جل جالله اهللا تعظيم

مدار الوطن للنشر

* * *

www.madaralwatan.com

pop@madaralwatan.com

٥

المقدمة

دها احلمد هللا الذي رفع السامء بقدرته وبسط األرض بمشيئته ومهر ك، وسخ ال د امللك ودبر األمالكللس . الفلك ومه

احلي القيوم الذي ال تأخذه سنة وال نوم، الذي خلق املوت واحلياة ر النجاة واهلالك .وقد

الذي له اخللق واألمر، وبيده اإلطالق واإلمساك، الذي أنشأ اللوح العقل الكامل والفهم والقلم، وعلم اإلنسان ما مل يعلم ووهب له

...واإلدراك والصالة والسالم عىل البشري النذير والرساج املنري، أعظم اخللق خشية لربه وتعظيام له، ومتجيدا جلالله، وعبادة وذكرا وشكرا وحمبة وخوفا ورجاء

.ورغبا ورهبا وامللكوت هو أهل الثناء واملجد، وصاحب اجلربوت ـواهللا

...والكربياء والعظمة الرس وأخفى، قيوم السموات واألرض، عامل األرسار، مقيل هو عامل

.العثار، مدبر الليل والنهار ﴿Ê É È Ç Æ﴾.

هو األول فليس قبله يشء، وهو اآلخر فليس بعده يشء وهو الظاهر ...س دونه يشء فليس فوقه يشء، وهو الباطن فلي

٦

.هو خري املسؤولني، وأكرم املعطني، ورازق الناس أمجعني .يعلم حوائج السائلني، وضامئر الصامتني، وأرسار صدور العاملني

ال يزداد عىل كثرة السؤال إال جودا وكرما، وال عىل كثرة احلوائج إال .تفضال وإحسانا

احلميد، العزيز املجيد، املبدئ املعيد، الفعال ملا هو العيل الكبري، الويل يريد، احلي القيوم، القوي املتني، العظيم اجلليل، له اخللق واألمر، وبيده ، وله احلكم والتقدير، وامللك والتدبري، ليس له يف صفاته شبيه النفع والرض

. له يف سلطانه ويل وال نصري وال ظهري، والوال نظري، وال له يف آهليته رشيك سبحانه من مليك ما أمنعه، وجواد ما أوسعه، ورفيع ما أرفعه، ال راد ل لكلامته، قوله حكم، وقضاؤه حتم، وأمره رشد، باهر ملشيئته، وال مبد

، مغيث اللهفات، اآليات، فاطر السموات، بارئ السامت، جميب الدعوات أكرب من كل يشء، وأعظم من كل يشء، وأعز من كل يشء، . مقيل العثرات

.وأقدر من كل يشء، وأعلم من كل يشء، وأحكم من كل يشء م يف صفة عظمة اهللا :أل قال ابن القي

ر أمر املاملك، ويأمر وينهى، وخيلق ويرزق، ويمي« ت وحييي، يدبب الليل والنهار، ويداول األيام بني الناس، ، ويقل ذ، ويعز ويذل ويقيض وينف

ول، فيذهب بدولة، ويأيت بأخرى ب الد .ويقلوالرسل من املالئكة عليهم الصالة والسالم بني صاعد إليه باألمر،

اسيمه متعاقبة عىل تعاقب األوقات، نافذة ونازل من عنده به، وأوامره ومر

٧

بحسب إرادته ومشيئته، فام شاء كان كام شاء يف الوقت الذي يشاء عىل ر، وأمره الوجه م وال تأخ الذي يشاء، من غري زيادة وال نقصان، وال تقد

وما عليها وما وسلطانه نافذ يف السموات واألرض وأقطارها، ويف األرض فها، بها ويرص اته، يقل ، ويف سائر أجزاء العامل وذر حتتها، ويف البحار واجلووحيدث فيها ما يشاء، وقد أحاط بكل يشء علام، وأحىص كل يشء عددا، ووسع كل يشء رمحة وحكمة، ووسع سمعه األصوات، فال ختتلف عليه

به عليه، بل يسمع ضجيجها باختالف لغاهتا عىل تفنن حاجاهتا، فال وال تشتني م بإحلاح امللح يشغله سمع عن سمع، وال تغلطه كثرة املسائل، وال يترب

.ذوي احلاجاتوأحاط برصه بجميع املرئيات، فريى دبيب النملة السوداء عىل

ء يف ام الليلة الظلامء، فالغيب عنده شهادة، والرس عنده عالنية، الصخرة الص؛ فالرس ما انطوى عليه ضمري العبد، وخطر يعلم الرس وأخفى من الرس

ما مل خيطر بقلبه بعد، فيعلم أنه : بقلبه، ومل تتحرك به شفتاه، وأخفى منه .سيخطر بقلبه كذا وكذا يف وقت كذا وكذا

وله اخللق واألمر، وله امللك وله احلمد، وله الدنيا واآلخرة، وله ه، وبيده ه، وله احلمد كل النعمة، وله الفضل، وله الثناء احلسن، وله امللك كله، شملت قدرته كل يشء، ووسعت رمحته ه، وإليه يرجع األمر كل اخلري كل

. حي ته إىل كل يشء، ووسعت نعمكل ﴿j i h g f ed c b a `﴾ ]يغفر ذنبا، : ]٢٩:الرمحن

م جاهال، ا، ويكشف كربا، وجيرب كسريا، ويغني فقريا، ويعل ج مه ويفر

٨

، ويرشد حريانا، ويغيث هلفانا، ويفك عانيا، ويشبع جائعا، وهيدي ضاال ، ويقبل تائبا، وجيزي حمسنا، يا، ويشفي مريضا، ويعايف مبتىلو عارويكس

وينرص مظلوما، ويقصم جبارا، ويقيل عثرة، ويسرت عورة، ويؤمن روعة، .ويرفع أقواما، ويضع آخرين

ال ينام، وال ينبغي له أن ينام، خيفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل ل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور، لو الليل قب

.كشفه ألحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه برصه من خلقهاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ يمينه مألى، ال تغيضها نفقة، سح

.خلق اخللق، فإنه مل يغض ما يف يمينه ة األمور معقودة بقضائه وقدره، قلوب العباد ونواصيهم بيده، وأزم

األرض مجيعا قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه، يقبض ، ثم يقول هن ز ها بيده، واألرض باليد األخرى، ثم هي أنا امللك، : سمواته كل

. شيئا، وأنا الذي أعيدها كام بدأهتاأنا امللك، أنا الذي بدأت الدنيا ومل تكن .ال يتعاظمه ذنب أن يغفره، وال حاجة يسأهلا أن يعطيها

لو أن أهل سمواته، وأهل أرضه، وأول خلقه وآخرهم، وإنسهم وجنهم، كانوا عىل أتقى قلب رجل منهم، ما زاد ذلك يف ملكه شيئا، ولو أن

هم وجنهم، كانوا عىل أفجر قلب رجل منهم، ما أول خلقه وآخ رهم، وإنسنقص ذلك من ملكه شيئا، ولو أن أهل سمواته، وأهل أرضه، وإنسهم تهم، كانوا عىل أفجر قلب رجل منهم، ما نقص ذلك وجنهم، وحيهم ومي

٩

وحيهم جنهم، من ملكه شيئا، ولو أن أهل سمواته، وأهل أرضه، وإنسهم وتهم، ورطبهم وياب سهم، قاموا يف صعيد واحد، فسألوه فأعطى كال منهم ومي

.مسألته، ما نقص ذلك مما عنده مثقال ذرة ولو أن أشجار األرض كلها ـ من حني وجدت إىل أن تنقيض الدنيا ـ

ه من بعده م داد، فكتب بتلك األقالم، أقالم، والبحر وارءه سبعة أبحر متدوذلك املداد، لفنيت األقالم ونفد املداد، ومل تنفد كلامت اخلالق تبارك

.وتعاىلى كلامته جل جالله وهي ال بداية هلا وال هناية؟ واملخلوق ! وكيف تفنلوق غري له بداية وهناية، فهو أحق بالفناء والنفاد، وكيف يفني املخ

!املخلوق؟هو األول الذي ليس قبله يشء، واآلخر الذي ليس بعده يشء،

.والظاهر الذي ليس فوقه يشء، والباطن الذي ليس دونه يشء تبارك وتعاىل، أحق من ذكر، وأحق من عبد، وأحق من محد، وأوىل من

وأجود من سئل، وأعفى من شكر، وأنرص من ابتغي، وأرأف من ملك، .قدر، وأكرم من قصد، وأعدل من انتقم

ته، ومنعه عن حكمه بعد علمه، وعفوه بعد قدرته، ومغفرته عن عز .حكمته، ومواالته عن إحسانه ورمحته

ــق ــه ح ــاد علي ــا للعب ــب م واج

كـــال وال ســـعي لديـــه ضـــائع

مـــواإن عـــ ـــه، أو نع بوا فبعدل فبفضله، وهـو الكـريم الواسـع ذ

١٠

له، والغني فال ظهري له، ذي ال رشيك له، والفرد فال ند هو امللك الوالصمد فال ولد له، وال صاحبة له، والعيل فال شبيه له، وال سمي له، كل

ه، لك ء هالك إال وجهه، وكل م يش زائل إال ملكه، وكل ظل قالص إال ظل .وكل فضل منقطع إال فضله

لن يطاع إال بفضله ورمحته، ولن يعىص إال بعلمه وحكمته، يطاع فيشكر، ويعىص فيتجاوز ويغفر، كل نقمة منه عدل، وكل نعمة منه فضل،

ال دون النفوس، وأخذ بالنوايص، ونسخ أقرب شهيد، وأدنى حفيظ، حاآلثار، وكتب اآلجال، فالقلوب له مفضية، والرس عنده عالنية، والغيب

¼ ½ ¾ ¿ Â Á À ﴿عنده شهادة، عطاؤه كالم، وعذابه كالم، Å Ä Ã﴾ ]٨٢:يس[«.

:أما بعدعظم قيمة يف حياة املسلم وهي فإن هذا الكتاب هيدف إىل ترسيخ أ

.﴾H G F E D C﴿: أل العبودية هللا إليه واالفتقار التام أل الذل واخلضوع واالنقياد هللا: والعبودية هي

ـ سبحانه، وحتقيق أنه ال معبود بحق إال اهللا، وهذا ال يكون إال بتعظيم اهللا من ال يعظمه ألة له تعاىل وقد ذم اهللا املتضمن للخوف والرجاء واملحب

.﴾0 1 2 3 4 5﴿: فقال .﴾ ! " # $ %﴿: وقال

).، وما بعدها١٥:ص( البن القيم الوابل الصيب؛: انظر) ١(

١١

. فوق كل تصدر وتقدير أل أعظم من كل يشء، وعظمة اهللافشأن اهللااألول يف مكتبة اسعد جمتمعك ـ تعظيم اهللاـ وقد جعلت هذا الكتاب

هو أعظم وسيلة توصل إىل سعادة الفرد أل تعظيم اهللاليرتسخ يف الناس أن ها خصوصا يف زمن العوملة واألرسة واملجتمع بل إىل سعادة البرشية كلوحيث صار العامل قرية واحدة ضعف منه أثر الوسائل اخلارجية حلامية

والرتكيز التام عىل تقوية ووقاية املجتمع من منع ومراقبة فصار لزاما االهتامم . يف الرس والعلن يف النفس بتقوية الوازع الديني ومراقبة اهللاتعظيم اهللا

متوازن من مجيع اجلوانب حيمل هم اآلخرة وال ينسى أل إن املعظم هللام ألمر اهللا لتوحيد اهللا وهنيه يف كل زمان ومكان، حمقق نصيبه من الدنيا، معظ

عىل أكمل وجه سامل من الرشك بجميع صوره، مؤد واجباته الدينية عىل أكمل وجه، من صالة وزكاة وصيام وحج وغريها من الفرائض

.والواجبات حق الوالدين، : وهو كذلك من أعظم الناس تأدية للحقوق وأعظمها

.واجلريان واألصدقاء واألطفال والفقري وغريهمواألبناء والزوجة واألرحام وكذلك فإنه جيتنب املحرمات التي هنى اهللا عنها من مسكرات وخمدرات وانحرافات جنسية، واعتداءات عىل األنفس واألموال بالرسقة

.والرشوة وغريهارجاء وحمبة خوفا وأل جمتنب هلذه املحرمات عبودية هللاأل واملعظم هللا

إذا داخل وطنه وخارجه، األماكن مات يف سائر ، ولذلك فإنه جيتنب املحر هللا

١٢

، فسلم بذلك من التناقض ألرآه الناس وإذا مل يروه، ألنه ال يراقب إال اهللا .واالزدواجية التي سيطرت عىل كثري من الناس

ك املحرمات الظاهرة فقط، ال يقترص عىل ترأل وكذلك فإن املعظم هللابل هيتم بتطهري قلبه من املحرمات الباطنة كالكرب والغل واحلسد والبغضاء

.والرياء والسمعة والغرور وغري ذلكوكذلك فإنه هيتم بتحلية قلبه بالقيم والعبادات القلبية كالصدق

.ة وغريهاواإلخالص واملحبة والصرب والتوكل واإلنابه إقامة العبودية هللاأل واملعظم هللا تعاىل يف نفسه أوال، وإسعاد مه

.اآلخرين بدخوهلم فيها، مدافع عنه حمب له، يرشف غ معظم جلناب النبي أل واملعظم هللا

بالتأيس به واالنضواء حتت لوائه ولذلك فإنه يقتدي به يف كل األمور، ، وهو ال غ سنته، ويبني فضائله وحماسنه وكامل أخالقه وآدابه ويدعو إىل

م عىل الكتاب والسنة شيئا من اآلراء واألهواء واألقوال والعادات .يقدها سامل من كام أنه ملتزم بمنهج الوسطية يف عباداته وتعامالته كل

.والضالالتالتطرف والغلو واإلرهاب والبدع يف سائر إلعامر الوطن وتنميته عبادة هللا هو الساعي احلقيقي واملعظم هللا

املجاالت االقتصادية واإلدارية واالجتامعية والسياسية والصحية والتعليمية واألمنية وفق الكتاب والسنة، حيث جيعل من هذه احلياة مزرعة لآلخرة

ا إليها .وممر

١٣

كام أنه ال يبخل . لذلك فإنه من أكثر الناس إتقانا لعمله وإحسانا لهو، ويغلق كل باخلري عىل الناس، بل يدل الناس عىل كل خري طلبا ملرضات اهللا

ألنه من أصدق الناس ؛باب من أبواب الرضر والفساد واإليذاء وذلك .ملجتمعه ووطنهنصحا

يتفاعل مع جمتمعه بأمره باملعروف وهنيه عن املنكر واصل املعظم هللالرمحه، راع جلاره، مساعد للمحتاج، زائر للمريض، مصلح بني املتخاصمني،

.مشارك يف أفراح جمتمعه يعمل بشمولية اإلسالم الواسعة، ويرسخ مبادئه يف كل واملعظم هللالم كافة، وال خيتزل الدين يف قضايا حيددها لنفسه، أو األمور، ويدخل يف الس

حيددها له غريه، وإنام يعظم ما عظمه اهللا ورسوله، ال ما عظمته األهواء . والعادات والتقاليد واملجتمع والبيئة، وما تفرضه العوملة يف واقعنا املعارص

ه الشخصية وهو من خالل ذلك يقدم مصلحة ا ألمة واملجتمع عىل مصاحل .الفردية املحدودة

يعالج كثريا من مشاكل املجتمع األمنية أل إن ترسيخ قيمة تعظيم اهللا .واالقتصادية واإلدارية بأيرس السبل وأقل التكاليف واألعباء عىل الدولة

فوس تعالج كثريا من يف النوكذلك فإن ترسيخ قيمة تعظيم اهللااملشكالت االجتامعية كعقوق الوالدين وقطيعة الرحم وظلم املرأة والعنف األرسي وانتهاك األعراض وغري ذلك من االعتداء عىل األنفس واألموال اخلاصة والعامة وغري ذلك من املشكالت، حيث ال توجد مشكلة إال ومن

يف النفوس، وقد رأينا أن هذه القيمة ملا أل تعظيم اهللاأعظم أسباهبا ضعف

١٤

خت يف نفوس اجليل األول يف عرص الن ن بوة وعرص اخلالفة الراشدة ومترسبعدهم أنتجت أمة رضبت أروع األمثلة يف الطهارة واالستقامة واألمانة

صول إىل أعظم مظاهر املدنية وأداء الواجبات واالبتعاد عن املحرمات والو .واحلضارة

من خالل تدبر اآليات أل وهذا الكتاب هو تأمالت يف تعظيم اهللا وأسامئه وصفاته، وما سطره العلامء القرآنية واألحاديث النبوية يف اهللا

. وغناه املطلق الربانيون يف بيان عظمة اهللا، وقد مجعت ما أل ء يف قصائد يف تعظيم اهللاوكذلك ما كتبه الشعرا

منها يف هذا الكتاب وهذا العمل هو جزء من مرشوع أسعد جمتمعك .تيرسوحيدوين األمل أن نشرتك مجيعا دعاة وخطباء ومفكرون وكتاب

بكل الوسائل املتاحة وإعالميون ورجال أعامل يف ترسيخ قيمة تعظيم اهللاروءة واملسموعة واملرئية ومثل ذلك أن نطبقها يف سائر جماالت حياتنا املق

.ليقتدوا بنا .أسأل اهللا أن يبارك يف اجلهود وأن يسعد اجلميع دنيا وآخرة

aalmazyad@ksu.edu.sa

١٥

عبادة التعظيم

من أعظم العبادات التي غفل عنها كثري من الناس، أل إن تعظيم اهللافساءت أحواهلم، وانقلبت موازينهم، وتالعبت هبم الشياطني واألهواء

.واألنفس األمارة بالسوء أل فاهللا أل فالتوحيد الذي هو رأس األمر هو األصل يف تعظيم اهللا

أنا أغنى الرشكاء «: ه قال تعاىل يف احلديث القديس عظم من أن يعبد معه غري أك، من عمل عمال أرشك ك عن الرش .]مسلم[ »ه فيه معي غريي تركته ورش

0 ﴿: وملا عبد قوم نوح األصنام أنكر عليهم نوح عليه السالم وقال هلمأي ما لكم ال ترجون : ل ابن عباس وجماهد قا. ]١٣:نوح[ ﴾1 2 3 4 5

مون اهللا حق عظمته، وقال : عظمة، وقال سعيد بن جبري هللا ما لكم ال تعظ . عظمة ال ختافون هللا: الكلبي

استنكر أن يعبد قوم أل وهدهد سليامن عليه السالم ملا كان معظام هللا! " # $ % & ' ﴿: الشمس من دون اهللا تعاىل

5 4 3 2 1 0 / . - , + * ) ( B A @ ? > = < ; : 9 8 7 6 R Q P O N M L K J I H G F E D C

U T S﴾ ]٢٦-٢٣:النمل[. وادعاء أن له ولدا فإهنا تستبشع افرتاء الكذب عىل اهللاجلامدات حتى

).٢/٤٩٥(مدارج السالكني ) ١(

١٦

~ � ¡ ¢ £ ¤ ¥ ¦ § ﴿: وإجالال لهألتعظيام هللا ® ¬ « ª © ¨ ³ ² ± ° ¯¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¶ µ﴾ ]٩٢-٨٨:مريم[.

© ª » ﴿: قال الضحاك بن مزاحم يف قوله تعاىلقن من عظمة اهللا: أي﴾¬ .أل يتشق

رة لدى هذه األجرام العظيمة، ولذلك فإهنا ال فعظمة اهللا تعاىل متقر تعاىل، ولوال حلم إىل اهللاتطيق هول تلك الكلمة الشنيعة وهي نسبة الولد

ه هبااهللا . تعاىل خلر العامل وتبددت قوائمه غضبا عىل من تفو . أن يقيموا علينا الساعة كاد أعداء اهللا: بن كعب قال حممد

وقد ذكر شيخ اإلسالم ابن تيمية رمحه اهللا عالقة التعظيم بالوحدانية لعبده سبحانه وتعاىل والرسالة حدانية يف األلوهية هللافمن اعتقد الو«: فقال

ورسوله، ثم مل يتبع هذا االعتقاد موجبه من اإلجالل واإلكرام، الذي هو حال يف القلب يظهر أثره عىل اجلوارح، بل قارنه االستخفاف والتسفيه

تقاد كعدمه، وكان ذلك واالزدراء بالقول أو بالفعل كان وجود ذلك االعموجبا لفساد ذلك االعتقاد ومزيال ملا فيه من املنفعة والصالح، إذ ي النفوس وتصلحها، فمتى مل توجب زكاة النفس االعتقادات اإليامنية تزك

.»وال صالحها، فام ذاك إال ألهنا مل ترسخ يف القلب

).٥/٥٤٤(الدر املنثور ) ١( ).١/٣٧٥(الصارم املسلول ) ٢(

١٧

ودية الكائنات هللا تعاىل وسجودها لعظمته عبأل ومن دالئل تعظيم اهللاN M L K J I H G F E D C ﴿: سبحانه كام قال تعاىل

W V U T S R Q P O﴾ .]١٨:احلج[

هو الذي يعطي العبادة روحها وجالهلا، وهو الذي أل وتعظيم اهللاا عب ة الرشوط واألركان، أم ادة بال جيعلها عبادة مقبولة خالصة صحيحة تام

وروح العبادة «: تعظيم فإهنا كاجلسد بال روح ولذلك قال ابن القيم رمحه اهللاهو اإلجالل واملحبة، فإذا ختىل أحدمها عن اآلخر فسدت، فإذا اقرتن هبذين

.الثناء عىل املحبوب املعظم فذلك حقيقة احلمد أن تعبد اهللا كأنك تراه، «: سان قال ملا سأله جربيل عن اإلحغوالنبي

، وهذه املراقبة يف العبادة هي طريق التعظيم »فإن مل تكن تراه فإنه يراكأن تعبد «: يف تفسري اإلحسان غفقوله «: تعاىل قال ابن رجب واإلجالل هللا

ه الصفة، وهي إلخ، يشري إىل أن العبد يعبد اهللا عىل هذ»اهللا كأنك تراه استحضار قربه، وأنه بني يديه كأنه يراه، وذلك يوجب اخلشية واخلوف

.»واهليبة والتعظيم * * *

).٢/٤٩٥(مدارج السالكني ) ١( ).٩(، ومسلم )٤٨(البخاري أخرجه ) ٢( ).١/١٢٦(العلوم واحلكم جامع ) ٣(

١٨

تعظيم اهللا في أمهات العبادة

هات العبادة أل أرشد إىل تعظيم اهللاغوالنبي فالصالة وهي يف أم، وكان أل كلها قائمة عىل التعظيم هللاأعظم الشعائر التعبدية بعد الشهادتني

ففي . أل ات التعظيم والتمجيد واإلجالل هللار يستفتح الصالة بعباغ: كان إذا استفتح الصالة قالغالسنن عن عائشة وأيب سعيد أن النبي

ك وال إله غريك« .»سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعاىل جد كان رسول اهللا: قال تصحيح مسلم عن عيل بن أيب طالب ويف

هت وجهي للذي فطر السموات واألرض «: إذا قام إىل الصالة قالغ وج ، رب العاملني اليت ونسكي وحمياي وممايت هللا ص حنيفا وما أنا من املرشكني إن

أنت امللك ال إله إال م ه الل أمرت وأنا من املسلمني،ال رشيك له وبذلك أنت، أنت ريب وأنا عبدك، ظلمت نفيس، واعرتفت بذنبي فاغفر يل ذنويب

أنت، واهدين ألحسن األخالق ال هيدي مجيعا إنه ال يغفر الذنوب إال ئها إال أنت، ألحسنها إال لبيك أنت، وارصف عني سيئها ال يرصف عني سي

وسعديك، واخلري كله يف يديك، والرش ليس إليك، أنا بك وإليك تباركت .»وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك

إذا قام غكان رسول اهللا : قالبويف الصحيحني عن ابن عباس اللهم لك احلمد أنت نور السموات «: إىل الصالة يف جوف الليل قال

).٨٨٩(، والنسائي )٢٢٥( أخرجه الرتمذي )١( ).٣٣٤٤(، والرتمذي )١٢٩٠( رواه مسلم )٢(

١٩

، فيهنن وم واألرض ام السموات ي ، أنت ق احلمد ن فيهن ولك وم واألرض ك عد ، وو أنت احلق ، السموات واألرض ومن فيهنرب ت ن، أ احلمد ولك ، ق ، والنبيون ح ق ح ، والنار ق ح ، واجلنة ق ك ح ، ولقاؤ ك احلق ، وقول احلق

، وعليك ، وبك آمنت ت لم أس ك ل م ه ، الل ق اعة ح ، والس ق ح غوحممد مت ، فاغفر يل ما قد حاكمت ، وإليك خاصمت ، وبك أنبت ، وإليك توكلت

.» أنت، أنت إهلي ال إله إال وما أعلنت ، وما أرسرت ت وما أخر ه تعاىل، وأحسنهم ثناء عليه وافتقارا غفهو أعظم الناس تعظيام لرب

وفاحتة الكتاب كذلك من أعظم ما . من عذابهإليه ورغبة يف فضله ورهبة م به اهللا تبارك وتعاىل، ولذلك جاء يف احلديث القديس قسمت الصالة «: عظ

& ' ) ﴿: بيني وبني عبدي نصفني، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد قال ﴾+ ,﴿: محدين عبدي، وإذا قال: قال اهللا تعاىل﴾(

جمدين عبدي : قال﴾. / 0﴿: أثنى عيل عبدي، وإذا قال: اهللا تعاىلض إيل عبدي ـ فإذا قال ـ : قال﴾2 3 4 5﴿: وقال مرة فو

7 8 9 : ﴿: هذا بيني وبني عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قالC B A @ ? > = < ;﴾هذا لعبدي : قال

.»ولعبدي ما سأل

).١٢٨٨(، ومسلم )١٠٥٣( رواه البخاري )١(كتاب الصالة، باب وجوب قراءة الفاحتة يف كل ركعة، وسنن ) ٥٩٨ح( صحيح مسلم )٢(

، وأمحد )٧٧٤(، وابن ماجه )٦٩٩( داود ، وأيب)٩٠٠(، وسنن النسائي )٢٨٧٧( الرتمذي)٩٥٥٢.(

٢٠

أما «: غ يف الصالة لقوله أل اهللاوالركوع كذلك من مواضع تعظيم أنه سمع رسول تويف السنن عن حذيفة . »الركوع فعظموا فيه الرب

: ثالث مرات، وإذا سجد قال»سبحان ريب العظيم «: يقول إذا ركع غ اهللا . ثالث مرات »سبحان ريب األعىل«

ركوع والسجود إال أنه يف الركوع وهذا يدل عىل أن التعظيم يكون يف اليكون الثناء والتعظيم أكثر أما السجود فيكون فيه التسبيح الذي هو تعظيم

أما الركوع فعظموا فيه الرب «: غ ويكون فيه الدعاء واملسألة قال أل هللا .»وأما السجود فاجتهدوا يف الدعاء فقمن أن يستجاب لكم

يكثر أن يقول يف ركوعه غكان رسول اهللا : قالتلوعن عائشة لوعنها . »سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر يل«: وسجودهسبوح قدوس، رب «: يقول يف ركوعه وسجودهغكان رسول اهللا : قالت

.»املالئكة والروح ا عىل ذك غوكذلك جعل النبي ر ما بعد الرفع من الركوع منصب

إذا رفع غ كان رسول اهللا: قالت جل وعال، فعن أيب سعيد تعظيم اهللانا لك احلمد ملء السموات وملء األرض، «: رأسه من الركوع قال اللهم رب

د، أحق ما قال وملء ما بينهام، وملء ما شئت من يشء بعد، أهل الثناء واملج

).١٠٤٥(، والنسائي )٧٤٢(، وأبو داود )٤٧٩(، ومسلم )١٨٠١( مسند أمحد )١( ).٨٨(، وابن ماجه )٢٦١( الرتمذي )٢( ).١٨٠١(، أمحد )١٠٤٥(، النسائي )٤٧٩( مسلم )٣( ).٤٨٤(، مسلم )٧٦١( البخاري )٤( ).٨٧٢(أبو داود ، )١١٣٤(، النسائي )٤٨٧( مسلم )٥(

٢١

نا لك عبد، اللهم ال مانع ملا أعطيت، وال معطي ملا منعت، وال ينفع العبد وكل .»ذا اجلد منك اجلد

أما احلج فإنه كذلك من العبادات التي يتجىل فيها تعظيم الرب جل عال احلج غري معقولة جالله يف كل منسك من مناسكه فإن هناك كثريا من أف

املعنى، غري أن املعنى الذي جيمعها مجيعا هو الطاعة املطلقة والتعظيم املطلق تعاىل، فالطواف يكون حول البيت الذي هو من احلجارة، واحلجر هللا

، فام األسود يقبل مع كونه حجرا، ورمي اجلامر إنام هو حجر يرمى به حجر الذي جعل هذا احلجر يرمى وهذا احلجر يقبل وهذا احلجر يطاف حوله

! تعاىلسوى العبودية املحضة والتعظيم اخلالص هللا: أل ويف التلبية التي هي شعار احلج أعظم عبارات الثناء والتعظيم هللا

يك، إن احلمد والنعمة لك وامللك، لبيك اللهم لبيك، لبيك ال رشيك لك لب« .»ال رشيك لك

ه اهللا يف معنى التلبية كالما مجيال نذكر منه ما يدل عىل ذكر ابن القيم رمحإجابة لك بعد إجابة، أو انقيادا لك : تعظيم الرب تعاىل حيث ذكر من معانيها

ا لك بعد بعد انقياد، أي انقدت لك، وسعت نفيس خاضعة ذليلة، أو حب ي وقلبي لك، فهي شعار التوحيد ملة إبراهيم الذي هو ، أو أخلصت لب حبها واملقصود منها، وهلذا كانت روح احلج ومقصده، بل روح العبادات كل

.التلبية مفتاح هذه العبادة التي يدخل فيها هبا

).١٧٤٧(، أبو داود )١١٨٤(، مسلم )١٥٤٩( البخاري )١(

٢٢

فها بالالم لة عىل االعرتاف هللاوكذلك فإهنا مشتم ها وهلذا عر بالنعمة كل .املفيدة لالستغراق أي النعم كلها لك وأنت موليها واملنعم هبا

وحده، فال ملك عىل ومشتملة كذلك عىل االعرتاف بأن امللك كله هللا .احلقيقة لغريه

ق يف صفاته بني غ هذا املعنى أن واهللا سبحانه يفر امللك واحلمد، وسووامللك وحده كامل، واحلمد . اقرتان أحدمها باآلخر من أعظم الكامل وامللك

ن للقدرة، مع كامل، واقرتان أحدمها باآلخر كامل، فإذا اجتمع امللك املتضمنة لغاية النفع واإلحسان والرمحة، ن لعامة النعمة املتضم مع احلمد املتضم

اجلالل واإلكرام ا لداعي إىل حمبته، كان يف ذلك من العظمة والكامل واجلالل .»ما هو أوىل به وهو أهله

* * *

.باختصار) ٢٢٩-١/٢٢٤(هتذيب سنن أيب داود ) ١(

٢٣

حقيقة تعظيم اهللا تعالى

تعاىل حقيقة تعظيم اهللا) منازل السائرين (ذكر اهلروي رمحه اهللا يف ا، أو تعظيم «: فقال احلق سبحانه هو أال جيعل دونه سببا، وال يرى عليه حق

.»ينازع له اختياراحه اإلمام ابن القيم فقال هذه «: وهذا من درر كالمه رمحه اهللا، وقد رش

وذكر من .. .الدرجة تتضمن تعظيم احلاكم سبحانه صاحب اخللق واألمر :تعظيمه ثالثة أشياء

أن ال جتعل دونه سببا، أي ال جتعل للوصلة إليه سببا غريه، بل :داهاإحب إليه سواه، هو الذي يوصل عبده إليه، فال يوصل إىل اهللا إال اهللا، وال يقر

إال اهللا، وال وال يدين إليه غريه، وال يتوصل إىل رضاه إال به، فام دل عىل اهللا سواه، وال أدنى إليه غريه، فإنه سبحانه هو الذي جعل السبب هدى إليه

.سببا، فالسبب وسببيته وإيصاله كله خلقه وفعلها، أي ال ترى ألحد من اخللق ال لك وال لغريك :الثاين أن ال يرى عليه حق ا عىل اهللا : داود عليه السالم قالأن: عىل خلقه ويف أثر إرسائييل، بل احلق هللاحق

؟ ألست ! يا داود : فأوحى اهللا إليه. يا رب بحق آبائي عليك أي حق آلبائك عيل .أنا الذي هديتهم ومننت عليهم واصطفيتهم ويل احلق عليهم

تعاىل؛ من إثابة ملطيعهم، وتوبته عىل تائبهم، وأما حقوق العبيد عىل اهللاها اهللا سبحانه عىل نفسه بحكم وعده وإجاب ته لسائلهم، فتلك حقوق أحق

وها هم عليه، فاحلق يف احلقيقة هللا ا حقوق أحق . عىل عبدهوإحسانه، ال أهن

٢٤

ه وإحسانه إليه بمحض جوده وحق العبد عليه هو ما اقتضاه جوده وبر .بصائر وكرمه، هذا قول أهل التوفيق وال

قد اختار ألوال ينازع له اختيارا، أي إذا رأيت اهللا : وأما قوله:الثالثلك، أو لغريك شيئا؛ إما بأمره ودينه، وإما بقضائه وقدره، فال تنازع اختياره،

وال يرد عليه . بل ارض باختيار ما اختاره لك فإن ذلك من تعظيمه سبحانهها له، فمنازعتها قدره عليه من رها لكنه مل خيرت املعايص، فإنه سبحانه وإن قد

.»غري اختياره من عبده، وذلك من متام تعظيم العبد له سبحانهيرى اخلري يف كل ما يأيت به اهللا ـ من تعظيم ربه تبارك وتعاىل ـ واملؤمن

اليرس والفالح الذي قد يأيت يف ثوب ، ويعلم أن اهللا تعاىل يريد به اخلري وـعجبا ألمر املؤمن إن أمره «: غالبالء والشدة والضيق، ولذلك قال النبي

كله خري، وليس ذلك ألحد إال للمؤمن، إن أصابته رساء شكر فكان خريا اء صرب فكان خريا له .»له، وإن أصابته رض

ال يصيبه من هذا اخلري يشء ألنه ال يعظم اهللا تعاىل وال إن غري املؤمن : تعاىل، كام قال صاحب اجلنتني يرىض بقضائه، ويرى لنفسه احلق عىل اهللا

.]٣٦:الكهف[ ﴾2 3 4 5 6 7 8 9﴿ه م لرب ره اهللا عليه، ـ تبارك وتعاىل ـ أما املؤمن املعظ فإنه يرىض بام قد

، عىل البالء، ويسأل ربه أن يرفع عنه هذا البالء وأن يثب ويصرب ته عىل احلق

).٢/٥٠١(مدارج السالكني ) ١( ).٥٣١٨(أخرجه مسلم ) ٢(

٢٥

أنه يعود بالالئمة يف نزول هذا البالء عىل نفسه، ويعلم أنه مستحق له وأن كام مل يظلمه وإنام ابتاله بذنوبه تنبيها وإيقاظا حتى يتدارك أمره، ويصلح ألاهللا

ا عىل اهللا تعاىل كام قال الناظم وأحسنشأنه، كل : ذلك ألنه ال يرى لنفسه حق ما للعبـاد عليـه حـق واجـب

ــه ضــائع كــال وال ســعي لدي

ــوا م ــه أو نع بوا فبعدل ــذ إن ع

فبفضله وهو الكريم الواسـع

* * *

٢٦

)العظيم(من معاني اسم اهللا

Î Í ÌË Ê É ﴿: ل تعاىلقا) العظيم: (من أسامئه تعاىلÏ﴾ ]٢٥٥:البقرة[وقال ، :﴿â á à ß Þ Ý﴾ ]٣٣:احلاقة[.

تعاىل يفيد عظم الشأن املعظم يف صفة اهللا: العظيم : قال الزجاج والسلطان، وليس املراد به وصفه بعظم األجزاء ألن ذلك من صفات

ا .املخلوقني تعاىل اهللا عن ذلك علو العظيم اجلامع جلميع صفات «: يخ السعدي رمحه اهللا تعاىلقال الش

مه األرواح، العظمة والكربياء، واملجد والبهاء الذي حتبه القلوب، وتعظويعرف العارفون أن عظمة كل يشء، وإن جلت يف الصفة، فإهنا مضمحلة

.يف جانب عظمة العيل العظيم تعاىل عظيم له كل وصف ومعنى يوجب التعظيم، فال يقدر واهللا

خملوق أن يثني عليه كام ينبغي له، وال حييص ثناء عليه، بل هو كام أثنى عىل .نفسه، وفوق ما يثني عليه عباده

وله من ذلك الكامل أكمله، صفة كامل،أنه موصوف بكل : أحدمها

وأعظمه وأوسعه، فله العلم املحيط، والقدرة النافذة والكربياء والعظمة، ومن عظمته أن السموات واألرض يف كف الرمحن أصغر من اخلردلة كام

¸ º ¹ « ¼ ½ ¾ ﴿: قال ابن عباس وغريه، وقال تعاىل

).٤٦:ص(للزجاج تفسري أسامء اهللا احلسنى ) ١(

٢٧

Ä Ã Â Á À ¿﴾ ]وقال]٦٧:زمرال ، :﴿ o n m l k j i hg f e d c b a

p﴾ ]وقال تعاىل وهو العيل العظيم ]٤١:فاطر ، :﴿ > = < .]٥:الشورى[ اآلية ﴾? @

الكربياء ردائي والعظمة إزاري، : إن اهللا يقول «: غويف الصحيح عنه ظمة، والوصفان ، فلله تعاىل الكربياء والع»فمن نازعني واحدا منهام عذبته

.اللذان ال يقدر قدرمها وال يبلغ كنههام يستحق أحد من اخللق أن أنه ال:النوع الثاين من معاين عظمته تعاىل

موه بقلوهبم، يعظ م كام يعظم اهللا؛ فيستحق ـ جل جالله ـ من عباده أن يعظبذل اجلهد يف معرفته، وحمبته، والذل له، وألسنتهم، وجوارحهم؛ وذلك ب

واالنكسار له، واخلضوع لكربيائه، واخلوف منه، وإعامل اللسان بالثناء عليه، أن يتقى حق تقاته؛ فيطاع فال : ومن تعظيمه. وقيام اجلوارح بشكره وعبوديته

.يعىص، ويذكر فال ينسى، ويشكر فال يكفر مه ورشعه من زمان ومكان وأعامل : ومن تعظيمه : تعظيم ما حر

¦ ﴿، ]٣٢:احلج[ ﴾8 9 : ; > = < ? @﴿° ® ¬ « ª © ¨ §﴾ ]٣٠:احلج[.

