119
ار ب خ أ حاد ألآ ي ف ث ي حد ل أ وي ب ن ل أ له ل دأ ب ع# ن ب# ن م ح ر ل دأ ب ع# ن ب له ل دأ ب ع# ن ب# ن ب ر ب ج ل أ- دمه- ق م ي ه م- ت د ل م- ت ش- ت : و- دمه- ق م ل أ ي عل- ة- ت س ول: ص ف ل ص ف ل أ ول: ألآ وب ج و- ألطاعه ول س ر ل أ ي صل له ل أ ه ت ل ع م سل و اع ب- ت وأ ه- تX ن س م ك حاZ ت ل وأ ى ل_ أ ما اء ح ه ب ل ص ف ل أ: ى ن ا ب ل أ- له ر مب- ة ت ش ل أ# ن م# ن رأ- لق أ م ي ر لك أ ل ص ف ل أ: ث ل ا ب ل أ رأم- حب أ- ة ت ش ل أ ل ص ف و ث ي حد ل أ# ن ي ث حد م ل وأ ل ص ف ل أ ع: ب رأ ل أ اء ب- ت ع أ ف ل س ل أ ث ي حد ل ا ب وي ب ن ل أ ل ص ف ل أ س: م اد ح ل أ ود ه ج ماء ل ع- ة ت ش ل أ ي ف} ظ ف ح ث ي حد ل أ ل ص ف ل أادس: س ل أ# ن ب دو- ب ث ي حد ل أ وي ب ن ل أ اب ب ل أ ي ف ول: ألآ ف ي ر ع- ت ر ب ج ل أ سامه- ق وأ ه ت ق و لآب ب ول ص ف: 1

أخبار الآحاد

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: أخبار الآحاد

اآلحاد أخبار النبوي الحديث في

الجبرين بن عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله

مقدمة دتمهي

فصول: ستة على المقدمة: وتشتمل

وسلم عليه الله صلى الرسول الطاعة وجوب األول: الفصل به جاء ما إلى والتحاكم سنته واتباع

الكريم القرآن من السنة منزلة الثاني: الفصل والمحدثين الحديث وفضل السنة احترام الثالث: الفصل النبوي بالحديث السلف اعتناء الرابع: الفصل الحديث حفظ في السنة علماء جهود الخادمس: الفصل النبوي الحديث تدوين السادس: الفصل

: فصول ثالث وفيه وأقسامه الخبر تعريف األول: في الباب

الخبر ماهية :األول الفصل وشروطه المتواتر تعريف الثاني: الفصل وأقسامها اآلحاد تعريف الثالث: الفصل

فصول: ثالث وفيه الواحد بخبر العمل الثاني: شروط الباب

الراوي شروط األول: الفصل الراوي أهلية معرفة طريق الثاني: الفصل المتن في المعتبرة الشروط الثالث: الفصل

فصول: ثالث وفيه الواحد خبر يفيده الثالث: ما الباب

وأدلته العلم يفيد الثقة خبر أن قال من األول: الفصل عليها يرد وما ومناقشته

بالقرائن العلم يفيد الواحد خبر أن قال من الثاني: الفصل القرائن أنواع وبيان

الظن إال تفيد ال اآلحاد أن قال من مستند الثالث: الفصل شبههم ومناقشة

1

Page 2: أخبار الآحاد

فصالن: وفيه العقائد في اآلحاد قبول حكم الرابع: في الباب

بالجواز قال من أدلة األول: الفصل ومناقشتها المخالفين شبه الثاني: الفصل

فصالن: وفيه الواحد بخبر العمل الخامس: حكم الباب

الواحد بخبر العمل على العقل داللة األول: الفصل الواحد بخبر العمل على السمع لدالة الثاني: الفصل

فيها مختلف أخبار من جملةالسادس: الباب

المذاهب خالف وإن الصحيح بالحديث التمسك وجوبخاتمة: واآلراء

المقدمة

Q أرسل الذي لله الحمد Q بالحق محمدا Q، بشيرا إليه نزل ما ببيان وأمره ونذيرا كلفت ما و الشريعة، من به أرسل ما ألمته وضح و ذلك فامتثل الكتاب، من المعاهدات، و المعامالت من كيانها لها يحفظ و يصلحها ما و العبادات، من به

عنهم الله رضي صحابته تبعه و النعمة، علينا وأتم الدين، لنا به الله فأكمل لمن حفظوا و نهجه على وساروا تعاليمها طبقوا و شريعته تقبلوا الذين

Q يكتموا لم و سمعوه ما وبلغوا نبيهم، من تلقوه ما بعدهم الذي العلم من شيئا هذه نصوص حفظ في اليوم، هذا إلى أتباعهم نهجهم على سار و عرفوه،

أي يظهر فلم تقتضيه، بما والعمل تطبيقها و معانيها إيضاح في و الشريعة، إلى رجوع وال عقل تحكيم إلى أهله يحتج لم و الدين، هذا في خلل أو نقصالحسن. الثناء له و الشكر له و الحمد فلله قاصر، نظر أو رأي،

وبعد:

أكتب أن اخترت الماجستير، درجة لنيل واإلعداد الطلب سن في كنت فلما تيسر ما الحين ذلك في فجمعت النبوي، الحديث في اآلحاد أخبار في الرسالة

عبدالرزاق الشيخ فضيلة البحث على باإلشراف وقام كمبتدئ، عجل على في النفرادها االمتياز درجة فنالت للبحث، الرسالة قدمت و عفيفي،

أعيد بأن أهم ذلك بعد كنت و البحث، لعمق ال و األسلوب لقوة ال الموضوع مناقشة في أزيد و التحقيق إلى يحتاج ما أحقق و فيها أتوسع و النظر فيها

االنشغال لكن و المراجع، من فاتني ما بعض أراجع و الشبهات تلك بعض مضت و الشهور و األيام توالت أتمنى. و ما تحقيق دون حال اإلدارية باألعمال أن اإلخوان بعض فاستحثني المراجعة، لي يتيسر لم و سنة، بعد سنة األعوامQ يعرف لم من عليها ويطلع نفعها، ليعم أنشرها، و الموضوع، هذا عن شيئا

Q الدين أعداء يروجها التي الشبهات تلك بعض القلوب عن يزول Q، و قديما حديثا

2

Page 3: أخبار الآحاد

Q أجد فلم نشرها ولعل كانت، كما بطبعها اإلذن و الطلب هذا تلبية من بدا ويوفوه البحث، فيه فيحققوا الباب، هذا أهمية إلى العلماء أكابر أنظار يلفت في و األلسن على تتردد التي الشبهات تلك جذور لتنقطع الكتابة من حقه

في تعتمد ال أنها و الظن، إال تفيد ال اآلحاد أخبار أن من اإلذاعات و الصحف الصحيحة األحاديث يتتبع أن الباب هذا في يكتب من لعل األصول.. إلخ. و

الصحاح، كتب بها ويعيبون المتن، حيث من فيها يطعنون و يروجونها التيالذباب.. الخ. و السحر كحديث

وبعد:

كان فما المسلمين، إلخوانه ثم نفسه لنفع كتبه مفلس قدرة و مقل جهد فهذا و الشيطان، من و فمني خطأ من كان ما و وحده، الله فمن صواب من فيه محمد على الله صلى و المعين و الموفق الله و ذلك من بريء رسوله و الله

سلم. و صحبه و آله و

الجبرين بن عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله

هـ23/11/1404 في

التمهيد

Q، و قوة بالشيء العلم في الناس تفاوت العقول ببداهة يعلم مما  ضعفا الحديث أهل كان لما به. و االشتغال و عليه اإلقبال في تفاوتهم بحسب و رواياته، تتبع و تعليمه، و تعلمه في أعمارهم أفنوا قد و طلبه على مكبين

Q، بعضهم الرواة موافقة سبر و بينها، المقارنة الحديث على تواردهم و بعضا جرم فال اآلراء، تفاوت و الديار تنائي مع متقارب، أو واحد بسياق الطويل العلم لهم حصل و ضده، من المقبول الموثوق رواية التتبع هذا أثر من عرفوا

Q المعلوم من و القبول؛ شروط فيها تمت التي اآلحاد من بالكثير اليقيني أيضا سبب مما الحديث، رواة و األخبار، نقلة بين العظيم التفاوت وجود بداهة و األمانة، و بالصدق عرف من نقله الذي الخبر بصدق مرة ألول الجزم

كل في هو كما للخبر بأدائه الفهم و الحفظ عنه اشتهر و الدين، في الصالبة بما أو له، صحة ال بما التحديث عن يحجزه الذي االحتياط و التثبت مع وقت،

تبعهم. من و الصحابة من المشهورين األئمة حال هو كما ثبوته في يتوقف

أو الديانة خفة أو الكذب، بتعمد ناقله يعرف عندما الخبر برد الحكم هكذا و األمارات و القرائن من ذلك نحو أو الثقات، مخالفة أو الحفظ، سوء منه يعلم خبر بأن القول إطالق الخطأ فمن حينئذ و الشأن. هذا أئمة فيها برع التي

من به يليق بما خبر كل على يحكم أن الظن. والصواب أو العلم يفيد الواحد تتبعوا حيث األمة، هذه صدر من العلماء جهابذة به تكفل قد مما يقين، أو ظن درجته، فبينوا السنة، دواوين في يوجد أو األلسنة على يدور مرفوع حديث كل

3

Page 4: أخبار الآحاد

يجعلوا لم غالب. و ظن أو تردد أو جزم من يستحقه بما عليه حكموا وQ مستندهم يتصل ما ذلك إلى أضافوا بل فقط، ضعفه أو الراوي عدالة دائما

االحتمالين. أحد تقوي قرائن من بالخبر

فصول: ستة على المقدمة: وتشتمل

وسلم عليه الله صلى الرسول الطاعة وجوب األول: الفصل به جاء ما إلى والتحاكم سنته واتباع

الكريم القرآن من السنة منزلة الثاني: الفصل والمحدثين الحديث وفضل السنة احترام الثالث: الفصل النبوي بالحديث السلف اعتناء الرابع: الفصل الحديث حفظ في السنة علماء جهود الخادمس: الفصل النبوي الحديث تدوين السادس: الفصل

وسلم عليه الله صلى الرسول طاعة وجوب

به جاء ما إلى والتحاكم سنته واتباع

صلى لمحمد شهادته على يتوقف الدvين هذا في عاقل أي دخول أن شك الQ، الشهادة هذه لمعنى اعتقاده ثم بالرسالة، وسلم عليه الله واطمئنان دائماwنها قلبه wنه اإلقرار تتضمن بأ إلى ربه برسالة جاء قد وسلم عليه الله صلى بأ

wفعال من ربهم إلى به يتقربون ما بكل تعبدهم توجب التي المكلفين، wقوال أ وأwو الثواب من بلxغه ما في مخالفته أو متابعته على يترتب وما واعتقادات، أ

wن العقاب. ومع للفظها، والمدلول الشهادة، هذه من المفهوم هو المعنى هذا أ وتدور المعنى، هذا تؤدvي بعبارات ونوxعه القرآن، في به تعالى الله صxرح فقد

وجه مع السنة من لها يشهد وما القرآن، من العبارات هذه بعض وإليك عليه،داللتها.

به: باإليمان األWمر.1

zيمان أمر كما           wبى من وتهديد والنبيين، والكتاب، والمالئكة، بالله، باإل أ|وا آمنوا الذين أيها تعالى: )يا قال بالعذاب، وتوعده ذلك، ورسوله بالله امzن

بالله يكفر ومن قبل من أنزل الذي والكتاب رسوله على نزل الذي والكتابQ ضل فقد اآلخر واليوم ورسله وكتبه ومالئكته (.136بعيدا()النساء: ضالال

من كفلين يؤتكم برسوله وآمنوا الله اتقوا آمنوا الذين أيها تعالى: )يا وقالQ لكم ويجعل رحمته (.28رحيم()الحديد: غفور والله لكم ويغفر به تمشون نورا (. وقال8أنزلنا()التغابن: الذي والنور ورسوله بالله تعالى: )فآمنوا وقال

Q إليكم الله رسول إني الناس أيها يا تعالى: )قل السموات ملك له الذي جميعا يؤمن الذي األمي النبي ورسوله بالله فآمنوا ويميت يحي هو إال إله ال واألرض

4

Page 5: أخبار الآحاد

لم تعالى: )ومن (. وقال158تهتدون()األعراف: لعلكم واتبعوه وكلماته باللهQ()الفتح: للكافرين أعتدنا فإنا ورسوله بالله يؤمن (. 13سعيرا

Q وهكذا  ففي ذلك، بلزوم سنته في وسلم عليه الله صلى النبي صرح أيضا الله صلى الله رسول قال: قال عنه الله رضي هريرة أبي عن مسلم صحيح

ويؤمنوا الله، إال إله ال أن يشهدوا حتى الناس أقاتل أن وسلم: )أمرت عليه بقوله: )أن المشهور جبريل حديث في اإليمان به(. وفسر جئت وبما بي

اإليمان أن شك وال اآلخر( الحديث. واليوم ورسله وكتبه ومالئكته بالله تؤمن يقين هو به اإليمان أن ذلك به، جاء فيما تصديقه يستلزم وسلم الله صلى به

ويعتبر، به، اإليمان يتم واللسان القلب فباجتماع رسالته، بصحة القلب المنافقين الله كذب ولهذا تنفع، وال الشهادة تعتبر ال القلب تصديق وبتخلف

قالوا المنافقون جآءك تعالى: )إذا الله. قال لرسول إنك قالوا: نشهد الذين المنافقين إن يشهد والله لرسوله إنك يعلم والله الله لرسول إنك نشهد

المنافقون(. سورة لكاذبون()أول

به: اإليمان أWثر من هي التي بطاعته األمر.2

wن ذلك           عن بلxغه فيما طاعته يستلزم نبوته بصحة الجازم التصديق أQ منه شيء أو ذلك في خالفه فمن الله، Q يكن لم عنادا الواجب. اإليمان به مؤمنا أيها تعالى: )يا كقوله القرآن من كثيرة مواضع في بطاعته الله أمر ولقد

في تنازعتم فإن منكم األمر وأولى الرسول وأطيعوا الله أطيعوا آمنوا الذين خير ذلك اآلخر واليوم بالله تؤمنون كنتم إن والرسول الله إلى فردوه شيء

الرسول وأطيعوا الله تعالى: )وأطيعوا (. وقال59تأويال()النساء: وأحسن (.92المبين()المائدة: البالغ رسولنا على إنما فاعلموا توليتم فإن واحذروا

حمل ما عليه فإنما تولوا فإن الرسول وأطيعوا الله أطيعوا تعالى: )قل وقالالمبين( البالغ إال الرسول على وما تهتدوا تطيعوه وإن حملتم ما وعليكم وال الرسول وأطيعوا الله أطيعوا أمنوا الذين أيها تعالى: )يا (. وقال54)النور: الرسول وأطيعوا الله تعالى: )وأطيعوا (. وقال33أعمالكم()محمد: تبطلوا

تعالى: )وما (. وقال12المبين()التغابن: البالغ رسولنا على فإنما توليتم فإن(. 7فانتهوا()الحشر: عنه نهاكم وما فخذوه الرسول آتاكم

الصالة تعالى: )وأقيموا قوله في كما الجزيل الثواب طاعته على رتب قد بل تعالى: (. وقوله56ترحمون()النور: لعلكم الرسول وأطيعوا الزكاة وءاتواQ فاز فقد ورسوله الله يطع )ومن على توعد (. وكذا71عظيما()األحزاب: فوزا

الله يعص تعالى: )ومن قوله في كما عصاه من بعقوبة وأخبر معصيتهQ يدخله حدوده ويتعدx ورسوله Q نارا (.14مهين()النساء: عذاب وله فيها خالدا

الرسوال( وأطعنا الله أطعنا ليتنا يا يقولون النار في وجوههم تقلب قوله: )يوم من وعقوبة طاعته على الثواب بيان الحديث في ورد (. وهكذا66)األحزاب:

عليه الله صلى الله رسول قال: قال هريرة أبي عن الصحيحين ففي عصاه،

5

Page 6: أخبار الآحاد

الله( وعنه عصى فقد عصاني ومن الله، أطاع فقد أطاعني وسلم: )من أطاعني وسلم: )من عليه الله صلى الله رسول قال: قال عنه الله رضيwبي( رواه  فقد عصاني ومن الجنة دخلw فعل هي طاعته أن البخاري. ومعلوم أQ به والرضى به، جاء لما والتسليم نهيه، وتجنب أمره Q. رسوال نبيا

به: والتأسي باتباعه األمر.3

ذنوبكم لكم ويغفر الله يحببكم فاتبعوني الله تحبون كنتم إن تعالى: )قل قال يحب ال الله فإن تولوا فإن والرسول الله أطيعوا قل ، رحيم غفور والله

الله رسول في لكم كان تعالى: )لقد (. وقال32-31عمران: الكافرين()آلQ الله وذكر اآلخر واليوم الله يرجوا كان لمن حسنة| أسوة ()سورة كثيرا

وقبولها حصولها وقف وقد واجبة، لربه العبد محبة أن شك (. وال21األحزاب: اتباعه ثواب من وجعل وسلم، عليه الله صلى الكريم الرسول هذا اتباع على

تقليده، يوجب به والتأسي له االتباع وهذا للعبد، ومغفرته الله محبة حصول والحذر عنه، نهى ما كل وتجنب تقرباته، في به واالقتداء نهجه، على والسير

أنه الصحيح في عنه ثبت به. كما التأسي عن الخروج نهايتها التي مخالفته منمني(. فليس سنتي عن رغب قال: )فمن

محبــته:.4

وأبناؤكم آباؤكم كان إن تعالى: )قل قوله في بها الله أمر وقد           كسادها تخشون وتجارة اقترفتموها وأموال وعشيرتكم وأزواجكم وإخوانكم فتربصوا سبيله في وجهاد ورسوله، الله من إليكم أحب ترضونها ومساكن

(. فوبخهم24الفاسقين()التوبة: القوم يهدي ال والله بأمره الله يأتي حتىQ، النفس إليها تميل التي األصناف هذه من شيء محبة تقديم على وتؤثر طبعا

)فتربصوا( ففي بقوله وتوعدهم رسوله، ومحبة الله محبة على ألجلها، الحياة النبي ذلك أكد وسلم. وقد عليه الله صلى محبته وجوب على دليل أبلغ هذا

يؤمن أنس: )ال عن عليه المتفق الحديث في بقوله وسلم عليه الله صلىwكون حتى أحدكم ثواب أجمعين(. ومن والناس ووالده ولده من إليه أحب أ أحب( من مع والسالم: )المرء الصالة عليه قال كما زمرته، في الحشر محبتهQ بذلك وكفى وغيره، أنس عن عليه متفق Q شرفا المحبة. ومعلوم لهذه وثوابا

وتقديم بآدابه، والتأدب به، االقتداء تستلزم التي الصادقة المحبة المراد أنQ وتستلزم أحد، كل رضى على سنته ولو عاداه من وبغض وااله من محبة أيضاQ منه نقص ومن المحبة، استكمل ذلك استكمل فمن قريب؛ أقرب كان شيئا

ذلك. بقدر له محبته نقصت

وتوقيره: احترامه.5

إن الله واتقوا ورسوله الله يدي بين تقدموا ال آمنوا الذين أيها تعالى: )يا قال وال النبي صوت فوق أصواتكم ترفعوا ال آمنوا الذين أيها * يا عليم سميع الله

6

Page 7: أخبار الآحاد

* تشعرون ال وأنتم أعمالكم تحبط أن لبعض بعضكم كجهر بالقول له تجهروا قلوبهم الله أمتحن الذين أولئك الله رسول عzند أصواتهم يغضون الذين إن

تجعلوا تعالى: )ال (. وقال3-1عظيم()الحراجات: وأجر مغفرة لهم للتقوىQ()النور: بعضكم كدعاء بينكم الرسول دعاء به خص لما إال ذاك (. وما63بعضا ورفع لسنته، تعظيم وتبجيله وتوقيره تعزيره ففي والرفعة، الفضل من

به أمر ما وامتثال اتباعه، لزوم به يعرف مما أتباعه، نفوس في لقدرهاعنه. نهى ما وتجنب

بحكمه: الرضا ولزوم إليه، بالتحاكم األمر.6

(.59والرسول()النساء: الله إلى فردوه شيء في تنازعتم تعالى: )فإن قال|صيبهم أو فتنة تصيبهم أن أمره عن يخالفون الذين تعالى: )فليحذر وقال ي

فيما يحكموك حتى يؤمنون ال وربك تعالى: )فال (. وقال63أليم()النور: عذابQ أنفسهم في يجدوا ال ثم بينهم شجر |سلموا قضيت مم�ا حرجا تسليما( وي

سنته، إلى يكون بعده والتحاكم الرد هذا أن على العلماء (. أجمع65)النساء: فانظر بسنته، واالستبدال مخالفته، تحريم على برهان أعظم اآليات هذه ففي األليم، وبالعذاب الزيغ، أو الشرك، هي التي بالفتنة له المخالفين حذر كيف

بينهم، يحدث نزاع كل في يحكموه لم إذا عنهم اإليمان نفي على أقسم وكيفQ بذلك وكفى قضائه، من حرج أنفسهم في يبقى وال لقضائه، ويسلموا وعيداQ Q حكمها، معرفة بعد سنته ترك لمن وتهديدا Q، تهاونا عنها واعتاض واستخفافاواآلراء. العادات

الكريم القرآن من السنة منزلة

تبليغ في وعباده الله بين الواسطة هو وسلم عليه الله صلى محمد كان لما   وحي إلى تنقسم ولكنها عنه. متلقاة كلها الشريعة هذه كانت ودينه، شرعهل، wوتقرير، وتمثيل له بيان وإلى الكريم، القرآن وهو بتالوته، متعبد م|نز

النبوية. ولما السنة وهو بتالوته، التعبد في القرآن حكم له ليس منه، وتشريع إلى وكل مما إيضاحها كان كيفيتها، تعرف ال مجملة أحكام القرآن في كان

للناس لتبين الذكر إليك تعالى: )وأنزلنا الله قال وسلم، عليه الله صلى النبي لهم لتبين إال الكتاب عليك أنزلنا تعالى: )وما (. وقال44إليهم()النحل: نزل ما

من األمر هذا والسالم الصالة عليه امتثل (. وقد64فيه()النحل: اختلفوا الذي|قال وما وأوقاتها، ركعاتها وعدد الصلوات كيفية بسنته للناس فبين ربه فيها ي

... إلخ. وكذا تجب ومتى الزكوية، واألموال الزكاة، أنصبة بين ... إلخ. كما|ل|قي مما وغيرها والحدود، والعقود المعامالت، وأكثر والحج الصيام عن بيانه ت

بيان النبوية السنة أحاديث أغلب أن يوضح وهذا وسلم، عليه الله صلى النبي على زائدة تأتي ذلك. وقد ونحو لمطلقه، وتقييد لمجمله، وإيضاح الله، لكتاب

والحمر السباع، من ناب ذي كل وتحريم عنها، المتوفي كإحداد القرآن، في ما طاعة وجوب عرف قد النبوية. وإذ السنة من وكلها ذلك، وغير األهلية،

7

Page 8: أخبار الآحاد

والتعليمات األوامر هذه فإن شرعه، واتباع وسلم عليه الله صلى الرسولwت� التي |قvي |ل |مة يلزم مما هي عنه ت Q وقبوله، فعله األ الكريم النبي بهذا تأسياوسلم. عليه الله صلى

والمحدثين الحديث وفضل السنة احترام

Q السنة كانت لما Q، مصدرا وسلم، عليه الله صلى الرسول عن ومتلقاة تشريعياwمر قد الله وكان أصواتهم يغضون الذين ومدح وتوقيره، بتعزيره المؤمنين أ العلماء حمل مما عنه، تلقيت لمن ما مثل الحرمة من لها كان جرم ال عنده،

بن عمرو ذلك: روى من أمثلة وإليك وإعظامها، احترامها في بالغوا أن عنwنه مسعود ابن عن ميمون Q، حدxث أ الله رسول لسانه: قال على فجرى يوما

جبهته، عن ينحدر العرق رأيت حتى كرب، عاله وسلم. ثم عليه الله صلى ذ|كر إذا سيرين ابن أوداجه. وكان وانتفخت عيناه، اغرورقت رواية: وقد وفي عن واشتهر خشع، يضحك وهو وسلم عليه الله صلى الله رسول حديث عنده

wكثر ذلك في الله رحمه مالك اإلمام wراد إذا فكان غيره، من أ اغتسل الحديث أQ ولبس وتطيب، Q ثيابا Q، منصة، على وجلس وتعمم، جددا يبخر يزال وال خاشعا

الله رسول حديث أعظم أن ويقول: أحب الحديث، من يفرغ حتى بالعودwن يكره وكان وسلم عليه الله صلى هذه ذكر مستعجل، أو قائم وهو يحدvث أQ إال ذاك وما الشفاء؛ في عياض القاضي اآلثار Q عنه، صدر لمن تعظيما وإجالالQ. وقد وأعاله الكالم أشرف من هي التي الشريفة األلفاظ لتلك أوتي قدرا له المبين وهو وخواتمه، وفواتحه الكلم جوامع وسلم عليه الله صلى

wدلة الثاني المصدر وهو لمقاصده، والموضvح التي الحكمة من وهو األحكام، أل|وتيها من |وتي فقد أ Q أ Q. خيرا كثيرا

قرن حيث بذكرهم، ونوه العلماء ومدح العلم تعلم على تعالى الله حث ولقد ونفى فيهم، خشيته وحصر وحدانيته، على مالئكته وشهادة بشهادته شهادتهم عليه الله صلى النبي وكذلك يعلمون، ال والذين يعلمون الذين بين المساواة

تضع المالئكة وأن األنبياء، ورثة هم حملته أن وأخبر العلم، على حث وسلم واشتغل الحديث هذا تحمل كثير. فمن ذلك ونحو العلم، لطالب أجنحتهاQ بهذا وكفى للعلماء، المدح هذا من األوفر الحظ فله وتعليمه بتعلمه شرفا

بنوافل االشتغال من أفضل ونشره تعلمه في العمر فصرف وحملته، للحديث الله صلى النبي سنة وإحياء القرآن، بيان من فيه لما إال ذاك وما القربات،

الفضل من ألهله يحصل لم ولو والتبليغ، الدعوة في به والتأسي وسلم، عليه الفضل فيها ورد التي وسلم عليه الله صلى النبي على الصالة كثرة إال

أكثرهم القيامة يوم بي الناس وسلم: )أولى عليه الله صلى كقوله الجزيل،xوحسنه. مسعود ابن عن الترمذي صالة(. أخرجه علي

والسنن المسند في كما وسلم، عليه الله صلى النبي دعوة استحقاق فيه ثم Q الله قال: )نضxر وسلم عليه الله صلى النبي عن وغيره، ثابت ابن زيد عن عبدا

8

Page 9: أخبار الآحاد

wدxاها فوعاها مقالتي سمع عليه الله صلى أمره امتثال فيه ثم سمعها(، كما وأ عن صحيحة بأسانيد والشافعي أحمد آية( رواه ولو عني بقوله: )بلغوا وسلم

ويw قد أن المحدثين شرف في وغيره. ويكفي عمرو بن عبدالله عن تعديلهم ر| كل من العلم هذا المشهور: )يحمل الحديث في وسلم عليه الله صلى النبي الجاهلين( وتأويل المبطلين، وانتحال الغالين، تحريف عنه ينفون عدوله، خلف بن إبراهيم عن وغيرهم عبدالبر وابن حاتم، أبي وابن العقيلي رواه

Q العذري عبدالرحمن النبوي للحديث تعظيمهم في أحمد. وإن وصححه مرسال وإيثارهم قاله، لمن محبتهم قوة على لعالمة به والتحديث نقله على وحرصهم

Q أحب من فإن معه، حشرهم يسبب مما به، للتأسي فهو معهم، حشر قومابإمامهم(. أناس كل ندعوا تعالى: )يوم قال وقد وقدوتهم، إمامهم

النبوي بالحديث السلف اعتناء

تلقيه على حرصوا العلم هذا أهمية عنهم الله رضي الصحابة عرف لما          على مجالسته وآثروا مالزمته، فأكثروا وسلم، عليه الله صلى نبيهم عن

مجلسه يحضر من بعضهم أناب وربما ارتزاقهم، وأسباب أموالهم، في العمل األنصاري. ولقد جاره مع الخطاب بن عمر فعل كما العلم، من فاته ما ويبلغه

وإيصال تعليمهم، حسن في األعلى المثل وسلم عليه الله صلى النبي بلغQ يستعمل فكان أفهامهم إلى المعنى والبيان، اإليضاح وسائل من ألوانا

يتلقون فكانوا عنه، ليفهم الكالم وتكرير األمثلة، وضرب والمناقشة كالعرض الله قبضه فما والحضر، السفر في المنابر، وعلى والنوادي المجالس في عنه من أعدائه بعض بذلك له شهد كما إليه يحتاجون شيء كل علمهم وقد إال

كل نبيكم له: علمكم قالوا اليهود بعض أن سلمان عن مسلم روى كما اليهود، أصحابه عرف الله توفاه أن قال: أجل. الحديث. وبعد الخراءة؟ حتى شيء

ال كي للناس بيانه يلزمهم أعناقهم، في أمانة عنه تلقوه الذي العلم هذا أن البينات من أنزلنا ما يكتمون الذين فيهم: )إن الله قال الذين وعيد يلحقهمالالعنون( ويلعنهم الله يلعنهم أولئك الكتب في للناس بيناه ما بعد من والهدى

(. 159)البقرة:

حمل مما به، كلفوا الذي الدين من العلم هذا منزلة تالمذتهم عرف وهكذا   مجالسهم، الحديث بهذا فعمروا والتعليم التعلم في الجهد بذل على الجميع المراحل وقطعوا المشاق تحصيله في وتحملوا مقاصدهم، جل طلبه وصار

بعض عن الحديث يبلغني قال: )كان أنه عباس ابن عن روي كما الكثيرة، وجهي في الريح تسفي الباب، عند وأجلس قائل، وهو إليه فآتي الصحابة أنه عنه الله رضي جابر عن الحاكم. واشتهر يستيقظ(. رواه حتى التراب وأبو أحمد رواه كما أنيس، بن عبدالله من واحد حديث ألخذ الشام إلى سافرQ ليروي المدينة من مصر إلى سافر أيوب أبو وغيرهما. وكذا يعلى Q حديثا واحدا سماعه بعد العلم. وكانوا بيان جامع في عبدالبر ابن ذكره عامر بن عقبة عن

وربما حفظه، ما صحة منهم كل ليتأكد بعض على بعضهم ويعرضه يتذاكرونه،

9

Page 10: أخبار الآحاد

Q الواحد كرره Q زمنا عنه الله رضي هريرة أبي عن روي كما يحفظه، حتى طويالQ يجعل كان أنه ابن ذاكرته. ذكره في ليبقى الحديث لدراسة الليل من جزءا

