والمحدثين 1 القدامى بين التراكيب أنواع

عكف الباحثون منذ القديم حتى يومناهذا على اختالف توجهاتهم بدراسة الجملة، ولم يك هذا منشأ الدراسات اللغوية القديمة، إذ أنهم

لم يحددوا شكال معينا للجملة العربية حيث تكون دراستهم بعد ذلك تحليال نحويا لها، غير أنه من الواجب على الدارس للجملة العربية، أن يعتمد على ما قدمه القدماء من دراسات لغوية والتي أخذها سيبويه

عن الخليل من كالم العرب فما مفهوم الجملة عند القدماءوالمحدثين؟

هـ( قوله:"الجملة393الجملة لغة كما ورد في الصحاح للجوهري)ت واحدة الجمل وأجمل الحساب رده إلى الجملة. وفي لسان العرب البن

هـ( :"والجملة واحدة الجمل، والجملة جماعة الشيء711منظور )ت وأجمل الشيء جمعه عن تفرقه، أجمل الحساب كذلك، والجملة

جماعة كل شيء بكامله من الحساب وغيره"[. هـ(:"الجملة بالضم جماعة1205. وفي تاج العروس للزبيدي )ت

الشيء، وكأنها اشتقت من جماعة الحبل ألن قوة كبيرة جمعت فأجمعت جملة، وقال: قال الراغب"واعتبر معنى الكثرة فقيل لكل

جماعة غير منفصلة جملة، قلت: "ومنه أخذ اللغويون الجملة لمركب [. وقد ورد لفظ الجملة في القرآن الكريم5أسندت إحداهما لألخرى"]

في قوله تعالى:» وقال الذين كفروا لوال نزل عليه القرآن جملة، للداللة على الجمع.32واحدة« الفرقان، اآلية:

ومعنى الجملة لغة في كل ما ورد ال يخرج عن كونها تدل على جمعاألشياء عن تفرقها وأنها جماعة كل شيء.

أما مفهومها اصطالحا:1

هـ( بمصطلح الكالم ابتداء في كتابه بجمل10 فقد عبر عنها سيبويه)ت نحوية تامة في مواطن عدة مراعيا فيها المعنى ومعبرا عنها ، دون

استخدام مصطلح الجملة فسيبويه لم يتحدث عن الجملة بمعناها االصطالحي وإنما تحدث عنها بمدلولها فهي ما تكونت من المسند

والمسند إليه كالمبتدأ والخبر أو الفعل وفاعله، ولم يستخدم سيبويه مصطلح الجملة وإنما استعمل مصطلح الكالم و أراد به الجملة[. وذلك

حين تحدث عن الجمل التامة فيقولهذا باب االستقامة من الكالم واإلحالة، فمنه مستقيم حسن، ومحال، ومستقيم كذب،ومستقيم

قبيح،وما هو محال كذب......( فمصطلح الجملة عند سيبويه لم يرد صراحة في كتابه، إال أن أغلب الدارسين أجمعوا على أنه لم يعرف

الجملة، ولم ترد في كتابه مصطلحا، وإنما وردت في عدة مواضع منه، بمعناها اللغوي، وقد تردد في كتابه ذكر مصطلح الكالم كثيرا بمعاني

مختلفة.

.]

فيقول: )هذا باب اإلستقامة من الكالم واإلحالة، فمنه مستقيم حسن، ومحال وستقيم كذب ومستقيم قبيح وما هو محال كذب، فأما

المستقيم الحسن فقولك:"أتيتك أمس، وسآتيك غدا" وأما المحال فأنتنقض أول كالمك بآخره فتقول:"حملت الجبل" و "شربت ماء البحر"

وأما المستقيم الحسن فتقول:"أتيتك غدا وسآتيك أمس" وأما المستقيم الكذب فتقول:"حملت الجبل وشربت ماء البحر" وأما

المستقيم القبيح فأن تضع اللفظ في غير موضعه نحو قولك:"قد زيدا رأيت" ، و كـ" زيد يأتيك" وأشباه هذا وأما المحال الكذب فأن

تقول:"سوف أشرب ماء البحر أمس"(. وقد استطاع ابن جني أن يستنبط تعريفا محددا للكالم بمعنى الجملة عند سيبويه يقول: )واعلم

إن قلت في كالم العرب إنما وقعت على أن يحكي بها وإنما يحكي بعد القول ما كان كالما ال قوال(. ففرق بين الكالم والقول كما ترى ثم قال في التمثيل نحو قولك زيد منطلق أال ترى أنه يستحسن أن تقول:"زيد

منطلق" فتمثيله بهذا يعلم منه أن الكالم عنده ما كان من األلفاظقائما برأسه مستقال بمعناه..

هـ( فقد أطلق مصطلح الكالم وأراد به الجملة207ومثله الفراء)ت فيقول وقد وقع الفعل في أول الكالم على اسمه(، وهو يتحدث عن

الجملة هـ( هو أول من استعمل مصطلح "الجملة" من285ويعد المبرد )ت

الرعيل األول وذلك حين تعرض للحديث عن الفاعل إذ يقول هذا باب الفاعل وهو الرفع وذلك في قولك: قام عبد الله وجلس زيد، وإنما كان الفاعل رفعا ألنه هو والفعل جملة يستحسن عليهما السكوت وتجب بها

الفائدة للمخاطب فالفاعل والفعل منزلة اإلبتداء والخبر إذ قلت: قامزيد، فهو بمنزلة قولك القائم زيد(

ويكاد يتفق الدارسون على أن أبا العباس المبرد أول من استخدم مصطلح الجملة، وذلك حينما تعرض للحديث عن الفاعل فيقول: )وإنما

كان الفاعل رفعا ألنه هو الفعل وجملة يحسن عليها السكوت، وتجب بها الفائدة للمخاطب، فالفاعل والفعل بمنزلة اإلبتداء والخبر إذا

قلت:"قام زيد، بمنزلة قولك: القائم زيد"([. ويبدو من خالل التعريف أنه اشترط في الجملة، أن يحسن السكوت

عليها، وتؤدي الفائدة للمخاطب، وهذا ما ركز عليه تلميذه ابن السراج، الذي استخدم مصطلح الجمل المفيدة، إذ يقول: )والجمل المفيدة

على ضربين، إما فعل وفاعل أو مبتدأ وخبر([. كما اعتبر المبرد مثلما اعتبر سيبويه، أن الجملة اإلسمية، هي األصل

ألن األخرى بمنزلتها ألنك إذا قلت مثال:"زيد منطلق" فإنك تستطيع أن

تقول:"رأيت زيدا منطلقا". أما أقسامها عنده إذا كان مصطلح الجملة قد ورد صراحة عند المبرد في كتابه المقتضب على العكس مما هو الحال عند سيبويه، إال أنه لم

يذكر تقسيما صريحا، غير أن الدارسين حاولوا استنتاج تقسيما لها انطالقا من التعريف الذي ذكره في قوله: )وإنما كان الفاعل رفعا ألنه

هو الفعل جملة يحسن عليها السكوت وتجب بها الفائدة للمخاطب،فالفعل والفاعل بمنزلة اإلبتداء والخبر، إذ قلت:"قام زيد"(

فمن خالل التمثيل يتبين لنا أن الجملة عنده قسمين:- فعلية مثل قوله:" قائم زيد" وهي التي صدرها فعل.

- واسمية مثل قوله:"القائم زيد" و هي التي صدرها اسم. وقد أشار المبرد إلى قضية المسند إليه وجعلهما شرطا في الجملة،

لكي تحصل الفائدة للمخاطب، ففي باب المسند والمسند إليه يقول: )فاالبتداء نحو قولك"زيد" فإذا ذ\كرته، فإنما تذكره للسامع ليتوقع ما

تخبره به عنه، فإذا قلت:"منطلق" أو ما أشبهه صح معنى الكالم، وكان الفائدة للسامع في الخبر. فمن خالل حديثه عن قضية المسند والمسند إليه، يتبين لنا أن المسند والمسند إليه ال يستغني أحدهما عن اآلخر. فال

بد للمبتدأ من خبر في الجملة اإلسمية، كما ال بد للفعل من فاعل في الجملة الفعلية، فقولنا مثال:"زيد" ال تحصل الفائدة للمخاطب دون أن

نلحقها بخبر هـ( الجملة أو الكالم بقوله: )أما الكالم فكل392ويعرف ابن جني )ت

لفظ مستقل بنفسه، مفيد لمعناه وهو الذي يسميه النحويون الجمل، نحو: "زيد أخوك" و"قام محمد" فكل لفظ استقل بنفسه وجنيت منه

ثمرة معناها فهو الكالم([. ويرى الباحثون أن الزمخشري لم يفرق بين مصطلحي الجملة والكالم

وجعلهما شيئا واحدا إذ يقول والكالم هو مركب من كلمتين أسندت

إحداهما إلى األخرى، وذلك ال يتأتى إال في اسمين كقولك:"زيد أخوك" و"بشر صاحبك" أو في فعل واسم نحو قولك:"ضرب زيد" و"انطلق

بكر"، وتسمى جملة( أما ابن هشام فحاول أن يفرق بين مصطلح الكالم والجملة من حيث أن الكالم يمكن السكوت عليه، أما الجملة فيعني بها عناصر اإلسناد كالفعل مع فاعله، والمبتدأ وخبره فيقول والجملة عبارة عن الفعل وفاعله كـ "قام زيد" والمبتدأ وخبره كـ"زيد قائم" وما كان بمنزلة

أحدهماويعتبرابن هشام أول من خصص بابا للجملة، في كتابه مغني اللبيب، حيث فرق بين الكالم والجملة وبين أن العالقة بينهما هي

العموم والخصوص، فحكم بالتوهم على من قال بالترادف بين الكالموالجملة.

ويعرف ابن هشام الجملة بقوله: )الكالم هو القول المفيد بالقصد، والمراد بالمفيد ما دل على معنى يحسن السكوت عليه، والجملة عبارة

عن فعل وفاعله كـ "قام زيد" والمبتدأ والخبر "كزيد قام"، وما كان بمنزلة أحدهما(. وينظر من خالل تعريفه للكالم والجملة، أنهما ليستا

مترادفتين كما يتوهم الكثير من الناس، فالجملة أعم من الكالم إذ أن شرطه اإلفادة، بخالف الجملة، إذ ال يشترط فيها اإلفادة فجعل ابن

هشام الكالم أعم من الجملة، وعلى هذا االتجاه إن كان المركب إلسنادي مستقال بنفسه ومفيدا فائدة يحسن السكوت عليها، سمي

كالما وجملة، كقولنا مثال: "المطر منهمر"، أما إذا قلنا:"سرنا والمطر منهمر"، فقولك:"والمطر منهمر" ال يعد كالما، ألنه ليس مستقال

بنفسه، ولم يقصد لذاته، إذ لم يرد اإلخبار بانهمار المطر. وسمي ذلك جملة، ومعنى ذلك أن المركب إلسنادي إذا كان جزء من

تركيب أكبر، سمي جملة، وال يسمى كالما، فكل كالم جملة وليس كلجملة كالم.

ولقد قسم ابن هشام، وتبعه السيوطي، الجملة إلى ثالثة أقسام هي: اإلسمية والفعلية، والظرفية وأشار إلى أن الزمخشري وغيره أضافوا

قسما رابعا وهو الجملة الشرطية ولم يوافق على هذه الزيادة، اعتقادا منه بأنها من قبيل الفعلية، وقد عرف كل قسم من هذه األقسام كما

يلي:[. أوال: الجملة االسمية: وهي كل جملة صدرها اسم صريح نحو:"زيد

قائم" أو مؤول نحو:قوله تعالى: »وأن تصوموا خير لكم« البقرة، اآلية: . أو بوصف رافع المكتفي به نحو قوله تعالى: »هيهات هيهات لما183

، المقصود بالتي صدرها اسم أي أنها36توعدون«المؤمنون، اآلية: بدأت باسم، يكون هذا اإلسم ظاهرا أو مؤوال أو وصف أو اسم فعل.

ثانيا: الجملة الفعلية: وهي كل جملة صدرها فعل، سواء أكان هذا الفعل ماضيا أو مضارعا أو أمرا، وسواء أكان متصرفا أو جامدا، أو تاما

أو ناقصا، وسواء كان مبنيا لفاعل أو مبنيا للمفعول، ومن أمثلة ذلك قولنا: )قام زيد(، فالجملة هنا فعلية، فعلها)قام(، وهو فعل ماض

متصرف مبني للفاعل. و)يضرب عمر( جملة فعلية، فعلها)يضرب( وهو فعل مضارع متصرف مبني للفاعل. و كذلك قولنا: )أضرب زيدا( جملة

فعلية فعلها)أضرب( وهو فعل أمر مبني للفاعل. ثالثا: الجملة الظرفية: وهي كل جملة صدرها ظرف أو جار ومجرور، نحو:"أعندك زيد" وفي الدار زيدا فاعال بالظرف والجار والمجرور، ال

باالستقرار المحذوف، وال مبتدأ وال مخبرا عنه بهما، وذكر ابن هشام أن الزمخشري يستشهد بقوله:"في الدار" من قولك:"زيد في الدار" وهو

مبني على االستقرار المقدر فعل ال إسم وعلى أنه حذف وحده،وانتقل الضمير بعد أن عمل فيه[.

يركز ابن هشام في تقسيمه هذا على المسند والمسند إليه، حيث يقول: )مرادنا بصدر الجملة المسند والمسند إليه، قال عبرة بما تقدم

عليهما من حروف، فالجملة من نحو: أقام زيد، وأزيد أخوك، ولعل أباك منطلق، وما زيد قائم.إسمية، ومن نحو: أقام زيد، وإن قام زيد، وقد

قام زيد، وهال قمت، فعلية والمعتبر أيضا ما هو صدر في األصل، فالجملة من نحو: "كيف جاء زيد"، ومن نحو قوله تعالى: »فبأي آيات

، فعلية، ألن هذه السماء في نية التأخير(81الله تذكرون«، غافر، اآلية:[42]

ومن بين التفريعات التي أوردها ابن هشام للجملة الجملةالصغرىوالكبرى

أ ( الجملة الصغرى: )هي المخبر بها عن مبتدأ في األصل نحو: "إن زيدا قام أبوه"، أو في حال إسمية كانت أو فعلية( والمقصود هنا بـ "مبتدأ

في األصل" هو دخول أحد نواسخ اإلبتداء عليه نحو: "محمد زاد وزنه". فالجملة"زاد وزنه" جملة صغرى مخبر بها عن المبتدأ بعد دخول لعل

ناسخ اإلبتداء، والمقصود بـ "في الحال إسمية كانت أو فعلية" أي تكونهذه الجملة حالة التكلم إسمية أو فعلية.

ب ( الجملة الكبرى: )وهي اإلسمية التي يكون خبرها جملة، كـ"زيد قام [. فجملة "قام أبوه"صغرى ألنها خبر عند45أبوه"و"زيد أبوه قائم"(]

"زيد" وجملة "زيد أبوه قائم" كبرى ألن خبر المبتدأ فيها جملة(. كما قسم ابن هشام الجملة الكبرى، إلى ذات الوجهين وإلى ذات

الوجه الواحد:( ذات الوجهين:1

هي)إسمية الصدر، فعلية العجز نحو:"زيد يقوم أبوه" فاحتوت هذه الجملة في صدرها إسما هو "زيد" وجاء عجزها جملة فعلية هو"يقوم

أبوه"([.ذات الوجه الواحد:

لم يورد لها تعريفا وإنما شرحها بمثال هو "زيد أبوه قائم" فيتبين لنا

من خالل المثال أن الجملة ذات الوجه الواحد، هي أن يتوافق صدرهامع عجزها إما إسمين أو فعلين.

ويختلف مفهوم الجملة عند علماء اللغة العربية المحدثين بسبب انتمائهم إلى المدارس والمذاهب اللغوية عن طريق األخذ من القدماء

العرب أو التأثر بالنظريات اللغوية الغربية وتبعا لذلك فالقواعد واألحكام اللغوية القديمة لم تبق على حالها، بل تغيرت مع تطور

الدراسات اللغوية الحديثة، فتعددت بذلك مفاهيم الجملة باختالف وجهات النظر، فهناك من اللغويين العرب من يرى أن الجملة قول

مركب مفيد دال على معنى دال يحسن السكوت عليه. يرى تمام حسان أن الجملة هي: )المجموعة الكالمية( وبذلك فهو يرى

أن الكالم عبارة عن مجموعة من الجمل لذلك فهو أعم منها. ويضيف بقوله: )أما الذي يتكون من عملية اإلسناد فيسمى الجملة

وهي ذات عالقات إسنادية مثل عالقة المبتدأ بالخبر، والفعل بفاعلهوالفعل ونائب فاعله والوصف والمعتمد بفاعله ونائب فاعله(

وذهب الدكتور إبراهيم أنيس في تعريفة للجملة بقوله: )إن الجملة في أقصر صورها هي أقل قدر من الكالم يفيد السامع معنى مستقل

بنفسه، سواء تركب هذا القدر من كلمة واحدة أو أكثر(. وهذا التعريف يجيز أن تتركب الجملة من كلمة واحدة، أي أن فكرة اإلسناد ليست

الزمة لتشكيل جملة صحيحة. وذكر محمد حماسة عبد اللطيف قول براجستر في جعل اإلسناد

شرطا الزما أساسيا في الجملة فإذا خال أي تركيب من اإلسناد فهو ليس بجملة،وإن أدى إلى معنى يحسن السكوت عليه. وقد انبنى رفضه في أن يكون اإلسناد مقوما أساسيا في الجملة ونلمس ذلك ممن خالل

المفهوم الذي حدده لها بقوله: )كل كالم تم به معنى يحسن السكوتعليه، هو جملة وإن كان من كلمة واحدة

أما عباس حسن يقول: )الكالم أو الجملة هو ما تركب من كلمتين أو أكثر، وله معنى مفيد مستقل، فال بد في الكالم من أمرين معا

هما،"التركيب"و"اإلفادة المستقلة"(.الجملة عند مهدي المخزومي.

عرف مهدي المخزومي الجملة العربية بقوله: )هي الصورة اللفظية الصغرى للكالم المفيد، وهي المركب الذي يبين المتكلم به صورة

ذهنية كانت قد تألفت أجزاؤها في ذهنه ثم هي الوسيلة التي تنقل ما جاء في ذهن المتكلم إلى ذهن السامع(فهو في هذا الجانب يتفق مع

ابن جني إذ يعرف الجملة بأنها كل لفظ مستقال بنفسه مفيدا لمعناه،دون أن يشترط لذلك شروطا معينة، غير االستقالل واإلفادة[.

من خالل تعريف المخزومي للجملة، نجده يشترط اإلسناد كمقوم من مقوماتها، فالتركيب الذي ال إسناد فيه"أسلوب خاص"، كالنداء

يسميه"المركب اللفظي". فهو يقول عن النداء: )وخالصة القول أن النداء ليس جملة فعلية، وال جملة غير إسنادية وإنما هو مركب غير

لفظي بمنزلة أسماء األصوات يستخدم إلبالغ المنادى حاجة أو لدعوته إلى إغاثة أو نصرة أو نحو ذلك( وقد جعل المخزومي كل تركيب غير

إسنادي مفيد مركبا لفظيا". واشتراط المخزومي اإلسناد أساسا تقوم به الجملة قد خذله في

إحداث فكرة تامة في أسلوب الشرط، ألنه يتكون من جملتين تربطهما أداة شرط، كل منهما جملة تحقق فيها شرط اإلسناد ومع ذلك لم

يكتمل معنى كامل، والفائدة يحسن السكوت عليها، تراجع بعض التراجع فقط فقال: )ليست جملة الشرط جملتين إال بالنظر العقلي، والتحليل المنطقي، أما بالنظر اللغوي فجملتا الشرط جملة واحدة،

وتعبير ال يقبل اإلنشطار، ألن الجزأين المعقولين فيها إنما يعبران معا عن فكرة واحدة منهما أخللت باإلفصاح عما يجول في ذهنك، وقصرت

عن نقل ما يجول فيه إلى ذهن السامع( وسمى كل واحدة من جملتي الشرط والجواب)عبارة( أي عبارة

الشرط وعبارة الجواب. أما أقسام الجملة فقد بنى مهدي المخزومي تقسيمه للجمل بحيث طبيعة المسند وجعلها ثالثة أنواع: الجملة الفعلية

والجملة اإلسمية والجملة الظرفية، وسنحاول فيما هو آت تبيان كلنوع منها:

أوال: الجملة الفعلية: وهي التي يكون فيها المسند داال على التجدد والتغير، أو بعبارة أخرى،

هي التي يكون فيها المسند فعال؛ ألن الفعل بداللته على الزمان هو الذي يدل على تجدد اإلسناد وتغيره وذلك نحو:"قام خالد، ويقوم خالد، وخالد يقوم"، ونحو:"وإن أحد المشركين استجارك"، وقوله تعالى: »إذا

، وقد عد المخزومي الجملة1السماء انفطرت«، اإلنفطار، اآلية:الشرطية من عداد الجمل الفعلية.

ثانيا: الجملة اإلسمية: وهي الجملة التي يكون فيها المسند داال على الدوام، أو بعبارة أخرى هي التي ال يكون المسند فيها فعال، وذلك نحو:"محمد أخوك و الحديد

معدن". فكل من أخوك ومعدن، داالن هنا على الدوام ، أي دوام اتصاف المسند إليه بهما، ألن األخوة ثابتة لمحمد ال تتغير، وال تصير من

حال إلى حال ، وألن المعدنية وصف ثابت للحديد، ال تتغير، فكل منهاتين الجملتين: جملة إسمية.

ثالثا: الجملة الظرفية: وهي الجملة التي يكون المسند فيها ظرفا أو مضافا إليه باألداة

نحو:"عند زيد نمرة" و "أمامك عقبات"، ونحو قوله تعالى: »أفي الله ، وقولك:"في دار رجل". هذه الجمل وأمثالها10شك«، إبراهيم، اآلية

ليس فعلية، ألن الفعل ال يظهر فيها، وليست اسمية، ألن االسمية، ما

كان فيها المبتدأ أو المسند إليه فيها صدرا، ما لم يطرأ على المسند ما يقتضي تقديمه، كأن يحظى باهتمام المتكلم وعنايته، مما يجعلها إلى أن تكون فعلية أقرب منها إلى أن تكون اسمية، كل هذا يجعل هذه

الجمل بين ال هي اسمية وال هي فعلية والسبب في هذا هو اعمال المنطق والمبالغة في التحليل العقلي الذي

سيطر على النحاة القدامى، في اعتبارهم كال من ركني الشرط "جملة"فبعد أن تفضل عليهم وأقرهم على تقسيمهم للجملة إلى

إسمية أو فعلية ووصفه بأنه تقسيم صحيح يقره الواقع اللغوي استدرك في الحال،) ولكنهم بنوا دراساتهم اللغوية على غير منهجها، فلم يوفقوا

إلى تحديد الفعلية من اإلسمية وقد اعتبر المحزومي، جملة، مثل "البدر طلع" جملة فعليةال اسمية كما صنفها النحاة ألن الفعلية عنده هي الجملة التي يدل فيها المسند على

التجدد أو التي يتصف فيها المسند إليه بالمسند اتصافا ال متجددا أوبعبارة أوضح هي التي يكون فيها المسند فعال[.

فهو يرى أن الفاعل يجوز أن يتقدم على فعله فهو بهذا الرأي يوافق الكوفيين واألخفش وقد رد المبرد باعتباره ينتمي إلى المدرسة

البصرية على هذه الدعوة بقوله: )فإذا قلت: "عبد الله قام"، "عبد الله"، رفع باإلبتداء و " وقام " في

موضع الخبر وضميره الذي في قام فاعل، فإن زعم زاعم أنه إنما يرفع "عبد الله"بفعله فقد أحال من جهات منها أن "قام"فعل، وال يرفع

الفعل فاعلين إال على جهة اإلشتراك نحو:"قام عبد الله وزيد" فكيف يرفع عبد الله وضميره، وأنت إذا أظهرت هذا الضمير بان تجعل في

موضعه غيره بأن لك، وذلك قولك:"عبد الله قام وأخوه"، فإنما ضميرهفي موضع أخيه([.

كما سوى المخزومي بين ثالثة نماذج تحت اسم الجملة الفعلية

فــ:"طلع البدر،"البدر طلع"،"انكسر الزجاج"، كلها من الجمل الفعلية والمسند في كل منها فاعل. كما أن تحديده للجملة اإلسمية لم يخرج

عن إطار النحاة القدامى؛في التي يدل فيها المسند على الدواموالثبوت،أو بعبارة أوضح هي التي يكون المسند فيها اسما.

الجملة العربية ::

: لكل جملة من جمل الخبر واإلنشاء الجملة العربية أركان _ ركنان أساسيان البد منهما في تكوينها ، وهما المسند والمسند إليه .

: هو الخبر الجملة االسمية و الفعل أو مايعملتعريف المسند_عمله في الجملة الفعلية .

سعيد ، وخبر المبتدأ نحو :نجح :الفعل التام نحو :مواضع المسند الفعل نحو : صه ياعلي .مطير واسم الجو

: هو المخبر عنه وهو المبتدأ في الجملةتعريف المسند إليه_ اإلسمية

او الفاعل وما يقوم مقامه في الجملة الفعلية .

: الفاعل ونائبه نحو :جاء خليل وقرئمواضع المسند إليه_ الكتاب والمبتدأ الذي له خبر نحو :الصدق نافع .

علم التراكيب بين العالقات التركيبية والمعانيالنحوية البالغية

إن المتتبع لحركيىة الفكر اللغوي منذ القديم وعلى اختالف الحضارات, يرى أن كل امة قد اسهمت اسهاما معينا في جانب

لغوي معين وذلك باختالف مرجعيات الحضارت ومنطالقاتها الحضارية . فقد تطور الدرس المعجمي عند الهنود بدافع ديني وصوال الى العرب فقد قامو بجهود جبارة في التآليف

المعجمية ومع مجي اللسانيات مطور الدرس المعجمي تطورا كبيرا وصوال إلى المعاجم المتخصصة والمعاجم المهنية وكتب

مصطلحات العلوم وما يقال عن هذا المستور يكاد ينسحب على جميع مسويات اللغة فقد تطور الدرس الصوتي بكل

فروع علومه اللغوية من صوتيات تاريخية .الى صوتيات مقارنة .وصال الى الصوتيات الوظيفية .أما في الجانب التركيبي فالكالم فيه كثير فبعد النظر في تقسيم الكلم .وتصنيفه والنظر

في مورفولوجيا الكلمات عبر النظام الصرفي للغات أخذت تتشكل معالم النظر الى العالقات التركيبية بين الوحدات

اللغوية في إطار ما يخدم معنى معينا في مقام معين وفي تداول معين لننتقل من مرحلة النظر الى أواخر الكلم إلى ربطه بالبالغة واألساليب وهذا هو علم التراكيب لقد كان

للتعليق النحوي درر هام في التركيب ،فقد كان منطلقا واضحا في تناول الكالم في موروثنا النحوي ،ألن اللفظة الواحدة من االسم والفعل ال تفيد شيئا ، الن الفائدة تجنى من الكالم النه

"وضع للفائدة والفائدة ال تجنى من الكلمة الواحدة وإنما تجنى من الجمل ومدارج القول " وأهم وسائل التعليق اإلسناد ولو

تجرد الكالم منه لكان في حكم األصوات التي ينعق بها كما قالالزمخشري .