عه : ومن تعظيمه .»أن ال يعرتض عىل يشء مما خلقه أو رش

).٤١٦٤(، وابن ماجه )٣٥٦٧(رواه أبو داود ) ١( ).٢٨-٢٧:ص( الواضح املبني احلق) ٢(

٢٨

، وال متثل وعظمة اهللا ف وال حتد بيشء، وجيب سبحانه وتعاىل ال تكي نفسه بذلك، ووصفه به عىل العباد أن يعلموا أنه سبحانه عظيم كام وصف

تفكروا يف «: أنه قال غ بال كيفية وال حتديد، وقد ورد عن النبي غ رسولهروا يف اهللاآالء اهللا روا يف خلق اهللا«: ، ويف لفظ» وال تفك روا يف وال تف تفك ك

.»اهللا* * *

٢٩

شواهد العظمةمن

، وكل شاهد ـ اخلالق عىل عظمة التي تدل بالشواهد ميلء هذا الكون ، األكرب إىل الشاهد األمر إىل الذي يليه حتى يصل ل يوص من هذه الشواهد

: ، وقديام قال األعرايب ه وعظمت ـ تبارك وتعاىل ـ الرب جالل وهو شهود أبراج ذات ، فسامء يدل عىل املسري األقدام ، ومسري تدل عىل البعري البعرة « .» اخلبري ذلك عىل اللطيف أفال يدل ، أمواج ذات وبحار ، فجاج ذات رض أو

رمحه اهللا القيم ابن التي حيكيها لنا اإلمام الشواهد معا رحلة ولنتأمل نا يف ما حول لكل واملعاينة البصرية بعني والنظر لتفكر وا التأمل وهي رحلة

وصوال إىل دار وأهوال من مشاهد يف اآلخرة هذه الدنيا، ولكل ما سيكون ه وأعظم النار أهل عذاب مشاهد ، ثم النار الكافرين ، ودار اجلنة املتقني

، ونعيم ]١٥:ففنياملط[ ﴾T U V W X Y﴿: تعاىلحجبهم عن اهللا - , + * (﴿: املزيد يف يوم العظيم الرب ه رؤية وأعظم اجلنة أهل

هذا اإلله صفات بعد ذلك إىل مشاهد ، ثم االنتقال ]٢٣-٢٢:القيامة[ ﴾/ . قال اإلمام . املؤمن يف قلب املشاهد هذا أعظم ، فيكون الكريم والرب العظيم :ابن القيم

من الدنيا به شاهد أن يقوم : اآلخرة والدار إىل اهللا السائر شواهد فأول . ها انقضائ ها، ورسعة رشكائ ها، وخسة جفائ ها، وكثرة وفائ ا، وقلة وحقارهت

).٣/٢٥٠(مدارج السالكني ) ١(

٣٠

هم بأنواع ت ، وعذب هبمت ع د ا، قد ب ى حوهل ع ها رص ها وعشاق ويرى أهل هم ت ق س . هم طويال ت م قليال، وأبك هت أضحك . ب ا أمر الرشهم، وأذاقت العذاب .هاوماتوا هبجر . هافسكروا بحب . ها مخر ها، بعد كؤوس م س كؤوس

وسافر يف طلب ،ه عنهال قلب ترح : منها هذا الشاهد فإذا قام بالعبد ها، وأهنا هي ودوام آلخرة من اه شاهد بقلب يقوم وحينئذ اآلخرة الدار

، القرار بل هي دار ،نون عنهاع وال يظ ،ها ال يرحتلون منهافأهل . حقااحليوان : غ إليها ـ كام قال النبي وأن الدنيا بالنسبة ،، ومنتهى السري الرحال وحمط

نيا يف اآلخرة « ، فلينظر أحدكم إصبع إال كام جيعل ما الد م به يف اليم واحدة من ذرة إال أقل ما الدنيا يف اآلخرة : التابعني ، وقال بعض »؟ع ترج

. الدنيايف جبال

ها، د قعر ع وب ،هاها واضطرام د ق و ، وت من النار ه شاهد بقلب ثم يقوم ليها سود إيقوا هم وقد س فيشاهد . ها أهل عذاب ها، وعظيم ر ح وشدة

: فلام انتهوا إليها. هم يف أعناق واألغالل ، والسالسل العيون زرق ،الوجوه ، وقد تقطعت الفظيع فشاهدوا ذلك املنظر . اهم أبواهب يف وجوه فتحت

É Ê Ë Ì Í Î Ï Ð﴿ وأسفا م حرسة قلوهب Ñ Ò﴾ ]وأتى . ، وهم إليها يدفعون اإليامن ، فأراهم شاهد ]٥٣:الكهف

.خذلتهم: بدعت هبم) ١( ).٤١٠٨(، ابن ماجه )٢٣٢٣(، الرتمذي )٢٨٥٨( مسلم )٢(

٣١

هلم ، ثم قيل ]٢٤:الصافات[ ﴾ÙØ Ú Û﴿ العاملني رب ل ب من ق داء الن﴿Ç È É Ê Ë Ì Í ! " # $ % & '

-١٤:الطور[ ﴾4 3 2 1 0 ./ - , + * ( )ويف . هم يسحبون ، عىل وجوه وهم يف احلميم . اإليامن، فرياهم شاهد ]١٦

﴾} u v w x y z﴿رون يسج كاحلطب النار . الفراش وبئس اللحاف س ، فبئ]٤١:األعراف[

﴾\ ] X Y Z﴿ العطش وإن استغاثوا من شدة .م ما يف بطوهن ر ه هم، وص هم يف أجواف فإذا رشبوه قطع أمعاء ، ]٢٩:الكهف[

} v w x y z﴿ وم ق هم الز وطعام ،م احلميم رشاهب | } ~ � ¡ ¢ £ ¥¤ ¦ § ¨ © ª « ¬ ® ¯ ° ± ² ³ ´ µ ¸¶ ¹ º » ¼ ½ ¾ ¿ À ÂÁ Ã Ä Å Æ Ç﴾ ]٣٧-٣٦:فاطر[.

واملعايص، واتباع من الذنوب انخلع : هذا الشاهد العبد فإذا قام بقلب وهان ،ه أجفان من مطر ه قلب وأخصب ، واحلذر اخلوف ثياب لبس . الشهوات

.ه وقلب ه ن دي يف غري ه تصيب مصيبة عليه كل . ه من املعايص واملخالفات بعد ن يكو هذا الشاهد قوة ب س وعىل ح

ها ثم ، وينضج املهلكة ، واملواد ه الفضالت من قلب هذا الشاهد فيذيب .ها ورسور العافية القلب لذة فيجد . هاخيرج

٣٢

ها فيها، مما ال ألهل اهللا، وما أعد من اجلنة شاهد : به بعد ذلكفيقوم

اهللا هف وص ، فضال عام برش عىل قلب ، وال خطر ت ع سم وال أذن رأت عني عىل لسان ه لعباد ، من ة اللذ بأعىل أنواع ، الكفيل ل املفص ه من النعيم رسول

ه بقلب فيقوم . والرسور ، والبهجة والصور ، واملالبس واملشارب املطاعم .ه فيهاري بحذاف الدائم املقيم النعيم اهللا قد جعل دار شاهد

، وبناؤ وحصباؤ ،ها املسك تربت ر ب ص ، وق والفضة هب الذ ن ب ها ل ها الد من ، وأبرد من املسك رائحة ، وأطيب ا أحىل من العسل ورشاهب ،اللؤلؤ

يف هذه الدنيا ن إحداه وجه ز ر ها لو ب ونساؤ ، من الزنجبيل ، وألذ الكافور ، واإلستربق من السندس هم احلرير ولباس ، الشمس عىل ضوء لغلب ، ال ممنوعة ، ال مقطوعة هم دائمة وفاكهت ، املنثور كاللؤلؤ هم ولدان وخدم

ال فيها م عليه مخرة ورشاهب ،تهون ش مما ي طري هم حلم وغذاؤ . مرفوعة وفرش هم حور د وشاه ، مما يتخريونة م فاكههت رض وخ وال هم عنها ينزفون ل و غ

، ويف تلك الرياض متكؤون فهم عىل األرائك ، املكنون اللؤلؤ كأمثال عني . وهم فيها خالدون ، األعني وتلذ وفيها ما تشتهي األنفس ،حيربون

الرب إىل وجه ، والنظر املزيد يوم شاهد : فإذا انضم إىل هذا الشاهد بينام أهل اجلنة «: غ كام قال النبي . منه بال واسطة ه كالم ه، وسامع جالل جل

أرشف تعاىل قدفإذا الرب . هموا رؤوس ع فرف . هلم نور ع هم، إذ سط يف نعيم : ه تعاىلـ ثم قرأ قول ، سالم عليكم اجلنة يا أهل : وقال. همعليهم من فوق

٣٣

ى رمحته وبركته وتبق . وارى عنهمت ثم ي ـ]٥٨:يس[ ﴾> ; : 9 8﴿ .»همعليهم يف ديار

إىل القلب فهناك يسري : ه التي قبل إىل الشواهد هذا الشاهد فإذا انضم ا، فال يلتفت الرياح من سري ه أرسع رب .ه يمينا وال شامال يف طريق يف مهاهب

به العبد ، ويغيب فيه هذه الشواهد ل تضمح آخر شاهد : ذلك وفوق ،هذا

ه ه، وقيوميت ه وسلطان ه، وعز ه وكامل تعاىل، ومجال الرب جالل وهو شاهد . هاعنها كل .هه وأنبيائ ه ملالئكت ه، وخطاب تكوين ه وكلامت ه بكتب م ه، وتكل عرش ه فوق وعلو

ه، ه، مستويا عىل عرش عباد ه قيوما قاهرا فوق بقلب ه شاهد فإذا شاهد ، ب ويغض يرىض . هال كتب ز ن ه، وم ال رسل ه، آمرا ناهيا، مرس مملكت منفردا بتدبري

إذا ويرحم . ويغضب وحيب . ويذل ، ويعز ي ويمنع ويعط . ويعاقب ويثيب إذا ، ويقيل ي إذا دع ، وجييب ل ئ س ي إذا ، ويعط ر إذا استغف ، ويغفر م اسرتح

.ل يقاست من وأقدر ، يشء من كل وأعز ، يشء من كل وأعظم ، يشء من كل أكرب

. يشء من كل وأحكم ، يشء من كل وأعلم ، يشء كل هم عىل منهم، ثم كانوا كل هم عىل واحد كل وى اخلالئق فلو كانت ق

البعوضة قوة دون تعاىل لكانت اهللاسبت تلك القوى إىل قوة ثم ن ،تلك القوة . األسد إىل قوة بالنسبة

.فيام أنكرت اجلهمية) ١٣(، باب )١٨٤( ابن ماجه )١(

٣٤

إىل عني بالنسبة ضعيف رساج تعاىل لكان دون الرب مجال ر د ولو ق .الشمس

اخللق ثم كان كل ، منهم عىل رجل ، واآلخرين األولني علم ولو كان إىل علم ذلك بالنسبة تعاىل لكان الرب إىل علم سب ثم ن ، الصفة عىل تلك

. يف بحر عصفور كنقرة الرب ه يسمع فإن . ه كامل نعوت ه، وسائر ه وبرص ، كسمع ه صفات وهكذا سائر

ه سمع ل فال يشغ . احلاجات ، عىل تفنن اللغات باختالف األصوات ضجيج .ني ح املل بإحلاح وال يتربم . ه املسائل وال تغلط . عن سمع

والغيب . فالرس عنده عالنية . به ومن جهر ه من أرس القول عند سواء .عنده شهادة

. الظلامء ، يف الليلة الصامء ، عىل الصخرة السوداء النملة يرى دبيب .ها يف أعضائ ها، وجماري القوت عروق ويرى نياط ، عىل إصبع ه، واألرض يد من أصابع عىل إصبع الساموات يضع

ه ساموات ويقبض . عىل إصبع ، واملاء عىل إصبع ، والشجر عىل إصبع واجلبال يف ة ه كخردل يف كف السبع فالساموات . األخرى باليد ى يديه، واألرضني د بإح

. العبد كف وا واحدا ما أحاط اهم قاموا صف م إىل آخر هم من أوهل كل اخللق ولو أن

ه ه ما انتهى إليه برص سبحات ت ه ألحرق عن وجه احلجاب لو كشف . أل باهللا .همن خلق

٣٥

، من املتقدمة الشواهد فيه ت ل ح م اض : هذا الشاهد العبد بقلب فإذا قام فيه الشواهد وتندرج ، هلذا الشاهد والقهر الغلبة بل تصري . م تعد أن غري

عن هذا ه ممن هو لغري ليس ، خاص وسري فله سلوك : هد هذا شاه ن وم . هاكل . جمملة ، أو معرفة يف غفلة

ه وسكون ه ، وحركت ه ومنام ه يف يقظت إىل اهللاسائر : هذا الشاهد فصاحب . يف واد اس هو يف واد والن . شأن وللناس شأن ، له ه وصيام ه وفطر

ح، ونورها رواها األب جوان ت ، وبارش التوحيد شمس فإذا طلعت

من يف طلب هبا األرواح وحتركت ، والطبع النفس ت هبا ظلامت ، جتل ر البصائ منازل ل ز ون ، األمر القلب يف بيداء فسافر ، البصري وهو السميع ه يشء ليس كمثل

.، مقيم عىل معبود واحد إىل عبادة بادة من ع فهو ينتقل ،منزال ، منزال العبودية إذا ه ر ، وتذك ه إذا رقد ، توقظ ه بقلب قائمة الصفات شواهد فال تزال

. إذا قعد ه ، وتقيم و به إذا سار ، وحتد غفل يس ل. هللاه كل األمر رأى أن والقيومية ه شاهد من الربوبية إن قام بقلب

¸ ¶ ´µ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ »﴿ يشء معه من األمر ألحد ¹ º » ¼ ¾½ ¿ À Á Â Ã Ä Å Æ Ç ÉÈ Ê Ë Ì Í Î Ï Ð Ñ ÓÒ Ô Õ Ö Ø× Ù Ú﴾

- , + (* ) ' & % $ # " !﴿. ]٣-٢:فاطر[، ]١٠٧:يونس[ ﴾; : 9 87 6 5 4 3 2 10 / .

٣٦

﴿t u v w x y z |{ } ~ � ¡ ¢ £ ¤ ¥ ¦ § ¨ © ª « ¬ ® ¯ ° ±

² ³ µ´ ¶ ¸ º¹ » ¼ ½﴾ ]٣٨:الزمر[ ،﴿¢ £ ¤ ¥ ¦ § © ª « ®¬ °

± ² ³ ´ µ ¶ ¸ ¹ º » ¼ ½ ¿¾ À Á Â Ã Ä Å Æ Ç È É Ê

Ë Ì Í Î Ï Ð Ñ Ò Ó ÕÔ Ö × Ø﴾ ]٨٩-٨٤:املؤمنون[.

، والنهي األمر رأى يف ذلك الشاهد : من اإلهلية ه شاهد بقلب إن قام ، والبغض والرىض، والكراهة ، واملحبة والرشائع ، والكتب والنبوات ، وأعامل ه عىل عرش نازال ممن هو مستو األمر وشاهد ، والعقاب والثواب

ويف منها يف هذه الدار جيزي باإلحسان . عليهة، ومعروض إليه صاعدة العباد ه منها فيجعل ه ورشع ه عن أمر إىل ما مل يكن ورسورا، ويقدم العقبى نرضة

. منثوراهباء قد ، الصفة ه قائام هبذه كل رأى الوجود : من الرمحة ه شاهد بقلب وإن قام

انتهى إىل حيث ه رمحت وانتهت ، وعلام رمحة ه كل يشء من هي صفت ع س و . يشء كل ه عرش ع س كام و ، يشء كل لتسع ،ه ه برمحت فاستوى عىل عرش ،هعلم

ة والكربياء ه شاهد بقلب قام وإن . آخرفله شأن : اجلربوت و ، والعظمة العز. عليها فام ذكرنا إنام هو أدنى تنبيه ، الصفات شواهد وهكذا مجيع

. البتة الشواهد ال تتجاوز واملشاهدة والعيان فالكشف

٣٧

أإله مع اهللا؟

رب ،العاملني رب أن اهللا ال ريب «: تيمية ابن اإلسالم قال شيخ واملغرب املرشق رب ، العظيم العرش وما بينهام ورب واألرضني السموات

ك ل م الناس رب ،كم األولني آبائ كم ورب رب ،ه وكيال ال إله إال هو فاختذ . وكيل يشء وهو عىل كل يشء كل وهو خالق . ، الناس إله الناس

يشء كل وهو رب ، إذا متنى من نطفة ،واألنثى الذكر الزوجني خلق ويعز ، يشاء ن مم امللك وينزع ، من يشاء امللك؛ يؤيت امللك وهو مالك ،هومليك

. قدير يشء وهو عىل كل ه اخلري ، بيد من يشاء ويذل ،من يشاء الرمحن ، الثرى وما بينهام وما حتت وما يف األرض له ما يف السموات

> = ﴿ قدير يشء وهو عىل كل وله احلمد له امللك ، استوىعىل العرش O N M L K JI H G F E D C BA @ ? >﴾

.]٥٦:هود[ من إصبعني وهو بني إال قلب وما من ،هيهم بيد ونواص العباد قلوب

.ه أزاغ ه ه، وإن شاء أن يزيغ ه أقام إن شاء أن يقيم ، الرمحن أصابع الرياح وهو الذي يرسل ،ىى وأقن وأغن ،ىك وأبك وهو الذي أضح

،ا موهت بعد ماء فيحيي به األرض من السامء وينزل ،ه رمحت برشا بني يدي # $ % & ' ) ﴿وهو . ة داب ويبث فيها من كل

! " # $ % ﴿، ]١:األنعام[ ﴾(* + , - . /

.دار الوفاء) ٤٠٠-٢/٣٩٨(جمموع الفتاوى ) ١(

٣٨

1 0 / . - , + * )( ' & 2 > = < ; : 9 8 7 65 4 3﴾

Ö ÕÔ Ó Ò Ñ Ð ÏÎ Í Ì Ë Ê É × ﴿، ]١٢٥:األنعام[Ù Ø﴾ ]٧٠:القصص[.

، بالقسط وهو القائم ، وال نوم نة س ه الذي ال تأخذ القيوم وهو احلي " # $ % ﴿. املصور البارئ اخلالق ،ت ب بام كس نفس عىل كل القائم

، كان فام شاء اهللا، إال باهللا ال قوة اهللا، ما شاء ]٦:هود[ ﴾& ' ) ( * . منه إال إليه، وال ملجأ إال باهللا وال قوة وال حول ، مل يكن وما مل يشأ

،هه ورزق وخلق ،هه وملك ها من معاين ربوبيت فهذه املعاين وما أشبه ك من أنه بذل ما يتصل ثم ،هه وصنع وتدبري ،هه وبر وإحسان ،هه ونرص وهدايت

عن ه سمع ل ال يشغ ، بصري ه سميع وأن ، قدير يشء وعىل كل ، عليم يشء بكل النملة دبيب يبرص ،ني امللح بإحلاح وال يتربم ، املسائل هط تغل ، وال سمع

. الصامء ، عىل الصخرة الظلامء يف الليلة ،السوداء ،فهذا كل أعطى كل ؛ وهو مع هذا قد لربوبية ا توحيد وهو حمض ه حق

. من طني اإلنسان خلق وبدأ ،قه ل خ يشء كل وأحسن ،ىد ه ه ثم خلق يشء وهو أرحم ،ه ه بيدي كل واخلري ،يشء كل الذي أتقن ، اهللاوهذا صنع

غ نبي عىل ذلك ال كام أقسم ،اه بولد من الوالدة ه بعباد وهو أرحم ،الرامحني ، هذه املعاين إىل نحو »هاد بول ه من هذه الوالدة بعباد أرحم هللاواهللا«: فقال

).٢٧٥٤(، مسلم )٥٩٩٩( البخاري )١(

٣٩

ه رمحت وسعة يشء كل ق ل ه خ ه وإحسان ه وإتقان حكمت التي تقتيض شمول .» هذا حق ه كل غضب ها وأهنا سبقت وعظمت

[ \ ] V W X Y Z﴿ الذي امللك هو مالك أل فاهللا^ _ a b c d e f g h i﴾ ]٣:سبأ[ ،

من هذه القدرة ه يطيش كاد عقل تعاىل هلذا الكون اهللا يف تدبري وإذا نظر العبد يف واحلكمة واإلحسان ، واإلتقان الظاهرة ، والرمحة القاهرة ، والقوة الباهرة

. يشء كل * * *

).٢/٤٠٠(موع الفتاوى جم) ١(

٤٠

الطريق إلى تعظيم اهللا تعالى

ه ه وصفات بأسامئ ـ اهللا معرفة بعد إال تعاىل ال يكون اهللاعظيم تإن ه ونعوت وأفعال ، فال ]١٩:حممد[ ﴾Ü Ý Þ ß à á﴿: ه، قال تعاىل جالل

. واإلجالل التعظيم لك طريق ء الذي ييض، فهي النور واملعرفة من العلم بد يف ه، عظيم ات يف صفه، عظيم يف أسامئ ه، عظيم يف ذات عظيم ـ فاهللا

يف ه، عظيم ه ورشع يف دين ه، عظيم ه وأمر يف خلق ه، عظيم ه وسلطان ملك Ã Ä Å Æ Ç È É Ê Ë Ì Í Î﴿: ه قال تعاىله وكلامت علم Ï Ð Ñ Ò Ó Ô﴾ ]وقال]١٠٩:الكهف ، :﴿Å Æ Ç È É Ê Ë Ì Í Î Ï Ð Ñ Ò Ó Ô ÖÕ × Ø Ù Ú﴾ ]درته؟ قال تعاىل بعد اهللا تعاىل فامذا عن ق، هذا علم ]٢٧:لقامن

Ü Ý Þ ß à á ãâ ä å æ ç﴿: هذه اآليةè ! " # $ % & ' ( ) * + , - .

/ 0 1 2 3 4 5 6 7 8 9 : ; < = > ? @ A B C D E F G H I J K L M N O

P Q R S T U V XW Y Z [ \ ] ^ .]٣١-٢٨:لقامن[ ﴾_

، املطلق واجلالل ، ق املطل والعلو املطلقة والقدرة املطلقة إهنا العظمة º » ¼ ½ ¾ ¿ À ¹ ¸﴿: املطلق والقهر Á Â Ã ÅÄ Æ Ç È É﴾

.]٦٧:الزمر[

٤١

ـ أي وهذه املنزلة «: باملعرفة التعظيم يف ارتباط القيم ابن قال اإلمام الرب تعظيم يكون املعرفة ، فعىل قدر للمعرفة ـ تابعة أل اهللا تعظيم منزلة

اهللا هم له تعظيام وإجالال، وقد ذم به أشد الناس وأعرف ، تعاىل يف القلب حق ه ف ص ، وال و ه معرفت حق ه ف ر ، وال ع ه ت عظم حق ه م تعاىل من مل يعظ

.»]١٣:نوح[ ﴾5 4 3 2 1 0﴿: ، فقال تعاىله وصف صفة العظمة «: العظمة يف صفة األصبهاين إسامعيل وقال أبو القاسم

هبا م عظمة يعظ بني اخللق تعاىل خلق ، واهللا هلا خلق ، ال يقوم اهللامن صفات ، ومنهم م لفضل م ملال، ومنهم من يعظ من يعظ هم بعضا، فمن الناس بعض

، وكل ، ومنهم من يعظم جلاه م لسلطان ، ومنهم من يعظ من يعظم لعلم ها، كل حوال يف األ م يعظ أل واهللا معنى ملعنى دون م إنام يعظ من اخللق واحد

، وال يرتكب ها اهللا يكره بكلمة أن ال يتكلم اهللا حق عظمة ف ر فينبغي ملن ع ، يشري بذلك » بام كسبت نفس عىل كل ، إذ هو القائم ال يرضاها اهللامعصية التعظيم ه، وقد تذهب لرب العبد عظيم من تف ع ض ت املعصية إىل أن رمحه اهللا

.ه بالكلية من قلب * * *

.)٢/٤٩٥ (مدارج السالكني) ١( ).١٤٢، ١/١٤١(احلجة يف بيان املحجة ) ٢(

٤٢

تعظيم األمر والنهي

وهذا يدل عىل أن أول مراتب التعظيم هي تعظيم األمر والنهي، وقد تعظيم األمر والنهي هو ناشئ عن تعظيم اآلمر «: ذكر ذلك ابن القيم فقالم أمره وهنيه، قال الناهي فإن اهللا تعاىل ذ مه وال يعظ 0 1 2 ﴿: ـم من ال يعظ

. تعاىل عظمة ما لكم ال ختافون هللا: ، قالوا يف تفسريها]١٣:نوح[ ﴾3 4 5هو أال «: وما أحسن ما قاله شيخ اإلسالم يف تعظيم األمر والنهي

ضا يعارضا برتخص مال عىل علة توهن غال وال حي لتشديد جاف، وال يعر .»االنقياد

تعظيم أمره وهنيه، : ألأن أول مراتب تعظيم احلق : ومعنى كالمه إىل غ برسالته التي أرسل هبا رسول اهللاألوذلك ألن املؤمن يعرف ربه

االنقياد ألمره وهنيه، وإنام يكون ذلك بتعظيم أمر : كافة الناس، ومقتضاها واتباعه، وتعظيم هنيه واجتنابه، فيكون تعظيم املؤمن ألمر اهللا تعاىل أل هللا

وهنيه واجتنابه داال عىل تعظيمه لصاحب األمر والنهي، ويكون بحسب هذا التعظيم من األبرار املشهود هلم باإليامن والتصديق وصحة العقيدة، والرباءة

لرجل قد يتعاطى فعل األمر لنظر اخللق وطلب فإن ا. من النفاق األكرب املنزلة واجلاه عندهم، ويتقي املناهي خشية سقوطه من أعينهم، وخشية بها الشارع عىل املناهي، فهذا ليس فعله ة من احلدود التي رت العقوبات الدنيوي

.»عظيم اآلمر الناهيوتركه صادرا عن تعظيم األمر والنهي، وال عن ت

).١٨-١٧:ص(الوابل الصيب ) ١(

٤٣

كيف نعرف اهللا؟

:الرب تعاىل يدعو عباده يف القرآن إىل معرفته من طريقني . النظر يف مفعوالته:أحدمهار يف آياته وتدبرها:والثاين . التفك

.فتلك آياته املشهودة، وهذه آياته املسموعة املعقولة ! " # $ % & ' ﴿: له كقو:فالنوع األول

. ، إىل آخرها]١٦٤:البقرة[﴾ ) ( * + , - . / 0b a ` _ ^ ] \ [ Z Y ﴿: وقوله

c ﴾]وهو كثري يف القرآن .. ]١٩٠:آل عمران. s ﴿: وقوله. ]٨٢:النساء[﴾ M L K ﴿:كقوله: والثاين

u t ﴾]وقوله]٦٨: املؤمنون ، :﴿G F E D C B ﴾ .وهو كثري أيضا.. ]٢٩:ص[

ا ة عىل الصفات؛ فأم ة عىل األفعال، واألفعال دال املفعوالت، فإهنا دالفإن املفعول يدل عىل فاعل فعله، وذلك يستلزم وجوده وقدرته ومشيئته وعلمه الستحالة صدور الفعل االختياري من معدوم أو موجود ال قدرة له

.وال حياة وال علم وال إرادة صات املتنوعة دال عىل إرادة الفاعل، ثم ما يف املفعوالت من التخص

).٤٢-٤٠:ص(الفوائد البن القيم ) ١(

٤٤

.وأن فعله ليس بالطبع بحيث يكون واحدا غري متكرر .وما فيها من املصالح واحلكم والغايات املحمودة دال عىل حكمته تعاىل

.وما فيها من النفع واإلحسان واخلري دال عىل رمحته .ما فيها من البطش واالنتقام والعقوبة دال عىل غضبهو

.وما فيها من اإلكرام والتقريب والعناية دال عىل حمبته .وما فيها من اإلهانة واإلبعاد واخلذالن دال عىل بغضه ومقته

وما فيها من ابتداء اليشء يف غاية النقص والضعف ثم سوقه إىل متامه .وهنايته دال عىل وقوع املعاد

ف املياه دليل عىل إمكان وما فيها من أحوال النبات واحليوان وترص .املعاد

وما فيها من ظهور آثار الرمحة والنعمة عىل خلقه دليل عىل صحة ات .النبو

أن معطي وما فيها من الكامالت التي لو عدمتها كانت ناقصة دليل عىل .تلك الكامالت أحق هبا

فمفعوالته من أدل يشء عىل صفاته وصدق ما أخربت به رسله عنه؛ق اآليات املسموعات، منبهة عىل االستدالل فاملصنوعات شاهدة تصد

Å Ä Ã Â Á À ﴿: قال تعاىل. باآليات املصنوعات Ê É È Ç Æ ﴾]فأخرب أنه ال بد أن ، أي أن الق]٥٣:فصلت ، رآن حق

٤٥

ة حق هلم أن آياته املتلو ثم أخرب بكفاية . يرهيم من آياته املشهودة ما يبنيه . عىل صدق رسولهبام أقام من الدالئل والرباهني شهادته عىل صحة خرب

فهو الشاهد . فآياته شاهدة بصدقه، وهو شاهد بصدق رسوله بآياتهفهو الدليل بنفسه عىل نفسه كام قال . واملشهود له، وهو الدليل واملدلول عليه

كيف أطلب الدليل عىل من هو دليل يل عىل كل يشء؟ فأي : بعض العارفني سل لقومهم. دليل طلبته عليه فوجوده أظهر منه ¥ ¦ ﴿: وهلذا قال الر

. فهو أعرف من كل معروف، وأبني من كل دليل ؛ ]١٠:إبراهيم[﴾؟ §فاألشياء عرفت به يف احلقيقة، وإن كان عرف هبا يف النظر، واالستدالل

.بأفعاله وأحكامه عليه* * *

٤٦

أل معرفة جمال اهللا معرفة الرب سبحانه باجلامل، وهي معرفة :من أعز أنواع املعرفة

ص اخللق، وكلهم عرفه بصفة من صفاته، وأمتهم معرفة من عرفه بكامله خواوجالله ومجاله سبحانه، ليس كمثله يشء يف سائر صفاته، ولو فرضت اخللق كلهم عىل أمجلهم صورة، وكلهم عىل تلك الصورة، ونسبت مجاهلم الظاهر

ضعيف إىل قرص انه لكان أقل من نسبة رساج الرب سبحوالباطن إىل مجال الشمس، ويكفي يف مجاله أنه لو كشف احلجاب عن وجهه ألحرقت

ويكفي يف مجاله أن كل مجال ظاهر . ما انتهى إليه برصه من خلقهسبحاته فام الظن بمن صدر عنه هذا وباطن يف الدنيا واآلخرة فمن آثار صنعته،

!اجلامل؟ه، :ويكفي يف مجاله ة مجيعا، واجلود كل ة مجيعا، والقو أنه له العز

قت الظلامت، واإلحسان كله، والعلم كله، والفضل كله، ولنور وجهه أرشك الذي أرشقت له أعوذ بنور وجه «: يف دعاء الطائف غكام قال النبي

.»الظلامت وصلح عليه أمر الدنيا واآلخرة كم ليل وال هنار، نور السموات : بن مسعود وقال عبد اهللا ليس عند رب

واألرض من نور وجهه، فهو سبحانه نور السموات واألرض، ويوم القيامة ق األرض ب .نورهإذا جاء لفصل القضاء ترش

).٢٥٨:ص(الفوائد ) ١(حات ) (٢( .جاللته: وجه اهللا تعاىل بضمتني) سب .)١٣١(ختريج فقه السرية : انظر. وهو ضعيف. اهللا بن جعفرعن عبد) ريالكب(رواه الطرباين يف ) ٣(

٤٧

إن اهللا مجيل «: غ ويف الصحيح عنه ).اجلميل (ومن أسامئه احلسنى .»حيب اجلامل

مجال الذات، ومجال الصفات، ومجال :ومجاله سبحانه عىل أربع مراتب ى، وصفاته كلها صفات كامل، . األفعال، ومجال األسامء فأسامؤه كلها حسن

ات، وما هو . ا حكمة ومصلحة وعدل ورمحة وأفعاله كله ا مجال الذ وأمعليه، فأمر ال يدركه سواه، وال يعلمه غريه، وليس عند املخلوقني منه إال ف هبا إىل من أكرمه من عباده، فإن ذلك اجلامل مصون عن تعريفات تعر

: فيام حيكى عنهغاإلزار، كام قال رسوله األغيار حمجوب بسرت الرداء ووملا كانت الكربياء أعظم وأوسع . »الكربياء ردائي، والعظمة إزاري«

كانت أحق باسم الرداء؛ فإنه سبحانه الكبري املتعال، فهو سبحانه العيل .العظيم

باألفعال، حجب الذات بالصفات، وحجب الصفات :قال ابن عباس !فام ظنك بجامل حجب بأوصاف الكامل وسرت بنعوت العظمة واجلالل؟

ى من ومن هذا املعنى يفهم بعض معاين مجال ذاته؛ فإن العبد يرتق. معرفة األفعال إىل معرفة الصفات، ومن معرفة الصفات إىل معرفة الذات

ال األفعال، استدل به عىل مجال الصفات، ثم استدل فإذا شاهد شيئا من مج .بجامل الصفات عىل مجال الذات

). ١٩٩٩(، والرتمذي )١٤٧(رواه مسلم ) ١( .)٣٥٦٧(، وأبو داود )٦٢٠(مسلم ) ٢(

٤٨

ه، ه سبحانه له احلمد كل وأن أحدا من خلقه ال حييص ومن ههنا يتبني أنى عىل نفسه، وأنه يستحق أن يعبد لذاته، وحيب ثناء عليه، بل هو كام أثن

ذاته، ويشكر لذاته، وأنه سبحانه حيب نفسه ويثني عىل نفسه وحيمد نفسه، لوأن حمبته لنفسه ومحده لنفسه وثناءه عىل نفسه وتوحيده لنفسه، هو يف احلقيقة احلمد والثناء واحلب والتوحيد؛ فهو سبحانه كام أثنى عىل نفسه،

.ليه خلقهوفوق ما يثني به ع فكل أفعاله حسن وهو سبحانه كام حيب ذاته حيب صفاته وأفعاله،

حمبوب، وإن كان يف مفعوالته ما يبغضه ويكرهه، فليس يف أفعاله ما هو مكروه مسخوط، وليس يف الوجود ما حيب لذاته وحيمد لذاته إال هو

واه، فإن كانت حمبته تابعة ملحبته سبحانه بحيث وكل ما حيب س. سبحانهوهذا هو حقيقة اإلهلية؛ . حيب ألجله، فمحبته صحيحة، وإال فهي حمبة باطلة فكيف إذا انضاف إىل ذلك . فإن اإلله احلق هو الذي حيب لذاته وحيمد لذاته

ه ورمحته؟إحسانه وإنعامه وحلمه وجتاوز ه وعفوه وبر فيحبه وحيمده لذاته وكامله، وأن فعىل العبد أن يعلم أنه ال إله إال اهللا،

يعلم أنه ال حمسن عىل احلقيقة بأصناف النعم الظاهرة والباطنة إال هو ، .مجيعافيحبه إلحسانه وإنعامه، وحيمده عىل ذلك؛ فيحبه من الوجهني

واملحبة مع اخلضوع .وكام أنه ليس كمثله يشء، فليس كمحبته حمبة ، وال ل ا غاية احلب بغاية الذ هي العبودية التي خلق اخللق ألجلها؛ فإهن

واإلرشاك به يف هذا، هو الرشك الذي ال يغفره . يصلح ذلك إال له سبحانه .قبل لصاحبه عمال اهللا، وال ي

٤٩

ن أصلني اإلخبار بمحامده وصفات كامله، واملحبة له :ومحده يتضمومن أحبه من . فمن أخرب بمحاسن غريه من غري حمبة له مل يكن حامدا. عليها

.غري إخبار بمحاسنه مل يكن حامدا حتى جيمع األمرين فسه، وحيمد نفسه بام جيريه عىل ألسنة وهو سبحانه حيمد نفسه بن

احلامدين له من مالئكته وأنبيائه ورسله وعباده املؤمنني؛ فهو احلامد لنفسه هبذا وهذا؛ فإن محدهم له بمشيئته وإذنه وتكوينه؛ فإنه هو الذي جعل احلامد

مصليا، والتائب تائبا؛ فمنه ابتدأت النعم حامدا، واملسلم مسلام، واملصيل .وإليه انتهت، فابتدأت بحمده وانتهت إىل محده

وهو الذي أهلم عبده التوبة، وفرح هبا أعظم فرح، وهي من فضله وأهلم عبده الطاعة، وأعانه عليها، ثم أثابه عليها، وهي من فضله . وجوده .وجوده

كل ما سواه بكل وجه، وما سواه فقري إليه بكل وهو سبحانه غني عن وجه، والعبد مفتقر إليه لذاته يف األسباب والغايات؛ فإن ما ال يكون به ال

.يكون، وما ال يكون له ال ينفع * * *

٥٠

أعرف الناس باهللانهم من من الناس من يعرف اهللا باجلود واإلفضال واإلحسان، وم

يعرفه بالعفو واحللم والتجاوز، ومنهم من يعرفه بالبطش واالنتقام، ومنهم ة والكربياء، ومنهم من من يعرفه بالعلم واحلكمة، ومنهم من يعرفه بالعزيعرفه بالرمحة والرب واللطف، ومنهم من يعرفه بالقهر وامللك، ومنهم من

.وإغاثة هلفته وقضاء حاجتهيعرفه بإجابة دعوته ا قد اجتمعت من عرفه من كالمه؛: وأعظم هؤالء معرفة فإنه يعرف رب

ه عن املثال، بريء من النقائصله صفات الكامل ونعوت اجلالل، منز ال ملا يريد، فوق كل والعيوب، له كل اسم حسن وكل وصف كامل، فع

، ومع كل يشء، وقادر عىل كل يشء، ومقيم لكل يشء، آمر ناه، متكلم يشء بكلامته الدينية والكونية، أكرب من كل يشء، وأمجل من كل يشء، أرحم

فالقرآن أنزل لتعريف عباده . الرامحني، وأقدر القادرين، وأحكم احلاكمني .ه، وبحال السالكني بعد الوصول إليهبه، وبرصاطه املوصل إلي

* * *

).٢٥٧:ص(الفوائد ) ١(

٥١

تعالىالحمد من طرق تعظيم اهللا

كثرة محده : تعاىل وإجاللهومن الوسائل التي تفيض إىل تعظيم اهللاوقد روى البخاري . سبحانه وتعاىل والثناء عليه سبحانه وشكره عىل نعمه

محدا كثريا طيبا احلمد هللا«: إذا رفع مائدته قال كان غعن أيب أمامة أن النبي ع، وال مستغنى عنه ، وال مود .»مباركا فيه، غري مكفي

فاهللا تعاىل ال يستطيع أحد أن يكافيه عىل إنعامه أبدا، ألن شكره سبحانه :هو نعمة من نعمه كام قيل

نعمـة إذا كان شـكري نعمـة اهللا

عــيل لــه يف مثلهــا جيــب الــشكر

فكيف وقوع الـشكر إال بفـضله

وإن طالت األيام واتصل العمـر

اء عــم رسورهــا إذا مــس بالــرس

اء أعقبها األجـر وإن مس بالرض

فـــام مـــنهام إال لـــه فيـــه نعمـــة

واجلهـر تضيق هبا األوهام والرس

م لر ه فاملعظ يعرتف بقلبه أنه لو أنفق مجيع عمره يف قيام الليل وصيام ألب، فإنه ال يستطيع تأدية شكر نعمة واحدة النهار ومل يزل لسانه رطبا بذكر اهللا

تعاىل ومع ذلك فإنه جيب عىل العبد أن يلهج بحمد اهللا. عليهمن نعم اهللام ذلك بني يدي دعائه وسؤالهوشكره والث .ناء عليه وأن يقد

ن مدح املحمود بصفات كامله، ونعوت جالله، مع فإن احلمد يتضمضا عنه، واخلضوع له فال يكون حامدا من جحد صفات . حمبته والر

ت صفات كامل وكلام كان. املحمود، وال من أعرض عن حمبته واخلضوع لهاملحمود أكثر كان محده أكمل، وكلام نقص من صفات كامله نقص من محده

٥٢

. محدا ال حيصيه سواه، لكامل صفاته وكثرهتاوهلذا كان احلمد كله هللا. بحسبهايص أحد من خلقه ثناء عليه، ملا له من صفات الكامل، وألجل هذا ال حي

. اجلالل التي ال حيصيها سواه ونعوت ة أن فاقد صفات : ومعلوم بالفطر والعقول السليمة والكتب الساموي

ا، بل هو مذموم، معيب ناقص، ليس را، وال رب الكامل ال يكون إهلا، وال مدبواآلخرة ملن له وإنام احلمد يف األوىل . له احلمد، ال يف األوىل وال يف اآلخرة

.صفات الكامل، ونعوت اجلالل، التي ألجلها استحق احلمد ته ن لكامل صمدي اذ الولد املتضم وكذلك محده لنفسه عىل عدم اخت

اذ الولد ينايف ذلك، كام قال تعاىل. وغناه وملكه، وتعبيد كل يشء له : فاخت﴿ ¥ ¤£ ¢¡ � ~ } ® ¬ « ª © ¨ §¦

.]٦٨:يونس[﴾ ¯ده بالربوبية واإلهلية، ن تفر ومحد نفسه عىل عدم الرشيك، املتضم

ده بصفات الكامل التي ال يوصف هبا غريه، فيكون رشيكا له فلو . وتوحال وهلذا . ألن املوجود أكمل من املعدوم . عدمها لكان كل موجود أكمل منه

نا لثبوت كامل كام محد نفسه . حيمد نفسه سبحانه بعدم، إال إذا كان متضمنه كامل حياته .بكونه ال يموت لتضم

ن ذلك كامل قيوميته .ومحد نفسه بكونه ال تأخذه سنة وال نوم، لتضم األرض وال يف السامء، ومحد نفسه بأنه ال يعزب عن علمه مثقال ذرة يف .وال أصغر من ذلك وال أكرب، لكامل علمه وإحاطته

٥٣

.ومحد نفسه بأنه ال يظلم أحدا، لكامل عدله وإحسانهومحد نفسه بأنه ال تدركه األبصار، لكامل عظمته، يرى وال يدرك، كام

ألن العدم ال . د نفي الرؤية ليس بكامل فمجر . أنه يعلم وال حياط به علام وإنام الكامل يف كونه ال حياط به . فليس يف كون اليشء ال يرى كامل ألبتة . يرى

يه عن إدراك املخلوق له وكذلك . رؤية وال إدراكا، لعظمته يف نفسه، وتعل . علمهمحد نفسه بعدم الغفلة والنسيان، لكامل

ه، فكل سلب يف القرآن محد اهللا به نفسه فلمضادته لثبوت ضده نه كامل ثبوت ضد .ولتضم

فعلمت أن حقيقة احلمد تابعة لثبوت أوصاف الكامل، وأن نفيها نفي ه .حلمده، ونفي احلمد مستلزم لثبوت ضد

* * *

).١/٢٦( السالكني جمدار) ١(

٥٤

تعالىعظيم اهللالتفكر من طرق ت

التفكر يف آياته وآالئه وبديع صنعه كام : تبارك وتعاىلفمن تعظيم اهللاb a ` _ ^ ] \ [ Z Y ﴿: قال تعاىل

m l k j i h g f e d cy x w v u t s r q p o n﴾ ] آل

.]١٩١-١٩٠:عمرانZ Y ] ﴿: ومعنى اآلية أن اهللا تعاىل يقول «: رمحه اهللاقال ابن كثري

أي هذه يف ارتفاعها واتساعها، وهذه يف انخفاضها ﴾\ [ وكثافتها واتضاعها، وما فيها من اآليات املشاهدة العظيمة من كواكب

، وزروع وثامر، وبحار وجبال وقفار وأشجار ونبات سيارات، وثوابت ، ، ومنافع خمتلفة األلوان والروائح ووحيوان ومعادن الطعوم واخلواص

، فتارة ﴾^ _ `﴿ أي تعاقبهام وتقارضهام الطول والقرصيطول هذا ويقرص هذا، ثم يعتدالن ثم يأخذ هذا من هذا فيطول الذي كان

وكل ذلك تقدير العزيز العليم، وهلذا قال . قصريا، ويقرص الذي كان طويال مة الذكية التي تدرك األشياء أي العقول التا﴾c b a﴿: تعاىل

