جامعة محمد خيضر بسكرة

كلية الآداب واللغات قسم الآداب واللغة العربية

مذكرة ماستر

لغة وأدب عربي

دراسات نقدية

نقد حديث ومعاصر

8رقم: ن

:تينإعداد الطالب

فتيحة بوطي - عوناليايمان

23/06/2019يوم :

تجربة النقد في المغرب الأقصى من خلال أعمال عبد الفتاح كيليطو

لجنة المناقشة:

بشير تاوريريت أ. د. جامعة محمد خيضر بسكرة ارئيس

رحيم عبد القادر أ . مح أ جامعة محمد خيضر بسكرة امقرر

صليحة سبقاق أ. مس ب خيضر بسكرةجامعة محمد امناقش

2018/2019 :الجامعيةالس نة

الشكر لله من قبل ومن بعد، نحمد ونشكره على نعمة العق ل والصحة

والتوفيق الذي لا تكون إلا منه.

نتقدم بف ائق الشكر والتقدير إلى الدكتور رحيم عبد الق ادر على نصائحه

القيمة وتوجيهاته الحكيمة وإرشاداته طوال الوقت التي أنارت لنا كل دروب هذا البحث

المناقشة الذين تكرموا بقراءة هذا البحث لتقويمه نشكر أعضاء لجنة بملاحظاتهم وتوجيهاتهم.

نشكر كل من علمنا حرف ا طوال مسارنا الدراسي.

نشكر الأساتذة الأف اضل بقسم اللغة والأدب والعربي بجامعة محمد خيضر بسكرة.

لى كل من ساهم من قريب أو بعيد في انجاز هذا العمل ولو بكلمة. إو

أ

ةـــــــــــــــمقدم

ر الممارسات والجهود النقدية لكبا إلى يعود إن تطور حركة النقد في المغرب الأقصىليجد النقد من كبوة الركود والجمود أيقظتتعدد التوجهات النقدية التي النقاد التي أدت إلى

نفسه في صراعات أدخلته في أزمة على الساحة النقدية العربية عامة والمغربية خاصة.

إن هذه الممارسات والجهود النقدية للباحثين والنقاد لم تأت من عدم، بل استقوها من فضاء الثقافي تون في المشارب الدرس النقدي الغربي باستعارة المفاهيم النقدية لفهم زخم الم العربي، سواء كانت حديثة أو قديمة، بل القديمة هي الأكثر إلحاحا.

لقد شغلت النصوص القديمة عديد من الباحثين والدارسين، حيث اشتغلوا عليها وأسسوا منها مشاريع نقدية كان الهدف منها إحياء الموروث السردي وتقديم إضافة لتطوير الدرس

.النقدي المغربي

داقد "عبد الفتاح كيليطو" حيث يعوكانت من أبرز هذه المشاريع النقدية ما قدمه الن مشروعه النقدي من أهم التجارب المعاصرة في قراءة التراث السردي.

"تجربة النقد في المغرب الأقصى من خلال ـ: اختيارنا لهذا الموضوع الموسوم بوقدتم ا للغوص في أغوار البحث والاكتشاف نذكر منها:أعمال عبد الفتاح كيليطو" دوافع حفزتن

همال كل ما هو مغاربي. انكباب عديد من الباحثين على دراسة كل ما هو شرقي وا المكانة التي احتلها كيليطو في الساحة النقدية. بغية اكتشاف الآليات النقدية التي اعتمدها عبد الفتاح كيليطو.

وع أيضا هي الإشكالات التي طرحت نفسها ولعل من أهم أسباب اختيار هذا الموض والتي أثارت فينا جملة من التساؤلات من بينها:

ب

ةـــــــــــــــمقدم

ع النقدي عند عبد الفتاح كيليطو؟فيم يتجلى المشرو ؟ما استراتيجيات القراءة عنده ر الدرس النقدي العربي والمغربي؟فيم تكمن جهوده النقدية لتطوي

لقد مكنتنا هذه التساؤلات التي اقتضتها طبيعة الموضوع من تفريع البحث وتوزيعه بين مدخل وفصلين مؤطرين بمقدمة وخاتمة، فقد كانت المقدمة فاتحة مهدنا بها لموضوع البحث، وبعدها مدخل تناولنا فيه السيرة الذاتية لعبد الفتاح كيليطو لأنه لا يمكن الاطلاع

: حركة ـإلا من خلال اخذ لمحة عنه ثم الفصل الأول الموسوم ب على جهوده النقديةفي المغرب الأقصى، الذي قدمنا فيه إضاءة لمصطلح النقد لغة واصطلاحا الحديثالنقد

وعالجنا فيه أيضا حركة النقد في المغرب الأقصى وأهم روادها، أما الفصل الثاني المعنون ه النقدية، حاولنا تفحص أعماله وقراءتها نقديا واستعراض جهود : جهود عبد الفتاح كيليطوـب

النقدية في الفضاء النقدي.فقد انتهجنا في دراستنا هذه المنهج الوصفي لأن طبيعة الدراسة اقتضت ذلك في

.وصمعرفة كيفية تحليل كيليطو للنصل نا سبوما كان لهذه الدراسة أن تكون دون الاعتماد على مصادر ومراجع أوضحت ل

العربي" دراسة بنيوية في الأدب :البحث أهمها كتب عبد الفتاح كيليطو منها: "الأدب والغرابة ري"في مقامات الحري ةوكتاب "المقامات: السرد والأنساق الثقافية" وكتاب "الغريب: دراس

ب وكتا مال زكي""احمد ك ـوكتب أخرى منها كتاب "النقد الحديث: أصوله واتجاهاته" ل "كريم كواز". ـبلاغة والنقد: المصطلح والنشأة والتجديد" ل"ال

وقد واجهتنا بعض الصعوبات التي اعترضت مسارنا في هذا البحث منها ندرة المراجع التي تتناول عبد الفتاح كيليطو وآراءه النقدية بالدراسة والتحليل.

ج

ةـــــــــــــــمقدم

وأن نتوجه ا التوفيقخير إلا أن نشكر الله ونحمده حمدا كثيرا على هذولا يسعنا في الأبالشكر والإجلال إلى الأستاذ المشرف رحيم عبد القادر الذي وجهنا وأفادنا وأرشدنا فله كل التقدير والعرفان ولكل من قدم لنا يد العون، ونتمنى أن يقدم هذا البحث إفادة ولو بسيطة.

ــلــــــــــــــــمـــدخــ نبذة موجزة عن حياة عبد الفتاح كيليطو

5

نبذة موجزة عن حياة عبد الفتاح كيليطو مدخل:

لقد تنوعت أقلام النقاد وتعددت في الدراسات النقدية الحديثة خاصة في المغرب أعماله مفصلا هاما في هذه عدتالأقصى من خلال نقد "عبد الفتاح كيليطو"، حيث

الدراسات النقدية من خلال بذله جهدا خصيبا في هذا المجال منذ أعماله الأولى، لذلك من "تجربة النقد في المغرب الأقصى ـ:سوم بو ارتأينا قبل الولوج في خضام بحثنا هذا الم

ه وتقديم لفاتخلال أعمال عبد الفتاح كيليطو"، إلى تقديم نبذة حول أهم محطات حياته ومؤ بطاقة فنية موجزة لأبرز كتبه النقدية، ولقد ارتكزنا على ذلك لأن موضوع دراستنا يتعلق

بآرائه النقدية.

عبد الفتاح كيليطو":" ـالسيرة الذاتية والسيرة الأدبية ل :لاو أ

"عبد الفتاح كيليطو": ـالذاتية ل السيرة-1

طفلا كسولا "كان ، (1)بالرباط" 1945ولد الكاتب والناقد "عبد الفتاح كيليطو" "سنة عاش طفولة سعيدة بين أحضان ذويه"لكن بالرغم من هذا ، (2)يحصد النقاط الأخيرة دائما"

تحصل على شهادة الابتدائية في الثالثة عشر من عمره، ثم انتقل إلى ثانوية "مولاي يوسف"ذج فت النظر، كان نمو كان كيليطو الصغير نموذجا أصيلا للقراءة، وصاحب تأويلات تل

.(3)"حصوله على النقاط الجيدةعدم لرغم من للأديب، فقد كان يكتب قصائد با

إلى أن أصبح ، (4)كالوريا والجامعة بدون ضجيج"اكانت "حياته عادية في مرحلة البوراه دولة فقد تحصل على دكت ،"أهم الباحثين المغاربة والعرب في السرديات العربية القديمة

م حول موضوع "السرد والأنساق الثقافية في 1982ون الباريسية عام بمن جامعة السور

.www.almodon.com ،16/02/2019 ،20:00هل يقرأ فعلا كل شيء؟، أيوب المزين: عبد الفتاح كيليطو... (1) .9، ص2014، 1ينظر: عبد الفتاح كيليطو: مسار، دار توبقال للنشر، ط (2) .10نفسه، ص صدرينظر: الم (3) .11، صالمصدر نفسهينظر: (4)

6

نبذة موجزة عن حياة عبد الفتاح كيليطو مدخل:

في كلية الآداب في جامعة محمد اعمل أستاذ. بديع الزمان الهمذاني والحريري" مقاماتجائزة :فاز بعدة جوائز عربية وأجنبية منها، و م1968الخامس في الرباط منذ عام

.(1)"2007عام "العويس للدارسات النقدية"وجائزة ،1996عام "الأكاديمية الفرنسية" يقر عبد الفتاح كيليطو في "أكثر من كتاب من كتبه أنه يقرأ ويكتب عديد من اللغاتكما يعبر بعض دارسيه على أنه كائن برمائي يعيش بالرشاقة ذاتها في العربية وفي

ذلك أن الكاتب ،«بمثابة رسالة حب اللغة، لغة الحب»":الكتابة عنده هيلأن ، (2)الفرنسية"إلا أنه يفضل الكتابة باللغة الفرنسية "لأنه يحس ، (3)ينشأ في لغة يقرأ بها، يكتب ويتواصل"

(4)أنه يتمتع بنوع من الحرية في الفرنسية، وأنه يلمس بدرجة أقل طابو الجنس والسياسة" ذلك. فهي تحقق له اللذة في

:"عبد الفتاح كيليطو"الأدبية لـ ة السير -2

الناقد عبد الفتاح كيليطو من زمرة النقاد العرب البارزين في الساحة النقدية فهو ديع"باحث مغربي وأستاذ جامعي، درس الأدب الفرنسي في كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط، بدأ ممارسة الكتابة النقدية منذ الستينات وكرس حياته العلمية لمقاربة الثقافة العربية الكلاسيكية على ضوء مناهج نقدية حديثة بنيوية وسيميائية، مستفيدا من الفلسفة الغربية

ات البلاغة العربية بدراسات جادة وقراءات نقدية أدبية دسمة تتم عن ذكاء خارق وكفاءة وآلي

.www.alaraby.com ،16/02/2019 ،20:00عبد الإله صالحي: عبد الفتاح كيليطو...إنها الأعمال الكاملة، (1) .www.raya.com ،13/05/2019 ،05:45"، 2-1جهاد فاضل: التجربة الأدبية لأبرز أدباء المغرب " (2) 501د مجلة الفيصل، دار الفيصل الثقافية، العد ،لمعنىصدوق نور الدين: عبد الفتاح بين أسئلة الكتابة وقضايا ا (3) .63، ص2018 أغسطس-يوليوه/ 1439، شوال ذو القعدة 502- 1عبد الفاتح كيليطو: أتكلم جميع اللغات لكن بالعربية، تر: عبد السلام بنعبد العالي، دار توبقال للنشر، طينظر: (4)

.16ص 2013

7

نبذة موجزة عن حياة عبد الفتاح كيليطو مدخل:

تحليلية واضحة وعمق معرفي وتأمل منهجي كبير، حتى أن كتبه تشبه الإبداع في الهواية .(1)والافتتان واللذة والمتعة الشاعرية على مستوى التلقي والتقبل"

:مؤلفاتـــه :ثانياتتشكل أعمال عبد الفتاح كيليطو من مقالات وتعليقات صحفية وكتب وأبحاث جامعية بالفرنسية والعربية التي نشرت عبر دار النشر "توبقال"، "فقد كانت أول دار نشر مغربية تهتم بنشر أعمال كيليطو وترجمتها من الفرنسية إلى العربية منذ مستهل الثمانينات من

": السرد والأنساق الثقافيةذكر أهم هذه الأعمال منها: كتاب ""المقاماتون، (2)القرن الماضي"ي مقامات : دراسة ف" وكتاب "الغائب: دراسات بنيوية في الأدب العربيوكتاب "الأدب والغرابة

، كتاب "لسان آدم" سنة 1988، أيضا كتاب "الحكاية والتأويل" سنة 1978" سنة الحريريالإبرة"، وكتاب "حصان نيتشة"، وكتاب "خصومة لعين و "ا" وأيضا كتاب، (3)م"1995

"أنبئــــوني بالـــرؤيا" و"الكتابة "وكتاب ، (4)"الصور"، وكتاب "أتكلم جميع اللغات لكن بالــعربية" .(5)"الارتياب""الأدب و ووالتناســــــخ "

" نذكر منها: عبد الفتاح كيليطو" ـعدة مقالات ل الانطولوجياكما نشر موقع شتراكي الا الاتحادمقال: "تجربة في القراءة"، الذي نشر في الملحق الثقافي لجريدة

le chevalde، ومقال "العقوبة" ترجمة إسماعيل أزيات نشر في مجلة 1989أبريل 22في

www.diwanalarab.comجميل الحمداوي: الحداثة النقدية في كتاب "الأدب والغرابة" لعبد الفتاح كيليطو، (1)14/02/2019 ،20:30. www.alaraby.com،17 /02/2019عبد الإله الصالحي: عبد الفتاح كيليطو... إنها الأعمال الكاملة إذا، (2)

23:00. www.lhayatl.comنبيل منصر: الكاتب المغربي عبد الفتاح كيليطو يؤدي لعبة القناع ليفاجئ قراءه، (3)

17/02/2019 ،23:30. ، www.alarabya.comعبد الحق مقراني: عبد الفتاح كيليطو العربية نهارا والفرنسية ليلا، (4)

19/02/201913:00. دريس كسيكس: حوار مع عبد الفتاح كيليطو: الكاتب ثم ألف لغة ولغة، تر: سعيد بوخليط (5) فاطمة أيت موس وا

www.everblog.com ،19/02/2019 ،21:00.

8

نبذة موجزة عن حياة عبد الفتاح كيليطو مدخل:

nietzsche. le fennec 2007 ومقال "لأي نوع أدبي تنتمي كتاباتي" نشره عبر الشبكة ،حفرت أعماله ولا تزال طريقا بالغا في قراءة المتون العربية السردية فقد ، (1)العنكبوتية" الموروثة.

