80
وكة ل ع الأ ق و م ى عل ري حص ل د وا دي ج ل ع ا ب ا ي ة" ي$ ف س ل$ ف ل ة ا ت دا ف ت ع م س و لي و طا سط ر ا( " س لي وطا سط و ار و ا سط ر ا384 (. ق322 حد ن? ا م كا ي د ق ي$ ن ا$ وي ي$ وف س ل ي$ ف). ق اء،" ي$ ر ي$ ف ل ل ا مS ش ت دة عد ت م ع" ت$ ض وا م ى$ ف ب" ت ك ر." كي در" الأ$ ي ك سa م الأ عل من? و و ط لأ$ ق ا$ د" ي م لأ ي م جك لل ا كاS ش ء، وا ا ي ح ، والأ وان? ي ح ل ا ادة ي ع ، و ق ط$ ن م ل ر، وا عS س ل وا اوي$ ري ب ى عل ى$ ف صط م م ي ر مwww.alukah.net

 · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

  • Upload
    others

  • View
    3

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

األلوكة موقع على والحصري الجديد تابع  

أرسطو طاليس ومعتقداتهالفلسفية

ق.م.(322 ق.م.)384أرسطو أو ارسطوطاليس ) فيلسوف يوناني قديم كان أحد تالميذ أفالطون ومعلم

اإلسكندر األكبر. كتب في مواضيع متعددة تشمل الفيزياء، والشعر، والمنطق، وعبادة الحيوان، واألحياء،

وأشكال الحكم

مريم مصطفى علي برناوي

 www.alukah.net

Page 2:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

بسم الله الرحمن الرحيمالمقدمة :

إن الحقيقة التاريخية أثبتت أن اليون''ان ك''انوا يعتق''دون في تع''دد اآلله''ة ، وإن له''ا جميع''ا في األس''اس هيئ''ة اإلنس''ان ، وك''انت األساطير القديم''ة تحكي عن ميالد معظم اآلله''ة، وك''انت تفس''ر كيف يمكن لآلله''ة أن تمتلئ غض''با أو أن تنعم على من تحب من الناس، لذلك أتى الفكر الفلسفي ووضع قض''ية )اآلله''ة في هيئ''ة اإلنسان( موضع التساؤل، وكذلك رأى أن تصور اآللهة كأنهم بشر

1، بل وكذلك أنه ناتج عن تصورات نفسية

وأثبتت لنا الحقيقة التاريخية أن أرسطو قد ميز بين عالم ما فوق القمر ذو النظام اإللهي وبين عالم ما تحت فل''ك القم''ر وه''و م''ا نسميه بعالم البشر ال''ذي يس''وده فع''ل اإلمك''ان ، ل''ذلك لم يكن من الحق أن نتهم العصور المت''أخرة ألرس''طو بأن''ه أنك''ر العناي''ة اإللهية ، وتحدث عن الوجود اإلنساني بوصفه وجودا خاضعا لفعل

2المصادفة

ولقد ظن المفك''رين أن وراء بعض األح''داث ت''دخال مباش''را من جانب اآللهة وبالتالي ال مجال لفعل المص''ادفة ، فس''لط أرس''طو الضوء في دراسته له''ذا ، فبحث في علم الوج''ود ، من حيث ه''و موج''ود أي كن''ه الوج''ود وم''ا ب''ه قوام''ه فس''مى ه''ذا العلم

) بالفلسفة األولى ( ، أما لفظة ) ما بع''د الطبيع''ة ( فق''د نقلت عن طري''ق * نيق''والس الدمش''قي * في الق''رن األول الميالدي ، ونيق''والس نقله''ا عن

، ولق''د تش''بث أرس''طو بع''الم الواق''ع3شراح أرس''طو اليون''انيين والحس وأنك''ر ع''الم المث''ل ، ونظ''ر إلى الطبيع''ة نظ''رة علمي''ة

عميقة سار فيها بمنطق تدريجي متسلسل

ص 1 للفلسفة دعوه 24أرسطوص 2 القديمة الفلسفة لوسيف / 196تاريخص 3 للفلسفة دعوة 84أرسطو

2 www.alukah.net

Page 3:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

وإن كتاب الطبيع''ة –كم''ا يب''دو من اس''مه- خصص''ه أرس''طو لدراس''ة الحركة باعتبارها أبرز تجلي''ات الطبيع''ة ، فج''اء في المعجم الفلس''في الذي أدرجه في مقالة الدال من كتاب ما بعد الطبيع''ة مع''ان خمس''ة ليس بينها معنى واحد يمت بصلة وثيقة إلى الطبيعة بمفهومها الحديث

فالطبيعة عنده بمعنى: ' )تولد ما ينمو(

' ) هي العنصر األول المباطن الذي منه ينمو ما ينمو( مثل البذرة أوالنطفة

مبدأ الحركة األول لكل موجود طبيعي(' ويأتي بمعنى ) ' ويطلق على )المادة األولى التي يأتي منها أو يصنع منه''ا ش''يء

اصطناعي(.. فالخشب مثال طبيعة األشياء التي من الخشب. ''' والطبيع''ة، خامس''ا وأخ''يرا، تق''ال يطل''ق على )ماهي''ة األش''ياء الطبيعية، أي الصورة التي تؤول إليها المادة األولي''ة بع''د اكتم''ال

1صيرورتها"

' وإذا أضفنا إلى هذا أن هناك بون''ا شاس''عا بين م''ا نفهم''ه الي''وممن الطبيعة

وما كان يفهمه أرس''طو، نج''د أن اهتم''ام أرس''طو بعلم م''ا وراءالطبيعة من أساسيات أعماله

هو واحد من األعم'ال األساس'ية ألرس'طو وه'و2فالميتافيزيقا بنفس االس'م فموض'وع ه'ذالفرع من الفلسفةأول عمل أساسي

العلم هو "الوجود كوجود" أو الوجود المفهوم كوج''ود. يبحث عن ما يمكن كون''ه مؤك''دا عن أي ش''يء يوج''د فق''ط لوج''وده وليس بس''بب أي ص''فات خاص''ة في''ه. وأيض''ا غطى ه''ذا العلم أن''واع مختلفة من السببية والصورة والمادة ووجود الموضوع الرياض''ي

والله المحرك األول ، اقتبس مضمونها من352هذه القولة الطبيعية لجورج طرابيشي من كتابه "نظرية العقل" ص 1

93أغسطين ما نسيون: مدخل إلى الطبيعيات األرسطية )بالفرنسية(، صالتي 2 المؤلفات ترتيب من وانتهى أرسطو مؤلفات تصنيف في أخذ عندما الروديسى أندرونيقوس وضعه يوناني لفظ

الطبيعة ) علم تعالج3

 www.alukah.net

Page 4:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

والفلس''فة األولى أو الميتافيزيق''ا عن''د أرس''طو هي العلم بالعل''ل األولى لألشياء ، ويطلق أرس''طو أيض''ا على ه''ذه الفلس''فة اس''م الحكمة أو العلم اإللهي ،ألنها تبحث في الموج''ود األولى أو العل''ة األولى ،وتبحث في أك''ثر الموض''وعات األلوهي''ة وهى ذات الل''ه وصفاته وأفعاله باعتبار أنه- أي الل''ه - ه''و المب''دأ األول للوج''ود ، وي''ذهب أرس''طو ك''ذلك إلى أن الفلس''فة األولى ال''تي تبحث في الوج''ود كم''ا ه''و موج''ود، أي أنه''ا تبحث في الوج''ود من ناحي''ة المبادئ األولية الكلية ال''تي تعم جمي''ع الموج''ودات وال''تي تجع''ل

1الوجود موجودا

وقد تحدث أرسطو عن السمو والرفعة اللذان تبرزان غائيت''ه في أوضح صورة ، فالسامي عنده مرادف للكمال واإللهي ، وك''ل م''ا

أبدعته الطبيعة في رأيه إلهي ''' وعبارت''ه المش''هورة ال''تي يق''ول فيه''ا )إن اإلل''ه والطبيع''ة ال يصنعان ش''يئا عبث''ا أو ب''اطال ( تؤك''د أن اإلل''ه عن''ده ه''و الطبيع''ة

2نفسها ...

' وانطالقا من هذا كان تس''ليط الض''وء في ه''ذا البحث على المس''ائل ال''تي بإمكانن''ا من خالل''ه تفهم عقيدت''ه وفكرت''ه األرس''طية كقض''ية

اإللهيات واألخالق عنده ، فكان محور البحث متناول لجانبين : إله أرسطو وفكرة المحرك األول ( ( : المبحث األول

ويتناول ستة مطالب :/ تصور أرسطو لإلله1/ ماهية المحرك األول ' المقصود به ' وكيفية حدوث التعقل :2/ الدليل على المحرك األول3 /عالقة إله أرسطو ) المحرك األول ( بالعالم واستثارة المح''رك4

األول لحركة العالم ويتناول :

الحرة 1 الموسوعة ويكيبيديا ' أرسطو ميتافيزيقياص 2 للفلسفة دعوة 72أرسطو

4 www.alukah.net

Page 5:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

أ' قضية الع''الم عن''د أرس''طو ب ''' فك'رة الم''ادة والص''ورةوالوجود عند أرسطو

ج ' عالقة المحرك األول بالعالم/ أثر فكرة المحرك األول على فالسفة اإلسالم5 / نقد عقيدة أرسطو في إلهه ونقد فكرته من منظور إسالمي 6

المبحث الثNNNاني : ) نظريNNNة األخالق عنNNNد أرسNNNطو (ويتناول أربعة مطالب :

/ صورة تحقق األخالق عنده1/ طبيعة السعادة عنده ويتناول :2

أ/ السعادة والفضيلة ب / السعادة في الدنيا فحسب

ج / السعادة مما ال يمدح/ وسطية األخالق عند أرسطو3/ أثر نظرية السعادة واألخالق على فالسفة اإلسالم4/ نقد نظرية الفلسفة األخالقية من منظور إسالمي5

م'''ريم مص'''طفى علي كتبت'''ه الباحث'''ة :

مصطفى

5 www.alukah.net

Page 6:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

النظرية التي تتوج الفلسفة األولى عند أرسطو أي ) مذهبه في اإلله ( من حيث هو الوجود الخالد الذي ال يتغير وهو منبع كل تغير

وكل حركة وعملية هي ( المحرك األول نظرية)

فإذا أردنا أن نسلط الضوء على تصور أرسطو لإلله وعالقةاإلله بالعالم نقول

المطلب األول : تصور أرسطو لإلله

اإلله هو الموجود الواحد األول غير المتغير ، وحضوره ه''و ال''ذي يجعل الع''الم يق''وم بعملي''ة النم''و الكوني''ة كله''ا ، وه''و المص''در األعلى ال''ذي يجع''ل سلس''ة ) الص''ور ( الكامن''ة في الم''ادة في الع''الم تخ''رج إلى التحق''ق الفعلي ، واإلل''ه يق''ف خ''ارج مجم''ل عمليات العالم التي يؤدي حضوره إلى استثارتها لتقوم الطبيعة ، وهو ليس مكونا ه''و نفس''ه من م''ادة وص''ورة ش''أن م''ا ينتج في العالم ، إنما هو صورة خالصة مفردة وفعل خالص ، وليس وراءه مراحل مر بها تدريجيا حتى وصل إلى ما هو عليه ، فإن''ه موج''ود غير مادي على وجه اإلطالق ، وهو ضرورة الزمة لوجود الع''الم ،

1ولكنه يعلو على العالم ويقف خارجه

ج 1 أرسطو . / 73/ 1فلسفة : ) ( األولى 'الطبعة بيروت ' الطليعة دار قرني عزت د ترجمة تايلور إدوارد ألفرد ل'6

 www.alukah.net

Page 7:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

إن قطب الرحى الذي دار عليه التصور األرستطالي في كتاب''ه" الفلسفة األولى "

و الذي اسماه أندرونيقوس الرودس''ي ب''' " م''ا بع''د الطبيع''ة " .." : لإلله دقيق وخاص " "God is Pure Actيتمثل في مفهوم

اإلله فعل محض "

إن فهم مث'''ل ه'''ذا التص'''ور يس'''تدعي حش'''دا من التفاس'''ير لمص''طلحات و مف''اهيم ابت''دعها أرس''طو ومن س''بقوه .. فكلم''ة

" تتطلب تفريقا دقيقا بين مصطلحي Actفعل " "Potentiality " الوجود بالقوة ، و مصطلح - " Actuality- "

الوج''''''''''''''''''''''''''''''''''ود بالفع''''''''''''''''''''''''''''''''''ل . فالموجود بالقوة هو الشيء غ''ير المتعين ، و القاب''ل للتعين إم''ا