بحقائقها عىل جلياهتا، وليسوا كالصم البكم الذين ال يعقلون، الذين قال اهللا - . / 0 1 2 3 4 5 6 ﴿: فيهم

، ]١٠٦-١٠٥:يوسف[ ﴾7 8 9 : ; > = < ?j i h g f e ﴿: ثم وصف تعاىل أويل األلباب، فقال

k﴾ . أن رسول : عن عمران بن حصني كام ثبت يف صحيح البخاري

٥٥

»صل قائام، فإن مل تستطع فقاعدا، فإن مل تستطع فعىل جنب «: قالغ اهللاأي ال يقطعون ذكره يف مجيع أحواهلم برسائرهم وضامئرهم وألسنتهم،

﴿p o n m l﴾ أي يفهمون ما فيهام من احلكم .ه وعلمه وحكمته واختياره ورمحتهالدالة عىل عظمة اخلالق وقدرت

إين ألخرج من منزيل فام يقع برصي : وقال الشيخ أبو سليامن الداراين رواه ابن أيب الدنيا يف كتاب . عيل فيه نعمة ويل فيه عربة عىل يشء إال رأيت هللا

.التوكل واالعتبار ر ساعة خ: وعن احلسن البرصي أنه قال ري من قيام ليلة، وقال تفك

.الفكرة مرآة تريك حسناتك وسيئاتك: قال احلسن : الفضيل :الفكرة نور يدخل قلبك وربام متثل هبذا البيت : وقال سفيان بن عيينة

كانت له فكـرة إذا املرء

عـربة لـه يشء ففي كل

را وصمته تفكرا، طوبى ملن كان قيله تذ«: أنه قال÷وعن عيسى كا .»ونظره عرب

إن طول الوحدة أهلم للفكرة، وطول الفكرة دليل «: قال لقامن احلكيم .»عىل طرق باب اجلنة

ما طالت فكرة امريء إال فهم، وال فهم امرؤ «: وقال وهب بن منبه : وقال عمر بن عبد العزيز . »قط إال علم، وال علم امرؤ قط إال عمل

.» أفضل العبادة حسن، والفكرة يف نعم اهللاأل الكالم بذكر اهللا«

).٨١٥(، وأبو داود )١٠٥٠( رواه البخاري )١(

٥٦

ركم، وشاهدوا «: وقال مغيث األسود زوروا القبور كل يوم تفكاملوقف بقلوبكم، وانظروا إىل ا ملنرصف بالفريقني إىل اجلنة أو النار، وأشعروا

.»كم وأبدانكم ذكر النار ومقامعها وأطباقهاقلوب ركعتان مقتصدتان يف تفكر، خري من قيام «: وعن ابن عباس أنه قال

.»ليلة والقلب ساه يا ابن آدم، كل يف ثلث بطنك، وارشب يف «: وقال احلسن البرصي

.»ثلثه، ودع ثلثه اآلخر تتنفس للفكرة من نظر إىل الدنيا بغري العربة، انطمس من برص «: حلكامء وقال بعض ا

.»قلبه بقدر تلك الغفلة ر الناس يف عظمة اهللا«: وقال برش بن احلارث احلايف تعاىل ملا لو تفك

.»عصوه سمعت غري واحد وال «: وقال احلسن عن عامر بن عبد قيس، قال

إن ضياء اإليامن أو نور : يقولون غ النبي اثنني وال ثالثة من أصحاب ر .»اإليامن التفك

ام كنت، ن آدم الضعيف اتق اهللا حيثيا اب«: أنه قال÷وعن عيسى م عينيك البكاء، وجسدك وكن يف الدنيا ضيفا، واختذ املساجد بيتا، وعل

، وقلبك الفكر، وال هتتم برزق غد .»الصرب، أنه بكى يوما بني أصحابه، املؤمنني عمر بن عبد العزيز وعن أمري

فكرت يف الدنيا ولذاهتا وشهواهتا، فاعتربت منها «: فسئل عن ذلك، فقال

٥٧

رها مرارهتا، ولئن مل يكن فيها عربة ملن هبا، ما تكاد شهواهتا تنقيض حتى تكدكر .»اعترب إن فيها مواعظ ملن اد

:أنشدين احلسني بن عبد الرمحن«: وقال ابن أيب الدنيا ركــ الف املــؤمن نزهــة

رب العــ املــؤمن لــذة

ـــد ـــد اهللانحم ه وح

رطـ عـىل خ كل نحن

ه وعمـــــــر اله رب

رع ومـا شـقد تقىض

قد كان فو عيش ب ر

رهـ الز ق نى مونـ املق

ــر ــو مــن الع يف خري ي

رج مـن الـش وظل ن

ابـــ مـــن الن ورسور

رمـ من الث وطيب ت

ـــــغري ـــــت هه وأهل

ري بـالغ الـدهر رسعة

ـــد ـــد نحم ه اهللا وح

رب إن يف ذا ملعتــــــــ

ة رب يف ذا لعـــــــــإن

ــــبيــــب لل رب إن اعت

ه وقد ذم اهللا تعاىل من ال يعترب بمخلوقاته الدالة عىل ذاته وصفات - . / 0 1 2 3 ﴿: ورشعه وقدره وآياته، فقال

? > = < ; : 9 8 7 6 5 4﴾ i h g f e ﴿: ، ومدح عباده املؤمنني ]١٠٦- ١٠٥:يوسف[

p o n m l k j﴾قائلني :﴿ s r qu t﴾ أي ما خلقت هذا اخللق عبثا، بل باحلق لتجزي الذي أساؤوا

٥٨

هوه عن العبث وخلق عملوا، وجتزي الذين أحسنوا باحلس بام نى، ثم نز ﴾y x w﴿ أي عن أن ختلق شيئا باطال ﴾v﴿: الباطل، فقالوا

ه عن النقائص والعيب أي يا من خلق اخللق باحلق والعدل، يا من هو منز. قنا من عذاب النار بحولك وقوتك وقيضنا ألعامل ترىض هبا عنا. والعبث قنا لعمل صالح هتدينا به إىل جنات النعيم، وجترينا به من عذابك ووف .»األليم

* * *

.ر باختصا)٥٧٢-١/٥٧٠(تفسري ابن كثري ) ١(

٥٩

وفي أنفسكم أفال تبصرون

ا اإلنسان ر يف نفسك أهي أين كنت؟ وكيف جئت؟ ومم خلقت؟ .. تفكq p o n m l k j i h g f e ﴿: قال تعاىل

| { z y x w v u t s r© ¨ § ¦¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } ª

¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ «﴾ .]١٦-١٢:املؤمنون[

ى ر بعقله يف نفسه رآها مدبرة وعىل أحوال شت فاإلنسان إذا تفكفة فيعلم ـ هبذا الفكر .. كان نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم حلام وعظام .. مرص

يقدر عىل أن حيدث ـ أنه مل ينتقل من حال النقص إىل حال الكامل، ألنه اله عضوا من لنفسه يف احلال األفضل التي هي كامل عقله وبلوغ أشداألعضاء، وال يمكنه أن يزيد يف جوارحه جارحة، فيدله ذلك عىل أنه يف حال

.نقصه وأوان ضعفه عىل فعل ذلك أعجز ا ثم كهال، ثم شيخا وهو مل ينق ل نفسه من حال وقد يرى نفسه شاب

الشباب والقوة إىل حال الشيخوخة واهلرم، وال اختاره لنفسه، وال يف وسعه .أن يزايل حال املشيب ويراجع قوة الشباب

فيعلم بذلك أنه ليس هو الذي فعل تلك األفعال بنفسه، وأن له صانعا لوال ذلك مل تتبدل أحواله بال ناقل صنعه، وناقال نقله من حال إىل حال، و

.وال مدبر

٦٠

إن كل يشء يف العامل الكبري له نظري يف العامل : وقال بعض احلكامء ﴾v u ts r﴿: الصغري الذي هو بدن اإلنسان ولذلك قال تعاىل

.]٢١:الذرايات[ . هباوالسمع والبرص منها بمنزلة الشمس والقمر يف إدراك املدركات § .وأعضاؤه تصري عند البىل ترابا من جنس األرض § .وفيه من جنس املاء العرق وسائر رطوبات البدن § .ومن جنس اهلواء فيه الروح والنفس § .ومن جنس النار فيه املرة الصفراء § .وعروقه بمنزلة األهنار يف األرض §ها األهنار ألن العروق تستمد من وكبده بمنزلة العيون التي تستمد من §

.الكبد ومثانته بمنزلة البحر؛ النصباب ما يف أوعية البدن إليها، كام تنصب §

.األهنار إىل البحر .وعظامه بمنزلة اجلبال التي هي أوتاد األرض §وأعضاؤه كاألشجار، فكام أن لكل شجرة ورقا وثمرا، فلكل عضو §

.عل أو أثر ف .والشعر عىل البدن بمنزلة النبات واحلشيش عىل األرض §

٦١

ثم إن اإلنسان حيكي بلسانه كل صوت حيوان، وحياكي بأعضائه صنع § .كل حيوان

خملوق حمدث لصانع واحد ال إله ،فهو العامل الصغري مع العامل الكبري .إال هو

ر يف «: قال ﴾v u ts r﴿: قوله تعاىلقال قتادة يف من تفكسبيل اخلالء : املراد «: ، وقال ابن الزبري وجماهد »نفسه علم أنه خلق ليعبد اهللا

.»والبول يأكل ويرشب من مكان واحد وخيرج من «: وقال السائب بن رشيك

.»مكانني . ومنه الغائط نه املاء ب لبنا حمضا خلرج مولو رش

املعنى أنه خلقكم من تراب وجعل لكم السمع «: وقال ابن زيد .»]٢٠:الروم[ ﴾W V U T S﴿واألبصار واألفئدة ي يف حياتكم وموتكم وفيام يدخل «: أي﴾s r﴿: وقال السد .»وخيرج من طعامكمة، والشيب يف اهلرم بعد الشباب، والض«: وقال احلسن عف بعد القو

.»بعد السواد ويف خلق أنفسكم من نطفة وعلقة ومضغة وحلم وعظم : وقيل املعنى

إىل نفخ الروح، ويف اختالف األلسنة واأللوان والصور إىل غري ذلك من

).٢/٢٠٢(اجلامع ألحكام القرآن للقرطبي : انظر) ١(

٦٢

ما اآليات الباطنة والظاهرة، وحسبك بالقلوب وما ركز فيها من العقول، وت به من أنواع املعاين والفنون، وباأللسن والنطق وخمارج احلروف، خصى يف واألبصار واألطراف، وسائر اجلوارح، وتأتيها ملا خلقت له، وما سو

ي ﴾§ ¨ © ª﴿األعضاء من املفاصل لالنعطاف والتثن قدرة لوا كام يعني برص القلب، ليعرف ﴾v u﴿: ، وقوله]١٤:املؤمنون[

.اخلالقا أراد رجل أن حياجج إين ! يا عيل «: فوقف وقالت اإلمام علي

أنت : فقال الرجل . سل تفقها وال تسأل تعنتا: فقال اإلمام.. سائلكلتني عىل ذلك ثم قال ا مل : هل رأيت ربك يا عيل؟ قال: مح ما كنت أعبد رب

مل تره العيون بمشاهدة العيان، ولكن : ف رأيته؟ قالكي: فقال الرجل ! أرهرأته القلوب بحقيقة اإليامن، ريب واحد ال رشيك له، أحد ال ثاين له، فرد ال ، وال يقاس مثل له، ال حيويه مكان، وال يداوله زمان، ال يدرك باحلواس

.»بالقياس :تقال عيل

ـــك ـــرص دواؤك في ومـــا تب

وداؤك منـــك ومـــا تـــشعر

ــك جــرم صــغري ــزعم أن وت

وفيك انطوى العـامل األكـرب

ر يف صفاته ظهرت له عظمة باريه، وآيات فمن تأمل يف ذاته، وتفك ..مبديه

).١٧/٤٠(املصدر السابق : انظر) ١( ).٩/١٢٨(تفسري روح البيان ) ٢(

٦٣

فسبحانه من رب ال يضاهى، ومنان ال حيىص كرمه وال يتناهى، ونحن وما أحسن . ه قارصون وده سابحون، وعن إقامة مراسم شكر يف تيار بحر ج

أنه تعاىل يملك عبادا غريك، وأنت ليس لك رب سواه : العارفني قول بعض ا بل أربابا ثم إنك تتساهل يف خدمته، والقيام بوظائف طاعته ، كأن لك رب

عبد له سواك، فسبحانه ما ه، وهو سبحانه يعتني برتبيتك حتى كأنه الغري .أتم تربيته، وأعظم رمحته

إليــك إلــه اخللــق أرفــع رغبتــي

وإن كنت ياذا املن واجلود جمرمـا

وملا قسا قلبي وضـاقت مـذاهبي

ام جا مني لعفـوك سـل جعلت الر

ـــه ـــام قرنت تعـــاظمني ذنبـــي فل

ك أعظــام بعفــوك ريب كــان عفــو

وما زلت ذا عفو عن الذنب مل تزل

ـــا م ـــة وتكر ـــو من ـــود وتعف جت

ولوالك مل يـصمد بـإبليس عابـد

فكيف وقد أغوى صـفيك آدمـا

فيا ليت شعري هـل أصـري جلنـة

ـــدما ـــا وأمـــا للـــسعري فأن فأهن

ــدره ــرف ق ــذنب أع وإين آليت ال

ـــ ـــاوأعل ـــو ويرمح م أن اهللا يعف

فإن تعف عني تعف عـن متمـرد

ــأثام ــل م ــشوم ال يزاي ــوم غ ظل

ــآيس ــست ب ــي فل ــتقم من وإن تن

ام ولو أدخلت نفيس بجرمي جهن

* * *

.أليب الفضل حممود األلويس) روح املعاين يف تفسري القرآن العظيم والسبع املثاين ()١(

٦٤

باإلنسانعناية اهللا

ى تعجزين وقد خلقتك من نطف! يا ابن آدم: جاء يف بعض اآلثار ة، ثم أنمن علقة، ثم من مضغة، ثم نفخت فيك الروح، وجعلت لك متكأ عن

فالذي عن يمينك الكبد، والذي عن شاملك . يمينك، ومتكأ عن شاملكيت حم، وغش ك حتى ال تفزع من الر الطحال، وجعلت وجهك إىل ظهر أم

ك، ورزتى ال تؤذيك رائحة الطعام وجهك بغشاء ح . قتك وأنت يف بطن أمل، ف أخرجك إىل حتى إذا جاء وقت خروجك إىل الدنيا، أمرت امللك املوك

ش، وال رجل تسعى هبا، وال سن يقطع األرض، ليس لك يد وأنبت . تبطيانك بلبن سائغ، بارد يف ال ك عرقني رقيقني يغذ صيف، دافئ لك يف صدر أم

وقذفت حمبتك يف قلب والديك، فال يأكالن حتى تأكل، وال . يف الشتاء يرشبان حتى ترشب، وال يرقدان حتى ترقد، حتى إذا اشتد عودك، وقوي

ي ومع ذلك إن تبت إيل قبلتك، ! جسمك بارزتني باملعايص، ومل تستح من .إن استغفرتني غفرت لك، وأنا الرمحن الرحيم وإن سألتني أعطيتك، و

﴿ d c b a _ ] \ [ Z Y X t s r q p o n m l k j ih g f e

{ z y x wv u﴾ ]٧٩-٧٧:يس[. ه، فوضع غعن برس بن جحاش القريش أن النبي بزق يوما يف كف

نى تعجزين، وقد خلقتك من مثل أ! ابن آدم : قال اهللا «: عليها أصبعه، ثم قال لتك مشيت بني بردين، ولألرض منك وئيد، .. هذه يتك وعد حتى إذا سو

٦٥

ق، وأنى أوان : حتى إذا بلغت الرتاقي قلت .. فجمعت ومنعت أتصد .]رواه أمحد[ »الصدقة

وأعجب آثار .. ومجيع املوجودات من آثار قدرته«: قال ابن اجلوزي ! اآلدمي، فإنك إذا تفكرت يف نفسك كفى، وإذا نظرت يف خلقك شفى

أليس قد فعل يف قطرة من ماء ما لو انقضت األعامر يف رشح حكمته ما ت؟ وف

مع كانت النقطة مغموسة يف دم احليض ومقياس القدرة يشق الس !والبرص

وستني عظام، ومخسامئة وتسعا وعرشين عضلة، كل خلق منها ثالثامئة .من ذلك حتته حكمة

فالعني سبع طبقات، وأربعة وعرشين عضلة لتحريك حدقة العني .وأجفاهنا، لو نقصت منها واحدة الختل األمر

.وأظهر يف سواد العني عىل صغره صورة السامء مع اتساعها .وخالف بني أشكال احلناجر يف األصوات

ر املعدة إلنضاج الغذاء .وسخ .والكبد إلحالته إىل الدم

.والطحال جلذب السوداء .واملرارة تناول الصفراء كلها

٦٦

.والعروق كاخلدم للكبد، تنفذ منها الدماء إىل أطراف البدن ا الغافل منك، فام تعرف من نفسك إال أن جتوع ما عندك خرب ! فيا أهي

!فتأكل، وتشبع فتنام، وتغضب فتخاصم، فبامذا متيزت عىل البهائم؟* * *

٦٧

تأمالت في الكون واآلفاق.. انظر حولك

ح الشمس يف كل يوم يف ارفع برص فكرك إىل عجائب السموات، فتلم، وإذا منزل، فإذا انخفضت برد اهلواء وجاء الشتاء، وإذا ارتفعت قوي احلر

.كانت بني املنزلتني اعتدل الزمان لة للتسخري، ك إىل األرض، ترى فجاجها مذل : ﴿ثم اخفض برص

روا يف رشهبا بعد جدهبا بكأس القطر ]١٥:امللك[ ﴾; > .، وتفكح خروج النبات يرف ل يف ألوان احللل عىل اختالف الصور وتلم

.والطعوم واألراييح جر، ثم عاد ينجذب إىل فروعها، وانظر كيف نزل القطر إىل عرق الش

.وجيري يف جتاويفها بعروق ال تفتقر إىل كلفة فال حظ للغافل يف ذلك إال سامع الرعد بأذنه، ورؤية النبات واملطر

ا بالقلم اإلهلي ! كال.. بعينيه ا : لو فتح برص البصرية لقرأ عىل كل قطرة خط أهن !!رزق فالن يف وقت كذا

ثم انظر إىل املعادن حلاجات الفقري إىل املصالح، فمنها مودع كالرصاص ء املطر واحلديد، ومنها مصنوع بسبب غريه كاألرض السبخة، جيمع فيها ما

.فيصري ملحا .وانظر إىل انقسام احليوانات ما بني طائر وماش وإهلامها ما يصلحها

وانظر إىل بعد ما بني السامء واألرض، كيف مأل ذلك الفراغ هواء، .لتستنشق منه األرواح، وتسبح الطري يف تياره إذا طارت

٦٨

. البحر وتسخري الفلك فيه، وما فيه من دابة وانظر بفكرك إىل سعة خلق اهللا ألف أمة، فأسكن ستامئة يف البحر، : قال حييى بن أيب كثري

.وأربعامئة يف الرب قم، ألدركك الدهش من ألو ر! واعجبا لك ا مستحسن الر يت خط

رف اخلالق، فإن مل تعرفه حكمة الكاتب، وأنت ترى رقوم القدرة وال تعب كيف أعمى بصريتك مع رؤية برصك .!بتلك الصنعة، فتعج

وسجد له الصخر .. يا من سبحت له الكائنات .. فسبحانك يا ربنا ..وتدكدكت خلشيته اجلبال الراسيات .. والنبات

ــف محــدا مجــال الــصباح وهيت

هي العطـروسحر الربيع الـش

حي الوديـع وسحر السامء الش

ومهــس النــسيم وحلــن املطــر

تـــسبحه نغـــامت الطيـــور

جر ــسبحه الظــل حتــت الــش ي

ــروج ــني امل ــع ب ــسبحه النب ي

هــر ــج الز ــا أري ح دوم ــسب ي

يــسبحه النــور بــني الغــصون

مـروسحر املـساء وضـوء الق

عرض يل يف طريق احلج خوف من العرب، : قال اإلمام ابن اجلوزي نا عىل طريق خيرب، فرأيت من اجلبال اهلائلة والطرق العجيبة ما فرس

يف صدري، فصار يعرض يل عند ذكر ألوزادت عظمة اخلالق .. أذهلني .كر غريهاتلك الطرق نوع تعظيم ال أجده عند ذ

).٦١-٥٩( /التبرصة البن اجلوزي : انظر) ١(

٦٩

ي إىل البحر، وانظري إليه وإىل عجائبه !وحيك : فصحت بالنفس اعربثم اخرجي عن الكون، .. بعني الفكر، تشاهدي أهواال هي أعظم من هذه

ة يف فالة ..والتفتي إليه، فإنك ترينه باإلضافة إىل السموات واألفالك كذرحي ما يف اجلنان .. طويف حول العرش و..ثم جويل يف األفالك وتلم

يف .. ثم اخرجي عن الكل والتفتي إليه.. والنريان فإنك تشاهدين العاملحي .. ثم التفتي إليك .. قبضة القادر الذي ال تقف قدرته عند حد فتلم

ري فيام قبل البداية وليس إال.. بدايتك وهنايتك وفيام بعد البىل .. العدم وتفك !!وليس إال الرتاب

فكيف يأنس هبذا الوجود من نظر بعني فكره املبدأ واملنتهى؟ وكيف تغفل القلوب عن ذكر هذا اإلله العظيم؟

ت النفوس عن سكر هواها لذابت من خوفهباهللا أو لغابت .. لو صحه وإن .. فعظمت قدرة اخلالق عند رؤية جبل .. س غلب غري أن احل.. يف حب

ت القدرة عليه أوىف من دليل اجلبل حت املعاين لدل فسبحان . الفطنة لو تلم .]صيد اخلاطر[ »سبحانه.. من شغل أكثر اخللق بام هم فيه عام خلقوا له

ده الضحى وعىل الضحى شد األص يلالفجر بد

ــل ــأنام اهن واللي ــه فك ــدنو زحف ــ ي ــت ر م ولي س

وله فعـم يف الـدنيا الـذ اه جـى عىل الدنيا د أرخ

ــ ــا مخ ــدنيا وغطاه ــذه ال ن ه ــو ــصمت ل ولال

ى والبدر من ضعف خ ولج والريح أعياها الرس

٧٠

!ي األنام وعز يف الناس السبيل م ونظرت من حي

!!ولفـى أ ه فـال خيـش ك س يم م ج ونظرت من للن

ولقـ ع ت ار ثم نظرت ثم رأيت كم حـونظرت

ول مـا أقـ ريب يـا سـبحان ت ر ظـ ثـم ن ت ر ظ ون

يلل الـد ح ضـ عنـا أنـه و وضح الـدليل وغـاب

ــ ــد ي يــو ولــربام حت !!ولهــي ج و ي وأنــا بــام حت

السلف أنه قرأ يف بعض الكتب ذكر احلافظ ابن رجب عن بعض ل غريي للشدائد : أليقول اهللا «: املنزلة وأنا احلي .. والشدائد بيدي.. يؤم.. وبيدي مفاتيح اخلزائن ! ويطرق بابه بالبكرات .. ويرجى غريي.. القيوم

!!وبايب مفتوح ملن دعاينلني لنائبة فقطعت به ..من ذا الذي أم

!!.. ذا الذي رجاين لعظيم فقطعت رجاءهأو من ومن ذا الذي طرق بايب فلم أفتح له؟

!فكيف تنقطع اآلمال دوين؟.. أنا غاية اآلمال لني !!عبديأبخيل أنا؟ فيبخ

!أليس الدنيا واآلخرة والكرم والفضل كله يل؟لني أن يؤملوين؟ !فام يمنع املؤم

٧١

ثم أعطيت كل واحد منهم .. و مجعت أهل السموات وأهل األرض لمل ينقص ذلك من ملكي .. وبلغت كل واحد منهم أمله.. ما أعطيت اجلميع

!وكيف ينقص ملك أنا قيمه؟.. ذرة !!فيا بؤسا للقانطني من رمحتي

!!حمارميوتوثب عىل .. ويا بؤسا ملن عصاين* * *

٧٢

تعالى من خالل أسمائه وصفاتهتعظيم اهللار معاين : ال شك أن من أعظم أسباب تعظيم اهللا سبحانه وتعاىل تدب

أسامئه احلسنى وما تدل عليه من صفات وما توجبه من آثار عظيمة، ولذلك ل و ر يف تلك اآلثار فقال يف صفة نبه اهللا سبحانه وتعاىل عىل التأم التدب

Ù Ø ×Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í ﴿: »الرمحة «á à ß Þ Ý ÜÛ Ú ﴾]٥٠:الروم[.

ى، وجهل ما تدل عليه من فإذا جهل اإلنسان معاين تلك األسامء احلسن: بحانهصفات، كيف له أن يعرف آثار هذه األسامء وينتفع هبا فقد قال س

﴿f e d c b a `_ ^ ] \ [ Z ﴾]١١٠:اإلرساء[ ،NM L K J I HG F E D C ﴿: وقال

R Q P O ﴾]١٨٠:األعراف[.

م بني يدي دعائك من أسامء :دعاء املسألة والطلب : أوال وذلك بأن تقد يسأل يف كل مطلوب بام :ن القيم ما يكون مناسبا للمطلوب، كام قال اباهللا

ال إليه بذلك االسم، يكون مقتضيا لذلك املطلوب، فيكون السائل متوسل أدعية الرسل وجدها مطابقة هلذا .ومن تأم

ده وتثني عليه بأسامئه احلسنى :دعاء الثناء والعبادة : ثانيا وذلك بأن متج . تعاىل بمقتىض هذه األسامء د هللاوأن تتعب

٧٣

ى يمنع من االنتفاع هبا وال شك أن اجلهل بمعاين هذه األسامء احلسن .يف هذا الباب

ى، وقد أكثر اإلمام ابن القيم وأطاب يف ذكر معاين أسامء اهللا احلسن :، وكان مما قاال رمحهام اهللاوتبعه يف ذلك الشيخ عبد الرمحن بن سعدي

* * *

.ن هذا الكتابم) ١٣٠:ص: ( انظر)١(

٧٤

نظرات في األسماء والصفات وآثارها

.وهو من أجل املشاهد «: قال ابن القيم عن هذا املشهد لع عىل هذا املشهد معرفة تعلق الوجود خلقا وأمرا باألسامء : واملط

ى، والصفات العىل، وارتباطه هبا ن العامل ـ بام فيه ـ من بعض وإن كا. احلسن .آثارها ومقتضياهتا

وكل اسم من أسامئه سبحانه له صفة وهذا من أجل املعارف وأرشفها،ة .خاص

.فإن أسامءه أوصاف مدح وكامل ، ولذلك الفعل تعلق : وكل صفة هلا مقتىض وفعل ا الزم وإما متعد إم

كل ذلك آثار . وهذا يف خلقه وأمره، وثوابه وعقابه . من لوازمه بمفعول هوى وموجباهتا .األسامء احلسن

وتعطيل األوصاف ومن املحال تعطيل أسامئه عن أوصافها ومعانيها،عام تقتضيه وتستدعيه من األفعال، وتعطيل األفعال عن املفعوالت، كام أنه

. ل تعطيل مفعوله عن أفعاله وأفعاله عن صفاته، وصفاته عن أسامئهيستحي .وتعطيل أسامئه وأوصافه عن ذاته

وأفعاله حكام ومصالح، وأسامؤه وإذا كانت أوصافه صفات كامل،ى ه: حسن .ففرض تعطيلها عن موجباهتا مستحيل يف حق

ه عن أمره وهنيه، وثوابه وعقابه، وأنه وهلذا ينكر سبحانه عىل من عطل

٧٥

ئ ممن حكم ه عنه، وأن ذلك حكم سي بذلك نسبه إىل ما ال يليق به وإىل ما يتنزبه عليه، وأن من نسبه إىل ذلك فام قدره حق قدره، وال عظمه حق تعظيمه،

﴾ , - .! " # $ % & ' ) ( * +﴿: كام قال تعاىل¸ ¹ ﴿: ، وقال تعاىل يف حق منكري املعاد والثواب والعقاب ]٩١:األنعام[

à  Á À ¿ ¾ ½ ¼ » ºÄ ﴾]٦٧:الزمر[ ، ز عليه التسوية بني املختلفني ، وقال يف حق من جو

± µ ³ ² ¶ ﴿: كاألبرار والفجار، واملؤمنني والكفار Â Á À¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸

à ﴾]ئ ال يليق به، تأباه أسامؤه ]٢١:اجلاثية ، فأخرب أن هذا حكم سي~ � ¡ ¢ £ ¤ ¥ ﴿: وقال سبحانه. وصفاته

´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬« ª © ¨ § ¦ ﴾ .، عن هذا الظن واحلسبان، الذي تأباه أسامؤه وصفاته]١١٦-١١٥:املؤمنون[

ا عن نفسه خالف موجب أسامئه ينفي فيه. ونظائر هذا يف القرآن كثرية .إذ ذلك مستلزم تعطيلها عن كامهلا ومقتضياهتا. وصفاته

يمنع ترك اإلنسان سدى مهمال معطال، ال )احلميد، املجيد (فاسمه .وال يثاب وال يعاقب . يؤمر وال ينهى

واسمه )ك املل(وكذلك اسمه . يأبى ذلك )احلكيم (وكذلك اسمه فكل حي . الفعل ) احلياة (بل حقيقة . يمنع أن يكون معطال من الفعل )احلي (

ال .فع . من موجبات حياته ومقتضياهتا)خالقا قيوما(وكونه سبحانه

٧٦

. يوجب مسموعا ومرئيا)السميع البصري (واسمه اق ( وكذلك . يقتيض خملوقا)اخلالق (واسمه ).الرزفا وتدبريا، وإعطاء ومنعا، وإحسانا )امللك (واسمه يقتيض مملكة وترص

.وعدال، وثوابا وعقابا . ونحوها تقتيض آثارها وموجباهتا)الرب املحسن، املعطي، املنان (واسمه

ار، التو (فمن أسامئه سبحانه . إذا عرف هذا فال بد هلذه )اب، العفو الغف .األسامء من متعلقات، وال بد من جناية تغفر، وتوبة تقبل، وجرائم يعفى عنها

من متعلق يظهر فيه حكمه، إذ اقتضاء هذه )احلكيم (وال بد السمه اق، املعطي،امل(األسامء آلثارها كاقتضاء اسم للمخلوق )انع اخلالق، الرز

ى. واملرزوق واملعطى واملمنوع .وهذه األسامء كلها حسنفهو عفو حيب العفو، وحيب . والرب تعاىل حيب ذاته وأوصافه وأسامءه

املغفرة، وحيب التوبة، ويفرح بتوبة عبده حني يتوب إليه أعظم فرح خيطر .بالبال

ما يغفره ويعفو عن فاعله، وحيلم عنه، ويتوب عليه وكان تقدير . من موجب أسامئه وصفاته، وحصول ما حيبه ويرضاه من ذلك: ويساحمه

ما هو من موجبات : وما حيمد به نفسه، وحيمده به أهل سمواته وأهل أرضهىض محده .كامله ومقتا)احلميد املجيد (: وهو سبحانه . ومحده وجمده يقتضيان آثارمه

٧٧

ا ت، وإقالة العثرات، والعفو عن السيئات، :ومن آثارمه مغفرة الزال، والعلم منه واملساحمة عىل اجلنايات، مع كامل القدرة عىل استيفاء احلق

ه بعد قدرته، سبحانه باجلناية ومقدار عقوبتها، فحلمه بعد علمه، وعفو ته وحكمته، كام قال املسيح Ã Â Á ﴿: ÷ومغفرته عن كامل عز

Ì Ë Ê É È Ç Æ ÅÄ ﴾]أي فمغفرتك عن ]١١٨:املائدة ، ، كامل قدرتك وحكمتك، لست كمن يغفر عجزا، ويسامح جهال بقدر احلق

ك، قادر عىل استيفائه، حكي .م يف األخذ بهبل أنت عليم بحق له أن فمن تأمل رسيان آثار األسامء والصفات يف العامل، ويف األمر، تبني

هو من كامل األسامء : مصدر قضاء هذه اجلنايات من العبيد، وتقديرهاىض محده وجمده، كام هو مقتىض : وغاياهتا أيضا. والصفات واألفعال مقت

.يته ربوبيته وإهلره احلكمة البالغة، واآليات الباهرة، والتعرفات فله يف كل ما قضاه وقد

إىل عباده بأسامئه وصفاته، واستدعاء حمبتهم له، وذكرهم له، وشكرهم له، إذ كل اسم فله تعبد خمتص به، علام ومعرفة . وتعبدهم له بأسامئه احلسنى

.وحاال د بجميع األسامء والصفات التي يطلع :وأكمل الناس عبودية املتعب

عليها البرش، فال حتجبه عبودية اسم عن عبودية اسم آخر، كمن حيجبه التعبد أو حيجبه عبودية اسمه )احلليم الرحيم ( عن التعبد باسم )القدير (باسم

حيم والعفو ( أو عبودية اسمه )املناع ( اسمه عن عبودية )املعطي( الرطف، ( أو التعبد بأسامء )املنتقم ( عن اسمه )والغفور ، والل د، والرب التود

٧٨

.ونحو ذلك) العدل، واجلربوت، والعظمة، والكربياء (عن أسامء ) واإلحسان ل من السائرين إىل اهللا وهي طريقة مشتقة من قلب .وهذه طريقة الكم

، ]١٨٠:األعراف[﴾ G F E D C﴿: قال اهللا تعاىل. القرآن .والدعاء هبا يتناول دعاء املسألة، ودعاء الثناء، ودعاء التعبد

وهو سبحانه يدعو عباده إىل أن يعرفوه بأسامئه وصفاته، ويثنوا عليه هم من عبودي .تهاهبا، ويأخذوا بحظ

.وهو سبحانه حيب موجب أسامئه وصفاته حيب الوتر )وتر ( حيب كل جواد )جواد ( حيب كل عليم )عليم (فهو

)بر ( حيب احلياء وأهله )حيي ( حيب العفو وأهله )عفو ( حيب اجلامل )مجيل ( حيب )حليم ( حيب الصابرين )صبور (ن حيب الشاكري)شكور (حيب األبرار

.أهل احللم خلق من يغفر له، : فلمحبته سبحانه للتوبة واملغفرة، والعفو والصفح

يض وقوع املكروه واملبغوض له، ر عليه ما يقت ويتوب عليه، ويعفو عنه، وقدطه كتو ط األسباب املكروهة ليرتتب عليه املحبوب له املريض له، فتوس س

.املفضية إىل املحبوب ام كان مكروه العبـاد إىل فرب

حمبوهبا سبب ما مثله سبب

.حمبوب يفيض إىل حمبوب

.ومكروه يفيض إىل حمبوب

٧٩

داره سبحانه بالنسبة إىل ما حيبه وهذان النوعان عليهام مدار أقضيته وأق .وما يكرهه

. مكروه يفيض إىل مكروه :والثالث . حمبوب يفيض إىل مكروه :والرابع

ه سبحانه، إذ الغايات املطلوبة من قضائه وهذان النوعان ممتنعان يف حق ألجل حصوهلا ـ ال وقدره ـ الذي ما خلق ما خلق، وال قىض ما قىض إال

لة إليها منقسمة إىل . تكون إال حمبوبة للرب مرضية له واألسباب املوص .حمبوب له ومكروه له

أسباب حمبوبة له، موصلة إىل اإلحسان، والثواب :فالطاعات والتوحيد .املحبوب له أيضا

وصلة إىل العدل املحبوب أسباب مسخوطة له، م :والرشك واملعايصفاجتامع العدل والفضل أحب إليه . له، وإن كان الفضل أحب إليه من العدل

من انفراد أحدمها عن اآلخر، ملا فيهام من كامل امللك واحلمد، وتنوع الثناء، .وكامل القدرة ط :فإن قيل . املكروه كان يمكن حصول هذا املحبوب من غري توس

والذي . هذا سؤال باطل، ألن وجود امللزوم بدون الزمه ممتنع : قيل ر يف الذهن وجوده يشء آخر غري هذا املطلوب املحبوب للرب وحكم . يقد

الذهن عليه بأنه حمبوب للرب حكم بال علم، بل قد يكون مبغوضا للرب كان نسبة له إىل . فإذا حكم الذهن عليه بأنه حمبوب لهتعاىل ملنافاته حكمته،

٨٠

.ويتعاىل عنه. ما ال يليق بهه من التأمل ة .فليعط اللبيب هذا املوضع حق ة أقدام، ومضل فإنه مزل

.ولو أمسك عن الكالم من ال يعلم لقل اخلالف . أفهام اب أو يستوعبه خطاب، وإنام وهذا املشهد أجل من أن حييط به كتنا إليه أدنى إشارة تطلع عىل ما وراءها .واهللا املوفق واملعني . أرش* * *

).١/٣٥٠(مدارج السالكني ) ١(

٨١

تعظيم اهللا تعالى في القرآن

ه رو يف س النظر وحتديق القرآن تدبر : اهللا تعاىل تعظيم ومن وسائل حتى العاملني لرب واإلجالل والتمجيد بالتعظيم ه ينطق كل ه، فالقرآن وآيات

والثناء ى من التعظيم و ح ليس هناك كتاب الغربيني الباحثني قال أحد اهللا أنه من عند وهذا يثبت ما حواه القرآن تعاىل مثل هللا والتقديس واحلمد

التعظيم لنفسه شيئا من هذا حممد جلعل حممد تعاىل، ألنه لو كان من افرتاء .ه أبدا يف القرآن د ج وهو ما ال ن اإلهلي

﴾( ) ' &﴿: تعاىل نفسه اهللا كيف حيمد فانظر + (* ) ' & % $ # " !﴿، ]١:الفاحتة[

ه كامل لنفس ، وانظر كيف أثبت ]١:األنعام[ ﴾/ . - , ﴾B C D E F HG I J K L M N﴿: العلم

Á﴿: التام والقهر ة التام القدرة ه لنفس ، وانظر كيف أثبت ]٣:األنعام[Â Ã Ä Å Æ Ç È ÊÉ Ë Ì Í Î Ï Ð Ñ Ò Ó Ô Õ Ö Ø× Ù Ú Û﴾ ]١٨-١٧:األنعام[.

?@ < = > ;﴿: ه الرمحة لنفس ومع ذلك فهو يثبت A B C D E F G H I J K L M N﴾

تعاىل اهللا عىل عظمة تدل إال وهي من القرآن آية نجد ال ، وهكذا ]٥٤:األنعام[: فقال بالعظمة تعاىل هذا الكتاب اهللاها ومعناها، ولذلك فقد وصف بلفظ : وقال سبحانه. ]٨٧:احلجر[ ﴾´ ³ ² ± ° ¯ ®﴿

٨٢

﴿Y Z [ \ ] _ ` a b c d﴾ .]٢١:احلرش[

فكيف عليه القرآن نزل إذا أ األصم الصخر اجلبل فإذا كان هذا حال !؟ الضعيف اإلنسان بحال

عند سامع والقشعريرة والرقة اإليامن باخلشية تعاىل أهل ف اهللاوقد وص ? < = > ; : 9 8﴿: كام يف قوله تعاىلالقرآن

@ A B C D E F G H I J K﴾ 4 3 2 1 0 / . - ,﴿: ، وقال تعاىل]٢٣:الزمر[

5 6 7 8 9 : <; = > ? @ A B C D E F G H I J K L M N O P Q R S T

U V W﴾ ]وه ع م س ، وما ذلك إال ملا ]١٠٩-١٠٦:اإلرساء والكربياء والقدرة العظمة من شواهد تعاىل املتلوة اهللا يف آيات وه د اه وش

.واجلالل * * *

٨٣

وما قدروا اهللا حق قدره

º » ¼ ½ ¾ ¿ À ¹ ¸﴿ :قال تعاىلÁ Â Ã ÅÄ Æ Ç È É﴾

.]٦٧:الزمر[ أخرى آهلة وا مع اهللا فعبد هللالعبادة وا اص مل خيل للمرشكني الذين هذا ذم

وهذه . والتعظيم العبادة ه من ق وما يستح وجل عز اهللام بعظمة ه جلهل وذلك مجيعا ما فهؤالء ومكان زمان ه يف كل غري مع اهللا من عبد كل تشمل اآلية

.ه قدر حق قدروا اهللاه، قدر حق اهللا املرشكون وما قدر : تعاىليقول «: ه يف تفسري كثري ابن قال

، يشء عىل كل منه، القادر الذي ال أعظم ه، وهو العظيم وا معه غري عبد حني .هه وقدرت قهر حتت يشء ، وكل يشء لكل املالك

.ه ت م ظ ع موه حق ما عظ : ي د وقال الس .بوهذ ه ما ك ر د ق حق وهر د لو ق : كعب بن وقال حممد ¸ ¹ ﴿: ريض اهللا عنهام عباس ، عن ابن أيب طلحة بن وقال عيل ¼ » º ﴾ اهللا الذين مل يؤمنوا بقدرة الكفار هم تعاىل عليهم، فمن آمن

بذلك فلم ه، ومن مل يؤمن قدر حق اهللار د فقد ق قدير يشء عىل كل اهللاأن .»ه قدر حق اهللار د ق ي

.)٧/١١٣(تفسري ابن كثري ) ١(

٨٤

م رهب املرشكون هؤالء وما قدر : تعاىل يقول «: ه يف تفسري وقال السعدي هم ذلك، من إرشاك ه، بل فعلوا ما يناقض تعظيم موه حق ه، وال عظ قدر حق ه ، وأفعال وجه من كل ناقصة ه ه، فأوصاف ه وأفعال يف أوصاف هو ناقص ن به م

. شيئا من األمر ، وال يملك والمنع ، وال عطاء وال رض ليس عنده نفع ه ت ، الذي من عظم العظيم الرب باخلالق الناقص ا هذا املخلوق و و س ف ، وأن للرمحن قبضة القيامة يوم األرض مجيع ، أن ه القاهرة ، وقدرت الباهرة

ها ـ مطويات م ظ ها وع ت ع ـ عىل س الساموات من ه ت م ظ ع ه حق م ه، فال عظ بيمين . منهه، وال أظلم ى به غري و س

﴿É È Ç Æ ﴾هم به عن رشك م وتعاظ ه تنز : أي«. وأنزل الرسل ه بعث سبحان واهللا«: تيمية ابن اإلسالم وقال شيخ

به عىل ر م أ بامام يعبد له وإن ال رشيك ه وحد هو املعبود يكون ؛ بأن الكتب .ه رسل ن س ل أ

ه؛ ه به رسل ه وما وصف ه يف كتاب به نفس بام وصف ه معرفت : ه عبادت وأصل ه به ه وما وصف به نفس بام وصف اهللاون أهنم يصف السلف مذهب وهلذا كان

نكرون ي والذين وال متثيل تكييف ومن غري وال تعطيل حتريف ه من غري رسل وه حق صف وال و ه رفت ع م حق وه ف ر وما ع ه قدر حق وا اهللا ما قدر ذلك ض بع

.ه ت عباد حق وه ه وال عبد صفت يف ثالث ﴾ ¸ º ¹ « ¼﴿ هذه الكلمة سبحانه قد ذكر واهللا

.)٧٢٩:ص(تيسري الكريم الرمحن ) ١(

٨٥

ه ت وحداني وليثبت ه من الصفات ه وما يستحق ه يف نفس عظمت ؛ ليثبت مواضع : يف الزمر ه فقال عىل رسل ه ل ما أنز إال هو وليثبت العبادة ال يستحق ه وأن ﴿Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸﴾ ]٦٧:الزمر[

= < ? @ D C B A ﴿: اآلية، وقال يف احلج E﴾ ]وقال يف األنعام ]٧٤-٧٣:احلج ، :﴿ ( ' & % $ # " !