عبد الفتاح كيليطو":" ـالكتب النقدية لبأبرز التعريف ثالثا:من أبرز الإسهامات التي اكتسحت الساحة النقدية تعد أعمال عبد الفتاح كيليطو

وكان لها أثر عميق فيها؛ حيث أضفت جهوده النقدية إلى إخراج النقد من بويتقة توظيف مناهج حديثة لمقاربة نصوص سردية حديثة إلى مقاربة نصوص سردية قديمة بتقنيات

ا: حديثة، وذلك من خلال طفرة هائلة من الأعمال النقدية نذكر منه كتاب "الأدب والغرابة: دراسة بنيوية في الأدب العربي": -1

عد كتاب "الأدب والغرابة" من الكتب النقدية الأولى والتي يطبق فيها كيليطو المناهج يالنقدية الحديثة على الثقافة العربية الكلاسيكية حيث "ينقسم الكتاب إلى قسمين وكل قسم

ية فالقسم الأول خصصه الكاتب لشرح بعض يحوي على خمسة فصول إلى حد ما متواز واعد ق ،وتاريخ الأدب ،الشاعر ،الأدب ،المفاهيم النقدية والمصطلحات النقدية، كالنص

النوع الأدبي، والثاني خصصه لبعض التطبيقات النصية حول الثقافة العربية و ،النوع ،السردايات يري مقامات الزمخشري، حكالكلاسيكية تفسيرا وتأويـلا، كأسرار البلاغـة، مقامات الحر

نها هذا الكتاب العتبة التي انطلق م دحيث يع، (2)السندباد، ألف ليلة وليلة والجرجاني" .كيليطو لتأسيس مشروعه النقدي

(1) www.ontologie.com، 19/02/2019 ،21:30. 2006، 2عبد الفتاح كيليطو: "الأدب والغرابة: دراسات بنيوية في الأدب العربي"، دار توبقال للنشر، المغرب، ط (2)

.11ص

9

نبذة موجزة عن حياة عبد الفتاح كيليطو مدخل:

كتاب "المقامات: السرد والأنساق الثقافية": -2

ن كتاب المقامات هو قراءة جديدة لفن المقامة، وهو الفن الروائي العربي القديم يجتهد إكيليطو في بيان جماليات هذا الفن، حيث إنه يتكون من خمسة عشر فصلا موزعة على ثلاثة أقسام، كل قسم به خمسة فصول، ففي "القسم الأول موازاة بين المقامة ونصوص من

يكاد معروفا محاولا أن يستجلي عددا من الأنساق التاريخية والجغرافية القرن الرابع بعضها لاأما القسم الثاني بحث فيه كيليطو في الأنساق التي كانت في الأصل ، والاجتماعية والشعرية

من التلقي الذي خص به معاصر الهمذاني وأعقابه، وينظر القسم الثالث المخصص فقد يعد هذا ؛(1)ة بالقياس إلى الأعراف الحديثة للقراءة"للحريري في الأنساق القديمة للقراء

مالكتاب من أهم المؤلفات التي كتبها عبد الفتاح كيليطو، فقد أعاد تأمل وقراءة بعض المفاهي (.كالمقامة والحكاية )المحاكاة

كتاب "الكتابة والتناسخ": -3

تجت في كتابه هذا بين "عناصر الشعرية العربية القديمة التي ن ربط عبد الفاتح كيليطوعنها قراءات مبدعة خلاقة، على نحو يكشف المزاج النقدي. فقد خصص كيليطو فصول الكتاب التسعة لتحديد مفهوم المؤلف في الشعرية العربية القديمة، مبتدئا بالوقوف عند

م ث بني"، الذي تحدث فيه عن السرقات،موضوع "تناسخ المقطوعات الشعرية" ثم فصل "الت" الذي طرح فيه مسالة "الانتحال" في الشعر الجاهلي، ثم فصل والصيرفة فصل "الشعروهري في تعد انشغال ج المؤلف التيلة التزييف" يطرح فيه كيليطو إشكالية أ"الجاحظ ومس

2ط ب،الكريم الشرقاوي، دار توبقال للنشر، المغر عبد الفتاح كيليطو: "المقامات: السرد والأنساق الثقافية"، تر: عبد (1) .8، ص2001

10

نبذة موجزة عن حياة عبد الفتاح كيليطو مدخل:

العصر ن هذا الكتاب يعنى بوضع ووظيفة المؤلف فيإ؛ ف(1)جل فصول هذا الكتاب" الكلاسيكي وبالجاحظ على الخصوص.

ويل":أكتاب "الحكاية والت-4

لقد اقترح "عبد الفتاح كيليطو" في هذا الكتيب "قراءة لستة نصوص سردية البعض من يروي حكاية "، ذاهبا إلى أن كتاب "أسرار البلاغةفي الترجمة منها في الأدب والأخرى

"الجرجاني والقصة الأصلية" و"الصياد الحكايات، تتمثل هذه النصوص السردية في:والعفريت" و"زعموا أن" و"أبو العبر والسمكة" و"أبو سهل والجمل" و"ابن خلدون والمرأة"

ظهار (2)وتقديم قراءة جديدة لها" ، فقد دفع "عبد الفتاح كيليطو" من خلاله القارئ إلى إيجاد وا قات قصد، ثم ينسخ له شبكة علا ما يخفيه النص أو ما يعيبه الكاتب عن قصد أو من غير

محاولا تأويلها وبناء معنى كلي للنص.

نبيل منصف: المغربي عبد الفتاح كيليطو في الكتابة والتناسخ: المؤلف كما فهمته الثقافة العربية القديمة (1)www.alawan.com ،21/02/2019 ،19:00.

.6، ص1988، 1طعبد الفتاح كيليطو: الحكاية والتأويل، دار توبقال للنشر، (2)

الفصل الأول

الأقصىحركة النقد الحديث في المغرب

12

حركة النقد الحديث في المغرب الأقصى الفصل الأول:

أولا: المفهوم اللغوي والاصطلاحي للنقد:

لقد استعمل لفظ النقد في اللغة العربية لمعان مختلفة من بينها:

ا خراج م و يز الدراه النقد والتنقاد: تمي «جاء في "لسان العرب" في مادة )ن ق د(: "منها ن تركتهم تركوك الزيف )...(، وفي حديث أبي الدرداء: )إن نقدت الناس نقدوك وا

.(1)"»بتهم واغتبتهم؛ أي قابلوك بمثلهمعنى نقدتهم أي ع

.(2)"والتنقد قاد والانت كالتنقاد وغيرها. م يز الدراه وفي قاموس المحيط: "النقد: تمي

وجاء أيضا في معجم مقاييس اللغة لابن فارس: "نقد: النون والقاف والدال أصل د: ق وهو تقشره. حافر ن ،صحيح يدل على إبراز شيء وبروزه من ذلك: النقد في الحافر

.(3)يطه عنه"ل رس تكسره وذلك يكون بتكشفر. والنقد في الض متقش

نقدت الدراهم وانتقدتها: إذا ميزت جيدها من رديئها «كما جاء أيضا النقد في اللغة: " .(4)"»ومنها العيب ،وأخرجت زائفها

هذا بالنسبة للمفهوم اللغوي أما بالنسبة للمفهوم الاصطلاحي فلم يخرج عن المفهوم كلمة النقد من قولهم "نقد الدرهم والديناراللغوي لدى النقاد العرب القدامى، وقد أخذ العرب

وشبهوا كذلك الناقد بالصرفي الذي يقوم بفرز ،أي بين رديئة من جيده وسليمة من زائفة .(5)الدنانير والدراهم"

.426-425، ص3بيروت، لبنان، دط، م ابن منظور: لسان العرب، مادة )ن ق د(، دار صادر، (1) 8الفيروز أبادي: القاموس المحيط، تح: محمد نعيم العرقوسي، مؤسسة الرسالة للطبع والنشر، بيروت، لبنان، ط (2)

.322م ص2005 .467، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، دط، ص5ابن فارس: مقاييس اللغة، تح: عبد السلام محمد هارون، ج (3) .1، ص1996أحمد بدوي طبانة: أسس النقد الأدبي عند العرب، دار نهضة مصر للطباعة والنشر، دط، سبتمبر (4) محمد زعلول سلام: تاريخ النقد الأدبي والبلاغة حتى القرن الرابع هجري، الناشر منشأة المعارف الإسكندرية، دط (5)

.11ص

13

حركة النقد الحديث في المغرب الأقصى الفصل الأول:

.(1)فقد قاموا "بنقـل دلالة النقد من نقد الدراهـم والدينار إلى نقد الشعـر وتمييزه"

ه( حيث 337حي إلا على يد "قدامه بن جعفر" )لم تكتسب الكلمة معناها الاصطلاأنها تعد "أقدم محاولة اتخذت هذا المصطلح عنوان لهذه الممارسة العلمية للنقد ووصلت

، الذي يعد أول مصدر علمي أدبي يحمل كلمة (2))نقد الشعر("بـ: إلينا في كتابه الموسوم نقد.

، والذي سيبقى هذا (3)"همن رديئللنقد قائلا: "علم جيد الشعر هفقد صرح فيه بمفهوم المفهوم الشائع عند النقاد القدامى.

ثم "أخذ النقد العربي في الرقي والتعقد بتعقد حياة العرب الاجتماعية والثقافيــة إلى أن تبلور لنا المفهوم واكتمل. (4)والفلسفية"

إلى أن النقد هو "دراسة الأشياء وتفسيرها وتحليلها وموازاتها "أحمد شايب"يذهب .(5)بغيرها المشابهة لها أو المقابلة ثم الحكم عليها ببيان قيمتها ودرجتها"

" أن النقد في أدق معانيه هو: محمد مندوروهذا ما ذهب إليه العديد من النقاد أمثال "نحى مـة الأسلـوب بمعناها الواسع ...ن نفهم لفظـ"فـــن دراسة الأساليب وتمييزها وذلك علــى أ

أو هو ، (6)وطريقــه فــي التأليف والتفسيــر والتفكيــر، والإحســاس علـى السواء" ،الكاتب العـــام .(7)"التقدير الصحيح لأي أثر فيه وبيان قيمته في ذاته ودرجته بالنسبة إلى سواه"

1المصطلح والنشأة والتجديد، مؤسسة الانتشار العربي، بيروت، لبنان، طينظر: محمد كريم الكواز: البلاغة والنقد (1) .46م، ص2006

.47محمد كريم الكواز: البلاغة والنقد، ص (2) قدامة بن جعفر: نقد الشعر، تحقيق وتعليق: محمد عبد المنعم الخفاجي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، دط (3) .62ص ،ت د ر الألوسي: البديهة والارتجال في الشعر العباسي حتى نهاية القرن الثالث الهجري، المنهل، دط مضر نوري شاك (4) .25ت ص د .115، ص1994، 10أحمد الشايب: أصول النقد الأدبي، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ط (5) .9-8الفجالة، القاهرة، دط، دت، صمحمد مندور: في الأدب والنقد، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع (6) .116أحمد الشايب: أصول النقد الأدبي، ص (7)

14

حركة النقد الحديث في المغرب الأقصى الفصل الأول:

معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب" النقد في كتابه مجدي كامل وهبه"يعرف ية ( لفحص الآثار الأدببعة )مع اختلافها فاختلاف النقادعلى أنه "مجموعة الأساليب المت

والمؤلفين القدامى والمحدثين بقصد كشف الغامض وتفسير النص الأدبي والإدلاء بحكم .(1)عليه في ضوء مبادئ أو مناهج بحيث يختص بها ناقد من النقاد"

عن موقف كلي متكامل في النظرة إلى الفن تعبير«فالنقد في أوضح صورة هو "عامة، أو إلى الشعر خاصة، يبدأ بالتذوق، أي: القدرة على التمييز ويعبر منها إلى التفسير والتعليل والتحليل والتقييم، خطوات لا تغني أحداهما عن الأخرى، وهي متدرجة على هذا

ة ية أو عامة مؤيدا بقوة الملكالنسق؛ كي يتخذ الموقف نهجا واضحا مؤصلا على قواعد جزئ .(2)"»بعد قوة التمييز

كما أنه يجب الوقوف على الغرض من دراسة النقد التي تتمثل في: "معرفة القواعد التي نستطيع بها أن نحكم على القطعة الأدبية أجيدة أم غير جيدة، فإذا كانت جيدة أو

علينا لتي تمكننا من تقويم ما يعرضرديئة فما درجتها من الحسن أو القبح ومعرفة الوسائل ا .(3)من الآثار الأدبية"

غية ب ال الأدبية والإلمام بكل جوانبهامما سبق يمكننا القول بأن النقد: هو دراسة الأعم كشف جوانب الحسن والجمال والثناء عليها، وكشف مساوئه ونقائصه ومحاولة تصويبها.

.417، ص1984، بيروت، 2كامل مجدي وهبة: معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب، مكتبة لبنان، ط (1)قافة من عشر، دار الثإحسان عباس: تاريخ النقد الأدبي عند العرب: نقد الشعر من القرن الثاني حتى القرن الثا (2)

.14، ص1983 ،بيروت .18م، ص1967-ه1387، 4أحمد أمين: النقد الأدبي، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، ط (3)

15

حركة النقد الحديث في المغرب الأقصى الفصل الأول:

ى:ثانيا: حركة النقد الحديث في المغرب الأقص

إن جميع النهضات التي نعرفها مثل النهضة الأدبية والنهضة النقدية التي عبرت أيديولوجيا من بداية انطلاقها؛ أي إلى أصولها من أجل الارتكاز عليها في النقد الحاضر

ونقد الماضي المنتج له، فحركة النقد المغربي الحديث كان لها امتدادا منذ القديم.

الأدبي من أبرز مظاهر الأدب المعاصر، فقد تأثرت هذه الظاهرة في العصر فالنقدالحديث بمباحث النقد الغربي و"الحركة الأدبية والنقدية بالمشرق العربي خاصة في مصر

التحول ي تاريخ التكون وفي إيقاعولبنان، وفي أثار النقاد والمفكرين والتفاوت الملحوظ فاب النقدي الخط المنجز في ركه وتعويضه برحاب الأفق المنهجيوالتراكم المنجز، يتم تدا

.(1)بالمغرب على امتداد العقود الثلاثة الأخيرة"

الواضح من هذا أن الحركة النقدية بالمغرب ما هي إلا علاقة تأثر وتأثير بالنقد الغربي ية مع ثقافة ئوالمشرقي، وتفاعل الخطاب النقدي المغربي من خلال مرجعياته النظرية والإجرا

الشرق والغرب، مع تميز وتقدير العالم العربي فهو لم يتكون من فراغ، وذلك لجدية الدراسات الأدبية المغربية وعمقها المعرفي والمنهجي هذا ما ساعد على تكون النقد المغربي خلال

العقود الثلاثة.

لثقافة العلمية وذلك للقد كان للنقد المغربي تأثير واضح وقوي للحركة النقدية بالمشرق والإبداعية التي يتميز بها النقاد المغاربة، الأمر الذي ساعد حركة النقد في المغرب على التأثير في الشرق، ومحاولة النهوض بها "فبعد أن كانت المشرق هو المؤثر في خلق تيار

لى النقد عنقدي في المغرب نجد المغرب حينئذ يلعب دور المؤثر ولم يقتصر تأثير المغرب بل تعد ذلك إلى الفنون الأدبية نفسها، إلا أن مصر كانت أكثر تقبلا للأثر المغربي من

.(2)الشام والعراق"

-ه1430أحمد كمال زكي: النقد الأدبي الحديث أصوله واتجاهاته، دار النهضة العربية، دط، بيروت، لبنان، ينظر: (1) .67م، ص2009

.561عباس: تاريخ النقد الأدبي عند العرب: من العصر الجاهلي إلى القرن الرابع هجري، صينظر: إحسان (2)

16

حركة النقد الحديث في المغرب الأقصى الفصل الأول:

نلاحظ من هذه الفقرة أن النقد المغربي لعب دورا كبيرا في تنوير النقد المشرقي وخاصة ه ومن نمصر حيث أثر بشكل كبير عليها، فقد تذوقت منه، ومن فنونه، واستفادت م

نصوصه الممتازة، وهذا ما جعلها قادرة على التأثر به.

: ر النقد بالعالم العربي مثلكان لحركة النقد بالمغرب الأقصى دور كبير في مسا الشام، العراق، كما تعدى النقد إلى الفنون الأدبية. مصر

ق مومن هنا تتحدد وضعية النقد الأدبي قياسا على خصوصيات حركيته وقياسا إلى ع تفاعلاته مع المشرق، وقياسا إلى ما يعرفه الإبداع المغربي من تطور وبحث عن المغايرة.