وهذه اإلشارات كثيرة متناثرة في تراثنا النحوي ، ولكن الذي جعل منها نظرية متكاملة هو عبد القاهر الجرجاني في

الذي يعطينا نظرية في النظم )النحو( هيكتابه دالئل اإلعجاز ، لحد اآلن قائمة على أصولها وهي نظرية النظم التي هي

"توخي معاني النحو وترتيب الكالم وفق قواعد تراعي الصواب النحوي والمعنوي" وهي نظرية شاملة تعني أنه ال فصل بين

النحو والبالغة . إذن من خالل ما ذكرتاه عن النحاة األوائل يتبين لنا أن مفهوم التركيب مدرج في باب الجمل ، ومن المالحظ أنه ال يخلو من

الفائدة التي يحسن السكوت عليها ، وهذا ما يؤكد فكرة ارتباط النحو والداللة في جانبها البالغي ارتباطا وثيقا ، بحيث يكون الفهم الصحيح للنحو هو الفهم الصحيح لألساس الذي

يقوم عليه التركيب ومن بعده النص.تقسيم تراكيب العربية حسب نظرية الخبر واإلنشاء

معاني تراكيب الخبر واإلنشاء

اختلف علماء العربية في تقسيم معاني الكالم على أقوال كثيرة؛ تنوعت وتضاربت إثرها اآلراء بتعاقب المراحل والعصور، وباختالف األدوات التحليلية بين منطقية ونحوية وبالغية فقسمها

الخليل و سيبويه إلى واجب وغير واجب، فالواجب: ما استقر في علم المتكلم؛ وهو الخبر، أما غير الواجب، فهو مالم يستقر

، وقسمها1في علم المتكلم ؛كاألمر والنهي واالستفهام68، وذهب االستراباذي )2هـ( إلى خبر وطلب626السكاكي )

.3هـ(: إلى القول بأقسام ثالثة: خبر وطلب وإنشاء6 هـ( الكالم بين الخبر واإلنشاء739يحصر الخطيب القزويني )

في مقولته:"إن الكالم إما أن يكون لنسبته خارج تطابقه، أو ال91، وهذا ما يؤثره السيوطي)4تطابقه، أو ال يكون لها خارج"

هـ( بعد عده لعشرة أقوال في تقسيم الكالم؛ " فأقواها1القسمة الثنائية؛ إذ

.5المحققون على انحصاره في الخبر واإلنشاء" كما قسم علماء العربية الخبر واإلنشاء إلى تقسيمات عديدة

على حسب المعاني التي يخرج إليها كل قسم منهما، معتمدينفي ذلك معايير ومقوالت من قبيل: لكل مقام مقال،

ومراعاة الكالم مقتضى الحال. الخطاب والتخاطب في نظريةــــــــ ينظر: عبد الرحمن الحاج صالح : 1

،3 ، ضمن سلسلة علوم اللسان عند العرب الوضع واالستعمال العربية -165 صم،2012الرغاية-الجزائر، د.ط، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية،

168 ، تح: عبدمفتاح العلوم-ينظر: السكاكي )أبو يعقوب يوسف بن محمـد(:2

. 254م، ص 2000، 1الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان،ط ،شرح الكافية في النحو-ينظر: االستراباذي )محمـد بن الحسن الرضي (: 3

.24م، ص 2000تح: رحاب عكاوي، دار الفكر، بيروت- لبنان،د.ط، ، تح:اإليضاح في علوم البالغة-الخطيب القزويني: )محمـد جالل الدين(: 4

، ص1م، ج1993، 3محمـد عبد المنعم خفاجي، دار الجيل، بيروت- لبنان، ط55-56.

، تح: عبد العالهمع الهوامع-ينظر: السيوطي)عبد الرحمن جالل الدين(: 5 ،2سالم مكرم وعبد السالم محمـد هارون، مؤسسة الرسالة، بيروت- لبنان، ط

.35-34، ص 1م، ج1987

نماذج من تراكيب الخبر أفاض البالغيون في الحديث عن وجوب مراعاة حال المخاطب وجعلوه شرطا أساسيا في الخطابة إضافة إلى

المقام، نتبين هذا من نص ورد في)البيان والتبيين(: "...مدار الشرف على الصواب وإحراز المنفعة مع موافقة الحال، وما

.1يجب لكل مقام من المقال" قسم الخبر وفق هذا-أ-مراعاة حال المخاطب:1-1

االعتبار، إلى أقسام ثالثة: -خبر ابتدائي: يكون فيه الخبر خاليا من مؤكدات الحكم لكون المتلقي خالي الذهن، ومثال هذا قولنا لمخاطب يجهل اجتهاد

زيد: زيد طالب مجتهد.كاكي: "فإذا اندفع في الكالم مخبرا، وهذا مايتضح من قول الس لزم أن يكون قصده في حكمه بالمسند للمسند إليه في خبره

ذاك، إفادته للمخاطب.... فإذا ألقى الجملة الخبرية إلى من هو خالي الذهن عما يلقي عليه....ثبوتا أو انتفاء... ويتمكن

لمصادفة إياه طالبا فتستغني الجملة عن مؤكدات الحكم،.2ويسمى هذا النوع من الخبر ابتدائيا"

-خبر طلبي: يكون فيه المخاطب في حيرة وشك، فيلزم تأكيد كالالم أو إن.حكم الخبر بأحد المؤكدات

يقول السكاكي موضحا هذا القسم الثاني من الخبر: "... وإذا ألقاها إلى طالبها متحير طرفاها عنده، دون االستناد فهو منه

.136، مصدر سابق، ص البيان والتبيين-الجاحظ : 1.258، مصدر سابق، ص مفتاح العلوم-السكاكي: 2مؤكدات الخبر هي: إن، الم االبتداء، أما الشرطية، سين االستقبال، حروف-

القسم )الواو، الباء، التاء(، نون التوكيد الثقيلة والخفيفة، الحروف الزائدة– للتوكيد-) إن، أن، ما، ال، من، الباء(، حروف التنبيه: )أال، أما(، ينظر: عبد العزيز

-55م، ص 2009، 1عتيق: علم المعاني، دار النهضة العربية، بيروت-لبنان، ط60 .

بين بين لينقذه عن ورطة الحيرة، استحسن تقوية المنفذ بإدخال "الالم" في الجملة أو "إن" ... كنحو لزيد عارف أو إن

. 1زيدا عارف... ويسمى هذا النوع من الخبر طلبيا" -خبر إنكاري: يوجب مقامه تأكيد الكالم بأكثر من مؤكد،

لمخاطب منكر حكم الخبر أو مبالغ في إنكاره، لدفعه إلى تصديق الخبر ودفع إنكاره عنه وإزالته، كقولنا لمنكر كرم زيد: إن زيدا لكريم، فإن زادت درجة إنكاره،قلنا له: والله إن زيدا

لكريم، بإضافة القسم -كمؤكد- إلى المؤكدين السابقين: الالم. وإن

يوضح هذا النوع من الخبر قول السكاكي:"وإذا ألقاها إلى حاكم فيها بخالفه، ليرده إلى حكم نفسه، استوجب حكمه

. 2ليترجح تأكيدا بحسب ما أشرب االنكار في اعتقاده فأضرب الخبر الثالثة هذه تتنوع على حسب السياق الذي يرد فيه الكالم، بمقتضى مراعاة حال المخاطب، وقد يخرج الخبر

عن مقتضى ظاهره؛ فينزل خالي الذهن منزلة السائل المتردد، ويخاطب غير المنكر مخاطبة المنكر، أو المنكر كغير المنكر،

في مقامات كالمية معينة مراعاة لحال المخاطب.: 3-ب-اعتبارات خروج الكالم عن مقتضى الظاهر1-1

-أن ينـزل خالي الذهن منزلة المتردد الشاك، إذا تقدم في1 الكالم ما يشير إلى حكم الخبر ومضمونه، ومن هذا الضرب من

إن النفس ألمارة بالسوءالكالم، قوله تعالى: وما أبرئ نفسي فالمخاطب خالي الذهن من الحكم أو من مضمون53يوسف:

(، ولكن هذا الحكم لما كانإن النفس ألمارة بالسوءالقول: ) مسبوقا بالقول:)وما أبرئ نفسي(، وهو في مضمونه يشير إلى

.258، مصدر سابق، ص مفتاح العلوم-السكاكي: 1.258-المصدر نفسه، ص 2.61، مصدر سابق، ص علم المعاني-ينظر: عبد العزيز عتيق:3

النفس محكوم عليها بشيء غير محبوب أو مرغوب فيه أصبح المخاطب بالقول: )إن النفس ألمارة بالسوء(، متطلعا إلى نوع

هذا الحكم الذي يجهله وال يدري حقيقته، ألجل ذلك نزل هذا المحاطب منزلة المتردد الشاك، وألقي إليه الخبر مؤكدا

استحسانا. -أن يجعل غير المنكر كالمنكر لظهور أمارات اإلنكار عليه،2

تونومثال ذلك قوله تعالى كم بعد ذلك لمي ﴾١٥﴿ المومنون ثم إن

إذ المخاطبون ال ينكرون حقيقة الموت، غير أن نسيانهم للموت وتكالبهم على مطالب العيش بوادر تدل على إنكارهملوا منزلة المنكرين، فألقيالخبر إليهم مؤكدا لها، وألجل ذلك نز

بمؤكدين هما: إن و الم االبتداء.-ج-مقام الكالم:1-1

األول هو : )فائدة الخبر(، يقومللخبر في ظاهر الكالم غرضان: في األصل على أساس أن من يلقى إليه الخبر، أو من يوجه إليه الكالم يجهل حكمه؛ أي مضمونه، ويراد إعالمه أو تعريفه

به، ومثال ذلك الخبر التاريخي. والثاني: هو )الزم الفائدة(: وهو ما يقصد المتكلم من ورائه أن

يفيد مخاطبه أنه عالم بحكم الخبر؛ أي بمضمونه، مثل قول.1القائل: إنك لتكظم الغيظ، وتحلم عند الغضب

غير أن الخبر قد يخرج عن هذين الغرضين الرئيسين إلى أغراض فرعية، لمعان معينة مقصودة مراعاة لمقام من

مقامات الكالم الكثيرة المتباينة. يوضح السكاكي تنوع الغرض الخبري بتنوع المقام في

الكالم بقوله: "فمقام الشكر يباين مقام الشكاية، ومقام التهنئة يباين مقام التعزية، ومقام المدح يباين مقام الذم، ومقام

.51-50، مصدر سابق، ص علم المعاني-ينظر: عبد العزيز عتيق،1

الترغيب يباين مقام الترهيب... ولكل من ذلك مقتضى غير. 1مقتضى اآلخر"

ويمثل ابن فارس لألغراض التي يعبر عنها الخبر ، بقوله: "والمعاني التي يحتملها لفظ»الخبر« كثيرة: فمنها التعجب

نحو:»ما أحسن زيدا«. والتمني نحو: »وددتك عندنا«. واإلنكار: »ماله علي حق«،والنفي: »ال بأس عليك«...والتعظيم

.2نحو:»سبحان الله«. والدعاء نحو:» عفا الله عنه«" نخلص من القولين السابقين أن:

مقامات الكالم مختلفة متفاوتة، لذا وجب إيراد القول- المناسب في المقام المناسب له، حتى يبلغ الكالم غاية

اإلفهام، فيحقق قصد المتكلم، فيتحقق التواصل ثم التأثيرفي المخاطب.

يخرجورود الكالم بلفظ الخبر عن داللته )الخبرية(، فال يدل- على فائدة الخبر وال على الزمه، وإنما يدل على معان

فرعية متداولة في الكالم والتي تفهم من مقام الكالم. المعاني التي يخرج إليها الخبر باعتباره مقاال - حسب-

المقام الذي يقتضيه الكالم- كثيرة متنوعة، منها: التعجبوالتمني واإلنكار والنفي، والتعظيم والدعاء.

.256، مصدر سابق، ص مفتاح العلوم-السكاكي:1 الصاحبي في فقه اللغة العربية-ابن فارس )أبو الحسين أحمد(: 2

، تح: عمر فاروق الطباع، مكتبةومسائلها وسنن العرب في كالمها184-183م، ص1993، 1المعارف، بيروت-لبنان، ط

نماذج من التراكيب االنشاىية اصطلح البالغيون العرب على اإلنشاء بمصطلح الطلب، من

هـ( وسمه بقانون الطلب، بيد أن آخرين،626بينهم السكاكي ) هـ( جعلوا الطلب قسما من730منهم الخطيب القزويني )

قسمي اإلنشاء. هـ(: "اإلنشاء ضربان: طلب وغير730 يقول القزويني )

طلب. والطلب يستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب.1المتناع تحصيل الحاصل"

وهذان القسمان -الطلبي وغير الطلبي- من اإلنشاء يتفرعان إلى فروع جزئية ،هي عبارة عن ظواهر أسلوبية فرعية

متنوعة، إما لتنوع الصيغ اللغوية ذاتها وأساليبها، وإما لتنوع.2أغراضها التواصلية وإفادتها

-أنواع اإلنشاء الطلبي:1-2-1 : "وهو طلب الفعل على وجه االستعالء-أ-األمر1-2-1

واإللزام. ويقصد باالستعالء أن ينظر اآلمر لنفسه على أنه أعلى منزلة ممن يخاطبه أو يوجه األمر إليه، سواء أكان أعلى منزلة

.3منه في الواقع أم ال" وفي هذا التحديد تظهر أهمية مراعاة حال المتكلم ومنزلته مقارنا مع المخاطب؛ إذ األمر يقتضي استعالء المتكلم على

المخاطب، إن على الحقيقة أو على التمثل فقط. ولألمر أربع صيغ هي:

.108، مصدر سابق، ص اإليضاح في علوم البالغة-الخطيب القزويني: 1.105، مصدر سابق، ص التداولية عن العلماء العرب-مسعود صحراوي: 2.75، مصدر سابق، ص علم المعاني-عبد العزيز عتيق: 3

-فعل األمر: نحو قوله تعالى خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض.199 األعراف: عن الجاهلين

-المضارع المقرون بالم األمر: نحو قوله تعالى: فليستجيبو لي.186 البقرة: وليومنو بي لعلهم يرشدون

-اسم فعل األمر: نحو قوله تعالى ياأيها الذين آمنوا عليكم.105 المائدة: انفسكم

-المصدر النائب عن فعل األمر: نحو قوله تعالىال وبالوالدين83 لبقرة: إحسانا

وإذا تساوى المتكلم مع المخاطب منزلة سمي األمر التماسا، ، وااللتماس1وإن خضع المتكلم للمخاطب يكون دعاء وسؤاال

والدعاء وغيرهما أغراض تواصلية، ووظائف خطابية تؤدى.2بصيغة األمر بمقتضى خروج األسلوب عن مقتضى الظاهر

من المعاني التي يخرج األمر للداللة عليها -غير الوجوبواإللزام- والمستفادة من السياق وقرائن األحوال ما يلي:

-الدعاء: "وهو الطلب على سبيل االستغاثة والعون والتضرع والعفو والرحمة... يكون بكل صيغة لألمر يخاطب بها األدنى

، كدعاء العبد ربه، والتضرع3من هو أعلى منه منزلة وشأنا"والتوسل إليه.

نا نحو قوله تعالى: ربنا كم آمنوا أن لإليمان ينادي مناديا سمعنا إن ا برب نا  فآمن ا وكفر ذنوبنا لنا فاغفر رب  عن

ئاتنا . 193 ال عمران مع األبرار وتوفنا سي -االلتماس: وهو طلب الفعل الصادر عن األنداد والنظراء

، ومثاله قوله تعالى:4المتساوين قدرا ومنزلة ، مطبعة مصطفىالرسالة الشمسية-ينظر: القزويني )نجم الدين الكاتبي(: 1

.42م،ص 1948البابي الحلبي، القاهرة، د.ط، .107، مصدر سابق، التداولية عند العلماء العرب-ينظر: مسعود صحراوي: 277، مصدر سابق، صعلم المعاني-ينظر: عبد العزيز عتيق :3.77-عبد العزيز عتيق، علم المعاني، مصدر سابق، ص 4

منهم قائل قال �بينهم ليتساءلوا بعثناهم وكذلك بعض أو يوما لبثنا قالوا  لبثتم كم كم قالوا  يوم بورق أحدكم فابعثوا لبثتم بما أعلم رب هذه كمها فلينظر المدينة إلى بكم يشعرن وال وليتلطف منه برزق فليأتكم طعاما أزكى أي

، فاألمر في هذه اآلية أريد به االلتماس لتساوي﴾١٩﴿ أحدا الكهفأصحاب الكهف فيما بينهم قدرا ومنزلة.

-التمني: وهو طلب األمر المحبوب الذي يرجى وقوعه إما ، نحو1لكونه مستحيال، وإما لكونه ممكنا غير مطموع في نيله

قول عنترة العبسي: 2اسلمي صباحا دار عبلة وعميوتكلمييا دار عبلة بالجواء

وقول امرئ القيس:ويــل أال يـل الـطـ ـ هـا الـل ـ صـبـح، ومــا بانـجـلــي أال أي

3اإلصـبـاح مـنـك بأمثل

وقول أبي العالء المعري: الحياة ذميمةويانفس جدي إن دهرك هازلزرفيا موت .4إن

فعنترة يخاطب الدار وهي مادية غير عاقلة، فيطلب منها التكلم والتحدث معه ويدعو لها بالنعمة والسالمة، وامرؤا

القيس يأمر الليل باالنجالء وكشف المسار عن النهار المشرق، ويذهب أبو العالء المعري إلى دعوة الموت إلى زيارته، ليأسه

من الحياة، وكل هذه األساليب الطلبية تضمنت أمرا على سبيل التمني، الستحالة حصول المتمنى في خطاب األول )عنترة(، أو

بعد تحققه في الخطابين اآلخرين.

.78- عبد العزيز عتيق، علم المعاني، مصدر سابق، ص 1ديوان عنترة بن شداد العبسي:-2- ديوان امرئ القيس :3- ديوان أبي العالء المعري4

وهو الطلب الذي ال تكليف وال إلزام فيه،"-النصح واإلرشاد: وإنما هو طلب يحمل بين طياته معنى النصيحة والموعظة

. ومثال هذا األسلوب هو: النصائح التي حملتها وصية1واإلرشاد"الة وأمرلقمان البنه، والتي وردت في قوله تعالى: يا بني أقم الص

�بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم األمور17لقمان

فهذه أوامر من أب البنه يعظه ويرشده وينصحه لما هو خير له )من إقامة الصالة واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبرعلى المكاره والقصد في المشي وغض الصوت وعدم رفعه(. -الوعيد أو التهديد: "ويكون أمرا، والمعنى وعيد. نحو قوله جل

� ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون ثناؤه ومثل 55)لنحلا �ذينقوله جل ثناؤه �علينا يخفون ال آياتنا في يلحدون  إن ال

ار في يلقى أفمن ه شئتم ما اعملوا  القيامة يوم آمنا يأتي أم من خير الن إن﴾٤٠﴿ بصير فصلت تعملون بما

في هاتين اآليتين وعيد وتهديد من الله عز وجل للكفار بالعقاب قصد التأنيب والتأديب، إذ هم غير مأمورين بالتمتع وعمل ما شاؤوا على الحقيقة، بل القصد الزمها، أي؛ ما ينتظرهم من

عقاب وعذاب مترتب على كفرهم وعنادهم تخويفا وتحذيرا لهممنه.

-التعجب: وصيغة األمر الدال على التعجب هي أفعل به، مثل:أجملبه من فعل، وأحسن به من قول.

واليكتفي األمر بهذه المعاني، بل يخرج إلى معان غيرها، كثيرة، يحكمها المقام وقرائن األحوال، كالتعجيز والتسوية والتخيير

واإلهانة والتحفيز والتلهيف والتحسير. : وهو: "طلب الكف عن الفعل أو االمتناع-ب-النهي1-2-1

عنه على وجه االستعالء واإللزام. وللنهي صيغة واحدة وهي

.78-عبد العزيز عتيق: علم المعاني، مصدر سابق، ص 1

. مثل قوله تعالى1الناهية الجازمة" » « ال المضارع المقرون ب  مقبوضة فرهان كاتبا تجدوا ولم سفر على كنتم وإن بعضا بعضكم أمن فإن ذي فليؤد ق أمانته اؤتمن ال ه وليت ه الل هادة تكتموا  وال رب  الشه يكتمها ومن ه   قلبه آثم فإن ﴾٢٨٣﴿ البقرة عليم تعملون بما والل

وكما هو الشأن بالنسبة لألمر؛ فإن النهي أيضا يخرج عن معناه الحقيقي )طلب الكف عن الفعل(، ليدل على معان

أخرى تستفاد من السياق، وقرائن األحوال،ومنها: -الدعاء: وذاك عند صدوره من األدنى منزلة إلى األعلى منه،

ف  النحو قوله تعالى ه يكل لها وسعها إال نفسا اللنا   اكتسبت ما وعليها كسبت ما نا  أخطأنا أو نسينا إن تؤاخذنا ال رب  علينا تحمل وال رب

ذين من حملته كما إصرا نا  قبلنا على ال لنا به طاقة ما ال تحملنا وال ربا واعف   على فانصرنا موالنا  أنت وارحمنا لنا واغفر عن ﴾٢٨٦﴿ البقرة الكافرين القوم

-االلتماس: في حال تساوي منزلتي المتكلم والمخاطب ،كما في قوله تعالى، حكاية عن حوار بين موسى وهارون عليهما

�قال يا ابن أم ال تأخذ بلحيتي وال برأسي إني خشيت أن تقولالسالم قت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ) وفيه يلتمس طه(94فر

هارون العذر من أخيه موسى عليهما السالم في سبب تأخرهعنه.

-النصح واإلرشاد: مثل قول أبي العالء المعري:فهاء تال تجلس و 2عديإلى أهل الدنايا فإن خالئق الس

.ومثاله3-التمني: "عندما يكون النهي موجها إلى ما ال يعقل"قول الخنساء:

دىوال تجمدا أعيني جودا 4 أال تبكيان لصخر الن

.83-عبد العزيز عتيق: علم المعاني، ص 1-ديوان أبي العالء المعري:2.85-عبد العزيز عتيق: علم المعاني، مصدر سابق، ص 3-ديوان الخنساء: اعتنى به وشرحه حمدوطماس، دار المعرفة، بيروت، لبنان، ط4

.....م،ص2004، 2

فالخنساء تتمنى عدم توقف جريان دموع عينيها؛ داللة علىالحزن واألسى على أخيها.

-التوبيخ: "عندما يكون المنهي عنه أمرا ال يشرف االنسان وال يا أيها الذين آمنوا ال يسخريليق أن يصدر عنه، نحو قوله تعالى

نهم وال نساء من نساء عسى أن قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهن وال تلمزوا أنفسكم وال تنابزوا باأللقاب بئس االسم �يكن خيرا م �

الحجرات(11 �الفسوق بعد اإليمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )

فنهي الشارع الحكيم عن السخرية، توبيخا منه سبحانه لفاعلها. ما سقناه من شواهد لمعاني النهي الفرعية، هو على سبيل

التمثيل فحسب؛ إذ المعاني التي يخرج إليها النهي كثيرة ، تفهممن سياق الكالم.

ف باالستخبار؛ وهو "طلب خبر ما-ج-االستفهام:1-2-1 عر ليس عند المستخبر... وجملة باب االستخبار أن يكون ظاهره

»ما فتقول:موافقا لباطنه، كسؤالك عما ال تعلمه، .1عندك؟«و»من رأيت؟«"

وهو: "طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من قبل، بأداة "، وكمثال2خاصة وأدوات االستفهام كثيرة منها: الهمزة، وهل

19عليه: قوله تعالى كم لبثتم الكهف

فكان االستفسار وطلب العلم بمدة المكوث في الكهف جارياعلى حقيقة االستفهام، استخبارا واستعالما.

يخرج االستفهام عن الحقيقة وهي )طلب العلم بشيء غيرمعلوم( إلى معان أخرى تعرف من سياق الكالم، ومنها:

ها-التشويق: في قوله تعالى: يا أيذين كم هل آمنوا ال  عذاب من تنجيكم تجارة على أدل ﴾١٠﴿ الصف  أليم

.143-ابن فارس : الصاحبي، مصدر سابق، ص 1.88-عبد العزيز عتيق: علم المعاني، ص 2

فاالستفهام أريد منه تشويق المخاطب وجعله يتطلع إلى ما بعداالستفهام من بشارة تحملها داللة تعلق لفظ التجارة بالربح. قال-التذكير: في قوله تعالى، على لسان يوسف عليه السالم

ا فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون ) يوسف(89هل علمتم م

-التعجب: في قوله تعالى، على لسان سليمان عليه السالم : فسؤال﴾٢٠﴿ أم كان من الغائبين النمل الهدهد أرى ما لي ال فقال الطير وتفقد

سليمان عليه السالم، غرضه التعجب ال االستفسار، وذلك " ألن الهدهد كان ال يغيب عن سليمان إال بإذنه، فلما لم يبصره

تعجب من حال نفسه وعدم رؤيته، والمتعجب منه في الحقيقة هو غيبة الهدهد من غير إذن، ووجه خروج االستفهام إلى التعجب أن السؤال عن السبب في عدم الرؤية، يستلزم الجهل بذلك السبب، والجهل بسبب عدم الرؤية يستلزم

.1التعجب" -النفي: يجيء االستفهام بمعنى النفي كما في اآلية الكريمة: فمن يهدي من أضل الله وما �بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم �

فالمعنى: ال هادي لمن أضله الله. الروم(29لهم من ناصرين ) -التقرير: "حين يطلب من المخاطب اإلقرار بما بعد أداة

، ومن االستفهام التقرري،2االستفهام، أو يريد المتكلم إثباته" أي آواك من6قوله تعالى ألم يجدك يتيما فآوى الضحى

يتمك. -اإلنكار: "وقد يخرج االستفهام عن معناه األصلي للداللة على

.3أن المستفهم عنه أمرا منكرا عرفا أو شرعا" ومن أمثلته، قول امرئ القيس:

.97-عبد العزيز عتيق: علم المعاني، مصدر سابق، ص 1 -عبد الكريم محمود يوسف: أسلوب االستفهام في القرآن الكريم غرضه و2

. 17م، ص 2000، 1إعرابه، مطبعة الشام، دمشق، ط. 102-عبد العزيز عتيق: علم المعاني، مصدر سابق، ص 3

والمشرفي مضاجعي ومسنونة زرق أيقتلني1كأنياب أغوال

ومقصد استفهام الشاعر، إنكار حدوث فعل قتله، وهو مدججبسيف وسهام مسنونة، وهذا منكر عرفا.

-التهكم: ويقال له أيضا السخرية واالستهزاء، وهو إظهار عدم المباالة بالمستهزإ أو المتهكم به ولو كان عظيما، نحو قوله

قالواتعالى حكاية عن الكافرين ك نشاء ما أموالنا في نفعل أو أن آباؤنا يعبد ما نترك أن تأمرك أصالتك شعيب يا إن

شيد الحليم ألنت ﴾٨٧﴿ هود الر

فالقصد هنا هو االستخفاف والتهكم واالستهزاء من شعيب عليه السالم، "فلما كانت الصالة أخص أعماله المخالفة

لمعتادهم، جعلوها المشيرة عليه بما بلغه إليهم من أمور مخالفة لمعتادهم... قصدا للتهكم والسخرية عليه تكذيبا له فيما

.2جاءهم به" فتلك هي أهم المعاني الفرعية التي يخرج االستفهام عن معناه األصلي، ألدائها عن طريق قرائن سياقية على حسب

مقام الكالم. هـ(، بقوله: "792يعرفه التفتازاني )-د-التمني: 1-2-1

التمني هو طلب حصول شيء على سبيل المحبة واللفظ هـ(1128.وشرحه ابن يعقوب المغربي )3الموضوع له ليت"

بقوله: "طلب حصول الشيء بشرط المحبة ونفي الطماعية في ذلك الشيء، فخرج ما ال يشترط فيه المحبة كاألمر والنهي والنداء والرجاء بناء على أنه طلب وأما نفي الطماعيةفلتحقيق

امرئ القيس: الديوان-1.141، ص 12ج......-ابن عاشور: التحرير والتنوير،2 -التفتازانيسعد الدين: شرح المختصر على تلخيص المفتاح )ضمن شروح3

.238، ص2التلخيص(، دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان، د.ط، د.ت، ج

إخراج نوع الرجاء الذي فيه اإلرادة وإخراج غيره مما فيه.1الطماعية

فالتمني إذن؛ هو طلب أمر محبوب ال يرجى حصوله: إما.2لكونه مستحيال، وإما لكونه ممكنا غير مطموع في نيله

ومن أمثلة التمني قول ابن الرومي في شهر رمضان:حابفليت يل فيه كان شهرا ومر نهاره مر الس 3 الل

فطلب الشاعر هذا أمر محبوب ال يرجى حصوله، الستحالتهبمعارضته لقانون تعاقب الليل والنهار.