.]٩١:األنعام[ ﴾( * + , - . ذلك فدل الكفار ه من قدر وه حق ين ما قدر الذ ذم الثالثة ويف املواضع

حق ه ي عليه أن يتق ه كام جيب قدر حق اهللار أن يقد عىل املؤمن عىل أنه جيب ﴾ v u t s r ﴿: ه قال تعاىل جهاد فيه حق ه وأن جياهد تقات

هنا واملصدر ، ]١٠٢:آل عمران[ ﴾ 7 8 9 : ﴿: وقال، ]٧٨:احلج[ه تقات م به وحق ك ه الذي أمر جهاد أي حق مراد والفاعل مفعول إىل مضاف

فيام وا الرسول ق كم به فصد ه لكم وأمر ن ه الذي بي وه قدر م هبا واقدر ك التي أمر . وأمر وه فيام أوجب وأطيع أخرب

ه قالت عىل ترك أحد م ذ فذلك ال ي ، البرش عن طاقة وأما ما خيرج ودلت اآلية . عىل اللهو احلريصة السن احلديثة اجلارية وا قدر فاقدر : عائشة ¸ º ¹ « ¼ ½ ¾ ﴿: له قدرا عظيام؛ ال سيام قولهعىل أن

Ä Ã Â Á À ¿﴾ أيب ابن ويف تفسري اهللا ر د ق فقد قدير يشء عىل كل اهللا بأن من آمن : قالاس عب عن ابن طلحة

.هر قد حق هذه قرأ غ النبي أن مسعود ابن من حديث يف الصحيحني ثبت وقد

٨٦

واألرضني عىل أصبع السموات حيمل اهللا أن اليهود له بعض ملا ذكر اآلية عىل اخللق وسائر والثرى عىل أصبع والشجر عىل أصبع واجلبال عىل أصبع

. اآلية هذه وقرأ احلرب ا وتصديقا لقول تعجب غ اهللا رسول ك ؛ فضح أصبع ما تقول م يا أبا القاس : فقالغ بالنبي هيودي مر : قالوعن ابن عباس

وسائر ه عىل ذ واملاء واجلبال ه عىل ذ ؟ واألرض ه عىل ذ السامء اهللاإذا وضع ¸ º ¹ « ¼ ½ ¾ ﴿: تعاىل اهللا؟ فأنزل ه عىل ذ اخللق

À ¿Ä Ã Â Á﴾ بن أمحد اإلمام رواه حسن وقال غريب عباس ابن أيب الضحى عن من حديث والرتمذي حنبل

.صحيح الذي يف اآلية فإن احلرب ذلك ا وصف مم ه أعظم ت عظم وهذا يقتيض أن

األرض اهللا يقبض «: قال غ عن النبي عن أيب هريرة كام يف الصحيحني أبلغ ويطوي السامء القيامة يوم .» األرض أين ملوك أنا امللك : ه ثم يقول بيمين

يطوي اهللا«: غ اهللا رسول قال : قال عمر عن ابن ويف الصحيحني ؟ أين امللوك أين : ثم يقول. ه اليمنى بيد ن ه ذ يأخ ثم القيامة يوم السموات ه يأخذ فيه أن من هذا وذكر أبسط مسلم ورواه . »؟؟ أين املتكربون اجلبارون .ه األخرى بيد األرض

بن ثنا يعقوب ع فو بن را حدثنا أيب ثنا عمر : أيب حاتم روى ابن وقد الرب يف صفة اليهود ت م تكل : قال بن جبري عن سعيد عن جعفر اهللاعبد ¸ ¹ ﴿: ه عىل نبي اهللاا فأنزل و ر وا ومل ي م وا ما مل يعل فقال ـ تبارك وتعاىل ـ

à  Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º

٨٧

É È Ç ÆÄ﴾ كاوه هبا رش ه التي وصف صفت فجعل . ت د م ع : قال عن احلسن يعني أبا معاذ ثنا احلكم يب ثنا أبو نعيم أحدثنا : وقال

وا وا أخذ غ فلام فر واملالئكة واألرض السموات وا يف خلق فنظر اليهود عىل وهذا يدل ﴾¸ º ¹ « ¼ ﴿ :ه تعاىل عىل نبي اهللال ز ه فأن ون يقدر

.ه قدر وه حق ر وه وأهنم مل يقد مما وصف ه أعظم أن يف يشء خملوقا مثال للخالق من جعل فكل ﴾É È﴿: وقوله به اخلالق ف ما يوص ه بمثل ف أو وص اخلالق ما حيب ه مثل ب فأح من األشياء .هب ر ب ل د فع من األشياء يف يشء املخلوق وبني اهللاى بني سو فهو مرشك

املعدوم مثل ه ل جع ن له وم ل ث وال م ه ل ي م وال س له ؤ ف ال ك تعاىلوالرب . من املرشك رش ل واملعط ل ممث ل ه معط فإن من هؤالء فهو رش واملمتنع إىل الناس ؛ الحتياج موضع يف غري يف القرآن فرعون ى قصة ن ث واهللا

ما مل والعلو واإلهلية ودعوى الربوبية له من امللك ل ص هبا فإنه ح االعتبار هللا تعاىل وليس اهللار ك ه إىل ما ذ ت ب عاق وكانت ني ل من املعط ألحد ه مثل ل حيص وال التمثيل قياس ه يف حق ل م ع ست أن ي ز ه؛ فلهذا مل جي فيها غري ه ل يامث صفة

؛ فيه باملخلوق ي و ؛ إذ س ذلك رشك ه فإن ي أفراد و ست الذي ت الشمول قياس . األوىلبل قياس ه من غري فهو أحق واألرض األعىل يف السموات ه سبحانه له املثل فإن . النقص عن صفات يه ز ن ه بالت ري من غ وأحق الكامل بصفات

.)٧٥:ص(الفرقان ) ١(

٨٨

إىل تعظيم الوصول هبدف يف القرآن إىل التأمل اهللا رمحه القيم ويدعو ابن القرآن تأمل خطاب «: اهللا رمحه ، قال والطاعة ه بالعبادة ه وإفراد ت تعاىل وحمب اهللا

ة األمور ه، أز كل ه، وله احلمد كل ملكا له امللك جتد ها منه، ر ه، ومصد ها بيد كل مه، عبيد ام بام يف نفوس ، عليه مملكت يف أقطار ية اف عليه خ ىف ومردها إليه، ال خت ، ويرى، ، يسمع اململكة دا بتدبري ر هم، منف ت ي هم وعالن مطلعا عىل أرسار

، ، ويميت ، ويرزق ، وخيلق ، وهيني ، ويكرم ، ويعاقب ، ويثيب ويعطي، ويمنع ر ها، ها وجليل ه دقيق األمور نازلة من عند . ر ، ويقيض، ويدب وحييي، ويقد

.هم إال بعل ورقة ط ه، وال تسق ن إال بإذ ة يف ذر ك ر ح ت إليه ال ت وصاعدة ح وينص ، ه نفس د ه، وحيم نفس د ه، ويمج ي عىل نفس يثن ه د جت كيف فتأمل

هم مما فيه ر هم فيه، وحيذ ب هم ويرغم وفالح هت م عىل ما فيه سعاد هل ه، ويد عباد . ه وآالئ ه إليهم بنعم ب حب ته، ويه وصفات إليهم بأسامئ ض ويتعر .همهالك هم من ر ها، وحيذ ون به متام ب ج و ت س هم بام ي عليهم، ويأمر ه م هم بنع ر فيذك

وه، وما أعد هلم من العقوبة إن أطاع هم بام أعد هلم من الكرامة ر ويذك ،ه م ق ن هؤالء بة قعا كانت وكيف ،ه وأعدائ ه ه يف أوليائ ع ن هم بص وخيرب . ه و ص إن ع

ه م، ويذم أعداء ه أوصاف أحسن م، و أعامهل بصالح ه ي عىل أوليائ ويثن . وهؤالء ئ .م صفاهت قبيح م، و أعامهل بسي

ع ، األمثال ويرضب ه أحسن أعدائ عن شبه ، وجييب ني والرباه األدلة وينو .، وهيدي السبيل احلق ، ويقول الكاذب ب الصادق، ويكذ ق ، ويصد ة ألجوب ا

من ر ها، وحيذ ها ونعيم ها وحسن أوصاف ويذكر ، السالم ويدعو إىل دار ، وشدة هم إليه ه فقر عباد ر ك ها، ويذ ها وآالم ح ا وقب عذاهب ر ، ويذك البوار دار

٨٩

اه غن ر ، ويذك عني هلم عنه طرفة ، وأهنم ال غنى وجه هم إليه من كل ت حاج ما ، وكل اه ما سو ه عن كل بنفس ، وأنه الغني املوجودات عنهم وعن مجيع

هل ها إال بفض فام فوق من اخلري ذرة أحد ال ن ه، وأنه ال ي إليه بنفس فقري اه سو ة ه، وال ذر ت ورمح ها إال بعد فام فوق من الرش .هت ه وحكم ل

ذلك مقيل ه مع وأن ، عتاب ه ألطف ه ألحباب ه عتاب من خطاب ويشهد م، ه عن هم، والدافع فساد هم، ومصلح أعذار م، ومقيم زالهت م، وغافر عثراهت

هم، واملنجي هلم من كل هلم، والكفيل بمصاحل م، والنارص ي عنه واملحام م ، فهو مواله اه هلم سو ال ويل هم الذيه، وأنه ولي هلم بوعد ويف ، واملكرب هم؛ فنعم ، ونصري احلق . النصري املوىل ونعم هم عىل عدو

حيام، جوادا، مجيال، هذا ر ملكا عظيام، من القرآن القلوب فإذا شهدت د أنفاس ق منه، وتنف يف القرب س ناف ه، وت ال حتب ه؛ فكيف شأن إليه، ها يف التود

ا كل ها من رض عند ر آث اه ، ورض اه ما سو إليها من كل أحب ويكون به، نس إليه، واأله، والشوق حب ه، ويصري ر ك ذ ب ج ه ل ال ت وكيف ! ؟اه سو ما

ت ومل وهلك ت د س ف ذلك ت د ق إن ف ها؛ بحيث ها وقوهتا ودواؤ هو غذاؤ !ا؟ بحياهت ع ف ت ن ت

* * *

٩٠

اهللاتجليات تعالى في القرآن يف يتجىل ، فتارة ه بصفات ه فيه لعباد اهللا جتىل ، وقد اهللا كالم القرآن

ع ش ، وخت فوس الن رس ، وتنك األعناق ع فتخض ؛ واجلالل والعظمة اهليبة جلباب يف صفات يتجىل وتارة . يف املاء امللح كام يذوب رب الك ، ويذوب األصوات

الدال األفعال ، ومجال الصفات ، ومجال األسامء ، وهو كامل والكامل اجلامل ما ها، بحسب كل وة احلب ق العبد ب حبه من قل؛ فيستنفذ الذات عىل كامل

ه، ت من حمب ه فارغا إال عبد فؤاد ه، فيصبح كامل ه ونعوت مجال من صفات ه ف ر ع ، اإلباء كل ه ذلك ى قلبه وأحشاؤ ب به أ املحبة تلك ق عل أن ي منه الغري فإذا أراد

:كام قيل مك نسيان من القلب يراد

اقل عىل الن ع ى الطباب أ وت

.. له طبعا ال تكلفاى املحبة فتبق الرجاء ة قو ت انبعث ،سان واإلح طف والل والرب الرمحة بصفات وإذا جتىل

و حيد ي الرجاء ه وحاد إىل رب ، وسار ه طمع ، وقوي ه ل أم ط س ، وانب من العبد ه طمع ام قوي كل الباذر ، كام أن جد يف العمل جاء، الر ي ام قو وكل . ه سري ركاب

رجاؤ ف ع ، وإذا ض ه بالبذر أرض غلق يف املغل .ر ذ يف الب ه قرص ، والعقوبة والسخط والغضب واالنتقام العدل بصفات وإذا جتىل

،الغضب ، ومن الشهوة : اهاو ق أو ضعفت ، وبطلت ارة األم النفس انقمعت

).١٠٨-١٠٥:ص(الفوائد ) ١( . هنا بمعنى ناتج األرض:املغل ) ٢( ).فانقمع(أي قهره وأذله : قمعه وأقمعه) ٣(

٩١

؛ ا رعوناهت أعنة ، وانقبضت مات رح عىل امل، واحلرص ، واللعب واللهو . واحلذر واخلشية ها من اخلوف ت املطية حظ فأحرض

الرسل وإرسال والوصية والعهد والنهي األمر بصفات وإذا جتىل ه، ألوامر والتنفيذ ال منها قوة االمتث، انبعث الرشائع ورشع الكتب وإنزال

، واالمتثال باخلرب صديق ها، والت ر كرها، وتذك ذ هلا، والتوايص هبا، ووالتبليغ . للنهي ، واالجتناب للطلب

؛ قوة احلياء العبد من انبعثت ، والعلم والبرص السمع بصفات وإذا جتىل ي يف ، أو خيف ه منه ما يكر ع م ، أو يسه عىل ما يكر اه ه أن ير من رب فيستحي

بميزان ه موزونة ه وخواطر ه وأقوال عليه؛ فتبقى حركات ه ما يمقت ه ت رسير . واهلوى الطبيعة حكم حتت ة ل وال مرس مهملة ، غري الرشع

، وسوق العباد بمصالح والقيام ،ب واحلس الكفاية بصفات وإذا جتىل ت ايت ه، ومحه ألوليائ عنهم، ونرص املصائب ع هم إليهم، ودفأرزاق ه ه هلم، ومعي

ا به إليه، والرض عليه، والتفويض التوكل قوة من العبد انبعث هلم،اخلاصة بام اه ه به ورض ه وثقت ه لعبد اختيار وحسن اهللا بكفاية العبد م ل وبكل ما ع

.ه له به وخيتار ه ل يفع إليه ما وصلت املطمئنة ه نفس ت أعط ، العز والكربياء صفات بوإذا جتىل

ب القله، وخشوع لكربيائ ه، واخلضوع ت لعز ه، واالنكسار من الذل لعظمت

.للجام الذي يمسك، وهو سري ا)عنان(مجع : أعنة) ١(عونة) ٢( .احلمق واالسرتخاء: الر

٩٢

، هه وسمت ه وجوارح ه ولسان يف قلب والوقار وه السكينة له؛ فتعل واجلوارح .ه وقوته وحدتهيش ط ويذهب ، وبصفات تارة ه ت هلي إ بصفات إىل العبد نه سبحانه يتعرف أ: ذلكع اومج

إىل ، والشوق ة اخلاص املحبة اآلهلية له شهود صفات ؛ فيوجب تارة ه ت ربوبي إليه ه، والتودد يف قرب ه، واملنافسة بخدمت به، والرسور والفرح ه، واألنس لقائ

ه دون ه هو وحد إليه، ويصري من اخللق لفرار ه، وار بذك ج ه ه، والل بطاعت ما مه إليه، عليه، واالفتقار التوكل الربوبية له شهود صفات ويوجب . اه سو

. له واالنكسار به، والذل واخلضوع واالستعانة ه يف ه، ومحد ت ه يف ربوبي ت وآهلي ه، يف إهليت ه ت ربوبي أن يشهد وكامل ذلك

ه ه، وعطاء ه يف بالئ ه، ونعمت ه وقدر ه يف قضائ ت ه، وحكم و ه يف عف ، وعز ه ك مل ه ولطف يف منع ه ه، وجود ه يف انتقام ه، وعدل ه يف قيوميت ه ورمحت ه وإحسان ه، وبره، ه وهني ه يف أمر ه ونعمت حكمت ويشهد . هز ه وجتاو ه، وسرت ه يف مغفرت وكرم

ه يف رض يف اه ه، وغن ه يف إقبال ه، وكرم ه يف إمهال ه، وحلم وغضب ه اوعز .هإعراض

* * *

.هيئته: سمته) ١(

٩٣

تعظيمغ النبيه لرب

أعرف غ فقد كان النبي املعرفة من ثمرات ثمرة إذا كان التعظيم ه م ه وعل رب اه وهو الذي اصطف كذلك ال يكون ه، وكيف برب اخللق ﴿Ê Ë Ì Í ÏÎ Ð Ñ Ò Ó Ô﴾ ]١١٣:النساء[ ،

من م أعظ ه أن م ل ه ع ه إىل رب ه وجلوئ ودعائ ه وذكر غ النبي يف عبادة ر تدب ومن له قدماه، فقالت ر حتى تتفط من الليل يقوم غكان فقد اهللا تعاىل، م ظ ع

فقال !! ك وما تأخر من ذنب لك ما تقدم ر ف ذلك وقد غ تفعل : لعائشة .» أن أكون عبدا شكوراأفال أحب «: غ

إىل فيض التي ت األبواب ه أنه كان يسد مجيع لرب غ النبي ومن تعظيم اها، تعاىل إي اهللاه ل ز ن التي أ والرسالة العبودية ه عن حدود فيه وإخراج الغلو

ه، نام أنا عبد ، إ مريم النصارى ابن روين كام أطرت ط ال ت «: يقول غفكان .»ه ورسول اهللاعبد : فقولوا

أعرايب غ اهللاأتى رسول : عن أبيه قالم ن مطع بري بن جبوعن حممد ، األموال ، وهنكت العيال ، وضاعت جهدت األنفس ! اهللايا رسول : فقال

باهللاع ف تش ، ونس عىل اهللا بك ع لنا، فإنا نستشف اهللا، فاستسق األنعام وهلكت اهللا رسول ح ، وسب »؟أتدري ما تقول ! وحيك«: غ اهللا فقال رسول . عليك ه ال إن «: ه، ثم قال أصحاب ذلك يف وجوه ف ر ح حتى ع يسب ، فام زال غ

).٤١٢(، الرتمذي )٢٨١٩(، مسلم )١١٣٠( البخاري )١( ).١٥٥(، أمحد )١٦٩١(، مسلم )٣٤٤٥( البخاري )٢(

٩٤

.» من ذلك أعظم ه، شأن اهللاق ل عىل أحد من خ باهللاع ف ش ت س ي ، فقال وشئت اهللاما شاء : غ نبي للقال رجل : قالوعن ابن عباس

ت ل ع ج أ «: غ ا؛ ال بل ما شاء ي هللان .»ه وحد اهللا ند اهللا إىل رسول بني عامر يف وفد انطلقت : قال بن الشخري اهللاوعن عبد

ا ن ا فضال وأعظم ن وأفضل : فقلنا»السيد اهللا«: فقال. ناأنت سيد : فقلناغم ك ن ي ر ج ت س كم، وال ي قول كم أو بعض قولوا بقول «: غقال ف. ال و ط

.»الشيطان ا، أي رسوال ذ م فيتخ ك ن ب ل غ ت س أي ال ي «): النهاية(قال يف كم جري

، فنهاهم يف املدح املبالغة هلم ه ر ك وه، ف ح د ووكيال، وذلك أهنم كانوا م .»عنه

، ألنه أل إنام هو هللا عىل احلقيقة أي السؤدد » اهللا السيد «: غه وقول ه، وهو ملك ه، وامللك خلق الذي اخللق فهو بذلك عىل اإلطالق املتصف ، وهو صاحب شاء كيف يف اخللق ، وهو املترصف م ع الن بكل املتفضل وغري ناقص ل سؤددا فإنام هو سؤدد ه ممن حص ، وأما غري عىل احلقيقة السؤدد

، وهو غ آدم ولد ه بأنه سيد أخرب عن نفس غ ، وهلذا فإن النبي كامل ، ولكن ـه عليهه وبركات وسالم اهللاصلوات ـ هم يف الدنيا واآلخرة سيد

.بيند فيه ضعف) ٤١٠١(رواه أبو داود ) ١( ).١٧٤٢( رواه أمحد )٢( ).١٥٧٢٦(، وأمحد )٤١٧٢( رواه أبو داود )٣( .الشاملة: ط) ١/٧٣٩ (النهاية) ٤(

٩٥

، األوفر والنصيب األكرب منه احلظ غ ، للرسول باإلنسان الذي يليق السؤدد ه جناب ت حلامي غ فالرسول ... أل فهو هللاة عىل احلقيق الكامل وأما السؤدد

عليه الصالة ـ أرشد ي إىل حمذور د ؤ ي غلو ه عىل أال حيصل ، وحلرص التوحيد ـ والسالم .ـ إنام هو هللا احلقيقي وأن السؤدد هو اهللا أن السيد وبني

غ، وكان القرآن آيات تدبر تعاىل من خالل اهللا يعظم غ وكان النبي من حديث البخاري ففي صحيح عىل هذه األمة العذاب خيشى من نزول

| } w x y z﴿: ملا نزلت هذه اآلية: قال ت اهللا بن عبد جابر £ ¢﴿: قال. »كأعوذ بوجه «: غ اهللا قال رسول ﴾¡ � ~ { © § ¦﴿: قال»ك بوجه أعوذ «: غ النبي قال ﴾¥ ¤ª « ¬﴾ اهللا رسول قال أو هذا أيرس هذا أهون «: غ «.

! اهللايا رسول : ه، قالت عائشة ه يف وج ف ر إذا رأى غيام ع غوكان ام ي غ إذا رأيت راك أ ، و فيه املطر أن يكون وا، رجاء ح ر ف ا الغيم الناس إذا رأو

فيه نني أن يكون م ؤ ي وما! يا عائشة «: فقال! ة ي الكراه ك ه يف وج ف ر ع [﴿ : فقالوا، وقد رأى قوم العذاب بالريح قوم ب ذ ؟ قد ع عذاب

.»]٢٤:األحقاف[ ﴾_ه فعن هبا عباد اهللا التي خيوف باآليات ه يتأثر ه لرب من تعظيم غوكان

اهللا رسول يوما عىل عهد الشمس ت ف انكس : قالتو اهللا بن عمر عبد

.املوسوعة الشاملة. ، ط)٢٧/٤٤٦(انظر رشح سنن أيب داود للشيخ عبد املحسن العباد ) ١( ).٢٩٩١(، والرتمذي )٤٢٦٢( رواه البخاري )٢( ).١٤٩٧(، ومسلم )٤٤٥٤( رواه البخاري )٣(

٩٦

، فلم يكد أن د ج ثم س د أن يسج د ك ، فلم ي يصيل غ اهللا رسول ، فقام غم وأنا هب ين أال تعذ د ع أمل ت رب «: ي ويقول ويبك خ ينف ، فجعل ه رأس ع ف ر ي

، فلام »كر م وهم يستغفرون؟ ونحن نستغف هب ين أال تعذ د ع أمل ت فيهم؟ رب إن «: ى عليه ثم قال تعاىل وأثن اهللاد فحم ، فقام ت الشمس انجل ركعتني صىل

ه، فإذا أحد وال حليات ملوت ان ف ، ال ينكس اهللا من آيات آيتان والقمر الشمس .« اهللاوا إىل ذكر ع ز اف ا، ف ف انكس

كالصالة العبادة ه يف أمهات لرب غ النبي ا شيئا من تعظيم ن وقد ذكر . اهللا تعاىل وذكر واحلج

* * *

).٥٤٧(، والنسائي )١١٩٤( رواه أبو داود )١(

٩٧

ـ أحاديث نبوية في تعظيم اهللا

ى ال يد اهللا«: قالغ، أن رسول اهللا توعن أيب هريرة مألأرأيتم ما أنفق منذ خلق «: ، وقال» نفقة، سحاء الليل والنهار يغيضها

عرشه عىل املاء، وكان «: ، وقال»السموات واألرض، فإنه مل يغض ما يف يده .]متفق عليه[ »وبيده األخرى امليزان خيفض ويرفع

ا الركوع «: يف الصالة، فقالأل يأمر بتعظيم اهللاغوكان النبي أم .»فعظموا فيه الرب يطوي اهللا عز «: غقال رسول اهللا : قالب بن عمر عن عبد اهللا

أنا امللك أين : لقيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول وجل السموات يوم اون؟ ثم يطوي األرضني بشامله ثم يقول أنا امللك، أين : اجلبارون؟ أين املتكرب

.]رواه مسلم[ »اجلبارون؟ أين املتكربون؟فض إن اهللا ال ينام، وال ينبغي له أن ينام، خي«: قالغوعن النبي

القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل، وعمل الليل قبل عمل النهار، حجابه النور، لو كشفه ألحرقت سبحات وجهه، ما انتهى إليه برصه

.»من خلقه

.نقصهاي: يغيضها) ١( ).٩٩٣(، ومسلم )٦٨٤(رواه البخاري ) ٢( ).٨٧٦(، وأبو داود )٤٧٩(رواه مسلم ) ٣( ).٢٧٨٨(رواه مسلم ) ٤( ).٤٤٥( رواه مسلم حديث رقم )٥(

٩٨

يا : فقالغجاء حرب إىل النبي : قال ت بن مسعود وعن عبد اهللاإن اهللا تعاىل يمسك السموات يوم القيامة عىل إصبع، ! أو يا أبا القاسم ! حممد

واألرضني عىل إصبع، واجلبال والشجر عىل إصبع، واملاء والثرى عىل هن فيقول أنا امللك، أنا امللك، : إصبع، وسائر اخللق عىل إصبع ثم هيز

باغ فضحك رسول اهللا ¸ ¹ ﴿: مما قال احلرب، تصديقا له ثم قرأ تعج Ã Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º

É È Ç Æ ÅÄ﴾ ]٦٧:الزمر[«. إن العز إزاري، والكربياء ردائي، فمن : إن اهللا تعاىل يقول «: غوقال

بته .»نازعني فيهام عذمه اهللا يوم ا«: غوقال لقيامة، ليس بينه ما منكم من أحد إال سيكل

م، وينظر أشأم منه، فال وبينه ترمجان، فينظر أيمن منه، فال يرى إال ما قدقوا النار، يرى إال ما قدم، وينظر بني يديه، فال يرى إال النار تلقاء وجهه، فات

، ولو بكلمة طيبة .»ولو بشق مترةه أربعني يوما نطفة، ثم إن أحدكم«: غوقال جيمع خلقه يف بطن أم

يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث اهللا إليه ملكا، اكتب علمه، ورزقه، وأجله، وشقي أم : ويؤمر بأربع كلامت، ويقال له

).٢٧٨٦(، ومسلم )٧٥١٣( متفق عليه البخاري )١( .صحيح: ، وقال األلباين)٥٥٢( رواه البخاري يف األدب املفرد )٢( .جهة شامله: أي) ٣( ).١٠١٦(، ومسلم )٧٥١٢( البخاري )٤(

٩٩

أهل اجلنة، حتى ال سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل منكم ليعمل بعمل ، سبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار يكون بينه وبينها إال ذراع، في

أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها وإن الرجل ليعمل بعمل . نار فيدخل ال .»نة إال ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل اجلنة، فيدخل اجل

عن النبي صىل اهللا عليه وآله فيام يرويه عن ا الغفاري عن أيب ذر ا م ر بينكم حم ه وجعلت نفيس ىل ع لم الظ ت م ر ح ين ادي إ ب يا ع «: أنه قالألربه

.املوافال تظ .مك د ه وين أ د ه ه فاست من هديت إال ال م ض لك ي ك باد ا ع ي .مك م طع وين أ طعم ت فاس ه عمت ط من أ إال ع ائ م ج لك ك ي باد ا ع ي .مك س ك أ وين س ك ت اس ف ه ت و س ك ن م إال ار م ع لك ي ك باد ا ع ي ا يع مج وب ن الذ ر ف غ ا أ ن أ و هار والن يل ون بالل طئ ي إنكم خت باد ا ع ي

.فاستغفروين أغفر لكم .ويني فتنفع ع ف وا ن لغ ب ت ن ل وين و رض ت ي ف وا رض غ ل ب كم لن ت ن ي إ باد اع ي ب ل ى ق ق ت أ ىل م كانوا ع ك وجن م ك س ن كم وإ لكم وآخر و أ ن ي لو أ باد ا ع ي

. يف ملكي شيئا ذلك منكم ما زاد واحد ل ج ر قلب جر ف أ ىل كانوا ع مك م وجن ك كم وإنس لكم وآخر أو ن ي لو أ باد ا ع ي

.لكي شيئا ذلك من م ص ق منكم ما ن واحد ل ج ر

).٢١٣٧(، والرتمذي )٢٦٤٣(، ومسلم )٦٥٩٤(البخاري )١(

١٠٠

احد و عيد م قاموا يف ص ك م وجن ك كم وإنس لكم وآخر أو ن ي لو أ باد ا ع ي كام ينقص مما عندي إال ذلك مسألته ما نقص فسألوين فأعطيت كل واحد

. البحرل دخ املخيط إذا أ د ج ا فمن و اه أوفيكم إي م م ث يها لك ص ح م أ ك ام هي أعامل ن إ يباد ا ع ي

.]رواه مسلم[» نفسه إال فال يلومن ذلك غري د ج ن و وم ، اهللاا فليحمد خري .»إين حرمت الظلم عىل نفيس وجعلته بينكم حمرما«: قوله

يل وال جيوز معناه ال ينبغي: قال بعض العلامء«: قال ابن دقيق العيدفالظلم حمال ، ]٩٢:مريم[ ﴾º « ¼ ½ ¾ ¿﴿: عيل كام قال تعاىلال يسوغ ألحد أن يسأل اهللا : قال بعضهم يف هذا احلديث.يف حق اهللا تعاىل

إين حرمت الظلم عىل «: باحلق بقوله سبحانهتعاىل أن حيكم له عىل خصمه إال أنه يظلم عباده لغريه؟ فهو سبحانه ال يظلم عباده فكيف يظن ظان،»نفيس

،املظلوم يقتص له من الظامل: املعنى» فال تظاملوا «:وكذلك قال .فال تتظاملوا: ا أصلهوحذفت إحدى التاءين ختفيف

...هن كسوت م إال ار م ع ك وكل ...،ه من هديت إال ال م ض ك ل ك «:وقوله .»...ه من أطعمت إال وكلكم جائع

وعجزنا عن جلب منافعنا ودفع مضارنا إال أن يعيننا تنبيه عىل فقرنا وليعلم .ال حول وال قوة إال باهللا: وهو يرجع إىل معنى،اهللا سبحانه عىل ذلك

العبد أنه إذا رأى آثار هذه النعمة عليه أن ذلك من عند اهللا ويتعني عليه شكر .اهللا تعاىل وكلام ازداد من ذلك يزيد يف احلمد والشكر هللا تعاىل

١٠١

أي اطلبوا مني اهلداية أهدكم واجلملة يف » فاستهدوين أهدكم«:وقولهذلك أن يعلم العبد أنه طلب اهلداية من مواله فهداه ولو هداه قبل أن يسأله

إىل آخره » كلكم جائع« وكذلك .إنام أوتيته عىل علم عندي: مل يبعد أن يقولم كان جائعا حتى يعني أنه خلق اخللق كلهم ذوي فقر إىل الطعام فكل طاعأها له فال يظن ذو يطعمه اهللا بسوق الرزق إليه وتصحيح اآلالت التي هي

ق الذي يف يده وقد رفعه إىل فيه أطعمه إياه أحد غري اهللا تعاىل زرالثروة أن الال تطلبوا الطعام من غريي فإن هؤالء : وفيه أيضا أدب للفقراء كأنه قال

وكذلك ما، »فاستطعموين أطعمكم« مالذين تطلبون منهم أنا الذي أطعمه .بعده

.»إنكم ختطئون بالليل والنهار «:وقولهيف هذا الكالم من التوبيخ ما يستحي منه كل مؤمن وكذلك أن اهللا

د باإلخالص حيث تسلم األعامل فيها غالبا من بخلق الليل ليطاع فيه ويعفإنه ] يف الطاعة[ار الرياء والنفاق أفال يستحي املؤمن أن ال ينفق الليل والنه

خلق مشهودا من الناس فينبغي من كل فطن أن يطيع اهللا فيه أيضا وال يتظاهر بني الناس باملخالفة وكيف حيسن باملؤمن أن خيطئ رسا أو جهرا ألنه

فذكر الذنوب » اع وأنا أغفر الذنوب مجي«: سبحانه وتعاىل قد قال بعد ذلكوإنام قال ذلك قبل أمره » مجيعا «:قولهباأللف والالم التي للتعريف وأكدها ب

.انا باإلستغفار لئال يقنط أحد من رمحة اهللا لعظم ذنب ارتكبهيإ ..إىل آخره » يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم« : قوله

.افيه ما يدل عىل أن تقوى املتقني رمحة هلم وأهنا ال تزيد يف ملكه شيئ

١٠٢

.»م قاموا يف صعيد واحدك م وجن ك م وإنس ك م وآخر لك أو لو أن «: وأما قوله وال ،إىل آخره ففيه تنبيه اخللق عىل أن يعظموا املسألة ويوسعوا الطلب

، وخزائنه ال تنفد، فإن ما عند اهللا ال ينقص؛يقترص سائل وال خيترص طالب : يف احلديث اآلخرغفال يظن ظان أن ما عند اهللا يغيضه اإلنفاق كامل قال

خلق منذ ق ا أنف م م هار أرأيت والن اء الليل ح س ها نفقة يض ى ال يغ أل اهللا م يد «ورس ذلك أن قدرته صاحلة » مينها يف ي م ه مل يغض ن إ ف واألرض موات الس

.لإلجياد دائام ال جيوز عليها عجز وال قصور واملمكنات ال تنحرص وال تتناهى .»ملخيط إذا أدخل البحرإال كام ينقص ا «:وقوله

أن ذلك ال : واملعنى،هذا مثل قصد به التقريب إىل األفهام بام نشاهده .هو اإلبرة: ـبكرس امليم وإسكان اخلاء وفتح الياءـ ينقص مما عنده شيئا واملخيط

جد ا فمن و اه م إي يك وف أ م ث ،مك ا ل حصيه كم أ ام هي أعامل إن « :وقوله .»د اهللا فليحمخري

يعني ال يسند طاعته وعبادته من عمله لنفسه بل يسندها إىل التوفيق .وحيمد اهللا عىل ذلك

.»ومن وجد غري ذلك «:وقوله .ومن وجد غري األفضل: ا يعنيمل يقل ومن وجد رش

ذيرا أن خيطر يف قلب عامل أكد ذلك بالنون حت» ه نفس إال ن وم ل ي ال ف « . واهللا أعلم، نفسهأن اللوم تستحقه غري

).٨٠:ص( رشح األربعني النووية البن دقيق العيد )١(

١٠٣

ألتعظيم الصحابة والسلف الصالح هللا

العدل هم من أمراء وأتباع الرسل وكان خلفاء «: أيضاقال ابن رجبو اهللا، بل إىل تعظيم هم البتة نفوس إىل تعظيم ون ع د م ال ي هم وقضاهت وأتباع

إال الوالية يريد ، ومنهم من كان ال واإلهلية ه بالعبودية ه، وإفراد وحد .ه وحد إىل اهللا هبا عىل الدعوة لالستعانة

ىل اهللاإ ى يف الدعوة ذ عىل األ هم يصربون وأتباع الرسل وكانت بل وهم صابرون املشقة غاية من اخللق اهللا أوامر يف تنفيذ ون ل ويتحم

يف ألبيه يقول / العزيز عبد بن عمر بن امللك بذلك، كام كان عبد راضون أين غلت لوددت يا أبت العدل وإقامة احلق عىل تنفيذ ص إذا حر «: هت خالف

.»أل يف اهللايب وبك القدور ض ي م س ج أن وددت : الصاحلني وقال بعض ، وأن هذا باملقاريض قر

قد يكون ك القول ذل ومعنى هذا أن صاحب »أل وا اهللاهم أطاع كل اخللق هم من عذاب ي ق أن ي ، وأحب اهللا عليهم من عذاب والشفقة اخللق ح ص ن ظ حل ه من اإلجالل ق ه وما يستح ت وعظم اهللا جالل ظ حل ه، وقد يكون بأذى نفس اهللا

يف ه ل ل ص وا بذلك، وإن ح هم قام كل اخللق أن ، فود واملحبة والطاعة واإلكرام .»ر الرض ه غاية نفس

* * *

).١٩: ص(» ..ما ذئبان جائعان«: رشح حديث) ١(

١٠٤

انظر، أن ال يراك : أوصاين أخي داود بوصية قال: عن ابن السامك قال

اهللا حيث هناك، وأن ال يفقدك حيث أمرك؛ واستح يف قربه منك، وقدرته . عليك يكون اهللا أهون اتق أن: عظني، قال: بن الورد قال رجل لوهيب و

. الناظرين إليك

:عن أمحد بن حنبل رمحه اهللا تعاىل قال ل ق يوما فال ت ر الده إذا ما خلوت

رقيـب يل عـ قـل ولكـن خلوت

ــل ي اهللان وال حتــسب ــغف ىض مــا م

ــذي خي ــوأن ال ــب ف ــه يغي ى علي

ت عـاب ت ى ت حتـا عـن األيـام نـهلو

ذنــوب عــىل أثــارهن ذنــوب

ــت ــا لي ــر اهللا في ــىضيغف ــا م م

ــــأذن ــــة وي ــــأتوب يل يف توب ف

ى ال يكون : عن سفيان بن عيينة قال ال تبلغوا ذروة هذا األمر، إال حت

وا ما يقال ؛ ومن أحب القرآن، فقد أحب اهللا؛ افقهيشء أحب إليكم من اهللا .لكم

).٧/٣٥٨(احللية ) ١( .)٨/١٤٢(احللية )٢( ).٧/٢٧٨(احللية )٣(

١٠٥

ت مطاعمهم، : لو علم الناس لذة حب اهللا: قال إبراهيم بن أدهم لقل

أحبوا اهللا، فاستغنوا بذكره عن : ومشارهبم، وحرصهم، وذلك أن املالئكة .غريه

حببت أن ال أبقى لوال ثالث خالل، أل: أنه قالتعن أيب الدرداء

؟ فقال: يف الدنيا؛ قيل لوال وضوع وجهي للسجود خلالقي يف : وما هناختالف الليل والنهار، يكون تقدمة حليايت، وظمأ اهلواجر، ومقاعدة أقوام

.ن الكالم كام تنتقى الفاكهة ينتقو، حتى يتقيه يف مثل العبد ألأن يتقي اهللا : ومتام التقوى: قال أبو نعيم

مثقال ذرة، حتى يرتك بعض ما يرى أنه حالل خشية أن يكون حراما، يكون هم إليه؛ لعباده الذي هو يصري حاجزا بينه وبني احلرام؛ إن اهللا تعاىل قد بني

_ ﴿: قال تعاىل ] \ [ Z Y X Wc b a `﴾ ]قرن . ]٨-٧:الزلزلة شيئا من الرش أن تتقيه، فال حت

. وال شيئا من اخلري أن تفعله

.)١٠/٨١(احللية )١( .)١/٢١٢( احللية )٢(

١٠٦

ر ساعة، خري من قيام ليلة : عن احلسن قال . تفك

حسن، والفكرة يف نعم الكالم بذكر اهللا: عن عمر بن عبد العزيز قال

. أفضل عبادة اهللا

، : عن وهب بن منبه قال م ويعترب، ثم يبرص ر ابن آدم، ثم يتفه أمل يفك له ه حتى يعلم؟ فيتبني : به خيلق األحالم، وعلام : حلام أن هللا: ثم يعقل ويتفق

ر هبا أمور هبا يت : به يعلم العلامء، وحكمة دنيا واآلخرة؛ فإن القن اخللق، ويدب الذي ال مقدار له، ولن يبلغ بحلمه ابن آدم، لن يبلغ بعلمه املقدر علم اهللا