بكثير بعدهم من بها فاقوا الحفظ في بزيادة الله خصهم وغيره. وقد جريج بالكتابة الحفظ على بعضهم استعان وربما عجيبة، روايات ذلك في وعنهم

بشأنه واالهتمام بالحديث العناية من سلفنا عن أثر فقد وبالجملة يحفظ، حتى وجزاهم الله فرحمهم مصادرها، وحماية الشريعة هذه حفظ الله حقق به ما

الجزاء. خير اإلسالم عن

الحديث حفظ في السنة علماء جهود

رسول على الكذب يتعمد من ظهر عنهم الله رضي الصحابة عصر أواخر في  والتحذير ذلك على الوعيد من عنه ورد ما رغم وسلم، عليه الله صلى الله الدين في دخلوا المالحدة من قوم الحديث بوضع اشتهر من أغلب وكان منه،

،Q wرادوا تسترا الذين )من اإلسالم. وآخرون في والتشكيك العقيدة، إفساد فأقوا Q()الروم: وكانوا دينهم فر� وقبائلهم تهم ال لو التعصب قصدوا (،32شيعا

المرويات، بكثرة الشهرة أرادوا الذين الق|صاص وهم ثالث وبالدهم. ونوع الحديث علماء القلوب. ولكن وتحرك النفوس تستثير التي الحكايات وغرائب

ليسلم جاء، حيث من ويرده يبطله بما قابلوه الخطر بهذا أحسوا عندماQ ويبقى وكدر، دغل كل من النبوي الحديث Q معينا وضعوا وقد يرتاده، لمن صافيا

Q وابتكروا قواعد، لذلك فكرتهم: نجاح سبب كانت طرقا

|مة، هذه خصائص من وهذا الرواة، وتسمية األسانيد التزام فمنها.1 وبه األ عبدالله قال رده، أو بقبوله فيحكم رجاله، ومرتبة الحديث، مصدر يعرف

شاء. رواه ما شاء من لقال اإلسناد ال لو الدين من المبارك: اإلسناد بن عن الكثير توقف أن ذلك نتيجة من وكان صحيحه، مقدمة في مسلميعظمه. من عند قدره به يسقط مما كذبه، ظهور مخافة الوضع

لتحمله، وأهليتهم الحديث في مكانتهم عن والبحث الرواة، أحوال تتبع.2|مة، النصيحة باب من فيهم الكالم على أقدموا وقد تولوا إنهم حيث لُأل عموم من النوع هذا خصصوا حكم. وقد له الدين أمر من شيء نقل

|مة. العامة المصلحة من فيه لما الغيبة عن النهي لُأل

Q الرواية في التثبت.3 الحديث ذكر على يقدم ال أحدهم فكان وأداء، تحمال تحديث ويتحاشون لسماعه، أهل هو من إال به يحدثون وال إتقانه، بعد إال

ميزوا أن ونحوها الجهود هذه عن نتج وقد األهواء، وأهل السفهاء وعرفوا الحديث، مسمى عن الموضوع وأخرجوا النبوي، الحديث

أمام يتوارون جعلهم مما عوارهم، وكشفوا حالهم، وبينوا الكذابين،Q الله ستر الثوري: ما سفيان قال لقد حتى األعالم، الجهابذة هؤالء أحدا الموضوعة؟ األحاديث المبارك: هذه البن وقيل الحديث، في يكذب

10

Page 11: أخبار الآحاد

الحافظون( له وإنا الذكر نزلنا نحن ) إنا الجهابذة لها قال: تعيشوغيره. المغيث فتح في عنهما العراقي (. ذكره9)الحجر:

النبوي الحديث تدوين

بها اإلذن ورد كما وموقوفة، مرفوعة آثار في الحديث كتابة عن النهي ورد لقد األش��خاص، ولبعض األحيان بعض في وسلم عليه الله صلى النبي عن صريحة

ذل�ك ت�وهم كما األحاديث، حجية عدم على الكتابة عن النهي حمل الخطأ ومن والكتاب، الكتابة أدوات قلة الوحيد السبب أن على حمله الزنادقة. وكذا بعض عليه حمل ما الكتابة. وأصح يحسن ممن الكثير وأبنائهم الصحابة في كان فقد

الق��رآن بحف��ظ ليشتغلوا اإلسالم، بأول خاص ذلك أن الحديث كتابة عن النهي بالممارسة للحديث أخذهم ويكون والصحف، األلواح من دراسته على ويقبلوا

واح��دة، ص��حيفة في والق��رآن الح��ديث بكتاب��ة خاص النهي أن والمجالسة. أو ع��دم من��ه ع��رف لمن فيه��ا اإلذن ويك��ون ب��ه، الجهالء على االش��تباه مخاف��ة

شاه. ألبي بالكتابة كأمره الحاجة وعند عمرو بن كعبدالله االشتباه،

المعاهدين لبعض كثيرة صحائف كتب وسلم عليه الله صلى أنه اشتهر ولقد Q وبعث المناسبات، بعض وفي إلى يدعوهم عهده في الدول رؤساء إلى كتبا

العلة عرفوا الصحابة إن الحديث. ثم لجنس الكتابة جواز دليل اإلسالم: وذلك زال أن للحاجة. ولما آخرون الكتابة استعمل كما بعضهم فتوقف النهي، في

في ابتدئ الكتابة، إلى الحاجة واشتدت غيره، عن القرآن وتميز المحذور ابنه ثم مروان، بن عبدالعزيز بأمر األول القرن أواخر في وذلك السنة، تدوين كتبهم من ويحدثون يكتبون فكانوا الثاني القرن في الكتابة اشتهرت ثم عمر،

كالبخاري أجالء علماء إلى األحاديث هذه وصلت أن عليها. إلى المحافظة معQ مؤلفاتهم في فدونوها السنن، وأهل ومسلم، Q تدوينا Q، أو عاما بيان مع خاصا كما الله بحمد الدواوين تلك إلينا وصلت ذلك. وقد ونحو ضعيفها من صحيحها مصادر بحفظ الله ضمان تحقق وبهذا والتبديل، التغيير عن مصونة كتبوها،

العالمين. رب لله والحمد العباد، على الله حجة وقامت الشريعة،

البحث مقدمة

Q. و اإلسالم لنا رضي و النعم علينا أتم و الدين، لنا أكمل الذي لله الحمد دينا في المتصرف المالك الحق، اإلله سواه، لنا رب ال و الله، إال إله ال أن أشهد

Q أن أشهد الخلق. و لنا أوضح و ديننا، عرفنا الذي رسوله و عبده محمدا سلم و الله صلى الطيبة، الحياة و النجاة و الهداية من فيه ما إلى الطريق

على و نهجه، على ساروا و دينه، عنه بلغوا الذين صحابته و آله على و عليهQ بإحسان أتباعهم Q. و أبدا سرمدا

بعد: أما

11

Page 12: أخبار الآحاد

الله فبعث السوي، الصراط عن ضالل و جهالء، جاهلية في الناس كان فقدQ الظلمات من الناس ليخرج الحق، دين و بالهدى سلم و عليه الله صلى محمدا

و الحسنة، الموعظة و بالحكمة ربه سبيل إلى بالدعوة أمره و النور، إلى فقال ببعثته، المؤمنين على الله امتن لقد و أحسن، هي بالتي المجادلة

Q فيهم بعث إذ المؤمنين على الله منx تعالى: ))لقد يتلوا أنفسهم من رسوال|علمهم و يزكيهم و آياته عليهم لفي قبل من كانوا إن و الحكمة و الكتاب ي النبي هذا وظيفة هذه كانت إذا و (،164عمران: آل مبين(()سورة ضالل

قيام، أتم بأدائها قام فقد عباده، إلى الله من تحملها التي رسالته و الكريم، الله صلى قال صالحهم، و نفعهم فيه ما كل الناس وعلم إليه، أنزل ما فبلغ إال بعدي عنها يزيغ ال كنهارها ليلها البيضاء على تركتكم سلم: "قد و عليه

برقم ماجة ابن و ،4/126 أحمد مسند في )هو ماجة وابن أحمد رواه هالك"، لم عنه: "إنه صح فيما قال عنه(. و الله رضي سارية بن العرباض عن43Q كان إال قبلي نبي يكن ينذرهم و لهم، يعلمه ما خير على أمته يدل أن عليه حقا في )كما عمرو بن عبدالله عن النسائي و مسلم رواه لهم"، يعلمه ما شر

البيعة كتاب7/152 النسائي سنن و اإلمارة، كتاب12/232 مسلم صحيحQ فكان طويل(، حديث في مما سنته، اتباع و نهجه، على السير األمة على حقا

الدار في ثوابه و الرب رضى حصول و الدنيا، في الرفعة و النصر لهم يسبباآلخرة.

و يشككونهم جنسهم، من بأعداء عباده يتبلي أن حكمته من الله لكن و|لبسون الرجعية و التأخر و بالجمود يعيبونهم و دينهم، في يقدحون و عليهم، ي

Q تضليالت. و و شبه من يروجونه بما منه بريئ هو بما دينهم يعيبون كما كثيرا فيلقون النبوي، كالحديث الدين، أصول من أصل إلى سهامهم يسددون ما

Q الشكوك، يولدون و الشبه، ذلك في Q و للطغام، خداعا و العقول لضعفاء صرفا على المستقيم. فراجت الطريق إلى هدايتهم و سعادتهم فيه عما األفكار

و األعداء، أولئك من فتقلوها اإلسالم، يدعي ممن البصائر ضعفاء بعضQ رحبة، بصدور تقبلوها في به هان مما المارقين األعداء بأولئك للظن إحسانا

معرفته قلت من قلوب في وزنها به خف الشريعةو هذ قدر الضعيفة النفوس وعده صدق الله لكن و المبين، الحق عن بصائرهم عميت و الدين، بأدلة

Q الدين عن الدفاع كان لما و العابثين، عبث من دينه بحفظ كل على واجبا موضوع يكون أن رأيت قد السبيل. و هذا في بقسط أقوم أن رأيت مسلم، المعمول النبوية، اآلحاد أحاديث صحة و حجيته، بيان و الواحد، خبر رسالتي

Q بالقبول منهم المتلقاة و المسلمين، بين بها Q، سلفا أن إال ذاك ما و وخلفا بمقدمة البحث بدأت قد بأكملها. و السنة ثبوت يلزم ثبوته فتحقيق األخبار،

أبواب. ستة البحث ضمنت ثم بها، السلف اعتناء و السنة أهمية في

فصول. ثالثة فيه و أقسامه، و الخبر تعريف فياألول: الباب

الخبر. ماهية فياألول: الفصل     

12

Page 13: أخبار الآحاد

شروطه. و المتواتر تعريف فيالثاني: الفصل     

أقسامها. و اآلحاد تعريف فيالثالث: الفصل     

فصول. ثالثة فيه و الواحد، بخبر العمل شروط فيالثاني: الباب

الراوي. شروط فياألول: الفصل     

الراوي. أهلية معرفة طرق فيالثاني: الفصل     

الخبر. متن في المعتبرة الشروط فيالثالث: الفصل     

فصول. ثالثة و تمهيد، فيه و الواحد، خبر يفيده ما فيالثالث: الباب

ما بيان و العلم، يفيد العدل خبر قال: إن من أدلة فياألول: الفصل     عنه. الجواب و عليها يرد

بيان و بالقرائن، العلم يفيد الواحد قال: خبر فيمنالثاني: الفصل     القرائن. أنواع

الظن، إال تفيد ال اآلحاد إن قال من مستند فيالثالث: الفصل     شبههم. ومناقشة

فصالن. فيه و العقائد، في اآلحاد قبول حكم فيالرابع: الباب

بالجواز. قال من أدلة فياألول: الفصل     

مناقشتها. و المخالفين شبه فيالثاني: الفصل     

فصالن. فيه و الواحد، بخبر العمل حكم فيالخامس: الباب

الواحد. بخبر العمل على العقل داللة فياألول: الفصل     

بخبر العمل وجوب على السمع داللة في الخالف فيالثاني: الفصل     الواحد.

فيها. مختلف اآلحاد أخبار من جملة فيالسادس: الباب

المذاهب خالف إن و  الصحيح بالحديث التمسك وجوب في بخاتمة ختمته ثمالثقة. به و المستعان الله و اآلراء و

األول الباب

13

Page 14: أخبار الآحاد

وأقسامه الخبر تعريف في

الخبر ماهية

الخبر: تعريف

ومنه الحجارة، ذات الرخوة األرض وهي الخبار، من مشتق لغة الخبر   المخابرة(. عن الحديث: )نهى

العثار. أمن الخبار تجنب المثل: من وفي

Q الخبر وسمى  عندما الغبار األرض تثير كما النفس، في العلم يثير ألنه خبرا الكالم قسموا العلماء أن االصطالح: فاعلم في وأما ونحوه، الحافر يقرعها

|صاغ عندما العربي اللفظ أن وذلك وإنشاء، خبر إلى Q ي Q معنى مضمنا مفهوماQ للمخاطب، إفادة يكون أن إما المعنى ذلك فإن للسامع حصل بما له وإعالما

Q، يسمونه ما ونحوه وهذا غيره، من أو منه، من مبتدأ يكون أن وإما خبراQ المتكلم، األصوليون أكثر وقد إنشاء، ويسمى ونحوهما، كف أو بفعل مطالبا

بالضرورة لظهوره إما حده، في بعضهم وتوقف الخبر، تعريف في القول يكون أن يلزم الحد لكون وإما التعريف ذلك مفردات يعرف الذي للمخاطب

Q والذين الدور، منه فيلزم منها، تركب التي المفردات تلك بفهم مسبوقا الرد في الكالم صناعة دخلتها ومناقشات إشكاالت تعاريفهم على أورد عرفوه

تحته. طائل ال بما والعقيب

هو الخبر وغيره: أن الروضة في الموفق ذكره ما التعريفات تلك وأسلم |قال أن والتكذيب. أي: يصح التصديق إليه يتطرق الذي أو لصاحبه: صدق ي

نفس في لما مطابق المعاني من معنى عن أخبر إن المتكلم أن كذب. ذلك سمعه من كل فإن الصدق، هو فهذا أخبر، ما لصحة معتقد ذلك مع وهو األمر يعتقد ال بما أخبر إن أفاده. أما ما على سيوافق األمر ذلك حقيقة عرف وقد

Q أخبر أو صحته، غير هذا فإن ظن، كما األمر نفس في يكن ولم صحته معتقدا كان يقول. ولما ما خالف له اتضح وقد سمعه، من كل وسيكذبه صدق،

ما إلى اللغوية، معانيها من نقلوها كثيرة كلمات على اصطلحوا قد المحدثون معرفة بها للعرب يكن لم التي واإلسناد الحديث علوم من الظاهر في يقاربها

أهل فمن الحديث، ولفظ الخبر، لفظ الكلمات تلك جملة من كان قبل، من ما فيه فيدخل أعم، الخبر جعل من ومنهم مترادفين، جعلهما من المصطلح

الخبر خص من ومنهم غيره، وعن وسلم عليه الله صلى الرسول عن نقل خاص هو الذي الحديث يعم فال دونهم، ومن الصحابة على بالموقوف الخبر صدق اللغة حيث من وواضح وسلم، عليه الله صلى النبي إلى بالمرفوع

عليه الله صلى بالنبي تتصل أن إلى بأسانيدهم المحدثون لنا نقله ما علىاألخبار. عنوان تحت األصوليون أدخلها المعنى فلهذا وسلم

14

Page 15: أخبار الآحاد

إلينا: وصوله باعتبار الخبر أقسام

على طبقوها وسلم عليه الله صلى نبيهم عن السنن تلك الصحابة تلقxى عندما من وهكذا تالميذهم، من بهم واتصل أدركهم من إلى نقلوها ثم أنفسهم، العلماء إلى وصلت حتى بعده، آخر إلى راو� من النقل هذا استمر وقد بعدهم،

محفوظة المؤلفات تلك إلينا وصلت وقد هي، كما مؤلفاتهم في دونوها الذين إن تغيير. ثم أو نقص بدون ومعانيها، بألفاظها ومتونها، برواتها كاملة،

العدد نقله البعض منها ألفوا األخبار تلك تتبعوا أن بعد واألصوليين المحدvثين السند آخر إلى مثلهم عن الكذب، على اتفاقهم العادة تحيل ممن الكثير،

والثاني بالمتواتر، األول تسمية على فاصطلحوا كذلك، ليس اآلخر والبعضباآلحاد.

Q يكن لم التقسيم هذا أن المتحقق ومن الذين والتابعين الصحابة بين معروفاQ وبطالنه المنقول صحة يعتبرون إنما ثقته من له الناقل حال باعتبار غالبا

المحدvثين بين حادث اصطالح التقسيم هذا أن فاتضح ذلك، ضد أو وأمانتهQ الحنفية زاد وقد الحديث، علوم كسائر األصول وأهل Q قسما سموه ثالثا

Q رواته أصل كان ما بأنه وعرفوه بالمشهور، األول، القرن بعد تواتر ثم آحادا يحيى إال األول القرن في يروه لم بالنيات( فإنه األعمال عمر: (إنما كحديث

وقاص بن علقمه عن التيمي، إبراهيم بن محمد عن األنصاري، سعيد بن العدد يحيى عن رواه حيث الثاني، القرن في تواتر ثم عمر، عن الليثي،

Q عده على الكثير. والجمهور سيأتي. كما اآلحاد أقسام من قسما

وشروطه المتواتر تعريف

تعالى: )ثم قوله ومنه اآلخر، بعد الواحد مجيء وهو لغة: التتابع، التواتر Q()المؤمنين: رسلنا أرسلنا ن إ حيث الفرد وهو الوتر، من مأخوذ (. وهو44تترا

Q. )وفي اآلخر بعد يجيء واحد كل عدد رواه االصطالح(: المتواتر: ما منفردا مستند وكان منتهاه إلى مثلهم عن الكذب، على تواطؤهم العادة تحيل كثير

جمهور عند الضروري العلم يفيد الحديث من القسم وهذا الحس انتهائهم السمنية، لهم يقال بالهند األصنام عباد من قوم ذلك في خالف وإنما األمة،Q خالفهم كان ولما الحسيات سوى ما العلوم من ينكرون الذين وهم تشكيكامناقشتهم. تلزم لم ضروري في

التعريف: من تستخرج أربعة عليها المتفق المتواتر وشروط

الكذب. على تواطؤهم والعقل العادة تحيل بحيث العدد، كثرة.1السند. طبقات جميع في الكثرة تلك استمرار.2

ظن. عن ال علم عن إخبارهم.3

15

Page 16: أخبار الآحاد

العقل. ال الحس مستندهم كون.4

أو وتخمين، ظن عن إخبارهم كان إذا عما اآلخرين بالشرطين احترزوا وقد  يصدق فال به، أخبروا ما بصحة العلم يولد ال ذلك فإن العقل انتهائهم مستند

لم قدمه أو العالم حدوث عن أخبرونا لو الكثير الخلق فإن التواتر، حد عليه أو مشاهدته إلى ذلك في يستندوا لم إنهم حيث بذلك، العلم لنا يحصل

استحسنوه أو تفكيرهم، إليه أدxى ما على اعتمدوا وإنما به، اإلحساس قدم من كثرتهم مع الفالسفة تقوله بما العلم لنا يحصل لم ولذلك بعقولهم،

wه أو واالستدالل، النظر ذلك في مستندهم إن حيث العالم، ب والتوهمات. الش� حدوث من كثرتهم مع المسلمون به يخبرهم بما العلم لهم يقع لم كذلك وهم

Q العالم، بالحواس يدرك مما انتهائه عند بالتواتر المنقول يكون أن بد فال وإذا عن يخبروا أن البد وهكذا ونحوها واللمس، والسماع، كالمشاهدة الخمس

Q رأوا أنهم لو أخبرونا لو مثال العراق أهل فإن يقين، و علم Q ظنوه رجال أو خالداQ رأوا Q حسبوه طائرا يلزم ال إنه ثم ظنوه. كما بأنهم العلم لنا يحصل لم صقرا مرجع ألن وصلبوه، المسيح قتلوا اليهود أن في النصارى تصديق ذلك من

يبعد ال قليل عدد وهم البيت، عليه دخلوا الذين اليهود خبر إلى النصارى كذبهم ولذلك قتلوه، بمن علم على يكونوا لم وألنهم الكذب، على تواطؤهم

(. وألن157لهم()النساء: شبه ولكن صلبوه وما قتلوه تعالى: )وما بقوله الله هي التي العادات وخوارق اآليات من يديه على يجري السالم عليه المسيح

|ستبعد ال ما معجزاته من كان وإن للناظر، يبدو ما في الحقائق قلب معه يQ. ثم Q يلزم مما محسوسا جد عن طائعين يخبروا أن المتواتر رواة في أيضا

ونحوه. اإلكراه أو المزح طريق على أخبروا كثير عدد بخبر يوثق فال وقصد،

للمتواتر: الرواة في العدد تحديد

في األقوال اضطربت وقد كثير، عدد ينقله أن المتواتر شروط من أن تقدم  عدد اعتبار عدم واألرجح بالخبر، اليقيني العلم معه يحصل الذي العدد تقدير العلم حصول في يؤثر الذي واألشخاص األحوال اختالف من يشاهد لما معين،

األخبار نقلة وعدول الثقات، األئمة أجالء من يكونون قد الرواة فإن عدمه، أو تحتف وقد عددهم، قل وإن به أخبروا بما اليقين فيحصل المشهورين،

بتفاوت خبير وأنت ذلك، ضد أو بصدقهم الثقة فتزداد ظاهرة قرائن بخبرهم لما بخبرهم، العلم يحصل قليل عدد من فكم واإلدراك، الفهم في الناس اشتهر ولما نقلوه، ما إلى النفس واطمئنان ودينهم، عدالتهم من به اقترن

لفقد بخبرهم، العلم يحصل ال منهم أكثر أو مثلهم أن مع وتثبتهم، علمهم من الفهم في السامعون يتفاوت وهكذا األولين، بخبر اقترنت التي الصفات تلك

لبعض العلم حصول ذلك فيسبب الناقلين، وصفات القرائن ومعرفة واإلدراك، في للعلم المفيد العدد جعل من على يرد ونحوه بعض. وبهذا دون السامعين

Q هذا يسلم وقد واقعة، كل في اإلفادة مطرد واقعة القرائن، انتفت إذا أحيانامطرد. غير ذلك ولكن والسامعين، الناقلين صفات واتفقت

16

Page 17: أخبار الآحاد

بقدر بخبرهم العلم يحصل الذين الرواة يتقدر ال القرائن انتفاء مع ثم Q يعلى أبو القاضي اشترط وقد مخصوص، يزيدوا أن الطبري الطيب ألبي تبعا

حيث للحاكم، بخبرهم العلم يصل ال شرعية بينة األربعة ألن األربعة؛ على نوع فيها الشرعية البينة ألن صحيح، غير تزكيتهم. وهذا على الحكم يتوقف

تعديل بعد إال الحكم له يكن لم أكثر أو عشرة الحاكم عند شهد لو ولهذا تعبد، لم سرق أو زنى قد الشخص هذا أن الحاكم علم ولو منهم، المشترط العدد بأمر يقضي إنما الحاكم أن ذلك الثقات، بشهادة إال الحد عليه يقيم أن له يكن

فقيل: للمتواتر الرواة عدد قدر من األصوليين من إن يختلف. ثم ال منضبط أربعون، وقيل وقيل: عشرون، عشر، وقيل: إثناء وقيل: عشرة، خمسة

ذلك غير إلى الرضوان، بيعة وقيل: كأهل بدر، أهل وقيل: عدد وقيل: سبعون، ذلك بذكر لقوله كل استدل وقد صحيح، مستند لها ليس التي األقوال من

تلك ولكن األمر، ذلك في بهم العلم حصل حديث أو آية نص في العدد مما دونه ما عن ونفيه العدد، بذلك العلم حصول لحصر تتعرض لم النصوص

النزاع. محل هو

طبقة كل ألن فذلك السند، طبقات جميع في الكثرة استمرار شرط وأما  زمان كل أهل فإن الكثرة، شرط اختالل عند الخطأ عليها يطرأ أن يمكن

تلك وجود من بد فال نقلهم، على يعتمد بعدهم ومن بأنفسهم، مستقلون الرافضة نقلته بما العلم لنا يقع لم ولذلك كطرفيه، السند وسط في الكثرة

اختلقه مما النص ذلك إن حيث عنه، الله رضي علي إمامة على النص من منه اختل فقد بالتواتر، بينهم ذلك بعد نقل ثم األمر، أول في منهم اآلحادوهي: وضعه تبين قرائن ذلك إلى وانضم السند، أعلى في الكثرة شرط

Q مخالفتهم في عنهم الله رضي بالصحابة الظن إساءة من فيه ما.1 جميعا رضي بكر أبي تولية إلى وعدولهم وسلم، عليه الله صلى نبيهم لنصعنه. الله

والية تحت يكون أن ورضاه ذلك، على عنه الله رضي علي وموافقة.2قبله. الثالثة الخلفاء

بمدة موته بعد إال يظهر لم إليه العهد في الصريح النص هذا وكون.3 نبي قال: ال أنه موسى عن نقلهم في اليهود نصدق لم وهكذا طويلة،

ما مثل والعناية والحفظ العلم من عندهم يكن لم اليهود أن بعدي. حيث األمة؛ هذه في كما الرواة وينقحوا اإلسناد، يلتزموا ولم األمة، هذه عندمواضعه()النساء: عن الكلم ) يحرفون اليهود علماء أن الله أخبرنا وقدالله( عند من هذا يقولون ثم بأيديهم الكتاب ) يكتبون وأنهم (،46

ثمنا به ويشترون الكتب من الله أنزل ما ) يكتمون وأنهم (،79)البقرة:Q()البقرة: Q يجدون أنهم أخبرنا (. كما174قليال عليه الله صلى محمدا

Q (. وأن157واإلنجيل()األعراف: التوراة في عندهم وسلم: ) مكتوباQ، عندهم طرأ إنما التواتر هذا إن به. ثم بشر عيسى نقلته؛ وكثر أخيرا

17

Page 18: أخبار الآحاد

Q Q فيهم الكثرة شرط فقد وقد المفتراة، الكتب تلك على اعتمادا أوالمنهم. بقي من وشرد أكثرهم، بختنصر قتل حينما

صحيحة: غير للمتواتر أخرى شروط

الغزاة فإن فاسد، وهذابلد: يحويهم وال عدد، الرواة يحصر ال أن.1 بذلك العلم لحصل قصدوه عما صدهم بأمر أخبرونا لو مثال والحجيج

منعهم أمر من المسجد أهل يقوله ما بصحة نجزم وكذا محصورون وهمQ مسجد، حواهم وقد الجمعة، عن العبرة أن ذكرنا بلد. وقد عن فضال

الكذب. على اجتماعهم يتصور ال بحيث العدد، بكثرة الكذب مظنة والفسق الكفر أن حيثواإلسالم: العدالة شرط.2

بقاء موسى عن نقلهم في اليهود بصدق القول يلزم ولئال والتحريف، يشترط وصلب. وقيل: إنما قتل المسيح أن في والنصارى شريعته، األصوليين وجمهور النظر من وجه له وهذا الزمان؛ طال إذا اإلسالم

عن هو إنما العلم حصول أن وذلك والعدالة؛ اإلسالم اشتراط عدم على الكذب، على التواطؤ إمكان بعدم معها يقطع التي الكثرة وجود

Q أشرنا وقد آرائهم، واختالف لتفرقهم عن العلم انتفاء سبب إلى قريبا ذلك رد فليس وصلبه، المسيح بقتل والنصارى دينهم، ببقاء اليهود خبر

فقط. الكفر بسبب

حيث بالزم، هذا وليسوبالدهم: وأديانهم الرواة أنساب اختالف.3 بلد في كانوا ولو الكذب، على التواطؤ إمكان عن دافع الكثرة وجود إن

واحد.

اعتبار عدم والصحيحالمؤمنين: الله أولياء من كونهم اشتراط.4 المتفق الشروط تمت إذا البدع وأهل الفسقة بخبر العلم لحصول ذلك،

عليها.

وهوالناقلين: جملة في المعصوم يكون أن الرافضة شرط.5 وحده بخبره العلم لحصول غيره، خبر إلى حاجة ال حينئذ فإنه فاسد،

الخارج، في له وجود وال خيالي، عندهم المعصوم هذا أن مع لعصمته عن يبلغون فيما السالم عليهم لرسله إال العصمة يضمن لم الله فإنتعالى. الله

أووالمسكنة: الذلة أهل من المخبرون يكون أن اليهود شرط.6 ويلتزمون الكذب، يتحاشون الذين قالوا: ألنهم منهم، فيهم يكون أن

وال باطل وهذا الصدق لثواب ورجاء األخروي، العذاب مخافة الصدق، الذلة أهل فإن بالعكس، األمر يكون قد بل فيهم، قالوه ما يتحقق

نفوسهم ورداءة وخستهم لدناءتهم الكذب، يتحاشون ال قد والصغار حفاظهم فإن والفضل، المروءة وذوي والشرف، الوجاهة أهل بخالف

18

Page 19: أخبار الآحاد

سمعتهم. ويسيء يشينهم، الذي الكذب عن يحجزهم شرفهم على بما العلم إبطال إلى التوصل الشرط هذا وراء من قصدوا اليهود ولعل إن حيث والسالم، الصالة عليهما محمد ونبينا عيسى معجزات من تواتر

الذلة عليهم )ضربت الذين من أحد فيهم يكن لم المعجزات لهذه النقلةأنفسهم. اليهود والمسكنة( وهم

وأقسامه اآلحاد تعريف

اآلحاد: تعريف

wحد جمع اآلحاد wحجار؛ كحجر أ Q الثانية فأبدلت بهمزتين، أحاد االحاد وأصل وأ ألفا ما هو اللغة في الواحد الواحد. وخبر من واشتقاقه قبلها، ما وتحرك لسكونها

المتواتر شروط فقد األصوليين: ما جمهور اصطالح في الواحد. وهو يلقيهQ رواته كان سواء أحدها، أو المتقدمة Q، أو واحدا تقدم الذي المشهور فيعم عددا

عند ذلك في يدخل ال واآلحاد. وقد المتواتر بين واسطة جعلوه الحنفية أن معنى في لدخوله واحد، إال يروه لم وإن بالقرائن، العلم به حصل ما بعضهم

قليلون أفراد رواته ألن آحاد، نفسه الخبر على أطلق إنه وحده. ثم المتواتر،Q لكثرة المضاف فحذف االحاد، أخبار أي المضاف، حذف باب من فهو غالبا

االستعمال.