هـ(:117 وقول ذي الرمة ) األزمن الالئي مضينهلأمنزلتي مي سالم عليكما

4رواجع

هـ(:68 وقول قيس بن الملوح )مجنون ليلى( ) إلى من قد هويتلعليأسرب القطا هل من معير جناحه

5أطير

تظهر في معاني البيتين الشوق واللهفة إلى الحبيب البعيد )في البيت الثاني(، وإلى زمانه الغابر )البيت األول(، "فالغرض

البالغي المنشود من وراء التمني بلفظتي الماضي

-ابن يعقوب المغربي: مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح )ضمن شروح1.238، ص2التلخيص(، دار الكتب العلمية، بيروت،-لبنان، د.ط، د.ت، ج

.112-ينظر: عبد العزيز عتيق، علم المعاني، مصدر سابق، ص 2-ديوانابن الرومي:3مة: قدمله وشرحه أحمد حسن بسج، دار الكتب العلمية، بيروت-4 -ديوان ذي الر

.155م، ص 1995، 1لبنان، ط -ديوان قيس بن الملوح )مجنون ليلى(: رواية أبي بكر الوالبـي، دراسة وتعليق5

يسريعبد الغني، منشورات محمـد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان،. 97م، ص 1999، 1ط

»هل«و»لعل« هو إبراز المتمنى المستحيل وإظهاره في صورة.1الممكن القريب الحصول، لكمال العناية به والشوق إليه"

وإذا كان األمر المحبوب مما يرجى حصوله كان طلبه ترجيا، وهذا ما جاء في قول السكاكي: "... إذ لو توقعت أو طمعت

.2الستعملت لعل أو عسى"نا عسى ومن أمثلة الرجاء قوله تعالى ا خيرا يبدلنا أن رب منها إن

نا إلى حكاية عن أصحاب البستان الذين منعوا﴾٣٢﴿ راغبون القلم رب صدقاته المعهودة قبلهم، فعوقبوا بحرمانهم من خيراتها بذنبهم هذا، وحتى يرجعوا إلى حال النعمة التي كانوا عليها قبل، دعوا الله راجين حصول التغير والتبدل إلى أحسن ما كانوا عليه قبل

وقوع العذاب والعقاب عليهم. ويجئ التمني ب »لو« الدالة بأصل وضعها على امتناع

الجواب المتناع الشرط، إظهارا للمتمنى في صورة الممنوع؛.3إشعارا بعزته وقدرته

ة فلو أن لنا ومن أمثلة ذلك، قوله تعالى  من المؤمنين فنكون كر﴾١٠٢﴿الشعراء

تمني الكفار يوم القيامة لو تكون لهم رجعة وعودة إلى الدنيافيؤمنوا بالله، فيعدوا من المؤمنين.

هـ(:114 وقول جرير )4 أن ذلك يشترى أو يرجعولوبان الشباب حميدة أيامه

فالشاعر يتمنى عودة إياب ما كان قد فارقه من عز الشباببعد ما أتاه نذير الشيب بالهرم.

.113-عبد العزيز عتيق: علم المعاني، مصدر سابق، ص 1.415-السكاكي: مفتاح العلوم، مصدر سابق، ص 2.113-ينظر: عبد العزيز عتيق، علم المعاني 3.268م، ص 1986: دار بيروت للطباعة والنشر، بيروت،د.ط، ديوان جرير-4

:"هو طلب إقبال المدعو على الداعي بأحد-ه-النداء1-2-1 حروف مخصوصة ينوب كل حرف منها مناب الفعل »أدعو«.

وأحرف النداء أو أدواته ثمان... الهمزة، وأي لنداء القريب،.1واألدوات الست األخرى لنداء البعيد"

ومن أمثلة النداء، قول أب ينصح ابنه:2 إن أباك كاذب يومه فإذا دعيت إلى المكارم فاعجلأجبيل

ك اقنتي مريم ياوقوله تعالى اكعين واركعي واسجدي لرب ﴾٤٣﴿ ال عمران مع الر

هو نداء حقيقي –جريا على األصل- أريد منه دعوة المخاطبإلى ما يلقى إليه من كالم.

وقد يخرج النداء من مقتضى ظاهر الكالم: -فينزل البعيد منزلة القريب، وينادى حينئذ بالهمزة أو أي.مثل

قول الشاعر: أعلي إن تك بالعراق نسيتني فأنا بمصر على هواك

.3مقيم نزل البعيد حسيا )علي(، منزلة القريب لقربه من القلب

وحضوره في الذهن، وعدم غيابه عن البال والخاطر، فهوقريب معنى ولو تباعدت األمكنة )بعد العراق عن مصر(.

-وينزل القريب منزلة البعيد في حاالت ثالثة: األولى: علو مرتبة وارتفاع شأن المخاطب لدى المتكلم مثل

هيلي ) هـ(، مناجيا المولى عز وجل:581قول اإلمام الس

.115، مصدر سابق، ص علم المعاني-عبد العزيز عتيق: 1 ، داركتاب جمل من أنساب األشراف-البالذري) أحمد بن يحيى بن جابر(: 2

=ص247، ص 12م ج1996، 1الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت-لبنان، ط5221.

.116، مصدر سابق، ص علم المعاني-عبد العزيزعتيق ،3

يرى ما في الضمير ويسمع أنت المعد لكل مايا من يتوقع

إليهيا منيرجى للشدائد كلها يا من المشتكى والمفزع

خزائن رزقه في قول كن امنن فإن الخيريا من1عندك أجمع

فالله قريب مجيب الدعوات، وإنما ناداه اإلمام السهيلي في هذه األبيات بنداء البعيد لعلو قدر شأن الله تعالى وتبارك

وتقدس في عليائه.قول الفرزدق )كالثانية: انحطاط منزلة المنادى لدى المنادي.

هـ(:114 يا جرير أولئك آبائيفجئني بمثلهم إذا جمعتنا

2المجامع

فالفرزدق إذ ينادي جريرا بنداء البعيد، وهو قريب، إنما يحطمن قدره وشأنه، على سبيل الهجاء.

الثالثة: غفلة وشرود ذهن المخاطب: ومثاله، قول أبي العتاهيةهـ( مذكرا منبها الغافلين ممن هم حوله:210)

يا من سال عن حبيب بعد ميتة كم بعد موتك أيضا عنك3من سال

يتفرع النداء إلى معان فرعية غير المعنى األصلي له )الدعوةوطلب اإلقبال(، تفهم من سياق الكالم وقرائن األحوال، منها:

-التعجب: مثل قول الفرزدق: شذرات الذهب في أخبار-ابن العماد )شهاب الدين أبو الفالح الدمشقي(: 1

، تح: عبد القادر األرناؤوط ومحمود األرناؤوط، دار ابن كثير، دمشق،من ذهب.271، ص 4م، ج1986، 1ط

: شرحه وضبطه وقدم له األستاذ علي فاعور، دار الكتبديوان الفرزدق-2.360م، ص 1987، 1العلمية، بيروت- لبنان، ط

م، ص1986: دار بيروت للطباعة والنشر، بيروت، د.ط، ديوان أبي العتاهية-3328.

حتى كليب تسبني، كأن أباها نهشل أو فيا عجبي1مجاشع

دبة: "ضرب من النداء يقصد به التفجع على مقصود حقيقة، -الن أو منزل منزلة المفقود، أو الحسرة على المتوجع له، أو إظهار

.2األلم من المتوجع منه" ومثال الندبة التي تضمن معنى التفجع على مقصود حقيقة،

هـ( راثية أخاها صخر:24قول الخنساء ) نفسي على صخر إذا ركبت خيل لخيل يا لهف

3تنادي ثم تضطرب

: وهو "الطلب بلين ورفق، وأداته-و-العرض1-2-1.4»أال«كقولكأال تنزل ضيفا عندنا" يظهر أسلوب العرض في قوله

عة منكم الفضل أولو يأتل والتعالى والمهاجري والمساكين القربى أولي يؤتوا أن والسه سبيل في ن ون  أال وليصفحوا وليعفوا  الل ه يغفر أن تحب ه  �لكم الل  رحيم غفور والل

﴾٢٢﴿النور

: وهو "الطلب في حث وإزعاج، وأدواته-ز-التحضيض1-2-1" و"أال" و"لوما" و"لوال"(( " و"أال .5"هال

هـ(:608 وكمثال عليه، قول عنترة بن شداد العبسي )6 سألت الخيل بابنة مالك إن كنت جاهلة بما تعلمهال

.361، مصدر سابق، ص ديوان الفرزدق-1 ، مصدراألساليب االنشائية في النحو العربي-عبد السالم محمـد هارون: 2

.146سابق، ص : اعتنى به وشرحه حمدوطماس، دار المعرفة، بيروت، لبنان،ديوان الخنساء-3

.14م، ص 2004، 2ط ، مصدراألساليب االنشائية في النحو العربي-عبد السالم محمـد هارون: 4

.16سابق، ص مصدراألساليب االنشائية في النحو العربي،-عبد السالم محمـد هارون، 5

.16سابق، ص .82: مطبعة اآلداب لصاحبها أمين الخوري،بيروت، د.ط، د.ت، ص ديوان عنتر-6

هو ما ال يستدعي مطلوبا، وهو:-اإلنشاء غير طلبي:1-2-2 "ما يقترن فيه الوجودان، بمعنى أن يتحقق وجود معناه في

الوقت الذي يتحقق فيه وجود لفظه، أي في الوقت الذي يتم.1فيه اللفظ به"

فحصول المعنى مواقت إلنشاء التلفظ باللفظ، غير مفارق له، فمتى تحقق وجود اللفظ، تحقق وجود معناه دون تراخ أو

انتظار.وأهم أساليب وصيغ اإلنشاء غير الطلبي ما يلي:

:وهو "معنى من المعاني التي تعرض في-أ-التعجب1-2-2 النفوس، ويكون مما خفي سببه، وخرج عن نظرائه، وربما

عبروا عن هذا المعنى بعبارة أخرى، فقالوا: التعجب يكون مما ندر من األحكام، ولم تعرف علته، فإن أخل هذا المعنى بأحد

الشرطين بطل التعجب، ولهذا قال القائل -وهو قول مستفيض.2في الناس- »إذا عرف السبب بطل العجب«"

يأتي التعجب قياسيا بصيغتين: »ما أفعله«و»أفعل به«، نحوهـ(:354قول المتنبي )

العيب والنقصان من شرفي أنا الثريا وذانما أبعد3الشيب والهرم

هـ(:50وقول حسان بن ثابت رضي الله عنه ).4قوم رسول الله شيعتهم إذا تفرقت األهواء والشيعأكرم ب

.74، مصدر سابق، ص علم المعاني-عبد العزيز عتيق: 1 ، تح: عليالمرتجل في شرح الجمل-ابن الخشاب )أبو محمـد عبد الله(: 2

.145م، ص 1972حيدر، دمشق، د.ط، .333م، ص 1983: دار بيروت للطباعة والنشر، بيروت،د.ط، ديوان المتنبي-3 م، ص1994، 2، دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان، طديوان حسان بن ثابت-4

153.

كما يأتي التعجب سماعيا بصيغ كالمية أخرى، يفهم معناه من سياق الكالم وقرائن األحوال كاالستفهام، نحو قوله

ثم إليه يحييكم ثم يميتكم  ثم فأحياكم أمواتا وكنتم بالله تكفرون كيفتعالى﴾٢٨﴿ البقرة ترجعون

!، وغيرهما من والنفي: في قولنا: ما رأيت كهذه الليلة قمراأساليب نقلت من معناها األصلي إل إفادة معنى التعجب.

أما في القرآن الكريم ، فقد "استبشعوا أن ينسب ذلك إليه إذ؛سبحانه، ولذلك استلطفوا واستحسنوا صنيع الزمخشري

عبر عنه بــــــ»التعجيب«، بمعنى أن التعجب مصروف إلى1المخاطب"

:نعم وبئس، وحبذا و الحبذا،-ب-صيغ المدح والذم1-2-2 والتعبير بأسلوب المدح هو تعبير المتكلم عن موقف

االستحسان، وبأسلوب الذم تعبير عن موقف االستياء، ومن أمثلة هذه الصيغ، قول الرسول صلى الله عليه وسلم}نعم

، وقوله تعالى:2الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل{ه أنزل بما يكفروا أن أنفسهم به اشتروا بئسما ل أن بغيا الل ه ينز على فضله من الل

﴾٩٠﴿ مهين البقرة عذاب وللكافرين  غضب على بغضب فباءوا  عباده من يشاء من

، وقول جرير:3 ذا ساكن الريان من ذا جبل الريان من جبل وحب يا حب

4كانا

ذا رفقة السوء رفقة. ومثل قولنا: الحب

.161 ، مصدر سابق، صالتداولية عند العلماء العرب- مسعود صحراوي: 1 ،فتح الباري بشرح صحيح البخاري-ابن حجر)العسقالني أحمد بن علي(: 2

.1070، الحديث رقم 12، ص2م، ج1986، 1دار الريان للتراث، القاهرة، ط.90البقرة: -3.393م، ص 1986، دار بيروت للطباعة والنشر، بيروت،د.ط، ديوان جرير-4

وقد يؤدي معنى المدح والذم بأفعال ملحقة بالصيغ السابقة:5)نعم، بئس، حبذا و الحبذا( وهي

-ساء )فعل ذم( في قولهذين القوم مثال ساءتعالى ﴾١٧٧﴿ االعراف يظلمون كانوا وأنفسهم بآياتنا كذبوا ال

-كل فعل ثالثي على وزن فعل، متضمنامعنى التعجب مثل:ا �خالدين فيها حسنتحسن في قوله تعالى ﴾٧٦﴿ الفرقان ومقاما مستقر

-حب وحب للمدح، و الحب و الحب للذم.: -ج-القسم1-2-2

د من خالله المتكلم المقسم عليه، فينشئ إنشاء غير طلبي يؤك لذلك يمينا للتعبير عن صحة ما يعتقده، باستعمال أدوات

القسم )الباء، التاء، الالم، الواو( أو الجملة الفعلية نحو: أقسم بالله ، أحلف بالله، أو بالعبارة لعمري، أو بالجملة االسمية :

يل إذا، وأمثلة القسم كثيرة منها: اآليات2يمين الله ألفعلن كذا والل﴾١﴿ يغشى الليل

ه وا بعد أن أصنامكم ألكيدن وتالل ﴾٥٧﴿ مدبرين االنبياء تولهم لفي ﴾٧٢﴿ الحجر يعمهون سكرتهم لعمرك إن

فكل هاته اآليات الكريمات حملت معاني التوكيد بالقسم؛ أيتأكيد المقسم عليه ألهميته.

: -د-التكثير1-2-2 هو:" أن ينشيء المتكلم استكثارا لعدد من شيء، مستعمال رب

.مثل قوله تعالى: 3أو كم الخبرية للتعبير عن الكم" ، مصدر سابق، ص األساليب اإلنشائية-ينظر: عبد السالم محمـد هارون:5

103-104.166-163-ينظر: عبد السالم هارون: األساليب اإلنشائية ، مصدر سابق، ص2.122-مسعود صحراوي: التداولية عند العلماء العرب، مصدر سابق، ص 3

هم إليهم ال يرجعون القرون من قبلهم أهلكنا كم يروا ألم ﴾٣١﴿يس أن

فالله عز وجل قد أهلك ممن قبلهم من المجرمين أقواماكثيرة ممن كذبوا رسله ولم يؤمنوا به.

غني سخي ، تعبيرا عن كثرة األغنياء الذي يتحلونربوقولنا: بخصلة الكرم والجود.

:-ه-الترجي1-2-2 هو: "ترقب حصول الشيء سواء كان محبوبا، ويقال له: طمع

نحو لعلك تعطينا أو مكروها ويقال له: إشفاق، نحو لعلي أموت.1الساعة"

يعد الترجي أسلوبا إنشائيا غير طلبي، لكون المترجى أمرا يعتقد حصوله وإمكانه، على خالف التمني )أسلوب إنشائي

طلبي(؛ إذ المتمنى ال يطمعفي حصوله وال يعتقد إمكانه، ويكون الترجي بحرف واحد هو "لعل" وبثالثة أفعال هي: عسى و حرى

واخلولق. ومن أمثلة هذا األسلوب اإلنشائي غير الطلبي:

ياقوله تعالىها بي أي قتم إذا الن ساء طل قوهن الن قوا  العدة وأحصوا لعدتهن فطل ه وات كم الل  رب

نة بفاحشة يأتين إال أن يخرجن وال بيوتهن من تخرجوهن ال ه حدود  وتلك مبي  الله حدود يتعد ومن ه لعل تدري  ال نفسه ظلم فقد الل ﴾١﴿ بعد ذلك أمرا يحدث الل

ه عسىوقوله جل جالله بينكم وبين يجعل أن اللذين ه  مودة منهم عاديتم ال ه  قدير والل ﴾٧﴿ الممتحنة رحيم غفور والل

وقول األعشى: إن يقل هن من بني عبد شمس فحرى أن يكون ذاك

2وكانا

حاشية على شرح-الدسوقي )المالكي ، محمـد بن أحمـد بن عرفة( : 1.245، ص 2، ضمن شروح التلخيص، مصدر سابق، جالتفتازاني

:ديوان األعشى الكبير) ميمون بن قيس(-2

وقولنا: اخلولق أن ينزل الغيث. هي صيغ كالمية-و-صيغ العهود والمعاهدات:1-2-2

تنشئعقود بيع وشراء مثل قولنا: »بعت«،وعقود الزواج والطالقكقولنا »قبلت، طلقت«،وعقود هبة كقولنا »وهبت«.

تظهر أهمية هذه الصيغ في ربط القول بالفعل بصورة مباشرة واضحة، بحيث يكون الفعل فيها متضمنا في القول،

غير النحاة والبالغيين لم يوفوا هذه الصيغ حقها من البحث والدراسة وإنما نظروا إليها فقط، باعتبارها قسما من أقسام

عكف األصوليون على بحثها ودراستهابينما اإلنشاء غير الطلبي، باعتبارها ظاهرة من الظواهر الكالمية المتفرعة عن الخبر

واإلنشاء.

دالالت تركيب االستفهام بين النحو والبالغة

يعد حرفا االستفهام ) الهمزة وهل ( من الحروف المتقاربة في المعنى ؛ بدليل صحة وقوع أحدهما بدال من اآلخر في بعض األحيان ،

وتجدر اإلشارة أوال في بيان أوجه التشابه واالختالف بين الحرفين إلى أن ) الهمزة ( أعم استعماال من ) هل ( ؛ لكونها أم الباب ؛ وذاك

، بخالف ) هل ( ، فإنها ال تأتي إال*لمجيئها في طلب التصور والتصديق لطلب التصديق ، وهذا يعني وجود اشتراك داللي بينهما من حيث طلب

علل ابن يعيش سبب كون الهمزة أم الباب فقال : )) ألنها تدخل في مواضع** االستفهام كلها ، وغيرها مما يستفهم به يلزم موضعا ويختص به وينتقل عنه

إلى غير االستفهام ، نحو ) من ( و ) كم ( و ) هل ( فـ) من ( سؤال عمن يعقل ، وقد تنتقل فتكون بمعنى ) الذي ( ، و) كم ( سؤال عن عدد ، وقد

تستعمل بمعنى ) رب ( ، و) هل ( ال يسأل بها في جميع المواضع ، أال ترى أنك تقول : ) أزيد عندك أم عمرو ( على معنى ، أيهما عندك ، ولم يجز في ذلك المعنى أن تقول : ) هل زيد عندك أم عمرو ( وقد تنتقل عن االستفهام

هل أتى على األنسان حين من الدهرإلى معنى ) قد ( نحو قوله تعالى : [ ، أي قد أتى ، وقد تكون بمعنى النفي نحو قوله1 ] اإلنسان : من اآلية

[ (( . ) شرح60 ] الرحمن : هل جزاء األحسان إال األحسان تعالى : ( .1/467 ، وينظر : التبصرة والتذكرة : 1/81المفصل :

ولكن الواقع النحوي يخالف ما ذهب إليه ابن يعيش من حيث ورود ) الهمزة ( أداة نداء ، فهي ال تستقل بـ) االستفهام ( أو تنحصر فيه ، ثم إنها ال يصح وقوعها في كل مواضع االستفهام ، إذ تنعدم فيها الداللة = = على الحال أو

الزمان والمكان . ولعل ما يمكن أخذه من تعليل ابن يعيش هو قوله : )) إن ) هل ( ال تدخل في جميع مواضع االستفهام (( نحو ما ضرب من مثال ، ويعني بذلك أنها ال تدخل في غرضي االستفهام : ) التصور والتصديق ( ،

بل إن ذلك يكون لـ) الهمزة ( قصرا دون غيرها من األدوات .

التصديق ، ولكن ال يعني هذا االشتراك أن الحرفين سواء في هذا المعنى ، بل هناك فروق تستلزم إيثار أحدهما على اآلخر بحسب

السياق ، وإال فإن من البعد وضع حرفين بداللة واحدة ، وبعبارة أخرى ، فلو كانت الداللة نفسها بين الحرفين الكتفي بـ) الهمزة ( إيجازا

واختصارا ؛ ألنها تؤدي معنى التصور والتصديق . وقد ذكر ابن هشام وجوها في التفريق بين الحرفين أو األداتين ،

ومنها :)) - اختصاص ) هل ( بالتصديق .

- اختصاص ) هل ( باإليجاب ، تقول : ) هل زيد قائم ( ويمتنع : ) هل لم ] وقوله (1) ألم نشرح يقل ( بخالف الهمزة ، نحو ] قوله تعالى [ :

. (2) ألن يكفيكم أيضا [ : - تخصيص ) هل ( المضارع باالستقبال ، نحو ) هل تسافر ؟ ( بخالف

) الهمزة ( نحو ) أتظنه قائما ( . - الرابع والخامس والسادس : أن ) هل ( ال تدخل على الشرط ، وال

على ) إن ( ، وال على اسم بعده فعل ، في االختيار ، بخالف ) الهمزة ( ] وقوله [ : (3) أفإن مت فهم الخالدون ، بدليل ] قوله تعالى [ :

رتم بل أنتم قوم مسرفون ك ألنت يوسف ] وقوله [ : (4)أإن ذك أإن (5) : ] وقوله [ بعه ا واحدا نت . (6) أبشرا من

- السابع والثامن : أنها تقع بعد العاطف ال قبله ، وبعد ) أم ( ، نحو ] وقوله )7( 000 فهل يهلك إال القوم الفاسقون ] قوله تعالى [ :

: ] ور قل هل يستوي األعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والن(8)

.1 الشرح : من اآلية )(1 .124 آل عمران : من اآلية )(2 .34 األنبياء : من اآلية )(3 .19 يس : من اآلية )(4 .90 يوسف : من اآلية )(5 .24 القمر : من اآلية )(6 .35 األحقاف : من اآلية )(7 .16 الرعد : من اآلية )(8

- التاسع : أنه يراد باالستفهام بها النفي ؛ ولذلك دخلت على الخبر هل جزاء األحسان إال األحسانبعدها ) إال ( في نحو ] قوله تعالى [ :

(1) )) (2). ويمكن القول ، إن هناك فرقا آخر قائما على أساس من الصوت

واللفظ ؛ وذاك يتمثل في اختالف أصوات كل من األداتين ، فـ) الهمزة ( تختلف صوتا عن الهاء والالم في ) هل ( مما يجعل لكل

منهما مدخال خاصا على البنية النحوية بحسب ورودها في السياق ، فـ) الهمزة ( مثال حين تختص بدخولها على مواضع ) مثل أدوات

ك بعاد النفي ( نحو ما جاء في قوله تعالى : (3) ألم تر كيف فعل رب

أفطال عليكموتقدمها على العاطف ، نحو ما جاء في قوله تعالى : إنما جاء من طبيعة لفظها صوتا وعدد حروف ، ولعل ذلك (4)العهد

يتبين فيما لو قدر استبدال ) هل ( بها ، إذ ال يصح أبدا أن يقال : ) هللم تر ( أو ) هل فطال ( .

وكذلك شأن األداة ) هل ( فإن تقدم العاطف عليها جاء من طبيعة فقد (5) فهل أنتم منتهون لفظها ونطقها ، ومن ذلك قوله تعالى :

شكل هذا الحرف بنية ال تحققها الهمزة ، ألن النطق بها هنا يؤدي إلىمشكل صوتي ، فال يمكن أن يقال : ) فأأنتم منتهون ( .

ولعل هذا الفرق في موضع الحروف فرق واجب لتناسب الحروفواألصوات ، مما يجعل لكل منهما موضعا ال يضطلع بتأديته إال هو .

على أن هذه الفروق اللفظية والصوتية لم تكن هي الوحيدة بين الحرفين ، بل هناك فروق معنوية تتضح من خالل إيثار أحدهما على

اآلخر – في موضع التصديق الشتراكهما فيه – دون أن يؤدي ذلك إلى مشكل صوتي بين الحرف وما يدخل عليه ، فإن إليثار أحد الحرفين مع

إمكان وقوع اآلخر داللة معنوية وليس لمجرد الجواز فحسب ، فلقد رأيت - من خالل قراءة متأنية في اآليات التي ورد االستفهام فيها بـ)

.60 الرحمن : )(1 ، وفي النص المنقول تصرف طفيف ، نحو زيادة2/350 مغني اللبيب : )(2

] قوله تعالى [ ونحو استعمال االسم الظاهر بدال من المضمر ، لغرض البيانوعدم اللبس في المعنى .

.6 الفجر : من اآلية )(3 .86 طه : من اآلية )(4 .91 المائدة : من اآلية )(5

الهمزة ( مثال مع جواز وقوع ) هل ( موقعها – أن االستفهام بـ) الهمزة ( يكون بشدة وال سيما في المواضع التي يخرج االستفهام

فيها عن معناه إلى معان تستلزم الشدة ، كـ) اإلنكار اإلبطالي واإلنكارالتوبيخي واألمر والتقرير ( .