: الذي به خلق اخللق كله، ولن يبلغ بحكمته حكمة اهللااملخلوق حلم اهللار املقادير؛ وكيف يشبه ابن آدم رب ا بن آدم؟ التي هبا يتقن اخللق، ويقد

.وكيف يكون املخلوق كمن خلقه؟

، قال : يف ثالث احذر سخط اهللا: وعن سفيان الثوري احذر أن تقرصفيام أمرك، واحذر أن يراك وأنت ال ترىض بام قسم لك، وأن تطلب شيئا من

.)٦/٢٧١( احللية )١( ).٥/٣١٤( احللية )٢( ).٢٤-٤/٢٣(احللية )٣(

١٠٧

ك الدنيا فال جتده، أن تسخط ع .ىل رب

لو أن اهللا مل : سمعت خليفة العبدي يقول : عن جعفر بن سليامن قالروا يف جميء هذا الليل عن رؤية، ما عبده أحد؛ ولكن يعبد إال املؤمنون تفك

يء سلطان النهار إ ى كل يشء، ويف جم ذا جاء، إذا جاء، فمأل كل يشء وغطر بني السامء واألرض، ويف النجوم، حاب املسخ فمحا سلطان الليل؛ ويف الس

م، ويف الشتاء، ويف الصيف؛ واهللا رون فيام خلق رهب ما زال املؤمنون يتفكام عبدوا اهللا تعاىل عن رؤية ى كأن م؛ وحت .حتى أيقنت قلوهبم برهب

ما كان أفضل عمل أيب : سألت أم الدرداء : قال بن عبد اهللاعن عون .التفكر واالعتبار : الدرداء؟ قالت

رأيت داودا الطائي يوما، قائام : عن عبد األعىل بن زياد األسلمي قال

انظر : يا أبا سليامن، ما يوقفك هنا؟ قال: عىل شاطئ الفرات، مبهوتا؛ فقلت . تعاىلإىل الفلك، كيف جتري يف البحر مسخرات بأمر اهللا

.)١/٦٩٧( نزهة الفضالء )١( .)٦/٣٠٣(احللية )٢( ).٤/٢٥٣( احللية )٣()٧/٣٥٦ ()٤.(

١٠٨

رؤية األسباب عىل الدوام قاطعة عن مشاهدة املسبب،: وقال بنان احلامل

ي بصاحب ،واإلعراض عن األسباب مجلة . ه إىل ركوب الباطل يؤد

، قال كنت أسمع وكيعا يبتدئ قبل أن : وعن أمحد بن أيب احلواريث فيقول ما هنالك إال عفوه، وال نعيش إال يف سرته، ولو كشف الغطاء : حيد

. لكشف عن أمر عظيم فانظر نظر اهللا: إذا كنت غافال : بن فاتك عن املراقبة فقالسئل عبد اهللا

فانظر علم : إليك؛ وإذا كنت ساكتافانظر سمع اهللا: إليك؛ وإذا كنت قائال µ﴿: فيك قال اهللا تعاىلاهللا .]٤٦:طه[ ﴾² ³

* * *

).٣/١١٦٩( نزهة الفضالء )١( ).٢/٩٨٧( نزهة الفضالء )٢( ).١٠/٣٥٨( احللية )٣(

١٠٩

لب في القأثر الذنوب والمعاصي في ضعف تعظيم اهللا

واملعايص ـ أهنا ا ـ أي الذنوب وباهت ق ومن ع «: اإلمام ابن القيم قال وال العبد يف قلب ه ار وق ف ه وتضع جالل جل الرب تعظيم يف القلب ف ع ض ت

عىل أ ملا جتر العبد يف قلب ه وعظمت اهللاار وق ن ك أم أبى، ولو مت شاء بد .يهمعاص

ي ع م وط الرجاء حسن ني عىل املعايص ل وقال إنام حيم املغرت اغرت امورب اهللا عظمة ؛ فإن النفس ي وهذا من مغالطة ه يف قلب عظمت ال ضعف ه و ف يف ع

، الذنوب ه وبني بين ه حيول حرمات وتعظيم العبد ه يف قلب تعاىل وجالل ه أو قدر حق ه ر د ق ي ه، وكيف قدر وه حق ر د يه ما ق عىل معاص ؤن واملتجر

ه أو يك م يعظ هذا من أحمل ؛ه ي وهن ه ر أم عليه من هيون ه ل ه وجي و وقار ه أو يرج رب اهللا تعظيم ه ب ل من ق ل ح م ض ي ن أ عقوبة ى بالعايص ف ك ، و الباطل وأبني املحال

.ه ق ح عليه ه، وهيون ات حرمه وتعظيم جالل جل اخللق من قلوب ه ت مهاب وجل عز اهللاع هذا أن يرف عقوبة ومن بعض

حمبة به، فعىل قدر ف خ واست ه ر م عليه أ ان به كام ه ون ف عليهم ويستخ وهيون ه يم تعظ ، وعىل قدر لناس اه خياف اهللا من ه ف و خ ر د ، وعىل ق اس الن ه ب حي هللالعبد .ه ات حرم الناس م ظ ع ه ي وحرمات هللا

ه، أم حرمات الناس ك ه ت ن ال ي أن ع ويطم اهللا حرمات عبد ك ه ت ن ي وكيف بمعايص ف يستخ ، أم كيف عىل الناس اهللاه ن و وال هي اهللا حق عليه هيون كيف . اخللق بهف وال يستخ اهللا

١١٠

ه وأن الذنوب عقوبات ر ك ذ عند ه تاب ك إىل هذا يف ه سبحان أشار وقد ه وأن ،م عليها بذنوهب ع ب م وط ى عىل قلوهب ط وغ ،واسب ا بام ك أرباهب س ك ر أ

ا ؛ وهلذه وا أمر ع ي م كام ض ه ع ي وض ،هوا دين كام أهان م وأهاهن ،وه س كام ن م ه نسي d c b a﴿: له املخلوقات سجود قال تعاىل يف آية _ ﴾

م أهاهن ،وه ل ع ف ومل ي ه وا ب ف خ له واست السجود م عليه م ملا هان ؛ فإهن ]١٨:احلج[ من ن أو هي اهللاه من أهان م ر ك ذا ي ن وم ،م أهاهن أن بعد م ر ك م ن هلم م ن ك فلم ي

.»م ر ك أ * * *

.)١/٤٦(اجلواب الكايف ) ١(

١١١

ألسائل لتعظيم اهللا و عشرة

ها آثار ر ه ظ التي ت القلبية العبادات من أجل أل اهللا أن تعظيم ال شك األقوال من اه ويرض اهللاه ب ما حي كل إىل املسارعة من خالل عىل اجلوارح

ملا صرب يف القلب أل هللا تعظيم نوع فلوال وجود . والباطنة الظاهرة واألفعال . املؤملة اهللا، وعىل أقدار اهللا، وعن معصية اهللا عىل طاعة الناس

ها وإمتام العبادة إحسان يكون تعاىل يف القلب اهللا تعظيم ر د وعىل ق .اا وإتقاهن وإكامهل

: تعاىل منها اهللاوهناك وسائل كثرية لتعظيم

، وأن ما شاء كان وما مل م ك واحل تعاىل باخللق اهللانفراد ا فيشهد العبد ، ه ت قبض حتت مقهورون اخللق ه، وأن إال بإذن ذرة ، وأنه ال تتحرك مل يكن يشأ

، ه ام أق ه يم ق أن ي اهللا شاء ، إن ه ع من أصاب ني أصبعني ب إال وهو وأنه ما من قلب شاء ا كيف ه ف رص ا وم ه ب ل ق ، وهو م ه بيد ، فالقلوب ه اغ أز ه يغ ز أن ي شاء وإن

ا داه ا، وهو الذي ه اه و ق ت املؤمنني ى نفوس ه هو الذي آت ، وأن أراد وكيف ا، وأ اه وزك له، ل ض فال م اهللاا، من هيد اه ق ش أ ا و ه ور ج ف ار ج الف فوس ن م هل

من يشاء ل ض ، وي ه ت ورمح ه ل بفض اء ش ي ن ي م د له، هي ي اد فال ه ل ل ض ومن ي .»]٢٣:األنبياء[ ﴾À Á Â Ã Ä Å﴿ ه ت م ك وح ه بعدل

).٢/٤١٢(مدارك السالكني ) ١(

١١٢

، تعاىل بالوحدانية اهللا إفراد ه يف قلب ذلك، واستقر العبد فإذا شاهد يد إىل توح الربوبية من توحيد وانتقل ،أل اهللا ـ تعظيم ه ذلك ـ وال بد ث ر أو ف

ما ه اهللا، وأبغض ما حيب ا ومعبودا، وأحب ه إهل وحد ، فاختذ اهللااأللوهية ، فهذا التوحيد ، وعادى يف اهللا، وواىل يف اهللا، ومنع هللا، وأعطى هللاه اهللايبغض

ت ام وق ، اخللق ق ل وخ ، الكتب ت ل ز ن وأ ،سل الر ت ل س ر أ ه هو الذي من أجل . عىل ساق اجلهاد سوق

، للمعرفة تابعة هذه املنزلة «: التعظيم رمحه اهللا يف منزلة القيم قال ابن به، الناس ، وأعرف تعاىل يف القلب الرب تعظيم يكون املعرفة ر د فعىل ق

ه، وال ه حق عظمت م ظ ع اىل من مل ي تع اهللا هم له تعظيام وإجالال، وقد ذم أشد ﴾5 4 3 2 1 0﴿: ه، فقالت ف ص حق ه ف ص ه، وال و معرفت ه حق عرف

بن وقال سعيد . » عظمة هللاون ال ترج «: وجماهد عباس ، قال ابن ]١٣:نوح[ .»هت عظم حق اهللاون م ما لكم ال تعظ «: جبري

، واحلمد املطلق ها تدل عىل الكامل ى، وكل ن س ا ح ه تعاىل كل اهللافأسامء

من ه ب وج وما ت معاين هذه األسامء ها، فتدبر اف من أوص ا مشتقة ه ، وكل املطلق C D E F HG I﴿: قال تعاىلأل اهللا تعظيم من وسائل آثار

J K L NM O P Q R﴾ ]وقد ]١٨٠:األعراف ،: ه قال أن غ ، عن النبي ت أيب هريرة من حديث يف الصحيحني ثبت

).٢/٤٩٥(املصدر السابق ) ١( .)٤٨٣٦(، ومسلم )٢٥٣١(رواه البخاري ) ٢(

١١٣

أي من » اجلنة ا دخل اه ص ح إال واحدا، من أ مائة ، اسام وتسعني تسعة هللاإن «ها د ق ت هبا، واع ه ل هبا، وسأ ى عىل اهللان ا، وأث يها ومدلوهل معان ها وفهم ظ ف ح

ومادة ينبوع ذلك أعظم أن م ل ، فع ها إال املؤمنون ل ال يدخ ، واجلنة اجلنة دخل .ه وثبات ه وقوت اإليامن حلصول

A @ ? < = > ; : 9 8﴿: قال تعاىلB C D E F G H I J K﴾ ]فهذا ]٢٣:الزمر ،انه وتعاىل، حب س هللاتعظيم وال اخلشية يورث العظيم القرآن عىل أن تدبر دليل

ه إىل نجات ه، وأقرب ه ومعاد يف معاش للعبد أنفع يشء فليس «: القيم قال ابن ع ل ط ا ت ، فإهن ه آيات عىل معاين الفكر فيه، ومجع التأمل ، وإطالة القرآن من تدبر

ام وغاياهت ام وأسباهب ام اهت ها، وعىل طرق ري بحذاف والرش اخلري عىل معامل العبد والعلوم السعادة كنوز مفاتيح ه ل يف يد ت ، وت ام ه أهل ، ومآل ام وثمراهت يه ر ه، وت أركان د ط و ه، وت بنيان د ي ش ه، وت يف قلب اإليامن قواعد ت ب ث ، وت النافعة ام أي يه ر وت ، األمم ه بني رض ه، وحت قلب يف والنار ، واجلنة ة ر الدنيا واآلخ صورة اهللا ، ه ذات ه ف ر ع ، وت ه ل ض وف اهللا عدل ه د ه ش ، وت رب الع ع ه مواق فيهم، وتبرص إليه، وما ل ه املوص ه، ورصاط وما يبغض ه ، وما حيب ه ال ع ف وأ ه ات ف وص ه ء ام س وأ

.»ا وآفاهت الطريق عليه، وقواطع والقدوم الوصول يه بعد ك لسال

).٤- ٣:ص(رشح أسامء اهللا احلسنى يف ضوء الكتاب والسنة ) ١( .تلقيه: تتل يف يده) ٢( ).١/٤٥٠(مدار السالكني ) ٣(

١١٤

_ [ \ ] Y Z﴿: ه كتاب وقد قال اهللا تعاىل يف وصف ` a b c d﴾ ]عىل القرآن هذا تأثري ، فإذا كان ]٢١:احلرش بن مالك سمعت «: ؟ قال جعفر املؤمن ه عىل قلب تأثري يكون ، فكيف اجلبال

لكم ال أقسم : اآلية، ثم قال ﴾.. [ \ ] Y Z﴿: قرأ دينار .»ه قلب ع د إال ص هبذا القرآن عبد يؤمن

ه تأكل : ، قال]٧:اهلمزة[ ﴾P Q R S﴿: أنه قرأ البناين وعن ثابت .هل و ى من ح ى وأبك ، ثم بك ه وهو حي إىل فؤاد

يف ه بفكر أن يسافر من عقل ة ك س ن له م بمفجدير «: القيم قال ابن منها ما هو، وألي ه عىل املراد ف ه يوق ا، لعل ه ذكر ، ويكرر واآلالء هذه النعم

: ، كام قال تعاىل منه عىل هذه النعم ب ل ط أمر ، وأي ئ ، وملاذا هي ق ل خ يشء ﴿A B C D E﴾ ]رك وتعاىل ه تبا آالئ ر ك ذ ، ف ]٦٩:األعراف

ومحدا هللاه إال حمبة ألن ذلك ال يزيد والسعادة ه سبب الفالح ه عىل عبد ونعم .»وشكرا وطاعة

بني هذا القرآن ربط تعاىل، وقد اهللا تعظيم وسائل وهذا أيضا من أعظم

).٢/٣٧٨(احللية ) ١( ).٢/٣٢٣(السابق ) ٢( .بقية: من عقلمسكة) ٣( ).١/٢٢٩(مفتاح دار السعادة ) ٤(

١١٥

[ \ ] Y Z﴿: ل تعاىل فقا اهللا وبني تعظيم التأمل ^ _ ` a b c d e f g h

i j k l m n o p q r s t u v w x y﴾ ]١٩١- ١٩٠:آل عمران[.

إىل ه يف القرآن رمحه اهللا أن الرب تعاىل يدعو عباد القيم وقد ذكر ابن :ه من طريقني ت معرف

.ه يف مفعوالت النظر : أحدمها .هاه وتدبر يف آيات التفكر : والثاين إليها بالبرص نظر : ا نوعان وأمثاهل يف هذه اآليات والنظر : ال رمحه اهللاوق

ها وسعتها، وهذا نظر ها وعلو ونجوم لسامء اى ـ مثال ـ زرقة ري ، ف الظاهر .باألمر هو املقصود ، وليس ه من احليوانات فيه غري اإلنسان يشارك

له أبواب ، فتفتح الباطنة بالبصرية هذا إىل النظر أن يتجاوز : والثاين .هات ك ا وبني مالئ ها وملكوهت يف أقطار ، فيجول السامء

، الرمحن إىل عرش القلب ري به س ، حتى ينتهي بعد باب له باب ثم يفتح السبع ى السموات ، وير ه ت ورفع ه وجمد ه وجالل ه ه وعظمت ت ع س فينظر

ى املالئكة ر وي . فالة بأرض كحلقة ملقاة إليه بالنسبة السبع واألرضني ، واألمر والتكبري والتقديس والتحميد بالتسبيح ل ج ه، هلم ز ل و من ح ني حاف

ا ومليكهاه م التي ال يعل واجلنود املاملك ه بتدبري من فوق ينزل فينزل . ا إال رهب

).٤٠:ص(الفوائد ) ١(

١١٦

قوم ، وإسعاد آخرين وإذالل قوم ، وإعزاز آخرين وإماتة قوم بإحياء األمر ك، وحتويل ل ب م ل ك وس ل م ، وإنشاء آخرين وشقاوة ، نعمة من حم ل إىل حمل ، فقري وإغناء ، كسري ا؛ من جرب ها وكثرهت ها وتباين عىل اختالف احلاجات وقضاء ، مظلوم ونرص ، رض وكشف ، ذنب ، ومغفرة كرب وتفريج ، مريض وشفاء ، مستجري ، وإجارة خائف ، وأمان آبق ، ورد جاهل ، وتعليم حريان وهداية

وكف ، من ظامل ، وانتقام لعاجز وإعانة ، وإغاثة مللهوف ومدد لضعيف عا ه، خاش قا هليبت طر م الرمحن بني يدي القلب يقوم فحينئذ ... لعدوان

ه رأس ، ال يرفع سجدة املبني احلق امللك ي يد بني ه، فيسجد ت ان لعز ه، علعظمت . املزيد منها إىل يوم

هللا ه بالتعظيم قلب أل ت تبارك وتعاىل، ام ه اهللام ما عظ العبد م فإذا عظ

? < = > ; : 9 8﴿: منه، كام قال تعاىلواخلشية ون م كانوا يبك أهن ،أل هللا السلف تعظيم شدة من ، وكان ]٣٢:احلج[ ﴾@ كنت : قال بن عتاب هم، فعن ربيع سبحانه وتعاىل من غري اهللا أمر ف ول إذا خ إليه وهو فنظرت : قال. ة باألمان ف ال حيل ج ر ع م ، فس بن جرير مع زياد أميش

حتك ن ئ ل ؟ ف باألمانة هذا حيلف ت ع م أما س : فقال؟يك ما يبك : ي قلتيبك . باألمانة ف ل ح أ ن أ ن إيل م ب ح أ ىم د ي حتى ت ائ أحش

! يه عىل معاص ت ب فتوث ه م ل ح جانب سك آن : يقول ذر بن وكان عمر

).١/١٩٩(مفتاح دار السعادة ) ١( ).٤/١٩٦(احللية ) ٢(

١١٧

.]٥٥:الزخرف[ ﴾} x y z﴿: ه يقول ؟ أما سمعت فه تريد س أ ف أ إذا ال يؤمن اهللا، فإن عام ال حيل ه بالتنز اهللالوا مقام ج أ : ا الناس أهي

.يص ع أل

وال تتغري ه التي ال تتبدل يف سنن التأمل : أل اهللا تعظيم ومن وسائل : السنن ومن هذه

r s t u v w x﴿ :ع الدف ة ن س y z { | } �~ ¡ ¢ £ ¤ ¥

.]٢٥١:البقرة[ ﴾¨ § ¦ ° ®¯ ¬ » ª © ¨ § ¦﴿ : التداول ة ن وس .]١٤٠:آل عمران[ ﴾ ³ ² ±

} q r s t u v w x y z﴿ : االبتالء وسنة .]٣-١:العنكبوت[ ﴾£ ¢ ¡ � ~ { |

ª © ¦§ ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ { |﴿ : التغيري وسنة .]١١:الرعد[ ﴾° ¯ ® ¬ »

ª © ¨ § ¦ ¥﴿ :وا الرشط ق ق ذا ح إ املؤمنني نرص وسنة .، وغري ذلك من السنن]٧:حممد[ ﴾® ¬ »

).٥/١١١(احللية ) ١(

١١٨

يف اهللا تعظيم ها مما يورث وغري السنن يف هذه التأمل أن فال شك له ، إهلا عظيام قادرا هلذا الكون ها أن مفاد ي إىل حقيقة ، ألنه يؤد القلوب

قد ـ أنه ، غري وال يف السامء يف األرض يشء ه ز ج ع ، وال ي يشء كل مقاليد س . وال تتغري ال تتبدل ثابتة وقوانني كم حم نظام ق ف بام فيه و هذا الكون ري

، قال ]١٢:الطارق[ ﴾W X Y﴿: تعاىل اهللا قول ذلك ومثال تبارك وتعاىل احلق قول املبهرة الوصفية من اآليات «: النجار ول الدكتور زغل

مبهرة كونية حلقيقة عظيم فهذا قسم ﴾W X Y﴿: الطارق يف سورة . العرشين من القرن األخري صف يف الن إال ها العلامء ك ر د مل ي

هذا الغالف ، خارجي ي ر خ ص ا عليها هلا غالف ي ح التي ن فاألرض طوال من الكيلومرتات اآلالف ملئات متتد ،دوع من الص هائلة بشبكة ق ز مم

كيلومرتا يف كل ١٥٠ كيلومرتا و٦٥ ما بني يرتاوح بعمق ،وعرضا .االجتاهات

ها ارتباطا جيعل ها البعض ببعض مرتبطة أن هذه الصدوع ومن الغريب . التنس عىل كرة حام بالل العلامء ه ه ب ش ، ي واحد ا صدع كأهن

، التي مل املبهرة الكونية تعاىل هبذه احلقيقة اهللام س ق وانطالقا من ذلك ي ، واستمرت ة ي الثان ة العاملي احلرب ها إال بعد وا أبعاد أن يدرك العلامء ع ط ت س ي

م حتى ١٩٦٥ - م١٩٤٥ من لة متص سنة هم هلا ألكثر من عرشين دراست قد سبق كان الكريم ، والقرآن بالكامل وا هذه الصدوع وا أن يرسم استطاع

١١٩

: تبارك وتعاىل احلق بقول من السنني وأربعامئة من ألف هم بأكثر إدراك ﴿W X Y﴾«.

مما الكريم للقرآن املوافقة العلمية احلقائق هذه مثل ل تأم أن فال شك . سبحانه وتعاىل يف النفس اهللا تعظيم ي جانب و ق ي

، وهو سبحانه ه األلباب حكمت ت ر الذي هب فهو سبحانه وتعاىل احلكيم

من اه ض وق ه ر ما قد يف كل البالغة ، وله احلكمة ى شيئا عبثا وال سدق مل خيل عن العقول ز ج ع ت سبحانه باهرة ه م ك ، وح ومعصية وطاعة ورش خري

. عنها عن التعبري ل األلسن ك هها، وت ن بك اإلحاطة ــل وهللا ــة يف ك حتريك

أبدا شـاهد وتسكينة

لـه آيـة يشء ويف كل

عـىل أنـه واحـد تدل

ب س فبح احلكمة ذه هه من شهود ه وما خيص يف نفس العبد وحظ ه ه، ومعرفت ه وصفات وأسامئ ه باهللاه ومعرفت علم ه، وكامل بصريت ه وقوة استعداد ال ، ومقام له من ذلك رشب معلوم مؤمن وكل . والربوبية العبودية بحقوق

. واملعني املوفق اه، واهللااه وال يتخط يتعد

من أركان ألن وذلك » النفس حماسبة «: أل اهللا تعظيم من وسائل

.، باختصار يسري)٨٤-٨٣:ص(من آيات اإلعجاز العلمي يف القرآن الكريم ) ١( ).٤١٢-١/٤١١(مدارج السالكني : انظر) ٢(

١٢٠

وما من وإفضال رت وس وإمهال من نعم من اهللا ما كان بني املقايسة املحاسبة . ومعصية وجهل من غفلة العبد

، ويتبني عبد أن الرب رب والعبد تعلم وهبذه املقايسة «: القيم قال ابن بالكامل الرب د ، وتفر الربوبية جالل ا، وعظمة وصفاهت النفس لك حقيقة هذه قبل ، وأنت ل ، وكل نقمة منه عد منه فضل نعمة كل ، وأن واإلفضال

.»...هاق ها وخال ر فاط ، وبربوبية ك نفس بحقيقة جاهل املقايسة * * *

).١/١٨٨(سالكني مدارج ال) ١(

١٢١

اهللامي تعظمن ثمرات أل

: منها واجلوارح عىل القلوب أل اهللا لتعظيم رية كث آثار هناك

.ه ووسائل من الرشك والسالمة هللا التوحيد حتقيق -١ . الرشعية املحبة أل اهللاحمبة -٢ . قنوط من غري أل من اهللاخلوف -٣ . العمل مع حسن أل يف اهللالرجاء -٤ . والعالنية يف الرس أل اهللامراقبة -٥ . باألسباب األخذ مع األمور يف كل عىل اهللا وكل الت -٦ . الظروف ك ل ح يف أ أل باهللالثقة -٧ .أل يف اهللا واليقني والطمأنينة الثبات -٨ .أل من اهللاحلياء -٩ .أل إىل اهللا االفتقار وإظهار والقوة من احلول التربؤ - ١٠ .ا والتسليم ض مع الر األمور يف كافة أل اهللا رشع حتكيم - ١١، ، واملال ، والعقل ، والنفس الدين : ؛ وهي اخلمس الرضوريات حفظ - ١٢

.والعرض وبر وحج وصيام وزكاة من صالة الواجبات أداء إىل املسارعة - ١٣

١٢٢

. خلق وحسن للرحم بالوالدين وصلة . واالعتقادية والعملية القولية املعايص واملنكرات مجيع ترك - ١٤ .ه كتاب ه وتالوة ه واستغفار ودعائ أل هللا اذكر كثرة - ١٥ . املوت من ذكر اإلكثار - ١٦ . األمل قرص - ١٧ . والتقصري دائام باإلمهال النفس اهتام - ١٨ا عىل اهللاه ى لنفس ر ي أال - ١٩ . حق .ه إىل خلق أل و اهللاك ش أال ي - ٢٠ . دنياه لصاحب نفس ل ذ أال ي - ٢١

األخالق ة عنه كاف ر الذي يصد األساس هي املنبع األرسة أن ال شك أم حممودة أكانت أخالقا وسلوكيات سواء ، والترصفات والسلوكيات

.مذمومة ه ومراقبت ـ اهللا تعظيم عىل معاين ت ونشأ ت إذا ترب األرسة فإن ولذلك

ومكارم اإليامن ق م بع ن و أفرادا يتحل ج ت ن ي ذلك سوف ، فإن والعالنية يف الرس النفس رغبات مجاح ، وكبح ـ اهللا حدود عند ، والوقوف األخالق عىل ة ين مع الظروف مهام كانت ـ اهللاب ض غ ما ي من كل ا، واحلذر وشهواهت . فيهاة عىل الوقوع حاث املعصية

١٢٣

: ما ييل األرسة حميط سبحانه يف اهللا تعظيم ومن ثمرات ، ، أو األوالد ، أو الزوجة ، أو الزوج الوالدين حق ، سواء احلقوق أداء -١

.أو اخلادم . النبيلة والصفات الكريمة عىل األخالق األبناء تربية -٢ . والعالنية ه يف الرس وتعظيم اهللا عىل مراقبة األبناء تربية -٣ . األرسة يف حميط الصالة شأن تعظيم -٤ . االجتامعية واألنشطة ة اخلريي يف األعامل األرسة أفراد مشاركة -٥ .ر و والص ي واملنكرات املاله من البيت تطهري -٦ه الذي مال ورأس ان اإلنسر م هو ع ه يف احلقيقة ألن عىل الوقت املحافظة -٧

.من النار والنجاة يف اجلنة واخللود اهللاي به مرضاة يشرت واهلدايا ف ح م بالت ه د هم وتعاه إيذائ وعدم إىل اجلريان اإلحسان -٨

.والزيارات عىل الوقت وواجب ، عىل النوافل الفرائض وتقديم ، األولويات ترتيب -٩

.هغري . هلا التام واالنقياد ة ن والس الكتاب ونصوص يه ونواه اهللا أوامر تعظيم - ١٠ جماالت ة يف كاف ز والتمي والتفوق اإلبداع عىل روح األرسة فراد أتربية - ١١

~ { | z}﴿: ا اهللا تعاىل بهن ر م الذي أ ، وهذا من اإلحسان احلياة .]١٩٥:البقرة[ ﴾�

١٢٤

يف الغيب ه تعاىل وتعظيم اهللاه خشية عىل أفراد الذي يغلب إن املجتمع

، والقايص والبعيد به القريب ه، وينتفع رش ه، ويقل خري ر يكث والشهادة تعظيم ، ومن ثمرات والشعوب ه من املجتمعات لغري قدوة والداين، ويصبح

: ما ييل عىل املجتمع اهللا: ها؛ وهي بحفظ اإلسالم التي جاء اخلمس الرضوريات حفظ -١

.، والعرض ، واملال ، والعقل س والنف،الدين طعاما، وال مريض د ال جي ى جائع ال يبق بحيث ي االجتامع التكافل -٢

ألن ، من البيت بالطرد ة مهدد رسة لباسا، وال أ د ار ال جي دواء، وال ع د ال جي من ماء األرسة ه ك ل ه ت س ما ت أو قيمة ، البيت إجيار قيمة د ال جي رب األرسة .وكهرباء املجتمع أبناء ، وتنفري املجتمع أبناء بني اإلسالمية األخالق تعزيز -٣

. يف هذا الباب التميز أهل ، وتكريم السيئة من األخالق التي الرشعية بالطرق عن املنكر والنهي باملعروف األمر راية محل -٤

.ها أو تقليل املنكرات وإماتة ، اخلري وطرق املعروف ن كثرة ماملطلوب تثمر ، والسلوك واملعامالت بالعبادات املتعلقة واملحدثات البدع حماربة -٥

.ه ت وبساط اإلسالم إىل سامحة بالناس والرجوع ينبغي االستفادة للمجتمع كنجوم والتعظيم اخلشية أهل إبراز -٦ ³ ² ± ° ¯﴿: لقوله تعاىل العلم هم أهل ت م يف مقد و،منهم

١٢٥

.]٢٨:فطر[ ﴾´ يف أسواق وبخاصة املجتمع بني أبناء التناصح روح إشاعة -٧

.احتكار وال وال غرر غش بني الناس ال يوجد بحيث ،املسلمني اإلعالم لوسائل السلبية االستخدامات لكافة املجتمع رفض -٨

يف ذلك الصحف ويدخل ، منها واملفيد عىل النافع واالقتصار ،لتقنية وا واالنرتنت واهلاتف ،، والراديو والكمبيوتر التلفزيونية والقنوات ت واملجال . ذلك وغري اجلوال أن تتفاقم قبل الطارئة املشكالت يف جماهبة املجتمع تكاتف -٩

، املسكرات ، البطالة بني الفتيات العنوسة : ومن ذلك،هار ط خ ويستفحل املحرمة ، العالقات اإلرهاب و ، العنف بالكفار ه ، التشب ، التدخني واملخدرات .بني اجلنسني يف كل بني املسلمني واأللفة الوحدة روابط عىل تقوية العمل - ١٠

والدفاع األمة عىل هوية عىل احلفاظ قادرة واحدة أمة إقامة من أجل ،مكان .عليها ن التي تش اهلجامت ة كاف ا ضد عن كياهن

* * *

١٢٦

المعاني الجامعة لألسماء الحسنى

: السعدي الرمحن عبد وقال الشيخ ، املناسبات بحسب احلسنى يف القرآن اهللا من أسامء كثري وقد تكرر «

:، فنقول يها اجلامعة معان إىل إىل التنبيه داعية واحلاجة . كثرية يف آيات » الرب « اسم ر قد تكر

من وأخص . عم الن وأصناف ه بالتدبري عباد مجيع هو املريب : »الرب « ر ث وهلذا ك . همهم وأخالق م وأرواح قلوهب بإصالح ه ألصفيائ ههذا تربيت

.ة اخلاص الرتبية منه هذه ون يطلب م، ألهن اجلليل هم له هبذا االسم دعاؤ ، أمجعني ه عىل خلق والعبودية ، ذو األلوهية املعبود هو املألوه : »اهللا «-١

. الكامل التي هي صفات األلوهية به من صفات صف ملا ات ، امللك فهو املوصوف بصفة امللك الذي له : »، املالك امللك «- ٣، ٢

يف املطلق ، الذي له الترصف والتدبري مة الكربياء، والقهر وهي صفات العظ، م عبيد ومماليك ه ، كل والسفيل العلوي ، وله مجيع العامل واجلزاء واألمر اخللق

. إليهومضطرون د وهو الذي ت : »، األحد الواحد «-٥، ٤ ، بحيث الكامالت بجميع وح، عقال، وقوال، وعمال، ه يد ح و ت عىل العبيد وجيب ، فيها مشارك ه ك ال يشار

يعرتف بأن . العبادة وه بأنواع ، ويفرد ه بالوحدانية د ، وتفر ه املطلق وا بكامل

).٩٤٩-٩٤٥:ص(ملحق بتفسري السعدي ) ١(

١٢٧

ا، اهت حاج كلها يف مجيع اخلالئق ده ص ق هو الذي ي : »د م الص «-٦ه، ه، وصفات ه، وأسامئ ذات يف املطلق ا، ملا له من الكامل ا وأحواهل ورضوراهت

.هوأفعال ، والباطن علمه بالظاهر وهو الذي أحاط : »، اخلبري العليم «- ٨، ٧

، وبالعامل واملمكنات واملستحيالت ، وبالواجبات واإلرسار واإلعالن من ى عليه يشء ف ، فال خي واملستقبل واحلارض ، وباملايض والسفيل العلوي .األشياء ، الذي ه ر م وأ ه ا يف خلق ي ل وهو الذي له احلكمة الع : »احلكيم «-٩Ù Ø × Ö Õ Ô ÓÒ Ñ Ð ﴿ه خلق يشء كل أحسن Ú﴾ . يف ، الذي له احلكم ى شيئا سدع رش شيئا عبثا، وال ي ق ل فال خي

بني حكم ، في فيها مشارك ه ك ال يشار الثالثة ، وله األحكام األوىل واآلخرة .هه وجزائ ه، ويف قدر ه، يف رشع عباد

.اهل مواضعها، وتنزيلها مناز وضع األشياء : واحلكمة ، ، الرؤوف ، اجلواد ، الكريم ، الرب ، الرحيم الرمحن «- ١٦، ١٠

الرب صاف ها عىل ات كل يها، وتدل معان تتقارب هذه األسامء . »اب الوه هبا مجيع ه، التي عم ه ومواهب رمحت ة ع ، وعىل س ، والكرم واجلود ، والرب بالرمحة

، األوفر منها بالنصيب حكمته، وخص املؤمنني يه ما تقتض ، بحسب الوجود 5 6 7 98 : ; ﴿: ، قال تعاىل األكمل واحلظ

.﴾ اآلية>

١٢٨

الدنيا ات ريه، وخه، وكرم ه، وجود رمحت ه من آثار كل واإلحسان والنعم .ه رمحت ها من آثار ، كل واآلخرة . احلاجات ن عىل تفن اللغات ، باختالف األصوات جلميع » السميع «- ١٧ دبيب ، فيبرص ر غ دق وص وإن يشء كل الذي يبرص » البصري «- ١٨

حتت ماويبرص . ء ام الص عىل الصخرة الظلامء يف الليلة السوداء النملة بمن بصري وأيضا سميع . السبع السموات ما فوق ، كام يبرص السبع األرضني

. إىل احلكمة ع يرج ه، واملعنى األخري حكمت بحسب اجلزاء يستحق من األسامء ه، فله ه، وأفعال ه، وصفات ه، وأسامئ يف ذات » احلميد «- ١٩

ه أفعال ها، فإن ها وأحسن أمت عال ها، ومن األف أكمل ها، ومن الصفات أحسن . والعدل الفضل بني تعاىل دائرة بصفات وهو املوصوف » ، اجلليل ، العظيم ، الكبري املجيد «-٢٣- ٢٠

، وأعظم يشء من كل ، الذي هو أكرب ، واجلالل ، والعظمة ، والكربياء املجد ه أوليائ يف قلوب الل واإلجوله التعظيم . وأعىل، وأجل يشء من كل م من تعظيم قلوهب ت ه، قد ملئ وأصفيائ ل له والتذل ه، واخلضوع ه وإجالل

.هلكربيائ و بالعفال ز ، وال ي ل الذي مل يز » ، الغفار ، الغفور و العف «-٢٦- ٢٤

ه و ف إىل ع ر ط ض م أحد وفا، كل ه موص عن عباد والصفح معروفا، وبالغفران ملن أتى والعفو باملغفرة د ع ه، وقد و ه وكرم إىل رمحت ر ط ض ه، كام هو م ت ومغفر .﴾m l k j i h g f e﴿: ا، قال تعاىلبأسباهب

١٢٩

، ذنوب املنيبني ، ويغفر يتوب عىل التائبني ل ز الذي مل ي » اب التو «- ٢٧ عليه، فهو التائب عىل التائبني اهللا نصوحا، تاب توبة إىل اهللافكل من تاب

هم ت عليهم بعد توب م إليه، وهو التائب بقلوهب واإلقبال هم للتوبة يق أوال بتوف .اهماي وا عن خط ف قبوال هلم، وع

ه املعظم : أي» ، السالم وس القد «- ٢٩، ٢٨ النقص عن صفات املنز عن أن ه ، واملتنز العيوب عن مجيع ه ز و املتن ، فهه أحد من اخللق ل ها، وأن يامث كل

. ﴾، ﴿1 2 3 ﴿ من الكامل ه أحد يف يشء ل ه أو يامث ب يقار 2 1 0 /﴿ ،﴾- , + *﴿ ،﴾ ® ¬ «

¯﴾. ان ن ، ويتضم الوجوه من مجيع نقص كل ، ينفيان كالسالم وس فالقد

.هل ك الكامل بت ى ث ف ت إذا ان النقص ، ألن الوجوه من مجيع املطلق الكامل ، الوجوه من مجيع املطلق وهو الذي له العلو » األعىلالعيل «- ٣١، ٣٠

فهو الذي عىل العرش . القهر ، وعلو ات ف والص القدر ، وعلو ات الذ علو ل واجلال والكربياء العظمة صفات ى، وبجميع و ت اح ك ل ى، وعىل امل و ت اس

.ىه ت ن فيها امل ، وإليه ف ص ات الكامل وغاية واجلامل ، وعزة الغلبة ، وعزة ة القو عزة : ها كل الذي له العزة » العزيز «- ٣٢

ت ان ، ود املوجودات مجيع ر ه ، وق من املخلوقات ه أحد أن ينال ، فامتنع االمتناع .ه لعظمت ت ع ض وخ ة اخلليق له

.هو يف معنى العزيز » ، املتني القوي «- ٣٤ ،٣٣

١٣٠

»وف ؤ الر «، وبمعنى ار األعىل، وبمعنى القه هو بمعنى العيل » ار اجلب «- ٣٥ . إليه وجلأ به ، وملن الذ العاجز ، وللضعيف ة املنكرس للقلوب اجلابر

٣٦ -» .هه وكربيائ ، لعظمت والعيوب والنقص عن السوء » املتكرب املوجودات مجيع الذي خلق » ر ، املصو ، البارئ اخلالق «-٣٩- ٣٧

اها بحكمت ر وبرأها وسو ال ز وال ي ل ز ، وهو مل ي ه وحكمت ه ها بحمد ه، وصو . العظيم عىل هذا الوصف

اجلالل ، وبكامل الكامل ه بصفات ى عىل نفس ن ث الذي أ » املؤمن «- ٤٠ه رسل ق ، وصد والرباهني ه باآليات كتب ه وأنزل رسل ل س ر ي أ ، الذواجلامل

.وا به ما جاؤ هم وصحة عىل صدق ل ، يد وبرهان آية بكل ، الذي ا الصدور وخباي ا األمور عىل خفاي املطلع : »املهيمن «- ٤١

. علام يشء بكل أحاط ه ، وبقدرت ملوجودات اه أوجد ، بقدرت القدرة كامل » القدير «- ٤٢

ر اها وأحك ها، وبقدرت دب العباد ، ويبعث ميت ي وي يه حي ت ها، وبقدر م ه سو شيئا قال ه، الذي إذا أراد ت بإساء ء ه، وامليس بإحسان ، وجيازي املحسن للجزاء

ب ت ﴾، وبقدر ± ²﴿: له . ويريد ها عىل ما يشاء ف القلوب، ويرص ه يقلا اخلباي ا، وأدرك واخلفاي علمه بالرسائر الذي أحاط » لطيفال «- ٤٣هم إليهم مصاحل ، املوصل ه املؤمنني بعباد ، اللطيف واألمور الدقيقة والبواطن

وبمعنى » اخلبري « هبا، فهو بمعنى ال يشعرون ه، من طرق ه وإحسان بلطف .»الرؤوف «

١٣١

ه ي لعباد از ج ، امل املتوكلني ه، كايف بعباد هو العليم » احلسيب «- ٤٤ باخلري .هام وجليل أعامهل بدقيق ه م ل ه وع ت حكم ، بحسب والرش

بام نفس عىل كل ور، القائم د الص ه ت ن ك عىل ما أ املطلع » الرقيب «- ٤٥ . تدبري وأكمل نظام ا عىل أحسن اه ر ج وأ املخلوقات ظ ف ، الذي ح كسبت

ظ ف ، وح ه ه بام أوجد علم اط ح ، وأ ه ق ل ما خ ظ ف الذي ح » احلفيظ «- ٤٦ هبم يف احلركات ف ط ات، ول ك ل واهل م يف الذنوب ه ه من وقوع أولياء

.هام وجزاء أعامهل ، وأحىص عىل العباد والسكنات .، وقهرا، ورمحة علام، وقدرة يشء بكل » املحيط «- ٤٧ه ت لعز ت ل ، وذ املخلوقات له ت ع ض ، الذي خ يشء لكل » ار ه الق «- ٤٨

.هار د ت اق ه وكامل ت وقو قيت «- ٤٩ إليها ، وأوصل ما به يقتات موجود إىل كل الذي أوصل » امل

ف أرزاق .هه ومحد بحكمت يشاء ها كيف ها ورص ه وشمول قدرت ه وكامل ه بعلم خلق لتدبري املتويل » الوكيل «- ٥٠

ه، في أولياء ه، الذي توىل حكمت م اه ف ى، وك رس الع م ه ب ى، وجن رس م للي ه رس . األمور ! " # $ % & ' ﴿اه ف يال ك وك ه ذ فمن اخت

) (﴾. ، وذو الرمحة والكربياء ذو العظمة : أي» واإلكرام ذو اجلالل «- ٥١

ه ون ه، الذين جيل ه وأصفيائ ألوليائ ، املكرم واخلاص العام ، واإلحسان واجلود .هون وحيب ه ون م ويعظ

١٣٢

، فهو ه ون ب م، وحي ه اع ب ت وأ له ه ورس ب أنبياء الذي حي » الودود «- ٥٢ ه ت قلوهبم من حمب ت امتأل ، قد يشء إليهم من كل ب ح أ ألسنتهم ت ج ، وهل

ا وإخالصا وإنابة و م إليه هت أفئد ت ب عليه، وانجذ ناء بالث . الوجوه من مجيع د ه ، وأحكام ة ه الرشعي ه بأحكام بني عباد الذي حيكم » اح الفت «- ٥٣

م قلوهب ، وفتح ني الصادق بصائر ه ف ط بل ح ت ، الذي ف اجلزاء ، وأحكام القدرية ، ة املتنوع واألرزاق الرمحة ه أبواب لعباد إليه، وفتح ه واإلنابة ه وحمبت ملعرفت

﴿ ا واآلخرة ي ن الد ري هبا خ ون التي ينال هلم األسباب ب ب وس ® ¬ «½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ´ ³ ² ± ° ﴾]٢:فاطر[.

