وحر�سه

قاعدة �سبابية للت�سوير البيئي لالإ�سهام يف

حتقيق بيئة م�ستدامة يف الدولة.

من جانبها اأكدت الدكتورة مرمي ال�سنا�سي

�سمو يقدمه الذي الدعم اأهمية كلمتها يف

ممثلل نهيان اآل زاي��د ب��ن �سلطان ال�سيخ

نادي رئي�ض ال��دول��ة رئي�ض ال�سمو �ساحب

الدولة البيئية يف للربامج الم��ارات ت��راث

على امل�ستويات كافة، وقالت يف �سياق مت�سل

الم����ارات حتظى دول���ة ال�����س��ح��راء يف اإن

اأب��ن��اء الم���ارات مبكانة ه��ام��ة يف وج���دان

البيئات اأ���س��ا���س��ي��ا م��ن ب��اإع��ت��ب��اره��ا ج���زءا

املا�سي يف للحياة ومكونا وتراثا الطبيعية

دولة اإن : واأ�سافت ، وامل�ستقبل واحلا�سر

ال�سحراوية البيئة ب���اأن ت��وؤم��ن الم����ارات

تحت رعاية سلطان بن زايدنادي تراث االمارات يكرم الفائزين

يف »بيئتنا بعد�سة الكامريا«اأبوظبي- حممود ا�سماعيل بدر

�صعيد املناعي ومرمي ال�صنا�صي اأثناء تكرمي الفائزين

Page 7: turath_156

مواردها على واملحافظة باحلياة، ناب�سة

على ونوؤكد اأ�سا�سي، مطلب وعنا�سرها

التنموي ال��ن��ه��ج ه���ذا م��وا���س��ل��ة ���س��رورة

الأن�سطة اأن����واع ك��ل وت�سجيع وت��ط��وي��ره

ال�سحراوية البيئة يف تقام التي التنموية

وال���س��ت��م��ت��اع ب��ه��ا م��ع الل���ت���زام مب��ب��ادئ

املحافظة اأج��ل من الر�سيد ال�ستخدام

ناب�سة ول��ت��ب��ق��ى ال��ب��ي��ئ��ة ه���ذه ن��ق��اء ع��ل��ى

الأجيال. ملختلف باحلياة

امل�ساركني كلمة علي جا�سم يو�سف واألقى

ن��ق��ل خ��الل��ه��ا ب��ا���س��م زم���الئ���ه ال�����س��ك��ر

اآل ال�سيخ �سلطان بن زايد والتقدير ل�سمو

للم�سابقة النوعي ودعمه جلهوده نهيان

من قويا ركنا جعلها ما انطالقتها منذ

ت�سهده ال���ذي ال��ب��ي��ئ��ي ال��ن�����س��اط اأرك����ان

علي �سعيد ع��ام.وق��ام بعد عاما الدولة

وعبد ال�سنا�سي مرمي والدكتورة املناعي

ال��ف��ائ��زي��ن يف ب��ت��ك��رمي اآل ع��ل��ي ال��ك��رمي

نحو فيها �سارك التي امل�سابقة مو�سوعي

225 م�سورا وم�سورة، قدموا 910 �سورة يف ال�سحراوية الزهور مو�سوعيها: يف

الدولة. يف ال�سحراوية والطيور الدولة،

املركز فيال�سكو ج��اوت مايكل وح�سد

الأول يف مو�سوع الزهور ال�سحراوية ونال

، دره��م األ��ف ثالثني بقيمة مالية جائزة

وجاء حممد عتيق حارب حممد يف املركز

وع�سرين خم�سة ع��ل��ى وح�����س��ل ال��ث��اين

يو�سف الثالث املركز وحقق ، درهم األف

األف ع�سرين ونال العلي اإبراهيم جا�سم

م���وزة حممد ال��راب��ع امل��رك��ز دره���م، ويف

الفال�سي ونالت خم�سة ع�سر األف درهم،

مرمي للمت�سابقة اخلام�ض املركز وذهب

عبد اهلل حممد الغفلي ونالت ع�سرة اآلف

تاي�سون رامو�ض بابليتو وال�ساد�ض درهم،

رودريك وال�سابع اآلف درهم، ت�سعة ونال

اآلف ثمانية على وح�سل باري كوباكوب

بن حميد خليفة �سعاد والثامن دره��م،

ون��ال دره��م. اآلف �سبعة ون��ال��ت رك��ا���ض

ال�سحراوية الطيور مو�سوع يف الفائزون

الأول املو�سوع يف ملثيلتها م�ساوية جوائز

خادم مو�سى اأحمد خليفة املت�سابق ،وحل

املركز ويف الأول، امل��رك��ز يف ال��ظ��اه��ري

الثاين اأحمد عبد اللطيف يو�سف اآل علي،

والرابع كرير، بريجنويل �سي�سلو والثالث

حممد ابراهيم حممد امل�سريف، واخلام�ض

جا�سم يو�سف وال�ساد�ض ميلر، كري�ستوفر

ال��ع��ل��ي، وال�����س��اب��ع اح��م��د عبد اب��راه��ي��م

حممد والثامن ، �سهيل احمد الرحمن

جلنة حجبت فيما . حممد ح��ارب عتيق

التا�سع املركزين جوائز امل�سابقة حتكيم

تكرمي ومت املو�سوعني، كال يف والعا�سر

من املكونة امل�سابقة حتكيم جلنة اأع�ساء

عبد وحممد مدين جمعة جمال الدكتور

اإ�سماعيل �سذى والدكتورة املرزوقي اهلل

مت كما ب��اه��ارون، ح�سني وزينة جيبوري

والهيئات املوؤ�س�سات من العديد تكرمي

اإجن����اح اأ���س��ه��م��وا يف ال���ذي���ن والأف�������راد

. امل�سابقة

وع��ق��ب خ��ت��ام ح��ف��ل ت��ك��رمي ال��ف��ائ��زي��ن يف

ال�����س��ور م��ع��ر���ض اف��ت��ت��اح امل�����س��اب��ق��ة مت

76 ن��ح��و ت�سمن وال���ذي ال��ف��وت��وغ��راف��ي��ة

����س���ورة خم��ت��ارة م��ن اإج���م���ايل ال�����س��ور

مو�سوعي اأهمية ت��ربز والتي امل�ساركة،

فيها ت��ع��ي�����ض ال��ت��ي والأم���اك���ن امل�����س��اب��ق��ة

ال��ط��ي��ور وال��زه��ور يف ال��دول��ة، ك��م��ا ت��ربز

م��ه��ارات وم��واه��ب امل�����س��ارك��ني يف جم��ال

وث��راء ت��ن��وع واأه��م��ي��ة البيئي الت�سوير

ال���ربي���ة يف دول���ة ال�����س��ح��راوي��ة ال��ب��ي��ئ��ة

املتحدة العربية المارات

جانب من احل�صور يف حفل تكرمي الفائزين مب�صابقة »بيئتنا بعد�صة الكامريا«

Page 8: turath_156

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

8

الشهر

اأبوظبي - حممد رجب ال�سامرائي

ال�سهر الإم������ارات ت���راث ن���ادي اخ��ت��ت��م

فعاليات يف املتميزة م�ساركته الفائت

»اأب��وظ��ب��ي وال��ف��رو���س��ي��ة ال�سيد معر�ض

املعار�ض اأر����ض يف اأق��ي��م ال���ذي »2012وحتى اخلام�ض من الفرتة يف باأبوظبي

الثامن من �سبتمرب الفائت.

فعاليات يف الإمارات تراث نادي �سارك

الدورة ملعر�ض ال�سيد والفرو�سية بعد اأن

حر�ض على امل�ساركة الفاعلة يف الدورات

ال�سيخ �سمو توجيهات على بناء ال�سابقة

�ساحب نهيان ممثل اآل زايد بن �سلطان

تراث ن��ادي رئي�ض الدولة رئي�ض ال�سمو

الإمارات، وذلك ملا للمعر�ض من ارتباط

وث��ي��ق ب���اأه���داف ال���ن���ادي ور���س��ال��ت��ه من

ميثلها التي اخلا�سة ولالأهمية جانب،

املعر�ض، حيث يعد منربا مميزا للتوا�سل

م���ع مم��ث��ل��ني ع���ن خم��ت��ل��ف احل�����س��ارات

الرتاث لع�ساق ثمينة وفر�سة وال�سعوب

املحلي ال��رتاث مفردات على لإطالعهم

الذي يحر�ض النادي على املحافظة عليه

اجليل وت��دري��ب وتثقيف وتعليم ون�سره

خطط عرب وذل��ك ب��ه، للتم�سك اجلديد

بالأن�سطة وزاخ����رة م��درو���س��ة وب��رام��ج

وال�ساملة. املتنوعة الرتاثية والفعاليات

على املعر�ض يف ال��ن��ادي جناح ا�ستمل

للزائرين حتكي متكاملة تراثية قرية

ابن يعي�سها كان التي املا�سي اأيام حياة

املكان بتفا�سيل وتعرفهم الإم�����ارات،

القدمية، ال�سعبية التقليدية واحل��رف

واأق�����س��ام اإدارات ع��رو���ض ع��ن ف�����س��ال

التي املختلفة وفعالياته النادي، ومراكز

جتمع ما بني الرتاث والثقافة والفنون.

يف الإم��ارات تراث نادي فر�سان �سارك

مميز با�ستعرا�ض املعر�ض افتتاح حفل

ا�ستعرا�سات وق��دم��وا احل�����س��ور، اأم���ام

اإعجاب نالت الفرو�سية �سالة يف يومية

نادي تراث االإمارات

ي�سارك يف معر�ض ال�سيد والفرو�سية

Page 9: turath_156

فرو�سية مهارات من اأبدعوه ملا احل�سور

الهدف، التقاط ويف احلركة يف متقدمة

يف ال��ن��ادي يف الهجن ق�سم ���س��ارك كما

املعر�ض، جمهور اأم��ام الهجن عرو�ض

وحظيت عرو�سهم اإعجاب اجلميع.

ا���س��ت��ق��ط��ب ج��ن��اح ال���ن���ادي خ���الل اأي���ام

كبار من كبرية اأع��دادا الأربعة املعر�ض

ال�سياحية وال���وف���ود ال���دول���ة، م�����س��وؤويل

داخل املقيمني من وجمهور والعائالت

ال��دول��ة، حيث وف��ر اجل��ن��اح لهم وخ��ارج

جل�سة �سيافة عربية يف بيت ال�سعر وركن

ال�سعبي. املقهى

خالل اأ�ستقبل ال��ن��ادي جناح اأن يذكر

الف�سائيات م��ن ع����ددا امل��ع��ر���ض اأي����ام

عن خا�سة وت��ق��اري��ر ح���وارات لت�سجيل

النادي يف هذا وم�ساركة الإمارات تراث

جناح يف �سارك وق��د ال��رتاث��ي، املعر�ض

النادي كل من وحدة املتاحف واملقتنيات

التي والبحوث، للدرا�سات زاي��د مبركز

خا�سا فيلما مرة لأول للجمهور عر�ست

ل�سرية ي����روي ���س��ور رك���ن وخ�����س�����س��ت

تعاىل اهلل ب����اإذن ل��ه امل��غ��ف��ور وم�����س��رية

طيب نهيان اآل �سلطان بن زاي��د ال�سيخ

اخلالدي حممد مع بالتعاون ث��راه، اهلل

اإ���س��اف��ة ل��ه، للمغفور اخل��ا���ض امل�����س��ور

مو�سوعة من و�سهادة لوحة عر�ض اإىل

اأك��رب ع��ن القيا�سية ل���الأرق���ام غيني�ض

�سورة تمعة جمج ت�سكل ط��واب��ع جمموعة

كبرية للمغفور له باإذن اهلل، ولوحة متثل

ي�سهد وه��و ث���راه، ط��ي��ب اهلل ل��ه ���س��ورا

عر�سا لل�سقور يف مزرعة عني اجلوهرة

لرحلتني 1996م، ولوحتني عام باملغرب

1994 ع��ام��ي ال��ب��اك�����س��ت��ان يف لل�سيد

و1998م.

والعالقات الإع��الم اإدارة �ساركت فيما

النادي اإ�سدارات بالنادي بعر�ض العامة

ومركز �سلطان بن زايد للثقافة والإعالم

الأدب��ي��ة الإ����س���دارات ب��ني تنوعت ال��ت��ي

والرتاثية والفكرية، ودواوين ل�سعراء من

املجحققة، وال��دواوي��ن والكتب الإم���ارات،

الثقافية، والإم�����ارات ت���راث، وجم���الت

ال�سعر، بيت وجملة والع�سر، والإع��الم

بجناح ور�سان اإ�سطبالت �ساركت بينما

المعرض ضم ركن صور يروي سيرة ومسيرة

الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان »طيب اهلل

ثراه« ، بالتعاون مع محمد الخالدي المصور

الخاص للمغفور له

تعليم النا�صئة هدف من اأهداف م�صاركة نادي تراث الإمارات باملعر �ض

Page 10: turath_156

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

10

الشهر

البيئية البحوث وحدة وعر�ست متميز،

كالأطل�ض البيئية من الإ�سدارات العديد

البحري لإمارة اأبوظبي، بن�سختيه العربي

واللعبة البيئية، واللعبة والإجن��ل��ي��زي،

واملخ�س�سة اللم�ض �سا�سة على البيئية

ل���الأط���ف���ال، وخ�����س�����س��ت رك���ن���ا ل�����س��ور

الكامريا، وركنا بعد�سة بيئتنا م�سابقة

مل�سابقة اإبداع من النفايات.

وال�سباقات الأن�سطة اإدارة نظمت كما

النادي اهتمام ج�سد معر�سا البحرية

والرماية، والفرو�سية ال�سيد بريا�سات

مراكز لطالب تراثية ف��ق��رات وق��دم��ت

ال���ن���ادي ل��ل��ب��ن��ني وال���ب���ن���ات، وع��ر���س��ت

اأف���الم���ا ت��وث��ي��ق��ي��ة ل��الأن�����س��ط��ة، ووزع���ت

باأن�سطة تعريفية ومطبوعات ن�سرات

عمليات اإج����راء اإىل اإ���س��اف��ة الإدارة،

حني يف النادي، �سباب ع�سوية ت�سجيل

حممال البحرية ال�سباقات ق�سم عر�ض

امل�ستلزمات من وع��ددا �سراعيا، تراثيا

فاأعدت الرتاثية القرية البحرية، اأما

متكاملة تراثية لقرية منوذجا للجمهور

والبيوت احلرفيني دك��اك��ني م��ن تاألفت

القدمية كبيت العني، وبيت البحر والرب،

والركن ال�سعبي، واملقهى واحل�����س��رية،

القدمية، ال�سيد �سباك لعر�ض البحري

للجمهور ع��ر���ض ال��ذي ال��ط��وا���ض ورك��ن

واأدوات وطريقة املختلفة، اللوؤلوؤ اأن��واع

م�ساركة مع اللوؤلوؤ مبقايي�ض خا�سة، وزن

اأمهات امل�سغل الن�سائي بالقرية الرتاثية،

وتقدمي بال�سمحة الن�سائي امل�سغل ويف

ال�سيافة للجمهور يف بيت ال�سعر.

و�ساركت »قرية بوذيب للقدرة« مبجموعة

م��ن ال�����س��ور وع��رو���ض ال��ف��ي��دي��و لإب���راز

�سباقات جم��الت خمتلف يف ن�ساطاتها

لل�سراع الإم���ارات ومدر�سة الفرو�سية،

الأوبتم�ست وقوارب الدروع عر�ست التي

الكايت ريا�سة اأدوات وكذلك والليزر،

وال��ق��وارب امل��اء، على والتزلج ���س��ريف،

فيه �سورا ركنا عر�ست ووفرت الرملية،

لأن�����س��ط��ة وم�����س��ارك��ات امل��در���س��ة داخ��ل

وخارج الدولة

شاركت أمهات المشغل النسائي

بالقرية التراثية بعرض أنواع اللؤلؤ المختلفة وطريقة و أدوات وزنه

للجمهور

من جناح النادي يف معر�ض ال�صيد والفرو�صية

Page 11: turath_156

..وخالد بن �سلطان بن زايد اآل نهيان يزور املعر�ض

اأبوظبي - خالد ملكاوي

اآل زايد بن �سلطان بن خالد ال�سيخ زار

ال�سيد م��ع��ر���ض ال��ف��ائ��ت ال�سهر ن��ه��ي��ان

2012م« وجتول بني »اأبوظبي والفرو�سية

املتقدم بامل�ستوى اإعجابه مبديا اأجنحته

الذي و�سل اإليه املعر�ض.

املعر�ض، اأرج��اء يف خالد ال�سيخ وجت��ول

املحلية الأجنحة من ع��ددا �ساهد حيث

اأح��دث عر�ست التي امل�ساركة والعاملية

من �سرح اإىل وا�ستمع ال�سيد، اأ�سلحة

عدد من العار�سني حول منتجات املعر�ض

والتعرف على اأحدث البتكارات يف جمال

مب�ستوى م�����س��ي��دا وال��ف��رو���س��ي��ة، ال�سيد

ت��ن��ظ��ي��م امل��ع��ر���ض وب��ح��ج��م امل�����س��ارك��ات

عن �سموه واأع��رب املعرو�سات. وبنوعية

هذا ملثل الإم����ارات دول��ة لتنظيم فخره

للتقاء فر�سة ميثل ال��ذي املهم احل��دث

ال�سيد ب��ري��ا���س��ت��ي وامل��ع��ن��ي��ني امل��ه��ت��م��ني

والفرو�سية.

ك��م��ا جت���ول ���س��م��وه يف اأج��ن��ح��ة ع���دد من

تراث ن��ادي بينها من الثقافية، الهيئات

اأرك��ان خمتلف على ط��اف اإذ الإم���ارات،

اجلناح مبحتويات اإعجابه مبديا اجلناح

التي عر�ست خمتلف مفردات الرتاث يف

امل�ساركة اأهمية على موؤكدا احلي، �سكله

يف هذا احلدث الرتاثي الدويل الذي يعمل

على تعزيز مفاهيم احلفاظ على الرتاث،

ربطهم اأج����ل م��ن ال��ن��ا���س��ئ��ة اإىل ون��ق��ل��ه

العريقة. وتقاليدهم مبوروثهم

زايد بن �سلطان بن خالد ال�سيخ واأ�ساد

يوليه ال��ذي الكبري بالهتمام نهيان اآل

اآل زايد بن خليفة ال�سيخ ال�سمو �ساحب

للرتاث اهلل« »حفظه الدولة رئي�ض نهيان

الالحمدود والدعم جمالته خمتلف يف

�سموه، قبل من املعر�ض به يحظى ال��ذي

اأول للفريق املباركة باجلهود اأ�ساد كما

اآل نهيان ويل ال�سيخ حممد بن زايد �سمو

للقوات الأعلى القائد نائب اأبو ظبي عهد

عليه واحلفاظ ال��رتاث دع��م يف امل�سلحة

الوطن اأب��ن��اء وق��ل��وب نفو�ض يف وغر�سه

عملية يف الأ�سا�سية ال��رك��ي��زة باعتباره

ال��ب��ن��اء احل�������س���اري، وك���ذل���ك ب��اجل��ه��ود

راعي قبل من الدائمة واملتابعة املو�سولة

اآل زايد بن حمدان ال�سيخ �سمو املعر�ض

الغربية املنطقة يف احلاكم ممثل نهيان

رئي�ض نادي �سقاري الإمارات

Page 12: turath_156

عبق الليل، وكنا نخرج من

زقاق املدق، لنجل�س هناك

على مقعد من رخام، حتت ظل النا�صر

حممد، بني مق�صورة اخلارج، و�صبيل

حممد علي، روعة املكان يف الليل، وعلو

امل�صجد البهيج. كنت �صارد الذهن، وليل

املدينة الألفية يغمرين بفي�س من عطف

يج�صد ما فات ويحييه. فاجاأين حممد

عفيفي مطر ال�صاعر، وقد حت�ص�س �صعره

اخل�صن، الذى وخطه ال�صيب، كما يفعل

دائما: »هل تعرف؟ اأول مرة اأقول لك

هذه احلكاية، ولدتني اأمي يف احلقول،

ذهبت لتملأ جرتها من الرتعة البعيدة

»النعناعية« ففاجاأها طلق املخا�س،

وهي تغم�س اجلرة باملاء، فدخلت بني

اأعواد الذرة، ومن دون م�صاعدة من

اأحد اأخرجتني اإىل الدنيا وو�صعتني

يف حجرها وعادت اإيل م�صرعة، وعلى

�صاقيها كما قالت، تتحدر خيوط الدم،

حتت �صم�س ال�صيف القادح، ولعلمك

فاإنني من يومها واأنا اأحمل حلظة امليلد

هذه و�صما ج�صديا وروحيا ل يزول«.

»مكان لنف�صه يهم�س كاأنه حلظة. �صمت

بييني الطمي الييتييكييوييين اجلييامييع بييييوؤرة هييو

والنهر والدم«.

عاد ل�صمته، ثم �صمعته ين�صد ب�صوته الأليف:

تلب�ص ال�شم�ص قمي�ص الدم،

يف ركبتها جرح بعر�ص الريح

والأف�����ق ي��ن��اب��ي��ع م��ن دم م��ف��ت��وح��ة للطري

والنخل..

�شالم، �شالم هي حتى م�شرق النوم.

النبي، �صبط مئذنة الآذان من �صعد وحني

ودار حول املاآذن الألفية، اأدركنا اأن اللحظة

قد ولت، واأن النهار قادم، ومتنينا اأن يكون

هذا النهار على نحو اأف�صل.

�صحبة ووحدة

حكمة الأربييعييني، فوق ال�صنني، من �صحبته

يف اأوغلنا مييوؤجييل، كتاب يف م�صطورة ربييك

الزمن، فوحدنا ال�صكل من خارجنا وداخلنا،

وكنا نفكر يف ال�صيء يف زمن واحييد، ال�صعر

الكثيف اخل�صن، و�صمرة �صم�س القرى، وتلك

التي هدها املر�س املتوترة، امللمح احلادة

والقلب ب�صفرتها، تنوء والب�صرة القدمي،

والطقو�س احلييكييايييات ميين بف�صاء يحيط

وملمح الأيام واإرث اليتامى واأهل ال�صكك،

نتخيل حيث الكلم حلظات اأبلغ وال�صمت

اأكرث مما نقول!!

يبداأ املناو�صة، ونكون هناك، على مقهى قليل

من الأهمية، حيث يتوا�صع النا�س، وميعنون

الباقي من النادرة واللحظات مودتهم، يف

قلوبنا ويف بالرحيل، مهددة اأعمارنا من

معنى ملا نعيه ون�صرته!! يقول، واأنا م�صغ!

ع�صت عمري كله، وقلبي معلقا بني خمالب

طائر جارح حممود بال�صياحات يف الأعايل،

عيييليييوه فييييزع ورعييييييب، وانيييطيييلقيييات كييارثيية

احتمالت، كلما حط لي�صرتيح نفرته الده�صة

الأفق م�صالك وانفتحت املفاجئة بزياراتها

اأمام املعرفة املرة والغربة الف�صيحة.

حكايات، ميين ال�صمري يف مييا عليه اأقيي�ييس

واحييد، مكان من بالكاد جئنا اأننا واأذكيييره

وخرجنا بليل حيث مدينة ل تعرف الرحمة!!

كلما التي �صحكته وي�صحك بيديه، ي�صفق

ببقبقة تذكرين والتي ابت�صمت، تذكرتها

ينبوع، ويوا�صل: » للم�صريني وطن اآخر، ميوج

بالرموز واملعاين، ويحت�صد ب�صكانه ال�صفليني

العادة و�صرورات الفهم ربقة من املنفلتني

وم�صتقرات التعليل، هو وطن ال�صد واخليال

واحلرية، وهو وطن ال�صدفة العمياء، وجمال

ال�صر، وع�صوائية الأرزاق«. يلوذ بغيابه، واأنا

على اأفيق والدللة. املعنى يف بعيدا اأحييدق

يتهياأ دي، ا�صمع قائل: ركبتي، يف غمزته

لل�صعر، وقد حدق يف اأفق الليل. ومن ديوانه

»اأنت واحدها وهي اأع�صاوؤك انترثت«، يلقي:

�صمت من غا�صية الإ�صراق وجلل النوم احلي

فمن تذكر �صظايا النار الباردة وعروق املاء

محمد عفيفي مطر

�صعيد الكفراوي

شهادة عن البكاء في

زمن الضحك

�آخر

12الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

عبق

Page 13: turath_156

اإذ املنطفئة النجوم وملم�صة املتوهج

األوانها ويقظة الطفو على جريان تزدهر

الأحداث وعلم الن�صيان.

مل ي�صقط ال�صقر

غاب ن�صف ال�صهر الذي مي�صيه بالعا�صمة،

ول ح�س ل بعيد ميين غيييييابييه، قلق ناو�صني

وقتي على ح�صوره، اأ�صبط اأن اعتدت خرب،

من ر�صالة ول يجيب، اأحيييد ل وانيي�ييصييرافييه

اعتقلوه؟ باأنهم اأخربنا الييذي من قادمني.

جاءت جتريدة بالليل من مباحث اأمن الدولة

ال�صنوات تلك تذكرت القرية. من واأخذته

ال�صوداء الكريهة وقلت: جاء الدور على مطر.

ول قدماي، حفيت حتى عنه البحث بييداأت

اإجابة هنا اأو هناك، دلني �صديق طيب عادة

ما يعرف نتائج مثل هذه الأمييور، وقييال يل:

لظوغلي. يف الدولة اأميين مباحث يف مطر

حكى يل عفيفي بعد اأن خرج عن اإهاناتهم،

ج�صده، يف الكهرباء وعلقوا �صربوه، واأنهم

واأعطوه عقارا للهلو�صة كان ب�صببه يرى بنته

معتقل الليل، طييوال بالزنزانة معه الطفلة

يف زمييان من ي�صتقر �صفلي مكان لظوغلي

املعذبني، عتاة ويحتله املحرو�صة، م�صر

املتنا�صلني بدقة احل�صاب وال�صنني من بطن

ثورة يوليو غري املجيدة.

بعد ذلك عرفت اأنه انتقل ملعتقل »طرة«، كنت

اأعي�س حتت وطاأة اإح�صا�س اأن الأمور مل تتغري

اإىل ما ينبغي، و»طره« مثل لظوغلي، وكرامة

الإن�صان بينهما بل كرامة، فما بالك بكربياء

باب على كنت النهار اأول كييبييري؟! �صاعر

املعتقل. فكرت يف اأيام حرب اخلليج، وفكرت

يف موقف مطر منها، وانحيازه للعراق، كان

باأفكار موؤمنا وكييان العراقي، لل�صعب ميال

نظامه الذي جتاوز حدوده، ومل يقدر عواقبه!!

اأعطيت بطاقة ع�صوية احتاد الكتاب للحار�س

وا�صتدعاين ماأمور ال�صجن بعد اأن ظن اأنني

موفد من احتاد الكتاب.

حجرته، اإيل مطر عفيفي حممد ا�صتدعى

وعندما راآين اأ�صابه الهلع وتوقف على الباب

اأهل حلظة، كان يرتدي جلبابا مما يرتديه

القرى، بعد خروجه اأخربين، باأنه ظن اأنهم

اعتقلوين اأنا اأي�صا، كان احلزن والأمل يطوفان

على وجهه، وعينه ل ت�صتقر يف مكان.

اجلبهة من واملمتد املفتوح، اجلييرح روعني

حتى اأعلى الأنف املك�صور ب�صراوة وعداء، بدا

يل هذا اجلرح �صريرا على نحو مريع، وكنت

لقد للعار.. يا يييردد: �صوتا بداخلي اأ�صمع

عذبوه من غري رحمة!! حني خرج كتب �صعره:

ال�صلو يف املييوت ارتعا�س املييوت من »اأق�صى

الذبيح. كتابة �صلفت وهذا وقتها املقدور.

فاقراأ ما ترى اأو ل ترى من مع�صميك لكاحليك.

من يك�صط بالكيمياء التعذيب م�صتحدث

كلمك طينة للخلق كامللكوت ي�صطع.

واحل�صود املبهمات، واأنهر الدم، وامللوك على

الأرائك يتكئ اجللد منتظرا �صقوط ال�صقر«.

عفيفي وال�صايغ

متاهة، مثل الييدييين �صلح قلعة الليل، يف

زمن، على �صاهد الألباين اجلبار وم�صجد

وميييتييطييي قييميية اجلييبييل والييظييلييميية يف الأزقييية

واحليييارات، وحتييت العمائر، وبييني الأ�ييصييوار،

الهائمة والأرواح وللبلى لييلييزميين ميينييازل

الكتاب احتيياد ومبنى اأجداثها، عن تبحث

لل�صعر طراز مملوكي عليه �صلم اهلل ماأوى

واليي�ييصييعييراء، هييم هيينييا بييني اجلييبييل، وجييامييع

�صاعر ال�صايغ البديع، حبيب با�صا �صليمان

من الوطن، �صاعر له جمازاته وف�صاء �صعره

للأدب، مماهيا وم�صريه مل�صريه، مماهيا

يتخيل دائما الفردو�س ق�صيدة من ال�صعر .

ينتمى ملدر�صة ينتمى لها حممد عفيفي مطر،

معانيه، جتديد عرب ال�صعر بتجديد توؤمن

وتوؤمن اأن حتول ف�صاء الق�صائد اإىل احلداثة

احلقيقية يتم عرب الوزن والإيقاع، وعرب اللغة

عن وتعرب خييا�ييس، عمق على تنطوي التي

الوجود وامل�صري!!

ال�صايغ على ال�صالة، وحبيب واأنييا يف مطر

املن�صة يرتل �صعره بحما�صة العا�صق، املوؤمن

وال�صحراء عا�صمة العامل، اللغة �صقف باأن

على �صوؤال مطروح واملييوت وب�صتانها، الدنيا

ذروة يف ال�صبيات ج�صد والع�صق الييزميين،

ازدهاره، والزمن حم�س �صوق يزين له وجع

ال�صعر، حني برزخ اإىل ال�صعود العمر حتى

انتهى �صمعت مطر يهتف لنف�صه: اأح�صنت.

باأجمل ال�صايغ ودعيييه عفيفي رحييل حييني

الكلم، واأجل الأحزان، ومبا يليق ب�صاعرين

ي�صبه كل منهما الآخر.

�صاللة النور

اآخر اأيامه ذهبت به اإىل طبيب متخ�ص�س،

اأخربين الطبيب بتاأخر حالته، من عليه دورة

اأخييربين بييه، اأبييح امليييوت؟ �صرتت �صري ومل

عفيفي �صاحكا: اأنا هاروح يا كفراوى، وابت�صم

مبرارة من يدرك اخلواتيم، تفكرت اأن حممد

عفيفي مطر من �صللة النور التي ظلت جن�صا

واملعرفة بالإبداع م�صر ربييوع مييلأت عجيبا

والثقافة واخللق الرفيع ومقاومة الظاملني.

بعد �صبعة اأيام رحل حممد عفيفي مطر.

وحني كنا نواريه الرتاب، يف مقربة بنيت على

ع�صقه، الييذي م�صر ريييف يف بقريته عجل

وكتب عنه ملحمته، وحني كنت اأحمل ج�صده

مع بع�س اأهله دخلت معه القرب واأودعته اأمانة

ي�صيح: اأحييدهييم و�صمعت واخلييلييود، للرمل

الدوام هلل.. والزمن عابر لأعمارنا.

واأنا �صحت ب�صوت �صمعته اآخر اجلنازة.

ورحمة الليل عليك يا مطر.. رحمة اهلل عليك

يا رجل يا جميل.

تلويحة وداع

يف تلويحة وداعه، وقبل اأن يرحل بقليل كتب:

»حياتي مغ�صولة بعرقي، ولقمتي من ع�صارة

يف بابا اأغلق مل ا�صتحقاقي وكييرمي كدحي

اأحد، يد من �صيئا اأختطف ومل اأحييد، وجه

اأو ف�صاد.. اأو ظلم اأكن عونا على كذب ومل

اللهم فا�صهد

Page 14: turath_156

الصايغ: المؤتمر سعي جاد نحو توثيق منجز األدب العربي على

خارطة اإلرث الثقافي العالمي

ال�صايغ والدرمكي واآغا خالل امل�ؤمتر ال�صحايف

اأبوظبي – تراث

اأعلن مركز �شلطان بن زايد للثقافة والإعالم عن تد�شينه ملوؤمتر دويل جامع حول »الأدب

العربي والعامل«، ينعقد كل عامني بهدف مناق�شة جوانب اخللل الكامن يف »التلقي

العربي« على عدة �شعد اأبرزها اأزمات القراءة والرتجمة.

يناق�ش خلل التلقي واأزمات القراءة والرتجمة

»األدب العربي والعالم«..مؤتمر نوعي يرعاه مركز سلطان للثقافة واإلعالم

واأعلن حبيب يو�صف ال�صايغ، مدير عام مركز

�صلطان بن زايد للثقافة والإعالم، خالل املوؤمتر

اأبوظبي املركز يف انعقد مبقر الذي ال�صحفي

نع�صان ريا�ض الدكتور بح�صور الغر�ض، لهذا

زاي��د ب��ن �صلطان ال�صيخ �صمو م�صت�صار اآغ���ا،

واملقطنيات املتاحف وح��دة ورئي�ض نهيان اآل

يف م��رك��ز زاي���د ل��ل��درا���ص��ات و ال��ب��ح��وث جمعة

الدرمكي، ولفيف من املثقفني واملهتمني بال�صاأن

الثقايف، عن انطالق الدورة الأوىل من املوؤمتر

يف العا�صر من �صهر دي�صمرب املقبل، وملدة يومني،

اأبوظبي.يف بالعا�صمة الحت��اد اأب���راج بفندق

م�صتهل املوؤمتر، نقل ال�صايغ حتيات �صمو ال�صيخ

�صلطان بن زايد اآل نهيان ممثل �صاحب ال�صمو

وم�صاندة دعم مثمنا للح�صور، الدولة رئي�ض

والفكرية الثقافية والأن�صطة للفعاليات �صموه

والإع��الم��ي��ة ال��رائ��دة وامل��م��ي��زة ال��ت��ي يرعاها

املركز، والتي مل تقت�صر على ال�صاأن املحلي بل

العربية، والثقافة الفكر ق�صايا احت�صنت

اأهم من كواحد حا�صرا املركز ا�صم فجعلت

الثقافية والبحثية حمليا وعربيا. املراكز

وقال ال�صايغ: من خالل جهود املركز البحثية

ت�صدير واآل��ي��ات ح��رك��ة يف ت��راج��ع��ا ر�صدنا

اإىل دفعنا ما وهو العامل، اإىل العربي الأدب

تد�صني هذا املوؤمتر على اأمل حتريك ال�صاكن

جوانبها كافة وبحث الق�صية مناق�صة عرب

اخللل هذا بعالج كفيلة بتو�صيات واخل��روج

الثقافية التبعية اأو العربي التلقي يف الكامن

المرصد

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

14

Page 15: turath_156

التي األزمنا بها اأنف�صنا دون مربر.

وذكر ال�صايغ يف كلمته بعراقة الأدب العربي،

اإلهام لعدد لف��ت من اأن��ه ك��ان م�صدر م��وؤك��دا

اأطروحاتهم يف انطلقوا الغربيني، الكتاب

مم���ا ق��دم��ه ال���ع���رب م���ن اب��ت��ك��ار يف جم��ال

باخليال اخل�صب الأدب��ي واإ�صهامهم اللغة

واحلكم. والطقو�ض

توثيق اإىل ي�صعى املوؤمتر اأن ال�صايغ واأ�صاف

منجز الأدب العربي على خارطة الإرث الثقايف

العاملي، لإعادة اعتباره املفقود اأو املغيب.

ا�صرتاتيجية يعك�ض املوؤمتر اأن ال�صايغ، واأك��د

دولة الإمارات بقيادة �صاحب ال�صمو خليفة بن

زايد اآل نهيان رئي�ض الدولة، حفظه اهلل، التي

تنظر اإىل الثقافة باعتبارها مف�صال اأ�صيال من

مفا�صل حركة التنمية، وهي ا�صتكمال ملجموعة

من املبادرات التي جنحت يف عهد �صموه يف ربط

الثقافة بالتنمية ارتباطا وثيقا ع�صويا واأ�صيال.

على يحر�ض �صوف املوؤمتر اإن ال�صايغ وق��ال

م�صاركة كافة الأطياف املكونة لالأدب العربي،

من كتاب وروائيني وباحثني ونا�صرين ومفكرين

ونقاد، وكذلك م�صاركة ممثلني نوعيني لالآخر

اأو عالقته بنا الذي نتحرى درا�صة عالقتنا به

والنا�صرين وال�صحافيني والكتاب الأدب��اء من

الأجانب، مع الرتيكو على ح�صور اإعالمي وا�صع

خالل م��ن والعاملي العربي ال�صعيدين على

جمموعة ال�صركات الراعية للموؤمتر.

حتديات ما بعد احلداثة

من الأوىل ال���دورة اإن حم��اور ال�صايغ وق���ال

ع�صر احل���ادي يف تنعقد �صوف التي امل��وؤمت��ر

املقبل، �صوف حتظى بطابع �صبتمرب من �صهر

من جمموعة احل�صور يناق�ض اإذ تاأ�صي�صي،

اأم���ام »الأدب مقدمتها يف ال��ه��ام��ة امل��ح��اور

على لالإجابة حماولة يف الع�صر«، حت��دي��ات

الثقافة فى موقعه الأدب ي�صمن كيف ت�صاوؤل

الثقايف وال�صتهالك العوملة ظل يف اجلديدة

الإن�صان ويجرد القيم نظام على يطغى الذي

من هويته الذاتية ويعيد ت�صكيل ذاكرته، وكيف

يواجه الأدب هذه الهجمة امل�صادة التي ت�صمى

»ثقافة ما بعد احلداثة«.

اأزمة القراءة

ال��ق��راءة« يف ظل امل��وؤمت��ر»اأزم��ة يناق�ض كما

ال��رتاج��ع ال��ع��امل��ي ل��ل��ق��راءة لأ���ص��ب��اب ك��ث��رة،

القارئ. �صخ�صية يطم�ض �صلبيا واقعا تخلق

ت�صغل ب��ات��ت الأزم���ة ه��ذه اإن ال�صايغ وق���ال

ال��ب��ح��ث عن ف��ى وامل��ف��ك��ري��ن ال��ع��ل��م��اء بع�ض

والكتاب القراءة جمهور بني امل�صاحلة �صبل

وميوله، القارئ هوية وا�صتي�صاح ومبدعيه،

اإن ب��ارت« »رولن مقولة ظل ففي واأ���ص��اف:

القارئ مبدع. فقد اأ�صبح الت�صاوؤل كيف ميكن

اإعادة الطابع الإبداعي اإىل القراءة؟

وتت�صمن الدورة الأوىل من املوؤمتر عدة حماور

م��راآة يف العربي الأدب »���ص��ورة ه��ي اأخ���رى

العامل«، وحماولة الإجابة عن كيفية جمموعة

من الت�صاوؤلت عن كيفية قراءة الغرب لالأدب

تفلح مدى اأي واإىل عنه، يعرف وما العربي

الرتجمات الرائجة فى ت�صدير �صورة حقيقية

للقارئ الغربي عن الأدب العربي؟ وهل يالحظ

الغربي طابعا غرائبيا »اكزوتيكيا« يف القارئ

تن�صره ما ويف العربي الأدب من يرتجم ما

دور الن�صر الغربية؟ وكيف ميكننا الكالم عن

عاملية الأدب؟

ر�صد املثاقفة الكونية

بدوره اأكد الدكتور ريا�ض نع�صان اآغا، م�صت�صار

رئي�ض نهيان اآل زايد بن �صلطان ال�صيخ �صمو

مركز �صلطان بن زايد للثقافة والإعالم ثقته

القفزة بهذه و�صعادته ومنظميه، املوؤمتر يف

اإىل م�صرا العاملية، نحو للمركز النوعية

التحقق ورمبا التوهم من نوعا يكون قد اأنه

وج��ود فامل�صهور العربي، الأدب عاملية م��ن

اإ�صكاليات حول جتني�ض الإبداع.

ه��و حجم الأخ��ط��ر املو�صوع اأن اآغ��ا واأ���ص��اف

وهذا ر�صد، اإىل حتتاج التي الكونية املثاقفة

ما ل ميكن اأن يقوم به اإل مركز ميتلك القدرة

بن �صلطان مركز اأن اإىل م�صرا والب�صرة،

زايد للثقافة والإعالم موؤهل للقيام بهذا الدور،

م�صرا اإىل اأنه -من خالل جتربته وما ا�صطلع

ان�صباط ع��دم ل��ه تبني ت��رج��م��ات- م��ن عليه

الرتجمة ب�صبب التداخل ال�صيا�صي الثقايف، لفتا

اإىل �صرورة اأهمية توا�صلنا مع الآخر، معربا عن

وتلم�ض تقريب يف املوؤمتر ي�صاهم اأن يف اأمله

دائرة يف احلقيقي اأو الوهمي الت�صاع مدى

متابعة اأهمية على م�صددا العاملية، الثقافة

فر�صة امل��وؤمت��ر اأن واأ���ص��اف التثقف، ح��ال��ة

ي�صب مما لالإفادة الإم���ارات واأدب��اء لكتاب

حوار وهو األ الأعظم، امل�صمون م�صلحة يف

الثقافات واحل�صارات.

ح�صور نوعي

املوؤمتر يف دورته امل�صاركني يف تت�صمن قائمة

ع��زت الغيطاين، ج��م��ال م�صر م��ن الأوىل،

اأب��و �صرين الأ���ص��واين، ع��الء ال��ق��م��ح��اوي،

رم�صان، عبداملنعم �صالم، رفعت النجا،

الطحاوي. مرال

ومن اليمن اأحمد زين، وجدي الأهدل، ومن

خليفة، خالد يزبك، �صمر اأدوني�ض، �صوريا

بي�صون، عبا�ض لبنان ومن ال�صمان، غ��ادة

جمانة حداد، حنان ال�صيخ، عبده وازن، هدى

بركات، ومن ال�صعودية �صعد البازعي، معجب

احلبيب تون�ض ومن عامل، رجاء الزهراين،

ال�صاملي، حممد الغزي، عبدالوهاب املوؤدب،

الأعرج، ب�صر مفتي، ومن اجلزائر وا�صيني

ومن البحرين اأمني �صالح، قا�صم حداد، ومن

العثمان، ليلى ال�صريع، عبدالعزيز الكويت

الرحبي، �صيف عمان ومن الرفاعي، طالب

ومن فل�صطني غ�صان زقطان، حزامة حبايب،

ومن العراق �صنان اأنطون، �صموئيل �صمعون،

اأنعام كجه جي، �صوقي عبد الأمر، ومن ليبيا

الأردن ومن مطر، ه�صام الكوين، اإبراهيم

املغرب ومن فركوح، اإليا�ض �صالح، فخري

ب��رادة، حممد جنمي، ح�صن بني�ض، حممد

عبداللطيف اللعبي

آغا: المثاقفة الكونية في حاجة إلى رصد

و»مركز سلطان« مؤهل لذلك بما يمتلك من

قدرة وبصيرة

األدب العربي كان منبع إلهام للعالم

وتبعيتنا الثقافية الراهنة ال مبرر لها

Page 16: turath_156

ال�ضايغ م�ضتعر�ضا فعاليات االفتتاح

�أبوظبي - حنان �شافعي

باأفق جديد د�سن احتاد الكتاب والأدباء الإماراتيني مو�سمه الثقايف اجلديد 2012 - 2013 يف احتفالية

مميزة لفتت اإليها الأنظار باأجواء خرجت عن التقليدية والرتابة حيث ا�ستقبل مقر فرع الحتاد بالعا�سمة

اأبوظبي اأع�ساء و�سيوف الحتفال و�سط مناخ متتزج فيه اأ�سكال الإبداع بني مو�سيقى وفن ت�سكيلي وقراءة.

حتت عنوان »عام الرواية الإماراتية«

اتحاد الكتاب في أبوظبي يدشن موسمه الثقافي الجديد

ت��ف��ا���ص��ي��ل احل��ف��ل ك��ان��ت مب��ث��اب��ة م��ق��دم��ة ملا

تو�صيله املو�صم اجلديد القائمون على يرغب

للتجديد، متحم�صة اأف���ك���ار م��ن للجمهور

تبادل على يقوم اإيجابي فعل ل��رد وانتظار

ثقافية بيئة خللق املخل�ص والتفاعل املعرفة

اأث��ب��ت��ت دول����ة ك��ت��اب ب��احت��اد ت��ل��ي��ق حقيقية

فرع يف خ�صو�صا املنطقة دول بني جدارتها

اجلميع لها يتنباأ التي بالعا�صمة الإحت���اد

ب�صعود مبهر خالل �صنوات قليلة قادمة.

ال�صاعر حبيب اأكد عليه بال�صبط ما وهذا هو

اأمام كلمته يف الإدارة جمل�ص رئي�ص ال�صايغ،

ال�صيوف حيث قال »..اليوم، اأ�صبح يف اإمكاننا

ح��ذف ح��رف اجل���ر« م��ن م��ن ال��ع��ب��ارة التالية

اأن�صط اجلمعيات :»احت��اد كتاب الإم��ارات من

ذات النفع العام يف البالد» لت�صبح »احتاد كتاب

الإمارات اأن�صط اجلمعيات ذات النفع العام يف

البالد« م�صريا اإىل املكانة التي ي�صغلها الحتاد

منذ بداية اإنطالقه والدور الذي يلعبه على �صاحة

لي�صبح الإم���ارات يف واملعريف الثقايف امل�صهد

واجهة اأ�صا�صية للمجتمع ولعبا مهما لي�ص فقط

اأي�صا على ال�صعيد على ال�صعيد املحلي ولكن

الإقليمي، اإذ عرب ال�صايغ عن طموح الحتاد يف

اأن يكون الأن�صط من بني احتادات الكتاب العرب

جميعا، وهو اإن دل فاإمنا يدل على موجة جديدة

خالل الفعال والتواجد الثقافية الأن�صطة من

الأيام القادمة ت�صمن عدم اعرتاف هذا الكيان

الإماراتي العربي بحرف اجلر »من« وا�صتبداله

باأفعل التف�صيل »اأف�صل« على حد قوله.

واإذا كان الطموح قد ظهر جليا يف كلمة ال�صايغ

فاإنه مل ين�ص اأي�صا التاأكيد على املتالزمة الأهم

المرصد

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

16

Page 17: turath_156

للطموح وهي امل�صوؤولية، حيث لفت اإىل اأنه لن

على القائمني م��ن تق�صري اأي��ة ع��ن يتغا�صى

اإدارة الإحتاد، كما لن يقبل اأية اأعذار مبا فيها

العذر املتكرر واخلا�ص بنق�ص الدعم من قبل

اجلهات املعنية، مربرا ذلك باأن ن�صاط الحتاد

يف بالفعل و�صعه قد املا�صية ال�صنوات خالل

الواجهة وبالتايل مل تعد هناك فر�صة للرتاجع

على للح�صول بال�صعي وعد كما التق�صري، اأو

مزيد من الدعم لتفعيل اأن�صطة الن�صر وكذلك

التو�صع املتمثل يف اإفتتاح املقر اجلديد لالإحتاد

يف منطقة مع�صكر اآل نهيان يف اأبوظبي، اإ�صافة

اأمام املواهب الإماراتية اإىل فتح كافة الأبواب

طريق اأول على اأق��دام��ه��ا ت�صع لكي ال�صابة

التحقق مبا يليق باجلهود الإجتماعية والثقافية

املبذولة على م�صتوى الإمارة والدولة.

بداية جديدة

األقاها التي الكلمة عنوان العبارة تلك كانت

ال�صاعر والت�صكيلي الإماراتي، حممد املزروعي

فرع اأن�صطة على الإ���ص��راف مهام ت��وىل ال��ذي

م�صتهل وق��د حر�ص يف اأب��وظ��ب��ي. الإحت���اد يف

ممن ال�صابقني بف�صل الع���رتاف على كلمته

البداية �صعار عن نافيا قبله من الإدارة تولوا

نف�صه الوقت يف لكنه الإق�صاء تهمة اجلديدة

م�صى عما �صراحة، احل��دي��ث، عن ي��رتدد مل

من فتور يف دور اإحتاد الكتاب كموؤ�ص�صة ثقافية

ولي�ص وم��وؤث��رة فاعلة تكون اأن املفرت�ص م��ن

فقط م�صتهلكة ملا يتم تكراره من اآليات. وركز

اأبوظبي كعا�صمة ومدينة املزروعي على مكانة

�صاعدة يف املنطقة العربية وما ينبغي اأن تلعبه

يف دور من والتنموي الفني والتفاعل الثقافة

هذا ال�صعود م�صريا اإىل تعدد املواهب بني اأبناء

الإمارات وحاجتها اإىل اإدارة واعية ل�صتثمارها

كتاب احت���اد اجل��دي��د يف ق��ال:»ه��دف��ن��ا حيث

واأدباء الإمارات – فرع اأبوظبي، هو الإتكاء على

نحن ما هو فهذا التفاعلية، التنموية الثقافة

يف الثقافية موؤ�ص�صاتنا تعاين اإذ اإليه، بحاجة

ن�صب كثرية يف طرق عملها من عدم الإهتمام

بذلك، خ�صو�صا يف وقت اأ�صبحت فيه املوؤ�ص�صة

مبا بها، طالا وكثري الأوج��ه، متعددة التعليمية

يعني اأنهم بحاجة اإىل موؤ�ص�صات ثقافية موجهة

يف متما�صكة ثقافية موؤ�ص�صات عملي، ب�صكل

ل التنموية وا�صرتاتيجيتها الإداري عملها

الحتفالية فقط«.

كما دعا اإىل الإهتمام باملواهب ال�صابة يف الكتابة

ملجرد لهم الن�صر وعدم اخل�صو�ص وجه على

الن�صر اإمنا احلر�ص على »التقييم« و »التثقيف«

حتى يقفون على اأر�ص �صلبة ويتعلمون �صرورة

ميثل ما وه��و اأنف�صهم تطوير على ال�صتغال

يف الثقافية املمار�صات من لكثري لذع��ا نقدا

الدولة لكنه ياأتي من باب ال�صفافية والرغبة يف

تاأ�صيل وتنمية امل�صهد الثقايف الإماراتي ب�صورة

حقيقية وبعيدة عن »التزييف« على حد قوله.

تنوع

الكتابة م��واه��ب امل���زروع���ي خ�����ص ح��ني ويف

عنوان حت��ت املو�صم ه��ذا واأع��ل��ن بالهتمام،

لالإمارات اأن باعتبار الإماراتية« الرواية »عام

ر�صيدا جيدا فيها »حوايل �صبعني رواية«، فاإنه

عمل لور�ص خطة عن نف�صه الوقت يف اأعلن

متنوعة ومتعددة يف املجالت الكتابية والفنية،

على املبنية الفنية املعار�ص �صنقيم وق���ال:»

بني تن�صيطية اأف��ك��ار �صمن امل�صبق التجهيز

بتن�صيط« �صنقوم كما عامة. والفنانني الكتاب

�صينمائية، عرو�ص وعمل الواحد، اليوم ندوة

الثقافية ب��امل��وؤ���ص�����ص��ات للتعريف واأم�����ص��ي��ات

الإماراتية، بغر�ص الدعاية لدورها الجتماعي

والتعريف الدوري بها خدمة للجميع، و�صيكون

مع م�صرتكا اأن�صطتنا م��ن ب��ه ب��اأ���ص ل ج��زء

التعاون �صرورة اإىل »م�صريا اأخرى موؤ�ص�صات

من ال�صلة ذات الدولة موؤ�ص�صات بني الواعي

اأجل حتقيق الهدف الأكرب وهو رعاية الأجيال

التاريخ �صناعة ت��ت��وىل ���ص��وف ال��ت��ي ال��ق��ادم��ة

الإماراتي«.

اأدب اإماراتي بلغات اأخرى

�صرورة اإىل امل��زروع��ي لفت اآخ��ر جانب من

باللغات املكتوب الإماراتي ب��الأدب الإهتمام

املتعددة الأ�صباب يعلم »كلنا الأخ��رى، قائال

التي اأدت اإىل جعل بع�ص الكتاب يكتبون بلغات

اأخرى، ونحن ومع اأهمية اللغة العربية، نوؤمن

تعترب تعريفها من كبري ج��زء يف اللغة ب��اأن

وعاء حليوات ودللت، وعلينا اأن نهتم بكتاابنا

يف اللغات الأخرى، ن�صاطا وترجمة اأي�صا«،

ا�ستقطاب كوادر ثقافية اإماراتية

ولعل من موؤ�صرات التنوع خالل املو�صم اجلديد

لأن�صطة اإحتاد الكتاب ا�صتقطابه لكوادر ثقافية

املخرج مثل الكتابة حقل عن بعيدا اإماراتية

واملعروف اجلناحي نواف املوهوب، الإماراتي

بن�صاطه ال�صينمائي داخل وخارج دولة الإمارات

خ�صو�صا بعد جناح فيلمه الأخري »ظل البحر«،

كذلك طلت خالل احلفل وجوه جديدة لفنانني

عن ف�صال ونقاد، مو�صيقى وعازيف ت�صكيليني

»جماعة واأع�صاء الكتاب من الإحتاد اأع�صاء

الأدب« التي تلتقي مبقر الحتاد باأبوظبي لتقيم

مناق�صات وندوات اأدبية واأحيانا فنية

بااللتفات مطالبة إلى األدب اإلماراتي

باللغات المكتوب األخرى

حبيب ال�ضايغحممد املزروعي

Page 18: turath_156

اإحدى لوحات الدوري امل�ستوحاة من الكتاب

اأبوظبي – ال�شيماء خالد

اجلديد، الثقايف مو�سمه �سمن

الإمارات واأدباء كتاب احتاد ا�ست�ساف

املهند�س الفائت، ال�سهر اأبوظبي، فرع

طه الدكتور والفنان والأكادميي

اأم�سية بعنوان »قراءة يف الدوري يف

والروحانيات والأ�سطورة العمارة كتاب

الذي الكتاب وهو ليثابي«، وليم ملوؤلفه

اأخريا �سمن الدوري و�سدر ترجمه

ال�سياحة لهيئة التابع »كلمة« م�سروع

اأبوظبي. يف والثقافة

كي يحلق اجلمال

على الروح كن�سمة

العمارة واألسطورة

والروحانياتأولى أمسيات اتحاد الكتاب في أبوظبي

المرصد

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

18

Page 19: turath_156

حكاية تفا�صيل ب�صرد �أم�صيته �ل��دوري ��صتهل

�صنو�ت، ع�صر م��ن لأك��ر ��صتمر �ل��ذي بحثه

مفت�صا عن ن�صخة من كتاب »ليثابي« يف مكتبات

بن�صلفانيا ونيويورك وو��صنطن، مدفوعا ب�صغفه

مبا خلفه هذ� �لكاتب �لذي يعد قامة عالية يف

تطور �لعمارة �لإجنليزية من خالل ��صهاماته يف

نظرية �لعمارة و�أفكارها.

اأ�سل الكينونة

وقال �لدوري: يرى ليثابي يف كتابه �أن �لعمارة ل

ت�صتقيم دون �لفل�صفة، وحتتاج لها حاجة �لإن�صان

في�ض لتخلق ل��ل��روح �جل�صد وح��اج��ة للهوية

�لآخر خماطبة عن ناهيك و�لإب���د�ع، �حليوية

عموما، ولي�ض مبا هو ماألوف �صرورة، و�أ�صاف:

ي�صتنري ت�صكيلي ف��ن ر�أي����ه- يف – ف��ال��ع��م��ارة

باملجرد و�لروحاين وق�ص�ض �لأ�صاطري و�لوجود

�لإن�صاين، وي�صتحيل دونه خدمة متو��صعة للجهل

و�مل��ادة، فبينما ماآل �لعمارة يف ت�صميم �ملكان

فاإن �ملجتمع، وقلب �لأر���ض �أدمي يف مغرو�صة

من�صاأها حملق يف ف�صاء �لفكر �ملجرد، وهو ما

يعتربه ليثابي فنا له ما لأعظم �لفنون و�أغناها

من �صمات �حلرية و�لده�صة.

بهذ� �لطرح يرى ليثابي �أن تلك �لفكرة ��صتقرت

�لأزل، منذ �لعام �ملعماري �لفكر ج��ذور عند

حيث �لذكر، �صابقة �ملتاأ�صلة، �لعالقة فيطرح

�لفكر �ملعماري �أ�صل �لكينونة للبناء و�صره فيه

�لفرق ح يو�ص هنا �جل�صد. يف �ل��روح �صر كما

هما ب��ر�أي��ه �إذ و�ل��ع��م��ارة، �لبناء بني �ل�صا�صع

�أم��ر�ن منف�صالن متاما و�إن تد�خال يف �ملكان

و�لزمان، فالعمارة فكرة تتج�صد بناء وحتيا بها

�لثقافات و�لأمم، وبالأخ�ض و�لأهم، �لذكريات،

ح�صارة لأي��ة �جلمعية �ل��ذ�ك��رة ت�صتقيم ف��ال

و�ل�صماء �لأر���ض بني تن�صج �لتي عمارتها بال

ق�ص�صا، وتر�كمات ثرية بالإلهام، ومثقلة بكافة

�لحتمالت.

ومكنون �لعمارة – و�لكالم لليثابي- يبقى دوما

ثابتة حقائق �أب��د� يكون ول �لإحتمالت، رهن

منا�صبة - مبنى �أي - �ملبنى قاطعة، جامدة

بني �ل��ي��وم يكون وم��ا ك��ان م��ا ولت�صور للتاأمل

�أو ي��وم، بال يقني ج��در�ن��ه، وم��ا قد يكون ذ�ت

جزم، وتبقى �لعمارة هي �لفكرة �لتي ت�صوغ تلك

�لإحتمالت و�إن بقيت �إىل ما �صاء �هلل كما هي:

�إحتمالت تلهب �خليال وتنع�ض �لذ�كرة، وتغذي

�حلنني �ىل �لذكريات.

�ل��دوري: وبالرغم من �نحد�ر ليثابي من وقال

و�ملنتجات �لأث���اث ت�صميم بني حرفية خلفية

�أظهر �أن��ه �إل للمباين، بالإ�صافة �ل�صناعية

�هتماما مبكر� برتميم �ملباين �لقدمية، و�نت�صب

منذ بدء حياته �ملهنية �إىل جمعية »حماية �ملباين

�لتاريخية« حيث تخطت فل�صفة �لرتميم حدود

�لإ�صالح �إىل �آفاق من �لإرتقاء باملباين �لقدمية

�ىل حال تفوق ما كانت عليه يف �أوج حد�ثتها.

بالرتميم �له��ت��م��ام ه���ذ� �أن �ل����دوري وي���رى

�لعمارة علوم يف �ل�صاملة ليثابي در�ي��ة ي��ربر

يف �صاب من ينتظر ما فاقت �لتي و�لت�صميم

مطلع �لثالثني من عمره، حني كتب كتابه هذ�،

�إل �أنه يرى �أن �صمول �ملو�صوع وطموحه �لبارع،

مل يخفيا حمدودية �مل�صادر وميل �لعمل للتكهن

يف �لتعبريو�لإبد�ع �لأدبي فوق ما فيه من بحث

�أكادميي باملفهوم �لتقليدي، بيد �أنه يبقى ميز�

و�صباقا بقدر مذهل على حد تعبري �لدوري.

الهرم الذهبي.. و»حزقيال«

وك�صف �ل��دوري يف حما�صرته عن �صر �ختياره

لرتجمة بنف�صه ر�صمها �لتي �ل��غ��الف للوحة

�لرموز �أح��د �ل��ه��رم �أن �إىل م�صري� �لكتاب،

ب��امل��وت، �حل��ي��اة عندها تلتقي �ل��ت��ي �لقليلة

و�أ�صاف: فاملفهوم �لفرعوين للهرم كقرب ل يكاد

يالم�ض �صطح �ملعنى �لكوزمولوجي »علم �لكون

مو�صع يبقى �ل��ذي �ل�صكل، لهذ� �لفيزيائي«

�لفر�غية قدر�ته حيث من تنتهي ل در����ص��ات

تكوينه بالإ�صافة جلمال �ملحيط، على وتاأثريه

باجلبل �أحيانا �رتبط وق��د �لب�صري، وتفرده

�ل�صماء عن �لأر���ض يف �لأ�صطوري �لذي ف�صل

بع�ض �أ�صاطري �ل�صعوب عن �أ�صل تكوين عاملنا.

تو�صح ما وجده ور �ل��دوري عدة �ص و��صتعر�ض

ليثابي عن �لبد�يات، حني تكلم مثال عن طقو�ض

حركة �لم��رب�ط��ور يف �ل�صني د�خ��ل ما يعرف

مب�صقطها كانت حيث وبنائها، �لتميز بقاعة

م��ع حركة �مل��رب��ع جم��ال يتحرك فيه �حل��اك��م

�ل�صم�ض د�خل تلك �لقاعات ذ�ت �لأربع بو�بات،

�لرئي�صية يف خطو�ت تو�جه �جلهات �حتفالية

�جلزئية و�لتق�صيمات �ل�صهور تعاقب ت���ردد

للزمن، حيث ي�صرح �لزمن باعتباره جتزئة تقرب

�لأبدية من �لإدر�ك �لإن�صاين �ملحدود بطبيعته

يف �حلال فكما و�لنهايات، �لبد�يات مبفاهيم

ندركها، زمنية وح���د�ت �إىل �لأب��دي��ة �ج��ت��ز�ء

ون�صميها �صنو�ت و�صهور و�أيام و�صاعات ودقائق

�لتعبري عن �ملباين �لأوىل-عند وث��و�ن، هدفت

م�صتقره يف �ملعبود متثيل �إىل �لديني- �ملغزى

�ل�صماوي �أو �لأر�صي �أو بالإجمال �لكوين، بح�صب

ما �صاد يف زمن �أو مكان من معتقد �أو فكر.

كتابه: يف ليثابي يقول �لتو�صيح، من وملزيد

قبل �جلهات �لأربع �صمة »ماز�ل توجيه �ملعابد

حزقيال �لنبي فروؤية و�مل��ك��ان، للزمان عابرة

Ezekiel يف �لعهد �لقدمي للمدينة �ملثالية، وهي �أب��و�ب على كل �صلع، ل بثالثة �مل�صقط مربعة

تختلف يف خطوطها �لعري�صة عن مدينة بكني

هي وكذلك ماركوبولو، و�صفها كما �ل�صينية

عاملية �صمات وه���ذه ب��ورم��ا، مركز يف �حل���ال

��صتمرت وتدرجت و�ت�صعت، فالبد�ية دوما من

�ليوم يبد�أ حيث ك��وين نامو�ض وه��ذ� � �ل�صرق

ع��دد� �ملربع من �صلع كل وي��اأخ��ذ بال�صروق-

يكون �لغالب ثالثة كي �لأب��و�ب، يف فرديا من

للتكوين مركز كان فيه �لباب �لأو�صط بابا ملكيا

يف �لبد�ية، تطور لحقا �إىل باب ر�صمي يدخله

طه الدوري

الفرق شاسع بين البناء والعمارة .. فهما أمران

منفصالن تماما وإن تداخال في المكان

والزمان

Page 20: turath_156

�صاحب �ل�صاأن �صو�ء كان حاكما �أو رجل دين �أو

�أو ديني �حتفال �صخ�صية حمورية يف مر��صيم

وطني«.

وي�صري ليثابي �إىل معبد �لتوب �أو �ل�صتوبا، ذلك

�ملعبد �لبوذي �لذي ميتاز بات�صاقه مع دور عبادة

�لقائمة على قبة تطفو على �أخرى يف هند�صته

�صطح �ملاء كالفقاعة �أو �جلر�ض �ملقلوب، ترتدد

ل فيما �لعو�طف، كما �لبتهالت جنباته يف

و�ملك�صيك بابل هياكل عن جوهره يف يختلف

مع �لنف�ض يف ن�صاأت فطرية لعبادة ك�صروح

بد�يتها.

الن�سران.. والبي�سة

و�ن��ط��الق��ا م��ن �ل��ع��ب��اد�ت ك��ان��ت ف��ك��رة �لتوجه

ملركز ما �صو�ء يف �ل�صلو�ت �أو يف حتديد �ملركز

�ل�صيا�صي للدولة، حيث �ختار �لإله »متوز« بابال

مركز� للعامل، بينما �تخذت »دلفي« هذ� �ملوقع

بالن�صبة لبالد �لإغريق لوقوعها يف بارنا�صو�ض،

وهو جبل له يف �لأدب �لإغريقي ما جلبل نوح يف

�لرت�ث �لعاملي، حيث جنا من ��صتقر فوقه من

طوفان كبري يف نهاية �لع�صر �لربونزي.

وينري �لدوري -من خالل �لكتاب- ق�صة حتديد

مركز �لأر�ض يف دلفي قائال: لقد مت حتديد مركز

�لأر���ض يف دلفي - كما تروي �لأ�صطورة - حني

�أر�صل جوبيرت ن�صرين �صرقا وغربا طافا �لأر�ض

معبد �أ�صبحت �لتي �لبقعة تلك عند و�لتقيا

دلفي، وهو �لتكوين �لذي و�صل �إلينا على قطعة

هذ� ومن �إ�صبارطة، مدينة ز�ل��ت يف ما رخ��ام

�لتكوين تنوعت �أ�صكال عديدة للن�صرين و�ملركز

ة �لأر�ض، و�أحيانا بقي بينهما، �أوكما ت�صمى �صر

ر �لن�صر�ن يف نقو�ض على �لبي�صة. �ملركز و�خت�ص

ذي موقع حول دلفي معبد قام كما وي�صيف:

معبد ك��ان �لعقيدة، على قائم �أو ديني مغزى

كتابه ي��ورد يف ليثابي �أن كما ب��اب��ل، »بعل« يف

كمثال ماثل �لقد�ض �ل�صخرة يف قبة م�صجد

على معبد قائم على موقع مقد�ض �أو قمة �صخرية

مباركة، ذ�كر� �أن �لقد�ض هي �أوىل �لقبلتني، ثم

�لزمان، �آخ��ر يف �لثانية للمرة كقبلة يطرحها

حني ياأتي �حلجر �لأ�صود من مكة كعرو�ض لقبة

�ل�صخرة يف �لقد�ض �ل�صريف.

�سجرة ال�سماء

تر�فق فكرة مركز �لأر�ض ما يذكر عن �ل�صجرة

�لتي منت من مركز �لأر���ض لرتفع قبة �ل�صماء

�إىل مكانها، و�لتي �أخذت �أكر من �صكل جمايل،

فهي �صجرة حينا، وحامل �صموع حينا �آخر، وهي

�أور�قا �أي�صا جذع ذهبي تفرع وحمل يف فروعه

و ثمار� من �أحجار كرمية توزعت و تالألأت بنور

تر�ث لكون ه��ذ� يعود وق��د و�لكو�كب، �لنجوم

بني و�لكونية �ملعنوية بال�صالت زخر �ل�صعوب

�لأحجار �لكرمية و�لألو�ن و�لكو�كب و مد�ر�تها،

ويقول ليثابي: ».. فال�صم�ض هي �لذهب و�ل�صباب،

�حلديد هو و�ملريخ و�لطفولة، �لف�صة و�لقمر

و�مل�صرتي و�ل�صبا �لزئبق وعطارد و�لرجولة،

�لق�صدير و�لعمر، و�لزهرة �لنحا�ض و�ملر�هقة،

وزحل �لر�صا�ض و�ل�صيخوخة«.

يف ظ��ه��وره �ل�صموع حامل تابع ق��ائ��ال: ويتابع

معبد يف �لبونزية �لنخلة يف ظهر كما �لتور�ة

دلفي، وقد �قرتن �ملركز دوما باحلاكم �أو ر�أ�ض

�لدولة، وهو يف ذ�ت �لوقت رمز وحدتها �لوطنية

ما وهو عما جاورها، �لإد�ري ��صتقاللها وقلب

حدد �صورة كر�صي �حلكم �أو �لعر�ض.

املتاهة.. والدرجات ال�سبع

دور� �ل��درج��ات ت���وؤدي .. �ل����دوري: وي�صيف

مبا�صر� و�آخر رمزيا، فمن ناحية �رتفع �لعر�ض

ف���وق �جل��م��ي��ع، وم���ن ن��اح��ي��ة �أخ����رى حت��ددت

�لدرجات ب�صبع، وهو تقليد ��صتمر حتى �لع�صور

لعر�ض تقليدي لت�صور حم��اك��اة �ل��و���ص��ط��ى،

د�ئ��ري��ة درج���ات �صبع على �مل�صتقر �جل��الل��ة

ن بالن�صبة لالأر�ض قبة متناق�صة �مل�صاحة وتكو

�ل�صماء.

�لكتاب �لرموز �ملذكورة يف �أكر يف وبالإبحار

ياأخذنا ليثابي �إىل �ملتاهة، فمن رمز مر�صوف

وفرن�صا �إيطاليا يف �لكاتدر�ئيات �أر�صيات يف

و�أملانيا �إيل تق�صيمات فر�غية فعلية يف �لق�صور

وكانت �لق�صور، حد�ئق يف جمالية و�أخ���رى

�ملتاهة حا�صرة يف �ملكان تخدم يف �لغالب �لأعم

كما رق�ض، لطقو�ض �إ���ص��ارة يف روح��ي��ا هدفا

�لرق�صة �لهندو�صية �أو ما �صابهها من رق�صات

بع�ض يف موجودة كذلك ولكنها �ملك�صيك، يف

�أ�صهر ولعل �لقدمية، �لإغريقية �مل�صكوكات

�يل �لأ�صطورية تلك هي �لإط��الق على متاهة

كانت يف قبو ق�صر �مللك مينو�ض يف كنو�صو�ض يف

كريت، حيث عا�ض �مل�صخ �لأ�صطوري �مليناتور-

كان �ل��ذي رج��ل- ور�أ����ض ث��ور بج�صم خملوق

يقتات على �أعد�ء �مللك، وهناك د�رت �أ�صطورة

حني للميناتور، �إلقاوؤه تقرر وهناك ثي�صيو�ض،

وقعت �آريادين �إبنة �مللك يف حبه و�أعطته خيطا

�أم�صكت بينما ب�صيف، م�صلحا �ملتاهة به دخل

بعد فيما طريقه لي�صتدل �خليط بطرف هي

من �خلروج من ويتمكن �لوح�ض، ي�صرع حني

و�لنهاية �حل��ي��اة، �إىل �خل��ي��ط بتتبع �ملتاهة

�ل�صعيدة مع �لأمرية.

يربط ليثابي بين أقصى األرض وأدناها بالعمارة

الفتا إلى التماثل بين بوابات المعابد البوذية

ونظيرتها الفينيقية

هدفت المباني األولى إلى تمثيل المعبود

في مستقره السماوي أو األرضي أو باإلجمال

الكوني بحسب ما ساد في زمن أو مكان من

معتقد أو فكر

غالف الكتاب

المرصد

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

20

Page 21: turath_156

قر�س ال�سم�س

�أنه ليثابي ر�أى �لكتاب من �أخ��رى ف�صول ويف

يف مبا�صرة �لكونية �ملعمارية �لرموز �أكر من

�لتعبري عن م�صمونها هو: رمز قر�ض �ل�صم�ض،

�لذي يعلو �لبو�بات �ل�صرقية يف �ملعابد �لفرعونية

ومعابد �أمريكا �جلنوبية وغريها، وكاأحد �لأمثلة

بالد يف �ل�صم�ض لقر�ض �لتقليدي لالإ�صتخد�م

بع�ض م��د�خ��ل يعلو �ل���ذي �لقر�ض ه��و �ل�صام

�لأماكن �ملقد�صة، و بالرغم من كون هذ� �لرت�ث

�أن قر�ض �ل�صم�ض �إل يف جممله تر�ثا م�صيحيا

تظهر كزينة �لفرعونية بالأفعى حماطا يبدو

كجزء من ت�صكيل غد� �صائع �ل�صتعمال يف �لفن

�لبيزنطي و�لإيطايل، ويربط ليثابي بني �أق�صى

بني �ل�صميمي �لتماثل مبينا و�أدن��اه��ا �لأر���ض

بو�بات �ملعابد �لبوذية ونظريتها �لفينيقية و�إن

تفاوتت �لتفا�صيل.

�ملهم من .. �ل���دوري: يقول �صبق ما على بناء

عند قر�ءتنا لكتاب ليثابي �أن ندرك �أن �لعمارة

متثيل للكون، فنزعة �لإبد�ع لدى �لإن�صان �أ�صيلة

وغريزية و�أ�صا�ض يف تكوينه كما �لبقاء و�لعبادة،

لكن �لإبد�ع بطبيعته هو �لأكر �لت�صاقا بالكون

كنموذج، ومهما �عتقد �أن نو�ة عمل �إبد�عي ما

ذ�تية.. ل مفر من �لإعرت�ف باأن جذور �لإبتكار

مع وتكويناتها �لطبيعة يف �صاربة �لإن�صاين

يف �ملبا�صرة ودرج��ة �لطرح �أ�صلوب يف تفاوت

لالأ�صياء، فمثال �لطبيعي �لأ�صل �لإقتبا�ض من

ي�صف ليثابي �لأر�صية �لرخامية يف �أحد مر�ت

بالطات مو�ءمة متت حيث �صوفيا �آي��ا كني�صة

بني �لرخام متوجات ��صتمرت بحيث �لرخام،

بالطة و�أخرى مبا يحاكي �أمو�ج �لبحر.

اإلهة ال�سماء عند امل�سريني

ر�صف فكرة �مل�صرية قدماء معابد وتتكرر يف

�لأزرق، بالطالء وتلوينها بالتزجيج، �ل�صقوف

مبا�صر متثيل يف �لنجوم عليه تناثرت وق��د

من رمزية �أكر �لتمثيل كان و�أحيانا لل�صماء،

بحيث مت��ددت وقد »تبه«، �ل�صماء �إلهة خالل

على �صاقاها و�رت��ف��ع �ل�صقف جذعها غ��ط��ى

ن��زول على طول �جل��د�ر، يف حني تدلت يد�ها

�لأح��ي��ان م��ن كثري ويف �ملقابل، �جل���د�ر ط��ول

مركز �أو �حل��ج��رة، مركز م��ن فانو�ض يتدىل

�ملعبد، ومركز �لكون، وهو يف هذه �حلالة و�قع

متاما عند مركز ج�صد �لإلهة يف مو�صع �ل�صرة،

وهذ� ظهور �آخر للبي�صة �أو كرة �لنور �أو مركز

�خل�صوبة، وهي يف ذ�ت �لوقت �لفانو�ض مركز

�لنور.

حالة �لكون �أن ليثابي ي��رى �أخ��رى ناحية من

تتيح �ل��ت��ي �ل��ق��وى يف دق��ي��ق وت����و�زن ��صتقر�ر

يختل حتى ح��ال على �ل��ك��ون بقاء بتما�صكها

مرة يف بعد مرة �لتكوين ويتغري ثانية �لتو�زن

خمتلف �لأطو�ر.

خالل عر�ض �ل��دوري �أن �إىل ن�صري �أن يبقى

ليثابي، له ��صتوحاها من كتاب �لأم�صية لوحة

�لتكوين فيه يظهر منظور� فيها ط��رح حيث

�حل�صاري كن�صيج من طبقات و�صر�ئح �نب�صط

يوحي مب��ا �لأخ����ر، �لبع�ض وتقل�ض بع�صها

ب�صر�ع ل يخلو من �لقدرية و�لتد�خل �لذي ل

�نف�صام يف عر�ه.

و�ختتم �لدوري �لأم�صية مبا قاله ليثابي: » .. كل

ق يف مكانه بدم خملوق �إن�صاين، تلك ل�صحجر �أ

�ل�صروح �لعمالقة من �جلهد �ملدفوع باإر�دة ل

تنثني باتت �صيئا من �ملا�صي، وعمارة كهذه مل

تعد لنا ول للم�صتقبل، ما �لذي �صيكون عليه �إذن

تدور �لر�صالة �صتبقى �مل�صتقبل؟ يف �لفن هذ�

حول �لطبيعة و�لإن�صان، حول �لنظام و�جلمال،

وحرية وب�صاطة ذ� حالوة �ملجمل �صيكون لكن

وثقة ونور، وما عد� ذلك فقد وىل، وهذ� ح�صن،

�مل�صتقبل �أن ح��ني يف للحياة، �صحقا ك��ان �إذ

�صيكون لالأخذ بيد �حلياة وتطويعها .. كي يحلق

�جلمال على �لروح كن�صمة«

ال تستقيم الذاكرة الجمعية ألية حضارة

بال عمارتها التي تنسج بين األرض والسماء

قصصا وتراكمات ثرية باإللهام ومثقلة بكافة

االحتماالت

ماذا تبقى ؟ .. من وحي الكتاب

Page 22: turath_156

حنفي جايل

سلسلة الحكمة الممتدة

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

الكالم المباحالكالم المباح22

Page 23: turath_156

ت�ؤيد ما جاء اأعزاء اأ�صدقاء وقراء بع�ض ر�صائل من

يف »الكالم املباح« املن�ص�ر يف العدد املا�صي عن القائد

واحلكمة ثراه، اهلل طيب نهيان، اآل �صلطان بن زايد ال�صيخ امل�ؤ�ص�ض

التي حتلى بها والتي �صبغت اأق�اله وجت�صدت يف اأفعاله، ووافق بع�صهم

على اأن من اأ�صباب تلك احلكمة هي اأنه، رحمه اهلل، كان مغرما باأبي

الطيب املتنبي، وكان معجبا ب�صخ�صيته، حافظا لأ�صعاره، فاهما ملعانيها،

وحري�صا على ال�صتزادة منها وال�صتنارة مبا فيها.

التاريخ اأ�صتاذ حمم�د، يحيى الدكت�ر الفا�صل الزميل ه�ؤلء ومن

اإليه ذهبت ما م�ؤيدا هاتفني الذي الإمارات، جامعة يف احلديث

من الرابط الذي جمع ما بني زايد واملتنبي، رحمهما اهلل، واأ�صاف

قائال: ا�صمح يل اأن اأزيدك من ال�صعر بيتا، بل ه� يف احلقيقة �ص�ؤال،

وقبل اأن اأجيب قال: هل تعلم اأن هناك خيطا ممتدا عرب الزمن قد

ي�صميه كما »اأر�صطاطلي�ض» اأو واأر�صط� واملتنبي زايد بني ما جمع

بع�ض الأدباء واملرتجمني؟.

عالقة هناك اإن احلقيقة فقال: بذلك يل علم ل باأنه اعرتفت

الأخري حفظ الأول واإن واأر�صط�، املتنبي بني ما جمع رابطا اأو

ال�صيخ ولأن العربية، اإىل ونظما �صعرا منها بع�صا اأو اأفكاره ونقل

جاء كما واأفكاره، اأ�صعاره ون�صر املتنبي حفظ قد اهلل رحمه زايد

ول� مت�صال فيك�ن »تراث« ملجلتكم الرم�صاين املجل�ض وقائع يف

واملتنبي زايد الثالثة، ويك�ن باأر�صطاطالي�ض، مبا�صر غري بطريق

واأر�صطاطالي�ض قد نهل�ا من نبع احلكمة وارت�وا منه.