فاستفتهمفمن ) اإلنكار اإلبطالي ( ما جاء في قوله تعالى : ك البنات ولهم البنون أيحب أحدكم أن يأكل وقوله أيضا : (1)ألرب

ومن ) اإلنكار التوبيخي ( ما جاء في قوله تعالى : (2)لحم أخيه ميتا ه تريدون وقوله أيضا : (3)أتعبدون ما تنحتون أإفكا آلهة دون الل

أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا ومن ) التقرير ( ما جاء في قوله تعالى : (4) (6) أأسلمتم ومن ) األمر ( ما جاء في قوله تعالى : (5)إبراهيم

أصالتك تأمرك أنومن ) التهكم ( ما جاء في قوله تعالى : . (7)نترك ما يعبد آباؤنا

فتلك معان كلها تستلزم الشدة ، بخالف ما تأتي به األداة ) هل ( من معان ، فإنها غالبا ما تقع في مواضع االستفهام التي تستلزم الرفق

يطان قال يا آدم هل ومنه قوله تعالى : ،واللين فوسوس إليه الشك على شجرة الخلد وملك ال يبلى فبناء جملة ) قال يا آدم هل (8)أدل

( على جملة ) وسوس ( – بأن كانت بيانا لها – يؤكد ما ذهبنا إليه000 من إفادتها الطلب برفق ولين ؛ بناء على أن الوسوسة ال تكون بشدة

أبدا .ون يا عيسى ابنومن ذلك أيضا قوله تعالى : إذ قال الحواري

ماء ل علينا مائدة من الس ك أن ينز فسؤال (9)مريم هل يستطيع رب الحواريين هنا لم يكن للتشكيك أو اإلنكار على نحو ما ذهب الزمخشري

- بل هو عند المفسرين اآلخرين على – ألنهم خاصة عيسى (10) .149 الصافات : )(1 .12 الحجرات : من اآلية )(2 .95 الصافات : من اآلية )(3 .86 الصافات : )(4 .62 األنبياء : من اآلية )(5 .20 آل عمران : من اآلية )(6 .87 هود : من اآلية )(7 .120 طه : )(8 .112 المائدة : من اآلية )(9

.1/540 ينظر : الكشاف : )(10

وجهين : أحدهما ، أن يكون السؤال في ابتداء أمرهم قبل استحكام معرفتهم بالله – جل وعال – واآلخر ، أنهم سألوا عيسى

)) سؤال مستخبر ، هل ينـزل أم ال ؟ فإن كان ينـزل فاسأله للتثبت واالطمئنان ، وذلك بقوله تعالى حكاية عنهم : (1)لنا ((

قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكوناهدين ولعل هذا الرأي األخير هو أرجح اآلراء ؛ (2)عليها من الش

لوجود قرائن معنوية تعززه ضمن السياق العام ، وأن أداة االستفهام ) هل ( جاءت موافقة له في داللتها على الطلب برفق ولين ، من دون

شك وإنكار . أما إذا خرجت ) هل ( عن مقتضى ظاهرها إلى معان أخرى فلم

تكن تلك المعاني تستلزم شدة كما هو الشأن في المعاني التي خرجت إليها ) الهمزة ( ، ومن تلك المعاني ، معنى ) التمني ( وال شك في أنه

فهل لنا من شفعاءغاية في الطلب برفق ولين ، نحو قوله تعالى : . (3)فيشفعوا لنا

ومن تلك المعاني أيضا ، معنى ) التقرير ( ، ولكنه تقرير ال شدة هل أتى على األنسان حين من الدهر لمفيه ، نحو قوله تعالى :

فغرض االستفهام – هنا – هو تقرير اإلنسان (4)يكن شيئا مذكورا بأصله وحقيقة خلقه من العدم ، فهو إخبار من الله تعالى عن اإلنسان

أنه أوجده بعد أن لم يكن شيئا مذكورا ، ولذا جاء ما متفقا وهذا(5 )ذهب إليه بعض النحاة من أن ) هل ( هنا بمعنى ) قد (

الغرض ؛ ألن ) قد ( تفيد التحقيق ، والتحقيق والتقرير معنيانمتشابهان .

وال شك في أن ) التقرير ( هنا غرض ال يستلزم الشدة مثل ) التقرير ( الذي وقفنا عنده مع ) الهمزة ( ، ولعل وقوع ) هل (

متناسب معه ، وأن ) الهمزة ( قد ال تؤدي معناه .

.4/53 البحر المحيط : )(1 .113 المائدة : )(2 .53 األعراف : من اآلية )(3 .1 اإلنسان : )(4 .2/350 ينظر : مغني اللبيب : )(5

أما ما ذهب إليه سيبويه من أن ) هل ( ال تخرج عن أصل وضعها إلى التقرير وغيره وذلك في قوله : )) ) هل ( ليست بمنـزلة ) ألف

االستفهام ( ، ألنك إذا قلت : ) هل تضرب زيدا ؟ ( فال يكون أن تدعي أن الضرب واقع ، وقد تقول : ) أتضرب زيدا ؟ ( وأنت تدعي أن

الضرب واقع ، ومما يدلك على أن ) ألف االستفهام ( ليست بمنـزلة : (1)) هل ( أنك تقول ((

(2)* أطربا وأنت قنسري *

)) وأنت تعلم ، أنه قد طرب ؛ لتوبخه وتقرره ، وال تقول هذا بعد .(3)) هل ( ((

فقد رده بعض العلماء بقوله تعالى : قال هل يسمعونكم إذ فإن غرضها هنا هو التقرير وقالوا : ) إن ) هل ( تشارك (4)تدعون

.(5)) الهمزة ( في هذا الغرض ( ويمكن القول – كما ذكرنا سلفا – إن ) هل ( تخرج إلى التقرير

وغيره خالفا لما ذهب إليه سيبويه ، ولكن ليست بالداللة نفسها التي يخرج إليها االستفهام بـ) الهمزة ( خالفا لما ذهب إليه اآلخرون ، وأعني بذلك أن التقرير بـ) هل ( ال شدة فيه ، وذلك بدليل ورودها في القرآن

الكريم ، فاالستفهام بـ) هل ( في قوله تعالى : هل يسمعونكم إذ استفهام تقريري ، ولكن ال على سبيل التوبيخ ، وذلك لوقوعتدعون

، مما يوحي بكونه تقريرا إلثبات حجته ،(6)الحوار بين إبراهيم وقومه بخالف استفهام ) الهمزة ( في قوله تعالى على لسان إبراهيم

.3/176)( الكتاب : 1 والدهر ، وهو صدر ، عجزه * 1/480 هذا الرجز لـ) العجاج ( في ديوانه : )(2

اري * ) والقنسري ( لغة ، اإلبل العظام ، ولكنباإلنسان دو ( .5/93العجاج يعني به الشيخ الكبير . ) ينظر : لسان العرب :

.3/176 الكتاب : )(3 .72 الشعراء : )(4 .332-2/331 ينظر : البرهان في علوم القرآن : )(5 إذ قال ألبيه وقومه ما واتل عليهم نبأ إبراهيم وذلك في قوله تعالى : )(6

قال هل يسمعونكم إذ تدعون قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين تعبدون ون قال قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون أو ينفعونكم أو يضر

71 ، 70 ، 69 ) الشعراء : أنتم وآباؤكم األقدمون أفرأيتم ما كنتم تعبدون ،72 ، 73 ، 74 ، 75 ، 76 . )

فإنه استفهام لغرض التوبيخ ، (1) قال أتعبدون ما تنحتون أيضا : ؛ ألن التوبيخ غرض ال يستدعي جوابا .(2)ولذا لم يقع حوار بينهما هنا

ومن هذا كله يتبين االختالف الداللي بين كل من األداتين ، وإن هذا االختالف هو المسوغ في التناوب أو اإليثار بينهما لوضع الكالم موافقا

لمقتضى الحال .

تركيب الشرط وداللتهحرفا الشرط ) إن وإذا (

) ( إحداهما : ) ( وقوع إمكان في إذا و إن هما أداتان منها المتشابه ولكن ، كثيرة شرط أدوات هناك ، الحرفين هذين استعمال في وبالغيين نحاة العلماء عند مشهور فرق هناك ولكن ، األخرى من بدالغالبا) ( فهي ، الشرط بوقوع جازم غير المتكلم أن بمعنى ، والظن الشك مواضع في تستعمل إن فـ ) ( ، والقطع للتحقيق تستعمل فإنها إذا بخالف ، به المقطوع غير أو الوقوع النادر الحكم في تأتي ما

الشرط بوقوع جازم المتكلم . (3) وإن

ولعل هذا االختالف الداللي بين األداتين قديم قدم الفكر النحوي ، فقد نقل سيبويه عن الخليل قوله : إن )) الفعل في ) إذا ( بمنـزلته في ) إن ( فـ) إذا ( فيما يستقبل بمنـزلة ) إن ( فيما مضى ، ويبين هذا أن ) إذا ( تجيء وقتا معلوما ، أال ترى

أنك لو قلت : ) آتيك إذا احمر البسر ( كان حسنا ، ولو قلت : ) (4)آتيك إن احمر البسر ( كان قبيحا ، فـ) إن ( أبدا مبهمة ((

وكذلك ذهب المبرد إلى التفريق بين األداتين فقال : )) إذا قلت

.95 الصافات : )(1ه خلقكم وما تعملون قال أتعبدون ما تنحتون وذلك في قوله تعالى :)(2 والل

قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم : ( فهم97 ، 96 ، 95 ) الصافات لم يجيبوه على سؤاله لفهمهم داللة التوبيخ منه .

.118 ، دالئل اإلعجاز : 2/56 ، المقتضب : 1/433 ينظر : الكتاب : )(3 .1/433 الكتاب : )(4

: ) إن تأتني آتيك ( ، فأنت ال تدري أيقع منك إتيان أو الفإذا قلت : ) إذا أتيتني ( وجب أن يكون اإلتيان معلوما ، وتقول :

) آتيك إذا احمر البسر ( ، ولو قلت : ) آتيك إن احمر البسر ( ولذلك )) إذا قيل : ) إذا(1)كان محاال ؛ ألنه واقع ال محالة ((

احمر البسر فأنت طالق ( وقع الطالق في الحال عند مالك ؛ .(2)ألنه شيء ال بد منه وهذا هو األصل فيهما ((

فمن ورود ) إذا ( دالة على تحقق وقوع األمر وتيقنه ، ماهجاء في قوله تعالى : فإذا قضيتم الصالة فاذكروا الل

قياما وقعودا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصالة إن فال شك في أن (3)الصالة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا

انتهاء الصالة متحقق ال محال ، وأن اطمئنان المؤمنين بانتهاء القتال متحقق أيضا ، فجاءت األداة ) إذا ( في كلتا الحالتين ؛

توافقا مع المعنى المقصود .ه والفتح ومن ذلك قوله تعالى : (4) إذا جاء نصر الل

فمجيء نصر الله والفتح متحقق ، ووقوع ) إذا ( كان داالومؤكدا هذا المعنى والسياق .

أما ورود ) إن ( فدال – كما ذكرنا – على ندرة األمر أو عدم وإن طائفتان منتحققه ، ولذا وردت في قوله تعالى :

المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على األخرىه ى تفيء إلى أمر الل تي تبغي حت فلما كان (5)فقاتلوا ال

حدوث القتال بين طائفتين من المؤمنين أو بغي إحداهما على األخرى نادرا وردت األداة ) إن ( مؤكدة ذلك المعنى لداللتها

عليه .

.2/56 المقتضب : )(1 . 2/360 البرهان في علوم القرآن : )(2 .103 النساء : )(3 . 1 النصر : )(4 .9 الحجرات : من اآلية )(5

هاومن هذا االستعمال أيضا ما جاء في قوله تعالى : يا أيذين كفروا يردوكم على أعقابكم ذين آمنوا إن تطيعوا ال (1)ال

فورود ) إن ( لإليذان )) بأن اإلطاعة بعيدة الوقوع من .(2)المؤمنين ((

ومن مواضع استعمال هذه األداة أيضا هو وقوعها في صدر الشرط الذي ينفى جوابه ؛ للداللة على أن فعل الشرط ال

وإن تعدوا نعمت الله اليتحقق ، ومن ذلك قوله تعالى : فوقوع ) إن ( تبعيد وتعجيز ألن يعد أحد نعمة الله (3)تحصوها

، وقد جاء ذلك متناسبا مع الجواب ) ال تحصوها ( . هذه إذن هي داللة ) إن ( ومواضعها ، ولكنها قد تأتي في

مواضع الوجوب والتحقيق ، لتفيد المعنى داللة خاصة ، وإنولتتوخى الدقة فيه ، ومن ذلك ما جاء في قوله تعالى : لنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله كنتم في ريب مما نز

ه إن كنتم صادقين فبسبب (4)وادعوا شهداءكم من دون الل من وقوع ) إن ( في موضع الوجوب الذي ال شك فيه دفع

المفسرين إلى توجيه ذلك وما يتناسب من معنى مراد ، يقول الرازي : )) انتفاء إتيانهم بالسورة واجب ، فهال جيء بـ) إذا (الذي للوجوب دون ) إن ( الذي للشك ، الجواب فيه وجهان :

األول ، أن يساق القول معه على حسب حسبانهم ؛ فإنهم كانوا بعد غير جازمين بالعجز عن المعارضة التكالهم على فصاحتهم

واقتدارهم على الكالم .

.149 آل عمران : من اآلية )(1 .4/87 روح المعاني : )(2 .34 إبراهيم : من اآلية )(3 .23 البقرة : )(4

اآلخر ، أن يتهكم بهم كما يقول الموصوف بالقوة الواثق من نفسه بالغلبة على من يقاومه : ) إن غلبتك ( ، وهو يعلم أنه

.(5)غالبه ؛ تهكما به (( وقد ترد األداتان ضمن سياق واحد عام ، مما يدعو إلى إعمال الفكر واستنباط ما تومئ إليه كل أداة ضمن سياقها

فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لناالخاص ، ومن ذلك قوله تعالى : روا بموسى ومن معه ي ئة يط فورود (2)هذه وإن تصبهم سي

) إذا ( في مجيء الحسنات ، و ورود ) إن ( في إصابة السيئات )) دليل على تحقق األولى وغلبتها على الثانية ، إذ هي نادرة

الوقوع ، وفي ذلك تعريض بأن نعم الله كانت متكاثرة لديهم ، وهذا إنما يزيد في أن(3)وأنهم كانوا معرضين عن الشكر ((

لكل أداة موضعا خاصا . أما ما ذهب إليه الزمخشري من أن األداتين سواء في الداللة ، أو أنه المح إلى استبدال أداة مكان أخرى ، وذلك في تفسيره

لناقوله تعالى : نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بد إذ قال : )) إن حقه أن يجيء بـ) إن ( ال (4)أمثالهم تبديال

وا وقد قاس ذلك على قوله تعالى : (5)بـ) إذا ( (( وإن تتول فال (7) إن يشأ يذهبكم وقوله : (6)يستبدل قوما غيركم

أرى أنه يقصد االستبدال حقيقة ، بل هو أراد القياس أو المقابلة بين اآليات ، أما المساواة ، فال ينبغي القول بها ، بل الذي ينبغي هو اعتماد هذا االختالف اللفظي الكتشاف المعنى

فيه ، ولذا رد الرازي عليه ، إذ ال يرى إمكان إحالل حرف محل آخر فقال : )) واعلم أن هذا الكالم كأنه طعن في لفظ القرآن

.299 – 3/298 ، وينظر : الطراز : 2/121 التفسير الكبير : )(5 .131 األعراف : من اآلية )(2 .9/65 التحرير والتنوير : )(3 .28 اإلنسان : )(4 .4/20 الكشاف : )(5 .38 محمد : من اآلية )(6 .19 إبراهيم : من اآلية )(7

وهو ضعيف ؛ ألن كل واحد من ) إن ( و ) إذا ( حرف شرط ، إال أن حرف ) إن ( ال يستعمل إال فيما ال يكون معلوم الوقوع

أما حرف ) إذا ( فإنه يستعمل فيما كان معلوم الوقوع فها هنا لما كان الله تعالى عالما بأنه سيجيء وقت يبدل الله فيه أولئك

الكفرة بأمثالهم في الخلقة ، وأضدادهم في الطاعة ال جرم(1)حسن استعمال حرف ) إذا ( ((

ودالالته النفي تركيب هناك حروف عدة موضوعة للنفي ، وهناك تشابه عام

واختالف جزئي في المعنى بينها ، فهي وإن جمعت تحت معنى واحد عام هو ) النفي ( ، إال أن لكل حرف مزية معنوية يتميز بها من غيره ، وعلى أساس من هذا ، فإنه ال تناوب بين هذه الحروف ، بل إن مصطلح اإليثار هو األقرب إلى التباين في

استعمالها ؛ ذلك أنه مصطلح يصح وضعه على هذا النمط من الحروف ، بخالف التناوب ، فإنه ال يصح إال بين الحروف

.30/261 التفسير الكبير : )(1

المختلفة في الوظيفة أو الدالالت . ويحسن ابتداء معرفةدالالت الحروف النافية ، وما تدخل عليه .

تدخل على الجملتين االسمية والفعلية مقترنة بـ) إال () إن (- ،(2) ، وهي تفيد تأكيد النفي (1)غالبا ، وتأتي من دونها أيضا

إنفمن دخولها على الجملة االسمية ما جاء في قوله تعالى : ومن دخولها على الجملة الفعلية (3)الكافرون إال في غرور

ومن (4) إن أردنا إال الحسنى ما جاء في قوله تعالى : وإن أدريورودها من دون ) إال ( ما جاء في قوله أيضا :

. (5)أقريب أم بعيد ما توعدون ، وهي لـ) اإلطالق(6) )) أقدم حرف نفي في العربية (( ) ال (-

( ، من حيث استعمالها في حاالت النفي كافة ، إذ تدخل على الفعل المضارع والماضي لفظا والمستقبل معنى ، فال تقيده

.(7)بزمن ، فضال عن دخولها على األسماء .(8) ( حرف جزم ، لنفي المضارع وقلبه ماضيا لم- ) أيضا ، فهي(9) ( حرف جزم لنفي المضارع وقلبه ماضيا لما- )

كـ) لم ( من هذه الجهة ، غير أنها تفارقها من جهات أخرى ،ومنها :

- أن منفي ) لما ( مستمر النفي إلى الحال ، ومنفي ) لم (يحتمل االتصال نحو قوله تعالى : ولم أكن بدعائك رب شقيا

.23 – 1/22 ينظر : مغني اللبيب : )(1 .138 – 137 ينظر : التعبير القرآني : )(2 .20 الملك : من اآلية )(3 .107 التوبة : من اآلية )(4 .109 األنبياء : من اآلية )(5 .115 ، وينظر : التطور النحوي : 4/580 معاني النحو : )(6 .4/580 ، معاني النحو : 3/208 ينظر : البحر المحيط : )(7 .1/277 ينظر : مغني اللبيب : )(8 .279 – 1/278 ينظر : م . ن : )(9

(1) : واالنقطاع نحو قوله تعالى لم يكن شيئا مذكورا (2) .

- أن منفي ) لما ( متوقع ثبوته ، بخالف منفي ) لم ( فهو (3) بل لما يذوقوا عذاب حاصل وواقع ، فمعنى قوله تعالى :

أنهم لم يذوقوه إلى اآلن ، وأن ذوقهم إياه متوقع ، ومعنى قوله : ولما يدخل األيمان في قلوبكم (4)أن هؤالء قد آمنوا ((

أما المنفي بـ) لم ( فهو واقع ، نحو قوله(5)فيما بعد (( ذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل لهتعالى : ه ال الحمد لل

فـ) العوج ( منفي عن القرآن بثبوت ودوام . (6)عوجا وهذا الفرق بالنسبة إلى المستقبل ، فأما بالنسبة إلى

الماضي ، فهما سواء في نفي المتوقع وغيره ، فمثال المتوقع أن تقول : ) ما لي قمت ولم تقم ، أو ولما تقم ( ، ومثال غير

.(7)المتوقع أن تقول ابتداء : )لم تقم ، أو لما تقم ( ، وفيه دليل على(8) حرف ) نصب ونفي واستقبال ( ) لن (-

، ولكن ابن هشام(9)تأكيد النفي وتخليص الفعل لالستقبال نفى أن يكون هذا الحرف مفيدا لتأكيد النفي أو تأبيده إذ قال :

)) وال تفيد ) لن ( توكيد النفي ، وال تأبيده ، وكالهما دعوى بال دليل ، قيل : ولو كانت للتأبيد لم يقيد منفيها بـ) اليوم ( في

م اليوم إنسيا ] قوله تعالى [ : ولكان ذكر (10) فلن أكل

.4 مريم : من اآلية )(1 .1 اإلنسان : من اآلية )(2 .8 ص : من اآلية )(3 .14 الحجرات : من اآلية )(4 .3/570 الكشاف : )(5 .1 الكهف : )(6 .279 – 1/277 ينظر : مغني اللبيب : )(7 1/284 ، مغني اللبيب : 100 ، معاني الحروف : 8 ينظر : حروف المعاني : )(8

. .4/567 ينظر : معاني النحو : )(9

.26 مريم : من اآلية )(10

وه أبدا ) األبد ( في ] قوله أيضا [ : تكرارا ، (1) ولن يتمن .(2)واألصل عدمه ((

أما ما ذكره ابن هشام من آيات تأكيدا لمذهبه ، فلن أراها تقوم له دليال ، بل على العكس من ذلك ، فإن فيها دليال على إفادة النفي تأكيدا وتأبيدا ؛ ذلك أن تقييد النفي بـ) اليوم ( في اآلية األولى هو تأكيد بحد ذاته على تضمنها داللة التأبيد ؛ ألن

المعنى المقصود هو إرادة أبد ذلك اليوم ، ولو ألغي هذا التقييد ألفادت األداة أن نفي كالم ) مريم ( معهم سيكون أبدا ،

وهو غير مراد ، وأما اآلية األخرى ، فلفظة ) أبدا ( فيها من بابالتأكيد ، وال مشكل فيه عند النحاة .

تعد هذه األداة غير مختصة ؛ لدخولها على األسماء) ما (- ، فمن دخولها على األسماء ما جاء في(3)واألفعال

ومن دخولها على األفعال ما (4) ما هذا بشرا قوله تعالى : ه جاء في قوله أيضا : . (5) وما تنفقون إال ابتغاء وجه الل

ومن هنا يتبين ما في هذه الحروف من دالالت خاصة ، وهذا هو السر في كثرتها ، إذ لو كانت تلك الحروف بمعنى واحد

لكان أحدها مغنيا عن األخرى .اإليثار من جانب هو استعمالها في تباين ومن ، مختلفة دالالت من سلفا وجدناه ما إن ، القول ويمكن

وبيان بوضوح المعنى وضع في بارزا أثرا آخر دون حرف لوقوع فإن ، الحروف هذه . بين

ولعل ذلك يبدو واضحا في بعض اآليات المتشابهات إال من اختالف حرف النفي فيها ، ومن ذلك ما جاء بين قوله تعالى :

اس ه خالصة من دون الن قل إن كانت لكم الدار اآلخرة عند اللوا الموت إن كنتم صادقين وه أبدا بما قدمتفتمن ولن يتمن

.95 البقرة : من اآلية )(1 .1/284 مغني اللبيب : )(2 .1/303 ينظر : مغني اللبيب : )(3 .31 يوسف : من اآلية )(4 .272 البقرة : من اآلية )(5

ه عليم بالظالمين ها وقوله أيضا : (1)أيديهم والل قل يا أيوا اس فتمن ه من دون الن كم أولياء لل ذين هادوا إن زعمتم أن ال

ونه أبدا بما قدمت أيديهمالموت إن كنتم صادقين وال يتمنه عليم بالظالمين فإن تشابه اآليتين سوى من اختالف (2)والل

حرفي النفي فيهما يوجب فرقا في المعنى ، هذا الفرق إنما يكون من اختالف داللة كل من الحرفين ، فلقد ذكرنا آنفا فضل

) لن ( تأكيدا وتأبيدا في نفيها على ) ال ( ، وأن ) لن ( لنفي المستقبل ، بخالف ) ال ( التي ال تقيد منفيها بزمن ، وهذا إنما

ينطبق على المعنى الذي وردت ضمنه كل أداة ، فلما كانت دعواهم في اآلية األولى : )) بالغة قاطعة ، وهي كون الجنة

ولما(3)لهم بصيغة الخلوص ، بالغ في الرد عليهم بـ) لن ( (( كانت دعواهم في اآلية األخرى )) قاصرة مترددة ، وهي

هذا من حيث(4)زعمهم أنهم أولياء الله ، اقتصر على ) ال ( (( الداللة المعنوية ، وأما من حيث الداللة الزمنية ، فإنه لما كان

الوارد في اآلية األولى )) جوابا لحكم أخروي يستقبل ناسبه النفي بما وضع من الحروف لنفي المستقبل ، ولما كان الوارد

في اآلية األخرى جوابا لزعمهم أنهم أولياء لله من دون الناس ، وذلك حكم دنيوي ووصف حالي ال استقبال فيه ، ناسبه النفي

.(5)بـ) ال ( لنفي ما يأتي من غير تخصيص (( ومما جاء من اختالف بين األدوات مع متشابه اآليات هو

االختالف بين األداتين ) ما ( و ) إن ( وذلك بين قوله تعالى :وقالوا ما هي إال حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إال الدهر

ون وقوله أيضا : (6)وما لهم بذلك من علم إن هم إال يظنذين كفروا وكذبوا بلقاء اآلخرة وقال المأل من قومه ال .95 ، 94 البقرة : )(1 .7 ، 6 الجمعة : )(2 .32 البرهان في متشابه القرآن : )(3 .32 م . ن : )(4 .1/84 مالك التأويل : )(5 .24 الجاثية : )(6

وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إال بشر مثلكم يأكل مما ولئن أطعتم بشرا مثلكمتأكلون منه ويشرب مما تشربون

كم إذا لخاسرون إن م وكنتم ترابا وعظاما كم إذا مت أيعدكم أنكم مخرجون إن هي إال حياتنا هيهات هيهات لما توعدون أن

إن هو إال رجل افترىالدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين وموضع الشاهد بين (1)على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين

اآليتين هو مجيء ) ما ( في اآلية األولى ) ما هي إال حياتنا الدنيا ( ومجيء ) إن ( في اآلية األخرى ) إن هي إال حياتنا الدنيا (

وإذا ما علمنا أن األداة ) إن ( أبلغ في النفي من األداة ) ما ( أدركنا حينها سر إيثار ) ما ( في اآلية األولى ، وإيثار ) إن ( في

اآلية األخرى ، فإن التكذيب في اآلية األولى كان ضعيفا ، فناسبته األداة ) ما ( ، بخالف اآلية األخرى ، فإن التكذيب فيها

كان شديدا ، فناسبته األداة ) إن ( ، ومن دالئل ذلك التفريقهو :

- إسناد التكذيب واإلنكار في اآلية األولى إلى ضمير الكفرة ) وقالوا ( ، في حين جاء اإلسناد في اآلية األخرى إلى الكفرة

صراحة وقد زاد عليهم صفات تزيد في تكذيبهم وإنكارهم) الذين كفروا وكذبوا بلقاء اآلخرة ( .

- خلت اآلية األولى من أي جدال بين الكافرين ورسلهم ، في حين وقع ذاك الجدال في اآلية األخرى ، مما يزيد هنا في قوة

عنادهم وتكذيبهم . - وخلت اآلية األولى أيضا من سخرية الكافرين ، في حين

وقعت تلك السخرية في اآلية األخرى ) أيعدكم أنكم إذا متموكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون ( .

.38 ، 37 ، 36 ، 35 ، 34 ، 33 المؤمنون : )(1

- هناك استبعاد شديد في اآلية األخرى دون األولى وهي قوله تعالى على لسانهم : ) إن هو إال رجل افترى على الله كذبا وما

.(2)نحن له بمؤمنين (

.138 – 137 ينظر : التعبير القرآني : )(2

دالالت تركيب عطف النسق

والفاء ) ( وثم الواو العطف حروف وقف النحاة عند حروف العطف وتبينوا دالالتها ، إذ وجدوا

، وفي ) الفاء ( داللة(1)في ) الواو ( داللة على مطلق الجمع ، وفي ) ثم ( داللة على الترتيب(2)على الترتيب والتعقيب

. (3)والتراخي ولعل هناك تشابها عاما يربط بين هذه الحروف من حيث

إمكان العطف بها على سبيل الجمع سوى أن في ) الفاء ( و) ثم ( داللة زمنية محددة ، ولذا صارت ) الواو ( أم حروف

الباب ؛ لسعة معناها ، ولكن وقوع أحد الحرفين اآلخرين يحقق فضل داللة ال تكون بغيره ، وذلك لتقييد داللتهما زمنيا ، بخالف

) الواو ( ، فإنها مبهمة الزمان . وعلى هذا األساس ، فإننا سنتناول هذين الحرفين لنتبين

انطباق داللتهما الزمنية من جهة ، وما يمكن أن يوظفا لمعانودالالت في السياق من جهة أخرى .