. هاق رز إال عىل اهللا يف األرض ة ه، فام من داب عباد جلميع » اق الرز «- ٥٤ :ه نوعان لعباد ه ق ز ور

. األبدان ، وهو رزق واآلخرين ، واألولني والفاجر الرب ل م ش : عام رزق والرزق ، واإليامن ، وتغذيتها بالعلم وهو رزق القلوب : خاص ورزق

هم ب ، عىل مرات باملؤمنني ، وهذا خاص الدين عىل صالح الذي يعني احلالل .هه ورمحت حكمت يه ض قت ما تمنه، بحسب ه بعدل ه يف الدنيا واآلخرة بني عباد م الذي حيك » ل ، العد م ك احل «- ٥٦، ٥٥

بأكثر ي العبد ، وال جياز أحدا وزر أحد ل م وال حي ة ذر مثقال فال يظلم . هوقسط ، ه إليه حق ل ص و إال أ حق صاحب ع ها، فال يد إىل أهل ي احلقوق ه، ويؤد من ذنب

.]٥٦:هود[﴾ O N M L Kه ﴿ه وتقدير يف تدبري وهو العدل هم، فال م وأرزاق أعامهل فيه، وجامع ال ريب ليوم » س ا الن جامع «- ٥٧

١٣٣

ق ا، وجامع اه إال أحص وال كبرية منها صغرية يرتك من واستحال ما تفر .ه علم ه، وسعة قدرت ، بكامل واآلخرين األولني األموات السموات ألهل القيوم . ه بنفس والقائم احلياة كامل » احلي القيوم «- ٥٨

اجلامع : »احلي «م، فـ أحواهل هم، ومجيع هم وأرزاق بتدبري ، القائم واألرض . األفعال لصفات اجلامع » القيوم «، و الذات لصفات قلوب العارفني ر و الذي ن ، واألرض السموات نور » النور «- ٥٩ السموات ه، وهو الذي أنار م هبدايت أفئدهت ر و به، ون ه واإليامن بمعرفت

سبحات ت ق ألحر هف ، لو كش ها، وحجابه النور ع التي وض واألرض باألنوار ه من خلقه وجه .ه ما انتهى إليه برص

ما هام، يف غاية هام ومبدع خالق : أي» واألرض بديع السموات «- ٦٠ . املحكم العجيب ، والنظام البديع واخللق ن من احلس يكون

يقبض األرزاق واألرواح، ويبسط » ، الباسط القابض «-٦٢، ٦١ .هه ورمحت حلكمت تبع ، وذلك األرزاق والقلوب

، فجميع نع ملا مي ى، وال معط ملا أعط ال مانع » املعطي، املانع «-٦٤، ٦٣، يها ملن يشاء فيها، وهو الذي يعط ، وإليه يرغب منه تطلب واملنافع املصالح

.هه ورمحت بحكمت ها من يشاء ويمنع مجيع األصوات سمع . األشياء عىل مجيع املطلع : أي» الشهيد «- ٦٥

ها، ها وكبري دقيقها وجليلها صغري املوجودات مجيع خفيها وجليها، وأبرص .وهه بام عمل ه وعىل عباد لعباد د ه ، الذي ش يشء ه بكل علم وأحاط

١٣٤

= < ? @ A ﴿: قال تعاىل» ، املعيد املبدئ «-٦٧، ٦٦B الذين هم ليجزي عمال، ثم يعيد م أهيم أحسن ه هم ليبلو خلق ﴾، ابتدأ إجياد أ د ب هو الذي ي ك وكذل. مهت بإساء ني املسيئ ي ى، وجيز ن س وا باحل أحسن

. وقت ها كل شيئا فشيئا، ثم يعيد املخلوقات ال «- ٦٨ كل ه، أن ه وقدرت مشيئت ه ونفوذ قوت وهذا من كامل » ملا يريد الفع

أمر ، عىل أي معني وال له ظهري ، وليس وال معارض ه بال ممانع ه يفعل يريد أمر ، ملا يريد ال ه الفع أن ومع . ﴾± ²﴿: شيئا قال له إذا أراد ، بل يكون ، املشيئة ، ونفوذ القدرة بكامل ه، فهو موصوف ه ومحد حلكمت ه تابعة فإرادت

.هه ويفعل ما فعل ، لكل احلكمة بشمول وموصوف الغني «-٧٠، ٦٩ ، املطلق ه، الذي له الغنى التام بذات فهو الغني » ي، املغن

واالعتبارات الوجوه من مجيع إليها نقص ه، فال يتطرق صفات ه، وكامل لكامله، كام ذات من لوازم اه ا، ألن غن إال غني أن يكون ، وال يمكن من الوجوه ه بوج

، من الوجوه ه إىل أحد بوج إال خالقا، قادرا، رازقا، حمسنا، فال حيتاج ال يكون . الدنيا واآلخرة ، وخزائن واألرض السموات ه خزائن لذي بيد ، افهو الغني

م من عىل قلوهب ه بام أفاض خلق ي خلواص ا، واملغن عام ه غنى خلق املغني مجيع . اإليامنية واحلقائق ة الرباني املعارف ، مع والباطنة الظاهرة ه النعم الذي يدر عىل خلق » احلليم «- ٧١

هم ب م، ويستعت بعصياهن ني العاص عن مقابلة م م، فيحل هت ال ز وكثرة يهممعاص .وايب ن هم كي ي ل كي يتوبوا، ويمه

، ويغفر من العمل القليل الذي يشكر » ، الشكورالشاكر «-٧٣، ٧٢

١٣٥

، ويشكر حساب م بغري أعامهل ني للمخلص ويضاعف . من الزلل الكثري ، الصاحلة من األعامل إليه بيشء ب ه، ومن تقر من ذكر ، ويذكر الشاكرين

. أكثر منه اهللاب تقر . أحد من كل هو تعاىل القريب : أي» ، املجيب القريب «- ٧٥، ٧٤

ه، ، ومراقبت ه ت ، وخرب ه م ، بعل أحد من كل عام قرب : ه تعاىل نوعان وقرب .هه، وإحاطت ومشاهدت

، له حقيقة ك ر د ال ت يه، وهو قرب يه، وحمب يه، وسائل ن عابد ، م خاص وقرب .هه وتسديد ه به، وتوفيق ه، وعنايت ه بعبد ه، من لطف آثار م ل ع وإنام ت

ة عام إجابة ، فهو املجيب للعابدين واإلثابة للداعني اإلجابة :هومن آثار هم هبذا الوعد وا كام وعد كان حال وا، وعىل أي كان وا، وأين مهام كان للداعني

ه، وهو لرشع له املنقادين للمستجيبني ة خاص إجابة ، وهو املجيب املطلق هم ق تعل ي و وق هم من املخلوقني رجاؤ ، ومن انقطع أيضا للمضطرين املجيب

.به طمعا ورجاء وخوفا إليه، الكايف كفاية ون ويضطر ون ه ما حيتاج عباد مجيع » الكايف «- ٧٦

.ه ودنياه دين منه حوائج عليه، واستمد ل به، وتوك من آمن ة خاص .»، والباطن ، والظاهر ، واآلخر األول «-٨٠- ٧٧

فليس األول أنت «: تفسريا جامعا واضحا، فقالغ ها النبي قد فرس ك فوق فليس الظاهر وأنت ، يشء ك بعد فليس ر اآلخ ، وأنت يشء ك قبل

.» يشء ك دون فليس ن الباط ، وأنت يشء

).٣٤٠٠(، الرتمذي )٥٠٥١(، أبو داود )٢٧١٣( مسلم )١(

١٣٦

ثناء أحد ال حييص ا، بحيث ومتعلقاهت والنعوت الصفات » الواسع «- ٨١ ، واسع وامللك والسلطان العظمة واسع . هى عىل نفس أثن ام هو ك عليه، بل

. والكرم اجلود ، عظيم واإلحسان الفضل ه إىل مجيع عباد ي ويرشد الذي هيد : أي» اهلادي، الرشيد «-٨٣، ٨٢

التوفيق هيم هلداية ، وهيد هم ما ال يعلمون م ، ويعل املضار ، وإىل دفع املنافع .ه ر ألم ة منقاد إليه م منيبة قلوهب هم التقوى، وجيعل م ، ويله والتسديد

يف أقوال فهو الرشيد ،ى احلكيم بمعن معنى وللرشيد ه ه، ورشائع ه وأفعال . عىل الرشد ه مشتملة ، وخملوقات وحكمة د ش ور ها خري ل ك

الصفات ، كامل الوجود ه، فهو واجب ه وصفات يف ذات » احلق «- ٨٤فهو . إال به من األشياء ليشء ه، وال وجود ذات ه من لوازم ، وجود والنعوت باإلحسان ال ز وال ي ل ز وفا، ومل ي موص والكامل باجلالل ال ز وال ي ل ز الذي مل ي .معروفا

ه هو ، ودين ه حق ، وكتب ه حق ، ورسل ه حق ، ولقاؤ ه حق ، وفعل ه حق فقول إليه فهو حق ينسب يشء ، وكل له هي احلق ه ال رشيك ه وحد ، وعبادت احلق ﴿ ¢ ¡ � ~ } | { z y x ¥ ¤ £

.]٦٢:احلج[﴾ ¦ § ¨ ©﴿L K J I H G FE D C B ﴾]٢٩:الكهف[ ،﴿Ó Ò Ñ Ð Ï ﴾]٣٢:يونس[﴿ ، o nm l k j i

r q p ﴾]٨١:اإلرساء[. * * *

١٣٨

١٣٩

أسماء اهللا الحسنى -١

ـــبحانه ـــه س ـــيل بذات ـــو الع فه

ـــان ـــستحيل خـــالف ذا ببي إذ ي

ا عىل العرش استوىوهو الذي حق

ـــوان ـــدبري لألك ـــام بالت ـــد ق ق

حـــي مريـــد قـــادر مـــتكلم

ــــــان ــــــة وإرادة وحن ذو رمح

ــو أو ــاهر ه ــو ظ ــر ه ــو آخ ل ه

ــوزان ــع ب ــي أرب ــاطن ه ــو ب ه

ــده ــا بع ــذا م ــه يشء ك ــا قبل م

ــــاىل اهللا ذ لطان يشء تع ــــس و ال

ــه ــا دون ــذا م ــه يشء ك ــا فوق م

ـــسري ذي الربهـــان يشء وذا تف

ــــدبر ــــسريه بت ــــانظر إىل تف ف

ـــــ وتعق ـــــرص ـــــان وتب ل ملع

ـوانظر إىل ما فيه مـن أنـواع معـ

ــ ان ـ ــيم الــش ــا العظ رفة خلالقن

ــوا ــل أن ــيل فك ــو الع ــوه ـع العل

ـــ ـــران ـ ـــال نك ـــة ب ـــه فثابت و ل

وهو العظيم بكل معنـى يوجـب

ــسان ــن إن ــصيه م ــيم ال حي التعظ

وهو اجلليل فكل أوصاف اجلـال

ققــــة بــــال بطــــالن ل لــــه حم

! ال؟وهو اجلميل عىل احلقيقة كيف

ومجـــال ســـائر هـــذه األكـــوان

ــاآمــن بعــض ثــار اجلميــل فرهب

ــان ــد ذي العرف ــدر عن أوىل وأج

ات واألوصاف والــفجامله بالذ

الربهـــان بأفعـــال واألســـامء

١٤٠

ـــفاته ـــه وص ـــشبه ذات ال يشء ي

ــان ســبحانه عــن إفــك ذي البه ت

وهو املجيد صفاته أوصـاف تـع

ظيم فشأن الوصف أعظـم شـان

ميع يرى ويسمع كـل مـا وهو الس

ــن إعــالن ــن رس وم يف الكــون م

ولكل صوت منه سـمع حـارض

ـــستويان ـــالن م واإلع ـــرس فال

نه واسع األصـوات الوالسمع م

اين خيفــى عليــه بعيــدها والــد

لة الـس وهو البصري يرى دبيب النم

وان ــص خر وال ــص ــت ال وداء حت

ويرى جمـاري القـوت يف أعـضائها

ــان ــا بعي ــاض عروقه ــرى بي وي

ويرى خيانات العيـون بلحظهـا

ــان ــب األجف ــذاك تقل ــرى ك وي

وهو العليم أحـاط علـام بالـذي

ــن إعــالن يف الكــون مــن رس وم

ـــبحانه ـــه س ـــل يشء علم وبك

ــسيان ــيس ذا ن ــيط ول ــو املح فه

وكذاك يعلم ما يكـون غـدا ومـا

ا اآلن قــد كــان واملوجـــود يف ذ

ـوكذاك أمر مل يكن لـو كـان كيـ

ف يكـون ذاك األمـر ذا إمكـان ـ

ــل محــد واقــع ــد فك ــو احلمي وه

أو كان مفروضـا مـدى األزمـان

١٤١

مــأل الوجــود مجيعــه ونظــريه

ــسبان ــد وال ح ــا ع ــري م ــن غ م

هلــه ســبحانه وبحمــده هــو أ

كل املحامد وصـف ذي اإلحـسان

ـم عبـده موسـى بتـك وهو املكل

ــيم اخلطــاب وقبلــه األبــوان ل

كلامته جلت عـن اإلحـصاء والتـع

داد بل عـن حـرص ذي احلـسبان

الــمجيعهـالو أن أشجار الـبالد

ـــان ـــل بن ـــا بك ـــالم تكتبه أق

والبحــر تلقــى فيــه ســبعة أبحــر

لكتابـــة الكلـــامت كـــل زمـــان

ـــه امت ـــا كل ـــد هب نفـــدت ومل تنف

ــان ــه بف ــن اإلل ــالم م ــيس الك ل

وهــو القــدير ولــيس يعجــزه إذا

ــط ذو ســلطان ــيئا ق ــا رام ش م

وهو القوي له القـوى مجعـا تعـا

ــــاس واألكــــوان ىل اهللا رب الن

ـــاه ذا ـــه فغن ـــي بذات وهـــو الغن

يت لــــه كــــاجلود واإلحــــسان

ــرام جن ــن ي ــز فل ــو العزي ــه وه اب

لطان ــاب ذي الــس ــى يــرام جن أن

ب مل وهــو العزيــز القــاهر الغــال

ــــفتان ــــذه ص ــــه يشء ه يغلب

ة هــي وصــفه وهــو العزيــز بقــو

ـــان ـــالث مع ـــذ ث ئ ـــالعز حين ف

وهـي التـي كملـت لـه ســبحانه

ــل وجــه ــن ك قــصان م ــادم الن ع

١٤٢

وهو احلكـيم وذاك مـن أوصـافه

ــدمان ــا ع ــا مه ــضا م ــان أي نوع

حكــم وإحكـــام فكــل مـــنهام

نوعـــان أيـــضا ثابتـــا الربهـــان

ـــوين وال ـــي وك ـــم رشع واحلك

ـــيان ـــا س ـــا مه ـــان وم يتالزم

وهو احليي فلـيس يفـضح عبـده

ــصيان ــه بالع ــاهر من ج ــد الت عن

لكنــــه يلقــــي عليــــه ســــرته

تري وصـاحب الغفـران فهو الـس

يم فـال يعاجـل عبـده لـوهـو احل

بعقوبــة ليتــوب مــن عــصيان

و العفو فعفوه وسـع الـورىوه

كان لــواله غـــار األرض بالـــس

بور عـىل أذى أعدائــه وهـو الــص

ـــسبوه للبهتـــان شـــتموه بـــل ن

ــدنا ــيس يعي ــد ول ــه ول ــالوا ل ق

شـــتام وتكـــذيبا مـــن اإلنـــسان

ـــسمع ـــذا وذاك ب ـــه ه ه وبعلم

ــل هــوان ــو شــاء عــاجلهم بك ل

ــم ــرزقهم وه ــافيهم وي ــن يع لك

ـــران ك والكف ـــرش ـــه بال يؤذون

وا قيب عىل اخلواطر والل وهو الر

حــظ كيــف باألفعــال باألركــان

١٤٣

ـظ عليهم وهـو الكفيـوهو احلفي

ل بحفظهم مـن كـل أمـر عـان ـ

ــده ــده ولعب ــف بعب طي ــو الل وه

واللطـــف يف أوصـــافه نوعـــان

ــــربة رسإدراك أ ــــور بخ ار األم

واللطف عنـد مواقـع اإلحـسان

تــه ويبــ يــك عز دي لطفـــه فري

ان والعبد يف الغفالت عن ذا الـش

فق بـل فيق حيب أهل الر وهو الر

فق فــوق أمــان يعطــيهم بــالر

وهو القريب وقربه املخـتص بالـد

ـــده عـــىل اإليـــامن داعـــي وعاب

ـجيب يقول من يـدعو أجبـوهو امل

ه أنـا املجيـب لكـل مـن نـاداين ـ

وهو املجيـب لـدعوة املـضطر إذ

ـــــالن ـــــدعوه يف رس ويف إع ي

وهو اجلواد فجـوده عـم الوجـو

د مجيعــه بالفــضل واإلحـــسان

ــب ســائال وهــو اجلــواد ي فــال خي

ـــة الكفـــران ـــه مــن أم ولــو ان

غيــث لكــل خملوقاتــه وهــو امل

هفــان وكــذا جييــب إغاثــة الل

١٤٤

ـــه ـــبهم وحيب ـــودود حي وهـــو ال

ــــان ــــضل للمن ــــه والف أحباب

حبـة يف قلـووهو الذي جعـل امل

ـــان ـــب ث ـــازاهم بح ـــم وج هب

ـا ال معـا هذا هـو اإلحـسان حق

كران ـــش ـــع ال ـــة وال لتوق وض

همكن حيب شكورهم وشكور ل

كران ال الحتيـــاج منـــه للـــش

كور فلن يضيع سـع يهموهو الش

ـــن يـــضاعفه بـــال حـــسبان لك

ــب ــق واج ــه ح ــاد علي ــا للعب م

ان هو أوجب األجر العظيم الـش

كـــال وال عمـــل لديـــه ضـــائع

إن كان بـاإلخالص واإلحـسان

ـــوا م ـــه أو نع بوا فبعدل ـــذ إن ع

ــــر ــــضله واحلمــــد لل محن فبف

ــا ــو أيت بقراهب ــور فل ــو الغف وه

من غري رشك بـل مـن العـصيان

القــاه بــالغفران مــلء قراهبــا

ــران ــع الغف ــو واس ــبحانه ه س

ــافه ــن أوص ــواب م ــذلك الت وك

ـــان ـــافه نوع ـــوب يف أوص والت

ــــاإذن ب ــــده وقبوهل ــــة عب توب

ــــان ــــة املن بعــــد املتــــاب بمن

مد الـذي يد الـص وهو اإلله الـس

ــه اخللــق باإلذعــان صــمدت إلي

١٤٥

الكامل األوصاف من كـل الوجـو

ــه مــا فيــه مــن نقــصان ه كامل

ــافه ــن أوص ــار م ــذلك القه وك

لطان فــاخللق مقهــورون بالــس

ــادرا ــزا ق ــا عزي ــن حي ــو مل يك ل

ــلطان ــر وال س ــن قه ــان م ــا ك م

ــافه ــن أوص ــار م ــذلك اجلب وك

فه قــــسامنواجلــــرب يف أوصــــا

عيف وكل قلـب قـد غـدا جرب الض

ــــه دان ــــاجلرب من ــــرسة ف ذا ك

ــالعز الــذي ــاين جــرب القهــر ب الث

ال ينبغــي لـــسواه مـــن إنـــسان

ى ثالــث وهــو الع لــو ولــه مــسم

ــس ــن إن ــه م ــدنو من ــيس ي ان فل

ــة ــار ة للنخل م جب ــوهل ــن ق ـــم ال

ــ ــان ـ ــل بن ــت لك ــي فات عليا الت

ــة اي ــة ومح ــسيب كفاي ــو احل وه

واحلـسب كــايف العبــد كــل أوان

شــيد فقولــه وفعالــه وهــو الر

ــد ــك مرش ــد ورب ان رش ــري احل

ـــا حـــق فهـــذا وصـــفه وكالمه

ـــاين والفعـــل لإلرشـــاد ذاك الث

ــه ــافه يف فعل ــن أوص ــدل م والع

ــــامليزان ــــم ب ــــه واحلك ومقال

ــا ــستقيم إهلن اط امل ــرص ــىل ال ـــرآن فع ـــال ذاك يف الق ـــوال وفع ق

١٤٦

وس ذو هذا ومـن أوصـافه القـد

محن ــــالتعظيم للــــر ــــه ب زي ن الت

الم عـىل احلقيقـة سـامل وهو الـس

ــصان ــن نق ــل وم ــل متثي ــن ك م

بحانه والـــرب يف أوصـــافه ســـ

ــرة ــو كث ات واإلحــسان اخلــه ري

صدرت عن الرب الذي هو وصـفه

ئــــذ لــــه نوعــــان فــــالرب حين

ــسن ــر حم ــو ب ــل فه وصــف وفع

ــم اإلحــسان مــويل اجلميــل ودائ

ــامئه ــن أس ــاب م ــذلك الوه وك

ــدى ــه م ــانظر مواهب ــان ف األزم

موات العىل واألرض عـن أهل الس

ــان ــيس ينفك ــب ل ــك املواه تل

وكــذلك الفتــاح مــن أســامئه

والفـــتح يف أوصـــافه أمـــران

ــ ــم وه ــتح بحك ــاف ع إهلن و رش

ـــ ـــتح ث ـــدار ف ـــتح باألق ان والف

ـــذين كلـــيهام ـــاح ب والـــرب فت

محن عــدال وإحــسانا مــن الــر

ــافه ــن أوص اق م ــرز ــذلك ال وك

زق مـــن أفعالـــه نوعـــان والـــر

ــوله ــده ورس ــد عب ــىل ي رزق ع

ـــان ـــضا ذان معروف ـــان أي نوع

١٤٧

والر القلوب العلم واإليامن رزق

ـــــذه األبـــــدان زق املعـــــد هل

ــا زق احلــالل وربن ــر ــو ال هــذا ه

ــــان ــــضل للمن ــــه والف اق رز

والثاين سوق القوت لألعـضاء يف

ــوازان ــوقه ب ــاري س ــك املج تل

احلـالل كـام يكـوهذا يكون من

ــان ــا رزق ــرام كالمه ــن احل ن م

ــــا ــــذا االعتب ــــه هب واهللا رازق

ــيس بــاإلطالق دون بيــان ر ول

والــهذا ومـن أوصـافه القيـوم

ــــ ــــران ـ ــــافه أم قيوم يف أوص

ا القيــوم قــام بنفـــسه إحــدامه

ــران ــا األم ــه مه ــام ب ــون ق والك

ه ل اســتغناؤه عــن غــري ــاألو ف

ــاين ــه الث ــل إلي ــن ك ــر م والفق

ـــالقيوم ذو شـــأن و الوصـــف ب

ان ذ كــ ا موصــوفه أيــضا عظــيم الــش

ــ ــي يتل ــامواحل ــاف الك وه فأوص

ـــا ألفـــق ســـامئها قطبـــان ل مه

ـف الــفاحلي والقيـوم لـن تتخل

أوصــاف أصــال عــنهام ببيــان

هو قابض هو باسط هو خـافض

ـــ ـــز ه ـــدل واملي ـــع بالع ان و راف

ــه وذا ــل طاعت ــز أله ــو املع وه

عـــز حقيقــــي بـــال بطــــالن

ا وهو املـذل ملـن يـشاء بذلـة الـد

ــــوان ــــقا وذل ه ــــن ذل ش ري

١٤٨

ــضله ــذا ف ــط فه ــانع مع ــو م ه

ـــع عـــني و ـــان املن ـــدل للمن الع

ــع مــن يــشا تــه ويمن يعطــي برمح

ء بحكمــــة واهللا ذو ســــلطان

والنــور مــن أســامئه أيــضا ومــن

ــان ه ــبحان ذي الرب ــافه س أوص

قال ابن مسعود كالما قـد حكـا

ارمي ـــد ـــران ه ال ـــال نك ـــه ب عن

ــا ــون وال هن ــل يك ــده لي ــا عن م

ر قلت حتـت الفلـك يوجـد ذان

موات العـىل مـن نـوره نور الـس

واألرض كيف النجم والقمـران

ب جـل جاللـه من نور وجه الـر

ــاف ــاه احل ــذا حك اين وك ــرب ظ الط

فيه استنار العرش والكريس مـع

ــوان ــائر األك ــاق وس ــبع الطب س

عـــه ـــه نـــور كـــذلك رش وكتاب

نــور كــذا املبعــوث بالفرقــان

وكذلك اإليـامن يف قلـب الفتـى

نـــور عـــىل نـــور مـــع القـــرآن

ابه نور فلـو كـشف احلجـاوحج

ب ألحـرق الـسبحات لألكــوان

ــوره اوإذ ق ن ــرش ــصل ي ــى للف أت

ــدان ــة األب ــوم قيام يف األرض ي

ب جنـات العـىل وكذاك دار الـر

ـــالن ـــيس ذا بط ـــألأل ل ـــور ت ن

ووصــو نوعني خملـوق والنور ذ

ـــ ـــا واهللاـ ـــا مه ـــدان ف م متح

حمــوكذلك املخلوق ذو نـوعني

ــ ــيئان ـ ــا ش ــول مه سوس ومعق

ة احذر تزل فتحـت رجلـك هـو

كم قد هوى فيهـا عـىل األزمـان

١٤٩

زلــت رجلــه مــن عابــد باجلهــل

اين فهوى إىل قعر احلـضيض الـد

ــا ــار العب ــوار آث ــه أن ــت ل الح

محن ــــر ــــوار لل ــــا األن دة ظنه

ـــة ـــصيبة وبلي ـــل م ـــأتى بك ف

ومـن هـذيان ما شئت من شطح

وكذا احللـويل الـذي هـو خدنـه

ــا أخــوان ــا مه مــن ههنــا حق

ـويقابل الرجلني ذو التعطيـل والـ

ـا ســيان ــ حجب الكثيفـة مـا مه

ذا يف كثافـــة طبعـــه وظالمـــه

ــاين ــذا الث ــل ه ــة التعطي وبظلم

ــذا وال ــال ه ــوب ف ج ــور حم والن

ــه ــذا ل ــان ه ــة يري ــن ظلم م

* * *

افية يف االنتصار للفرقة الناجية البن القيم) ١( .من النونية الكافية الش

١٥٠

يا من له وجب الكمال بذاته -٢

يا مـن لـه وجـب الكـامل بذاتـه

ـــاه ـــة فـــوزهم لقي فالكـــل غاي

ه أنــت الــذي ملــا تعــاىل جــد

ت خطا األلبـاب دون محـاه قرص

أنت الذي امتأل الوجود بحمـده

ـــا ـــمل ـــدا م ـــامه آل غ ـــن نع ن م

أنت الذي خلق الوجـود بـأرسه

اه نـــد ه إىل أ ال عـــمـــن بـــني أ

ـصتنا بوجودنـا أنت الـذي خص

ـــ ـــذ ت أن ـــاه ال ـــا معن فتن ي عر

ــان مــح ب ســ ة ن مــأل الوجــود أدل

اه د بــليلــوح مــا أخفــى بــام أ

بـاده أحيـا قلـوب عن بحان مـس

ــ ــور ه ــيض ن ــن ف ــوائح م داه بل

ــ ــة اإل ل ه ــد معرف ــ بع ــادة ل ه زي

اه ضــ اســتدامة مــا يــديم ر إال

ــــــهواهللا ك إن ــــــري ال آوي لغ

مل تكــن مــأواهن حــرم اهلــدى مــ

نـسك مل يـدع يل وحـشة موالي أ

ـــــإال ـــــا ظلامءهـــــا ب سناه حم

ودك مل يـدع يل مطلبـاوالي جـم

ومتمـــــــه إىل أقــــــــصاه إال

قطـــع أحـــد إليـــك ـــمل ين ة حمج

وأصــــبح حامــــدا عقبــــاه إال

ـمتـداحك إ ن ا عجز األنـام مـ ه ن

ـــضاءل األ ـــداه تت فكـــار دون م

ك احلـق الـذيف أن يعر ان ك ن م

ــر العقــول اه فــ وك سبه حــف هب

).٩٣-٩٢:ص(تسبيح ومناجاة وثناء ) ١(

١٥١

اللا الجأتيتك راجيا يا ذ -٣

ــ ــا ي ــك راجي ا ذا اجلــالل أتيت

ج ما ترى من سـ ايلوء حـففر

عصيتك سيدي ويـيل بجهـيل

يب الـذنب مل خيطـر ببـايلع و

ــوك إال ــشتكي اململ ــن ي إىل م

ــوال إ ــوىل املــوايلىل م ه يــا م

ــدين ــي مل تل ــت أم ــري لي لعم

ــايل ي ــم الل ــضبك يف ظل ومل أغ

ا أنـا عبـدك العـايص فقـري ه ف

ــاك إ ــىل رمح ــل يل س ايلؤ فاقب

ــب ــا ريب تعاق ــت ي ــإن عاقب ف

ـــذاب وبالن ـــا بالع ـــحمق ال ك

ــو ــد أ وإن تعف ــوك ق اينر فعف

فعــــايل وأوزاري الثقــــال أل

* * *

).١١٠:ص(ديوان أيب إسحاق األلبريي ) ١(

١٥٢

إلهي وخالقي-٤ احلمد يا ذا اجلود واملجد والعاللك

ــشاء ومتنــع تباركــت تعطــي مــن ت

قي وحرزي ومـوئيلإهلي وخال

لدى اإلعـسار واليـرس أفـزع ليك إ

ــ ــت خطيئتــيئ إهلــي ل ــت ومج ن جل

ــ ل وأوســع جــن ذنبــي أ وك عــفعف

ــت ــئن أعطي ــؤاهلاإهلــي ل ــيس س نف

تــع ر فهــا أنــا يف أرض الندامــة أ

ــاقتي ــري وف ــرى حــايل وفق إهلــي ت

ـــة تـــسمع و أنـــت مناجـــايت اخلفي

ــزغ ــال تقطــع رجــائي وال ت إهلــي ف

جودك مطمع ادي فيل يف سيب ؤ ف

إهلـــي لـــئن خيبتنـــي أو طردتنـــي

فمن ذا الذي أرجو ومـن يل يـشفع

.ما يتقى به املهالك: رزاحل) ١( .امللجأ واملالذ: املوئل )٢( .عطاء: سب) ٣(

١٥٣

ــي ن ــذابك إن ــن ع ــرين م ــي أج إهل

ــل خــائف لــك أخــضع أ ســري ذلي

ـــي ت ـــني حج ـــسني بتلق إهلـــي فآن

ومـضجع إذا كان يل يف القرب مثوى

ــئن ــي ل ــإهل ــف حج بتني أل ــذ ة ع

ــل رجــائي منــك ال يتقطــع فحب

ــوم ال ــوك ي ــم عف ــي طع إهلــي أذقن

ـــ ـــال هنال ـــون وال م ـــع بن ك ينف

كنــت ضــائعاإهلــي إذا مل ترعنــي

ــاين فلــست أضــيع وإن كنــت ترع

ــف عــن غــري حمــسن إهلــي إذا مل تع

ـــيسء ـــن مل ـــع فم ـــاهلوى يتمت ب

قــى طــت يف طلــب الت ــئن فر إهلــي ل

ــو وأ ــو أقف ــر العف ــا إث ــا أن ــت فه ع ب

ــا ــال فطامل ــئن أخطــأت جه إهلــي ل

ا هـو جيـزع هـيـل رجوتك حتـى ق

.حتفظني: ترعني) ١(

١٥٤

واعتلت إهلي ذنويب جازت الطود

ل وأرفـع جـ أ ذنبـيوصفحك عن

ي ذ إهلي لـوعتير طولـككـينح

ــدمع ــي ت وذكــر اخلطايــا العــني من

ــا ورمحــة ــك روح ــي من ــي أنلن إهل

فلست سوى أبواب فـضلك أقـرع

ــصيتني أو طردتنــي ــئن أق ــي ل إهل

فام حيلتي يا رب أم كيـف أصـنع؟

ســاهر إهلــي حليــف احلــب بالليــل

ــل هيجــع ينــادي ويــدعو واملغف

ـــا ـــك راجي ـــو نوال ـــم يرج ه وكل

ى ويف اخللـد يطمـع لرمحتك العظم

ـــالمة ـــائي س ـــي رج ـــي يمنين إهل

ـــشيع ـــيل ي ـــايت ع ـــبح خطيئ وق

ين عــىل ديــن أمحــد إهلــي فانــرش

ــا قانتــا لــك أخــشع ــا نقي تقي

.اجلبل: الطود) ١( .فضلك وإحسانك: طولك) ٢( ).٨٠-٧٨:ص(ديوان عيل بن أيب طالب ) ٣(

١٥٥

هو اهللا-٥

ت نـا لك احلمد والنعامء وامللـك رب

وال يشء أعال منك جمـدا وأجمـد

امء مهـيمن مليك عىل عرش الـس

ــسجد ــوه وت ــو الوج ــه تعن ت لعز

فسبحان من ال يقدر اخللق قـدره

د ومن هو ف وق العرش فرد موح

ــه ــق ملك ــه اخلالئ ــن مل تنازع وم

ـــرد ـــاد فمف ده العب ـــر وإن مل تف

داد وأرضها اموات الش مليك الس

د ــأو ــضاه ت ــيشء عــن ق ــيس ب ول

هو اهللا باري اخللق، واخللق كلهم

ــه ط ــاء ل ــد إم ــا وأعب ــا مجيع وع

وأنى يكون اخللق كاخلالق الـذي

يميت وحييـي دائبـا لـيس هيمـد

تسبحه الطـري اجلـوانح يف اخلفـا

د ــصع امء ت ــس ــو ال ــي يف ج وإذ ه

عد فوقنـا ومن خوف ريب سبح الر

ـد وسبحه األشج ار والـوحش أب

* * *

.، والشعر منسوب ألمية بن أيب الصلت)١/١٤٦(أليب داود األصبهاين : رائق الزهرة)١(

١٥٦

الضمير ويسمعفي يا من يرى ما -٦

يا من يرى ما يف الضمري ويـسمع

ع أنــت املعــد لكــل مــا يتوقــ

ــ ــا م ــاي ه ــشدائد كل ــى لل ن يرج

ــزع ــشتكى واملف ــه امل ــن إلي ــا م ي

ن خزائن ملكـه يف قـول كـن يا م

ــنن ــدك أمجــع أم ــإن اخلــري عن ف

ما يل سوى فقـري إليـك وسـيلة

ــع ــري أدف ــك فق ــار إلي فباالفتق

ما يل سوى قرعـي لبابـك حيلـة

ــرع ــاب أق ــأي ب ــئن رددت ف فل

ه ومن الذي أدعو وأهتف باسـم

!إن كان فضلك عن فقري يمنـع؟

قــنط عاصــياحاشــا ملجــدك أن ت

فالفضل أجزل واملواهب أوسـع

* * *

).١٢/٣٩٠(النهاية البداية و) ١(

١٥٧

عفوك اللهم -٧

ث املزين قال : دخلت عىل الشافعي يف مرضه الذي مات فيه فقلت : حدأصبحت من الدنيا راحال، ولإلخوان مفارقا، ولكأس : كيف أصبحت؟ قال ما أدري روحي تصري إىل واردا، وال واهللاـ ه جل ذكر ـ املنية شاربا، وعىل اهللا

:اجلنة أم إىل النار؟ ثم بكى وأنشأ يقول إليــك إلــه اخللــق أرفــع رغبتــي

وإن كنت ياذا املن واجلود جمرمـا

وملا قسا قلبي وضـاقت مـذاهبي

جا مني ل ام عفـجعلت الر وك سـل

ـــه تعـــاظمني ذ ـــام قرنت ـــي فل نب

عفــوك أعظــام ان كــبعفــوك ريب

الذنب مل تزل ن فام زلت ذا عفو ع

ـــ م ـــة وتكر ـــو من ـــود وتعف اجت

فلوالك مل يـصمد إلبلـيس عابـد

أغوى صـفيك آدمـاد ق فكيف و

فيا ليت شعري هـل أصـري جلنـة

ـــ ـــا وإم ـــدماأهن ـــسعري فأن ا لل

ــه ــه فلل ــدب إن ــارف الن در الع

تفيض لفرط الوجد أجفانـه دمـا

ــه ــد ظالم ــل م ــا اللي ــيم إذا م يق

ة اخلـوف مأمتـا عىل نفسه من شد

ـه فصيحا إذا مـا كـان يف ذكـر رب

ويف ما سواه يف الورى كان أعجام

ر أيامـا مـضت مـن شـبابه ويذك

ومـا كـان فيهـا باجلهالـة أجرمـا

فــصار قــرين اهلــم طــول هنــاره

هد والنجوى إذا الليـل أظلـام أخا الس

.قلة النوم: السهد) ١(

١٥٨

يقول حبيبي أنت سـؤيل وبغيتـي

امف ك ى بك للراجني سـؤال ومغـن

عسى من له اإلحسان يغفر زلتي

ــد ت ار ز و أ ويــسرت ــا ق ــي وم ماق د

تعاظمني ذنبي فأقبلـت خاشـعا

ضا ما كنت يا رب منعام ولوال الر

فإن تعف عني تعف عـن متمـرد

ــ ــوم غ ــأثامظل ــل م شوم ال يزاي

وإن تــستقد منــي فلــست بــآيس

ام ولو أدخلوا نفـيس بجـرم جهـن

من قديم وحادث فجرمي عظيم

وعفوك يأيت العبد أعىل وأجـسام

من كـل جانـب حوايل فضل اهللا

ام ونور من الـرمحن يفـرتش الـس

ويف القلب إرشاق املحب بوصله

إذا قارب البرشى وجاز إىل احلمى

ــن اهللا ــاس م ــوايل إين ــده ح وح

ة القــرب أنجــاميطــالعني يف ظلمــ

ـسه اهلـوى أصـون ودادي أن يدن

ام ــثل ــد احلــب أن يت ــظ عه وأحف

ففي يقظتي شوق ويف غفويت منى

ام ــرن ــشوة وت ــوي ن ــق خط تالح

يسلم من الورىومن يعتصم باهللا

ما ومن يرجه هيهـات أن يتنـد

* * *

).١١٥-١١٤:ص(ديوان الشافعي ) ١(

١٥٩

دلك الحم -٨

ا احلمد محـدا نـستلذ بـه ذكـرلك

وإن كنت ال أحيص ثناء وال شكرا

ام لك احلمد محدا طيبـا يمـأل الـس

وأقطارها واألرض والرب والبحرا

ا مباركـا لك احلمد محـدا رسمـدي

حـرصايقل مداد البحر عن كنهـه

ام لك احلمد تعظـيام لوجهـك قـائ

اء م ابحقك يف الرس نـي ويف الـرض

لك احلمد مقرونـا بـشكرك دائـام

لك احلمد يف األوىل لك احلمد يف األخرى

لك احلمد محـدا طيبـا أنـت أهلـه

عىل كل حال يشمل الرس واجلهرا

ك احلمـد موصـوال بغـري هنايـة لـ

وأنت إهلي مـا أحـق ومـا أحـرى

لك احلمد يا ذا الكربياء ومن يكن

كرا بحمدك ذا شكر فقد أحرز الش

١٦٠

لـك احلمـد محـدا ال يعـد حلــارص

مل والقطرا أحييص احلىص والنبت والر

ا مـضاعفة عـىللك احلمد أضعاف

لطائف ما أحـىل لـدينا ومـا أمـرا

لك احلمد ما أوالك باحلمد والثنـا

ــرتى ــام ت ــا نع ــم أتبعته ــىل نع ع

قتنـي لـه لك احلمد محـدا أنـت وف

ثـرا متني من محدك النظم والن وعل

ــيلة ــه وس لــك احلمــد محــدا نبتغي

إليك لتجديد اللطائف والبـرشى

لك احلمد كم قلدتنا مـن صـنيعة

وأبدلتنا بالعـرس يـا سـيدي يـرسا

لك احلمد كم من عثرة قد أقلتنـي

ــرتا ــا س ــستنا معه ــة ألب ــن زل وم

صتني ورفعتنـي لك احلمد كم خص

منـي قـدراعىل نظرائي من بنـي ز

عيرش لك احلمد محدا فيه وردي وم

نة الغـربا إذا خابت اآلمال يف الـس

١٦١

لك احلمد محدا ينسخ الفقر بالغنى

الي بعد الغنى فقراو إذا خفت يا م

ـــك التـــي ـــدين برمحت إهلـــي تغم

ايـا هبـ اا بـر وسعت وأوسعت الرب

تـيقو بـروح منـك ضـعفي ومه و

عىل احلق واغفر زلتي واقبل العذرا

ــي ــدبري حــايل وحيلت ــن ت ــإين م ف

يت أ ار بـإليك ومن حويل ومـن قـو

* * *

١٦٢

مع اهللا -٩

يف ســـبحات الفكـــرمـــع اهللا

ــــع اهللا ــــرص م ــــات الب يف ملح

ــــ ــــشاع اهللام ــــرات احل يف زف

ـــع اهللا ـــر م ـــضات البه يف نب

يف رعـــشات اهلـــوىمـــع اهللا

ـــع اهللا ـــر م يف اخللجـــات األخ

يف مطمـــئن الكـــرىمـــع اهللا

ـــع اهللا هرم ـــس ـــداد ال ـــد امت عن

ـــع اهللا نام ـــس ـــتالء ال آن اج

ـــل امل ـــر وني ـــاء األغ ـــى واهلن ن

ـــع اهللا ـــىم قـــاد األس حـــال ات

ــر ــدام اخلط ــع األذى واحت ووق

ــع اهللا نىم ــض ــبء ال ــل ع يف مح

رب فــيمن صـــرب مــع اهللا بالـــص

ــــع اهللا ــــشوة م ــــب يف ن والقل

جرمع اهللا والـنفس تـشكو الـض

ــع اهللا ــل م ــى يف ك ــى ونعم بؤس

ــــع اهللا ــــل خــــري ورش م يف ك

ــــ ــــيس أ يف اهللاع م ــــن امل م يض ق

ــــ ــــ يف اهللاع م ــــت ن امل ي د غ ر ظ

ــــ ــــن ع يف اهللاع م ــــص ان و ف اب ال

ــ ــ ع ف ع الــض يف اهللاع م ــد ن رب الك

ـــ ـــ ق اهللاع م ـــ ح ل ب ـــف و ايت ي ايه

ر فـى احل ن ك سـد نـع ، اه د عـا ب م و

ـــــ ـــــو د ر ف ء يف يف اهللاع م ـــ ه س ـــذ و ع يف اهللاع م ـــن ر ق ســـن ا م