بأية " صورة " أو ب' " صورة " معينة ، أي أنه في حالة استعداد وتهيؤ للكم''ال .. لم يبلغ الكمال ولكنه في طريقه إلى تحقيقه .. ربما يصل وربم''اال يص''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''ل . الوجود بالقوة يعني أن يكون هناك ال وج''ود .. و الالوج''ود هن''ا ال يعني العدم المطل''ق كم''ا يش'ير ب'دوي ب''ل ه'و " إمك'ان الوج'ود

للشيء الذي سيوجد فيما بعد " . * إمكانية التحقق ال تعني بالضرورة حصول هذا التحقق .. و لكن العملي''ة المص''احبة له''ذه اإلمكاني''ة هي " تغ''ير " ح''اول تفس''يره أرسطو وفق رؤية فلسفية تتناول مفهوم " الحركة " مح''اوال من

خاللها تقديم براهين على أن الحركة أزلية أبدية.* مثل هذا التصور يتطلب معرفة بمصطلحات أرستطالية مثل :

" الهيولى " = وجود بالقوة " الصورة " = وجود بالفعل

"الح'''ركة" = و هي فعل ما هو بالقوة باعتباره بالقوة

7 www.alukah.net

Page 8:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

و ربم''ا ك'ان توم''ا األكوي''ني ق''د نجح في تق''ريب مث''ل ه'ذه المف'''اهيم للن'''اس بع'''د رحي'''ل أرس'''طو بع'''دة ق'''رون و من خالل هذه التصورات يمكن فهم ما ذهب إليه أرس''طو

في بعض مفاهيمه الخاصة في اإلله : ) المحرك األول الذي ال يتح''رك - ص''ورة الص''ور ''' - اإلل''ه عقل محض - حياة اإلله في تعقل''ه - عاق''ل لذات''ه ، معق''وللذات''ه ، عق''ل لذات''ه - العق''ل المنفع''ل - العق''ل الفع''ال ( ' فالمحرك األول عند أرس''طو يس''تدل ب''ه على وج''ود الل''ه وعند دراسة ذلك نج''د أن''ه يوج''د زمان''ا وحرك''ة فالزم''ان ال بداي'''ة وال نهاي'''ة ل'''ه ومع'''نى ه'''ذا أن'''ه موج'''ود أزلي'''ا فالزمان هو مقياس الحرك''ة ألن الحرك''ة اليمكن أن تتم اال

من خالل الزمان

من يحركهافكل األشياء تتحرك في زمن معين فإذا تساؤلنا ؟

ف'''''''''''''''''''الجواب عن'''''''''''''''''''د أرس'''''''''''''''''''طو إن لذي يحرك األشياء ه''و المح''رك األول ، وه''ذا المح''رك ل''ه

صفاتالمطلب الثاني :

ماهية المحرك األول ''' المقص''ود ب''ه ''' وكيفي''ة ح''دوثالتعقل : '

المحرك األول : ( فبالت''الي من مفاهيم أرسطو الخاصة قوله ) اإلله عق''ل محض

المحرك األول هو " فعل محض خالص " أو "نشاط عقلي ال يتطلب مادة و إنما هو عبارة عن فك''ر وعق''ل وم''ا دام فك'ر وعق''ل فه''و أق''رب إلى

األشياء اإللهية8

 www.alukah.net

Page 9:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

صفات المحرك األول : أنه ال يتحرك فهو ث''ابت ويح''رك فق''ط ومع''ني ه''ذا أن الصفة االولى :

هذا المحرك يتحرك بذاته ألنه لو تح'رك بغ'يره فمع'ني ه'ذا أن''ه يوج''دشيء آخر يحركه فهو ال يمكن أن يكون محركا بغيره بل محركا بذاته .

:أنه أبدي ال ينقسم ألنه إذا انقسم تعدد ولو تع''دد ألص''بحالصفة الثانية له أجزاء وعن''دها ال نس''تطيع أن نع''رف الحرك''ة من أي ج''زء ، وه''و ال

ينقسم ألنه خالي من المادة 1 حدوث التعقل

)حياة اإلله في تعقل''ه - عاق''ل لذات''ه ،ومن مفاهيمه األرسطالية ، معق''ول لذات''ه ، عق''ل لذات''ه ( فح''دوثتعشق الهيولى للصورة

التعقل على النحو التالي : إما أن يعقل بذاته وإما أن يعقل بغيره ف''ان عق''ل بغ''يره ال يمكن أن يكون ثابت ومعنى هذا أنه متغير وليس له صورة واض''حة أم''ا

إذا تعقل بذاته فيكون هناك حالة من االتصال ومعنى هذا أن المح''رك األول عن''د أرس''طو ه''و نش''اط عقلي فه''و النش''اط

الذي يحرك األشياء فالمحرك األول = العقل اإللهي.

فالمحرك األول يختلف عن المحركات التي توجد في األفالك المختلفة كفلك األرض وفلك السماء

'''رد قول'''ه : '''' وفي كت'''اب " الع'''الم " المنس'''وب ألرس'''طو ي" إن عقول الك''واكب يجب أن ينظ''ر إليه''ا باعتباره''ا أفك''ارا لل''ه " ربما كان مثل هذا القول منحوال عليه .. لكن م''ا ه''و ث''ابت عن''ه ه''وقول'''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''ه :

1 http://aljsad.com/forum85/thread162049/index3.html#ixzz28q3tO96d9

 www.alukah.net

Page 10:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

" الله هو المعش''وق األول و المعق''ول األول .. و األش''ياء أو الم''ادة تتحرك بأن تعشق ه''ذا المعش''وق األول، فتح''دث فيه''ا الحرك''ة ، وبالت'''''الي يح'''''دث الك'''''ون و بقي'''''ة أن'''''واع الحرك'''''ات " .

وال شك أن مثل هذا التصور باطل ومردود ولك أن تتأمل وتقارن هذا التص''ور بم''ا ذك''ره ابن القيم رحم''ه الل''ه

" وكل حركة في الع''الم العل''وي أوفي كتابه الجواب الكافي قال : الس''فلي فأص''لها المحب''ة.. فل''وال الحب م''ا دارت األفالك وتح''ركت الكواكب الن''يرات، وال هبت الري''اح المس''خرات، وال م''رت الس'حب الح''امالت، وال تح''ركت األجن''ة في بط''ون األمه''ات، وال انص''دع عن الحب أنواع النبات، واضطربت أمواج البحار الزاخرات، وال تح''ركت الم'''دبرات والمقس'''مات وال س'''بحت بحم'''د فاطره'''ا األرض'''ون

والسموات وما فيها من المخلوقات."

'''''''''' و ق'''''''''ال في كت'''''''''اب " روض'''''''''ة المح'''''''''بين " : "العالم العلوي والسفلي إنما وج''د بالمحب''ة وألجله''ا ، وإن حرك''ات االفالك والمالئكة وكل متح'رك إنم''ا وج'دت بس'بب الحب ،وحقيق''ة

المحبة حركة نفس المحب إلى محبوبه فالمحبة حركة بال سكون

المطلب الثالث : : '1 دليل أرسطو على المحرك األول

1 / . / / ' األولى الطبعة ' المحتسب دار عالل كبير خالد ل'د آثارها أسبابها مظاهرها والعقل العلم حق في أرسطو جناياتالجزائر

10 www.alukah.net

Page 11:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

أطل''ق أرس''طو على الل''ه س''بحانه و تع''الى اس''م : المح''رك األول )المح''رك ال''ذي ال يتح''رك ( ، و ه''و عن''ده ج''وهر أزلي مف''ارق للمادة ، غير متح''رك بالض''رورة . و ه''و المب''دأ ال''ذي يتوق''ف علي''ه الكون ، و العقل األول و المح''رك األول ال ب''د أن يك''ون بطبيعت''ه ال

ودليله في ذلك :يتحرك ،و القول به أمر ضروري ،،

أنه ) ال يتحرك ( أن تسلسل المحركات إلى م'ا ال نهاي'ة مح'ال ،/1 .1 فالبد إذن من أن تنقطع السلس''لة عن''د مح''رك أول ال يتح''رك . و ه''و أسمى الموجودات ، و ال يوج''د عن''ده معق''ول أس''مى من ذات''ه ، فه''وعاق''''''''''''''''''''''''''''''''''''''ل و معق''''''''''''''''''''''''''''''''''''''ول

وأشار إلى أن له )حياة ( : )) فإن ك''ان اإلل''ه كحالن''ا في وقت م''ا/2 فذلك عجب ، و إن كان أكثر ، فأكثر عجبا ، فله كذلك حياة ، ألن فعل العقل الحياة ،و ذلك هو الفعل. و العقل الذي بذاته ، و له حياة فاضلة و مؤبدة . فنقول إن اإلله حي أزلي في غاية الفضيلة ، فإذا هو حي''اة ،و ه'''''''''و متص'''''''''ل أزلي ، و ه'''''''''ذا ه'''''''''و اإلل'''''''''ه (( .

أنه أول سبب الحركة ، قال : )) ك''ل متح''رك ف''واجب ض''رورة أن/3 يكون يتحرك عن شيء ما ... و لما ك''ان المتح''رك يتح''رك عن ش''يء فواجب ضرورة أن يكون كل متح'رك أيض''ا في مك''ان ، فإنم''ا يتح'رك عن غيره . و المحرك أيضا عن شيء آخر ... إال أن ذل''ك ليس يم''ر بالنهاية ، بل البد من أن يقف عند شيء ما ، هو أوال س''بب الحرك''ة (( .

أنه مبدأ الموجودات و أولها ، و غير متحرك بالذات و ال بالعرض ، /4 و هو مح''رك الحرك''ة األولى األزلي''ة . وذك''ر أن المعق''ول عن''د الن''اس ليس هو العاقل ، لكن العقول التي ليست من الهيولى- و هي اإللهي''ة- فإنه يلزم أن )) يك''ون المعق''ول منه''ا، و العق''ل ،و فع''ل العق''ل ش''يئا

واحدا بعينه((. 2.

أنه متصف بالكمال ' لكنه خال من القوة ' قال : المحرك الذي ال /5 يتحرك متصف بالكم''ال لكن''ه خ''ال من الق''وة و م''ا تنط''وي علي''ه من قابلية التحرك أو الصيرورة ، فهو المحرك الذي ال يتحرك، ألنه لو ك''ان ينطوي على أي قدر من القوة المكن انقط''اع الحرك''ة ،و ه''و مح''ال ،

11 www.alukah.net

Page 12:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

ف''أوجب وج''ود مح''رك ال يتح''رك ، ح''رك المتح''رك األزلي ال''ذي ه''والسماء األولى- الفلك المحيط

زعم أرس''طو أن''ه إدراكه ألفضل الموجودات ' فقط ''' وه''و ذات''ه ،، /6''درك غ'ير ذات'ه ، ألن الق''ول بخالف ذل''ك يستحيل على ذلك اإلل''ه أن ي يعني أن اإلدراك مرتبط بشيء آخر غير ال''ذات اإللهي''ة ، يتوق''ف علي''ه ذلك اإلدراك. كما أن إدراكه للعالم المتغير يؤدي إلى تغير في المدرك له ، و هو اإلله . و كما أن ذلك اإلدراك يعني وج''ود ش''يء أش''رف من جع'''ل اإلدراك ه'''و موض'''وعه-أي ذات'''ه – و ال يجع'''ل اإلل'''ه أفض'''ل الموجودات ،و لم يكن وجوده أفض''ل الوج''ود ، و إنم''ا ه''و ق''وة قابل''ة لإلدراك . و بم''ا أن اإلل''ه عن''د أرس''طو فع''ل محض وجب أن )) ثم''ة''دركها العق''ل اإللهي (( ، و علي''ه ف''إن )) العق''ل أش''ياء ال يعق''ل أن ي اإللهي يدرك ذاته ألنها أفض''ل الموج''ودات ، فهي إذا إدراك بال إدراك ،

أو عقل للعقل (خالصة ما سبق :

/ اعتق''د أرس''طو ب''أن ل''ه إل''ه واح''د وه''و المح''رك األول ال''ذي ال1يتحرك وال يتغير

/ العلة من قول''ه ) مح''رك ال يتح''رك ( ألن''ه إذا تح''رك احت''اج إلى2محرك إلى غير نهاية وهذا باطل

/ العلم عنده أزلي قديم ، وأن الحركة والصيرورة التي يتمث''ل به''ا3 وجوده تحتوي على علة وجودها ، ألن كل تغير يحدث بقصد الكم''ال

