المشهد األول
قصة موسى مع الخضر
سفينة تحملهما وتحمل معهما ركابا , وهم في وسط اللجة ; ثم يجيء هذا العبد الصالح فيخرق السفينة ! إن ظاهر األمر هنا أن هذه الفعلة تعرض السفينة وركابها
لخطر الغرق وتؤدي بهم إلى هذا الشر ; فلماذا يقدم الرجل على هذا الشر ? لقد نسى موسى ما قاله هو وما قاله صاحبه , أمام هذا التصرف العجيب الذي ال مبرر له في نظر المنطق العقلي ! واإلنسان قد يتصور المعنى الكلي المجرد , ولكنه عندما
يصطدم بالتطبيق العملي لهذا المعنى والنموذج الواقعي منه يستشعر له وقعا غير التصور النظري . فالتجربة العملية ذات طعم آخر غير التصور المجرد . وها هو ذا
موسى الذي نبه من قبل إلى أنه ال يستطيع صبرا على ما لم يحط به خبرا , فاعتزم الصبر واستعان بالمشيئة وبذل الوعد وقبل الشرط . ها هو ذا يصطدم بالتجربة
العملية لتصرفات هذا الرجل فيندفع مستنكرا .
قZهZا ZرZخ Zة] ف]ين الس\ ف]ي Zا ]ب ك Zر ]ذZا إ \ى ت Zح ZقZا فZانطZل
نعم إن طبيعة موسى طبيعة انفعالية اندفاعية , كما يظهر من تصرفاته في كل أدوار حياته . منذ أن وكز الرجل المصري الذي رآه يقتتل مع اإلسرائيلي فقتله في اندفاعة
من اندفاعاته . ثم أناب إلى ربه مستغفرا معتذرا حتى إذا كان اليوم الثاني ورأى اإلسرائيلي يقتتل مع مصري آخر , هم باآلخر مرة أخرى !
نعم إن طبيعة موسى هي هذه الطبيعة . ومن ثم لم يصبر على فعلة الرجل ولم يستطع الوفاء بوعده الذي قطعه أمام غرابتها . ولكن الطبيعة البشرية كلها تلتقي في
أنها تجد للتجربة العملية وقعا وطعما غير التصور النظري . وال تدرك األمور حق إدراكها إال إذا ذاقتها وجربتها .
ومن هنا اندفع موسى مستنكرا:
e ]مfرا إ e fئا ي Zَش Zَتf ئ ج] fدZقZ ل ZهZا هfلZ أ Zر]قfغi ]ت ل ZهZا قfت ZرZخZ أ ZالZق
المشهد األول
قصة موسى مع الخضر
: البداية منذ قاله قد كان بما الصالح العبد يذكره ولطف صبر وفي
e fرا صZب Zع]يZم Zط]يعZ ت fسZ ت لZن Zَك\ ]ن إ fلiقZ أ fمZ Zل أ ZالZق
بالمراجعة , يرهقه وال عذره يقبل أن الرجل إلى ويطلب بنسيانه موسى ويعتذروالتذكير:
e را fسiع مfر]يZ أ fم]ن ]ي ه]قfن fرi ت ZالZو iس]يَتZ ن ]مZا ب ]ي iؤZاخ]ذfن ت Zال ZالZق
..ويقبل الرجل اعتذاره , فنجدنا أمام المشهد الثاني
المشهد األول
قصة موسى مع الخضر
ZَتfلZ ZقZت أ ZالZق iهZ Zل فZقZت e ما Zاَلiغ Zا Zق]ي ل ]ذZا إ \ى ت Zح ZقZا فZانطZل e fرا mك ن e fئا ي Zَش Zَتf ئ ج] fدZق\ ل nٍسfفZ ن fر] ]غZي ب eة\ ]ي ك Zَز e Zفfسا ن
فليٍس ناسيا في هذه المرة وال غافاَل ; ولكنه قاصد . قاصد أن ينكر هذا النكر الذي ال يصبر على وقوعه وال يتأول له أسبابا ; والغاَلم في نظره بريء . لم يرتكب ما يوجب القتل , بل
لم يبلغ الحلم حتى يكون مؤاخذا على ما يصدر منه . ومرة أخرى يرده العبد الصالح إلى َشرطه الذي َشرط ووعده الذي وعد , ويذكره بما قال
له أول مرة . والتجربة تصدقه بعد التجربة:
e fرا Zط]يعZ مZع]ي صZب ت fسZ \َكZ لZن ت ]ن \َكZ إ Zقiل ل Zمf أ Zل قZالZ أ
وفي هذه المرة يعين أنه قال له: )ألم أقل لَك ?(لَك أنَت على التعيين والتحديد . فلم تقتنع وطلبَت الصحبة وقبلَت الشرط .
قصة موسى مع الخضر
المشهد الثاني
ويعود موسى إلى نفسه , ويجد أنه خالف عن وعده مرتين , ونسي ما تعهد به بعد التذكير والتفكير . فيندفع ويقطع على نفسه الطريق , ويجعلها آخر فرصة
أمامه:
e عiذfرا uي \دiن ل م]ن ZَتfغZ Zل ب fدZق ]ي fن ب iصZاح] ت ZاَلZف ZعfدZهZا ب nء fي Zَش عZن Zَكi fت Zل أ Zس ]ن إ ZالZق
..وينطلق السياق فإذا نحن أمام المشهد الثالث
قصة موسى مع الخضر
المشهد الثاني
Zن أ Zوfا بZ فZأ ZهZا هfل
Z أ ZطfعZمZا ت fاس nةZ ي fرZق ZلfهZ أ Zا Zي Zت أ ]ذZا إ \ى ت Zح ZقZا فZانطZل iهZامZقZ فZأ ZنقZَّض\ ي fنZ أ iر]يدi ي e ج]دZارا ف]يهZا فZوZجZدZا uفiوهiمZا iَضZي ي
نهما جائعان , وهما في قرية أهلها بخاَلء , ال يطعمون جائعا , وال يستَضيفون ضيفا . ثم يجد أن جدارا مائاَل يهم أن ينقَّض . والتعبير يخلع على الجدار حياة وإرادة
فإذا الرجل الغريب يشغل نفسه بإقامة الجدار كاألحياء فيقول: )يريد أن ينقَّض(دون مقابل !!!
وهنا يشعر موسى بالتناقَّض في الموقف . ما الذي يدفع هذا الرجل أن يجهد نفسه ويقيم جدارا يهم باالنقَضاض في قرية لم يقدم لهما أهلها الطعام وهما جائعان ,
وقد أبوا أن يستَضيفوهما ? أفاَل أقل من أن يطلب عليه أجرا يأكاَلن منه ?
e Zجfرا أ fه] Zي عZل ZتfذZخ\ ت Zال Zَتf ئ َش] fوZ ل ZالZق
وكانَت هي الفاصلة .... فلم يعد لموسى من عذر , ولم يعد للصحبة بينه وبين الرجل مجال
قصة موسى مع الخضر
المشهد الثالث
كل ما كتب هنا هو مقتبٍس من :~
تفسير ظاَلل سـيد قـطـب القرآن
إنتاج:~
للعمل الدعوي
سلسلة ”بين يدي سورة الكهف“
حلقات أسبوعية, تأخذكم في تفسير سورة الكهف على َشكل أجزاء متتابعة..
نسأل الله العلي القدير, أن تعود عليكم بالنفع و الفائدة, وأن يوفقنا و إياكم إلى ما يحب و يرضاه ..
فريق أراسيل ~