.ما يعرتي اإلنسان عند السعي الشديد والعدو من النهج وتتابع النفس: البهر) ١( .النوم: الكرى) ٢( .الضوء: السنا) ٣( .هو الظل: يفء)٤(

١٦٣

ى هنـــد ا قـــ مـــذ بـــ ن يف اهللاع مـــ

ـــ ـــس ب اهللاع م ـــع م ال ـــأ يام ف ر م

ـــ ـــ يف اهللاع م ـــد اجل ـــر م أ ن م ان

ـــ ـــ ج يف اهللاع م ـــس ات س ل ر م ال

ايل يــــ الل ات و لـــ خ يف اهللاع مـــ

ــــ و ط ه الــــر يف اهللاع مــــ رؤمت امل

ىقــ الت ل هــأ ب حــ يف اهللاع مــ

ــ ــ يف اهللاع م ــه ر ك ــن م ــ ف د ق ر ج

ـــ ـــ يف اهللاع م ـــد م هل د م ىج ال

ر ح الــس ج ال انــب د نــ ع اهللاع مــ

ـــــ ـــــ الن آلت أل يف اهللاع م وم ج

ر مـ الق ء و ضـ و وم يـ الغ ك ب ح و

ىن و الـد س كـ ت س م الـش و اهللاع م

ـــ ـــش و اهللاع م ـــب ه ال ـــ و ر ك ر ف

ـــ ع اهللاع مـــ ود عـــ الر يم ز هـــد ن

ـــع و ـــرب مل ـــد و وق ال ـــ امل ق ف ر ط

ـــ ـــ الف يف اهللاع م ـــك ل ري ط ست امل

ــش يف و ــمس ال ــىل إ ي ر جت رق ت س م

اه ل ه ســــ يف ض األر يف اهللاع مــــ

ـــائ ود أ و ـــر ا و ه ـــوايس ال رب الك

ــ ــ الب يف اهللاع م ــ م ر ح ــ أ ح ل اج ج

ــــ ر هــــ الن يل ب لــــس س يف اهللاع م

ـــ ـــأ ن يف اهللاع م ود جـــ الو ات م

ر طــ ف د ا قــ مــل كــ يف اهللاع مــ

ــــ احل ات ن ك ســــ يف اهللاع مــــ اة ي

ـــ ـــر ح يف اهللاع م ـــ احل ات ك ر ج

ــــ ــــ يف اهللاع م ــــ الر ت ام س ن اح ي

ـــ ر ج الـــش ني بـــر طـــ خت ح اق و الل

ــــ ــــش ات حــــف ن يف اهللاع م اذ ال

ـــ ـــ اهللاع م ـــ ث لء م ـــ الز ور غ ر ه

.شديد الظلمة: مدهلم) ١( .طرائقها: حبك الغيوم) ٢( .واله اخلفيةحأ: ت الوجودتأما )٣(

١٦٤

ــ ــ احل يف اهللاع م ــ ح ل ق ــ اجل و ل ىن

ــ ــر يف اهللاع م ــ الث اين د وض ال ر م

ــ ــ اهللاع م ــد ت و صــع ام س يب ب ال

ـــأ ى و نـــ أ ل مـــ الن ن مـــ ر مـــان ي

يــق ح و الر س حيــل حــالن و اهللاع مــ

ـــحي و ـــي ج م ـــاه ن ـــ اإل ز وخ ب ر ب

ـــ ـــفر ر يف اهللاع م ـــت اف اش ر الف

ــال ت ــش يف ع م ــل م س م ال ــد ث ر ر ال

ــ ــ و اهللاع م ــ ت ري الط ــو مخ د غ ااص

ـــو ـــم ع ن ت ـــ م ق ز الر ب ـــ الب ذ ن ر ك

ــ ــ يف اهللاع م ــش و ري س ــح ة ال الف

ــ ــ الغ دي هب ــيض ت ز رائ ــو ق ر ط ال

ـــ ـــ اهللاع م ـــخ ف ن ي ـــ ر ن م ه وح

ــــىل عــــ رش البــــون كــــي ف أ مح

ـــ اهللاع مـــ ة فـــط ن ت لجـــت ا اخ م

ــــ ر د ر ا د مــــ و ي فــــ خ وح ر ب

ن مــــأ ر ذ ي ســــيام فــــ اهللاع مــــ

ر ث انــد و ىض و فــيام مــوس فــن

ــ ــ اهللاع م ــت ا اخ م ــ يف ت لف ام األن

ر ك ذ و الــــم اه نثــــ أ ع ائ بــــط

ــ ــ اهللاع م ــا افرت م ــو يف ت ق ىر ال

ر و الـــص و م اهن ألـــو و م اه غـــل

ـــــ ـــــ اهللاع م ماهل شـــــك أ ع و ن

ــــو ــــص خ ر ث األ م بــــه ل ام أن

ـــــ ـــــ م اهللاع م ـــــاق و ذ أ ز ي م ه

ــــف ــــل ك ــــ يف ه ل ــــ ن واه ه ر ظ

ــ ــ يف اهللاع م ــ ك رب س ــ الو ه ن ود ج

ـــــ احل وح ر و ـــــرس و اة ي ر د الق

ــــ عــــ يف اهللاع م ــــامل ات ك ر د امل

ــ الغ يف و ــب ي ــائ ك ن م ــ أ ات ن ر خ

رشتــــان ا و د بـــيام فـــ اهللاع مـــ

رت ت اســى و و طــ ان يام فــ اهللاع مــ

ـــــ ـــــ و اهللاع م ـــــس ام و ن ق ف ه ي

ــ ــ ر اهللاع م ــن ه رد القــا و ض الق

١٦٥

ــــ ــــع ب يف اهللا ع م ــــر امل ه ث ني ل س

ــــ ــــ د اة د ه ــــىل إ اة ع ــــأ ا م ر م

ـــــ ق ي حـــــ و يف اهللاع مـــــ ه رآن

ـــــ ـــــ يف اهللاع م ـــــس و ه آي ر و ال

ـــ ـــ يف اهللاع م ـــ األو ص ص ق نيل

ـــيف و ـــص األو ص ق ـــني ل رب الع

اوق ســ اهللاع ا مــوعــ ط اهللاع مــ

ـــ ـــام ف ـــن م ـــال و ذ ال م ر ز و ن م

ه ســد ق ن مــض ي الفــ و اهللاع مــ

ـــــي ـــــري ن ـــــا و ن ت ري ص ب رص الب

ـــــو ـــــ أ ع دف ي ـــــن يام إ ق ام ع ان

ــــ ــــم إ ا ار ر ف ــــه ونع ــــر لي املف

* * *

١٦٦

لك األمر وحدك -١٠

ايـك مـا ب يدري عبـاد اللك األمر

ايـل والحني اصـال للن لـك األمـر

ائف ح صـيري وتلك اذ ع م وهذي

ايـاعرتاف وفيهـا.. يايـاط عليها خ

ي وحارض الدفني األمس ن وفيها م

ــا ــن اآليت وفيه ــا م ــاه ابت وفيه الي

شـاعر ومهجـة .. هتاويـل وفيهـا

ــام ــين ــص هبــا يأس ــام أ وح ا وي اني

ــأعاجيــب وفيهــا هــار يكف مه

!يا رواسـاال بـ ج ذنويب وإن كانت

ــازعني ــ ون ــك وه ينز شــوق إلي

ائيـاج ر إليـه و مـا هيفـمن الغيـب

هاربـاالـدنيا األثيمـة مـنفجئت

ــص ــوي ف ب ــن أك ــائ ق ون هاار د م اي

اافقـ وخ مـي إليـك أحال وناديـت

ــ ــباب هتي ــ امل ب أس ــى والتامد ن !اي

١٦٧

ى أن تر عف وأخجل ض أناديك يف

ائيـــام د جـــراح أمانيـــه ولـــون

ىك واملنـ أشـواقي ببابـاألمر لك

ـــانتظار يطـــول ويل أمـــل أال اي

يو تـل مـا يل أرجتيـك في األمر لك

ــيض ــلــساين وأم يااك شــل بالتوس

ااها ضــالهل د هــك يف نفــس ذكرتـ

يـااب ي وارت يتد حـ و ت إليـك وعافـ

ة حـاك بلم ن وحي من سـ ر يت ومن .

ــم أ ــاد ض يــااح ر وج آالمــي هب

يتــن ح ســواك بم ر ليــت مل أذكــاتع

ــ ــد ن ومل أرج إال م ــاائ ز ج كي ي ي

اديتر إليـك إ م لـ عـن ع ضت وفو

ــهبي مــا أد س حــو ــاي ت اخ ى إلي اري

اق ش األمر لك هـىك وانت ي سامؤ تن

ــأحالم ــك ب ــض إلي ــااف ط م مري ال ي

ح آمــايل وفيهــا مالمــ وأنزلــت

ــ ــرد ت ــا تركــت أم ــاائ ر و امي م !ي

١٦٨

ـــي ع ال ط ـــمنهـــا زمـــان ي ن ه عرفت

!!يااد ه ســيــه ولــون ليال بــريح

حيار و جـبـاليقني ىر ك أغ ضياؤ

ــوف ــىضام ع أ ر ج ياات ذ بــ قــي وأف

اطري ضعاف وخ أسباب لك األمر

افيـار ح وان يتـع ج ى ر ك خيـش بباب

ــ ــدعوت ــنفس ء لك م ــرد ال ه أال ت

ـــ ـــستعيد ا وأال مغيظ ياال ؤ ســـ ت

اب مذه مع النفس ترىض ن اك أوحاش

يااع ع شــ ي منــك هيــد يقــني بغــري

ك عدالـة هـذا مـن يـدير لك األم

ــل ــذا قلي ــام وه ــ يف مق ياال ص ات

ــ ــرصيح ك واحلــق أتيت ــال يند يم

فؤاديـا مـلء البـرش إليـك وحلـن

ب ك و وم من يقني ر فج ويف النفس

ــائ ال و إليــكوه حيــد مــن اخلــري ي

ه منـك جاللـفـاض ء وفيها رجـا

ــاق ــور وآف ــ ن ــ يهاح ت س ي ائياي ض

١٦٩

ت ر ك سـأ حتـىوأحببت يتد و ي مـن

يال ام وشـــ يمينـــي رمحـــة وذاب

ــ ــاة بــآالم ت وهام يلائ وســاحلي

يـاات ب ه ي منـ عىل ما ليس ت وفاض

ا وهبجــة امي عبـري أنـس وأرسـلت

ــنفح ــ الر أشــواك لت ــااع واألف ى ب ي

رياط خـ يذهب حتى كاد وآمنت

ــصع ــ د وت ــأنفاس ــاات ي ح ك ا إلي !ي

ه منـــك إال أرس حـــرف ومل يبـــق

!!ئياام سـ ه إليـكريي وأبدتـم ضـ

ر آفاق تـراءت خلـواطريلك األم

ــكاتيا ــب ش ــا دبي ــاودين منه !وع

ـــازال ـــرش املـــساء من وذكـــرين ب

أتيتك منهـا عـابس الوجـه داميـا

ة أقلــب أوهــامي يمينــا ويــرس

!!وأرفـــع آمـــاال إليـــك روانيـــا

ــه ــت بعذب ق ــاض رش ــازعني م ين

وراودت فيه مـا أشـاب النواصـيا

١٧٠

إذا طاف منه حـول نفـيس طـائف

ذكــرت زمــاين والــسنني اخلواليــا

ــي ــا مالعب ــاك ويف أرض عليه هن

يـــاوأطيــاف آبــائي ولغــو ديار

ـــشاريب يت وراح م ـــال ـــا تع وفيه

ـــا ـــع متابي ـــوائي ودم وزالت أه

مـواجعيوأحالمي املـوتى وذات

ــا ــع بالئي ــايت ورج وأطــالل مأس

لــك األمــر أهلــاين حــديث أعــاده

!عليك ضمريي واستحاه لـسانيا

وأرسفت يف ذكـر املـساء ومل أكـن

رسف لوال رجفـة مـن صـباحياأل

اطريو خ بالرحيل نادت لك األمر

يـااب رت اغ ريـاح يس فـ عىل ن ت وهب

ـــدة ـــشعاب جدي رهتـــا أن ال وذك

ــا ــناك هوادي ــن س ــا م !وأن عليه

وأن شعاب األمس واجهت غيهـا

!!عىل غري إيـامن فكانـت مهاويـا

١٧١

اك باهتـمـايل يف وداعـر لك األمـ

يـاائ ن الـنفس و شاحب ط خ ومايل أ

يب اه ذ م من بعيد ت الح لك األمر

ــــا وآن وآذن ــــاال ارحت حادهي !!ي

ــور ــآثر اك ن عليهــا مــن ســ ت ف م

ــور ــت ف ــا غ ــو ي ت اي عليه اي الت ص

ت وأرشفـ الرحيل أمواج تنسمت

اعيــارش ك يــه فبــار أمان يل عــ

* * *

).١٧١- ١٦٦:ص(اهللا أهل الثناء واملجد ) ١(

١٧٢

١١- وإياكال ت جمع اهللالع غ يهر

ــ أ اهللاىل إ ــد ه ــاائ ن تي وث ح د ي م ي

ي ا ال ي ض ر وال ق و ايـاق ب هر د ي الـن

ه ق و ف س ي ي ل ذ ال ىل ع األ ك ل امل ىل إ

اي ان د مـــون كـــ ي ب ر ال و ه لـــإ

ـ أ ال أ ــ إ ان س نـاإل اهي ىد الــر و اك ي

ــإ ف ــ خت ال ك ن ــف ــاف خ اهللان ي م اي

ــإ و ــ جت ال اك ي ــل ع ــاهللا ع م ه ري غ

ايـاد ب ح ب صـ أ د شـ الر يل ب سـن إ ف

مه ء ا رج ت ان ك ن اجل ن إ ك ي ان ن ح

ـــأ و ـــ إ ت ن ـــب ي ر هل ـــائ ج ر ا و ن اي

ـ ر م ه الل ك ب ت ي ض ر ىر أ ن لـا ف ب

ـــإ يـــن د أ ـــهل ـــان ث اهللاك ري ا غ اي

ة محـر و ن م ل ض ف ن ي م ذ ال ت ن أ و

ايـاد ن م وال سـى ر وسـ م ىل إ ت ث ع ب

او ادع فـون ر اه و ب ه اذ ه ل ت ل ق ف

ايـاغ ط ان ي كـذ ال ن و ع ر ف اهللاىل إ

ــو ــوال ق ــآ ه ل ــت أن ــيت و س ه ذ ه

ـأ م ى اط تـ ح د ت و ال ب ايـ ه ام كـت ن

ــو ــ وال ق ــت أ آ ه ل ــف ر ن ــت ع ه ذ ه

ــ ــ ع ال ب ــأ د م ــذ إ ق رف ــان ب ك ا ب اي

اسـطه و ت ي و سـت نـأ آ ه ل وال ق و

ــذ ريا إ نــم ــا ج ا م ــل الل ه ن ــاد ه ي اي

ة و د غـس م الـش ل س ر ي ن م ه ل وال ق و

اي اح ضـض ر األ ن مـت س ا م م ح ب ص ي ف

ىر الث يف ب احل ت ب ن ي ن م ه ل وال ق و

ــف ــ م ح ب ص ي ــ الب ه ن ــ هي ل ق ــب ا ر ز ت اي

ـــو ـــ م رج خي ـــ ح ه ن ـــؤ يف ر ه ب ه س

ــاع و ان كــن ملــات آيــاك ذ يف و اي

ساونـ ي ت ي ج ن ك ن م ل ض ف ب ت ن أ و

اي ال ي ل وت ح اف ع ض أ يف ات ب د ق و

١٧٣

ــين إ و ــب ر ك م اســ ب ت ح ب ســو ل ان

ــك أل ــال إ ر ث ــا غ م ــائ ط خ ت ر ف اي

ــ ــ الع ب ر ف ــر ا و ب ي ســلــق أ اد ب ة مح

ــ ــ و يل ع ــك يف ب ار ب ــاال م و ي ن ي

* * * أسلمت وجهي إليك -١٢

وأسلمت وجهي ملن أسلمت

مل صخرا ثقـاال له األرض حت

ــتوت ــا اس ــام رآه ــا فل دحاه

ىل املاء أرسى عليهـا اجلبـاالع

وأسلمت وجهي ملن أسلمت

ــذبا زالال ــل ع م ــزن حت ــه امل ل

ـــدة ـــيقت إىل بل ـــي س إذا ه

أطاعت فصبت عليها سجاال

* * *

).١/٣٨٦(الروض األنف ) ١( ).١/٣٨٩(الروض األنف ) ٢(

١٧٤

قريح القلب -١٣

ت قريح القلب من وجـع الـذنوب

سم يــشهق بالنحيــب نحيــل اجلــ

ـــايل ـــهر اللي ـــسمه س أرض بج

ــضيب ــه كالق ــسم من ــصار اجل ف

ـــه خـــوف شـــديد لون ـــري وغ

ــروب ــن طــول الك ــاه م ــا يلق مل

ـــي ـــا آهل ع ي ـــرض ـــادي بالت ين

رت عيــويب أقلنــي عثــريت واســ

ـــق مـــستغيثا فزعـــت إىل اخلالئ

ــق ــم أر يف اخلالئ ــب فل ــن جمي م

ــدعوك ريب ــن ي ــب م ــت جتي وأن

وتكـشف رض عبــدك يـا حبيبــي

ودائـــي بـــاطن ولـــديك طـــب

فمن يل مثـل طبـك يـا طبيبـي

* * *

).٤٣:ص(ديوان عيل بن أيب طالب ريض اهللا عنه ) ١(

١٧٥

سيديوإلهي -١٤

ـــي ـــيدي ريب أغثن ـــي س إهل

وخذ بيدي ومن بعدي أجرين

ــي ــد إهل ــت وأي عب ــد جني ق

ضعيف اخللق مثيل ليس جيني

ــا ــدر باخلطاي ــيس أج ــي ل إهل

ت منــي ال قــصري والــز وبالت

ــب ــل ذن ــت بك ــو أتي ــي ل إهل

ــي ــك عن ــو من ــال أوىل بعف ف

ــل ــفح مجي ــت ذو ص ــي أن إهل

ــيم ــع وعظ ــود واس ــن وج م

ــي مــا عــصيت بغــري علــم إهل

وال أبــدا أطعــت بغـــري إذن

طع فـبمحض فـضل إهلي إن أ

وإن أعص فمن نقص ووهـن

ـــة يف ـــد حج ـــا لعب ـــي م إهل

ـــي جن ـــة والت ـــه اجلناي ل حتم

ــد ــي ق ــك الت ت ــي إن حج إهل

عـال برهاهنــا مــن غــري طعــن

ــدا ــت عب ــو كن ــي ليتنــي ل إهل

بال خطإ وهل جيـدي التمنـي

ـــت إذ مل ـــي ال كن ـــي ليتن إهل

ــدين ــي مل تل أطعــك وليــت أم

ـــو ـــي إن خ ـــوال إهل يف زاد ل

رجائي مت مـن هـم وحـزين

ــي مــن ينــاقش يف حــساب إهل

ب منــه يــا ريب أقلنــي يعــذ

ـــيم ـــار حل ـــت قه ـــي أن إهل

بحق منك يـا ذخـري أعـذين

ـــت ريب ـــيس إال أن ـــي ل إهل

ك متتحنـــيفـــال أبـــدا بغـــري

ــم ــري عل ــأت بغ ــي إن أس إهل

فإين فيك قـد أحـسنت ظنـي

١٧٦

قـت فقـري إهلي أنت قـد حق

إليك وليس يشء عنك يغنـي

ــو ــي أخــشى وأرج ن ــي إن إهل

ــأمن ــامنن يل ب ــك ف ــا من أمان

ــي ــوريإهل ــك يف أم ــري باب غ

إذا ما ضقت ذرعـا مل يـسعني

ـي قــد رجعــت إليــك عــام إهل

سواك فـال إىل غـريك تكلنـي

إهلي مثـل مـا أحـسنت بـدءا

ففي العقبى بحقك ال تـسؤين

إهلي مـن يعـني عـىل وصـويل

ـــيض إن مل ـــا ترت ـــيإىل م تعن

ــي ــي مــن ســواك يزيــل مه إهل

ا جيبنــي ــن أدعــوه مــضطر وم

إهلي لست أحـيص مـا بـه قـد

منحت من العطاء بال تعني

* * * أفر إليك منك -١٥

ـري أيا مـن لـيس يل منـه جم

ك أستجري بعفوك من عذاب

قـر بكـل ذنـب أنا العبد امل

يد املوىل الغفـور وأنت الس

بتني فبـسوء فعـيل فإن عـذ

وإن تغفر فأنـت بـه جـدير

أفـر إليــك منــك وأيــن إال

يفر إليك منك املـستجري

.املكتبة الشاملة اإللكرتونية. ط) ١/١٥(الكواكب السائرة ) ١( ).١/٦٨(ديوان أيب نواس ) ٢(

١٧٧

وذو المحالذو الجاللتبارك -١٦

تبارك ذو اجلـالل وذو املحـال

مــود الفعــال أن حم عزيــز الــش

ــي أراه ؤال لك ــس رسوري بال

ـــالنوال ـــه ب ـــف أرس من فكي

جد يل ! يا ذا اجلود ! فيا ذا العز

وغري ما ترى من سوء حايل

* * * ١٧- اهللاولكنني في رحمة أطمع

ت ـرت فيهـا كثـرية ذنويب إن فك

ع سـو مـن ذنـويب أ ورمحة ريب

فام طمعي يف صالح قد عملته

ع مـ أط ولكنني يف رمحـة اهللا

* * *

).١٠/٦٣(ية احلل) ١( ).٧٧:ص(ديوان عيل بن أيب طالب ريض اهللا عنه ) ٢(

١٧٨

١٨- أهلإلهى أنت لإلحسان

ــل ــسان أه ــت لإلح ــي أن إهل

ود والفضل اجلزيـل ومنك اجل

إهلــي بــات قلبــي يف مهــوم

وحــايل ال يــرس بــه خليــل

إهلي تب وجد وارحـم عبيـدا

ار مدمعــه يــسيل ز و األ ن مــ

ــسته ــسمي دن ــوب ج إهلــي ث

ذنـــوب محلهـــا أبـــدا ثقيـــل

ــوك يل فــإين ــد بعف ــي ج إهل

عــىل األبــواب منكــرس ذليــل

هلي خانني جلـدي وصـربيإ

وجاء الشيب واقرتب الرحيل

إهلـــي داوين بـــدواء عفـــو

ــل ــؤادي والغلي ــشفى ف ــه ي ب

ــويب ــن ذن ــي م إهلــي ذاب قلب

ومن فعل القبـيح أنـا القتيـل

ــبكم ــوين أج ــت ادع إهلــي قل

فهاك العبـد يـدعو يـا وكيـل

ــيض ــات مت ــذه األوق ــي ه إهل

بـــأعامر لنـــا وهبـــا تـــزول

* * *

).٨٩٥:ص(مناجاة ختم هبا الدكتور عيل حممد الصاليب كتابه يف السرية النبوية ) ١(

١٧٩

عظمت صفاتك يا عظيم -١٩

يــا فــاطر اخللــق البــديع وكــافال

رزق اجلميع سحاب جودك هاطل

الــيا مسبغ الرب اجلزيل ومـسبل

رت اجلميل، عميم طولك طائل ـس

اخلفـي ومنجـز الــيا عامل الـرس

، قضاء حكمك عادل ـوعد الوقي

عظمت صفاتك يا عظيم فجـل أن

حييص الثنـاء عليـك فيهـا قائـل

ــافر ــك غ ــه بمن ــت ل نب أن ــذ ال

ولتوبــة العــايص بحلمــك قابــل

ه رب يــــريب العــــاملني بــــرب

ـــل ـــيهم واص ـــدا إل ـــه أب ونوال

تعصيه وهو يسوق نحـوك دائـام

ــست ــضه ت ــون لبع ــا ال تك هل أم

ـــوده ل أبـــدا وأنـــت جل متفـــض

ــل ــك تقاب ــصيان من ــائح الع بقب

١٨٠

وأظلمت وإذا دجى ليل اخلطوب

سبل اخلالص وخاب فيها اآلمل

ـا وأيست من وجه النجـاة فـام هل

ــا متنــاول ســبب وال يــدنو هل

يأتيك مـن ألطافـه الفـرج الـذي

مل حتتــسبه وأنـــت عنـــه غافـــل

يا موجـد األشـياء مـن ألقـى إىل

أبــواب غــريك فهــو غــر جاهــل

اح بغري ذكرك أو رجـا ومن اسرت

ــل ــل زائ ــذاك ظ أحــدا ســواك ف

ــه عمــل أريــد بــه ســواك فإن

باطـل ـ وإن زعم املرائـي ـ عمل

وإذا رضــيت فكــل يشء هــني

حصلت فكل يشء حاصـل وإذا

دت قد أثقلت ظهري الذنوب وسو

صحفي العيوب وسرت عفوك شامل

١٨١

ها قد أتيت وحسن ظني شافعي

ــائل ــع س ــدم ودم ــائيل ن ووس

فاغفر لعبدك ما مىض وارزقه تـو

ملـا تـرىض ففـضلك كامـل فيقا

وافعـل بـه مـا أنـت أهـل مجيلــه

والظن كل الظـن أنـك فاعـل

* * *

. العزم عىل عدم املعاودة-٣. اإلقالع-٢. الندم-١: هذه إحدى رشوط التوبة) ١( .، وقد حكاها األصمعي عن غالم)٢/١٧(ى ذكر القصيدة الدمريي يف حياة احليوان الكرب) ٢(

١٨٢

عرفتك يا إلهي -٢٠

إهلي

ــف ر ع ــك ت ــن م ــ ظ ء يش ل ك ر ه

ــف ر ع ــك ت ــخت ا ا مم ــ و ىف رت ت اس

ود جـ الو ات ارض ح ن م ك ت ف ر ع

ـــو ـــمم ـــ ز يف ىض ا م ـــان م رب غ

ــف ر ع ــ الر ات حــف ل ن مــك ت اح ي

ر ح الــس يم س نــات حــف ن ن مــو

ــاد احل ة أ طــ و ن مــك تــف ر ع ات ث

ــو ــ ر ن م ــ م ة ق ــل ث ــ الز ل مخ ر ه

ــف ر ع ــك ت ــح ن م ــل غ م ك ت ف

ـــظ م ب ـــر ه ـــظ م و ري خ رش ر ه

ي د لــق مــ ع ل كــن مــك تـف ر ع

رص البـي و ع م س مـن مـك ت ف ر ع

ـــف ر ع ـــك ت ـــش اء ر ا و مم ور ع ال

ــف ر ع ــك ت ــن م ــء يش ل ك ر ع ش

د ح األ ه ل اإل ت ن أ ك ن أ ب إهلي

فقـر لـك فطرت حيايت عـىل ال

وفكري وقلبي عىل العلـم بـك

ونفيس عىل حب ما قد وهبـت

وروحي عىل األنس يف حرضتك

لـــذلك يـــا رب آمنـــت بـــك

ا وأسـلمت لـك خضوعا وحب

عىل رغم أنف اجلحود الكنـود

ــم آم ــك ث ــت ب ــك آمن ــت ب ن

ــا ــت قلب ــا فأذلل ــيتك رب رض

تــــك ــــا إىل عز وروحــــا ولب

ووجهــي ورأيس إىل قــدرتك وأخضعت نفيس وفكري وحيس

١٨٣

ي مت أمري بجهري ورس وسل

ــك ي إىل حكمت ــريي ورش وخ

صاليت ونسكي خشوعي وحبي

خضوعي وقريب إىل حـرضتك

وحميـــاي ريب وغفـــران ذنبـــي

ـــك ـــي إىل رمحت ـــويت وبعث وم

ــــت يف ــــي تبارك ــــي إهل إهل

ـــك ـــت ب ـــإين آمن ـــالك ف ع

ــــي تعاليــــت يف ــــي إهل إهل

ســـناك فـــإين أســـلمت لـــك

إهليــاأل ات عــم ال ن مــك تــف ر ع ق ف

ق س الغـات ش وح م ن م ك ت ف ر ع

ــف ر ع ــك ت ــف ن ن م ــ الف ات ح ق ل

ــف ر ع ــخ ن مــك ت ــ امل ك لق ق س ت

د ح األ ه ل اإل ت ن أ ك ن أ ب ــف ر ع ــك ت ــ هب ن م ــ الق يف ة ج ر م

ر ح الـس يف ة م س نـن مـك ت ف ر ع

ــ ن مــك تــف ر ع ر هــ الز يف ة م س ب

ــف ر ع ر ج الــش يــات ام ن ن مــك ت

د ح األ ه ل اإل ت ن أ ك ن أ ب ار نــ و ور نــح ا ال مــك تــف ر ع

ــم و ــام ه ــ ك ر د ي ــ يف ب وك ار د م

ار د ت اســان مــ الز ام هــ م ك تــف ر ع

ار هــن الد عـ ب ل يــى الل تـ أ ام هـم و

د ح األ ه ل اإل ت ن أ ك ن أ ب د م الص يم ظ الع ت ن أ ك ن أ و

ــف ر ع ــس ب ك ت ــب ح ال ت ال اط اهل

ات و مـــالد بـــل كــ ي يــح ت ل

ــب ــ ن ل ك ــب ج ع ات ب ــ الن ي ات ب

ـــــل ت خ م ب ـــــ و ات ف ات ه ب ت ش م

١٨٤

د ح األ ه ل اإل ت ن أ ك ن أ ب ار فـ الق ت ك ل سـني حـك ت ف ر ع

ار طــ الق ول ه الــس ا يف نــ ب ار سـو

ار حــ الب ت بــك ر ني حــك تــف ر ع

ار بـ ك وار جـ يب ت ر جـني حـو

د ح األ ه ل اإل ت ن أ ك ن أ ب ــف ر ع ــك ت ــك ر ني ح ــت ب اء و اهل

ــو ط و ــن ج يف ت ف ــات ب اء ض الف

امء ي الــس ذ هــ ت لــم أ ت ني حــو

ـــيم ظـــ ع ل كــو ـــا ذ هب اء ي هب

د ح األ ه ل اإل ت ن أ ك ن أ ب د م الص يم ظ الع ت ن أ ك ن أ و

إهليــ ي اح نــي ج ذ ن مــك تــف ر ع ري ط

ــف ر ع ــ ذ ن مــك ت ــ ام و ي ق ري س ي

ير د الغــ يف ح اب سـن مــك تـف ر ع

ري جـ اهل يف ف احـز ن م ك ت ف ر ع

د ح األ ه ل اإل ت ن أ ك ن أ ب ال بــ اجل ت ر ظــا ن ملــك تــف ر ع

ــف ر ع ــك ت ــائ ر ن م ل ام اجلــات ع

ل ال الــز ت بــ رش ني حــك تــف ر ع

ــف ر ع ــت ل ل ظ ذ إ ك ت ــ ين ل ال الظ

د ح األ ه ل اإل ت ن أ ك ن أ ب ر ريـ احل ني لـس ملـ ن مـك ت ف ر ع

ور خ الص يف ة و س ي ق ذ س مل ن م و

ــف ر ع ــك ت ــف ن ن م ــس ات ث ري ع ال

ـــن مـــو يـــر ر ه م ز تـــل ا ق د ار ب

د ح األ ه ل اإل ت ن أ ك ن أ ب

١٨٥

د م الص يم ظ الع ت ن أ ك ن أ و إهلي

ــف ر ع ــك ت ــ ن ن م ــ اجل ات ض ب ان ن

ان س اللـ يف ب جـ ع ق طـن م ن م و

ــف ر ع ــك ت ــر ح ن م ــ الب ات ك ان ن

ـــر أ و ان د اليـــك ال عـــ ل ين د ش

د ح األ ه ل اإل ت ن أ ك ن أ ب ــف ر ع ــك ت ــك أ ن م ــام ظ د ب ات ئ

ــف ر ع ــك ت ــم ن م ــائ ج د ع ات ع

ــف ر ع ــك ت ــر ح ن م ــ احل ات ك اة ي

ــف ر ع ــات ن ك ســ ن مــك ت ت ام امل

د ح األ ه ل اإل ت ن أ ك ن أ ب ر و س الـات ز جـع م ن مـك ت ف ر ع

رب العــيــل ل ج ن مــت عــا مج مـو

ــف ر ع و ــه ك ي بــن ر األغــ ط

ــر ــ ك ول س ــد أمح ــرش الري خ ب

د ح األ ه ل اإل ت ن أ ك ن أ ب د م الص يم ظ الع ت ن أ ك ن أ و

* * *

ور عىل سليس من أسامء النبي، ولكنه ورد يف القرآن كبقية األحرف املقطعة يف أوائل ال: طه) ١(