رنغرب "إلى العشرينات من هذا القوتعود الإرهاصات الأولى للنقد الأدبي الحديث بالمجود السياق هو أنه بينما كان النقد المغربي ما يزال يلتمس طريقه للو للانتباه في هذاوالمثير

:)المدرسة ـب اصطلح عليهعربية تشهد رسوخ ما كانت الحركة الأدبية والنقدية بمصر وأقطار .(1)الجديد(. لقد نهضت هذه الحركة على التجاور بين الذات التعبيرية والكلاسيكية"

من خلال هذا، فإن الحركة النقدية بالمغرب وبتصورها التاريخية سيضفي عليها قدرا يظهر نوع من المفارقة في وضعية هذا النقد. الإيقاع كمامضاعفا من السرعة في

قالات أساسية انت في ظل هذا الوضع المتفاوت لتكونهإن النقد الأدبي بالمغرب سيحقق وهي:تمت عبر "ثلاث لحظات من تطوره

اللحظة الإحيائية بين العشرينيات ونهاية الستينيات تقريبا، وتتميز بتبني النقاد لدواوين الشعر الصادرة حديثا في المغرب، وعناية المقالات النقدية بفن القصة والرواية.

اللحظة التنويرية بأفق جدلي، وفيها عرف النقد المغربي البداية المنظمة بوصفه خطابا ضوعه المحدد، وغاية الناقد التحليل العملي للنصوص وفق مناهج جديد.ليس له مو

ستانلي هايمن: النقد الأدبي ومدارسه، إحسان عباس، تر: إحسان عباس، محمد يوسف نجم، دار الثقافة، دط (1) .13ت، ص لبنان، د ،بيروت

17

حركة النقد الحديث في المغرب الأقصى الفصل الأول:

لحظة التجريب وهي حقبة تتواصل مند التسعينات إلى اليوم، وفيها يتجه النقد إلى .(1)استنتاج المبادئ"

نشائه مقاربات الصالحة لقراءتهلقد اهتم النقاد المغاربة في العصر الحديث بالأدب وال وا البعد عن و ائمة على النقد الانطباعي الذاتيجاهدين في تغيير النظرة القديمة للأدب، الق

لأدب تذوق االبلاغة القديمة، "فلعل النقد الأدبي على حداثة العناية به من أهم دراساته أولئكفتمييز عناصره وشرح أسباب جماله ورسم السبل الصالحة للقراءة والإنشاء...وتاريخه و

درسوا الآداب الغربية ووقفوا على ما فيها من أصول النقد وعلى هذه المذاهب السياسية الذينوالاجتماعية التي طبعت أثار الكتاب حاولوا أن يفرضوا هذه المذاهب والأصول على

.(2)الأدب العربي"

دبيتهشرحه والبحث عن جمالياته وألقد كان اهتمام النقاد منصب بالأدب وبالتذوق به و ق مناهج غربية حديثة، طبعت عليهم وتأثروا بها محاولين تطبيقها على الأعمال العربية.وف

ومن بين المناهج والنظم التي تقرر فائدتها للنقد الأدبي والتي ظهرت في الساحة غربية هنا "تحظر العلوم الاجتماعية في الذهن أولا، فهي نبع ثري لم تصهرج مالعربية ال .(3)فنونه بعد"

مغربالمقاربات والنقد الأدبي باللقد كان للمنهج والمقاربة الاجتماعية حضور قوي في حيث حاول الكثير من النقاد تطبيق المنهج الاجتماعي على الأعمال الأدبية وكان للعلوم الاجتماعية حضور قوي على الساحة العربية وغاية الباحث هنا هي الكشف عن إمداد

بي.الواقع في الخطاب الأد

.archive.aawsat.com ،30/04/2019 ،22:00غرب،سعيدة شريف: مسارات وتحولات النقد الأدبي في الم (1) .561ينظر: إحسان عباس: تاريخ النقد الأدبي عند العرب: من العصر الجاهلي إلى القرن الرابع هجري، ص (2) .67حمد كمال زكي: النقد الأدبي الحديث وأصوله واتجاهاته، صأ( 3)

18

حركة النقد الحديث في المغرب الأقصى الفصل الأول:

"...ومعنى هذا هو إننا يخي حضور قوي في الساحة المغربيةكما كان للمنهج التار نفضل الأخذ بالمنهج التاريخي حتى عندما نحاول أن نضع للنقد حدوده وهذا هو المنهج

ومن هذا ، (1)الذي استقر الباحثون على جدواه منذ أوائل القرن التاسع عشر إلى اليوم"اريخية كانت هي أول المقاربات التي أخذها النقاد عن الغرب وتأثروا نلاحظ أن المقاربة الت

بها في دراستهم النقدية.

أيضا: المقاربة السيميائية فهي "تركز في القراءة والتحليل على استنباط قوانين اشتغال .(2)النصوص والخطابات"

ثار راءة الآتعمل هذه الدراسة على العلامات والاشتغال عليها، ومدى وجاهتها في ق بيةائي على الأعمال الأدبية العر الأدبية، حيث حاول النقاد المغاربة تطبيق المنهج السيمي

متأثرين بالغرب في محاولة الاستفادة من نتائج المعرفة، وبذلك عرف الدرس السيميائي المغربي جملة من الاتجاهات الوصفية منها الاتجاه السيميولوجي الذي يقارب الظواهر

شارات، وبهذا أصبحت السيمياء من مناهج النقد في الأ دبية باعتبارها علامات ورموز وا المغرب، وعلى سبيل المثال سعيد بن كراد الذي طبق هذا المنهج.

ومن المناهج أيضا التي طبقها الدارسون على الأعمال الأدبية في المغرب وكان لها دي وثقافي بين سوسيولوجيا النصحضور قوي نجد المقاربة الثقافية "فهي تأليف نق

؛ فالناقد يعمل في المقاربة الثقافية على تعدد المعارف وقراءة الخطاب الأدبي (3)والخطاب"باعتباره مؤسسة مع الارتكاز على السنن والتقاليد الأدبية حيث يقوم الناقد في دراسته وفق

الثقافة التي أنجز فيها.

.10، ص1996مصر للطباعة والنشر، مصر، محمد مندور: النقد المنهجي عند العرب، دار النهضة (1)عبد الحميد عقار: تطور النقد الأدبي بالمغرب بحثا عن الاتساق النظري والإنتاجية المعرفية (2)

www.aljabriabed.net، 01/05/2019 ،23:30. .67واتجاهاته، صأحمد كمال زكي: النقد الأدبي الحديث وأصوله (3)

19

حركة النقد الحديث في المغرب الأقصى الفصل الأول:

ث التي ر الإنساني الحديك"فروض أساسية في الف تعد هذه التقنيات النقدية الجديدةأخذت من الغرب ويعود الفضل في هذه الفروض إلى أربعة علماء: "داروين"، "ماركس"

.(1)"و"فرويد"، والعلاقة بين مختلف هذه المقاربات هي علاقة تجاور ر""ريز

ى الدراسات لإذا نظرنا إلى التطور الأدبي فإنه من الطبيعي أن تنعكس هذه التطورات عالنقدية في العالم العربي وخاصة في جانبها التطبيقي وهكذا بقي النقد العربي متأثر بالمتغيرات الغربية، وحاول النقاد تجديد المناهج النقدية الأدبية عن طريق اتصالهم بالثقافة

الغربية وأكدوا أن للنقد قواعد فنية.

رب في مجموعة من المؤلفات منها: تمثلت الإرهاصات الأولى للنقد الأدبي بالمغبن ، وكتاب "التوابع والزوابع" لاج"كتاب "مسامرة الشعر والشعراء" للشاعر عبد الله القبا

شهيد، وكتاب "طبقات الشعراء" لأحمد النميشي و"الكتابة والكتاب" لعبد الحميد الرندي (1924")(2).

من الكتب التي ساعدت في إرساء ، (3)تعد كتابات "طه حسين والعقاد وميخائيل نعيمة" النقد المغربي وخاصة كتاب الغربال لميخائيل نعيمة.

فيعود الفضل في بلورة أسس هذه اللحظة النقدية وخطاباتها إلى جملة من الكتاب والأساتذة "وتقدم تجربة "نجيب العوفي" مثالا واضح الدلالة في هذا السياق في كتبه "درجة

م، و"جدل القراءة"، ومن بين العناوين التأسيسية اللافتة: "فن 1980الوعي في الكتابة"

عبد الحميد عقار: تطور النقد الأدبي بالمغرب بحثا عن الاتساق النظري والإنتاجية المعرفية (1)www.aljabriabed.net،01/05/2019 ،23:30.

.28م، ص2016والنشر، الإسكندرية، مصر، دط، عثمان موافي: دراسات في النقد العربي، دار الوفاء لدنيا الطباعة (2) المرجع نفسه، صفحة نفسها. (3)

20

حركة النقد الحديث في المغرب الأقصى الفصل الأول:

، "الأدب "لأحمد مندور م، "دينامية النص الروائي1966-م1914القصة في المغرب" .(1)عبد الفتاح كيليطو"ـ "الحكاية والتأويل" ل 1987" م، "الغائب1982والغرابة"

كما كان للباحثين المغاربة دورا كبيرا في حركة النقد في المغرب من خلال الترجمة "إبراهيم ـل 1986 "ة مورفولوجيا الخرافة" "ترجميجابيا في هذه الحركة منها:إورا التي أدت د

.(2)"سعيد بن كراد"" ـل 1990 "ترجمة "سيميولوجيا الشخصيات الروائية ب"الخطي

وهناك وجه آخر لحركة الترجمة بالمغرب ويتعلق باستعادة بحوث جامعية أو دراسات : السرد والأنساق اتنقدية ألفها مغاربة باللغة الفرنسية مثل "كتاب عبد الفتاح كيليطو "المقام

.(3)"1993الثقافية" ترجمة عبد الكبير الشرقاوي

من بين هذه المشاريع أيضا نذكر "منحى عبد الفتاح كيليطو في إعادة قراءة العاشقة الخطابية ومشروع محمد مفتاح وتركيزه على والعالمة لتراث السردي العربي في مغايراته .(4)الانتظام الثقافي والمفاهيم العلمية الحديثة"

أصبحت الحركة النقدية بالمغرب تشكل جزءا من الحركة الفكرية والفلسفية وتجليا من تجليات النشاط الذهني والمعرفي بالمغرب المعاصر مثلما غدت رافدا من روافد التطور

لحركة النقدية بالعالم العربي ككل.والتجديد في ا

ن كان كل منهم يشكل حقلا وبناء على ما تقدم يمكن القول بان أعمال وجهود النقاد وا مستقلا بذاته، فهي تعتبر الأسس التي بنيت عليها الحركة النقدية في المغرب.

عبد الحميد عقار: تطور النقد الأدبي بالمغرب بحثا عن الاتساق النظري والإنتاجية المعرفيينظر: (1)www.aljabriabed.net، 01/05/2019 ،23:30.

www.maghress.comالمنجز النقدي الأدبي المغربي، ينظر: سعيد عاهد، ليلى بارع: نقاد مغاربة يحاورون( 2)12/04/2019 ،20:30. .www.maghress.com المرجع نفسه:( 3) .ينظر: المرجع نفسه( 4)

21

حركة النقد الحديث في المغرب الأقصى الفصل الأول:

أهم رواد حركة النقد في المغرب الأقصى: ثالثا:

مفتاح: محمد-1

اني: "أنا محمد مفتاح ابن القيرو محمد مفتاح بقلمه ترجمة لسيرته حين قاللقد سجل القرآن حفظا متقنا في سن مبكرم بالدار البيضاء )المغرب(، حفظت 1942المولود عام

م، ثم دخلت إلى مدرسة تكوين المعلمين وتخرجت 1960وحصلت على الشهادة الابتدائية .(1)"م1961-م1960منها سنة

الفترة استمر محمد مفتاح التعليم من الجامعات المغربية ومعاهدها، وتأكيد وبعد هذه .(2)"م1963كالوريا السادسة الأصلية عام ذلك في قوله "حصلت على شهادة الب

إلى جانب هذه الروافد التعليمية، نشير كذلك إلى "وقوعه تحت مؤثرات البيئة ق في توجهه وفكره وذلك من خلال التحقيالاجتماعية التي نشأ فيها، فهي الركن الأساس

.(3)"في التراث

محمد مفتاح "ناقد مغربي وحداثي، طلع في ميدان النقد مطلع الثمانينات بكتابه "سيمياء م، ثم 1985كتابه الثاني "تحليل الخطاب الشعري" أصدرم، ثم 1982الشعر القديم" عام

م و"التلقي والتأويل" عام 1990ن" عام م، "مجهول البيا1987تتابعت كتبه "دينامية النص" .(4)"1996م، ثم "الخطاب الصوفي" عام 1996م، و"التشابه والاختلاف" عام 1994

: آليات تحليل الخطاب الشعري من منظور سيميائي عند محمد مفتاح: كتابه تحليل الخطاب ينظر: سميحة بن نوي (1) 2016/ 2015، مذكرة ماستر، جامعة محمد بوضياف، المسيلة، الجزائر، -أنموذجا–الخطاب استراتيجيةالشعري

.83ص المرجع نفسه: الصفحة نفسها. (2) المرجع نفسه: الصفحة نفسها. (3) .84نفسه: صالمرجع (4)

22

حركة النقد الحديث في المغرب الأقصى الفصل الأول:

فقد قدم محمد مفتاح آراء نقدية في النقد العربي والمغربي خاصة منها من خلال ي فمناظرة له في أبو ظبي مع محمد الحمامصي من خلال أسئلة: "كيف ترى النقد الأدبي

يجيب النقاد بمعنى الكلمة قد يعدون على الأصابع لأن الناقد يجب أن يكون عالمنا العربيله بعض الايمان بالمفاهيم العلمية واللسانية مثلا عندما نقول تناسل نصي ونمو، أكون

(1)أتحدث عن النص كجسد".

فهو يدعو إلى استخدام واستعمال مفاهيم ومصطلحات علمية في النقد الأدبي من أجل التطور والتغيير والخروج عن المالوف.

يقطين: سعيد-2

، تابع دراسته العليا 1955ماي 8ولد سعيد يقطين "بمدينة الدار البيضاء بتاريخ ى شهادة بالرباط، حيث حصل عل بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس ثم أكمل بكلية الآداب

م، يشتغل حاليا 1988م وعلى دبلوم الدراسات العليا سنة 1983استكمال الدروس سنة .(2)"بكلية الآداب بالرباط

م، والتحق باتحاد كتاب المغرب 1974بدأت رحلة سعيد يقطين الأدبية "بالنشر سنة اسات الأدبية بعدة م، له مجموعة من الدر 1977م، كتب الشعر حتى سنة 1976سنة

منابر: "العلم"، "المحرر"، "أنوال"، "الاتحاد الاشتراكي"، "آفاق"، "الثقافة الجديدة" "المدينة" "علامات".

إضافة إلى ذلك مجموعة من الدراسات التي أصدرها منها ما هو نقدي ومنها ما هو أدبي نذكر منها:

، east.online.com-www.meddieمنة محمد الحمامصي، النقاد الحقيقيون يعدون على الأصابع، (1)25/06/2019 ،09:30. ر، جامعة محمد ماستينظر: توفيق خلفة، قضايا السرد: كتاب السرد العربي مفاهيم وتجليات السعيد يقطين، مذكرة (2)

.7-6، ص2014/2015بوضياف، المسيلة، الجزائر،

23

حركة النقد الحديث في المغرب الأقصى الفصل الأول:

1985 الجديد في المغرب القراءة والتجربة: حول التجريب في الخطاب الروائي. م.1989تحليل الخطاب الروائي: الزمن، السرد، التبشير م.1989انفتاح النص الروائي: النص والسياق م. 1992 الرواية والتراث السردي: من أجل وعي جديد بالتراث م. 1997الكلام والخبر: مقدمة السرد العربي :م2001معجم السرديات. 2005المترابط: مدخل إلى جماليات الإبداع التفاعلي من النص إلى النص. (1)م2008النص المترابط ومستقبل الثقافة العربية: نحو كتابة عربية رقمية.