االحاد: أقسام

منها ألفوا تتبعوها أن وبعد صحتها، من للتأكد االحاديث بطرق المحدثون اهتم في وما سقط، فيه وما بالرواة، متصل هو وما أكثر، وماله واحد، طريق ماله

Q نوع لكل يضعوا أن فاضطروا ذلك، فوق هو وما ضعف، رواته Q، اسما اصطالحياالحديث. علوم من يشابهه ما أقرب إلى اللغوي، المعنى من نقلوه

أقسام: ثالثة إلى اآلحاد المحدثون قسم وقد

األول: الغريب. القسم

الثاني: العزيز. القسم

الثالث: المشهور. القسم

Q أشرنا وقد Q يكن لم وسابقه التقسيم هذا أن إلى سابقا الصحابة بين معروفا والتثبت والثقة العدالة إال الرواة في يشترطون يكونوا لم الذين والتابعين

Q؛ Q كان ولو فيقبلوه غالبا ليست الرواة كثرة أن الله شاء إن وسيجيء فرداQ؛ الخبر لصحة مالزمة وكم واحد، طريق من إال يرد لم حديث ثبت فكم دائما

تعريف في موجزة كلمات الرواة. وإليك من الكثير تناقلها أحاديث ردتإليها. المشار اآلحاد أقسام

19

Page 20: أخبار الآحاد

يعبرون وقد واحد، طريق من إال يثبت لم ما وهواألول: الغريب: القسمQ جامعه، في الترمذي باستعماله اشتهر من وأول بالفرد، عنه يقول: ما فكثيرا به تفرد أو فالن، حديث من أو الوجه هذا من إال نعرفه ال غريب، حديث هذا

كثرة في والغريب الفرد بين يفرقون جماعة. وقد عنه رواه وإن فالن الذي طرفه وهو سنده، أصل في الغرابة كانت ما الفرد فيجعلون االستعمال،

Q يروه لم بأن الصحابي، فيه ويعنون المسيب بن سعيد إال هريرة أبي عن مثال أبي عن علي حديث الغريب التفرد. ومثال أنوع من ذلك سوى ما بالغريب

Q: )ما بكر Q يذنب رجل من مرفوعا إال فيستغفر ركعتين يصلي ثم فيتوضأ ذنبا شيبة، أبي وابن المديني، وابن والحميدي السنن، وأهل أحمد، له( رواه غفر عن ربيعة، بن علي عن المغيرة بن عثمان عن قطني والدار حبان وابن

تكون أن الغرائب على الغالب إن بكر. ثم أبي عن علي عن الحكم، بن أسماء بالنكارة، عليه والحكم الغريب، لرواية السلف كراهة سبب ما وهذا ضعيفة،

الصحيحين في التي كاألفراد صحيح، هو وما حسن، هو ما فيها يوجد وقدوغيرها.

فقط. اثنان رواه ما أو طريقين، من روي ما هوالثاني: العزيز: القسم

من وإما رواته؛ لقلة أو وجوده، لقلة القلة، بمعنى العزة من إما بذلك وسمي  ذلك بعد رواه ولو الثانية؛ الطريق من بمجيئه وقوي عز ألنه القوة، وهي العزة

Q، كونه عن يخرج لم جماعة االثنين عن العزة صفة إلى يجمع أنه إال عزيزاQ فيكون الشهرة، Q أصله، في عزيزا كثرة أن شك نهايته. وال في مشهوراQ؛ بالصحة القطع ذلك من يلزم ال ولكن تقوي، الطرق في النظر فإن دائما

Q الرجال إلى والتصحيح التضعيف الله صلى قوله العزيز، تقرر. ومثال كما غالبا والناس ووالده ولده من إليه أحب أكون حتى أحدكم يؤمن وسلم: )ال عليه

قتادة أنس عن ورواه هريرة، وأبو أنس رواه عليه. فقد أجمعين( متفق إسماعيل عبدالعزيز وعن وسعيد، شعبة قتادة وعن صهيب، بن وعبدالعزيز

الصحيح في النيسابوري الحاكم اشترط اشتهر. وقد ثم وعبدالوارث، علية بنQ يكون أن مما األفراد من وغيره هو صححه قد بما الحفاظ عليه فرد عزيزا

االشتراط. هذا خطأ يبين

أخرجوه الحنفية أن إلى أشرنا أن سبق قدالثالث: المشهور: القسم Q كان ما بأنه وعرفوه واآلحاد، المتواتر قسيم وجعلوه اآلحاد، من في آحادا

والثالث. وأما الثاني القرن في رواته وكثرت ذلك بعد تواتر ثم األول، القرن ولم السند، طبقات جميع في اثنين من أكثر رواه ما عندهم فهو المحدثون

ومثاله سنده، آخر إلى ثالثة عن نقلته زاد ما التواتر. وقيل: هو حد إلى يصلQ قنت وسلم عليه الله صلى النبي أن أنس حديث رعل على يدعو شهرا

عن ورواه مجلز، وأبو والزهري قتادة أنس عن رواه فقد عليه، متفق وذكوان، على والجمهور بالمتواتر، الحنفية من الجصاص ألحقه جماعة. وقد واحد كل الناس، بين النتشاره بالمستفيض؛ بعضهم وسماه اآلحاد أقسام من أنه

20

Page 21: أخبار الآحاد

الكثرة كانت ما الثاني جعل حيث والمستفيض؛ المشهور بين غاير وبعضهم نسبية، الشهرة تكون قد ذلك. ثم من أعم واألول سواء، وانتهائه ابتدائه في

المحدثين، بين مشهور هو ما فمنه استعماله، وكثرة انتشاره حينئذ بها ويراد من )العجلة كحديث العامة عند اشتهر ما ومنه المذكور أنس كحديث

كحديث: )أبغض الفقهاء عند المشهور الترمذي. ومنه الشيطان( حسنه ابن عن وصححه والحاكم، داود، وأبو ماجة، ابن الطالق( رواه الله إلى الحالل

الله يخف لم لو صهيب، العبد كحديث: )نعم النحاة عند المشهور عمر. ومنه الخطأ أمتي عن كحديث: )رفع األصوليين، عند مشهور هو ما يعصه(. ومنه لم

عباس. ابن عن وصححه حبان، وابن والطبراني، ماجة، ابن رواه والنسيان(،Q النقاد ضعف فكم للثبوت مالزمة االصطالحية الشهرة وليست رواها أخبارا

Q الصحة مدار أن حيث الكثير العدد الرواة. عدالة غالبا

الثاني الباب

الواحد بخبر العمل شروط

الراوي شروط

Q، خبر كل قلنا: ليس أن تكرر    و السند في شروط توفر من بد ال وأنه مقبوالQ تكون المتن، ومن الصحابة عن اشتهر ولقد النقل، صحة إلى لالطمئنان سبباQ صحيحه مقدمة في مسلم روى فقد العلم أخذ في التحري بعدهم كثيرة آثارا

إال الحديث قبول وعدم الرواية، في بالتثبت األمر في العلماء كبار بعض عن العلم هذا قال: إن سيرين ابن عن رواه ما ذلك فمن به، المعروفين أهله من

Q دينكم. وروى عنه تأخذون عمن فانظروا دين، قال: إبراهيم بن سعد عن أيضا عن البيهقي الثقات. وروى إال وسلم عليه الله صلى الرسول عن يحدث ال

صالته، وإلى سمته إلى نظروا عنه ليأخذوا الرجل أتوا إذا قال: كانوا النخعيQ وروى عنه، يأخذون ثم حاله، وإلى قال: كان عمر عن عمر ابن عن أيضا

Q البيهقي روى ثقة. وقد عن إال نأخذ ال أن يأمرنا Q عباس ابن عن أيضا مرفوعاQ: ال في الله اشترط شهادته. ولقد تقبلون ممن إال العلم تأخذوا وموقوفا

Q يكون أن الشاهد Q، عدال رجالكم من شهيدين تعالى: )واستشهدوا قال مرضياالشهداء()البقرة: من ترضون ممن وامرأتان فرجل رجلين يكونا لم فإن

Q يكون ممن ( أي282 ذوي تعالى: )وأشهدوا وأمانته. وقال دينه في مرضيا من صفات في الفقه كتب في العلماء أفاض ( ولقد2منكم()الطالق: عدلQ ذكروا الحديث أهل وهكذا يصلح، ال ومن للشهادة يصلح يقبل لمن شروطابروايته. ويوثق خبره

أربعة: الراوي في الشروط من عليه اتفق والذي          

Q الراوي يكون أن وهو- التكليف:1   Q بالغا خبر يقبل فال األداء عند عاقال خبر وهكذا سمعه، ما فهم من به يتمكن الذي العقل لفقد والصغير، المجنون

21

Page 22: أخبار الآحاد

وهو العقاب، خوف الكذب عن يزجره فإنما كذبه، الحتمال والمراهق، المميز بعد أداه ثم الصغر في تحمله ما قبول على تكليفه. وأجمعوا لعدم منه آمن

فال الكذب، عن تحجزه التي بالصفات متصف األداء حالة إنه حيث تكليفه؛ ومن الصحابة أجمع وقد أخباره، كسائر صحته تحقق وقد إال بشيء يخبر

الصحابة، أصاغر من ونحوهما الزبير وابن عباس ابن أخبار قبول على بعدهموالكبر. الصغر في تحملوه ما بين أخبارهم في يفرقوا ولم

� الكافر، رواية تقبل فال- اإلسالم:2   Q أو كان كتابيا �ا Q؛ أو وثني �ا جرب ولو دهريQ انفكاكه لعدم إال ذاك وما القبول؛ شروط بقية فيه وتوفرت بالصدق عن غالبا وقد دينهم، عليهم يلبس أن على يحمله مما لهم، والكيد للمسلمين البغض

مzلتهم()البقرة: تتبع حتى النصارى وال اليهود عنك ترضى تعالى: )ولن قال بأن لمعرفتهم الدين، في الخالف أثارها إنما اإلسالم ألهل فعداوتهم (،120

الكافر كان جرم فال الدين، هذا بسبب وقهروهم عليهم تغxلبوا إنما المسلمينQ جحد كمن المتأول الكافر الرواية. أما في الكذب تعمد مظنة شعائر من شيئا الصفات، نفاة الجهمية وكغالة بالضرورة، الدين من المعلومة الدين

المتكلمين وأكثر خالف، أحدهم خبر قبول ففي اإلثبات؛ في الغالين والمشبهة بنبإ فاسق جاءكم تعالى: )إن لقوله اآلمدي؛ اختيار وهو القبول، عدم على

مكفرة غير بدعة فيه من فأما وزيادة، فاسق (. وهو6فتبينوا()الحجرات: الدعاة من يكن ولم الكذب، عن تحرجه عرف إذا خبره، قبول األرجح فلعل

صحته، يعتقد مذهب على إنه حيث مذهبه، يقوي ما يرو ولم بدعته، إلى البخاري روى وقد بالرسالة، ويصدق اإلسالم، إلى وينتمي خالفه، ما ويتأول تحققوا ولكنهم القدر وإنكار كالتشيع البدع من بشيء رمي من لبعض وغيره

لم بدعته يقوي ما المبتدع روى الرواية. فإن في والتثبت الصدق، أولئك من إليه تميل ما لموافقته روايته، في تساهله تقتضي العادة فإن منه، يقبل

حيث له، إهانة بدعته، إلى الدعاة من كان إن خبره يقبل ال نفسه. وهكذاwصxب لذكره، إماتة عنه الرواية ترك ففي المنكر، هذا إلى الدعاء في نفسه نكالمه. إلى اإلصغاء عن للناس وتنفير

Q يسمعه لما وفهمه الراوي، تيقظ ويراد- الضبط:3   Q، فهما على وثباته دقيقا نسيانه. على حفظه يترجح من ويعم األداء وقت إلى التحمل وقت من ذلك�رط كتابه من يحدث كان فإن ت Q يكون أن اش� أثبت أن وقت من عليه محافظا|ؤدي أن إلى سماعه فيه Q يمكن وال به، يثق ال من يعيره ال بأن منه، ي من أحدا

Q يكون أن اشترط بالمعنى روي فيه. فإن التصرف بحيث األلفاظ، بداللة عالما|ؤمwن قليل أو الذاكرة، ضعيف كان فإن المعنى، به يختل لفظ إبدال من ي

فال له، االحتياط يجب مما الحديث ألن خبره، يقبل لم  األغالط كثير أو الفهم، السهو منه يقع الذي فخبر الظن؛ على غلب أو ثبوته تحقق ما إال منه يقبل

Q والغفلة يختل ما والتغيير والنقص الزيادة من روايته في يقع أن يؤمن ال كثيرا معرفة إلى الطريق إن بغيره. ثم يتقوى حتى فيه التوقف فيجب المعنى، به

لهم فموافقته الثقات، الحفاظ برواية ومقابلتها لرواياته، التتبع الراوي ضبط

22

Page 23: أخبار الآحاد

كثير كان من أما النادرة. المخالفة تضر وال ضبطه، دليل المعنى في ولوQ أو للغرائب، الرواية يقبل ال فإنه اإلثبات، يخالف بما الثقات عن ينفرد ما كثيراQ كان ولو عليه، السهو ودخول روايته، ضعف دليل ذلك فإن خبره، معروفاQ يقبلونه ال بالحديث العلماء كان الدين. وقد في وبالصالبة الصدق، بتحري غالبا

Q كان من أما بروايته، ع|رفوا الذين أهله من إال ولو عنه، يصده بما مشتغالQ. القبول أهل من فليس العبادة، إلى واالنقطاع بالتنسك غالبا

إفراط غير من األمور في والتوسط التساوي اللغة في والعدل- العدالة:4 (. وفسرت90بالعدل()النحل: يأمر الله تعالى: )إن قوله ومنه تفريط، وال

مالزمة على صاحبها تحمل النفس، في راسخة بأنها: هيئة الرواية في العدالةQ، والمروءة التقوى الفسوق من والسالمة الدvين، في االستقامة فتحصل جميعا

الهيبة. وال وتسقط المروءة تخرم التي الرذيلة األخالق ومن والمعاصي،|وعد ما وهي الذنوب، من الكبائر تجنب بعد إال العدالة تحصل أو بعذاب عليه ت والبشاعة. وكذا العظم في أشبهها ما أو إيمان نفي أو غضب أو بلعنة اقترن

وسرقة قليل، كتطفيف النفس دناءة على تدل التي الصغائر ترك من البدQ تتم وال ذلك، ونحو لقمة الشرف في تقدح التي المباحات بترك إلى أيضا

إنه ذلك. ثم ونحو السوق، في واألكل المزاح، وكثرة األراذل كصحبة والهيبة، العيوب من أحد يسلم قلما ألنه األمور، بأقل الرد في التشديد ينبغي ال

Q؛ الفاسق رواية تقبل هفواته. فال عدت من والكريم تعالى: )إن لقوله إجماعا لم المعاصي على تجرأ من فإن (،6فتبينوا()الحجرات: بنبإ فاسق جاءكمالحديث. في الكذب على تجرؤه يؤمن

ولم فأكثر اثنان عنه وروى ، اسمه عرف من وهو الحال مجهول أما أمره، يتبين حتى التوقف والحق خبره، قبول في اختلف فقد حاله تعرف

بالنسبة هو إنما ومردود مقبول إلى الرواة تقسيم إن أهليته. ثم عدم الحتمال قد الله ألن عدول، كلهم أنهم على فالجمهور الصحابة أما الصحابة، لغير

vه لصحبة واختارهم زكاهم، تثبت الكثيرة النصوص وردت وقد دينه، ونصرة نبي الله رسول تعالى: )محمد قال بعدهم، من على فضلهم وتوضح عدالتهم،

أيها تعالى: يا (. وقال6بينهم()الفتح: رحماء الكفار على أشداء معه والذين أذلة ويحبونه يحبهم بقوم الله يأتي فسوف دينه من منكم يرتد من آمنوا الذين لومة يخافون وال الله سبيل في يجهدون الكافرين على أعزة� المؤمنين على

(. 54آلئم()المائدة:

الراوي أهلية معرفة طرق

Q الراوي أهلية كانت لما عن البحث على ذلك توقف خبره، قبول في شرطا مما هذا ذلك. وكان وضد عنهم لُألخذ صالحيتهم؛ من والتأكد الرواة، أحوال أمورهم، وخفايا أحوالهم عن والتنقيب الرواة، نقد على الحديث علماء حمل

باب من بأخبارهم، الثقة عدم تسبب التي العيوب من فيهم بما واإلفصاح

23

Page 24: أخبار الآحاد

من الرواة من إن والتعديل. ثم الجرح بعلم يعرف ما لُألمة. وهذا النصيحة إلى يحتاج فال الناس، بين وعلمه فضله واستفاضة بالشهرة، عدالته تعرف واألوزاعي، وشعبة، والثوري، كمالك، له، التزكية طلب أو عنه، البحث

نشر من به اشتهروا ما فإن العلماء، جهابذة من ونحوهم والزهري، والليث، الجرح أهل تزكية من أعظم قبولها في واالحتياط عنها، والذب السنة،

واألغراض المحاباة من المزكي على يجوز ما مع الرواة، لبعض والتعديليستحقه. ما بغير وصفه إلى الداعية

zلw وقد ئ |سأل فقال: مثلي عبيد، أبي عن معين ابن س| عبيد أبو عبيد؟ أبي عن ي إلى بالرجوع وذلك أهليتهم، من التأكد فيلزم عداهم من الناس. أما عن يسأل األئمة من بالواحد والتعديل الجرح في يكتفى أنه الفن. واألصح هذا أئمة كالم

هو الذي فرعها فكذلك الواحد، فيها يقبل الرواية أصل إن حيث المعتبرين، ألن سببه، يذكر لم ولو يقبل التعديل أن عدمها. والصحيح أو الراوي أهلية

Q إال يقبل فال الجرح بخالف كثيرة، أسبابه را xفي يختلفون الناس ن إ حيث م|فس Q بجارح ليس ما بعضهم يعتبر فقد الرد، أسباب ترك شعبة أن روي كما جارحاz بن للحكم برذون. وقيل على يركض رآه ألنه رجل حديث �م ترو لم عتيبة: ل

وغيره. المغيث فتح في العراقي ذلك ذكر الكالم، كثير قال: كان زاذان؟ عن فاألرجح الناس، أحوال في والنظر العلم ذوي من الجارح كان إذا ولكن

Q؛ يذكر لم وإن بجرحه االكتفاء Q. مؤلفاتهم في األئمة سار ذلك وعلى سببا غالبا فالصحيح مبهمين كانا فإن منهما، المفسر قدم والتعديل الجرح تعارض إذا ثم

إلى ينظر إنما الذي المعدل على خفي ما على اطxلع الجارح ألن الجرح، تقديم الترجيح إلى رجع اآلخر، أثبته ما نفى منهما وكل مفسرين كانا وإن الظاهر،

Q معرفة أتم هو لمن ذلك. ونحو الرواة، أحوال على واطالعا

الثالث الباب

الواحد خبر يفيده ما

العلم يفيد العدل خبر قال: إن من أدلة

عنه والجواب عليها يرد ما وبيان

من والفقهاء المحدثين وأكثر السلف، جمهور مذهب هو القول هذا         فقد الله رحمه أحمد اإلمام عن الصحيح وهو وغيرهم، األربعة األئمة أتباع

wحاديث القطع عنه اشتهر من عنده أنها يحتمل وذلك بمدلولها، والعلم الرؤية بأ عنه المشهور والصحيح باآلحاد. يقطع أنه ويحتمل لكثرتها، المعنوي المتواتر

غير عنه حكى فقد الصحة؛ شروط فيه توفرت متى الحديث بثبوت القطع عنه اشتهر بما ذلك العلم. ويتأيد بإفادة الثقة خبر في المطرد القطع واحد أهل يخرجه ولم آحاد، فيهم الخبر أن مع بالجنة للعشرة الشهادة من

العلم بعد إال تكون ال بالقبول. والشهادة تلقي مما ولكنه الصحيحين،

24

Page 25: أخبار الآحاد

يقول: إن إنسان هنا عبدالله: ها ألبي المروذي: قلت به. وقال بالمشهودQ يوجب الخبر Q، يوجب وال عمال لهذا فإنكاره هذا؟ ما أدري وقال: ال فعابه علما|سوي أنه في صريح القول بن أحمد رواية في والعمل. ونص العلم بين ي

وسلم، عليه الله صلى الله رسول عن الخبر على يحتم أنه الترمذي الحسين عند اشتهرت وإن عنه، صحيحة فغير الجزم بترك عنه الثانية الرواية وأما

بإسناد الحديث جاء قال: إذا أنه عنه األثرم حكاه ما وعمدتها األصوليين؛ الله رسول أن أشهد وال به، الله ودنت به عملت فرض، أو حكم فيه صحيحذلك. قال وسلم عليه الله صلى

كتاب في وال مسائله، في وليست األثرم، بها انفرد الرواية وهذه         المجلد ظهر على القاضي، خط من تيمية ابن اإلسالم شيخ نقلها وإنما السنة، لُألثرم، الحديث معاني كتاب من نقلها أنه ذكر والقاضي العمدة، من الثاني أحمد، اإلمام من ذلك سمع أنه األثرم يذكر العكبري. ولم حفص أبي بخط عن توقفه فلعل ثبوتها تقدير وعلى لفظه في عليه وهم واهم من بلغه ولعله

أشياء بتحريم يجزم الله رحمه كان فقد التورع، سبيل على بها الشهادة يقول: أكره بل الوجوب، أو التحريم لفظ إطالق عن ويتورع أشياء، وبوجوب

كذا. أستحب أو كذا،

النار في أنه القبلة أهل من أحد على نشهد قال: وال أنه عنه روي ما فأما  في ذلك يكون أن إال عمله، لصالح الجنة في أنه أحد على وال عمله، لذنب

أبو القاضي فسر فقد الشهادة ننص وال جاء، كما أنه ونعلم فنصدقه حديث شيخ عليه ذلك. ورد على نقطع معناه: وال الشهادة. بأن ننص قوله: وال يعلى

في بقوله القاضي تفسير معين. وأبطل على نشهد مراده: ال أن وبين اإلسالمQ يقتضي فإنه جاء، كما أنه الحديث: ونعلم شأن عنده. العلم إفادة صريحا

لله، والحمد األولى الرواية وترجحت القطع، بعدم الرواية ضعف بذلك فتحقق إفادة عنه رجح ومن روايتين، فيه أحمد عن أثبت من مستند بهذا عرفت وقد

األصول أهل بتتابع تنخدع فال الموهمة، الرواية هذه من فهموه ما وهو الظن، علم في التمكن عدم قدمنا كما فعذرهم اختاروه، ما عنه ترجيحهم على

أحمد عن اآلمدي نقل ما الكالم. فأما أهل كتب إلى إال الرجوع وعدم الحديث، خبر. كل في ذلك واطراد قرينة، غير من اليقيني العلم الخبر بإفادة القول من أنه بعاقل يظن وال المجازفة، من فيه لما إطالق، على ليس القول هذا فإن

واختالق الكذب، كثرة من الناس في عهد ما مع خبر، من سمعه ما كل يصدقلها. حقيقة ال التي األخبار

ورده والتعديل، الجرح في كالمه من يحصى ال ما أحمد اإلمام عن اشتهر وقد توفر بعد إال بمقتضاه والعمل به للعلم الخبر يقبل ال فهو الضعفاء، ألخبار

بكل الجزم حكاية له المغيث فتح في السخاوي نقل فيه. وقد القبول شروط اإلسفرائيني السلف. وذكر وعامة المحدvثين جمهور عن بالقبول، متلقى خبر

بخالف حكم من وأن الصحيحين في ما بصحة القطع على الصنعة أهل إجماع

25

Page 26: أخبار الآحاد

عن التدريب في السيوطي حكمه. ونقل نقض سائغ تأويل بغير فيهما ما لم البخاري في ما صحة على حلف من أن الفقهاء إجماع السجري الحافظ

في ما أن زوجته بطالق حلف قال: لو أنه الحرمين إمام عن يحنث. ونقلبالطالق. ألزمته لما وسلم عليه الله صلى النبي كالم من الصحيحين

بالقبول: وهذا المتلقى الصحيح الحديث ذكر بعد الصالح ابن عمرو أبو وقال Q به، واقع النظري اليقيني والعلم بصحته، مقطوع جميعه القسم لقول خالفا

Q ذلك؛ نفى من هذا إلى أميل كنت .. قال: وقد الظن إال يفيد ال بأنه محتجاQ، وأحسبه من ظن ألن الصحيح، هو اخترناه الذي المذهب أن لي بان ثم قويا

الخطأ، من معصومة إجماعها في واألمة يخطئ، ال الخطأ عن معصوم هوQ حجة االجتهاد على المبني اإلجماع كان ولهذا إجماعات وأكثر بها، مقطوعا

به انفرد ما بأن القول فوائدها ومن نافعة، نفيسة نكتة وهذه كذلك، العلماء من واحد كل األمة لتلقي بصحته، يقطع ما قبيل في مندرج مسلم أو البخاري من النقد أهل بعض عليها تكلم يسيرة أحرف .. سوى بالقبول كتابيهماوغيره. انتهى. قطني كالدار الحفاظ

الدليل، له اتضح لما الصحيحين، في ما بثبوت القطع اإلمام هذا اختار فقد  واألئمة، السلف أقوال على يطلع لم وكأنه المخالفين، بكثرة يبال ولم

العلم أهل من المشايخ بعض تعقبه وقد بهم، ليتقوى رجحه لما وموافقتهم الجمهور عن القول بهذا انفرد قد أنه وظنوا وغيره، كالنووي والصالح،

بهذا لهم ليس إنه حيث اجتهادهم، على ذلك في معذورون وهم والمحققين؛ من الكالم أهل كتب في يجدونه ما إلى فيه يرجعون وإنما تامة، خبرة الباب

والجبائي، والباقالني، والغزالي، والرازي، الحاجب، كابن واألشاعرة المعتزلة أن وذكر النووي، على البلقيني رد ونحوهم. وقد البصري، الحسين وأبي

وعامة الحديث، وأهل المذاهب أهل فضالء عن المحكي هو الصالح ابن اختيارQ السلف. وتعقبه Q بأن حجر ابن أيضا الصالح. ابن وافقوا المحققين من كثيرا

Q ذلك اختار وقد أكثر أن الكوكب شرح في والسيوطي. وذكر كثير ابن أيضا النفس؛ إليها تسكن التي بالقرائن احتف إذا العلم يفيد قالوا: إنه األصحاب

كالم وظاهر المذهب، وهو العلم، يفيد الحفاظ باألئمة المسلسل وأناإلرشاد. في موسى أبي ابن به وجزم األصحاب،

ولم سنده، صح إذا العلم يوجب الواحد المجرد: خبر مقدمة في القاضي قال وأنه فيه، القول يطلقون وأصحابنا بالقبول، األمة وتلقته الرواية، فيه تختلف أه�. غير ال حكيت ما على قال: والمذهب بالقبول، تتلقه لم وإن العلم يوجب الحنابلة من الفقهاء وعامة األصول أهل الدين: أكثر تقي الشيخ وقال

األمة تلقته إذا بصحته ويقطع العلم، قالوا: يفيد والمالكية والحنفية والشافعية المحدثين بعض أن وذكر الكالم، أهل تبعت فرقة إال به، عملت أو بالقبول، عمر. وقد ابن عن نافع عن مالك كرواية اليقيني، العلم يوجب ما فيه قال: إن

وهو مالك، عن وحكاه منداد، خويز ابن به وقطع العلم، إفادته على مالك نص

26

Page 27: أخبار الآحاد

نزاع، بال الشافعية عبدالوهاب. وعليه ذكره المالكية من الفقهاء عامة قولQ مالك. وعليه اختالف وفي الرسالة، في الشافعي به صxرح فقد أصحاب أيضا عليه ونص األحكام، في حزم ابن نصره كما وأصحابه، وداود حنيفة، أبي

به عمل سواء األصول، كتبه في الشيرازي إسحاق وأبو الكرابيسي، الحسين كحديث: )ال العلم يوجب المستفيض بأن الحنفية صxرح وقد البعض، أو الكل الجدة ميراث وحديث المجوس، من الجزية أخذ لوارث( وحديث وصية

إجماع رأيت آحاد. فقد وكلها والخلف، السلف به عمل مما ونحوها السدس، األئمة أصحاب القول هذا تناقل كيف ورأيت بصحتها، القطع على السلف كأبي المتكلمين، من اختاره من وكذا مؤلفاتهم، في به وجزموا األربعة،وغيرهما. فورك وابن اإلسفرائيني، إسحاق

العام الواحد خبر إفادة أدلة

وسلم، عليه الله صلى الرسول طاعة وجوب المسلمون اعتقد )أ( حيثربه. عن به جاء ما كل وتقبل طلبه، امتثال ولزوم

وسلم عليه الله صلى النبي سنة هي التي الحكمة أن عرفت أن )ب( وبعدQ كونها في القرآن، بمنزلة Q وحيا تعالى: )وأنزل قوله في كما الله، من منزال

(. 113والحكمة()النساء: الكتاب عليك الله

لقوله كالقرآن، فيها بما ليعملوا األمة على يتلى مما السنة إن )ج( وحيث(. 34والحكمة()األحزاب: الله آيات من بيوتكن في يتلى ما تعالى: )واذكرن

وسلم: )أوتيت عليه الله صلى لقوله كالقرآن، المنزل الشرع من )د( وأنها حكم النبوية األخبار لهذه أن يؤكد ونحوه ذلك كل معه( فإن ومثله القرآن تعالى: )إنا لقوله العباد، على حجته لتقوم وحمايته؛ الله حفظ من الشرع،

داخلة السنة تكون أن بد فال (،9لحافظون()الحجر: له وإنا الذكر نزلنا نحن أن أجاز الثبوت ظنية جعلها فمن بحفظه، الله تكفل الذي الذكر اسم في

Q األمر نفس في تكون دخلها قد يكون أن وأجاز الله، شرع إلى نسبتها مع كذبا والنسيان والنقص، والزيادة عليه، كانت مما والتحويل والتبديل التغيير

Q هذا في أن شك وال ذلك، ونحو واإلهمال هو ثم بحفظها، خبره في لله تكذيبا ذلك وغير عباده، وتضليل دينه، إضاعة من وعدله بحكمته يليق ال بما له وصف

سبحانه. وكبرياؤه جالله عنه يتعالى مما

القرآن في المذكورة لُألصول ومبينة مكملة جاءت السنة أحاديث أغلب - أن2 الله صلى نبيه إلى وتمثيلها إيضاحها ووكل األحكام، أغلب فيه الله أجمل الذي نزل ما للناس لتبين الذكر إليك قال: )وأنزلنا حيث بذلك كلفه بل وسلم، عليه

قال: حيث بينهم والحكم الناس بتعليم أمره (. وكذلك44إليهم()النحل: إليه أنزله ما بإبالغ أمره (. كما105الله()النساء: أراك بما الناس بين )لتحكم

امتثل (. وقد67ربك()المائدة: من إليك أنزل ما بقوله: )بلغ السنة فيه بما

27

Page 28: أخبار الآحاد

األحكام وأوضح الرسالة بلغ حيث ربه، من األوامر هذه وسلم عليه الله صلىxن ما جميع بعده صحابته تقبل ثم القرآن، في المجملة به فعملوا إليهم وبلغ بي من شيء البيان ذلك إلى يتطرق أن جاز هو. فلو كما بعدهم لمن ونقلوه ولم األحكام، بتلك الله مراد من حيرة في المسلمون لبقي والخطأ الوهم عليه الله صلى نبيهم بينه ما أن يتحققوا ولم يوقعونها، وجه أي على يعلموا وشرعه الله حكمة مقتضى ينافي مما هذا هو.وكل كما إليهم وصل وسلم تطرق عن مصونة األمة، على محفوظة السنة هذه تكون أن بد فال ودينه، حجة عليهم ولتقوم يقين عن األصول بهذه االنتفاع لهم ليحصل إليها، الخطأالله.