ويتجه إليها / إن اإلله عنده منزه عن علم الكون، ومنفي عنه ت''دبير الع''الم ،4

لكونه عقل محض / لما كان اإلله صورة الصور استلزم ذلك أن يكون عقال محضا 5

12 www.alukah.net

Page 13:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

المطلب الرابع: عالقة إله أرسطو )المحرك األول( بالعالم، واستثارة المح'رك

لحركة العالم :N: أ / قضية العالم عند أرسطو

استبعد أرسطو فكرة الخلق وقصر على فعلة الله في العالم وتحريكه له بطريقة العشق وجعل هذا التحريك فعال ضروريا إلرادة فيه ، خاصة أن الحرك''ة أزلي''ة والزم''ان أزلي ، وكلعه''ا مف''اهيم تح''ول دون نس''بة الخلق لإلله ، فالعالم ال يحتاج إلى موجد لكي يوجد ، فك''ل ش''يء في''ه أزلي أبدي ، فالعالم عند أرسطو موج''ود من''ذ األزل وس''يظل موج''ودا

1إلى األبد

Nب /فكرة المادة والصورة والوجود عند أرسطو : أن الجواهر الطبيعية دائما مركبة من مادة وصورة ،وهاتين المقول''تين يتصفان دائما بالتالزم الض''روري وال يمكن الفص''ل بينهم''ا إال في ح''ال ك''ون األم''ر متعلق''ا باأللوهي''ة ، فاإلل''ه ص''ورة محض''ة قائم''ة ب''ذاتها ال تشوبها أي شائبة من المادة ، فال يجوز التفرق''ة بين الم''ادة والص''ورة في الحاالت العادية إال في الذهن وعلى سبيل التجريد ومن أجل العلم

2فقط ي'''رى أرس'''طو أن الوج'''ود الحقيقي ه'''و وج'''ود الص'''ور ال الهيولي ،بيمنا الهيولي أدنى مرتب''ة بكث''ير من وج'ود الص''ورة ، ألن الوجود بالفعل أعلى مرتبة من الوجود بالقوة فكما أشرنا

اليونان 1 عند واألخالقي الفلسفي 78الفكرص 2 السابق 79المرجع

13 www.alukah.net

Page 14:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

أن الهيولي وجود بالقوة ، وال يعني ذل''ك ع''دم وج''ود الهي''وليوإال لم تحدث األشياء

وللوجود عن أرسطو حركة دينامية مستمرة ال تنقطع ، وبحكم هذه الدينامية فإن الص''ورة تج''ذب الع''الم إلى أعلى ، كم''ا أن المادة تجذبه إلى أسفل فحرك''ة الع''الم إنم''ا تتلخص في جه''د لتشكل المادة ،ومقاومة المادة للصورة ،وعنهما يصدر أو ينشأ

1الكون

ج / عالقة المحرك األول بالعالم: يرى أرسطو أن عالقة المح''رك األول ب''العلم هي عالق''ة وج''ود الخ''ير للنظام فمثال الخير بالنسبة للجيش ه''و النظ''ام والقي''ادة ك''ذلك الخ''ير

بالنسبة للكون هو وجود قائد يحكمه أال وهو اآللهة ويحاول أرسطو تفسير ذلك باستعادة تشبيه االش''تهاء ، فكم''ا أن الخير الذي أرغب فيه وأدرك''ه يح''رك اش''تهائي ل''ه دون أن يتحرك هو نفسه فكذلك يحرك اإلله الكون ، من حيث أن''ه ه''و خير الكون ، وهذا االشتهاء هو السبب المباشر لدوران الك''ون كله حول محوره دورة مستمرة ، متوح''دة النس''ق ) وه''ذا ه''و تبدل الليل والنهار ( ، وحيث أن ه''ذه ال''دورة تمت''د آثاره''ا من أبع''د أفالك الك''ون الخارجي''ة إلى س''ائر األفالك الواقع''ة بينه''ا وبين المركز الثابت الذي ال يتحرك ، ف''إن مع''نى ه'ذا أن ت'أثير

2حضور اإلله يمتد إلى كل مكان في الكون قاطبة

ص 1 اليونان عند واألخالقي الفلسفي 81الفكرج 2 أرسطو ) (73/ 1فلسفة تايلور إدوارد ألفرد ل'

14 www.alukah.net

Page 15:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

فعالقة اإلله بالعالم تنحصر في أن يثير اشتهاء العالم ، وفيم''ا خال ذلك فإن نشاط اإلله المتصل غ''ير المنقط''ع يتج''ه بالكلي''ة

إلى داخله هو ذاته يقول أرسطو حرفي'ا عن ه'ذا النش'اط أن''ه : )نش'اط الثب'ات( ، وه''و على األدق نش''اط الفك''ر ال''ذي يق''وم ب''ه اإلل''ه على نح''و

مستمر ودائم ،

مح''رك55 أو 46' رأي أرسطو في نهاية كتاب الميتافيزيقا أن هن''اك ثم نقد نفسه ورأى أنه ال يوجد كل ه''ذه المحرك''ات ب''ل يوج''د مح''رك

آخر وهو المحرك األول المطلب الخامس :

أثر فكرة المحرك األول على فالسفة المسلمين: '

يعتق''د كث''ير من الدارس''ين الي''وم أن أعم''ال أرس''طو ''' ج''د كثيف''ة ومحيرة وبخاصة المبتدئين منهم ، ويتجلى ذل''ك أك''ثر في الميتافيزيق''ا حيث أن ابن سينا الذي كان واحدا من أعظم الفالسفة المس''لمين في العصر الوسيط قال: "قرأت كتاب ما بع''د الطبيع''ة فم''ا كنت أفهم م''ا فيه والتبس علي غرض واضعه حتى أعدت قراءته أربعين م''رة وص''ار لي محفوظا وأنا مع ذلك ال أفهمه وال المقصود به وأيس''ت من نفس''ي وقلت ه''ذا كت''اب ال س''بيل إلى فهم''ه ، وإذا أن''ا في ي''وم من األي''ام حضرت وقت العصر في الوراقين وبيد دالل مجلد ينادي عليه فعرض''ه علي فرددته رد متبرم معتقد أن ال فائدة من هذا العلم فقال لي اشتر هذا مني فإذا هو كتاب أبي نص''ر الف''ارابي في أغ''راض كت''اب م''ا بع''د الطبيعة ورجعت إلى بيتي وأس''رعت قراءت''ه ف''انفتح علي في ال''وقت أغ''راض ذل''ك الكت''اب بس''بب أن''ه ك''ان لي محفوظ''ا على ظه''ر قلب وفرحت بذلك وتصدقت في ثاني يوم بشيء كثير على الفق''راء ش''كرا

1« لله تعالى

وال يبع''د أن ابن س''ينا اطل''ع على مراج''ع  ويض''يف العق''اد: » الفلسفة والحكمة في اللغة اليونانية وأنه تعلم ه''ذه اللغ''ة في

الحرة 1 الموسوعة وكيديبيا15

 www.alukah.net

Page 16:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

ص''باه من بعض ال''دعاة، وإن لم يبل''غ ه''ذا الظن مبل''غ الخ''براليقين".

وإذا نظرن''ا ألث''ر الفلس''فة على المس''لمين ابت''داء بالعص''ر الج''اهلي لوج''دنا أن الع''رب لم يكن ل''ديهم ''' في الجاهلي''ة ' فلسفة بمعنى هذه الكلمة ، ولم يظه''ر في الع''الم اإلس''المي فالس''فة إال بع''د أن درس المس''لمون كتب الفلس''فة اليوناني''ة التي نقلت إلى العربية ، فحركة ترجمة الفك''ر اليون''اني ك''انت بمثابة الدفعة األولى ال''تي دفعت المس''لمين إلى الخ''وض في

طريق الفلسفة والتأثر بها ولق''د تبنت الرش''دية الحديث''ة للفك''ر األرس''طي ''' بم''ا في''ه المحرك األول ''' ، ألن''ه ه''و األرض''ية ال''تي يق''وم عليه''ا الفك''ر الفلسفي عند ابن رشد ، و بم''ا أن''ه ال فك''ر رش''دي دون فك''ر أرس''طي ، وج''دت الرش''دية الحديث''ة نفس''ها مض''طرة لتب''ني الفكر األرسطي و الدفاع عنه بح''ق و بغ''ير ح''ق و من ممثلي هذا االتجاه محمد عابد الجابري و مدرسته ، و ق''د أظه''ر ذل''ك صراحة في كتابيه : تكوين الفكر العربي ، و بنية الفكر العربي

.

ومن مظاهر التأثر بالتي''ار األرس''طي نهوض''ه من جدي''د علىمستويين بارزين :

السعي إلعادة االعتبار للفك''ر األرس''طي بح''ق و بغ''ير ح''ق ، واألول :بطريقة غلب عليها التحريف و الغلو ،و التدليس و التغليط من جهة ،

إغفال و طمس و تبرير الجوانب السلبية من فكر أرسطو الثاني : و من ممثلي ه''ذا التي''ار: الب''احث مص''طفى النش''ار في كتب''ه ال''تي أصدرها حول فكر أرسطو و الفلسفة اليونانية ، منها: نظري''ة العلم

األرسطية ،و نظرية المعرفة عند أرسطو .

16 www.alukah.net

Page 17:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

وظهور تأثر المسلمين بالفلسفة ب''دأت عن''دما ت''رجمت الكتب اليونانية إلى العربية حيث أنها جاءت إلى المسلمين بنظري''ات ميتافيزيقية تتعارض تماما مع أصول ديننا كالقول بق''دم الع''الم

، وإنكار علم الله بالجزئيات إن محاولة التوفيق بين الفلسفة اليوناني''ة وال''دين أو التق''ريب بينهما أمر في غاية الصعوبة والغم''وض ، وم''ع ذل''ك ك''ان ه''ذا األمر هو المحور الذي يدور في فلكه معظم نظريات فالس''فة اإلس''الم ،، ووج''ه الص''عوبة تكمن في اس''تلزام ه''ذا التق''ريب تعديل بعض النظري''ات اليوناني''ة من ناحي''ة ، والتض''حية ببعض عقائد الدين من ناحية أخرى وهذه مخاطرة كبرى أقدم عليها

فالسفة اإلسالم ''' ومن اإلنص''اف أن ن''ذكر أن ابن س''ينا '' وه'و من أش''هر رواد حرك''ة التوفيق بين الفلسفة والدين ''' لم تكن فلس''فته وال فلس''فة غ''يره من فالسفة اإلسالم مجرد صورة منسوخة من الفلسفة اليونانية كما يزعم كثير من المستشرقين ، وقد الحظ شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه الل''ه أن ابن سينا وابن رشد وأمثالهما قد تكلموا في أم''ور من اإللهي''ات لم يتكلم فيها أسالفهم من فالسفة اليونان ، وال وصلت إليها عقولهم ، وال بلغتها علومهم ، فأرسطو وأتباعه ليس في كالمهم ذكر لواجب الوجود ، وال ش''يء من األحك''ام ال'تي ل''واجب الوج''ود ، وإنم''ا ي''ذكرون العل''ة

األولى ويثبتونه من حيث هو علة غائية للحركة الفلكية ' فابن سينا أصلح تل''ك الفلس''فة الفاس''دة بعض اإلص''الح ح''تى راجت على من ال يع''رف دين اإلس''الم من الطلب''ة النظ''ار من المس''لمين أو غيره ، فأخذ ابن سينا وأمثال''ه يقرب''ون أص''ول الفالس''فة الق''دماء إلى

طريقة األنبياء ، ويظهرون أن أصولهم ال تخالف الشرائع النبوية إذا نجد أن ابن تيمية رحمه الله ينصف ابن س''ينا من حيث أن''ه ليس مقلدا تقليدا أعمى للفلس''فة اليوناني''ة أو م''رددا لكالمهم فق''ط ، وإنم''ا ل''ه ابتك''ارات خاص''ة ب''ه لم يتف''وه به''ا فالس''فة

17 www.alukah.net

Page 18:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

اليونان ، وهكذا نجد أن ابن تيمية رحمه الله لم ينكر ما أس''همبه فالسفة اإلسالم من نظريات مبتكرة وإن لم يوافقهم عليها

المطلب السادس : نق'''د عقي'''دة أرس'''طو وفك'''رة المح''رك األول من

منظور إسالمي : ' أن إلهيات أرسطو باطلة في معظمها منهجا و تطبيق''ا . لع''دم قيامها على بديهيات العقل ،و ال على المقدمات اليقيني''ة فه''و لم يقمها على العقل الص''ريح و ال على العلم الص''حيح، و إنم''ا أقامها أساس''ا على رغبات''ه و ظنون''ه وتحكمات''ه ، يص''دق ذل''ك على موقفه من الله وصفاته، و على القول بأزلية الكون و م''ا ترتب عنه ، فأوقعته في تناقضات كثيرة ، و نتائج خاطئة ج''نى بها على نفسه و أتباعه ،و على العق''ل و العلم مع''ا نش''ير إلى