فهي تفيد الترتيب والتراخي – كما ذكرنا –) ثم (- )) والتراخي ال يعني المهلة الزمنية فقط ، بل عموم البعد

والتباين ، سواء أكان ذلك في الزمان أم في الصفات أم في .(4)غيرها ((

فمن داللتها على البعد في الزمان ما جاء في قوله تعالى :ه ه الخلق ثم يعيده إن ذلك على الل أولم يروا كيف يبدئ الل

، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك :2/354 ينظر : مغني اللبيب : )(13/39.

162 – 1/161 ، مغني اللبيب : 1/10 ، المقتضب : 2/304 ينظر : الكتاب : )(2.

.1/10 ، المقتضب : 1/218 ينظر : الكتاب : )(3 .4/338 ، وينظر: شرح الكافية في النحو : 3/234 معاني النحو : )(4

هيسير قل سيروا في األرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله على كل شيء قدير شأة اآلخرة إن الل (1)ينشئ الن

فمضمون اآليتين تصوير خلق الله أوال وآخرا ، وال يخفى ما بين الخلقين بداية وإعادة من بعد في الزمان ، فجاءت ) ثم (

تناسبا مع هذا المعنى ، وال شك في أن هذه الداللة ال تضطلعبتأديتها ) واو أو فاء ( .

وقد تفيد ) ثم ( داللة على البعد بين الصفات بعدا معنويا ، فضال عما تحققه من معنى نحوي وذلك بجعل الجملة مستقلة

عما قبلها دون احتمال كونها حاال ؛ ألن ) الواو ( قد يوهم كونهاهحاال فيتغير المعنى ، وهذا يتبين في قوله تعالى : الحمد لل

ذين ور ثم ال ماوات واألرض وجعل الظلمات والن ذي خلق الس الهم يعدلون كفروا برب ذي خلقكم من طين ثم قضى أجال هو ال

فإن لوقوع ) ثم ( (2)وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون في كال الموضعين داللتين : األولى في البعد المعنوي بين

الصفات ، واألخرى في معنى النحو واإلعراب . فأما الداللة األولى ، فإن ) ثم ( تشير إلى البون الشاسع

بين عظمة الخالق وانحطاط الكافرين ، إذ على الرغم من أن الله خلق أعظم ما في الوجود من أرض وسماوات ونور

وظلمات التي يجب على كل ذي عقل أن يعلمها ويؤمن بخالقها ، بيد أن الذين كفروا يعدلون عن هذا الخالق إلى آلهة أخرى ،

ولعل ) ثم ( هنا قد صورت الفرق الكبير بين ما قبلها وما بعدها .

وما يقال عن اآلية األولى يقال عن اآلية األخرى ، فخلق اإلنسان من طين وتحديد أجله هو من بدائع الخالق - جل وعال

- غير أن الكافرين يمترون ويجحدون .

. 20 ، 19 العنكبوت : )(1 .2 ، 1 األنعام : )(2

أما الداللة األخرى ، فإن هذا الحرف ينفي ويقطع أن تكون الجملة بعده حاال ، بخالف ما لو وقع ) الواو ( موقعه فإنه قد يوهم أنه تعالى خلق السماوات واألرض حال كون الكافرين

يعدلون ، وهذا يتنافى وما في اآلية من معنى . ثم إن هذا الحرف قد يدل على ) التهويل والتعظيم

والتفخيم ( بخالف ) الواو ( ، ولعل هذا مفاد من داللته على البعد في الزمان ، ذلك أننا أفدنا هذا المعنى من خالل قياس

الحرف على بعض األلفاظ التي وضعت أصال للداللة على البعد ، نحو اسم اإلشارة ) ذلك ( ثم هو يخرج عن أصل

وضعه للداللة على التفخيم والتعظيم . ويمكن القول ، إن أبرز مواضع هذه الداللة هو وقوع ) ثم ( عاطفة بين جملتين ؛ إحداهما تأكيد لألولى لشأن عظيم ، ومن

ر وقدر ذلك قوله تعالى : ه فك ثم قتل فقتل كيف قدر إنر وقد وقف المفسرون عند هذه اآليات ، فرأوا (1)كيف قد

في ) ثم ( داللة على تفاوت الرتبة ، وأن الثانية أبلغ من األولى ، )) فكأنه قيل : قتل بنوع ما من القتل ال بل قتل بأشده

ويمكننا أن(2)وأشده ، ولذا ساغ العطف فيه مع أنه تأكيد (( ؛*نزيد على ذلك أيضا ، بأن هذا تكرير لمزيد من الغلظة عليه

والقرآن الكريم ، وال شكلما قاله من كالم في أمر الرسول في أن وقوع ) ثم ( عاطفة لهذا التكرير منحت المعنى تهويال ،

وبيان ذلك أن استبدال ) الواو ( بها ال يعطي ذلك المعنى واليؤدي ما في اآلية من نظم وتركيب .

.20 ، 19 ، 18 المدثر : )(1 ، البحر المحيط :4/649 ، وينظر : الكشاف : 29/123 روح المعاني : )(2

8/374. هو الوليد بن المغيرة . وكان تفكيره وتقديره ، أنه قال : ) ما هو إال ساحر ؛**

وما هذا الذي يقوله إال سحر يؤثر ( فنـزلت هذه اآليات دعاء من الله عليه . ( .4/176 ، لباب التأويل : 19/73) ينظر : الجامع ألحكام القرآن :

ثم كال كال سوف تعلمون وشبيه بهذا قوله تعالى : فالتكرير هنا )) للتأكيد و) ثم ( للداللة على (1)سوف تعلمون

أن الثاني أبلغ كما يقول العظيم لعبده أقول لك ثم أقول لك ال وال يخفى ما فيها من داللة على التهديد والتهويل .(2)تفعل(

وعلى أساس من هذه الداللة المجازية يمكن تخريج بعض المواضع التي وردت فيها ) ثم ( خالفا ألصلها في الداللة على التراخي ، وبعبارة أخرى ، فإن وقوعها مناقضة لداللتها على البعد في الزمان ، يمكن أن يكون لغلبة داللة التعظيم

هوالتفخيم فيها ، ومن ذلك قوله تعالى : وبة على الل ما الت إنوء بجهالة ثم يتوبون من قريب ذين يعملون الس فإن (3)لل

تقييد الفعل ) يتوبون ( بالجار والمجرور ) من قريب ( يوجب في ظاهر النحو إيقاع حرف دال على التعقيب ، بمعنى وجوب أن تكون التوبة عقب السوء بال مهلة ، ولكن وقوع ) ثم ( في

اآلية هنا أعطى داللة على تفخيم التوبة وتعظيم شانها . أما تخريج بعض المفسرين ذلك على أنه )) إيذان بسعة

فال أراه متحققا هنا ، من حيث مجيء التعبير(4)عفوه تعالى (( بصيغة القصر ، فتوبة الله كانت على التائبين من قريب قصرا ،

وليس في اآلية هنا ما يشير إلى غير ذلك ، وفضال عن ذلك فإنها أعقبت بآية تنفي التوبة على المتأخرين عنها أو الكفار ،

ئاتوذلك بقوله تعالى : ي ذين يعملون الس وبة لل وليست التذين ي تبت اآلن وال ال ى إذا حضر أحدهم الموت قال إن حت

. (5)يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما ذكرنا أن هذا الحرف يفيد الترتيب والتعقيب ،) الفاء (-

بمعنى أن المعطوف بها الحق بما قبلها بغير مهلة أو بمدة .4 ، 3 التكاثر : )(1 .8/508 ، البحر المحيط : 4/792 ينظر : الكشاف : )(2 .17 النساء : من اآلية )(3 .4/239 روح المعاني : )(4 .18 النساء : )(5

، ومن داللتها أيضا أنها تجعل ما بعدها بحكم السبب(1)قريبة فلما نسوا مالما قبلها ، وبيان ذلك كله في قوله تعالى :

ى إذا فرحوا بما أوتوا روا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حت ذكذينأخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم ال

ه رب العالمين فالمعطوف بـ) الفاء ( هنا (2)ظلموا والحمد لل – ) فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم ( – الحق بما قبلها بغير

مهلة ، وهو كـ) النتيجة ( لها ، أي فبسبب أخذ الله إياهم بغتة أصبحوا مبلسين فانقطع دابرهم ، وفضال عن ذلك فإن داللة ) الفاء ( هنا جعلت الصلة اللفظية قوية بين أجزاء الكالم ،

ولعل هذه المعاني ما كانت لتتحقق إال بـ) الفاء ( . وكذلك تدل ) الفاء ( على االتصال واالستمرار من دون

، نحو ما جاء في قوله تعالى : (3)انقطاع ومن غير فتور

ت ياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد مي ذي أرسل الر ه ال واللشور فوقوع ) الفاء ( (4)فأحيينا به األرض بعد موتها كذلك الن

بين الجمل المتعاطفة التي تمثل كل منها مرحلة من مراحل الغيث ، يؤكد أن كل مرحلة مع سابقتها من دون انقطاع أو

فتور ، وفي هذا داللة على اإلعجاز العلمي في القرآن . وبعد الوقوف على هذين الحرفين تحسن الموازنة بينهما

من خالل بعض شواهد القرآن التي يتناوب فيها كل من الحرفين ) ثم ( و) الفاء ( بحسب داللتيهما ، ومن ذلك قوله

من من أي شيء خلقه قتل األنسان ما أكفره تعالى : ره نطفة خلقه فقدره بيل يس ثم ثم أماته فأقبره ثم الس

فقد وقع كل من ) ثم ( و) الفاء ( على (5)إذا شاء أنشره وفق مقتضى الحال ، فـ) الفاء ( في قوله : ) من نطفة خلقه

.3/226 ، معاني النحو : 2/66 ينظر : الكشاف : )(1 .45 ، 44 األنعام : )(2 .333 ، شرح قطر الندى : 8/92 ينظر : شرح المفصل : )(3 .9 فاطر : )(4 .22 ، 21 ، 20 ، 19 ، 18 ، 17 عبس : )(5

فقدره ( دليل على أن تقدير الله اإلنسان يكون بغير مهلة أو بمدة قريبة ، سواء كان هذا التقدير يعني أطوار الجنين نطفة

حتى تم خلقه ، أو يعني تقدير الرزق والعمل000ثم علقة .(1)واألجل ، وشقي هو أو سعيد

أما قوله : ) ثم السبيل يسره ( أي )) ثم سهل له طريق فقد وقع فيه ) ثم ( داللة على مكث(2)الخروج من بطن أمه ((

الجنين في ذلك القرار حينا من الزمن ، أما قوله : ) ثم أماته فأقبره ( فقد وقع ) ثم ( مع ) اإلماتة ( ؛ ألن من الناس من

يطول عمره ، فوضع على هذا األساس ، أما ) اإلقبار ( ، فوقع معه ) الفاء ( القترانه بعد الموت وال يكون فيه مهلة بل

إسراع ، وأخيرا ، فإن وقوع ) ثم ( واضح في قوله ) ثم إذا شاءأنشره ( إذ النشر يعني البعث واإلحياء .

المصادر الثالثية القياسية ودالالتها في التركيب

واصطالحا: المصدر ـ لغة

المصدر في اللغة: )الصدر أعلى مقدم كل شيء، وصدر القناة اعالها، وصدر األمر أوله...، والصدر االنصراف عن الورد وعن كل امر.. وطريق صادر

.(3)في معنى عن الماء بأهله... والمصدر اصل الكلمة الذي تصدر عنه االفعال(المصدر اصطالحا:

أشار الخليل الى مصطلح المصدر حين تحدث عن المادة اللغوية، فعنده، وهو اقدم قول قيل في المصدر.(4)هي: )الكلمة التي تصدر عن االفعال(

اما سيبويه فقد تعددت عنده المصطلحات المشيرة الى المصدر، فهي . ومع ذلك يعد المصدر(5)عنده )الحدث(، )واالحداث(، )واسم الحدثان(، )والفعل(

من مصطلحات سيبويه والسبب الذي دفعه يقدم التسمية على حد قول.(6)الزجاجي: "ترك سيبويه تحديده ظنا منه انه غير مشكل"

.3/600 ينظر : مختصر تفسير ابن كثير : )(1 .19/216 الجامع ألحكام القرآن : )(2 مادة )صدر(.6/15، مادة )صدر(، وينظر: لسان العرب 2/709 العين للفراهيدي )(3.44، )صدر(، وينظر: دقائق التصريف/7/96 العين )(4.36ـ34ـ1/12 ينظر: الكتاب )(5.49 األيضاح/)(6

هـ(، ليكون أكثر داللة316ويبدو ان المصطلح استقر عند ابن السراج )ت على ما هو عليه في البحث النحوي، فالمصدر عنده هو: )اسم كسائر االسماء، اال

انه معنى غير شخص، واالفعال مشتقة منه، وانما انفصلت عن المصادر بما تضمنت معاني االزمنة الثالثة بتصريفها، والمصدر هو المفعول في الحقيقة لسائر

.(1)المخلوقين( وذكر ابن المؤدب أن المصدر: )ليس بفعل محض وال باسم محض، اذ

لوكان فعال محضا النتفى عنه التنوين، ولو كان اسما محضا لثني وجمع وأنث، وهو.(2)موحد في االحوال كلها(

هـ( بانه )االسم الموضوع باصالة، الدالة على672وعرفه ابن مالك ) المعنى الصادر من المحدث به عنه او القائم به او الواقع عليه، واألفعال

والصفات مشتقة منه، ويصحب منها ماتصرف، اما شبه ما تصرف منصوبا به.(3)لتوكيد او بيان نوع او عدد، ويقوم مقامه مادل على معناه من مصدر غيره(

.(4)هـ( بأنه: )اسم الحدث الجاري على الفعل(761ويعرفه ابن هشام )ـ بين الفعل والمصدر:2

يعد موضوع آصالة اشتقاق المصدر من الموضوعات التي دارت حولها االبحاث عنه القدماء، واختلف البصريون والكوفيون في ايهما اصل لألخر، وجاء كل طرف بشواهده وادلته التي ترجح رايه، وتفند رأي خصمه، وتبع ذلك اجتهاد

من غير الطرفين، صب بعضه في االتجاه نفسه، وخرج بعضه االخر ليأتي بجديد،وفيما يخص ذلك هناك اربعة آراء حول موضوع االصالة:

ان المصدر هو االصل، والفعل والوصف مشتقان منه، وهذا هو رأي ـ 1.(5)البصريين

.(6)ان الفعل هو االصل للمشتقات، وهذا رأي الكوفيينـ2.(7)ان المصدر أصل للفعل، والفعل أصل في الوصفـ3.(8)ان كال من المصدر والفعل اصل برأسه، وليس احدهما مشتقا من اآلخرـ4

.1/159 االصول )(144 دقائق التصريف/)(2.689 شرح عمدة الحافظ/)(3.381 شرح شذور الذهب/)(4 ، والبحث النحوي عند2/559، وشرح ابن عقيل1/110، شرح المفصل 245ـ1/235 ينظر: االنصاف)(5

.86االصوليين/ ، والبحث النحوي عند2/559، وشرح ابن عقيل1/110، شرح المفصل 245ـ1/235ينظر: االنصاف)(6

.86االصوليين/.1/559 شرح ابن عقيل)(7.2/318، وشرح االشموني1/559 ينظر: شرح ابن عقيل)(8

ـ المصدر بين السماع والقياس:3

اختلف النحاة في امر المصادر بين القياسية والسماعية، وذهبوا فيها مذاهب متباينة، ولعل هذا االختالف يدور في مصادر الفعل الثالثي المجرد، فيما

ضاق الخالف في غيره، إذ اشار سيبويه الى ان لمصادر الثالثي المجرد ابنية قياسية، وأخرى سماعية تكلمت بها العرب، إذ قال: )قالوا: )الشكور( كما قالوا:

)الجحود(، فانما هذا االقل نوادر تحفظ عن العراب واليقاس عليها...، وقالوا: )نكيت( العدو )نكاية( و)حميته( )حماية(، وقالوا: )حميا( على القياس...، وقالوا:

ضربها الفحل )ضرابا( كـ )النكاح(، والقياس )ضربا(، واليقولونه، كما اليقولون.(1))نكحا( وهو القياس(

وقد حفل الكتاب باألبنية القياسية والسماعية مما يجعل الباحث اليحكم بقياسية الثالثي المجرد قياسية مطلقة، كما اليحكم بسماعيتها سماعية مطلقة

.(2)عند صاحبه واشار بعض النحاة الى ان مصادر الثالثي المجرد سماعية اليحكمها قياس

.(3)فالمبرد يعد مجازها مجاز االسماء، واالسماء التقع بقياس ويرجح ابن جني السماع على القياس، إذ قال: فاذا )تعارضا نطقت

.(4)بالمسموع على ما جاء عليه، ولم تقسه في غيره( وقال ايضا انه اذا: )أداك القياس الى شيء ما ثم سمعت العرب قد نطقت

.(5)فيه بشيء آخر على قياس غيره، فدع ما كنت عليه الى ماهم عليه( ولكن هذا الكالم الذي ذكره ابن جني الينطبق على كل المسموع من كالم

العرب، إذ ان بعض النحاة قد تشدد في السماع من العرب، وقصره على عدة ، فالمسموع(6)قبائل كانت مشهورة بفصاحتها، وبعدها عن االحتكاك باالعاجم

بكثرة من هذه القبائل المشهورة بفصاحتها يعد قياسا، أما من غير هذه القبائل خاصة القبائل المجاورة لبالد االعاجم، تعد سماعا وإن نطقت به هذه القبائل

بكثرة. لقد توصل العلماء لهذه الطريقة في تصنيف المصادر، تبعا لمنهج

النحاة في جمع اللغة من افواه المتكلمين بها، فعلماء البصرة تشددوا في السماع، وقاسوا على الكثير مما ورد في لغة العرب شعر ونثرا، بضوابط مشددة المنهج حتى إنهم نعتوا الكثير من القراءات القرآنية بالشذوذ، وإن اجازها الرسول صلى الله عليه وسلم لكونها اصطدمت بقواعدهم التي وضعوها، حتى راح البعض

.9ـ4/8 الكتاب)(1.208، وأبنية الصرف/9ـ4/7 ينظر: الكتاب)(2.2/124 ينظر: المقتضب)(3.1/117 الخصائص)(4.1/125 نفسه)(5.7 ينظر: العربية دراسات في اللغة واللهجات، يوهان فك/)(6

منهم يؤول النصوص الكريمة، حين عارضت قياسا عندهم، لتلقي هذه النصوصبعد تأويلها مع قواعدهم تلك.

اما الكوفيون فقد تساهلوا في السماع كثيرا، وقاسوا على الشاذ والنادر، والقليل من كالم العرب، اي: انهم لم ينهجوا نهج البصريين، بل وضعوا قواعدهم

وأصولهم على كثير ممارفضه البصريون، مراعين بذلك نقل اللغة وفقا لما ، النهم يستندون الى قاعدة ابن جني التي تقول: )ما قيس(1)تكلمت به العرب

.(2)على كالم العرب فهو من كالم العرب(:مصادر الفعل الثالثي المجرد القياسية

قياس مصدر )فعل( الالزم والمتعدي:

قال سيبويه، )فاألفعال تكون من هذا على ثالثة ابنية: على: )فعل ـ يفعل(، . نلمس من هذا الكالم ان(3)و)فعل ـ يفعل(، و)فعل يفعل(، ويكون المصدر فعال(

سيبويه وضع قاعدة قياسية جعل فيها صيغة )فعل( مصدر لكل فعل متعد علىوزن )فعل ـ يفعل( و)فعل ـ يفعل( و)فعل ـ يفعل(.

وقياس مصدر )فعل( بفتح الفاء وكسر العين ان يكون على )فعل(، سواء على احد المعاني االتية:(4)أصحيحا كان أم معتال، شريطة داللته

الحزن او الفرح نحو: ندم ندما، وفرح فرحا.(1)الداء نحو: )سقم، سقما(.(2)الخوف او الذعر نحو: )فزع فزعا(.(3)عيب كالداء نحو )حمق( )حمقا((4)أجوع أو عطش، نحو: )عطش( )عطشا((5)حلية نحو : )حور( )حورا((6)انتشار وهياج، نحو: )ارج( )ارجا(.(7)سهولة أو تعذر، نحو: )سلس( )سلسا(.(8)

قال سيبويه: )واما كل عمل لم يتعد ) ب ( قياس مصدر )فعل( الالزم: الى منصوب فانه يكون )فعله( على ما ذكرنا...، والمصدر يكون )فعوال( نحو:

.(5))قعد( )قعودا( )وجلس( )جلوسا( و)سكت( )سكوتا( ( اما إذا دل )فعل( الالزم على معنى من المعاني االتية، فيخرج عن القياس

من )فعول( الى قياس آخر، وهذه المعاني:.(6)إذا دل على االمتناع فقياس مصدره )فعال( نحو: )نفر( )نفار((1)

وما بعدها.92 ينظر: مدرسة الكوفة د.مهدي المخزومي/)(1.1/358 الخصائص)(2.4/5 الكتاب)(3.19ـ4/17 ينظر: الكتاب)(4.4/9الكتاب)(5.154ـ1/153 ينظر: شرح الشافية)(6

التقلب واالضطراب قياس مصدره من )فعل( الالزم )الفعالن( نحو:(2).(1)الغليان

الداللة على الداء فيما كان على )فعل( الزما تكون بالمصدر المقيس(3))فعال( بضم الفاء وفتح العين نحو: )عطس( )عطاس(.

الداللة على الحركة والسير تؤديهـا من )فعل( الالزم صيغة )فعيل(، ومثاله(4))رحيل(.

وهناك قياس اخر في )فعل( الالزم يستثنى من القياس السابق الرتباطه بقيمداللية، ذات ابنية معلومة، من ذلك ماكان:

داال على حرفة او والية فقياس مصدره من )فعل( الالزم ان يكون على(1))فعالة( نحو: )ولى( )والية(.

وما كان على )فعل( الالزم صحيحا داال على لون فقياس مصدره على(2).(2))فعلة( بضم فسكون، قال سيبويه: )اما االلوان فأنها تبنى على )افعل((

الداللة على الداء فيما كان فعله على )فعل( الزما يكون مصدره المقيس(3))فعال( نحو: )عطس( )عطاس(.

.(3)الداللة على السير، مصدره )فعيل( نحو: ذميل، )وفعال( نحو: )نباح((4)قياس مصدر فعل الالزم:) ج (

قال سيبويه: )اما ماكان حسنا او قبحا فأنه مما ـ يبنى فعله على )فعل ـ يفعل(، ويكون المصدر )فعاال( و)فعالة( و)فعال(، وذلك قولك: )قبح( )يقبح( )قباحة(، وبعضهم يقول: )قبوحة( فبناه على )فعولة( كما بناه على )فعالة(

و)وسم( )يوسم( )وسامة(...، وأما الفعل من هذه المصادر فنحو الحسن والقبح،.(4)و)الفعالة( اكثر(

ويمكن االستدالل من كالم سيبويه على اغلبية )فعال( مصدرا لـ )فعل ـ يفعل(، اما ابن مالك فقد جعل )فعولة( و)فعالة( مصدرين قياسين للفعل )فعل(، وتابعة في ذلك ابن عقيل، إذ قال: )إذا كان الفعل على )فعل( وال يكون اال الزما

يكون مصدره على )فعولة( او على )فعالة(، فمثال االول: )سهل( )سهولة(....(5)ومثال الثاني: )جزل( )جزالة( (

وترتبط هذه الصيغة بالصفات المعنوية والخلقية كـ )الحسن( و)القبح(.باب )فعل ـ يفعل( فمن المتعدي من هذا الباب:(1)

[.90 ]مريم:))وتخر الجبال هدا(( قوله تعالى: ) )هد( بمعنى )تنهد(، وهو مصدر بمعنى المفعول من )هد( المتعدي اي:

)مهدودة(، وجوز ان تكون من )هد( الالزم بمعنى )انهدم(، وان مجيئة الزما صرح.466، وادب الكاتب/4/30 ينظر: الكتاب)(1.4/25 الكتاب)(2.1/152، وشرح الشافية4/11،14 ينظر: الكتاب)(3.4/28 الكتاب)(4.2/125 شرح ابن عقيل)(5

به ابو حيان، وهو امام اللغة والنحو فال عبره ممن انكره(، وهو من الفعل )هده()يهده( (

[.22 ]الحج:))كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم((وقوله تعالى: ـ )الغم هو اخوالهم، وهو مصدر )غممت( الشيء اي: غطيته(. وهو من الفعل

)غمه( )يغمه([.50]الشعراء:))قالوا ال ضير إنا إلى ربنا منقلبون(( وقوله تعالى: ـ

) )ضر( مصدر )ضار(، وجاء مصدره أيضا )ضورا( وهو من الفعل )ضره()يضره(

[86 ]يوسف:))إنما أشكو بثي وحزني((وقوله تعالى: ـ[.30]االنبياء:))كانتا رتقا ففتقناهما(( وقوله تعالى: ـ

) )رتقا( لم يثن النه مصدر... وهو الضم وااللتحام خلقه كان ام صنعة، وقرئت )رتقا( بفتح التاء، وهو اسم للمرتوق كـ )النقض( و)النقض( فكان قياسه

.ان يثنى ليطابق االسم(، وهو من الفعل )رتقه( )يرتقه( و)يرتقه(

]ال عمران:))واألنعام والحرث ذلك متاع الحياة((وقوله تعالى: ـ14.]

)الحرث( مصدر بمعنى )المفعول( اي: المزروع سواء اكان حبوبا ام بقلدام ثمرا(، وهو من الفعل )حرث( )يحرث(

وء((وقوله تعالى: ـ [.98 ]التوبة:))عليهم دائرة الس[.169 ]االعراف:))فخلف من بعدهم خلف((وقوله تعالى: ـ

)الخلف( بدل سوء، وهو مصدر نعت به، ولذلك يقع على الواحد والجمع(،وهو من الفعل )خلفه( )يخلفه(. ومن الالزم من هذا الباب نحو:

[.3]غافر:))غافر الذنب وقابل التوب(( وقوله تعالى: ـ ) )التوب( مصدر كـ )األوب( بمعنى الرجوع(، وهو من الفعل )تاب(

.()يتوب([.30 ]الملك:))إن أصبح ماؤكم غورا((وقوله تعالى:

) )غورا( اي: )غائرا( ذاهيا في االرض، وهو مصدر وصيف به للمبالغة، او مؤول باسم الفاعل(، وهو من الفعل )غار( )يغور( باب )فعل ـ يفعل( فمن

المتعدي من هذا الباب نحو: ]البقرة:))من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا((قوله تعالى: ـ

245.] ) )قرضا( إما مصدر بمعنى )إقراضا(، وإما بمعنى )المفعول( وهو من

الفعل )قرضه( و)يقرضه(.[.186]ال عمران:))فإن ذلك من عزم األمور(( وقوله تعالى: ـ

) )العزم( مصدر بمعنى )المعزوم(، وهو مأخوذ من قولهم: عزمت االمر،واالشهر عزمت على االمر(، وهو من الفعل )عزم(

[.93 ]الصافات:))فراغ عليهم ضربا باليمين(( وقوله تعالى: )ضربا( مصدر بمعنى: )الفاعل( اي: )ضاربا(( وهو من الفعل )ضرب( )يضرب(

ومن الالزم من هذا الباب نحو:ا يمكرون((قوله تعالى: ـ [.70 ]النمل:))وال تكن في ضيق مم

) )ضيق( اي: حرج وهو مصدر(باب )فعل ـ يفعل( فمن المتعدي من هذا الباب نحو:(2)

[.118]الشعراء:))فافتح بيني وبينهم فتحا(( قوله تعالى: ـ ) )فتحا( مصدر، وجوز ان يكون )مفعوال( على انه بمعنى )مفتوح(، وهو من

الفعل )فتحة( )يفتحه(دع(( وقوله تعالى: ـ [.12]الطارق:))واألرض ذات الص

)الصدع( هو ما تتصدع عنه األرض من النبات، واصله الشق... وهو مصدرمن المبني للمفعول(، وهو من الفعل )صدعه( )يصدعه(

باب )فعل ـ يفعل(:(4)ومن الالزم من هذا الباب نحو:

]النازعات:))والنازعات غرقا * والناشطات نشطا((وقوله تعالى: ـ1،2.]