من أبرز وأهم آراء سعيد يقطين النقدية رأيه في تطور السرد يقول: "السرد موجود أبدا من إلى في الستينات حيت ما وجدت الحياة ولكن الوعي به حتى في المغرب لم يتحقق

القرن الماضي مع تطور تحليل الخطاب السردي وظهور علمين يهتمان به في الدراسات (2)السردية الغربية هما السرديات والسيميائيات الحكائية".

من هذا يرى يقطين أن تطور السرد عند العرب ما هو إلا من خلال الغرب وبصفة الروس فلاديمير بروب وبفضله استطاع أن يرفد السرد أو النقد خاصة عند شكلانيين

السردي.

الحميداوي: حميد-3

يعد حميد لحميداني من أبرز الأسماء المغربية التي أغنت الخزانة الأدبية المغربية والعربية بعدد كبير من المؤلفات النقدية في الرواية والقصة القصيرة فقد "ولد حميد لحميداني

www.alarab.com ،25/04/2019محمد الحمامصي: سعيد يقطين: الأدب يلعب دورا مهما فيما سيحدث، (1)17:30.

www.elquds المناهج النقدية والمنطلق التاريخي،مروان ياسين الدليمي، النقد السردي عند سعيد يقطين تنوع (2).com.ur ،25/06/2019 ،20:30.

24

حركة النقد الحديث في المغرب الأقصى الفصل الأول:

ببوعرفة، حيث تلقى تعليمه بمدرسة النهضة مكناس، التحق بكلية الأدب والعلوم 1950سنة م، حاز على دبلوم الدراسات العليا سنة 1972الإنسانية وبالمدرسة العليا للأساتذة سنة

م، من كلية الأدب بفاس، كما حصل على دكتوراه دولة في الأدب الحديث سنة 1982يشتغل أستاذ بكلية الأدب بفاس دخل مجال النشر سنة م من كلية الأدب بالرباط،1989 .(1)"م بظهور روايته "دهاليز الحبس القديم"، ومقال عن الرواية بمجلة "أقلام" المغربية1979

انية""دراسات أدبية سيميائية لس عضو في هيئة تحرير مجلةلقد كان حميد لحميداني " .(2)"م1986م، التحق باتحاد كتاب المغرب سنة 1987التي أسسها رفقة محمد العمري سنة

فقد كان "لحميد لحميداني نتاج نذكر منه: م.1979دهاليز الحبس القديم "م.1984من أجل سوسيولوجيا الرواية "نقد "م.1985الرواية المغربية ورؤية الواقع الاجتماعي "دراسة بنيوية تكوينية "م.1989أسلوبية الرواية "مدخل نظري م.1989د" ـــــــسحر الموضوع "نق "م.1991النقد الروائي والإيديولوجي "نقد

،2016 ،2015للرواية في كل من سنة حاز حميد لحميداني على جائزة "كتار" .(3)على التوالي" 2018 2017

آراء نقدية كثيرة منها رأيه في القصة القصيرة كما جاء في قدم الناقد حميد لحميداني كتابه )نحو نظرية منفتحة للقصة القصيرة جدا قضايا ونماذج تحليلية(.

"حميد لحميداني، معجب العدواني، إبراهيم الحجري، سعيد العمري"، مجلة نادية شفيق: رؤى جديدة في النقد العربي لـ (1) .32، ص2010، 32 الثقافة الجزائرية، العدد

نفسها.المرجع نفسه: الصفحة ينظر: (2) .نفسهاالمرجع نفسه: الصفحة : ينظر (3)

25

حركة النقد الحديث في المغرب الأقصى الفصل الأول:

يقول "البحث في نظرية ألق جدا هو بحث استيمولوجي بامتياز وهو مثيل البحث في (1)موضوع نقد النقد الأدبي"

ومن هذا فالناقد يقصد هنا معرفة المناهج التي اعتمدها الباحث وتناولها للظاهرة المدروسة دون ذكر أسماء النقاد وتتبع مسار القصة.

بنيس: محمد-4

برز شعراء الحداثة في العالم العربي، ولد بنيس أهو "شاعر مغربي، وصف بأنه من في الكتاب في سن العاشرة بالمدرسة م في مدينة فاس بالمغرب، بدأ تعليمه 1948عام

الثانوية والجامعية في فاس، حصل م، وتابع دراسته في الابتدائية و 1958العمومية عام م حصل على دبلوم الدراسات العليا من 1978م، وفي عام 1972على البكالوريا سنة

م حصل على 1988جامعة فاس تحت عنوان "ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب" وفي بدالاتها" .(2)دكتوراه الدولة في موضوع "الشعر العربي الحديث بنياته وا

امعة محمد الخامسم أستاذ الشعر العربي في ج1980لقد "عمل محمد بنيس عام م بجريدة "العلم" 1967نشر قصائده ومقالاته الأولى وهو طالب، عام ؛ فقد بأكدال بالرباط

.(3)المغربية ومجلات وصحف عربية ودولية كمجلة "مواقف" "

م، حيث أسس مع مصطفى 1969لقد قام محمد بنيس "بنشر ديوانه الأول عام م.1970 الكتاب المغربم مجلة "الثقافة الجديدة" وانخرط في اتحاد 1974المسناوي

شارك في مهرجانات شعرية وندوات على المستوى العربي والأوروبي والأمريكي.

، www.maghress.comجميل لحميداوي، حميد لحميداني والنظرية المنفتحة للقصة القصيرة جدا، (1)25/06/2019 ،10:00. بدالاتها نموذجا" ( 2) ينظر: حليمة خلفي: إشكاليات المنهج في تجربة محمد بنيس النقدية "الشعر العربي الحديث بنياته وا

.170ص .172ينظر: المرجع نفسه: ص( 3)

26

حركة النقد الحديث في المغرب الأقصى الفصل الأول:

لى العربية أعمالا ل "عبد الكبير الخطيبي" و"برنار" و"نويل" ـترجم من الفرنسي وا ألف أكثر من ثلاثين كتابا شملت أعماله الشعرية ودراسات عن الشعر . (1)و"جاك" وغيرهم"

والعربي الحديث. المغربي

لقد حصل محمد بنيس على عدة جوائز شعرية عديدة محليا وعربيا ودوليا منها: جائزة إلى "الأطلس الكبرى للترجمة"عن ديوانه "هبة الفراغ"، وجائزة "المغرب الكبرى للكتاب"

.(2)ونسفي ت "الثقافة المغاربية"ونال جائزة الفرنسية عن ديوانه "نهر بين جنازتين".

بن كراد: سعيد-5

العلوم و الأدبيعد سعيد بن كراد "ناقدا ومترجما مغربيا وأستاذ السيميائيات بكلية الإنسانية بجامعة محمد الخامس بأكدال بالرباط )المغرب(، فهو من أبرز المتخصصين في السيمياء في المغرب والعالم العربي ككل، نشر عشرات المؤلفات منها، "وهج المعاني"

ـ" لالترجمات منها "رسالة في التسامحم، وعدد من 2013سيميائيات الأنساق الثقافية" عام " .(3)م"2010"امبرتو إيكو" ـ"دروس في الأخلاق" ل ،م2015"فولتير"

هكذا تعاقبت أعماله وكتبه التي أصبحت مراجع أساسية في مجال السيمياء يعتمد ياء في تحليل النص الأدبي سيميائيا.عليها كل باحث وناقد ودارس في مجال السيم

بدالاتها نموذجا"ينظر: ( 1) ،حليمة خلفي: إشكاليات المنهج في تجربة محمد بنيس النقدية "الشعر العربي الحديث بنياته وا .170ص المرجع نفسه، صفحة نفسها.ينظر: (2)(3) www.saidbengerad.net ،29/04/2019 ،13:00.

27

حركة النقد الحديث في المغرب الأقصى الفصل الأول:

التي صدر عددها الأول سنة شغل سعيد بن كراد "مدير مسؤول لمجلة علاماتة شغل أيضا أستاذ السيميائيات بكليو مجلة مخصصة في مجال السيميائيات وهي م1994

.(1)الأدب بالمغرب"

باريسربون "و تحصل سعيد بن كراد على "شهادة دكتوراه السلك الثالث، جامعة الس فرنسا"، وشهادة دكتوراه دولة في السيميائيات كلية الآداب جامعة "مولاي إسماعيل".

عمل سعيد بن كراد في:

الرباط". كلية الأدب والعلوم الإنسانية "جامعة محمد الخامس (2)في السيميائيات" أستاذ.

تحصل سعيد بن كراد على "جوائز منها:

"م.2010في الترجمة حاصل على جائزة "المغرب م.2006حاصل على جائزة "الأطلس الكبير" في الترجمة، فرنسا (3)م"2014حاصل على جائزة بدر عبد الحق التي تمنحها رابطة الكتاب الأردنيين.

لقد "ألف سعيد بن كراد الكثير من المؤلفات أهمها:

بيروت كتابتجليات الصورة: سيميائيات الأنساق البصرية، المركز الثقافي لل2019.

2018، الاختلاف بيروت،الأمانسيميائيات النص: مراتب المعنى، ضفاف. م.2017كتاب بين اللفظ والصورة

فايزة علال: آليات تطبيق المنهج السيميائي من خلال كتاب السيميائيات مفاهيمها وتطبيقها لسعيد بن كراد، مذكرة (1) .37، ص2016/2017بوضياف، المسيلة، الجزائر، ماستر جامعة محمد

المرجع نفسه: صفحة نفسها.( 2) .38المرجع نفسه: ص (3)

28

حركة النقد الحديث في المغرب الأقصى الفصل الأول:

م.2017كتاب البحث عن المعنى م.2013كتاب وهج المعاني: سيميائيات الأنساق الثقافية م.2008كتاب السرد الروائي وتجربة المعنى م.2003الشخصيات الروائية كتاب سيميولوجية م.1996كتاب النص السردي (1)م1995كتاب شخصيات النص السردي.

لقد "ترجم سعيد بن كراد الكثير من الأعمال الأدبية الغربية منها:

م.2019الزاعودار: أنا أو سيلفي إذا أنا موجود م.2010امبيرتو إيكو: دروس في الأخلاق م.2010" لأهواء"سيميائيات ا غريماس: فونتني (2)م2009امبرتو إيكو: آليات الكتابة السردية.

فقد "كتب العديد من المقالات منها:

م.2012 الإشهار المعرب م.2011الزمانية واحتمالات السرد م.2011الأبطال للقمامة م.2008المرأة والكتاب م.2007الحجاب حاجة دينية أم إكراه ذكوري م.1995الواقعي الرمزية والمخيال م.1997الكلمات والنساء

.38صآليات تطبيق المنهج السيميائي من خلال كتاب السيميائيات مفاهيمها وتطبيقها لسعيد بن كراد، : فايزة علال( 1)(2) www.saidbengerad.net ،30/04/2019 ،08:00.

29

حركة النقد الحديث في المغرب الأقصى الفصل الأول:

م.1992السيميائيات السردية (1)م"1989طبيعة الدليل اللساني.

نستنتج أن الحركة النقدية وجدت طريقها في المغرب من خلال هذه الشخصيات الرائدة التي أسهمت في مسار تقدم النقد الأدبي المغربي وذلك لحيوية أشخاصها "نقادها" الذين

ال: طاع أصحابها أمثمنحتهم النهضة الأدبية في إقليمهم بعض السمات الإقليمية واستوا يعالجوا كل القضايا النقدية وأضاف أن"سعيد يقطين" "محمد بنيس" وغيرهم "محمد مفتاح"

لها بعض المصطلحات الجديدة.

نقدية في لوممن حملوا هذا اللواء نجد "عبد الفتاح كيليطو" الذي عالج بعض القضايا ا الساحة المغربية بمناهج نقدية مع استحضار كامل وواضح للتراث الأدبي.

(1) www.saidbengerad.net ،01/05/2019 ،19:00.

الفصل الثاني

النقدية جهود عبد الفتاح كيليطو

31

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

المشروع النقدي لـ"عبد الفتاح كيليطو":

أصبح البحث في التراث العربي وقراءته يستقطب كثيرا من النقاد العرب لتقديم دراسة حيائه "عبد فقد تمثلت تجربة ،جديدة له من ناحية، ومن ناحية أخرى إثراء أدبنا العربي وا

الفتاح كيليطو" في قراءته للتراث مجموعة من الجهود النقدية أسس بها نظرية جديدة في اسة النقدية العربية.الدر

فالتراث هو مقوم من مقومات الذات، و"المخزون الثقافي المتوارث من قبل الأجداد والمتمثل على القيم الدينية والتاريخية والحضارية والشعبية، بما فيها من عادات وتقاليد سواء

ة بمرور بكانت هذه القيم مدونة في التراث أم مبثوثة بين سطورها، أو متوارثة أو مكتسالزمن، وبعبارة أكثر وضوحا: إن التراث هو روح الماضي وروح الحاضر وروح المستقبل بالنسبة للإنسان الذي يحيا وتموت شخصيته وهويته إذا ابتعد عنه، سواء في أقواله أو

؛ فالمقصود من التراث هنا هو كل ما خلفه لنا أجدادنا وآبائنا من أفعال وأقوال (1)أفعاله" وة كبيرة من العادات والتقاليد الدينية والتاريخية والشعبية والحضارية.فهو ثر

فقد قدم أيضا "حسن حنفي" في تعريفه للتراث قائلا: "التراث هو مجموعة التفاسير ن الأصول الأولى التي صدر منها التي يعطيها كل جيل بناء على متطلباته الخاصة، وا

.(2)هو أساسها الذي تكونت منه" التراث تسمح بهذا التعدد، لأن الواقع

فقد قدم هنا "حسن حنفي" مفهوم التراث الذي هو وليد الواقع على أنه إعادة تفسيره لحاجة كل عصر واحتياجاته الخاصة، فقد تختلف هذه التفسيرات وتتعدد لأن لكل جيل

متطلباته يختص بها وما يتماشى معه.

.39-38سيد علي إسماعيل: أثر التراث في المسرح المعاصر، مؤسسة هنداوي سي أي سي، ص (1) 1992، لبنان، 4حسن حنفي: التراث والتجديد: موقفنا من التراث القديم، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، ط (2)

.15ص

32

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

بية القديمة يعود إلى "إزالة ما لحق بالأدب إن هوس عبد الفتاح بالتراث والسرود العر ، هذا من جهة ومن جهة ثانية (1)الكلاسيكي من قبل مستشرقين وعرب من أفكار سابقة"

عادة "تجديد النصوص القديمة على ضوء الأسئلة الجديدة التي تطرحها العلوم الإنسانية وا عن هذه المؤلفات. ؛ أي أنه أراد محو غبار النسيان(2)كتابة هذه النصوص ذاتها"

إن ولع كيليطو بالتراث دفعه إلى تقديم أشكال جديدة من القراءة له "قراءة نابضة في كتابه "الأدب والغرابة". (3)بالتأويل أو كما يسميها هو القراءة العالمة"

ومن الواضح أن قضية التراث شغلت عبد الفتاح كيليطو ومازالت تشغله بوصفه باحثا عاطي كيليطو لهذه القضية أكثر ممن تعاطاها غيره من النقاد الآخرين وناقدا، فنجد ت

وأعطاها جزءا كبيرا من اهتمامه.

إن مشروع عبد الفتاح كيليطو النقدي انطلق من عتبة مساءلة المفاهيم النقدية والأدبية في كتابه "الأدب والغرابة"، الذي يعد بمثابة مهاد نظري لمشروعه من خلال رؤية جديدةأضافها إلى مجهودات النقاد الآخرين في كيفية التعامل مع النص الكلاسيكي والطريقة التي

يتعامل بها مع النص التراثي السردي.