تعطيني اأن اأرج�ك ولكني النظر، ت�صتحق امل�صاألة اإن له قلت

احلديث، م�ؤونة نف�صي واأكفي النظر م�ؤونة �صاأكفيك فقال املزيد،

ثم اأهداين، اأكرمه اهلل، ن�صخة من خمط�طة �صغرية عدد �صفحاتها

ثالث وع�صرون، وقيا�ض اأوراقها يقارب قيا�ض ال�رق من ن�ع »اإيه ف�ر«،

الن�صخة وهذه وا�صتنتاجه، ا�صتنتاجي �صحة على للتدليل اإنها وقال

من املخط�طة حمف�ظة يف ق�صم املخط�طات يف جامعة امللك �صع�د،

5964، وحتت عن�ان يف اململكة العربية ال�صع�دية، حتت الرقم العام

»الر�صالة احلامتية، مل�ؤلفها حممد بن احل�صن احلامتي »388 هجرية»

وكما يتبني من ت�صنيفها اإنها كتبت يف القرن الثامن الهجري تقديرا،

وم��صعها »مرافقة �صعر املتنبي لكالم اأر�صط�».

»قال بـ الكالم يبداأ مقدمة، اأية دون ومن الأوىل، ال�صفحة ومن

»اأعظم اأر�صطاطالي�ض: بق�ل والبداية النظم، يعقبه ثم اأر�صط�»،

املتنبي بيت منه اأ�صفل ثم جمده» وعظم ماله قل من بخته النا�ض

ال�صهري:

ثم ياأتي ق�ل اأر�صطاطلي�ض: »بالغريزة يتعلق الأدب ل بتقادم ال�صن«،

وه� املعنى نف�صه الذي عرب عنه املتنبي بق�له:

الئتالف »اإن اأر�صطاطالي�ض ق�ل نف�صها الأوىل ال�صفحة ويف

باجل�اهر قبل الئتالف بالأج�صام«، ثم نظم املتنبي:

ق�ل الثانية ال�صفحة يف واأقراأ املخط�طة، اأوراق اأقلب رحت

اأعداء به وثقل اجلن�ض اأبناء باملال ي�صل مل »اإذا اأر�صطاطالي�ض:

النف�ض فما ت�صنع الأعرا�ض بالأع�ا�ض»، لينقلها �صعرا املتنبي بق�له:

ثم وجدت بيتا �صهريا للرجل يق�ل فيه:

لأجده منق�ل عن ق�ل اأر�صطاطالي�ض: »لي�ض من احلزم اإفناء النف��ض

يف طلب ال�صه�ات، بل يف درك العلم العل�ي«.

املتنبي نباأ من لأتاأكد املخط�طة �صفحات بقية مطالعة يف م�صيت

الذي اأنباأنيه ال�صديق الدكت�ر، حتى و�صلت اإىل البيت الذي يق�ل فيه:

واإن القل�ب م�دات القرب »اأقرب اأر�صطاطلي�ض: ق�ل فيه ملخ�صا

الأج�صام«. تدانت واإن القل�ب تنافر البعد واأبعد الأج�صام، تباعدت

فت�قفت ل�هلة لأين عجبت من اأبي الطيب املتنبي، ذلك البدوي الذي

تعرف على �صاعر احلكمة، وحكيم ال�صعراء، وفيل�ص�ف الي�نان الأ�صهر

الذي عا�ض ومات قبل امليالد، فاأن�صت له روحه، واأعجب به عقله، واأحبه

قلبه، ثم عجبت للمغف�ر له باإذن اهلل تعاىل، ال�صيخ زايد بن �صلطان اآل

نهيان، الذي عا�ض يف القرن الثاين والثالثني بعد الهجرة، وقد اتخذ

املنحى نف�صه فتعرف على واحد من اأهم �صعراء وفال�صفة العرب الذين

الذي نف�صه امل�قع منه ف�قع الزمان، قرنا من ثالثني بح�ايل �صبق�ه

وقعه اأر�صطاطالي�ض من املتنبي. وهكذا امتدت �صل�صلة احلكمة، وطالت

اأنارت دروب �صالكيها. الت�ا�صل مبادئ طيبة واأنتج الفل�صفة، م�صبحة

وهكذا ي�صدق حديث ر�ص�ل اهلل حممد بن عبد اهلل، �صلى اهلل عليه

و�صلم: احلكمة �صالة امل�ؤمن .. اأنى وجدها تبعها. وهكذا اأي�صا ي�صتبني

ولكن الدور، بهذا ي�صتهني قد منا وكثري الأمة. وتاأثريه يف الفرد دور

التاريخ ملئ بهكذا مناذج اهتدت فهدت، وعرفت فلزمت، كما ل يخل�

التاريخ من مناذج اأخرى لالأ�صف �صلت واأ�صلت، وعمت و�صمت. وهكذا

يتكرر امل�صهد، بالإيجاب مرة وبال�صلب مرات، واأبطاله يتكررون باخلري

وال�صر، والتدافع ي�صتمر، »ليحيا من حيي عن بينة، ويهلك من هلك عن

بينة«، والإميان ل يتزعزع، لأن »اهلل قد حكم بني العباد«.

اإنه �صراع العلم واجلهل، و�صراع احلق والباطل، كان، و�صيك�ن منذ الأزل

واإىل نهايته، اإىل اأن يرث اهلل الأر�ض ومن عليها، وعندها فقط �صيك�ن

الق�ل الف�صل، ق�ل واحدا، حلكم واحد. »ملن احلكم الي�م، هلل ال�احد

القهار«

ماله قل ملن الدنيا يف جمد فال

جمده قل ملن الدنيا يف مال وال

التداين بعد بعدنا واأبعد

البعاد قرب قربنا واأقرب

اأنهم الع�شق باأهل اأ�شر فما

فطنوا وال الدنيا عرفوا وما هوو

من اأ�شغر النفو�س ومراد

نتفانا واأن فيها نتعادى اأن

واإذا احللم مل يكن يف طباع

االأيام تقادم يحلم مل

اأ�شادق نفي�س املرء قبل ج�شمه

والتكلم فعله يف واأعرفها

تلقيت

Page 24: turath_156

24

قضية للنقاش

الـعــــدد

156بر كتو اأ

2012

Page 25: turath_156

على كل دولة االهتمام بتراثها

الوطني والعمل على تنقيته ونشره

�أجرته �ل��ذي ��ع �مل��و���س �ال�ستطالع ه��ذ� يف

على التعرف نحاول القاهرة يف »ت���راث«

م��ام��ح ال�����ص��ورة ال��ذه��ن��ي��ة ل���ل���راث بني

كيف املختلفة، امل�صري املجتمع �صرائح

يفهمونه وباأي �صورة يرتبطون به ويتمثلونه

يف حياتهم اليومية.

وثقافة وعي مل�صتويات وفقا الآراء تباينت

اإل امل�صاركني وتخ�ص�صاتهم واهتماماتهم،

ال�صورة بني كبرية فجوة عن ك�صفت اأنها

امل��اأم��ول��ة ل��ل��راث ب��ني ال��ن��ا���س، وال�����ص��ورة

يف تعتمد وال��ت��ي عنه، ال�صائدة الذهنية

تلقاه ما على الأع��م الغالب يف م�صادرها

املتهمة التعليمية امل��وؤ���ص�����ص��ة يف ال��ن��ا���س

الثقايف، على ال�صيا�صي وتغليب بالتحيز

اإ�صافة نف�صه بالتهامات املتهم والإعام،

اإىل الت�صطيح واجتزاء املعلومات.

به ند�صن ال��ذي ال���ص��ت��ط��اع، ه��ذا ك�صف

حت��ري اإىل ت��ه��دف ا���ص��ت��ط��اع��ات �صل�صلة

حول العربية الذهنية ال�����ص��ورة م��ام��ح

الراث، عن ما ي�صبه القطيعة مع الراث،

ف��ع��ل��ى ال��رغ��م م��ن وج����وده يف خ��ل��ف��ي��ة كل

البالغ حنينهم عن وتعبريهم امل�صتطلعني

اأن ت�صتتا اإليه ومطالبتهم بالهتمام به، اإل

قدر يك�صف امل��داخ��ات تلك يف وا���ص��ح��ا

الت�صتت يف الروافد الأ�صلية املعنية بتعريف

باأهميته وعيهم وتنمية ب��ال��راث النا�س

تلك مقدمة ويف حياتهم، يف متثله وكيفية

الروافد التعليم والإعام.

ط��رح��ت »ت�����راث« ع����ددا م��ن ال��ت�����ص��اوؤلت

الأع��م��ار خمتلفة ���ص��رائ��ح ع��ل��ى امل���وح���دة

وا�صتقت الجتماعية واخللفيات والثقافات

التالية: منهم الإجابات

ال�صخ�صية اأ�صا�س

ب��داي��ة ي���رى ال�����ص��اع��ر والإع���ام���ي »ن�����ص��اأت

ه��و ح�صاد خ��رات ال���راث اأن امل�����ص��ري«

تبلور الذى ال�صابقة الأجيال وواق��ع وخيال

البقاء اإمكانية حاز فني اأو اأدب��ي �صكل فى

ال��راث ا�صتقى اأن���ه وي��وؤك��د وال���ص��ت��م��رار،

الكثري طريق عن معه التعامل بدايات فى

احلكايات تناقلته اأو الكتب تطرحه مم��ا

ال�صعبية.

منه ي�صتفاد اأن ميكن م��ا اأه���م اأن وي���رى

م�صاعر وتنمية والرفيه والت�صلية احلكمة

حاجتنا واأن اجل��م��ايل واحل�����س الن��ت��م��اء

تقل ل اإليه فحاجتنا عميقة حاجة للراث

والثقافة والأدب ال��ف��ن اىل حاجتنا ع��ن

اأي�صا. والدين

وع���ن راأي����ه ف��ى م���دى اه��ت��م��ام امل��وؤ���ص�����ص��ات

والتعليم الربية وزارة وخا�صة الر�صمية،

من ���ص��ي��ئ��ا ال��ن�����سء تعليم ع��ل��ى ب��احل��ر���س

اأن هناك اهتماما مبادة تراثية اأكد الراث

وليلة. وحكايات جحا. ليلة األف معينه وهي

�صبه جمهولة ع��دي��دة اأخ��رى م��واد وه��ن��اك

املدلول ذات امل��واد خا�صة اإ�صافتها ينبغي

القاهرة ـ �صفاء البيلي

الرتاث هو الذاكرة الأمينة لكل جمتمع، وهو املخزون الذي تلج�أ اإليه ال�شعوب

لت�شتلهم منه اخلربات املرتاكمة يف مواجهة ظروف احلي�ة اأو الحتك�ك ب�لثق�ف�ت

الأخرى، عالوة على اأنه كلمة يختلف مدلوله� ومفهومه� من �شخ�ص لآخر ومن

موقع جغرايف ملوقع جغرايف مغ�ير ومن بيئة ثق�فية لغريه�.

الصورة الذهنية للتراث في عيون المصريين

تختلط فيها املعلومة باخلرافة والتاريخ باحلكاية

تستمد مفرداتها من اإلعالم والتعليم

Page 26: turath_156

م���دى اهتمام ف��ى راأي����ه ال��ت��اري��خ��ي. وع���ن

بها يقدمه التى وال�صورة بالراث الإعام

قال: من حني اىل حني نرى �صورا متناثرة

كما يقدم ما �صواء منهجية خطة دون منه

اإىل واأ�صار دراميا. �صياغته تعاد ما اأو هو

التى تقدم الإذاعية واأكرث الرامج اأهم اأن

ال����راث وت��ع��ر���س ل��ه »ال��رن��ام��ج ال��ث��ق��ايف

اأحد ي�صمعه ل وال��ذي امل�صرية«، بالإذاعة

لاأ�صف.

الأ�صل والف�صل

الغريب، على امل�صرحي الكاتب معه يتفق

الأ���ص��ل ل��ه بالن�صبة ال���راث يعني ح��ي��ث

ل�صجرة الكبري انتمائي يقول: والف�صل،

الإ�صامية. واحل�صارة العربية الثقافة

والقيم وال��ع��ادات التجارب ع�صارة وه��و

التي والفنون ب��الآداب املتعلقة والأخ��اق

جيل، اإىل جيل م��ن الأزم����ان ع��ر تنتقل

امل�صتويات كافة على خرة يراكم ما وهو

توجهاته ح�صب كل اجلميع، منها ي�صتفيد

يكون ولكن وثقافته، وذوق��ه واهتماماته

هناك خيط دقيق يربط كل هوؤلء يف اإيقاع

متجان�س. ح�صاري

الراث عن ن�صتغني اأن ميكن ل وي�صيف:

���ص��ج��رة م���ن ن��ن��ق��ط��ع اأن اأردن�����ا اإذا اإل

ب��ا ذاك��رة ن��ك��ون اأن اأردن���ا اأو احل�����ص��ارة

يربطنا ح�صاري عمق وب��ا ت��اري��خ، وب��ا

بال�صابقني.

من ال���ص��ت��ف��ادة اأن اإىل ال��غ��ري��ب وي��ل��ف��ت

ال�����ص��خ�����س ب���ني ف��ي��ه��ا ف����رق ال������راث ل

»اإذا ال���ع���ادي، غ��ري وال�����ص��خ�����س ال��ع��ادي

املثقفني«، وغ��ري املثقفني بذلك ق�صدنا

ف���ال���راث م���وج���ود، وه���و م��ن��ت��ج ح�����ص��اري

على منه ينهل �صخ�س وكل �صبقونا، ملن

الراث اأن يرى كما وثقافته، حاجته قدر

ال��ع��ادات جمموع مبعنى ال�صخ�صية، ه��و

يف املراكمة واخل��رات والأخ��اق والقيم

نكون وبدونه الزمن، عر والآداب الفنون

حياتنا ف��ه��و �صخ�صية، وب���ا ج���ذر، ب��ا

. �صخ�صيتنا و

بالراث، التعريف يف الإع��ام دور وع��ن

فالإعام لاأ�صف، قائا: الغريب يتاأ�صف

للقطيعة يكر�س � ق�صد وب���دون بق�صد �

الباهت املا�صي من واعتباره الراث، مع

التيارات قامت وقد للخلف، ي�صدنا الذي

مع للقطيعة لتدعو احلداثة با�صم الأدبية

ال��راث فيما يوؤخرنا، اأن��ه بزعم ال��راث

ل ل��ه ما�صي ل م��ن لأن ل��اأم��ام، يدفعنا

التحتية البنية ه��و وال���راث ل��ه، حا�صر

اإليها. ون�صيف منها ننطلق التي

الإعالم والرتاث احل�صاري

بالتعليم ع��ام م��دي��ر فهمي، ب���دري �صيد

التعليمية الزينية ب��اإدارة واجل��ودة الفني

مبحافظه التجمع حل��زب ال��ع��ام والأم���ني

تركه ما كل باأنه الراث ف فيعر الأق�صر،

احلياة، يف �صبقنا من وك��ل اأج��دادن��ا لنا

اإن�صانيا اأو اجتماعيا اأو ماديا كان �صواء

فكريا. اأو

على تعرفه بدايات اإىل البدري وي�صري

منذ ال��راث على اطلعت ق��ائ��ا: ال��راث

واألهمني ال��ك��ث��ري م��ن��ه وتعلمت ال�����ص��غ��ر،

���ص��ع��ورا ب��الأ���ص��ال��ة وال��ف��خ��ر ل��ك��ل م��ا هو

العامل اإننا كنا ولزلنا نعلم م�صري، يكفي

لاأ�صف منه، ن�صتفد مل واإن �صيء، كل يف

هذا الراث الذي مل نقدره حق قدره.

يوجد ل اأن��ه على اأ�صفه فهمي يبدي كما

اه��ت��م��ام ب��ف��رة ت��راث��ي��ة م��ع��ي��ن��ة، م��وؤك��دا

احل�صاري امل��وروث علي الركيز �صرورة

ال�صورة وعن العامل، علم الذي امل�صري

ي��رى ال���راث ع��ن الإع����ام يقدمها ال��ت��ي

يخلق مما وق�صور، ومتخلفة، باهتة اأنها

لل�صخ�صية وطم�س ال��واق��ع ع��ن انف�صال

الإن�����ص��اين، ال��ت��اري��خ يف ودوره���ا امل�صرية

مر علي ال�صعب ل��دور وتهمي�س وت�صطيح

احلاكم. دور علي والركيز الع�صور

هي الآن الف�صائيات اأن ال��ب��دري وي���رى

مواد من تقدمه مبا الوجدان ت�صكل التى

فى فقر هناك اأن اإىل وي�صيف اإعامية،

يوؤكد كما للجمهور، املقدمة الراثية املواد

اأننا ك�صعوب متح�صرة ل ميكن اأن ن�صتغني

وقوة احلا�صر وقود فالراث الراث؛ عن

لل�صباب. اإلهام وعن�صر للم�صتقبل، دفع

اأفكار علمية لالهتمام بالرتاث

مهند�س ع��ل��ي، ال�����ص��ي��د حم��م��د م�صطفى

يعرف وم��دن عمراين تخطيط ا�صت�صاري

ال����راث ب��اأن��ه ك��ل م��ا ه��و م���ت���وارث وق��اب��ل

ويرى والنتقال، التقادم بحكم ل��اإي��راث

ضرورة تضافر الجهود إلعادة بناء خريطة لموروثاتنا القديمة

هالة م�صطفى �صعد ال�صطانويف

قصور فهم معنى التراث يؤدي إلى

تجهيل دوره الهام

قضية للنقاش

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

26

Page 27: turath_156

اأن اأهم ا�صتفادة ميكن اأن ينالها الفرد من

واأ�صار بال�صيء، والعلم املعرفة هي الراث

لأن نظرا حياتنا فى ال��راث �صرورة اإىل

ال��راث ع��ب��ارة ع��ن جمموعة م��ن الأمن��اط

ما واأهم واملعنوية، منها املادية الثقافية،

مييزها هو ربط الفرد باجلماعة كما ت�صل

باملا�صي. احلا�صر

وعن قراءاته فى الراث قال: بحكم ن�صاأتي

بال�صعر اهتمامي ك��ان فقد دينية، ن�صاأة

كما والتجويد، ال�صوتيات وعلوم والأدب

من الكثري ففيها ال��ع��م��ارة، ت��اري��خ در���ص��ت

كل به يتميز وما املختلفة املعمارية الطرز

طراز عن الأخر يف ال�صكل وامل�صمون. وينتقد

الفرعونية الآث��ار على الهتمام ق�صر علي

والقبطي منها الإ�صامي الآث��ار؛ بقية دون

وال��روم��اين، م��وؤك��دا ���ص��رورة اأن ي��اأخ��ذ كل

ع�صر حظه من الهتمام.

الإع��ام عن يقدمها التي ال�صورة اأم��ا عن

الراث فريى علي اأنها �صورة �صعيفة واأحيانا

ترقى ول التخ�ص�س وينق�صها مغلوطة

كما وامل��ادي مل�صر، الثقايف امل��وروث حلجم

يرى اأن التليفزيون وحده الذي يقوم بالقدر

الأكر من هذه املهمة ولكن على ا�صتحياء.

والت�صويق امل�صري الرتاث

حم��م��د اخل���ب���ريي، ك��ب��ري الأخ�����ص��ائ��ي��ني

للتخطيط العامة بالهيئة القت�صاديني

كثريا عن يختلف بالقاهرة، مل العمراين

اأنه �صابقيه يف تعريف الراث، حيث يرى

ال�صابقة، الأجيال ورثناه من ما كل يعني

وال��ع��م��ارة وال��ف��ن��ون ال��ع��ل��وم ي�صمل وه��و

واأ�صاف: عن املجالت، و�صتى واملو�صيقي

الإن�صان ي�صتطيع ال��راث معرفة طريق

ال��ع��ادي ال���ص��ت��م��ت��اع مب��ا ف��ي��ه م��ن اإب���داع

حياتنا يف الراث نحتاج فنحن وجمال،

واأ�صالته. وعراقته ما�صينا لنعرف

م��ن ���ص��ي��ئ��ا ق�����راأ ق����د ك����ان اإذا وع���م���ا

اأن���ه ق���راأ ت��راث ال���راث ف��ق��د اأ���ص��ار اإىل

امل�����ص��ري��ني ال��ق��دم��اء وع���رف ك��ث��ريا عن

�صنبل اأب��ى ومعابد والنحت الأه��رام��ات

القبطية والآث����ار ال��ي��ون��ان��ي��ة، والآث����ار

الإ�صامية والآث����ار املعلقة، كالكني�صة

ك��امل�����ص��اج��د وامل�����ص��رب��ي��ات وامل�����ص��اح��ف

وال��ق��اع، وامل��ب��دع��ني يف ق���راءة ال��ق��راآن

والفنون وجت��وي��دا ت��اوة وعلومه الكرمي

القدمي. والغناء واملو�صيقي

بفرة اهتماما هناك اأن اخلبريي ويرى

فهو لذلك الأخ���رى، دون معينة تراثية

معظم وترميم ال�صامل بالهتمام يو�صى

حاجة يف اأننا موؤكدا متييز، دون الآث��ار

ل��ت��وع��ي��ة امل��ج��ت��م��ع ب�����ص��ورة ك���ب���رية، مع

الإعامي الت�صويق جهود على الركيز

براثنا. للتعريف للعامل املوجه

الرتاث كنز اخلربات

ال����راث ه��و خ��ا���ص��ة ح�����ص��ارات وجت���ارب

هالة ا�صتهلت ال��ع��ب��ارة ب��ه��ذه الأج����داد،

والتعليم، بالربية املوظفة م�صطفى،

حديثها، الق�صرية الق�صة وكاتبة

يعر ال���راث اأن كما واأ���ص��اف��ت:

وال�صعبية الإن�صانية احلالة عن

ومنهم �صبقتنا، التي لاأجيال

وت��ق��ال��ي��ده��م ع��ادات��ه��م ن�صتخل�س

وع��ل��وم��ه��م واآداب���ه���م وف��ن��ون��ه��م، وم��ن

ن�����ص��ت��ط��ي��ع احل���ك���م على خ����ال ذل����ك

احلقب الزمنية القدمية وفى ع�صورها

املختلفة.

ال��راث م��ن ي�صتفاد اأن ميكن م��ا وح���ول

من ك��ن��ز ال����راث اإن م�صطفى: ق��ال��ت

خمتلفة حياتية جمالت فى اخلرات

الفرد ي�صتفيد تاريخية حياتية

الكثري على احل��ك��م يف منها

من ال��ي��وم��ي��ة ح��ي��ات��ه ف��ى ل��ه يتعر�س مم��ا

و�صف يف ي�صتخدمه كما واأح��داث، مواقف

كالأمثال ب�صيطة كلمات فى املواقف بع�س

ال��راث��ي��ة ال��ق�����ص�����س ب��ع�����س اأو ال�����ص��ع��ب��ي��ة

القدمية.

اأو املثقف كنهر اأن الراث للكاتب كما ترى

ي�صتخدمه ف��ق��د اأب����دا، ين�صب ل م��ت��دف��ق

ال��ك��ات��ب ك��اإ���ص��ق��اط ع��ل��ى ب��ع�����س امل��واق��ف

ال�صيا�صية ويعر من خاله عن راأيه بحرية،

خلق فى الكاتب اإفا�س هذا معنى ولي�س

اأو عدم قدرته على التعبري.. مواقف حالية

التى واجل��واه��ر الكنوز عن البحث هو بل

ت�صتهوي الكاتب فيقع فى ع�صق الراث بكل

اأنواعه »ال�صعبي والأدبي«.

يف ل��ل��راث يتعر�س ال��ف��رد اأن اإىل وت�صري

الأمثال ا�صتخدام بع�س كل وقت من خال

ال��راث تف�صل بالأخ�س ولكنها ال�صعبية

هذه تفا�صيل معرفة وت�صتهويها الفرعوين

لآلف ا�صتمر ال���ذي وت��راث��ه��ا احل�����ص��ارة

التراث المصري يحمل بين طياته الكثير

مما يستفاد به في المستقبل

متثال نه�صة م�رص ملختار ميثل م�رص فتاة تتطلع نحو امل�صتقبل بينما تت�صبث يدها برتاثها متمثال يف اأبي الهول

Page 28: turath_156

كل فى تفوقهم مبدى العامل يبهر ال�صنني

املجالت.

الفرعوين ل���اأدب ميلها م�صطفى وتعلل

كونه ملئ بالباغة وزاخر بن�صائح احلكيم

�صكاوى ورائعة الغريق املاح وق�صة »اآين«

ال��ف��اح ال��ف�����ص��ي��ح، ف��راث��ن��ا ه��و امل��ف��ه��وم

جذورنا وهو وح�صارتنا لتاريخنا الأ�صمل

ننتج اأن ن�صتطيع فهل الأر�س، يف ال�صاربة

فروعا وثمارا دون جذور؟

بني اجلهل والتجهيل

اجلواد عبد نعيم نرمني تعرف جانبها من

اإ���ص��ام��ي��ة، ودرا����ص���ات ع��رب��ي��ة ل��غ��ة معلمة

ال������راث ب���اأن���ه ك���ل م���ا ه���و م������وروث ع��ن

اختافا هناك اأن تو�صح كما ال�صابقني،

اأن����واع ال����راث، ف��ل��دي��ن��ا ت���راث ثقايف ف��ى

وع�صور اأزم��ن��ة ي�صمل وبيئي واجتماعي

و�صاهدة حية تبقى اأن ا�صتطاعت ما�صية

وقتها، فى نحياها مل التى اأ�صحابها على

معها نحيا فاإننا امل��وروث هذا ببقاء ولكن

ال�صابقني. بخيالنا حياة ون�صتعيد

العادي الإن�����ص��ان ي�صتفيد اأن ميكن وعما

بتاريخ الإمل���ام ت��ق��ول: ل��ل��راث معرفته م��ن

وح�صارة القدماء، عاوة على حاجتنا له يف

تو�صيح يف منه لا�صتفادة موروثاتنا توثيق

التاريخ اأع��م��اق ف��ى ت�صرب التى ج��ذورن��ا

باخلري بادنا على �صيعود ومبا الب�صري،

منه وال�صتفادة عر�صه خ��ال من الوفري

الفر�صة ولإتاحة الأم��وال روؤو���س جلب فى

وهذا التاريخ ه��ذا لدرا�صة اجلميع اأم��ام

املوروث الذى يرثى الب�صرية جمعاء.

ال���راث ع��ن �صيئا ت��ق��راأ مل اأن��ه��ا وت���وؤك���د

على معلوماتها ا�صتقاء ف��ى اع��ت��م��دت ب��ل

اأن��ه��ا تن�صى ل ك��م��ا وال�����ص��م��اع، امل�����ص��اه��دة

علينا الربط بين ثقافات الشعوب

حيث التراث اإلنساني يجمع كل البشر

�صارع �صعبي- القاهرة- متحف بروكلني

قضية للنقاش

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

28

Page 29: turath_156

در�صت بع�س الراث بح�صب �صنوات التعليم

املختلفة فتقول: كان لدينا النذر الي�صري من

بحكم اإنه اإل بالآثار تتعلق التى املعلومات

معرفة ل��دى تكونت ق��د ف��اإن��ه التخ�ص�س

وال�صعراء بالأدباء الثقايف اخلا�س بالراث

هذه من الكتب اأمهات فى ح�صره مت وما

املواد العلمية والأدبية الراثية.

تراثية/ بفرة موؤ�ص�صي اهتمام وجود وعن

اأنه اأظ��ن كنت تقول: غريها عن تاريخية

القدمية الفرعونية الآث���ار اإل لدينا لي�س

وذل����ك ب�����ص��ب��ب م���ا اأح��اط��ه��ا الإع�����ام به

وقت منذ ولكن وال��رع��اي��ة، اله��ت��م��ام م��ن

منطقة اإىل قدماي �صاقتني بالقليل لي�س

اجل��م��ال��ي��ة وه��ال��ن��ي م���ا راأي�����ت م���ن اآث����ار

ل��دي��ن اهلل امل��ع��ز ���ص��ارع اإ���ص��ام��ي��ة، خا�صة

من وال��رائ��ع الهائل الكم وه��ذا الفاطمي

ذلك وغ��ري والأ�صبلة واخلانقات امل�صاجد

من احلرف التى ا�صتطاعت الدولة توطينها

بثوب جديد ولئق فى هذا املكان احليوي.

خريطة بناء باإعادة اجلواد، عبد وطالبت

عن معلومات لت�صمل القدمية، موروثاتنا

اأثرا وتركت م�صر بها مرت التى الع�صور

هذه ت��رى اأن اأمت��ن��ى وق��ال��ت: عليها، ي��دل

وكل طالب فرد كل ويتمكن النور اخلريطة

من اقتنائها، كما توؤكد فى ذات الوقت عدم

الإعام يقدمها التي ال�صورة عن ر�صائها

عن الراث.

كل �صيء قدمي تراث!

حممد �صقر، موظف �صابق متقاعد بامل�صانع

اإن بقوله: الراث تعريف يحاول احلربية،

اإىل يخل�س ثم كثرية، اأ�صياء يعنى الراث

�صقر وي�صرب ت���راث، ق��دمي �صيء ك��ل اأن

والآث��ار والتاريخية العلمية بالكتب مثال

الأزه��ر، مثل القدمية واملن�صاآت القدمية،

القدمية، الدينية واملكتبات والأه��رام��ات،

وي�صيف : بادنا فيها ما ل يتم ح�صره من

عبارة ال��راث اأن موؤكدا الأ�صيل. ال��راث

اأن اإىل ل��ل��ب��اد. واأ���ص��ار ث���روة ق��وم��ي��ة ع��ن

من ي�صتفيد اأن عليه يجب العادي الإن�صان

هذا يحتويه مبا والإملام فيه بالبحث تراثه

من علم وتاريخ وجمد.

اأن��ه ف��اأك��د ال��ف��رد ف��ى حياة قيمته ع��ن اأم��ا

ومعدننا اأ���ص��ال��ت��ن��ا ل��ن��ا ي��ب��ني ل��ن��ا م��ف��خ��رة

قد كان اإذا وعما الأمم. بني �صاأننا ويرفع

ق��راأ اأن��ه اإىل اأ���ص��ار ال���راث �صيئا ع��ن ق��راأ

كثريا عن تراثنا بداية من الفراعني وحياة

والأزمان املتاحقة الأجيال وعن الفراعني

واأجدادنا لأبطالنا الذاتية وال�صري املختلفة

ت��اري��خ ف��ى اأجن���ز ���ص��ئ ك��ل وع���ن و�صبابنا

العريقة. بادنا

اإهمال الرتاث معناه املوت

يرى عربية، لغة ح م�صح ال�صطانويف، �صعد

باد ح�صارات فى ك��ان ما كل ال��راث اأن

واحلديثة منها القدمية املختلفة، العامل

ورد م��ا الإ���ص��ام��ي��ة، احل�����ص��ارة واأعظمها

منها وما مل يرد، ما كان خريا وما كان غري

ذلك، فهذا كله تراث لنا وللب�صرية جمعاء.

وي�صري ال�صطانويف اإىل اأن اهتمامه بالراث

الإ�صامية، احل�صارة ت��راث على ين�صب

و�صلم عليه اهلل �صلى الر�صول �صرية مثل

دول��ة ع�صر ف��ى خلفائه ���ص��ري ب��ع��ده وم��ن

ال��را���ص��دي��ن، وم���ن ب��ع��ده��ا ع�����ص��ور ال���دول

التي والدول والعثمانية والعبا�صية الأموية

ان�صقت عنهم و�صول اإىل الع�صور احلديثة،

التق�صيم ح�صب ال���دول ا���ص��ت��ق��ال ع�صر

اجلغرايف املعروف الآن.

يقول: ال���راث م��ن ا�صتفادته م��دى وع��ن

تعلمت منه فن الإدارة يف كل �صيء، من خال

والعلماء والتابعني وال�صحابة الر�صول �صري

بالنف�س الثقة اأي�����ص��ا تعلمت بعدهم، م��ن

الآخر. تقبل وكيفية للهدف الو�صول وكيفية

خ�صو�صا ال��راث اإيل بحاجة اأننا يرى كما

فى الفرة احلالية لنتعلم من درو�س التاريخ

فيه وخ�صو�صا ما يتعلق بالثورات وكيفية بناء

النف�س. بناء كيفية ذلك كل وقبل الدولة،

الراث كتب بع�س اإىل ال�صطانوفى وي�صري

�صلى الر�صول �صرية واأهمها فيه اأثرت التى

املختوم، الرحيق كتاب يف و�صلم عليه اهلل

ابن مقدمة ك��ث��ري، لب��ن والنهاية ال��ب��داي��ة

م�صتظرف فن كل من امل�صتطرف خلدون،

ل�صهاب الدين الأب�صيهي.

در�صه من ما كل اأن اإىل ال�صطانويف ويلفت

كلية اللغة العربية تقدم وجبة دسمة تربط الطالب بالتراث والقيم وتدرس األدب الشعبي

واآلداب الشرقية كالفارسية والعبرية

ن�صاأت امل�رصي

أهم استفادة يمكن أن ينالها الفرد من التراث

هي المعرفة والعلم بالشيء

حممد اخلبريي

Page 30: turath_156

الراث يف املدر�صة هو بع�س ال�صري املخت�صرة

لبع�س ال�صحابة مثل عبد الرحمن بن عوف

فى املرحلة البتدائية، واأ�صماء بنت اأبي بكر

واأ�صامة بن زيد فى املرحلة الإعدادية، اأما يف

التاريخ كتب بع�س در�صت فيقول: اجلامعة

قبلها، وم��ا الإ�صامية باحل�صارة املتعلقة

وكذلك در�صت ال�صعر العربي بكامل ع�صوره

و�صعرائه بداية من امرئ القي�س وحتى اأحمد

فن اأي�صا ودر�صت اإبراهيم، وحافظ �صوقي

كتابها واأب��رز العربية الرواية وكتابة النرث

بالإ�صافة للنحو وعلمائه، كما در�صت قطوفا

وال��ب��اغ��ة. وال��ن��ق��د وامل��ن��ط��ق الفل�صفة م��ن

ويقرح �صطانويف اأن يزيد الهتمام يف مناهج

جميعا لنعرف الع�صور كل لي�صمل التعليم

كما م�صتقبلنا، اإىل لنعر وتاريخنا ما�صينا

يقرح اأن تزيد ن�صبة الهتمام بالطفل.

وعن دور الإعام فى التعريف بالراث يقول:

اأولهما يبث الإعام يوجد عندنا نوعان من

الإ�صامي وخ�صو�صا ال��راث وي�صوه الفتنة

النا�س، يف وم��وؤث��ر م�صاهد فهو ول��اأ���ص��ف

�صكل فى ال��راث لنا يقدم اإع��ام وثانيهما

اإل ي�صاهده اأح���د ل ول��ك��ن ومي�صر مب�صط

القليل واأي�صا هو لي�س موؤثرا.

الإع��ام��ي��ة الأداة ون��دف��ع ن��ح��ث اأن وق��ب��ل

وهي به والهتمام ب��ال��راث التعريف نحو

نبحث اأن اأول علينا اأهميتها على م�صاألة

اأعدادهم كثرية عن متلقيها، وحتما �صتكون

اأول.. كما يرى بالتعليم ولكن حينما ننه�س

اأن ال�صتغناء عن الراث معناه املوت وحينما

فى �صرنا له نلتفت نعد ومل تراثنا افتقدنا

خر كان ومل يعد لنا مكان بجوار من اأخذوا

اإىل عنان به تراثنا وا�صتفادوا منه وارتفعوا

نرجع اأن اأم��ل عندي زال ما ولكن ال�صماء

ونتقدم ونقود العامل كما كنا.

احلل خلق تراث جديد!

ح��م��دي، حم��م��د ع��ي��ن��ي يف ال����راث يتمثل

وباقي خالد ه��و م��ا ك��ل يف ���ص��اب، �صحفي

وح�����ص��ارة م��ن طبيعة ال��ع�����ص��ور، م��ر ع��ل��ى

جم��الت ك��ل يف يتمثل ك��م��ا واآث�����ار، وف���ن

احل��ي��اة م��ن ط��ب وك��ي��م��ي��اء وه��ن��د���ص��ة وف��ن

وزراعة و�صناعة، ويرى حمدي اأنه لبد من

اأكرث املا�صي يف والتفكري والبحث الرجوع

اىل اأدت التى الأ�صباب وبحث وقت اأى من

حتى القدمي ال��راث ونهو�س ا�صتمرارية

الآن فى زماننا وحماولة النهو�س والتطوير،

خللق واملوهوبني لل�صباب فر�س اإتاحة مع

تراث يتواىل.

مؤسسة التعليم عليها عبء كبير لغرس المعنى الصحيح

للتراث في أطفالنا

اإلعالم ـ بقصد وبدون قصد ـ يكرس للقطيعة مع التراث

م�صطفى علي

على خطى الأجداد.. عمال من �صعيد م�رص ي�صنعون متاثيل لل�صياحعلي الغريب

قضية للنقاش

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

30

Page 31: turath_156

بني الق�صرة واجلوهر

الإع��ام بكلية اأحمد طه، طالب اأم��ا فار�س

الكي�ان ال��راث هو اأن القاهرة فريى جامعة

والت�صوير لاأحداث املا�صية التى ا�صتطيع اأن

اأبنى مواقفي عليها فى امل�صتقبل واأنتقي منها

ما يتاءم مع طبيعتي، كما اأنه �صرد لاأحداث

القدمية على مر الزم�ان واملكان فى خمتلف

ميكن الب�صيط ال��ع��ادي والإن�صان الع�ص�ور،

اأن ي�صتفيد منه حيث ميكنه التع�رف على ما

و�صل اإلية اأجداده وحم�اولة النطاق من حيث

يف ال��راث نحتاج اأننا كما وا�صاف: انتهوا،

حياتنا للتع�رف على تاريخ الإن�صانية وحماولة

بناء م�صتقبل يقوم على اأعمدة الراث بجميع

اأنواعها.

معينا �صيئا يدر�س مل اأن��ه اإىل فار�س ويلفت

مراحل يف املختلفة بع�صوره ال���راث م��ن

املعهد فى العربي الأدب بع�س �صوى تعليمه

الأزهري اأثناء درا�صتى باملرحلة الثانوية ويرى

اأن الهتمام بفرة تراثية معينة »ع�صر« دون

� يوجد اأن��ه � على حد قوله الأخ��رى موجود و

على ال�صاحة هاوي�س التكلم الراث ال�صلطوي

والذين ال�صابقني احلكام عن التكلم مبعن�ى

فع�لوا اأ�صياء فى حق هذا البلد وي�صتغل هوؤلء

اأفعالهم ي���رروا حتى امل��ا���ص��ي الأ���ص��خ��ا���س

احلا�صرة.

وع���ن راأي����ه يف ال�����ص��ورة ال��ت��ي ي��ق��دم بها

قائا: ذل��ك اأحمد ينتقد ال���راث، الإع�����ام

بالت�راث يهتم ل قنواته مبختلف الإع���ام

مظهره على يركزون بينما الأ�صلي، مبعناه

اأن��ه��م ي��ظ��ه��رون ال��راث اخل��ارج��ي، مبعن�ى

الذى يهتم به الراأي العام فقط. كما يرى اأن

التلفزيون والنرنت اأهم و�صائل الإعام التي

يجب اأن تهتم بالراث عن طريق تقدمي اأفام

نقل حت��اول تراثية وبرامج ت�صويقية وثائقية

الراث ال�صامى وامل�صيحي ب�صورة وا�صحة

تاريخهم على اأك��رث امل�صريون يتعرف ك��ي

وح�صارتهم، كما اإنه من امل�صتحيل اأن ي�صتغنى

اأى اإن�صان اأو �صعب عن تراثه مهما ك�ان، فالأمة

التي لي�س لها ما�صي لن يكون لها ح�ا�صر، وكم

من الأمم تتمني اأن يكون لها ربع ما منتلكه من

تراث وثقافة وح�صارة

ال يمكن االستغناء عن التراث فهو مكون

أساسي للشخصية القومية والوطنية

القرية الفرعونية .. جت�صيد حلياة امل�رصي القدمي

Page 32: turath_156

امل�رصيون يعتقدون اأن األف ليلة و ليلة جزء من تراثهم

كلمة جميلة..لكن ماذا تعني ؟

التراث في عيون الناشئةك�ن هذا راأي الكب�ر وال�شب�ب، فم�ذا عن راأي ال�شغ�ر يف هذه الق�شية املهمة؟

لحظن� اأن مفهوم الرتاث عند الن��شئة يتلخ�ص يف اأنه هو كل الأ�شي�ء التي ورثن�ه� من اآب�ئن� واأجدادن�، وهو

الأ�شي�ء التي له� قيمة م�دية ومعنوية، لفتني اإىل اأن اأقرب مث�ل على ذلك هو الأهرام�ت والتم�ثيل املوجودة

يف املتحف امل�شري وامل�ش�جد واملب�ين التي عمره� 100 �شنة اأو اأكرث.

الأول بال�صف العزيز طالبة قالت هدير عبد

اأح��د الكتب معلومة اإن��ه��ا ق���راأت يف ال��ث��ان��وي:

مهمة وهي اأن معنى كلمة »تراث« لي�س املرياث

ال��راث اإن املعلومة وتقول اأعتقد، كنت كما

هو الأ�صياء الثمينة التي لها قيمة والتي تاأتينا

عر الأجيال من اآبائنا واأجدادنا.. اأما املرياث

فيمكن اأن يكون فيه اأ�صياء مهمة وجيدة واأ�صياء

لي�س لها قيمة.وتقول هدير: بالن�صبة يل در�صت

الع�صر عن والبتدائية الإعدادية املرحلة يف

الرحات اأحب لكنني والإ�صامي، الفرعوين

و�صاهدت الإ�صكندرية اإىل رحلة مع وذهبت

ومكتبة قايتباي، قلعة مثل اجلميل تراثها

الإ�صكندرية.

الذي هو الراث قالت: الراث اأهمية وعن

كانوا كيف لنعرف اأجدادنا مبا�صي يعرفنا

زرت وحينما وي�صربون، وياأكلون يعي�صون

الأج��داد ك��ان كيف راأي��ت امل�صري املتحف

ي�صيدون، وكيف كانوا يزرعون وراأيت بع�س

التى الكثرية املومياوات واأعجبتني البذور

التحنيط وحفظ الأجداد يف تقدم تدل على

اجلميل املا�صي يحثنا وك��ذل��ك الأج�����ص��ام.

مما اأف�صل ونكون اأج��دادن��ا مثل نفعل لأن

قائلة: الإع���ام تنتقد كما الآن. فيه نحن

عن تتكلم برامج اأحيانا يعر�س التليفزيون

برناجما اأريد لكن فقط، ال�صياحية املناطق

يتكلم عن الراث كما قراأت عنه. واأمتنى اأن

اأزور دول العامل لأ�صاهد تراثهم وح�صارتهم

قضية للنقاش

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

32

Page 33: turath_156

اجليزة - من مقتنيات متحف بروكلني احمد عبد احلافظ

هدير عبد العزيز

بالرغم من اأن م�صر بلدي هي اأم احل�صارة.

تراثنا اأبهر العامل

ويلتقي معها »اأحمد حممد عبد احلافظ تلميذ

كلمة ال��راث فيقول: الثانوي« الأول ال�صف

واحل�صارة، والقدم العراقة عن تعر جميلة

وقد در�صت كثريا عن احل�صارة الفرعونية التي

عمرها 7000 عام والتي بناها اأجدادنا القدماء

امل�صريون.

لأنهم الإع��ام و�صائل امل�صوؤولني يف األ��وم اأن��ا

ويهتمون وال��راث امل�صرية احل�صارة يهملون

يهتموا اأن واأريدهم والفنادق بال�صواحل فقط

ما�س له لي�س من لأن اأي�صا القدمي بالراث

لي�س له حا�صر اأو م�صتقبل.

التي حتكي احلكايات الق�ص�س ق��راءة اأح��ب

عن اق���راأ كما ودم��ن��ة« »كليلة مثل ال��ق��دمي��ة

ن�صتطيع ل ون��ح��ن ال��ف��رع��ون��ي��ة احل��ك��اي��ات

ال�صتغناء عن الراث واحل�صارة العظيمة التي

اأبهرت العامل كله.

ل اأعرف معنى الرتاث!

اأما »عبيد اهلل حممد الطالب بال�صف ال�صاد�س

البتدائي« فقد قال براءة: اأنا ل اأعرف معنى

واإذا اآث��ار، كلمة اأع��رف معنى ولكني ال��راث

الآث��ار املوجودة اآث��ار فهي ت��راث مبعنى كانت

وم�صجد �صنبل اأبو ومعبد واأ�صوان الأق�صر يف

واملتحف الآث���ار ومتحف بالقلعة علي حممد

ال�صامي ومتثال رم�صي�س وكل هذه الأماكن،

بلدي اأع��رف اأن ال��راث معرفة واأ�صتفيد من

وتاريخ بلدي.

كما قال نحن نحتاج الراث دائما لكي نتفرج

م�صر لأن كثريون �صياح عندنا ويكون عليه

والأج��ان��ب متنوعة اآث���ار وفيها جميلة بادنا

ي��ح��ب��ون زي��ارت��ه��ا، ل��ذل��ك ول��اأ���ص��ف مل اأق���راأ

�صيئا عن ال��راث لكنني �صمعت و�صاهدت فى

التليفزيون، كما اأن الكتب املدر�صية ومن خال

الآث��ار درو���س عن بها يوجد الدرا�صات م��ادة

الفرعونية والإ�صامية.

اأ�صحابه وعند عنده امل�صهور اإن اأي�صا ويقول

والفراعنة، امل�صريني قدماء عن احلكايات

ويتمنى اأن تقيم املدر�صة له ولزمائه رحات

ليتعرفوا على بادهم.

وعن راأيه يف ال�صورة التي يقدمها الإعام عن

بال�صدفة اإل اأقراأ جرائد اأنا ل الراث يقول:

يف واأ���ص��ارك التليفزيون على اأت��ف��رج لكنني

الإذاع������ة امل��در���ص��ي��ة اأو م��ن خ���ال م��در���ص��ة

الدرا�صات التي تتكلم معنا يف هذه املو�صوعات.

اإعامية و�صيلة اأك��رث التليفزيون اإن وي��ق��ول

تعرفه معلومات عن الآثار »الراث« عن طريق

الرامج التي تتكلم عن ال�صياحة والآثار، لكنه

اأكد حبه ومتابعته لقناة نا�صيونال جيوجرافيك

اآثار م�س كتري »بتجيب حاجات لأنها اأبوظبي

وب�س«! ويوؤكد اأننا كم�صريني ل ميكن ال�صتغناء

عن تراثنا واآثارنا لأننا »بنحب بادنا«

الناشئة: التراث كلمة جميلة تعبر

عن العراقة والقدم و الحضارة التي بناها

األجداد

Page 34: turath_156

يف ر�ؤيتنا اإىل الرتاث العربي

الإ�ضالمي منذ ع�ضر النه�ضة

ه��ذه مت��ي��زت الأح���ادي���ة. ال���ر�ؤي���ة الآن اإىل

الر�ؤية بالنتقائية، �تتجلى يف اأن كل م�ضتغل

جوانبه، بع�ض مع يتعامل العربي بالرتاث

ما �ي�ضتبعد ميثله، ما اأف�ضل ذلك معتربا

يراه خمالفا ملا يت�ضوره. �ق�ضم الرتاث تبعا

لذلك تق�ضيمات عديدة. فمنه ما هو اإيجابي،

�ما هو �ضلبي. �منه ما هو متالئم مع ت�ضور

خا�ض بالدين �باملجتمع، �ما هو غري متالئم

اأ� رجعي، اأن منه ما هو تقدمي معهما. كما

اأ� عقالين هو �ما مثايل، اأ� م��ادي هو �ما

التقليدي التق�ضيم اإىل جانب خرايف... هذا

يف النظر اإىل الآداب �الفنون بوجه عام، اأي

�نقي�ضه »العاملة«، الثقافة يف يندرج ما بني

الذي يت�ضل بالثقافة »ال�ضعبية«.

كل �تقا�ضمها ال��ر�ؤي��ة ه��ذه حمل يف ي�ضرتك

التقليديني من العربي ب��ال��رتاث ا�ضتغل من

مت ذلك �مبقت�ضى ال�ضواء. على �احلداثيني

قيم من يج�ضده ما �ف��ق ال��رتاث اإىل النظر

ذاك، اأ� الفريق ه��ذا لها ينت�ضر �مت��ث��الت

�يجد لها كل منهما ما يدعم ت�ضوره للحياة

اأ� �الفكر باعتماد الرتاث نف�ضه مادة للتاأ�يل

اأداة لل�ضراع.

اإيديولوجية خلفية على النتقائية تنبني

ال�ضلفيون �من لف فاإذا كان للعيان. �ا�ضحة

لفهم ير�ن اأن التم�ضك برتاث ال�ضلف ال�ضالح

اأ�ضا�ض جتا�ز التخلف، جند املاديني �من �ضار

مناق�ضة اأخرى ز�ايا يكت�ضفون منوالهم على

من الرتاث العربي فيقدمونها دليال على اأنها

ركيزة التقدم. �كل حزب مبا لديهم فرحون؟

باملوقف فقط، النتقائية، تف�ضري ميكننا ل

قناعات ع��ل��ى ينبني ال���ذي الإي��دي��ول��وج��ي

منها النطالق يتم �معرفية فكرية �اأنظمة

منه. املوقف �اتخاذ ال��رتاث لقراءة خلفية

�اقعنا احلايل، تنطلق من الأط��راف كل اإن

�ا�ضطفافات تناق�ضات من به يزخر �م��ا

اإ�ضقاطها على �تعمل جديدة، اإيديولوجية

مواقفها، خ��الل م��ن باحثة ال����رتاث، على

ن�ضية �ضلطة م��ن ميكنها عما �الآن، هنا

»م��ا يف »ه��ن��اك« م��ن م�ضتمدة »م��رج��ع��ي��ة«

القدرة ع��دم على تاأكيد ه��ذا �يف م�ضى«.

�متالئم من�ضجم �اقعي خطاب اإنتاج على

جهة. من �اإكراهاته، الع�ضر �ضر�رات مع

عرب ال���رتاث، ا�ضتخدام ثانية، جهة �م��ن

له، قبل �توريطه خلو�ض حر�ب، ل توظيفه

�ل عالقة له بها.

النتقائية مت��ار���ض �ه��ي الأط����راف، ك��ل اإن

�عي، بغري اأ� بوعي ال��رتاث، مع تعاملها يف

خلدمة �ت�ضخرها »تاريخيت�ه«، منه ت�ضلب

النتقائية تلك اآية �مفتعلة. �همية »�اقعية«

كل اأن يف متجلية جندها الت�ضخري، �ه��ذا

�ضورة �ي�ضكل كل، من ج��زءا يقتطع طرف

م�ضلحته، يخدم مب��ا ال���رتاث ع��ن حم��ددة

احلقيقية »ال�ضورة« اأنها على لنا �يقدمها

�»الكاملة«. اإنها الر�ؤية الأحادية �التجزيئية

ات�ضل فيما ال��رتاث ي��رى فال�ضني ل��ل��رتاث:

بال�ضنة �اجلماعة، �ال�ضيعي يق�ضره على ما

ارتبط بال�ضيعة، �املادي يركزه على ما اقرتن

والشمولية االنتقائية في التراث العربي اإلسالمي

مدارات

تنبني االنتقائية على إيديولوجية خلفية

واضحة للعيان. فإذا كان السلفيون ومن لف لفهم يرون أن التمسك

بتراث السلف الصالح أساس تجاوز التخلف، نجد

الماديين ومن سار على منوالهم يكتشفون زوايا أخرى مناقضة من التراث العربي فيقدمونها دليال على أنها ركيزة التقدم.

وكل حزب بما لديهم فرحون؟

مدارات

�سادت

الـعــــدد

156بر كتو اأ

2012

34

Page 35: turath_156

بامللل �النحل، �ال�ضويف...، �هكذا د�اليك.

التعامل على �التجزيئية النتقائية تعمل

ي�ضتقل بع�ضها عن مع الرتاث ب�ضفته جزرا

بع�ض، �لي�ض باعتباره كال متكامال غري قابل

ما التهافت« ف�»تهافت الت�ضذير: اأ� للتق�ضيم

كان ليكون لول »تهافت الفال�ضفة« مثال. كما

ل��ول الطربي اب��ن خ��ل��د�ن م��ا ك��ان ليكون اأن

�امل�ضعودي، �ق�ض على ذلك. النظرة ال�ضمولية

ال��ر�ؤي��ة الإ���ض��الم��ي نقي�ض ال��ع��رب��ي ل��ل��رتاث

النتقائية �التجزيئية التي هيمنت يف كل حقب

الع�ضر احلديث، �من لدن كل الأطراف.

بني ال��رتاب��ط على ال�ضمولية ال��ر�ؤي��ة تنبني

على ت�ضكلت التي ال��رتاث مكونات خمتلف

مرتابطة حلقاته ك��ل �جعلت ال��ت��اري��خ، م��ر

بع�ضا بع�ضها م��ع �م��ت��ف��اع��ل��ة �م��ت�����ض��اب��ك��ة

�الرتابط �الت�ضابك التفاعل اأنواع مبختلف

اإىل املحاكاة من تذهب �التي نعرفها، التي

املعار�ضة مر�را بالتحويل �التحوير.

� ال���ر�ؤي���ت���ني الن��ت��ق��ائ��ي��ة ب���ني ال���ف���رق اإن

بني فرق التفاعلية � �ال�ضمولية التجزيئية

التاأ�يل �الفهم، اأي بني الإيديولوجيا �العلم.

تاأ�يلية عالقة ظلت تراثنا مع عالقتنا �كل

�اإيديولوجية، �لذلك ظلت نظرتنا اإق�ضائية

قا�ضرة �حمد�دة �عاجزة عن الإحاطة بكل

اإننا مكونات تراثنا يف تنوعه �تعدده �غناه.

ل ن��راه لأننا ثراتنا من ج��زءا ن�ضتبعد حني

ذاكرتنا من جلزء اإق�ضاء منار�ض ميثلنا؟

اله��ت��م��ام. دائ���رة م��ن �نلغيه امل�ضتقبلية،

من انتقائيا موقفا فقط، نتخذ، ل �بذلك

ما »اإن�ضان« من ،اأي�ضا، �لكن م��ا، »ت��راث«

�يف ميثله. اأق�ضيناه ال��ذي اجل��زء اأن ي��رى

املجتمع م��ك��ون��ات ب��ني ل��ل��ه��وة تو�ضيع ذل���ك

العربي يف تنوعه �تعدده �غناه.

العربية الأمة �اقع عندما ننظر حاليا يف

�الإ�ضالمية، �ما يعرفه من ت�ضرذم �انق�ضام

اإىل يعود منه اأ�ضا�ضيا ج��زءا جند ��ضراع،

مثل هذه املواقف النتقائية من الرتاث، �من

�الطائفية املذهبية فال�ضراعات الإن�ضان:

اأن كما لها. جتليات �ضوى لي�ضت �الع�ضبية

بالنتماء »التهام �التخوين التكفري نزعات

اإىل الإخوان، �لي�ض فقط اإىل اخليانة« لي�ضت

التجزيئية الر�ؤيات تلك عن تعبريات �ضوى

املختلف« ل��الآخ��ر»الإن�����ض��ان �الإق�����ض��ائ��ي��ة

�ل�»الرتاث الآخر« الذي ل نراه ميثلنا.

بعد اأحداث احلادي ع�ضر من �ضبتمرب فر�ض

يف احل�ضارات«، »ح��وار خطاب تبني علينا

الوقت الذي ظل منظر� اأمريكا يتحدثون عن

حوار ح��ول امل��وؤمت��رات فنظمنا »�ضدامها«.

يف �لكننا، الديني، الت�ضامح �حول الأدي��ان

مذاهبنا بني باحلوار نعن مل نف�ضه، الوقت

الإ�ضالمية �طوائفنا.

ر�ؤية �ضمولية لرتاثنا فتلك بداية نتبنى حني

حتولنا نحو التفاعل الذي ميكننا من حتقيق

�بالت�ضامح مع خمتلف معرفة علمية برتاثنا

الرتاث بهذا تت�ضل التي العربية املكونات

بد�ن متييز اأ� اإق�ضاء

إن الفرق بين الرؤيتين االنتقائية ـ التجزيئية،

والشمولية ـ التفاعلية فرق بين التأويل والفهم، أي بين

اإليديولوجيا والعلم. وكل عالقتنا مع تراثنا

ظلت عالقة تأويلية إقصائية وإيديولوجية،

ولذلك ظلت نظرتنا قاصرة ومحدودة

وعاجزة عن اإلحاطة بكل مكونات تراثنا في

تنوعه وتعدده وغناه

�سعيد يقطني

Page 36: turath_156

المراجعة الناقدة للتراث تضمن رقي

حضارتنا

محمد الميموني:

ال�شعر فن النخبة..تلك حقيقة

ساحة الحوار

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

36

Page 37: turath_156

من مواليد »�شف�شاون« يف العام 1936م، جامعي

ي�شتغل بالتعليم، بداأ ن�شر اأعماله يف خم�شينيات

اإىل حتيل العميقة ن�شو�شه املا�شي، القرن

ال�شوؤال امل�شتمر حول عاملنا �شريع التغري. من

اأعوام العقم«، و»احللم يف زمن اأعماله »اآخر

الوهم«، و»طريق النهر«، و»ق�شائد �شائبة«.

لل�شاعر، التكوين بدايات ر�شدنا حوارنا يف

الديني، يف والن�ص الأدب��ي بالرتاث وعالقته

حماولة لفهم التجربة ال�شعرية جليل بكامله.

لتكوينكم الأوىل الإره��ا���ص��ات م��ن لنبداأ

اأو املدر�صة دور يف هذا ال�صعري، وهل للبيت

التكوين؟

الأث��ر، منعدمة فمدر�شتي �شادمة، احلقيقة

اإذ مل تهتم بفن الكتابة، كما هو احلال يف دار

الأ�شاتذة من قلة با�شتثناء الآن، اإىل لقمان

متردوا على الن�شو�ص املكر�شة. ولعل القائمني

على و�شع برامج التعليم يف بالدنا فاتهم ذلك،

املربجمة غري واملنا�شبات ال�شدف فكانت

متنف�شا للموهوبني منا.

ل�����ش��وق��ي يف نهاية ق�����ش��ي��دة ق���راءت���ي اأذك����ر

الأربعينيات من القرن املا�شي، لقت ا�شتح�شان

ويف مدر�شي. حفل يف واملدعوين اأ�شاتذتي

اخلم�شينيات يف ثانوية تطوان �شاركت مبحاولة

متت اإث��ره��ا على الكتاب، قيمة ع��ن �شعرية

دعوتي اإىل اإذاعة تطوان املحلية، ونلت »ديوان

ابن زيدون« جائزة رمزية من مدير الإذاعة،

موؤهالتي اإىل احلقيقي النتباه بداية وتلك

يالزمني الآن وحتى يومها وم��ن ال�شعرية،

هاج�ص املحاولة كلما اأقدمت على كتابة ن�ص.

حدثنا عن �صفرك بني مدن عدة للدرا�صة

وع���اق���ت���ه ب��ت��ج��رب��ت��ك ال�����ص��ع��ري��ة يف ف���رة

ال�صباب؟

تطوان ك��ان��ت امل��ا���ش��ي، ال��ق��رن منت�شف يف

حيث ال���رواد جيل يف ف��اع��ال ثقافيا م��رك��زا

الهتمامات، متنوعة الثقافية الإ���ش��دارات

اللغة مزدوجة ال�شعرية« املعتمد »جملة منها

بها، ال���رواد جيل تاأثر اإ�شبانية«، – »عربية

ولالأ�شف مت اإهمال هذا اجليل يف تاريخ ال�شعر

اإ�شارات خاطفة وقلما جتد املعا�شر، املغربي

اإىل دورهم ون�شو�شهم احلية. ثم كانت الدار

وال�شيا�شي الثقايف امل��غ��رب مركز البي�شاء

مثمرة، فيها اإقامتي كانت والنقابي، والفني

ملغرب يوؤ�ش�ص �شباب م��ع ع��الق��ات ن��ت ف��ك��و

طابع حماولتهم على وغلب ونا�شج، طموح

الع�شامية، وال�شذاجة وال�شدق.

ويف ال�شتينيات اندجمت بكل كياين يف احلركة

الطالبية يف الرباط وفا�ص، والتي اجتهدت يف

ن�شر القيم التقدمية وحتريك احلياة ال�شيا�شية

باملبا�شرة وقتها �شبغ جتاربي ما وهو وقتها.

باله�م والل��ت��زام ال���ذات ون��ك��ران واحلما�ص

اجلماعي.

ت�أثري الن�ص الديني

و�صح لنا تاأثري الن�ص الديني من خال

حفظك للقراآن، يف حياتك ك�صاعر؟

كاأغلب جيلي يف جمتمع متم�شك بهويته الدينية

القراآين، الكتاب والوطنية، كانت طفولتي يف

و�شف�شاون رف�شت التعاون مع الحتالل الذي

مثل لالآباء »تدخل الأجنبي الكافر«، بعد تاآمر

الكرمي »عبد البطل �شد ال�شتعمارية القوى

اخلطابي«، وبالتايل رف�شت مدار�ص الحتالل

ا حتى لفرتة طويلة، فكان التعليم الديني عو�ش

عن تلك املدار�ص الإ�شبانية التي تعاون بع�ص

اإقامتها، يف فكرهم يختلف مم��ن الأه���ايل

الأمر الذي اأحال كثري من جمايلي اإىل اكمال

اأو ما يوازيها. درا�شتهم يف »القرويني« بفا�ص

وال�شدفة وحدها ما دفع بي للدرا�شة يف تلك

ثم �شف�شاون ابتدائية يف املختلطة امل��دار���ص

ثانوية تطوان اأواخر العقدين الرابع واخلام�ص.

حاوره- عبد الرحيم اخل�صار

و�صلنا مدينة » تطوان«، و�صاألنا عن العنوان الذي ي�صكن فيه، فاأجابنا اأحدهم » من تريدون

بالتحديد؟«، قلنا »حممد امليموين«، فا�صتوثق » ال�صاعر؟«.

امليموين؛ ا�صم يعرفه جمتمع الكتاب واملثقفني املغاربة، منوذج مبدع امتزج فيه املوروث الديني

العربي، والثقافات املغربية والإ�صبانية والفرن�صية. تعرفه مدينته باملثقف طيب القلب ووافر الأدب.

اأحد رواد احلداثة املتفائلني واملحبني لاأجيال ال�صعرية يف املنطقة.

تم إهمال جيل الرواد في تاريخ الشعر

المغربي المعاصر وقلما تجد إشارات

خاطفة إلى دورهم ونصوصهم الحية

اكتسبت ثروتي اللغوية ودرايتي باللغة العربية

في )الكتاب( وساعدني ذلك على قراءة الشعر العربي القديم وفهمه واالستمتاع به والتناغم

مع عالمه

Page 38: turath_156

ودرايتي اللغوية ثروتي اكت�شبت »الكتاب« يف

مو�شيقاها واإي��ق��اع واأ�شاليبها العربية باللغة

ال�شعر ق���راءة على �شاعدين ما وه��و املميز،

العربي القدمي وفهمه وال�شتمتاع به والتناغم

مع عامله.

باأن كتابات »طه ح�شني« مما قراأت؛ واأعرتف

�شاعدتني كثريا على هذا التذوق، وهو ما يف�شر

ال�شعر من واأخ��رى قراآنية ل�شيغ ا�شتخدامي

وامل��ق��ام��ات، الأم��ث��ال م��ن بعده وم��ا اجلاهلي

وج��ودي��ة ف�����ش��اءات يف لتوظيفه وحم��اول��ت��ي

واجتماعية وتاأملية يف كتاباتي.

رف����اق ال�����ص��ب��اب، م����اذا ع��ن��ه��م وع���ن ق���راءة

م�صوداتكم بالتبادل، وتقا�صمكم اللذة الأوىل

للن�ص وامل�صودات، ومن منهم ا�صتمر اأو توقف؟

�شاركني كثريون ن�شوة الكتابة ولذتها التلقائية

املبا�شرة، منهم من انقطع عن الكتابة، اأو حتول

يف امل��وت غيبهم من وهناك والق�شة، للنقد

اأوج العطاء. وحتى اليوم اأحتفظ ببع�ص الرفاق

مثل عبد الكرمي الطبال، نتبادل نف�ص الهتمام

ونتحاور بنف�ص احلميمية واملتعة.

التجربة الن��شرية ..وال�شعر

ما احلديثة ال�صعرية للق�صيدة كتابتكم

الكا�صيكية اأن�صار تخطيتم وكيف داف��ع��ه،

ال�صعرية العربية؟

تبع وم��ا م�شر يف النا�شر عبد جت��رب��ة لعل

العربي، عاملنا يف ارتدادية حركات من ذلك

ونقدية ل �شيا�شية كتابات و�شاعد على ظهور

ال�شكل يف والتغري بها، العربي للقارئ عهد

جعلني ما هو العربية، للق�شيدة وامل�شمون

مبا واله��ت��م��ام احلديثة للق�شيدة اأحت���ول

ذلك وبا�شتثناء العربي. املواطن اإليه يتطلع

املا�شي �شعارات تلوك الأ�شوات بع�ص ظلت

الكال�شيكية ���ش��ع��راء م��ن املجيدين وتقلد

ق�شر ما وهو التوفيق. من بقليل اجلديدة

و�شاد املفتعلة، املنا�شبات على الكال�شيكية

النمط احلداثي امل�شهد.

جيلكم ب�صكل خا�ص، وال�صاعر املغربي على

اإعامي عربي من بظلم ت�صعر العموم، هل

والقيمة وال��ت��داول ا�صتحقاق احل�صور حيث

الفنية؟

يكون رمب��ا حقيقة. تلك النخبة، فن ال�شعر

ذلك ب�شبب قلة الهتمام الإعالمي، فهو اإعالم

بكل وفكريا كتابيا الأميني با�شطياد من�شغل

دون ي�شتمر اأن ال�شاعر على لذا الإغ���راءات،

اأو الإعالمي، ال�شتحقاق اأو الرت�شية انتظار

فليهجر ال�شعر، فال�شعر �شيظل حيا مهما تنكر

ال�شطياد �شهل القارئ واإعالميو الأميون له

ق�شيدة اأن اأ�شجل وه��ن��ا التكلفة. رخي�ص

سيظل الشعر حيا مهما تنكر له األميون

وإعالميو القارئ سهل االصطياد رخيص

التكلفة.. وعلى الشاعر أن يستمر دون انتظار

لترضية أو فليهجر الشعر

الواعية األ ميل قراءته الدقيق يف هويته، وعليه املف�صل الن�صان هو ت��راث

الناقدة بق�صد هدم الأوهام والت�صورات امل�صبقة التي ناق�صت الراكم املعريف

لاإن�صان يف ع�صرنا. لذا علينا اأن نعيد قراءة تراثنا بجراأة تك�صف موقعنا منه

وموقعه منا، بحيث نبني حا�صرا وم�صتقبا رافعته وركيزته تراثنا الإيجابي،

اإىل انتهينا واإل التطوير، اأو ف��وق��ه البناء ونهمل �صكنا بجعله نكتفي ول

احل�صي�ص لاأبد، ول �صك يف م�صاهمة تراثنا املتينة يف البناء املعريف للح�صارة

الإن�صانية، التي �صاهمت ح�صارتنا العربية والإ�صامية فيها بقدر عظيم.

اقراأ تراثك بجراأة

الزميل عبد الرحيم اخل�شار يف بيت ال�شاعر حممد امليموين

ساحة الحوار

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

38

Page 39: turath_156

ال�شتينيات كان حظها اأوفر، حيث �شادت قيم

ثقافية و�شيا�شية مل ي�شوهها البتذال والتحايل

واللهاث وراء اجلاه بجهد اأقل.

املركز والهوام�ص!

امل�صرق يف ال�صعري احل�����ص��ور م��ع قيا�صا

األ يعاين العربي يف م�صر ولبنان غريهما،

يف اأن��ه اأم تهمي�صا؟ احلداثي املغربي ال�صعر

نظر النقاد واملنظرين لاأدب درجة ثانية؟

احلق اأن قناعة مركزية بع�ص البلدان كم�شر

ال��ت��ح��ولت ا�شتيعاب يف و�شبقهما ول��ب��ن��ان

لذلك، ويف حني ل اأ�ش ما يومها، هو الثقافية

خارطة ت�شغلهم امل�شرق يف الأ�شقاء يكن مل

�شاركوا مغاربة كتابا فرتى والهام�ص، املركز

ال�شرقيني يف ذلك، فتلهفوا على جمالت وكتب

مذاق ذات منابع من بها ملا العربي امل�شرق

جديد، ول اأرى غ�شا�شة يف العرتاف بتلمذة

الكثري من جيلنا مبا�شرة بال�شفر اإىل م�شر اأو

العراق للدرا�شة يف جامعاتها التي �شمت كتابا

ونقادا ذائعي ال�شيت، اأو بالتلمذة على قراءة

ال�شحافة يف اأث��ره ظهر ما وهو اإبداعاتهم،

والكتابة الإبداعية والنقدية يف املغرب. وهنا ل

نن�شى اأن التلميذ رمبا يتفوق على اأ�شتاذه، ول

ينتق�ص ذلك من حق الأ�شتاذ، وهو ما غاب عن

اأ�شقائنا. اأذكر حني دعيت مع زمالء مغاربة

يف الت�شعينيات يف ثقافية ندوة يف للم�شاركة

بحب وارت�شينا الثقافية«، اأ�شيلة »موا�شم

عبد »اأحمد امل�شري ال�شاعر اإدارة وتقدير

املغاربة من واأتذكر للندوة، حجازي« املعطي

الكرمي ال�شرغيني« و» عبد احل�شور » حممد

عبد ب��داأ الكثري. امل�شريني وم��ن الطبال«،

خالل من ال�شعراء بتقدمي حجازي املعطي

م لنا، واأ�شهب يف الأو�شاف قبل كتيب كان قد

كل �شاعر م�شري، يف حني ا�شتخف باملغاربة،

بل واأخذ يتعرث يف تهجئة اأ�شمائهم مبا يوحي

بجهله املطلق حتي بوجودها. ورغم اأن ا�شمي

الن�شحاب يف اآث��رت لكن التحريف، جنا من

هدوء، فلم ترقني لهجة ال�شتخفاف باملغاربة

الأ�شقاء عن وريادتهم قيمتهم تقل ل ممن

امل�شريني، ومل اأ�شاأل ما حدث يف اجلل�شة بعد

وا�شحة احلادثة دللة اأن واأعتقد ان�شحابي.

يف الإجابة على �شوؤالك. اأما اليوم فقد تغريت

ول م��رك��ز ه��ن��اك يعد و»مل الثقافة خ��ارط��ة

هام�ص«.

اإ���ص��رار ال�صعراء اأ�صاألكم عن �صر اأن اأري��د

املغاربة على طباعة دواوينهم طبعات خا�صة،

رغ���م اأن��ه��ا ل حت��ظ��ى ب��احل��ف��اوة الإع��ام��ي��ة

وال�صحفية اأو املتابعة النقدية؟

ذات ال�شاعر تفر�ص عليه الإبداع، ول خيار له.

وقارئ واحد يكفيه، والق�شيدة وحدها تبحث

وهو القراءة، ت�شتحق كانت متى قارئها عن

اأ�شحاب ن���ادر. حتي ه��وؤلء ق��ارئ خا�ص، ل

اأ�شرار ويدركون يتذوقون من قليل ال�شهرة،

كلمتهم ال�شعرية.

علمتني العقود الكثرية التي ق�شيتها ب�شحبة

فنا ي�شري اأن ميكن ل ال�شعر اأن ال�شعر،

جماهرييا اإل بتخليه عن اأهم مقوماته، وهي

لغة داخ��ل خفية لغة عن الك�شف على داأب��ه

الكثريين اليومية. هناك خلط لدى اخلطاب

بني »الواقع« و»ال�شائد«، وعند هوؤلء فاإن ال�شعر

الذي ل يحاكي ما هو �شائد بني عامة النا�ص

�شيا�شي ولغط وهوايات واأخبار اإ�شاعات من

واإعالمي، �شعر غري واقعي. والواقع الإن�شاين

مالحظة ودق��ة وعمقا خ�شبا خيال يحتاج

واأعرف ب�شهولة. لي�ص ذلك واإدراك وحد�ص،

اأن كثريا ل ي�شاركني قناعتي تلك، لكن هذا ما

خل�شت اإليه جتربتي، وقد يكون غري �شواب.

خملف�ت اأزمنة االنحط�ط

ب��ال��ت��ط��ب��ي��ق ع��ل��ى جت��رب��ت��ك م���ع كتابيك

»ال�صعر املغربي املعا�صر : عتبات التحديث«،

و»���ص��ب��ع خ��ط��وات رائ����دة : درا����ص���ة يف ال�صعر

لنقاد الفادح الغياب فهل املعا�صر«، املغربي

كتابة ال�صاعر يدفع مبمار�صة اليوم، ال�صعر

النقد بني ق�صيدة واأخري؟

ومن امل��ح��رتف، املنهجي النقد عن غنى ل

ال غنى عن النقد المنهجي المحترف..

ومن المؤسف أن يصب اهتمام الكثير

على أدوات القصيدة الشعرية وحواشيها ال

على أحشائها

ال أرى غضاضة في االعتراف بتلمذة الكثير

من جيلنا مباشرة بالسفر إلى مصر أو العراق للدراسة في

جامعاتها التي ضمت كتابا ونقادا ذائعي

الصيت أو بالتلمذة على قراءة إبداعاتهم

ذات ال�صاعر تفر�ص عليه الإبداع،

ول خيار له، وقارئ واحد يكفيه،

وال��ق�����ص��ي��دة وح���ده���ا ت��ب��ح��ث عن

قارئها متى كانت ت�صتحق القراءة،

وه��و ق��ارئ خا�ص، ل ن��ادر. حتي

هوؤلء اأ�صحاب ال�صهرة، قليل من

كلمتهم اأ���ص��رار وي��درك يتذوقهم

ال�صعرية.

ع��ل��م��ت��ن��ي ال��ع��ق��ود ال��ك��ث��رية ال��ت��ي

اأن ق�����ص��ي��ت��ه��ا ب�����ص��ح��ب��ة ال�������ص���ع���ر،

ف��ن��ا ي�����ص��ري اأن ال�����ص��ع��ر ل مي��ك��ن

ع��ن ب���ت���خ���ل���ي���ه اإل ج����م����اه����ريي����ا

اأه����م م��ق��وم��ات��ه، وه���ي داأب�����ه على

ال��ك�����ص��ف ع����ن ل���غ���ة خ��ف��ي��ة داخ����ل

ل��غ��ة اخل���ط���اب ال���ي���وم���ي���ة. ه��ن��اك

خ�����ل�����ط ل��������دى ال�����ك�����ث�����ريي�����ن ب���ني

هوؤلء وعند »الواقع«و»ال�صائد«،

ف������اإن ال�������ص���ع���ر ال������ذي ل ي��ح��اك��ي

م���ا ه���و ���ص��ائ��د ب���ني ع��ام��ة ال��ن��ا���ص

م���ن اإ����ص���اع���ات واأخ����ب����ار وه���واي���ات

�صعر واإع���ام���ي، �صيا�صي ول��غ��ط

غ��ري واق��ع��ي، وال���واق���ع الإن�����ص��اين

ودقة وعمقا خ�صبا خيال يحتاج

ذلك واإدراك وح��د���ص، ماحظة

لي�ص ب�صهولة. واأعرف اأن كثريين

لكن تلك، قناعتي ي�صاركونني ل

ه���ذا م���ا خ��ل�����ص��ت اإل���ي���ه جت��رب��ت��ي،

وقد يكون غري �صواب.

ذات ال�ش�عر

Page 40: turath_156

على ال��ك��ث��ري اه��ت��م��ام ي�����ش��ب اأن امل��وؤ���ش��ف

ل وح��وا���ش��ي��ه��ا ال�شعرية الق�شيدة اأدوات

الكثريين النقاد اأن ننكر ول اأح�شائها. على

ينجزون حتليالت نقدية عميقة، فيدركون ما

مل يدركه ال�شاعر نف�شه. وذلك منوط بالنقد

املعني بتطور ال�شعر. وللحقيقة هو �شنف نادر

من النقاد. واأراهم ي�شكنهم ال�شعر، فاختاروا

التعبري عن حبهم وتذوقهم له بقراءة عوامله

املبا�شر. ال�شعر ق��ول عن عجزا ل طواعية

ويف جتربتي النقدية حاولت قراءة ما اأجنزه

خملفات بع�شاميتهم تخطوا قبلي �شعراء

ال�شعر ملدر�شة واأ�ش�شوا النحطاط، اأزم��ن��ة

اأوائ��ل يف ث��م��اره فاأعطى احلديثة، املغربية

�شعرائنا بع�ص ت�شدي اأن واأرى ال�شتينيات،

اأو متقدميهم كان اإىل قراءة �شعر جمايليهم

من هذا القبيل. فال يدرك ما تكنه الق�شيدة

من اأ�شرار اإل من يكابد كتابتها.

بعد ك��ل ه��ذا ال��ت��ح��ول ال���ذي ع��رف��ه اأدب��ن��ا

ال��ع��رب��ي، ه��ل ت��راه��ن ع��ل��ى ال�����ص��ع��ر امل��غ��رب��ي

وم�صتقبله؟

ل اليوم ال�شباب ال�شعراء يبدعه ما ج��راأة

مل�شتقبل ال��رتق��ب ب��ل ال��ت��خ��وف، اإىل يدعونا

هام�ص ات�����ش��اع ول��ع��ل يده�شنا. ق��د �شعري

الذاتية الرقابة من نوعا والتحرر احلرية

اأراه الدافع لهذا اآفاق الإبداع، التي حتد من

امل�شتقبل الواعد.

االنت�ش�ر لقيم احلداثة على

الرتاث

كيف ت��ري دع���وات الأج��ي��ال اجل��دي��دة ملا

احل��داث��ة لقيم النت�صار ي�صمى اأن ميكن

على الراث، بل ومقاطعته اإن لزم؟

تراث الن�شان هو املف�شل الدقيق يف هويته،

األ مي��ل ق��راءت��ه ال��واع��ي��ة ال��ن��اق��دة وع��ل��ي��ه

امل�شبقة والت�شورات الأوه��ام ه��دم بق�شد

يف لالإن�شان املعريف الرتاكم ناق�شت التي

بجراأة تراثنا نعيد اأن علينا ل��ذا ع�شرنا.