بعض منها فيما يأتي

وإن ما قام به المتبنيين للفكر األرسطي من غل''و في تعظيم''ه والتعصب له بالباطل في''ه إفس''اد كب''ير للعق''ل و العلم ،و في''ه تحريف لكث''ير من حق''ائق الت''اريخ ،وفي''ه إحي''اء ألفك''ار دهري''ة ش''ركية ص''ابئية تفس''د الفك''ر و الس''لوك ، و في''ه إخف''اء كب''ير لسلبيات و أخطاء و انحرافات فكر أرسطو فنتيجة ل''ذلك ك''ان من الض''روري التص''دي لهم و للفك''ر األرس''طي به''دم أس''س فكر أرسطو ، هدما علميا يقوم على الوحي الصحيح ،و العق''ل

الصريح ، و العلم الصحيح وسأعتمد في نقدي على تلكم األص''ول الثالث''ة ، فمنه''ا أنطل''ق و إليه''ا

1أحتكم

1 / . / / ' األولى الطبعة ' المحتسب دار عالل كبير خالد ل'د آثارها أسبابها مظاهرها والعقل العلم حق في أرسطو جناياتالجزائر

18 www.alukah.net

Page 19:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

إن عقيدة أرس''طو ض''الل ظ''اهر ألن عن''ده أن الل''ه مح''رك لكن ال/1 يتحرك, وهذا باطل ألن لله صفات الخالق فإذا خلق شيئا البد أن يكون

مدبرا له والتدبير يقتضي الحركة ، فهو سبحانه مدبر العالم بدليل ” قوله تعالى : " وما من دآبة في األرض إال علي

( و هذا مع''ارض لق''ول أرس''طو )أن اإلل''ه ينفي11الله رزقها…”)هود:(عن تدبير العالم

اعتقاده بأن إلهه ال يفعل شيئا أبدا ، و ليست له رغبات ، و ال إرادة/2 و ال ه''دف ، و ه''و )) حيوي''ة خالص''ة ، لدرج''ة أن''ه ال يعم''ل أبدا ،و هو كام''ل كم''اال مطلق''ا ؛ ل''ذلك ليس بمق''دوره أن ي''رغب ب''أي شيء ؛ فهو ال يفعل شيئا ، و عمله الوحيد هو التفكر في جوهر األشياء

... وإن وظيفته الوحيدة هي التفكر في ذاته ((

''درك غ''ير ' فلقد زعم أرسطو بقولته تلك أنه يس''تحيل على إله''ه أن ي ذاته ، ألن القول بخالف ذلك يعني أن اإلدراك مرتبط بشيء آخ''ر غ''ير الذات اإللهية ، يتوقف عليه ذلك اإلدراك. كما أن إدراكه للعالم المتغير يؤدي إلى تغير في المدرك ل''ه ، و ه''و اإلل''ه ، وبالت''الي ال يجع''ل اإلل''ه أفضل الموجودات ،و لم يكن وجوده أفض''ل الوج'ود ، و إنم''ا ه'و ق'وة قابلة لإلدراك . و بما أن اإلله عند أرسطو فعل محض وجب أن )) ثمة''دركها العق''ل اإللهي (( ، و علي''ه ف''إن )) العق''ل أش''ياء ال يعق''ل أن ي اإللهي يدرك ذاته ألنها أفض''ل الموج''ودات ، فهي إذا إدراك بال إدراك ،

أو عقل للعقل ( وهذا الشك مناقض لم''ا ذك''ره الل''ه تع''الى من علم''ه المحي''ط

بكل شيء ه بكل شيء محيط ( فصلت قال تعالى : 54)أال إن

إله أرسطو ليس هو ص''انع الع''الم ،و ال يعلم عن''ه ش''يئا، و ال يع''نى/3 به ، فهو عله غائية للعالم ، ألنه معشوق له و ليس علة فاعلة له . فهو

19 www.alukah.net

Page 20:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

يفعل ضرورة ال اختيارا ، و يتأمل ذاته أزليا ، فهو إذن العق''ل و العاق''لو المعقول

باط''ل بين البطالن فالل''ه س''بحانه ه''و كس''ابقه وه''ذا الق''ول الخالق لكل شئ ، والعالم بكل شيء يقول تعالى : )ه''و األول

واآلخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم في هذه اآلية الكريمة إثبات هذه األس'ماء األربع'ة لل'ه - تع'الى-، وأم'ا تفسيرها ))فقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم، وغيره عن النبي صلى الله عليه وس''لم أن''ه ك'ان يق''ول: )اللهم أنت األول، فليس قبل''ك ش''يء، وأنت اآلخ''ر، فليس بع''دك ش''يء، وأنت الظ''اهر، فليس فوقك شيء، وأنت الباطن، فليس دونك ،))فأولية الله عز وجل سابقة على أولية كل ما سواه، وآخريته ثابتة بعد آخرية كل ما سواه، فأوليت''ه سبقه لكل شيء، وآخريته بقاؤه بعد كل شيء، وظاهريت''ه - س''بحانه - فوقيته، وعلوه على كل شيء. ومعنى الظهور يقتض''ي العل''و، وظ''اهر الشيء ما عال منه، وأحاط بباطن''ه، وبطون''ه - س''بحانه - إحاطت''ه بك''ل شيء بحيث يكون أقرب إليه من نفسه، فم''دار ه''ذه األس''ماء األربع''ة على اإلحاط''ة، وهي إحاطت''ان: زماني''ة، ومكاني''ة. . . (( الزماني''ة في قوله: هو األول واآلخر ، والمكانية في قوله: والظاهر والباطن، ثم أكد

1تمام اإلحاطة في آخر اآلية: وهو بكل شيء عليم

يرى أرسطو أن اإلله بما أنه عقل فهو إما أن يكون )) عاقال لذاته /4 أو لشيء آخر ،و إن كان عاقال لشيء آخ''ر فم''ا يخل''و أن يك''ون عقل''ه دائما لشيء واحد ، أو ألشياء كثيرة . فمعقوله على هذا منفصل عنه ، فيكون كماله إذن ال في أن يعقل ذات''ه لكن في عق''ل ش''يء آخ''ر ، إال

أنه من المحال أن يكون كماله بعقل غيره إن زعمه بأن اإلله ال يعقل- بمع''نى يعلم- غ''يره ،و إنم''ا يعق''ل ذاته فقط ، بدعوى أن هذا هو الكمال ،و عقله لغيره نقص و ال يصح في حقه . فهو زعم باطل ، و قول مضحك و مردود على صاحبه . ألن الكمال الكامل الذي يتصف به الله تعالى يستلزم

ج 1 الواسطية 31 /1العقيدة20

 www.alukah.net

Page 21:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

أن يكون كامال في علم''ه أيض''ا ، و ه''و أن''ه يعلم ذات''ه و غ''يره علما ك'امال ش''امال ال نقص في''ه . ألن ال''ذي يعق''ل و يعلم ذات''ه فقط ناقص ،والذي يعقل و يعلم غيره فقط ناقص هو أيض''ا ،و هذان األم''ران ال يص''حان في ح''ق الل''ه تع''الى ، فه''و س''بحانه يجمع بين األمرين ، يعقل و يعلم ذات''ه و غ''يره بص''فة كم''ال ال

نقص فيها أبدا .

ويعلم من ذلك ب''أن ط''رح أرس''طو لموض''وع علم الل''ه ك''ان بطريقة ناقصة ، فحص''ره في احتم''الين فق''ط : إم''ا أن يعق''ل ذات''ه ، و إم''ا أن يعق''ل غ''يره . و ه''ذا ط''رح ن''اقص تض''من احتمالين غير صحيحين ، و غاب عنه االحتمال الثالث ،و مف''اده : أو أنه يعقل ذاته و غيره . و هذا هو الصحيح المواف''ق للعق''ل الصريح ،و الوحي الصحيح . فكم''ال العلم اإللهي يس''تلزم ان''ه

سبحانه يعلم ذاته و غيره علما كامال شامال ال نقص فيه

ولو علم أرسطو أنه س''بحانه ) ليس كمثل''ه ش''يء ( لم''ا أقحم إدراك كنه''ه فطريق''ة الس''لف فيعقل''ه فيم''ا ه''و ع''اجز عن

إثبات كل صفة لله، أنهم يقول''ون فيه''ا: إنه''ا معلوم''ة والكي''ف مجهول والس''ؤال عنه''ا بدع''ة، وأن الل''ه } ليس كمثل''ه ش''يء وهو السميع البص''ير { وه''ذه اآلي''ة أس''اس واض''ح في إثب''ات

، ولمالصفات لله ، لكنه بجهله عندما أقحم عقله ض''ل وأض''ل يثبت لل''ه ش''يء من الص''فات ب''ل نفى عن''ه العلم والق''درة

وغيرها من الصفات التي ال بد أن يتصف به الخالق سبحانه ويرى أن إلهه ال يتغير فالتغير فيه انتقال إلى األنقص ، فيكون هذا /5

العق''ل ليس عقال بالفع''ل لكن ب''القوة ، و إذا ك''ان هك'ذا – أي الوج''ود ب''''القوة- فال محال''''ة يلزم''''ه الكالل و التعب من اتص''''ال العق''''ل بالمعقوالت . و من بعد فإنه يصير فاضال بغيره كالعقل من المعق''والت

21 www.alukah.net

Page 22:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

1، فيك'''ون ذل'''ك العق'''ل في نفس'''ه ناقص'''ا و يكم'''ل بمعقوالت'''ه ((

' من المؤكد أنه ال يصح الق''ول ب''أن اإلل''ه ال ينط''وي على أي ق''در من القوة ، وأنه يلحقه كالل أو نصب ، ألنه ال يمكن أن يكون اإلله ك''ذلك ،

بدليل األمور اآلتية أن من صفات اإلله األزلية الضرورية أنه قوي ، و إال م''ا ك''اناألول :

ربا و ال خالقا . و هذا أمر بديهي فأرسطو إما جاهل ، أو متبع لهواه أن الكائن الحي مهما كان نوعه و صفاته فالبد من أن ينط''ويالثاني :

على قوة ، و إال ما ك''ان حي''ا ، فكي''ف بالخ''الق س''بحانه ، ولل''ه المث''لد منهم ذي خلقهم ه''و أش'' ه ال ''روا أن الل األعلى ق''ال تع''الى }أولم ي قوة { و بما أن الله تعالى هو الحي القيوم ،و إله هذا الكون و خالق''ه فإنه بالضرورة قوي متين ، ال يعجزه شيء في األرض و ال في السماءك هو القوي العزي''ز {س''ورة ، فهو سبحانه كما وصف نفسه : } إن رب

ه عما66ه''''ود: بحان الل ر س'''' ار المتكب - ، و } المهيمن العزي''''ز الجب23يشركون {سورة الحشر:

إنه سبحانه لم يلحقه في خلق شيء مم''ا خل''ق كالل وال تعبالثالث : وال مسه لغوب وال نصب خلق األشياء بقدرته ودبرها بمش'يئته وقهره'ا

أي: ال يكرث''ه وال يثقل''ه وال بجبروته وذللها بعزته ) وال يؤده حفظهم''ا (يعجزه. فهذا النفي لثبوت كمال ضده

إن زعمه بأن اإلله خال من القوة ، ه''و من أغ''رب أخطائ''ه والرابع : أفحش''ها ،و ال يص''ح الوق''وع في''ه أب''دأ ، ب''ل ه''و من أغ''رب أباطيل''ه و خرافاته و سفسطاته !! و هو قد تحجج بقوله : ل''و ك''ان اإلل''ه ينط''وي

على أي قدر من القوة ألمكن انقطاع الحركة .

1 / . الطبعة / / ' المحتسب دار عالل كبير خالد ل'د آثارها أسبابها مظاهرها والعقل العلم حق في أرسطو جنايات ' بتصرفالجزائر ' األولى

22 www.alukah.net

Page 23:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

لكنه مبرر ال يصح ، و ال يصدق على الله تع''الى ، ألن ص''فاته تع''الى - منها القوة – هي صفات أزلية ،و هو س''بحانه فع''ال لم''ا يري''د . و ه''ذا يستلزم ع''دم انقط''اع أو توق''ف أي''ة ص''فة من ص''فاته ، فه''و س''بحانه

األزلي بذاته و صفاته الفعال لما يريد ،و يخلق ما يشاء و يختار .