تركت أعمال عبد الفتاح كيليطو النقدية أثرا بالغا في قراءة المتون التراثية بداية من ب" حكاية والتأويل" ثم كتاب "الغريكتاب "الأدب والغرابة" وكتاب "المقامات" مرورا بـكتاب "ال

محاولا بذلك تقديم نموذج في المقاربة النصية التحليلية الثقافية ليجعل منه معاصرا.

لذلك سنخوض غمار هذه المقاربات النصية للكشف عن مناطق السحر فيها.

.219عبد الفتاح كيليطو: المقامات، ص (1) .220المرجع نفسه: ص (2) .41عبد الفتاح كيليطو: الأدب والغرابة، ص (3)

33

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

أولا: قراءة نقدية في كتاب "الأدب والغرابة: دراسة بنيوية في الأدب العربي":

كتاب "الأدب والغرابة" هو قراءات نقدية مختلفة ومتعددة للأدب العربي القديم إن ويمكن عده "بمثابة مدخل لنقد أدبي جديد يأخذ على عاتقه التراث العربي وكذلك النظريات

؛ بمعنى أن كتاب الأدب والغرابة ما هو إلا محاولة (1)الحديثة المتصلة بموضوعة الكتابة"ة، سعت إلى تغيير النقد نحو التقدم، وذلك ما نلاحظه في كتابه من لتجربة نقدية مغربي

خلال كتابته عن الثقافة العربية الكلاسيكية بمناهج أكثر حداثة تجريبا وتأصيلا بسبب انفتاحه على الأدب الغربي ومناهجه واطلاعه على التراث العربي القديم.

تقديم والغرابة" تقديم فهم مختلف لقد حاول عبد الفتاح كيليطو من خلال كتابه "الأدبلمسة للنقد في قراءاته النقدية، وهذا يتضح عند الناقد بوقوفه عند "مفهوم الأدب النوع،

، حيث ينطلق كيليطو من فكرة مفادها ومؤداها أن الدراسات (2)النص، تاريخ الأدب، السرد"الفكرة فه، وانطلاقا من هذهالأدبية لم تهتم بتعريف الأدب، لأنه معروف ولا حاجة إلى تعري

يسعى كيليطو في قراءته النقدية إلى مقاربة النص الأدبي ومفهوم الأدب والنوع الأدبي وتاريخ الأدب والسرد.

النص الأدبي: -1

ينطلق الكاتب من ثنائية الأدب والنص مؤكدا أننا نستعمل كلمة النص بطريقة حية، ومقاصده في حديثنا المدرسي وفي اعتباطية دون مساءلة دلالاته اللغوية والاصطلا

مناسبات أخرى نستعمل كلمة أدب إلا أننا في الغالب لا نفكر أو لا نرغب في تحديدها وتوضيح معالمها فكأن المدلول الذي تؤديه معروف لا يشكل معضلة خلفية، وهكذا نلاحظ

.9عبد الفتاح كيليطو: الأدب والغرابة، ص (1) .14المصدر نفسه: ص (2)

34

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

ة وتتناولها المسأل سواء بالعربية أو بالفرنسية لا تضمن أي فقرة تعنى بهذه أن مقرراتنا .(1)والغريب أن العديد من الكتب تمضي دون الحاجة إلى تعريف الكلمة"

يضاحها بطريقة غير مباشرة من لقد كانت لكيليطو لمحة نقدية جديدة أراد توصيلها وا عطاء تعاريف نقدية جديدة، حيث عرف الناقد النص عن طريق مفهوم خلال مفاهيم نقدية وا

لاثقافة ال الثقافة/ ،اللانص ه مع اللانص. مثال ذلك ما جاء به "النص/المخالفة بمقابلت .(2)لانظام" نظام/

فالنص حسب كيليطو هو: الذي يتميز بالنظام والانفتاح ويحمل مدلولا ثقافيا "كيفما كان الحال فإنه لا يكفي أن تكون هناك جملة أو مجموعة من الجمل، سواء كانت شفوية

نها نص لابد شيء آخر، لابد أن تحكم عليها الثقافة المعنية...العلمية أو مكتوبة لنقرر بأ؛ فالنص عند كيليطو هو الذي تحكم (3)تتم إذ أضاف إلى المدلول الثقافي يكون ذا قيمة"

عليه ثقافة، كما يكون أيضا النص غامض الدلالة أي يستند إلى الغرابة والانزياح والخرق ي السوقي، فالنص حسب كيليطو هو الذي يتميز بالنظام بدلا من الألفة والكلام العاد

والانفتاح والتفسير والتأويل وقابلا للاستشهاد به حينها ينسب للمؤلف، أي لابد أن يكون المؤلف مرموقا في الساحة الثقافية، كما أكد كيليطو على المؤلف المعترف بقيمه تصدر

للنص بالإضافة إلى غموض الدلالة.عنه نصوص وهو في نظره عامل من العوامل المحددة

أما كلمة الأدب عند عبد الفتاح كيليطو فهو يرى أن استعمالها بمفهوم الأدب الغربيlittérature أول ما نقوله هو أننا اليوم لا نكاد نستعملها بالمدلول الذي كان لها في الثقافة"

نما نستعملها بمدلول كلمة ، وفراق بين أن نقول أدب وأن نقول littératureالكلاسيكية، وا littérature ولعلنا سنقر بهذا إذا حاولنا ترجمة عنوان الأدب الكبير أو الأدب الصغير ،

.15ص عبد الفتاح كيليطو: الأدب والغرابة، (1) .16ص المصدر نفسه (2) .17المصدر نفسه: ص (3)

35

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

؛ يعني هذا الدارسين العرب المحدثين درسوا الأدب الحديث والقديم (1)لابن المفقع بالفرنسية" .لف في القرون السابقةبمقاييس الأدب الغربي بإسقاط التصورات المعاصرة على ما أ

لهذا دعى كيليطو في تجربته النقدية إلى تاريخ الأدب القديم أن يحترم الناقد جهد الإمكان المدلول القديم وبين التطورات التي مر بها مع رفض المعنى القديم للأدب الذي

يبحث عن الخصائص البنيوية في شتى أجناسها.

ن كلمة أدب ليطو ما هي إلا نتاج للمذهب الرومانسي عند كي littératureهذا وا التي كانت تدعو إلى مزج الأجناس الأدبية، حيث كانت الكلاسيكية حينها تدعو إلا الفصل في الأنواع الأدبية "وقد تبلور داخل الرومانسية الألمانية وبالتدقيق داخل ما يسمى مجموعة

، كانت تدعو هذه المجموعة (2)ليغل""بينا" المكونة من أسماء كنوفاليس، وشيلينغ والأخوين ش إلى وحدة الأنواع الأدبية داخل الخطاب الواحد.

يقر كيليطو أن تعريف الأدب غير موجود، وأن هناك عدة تعريفات لا تشمل الأدب وتبقى هذه التعريفات عاجزة عن الإحاطة بأقسام أخرى وكمثال عن ذلك "التعريف الأول

لى عالم الأشياء وشخصيات وأحداث خيالية، أما التعريف يرى في النص الأدبي الإحالة ع؛ فإن الناقد كيليطو يرى (3)الثاني فإنه ينطلق من "الوظيفة الشعرية" كما حددها جاكبسون"

أن الأدب مازال لم يحدد بدقة ما دمنا لم نضع نظرية عامة للخطابات.

معزل طاب الأدبي بوالفشل في تعريف الأدب عنده يرجع إلى الإصرار على دراسة الخعن الخطابات الأخرى، فهو يرى أن محاولة تعريف الأدب محاولة سابقة لأوانها وتنتج إلا

في إطار نظرية شاملة.

.22ص عبد الفتاح كيليطو: الأدب والغرابة، (1) .21ص المصدر نفسه: (2) .23المصدر نفسه: ص (3)

36

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

النوع الأدبي )تصنيف الأنواع(:-2

مفهوم الأجناس الأدبية إلى المقاربة، فهو يرى أن كل نوع يفتح أفق اعتمد كيليطوانتظار خاصة به، حيث قارب بين المأساة والملهاة "ذلك أن كلمة "مأساة" ستجعلني أتنبأ بالجو العام للمسرحية وبمجرى معين للأحداث: سأتخيل الآن العنف مسيطر على العلاقة

لن أجده في نفسي، ما ذهبت لمشاهدة ملهاة، انطلاقا بين الأبطال هذا الاستعداد الفكري .(1)من هذه الملاحظة يمكن القول أن كل نوع أدبي يفتح أفق انتظار"

فهو يرى بأن لكل نوع أدبي أفق خاص به، ففي المأساة أفق انتظار معينة عكس أفق انتظار ننتظرها في الملهاة، وهكذا مع كل الأجناس الأدبية.

تصنيفا للأنواع يستند إلى تحليل علاقة المتكلم بالخطاب "التصنيف اقترح كيليطوالذي أود اقتراحه يعتمد على تحليل علاقة المتكلم بالخطاب، ويعني بالخصوص بمسألة

.(2)إسناد الخطاب وما يترتب على الإسناد من أنماط"

حيث "صنف الأنواع طبقا لإسناد الخطاب وترتب عنها أربعة أنماط خطابية:

المتكلم يتحدث باسمه: الرسائل، الخطاب، العديد من الأنواع الشعرية القديمة. - المتكلم يروي لغيره: الكتب، الأخبار. - المتكلم ينسب لنفسه خطابا لغيره. -المتكلم ينسب لغيره خطابا يكون هو منشئه، هنا حالتان: إما لا يفطن إلى النسبة المزيفة -

ما يفطن مثال ذلك استشهد الناقد بـفيدخل الخطاب ضمن النمط الثاني، ية العرب" "لام وا .(3)ها خلف الأحمر ونسبها إلى الشنفرى"أالتي أنش

.23عبد الفتاح كيليطو: الأدب والغرابة، ص (1) .25المصدر نفسه: ص (2) .29المصدر نفسه: ص (3)

37

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

كانت للناقد نظرة نقدية مخالفة ومغايرة في تصنيف الأنواع الأدبية لما سبقوه من الباحثين حيث ركز على الإسناد الخطابي في تصنيفه للنوع الأدبي وهو الخطاب الأدبي

اطب )المنتج( و)ناتج الخطاب(.والمخ

تاريخ الشاعر:-3

لقد تتبع الناقد عبد الفتاح كيليطو تاريخ الشاعر في علاقته مع شعره ومحيطه خلال المرحلة الكلاسيكية رافضا عند دراسة الشاعر الدراسة التاريخية الكلاسيكية التي تهتم بحياة

اك ن الشعر العربي القديم إلا أن هنالشاعر بإسهاب وذكر أحواله النفسية "كتب الكثير عميدانا مزال ينظر من يدرسه وهذا الميدان هو الشاعر. لا شك أن القارئ سيقطب ويقول: كل دراسة حول الشعر تتضمن نبذة عن حياة الشاعر وتحاول اكتشاف علاقة بين الشاعر

نتاجه...إلا أنني أقصد هنا الدراسة التي تعقد فصلا كاملا للكلام عن ، (1)ر"حياة الشاعوا من هذا فالناقد يرفض كل الرفض الدراسة الكلاسيكية التي تهتم بحياة الشاعر وبيئته ومحيطه، ويقترح كيليطو أن نجيب عن مجموعة من الأسئلة النصية الداخلية "ما الدافع

.(2)إلى نظم قصيدة أو أبيات من الشعر"

أن الشاعر في الجاهلية كان شاعر القبيلة بامتياز، وكل شعر ذاتي أو يرى كيليطوتأمل شخصي، وفي العصر العباسي انحطت مرتبة الشاعر وصار النقاد يفضلون الكاتب على الشاعر، وأصبحت مهمة الشاعر الاسترزاق كما حدد تصورا للطبيعة: شاعر القبيلة

في العصر الإسلامي والأموي، وشاعر في العصر الجاهلي وشاعر الانتماء العقائدي الاسترزاق في العصر العباسي.

.52عبد الفتاح كيليطو: الأدب والغرابة، ص (1) المصدر نفسه: صفحة نفسها. (2)

38

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

السرد )قواعد السرد(:-4

ينطلق عيد الفتاح كيليطو من نص مأخوذ من ألف ليلة وليلة قصد استخلاص القواعد السردية العامة: "قالت بلغني أيها الملك السعيد انه كان في قديم الزمان وسالف الدهر

ة الصين رجل خياط مبسوط الرزق يحب الله...أدركت شهرزاد فسكتت عن والأوان في مدين، أثبت كيليطو أن الحكاية السردية عبارة عن أحداث أو أفعال سردية تنتظم (1)الكلام المباح"

في متواليات سردية مترابطة فهو يرى أن السرد هو الذي يجعل الحدث حسنا أو فعلا منحطا ة يمكن حصرها في تعلق السابق باللاحق "هذه الأفعال كما يرى أن لسرد قواعد أساسي

السردية تنتظم في إطار سلاسل...القاعدة الأولى تخص ما يمكن أن نسميه السابق .(2)واللاحق"

كانت هذه قواعد السرد الثلاثة عند كيليطو: "ارتباط السابق باللاحق، نوع الحكاية أفق خاضع لمجموعة من القواعد الجنسية التي تشكل ؛ ويعني هذا أن السرد (3)الاحتمال والعرف"

ثبات النوع وكل خروج عن هذه القواعد لا ينفعها.

دراسة الأدب الكلاسيكي:-5

يطرح عبد الفتاح كيليطو الطريقة التي نظر بها النقاد العرب إلى الشعر القديم حينما رتكز على القديمة تكانوا يبحثون عن الوحدة العضوية "الطريقة التي تتناول بها النصوص

.(4)نمط وعلى تعريفات تختلف درجة وضوحها بحسب الباحثين"

.40عبد الفتاح كيليطو: الأدب والغرابة، ص (1) المصدر نفسه: صفحة نفسها. (2) .45المصدر نفسه: ص (3) .47ينظر: المصدر نفسه: ص (4)

39

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

ويدعو في تجربته النقدية إلى التعامل مع المؤلفات الكلاسيكية مع مراعاة غرابة النصوص والدعوة إلى نظرة نقدية )مقاربة( وتأويلية تنسجم مع هذه النصوص الكلاسيكية

وبيئته والسياق الذي ورد فيه النص. تأخذ بعين الاعتبار عصر المؤلف

كما ركز كيليطو في دراسته للأدب الكلاسيكي على "مفاهيم سائدة آنذاك في هذا الأدب وخص بالتحديد ثلاث مفاهيم:

الفرد المبدع: لا يكاد الباحثون العرب يعتنون إلا بشخصيات الماضي الفذة كل اهتمامهم -أ الرفيعة.ينصب على الفرسان؛ أي النماذج

مفهوم التعبير: يلزم الباحثون الأديب الكلاسيكي أن يكون مرآة عصره وينتظر من أدبه -ب أن يكون مرآة الواقع الذي عاش فيه.

.(1)مفهوم التلاحم في أجزاء النص: يفترض أن لكل نص وحدة بين أجزائه" -ت

نما تحتاج لشيء آخر فما و؟ هإن معرفة اللغة العربية لا تكفي لفهم النصوص وا

ليجيب عن السؤال "انطلق الناقد من خطاطة جاكبسن التي ترى بأن عملية التواصل عن طريق اللغة تستدعي مجموعة من العناصر:

المتكلم الخطاب المخاطب قــــــــــالنس

لم يشترك مع المكالمتكلم يوجه خطابا إلى مخاطب وهذا الأخير يفهم الخطاب لأنه ذا انعدم هذا الاشتراك فان عملية التواصل تفشل، وهذا ما يحدث عندما في امتلاك النسق وا

.(2)يجهل المخاطب اللغة التي يستعملها المتكلم"

.49-47ص عبد الفتاح كيليطو: الأدب والغرابة، ينظر: (1) .50المصدر نفسه: ص (2)

40

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

ما يلاحظه الناقد هو غياب اهتمام الدارسين للأدب العربي بالمخاطب وبالتالي إهمال الأربعة )خطاطة جاكبسن( بما فيها المخاطب، فهو النسق وعلى الباحث أن يبرز العناصر

يعطي ديناميكية حيوية للنص ويمكن أن يتجدد.