بحيث م��ن��ا، وم��وق��ع��ه م��ن��ه موقعنا تك�شف

وركيزته رافعته وم�شتقبال حا�شرا نبني

�شكنا بجعله نكتفي ول الإي��ج��اب��ي، تراثنا

انتهينا واإل التطوير، اأو فوقه البناء ونهمل

م�شاهمة يف �شك ول لالأبد. احل�شي�ص اإىل

للح�شارة املعريف البناء يف املتينة تراثنا

العربية ح�شارتنا �شاهمت التي الإن�شانية

والإ�شالمية فيها بقدر عظيم.

احلقيقية نظرتكم م��ن ن��ق��رب اأن ن��ود

جتربتكم خال من الراث من وموقفكم

ال�صعرية؟

ب��الإح��ال��ة اإىل م��ا اأج��ب��ت ب��ه ع��ن ال�����ش��وؤال

من ج��زء الأدب��ي ال��رتاث �شاأن ف��اإن ال�شابق

هناك صنف نادر من النقاد سكنهم الشعر

فاختاروا التعبير عن حبهم وتذوقهم له

بقراءة عوالمه طواعية ال عجزا عن قوله

اأذكر حني دعيت مع زماء مغاربة للم�صاركة يف ندوة ثقافية يف الت�صعينيات يف

»موا�صم اأ�صيلة الثقافية«، وارت�صينا بحب وتقدير اإدارة ال�صاعر امل�صري »اأحمد

عبد املعطي حجازي« للندوة، واأتذكر من املغاربة احل�صور»حممد ال�صرغيني«

املعطي حجازي ب��داأ عبد الكثري. امل�صريني وم��ن ، الطبال« ال��ك��رمي و»ع��ب��د

م لنا، واأ�صهب يف الأو�صاف قبل كل بتقدمي ال�صعراء من خال كتيب كان ق��د

�صاعر م�صري، يف حني ا�صتخف باملغاربة، بل واأخذ يتعرث يف تهجئة اأ�صمائهم

مبا يوحي بجهله املطلق حتي بوجودهم. ورغم اأن ا�صمي جنا من التحريف، اإل

اأنني اآثرت الن�صحاب يف هدوء، فلم ترقني لهجة ال�صتخفاف باملغاربة ممن ل

تقل قيمتهم وريادتهم عن الأ�صقاء امل�صريني، ومل اأ�صاأل عما حدث يف اجلل�صة

بعد ان�صحابي. واأعتقد اأن دللة احلادثة وا�صحة. اأما اليوم فقد تغريت خارطة

الثقافة ومل يعد هناك مركز وهام�ص.

املركز واله�م�ص

حوار الأجيال .. ال�شعراء امليموين والبازي وبني�س

ساحة الحوار

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

40

Page 41: turath_156

كان ف��اإذا ال��ع��ام، احل�شاري ال��رتاث �شاأن

غري وهو والتمحي�ص للمراجعة قابال ذلك

مو�شوع يظل اأن يجب م��ن��زه، ول حم�شن

والنقد امل��راج��ع��ة ن��دم��ن وليتنا ورد، اأخ��ذ

فذلك عالمة �شحة وب�شارة نه�شة.

عمود ت�صبح �صنة، و�صبعني اثنني بعد

اخل���ي���م���ة يف امل���ه���رج���ان ال���وط���ن���ي ل��ل�����ص��ع��ر

احل��دي��ث ب�����ص��ف�����ص��اون يف دورت����ه اجل��دي��دة،

اعراف كبطاقة التكرمي ذلك تقراأ فهل

وحب من املدينة لك؟

فيطلق ال��الح��ق، اجليل يذكرك اأن جميل

�شرف فهو امل��ه��رج��ان، دورة على ا�شمك

حيث 1965م �شيف اإىل اأعادتني و�شعادة

« يف الأخ����وة كلفني ح��ني ال����ربيء ال��ف��رح

فقرات بتقدمي املعتمد« اأ���ش��دق��اء جمعية

املهرجان الأول يف �شبتمرب من العام نف�شه.

تقديرهم تعك�ص منهم طيبة التفاتة واأراها

وتعك�ص الذهبية، ال�شعرية ال�شل�شلة لتوا�شل

وعيهم وترفعهم عن �شخافة �شراع الأجيال

التي تفرزها ذهنية مر�شية موتورة. وهناك

التكرمي ي�شتحق من املجهولني اجلنود من

مم��ن ق���دم ال��ت�����ش��ح��ي��ات واجل��ه��د ح��ب��ا يف

الثقافة وال�شعر، ممن عانوا �شلطوية خانقة

طليعتهم يف للمهرجان الأوىل ال��دورات يف

عمره. اهلل «اأم���د اأح���رمي »حممد الأ���ش��ت��اذ

ومثل هوؤلء يجب النتباه لهم.

ثيمة احللم يف جتربتكم ال�صعرية، اأراها

حا�صرة يف ن�صو�ص متعددة مثل »احللم يف

زمن الوهم« ، وكذلك ن�صكم املعنون »يبداأ

مبقطع تختتمه ال����ذي ي���ت���واىل« م��ا الآن

»ن��ه��ر اأح���ام���ي ي���ج���ري/ ع��ك�����ص م���ا ت��ه��وى

ت��زال األ اخل��ت��ام يف .. » املو�صمية ال��ري��اح

حاملا. وهل هناك مت�صع حللم جديد؟

ل اليقظة وحلم اخلالق، اخليال هو احللم

وال�شراب الوهم فهو واإل احلقيقة، يخالف

ميكن ل واحل��امل احلقيقة، �شكل املتقم�ص

مقتنعا يتجاوزه ب��ل يخدعه، اأن لل�شراب

خديعة وراء خم��ت��ف زلل م��ن��ب��ع ب���وج���ود

بني ما الثاين دي��واين كتبت تلك. ال�شراب

ال�شبعينيات، ومطلع ال�شتينيات اأواخ����ر

اليقظ الوهم �شائدا، فكان احللم حني كان

�شالحي يف الإ�شرار على جتاوز هذا الوهم.

احللم ع��ن وغ��ريي اأت��وق��ف ول اأح��ل��م نعم،

م��رد ل واأن ب���ه، حلمنا م��ا حت��ق��ق ب��ي��ق��ني

لكتماله

قصيدة الستينيات كان أوفر حظا حيث سادت قيم ثقافية وسياسية

لم يشوهها االبتذال والتحايل واللهاث وراء

الجاه

كتابات »طه حسين« ساعدتني على التذوق

ودفعتني الستلهام صيغ قرآنية وأخرى

من الشعر الجاهلي واألمثال والمقامات

وتوظيفها في كتاباتي

يف حوار مع ال�شاعر عبد اللطيف اللعبي رفقة ال�شاعرين عبد الكرمي الطبال و عبد اللطيف البازي

Page 42: turath_156

�صخ�ص �صاهر،

وي�صامره حلم يقظ ناعم

بني الغفوة والغفوة

ياأتيه قرين�ه

ويحذره من حمتال

يلهو ب�صذاجته،

وهو الواثق

من �صدق املوؤت�من اخلائن ،

لول خطفة نوم خال�ص

يبدو فيها الغائب ملتب�ص الوجه،

يتبني يف و�صح ال�صبح

اأن اخلطفة كانت حد�صا

واحللم ر�صالة اإنذار.

�صخ�ص مي�صي

يف زحمة اأفواج النا�ص

ل يرى

من بني الرائح والغادي اأحدا

اإل فردا

يجذب كل حوا�صه

ويخدر قدراته.

ث��ر اجلاذب يخطو املنجذب على اأ

ي�صغي جلميع و�صاياه

هو رائده الواحد

يف ربع متاهته اخلايل،

خل�ع امل�صلوب ماحمه

وت�ل�ب�ص �صخ�صية ال�صالب

فهما �صخ�صان ح�صورهما غائب.

من يف ال�صخ�صني حما

اأثر الثاين؟

�صخ�صان

على هام�ص ميدان

ينتظران الفرجة

وامل�صرح مك�صوف عار

ركح با اأ�صتار وال��

وعيون�هما ت�ت�رقب

باب زقاق،

عل مرق��ص قرد

ا�ص غرائب. اأو ق���ص

يبدو من نف�ق

اأو ركن مهجور،

فيطول وقوفهما

وال�صاحة ميدان �صاخب.

فاإذا بعيون النا�ص حتا�صر رك�نهما

وت�حيطهما بتحيات الإعجاب،

عني تدعو عينا

لرى ما مل تره من ق�بل.

قال ال�صخ�صان معا

وهما بني الده�صة وال�صك

واأحام اليقظة:

ها هي عيون النا�ص مف�ت�حة

لكن مامح اأوجههم كتل

من طني خام

اأت�رى هل تاألف�نا

اأم ت�صتغرب من غربتنا

اأم ت�صحك اأم تبكي؟

ل فرق !

كح ول امليدان فما يف الر

�صوى لعب دور

يح�صب اأن الآخر

مو�صوع فكاهته

ج فرجته ومهر

وهو املتفرج وحده

واحلكم الناقد.

�صخ�ص ي�صرد ق�صة

ره وتنا�صيه ت�ف�لت من بني تذك

اأزمان حوادثها

قها و�صخو�ص حتق�

ت�صرد عك�ص مراده

يتمرد اأ�صخا�ص منها

ويقودون الأحداث اإىل جهة اأخرى

مل تخطر يف خلد ال�صارد.

عبثا حاول اأن ي�كبح �صل�صلة

الأحداث

ويخفف من نزق الأ�صخا�ص،

لكن

من يقدر اأن يتحكم يف النزوات

ويفكك حلقات الزمن الدائب؟

بل من ينجي ال�صارد نف�صه ،

وهو البطل الأول،

مما مل يتوقع

من خامتة يف املنعطف احلا�صم!

مار�ص 2010

المتفرج المهرجحممد امليموين

ساحة الحوار

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

42

Page 43: turath_156

هنا اإن�صان ل �صيء لديه

اإل وهلة الزمان

ول يعري �صمعا لإح�صائيات املوت

لكن ي�صمع اخلطى

ووقع الليل والنهار

وتعاقب الأيام

وي�صكر اله��بات امل�صتمرة

التي تبدو عفوية

دانية الق�طوف :

احل�لم،

�ص املعتاد، وال�تنف

والوجيب ،

ومذاق ماء النبع

وحتية ال�صباح .

وقد ي�لقى يوما ،

على غري ميعاد ،فرحة

ت�لقي اإليه وردة

اأو ب�صمة خجول

واأما با م�صتقبل ول اأوهام،

لكنه ي�خف لحت�صانها

ومي�صي يف وداعها امتنانا

حتى تختفي يف غيمة

اأو ظ�ل اأو غبار

اأو منعطف اأخري.

يعي اأن الوقت الذي يحياه

كان قب�ل حني غيبا ،

ها قد �صار الآن غاربا

يخبو �صيئا ف�صيئا

يف زمان الازمان .

من يدري

قد تزدهر اجلذور ذات بعث

وميوت املوت حت�فا

�ص�ي املن�صي ويحيا الن��

يف اأزمنة الدميومة .

هنا اإن�صان

ل يرى �صوى نهر من زمن وماء

ذي �صبعة وجوه

وفوات وثبات

والكل ماء غارق يف املاء

ومراآة وانعكا�ص

ارة. وبخار وق��ط

ورمبا يرى اأكوانا يف �صعاع النجم

اأو يف الطمي

اأو يف احللم

اأو تطاير الهباب.

وقد يرى يف زرقة الكواكب العليا

اإلها �صامتا قدميا متحديا

ي�غريه باكت�صاف الكيمياء

والطا�صم التي ت�ميت املوت

وت�فني مبعجزاتها الفناء

ولكن الإغراء ينتهي اإىل اإغواء

وينتهي الكل اإىل التبا�ص

بني ما يراه احلامل اليقظان

وحدود اأر�ص ال�صحو

وعوامل املنام.

دي�صمرب 2009

ذات بـعث

Page 44: turath_156

بدائع الزهور

�لعربي �لقدمي و�حلديث جزء من ز�دي �لروحي �ليومي. �أبد�أ

وقتي به، �أقر�أه ب�صوت مرتفع، وما يجد �صدى عندي �أنقله يف

كر��صات متمهال، وبخط �أحاول قدر �لإمكان �أن يكون جميال، وخالف كتابتي

لالأبيات �لتي وقع عليها �ختياري، �أجد متعة خا�صة، رمبا م�صدرها �لإيحاء

�لنف�صي باأنني �أ�صارك ب�صكل ما يف �إبد�عها ملجرد ن�صخي لها.

ومن خالل ق�صائد �ل�صاعر �أحاول �أن �أر�صم �صورة ملالحمه �حل�صية و�لنف�صية،

�صورة تقريبية، غائمة، لكنني �أتلم�س جاهد� �ملالمح قدر �لإمكان؛ فامل�صافة

�لذي هم وموقعهم و�ملكان �لزمان من موقعي بني �صا�صعة، تكون �لفا�صلة

�أ�صبح نائيا ق�صيا، وكان ممكنا �أن يفنى متاما ويطويه �لقدم، لول ما و�صلنا

من �أ�صعارهم، هكذ� .. �أ�صبح لدي �صورة خا�صة بكل منهم، بدء من �صعر�ء

�إلينا ت�صل مل �لذين ع�صر �لتا�صع �لقرن �صعر�ء وحتى �جلاهلي، �لع�صر

نابعة ذ�كرتي، �صياغة من �ملالمح وهذه �صور، �أو لوحات عرب مالحمهم

يف �لقي�س �م��رئ �صورة ف��اإن �صك وبال ق�صائدهم، و�أبيات �إبد�عهم، من

خميلتي تختلف متاما عن مالمح �أبو نو��س. �أو �لعبا�س بن �لأحنف، �أو و�صاح

�ليمن، �أو جمال �لدين بن نباته، و�بن �لفار�س .. وغريهم، ل �أكتفي بتذوق

ما �أكرث وما و�أخبارهم، تفا�صيل حياتهم �أنقب عن ولكنني �أ�صعارهم فقط،

�لرت�ثية. حفظته �مل�صادر

ل �لذين �أولئك خا�صة �ل�صعر�ء، ه��وؤلء مع بالتعاطف �أ�صعر كنت ود�ئما

�أ�صحاب ميدح �أن �إىل د�ئما م�صطر� �ل�صاعر كان مو�هبهم، غري ميتلكون

�ل�صلطان خاطر تغري �إذ� حتى ومعا�صه، قوته ي�صمن حتى و�جلاه �ل�صلطان

عليه �أو غ�صب منه مل يجد مفر� �ل ��صرت�صائه بق�صيدة �أو �لهرب يف �لربية

بحثا عن ماأمن.

�لذين ع�صره رج��ال فيها مدح �لتي �ملتنبي ق�صائد عند توقفت ما كثري�

�لأ�صخا�س بع�س �إىل كافور، �إىل �حلمد�ين �لدولة �صيف من بدء� عرفهم،

�لو�صيعني �لذين كانو� يحتلون منا�صب �صغرية مثل �بن كرو�س �لأعور، كان

�للحظات تلك �أتخيل �أن حاولت ما وكثري� بذ�ته، �لإح�صا�س �صديد �ملتنبي

بتفوقه د�خله ي�صعر �أنه �صك ل �صلطة، �صاحب �أمام فيها نف�صه يجد �لتي

و�أحو�له م�صاعره، �أتخيل �أن �أحاول �ملديح. �إىل م�صطر ولكنه مو�جهته يف

�أ�صحاب �لنف�صية، بل ومالمح وجهه، كان �ملديح و�صيلة �ل�صاعر للتقرب من

ولح��رت�م �ل��و�ق��ع، م��ع للتكيف �ل�صاعر م��ن حم��اول��ة ويف و�جل���اه، �ل�صلطة

فاجلزء �ملديح، لق�صيدة �لقدمي �ل�صكل هذ� و�ل�صاعر �ل�صعر �أوجد ذ�ته،

�أو كاملة. �ل�صاعر ذ�ت تتحقق وهنا �ملحبوبة يف بالغزل يبد�أ منها �لأول

و�لزمان، �لدهر، تقلبات خا�صة �لكون �أح��و�ل يف بالتاأمل �لق�صائد تبد�أ

�إىل بالتدريج �أو فجاأة ينتقل ثم هكذ� �ل�صاعر وي�صتمر �لأحد�ث، و�صروف

نف�صه عن �لتعبري �إىل �ل�صاعر ي�صطر و�أحيانا فيه، و�لتغزل �ملمدوح ذكر

�لعبقري، �ل�صاعر هذ� �ملتنبي، عند و�أتوقف للتاأمل، مثري غريب، مطلع يف

�لنفاذ حاولت فلطاملا �لب�صرية. تاريخ يف �لفريدة �ل�صعرية �لأ�صو�ت و�أحد

تلك المسافة

جمال الغيطاين

ال�شعر

44الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

Page 45: turath_156

�إذ �لتي كان يغم�س عينيه عليها �أفكاره �إىل دخائله، وت�صور

هذ� معا: �ملتناق�صات تلك جتتمع فكيف �لو�صن، �إىل ي�صعى

�ل�صلطة. �إىل �ملحموم �ل�صعي وذلك بالذ�ت، �لقوي �ل�صعور

مما ��صتدعى نظم هذ� �ملديح كله �لذي يبدو يف مو��صع كثرية

�إل �لعظيم �ل�صاعر فيه، ومل يكن طموح هذ� �صخيفا، مبالغا

�إحدى �ملقاطعات يف م�صر، كان �حل�صول على من�صب و�يل

�أي من�صب يو�زي يف �أن يهبه كافور ولية �لفيوم، يطمح �إىل

ع�صرنا من�صب �ملحافظ، هذ� �ل�صاعر �لعظيم، كان طموحه

يف �ملديح ق�صائد �أن�صد ذلك �أجل ومن حمافظا، ي�صبح �أن

جمادي يف �أن�صد ير�وغه، كافور �أن �صعر �إذ� حتى كافور،

�لآخرة �صنة �صت و�أربعني وثالث مئة تلك �لق�صيدة �لتي يقول

يف مطلعها:

����ش���اف���ي���ا امل�������������وت ت���������رى ن اأ داء ب���������ك ك�����ف�����ى

م��������ان��������ي��������ا�أ ي����������ك����������ن ن

�أ �مل��������ن��������اي��������ا وح�����������������س��������ب

ت���������رى ن �أ ���������ي���������ت ���������ن ت مل��������������ا �������ي�������ت�������ه�������ا �������ن ت

م������داج������ي������ا ع���������������������دوا و اأ ع�������ي�������ا

ف�������اأ ������دي������ق������ا �������ش

�������ة ب�������ذل ت����ع����ي���������ش ن اأ ت�����ر������ش�����ى ك������ن������ت اإذا

ن احل�����������������ش��������ام ال�����ي�����م�����ان�����ي�����ا ف�����������ا ت���������������ش�������ت�������ع�������د

ومت�صي �لأبيات �لر�ئعة معربة عن قلق �ملتنبي. وخوفه، وبعد

حو�يل ع�صرين بيتا، ي�صطر �إىل بدء �ملديح، فال�صلطان، �صو�ء

كان كافور �أو �صيف �لدولة �أو �أي �صخ�س �آخر، يف �أي زمان �أو

مكان، يريد �أن ي�صمع ما يدل عليه مبا�صرة، هنا يقول �ملتنبي:

�����رج راك�����ب�����ا ب������ع������زم ي���������ش����ر اجل���������ش����م يف ال�����������ش

���ي���ا وي�������������ش������ر ال������ق������ل������ب يف اجل�������������ش������م م���ا����ش ب����������ه

����������د ك����������اف����������ور ت��������������������������وارك غ���������������ره ق����������وا�����������ش

����واق����ي����ا �����د ال�����ب�����ح�����ر ا������ش�����ت�����ق�����ل ال���������ش وم����������ن ق�����������ش

ف����������ج����������اءت ب������ن������ا اإن�����������������ش��������ان ع������������ن زم���������ان���������ه

وخ������������ل������������ت ب�������ي�������ا��������ش�������ا خ������ل������ف������ه������ا وم���������اآق���������ي���������ا

�صتان ما بني �جلزء �لأول من �لق�صيدة و�جلزء �لثاين �لذي

يحوي ذلك �ملديح، رغم �أن هذه �لق�صيدة بالذ�ت يف حاجة

�إىل وقفة �أطول، لأن مطلعها خمتلف متاما عن ق�صائد �ملدح

�ملتنبي كان يعرب عن كر�هيته �أن �أتخيل �لأخرى، وكثري� ما

)كفى بقوله ق�صيدته ي�صتهل عندما له، و�حتقاره لكافور

ن ترى �ملوت �صافيا(، تلك �لزدو�جية عند �ل�صاعر بك د�ء �أ

ما تز�ل يف حاجة �إىل در��صة، �إىل تاأمل �أطول، لقد حاول فن

�ل�صعر�ء �أن يحل تلك �لزدو�جية عندما جلاأ �لعربي �ل�صعر

عن تعبري �أبلغ كان ولكنه �ملديح. لق�صيدة �ل�صكل هذ� �إىل

�لعربي و�ل�صعر �لعربي، �ل�صاعر موقف يف �لزدو�جية تلك

�مل�صطنع و�مل��دي��ح �ل���ذ�ت، ع��ن �ل�����ص��ادق �لتعبري نف�صه،

وهذ� لر�صائه. طلبا �أو �ل�صلطان ��صرت�صاء ور�ء �صعيا

تخ�ص�س موهوبا كبري� �صاعر� عرفت �لآن، حتى موجود

عن �ملعرب �صعره قر�أت �إذ� معا�صر، عربي رئي�س مديح يف

باملوت و�إح�صا�صا معاناة يفي�س �صادقا، �صعر� �صتجد ذ�ته

�صوف ق�صائد مدحه �صمعت و�إذ� �ل�صريع، �حلياة وبانطو�ء

جتد جلجلة وت�صبيهات ذ�ت رنني، يف ق�صائده �لأوىل ي�صتخدم

�صعر �لتفعيلة، ويف ق�صائد �ملدح يلجاأ �إىل �لق�صيدة �لعمودية

ولذلك �ل�صنعة، ي�صتلزم هنا �ملديح لأن �لتقليدية و�لأوز�ن

يبدو �ل�صكل �لتقليدي �أن�صب و�أ�صهل.

لعالقاتهم تاأملي وخالل �ل�صعر�ء، لأخبار مطالعتي وخالل

بال�صلطة، كنت �أتوقف �أمام �لطرف �لآخر، �أ�صحاب �ل�صلطة

و�لإغ��د�ق �ل�صعر�ء �إر�صاء على حر�صهم فبقدر �أنف�صهم،

�صرعة بقدر مديحهم ل�صماع �صعيا و��صرت�صائهم عليهم،

بدر �إذ� بال�صعر�ء ينزلونه �ل��ذي �لعقاب وق�صوة غ�صبهم

ي�صتخفون �ل�صلطان �أ�صحابا كان �أحيانا يخالف. ما منهم

�لتي �لعبار�ت ومن للت�صلية. كاأدو�ت ويتخذونهم بال�صعر�ء

تتكرر كثري� يف م�صادر �لرت�ث، ما يقوله �ل�صلطان لل�صاعر:

قل لنا �صعر� يف ذلك. وذلك يكون يف بع�س �لأحيان نوع من

يرجتل ما و�صرعان ما، �صيئا �أو طبيعي. منظر �أو �حللوى.

�ل�صاعر �جلاهز د�ئما بع�س �لأبيات، فيبدي �صاحب �ل�صاأن

�أو منحة. �إعجابه ور�صاه. وياأمر بهدية

ما بني �مل�صافة تلك و�ل�صاعر، �ل�صلطان بني �مل�صافة تلك

�لأول �لن�صف بني �مل�صافة تلك يظهره، وما �ل�صاعر يبطنه

و�لن�صف ب�صدق، نف�صها عن �ل��ذ�ت تعرب حيث للق�صيدة

�لتي تثري �ملبالغ فيها، �أبيات �ملديح �مل�صنوعة، �لثاين حيث

�ل�صخرية �أحيانا -من خالل �لقر�ءة �ملعا�صرة، تلك �مل�صافة

قدميا.. �لعربية �لثقافة يف �ل�صلبية �جل��و�ن��ب �أح��د متثل

وحتى �لآن

بدائع الزهور

Page 46: turath_156

وجه في المرآة

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

46

Page 47: turath_156

القاهرة - حممد ال�شافعي

�لت�شارع مع �لأقد�ر م�شاألة »حمالة �أوجه«، فعندما تختارنا �لأقد�ر فاإما �أن تدفعنا �إىل »�شرنقة

�لبتالء و�لختبار«، و�إما �أن تدفع بنا �إىل ف�شاء�ت رحبة من ن�شوة �لفوز و�لنت�شار، وعندما ن�شعى

نحن �إىل �إقد�رنا فاإما �أن ن�شعى �إىل »برج �شعدنا« و�إما �أن نهوي �إىل »حفرة حتفنا«، ويف كل �لأحو�ل

فاإننا نختار ما نعلم، وجنرب على ما ل نعلم. و�إذ� كانت �لأقد�ر �ختارت �ل�شيخ �لكو�كبي لي�شبح

مبعوث �لعناية �لإلهية لتنوير �لوجد�ن �لعربي فاإنه قد �ختار �أن يفعل ذلك كما ينبغي فعله.

م�سعود ال�سيد بن اأحمد بن عبدالرحمن

ابن عبد الرحمن الكواكبي، ميتد ن�سبه من

�أبي طالب، بن على �لإم��ام �إىل و�لأم �لأب

فلي�س ولذلك �حل�سني، �لإم��ام طريق عن

فهو �سهيد�؛ �لكو�كبي ي�سبح �أن غريبا

�ل�سهد�ء. �سليل

ولد حيث �مل��ي��اد حلظة م��ن ل��ن��ب��د�أ ول��ك��ن

1854م، عام حلب مدينة يف �لرحمن عبد

�لأموي، باجلامع مدر�سا يعمل و�لده وكان

ماتت مياده من فقط �سنو�ت وبعد خم�س

ي�ستد �أن على �لقدر ليعمل رمب��ا و�ل��دت��ه،

وبعد �ل�سد�ئد، �أم��ام �سلبا وي�سبح ع��وده

�أن ماتت �لأم �أخذته خالته �إىل حيث تعي�س

�لتعليم م��ع رح��ل��ت��ه ل��ي��ب��د�أ »�أن��ط��اك��ي��ة« يف

و�لفار�سية �لرتكية �للغتني �أي�سا وليتعلم

للقر�ءة �أكرب فر�سا ذلك بعد �أعطاه مما

و�لطاع باللغات �لثاث: �لعربية و�لرتكية

�لكو�كبي عاد �أعو�م عدة وبعد و�لفار�سية.

حيث �لكو�كبية باملدر�سة ليلتحق حلب �إىل

در���س ث��م و�ل��ل��غ��وي��ة، �لدينية �لعلوم تعلم

�ت�سم وق��د و�لطبيعية. �لريا�سية �لعلوم

كانت و�لتي �ملفرطة بال�سجاعة �لكو�كبي

تت�سق مع طموحاته �لاحمدودة .. وقد بد�أ

�لولية، مطبعة يف مرتجما �لعملية حياته

�جلريدة وهي »ف��ر�ت« جريدة يف عمل ثم

22 عمره وك��ان �ل��وق��ت ذل��ك يف �لر�سمية

حياته �لكو�كبي بد�أ �أن ت�سادف وقد �سنة

عبد�حلميد �ل�سلطان تويل مع �ل�سحفية

�رت��ب��ط وق���د 1876م، ع���ام يف �ل�سلطنة

خال من م�سري �رتباط بالآخر كاهما

����س���ر�ع م��ري��ر ح��ي��ث �ت�����س��م ع��ب��د�حل��م��ي��د

بينما و�لعنف و�ل�ستبد�د بالديكتاتورية

ك���ان �ل��ك��و�ك��ب��ي ث���ائ���ر� ���س��د �ل���س��ت��ب��د�د

و�لديكتاتورية.

جريدة ك��ان��ت »ف����ر�ت« ج��ري��دة �أن ورغ���م

مليئة كانت �لكو�كبي كتابات �أن �إل ر�سمية

عبد�حلميد �ل�سلطان �سد و�للمز بالغمز

فاأن�ساأ ب��اجل��ري��دة �لعمل م��ن �إع��ف��اوؤه فتم

عربية جريدة �أول وهى »�ل�سهباء« جريدة

يف ح��ل��ب، وق���د �أ���س��ي��ب ك��ام��ل ب��ا���س��ا و�يل

�ل�سهباء يف يكتب مم��ا ب��ال��ذع��ر �مل��دي��ن��ة

حتى �لتعطيل ه��ذ� وت��ك��رر تعطيلها فقرر

�إغاقها ومت ع��دد� 16 �جل��ري��دة �أ���س��درت

و�ل�سلطان �لو�ىل �نتقاد على جتر�أت لأنها

تخلع �ل�سلطنة ج��ر�ئ��د بقية ك��ان��ت بينما

�لأل��ق��اب. ك��ل عبد�حلميد �ل�سلطان على

�سيخ نامق با�سا جميل ت��وىل عامني وبعد

وك��ان حلب ولي��ة �لعثمانية �ل��دول��ة وزر�ء

بجريدة ترخي�س على ح�سل قد �لكو�كبي

بالعربية ت�سدر »�لعتد�ل« �أ�سماها �أخرى

رائد المقاومة بالقول والفعل

�صهيد الإ�صالح

عبد الرحمن الكواكبي

عالوة على أن الكواكبي مصلح مجدد

امتلك الشجاعة على مواجهة الطغيان فهو

أول مفكر عربي يكرس حياته إلخراج كتاب عن

االستبداد

Page 48: turath_156

بنقد �لأخ�����رى ه���ى و�م���ت���اأت و�ل��رتك��ي��ة

�أعد�د ع�سرة بعد لتلحق و�ل�سلطان �لو�ىل

حيث �لكو�كبي يتوقف فلم بال�سهباء فقط

�إىل جر�ئد باأ�سماء م�ستعارة �أر�سل مقالته

يجمع مكتبا �فتتح كما و�لأ�ستانة ب��ريوت

و�مل��ح��ام��ي فكان »�ل��ع��ر���س��ح��اجل��ى« م��اب��ني

وبطانته �ل��و�يل �سد �لنا�س �سكاوى يكتب

مل�سلحة �مل��ح��اك��م �أم���ام ي��رت�ف��ع ك��ان كما

�لعامة عليه �أطلق حتى و�ل�سعفاء �لغابة

�ىل �لكو�كبي مكتب وحتول »�أبو�ل�سعفاء«

لل�سكوى �لو�يل �أعد�ء كل فيها يتجمع ندوة

�ل��و�يل ت�سييق �إىل �أدى مما و�لع��رت����س

�إىل غلق مكتبه ��سطره �لكو�كبي مما على

ولزوم منزله. �إل �أنه ��ستمر يف تتبع ف�سائح

مكان، ك��ل �إىل و�إر���س��ال��ه��ا �ل���و�يل وفظائع

ملحاولة �لوقت ذلك يف �ل��و�يل تعر�س وقد

على بالقب�س و�أمر فر�سة فوجدها �غتيال

�ل�سلطان ولكن �لتحري�س بتهمة �لكو�كبي

و�أت��ى �حل��ج��از �إىل با�سا جميل بنقل �أم��ر

عن فاأفرج حلب ولية ليتوىل با�سا بعثمان

�لكو�كبي وعمل على تقريبه وتر�سيته فعينه

للبلدية ولكن �لكو�كبي كان نوعا من رئي�سا

حيث �ل�سر�ء« �أو »للبيع قابل غري �لرجال

ت�سرفاته كل حتكم �لتي هي مبادئه كانت

و�إ�ساحات �أفكار �لو�ىل يتحمل مل ولذلك

وبعد و�ح��د، �أ�سبوع بعد فعزله �لكو�كبي

فرتة جاء عارف با�سا و�ليا على حلب وكان

بعنف �لكو�كبي فهاجمه و�سيئا مرت�سيا

ف��رتب�����س ب��ه �ل���و�يل ح��ت��ى وق��ع ح��ج��ر على

قن�سل �إيطاليا وهو ي�سري بعربته يف �ل�سارع

�لذي ي�سكن فيه �لكو�كبي فتم �لقب�س عليه

عليه حكمت �سورية حمكمة �إىل وتقدميه

بريوت �إىل حماكمته نقل فطلب بالإعد�م

قن�سل من �سهادة على �حل�سول و��ستطاع

�إيطاليا تنفي عنه �لتهمه فتمت بر�ءته.

وع����اد ع��ث��م��ان ب��ا���س��ا و�ل���ي���ا حل��ل��ب فعني

ف��اأع��اد �ل��ت��ج��ارة لغرفة رئي�سا �ل��ك��و�ك��ب��ي

جناحات وح��ق��ق فيها ���س��يء ك��ل تخطيط

و�سافر ��ستقالته ق��دم عامني وبعد كبرية

كتابه م���ادة ليجمع �لأ���س��ت��ان��ة �إىل ���س��ر�

ليتم حلب �إىل عاد ثم �ل�ستبد�د« »طبائع

حلب قا�سى عند �ل��ك��ت��اب« »رئي�س تعينه

���س��ي��ئ��ا م��ن ط��ب��ائ��ع��ه فكان ي��غ��ري ول��ك��ن��ه مل

م�����س��ريه �لإع��ف��اء م��ن ه��ذه �ل��وظ��ي��ف��ة مثل

�لكو�كبي �أدرك �حل��د ه��ذ� وعند غريها،

�أن طريقه مع �ل�سلطة م�سدود حيث ليغريه

�لتي �سفاته �أن كما وعيد يخيفه ول وعد

وب�ساطة �لنف�س وع��زة �ل�سجاعة جمعت

�ل�سعفاء وم�ساعدة �ملع�سر ول��ني �لطبع

ون�سرة �ملظلومني و�لإميان بكر�مة �لإن�سان

هذه كل و�ل�سد�م، �ملو�جهة على و�لقدرة

�ل�سفات حددت موقعه من �ل�سلطة وخا�سة

�إنها قلنا �ذ� نغايل ل بل �لطغيان، �سلطة

�سلطة �أى من مثقف كل موقع ح��ددت قد

حيث لبد للمثقف �أن يقف دوما على »ي�سار

�لغابة من �لغالبية �إىل ينحاز �ل�سلطة«

���س��د جت���اوز�ت عنهم ي��د�ف��ع و�مل��ظ��ل��وم��ني

�ل�سلطة.

�لهروب �إىل م�صر

�إىل م�سافر �أن��ه �أ���س��اع �لكو�كبي �أن �ملهم

»كان كاظم �إبنه معه و��سطحب �لأ�ستانة

بريوت ويف �أولد« وخم�سة بنات �أرب��ع لديه

ل غ�شا�شة يف �أن يكون �لكو�كبي ��شتلهم �إطار كتابيه »طبائع �ل�شتبد�د« و»�أم

�لإ�شالم« و»م�شتقبل �لفيريى، لفيتوريو �ل�شتبد�د« »يف كتابي من �لقرى«

لويلفريد �شكاون بلنت.

�لتي �لرتكية طبعته يف �ل�شتبد�د« »يف �لفيريي كتاب �لكو�كبي ق��ر�أ فقد

ترجمها عبد�هلل جودت، ودفعه هذ� �لكتاب ليعي�ش بكليته يف تلك �لأفكار �لتي

كانت ت�شكن خالياه ووجد�نه حيث يعي�ش فعال يف ظل حكم ��شتبد�دي بغي�ش،

فر�ح �لكو�كبي يطرح �لفكرة من خالل تر�ثه �لإ�شالمي ومن خالل جتربته

�حلية فاأخرج لنا كتابا جديد� وغري م�شبوق يف �لثقافة �لعربية و�لإ�شالمية.

كما �أنه من خالل موقفه من �ألفيريي وبلنت يقدم لنا منوذجا ملا يجب �أن

يكون عليه تعامل �ملثقف �لعربي مع »�لآخر« حيث يجب �أل ننفي هذ� »�لآخر«

كما يجب �أل نقف منه موقف »�لعمالة �لفكرية« �أو موظف �لعالقات �لعامة

�لذى يروج لأفكار هذ� �لآخر

��صتلهام �لآخر

حممد ر�سيد ر�ساال�سيخ علي يو�سف

رأى أن الحرية تمثل »شجرة الخلد« التي

تستحق التضحية ألنها »روح الدين« واعتبر

العلم أهم مظاهرها

وجه في المرآة

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

48

Page 49: turath_156

»وطن �إىل �سعيا م�سر �إىل �ل�سفينة ركب

�سعى وق��د وروؤ�ه، �أف��ك��اره يخت�س ف��ك��رى«

�لفكر كعبة لأن��ه��ا م�سر �إىل �ل��ك��و�ك��ب��ي

حر�كا ت�سهد كانت �لوقت ذلك يف ولأنها

�أ�ساعها �إ�ساحية و�أفكار� و�سيا�سيا ثقافيا

�لأفغانى وتلميذه حممد عبده، تلك �لأفكار

�أفكار مع روؤ�ه��ا من كثري يف تتقاطع �لتي

�لكو�كبي، ولي�س هذ� فقط، ولكن �خلاف

ب���ني �خل���دي���و ع��ب��ا���س �ل���ث���اين و�ل�����س��ل��ط��ان

�أن من متاأكد� �لكو�كبي جعل عبد�حلميد

�سفينة خماوفه لبد و�أن تر�سو على �ساطئ

�ل�سر�عات من كثري بعد م�سر يف �لأم��ن

و�ملطارد�ت.

�لرحالة كاف و�ل�صيد �لفر�تي

يف �لقاهرة بد�أ �لكو�كبي ين�سر مقالته عن

ل�ساحبها »�مل��وؤي��د« جريدة يف �ل�ستبد�د

تن�سر �ملقالت وكانت يو�سف، على �ل�سيخ

با�سم م�ستعار هو »�لرحالة ك« وظن �لنا�س

�أنها لل�سيخ حممد عبده، ولكن �لعد�ء �لذي

�أن �أكد عبده وحممد يو�سف علي بني كان

هذه �ملقالت لكاتب �آخر.

كما بد�أ �لكو�كبي ين�سر �أجز�ء من كتابه »�أم

�لقرى« يف جريدة »�ملنار« ل�ساحبها �ل�سيخ

�أتى �لكتاب ه��ذ� ويف ر�سا، ر�سيد حممد

علماء جمع حيث مبتكرة بفكرة �لكو�كبي

�أثناء �لإ�سامية �ل��دول كل من �مل�سلمني

ح��و�ر� �أل�سنتهم على و�أد�ر مكة يف �حل��ج

حول �أ�سباب تاأخر �مل�سلمني وكيفية �لق�ساء

على هذ� �لتاأخر وكانت هذه �ملقالت تن�سر

�أي�سا هو »�ل�سيد �لفر�تي«. با�سم م�ستعار

�لكتابني هذين رح��اب يف نتجول �أن وقبل

نتوقف حقيقية فكرية ثورة ميثان �للذين

�لكتابني لهذين �لفكرية �ملنابع عند قليا

حيث �أكد بع�س �لنقاد �أن �لكو�كبي قد جاء

�ل�ستبد�د طبائع لكتابه �لأ�سا�سي بالإطار

�مل�سرحي للكاتب �ل�ستبد�د« »يف كتاب من

– 1749 �ل��ف��ي��ريى »ف��ي��ت��وري��و �لإي���ط���ايل

لكتابه �لأ�سا�سي بالإطار جاء كما ،»1803�لإ���س��ام« »م�ستقبل كتاب م��ن �ل��ق��رى �أم

تاأليف »ويلفريد �سكاون بلنت«.

ول��اإن�����س��اف ف����اإن ه���ذه �لأق���اوي���ل حتمل

كتاب �لكو�كبي قر�أ حيث �حلقيقة، بع�س

�لرتكية طبعته يف �ل�ستبد�د« »يف �لفيريي

دفعه وق��د ج��ودت، عبد�هلل ترجمها �لتي

�لأفكار تلك يف بكليته ليعي�س �لكتاب هذ�

حيث ووج��د�ن��ه خاياه ت�سكن كانت �لتي

يعي�س فعا يف ظل حكم ��ستبد�دي بغي�س،

خال م��ن �لفكرة يطرح �لكو�كبي ف��ر�ح

�حلية جتربته خال ومن �لإ�سامي تر�ثه

يف م�سبوق وغري جديد� كتابا لنا فاأخرج

نف�سه �ل�سيء و�لإ�سامية. �لعربية �لثقافة

تاأليف �لإ�سام« »م�ستقبل كتاب مع حدث

»بلنت«.

�ألفيريي من �لكو�كبي موقف لنا ويقدم

وبلنت منوذجا ملا يجب �أن يكون عليه تعامل

�مل��ث��ق��ف �ل��ع��رب��ي م��ع »�لآخ�����ر« ح��ي��ث يجب

نقف �أل يجب كما »�لآخ���ر« ه��ذ� ننفي �أل

موظف �أو �لفكرية« »�لعمالة موقف منه

هذ� لأفكار ي��روج �ل��ذي �لعامة �لعاقات

�لآخر.

�لآخر هذ� �أم��ام نقف �أن علمنا �لكو�كبي

م��وق��ف »�ل���ن���دي���ة« رغ��ب��ة م��ن��ا يف »ت��اق��ح

�سيعمل �لذي هو �لتاقح لأن هذ� �لأفكار«

على مياد �أفكار وروؤى حقيقية مثل �لأفكار

�لتي �أتى بها �لكو�كبي يف كتابيه �لر�ئدين،

ك��ان �ل���ك���و�ك���ب���ي �أن ع��ل��ى دل���ي���ل و�أك������رب

»م�ستلهما« ومل يكن »ناقا« �أن �ألفيريي كان

يرى يف �لقوة �ملخرج �لرئي�سي للق�ساء على

�لأفغاين، �إليه ذهب ما وهذ� �ل�ستبد�د،

�ل�سعب تعليم �أن يرى �لكو�كبي كان بينما

ه��و �حل���ل ل��ك��ل �إ����س���اح، وه���ذ� م��ا ذه��ب

�أن على وع��اوة عبده، حممد �ل�سيخ �ليه

�ل�سجاعة �متلك جمدد م�سلح �لكو�كبي

عبد�حلميد �ل�سلطان طغيان مو�جهة على

�أول لأن��ه �ل��ري��ادة �سبق �أي�سا ميتلك فاإنه

كتاب لإخ��ر�ج حياته يكر�س عربى مفكر

يف �لكو�كبي �نطلق وق��د �ل�ستبد�د، عن

�أ�سا�سينت فكرتني من لا�ستبد�د مقاومته

ه��م��ا جت��دي��د �خل��ط��اب �ل��دي��ن��ى و�إ���س��اح

�لتعليم، وقد و�سل �إىل لب �لدين �ل�سامى

الإمام حممد عبدهال�سلطان عبد احلميد الثاين

أكد الكواكبي على ضرورة الفصل بين

السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية

للحد من سلطة الحاكم المطلق

ربط دعاوى اإلصالح بالتعليم وصرخ قائال: »يا قوم تشكون من

الجهل وال تنفقون على التعليم نصف ما

تصرفون على التدخين«

Page 50: turath_156

عندما �أعلن �أن جتديد هذ� �لدين لن يكون

�إل بالأمر باملعروف و�لنهى عن �ملنكر ولي�س

بينهما فامل�سافة و�لقدر بالق�ساء بالإميان

�لفعل على ينبني �لأول فاملنهج �سا�سعة

بينما �لظاملني ومقاومة �لتغري يف و�لرغبة

�لنهج �لثاين ينبني على �لت�سليم و�لر�سا.

جتديد النظر يف الدين

�أحوجنا »ما �لإطار هذ� يف �لكو�كبي وقال

نظر �ل��دي��ن، يف �لنظر ي��ج��ددون م��ن �إىل

ي�سيع ل من نظر �حلق، بغري يحفل ل من

�لنتائج بت�سوي�س �ملقدمات، نظر من يق�سد

نظر �لف�ساحة، �إظهار ل �حلقيقة �إظهار

�إليه، �لنا�س ��ستمالة ل ربه وجه يريد من

�لدين يف �ملعطلة �لنو�ق�س يعيدون وبذلك

يطر�أ مما �لباطلة �ل��زو�ئ��د من ويهذبونه

فيحتاج عهده يتقادم دي��ن كل على ع��ادة

�ملبني �أ�سله �إىل به يرجعون جمددين �إىل

�لربيء من متليك �لإر�دة ورفع �لبادة عن

كل ما ي�سني«.

�لت�سوية ه��و �لنا�س ب��ني »�ل��ع��دل ق��ال كما

�إن تعاىل: قوله من �مل��ر�د هو وه��ذ� بينهم

�لكو�كبي هاجم وق��د بالعدل«، ياأمر �هلل

�سمائرهم ب��اع��و� �ل��ذي��ن �ل��دي��ن رج����ال

لل�سلطان خدما �أنف�سهم ون�سبو� لل�سيطان

جيد بذر �لدين �أن على �أكد كما �مل�ستبد،

ل �سبهة فيه، فاإذ� �سادف �أر�سا طيبة نبت

�لتي �لأم���ة �ل��دي��ن ه��ي تلك و�أر����س ومن��ا،

�أعمى �ل�ستعمار ب�سرها وب�سريتها و�أف�سد

�أخاقها ودينها حتى �سارت لتعرف للدين

فاإن وبذلك و�لن�سك«، �لعبادة غري معنى

ولي�س �لأث��ر �لنافذ �لدين يريد �لكو�كبي

�لدين �جلامد �ملحفوظ ويرى �أن �لنه�سة ل

�لو�عي و�لعلم �لعامل �لدين على �إل تقوم

كما �أكد على �سرورة �لف�سل بني �ل�سلطات

وذلك و�لق�سائية و�لت�سريعية �لتنفيذية

للحد من �سلطة �حلاكم �ملطلق.

�لتي �ل�ستبد�د »�أ�سد مر�تب وقال يف ذلك

�لفرد حكومة هي �ل�سيطان من بها يتعوذ

للجي�س، �لقائد للعر�س، �ل���و�رث �ملطلق،

نقول �أن ومل��ا دي��ن��ي��ة، �سلطة على �حل��ائ��ز

قل �لأو���س��اف هذه من و�سف قل كلما �إن��ه

�ملنتخب باحلاكم ينتهى �أن �إىل �ل�ستبد�د

�ملوؤقت و�مل�سوؤول فعا«

�لكو�كبي ك��ان لا�ستبد�د، مقاومته ويف

على ي��ق��وم �إ���س��اح« »ب��رن��ام��ج م��ن ينطلق

مذهب �ساحب ك��ان كما �حل��ري��ة، ف��ك��رة

�أخ���اق���ي ي��رت��ك��ز ع��ل��ى �ل���وع���ي �لإن�����س��اين

جمموعة على ويقوم و�ل��ك��ر�م��ة، باحلرية

�أم �أن �لإر�دة من �ملبادئ �مللزمة �لتي ترى

�لنا�س �إر�دة يقتل �ل�ستبد�د و�أن �لأخاق،

فيدفعهم �إىل �لرياء و�لنفاق.

وق����د و���س��ع �ل��ك��و�ك��ب��ي يف ك��ت��اب��ة ط��ب��ائ��ع

ينطلق كاما نه�سويا م�سروعا �ل�ستبد�د

�أ���س��ول ع��ل��ى م��وؤ���س�����س �لإ����س���ام �أن م���ن

دمي��ق��ر�ط��ي��ة ت�����س��ت��ه��دف �مل���ر�ع���اة �ل��ت��ام��ة

يجب �لتي �مل�سلحة تلك �لعامة، للم�سلحة

�أن تد�فع عنها �لأمة لأنها تكت�سب ول متنح،

»�أردت �ل�ستبد�د طبائع ع��ن يقول حيث

�لدفني، �ل��د�ء مل��ورد �لغافلني تنبيه بذلك

�ملت�سببون �أنهم �ل�سرقيون يعرف �أن ع�سى

ول �لأغ��ي��ار على يعتبون ف��ا فيه، ه��م مل��ا

من بقية فيهم �لذين وع�سى �لأق��د�ر، على

�حلياة ي�ستدركون �ساأنها قبل �ملمات« ويهون

�لر�عي �أن على بتاأكيده �لأم��ة على �لأم��ر

خائف جمرد �إل لي�س �لنا�س يخيف �ل��ذي

�أوهام من تخاف �لأمة �أن و�لفرق مرتعد،

بينما خوف �مل�ستبد حقيقي ومرعب.

�لتعليم �إ�صالح

مقاومة يف ودوره �لتعليم �إ�ساح عن �أم��ا

�إىل يدعو �لكو�كبي ك��ان فقد �ل�ستبد�د

ويدعم �لإن�ساين �لوعي يوقظ لأن��ه �لعلم

يوؤكد ك��ان كما و�لكر�مة، باحلرية �لوعي

�أن�سار �إىل يحتاج �حل��ري��ة وع��ي �أن على

ير�سخ ف��ال��ع��ل��م �ل��ع��ل��م يتقدمهم و�أع�����و�ن

من �أف�سل »�حل��ري��ة �أن �لنا�س نفو�س يف

�أح�سن �ل�سرف و�أن و�أك��رم نف�سها �حلياة

ينبه �لعلم �أن كما و�مل����ال« �ملن�سب م��ن

و�لكر�مة، �لرفعة �إىل وي���وؤدي �لظلم �إىل

على عام ميثل خطر� حقيقيا ب�سكل و�لعلم

�ل�ستبد�د. و�لعلم �أهم مظاهر �حلرية �لتي

من قطر�ت و�سقياها �خللد »�سجرة متثل

�لت�سحية ت�ستحق �أنها �أي �مل�سفوك« �لدم

وملا ل وهى»روح �لدين«.

متكاملة �صيا�صية نظرية

�لكو�كبي ف��اإن �ل�سيا�سي �لفكر جمال ويف

باحلرية توؤمن متكاملة فكرية نظرية ميتلك

و�لدميقر�طية و�لعروبة وقيام �لدولة �لقومية،

كما كان ميتلك نزعة ��سرت�كية و��سحة حيث

�أهم من و�ح���د� �ل�سرت�كية م��وؤرخ��و �عتربه

دعاتها لأنه »�ملنظر �لبارز للكفاح �سد �لإقطاع

و�ل�سيا�سيني �لجتماعيني �ملفكرين و�أح���د

�لأكرث ر�ديكالية«، ورغم �أنه مل يكن مارك�سيا

�أنه كان يرى �أن قاعدة ومل يقر�أ مارك�س، �إل

انطلق في مقاومته لالستبداد من فكرتين أساسيتين هما تجديد

الخطاب الديني وإصالح التعليم

رغم أن األفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا قبلوا

بفكرة المستبد العادل إال أن الكواكبي رفض االستبداد تماما معليا

من قيمة اإلرادة

جمال الدين الفغاين

وجه في المرآة

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

50

Page 51: turath_156

لأب��ن��اء �ل��ع��م��وم��ى« ه���ى»�ل����س���رت�ك �مللكية

كما �ملجتمع، هذ� ثروة �لعاملني يف �ملجتمع

و�لطبقية �ملطلقة �لفردية منط يرف�س كان

و��ستغال �لأقلية »من �ل�سا�سة ورجال �لأعمال

من طبقة وج��ود يرف�س وك��ان لاأغلبية. »

بو�سائج �سرتتبط لأنها �ملجتمع يف �لأغنياء

قوية مع �ل�ستبد�د �ل�سيا�سي، كما كان يدعو

�إىل �لعدل �لجتماعي، وكان يرى دور �حلكومة

يف �مللكية �لعامة »�لنظارة و�لأمانة«، و�لأهم

�حلقيقي �ملقيا�س �لعمل يف ي��رى ك��ان �أن���ه

�أل يعاين من �لكفاف لإن�سانية �لإن�سان على

و�لذل �أو �لتخمة و�لطغيان.

تاريخ يف فارقة عامة �لكو�كبي كان لقد

�إىل دع��ا حيث �لعربي؛ �ل�سيا�سي �لفكر

�خلافة نقل خ��ال من �لعربية �لقومية

�لإ���س��ام��ي��ة م��ن �ل����دول �لإ���س��ام��ي��ة �إىل

�أن�����س��ار �جلامعة م��ن ك���ان ك��م��ا �ل��ع��رب،

�ل�سورى ���س��رورة على و�أك���د �لإ���س��ام��ي��ة،

و����س���رورة �لرت���ق���اء ب���الأم���ة ل��ت��ل��ع��ب دور

عبده وحممد �لأفغاين �أن ورغم �ل�سريك.

ور�سيد ر�سا قد قبلو� بفكرة �مل�ستبد �لعادل

�ل�ستبد�د متاما �لكو�كبي قد رف�س �أن �إل

كل �أن على و�أك��د �لإر�دة قيمة من و�أعلى

بالتعليم ترتبط و�أن لبد �لإ�ساح دعاوى

�جلهل م��ن ت�سكون »ي��اق��وم قائا و���س��رخ

ما ت�سرفون �لتعليم ن�سف ولتنفقون على

�لتدخني«. على

�ل�سيا�سي �لفكر عامل يف �لتميز هذ� ورغم

�لفكر يف متيز� �أق��ل ك��ان �لكو�كبي �أن �إل

»�جلن�س �مل��ر�أة يرى كان حيث �لجتماعي

�لدميقر�طية �ىل ينظر ك��ان كما �مل�سر«،

ن�ساأته، لطبيعة رمبا �أر�ستقر�طي، مبنظار

ذلك وق��ام��ة قيمة م��ن يقلل ل ه��ذ� ول��ك��ن

للن�سال وفكره حياته كر�س �لذي �لعماق

�ل��وط��ن��ي و �ل��ق��وم��ي و�لج��ت��م��اع��ي وخ��ا���س

ورفع �لتحرر فكرة �أجل من �سرو�سا حربا

بالنز�هة مت�سلحا �لإي��ج��اب��ي �لنقد ر�ي���ة

و�ل��روح، �لعقل بقيم و�لإمي��ان و�ل�ستقامة

عربي كل وج��د�ن يف يعي�س م��از�ل ولذلك

م�سلحا �جتماعيا، ومفكر� �سيا�سيا وجمدد�

�لعربية �لقومية بناء يف �ساهم �لدين، يف

و�أكرب �لإ�سامية، �ليقظة بعث يف و�سارك

لبد وكان �لعربي �ل�سرق يف للحرية د�عية

�أن يتوج م�سو�ر عطائه �حلافل -�لذي ��ستمر

��ستطاع حيث بال�سهادة، فقط- عاما 48له يد�سو� �أن عبد�حلميد �ل�سلطان �أع��و�ن

1902م، يوليو 14 يف �سهيد� فمات �ل�سم،

باملقطم، �ل��وزي��ر« »ب���اب مقابر يف ودف���ن

بيتني �إبر�هيم حافظ �لنيل �ساعر و�رجت��ل

من �ل�سعر كتبا على قرب �ل�سهيد:

هنا ** �لتقى مهبط هنا �لدنيا رجل هنا

خري مظلوم هنا خري كاتب

**عليه و�سلمو� �لكتاب« »�أم و�ق��ر�أو� قفو�

فهذ� �لقرب قرب �لكو�كبي

كتابني على �ل�سلطان �أع���و�ن �سطا وق��د

»�لعظمة هما �ل�سهيد لل�سيخ خمطوطني

ت��رك ول��ك��ن��ه ق��ري�����س«، هلل« و»���س��ح��ائ��ف

قال و�لتي �ل�ستبد�د �سد �ملدوية �سرخته

�إن و�د، يف و���س��رخ��ة ح��ق »ك��ل��م��ات عنها:

ذه��ب��ت �ل��ي��وم م��ع �ل��ري��ح فقد ت��ذه��ب غ��د�

بالأوتاد«

مذهبه األخالقي ارتكز على أن اإلرادة هي أم

األخالق وأن االستبداد يقتل إرادة الناس

فيدفعهم إلى الرياء والنفاق

�ساهد القرب املدفون فيه الكواكبي

Page 52: turath_156

من اأهم املالحظات علي جتربة الق�صة

ن�صبة ارت��ف��اع الإم��ارات��ي��ة، ال��ق�����ص��رة

اجتماعية دلل��ة ذات ظاهرة وهي املبدعات؛ الن�صاء

الق�صة ن�صاأة بني العالقة اإيل ت�صر اإذ الأول املقام يف

ال��ق�����ص��رة وب��ني ال��ت��غ��رات الج��ت��م��اع��ي��ة ال��ن��اجت��ة عن

الطفرة القت�صادية، اإذ اإن املراأة هي اأول مراآة تنعك�س

املجتمع. تغرات عليها

خالل الإم��ارات جمتمع �صهده ال��ذي التحول كان وقد

علي تخلخلت رجة اأحدثت بدرجة �صريعا قليلة، عقود

وهو التغر. اجتاحها التي الثوابت من العديد اإثرها

القريب الذاتي، الغنائي، الطابع �صيطرة انعك�س يف ما

جمال يف الإماراتيني املبدعني كتابات علي ال�صعر من

امل��راأة، روح اإيل اأق��رب طابع وهو الق�صرة. الق�صة

»ع��دودت��ه��ا« تن�صج م��ا �صرعان ال��ت��ي العربية ف��امل��راأة

الآن ذاتها هي الفقد، اأ�صابها كلما بها لتلوذ اخلا�صة

�صعرت كلما الق�صرة ق�صتها ن�صج اإيل ت�صارع التي

فيه. ن�صاأت الذي الجتماعي الن�صيج ي�صيب بتحول

ال�صويدي، فاطمة للقا�صة ال�صكن« »مرافئ ق�صة يف

يت�صح يف جالء احل�س ال�صعري العايل، وذلك الختزال

ومل ال�صجن خيط خاللها ينقطع مل التي الكثافة وتلك

متكلم من اخلطاب م�صتويات تغر رغم حدته، تخفت

ب�صكل الراوية اإيل الغائب، اإيل الرئي�صية، /ال�صخ�صية

العام، يف اخلا�س الذاتي بذوبان �صعورا القارئ مينح

ال�صعور الق�صة ق�صته هو. كما يربز ذلك كانت لو كما

يعرب عن ما اأكرث يعرب عن فرتة الذي وال�صياع بالفقد

بذاته. �صخ�س

»العدودة«، بالفعل ي�صبه مبا ق�صتها ال�صويدي تفتتح

قبل باحلدث ال�صعور حافة علي مبا�صرة القارئ فت�صع

ال�صكن مرافئ اإيل روي��دا معها ت�صتدرجه ثم وقوعه،

زلت ول كنت مي�صي يوم كل »يف الق�صة: ا�صم حيث

ل نف�صك هي نف�صي غدت حتى نف�صي يف اأكرث تتوغلني

تطيق الفراق عنك، فكيف يريدون مني اأن ت�صتل روحك

اأخري لتحل حملها؟« عني وتاأتي

مرمي ل��دي تكرر مبا�صرة، ين�صكب ال��ذي الن�س ه��ذا

ار« مرمي »الن�س« ار«، ف� »عب جمعة فرج، يف ق�صتها »عب

»الفال�س تقنيات ي�صتخدم �صينمائيا، يكون اأن يحاول

وال�صورة ال��ذاك��رة، ا���ص��ت��دع��اءات علي ويعتمد ب��اك«

الق�صة، يف جديدة فقرة كل مع تباعا تكتمل الكلية

��ار يف م��رك��ب��ه، ال��وج��وه ه��ي وج���وه ال��ع��اب��ري��ن معه ال��ع��ب

داخل من يتحدث والن�س اخلا�صة، دنياه يف هو بينما

الأ�صخا�س، فالأمور ل حتدث كما يراها الراوي بل كما

منها الهام�صية حتى ال�صخ�صيات، تراها اأن يفرت�س

التي كان كل املراأة العمق مثل تنل قدرها من والتي مل

وم�صو�صا، بعيدا فوجدته الأفق اإيل نظرت اأنها دورها

– حتي الأفق- تتغر جميعها فالأمور والروؤى والأ�صياء

حتتل التي ال�صخ�صية لإح�صا�س وفقا م��رة من اأك��رث

الق�صة. اللحظة يف �صدارة

الباطن النتقال بني ار« قد جنح يف واإذا كان ن�س »عب

وخارجها فيه، تفكر ما ال�صخ�صيات باطن واخل��ارج،

القا�صة عنها، مبهارة فاإن الأخر »اخلارج/ ما ر�صمته

ومل�صات م��وؤث��رات لي�صيف دائ��م��ا ي��اأت��ي ك��ان امل��ظ��ه��ر«

اأنه ياأتي علي اأو اللقطة النف�صانية، كما ت�صتكمل اللوحة

ي�صبه فيما ليعمقه ال�صتطراد هيئة تدخل و�صفي يقطع

ت�صاهد ال��ذي التوقيت ذات يف م�صرحي ن�س ق��راءة

وجه ي�صكل »عادة امل�صرح: خ�صبة علي اأمامك اأحداثه

يبو�س ياب�صة خطوط ج�صده، من الأكرب اجلزء ار العب

زحمة فوق يظهر م�صامل وجه لكنه ظهره، يف »البذرة«

اأمامه ح�صر اللحظة تلك يف العري�صة، العظام من

نرج�س....«. �صيطان

لق�صتها، دقيقني مكانا اأو زمنا فرج مرمي حتدد مل

ثم ... مت��ام��ا »الثانية ال��وق��ت: ذك��ر تعمدت اأن��ه��ا اإل

املتعمد، التحديد هذا - ظهرا« دقائق وخم�س الثانية

الروؤية وزاوية ال�صوء درجة توجيه منه املق�صود وكاأن

ال�صغر ال��ف��ارق ه��ذا /ال��ق��ارئ، امل�صاهد عيني اأم��ام

ار منغم�س يف عب �صيئا يف حياة ي�صكل »خم�س دقائق« ل

علي تاأكيد اأخري وجهة من اأنه اإل والنتظار، ال�صرب

اإليه »ذاكرته« والأقرب اأهمية الأكرث الأخرى اأن حياته

عاملا فيها دقائق اخلم�س ت�صكل تختلف، مقايي�س لها

القصة .. »عدودة« المرأة المعاصرة

وليد عالء الدين

واحدة

إرهاصة52

الـعــــدد

156بر كتو اأ

2012

Page 53: turath_156

يف غارقون ارته عب رك��اب بينما عينيه اأم��ام مير باأكمله

بعيدا: البحر يف به قذف ثم ريقه العجوز »مج اأمورهم:

الوجوه يف حملق ثم اللحم لثة ف��وق ل�صانه وانزلق »ت��ف«

تركيز«. الثانية دون للمرة امل�صدودة

ارها الإن�صان علي تلك اأكدت مرمي جمعة فرج من خالل عب

النزعة اإيل املا�صي، ولكنها �صفرت ذلك بحرفية مع ت�صاوؤل

فل�صفي له مغزاه حينما �صاأل العبار نف�صه يف نهاية الق�صة:

اإذا كان كل �صيء فيها ل ي�صوى، حتى ».. ملاذا يكره الدنيا

العبار: الزحام يبتلع اأن قبل تقول ثم /ما�صيه«، نرج�س

تلك لهدم فقط منه حماولة هي وكاأمنا اأفكاره رتب ..«

الهوة بينه وبني العامل«.

ق�صة ويف تلك، ق�صتها يف يت�صح كما ف��رج جمعة م��رمي

للق�صة، الداخلي بالبناء م�صغولة »اأحمد«، بعنوان اأخرى

الإن�صاين احل�س بذلك الحتفاظ �صوى ب�صيء مكرتثة غر

اللواتي م��ن واح���دة اأن��ه��ا كما لقطة، اآخ��ر اإىل ال�صفيف

والت�صنيف التنميط فخ من يفلنت اأن بجدارة ا�صتطعن

اإيل وانتمت وذكورية، :ن�صوية للكتابة البع�س ادعاه الذي

املبدعة. الإن�صانية الكتابة فئة

»هياج« ق�صتها فت�صتغرق �صهاب اأب��و اأمينة القا�صة اأم��ا

لنا وتنقله وانتهي، بالفعل مت »م��ون��ول��وج« ذات��ي ح��وار يف

يف املحبو�صة »اآمنة« العربية امل��راأة تدخل، دومنا الراوية

الوحيدة ثروتها اأن بانزعاج اكت�صفت ..« اأنوثتها قف�س

املكتنزتان و�صفتاها الوا�صعتان الريانة وعيناها قامتها هي

واأنها ل �صيء غر ذلك«.

اأ�صباب تلك احلالة من وتت�صاءل القا�صة طوال الق�صة عن

انتقالها اأ�صبحت ال�صفة املميزة حلياتها بعد التي الت�صيوء

احلياة اإيل اأهلها« »بيت املتوا�صع احل��ي يف حياتها م��ن

بهجتها �صاعت ما �صرعان التي ال��زوج« »حياة الفاخرة

وحتولت اإيل عامل جهنمي.

ومتعن القا�صة يف جت�صيد حالة الت�صيوء التي اأ�صابت املراأة

بعد الطفرة القت�صادية التي دخلت حياتها بالزواج ، وهي

هنا املعادل الفني للطفرة التي اأ�صابت احلياة يف الإمارات،

اأن جزءا كبر من احلياة اأن نعرف يف هذا ال�صدد وعلينا

خا�صة م�صوؤولياته وتتحمل تديره امل��راأة كانت املا�صي يف

..« : البحر يف الطويلة رحالتهم يف الرجال يغيب عندما

الأخ��رى ال�صاكنة الأ�صياء حميط يف �صاكنا ج��زءا كانت

القاعدة ذات الأث��ري��ة ال�صاعات ال��ع��داء: تنا�صبها التي

املنتفخة، وهي تهز بندولها مينة وي�صرة بداأب يثر اجلنون

ذات واللوحات التغر«، علي القدرة وعدم النمطية »رمز

يف من�صابة وا�صعة مالب�س يعتمرن لن�صوة الالمعة ال�صطوح

ببالهة، ويتاأملن والكتفني ال�صدر عند وحا�صرة الأ�صفل

ومقابلها للزينة«، كمو�صوع اجل��دار علي املعلقة »الأن��ث��ى

اأ�صفل احلو�س«. النائمة امللونة الأ�صماك متاما كان حو�س

يف �صيء اإيل حتولت لأنثى الفنية املعادلت من كبر قدر

حياة رجل تزخر به الق�صة، وهو انعكا�س طبيعي للتحولت

التي امل��راأة، بها وتاأثرت احلياة اأ�صابت التي الجتماعية

علي �صيطر الذي احلياة منط �صديدة ب�صراحة هنا تنقد

وال�صتهالكية، الوا�صح التكلف اإىل اأ�صارت حيث املجتمع،

هنا« »ال�صلبي البطلة رف�س علي تاأكيدها �صياق يف وذلك

عليها. املفرو�صة الت�صيوء حلالة

: حياتني ب��ني امل�صتتة »اآم��ن��ة« ب��داخ��ل ال��رغ��ب��ة تت�صارب

حركة يف املوؤثر والنخراط للحرية املعادل وهي القدمية

مرت حيث القدمي حيها وظهر ..« ب�صاطته: علي املجتمع

.. كاريكاتوري ب�صكل طويلة قافلة يف تعرفها التي الوجوه

بالألقاب بع�صهم وينعتون ويت�صايحون يت�صاحكون كانوا

الظالل ميدون الأما�صي حتت ويجل�صون يف ..... امل�صحكة

املعزول عاملهم ويخرتقون طولها بها ي�صمح مبا اأرجلهم

امل��راق��ب ون��ب��وءة بحكمة املليئة ال�����ص��اخ��رة ب�صحكاتهم

ال�صامت«. وبني عاملها اجلديد الذي »يوؤذيها«: »..جتتاحها

رغبة توجيه �صربة لعامل يوؤذيها«. اإل اأن متردها وثورتها مل

يتعديا نطاق اأفكارها املرتعبة من فكرة التمرد يف الأ�صا�س،

تعقد وهي واجلديد، القدمي بالعاملني ال�صلة فقدت لأنها

التي احلو�س يف الزينة �صمكة بحالة حلالتها هنا املقارنة

»..غادرت قاع احلو�س وبداأت يف ال�صباحة يف �صكل دائري

احلو�س، لتك�صر يدها رفعت الزجاجي، اجل��دار بحذاء

اأمام منتف�صة �صتنح�صر كانت التي ال�صمكات منظر لكن

فوق بج�صدها فاألقت احل��رك��ة، م�صلوبة اأوق��ف��ه��ا عينيها

وا�صطرابها بال حنان« بع�صيانها ابتلعها الذي املقعد

Page 54: turath_156

�أمين يا�سني حجازي

هذه رحلة تعليمية ت�ستفي�ض يف �سرح �س�ؤون الفقه وال�سعائر االإ�سالمية، وال �سيما ما يتعلق

منها باملنا�سك وال�اجبات والفرو�ض الي�مية املرتتبة على احلاج، واإن كانت يف منطلقها

وم�سارها رحلة حج اإىل الديار املقد�سة يف مكة املكرمة واملدينة املن�رة. فالرحالة يجهد نف�سه

ويجهد قارئه معه يف متابعة كل ما يخطر، وما ال يخطر، يف بال امل�سلم الذي ين�ي الت�جه

اإىل بيت اهلل احلرام لي�ؤدي فري�سة احلج والعمرة. والرحالة ال يرتك م�ساألة وال �ساردة من

امل�سائل املتعلقة باالأماكن املقد�سة وكيفية زيارتها وما قيل فيها مما تعددت فيها االجتهادات

واالآراء واملرويات وا�ستاأثرت باهتمام الفقهاء والباحثني و�سغلت حيزا من مدوناتهم.

رحلة الصديق إلى البيت العتيق

ين�شر هذا الباب بالتعاون

مع املركز العربي للأدب

اجلغرايف »ارتياد الآفاق«

- اأبوظبي - لندن ،الذي يرعاه

ال�شاعر والباحث الإماراتي

حممد اأحمد ال�شويدي .

ارتياد اآلفاق

اأول �صورة فوتوغرافية للكعبة عام 1880م، ت�صوير - حممد �صادق بيه

ارتياد اآلفاق

الـعــــدد

156أكتوبر2012

54

اإحدى اأ�شهر الرحالت احلجازية

Page 55: turath_156

اإل وكان لها مكان يف منت رحلته ون�شيب من

البحث والتدقيق حيث ياأخذها من م�شادرها

اأحاديث اأ�شانيدها كما وردت يف وي�شتعر�ض

واأب��رز الإ�شالمية امل��ذاه��ب اأئمة وم��دون��ات

علمائها.

القوافل الأوىل

العام يف احلج فري�شة ب��اأداء امل�شلمون ب��داأ

لعام التايل العام يف اأي للهجرة، التا�شع

الفتح، واأ�شبحوا يتوافدون اإىل مكة من �شتى

ليوؤدوا كافة، الأر���ض بقاع يف الإ�شالم ديار

فري�شتهم، فمنهم من ياأتيها برا ومنهم من

ياأتيها بحرا، ومن ثم جوا.

وكان ي�شل مكة قوافل اأربع: الأوىل من بالد

برية؛ قافلة وه��ي مب�شر، م����رورا امل��غ��رب

والثانية من م�شر، وهذه القافلة حتمل معها

وت�شم ال�شام، قافلة والثالثة الكعبة، ك�شوة

الو�شطى اآ�شيا بلدان من القادمني اج احلج

ال�شام؛ وبالد والأنا�شول وتركيا حولها وما

اأما القافلة الرابعة فهي قافلة الهند، وحتمل

ب�شائع قيمة وخمتارة ي�شرتي منها احلجاج

على خمتلف جن�شياتهم يف مكة. وت�شل هذه

اأيام ب�شتة الأ�شحى عيد قبل مكة القوافل

على الأقل.

�ض تتعر كانت اج احلج حمامل اأن ول�شك

ول والأه���وال وامل�شاق املتاعب م��ن لكثري

تتعر�ض ك��ان��ت احل��ج��اج حم��ام��ل اأن ���ش��ك

فال وامل�شاق واملتاعب الأه���وال من لكثري

اأو يعود اإىل دياره اإل ي�شل احلاج اإىل مكة

ات. ات ومر وقد راأى املوت ن�شب عينيه مر

اأن جتد ب���د وامل��خ��اوف ل الأح����داث ه��ذه

وحكاياتهم اج احلج مذكرات اإىل طريقها

وقائع ب�شرد احلاج يقوم فقد ومروياتهم،

ت�شنت كلما معه، ج��رى ما وتكرار رحلته

لذلك. الفر�شة

ك���ر ه��م م��ن دون����وا رح��الت��ه��م واأ���ش��ه��ب��وا

يف و���ش��ف ال��ط��ري��ق وال��ق��اف��ل��ة والأم���اك���ن

وامل�شاعب احل��ج و�شعائر بها وا م��ر التي

جند لكننا اأدائ��ه��ا، اأث��ن��اء واجهتهم التي

�شواء مدوناتهم م�شتويات ب��ني اخ��ت��الف��ا

بطريقة اأو البنية، اأو ال�شكل حيث م��ن

اللغة، وم�شتوى الأ�شلوب وجمالية ال�شرد

والعني الدقيق الو�شف اعتمد فبع�شهم

مرورا ومر كرب، اأم غر �ش اأثر لكل املتتبعة

والبع�ض الدينية، ال�شعائر ذكر على عابرا

وا�شتفا�ض احلج �شعائر على ركز الآخ��ر

ب��ال�����ش��رح وال��و���ش��ف ل��ك��ل ج��زئ��ي��ات��ه��ا ومل

التي الأماكن من العديد ذكر اإىل يتطرق

�شاهدها التي العمرانية وامل��واق��ع عربها

ي�شرية، بعموميات اكتفى ب��ل رحلته، يف

ومنهم من عر�ض م�شائل فقهية وبني الآراء

ث عن وال��ف��ت��اوى ف��ي��ه��ا، وم��ن��ه��م م��ن حت���د

الباطنية الطبيعة واهتم باملكان وبالروات

وبالن�شاط القت�شادي وغري ذلك، كما فعل

اإىل احلج رحلته اأر�شالن يف �شكيب الأمري

اإىل »الرت�شامات اللطاف يف خاطر احلاج

كبريا اهتماما اأظ��ه��ر اإذ م��ط��اف« اأق��د���ض

وجغرافيا. واقت�شاديا تاريخيا باملكان

اأمثلة ذكرناها التي الأمناط من نوع ولكل

كثرية يف رحالت احلج.

وفرة املعلومات

كتابه يف عمد خ��ان �شديق حممد رحالتنا

اإىل العتيق« البيت اإىل ال�شديق »رح��ل��ة

ملختلف واأح��ادي��ث اآي���ات بذكر ال�شتطراد

اإىل الإح�����رام م��ن ب��احل��ج املتعلقة الأم����ور

من ذل���ك غ��ري اإىل ال�����ش��ع��ي اإىل ال���ط���واف

اأول مرة يف ال�شعائر، وقد ظهر هذا الكتاب

1289 من 10 من جمادى الأوىل �شنة تاريخ

وظهرت بالهند. العلوي املطبع يف الهجرة

1961م. 1381ه�، �شنة الثانية الطبعة منه

فيها الآراء ويورد الأحاديث على يعلق وكان

على اختالفها، ومييز �شحيحها من �شعيفها

من ح�شنها، ومل يتوان يف اإيراد كم هائل من

املعلومات املفيدة للحاج حول كل من�شك من

فيها. املذاهب اآراء ذكر مع احلج منا�شك

قد التي الأ�شئلة من كثري على اأج��اب فقد

احلج منا�شك عن امل�شلم خاطر يف جت��ول

اأدائها، وقدمها وكيفية و�شروطها واأحكامها

لنا ب�شكل مف�شل ومرتب، وقد اأفرد كال منها

على حدة مما ل يرتك جمال للب�ض اأو اخللط

بينها، وهذا ما جعل ا�شتطراده على ح�شاب

ع�شر اإل لو�شفها يفرد مل فهو رحلته، ن�ض

اأورد خاللها �شري الكتاب، اآخر �شفحات يف

اأبقت التي العامة املعلومات وبع�ض رحلته

تفا�شيل الرحلة حمجوبة عن اأعيننا.

والنهج الذي اتبعه حممد �شديق ل يقلل من

الأهمية بالغة درجة يعطيه بل املوؤلف �شاأن

من حيث املعلومات القيمة التي قدمها، فهو

ميتاز باهتمام بالغ بالعلم واملعرفة كما ميتاز

ب�شعة الطالع على ذخائر الرتاث، وله �شغف

وا�شح بالبحث عن مزيد من الكتب وقراءتها

امل�شتطاع، وهذا ما يبدو والإف��ادة منها قدر

الكتب من كبري لعدد ذكره خالل من جليا

وامل�شادر. ومثال على ذلك قوله:

»وقد كنت ا�شرتيت من احلديدة:

1 - كتاب اقت�شاء ال�شراط امل�شتقيم ملخالفة اأ�شحاب اجلحيم.

اإر�شاد الفحول اإىل حتقيق احلق من علم - 2الأ�شول.

نيل الأوطار �شرح منتقى الأخبار. - 3

تحتل الرحلة الحجازية المركز األول بين

الرحالت إذ كان الحج إلى الديار المقدسة

من قبل المسلمين في أصقاع الدولة المترامية

األطراف من أعظم دوافع الرحلة

غالف كتاب »الرحلة«

Page 56: turath_156

- فتح القدير يف فني الرواية والدراية من 4التف�شري. وغري ذلك مما �شغفت به.«

اإن �شديق ح�شن خان رحالة مولع بالتح�شيل

واك��ت�����ش��اب ال��ع��ل��م، حم��ب ل��ل��م��ع��رف��ة، وه��ذا

احل���ب لي�ض ب��غ��ري��ب ع��ل��ى رج���ل م��ن رج��ال

امل�شنفات من الكثري له العربية النه�شة

الط��الع دوؤوب���ا يف ك��ان �شتى، فقد لغات يف

على كل ما يتعلق بالدين وعلومه من اأمهات

الكتابة اإىل دفعه ما وهذا ونوادرها، الكتب

والتاأليف، وولد لديه نظرة ثاقبة وفكرا منريا

يف ا�شتك�شاف الأمور والرجوع اإىل م�شادرها

وتقليبها على �شتى وجوهها.

الن�ض الذي يحتفي بو�شف الطريق كما ورد

ع�شر �شفحات عن يزيد ل الرحلة منت يف

27 الثنني يوم وهو الرحلة، بدء يوم يحدد

الأول كانون دي�شمرب/ 14« 1285هـ �شعبان

الهند و�شط يف بهوبال من انطالقا »1868ومنها »ب��وم��ب��اي« ممبئي اإىل و���ش��ل ح��ت��ى

ا�شتقل مركبا يف التا�شع من رم�شان متوجها

بحرا اإىل ميناء جدة. ولكن الريح مل ت�شعفه

ت�شبب اأي��ام مما ثالثة واختفت ه��داأت فقد

ث��م هبت ح��رك��ة. اأي امل��رك��ب دومن��ا بتوقف

اإىل املركب لتدفع جديد من املواتية الريح

امل�شافرين ح��ال ال�شديق وي�شف مبتغاه.