6/ ال يصح وصف الله تعالى بأنه ) المحرك ال''ذي ال يتح''رك (و ذل''ك ألمرين أساسيين :

هو أن الله سبحانه هو الخالق لهذا العالم و ليس ه''و المح''رك :األول ل''ه . و األدل''ة العقلي''ة و الش''رعية و العلمي''ة ش''اهدة على أن الك''ون مخلوق و ليس أزليا ،و ال هو متحرك''ا فق''ط. و ه''ذا يس''تلزم أن نص''فالل'''ه تع'''الى بالخ'''الق ، و ال نص'''فه ب'''المحرك ال'''ذي ال يتح'''رك .

هو أن صفة الحركة ليست عيبا و ال نقصا، ،و هي من ص''فات : الثاني الكائن الحي. فإذا وصفنا الله تعالى بها ، فهي صفة كمال في حق''ه ،و تليق به سبحانه . و ال يصح النظر إلى هذه الحركة نظرتنا إلى الحرك''ة التي يتصف بها المخلوق ،و هذا ه''و الخط''أ ال''ذي وق''ع في''ه أرس''طو ، فنفاه'ا ب''دعوى أنه''ا نقص و تفي''د التغ''ير ، لكن'ه نس'ي أو تناس''ى بأن''ه وصف اإلله بعكس تلك الصفات عن''دما نفاه''ا عن''ه ، و هي أن''ه وص''فه بصفة السكون ، فيكون قد شبهه بالجمادات ،و هي صفة نقص ال صفةكم''''''''''''''''''''''ال بالنس'''''''''''''''''''''بة للمخل''''''''''''''''''''''وق . علم''ا ب''أن كال من ص''فتي الحرك''ة و الس''كون لهم''ا وجه''ان : نقص ،و كمال ؛ فالمخلوق المتحرك اتصافه بالحركة هي صفة كمال بالمقارن''ة إلى الكائن غير المتحرك . لكنها مع ذلك ق''د تك''ون ص''فة نقص عن''دما تكون دليال على الحاجة ، فيتحرك هذا الك''ائن ليقض''ي حاجت''ه ، ألن''ه ال يستطيع قضاءها دون أن يتحرك . و نفس األمر ينطبق على المخل''وق الجامد ، فهو يستطيع أن يقض''ي حاجات''ه جام''دا كاألش''جار ال''تي تأخ''ذ حاجياته''ا من الغ''ذاء دون أن تنتق''ل إلى مك''ان آخ''ر ؛ لكن بعض''ها ال يستطيع توفير حبوب التلقيح بنفسها ، ألن األم''ر يتطلب تنقله''ا ،و بم''ا أن هذا غير ممكن في حقها ، فهي في حاجة إلى غيرها ليوفر لها ذلك

23 www.alukah.net

Page 24:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

. فتتدخل مخلوقات أخ''رى ت''وفر له''ا ذل''ك ، من إنس''ان ،أو طي''ور ،أوحشرات ،أو رياح

' لكن كل ذلك ال ينطبق على الله تعالى ألن صفاته كلها كمال ال نقص فيها ،و هي صفات أزلية تابعة لذات الله الفعال لما يريد . و منها صفتا

الحركة و السكون ، فاتصاف الله تعالى بهما ال نقص فيه أبدا و قد دلت النصوص الشرعية على اتصاف الله تعالى بهما في نص''وصميع يء وه''و الس'' ''ه ش'' كثيرة ، على أس''اس أن''ه س''بحانه } ليس كمثل

ه الصمد لم يلد11البصير { سورة الشورى: ه أحد الل -، و } قل هو الله كفوا أحد { س''ورة اإلخالص: حمن4-1ولم يولد ولم يكن ل - ، و }ال''ر

5على العرش استوى { سورة طه: ك والملك صفا صفا - ، و }وجاء ربه للجبل جعله دكا وخر موسى22{سورة الفجر: - ، و } فلما تجلى رب

''ا أول الم''ؤمنين {س''ورة ''ك وأن بحانك تبت إلي صعقا فلما أفاق قال س''- ، 143األعراف:

' و في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الل''ه صلى الله عليه وسلم قال : )) ينزل ربنا تب''ارك وتع''الى ك''ل ليل''ة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل اآلخر يقول من يدعوني فأس''تجيب

[ . و بم''ا أن13له من يسألني فأعطيه من يستغفرني ف''أغفر ل''ه ((] المخلوق الذي يتصف بص''فتي الحرك''ة و الس''كون أكم''ل ممن يتص''ف بأحدهما ،و بم''ا أن الل''ه تع''الى ه''و الخ''الق العظيم المتص''ف بص''فات الكمال و المخالف للمخلوقات ، فإن اتصافه بالحركة و الس''كون ليسنقصا و ال عيبا و ال عجزا ،و إنما هما ص''فتا كم''ال في حق''ه س''بحانه . * و بناء على ذلك فإنه ال يصح ما زعمه أرسطو من أنه من الض''روري أن يكون اإلله أزليا غير متحرك . ألن الص''واب ه''و أن يق''ال : إن''ه من الضروري أن يكون اإلله أزليا متصفا بكل صفات الكمال ال''تي ال نقص فيها أبدا بوجه من الوجوه . و بم''ا أن ص''فة الحرك''ة ليس''ت نقص''ا في

24 www.alukah.net

Page 25:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

حقه سبحانه فمن الضروري أيضا أن يكون اتصاف الله تع''الى به''ا ه''ومن كمال ذاته و صفاته .

25 www.alukah.net

Page 26:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

وأخيرا نقول : إن أرسطو قد أقام فكره حول اإلله و صفاته على متناقضات ، تشهد بنفسها على ضعف فكره و تهافته ،و بطالن معظم''ه . فمن ذل''ك أن أرس''طو يق''ول بوج''ود أزل''يين ، هم''ا: اإلل''ه و العالم ، األول محرك بال قص''د و ال إرادة من دون أن يتح''رك ، و الثاني يتحرك بسبب تأثره بالمحرك ال''ذي ال يتح''رك ، كت''أثر العاش''ق بمعش''وقه من دون تب''ادل للعش''ق . و ه''ذا تن''اقض واضح ، ال يص''ح في العق''ل و ال في المنط''ق ، ألن المف''روض بديه''ة التس''وية بين األزل''يين و الجم''ع بينهم''ا في ال''ذات و

الصفات

ألن''ه ال يوج''د أي م''برر منطقي ص''حيح للتفري''ق بينهم''ا . لكن أرس'''طو ف'''رق بينهم'''ا من دون أي دلي'''ل ص'''حيح ، إال رغبت'''ه الشخص''ية ، و هي ليس''ت دليال ، و إنم''ا هي رغب''ة تن''درج ض''من المزاعم ،و المزاعم ليست أدلة ،و ال يعجز عنها أح''د ، و ال قيم''ة لها في ميزان البحث العلمي الصحيح ، إذا لم تكن معه''ا أدلته''ا وبراهينه''''''''''''''''''''''''''''''''ا الص''''''''''''''''''''''''''''''''حيحة .

ومن تناقضاته أيضا المتعلقة باألزليين : اإلله و الك''ون ، األول ال قوة فيه ، و الثاني فيه قوة ، و هذا تناقض واضح ، و ال يصح القول به . ألن''ه بم''ا أنهم''ا كائن''ان حي''ان أزلي''ان بينهم''ا عالق''ة كعالقة العاشق بمعش''وقه ، ف''إن ه''ذا يس''تلزم أنهم''ا يتص''فان بالقوة و الحرك''ة ،و ال يص''ح التفري''ق بينهم''ا دون دلي''ل عقلي صحيح . لكن أرسطو لم يلتزم بذلك و فرض رغبته على هذين األزليين فجعل أحدهما له قوة ، و اآلخر ال قوة له . و هذا فعل ال يص''ح ، و م''ا ه''و إال زعم م''ردود على ص''احبه ،و ليس من العلم و ال من المنطق الصحيح ،و ال من الموضوعية في شيء

.

26 www.alukah.net

Page 27:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

وق''د نص أيض''ا على أن اإلل''ه ل''ه فع''ل دائم ،و ه''و أفض''ل الموج''ودات و أكمله''ا و أفض''لها على اإلطالق ؛ ثم نقض ذل''ك عن''دما زعم أن اإلل''ه ال فع''ل ل''ه و ال ق''وة ، و ان''ه لم يص''نع

العالم ،و ال علم له به ،و أنه ال يعلم إال ذاته !! .

وقب'ل خت''ام ه'ذا المطلب نش'ير إلى مواق'ف هادف''ة لبعض أه'ل العلم من إلهي''ات أرس''طو . إتمام''ا وإث''راء ، و تأكي''دا لالنتق''ادات

اآلنفة الذكر

موقف أبي الريحان البيروني : فإنه يرى أن طريق''ة أرس''طو في قول''ه بأزلي''ة الع''الم هي طريق''ة تمويهي''ة ،و أن''ه في ذل''ك ه''و

مزخرف لكفرياته ،و متبع لهواه .

موقف لشيخ اإلسالم تقي الدين ابن تيمي''ة رحم''ه الل''ه :ي''رى أن أصحاب المنطق الصوري- منهم أرس''طو - هم من أجه''ل الن''اس برب العالمين. و ذكر أيضا أن أرسطو و أتباعه في اإللهي''ات هم )) أجه''ل من اليه''ود و النص''ارى بكث''ير كث''ير (( ،و أن أك''ثر كالم أرسطو في ذلك خطأ. و هم )) جهال بالعلم اإللهي إلى الغاي''ة (( وأش''ار إلى أن أرس''طو )) أك''ثر من ب''نى األم''ور اإللهي''ة على مقدمات سفسطائية في غاي''ة الفس''اد (( . و من ذل''ك أيض''ا أن''ه وصف أقوال أرسطو و أص''حابه في الل''ه و ص''فاته و أفعال''ه بأنه''ا أق''وال ال يقوله''ا )) إال من ه''و أجه''ل الن''اس و أض''لهم ،و

أشبههم بالبهائم من الحيوان ((

الموقف البن قيم الجوزية ، إن''ه ي''رى أن كالم أرس''طو في اإللهيات كله خطأ من أوله إلى آخره ، و قد جاء بم''ا يس''خر منه العقالء ، فادعى أن الله كان يلحق''ه التعب و الكالل من تص''وره للمعلوم''ات ،و أنك''ر أن يك''ون الل''ه يعلم ش''يئا من

27 www.alukah.net

Page 28:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

الموج'''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''ودات

موقف للباحث محمد علي أبي ري''ان ، إن''ه ي''رى أن إلهي''ات أرسطو متناقضة في تصورها لل''ه تع''الى ، فهي تص''فه بأن''ه عاط''ل عن الفع''ل ، فال خل''ق و ال ق''درة و ال اختي''ار و ال عناية ، خاض''ع للض''رورة اللولبي''ة . ثم هي من جه''ة أخ''رى تصفه بأنه معشوق ، و له الكمال المطلق و الغبطة اإللهي''ة و التأمل اإللهي . فمذهبه هذا هو حفظ للوج''ود بمع''زل عن الل''ه ، ح''اول الرب''ط بينهم''ا بطريق''ة تعس''فية ، ثم يتع''ود ليضفي على الوجود اإللهي أسمى الصفات و أش''رفها، دون أن يكون لهذه الصفات أدنى تأثير في المخطط الوج''ودي ،

فتكون هذه الصفات مجرد ألفاظ ال مدلول لها ((

موقف للكاتب ول ديورانت ، إنه علق على موق''ف أرس''طو من اإلله و صفاته ، بقوله )) يا له من إله فق''ير ، ه''ذا اإلل''ه الذي يعتقده أرسطو ، إنه ملك ال يفعل شيئا ، مل''ك باالس''م ال بالفع''ل . و ال غراب''ة في أن يحب البريط''انيون أرس''طو ، ألن إله''ه ص''ورة طب''ق األص''ل من ملكهم ، أو ص''ورة عن

أرسطو نفسه ((.NN : فيتبين لنا مما سبق

بأن معظم ما قاله أرسطو عن اإلله وصفاته غير ص''حيحة ،و ق''د وق''ع في أخط''اء فادح''ة ، منه''ا م''ا يض''حك ، و منه''ا م''ا تث''ير االستغراب و التعجب ، و منها ما يش''هد قطع''ا على أن أرس''طو

لم يكن على منهج صحيح في تناوله لموضوع األلوهية ' فدل ذلك على أنه جاهال بالله جهال كبيرا ، حتى أنه زعم أن اإلله ال يعلم إال ذاته و ال علم له بغيره ، و لو علم به''ا ألص''ابه التعب ، و

إله''ا والل'ه47أن مع'ه آله''ة تس'اعده في الخل'ق ق''درها ب'أكثر من تعالى يقول : ) لو كان فيهما آلهة إال الل''ه لفس''دتا ( و ه''ذا بال ش''ك

28 www.alukah.net

Page 29:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

تفكير خرافي يهدم العقل و يفس''د الفط''رة وم''ا هي إال خراف''ات و أباطيل وسفسطات ، ضحك به''ا أرس''طو على نفس''ه ،و على

أتباعه

وتبين أن إلهيات أرسطو هي إلهيات دهرية ص'ابئية ش'ركية ، و ليس لها غاية حقيقية هادفة ،و إنما لها غاية عبثية جوفاء عمياء . و ذلك بسبب قوله بأزلية العالم ،و تعدد اآللهة ،و عدم القول

بالمعاد األخروي .