) )الغرق( مصدر بحذف الزوائد، اي: )إغراقا( في النزع، )ونشطا( مصدر كذلك(،وهو من الفعل )غرق( )يغرق(

باب )فعل ـ يفعل( من الفعل الالزم نحو:(3) [ اي: ضيقة شديدة،124 ]طه:))فإن له معيشة ضنكا((قوله تعالى:

وهو مصدر )ضنك(، وكذا )ضناكة(، ولذا يوصف به المذكر والمؤنث والمفرد والمجموع وقد وصف به هنا المؤنث باعتبار االصل( وهو من الفعل )ضنك(

)يضنك(. وجاءت هذه الصيغة مختومة بتاء )فعلة( دالة على المصدر المطلق، وتنبه

الدارسون القدماء الى هذه الصيغة فالحظوا انها تأتي دالة على مصدر المرة ايضا، وقد يتداخل المصدران في بعض االمثلة، فال يمكن مالحظة الفرق بينهما،

حتى ان السياق اليعين في حاالت كثيرة على فصل مايرد مصدرا للمرة، او مصدرا بمعناه المطلق، اذ قال سيبويه: )زعم ابو الخطاب انهم يقولون: شهيت

1)شهوة، فجاءوا بالمصدر على )فعلة(، كما قالوا: )حرت( )تحار( )حيرة( (

ـ صيغة )فعل(:2

عند ما حلل القدماء صيغة )فعل(، وجدوا ارتباطها في الغالب بالفعل من الباب الخامس )فعل(، إذا جاء في الكتاب )اما ماكان حسنا أو قبحا فأنه مما يبنى

.(2)فعله على )فعل ـ يفعل(، ويكون المصدر )فعاال( و)فعالة( و)فعال( ( وقد نحى الرضي هذا المنحى ايضا، مشيرا الى مصادر )فعل( بقوله:

)االغلب فيه ثالثة: )فعال( كـ )جمال(، )فعالة( كـ )كرامة(، و)فعل( كـ )حسن(،.(3)والباقي يحفظ حفظا(

الالزم والمتعدي، ومن باب )فعل ـ يفعل( الالزم والمتعدي، ومن باب )فعل ـ يفعل( من الالزم فقط، وعد اآللوسي ان ما جاء من االمثلة مشتركا مع غيره

من الصيغ على انه لغات في التعدد، نحو: )الرشد(، اذ قال اآللوسي: ) )والرشد( بضم الراء وسكون الشين على المشهور مصدر )رشد( بفتح الشين

)يرشد( بضمها، ويقرأ بفتح الراء والشين، وفعلة )رشد ـ يرشد(، مثل )علم ـيعلم( (

باب )فعل ـ يفعل( فمن المتعدي من هذ الباب:(1) ]الكهف:))وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا(( قوله تعالى: ـ

68 .] ) )خبرا( مصدر وهو من )خبر( الثالثي من باب )نصر(، ومعناه )عرف( (،

وهو من الفعل )خبره( )يخبره([.128 ]النساء: ))أن يصلحا بينهما صلحا((قوله تعالى: ـ

.4/23 الكتاب)(1.4/28 الكتاب)(2.1/163 شرح الشافية)(3

)صلحا( مصدر محذوف الزوائد، وهو من الفعل )صلح( )يصلح( و)يصلح(ومن الالزم من هذا الباب نحو:

وء(( قوله تعالى: ـ [.169]البقرة:))إنما يأمركم بالس ) )السوء( في االصل مصدر )ساءه( )يسوؤه( )سواء( أو )مساءة( إذا

احزنه، ثم اطلق على جميع المعاصي، سواء كانت قوال، او فعال(.فـ و )السوء( هنا جاء بمعنى المعاصي، وقد تحدث اآللوسي عن هذه الصيغة في سياق اخر دالة

على معنى اخر في قوله تعالى: [.6 ]ابراهيم:))يسومونكم سوء العذاب((

) ) السوء( مصدر)ساء( )يسوء(، والمراد جنس العذاب السيء(ومن الالزم من هذا الباب نحو:

[.79]التوبة:))والذين ال يجدون إال جهدهم(( قوله تعالى: )الجهد( بالضم الطاقة...، وقرأ )جهدهم( بالفتح، وهو إحدى لغتين في

)الجهد(، فمعنى المضموم والمفتوح واحد، وقيل: المفتوح بمعنى المشقة،والمضموم بمعنى الطاقة(، وهو من الفعل )جهد( )يجهد(

باب )فعل ـ يفعل( فمن المتعدي من هذا الباب نحو:(2)ه كرها(( قوله تعالى: [.15 ]االحقاف:))حملته أم

)كره( اي: ذا كره، او حمال ذا كره وهو المشقة، وقرأ )كرها( بفتح الكاف، وهما لغتان بمعنى واحد، )كالفقر( و)الفقر(، و)الضعف( و)الضعف(...، وطعن ابو حاتم

في هذه القراءة فقال: التحسن هذه القراءة، الن )الكره( بالفتح الغصب(

دالالت صيــغ المبالغــة في التركيب لعل اقدم االشارات الى المصطلح ما يطالعنا، حامال اسم المبالغة صراحة نجده

(، فقد نسب اليهما شيء من بدايات180( وسيبويه )ت175عند الخليل )ت الكالم في هذا الموضوع، فذكر الخليل العالقة بين )فعيل( و)فعال( في معجمه، حين فوق بين )العجيب( و)العجاب(، فقال: )اما )العجيب( و)العجب( مثله فألمر

. فقد اشار الى ان هناك(1)يتعجب منه، واما )العجاب( فالذي جاوز حد العجب( تجاوزا في داللة )فعال(، فصيغة )فعال( اشد من )فعال( و)فعيل(، النه زاد وثقل

.(2)للمبالغة

1)(/ (.602العين عجب/ ) مادة2)( : الخصائص .3/266ينظر

وعندما حدد لتلميذه سيبويه الفرق بين )خشن واخشوشن( الذي حكاه سيبويه في كتابه، قال: )قالوا: )خشن(، وقالوا: )اخشوشن(، وسألت الخليل،

فقال: كأنهم ارادوا المبالغة والتوكيد، كما انه إذا قال )اعشو شبت االرض(، فانما.(1)يريد ان يجعل ذلك كثيرا عاما بالغ(

يفهم من ذلك ان فكرة المبالغة هنا تدل على زيادة في المعنى لزيادة في المبنى، جاء في اللسان )عشبت االرض، واعشبت واعشوشبت، إذا كثر عشبها وفي الحديث ))واعشوشبت ماحولها((، اي بنت فيه العشب الكثير، و)افعوعل(

من ابنية المبالغة، كأنه يذهب بذلك الى الكثرة والمبالغة والعموم، على ما ذهبإليه سيبويه في هذا النحو، كقولك )خشن( و)اخشوشن((

صيغ المبالغة ودالالتها في بعض التراكيب القرآنيةصيغة فعال(1)

تعد صيغة فعال من الصيغ المهمة في ابنية المبالغة، وذلك النها تكون اقوى في تحقيق الغرض اكثر من غيرها، ولهذا السبب كثرت في االستعمال موازنة

بغيرها من الصيغ. ولو تتبعنا هذه الصيغة نجدها تتداخل مع الصيغ التي تفيد الصناعة نحو

)خياط(، و)بزاز(، مما دفع بعلماء اللغة الى عد هذه الصيغة اصال في الصناعات ثم نقلت الى المبالغة، إذ قال ابو هالل العسكري: )اذا فعل الفعل وقتا وقت

)قيل: فعال مثل: عالم وصبار(

بينما ذهب بعض النحاة مذهبا مغايرا، وهو ان صيغة )فعال( اصل في المبالغة، ثم نقلت عنها للصناعات، إذ قال المبرد: )هذا باب مايبنى عليه االسم لمعنى الصناعة لتدل من النسب، على ماتدل عليه الياء، وذلك قولك لصاحب

الثياب، )ثواب(، ولصاحب العطر )عطار(، وانما اصل هذا التكرار الفعل... وكذلك )خياط(، ولما كانت الصناعة كثيرة المعاناة للضعف فعلوا به ذلك، وان لم يكن

منه فعل نحو: )بزاز( و)عطار(وجاءت هذه الصيغة في القرآن دالة على المعاني االتية:

افادة المبالغة داللة االختصاص(1)ار شكور(( نحو قوله تعالى: [.31]لقمان:))إن في ذلك آليات لكل صب

والمراد )بالصبار( كثير الصبر على التعب في كسب االدلة من االنفس واآلفاق، وإال فال اختصاص لآليات بمن تعب مطلقا، وكال الوصفين بنيا بناء مبالغة، و)فعال(

ابلغ من )فعول( لزيادة حروفه، قيل وانما اختير زيادة المبالغة في الصبر ايماءالى ان قليله لشدة مرارته، وزيادة ثقله على النفس كثير(

.2/241الكتاب )(1

افادة المبالغة داللة التكرار(2 )اق ذو القوة المتين(( نحو قوله تعالى: ز ه هو الر [.58]الذاريات:))إن الل

جيء بوصف )الرزق( على صيغة المبالغة النه بدونها ال يكفي في تقرير عدم ارادة الرزق، وبوصف القوة بما ال مبالغة فيه، لكافيته في تقرير عدم

االستعانة( فقوله: )هو الرزاق( تعليل لعدم طلب الرزق، وقوله )ذو القوة( تعليل لعدم طلب العمل، الن من يطلب رزقا يكون فقيرا محتاجا، ومن يطلب عمال من غيره

يكون عاجزا القوة له، فكأن الجليل القدير يقول للناس: ما اريد منكم رزقا اني.(1)انا الرزاق، وال اريد منكم عمال فانا القوي

وداللة )رزاق( على المبالغة راجع الى تكثير المتعلق ال تكثير الوصف ومن هذا تأتي صفات المبالغة في اسماء الله الن صفاته متناهية في الكمال اليمكن المبالغة فيها، والمبالغة تكون في صفات تقبل الزيادة والنقصان، وصفات الله

.(2)منزهة عن ذلك

افادة المبالغة داللة العظمة(3)ر((نحو قوله تعالى: ار المتكب [.23 ]الحشر:))العزيز الجب

الجبار( الذي جبر خلقه على ما اراد وقسرهم عليه، ويقال في فعله: )اجبر(، وأمثلة المبالغة تصاغ من غير الثالثي لكن بقلة، وقيل: انه من )جبره(

بمعنى اصلحه، ومنه )جبرت( العظم فانجبر فهو الذي جبر احوال خلقه اي:اصلحها

فـ )جبر( جنس من العظمة والعلو واالستقامة، يقال: اجبرت فالنا على.(3)االمر، واليكون ذلك إال بالقهر وجنس من التعاظم او التكبر عليه

وقد وصف الله تعالى ذاته بـ )الجبار( ذلك النه جبر عباده على ما اراده منهم فهو بالغ القهر لعباده، فهي صيغة مبالغة ال تليق إال به ومدح ال يجب إال له،

فالبناء افاد المبالغة ال على القهار الذي جبر خلقه على ما اراد، وقبل: الجبار.(4)والذي اليدانيه شيء، واليلحق(

افادة المبالغة داللة الزجر البليغ(4)

1)( : الكبير التفسير والتنوير 28/236ينظر والتحرير .30ـ27/29،2)( : الميحط البحر .1/136ينظر3)(/ : اللغة مقاييس معجم (.216ينظر جبر ) مادة ،المحيط )(4 .8/249البحر

ف مهين((نحو قوله تعالى: [.10 ]العلم:))وال تطع كل حال )حالف( كثير الحلف في الحق والباطل، وهو من حرة لمن اعتاد الحلف،

النه جعل فاتحة المثالب... وذكر بعضهم ان كثرة الحلف مذمومة ولم تستعمل لفظة )حالف( في القران الكريم إال في معرض اليمين الكاذب،

قال ابن عاشور: ) )والحالف( المكثر من االيمان على وعوده واخباره، وأحسب انه اريد به )الكناية( عن عدم المباالة بالكذب وااليمان الفاجرة، فجعلت صيغة

.(1)المبالغة كناية عن تعمد الحدث، وإال لم يكن ذمه بهذه المثابة( فهي صفة ذميمة ال ينبغي لالنسان الذي يتحرى الصدق ان يطيع من اتصف

بها، وبذلك خصص االستعمال القرآني بناء )حالف( بداللته على اليمين الكاذبة، على حين كان العرب ال يفرقون بين )الحلف( و)القسم(، وذلك من مظاهر التطور الجاللي وهو التحويل في االستعمال من المعنى العام الى المعنى

الخاص.وجاءت المبالغة دالة على معنى الدعاء الخفي(5 )

[.114 ]التوبة:))إن إبراهيم ألواه حليم(( نحو قوله تعالى: يقول ابوحيان، إذ قال: ) )اواه( كثير قول )أوه(، وهي اسم فعل

بمعنى اتوجع وزنه )فعال( للمبالغة فقياس الفعل ان يكون ثالثيا، وقد حكاه قطرب على: )آه( )يؤوه( )اوها(، كـ )قال( )يقول( )قوال(، ونقل عن النحويين

انهم انكروا ذلك، وقالوا ليس من لفظ )اوه( فعل ثالثي، إنما يقال )اوه( )تأويها(.(2)و)تأوه( )تأوها( (

صيغة )فعول(ـ2 تعد صيغة فعول من صيغ المبالغة التي يستوي فيه المذكر والمؤنث على

السواء، إذ قال السيوطي: )العرب تبني اسماء المبالغة على اثنى عشر بناء منها.(3)فعول كغدور(

وتأتي صيغة فعول للداللة على دوام الفعل وتكرره، وجاءت هذه الصيغةفي )روح المعاني( دالة على المبالغة والتكثير وعلى المعاني االتية:

( جاءت المبالغة بمعنى المغفرة1)حيم((نحو قوله تعالى: ه هو الغفور الر [.98 ]يوسف:))إن

والتنوير )(1 .29/72التحريرالمحيط )(2 .5/92البحر.2/243المزهر )(3

.(4)يقول الرازي، إذ قال: ) )الغفور( مبالغة في ستر الذنوب(( جاءت المبالغة وصفا للتوبة2)

ه توبة نصوحا((نحو قوله تعالى: [.8 ]التحريم:))توبوا إلى الل يقول ابو حيان، إذ قال: )قرأ الجمهور بفتح النون وصفا للتوبة، وهو من

.(2)امثلة المبالغة، كـ )مضروب(، و)قتول( (( وجاءت بمعنى )مفعول(3)

[.15 ]الملك:))هو الذي جعل لكم األرض ذلوال((قوله تعالى: ) )ذلوال( غير صعبة يسهل جدا السلوك فيها، فهو )فعول( للمبالغة في الذل من )ذل( بالضم، ويكسر ضد الصعوبة، ويستعمل المضموم فيما يقابل

العز...، )والذلول( )فعول( بمعنى )مفعول( اي: )مذلولة(، كـ )ركوب(، .و)حلوب( (

( وجاءت بمعنى )فاعل(4)[.14 ]البروج:))وهو الغفور الودود(( نحو قوله تعالى:

) )ودود( صيغة مبالغة في الواد اسم فاعل ومحبه الله تعالى ومودته عند شأنه، ومن هنا فسر الودود بكثير االحسان، أيجل الخلف بانعامه سبحانه وإكرامه

المتودد الى عباده(صيغة )فعيل(ـ3

وجاءت هذه الصيغة في القرآن دالة على المبالغة على النحو االتي:ـ فعيل بمعنى مفعول1

ه غنيا حميدا(( ]النساء: [.131ـ وقوله تعالى: ))وكان الل ) )حميد( بمعنى )محمود( وهو صيغة مبالغة(.

فعيل بمعنى مفاعل2[.4نحو قوله تعالى: ))فإذا هو خصيم مبين(( ]النحل:

فالخصيم هو )المنطيق المجادل عن نفسه مكافح للخصوم، وهو صيغة مبالغة بمعنى )مخاصم(، و)فعيل( بمعنى )مفاعل( كـ )النسيب( بمعنى

)المناسب(، و)الخليط( بمعنى )المخالط(، و)العشير( بمعنى )المعاشر( (الكبير )(4 .6/84التفسيرالمحيط )(2 /8/288البحر : السبعة القراءات في الحجة وينظر ،349.

ـ فعيل بمعنى مفعل3را ونذيرا(( ]الفرقان: [.56نحو قوله تعالى: ))وما أرسلناك إال مبش

)نذير( بمعنى )منذر مبالغا في االنذار لكافرين والتخصيص االنذار بهم وكون الكالم فيهم لالشعار بغاية اصرارهم على ماهم فيه من الضالل، اقتصر

على صيغة المبالغة فيه، فالمبالغة باعتبار كثرة المنذرين(ـ فعيل بمعنى فاعل4

ه شهيد على ما تعملون(( ]ال عمران: [.98ـ نحو قوله تعالى: ))والل الشهيد هو العالم المطلع وهو )صيغة مبالغة، للمبالغة في الوعيد، والشهيد بمعنى

الشاهدـ4 صيغة مفعال

تعد صيغة )مفعال( من الصيغ المشتركة بين ابنية المبالغة واسم االلة، والسياق كفيل بالتفريق بينهما، وهذا االشتراك بين الصفتين اوقع العلماء في

جدال حول اصل هذه الصيغة هل هي من ابنية المبالغة، ام اسم الهوجاءت هذه الصيغة في التركيب القرآني دالة على المبالغة نحو:

ماء عليكم مدرارا(( ]نوح: [.11قوله تعالى: ))يرسل الس ) )مدرارا( كثير الدرون اي: السيالن، ... ووصفهاـ اي السحابة ـ بمدرار إال

ان صيغ المبالغة كلها يشترك فيها المذكر والمؤنث(م كانت مرصادا(( ]النبأ: [.21ـ ونحو قوله تعالى: ))إن جهن

)مرصاد( اسم مكان كـ )المضمار( للموضع الذي تضمر فيه الخيل،و)مفعال( يكون كذلك اسم الة وصفة مشبهة للمبالغة(

صيغة )فعيل(ـ5وجاءت هذه الصيغة في التركيبدالة على المبالغة نحو:

هداء(( ]النساء: ين والصديقين والش بي [.69ـ وقوله تعالى: ))من الن )الصديق( صيغة مبالغة كـ )السكير(، بمعنى المتقدم في التصديق،

المبالغ في الصدق واالخالص في االقوال واالفعال، ويطلق على كل من افاضلاصحاب االنبياء )عليهم الصالة والسالم(

ـ6 صيغة فعولوجاءت هذه الصيغة في التركيب دالة على المبالغة على النحو االتي:

[.23قوله تعالى: ))ال إله إال هو الملك القدوس(( ]الحشر: قال اآللوسي: ) )القدوس( هو البليغ في النزاهة عما يوجب نقصانا، وقرأت )القدوس( بفتح القاف، وعدها اآللوسي لغة نادرة، إذ االصل فيها الضم، أما الفتح

فيأتي في االسماء كـ )سمور( و)تنور(، )هبود(، وهو اسم جبل باليمامة، أما فيالصفات فنادرة جدا، ومنه )سبوح( بفتح )السين(.

ـ7 صيغة فيعولوجاءت هذه الصيغة في التركيب القرآني دالة على المبالغة نحو:

وم(( ]البقرة: ه ال إله إال هو الحي القي [.255قوله تعالى: ))الل ) )قيوم( صيغة مبالغة للقيام، واصله )قيووم( على )فيعول(، فاجتمعت الواو والياء، وسبقت احدهما بالسكون فقلبت الواو ياء وادغمت، ال يجوز ان يكون

)فعوال( وإال لكان )قووما(؛ النه واوي، ويجوز فيه قيام وقيم( ـ8 صيغة متفعل

وجاءت هذه الصيغة في التركيب دالة على المبالغة نحو:ر(( ]الحشر: ار المتكب [.23قوله تعالى: ))العزيز الجب

)المتكبر( هو البليغ الكبرياء والعظمة، النه سبحانه برئ من التكلف الذي تؤذنبه الصيغة، فيرجع الى الزمة من ان الفعل صادر عن تأنق اقوى وابلغ

صيغة )فعال(ـ9وجاءت هذه الصيغة في التركيب القرآني دالة على المبالغة

[.5في قوله تعالى: ))إن هذا لشيء عجاب(( ]ص: )عجاب( اي: بليغ في العجب فأن )فعاال( بناء مبالغة كرجل )طوال(

و)سراع( (.

التقديم والتأخير ودالالت خرق المعيارية في التركيب يعتبر اللسانيون الوظيفيون الرتبة أداة مهمة في التحليل

الوظيفي لبنية الجملة لكنها ليست أمرا حاسما دائما في تحديدأخير على اعتبار أنها خروج قديم والت المعنى ذلك أن ظاهرة الت

على القالب المعياري للغة، من الظواهر التي شدت انتباهين على حد سواء، وأولوها عناية النحويين و من بعدهم البالغي كبيرة مع اختالف في النظر،فالنحويون وقفوا في بنية الجملة )الرتب المحفوظة الثابتة، والرتب المتغيرة غير المحفوظة(،

ين راحوا يبحثون عن القيم الداللية، في حين أن البالغيفسية واألبعاد الجمالية. (1)والن

والمتتبع للمعطى الثاني يجدنا نتوقف على أمر مهم يتحكم في هذه القضية إنه مقتضى الحال ف: مقتضى الحال مختلف.

- ينظر: األســلوبية الرؤيــة و التطــبيق. يوســف أبــو العــدوس. دار المســيرة للنشــر و التوزيــع،1 .191 م، ص: 2007 هـ ، 1427؛ 1عمان، األردن، ط

ألن مقامات الكالم" متباينة فمقام التنكير يباين مقام التعريف ومقام االطالق يباين مقام التقييد ومقام التقديم يباين مقام

التأخير، ومقام الذكر يباين مقام الحذف، ومقام القصر يباين مقام الخالف، ومقام الفصل يباين مقام الوصل، ومقام االيجاز

يقابل مقام االطناب والمساواة، وكذا خطاب الذكي يباين1خطاب الغبي."

ولعل هذ المعطى النحوي البالغي اللساني والذي يمثل ظاهرة االستبدال والتركيب المعروفة عند سوسير تحيلنا إلى

نظمت الدر»ضبط مفهوم النظم فقدعرفه الزمخشري بأنه: ونظمته، ودر منظوم ومنظم، وقد انتظم وتناظم، وله نظم منه

ونظام ونظم، ومن المجاز: نظم الكالم، وهذا نظم حسن، وانتظم كالمه وآمره، وليس ألمره نظام إذا لم تستقم

2.«طريقته

ويعرفه: أحمد مطلوب بدوره النظم فيقول: »هو التأليف، نظمه ينظمه نظما و نظاما، ونظمت اللؤلؤ أي جمعته في

3السلك«.

أبو هالل الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد العسكري )ت هـ( حيث عقد بابا في كتابه الصناعتين وسماه البيان عن395

وحسن»حسن النظم وجودة الرصف والسبك حيث يقول فيه: التأليف يزيد المعنى وضوحا وشرحا، ومع سوء التأليف ورداءة

الرصف والتركيب شعبة من التعمية ... وحسن الرصف أن توضع األلفاظ في مواضعها، وتمكن في أماكنها وال يستعمل

فيها التقديم والتأخير والحذف والزيادة إال حذفا ال يفسد الكالم، وال يعمي المعنى، ونظم كل لفظة منها إلى شكلها، وتضاف

االيضاح في علوم البالغة، الخطيب القزويني، ت:محمد خفاجي، المكتبة األزهرية،142، ص 1، ج1993، 3القاهرة، ط

أبو القاسم جار الله محمود بن عمر بن أحمد الزمخشري، أساس البالغة، دار الكتب العلمية،2.284، ص:02م، ج 1998، سنة 1بيروت، لبنان، ط

حمد مطلوب، معجم المصطلحات البالغية وتطورها، مكتبــة لبنــان ناشــرون، بــيروت، لبنــان، أ3.660م، ص: 2007إعادة طبعة،

إلى لفقها، وسوء الوصف تقديم ما ينبغي تأخيره منها، وصرفها1.«عن وجوهها، وتغيير صيغتها، ومخالفة االستعمال في نظمها

»ال يتصور أن تعرف اللفظ موضعا من غير أن تعرف معناه وال أن تتوخى في األلفاظ من حيث هي ألفاظ ترتيبا ونظما

وانك تتوخى الترتيب في المعاني وتعمل الفكر هناك فإذا تم لك ذلك اتبعتها األلفاظ وأنك إذا فرغت من ترتيب المعاني في

نفسك لم تحتج إلى أن نستأنف فكرا في ترتيب األلفاظ بل نجدها تترتب لك بحكم أنها خدم للمعاني وتابعة لها والحقة بها،

وان العلم بمواقع المعاني في النفس علم بمواقع األلفاظ2الدالة عليها في النطق«.

إن دراسة الكلمات في حد ذاتها ال تمثل شيئا في فهم العمل" األدبي، بل إن هذا الفهم ال يتمثل إال في العالقات بين الكلمات،سلسل بين أي وحدات اللغة وهي بدورها تقوم على أساس الت

راكيب التي يخلقها النحو بإمكاناته الواسعة. (3)"الت

أوالهما: أن تركيب أجزاء الكالم، وترتيبه خاضع لمقاييس" رة، وثانيهما: أن وضع أجزاء الكلم في المنازل ومعايير مقر التي اختصت بها هي التي تعطيه اإلفادة المرجوة والمعنى

" الطريقة التي يتم بها تركيب بنية النص هي التي (4) "المراد.(5 )تمنح النص قيمته التعبيرية واإليحائية."

أبو هالل العسكري، الصناعتين، تحقيق علي محمد البيجاوي ومحمد أبو الفضــل إبــراهيم، ) د 1.107م، ص: 1952ط(، السنة

.54-53عبد القاهر الجرجاني، دالئل اإلعجاز، ص: 2- البالغة و األسلوبية. محمد عبد المطلب. الشركة المصرية العالمية للنشر، ط3

.52م، ص: 1994؛ 1 . إبــراهيم بن منصــور«العدول في البنية التركيبية قــراءة في الــتراث البالغي»-ــ 4

التركي. مجلــة جامعــة أم القــرى لعلــوم الشــريعة و اللغــة العربيــة وآدابهــا مكــة.547، ص: 19(، ج40هـ ، )ع 1428المكرمة ، السعودية ؛

. يوسف حامد جــابر. مجلــة عالمــات، «النص األدبي في اللسانيات البنيوية»-ــ 5.23، ص: 29، ج 7م مج 1998النادي األدبي الثقافي بجدة، السعودية؛

" فالكالم ألفاظ تشتمل على معان تدل عليها ويعبر عنها، فيحتاج صاحب البالغة إلى إصابة المعنى كحاجته إلى تحسين اللفظ، ألن المدار بعد إلى إصابة المعنى، وألن المعاني تحل

من الكالم محل األبدان، واأللفاظ تجري معها مجرى الكسوة،1ومرتبة إحداهما على األخرى معروفة."