معه والأمرا�ض والآلم التي عانوها على منت

ال�شفينة. ومل ي�شلم رحالتنا من املر�ض فقد

اأ�شابته احلمى وجعلته يفطر يومني اأو ثالثة

اأيام ومن ثم يتابع �شومه. لكن هذه الأحداث

»ال�شارم كتابه تدوين عن لتثنيه تكن مل

يده، بخط ال�شبكي« اب��ن نحر على املنكي

�شع زمن ركوبي البحر عبثا«.فيقول: »ومل اأ

الو�شول واأداء الفري�شة

اإقامة وبعد احلديدة، و�شل رم�شان 26 ويف

ثمانية ع�شر يوما فيها، ق�شى معظمها مبراجعة

كتب احلديث، تابع طريقه اإىل جدة اآمال اأن

الرياح مبا ل اأ�شبوع، ولكن جتري ي�شلها يف

البحر رحلة ا�شتغرقت فقد ال�شفن، ت�شتهي

ال�شفينة رك��اب وبلغ �شهر، نحو تلك الأحمر

ال�شفينة و�شول وعند مبلغ. كل الياأ�ض من

مقابل يلملم اأحرموا بالعمرة، ونزلوا يف جدة

اأن يعني وه��ذا القعدة. ذي من التا�شع يف

يف والنتظار التوقف اأيام مع البحر، رحلة

املوانئ، ا�شتغرقت �شهرين كاملني.

ال�شفر، اأيام من م�شقة ا�شرتاحة ثالثة بعد

ب�شدق ويعرب العمرة، ب��اأداء ال�شديق قام

ع��ن ���ش��ع��ادت��ه ب��ال��و���ش��ول اإىل ت��ل��ك ال��دي��ار

اإىل وقعت نظرة اأول »ومن فيقول: املباركة

م�شائب عن ذهلنا املكرمة، الكعبة جمال

ال�شفر وم�شاقه كلها..«.

من�شكا واأدائها احلج �شعائر عن ويتحدث

اإىل الإف��ا���ش��ة حتى الرتتيب على من�شكا

وهو ة. مك اإىل ثم منى اإىل ومنها مزدلفة

متوجها 1286ه� �شفر 15 يف مكة ي��غ��ادر

اإىل املدينة في�شلها بعد ع�شرين يوما. وبعد

»ح�شور امل�شجد النبوي وال�شالم على املرقد

يقول، كما واأ�شحابه..« امل�شطفوي املنور

اإىل عاد ثم املنورة املدينة يف اأ�شبوعا اأقام

واأدى الأول، ربيع من ع�شر الثاين يف مكة

عمرة ثانية اإ�شافة اإىل فري�شة احلج. وبعد

اأوائ���ل جمادى ال���وداع يف ب��ط��واف ق��ام اأن

ممبئي اإىل جدة من مركبا ا�شتقل الأوىل،

يوما وع�شرين اثنني وبعد باحلديدة. م��ارا

ال�شفر ومتاعب البحر اأه���وال معاناة م��ن

اإىل مدينته ومنها عاد ميناء ممبئي، و�شل

الآخرة جمادى اأوائل يف بلغها التي بهوبال

ح�شب اأ�شهر، ثمانية دام��ت حج رحلة بعد

كانت محامل الحجاج تتعرض لكثير من

األهوال فال يصل الحاج إلى مكة أو يعود إلى

دياره إال وقد رأى الموت نصب عينيه مرات ومرات

ارتياد اآلفاق

الـعــــدد

156أكتوبر2012

56

Page 57: turath_156

التواريخ ح�شب اأ�شهر ت�شعة اأو ت��ق��دي��ره،

التي وردت يف ن�ض الرحلة. ويختم الرحالة

ب� مقيمون الآن »ون��ح��ن ب��ال��ق��ول: ح��دي��ث��ه

»بهوبال« اإىل ما �شاء اهلل املتعال«.

م�شار الرحلة

اأ���ش��رت كما – الرحلة م�شار و���ش��ف اإن

لكن �شفحات، ع�شر عن يزيد ل قبل من

م��ا دون���ه ال��رح��ال��ة يف م��نت رح��ل��ت��ه ميتاز

يتعلق م��ا يف وخ��ا���ش��ة ع��ل��م��ي��ة، ب��اأه��م��ي��ة

ذات الرحلة ه��ذه جتعل احل��ج، مبنا�شك

قيمة معرفية بالغة، فكل ما ورد بني دفتي

ما واملتابعة التاأمل اإىل يدعونا الكتاب

تزودنا التي املتاأنية بالقراءة حريا يجعله

املعرفية ال��الآل��ئ م��ن وال�شتفادة باملتعة

املكنونة يف �شدفات هذا الكتاب.

بحث وتدقيق

ي�شريا عن ولو �شيئا اأذك��ر اأن هنا ب��د يل ل

العمل الذي قمت به مع هذه الرحلة املفيدة

واملمتعة، والتي �شدرت �شمن �شل�شلة رحالت

لالأدب العربي »املركز ي�شدرها التي احلج

روح اإىل الآف��اق«م��ه��داة اجل��غ��رايف-ارت��ي��اد

نه�شة ب��اين زاي���د ال�شيخ الكبري ال��راح��ل

على ال��ن�����ض م��ع تعاملت ف��ق��د الإم������ارات.

يعج احلقيقة يف لأن���ه بكر خمطوطة اأن���ه

حتتاج وال��ت��ي والثمينة القيمة باملعلومات

مزيدا من البحث حتى يتم تقدميها للقارئ

ال��ث��اين والأم����ر �شحتها. م��ن التثبت ب��ع��د

الكبري ال��ع��دد اإل��ي��ه ه��و اأ���ش��ري اأن اأود ال��ذي

جممل يف وردت التي الب�شرية الأع��الم من

الكتاب والتي مل ياأت اأحد على التعريف بها

�شبيل وعلى قبل. من اإليها الإ�شارة حتى اأو

املثال ل احل�شر، ورد ا�شم اأو بالأحرى لقب

من نعلم ل ونحن امل���روزي« اأو »اخلطابي،

اإل بالبحث والك�شف والتثبت، ثم هو الرجل

اأكر على طلق اأ قد »امل���روزي« اأن لنا يتبني

الكنية على ينطبق واحل��ال �شخ�شية، من

يو�شف«. اأب��و يعلى، اأب��و اأم��ام��ة، »اأب��و اأي�شا

وهذا ما جعلني اأتابع جميع الأعالم الواردة

وكنت لها. ترجمة بذكر واأق��وم الكتاب يف

العثور على معلومات وافرة، اأحيانا يف اأوفق

يفي ال��ذي بالقليل اأكتفي اأخ���رى واأح��ي��ان��ا

ذكره. ال��وارد العلم ا�شم عن اللثام بك�شف

وقد اأ�شفت �شروحا للكلمات الغريبة اأو التي

حتتاج اإىل تعريف كم�شطلح اأو مكان اأو غري

ذلك ليت�شنى للقارئ احل�شول على املعلومة

اإي�شاح و�شيلة اأو معني اإىل اللجوء دون من

وتف�شري من خارج الكتاب. وقد ا�شتدعى هذا

العمل كثريا من اجلهد يف البحث والتق�شي

اأيدينا بني التي الكتاب �شيغة اإىل للو�شول

احلرم املكي -بانورامية -لل�صيد عبدالغفار البغدادي- ماأخوذة عام 1889م- من مقتنيات اليدن

Page 58: turath_156

وقد تطلبت اإ�شافة ما يزيد على ثالث مائة

درج التي العلمية بالأمانة والتزاما هام�ض.

و�شعت الآف����اق«، »ارت��ي��اد يف العمل عليها

بجانب الهام�ض امل�شاف حرف »م« اخت�شارا

تت�شمن ال��ه��وام�����ض وه���ذه »حم����رر«. لكلمة

مرت التي القراآنية الآي��ات مراجعة اأي�شا

يف منت الكتاب مع ذكر ا�شم ال�شورة متبوعا

برقم الآية. وهناك بع�ض الأخطاء الب�شيطة

اآثرت التي قد تكون مطبعية، وقد والهفوات

لتقديري اإليها الإ�شارة دون من ت�شحيحها

عن وف�شال ذل���ك. ت�شتدعي ح��اج��ة ل اأن���ه

ذلك، قمت بو�شع ك�شاف ح�شاري وفهار�ض

�شرعة على ي�شاعد مما الكتاب، نهاية يف

البحث و�شهولة تناول املعلومة املطلوبة.

مقدمة املوؤلف

ب�شم اهلل الرحمن الرحيم، احلمد اهلل الذي

وفق من �شاء متى �شاء من عباده املخل�شني،

مثابة جعله ال��ذي العتيق، بيته اإىل للرحلة

النا�ض، من اأفئدة اإليه تهوي واأمنا، للنا�ض

فياأتونه رجال وعلى كل �شامر ياأتني من كل

فج عميق.

اإل اهلل وحده ل �شريك له، اإله اأن ل واأ�شهد

�شهادة ور�شوله، عبده حممدا اأن واأ�شهد

احل��ي��اة يف و���ش��ي��ق خ��ط��ب ك��ل م��ن تنجينا

الإخال�ض وح�شن الآخرة ب�شدق الدنيا ويف

و�شحبه اآله وعلى عليه الت�شديق �شلى اهلل

املقتفني اأثاره يف كل جليل ودقيق.

العزيز كتابه يف تعاىل اهلل قال فقد وبعد،

ا�شتطاع من البيت حج ا�ض الن على

]وهلل ،»97« الآي��ة عمران، اآل �شورة �شبيال، اإليه

وقال ر�شول اهلل »�شلى اهلل عليه و�شلم«: »يا

النا�ض! قد فر�ض عليكم احلج فحجوا« اأيها

اأخرجه م�شلم والن�شائي.

اإذا القادر، املكلف احلر العلم: اأه��ل وق��ال

يلزمه الطريق، واأم��ن والراحلة ال��زاد وجد

البحر وراأي���ت الأم���ة، اإج��م��اع احل��ج، وعليه

املحيط ومكة املكرمة واملدينة املنورة زادهما

اهلل ت�شريفا وتعظيما مرارا يف النوم، فراأيت

امل�شافة وقطعت البحر "ركبت ك��اأين ليلة

خال مكان يف ك��اأين وراأي��ت��ن��ي مكة، وبلغت

القائم العمود ا�شطوانة: ج. اأ�شاطني- له

»ال�����ش��اري��ة«- ف��خ��ام واأع���م���دة ع��ظ��ام واأن���ا

وراأيت وامل�شجد احلرام كذلك، جال�ض فيه»

اأ���ش��واق يف ج واأت��ف��ر اأدور «اأين اأخ���رى م��رة

حممد �سديق خان بن ح�سن بن علي بن لطف اهلل احل�سيني البخاري

القن�جي، اأب� الطيب: من رجال النه�سة االإ�سالمية املجددين. ولد

1248هـ/ 1832م يف قن�ج »بالهند«ون�ساأ فيها وتعلم يف دلهي، �سافر اإىل به�بال طلبا للعي�ض ففاز برثوة وافرة. قال يف ترجمة نف�سه:

األقى ع�سا الرتحال يف حمرو�سة به�بال، فاأقام بها وت�طن ومت�ل،

وا�ست�زر وناب، واألف و�سنف وتزوج مبلكة به�بال، ولقب بن�اب عايل

اجلاه اأمري امللك بهادر. له نيف و�ست�ن م�سنفا بالعربية والفار�سية

والهندية، »من كتاب االأعالم خلري الدين الزركلي «.

الرحالة

اأول �صورة فوتوغرافية للم�صجد النبوي - حممد �صادق بيه 1880م.

ارتياد اآلفاق

الـعــــدد

156أكتوبر2012

58

Page 59: turath_156

�شككها، يف واأختلف واأم�شي وربوعها، ة مك

كالبالد احلانات عامرة البناء طيبة وهي

ة امل�شرفة كذلك، وراأيت املدينة املاأهولة" ومك

جدرانها وراأي��ت قدمية، بلدة كاأنها املنورة

الطني م��ن معمولة ورب��وع��ه��ا ال��ب��ن��اء بالية

النا�ض، من خالية �شيقة و�شككها وامل���اء،

�شعدت حني ال�شفة هذه على وجدتها وقد

باحل�شور يف �شوحهما يف �شنة »1285« خم�ض

النبوية، الهجرة من واألف ومائتني وثمانني

على �شاحبها اأف�شل ال�شالة والتحية.

اهلل ب��ل��د اإىل ال��رح��ل��ة ع��ل��ى ه���ذا فحملني

الأمني، و�شد املطي اإىل م�شجد �شيدنا حممد

يف و�شلم« عليه اهلل »�شلى املر�شلني �شيد

اإىل جمع منا�شك ال�شنة، ودعاين ذلك تلك

احلج والعمرة ح�شب ما تبني يل من الكتاب

الخت�شار، �شبيل على فجمعتهما ة، وال�شن

اهلل اأخل�شه مل��ن وت��ذك��رة لنف�شي تب�شرة

قد والب��ت��داع كيف ال���دار، ذك��رى بخال�شة

وعار�ض الأن���واع، جميع من العبادات دخل

عن الهدي النبوي كل مفرط، ومفرط وخالط

فهذا وخمبط، خمالط كل بالباطل احل��ق

مبذاهب ودلئله ب��الأدل��ة ربطت قد من�شك

الأجلة، �شمنته خم�شة اأبواب وخامتة، اأعادنا

»رحلة و�شميته: احلاطمة، ال��ن��ار ع��ن اهلل

اأن اأ�شاأل واهلل العتيق«، البيت اإىل ال�شديق

عملي ويتقبل طويتي ويح�شن نيتي يخل�ض

ين وينجح اأملي، فقد قال يف كتابه العزيز »اأ

نكم - اآل عمران، الآية« يع عمل عامل م �شل اأ

.»195« :

و�شلم«: عليه اهلل »�شلى اهلل ر�شول وق��ال

ما ام��رئ لكل واإمن��ا بالنيات الأعمال »اإمن��ا

ور�شوله، اهلل اإىل هجرته كانت فمن ن��وى،

فهجرته اإىل اهلل ور�شوله، ومن كانت هجرته

اإىل دنيا ي�شيبها اأو امراأة يتزوجها: فهجرته

حديث من عليه متفق اإل��ي��ه« هاجر ما اإىل

عمر بن اخلطاب ر�شي اهلل تعاىل عنه.

و�شف الرحلة

ق���ال ال��ع��ب��د اخل��ام��ل امل���ت���واري ���ش��دي��ق بن

البخاري القنوجي احل�شيني علي بن ح�شن

فيما وا�شتعمله ج��ن��اه م��ا ع��ن��ه اهلل »ع��ف��ا

ل�شبع الثنني يوم رحلت قد وير�شاه«: يحب

27 قد خلت من �شهر �شعبان �شنة وع�شرين

خم�ض وثمانني ومائتني واألف 1285 الهجرية

�شاحبها -على امليالدية 1868 املطابق -

�شالة بعد- اأي - غ��ب والتحية، ال�شالة

بهوبال: - »بهوبال« رحلي الظهر من حمط

اأن�شاأها الهند اوا���ش��ط يف اإقطاعية ولي��ة

1707م دو�شت حممد خان اجلندي الأفغاين. عا�شمتها بهوبال وفيها »جامع م�شجد« الذي

اللغة يف بيكم.»املنجد قد�شية امللكة �شيدته

بريوت -على امل�شرق يف دار والأع��الم« عن

وكرامة، فائدة لكل مغتنما ال�شالمة جناح

اهلل »بيت اإىل الإ���ش��الم حج لتاأدية م��ري��دا

من �شبعة قطعت ما بعد وو�شلت احل��رام«

عجلة جم��رى اإىل الثامن اليوم يف امل��ن��ازل

النار املعروفة بالبابور- قطار �شكة احلديد -

وحملت عليها الأثقال وركبتها يوما وليلة ثم

وهي - مومباي »ممبئي«- مبحرو�شة نزلت

بها واأقمت للحجاج، املحيط البحر �شاحل

منتظرا حل�شول املركب.

ال�شفر من ممبئي

ثم ي���وم���ا، ع�شر اث��ن��ي ال�����ش��ف��ر زاد وت��ه��ي��اأ

قبيل رم�����ش��ان تا�شع اخلمي�ض ي��وم رك��ب��ت

ب�»فتح امل�شمى امل��رك��ب يف الع�شر ���ش��الة

ال�����ش��ل��ط��ان«ورف��ع��وا ل��ن��ج��ر - ب��ال��ف��ار���ش��ي��ة،

وبالعربية تعني: املر�شاة ال�شفينة ذلك اليوم

مع تو�شم الظفر وال�شكينة.

املركب ف�شار طيبة، يومئذ ال��ري��ح وك��ان��ت

�شتني مرحلة بالتخمني، ثم �شكن الريح وركد

الدائم، ل البحر كالغدير املركب على ظهر

Page 60: turath_156

مناكد، ولركبه الراكد امل��اء كاأنه يتحرك،

حتى اأتت ثالثة اأيام على هذه احلال، وت�شتت

لأهل املركب البال.

جنيا، خل�شوا جم��راه من ا�شتياأ�شوا فلما

�شبحانك نت اأ اإل اإله »ل الآية: وختموا هذه

املني - الأنبياء، الآية: »87« اإين كنت من الظ

يناه من - كيف وقد قال تعاىل: اأثرها: »وجن

الغم وكذلك ننجي املوؤمنني - الأنبياء«، الآية

وذهب ال��ري��ح، بركتها من فتنف�ض - »88«

ليلة الأحد ثاين العنا والتربيح، وكان هو به

ع�شر 12 رم�شان.

وراأيت يف هذه الليلة باملنام: كاأين اأعانق من

ثماره، منه واأجتني اأ�شجاره، ال�شدر �شجر

ك��ل �شحيح ف���وؤاد ي��ه��واه نفي�ض وث��م��ره طيب

ولقي�ض: م�شاب بالغثيان، فعربت الروؤيا: ببلوغ

الأرب وح�شول املق�شود من اأر�ض العرب.

الغثيان ال��ب��ح��ر رك���وب ب���دء ات��ف��ق يف وق���د

وال�شداع اإىل ثالثة اأيام، ثم ح�شلت اخلفة

بيتا املركب ووجدت الرابع، اليوم للطبع يف

ال�شادة قول معنى فيه و�شاهدت كاملوطن،

ال�شوفية: ال�شفر يف الوطن.

مائة ث��الث من نحوا ال�شفينة رك��اب وك��ان

املاء ذلك من والغ�شل الو�شوء وكان نف�ض،

ال�شفينة اأه���ل ف��ك��ان ال�شرب واأم���ا امل��ال��ح،

ا�شت�شحبوا معهم املاء العذب من "ممبئي"

وظ���ه���رت ال��ب��ث��ور يف امل��ن��خ��ري��ن م���ن ���ش��دة

ى حم اإىل تلك ت واجن��ر البحر، ماء ملوحة

يومني، اأو اأي��ام ثالثة اأف��ط��رت حتى البدن

بالطمئنان بال�شفينة رم�شان بقية واأمتمت

وال�شكينة، واجتمع يل يف هذا ال�شفر الرحلة

ت لنا فيه عبادتان. للحج و�شوم رم�شان، ومت

الو�شول اإىل حديدة

ال�شهر ه��ذا م��ن ع�شر ال�شابع يف وم���ررت

�شقوطر اأ الرحيل من »ممبئي« على يوم من

»���ش��ق��ط��رة« ع���دن وب���اب اإ���ش��ك��ن��در، واأل��ق��ت

ال�شفينة مر�شاها على �شاحل حديدة، ومل نر

�شيئا من »ممبئي« اإىل هنا من وعثاء ال�شفر

وكاآبة احل�شر.

»ال�����ش��ارم ك��ت��اب امل��رك��ب ب��ي��دي يف وكتبت

للحافظ ال�شبكي« اب���ن ن��ح��ر ع��ل��ى امل��ن��ك��ي

ومل و�شط، جملد يف املقد�شي- قدامة ابن

نزول وكان عبثا، البحر ركوبي زمن اأ�شيع

ال�شاد�ض والع�شرين »احلديدة«يوم الأحد يف

ال يكاد نص من نصوص الرحالت الحجازية يخلو

ة في من فوائد جمالفقه وعلوم الدين

ارتياد اآلفاق

الـعــــدد

156أكتوبر2012

60

Page 61: turath_156

»القا�شي ب���دار ون��زل��ت رم�����ش��ان، م��ن 26العابدين« زين وال�شيخ حم�شن، بن ح�شني

يوم خ���ريا وج��زاه��م��ا ت��ع��اىل، اهلل �شلمهما

الدين، وح�شل من جهتهم ما يحق لل�شيف،

من الإك��رام والإط��ع��ام وامل���روءة، يف ال�شتاء

وال�شيف.

اأراجع كتب 12 يوما، واأقمت هنا اثني ع�شر

ومل اأ�شتطيع، م��ا ب��ي��دي واأكتبها احل��دي��ث

اخلم�ض لل�شلوات اإل امل�شاجد اإىل اأذه��ب

لكرة ا�شتغايل بطلب العلم.

يوم باحلديدة �شوال هالل روؤي��ة خرب وف�شا

بح�شب رم�شان، من 28 والع�شرين الثامن

امل��داف��ع و���ش��رب��ت ال�شفينة، اأه���ل روؤي��ت��ن��ا

لالإعالم بالعيد، فعجبنا من ذلك وتفح�شنا

والع�شرين، التا�شع يوم فقيل هنالك، عما

ا مل نره مع تعمق الب�شر واإمعان النظر. ولكن

البلد، لأه��ل موافقة العيد �شالة و�شليت

الأربعاء اأي يوم الربوع - وذهبت �شبح يوم

- الذي كان بح�شابنا يوم التا�شع والع�شرين

واخلطيب يومئذ الإم��ام وكان امل�شلى، اإىل

رجال �شاحلا ذا �شيبة ي�شمى: بعبد الرحمن

با�شا »اأح��م��د البلد حاكم وك��ان ال�شافعي،

الرتكي« حا�شرا بامل�شلى وحزر احلا�شرون

بامل�شلى، فكانوا نحوا من األفني من اأهل البلد

احلديدة وم�شلى العني، راأي يف والغرباء

ف�شاء لي�ض به بناء غري املنرب للخطبة املبني

العيد على وكانت �شالة والطني، الآجر من

مذهب ال�شافعية.

ن�شخا اأهديت البلدة بهذه الإقامة اأيام ويف

م���ن ك��ت��اب��ي: »احل���ط���ة يف ذك���ر ال�����ش��ح��اح

ال�شتة«لعلمائها واأهل العلم املقيمني باملرادعة

ا�شتح�شنوها وكلهم وغريهما، الفقيه وبيت

ودعوا ملوؤلفها.

�شارح اهلل عبد ب��ن علي ال�شيخ يل وق���ال

البخاري -�شلمه اهلل- حني لقني:

اهلل نعم من الزمان ه��ذا يف مثلكم »وج��ود

تعاىل لو كانوا يعقلون«.

مري وا�شتعرت ر�شائل ال�شيد حممد الأمري»الأ

حممد 1817م«: - 1742 »1232-1154ه�،

اأحمد بن عبد القادر بن عبد بن حممد بن

بالعربية، عامل الأزه��ري: ال�شنباوي العزيز

�شنبو ناحية يف ول��د امل��ال��ك��ي��ة. فقهاء م��ن

بالقاهرة. وت��ويف الأزه��ر يف وتعلم »مب�شر«

ا�شتهر بالمري لأن جده احمد كانت له اإمرة

و���ش��روح، ح��وا���ض كتبه اأك���ر ال�شعيد. يف

لبن اللبيب مغني على »حا�شية اأ�شهرها

ه�����ش��ام«، وم��ن��ه��ا »الأك��ل��ي��ل ���ش��رح خمت�شر

يف »ثبت« ول��ه املعوذتني« و»تف�شري خليل«،

وتراجم تراجمهم من ونبذ �شيوخه اأ�شماء

م��ن اأخ����ذوا ع��ن��ه��م. اأع����الم ال��زرك��ل��ي حني

والنقل، النظر لأج��ل ح��دي��دة م��ن الرحيل

ما ومنها وا�شتفدت، فيها نظرت ما فمنها

املركب على طلعت ثم وا�شتن�شخت، نقلت

من ���ش��وال 10 عا�شر ال��ع��ل��م- طلب -ب��ع��د

املر�شاة، رفع اأنتظر فيه ومكثت »احلديدة«

ومعي يف املركب ال�شيخ ح�شني احل�شام -اإىل

ومعدنه واأه��ل��ه العلم نتذاكر اأي���ام- ثالثة

اأمطارنا، بالربكات تدفقت حتى وحم��ل��ه،

دت باأحاديث احلبيب اأطيارنا، وقد كنت وغر

ا�شرتيت من احلديدة:

1 - كتاب اقت�شاء ال�شراط امل�شتقيم ملخالفة اأ�شحاب اجلحيم.

ة مبحلة اأهل وقد كنت اأقمت مبك

اإىل احلرم واأروح واأغــدو الهند،

املحرتم من »باب الزيادة« واأذكر

ح�سن�ا لذين اأ ق�ل اهلل تعاىل: »ل

منه واأرجــ� ــــادة..« وزي �سنى احل

اأهــل مــن يجعلني اأن �ــســبــحــانــه

تــلــك الــ�ــســعــادة، وكــثــريا مــا اأمـــر

عـــلـــى »بــــــاب الــــ�ــــســــالم« مــبــتــغــيــا

نف�سي: واأقــــ�ل يف الــعــلــم، كــتــب

ب�سالم. ادخل�ها

ادخلوها ب�شالم

Page 62: turath_156

من احل��ق حتقيق اإىل الفحول اإر���ش��اد - 2علم الأ�شول.

- نيل الأوطار �شرح منتقى الأخبار. 3والدراية الرواية فني يف القدير فتح - 4

التف�شري. من

وغري ذلك مما �شغفت به.

�شوال رابع ع�شر من »الثالثاء« الثلوث ويوم

فكان ال�شفينة، مر�شاة رفعوا ال�شبح وقت

هذا على باحلديدة الإق��ام��ة اأي���ام جمموع

ثمانية املركب يف املكث اأي��ام مع احل�شاب

احلركة ه��ذه يف جهدا اآل ومل ي��وم��ا، ع�شر

النافع ال��ع��ل��م حت�شيل م��ن ال��ربك��ة واأي����ام

واخلري اجلاري.

زاد قليل وبحر غا�شب

الهواء �شكن احلديدة من املركب �شار ومل��ا

اإىل ثالثة اأيام، ومل يتحرك املركب خطوة من

حمل القيام، وبعد ذلك هبت الريح الأزيب،

اأق����رب، وج��اء زم���ان احل���ج اإذ ذاك وك���ان

الغيم واملطر بالليل، ورجع املركب اإىل عقبه

احلالة بهذه فمكثنا �شوبه، غري اإىل و�شار

اإىل الو�شول عن اآئ�شني اأي��ام اإىل البحر يف

امل�شوؤول، ح�شول اهلل من وراج��ني املاأمول،

مع اأن »جدة« من »احلديدة« م�شري اأ�شبوع ل

اإليها مركبنا و�شل ولكن ال�شري، لبطء غري

الأر���ض علينا �شاقت حتى �شهر، نحو بعد

مبا رحبت من طول الركوب وخمالفة الهواء

وقلة املطعوم وامل�شروب، حتى قنعت يف اليوم

والليلة، بجرعة من املاء، ولقيمات من الأرز

الذي مل يخالطه �شيء من ال�شمن والإدام.

على �شارفت ال���رتاق���ي»اأي الأن��ف�����ض وبلغت

امل���وت« يف تلك الأي���ام، وك��ان��ت الأي���دي اإىل

على كاأنها والآذان والأعني مرفوعة ال�شماء

»ج��دة« وروؤي���ة الطيب ال��ري��ح طريق جم��يء

مو�شوعة، ثم �شمع اهلل قول هوؤلء الآئ�شني،

العاملني رب جهة من طيبة ري��ح لنا وهبت

مني بال �شعيفة بالغاية وكانت يومني، اإىل

جممع من املركب اأخ��رج ولكنه »ال��ك��ذب«،

اجلبال امل�شتغرقة يف املاء اإىل �شاحل النجاة.

ذي ه��الل امل��رك��ب يف ال�شبت ي��وم وراأي��ن��ا

قليال الريح ى تقو منه الثالث ويوم القعدة،

وجرى املركب.

نة ال�ش م��ن القعدة ذي راب��ع الثلوث وي��وم

املذكورة بعد �شالة ال�شبح اغت�شلنا واأحرمنا

بالعمرة، مع نية التمتع، من حماذي »يلملم«

والأمل، الغم من جن��ده ا كن ما ا عن وذه��ب

العمل واأخل�شنا بالتلبية، الأ�شوات ورفعنا

بهذا ال�شرور من لنا ح�شل وما والنية، هلل

الإحرام ل ميكن �شرحه بالأقالم.

قربنا من »جدة« -قرب ملا ويف هذه احلالة

فا�شطرب امل��اء يف جبل اإىل ليال امل��رك��ب

اأ�شرع ورب��ط ���ش��دي��دا، ا�شطرابا ل��ه املعلم

خ�شبة وقل«: والد قل »الد بالأدقال ال�شفينة

عليها ���د مي فينة ال�ش و�شط يف ت�شد طويلة

راع. »ل�شان العرب« لبن منظور، وخفت ال�ش

منه الأثقال وعمل كل تدبري خطر له بالبال،

واأر�شى املركب يف حمله يف احلال.

لدرك حقيقة املركب اأقرب املالحون واأنزل

احلال، و�شعوا اإىل جوانبه، وعلموا اأن املركب

فم�شى ب��اجل��ب��ال، لت�شادم قليال ���ش��ار ل��و

ه���ذا ال��ل��ي��ل ل��ل��رك��اب يف غ��اي��ة ال���ش��ط��راب

النية واإخال�ض بال�شتغفار الليلة تلك ومتت

والتوبة وكلمة ال�شهادة على الأل�شن، و�شلموا

اأقل من الليل للموت، ومل يكن هذا اأنف�شهم

يوم القيامة، ولكن رحم اهلل علينا بال�شالمة

يف اجلبل ذل��ك و�شاهدنا الفجر طلع حتى

�شوء النهار.

اأن اإخ��ف��اوؤه��ا ينبغي ل التي العجائب وم��ن

امل��رك��ب من اأم���ر ت����رددوا يف اإذا امل��الح��ني

�شيئا من اأو اأو هبوبها خمالفة الريح جمود

يهتفون كانوا واأهلها، ال�شفينة على اخلوف

املخلوقني من وغريه عيدرو�ض ال�شيخ با�شم

ي��ك��ون��وا ومل ب���ه، وم�����ش��ت��ع��ي��ن��ني م�شتغيثني

يذكرون اهلل عز وجل اأبدا اأو يدعوه باأ�شمائه

احل�شنى، وكنت اإذا �شمعتهم ينادون غري اهلل

املركب اأهل على خفت بالأولياء وي�شتعينون

خوفا عظيما من الهالك.

ي�شل كيف العجب- هلل يا نف�شي: يف وقلت

اإىل �شاحل ال�شالمة! فاإن باأهله هذا املركب

اآلهتهم يذكرون ل كانوا قد العرب م�شركي

اهلل يدعون بل املقام، هذا مثل يف الباطلة

تعاىل وحده غري م�شركني به، كما حكى عنهم

ركبوا »فاإذا �شبحانه يف حمكم كتابه املبني:

ارتياد اآلفاق

الـعــــدد

156أكتوبر2012

62

Page 63: turath_156

ين- الد ل��ه ني ل�ش خم اهلل دع��وا الفلك يف

العنكبوت، «الآية: »65« -وهوؤلء القوم الذين

اهلل غري يدعون امل�شلمني اأنف�شهم ون ي�شم

باأ�شماء املخلوقني، ولقد �شدق اهلل ويهتفون

اإل

هم باهلل كرتعاىل فيما قال: »وما يوؤمن اأ

�شركون- يو�شف، الآية: »106«. وهم م

الو�شول اإىل جدة

غ�شبه، �شبقت اهلل رحمة كانت مل��ا ولكن

اأو�شل اأرحم الراحمني املركب بف�شله كيفما

ا�شمان والتي: ا »اللتي والتي اللتيا بعد اتفق

للجوهري –ال�شحاح- الداهية اأ�شماء من

مر�شاة ورفعوا املق�شود، املنزل اإىل -لتي«.

ال�شفينة �شبح تلك الليلة الهائلة اإىل »جدة«

واألفوا الريح موافقة، فطوى املركب الطريق

الباقية يف يوم وليلة وو�شل اإىل �شاحل »جدة«

حني �شالة الظهر من يوم الأحد تا�شع ذي

القعدة، واحلمد هلل على ذلك حمدا كثريا.

واإ�شراق القلب م�شرة لنا من والذي ح�شل

الوجه واحلبور اإذ ذاك ل يعلم حقائقها اإل

ظهرت فقد وكيف؟ دور، ال�ش بذات العليم

ا وكن الياأ�ض، غب �شهرين بعد املراد �شورة

على �شفينتنا اأق��م ال��ن��ا���ض! رب ي��ا ن��ق��ول:

»جدة« كما ا�شتوت �شفينة نوح عليه ال�شالم

على ب��ع��زي��ز ذل���ك فلي�ض اجل�����ودي، ع��ل��ى

املجدي. ف�شلك

وح��ني ن��زل��ت ب��ج��دة اأق��م��ت بها ث��الث��ة اأي��ام

ل��ال���ش��رتاح��ة م��ن ت��ع��ب ال�����ش��ف��ر وا���ش��ت��ك��راء

اجلمال حلمل الأثقال.

يف الثمن »انتقا�ض املكا�شني بجدة ووج��دت

البياعة، ومنه ا�شتقاق املكا�ض، لأنه ي�شتنق�شه.

العني معجم - النا�ض ك�ض مي مكا�ض ورج��ل

للفراهيدي: مك�ض« من جهة الرتك ظاملني على

النا�ض باأخذ اأموالهم بالباطل.

دخول مكة واأداء العمرة

ركبنا القعدة ذي ع�شر ثاين الربوع يوم ثم

م��ن »ج����دة« اإىل ح���دة ب��ع��د ���ش��الة امل��غ��رب

اجلود، وعتبة املق�شود كعبة اإىل حدة ومن

ودخلنا والع�شر، الظهر �شالة جمع بعد

اأبي ال�شيد الليل مع البلد الأمني بعد ن�شف

وم�شينا اجل��م��ال ع��ن ونزلنا امل��ط��وف بكر

مع والأثقال الأحمال وتركنا الأق��دام، على

اخلدام، ومل نعرج على �شيء.

»ب��اب ودخ��ل��ن��ا احل����رام امل�شجد وق�����ش��دن��ا

الطواف من العمرة اأعمال ينا واأد ال�شالم«

وال�شعي واحللق على الرتتيب.

من نبغي ا كن ما تعاىل بحمده لنا ر وتي�ش

تقبيل احلجر وا�شتالم الركن يف كل �شوط،

كل م��ن وغ��ريه��م��ا وامل�شعى امل��ط��اف بخلو

مقيم وغريب.

»الكعبة جمال اإىل وقعت نظرة اأول وم��ن

املكرمة« ذهلنا عن م�شائب ال�شفر وم�شاقه

الطريق، يف ب�شوكة ��ك ن�����ش مل ك��اأمن��ا كلها

وهكذا �شاأن كل م�شوق و�شديق، كيف والكعبة

ياقوتة و�شناء- �شياء اهلل -زادها الزهراء

جملوة ال�شلحاء، اأعني ب�شائر جتلو كحلية

للناظرين يف حلة من الكرامة �شوداء.

وبعدما فرغنا عن ال�شعي بني ال�شفا واملروة،

راأينا اأن نتم الليل بجوار الكعبة، فجاورناها

اإىل الفجر بالتهجد والدعاء وال�شتغفار اإىل

جماعة اأول مع ال�شبح و�شلينا الإ���ش��ف��ار،

�شافعية، ثم رجعنا اإىل املنزل وحلقنا الراأ�ض

ولب�شنا املخيط وحللنا الإحرام.

زم��ان لأن احل��ج منتظرين ��ة مب��ك ومكثنا

بتاأخري م�شى ق��د »امل��دي��ن��ة« اإىل ال��رح��ل��ة

امل��رك��ب ع��ن ال��و���ش��ول، ول��ول ذل��ك لقدمنا

و���ش��ع��دن��ا ال��ن��ب��وي امل�����ش��ج��د اإىل ال��رح��ي��ل

بال�شالم على القرب املطهر املنور الأحمدي،

ومل نرتك ال�شتغال بالعلم يف هذه الفر�شة

ال��ق��ع��دة، بل اأواخ����ر ذي اأع��ن��ي ال��ق��ل��ي��ل��ة-

ح�شلنا فيها بع�ض الكتب والفوائد.

اأداء منا�شك احلج

ال�شهر من والع�شرين التا�شع يوم كان وملا

اختلفت مدونات الحجيج من الناحيتين الشكلية

والبنيوية وكثيرون اهتموا بالشعائر الدينية

على حساب االهتمام بالمكان وبالرحلة

�صورة ملجموعة من حجاج جاوى يف حج 1885م

Page 64: turath_156

ة« بروؤية املذكور، �شهد رجال عند قا�شي »مك

منه الثالثني يوم وا�شتقر احلجة ذي هالل

ة« »مك اأهل ير ومل يوم من ذي احلجة، اأول

وغريهم من امل�شافرين الهالل اإذ ذاك، ولكن

فاأحرمت هناك، فيما القا�شي النا�ض اتبع

احلجة، ذي من الثامن وه��و ال��رتوي��ة، ي��وم

وتوجهت اإىل منى وبلغت املنى، وكنت ما�شيا

ثم ركبت منها اإىل عرفة، وفرغت من اأعمال

املن�شك هذا يف املذكور الرتتيب على احلج

ة ال�شحيحة. ن وعلى الوجه املاأثور بال�ش

وق���راأت »احل��زب الأع��ظ��م« »كتاب «احل��زب

ال�شلطان بن الأفخم»لعلي وال��ورد الأعظم

امل��ال القاري لعلي » الهروي القاري حممد

علي القاري: علي بن حممد �شلطان الهروي

»؟1014-ه�« »؟- 1606م«: فقيه حنفي، من

�شدور العلم يف ع�شره. ولد يف هراة و�شكن

منها كثرية، كتبا و�شنف بها. وت��ويف ة مك

»تف�شري القراآن«، و»الأثمار اجلنية يف اأ�شماء

ط«. ال��ن��ووي��ة- الأرب��ع��ني و»���ش��رح احلنفية«

»اأعالم الزركلي «كله، قبل الوقوف بعرفة، ثم

وقفت بها ومل اآل جهدا يف الدعاء وال�شتغفار

عالم اإىل والبتهال والت�شرع الغروب، اإىل

الغيوب، واملاأمول من اهلل القبول، ثم اأف�شت

ي��ت واأد منى، اإىل ومنها مزدلفة، اإىل منها

الأحوال، اأح�شن بها يف واأتيت الأعمال بقية

ومن غاية ال�شغف بعلوم ال�شنة مل اأترك كتابة

لكن يف اإقامتها، اأيام ومنى يف بعرفة العلم

الثالث يوم وملا رجعت املنا�شك. اأوقات غري

اإىل ت��ذه��ب قافلة اأج���د مل ��ة م��ك اإىل ع�شر

»املدينة«، فاأقمت منتظرا للرفقة.

زيارة املدينة املنورة ومعاملها

15 ي���وم اخل��ام�����ض ع�شر ال��رح��ل و���ش��ددت

ومائتني وثمانني �شت �شنة �شفر �شهر من

املكرمة« ��ة »م��ك م��ن الهجرية 1286 واأل���ف

ع�شرين يف وو�شلتها امل��ن��ورة« »املدينة اإىل

اثني تكون لأن م�شريتها امليعاد يوما خالف

اجلمالني ولكن املعتاد، يف غالبا يوما ع�شر

القافلة ف��رتك��وا جماملني، معنا يكونوا مل

فكفى والعدوان، ال�شر واأ�شمروا »بع�شفان«

وال��ب��اأ���ش��اء، �شرهم ال��غ��رب��اء امل��وؤم��ن��ني اهلل

اإىل والروح املال �شالمة مع واأو�شل اجلميع

طابة، وجعل دعوتهم م�شتجابة.

اإىل املباركة البلدة بهذه الإق��ام��ة واتفقت

النبوي امل�شجد ح�شور يل ر وتي�ش اأ�شبوع،

امل�شطفوي امل��ن��ور امل��رق��د ع��ل��ى وال�����ش��الم

واأ�شحابه، وزيارة بقيعه و�شهداء اأحد، �شيما

عنه، تعاىل اهلل ر�شي حمزة ال�شهداء �شيد

خ�شو�شا والآب��ار، امل�شاجد من ذلك وغري

امل�شنون، املاأثور الوجه على قباء« »م�شجد

باأنواع الربكات ملئت فيا لها من بلدة طيبة

واآثار من الرحمة واأنوار من التجليات، كيف

والأنوار الإلهية والربكات النبوية ترت�شح من

حني كل تتنزل والوقار وال�شكينة جدرانها،

على بنيانها.

وا�شرتيت باملدينة:»كتاب املدخل لبن احلاج«

املتفقهني ب��دع رد على يحتوي ك��ت��اب وه��و

وحمدثات املت�شوفني.

واأحرمت بالعمرة حني الرجوع منها، وو�شلت

ة« يوم الثاين ع�شر من بدء ال�شفر ن�شف »مك

ارتياد اآلفاق

الـعــــدد

156أكتوبر2012

64

Page 65: turath_156

ووجدت ج��دة، من اإليها و�شلت كما الليل،

»هكذا النا�ض عن خاليا وامل�شعى املطاف

وردت اجلملة يف الن�ض. وال�شحيح: وجدت

فاأتيت النا�ض«، املطاف وامل�شعى خاليني من

باأعمالها على ترتيبها، وح�شلت يل -بحمد

اهلل تعاىل- حجة وعمرتان.

ة وجواره تعاىل -اأول وكانت مدة اإقامتي مبك

اأن وعندي: اأ�شهر، اأربعة من نحوا واآخ��را-

حا�شل عمري كان تلك الأيام، والذي م�شى

يف غريها مل يكن اإل مناما اأو اأحالما، واأرجو

من اهلل تعاىل عود هذه الأزمان وق�شاء بقية

احلياة يف جوار الرحمن.

الهند، اأه��ل مبحلة ��ة مب��ك اأق��م��ت كنت وق��د

"باب املحرتم من اإىل احلرم واأروح واأغ��دو

��ل��ذي��ن »ل ت��ع��اىل: ق��ول اهلل الزيادة" واأذك���ر

الآي��ة: يون�ض، وزي����ادة..« �شنى احل ح�شنوا اأ

من يجعلني اأن �شبحانه منه واأرج��و .»26«

اأهل تلك ال�شعادة، وكثريا ما اأمر على »باب

يف واأق����ول ال��ع��ل��م، كتب مبتغيا ال�����ش��الم«-

نف�شي: ادخلوها ب�شالم.

ال��زرق��اين ك��ت��اب - 1 ه��ن��اك: ا�شرتيت وق��د

- وح�����ش��ن امل��ح��ا���ش��رة يف ���ش��رح امل���وط���اأ، 2

- وتاريخ اخلمي�ض اأحوال م�شر والقاهرة، 3

والبيجوري على ال�شمائل، 4 - والتعريفات، 5

- والريا�ض امل�شتطابة، 7 - ومغني اللبيب، 6

- وبهجة املحافل �شرح ال�شمائل، 8 - ومواهب

وكتاب - 10 النووي، واأذك��ار - 9 الرحمن،

التلخي�ض- اإىل غري ذلك من كتب احلديث

»ا�شتكتب: وا�شتكتب وال��ت��واري��خ. والعربية

قام اأن��ه ومب��ا بالكتابة، اأح��دا كلف اأو طلب

بالكتابة بيده فالأ�شح اأن يقول: كتبت« بع�ض

الر�شائل املخت�شرة واملطولة بيدي.

طواف الوداع

اأوائ���ل ج��م��ادى الأوىل، ل��ل��وداع يف وط��ف��ت

امل�شمى املركب وركبت »ج��دة« اإىل و�شرت

ب�»في�ض الباري« وكان ي�شع ت�شعمائة »900«

���ش��وى الأح��م��ال والأث���ق���ال، وم��ررت نف�ض

اأي�شا، الرجوع هذا يف »احلديدة« ب�شاحل

واأق����ام امل��رك��ب ه��ن��اك ث��الث��ة اأي���ام لبع�ض

احلوائج، ثم �شار اإىل »ممبئي«.

وكان الزمان زمان حر �شديد، وكان الريح

اأه��ل فمر�ض ن���ارا، البحر وم��اء �شموما

بع�ض وم��ات اهلل، ع�شمه من اإل املركب

اأن طوى املركب اإىل ة احلر القوم من �شد

فجاء ع���دن اإىل وم����ر ال��ط��ري��ق، ن�����ش��ف

فلما واحل��ر، املر�ض وذه��ب واملطر ال��ربد

املعلم �شل »ممبئي« ب�شاحل املركب اآن

وت��راك��م ال�شم�ض غيبوبة لأج���ل الطريق

الن�شارى، و�شار ال�شحاب، وكان من قوم

ركاب ال�شفينة لذلك حيارى.

البحر املو�شم مو�شم طوفان وتالطم وكان

التي املركب حجرات فك�شرت والأم���واج،

فار�شية، كلمة »التتق«: التتق ف��وق كانت

الذهبي »املعجم ال�شتار، اأو اخليمة، تعني

اأن ول���ش��ك ال��ت��وجن��ي. ملحمد »183 ���ض

�شتار ف��وق حجراته وترتيب املركب �شكل

اأو فوق قبة هو الذي يحدد دقة ال�شتخدام

امل��وج، �شدمات من الإي�شاحي والغر�ض

اأهله وا�شتيقن املركب، خ�شبات وحتركت

البحر يف ال�شفينة و�شارت امل��وت، مبجيء

كري�شة يف الفالة، و�شاقت الأنف�ض من حالوة

وهو تعاىل اهلل رحمة ج��اءت حتى احل��ي��اة

اأرحم الراحمني.

فاأخرجت ال�شم�ض من مطلعها، و�شح ح�شاب

واأج���رى بطلوعها، امل��رك��ب ملعلم ال��ر���ش��د

مركب وج��اء الطريق، �شواء على ال�شفينة

و�شار بنا فلحق ممبئي، نحو م��ن ال��ربي��د

بهذا املركب حتى اأو�شله اإىل �شاحل النجاة،

ال�شاحلات. تتم بنعمه ال��ذي هلل واحلمد

وقد �شاهدت يف �شفري هذا عجائب، وراأيت

وميزت النا�ض واخ��رتت فيه عدة م�شائب،

ر�شوم على ووقفت الأكيا�ض، من ال�شفهاء

يف وانهماكهم وحمدثاتهم وبدعهم القوم

حت�شني املالب�ض واملطاعم واملناكح وامل�شاكن

وق�شر هممهم على ذلك، وعدم رفع روؤو�شهم

الإ�شالم و�شعف منها مات وما ال�شنن اإىل

ة مك لأهل �شيما ل الدين، لأهل �شني وهذا

واملدينة الذين هم يف خري بقاع الأر�ض وهم

قدوة امل�شلمني خ�شو�شا الأئمة منهم

Page 66: turath_156

علي كنعان

�لرت�ث �ل�سيني بحر و��سع، ومن �ل�سعب �أن نحيط به �أو بجزء ي�سري منه يف مقالة �أو كتاب. وهو ميتد

يف �سوره �لبد�ئية ومروياته �ل�سفاهية �الأ�سطورية، �إىل ما يزيد عن خم�سة �آالف �سنة. لكن �ملدون من

هذ� �لرت�ث ال يزيد عمره عن ثالثة �آالف �سنة �إال قليال. وهذ� �لتاريخ منوط �أي�سا باخرت�ع رموز

�لكتابة �ل�سينية، وهي لي�ست �أبجدية معدودة �حلروف كالعربية و�لالتينية، �إمنا هي �أ�سكال ورموز

هريوغليفية جمردة يزيد عددها عن ثمانني �ألف �سكل، و�إن كان �مل�ستعمل منها ال يتعدى خم�سة �آالف.

�إىل جذورهم �ل�صني �أبناء يرجع ما وغالبا

�لإم��ر�ط��ور �إىل ثم �أول، ياندي �لإم��ر�ط��ور

�لفا�صل ك���ان و�إن وقبيلتيهما، ه��و�ن��غ��دي

�لزمني بينهما نحو 500 �صنة. ويعود لهذين

يف �لف�صل منهما، �لأول �صيما ول �جل��دي��ن،

�كت�صاف بدء �إليه يرجع كما �لزر�عة، تطوير

�ل��ت��د�وي ب��الأع�����ص��اب. وي���روى �أن��ه ج��رب نحو

�صبعني ع�صبة �صامة، وجنا من �ملوت �أكرث من

يف و��صحا �لرتبوي �لهدف ويبدو م��رة. مئة

يف و�لعمل �خل��رة فاكت�صاب �حلكاية، ه��ذه

يتم و�لتقدم يف دروب �حلياة ل �لب�صر �صالح

�إل بحب �ملغامرة و�لد�أب �ملتو��صل و�ل�صتعد�د

�لف�صل �لثاين للإمر�طو ويعود للت�صحية.

منظومة و�عتماد �لإد�ري �لنظام تاأ�صي�س يف

ذلك يف �حل�صاري �لأ�صا�س �صكلت �أخلقية

نهر �صفاف على �ملكافح �ل��زر�ع��ي �ملجتمع

يف �أح��و�ل��ه ودر����ص��ة �لأ�صفر و�لنهر يانغت�صي

�لزر�عة وم��ع و�لنح�صار. �لفي�صان مو��صم

�لإد�رة تنظيم كما جرى تدجني �حليو�ن، مت

وهي و�لأب���ر�ج، و�لفلك باملو�صيقى و�لهتمام

�لعديد وهناك �صهرية. ولي�صت �صنوية �أب��ر�ج

�حليو�نات ح��ول �لأ�صطورية �حلكايات م��ن

�أقدم �أن �لأب��ر�ج �ل�صينية، ومنها ت�صكل �لتي

�لأباطرة �أر�د قيا�س �لزمن فاأجرى مبار�ة يف

عبور �لنهر �صباحة بني �ثني ع�صر حيو�نا ليطلق

على كل �صنة ��صم �حليو�ن �لفائز، وكان �لثور

يف مقدمة تلك �حليو�نات لول �حليلة �لتي جلاأ

ظهره على حلمله �لثور تطوع �إذ �لفاأر، �إليها

عر �لنهر وحني �قرتب �لثور من �ل�صفة قفز

�لفاأر �إىل �لياب�صة وكان �لأول.

االن�سجام والتكامل

ع�صرة �أكرث من خم�س �ل�صيني �لتاريخ �صهد

فكرية بتطور�ت مر وقد �إمر�طورية، �صللة

على �ل�صني لعتماد ونظر� متعددة. وثقافية

�لزر�عة منذ �أقدم �لع�صور، فقد ظلت �لعلقة

بني �لإن�صان و�لطبيعة هي ميد�ن �لفكر و�جلد�ل

و�لإبد�ع. �إن �حلكمة �ل�صينية تنطلق من مفهوم

�لن�صجام و�لتكامل بني �لإن�صان و�لكون. وهذ�

يعني �أن علقة �لإن�صان مع �لطبيعة من حوله

لي�صت علقة عد�ء و�صيطرة وتدمري ل�صتنز�ف

�لغربي، �ملفهوم يف �حل��ال هي كما خري�تها،

ولكنها علقة حمبة وتناغم وتكامل م�صتمر يف

�حلياة ومن �أجل �حلياة، كعلقة �لطفل باأمه،

باملعنى �لإيجابي �لذي يوؤكد على �لتطور وجتدد

�حلياة. ومن هذ� �ملفهوم �لإن�صاين و�حل�صاري

�ملجتمع، يف �لأ�صا�صية �لوحدة �لأ�صرة ت�صكل

�صيء كل يف �ملتكاملة �لوحدة هذه عن ويعر

Yang و�ليانغ Yin بالثنائي �ملتفاعل معا: �ليني

»�لرودة و�ل�صماء«، »�لأر�س و�ل�صوء«، »�لظل

و�حلر�رة«، »�ل�صعف و�لقوة«، »�ملر�أة و�لرجل«،

»�ملاء و�لنار« �إىل �آخر ما هنالك. وهذ� �لثنائي

يف متكامل ولكنه مت�صارعا، متناق�صا لي�س

ب�صكل ي�صورونه وه��م ت��ام. و�ن�صجام ت��اآل��ف

تي د�ئرة مق�صومة بخط منحن �إىل ما ي�صبه حب

فا�صوليا، ونو�ته متثل �جلنني.

التنني ودالالته

يتخذ �لتنني يف �لغرب دللة �صلبية كرمز لل�صر

و�لدمار و�لعد�ء، ولكنه يف �ل�صني بعك�س ذلك

نحن �ل�صيني، �لفلك مو�صوع ويف مت��ام��ا.

�ليوم يف �صنة �لتنني. وهو ي�صكل �أهم �لأبر�ج

بعد �لرتتيب �خلام�س، و�إن جاء يف �ل�صينية

�لفاأر و�لثور و�لنمر و�لأرن��ب. �إنه يحتل موقعا

و�أ�صاطريه �ل�صيني �لرت�ث مدونات يف هاما

�إنه �لكائن �لأ�صطوري �لذي ي�صمل وحكاياته.

كما و�ملحيطات، و�لبحار �لأن��ه��ار برعايته

�لقوة �لف�صاء، وهو رمز م��د�ر�ت �أن��ه يطوف

كما و�لزده����ار، و�حلكمة و�لرحمة و�خل��ري

�أن��ه رمز �لإم��ر�ط��ور. وز�ئ��ر �ل�صني يرى �أن

يف و��صع نطاق على منت�صرة ومتاثيله �صوره

نقو�س يف وحتى و�ل��زخ��رف��ة و�ل��ع��م��ارة �لفن

�لأقم�صة وزينة �لأزياء وعلى �أدو�ت �ل�صناعات

�لتقليدية، وباألو�ن متعددة بني �لأحمر و�لأ�صفر

و�لأزرق و�لأبي�س. وتقول �لأ�صطورة �إن �لتنني

�لن�صر، من ر�أ�صه عدة: حيو�نات من يت�صكل

و�أذن��اه �لنمر، �لغز�ل، خمالبه من قرناه من

�إىل �إ�صافة �ل�صمك، من حر��صفه �لثور، من

�صكل ج�صمه �لأفعو�ين.

وت�صري وح���ده. �ليانغ بعن�صر �لتنني ينفرد

لكل �أب��ن��اء، ت�صعة للتنني �أن �إىل �حلكايات

الحكمة الصينية بين الرمز والواقع

من تراث الشعوب

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

66

Page 67: turath_156

�لقباب فعلى ��صم وخ�صائ�س مميزة: منها

بحدة �ملو�صوف �لتنني �صورة نرى و�لأب���ر�ج

ير�صمون �لوترية �لعزف �آلت وعلى �لنظر،

وع��ل��ى مقاب�س �مل��و���ص��ي��ق��ى، ����ص���ورة حم���ب

�خلناجر و�ل�صيوف نرى تنني �ل�صجاعة وحب

�لبخور، مبجامر �لنار تنني وينفرد �لقتال،

حمب �صورة ن��رى و�جل�صور �لأع��م��دة وعلى

�جللجلة حم��ب �لأج��ر����س وعلى �ل�صباحة،

و�لهدير.. وهكذ� �إىل �آخر �لقائمة.

مبداأ التحول

�لعلقة و��صحة بني �حلياة �لزر�عية و�لفلك

و�لأنو�ء وت�صكل �لف�صول، ومن هنا كان �ملبد�أ

من نابعا �ل�صينية و�لثقافة �لوعي يف �لأول

�صو�ء ���ص��يء، ك��ل و�لتحول يف ت��اأم��ل �حل��رك��ة

�أو يف ما يحيط به من يف ما يتعلق بالإن�صان

�لأمور ولكن �لكون. �لطبيعة ومظاهر �أحو�ل

ول و�ملجتمع ل ترتك على هو�ها، يف �حلياة

وهي ل�صبطها، وعمله �لإن�صان �إر�دة من بد

بها و�ل�صري �لرتبية على ترتكز خري �إر�دة

على مبد�أ �لف�صيلة �لنابعة من حمبة �لإن�صان

�أك��د عليه �حلكيم لعمل �خل��ري. وه��ذ� ما ما

تعاليمه، وكذلك �حلكيم لو كونفو�صيو�س يف

ت�صي وتعاليمه. و�إذ� كانت تعاليم �حلكيم لو

ت�صي قد �أكدت على �أهمية �لطبيعة منطلقة من

تاأمل �لتناق�س و�لرت�بط بني �ملادة و�حلركة يف

�ل�صعف و�لقوة كالبذرة �لتي تنمو حتى تن�صج

وتقوى ثم توؤول �إىل �ملوت. لكن ��صتمر�ر �حلياة

�إىل �أدى وتفاعلها و�لنظريات �لآر�ء وتطور

�لتقارب �أو �لتاآلف بينها، فالقانون �أو �لطريقة

�لذي ياأخذ بها �لإن�صان و�ملجتمع هي �ملنطلق

للبناء �حل�صاري.

ي��ن��ف��ردو� وح��ده��م بن�صر ل��ك��ن �حل��ك��م��اء مل

و�لر�صامني �ل�صعر�ء ن��رى بل �لتعاليم، تلك

و�ملو�صيقيني وحتى جنوم �لأوبر� �ل�صينية عر

�لع�صور ي�صهمون جميعا يف بناء �ملجتمع �ل�صليم

�ملتو�زن �لذي يو��صل م�صاعيه يف بناء �ل�صرح

�حل�صاري ويزيد �حلياة ن�صرة وخري� وجمال.

ومن �ملعروف �أن �حل�صارة �ل�صينية متو��صلة

ف��رت�ت من و�إن تخللتها �لع�صور، �أق��دم منذ

�لنك�صار و�لفو�صى، لكن �لتاريخ �لعاملي يوؤكد

�أن �حل�صارة ل تن�صاأ ول ت�صتمر �إل �إذ� كانت

�أخلقية، ومبادئ �إن�صانية قيم على مبنية

�ل�صاعر يقول �لأ�صياء. �أب�صط من �نطلقا

ت��زرع يف �لربيع/ �صتجعل ب��ذرة يل �صني: كل

حم�صول �خل��ري��ف و�ف���ر�/ ف��م��اذ� �صتجلب

�حلقول �خل�صبة؟

�إن �ل�صوؤ�ل يف �لبيت �لأخري يثري لدى �لقارئ

�أن ومنها متعددة، و�إيحاء�ت دللت �ملتاأمل

هذه �حلقول �خل�صبة قد تكون ميد�نا لل�صر�ع

�أو جمال لكو�رث �جلر�د و�حلريق و�لفي�صان،

لكن علينا �أن نفكر �أي�صا بالعمل �مل�صني �لذي

جتود حتى �حلقول تلك يف �لفلح به يقوم

مل �ملرهف �ل�صاعر �أن نرى لذلك بالعطاء.

�أبناء ين�س يف �خلتام �أن ي�صري �إىل ما يعانيه

�صعبه يف بع�س �ل�صنني ب�صبب �صح �ملو��صم �أو

ب�صبب غياب �لعد�لة �أو لأي طارئ �آخر، فينهي

ق�صيدته بنرة وجد�نية موجعة، قائل:

ومن �جلوع ميوت �لفلحون.

خال�سة احلكمة

ملمح على �لعابرة �لإط��لل��ة ه��ذه ختام يف

من �أرى وحكمتها، �ل�صني ت��ر�ث من جزئي

�ملفيد �أن �أورد �حلكاية �لآتية بني �حلكيم لو

ت�صي ومعلمه:

�أيامه �أو�خ���ر يف ت�صونغ« »ت�صانغ �ملعلم ك��ان

حني قدم تلميذه لو ت�صي لعيادته و�لتزود من

خل�صة حكمته. قال �ملريد �للبيب:»�أل تزودين

باآخر كلمات �حلكمة، يا معلمي؟«

�أجاب �ملعلم:»عليك �أن تنزل من عربتك حني

متر ببلدتك �لأم« .

�أن قال لو ت�صي:»نعم، يا معلمي.. هذ� يعني

على �لإن�صان �أل ين�صى �أ�صله« .

وتابع �ملعلم: »�إذ� ر�أيت �صجرة عالية، فتقدم

منها وتطلع �إليها كما يليق بك« .

�أحرتم من هم �أن �إن علي »نعم، يا معلمي..

�أكر مني« .

�نظر ت�����ص��ون��غ:»و�لآن، ت�صانغ ق��ال و�أخ����ري�

و�أخرين �إن كنت ترى ل�صاين...« ثم فتح فمه

بجهد و��صح.

»نعم، �أر�ه...«، �أجاب لو ت�صي.

»وهل ترى �أ�صناين؟«

� ل، مل يبق منها �صيء!

و�صاأل �ملعلم:»هل تعرف ملاذ�؟«

بقي �لل�صان �أن تقديري ت�صي:»يف لو �أج��اب

�صليما لأن���ه ط��ري م���رن، �أم���ا �لأ���ص��ن��ان فقد

�صقطت لأنها �صلبة قا�صية... �ألي�س كذلك؟«

وقال �ملعلم كلمته �لأخ��رية: تلك هي خل�صة

�حلكمة يف �لعامل.

وتفكر لو ت�صي مليا وق��ال:»ل �صيء يف �لعامل

�أط��رى ول �أن��دى من �مل���اء... وم��ع ذل��ك لي�س

يف �لوجود ما يفوقه يف �لتغلب على �لأج�صام

�ل�صر�س يغلب �للطيف �إن ن��ع��م، �ل�صلبة.

قلة من لكن ذل��ك، يعرف �إن�صان كل �لقوي.

�لنا�س تعمل بهذه �حلكمة« .

م��ن هذه ي��رى ملمح ي��ز�ل �ل�صني ل ز�ئ��ر

و�لتحية �لآ���ص��رة �لب�صمة يف ماثلة �حلكمة

توجهت و�أينما �للطيفة، و�ملعاملة �لد�فئة

يف مغرو�صة ز�لت ما �لأمثولة تلك �أن تدرك

و�أق��وى �خل��ي��زر�ن ج��ذور من �أعمق �لنفو�س

من �ملا�س و�أغلى من �لي�صب Jade، وهو حجر

كرمي يحفل به �لرت�ث �ل�صيني حتى �إن بع�س

�لباحثني يطلقون على �إمر�طور �لي�صب ��صم

ومكانته �لتنني قيمة �أما �ل�صماء. �إمر�طور

�لرت�ثية بني �لرمز و�لو�قع فتبدو بو�صوح يف �أن

��صمه مقرتن بكثري من �أ�صماء �جلبال و�لأنهار

وحتى �ملدن و�لقرى. ويكفي �أن ن�صري يف �خلتام

�أن �لتاريخ �ل�صيني مل يتلوث با�صتعمار �أي بلد

�آخر، رغم تعر�صه لأكرث من ��صتعمار

Page 68: turath_156

68الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

المحكي شعرا

Page 69: turath_156

�شاعر اإماراتي �شاب، من مواليد 1985م، له ن�شاط ملمو�س يف �شاح ال�شعر ال�شعبي يف الإمارات، وهو

ع�شو م�شارك يف جلان بيت ال�شعر يف اأبوظبي، وع�شو جماعة ال�شعر ال�شعبي باحتاد كتاب واأدباء

الإمارات، ن�شر ق�شائده يف عدد من املطبوعات املحلية املعنية بال�شعر املحكي.

اختار ال�شعيبي ثالث ق�شائد من عيون ال�شعر املحكي يف الإمارات، راأى اأنها متثل مناذج ملا تاأثر به

هو �شخ�شيا يف منتجه ال�شعري، كما اأنها اأ�شهمت يف رفد الذائقة املحلية مبا ت�شمنته من جديد على

م�شتوى البالغة وبناء ال�شور .

اإعداد - ال�شاعر خالد علي ال�شعيبي

لإر�شال ق�شائدكم، م�شاركاتكم ومالحظاتكم:

[email protected] :الربيد الإلكرتوين

الفاك�س: 6582282 009712

ملف ال�شعر ال�شعبي

املحكي �شعرا

من عيون الشعر المحكي في اإلمارات

ديوان المختارات

Page 70: turath_156

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

70

المحكي شعرا

ي�������ش���ب���ح ط����م����وح ال���ن�������ش���ر ي���ت���ب���ع اق����دام����ه

ح���������ش����ام����ه ه�����ي�����ب�����ة ج�������������ردت مي�������ن�������اه يل

وي�������ت�������ل م���������ن ع���������ن امل����������ع����������ادي م����ن����ام����ه

رف�����������ت ل��������ه الأع������������������ام ح�������ي�������ت م����ق����ام����ه

وال�������ش���ه���ام���ه ل����ل���������ش����رف الول ال����ن����ج����ل

وال����ظ����ه����ر ����ش���ه���ل ال���ك�������ش���ر ل�������ول ح����زام����ه

غ����م����ام����ه مي�����ي�����ن�����ه ويف ب�������������روق ع�����ي�����ن�����ه

ل������ه ي���ن���ح���ن���ي ظ������ل اجل�����ب�����ل ب����اح����رام����ه

وال�������ف�������ار��������س اخل�������ي�������ال ي������رخ������ي جل����ام����ه

اأم���������������رك ع����ل����ي����ن����ا ي��������ا خ����ل����ي����ف����ة ك�����رام�����ه

ن���ح���ن���ا رج������ال������ك ي������ا ����ش���ل�������ش���ل ال����زع����ام����ه

و������ش�����ام�����ه ال��������ري��������ا م ال�������ل�������ي خل�������وه�������م

خ����دم����ة ���ش��ع��ب راف������ع ع���ل���ى ال���ن���ج���م ه��ام��ه

م�����ن ق����ل����ب م�����ا ي�����ج�����رح م�����ك�����ارم ����ش���ي���ام���ه

���������م ي����ن����ف����ذ ك���ام���ه ح��������ر ع����ل����ى ه���������اخل���������ش

سالم يا شيخ إذا سار قدام

ال�شاعر : �شمو ال�شيخ الفريق اأول حممد بن زايد اآل نهيان ويل عهد اأبوظبي نائب

القائد الأعلى للقوات امل�شلحة

مهداة ل�شاحب ال�شمو ال�شيخ خليفة بن زايد اآل نهيان، رئي�س الدولة، حفظه اهلل.

ق��������دام ��������ش�������ار اإذا �������ش������ي������خ ي��������ا ��������ش�������ام

ك�������ل ي�����ق�����ول ال���������رق م�����ن ق���ب�������ش���ت���ه ����ش���ام

����ش���ي���خ ع�����ن ع����ي����ون ال�����رم�����د ت�����ل الح������ام

م���ث���ل ال�����������ش�����واري ف�������ارع ال�����ط�����ول يل ق���ام

والع������������ام وامل���������راي���������ل زاي������������د ب�����ك�����ر ذا

ل�����ظ�����ه�����ري ح�������زام وق�����ف�����ات�����ه اأخ�������������وي يل

الأق�������������وام ك�������ل ذرى ظ�����ل�����ه يل اأخ�������������وي

واق���������ام و������ش�����ي�����وف وع������ه������د اأم�����������ر ويل

ي�����ا ����ش���ي���خ���ن���ا اآم��������ر وت����رك���������س ل�����ك اق������دام

اآم������ر ي����ا ب����و ���ش��ل��ط��ان ل����ك ط���اع���ة اح�����ش��ام

ي�������ا ف�����خ�����ر ك�������ل ع������ي������ال زاي������������د والي������������ام

ي�������ش���رف���ه���م اإخ��������وان��������ك ي�����ك�����ون�����ون خ������دام

ي�����ا ����ش���ي���خ���ن���ا امل����ه����ي����وب خ���دم���ت���ك���م اك�������رام

�����ك ����ش���ي���ام حت�����ي�����ت�����ي ي�������ا �������ش������ي������دي م�����������ش

و�������ش������ام ي������ا �����ش����ي����خ ع����ل����ى را�������ش������ي و�����ش����ام

Page 71: turath_156
Page 72: turath_156

ال�شاعر: حممد املر بالعبد

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

72

المحكي شعرا

نجبيل ز

لج�����������ل ظ�������ن�������ك ي�����������رد اب�������ل�������ج وط���������رف���������ك ك���ل���ي���ل

اأول����������������������ه م�������ل�������ح ل����������ك����������ن.. اآخ�������������������ره �����ش����ل���������ش����ب����ي����ل

����ب����ي����ل!! م������ن م����ت����ى ك�����ان�����ت ال�����غ�����اي�����ة ت�����خ�����دم ال���������ش

ال��������ط��������وي��������ل��������ه.. ت������ب������ي ق���������������رم ب�������ط�������ان�������ه ط�����وي�����ل

ب���خ���ي���ل ك��������ف��������ه م������������������ادام ردي ان������������ه اأ��������ش�������ه�������د

ي��������ق��������ال: ف�����������ان م�������ال�������ه م���ث���ي���ل و لج�����������ل ه�����������ذا

امل�������ش���ت���ح���ي���ل �����ش����ن����ي����ن����ه يف رج����������ا اج������م������ل ي������ه������در

ل����������ن ي��������رج��������ع ره����������������ي احل����������������ال م������ن������ه������ا ب����ه����ي����ل

ك���ف���ي���ل ال����������راي����������ا ������ات ب�������������خ���������������������������ش ال��������ل��������ي اهلل

ال���ن���خ���ي���ل ع���������ذوق م�����ال�����ت وان ال������ق������اع ع����ل����ى و��������س

ك�����������ل ك�����������ا������������س ن����������ري����������د خ�������ت�������ام�������ه�������ا زجن�����ب�����ي�����ل

ال����ن����ه����ر ت�����ت�����ب�����ع م�����������ش�����ب ع��������������ل م���������ن م�����������اك ل

م���ط���ر وع������������������ود دم��������ع��������ه رق������������ى وان ال������ب������ح������ر

ق���������ش����ر ع��������زم��������ك ي�������������وم ال��������ل��������ي��������ايل ت��������ل��������وم ل

م������ن م����ت����ى وال�����ط�����ري�����ق ال���������ش����ه����ل ي���������رث ف����خ����ر!!

وظ����ه����ر ب�����ط�����ن الجم���������������اد ورث اآدم ب��������ن ل��������و

لج�������������ل ه�������������ذا ي����������ق����������ال: ف�������������ان ع������ل������م������ه غ����ر

م���������ن ي���������ج���������اوز م�������������ش������اح������ة ق���������درت���������ه ي���ن���ك�������ش���ر

وال������ع������م������ر.. ���������ش��������درة ي����ج����ن����ي ث����م����ره����ا ال����ده����ر

ع������ذر ع�����ل�����ي�����ن�����ا ول ل������������وم ال���������وق���������ت ع������ل������ى م���������ا

وق����������در ال��������ع��������ب��������اد رزق ب�������������ش������ط ال��������ل��������ي اهلل

ن���ح�������ش���ب ان���������ا ب���������دون ع������ي������وب.. واح������ن������ا ب�������ش���ر!!

Page 73: turath_156

تفارقنا

ول���ك���ن ال���زم���ن ع��ك�����س ال���ن���واي���ا ����ش���ار ت���ي���اره

ازه��اره الو�شال واجمل ب�شاتن ذك��رى على

تاره ورا ت��ارة عفت اأ�ش الوقت مع عاقتهم

وذاك الو�شل من جور الليايل �شحت امطاره

اأ�شعاره ���ش��ادق اإل ال�شاعر ومايري�ح كتبت

اأوتاره الذكرى وقلبي ت�شدو غرامك يعزف

تعال و�شاهد اع�شابي يف بعدك كيف منهاره

ث��رث��اره يامل�شنون ط��اري��ك على عيني وان���ا

اب��داره داري ماهي الأف����راح، �شما وح��ل��ق يف

ناره العا�شق وعن ولكن من درى عن لوعة

اأو ان�شى ما م�شى .. وارحل مع وقتي وتياره

اإن�������ا جن��ت��م��ع يف دار ت���ف���ارق���ن���ا وك����ن����ا ن��ط��م��ح

ر���ش��ي��ن��ا ب��ال��ق��در واح��ن��ا ن��ه��ل دم��وع��ن��ا م���درار

غ���دوا خطار لياليهم دورة م��ع ال���دار اأه���ايل

تذكار بعد ما�شار ما�شي حبهم و�س احليلة

بكيت ومالقيت اخمفف ال�شيقة �شوى الأ�شعار

اآغ��ار م��ن عليك ي��ا ي��ا منيتي ي��ا �شاحبي األ

والتذكار وال�شوق وال��غ��ا التوجد نغم على

جفيت النا�س خويف من فعايل �شامت ثرثار

طوير ال�شعد جنح عقب هجرانك وعني طار

اأجامل من �شاأل وا�شحك وانا داخل خفوقي نار

اآ�����ش����ال اهلل ي��ل��ه��م��ن��ي ����ش���ر واق��������اوم ال���ت���ي���ار

ال�شاعر: �شامل حممد الكعبي

Page 74: turath_156

يف

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

74

الهدم والتجميل

مريه القا�سم

ألفبائية

اإىل ن�شتمع عندما نتوقع العادة

الن�س �شرنى اأننا غنائي، ن�س

الأ�شل، يف ال�شاعر كتبه ال��ذي ذات��ه

الن�س يف ت��غ��ي��رات نلم�س ل��ن واأن��ن��ا

ال��غ��ن��ائ��ي، ول��ك��ن ت��ذه��ب ه��ذه الأف��ك��ار

نعلم عندما خ�شو�شا الرياح، اأدراج

لل�شاعر خمتلف ن�س اأمام اأننا يقينا

ذاته، وهنا ل نعني الختالف اجلذري،

ن��واح، ع��دة يف اختالفا نق�شد ولكن

الن�شو�س، يف وت��اأخ��ر ت��ق��دمي منها

ت��غ��ي��ر يف ر���ش��م ال��ك��ل��م��ات، وحت��وي��ر

ال�شعرية اللغة وتب�شيط املعاين، لبع�س

اأبعد حد ممكن »وكاأن امل�شتمع لن اإىل

والنتيجة ال�����ش��اع��ر«، يقوله م��ا يفهم

وحتويلها ال�شعرية ال�شورة ت�شطيح

اأي الب�شاطة، م�شتوى من اأقل ما اإىل

خيالية. ولي�شت واقعية م�شهدية اإىل

الكالم يف الإنتاج �شركات رغبات اإن

لها ج���دا، وال�شطحي ج���دا، امل��ف��ه��وم

ما وكثرا التحويرات، ه��ذه يف تاأثر

اإىل وامللحن املطرب مع ال�شاعر يعمد

الأجمل، م�شهديتها يف الق�شيدة قتل

وبالتايل �شعري، م�شخ اإىل وحتويلها

ي���ق���وم ال��ل��ح��ن ب��رتم��ي��م ال�������ش���روخ يف

ولكنه التعديالت، بعد اجلديد الن�س

لدى مقبول ا ن�ش ق��ادر بقدرة يخرج

اجلماهر.

ل�شت هنا يف حمل تقييم لهذه العملية،

من احلالة بهذه �شخ�شيا مررت فقد

اإىل الق�شيدة وحتويل الن�س، تفكيك

الذي الفنان مع لتتما�شى اآخر م�شار

ب��اب م��ن ال��ت��ج��رب��ة دخ��ل��ت �شيغنيها،

ي الرغبة يف الكت�شاف، وم�شاهدة ن�ش

ي�شمد اأن �شيمكنه ك��ي��ف ال�����ش��ع��ري

اأقوم بعمل الن�س الأ�شلي عندما اأمام

مقارنة من نوع ما بينهما .

اأن ي��ج��ب ال��ن�����س اأن امل���ط���رب ي���رى

امللحن ويثمن و�شل�شا، وا�شحا يكون

لنجاح مهمة ويعتربها اخلطوة ه��ذه

الن�س نكتب عندما ول��ك��ن الأغ��ن��ي��ة،

الق�شيدة اأن �شنجد اللحن، بعيدا عن

امل��ك��ت��وب��ة ع����ادي����ة، وق��ل��ي��ال م���ا جند

»التجميل« عملية بعد جميلة ن�شو�شا

بها قلم ثالثية لعملية تخ�شع التي

املطرب. وال�شاعر امللحن

اأح�شب اأن هذه جدلية ت�شتحق الطرح،

ال��ذي الن�س اأن اإط���ار يف الأق���ل على

روح خ��ا���ش��ة، روح ل��ه ال�شاعر يكتبه

حالة يف ج��اء لأن��ه تتكرر، اأن ي�شعب

»كما �شناعية ح��ال��ة لي�شت ��ة، خ��ا���ش

والبناء وال��ه��دم التحويل عملية ه��ي

من حالة ولكن ال�شعري«، الن�س يف

تظهر ني الن�ش بني الكبر الختالف

نقدي، ط��رح اإىل بحاجة وه��ي جلية،

»امل��خ��ي��ايل« ال��ب��ن��اء ح��ج��م لنكت�شف

الو�شوح توازنات اأجل الذي ي�شيع من

وال��غ��م��و���س ال���ت���ي ي��دع��ي��ه��ا امل��ط��رب

وامل��ل��ح��ن م��ن ن��اح��ي��ة، وال��ت��اأث��ر ال��ذي

من الأ���ش��ل��ي ال�شعري بالن�س يلحق

ناحية اأخرى

Page 75: turath_156
Page 76: turath_156

املنامة - يو�شف الن�شابه

جمتمع البحرين جمتمع مت�آلف

ومتع�ون وحمب للخري، ميت�ز

ب�لتق�رب بني جميع اأطي�فه.

وقد زادت املهن التي امتهنه� اأهل

البحرين من عالق�ت الت�آلف

والتق�رب بني اأطي�ف املجتمع؛

فركوب البحر ل�سيد الأ�سم�ك اأو

ل�سيد اللوؤلوؤ يخلق املودة واملحبة

والتف�ين بني اأفراد ال�سفينة

الواحدة وقد جتمعوا من من�طق

وقرى متب�عدة .

توب توبيا بحر ..

اأغاين الغزل

يف تراث البحرين

غناء على إيقاعات

الفراق

ألسنة عربية

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

76

Page 77: turath_156

و�سقي لغر�س يحتاج جماعي عمل والزراعة

املييزارعيين يجعل وهييو عمل الييثييمييار، وجيينييي

كما الآخيييير، منهم كييل يييكييمييل متعا�سدين

العمل يف كبري بن�سيب امليييراأة م�ساركة اأن

والييزوج الأب مييع جنب اإىل جنبا ووقييوفييهييا

والبيييين واحلييبيييييب الييييذي ل تييبييوح بييه ولكن

اأو حن يذكر ا�سمه، عمق تف�سحها نظراتها

من �سالتها ببقية اأفراد جمتمعها. كان احلب

عفيفا بن �سباب وفتيات احلي، ومل تكن من

و�سيلة للتعبري عنه اإل �سعرا اأو موال يتغنى به

لتو�سيل ر�سالة اإىل الطرف الآخر.