"الغرابة والألفة": بين أرسطو والجرجاني-5

نها يتناول الناقد البلاغة العربية، ويبين لنا أن أنها تهدف إلى تفسير القران الكريم وا ه أدنى الى انتاج قواعد لتسليح المتكلم "فمن لتدور حوله بينما البلاغة العربية كانت تهدف

اهتمام بالبلاغة اليونانية يعرف أن المقصد منها لم يكن هو المقصد الذي زجه عمل ذا اختلف المقصد فان الظاهرة المشتركة )مثلا المجاز( تأخذ معنى وبعدا البلاغيين العرب وا

يين العرب العربية لم يكن هم البلاغفريدين في كلتا البلاغتين، فعندما نتكلم على البلاغة نما قوانين تفسير الخطاب. كان الاهتمام ينصب بالدرجة إبراز قوانين إنتاج الخطاب، وا الأولى على تفسير على تفسير القران وعلى ضبط القواعد التي تضمن تفسيرا يتفق عليه

رحه نها تدور حول ش. يوضح الناقد أن البلاغة العربية تهتم بتفسير القران وأ(1)الجميع"وتبيان أوجه إعجازه، وضبط القواعد التي تضمن تفسيرا يتفق عليه الجميع أما البلاغة اليونانية فتبلورت في جو الديمقراطية كان المقصود منها التحكم في الخطاب بحيث يكون

الخطيب قادر على التأثير في الجمهور من خلال التحكم في الخطاب.

البلاغة خضعت للتصنيف والتقسيم في إطار العلوم الثلاثة "حيث كما يقر كيليطو أن أن المقصد يظهر كذلك في هذه التقسيمات التي لجأت إليها البلاغة اليونانية والعربية وهي:

.(2)المعاني، البيان، البديع، وهو التقسيم الذي فرض نفسه منذ السكاكي"

.63-62ينظر: عبد الفتاح كيليطو: الأدب والغرابة، ص (1) .64-63ينظر: المصدر نفسه: ص (2)

41

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

ا لانكماش والإهمال بسبب غرابتههذه التقسيمات في نظر الناقد هي التي أدت إلى ا وهو التقسيم الذي فرض نفسه منذ القديم.

يلاحظ الناقد أن الثقافة الكلاسيكية على مستوى التقبل والتلقي قائمة على الغرابة "فالمتصفح لكتب البلاغة يشعر أحيانا بالنفور والحرج، فهو يلتقي بمصطلحات وتعريفات

افة الكلاسيكية في نظر كيليطو قائمة على الغرابة ؛ من هذا فالثق(1)غريبة من أفقه"والاغتراب، كما يظهر جليا في الشعر والبلاغة والبلاغة القديمة التي تعتمد على الصور الفنية القائمة على التشبيه والاستعارة والكناية التي تجعل النص غامضا فلا ينكشف ذلك

إلا بالشرح والتفسير.

لعربية في مسارها قديما هي بلاغة إبهام وتعتيم وتمويه فهو يرى أيضا أن البلاغة ان الصور الشعرية كانت تقوم على ثنائية الغرابة والألفة، والانزياح خاصة في غراب، وا وا

الاستعارات.

الحريري والكتابة الكلاسيكية:-6

إذا كانت شخصيات كتب التاريخ الحديث والأخبار شخصيات بشرية فردية، الاسم والنمط:إن شخصيات المقامات وخاصة مقامات الحريري "من الأشياء التي تستدعي الانتباه عند ف

قراءة مقامات الحريري ندرة الأسماء الشخصية إذا استثنينا مجموعة من الأسماء التاريخية فإننا لا نكاد نجد إلا اسمين شخصيين اثنين: الحارث بن همام وأبو زيد ...أو الخرافية .(2)السروجي"

.65-64ص عبد الفتاح كيليطو: الأدب والغرابة، (1) .76ص المصدر نفسه: (2)

42

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

الشخصيات في مقامات الحريري يراها الناقد شخصيات نمطية إنسانية ترمز إلى هذهقيم إنسانية عدة، وهي شخصيات موصوفة بالسرعة، وهذه الظاهرة مرتبطة بظاهرة أخرى

وهي كثرة وأهمية النماذج البشرية في مقامات الحريري.ح قوبا، المتلمس، سطي"عر ـــــومن هذه الأسماء في مقامات الحريري يستشهد الناقد بـ

فكل مفهوم )الجمال، الكذب، الشجاعة، الحكمة( مرتبطة بشخصية ...قلابسحبان، حنين، .(1)تاريخية أو أسطورية"

انطلاقا من هذا فإن الآثار الثقافية مهما كانت مكرره فما تزال تحافظ على مصدر لقا ويمتاز ه يعتبر مطقيمتها، وفي هذا يرى كيليطو أن العصر الكلاسيكي كان المعنى في

بالعمومية. الزمخشري والأدب:-7

: من المعروف أن الكتابة تولد وتنتج بناء على طلب تمليه ظروف خاصة الحلم والكتابةأو طلب ضمني تمليه بعض المشاكل "الكتابة عادة تولد بناء على طلب...وما دمنا نتحدث

فالكتابة (2)ي بطنه شيطانا موسوسا"عن الولادة، فلنذكر بأن الشاعر الجاهلي كان يحمل فمن هذا القول تولد بناء على طلب، فإن الزمخشري قد كتب أدب المقامات تحت وازع حلم

رآه في الليل يطلب منه أن يستعد للموت أو يترك الهزل.كتب الزمخشري مجموعة من المقامات حيث لما "شفي انكب على إنشاءها حتى

.(3)نفسه وينهاها" تممها خمسين مقامة يعظ فيهاكانت مقامات الزمخشري لا تشبه مقامات الحريري والهمذاني إلا في أسلوب السجع وكانت "المقامات عند كيليطو تخضع للثوابت التالية: السند، السفر، نمطان أساسيان

متناقضان وهما )الأديب والمكدي(، والحكاية.

.78ص: الأدب والغرابة، عبد الفتاح كيليطو (1) .88صالمصدر نفسه: (2) .90المصدر نفسه: ص (3)

43

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

السند: هو ليس في المقامة متكلم واحد. - أي أن المقامات جولة واسعة في مملكة الإسلام.السفر: -نمطان أساسيان متناقضان وهما )الأديب والمكدي(: كلاهما يرى صورته في الآخر -

ولكن ممسوخة، رغم اختلافهما في اللغة.حكاية: مبنية على التعرف، فالمكدي يستتر وراء قناع لا يكشف عن هويته إلا في نهاية -

.(1)المقامة"

لزمحشري هي مقامات دينية وعظية إرشادية تجد فيها حسب رأي الناقد إن مقامات اسوى الوعظ والترهيب والجد والارتباط بما هو آخر وفي مقاماته لا يوجه خطابا إلا لنفسه كما يرى كيليطو أن في معجم المقامات الزمخشرية "في كل مقامة يواجه صاحبنا نفسه:

خضاعه لإراد يتكلم ويصغي إلى كلامه، فهو في الوقت ته نفسه متكلم ومستمع، المتكلم وا توجيه الخطاب إلى الآخر يمر بالبنيات الإنشائية التالية: النداء، الأمر، النهي والاستفهام

.(2)التحضيض، هذه البنيات تشير إلى علاقة القوة التي تجمع المتكلم ومخاطبه"

ب تثال، كما يتناول الأدمن هذا يوجه الزمخشري خطابه لنفسه بالنهي والأمر والام بوجهة نظر غريبة، من خلال أغراض الأدب وأدواته )النحو، العروض، القافية(.

كما قام عبد الفتاح كيليطو في دراسته النقدية لمقامات الحريري بالاستشهاد بالأرجوزة.

نظم لينطلق الناقد من أرجوزة الحريري التي تشكل ملحمة الإعراب، ووسيلة الملح والنحو: العلوم من أجل تسهيل الفهم عن طريق الحفظ "شكلت قالبا للعديد من العلوم: النحو الفقه

، وملحمة الحريري في رأيه (3)كما أنها نمت واتسع مجالها في عصر الانحطاط" البلاغة...

.90ص عبد الفتاح كيليطو: الأدب والغرابة، (1) .92ينظر: المصدر نفسه: ص (2) .99ص المصدر نفسه: (3)

44

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

نظم وليست شعرا لانعدام الطرب والألفاظ، كما يرى كيليطو أن الحريري يستعمل لغة السلطة طرة في توجيه الخطاب.والسي

قدم عبد الفتاح كيليطو قراءة نقدية لحكاية السندباد في هذه القراءة ينطلق نحن والسندباد: الكاتب من وصف جدلية الفضاء داخل قصة السندباد التي أوردها كتاب ألف ليلة وليلة

يه أشياء ف"الصفة الثانية للفضاء الأجنبية هي مزجه للمتناقضات والمتنافرات إذ تتجاوز .(1)نفسية"

قدم عبد الفتاح كيليطو قراءة نقدية حاول من خلالها دراسة الفضاء من خلال المقارنة بين السندباد البحري والسندباد البري "فرغم تعرف السندباد البري على الفضاء الغريب، ورغم

إنه ينتمي إلى ف صحبته للسندباد البحري فإنه يبقى موسوما )بالبري( ...أما السندباد البحري .(2)الماء الذي لا يستقر على حال دائم الحركة والتغيير"

يقارن كيليطو في قراءته بين السندباد الذي هو رمز للفقر والمعاناة والشقاء البري والسندباد البحري رمز الغنى والسعادة، كما يقابل بين عالمين عالم البحر وعالم البر وعالم

غرابة والعجائب )البحر(.الألفة )البر( وعالم ال

إن كتاب "الأدب والغرابة" نموذج نقدي رائد في عالمنا العربي في دراسة الثقافة العربية الكلاسيكية.

ثانيا: قراءة نقدية في كتاب "المقامات: السرد والأنساق الثقافية":

يعد كتاب "المقامات" من أبرز وأهم الكتب النقدية التي ألفها كيليطو، حيث تأتأهميته في كونه قراءة جديدة لفن المقامة وتبيان قيمتها الجمالية والفنية من خلال تشريحها

لقراءة بعض المفاهيم كالمقامة والحكاية والمحاكاة.

.99ص عبد الفتاح كيليطو: الأدب والغرابة، (1) .111-110المصدر نفسه: ص (2)

45

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

إن هذا الكتاب كان عبارة عن أطروحة دكتوراه كانت بعنوان "السرد والأنساق الثقافية ".في مقامات الهمذاني والحريري

لقد قام عبد الفتاح كيليطو بمقاربة المفهوم الاصطلاحي للمقامة في افتتاحية كتابه هذا، فالمقامة عنده هي: "ليست حكاية خرافية، فليس للحكاية الخرافية مؤلف، ومن العبث

ها امحاولة الوصول إلى نسختها الأصلية، وما يمكن هو مساءلة الراوي الحالي الذي استقمن رواة تضيع لائحة أسمائهم في ماض يتزايد بعدا، وعلى العكس، فقد رأت المقامة النور

. (1)في لحظة محددة ولها مؤلف، ولهذا المؤلف سيرة يمكن الرجوع إليها"

حيث حاول عبد الفتاح كيليطو النبش عن الآليات الفنية والجمالية في جنس المقامة يدري كيف تفتحت لدينا الدلالة المعجمية للفظة، وبعض الذي تبدو فيه "زهرة برية لا

.(2)الترابطات الصدفوية، وبعض العناصر السيرية"

إن عبد الفتاح ينظر للمقامة على أنها جنس من الأجناس السردية منفتحا على أجناس سردية مختلفة متضمنة العديد من الأنواع الأدبية "فالمقامة مندرجة في دائرة التعدد

، هذا المزيج عبارة عن أغراض شعرية منها الهجاء والمديح وعديد من الأغراض (3)يج"والمز القصيدة ف الأخرى وهذا ما يزيدها أكثر تعقيدا "فمن مصلحة الباحث أن يرى في المقامة شكلا

، فمن هنا (4)على أي حال شكل لأنواع، ولم يمنعها ذلك من أن تتضمن أنواعا مختلفة" لجنس الشعر. عادلقام تصورا هو أن جنس المقامة منستنتج أن كيليطو أ

.8المقامات، ص عبد الفتاح كيليطو: (1) .6المصدر نفسه: ص (2) المصدر نفسه: الصفحة نفسها. (3) .5ص المصدر نفسه: (4)

46

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

لقد اعتبر عبد الفتاح كيليطو المقامة حكاية تحوي عناصر سردية تقع في نسق ثقافي "فالنسق الثقافي بكل بساطة مواضعة )اجتماعية، دينية، أخلاقية...( تفرضها في لحظة

.(1)المؤلف وجمهوره" معينة من تطورها، الوضعية الاجتماعية، التي يقبلها ضمنيا

فالأنساق الثقافية من القضايا النقدية التي شغلت كيليطو في مسار قراءته للمقامات فعلى حد اعتباره أن الأنساق الثقافية الموجودة داخل النصوص ليس مستقلة وثابتة بل متنوع

وهذا ما يجعلها منفتحة على النصوص الأخرى.

يطو أيضا في كتابه هذا هي: الحكاية والقاص ومن أبرز القضايا التي عالجها كيلوالمكدي، وخص بالحديث على القارئ باعتبار أن "قارئ اليوم كالقارئ المعاصر للجاحظ

، أي أن قارئ اليوم هو قارئ يتلاعب (2)لا يتمكنان من إدراك مدلول الألفاظ الاصطلاحية" اته.نص جديد وفق معطيبآليات النص ويتجاوزها وذلك عبر التأويل ليعيد بذلك بناء

فقد قدم عبد الفتاح كيليطو قضية الكدية وهي موضوع من موضوعات المقامة وقد قدم الفرق بينها وبين الحاكية "فالحاكية يمارس لعبة ولا يخفي مطلقا أنها لعبة يؤديها في تلك اللحظة، ولا يخلط الحاضرون بينه وبين الدور الذي أنجزه، وتكمن أهمية المشهد فيشفافية الازدواج، أما الكدية، فإنه على العكس من ذلك، يختار التخفي والصفيق الذي لا

، فمن خلال هذا الفرق نجد أن المكدي يبذل قصار جهده في التخفي وعدم (3)يمكن اختراقه"ظهور الحقيقة حتى لا يكشفه الجمهور، على عكس الحاكية الذي يمكن التعرف على ما

يقوم بيه.

من هذا الاختلاف وثق كيليطو نوع من المقاربة بينهم فقد كان "هؤلاء الثلاثة فبالرغم بوسائل مختلفة يخلقون شكلا من الإيهام، رأينا أن الحاكية يكشف عن لعبته، وأن المشاهد

.8ص المقامات،عبد الفتاح كيليطو: (1) .43المصدر نفسه: ص (2) .44المصدر نفسه: ص (3)

47

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

ما أن ينتهي العرض، بل وحتى أثناء العرض يخترق بسهولة المظهر الزائف. لا ينكشف ، أما القاص فينبغي لنزع القناع عنه أن يكون من حراس أمر المكدي إلا في الكواليس

.(1)ورقيبا متعودا على قمع أي نوع من أنواع المتخيل" المتشددين،الأحاديث الصحيحة

فبالرغم من الفروق التي يختلف بها كل من هؤلاء الثلاثة إلا أن عبد الفتاح كيليطو اقر بأن هؤلاء أيضا يتشابهون في إيهام الحاضرين.