Q جعلوه الذين - أن3 نفس في يكون أن القرائن- يجوزون مع -ولو مظنوناQ األمر من نفوسهم يخالج ما مع به العمل يوجبون ذلك مع هم ثم خطأ أو كذبا

Q، كونه احتمال Q به والعمل باطال Q ضالال Q. وال وأمرا التوقف هذا أن شك مبتدعا تلقي التي وفروعه الدين بأصول الثقة يدفع الظاهر خالف كونه مع ثبوته في

في الطعن أراد من لكل مصراعيه على الباب ويفتح اآلحاد؛ طريق عن أغلبهاQ متوهمة أدلته بكون وتعاليمه اإلسالم شعائر سوء لنا ويجلب فيها، مشكوكا بها واستباحوا بها، وحكموا األخبار هذه تقبلوا الذين الصالح بسلفنا الظن

اعتمدوا حيث األحكام، سائر في بها وتصرفوا الدماء، بها وسفكوا الحرام، وعيبهم بثلبهم عليهم األعداء هنا ها من الثبوت. فيتسلط متحققة غير أدلة

عليهم سلطوهم الذين هم العلماء هؤالء ويكون الدين، في والظن بالتخرص من األئمة أولئك أن نتحقق فنحن يشعرون، ال حيث من أنفسهم وعلى

اآلراء سائر لها يدعون فلهذا عندهم، لصحتها األخبار هذه إلى يرجعون السلف أقوال أو القواعد أو األقيسة من بشيء يقابلونها يكونوا ولم واالستحسانات، العلم منها واستفادوا ثبوتها، تبينوا قد أن لنا يحقق مما هذا المشايخ. وكل

أدلة في الله شاء إن تأتي لها قبولهم البتة. وأمثلة فيه تردد ال الذي اليقينيباألحاد. العمل

وفي السلف عن إليها والرجوع قبولها، شهرة رأوا لما المخالفين هؤالء - أن4Q يجدوا - لم الفروع في قلدوهم الذين أئمتهم مؤلفات بقبولها الحكم من بدا

الثبوت. وما ظنية كونها من اعتقدوه لما ومخالفة تناقض وهذا األعمال، في يكون أن يمكن بخبر التكاليف تثبت فال الذمة، براءة األصل ألن إال ذاك

Q Q. وقد موضوعا مظنونة كانت وإن بها عملوا إنما السلف أن اعتقدوا مختلقا لم لو فإنهم السلف، على خطأ ظنية. وهذا تكون أن يجوز العمل أدلة ألن

بها األحكام وإثبات بموجبها، العمل على يقدموا لم بصحتها يقطعون يكونواQ Q أصوال التي هؤالء عبادات حال ما أدري الله. وما شاء إن سيجيء كما وفروعا منه لهم البدx ما أدلتها صحة في والريب الشك من أنفسهم قارن وقد فعلوها

الوساوس من ينفك لن االعتقاد بهذا كان من أن شك مذهبهم. وال بموجبQ أو بدعة ذلك كون من يمتثله، أمر أو بها، يأتي قربة كل في وضعه عن مغيرا

Q بد األصلي. وال منها، ليس ما بها اختلط قد الله شريعة أن يعتقد أن أيضا

28

Page 29: أخبار الآحاد

البدع تلك من الله دين تخليص اإلمكان في ليس وأنه كذب، هو بما وامتزجتQ ظن ومن مكذوبة، كونها يمكن التي األخبار تلك بموجب فيه دخلت التي شيئا ومبعدة جهل، عن صادرة قرباتهم تكون أن المؤمنين على أجاز فقد ذلك من فيه ما وتغير الكثير، منه تنوسي قد يكون أن الدين على وجوز الله، عن لهم الله، حكمة تقتضيه ما خالف هذا وكل األيدي، به وعبثت عليه، كان عما

Q، المسلمين اعتقاد وخالف أبوا. أم شاؤوا هؤالء قول الزم من وهو جميعا

بما يصدقون السلف من الثقات أولئك أخبار صحة في توقفهم مع - أنهم5 عقلية، براهين يزعمونها األدلة تلك من والمعتزلة، الجهمية رؤوس عن تلقوه عندهم. وما العلم تفيد ذلك مع ولكنها وتمويهات، خياالت الحقيقة في وهي فيها المرجع أن مع القواعد، تلك علموهم الذين بمشايخهم لثقتهم إال ذاكQ الكفرة. من ونحوهم واليونان، والمجوس الصابئة وضالل الفالسفة، إلى غالبا مظنونة كونها وهو النبوية، لُألخبار جعلوه الذي اآلحاد حكم يعطوها فلم

Q ثبوتها. في متوقفا

لهم، مذاهب بكونها ويجزمون إليهم، أئمتهم أقوال نسبة يتحققون - أنهم6 عليه ألنكروا أحد فيها شك ولو نصرتها؛ في ويتفاوتون عنها ويجادلون

ما اآلحاد. ومع طريق عن كان إنما األئمة أولئك عن نقلها أن واستجهلوه. معQ والتناقض التضارب من بينها يوجد الوهم دخلها قد أن يوضح مما أحيانا

Q ذلك من شيء يكن والتغيير. ولم اآلحاد حكم يعطوها ولم فيها، لتوقفهم سببااليقين. تفيد ال مظنونة أنها في

Q عندهم المتيقن من - أن7 العلوم سائر في بأيديهم التي المؤلفات نسبة أيضا الجزم، طريق عن باسمه اشتهرت من إلى منها نقلوه ما وإضافة أهلها، إلى إال أربابها عن الغالب في ترو لم أنها مع مؤلفيها، وإلى إليها العزو استمرار مع

Q. ولم كونها عن تخرج ال محصورة بأسانيد أو نسبتها صحة ينكر من يوجد آحادا اإلسالم قبل من مؤلفات نسبة يتحققون إنهم اآلحاد. بل حكم أحد يعطيها بها العبث من له تعرضت ما مع ونحوه، أرسطو ككتب طويل، بزمن

Q إليه، نسبت عمن صحيحة كونها يمنع لم هذا فيها. وكل والتصرف مقطوعابها.

قائله، إلى قول كل نسبة من وغيرهم المسلمين بين متداول هو - ما8 Q، كان وإن نقله ممن وقبوله Q بموجبة قائله ومعاملة واحدا Q. وهذا أو مدحا ما ذما

Q أن يسمع ولم إنكاره؛ يمكن ال Q، يصدق ال أو العلم، يفيد ال قال: إنه أحدا باطناالنبوي. الحديث في اآلحاد لخبر ذلك جعلوا كما

واعتقادها، شيخه، عن يتلقاها التي العلوم أنواع على تلميذ كل - اعتماد9 وقد فوقه، عمن نقلها واحد، فيها أستاذه أن مع عنها، والذب عليها، والتفريع

Q يكون Q. ولكن أيضا يوجد لم والعدالة، الصدق منه ومعرفته بشيخه، لثقته واحدا حكم هؤالء أعطاها الظن. فلو إال تفيد ال إنها أحد قال وال فيها، التوقف منه

29

Page 30: أخبار الآحاد

العقلية علومهم من يقين على كانوا لما النبوية لُألخبار زعموه الذي اآلحادأمرين: أحد من لهم محيص وال والنقلية

ظن. كله يعتقدونه وما تعلموه ما جميع بأن أ- االعتراف 

وفضلوهم، الحديث ونقلة األمة سلف عن امتازوا علماءهم بأن ب_ القول من بلغوا مهما نبيهم عن المحدثين وخبر اليقين، يفيد علمائهم خبر صار بحيث

العقل يردها مباهتة، وهذه الظن، يفيد إنما الديانة و الحفظ و الثقة و الصدقاألمر. وواقع

بلسانه ذلك أنكر وإن بعقله، العدل بخبر الجزم إلى يضطر عاقل كل - أن10،Q Q يسمع اإلنسان فإن ذلك؛ على برهان أوضح الحال وشاهد عنادا بقدوم خبرا

المشقة من ذلك في يناله ما مع يزوره، أو بعيد، من فيتلقاه قريبه أو صاحبهQ طلبه ما فيعطيه إليه صاحبه رسول بخبر ويعمل العمل، عن االنقطاع أو أحيانا

Q، ولو Q معه يذهب وقد نفيسا في توهم أو شك خالجه ولو وأمواله أعماله تاركا جازم أنه بد فال وقته، إضاعة أو بدنه، إنهاك على أقدم لما الخبر هذا صدق عمل إنكاره يستطاع ال ومما الناس، عامة من فرد نقله الذي الخبر بصحة على يقدم أحدهم فترى االصطالح، هذا يعرفون ال وهم الواحد، بخبر العوام ونحو بهاتف أو بكتاب يكون قد خبر لمجرد األخطار وركوب المشاق، تجشمQ عليه فيبني ذلك، القائل. ذلك بصدق لجزمه أوقات، وإضاعة ونفقات، أسفارا

يزيدون فتراهم الواحد، خبر على أسواقهم في الناس حركات تقوم وهكذا على بناء ذلك ونحو النائية البالد إلى يجلبونها أو ينقصون، أو السلع قيم في

صدقه وتجربتهم الخبر، صحة العتقادهم إال ذاك وما مكالمة أو إذاعة أو نشرةمرة. بعد مرة

باألحاديث جزمهم من وغيرهم والمحدثين السلف عن متواتر هو - ما11Q، النبوية Q، وسلم عليه الله صلى النبي إلى وإضافتها كثيرا وحكمهم تصريحا الله صلى النبي إلى نسبتها عند تفريقهم وهكذا منها، عندهم ثبت ما بصحة األول يذكرون بحيث فيه، والمشكوك والضعيف الصحيح بين وسلم عليه

بالصحيح، قطعهم في صريح هو مما التمريض، بصيغة والثاني الجزم، بصيغة لما الظن إفادة في سواء الجميع كان إليه. ولو نسب عمن بصدوره وعلمهم

Q تراهم ذكر. فأنت بما بينهما فرقوا عليه الله صلى عنه يقولون: صح دائما الخبر صحة في شكهم فعند كذا، فعل أو كذا، قال أو بكذا، وأمر كذا، وسلم

|ذكر صحته، في توقفهم تفيد عبارة إلى الجزم عن يعدلون كذا، عنه كقولهم: ي في صريح األول بنسبة ذلك. فجزمهم نحو أو حكي، أو روي أو يروى، أو

الجزم صيغة عن الثاني في تضمنه. وعدولهم بما وعلمهم بصحته، قطعهم وهذا الوهم، أو عندهم الظن يفيد إنما أنه دليل مثل كما التمريض صيغة إلى

مرادهم ليس و نكير، غير من السنة علماء و المحدثين بين مستمر عمل عنهم اشتهر فقد الظن، أهل بعض توهمه كما فقط، السند بصحة الحكم

30

Page 31: أخبار الآحاد

لُألول: يقولون حيث المتن، وصحة السند صحة بين التصحيح في التفريقونحوه. صحيح حديث وللثاني اإلسناد، صحيح أو صحيح، إسناده

في األمة علماء من بعدهم ومن الصحابة من وأئمتها األمة سلف - إجماع12 اآلراء وترك بها، والعمل بالقبول، األخبار هذه تلقي على ومكان زمان كل

Q منها رد ومن ألجلها، والمذاهب لئال ظاهره عن وصرفه بتأويله اشتغل شيئا شيء رد أعلن من األمة بين وجد لها. وإن تصديقه على يدل مما عليه يرد

Q، يكن لم تأويل بدون منها Q وال معتبرا علماء لشذوذه. فقبول لإلجماع خارقا مذاهب أو بأصول لها معارضة وال توقف بدون األخبار لهذه ومجتهديها األمة

وصية كحديث: )ال وذلك ثبوتها، وتيقنوا صحتها، إلى اطمأنوا قد أن يحقق وزكاة الشفعة، إثبات وأحاديث المجوس من الجزية أخذ لوارث(. وحديث

لم مما كثير، وأمثالها أعتق، لمن الوالء وأن وهبته الوالء بيع وتحريم الفطر، جمهور إن تصديقه. بل أو به العمل في المعتبرين األمة علماء من أحد يتوقفQ، لها تصديق وذلك بموجبها، وعملت األمة تقبلتها قد الصحيحين أحاديث يقينا

اليقيني، العلم إفادتها من اختاروه ما على العلماء أجالء بعض بذلك احتج كماسبق. كما وغيرهما النسفي طاهر وأبي الصالح، كابن

جميع وفي الفرق كل من األمة إلى ينتسب من أفراد إجماع المراد وليس بما العلم لهم يحصل ال االعتقاد في لبعضها المخالفين البدع أهل فإن األزمنة،

Q منها تواتر رضي الصحابة فضائل أحاديث الروافض رد فقد اآلحاد، عن فضال التواتر من وهي ، الخفين، على المسح أحاديث وكذا تنوعها؛ مع عنهم الله

يعتبر، ال هؤالء مثل ونحوها. فخالف الشفاعة أحاديث المعتزلة ورد المعنوي؛ في مما كثيرة أحاديث قبلوا فقد أهواءهم؛ وافق ما إال يقبلون ال إنهم حيث

أنها مع يقينية أدلة واعتبروها الصحة، في هذه دن غيرهما أو الصحيحين تضر فال به، المشتغلين بأهله فن كل على اإلجماع في االعتبار إن ثم آحاد.

الطب أهل مخالفة تضر ال كما بغيره، واشتغل عنه أعرض من مخالفة ومتونه طرقه لمعرفة أهليتهم لعدم الباب، هذا في الكالم وأهل والعربية

|راد ال إنه ذلك. ثم ونحو ونقلته Q ي على األمة من فرد كل اتفاق باإلجماع أيضا ما وغيره حجر ابن استثنى فقد الصحيحين، أحاديث من حديث بكل العمل

هذين على أتى مدلوليه. ولقد بين التجاذب وقع أو الحفاظ، أحد عليه تعقبهماQ عشر أحد من أكثر الصحيحين وبين البالد، أقطار في ذكرهما فيها انتشر قرنا

ينقلون المسلمين علماء زال وما وغربها، البالد شرق في المسلمين، طبقاتالتنازع. عند إليهما ويرجعون بأحاديثهما، ويستدلون منهما،

wل�wذكر وفيه إال معتبر لعالم االعتقادات أو العبادات في مؤلف يوجد أن وق من أحد عن يذكر أحدهما. ولم من أو منهما النقل أو مؤلفيهما، أو الصحيحين

أو الحفظ، بعدم الشيخين على الطعن القرون هذه طوال المعتبرين العلماء الصادرة العربي مجلة نشرت ذلك. ولقد نحو أو ثابت غير الكتابين في ما أنQ م1966 فبراير عدد في الكويت في يفيد كبير، عبدالوارث لُألستاذ مقاال

31

Page 32: أخبار الآحاد

الغيورين العلماء حفائظ المقال هذا فأثار البخاري؛ في أحاديث على الطعن نشروها التي بمقاالتهم ذلك وأعلنوا والتسخط، االستياء وأظهروا الدين، على المقال ذلك بتأمل ثم اإلسالمية؛ البالد أكثر في والصحف، المجالت أغلب في

رواية الحديث علم في سيما المركب، بالجهل قائله اتصاف يتضح الشنيعودراية.

االختالف، عند أحاديثهما إلى والرجوع الكتابين، لهذين األمة فتعظيم         Q ترك من على والتشنيع منهما المستمر والنقل بتأويل، ولو فيهما مما شيئا

بصحة الجزم على وغيره الصالح ابن حمل مما وغيره هذا العلماء، أفراد عند األمير به تعقب ما ضعف تعلم ونحوه استثنى. وبهذا ما سوى فيهما ما

توضيح في أطال حيث بالقبول، الصحيحين تلقي على اإلجماع الصنعاني اإلمام لقول متعذر، اإلجماع وأن عليها، دليل ال اإلجماع دعوى بأن األفكار

عصرهما بعد إال يتم ال اإلجماع كذب. وبأن فقد اإلجماع ادxعى أحمد: من أن الظن على يغلب وبأنه اإلسالم؛ بالد أقاصي في ينتشرا حتى طويل، بزمان

Q ليست معرفتهما وأن يعرفهما؛ ال من المجتهدين من صحة في شرطا من محذور يلزم فال الخطأ، عن ال الضاللة عن عصمت إنما األمة وأن االجتهاد،

عمل بمجرد فيهما ما صحة يلزم ال وأنه خطأ، بصحيح ليس بما األمة عمل فتظهر اإلجماع دعوى بينة أما ... إلخ. فيقال به يعمل الحسن فإن به، األمة

ومن اإلسالم، بالد في وانتشارهما الكتابين، لهذين األمة تعظيم من ذكرناه بماQ وال يعرفهما لم القرآن يفهم ولن السنة، عرف قد يكن لم أحاديثهما من شيئا

Q. فأما يسمى فال وتعاليمه، باب من فقيل اإلجماع لمدعي أحمد تكذيب مجتهدا حكاية عنه صح كما بالخالف، معرفة له ليس من حق في وقيل: إنه الورع،

فهو األمة مجتهدي عند الجملة في الصحيحين قبول فأما مواضع، في اإلجماع من وجه له خالف حدث ولو خالف، فيه أن يتصور فال جحوده، يمكن ال مما

هو بمن يصرح لم الصنعاني أن بجوابه. مع واشتغل ذكره العتبر النظر المخالفة األحاديث لبعض وردهم الزيدية، خالف قصد وكأنه ذلك، في مخالف

قبله العلماء جهابذة هنا باإلجماع جزم فقد حال كل وعلى كغيرهم، لمذهبهم على األمة وسلف والتابعين الصحابة من ذلك قبل اإلجماع حصل وبعده. وقد

يقينهم يؤكد مما ألجلها؛ االجتهاد وترك بها والعمل اآلحاد، هذه مثل قبولإليه. نسبت عمن وصدروها بصحتها،

أن ذلك صناعتهم، أهل من ليس من أو عنهم تأخر من مخالفة تعتبر وال مخالفة تعتبر سواه. فال إلى عنه أعرض بمن ال بأهله، علم كل في االعتبار

والنحاة، األطباء مخالفة تعتبر ال كما ونحوهم، والشيعة والمعتزلة، الخوارج، وتتبع ورجاله، الحديث بطرق اشتغال لهم ليس ممن ونحوهم، والمتكلمين

هذا تحقق الحديث. وإن أهل عمل هو مما ذلك ونحو ومتابعاته، رواياته خطأ على تجتمع أن معصومة األمة فإن وأتباعهم األمة مجتهدي من اإلجماع

في االحتمالين أحد ترجيح أو قياس اعتبار على اإلجماع حصل فإذا ضاللة أو عليه. وقد أجمعوا ما صحة على ذلك دل الحسن، بالحديث العمل أو النص،

32

Page 33: أخبار الآحاد

قال: )أرى كما الرؤيا في حتى توافقهم يعتبر وسلم عليه الله صلى النبي كان السبع في فليتحرها متحريها كان فمن األواخر، السبع في تواطأت قد رؤياكم

األمة أفراد من الواحد على الخطأ جواز قدر القدر. وإذا ليلة األواخر( يعني الخطأ، عليه يجوز المتواتر نقلة من الواحد أن كما ممتنع، الجميع من فوقوعه

تقبل فإن ظني، بمجرده قيل: إنه إن الواحد المجموع. فخبر على يجوز والQ، يكون أن يوجب بموجبه وعملها له األمة كذب هو بما األمة عمل فإن قطعيا في روي العصمة. فإذا من لها الله ضمن ما خالف ألنه يجوز، ال الباطن في

بطالنه، ويبين ينكره، من األمة في يوجد أن بد فال بصحيح، ليس خبر السنةالحجة. ببيانه تقوم ممن

على فدل وغيرهما، الصحيحين أحاديث بأغلب العمل على اإلجماع حصل وقد Q اإلجماع كان وإال األمر، نفس في وحق صدق أنه هو بما العمل على منعقدا

Q بطالنه يعلم مما وهو كذب، Q. وأيضا التباس الشريعة في يجوز ال فإنه قطعا من الحق على الله جعل فقد اآلخر، من كل به يتميز دليل دون بالباطل الحق التقليد أهل وبشرعه. أما وبدينه بالله المعرفة أهل به يعرفه ما والضياء النور

الحق عليهم يخفى أن يستبعد فال الدين، شعائر عن واإلعراض األعمى، من على والنهار الليل يشتبه كما الله، دين في النافذ البصر لفقدهم الواضح،

لخلوها قلوبهم، أظلمت لما المحسوسات. فهؤالء بهما يبصر اللتين عينيه فقد ونحاتة األذهان، زبالة على وإقبالها شريعته، من المستمد الله نور من

Q وصدقوا لهجة وأصدقها األمة خيار نقلها بأحاديث كذبوا جرم ال األفكار، أقوااللها. حقيقة ال أنه مع عقولهم، توافق وترهات

التخرص أهل ذم من القرآن في ما وهو عليه، المتفق السمعي - الدليل13 ليس ما تقف تعالى: )وال كقوله علم، بال الله على القول عن والنهي والظن،

منها ظهر ما الفواحش ربي حرم إنما وقوله: )قل (. 36علم()اإلسراء: به لك سلطنا به ينزل لم ما بالله تشركوا وأن الحق بغير والبغي واإلثم بطن وما هل تعالى: )قل (. وقوله33تعلمون()األعراف: ال ما الله على تقولوا وأن

تخرصون( إال أنتم وإن الظن إال تتبعون إن لنا فتخرجوه علم من عندكم الله سبيل عن يضلوك األرض في من أكثر تطع (. وقوله: )وإن148)األنعام:

يتبعون (. وقوله: )إن116يخرصون()األنعام: إال هم وإن الظن إال يتبعون إن (. وقوله:23الهدى()النجم: ربهم من جاءهم ولقد األنفس تهوى وما الظن إال

Q( الحق من يغني ال الظن وإن الظن إال يتبعون إن علم من به لهم )وما شيئاQ إال أكثرهم يتبع (. وقوله: )وما28)النجم: Q الحق من يغني ال الظن إن ظنا شيئا

على كفروا، الذين عن وقوله: حكاية (،36يفعلون()يونس: بما عليم الله إنQ إال نظن لهم: )إن الذم وجه ( وأمثال32بمستيقنين()الجاثية: نحن وما ظنا دينه في الله على القول عن النهي اآليات هذه تضمنت كثير. لقد اآليات هذه

بموجب التعبد عن والنهي علم، به له ليس ما اإلنسان اتباع وعن علم، بالشيء. في الحق من ليس الظن هذا أن وأخبر النفس، تهواه وما الظن

33

Page 34: أخبار الآحاد

وإن النصوص هذه بموجب يفتون ومكان زمان كل في المسلمون زال وما Q، كانت ولو تركها، على ويعاقبون أشياء، ويحرمون أشياء بها ويحلون آحادا تصف لما تقولوا تعالى: )وال قوله تحت لدخلوا عندهم الظن تفيد إنما كانت

(.116الكذب()النحل: الله على لتفتروا حرام وهذا حالل هذا الكذب ألسنتكم نهى بما أمر الله بأن القول يلزمهم بها، العمل ويجب ظنية بأنها فالقائلون

بأدلة وشرعه دينه في نحكم أن أوجب حيث اآليات، هذه في ذمه وما عنه، الذي الهدى خالف أنه وأخبر الدين، في التخرص عن نهانا وقد متوهمة،

Q ربهم، من جاءهم الذين المشركين أولئك وبين الظن أهل بين فرق فال وإذا (.148تخرصون()األنعام: إال أنتم وإن الظن إال تتبعون فيهم: )إن الله قال جعل بل علم، به له ليس ما يقفوا أن والسالم الصالة عليه نبيه الله نهى وقد

سورة في المحرمات آية في كما الشرك، فوق منزلة في علم بال عليه القول وهو باإلثم ثم بالفواحش، فبدأ األشد، إلى األسهل من ترقى حيث األعراف،

على القول ثم منه، أشد الشرك وبعده اإلثم، من أعظم وهو بالبغي ثم أشد، هذا عن الجواب المتكلمين بعض تكلف هذا. وقد من أبلغ ذم فأي علم، بال الله

وهما: ذلك في وجهين اآلمدي فذكر الدليل،

الواحد، خبر ال بها، العمل وجوب على اإلجماع عمدته باآلحاد العمل - أن1ظني. ال الداللة قطعي اإلجماع وهذا

فيه بد ال وما االعتقاد، أمور في والتخرص الظن ذم على اآليات هذه - حمل2 أن بينا وقد اإلجماع، وقوع على وافق األول: أنه عن والجواب اليقين، من

أنا الثاني عن به. والجواب العمل على المجمع بالنص القطع دليل اإلجماع تثبت مما األصول أن الله شاء إن وسيأتي والفروع، األصول بين التفريق نمنع

Q يكن لم ما به ويراد الجميع، في عمومه على الظن عن فالنهي باآلحاد، مبنياوتخمين. وهم مجرد هو بل توجيه، وأمارات دالئل على

بها، وتصديقهم لآلحاد قبولهم من عنهم الله رضي الصحابة عن اشتهر - ما14Q الصالة، في وهم الكعبة جهة إلى تحولهم من قباء أهل عن اشتهر كما اعتمادا

وإال بصدقه، لهم العلم حصول على البراهين أوضح من وهو واحد، خبر علىQ تحققوها قد قبلة عن انصرفوا لما الظن. وكذا إال يوجب ال خبر على اعتمادا الذي خبر على بنائه من عنه الله رضي األنصاري طلحة أبي عن اشتهر ما

لمال إضاعة ذلك وفي جرارها، وكسر أتلفها، حيث الخمر، بتحريم أفادهمQ يكن لم ولو محترم، وأمثلة اإلتالف، على أقدم لما الخبر ذلك صدق متحققا

باآلحاد. العمل أدلة في الله شاء إن بعضها يأتي كثيرة ذلك

رسوله وعلى الله على  الشهادة من والسلف الصحابة عن اشتهر - ما15  قال صحته. وقد يعتقدون ال بما يشهدون ال أنهم شك وال األخبار، هذه بموجب

Q أمة جعلناكم تعالى: )وكذلك ويكون الناس على شهداء لتكونوا وسطاQ()البقرة: عليكم الرسول خيار، عدول أي وسط بأنهم (. فوصفهم143شهيدا

34

Page 35: أخبار الآحاد

وبلغهم كذا، وفرض بكذا، أمرهم الله بأن أي الناس، على يشهدون وبأنهم ويشهدون بإثباتها، أمرهم التي نبيهم آثار ينقلون هم عذرهم. ثم وأزال دينه

يعلمون( وهم بالحق شهد من تعالى: )إال قوله قرءوا وقد دينه، من بكونها لرجل: )ترى قال وسلم عليه الله صلى النبي أن ( وروي86)الزخرف: الحاكم. دع( صححه أو فأشهد مثلها قال: )على قال: نعم، الشمس(؟ عرف لما قالوه بما اليقين صدقهم توجب نبيهم عن األخبار بهذه فشهادتهم

تردد. أو شك فيه عما وتورعهم عدالتهم، من

وقوله (،43تعلمون()النحل: ال كنتم إن الذكر أهل تعالى: )فسئلوا - قوله16 ولينذروا الدين في ليتفقهوا طائفة منهم فرقة كل من نفر تعالى: )فلوال

أهل جواب أن ال ( ولو122يحذرون()التوبة: لعلهم إليهم رجعوا إذا قومهم لو ما يعم الذكر أهل فإن به أمر لما العلم يفيد قومها الطائفة وإنذار الذكر،

Q، كان ليحصل العلم يفيد بما اإلعالم هو واإلنذار الواحد، تعم والطائفة واحدا في عليهما، يرد عما والجواب اآليتين، داللة بسط الله شاء إن الحذر.وسيأتي

العمل. أدلة

أطرف إلى اآلحاد بعثه من وسلم عليه الله صلى النبي عن تواتر - ما17 الله. ولو شرائع وليعلموهم الدين، من بتبليغه الله أمره ما عنه ليبلغوا البالد،

المدعوين، من التوقف ولحصل البالغ، يحصل لم العلم تفيد أخبارهم أن الQ أن ينقل ولم Q علمه لمن قال منهم أحدا أو جزية، منه طلب أو الدين، من شيئا

بما الخبر يتواتر حتى أتوقف فأنا العلم، يفيد ال خبرك نحوها: إن أو زكاة به. الله أمر ما وتعليمهم عنه، بتبليغهم وسلم الله صلى اكتفى ذكرت.وقد

من إليك أنزل ما بقوله: )بلغ بها الله كلفه الذي الرسالة تبليغ بذلك حصل وقد حجة قامت وبذلك بعده، وأتباعه رسله ومن منه (. ونحوها67ربك()المائدة:

توهم. أو شك فيه بما البالغ يحصل أن ومحال الخلق، على الله

تعالى: قوله في رسوله وإلى إليه النزاع فيه يحصل ما برد أمر الله - أن18 بالله تؤمنون كنتم إن والرسول الله إلى فردوه شيء في تنازعتم )فإن

أن أمره عن يخالفون الذين تعالى: )فليحذر وقال (،59اآلخر()النساء: واليوم الرد هو الرسول إلى (. والرد63أليم()النور: عذاب يصيبهم أو فتنة تصيبهم

لم الظن تفيد إنما سنته كانت ولو موته، بعد سنته وإلى حياته، في إليه الله صلى الرسول أحاديث أكثر أن المعلوم إليها. ومن بالرد النزاع ينفصل

إليها يتحاكمون تبعهم ومن األمة سلف يزل ولم أحادية، رويت إنما وسلم عليهQ Q، بها ويرضون بينهم، للنزاع فاصلة ويجعلونها األمر، لهذا امتثاال ويشتد حكما

الذي األليم والعذاب بالفتنة ويخوفونه قبولها، عن امتنع من على إنكارهم أمره كان ولو وسلم، عليه الله صلى رسوله أمر خالف من به الله توعد

Q يفيد ال األخبار هذه في الوارد Q له المخالف لكان يقينا وهو عندهم، معذوراتقدم. كما اإلجماع خالف

35

Page 36: أخبار الآحاد

بالتبليغ وسلم عليه الله صلى أمره من وسلم عليه الله صلى عنه صح - ما19Q أحدكم ألفين قال: )ال حيث عنه، سمعه ما رد لمن وذمه عنه، على  متكئا

أال الله، كتاب وبينكم بيننا هذا؟ ما ندري يقول: ال أمري من األمر يأتيه أريكته، الله عنه: )نضر الصحيح الحديث في معه(. وقال ومثله الكتاب أوتيت وأني