املحبوب بييجييمييال التغني يف الييغييزل ومتييثييل

واإظهار ال�سوق اإليه، اأو جمال الطبيعة باألوانها

الزاهية وال�سكوى من فراق احلبيب وال�سكوى

من البحر باأمواجه العاتية التي تكون �سببا يف

فراق الأحبة واإظهار ال�سوق اليهم.

للمراأة، و�سف اجلمال اخلارجي هو والغزل

كجمال وجهها وحما�سنها اجل�سدية. وينق�سم

غزل الرجل للمراأة اإىل ق�سمن: غزل عفيف

التغني هو العفيف فالغزل فاح�س، وغييزل

بجمال املراأة ب�سورة عامة من دون الدخول

يف التفا�سيل، اأما الغزل الفاح�س فهو الغزل

لبع�س التفا�سيل باأدق يتغنى الذي »املاجن«

من اأجزاء ج�سم املراأة بالرتكيز على مفاتنها

ب�سورة �سهوانية.

وقد ا�ستعان العرب على مر تاريخهم بال�سعر،

لكونهم من اأ�سد النا�س ميال للتعبري عن ميلهم

ووجدانهم ال�سادقة واإبراز عواطفهم للتاأمل

وميييا يييجييييي�ييس يف خييواطييرهييم مييين ميي�ييسيياعيير.

فاملحارب يتغنى مفتخرا باأ�سله وقوته »يزجر«،

وحادي العي�س »الإبل« يتغنى باحلداء، وراعي

الغنم ي�سلي نف�سه بالغناء، واحلريف كان يطرق

اليقاع من بنوع الغناء ي�ساحب كي باأدواته

الفراهيدي اأحمد بن اخلليل يفعل كان كما

حن ا�ستخل�س بحور ال�سعر.

غزل الن�سوة

املراأة يف الريف وبع�س اأحياء املنامة العا�سمة

تربت وترعرعت يف �سباها بن �سبية احلي

تتعلم القراآن، فتتحدث معهم يف خجل.

ويف املزارع ت�سد انتباهها تلك الرجولة املتمثلة

و�سباب البا�سقات، النخيل يت�سلق �سباب يف

»الغرافة« اأمييام ب�سموخ واقييف الييزرع ي�سقي

اأو احل�سي�س يح�س تراه قد اأو »الزاجرة« اأو

مدربة باأ�سابع والرمان والتن اللوز يقطف

على اجلني.

ومن هنا فا�ست قريحة الن�سوة مبا ي�سفن به

اأ�سعار غزل الن�سوة يف اأ�سهر اأحوالهن، ومن

الرتاث البحريني:

اأحبكم حني واأن�سى حني واذكر حني

وم�زادين يف حمبتكم �سوى التمحني

اأحبكم كرث م� حتمل فروخ اللوز

كان الغزل عامال مشتركا تعددت

صفاته بتعدد خصائص وصفات فئات المجتمع

البحريني

Page 78: turath_156

وكرث م� حتمل اخل�سب�ن هيل وجوز

و�سويحبي م� بغ�ين وي�ش اأ�سوي فيه

ل هو بغ�ين ولنيـ�دره ان�سيه

وحبيبي زود البطيخ من لبه

حبيبي راح لكني اأن� اأحبه

ي� ليتني واحلبيب يف ب�ست�ن

واخلوخ والرم�ن ب�أي�دين�

ي� ليتني وحبيبي فوفرا�ش

وزوليه اأم الفني تغطين�

وملعون اأبو من ج� يوعين�

يل �سوحنب يف املعلم كنت اأن� وي�ه

ج�رت عليه الأع�دي واحرموين اإي�ه

جعل اللي حرمني ولفي ينحرم دني�ه

ويطيح وجع�ن وعندي ينعتون دواه

ل انعت ول اأداوي واأقول الرب ل �س�ف�ه

غزل الفالحني

اأنعم اهلل على البحرين مبياه عذبة تتدفق من

اأر�سا لت�سقي والقرى املدن يف تنت�سر عيون

نخالت ال�سماء لتطال فيها تنمو خ�سبة

يانعة وخيي�ييسييراوات لذيدة وفييواكييه با�سقات

ول ميل يكل ل كادح يرعاها فالح اخل�سرة

ومييواويييل باأ�سعار نف�سه ي�سلي يتعب وحيين

بعد، عن احلبيبة انتباه منا�سدا بها يتغنى

اأ�سهر رافييعييا راأ�ييسييه يف عييز وكييراميية، وميين

اأغنيات غزل الفالحن يف الرتاث البحريني.

مريت بهل الهوى ب�سج�رهم يجنون

ابيدي اأبجني مثل م� يجنون

ق�لو اأكف�ش ايدك ع�كل لو جمنون

والع�سق يبغي لط�فه م� يريد اجنون

مريت بجويره تغ�سل امب�ي لومي

وكلت يجويره حل الوعد كومي

مريت بجويرهتغ�سل مب�ي الي��ش

وكلت يجويره حل الوعد ل ب��ش

مريت بجويره تغ�سل مب�ي �س�بون

وكلت يجويره حل الوعد ب�قوم

مريت بجويره تغ�سل مب�ي عي�سي

وكلت يجويره حل الوعد عي�سي

مريت بجويره تغ�سل اليه� هدوم

وكلت يجويره حل الوعد ه�ليوم

مرت ول �سلمت ي� ن��ش حمكمه�

لولو وزمرد امر�سع فو بخنـكـه�

هديت طريي مع الغزلن يلـكـ�ه�

ي�سفي غليل ال�سب� من حتت بخنكـه�

طريي خط�ه� و طري النذل وافكه�

غزل الرعاة

ولييلييرعيياة اأ�ييسييلييوبييهييم اخليييا�يييس يف الييتييغييزل

الطبيعة وميين بيئتهم ميين نابع باحلبيبة،

التي يعي�سون ويعملون فيها حيث تتجلى تلك

الرئي�سة، ميزاته �سعرهم لتمنح املفردات

ومييين اأ�ييسييهيير مييقييطييوعييات غيييزل الييرعيياة يف

البحرين:

ب�هلل عليكم اخذوين عندكم جم�ل

اراعي جميالتكم وا�سرب حليب جم�ل

لو �س�يلوكم وكـ�لوا امنني ه�جلم�ل

كولوا جتيل الهوى ع�ي�ش بلي� م�ل

ب� هلل عليكم اخذوين عندكم راعي

اراعي جميالتكم وا�سرب امبـكراعي

لو �س�يلوكم وك�لو امنني ه�لراعي

كولوا جتيل الهوى ع�ي�ش بال راعي

ألسنة عربية

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

78

Page 79: turath_156

مواويل الغو�ص

اإن اأ�ييسييعييب مييا مييير بييه الإنيي�ييسييان هييو فييراق

الرجال تفرق كانت الغو�س ومهنة الأحبة،

وبناتهم ون�سائهم واآبييائييهييم اأمهاتهم عيين

الن�سوة اأغاين يف يرتدد ما وهذا واأحبتهم،

خماطبن البحر:

توب توب ي� بحر �سهرين والث�لث دخل ...

الأحبة منها يعاين التي الفرتة يو�سح وهذا

فيييراق احلييبيييييب، فهم يف اأ�ييسييد احليياجيية ملن

يوا�سي وح�سة فراقهم مبواويل واأغاين ين�سدها

»النهام« ب�سوته ال�سجي وهم يف عر�س البحر

ي�سارعون الأمواج بع�سالت مفتولة و�سواعد

لالأر�س واحلنن باحلب تخفق وقلوب قوية

وروؤية احلبيب بعد فراق �سعب:

ي� من بح�سنه حم�س��سي احل�س� واكفى

واطفي لهيب القلب عقب املال و اكفى

ي� �سعد من �س�ق حمل امزمله و اكفى

اكفت ا�سعوين و مهجة خ�طري �س�لهن

مديت ايدي ام�سلم له بعد �س�لهن

وا�سوف حظي على ذاك احلبيب اكفى

ي� زين لو�س�ف ج�سمي من �سدودك عود

كلم� ي�سد القلب روحي تكله عود

يل �س�حب كط حمد ك�ل به لول

ل ولذي ب�ملهد جربيل اإله لول

لو م� يـكولون وا�سمع ب�حلجي لول

چنت احـچـي اوي�ك لكن بزبيبه عود

ي� نوخده يوم الثنني الع�سر ف�تني

م� �سرت ب�لليل �س�ري للذي ف�تني

ط�وعت اجيلك اأو خليت الذي ف�تني

رعبوبه لم�ست ت�طي على روحي

زينة طب�يع ح�سني الدل والروحي

ودي اأع�ين خي�له لو غدت روحي

�سليت مغبون م� �سفت الذي ف�تني

�سوكـي مط�ي� من فكد احلبيب اإحتن

والروح مني كرعد الع��سف�ت اإحتن

ملن �سمعت احلم�م الف�خت�ت اإحتن

�سفـكت راح�ت وجدي من �سروف الهوى

مركب غرامي مت�سكل يف غبيب وهوى

مع ذا والأمواج والري�ح اإحتن

غزل الأعرا�ص

الأعرا�س جتمع بن حبيبن فرتتفع الزغاريد

والأغاين على نغمات �سفقات الأكف ودقات

بر�ساقة تتلوى اأج�سادا حتمل التي الأرجييل

املعربة الأغاين كلمات مع متجاوبة راق�سة

عن فرحة التالقي. ومن اأ�سهر مقاطع الغزل

التي ترتدد يف اأعرا�س البحرين:

طل و�سوف على اخليل ميدانه

طل و�سوف كل منظره رم�نه

طل و�سوف ي�ملعر�ش اللي ج�ن�

طل و�سوف عرو�سه لو �سلط�نه

تمتاز كلمات »لمراداة« بالغزل العفيف الخاص

بالحبيب أو الزوج الذي فارق في رحلة الغوص

للرعاة أسلوبهم في التغزل بالحبيبة النابع

من بيئتهم ومن الطبيعة التي يعيشون

ويعملون فيها

Page 80: turath_156

طل و�سوف حوريه لو ريح�نه

طل و�سوف اقم��سه لومرج�نه

طل و�سوف ح�سب�ه ول دانه

طل و�سوف �سم�ش وقم وي�ن�ر

طل و�سوف حبيبتك فرح�نه

طل و�سوف حلوة العمر فت�نه

طل و�سوف خجالنه لو نع�س�نه

طل و�سوف معر�ش وتوىج�ن�

طل و�سوف بيت الليله اوي�ن�

طل و�سوف من ت�ستقر بحذان�

طل و�سوف اأبد فال تن�س�ن�

على امليمر وعلى امليمر العني �سوده والوجه

قب احمر

ل ت�سربني ب�ملـ�سمر وان� ابنيه واتقـ�سمـر

ل ت�سربـني ب�لـدفـه ترى الـدني� متعلفـه

ل ت�سربـني ب�مللـفع وان� ابنيـه وابدلـع

ل ت�سربني بعق�لك وان� ابنيه و بت خ�لك

ي� �سي�سب�ن احللو قلبي حنون عليه

وات�سحجت من ع�سر وارمت ابروحه� عليه

واتعجفت من ع�سر وارمت ابروحه� عليه

واتخ�سبت من ع�سر وارمت ابروحه� عليه

واديرمت من ع�سر وارمت ابروحه� عليه

وامتكيجت من ع�سر وارمت ابروحه� عليه

غزل اجللوات

التي تغنى يف الأغييياين وهييي خمييتييارات من

ت�ستهل كونها من م�ستق وال�ييسييم الأعييرا�ييس

اأغنية وهناك اهلل، جييالل جل بقول: عييادة

تكون بدايتها:

جل جالل اهلل واهلل واكربي

م� يف جم�ل اخللق �سرواك ي� علي

ومتنوعة عييديييدة اجلييلييوات اأغييياين اأن ومبييا

يتمثل التي اجللوات بع�س باختيار �سنكتفي

الغزل يف اأبياتها:

ط�ير على الأغ�س�ن ن�زل بديه

هوى حبيب الروح مكتوب عليه

عن ن�ظري م� غ�ب هو �سلوة الأحب�ب

�سهر الع�سل وي�ه بنطري �سويه

ي� ربي ي� معبود تعطف عليه

بج�ه النبي املخت�ر خري الربيه

جتعله� ي� مولي عي�سه هنيه

يطوير احلم�م

يطوير احلم�م

ع�سى اللي ي�خذ املحبوب

عينه م� تن�م

حط ايده على امل�سند

وك�لت �سيل ايدك

المراداة نوع من الغناء خاص بالنساء يؤدينه

في المناسبات السارة كالعيدين والزواج

وعودة األحباب بعد غياب

ألسنة عربية

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

80

Page 81: turath_156

چـيف ا�سيل ايدي وان� اطم�ش وان�م

حط ايده على التكيه وك�لت �سيل ايدك

حط ايده على الـك�سه وك�لت �سيل ايدك

حط ايده على ال�سبكه وك�لت �سيل ايك

حط ايده على انكل�ش وك�لت �سيل ايدك

حط ايده على خده� وكـ�لت �سيل ايدك

حط ايده على اخلد وكـ�لت �سيل ايدك

حط ايده على النهد وكـ�لت �سيل ايدك

چيف ا�سيل ايدي وان� اتخري وان�م

الغزل يف اأغاين ملراداة

بدو من للبحرين و�سل غنائي فن ملييراداة

�سبه ميين اأخيييرى ومناطق الييدوا�ييسيير، وادي

الغناء ميين اليينييوع وهييذا العربية، اجلييزيييرة

ال�سارة، املنا�سبات يف توؤديه بالن�ساء خا�س

بعد احلجاج وعودة الزواج واأفراح العيدين

غياب ي�سل لعدة اأ�سهر.

من اأ�سهر ثالثة بعد الغوا�سن عييودة ويف

الفتيات لرتاق�س �سبب خري الأحبة فييراق

والن�سوة يف »رق�سة املراداة« والتي تتم على

بينهما تييفييرق متقابلتن جمموعتن �سكل

�سف وكيييل اأمييتييار الييثييالثيية تييقييارب م�سافة

اليدين اأ�سابع ومت�سابكات لكتف كتفا يقف

مرددات اأغنية وهن يتجهن ملوقف املجموعة

الأخرى ومن ثم يعدن اإىل مكانهن.

متجهات الأخرى املجموعة معهن وتتجاوب

لهن مرددات اأبياتا من نف�س الوزن.

العفيف بييالييغييزل »ملييييييراداة« كييلييمييات متييتيياز

يف فييارق الييذي الييزوج اأو باحلبيب اخلا�س

رحلة الغو�س، ومن اأ�سهرها.

جدفوه� على ال�سيف

اأم احلن�يــ�

جدفوه� على ال�سيف

جتر املج�ديف

كله� �سبي�ن

جتر املج�ديف

ل ت�سلب عليهم

ي� نـوخداهــم

ل ت�سلب عليهم

ول تغ�سب عليهم

ترى البحـر ب�رد

ول تغ�سب عليهم

ويف الربد داوي

ي� ليني وي�ه

ويف الربد داوي

ي�سرب قه�وي

يرعى ح�سي�ش الرب

وي�سرب قه�وي

يف و�سط جله

ي� ليتني وي�ه

�ست�ه وكي�سه

الجلوات أغان تغنى في األعراس واسمها مشتق

من كونها تبدأ بجملة جل جالل اهلل

Page 82: turath_156

انهيار الثقافة التقليدية المحلية مع تراجع العمل الفالحي لصالح

العمل الوظيفي والتجاري صاحبه سيطرة تدريجية قوية

لخطاب إيديولوجي يكره الناس في الفنون، وقد يحرم االنشغال

بها، ويجرم من يمارسها بكل بساطة!

82

املتداول ذهبنا يف الرتاث مفهوم اأن اإىل �سابق مقال يف

م��ن خ��ط��اب��ن��ا امل��ع��ريف ال ي��غ��ط��ي م��ن احل��ق��ل غري

النقدي للوعي تنك�سف التي املفارقة دالل��ة بينا كما القليل.

املعي�ش الواقع التجارب اجلمالية يف يعاين مدى غنى اأن مبجرد

االأدبية »خا�سة اللغوية املدونات يف املختزل املفهوم ذلك وفقر

والدينية«.

منا�سبة يف تف�سيال اأك��ر ب�سكل املو�سوع اإىل تطرقت ولقد

بجمع عنوا الذين االأ�سدقاء اأح��د تويف اأ�سبوعني: منذ عابرة

واأبها الطائف بني فيما – الباحة منطقة يف ال�سعبي ال��رتاث

حفلتي االأدبي الباحة ونادي والفنون الثقافة جمعية – فنظمت االأدب لنا خم�سة جملدات عن ترك والأنه الرائد. للباحث تاأبني

رائ��دة كتابات عن ف�سال واالأم��ث��ال، واحلكم ال�سعر ال�سعبي،

ف�سلت والأن��ن��ي . وع��ادات��ه��م و�سكانه امل��ك��ان بجغرافية تتعلق

جهود وثمنت بها نوهت فقد االأدب��ي��ة منجزاته ع��ن احل��دي��ث

الباحث الذي مل يكن متخ�س�سا يف هذا املجال، ومع ذلك دفعه

ي�سبه ما الإجناز ال�سعبية الثقافات به�سا�سة ووعيه لالأر�ش حبه

. الثقايف امل�سروع

ه��وؤالء جهود ا�ستكمال اإىل حاجتنا اإىل اأي�سا تطرقت لكني

فكرالتوحش

جماليات

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

معجب الزهراين

Page 83: turath_156

إلى أي مدى يمكننا الحديث عن جدية الجهود التي تستهدف حفظ التراث ونشره وتفعيله

كعنصر ملهم للمبدعين والمبدعات ونحن نهمل أجمل

فروعه ونتنكر ألكثر عناصره قربا من اإلبداع؟

يجب مكان- كل -ويف هنا ال�سعبي ال��رتاث الأن الهواة، ال��رواد

وبع�ش ال�سعبية والرق�سات واملو�سيقى الغناء فنون ي�سمل اأن

الغنية والزخرفة النق�ش فنون عن ف�سال الدرامية، االأ�سكال

ال م�ستقرة جماعات ت�سكنها التي الريفية املنطقة هذه يف جدا

. االإ�سالم قبل ما باأ�سمائها منذ تعرف تزال

التاأبني هذه بدت مفاجئة اأن مداخلتي يف حفلة االأمر الغريب يف

الذائقة اأن ذلك يف ال�سبب ولي�ش اآخر. لبع�ش و�سادمة للبع�ش

وتعلي اللغوية الفنون وحديثا- -قدميا تف�سل العربية اجلمالية

العمل تراجع مع املحلية التقليدية الثقافة فانهيار . �ساأنها من

�سيطرة �ساحبه والتجاري الوظيفي العمل ل�سالح الفالحي

وقد الفنون، يف النا�ش يكره اإيديولوجي خلطاب قوية تدريجية

كاأن ب�ساطة!. بكل ميار�سها من ويجرم بها، االن�سغال يحرم

التي اجلمالية ذاكرته من االأجمل ال�سق مبحو مطالب االإن�سان

. قليلة قبل عقود اإىل ن�سطة ظلت حية

وم�ستقبل العامل رهان هي احلداثة باأن يوؤمن مثلي باحثا اإن بل

ي�ستطيع يعد مل فكري، اأدب��ي تيار اأو مو�سة جمرد ال االإن�سان

من فلي�ش . ورم��زا اإ���س��ارة اإال النوع ه��ذا من ق�سايا يطرح اأن

كانت امل��راأة اأن عام ومقام ر�سمية موؤ�س�سة يف يقال اأن ال�سهل

اأ�سماء وهناك ال�سعرية، الفنون وتلقي اإنتاج يف بقوة ت�سارك

يف من�سورا واحدا ن�سا لهن جند ال معروفات كبريات �ساعرات

اأو يف غريها . هذه املو�سوعة

�سعبية ثقافة اأي يف تنف�سل ال ال�سعرية هذه باأن التذكري اأما

عن فنون الغناء والرق�ش، واأن بع�ش الرق�سات كانت توؤدى من

واخلبيتي واخلطوة وامل�سحباين كاللعب والن�ساء الرجال قبل

من حتى تطاق ال بف�سيحة يكون ما اأ�سبه فاالأمر وال�سامري،

وقيما اأف��ك��ارا متثلوا قد فالنا�ش ذاتها؛ الثقافية النخب قبل

خطاب اأي �سريحا منعا ومتنع الفنون، �ساأن من حتط جديدة

معريف يذكر النا�ش باحلقائق الب�سيطة التي مل يكن اجليل االأول

. قوال وممار�سة التعبري عنها يتحرج من

ولعل اجلانب االأكر خطورة يف امل�ساألة اأن هذه الظاهرة اأ�سبحت

الدول العربية، ويف غالبية قائمة ملمو�سة يف جمتمعات اجلزيرة

ي�ستطيع ال اإ�سكايل ���س��وؤال ينطرح هنا م��ن االأخ���رى. العربية

مدى اأي اإىل ح�سمه: اأو اإغفاله الفني الو�سط وال الباحثون،

الرتاث حفظ ت�ستهدف التي اجلهود جدية عن احلديث ميكننا

نهمل ونحن واملبدعات للمبدعني ملهم كعن�سر وتفعيله ون�سره

االإبداع ؟ اأجمل فروعه ونتنكر الأكر عنا�سره قربا من

»فكر عن متنوعة وفكرية اأدبية درا�سات و�سمن قبل من كتبت

املزيفة والقيم املغلوطة الت�سورات هذه به واأعني التوح�ش«،

وعمال. ذات��ا حتقرها اأو االإن�����س��ان ع��امل م��ن امل���راأة تنفي التي

الأن اإال ذل��ك فما هنا، ذاتها الق�سية اإىل ع��دت قد كنت واإذا

يف ح�سورها ومراقبة امل��راأة ع��زل على يعمل ال التوح�ش فكر

االحتفالية الفنون وت�سمر املجتمع توازن ويختل اإال العام املجال

و�سوية. عفوية االأكر اجلماعية

اأدوني�ش كتب كما االإن�سان، قرب ت�سهر ال الفنون �سجرة نعم،

ذات يوم، بل هي تنمو فيه كجزء اأ�سيل من كيانه الوجودي ذاته.

كراهية وبناته اأبناءه يعلم الذي املجتمع وقبيح بائ�ش هو وكم

ثقافات من باملزيد ويغريهم اجلميلة الفنون من االأ�سيل تراثه

والعنف اجلفاف

جماليات

Page 84: turath_156

دراسة

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

84

ب�سبب اأزمة التعليم والبحث العلمي

د. مفيد الزيدي

اأ�ستاذ التاريخ العربي- جامعة بغداد

ميثل �ل�ست�سر�ق �أحد جو�نب �ملعرفة �لفكرية لالإن�سان �لعربي و�لإ�سالمي من جهة �أنه ي�سعى

لإعادة متثيل و�سياغة �لقيم و�ملفاهيم و�لأفكار �ملرتبطة بكل جو�نب �ملا�سي و�حلا�سر �لعربي

و�لإ�سالمي وفق منظور غربي، وحماولة تر�سيخ �لروؤى �لغربية هذه جلعلها �ملنظور �حلقيقي

للتاريخ �لعربي و�لإ�سالمي، وجتاهل �أية روؤى �أخرى عربية �أكادميية �أو غري �أكادميية تخالف

�لت�سور �ل�ست�سر�قي عن �لتاريخ �لعربي و�لإ�سالمي.

العرب في حاجة إلىاالستشراق

والإ�سالمي العربي التاريخ درا���س��ة واحتلت

فظهرت ال���غ���رب، ب���اد يف متميزة اأه��م��ي��ة

1143م، عام الكرمي للقراآن لتينية ترجمة

العربية يف للغة الدرا�سات اجل��ادة تبعتها ثم

اأملانيا خا�سة، ثم العالقات بني الدول الأوروبية

العربية باللغة واأثرها يف الهتمام والإ�سالم

يف هولندا يف القرن ال�سابع ع�سر، وبعد قيام

احلكم اأخ��ذ 1789م ع��ام الفرن�سية ال��ث��ورة

فرن�سا واحتلت تدريجيا يتبدل الإ�سالم على

والإ�سالمية، العربية الدرا�سات يف ال�سدارة

وعرف القرن التا�سع ع�سر يف حقل ال�ست�سراق

دورا للنقد التاريخي يف نتاجاته، وتبعه البحث

من ال�ست�سراقية الدرا�سات يف الجتماعي

بخ�سو�سيات فهمه وحماولة حميطه خالل

انتماءاته التاريخية.

وقد اختلف املوؤرخون حول اجلذور التاريخية

العلم اأيدي طالب بداأ على لال�ست�سراق، هل

من ونهلوا الأندل�س ب��الد اإىل ج��اءوا الذين

معرفتها ونقلوها اإىل اأوروبا منذ القرن الثامن

بيزنطة عهد منذ البداية اأن اأم امل��ي��الدي،

التي قهرها العرب وامل�سلمون وانتزعوا منها

وم�سر ال�����س��ام ب��الد يف الوا�سعة الأرا����س���ي

واملغرب العربي، اأم وليدة احلروب ال�سليبية

اأوروب��ا غرب �سعوب بني املبا�سر والحتكاك

اأم املتو�سط، الأب��ي�����س البحر ع��ر وال��ع��رب

نقلها التي التب�سريية البعثات نتيجة اأن��ه��ا

اإىل والي�سوعيني والفرن�سي�سكان الدومنيكان

العوامل هذه كل اأن واحلقيقة ال�سرق، بالد

اأ�سهمت يف احلركة ال�ست�سراقية.

كلفظة م��رة اأول ال�ست�سراق مفهوم وظهر

تبعها ث���م 1779م، ع����ام يف ب��الن��ك��ل��ي��زي��ة

بالفرن�سية قبل تبني الأكادميية الفرن�سية لكلمة

»ا�ست�سراق« عام 1838م، علما اأن امل�ست�سرقني

ال�سليبية احل���روب ع�سر واك��ب��وا القدامى

واهتموا بالقراآن وترجمات الإجنيل اإىل اللغة

فقد الكال�سيكيون الأكادمييون اأما العربية.

بقدر تنوع الصالت والموقف من الغرب

تنوعت المدارس االستشراقية والمناهج

التي تتباين في اتجاهاتها ونقدها

لالستشراق

األربت حورايناإدوارد �سعيد

Page 85: turath_156

القدمي العربي الأدب وتعمق بدرا�سة اهتموا

اأما ال��ن��ادرة، العربية املخطوطات وحتقيق

جانب اإىل فاهتموا املحدثون امل�ست�سرقون

الأدلة بتقدمي والإ�سالمية الأدبية درا�ساتهم

الكونيالية. وال�ست�سراق النزعة العلمية عن

الهيمنة اأ�سكال يف واق��ع احل��ال هو �سكل من

اأ�سلوب هو اأك��ر مما ال�سرق على الأوروب��ي��ة

�سيا�سي هو ال�ست�سراق ع�سب واإن علمي،

ومن املمكن معرفته بدرا�سة الغرب ل ال�سرق

لأنه م�سدره، واإن امل�ست�سرقني والرحالة كانوا

على �سلة وثيقة يف انتمائهم اإىل المراطورية

الكولونيالية، فال�ست�سراق اأ�سا�سا هو التوا�سل

اإىل بني باحثني وجمموعة م�سالح ثم حتول

اإىل حولته �سرق على نف�سها متار�س �سلطة

مرتبطني م�ست�سرقني وعلى مو�سوع، جمرد

مبوؤ�س�ساتها واأهدافها، وعلى املتلقي الأوروبي

الذي يتعامل مع نتاجها، بحيث فر�ست �سورة

واإرغ��ام لتثبيتها وحاربت ال�سرق واح��دة عن

ذلك املتلقي على قبولها.

�سلة مظاهر من مظهر ال�ست�سراق اإن ثم

الغرب بال�سرق، وهو بدوره نتاج لهذه ال�سلة،

اختلف وتنوعها ال�سالت اخ��ت��الف وب��ق��در

باختيار �سواء بال�سرق امل�ست�سرقني اهتمام

املو�سوعات املدرو�سة اأو طبيعة معاجلتها. ثم

ب�»ال�ستغراب«، تتعلق اأخرى اإن هناك ق�سية

وذلك لكون امل�ست�سرقني لديهم اأكر من دافع

والإ���س��الم، العرب تاريخ من موقفهم ي�سوغ

العرب الباحثون فهم امل�ستغربون« « اأم���ا

يف امل�ست�سرقني ق��ل��دوا ال��ذي��ن وامل�����س��ل��م��ون

طرائقهم، على و�ساروا وتف�سرياتهم اآرائهم

امل�ست�سرقون اأن تركها واأ�سروا عليها بعد بل

الدوائر يف معدلة اأو قدمية وباتت اأنف�سهم

التاريخية ال�ست�سراقية نف�سها.

العرب املهتمني اأ�سهر ف��اإن اأخ��رى جهة من

بال�ست�سراق الذين اأثبتوا وجودهم يف البحث

و�سالح ال��دوري ال�ست�سراقي هم عبدالعزيز

م�سطفى عبدالرحيم واأح��م��د العلي اأحمد

وعبداللطيف الطيباوي ومالك بن نبي وه�سام

عبداحلميد وعرفان واأنورعبدامللك جعيط

وع��م��اد ال��دي��ن خ��ل��ي��ل وف�����اروق ع��م��ر ف��وزي

وعبداجلبار ناجي، ومنهم اأي�سا من ا�ستوطن

العربية الدرا�سات تطور يف واأ�سهم اأوروب���ا،

ومو�سوعيا، علميا وتوجيهها والإ�سالمية

اأمثال جورج مقد�سي والرت حوراين وكمال

اال�ست�رشاق يف الفن .. عرو�س ب�سكرة - فيليب بايف، 1889

عماد الدين خليله�سام جعيط

Page 86: turath_156

دراسة

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

86

وحم�سن اخل��ال��دي ووليد وطريف اأبوديب

حليم �سرابي وه�سام عبود ونبيه مهدي

يف اأ�سهموا حيث اأرك���ون، وحممد بركات

لال�ست�سراق التقليدية ال�سورة زح��زح��ة

تبقى احلاجة ولكن التب�سري. من النابعة

وجت��اوز العلمي البحث مناهج تطوير يف

تعر التي الأعمال لتقدمي ال�سيقة النظرة

العربية للح�سارة وانتمائها اأ�سالتها عن

والإ�سامية.

واملفهوم اال�ست�سراق

�سلة مظاهر من مظهر هو ال�ست�سراق

الغرب بال�سرق بال �سك، وهو نتاج طبيعي

لهذه ال�سلة، لذلك فاإن التنوع بني �سالت

اجتاهات يف تنوعا فر�س بالغرب ال�سرق

ال���س��ت�����س��راق ع��ر امل���راح���ل ال��ت��اري��خ��ي��ة،

الأول والعقد الع�سرين القرن يف وخا�سة

م��ن ال��ق��رن احل���ادي وال��ع�����س��ري��ن، فظهر

هناك ا�ست�سراق �سيا�سي يعر عن م�سالح

وا�ست�سراق الكولونيالية، ال�سيا�سية الغرب

وا�ست�سراق التب�سري، دواف��ع يرتجم ديني

�سحر الأدب����اء بع�س فيه ي�ستلهم اأدب���ي

اأكادميي وا�ست�سراق وغرائبيته، ال�سرق

اأية ولذلك الأ�سا�سي، همه املعرفة جعل

حماولة من لدن املوؤرخني لنقد ال�ست�سراق

بعني ت��اأخ��ذ اأن لب���د العلمية ودرا���س��ت��ه

العتبار هذه احلقائق.

ولب���د م��ن الع����رتاف ب���اأن ج��ه��ل ال��ع��رب

وامل�سلمني باأو�ساع جمتمعاتهم، وابتعادهم

وان�سرافهم ال�سيا�سية، العلل معرفة عن

العربي ل��ل��واق��ع العلمية ال��درا���س��ات ع��ن

والإ�سالمي جتعل ال�ست�سراق ينمو ويزداد

اأتباعه ومنا�سروه وقراوؤه يف ال�سرق العربي

والإ�سالمي كما يف الغرب اأي�سا.

وامل�ساألة الأخرى اأنه عند درا�سة ال�ست�سراق

بروؤية تاريخية لبد من اإدراك اأن املوقف

من الغرب قد خلق اأمناطا متباينة من نقد

ال�ست�سراق من املوقف واأن ال�ست�سراق،

من املوقف يحدد ال��ذي هو احل��ال بواقع

الغرب به ونق�سد ال�ست�سراق، �ساحب

ال�سالت تنوع فبقدر لذلك وم�ست�سرقيه.

وامل���وق���ف م��ن ال��غ��رب ت��ن��وع��ت امل��دار���س

يف تتباين ال��ت��ي وامل��ن��اه��ج ال�ست�سراقية

ويبدو لال�ست�سراق، ونقدها اجتاهاتها

اأم��ر ذاك اأو املنهج ه��ذا وف��ق ال�سري اأن

العمل بقدر الغاية من اأو الهدف ليحدده

الجت��اه لهذا اأ�سحابه انتماء يحدده ما

املهتم العربي املوؤرخ فاإن وبهذا �سواه، اأو

اأن بال�ست�سراق يجب عليه يف كل الأحوال

الإ�سالمية واحلقائق الثوابت يبتعد عن ل

العربي والتاريخ احل�سارة يف التاريخية

الفكرية امل��ادة جذبته مهما الإ���س��الم��ي،

امل�ست�سرقني، وروؤى الغربية الدرا�سات يف

اأفكار وحتليالت وراء بعيدا يذهب لكي ل

ومزاجهم الذاتية قناعاتهم لهم لآخرين

والتي والفكرية الأدبية وميولهم ال�سيا�سي

احلقيقة م��ع الأح��ي��ان غ��ال��ب يف تتفق ل

ح�سب تغيريها ميكن ل التي التاريخية

جيل المهتمين باالستشراق المعاصر

مختلف عن نخبة المستشرقين الرواد..

فهم ال يعرفون غير اللغات األوروبية الحديثة وال تهمهم كثيرا معرفة اللغة العربية أو اللغات

الشرقية األخرى

اال�ست�رشاق يف الفن .. الدراوي�س الدوارون- جان ليون جريوم

Page 87: turath_156

الأمزجة والأغرا�س ال�سيا�سية.

ويرى الأكادميي املغربي عبدالله بلقزيز

ه��و يف ح���ال من ال��ي��وم ال���س��ت�����س��راق اأن

اأمثال عرب مفكرون عنه كتب الن�سداد،

العلي اأحمد و�سالح ال��دوري العزيز عبد

وه�سام عبدامللك واأن��ور العروي وعبداهلل

جعيط وادورد �سعيد وحليم بركات وه�سام

وبن�سامل ال�سيد ر�سوان وا�ستمر �سرابي،

وعبداجلبار ف��وزي عمر وف���اروق حمي�س

ن���اج���ي وع��ب��دال��ن��ب��ي ا���س��ط��ي��ف وج��زي��ل

عبدالرزاق ونا�سر اجلومرد عبداجلبار

اإدراك واآخ��رون، من منطلق املال جا�سم،

�سلة لرتاجع الإ�سالمية العربية الثقافة

كبرية اأعداد وجود مع بها، الغربي الفكر

من الباحثني يف ق�سايا الأ�سولية، وال�سرق

اأو���س��ط��ي��ة يف ج��ام��ع��ات وم���راك���ز ب��ح��وث

على هي كتاباتهم واإن واأوروبية، اأمريكية

اختالف مع ال�ست�سراق يف عهد قمته على

ظهرت التي ال�ست�سراقية النخب اأي��دي

التا�سع ال��ق��رن م��ن ال��ث��اين الن�سف منذ

ع�سر، والن�سف الأول من القرن الع�سرين

باملجتمعات ر�سينة م��ع��رف��ة ل��ه��ا وال��ت��ي

الأخرى.

املعا�سر ب��ال���س��ت�����س��راق املهتمني فجيل

ال���رواد، امل�ست�سرقني نخبة ع��ن خمتلف

ف��ه��م ل ي��ع��رف��ون غ��ري ال��ل��غ��ات الأوروب���ي���ة

اللغة معرفة كثريا تهمهم ول احلديثة،

العربية اأو اللغات ال�سرقية الأخرى، لأنهم

علم يف يبحثون بكونهم ذل��ك ي�سوغون

الجتماع الديني وال�سيا�سي ول عالقة لهم

احلديثة، اأو القدمية العربية بالن�سو�س

واأفكار جديدة مبناهج بالأ�سا�س واهتموا

الظواهر ح��ول كتاباتهم وت���دور خمتلفة

الإ���س��الم��ي��ة امل��ع��ا���س��رة، ف��ه��م ي��ع��م��ل��ون

العك�س على حكوماتهم لدى م�ست�سارين

يعملوا مل الذين الأوائ��ل امل�ست�سرقني من

لهتماماتهم عملوا ب��ل ال��دول��ة، خلدمة

التقليدية البعيدة عن امل�سكالت املعا�سرة

يف اجلانب العربي والإ�سالمي. وبهذا يبدو

م�سرحا جديدا يف عامل ال�ست�سراق، بعيدا

ه��وؤلء ي�سكله الأوائ����ل، امل�ست�سرقني ع��ن

لزال��وا العرب واإن اجل��دد، امل�ست�سرقون

ال�ست�سراق اإىل بحاجة احل��ال واق��ع يف

من ال��رغ��م ع��ل��ى امل�ست�سرقني وك��ت��اب��ات

اإليها، يوجه الذي والنقد املالحظات كل

والتعليم املناهج اأزم��ة ذل��ك يف وال�سبب

وال��ب��ح��ث ال��ع��ل��م��ي ال��ع��رب��ي، ل��ذل��ك تبقى

احلاجة لال�ست�سراق ودرا�سته، ولكن بروح

اأك��ادمي��ي��ة ون��ظ��رة وحم��اي��دة علمية

تعرف ماذا تاأخذ وماذا تهمل من

تلك الكتابات ال�ست�سراقية

المؤرخ العربي المهتم باالستشراق عليه أن ال يبتعد عن الثوابت اإلسالمية والحقائق

التاريخية في الحضارة والتاريخ العربي

اإلسالمي مهما جذبته المادة الفكرية في

الدراسات الغربية ورؤى المستشرقين

بن�سامل حمي�سكمال اأبوديب

حم�سن مهدي�سالح اأحمد العلير�سوان ال�سيد

Page 88: turath_156

الـعــــدد

156بر كتو اأ

2012

88

نافذة على التراث

ال����ث����ق����اف����ي����ة، ال���������راث،

ال�شعبي الفولكلور، املوروث

كلها م�شطلحات ت�شري من جوانب خمتلفة اإىل

م�شاحة يف الوعي ميكن اأن تتعرف فيها الذات

وتتبلور من خاللها الهوية. والوجود الفل�شطيني

تلك ا�شتك�شاف م��ن امل��زي��د يحتاج حت��دي��دا

واإع��ادة الزمن يف باالمتداد وذل��ك امل�شاحة،

بناء الراث ب�شورة متعمدة، مق�شودة، واعية

بذاتها بو�شفها عن�شر مقاومة وبقاء.

يف هذا االإطار يلعب احلفاظ على ذاكرة الغناء

يقوم اإذ مهما؛ دورا الفل�شطيني الفولكلوري

بالدماء واإم��داده��ا رمزيا، ال��ذاك��رة برميم

يف ال�شاقة البناء عمليات من ملزيد الالزمة

للت�شوي�ش مكثفة اأيديولوجية حم��اوالت ظل

عليها. لكن كيف ميكن اأن يظهر اجلهد ال�شابق

لذلك اإعطاء من��وذج الفني؟ ميكن العمل يف

باأعمال الفنانة الفل�شطينية �شناء مو�شى التي

الفنية ال��ذاك��رة نب�ش يف وا���ش��ح ب��دور تقوم

وترميمها ونفخ الروح فيها.

���ش��ن��اء م��و���ش��ى ه��ي االب��ن��ة ال��ك��رى للفنان

الفل�شطيني على مو�شى، در�شت املو�شيقى اإىل

جانب ح�شولها على درجة الدكتوراه يف جمال

األبومها واأ�شدرت املخ، باأبحاث يت�شل علمي

طافت اأنها كما .2010 عام »اإ���ش��راق« االأول

باأغنياتها اأرجاء االأر�ش �شرقا وغربا.

الغنائي ال��راث على غنائها يف �شناء تركز

همها ويظهر خا�شة. والفل�شطيني عموما

االأ�شا�شي يف اإعادة اإحياء الفولكلور الفل�شطيني

روع��ة م��ع تتنا�شب حديثة، مو�شيقية ب���روؤى

هذا الراث عمقا وقدرة على حتديد مالمح

با�شتدعاء تقوم اإن��ه��ا القومية. ال�شخ�شية

خمزون تراثي رمزي، يحيي وعيا اآمنا بالهوية.

وير�شم حدودا للوطن يف ذاكرة االأمة التي مل

تفلح يف مللمة �شتات نف�شها على اأر�ش الواقع.

�شاأقف هنا عند اإحدى اأغنيات �شناء التي حتيي

مادة تراثية بروؤية جديدة، وهي اأغنية »جنمة

الهند�شة هو حتليله �شاأحاول وما . ال�شبح«

بعدا ت�شيف التي لالأغنية، املده�شة البنائية

الفولكلوري، وهو اللغوي للن�ش دالليا جديدا

ن�ش عادة ما كان يغنى يف حفالت الزواج.

تقول كلمات االأغنية:

يا ها �لعري�س.. �سيم بالدك ما �أريناها

يابدلتك.. من جبل عجلون قطعناها

و�تف�سلت بحلب .. و�هتزت �ل�سام

ياجنمة �ل�سبح فوق �ل�سام عليتي

�الجو�د �أخذتي .. و�النذ�ل خليتي

ندر علي �ن عادو� �حبابي عـ بيتي

ال�سوي �مل�ساعل و�حني �العتاب

وككل االأغاين الفولكلورية تتغري كلماتها كلما

�شعيد ال�شاعر ف��ريى االأل�����ش��ن��ة، على دارت

املحاميد اأن اجلملة االأخرية يف ال�شطر الثالث

رمبا كانت »والدرزة بال�شام« اأي عملية احلياكة

حلب، يف التف�شيل مت اأن بعد بال�شام كانت

عبد الروائي يرى كما ال�شام. اهتزت ولي�ش

اأن تعبري »�شيم بالدك«التي الرحمن احلالق

اأو مييزها ما اأي ب��الدك �شمة تعني اأظنها

يعرفها، ما هي اإال امتداد �شوتي ناجت عن تنوين

كلمة العري�ش فت�شبح »ياها العري�شن« بوجود

ت�شبح وبهذا الكلمة، اآخ��ر يف منطوقة ن��ون

اأريناها«. ما ب��الدك العري�شن »ياها اجلملة

غري اأن ما يعنينا هنا، كما ا�شرت، هو حتليل

بناء االأغنية الذي يلعب دورا مهما يف داللتها.

هناك ثالثة م�شتويات من ال�شوت االإن�شاين يف

اأغنية »جنمة ال�شبح« : االأول المراأة عجوز ال

ميكنك حتديد عمرها، ليبدو �شوتها اآتيا من

بعد �شحيق ممثال مطلق الزمن. كما تتج�شد

ال�شروخ العميقة يف هذا ال�شوت كاأيقونة ت�شري

اإىل عمر الثقافة الفل�شطينية ال�شارب يف عمق

التاريخ. �شوت العجوز يبداأ الغناء وحيدا كمن

ينف�ش غبارا تراكم على وجه جمعد لكنه مل

يزل حيا، ال�شوت يبداأ وحيدا وبال اأية مقدمات

اأو م�شاحبات مو�شيقية، وهو ما ي�شبب �شدمة

�شغرية ملن ي�شتمع للمرة االأوىل متوقعا �شوت

يبداأ ال��ع��ج��وز ���ش��وت ال�����ش��اب، مو�شى �شناء

نف�شها، لق�شر مرة اأك��ر من ينقطع جمهدا

اال�شتمرار، على غام�شا اإ�شرارا يحمل لكنه

تن�شم الت�شفيق، نف�شها العجوز تبداأ وحني

تدريجيا عجائز اأخريات بالت�شفيق اأوال كاأمنا

يتم بعثهن مرة اأخرى ع�شوا ع�شوا، فيتلم�شن

اأج�شادهن ويتعرفن على اأ�شمائهن ثم ي�شاركن

ت�شبه التي ال�شحرية االأيقونة تلك بالغناء يف

سناء موسى..يرسم غ��ن��اء

وطنا

�أمين بكر

الذاكرة

Page 89: turath_156

جملة افتتاحية يف طق�ش اإحياء اآ�شوري قدمي.

اإليها ان�شمت لقد وحيدة، العجوز تعد مل

انقطع يف ما واحدة منهن كل تلئم اأخريات

�شوت االأخرى وت�شد ال�شروخ التي ظهرت يف

ال�شوت املنفرد، وكاأنهن ي�شنعن باأ�شواتهن

امل��رت��ع�����ش��ة ج�����ش��ورا ب���ني م��ا���ش��ي ال��ث��ق��اف��ة

امتداد عر االآت��ي وحا�شرها الفل�شطينية

املا�شي ببعديه: ال��زم��ن يف االأ���ش��وات ه��ذه

يتغنني ورفيقاتها »اخل��ت��ي��ارة« وامل�شتقبل.

ال�شابقة الكلمات من االأول باملقطع جميعا

»يا ها العري�ش.. �شيم بالدك ما اأريناها/ يا

بدلتك من جبل عجلون قطعناها/ واتف�شلت

الالزمة ميثل مبا ال�شام« واهتزت بحلب/

االأ�شا�شية لالأغنية، والتي �شيلتقي عندها كل

االأجيال كما �شيت�شح.

امل�شتوى يبداأ امل�شتمع �شدمة انق�شاء بعد

يبدو جمعي ن�شائي �شوت يف متمثال الثاين

اأكر �شبابا من �شوت العجوز لكنه لي�ش ب�شباب

�شوت �شناء مو�شى الذي مل يظهر حتى االآن.

اإنه �شوت ن�شاء اأربعينيات، كاأنه مرحلة و�شطى

يف رحلة تاريخية طويلة لهذا الفولكلور. ين�شم

�شوت الن�شاء االأربعينيات اإىل �شوت العجائز

متغنيات جميعا باملقطع نف�شه.

تبداأ اإذ وحيدا، يعد مل الن�شوة �شوت لكن

االأربعينيات، الن�شوة �شوت مع االإيقاعات

تتخذ تلك االأ�شطورية االإح��ي��اء عملية ك��اأن

االإيقاع اآالت تدخل وبهجة. زخما اأكر بعدا

واآلة القانون لتنقل جميعا االإح�شا�ش من حالة

�شوت منفردا عبئها حمل موح�شة اإح��ي��اء

اإىل االأغنية/الطق�ش، ب���داأ ال���ذي العجوز

االأغنية وج��دت التي العر�ش حالة ماي�شبه

بالتاريخ تاأتي اإنها عنها، للتعبري باالأ�شا�ش

هو ال��ن��اجت اأن املهم اإل��ي��ه، تاأخذنا اأو هنا،

وقوع ح�ش املتلقي تدريجيا، وب�شورة ال ميكن

الفني/ مقاومتها، يف قلب فل�شطني: الراث

الذاكرة / الوطن الذي ال ميوت.

ك�شم�ش ينفجر ال�شوت من الثالث امل�شتوى

ت�شرق فجاأة؛ �شوت �شناء مو�شى بكل ما فيه

من فتوة ورنني �شباب اأخاذ، ياأتي م�شحوبا

مع املو�شيقية االآالت م��ن امل��زي��د ب��ت��داخ��ل

االحتفالية احل��ال��ة ذروة حمققا ال��غ��ن��اء

ممزوجة ن�شوة منها تتقطر التي املده�شة

يتداخل منهما. اأي جتنب ميكن ال ب�شجن

اأن ويبدو العجائز، اأ�شوات مع �شناء �شوت

ال�شوت الو�شيط قد اختفى ليت�شدر امل�شهد

�شوت وي��راج��ع احلا�شر، ال�شابة/ �شوت

يف الطبيعي موقعه اإىل املا�شي العجائز/

اخللفية، بعد اأن قام باإر�شاء القواعد لعملية

االإحياء االأ�شطورية تلك على اأكمل وجه.

لقد اقت�شرت االأ�شوات يف االأغنية على �شوت

ف��امل��راأة تاريخها، ع��ر العرو�ش اأو امل���راأة،

الفولكلورية وهي للثقافة هي ال�شانع االأكر

اإىل م�شتودعها وامل�شئولة عن نقلها من جيل

طق�ش يف االأم�ش عرائ�ش تاأتي لذلك جيل.

ي�شاف لطق�ش االإحياء، حيث ت�شلم اجلدات

للمطربة الثقافة خمزون االأم�ش« »عرائ�ش

حالة يف وجميعهن اليوم«، »عرو�ش ال�شابة

والنواح، البكاء ظالل من تخلو ال مناجاة،

لهذا العري�ش الذي ال يعرف اأحد بالده، لكنه

يجد م�شتقرا يف تلك االأغنية/ الوطن.

يف الثاين املقطع بغناء مو�شى �شناء تقوم

ال�شام ف��وق ال�شبح ياجنمة « م��وال �شورة

واالنذال خليتي/ .. اأخذتي االجواد عليتي/

بيتي/ ع��� اح��ب��اب��ي ع���ادوا ان علي ن��در

االع��ت��اب« واح��ن��ي امل�شاعل ال���ش��وي

اخلالد العجائز ���ش��وت ي��ع��ود ث��م

به ليلحق امل�شهد لرهة، مت�شدرا

خمتتمني اأخ���رى، م��رة �شناء �شوت

الراث بديع بني بتوافق االأغنية جميعا

نحو املقرح الطريق بو�شفه واحلا�شر

امل�شتقبل.

اإىل ت�شري مو�شى �شناء اأعمال جممل ولعل

توجه ق�شدي عميق، نحو تلك امل�شاحة احلرة

متاما من الوعي، املتمثلة يف الراث الغنائي ،

الذي ميثل تربة خ�شبة ميكن اأن نخط عليها

احلدود االأعمق لفل�شطني.

من �لقامو�س:

Folk Music ملو�سيقى �لفولكلورية�

هو الفولكلورية للمو�شيقى تعريف اأب�شط

بني ���ش��م��اع��ا تنتقل ال��ت��ي امل��و���ش��ي��ق��ى اأن��ه��ا

ثقافيا. متجان�ش جمتمع �شمن االأج��ي��ال

امل�شدر. اأو املوؤلف تكون جمهولة ما وعادة

اإىل جمتمع اأي�شا ت�شري فولكلوريتها اأن كما

من ن�شاال املو�شيقى هذه متثل لذا ريفي،

اأجل البقاء يف الثقافة ما قبل-ال�شناعية

pre-industrial culture»Edgar, Andrew, Peter Sedjwick, eds Key Concepts in Cultural Theory,

routledge, 1999, 146- 147«

Page 90: turath_156

ج�سد معامل

الفتوة برباعة

الهويةفي شعر المتنبي

فرج الغ�ضاب

لي�س من �شك يف اأن كل ال�شعوب تقتطع من

لغتها ق�شما خم�شو�شا من القول حتتفي

به اأيا احتفاء، وت�شطلح عليه بال�شعر. ومل

ت�شذ العربية عن ذلك. بل اإن ما و�شلنا من

م�شادر غابر الزمن يذكر اأن قبائل العرب

تقيم الأفراح اإذا ما ولد فيها �شاعر. ولي�س

ذلك من الغريب باعتبار اأن ال�شاعر ل�شان

قومه وحامل علمهم. بل هو �شالحهم يف

املنافرات واملفاخرات. ويعلل الدار�شون ل�شعر

العرب تلك الظاهرة مبا يحتله ال�شاعر و�شعره

من مكانة يف املجموعة الب�شرية باعتبارهما

ي�شطلعان بوظيفة. ولعل وظيفة ال�شعر

تتمثل يف ا�شتنان القيم وا�شرت�شالها. ولعل

وظيفة ال�شاعر تتج�شد يف ح�شن الإ�شغاء

ملفاهيم اجلمع والقدرة على تطويعها للغتهم

يف اأبهى معامل الفن والبنيان .

في حضرة الشعر

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

90

Page 91: turath_156

ال يخلو قصيد للمتنبي مدحا كان أو فخرا أو

هجاء أو رثاء من تصاريف صريحة

أو ضمنية لمعنى الفتوة

معامل نتلم�س �أن �شئنا �ملنطلق ه��ذ� م��ن

�ملتنبي. و�خرتنا �ل�شعرية يف حما�شة �لقيم

�القت�شار على �أن نح�شر �لبحث يف مفهوم

لها. وو�شفا هويته ملعامل يا تق�ش »�لفتى«

�مل�شاألة تناول �إىل رورة بال�ش ذلك ويدفعنا

على �ل��وق��وف �إىل ي�شعى مقاربيا، ت��ن��اوال

�شعر يف �لفتوة قيمة ���ش��رورة خ�شائ�س

ح��دود �إىل �جل��اه��ل��ي �لع�شر م��ن �ل��ع��رب

ما تبي �إىل �شعيا �لهجري، �لر�بع �لقرن

ي�شتغرب �ل�شامع ولعل �ملتنبي. به يتفرد

بحما�شة �لعمل تخ�شي�س ع��ن �الإع���ان

ي�شبه ف��ي��م��ا ع��ن��ه �الن���زي���اح ث���م �مل��ت��ن��ب��ي

به رجم �شبب ذلك يف لنا ولكن �لتناق�س.

هذ� يف ذكره يجدر ما وهو نف�شه؛ �ملتنبي

�لبدء. وقد �عتمدنا يف هذه �لدر��شة ن�شخة

�ل�شادرة �لربقوقي ب�شرح �ملتنبي دي��و�ن

عام لبنان بروت، �لعربي �لكتاب د�ر عن

1407 ه�- 1986م. �ل�شاعر: يقول

ههنا تن�شد الفـ�شحاء �شر ت ل

ـــل ـــر الـــبـــا�ـــش ـــزب ــــ ـــه ــي ال ـــ ـــ ــن ـــ ــك بـــيـــتـــا ول

ـــــهــم ــة كــل ــاهــلــي هـــــل اجلمـــا نـــــال اأ

�ــشــعــري ول �ــشــمــعــت بــ�ــشــحــري بــابــل

ما يهمنا من هذ� �لبيت هو ما يوحي به من

تاريخ يف وفر�دته �شعره بقيمة �ملتنبي وعي

يدعيه كما �الأمر كان و�إذ� �لعربي. �الإن�شاد

ذكره عند به �فتخر ما �أغلب يف �ل�شاعر

�شاعريته؛ فاإننا نطمح من خال هذ� �لعمل

مدونته يف �ل�شعرية �لقيمة معامل �شرب �إىل

ملا و�ال�شرت�شال �ملمكن �لتاأ�شي�س حيث من

وقر. وذلك بتناول �الإ�شكال �لتايل:

�ملتنبي حما�شة يف �ل��ف��ت��وة مفهوم �إن ه��ل

جديد يفر�شها �لقيم م��ن ملبتدع تاأ�شي�س

�لقرن �لر�بع �لهجري، �أم هو جمرد تاأ�س مبا

وعنهم بهم فا�شتقر �لعرب جاهلية عمدته

قد ��شرت�شل؟

يخلو ال �مل��دون��ة، يف �لفتوة م�شطلح تو�تر

ق�شيد من قري�س �ملتنبي مدحا كان �أو فخر�

�شريحة ت�شاريف م��ن رث���اء، �أو هجاء �أو

ملعنى ���ش��م��ن��ي��ة �أو

�إىل �ل��دي��و�ن ��شتقر�ء �أو�شل وقد �لفتوة.

�أن���ه ي��ورد ع��ب��ارة »�ل��ف��ت��وة« وم��ا ق��رب منها

حتليلها من م��رة. و�شتي ثمان ��شتقاقا،

ريح ملتعلقات مفهوم يتبي لنا �أن �لذكر �ل�ش

يف خم�شو�س تو�تر له �ال�شتقاقية �لفتوة

يورد �إن��ه �إذ �ملتنبي. ل��دى �حلما�شة �شعر

خلة بها و�شف كلما نكرة »�لفتى« عبارة

من خال ممدوحيه مبن فيهم �شيف �لدولة

�شياق يف �ملتكلمة بذ�ته �أحيانا يلحقها �أو

�لفخر. وغالبا ما يكني بهذه �لعبارة �لنكرة

ت��ت��و�ف��ر يف �أخ��اق��ي��ة حم��م��ودة ع��ن �شمات

�ملتحدث عنه.

»�لفتى« �إط��اق تعريف معرفة يوردها وال

بها دل �أو �ل�شاعرة، لذ�ته �أ�شندها �إذ� �إال

على مطلق �لقيمة �الأخاقية يف �إطار �أبياته

�حلكمية. غر �أنه يوظفها يف منا�شبة و�حدة

لتعيي �لغر وهو �أحد بطارقة �لروم، ل�شبب

باغي نتوقف عنده الحقا. �أما �لبيت فهو:

حنثهاآل الفتى ابن �شم�شقيق فاأ

رب تن�شى عنده الكلم فتى من ال�ش

يف باالإ�شافة �شة خم�ش �أورده���ا �أن���ه كما

ل�شيف فيهما �أ�شندها يتيمتي منا�شبتي

ينحو للبيتي �لعام �ملعنى كان و�إن �لدولة،

نحو �لقول �حلكمي.

منا�شبتي يف �إال معرفة مثناة يوردها ومل

و�شمة م��رة، �ل��دول��ة �شيف جند بها ذ�ك��ر�

�جلند �لتي يحبذها مرة ثانية.

�أم���ا م��وؤن��ث��ة ف��ق��د �أورده����ا م��رت��ي يف ق�شم

�لن�شيب معينا بها حبيبة منوذجية قد جفته

على غر �شنن �لعرب يف �لع�شق مرة، و�أخرى

حبيبة و�شلته فتعفف.

و�أما عبارة »�لفتوة« فلم ترد غر مرة و�حدة

ال يجعلها بل لذ�ته. ين�شبها كله �لديو�ن يف

تتعدى ثلث خ�شاله �الأخاقية.

�لفتوة عبارة متثل �ملدونة يف �لفتوة �إ�شكال

يف حما�شة �ملتنبي �إ�شكاال. وذلك الأنه �أوردها

معنى لتحقق و�ح��دة م��رة �لعبارة ب�شريح

جمما. يقول �ل�شاعر:

ة بـــــــوة والأ ـــرو ــــ ة وامل ـــرى الــفــتــو وت

ـــا ـــه ــــ ات ـــر ــــ فـــــــــــي كـــــــــــل مــــلــــيــــحـــــــــة �ـــش

تــي ــذ ـــ ـــالث املــانـــــعــاتــي ل هــــن الـــث

تبعـاتها مــن ـــوف ال ل خــلــوتــي يف

�ل�شاعر �أن ما يتحلى به �لبيت مفاد داللة

م��ن ق��ي��م ث���اث، وه���ي: �ل��ف��ت��وة و�مل����رووؤة

�حلبيبة. �ملر�أة مع حياته ينغ�س و�الإباء؛

�إذ �إن �ملع�شوقة ترى فيهن �شر�ت لها. الأن

�ملت�شم �ل�شاعر متنع �لثاث �لقيم ه��ذه

ب��ه��ا م��ن �الن�����ش��ي��اق ور�ء ط��ل��ب �ل���ل���ذة يف

�حلبية. جتربته

�إذ� �ملتنبي عند بينا �لفتوة �إ�شكال ويبدو

�لعربية �لذ�كرة يف ��شتقر مبا قارناه ما

�جل��م��ع م��ن م��ق��وم��ات ه��وي��ة �ل��ف��ت��ى منذ

�ل�شعر �جلاهلي. �إذ �إن طلب �للذة وخو�س

�أ�شا�شي مقوم �ملح�س، �حلبية �لتجربة

ذلك على ودليلنا �ل��ف��ت��وة. مقومات م��ن

د�ر �لعبد. بن طرفة »دي��و�ن طرفة، قول

- 1424ه� ط:1. بروت-لبنان. �ملعرفة.

2003م. �س: 33-34«:ولول ثالث هن من عي�شة الفتى

دي ــل مــتــى قـــــام عــو حــفك مل اأ وجـــد

ب�شربـة العـاذلت �شبقي فمنهن

ــد ـــ ــزب ـــاء ت ـــامل ــى مـــا تـــعـــل ب ــت ــت م ــي ــم ك

نبا م اف امل�ش ــادى ن اإذا ي وكــر

د ــــتــــور ـــهـــتـــه املـــــ ــا نـــب ــيــد الــغـــــ�ــش كــ�ــش

جن معجب جن والد ري يوم الد وتق�ش

ـــد ــــراف املـــعـــم ـــــت الــــط ــة حت ــن ــك ــه ــب ـــ ب

فمفاد هذه �ملقطعة �أن �لفتوة ال تتم �أركانها

و�إجن���اد �خل��م��ر، معاقرة ه��ي: ب��ث��اث، �إال

Page 92: turath_156

�الآن �ملفارقة منذ و�للهو. وتنبئ هذه �لغر،

�لهجري �لر�بع �لقرن يف �لفتى هوية ب��اأن

مع �ملتنبي تختلف جلي �الختاف عما �شبق

تغر �أن ويبدو تاأ�شي�شية. عربية قيم من

حظرة من ب��اخل��روج �ملجتمعية �ملنظومة

ثمة وم��ن �ملدينة نطاق �إىل �لقبلي �لفكر

بطن عن عو�شا الأمة و�النتماء �لدولة

منظومة يف تغر� �أف��رز قد عرق، �أو

�لقيم. ولكاأن �ال�شرت�شال �لقيمي عرب

ويطوعها منها يعدل ينفك ال �لزمن

للجديد �ملحدث.

معامل هوية الفتى يف املدونة

ن���ورد يف ه���ذ� �مل�����ش��ت��وى م��ن �ل��ع��م��ل �مل��ع��امل

�ل��ع��ام��ة �ل��و����ش��م��ة ل��ه��وي��ة �ل��ف��ت��ى يف دي���و�ن

�ملتنبي؛ مقت�شرين يف ذلك على ما �شرح به

يف �شعره.

فخريات املتنبي

�أو�شل ��شتقر�ء �لديو�ن �إىل ت�شع مو��شع يرد

»�لفتى« �أو »فتى« لعبار�ت �شريح ذكر فيها

�أ�شند �ل�شاعر �أو »فتاة« يف باب �لفخر. وقد

على د�ل����ة قيمية ���ش��م��ات �ل��ع��ب��ار�ت ل��ه��ذه

تزين حميدة قيم وهي �لفتى. هوية معامل

�ملتحلي بها. وجنمع ذلك يف: �لوفاء بالقول،

يف �لغاية �لقادحي، عن �حللم �ل�شجاعة،

�ل�شاعرية، �الإباء عند �ل�شيم، �شد�د �لر�أي،

بالنف�س، �العتد�د �لفطنة، �جلنان، ثبات

�ل��ع��ف��ة، �ل��ت��م��ر���س ب���احل���رب، �ل�����ش��رب على

�ل�شد�ئد، كر�مة �ل�شل، �لعزوف عن �للهو.

�إىل �مل�شندة �ل�شمات خ��ال م��ن وي��اح��ظ

�إال تتم ال مركبة؛ هوية هويته �أن �لفتى،

بتوفر جملة من حميد �خل�شال جمتمعة.

مدحيات املتنبي

ثاث �شبط �إىل �ل��دي��و�ن ��شتقر�ء �أو�شل

وثاثي مو�شعا يرد فيها ذكر �شريح لعبارة

�لعبارة �شت »فتى« يف باب �ملدح. وقد خ�ش

ب��ي �حل�����ش��ي ت����رتدد ��م��ات �ل�����ش م��ن بجملة

حممودة قيم �إىل كلها ويحيل و�مل��ع��ن��وي.

يت�شف بها �ملمدوح، فهوية �لفتى يف �ملدحيات

�أ�شا�شية: قيمية جم��االت ثاث من تت�شكل

�أولهما �شلوك �شخ�شي يتعلق بكر�مة �الأ�شل،

من قبيل عزة �لنف�س، و�لعلم، و�شد�د �لر�أي،

و�حلكمة، وطلب �ملجد، و�الإقد�م و�ل�شجاعة،

�شلوك وثانيها �لقتال. فنون من و�لتمكن

من �لغر معاملة ح�شن يف يتمثل �جتماعي

وعلو �لوفادة، و�إكر�م و�حللم، �لرتفع قبيل

�لهمة، و�ل�شخاء. وثالثها �شلوك �شلطاين من

يف و�ملثل و�لبط�س، و�حل��زم، �ل�شوؤدد، نوع

�لقيادة، و�لدهاء �ل�شيا�شي و�حلربي.

حكميات املتنبي

عبارة �حلكمية مقطعاته يف �ل�شاعر �أورد

ت�شمنته �أغلبها مرة، ع�شر خم�شة »�لفتى«

�ملدحيات وبع�شها �الآخر قيل يف �إطار �لفخر

جتلي قيمية �شمات لها �أ�شند وقد و�لرثاء.

ح�شن �ل�شد�ئد، على رب �ل�ش منها معاملها،

�لعقل، رج��اح��ة �ل��ع��ط��اء، يف �الأم���ل �لفعل،

جتنب �ل�شعاية، �الإقد�م، �إ�شابة �لر�أي عفو�،

ح�شن �ل�شخاء، �لقناعة، �لر�شاد، �لتعفف،

�لرفعة �الإق��د�م، بالنف�س، �العتد�د �خللق،

�ملقطعات يف �لفتى ه��وي��ة ت��ب��دو و�الأن���ف���ة.

�حلكمية جامعة بي مقومات �لفتوة �ملفتخر

ب��ه��ا، وم��ق��وم��ات �ل��ف��ت��وة �مل��م��دوح ب��ه��ا. فهي

�ل�شخ�شي، �ل�شلوك على موزعة قيما ت�شمل

متت وثالثة �جلمعي، �ل�شلوك على و�أخ��رى

ب�شات �إىل �ملجال �ل�شلطاين.

ن�شيب املتنبي

و�حدة مرة �لن�شيب باب يف �ل�شاعر �شرح

مبتعلق ��شتقاقي من متعلقات عبارة »�لفتوة«

�إ���ش��ح��اق ب��ن للح�شي م��دح��ي��ت��ه يف وذل����ك

�لتنوخي.

ــاة تــ�ــشــاوى عــقــدهــا وكــالمــهــا ــت ف

�شن والنظم ري يف ال ومب�شمها الد

قومها نطق اأ ل�شت ن

كاأ جفتني

هم الد ورة �ش يف هب وال�ش طعنهم واأ

وما يلفت �لنظر يف هذه �ملقطعة هو �ل�شمات

�إذ �لفتاة. بها و�شم �لتي ة �خللقي �مل��ادي��ة

�ملظهر وح�شن �لهيئة جل��م��ال رم���ز� ب��دت

مما يتع�شقه �لعرب. ولكن �لقيمة �الأخاقية

�لتي ميزتها وهي �جلفاء قد خالفت ما عهد

قيمي لتحول ت�شجيل فيها �إذ �لعربيات. عن

ملحوظ. فقد ��شتقر يف �لتجربة �ل�شعرية �أن

�جل�شور. �ملنطيق للفتى متيل �لعربية �ملر�أة

و�إذ� بها يف بيت �ملتنبي تلفى متنكرة لذلك.

للفتى �مل�شندة �لقيم فهو فعا يهمنا ما �أما

�إذ �ملع�شوقة. ل�شلوك �لنقي�س �لوجه هو مبا

هو رمز للمحافظة على موروث �لقيم. فبينما

جتلت �شمات �لفتاة يف : ح�شن نظم كامها،

فقد مب�شمها، وح�شن عقدها، نظم وح�شن

�ل��ق��وم، �أن��ط��ق �أن���ه يف �لفتى �شمات جتلت

و�أطعن �لقوم، و�أنه ج�شور يف �حلروب.

هجائيات املتنبي

هجائياته يف و�ح���دة م���رة �ل�شاعر ���ش��رح

يقوم �ل��ذي ذ�ك بها قا�شد� �لفتى، بعبارة

هوية الفتى في القرن الرابع الهجري مع

المتنبي تختلف جلي االختالف عما سبق من

قيم عربية تأسيسية

جدول ير�صد عبارة »الفتوة« يف ديوان املتنبي

العبارة

فتى

الفتى

الفتيان

فتاها

فتاة

ة الفتو

التواتر

32292221

الذوات املتعينة بالعبارة

املرثي املمدوح؛ ال�شاعر،

مطلق ال�شاعر؛

اجلند

الدولة« »�شيف املمدوح

لبيبة ا

ال�شاعر �شيمة

في حضرة الشعر

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

92

Page 93: turath_156

�شد طغيان �ل�شلطان. وقد �أوردها يف هجائه

على ب��ال��ف��ت��وة يت�شم م��ن حم��ر���ش��ا ك��اف��ور

�غتياله.

هــامــتــه الــهــنــدي ــــورد ي فــتــى ل اأ

ــهــم ــا�ــس والــت ـــزول �ــشــكــوك الــن ت كيما

مرثيات املتنبي

�ملتنبي �أن �إىل �مل��دون��ة ����ش��ت��ق��ر�ء �أو���ش��ل

من �ثنتي منا�شبتي يف �لفتى عبارة يذكر

فيها يعزي �الأوىل �شريحا. ذك��ر� مرثياته؛

�شيف �لدولة عن عبده مياك �لرتكي:

هلهانيا فلو عا�س اأ �شبقنا اإل الد

ـــة وذهــــــــوب ـــئ ـــا مـــــن جـــي ـــه مـــنـــعـــنـــا ب

ــــك �ــشــالــب ــــل ـــكـــهـــا الآتـــــــي ت ـــل ت

ــلــيــب ـــــــراق �ــش ـــي ف ـــا�ـــش ــــا امل ــــه ــــارق وف

جاعة والندى ل فيها لل�ش ول ف�ش

ــى لـــــول لـــقـــاء �ــشــقــوب ــت ــف ـــر ال و�ـــش

هدية خ��ال من فاتكا فيه يذكر و�لثانية

�أهد�ه �إياها يف �إقامته مب�شر، فرثيه:

املـــــنـــــون ـــبـــتـــنـــي �ـــشـــل فــــتــــى ي واأ

ـــــــــــه ماأ ــــــــــــــــدت ول مــــــــا تـــــــــــــدر ومل

ا�شتهاللت املتنبي

لعبارة ذكره �ملتنبي ��شتهاالت يف ��شتوقفنا

�لفتى م�شر� �إىل ذ�ته، عند مدحه ع�شد �لدولة

يف مرحلته �لفار�شية؛ وذلك ملا حتتويه �لعبارة

يف هذ� �ال�شتهال من وعي مبفهوم �لهوية. �إذ

بها للعروبة. وتكمن ين�ش �شها لغة بنعت يخ�ش

ح معاملها قيمة هذ� �ملعنى يف �أن �لهوية ال تتو�ش

»�لنحن« فحد بالنقي�س. مبو�جهتها �إال فعا

ولكاأن �لغري. بال�»�آخر«، مقارنة �إال يتم ال

�لهوية يف جوهرها، ما هي �إال �لفائ�س �ملغاير

ة باخلا�ش جن�شه بني عن �لكائن مييز �ل��ذي

على حد عبارة �ملناطقة.

املــغــان يف طيبا عب ال�ش مــغــان

مـــــان ــــيــــع مــــــن الـــــز ب ـــــنـــــزلـــــة الــــر مب

ــــي فــيــهــا ــــرب ــــع ـــى ال ـــت ـــف ولـــــكـــــن ال

ــــد والـــلـــ�ـــشـــان ــــي ــــه وال ــــوج غــــريــــب ال

وقوف �إن �إذ جليا. �لبيت يف ذلك ويبدو

باالنت�شاب كان هويته معامل على �ل�شاعر

�لعربي«. »�ل��ع��رق �لعرقية ة �خلا�ش �إىل

�ملتمثل �لعر�س مقولة على متييزه وبنى

بغربة �الأغ��ي��ار، عن �الخ��ت��اف معامل يف

�ليد وغ��رب��ة ��ة« �خل��ل��ق��ي »�ل�شمات �ل��وج��ه

�لل�شان وغ��رب��ة �الجتماعية« »�ل�����ش��م��ات

�لثقافية«. »�ل�شمات

اأوفق �سعراء العربية

��ع��ري��ة يف �أب�����دى ت��ت��ب��ع م��ع��امل �ل��ق��ي��م �ل�����ش

تلت�شق �لفتى ه��وي��ة �أن �ملتنبي، حما�شة

مثلى. �أخاقية مبعاير �اللت�شاق �شديد

مل��وروث �متد�د هي �لقيم ه��ذه جممل و�أن

منذ �لعربية �شعر�ء ب��ه نطق ق��دمي ع��رب��ي

لديهم و��شرت�شل »�ل�شعر �جلاهلي«، �لن�شاأة

فاكت�شب بالزمن وتعدد �لتجربة »�شعر �شدر

�لعبا�شي« �ل�شعر �الأم��وي، �ل�شعر �الإ�شام،

معامل �أكرث �شموال. ولعل �ملتنبي قد كان من

�لقيم تلك متثل يف �لعربية �شعر�ء �أوف��ق

�مل�شكلة لهوية �لفتى، متثا تاريخانيا و�عيا.

�لقيم ت��ل��ك �أن �ل��و���ش��ف��ي �ل��ع��م��ل ب���ي ك��م��ا

�أول��ه��ا ك��ربى: ث��اث��ة ح��ق��ول �شمن ت�شنف

وثانيها ��خ�����ش��ي. �ل�����ش ��ل��وك �ل�����ش مم��ي��ز�ت

وثالثها مميز�ت �ل�شلوك �جلمعي. مميز�ت

�لقيم تلك يف و�ملتمعن �ل�شلطاين. �ل�شلوك

طينة من �أنها ياحظ �لفتى لهوية �مل�شكلة

تاريخية ذ�ت بها تت�شم �أن يع�شر �إذ �لفن؛

�لفتى مفهوم يجعل �أم��ر وهو �شمت. مهما

�إال حتيل ال �لتي �ل�شعرية �لقيم من قيمة

�لو�قع يعدمه فني كائن هي مبا ذ�تها على

�شعره يف �ل�شاعر ن�شب ولئن �ل��ت��اري��خ��ي.

لذ�ته �ملتكلمة �أو ملمدوحيه �شفة �لفتى، فاإن

ذلك ال يعدو �أن يكون �إال من باب �لتغني مبا

جوهر من �لكمال ن�شد�ن ولعل كامل. هو

�ملتنبي جتربة نفهم ذلك على وبناء �لفن.

�إال علم مبو�طن �جلمال �ل�شعرية. فما قوله

وما �ل��ع��رب؛ ق��و�ل��ة عنه ق�شرت �لكاملة

غابر بها يبز �ل�شحر من منمنمات �إال فنه

وتخمطه �شياله يف له ح��ق ولذلك �الأمم.

�آية نف�شه فيجعل يكابر؛ �أن �الإن�شاد عند

هو �إذ ي��ج��ارى. ال �شعر� �لفائ�شة �ل��ده��ر

يعجز �ل���ذي �الإن�����س ق��و�ل��ة �شعره م���ر�آة يف

معا�شروه عن جمار�ته، يقول يف ذلك:

خرة الوادي اإذا ما زوحمت نا �ش اأ

ـــــــــــوزاء ــــ اجل ـــي ـــن فـــاإن ــقــت ـــ ــطـــ ن واإذا

يهم فيما �أم��ا مبعا�شريه. يتعلق فيما هذ�

ف��اإن��ه عليه، �ل�شابقة �ل�����ش��ع��ري��ة �ل��ت��ج��رب��ة

ما ذروة �شعره وي��ب��وئ �ح��ت��و�ء. يحتويها

�أبدعته �الإن�شانية من فنون �لقول. �إذ ي�شرح

�أي �ل�شاعرية يف �شاأوه يبلغ مل �أن��ه مفتخر�

من �ل�شابقي: عرب باقية من �لعرب �لعاربة

»�شعر�ء �جلاهلية«، �أو عرب بائدة من �لعرب

�مل�شتعربة »ح�شارة ما بي �لر�فدين«.

يقول يف ذلك:

ههنا تن�شد الف�شحاء ـ�شـر ت ل

ــل ـــي الــــهــــزبــــر الــبـــــا�ــش ـــن بــيـــــتــا ولـــكــــ

ـــــهــم ــة كــل ــاهــلــي هـــــل اجلمـــا نـــــال اأ

�ــشــعــري ول �ــشــمــعــت بــ�ــشــحــري بــابــل

المتنبي كان من أوفق شعراء العربية في

تمثل القيم المشكلة لهوية الفتى تمثال

تاريخانيا واعيا

Page 94: turath_156

اإن���ه ت���راث م��ن ال��ق��ي��م الأ���ص��ي��ل��ة وامل��ع��ارف

ال��راث ه��ذا العميقة، وال��ع��ادات احلياتية

ال���ذي ف��ي��ه ع��ب��ق امل��ا���ص��ي اجل��م��ي��ل ل���آب��اء

تفا�صيله كافة يف نعي�ش وال��ذي والأج��داد،

ال�صريف وكفاحه الإن�صان عن حتكي رحلة

الطبيعة اأجزاء احلياة من املتوا�صل مع كل

يرك�ش التي العي�ش بلقمة م��رورا القا�صية

تتوقف... ل يومية �صبه معارك يف نحوها

لبد اأن نوؤمن بحتمية الراث وقيمته وعمقه

من ج��زء واأن���ه لنا اأهميته ه��ذا ك��ل وق��ب��ل

الف�صل ميكن ل واأن��ه واحلداثة املعا�صرة

ب��رك: جيم�ش يقول اأخ���رى م��رة بينهما،

ت�صتطيع عبور الطريق، عندما تتحول "اأنت اأم��ام��ك اإ���ص��ارة امل��رور اإىل ال��ل��ون الأح��م��ر،

يعرب مثل جم��رد ه��ذا ال�صيارات. فتتوقف

يتم التي الطريقة يف الع�صرية الثقة عن

التي الطريقة وه��ي املجتمع، ت�صير بها

ثمامنائة منذ الأوروب���ي الغرب يف تولدت

م�صت. عام

بتكنولوجيا العمياء الثقة هي هنا وال�صاهد

�صل�صلة من تولدت اأنها واأعتقد الع�صر،

طويلة من املعارف التي كانت �صاربة العمق

يف الزمن املا�صي حتى و�صلتنا اليوم، فبتنا

باأ�صرها. ل�إن�صانية بفائدتها ونعتقد نوؤمن

ما�صينا، بقوة نثق اأن ما�صة بحاجة نحن

مينحنا فال�صيئ وتفا�صيله، معارفه بكل

املزيد من يعطينا منه واملفيد فائدة جتنبه

وتنميته. لتطويره العمل

زمن يف عالقا اأو ج��ام��دا يكن مل ال���راث

ت������ص��ى ك��م��ا ق��د ي��ظ��ن ال��ب��ع�����ش، ال���راث

الفهم لدينا فقط من حالة من عدم يعاين

لوظيفته ومدى ج�صارته وقوته ليكون ج�صرا

تعني ما بكل واحلداثة املعا�صرة نحو متينا

الذهنية يف النمطية ف��ال�����ص��ورة الكلمة.