فقد واصل عبد الفتاح كيليطو تنقيبه بين نفائس المقامة من خلال تقديم ثلاث خصائص للمقامة وهي: الأسلوب الرفيع الأنيق، موضوع الكدية، نسبة الخطاب، لكنه يؤكد أن "لا واحد من هذه المظاهر )أناقة وسمو الأسلوب، الكدية، نسبة الخطاب( خاص

صائص التي حددها كل من الثعالبي والحصري لكن ، هذه الخصائص هي الخ(2)بالمقامات"كيليطو نفى كونها خصائص تنفرد بها المقامة دون غيرها هذا ما جعله يضيف خاصية رابعة حصر فيها نص المقامة، وهذه الخاصية الرابعة كانت متمثلة في البنية السردية بكونها

ية لأولى لإدراك الأفعال السردظاهرة غير مستعصية على القارئ "إذ تكفي قراءة المقامات اتتبع كل واحدة منها تسلسلا ثابتا، ويوجه قراءة المقامات الأخرى توقع يخيب أحيانا، بعودة

.(3)هذا التسلسل ذاته"

تمثلت القراءة النقدية لكليطو للمقامة في تتبع نسيج بنيتها السردية والوقوف على مة ونصوص أخرى تشترك معها في بعضخصائص هذه البنية من خلال الموازنة بين المقا

الخصائص.

فقد قدم كيليطو أيضا بخصوص إشكالية تجنيس المقامة محاولا التأكيد على أن "المظاهر المتعددة للمقامة تجعل الترابط ممكنا بل ضروريا، شرط ألا ننسى أننا في كل مرة

.46عبد الفتاح كيليطو: المقامات، ص (1) .89-88المصدر نفسه: ص (2) .97المصدر نفسه: ص (3)

48

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

رنا واحد من لا نتعامل لا مع مظهر واحد، ليس مع المنهج الجيد أن يغشى على بص، يدفعنا هنا كيليطو إلى أن المقامة ليست (1)الانعكاسات، فتضخمه ونعلن أنه أصل المقامة"

نص منغلق على نفسه بل هي نص منفتح على عديد من الدلالات والمفاهيم سواء كانت مضمرة أو ظاهرة.

ل غلقد أثبت عبد الفتاح كيليطو تميز المقامة "فعلى حد وصف مبارك زكي وهو منشبالإعلان المتحمس على أن القضية مفروغ منها وأن الهمذاني ليس المبتدع الحقيقي

. كان هم كيليطو هنا هو إثبات قيمة (2)للمقامات لا يقدم إلا استدلالا هشا لدعم فرضياته" المقامة ومدى تميزها.

يواصل عبد الفتاح كيليطو هنا قراءته النقدية من خلال المفارقة بين الأحاديث والمقامة، وخص هنا أحاديث ابن شارف، حيث جعلها جنسا "مطابقا وشفافا دون أي خدع أي يعين بدقة موقف قائله، أي خطابا مقدودا، لائقا ومناسبا، لا يجعل لابسه متنكر، بل على العكس يكشف عن حدوده، ويمكنه أن يكون شعار هذا الخطاب الثابت والمجزأ، لكل

، فالأحاديث عند كيليطو تبتعد كل البعد عن جنس المقامة (3)ه"حسب كينونته وحسب ما لديلأن المقامة عالم لا تتوفر فيه الأحاديث، والأحاديث والمقامة "يتحددون بانعدام الثبات

، هذا هو حال الأحاديث أمام (4)وحيث الكينونة والظهور، وحيث التناقض هو القاعدة" المقامة.

ليحدد ما تختص به المقامة عن سائر أجناس النثر تستمر رحلة عبد الفتاح النقديةوذلك من خلال نموذج مصنف "دعوة الأطباء" حيث أنها تفتقد إلى عنصر هام وهو بنية

.97ص عبد الفتاح كيليطو: المقامات، (1) .96المصدر نفسه: ص (2) .106-105ص المصدر نفسه: (3) .118صالمصدر نفسه: (4)

49

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

"لا نصادف )التعرف(، وأثر عودة الشخصيات وتكرار شكل سردي في كل التعرف، إذ البنية السردية.، وهذا ما يبعدها عن جنس المقامة لأنها تقع خارج (1)المقامات"

هذه أهم القضايا النقدية التي اختص بها كيليطو في كتابه هذا، التي أنتجها من قراءته النقدية للعديد من المتون لخمسة مؤلفين منهم: الهمذاني، ابن شرف القيرواني، ابن

بطلان، ابن ناقيا، والحريري.

حريري":ثالثا: قراءة نقدية في كتاب الغائب "دراسة في مقامات ال

قدم عبد الفتاح كيليطو في دراسته "الغائب" قراءة لمقامات الحريري الخامسة )الكوفة(، وقد تضمنت ابرز ما يمثل منحاه )منهجه(، في قراءاته النقدية، انطلاقا من اعتماده على أدوات نقدية إحالية في كتابه التي ترتكز على التحليل البنيوي للسرد وجماليات التلقي

لات إلى "جاك دريد" فيما يتعلق بفكرة فائض الدلالة أو ما جاء عنده بـالكتابة المرتبطة والحاين أنها نسيج محكم يتع "التأجيل، الغياب، الحضور"، يقول كيليطو كمثال على ذلك "...

علينا أن نفتق خيوطه ونفكها خيطا، خيطا، ثم يتعين لنا أن نعيد تركيبها من جديد ولا محال ، من هذا نلاحظ (2)الجديد سيكون موافقا للنسيج القديم ومخالفا لها في آن واحد" أن النسيج

اعتماد كيليطو على مفاهيم نقدية توحي بالقراءة التفكيكية )نفتق خيوطا، نفتكها خيطا خيطا(، وجميعها مفاهيم تفكيكية توزع في قراءته دون أن يشعر بها القارئ أو يشعر قارئه

ن التفكيكية. أنه يستمد قراءته م

إن قراءته للمقامة توحي وتجسد فكرة أن المعنى منتج للغة، لا ناتج عن مؤلفها وسياقها التاريخي.

.130ص عبد الفتاح كيليطو: المقامات، (1) .30، ص2عبد الفتاح كيليطو: "الغائب: دراسة في مقامات الحريري"، دار توبقال للنشر، المغرب، ط (2)

50

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

من أهم المفاهيم التي جاء بها كيليطو في قراءته النقدية الحداثية أو ما بعد البنيوية هي:

لة ات صقدم كيليطو فكرة موت المؤلف باستشهاده بعدة نصوص ذفكرة موت المؤلف: بنص المقامة، وهذه المقامة عنده هي قراءة لنمط خطابي يجسد في مجموعة من النصوص التي تنتمي إلى عدة أنواع مثال على هذه الأنواع حين مثل كيليطو للخطاب البلاغي في نصين لعبد القاهر الجرجاني في كتابه "أسرار البلاغة"، يتحدث فيها عن الشمس والقمر

ل في أبيات لابن المعتز عن الشمس والقمر، والخرافة كما تمثل في ألف والشعر كما يتمث ليلة وليلة، وكلها تحكي عن علاقة القمر بالشمس.

والنظر إلى هذه النصوص على أن لها صلة بالمقامة هو ما يوحي بفكرة موت ت سالمؤلف، كمل يقول كيليطو: "من هو مؤلف هذه الحكاية التي ليست مما رواه الرواة ولي

، وهذا ما يؤكد أن المعنى (1)من اختراع أبي زيد؟ إنه الفضاء...مؤلف تجهل نواياه وأهدافه"ناتج عن الخطاب وكله يؤكد فكرة موت المؤلف حسب ما جاء في نظر ما بعد البنيوية، وهو ما أسس له عبد الفتاح في كتابه "الغائب"، حيث كان يرمي ويحيل إلى دراسة بنيوية

كيكية غير ظاهرة، إلا من خلال بعض المصطلحات في قراءته من البداية ذات أبعاد تف إلى النهاية. مثل )التأجيل، الغائب، الفك، التقويض...(.

ه محاولا في قراءة ل قدم كيليطو فكرة تعدد الدلالات في مقامات كيليطو فكرة تعدد الدلالة:كشف تعدد الدلالة من خلال نظرته إلى اللغة على أنها قادرة أن تتعدد دلالاتها وهو ما عبر عنه بقوله "إن عنصرا واحدا قد تكون له دلالات متعددة: تعدد الدلالة لا ينبع من

.55كيليطو: الغائب، صعبد الفتاح (1)

51

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

نما ارتباط الكلمة بكلمة قريبة أو بعيدة، كلمات تكون في لنص ا الكلمة في حد ذاتها، وا .(1)المدروس أو في نصوص أخرى، تعدد الدلالات ينتج تعدد العلاقات"

يرى كيليطو أنه ليس هناك من دال إلا وله كوكبه ومجموعة من الدوال، وهو ما يوحي باختلاف في النظرة التفكيكية.

أما الفكرة الثانية فهي ليس هناك مدلول نهائي تنتهي عنده الدوال ويظهر ذلك من اءة كيليطو النقدية في قوله: "تعدد الدلالات ينتج من تعدده العلاقات، فالنص خلال قر

بصيرة غنيا بالمعاني عندما يفلح القارئ في تركيب علاقات خفية بين عناصره، وعناصر ، من خلال هذا فإن لكل عنصر دال غير نهائي له متجسد في علاقات (2)نصوص أخرى"

خفية في عناصر النص ونصوص أخرى.

ن منحى واتجاه عبد الفتاح كيليطو لا يمكن أن يتدفق إلا مع النزعة التفكيكية.إ

رابعا: قراءة نقدية في كتاب "الحكاية والتأويل":

يواصل عبد الفتاح كيليطو تنقيبه بين نفائس التراث العربي بتشريحه النص التراثي قع صوص سردية، فقد و من خلال كتابه "الحكاية والتأويل" الذي يحوي على قراءة لستة ن

اختيارنا هنا على قصة "الصياد والعفريت"، التي هي حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة.

تعد الليالي من روائع الأعمال الأدبية العالمية التي لا تزال تمارس سحرها وتأثيرها على الأجيال إلى يومنا هذا، فقد استلهمت كيليطو منذ أن كان صغيرا، حيث قدم عليها

لقراءة اأبحاث ودراسات وتحليلات عميقة ومقاربات في عديد من مؤلفاته، فسنحاول في هذه بعض الغموض الذي يكشف هذه الحكاية. إزالة

.59عبد الفتاح كيليطو: الغائب، ص (1) المصدر نفسه: صفحة نفسها. (2)

52

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

يبدأ عبد الفتاح كيليطو تحليل هذه القصة بتقديم تصور عام للحكاية والوقوف على دأ من حيث إنها "تب ةباعتبارها حكاي الأجزاء المهمة فقط التي سوف تمس جانب التحليل

الليلة الثالثة وتستمر إلى نصف الليلة التاسعة، تتحدث الحكاية عن صياد فقير جدا طاعنا ،في السن يعيش مع عائلته المكونة من زوجته وثلاث أولاد بما يحصل عليه من صيد

وكان من طبيعته أن يرمي شبكته أربع مرات في اليوم فقط، وذات يوم رمي شبكته ثلاث ، لكنه في المرة الرابعة تمكن من استخراج قمقم ات متتالية دون أن يحصل على شيءمر

من النحاس الأصفر اللون وفمه مختوم برصاص عليه طبع خاتم سيدنا سليمان فلما رآه فرح كثيرا فأراد بيعه في سوق النحاس لأنه يساوي عشرة دنانير ذهبا، فلما وجده ثقيلا قرر

مقم دخان صعد إلى عنان السماء ومشى على وجه الأرض ليتحول فتحه، فخرج من ذاك القإلى عفريت عملاق ضخم، حيث إن هذا الجني عصي سيدنا سليمان فأودعه القمقم وألقى

حتدم مع مرور الزمن غضب الجني فقرر أن يقتل الشخص الذي يخلصه ابه في البحر، ف محالة دبر حيلة لهلاكه وهي طرحقرر قتل الصياد، فحينما علم الصياد بأنه مقتول لا

سؤال عليه، فقال له: كيف كنت في هذا القمقم والقمقم لا يسع يدك ولا رجلك فكيف يسعك كلك؟، فتحول الجني لدخان ليثبت للصياد أنه كان يسعه ودخل فيه، فأسرع الصياد وسد فم

الجني استوثقالقمقم ورماه في البحر وعاهده أن يمكث في البحر إلى أن تقوم الساعة فعهود وحلفه باسم الله الأعظم، ففتح له الصياد القمقم فخرج العفريت مشوه الخلقة فرمى

.(1)القمقم في البحر، وكان وفي لعهده أن يدل الصياد على وسيلة ستجعل منه شخصا غنيا"

عادة بنائها على أنقاض لقد قدم الناقد في تحليل هذه الحكاية إلى فك نسيجها وا الأصل وذلك بتحديد "سبع عناصر حصرها في شبكة دلالية يمكن إرجاعها إلى الحكاية

موضوعة )الحبل/الربط( والمتمثلة في:

.23-22-21عبد الفتاح كليطو: الحكاية والتأويل، ص (1)

53

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

الشبكة: فالشبكة فخ وشرك أو حبل يشل الحركة. -1 القمقم: هو بمثابة الفخ الذي يحجز في الجني. -2 الدخان: له إرتسامات على شكل حلقات ودوائر ويرمز الدخان إلى الحرية. -3 العقل: هو الأداة التي تم بها الربط. -4الحل والعقدة: هو الفعل الذي قام به الصياد في فتح وغلق القمقم مرتين على -5

التوالي.العهد: هو العهد الذي قدمه الصياد للعفريت بأن يمكث بالقمقم إلى أن تحين -6

و هالساعة، والعهد الذي قدمه العفريت للصياد بأن إذا أخرجه سيجعل منه غنيا ف يحيل إلى فعل الربط في دلالته.

اللغز: هو شكل من العقد يتطلب حل كأسئلة الصياد على العفريت التي تظهر -7 .(1)بها موضوعة الربط."

فمن خلال هذه العناصر السبعة قدم عبد الفتاح كيليطو قراءة تأويلية أعطت نسيجا جديدا لهذه القصة في مسار مضمون الحكي.

وتقارب في الدلالة بين جزيئات قصة "الصياد والعفريت" وبين لقد قدم أيضا علاقةقصة "أوديب ملكا" وذلك من خلال السؤالين الذين وضعهما الصياد على العفريت والسؤال

الذي وضعه سفانكس على أوديب.

فالسؤالين هما:

المجازفة ؛ هنا فضول الصياد دفعه إلى (2)"ما سبب دخولك هذا القمقم؟" السؤال الأول: بحياته.

.26-25عبد الفتاح كليطو: الحكاية والتأويل، ص (1) .28ينظر: المصدر نفسه: ص (2)

54

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

يسع يدك ولا رجلك فكيف يسعك كلك؟ حيث كيف كنت في هذا القمقم لا السؤال الثاني:نجد في هذا السؤال فضول وخلاص، فقد سقط الجني في فخ الفضول وخلاص الصياد من

الجني.

فالسؤالان اللذان وضعهما الصياد من حيث المضمون فهما مترادفان والفرق الوحيد أن الأول متعلق بالسبب )سبب دخولك القمقم(، والثاني الكيفية )كيف كنت في بينهما هو

هذا القمقم(.

سؤالين ) السؤالينلقد قدم كيليطو أيضا تصورا بغية الكشف عن مكامن مضمون هذين :(1)الصياد وسؤال سفانكس( من خلال آليات تأويلية وهي كالآتي

موضوعة التحول ويلخصهما في تحولين بجانب موضوعة الحل هنا يطرح كيليطو -1 والعقدة في تحولين:

الأول: هو يمكن "تحويل القمقم من نحاس إلى ذهب )وهذا تحول كيميائي(. -الثاني: تحول نفسي عندما يغدو الجني من دخان وسراب تافه إلى مارد قوي، هذا -

عف إلى ، فالصياد ينتقل من نقطة ضالتحول النفسي يطرأ على الصياد والعفريت على سواء قوة والصياد من الفقر إلى الغنى.