Q سامع( من أوعى مبلغ فرب سمعها، كما وأداها فوعاها مقالتي سمع امرءاQ سمع فرد كل أمر كيف فانظر يأمر لم العلم يفيد أنه ال ولو بالتبليغ، عنه علما

يقول: خبرك أن السامع إمكان في إن حيث رده، على توعد ولما بقبوله، من يأمر ال وسلم عليه الله صلى قبوله. فالنبي يلزمني فال فيه، مشكوك

بلغ ثم عنه حفظه لمن دعائه ففي السامع، على الحجة به تقوم بما إال التبليغQ، كان ولو حفظ ما دليل أوضح خبره رد من تحذيره وفي فقيه، غير ولو واحدا

الحافظ. وهذه الثقة هذا عن العلم هذا إليه وصل لمن العلم حصول على األمة جمهور عنهم تقبل وقد فعلوا، وهكذا عنهم، الله رضي صحابته صفةبصحته. موقنين نبيهم عن نقلوه ما جميع

بالقرائن العلم يفيد الواحد قال: خبر من

القرائن أنواع وبيان

وابن الموفق قال وبه األصحاب، متأخري من جمع اختاره قد القول وهذا   تابعه، ومن النظام قول وهو التحرير، شرح في البقاء أبو واستظهره عقيل،

وابن الرازي والفخر الباقالني، ابن بكر أبو القاضي قال وبه اآلمدي، واختارهومنفصلة. إلى: متصلة، تنقسم القرائن إن وغيرهم. ثم الحاجب

السامع: أو المروي أو الراوي أحوال بها فيرادالمتصلة: أوالq: القرائن 

آخر إلى واألمانة الصدق أهل من كونهم فمثلالرواة: أحوال )أ( أما على راويين توارد أو واحد، حديث نقل على العدد توافق ومثل الشروط،

يتواطآ لم أنهما به يعلم مما الديار، وتباعد اآلراء، اختالف مع متقارب، سياق العلم تحصل قرائن ونحوها فهذه الكذب على اتفاقهما العادة في ويبعد عليه،

بخبرهم. اليقيني

من عليه وسلم عليه الله صلى النبي كالم فإنالمروي: أحوال )ب( أما الدvين. وكذا في المتبصر به يعرفه ما األسلوب في والقوة والبهاء النور

هذه كل بمعناه األخرى بالنصوص تأيده وكذا الشريعة إليه تهدف لما موافقته عقل ذي كل على والباطل بالكذب يلتبس فال به القطعي العلم توجب قرائنQ الحق على فإن صحيح، وفهم بين يفرق الذي السليمة البصيرة ذو يبصره نورا بين يفرق كما وسلم، عليه الله صلى الله رسول عن والكاذب الصادق الخبروالنهار. الليل

36

Page 37: أخبار الآحاد

المشتغلين الحديث أهل من كان من فإنالسامع: أحوال )جـ( أما بالحديث معرفته كانت الرجال وبأحوال الشرع، بمقاصد والعالمين بالسنة،

ال الذين ذلك عن المعرضين بخالف أقوى، والكاذب الصادق بين وتمييزه أتم، عن بمعزل فإنهم نقلته، بأحوال خبرة لهم وليس الحديث، بعلم لهم اشتغال األخبار بين يفرقون وال بالقرائن يتأثرون فال والسقيم، منه الصحيح معرفة

بالقبول، للخبر األمة تلقي المتصلة القرائن في يدخل مشاهد. وقد هو كما في الصحيحين أحاديث تقبلوا كما بتأويله، اشتغالهم أو بموجبه وعملهم العمل على األمة جمهور بإطباق الدvين، من كونه ثبت مما وغيرهما الجملة،

بالقرائن المتحف النخبة: والخبر شرح في حجر ابن الحافظ تضمنته. قال بماأنواع:

التواتر، حد يبلغ لم مما صحيحيهما، في الشيخان أخرجه ما - منها1          قرائن. به احتفت فإنه

الشأن. هذا في جاللتهما )أ( منها          

غيرهما. على الصحيح تمييز في )ب( وتقدمهما          

بالقبول. لكتابيهما العلماء )ج( وتلقي          

عن القاصرة الطرق كثرة مجرد من العلم إفادة في أقوى وحده التلقي وهذا في مما الحفاظ من أحد ينتقده لم بما يختص هذا أن التواتر. إال حد

يفيد أن الستحالة ترجيح ال حيث مدلوليه، بين التجاذب يقع لم وبما.الكتابين فاإلجماع ذلك عدا اآلخر. وما على ألحدهما ترجيح غير من العلم، المتناقضان

العلم الشيخان أخرجه ما بإفادة صرح وممن صحته. تسليم على حاصل عبدالله أبو الحديث أئمة ومن اإلسفرائيني، إسحاق أبو األستاذ النظري

طاهر. بن الفضل وأبو الحميدي،

الرواة ضعف من سالمة متباينة، طرق له كان إذا المشهور - ومنها2           البغدادي، منصور أبو األستاذ النظري العلم بإفادته صرح والعلل. وممن

وغيرهما. فورك بن بكر أبو واألستاذ

Q، يكون ال حيث المتقنين، الحفاظ باألئمة المسلسل - ومنها3           غريباQ حنبل بن أحمد يرويه الذي كالحديث الشافعي عن غيره، فيه ويشاركه مثال باالستدالل سامعه عند العلم يفيد فإنه أنس، بن مالك عن غيره، فيه ويشاركه

يقوم ما للقبول الموجبة الالئقة الصفات من فيهم وأن رواته، جاللة جهة من وأخبار بالعلم ممارسة أدنى له من يتشكك غيرهم. وال من الكثير العدد مقام

Q أن الناس Q مالكا هو من إليه انضاف فإذا فيه، صادق أنه بخبر شافهه لو مثالQ قوة أزداد الدرجة تلك في أن السهو. انتهى. وعلى من عليه يخشى عما وبعدا

يفيد أنه وهو األول، القول مع القول هذا يتالقى النوع هذا بالقرائن المراد

37

Page 38: أخبار الآحاد

إنه قيل ما بكل وال سمعوه، خبر بكل يقطعون يكونوا لم األولين فإن العلم، وضعيف؛ وحسن صحيح إلى األحاديث تقسيمهم اشتهر وقد حديث. كيف

Q يسمى مما كثير على وحكمهم منقول خبر أنه مع مكذوب، موضوع بأنه حديثاQ. وسبق مسمين ورجال بسند الواحد، خبر قبول في اشترطوه ما ذكر غالبا

Q ثقات� رواته كون من العلم وإفادته لم من أن على يدل ... إلخ. مما عدوال الغالب الظن أفاد وإن العلم، يفيد وال خبره، يقبل ال الصفات تلك يستوف .Q أحيانا

المنفصلة: ثانياq: القرائن          

Q بها فأرادوا           Q للخبر مالزمة غير خارجة، أمورا Q به تقترن بل دائما أو أحيانا قصده الذي هو النوع خبره. وهذا وصحة الناقل صدق بها فيعرف معه، تحدث

الالزمة، غير بالقرائن اقترانه العلم إفادة في اشترطوا الذين المتكلمين أكثر ابن عنهم ذلك حكى وغيرهم، الحاجب وابن والرازي والغزالي كاآلمدي

أخبر بمن المنفصلة للقرائن مثلوا التحرير. وقد شروح في كما وغيره، الهمامئيت مرضه، أو عطشه عن أو شفتيه يبس من ظاهرة، ذلك عالمات عليه ور| أخبر لو  خبره. وكذا صحة يقوي مما ذلك نحو أو جسمه، حرارة أو لونه، تغير اإلقرار على عذابه من والخوف الله خشية حملته ولكن ضرر، فيه عليه بماQ ارتكب بأنه أخبر كمن التطهير؛ لقصد فعله بما Q يوجب ذنبا Q، أو حدا وليس قودا

وأخبر عيشه، ورغد للحياة، محبته منه عرفت وقد اإلقرار، إلى يلجئه ما هناكQ بذلك Q. طوعا واختيارا

الحق، صاحب من بينة بدون النفس، في وقع له عنده بدين أقر من وهكذا المفتي عند أقر لو تعزير. وكما وال تهديد وبال يمين، منه يطلب أن وبدون وطلب ذلك، نحو أو صومه، أو صالته في خلل منه وقع بأنه أو عقد، أو بطالق

مما الصور هذه أمثال إلى ذلك، كل في خبره يصدق المفتي فإن الحكم، بيانxا الخبر صدق تقوي القرائن هذه أن تعرف كثير. وأنت هو المخبر، نوع كان أي

مثلوا ... إلخ. وقد والعدالة كالضبط الشروط من تقدم ما له يشترط أن بدون يخبر لم وإن أفعاله، من تعرف حيث لمحبوبه، الشخص محبة بمعرفة ذلك ماله وبذل مالزمته، وطول الشخص، ذلك بخدمة قيامه فإن ضميره يكنه عماQ تدل المحبين، خواص من هي التي األفعال من ونحوه له، صدق على يقينا

أن الحتمال بانفرادها، ذلك على تدل ال منها خصلة كل كانت وإن المحبة، صدق مجموعها من يتحقق واستمرارها فباجتماعها خاص،  لغرض تكون له عداوته بذلك عرف آلخر شخص من ضدها حصل لو وهكذا له، محبته

انضاف فإذا العلم، إفادة عن قاصرة تكون قد القرائن نفس إن وبغضه. ثم فيحصل صدقه، دليل له موافقته كانت بخبره، يوثق ال شخص من خبر إليها

Q، وبالقرائن بخبره العلم فضل. زيادة خبره كان بالقرائن العلم حصل فإن معاQ وقد األشخاص، لبعض األمور بعض في العلم يفيد العدل الثقة فخبر وإذا

السامعين لبعض القرائن تحصل وقد القرائن، ببعض فيتقوى ذلك عن يقصر

38

Page 39: أخبار الآحاد

Q شخص أخبر لو كما بعض، دون Q زيدا Q بأن وعمرا قد عمرو وكان مات، قد خالداQ علمه �د   منه، ميئوس غير مريضا ي wالمخبر خبر فإن به، بأس ال عهده قد وز

زيد. دون لعمرو العلم يحصل

الجنازة رأى ولكنه بموته، يسمع ولم مرضه، شدة علم ثالث هناك يكون وقد قد وحاشيته وولده أهله ورأى سواه، فيه مريض ال الذي بيته من أخرجت والبكاء والكآبة، الحزن من مصابهم، على يدل بما اتصفوا وقد بها، أحدقوا

على المحمول هذا بأن اليقيني العلم له يحصل فإنه ذلك، ونحو والنحيب تباين بهذا فظهر بالمشاهدة، معروف وذلك غيره، دون خالد هو السرير المعرفة من عنده من منهم وأن بالقرائن، التأثر في بينهم ما وتباعد الناس، هذه من بالخبر يحتف وما األحوال، وقرائن األخبار، وتتبع الرواة، بأحوال بينما الخبر، بهذا اليقيني العلم له فيحصل اآلخرين، عند يوجد ال ما الدالئل

العلم استبعد فقد ذلك ومع التردد، أو الظن من أكثر لهم يحصل لم اآلخرون في الغزالي ذكره ما قرأته ما أعجب ومن بعضهم، وأنكره المتكلمين بعض به

|ظن قال: وال حيث الواحد بخبر العلم حصول نفي في المستصفى بمعتوه ي القرائن تبلغ أن يبعد فال قرائن اجتمعت إذا أما القرائن، انتفاء مع تجويزه

Q مقام الواحد إخبار ويقوم واحدة، قرينة إال العلم إثارة وبين بينها يبقى ال مبلغا إنما وقوعه فإن بوقوعه، يقطع وال استحالته، تعرف ال مما فهذا القرينة، تلكQ جربنا قد ولكن نجربه، لم ونحن بالتجربة، يعلم Q اعتقدناه مما كثيرا بقول جزما

Q. اه�. هكذا كان أنه انكشف ثم أحواله، قرائن مع الواحد، هذا يقول تلبيسا بالبالد مختص فلعله صحته قدرنا وإن ذلك، أحقية أستبعد وأنا الكبير، العالم بينهم  فقد قد أن فيمكن بهم، اتصل الذين الزمان وبأهل فيها، نشأ التي

المستحيل من عد حتى والبهرج، التزوير وكثر الدين، فيهم وخف الصدق، وتعظيم والديانة، األمانة من بلغ مهما به العلم وحصول الواحد، بخبر الوثوق

من حالة أقل يعد صدقه من أن لدرجة الكذب، مغبة من والخوف الله، أمر وإن أناس، وكل وقت كل على هذا يطبق أن العقل. فأما ناقص وهو المعتوهالله. شاء إن كذلك فليس ... إلخ الضبط وتمام بالعدالة اتصفوا

الظن إال تفيد ال اآلحاد إن قال من مستند

شبههم ومناقشة

Q األصوليون تتابع العلم يفيد ال الواحد خبر أن اختيار على مؤلفاتهم في غالبا يفيد بما العمل لجواز الثبوت، ظني كان وإن به العمل يجوز وإنما بقرينة، ولو

جل أن بسبب األخبار هذه من لهم العلم حصول عدم أن الظن. وأعتقد الحديث علم عن بمعزل الجملة في وهم ونحوه، الكالم بعلم اشتغالهم

أهل من كثير القول هذا على وتهافتهم بكثرتهم انخدع ورجاله. وقد وطرقه وكذا مسلم، مقدمة وشرح التقريب في النووي فعل كما المتأخرين، الحديث

39

Page 40: أخبار الآحاد

ومن بالحرف. الغزالي عبارة نقل الذي األصول جامع مقدمة في األثير ابنأمرين: بأحد العلم تفيد أنها إلى ذهب من لقول الغزالي تأويل العجيب

العمل. بوجوب للعلم إفادتها أرادوا - أنهم1         

الظن. بمعنى العلم - أن2         

علمتموهن تعالى: )فإن لقوله الظاهر، بالعلم فسxره بعضهم أن حكى  ثم كونها قلبه في استحكم لما التفسير. وكأنه هذا ( ورد10مؤمنات()الممتحنة:

أحد. فيها يخالفه أن واستبعد عقل، ذي كل من مسلمة حجة ذلك اعتقد ظنيةQ القول هذا كان ولما ال حتى ظاهره، عن يصرفه أن أراد السلف عن مشهوراQ العلم بجعل إما فأوله قاله، ما يخالف معتبر عالم يبقى نحن ما غير به مرادا العلم بأن وإما تتضمنه، بما والعمل األخبار، هذه قبول بوجوب العلم وأنه فيه، المحدثين عبارات يقرأ لم أنه جمهورهم. ويتضح به يقول الذي الظن به مراد

من معلوم هو بما عليه واستداللهم اليقيني، بالعلم تصريحهم في واألئمة أنهم وال قاله، الذي التأويل يحتملها ال مما تقدم، كما والعقلية الشرعية األدلة التحرير في الهمام ابن نقل لما ولهذا ورده، نقله كما الظاهر، العلم أرادواالشيخين، بمروي بالقطع الصالح ابن بتصريح رده األول تأويله

بقوله واستدلوا الظن، بمعنى العلم يفيد قال من فيهم أن اآلمدي قول فأما وإن له، حقيقة ال قول فهذا ظنتموهن، مؤمنات( أي علمتموهن تعالى: )فإن

العلم يفيد ال بأنه منهم، األكثرين قول وبين بينه فرق فال يقوله، من وجدQ، اليقيني التأويلين أحد هذا أن علمت للظن. وقد إفادته ينفوا لم فإنهم مطلقا يعلمه كان ولو ظاهره، عن األول القول صرف في الغزالي سلكهما اللذين

Q Q، يجعله ولم لحكاه، ألحد قوال Q وعلمت احتماال في اآلية ذكر الغزالي أن أيضا أهل كان ولما الظن، بمعنى العلم ال الظاهر، العلم قال: المراد من دليل

موافق بحكم خبر كل على بموجبها حكموا كلية، قاعد لهم وضعوا قد األصول وهي يقينية، بزعمهم عقلية، أدلة إال فيها مستندهم يكن لم التي القواعد لتلك

إنهم ثم الظن، اآلحاد أخبار مفاد بأن ألجلها فحكموا مطردة، جعلوها وهمية، متواترة، العمل وجوب أدلة رأوا لما بها، العمل بإيجابهم ذلك بعد تناقضواQ، لها السلف وقبول Q هذا ورأوا مشهورا Q المسلمين بين مطردا Q، سلفا فلم وخلفاQ يجدوا األساس. من لقواعدهم هدم هو مما العمل، توجب بأنها القول من بدا

به مناقشة uالعلم: يفيد ال الواحد خبر إن يقول من ش

التوقف أو الثقة، الواحد خبر برد يصرح السمعية األدلة من نص وجود أعتقد الQ ولدوا األخبار في والشك الظن أهل ولكن به، العلم حصول عدم أو فيه، شبها

إليه. الداللة قطعية عقلية، ظنوها وخياالت

40

Page 41: أخبار الآحاد

والنسيان السهو تقتضي البشرية الطبيعة إنقولهم: - فمنها1         Q يوجد وإنه إنسان كل من أو الكاذب يعتقدها لمصلحة الكذب تعمد كثيرا

نقول ال الواحد. فيقال: نحن خبر في التوقف يقتضي ذلك وكل لغيرها، نقول ولكن الكذب، تعمد من بعصمتهم وال النقلة، جميع على الخطأ باستحالة

الراوي أخبار تتبع من ذلك، تؤيد أمارات ظهور عند للخبر والتصديق بالجزم ذلك وغير منه، أفضل أو مثله هو لمن موافقته ومن صحتها، على يوقف حتى الله يجعل أن ببدع فيها. وليس الخطأ أو الرواية صدق الفن أهل به يعرف مما في الكثير السهو ومن الكذب، تعمد من بعصمته القول يقرب من خلقه في

األمن ويحصل خلقه، على الله حجة تقوم كي الدين، لواجبات واألداء التحمل من يلزم بالقبول، األمة تلقتها التي األخبار بخطأ. فرواة لله التعبد من

ينافي مما وذلك الرسول، يشاهد لم من على الله حجة قيام عدم تخطئتهمالله. حكمة

الحديث في المحدثين اختالف نشاهد إنناقولهم: - ومنها2          ذلك ونحو عنهم، وذاب رواته في وطاعن ومضعف، له مصحح بين ما الواحد،

الخطأ. فقد مخافة مروياتهم في والتوقف قالوه، بما اليقين عدم يسبب مما -كالدار العلماء بعض تعقبهما ثم بصحتها، حكما أحاديث ومسلم البخاري روى

Q الترمذي مطاعن. وكذا فيها قطني- وذكروا في أحاديث يصحح ما كثيرا مستدركه. ولو في الحاكم عن اشتهر ما وهكذا صحيحة تكون وال جامعه،

الكثير، االختالف هذا فيها وقع لما للعمل مفيدة ظاهرة الصحة أمارات كانت الحديث من الثابت الصحيح تمييز على الحديث أهل اصطلح فيقال: لقد

العلماء يكن غيره. ولم من به يعرفونه مما ومعناه ولفظه رجاله في النبويQ كان مما المميزات، بهذه العلم في استواء على الفن بهذا هذا لمثل سببا

واإلمام ومسلم، كالبخاري ذلك في الصنعة أهل تقدم في شك وال االختالف نعمل اختالفهم عند غيرهم. فنحن على ونحوهم معين بن ويحيى أحمد

تميز ما وهذا المعرفة، وتمام بالقوة يكون كما باألكثرية، يكون الذي بالترجيحQ عرف صحيحيهما. وقد في ومسلم البخاري به الحديث بصحة الحكم أن أيضاQ، اإلسناد يعتمد ال يكون أو صححه، من يعرفها أخرى طرق له يكون فقد دائما

عرف فقد الترمذي فيه. أما طعن من عليها يطلع لم ثبوته تقوي قرائن هناك معتبر بالصحة بالتتبع. فحكمه ذلك ظهر التصحيح، في التساهل من نوع عنهQ يكون الغالب. وقد في - فهو الحاكم غيره. وأما خالفه وإن له ظهر بما مقيدا ال ولهذا التصحيح، في التساهل كثير الرواية- لكنه كثير الحفظ واسع كان وإن

Q يوثق كالذهبي، العلماء بعض مستدركه في تتبعه وحده. وقد بتصحيحه غالبا وجه إيضاح مع كثير في وخالفوه بصحته، حكم مما الكثير على فوافقوه

Q أنه مع المخالفة؛ بما مقيد وذلك المتن، دون السند بصحة يجزم إنما غالبا خلقه. بين التفاوت هذا وجود في الله سنة الرواة. وهذه حال من له ظهر من الغالب فإن الجميع، في التوقف البعض في االختالف من يلزم ال ولكن

الصحيحين بين اختالف فيه يقع لم ثبت مما وغيرهما المصححين أحاديثلله. والحمد

41

Page 42: أخبار الآحاد

الله ألن جزم، غير من بالراوي الظن حسن يجب إنماقولهم: - ومنها3 شاء(. ما بي فليظن بي عبدي ظن عند القدسي: )أنا الحديث في يقول

الظن. يقل: كل (. ولم12إثم()الحجرات: الظن بعض تعالى: )إن ولقوله بإحسان وأمره بربه العبد ظن فيه. أما نحن بما له صلة ال مما فيقال: هذا

حجب قد الله أن شك وال الدارين، في الجزاء من به يعامله فيما الظن. فذلك لحمله بربه، الظن يحسن بأن فأمر الجزاء، دار في به فاعل هو ما العبد عن قوله ظنه. أما ما ليتحقق الطاعة، في الجد يستلزم الذي الرجاء على ذلك

أو اغتابه أنه بأخيه المسلم ظن في اآلية إثم( فسياق الظن بعض تعالى: )إنQ، له رام أو حسده، العداوة إثارة لقصد الوشاة ينقله مما ذلك ونحو شرا

المسلم من الظن سوء يسبب قد ولكنه له، صحة ال أكثره أن مع والبغضاء، والتقاطع الشحناء يثير الذي الظن هذا من كثير بتجنب المؤمنون فأمر بأخيه،

Q. الظن ببعض أمر اآلية في المسلمين. وليس بين أصال

على دليل من يخلنا لم الواحد خبر صدق الله علم لوقولهم: - ومنها4 أكمل أن بعد األمة لهذه وشرعه دينه بقاء ضمن الله أن شك ذلك. فيقال: ال

تؤخذ إنما الدين هذا تفاصيل أكثر أن شك النعمة. وال عليهم وأتم الدين، لهمQ كانت فلو األخبار، هذه عن أدلة ذلك على الله ألقام األمر نفس في كذبا

والضالل. وهذا الزيغ في األمة فتقع بالباطل، الحق  يلتبس ال كي وبراهين، على البراهين وأكبر األدلة أوضح من وحق. وهكذا صدق أنها على دليل أوضح يعكس أن ينبغي الدليل بها. فهذا العمل على الجملة في األمة إجماع صحتهاQ ألقام بها األمة عمل مع كذب أنها الله علم فيقال: لو عليهم Q برهانا واضحاثابتة. صحيحة أنها على فدل صحتها، عدم على

يفيد الواحد خبر كان فلو نسمعه، خبر كل نصدق ال إنناقولهم: - ومنها5 ولم متواتر، بكل يحصل كما العلم به وحصل سمعناه، ما كل لصدقنا العلم في ذلك يلزم ال كما اآلحاد، قبول في وعدالتهم الرواة إسالم اشتراط يلزم

Q خبر، كل تكذيب منه يلزم ال ولكن خبر، كل نصدق ال إننا المتواتر. فيقال: حق�اQ، البعض نصدق فنحن األخبار، جميع في التوقف وال البعض، بكذب ونجزم يقينا

وقد البعض، في نتوقف وقد جزم، غير من االحتمالين أحد لنا يترجح وقد خلقه بين التفاوت في الله سنة وهذه البعض؛ دون منا للبعض التوقف يحصل

بكل العلم حصول الكل. أما رد البعض رد من يلزم فال والمدارك، األفهام فيQ ذلك فإنما متواتر التواتر، اسم ألجلها عليه صدق التي شروطه لتوفر نظرا يحصل فال تختلف، أفراده فإن اآلحاد بخالف الضروري، العمل به وحصل

فإنما المتواتر، رواة في واإلسالم العدالة اشتراط عدم آحاد. أما بكل العلم وهي الكذب، على التواطؤ معها يؤمن التي بالكثرة العلم لحصول ذلك كان

اآلحاد. في مفقودة

نرى ونحن خبران، تعارض لما العلم الواحد خبر أفاد لوقولهم: - ومنها6 اجتماع حصل العلم الجميع بإفادة قيل فإن تتعارض، األخبار من الكثير

42

Page 43: أخبار الآحاد

Q كان أحدهما بإفادة قيل وإن محال، وهو الضدين مرجح. وهذا بال ترجيحا هذا خبر. فيقال: إن كل في التوقف فيوجب كذب، بعينه ال أحدهما أن يحقق بين وال متواترين، بين ذلك يحصل ال كما وقوعه، يمكن ال لما فرض مجرد

بالخبر اليقيني العلم حصل إذا المنفصلة. ثم القرائن منهما بكل تحتف خبرين الحديث من يوجد ما إن التامة. ثم المعارضة يعارضه خبر كل خطأ من بد فال

صحيح. وجه على المتعارضين من كل حمل يمكن التعارض ظاهره الصحيح التناقض، ظاهرها التي األحاديث بين بالجمع بالسنة العلماء تكفل ولقد

مختلف )تأويل في قتيبة ابن فعل كما محتمل، معنى على حديث كل فخرجوا في ذكرنا مؤلفاتهما. وقد في تيمية ابن وشيخه القيم، ابن الحديث( وكذا

Q عني تكتبوا بقوله: )ال الحديث كتابة عن النهي بين الجمع المقدمة غير شيئا الجمع يمكن ال وما شاه( ونحوه ألبي بقوله: )اكتبوا فيها اإلذن القرآن( مع

وألفاظ الخوف، صالة كصفات األمرين، وجواز التوسعة، على حمل بينهما أن  حذيفة أبي المرأة وسلم عليه الله صلى كإذنه الخصوص على أو التشهد،

Q ترضع قوله: )إنما مع المحرمية، في له أما لتصير رجل، وهو موالهم، سالما منسوخ الحديثين من المتقدم أن على يحمل المجاعة(. وقد من الرضاعة

الختانان التقى حديث: )إذا الماء(. مع من كحديث: )الماء المتأخر معرفة عند من شيء على تخريجه يمكن ال األول. وما عن الغسل( المتأخر وجب فقد يسمى ما وهو األكثرين، رواية لمخالفته الرواة، بعض خطأ على يحمل ذلك

،Q ركوعين من بأكثر الكسوف صالة في روي كما وذلك ذكره، سبق وقد شاذابعضهم. عند ونحوه ركعة كل في

إلى األحكام في احتيج لما الواحد بخبر العلم حصل لوقولهم: - ومنها7 بشهادة الحكم جواز فعدم الشاهد، مع المدعي يمين إلى وال الشهود، تعدد

واحد. فيقال: لما خبر كل فكذلك بخبره، العلم حصول عدم دليل الواحدQ بينهم العباد حقوق كانت الحكم الله جعل والتشاجر، النزاع فيها يقع ما كثيرا بها. وليس الحكم تحتم وجدت إذا التي البينة هو منضبط، ظاهر بأمر بينهم لو الحاكم دونها. فإن بما حصوله لعدم وال به، شهدت بما العلم لحصول ذلك

عن والعدول بعلمه، القضاء يجزله لم به شهدت ما بخالف العلم له حصل بشهادة له يحصل وقد بينة، بدون بالقضية العلم له يحصل قد البينة. فالقاضي

تمت إذا بالحكم مكلف أكثر. ولكنه أو أربعة بشهادة له يحصل ال وقد واحد، به. ثم حكم ما بخالف الباطن في األمر كان ولو أثم، ذلك من امتنع فلو البينة،

الواحد خبر بأن القول وال بالظن، العمل الشهادة بموجب الحكم من يلزم ال الله شرع تتضمن الدينية األخبار إن لذلك. حيث به فيعمل الظن، يفيد إنما

بينه الفرق في ظاهر وضوح من بد فال بقاءه، وضمن بحفظه، تكفل الذيQ األخبار هذه تضمنته ما كان الباطل. لذلك من سواه ما وبين Q، حقا متيقنا

Q قدر مما العباد، حقوق في فإنه البينة، به شهدت ما بخالف بصحته، مقطوعا من شوهد وقد اآلخر، البعض على بعضهم من والتعدي التظالم فيه بينهم الله

Q يكون البينة به شهدت ما والزور. فكان الكذب بعضهم Q أحيانا وقد مظنونا أمر وهو بذلك، الله أمر يعتمد إنما إذا فالحكم الكذب، أو الصحة متيقن يكون

43

Page 44: أخبار الآحاد

بخالف تركه. وهذا من فيأثم التعبد من نوع فيه ثم فيه، الخwفwاء منضبط بشيء غلبة أو الشك، تطرق مع أكثر أو اثنين لنقل بثبوتها نحكم ال فإننا الدين، أخبار أمارات ظهرت إذا الشهادة نصاب دون من خبر ونصدق الخبر، صحة عدم

الصدق.