معار�ش ع��ن ع��ب��ارة ال���راث اأن ال��ع��رب��ي��ة

الوقت بني تقام ومهرجانات وحما�صرات

هذه حت��وي م��ا بكل ال���راث واأن والآخ����ر،

ال�صمح�ل نحو يتجه معنى م��ن الكلمة

إننا نظلم أنفسنا ونقسوا عليها، عندما

نحرمها من نعمة النظر العميق نحو

بتفاصيله الماضي وعمقه

مت بناء �حل�ضارة على جمموعة من �ملعارف و�لعلوم �لتي بد�أت

كخر�فات وخو�رق للعادة مل يعرتف بها �إال قلة من �لعلماء، ثم

تطورت �إىل قيم وتر�ث معريف مت تو�رثه من جيل �إىل �آخر حتى جاء

من طورها ونقلها �إىل علوم وخمرتعات و�كت�ضافات �ضاعدت �الإن�ضان

على �أن يعي�ش حياة �أكرث رفاه و�ضحة و�ضعادة. وهذ� �ضحيح فاالإن�ضان

ح�ضاد معارفه كما قال جيم�ش بريك يف كتابه �لقيم عندما تغري

�لعامل. لذ� من �الأهمية �أن ننظر �ليوم نحو ح�ضادنا �ضو�ء �ملعريف

من �لعلوم �أو من �لعاد�ت و�لتقاليد، فهي زرع �الأجد�د وغر�ش �الآباء،

فبارك �هلل يف هذ� �لغر�ش و�لزرع �لذي علمنا �أن نعي�ش على �أر�ش

�ل�ضحر�ء �أقوياء متحدين نعمرها ونبنيها، هذ� �لغر�ش �ملبارك �لذي

جعلنا وطنا و�أمة على خريطة �لكون ننعم بال�ضعادة و�خلري �لعميم.

فاطمة املزروعي

المعرفة التي سطعتمن تراث اإلنسان

أوراق تراثية94

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

Page 95: turath_156

النظرة اأن هذه له يوؤ�صف والن�صيان، ومما

�صطحيتها واأي�صا و�صبابيتها ق�صرها على

جت���د م���ن اأب���ن���اء ج��ل��دت��ن��ا م���ن ي����روج لها

خر يكون اأن اجلميل من لكن ويتبناها،

الهتمام هذا هوؤلء، فكر �صحالة على رد

ال��ع��امل��ي ب��ال��راث الإن�����ص��اين ب��اأ���ص��ره، ول��و

كالأمم عاملية منظمة تتبنى ملاذا ت�صاءلنا

اأذرعتها يف خدمة اأهم املتحدة واحدة من

عدة فيها توجد والتي اليون�صكو، الإن�صانية

مركز منها ال��راث بخدمة تعنى اأق�صام

اإح��ي��اء ال��ع��م��ارة الإ���ص���م��ي��ة، وه��ي تهدف

لو اأق��ول الإن�صاين، ال��راث لإنقاذ عموما

على عاملية منظمة ت��اأخ��ذ مل��اذا ت�صاءلنا

يف امل�صاعدة ب��ل ال���راث؟ حماية عاتقها

الأمم تنظر كيف لأدركنا وترميمه، ن�صره

العلوم كافة يف توهجا والأك��ر املتح�صرة

ل اأننا ولأدرك��ن��ا التاريخ، نحو الإن�صانية

نظلم اأننا بقدر عليه ونتجنى تراثنا نظلم

من نحرمها عندما عليها، ونق�صوا اأنف�صنا

بتفا�صيله املا�صي نحو العميق النظر نعمة

جلباب يف نعي�ش اأن يعني ل وهذا وعمقه،

امل���ا����ص���ي ون���رك���ن ل���ه ون��ن�����ص��ى احل��ا���ص��ر

وب�صكل نفرق اأن علينا يجب بل وامل�صتقبل،

التاريخ وبني واملا�صي احل�صارة بني دقيق

هي احل�صارة اإن فرويد يقول وامل�صتقبل.

ج��م��ل��ة الإجن�����ازات وال��ق��واع��د ال��ت��ي متيز

الدكتور لكن اأ�ص�فنا.. حياة عن حياتنا

مراد وهبة كان له تعريف اأكر دقة و�صمول

جملة اإنها الفل�صفي املعجم يف قال عندما

والعلمي والفني الأدبي التقدم مظاهر من

والتقني والتي تنتقل من جيل لآخر. عندما

اأق����ارن ه��ذي��ن ال��ت��ع��ري��ف��ني ل��ل��ح�����ص��ارة مبا

فرة يف العرب العلماء من اأجدادنا فعله

املظلمة« »الع�صور الغرب املوؤرخون �صماها

وتقاتل، جهل من يعي�صونه كانوا ملا وفقا

كان الع�صر ذلك اأن يف جدال ل اأنه اأجد

ع�صرا ذهبيا يف تاريخنا العربي واأي�صا يف

واملنطق.. والفل�صفة الطبيعية العلوم تاريخ

وبالتحديد فراته من فرة يف فالإ�ص�م

متكاملة ح�صارة اإىل حتول �صنة، األف قبل

وح�صول ال��ع��امل نهو�ش يف ال�صبب كانت

من الهائل الكم وظهور ال�صناعية الثورة

علوم اإن الع�صرين. القرن يف الخراعات

والأح��ي��اء والكيمياء كالفيزياء الطبيعة

واجليولوجيا مت تاأ�صي�صها اأو لنقل مت التاأثر

ونظريات حقائق واإ�صافة وجتديدها فيها

امل�صلمني.. العلماء بوا�صطة اإليها، مت مهمة

حتى وي��ذك��ره��م ي��ك��رم��ه��م ال��غ��رب زال ل

بحالة من اأوروبا متر كانت فبينما اليوم..

الإ�ص�مية احل�صارة علماء كان الفو�صى

ي���ج���رون جت��ارب��ه��م وي��ك��ت��ب��ون اأب��ح��اث��ه��م

القادمة.. احل�صارات لتاأ�صي�ش ونظرياتهم

عديدة ال�صياق هذا يف والأدل��ة وال�صواهد

العامل ع��ن وه��و اإح��داه��ا اأ���ص��وق ومتنوعة

حم��م��د ب��ن م��و���ص��ى اخل���وارزم���ي م��وؤ���ص�����ش

اك��ت�����ص��ف قيمة ال���ذي اجل���رب واحل�����ص��اب،

ك��الآح��اد ل���أع��داد م��ن��ازل وو���ص��ع ال�صفر

اأوجد الذي اأي�صا والع�صرات واملئات.. وهو

خوارزم اأ�صلها الكلمة وهذه "اللوغارمت" النوع ه��ذا موؤ�ص�صها، ا�صم م��ن اقتبا�صا

تعتمد ال��ذي ه��و احل�صابية العمليات م��ن

بت�صميم تقوم التي الربجمة لغات عليه

�صمي لذلك اليوم.. الآيل احلا�صب اأنظمة

–األ يعترب هذا باأبو احلا�صوب اخلوارزمي

هذا مهد لخ��راع الذي فهو ال��راث- من

األف ومئتي �صنة!.. العظيم قبل اجلهاز

التنكر م���ن ات��ع��ج��ب امل��ن��ط��ل��ق، ه���ذا م���ن

–تراثنا- وتاريخنا حل�صارتنا والن�صيان

يف هذا اجليل.. حيث اأ�صبح تقم�ش املظهر

امللب�ش ح��ي��ث م��ن ال��غ��رب��ي��ة وال��ت�����ص��رف��ات

والتطور.. التمدن على الدليل هو والك�م

كال�صتعمار م�صطربة ظروفا اأن �صحيح

ا�صتمرار يف اأث��رت وال�صيا�صة والقت�صاد

لكن الإ�ص�مية العربية احل�صارة �صعود

اأن يجب راأي��ي ج��دا! من ط��ال التعر ه��ذا

العربية للهوية والنتماء الفخر زرع يتم

والوطنية.. ف� تتوقع من �صاب امت�أ ذهنه

التطور، ماهية ع��ن موؤ�صفة ب��اع��ت��ق��ادات

الع�صر م��ع وت��واك��ب��ه مت��دن��ه م��دى ويظهر

اآخر تكون اأن يحر�ش التي ثيابه بو�صاطة

من ي�صتعملها التي واأجهزته ال�صيحات،

من املقتب�صة وت�����ص��رف��ات��ه ال��رف��ي��ه اأج���ل

هذه من تتوقع ل الغربي.. الغناء جن��وم

عربيا.. فخرا اأو جم��دا تبني اأن ال�صاكلة

غر�ش اإن ل��وط��ن��ه��ا. �صيئا ت�صيف اأن اأو

العربي للتاريخ والفخر واحل��ب النتماء

واملثالية الأوىل اخلطوة هو ال�صباب لدى

بوا�صطة العامل ت�صود عربية ح�صارة لبناء

ال�����ص���م، ول��ق��د اأح�����ص��ن��ت ال��دك��ت��ورة حنة

وامل�صتقبل« املا�صي »بني كتابها يف اآرن��ت،

وهي تدافع عن املا�صي وعن العلماء الذين

ونظرياتهم، ب��اآرائ��ه��م الإن�����ص��ان��ي��ة اأث����روا

اأولئك على نرد اأن "ن�صتطيع قالت: حيث

اأف�طون اإن لنا يقولون ما كثرا الذين

اأو غ��ره م��ن ع��ظ��م��اء ال��ك��ت��اب الأق��دم��ني،

ويبطلها، فل�صفتهم ين�صخ م��ن ج��اء ق��د

انتقاد كان لو اأنه حتى ندرك اأن ون�صتطيع

تظل ف��ق��د �صحيحا، لأف���ط��ون بع�صهم

منتقديه. رفقة من اأف�صل اأف�طون رفقة

عليه يكون اأن ينبغي ما فلنتذكر كل وعلى

وهم ال��روم��ان ع��رف يف املثقف ال�صخ�ش

جديا اهتماما بالثقافة اهتم �صعب اأول

ال�صخ�ش املثقف هو قالوا: كاهتمامنا حني

الذي يح�صن اختيار رفاقه من بني الرجال،

وم��ن ب��ني الأ���ص��ي��اء وم��ن ب��ني الأف��ك��ار، من

واملهمة �صواء. على املا�صي ومن احلا�صر

الوطن ففي كبرة، مع�صلة ولي�صت ي�صرة

املوؤ�ص�صات من الع�صرات ع�صرات العربي

حماية اأجل من اإن�صاوؤها مت التي والهيئات

الهيئات ه��ذه ع��ل��ى وم��ا ون�����ص��ره، ال���راث

عملها من��ط وتغير اأ�صاليبها تطوير اإل

وت�صميم وفعالية، اإنتاجية اأك��ر ليكون

املختلفة املجتمع اأطياف ت�صتهدف برامج

الفتيات وال�صباب وجذبهم بربامج وخا�صة

الرفيه فيها وفعاليات وم�صابقات م�صوقة

واإرثنا ح�صارتنا بعمق والتعريف والت�صلية

والفكري الإن�صاين

التراث يعاني لدينا فقط من حالة عدم

الفهم لوظيفته ومدى جسارته وقوته

ليكون جسرا متينا نحو المعاصرة والحداثة

Page 96: turath_156

من اأ�سهر احلكايا ال�سعبية احل�سانية

»سريسر ذهبو« .. طاردة إخوتها ومنقذتهم

قال الراوي

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

96

Page 97: turath_156

ودن��وه��ا الآ�سر احلكاية ه��ذه ل�سحر ونظرا

الغامر من الأنني الإن�ساين الناجم عن الظلم

واملتاعب للم�ساكل وامل���وؤمل احل���اد وال���ري

اأق�سو�سة م��ن حتولت فاإنها وامل�ساعب،

ترتدد اأ�سداوؤها يف الآكام والآجام وم�سارب

اخليام يف ليايل ال�سمر املقمرة اأو على �سوء

ال�سامعني تطرب اأغنية اإىل امل�سرمة النار

وتلهب حما�سة اليافعني وتذكر الغافلني باأنني

امل�سردين واملبعدين والآبقني واملحبطني.

من متدلية دانية قطوفا نقطف اأن وقبل

غ�سون حكاية �سعبية اأعالها غدق باملعاين

واملتوالدة املتواردة بالدللت عبق واأدناها

املتني امل��ن ه��ذا ت�سل �ستى اأرح����ام م��ن

والأ�ساطري الديانات بعوامل ودلليا بيانيا

التي واحل��ك��اي��ات والأقا�سي�ص والأ���س��ع��ار

ن�سيخ اأن ب��د ل ال�����س��ارد، خميلة تتوئمها

خالكة »ك��ال��و ي��ق��ول: وه��و ل��ل��راوي ال�سمع

امراأة عندها ا�سبع اأولد ذكور...«

عاد اأم مرغاية! م�س

اأبناء، �سبعة اأجنبت »اأم« ام��راأة ان زعموا

اأبناوؤها ك��ر ومل��ا اأن��ث��ى، مليالد تتوق وظلت

وعلموا بقرب و�سعها مولودا جديدا، خرجوا

اأهلهم، منازل عن وابتعدوا اإب��ل، قطعة يف

تخرهم اأن الأم�����ة« « اخل����ادم واأم�����روا

اأن��ث��ى، ف��ان ك��ان اأم ب��امل��ول��ود ذك���را ك��ان

��ع��اد«-اأي »م�����س ب��� اإليهم اأ���س��ارت ذك���را،

وتع�سد ب��ه حت���رك ع��ود وه��و ��د- امل��ع�����س

اأنثى كانت واإن الطهو- اأثناء الع�سيدة

وهي ب�:»مرغاية«، اإليهم اأ�سارت اأو رفعت

الطعام. بها يغرف التي املغرفة

الأم��ة- -اأي لكن اخل��ادم بنتا، الأم اأجنبت

امل�سعاد/ ف��رف��ع��ت ال��و���س��ي��ة، ع��ن ذه��ل��ت

فانطلق امل��غ��رف��ة، امل��رغ��اي��ة/ ب��دل املع�سد

ومل �سباأ، اأي��ادي وتفرقوا الفالة يف الإخ��وة

يعرث لهم على خر.

كرت »�سري�سر ذهبو« مع مرور ال�سنني، وهي

النا�ص- ولكن ح�سل، عما �سيئا ت��دري ل

وهم اأمن من ال�سبح- مل يرحوا ذكر ق�سة

اختفاء اإخوتها.

مع وت��ل��ع��ب تلهو ك��ان��ت بينما ي���وم، وذات

�سويحباتها من بنات احلي، طفقن يهمزنها

حل ال���ذي بالنح�ص وي�سفنها ويغمزنها

باأهلها، وينعتنها بطاردة اإخوانها.

�ساء كالمهن الالذع الطفلة، وحز يف نف�سها

اأن تو�سف مبا نعتنها به، فانكفاأت على نف�سها

تكلمها، ل اأمها عن ت وازور وت��ن��وح، تبكي

وامتنعت عن املاأكل وامل�سرب.

ا�ستاءت والدتها كثريا وبقيت يف حرية و �سك

حمياها من حت�س�ست اإذ ابنتها، اأم��ر من

ال�سحوب عالمات عليه بدت ال��ذي الكئيب

ه يف والذبول اأن هما ثقيال اأمل بها، وهي ت�سر

نف�سها ول تبديه لها، فاقرتبت منها و�سمتها

وتو�سلت راجية اإليها توددت و اإىل �سدرها،

و�ساألتها ���س��را، اأو خ���را تكتمها األ منها

واأورثها كاآبة، فرحتها واأب��دل بها نزل عما

يف ما لها فنرثت وانكفاء، وان���زواء ق��ع��ودا

باأن واأخرتها ، حقينة �سدرها من غم وهم

د. بوزيد الغلى

ن�سوجات ال�سعبية احل�سانية واأكرثها توليدا تعد حكاية »�سري�سر ذهبو« من اأمتع واأبدع الأ

للدللة وطردا للماللة باإبقائها لأفق التوقع والنتظار منفتحا ممتدا لدى ال�سامع من اأحداث

البداية اىل وم�سات النهاية، فهي مبثابة اأحبولة درامية ماتعة تعمد اإىل توريط املتلقي يف فخ

متعة التلقي انتظارا ملاآلت اأحداث تبداأ بولدة وليدة و�سفت بطاردة اإخوتها ال�سبع ول تنتهي

بفرح بله قرح لقياهم بعد مغامرة �سبيهة مبطاردة حلم غ�سل عار ظل يالزمها منذ �سرخة

ال�ستهالل اإىل حني بلوغها احللم.

قبل أن تودعهما قطعت األم لسانها واستودعته

بنتها وأشارت عليها بحفظه وصونه وعدم

التفريط به

وجدتا نهرا من قطران فأمرتها »كمبة«

بالتوقف عند ضفته ثم باغتت الفتاة وألقتها

في النهر فطالها القطران واسودت

بشرتها

Page 98: turath_156

ق تفر التي بامل�سوؤومة ينعتنها �سويحباتها

اإخوتها يوم ميالدها، فقالت الأم: كذبن يا

بنيتي، اإمنا حت�سدنك لأنك اأجملهن، ومتى

كن وقد تفرتينه، الذي الهراء بهذا علمهن

�سبايا يف مثل �سنك؟.

رحلة البحث عن اليقني

البنت، وك��اآب��ة ح��زن م��ن الأم ك��الم خفف

رغبة ج��وان��ح��ه��ا ب��ني حت��م��ل ظ��ل��ت ولكنها

وتطلعا ملعرفة احلقيقة، وكلما كرت وا�ستد

عن ال�سوؤال قلبها يف واحتدم احتد عودها

حقيقة ما يزعمه النا�ص وتكذبه اأمها، فلما

ال�سك العزم على طرد بلغت احللم عقدت

باليقني، واأقنعت اأمها اأنها ل حمالة �سائرة

اإخوانها، فاأ�سفقت الأم ت�سائل الركبان عن

الهم اخرتمها وقد لها قلبها ورق حلالها

واخ��ت��ارت ج��ه��ازه��ا، لها فجهزت نحافة،

واأمرت اأجود جمالها، اأبي�ص من لها جمال

اخلادم /الأمة »كمبة« اأن ت�سطحبها وتقود

وتعتني ترعاها اأن واأو�ستها اجلمل، بها

اأن وق��ب��ل مبتغاها، ت��ن��ال ح��ت��ى ب�����س��وؤون��ه��ا

وا�ستودعته ل�سانها، الأم قطعت تودعهما

بنتها، واأ�سارت عليها بحفظه و�سونه وعدم

به. التفريط

اعتلت البنت ظهر مطيتها وانطلقت والأمة

وطال ق��ف��ارا، م��ف��ازات وقطعتا بها، تقود

الأم��ة، على العياء غلب حتى امل�سري بهما

جنبها تل�سها اأن �سيدتها ف��ا���س��ت��اأذن��ت

امل�سي عناء م��ن ت�سرتيح ك��ي املطية على

غري قدماها، ب�سببه تفلحت الذي ال�سديد

ت�سايحوا الأم ول�سان واحلجر ال�سجر اأن

معك، ت��رك��ب ت��دع��ي��ه��ا ل ل، ل، ج��م��ي��ع��ا:

ويحك، اأن�سيت و�سية اأمك؟.

تكابد والأمة ال�ساق، الطويل ال�سفر تابعتا

كرة �سيدتها من وتلتم�ص والعياء، العناء

بعد اأخرى اأن تدنيها وتل�سها حيث تل�ص،

ل ل، واحل��ج��ر: وال�سجر الل�سان في�سيح

تفعلي، اإياك اأن تع�سي اأمر اأمك.

قوى خ��ارت حتى ذل��ك على احل��ال ا�ستمر

الأمة ومل تعد تقوى على ال�سري على الأقدام،

نخل فيه بواد تنزل اأن �سيدتها فا�ستاأذنت

ومتر وفري، فوافقت، وحطتا الرحال بذلك

الوادي لأخذ ن�سيب من الراحة.

نخلة، ظل اإىل ذهبو« »�سري�سر البنت اآوت

الأم��ة اإليها ودلفت التمر، تاأكل وجل�ست

على اأ�سعه كي الل�سان ناوليني قالت: ثم

ففعلت، يتعفن، اأو ينن لئال نخلة عرجون

وب��ع��د اأن ا���س��رتاح��ت��ا ق��ل��ي��ال واأط��ف��اأت��ا ن��ار

متاعهما واأخذتا التمر، تزودتا من اجلوع،

حتى الإخ��وة عن بحثا م�سريهما ووا�سلتا

جديد، من ينتابها التعب الأمة ا�ست�سعرت

فالتم�ست كرة اأخرى من �سيدتها اأن تركبها

جنبها، فاإذا باأ�سداء الأ�سوات تعم الف�ساء

ذهبو« »�سري�سر فتذكرت بعيد، من اآتية

عنه، الأم��ة اخل��ادم/ و�ساألت اأمها، ل�سان

النخلة، اإىل اأوينا اإذ ن�سيته لقد فاأجابت:

نرجع ولن ال��وادي، عن كثريا ابتعدنا وقد

الفتاة اأحل���ت اأخ���رى. م��رة اأع��ق��اب��ن��ا على

بحثا اآث��اره��م��ا على ت��رت��دا اأن الأم���ة على

وعنفتها، ب�سدة نهرتها لكنها الل�سان، عن

فالذت بال�سمت، ووا�سلتا امل�سري.

خيانة »كمبة«

اأنهك العياء »كمبة« والتم�ست من »�سري�سر

املطية، ظهر على معها تل�سها اأن ذهبو«

النزول على »كمبة« فاأرغمتها اأبت، لكنها

اأن تقود بها اجلمل، بالقوة واأكرهتها على

فرتجلت طلبها، تلبية م��ن ب���دا ت��د ومل

منها ت�سخر و»كمبة« باخلطام، واأم�سكت

وتنفجر �سحكا، وتكيل لها ال�سب وال�ستم.

نهر اللنب

�سيئا يت�سلل والتعب طويال، ال�سري وا�سلتا

بالتوقف همت وكلما الفتاة، اإىل ف�سيئا

ب�سدة »كمبة« نهرتها لال�سرتاحة قليال

اأو نهرا األفيتا حتى بالإ�سراع، اإياها اآمرة

واديا من اللنب، فاأمرتها بالتوقف واأجرتها

اجلمل، على من للنزول م�ساعدتها على

فق�سته، الناعم �سعرها اإىل عمدت ث��م

مكانه واأل�سقت املجعد �سعرها ق�ست ثم

بوا�سطة الناعم الفتاة �سعر من جدائل

ارمت��ت ث��م العربي، ال�سمغ اأي »ال��ع��ل��ك«

واأ�سبحت ب�سرتها، لون فتغري اللنب بوادي

نقية. بي�ساء

نهر القطران

وامتطت ال�ستحمام بعد »ك��م��ب��ة« ع���ادت

�سفرتهما ج��دي��د م��ن وا�ستاأنفتا امل��ط��ي��ة،

ال�����س��اق��ة ح��ت��ى ا���س��ت��ب��د ال��ت��ع��ب ب��ال��ف��ت��اة

اإىل ب��ال��رك��وب ل��ه��ا ت�سمح اأن فنا�سدتها

الفتاة فاأ�سبحت رف�ست، لكنها جنبها،

ت�سري بتثاقل �سديد وكاأنها حتبو حتى وجدتا

بالتوقف »كمبة« فاأمرتها قطران، من نهرا

وباغتت املطية، عن نزلت ثم �سفته، عند

القطران فطالها النهر، يف واألقتها الفتاة

اأخذت »كمبة« املاكرة وا�سودت ب�سرتها، ثم

ب��ق��اي��ا ���س��ع��ره��ا امل��ج��ع��د ف��األ�����س��ق��ت��ه على

ال�سعر، جمعدة �سعثاء فاأ�سبحت راأ�سها،

خيام لهما بدت حتى رحلتهما وا�سلتا ثم

ونزلتا من�سوبة يف فالة، فاتهتا �سوبها،

اأهلها. �سيفات على

مقدمهما �سبب عن النا�ص »كمبة« حدثت

لها وذك��روا ال�سبع، الإخ��وة عن و�ساألتهم

ي�سكنون اأحمد اأكرهم يدعى اإخوة ذكورا

»�سري�سر ف�ساحت مقامهم، عن بعيد غري

ذهبو«: هم واهلل اإخوتي،

واف��رح��ت��اه، ن��ظ��رت اإل��ي��ه��ا »ك��م��ب��ة« ���س��زرا

اأه��ل بع�ص رف��ق��ة انطلقتا ث��م ون��ه��رت��ه��ا،

ال�سبع، الإخ��وة منازل و�سلتا حتى اخليام

مست قطرات من دمها ثوب أخيها ولم يفلح

في محوها فانطلق إلى الحكيم فأخبرها أن بينه

وبين الفتاة صلة رحم

زوجات األخوة أطعمنها بيضة

حنش فنما من جرائها في بطنها ثعبان ثم قلن ألخيها :

إن أختك حامل من زنا

قال الراوي

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

98

Page 99: turath_156

م��ن على ال��ن��زول اإىل »ك��م��ب��ة« ف�����س��ارع��ت

املطية وهي ت�سيح باأعلى �سوتها: يا اأحمد،

اأنا اأختكم »�سري�سر ذهبو«.

لقاء الأخوة

واأكلوا ونحروا اأختهم مبقدم الإخ��وة فرح

و�سربوا وابتهجوا، اإذ مل يعلموا من ذي قبل

اأن لهم اأختا، وظلوا يكرمونها ويغدقون لها

فقد ال�سوداء »�سري�سر ذهبو« اأما العطايا،

والإم��اء، والعبيد اخل��دم معاملة عاملوها

النهار وتق�سي اخل��ي��ول، وت��رع��ى حتتطب

تبكي وتنتحب وتبتلع ريق الأ�سف واحل�سرة،

ول تروح اإل �سامرة خاوية طاوية، ول تد

ل عنهم، فازدادت مع من الطعام اإل ما ف�س

مرور الليايل و�سوء احلال نحافة وكاآبة.

وذات ي��وم خ��رج اأخ��وه��ا الأك���ر اأح��م��د يف

طلب حاجة، ف�سمع �سوتا �سجيا ينبعث من

املرعى فاته نحوه، فاإذا باخليول تبدو من

منت�سية م�ستاأن�سة بهذا بعيد وهي ترتاق�ص

بالأمة فاإذا ال�سجي، ودلف نحوها ال�سوت

الراعية تن�سد وتغني ب�سوت رائق، والدموع

ت��ب��ل��ل خ��دي��ه��ا، واخل���ي���ول ت���دور ح��وال��ي��ه��ا،

ف��ج��ذب��ه��ا ج���ذب���ا ����س���دي���دا م���ن ذراع��ي��ه��ا

ي�سرخ وهو األيما �سربا و�سربها وعنفها

واللهو للغناء اأر���س��ل��ن��اك؟ مل وج��ه��ه��ا: يف

وبينما كان يسير في الفالة أبصر نسرا ينقض

على حنش فبادر إلى نجدته فشكر له الثعبان

صنيعه ووعد برد الجميل

Page 100: turath_156

خما�سا اخل��ي��ول ت��روح األ��ه��ذا للرعي، اأم

وق��د ك��ان��ت ت��روح م��ن ق��ب��ل ب��ط��ان��ا؟. خلف

ال�سرب جروحا تنز وتنزف يف ج�سد الفتاة

ثوب دمها من قطرات وم�ست امل�سكينة،

نزع اإىل و�سارع اإىل خيمته عاد الذي اأحمد

ثيابه وغ�سلها وتطهريها من اآثار الدم، لكنه مل

واإزالتها بعد حماولت عديدة يفلح يف حموها

متكررة، فانده�ص وانتابه قلق وخوف، فانطلق

الق�سة. عليه وق�ص /القا�سي احلكيم اإىل

�سمت احلكيم مليا ثم �ساأله: هل تربطك بهذه

اأظن، اأو رحم ؟ فقال: ل، ل امل��راأة عالقة دم

ث��م حكى ل��ه م��ا ك��ان م��ن اأم��ر اأخ��ت��ه والأم����ة و

مقدمهما بعد �سفر طويل. وبعد �سماع الق�سة

باأن احلكيم حدثه منتهاها، اإىل مبتدئها من

يف الأمر �سبهة قرابة دموية واأوعز اإليه

اأن ين�سب خيمة كبرية ويجعل حتتها

�سبع »بنيات« اأي مظالت �سغريات

من يطلع مكانا لنف�سه يتخذ واأن من�سوبات،

اأن دون اخليمة يف يحدث ما كل على خالله

كب�ص بذبح عليه اأ�سار ثم بداخلها، من ي��راه

ما ولينظر للوافدتني، وتقدميه وطهوه �سمني

الذي �ست�سنعان؟.

وليمة للأخت والأمة

عاد اأحمد اإىل خيمته واأمر اأهله باإعداد الوليمة،

ذهبو« و»�سري�سر »كمبة« من كال اإليها ودع��ا

و جم���ددا لهما احل��ف��اوة م��ظ��ه��را

ب��ه��م��ا، وج��ل�����ص مبكان ال��رتح��ي��ب

خفي يرقبهما، فاإذا ب�»كمبة« تلتهم

والأمعاء« »املعدة قط وال�س الراأ�ص

مل بينما ب�سراهة، اللحم تاأكل ثم

تتناول الفتاة �سوى قطعة من اللحم،

لو اآه تقول: وهي تغالبها والدموع

ا�ستطعت اأن اأبعث هذا اللحم اإىل

اأمي، اأمي التي ل اأعرف عنها خرا �سوى اأين

تركتها وحيدة. امتالأت »كمبة« حنقا وغيظا من

تذكرها اأمها فعاجلتها ب�سربة اأ�سقطت اللحم

من يدها، ومل ت�سر بعد على مد يدها لتناول

الطعام، اأما »كمبة« فقد وا�سلت الأكل ب�سراهة

حتى �سبعت.

عقاب »كمبة«

وراأوا »كمبة«، اأمر واإخوانه اأحمد اكت�سف

من فا�ستيقنوا �سنعت، ما كل اأعينهم باأم

ما بها ينزلوا اأن وقرروا وخداعها، مكرها

لت�سليلها وفاقا ج��زاء عقاب من ت�ستحقه

ل��ه��م وان��ت��ح��ال��ه��ا ���س��ف��ة اأخ��ت��ه��م، ف��ن��زع��وا

اأكرهم و�سارع »البنيات«، ال�سبع املظالت

منها ملتم�سا احلقيقية اأخته معانقة اإىل

العفو وال�سفح عما بدر منه، ثم اأمر اإخوته

ربط واأح��ك��م ج��م��ال، اأرب��ع��ة ل��ه يقربوا اأن

اأط���راف »ك��م��ب��ة« م��ع اأخ��ف��اف��ه��ا »اأرج��ل��ه��ا«،

ب�سرعة، وحتركت فدبت اجلمال و�سرب

مزعا وراح كل جمل بجزء فتقطعت »كمبة«

واأخ��ره احلكيم اإىل اأح��م��د رج��ع منها.

مب���ا ك���ان م���ن اأم����ر »ك��م��ب��ة« امل��خ��ادع��ة

ال�سبيل كيف �ساأله: ثم وم�سريها،

الذي ال�سواد من اأخته تخلي�ص اإىل

اعرتى ب�سرتها وغري �سحنتها؟

اأن احل���ك���ي���م ع��ل��ي��ه اأ�����س����ار

ع��ب��ارة وه��ي »ع��ك��ة« يلتم�ص

ع��ن ك��ي�����ص ج��ل��دي ك��ال��ق��رب��ة

التمر م��ن خليط فيه ي��خ��زن

�سبيه مبا كانت وال�سمن، وهو واملاء

من وال�س مر الت - باحلي�ص العرب ت�سميه

يختلط، مل اأنه اإل احلي��ص، الأق��ط ثم معا

«، وي�سع اأخته ب وي�سميه اأهل ال�سحراء بالر

ما عنها يتحلل حتى معدودات اأياما فيها

علق بها من �سواد.

غرية زوجات الأخوة

عاد اأحمد اىل اأهله و�سنع ما اأمره احلكيم

به، ومكثت اأخته بالعكة اأياما ثم �سق اجللد

الناظرين، ت�سر نقية بي�ساء واأخ��رج��ه��ا

قال الراوي

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

100

Page 101: turath_156

واألب�سها ملحفة جميلة زادتها بهاء وجمال،

فاأعجبت بها زوجات اإخوانها اإعجابا ت�سللت

فاأ�سبحن قلوبهن، اإىل الغرية فرطه من

ي�سايقنها ويرتب�سن بها الدوائر .

منها للتخل�ص مكيدة دب���رن ي��وم وذات

على واأجرنها حن�ص بي�سة اأطعمنها اإذ

بطنها يف جرائها م��ن فنما ابتالعها،

اأختك اإن اأحمد: لأخيها قلن ثم ثعبان،

فاقرتب التاأكد �سئت واإذا زنا، من حامل

من بطنها وا�ستمع اإىل حركة جنينها.

احمر وجه الرجل من الغ�سب، وحتني فر�سة

لختبار �سدقهن، فاقرتب من اأخته وو�سع راأ�سه

على فخذها وق��ال: يا ابنة اأم��ي، حكي راأ�سي،

وحينها �سمع حركة مريبة يف بطنها، فوقع يف

نف�سه �سدق الن�سوة، وجرها جرا عنيفا ورماها

يف قعر بئر، وانهال عليها باحلجارة حتى طمرها

وردم البئر، ثم ان�سرف .

البئر واخليول

مغارة البئر بقاع ذهبو« »�سري�سر وج��دت

حتى طويال زمنا فيها واختباأت بها لذت

من خ�سالته بع�ص واأط��ل��ت �سعرها ط��ال

خارج البئر ونبتت كما تنبت الأع�ساب الرية.

رجل خيل كانت امل��ك��ان، ع��ن بعيد وغ��ري

غني ترعى على مقربة من البئر، وتق�سم

وحتاول جنباته، على املنت�سرة الأع�ساب

عن مت��ي��زه ل ال���ذي ال��ف��ت��اة �سعر ق�سم

قعر من رخيم �سوت فينبعث الأع�ساب،

ل الوديعة، اخليول اأيتها املطمور: البئر

�سدى املكان يف ي��رتدد ثم �سعري، تاأكلي

التي اخليول انتباه ت�سد �سجية اأغنيات

املكان ح��ول وت��دور وتلف بانت�ساء ت�سغي

ول ترحه حتى تغيب �سم�ص النهار فرتوح

�سامرة جوعى.

وم��ع م��رور الأي���ام، اأ���س��اب اخل��ي��ول ه��زال

�سديد، فانتبه �ساحبها ل�سوء حالها ف�ساأل

اأم الكايف الكالأ اخليول تد هل الراعي:

بعد مقفرا واأ�سحى اأجدب قد املرعى اأن

اأن كان مربعا؟

خ�سبة تزال ل الأر���ص اإن الراعي: اأجابه

تن�سغل اخليول ولكن بالأع�ساب، وم��الآى

مل البئر، ج��وف م��ن ينبعث ���س��اد ب�سوت

ي�سدق الرجل كالم الراعي وتوعده بالعقاب

اإىل ا�سطحبه ال�سباح ويف عليه. كذب اإن

املرعي لرييه حقيقة ما روى له.

زواج �سري�سر بالرجل الرثي

اإىل ت��ن��زع اخل��ي��ول عينيه ب��اأم ال��رج��ل راأى

ي��رى ل ال���ذي ال��ع��ذب بالغناء ال�ستمتاع

ويزيل الراعي مبعونة يحفر وبداأ م�سدره،

احلجارة املركومة على البئر حتى بلغ مو�سع

بيا�ص �سديدة جميلة ب��ام��راأة ف���اإذا امل���اء،

وتطل تظهر ال�سعر �سواد �سديدة الب�سرة

براأ�سها من مغارة بجانب اجلب، فاأخرجها

واأكرمها و�ساألها من تكون؟ ومن الذي األقاها

منها واأجنب تزوجها وبعد مدة القليب، يف

طفال جميال بهي الطلعة.

الركبان واإجن��اب��ه��ا زواج��ه��ا بخر و���س��ارت

وتناهى اإىل اإخوتها ما انتهت اإليه من �سكينة

فخرج غ��ن��ي، رج��ل ع�سمة يف وطماأنينة

اأكرهم يتح�س�ص خرها، فاهتدى اإىل احلي

را قرب منزلها. الذي تقيم فيه، واأقام متنك

وبينما كان ي�سري يف الفالة ذات يوم، اأب�سر

اإىل اأن ينق�ص على حن�ص فبادر ن�سرا يريد

جندته، ف�سكر له الثعبان �سنيعه، ووعد برد

اجلميل عاجال اأم اآجال .

لإخوتها اإنقاذها

مكث الأخ اأياما باحلي يرتب�ص ويرت�سد للقاء

اأخته اإىل اأن راآها ذات �سباح وهي يف طريقها

فلمحه اإليها، ليتحدث فا�ستوقفها املنزل اإىل

ب�سكني، قتله حم��اول وغافله بعيد من زوجها

لكن احلن�ص كان اأ�سرع من طعنته، اإذ التوى على

اإن مل يلق ما بيده ويرتك رقبته وهدده بالقتل

الرجل مي�سي حلال �سبيله �ساملا، فاألقى الزوج

املدية وهو يرتعد فرقا وخوفا من الثعبان.

واأخ��ر معافى �ساملا اأهله اإىل اأحمد ع��اد

اأختهم عن واأنباأهم ج��رى، ما بكل اإخوته

التي حتول حالها اإىل اأح�سن حال، واأجمعوا

امل��ك��ان اإىل ال���رح���ال ���س��د ع��ل��ى اأم���ره���م

باأمرهم زوجها علم وملا . فيه تقيم الذي

لالإغارة خطة اأ�سحابه مبعية ودب��ر فكر

»�سري�سر لكن منهم، واخل��ال���ص عليهم

ما على واطلعت جن��واه��م �سمعت ذه��ب��و«

ف�ساءها وغيلة، غدر من لإخوانها يبيتونه

بها تع�سم حيلة يف وف��ك��رت ي��ك��ي��دون، م��ا

لها يتفطن اأن دون امل��ك��ي��دة م��ن اإخ��وت��ه��ا

الليل فحمة ا�سودت وملا واأ�سحابه، زوجها

وتغرزها طفلها توخز وطفقت اإبرة اأخذت

�سراخه، ويعلو دموعه فتنهمر رج��ل��ه، يف

وهي واإ�سكاته، تهدئته مبحاولة وتتظاهر

بالهرب اأخاها ومنا�سدة م�سعرة له تغني

وفق اخلطة التي �سمنتها اأغنيتها:

ر ريدا ياحمد �سدي اأ

ي ر ريدا ياولد اماأ

ر ريدا هربو هربو اأ

ر ريدا والنا�س عدواأ

ر ريدا نفخو امل�سكي اأ

ر ريدا خلوه متكياأ

ر ريدا اركبو امللجوم اأ

ر ريدا خلو املكعوماأ

لأغنيتها ج��ي��دا واأن�ستوا الخ���وة ا�ستمع

وو�سعوها القرب فنفخوا معناها، وفهموا

ل كي الإب��ل وكعموا نومهم، اأفر�سة ف��وق

وانطلقوا اجلياد وامتطوا رغاء، لها ي�سمع

يف الفالة

انبعث من قعر البئر المطمور صوت رخيم

ينادي: أيتها الخيول الوديعة ال تأكلي شعري وتردد في المكان صدى

أغنيات شجية شدت انتباه الخيول

فكرت في حيلة تعصم بها إخوتها من المكيدة

دون أن يتفطن لها زوجها وأصحابه ونجحت

Page 102: turath_156

الأدب خطاب درا�سة ن��ود

م��ا ميكن �أول ف���اإن �مل���روي

�لأدبي �لن�ص مالحظته هو �ختالفه عن

�ملكتوب، ففي خطاب �لن�ص �لأدبي �ملروي

نعرث على �ضوت �لر�وي بال�ضرورة، وهذ�

بعنا�ضر �مللفوظ ن�ضيج يخرتق �ل�ضوت

�ل�ضخ�ص م��وؤ���ض��ر�ت بو�ضفها �مللفوظية

�إ�ضافة �لتلفظ، وزم��ان ومكان �ملتلفظ،

موقف حت��دد �لتي �لتلفظ كيفيات �إىل

�ملتلفظ من فعل �لتلفظ ذ�ته، مثل موقف

�ل��ت��اأك��ي��د و�ل��ي��ق��ن و�ل�����ض��ك و�لح��ت��م��ال،

�أخ���رى ل حتدد م��وؤ���ض��ر�ت �إىل �إ���ض��اف��ة

موقف �ملتلفظ من فعل �لتلفظ ذ�ته ، بل

حتدد موقفه مما يقول.وهذ� يعني �أن من

كما �ملقام ه��ذ� ملفوظ خ�ضائ�ص �أب��رز

�ضوت ح�ضور حيمر، �لو��ضع عبد يقول

على �عتماد� ملفوظه و�ضياغة �ملتلفظ

�لذ�ت �ضمري وبالذ�ت �حل�ضور، �ضمائر

»�لإ�ضاري« �ملقام بو�ضفه مركز �ملتلفظة،

ذلك يف يقابله �ل��ذي �ملخاطب و�ضمري

ملفوظ يعتمد كما فيه وي�ضاركه �ملقام،

من لغوية، عالمات على �خلطاب ه��ذ�

�أن يحيل على مقام �لتلفظ، �ضاأن بع�ضها

من حيث وجود �لذ�ت �ملتلفظة يف �لزمان

ومن وهناك، وهنا، �لآن، مثل، و�ملكان

�ضاأن بع�ضها �لآخر �أن يحيل على �مل�ضافة

�مللفوظ يف �ملتلفظ �ل�ضوت يقيمها �لتي

�إز�ء ما يعلنه، ويقوله يف ملفوظه مثل �ضيغ

�ل�ضك و�لريب و�لرتجيح، ومن ذلك لفظة

ي�ضاف و»يقال«، و»ممكن« و»ق��د« »رمب��ا«

عنا�ضر بع�ص �ن��ف��الت �أي�ضا ذل��ك �إىل

فكل �حلديث �أثناء مكوناته �أو �خلطاب

ر�و يروي �حلكاية كما �ضمعها وقد ي�ضيف

�أو يحذف ق�ضد� �أو بغري ق�ضد، ثم قدرة

�خلطاب و�ضبك �ل�ضرت�ضال على �لر�وي

�لت�ضاكل ي�ضنع �لذي �أدبية، �أكرث ب�ضكل

�حلكاية تظهر بحيث �لن�ص يف �ل�ضردي

فيها يكون �لأح��د�ث من متتالية وكاأنها

�أو منفعلة مع �ملمثلون كائنات حية فاعلة

�حلدث يف �حلبكة �حلكائية.

و�إذ� كانت �لثيمة هي جمموعة من �لقيم

للتج�ضد و�لقابلة �لن�ص د�خ��ل �ملتناثرة

يف م�ضار�ت متنوعة يف �لن�ص �لأدبي فاإن

»�لهوية« بو�ضفها ثيمة عامة للن�ص �لأدبي

�لتكثيف �إىل �مل��روي خا�ضة حتتاج دوم��ا

و�لرتكيز �لذي �إىل �ضيوؤدي �إىل ما ي�ضمى

ب�»�لبعد �لثيمي«، وهذ� �لبعد يتم تركيزه

وتكثيفه يف »�حلبكة« �لتي ت�ضكل �لوحد�ت

�ل�ضردية �ل�ضغرى �لتي يت�ضكل منها �ل�ضرد

�لن�ص يف �حلكائية �مل���ادة ي�ضكل �ل��ذي

�لأدبي �ملروي �أو �ملكتوب، ذلك لأنه يقوم

�لعالقة وينظم �لتخيلية، �مل��ادة برتكيب

بينها وبن �ملرجعيات �لثقافية و�لوقائعية،

ع��الق��ات ���ض��م��ن ت���ن���درج يجعلها مم���ا

مزدوجة مع تلك �ملرجعيات �لتي تتمثل يف

�ل�ضخو�ص و�لأحد�ث و�لأزمنة و�لف�ضاء�ت

�لأدبي �لن�ص �ضي�ضكل �ملكانية، كل ذلك

بالهوية �ضتتكفل �لتي عن طريق �حلبكة

تدعى �أن ميكن و�لتي �ضرديا �ملفهومة

�ضياغة مفهوم لأن »�ل�ضخ�ضية«، هوية

�لأح��د�ث �ضري من �نتقاله حن �حلبكة

يولد �لق�ض�ضي �ل�ضرد �ضخ�ضيات �إىل

�ل�ضخ�ضية »ديالكتيك ريكور يقول كما

�لذي هو بال�ضبط ديالكتيك �لهوية �لعينية

و�لهوية �لذ�تية« .

�إن �حلبكة متثل يف �لن�ص �حلكائي هوية

بعبار�ت تتميز �أن��ه��ا حيث م��ن خا�ضة

مطلب ب��ن تناف�ص �أن��ه��ا على دينامية

�ص �لتو�فق و�لت�ضليم بوجود تنافر�ت تعر

نهاية حتى وذل��ك للخطر، �لهوية ه��ذه

�لق�ضة ك��م��ا ي��ع��ر ع��ن ذل���ك ري��ك��ور يف

يق�ضد هنا وهو و�ل�ضرد«، كتابه»�لزمان

بكلمة »تو�فق« مبد�أ �لنظام �لذي يرت�أ�ص

ما يدعوه �أر�ضطو يف »فن �ل�ضعر« بتن�ضيق

بها فيعني »ت��ن��اف��ر« كلمة �أم���ا �ل��وق��ائ��ع،

من �ل��ت��ي جتعل و�حل���ظ �ل��ده��ر تقلبات

[email protected]

في أسئلة الهوية السردية

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

سيمياء

عندما

عائ�شة الدرمكي

102

Page 103: turath_156

وو�ضول �أويل و�ضع من �نطالقا م�ضبوطا تغيري� �حلبكة

�إىل و�ضع نهائي، وعلى ذلك فاإنه يطبق هنا تعبري �لت�ضوير

�لتو�ضط بن �لتاأليف، �لذي يقوم بعمل �لر�ضم على فن �أو

و�حلبكة �حلكاية بن �لرت�بط هذ� �إن . و�لتنافر �لتو�فق

»فن كتابه يف م�ضلمة كونه �أر�ضطو طرحه و�ل�ضخ�ضية

ياأخذ �أن��ه درج��ة �إىل وثيقا �لرت�بط يبدو وهناك �ل�ضعر«،

�ضورة �لتبعية، فال�ضخ�ضية يف �حلكاية مع ميز�تها بوحدتها

ومتف�ضلها �لد�خلي يف عملية �ضياغة �حلبكة، حتافظ على

�متد�د �ملحكي على هوية مرت�بطة مع هوية �حلكاية نف�ضها

تتفرد �ل�ضخ�ضية �أن جند �إذ ، �ضلفا �ضياغتها متت �لتي

بخ�ضائ�ضها �حل�ضنة �أو �ل�ضيئة وتظل حمافظة عليها حتى

نهاية �حلكاية .وعلى �أن �ملرويات ت�ضاعد على حتويل �لغريب

ر �لبنية و�لقدرة على �لتوقع و�لرت�بط �إىل ماألوف، حن توف

وعلى ذلك فهي مماثلة ملخطط �لأحد�ث �ملاألوفة يف �حلياة

�ليومية، ويبدو �أن حتويل �لتجربة �إىل مرويات، �ضمة �أ�ضا�ضية

يف �ضعي �لإن�ضان �إىل �ضناعة �ملعنى، �إذ يعتقد ت�ضاندلر �أن

يف �لتجربة لتنظيم �لتهيوؤ �أو »�ل�ضتعد�د ميلكون �ل��رو�ة

�ضكل �ضردي، وي�ضجعهم على ذلك �لتاآلف مع �ملجتمع حيث

تبنى طرق ثقافتهم يف �حلكاية«، لكن �إىل �أي مدى ميكن �أن

نقول باأن �لرو�ة لديهم هذه �لقدرة ؟ و�أن �حلكاية �ضتتفرد

بثقافة وهوية خا�ضة جد� �إذ� ما عرفنا �أن �حلكاية ل تخرج

�إذ ، �لقدم يف �ل�ضاربة و�ملعرفية �حل�ضارية �أبعادها عن

�ضنجد يف كثري من �حلكايات يف �لوطن �لعربي على �ضبيل

�ملثال مت�ضابهة متاما �أو تكاد – �إذ� ��ضتثنينا بع�ص �لتفا�ضيل

�لدقيقة-، وهذ� �لت�ضابه ل يعني �أي�ضا ول يدل على تقارب

تلك �ل�ضعوب �أو تباعدها حيث �ضنجد حكايات تبتعد بنا عن

�لإطار �ملعريف �لعربي �إىل �إطار�ت عاملية رومانية �أو يونانية

�ضاربة يف �لقدم، �أو قد تعود بنا �إىل �أعمق و�أبعد من ذلك

فبع�ص �حلكايات تبتعد يف حبكتها �إىل �لوثنية �لقدمية �ضيما

�حلكايات �خلر�فية �أو �لأ�ضاطري .

كتابه بروب يف �لرو�ضي فالدميري �ل�ضردي �ملنظر يخرنا

»موفولوجيا �حلكاية« �أنه حلل مئة حكاية من حكايات �جلن،

هذه و�خ��ت��ز�ل و�ح��دة، �أ�ضا�ضية تركيبة �إىل ت�ضتند وكلها

�حلكايات �إىل ما يقارب �لثالثن وظيفة، يف حماولة لدر��ضة

�لأ�ضكال وو�ضع �لقو�نن �لتي حتكم بنية �حلكاية، �إل �أنه بعد

هذ� �جلهد �لكبري يف �لتحليل و�لتقنن يختم بحثه باأهمية

�حلكم وتعذر ناحية من للحكاية �لد�خلية �لبنى در��ضة

�حلكايات �ح��ت��و�ء على �لقو�نن تلك ق��درة على �لنهائي

و�إن . بنائية متفردة �أمن��اط جميعها فهناك حكايات ذ�ت

كان هذ� ر�أي بروب �لذي تعمق طويال يف در��ضة �حلكايات

فاإن �لأمر �ضيبقى دوما مثار نقا�ص وجدل من نو�ح متعددة،

ذلك لأن هوية �حلكاية خا�ضة و�لأدب عامة �إمنا هي هوية

�ضكلية ول تتعدى �أن تكون كذلك، وما �أق�ضده هنا هو تلك

�لإ�ضافات �لتي ي�ضيفها �لرو�ة و�لو�حد تلو �لآخر عر حقب

كالف�ضاء �ل�ضكل تفا�ضيل م�ضتوى على متتابعة تاريخية

�لزماين �أو �ملكاين �أو رمبا �للبا�ص �أو �حللي �أو رمبا م�ضميات

�لأ�ضياء و�لأدو�ت وهكذ� �ضنجد �أن �حلبكة تظل كما هي يف

كل �لأحو�ل، ولو �أخذنا حكاية »�ضندريال« على �ضبيل �ملثال

من �ملعذبة �ليتيمة بالفتاة مرتبطة �ضتبقى �حلبكة ف��اإن

قبل زوجة �لأب، و�لتي �ضوف تنقذها قوى خارقة من هذ�

�لعذ�ب، و�ضوف تلتقي بالرجل �لذي ميثل �ملكافاأة عر عتبة

يف �ضنجدها �حلبكة ه��ذه ،»... �ل�ضعرة »�حل���ذ�ء، معينة

�حلكايات كلها �لتي تدور يف هذ� �لإطار �إل �أن �ل�ضكل �ضيتغري

بعد ذلك كثري� عندما تكون �حلكاية يف دولة من دول �خلليج

�لعربي مثال بدء� من �مل�ضمى و�نتهاء بالتفا�ضيل �لدقيقة،

وهي تختلف �أي�ضا حتى يف وجودها يف هذه �لدول، بل �لأكرث

من ذلك قد تختلف حتى يف �لدولة �لو�حدة من منطقة �إىل

�أخرى �أو قرية و�أخرى .

ناحية تاريخيا من تاأخذ عمقا هوية هنا عن نتحدث �إننا

�حلبكة و�ملو�ضوع و�لبنية، وبعد� مميز� من ناحية �ل�ضكل،

وهي هوية تعر عن وعي �لذ�ت �ل�ضاردة باأهمية �حلبكة من

ناحية - �لتي متثل �مل�ضمون - و�أهمية �ل�ضكل من ناحية �أخرى

ولول ذلك لبقيت �حلكاية ذ�ت بعد عام غري م�ضتقر، وهما

�جتماعيا – ي�ضكالن خطابا و�مل�ضمون �ل�ضكل – �أي معا

يعتر مبثابة �لظاهرة �لجتماعية �خلا�ضة �لتي يتميز بها كل

�ضعب على حدة »�ضو�ء �أكان �ضعب عام �أو خا�ص«، ليو�ضف

هذ� �خلطاب باأنه – كما يقول باختن »�جتماعي يف جمموع

�ل�ضمعية �ل�ضورة من �بتد�ء وعنا�ضره، وج��وده جم��الت

وو�ضول �إىل �لت�ضنيفات �لدللية �لأكرث جتريد�«.

نف�ضل كثري� يف مثل هذ� �أن ن�ضتطيع �إننا ل يف �حلقيقة

يف �لهوية لأن �ملميزة، �ل�ضردية �لهوية �ضوؤ�ل عن �ملو�ضع

�لأدب عامة حتكمها عنا�ضر متعددة بدء� من �ملكون �للغوي

ومنه �إىل �خلطاب ثم �لبنيات �ل�ضردية و�لعنا�ضر �ل�ضردية

�لتي �لد�خلية بالعالقات و�نتهاء �لن�ص، هذ� ت�ضكل �لتي

حتكم �لن�ص ثم وظائفه . ولعلنا يف مقالت قادمة �ضنفرد

لكل من تلك �لعنا�ضر مقال خا�ضا به

ءميا

سي

Page 104: turath_156

اأبوظبي- عبد اجلليل ال�سعد

يختلف النا�س كما تختلف تف�صريات املفكرين واملنظرين ملجموعة امل�صطلحات

ال�صعبية ال�صائعة يف املجتمع، اإما بغياب التف�صري املبدئي الأول وتاريخ هذه

التف�صريات، اأو باإقحامات مغر�صة لطم�س اأو تغيري هذا ال�صطالح، اإما لغر�س

خا�س اأو لطم�صه حتويره ليخدم فئات معينة اأو جمموعات خا�صة، اأو ملجرد

كونه منافيا للعرف اأو الدين اأو العادات املتوارثة.

ين�شبه الب�حثون ب�خلط�أ اإىل الفنون ال�شعبية

الزار ..طقس أم فن؟

طقوس

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

104

Page 105: turath_156

عرفت الصومال قديما فنا أو طقسا يسمي

»السار« وهو قريب من الزار ويعتقد أن التسمية

هي جزء منها أتت من هذا االسم

الزار لي�س فن� �شعبي�

و»�ل�������ز�ر« م���ن �مل�����س��ط��ل��ح��ات �ل��ت��ي �أ���س��يء

��ستعمالها �أو ��ستخد�مها، كونه طريقة عالج

�أو طق�سا �أو فنا �سعبيا �أو تعوي�سا لعمل �لطبيب

�أو »�سيخ نف�سية �أم��ر����ض كطبيب �ل�سعبي

�سيخة �لز�ر«، وقد ��ستمر هذ� �لتخبط حتى

يومنا هذ� ما بني تخبط �لبحاثة �لرت�ثيني �أو

�أو دعاة �لفنون �ل�سعبية �ملثقفني �لتنظرييني

م�سطلح �أو لعلم �ل��ز�ر بتبعية و�عتقادهم

مو�سيقية �أدو�ت ال�ستخد�مه �ل�سعبية �لفنون

�سعبية و�متالكه حلنه �لبد�ئي �خلا�ض »�أ�سوة

بالفنون �ل�سعبية وجمموعة �الأحلان �ملتقاربة

و�ملت�سابهة بني فن �لز�ر ومتايل فن �ل�سامري

وقرب �أحل��ان �لليوه مع �أحل��ان �ل��ز�ر« وعامل

وختاما جم��از�« �لرق�ض �أو »�حلركة �الأد�ء

�ل�����س��وت و�����س����رورة ج��ه��وري��ت��ه

طغى لذ� �ل�سعبية، �لفنون كباقي

�ل�ساأن هذ� يف �ملناق�سات معظم �حلذر

يف �لتنقيب عن و�لبعد �لطم�ض طغى كما

�أ�سل و�متد�د �لز�ر حمليا �أو عربيا �أو عامليا

لالرتباطات �لتي ميلكها يف موقع �لفعل عند

ممار�سته و�لنظرة �لعامة له.

من �ل�سيئ �جلانب �للغة يف ز�ر كلمة تاأخذ

�لزيارة، �أي �أن هذ� �الإن�سان قد ز�ره جني �أو

ي��دع، و��ستوطن ج�سد �أو م�ض مل روح

هذ� �الإن�سان، كما تعني �قرت�نا

���س��ي��ط��ان��ي��ا ب��االإن�����س��ان،

والب���د م��ن �إخ��ر�ج��ه

ه��ذ� يعي�ض ك��ي

حياته �الإن�����س��ان

�لطبيعية.

يقال �إن �لز�ر لغويا

�الأمهرية �للغة من �أتت

�إىل �لعربية مبعنى زيارة ثم �نتقلت كما هي

وعاد�ت طقو�ض من �لزيارة هذه حتويه مبا

ومو�سيقي وقناعات خا�سة وعامة، و�ملق�سود

�أو �مل�ستقرة غ��ري �حل��ال��ة ه��ي ب��ال��زي��ارة

�لثابتة لوجود هذ� �جلن يف �الإن�سان،

Page 106: turath_156

وهي لي�ست د�ئمة كون �لز�ر حالة مر�سية غري

ثابتة �أو عامة »�لز�ر ال ي�سيب كل �لنا�ض« وهي

لالإبر�ء قابلة كونها �ل��زي��ارة- كما - موؤقتة

و�ملعاجلة و�النتهاء بطريقة �أو باأخرى، ووجد

ي�سمي طق�ض �أو ف��ن ق��دمي��ا �ل�����س��وم��ال يف

»�ل�سار« وهو قريب من �لز�ر كذلك ويعتقد �أن

�لت�سمية �أو جزء منها �أتت من هذ� �ال�سم.

�أ�سل �لز�ر علميا ومنطقيا كما عرف وتد�ول

يقام ج��د�، خا�سة حالة ذو �حتفال �أو حفل

بتقدمي و�ل�سياطني �الأرو�ح ط���رد بغر�ض

بح�سور و�لقر�بني �الأ�ساحي من مميز نوع

�حل��رك��ات ب��ع�����ض و�أد�ء �ل��ع��الق��ة ���س��اح��ب

�إيقاع �الإميائية كرق�ض ذي �سبه و�لرق�سات

فيه ي�سهم �ل�سوت وع��ايل �ل�سرعة �سديد

وي�سبب �أحيانا، و�حل�سور �ملخت�سني بع�ض

�نت�سائية حالة وممار�سيه ملعتقديه �ل���ز�ر

معني بقدر كال و�حل�سور و�مل��وؤدي للمري�ض

وح�سب موقعه من �لطق�ض، و�حلالة متعارف

عليها يف �لفنون �ل�سعبية وهي �لدخول يف حالة

�الأد�ء تغذيها �ملو�سيقى و�مل�ساركة �جلماعية،

لكن �لز�ر ميتلك حالته �خلا�سة من �النت�ساء

و�الأرو�ح باجلن و�لعالقة �ملعاجلة خلا�سية

وعامل �لغيبيات �لذي من �ملفرت�ض �أن يعي�سه

�أو �لقيم على �ملعاجلة �أو طبيبه �ساحر �لز�ر

و�ملن�سدين و�لعازفني �مل��وؤدي��ن من و�أتباعه

على بهذ� للتاأثري و�سالته و�أحل��ان��ه لكلماته

�ملري�ض �أو �ملعالج �أو �جلني و�لروح �ملتلب�ساه،

�أو رجال �ملعالج �أو �لطبيب كان �سو�ء وذلك

و�ملكان فالطقو�ض �سيخة، �أم �سيخا �م���ر�أة

و�ل�سخ�سيات و�الأ�ساحي ال تختلف يف �أي من

هذه �الأمور يف �لز�ر.

�أو فن �أو كطق�ض �ل��ز�ر �لبحاثة بع�ض يرجع

�خلليج منطقة وتاأثر �ل��رق حركة �إيل ع��ادة

ب��ال��رق��ي��ق �مل��ج��ل��وب��ني م��ن ���س��و�ح��ل �أف��ري��ق��ي��ا

ومعهم لغتهم وفنونهم وعاد�تهم ومنها �لليوه

و�لز�ر و�لطنبورة وجمموعة �لفنون و�لعاد�ت

و�الأكالت ذ�ت �الأ�سل �الأفريقي �إ�سافة حلملة

و�ملعتقد�ت، و�ل��ع��اد�ت �لفنون ه��ذه وناقلي

و����س��ت��م��ر م��ع��ظ��م��ه��ا ب��اأ���س��م��ائ��ه��ا �الأ���س��ل��ي��ة

وقو�عدها، بينما �متزج �الآخر باللون �لعربي،

�الأفريقية �أ�سولها �لبع�ض منها و�إن مل تخف

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

106

طقوس

Page 107: turath_156

�أما باال�سم �أو �ملمار�سة �لو��سحة و�ملت�سم بها

�جلن�ض �الأفريقي.

الزار طق�س اأفريقي

وي�سمى �أفريقيا طق�سا �أ���س��ال �ل��ز�ر يعترب

ح�سب �ملنطقة �لتي قدم منها �أو با�سم �جلن

�لقادم من تلك �ملنطقة، فالز�ر �حلب�سي �أتى

�حلبو�ض« ز�ر كذلك »وي�سمى �حلب�سة من

�لنوبة، من و�لنوبي ممبا�سا من و�ملمبا�سي

تعريف »�لبانيان �لبانياين �ل��ز�ر وج��د كما

�إىل تن�سب �أو وت�سمى �لهند«، يف للهندو�سي

ذ�ك �أو �جلني هذ� منها قدم �لتي �ملنطقة

مثل �لز�ر �ملغربي و�مل�سري و�لبدوي و�لرتكي

م�سدر م��ن �لت�سمية يف �ختالفها ويكمن

مت�سابهة فهي �لطقو�ض ولي�ست �لت�سمية

وطقو�ض وممار�سات ثابتة �سبه �أ�س�ض وذ�ت

�سبه موحدة تعتمد كما ذكرنا على منع هذ�

�القرت�ن �ل�سيطاين بني �الأن�سي و�جلني، �أما

موؤدي هذ� �لطق�ض �أو �سيوخه و�سيخاته فاإما

يتو�رثون هذه �ل�سفة �أبا عن جد �أو بالتعيني

وتتم يف حالة وفاة �أحد من �سيوخ �أو �سيخات

�لز�ر حيث يتم تعيني خليفة له باالإجماع وعادة

ما تكون الأكرثهم قربا لل�سيخ ومعرفة بالز�ر،

يعتمد �لتلب�ض باجلان على نوع �جلان وهي ما

تعني �إخر�جه فالز�ر �حلب�سي حتدد طريقة

و�ملمبا�سي و�لنوبي �الأ�سل حب�سي �جلني �أن

كذلك.

بيوت الزار

تختلف بيوت �لز�ر من منطقة الأخرى �أو �سيخ

الآخر لكنها ثابتة للكثري من دور �أو بيوت �لز�ر،

فهي د�ر �أو بيت غالبا ما ي�سكنه �ل�سيخ وتكون

به حجرة خا�سة لطقو�ض �لز�ر ويف منت�سفها

حجرة م�ستطيلة كبرية ت�سمي »�ملكيد« يغطي

�سقفها �أحيانا باأقم�سة متعددة �الألو�ن ويو�سع

و�ل�سحون و�مل��ر���س��ات �الأك�����و�ب �مل��ك��ي��د يف

�أر�سها وتفر�ض ومباخر للجلو�ض وم�ساند

�ملر�يات جدر�نها على يوجد كما بال�سجاد،

و�ل�سور �لدينية، وتوجد جفر�ن »زبيل« يوجد

بها بع�ض �لنرثة »وهي �ملك�سر�ت« لتنرث علي

»و�ملق�سود له �ل�سيفة �لز�ر عند عمل ر�أ�ض

على �لطبول وتعلق به، و�لرتحيب �ل�سيافة«

جاءت كلمة الزار من اللغة األمهرية ثم

انتقلت إلى العربية بمعنى زيارة بما تحويه

هذه الزيارة من طقوس وعادات وموسيقى

وقناعات خاصة وعامة

Page 108: turath_156

حبل �أما �لدفوف فتو�سع مكان جلو�ض �ل�سغار

تكوين ويف و�ال�ستمتاع، للم�ساهدة ياأتي ومن

حجر �أو �ل�سعبية و�ل��دور بينها ت�سابه �ل��د�ر

منا�سبة �ل��ز�ر ك��ون حتويه، مبا فيها �الأد�ء

لقاء و�جتماع وفرح �إ�سافة لكونه عالجا، وهو

موروث �جتماعي �أكرث منه دينيا، وهي �ملفارقة

�أو �ل�سوؤ�ل يف متييزه ما بني �لفن و�لطق�ض.

مرا�شم الزار

�ملكيد �إىل بالدخول �ل��ز�ر مر��سم تبد�أ

بي�سات �أرب��ع تك�سر حيث �ل��ز�ر« »حجرة

»ك��ط��ق�����ض �ل�����ز�ر د�ر زو�ي�����ا يف دج�����اج

يف و�ل��ري��ح��ان �مل�سموم وي��ن��رث �ح���رت�زي«

�حل��و���ض �خل��ارج��ي »�مل�����س��م��وم ي��رم��ز �إىل

باللبان �ل����د�ر ت��ب��خ��ر ث��م �الح��ت��ف��ال��ي��ة«،

و��ستئذ�نا �ل��د�ر بافتتاح �إيذ�نا و�لطيب

يدخل ث��م ج���ان، م��ن �ل���د�ر ي�سكن مم��ن

ليدخل �ليمنى، �لقدم �لد�ر مقدمني �أهل

ل�سيخ �مل�����س��اع��دون �أو »�ل��ت��اب��ع��ون م��ري��دو

زو�ياه ور�ض �ل��د�ر لتطييب �ل�سيخ �ل��ز�ر«

�ل��ري��ح��ان ع��ل��ى �لطبل �ل����ورد ون���رث مب���اء

ذل��ك، بعد ليجل�سو� متطيبني وي��دخ��ل��ون

تكون د�ر �لز�ر مزودة �أو ملحقا بها مطبخ

تنحر وفيها �ل��دم حفرة »وت�سمى وحفرة

�لذبائح« وحفرة لت�سخني �لدفوف و�لليو�ن

للرجال �ل��ز�ر د�ر ت�سمي و�ل��د�ر �ملفتوح،

�سيخة فت�سمى للن�ساء �أما �لز�ر، �سيخ �أو

�لز�ر وي�سمى مكانها �ملكيد.

الرق�س والأداء يف الزار

و�الأد�ء »�ل���رق�������ض« �حل���رك���ة ت��ك��ت�����س��ب

»�لكلمات و�ملو�سيقى« يف �لز�ر حالة خا�سة

بفن مبا�سرة عالقة �أو �نتماء متتلك ال

يف فالرق�ض معني، فني طق�ض �أو خا�ض

�لز�ر هو رق�ض طق�سي يوؤدى وفقا ل�سعائر

لهذ� �أ�سا�سا تكون دينية خا�سة ومعتقد�ت

�إيقاعية حركات ي�ساحبه �ل��ذي �لرق�ض

�حل��م��ا���ض، تعتمد م�ساحبة وت�سجيعية

مع حركاته يف يتطابق ما عادة و�لرق�ض

تكتسب الحركة واألداء بالكلمات

والموسيقى في الزار حالة خاصة ال انتماء لها أو عالقة مباشرة

بفن خاص أو طقس فني معين

طقوس

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

108

Page 109: turath_156

م�سيا فالرق�ض �الأد�ء؛ فنون من �لكثري

�ل�سعبي �ل�سوت لفن مقارب �الأم��ام �إىل

على �جللو�ض ث��م و�اله��ت��ز�ز �ل��ر�أ���ض وح��رك��ة

مع و�ل��رك��وع �لقوية �الرتعا�سة بعد �لركبتني

فنون جمموعة مع تت�سابه ركوع ن�سف �لطبل

�مل�ساركة طقو�ض تت�سابه كما �ل�سامري، منها

ويق�سم �أخ����رى، ف��ن��ون بطقو�ض �ل��رق�����ض يف

�لغناء و�لرق�ض ما بني �ملغني وهو �ملطرب ذو

وهم �ل��ز�ر وكر��سي و�لقوي �ل�سجي �ل�سوت

�سيخة �أو �ل��ز�ر ل�سيخ ومعاونون م�ست�سارون

�لز�ر بح�سور �مللتزمون وهم و�الأفر�د �لز�ر،

كاأ�سدقاء، وللز�ر �لكثري من �أغانيه �أو �سيالته

بع�سها خالط و�إن �لعربية باللغة و�أك��رثه��ا

وتعتمد �ل��ل��غ��ة ع��ن �خل���ارج���ة �مل�����س��ط��ل��ح��ات

�لت�سبيح و�لتكبري يف �أغلبها مثل هذه �ل�سيلة:

النبي �صلوا عليه �صلوا علـيه

�صلوات اهلل عليه

النبي ذاك املليح ذاك املـليح

قوله قول �صحيح

النبي يا من ح�صر يا من ح�صر

النبي خري الب�صر

النبي من عادته من عادته

�صيمته املكارم

النبي يف عادته يف عادته

�صجادته فار�س

الغزال رادتـه ثم رادته

وال�صب �صلم عليه

للز�ر �حلب�سي �أخ��رى كثرية �سيالت تقدم كما

و�سلة �ل��ز�ر، مع تغنى �سالت وهي �لقادري �أو

باحلركة �ق���رتن دي��ن��ي كغناء ت���وؤدى �ل��ق��ادري

�لقادرية عام 488 هجري �أو نبع منها، وللقادرية

ومناطق بوجودها �ملقرتنة ومناطقها �أنو�عها

يف �ل��ق��ادري �لغناء يقدم ال قد كما تو�جدها،

بع�ض �ملناطق، وقد مت لدى بع�ض �ملجتهدين من

�ل��ز�ر مبختلف بتنويت �سالت �ملو�سيقى خرب�ء

�الإملام �ليوم مل ميكن وحتى �إنه ونقول �أنو�عه،

بالز�ر كطق�ض �أو كفن و�إن ��ستمتعت به �سخ�سيا

�أو �إليه كفن كذلك يقاوم �الندثار كفن ونظرت

�لغياب �ساأنه �ساأن باقي فنون �الأد�ء �لتقليدية

يخطئ البحاثة التراثيون في اعتقادهم بتبعية

الزار للفنون الشعبية لمجرد استخدامه أدوات

موسيقية شعبية وامتالكه لحنه البدائي

الخاص

Page 110: turath_156

كل من منبوذة قبيحة بطة »�سوداء«، كبطة يوما ع�ست

من �سنني عليك مرت هل اأخواتها؟ حتى البط، ف�سيل

واجلييران واأ�سحابك اأهلك حولك، من كل لأن والكتئاب الكاآبة

ونوافذ الإعالم، تقول لك اإنك مكروه وغر مرغوب فيك لأنك غر

ارتداء حتب ل بنتا كنت فلو للمجتمع؟ املحلية للموا�سفات مطابق

»ت�سريف النقد: قذائف لالحقتك بالكرة، اللعب وتف�سل الف�ساتني

كبنت.. اأخف�سي من �سوتك. الب�سي ف�ستانك والعبي بالعرو�سة مثل

وتخبئني الآخرين ير�سي ما تفعلني واأنييت فكربت البنات«، باقي

رغباتك احلقيقية. ولو كنت �سبيا يتفتح للحياة لقالوا لك »ل تبكي

يف دموعك احتب�ست حتى البكاء تكتم واأنييت فكربت رجييل«، فاأنت

اأبواب تفتح اأن ت�ستحثك عليك ت�سغط وظلت روحك داخل بحرة

�سيئا »تدر�س اأن لن�سحوك فنانا كنت ولو املاء. ينهمر حتى ال�سد

مفيدا«. ولو كنت حتلم اأن تكون عاملا لقالوا »كن واقعيا«.

مير اآخيير اأ�سود بطا هناك اأن تعلم اأن فعليك هييوؤلء اأحييد كنت لو

املجتمع حا�سرهم كرث نا�س حكاية اإنها القا�سية. الرحلة بنف�س

فينا، عيبا دوما �سيجد املجتمع لأن ذواتهم عن ونفاهم وطاردهم

فاإما اأننا ل منتلك اجلمال »ح�سب موا�سفات هذا املجتمع« اأو اأننا ل

اأو اأن اأفكارنا اأو اأن ف�سولنا يزعج الآخرين، نقدم فرو�س الطاعة،

ل تتفق مع الأفكار ال�سائدة. تتعدد الأ�سباب، واملنفى واحد.

املختلفة بن�سخها ال�سوداء«، »البطة ال�سعبية احلكاية عربت وقد

ال�سخ�س اأزمييية عيين قيييرون، ميينييذ عييدة ثييقييافييات تيييردد يف الييتييي

املختلف. تناولت املاآزق التي يقع فيها هذا املنبوذ، وامل�سر املوؤمل

النفي م�ساعر الرحلة: تلك احلكاية و�سورت به. يرب�س الذي

ثم النك�سار، حلظات واملييقيياوميية، الييهييرب وامليييرارة، والغيييراب

الذات. اكت�ساف مفاجاأة

فق�س حييتييى بي�سها فييوق رقيييدت الأم الييبييطيية اإن احلييكيياييية تييقييول

باقي من اأكرب واحييدة، بي�سة لكن املنظر، جميلة �سغرة بطات

املراد، خرج منها فرخ الفق�س. وعندما حدث تاأخرت يف البي�س،

البط فرخ وكرب قبيح. اإنييه بل ل املنظر، غريب اجلميع راآه بط

فرخ فر البط. باقي من وال�سخرية والركل ال�سرب يعاين وهو

غرباء قابل الييهييروب رحلة ويف الييعييذاب، هييذا من هيياربييا البط

فمثال ومهاجمته. �ساأنه ميين واحلييط منه ال�سخرية ا�ستكملوا

رمبا اأو بي�سا يفق�س قد اأنه منها ظنا عجوز، امراأة اآوته عندما

تاأكله حممرا بالزبد يف يوم ما، حا�سرته الدجاجة والقط يف هذا

اإن كنت ل تفق�س اإذن البيت. �سخرت منه الدجاجة »ما هو نفعك

لكائن اإنييك الفئران. ت�سطاد ل اأنييك »كما القط وقييال بي�سا!«.

العوم حتت هو فعله اأحب »ما البط فرخ عليهما رد النفع«. عدمي

ال�سماء الزرقاء الوا�سعة اأو يف املاء الأزرق البارد«. مل يفهم القط

تقول وهييي الدجاجة وقهقهت »غبيا«. �سماه الييذي الكالم هييذا

وظل اأحمق!«. اأنت كم املاء. يف ج�سدي ابتالل يف املتعة هي »ما

ينجو من اأكرب، ليقع يف حفرة البط يخرج من حفرة �سغرة فرخ

وياأتي ال�سر�سة، الفالحة يدي يف فيقع والكالب القطط مطاردة

الربيع، اأتى وعندما املييوت. حافة وعلى جوعانا فيركه ال�ستاء

قفز فرخ البط القبيح يف النهر وبداأ يلعب يف املاء. ثم ملح بجعتني

اأنهما ظن واإيييذاء، �سرب من قابل ما كرثة ومن نحوه، ت�سبحان

ملوته ال�ست�سالم البط فرخ فقرر اأكرث، اقربا تهاجمانه. �سوف

اجلميلة الكائنات تلك اأيييدي على »املييوت لنف�سه قال الو�سيك.

الغابة«. ذئاب اأنياب اأو ال�سر�سة الفالحة ب�سكني املوت من اأرحم

وعندما اأحنى راأ�سه اإذعانا للموت، راأى بجعة رائعة اجلمال. اأخذ

الأمر منه حلظات من الذهول كي يدرك اأن تلك ال�سورة اجلميلة

راق�سة حوله تدور البجعات راأى راأ�سه رفع وعندما �سورته. هي

وعا�س بالبهجة. ينتف�س وكيانه معها فرق�س ال�سالم، تلقي وهي

عن البط األسود والمنفى وبهجة اللقاء

110الـعــــدد

156بر كتو اأ

2012

هنا .. وهناك

هل

Page 111: turath_156

من واأهله قبيلته بني بجعة، اأنه اكت�سف الذي القبيح، البط فرخ

الأبد. اإىل �سعيدا البجع،

ال�سائد، عن املختلفني الأ�سخا�س ملعاناة ا�ستعارة احلكاية تر�سم

الرا�سخة املجتمع قوالب اإىل الن�سياع عليهم ي�سعب والذين

األ وحتييذرنييا حييدودا القوالب لنا تر�سم ال�سلب. اليقني كاأنها

باقي مثل ونعي�س ال�سالمة نوؤثر اأن وتن�سحنا ب�سيء جديد، نغامر

اأدمغة املحيطني ال�سقوق، من الأفكار من كل تت�سرب هذه النا�س.