إذا كان الناظم في تصور عبد القاهر الجرجاني معاني النحو حسب المعاني التي ترتب في نفسه فعليه أن يعتبر

الغرض الذي من أجله أن يساق الكالم، وهذا هو الذي يجعل معاني النحو تفترق من مكان إلى آخر من حيث المزية التي تلحق بها، فإذا تحققت مزية التفكير في موضع فهذا ال يعني

حسن في كل موضع وإنما اتفاق المعنى النحوي هو الذي يحقق المزايا باألضداد، فتكون للذكر مزية وللحذف مزية

2وللتقديم وللتأخير، والتعريف والتنكير مثل ذلك.

" كالم الناس في طبقات.... فمن الكالم الجزل والسخيف، والمليح والحسن، والقبيح والسمج، والخفيف والثقيل؛ وكله

3عربي، وبكل تكلموا، وبكل قد تمادحوا وتعايبوا."

" المعاني القائمة في صدور الناس المتصورة في أذهانهم، والمتخلجة في نفوسهم، والمتصلة بخواطرهم والحادثة عن فكرهم، مستورة خفية، وبعيدة وحشية، ومحجوبة مكنونة،

وموجودة في معنى معدومة، ال يعرف االنسان ضمير صاحبه، وال حاجة أخيه وخليطه، وال معنى شريكه والمعاون له على أموره، وعلى ما ال يبلغه من حاجات نفسه إال بغيره. وإنما يحيي تلك المعاني ذكرهم لها، وإخبارهم عنها، واستعمالهم

4إياها."

كتاب الصناعتين، أبو هالل العسكري، ت : علي محمد البجاوي و محمد أبو الفضل169، ص 1952، 1ابراهيم، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، ط

.206 ينظر: طه مصطفى أبو كريشة، النقد العربي، التطبيقي بين القديم والحديث، ص: 2 ،7 البيان والتبيين، الجاحظ، ت : عبد السالم هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط3

144، ص 1، ج199875، ص 1، ج1998 البيان والتبيين، الجاحظ، 4

األلفاظ ال تفيد" هـ( بقوله: 471عبد القاهر الجرجاني )ت: أليف، ويعمد بها إلى وجه دون ـ حتى تؤلف ضربا خاصا من الت

ركـيب و الترتيـب. (1 )"وجه من الت

فق، بل إن" فالتركيب ليس مجرد رصف لأللفاظ كيفما ات مجموع األلفاظ في تركيب معين تتعاضد فيما بينها وفق

عالقات نحوية، وارتباطات داللية، وتفاعالت سياقية، هي التيية. (.2)"تمنح الفكرة معناها، والكالم قيمته اإلبالغية والفن

أخير، تعلن عن ظاهرة لها" ـ قديم والت أن تحوالت البنية في التة يقوم على أهميـتها البـالغة، وهي أن تفكيرنا في الصياغة األدبي

أنها مجموعة من الخصائص الطارئة، يمكن متابعتها بالكشف عن عناصرها أوال، ووظائفها الداللية ثانيا، وهو ما يقدم لنا

منظومة متكـاملة من السمات؛ ألن كل عنصر في الصياغةته، حتى تلك ا للكشف عن أدبي عامل معه تحليلي يمكن الت

ة، لها نصيب من هذه الخصائص. راكيب غير األدبي (.3)"الت

هو باب كثير الفوائد، جم المحاسن، واسع التصرف، بعيد" الغاية، ال

يزال يفتر لك عن بديعة ويفضي بك إلى لطيفة، وال تـزال ترى شعرا يروقك مسـمعه ويلطف لديك موقعه، ثم تنظر فتجد

سبب أن راقك ولطف عندك، أن قـدم فيه شيء،وحول اللفظ(4)"عن مكان إلى مكان.

تع: محمود محمد شــاكر،عبد القاهر. الجرجاني، - أسرار البالغة في علم البيان. 1عودية ، )د ط(؛ .04م، ص: 1991هـ ، 1412دار المدني، جدة، الس

يميائيات العربية 2 . عقاق قادة. مكتبة الرشاد)قراءة في المنجز التراثي(- في الس م،2004هـ ، 1425للطباعة و النشر و التوزيع، سيدي بلعباس، الجزائر، )د.ط(؛

.71ص: - البالغة العربية قراءة أخرى. محمد عبد المطلب. الشركة المصرية العالمية3

. 243م، ص: 1997؛ 1للنشر، ط . تــع: محمــود محمد شــاكر، مكتبــةعبــد القــاهرالجرجــاني، - دالئل اإلعجاز في علم المعــاني. 4

.106م، ص: 2000الخانجي، القاهرة، مصر، )د.ط(؛

واقترب الوعد الحق﴿ تقدم الخبر عن المبتدأ. يقولتعالى: ا في غفلة ذين كفروا يا ويلنا قد كن فإذا هي شاخصة أبصار ال

ا ظالمين (1)﴾من هذا بل كنركيبية للجملة قد إن المخالفة البارزة في الخلخلة الت

عملت على منح النص اإليحاء الحقيـقي في وصف مشهد من مشاهد أهل الحشر، ورسم أبعاد الصورة، وذلك بتقدم الخبر

) شاخصة ( على المبتدأ ) أبصار(، لتخصيص األبصارـديدين لما خـوص الدال على حالة الخوف والذهول الش بالش

رأوا " كأنها ال تتعداه إلى غيره من الحيرة ،أو اإلزورار أو غيرهاصف بها األبصار." ( 2)من األمور التي يمكن أن تت

قديم إشارة إلى نفي جميع الصفات المرئية التي ففي الت قد تصيب األبصار، ولم يبق سوى االنفتاح الدال على الخوف

المفاجئ والذهول، وقد أدى ضمير القصة )هي( في اآلية دورهركيب بالمعنى المطلوب للتأكيد على وصف انفتاح في مد الت

األبصار ماال يفيده لو قيل، )فإذا أبصار الذين كفروا شاخصة(. جاء في )المثل السائر( : " ومن غامض هذا الموضع قوله

تعالى : )واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذينما قال ذلك ولم يقل : فإذا أبصار الذين كفروا كفروا(؛ فإنه إن

خوص دون شاخصة ألمرين : أحدهما تخصيص األبصار بالش غيرها . أما األول: فلو قال : فإذا أبصار الذين كفروا شاخصة

لجاز أن يضع موضع )شاخصة( غيره فيقول : )حائرة( أوخوص )مطموسة(، أو غير ذلك، فلما قدم الضمير اختص الش

خوص ه ال أراد أن الش باألبصار دون غيرها، وأما الثاني : فإن خاص بهم دون غيرهم دل عليه بتقديم الضمير أوال ثم بصاحبه

.97- سورة األنبياء. اآلية: 1ــة اآلداب، القــاهرة،2 - بالغة التراكيب دراسة في علم المعاني. توفيق الفيل. مكتب

. 131م، ص: 1991مصر، )د.ط(؛

ه قال : فإذا هم شاخصون دون غيرهم ..." ثانيا، كأنبحيث إن نقل الكلمة من موضعها يؤثر في المعنى .؛ (1)

وذلك من أجل أن يبعث في نفس المتلقي القلق القرائي،ة ما يجيء بعد ذكر هذا الضمير )هي(؛ وإثارة انتباهه إلى أهمي ذلك أنهم "إذا أرادوا أن يذكروا جملة اسمية أو فعلية تشتمل

على معنى هام، أو غرض فخم يستحق توجيه األسماع والنفوس إليه، لم يذكروها مباشرة خالية مما يدل على تلك األهمية و المكانة، و إنما يقدمون لها بضمير يسبقها، ليكون

الضمير - بما فيه من إبهام وتركيز، والسيما إذا لم يسبقهوق، و التطلع إلى ما يزيل إبهامه، باعـثا مرجعه – مثيرا للش

غبة فيما يبسط للرفس متشوقة لها، مقبلة عليها تركيزه، فتجيء الجملة بعده والن تمهيدا لهذه الجملة في حرص ورغـبة فتقديم الضمير ليس إال

(2)المهمة، فهو بمثابة رمز لها ولمحة أو إشارة توجه إليها."ة لفظة أخرى، وفي تقديمها وتلك معان ال تضطلع بتأديتها أي

دليل على تواجد تعاضد بين المفردات ووظائفها النحوية، وإنحوية و العناصـر الحم هو " تفاعل بين العناصر الن هذا الت

حوي العنصر الداللي بالمعنى الداللية، فكما يمد العنصر الن األسـاسي في الجملة الذي يسـاعد على تمييزه وتحديده، يمد

حوي كذلك ببعض الجوانب التي العنصـر الداللي العنصر الن تسـاعد على تحديده وتمييزه، فبين الجانبين أخذ وعطاء،

(3)وتبادل تأثيري مستمر."

- المثل السائر في أدب الكاتب و الشاعر. ابن األثير، ضياء الدين. تقديم وتعليق:1 أحمد الحوفي، بدوي طبانة. دار نهضة مصر للطباعة و النشــر، القــاهرة ، مصــر،

.216، ص: 2، ج1973؛ 2طحو الوافي. عباس حسن. دار المعارف، مصر، ط2 .250، ص: 1، )د.تا(، ج3- النحو و الداللة )مدخل لدراسـة المعـنى النحـوي الـداللي(. محمد حماسـة عبــد3 - الن

113م، ص: 2000 هـ، 1420 ، 1اللطيف، دار الشروق ، ط

هم مانعتهم حصونهم﴿...ومن هذا الباب قوله تعالى : وا أن وظنه... ، حيث قدم الخبر )مانعتهم(، وأخر المبتدأ(1)﴾من الل

)حصونهم(، وكان أصل التعبير : )وظنوا أن حصونهم مانعـتهمره معيارية القواعد أن يكون من الله(، واألولى بحسب ما تقر

المقدم في مثل هذا البناء االسم؛ ألنه مسند إليه أو محكومه مسند أو عليه، ويكون المؤخر أي الخبر هو الوصف؛ ألن

محكوم به؛ ذلك أن " الجملة العربية ال تتميز بحتمية في ترتيب (2)أجزائها."

ولكن بناء اآلية الكريمة عدل عن ذلك إلى الصورة التي هوون أن ـ عليها لمرجح بالغي، وسر داللي بياني؛ ألنهم كانوا يظن

المانعة لهم من الله الحصون، فقـدموا ما هو أهم بمـحلقـديم في استحضار ظنهم من أهمية المنعة على أهمية الت

ركيبي الموضعي جهتها في أي صورة كانت، وفي هذا الخرق الت دليل على فرط اعتقاد يهود بني النظير الجازم بحصونهم التي

تحول بينهم، وبين بأس المسلمين، ووثوقهم بالوسائل المادية المحضة متغافلين عن قوة المدد

اني. الربص بقوله : " مخشري أكثر نفاذا إلى أغوار الن وقد كان الزوا أن حصونهم تمنعهم أو فإن قلت : أي فرق بين قولك : وظنظم الذي جاء عليه؟، قلت : في تقديم الخبر مانعتهم، وبين الن

على المبتدأ دليل على فرط وثوقهم بحصانتها ومنعها إياهم، وفي تصيير ضميرهم اسما لـ )أن (،وإسنـاد الجملة إليه : دليلة ومنعة، ال يبالي معها على اعتقـادهم في أنفسهم أنهم في عز بأحد يتعرض لهم أو يطمع في معازتهم، وليس ذلك في قولك :

وا أن حصونهم تمنعهم." (3)وظن

.02- سورة الحشر. اآلية : 1.329- البالغة و األسلوبية. محمد عبد المطلب. ص: 2 - الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل و عيون األقاويل في وجوه التأويل.3

الزمخشري، جار الله بن القاسم محمود بن عمر. تح: الشيخ عادل أحمد عبد

هـ( إلى القول أن :1393 وذهب الطاهر بن عاشور )ت : "في تقديم ) مانعتهم ( وهو وصف على ) حصونهم ( وهو اسم،

و االسم بحسب الظاهر أولى بأن يجعل في مرتبة المبتدأ، ويجعل الوصف خبرا عنه، فعدل عن ذلك إشـارة إلى أهمية

قـديم في استحضار منعة الحصـون عند ظنهم، فهي بمحـل التهم، وال عبرة بجواز جعل حصونهم فاعال باسم الفـاعل وهو ظن

ه معتمد على مسند إليه؛ ألن محامل مانعتهم بنـاء على أن الكالم البليغ تجري على وجوه التصرف في دقائق المعاني

(1)فيصير الجائز مرجوحا."

ما رتيب ليس في آيتين تبعا، وإن وقد يكون خرق معيارية الت﴿ يكون في موضعين متبـاعدين كقوله تعالى: وما جعله الله إال

من عند الله صر إال بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما الن بشرى ولتطمئن﴿ ، وقوله:(2 )﴾العزيز الحكيم وما جعله الله إال

من عند الله إن الله عزيز حكيم صر إال (3 )﴾به قلوبكم وما الن المالحظ في )آل عمران(: )ولتطمئن قلوبكم به(، وفي

)األنفال(: )ولتطمئن به قلوبكم(، فما السر الداللي في ذلك ؟ وماسبب المخالفة في التعبير؟، ومقصود اآليتين واحد من حيث

المعنى وهما ألهل بدر ؟ن أن قلوبهم هي وبيان ذلك : أن آية )آل عمران( بي

ة بذلك فقال: )ولتطمئن قلوبكم به(، فقدمت القلوب المطمئن على المجرور اعتناء وبشارة ليمتاز أهلها ممن ليس لهمصال بالم الجر المقتضية نصيب، وجاء بضمير خطابهم مت

االستحقاق فقال : )بشرى لكم( . أما آية )األنفال( فقدم قبلها .74، ص: 6الموجود و آخرون. ج

نوير. ابن عاشور محمد الطاهر. الدار التونســية للنشــر، تــونس،-ــ 1 حرير و الت الت.70، ص: 28م، ج1984)د.ط(؛

.126- سورة آل عمران. اآلية: 2.10- سورة األنفال. اآلية: 3

ة، فناسبها تأكيد الوصـفين من قدرته - عز أوعاد جليلة علي- على كل شـيء وحكمته في وجل

أفعاله ، فقال: )إن الله عزيز حكيم(، بخالف آية )آل عمران( بالوعود فوردت الصفتان تابعتين دون تأكيد،لم يقع فيها إفصاح

هم فلما ياق يذكر حال خوف الصحابة واستغاثتهم برب ونجد السصر، وانتظـروا المدد والغـوث من الله تقدم تعلقت قلوبهم بالن

هم كانوا في انتظاره. ـ (1)الضـمير ) به (؛ ألنخـــريج الـــداللي أشـــار فاضـــل صـــالح وإلى مثـــل هـــذا الته لـــما كــان المقــام في )األنفــال( مقــام امرائي بقولــه:" أن السـاني قــدم )بــه( على القلــوب االنتصــار، وإبــراز دور اإلمــداد الرب والضمير يعود على اإلمداد، ولما كــان المقــام في )آل عمــران(ــال: ــداد فق ــدمها على اإلم ــوب ق ــكين القل ــة وتس ــو الطمأن هــه اللــه )ولتطمئن قلوبكم به(، وزاد كلمة )لكم( فقال: )وما جعلــوب ــادة في المواســاة والمســح على القل ــرى لكم( زيـ بشـ إال

في مقامه." (2) فجعل كال

تطبيقات مبادئ التحليل الوظيفي على النحو العربي: مفهوم المنهج لغة

نهج:طريق نهج: بين واضح، وهو النهج و الجمع نهجات ونهج ونهوج.وطرق نهجة، وسبيل المنهج، كنهج ومنهج الطريق وضحه، والمنهاج: كالمنهج .

- ينظــر: مالك التأويــل.الغرنــاطي، ابن الزبــير. تح: ســعيد الفالح. دار الغــرب1 . 315 ، 314ص: ،1م، ج1983هـ ، 1403؛ 1اإلسالمي، بيروت، لبنان، ط

. 72. ص:السامرائي، فاضل صالح- التعبير القرآني. 2

.1وجاء في التنزيل المحكم:» لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا«2والمنهاج الطريق الواضح واستنهج الطريق صار نهجا والنهج الطريق المستقيم

- نهج : طريق نهج، واسع واضح، وطرق نهجة، ونهج األمر وأنهج أي: وضح، ومنهجالطريق، وضحه، والمنهاج الطريق الواضح .

ونهجة: الربو يعلوا اإلنسان والدابــة، ولم أســمع منــه فعال، ويقــال للثــوب إذا بلى، .3هجه البلىنولما يتشقق، قد نهج وأنهج، وأ

اصطالحا:إن المنهج المتبع في أي دراسة يتجسد من خالل استعمال المفاهيم الخاصة به .

فالمنهج هو من أولى المسائل التي يجب على الباحث أن يهتم بها اهتمامــا بالغــا،إذ من خالل المنهج يمكن أن يختار المنهجية المناسبة لموضوع البحث.

والمنهج هو تلك الدراســة العلميــة الدقيقــة المنظمــة لظــاهرة معينــة، باســتخدام المنهج العلمي للوصــول إلى الحقــائق، وتفصــيلها واالســتفادة منهــا والتحقــق من

4صحتها

مفهوم الوظيفة لغة: وظف: الوظيفة من كل شيء ما يقدر له في كــل يــوم من رزق أو طعــام أو

علف أو شراب، وجمعها الوظائف و الوظف. .1ووظف شيء على نفسه، ووظفه توظيفا: ألزمها إياه، وجاء يظفه يتبعه

وفي كتاب العين نجد: وظف الوظائف جمع الوظيفة والوظيفة في كل شيء، ما تقـدم لـه من كــل يــوم من رزق أو طعام، و الوظيــف لكــل ذي أربــع فــوق الرســخ إلى الســاق، والجمــع

2وظف ووظائف.اصطالحا:

الوظيفية تهتم بكيفية استخدام اللغــة بوصــفها وســيلة اتصــال يســتخدمها األفــراد .3للتواصل ولألهداف وغايات معينة

11 :48- سورة المائدة، اآلية رقم.22ابن المنظور، لسان العرب ) مادة نهج( ، طبعة جديدة مصححة وملونــة، اعتــنى بتصــحيحها -

أمين محمد عبد الوهاب- محمد صادق العبيدي، الجــزء الرابــع عشــر، مؤسســة تــاريخ العــربي،.300بيروت، لبنان، ص:

33الخليل بن أحمد الفراهيدي، كتاب العين ) مادة نهج( ، مرتبــا على حــروف المعجم، تــرتيب - وتحقيق د.عبد الحميد هنداوي، الجزء الرابع عشر، منشــورات محمــد علي، دار الكتب العلميــة،

.271-270بيروت لبنان، ص:44:09- محمد زيان عمر، البحث العلمي مناهجه وتقنياته، ديوان المطبوعات الجامعية، ص.11:340-339 - ابن المنظور، لسان العرب ) مادة وظف( ، ص.2:382-381 - الخليل بن أحمد الفراهيدي، كتاب العين ) مادة وظف( ، ص.23بوقرة نعمان ، محاضرات في المدارس اللسانيات المعاصرة، منشورات جامعة باجي -

.97، ص:2006مختار، عنابة، 3

المنهج الوظيفي: االتجاه الوظيفي مدرســة من مــدارس الفكــر اللغــوي المعاصــر، وهــو يعــنيــارة بكيفية استخدام اللغة وبالقيمة االتصالية للغة، فاللغة في نظر هذا االتجاه، عب

عن وسيلة اتصال يستخدمها أفراد المجتمع للتوصل إلى أهداف وغايات. والجانب الوظيفي للغــة ليس شــيئا منفصــال عن النظــام اللغــوي نفســه، فتــداخل األدوار في كــل لغــة مرتبــط ارتبــاط مباشــر بالوظيفــة الــتي تؤديهــا الجمــل في

السياقات المختلفة، وبذلك فإن االتجاه الوظيفي يربط بين النظام اللغوي وكيفيــة توظيــف هــذا النظــام ألداء

14المعاني

المدرسة الوظيفية: ظهرت في أواخر القــرن الماضــي النظريــات اللغويــة العامــة منهــا النظريــة البنوية القائمة على التحليل البنوي المبني على التقطيع واالســتبدال، الــتي أصــبح

.المدرسة الوظيفية: ومنيطلق عليها المدارس اللغوية . تعود بوادر بدايـة هـذه المدرسـة إلى حلقـة بـراغ، فاسـم الوظيفـيين يطلـق على

ــدريمجموعة من اللسانيين، ويتزعم هذه المدرسة عالم اللسانيات الفرنسي أن وتتبع هــذه المدرســة الطريقــة السويســرية بالتأكيــد على وظيفــة اإلبالغمارتني

للغة. تهـدف إلى تبيــان آثــار ظــاهرة في الملفوظــات تجــيز االختبــارات المختلفــة لــدى

الناطقين. ينطلق البنويون الوظيفيــون في تحليلهم للكالم الخــام المــدون في مــدوناتهم

.التقطيع واالستبدالباعتمادهم على عمليتين هما: ــة أخــرى .1 كأن يقومو بتقطيع قطعة من الكالم، ويختبرونها باستبدالها بقطع

ــذا فإذا بقي الكالم مستقيما، حكموا على القطعة األولى بأنها وحدة من وحدات ه / وبمالحظــة العبــارة األولى تتكــون منالكالم نحــو:/ذهب بــه//كتب بــه//ذهب بك

وحدات لقابلتيها لالستبدال مع بقاء االستقامة. ويرتكز المنهج الــوظيفي على جملــة من المبــادئ الــتي تلــتزم تغيــير المعــنى

بتغير اللفظ، وهذا يتطلب في الحقيقة شيئين هما :- إذا تغير المونيم فال بد من تغير المعنى.

- إذا ثبت المونيم ثبت المعنى. فمعرفة المفــردة واســتخراجها من النص، يــؤدي بنــا إلى اختيــار عــدد من القطــعــا ونتمكن المدونة ال تختلف ألفاظها ومعانيها، إال قليال حتى نستطيع المقارنة بينهم

:1من استنباط القطع التي تنسجم لفظا ومعنى ومثال ذلكخرجت الكتاب- أ14 األلســنية، االتجــاه1979- مجلة عالم الفكر، المجلــد العشــرون، أكتــوبر، نوفمــبر ،ديســمبر ،

. 71الوظيفي وتحليل اللغة، رئيس التحرير محمد يوسف الرومي، ص:11 -،المدارس اللسانية في العصر الحديث ومناهجها في البحث، دار الوعيتواتي بن تواتي

11-10 ، الرويبة، الجزائر، ص:142للنشر والتوزيع، حي الثانوية ، رقم

خرجت كتابا جميال- أخرج الولد.أخرجت الولد-أ

فعند التمعن لهذه األمثلة نالحظ :ــنى مثال:/أخ/ نجد تكرار الهمزة في أول كل جملة، فالهمزة وحدها ال تدل على مع ال تدل على معنى/رج/ ال تدل على معنى ومجموع هذه الحروف /أخرج/ تدل على

.2معنى ونشــير هنــا أن ليســت العــبرة في الداللــة على المعــنى، وإنمــا في المنهج الــذي

يمفصل به الوظيفيون به النص، فالوظيفيون يقطعون ثم يشخصون الوحدات. فرواد هذا المنهج يرون أنه يجب على الباحث اللساني، أن يحــاول دائمــا التعــرف على ماهية القطع الصوتية، التي تؤدي وظيفة في عملية التبليغ، أي: تلك التي لها

دور في التميز بين المعاني.ويتم ذلك بإجراء عمليتين مترابطتين هما:

، كما أنهم بنوا منهجهم على مفهوم االشتمال، ولعــل مــاالتقطيع واالستبدال بالمونيمــات،اشــتهر عنــدهم التحليــل التقطيعي للكالم إلى وحــدات يســمونها

فإنهم يكتفون بتقطيع مــدرج الكالم إلى أدنى القطــع الصــوتية، تتحــدد كــل وحــدة منها بقابليتها لالستبدال بقطعة أو أكثر من قطعة، مع بقــاء الكالم مفهومــا. وهــذه الخاصية غنما توجد في الكالم البشري وال توجــد في األنظمــة التواصــلية األخــرى فالكالم البشري لــه عــدة خصــائص تمــيزه عن األنظمــة التواصــلية األخــرى، لعــل أبرزهـــا التطـــور، والتجـــدد، واإلبداعيـــة ، والقابليـــة للتمفصـــل إلى وحـــدات صــغيرة ،والــذي ال نســتطيع فعلــه مــع ، نظــام ألــوان المــرور، أو أنظــة تواصــل

الحيوانات مثال. وبهذا تظهر مــيزة هــذا المــذهب الــذي يكتفي باســتخراج الوحــدات وإدراجهــا في نظام تقابلي، ويزعمون أن هذا النظام السكوني من المتقــابالت ويقصــد بــه بنيــة

.3اللغةوأكدت هذه المدرسة في سياق تناولها وظيفة الجملة وظيفتين هما:

وظيفة اللغة في التواصل، والوظائف التي تؤديهــا مســتويات اللغــة. والظــاهر أن مفهوم الوظيفــة عنــد الغربــيين إنمــا يقصــدون بــه شــيئين اثــنين . فالوظيفــة في الدرس الفنولوجي السابق للوظيفية التركيبية إنمــا يقصــدون بــه ، تلــك الســمات التمييزية التي تتوفر في الصوت اللغــوي حــتى تعطيــه صــورة الحــرف المعــروف فيكون هو الحرف اللغوي ال الحرف اآلخر ، كسمة الجهــر الــتي تجعــل من الصــاد صادا ال سينا وغيرها كثير، أما الوظيفة عند التركيبين وعلى رأسهم أندريه ماتيني فإنهم يقصدون بها دور الكلمة في الجملة، وعليه فمجمل القول أن الوظيفــة قــد

تكون بمعنى السمة التمييزية، وقد تكون بمعنى الدور

11المدارس اللســانية في العصــر الحــديث ومناهجهــا في البحث، ص:تواتي بن تواتي- ينظر ، 19-20.

22 :20- المرجع نفسه،ص.33 :23-22- المرجع نفسه، ص.

ــدات وانطالقا من هذه التصورات فقد نادوا بتصنيف وحدات الجملة إلى بثالث وحــة الصــحيحة ومسند إليهالمسندللجملة هي: وعليه تصنف الجمل التامة المثبت

مثــل: الظــرف والحــالالوحدات اإلضــافيةالبسيطة أما العنصــر الثــالث فهــو وأدوات النسخ والشرط الستقامة الجملة النحوية.

الدراسة التركيبية الوظيفية عند أندري مارتني:ــان إن اللسانيات الوظيفية منحى لساني، قد نشأ هذا االتجاه مبكرا في أحض النزعة الفونولوجية، وفي رحاب حلقة براغ اللســانية، وتجلت مبــادئ هــذا االتجــاه

اللساني بوضوح في الدراسة الفونولوجية. ويمثل هذا االتجاه في مجال الدراسة التركيبية مجموعــة من اللســانيين يتقــدمهم

.1أندري مارتنياللساني الفرنسي وقد كان من أهم إسهاماته في المذهب اللساني الكبير مفاهيمه ونظرياتــه، الــتي أسس بها اللسانيات الوظيفية على المستوى التركيبي للغة، ويمكننا أن نتابع أبرز

األفكار التي تنطوي عليها الدراسة الوظيفية عنده في المبادئ التالية:- وظيفة اللسان:1

هي التواصــل بين أفــرادأندري مــارتني إن الوظيفة األساسية للســان عنــد المجتمع اللغوي، وتعد كذلك الوظيفة الرئيسية للسان البشــري، وهــذا مــا يســمح

.2الشخصية لغيره من الناسلكل إنسان أن يبلغ تجربته يؤدي اللسان وظيفة إنسانية، بوصــفه مؤسســة إنســانية على الــرغم من اختالف بينتها من مجتمع لغوي إلى آخــر، والوظــائف اللســانية األخــرى المتبقيــة ال ينفيهــا

بل يقر بها إلى أنها ثانوية.مارتنيــة حــول عنصــري ، واالتصــالاإلبالغ والتفاهمتتمحور وظيفة اللسان الجوهري

بين أفراد المجتمع اللغوي، واللسان ليس نسخا لألشياء كمــا هي في الواقــع، في بل هي بنى منظمة، تعكس كل منهــا نظــرة تحليليــة متغــيرة لعــالممارتنينظر

األشياء واألحاسيس. وبهذا تتركب الخبرة اإلنسانية، فإن تعلم أي لغة أجنبية ليس معناه وضــع عالمــات

étiquettes جديدة لألشياء المألوفة لـدى المتكلم، بـل هـو اكتسـاب نظـرة تحليلية مفارقة في إطار التواصل.