ومتواتر القرآن نسخ لجاز العلم الواحد خبر أفاد لوقولهم: - ومنها8 العلم. إفادته عدم على دل ذلك يجز لم فلما بمنزلتهما، لكونه به، السنة

المتواترة السنة أو القرآن من نص بين الكلي االختالف يقع أن فيقال: يندر حتى النسخ أن مع بالنسخ، القول إلى معه يحتاج الصحيحة، اآلحاد مع

إن المتأخرين. ثم بعض ونصره العلم إلى ينتسب من بعض أنكره قد بالمتواتر الجمع، تعذر عند السابق، الحكم ورفع بالنسخ، القول من مانع فال إليه احتيج

Q السابق كان ولو وقع وتأخره. وقد الخبر ثبوت تحقق بعد بالضرورة، معلوما الذي الواحد بخبر قباء أهل فعمل وسلم، عليه الله صلى النبي زمن في ذلك الخمر، جرار أتلف األنصاري طلحة أبو وهكذا األولى، القبلة نسخ لهم نقلQ بإراقتها وأمر هذين تخريج سيأتي كما تحريمها لهم نقل الذي خبر على اعتمادا

العلم، في المساواة لعدم ذلك فإنما بالمنع قيل إن الله. ثم شاء إن الحديثينQ وسيأتي السنة وألن والكيف، الكم في يتفاوت العلم أن الله شاء إن قريباQ لكونها القرآن، عن الرتبة متأخرة شاء إن سيأتي الذي معاذ ولحديث له، بيانا

تقضي؟( قال: بكتاب وسلم: )كيف عليه الله صلى النبي له قال لما الله،وسلم. عليه الله صلى الله رسول تجد؟( قال: سنة لم قال: )فإن الله،

Q الواحد بخبر العلم حصل لوقولهم: - ومنها9 ادعى من يحتج لم مجردا العلم فإن ادxعاه، ما صحة بها يعلم التي بالمعجزات خبره تأييد إلى النبوة

للحاصل. تحصيل ألنه مقويات، زيادة إلى يحتاج فال خبره، بمجرد يحصلQ نفسه ونصب مألوف، غير بشيء جاء قد النبوة مدعي كان فيقال: لما مشرعا

Q كانوا وعادات أعمال عن الناس وينقل والحرام، الحالل يبين الله، عن مخبرا من علم بها لهم يكن لم جديدة أحكام إلى أسالفهم، عليها وألفوا ألفوها، قد

كان مخالفته، على الله نقمة ويحذرهم الثواب، طاعته على ويعدهم قبل،Q Q شيئا فاحتاج ألفوه، ما ومفارقة اعتناقه عليهم يصعب نفوسهم، في مستغرباQ تقوي آيات إلى Q النبوة ادعى من كل فليس صدقه. وأيضا كونه من مأمونا

Q يجلب الذي النفس وحفظ الرفعة، من المنصب هذا في لما الله، على متقوال ما إلى النبوة مدعي احتاج ببينة. فلذلك إال منه يقبل فال ادعاه، لمن التهمة من به جاء ما تقبل على ويحملهم صدقه، للناس ويوضح دعواه، يقوي

رسله يؤيد أن خلقه، في الله سنة هذه إن العادات. ثم وخوارق المعجزاتQ مثله عن ينقل عدل خبر كل يكون هكذا وما الظاهرة، والدالئل بالبينات شرعا

الثقة منه عرفت وقد مصدره، إلى أسنده وإنما ابتدأه، الذي هو يكن لمبخبره. العلم وقوع من مانع فال واألمانة،

44

Page 45: أخبار الآحاد

من تكرر كلما القلب في العلم تزايد نشاهد إنناقولهم: - ومنها10 ألن المحسوس، التزايد هذا وقع لما مرة ألول العلم حصل ولو المخبرين،

خبر أن نشك ال النقصان. فيقال: نحن وال الزيادة يقبل ال واحد، شيء العلم يتخالجه ال بحيث صحته، القلب ويستيقن العلم، كمال به يحصل العدل الواحد

األخبار تواتر باب من تكون قد المخبرين فزيادة مشاهد، هو كما شك زيادة من تصوره ما سلمنا إذا ثبوته. ثم ويؤكد الخبر يقوي الذي وترادفها،

العلم فإن العلم، نفس في التفاوت عدم نسلم لم المخبرين، بزيادة العلم علم بين فرق ولذلك والقوة، والكيف الكم في يتفاوت الصحيح على بالشيء والنظري، الضروري العلم بين ف|رق كما اليقين، وحق اليقين، وعين اليقين،

العقل ذلك وشاهد واآلحاد، المتواتر عن الحاصل العلم بين التفريق سوغ مماالسليمة. والفطرة

الواحد خبر مخالف تكفير عدم على منعقد اإلجماع إنقولهم: - ومنها11 من ويبدع يكفر الذي كالمتواتر فليس العلم، يفيد ال ألنه إال ذاك وما وتفسيقه،

|قال: نحن بدون رده بحسب متفاوت بالخبر العلم أن ذكرنا قد تأويل. في األخبار، بعض بكذب يقطع من السامعين من وأن إليهم، وصل من معلومات

Q ظواهر من ويفهمه يعرفه لما مخالفة يراها أو كذبه، أو الناقل لخطأ اعتقادا من الجتهاده. ومنهم معذور ولكنه األمر، نفس في مخطئ وهو النصوص،

نحسن أن علينا فيجب هذا ظاهرة. وعلى داللته يرى ال ولكن بالخبر يصدق الخبر أن على ذلك فنحمل الصحيحة، األخبار بعض خالف قد رأيناه بمن الظن

Q له رأى أو عنده، يصح لم أو إليه، يصل لم Q أو محمال ذلك. نحو أو به، دفعه تأويال ثبتت التي األخبار بعض رد من الصحابة بعض عن روي ما يحمل هذا وعلى

عند الحديث ثبوت تحققنا إذا العلم. فأما تفيد ال أنها على ال المحدثين عند به العمل ترك أو يقبله، لم ذلك بعد رأيناه ثم رده، له يسوغ ما وعدم شخص،

وتفسيقه تبديعه وإبائه- نلتزم عليه الحجة إقامة -بعد فإننا تأويل، أو عذر بدون عندهم، صحت متى األحاديث إلى رجوعهم األئمة عن اشتهر بذلك. وقد

اشتد وهكذا ذلك، قبل يرونه أو به  يقولون كانوا مما سواها، لما ونبذهمالرجال. وأقوال اآلراء من غيرها إلى تأويله بدون خالفها من على نكيرهم

أعلم. والله اليقيني العلم وإفادتها عندهم لثبوتها إال ذاك وما

الرابع الباب

العقائد في اآلحاد قبول حكم في

لقبول بالجواز قال من أدلة

العقائد في اآلحاد أخبار

وبدعوة عليه، أنزل ما بتبليغ والسالم الصالة عليه نبيه الله أمر لقد          معرفة من الدين، بأصول تعريفهم ذلك أهم من وكان له، خلقوا ما إلى الناس

45

Page 46: أخبار الآحاد

ذلك. وما ونحو وقدره، وقضائه وجزائه وصفاته، وأسمائه وتوحيده، ربهم، فلزم لإلسالم، البناء عليه يقوم الذي كاألساس تعتبر العلوم هذه أن إال ذاك

عليها يدور التي نيته ولتعتبر العبد، اعتقاد ليصح عمل، كل على بها العلم تقدم هذه معرفة إلى بالدعوة وسلم عليه الله صلى بدأ رده. لذلك أو العمل قبول

إال قصده كان وما األمثال، لها وضرب األدلة، عليها وأقام واألسس، القواعد من ذلك من ينبعث لما برسالته وآمن صدقه من قلوب في اإليمان رسوخ

الله رضي صحابته لزمه التكاليف. ولقد بسائر والقيام العمل إلى المبادرة معتقدين وتقبلوها والفروع، األصول في العلوم أنواع عنه فتلقوا عنهم،

Q بعدهم، لمن بلغوها بمقتضاها. وهكذا وعاملين لمفادها، حيث ألمره، امتثاالQ آية( فكان ولو عني قال: )بلغوا عنهم، بلغه ما قبول مسلم كل على لزاما

Q كان سواء وتصديقه، وسلم عليه الله صلى نبيهم عن له آثرين أو متواترا،Q Q قبوله، أسباب وتوفر ثبوته بعد آحادا �ا Q متعلقه كان أي Q. أو أصوال فروعا

وسلم عليه الله صلى نبيهم عن بلغهم ما جملة من السلف تلقى ولقد عالمين بصحتها، موقنين مؤلفاتهم، في ودونوها والعقائد، الصفات أحاديث

Q والزكاة بالصالة جاء كما بها جاء وسلم عليه الله صلى الله رسول بأن يقينا القبر وعذاب والميزان، والحوض، الشفاعة، أحاديث مثل وهذا والتوحيد،

خلقه، على وعلوه يشاء، كما لعباده وتكليمه اآلخرة، في الله ورؤية ونعيمه، وطرق الرواة، بأحوال معرفة له من كل ذلك. فإن ونحو العرش، وإثبات

صلى النبي عن بصدوره ويوقن السنة، من النوع هذا ثبوت يتحقق األحاديث،Q، طرقه كانت ولو وسلم، عليه الله نقلوا الذين هم لنا نقلوه الذين فإن آحادا

بين التفريق البعض وقبول أخبارهم بعض رد من فيلزم الشريعة، أنواع جميع ما مع بأخبارهم الثقة وعدم والسلف، بالصحابة الطعن وإلحاق متماثلين،

سوء ينافي مما ذلك غير إلى للصدق، وتحريهم وتثبتهم، ورعهم من عرف في األخبار من النوع هذا قبول على القاطعة األدلة بعض بهم. وإليك الظن

الباب: هذا

وتداولها األخبار، من النوع لهذا السلف تناقل من تقدم ماذلك: - فمن1 في وإثباتها بمذاكرتها، االشتغال ثم وتحصيلها، تلقيها على والحرص بينهم،

واستفادوا صحتها، تحققوا قد أن على دليل ألوضح هذا في المؤلفات. وإنQ، عملهم لذهب وإال اليقيني، العلم منها في أعمارهم يفنوا أن وحاشاهم ضياعا

Q يفيد ال ما تناقل Q. فإنه يوجب وال علما عليه تحتوي ما أن عليه المتفق من عمال كانت وإن بها، يعمل أن ألجل تنقل التي العملية األمور من ليس األخبار هذه

ما على عليه دلت لما واعتقادهم بمعناها، يقينهم يتحقق أن إال بقي ظنية. فما من أثرهم اقتفى ومن والتابعون، الصحابة عليه ما هو وهذا الله، بجالل يليق

وأئمتها. األمة سلف

في األخبار تلك مدلول إدخال من األئمة عن اشتهر مااألدلة: - ومن2 وتحذيرهم جحدها، من لقول وردهم بمقتضاها، بالقول وتصريحهم معتقداتهم،

46

Page 47: أخبار الآحاد

مما قلوبهم، في والشكوك الشبه وعدم صدقها، لتحققهم إال ذاك منه. وما أخيه من سمعه ما كل يتقبل أحدهم إن بل إليها، اإلصغاء عن نفرتهم يسبب عظمة إن أخباره. بل من ما نوع في توقف غير من ودينه، بصدقه يثق الذي

هذه بمثل يردوه أن من أعظم قلوبهم في وسلم عليه الله صلى النبي حديث أن من عندهم أجل وحماته الحديث ونقلة الصحابة قدر التوهمات. وكذلك

ال أو العلم، يفيد فال واحد، خبر ألحدهم: خبرك يقال أو تهمة، إليهم يتطرق بعض في رواة زيادة وطلب التثبت، عنهم روي الفروع. وقد في إال يقبل

في به يتقوى بمن يأتي أن موسى أبي من عمر طلب كما األحكام، أحاديث مسلمة بن بمحمد المغيرة استظهر وكذا سعيد، بأبي فأتى االستئذان، خبر

ذلك. ولم الجدة. وغير وميراث الجنين دية خبر على عمر عند معه ليشهد قد بل ونحوها، المعاد أو الصفات، أخبار من شيء في التوقف عنهم ينقل

وصرح لتأويلها، التعرض وعدم كيف، بال جاءت كما إمرارها عنهم اشتهرتعالى. الله بجالل يليق ما على بمقتضاها بالقول منهم الكثير

بعثه في وسلم عليه الله صلى النبي عن األخبار به تواترت ما- ومنها:3Q الدين جميع تبليغ إليهم وعهده البالد، أطراف  إلى الدعاة Q، أصوال مع وفروعا له: قال اليمن إلى بعثه لما عليه، المتفق معاذ حديث في كما بالتوحيد البداءة

Q تأتي )إنك إله ال أن شهادة إليه تدعوهم ما أول فليكن الكتاب، أهل من قوما فأخبرهم لذلك أطاعوك هم الله- فإن يوحدوا أن رواية: )-إلى الله( وفي إال أطاعوك هم فإن وليلة، يوم كل في صلوات خمس عليهم افترض الله أن

على فترد أغنيائهم من تؤخذ صدقة عليهم افترض الله أن فأخبرهم لذلك اإلسالم، بأركان ثم التوحيد، إلى الدعوة  بتقديم أمره كيف فقرائهم(. فانظر

Q أن ينقل ولم األعمال أو الفروع، تبليغ على اقتصر الرسل أولئك من أحدا لمحمد والشهادة وعقابه، وثوابه بالله اإليمان إلى يدعون كانوا الظاهرة. بل

Q عنه بلغوا بالرسالة. وهكذا وسلم عليه الله صلى الظاهرة العبادات أيضا المجمع المحرمات وكذا والزكاة، كالصالة بالضرورة، الدين من المعلومة

استجاب من عنهم تقبله مما ذلك وكل النفس، وقتل كالزنا تحريمها علىQ وبقي لدعوتهم، الحجة عليه وقامت فروع، أو أصول من تلقاه لما معتقدا

بأن المنكرين قبل من الدليل هذا على اعترض القبول. وقد دليل وهو بذلك، العقلية، باألدلة إلخبارهم هو وإنما األصول، لتعليم يكن لم الرسل أولئك بعث

ما فإن بشيء، ليس بفطرهم. فيقال: هذا يعرفونها التي الكونية واآليات لعبث حاجة هناك يكن لم وإال عليهم، الحجة لقيام يكفي ال بعقولهم يعرفونه

معاذ حديث في كما التوحيد، إلى الدعوة بتقديم التصريح ذلك الرسل. ويردQ أن ينقل ولم المذكور، العقلية، الدالئل بتعريف بدأ الصحابة أولئك من أحدا

الشهادتين. إلى الدعوة قبل

في الملوك إلى وسلم عليه الله صلى النبي كتب تضمنته ما- ومنها:4Q اإلسالم إلى فيها دعاهم التي زمانه، Q، أصال تبليغهم بها حصل وقد وفرعا

في صغيرة بطاقات ذاك إذ كتبه أن شك وال بها، الله كلفه التي الرسالة

47

Page 48: أخبار الآحاد

يقبل ال الواحد خبر كان ولو واحد؛ ويحملها واحد، شخص كتابتها يتولى الغالب، ليحصل التواتر، حد يبلغون جماعة قطر كل إلى يبعث أن للزمه األصول في

هذا يقع لم أحد. ولما المدينة في معه يبق لم ذلك فعل ولو بخبرهم، العلم األصول في الواحد بخبر االلتزام ووجوب العلم، حصول بالواحد اكتفاؤه أفاد

المراد. وهو والفروع

q األدلة - ومن5 Q إال قبلك من أرسلنا تعالى: )وما : قوله أيضا نوحي رجاال أنه منها الداللة (. ووجه43تعلمون()النحر: ال كنتم إن الذكر أهل فسئلوا إليهم

منهم، كل إلى أوحى وماذا ودعوتهم، الرسل عن الذكر أهل بسؤال أمر أن ذلك يعلم ال من أمر فقد األصول؛ أكبر من وهذا البشر، جنس من وكونهم

Q إال يجد لم ولو الذكر، أهل يسأل المسؤول جواب أن بد وال منهم، واحدا شاء إن هذا من بأبسط اآلية داللة إيضاح وسيأتي اعتقاده؛ ويلزم به يكتفى

الخامس. الباب من الثاني الفصل من األول النوع في الله

ومناقشتها المخالفين شبه

القرن في معتنقوها كثر وقد الدين، في بدع ظهرت الصحابة عصر أواخر في تعالى الله صفات وإنكار والشفاعة، القدر نفي مثل وذلك بعده، وما الثاني ونحوها. وأكثر والمجيء والنزول والعلو، كالكالم النصوص، في وردت التي العقائد، إفساد إال قصدهم كان وما باإلسالم، تستروا مالحدة البدع تلك أهل

اإلصغاء أو مجالستهم، من وحذروا بدعتهم، السلف أنكر وقد األفكار، وبلبلة تمكن ثم الغالب، في مقموعين أذالء الثاني القرن طوال مكثوا إليهم. ولقد

ارتفاع سبب مما الوالة، ببعض االتصال من الثالث القرن أول في بعضهم على قلدهم من وكثرة الزائغة، عقائدهم وانتشار ذكرهم، وشهرة مناصبهم،

Q بل هدي، غير الدليل وأخذ الوحيين، بتقديس تظاهروا بهم. ولقد للظن إحسانا تظاهروا المسلمين. كما عوام قلوب في قدرهما عظمة رأوا عندما منهما، الحوادث، صفات من بزعمهم به يليق ال عما وتنزيهه الله، تعظيم بقصد

والسنة الكتاب في النصوص كانت العقل. ولما ينكره وما الخلق، ومشابهة حتى لردها احتالوا األساس، من وإبطاله قرروه، ما معارضة في صريحة

الباب، هذا في القرآن نصوص على التأويالت فسلطوا عقيدتهم، لهم تسلم أصلها، من السنة نصوص ردوا ثم منها المتبادر المفهوم عن صرفوها حتى

متواتر إلى تقسيمها على اصطلحوا حيث العقيدة، في بها االستدالل ومنعوا لكنه الثبوت قطعي كان وإن عندهم- بأنه ندرته -مع المتواتر وآحاد. فردوا

اآلحاد القرآن. أما كنصوص إليه االحتماالت لتطرق الداللة، قطعي غير برواتها؛ والثقة الكثرة من بلغت مهما الظن، إال تفيد ال أنها على فاصطلحوا

Q كان ما وأن يقينية تكون أن يجب التي األصول أدلة في يعتمد ال مظنوناQ أثبتوا حيث تناقضوا، قطعية. ولكنهم ظنية بأدلة وقواعدهم أصولهم من كثيرا

األصول. كتب في كما وهمية، أو

48

Page 49: أخبار الآحاد

مناقشتها: مع الباب هذا في اآلحاد رد في شبههم بعض وإليك

يجب التي األصول في تقبل فال الظن تفيد إنما اآلحاد هذه - أن1 األدلة من قبله الباب في تقدمفيقال: قطعية. يقينية أدلتها تكون أن

يتصور ال ذلك ثبوت وبعد الكفاية، فيه ما اليقيني العلم الثقة خبر إفادة على الظن تفيد إنما أنها بتقدير ثم والفروع، األصول بين بها االستدالل في فرق

والصفات األسماء إثبات يمتنع ال بمثلها، تثبت واألوامر األحكام وأن الغالب، اآلخر، دون أحدهما في بها يحتج بحيث والخبر، الطلب بين فرق ال فإنه بها،

على القول يتضمن الطلب ألن وذلك متماثلين، بين تفريق بينهما فالتفريقQ، ورضيه كذا، شرع بأنه الله أسمائه بمقتضى هو ودينه الله وشرع دينا

واضح. هو كما وبالعكس للخبر متضمن فالطلب وصفاته،

q رد من - أن2 ال اآلحاد وأخبار يكفر والعقائد األصول من شيئاq منها رد من يكفر أن سبقفيقال: ثبوتها. في لالختالف شيئا

Q، العلم تفيد ال اآلحاد أن على بهذا استدل اتضحت من بأن هناك وأجيب مطلقاQ ولو السنة له ردها ثم وسلم، عليه الله صلى النبي عن ثبوتها وتحقق آحادا

مما شيء برد يكفر. لتظاهره فإنه الحجة عليه وقامت شبهة، وال تأويل بدونQ رد ومن ربه، عن وسلم عليه الله صلى الرسول به جاء الرسول دين من شيئا

التكفير، في والفروع األصول بين فرق فال هذا جميعه. وعلى رد كمنعليه. دليل ال األصول فتخصيص

q رد فمن اتفاقاq، الخبر باب في واحد الحق - قالوا: إن3 منه شيئا فالحق متعدد، الصواب فإن الطلب، بخالف فاسق، أو كافر فهو

ردت وبهذا مصيب، مجتهد كل فإن المجتهد، به حكم ما إلى يرجع يسبقوا لم مخترع، قول هذافيقال: مطلقاq. اآلحاد جميع المعتزلة

بذل بعد أخطأه من أن إال الشرعية، أدلته في منحصر واحد، الحق فإن إليه، السلف زال اجتهاده. وما على مأجور خطئه، في معذور طلبه في الجهد

وينقضون الدليل، لهم اتضح إذا الصواب إلى عنه ويرجعون بخطئهم، يعترفون سواء واحد، قول في منحصر الصواب أن في واضح وهذا السابقة، أحكامهم

األصول. ثم كتب في مستوفاة ذلك وأدلة األخبار، في أم األحكام في أكان تعريفاتهم وكل والفرع، األصل من كل لحقيقة تعريفاتهم في تباينوا إنهم

وغيرهما. القيم وابن تيمية كابن المحققون ذلك بين كما البطالن، واضحة

الخامس الباب

الواحد بخبر العمل حكم

التمهيد

49

Page 50: أخبار الآحاد

تقبلتها التي اآلحاد أحاديث أن و العلم، يفيد العدل خبر أن تحققت أن بعد قد عليهم ترد لئال منها، البعض بتأويل بعضهم اشتغل و األكثر، بها فعمل األمة

لما للعلم، تابع العلم فضلة. فإن يعتبر الباب هذا فإن اليقيني، العلم أفادتهم الصالة عليه الرسول عن صدوره تحقق ما بكل العمل وجوب من عرف

فيه سردوا و ظنية، أنها على بناء الباب هذا عقدوا المتكلمين لكن والسالم. و و المذاهب، تلك حال بيان من بد يكن فلم النقلية، و العقلية األدلة و األقوال قد و الواجب، هو ما خالف من شبه إزالة و األدلة، من لها أوردوا ما تمحيص

عليها. أوردوا عما الجواب و داللتها، لبيان سبقت التي األدلة بعض نعيد

الواحد بخبر العمل على العقل داللة

Q، إليها ويرجعون السمعية، األدلة يعتمدون السلف كان في ويحكمونها دائما علم أنكروا مخالفتها. ولقد أو للعقول موافقتها إلى يلتفتون وال بينهم، الخالف السمعية، األدلة عن اإلعراض من فيه لما منه، وحذروا ظهوره، عند الكالم

حكم في قول على للسلف أطلع التقلب. ولم وكثرة الحيرة من يسببه ولما منهم يدلنا داللته. وهذا عدم أو عليه العقل داللة في وال الواحد، بخبر التعبدأمرين: على

لديهم الخبر صحة إن بل األخبار، من واآلحاد المتواتر بين يفرقون ال - أنهم1خالفه. من على بشدة واإلنكار اتباعه، وتحتم قبوله، في الوحيد السبب هي

-ولو السمعي الدليل إن بل الشريعة، أحكام في بعقولهم يتدخلوا لم - أنهم2Q- هو فطرهم لسالمة إال ذاك وما العقل، يتوهمه ما على عندهم المقدم آحادا

العقل يخالف ال الصحيح السمع أن على دليل ذلك وفي والشبه، الزيغ عنQ الصريح األدلة ألجلها وردوا عقلية، أدلة ابتدعوا فقد الكالم أهل أما أبدا

فأحدهم حال، على تثبت ال خياالت أدلتهم أن يعلم التحقيق وعند السمعية،يحرمه. بأنه يجزم اآلخر بينما هذا، يوجب العقل بأن يجزم

أقوال: ثالثة لهم فيه فإن الباب هذا في قالوه ذلك: ما ومثال عقالq: الواحد بخبر التعبد األول: منع القول

أهل من وجماعة واألصم، علية وابن كالجبائي المعتزلة، بعض قول وهذاشبه: ذلك على الكالم. ولهم

كونه إلمكان الحالل، وتحريم الحرام، تحليل إلى يؤدي به التعبد أن- منها: 1Q فال الشرعية القواعد مقتضى تخالف مفسدة به العمل ففي الباطن، في كذبا

Q حكم كل على الله يقيم أن بد Q برهانا ويحيى بينة عن هلك من )ليهلك قطعيا العقل يجوز ظني دليل على يحيلهم أن ( أما42بينة()األنفال: عن حي من

هو مما المحظورات، واستباحة الحقائق، قلب من عليه يترتب لما فال، خطأه

50

Page 51: أخبار الآحاد

Q ليس الدليل الشارع. وهذا حكمة خالف Q، عقليا من العقل أخذه مما بل محضاالشرع. فيقال:

ال أنه حيث مصيب؛ مجتهد كل أن في المعتزلة مذهب على اللزوم )أ( يبطل يلزم ال فعليه االجتهاد، بعد يظهر ذلك وإنما األمر، نفس في حرام وال حالل

Q يكون أن يمكن خبر على المجتهد اعتمد إذا محذور األمر. فإن نفس في كذبا أما جرا. وهلم آخر باجتهاد خالفه من يصيب كما أصاب وقد اجتهاده، العمدة

وعكسه الحالل تحريم يلزم -فإنما واحد المصيب أن في الجمهور مذهب على المجتهد- يقدره ما هو بالظن- الذي يقال أن أما بموجبه، بالقطع قيل لو أنالله. حكم مخالفة منه يلزم ال خالفه. فإنه تجويز مع

به العمل فيكون المعروفة، قبوله شروط بتوفر يضعف كذبه إمكان )ب( أن Q غالب. ظن أو يقين إلى مستندا

في والظن والحكم والفتيا الشهادة قبول من عليه وافقوا بما )ج( المعارضة  يظن وقد األنبياء، كشهادة بصدقها يقطع قد الشهادة فإن القبلة، تحري

وسلم عليه الله صلى النبي فتوى وكذلك به، يعمل والكل غيرهم، كشهادةQ، بصحته مقطوع وقضاؤه وفتوى الحكام سائر حكم بذلك فألحق غالبا

ظنها به فألحق الكعبة معاينة عند بها يقطع القبلة وكذلك المجتهدين، كل خبر به المقطوع وسلم عليه الله صلى النبي بخبر يلحق فهكذا باالجتهاد.

قبله. الصور وبين بينه فرق فال صدقه، يظن ثقة

في المصالح رعاية وجوب على مبني دليلهم بأن وغيره اآلمدي )د( وأجاب  فإن سديد، غير الجواب هذا مسلم. ولكن غير وهو وأفعاله، الشرع أحكام على كتب تعالى والله الصحيح، على العباد بمصالح معللة تعالى الله أفعالQ، أحد عليه يوجب أن غير من الرحمة، نفسه وإحسانه حكمته لتمام وإنما شيئا ينافي مما وكان المناسبة، غاية في ونواهيه وأوامره أفعاله كانت بالعبادمحض. ضرر هو بما أو فيه، فائدة ال بما الخلق تكليف حكمته

تحريم في خبر روي لو كما الضدين اجتماع منه يلزمقولهم: - ومنها2 فالعمل القبول، شروط استيفاء في واستويا تحليلها، في وآخر العين هذهQ بهما كل أن إلى أشرنا أن مرجح. فيقال: سبق بال ترجيح وبأحدهما محال، معا

Q نسبية بينهما المعارضة فوجود صحتهما ثبتت دليلين تمكنوا األئمة وأن غالبا جعلوه أو صحيح، وجه على دليل كل وتخريج التعارض أوهم ما بين الجمع منQ، األمرين وتجويز التوسعة، باب من Q المتأخر جعلوا أو معا بعد للمتقدم ناسخا

تقدم. ما آخر إلى التاريخ معرفة

بال النبوة ادعى من خبر قبول لجاز الواحد بخبر التعبد جاز لو- ومنها:3  جاء النبوة ادعى من أن وبيان الشبهة هذه عن الجواب فيقال: سبق معجزة

لم ما إلى عاداتهم من كثير عن الناس نقل به جاء وفيما مستغرب، بأمر

51

Page 52: أخبار الآحاد

فاحتاج لنفسه، حظ أو رئاسة طالب كونه إمكان من دعواه في ما ثم يألفوه،Q نقل من كذلك وليس الله، على أحد يتقول لئال بمعجزة، قوله تأييد إلى شرعاQ غيره عن الرواة. بسائر مقتديا

على فدل األصول، في اآلحاد قبول عدم على اتفق قد أنه- ومنها:4 أن ذكرنا وقد متوهم االتفاق فيقال: هذا بينهما، فرق فال الفروع، في امتناعها أجاب وقد بالفروع، أو باألصول يتعلق ما بين قبولها في يفرقون ال السلف

بخالف قطعي، دليل من له البد األصل أن على اتفق قد بأنه هنا المتكلمون ذكروا، ما على مطرد غير عملهم لكن أجابوا هكذا بالظني، له فيكتفى العمل

الكل. في القبول من إليه أشرنا ما هو والصحيح بالفرق، يطالبون ثم

بقراءة بتالواته المتعبد القرآن نقل لجاز به التعبد جاز لوقولهم: - ومنها5 صلى الرسول معجزة يعتبر القرآن كان لما فيقال اإلجماع، خالف وهو اآلحاد،

الشرعية، األحكام بخالف بنقله، يقطع مما يكون أن لزم وسلم، عليه الله سندها صح إذا القراءة أن الله شاء إن الصحيح إن الغالب. ثم بالظن فتثبت

يقرأ لم وإن قبلت، المصحف رسم ووافقت وسلم، عليه الله صلى النبي إلىالعشرة. أو السبعة من أحد بها

الواحد: بخبر العمل يوجب العقل الثاني: أن القول

من البصري الحسين وأبي األشاعرة، من والقفال سريج ابن قول وهذاالخطاب. أبو وقاله أحمد، اإلمام عن وحكي وغيرهم، المعتزلة

يأتي: بما لذلك واستدلوا

Q به العمل ترك في - أن1           األدلة لقلة الدليل، عن الوقائع ألكثر تعطيال تكون حادثة كل أن تقتضي الله وحكمة للحوادث، بالنسبة بها المقطوعقبولها. فيجب آحاد، أدلتها إن الوقائع وأكثر قبوله، يجب بدليل الحكم معروفة

الناس إلى وسلم عليه الله صلى النبي بعثة عموم المعلوم من - أنه2          Q جهة كل إلى يبعث أن وال الجميع، مشافهة إمكانه في وليس كافة، عددا

العلم األمة على يجب لم فلو باآلحاد، االكتفاء إال يبق فلم التواتر، حد يبلغونفائدة. لبعثهم يكن ولم التبليغ، يحصل لم بأخبارهم

تركه على يترتب الذي الحكم وجود يرجح الراوي صدق ظن - أن3          Q. ولو العقاب هذا من ليسلم األمر، هذا بامتثال يحتاط والعاقل العقاب، مظنونا

Q Q وسلم عليه الله صلى الرسول به جاء بما العلم كان لما وأيضا من معلوماQ جاءت قد األخبار هذه وكانت الجملة، في بالضرورة الدين لتلك تفصيال

في الخوف تثير مما كانت مضرة، تركه وفي مصلحة، فعله في لما الجملة،Q صدقها، ترجح عند بمفادها العمل فوجب القلب، Q، تحصنا من وتحرزا

52

Page 53: أخبار الآحاد

اآلمدي تكلف وجاهتها. وقد في ترى كما وهي حججهم، ملخص هذا المخاوف،مناقشتها: مع مخلصها إلى نشير جدلية، بأجوبة ردها وغيره

تعطل الواحد خبر ترك من يلزم ال فإنه األولى الحجة قالوا: أماq يجد لم إذا المفتي فإن األحكام، عن الوقائع حكم إلى انتقل دليال فيقال: الواحد. خبر يجد لم لو كما األصلية البراءة وهو شرعي،

وتعرضت األحكام، تفاصيل بينت قد الشرعية النصوص أن في نشك ال نحن الواقعة في يوجد لم وإذا الدين، كمال مقتضى وهو تقع، أن يمكن واقعة لكل

Q تعم كلية قواعد وجدت خاص، نص الجزئية المسائل. جزئيات من كثيرة أفرادا الذي الكلم جوامع من شرعية وقواعد لكليات إبطال اآلحاد أخبار رد ففي

يكون كثيرة، وقائع تعطيل ردها من فيلزم وسلم، عليه الله صلى النبي أعطيه ورود قبل كانت إذا األصلية البراءة أن على الرسالة، موجب من بيانها

Q البراءة فتكون باألحكام، مشغولة الذمة أصبحت فقد بعده أما التكاليف، أيضا باألرجح. فيعمل بمظنونة، مظنونة وتتقابل الحكم، هذا إلى بالنسبة مظنونة عليه الله صلى النبي على يجب إنما التبليغ الثانية: فإن الحجة وأماقالوا: صلى الرسول بلغه فمن التواتر، بخبر أو بالمشافهة عليه يقدر فيما وسلم

لم الذي كالبعيد معذور، فهو وإال الحجة، عليه قامت بذلك وسلم عليه الله الله صلى فالرسول بوجيه، ليس هذافيقال:باآلحاد. ولو تبليغه من يتمكن

من حصل كما استطاعته، في بما واإلنذار بالدعوة مكلف وسلم عليه أنه على يدل مما بذلك، واكتفائه البالد، أقطار في الدعاة بث على اقتصاره

Q كان وإن الحجة به قامت مما Q مظنونا Q. ظنا غالبا

تبلغه حتى يعذر فهذا النائية الجزائر في كمن تبليغه على يقدر لم من أما الشريعة جميع وتبليغهم بعدهم، ومن الصحابة بدعوة العذر زال وقد الدعوة،

الراوي صدق ظن فإنالثالثة: الحجة قالوا: وأماوالداني. القاصي إلى الكافر خبر في كما إيجاب، غير من أولى، بخبره العمل كون يرجح إنما

Q. به العمل وجوب عدم من صدقه، ترجح عند والفاسق وهذاقالوا:إجماعا يقينية أدلتها تكون أن البد التي األصول من أصل في ظني لقياس استعمال وسلم عليه الله صلى الرسول مخالفة أن العاقل عرف إذافيقال:قطعية.