29 www.alukah.net

Page 30:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

مما ال شك فيه أن أقدم أشكال األخالق الفلسفية تعتبر أخالق اللذة وأخالق إرادة الق'''وة ، ومن المحتم'''ل أن يك'''ون مص'''دري ه'''ذين المذهبين من األخالق عند السفس''طائيين ال''ذين عاش''وا في أواخ''ر

القرن الخامس ق.موبدءا من أرسطو أصبحت القيمة العليا توصف بأنها القيمة التي

تعتبر الهدف الوحيد والتي ليست على أي نحو ، والتي تعتبر ك''ل القيم األخرى وسائل لها ، فالس''عادة مثال غاي''ة في ذاته''ا ، وق''د تكون الصحة أو ال''ثروة غاي''ة ، ولكنه''ا في النهاي''ة وس''يلة لغاي''ة أعلى هي السعادة ، وهذه الغاية العليا ليست وسيلة لشيء آخر

1، فهي غاية في ذاتها

وإذا نظرنا للعلوم عند الفيلس''وف اليون''اني أرس''طو نج''د أنه''ا تقسم إلى نظرية وعملية ومهمة ه''ذا البحث ه''و الكش''ف عن محتويات العلوم العملية التي تستلزم االس''تفادة من المعرف''ة التي أقيمت من أجل الخ'ير األخالقي ، والحي''اة الفض''يلة ال'تي تفتش عنها األخالق مرتبطة بصحة النظ''ام الم''دني الق''ائم في الدول''ة وال''ذي يحي''ا الم''رء في ظل''ه ، وك''ذلك ص''حة النظ''ام مرهونة بمكارم األخالق الذي يتحلى به''ا األف''راد ال''ذين تت''ألف

منهم الدولة

وق''د ح''دد أرس''طو تعريف''ا لمفه''وم الخ''ير على أن''ه )حيث م''ا يطلبه كل ش''يء، والفحص عن خ''ير م''ا ، وه''و الخ''ير الخ''اص

باإلنسان من حيث هو إنسان ( وهنا سؤال يطرح نفسه ... ما هو الخير المقصود ؟

إن هذا الخ''ير ال''ذي يقص''ده ه''و م''ا يمكن أن نس''ميه الس''عادة ، وأنصار التيارات ال يرغبوا بالفصل بين حي''اة الفض''يلة والس''عادة

ص 1 للفلسفة دعوه 32أرسطو30

 www.alukah.net

Page 31:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

فك''انت ه''ذه الحي''اة واح''دة ، إال أنهم اختلف''وا في تحدي''د ماهي''ة 1السعادة

لقد تناول أرسطاطاليس مس'ألة الس'عادة أو نظري''ة الس'عادة في أكثر من مؤلف من مؤلفات''ه لكن''ه أف''رد له''ا في مؤلف''ه "

األخالق النيقوماخية " مساحة كبيرة

فق''وام الس''عادة عن''ده دراس''ة أفع''ال اإلنس''ان من حيث ه''و إنسان ، فمحور نظرية أرسطاطاليس األخالقي''ة ي''دور ح''ول م''ا ينبغي أن يفعله اإلنسان وما ينبغي أن يتجنب''ه أيض''ا ح''تى يتمكن

2من الوصول إلى تدبير سلوكياته على أكمل وجه ممكن

ولكي نتصور ماهية الس''عادة عن''د أرس''طو نس''لط بعض الض''وء على عدة مطالب : '

المطلب األول : تحقق األخالق عند أرسطو

* إن الهدف األسمى من حياة اإلنسان ليس الحي''اة وح''دها ، وإنم''ا م''ا يصاحبها من افعال حس''نة تس''اعد االنس''ان على العيش الك''ريم ، وأن البحث عن الس''عادة ه''و البحث عن الحي''اة الكريم''ة ال''تي تس''ودها

األم''ر الوسطالفضائل واألفعال الحميدة . والفضيلة عن''د ارس''طو هي بين طرفي نقيض . ف''الكرم إذا لم يكن قليال ، ولم يكن كث''يرا ك''ان من الفضائل . كما وصف ارسطو أيضا الفض''يلة العقلي''ة وهي الوس''ط بين الجزء العاقل والجزء الغير عاقل من الروح ، وإن أهم الفضائل العقلية هي الحكم''ة النظري''ة والحكم''ة العملي''ة . وإن االجته''اد ألداء الفض''ائل يخلق الرغبة لفعل كل ما هو صواب في حد ذاته ، ويخلق الرغبة لجني الحكمة العملية ، وإن أرقى م''راتب الوج''ود العقلي ه''و التأم''ل ، وه''و

اليونان 1 عند واألخالقي الفلسفي الفكرالغربية 2 الفلسفة في األخالقي الفكر . : 74ص تطور رشوان مهران محمد د والنشر ، للطباعة قباء دار

القاهرة – والتوزيع31

 www.alukah.net

Page 32:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

الممارسة الفعلي''ة للحكم''ة النظري''ة . وألن االنس''ان ك''ائن غ''ير كام''ل العقالنية ، ف''إن علي''ه أن يم''ارس الفض''ائل العقلي''ة واألخالقي''ة بش''كل

متزن لتحقيق الحياة الكريمة السعيدة .

فجعل أرسطو الطبيعة اإلنسانية محور بحثه ، لذا فإن األخالق لدي''ه تع''ني أن يس''تطيع إظه''ار إمكانات''ه وميول''ه الطبيعي''ة واإلنسان بوصفه كائن مركب من عقل وجسم فيك''ون بالت''الي مهيأ للحي''اة المش''تركة م''ع أمثال''ه من ب''ني اإلنس''انية ، وبه''ذا المنظور نالحظ أن لدي'ه قيم مقابل'ة له'ذه المس'تويات عقلي'ة

وجسدية وخارجية فاألولى تتصل بالعقل من أجل السيطرة على النفس والش''جاعة والحكمة والعدالة ، ومن القيم المتص''لة بالجس'د الص'حة والق'وة والق'''درة على اإلدراك الحس'''ي وجم'''ال الجس'''م ، ومن القيم الخارجي''ة الق''درة والس''لطة . . . فه''ذه إذا نظريت''ه في القيم

1األخالقية وهي تناسب طريقته في التفكير

الجانب الذي تنطلق منه المب'احث األخالقي''ة عن'د أرس'طو هي) حياة الفضيلة (

كم''ا تتجلى في الرج''ل الفاض''ل ،فالرج''ل الفاض''ل ه''و مقي''اس الفضيلة عنده ، وينتقد أرسطو من ذهب إلى أن السعادة هي في الحي''اة أو الكرام''ة ألن''ه يض''ع الس''عادة في م''انح الش''رف ال ممنوحة ، فتكون سعادة المرء بحسبه خارجة عن نطاق األفاعيل التي هي واقعة في متناول يده ،، والفضيلة ليست دائما مرهون''ة بالس''عادة ، لكن الم''ذهب ال''ذي يع''رض ل''ه أرس''طو ه''و أنص''ار

2مذهب القائلين بأن السعادة عبارة عن االستغراق في التأمل

' والفضائل كما يقول : ) ال تنشأ فينا بالطبع وال خالف''ا للطب''ع ( ، كل ما في األمر أنن''ا نفط''ر طبع''ا على اكتس''ابها وتس''تكمل فين''ا

الفطرة بحكم العادة اليونان 12 عند واألخالقي الفلسفي الفكراليونان 2 عند واألخالقي الفلسفي 85'84الفكر

32 www.alukah.net

Page 33:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

المطلب الثاني :طبيعة السعادة عند أرسطو

إن الطابع العام لألخالق عند اليون''انيين ه''و الس''عادة ، ول''ذلك يمكننا القول – دون أن نجانب الص''واب – أن األخالق اليوناني''ة هي أخالق السعادة . فالسعادة هي اله''دف النه''ائي واألس''مى الذي يسعى إليه اليونانيون . ويعتبر أرسطاطاليس من أفضل فالسفة اليونانيين الممثلين لهذا االتجاه األخالقي في مؤلف''ه "

األخالق النيقوماخية " ففي مؤلفه

يعتقد أن كل فعل وسلوك يقوم به اإلنسان يهدف إلى تحقيق خير ما ، وأن السعادة تعنى الخير األعظم والفضيلة الكامل''ة ، وهى وحدها دون غيرها تؤثر ل''ذاتها ب''ل م''ا ع''داها من خ''يرات وفضائل تؤثر ألجله''ا ، وهك''ذا ترتب''ط الس''عادة بالفض''يلة حيث

إنها فعل اإلنسان بحسب الفضيلة التامة

وأك''د أرس''طاطاليس على أن اإلنس''ان الس''عيد ال يمكن''ه أن يعيش بمف''رده ؛ ب''ل إن''ه ك''ائن اجتم''اعي بطبع''ه ، واألص''دقاء يعينون اإلنسان على بلوغ الس'عادة ، وأم''ا الخ'يرات الخارجي''ة فهي من العوامل المساعدة فحسب لتحقيق السعادة لإلنسان ، والسعادة تك''ون لإلنس''ان وح''ده دون غ''يره من الحيوان''ات ؛ ألنها ال تملك عقال ، وس''عادة اإلنس''ان تك''ون في الحي''اة ال''دنيا فحس''ب ، وتع''د الس''عادة من األم''ور ال''تي ال تم''دح في حين

الفضيلة مما يمدح

ويشير أرسطاطاليس إلى أنه ال يوجد تعري''ف مح''دد للس''عادة أو تعري''ف يتف''ق علي''ه الجمي''ع ب''ل يوج''د تعريف''ات متع''ددة

33 www.alukah.net

Page 34:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

ومختلفة ، والتعريفات التي يضعها الناس للسعادة تختل''ف عن التعريفات التي تح''دها الفالس''فة به''ا ، فبعض الن''اس ي''رى أن الس'''عادة تك'''ون مم'''ا ه'''و ظ'''اهر مث'''ال : الل'''ذة والغ'''نى ، والصحة ،،،إلخ . ويرى البعض اآلخر أنه يوج''د خ''ير م''ا موج''ود بذاته ، وهو علة كل الخيرات الكث''يرة الس''ابقة وعل''ة أش''باهها

أيضا

' ويستطرد أرسطاطاليس مبينا أن كل فع''ل يق''وم ب''ه اإلنس''ان يهدف إلى خير ما حين يح'دد الغاي''ات ال'تي يس'عى اإلنس'ان إلى

تحقيقها يتضح مما سبق أن أرسطاطاليس طب''ق غائيت''ه في الطبيع''ة في مجال األخالق فقد جعل – على نحو م''ا أس''لفنا – لك''ل فعل يقوم به اإلنسان غاية ما كما جعل لكل حركة يقوم بها ما هو طبيعي غاية ما ؛ بل إن الغائية تظهر في سلوكيات اإلنسان – عند أرسطاطاليس – أكثر مما تظهر في الطبيع''ة . وهك''ذا

ويظهر2 .1يقرر أرسطاطاليس مبدأ الغائية في حياة اإلنسان ذلك بوضوح حينما يجع''ل غاي''ة اإلنس''ان ووظيفت''ه في التعق''ل والتفلسف ، ألج''ل ذل''ك التفلس''ف ه''و الخ''ير األقص''ى ، وه''و

3.45بدوره قوام الحياة واألخالق

1 : . . ، نعيم السيد محمد ود ، حجازي جاد الله عوض د اليونانية الفلسفة الطبعة تاريخ ، ومنقحة مزيدة دار طبعة ، الثانيةالقاهرة – باألزهر المحمدية 173 – 172ص . الطباعة

2

ص : 3 ، اليونانية الفلسفة . : : 203تاريخ ، ، وتطورها نشأتها األخالق فلسفة الطويل توفيق د دار 1979، الناشر م، . ص – مصر العربية .83النهضة