منذ يتعلمن فالبنات الإعالم. وو�سائل اجلرائد �سفحات ومن بنا

فنانات يكن اأن املختلفة: رغباتهن وكتم الن�سياع الأظافر نعومة

اأو عاملات ف�ساء. والأولد يتعلمون درو�س الرجولة املبكرة يف مثال

مديح الكبار من ي�سمعون واجلميع املدر�سة. اأ�سحاب وبني البيت

الأ�سئلة وواأد الف�سول مداراة نتعلم وتدريجيا نهار. ليل الطاعة

داخلنا. تردد التي املبدعة الأفكار وجتاهل

التحليق وبني بينهم فيحول الكثرين اأجنحة املجتمع يق�سق�س

اجلديدة والأفكار املجهول يخاف اإنه ا�ستقراره، عن يدافع لأنه

�سيقة تعريفات املجتمع يحدد العواقب. ماأمونة غر واملغامرات

اأي �سيء كاجلمال مثال املاأمول يف اأو الكتمال النجاح جدا ملاهية

اإىل ينظر ثم الطيب، ال�سلوك اأو الأنوثة اأو الرجولة اأو القوة اأو

لكننا التاأقلم، نحاول الغ�سب. بعني التعريفات تلك يخالف من

على ل�سنا ويالالأ�سف، لأننا، ونتعرث هذا املعاير ب�سلم ن�سطدم

اأقوى من الفرد، خا�سة عندما يكون م�ستوى املتوقع. ولأن املجتمع

يف فنحن بعد، نف�سه على يتعرف ومل وه�سا �سغرا منا الواحد

�سعيفة كائنات املجتمع: هذا مييراآة يف �سورتنا ن�سدق البداية

بط ويعي�س ي�ست�سلم من منا حميطها. يف مقبولة وغر وعاجزة

البط يف احلكاية. يقاوم مثل فرخ اأ�سود ملفوظ، ومنا من

يولد حلظة اإىل اليييوراء، اإىل نعود اأن علينا الأزميية نفهم ولكي

توقعات كتفيه على يحمل ولدتييه حلظة ومنذ جديد، طفل فيها

طفال و�سيكون مهند�سا، اأو طبيبا ليكون �سيكرب بييه: املحيطني

التي القائمة اآخر متفانيا...اإىل لأهله حمبا خدوما طيبا مطيعا

اأو ف�سوليا الطفل كان لو ماذا ولكن: »املالئكي«. الطفل ت�سف

يتوقعه ل �سيء اأي كان لو ماذا فنية، ميول لديه اأو احلركة كثر

الآبيياء من الكثر ي�سر معه؟ للتعامل م�ستعدين ولي�سا الأبييوان

جنحوا اأنهم لو والنتيجة، هواهم، على الطفل ت�سكيل اإعادة على

�سخ�س جمرد م�سخا، �سي�سبح اأنه »العجينة«، ت�سكيل اإعادة يف

لكن املييوؤبييد. املنفى هو وهييذا اآخيير، اإن�سان جلد يف يعي�س بائ�س

يقول �سوت داخله ففي �سر�سة، مقاومة يظهر الأ�سود البط بع�س

�سيء يف احلياة يظنونه! رمبا هنالك الذي بالقبح ل�ست اأنا »رمبا

لكمة نتلقى اأخرى، مرة فنقوم نقع اأجله!«. من اأعاين اأن ي�ستحق

الرحلة: تكتمل مفاجئة حلظة ويف ال�سر. ون�ستكمل الأمل فنكتم

جند و�ساعتها اإليه. ننتمي الييذي الب�سر ف�سيل على عرثنا لقد

وقبول حنانا جند املجاعة، من �سنني بعد املنهكة اأرواحنا غذاء

والإبداع. البهجة ينابيع فينا فتتفجر واإعجابا،

جتربة هو املجتمع قبل من واللفظ والت�سريد النفي اأن �سحيح

اأنف�سنا نلد اأننا تعني لأنها جدا خا�سة جتربة اأي�سا لكنها موؤملة،

والتعرف الفخاخ تفادي نتعلم الهروب رحلة اأثناء يف جديد. من

والرف�س الركالت مع عظامنا تقوى ال�سديق. وعلى العدو على

وقد حلظة يف اأنف�سنا جند ثم باحلياة، نت�سبث نظل وال�سرب،

ذواتيينييا على تعرفنا لقد حكمة. واأكيييرث واأجييمييل اأقيييوى اأ�سبحنا

ننتمي الذي الف�سيل جند عندما الغربة زمن ينتهي احلقيقية.

ن�سعر ثم وف�سول، بعجب هوؤلء اإىل ننظر الأ�سلية. قبيلتنا اإليه،

نرق�س ثم مبحبة. اإلينا ينظرون وهييم تغمرنا الفرح مبوجات

اللقاء رق�سة جميعا

هنا ..وهناك

د.�سحر املوجي

Page 112: turath_156

د.�سمري عالء الدين

اأخ�شائي جراحة القلب وال�شدر مب�شت�شفى دبي

يعد العث�ر على اأدوات ب�شرية اأثرية -يقدر عمرها مبا يناهز املائة األف عام- يف الإمارات العربية املتحدة م�ؤ�شرا اىل

احتمال اأن اأجدادنا الأوائل قد هجروا اأفريقيا يف وقت مبكر، اأي منذ 125 األف عام. يف حني اأن الدلئل اجلينية

للإن�شان قد اأثبتت منذ زمن اأن الإن�شان احلديث قد هجر اأفريقيا منذ 60 األف عام فقط.

�ش�ؤ�ل تطرحه �كت�شافات �أثرية

هل كانت اإلماراتمهد اإلنسان الحديث؟

وبات من �صبه امل�ؤكد اأن هذه الأدوات من �صنع

يد الإن�صان من اأجدادنا اأو الب�صر البدائيني،

هذا يعد اأخ���رى. كائنات �صنع م��ن ولي�س

لأنه الأثرية، الكت�صافات اأعظم الك�صف من

العلماء بناها التي النظرية جذريا يغري قد

والتي الب�صرية اجلينات تتبع على اعتمادا

اأفريقيا، يف وجد احلديث الإن�صان اأن ت�ؤكد

ومنها هاجر لبقية العامل، لأن هذه النظرية

هذا عليه دلل الذي الزمني الفرق تتجاهل

الك�صف العلمي املذهل، واملتمثل يف �صتني األف

عام.

اإذن هل ن�صتطيع اأن نق�ل اإن الإمارات كانت

ليعمر منها وانطلق احلديث، الإن�صان مهد

العامل؟ مازال فهمنا ملتى وكيف تط�ر الإن�صان

احلديث يحتاج ملراجعة وبحث جديدين!

االكتشافات األثرية اإلماراتية قد تغير جذريا

النظرية التي بناها العلماء

�شفحات تعنى بتج�شري

تلك امل�شافة التي اأخفقنا

» نحن العرب« يف

جت�شريها، تلك امل�شافة

ال�شغرية جدا، اخلطرية

للغاية بني النظرية

والتطبيق.

حفريات الإمارات تقلب نظرية تطور الب�رشية راأ�شا على عقب

مجلس العلوم

الـعــــدد

156�أكت�بر

2012

112

Page 113: turath_156

و�شع�� حال مل�شكلة �لإيدز يف 3 �أ�شابيع!

براعة العبي اإلنترنتلحل المشاكل العلميةالمستعصية

لماذا يشكل التوصل لتصنيع معدن في خفة

الهواء ثورة علمية؟ يرى العلماء في هذا

السؤال الجسر بين النظرية والتطبيق

امكانية الالعبني على تطرح النرتنت على كمبي�تر لعبة هي Foldit ت�صكيل اأ�صكال ثالثية الأبعاد للربوتينات »وهي اجلزيئات التي تدير اجل�صم

الأبعاد ثالثي ال�صكل ماهية يف ط�يلة لأع���ام العلماء احتار الب�صرى«.

اأج�صام مر�صى الإي��دز والذي ي�صبب نق�س املناعة و للربوتني امل�ج�د يف

ي�صمى retroviral proteases، ولهذا مل يك�ن�ا قادرين على تط�ير اأدوية

لإيقاف مفع�ل هذا الربوتني ال�صر. كان لغزا علميا عملت على فك �صفرته

اأمهر العق�ل العلمية على مر عق�د، ولكن بال جدوى، بينما ا�صتطاع لعب�

لعبة Foldit حل هذا اللغز يف ثالثة اأ�صابيع فقط!.

وال�ص�ؤال الذي ي�اجه العلماء الآن: هل ميكن ا�صتغالل براعة لعبي األعاب

الإنرتنت التي قد ت�صكل ق�ة مذهلة، اإذا ما وجهت ت�جيها �صائبا، يف حل

امل�صاكل العلمية؟

�صنتيمرت لكل مليغرام واحد من اأقل مع كثافة

مكعب، اأي ح�ايل 1000 مرة اأقل كثافة من املاء،

Ultra-« الطابع ال�صفنجية امل��ادة هذه تعترب

light Metallic Micro lattice« اأخف امل�اد اأن��ه ميكن و�صعها وزن��ا على وجه الأر���س حتى

الربي، الهندباء نبات بذرة ب�صه�لة على زغب

»مادة Aerogel الإيروجيل من اأخف اأنها كما

يتم ال�صيليكا �صلبة جافة م�صامية م�صنعة من

ا�صتبدال ال�صائل بها بغاز، وهي بالغة خفة ال�زن

لذلك عليها ويطلق للحرارة، العزل و�صديدة

الدخان املجمد«.

وال�ص�ؤال، ملاذا ي�صكل الت��صل لت�صنيع هذه املادة

ث�رة علمية؟

امل���اد فائقة اخلفة م�صنعة من ع��ادة ما تك�ن

عنا�صر �صتى، مثل فقاعات الأيروجل، ولكن هذا

املعدن اجلديد يتك�ن من عن�صر واحد متكرر.

ال�صر وراء هذه اخلفة الفائقة يف ال�زن واملرونة

البالغة ه� طبيعة تنظيمها ال�صبكي، حتى اأن اأحد

العلماء الذين �صارك�ا يف ت�صميمه قارن تنظيمها

هذا ت�صغط اأن اأردت اإذا ايفل. بربج الهيكلي

حجمه اإىل �صديدة ب�صرعة يرتد �ص�ف املعدن

اإم��ك��ان��ي��ات خارقة ف��اإن��ه ميتلك ل��ذا الأ���ص��ل��ي،

ويف واحل��رارة لل�ص�ت كعازل ا�صتخدامه عند

امت�صا�س الطاقة وال�صدمات والهتزازات، هل

تتخيل مقدمة �صيارتك عند ا�صطدامها يف حال

ا�صتخدام هذا املعدن يف �صنعها!

المعدن األقل كثافة في العالمتقريبا يف خفة �له��ء ..

Page 114: turath_156

ت�ؤكد �إمكانية �ل�لدة �لعذرية �لربية

تكاثر بعض الثعابين بدون جنس

الأفعى نحا�شية الراأ�س ت�شع �شغريا يظهر بني لفات الأم

الطريقة الربية يف الثعابني بع�س تتعدى

الأب بني اجلن�صي اللتقاء من التقليدية

اأك���ده م��ا ه���ذا ال�����ص��غ��ار، لتك�ين والأم

ال��ب��اح��ث���ن م��ن خ���الل اإج�����راء ع���دد من

اجلينية. البح�ث

ت�ل�صا جامعة م��ن ب���ث وارن يق�ل كما

التكاثر »���ص���ه��د اأوك��اله���م��ا: ولي���ة يف

املخل�قات بع�س يف جن�صي التقاء ب��دون

القر�س واأ�صماك الثعابني مثل الأ�صر يف

يكن مل الآن حتى ولكن الك�م�دو. وتنني

العذرية ل��ل���لدة ق��اط��ع دل��ي��ل اأي ه��ن��اك

عن عادة تتكاثر التي الأن���اع بني الربية

معلقا واأكمل اجلن�صي« الت�صال طريق

من ن���ع��ا 80 يف اأن���ه م��ع��ل���م ه��� "كما التنا�صل عبء يتحمل الفقرية احلي�انات

جن�س واحد فقط من تلقاء نف�صه .

ع�صرات ف�صالت وزم���الوؤه ب���ث فح�س

ال��ن��ح��ا���ص��ي��ة ال����روؤو�����س ذات الأف����اع����ي

الفم ذات والأف���اع���ي Copperheads

مت ال���ت���ي Cottonmouths ال��ق��ط��ن��ي

ا�صطيادها يف الربية. وجد الفريق »حالة

دون من ول��د ثعبانا ن���ع« كل يف واح��دة

ذكر.

للحم�س اجلينية الخ��ت��ب��ارات واأظ��ه��رت

والأم، ال�صغرية لالأفاعي DNA الن�وي

اأنها من الأب، كلها كانت وتلك التي تبدو

يجعل مما متعددة، م�اقع يف متطابقة

كان الأب الثعبان اأن �صئيلة الفر�صة

العملية الإجنابية. و�ص�ؤال �صالعا فعال يف

هذا م��ن ال���ص��ت��ف��ادة ميكن كيف ال��ع��ل��م:

الك�صف يف خدمة احلياة الب�صرية؟

بحوث جينية أكدت إمكانية حدوث الوالدة العذرية بين الحيوانات

في البرية.. فكيف يستفيد البشر من هذا

الكشف؟

مجلس العلوم

الـعــــدد

156�أكت�بر

2012

114

Page 115: turath_156

على الرغم من ت�صميتهم ال�صر�صة: احليتان

ال�اقع يف فهي ،Killer Whales القاتلة

الأولد املدللة ل� »ماما«.

ح�ايل �صمت لدرا�صة فطبقا وجيه، ل�صبب

با�صم اأي�صا املعروف اأوكرا، دولفني 600احليتان القاتلة، تبني اأن وج�د الأم بالقرب

منها يزيد من فر�س البن اإىل حد كبري يف

البقاء على قيد احلياة.

من بالقرب البقاء فاإن لالأم، بالن�صبة اأما

ولدها على الأم عطف فقط ميثل ل الب��ن

فطرية غريزة من نابع ولكنه العمل، اأثناء

ون�صل اأولده�����ا ع��ل��ى ل��ل��ح��ف��اظ الأم ل���دى

اأولدها.

اأنثى احل�ت القاتل -مثل اأن هل يف�صر هذا

اأن بعد حتى كثرية اأع�اما تعمر الإن�صان-

تتخطى �صن الإجناب؟

اأط���ل لفرتة يعمرن الأم��ه��ات اأن فكرة اإن

اأج��ل م�صاعدة ل��الإجن��اب م��ن ال��الزم��ة م��ن

الأطفال من املزيد اإجن��اب على الأط��ف��ال

تع�د اإىل ما يقرب من 50 عاما، حيث ل�حظ

اأج��ري��ت يف ال��ت��ي ال��درا���ص��ات يف كثري م��ن

املجتمعات من وغريها البدائية املجتمعات

قيد على البقاء من يح�صن الأم وج���د اأن

احلياة لالأبناء والأحفاد.

الت�صعني عمر حتى القاتلة احليتان تعمر

الثالثني تت�قف عن الإجناب يف عمر بينما

املر�صد واحل���ت هي اأنها كما الأربعني. اأو

عن النظر ب�صرف فقط، Pilot Whaleال�حيدتان احلي�ان ف�صيلتا هما الب�صر،

اللتان تتعر�س اأنثاهما لنقطاع الطمث.

احليتان تعي�س الإن�����ص��ان ب��ن��ي ع��ن��د وك��م��ا

القاتلة يف جمم�عات اجتماعية مركبة ت�صم

احل���ت يفقد وع��ن��دم��ا وبناتهم. اأب��ن��اءه��م

اأكرث يك�ن اأم��ه ال�صن �صغري الذكر القاتل

عر�صة بثالثة اأ�صعاف للم�ت بعدها، مقارنة

باحل�ت الذى مل يفقد اأمه. اأما عندما يفقد

اأمه وه� يف عمر الثالثني اأو اأكرب فاإن فر�س

م�ته تت�صاعف اإىل ثماين اأ�صعاف.

اإن���اث احل����ت ال��ق��ات��ل ال��الئ��ي يفقدن اأم���ا

اإذا اأم��ا يتاأثرن، فال �صغار وهن اأمهاتهن

وفاتهن م��ع��دل فيزيد ك��ب��ار وه��ن فقدنها

بح�ايل 2,7 �صعف فقط، مقارنة بقريناتهن

الالتي مل تفقدن اأمهاتهن.

ا�صتفادة وراء ال�صبب العلماء ي��ع��رف مل

احل��ي��ت��ان ال���ذك����ر اأك����رث م���ن الإن�����اث من

اأمهاتهم. يبدو اأن المهات ي�صاعدن الذك�ر

يف اقتنا�س الفري�صة ويدفعن عنهم خماطر

احليتان املعتدية الأخرى

تعيش الحيتان القاتلة كالبشر في مجموعات اجتماعية مركبة تضم

أبناءهم وبناتهم.. ويتساءل العلماء لماذا تستفيد الحيتان الذكور

أكثر من اإلناث من أمهاتهم؟

على �لرغم من ت�شميتها �ل�شر�شة

الحيتان القاتلة ..أطفال مدللة تحتاج لـ»ماما«

Page 116: turath_156

�شيناء - �شامل �أبو �شبانه

اإذا �سافرت من الوادي تريد �سيناء؛ �سوف تعرب قناة ال�سوي�س عند القنطرة، ولو تقدمت بال�سيارة م�سافة

ن�سف ال�ساعة اأو اأقل تقريبا؛ فاإنك بعد 40 كيلومرتا �سوف تطل على املنظر من فوق كثيب عال، اخل�سرة

القامتة لغابة نخيل يلفها ال�سباب الرقيق، الطريق يتعرج كثعبان اأ�سود اللون. يف املدى البعيد كثبان رمال

تغرق يف غاللة زرقاء، بعد 500 مرت ميينا على الطريق الدويل ال�ساحلي »القنطرة-العري�س- رفح« تكون

يف قرية رابعة، ولو تقدمت م�سافة كيلومرتين ون�سف ميينا مارا بقرية اجلنانني على نف�س الطريق

الذي ي�سل بني الطريق ال�ساحلي- مارا عرب ال�سحراء غربا - بالقنطرة، ت�سارف قرية »قاطية« على نف�س

الطريق امل�سمى زيق »قاطية«؛ اإذن فهذه هي »قاطية«.

كانت اأ�شهر ميناء بري بني م�شر وال�شام

»قاطية«السيناوية بيوت فقيرة

وشجرات زيتون تقاوم العطش

استطالع116

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

Page 117: turath_156

احللم..

ل�سيناء »اإ���س��رائ��ي��ل« واح��ت��ال النك�سة بعد

عام1967م حاول اأبي الذهاب اإىل نخاته يف

»قاطية«؛ ولكنه مل ي�ستطع؛ فظل يحاول حتى

ت�سريح على م�سنية حم��اوالت بعد ح�سل

ومبوجبه »UN«؛ ال�سام حفظ ق��وات م��ن

ا�ستطاع العبور اإىل �سيناء الأيام عام 1970م

�سعيدا وعاد »قاطية«، يف بنخاته لاعتناء

فخورا الأنه حفظ نخاته من املوت؛ بل وغر�س

ف�سائل جديدة عا�س منها ما عا�س ومات منها

الكثري؛ ظل يفاخر -رحمه اهلل -بواحدة منها

زرعها بيده حتى مات.

اأجزم اأن لاحتال ال�سهيوين ف�سا علينا

وذلك لذلك. ي�سع مل واإن �سيناء ب��دو نحن

اإىل ال�سيا�سية القيادة اأنظار لفت اأوال: الأنه

مل وه��ذا تنميتها، و���س��رورة �سيناء اأهمية

يحدث من قبل. لقد كانت- وما زالت-�سيناء

ي�سرب ومل ال�سنني ع�سرات ط���وال مهملة

اآبار ي�ساغ طعمه من اإال ماحلا ال املاء اأهلها

ب��دائ��ي��ة، ناهيك ع��ن ال��ط��رق، وع���دم وج��ود

و�سائل ات�سال وانعدام باقي اخلدمات. ثانيا:

االأر���س اإىل ال�سوق ج��ذوة االح��ت��ال األ��ه��ب

فقرروا وطنا؛ بغريها اأهلي يعرتف مل التي

بينهم ويزرعوها نخا، اأر�سهم اأن يقت�سموا

ويبنوا فيها الدور حت�سبا للعودة املرتقبة.

راأ���س م�سقط اأرى اأن اأح��ل��م واأن���ا ه��ذا ك��ل

يف ت��رق �سيناء كلمة �سمعت كلما اآب��ائ��ي؛

واأ�سراب والزيتون النخيل غابات خميلتي

الطيور املهاجرة مثل: ال�سمان، املرعى، العبد

اأبي من اأ�سمع كنت التي وغريها والزنزون

كيف كانوا ي�سطادونها بالدبو�س؛ وهو ع�سا

اأحدهم يه�س احل��دي��د، م��ن بقطعة تنتهى

وبقايا النخل هي�س يف يلبد ال���ذي ال��ط��ري

بالدبو�س؛ االآخ��ر رم��اه طار ف��اإذا االأع�ساب،

فيقع الطائر.

العودة للجذور..

1986م زرت »قاطية« زيارة طويلة يف عام

ن�سبيا. اأذكر كانت البيوت من حجر اأ�سمنتي

باأيديهم ويبنونها باأيديهم اأبناوؤها ي�سنعه

اأي�سا، �سطوحها من �سفيح يحولها الأفران

�ستاء؛ ال����رودة ���س��دي��دة وت�سبح �سيفا

منحة اأنها املفرو�س فقرية بائ�سة بيوت

�سرقت ولكنها االأجنبية، الدول بع�س من

وبع�س القليل اإال منها و�سل وما بالطبع،

اأ�سجار »امل��ع��ل��ب��ات«. املحفوظة االأط��ع��م��ة

الزيتون النحيلة التي تقاوم العط�س هزيلة

الزيت جتارة الأن بها يهتم اأحد يكن فلم

جهة اأت��ق��دم اأهمية. ذا م���ردودا تعطي ال

ح��و���س ال��ن��خ��ي��ل ب��ع��دم��ا ���س��ع��رت ب��اجل��وع؛

قامتي، بطول نخيات من الرطب اأقطف

بل اأق�سر؛ تلمع عيوين بلذة وامتنان؛ فهذه

وال�سجاعة احلرية اأهلي اأعطت االأر����س

يتنقلون اأ�سواتهم اأ�سمع وكاأين واحلكمة.

عليها بخفة الفهود بعزمية واإ�سرار.

ملا راأيت »قاطية« وقتها مل يكن هناك فرق

اأبو ذكري« اجليتو البدوي كبري بني »عرب

وبني اأه��ل��ي، م��ع مهجرا فيه ع�ست ال��ذي

واأو�سع اأرحب »قاطية« اأن �سوى »قاطية«،

اإيل منه انتقل الذي االأ�سل فهي واأعمق؛

Page 118: turath_156

كرث، رجال اأ�ساب عابرا الوراثي اجلني

يهدر يف نواته: �سجيج قوافل وهدير جيو�س

وابتهال املاأخوذين باأرباب ال�سحراء ؛ فاأنا

واأع�سابا �سفراء رم��اال راأي��ت كلما مازلت

احلنني ردين الفناء، تقاوم �سدرها على

فلما واأج��دادي. اآبائي موطن »قاطية« اإىل

اأب���و ذك����ري« اجليتو ه��اج��رت ع��ن »ع���رب

اأ�سعر مبرارة البدوي منذ ع�سرين عاما مل

ال�سجرة. اإىل فرعا تركت الأنني الفراق؛

فما ع�سته هناك كان تهيئة واإعدادا للعودة

اإىل اجلذور ومناء فيها.

اإ�شاءة قدمية..

" " قطية منازلها »وم��ن بطوطة: اب��ن ق��ال

امل�����س��ه��ورة؛ وب��ه��ا ت��وؤخ��ذ ال��زك��اة م��ن النا�س

اأ�سد لديهم عما ويبحث اأمتعتهم، وتفت�س

والكتاب والعمال ال��دواوي��ن وفيها البحث.

وال�سهود، وجمباها يف كل يوم األف دينار من

اإال ال�سام من اأح��د عليها يجوز وال الذهب.

براءة من م�سر وال من م�سر اإال براءة من

النا�س وتوقيا من اأموال ال�سام احتياطا على

�سمان يف وطريقها العراقيني، اجلوا�سي�س

العرب قد وكلوا بحفظه...«.

هذه هي »قاطية« التي كانت يف الزمان الغابر

ميناء بريا مهما؛ وبها بئر بناها اإبراهيم با�سا

»بري االآن اإىل وت�سمى احلجاج منها لي�سرب

حجاج«.

هنا »قاطية«..

هذه االأر�س الرملية»الر�س« بلغة البدو متتد

ومل »قاطية« اأه��ل قطنها بعيدة؛ م�سافات

يف رهبة له البحر الأن البحر؛ من يقرتبوا

الذبائح ويذبحون يجلونه اإنهم البدو، نفو�س

على �ساطئه كل عام تقريبا. فاملار من »قاطية«

�سيكون على ميينه ال�سبخة، وهي اأر�س ملحية

متتد م�سافة ثاثة كيلومرتات جنوب »رابعة«

النخيل بقعة حتدها »قاطية«، غرب و�سمال

مثل: البلح م��ن متعددة اأن��واع��ا ت�سم التي

ال�سياحي. عي�سة، بنات العامري، احلياين،

كل من اخلريف يف متناثرة. بيوت تف�سلها

وهي النخيل، ب��ني »امل�����س��رات« تنت�سر ع��ام

اأر�سها مفرو�سة النخيل خ�سا�س من جريد

باجلريد؛ تلم الن�ساء وال�سبايا البلح الرطب

فيها وي�سنعن منه العجوة ال�سيناوية املميزة

والتمر. حول البيوت ت�سطف اأ�سجار الزيتون

ت�سقى وكلها اخل�سراوات وم��زارع وال��رم��ان

ت�سل مل ال�سام ترعة اإن حيث ج��ويف مب��اء

»قاطية« وانتهت قبل م�سافة اأربعة كيلومرتات

جنوب غربها.

قبائل »قاطية«..

»ال�سماعنة« قبيلة »قاطية«: قبائل اأ�سهر من

وم����ن ع�����س��ائ��ره��ا ال�����س��ب��ان��ات واحل���وام���دة

ع�سائرها وم��ن »العلوية« قبيلة وال��زق��ازق��ة،

الفرارجة، اجليوب، الرايات، قبيلة »القطاوية«

وقبيلة والقوا�سمة، ال�ساعر ع�سائرها: ومن

»البيا�سية« ومن ع�سائرها: املوالكة والنجادوة

الذهاب اأب��ي ح��اول »1967« ع��ام ل�سيناء »اإ�سرائيل« واحتالل النك�سة بعد

اإىل نخالته يف »قاطية«؛ ولكنه مل ي�ستطع؛ فظل يحاول حتى ح�سل بعد

حماوالت م�سنية على ت�سريح من قوات حفظ ال�سالم »UN«؛ ومبوجبه

ا�ستطاع العبور اإيل �سيناء الأيام عام »1970« لالعتناء بنخالته يف »قاطية«،

وعاد �سعيدا فخورا الأنه حفظ نخالته من املوت؛ بل وغر�س ف�سائل جديدة

عا�س منها ما عا�س ومات منها الكثري؛ ظل -رحمه اهلل - حتى مات، يفاخر

بواحدة منها زرعها بيده.

اإذن لري النخالت

في الماضي كان لكل قبيلة مقعد خاص بها

ولكن حاليا أصبح لكل عشيرة مقعدها الخاص

بعدما كثر الناس

استطالع

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

118

Page 119: turath_156

من املوظفني بع�س بها يقيم كما والعمور.

اأبناء الوادي �سعيا وراء احلافز املايل وب�ساطة

احلياة.

الزراعة. هو »قاطية« يف الرئي�س الن�ساط

النخيل، الزيتون، بزراعة »قاطية« وت�ستهر

التني، الكنتالوب، الفاكهة: واأن��واع الرمان،

ال��ب��ن��دورة، اخل�����س��راوات: اأي�سا اجل��واف��ة.

اخليار، الفلفل، وغريها. كما يوجد بها جتارة

كما مبعا�سرها. يع�سر ال��ذي الزيتون زيت

بالقطاع العاملني املوظفني طبقة بها يوجد

ال�سلع يف يتاجر منهم وبع�س احل��ك��وم��ي،

ذلك بجانب ال��ب��دوي ويربي اال�ستهاكية،

باالإ�سافة واملاعز االأغنام مثل احليوانات:

للطيور املنزلية. كما يوجد بها بع�س االأن�سطة

الثانوية: كعاج الك�سور والكدمات عن طريق

فيها وي�ستهر بالنار، والكي ال�سعبي، الطب

تقوم كما ���س��ق��ر«. اأب���و داود »ط��ل��ب احل���اج

الن�ساء ب�سناعة العجوة والتمر من اأنواع البلح

ال�سباب يلم »قاطية«؛ يف املميز ال�سينائي

البلح من النخيل يف اأوان م�سنوعة من خو�س

النخيل »م�سنة« اأعلى النخلة؛ فتتلقاها الن�ساء

وبذهنب بها اإىل امل�سرة، يغ�سل الرطب وتنزع

يعر�س ث��م وال��ن��وى؛ ال�سمراء ق�سرته عنه

�سكل قر�س وي�سنع على اأي��ام، ملدة لل�سم�س

مرة ال�سم�س يف يو�سع ال��ع��ج��وة م��ن كبري

اأخرى؛ ثم يعجن مباء قليل؛ ويخزن بعد ذلك

يف اأكيا�س با�ستيكية ويو�سع يف �سفائح.

جمتمع »قاطية« جمتمع ذكوري؛ رغم خروج

الوظيفة يف ال��زوج وم�ساركتها للعمل امل��راأة

احلكومية واأعمال الزراعة مثل جمع الزيتون

والرمان والبلح، لكن ما زال املجتمع ذكوريا.

جمتمع يف االج��ت��م��اع��ي��ة احل��ي��اة وتنق�سم

ويتجمعون الرجال جمتمع كاالآتي: »قاطية«

اأماكن يف بالديوان ي�سمى ما وهو املقعد يف

ي��ت��داول��ون ال��رج��ال لتجمع م��ك��ان اأخ����رى.

حياتية؛ مواقف من يعرت�سهم ما كل فيه

به وال�سمر. احل��دي��ث يف ال��وق��ت ولق�ساء

والقهوة، ال�ساي ل�سناعة واأدوات نار ركوة

ب�سناعتها، ال�سباب الرواد من اأحد يتطوع

مكان اأن��ه كما لل�سيوف؛ وفر�س واأغطية

ال وبالطبع ال��والئ��م. واإق��ام��ة العزاء لتلقي

اإىل باالإ�سافة الوالئم. هذه الن�ساء حت�سر

اأنه مكان التقا�سي بني النا�س عرفيا. ولكل

اأ�سبح حاليا ولكن بها؛ خا�س مقعد قبيلة

كرث بعدما اخل��ا���س مقعدها ع�سرية لكل

النا�س.

يف امل��راأة تبقى االأ�سا�س يف الن�ساء جمتمع

يتوا�سلن ولكنهن �سوؤونه؛ على وتقوم بيتها

م��ع اأق��رب��ائ��ه��ن و���س��دي��ق��ات��ه��ن ب��ال��زي��ارات

الوقت وق�ساء اليومية االحتياجات وتبادل

كلما رأيت رماال صفراء وأعشابا على صدرها

تقاوم الفناء ردني الحنين إلى »قاطية«

موطن آبائي وأجدادي

�أطفال يتزجلون علي رمال �سيناء

Page 120: turath_156

وذلك يف البيوت. وال يوجد مكان خم�سو�س

الرجال. لتجمعهن مثل

التقاليد والعادات

تكون ب��دوي جمتمع اأي يف كما »قاطية« يف

القدم؛ يف موغلة قدمية والتقاليد العادات

حرمة واجل���ار، الكبري اح���رتام على وت��ق��وم

املراأة وعدم امل�سا�س بها؛ حتى لو اعتدت على

الرجل بال�سباب فا يجب اأن يرد عليها، ولكن

عليها اعتدى ف��اإن الأهلها؛ ي�سكوها اأن عليه

اأ�سبح حقه �سائعا، بل عليه اأن يواجه تاأديبا

�سارما. االحتكام للكبار من الق�ساة يف كل ما

مي�س حياتهم من خافات و�سراعات. ويعتر

لل�سرطة مبا�سرة جمتمع »قاطية« االخت�سام

من دون اللجوء للق�ساء العريف عيبا كبريا يف

حق الرجل. واإن كان االحتكام لل�سرطة املدنية

يتم يف اأمور كثرية.

نظرة ال��ب��دوي لغري ينظر ال��ب��دوي زال م��ا

اإىل نظرة ولكنها ا�ستعاء لي�ست خمتلفة؛

وعليه البدوية، التقاليد حرمة يعرف ال من

فاإنه عندما يوجه البدوي لبدوي مثله توبيخا

جلهله بالعرف يقول له »اأنت فاح«. الع�سبية

لاأهل »العائلة- القبيلة« مازالت من العادات

االأف���راح يف امل�ساركة ال��ب��دوي، يف املتاأ�سلة

من عائلة فكل وامل��وا���س��اة؛ بالطعام وامل���اآمت

الع�سرية عليها �سناعة الطعام للمعزين »غداء

اأو ع�ساء« ح�سب التق�سيم املتبع بينهم. ويقدم

للمعزين �سوان الطعام يف والرجال ال�سباب

يف املقعد؛ وغالبا ما يكون الرثيد وعليه طبقة

مجتمع »قاطية« مجتمع ذكوري رغم خروج المرأة

للعمل ومشاركتها الزوج في الوظيفة الحكومية وأعمال

الزراعة مثل جمع الزيتون والرمان والبلح

استطالع

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

120

Page 121: turath_156

اأي�سا واللحم. وال�ساطة االأرز م��ن قليلة

ويحملون بع�سا بع�سهم يهنئون االأف��راح يف

يكون م��ا وغ��ال��ب��ا واأه��ل��ه للعري�س »ال��ه��ن��ا«

االأرز اأو والدقيق وال�ساي ال�سكر من كميات

ال�سابون اإىل باالإ�سافة الغازية وامل�سروبات

وهو »ال��ق��ود« ي��ق��دم وبع�سهم وال�سيكوالتة

الهدية اأو معز على �سبيل عبارة عن خروف

باالإ�سافة اإىل »النقوط« وهو مبلغ مايل يقدم

للعري�س اأو والده يوم ال�سباحية.

زواج »قاطية« جمتمع يف العادات من اأي�سا

ابنته اأو ابنه زواج يف�سل فالبدوي االأق��ارب

هذا لكن القبيلة اأو الع�سرية اأو العائلة من

االأمر قلت حدته بع�س ال�سيء، واأ�سبح الزواج

بني القبائل اأو حتى بني الوافدين من الوادي

حمرما لي�س لكنه ال�سيء؛ بع�س م�ستهجنا

من ناحية العرف؛ و�سار البدوي يزوج بناته

واأوالده من القبائل االأخرى بل من الفاحني

ومن الوافدين اإليها.

الأزياء..

االأزياء الرجالية: هي الثوب البدوي »اجلابية«

غطاء وه��ي احل��م��راء اأو البي�ساء وامل��ح��رم��ة

للراأ�س؛ واإن كان غالبية ال�سباب ال يرتدونها. يف

بع�س املنا�سبات يرتدون البنطلون والقمي�س اأو

البدل كما يف االأفراح لكن امل�سهور هو اجلابية.

�سوف قما�س من ت�سنع وه��ي العباءة كذلك

متخ�س�سون هناك ك��ان الثمن، وغ��ايل فاخر

نظرا االآن ع��زوا واإن الرتزية من �سناعتها يف

لاإقبال على العباءة اجلاهزة من دول اخلليج،

وهي �سرط �سروري من �سروط الوجاهة للبدوي.

اأو »ال�سندل اإال االأح��ذي��ة من الينتعل ال��ب��دوي

ال�سب�سب« وال ينتعل »اجلزمة« اإال نادرا.

االأزياء الن�سائية: تلب�س املراأة يف حياتها اليومية

ال����وادي اجلابية ي�سمى يف م��ا وه��ي ال��ع��ب��اءة

والطرحة؛ اأما زي اخلروج فهو العباءة ال�سمراء

والطرحة ال�سمراء؛ والفتيات االآن يلب�سن ماب�س

الثوب فيلب�سن العجائز اأم���ا ك��امل��دن، خ���روج

البدوي االأ�سمر با تطريز وت�سع املراأة العجوز

على راأ�سها »القناع« وهو خمار اأ�سود اللون يغطي

منه يبني فا وجهها به وتلف ورقبتها راأ�سها

�سوي عينيها. وقد كان ثوب البدوية االأ�سمر هذا

يطرز منذ �سنوات بخيوط ملونة واأ�سكال بديعة

حتى اإن كل قبيلة كان لها طراز معني يف التطريز

تعرف به وي�ستدل على القبيلة باألوانها واأ�سكالها.

ولاأ�سف يكاد يكون قد انقر�س هذا الثوب املميز

والبديع؛ الذي كانت املراأة البدوية تتزين به يف

خروجها قبل الزواج اأم بعده.

الزواج..

من ي��ت��زوج اأن ال��ب��دوي يف�سل االأ���س��ا���س يف

اأقربائه كما يف�سل زواج بناته من العائلة؛ لكن

يف ال�سنوات االأخرية اأ�سبح الزواج متاحا بني

اأبناء الوادي. القبائل؛ بل وبني الوافدين من

واأ�سبح الزواج مكلفا لاأب وللزوج؛ فاالأب عليه

البيت اأن يبني وال��زوج عليه ابنته، اأن يجهز

ال��زواج يف املجتمع البدوي ويجهزه؛ واإن كان

اأي�سر بع�س ال�سيء من املدن. طقو�س الزواج

تقوم على طعام العر�س وذلك بذبح الذبائح

من الغنم اأو املاعز ويقدم غداء وع�ساء وكذلك

وحفلة الزينة بتعليق ال���زواج ع��ن االإع���ان

DJ « فرق هو االآن والغالب م�ساء الزواج

فيقف لل�سامر؛ يحن بع�سهم ك��ان اإن «و

باأيديهم ي�سفقون واح��دا �سفا ال�سباب

م��رددي��ن داح��ي��وه داح��ي��وه، وق��د ترق�س

كلما سمعت كلمة سيناء تبرق في

مخيلتي غابات النخيل والزيتون وأسراب الطيور

المهاجرة مثل السمان والمرعى والعبد

والزنزون

تلة �لآثار

بقايا م�سجد �ل�سلطان بيرب�س

Page 122: turath_156

تلب�س وهي احلا�سي رق�سة الفتيات بع�س

الزي البدوي؛ ولكن هذا نادر االآن لاأ�سف.

التعليم..

البدوي املجتمع اأف��راد بني التعليم ينت�سر

يف »ق��اط��ي��ة« م��ا ب��ني ال��ت��ع��ل��ي��م اجل��ام��ع��ي

مدر�سة »ق��اط��ي��ة« يف فيوجد وامل��ت��و���س��ط؛

ديني ومعهد اإع��دادي��ة واأخ���رى ابتدائية

زراع��ي��ة. وث��ان��وي��ة ع��ام��ة ثانوية وم��در���س��ة

با والبنات االأوالد بني ينت�سر والتعليم

ال�سباب من اجلامعات وخريجو ا�ستثناء.

الهند�سة مثل »ق��اط��ي��ة« يف ك��رث وال��ب��ن��ات

وغ��ريه��ا. وال��رتب��ي��ة واالآداب وال��ت��ج��ارة

اجلامعة خلريجي العامة الن�سبة ومازالت

ال�سيء. قليلة بع�س

الآثار..

من اأهم االآثار يف »قاطية«:

بقايا �سطحه على وتنت�سر » قاطية »ت��ل

االإ�سامي الع�سرين من االأث��ري��ة املباين

رممها ماء بئر بها يوجد كما واليوناين.

اإب���راه���ي���م ب��ا���س��ا ب���ن حم��م��د ع��ل��ي ح��اك��م

ع�سر، ال��ت��ا���س��ع ال��ق��رن ب��داي��ة يف م�����س��ر

ث��م رمم��ه��ا اخل��دي��و ع��ب��ا���س ع��ن��د زي��ارت��ه

ت�سم كما حجاج«. »بري وي�سمى للعري�س

ومنطقة العثماين الع�سر م��ن م�سجدا

�سيناء اآثار وتدل املدينة. و�سوق �سناعية

القدمية علي وجود طريق حربي قدمي وهو

وكان �سيناء، يقطع الذي حور�س« »طريق

احلالية، القنطرة من يبداأ الطريق هذا

بري ثم احلري تل على فيمر �سماال ويتجه

قطية ومن املحمدية، من بالقرب رومانة

يتجه اإىل العري�س. وقد ورد ذكر املوقع يف

العديد من املقاالت التاريخية التي تتحدث

ال�سهري املقال �سيناء؛ وخا�سة عن �سمال

جاردنر« عن طريق االإجنليزي »األن للعامل

ك��اأح��د امل��وق��ع حت��دي��د مت حور�س؛ حيث

النقاط اخل�سبة من مواقع طريق حور�س.

وكذلك اأثناء اأعمال االأثري الفرن�سي »جان

اأن اإال ال�سوي�س. حفر قناة كليدا« وقت

عملية حفائر اأع��م��ال فيه جت��ر مل امل��وق��ع

امل�سرية االآثار بعثة جانب من اإال منظمة

االإ�سامية؛ حيث لقطاع االآثار التابعة

للبحر في نفوس بدو »قاطية« رهبة يسكنون

بعيدا عنه ويذبحون الذبائح على شاطئه

كل عام تقريبا

حو�س �لنخيل يف قرية قاطية

هذه األرض أعطت أهلي الحرية والشجاعة والحكمة وكأني أسمع

أصواتهم يتنقلون عليها بخفة الفهود

بعزيمة وإصرار

استطالع

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

122

Page 123: turath_156

م�����س��ج��د ب����ق����اي����ا ع������ن ال����ك���������س����ف مت

من الع�سر للمياه و���س��ه��ري��ج وم�����س��اك��ن

وهو زمن املماليك. االإ�سامي، حتديدا

ال�سيخ و»ق��ب��ة بير�س« »الظاهر م�سجد

األن مبعرفة املوقع حتديد ورغم املزين«.

جاردنر كاأحد نقاط طريق حور�س احلربي

اأ�سا�س بني م�سر وفل�سطني وعلى القدمي

بالكرنك االأول امل�سهور امللك �سيتي نق�س

ال باملوقع عنها ك�سف التي االآث��ار اأن اإال

املوقع بتاريخ تعود طبقات اأي وجود توؤكد

اإىل طبقات من الع�سر الفرعوين »الدولة

احلديثة؛ وهو للدولة احلديثة« امل�سرية

املواقع حتديد �سعوبة يو�سح الذي االأمر

االآث���ري���ة وحت��ق��ي��ق��ه��ا ب��ن��اء ع��ل��ى م���ا ورد

دون م��ن ال��ق��دمي��ة، وامل�����س��ادر بالنقو�س

اأعمال خال من ذلك تثبت نتائج وج��ود

باملوقع. احلفائر

اخلامتة والبداية..

بقعة خ���ارج وت�ستطيل ال���ف���روع تنمو ق��د

ال�سجرة؛ لكنها تظل حمكومة باجلذر الذي

اأعماق االأر�س وال يفارقها برغم ي�سرب يف

اأو الهرب امل��اء، ال يفكر يف ون��درة اجلفاف

املغادرة؛ فهو حمكوم بقدره وجتربته، وعليه

اأن يظل يف اأر�سه حتى يحني اأجله؛ فيدفن يف

اأبو �سامل اأفكر يف دوما البقعة. هكذا نف�س

اأر�س وتنقل يف ا�ستطال الذي الفرع �سبانه

اهلل لكنه حمكوم بقدر اجلذور

��سجار �لزيتون

Page 124: turath_156

القاهرة - ه�شام علي

بعد عودتي اإىل املدر�سة من الإجازة الإجبارية

التي ح�سلنا عليها ب�سبب حرب اأكتوبر عام

1973م، كلفنا معلم اللغة العربية بكتابة مو�سوع تعبري حول، الت�سامن العربي مع

م�سر اأثناء احلرب، وكيف مت ا�ستخدام

»�سالح البرتول« يف مواجهة الدول

الكربى التي انحازت اإىل »اإ�سرائيل«.

وت�سجيعا لنا وعدنا الأ�ستاذ عبد

الفتاح، بقراءة املو�سوع الذي يح�سل

على اأعلى الدرجات يف اإذاعة

املدر�سة.. لكن بعد حتية العلم.

يف ذكرى حرب �أكتوبر

�لـعــــدد

156�أكتوبر

2012

124

حكايات من الذاكرة

زايد ..و الدم العربي

Page 125: turath_156

البيت يف نعي�شها كنا التي احل��رب اأج���واء

واملجالت، وال�شارع، على �شفحات اجلرائد

لكن ومي�شرا، �شهال املو�شوع كتابة جعلت

االأ���ش��ع��ب مت��ث��ل يف االخ��ت��ي��ار ب��ن امل��واق��ف

لكن عليه.. ال�شوء ت�شليط اأجل العربية من

بناء على ن�شيحة من والدي، اخرتت الرتكيز

على موقف املغفور له باإذن اهلل ال�شيخ زايد

»طيب اهلل ثراه«، واأن اأنطلق فيه من عبارته

املدوية: »البرتول العربي لي�س اأغلى من الدم

العربي«، خ�شو�شا واأن اأبي من كرثة ما ق�س

الثاأر يف لنا �شريك ب��اأن��ه اأقنعني عنه، يل

لدماء �شهداء �شارعنا.. اأحمد وعبد احلليم

و�شيد وحممود عبد احلكم.

وازداد انحيازي اأكرث للمغفور له ال�شيخ زايد،

التي املعلومات توثيق رحلة ب���داأت اأن بعد

واملجالت. اجلرائد من بها اأ�شتعن �شوف

عنه تن�شر كانت ال�شحف اإح��دى اأن اأذك��ر

مقاال مع �شورة تخطف النظر من اأول وهلة

الزمان من لي�س الرجل هذا اأن اأ�شعرتني

ع�شور من اإلينا قادم بل فيه، نعي�س الذي

ال�شحابة، اأو اأحد الفر�شان الذين كنا ن�شمع

حكايتهم يف الليايل القمرية يف القرية.

عندما اأن��ه يعلمون ال رمبا النا�س من كثري

والغربية العربية االإع���الم و�شائل تناقلت

امل�شرية اجلبهتن على امل��ع��ارك ب��دء خرب

رحلة يف ث���راه« اهلل »طيب ك��ان وال�شورية،

من تاأكد اأن ومبجرد بريطانيا، يف خا�شة

االأنباء وك��االت تطريها التي االأخبار �شدق

العاملية من م�شت�شاريه، مل يفكر يف ح�شابات

اأوراق لريتب يجل�س ومل معقدة، �شيا�شية

ال��دول مع م�شاحلها ح�شب النا�شئة دولته

الكربى، بل اختار االنحياز املبكر الأمته العربية

يف هذه احلرب املقد�شة. اأ�شدر اأوامره الفورية

من متنقلة م�شت�شفيات ب�شراء مل�شت�شاريه

اأوروبا وجتهيزها باملعدات الطبية والتموينية

واإر�شالها اإىل اجلبهة امل�شرية وال�شورية.

بها مت��ر كانت التي املالية ال�شائقة ورغ��م

اأر�شل من اأول ك��ان الوقت، ه��ذا يف اأبوظبي

دعما ماليا حتت ح�شاب املعارك، بعد اأن جمع

منهم وا�شتدان بريطانيا، يف البنوك رج��ال

100 مليون جنيه اإ�شرتليني ب�شمان البرتول!

كثريا، اليوم اأمامها اأتوقف التي املفاجاأة

اإميانه هي الرجل ه��ذا عبقرية يف متاأمال

امل��ب��ك��ر ب��اأه��م��ي��ة االإع�����الم، وم���ا ل��ه م��ن دور

هذا خ�شارتها، اأو باملعركة الفوز يف حا�شم

اأمتنا قادة من كثري عن اليوم يغيب الفهم

اأن ث��راه« اهلل »طيب اكت�شف فقد العربية.

واالأمريكية، الغربية االإع��الم و�شائل معظم

اإىل منحازة بطريقة امل��ع��ارك �شري تتناول

»اإ�شرائيل«بل وتتعمد ت�شويه احلقائق واإخفاء

الكثري من املعلومات! االأمر الذي جعله يجمع

م�شت�شاريه وياأمرهم باال�شتعانة -وعلى نفقته

�شخ�شية اإعالمية ال�شخ�شية- باأكرث من 40

من امل�شهود لها بالكفاءة واملهنية على م�شتوى

ال��ع��امل، لتغطية اأخ��ب��ار احل��رب، وم��ن خالل

ات�شاالته التي ال تتوقف مع القيادة امل�شرية

ليقوموا االأم���ور، جميع لهم رت��ب وال�شورية،

مبهمتهم، بعيدا عن التعقيدات الروتينية التي

تظهر يف مثل هذه االأيام.

وتبد�أ �ملعركة �لكربى

اجل��وي اجل�شر ع��رب ال�شالح ت��دف��ق عندما

االأمريكي اإىل »اإ�شرائيل«، اأوفد زايد –رحمه

اهلل- وزير النفط االإماراتي حامال توجيهات

بالده بقرار قطع النفط نهائيا عن الدول التي

ت�شاند »اإ�شرائيل«، االأمر الذي اأجرب االإذاعات

النباأ؛ لتعلن هذا اإر�شالها، العاملية على قطع

فقد كان القرار بداية ملعركة النفط، وعندها

يتحمل اأن عليه باأن التهديدات عليه انهالت

تبعات ذلك القرار، لكنه »طيب اهلل ثراه« مل

�شرية، ات�شاالت يجر ومل يرتبك، ومل يهتز

ق��ائ��ال:»اإن االإع���الم و�شائل خ��رج على فقط

الذين قدموا دماءهم يف معركة ال�شرف، قد

العربي النفط واإن كلها، ال�شفوف تقدموا

اأغلى من الدم العربي«، وم�شيفا:»اإننا لي�س

التمر مرة اأكل اإىل العودة اإىل ا�شتعداد على

بن كبري زمني ف��ارق هناك فلي�س اأخ���رى،

رفاهية النفط واأن نعود اإىل اأكل التمر«.

ورغم ما و�شله عن وجود خمططات اأمريكية

ل�شن اخلفاء يف لها الرتتيب يتم بريطانية

هجوم على اآب��ار البرتول يف ال��دول اخلليجية

الكربى، ال�شعودية والكويت واالإمارات، اإال اأنه

املعركة واأدار ثراه« مبوقفه ت�شبث »طيب اهلل

حكم اأو م��ال يعنيه ال »امل�شتغني«الذي بقوة

اأمته �شرف عينيه ن�شب وا�شعا رفاهية، اأو

العربية وعروبته التي جتري يف دمائه واأرواح

اأبنائه واأ�شقائه الذين يقاتلون على اجلبهة.

ويزداد الفخر باالإمارات وقائدها وموؤ�ش�شها،

عندما تعلم اأن االإمارات فتحت ر�شميا مكاتب

للتطوع يف املعركة، وفر�شت �شريبة جهاد على

التجار، وال�شركات العاملة فيها ونظمت مكاتب

العاملن اإىل تربع باالإ�شافة ال�شعبي، للتربع

فيها مبرتب �شهر كامل مببادرة ذاتية.

واحل���دي���ث ع��ن م��واق��ف��ه »ط��ي��ب اهلل ث���راه«

معركة يف اخت�شارها ميكن ال ال��رج��ول��ي��ة

اأنها تكفيه البرتول لعام 1973 وحدها، رغم

لدخول التاريخ من اأو�شع اأبوابه.

جمعني ال���ذي الوحيد اللقاء يف اأن���ه اأذك���ر

يف �شاهن يو�شف ال��راح��ل الكبري باملخرج

مكتبه، اأخربين اأن من اأهم م�شاريعه املوؤجلة

�شاهن واأخ���ذ زاي���د«، »معجزة ا�شمه فيلم

يتحم�س عندما املعهود بحما�شه ي�شتفي�س

لفكرة اأو مل�شروع فني جديد، الفتا اإىل اأهمية

توثيق حياة هذا القائد املعجزة.

ازداد حما�شي اأكرث ل�»معجزة زايد« عندما قدر

يل زيارة االإمارات، وقتها تذكرت اأول مو�شوع

�شر كذلك وفهمت حياتي، يف كتبته تعبري

اختيار اأ�شتاذ عبد الفتاح معلم اللغة العربية

مو�شوعي لقراءته يف االإذاعة املدر�شية

لم يفكر زايد في حسابات سياسية معقدة ولم

يجلس ليرتب أوراق دولته الناشئة حسب مصالحها

مع الدول الكبرى.. بل اختار االنحياز المبكر ألمته

العربية في هذه الحرب المقدسة

الراحل يوسف شاهين أخبرني أن من أهم

مشاريعه المؤجلة فيلم اسمه »معجزة زايد«، فلماذا ال نرى فيلما سينمائيا يوثق

لمعجزة الراحل الكبير؟

Page 126: turath_156

�أمل �سعد

لي�س غريبا اأن حتتل اآلة العود واأنغامها مكانا مميزا يف كلمات الأغاين العربية،

بحكم ما متتلكه هذه الآلة من ح�سور يف وجدان �سعراء الأغنية العرب، وما يلم�سونه

ويعرفونه من عمق اإح�سا�س م�ستمعيهم بها، �سواء يف ذلك �سعراء الف�سحى اأو العامية.

ويكون العود، مبا ميتلكه من طاقات تعبريية، ومبا يرتبط به من األوان وظالل

واإيحاءات، يف بع�س الأحيان جزءا من اأغنية، اإذ ترد �سورة مفردة له هنا اأو هناك، لكنه

يف اأحيان اأخرى، ي�سبح مو�سوعا لالأغنية كلها، واملحور الذي تدور حوله. وفيما يبدو،

فاإن العود وحده هو من لقي هذا الهتمام من جانب كتاب الأغاين و�سعرائها، فلم

حتظ اأي من الآلت املو�سيقية بعدد من الأغنيات مثلما حظيت اآلة العود. ول اأعتقد اأن

من يعرف الذائقة العربية ومكوناتها اجلمالية يجد يف هذا مثارا للده�سة.

العودسيد األغنيات�صورته يف كلمات �أربع �أغان عربية

موسيقا

الـعــــدد

156�أكتوبر

2012

126

Page 127: turath_156

���س��ري��ع��ة على �إط��ال��ة ن��ح��اول يف و���س��وف

ن��ت��ع��رف ع��ل��ى ه��ذه �أن �ل���ع���ود« »�أغ��ن��ي��ات

�ل��ظ��اه��رة، ب��ادئ��ن »ب��ال�����س��ور �مل���ف���ردة«،

�أجو�ء على �سريعة نظرة �إلقاء �إىل و�سوال

لها، عنو�نا �ل��ع��ود �ت��خ��ذت �أغنيات �أرب���ع

للفنان ع��ودي« على »غنيت �أغنيات: وهي

للفنان ع���ودي« و»ع��ل��ى �ل�����س��روج��ي، ع��ب��ده

و»ع��ودك ع���ود«، و»ي��ا �ل�سنباطي، ري��ا���ض

لل�سيدة فريوز. رنان«

�لعود: �صور مفردة

�الأغ���اين يف �مل��ف��ردة �ل��ع��ود ���س��ورة تظهر

تطريز� مبكر، وقت منذ �حلديثة �لعربية

�ملو�سح يف كما و�لنور، �لندى من بخيوط

�ل��ر�ث��ي »ي��ا ���س��ادي �الأحل���ان« �ل��ذي حلنه

�لقرن ع�سرينيات يف دروي�ض �سيد �ل�سيخ

�مل��ا���س��ي، وي��ب��دو ف��ي��ه ذل��ك �الإحل����اح على

�الرت���ب���اط �ل���وج���ودي ب���ن ن��غ��م��ات �ل��ع��ود

و�لو�سول �جلمعي �إىل ن�سوة �لطرب :

ي�������ا �����س����������������������������������ادي الأحل��������������������ان

������������������������ة ال����ع����ي����دان ����م����ع��������������ن����ا رن����� اأ�����س

احل����������ان يف م������������ن واط�������������������رب

�����دم�����ان واح���������س����ب����ن����ام����ن ب�������ن ال�����ن

�أغنيات يف تتكرر »�مل��ف��ردة« �ل��ع��ود ���س��ور

و�حلنن �لع�سق وع��ن �الأوط���ان عن �ستى،

دوم��ا مرتبطة و�ل��ذك��ري��ات، �الأم��ك��ن��ة �إىل

�أكو�ن يف �لروح و�سياحات �الألق، باكتمال

يكتب ف��ح��ن و�ل�����س��ف��اء. �الن�����س��ج��ام م��ن

�أي���ام �ل��ر���س��ا �لتي م��اأم��ون �ل�����س��ن��اوي ع��ن

ف��اإن ذك��ر�ه��ا، �لنف�ض يف وب��ق��ي��ت ذه��ب��ت

�ل�ساعر خ��ي��ال �إىل تتد�عى �ل��ع��ود �أن��غ��ام

�ملفقود. �لفردو�ض هذ� عن لتعرب �لرقيق

لفريد �الأغنية �خلالدة �لذ�هب، يف �لربيع

ونغما: عود� يتج�سد �الأطر�ض،

ك���������������ان ال������ن�������������س������ي������م غ��������ن��������وه

ال�������ن�������ي�������������������������������������������������������ل ي�����غ�����ن�����ي�����������ه�����ا

����������ت����������ه احل������ل�����������������������������������������وه وم����������ي

ف����ي����ه����ا ت�������ع�������ي�������د ���������ل ت���������ف�������������������س

وم����وج����ه ال�����ه�����ادي ك������ان ع����وده

ون����������������ور ال������ب����������������������������������در اأوت�������������������اره

ي���ن���������������������������اغ���ي ال����������ورد وخ��������دوده

ي������ن������اج������ي ال������ل������ي������ل واأ������������س�����������راره

ب�سورة تتكرر للعود »�ملفردة« �ل�سور هذه

�لكبري �للبناين �ل�ساعر عند للنظر الفتة

ع�سقه ويف فريوز. بها لت�سدو عقل، �سعيد

قريبة �لعود �سورة تبدو لل�سام، �ل�سويف

�لعذبة �الأغنية ففي �خل�سب. خياله �إىل

»يا �سام« ت�سدو فريوز:

ط���اب���ت ال�����ذك�����رى ف���م���ن راج�����ع

ال����ط����رب اإىل ال������ع������ود ك����م����ا ب������ي

ول��ي��ايل �ل��ط��ي��ب، زم���ن �إىل �إن����ه �حل��ن��ن

�لذي �ل�سناوي ماأمون �ساأن �ساأنه �لو�سل،

�لر�سا و�أي���ام �ل��ذك��ري��ات، ربيع �إىل يحن

�لعود �سورة عقل �سعيد ويكرر و�ل�سفاء.

يف ق�سيدته »كللت بالغار«، �إحدى ترنيمات

�ل�سيدة ب�����س��وت و�أي�����س��ا ل��ل�����س��ام، ع�سقه

فريوز:

م�س�����ردة غمامات ب�س������ع اأواه

يف الأفق بع�س روؤى والبع�س اأحالم

�����������بحا �س اأظللتنها �س�����األتهن

اأنغام للع���ود وحدها الت����ي �س�������ام

�الرتباط هذ� من جزء ت�سور ميكن رمبا

�إىل ب��ال��ع��ودة و�ل�����س��ام �ل��ع��ود ب��ن �حلميم

منطقة يف كان للعود ظهور �أول �أن حقيقة

عام 2500 نحو قبل �ل�سورية، �جل��زي��رة

�سيد دروي�ش

صور العود »المفردة« تتكرر في أغنيات شتى

عن األوطان وعن العشق والحنين إلى

األمكنة والذكريات مرتبطة دوما باكتمال

األلق وسياحات الروح

فريد الأطر�ش ريا�ش ال�سنباطي

Page 128: turath_156

ذل���ك، غري ي��زي��د على م��ا �أو �مل��ي��اد، م��ن

�ل��روح��ي و�جل��م��ايل هو �الأك��ر �أن �الت��ب��اط

وفاعلية. ح�سور�

�أغنية يف �لعود �إىل ثالثة �ل�ساعر ويعود

�لعود: �آلة من حميما جزء� عنو�نها يحمل

�لري�سة ح��دي��ث وك��اأمن��ا �ل��ري�����س��ة«، »الع��ب

�ملتماوج �لعامل مفتتح هو �الأوتار �إىل

�لرب�عم. و�زدهاء �للون ومو�سيقى بالعبري

بالري�سة: ق�سيدته �ل�ساعر يبد�أ

ي�������������س������ة واه��������������������و لع������������ب ال������ر

ورود ال���������ع���������م���������ر �������������ر وا�������س������ف�������

ويعود ثانية، وفق منطق �جلمال، �إىل �لعود

كل يف �لكونية �ملو�سيقى ليكت�سف و�الأوتار،

�ملوجود�ت:

ل�������ك ه����������ذا ال���������ري���������ح ع������������������������ود

وال�������غ�������م�����������������������ام�������ات وت��������������������������������������������ر

�أغنيات �لعود

خ�س�ست �أغنيات هناك فاإن �أ�سلفنا، كما

ويتناول �ل��ف��ري��دة. �ملو�سيقية �الآل���ة ل��ه��ذه

�مل��ق��ال �أف��ك��ار �أرب���ع �أغ��ن��ي��ات رق��ي��ق��ة، هي:

�لفنان يغنيها �ل��ت��ي ع���ودي« على »غنيت

�سحاتة، �إبر�هيم »كلمات: �ل�سروجي عبده

لل�سيدة عود« و»يا �ملوجي«، حممد و�أحلان:

رحباين«، �الأخوين و�أحل��ان »كلمات فريوز

و»عودك رنان« لل�سيدة فريوز �أي�سا »كلمات

و�أحل����ان زي���اد �ل��رح��ب��اين«، وع��ل��ى ع��ودي

ل��ل��ف��ن��ان ري��ا���ض �ل�����س��ن��ب��اط��ي »م���ن �أحل��ان��ه

�الأغنيات وتك�سف �ل�سيد«. ح�سن وكلمات

فيه يتحرك �لذي �لعامل ثر�ء عن �الأرب��ع،

�لعود، وماءمته حلاالت وجد�نية و�إن�سانية

���س��ت��ى، ب��ن �ل���ه���دوء و�ل�����س��خ��ب، و�ل��ف��رح

و�لدموع. و�البت�سامات و�الأمل،

»عبده عودي على غنيت - 1ال�سروجي«

»غ��ن��ي��ت ع��ل��ى ع����ودي« ه��ي �أغ��ن��ي��ة رق��ي��ق��ة،

جو�نبها. ك��ل يف ي�سيع غامر بفرح حتفل

�سوء و�ن�ساب ودن��ت، �الأم��اين فيها طابت

ب�سفائه... ليغمره �ل��وج��ود على �لقمر

وحمبون ��ح��ر، و�ل�����س و�ل��وف��اء للو�سال ليل

�لود، كوؤو�ض يت�ساقون �لعهد، على باقون

كله. للوجود معنى جديد� ويكت�سفون

و�ملقطع �الأول يف �الأغنية يك�سف عن معظم

تزين على �حل��ر���ض فيه وي��ب��دو �سماتها،

رقيقة لفظية مبو�سيقى وتطريزها �الأغنية

يف �سارب ف�سيح عربي ت��ر�ث �إىل ت�ستند

�الألفاظ و��ستخد�م باجلنا�ض يعنى �لقدم،

كما خمتلفة، ملعان �ملتطابقة �أو �ملت�سابهة

ي�ستند �إىل تر�ث عامي يف م�سر ويف �سو�ها

ب��ال��وج��د�ن ل�سيق �ل��ع��رب��ي��ة، �ل��ب��ل��د�ن م��ن

من �ل��ن��وع ه��ذ� ���س��اأن م��ن يعلى �ل�سعبي،

لذلك �ل�سور �أكمل وتبدو �للفظ، مو�سيقى

�ملقاطع تنتهي �إذ »�مل��و�ل«، �أل��و�ن بع�ض يف

يف يختلف �ملعنى لكن نطقا، و�حدة بكلمة

تفتتح �الأغنية بهذ� �ملقطع: كل مرة.

����س���اع���ة ظ���ه���ور ب���دري غنيت على عودي

����ايل م��������ن ب��������دري غ����ن عودي الهن��ا ه��ز

مبعنين، »ع��ودي« كلمة �الأغنية ت�ستخدم

حافظت وقد �أي�سا، مبعنين »بدري« وكلمة

�الأغنية يف كل مقاطعها على هذه �خلا�سية،

لم تحظ أي من اآلالت بعدد الموسيقية

من األغنيات مثلما حظيت آلة العود ومن يعرف الذائقة العربية

الجمالية ومكوناتها ال يجد في هذا مثارا

للدهشة

الأخوان رحباين

موسيقا

الـعــــدد

156�أكتوبر

2012

128

Page 129: turath_156

بحيث باتت �أبرز �سماتها. وعلى �لرغم من

�لنوع بهذ� حتيط �لتي »�ل�سنعة« �سبهة

حدود يف بقيت فاإنها �للفظية، �لزينة من

�أو ف تع�س فيها يبد ومل و�ل��رق��ة، �لقبول

بل �ل��ذوق، منه ينفر �لكلمات على �سغط

�لذكية: �ل�سعبية �للمحة فيه بقيت

معنا الوجود �سحر

معنى �ه ل� وع��رفنا

�حلر�ض على »�لزينة« يف �الأغنية لي�ض �أبرز

يف »�لعود« �إن بل فقط، �للفظية ماحمها

ينفذ وال »�لزينة« �إط��ار يف يدخل �الأغنية

�لثاث �الأغنيات حال هي كما قلبها �إىل

�لتي فاالأغنية الحقا. عنها �سنتحدث �لتي

مقطع كل ينتهي مقاطع ث��اث من تتكون

�لتالية: �لثاث بال�سطر�ت منها

وفرحت انا بدري

وملا لح بدري

غنيت على عودي

تنتهي لل�سورة. و�إط��ار »زينة«، هنا �لعود

�مل��ق��اط��ع د�ئ��م��ا ع��ن��د ه��ذ� �ل��ع��ا���س��ق �ل��ذي

ع��وده، على فغنى �للقاء، برحيق �نت�سى

�الأغنية �كت�سبت �الأخري �ل�سطر هذ� ومن

�للحظة ه��و �ل�����س��ورة ق��ل��ب �إن ����س��م��ه��ا.

�مل�����س��ر�ت، فيها �ج��ت��م��ع��ت �ل��ت��ي �ل���ن���ادرة

و�لو�سال، بالقرب و�الأرو�ح �الأعن و�رتوت

�إنه يبقى و�حد� من و�لعود �أحد تفا�سيلها.

لكنه �سك، دون من �ل�سورة م�ساهد �أهم

قطبها لي�ض �الأغنية... يف �سيء كل لي�ض

حال هي كما تنتهي، و�إليه تبد�أ منه �لذي

�القر�ب �سنحاول �لتي �الأخرى �الأغنيات

عاملها. من

»فريوز« عود يا - 2وحلنها كتبها ق�سرية �أغنية هي ي��اع��ود،

�الأخ������و�ن رح���ب���اين و����س���دت ب��ه��ا ف����ريوز.

�آلة مب�ساحبة تغني �أنها للنظر و�لافت

مو�سيقية �آالت �أي دون وح��ده��ا، �ل��ع��ود

وحده، �لعود« »عن �الأغنية لتكون �أخ��رى،

�أي�سا. و»بالعود« وحده

و�لعود يف هذه �الأغنية عود عبا�سي �لطابع

و�أم�سيات وليلة ليلة �ألف �الأغلب، عود على

هو �مل�سع�سعة. و�لكا�سات و�الأن�ض �ل�سهر

يئن �لتعبري، �سح �إذ� »��ست�سر�قي« ع��ود

خيايل، زم��ن ذكريات �لنف�ض يف فتنبعث

ي�ستح�سر �لكون �آخر �إىل فيم�سي ويتوجع

تتطاير وج��و�ري ونو�فري رخامية ق�سور�

غائلهن يف رق�سات مفعمة مبباهج �حل�ض

�الأغنية: كلمات تقول �ملتقد.

ع �سهريات احكي

ف ق�سور كالا رخام

في��������ر ونوا

الكا�سات وت�سع�سع

تتل��وى خ�س���ور ع

وحرير يطري

ر�سمت �أوروب��ي��ة لوحة �إىل �أق��رب �الأغنية

حيث ، �لفاتن لل�سرق ق��رون ب�سعة قبل

تتو�سطها �ل��ري��ة، و�ل��ن��ق��و���ض �ل��ن��م��ن��م��ات

على م��ط��وي��ة ع��اري��ة، �سبه ب�سة �أج�����س��اد

على مطوية �لغام�سة �لعيون فيما �لعود،

�لدخان غائل ور�ء حمجوبة �أ���س��ر�ره��ا،

�حل��رمي �أجنحة و�أغ���ال �حل��ري��ر وغ��ائ��ل

تنتهي دو�عيها. �لتي ال ومكائدها

د�خله، م��ن حزين �مل��زخ��رف �ل��ع��امل ه��ذ�

للفنانن اذ �أخ ت�سوير عنه عرب معنى وهو

ل�سوت رح���ب���اين، �الأخ���وي���ن �ل��ع��ب��ق��ري��ن،

�لعود... �إنه يف هذه �الأغنية م�سكون باالأمل:

م��ت��ك��ي ع��ل��ى امل���خ���م���ل ت��ت��وج��ع

ع��م��ق��ه مثري ل��ك��ن��ه يف ن���اع���م، ع����امل �إن����ه

ل��اأ���س��ى، ت�����س��ري يف �أن��غ��ام ع���وده رن��ة �أمل

رحباين �الأخوين عبقرية هي رمبا وحزن.

�لتي تلم�ض جوهر �حلقيقة، و�إن بذكاء فني

و�إدر�ك عميق لوحدة روح �الأغنية، مذهل،

وغ����االت ب��ال��غ��ة �ل��ره��اف��ة ت��ر�ه��ا �الأع���ن

�ل�سطوح. ور�ء �لباحثة عما

�حلو��ض فيها تتبادل �سعرية كثافة ويف

ي�سف وحركة، ومل�سا ولونا �سوتا �أدو�رها،

�الأ�سيان، وجمالها �الأوتار، وجع �ل�ساعر�ن

�أقا�سي �لوجود: �إىل �لذ�هب و�أنينها

اأقمار ي�ستي و�سوتك

حال ي�ستي

يا عود �سود وغيم وزنابق

�سعيد عقل كامل ال�سناوي

ثمة إلحاح على االرتباط الوجودي بين نغمات

العود والوصول الجمعي إلى نشوة

الطرب

Page 130: turath_156

نف�سها تعطي خماتلة، ق�سيدة �إذن، هي،

ك�سف يف مي�سي م��ا ق��در على متلق ل��ك��ل

فيها، و�ج����د م��ت��ل��ق ك���ل ل��ك��ن �أ����س���ر�ره���ا،

وه��ذ� روح��ه، ب��ه تهيم ج��م��اال بال�سرورة،

�لعظيم �لفني �لثاثي عبقرية �أ�سر�ر �أحد

ومن�سور وعا�سي ف���ريوز، قدمها: �ل��ذي

�لرحباين.

»فريوز« رنان عودك - 3�الأربع �الأغنيات �أح��دث هي رن��ان« »ع��ودك

زياد �جلميل �لفنان وحلنها �ألفها زمنا،

�لفني ونزقه �ملعهوده، بجر�أته �لرحباين،

�مل��م��ت��ع، وب��ح��ث��ه ع��ن حل��ظ��ات ال مي��ك��ن �أن

�إن�سانية بكر وم�ساحات �إل��ي��ه، �إال تنتمي

وعاطفية لي�ض ل�سو�ه �أن يرتاد جماهلها.

وحيوية، حياة تتفجر �أغنية رن��ان« »ع��ودك

ووجودهم، �أ�سماوؤهم لهم ب�سر� وتتج�سد

�إىل ن�سبته �لعن تخطئ ال در�مي ملمح يف

�أبطالها بالدفء، ناب�سة در�ما �ساحبه...

بر�سائل ن�سوى وعا�سقة م�ستهام، ع��ازف

�لكلمة بن وح��و�ر �الأوت���ار... تنقلها غ��ر�م

و�لنغمة، بن �ل�سفاه و�لوتر.

�ل�سمري ��ستخد�م �لغناء قرون من خت ر�س

�مل��ذك��ر ح��ن �ل��ك��ام ع��ن �حل��ب��ي��ب��ة، وح��ن

�لب�ساطة �جتماع لكن �أي�سا. �حلبيبة تتكلم

و�جلر�أة �لفنية يطيح هذ� �لتبادل �لق�سري،

و��سحا �ملوؤنث �ل�سمري �الأغنية لت�ستخدم

لكي«. �لنغمي قلي دق لك »دق �س و�سريحا:

متنح ذ�ت��ه��ا و�جل����ر�أة نف�سها بالب�ساطة

�أي�سا، �ملع�سوق �لعا�سق، �لعازف �الأغنية

فينه�ض »علي« ��سما متنحه وجود، �سهادة

من مناخا �الأغنية يف م�سيعا �سويا، ب�سر�

�الألفة و�لقرب.

ت�ستعذبه روح �إعان حب، �الأغنية �لعود يف

وم��ر�ت، م��ر�ت نغماته فت�ستعيد �حلبيبة

�سريحا �ع��ر�ف��ا �مل��ح��ب �ل��ع��ازف وت�����س��األ

وتطلبها وح��ده��ا... لها �لنغمات ه��ذه ب��اأن

�لعامل وتبلغ �لنائمن، توقظ قوية عالية

هدوئه عن خارج �الأغنية يف �لعود بحبها.

�مل��ع��ه��ود، وم��ت��م��رد ع��ل��ى �ل��ق��ي��د �حل��ري��ري

ه��ادر، ج��ريء، ع��ود �ل���و�دع... هو للطرب

�حل�سد ع��و�ط��ف يف يتحكم و�ث���ق، رن���ان،

وينفعل و�سخونته، �للحن بطز�جة �ملاأخوذ

و�جن��ذ�ب �نخطاف حلظات يف عازفه به

�إنه �الأوتار... �نقطاع لتخ�سى �حلبيبة حتى

�أن ينامو�، الأن �حلياة، عود ال ي�سمح للب�سر

�لع�سق، الإع��ان �ملتوهجة �للحظة تلك يف

�أن تعا�ض. ت�ستحق

ال�سنباطي« »ريا�س عودي على - 4قائمة يف �الأخ��رية �الأغنية هي ع��ودي على

�أ�سر�ر بع�ض جنتلي �لتي �الأرب��ع �الأغنيات

تعود �الأغنية �أن من �لرغم وعلى جمالها.

�أحد�ث 1952، حن ظهرت �سمن عام �إىل

فيلم »حبيب قلبي« �لذي لعب بطولته ريا�ض

�أن �الأن�سب من �أن ر�أيت فاإنني �ل�سنباطي،

فالعظمة �لرحلة، خامتة يف �أمامها نقف

يف وهيبته �جلمال وجال بالنهايات، تليق

ال �لذي �لتمام منها يجعان �الأغنية هذه

�إال �لنق�ض. يتبعه

ي�ستح�سر �لفخامة، بالغ عمل �أم��ام نحن

�أج����و�ء �الأ���س��اط��ري و�ل��ق��د���س��ي��ة، م��ف��رد�ت��ه

وعر�ئ�ض و�خل��ل��ود و�ل�سجود �ل��رك��وع ه��ي

جمبولة دن��ي��ا �الإل����ه����ام... ورب����ات �ل��ف��ك��ر

وعزلته �لفنان ومكابد�ت �لعابد فتنة م��ن

تعاند ودم�����وع �ل�����س��ح��ر وط���ي���وف �ل��ه��ائ��م��ة

»على �ل��ع��ود. نغمات يف لتن�سكب �ل��ع��ي��ون

�الأغنيات بن �الأط��ول �الأغنية هي ع��ودي«

�الأربع، تتيه مبقدمة مو�سيقية �ساحرة حاملة

من ليطل �لعازفن، من كبري فريق يوؤديها

لريا�ض �حل�سا�ض �ل�سجي �ل�سوت ور�ئها

ومقاطعها م�ساهدها وتتو�ىل �ل�سنباطي،

�الأغنيات ب�ساطة معه تتجاوز باذخ ثر�ء يف

�الأغنيات جمال كان �إذ� �ل�سابقة. �لثاث

�لثاث هو جمال �حلديقة �ملزهوة بالربيع،

موسيقا

الـعــــدد

156�أكتوبر

2012

130

Page 131: turath_156

�أغنية »على عودي« تكتنز جمال �لغابة فاإن

وروعتها. �ل�سا�سعة

�لرومانتيكي �لفنان �سورة �الأغنية تر�سم

د كاأ�سفى و�أ�سدق ما تكون، ذلك �لذي توح

وحتقق ع���وده، نغمات م��ع ���س��ويف وج��د يف

فيها وجوده �حلق... على �لعود يكون �لنوم

�لتي و�لدموع و�حل��زن، و�لفرح و�ل�سحو،

على د�فئة ت�سيل �لفنان كربياء يحب�سها

�الأوتار:

دموعي حارمها من عيني

واأبدرها على عودي

عا�سق �ل��روم��ان��ت��ي��ك��ي��ن، ك��ك��ل و�ل��ف��ن��ان،

كونه وي��ق��ي��م ذ�ت���ه، د�خ���ل يحيا ل��ل��ع��زل��ة،

ولي�ض للعامل، يت�سع �لذي قلبه يف �خلا�ض

ثم �إال �لعود يبوح مبكنون �لروح:

دنيتهم ف�ي الن���ا�س اأ�س�يب

واأحل���اين نغمي واخ��د

وابات �سهران ف حريتهم

ووجداين والع���ود اأن��ا

�أنيقة لغة تكت�سي �ملحلقة، �الأف��ك��ار ه��ذه

ث��ر�ء لتائم بعناية �سقلها مت م�سرقة،

�إنها �الأغنية. يف م�ستوياته وتعدد �ل�سعور

�أق�سى �إىل �ساعرها، يريد حينما ت��رق،

�لرقة: حدود

وبتحل��م نامية �سف���ايف

الكالم �ساحي وفوق منها

البل�سم فيها ونظرة عن

ارتاحي يقول للعن قومي

�للب بالروعة، متحررين- تركنا ماأخوذي

ل��ل��ح��ظ��ات- م���ن ق���ي���ود �ل���زم���ان و�مل���ك���ان

�لذي �لعود نغمات مع هائمن و�جل�سد،

جت�����س��دت يف �أن��غ��ام��ه م��ام��ح ه���ذ� �ل��ك��ون

�لرحيب. �ل�سحري

دعوة �إىل �جلمال

حماولة �الأرب���ع، لاأغنيات �لقر�ءة هذه �إن

بالفكرة �ملرتبطة جمالياتها بع�ض لتف�سري

جزء عن للك�سف حماولة �أ�سا�سي... ب�سكل

�لتي رمبا مل من ثر�ئها... جزء من كنوزها

نكت�سفها بعد. �إنها قر�ءة حتاول يف حقيقتها

�الأغنية مع �لتفاعل �إىل �جلمهور حتفز �أن

تتعدد �لعظيم �لفني فالعمل �أخ��رى، بطرق

روؤ�ه ويتنوع �الإح�سا�ض به بتعدد �ملتلقن وتنوع

�إننا و�ل�سعورية. �لوجد�نية وحاالتهم عاملهم

يف كل مرة نعاي�ض فيها �لعمل �لفني �لعظيم،

نكت�سف مناطق من �جلمال مل نكن قد و�سلنا

�إليها بعد، وهذ� هو �أق�سى ما حتاول قر�ءتي

�ض عليه. �إن لاأغنيات �الأربع �ل�سابقة �أن حتر

قر�ءتي يف حقيقتها دعوة �إىل �سماع �الأغنيات

�الأربع من جديد.