هنا قدم لنا كيليطو شخصية العفريت على شكل دخان )شيء تافه، رخو، مانع( إلى -2أن يصير كائنا كاملا ضخما ماردا مرعبا ومخيفا، هنا تتجلى لنا علاقة مضمون السؤالين

.(2)أو شبه اللاشيء ثم ينمو بالتدريج؟" "ما هو الشيء الذي يكون في البداية لا شيء

.28والتأويل، صينظر: عبد الفتاح كليطو: الحكاية (1) .29المصدر نفسه: ص (2)

55

جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية الفصل الثاني:

وفي الأخير صاغ كيليطو رأي بعض الباحثين الذين ربطوا أسطورة "سفانكس" بغريزة -3المعرفة عند الطفل، بالسؤال الذي يطرحه الطفل والذي يأبى الكبار عادة أن يجيبوا عنه

.(1)طفال؟"السؤال الذي يمكن اعتباره نموذجا للفضول المحرم: من أين يأتي الأ

هنا يقدم كيليطو إمكانية التوافق بين دلالة سؤال الصياد وسؤال سفانكس في أصل وسر النشأة والوجود أي عن الماضي والأصل، فدلالة لفظة "الجني" أخذت خطوطا عريضة في قراءة كيليطو للحكاية وفرق بين )الجني والجنين( فكلاهما ملفوف في وعاء مائي

م دامس، وكلاهما لا يعيان العالم الموجودان فيه.وكلاهما يخرج من ظلا

.29ص عبد الفتاح كليطو: الحكاية والتأويل، (1)

ةـــــخاتمال

57

ةـــــــــــــــالخاتم

في رحاب "تجربة النقد في المغرب من هذه الرحلة التي خضناها نتهاءالاوبعد الأقصى من خلال أعمال عبد الفتاح كيليطو"، استطعنا من خلال هذه الدراسة التوصل

إلى نتائج أهمها:

بالمغرب ليست ثابتة وراكدة، فكل لحظة فيها نجد بذورها وتطوراتها إن الحركة النقدية فيما بعدها وما قبلها.

.إن النقد في المغرب استقى مشاربه من الدرس الغربي أولا ومن المشرق ثانيا في الساحة النقدية أمثال: محمد مفتاح، سعيد النقادباحثين و جموعة من المظهور

عوا السمو بالدرس النقدي المغربي في الساحة بن كراد جميل الحمداوي...الذين استطا النقدية العربية.

اعتمد عبد الفتاح كيليطو في كتابة "الأدب والغرابة" على مجموعة من المصطلحاتمنها النقدية ومنها الأدبية مثل مصطلح النص والأدب والجنس الأدبي والأنواع

الأدبية. مصطلح النوع بدل الجنس. قدم كيليطو تغييرا في المصطلحات النقدية مثل .تميز عبد الفتاح كيليطو بدراسته للثقافة العربية الكلاسيكية بمناهج نقدية حداثية .يعد كتاب الأدب والغرابة العتبة التي انطلق منها كيليطو لتأسيس مشروعه النقدي كان جل اهتمام عبد الفتاح كيليطو ببنية السرد والحكاية والمقامات التي درسها وفق

نسق ذي بعد ثقافي استراتيجي في قراءته لها. "إن المنهج البنيوي عند كيليطو يرتبط بالتأويل وهو ما قام به في كتابه "الغائب

والتي ترجع إلى مرجعياته المعرفية. ،لال تنوع السجلات المعجمية من خ أوتمتاز مقاربات كيليطو النقدية بلغة الوصفية

لذة ومتعة في النص. تنوعه في التناص وهو ما يحقق

58

ةـــــــــــــــالخاتم

تنطلق استراتيجيات القراءة عند كيليطو بعدم حصر المناهج النقدية في مجموعةإجراءات منهجية ولم يقم بالتصريح بها كما كان الأمر في قراءته كحكاية ألف ليلة

وليلة. في مقاربة النصوص السردية التراثية كانت مقاربات كل قراءات عبد الفتاح كيليطو

تأويلية. عد عبد الفتاح كيليطو النص سلسلة من الدلالات وهي طريقته في قراءة النص

الإبداعي.

وفي الأخير بعد أن تقدمنا باليسير في هذا المجال الواسع الذي لا ندعي فيه الكمال علم.ن أخطأنا فلنا شرف المحاولة والتوا ولكن قد بذلنا فيه جهدنا، فإن أصبنا فذلك مرادنا،

قـائمـــــــة المصادر

والمراجـــــــع

60

قائمة المصادر والمراجع

أولا: المصادر:

وبقال دار ت، عبد الفتاح كيليطو: "الأدب والغرابة: دراسات بنيوية في الأدب العربي" .1 .2006، 1للنشر، المغرب، ط

.1988، 1طعبد الفتاح كيليطو: الحكاية والتأويل، دار توبقال للنشر، .2 .2014، 1عبد الفتاح كيليطو: مسار، دار توبقال للنشر، ط .3

ثانيا: المراجع:

العربية: .أ .م1967-ه1387، 4أحمد أمين: النقد الأدبي، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، ط .4أحمد بدوي طبانة: أسس النقد الأدبي عند العرب، دار نهضة مصر للطباعة والنشر .5

.1996 ،دط، سبتمبر .1994، 10أصول النقد الأدبي، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ط أحمد الشايب: .6دط ،أحمد كمال زكي: النقد الأدبي الحديث أصوله واتجاهاته، دار النهضة العربية .7

م.2009-ه1430بيروت، لبنان، ن نقد الشعر من القرن الثاني حتى القر -إحسان عباس: تاريخ النقد الأدبي عند العرب .8

.1983، 4ار الثقافة، بيروت، طالثامن عشر، دتاريخ النقد الأدبي عند العرب: من العصر الجاهلي إلى القرن الرابع :عباس إحسان .9

هجري، دط، دت."موقفنا من التراث القديم"، المؤسسة الجامعية للدراسات حسن حنفي: التراث والتجديد .10

.1992، 1والنشر، لبنان، ط سرح المعاصر، مؤسسة هنداوي سي أي سي.: أثر التراث في المإسماعيلسيد علي .11

61

قائمة المصادر والمراجع

قدامة بن جعفر: نقد الشعر، تحقيق وتعليق: محمد عبد المنعم الخفاجي دار الكتب .12 دت. ،العلمية، بيروت، لبنان، دط

ةلدنيا الطباعة والنشر الإسكندريعثمان موافي: دراسات في النقد العربي، دار الوفاء .13 م.2016مصر، دط،

اشر منشأة نريخ النقد الأدبي والبلاغة حتى القرن الرابع هجري، المحمد زغلول سلام: تا .14 دط. المعارف، الإسكندرية،

محمد كريم الكواز: البلاغة والنقد المصطلح والنشأة والتجديد، مؤسسة الانتشار العربي .15 م.2006، 1بيروت، لبنان، ط

القاهرة ،لفجالةنشر والتوزيع امحمد مندور: في الأدب والنقد، نهضة مصر للطباعة وال .16 ، دت.دط

النهضة مصر للطباعة والنشر، مصر النقد المنهجي عند العرب، دار :محمد مندور .171996.

مضر نوري شاكر الألوسي: البديهة والارتجال في الشعر العباسي حتى نهاية القرن .18 الثالث الهجري، المنهل، دط.

المترجمة: .ب: تر: النقد الأدبي ومدارسه، إحسان عباس، محمد يوسف نجم، دار ستانلي هايمن .19

الثقافة، دط، بيروت، لبنان، دت. لياـلعية، تر: عبد السلام بنعبد اعبد الفاتح كيليطو: أتكلم جميع اللغات لكن بالعرب .20

.2013، 1دار توبقال للنشر، طدار ،يالثقافية"، تر: عبد الكريم الشرقاو عبد الفتاح كيليطو: "المقامات: السرد والأنساق .21

.2001، 2المغرب، ط ،توبقال للنشر

62

قائمة المصادر والمراجع

ثالثا: المعاجم والقواميس:

، دار الفكر للطباعة 5ج ابن فارس: مقاييس اللغة، تح: عبد السلام محمد هارون، .22 .467النشر والتوزيع، دط، صو طبعالرسالة لل، مؤسسة الفيروز أبادي: القاموس المحيط، تح: محمد نعيم العرقوسي .23

م. 2005، 8ط ،والنشر، بيروت، لبنان 2ط ،لبنان ،كامل مجدي وهبة: معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب، مكتبة .24

. 1984بيروت، .3دط، م ،ابن منظور: لسان العرب، مادة )ن ق د(، دار صادر، بيروت، لبنان .25

رابعا: الرسائل الجامعية:

السردي كتاب السرد العربي مفاهيم وتجليات السعيد يقطين مذكرة توفيق خلفة: قضايا .26 .2014/2015جامعة محمد بوضياف، المسيلة، الجزائر، ،ماستر

حليمة خلفي: إشكاليات المنهج في تجربة محمد بنيس النقدية "الشعر العربي الحديث .27بدالاتها رالجزائ ،سطيف ،"، مذكرة ماستر، جامعة فرحات عباس-نموذجا-بنياته وا

2011/2012. من منظور سيميائي عند محمد مفتاحسميحة بن نوي: آليات تحليل الخطاب الشعري .28

.2016/2017،مذكرة ماستر، جامعة محمد بوضياف، المسيلة، الجزائرفايزة علال: آليات المنهج السيميائي من خلال كتاب "السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها" .29

. 2015/2016الجزائر ،المسيلة ،ماستر، جامعة محمد بوضياف "سعيد بن كراد"، مذكرةـل

63

قائمة المصادر والمراجع

: الدوريات والمجلات:خامسا

تابة وقضايا المعنى، مجلة الفيصل دارالفتاح بين أسئلة الك الدين: عبدصدوق نور .30أغسطس -ه/ يوليو 1439، شوال ذو القعدة 502-501الثقافية، العدد الفيصل . 63ص ،2018

"حميد لحميداني، معجب العدواني إبراهيم ـجديدة في النقد العربي لنادية شفيق: رؤى .31 .2010، 32 العدد ،الحجري، سعيد العمري"، مجلة الثقافة الجزائرية

ا: الانترنت:سادس

www.almodon.com ،أيوب المزين: عبد الفتاح كيليطو...هل يقرأ فعلا كل شيء؟ .3233. www.ontologie.com.

34. www.saidbengerad.net. جميل الحمداوي: الحداثة النقدية في كتاب "الأدب والغرابة" لعبد الفتاح كيليطو .35

www.diwanalarab.com. .www.raya.com "،2-1فاضل: التجربة الأدبية لأبرز أدباء المغرب " جهاد .36سعيد عاهد، ليلى بارع: نقاد مغاربة يحاورون المنجز النقدي الأدبي المغربي .37

www.maghress.com. . archive.aawsat.comمسارات وتحولات النقد الأدبي في المغرب، :سعيدة شريف .38 .www.alaraby.comعبد الإله صالحي: عبد الفتاح كيليطو...إنها الأعمال الكاملة .39فرنسية ليلا عبد الحق مقراني: عبد الفتاح كيليطو: العربية نهارا وال .40

www.alarabya.com. دريس كسيكس: حوار مع عبد الف .41 ف لغة ألتاح كيليطو: الكاتب ثم فاطمة أيت موس وا

.www.everblog.com ،لغة، تر: سعيد بوخليطو محمد الحمامصي: سعيد يقطين: الأدب يلعب دورا مهما فيما سيحدث .42

www.alarab.com.

64

قائمة المصادر والمراجع

محمد الحمامصي: سعيد يقطين: الأدب يلعب دورا مهما فيما سيحدث، .43www.alarab.com ،25/04/2019 17:30.

نطلق المناهج النقدية والممروان ياسين الدليمي، النقد السردي عند سعيد يقطين تنوع .44 .www.elquds .com.ur ،25/06/2019 ،20:30 التاريخي،

-www.meddieمنة محمد الحمامصي، النقاد الحقيقيون يعدون على الأصابع، .45

east.online.com ،25/06/2019 ،09:30. نبيل منصر: الكاتب المغربي عبد الفتاح كيليطو يؤدي لعبة القناع ليفاجئ قراءه .46

www.lhayat.com. ما فهمته الثقافة ك المؤلف-والتناسخبيل منصف: المغربي عبد الفاتح كيليطو في الكتابة ن .47

www.alawan.com .العربية القديمة،

وضوعاتفهرس الم

66

وضوعــــــــــــاتفهرس الم

الصفحة وانــــــــــــــــــالعن ج-أ مقدمة

نبذة موجزة عن حياة عبد الفتاح كيليطومدخل: 5 عبد الفتاح كيليطو""ـ السيرة الذاتية والسيرة الأدبية لأولا:

5 كيليطو""عبد الفتاح ـ الذاتية ل السيرة-1 6 "عبد الفتاح كيليطو"الأدبية لـ السيرة -2

7 ثانيا: مؤلفاتـــه 8 عبد الفتاح كيليطو""ـ بأبرز الكتب النقدية ل ثالثا: التعريف

8 دراسة بنيوية في الأدب العربي" كتاب "الأدب والغرابة: -1 9 امات: السرد والأنساق الثقافية"كتاب "المق -2 9 والتناسخ"كتاب "الكتابة -3 10 ويل"أكتاب "الحكاية والت -4

الفصل الأول: حركة النقد الحديث في المغرب الأقصى

12 المفهوم اللغوي والاصطلاحي للنقدأولا: 14 ة النقد الحديث في المغرب الأقصىثانيا: حرك

21 واد حركة النقد في المغرب الأقصىأهم ر ثالثا: 21 مفتاح محمد-1 22 يقطين سعيد-2 23 الحميداوي حميد-3 25 بنيس محمد-4

26 بن كراد سعيد-5

67

وضوعــــــــــــاتفهرس الم

الفصل الثاني: جهود عبد الفتاح كيليطو النقدية 31 "عبد الفتاح كيليطو" وع النقدي لـالمشر

33 : دراسة بنيوية في الأدب العربي"أولا: قراءة نقدية في كتاب "الأدب والغرابة 33 النص الأدبي-1 36 الأدبي )تصنيف الأنواع(النوع -2 37 تاريخ الشاعر-3 38 السرد )قواعد السرد(-4 38 دراسة الأدب الكلاسيكي-5 40 "الغرابة والألفة"بين أرسطو والجرجاني -5 41 الحريري والكتابة الكلاسيكية-6 42 الزمخشري والأدب-7

44 الثقافية" قامات: السرد والأنساقثانيا: قراءة نقدية في كتاب "الم 49 حريري"ثالثا: قراءة نقدية في كتاب الغائب "دراسة في مقامات ال

51 قدية في كتاب "الحكاية والتأويل"رابعا: قراءة ن 57 الخاتمة

60 قائمة المصادر والمراجع 66 فهرس الموضوعات

ملخص:

تهدف مباحث الدراسة إلى محاولة الوقوف على المشروع النقدي لعبد الفتاح كيليطو الذي ينطلق من إعادة قراءة التراث العربي في مغايراته الخطابية وأنساقه الثقافية مع تناول

ة وخلفياتها قضايا نقدية وأدبي وتناول ،مقاربات تواكب النقد والأدب الحديث مع نظيره الغربي .في القراءة والتحليل الإجرائيةالمعرفية المعتمدة وآلياتها

Résume

Le put de cette recherche se focalise sur le projet critique de

Abdelfattah kilito qui prend la lecture critique dans ses différents

styles de discours il mit aussi la lumière sur les points communs entre

l'approche critique de la littérateur occidentale, et le méthode et les

outils opérationnels adaptés dans la lecture et l’analyse de ce

patrimoine.