4

5

34 www.alukah.net

Page 35:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

ويزي''د أرس''طاطاليس األم'ر جالء فيم''ا يتعل'ق بتحدي''د تعري''ف محدد للسعادة حين يعرفنا أنه يوجد ثالثة سير تتناول الس''عادة ب''التعريف وهي : س''يرة العام''ة : )ال''ذين يظن''ون أن الخ''ير والس''عادة أم''را واح''دا وه''و الل''ذة ( وه''ؤالء يفض''لون س''يرة المتمتع باللذات ، وهم عند أرس''طاطاليس يش'بهون البه'ائم . وباإلض''افة إلى الس''يرة الس''ابقة توج''د س''يرة أص''حاب ت''دبير المنزل الذين ينعتهم أرسطاطاليس بأصحاب المذاهب الجي''دة واألفع''ال الجميل''ة ، وه''ؤالء ال''ذين )يعت''برون الس''عادة هي الكرامة (، وذلك ال يلبى ما يطمح''ون إلي''ه ، ورغم أنهم ي''رون أن الفضيلة أجود إال أنهم ال يمكنهم أن يصلوا إليها . وكل واحد من أصحاب هذه السيرة ال يمكن وصفه بأنه سعيد إال إذا ك''ان يريد حفظ أصل قد وضعه واعتقاد ينص''ره ، وإذا ك''ان أص''حاب السير السابقة ال يمكننا أن نص''فهم ب''أنهم س''عداء ، فأص''حاب السيرة التي يمكننا أن نصفهم بأنهم سعداء هم أصحاب النظر

العقلي وهم أصحاب السيرة الثالثة

1 السعادة والفضيلة أ /

' ترتبط السعادة عند أرسطاطاليس بالفض''يلة فعن''ده الس''عادة فع''ل اإلنسان بحسب الفضيلة التامة أو الكاملة . ويضرب – مثال على ذلك – بفض''يلة م''دبري الم''دن فه''دفهم: جع''ل المواط''نين يس''لكون وفق''ا

السعادة 1 نظرية .من لد / ) النيقوماخية األخالق كتاب وتحليل دراسة أرسطاطاليس عند السعادة نظريةإبراهيم كامل حسن حسن

35 www.alukah.net

Page 36:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

للفض''يلة التام''ة، أي جعلهم أخي''ارا أقص''د جعلهم منق''ادين لق''وانينالمدينة

' ولما كانت السعادة مرتبط''ة بالفض''يلة – على نح''و م''ا ذكرن''ا آنف''ا – والفضيلة هي فضيلة النفس والجسد ، أصبح من الض''روري أن نع''رف ماهية النفس البشرية ، ولما كان تدبير المدن من الصناعات الش''ريفة ل''ذلك أص''بح لزام''ا على م''دبري الم''دن البحث في أح''وال النفس

اإلنسانية

' تنقسم النفس اإلنسانية إلى قس''مين : أح''دهما غ''ير ن''اطق واآلخ''ر ناطق ، وفيما يتعلق بالجزء غير الناطق ، فمنه ما ه''و ع''ام ومن''ه وم''ا ه''و ش''هواني ، واألخ''ير يش''ارك الن''اطق وينق''اد ل''ه أ وأم''ا األول فه''و النباتي . وهذا التقسيم للنفس استفاده أرسطاطاليس من أفالط''ون ،

الذي تتلمذ على يديه .

' وال ترتبط السعادة بالفض''يلة فحس'ب ب''ل أنه''ا ترتب''ط أيض''ا بالل'ذة . فاللذة عند أرسطاطاليس خير ما . وحتى الحزن رغم رداءت''ه إال أن''ه خير ما . والرتباط الس''عادة بالل''ذة يمكنن''ا أن نق''رر أن الس''عادة حي''اة لذيذة . ولما كانت السعادة تك''ون م''ع األفع'ال الكامل'ة ل''ذلك الس'عيد يحتاج إلى اللذة الجسمية والتي تأتى من خارج ، والتي للنفس . وكون السعادة لذة ما فإن ذلك ال يعد مسوغا لبعض الناس ليظن''وا أن ج''ودة المص'''ادفة والس'''عادة ش'''يئا واح'''دا ، فه'''ذا أم'''ر مرف'''وض عن'''د

أرسطاطاليس

1 ب N السعادة في الدنيا فحسبألرسطو 1 النيقوماخية األخالق السعادة نظرية

36 www.alukah.net

Page 37:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

يتض''ح مم''ا س''بق أن أرس''طاطاليس ي''رى – مث''ل معاص''ريه من اليونانيين – أن السعادة هي هدف كل سلوك يقوم ب''ه اإلنس''ان ، فق''د كان اليونانيون " يرون أن كل فعل يقوم ب''ه الف''رد إنم''ا يس''تهدف من ورائه تحقيق السعادة لنفسه وليس تحقيقا لمطالب اآللهة أو ألي مبدأ غيبي آخ''ر . إذ أن اليون''اني ك''ان يعتق''د أن الحي''اة على س''طح األرض أفضل وأكمل من الحياة في عالم آخر، ولهذا فقد جهد على أن يحق''ق

وه''ذا نفس م''ا1الس''عادة الكامل''ة لنفس''ه في ه''ذا الع''الم فحس''ب." طرحه أرسطاطاليس، فعنده أن السعادة تكون لإلنسان وهو على قيد الحي''اة، وعن''دما يم''وت ويف''نى جس''ده فإن''ه ال يحص''ل الس''عادة على اإلطالق. فالقول بأن السعادة ال تنفك عن اإلنسان بع''د المم''ات يعت''ير

2عند أرسطاطاليس قوال فاسدا.

ويخالف أرسطاطاليس في ذلك كل من سقراط وأفالطون اللذينزعما أن السعادة

تكون في حياة غير الحياة الدنيا ، لذلك فالموت يصل باإلنسان إلىحياة ملؤها السعادة

والنعيم .

ويستطرد أرسطاطاليس في إثارة االعتراض''ات ح''ول مس''الة سعادة اإلنس''ان بع''د ممات''ه فعن''ده أن من ي''زعم أن''ه يك''ون لإلنسان عند موته بعض الخير وبعض الشر على غرار اإلنس''ان

1

2

37 www.alukah.net

Page 38:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

وه''و حي ، ف''إن ه''ذا االف''تراض يث''ير كث''يرا من الص''عوبات ،وينتهي إلى أنه قول فاسد : 1 ج / السعادة مما ال يمدح

قبل أن يبين أرسطاطاليس موقفه من مسألة كون السعادة تمدح أم ال ، فإنه يشير إلى أن األشياء التي تمدح هي ما تكون باإلضافة إلى شيء ما وبكيفية . يقول : " فإنا قد لخصنا هذه األش''ياء ، فلنبحث عن السعادة : ه''ل هي من األم''ور الممدوح''ة ، أم من األم''ور الخط''يرة ؟ وذلك أنه من البين أنها ليست القوى . فقد يظهر أن كل ممدوح > هو ممدوح < ألنه بكيف ما وباإلضافة إلى ش''يء م''ا ، فإن''ا إنم''ا > نم''دح الرجل الشجاع وبالجملة : الخير والفضيلة بسبب األفعال وم''ا يح''دث عنها > ونمدح القوى ومن يجيد < العدو وكل واحد مم''ا أش''به ذل''ك ، فإن''ا إنم''ا نم''دحهم ألنهم بكيفي''ة وأنهم ك''ذلك باإلض''افة إلى خ''ير م''ا وفضيلة ما . وذلك بين من مديح المتألهين ، فإن''ه إذا نس''ب إلين''ا ك''ان مما يضحك منه ، وإنما عرضي ذل''ك ألن الم''ديح إنم''ا يك''ون باإلض''افة

ويرى أرسطاطاليس أنه من األشياء ما يمدح ومنها م''ا2كما قلنا . " ال يمدح كالسعادة . يق''ول : " وإذا ك''ان الم''ديح إنم''ا ه''و ألمث''ال ه''ذه األشياء ، فبين أن األشياء التي في غاية الفض''ل ليس له''ا م''ديح لكنه''ا أجل وأفضل من أن تمدح كما تبين من أمره''ا . وذل''ك أن''ه ق''د ينس''ب المت''ألهون والخي''ار من الن''اس إلى الس''عادة ، وليس يوج''د واح''د من الناس يمدح السعادة كما يمدح العدل ، لكنه يجلها ويكرمه''ا على أنه''ا

3أمر إلهي تام ."السابق 1 المصدرص( : 66)2 األخالق . 79أرسطاطاليسص( : 67)3 السابق . 80 – 79المرجع

38 www.alukah.net

Page 39:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

ويس''تطرد أرس''طاطاليس في اإلش''ارة إلى م''ا يم''دح وم''ا ال يم''دح ، فاإلله والخير مما ال يمدح ألنها أجل من أن تمدح ، أم''ا الفض''يلة فمم''ا

يمدح ؛ ألن األمور الجميلة التي تقوم بها تكون بالفضيلة .

المطلب الثالث : وسطية األخالق عند

أرسطو

نقال عما ذكره محمود عبد الخالق السعداوي في كتابه ) الوسطية فياإلسالمية ( قال :

قال ارسطو:" إن الوسط بالنسبة إلى ش''يء1- الوسطية عند أرسطو ما، هو النقطة التي على بعدين متساويين من كال الطرفين، والتي هي واحدة بعينها في كل األحوال أما باإلضافة إلى اإلنس''ان، فالوس''ط ه''و الذي ال يعاب، ال باإلفراط وال بالتفريط وكل إنسان عالم وعاقل يجه''د نفسه في اجتناب اإلفراط من كل نوع، سواء أك''ان ب''األكثر أو باألق''ل، وال يطلب إال الوسط القيم، ويفضله على الطرفين. ولكن هذا الوس''ط ليس وسط الشيء عينه، بل الوسط بالنسبة إلينا، وأن''ا أع''ني ب''الكالمهنا الفضيلة األخالقية، ألنها هي التي تختص بانفعاالت اإلنسان وأفعاله. فالفض''يلة ن''وع وس''ط، م''ا دام الوس''ط ه''و الغ''رض ال''ذي تطلب''ه بال

: إن االعت''دال أو2انقطاع، ثم ضرب أرسطو أمثلة للحد الوسط، فق''ال العف''ة وس''ط بين الفج''ور والخم''ود، والس''خاء وس''ط بين اإلس''راف والبخل، والكبر وسط بين الوقاحة والض''عة، والحلم وس''ط بين الفت''ور والشراس''ة، والص''دق وس''ط بين االدع''اء والمبالغ''ة، وبين التعمي''ة، والبشاشة وسط بين الفظاظة والسخرية، والصداقة وسط بين المل''ق

والشراسة.

( أرسطو.1/245' علم األخالق ) 1(.275-1/250' علم األخالق ) 2

39 www.alukah.net

Page 40:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

: ولق''د أعجب به''ذا الم''ذهب كث''ير من العلم''اء،1ق''ال أحم''د الح''وفي وجاراه بعض فالسفة المسلمين، ولعل م''رد ه''ذا إلى مكان''ة أرس''طو، وإلى أن مذهب''ه ه''ذا ي''دعو إلى االعت''دال، واالعت''دال خل''ة يرض''اها اإلسالم، ويحمدها الناس، ألنه يدل على االتزان، وعلى سالمة التقدير،

وصواب التدبير، والبعد عن الشطط.