و�أخري�، فاإن هذه �لقر�ءة لاأفكار و�لكلمات،

مو�سيقية ق���ر�ءة �إىل حاجة يف تكون رمب��ا

و�ملو�سيقى، �للحن جماليات تك�سف مو�زية،

�أهدونا �لذين و�ملغنن �ملو�سيقين وعبقرية

هذ� �لر�ث �لعظيم، وما �أكر �ملوؤهلن لذلك

يف عاملنا �لعربي �لعا�سق ملو�سيقاه �الأ�سيلة

المقطع األولمن أغنية

»غنيت على عودي« حفلت بفرح غامر

أشيع في كل جوانبها وطابت فيها األماني

ودنت

Page 132: turath_156

من خمطوطة ماآ�ساة احلالج

د. عالء اجلابري

»اأريد اأن تهب ثقافات كل الأرا�ضي مبحاذاة منزيل، وبكل حرية، لكني اأرف�ض اأن اأنقلب بهبوب اأي واحدة

منها«..غاندي

يبدو الن�ض النقدي ككرة زجاجية تعك�ض ما ل يح�ضى من الألوان. قطعة ف�ضي�ضفاء يبدو جمالها تبعا

لزاوية النظر، ورمبا يجوز لنا اأن نركز على درا�ضة ملمح من اخلطاب النقدي، ل يف م�ضتوى �ضدقه؛

فذلك معيار اأخالقي خارج احل�ضاب، ول يف م�ضتوى �ضحته، برغم كونه معيارا مو�ضوعيا، ولكن يف م�ضتوى

ات�ضاقه مع ملمح التمايز؛ فالنقد-اأحيانا- فرع من اخل�ضو�ضية ولي�ض اأ�ضال للتقريرية والنمطية .

البطل الرتاجيدي امل�سلم منوذجا

شفرات التراثفي النقد المسرحي

مسرح

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

132

Page 133: turath_156

ح�ضور عن البحث التالية ال�ضطور حت��اول

اخل��ط��اب يف امل��م��ي��زة الثقافية ال�����ض��ف��رات

النقدي، لنت�ضاءل هل �ضاهم جتمد النقد عند

تطورا امل�ضرحي الفن تطور عدم يف الأخ��ذ

على النقدي اتكاء اخلطاب اأن اأم ملمو�ضا؟

دون »مو�ضوعه«، من و�ضداته حلمته تكوين

املتعددة الإن�ضانية للخطابات اعتبار كبري

�ضبب املجتمعية املكونات مع تتداخل التي

اآخر، ذلك اأنها ت�ضكل حدود املمار�ضة النقدية

وتنظم قنواتها املختلفة؟

النقد كن�ص جمتمعي

بنية اع��ت��رن��اه مهما ال��ن��ق��دي- الن�ص اإن

فردية– يكتمل يف بنية جمتمعية كاملة، رمبا

اإن�ضانيا. –على الأقل– بو�ضفه ن�ضاطا جماراة لياكب�ضون الذي يرى اأن بويطيقا عهد

غالب عن�ضر عليها ي�ضيطر قد ما، فرتة اأو

ذات��ه قد فالأمر اأدب��ي، ن�ضق غري م�ضتق من

ين�ضحب على النقد بتوجهات الفرتة و�ضيطرة

من اأك��ر النقد يف توؤثر – فكرية توجهات

الإبداع الذي حتكمه الفردية– وكذا توؤثرغلبة

اأفكار بعينها على ثراء التاأمل، وتقم�ص روح

الأدب؛ فان�ضالخ النقد عن الن�ص وروحه رمبا

و�ضل حد ال�ضتحالة.

واإذا كان املمثل الذي يوؤدي دورا ما، يتقم�ص

يحتاج اأخ��رى ح�ضارة من �ضخ�ص روح فيه

احل�ضارة لتلك املميزة ال�ضمات درا�ضة اإىل

كي يكون مقنعا ومقبول، وجماريا روح الن�ص

واملتلقني، فالأمر على التقعيد النقدي -الأكر

دميومة- رمبا كان اأكر ح�ضورا وبروزا .

– بعد اأن زار اليابان ثالث – مثال ب��ارت

واقع ومن ن�ص، اأنها على اإليها نظر م��رات

بعنوان ك��ت��اب��ا اأ���ض��در الن�ص ل��ه��ذا ق��راءت��ه

لدى الكتاب وكان العالمات«، »اإمراطورية

لأنها �ضادما«؛ »كتابا اليابانيني املفكرين

قراءة من خارج الثقافة ل�ضلب ثقافة اأخرى.

اإن روح الن�ص جزء من روح الثقافة.

خ�سو�سية املجتمعات

اإننا ل نعادي نقل اأفكار غرينا اأو التاأثر بها،

ولكن الأمر لي�ص على اإطالقه؛ فبع�ص الأفكار

خا�ص مبجتمع دون غريه، متاما كالإمياءات

تتمايز من وال��ت��ي ول��غ��ة اجل�����ض��د، وال��ع��رف

املنظومة اإن الأم��ور. بع�ص لآخ��ر يف جمتمع

اأن يجب م��ا جمتمعا متيز ال��ت��ي املرجعية

تكون حا�ضرة بالفعل– ف�ضال عن ح�ضورها

بالقوة – يف ت�ضكيل مناحي الن�ضاط الإن�ضاين

الإن�ضان وكما يحمل واأم��وره. الأدب واأبرزها

يحمل فهو تاريخه – ك��ره اأم �ضاء – معه

اإن يقول عابد اجلابري وكما وفكره، ثقافته

»عرفية« قاعدة احلا�ضر الع�ضر يف هناك

لكل الثقافية« »اجلن�ضية مبوجبها تتحدد

ل املثقف اأن تقت�ضي القاعدة ه��ذه مفكر،

يفكر ك��ان اإذا اإل معينة ثقافة اإىل ين�ضب

داخلها. والتفكري داخل ثقافة معينة ل يعني

التفكري يف ق�ضاياها، بل التفكري بوا�ضطتها.

العربية ال��ث��ق��اف��ة ب��وا���ض��ط��ة التفكري ول��ع��ل

يقت�ضي ح�ضورا –اأو اعتبارا– لبع�ص الأمور

الأ�ضا�ضية التي ارتاأى البحث اإغفال بع�ضها يف

ثنايا الأمور النقدية .

اإ�سكالية الأحكام اجلاهزة

التي الق�ضايا م��ن ك��ث��ريا النقد ي�ضتح�ضر

ترز اإ�ضكالياتها يف منا�ضبات �ضتى، ل مكان

»تناولها« جتمد ولكن الف�ضل، للكلمة فيها

عند اأحكام جاهزة، و�ضلت لدى البع�ص اإىل

بق�ضية هنا مثال ن�ضرب القدا�ضة. درج��ة

تعيد طرح نف�ضها بني حني واآخر، نعني البطل

الرتاجيدي امل�ضلم، اأو الذي يرى اجلنة ثوابا

البداية، منذ حمتوم �ضراع يف ويدخل ل��ه،

يف ال��ف��وز ولي�ص الآخ����رة، يف اجلنة ويطلب

كانت ورمبا املاثل. الدرامي العمل اأو الدنيا

مثل من م�ضرحيات تناول اأ�ضا�ضية يف نقطة

تناولها يف البع�ص ي�ضل فقد »احل����الج«؛

اعتبار م�ضداقية لختبار حمكا بو�ضفها

مثل هذا العمل عمال تراجيديا من الأ�ضا�ص

على احلكم ما– لجت��اه طبقا – يجب اأم

دائ��رة خ��ارج بالنفي و»اأم��ث��ال��ه« العمل ه��ذا

الأعمال تلك ب�»اأمثاله« ونعني الرتاجيديا،

دينية ق�ضية ذو بطل فيها يت�ضدر ال��ت��ي

الديني باعثه يكون بحيث م�ضرحيا، عمال

الأخ���روي ال��ث��واب وي��ك��ون لق�ضيته، اأ���ض��ا���ص

–كما �ضيت�ضح– نرى ن�ضب عينه. واإذا كنا

الوعي الراف�ضني غياب الرف�ص لدى اأ�ضا�ص

انسقنا وراء مقوالت وأحكام جاهزة وكما استوردنا فن المسرح

آثرنا السالمة فأردنا شراء الصفقة كاملة فكان

استيراد النقد المسرحي

Page 134: turath_156

باخل�ضو�ضية الثقافية العربية، وبداهة متاهي

فاإننا ل نخفي كذلك »غمز« النقد واملجتمع،

الفعل رد بالتزام موقع يكتف الذي مل النقد

-بتعبري �ضار حتى الإب��داع��ي��ة، لالجتاهات

الدكتور عبد ال�ضالم امل�ضدي- »�ضجني الأخذ«

الدللة الق�ضية ذات يت�ضح من هذه كما قد

على �ضفرة ثقافية غائبة عن النقد امل�ضرحي .

مفهوم جديد للماأ�ساة

على لدين تنت�ضر اأن ال�ضطور ه��ذه تريد ل

كون �ضالحية م��دى ب��ي��ان اأو اآخ���ر، ح�ضاب

اأهليته اختبار اأو م�ضلما، الرتاجيدي البطل

امل�ضحة راف�����ض��ي اأن ال��ظ��ن ف��اأغ��ل��ب ل��ذل��ك؛

لديهم يت�ضاوى الرتاجيدي للبطل الدينية

امل�ضلم وغريه، كما حدث يف تناول »ريت�ضاردز«

اأقل م�ضحة دينية يف اأن الق�ضية؛ فراأى لهذه

التي تقدم اجلنة الأدي��ان تلك امل�ضرحية من

مدمرة تكون له تعوي�ضا الرتاجيدي للبطل

لالأثر الرتاجيدي .

جاهزة، واأحكام مقولت وراء ان�ضقنا لقد

امل�ضرح ف��ن – قليال اإل – ا�ضتوردنا وكما

كاملة، ال�ضفقة �ضراء فاأردنا ال�ضالمة اآثرنا

غمرة ويف امل�ضرحي، النقد ا�ضترياد فكان

النقد ب�ضفة عامة– والنقد امل�ضرحي رك�ص

التفاعل، ل الأخ����ذ وراء خا�ضة– ب�ضفة

اأن اإىل نفطن مل الثقافية، التبعية فورة ويف

باإمكاننا– ف�ضال وعن وجوبه علينا– تقدمي

من ينبع مفهوم ل��ل��م��اأ���ض��اة، ج��دي��د مفهوم

ثقافتنا العربية الإ�ضالمية، ومن خ�ضو�ضياتها

الثقافية والفكرية، مفهوم خا�ص. ل ليتماهى

ولكن للماأ�ضاة، »الآخ���ري���ن« مفهومات م��ع

ليناق�ضه، اأو ليحل حمله، بحيث يكون اخلالف

فيه بني ال�ضماء والب�ضر، اأو العقل والنقل طبقا

للم�ضطلح الإ�ضالمي، خا�ضا بالفهم والتاأويل،

دون قدرية لي�ضت من الإ�ضالم، ول ميتد اإىل

قبول اأوامر ال�ضماء اأو رف�ضها، مفهوم تهيمن

اخلطوط وتر�ضم الأر����ص، على ال�ضماء فيه

العري�ضة مل�ضار حياتهم، تاركة لهم الت�ضرف

ال��دور تلعب ذل��ك وبرغم الأم���ور، معظم يف

جمرد الفرد ي�ضري اأن دون فيها الأ�ضا�ضي

لعبة يف يد القدر، ويكون الإن�ضان– يف الوقت

ذاته– قانعا مبا يفعله، وهذه الإ�ضكالية توفر

للعمل قدرا من التوتر، اأو التنافر، بني املعي�ص

الب�ضر ورغبات ال�ضماء اأوام��ر وبني واملثايل،

يزيد من املالئكي، مما والطموح الواقع بني

عدم الهارمونية يف م�ضار ال�ضخ�ضية التي –

عادة – ما يجنح اإىل الرتدد اأو النفور الكلي،

وهو ما ينفي التوجه الأحادي للحدث، و يوفر

يرى عميقا حني تراجيديا لل�ضخ�ضية جالل

نظام الكون ل ي�ضري وفق عقيدته، مما يحدث

الإحل��اد اإىل م��ا، ل ي�ضل ن��وع به �ضدعا من

من نوع اإن��ه ال��ذات. ميزق ولكنه التمرد، اأو

ا�ضتبطان املعتقدات ومراجعتها على حمكات

التلقني، عن بعيدا والأر���ص والواقع احل��وار

واملثايل، وال�ضماوي .

بطل خمتلف

والتي املختلفة، العقلية بطبيعة ال��وع��ي اإن

يتبلور يف ظلها املبدعون العرب، يفر�ص علينا

– يف اأن نتوقع بطال خمتلفا، بطل ل يتحتم

اإطار هذه اخللفية البديهية– اأن يكون �ضراعه

الأ�ضا�ضي مع ال�ضماء. يجب اأن نتقبل اأبطالنا

اأو منتحرا ل �ضهيدا، »فرناه نحن اإطارنا يف

بني نالئم واأن غرينا، اإط��ار يف ل اإره��اب��ي��ا«

واقعه وب��ني منا– –وهو الرتاجيدي البطل

املبدعون ظلها يف يتبلور وال��ت��ي املختلفة، العقلية بطبيعة ال��وع��ي اإن

العرب، يفر�ض علينا اأن نتوقع بطال خمتلفا، بطل ل يتحتم – يف اإطار

هذه اخللفية البديهية– اأن يكون �ضراعه الأ�ضا�ضي مع ال�ضماء. يجب اأن

نتقبل اأبطالنا يف اإطارنا نحن »فرناه �ضهيدا، ل منتحرا اأو اإرهابيا« ل يف

اإطار غرينا، واأن نالئم بني البطل الرتاجيدي –وهو منا– وبني واقعه

احل�ضاري و خلفياته الثقافية .

مواءمة الواقع احل�ساري

إن الوعي بطبيعة العقلية المختلفة

يفرض علينا أن نتوقع بطال مختلفا ال يتحتم أن يكون صراعه األساسي

مع السماء

علي الراعيعبد ال�سالم امل�سديحممد عابد اجلابري

مسرح

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

134

Page 135: turath_156

احل�ضاري و خلفياته الثقافية .

املعرفة »كما يف تكون اليونانية، املاآ�ضي يف

حالة اأوديب« مدمرة للبطل، وممثلة لنهايته،

فيما تكون املعرفة املنرية لدى البطل امل�ضلم

ذات الق�ضية �ضاحب اأدق وج��ه على »اأو

احلقيقي للجوهر ب��داي��ة الدينية« اخللفية

ل�ضراعه »كما فعل احلالج حني وعي طبيعة

ال�ضراع فخلع خرقته، ومن ثم بداأت ماأ�ضاته«

الأر����ص. اإىل ال�ضماء م��ن ال�ضراع لينتقل

متايز هو املاأ�ضاة مفهوم يف التغري هذا اإن

قد جوهره، يف ح�ضاري واكت�ضاب اإن�ضاين،

يرف�ضه البع�ص ملجرد امل�ضحة الدينية متاما

تردد قبلوا بينما احل��الج ت��ردد رف�ضوا كما

اإن وت�ضويغه. تريره يف واجتهدوا »هاملت«،

امل�ضلم وغريه البطل الرتاجيدي التمايز بني

نتاج طبيعي ملناخ اآخر.

الرتاجيدي الأث��ر عن البع�ص ت�ضاءل واإذا

ملاأ�ضاة –اإذا �ضلموا باعتبارها كذلك – يعرف

من اإل��ي��ه �ضائر ه��و م��ا بدايتها منذ بطلها

الدكتور نرى مع اأن لنا م�ضري حمتوم، جاز

ال�ضعور ذلك للماأ�ضاة يبقى اأنه الراعي علي

املم�ص املوؤ�ضي، الذي ي�ضعر به بطل املاأ�ضاة،

وهو مقدم على اإلقاء نف�ضه اإىل الآتون، ال�ضعور

اأغنانا كان ما لالإن�ضانية، واه��ا يقول ال��ذي

له يقرر اأن اخلري لو القتال جميعا عن هذا

عن يرجعون ال�ضر اأن�ضار اأن لو اأو الن�ضر،

غيهم »امل�ضرح يف الوطن العربي : 166«، هذا

مع وعينا الكامل باأنه لي�ص من ال�ضروري اأن

يرتادف املوت واملاأ�ضاة، ولكنه –املوت– اأحد

كان رمب��ا اجلليل احل��زن وه��ذا مظاهرها،

نتج عن مت�ضك اإذا و خا�ضة املاأ�ضاة، جوهر

مببداأ م�ضتحق ي�ضتاأهل الت�ضحية يف �ضبيله، و

يحارب يف �ضبيله كل بطل حتى باملعنى الذي

الياقات اأ�ضحاب دون البلد، اأولد يفهمه

متثل ال�ضهادة / امل��وت ك��ان واإذا املن�ضاة.

هزمية الفرد الوقتية فانه انت�ضار رائع للمبداأ

الأمر كله، ومعنى ال�ضت�ضهاد راأ�ص الذي هو

به يوؤمن و فيه يولد من مل فهمه يعجز عن

ويتمثله، وي�ضري داخال يف ذاته الناقدة .

احلالج مثال للمهم�سني

– امل��ث��ال �ضبيل ع��ل��ى احل���الج اخ��ت��ي��ار اإن

املقموعة ال�ضخ�ضيات لختيار معادل ك��ان

واملقهورة واملهم�ضة يف التاريخ العربي، والتي

ال�ضلطة خطاب / الر�ضمي التاريخ اأهملها

تاريخ بتزييف الوطن تاريخ تزييف ليبداأ ،

حتفه اإىل احل���الج �ضعى ف��ي��ك��ون اأف�����راده،

م�ضريه– اجلنة ك��ون عن النظر –بغ�ص حقيقة اإىل ما ق�ضية �ضاحب �ضعي يعادل

يبحث عنها، اأو اإىل عدل اجتماعي يت�ضوره،

له ي��ت��ح ومل اآخ���ر، ي��رى طريقا ل اأن��ه طاملا

ين�ضحب ذات��ه الأم��ر اختاره. ما بعد غريه

املتكافئة، غ��ري حربه يف »احل�ضني« على

وكذلك البداية، قبل نتيجتها واملح�ضومة

بني ���ض��راع��ه يف الدم�ضقي«، »غ��ي��الن يف

و�ضيلة الأم��وي��ون ات��خ��ذه��ا ال��ت��ي ال��ق��دري��ة

يدعو الذي الختيار وبني ملكهم، لتع�ضيد

له »غيالن الدم�ضقي« اأو »غيالن القدري«.

وطبقا الرتاجيديا، جوهر وهو ال�ضراع اإن

ل�ضرتاو�ص، فال�ضراع ل ميثل فقط قلب العملية

الأن�ضطة ك��ل اأ�ضا�ص ي�ضكل ب��ل امل�ضرحية،

الإن�ضانية، وهو روؤية للعامل ت�ضتند اإىل الإميان

واليقني يف مبداأ ما، واحلل ل يكمن، كما يرى

الآخر على اأحدهما انت�ضار يف »اأونامونو«،

قائما ال�ضراع ه��ذا على احلفاظ يف واإمن��ا

دون مهادنة .

ل يجب اأن يكون هناك اأ�ضف اأو حزن حقيقيني

حيث ال�ضهداء، الرتاجيديني الأب��ط��ال على

اأنهم �ضيكونون مو�ضع العطف وال�ضفقة اإذا ما

بقوا اأحياء

في المآسي اليونانية تكون المعرفة مدمرة

للبطل وممثلة لنهايته فيما تكون بداية للجوهر الحقيقي لصراع البطل

المسلم

التغير في مفهوم المأساة تمايز حضاري

قد يرفضه البعض لمجرد المسحة الدينية

كما رفضوا تردد »الحالج« بينما قبلوا تردد

»هاملت«

ميجيل دي اأونامونوياكب�سونروالن بارت

Page 136: turath_156

القاهرة- حممد ال�سيد عيد

ظهر التلفزيون امل�سري للوجود يف يوليو عام 1960م، وقبل ظهوره الر�سمي كان

هناك بث جتريبي، وكان من املواد التي بثها خالل فرتة التجريب اأعمال درامية منها

:»م�ساكل فتلة«، و»الفر�سان الثالثة« الذي كتبه ومثله عبد املنعم مدبويل، وكانت

هذه الأعمال من اإخراج روبري �سايغ، الذى در�س الإخراج التلفزيوين يف باري�س. وهذا

معناه بب�ساطة: اأن الدراما كانت جزءا من مكونات التلفزيون امل�سري منذ ن�ساأته .

إسماعيل عبد الحافظمخرج بدرجة مناضل

دراما

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

136

Page 137: turath_156

يف يبد�أ مل �مل�صري �لتلفزيون �أن و�حلقيقة

�صناعة �لدر�ما من فر�غ، فقد �صبقته جتربة

فن وه��و �ل�صينما، ف��ن م��ع طويلة م�صرية

وخالل . �مل�صورة �لدر�ما علي �أي�صا يعتمد

م�صرية �ل�صينما �صار لدى م�صر جمموعة من

�لكتاب، وخمرجي �ل�صينما، وفنيي �لإ�صاءة،

و�ملالب�س، و�ملاكياج، و�لديكور، و�لت�صوير،

وغريها من عنا�صر �لعملية �ل�صينمائية �لتي

يف �لوليد �لتلفزيون عليها يعتمد �أن ميكن

بد�ية حياته.

ل��ك��ن ك���ان ه��ن��اك ���ص��يء ج��دي��د ب���د�أ �ل��ع��امل

وهو �ل�صينمائي، �ل�صريط غ��ري ي�صتخدمه

جم��ال ت��دخ��ل �أن م�صر وق����ررت �ل��ف��ي��دي��و،

�لفيديو. و�أر�صلت �ل�صباب يف بعثات لدر��صته.

�لتلفزيوين، للتدريب معهد� �ن�����ص��اأت كما

م�صكلة ح��ل يف �أ�صهم كله ه��ذ� �أن ول���ص��ك

�لتلفزيون يحتاجها �لتي �لفنية �لعنا�صر

�مل�صري �لبازغ.

جيل هناك كان �إن��ه �لتلفزيون تاريخ ويقول

نور �أهمهم: �ملوؤ�ص�صني، �ملخرجني من �أول

يو�صف �ل�����ص��ح��ن، �ب��ر�ه��ي��م �ل���دم���رد�����س،

�لوهاب، عبد حماده حجاب، فايز م��رزوق،

�أحمد عثمان، عمر بدر �لدين.

بعد هذ� �جليل جاء جيل �آخر، تعلم علي �أيدى

خارجية بعثات يف �صافر وبع�صهم �صابقيه،

�لإخ��ر�ج، ومن هذ� �جليل �جلديد: لدر��صة

حممد �إنعام فا�صل، حممد �لعلمي، يحيى

علي، علية يا�صني، علوية زكي، جميدة جنم،

�بر�هيم �ل�صقنقريي، وجيه �ل�صناوي، �صامي

�هلل عبد ���ص��الح، �ل��دي��ن فخر علي، حممد

�ل�صيخ.

ومنهم كذلك، ��صماعيل عبد �حلافظ، �لذي

غيبه �ملوت عن عاملنا �أخري�، �إنه �أحد �أعالم

�ل��در�م��ي �لإخ����ر�ج رو�د م��ن �ل��ث��اين �جليل

�لتلفزيوين ل يف م�صر وحدها بل يف �لوطن

�لعربي كله.

ولد ��صماعيل عبد �حلافظ يف قرية �خلادمية

مبحافظة كفر �ل�صيخ، يف 15 مار�س 1941م،

�صم�س، ع��ني جامعة �لآد�ب بكلية و�لتحق

ترتيبه وكان �ل�صرقية، �للغات بق�صم ودر�س

�لأول علي دفعته »دفعة 1963م«، مما �أعطاه

�أنه �إل باجلامعة، معيد� يكون �أن يف �حلق

يكون باأن حلم �إذ بالإخر�ج، يعمل �أن ف�صل

خمرجا تلفزيونيا .

�أثناء وجود ��صماعيل يف �آد�ب عني �صم�س كان

هناك زميل �آخر، بلدياته، يدر�س معه يف نف�س

�لكلية، لكن يف ق�صم �لجتماع، و�صاء لهما �لقدر

هذ� طويال، ذل��ك بعد ببع�صهما يرتبطا �أن

�لزميل �ل�صاب هو �لكاتب �أ�صامة �أنور عكا�صة.

عبد ��صماعيل مع م�صريتنا نو��صل �أن وقبل

�لتي �ملحافظة عند نتوقف �أن لبد �حلافظ

ينتمي �إليها، وهي حمافظة كفر �ل�صيخ . هذه

�ملحافظة قبل ثورة يوليو �صهدت تفاوتا طبقيا

�لفقري وك��ان غنيا، فيها �لغني ك��ان ح���اد�،

�أف��رز �لطبقي �لتفاوت وه��ذ� معدما. فيها

ي�صاريا قويا بني مثقفي تيار� يوليو ثورة بعد

ترفع كانت يوليو ث��ورة �أن ورغ��م �ملحافظة،

�أن �لتيار�ت �لي�صارية يف ر�ية �ل�صرت�كية �إل

كفر �ل�صيخ كانت ت�صبب لها �زعاجا كبري� .

من غالبا كانو� �ل�صيخ كفر مثقفي �أن �ملهم

�لجتماعية، و�لعد�لة �ل�صرت�كية، �أن�صار

ذلك وغري �لطبقات، بني �لتفاوت وتقريب

من �لأفكار �لتي تقف �إيل جو�ر �لفقر�ء من

�أبناء �لوطن .

وعادة يرتبط �لإميان بهذه �لأفكار بنوع حمدد

من �لفن، وهو �لفن �مللتزم بق�صايا �ملجتمع .

و�أذكر �أنه كان معي يف كلية �آد�ب ��صكندرية

قوله عن ليكف كان �ل�صيخ كفر من �صاعر

فاللتز�م خيانة«، �لأ�صجار عن »�حلديث :

�أهم من �لهتمام بجمال �لطبيعة وما �صابهها

�لذى �ل�صاعر ه��ذ� �إن بل مو�صوعات. من

ينتمي لكفر �ل�صيخ كان يرى �أن �أحمد �صوقي

لي�س �صاعر�، لأن مقيا�س �ل�صاعرية عنده هو

�للتز�م بق�صايا �ملجتمع، و�لن�صال �لطبقي،

و�لدفاع عن �لربوليتاريا .

كفر �إيل �ملنت�صبني �لي�صاريني ك��ل يكن مل

�ل�صيخ بهذه �حلدة، لكن كان بينهم �ملعتدلون،

�صطط، دون �مل��ل��ت��زم بالفن �آم��ن��و� �ل��ذي��ن

و�أبدعو� �أعمالهم �لر�ئعة يف ظل هذ� �ملفهوم،

ومن هوؤلء �لفنانني ��صماعيل عبد �حلافظ.

نف�صه: ع��ن �حل��اف��ظ عبد ��صماعيل ي��ق��ول

�أنا بد�خلي، حم�صوبة يل بالن�صبة »�لق�صايا

وتطلعاته. �آماله وم��ع �مل�صري �لإن�صان مع

هو، هو �مل�صمون ولكن تختلف قد �لأ�صكال

وحني �أختار عمال ما فالبد �أن يكون متفقا مع

قناعاتي و�أ�صعي بد�أب لكي �أوؤكد وجهة نظري

�لتحرر ق�صايا �مل��و�ط��ن، وهموم ق�صايا يف

�صبب هو �للتز�م هذ� �أن ول�صك �لوطني«.

�لكبري، خمرجنا خا�صها �لتي �ملعارك كل

�أنها كم �أ�صباب متيزه، من مهم �صبب وهي

جمعت �لتي �لأ�صباب �أه��م من ر�أي��ي- -يف

بني ��صماعيل عبد �حلافظ وموؤلفيه �أ�صحاب

�لقادرين على فهم �لنظر �جلريئة، وجهات

�لغز�يل، جالل �أمثال: �لو�قع، ونقد وحتليل

و�أ�صامة �جلندي، وي�صري �لع�صال، وفتحية

�أنور عكا�صة .

نقطة البداية

بد�أ ��صماعيل حياته �لفنية عام 1964م، بعد

مر�قبة يف تعيينه وج��اء بالتلفزيون، تعيينه

�لأطفال، ورغم �أن �لعمل يف �لأطفال مل يكن

همه �لأول �إل �أنه تعرف يف هذه �لإد�رة علي

تراث عبد الحافظ في حاجة لرسائل علمية

تقف عند أعماله الفنية لتبين رؤيته لكل عنصر

من عناصر اإلخراج ودوره في البناء الفني

أعماله مع عكاشة رصدت التاريخ االجتماعي

والسياسي لمصر وتصلح وثيقة للتأريخ

للمجتمع المصري خالل المئة سنة الماضية

Page 138: turath_156

�لرجل هذ� حياته، مهما يف تاأثري� �أثر رجل

هو �ملخرج �أحمد عثمان . يقول ��صماعيل عن

علي �لأول �لف�صل �صاحب »هو �لرجل: هذ�

يف دخويل هذ� �ملجال »جمال �لإخر�ج«، وهو

لفتو� �لذين �لنا�س وم��ن ج��د�، �أ�صيل رج��ل

نظري لأ�صياء مهمة جد�، وكان �صاحب خربة،

وكان نا�صحا �أمينا، كان يقول لك كل ما عنده،

يعلمه لك ويرتك لك حرية �لأخذ و�لرد«.

��صماعيل ن��ق��ل �ل����ذى ه��و ع��ث��م��ان و�أح���م���د

عبد�حلافظ معه �إيل �إد�رة �لتمثيليات، وهناك

بد�أ ��صماعيل عبد �حلافظ م�صريته �حلقيقية.

العمل الأول

قابل ��صماعيل �أكرث من م�صكلة قبل �أن ي�صري

�لكتاب �أن �مل�صاكل ه��ذه �أه��م وم��ن خمرجا،

ولزمالئه له يكتبو� �أن يو�فقو� علي �لكبار مل

�ل�صباب . لكن خمرجنا ��صتطاع �أن يقنع �ملوؤلف

�صربى عبد �لقادر باأن يكتب له متثيلية لتزيد

»ومت�صي ب��ع��ن��و�ن �صاعة ن�صف ع��ن مدتها

�لر�صي كل ر��صيا يكن مل �أن��ه �إل �حل��ي��اة«،

عن هذه �لتجربة، وعلي �لعك�س من ذلك كان

�لثاين �لعمل عن و�ع��ت��ز�ز فخر بكل يتحدث

وهو �أعماله، �أهم من ويعتربه �أخرجه، �لذى

كتبها منف�صلة مت�صلة حلقات من �صباعية

�صيد مو�صي وكرم �لنجار، و�أرخا فيها لل�صارع

�مل�صري. وقد كان من �ملقرر �أن تكون م�صل�صال

لول �أن �أوقفتها �لرقابة بعد �حللقة �ل�صابعة .

توايل املنع

بعد هذه �ل�صباعية بد�أ �مل�صوؤولون يف �لتلفزيون

باعتباره �حل��اف��ظ عبد ل�صماعيل ينظرون

مو�صوعات يتناول للم�صاكل، حمبا خمرجا

مل �ل��ذي��ن �أن و�حلقيقة فيها. م��رغ��وب غ��ري

يتخيلو� �أن ميكنهم ل �ل��ف��رتة ه��ذه يعي�صو�

قبل �مل��و�د كل ترى كانت �لتي �لرقابة، و�صع

ما�صا ت���ر�ه م��ا حت��ذف �أن حقها وم��ن بثها،

ما وكثري� �صلبياته. عن يتحدث �أو بالنظام،

يخ�صي جبانا �أو �لثقافة حمدود �لرقيب كان

فيه ي�صتم �صيء �أي باإلغاء فيبادر �مل�صاءلة،

تركه مير. لو �مل�صاءلة له ي�صبب �أن �أنه ميكن

جمموعة خم��رج��ن��ا ق���دم 1974م ع���ام ويف

�صهر�ت عن دور �أجهزة �لإعالم يف غ�صيل مخ

�ملو�طنني. كما قدم �صهرة ��صتخدم فيها لأول

لكن �لفيديو، »�ل��رتوك��اج« يف �حليل فن مرة

�لأخطر �أنه قدم �أربع �صهر�ت كتبها له جالل

�لغز�يل، وهو من �لكتاب �لرو�د، وهاجم فيها

�لنفتاح �لقت�صادي، وبعد هذه �ل�صهر�ت منع

�أى �إخ��ر�ج ��صماعيل �صت �صنو�ت تقريبا من

عمل در�مي للتلفزيون حتي عام 1980م .

م�ضل�ضالن لبد اأن يعر�ضا

يقول �أن علي �إ�صر�ره عن يتوقف خمرجنا مل

كلمته، ففي عام 1978م قدم لل�صركة �لكويتية

تاأليف م��ن �ل��ق��ط« »ر�أ�����س ب��ع��ن��و�ن م�صل�صال

ولعلنا لحظنا �قرت�نه يف هذه �لغز�يل، جالل

�ملرحلة بهذ� �ملوؤلف �لو�عي �لذى ليقدم �صوى

��صماعيل ويقول و�صاخنة، ج��ادة مو�صوعات

�لأم��ن �أجهزة من »ح��ورب �مل�صل�صل: ه��ذ� عن

�مل�صرية، و�أجهزة �لإعالم ومت �إعد�مه«، ومل تكن

هذه هي �ملرة �لوحيدة �لتي مينع فيها م�صل�صل

حركة يف بر�أيه �مل�صاركة علي �مل�صر ملخرجنا

�ملجتمع، فقد منع �لتلفزيون �أي�صا عر�س م�صل�صل

»�لعودة للحياة« �لذى كتبته فتحية �لع�صال عن

ق�صة لعبد�هلل �لطوخي ب�صبب مناق�صته لق�صايا

�لبحث �أليجب نت�صاءل: فنحن ول��ذ� عمالية.

عن هذين �مل�صل�صلني �لآن وعر�صهما و�حلفاظ

باعتبارهما �صاهدين علي فرتة حرجة عليهما

من تاريخ م�صر؟ لقد تغريت �لظروف ويجب �أن

ن�صلح �أخطاء �ملا�صي .

العودة للبيت الكبري

عاد ��صماعيل عبد �حلافظ للتلفزيون �مل�صري

االلتزام هو سبب كل المعارك التي خاضها

عبد الحافظ ولكنه سبب مهم من أسباب تميزه

»رأس القط« و»العودة للحياة« مسلسالن

منعتهما الرقابة البد من البحث عنهما وعرضهما

باعتبارهما شاهدين علي فترة حرجة من تاريخ مصر

ي�رسي �جلندي�أ�شامة �أنور عكا�شة

فتحية �لع�شال

دراما

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

138

Page 139: turath_156

�ل�صيدة م�صوؤوليته تولت �أن بعد 1980م عام

منها، دع��وة علي بناء ع��اد توفيق، متا�صر

وقدم م�صل�صل »�حلب و�حلقيقة«، ويف ت�صجيله

ل�صريته �لذ�تية �ملن�صورة يف كتاب »فن �لدر�ما

�لتلفزيونية«، يقول عن هذ� �مل�صل�صل: » فوجئنا

بال�صحافة ت�صن حملة �صعو�ء وهجوما �صنيعا

بعيد، وهم �أو من بالنقد من قريب ليت�صل

وملز غمز �مل�صل�صل باأن كتاباتهم يف يلمحون

ل�صخ�صيات عامة وم�صوؤولني يف قمة �ل�صلطة،

وهاجت �لدنيا وماجت، ودخل �لعمل ومبدعوه

يف دور حتد رهيب، ومل يعذبني كل هذ� لأن

�ملهم عندى هو �أنني قلت كلمتي وكل ما �أريد«.

م�ضل�ضل من التاريخ الإ�ضالمي

رغم �رتباط ��صماعيل عبد �حلافظ بالدر�ما

1981م ع���ام �أخ����رج يف ف��ق��د �لج��ت��م��اع��ي��ة

طه تاأليف من وهو �لن�صر« »خيول م�صل�صل

�لأم���وي، �لع�صر يف ت��دور و�أح��د�ث��ه �صلبي،

ولنا �لثقفي، يو�صف وتركز علي �حلجاج بن

م��اد�م �ملطروحة �لق�صية طبيعة نفهم �أن

�لبطل هو �حلجاج .

وم�ضل�ضل رمزي

و�لفنانون �لكتاب يلجاأ �لرقابة ت�صتد وح��ني

عادة للرمز، وللمعادل �ملو�صوعي، وهذ� مافعله

�لقادر عبد �ملوؤلف مع �حلافظ عبد ��صماعيل

جنيب، يف م�صل�صل عنو�نه »�أيوب �لبحر«، لكنه

مل ير�س عن هذه �لتجربة، وكتب يقول: »يبدو

�أن �لرمز �لذى ��صطررنا �إليه يف هذ� �لوقت كان

م�صيطر� علينا و�هتممنا به �أكرث مما �هتممنا

�لكتابة، تكنيك يف �خلطاأ �أن و�أعتقد بالو�قع،

يف توجهنا ول��ك��ن �مل��ث��ق��ف، يعجب �أن ومي��ك��ن

�لأ�صا�س هم �لنا�س �لعاديون و�لب�صطاء، و�خلطاأ

�أين و�صعت �لرمز علي �ملن�صدة و�أخذت �أحاوره

دون �هتمام بو�صع �لو�قع وعالقاته �أول«.

ثم جاء اأ�ضامة

يف كثري� ت��ردد �لغز�يل جالل ��صم كان �إذ�

�لتاليىة �ملرحلة ففي �ل�صابقة، �ملرحلة

�صنجد ��صما �آخر يحتل �ل�صد�رة يف �لتعاون

�أنور �أ�صامة ��صم وهو �لكبري، خمرجنا مع

فكريا �ملتو�فق �لثنائي ه��ذ� ق��دم عكا�صة.

لعل �لر�ئعة، �لأع��م��ال من جمموعة وفنيا

�ل�صهد معا: �أهمها نتذكر �أن �ملنا�صب من

»خم�صة �حللمية ليايل »ج��زء�ن«، و�لدموع

�حلب، زم��ن من �م���ر�أة �أهالينا، �أج���ز�ء«،

�لأعمال ه��ذه كانت »ج���زء�ن«. �مل�صر�وية

تر�صد �لتاريخ �لجتماعي و�ل�صيا�صي مل�صر،

و�صمتها �جلماعية، �لبطولت علي وتعتمد

�أنها ت�صلح وثيقة �لعامة �لو�قعية . ول �صك

�صنة �ملئة خالل �مل�صري للمجتمع للتاأريخ

�ملا�صية. وهي م�صل�صالت ذ�ت طبيعة نقدية،

متيل للدفاع عن حقوق �لفقر�ء، وتنحاز �إيل

جتربة عبد �لنا�صر يف �لعد�لة �لجتماعية،

لكنها تنتقد �أخطاءها، ول تر�صى بوجه عام

عن �ملرحلة �ل�صاد�تية ول �ملرحلة �ملباركية .

م�ضل�ضل الوحدة الوطنية

�صدورها عند �أعجبتني �لتي �لرو�يات من

و�ل��دي��ر«، �صفية »خالتي طاهر بهاء رو�ي��ة

وحني كنت �أعمل مع يحيى �لعلمي يف �لزيني

ميكن ر�ئعة فكرة لدي �إن له قلت بركات،

يحيى: �صاألني . �لقادم عملنا هي تكون �أن

خالتي ��صمها مده�صة رو�ي��ة قلت: ماهي؟

�إيل �لعلمي يحيى ونه�س و�ل��دي��ر، �صفية

م�صل�صل �صيناريو منها و�أخ��رج لديه مكتبة

متاأخر وقال يل جيت و�لدير، �صفية خالتي

وج��ي��زة خرج لي�صت ف��رتة وبعد �أ���ص��ت��اذ. ي��ا

م�صل�صل خالتي �صفية و�لدير للنور من �إخر�ج

�مل�صل�صل وح��ق��ق �حل��اف��ظ، عبد ��صماعيل

كل تهم ت��ن��اول ق�صية لأن��ه ك��ب��ري�، جن��اح��ا

�مل�صل�صل لهذ� �ل�صيناريو وكتبت . �مل�صريني

��صماعيل �أن �صك ول �ل�صيوي. ي�صر �ل�صيدة

�لوطنية، بالوحدة موؤمنا كان �حلافظ عبد

�حللمية، ليايل يف �أ�صامة مع عاجلها وق��د

�ملو�صوع ه��ي باعتبارها هنا قدمها لكنه

�ملحوري . و�أخري�، هذه عجالة عن خمرجنا

�ملتميز ��صماعيل عبد �حلافظ، �عتمدت فيها

لكن نف�صه، عن نف�صه �لرجل كتبه ما علي

فالرجل يف حاجة تفيه حقه، ل �أنها �ملوؤكد

�لفنية �أعماله عند تقف علمية لر�صائل

��صتطاع كيف لنا وتظهر جمالياتها، لتبني

�أن يعرب عن �أفكاره من خالل ن�صو�س �أجاد

من عن�صر لكل وروؤي��ت��ه موؤلفيها، �ختيار

�لفني، �لبناء يف ودوره �لإخ��ر�ج، عنا�صر

لنا حت��دد �ل��ت��ي �لق�صايا م��ن ذل��ك وغ��ري

ميكن و�لتي �ملخرجني، بني �لرجل مكانة

�أن تكون نرب��صا للمخرجني �ل�صاعدين من

�لأجيال �لقادمة

بسبب مهاجمته االنفتاح االقتصادي منع عبد

الحافظ ست سنوات من إخراج أي عمل درامي للتلفزيون حتي عام

1980م

Page 140: turath_156

�أبوظبي - �سامح كعو�ش

لي�س اأجمل من اأن ينتقل امل�ساهد بعينيه يف م�ساحات خلق فني مغاير وحداثي، يجمع تقنيات التجريد

الفني والتاأمل اللوين يف اأبعد امتداداته الالمرئية، ولكن امل�سار اإليها بالداللة الفنية ذات القيمة وامل�سمون

العميقني والبعيدين، وبخا�سة حني يكون املتلقي اأمام اأعمال الفنان الت�سكيلي حممد عبد اللطيف كانو، يف

جمموعة اأعماله الفنية التي ا�ستمد ثيمتها من احلناء وجماليات اأ�سكالها ور�سومها على اليد.

تتحدى منطية الن�ص

يد الحناء ..تجربة جديدة لمحمد كانو

تشكيل

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

140

Page 141: turath_156

واملعريف الفني امل�شرتك ت�شبح هنا اليد

والإب��داع��ي، الفني املنجز م�شاحة يف معا

معا، اآن يف اإليه وامل�شار الإ�شارة اأداة فهي

حني تكون دالة على رمزية الوقوف والتوقف

املروري، م�شتمدة من اأقرب الأ�شكال اإىل روح

فيها والقيادة املدن ورموز املعا�شرة احلياة

اأي�شا واليد وامل��ارة، بال�شيارات وازدحامها

املدلول والدللة حني تكون يد الأنثى العربية

اخلليجية وهي حمناة ب�شبغة اعتادتها اأيدي

واأخواتنا وزوجاتنا وبناتنا وجداتنا اأمهاتنا

حاملة ت�شبح التي اليد وه��ي وحبيباتنا،

الإماراتية والهوية والأ�شالة العراقة قيمة

ي��زدان فنيا ع��م��ا ت�شبح اإذ اخل��ال�����ش��ة،

الر�شم باحلناء، فحينا هو م�شربية باأ�شكال

باأ�شكالها وال���زه���ور امل��زه��ري��ة ه��و وح��ي��ن��ا

عن املتدلية العناقيد هو وحينا املختلفة،

ف�شاءات يف ال�شابحة النجوم اأو عرائ�شها،

اأو الأهلة يف �شعيها اإىل الأعلى لونية زرقاء،

�شلب يف تقع معا، مكانية زمنية كمرجعية

العربية الإ�شامية والهوية الديني النتماء

باأعناقها املمتدة الزنابق هو اأو الإماراتية،

اإىل ال�شوء ال�شاقط عليها من اأعلى، اأو ما هو

جليا يبدو حني املعا�شرة احلياة اإىل اأقرب

لنا اأن الفنان حممد كانو مياأ م�شاحة الكف

مبزيج رائع من الر�شوم باخلطوط والأ�شكال

كمبيوترية »ك��ودات« اإىل الأق��رب الهند�شية

هنا ولكنها امل��ج��ردة، العني ت��راه��ا تكاد ل

»كودات« فنية عالية الت�شميم والبداع.

الكف معادل للن�ص

اللطيف عبد حممد الت�شكيلي الفنان ي�شري

جمموعة يف اأع��م��ال��ه مو�شوع اأن اإىل كانو

اإ�شارات التوقف« هو اليد »يد احلناء ت�شبغ

املحناة نف�شها، ويعترب اأن اإ�شارة التوقف التي

املقايي�س »حتمل الفني عمله يف يج�شدها

»فيينا« اإت��ف��اق��ي��ة بح�شب عليها امل��ت��ع��ارف

الطرق، وعامات املرور باإ�شارات اخلا�شة

على �شكل ثماين ال�شاع بطول 75 �شم لكل

وت�شري ملم، 20 بعر�س اأبي�س واإط��ار �شلع،

ذاتها، الإتفاقية بح�شب التوقف، عامة

بالن�س اإىل الأمر بالوقوف، باللغة الإنكليزية

الدول، بع�س ت�شتعمل وقد املحلية، اللغة اأو

كما يف جمل�س التعاون لدول اخلليج العربي،

الق�شم يف العربية الكتابة مع معا، اللغتني

الأعلى من اإ�شارة التوقف«.

وي�شيف الفنان كانو: »الن�س، هذا ما اأحتداه

التحدي اإىل ير�شدين الفني ومفهومي هنا،

للنمطية التقليدية يف الإ�شارة بالن�س، باأمر

املفتوحة اليد با�شتخدام ق��ف، » ال��وق��وف

الب�شري ال�شكل ه��ذا ي�شيفه مل��ا »ال��ك��ف«

الكونية لل�شورة الرمزية بالدللت احلافل

التخفيف اإىل يعمد وه��و عليها«، املتعارف

بالتوقف، تاأمر التي الكف �شورة حدة من

لن�شاء العربية الزينة جماليات اإ�شافة عرب

امل�شتوحاة الفنية والعنا�شر العربي، اخلليج

على ير�شمنها ال��ت��ي احل��ن��اء اأ���ش��ك��ال م��ن

اللوحة، ت�شكيل حلظة يف ك��اأن��ه اأي��دي��ه��ن،

مغايرة باألوان احلناء من عوامل ي�شتك�شف

الدللة ملتقطا امل��ع��ت��اد، الأ���ش��ل��ي لاأحمر

اأك��ر ب�شكل واإن للمتلقي، ليو�شلها ذات��ه��ا

جمالية وحياة.

ي�شتلهم الفنان الت�شكيلي حممد عبد اللطيف

يف للحناء وامل��ع��ريف ال��دليل احل�شور كانو

واخلليجي خا�شة، الإماراتي املكان ذاك��رة

احل��ن��اء اأ���ش��ل اإىل لي�شري ع��ام��ة، ال��ع��رب��ي

القامة، �شغري �شجري نبات من امل�شتخرج

هذا الطاء امل�شتخدم منذ اآلف ال�شنني يف

الزينة وال�شباغة على اجللد، زينة اجل�شد،

ال�شعر، الأظافر، احلرير وال�شوف واجللود،

اليد في تجربة كانو مشترك فني ومعرفي

فهي أداة اإلشارة والمشار إليه في آن معا

الفنان حممد كانو

Page 142: turath_156

وقد كان احلناء ي�شتخدم يف كثري من البلدان

والح��ت��ف��الت، الأع��ي��اد يف للزينة العربية

يف ي�شتخدم املثال، �شبيل على املغرب، ففي

والأدوات الطبول وزخرفة ال�شوف �شباغة

احلناء ي�شتعمل كما اجللد، من امل�شنوعة

كعاج طبيعي للفطريات.

يو�شع ب��احل��ن��اء، اجل��ل��د �شباغة يف ولأن،

م�شحوق احلناء اأو م�شتخرج اللون من الأوراق

من ملدة تزيينه، املراد اجللد على الن�شرة،

اأو كاملة، ليلة ط���وال لتمتد ت��ط��ول ال��زم��ن

تق�شر لب�شع �شاعات، ويدوم الر�شم باحلناء

اأحيانا، اأ�شهر اأو قليلة اأيام بني ترتاوح ملدة

ونوعية امل�شتخدم، احل��ن��اء نوعية بح�شب

اجللد، واملدة التي ي�شمح بها للحناء اأن يبقى

الأ�شلي لونه من حت��ول يف وهو اجللد، على

البني اإىل اأق��رب داك��ن ل��ون اإىل الربتقايل

املحمر، نرى الفنان حممد كانو ينتظر طويا

وي�شرب ل��دي��ه، العمل فكرة تكتمل اأن اإىل

واأ�شكال خطوطه ت�شميم يف التدقيق على

عمله اإذ يكاد يطابق بني اأ�شكال احلناء على

اأيادي الن�شوة يف جمتمعاتنا العربية واملجتمع

يف احلناء واأ�شكال خا�س، ب�شكل الإماراتي

متلقي اإىل يو�شلها ر�شالة يف الفني، العمل

ما نقول اأن يكفي اإذ ال��ع��امل، يف الفن ه��ذا

مع ول��ك��ن ك��ان��و، الفنان ل�شان ب��ه ينطق مل

ال�شرق هذا ر�شول »اأن��ا به، اليقني اعتقاده

اإليكم، وهذه جمالياتنا التي نفخر باأن نخ�س

ن�شاءنا بها«، واأي ر�شالة ح�شارية اأعظم من

ر�شالة فنية يو�شلها فنان ت�شكيلي اإىل العامل

من اإليه ت�شري مبا الأنثى، اليد/ م�شتوحية

وفرادة الإ�شامي الدين هذا عظمة دللت

ما اأو جمالها، واح���رتام امل���راأة اإىل نظرته

ميكن اأن يظهر منه للغري!.

والزينة باحلناء كانت و�شتظل طق�شا جمتمعيا

من طقو�س ا�شتجاب الربكة والفرح واحلظ

حممد الر�شول �شنن من �شنة وهي اجليد،

ي�شبغ فكان اعتادها و�شلم، عليه اهلل �شلى

رج��ال وامل�شلمون باحلناء، ال�شريفة حليته

�شنته ويطبقون نهجه على ي�شريون ون�شاء

احلناء ت�شتخدم كما ب��احل��ن��اء، الزينة يف

واخلا�شة امل���وروث���ة، ال�شعبية التقاليد يف

تحتفي مجموعة كانو بالداللة المفاهيمية

للرقم سبعة في اإلسالم بالخلفيات

اللونية السبع المستخدمة فيها

الفنان مع جمهوره يف اأحد معار�ضه الفنية يف الإمارات

تشكيل

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

142

Page 143: turath_156

ت�شتخدمها اإذ ال��زواج، وطقو�س بالأعرا�س

حلظة يف يغمرهن عما ت��ع��ب��ريا ال��ع��رائ�����س

�شعيدة وحظ بحياة واأم��ل ف��رح ال��زواج من

ح�����ش��ن، وي��ق��وم ف��ن ال��ر���ش��م ب��احل��ن��اء على

الثقايف ب��ال��رتاث ت��رت��ب��ط ع��رق��ي��ة اأر���ش��ي��ة

العربي الإ�شامي، حيث ت�شتخدم فيه اأ�شكال

الهند�شة وعنا�شر الزخرفة الإ�شامية.

دالالت الرقم �سبعة

كانو اللطيف عبد الفنان عمل ي�شي كما

لها، ثيمة احلناء تتخذ التي جمموعته يف

ال��رق��م �شبعة، اإ���ش��اف��ي��ة ه��ي دلل���ة ب��دلل��ة

حموريا دورا يلعب اإليه بالن�شبة فالرقم

يف ه���ذه امل��ج��م��وع��ة، ي���ق���ول: »ا���ش��ت��ل��ه��م��ت

وبني بيني دار حوار نتيجة اإجنازها فكرة

ال��ذي قري�شي، ر�شيد املفاهيمي ال��ف��ن��ان

يف �شبعة للرقم املفاهيمية الدللة اأدرك

ت�شبغ احل��ن��اء «ي��د فمجموعة الإ����ش���ام،

اإ�شارات التوقف» تعك�س دللت الرقم �شبعة

فيها، امل�شتخدمة ال�شبع اللونية باخللفيات

وبرقم 14 املرتبط بعدد اأ�شكال اليد املحناة

اللوحات«. امل�شتخدمة يف

يرتكز ال��ف��ن��ي��ة، امل��ج��م��وع��ة ه���ذه يف اإذا،

ال��ك��ث��ري ال��ك��ث��ري م��ن اه��ت��م��ام حم��م��د كانو

الهوية وت��ربز وال���رتاث، ال�شعبي ب��امل��وروث

ر�شالتها يحمل التي والوطنية املجتمعية

بالدللة يكتفي ل فهو الفني، عمله ع��رب

وقيمه باملجتمع ال��ع��اق��ة ذات امل��ع��رف��ي��ة

ي�شيف بل احلناء، ا�شتخدام عرب الفنية

ومرجعيته الإمي��ان��ي��ة ال��داخ��ل��ي��ة ع��اق��ت��ه

اإذ ي�شتح�شر الرقم �شبعة الفكرية الدينية،

يرددها والتي الفاحتة، �شورة لآيات كعدد

اإليها ي�شيف كما �شاة، كل يف امل�شلمون

�شهادة »ال�شهادة«، يف �شبعة الرقم دلل��ة

اأن ل اإله اإل اهلل واأن حممدا عبده ور�شوله،

وهي املوؤلفة من �شبع كلمات عربية هي »ل،

وهي اهلل«، ر�شول، حممد، اهلل، اإل، اإل��ه،

اآذان يف الآب��اء يتلوها التي ذاتها الكلمات

امل��وال��ي��د اجل���دد، وي��ردده��ا ك��ل م��ن يعتنق

اإىل وانتمائه اجلديدة ولدته يف الإ�شام،

دين احلق.

اإىل احل��اج على يتوجب ما اإىل وي�شري بل

املباركة بيت اهلل احلرام، عند دخوله مكة

عليه اإذ عديدة، اأم��ور �شمن فرائ�س، من

مرات، �شبع امل�شرفة الكعبة حول يدور اأن

عليه اإبراهيم، اهلل نبي ا�شتنها �شنة على

بني امل�شافة ح��اج ك��ل يقطع واأن ال�شام،

اأو م�شيا م��رات �شبع وامل��روة ال�شفا جبلي

زوجة املوؤمنني، اأم لهاجر تكرميا هرولة،

اأن اإىل اإ�شافة ال�شام، عليهما اإبراهيم،

امل�شلمني، عند املقد�س احل��ج طقو�س من

ب�شبع جمرات يف منى، قبيل ال�شيطان رجم

جبل اإىل احل��رام، اهلل بيت حجاج انطاق

حكاية اإىل �شبعة الرقم ي�شري كما عرفات،

القراآن يف وردت التي ال�شبعة الكهف اأهل

الكرمي يف �شورة الكهف. ت�شم املجموعة 98

75�شم x 75 �شم، كل عما فنيا، بقيا�س

ب�شت احلناء«، ل�»يد ت�شميم 14 يف لوحة

خلفيات لونية هي الأحمر، الأزرق، الأخ�شر

الفاحت، الربتقايل الفاحت، الأخ�شر الداكن،

عن�شر حت��ت�����ش��ن ال���داك���ن، وال���ربت���ق���ايل

»Stop/قف« ب��ال��ن�����س امل��ت��م��ث��ل ال��ت�����ش��اد

اأما باحلناء، املزخرف والكف بالأبي�س،

حتت�شن الأ�شفر، فبلون ال�شابعة اخللفية

الأ�شود كعن�شر مفارقة لونية.

اأجن�����زت الأع���م���ال ع��ل��ى امل���ع���دن امل��ط��ل��ي،

التوقف، لإ�شارات الأ�شلي لل�شكل امل�شابه

جاهزة لت�شبح اخل�شب، على تركيبها مت

للعر�س.

�شتة م��ن ب��ع��دد م�شبوقة امل��ج��م��وع��ة ه���ذه

ل� للفنان الأح��م��ر ب��ال��ل��ون اأ�شلية اأع��م��ال

وقد التوقف«، اإ�شارات ت�شبغ احلناء »يد

اختريت واحدة منها من قبل دار »�شوذبي«

املعا�شر، العربي الت�شكيلي للفن ملعر�شهم

العربية الثقافة على نافذة »�شباك: �شمن

املعا�شرة«، وهي فعالية ثقافية هامة انعقدت

يف لندن، ملدة ثاثة اأ�شابيع يف الفرتة من 4

عمدة من بتنظيم ،2011 يوليو، 24 لغاية

مدينة لندن، ويعد مهرجان »�شباك« »املفردة

العربية للنافذة window«، واحدا من اأهم

ا�شتمل حيث اللندنية، الثقافية الفعاليات

الت�شكيلي، الفن فعاليات من على جمموعة

امل�شرحية، الأع��م��ال املو�شيقى، الأف����ام،

املحا�شرات العمارة، فن الأدب، الرق�س،

وال���ن���دوات احل���واري���ة، ف��اق ع��دده��ا ال��� 70

فعالية انعقدت يف اأكر من 30 موقعا ثقافيا،

و�شمت هيئة املهرجان ال�شت�شارية عددا من

كبار املخت�شني بالثقافة والفنون، من بينهم

»Tate« معر�س م�شوؤولة واغ�شتاف« »�شينا

»فينيتيا واملعا�شر، احلديث العاملي للفن

بورتر« من�شقة جمموعة املقتنيات الإ�شامية

زان��د« »روك�شان و الربيطاين، املتحف يف

ال�شرق يف للمزادات »�شوذبي« دار رئي�س

الأو�شط واخلليج

ال يكتفي كانو بالداللة المعرفية عبر استخدام

الحناء بل يستوحي المرجعية الفكرية والدينية للمجتمع

Page 144: turath_156

�إدري�ش علو�ش

عن من�صورات اأخبار اليوم يف اململكة املغربية، �صدر كتاب لقيدوم

ال�صحافة املغربية م�صطفى العلوي يحمل عنوان مذكرات �صحايف

وثالثة ملوك، وهو يف �صكل حوار مفتوح وم�صرت�صل عن م�صارات

وم�صارب هذا ال�صحفي الذي عاي�ش جتربة ثالثة ملوك حكموا املغرب

ال�صحفي يون�ش م�صكني. اأ�صئلته احلديث،اأعد

الكتاب من القطع املتو�سط، ويقع يف حدود

ع�سرة اأرب��ع��ة فلك يف وي��دور �سفحة 320ف�سال �سمم غالفه الفنان ال�سوداين طارق

جربيل .

املفكر »يقول الكتاب: غالف ظهر يف نقراأ

ال���ع���روي، يف م��ذك��رات��ه امل��غ��رب��ي ع��ب��د اهلل

ال�سيا�سة رجل عدو اإن ال�سباح« »خواطر

هو املوؤرخ لأنه يذكر ويتذكر«.

و�سانع اللحظة، م���وؤرخ ه��و وال�سحايف

اإحدى املواد الأولية لكتابة التاريخ. يف هذا

العلوي م�سطفى ال�سحايف يعر�ض املوؤلف،

القراء، اأم��ام ذاك��رت��ه من اأ�سا�سيا ج��زءا

املمتدة ال�سحافية جتربته عن ويحدثهم

خاللها عا�ض ق��رن، ن�سف م��ن اأك��ر اإىل

كل وواج���ه اجل��الل��ة«، »�ساحبة رح��اب يف

والختطاف العتقال من الدهر، �سروف

اإىل الت�سييق اإىل املحاكمات ال�سهرية، حتى

اأكر اقرتابه عند كانت يف خطر اإن حياته

من الالزم من خطوط التما�ض اخلطرية.

م�����س��ط��ف��ى ال��ع��ل��وي ع��م��ي��د ال�����س��ح��اف��ي��ن

مل كامل ع�سر على �سهادة يقدم املغاربة،

كلها بال�سيا�سة ال�سحافة عالقة فيه تكن

جتد مل مازالت بالد يف ع�سل« على »�سمن

الدميوقراطيات ن���ادي اإىل بعد طريقها

رابعة، �سلطة ال�سحافة حيث احل��دي��ث��ة،

�سناعة يف ���س��رك��اء ال�سحافيون وح��ي��ث

الراأي العام.

لأهم ا�ستح�ساره يف تكمن الكتاب اأهمية

حم��ط��ات ت���اري���خ امل���غ���رب احل���دي���ث ال���ذي

وبروح اإعالميا املغربية ال�سحافة واكبته

ب�سدد ك��ان��ت ال��ت��ي وه���ي ع��ال��ي��ة، مهنية

الإرها�سات الأوىل لت�سييد �سرح ال�سحافة

املغربية الناطقة باللغة العربية اإبان مرحلة

ال��ذي »ال�سكلي« اأو املنقو�ض ال�ستقالل

»ايك�ض معاهدة بعد امل��غ��رب عليه ح�سل

املغربية ال�سحافة لقيدوم وك��ان ليبان«،

هذا يف وفعال ب��ارزا دورا العلوي م�سطفى

احل�سور، خ�سو�سا وهو ال�سحايف الإ�سكايل

مبا احلزبية املرجعيات ت�ستهوه مل ال��ذي

الف�سل يعود التي ال�سرتاكية املرجعية فيها

لل�سهيد املهدي بن بركة يف تر�سيخ تقاليدها

وا�ستحداثها يف احلقل ال�سيا�سي.

قيدوم ي��ورد الكتاب من الأول الف�سل يف

اأن العلوي م�سطفى املغربية ال�سحافة

كان التي اجل��زائ��ري��ة »الب�سائر« ج��ري��دة

كانت الإبراهيمي الب�سري ال�سيخ ي�سدرها

املغربية، لل�سحافة الأوىل املدر�سة مبثابة

احل��م��ا���ض �سعلة ف��ي��ه اأوق�����دت ال��ت��ي وه���ي

لمتهان ال�سحافة واتخاذها م�سارا حلياته

امل��ه��ن��ي��ة، وق��د ك��ان ل��ه��ا ب��ال��غ ال��ت��اأث��ري على

اآنذاك. ال�ساب وهو وقلبه، واإح�سا�سه عقله

بعدما عليها يطلع ك��ان 1951 �سنة ومنذ

اأبيه برفقة وهو اجلزائر، من تهريبها يتم

الوطنية احل��رك��ة رم���وز م��ن جمموعة م��ع

ا�ستقالل اأجل من �سرا تنا�سل كانت التي

يخرب ج��اء مبن ي��وم ذات ليفاجئ املغرب

البيت يف امل��وج��ودة الن�سخ ب��اإح��راق اأب���اه

امل�ستعمر ع��ن لأن الب�سائر ج��ري��دة م��ن

وهو ق��راءت��ه��ا. مبو�سوع علمت الفرن�سي

من العديد لإ�سدار امل�ستقبل يف حفزه ما

اأط��ي��اف امل�ساهد، منها ن��ذك��ر ال�سحف،

ال�سحفي، والأ���س��ب��وع الكوالي�ض، الدنيا،

وال���ت���ي ط��ال��ت��ه��ا ق������رارات امل��ن��ع واحل��ج��ز

ظل ذلك ومع املايل، والت�سييق وامل�سادرة

�سعار راف��ع��ا العلوي م�سطفى ال�سحفي

التي ال�سحفية جتربته موا�سال التحدي

جتاوزت اخلم�سة عقود من الزمن.

اأن املغرب ويذكر قيدوم ال�سحافة املغربية

ومل لل�سحافة، قانون على يتوفر يكن مل

ي�ستعر�ض تاريخ املغرب

مذكرات صحافي وثالثة ملوك

سوق الكتب

الـعــــدد

156اأكتوبر

2012

144

Page 145: turath_156

يكن قد �سدر بعد قانون احلريات العامة-

كانت ب��ل امل��غ��رب- يف 1958م �سنة �سدر

التي و�سعت على عهد احلماية الت�سريعات

املجال اإىل الولوج يقنن ما هي الفرن�سية،

اإ�سدار اأج��ل وم��ن فيه. والعمل الإع��الم��ي

يلزم 1914م قانون ك��ان جديدة، جريدة

املعني بالأمر بتقدمي طلب، وانتظار مر�سوم

اإ�سدار يف ال�سروع ويخوله الوزير، يوقعه

وهو م�سوؤوليته. حتت اجلديدة ال�سحيفة

يف ال��ع��ل��وي م�سطفى ال�سحفي فعله م��ا

الرتخي�ض ط��ال��ب��ا 1956م �سنة يوليو 2»امل�ساهد«، ع��ن��وان حت��ت اأ�سبوعية ملجلة

و�سجال جدل مثار كانت التي املجلة وهي

احل�سن ال��راح��ل امل��ل��ك غ�سب وب�سببها

اهلل عبد م��ولي الأم��ري �سقيقه من الثاين

�سبعة مببلغ �سرائها ل�سفقة �سعى لأن��ه

عن توقفت بعدما مغربية �سنتيم مالين

ال�سدور لأن اأكر من جهة نافدة يف احلكم

عليها. �سعت لال�ستيالء وال�سلطة

فيها انتقد للم�ساهد افتتاحية وب�سبب

الفالحة وزير العلوي م�سطفى ال�سحفي

القيادي يف حزب الع�سو ال�سرقاوي حممد

نف�سه �سيجد اآن��ذاك وال�ستقالل ال�سورى

تاريخ يف الأوىل املرة وهي املحاكم، اأم��ام

تقدمي فيها ي��ت��م ال���ذي احل��دي��ث امل��غ��رب

املحاكم، رده��ات اإىل املغربية ال�سحافة

اخلام�ض حممد امللك اأزع��ج ال��ذي الأم��ر

حماكمة على اأقدم لأنه وزيره عاتب الذي

العلوي م�سطفى �سخ�ض يف ال�سحافة

ال�ساهد. �ساحب جملة

امل��ل��ك حم��م��د اخل��ام�����ض ومب��ج��رد ع��ودت��ه

م���ن امل��ن��ف��ى اإب�����ان ح�����س��ول امل���غ���رب على

متا�ض على ظ��ل 1956م �سنة ا�ستقالله

ورم��وز الوطنية احلركة رم��وز مع مبا�سر

ك���ان يقيم ب��ح��ي��ث امل��غ��رب��ي��ة، ال�����س��ح��اف��ة

ال�سحافين توا�سلية مع لقاءات با�ستمرار

واأف��اق املغربي العام ال�ساأن ق�سايا ح��ول

امللك عليه �سار الذي النهج وهو م�ستقبله،

اململكة، لعهد وليا كان اأيام الثاين احل�سن

اخلام�ض حممد امللك ينتهي اأن ومبجرد

معه ياأخذهم ك��ان ال�سحفين، مع لقاءه

احلوار ليوا�سلوا اخلا�سة اإقامته مقر اإىل

�سوؤون تدبري ا�سرتاتيجيات حول والنقا�ض

ما وه��ذا حديثا. امل�ستقلة املغربية الدولة

يف العلوي م�سطفى ال�سحفي عليه اأك��د

يف ملوك وث��الث��ة �سحفي م��ذك��رات كتابه

اأكر من مرة.

املغربية ال�����س��ح��اف��ة ق��ي��دوم ق���رب ورغ���م

يف احل��ك��م دوائ����ر م��ن ال��ع��ل��وي م�سطفى

تناق�سات مقالب من ي�سلم مل فهو املغرب

امل�����س��ال��ح ب��ن م�����س��وؤويل ال��دول��ة واأج��ه��زة

اجلرنال يتزعمها كان التي ال�ستخبارات

،1972 - اأفقري العقل املدبر لنقالبي 1971

هذا الأخري الذي كان يتعامل مع ال�سحافة

ب�ساحب زج ال���ذي وه���و ���س��دي��د، ب��ح��ذر

ال��ك��ت��اب يف م��ت��اه��ات امل��ج��ه��ول و���س��رادي��ب

اإىل وتعذيبه اختطافه بعد املعتمة ال�سجون

قدميه، اأخم�ض يف نبت ال��دود اأن درج��ة

نزيال يف كان ال��ذي معارفه اأح��د اأن ول��ول

�سدفة التقاه الرهيب املقري« »دار معتقل

كان. خرب يف الآن الرجل لكان وع��اجل��ه،

�ض اللغة وهو الأ�ستاذ املكي زاكواغ الذي در

يف العلوي م�سطفى لل�سحفي الفرن�سية

يقول: عنه والذي اخلام�ض حممد مدار�ض

»هو الذي كان يعلمني ال�سرب والثبات، وهو

املتولدة الديدان اأقدامي، �سقوق من ينزع

زال��وا ل من اأن��ظ��ار حتت ال��دم، تعفن من

على قيد احلياة من رفاق املعتقل«.

يوؤرخ الكتاب كذلك يف كونه اأهمية تكمن

ال�سحافة قطعتها ال��ت��ي امل��راح��ل لأه���م

التي التحولت على �ساهدة لتكون املغربية

ال�ستقالل فجر ب��زوغ منذ املغرب عرفها

مرورا بدور الأحزاب الوطنية ورموز احلركة

وعالل بركة بن املهدي اأمثال من الوطنية

بناء يف اخلطابي، ال��ك��رمي وعبد الفا�سي

�سرح املغرب اجلديد الذي مل يرق برغم كل

املحاولت اإىل طموحات ال�سعب املغربي بكل

واحلداثة املواطنة مغرب بناء يف مكوناته

من هناك دوم��ا ك��ان لأن��ه والدميقراطية،

يعرقل هذا امل�سار وي�سع متاري�ض املوؤامرات

ليح�سن م�ساحله وامتيازاته.

مهمة اأح��داث على نافذة بحق يعد الكتاب

يف املغربية ال�سحافة وكانت املغرب عرفها

تفا�سيلها على ال�سوء م�سلطة احلدث عمق

م�سطفى املغربية ال�سحافة قيدوم يرويها

العلوي باأ�سلوب �سل�ض و�سيق يفتح �سهية القارئ

على موا�سلة القراءة دون كلل اأو ملل نذكر من

اأهم هذه املحطات الواردة يف الكتاب:

ب����داي����ة ال����س���ت���ق���الل، اأح���������داث ال���ري���ف

1965م، بركة بن املهدي 1958م،اختطاف ال�سراع بن حزب ال�ستقالل وحزب ال�سورى،

ولدة الحتاد الوطني للقوات ال�سعبية، انقالب

الع�سكر �سنتي 1971 - 1972م.

كما م��ذك��رات حتكي وال��ك��ت��اب يف ج��وه��ره

»ه��ذه ال��ع��ل��وي: م�سطفى ل�سان على ورد

املذكرات اأ�سطر فيها العرب التي ا�ستخل�ستها

م��ن ح��ي��ات��ي، وم��ن جت��ارب��ي، وم��ن معاناتي

ومقا�ساتي، اأنا الذي قطعت اأو�سال قدمي من

هول التعذيب الذي اأ�سال الدمع من عيوين،

والدم من اأقدامي يف دار املقري، ل من اأجل

واإمن��ا من �سالح حملته، ول دبرته، انقالب

اأجل مقال كتبته«

أهمية الكتاب تكمن في استحضاره ألهم محطات

تاريخ المغرب الحديث الذي واكبته الصحافة

المغربية إعالميا وبروح مهنية عالية

Page 146: turath_156

حبيب ال�صايغ

كالم أخير

شجرة وحيدة

وردة حمراء يوميا تكرب

وترمتي على اجلداربينما اجلدار اجملاور

يكتم حزنه يف أعماقه وال يتحرك.

جدا، ب�سيط �س�ؤال �سجرة؟.. مرة زرعت هل

ال ملاذا مفاجئ. نف�سه، ال�قت يف لكنه،

كيف فقط تعلم �سجرة؟ زرع يف فعال تفكر

ال�سقاية يف ابداأ ثم الرتبة يف البذور ت�سع

عتيق، فالح من تتعلم اأن حاول والرعاية.

حبه �سرارة منه تقتب�س اأن اأي�سا وحاول

بها. ومت�سكه لل�سجرة

ي�ما الرتبة من ال�سجرة طل�ع تنتظر �س�ف

تن�سق وعندما �ساعة، بعد و�ساعة ي�م بعد

ناحية قلبك يقفز �سجرتك عن االأر�س

عن وباالأ�سالة عنك بالنيابة ويتكلم ال�سم�س

. نف�سه

وغ�س�نا، وفروعا جذعا �سجرتك تكرب ثم

تراقب واأنت وتخ�سر، تخ�سر ثم تثمر، ثم

وت�ستاق.

وحيدة ب�سجرة التعلق احلب اأبجدية بع�س

والبذور. الفكرة عالقة وبينها بينك

احلديقة، تق�له ال ما تق�ل ال�حيدة ال�سجرة

و�سجرتك ال�حيد قلبك بني تك�ن وعندما

فاإن واالأ�سرار، االنتظار حكاية ال�حيدة

اإىل الليل، يف خ�س��سا تتح�ل، ال�سجرة

غابة.

الليل بني ال�حيدة �سجرتك تتح�ل اأن وميكن

اإىل جنة خ�سراء تتحدث بلغات عدة، والفجر

لكنها تف�سل يف معظم االأحيان، اأن تتكلم بلغة

الرياح. باأهزوجة املط�ق ال�سمت االأ�سجار:

لها وقل ال�ستاء يف �سجرتك من اقرتب

ق�سيدة غزل من املطر والثلج. اقرتب منها يف

على باملاي�ه ت�ستحم وهي خ�س��سا ال�سيف

الربيع يف �سجرتك من اقرتب القمر. �ساطئ

ال�سن�ية تعارفها حفلة تقيم حني خ�س��سا

لكن الدمع، مهرجان اإىل الفرا�سات وتدع�

اأن تقرتب منها يف اخلريف. حذار

عنك تن�سغل اخلريف يف ال�حيدة �سجرتك

ال�سخيفة، النكات وبرتديد والنميمة، بالغيبة

الكلمات كحل العادية اله�ايات ومبمار�سة

واالنتحار. الط�ابع وجمع املتقاطعة

Page 147: turath_156

���� �� ���.indd 1 4/30/12 2:04 PM

Page 148: turath_156

يصدر كل شهر ويوزع مجانا مع مجلة تراث

)7(

حممد �سعدد. �أحمد �سعد

يف متخ�ص�ص مي���ي

�أك���اد ب��اح��ث

يعمل الأدب����ي، وال��ن��ق��د ال��ب��اغ��ة

بق�سم م�����س��اع��دا اأ���س��ت��اذا ح��ال��ي��ا

ال���ل���غ���ة ال���ع���رب���ي���ة وال���درا����س���ات

جامعة رتبية،

ال كلية الإ�سامية،

ني �سم�س، م�سر.ع

جم���ال يف

م�����ؤل����ف����ات ع�����دة ل����ه

ت��خ�����س�����س��ه، م��ن��ه��ا )الأ�����س�����ل

يف كتاب �سيب�يه واأثرها الباغية

)التطبيق الباغي(، البحث يف

ين وخ����ا����س امل���ع���ا ال���ب���اغ���ي -

الباغي )التطبيق رتاكيب(،

ال

التطبيق ال��ب��ي��ان��ي��ة(، -ال�����س���ر

البديعية(، -ال�����س���ر ال��ب��اغ��ي

درا�سة العربية: الباغة )نظرية

و)مدخل املعرفية(، الأ�س�ل يف

ىل الباغة العربية(.اإ

مي هذا الكتابيف قراآنه الكر

هلل �سبحانه اقت�ست حكمة ا

يف ري ذك��ره

لتي�س ق��راءات��ه؛ اأوج��ه تتغاير اأن

التاوة، والإيجاز يف ت�س�ير معانيه وا�ستيعاب

من ك�كبة بها لاهتمام �س وقي اأحكامه،

رواياتها، من ت والتثب بنقلها عن�ا العلماء

كما عن�ا بت�جيهها والحتجاج لها اأو بها كل

بح�سب متجهه ومنزعه؛ فاتخذ منها اللغ�ي

�ساهدا على قاعدته اأو حجة ملذهبه، واعت�سد

يف ترجيح ط الأحكام اأو

يف ا�ستنبابها الفقيه

ل املتكلم ببع�س وج�هها حكم على اآخر، وت��س

ريه، وكانت يف اإثبات مذهبه اأو يف رد مذهب غ

ك هي التحليل اللغ�ي ىل ذل

و�سيلتهم جميعا اإ

والنح�ي لعنا�سرها.

الت�جيه يف جتاهات

ال وبزغ من خال هذه

معانيها، يف بالبحث يعني ك��ان اآخ��ر جت��اه

ا

رتت��ب��ة على �����س الأوج�����ه ال��ب��اغ��ي��ة امل�� وت��ل��م

جلزري تغايرها واختافها، حتى جعلها ابن ا

وجها 911ه�( )ت وال�سي�طي )ت832ه�(

مي.من وج�ه الإعجاز الباغي يف القراآن الكر

ها هذا الكتاب يتتبع الظ�اهر الباغية التي بث

يف معر�س ت�جيههم للقراءات ف

علماء ال�سل

ف على ريها، ور�سدها؛ ثم ال�ق�

املت�اترة وغ

حتليلها، وبيان يف الإ�سارة اإليها اأو

طرائقهم

خلال�س اأو تاأثرها يف البحث الباغي ا

اأثرها

يف حركة ك م�قعها املنا�سب

به؛ حتى تقع بذل

جتديدها.تاأ�سيل الباغة و

حممد �سعدد. �أحمد �سعد

التوجيه البالغيللقراءات القرآنية

يـ�شـــدر كـل �شــهر

جمـلة تراثجمانـا مع

ويوزع

جملة تراثهــديــــةمع

2012اإ�شدارات

نحا

ر�س

م يث

ه

ي الل

ـد ال

لوي

لتأة ا

جياتي

سترا

)6(

صدر ضمن سلسلة كتاب تراث: اليمن 1929، انطباعات ومشاهدات البعثة السوفيتية

األملانية السينامئية، ترجمة د. سعيد دبعي

تعدد الرواية يف الشعر الجاهيل، د. أمين بكر

ذاكرة الطني، شواهد من الرتاث املعامري والعسكري

يف مدينة العني، د. محمد فاتح صالح زعل

حكمة األجداد يف تراث مجتمع اإلمارات

دراسة سوسيولوجية يف األمثال الشعبية، د. أحمد محمود الخليل

تأريخ القدامى للشعر إىل نهاية القرن الرابع مدونة املرزباين أمنوذجا ، د. محمد حبيبي

اسرتاتيجية التأويل الداليل عند املعتزلة, الدكتور هيثم رسحان التوجيه البالغي للقراءات القرآنية، د. أحمد سعد محمد سعد

رسائل البرشى يف السياحة بأملانيا وسويرسا عام 1889، حسن توفيق العدل مثرات ناضجات من جنان الشعر العريب، د. عايدي عيل جمعة

الفكر التربوي التراثيالخطيب البغدادي أنموذجا

العدد المقبل

للدكتور بوزيد الغلى

����� ����.indd 1 9/27/12 3:55 PM