أمر وجاءه المصلحة، له يحصل مما أمره امتثال وأن عليه، الضرر تسبب البد ذلك وبتكرر اللوم، به يلحقه مما هذه والحالة امتثاله فعدم صحته، تترجح

الضرر. ومثال أسباب من الحذر يوجب السليم فالعقل ضرر، عليه يحصل أنQ وظن نفسه، قتل تحريم العاقل علم إذا ذلك: ما Q ظنا الطعام هذه أن غالبا

له يجز لم ينقض أن يريد الجدار هذا أن ظن أو أكله، عليه حرم مسموم،Q الجلوس Q االحتياط الفقهاء يجعل ما تحته. وكثيرا قياسه للوجوب. أما مناطا

فإن بمجرده، بخبرهما يوثق ال ألنه مسلم، فغير والفاسق الكافر خبر علىQ به العمل وجب صدقه تغلب قرائن به اقترن قولهم القرائن. أما على اعتمادا

Q بأنفسهم، نقضوه وقد مسلم، فغير ظنية، تكون ال األصول أدلة إن ما فكثيراQ قواعد يثبتون Q وأحكاما خيالية. أو ظنية بأدلة وأصوال

53

Page 54: أخبار الآحاد

q به العمل يجوز الواحد خبر الثالث: أن القول وجوب: غير من عقال في محذور لذاته عنه يلزم لم ألنهقالوا: المتكلمين. أكثر قول وهذا

Q كونه واحتمال العقل، ما على به. وقاسوه التعبد من مانع غير خطأ أو كذباQ كونه مع والمفتي، الشاهد بقول العمل من عليه االتفاق وقع ومثلوا مظنونأQ وظننتموه طائر طار إذا الشارع قال لو بما ذلك كذا، عليكم أوجبت فقد غرابا من اإلنسان يجده محسوس، شيء الظن إن حيث محال، منه يلزم ال فإنه

الحكم. يترتب وجوده فبمجرد نفسه،

على السمع داللة في الخالف

  الواحد بخبر العمل وجوب

خالفه من فإن وعليه اليقيني، العلم يفيد العدل خبر أن سبق فيما حققنا فقدQ كغيره الموضوع هذا في المتكلمين عليه. ولكن الحجة إقامة بعد يكفر عنادا

قولين: على فيه واختلفوا الثبوت، ظني كونه اعتمدوا

الجبائي قول وهوسمعاq: به العمل يجب ال األول: أنه القول        Q، جوازه نفي في المعتزلة من تبعه ومن Q وقاله عقال Q جوxزه من بعض أيضا عقال

والرافضة. القدرية وجمهور داود، وابن الظاهرية، من كالقاساني

بأدلة: استدلوا وقد

  :qعلم()اإلسراء: به لك ليس ما تقف تعالى: )وال القرآن: كقوله منأوال (،81علمنا()يوسف: بما إال شهدنا يعقوب: )وما أوالد عن حكاية وقوله (،36

والبغي واإلثم بطن وما منها ظهر ما الفواحش ربي حرم إنما وقوله: )قل ال ما الله على تقولوا وأن سلطانا به ينزل لم ما بالله تشركوا وأن الحق بغير

Q إال نظن كفروا: )إن الذين عن حكاية وقوله (،33تعلمون()األعراف: وما ظنا لنا فتخرجوه علم من عندكم هل وقوله: )قل (،32بمستيقنين()الجاثية: نحن

اآليات. من ونحوها (،148تخرصون()األنعام: إال أنتم وإن الظن إال تتبعون إن وأن اليقيني، العلم اآلحاد إفادة على اآليات بهذه استدل أن فيقال: سبق

Q ردها على المعتزلة به تسلط مما ظنية، جعلها والفروع، األصول في مطلقاQ اتباع وذم علم، بال الله على القول عن النهي فيها التي اآليات بهذه استدالال

عن أجابوا ظنية كونها مع بها العمل بوجوب القائلين المتكلمين الظن. ولكنأجوبة. بعدة اآليات هذه

نفاه فمن قطعي، دليل عليه ليس الواحد بخبر التعبد امتناع أن فمنها:-1اآليات. هذه في المذكور الذم في فيدخل الظن عمدته فإنما

العلم فيه المطلوب بما خاص اتباعه عن المنهي الظن أن ومنها:-2كالعقائد.

54

Page 55: أخبار الآحاد

دليل وهو اإلجماع، عمدته به والعمل اآلحاد، بموجب القول أن ومنها:-3ظنية. هي التي اآلحاد العمدة ليس قطعي،

التخرص به أريد المذموم الظن أن قولهم على به أجيب ما - وأحسن4 في بالقطعي ملحق فهو الراجح، الظن بخالف مستند، له ليس الذي والوهمعلم. بال الله على قال أنه به قال من على يصدق وال به، العمل وجوب

السنة: ثانياq: من

عليه الله صلى النبي سلم لما اليدين، ذي خبر وسلم عليه الله صلى النبي رد أم اليدين: أنسيت ذو له فقال اثنتين، عن العشى صالتي إحدى في وسلم

يعمل نسيت. فلم قد تقصر( فقال: بلى ولم أنس فقال: )لم الصالة؟ قصرت خبر السالم عليه رد عليه. فيقال: إنما معه. متفق الحاضرين سأل حتى بقوله

بمعرفة انفراده والستبعاد الصالة إتمام من يعتقده لما لمخالفته اليدين ذي فبموافقة إليه، يتطرق الوهم يجعل مما هذا أن شك وال غيره، دون النقص

خبر مع بخبره عمل والسالم الصالة عليه يقال: إنه الوهم. ثم يزول له آخراآلحاد. عن بذلك يخرج ال وهو وعمر، بكر أبي

فقد األخبار، بعض قبول عدم من الصحابة بعض عن اشتهر ما األدلة )ج( ومن مسلمة بن محمد معه شهد حتى الجدة، ميراث في المغيرة خبر بكر أبو رد

Q خبره عمر ورد مسلمة، بن محمد بذلك أخبره حتى المرأة امالص في أيضاQ Q الصحيح عليه. وفي متفق أيضا في موسى أبي خبر رد عمر أن أيضا

تعذيب في عمر ابن خبر عائشة وردت سعيد أبو معه شهد حتى االستئذان، وأمثال المفوضة في األشجعي سنان ابن خبر على ورد عليه أهله ببكاء الميت

عنهم ينفرد أن واستبعاد الخطأ، إمكان وهو لعارض، ذلك ذلك. فيقال: إنما من هو إنما معه يشهد لمن الظاهرة. فطلبهم السنة بهذه الراوي، هذا مثل إليه ازدادت نقلته كثرت كلما الخبر أن شك وال الخبر، وتقوية التثبت، باب

سمع إذا ثم طرق، خمسة من الحديث يروي العالم ترى النفس. أال طمأنينة وأقطع للحجة، أثبت كان تواتر كلما الخبر ألن كتبها، سابع أو سادس زيادة

أتثبت أن أردت ولكني أتهمك، لم موسى: إني ألبي عمر قال ولذلك للخصم، بجواب أثر كل عن أجيب وسلم. وقد عليه الله صلى النبي عن الحديث في

أن مبررة. على ألسباب هو وإنما شك، عن يكن لم لذلك ردهم أن يبين خاص،Q كونها عن يخرجه ال آخر إلى راو انضمام يخفى. ال كما آحادا

سمعاq. الواحد يخبر العمل الثاني: وجوب القول        

الخالف حدث وإنما قاطبة، السلف إجماع عليه بل األمة، جمهور قول وهذا بوجوب القول في المتكلمين عمدة كان ولهذا الكالم، علم ظهور بعد فيه

أدلتهم بقية أما مستند. من له البد اإلجماع أن مع اإلجماع، هو إنما بها العمل ظنية، عندهم أجلها من داللتها صارت اعتراضات عليها أوردوا فقد كثرتها مع

55

Page 56: أخبار الآحاد

ما بعض األدلة. وإليك قواطع من فيها البد التي األصول من المسألة أن مععليها: اعتراضاتهم مناقشة مع السمعية، األدلة من الباب هذا في أوردوه

األول: القرآن: - النوع1

آيات: عدة في وداللته        

في ليتفقهوا طائفة منهم فرقة كل من نفر تعالى: )فلوال - قوله1         ( أمر122يحذرون()التوبة: لعلهم إليهم رجعوا إذا قومهم ولينذروا الدين تفقهت بما قومها وبإنذار الدين، في بالتفقه الباقية أو النافرة الطائفة تعالى به، المأمور وجوب يقتضي القوم. واألمر من الحذر بحصول اإلنذار وعلل فيه، بقوله: )لعلهم والتعليل المخوف؛ باألمر اإلخبار هو الذي اإلنذار ثم التفقه وهو

عدم من به يشعر لما تعالى، الله حق في محال فإنه للترجي، يحذرون( ليسQ الحذر وهو المطلوب، وجوب فيفيد للطلب هو بل بالعاقبة، علمه على اعتمادا تعالى: )وإن لقوله واالثنين، الواحد يعم الطائفة، ولفظ الطائفة، إنذار

اقتتل إذا ما على يصدق ( فإنه9اقتتلوا()الحجرات: المؤمنين من طائفتانQ اثنان، بعضها، يخرج أن فرقة كل أمرت ثالثة. وقد أقلها الفرقة فإن وأيضا الذي لقومها إنذارها ووجوب الطائفة، هذه على التفقه وجوب بذلك فظهرلحصوله. علة اإلنذار جعل الذي الحذر يسبب

Q: اآلية هذه داللة على أوردوا وقد         شبها

يكون فال الصريح، األمر صيغ من قوله: )لينذروا( ليس أن)أ( فمنها:        Q، اإلنذار في التفقه أوجب الله أن شك اآلية. فيقال: ال في أمر ال حيث واجبا من اآلية هذه في الله، أنزل ما يكتمون الذين وذم للناس، بيانه ثم دينه،

ذكرت )لينذروا( هنا صيغة كانت ذلك. ولما يؤيد ما واإلنذار التفقه على الحض التخويف وهو اإلنذار ثم التفقه، وجوب على دل التفقه على الحض لتعليل

واجب. غير ترك في تخويف ال إذ للحذر، الموجب

به. فيقال: األمر المأمور وجوب على يدل ال قد األمر أن)ب( ومنها:         أدلة وهي القرائن دلت هنا وها بقرينة، إال الوجوب عن يصرف ال المطلقللوجوب. أنه - على الكتمان عن والنهي البيان وجوب

بناء تركه، أو شيء فعل من التخويف به أريد اإلنذار أن)ج( ومنها:         قلنا كما اإلخبار. فيقال: اإلنذار عن خارج والتخويف المخوف اجتهاد على

في التفقه أثر بالمخوف والعلم ترك، أو فعل على يترتب بمخوف اإلخبارQ التخويف فكان الدين، الشرع. عن علمه متلقى مخوف شيء عن إخبارا

المقلد قبول على معكم ونحن الفتوى، به أريد اإلنذار أن)د( ومنها:         اإلفتاء. فيقال: لجواز شرط هو الذي التفقه لفظ ذلك المفتي. ويرجح خبر

56

Page 57: أخبار الآحاد

بشيء واإلخبار اإلفتاء فيشمل مفعوله، لحذف عمومه على اآلية في اإلنذار لفظ أن الحذر.كما يوجب بما منهما استنبط ما أو ورسوله، الله كالم من

يستلزم ال اللغة في التفقه أن مع والمقلدين المجتهدين فيشمل عام القوماإلفتاء.

قائل وال واحد، ثالثة كل من يخرج أن يلزمقولهم: )هـ( ومنها         وقد الواحد، بخبر العمل وجوب ويقتضي ذلك يقتضي بوجوبه. فيقال: النص

تخصيص تخصيصه من يلزم وال الوجوب، عدم على باإلجماع األول خصالثاني.

األمر يكون وقد العمل، في ال اإلنذار، وجوب في اآلية أن)و( ومنها:         اإلنذار وجوب سلم التواتر. فيقال: إذا حد تمام المنذر بخبر ليحصل باإلنذار

Q. فإن األمرين وجوب على فدل الحذر، بحصول علل فقد نظير التعليل هذا معا من والذين خلقكم الذي ربكم اعبدوا الناس أيها تعالى: )يا قوله في التعليل في يكن التقوى. ولم وجوب في شك وال (،21تتقون()البقرة: لعلكم قبلكم

التواتر. يحصل حتى الحذر تأخير إلى إشارة اآلية

أن فتبينوا بنباء فاسق جاءكم إن آمنوا الذين أيها تعالى: )يا - قوله2        Q تصيبوا قراءة ( وفي6نادمين()الحجرات: فعلتم ما على فتصبحوا بجهالة قوما

بخالفه، العدل خبر أن على دل الفاسق خبر في بالتثبت أمر )فتثبتوا( فلماQ في التثبت يجب حيث معنى، الفاسق لتخصيص يكن لم وإال الجميع. وأيضاQ يقبل ال الواحد خبر كان فلو بالفسق، فيه التثبت تعليل إلى يحتج لم مطلقاQ التعليل فكان الفسق، قبل فيه موجودة الرد علة ألن للحاصل. وقد تحصيال

ظنية، حجة هو أو حجة غير وهو المخالفة، بمفهوم استدالل بأنه هذا على أورد الفطرة تؤيده مما المفهوم هذا األصول. فيقال: إن في به يكتفى ال والظن فالتثبت العامة، عند حتى والفاسق العدل خبر بين التفريق من األمة، وعمل

بالتثبت. يؤمر ال الفسق فبعدم بالفسق، معلل هنا

( وأهل43تعلمون()النحل: ال كنتم إن الذكر أهل تعالى: )فسئلوا - قوله3 الجاهل منهم. فيلزم التواتر عدد يقل:سلوا لم حيث والعدد، الواحد يعم الذكر منهم. الواحد بخبر الحجة عليه العلم. وتقوم أهل من وجده من سؤال

يأتي: بما الدليل هذا على واعترض

الوجوب. تفيد فال ذلك سلم أمر. وإن صيغة )فاسألوا( ليست قوله )أ( أن عند األمر على الداللة في الصيغ أصرح ونحوها. من صيغة: افعل فيقال: إن عنه يصرف وإنما الوجوب، يفيد المطلق واألمر األصول. أهل من المحققين

لقرينة.

المفتي. قول بقبول نقول العلم. ونحن أهل من االستفتاء هنا المراد )ب( أنQ جهل من كل أمر اآلية فيقال: ظاهر أهل - وهم الذكر أهل يسأل أن حكما

57

Page 58: أخبار الآحاد

دليل ال حيث المقلد، وسؤال لغيره، المجتهد سؤال فيعم وأدلته بالشرع العلمالتخصيص. على

إنما ألنه عنه؛ بالمسؤول العلم منه يحصل الذي بالسؤال األمر اآلية )ج( ظاهر ال بما العلم لكم يحصل حتى العلم. فالتقدير: اسألوا عدم عند بالسؤال أمر

هو ليس أنه على دل الظن يحصل إنما الواحد خبر كان تعلمونه. ولما المتواتر. وهو العلم، به يتم الذي السؤال المطلوب وإنما هنا المطلوب

يبطل وحينئذ العلم، يفيد الواحد خبر أن على باآلية استدل أن فيقال: سبقQ جهل من كل أمر اآلية ظاهر أن مع االعتراض؛ هذا أهل عنه يسأل أن حكما

الغالب. والظن بالمعلوم الجزم يعم الذي العلم

بالقسط( شهداء لله قوامين كونوا آمنوا الذين أيها تعالى: )يا - قوله4Q اإلنسان تحمل للوجوب. وإذا (. واألمر8)المائدة: الله صلى الرسول عن علما

ذلك ووجوب به، واإلخبار إبالغه بالقسط والشهادة لله القيام فمن وسلم عليه أنه قدر إن ثم الوجوب، يفيد ال منه. قالوا: األمر القبول وجوب دليل عليه

خبره كان إذا إال بالقسط والشهادة لله القيام أحد كل على يجب لم يفيدهQ كان إذا إال خبره قبول يجب وال قبوله، يجب مما Q لله قائما بالقسط، شاهدا

يصرفه لم ما للوجوب، األمر مطلق أن عرف الدور. فيقال: قد فيلزم لله بالقيام مأمور مؤمن فكل مسلم، فغير زعموه الذي الدور وأما صارف،

يرد لم كما خبره؛ قبول عدم يرده وال البالغ، ليحصل بالقسط، والشهادة(. 48البالغ()الشورى: إال عليك تعالى: )إن قال منهم، القبول عدم الرسل

ما بعد من والهدى البينات من أنزلنا ما يكتمون الذين تعالى: )إن - قوله5xاه (،159الالعنون()البقرة: ويلعنهم الله يلعنهم أولئك الكتاب في للناس بينQ أخفى من فكل لم ولو اآلية، في بما متوعد فهو إليه الحاجة مع الدين من شيئافائدة. إظهاره في يكن لم بخبره العمل يجب

المنزل. فيقال: اسم عليه يطلق الذي فهو القرآن، المراد لعل)أ( قالوا:Q، العمل في القرآن حكم ولها الدين، من السنة كانت لما كتمانها كان أحيانا

Q أنها عليها يطلق قد السنة أن اآلية. مع عموم في فتدخل كالقرآن، حراماQ الله علمه مما إنها حيث منزلة، وسلم. عليه الله صلى محمدا

من قبوله لحكم اآلية تتعرض ولم الكتمان، على الوعيد إنما)ب( قالوا: منه. فيقال: يقبل ال أنه مع يعلمه لما البيان عليه يجب الفاسق أن كما اآلحاد،

الجهل أهل على وأوجب البيان، العلم أهل على أوجب الله أن تقرر قدQ، ولو العلم كتم من يعم الوعيد أن شك وال السؤال، تحريم تحقق وإذا واحداQ أظهر من كل أن على دل الكتمان Q علما ولو قبوله، سمعه من كل لزم دينيا

ألن ال لفسقه، خبره يقبل فلم الفاسق أما للعموم، واحد، من إال يسمعه لم فيقبل المانع عنه ليزول بالتوبة، البيان قبل مكلف وهو واحد، خبر خبره

خبره.

58

Page 59: أخبار الآحاد

خبر إلى خبره لينضم علمه؛ ما فرد كل إظهار وجوب المراد إن)ج( قالوا: هذا على دليل للعلم. فيقال: ال المفيد التواتر الجميع من فيتألف غيره؛

Q كتم من يعم التحريم بل التخصيص، Q ولو علما Q، شخصا فقد فبقتدير واحداوخبره. بيانه قبول ويلزم بالبيان، يكلف معه إال البلد في العلم

إلى لكم يؤذن أن إال النبي بيوت تدخلوا ال آمنوا الذين أيها تعالى: )يا - قوله6 االكتفاء ( ويجوز53فادخلوا()األحزاب: دعيتم إذا ولكن إنه ناظرين غير طعام في الحافظ قال النص، في العدد تعيين لعدم ودعوته، الواحد الشخص بإذن

لم من بخبر فيه اكتفوا حتى الجمهور، عند به العمل على متفق الفتح: وهذاQ فيها وجد اآليات تتبع بالصدق. اه�. ومن فيه القرينة لقيام عدالته تثبت كثيرا|قوي بمجموعها فإنها احتماالت بعضها في كان وإذا الضرب، هذا من داللتها، ت

ظنية، عندهم داللته الواحد خبر أن كما قطعي، دليل الجميع من فيتحصلقطعية. داللتها فتكون التواتر تبلغ اآلحاد توافق فبعد

النبوية: الثاني: السنة النوع

في به والعمل الواحد خبر قبول وسلم عليه الله صلى النبي عن اشتهر وقد بعض عن الله حكى تعالى. وقد الله شاء إن أمثلة لها سيأتي كثيرة، مواضع السالم عليه موسى الواحد. فإن لخبر قبولهم على يدل ما السابقين األنبياء

المُأل إن موسى يا قال يسعى المدينة أقصا )من جاء الذي الرجل خبر قبلQ منها * فخرج الناصحين من لك إني فاخرج ليقتلوك بك يأتمرون يترقب( خائفا

مدين صاحب بنت صدق حيث رجل، نصف خبر قبل ( وكذا21-20)القصص: (،25لنا()القصص: سقيت ما أجر ليجزيك يدعوك أبي له: )إن قالت التي خبره. وقبل على بناء إحداهما فتزوج إبنتاه، أنهما دعواه في أبيها خبر وقبل

له: )أرجع وقال الملك عند من جاءه الذي الرسول خبر السالم عليه يوسف في ( وثبت50أيديهن()يوسف: قطعن التي النسوة بال ما فسئله ربك إلى

ما السجن في لبثت قال: )ولو وسلم عليه الله صلى النبي أن مسلم صحيح هذا في صحيحه في البخاري اإلمام أورد الداعي( وقد ألجبت يوسف لبث

Q عشرين من أكثر الباب من األدلة سرد في العلماء من كثير وتوسع حديثاQ اإلشارة مع منها تيسر ما هنا نورد السنة. ونحن باختصار: داللتها إلى أحيانا

النبي إلى قومه بعض مع وفد حين الحويرث بن مالك حديث- فمنها:1 أحدكم، لكم فيؤذن الصالة حضرت قال: )إذا وفيه وسلم عليه الله صلى

عليه. أكبركم( متفق وليؤمكم

عليه الله صلى الله رسول قال: قال عنه الله رضي مسعود ابن وعن- 2 ليرجع بليل، يؤذن فإنه سحوره، من بالل أذان أحدكم يمنعن وسلم: )ال

وغيره. البخاري نائمكم( رواه ويوقظ قائمكم

59

Page 60: أخبار الآحاد

Q قال: )إن وسلم عليه الله صلى النبي أن عمر ابن وعن- 3 بليل، يؤذن بالال األحاديث هذه عليه. وداللة مكتوم( متفق أم ابن يؤذن حتى واشربوا فكلوا

والعلم الصالة، فعل في بخبره والعمل واحد، وهو المؤذن بتصديق األمر في العبادات من هذه أن مع واإلمساك، اإلفطار وقت وأول الصالة، وقت بدخول

يقلدون ومكان زمان كل في المسلمون يزل وقتها. ولم بتغير تختل التي ألوضح هذه وإن العبادات، هذه مثل أوقات في بأذانهم ويعملون المؤذنين،

صلى النبي عن األحاديث كثرت الواحد. وقد بخبر العمل وجوب على دليلQ وسلم عليه الله Q قوال غيرهم. أو اآلحاد تكليف على الداللة في وفعال

قال: وسلم عليه الله صلى النبي عن مسعود ابن عن الشافعي فروى- 4Q الله )نضر غير فقه حامل فرب وأداها، ووعاها فحفظها مقالتي، سمع عبدا وأهل والدارمي، أحمد رواه منه(. وقد أفقه هو من إلى فقه حامل ورب فقيه،

Q ذلك معنى وورد بنحوه، ثابت بن زيد عن النسائي إال السنن أنس، عن مرفوعا اإلمام ذلك روى وغيرهم، بشير بن والنعمان مطعم، بن وجبير سعيد، وأبي مقالته يسمع عبد كل أمر أنه داللته وغيرهم. ووجه والحاكم والترمذي، أحمد

يأمره وال الواحد، للشخص حقيقة فقيه. والعبد غير كونه إمكان مع يبلغها، أنبه. الحجة تقوم مما وخبره إال

وسلم عليه الله صلى النبي أن أبيه عن ، رافع أبي بن الله عبيد وعن- 5Q أحدكم ألفين قال: )ال أدري؟ يقول: ال أمري من األمر يأتيه أريكته، على متكئا

رواه معه(. ومثله الكتاب أوتيت وإني أال اتبعناه، الله كتاب في وجدنا ما ذكره كيف وغيرهم. فانظر والحاكم والترمذي داود وأبو وأحمد الشافعي

في يجده لم الذي وسلم عليه الله صلى الرسول أمر لرده الذم، وجه علىالحديث. هذا في الوارد الذم عليه صدق الثقة الواحد خبر رد فمن القرآن،

ألجم فكتمه علم عن سئل )من وسلم عليه الله صلى قولهذلك: ومثل- 6 الله صلى النبي عن رواه مشهور، حديث نار(. وهو من بلجام القيامة يوم

بنحوه، العاص بن عمرو بن وعبدالله مسعود، وابن هريرة، أبو وسلم عليه أول في طرقه بعض عبدالبر ابن وذكر والمسانيد، السنن أهل بعض أخرجه

مما بيانه أن على دليل العلم كتم على الوعيد العلم( وترتب بيان )جامع كتابه إظهاره في يكن لم منه يقبل لم لو فإنه واحد، من ولو به والعمل قبوله يجب

وسلم عليه الله صلى النبي بعث اشتهر العقاب. ولقد هذا يستحق فلم فائدة،تحققها. على يترتب فيما أخبارهم على واعتماده صحابته، من اآلحاد

في خالد بن وزيد هريرة أبي عن وغيرهما الصحيحين في ماذلك: فمن- 7 - لرجل أنيس يا وسلم: )واغد عليه الله صلى النبي قال العسيف. وفيه قصة فقد فرجمها. فارجمها( فاعترفت اعترفت فإن هذا، امرأة إلى أسلم من

حد، إقامة من فيه ما مع اعترافها، في خبره وسلم عليه الله صلى اعتمدمسلمة. نفس وقتل

60

Page 61: أخبار الآحاد

من رجل عن وغيرهم، ومالك والشافعي، أحمد اإلمام رواه ما- ومنها:8 أم على فدخلت تسأل امرأته فأرسل صائم، وهو - امرأته قبل أنه األنصار فما يفعله، وسلم عليه الله صلى الله رسول أن سلمه أم فأخبرتها سلمه،

Q، إال زاده الله يحل وسلم، عليه الله صلى الله رسول مثل وقال: لسنا شرا الله صلى الله رسول فوجدت سلمه أم إلى المرأة فرجعت شاء، ما لرسوله

فقال: )أال سلمه، أم المرأة( فأخبرته هذه بال فقال: )ما عندها وسلم عليه زوجها إلى فذهبت أخبرتها سلمه: قد أم ذلك؟( فقالت أفعل أني أخبرتيهاQ، ذلك فزاده فأخبرته، وسلم، عليه الله صلى الله رسول مثل وقال: لسنا شرا

قال: ثم وسلم عليه الله صلى الله رسول فغضب شاء، ما لرسوله الله يحل يجب مما سلمه أم خبر أن بحدوده(. ففيه وألعلمكم لله ألتقاكم إني )واللهواحدة. وهي امرأته خبر وكذلك قبوله،

وسلم عليه الله صلى النبي أن جابر، عن وغيره البخاري رواه : ما - ومنها9 الزبير: أنا. مرتين. فقال القوم؟( فقال بخبر يأتيني األحزاب: )من يوم قال

كيف الزبير( فانظر وحواريي حواري، نبي لكل وسلم: )إن عليه الله صلىواحد. وهو األحزاب، عن الزبير بخبر اكتفى

الله صلى النبي بعثه لما معيط، أبي بن عقبة بن الوليد قصة- ومنها:10 الزكاة منعوا وقال: إنهم فرجع زكاتهم، ليقبض المصطلق بني إلى وسلم عليه

أبي ابن أحمد اإلمام رواه بغزوهم، وسلم. وهم عليه الله صلى النبي فغضب أم جويرية والد ضرار، أبي بن الحارث عن حسن بإسناد والطبراني حاتم،

وسلم عليه الله صلى النبي أن القصة. وفيه عليه جرت ممن وهو المؤمنين، البعث، استقل إذا حتى الحارث إلى البعث وبعث الوليد، خبر بعد غضب

Q الحارث لقيهم المدينة، عن وانفصل عن جرير ابن المدينة. ورواه إلى قادما والمسلمون. وسلم عليه الله صلى الله رسول وفيه: فغضب سلمه، أم

Q جرير ابن ورواه فيه: فغضب وقال عباس، ابن عن العوفي، عطية عن أيضاQ ذلك من وسلم عليه الله صلى الله رسول Q، غضبا يحدث هو فبينما شديدا ليلى، أبي ابن مرسلة القصة هذه روى الوفد. وقد أتاه إذ يغزوهم أن نفسه الواحد بخبر العمل يكن لم وغيرهم. ولو ومقاتل والضحاك، رومان، بن ويزيدQ أنكر كما عليه، الله وألنكره بذلك، وسلم عليه الله صلى النبي هم لما جائزا من للتثبت الوليد بن خالد بعث رواية الفاسق. وأما خبر في التثبت عدم عليه

بعد أخرى قصة في ذلك ولعل ومجاهد، قتادة عن مرسلة رويت فإنما أمرهم،Q اآلية نزول كان أنه وسلم عليه الله صلى عنه تواتر بالتثبت. ولقد لُألمر امتثاال والتبليغ، الدعوة أمور ويحملهم والبعيدة، القريبة الجهات إلى اآلحاد يبعث

Q تفردهم يكون أن غير من اإلفراد، أولئك أخبار الناس ويعتمد لوجود مسبباأحدهم. خبر في الشك

بن عمرو عن صحيح بإسناد الرسالة في الشافعي رواه ماذلك: - فمن11 على طالب أبي بن علي إذا بمنى نحن قالت: بينما أمه عن الزرقي سليم