نســتنتج إذن:إذ كــانت جميــع اللغــات تشــترك في وظيفــة التبليــغ والتواصــل في صورتها المادية واالجتماعية، فإن الوظيفة التي تدل على شخصــية كــل لغــة على

، هي التعبــير عن تجربــة اإلنســان في واقــع الحيــاة ضــمن طريقــة نظاميــةحــدىمتميزة.

.يعبر به عن أقل درجة من هذه الدينامية 11ــة، بن - أحمد حساني، مباحث في اللسانيات، ديوان المطبوعات الجامعية، الســاحة المركزي

. 110م، ص:1999عكنون الجزائر،طبعة يرى مارتني أن طريقة التعبير عن هذه التجربة هي السمة مميزة للسان البشري عن أصوات

الحيوان. 22،أندري مارتني، مبادئ اللسانيات العامة، ترجمة أحمد الحمــو، المطبعــة الجديــدة، دمشــق -

1404-ه1405ه،1984،م1985م:13، ص.

"double articulation" التقطيع المزدوج: إن التقطيع المزدوج هو ذلك المبدأ الذي يمكن من تحليــل اللغـة إلى وحـدات

.1محدودة ونهائية في كل لغة وفي معظم األحيان أن اللغة البشرية خاضــعة للتقطيــع، لكن الــذين يــدعون هــذا القول يجدون صعوبة تكمن في تحديد ما يرمون إليه، فنجد لغات العالم لها مــيزة تميزها عن باقي اللغات، فتقطيع اللغة يخضــع لشــيء من الدقــة وتبيــان، أن هــذا

التقطيع يتم على مجالين مختلفين:.2فكل وحدة تنتج عن تقطيع تنقسم إلى وحدات من نوع آخر

هو الــذي يبلــغ أحــداث التجربــة حيث تحلــل هــذه األخــيرة إلىالتقطيع األولي مارتنيوحدات متالحقــة لكــل منهــا دال ومــدلول، وهــذه الوحــدات مــا يســميها

التقطيــع األول ويسمى المستوى الذي تتموضع فيه بالمســتوى "المونيمات"ب وهو ذلك المستوى الذي يقــوم على اعتبــار أن أي ظــاهرة من الظــواهر التجربــة البشرية، يــراد إبالغهــا وأي حاجــة يــراد التعريــف بهــا تحلــل أي: تجــزء إلى أصــغر

.1مكوناتها إلى سلسلة من الوحدات، لكل منها صورة صوتية ومعنى وتتحد بكونها وحدات غير قابلة، ألنها تحلل إلى وحــدات أصــغر منهــا ذات معــنى

فمثال :إذا كنت أعاني من ألم في الرأس، كان عليــا أن أعلن ذلــك بالصــراخ وقــد يكون هذا الصراخ ال إراديــا وهــذا يصــنف في حقــل اإلحساســات، كمــا قــد يكــون مقصودا بشكل من األشكال، كأن أرمي به إلى تنبيه العــالم المحيــط، لكن هــذا ال يكفي بجعله إعالما لغويا، إذ كــل صــرخة غــير قابلــة للتجزئــة، وتعــبر عن الشــعور

باأللم ككل دون تجزئة هذا الكل. ، تتــألف هــذهعندي ألم في رأسيويختلف األمر عندما أنطــق جملــة التاليــة:

الجملة من ستة مونيمات هي:،عند/ي/ألم/في/رأس/ي

لكنه ليس بين هذه الوحدات الستة واحدة منهــا، تســتطيع أن تعــبر بمفردهــا عنخصوصية ألمي.

فمثال كلمـة "رأس" قـد تظهـر في العبــارة التاليـة"الـرأس المـدبر" وكلمـة "ألم"كقولنا "ألمي عليه". يحقق لنا التوفير، فهو يمثل طريقـة الــتي يمكن بهـا تصـنيففالتقطيع األولى

الخبرة المشتركة بين أعضاء الجماعة اللغوية الواحدة، فــالخبرة الشخصــية قابلــة.2للتحليل إلى سلسلة من الوحدات

11الطيب دبه، مبادئ اللسانيات البنويــة ، دراســة تحليليــة ابســتمولوجية، طبــع بــدار القصــبة - .107م، ص:2001للنشر، الجزائر،

22:17- أندري مارتني، مبادئ اللسانيات العامة ، ص..هي الوحدات الداللية الدنيا التي تحتوي على الدال والمدلول

11 - :13أندري مارتني، مبادئ اللسانيات العامة، ص.إذا كان في تصور التحليل الفونولوجي لدى أنصار الوظيفية التركبية أن أصغر وحدة دالة هي

المونيم ، فإن أصغر وحدة دالة لدى الفونولوجيين هي الفونيم.22 - :18أندري مارتني، مبادئ اللسانيات العامة، ص.

و تحمل كل وحدة من هــذه الوحــدات التقطيــع األولي وهي ال تقبــل التجزئــة إلى وحدات أصغر تحمل معنى معين، فكلمــة "ألم" ال يمكن أن تــؤدي معــنى األلم إذا جزئت إلى "أ"،"لم" بحيث تؤدي مجموعة المعاني لهذه األجزاء لمعنى األلم، غــير أن الصيغة الصوتية تقبل التجزئة إلى سلسلة من الوحدات األخــرى الــتي تســاهم

بالتقطيعكل واحدة منها، في تميز كلمة "ألم" عن كلمة "أرق" وهذا ما يـــدعى .الثانوي للغة

إن كلمة ألم تشتمل على أربع وحدات هي:/أ/،/ل/،/-/،/م/ فالتقطيع الثانوي يحقق لنا توفيرا عظيما فبفضله تستطيع اللغات أن تكتفي بعدد ال يتجاوز بضــع عشــرات من األصوات المتمايزة، إذا جمعناها أعطتنا صيغة صوتية لوحدات التقطيع األولى،

فكلمة "ألم" تتألف كما رأينا آنفا من أربع وحدات . وكلمة "باب" تستعمل مرتين الوحدة الصوتية /ب/ وبينها وحدة أخري هي/آ/ وثمة حاالت يتعصي فيها التقطيــع المــزدوج كــأن يكــون االســتفهام بــالتنغيم دون األداة

في قــول ابن أبي ربيعـة ثم قـالوا: تحبهــا قلت:1للتمييز بين األخبــار واالســتفهامبهرا عدد النجم والحصى والتراب.

فقد أعني التنغيم االستفهامي في قوله "تحبها" عن أداة استفهام، فحذفت األداة، وبقي معنى االستفهام مفهوما، فالتنغيم ال يظهر في سلسلة األصــوات المنطوقــةــل لذلك ال يؤخذ بعين االعتبار أثناء التقطيع ومن هنا نلخص أن اللسان قابل للتحلي

إلى المستويين: فقد أورد لها عدة تقسيمات:les monèmes- مونيمات 1: وهي التي تتضمن أبنيتها دليل وظيفتها.مونيمات حرةأ-

مثل وظيفة وهي تستعمل لتعيين وظيفة لفظ أخر.مونيمات مرتبطة:ب- أخــرجي" هي ترتبــط لتحديــد عالقتهــا ببقيــة الــتركيبمونيمـات مرتبطــة:"ج-

بمونيم وظيفي.lesمستوى الفونيمات -ــ 2 phonèmes: هي الوحدات الصوتية الــدنيا

.2التي ليست لها داللة في ذاتها وقادرة على تغيير المعنىمبدأ اقتصاد اللغة:

ــوي ــاد اللغ ــطلح االقتص ــاء مص l’économie ج linguistiqueمن خالل الــذي يعــد أعظم عمــل لــه في1مؤلــف مــارتني "اقتصــاد التغيــيرات الصــوتية"

االقتصاد اللغوي هــو مبــدأ يقــوم على أســاس العالقــة بينإن الفونولوجيا الزمنية ــة بنيوية اللسان من جهة ووظيفة اللسان من جهة أخرى، وهو ما يمكن من وظيفــذا التواصل من أن تتم بأقل جهد ذهني وبدني ممكن والذي يساعد على تحقيق ه

، الذي يجعل الوظيفة التواصــلية تتم بواســطةالتقطيع المزدوجالمبدأ هو مبدأ . وحدات دالة و المونيمات وحدات غير دالةعدد محدود من الفونيمات

11 :112- أحمد حساني، مباحث في اللسانيات، ص.22 - :112نفس المرجع، ص.11:108- الطيب دبه، مبادئ اللسانيات البنوية، ص.

وتكمن أهمية الوظيفة التي تؤديها هذه الوحدات الدالة في مقابــل األصــوات غــيراللسانية، كأصوات التوجع والسعال وأصوات الحيوانات.

كما يرى مارتني أن اإلنسان يعيش نوعا من الصراع بين عالمــه الــداخلي وعالمــه الذي يتطلب ابتكار مفردات جديدة والطبيعة اإلنسانية الداخليــة ميالــة2الخارجي

إلى الخمول والخمود، فثمة صراع بين حاجيات التواصــل الــتي تــؤدي إلى تطــويراللغة من جهة، وخمول األعضاء وفروعها إلى االقتصاد من جهة أخرى.

وقد جاء أيضا أن االقتصـاد في اللغـة هـو الســعي الـدائم والمتواصــل في تحقيــق التوازن بين االحتياجات المتضاربة والتي ال بد من تلبيتها، فهناك جوانب تســتدعي اإلبالغ وجوانب أخرى تستدعي خمول الذاكرة والنطق معا، ومــع هــذا ال تســتطيع

.3هذه العوامل أن تمارس تأثيرها بحرية مطلقة بل هي مقيدة في تأثيرهامبادئ التحليل الوظيفي:

في تحليلــه لوحــدات العبــارة من مبــدأ التفريــق بينأندريه مــارتني يعتمــد وظائفها، ويهدف إلى وضع إطار تحليلي نموذجي، تخضع لــه جميــع وحــدات، على

ما يتطلبه بناء نظامها التركيبي، فنوه إلى مجموعة من المبادئ نعرضها كاآلتي:- الصالت القائمة بين الوحدات:1

تتجلى أهمية هذا المبــدأ في أن للمــونيم قيمتــه الدالليــة والوظيفيــة تحــدد من ،وهــذا مــا يجعلهــا تــؤثر1خالل صلته بالمونيمات األخرى المجاورة له في الســياق

ــرب في طبيعة التراكيب اللغوية.وهذا المبدأ يكاد يكون جليا واضحا عند النحاة العوهو النحو العربي فيجانبه الوصفي اإلعرابي فجملة مثل أكل زيد تفاحة أمس

نصف ا لجملة فنقول أن الصلة بين زيد و أكل هي أن أكل فعل لزيد عالقته به أنه فعل له وزيد هو الذي قام بالفعل للمونيم األول فصلته به أنه فاعله عالقة التفاحة أنه فعل بها فعل األكل من طرف الوحدة الثانية في الجملة فهي مفعول به وهي عالقتها بالوحدتين األولى والثانية وفيما يخص هذا الحدث فإنه وقع في ظرف زماني وهو األمس فعالقته به أنه ظرف للحدث فالتحليل النحوي في ابهى صوره إنما يمثل مبدأ مهما من مبادئ التحليل الوظيفي وهو مبدأ الصالت .القائمة الوحدات ويمكن أن نضع أيضا فكرة النظم في هذا المنوال أيضا

- موضع الوحدات:2 إلى أن موضع الوحدات اللغوية، يؤدي دورا تميزيـا واضـحا فيأ.مارتني يشير

تحديد وجهة العبارة، والتمييز بين الوظائف وحداتها. غير أن مارتني يرى في المثال اآلتي: نحو زيد ضــرب عمــر والــتي ستصــبح شــيئا

آخر لو قلبنا موضعي زيد وعمر. وعبارة ضرب عيسى موســى . فالعالمــة االعرابيــة ال تظهــر لي أي فــرق وظيفي في من الفاعــل ومن المفعــول . وهنــا وضــع علمــاء

22 :135- أحمد مومن، اللسانيات نشأة والتطور، ديوان المطبوعات الجامعيــة، الجزائــر، ص-136.

33 - :181أندري مارتني، مبادئ اللسانيات العامة، ص.11حنفي بن ناصر مختار لزعر، اللسـانيات منطلقاتهــا النظريــة وتعميقاتهــا المنهجيــة، ديــوان -

.79المطبوعات الجامعية الساحة المركزية بن عكنون الجزائر، ص:

العربية قاعــدة مهمــة كحــق الصــدارة والــرتب المحفوظــة كرتبــة المبتــدأ .ورتبــةــدأ الفاعل وتأخر المفعول كما في المثال . ومسوغات االبتداء بالنكرة وتأخر المبت

وتقدم الفاعل عند الكوفيين وغيرها كثير فيما يخص مبدأ موضع الوحدات وتوجد عبارات مثل: "سأرحل غدا" فمعناها ال يتغير إذا ما غيرنا تــرتيب الوحــدات، ونستنتج من خالل قارنتنا للمثالين السابقين أن الموضــع ليس ذا دور تمــيزي مهم

.2عند مارتنيالمحتوى الداللي للوحدات:

بأنهم ال يهتمون بمعــنىالتوزيعيون ينظر مارتني إلى طريقة بعض اللسانين الوحدات اللغوية في تحليلهم اللساني، ودليلهم في ذلك الضــبط العلمي لطريقــة وصــف اللســان، حيث يــرى أن ذلــك مضــيعة للــوقت ويشــير إلى مراعــاة معــنى الوحدات من أجل تحديد وظائفها، أمر ال يمكن االستغناء عنه في التحليل، وهذا ال

الــذي يــرى أن اللســانيات ال تهتم بالداللــة،دي سوسـيريعني أنه يرفض مقولة بوصفها شيئا ماديا ملموسا، ال يصلح أن يكون غرضا للدراسة اللسانية البنوية.

فهو وإن كان يهتم بالمعنى فإنه ال يهتم به من أجل دراســة في ذاتــه، بــل يتناولــه بصفته، وسيلة الختصار الجهد والــزمن، في وصــف اللغــة وتحليــل بناهــا التركيبيــة

.1وتحديد وظائف وحداتها كمــا ينبــه أيضــا إلى األخطــاء الــتي يمكن أن يتعــرض لهــا البــاحث اللســاني، عنــد

.2اهتمامه بمجال الداللة دون حذر الــتي يســمها بالمونيمــاتأمس، اليــوم، غــدا...فكلمــات ظــروف الزمــان مثــل

المستغنية يرى فيها أن معناها كاف لتحديد وظيفتها بوضوح. فهو يقسم الوحداتمارتنيومن خالل هذه المبادئ، وقياسا على ما تطرق إليه

ــا من حيث هي ــرا إليه ــناف، نظ ــة من األص ــا إلى جمل ــار وظائفه ــة، باعتب اللغويمونيمات، أو تراكيب متميزة، وهي كاآلتي :

M .Autonome- المونيم المكتفي 1M. Fonctionnel- المونيم الوظيفي 2- المونيم التابع3 syntagme Autonome- التركيب المكتفي 4S. Prédicatife- التركيب اإلسنادي 5expansion-اإللحاق 6 .amalgame 1- االلغام 7

ولنوضح أكثر ان المحتوى الداللي قــد يكــون فيصــال في التحليــل النحــوى ، نعطيالمثال التالي:

أكلت الحلوى سلوى

22 :111-110-108- نفس المرجع، ص.11 - :110الطيب دبه، مبادئ اللسانيات البنوية، ص.22 -:34-33أندري مارتني، مبادئ اللسانيات العامة، ص.11 -:111الطيب دبه، مبادئ اللسانيات البنوية، ص.

فالرتبة كما هي معروفة في النحو العربي من حق الفاعل التقدم ولكن المعنى الــل يستقيم البتة فال يعقل أن تأكل الحلوى التي هي مأكولة سلوى التي هي الفاعــاده وهذا المعنى المنطقي الموجود في ذهن الجماعة الناطقة باللسان العربي أف المعنى الداللي للكلمات وهــذا الــذي يعــرف عنــد تمــام حســان وبعض الدارســين

للقرائن المعنوية في النحو العربي بالمعنى المنطقي تبعا لطبيعته ال باعتبار عالقاته، ومفادهمارتنيوهناك تصنيف آخر للمونيم وضعه

أن المونيم إما أن يكون وحدة معجمية وإما أن يكون مورفيما نحو قولنا:زيد وعمر يحبان المطالعة، نتحصل على التقسيم اآلتي:

زيد ، عمر، يحب، مطالعة وحدات معجمية.وحدات نحوية. و- ان- ال

عطف مثنى- معرفة

ــيرة ــا ذا وحــدات متغ ــة تشــكل قســما مفتوح ــات وحــدات معجمي ــبر المونيم تعت1ومتجددة، بينما تعتبر المورفيمات قسما مغلقا وحداته قارة ومحدودة

نقد المنهج الوظيفي: لم تسلم المدرسة الوظيفيــة من انتقــادات العلمــاء، فقــد أحصــوا لهــا عيوبــا كثيرة، وانصبت جل انتقاداتهم لكونها تعتمد على شيء غير محسوس، لتعـود إليــه بعد ذلك وهو المعنى وهو الشيء غــير المحسـوس، فــالمنطلق كمــا هـو متعـارفــوم إلى ــاس أي االنطالق من المعل عليه، البد أن يكون من شيء ال يختلف فيه النــو المجهول، أو كما يسميه العلماء االنطالق من شاهد إلى الغائب، ولم يجــد لغوي

هذه المدرسة أي حجة أو مبرر للرد على هذا االنتقاد. وهناك مالحظة أخرى تؤاخذ عليهــا هــذه المدرســة، آال وهي: أن مســتويات اللغــةــدات ليست على هذه البساطة التي أرادها الوظيفيون، فليس هناك الدوال والوح

زيادة على الجمل بــل وحــدات أخــرى، لم يتفطنالتقطيع المزدوجالصوتية ــريكي ــاللغوي األمـ ــون، إال البعض منهم كـ ــا الغربيـ ــويتشومســـكيلهـ واللغـ

كانيوبين 1الفرنسيإننا حينما نتكلم عن الوظيفية عند مارتيني فإنها غالبا ما ترتبط بالتمفصل المزدوج وعليه فهل يمكن أن تصلح هذه الفكرة للتطبيق على كل اللغات أم ال ؟ وذلك على اعتبار أن النظرية اللسانية حينما توضع وتبتكر،يكن من شروطها ومنخصائصها صفة الشمول.إننا حينما نحكم ونخضع اللغات لمثل هذه الخاصية والتحليل فإن غالب اللغات ما تصلح عليها . كاللغات الالتينية والجرمانية ، إال أن هنالك خصوصية لبعض اللغات مثل العربية والتي هي لغات اشتقاقية ، فبعد تحليلنا للمستوى الثاني من التمفصل المزدوج وهو الحروف واألصوات والتي ال داللة لها نكاد نلمس أن الصيغة الصرفية تكاد تبدو واضحة كمستوى ثالث موجود بالقوة في أذهان الناطقين بها وذلك علة اعتبار أن الوحدة الدالة في العربية

11 :19-15- أندري مارتني، مبادئ اللسانيات العامة، ص.11 - :23تواتي بن تواتي ، المدارس اللسانية في العصر الحديث ومناهجها في البحث ، ص.

واللغات السامية عموما، إنما تنشأ من تقاطع الصيغة الصرفية +المادة اللغوية أو الجذر اللغوي والذي يشكل لي الكلمة أو الوحدة الدالة ،وعليه فإن المنهج الوظيفي بصيغته الغربية ال يستقيم بشكل تام،لخصوصية اللغة العربية، هذا من جهة ومن جهة أخرى، ال بد من تكامل مناهج متعددة لدراسة النحو العربي .واالستفادة من المناهج الحديثة في الطرح العلمي اللساني الحديث

التركيب اللغوي في النظرية التوليدية التحويلية

رائد هذا المذهب هو "نوام تشومسكي" عالم أمريكي ذاع صيته عندمام، وقد انطلق1957نشر أول كتاب له عنوانه "البنى التركيبية" سنة:

تشومسكي في دراساته من انتقاد المناهج البنيوية التي شاع استعمالها منذ دي سوسير بالنسبة لألوروبيين بلومفليد بالنسبة لألمريكان فهذه مناهج وصفية بنيت

على مقاييس دقيقة وغايتها القصوى هي أن تصف آليات اللسان وصفا علميا.دقيقا، فهي من حيث الحيثية وصلت إلى نتائج مرضية

وهي بهذا قد ابتعدت عن األفكار المسبقة وتوصلت إلى تجزئة النصوص اللغوية إلى قطع صغيرة ثم تصنيفها تصانيف مختلفة أفادت كثيرا العلوم الفرعية

األخرى مثل صناعة تعليم اللغات ومعالجة أمراض الكالم. وميزة هذه المناهج أنها تعطي للتفسير والتعليل قسطا من العناية باإلضافة إلى كونها سكونية ال

تلتفت إلى ما وراء الظواهر المحسوسة الظاهرة على مدرج الكالم ولم تفسر كيفية إدراك الكالم وإحداثه فهي في نظر تشومسكي فاشلة وخاصة عند تحليلها

للمستوى التركيبي إذ إنها اهتمت بالجزئيات وأهملت العالقات التي تربط هذه.الجزئيات بعضها ببعض ولم تعطها ما تستحقه من االهتمام

ظهر إذن المذهب المسمى "النحو التفريعي التوليدي التحويلي" في أواخر الخمسينات من هذا القرن وأخذ يتطور محدثا انقالبا جذريا في الدراسات

.التركيبية بل في الدراسات اللسانية

وصدور كتاب تشومسكي "البنى التركيبية" بمثابة االنطالقة األولى لذيوع هذه النظرية التي ستعرف تطورا كبيرا وستحتل مركز الصدارة في الستينات

والسبعينات، وكان لها وال يزال آثارا عظيمة في توجيه األبحاث اللغوية وفتح آفاق .جديدة في مجال تحليل اللغات ودراسة السلوك اللغوي البشري

يقول تشومسكي أن اللسانيات البنيوية ليست إال مرحلة، فيجب على اللغوي أن يبتكر مناهج جديدة لتحليل المستوى التركيبي بل اللسان كله، وقد

أغفلت البنيوية الكالسيكية قدرة اإلنسان على إحداث جمل غير متناهية العدد لم يسمعها، ولم يتفوه بها قط من قبل، وفي نفس الوقت قدرته على إدراك عدد ال

.متناه من الجمل ما سمعها وال تفوه بها قط من قبل

وجاءت نظرية تشومسكي لتسد هذا الفراغ، فقد كانت البنيوية تحلل الكالم دون أن تلتفت إلى كيفية إحداثه وإدراكه من قبل المتكلمين، فإن

تشومسكي تجاوز هذه المرحلة. اللغة ليست ظواهر لفظية محضة فحسب، بل هي ظواهر نفسية ولفظية في آن واحد يجب العناية بها. وإن كان دي سوسور قد

وضع تقابله المشهور بين اللسان والكالم فإن تشومسكي فرق بين الملكة.والتأدية

الملكة هي القدرة الراسخة لدى المتكلم على أن يحدث ويشخص ويحدد -.ويعرف ويحقق سلسلة صوتية لها بنية تركيبية ومعنى

التأدية هي تحقيق هذه الملكة وإنجازها أي هي ما يقوم به المتكلم عند إحداث -.الكالم

فعند المقارنة ندرك أن مفهوم الملكة يمتاز بالدينامية والحركة في حين عرف سوسير اللسان على أنه: »رصيد مستودع في األشخاص الذين ينتمون إلى

مجتمع واحد بفضل مباشرتهم للكالم، وهو نظام نحوي يوجد وجودا تقديريا في كل دماغ«. فكانت نظرية اللسان نظرية سكونية ثابتة في حين أن تشومسكي

يركز على مفهوم هام جدا والمتمثل في قدرة المتكلم على إحداث الكالم.وإدراكه

بنى تشومسكي النظام النحوي المثالي للسان البشري على شكل جهاز - من القواعد المتناهية العدد يتفرع عنها عدد المتناه من الجمل، يصور هذا الجهاز

الطاقة التفريعية الكامنة في اللغة فهو إذن عبارة عن مجموعة من القواعد

التوضيحية تتفرع عنها الجمل، بشرط أن ال تتفرع عنها إال الجمل السليمة.المقبولة لدى الناطقين بهذه اللغة

فالنظرية تهتم بالسالمة النحوية شديد االتصال بالبنية التركيبية حيث يشترط في الجملة أن تكون سليمة من حيث تركيبها النحوي، وأن تكون مقبولة

.مناسبة لمدلوالت اللغة المعنية

ومن بين النقائص التي تفطن إليها تشومسكي مثل قضية التحول من اإلثبات إلى النفي، وعالقات الشرط التي تربط الجمل فيما بينها ومشكلة

االشتراك أو االلتباس المعنوي الذي يظهر في قولنا )يغني الشاعر الليل( فلسنا .ندري هل يتغنى بالليل أي أنه يستلهمه موضوعا له أو أنه يضع شعره ليال

لذلك أدخل تشومسكي المبدأ التحويلي فمثال نالحظ أن الجملة السابقة - لها معنيان، وأن لها بنية ظاهرة على مدرج الكالم أو البنية السطحية وبنية عميقة ال تظهر إال بتتبع عمليات التحويل التي يقوم بها المتكلم، وعمل القواعد التحويلية

فيتمثل في تحويل هذه البنية العميقة إلى بنية سطحية مكونة من العناصر.اللغوية

فالتفريع يتم على ثالث مراحل المرحلة األولى التي تتكون فيها قاعدة النحو أي البنية العميقة ثم تأتي المرحلة الثانية التي تتحول فيها البنية العميقة

إلى بنية سطحية باستعمال قواعد التحويل والمرحلة الثالثة تشكل الجملة.لسلسلة من األصوات الدالة على المعنى

النحو التفريعي أو التوليدي التحويلي:

قواعد تركيب الجملة عند تشومسكي:مركب اسمي + مركب فعلي.- الجملة 1أداة تعريف + اسم.- المركب االسمي2- المركب الفعلي الفعل + المركب االسمي.3أل.- أداة التعريف4)رجل، كرة...(.- االسم5

)ضرب، أخذ(.- الفعل6 أما طريقة تطبيق هذه القواعد فتقوم على إعادة كتابة أركان الجملة لبيان

العالقة القائمة بين مكونات الجملة حيث يتحصل على ما يدعى بأركان الجملةمثل:

The man hit the ballالرجل ضرب الكرة نطبق القواعد السابقة على النحو التالي:

-NP : 1مركب اسمي + مركب فعلي- القاعدة األولى: الجملة1The man

VP : hit the ball -2 أداة التعريف + اسم - القاعدة الثانية: المركب االسمي2

the = TMan= N

-3 الفعل + مركب اسمي - القاعدة الثالثة: المركب الفعلي3hit = V

The ball= NP في اإلنجليزيةthe ألـ )في العربية( - القاعدة الرابعة: أداة التعريف4

the = T 4 - Man, ball= N )الرجل، الكرة...( - القاعدة الخامسة: االسم5

-5 = hit- 6 - القاعدة السادسة: الفعل ) ضرب( 6V