المطلب الرابع : أثر نظرية الس''عادة ووس''طية األخالق على فالس''فة

اإلسالم

لقد شغل فالسفة اإلسالم بنظرية الس'عادة من''ذ الف''ارابي ال'ذي كتب في الس''عادة رس''التين ) التنبي''ه على س''بيل الس''عادة ( و ) تحصيل الس''عادة ( كم''ا عالجه''ا في رس''الة أخ''رى مث''ل كتاب''ه

المشهور ) آراء أهل المدينة الفاضلة ( وكان ابن مس''كويه من أك''ثر الفالس''فة اإلس''الميين عناي''ة به''ذه النظرية ، فقد صنف فيها كتابه ) السعادة ( كما بحثها بحثا مطوال مستفيضا في كتاب''ه ) ته''ذيب األخالق وتطه''ير األع''راق ( ول''ذلك يعتبر ابن مسكويه فيلسوفا أخالقيا ، وله مؤلفات أخ''رى في ه''ذا

الموضوع لم تصلنا مثل ) الرسالة المسعدة ( وممن صنف في هذا الموضوع أيض''ا محم''د بن يوس''ف العم''ري في كتابه )السعادة واإلس''عاد في الس''يرة اإلنس'انية ( و ) اإلعالم

بمناقب اإلسالم ( وق''د ت''أثر ه''ؤالء الفالس''فة اإلس''الميون وفي مق''دمتهم الف''ارابي بنظرية السعادة عن''د أرس''طو كم''ا عرض''ها في كتاب''ه ) األخالق

النيقوماخية ( وخالصة أمرهم أنهم توهم''وا حص''ول الس''عادة بمج''رد حص''ولهم

على الحكمة

ه'.1388" سنة 39( العدد"40' "مجلة الوعي اإلسالمي " )ص/ 140

 www.alukah.net

Page 41:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

ولقد حاول بعض متفلسفة اإلسالم من أمثال ابن مسكويه ت التوفيق بين مفهوم أرس''طو للفض''يلة ''' ال''ذي بق''ول1 ه'431

) أن الفضيلة وسط بين طرفين كالهما رذيلة ( إما إفراط وإما تفريط ، فالشجاعة مثال فضيلة التفريط فيه''ا جبن ، واإلف''راط

فيها تجبر ' وبين مفهوم أفالطون ألنواع الفضائل األربعة : الحكمة أو العلم وهي فضيلة النفس الناطقة (1الشجاعة وهي فضيلة النفس الغضبية (2العفة وهي فضيلة النفس الشهوانية (3العدالة وهي محصلة الفضائل األربعة (4

''' فنج''د أن ابن مس''كويه ل''ه محاول''ة في التوفي''ق بين ال''دينوالفلسفة األخالقية

المطلب الخNNNامس :

نقد نظرية الفلسفة األخالقية من منظور إسالمي

فالسعادة عن''د أرس''طو وأتباع''ه هي الخ''ير المطل''وب لذات''ه ، وليست السعادة تطلب أص''ال وليس من مكن''ة الن''اس جميع''ا بلوغها ، وإنما الفيلسوف وحده من يحصل عليها م''تى ج''د في الدراسة والنظر والتفكير ، بمعنى إذا جعل الحياة العقلية غاية في نفسها ومعنى ذلك أن السعادة بمفهومه''ا األرسطاليس''ي هو علم ال يفتقر إلى عم''ل وال إلى إيم''ان ، وذل''ك انطالق''ا من جعلهم سعادة النفس وكماله''ا في العلم فق''ط ، بينم''ا للنفس قوت''ان : الق''وة العلمي''ة والق''وة العملي''ة ، ومن ثم ينبغي أن

تتضمن السعادة الجانبين معا

األخالق ) (1 تهذيب كتاب له أخالقي فيلسوف41

 www.alukah.net

Page 42:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

) العلم والعمل ( ، فالحكم''ة إذا اس''م يجم''ع العلم والعم''ل ب''ه ، وليس المراد بالعلم ذلك العلم النظري الذي يشتغل ب''ه فالس''فة

اليونان وأتباعهم فالسعادة الحقيقية هي سعادة الم''ؤمن ال''ذي ينب''ع من رض''ى

الله تعالى عنه ورسوله ومفتاح تلك السعادة هي تقوى الله عز وجل وال يتمثل في شيء

غيره ولست أرى السعادة جمع مال ** ولكن التقي هو السعيد

و إن اإليمان واألخالق قرينان ، فزي''ادة الخل''ق إش''ارة إلى زي''ادةاإليمان في قلب العبد

وليست السعادة في مجرد الحص''ول على الحكم''ة كم''ا ت''وهمت الفالسفة ، فمن المعلوم أن ك''ل أم''ة له''ا حكم''ة بحس''ب علمه''ا ودينها فالهند لهم حكمة مع أنهم مشركون كفرة ، والع''رب قب''ل اإلسالم لهم حكم''ة ، وك''ذلك اليون''ان ،، وحكم''اء ك''ل طائف''ة هم أفض''ل تل''ك األم''ة علم''ا وعمال ، ولكن ال يل''زم أن يك''ون جمي''ع الحكماء ممدوحين عند الله ورسوله ، وال يتحص''ل على الس''عادة

الحقيقية منهم أحد إال الموحد من المؤمنين الذي آمن بالله ومالئكته ورسله والبعث بعد الم''وت ، وعب''د الل''ه على علم وبص''يرة ، ولم يش''رك ب''ه ش''يئا ، ولم يك''ذب نبي''ا من

أنبيائه وال كتابا من كتبه ' فال يثنى قط إال على هؤالء

ومن باب اإلنصاف والعدل نقول : ) إن االقتص''ار على م''ا ذك''روه ال تحص''ل ب''ه الس''عادة ال''تي هي

كمال اإلنسان ولكنه من األمور المعتبرة فيها

42 www.alukah.net

Page 43:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

ثم تحدث عن قصور فلسفتهم عن حص''ول الس''عادة ، ثم إن''ه إذا أخ''ذ الح''ق مم''ا عن''دهم وت''رك الباط''ل ك''ان ج''زءا من األج''زاء

المحصلة للسعادة ، إذا لديهم نوع من الحق .لكن يظل قاصرا ما لم يكمل باإليمان والتقوى

وإذا أشرنا لموقف شيخ يش''يخ اإلس''الم ابن تيمي''ة رحم''ه الل''ه اتجاه الوسطية م''ع بعض التحفظ''ات ، فنج''ده في حديث''ه عن الدراس''ات األخالقي'ة لفالس''فة اإلس''الم ، يق'ول في ال'رد على المنطقيين : فق''الوا : ينبغي ته''ذيب الش''هوة والغض''ب ليك''ون

كل منهما بين اإلفراط والتفريط ، ويكون التعديل بينهما عدالوهذه الثالث ' العفة والشجاعة والعدل ' تطلق لتكميل النفس

وال شك بأن خير األمور الوسط واالعتدال ، وقد أخبر الله تع''الى عن خيرية هذه األمة بكونه''ا أم''ة وس''طا ق''ال تع''الى : ) وك''ذلك

جعلناكم أمة وسطا (

43 www.alukah.net

Page 44:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

الخاتمة : نستخلص مما سبق من هذا المبحث اليس''ير ال''ذي تن''اول ج''انبي

اإللهيات واألخالق عند أرسطو أن

أرسطو كان وثنيا خالص''ا ض''اال في ج''انب اإللهي''ات ، كي''ف ال(1 وقد أقحم عقله في عالم الغيبيات التي ليس ألحد بل''وغ علم''ه وكنه''ه إال الل''ه ، ق''ال س''بحانه وتع'الى : ) ق''ل ال يعلم من في الس'''موات واألرض الغيب إال الل'''ه ( ، ومن أعظم الغيبي'''ات

إدراك كنهه سبحانه إن السبيل الح''ق ال''ذي ينبغي س''لوكه في األم''ور الغيبي''ة ه''و(2

التسليم ، فالغيبيات نؤمن بها وال نشتغل بكيفيتها إن جل م'ا ذك'ره أرس''طو '' الج'انب اإللهي ''' ك'ان بن''اء على(3

توهم''ات وسفس''طات ال دلي''ل ص''حيح يب''ني عليه''ا ، وال عق''لصريح يستند عليه

وبم''ا أن''ه فيلس''وف وحكيم ال تع''دم آراؤه ش''ئ من الح''ق ،(4 فللمتأمل المنصف قبول الحق ونبذ الباط''ل ونق''ده وتوجيه''ه ، ألن المتأثرين به وبأمثاله كثر ' قد ال يتمكن من حصرهم ' فالبد من بيان الحق لمن أراد البحث أو المعرفة عن أمثال هؤالء

إن التوجيه األخالقي من المنظور إس''المي على ض''وء الكت''اب(5 والس'نة ال س'بيل لالس''تغناء عن''ه ، ب''ل إن'ه من أقص'ر الط''رق للوص''ول للح''ق في ض''بط النفس واس''تكمال فض''ائلها ، دون الرج'''وع لألقيس'''ة العقلي'''ة أو النظري'''ة أو السفس'''طائية أو

األرسطاطاليسية

وختاما : أسأل الله أن يكلل جهدي المتواضع في جمع ما تيسر لي جمع''ه

بالقبول والتوفيق والسداد وص''لى الل''ه وس''لم على نبين''ا محم''د وعلى آل''ه وص''حبه وس''لم

تسليما كثيرا إلى يوم الدين

44 www.alukah.net

Page 45:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

المراجع

القرآن الكريم(1 صحيح البخاري(2لمحمد خليل هراس العقيدة الواسطية '(3

الطبع''ة األولى ''' الناش''ر : الرئاس''ة العام''ة إلدارات البح''وث العلمي''ةواإلفتاء والدعوة واإلرشاد

أرسطو دعوة للفلسفة ' بروتر يبتقوس ' كتاب مفق''ود ألرس''طو(4'قدمه للعربية مع تعليقات وشروح د. عبد الغفار مكاوي

تاريخ الفلسفة القديمة ' تاريخ الفلسفة اليونانية د. ع''وض الل''ه(5 جاد حجازي ، ود. محمد الس''يد نعيم : ، طبع''ة مزي''دة ومنقح''ة ،

الطبعة الثانية ، دار الطباعة المحمدية باألزهر – القاهرة نظرية السعادة األخالق النيقوماخية ألرسطو(6 تاريخ الفلس''فة اليوناني''ة : د. توفي''ق الطوي''ل : فلس''فة األخالق :(7

م، الناش''ر دار النهض''ة العربي''ة –1979نش''أتها وتطوره''ا ، ،مصر..

تط''ور الفك''ر األخالقي في الفلس''فة الغربي''ة د. محم''د مه''ران(8رشوان : دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع – القاهرة

نظرية الس''عادة نظري''ة الس''عادة عن''د أرس''طاطاليس ''' دراس''ة(9 وتحلي''ل كت''اب األخالق النيقوماخي''ة ) ل''د. حس''ن حس''ن كام''ل

إبراهيم الفك''ر الفلس''في واألخالقي عن''د اليون''ان أرس''طو نموذج''ا ل''' د.(10

محمد الجبر ' مطبعة جوهرة الشام ' الناشر دار دمشق ' الطبعةاألولى

45 www.alukah.net

Page 46:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

جناي''ات أرس''طو في ح''ق العلم والعق''ل ''' مظاهره''ا أس''بابها '(11 آثارها ل'''د. خال''د كب''ير عالل ''' دار المحتس''ب ''' الطبع''ة األولى '

الجزائر .

ل') ألف''رد إدوارد ت''ايلور ( ترجم''ة : د.73/'' 1 فلسفة أرسطو ج(12عزت قرني / دار الطليعة ' بيروت 'الطبعة األولى

علم األخالق ألرسطو.(13ه'.1388" سنة 39( العدد"40 "مجلة الوعي اإلسالمي " )ص/(14ويكيبيديا الموسوعة الحرة(1516)http://aljsad.com/forum85/thread162049/index3.html#ixzz28q3tO96d

46 www.alukah.net

Page 47:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

فهرس الموضوعات:

ال الموضوعمصفح

ة3 المقدمة

المبحث األول : ) إله أرسطو وفكرة المحرك األول)

6

6المطلب األول : تصور أرسطو لإلله1 المطلب الثاني : ماهية المحرك األول ، وكيفية حدوق2

التعقل8

10المطلب الثالث : الدليل على المحرك األول3 المطلب الرابع : عالقة إله أرسطو بالعالم ، واسثارته4

لحركة العالم12

12قضية العالمأ(512فكرة المادة والصورة والوجودب(613 ج( عالقة المحرك األول بالعالم7 المطلب الخامس : أثر فكرة المحرك األول على8

فالسفة اإلسالم14

المطلب السادس : نقد عقيدة أرسطو وفكرته في إلهه9من منظور إسالمي

16

25المبحث الثاني : ) نظرية األخالق عند أرسطو (10

26المطلب األول : صورة تحقق األخالق عند أرسطو

11

27المطلب الثاني : طبيعة السعادة عند أرسطو

12

29أ ( السعادة والفضيلة

13

30ب ( السعادة في الدنيا فحسب

14

31ج ( السعادة مما ال يمدح

47 www.alukah.net

Page 48:  · Web viewوإن كتاب الطبيعة –كما يبدو من اسمه- خصصه أرسطو لدراسة الحركة باعتبارها أبرز تجليات الطبيعة

أرسطو طاليس ومعتقداته الفلسفية

  

15

32المطلب الثالث : وسطية األخالق عند أرسطو

16

المطلب الرابع : أثر نظرية السعادة واألخالق علىفالسفة اإلسالم

33

17

المطلب الخامس : نقد نظرية الفلسفة األخالقية منمنظور إسالمي

34

18

35الخاتمة

19

36المراجع

48 www.alukah.net