61

Page 62: أخبار الآحاد

طعام أيام هذه يقول: )إن وسلم عليه الله صلى الله رسول يقول: إن جمل بذلك. وهو فيهم يصرخ جملة على وهو الناس أحد(. فاتبع يصومن فال وشراب

بلغه فيما خبره قبول لزوم عرف وقد إال الواحد يبعث ال وسلم عليه الله صلىQ. بعثه يكون وإال عنه، عبثا

Q بعرفة، لنا موقف في قال: كنا شيبان بن يزيد : حديث - ومثله12  عن بعيدا صلى الله رسول رسول فقال: أنا األنصاري مربع ابن فأتانا اإلمام، موقف

من إرث على فإنكم مشاعركم، على تقفوا أن يأمركم إليكم وسلم عليه اللهوغيرهم. األربعة السنن أهل إبراهيم. رواه أبيكم إرث

نجران: )ألبعثن ألهل قال وسلم عليه الله صلى أنه الصحيحين - وفي13Q إليكم Q رجال ما قبول وجوب على دليل وهو عبيدة أبا أمين( فبعث حق أميناعنه. بلغهم

عليه الله صلى النبي أن األكوع بن سلمه عن وغيره البخاري - وروى14 فليتم أكل من أنه عاشوراء يوم قومك في أسلم: )أذن من لرجل قال وسلم

بكر أبا وسلم عليه الله صلى وبعث فليصم(، أكل يكن لم ومن يومه، بقية وسلم، عليه الله صلى عنه نيابة مناسكهم للناس فأقام الحج، على تسع سنة

Q وبعث براءة، سورة أول عنه وبلغ عهودهم، قوم إلى فنبذ السنة تلك عليا عشائرهم، إلى نويرة، بن ومالك بدر، بن والزبرقان عاصم، بن قيس وبعث

Q وبعث الزكاة، وقبض األحكام، لتعليمهم Q موسى، وأبا معاذا وغيرهم وعماراQ واشتهر كثير، ذلك ونحو باليمن، متفرقة جهات إلى في األمراء بعثه أيضا

كتبه ذلك أشهر عنه. ومن يخبرون ما في بطاعتهم وأمره والبعوث، السرايا شخص ويحملها واحد، كتابتها يتولى التي زمانه، في الملوك إلى يبعثها التيQ، واحد بن وعبدالله الروم، عظيم هرقل إلى بكتابه الكلبي دحية بعث كما غالبا

Q، عشر اثني واحد دهر في بعث أنه الشافعي كسرى. وذكر إلى حذافة رسوالQ عشر اثني إلى واليته إلى يبعثها التي كتبه وهكذا اإلسالم، إلى يدعوهم ملكا

منهم أحد يتوقف ولم واحد، ويحملها واحد، يكتبها وتعليماته، بأوامره وعماله نكير غير من اليوم، إلى بعده المسلمين عمل هذا على واستمر قبولها، في

Q. فكان إجماعا

الدليل: هذا حول للخصوم شبه        

Q، كونها عن تخرج ال األحاديث هذه إن- قالوا:1 على بها يستدل فال آحادا من روي قد األخبار هذه بعض الدور. فيقال: إن من منه يلزم لما اآلحاد، قبول لطال وشواهدها طرقها استقصينا ولو االستفاضة، حد بلغ كثيرة، طرق

Q كانت وإن إنها الكالم. ثم بالمتواتر ملحقة جهاتها وتعدد لكثرتها فهي آحادا يكتفي كان وسلم عليه الله صلى النبي بأن القطع يفيد الذي المعنوي،

خبرهم. على ويبني باآلحاد،

62

Page 63: أخبار الآحاد

والفتوى، التعليم ونحوهم الرسل أولئك بعث من القصد : إن - قالوا2 على تدل فال بتبليغها، يؤمروا فلم األحكام أدلة أما الزكاة، وقبض والقضاء،

Q يعرفوا لم أناس إلى بعثهم أنه شك المراد. فيقال: ال في الدين من شيئا وسلم عليه الله صلى فاكتفى الرسالة، موجب من تعليمهم كان وقد األغلب،

عبادات من اإلسالم في يلزمهم ما بلغوهم الذين اآلحاد أولئك ببعث لو المحسوس. ثم الواقع كذب فقد منها بنوع تعليهم خص فمن ومعامالت،

يلزم لم يقبل، ال الواحد، خبر وكان ونحوها، الزكاة لقبض بعثهم أنه قدر بلغوا لكونهم وحكمهم، فتواهم قبول وال الزكاة، تسليمهم إليهم المبعوث

آحاد. وهم الدين أصول

يبلغه، ما في سبقه من إلى لينضم الواحد بعث يكون أن : يمكن - قالوا3 عليه دليل ال مما التخصيص العلم. فيقال: وهذا يفيد الذي التواتر حد يبلغ حتى،Q فلم مرة، ألول وطبقوه بلغوه، ما منهم تقبلوا الجهات تلك أهل فإن أيضاQ أن ينقل الله صلى النبي عليهم ينكر ولم الخبر، يتواتر حتى توقف منهم أحدا جهة كل إلى بعث أنه ينقل خبر. ولم بأول العمل إلى مبادرتهم وسلم عليه وقصر المسافات، وبعد البالد، سعة فإن النادر، القليل في إال واحد، من أكثر والجهات، األسماء معروفي المبعوثين وكون اإلسالم، قوي منذ النبوة زمن تفاصيل إليهم وصلت النائية الجهات تلك من جهة أهل يكن لم أنه يؤكد مما

القليلة. السنوات تلك في التواتر بطريق األحكام وأدلة الشريعة

اآلحاد: أخبار قبول على األمة سلف الثالث: إجماع النوع

ما الواحد بخبر اكتفائهم على الدالة اآلثار من والتابعين الصحابة عن نقل وقدذلك. من طرف إلى فنشير بكلفة، إال يحصى ال

إذ الصبح، صالة في بقباء الناس قال: بينما عمر ابن عن الصحيحين - ففي1 قرآن، الليلة عليه أنزل قد وسلم عليه الله صلى النبي فقال: إن آت جاءهم

الشام، إلى وجوههم وكانت فاستقبلوها، القبلة يستقبل أن أمر وقد عباس، وابن وأنس، البراء، عن القصة هذه رويت الكعبة. وقد إلى فاستداروا

سعد، بن وسهل وقاص، أبي بن وسعد عوف، بن وعمرو أوس، بن وعمارة هذا خبر اعتمدوا كيف كثيرة. فانظر طرق من وغيرهم حنيف، بن وعثمان

اطلع قد أن شك وال عندهم، الثبوت متحققة كانت قبلة عن وتحولوا الشخص،عليهم. أنكر أنه ينقل ولم ذلك، على وسلم عليه الله صلى النبي

Q الصحيحين - وفي2 عبيدة، وأبا طلحة أبا أسقي قال: كنت أنس عن أيضاQ كعب بن وأبي حرمت. قد الخمر فقال: إن آت، فجاءهم فضيخ، من شرابا على أقدموا فاكسرها. فقد الجرار هذه إلى أنس يا طلحة: قم أبو فقالQ محترم، مال إتالف اإلسالم، في القدم أهل من وهم المخبر، لذلك تصديقا

الله صلى الله رسول نلقى أو الخبر، يتواتر حتى حلها على يقولوا: نبقى ولمالتثبت. عدم عليهم أنكر أنه ينقل ولم منه، قربهم وسلم. مع عليه

63

Page 64: أخبار الآحاد

الحائط ذلك وسلم عليه الله صلى النبي دخول قصة في موسى أبي - وعن3 فقلت: بكر أبو وسلم. فجاء عليه الله صلى الله رسول بواب وقوله: ألكونن

فذهبت وسلم عليه الله صلى الله رسول لك أستأذن حتى رسلك على فكان عثمان ثم عمر جاء بالجنة( ثم وبشره له فقال: )أذن له فاستأذنت

Q. فقد عليه متفق كذلك، شأنهما أبي خبر األجالء الصحابة هؤالء اعتمد مطوالاإلذن. في وحده موسى

عليه الله صلى النبي احتجر لما عليه المتفق الطويل عمر حديث - ومثله4 فدخل. له لعمر. فأذن للغالم: استأذن فقال عمر فجاء له، مشربه في وسلم

النبي بيوت دخول عن نهى الله أن مع وحده، الغالم هذا خبر عمر قبل فقدبإذن. إال وسلم عليه الله صلى

النزول معه يتناوب األنصار، من جار له كان أنه المذكور عمر حديث - وفي5 حدث بما اآلخر أتاه أحدهما غاب إذا وسلم، عليه الله صلى الله رسول إلى

Q أن في ظاهر وهو واألخبار، الوحي من وتجدد صاحبه. نقل يعتمد منهما كال

الله رضي عمر أن وصححه والترمذي ماجة وابن داود، وأبو أحمد - وروى6 بن الضحاك أخبره حتى منها الزوجة يورث وال للعاقلة، الدية يجعل كان عنه

أشيم امرأة يروث أن إليه كتب سلم و عليه الله صلى الله رسول أن سفيانعمر. إليه فرجع ديته، من الضبابي

Q أحمد - وروى7 عمر أن عباس ابن عن وغيرهم، ماجة وابن داود وأبو أيضاQ، الجنين في وسلم عليه الله صلى النبي من سمع امرأ الله قال: أذكر شيئا

األخرى إحداهما فضربت لي، جارتين بين فقال: كنت مالك بن حمل فقامQ فألقت بمسطح، Q، جنينا وسلم عليه الله صلى الله رسول فيه فقضى ميتا

بغيره. لقضينا به نسمع لم عمر: لو فقال بغرة،

بها، وقع قد الوباء أن فبلغه الشام إلى خرج حين بالناس عمر رجع - وهكذا8 قال: )إذا وسلم عليه الله صلى النبي أن عوف بن عبدالرحمن أخبره لما

عليه. عليه( متفق تقدموا فال ببلدة به سمعتم

السادس الباب

فيها مختلف أخبار من جملة

المرسل: - الخبر1

وسلم، عليه الله صلى الرسول إلى التابعي رفعه ما الحديث أهل عند وهو كتب في المشهور هو واألول التابعي، دون من رفعه ما يعم األصوليين وعند

أرسله ما التابعين. أما دون من أرسله ما رد في خالف وال واألحكام، الحديث وأصحابه، حنيفة وأبو مالك به فاحتج قبوله، في اختلف فقد التابعين من الثقة

64

Page 65: أخبار الآحاد

بحال بالجهالة ذلك وعلل الشافعي اإلمام برده صرح من أول وقيل: إنQ يكون أن يحتمل فإنه التابعي، بعد المحذوف Q، ويكون آخر تابعيا وعلى ضعيفا

توقف االحتمال وبهذا ثقة، غير ويكون ثالث تابعي عن يروي فقد ثقة أنه تقديربغيره. يتقوى حتى قبوله في غيره و الشافعي

|تبعت بأنها وعلل المسيب، بن سعيد مراسيل الشافعي قبل وقد فوجدت ت بأن ثقات، عن إال يروون ال الذين التابعين كبار مراسيل بقبول وصرح مسانيد،

أخرى جهة من المرسل ورد إذا ثقة. وكذا إال يسم لم سمى إذا أحدهم يكونQ Q أو مسندا أو الصحابة، بعض بقول تقوى أو األول، رواة غير ثقات عن مرسال به احتج من وأما فيقبل، بها يتقوى مما األمور هذه فإن العلماء، أكثر بفتوى

Q، بالحديث جزم وقد نفسه، في عدل التابعي فقال: إن األئمة من مع مرفوعا بعضهم صحته. وبالغ من تأكده دليل فجزمه الحديث، في الكذب بتحريم علمه فقد أرسل ومن أحالك، فقد أسند من وقال: إن المتصل، على فضله حتى

أو حجته، لتقوية يذكره الحديث يروي من بعض أن عرف قد لك. ولكن تكفل ممن يثق وقد الجزم، في التساهل على يحمله مما ذلك ونحو خصمه، لقطعQ ثقة، غير ويكون حدثه عنه سئل فإذا له، شيخ عن المحدث يروي ما وكثيرا

يجرحه. وقد تعديله في توقف

الصحابة فأما الصحابة، غير لمراسيل بالنسبة هو إنما الخالف هذا إن ثم Q ثقة، عن يروون إنما ألنهم مراسيلهم، قبول على األئمة فاتفق يروي ما وكثيرا

من أحد عن الصحابي يروي أن عدول. ويندر وكلهم بعض عن بعضهم اإلسفرائيني حامد وأبو حزم ابن ذلك في وخالف به، اعتبار ال والنادر التابعين،األول. والصحيح وغيرهما،

الثقة: - زيادة2

Q الثقات من جماعة يروي أن بها ويراد  فيه أحدهم وينفرد شيخ، عن حديثا أن عمر، ابن عن نافع عن مالك رواه ما ومثاله الباقين، رواية تخالف ال بزيادة أو ذكر عبد، أو حر كل على الفطر زكاة فرض وسلم عليه الله صلى النبيQ المسلمين. فإن من أنثى من بقية المسلمين. دون بزيادة: من تفرد مالكا ونحو الموقوف رفع أو اإلسناد بوصل الثقة انفرد لو نافع. وهكذا عن رواه

صلى الله رسول قال: قال هريرة أبا أن قال: بلغنا مالك رواه ما ذلك. ومثالهQ. وقد الموطأ في وكسوته(. هكذا طعامه وسلم: )للمملوك عليه الله معضال

بن محمد عن مالك، عن عبدالسالم، بن والنعمان طهمان بن إبراهيم رواه رواة كان وإن لثقتهما، زيادتهما فتقبل هريرة، أبي عن أبيه عن عجالن،Q. أكثر الموطأ عددا

Q، الثقة زيادة قبول المحدثين عند والصحيح الحديث بمنزلة فإنها مطلقا اتحد إذا ما بين بعضهم وفرق مقبول، بالحديث الثقة وتفرد المستقل، قبولها، تفصيل. واألرجح ففيها األول أما الثاني، في فتقبل تعدد، أو المجلس

65

Page 66: أخبار الآحاد

محتمل إنه ثم إثبات؛ وال نفي عنه ينقل لم تركها ومن مثبت، ذكرها من فإنQ ير لم أنه يتقن لم أو نسيها، وأنه الشاهد محل على فاقتصر لذكرها، موجبا

نحو أو الحديث بعض فاته أن بعد دخل أو بها، التحديث قبل قام أو حفظها،ذلك.

البلوى: به تعم فيما الواحد - خبر3

Q تقع التي األمور من بأمر يتعلق الذي الخبر به ويراد المسلمين بين كثيرا وسلم عليه الله صلى الرسول يكون أو حكمها، عن االستفسار إلى يحتاجون

بالقهقهة، أو الذكر، بمس الوضوء كنقض ببيانها، فيهتم وقوعها كثرة يعلمQ، األكل من اإلفطار وعدم ألحكام المبينة األخبار ينقل لم ذلك. فإذا ونحو ناسيا

يبتلى مما األشياء هذه ألن الحنفية بعض عند يقبل لم آحاد إال الحوادث هذه فالبد اآلحاد، بتعليمها يخص أن وسلم عليه الله صلى للنبي يحل وال الناس، بها على الدواعي وتتوفر فتشتهر الصحابة، من لكثير حكمها بين قد يكون أن

خطئه. دليل بها الراوي هذا فانفراد نقلها،

األشياء هذه فإن األحكام، سائر في تقبل كما قبولها الله شاء إن والصحيح Q تقع كانت وإن أن قبل حكمها معرفة إلى فرد كل يحتاج أن يلزم ال لكن كثيرا

حكمها عرف ومن عمره، طوال منها شيء عليه يجري ال وقد عليه، تحدث يكتفي وقد لمثلها، الناس معرفة يعتقد وقد بها، للتحديث مناسبة يجد ال فقد

عليه الله صلى الرسول يكون أن حينئذ يلزم وال بحكمها، التحديث في بغيره كتموا الصحابة بعض وأن أصحابه، من خواص إلى األحكام بعض أسرx وسلمQ بأخبار الصحابة عمل من أمثلة سبق وقد بيانه، عليهم يجب الدين من شيئا

البلوى. به تعم فيما اآلحاد

الحدود: في الواحد - خبر4

ما بين فرق هناك يكن لم األحكام في الواحد بخبر العمل وجوب عرف إذا التي الشرعية األحكام من الجميع فإن وغيرها، والكفارات بالحدود يتعلق خبر الحنفية بعض رد غيرها. وقد في يقبل ما فيها فيقبل األحاديث، بينتها

الحدود وسلم: )ادرؤوا عليه الله صلى لقوله بالحدود، يتعلق فيما الواحد والجلد والرجم القطع على به يقدم فال مظنون، الواحد خبر بالشبهات( وألن

وخبر ظنية، هي التي بالشهادة تثبت أنها كما فيها، قبوله ونحوها. والصحيحQ كان وإن الواحد، فهو المذكور الحديث األحكام. فأما سائر به أثبتت فقد ظنيا الفضل بن إبراهيم سنده وفي هريرة، أبي عن بمعناه ماجه ابن رواه ضعيف،

تخلو ال ضعيفة وكلها عباس، وابن وعلي، عائشة، عن الباب وفي ضعيف، وهو بالتثبت األمر معناه يكون وغيره. وقد األوطار نيل في كما مقال من أسانيدها

صحيح حديث ورد إذا ما بخالف الخطأ، مخافة ونحوها واإلقرار البينة فيرده. على تدل شبهة هناك فليس ونحوها، العقوبات بأحكام يتعلق

66

Page 67: أخبار الآحاد

الراوي: خالفه إذا الواحد - خبر5

رواه بما ومثلوه روايته، على الصحابي رأي تقديم الحنفية بعض عن اشتهر Q هريرة أبو Q، الكلب ولوغ بعد اإلناء بغسل األمر من مرفوعا في كما سبعا

بثالث. بغسله اكتفى أنه هريرة أبي عن قطني الدار روى الصحيحين. فقد ظاهره على ليس الخبر بأن معرفته فلوال روى، بما أعلم الصحابي قالوا: ألن

فإن ذلك؛ نحو أو يخصصه أو ينسخه ما على اطلع أنه فالبد خالفه، لماQ تعتبر مبرر بدون مخالفته التي بالرواية العمل عدالته. والصحيح في قدحا

ح xإذا الحديث فإن رواياته، كسائر وسلم عليه الله صلى النبي إلى برفعها صر يترك ال به، العمل األمة على تحتم وسلم عليه الله صلى النبي عن صح

Q أحد الخالف ينساه، أن الممكن من فإنه له راويه مخالفة كان. فأما من كائنا عنده يقوم أو خطأ، يتأوله أو لداللته، يتفطن ال أو الفتيا، وقت يستحضره ال أو ممن غيره يقلد أو للمعارضة، صالح غير الحقيقة في ويكون يعارضه ما

معصوم، غير فهو ونحوها االحتماالت هذه انتفاء قدر لو ثم منه، أفقه يعتقده بالحديث العمل فيجب عدالته، تسقط ال الواحد الحديث لهذا ومخالفتهسواه. ما وطرح المرفوع

القياس: خالف إذا الواحد - خبر6

أن يتصور لم العقول، تتقبله وبما الفطر، يوافق بما جاء الشرع أن عرف إذا اآلحاد أخبار كانت الواضحة. ولما األدلة أو العامة المصلحة يخالف بشيء يأتي

ما كون من بد يكن لم الغالب، للظن مفيدة أو الثبوت، متحققة الصحيحةQ تضمنته أنه تعرف وبهذا العامة، المصلحة من الشريعة إليه تهدف لما موافقا

المحققين بعض بذلك صرح كما الصحيح، للقياس مخالف صحيح خبر يأتي ال فما الجملة الفتاوى: وفي مجموع في قال تيمية. فإنه ابن اإلسالم كشيخQ عرفت Q حديثا ما تدبرت وقد الثابتة، األصول على تخريجه ويمكن إال صحيحاQ رأيت فما الشرع، أدلة من أمكنني Q قياسا Q يخالف صحيحا Q حديثا أن كما صحيحا

Q رأيت متى بل الصحيح، المنقول يخالف ال الصريح المعقول Q يخالف قياسا أثرا يخفى مما وفاسده القياس صحيح بين التمييز لكن أحدهما، ضعف من فالبدQ العلماء، أفاضل على منه كثير دونهم. هو عمن فضال

الحكم ومعرفة وجهها، على األحكام في المؤثرة الصفات إدراك فإن يعرفه الذي الجلي فمنه العلوم، أشرف من الشريعة، تضمنتها التي والمعاني

قياس صار فلهذا خواصهم، إال يعرفه ال الذي الدقيق ومنه الناس، من كثيرQ يرد العلماء من كثير كما عليهم، الصحيح القياس لخفاء للنصوص، مخالفا

تدل التي الدقيقة الدالئل من النصوص في ما الناس من كثير على يخفى األحاديث أكثر وغيره الموضع هذا في الله رحمه تتبع األحكام. اه�. ولقد على موافقتها وبين الشرعية، القواعد على فخرجها للقياس، مخالفة إنها قيل التي

Q المعارضة قدرت لو للمصلحة. ثم برأسه، ودليل أصل الخبر فإن ظاهرا

67

Page 68: أخبار الآحاد

أو قياس من مخالفته يتصور ما على به العمل في المقدم هو فيكوناستحسان.

األقوال حكاية من وأكثروا الباب، هذا في الخالف ذكر المتكلمون أطال ولقد حنيفة، وأبي كمالك األئمة بعض إلى الخبر على القياس تقديم نسب وقد فيه،Q فإن بإطالق، عنهما يصح وال للقياس مخالفته مع المصراة بحديث يقول مالكا

Q، ثالثين الثالثة في المرأة أصابع دية يجعل وكذلك عندهم األربعة وفي بعيرا فقد غيره ال و لقياس الصحيح الحديث يخالف ال حنيفة أبو وهكذا عشرين،

في بالقهقهة الوضوء بطالن وبحديث السفر، في بالنبيذ الوضوء بحديث عملللقياس. مخالفتهما مع صحتهما الصالة: العتقاده

كاالستحسان األصول خالف إذا الواحد خبر رد حنيفة أبي إلى نسب وقد األئمة هؤالء عن تحكى التي الروايات تلك أكثر أن أعتقد وأنا واالستصحاب،

من بعض مذاهبهم على خرجها وإنما عنهم، تصح ال الشرعية للقواعد مخالفةQ لهم وجد عندما تقليدهم، في غال تبلغهم لم حيث القياس، فيها اعتمدوا أقواال

بأن عنهم يعتذر أن أتباعهم بعض فأراد داللتها، لهم تتضح لم أو فيها، األحاديث مذاهب إلى القواعد تلك أضيفت ثم األصول؛ خالفت قد آحاد األحاديث تلك

بين الواحد خبر في فرق األصوليين بعض إن ثم أتباعهم، عند لشهرتها األئمةQ راويه كان إذا ما من الفقيه. ومنهم غير خبر بخالف القياس على فيقدم فقيها

في العلة وجود بين ثم والمستنبطة، المنصوصة بين القياس علة في فصلQ الفرع Q، أو قطعا عليه الله صلى الرسول قال لو بما للمنصوصة ومثلوا ظناQ بالبر البر تبيعوا ال وسلم الحكم، في األرز فيدخل ومدخر؛ مقتات ألنه متفاضالQ فيه العلة لوجود لمخالفته يقبل، لم األرز في الربا بجواز خبر جاء فلو قطعا

من استنبطت وإنما العلة، على ينص لم إن فأما المنصوصة، العلة تلك آخر إلى قطعية داللته لكون الخبر يقدم فهاهنا نظيره في وجدت ثم األصل،

عليها. دليل ال التي تفصيالتهم

q الصحيح الخبر تقديم والمختار ألمور: مطلقا

Q. كونه في مختلف القياس - أن1           دليال

Q ظنية داللته - أن2           داللته تكون أن األغلب فإن الخبر، بخالف غالباقطعية.

Q فينظر القياس أما داللته، في صحته في ينظر إنما الخبر - وألن3           أوال الفرع في وجودها إلى ثم العلة، تعيين إلى ثم تعليله، إلى ثم األصل حكم إلىأكثر. إليه الخطأ فتطرق الفرع؛ في ثم األصل في المعارض نفي إلى ثم

استثنائه. لجواز مظنون الواحد خبر لمحل العلة تناول - وألن4          

68

Page 69: أخبار الآحاد

جاءهم إذا قياس أو رأي إلى يلتفتون يكونوا لم الصحابة - وألن5           بغيره. وفي لقضينا هذا نسمع لم الجنين: لو في عمر قول تقدم كما الخبر،

برأينا. هذا مثل في نقضي أن كدنا رواية: إن

إلى بعثه لما لمعاذ قال وسلم عليه الله صلى النبي أن روي - ولما6           قال: بسنة تجد(؟ لم الله. قال: )فإن بكتاب قال تقضي(؟ اليمن: )كيف

رأيي. تجد؟( قال: أجتهد لم وسلم. قال: )فإن عليه الله صلى الله رسول الله صلى الله رسول رسول وفق الذي لله وقال: )الحمد صدره على فضرب

أخر أنه والترمذي. ففيه داود أبو الله(. رواه رسول يرضى لما وسلم عليهأعلم. واآلحاد. والله المتواتر تعم التي السنة عن االجتهاد

خاتمة

واآلراء المذاهب خالف وإن الصحيح بالحديث التمسك وجوب

يورد ما وبطالن نوعه، كان أيا الصحيح بالحديث العمل وجوب عرفت أن وبعد الناس، أكثر خالفه ولو بموجبه تقول أن إال عليك فما داللته، على البدع أهل على ينكرون الله رحمهم األربعة األئمة كان ولقد بحجة، ليس األكثر عمل فإن الحديث صح قوله: إذا منهم كل عن نقل صحته. وقد بعد الحديث خالف من الله رسول سنة وجدتم قال: إذا أنه الشافعي عن المزني ونقل مذهبي، فهو

عنه: ليس الربيع أحد. وقال إلى تلتفتوا وال فاتبعوها وسلم عليه الله صلى وسلم. قال: وسمعته عليه الله صلى الله رسول سنها سنة مع قول ألحدQ. فقال روى عن رويت فقال: متى عبدالله؟ أبا يا بهذا رجل: أتأخذ له حديثا

Q وسلم عليه الله صلى الله رسول قد عقلي أن فأشهدكم به آخذ فلم حديثاذهب.

حديث عندكم صح أحمد: إذا لإلمام قال أنه الله رحمه عنه اشتهر وقد أحفظ فإنكم غيرنا، قاله أو قلناه قول كل ونترك به، لنأخذ به فأعلمونا أن ألحد قال: ليس حنيفة أبا أن يوسف أبو ونقل به، أعلم ونحن للحديث،

قال: أنه عنه صح مالك اإلمام قلنا. وكذلك أين من يعرف لم ما بقولنا، يفتي عن وسلم. وصح عليه الله صلى الله رسول إال ويترك قوله من يؤخذ أحد كل

رأي إلى يذهبون وصحته، اإلسناد عرفوا لقوم قال: عجبت أنه أحمد اإلمام فتنة تصيبهم أن أمره عن يخالفون الذين يقول: )فليحذر تعالى سفيان. والله

إذا لعله الشرك، الفتنة الفتنة؟ ما (. أتدري63أليم()النور: عذاب يصيبهم أوفيهلك. اه�. الزيغ من شيء قلبه في يقع أن قوله بعض رد

إلى بالرجوع غيرهم وأمر تقليدهم، عن النهي في كثيرة األئمة عن والنقول المتواتر للحديث األئمة هؤالء تقديس يعرف منها. وبهذا يأخذون التي األدلة

Q تجتمع ال التي المسائل بعض عنهم روي أن واآلحاد. ولما صح ما مع ظاهراQ أقوالهم واعتمد بعدهم، أتى من بعض قلدهم قد وكان األحاديث، من نصوصا

69

Page 70: أخبار الآحاد

Q قواعد وضعوا فهنالك عليهم، الواردة األحاديث لها ترد أن زعموا وأصوال به تعم فيما الحديث ككون اآلحاد، أخبار من خالفها ما يقبلون ال أئمتهم روي قد كان ذلك. وإذا ونحو راويه به يعمل لم أو القياس، خالف أو البلوى،

Q معنى بها أرادوا فلعلهم القواعد تلك من شيء األئمة عن على ال صحيحا خالف وإن الصحيح الحديث تقديم المسلم واجب من فإن هذا وعلى اإلطالق،

مخالفة على يجرؤ لن الدين في قدوة أو عالم كل أن واعتقاد إمامه، مذهب المحققون العلماء بين ولقد نظره، في راجح لمعارض إال الصحيح الحديث

شيخ وذكر الصحيحة، األحاديث ببعض العمل تركهم في األئمة أولئك أعذار أحدها وجود يكون أسباب المالم( عشرة )رفع رسالة في تيمية ابن اإلسالم

Q الحديث. مخالفة في به قام لمن عذرا

بالحديث اإلحاطة ألحد يمكن ال فإنه بلغه، قد الحديث يكون ال أنفمنها:الصحابة. كبار بعض على خفي لما أمثلة تقدم وقد جميعه، النبوي

خطأ. ضعفه اعتقد أو عنده، يثبت لم ولكن بلغه قد الحديث يكون أنومنها: أنه اعتقد فيه. أو داللة ال أن اعتقد الفتيا. أو عند لداللته يتفطن لم نسيه. أو أو

كان غيره. وإذا فيه خالفه مما تأويله أو نسخه أو ضعفه على يدل بما معارضQ اإلمام فأصر الدليل له تبين من يعذر لم فيه، أخطأ الذي اجتهاده عن معذورا كان قال: لو عجز فإن رده، في متكلفة تقديرات يقدر وأخذ مخالفته، على

Q األعذار. من ذلك ونحو أهليته، على اتفق قد الذي إمامنا خالفه لما صحيحا

مع تقليدهم، في تفانوا الذين األئمة هؤالء عن روي ما على محافظة هذا وكل األحاديث لبعض مخالفة فيه مما األئمة عن المنقولة الروايات تلك أن

Q، نقلت لكونها عنهم، صحتها في مشكوك الصحيحة متصلة أسانيد وبغير آحاداQ. ثم تنقلب مما النقلة من التغيير إليها يتطرق فقد عنهم، صحتها بتقدير غالبا

يحمل ما األحوال ومقتضيات القرائن من بالفتيا يحتف وقد حقيقتها، به فهم كله ذلك عدم بتقدير ثم بعده، من على يخفي مما التساهل على المفتي

يتضح تقليدهم. وبهذا عن بعدهم من نهوا وقد الخطأ، عن معصومين غيرQ كانت ولو األحاديث اتباع وجوب على المعتبرين األئمة إجماع ثبوتها، بعد آحادا

Q أحد كل قول على تقديمها يجب مما وأنه نقف، هنا وإلى منزلته، كانت أياQ وسلم وصحبه وآله محمد على الله وصلى أعلم والله Q تسليما يوم إلى كثيرا

الدين.

70