.سبيل اإلعجاز ).١٢-٩:ص(آمنت باهللا : ديوان) ٢(

١٨٦

أشكو إليك ذنوبا -٢١

أشكو إليك ذنوبا لست أنكرهـا

وقد رجوتك يـا ذا املـن تغفرهـا

ا أميلمن قبل سؤلك يل يف احلرش ي

يوم اجلزاء عىل األهوال تـذكرها

أرجوك تغفرها يف احلرش يا أمـيل

إذ كنت سؤيل كـام يف األرض تـسرتها

* * * مسلم يخاطب الكون -٢٢

ام قف يف احلياة تـرى اجلـامل تبـس

والطل من ثغر اخلامئـل قـد مهـى

عت وشدت مطو قة العروس ورج

وترعرع الفنن اجلميـل وقـد نـام

ورسى النسيم هيز عطـف عبـريه

ــتام ــداول مت ــف اجل ــاء يف عط وامل

وتفـتح األزهـار واعتنـق النــدى

ام ــث هــدر الغــدير وكــان قبــل مل

والنبت قـد شـق الثـرى فعيونـه

ــ ــت إىل ضــوء ت ام تاق ــس ألق يف ال

والشمس أرسلت األشعة يف الفـضا

ــام ــد فهمه ــت اجللي ــددا وقبل ب

با ورست طيور القاع تنشد يف الر

ام ــعادة وتــرن ــت القــصيد س بي

والنحل قـد تـرك اخلليـة مولعـا

ـام برحيق زهر ظل يـسكب يف الل

البــستان ألقــت نفــسهاوفراشــة

يف سـندس فـوق البطـائح وسـام

وبكى الغامم من الفراق مـشامت

يف األرض يضحك ترحة وتلوما

١٨٧

وتطاولت شمم اجلبال ونـافرت

قمم التالل فلـم تكـن أبـدا كـام

ام ــسل ــع الوجــود م ــؤمن اطل وامل

أهــال بمــن حــاز اجلــامل مــسلام

فجثت لطلعته اجلبـال وأذعنـت

ــام ــا يف احلقيقــة أعظ إذ كــان منه

ــه ــة ل ــل كائن ــت ك أب ــد ارش وق

ـــ ـــسري معل ـــك ي ـــه مل امفكأن

ـــية ـــرة قدس ـــاة بنظ ورأى احلي

ــام ــد س ــيمن ق ــز امله وهبــا إىل ع

قت كشف احلجاب عن الغيوب فأرش

ـــه فت ـــة قبل ـــبل اهلداي ماس ـــد ق

عـرف احلقيقــة فاسـتنار بنورهــا

ــر م ــق التفك ــراه يف عم ــام ل وت ه

يف كــــل ماثلــــة متــــر بعينــــه

ـــام ـــه األعظ ـــه اإلل ف ـــرب تعر ع

كا حبـل الرجـاء غــدا بـه متمــس

ما ــرص ــن يت ــط ل ــل ق ــم بحب أنع

قـى أترى اجلامل بغـري منظـار الت

حسنا ولو ملكت يـداك األنجـام

ــة ــسكن بره ــس ي أتظــن أن األن

ام !؟قلبا ومل يك يف احلقيقـة مـسل

ال والـذي مجــع اخلالئــق يف منــى

وبدا فأعطى مـن أحـل وأحرمـا

ما يف ربـوع الكـون أمجـل منظـر

ــام ــؤمن للــسعد جــد ويم مــن م

ــ ــا ج امإن مــت ي ــإن ــاة ف امي احلي

ــام ــاة أوس ــى حي ــة تلق ــي نقل ه

ــه دت ــد وح ــت ق يف ظــل رب كن

ــا ــر وأكرم ــرى أب ــاه يف األخ تلق

بل كيـف ترحـل واحليـاة تقـدما

ام ــث ــربك ج ــول ق ــوامل ح ــا للع م

فاسعد فقد ظفرت يداك بـصفقة

ما ــد واهنــأ فإنــك بعــد لــن تتن

).٢١-١٨:ص(عائض القرين، واإسالماه ) ١(

١٨٨

الجحود -٢٣

يغذوك لكـن أنـت تـشكر غـريه

!؟ويذود عنك فتمـدح األوثانـا

ـــه ـــل ألهل ـــذا رد اجلمي أو هك

ــسانا ــستقبل اإلح ــذا ت !؟أو هك

نيع صـنيعه يا من جحدت لذي الص

خط والنريانـا !؟أو ما هتاب الـس

ـــهأختاصـــم اجل ـــار يف عليائ !؟ب

يا مـن بـراك مـن الثـرى إنـسانا

ــرصا ــواك ريب مب ــة س ــن نطف م

األشــــكال واأللوانــــا تتبــــني

بع الطبـاق خلدمـة ر الـس بل سخ

ـــا واألرض واألهنـــار واخللجان

والفلك جتـري والريـاح لواقحـا

ــزرع واأل يــي ال ــاء حي فنانــاوامل

امء مــسبحا والرعــد يف كبــد الــس

ــدرانا ــد الغ ــل يرف ــثلج هيط وال

ــه كــسفينة ــسط جنح والطــري يب

انــا ح الرمح ــوق الريــاح يــسب ف

يف كـــل يشء للمهـــيمن آيـــة

انـــا تـــدع اجلحـــود بـــأمره حري

ـر حلظـة يا مـن جحـدت أمل تفك

ــود وتن ــايف ذا الوج ــر األكوان ظ

ـــ ـــك اخلف ـــة يف قلب اق أكـــرب آي

ــا ــك الربهان ــن حول إن مل جتــد م

الـسمع واألبــصار خلـق معجــز

ـــا ـــد والنكران ـــديان اجلح يتح

ــح ــل واض ــصبا دلي ــسري منت وال

ـــــز اإلنـــــسانا مي أن املـــــسري

ـــارة ـــدرة جب ـــة ق ـــق آي والنط

ــظ كــ ــاواملــخ حيف ل مــا قــد كان

واللمس لألشـياء والـشم الـذي

حيانـــا ال خيطـــيء األريـــاح والر

١٨٩

عر يكسو اجللـد ثوبـا نـاعام والش

ــــا دا ألوان ــــد ــــا متج ج متمو

ــه ــشبه لون ــاء ي ــد للحرب كاجلل

ـــصانا ـــه أغ ـــه فتظن ـــا حول م

ــه والــرأس حيمــي املــخ يف جتويف

ياناوالصدر حيمي القلب والـرش

فلم اجلحود وفضل ربـك سـابق

!؟من قبل أن تسرتضع األلبانا

* * *

).١٢٣:ص(ديوان النرص لإلسالم ) ١(

١٩٠

٢٤- والفرقان يا منزل اآليات

اآليــات والفرقــان منــزل يــا

القــرآن حرمــة وبينــك بينــي

اهلـدى ملعرفـة صدري به ح ارش

يطان مـن قلبـي به واعصم الـش

واحطط به وزري وأخلص نيتـي

وأصـلح شـاين أزري به واشدد

ق تـوبتي ي وحق واكشف به رض

ــ ــح ب ان أرب ــرس ــال خ ــي ب ه بيع

ر يـريت وصـف يقلبـ به طه رس

وأعـل مكـاين ذكـري بـه أمجـل

ف طمعي به واقطع تـي ورش مه

ــر ــاين وأحــي ورعــي بــه كث جن

جـوارحي وأظـم لـييل به أسهر

دموعهـا أجفــاين بفـيض أسـبل

يوأمزجه يا ريب بلحمي مـع دمـ

واغسل بـه قلبـي مـن األضـغان

رتني وخلقتنـي أنت الـذي صـو

ائع اإليــــامن ــــرش وهــــديتني ل

ــي تن ــي ورمح متن ــذي عل ــت ال أن

وجعلت صدري واعـي القـرآن

أنت الـذي أطعمتنـي وسـقيتني

ــن غــري ــان م ــد وال دك ــسب ي ك

تني ــرص تني ون ــرت ــي وس تن وجرب

ــسان ــضل واإلح وغمرتنــي بالف

ــوتني ــي وحب ــذي آويتن ــت ال أن

ــذالن ــرية اخل ــن ح ــديتني م وه

ة وزرعــت يل بــني القلــوب مــود

ــف م ــان والعط ــة وحن ــك برمح ن

ــنا اس ــاملني حم ــرشت يل يف الع ون

ت أبصارهم عـصياين عن وسرت

١٩١

ـة شـائعا ي وجعلت ذكري يف الرب

إخـواين مجـيعهم جعلـت حتى

يــريت علمــوا لــو واهللا ــيح رس قب

الم ألبــى مــن يلقــاين عــيل الــس

وألعرضوا عني وملوا صـحبتي

ـــوان بعـــد ولبـــؤت كرامـــة هب

ومثــالبي معــايبي ســرتت لكــن

ي وعن طغياين ط ق عن س وحلمت

ــك ــد فل ــا املحام ه ــدائح كل وامل

ولـساين وجـوارحي بخواطري

ــد ول ــت ق ــيل منن ــأنعم ع رب ب

ـــا يل ـــشكر م ـــدان ب ـــن ي ه أقل

ــق ــك فوح ــي آتيتنــي حكمت الت

ــى برهــاين بنورهــا شــددت حت

رضـاك معونـة من اجتبتني لئن

ـــى ي حت ـــدها تقـــو ـــامين أي إي

شية بكــــرة وعــــ ألســــبحنك

ــاين يف ولتخــدمنك جى أرك الــد

ـــك ام وألذكرن ـــائ ـــدا أو ق قاع

ـــان وألشـــكرنك ســـائر األحي

تــي ــة خل ي ــتمن عــن الرب وألك

ــاين ــد زم ــك جه ــكون إلي والش

ــع حــوائجي ــصدنك يف مجي وألق

ــصد فال ــن دون ق ــالن م ــة وف ن

وألحسمن عـن األنـام مطـامعي

ـــاين ـــشبه بن بحـــسام يـــأس مل ت

ــي ت ــرب مه ــاك أك ــن رض وألجعل

ــوى شــيطاين ــن مــن اهل والرضب

قى وألكسون عيوب نفـيس بـالت

ــاين ــن الفجــور عن ــضن ع وألقب

اوألمــنعن الــن فس عــن شــهواهت

ــواين ــن أع ــد م ه ــن الز وألجعل

جىو ل وألت ن حروف وحيك يف الـد

ــــوره شــــيطاين وألحــــرقن بن

١٩٢

أنت الذي يا رب قلـت حروفـه

ـــان ـــالوعظ والتبي ـــفته ب ووص

ـــــة ـــــة أزلي ـــــه ببالغ ونظمت

ــا ــىل األذه ــى ع ــا خيف ن تكييفه

ــه وهــو املحــيط بكــل يشء علم

يان س مـــن غـــري إغفـــال وال نـــ

مــن ذا يكيــف ذاتــه وصــفاته

ــوان ن األك ــو ــديم مك ــو الق وه

كا عىل العرش استوىه مل سبحان

ى مجيع امللـك والـسطان و ح و

* * *

.جدة - مكتبة السوادي. من نوية القحطاين، طارات تخم) ١(

١٩٣

سبحانك اللهم -٢٥

مـن عـدم مجيـع الكائنـات يا رب قـد أبـدعت

شــاد البينــات وجعلــت لإلنــسان آيــات الر

هر عـــن درب اهلـــداة وأمرتـــه أال حييـــد الـــد

لنــوال كــل األمنيــات ... وأعنتــه ... منيتــه

! األرض كم قد أعطت اإلنسان شتى األعطيات

الــذي أودعــت فيهــا كــل ألــوان اهلبــات أنــت

ـــا ـــا منه ـــات .. أنبتن ـــت أزواج النب ـــام أنب ك

فات ــشابه يف الــص ــه رغــم الت ــرى ألوان شــتى ن

ــات ــىل بالنعمي موات الع ــس ــواب ال ــسح أب وت

ــل الع ــه ك ــديرا ب ــق تق رت ريب اخلل ــد ــات ق ظ

ــ ــا رب ــت ي ــاة ووهب ــق أســباب احلي ــل اخلل اه ك

ــاة ــل البن ت ك ــال دعــائم حــري امء ب ــس هــذي ال

فإذا هبـا مثـل الثبـات عـىل الثبـات ... أمسكتها

ات ــري ــواء آالف النجــوم الن ــت يف األج وزرع

هر أصحاب ا لعقول الراجحات هتدي هبا يف الد

١٩٤

وبسطت فوق املـاء أرضـا مل تـزل يف الـدائرات

ــالت ــك يــدور كــام أردت بــال انف الكــل يف فل

ــشى عليهــا مــن أذاة ال املــاء يطغــى، ال، وال خي

ــات ــل حــي مــن مم ــم ختــرج ك ســبحانك الله

كانت مجيع املعجزات ... كن : يا من إذا قد قلت

تــي ســبل اهلدايــة والنجــاة أدعـوك فــامنح أم

* * *

).٥٠-٤٩:ص(ديوان حتى ترىض ) ١(

١٩٥

سبحان من يعطي المنى -٢٦

بخواطر نى ان من يعطي امل ح ب س

ــسان يف الــن ــق هبــن ل فس مل ينط

ان من اليشء حيجب علمهح ب س

فالـــرس أمجـــع عنـــده إعـــالن

ال يزال مـسبحاو ه ن م ان ح ب س

بحان ــس ــريه ال ــيس لغ ــدا ول أب

جتري قـضاياه عـىلن ان م ح ب س

ــان ــب وعي ــا غائ مــا شــاء منه

و ال يـزال ورزقـه ه ن م ان ح ب س

ـــامن ـــه ض ـــه علي ـــاملني ب للع

ىض ان من يف ذكره طرق الر ح ب س

وح والرحيــان منــه وفيــه الــر

ه ملــك عزيــز ال يقــارن عــز

يعىص ويرجـى عنـده الغفـران

ملك لـه ظهـر القـضاء وبطنـه

ــان ــه األزم ة ملك ــد ــل ج مل تب

ملك هو امللك الذي من حلمـه

ــه ــسن بالئ ــىص بح ــان يع وخي

يــبىل لكــل مــسلط ســلطانه

ـــه ـــبىل ل ـــلطان واهللا ال ي س

* * *

).١١٠:ص(اهللا أهل الثناء واملجد ) ١(

١٩٦

إخالص العبودية -٢٧

ـــا لن ـــوىل توك ـــىل امل ع

وســبحنا اســمه األعــىل

وحسب املـسلم املـؤمن

ــــرص اهللا ــــوقن بن أن ي

ــإن العــون والنــرصا ف

ملـــن يـــدعوه مـــضطرا

ومن يسأل سوى الـرب

ــ ــاهر القل س ط ــدن ب ي

ومــن يــرشك بمــواله

يكـــن يف النـــار مثـــواه

وكل الـذنب قـد يغفـر

ى اإلرشاك بـاألكرب و س

ومن يطلـب مـن القـرب

ينــل مــا نــال ذو الكفــر

فأخلص يـا أخـي النيـة

ـــــة ـــــواع العبودي وأن

لـــرب قـــادر قـــاهر

ـــافر ـــامل غ ـــيم ع حك

للمـوىل ففي اإلخالص

بلــوغ املرفــق األعــىل

ــه ــرمحن يف اجلن ــدى ال ل

ولقيــا الفــضل واملنــه

ـــــد اهللا ـــــد فعن للعاب

نعـــيم وافـــر خالـــد

ــضل واجلــود ــاذا الف في

وبــاري كــل موجــود

ـــال ـــة الب ـــي راح أنلن

ـــار واآلل ـــع املخت م

).١٢٧:ص(ديوان النرص لإلسالم ) ١(

١٩٧

إلهي أقلني عثرتي -٢٨

عسى من خفي اللطف سبحانه لطف

بعطفــة بـــر فــالكريم لـــه عطـــف

نع نظـرة رمحـة عسى من لطيف الـص

حب واإللف إىل من جفاه األهل والص

عــسى فــرج يــأيت بــه اهللا عــاجال

ــوف إن ــه املله ــرس ب ــف ي ه ــه الل غم

ــة ــدبري رأف ار ت ــد ــب ال غري ــسى ل ع

وبر من البـاري إذا العـيش مل يـصف

ة ـــة صـــمدي عـــسى نفحـــة فردي

مل يلتـف هبا تنقيض احلاجات والـش

كوى إىل اهللا ـــش وال ـــإين ـــذيف كال

ــة م ــسه يف جل ــى نف ــورم ــا يطف وجه

ب ــام قلبــي معــذ فمــن حمــن األي

بروحـي قبــل حتـف الفنــا حتــف أمل

م ــة األحبــاب قلبــي مقــس ومــن فرق

ــصف ــاع ونــصف وال ن ــالث وأرب ث

١٩٨

وإين ألرىض مـــا قـــىض اهللا يل ولـــو

عبدت عىل حرف ألزرى يب احلـرف

ومل أبن حسن الظـن يف سـيدي عـىل

شــفا جــرف هــار فينهــار يب اجلــرف

ــي ــوت اهللا يكــشف كربت ــن دع ولك

ـــه هلـــا كـــشف ـــة إال ومن ـــام كرب ف

ــدين ــسوء تري ــف ب ــسطت ك ــم ب فك

ــف ــت الك ــا الكــايف أال غل ــال هل فق

هم رصف الـدهر يـرصف نابـه وكم

ف ف الـرص عيل فجاء املوت وانـرص

ــــاهللا ــــصم ب ــــد يل ومل أعت إال وم

من الـرب ظـال يف رضـاء لـه وكـف

ــــاقتي ــــري وف ــــستغن بفق وإين مل

ــعف ــان يب ض ــستقو وإن ك ــه وم إلي

عيف لطـائف ويف ا لغيب للعبد الـض

حف ت األقالم وانطوت الـص هبا جف

.الوكف اجلريان والتتابع: وكف) ١(

١٩٩

ام ــس ــن شــد اهلــوا وبنــى ال ــدرة م بق

طرائق فوق األرض فهي هلـا سـقف

ومن نصب الكريس والعرش واستوى

وا عىل العرش، واألمالك من حوله حف

ــه ــسط األرضــني فهــي بلطف ــن ب وم

ــرف ــتهم ظ نيا ومي ــد ــي ال ــي بن حل

ــيا م فيهــا رواس ــش ــال ال وألقــى اجلب

فليس هلـا مـن قبـل موعـدها نـسف

وألبــسها مــن ســندس النبــت هبجــة

ه صـنف من النـور مـا صـنف يـشاهب

حاب لواقحـا ر مـن نـرش الـس وسخ

ت سحائبها الوطف ت در إذا انترش

ـــة ـــل حب ـــا ك ـــشأ مـــن ألفافه وأن

به األب والرحيان واحلـب والعـصف

ويعلــم مــسعى كــل ســار وســارب

وما أعلنوه مـن خطـاب ومـا أخفـوا

.املاء املنهمر: الوطف) ١(

٢٠٠

نمل يف الليل إن سعتويدري دبيب ال

عي والوقـف وإن وقفت ما أمكن الس

ة ــــل ذر ــــم مثاقي ــــال ك ووزن جب

ـــزف ـــضها ن ـــار ال يغي ـــل بح وكي

وكم يف غريب امللك وامللكـوت مـن

ها وصـف عجائب ال حيـيص أليـرس

ــم ــن إن ه ــسبحان م ــسه ف ــم يقي وه

مــه الكــف بكــفء وتكييــف يلج

ــــي أقلنــــي عثــــريت وتــــولني إهل

بعفـــو فـــإن النائبـــات هلـــا عنـــف

ــذا ــم جئتــك عائ خلعــت عــذاري ث

وبعذري فإن مل تعف عني فمـن يعفـ

* * *

٢٠١

رحمتك اللهم -٢٩

ــس ــم ذو أن ه ــك الل ــي برمحت قلب

واجلهر واإلصباح والغلـس يف الرس

وما تقلبت من نـومي ويف سـنتي

إال وذكرك بني الـنفس والـنفس

ــة لقــد مننــت عــىل قلبــي بمعرف

ـــدس ـــك اهللا ذو اآلالء والق بأن

تيـت ذنوبــا أنـت تعلمهــاوقـد أ

ومل تكن فاضحي فيها بفعل ميس

احلني وال فامنن عـيل بـذكر الـص

ين مـن لـبس جتعل عيل إذا يف الد

وكن معي طول دنيـاي وآخـريت

ويوم حرشي بام أنزلت يف عبس

* * *

).٨٥:ص(ديوان الشافعي ) ١(

٢٠٢

إلهنا ما أعدلك -٣٠

إهلنــــا مــــا أعــــدلك

ــك ــك كــل مــن مل ملي

ــك ــت ل ــد لبي ــك ق لبي

ــد لــك ــك إن احلم لبي

وامللــك ال رشيــك لــك

والليــل ملــا أن حلــك

ــك ابحات يف الفل ــس وال

ـــسلك عـــىل جمـــار املن

ــك ــد أمل مــا خــاب عب

ــلك ــث س أنــت لــه حي

ــا رب ه ــوالك ي ــك ل ل

ــــك ــــي ومل كــــل نب

ــك ــا أغفل ــا م ــا خمطئ ي

ــك ــادر أجل ــل وب عج

ــك واخــتم بخــري عمل

لبيــك إن امللــك لــك

ــد والن ــك واحلم ــة ل عم

والعز ال رشيـك لـك

* * *

).٤٦:ص(أناشيد فتية احلق ) ١(

٢٠٣

٣١- في كل الوجود لك المجد

مد لك املجد يف كل الوجود لك احل

مد الفـرد . إهلي فأنت اخلالق الص

إهلي وأنت الـرب ختلـق مـا تـشا

وأنت معني العبد ما التجأ العبـد

لـــديك إهلـــي رزقنـــا وحياتنـــا

عد ومنك إهلي السعد ما أقبل الس

وكل تصاريف الوجود قـضاؤها

لديك وما تقضيه حق لـه احلمـد

ــضاؤه ــديك ق ــري إال يف ي وال خ

ــد ــاءنا خــري إذا أمل اجلل وكــم س

ه ــنفس نكــره مــس وكــم مــؤمل لل

ــا جمــد ــه لن ــا خــري وفي ــه لن وفي

ــه ــيم بفعل ــيم واحلك ــت حك فأن

ره احلـد محيد وعلم النـاس صـغ

* * *

٢٠٤

تسبيحات -٣٢

ن األمــم س لــ أ مــن ســبحته بحان ســ

ــ ــس ت ــبيح مح ــو أ ام د ب ــنعم ن ىل م ال

ن عرفـت س ألـن سـبحته بحان مـس

ــ أ ن مــ تــسبيحه ن بــأ ضل العــصم ف

ألـسن نطقـت سـبحته ن بحان مـس

من عامل يف حجـاب الغيـب مكتـتم

ة كـن سـبحت محـدا مالئ بحان مـس

ـــه ـــل ـــرو و ال ب ـــرتة تع ـــأم ال ف س

ن سبحت سبع له سبحت بحان م س

الـسموات ذات األنجـم العـتم ن م

ن سبحت شمس النهار له بحان م س

هب يف الظلـم جى والش والبدر بدر الد

ح بحان س الليـل البهـيم لـه من سـب

ح الـص بح يبـدي ثغـر مبتـسم وسب

).١٠١-٩٩:ص(تسبيح ومناجاة وثناء ) ١(

٢٠٥

ح اجلـسم اجلـامد لـهبح س ان من سب

ــنفهم ــسان احلــال م بمنطــق مــن ل

ح احلي الفـان م بح س يح لـه ص ن سب

فــظ ملتــئم يــح الل رص ن بمنطــق مــ

ـر األهنـار ن بحان مـس أسـفلها فج

حب منها يف ذر شأ ن أ و ى القمـم الس

ــ ــابح س ــاملني مع ــا يف الع ــامل م ان ع

ق أو ظــل ذا ضــخم مــن كــل مــا د

ان من كل حني يف الوجـود لـه بح س

ــدم ــاد منع ــود أو إجي ــدام موج إع

اإلنسان مـن علـق ق ل ن خ ان م بح س

ــــم ــــشاج إىل رم ــــد أم ه بع ورد

سكنى الروح يف جسد ان من شاء بح س

ــــرتم ــــد خم ــــد ال ب ــــاق إىل أم ب

ملـدىه سبحان مـن كـل يشء عنـد

مثل الشباب الذي يفـيض إىل اهلـرم

بحان من جعل الـدنيا وصـورهتاس

ى والعـيش كـ احللم مثل اخليال رس

٢٠٦

ــ ــة بح س ــدنيا حمبب ــل ال ــن جع ان م

ـــ ـــذة مـــع مـــا فيهـــا م ن ملت األمل

ان من حبب األخـرى لطائفـة بح س

ارين بــاهلمم ســمت إىل أرشف الــد

ان مـن ينـرش املـوتى ويبعـثهمبح س

ــم م ومظل ــال ــني ظ ــا ب ــصل م للف

نهم بالعـدل حيكـم يفان من بيبح س

مــن حكــم يــوم بــه لــيس غــري اهللا

ان من جـل يف سـلطانه وعـالبح س

عــن أن يــرى معــه حكــم ملحــتكم

ان من شاء تدبري األمـور عـىلبح س

مــا خــط تقريــره يف اللــوح بــالقلم

ان من أهلـم العبـد الـسعيد ملـابح س

ــتهم أضــحى قي إليــه غــري مل الــش

ان من ضلل األشقى بمعـصية بح س

فضل عن طرق التوفيـق وهـو عـم

ان من إن يشأ جيـز املـيسء وإنبح س

يشأ عفـا عـن كبـري اإلثـم واللمـم

٢٠٧

ان من منه نرجـو عفـو مقتـدر بح س

ــش ــن بط ــه م ــستعيذ ب ــتقم ون من

ان من يعدم املوجود حني يـشابح س

سبحان من أوجد األشياء من عـدم

ان مــن مل حيــط خلــق بــه ولــهبح ســ

ـــم ه ـــق كل ـــع اخلل إحاطـــة بجمي

ان من بدليل الوحي زاد هـدىبح س

من اهتـدى بـدليل العقـل والفهـم

إمـداد العقـول بـامان من شاء بح س

أوحى إىل رسله يف األعـرص القـدم

م احلـسن بخـامتهمـان من تـبح س م

ـــتم ـــوث وخمت ـــري مبع ـــد خ حمم

* * *

٢٠٨

الشوقبكل -٣٣

ــ ــش بك ــيل ال وق يف قلب

ــا ريب ــاب ي ــت الب طرق

اعـــات ويف شـــفتي رض

ـــيلقلـــب ذاب يف جنب

ــــــد ــــــه ع ق اء يف تأل

ــب ضــياء غــري ذي هل

يــسيل الطهــر يف دمعــي

ــ ــسل ص ــيليغ دقه ذنب

ــ ــسبي أن محــوح ـك الر

ن يف رضـوانه حـسبيـ

جتيــب رضاعــة املحتــا

عب ج عند املوقف الـص

ــريا ــوة احل ــدي خط وهت

رب ن إن ضلت عىل الد

طلبت رضـاك يـا رمحـا

ن واســرتمحت يف طلبــي

قصدتك يا محى روحـي

ويا غـوثي مـن الكـرب

ــ ــان ويــا حــصني م األي

ـــصف يب ـــام تع م واألي

ويــا عــوين عــىل اإلنــسا

ـــدر يب ن واإلنـــسان يغ

ــسان ــوب إن ــبس ث ويل

ئب ليخفــي صــور ة الــذ

ــــا ــــألت اهللا أن ترت س

هــب ن ح دنيانــا مــ الل

ــا وأن يرتــاح صــدق الن

امــة الكــذب ن س مـ دو

ــاب األر ــو رح وأن خيل

الــة احلطــب ض مــن مح

٢٠٩

ــ ــرىض رضــاء ين ـوأن ي

نيا مـن الغـضب ـ قذ الد

ـــدي ـــألت اهللا أن هي س

احلـــب إلينـــا نعمـــة

و ــر ــامء ال ــسقي ظ وأن ي

ح مــن تيــاره العــذب

وأن يرسي رحيـق احلــ

ب من قلـب إىل قلـب ـ

ت ــسعد كلــام ضــم فن

خطانــا ملــسة القــرب

ــــسئو ســــألت اهللا وامل

يـب ك والر ل فوق الـش

ــن ــال م ــي ب ــو املعط ه

ــضب ــري مقت ــاء غ عط

دعوت وحلمـي املـأمو

ل يبدو اليوم عن كثـب

تعـــــاىل اهللا مـــــن دان

اعي ومقــرتب إىل الــد

* * *

).٤٥٢-٤٥١:ص(رائق الشهد : ، وانظر)٨-٧:ص(من ديوان يا إهلي، ملحمد التهامي ) ١(

٢١٠

٣٤- ال يقهررب

ـــر ـــرب ال يقه ـــت ب آمن

ـــرب ـــدوس أك ـــبوح ق س

ــاغو ــرت وبالط ــت كف باجلب

ت فدعوى الرشك هي املنكر

الـا الكون سوىال رب هلذ

خالق القيــوم األقـــدر ـــ

اخللـــق مجيعـــا قبـــضته

يف احلرش ويا هول املحـرش

ـــة ـــد مفتح ـــواب اخلل أب

ــوي تــسعر والنــار بمــن هي

الـــومالئكـة النــريان عــىل

ــذ مــا تــؤمر أبــواب تنف

ـــب ـــة ترحي ـــام اجلن وأم

ك األشـهر من رضوان املل

ــىل ــردوس أع ــل بف والرس٣

ر ــم ــن ش يقون وم د ــص وال

اخللـــد طريـــق مفـــروش

ــستوعر ــل م ــشوك طوي بال

ـــت ـــذات حف ـــار بل والن

ــوثر ــف الك ــروه ح وبمك

ال يغفـــــر ريب إرشاكـــــا

ــر ــب يغف واألدنــى مــن ذن

ــايص ــد للع ــفاعة أمح وش

ــن ــر م ــة ال تنك ــل املل أه

ـــرآن ـــذاك شـــفاعة ق وك

ــصغر ــل مست وشــفاعة طف

ـــجدت ومل أســـجد هللا س

ــر ــاغوت األكف ــا للط يوم

نـــــذرت ومل أنـــــذرهللا

للقـــرب ومـــن فيـــه يقـــرب

٢١١

ــاهللا ــف ب ــت ومل أحل حلف

ــــرب ــــاهللا األك ــــسواه ف ب

يــت عملــت ومــا راءهللا

فذاك هو الـرشك األصـغر

ــــييف اهللا أجاهــــد ال أبغ

أجــرا أو أبغــي أن أذكــر

والعـون مــن املـوىل أرجــو

ـــرص ـــو املستن نعـــم املرج

ــو ــرمحن وال أدع ــو ال أدع

ــــر ــــا أمح ــــا أو جني ميت

وأخــاف اجلبــار األعـــىل

ــغر ــارا أص ــشى جب ال أخ

ـــىوأحـــب حبيبـــا ال يفن

ــر ــب وال يبه ــسى احل ال ين

ـــــح هللا ذبحـــــت ومل أذب

لــسواه اهلــدي ومل أنحــر

ـــت ـــوم توكل وعـــىل القي

ــر ــا يظه ــب وم م الغي ــال ع

ريب الــرزاق هــو املعبــود

هــو املقــصود هــو األظهــر

ـــضته ـــا قب ـــون مجيع الك

ــستق ــال امل ــل الفع در ج

* * *

).١٣٠-١٢٩:ص(ديوان النرص لإلسالم ) ١(

٢١٢

٣٥- من قبلهللا األمر ومن بعد

ــهإىل اهللا ــق كل ــر يف اخلل ــل األم ك

ــر ــن األم ــوق يشء م ــيس إىل املخل ول

هر كـل مـا إذا أنا مل أقبـل مـن الـد

تكرهت منـه طـال عتبـي عـىل الـدهر

حتــى ألفتــه دت مــس الــرض تعــو

ــو رب وأح ــص ــزاء إىل ال جني طــول الع

ين يـأيس مـن النـاس راجيـا وصري

عة لطــف اهللا ــرس ــث ال أدريل مــن حي

* * *

).٦٧٠:ص(اهللا أهل الثناء واملجد ) ١(

٢١٣

إلهي وجاهي -٣٦

لـك احلمـد فرضـا... لك احلمد طوعا

ــــا ســــامء وأرضــــا... وثيقــــا عميق

لـك احلمـد ذكـرا... لك احلمد صـمتا

ــد خ ــك احلم ــال ــا حثيث ــضا... فق ونب

ـــاين ـــا جن ـــلء خالي ـــد م ـــك احلم ل

ــــاين ــــضا... وكــــل كي ا وغم ــــو رن

ــــاهي ــــك اجت ــــاهي إلي ــــي وج إهل

ـــدا ـــدا مدي ـــأرىض ... وطي ـــرتىض ف ل

ـــوامي وأنـــت انـــسجامي... فأنـــت ق

ــوىض ــوالك ف ــر ل ــون واألم ــع الك م

* * *

).١٩٨-١٩٧:ص(من ديوان قلب ورب لعمر هباء الدين األمريي ) ١(

٢١٤

سبحانك يا اهللا -٣٧

لك احلمد يا مستوجب احلمد دائـام

ــدائم ــان ل ــل حــال محــد ف عــىل ك

ــسبيح شــاكر ــم ت وســبحانك الله

ــك املعــروف يــا ذا املــراحم ملعروف

فكم لك من سرت عـىل كـل خـاطئ

وكــم لــك مــن بــر عــىل كــل ظــامل

وجودك موجـود وفـضلك فـائض

وأنت الذي ترجى لكـشف املظـامل

ـــل ـــل مؤم ـــوح لك ـــك مفت وباب

ـــصارم ـــل م ـــوح لك ك ممن ـــر وب

فيا فالق اإلصباح واحلـب والنـوى

ــوامل ــني الع ــم األرزاق ب ــا قاس وي

ــج بحرهــا ويــا كافــل احليتــان يف ل

م ويا مؤنسا يف األفق وحـش البهـائ

ويا حميص األوراق والنبت واحلىص

ــم ا وقطــر الغامئ ــال عــد ورمــل الف

٢١٥

ــا ــر ذنوبن ــك اغف ــلنا ب ــك توس إلي

ف ع العاصـني ثقـل املظـامل ن وخف

وحبب إلينا احلـق واعـصم قلوبنـا

يغ واألهواء يا خـري عاصـم من الز

ــر أع ــذيودم ــسلطانك ال ــا ب ادين

ــات وغاشــم ــى كــل ع أذل وأفن

ــشف الغطــا ــا يــوم ينك ــن علين وم

ـــو اجلـــرائم ـــا وحم ـــسرت خطايان ب

وصــل عــىل خــري الربايــا نبينــا

ــــفوة آدم ــــوث ص ــــد املبع حمم

* * *

٢١٦

!رب رحماك -٣٨

ــصا ــاي خال ــك حمي ــايت.. ل ومم

فات .. إهلـييـا ويـا عظـيم الــص

وفيـك غايـة حبـي.. لك سعيي

ــي وصــاليت .. ونجــاوى رضاعت

معـراج روحـي وعقـيل.. وسجودي

يت.. وانعتــاقي وحيــايت .. ولــذ

وكــأين يف بحــر نــورك طيــف

وق العــربات واكــف .. هــائم الــش

ــضاء .. وأرى الكــون ــاكت .. الف اب

ـــات ـــه أروع اآلي ـــطرت في س

ــي ــك حتك ــه عن ــل يشء مرآت ك

ــداع ــا اإلب ــزات .. وترين واملعج

ولسان الوجـود يلهـج باحلمـد اعــ

ـــ ـــات ـ ـــيض اهلب ـــه بف رتافا من

كـل نبـضة عـرق !.. رب رمحاك

عوات ــد ــؤادي جتــيش بال ــن ف م

ت مهتـي يض جنـاحيوهـ.. قرص

ــي النهـوض بالواجبــات أيـن من

أين بذيل من أجلـك الـنفس واملـا

دي.. ل ــر وثبــايت .. ومعنــى جت

فعفـوا.. طاملا قد ظلمـت نفـيس

ـــات ـــىل الطاع ـــي ريب ع وأعن

وصـدقي.. وحـسن ظنـي.. ورجائي

ايتهـو يـوم احلــساب حبـل نجــ

* * *

.مرمنه: واكف) ١( ).٧١-٧٠:ص(رائق الشهد : ، انظر)جراح وكلامت(ديوان ) ٢(

٢١٧

أطيار - ٣٩

ـــار وض أطي ـــر ـــا يف ال هن

ــــبحت ريب ــــدك س بحم

ـــ أ رى أ ـــت اهل ك ش ا اختلف

هــــا تــــصبي ولكــــن كل

ــاغم صــوهتا ــى.. تن وحك

ب ــــص ــــة ال ــــا يف رق لن

بأحلــــــــان تباينهــــــــا

بأفـــصح منطـــق ينبـــي

عهابأنــــك أنــــت مبــــد

ـــذب ـــا الع ـــدع حلنه ومب

وأنـــت هـــديتها طبعـــا

ــــب ــــل ذي ل ــــري ك حي

ـــا ـــا عزم ـــت منحته وأن

عـــىل التحليـــق يـــا ريب

تـــساوى عنـــد أصـــغرها

ـــالقرب ـــد ب ـــيص البع ق

ــرا رى وك ــذ ــت يف ال أقام

ـــب ـــل ذي رع ـــأمن ك لت

ـــ ـــىل أم ـــه ع ـــري ل ن تط

ــب غ ــرش للز ــدي الب وهت

وختـــرج مـــن حواصـــلها

ـــب ـــن احل ـــا م وتطعمه

ـــوى ـــي تق ـــا لك وترعاه

ــب ح ــدى الر ومتــرح يف امل

ــىل ــمك األع ــف باس وهتت

ـــــــا ريب ـــــــسبحة أي م

ـــا ـــة فيه ـــن آي ـــم م فك

!غفا عـن وعيهـا صـحبي

.صغار الطري التي ال ريش هلا: الزغب) ١(

٢١٨

ــــوح ــــذي ت يوإدراك ال

ــــان ــــزل دأيب.. ه ك ومل ي

ـــــدها ـــــن إالك أرش فم

!لتحيـــا العمـــر يف حـــب

اها ك ســــــو ومــــــن إال

ــــب كــــل ذي ل !حتــــري

ـــ ـــض الطي ـــي إن بع ـإهل

ــ قلبــي.. ر يف تــسبيحهاـ

ـــامين ـــوم إي ـــسبي الي وح

ــسبي قي ح ــدرة خــال بق

* * *

).٤٤-٤٢:ص(حتى ترىض ) ١(

٢١٩

هل في حفظزب لم تيكفيك ر -٤٠

يكفيك من وسع اخلالئـق رمحـة

ــضل واإلحــسان ــة ذو الف وكفاي

ـل مـن إحـسانه يكفيك من مل خت

ـــب األجفـــان ـــة كتقل يف طرف

ـــه ـــزل ألطاف ـــك رب مل ت يكفي

ـــان ـــة وحن ـــك برمح ـــأيت إلي ت

يف ســـرته يكفيـــك رب مل تـــزل

ــصيان ــيء بالع ــني جت ــراك ح وي

ــه ــزل يف حفظ ــك رب مل ت يكفي

ـــان ـــدى األزم ووقايـــة منـــه م

يكفيــك رب مل تــزل يف فــضله

واإلعــــالن بــــا يف الــــرس متقل

ام يدعوه أهل األرض مع أهل الـس

ـــان ـــا يف ش ن ـــوم رب ـــل ي ء فك

وهـو الكفيــل بكــل مــا يدعونــه

ال يعرتي جـدواه مـن نقـصان

* * *

الكافية الشافية ) ١(

٢٢٠

٤١- بحمده كل الكائنات تسبح

ر الـورى عنـه يقـرص شـك ن تبارك مـ

ــرص لكــون أيــادي جــوده لــيس حت

ــشكرها ــكرا ل ــاج ش ــاكرها حيت وش

كر حيتـاج يـشكر كذلك شكر الـش

ــة ــد نعم ــة بع ــكر نعم ــل ش ــي ك فف

ــصغر كر ي ــش ــا ال ــاء دوهن ــري تن بغ

فمن رام يقيض حق واجـب شـكرها

كر مـا هـو أكـرب ل ضمن الـش حتم

ــاء ويف الفــال ــسبحه احليتــان يف امل ت

ر ــسخ ــواء م ــري يف اهل ــوش وط وح

ح ويف الف ــسب ــل م ــالك ك ــك واألم ل

هنـــارا ولـــيال دائـــام لـــيس يفـــرت

ـــده ـــات بحم ـــل الكائن ح ك ـــسب ت

ـــر ـــال وأبح ـــامء وأرض واجلب س

ــع ــل خاش ــيهن والك ــن ف ــا وم مجيع

هليبتــــه العظمــــى وال يتكــــرب

٢٢١

ـــواهد ـــود ش ات الوج ـــل ذر ـــه ك ل

ر ــصو ــه امل ــاري اإلل ــه الب ــىل أن ع

اموات شادها بع الس دحا األرض والس

وأتقنهــــا للعــــاملني لينظــــروا

ــا نع يف ملكوهت ــص ــسن ال ــدع ح وأب

ـروا ويف ملكوت األرض كـي يتفك

ـــد ـــم مت ـــيات فل اس ـــدها بالر وأوت

ق أهنــــارا ــــر وشــــق ــــا تتفج هب

ـــا ـــث دواهب ـــا وب وأخـــرج مرعاه

ر ـــه رزق مقـــد ـــأيت من ـــل ي وللك

من احلب ثم األب والقـضب والكـال

ـــه تثمـــر ـــاب فواك ونخـــل وأعن

هر تزهو رياضها فأضحت بحسن الز

بيــع تبخــرت ويف حلــل نــسج الر

ـــبحت و ـــصابيح أص ـــامء بامل زان س

وأمست تباهي احلسن تزهو وتزهر

ــدت جى قــد تقل ــد ــن ال ــا إذا ج تراه

ــــــر ق ــــــدر حت ي ل ــــــد در قالئ

٢٢٢

فيــا نــاظرا زهــر البــساتني دوهنــا

أظنك أعمى ليس للحسن تبرص

* * * سندناهللا ا-٤٢

ـــري اهللا ـــا غ ـــند م ـــا س لن

ــــد ــــا نعتم ــــه دوم فعلي

مل نـــرشك يومـــا بالبـــاري

مد فهو األحـد الفـرد الـص

مــن للمــضطر إذا نــادى

كي يكشف عنـه مـا جيـد؟

ــرو ــزون وللمك ــن للمح م

ــد؟ب ــوف املعتم وللمله

ــــد مــــن غــــري اهللا نا يؤي

ــدد؟ ــه امل ــرص ومــن من بالن

ـــا ن ـــرمحن توكل ـــىل ال فع

وإليـــه نجـــد ونجتهـــد

ــوع ــن ط ــلمنا ع ــه أس ول

ــــضد ــــز ونعت ــــه نعت وب

ــــــا يف ذل ــــــه أنبن وإلي

ــد ــنم نرتع ــول جه ــن ه م

نــــدعوه نرجــــو جنتــــه

فاخللــــد منــــال مبتعــــد

لكـــن الرمحـــة واســـعة

ــد ي ــد املجته ــا العب ؤتاه

* * *

).٨٦-٨٥:ص(رائق الشهد ) ١( ).١٣١:ص(ديوان النرص لإلسالم ) ٢(

٢٢٣

أمن ينجيكم في ظلمات البر والبحر -٤٣

ـــا ـــار وأهواهل ـــت البح ركب

لـــت يف الفلـــك أمحاهلـــا ومح

ــه ــاب وأمواج ــضت العب وخ

ــا وقــد زلزلــت فيــه زلزاهل

با ــض ــفه يف ال ــت عواص وهاج

ت ب ـــاوجـــر ـــه أذياهل ليالي

ــت عــىل موجــه اجلاريــا وخف

ــات ــنفس آماهل ــت ال وقطع

ــى ــبب يرجت ــن س ــق م ومل يب

ـــا ـــاس أعامهل ـــت الن وأوقف

ــث : ونــادى املنــادي إهلــي أغ

ــك وحــدك ترجــى هلــا فإن

ل النجـافأرخى املهـيمن حبـ

ــس ة ــال ال ــاون ــن ناهل المة م

اطيء املرجتـى وأرست عىل الش

ـــا وألقــت عـــىل الــرب أثقاهل

كور وأثنت عىل اهللا نفس الـش

ـــا ـــن أحواهل ـــسها األم ومل ين

ــا ــدت رهب ــس جح وكــم أنف

ر أذياهلــــا ــــر ت جت ومــــر

وساوس شيطاهنا اسـتحوذت

ــاعل ــوهم فاجتاهل ــن ال ــا م يه

ــا ويلهــا أنفــسا بــاجلحو في

تقابـــل أنعـــم مـــن عاهلـــاد

ـــا البـــاطال ـــع أوهامه وتتب

ـــات ل مغتاهل ـــذ ـــد بال وتعب

***

٢٢٤

زهرة الروض أجيبي -٤٤

ين احلــسن وأغــرى شــد

إذ رأت عينـــاي زهـــره

ــضف ــر وت ــرش العط يتن

ه من شـذا العطـر املـرس

ـــا هبجـــة العـــني ولطف

رف إحــساسا وفكــره

ائني طوعــا يــأرس الــر

ــنفح األرجــاء ســحره ي

وض أجيبــي زهــرة الــر

ه من تـرى أهـداك نـرض

مــن تــرى أنــشاك أنــسا

ه ملحـــــب زاد صـــــرب

ــ ــرى أهــداك أل وامــن ت

حر قــدره ــا يف الــس نــا هل

ا ائني طـــر ـــذب الـــر جت

تفــتن األلبــاب بكــره

ـــور ـــاس وطي ـــن أن م

ــره ــسن بزه ــا احل راقه

ــع ــل الطل ــوام تنق أو ه

ه فتزهــــــو منــــــه در

من تـرى أهـداك عطـرا

ــحره ــاء س ــشد األحي تن

اك شـكال من تـرى سـو

ــره ــس بنظ ــف احل يره

من تـرى أجـرى حيـاة

فيك إذ مـا كنـت بـذره

من ترى أنبـت مـن مـي

ه ـــــرس ـــــاة وم ت حي

من ترى أرسى بـك املـا

ــرضه ــه خ ــت من ء فكان

وض ترى مـن زهرة الر

ــريه ــد أودع خ ــك ق في

٢٢٥

اك سـحرامن ترى أهـد

ــــسن أرسه ــــا حي زاهي

ــــريت رأ ــــت زه فأمال

ــره ــت يل بنظ ــا وأوم س

ـــــاىل قي اهللا تع خـــــال

ه ـــــــــد أودع رس يف ق

ـــــىل قي اهللا جت ـــــال خ

ه ـــل ذر ـــدعا يف ك مب

* * *

).٣٣٥-٣٣٤:ص(رائق الشهد ) ١(

٢٢٦

توبة وإقبال -٤٥

ــت ــد أقبل ــك رب ق ــل رحاب يف ظ

ر شـهابك خاشع الطرف لـدى نـو

خاضـــع الـــنفس ذلـــيال صـــاغرا

ـــك ـــو بباب ث ـــاجد جي ـــؤادي س وف

ـــجدته ـــا رب يف س ـــى ي ـــم بك ك

ــسابك ــوم ح ــول يف ي ــاب اهل إذ هي

ـــام ـــوم الظ ـــران يف ي ـــب الغف يرق

ابـك وهو يرجو الورد من فيض رش

ـــوى ـــوس شـــيطان اهل ـــام وس كل

ابك قلــت يــا شــيطا ــرس ن ســحقا ل

ــــصف يب ــــاين خــــاطر يع أو دع

ــت يــا شــاعر رفقــا بــشبابك قل

ــدى ــد ه ة بع ــل ي ض ــرش ــف ت كي

ـــك ـــام بخراب ـــنفس ظل ـــي ال ومتن

ــوي ــى ال ترع ــت فت ــا زل ــت م أن

ــك ــض إهاب ــة يف غ ــلت احلكم ض

٢٢٧

ــــــد إىل اهللا ــــــع ــــــل آي ه ورت

ـــــك فلعـــــل اهللا يـــــرىض بمتاب

يت ــــديني يف حــــري رب لــــن هي

ــك ــن كتاب ــناء م ــور وس ــري ن غ

* * * ٤٦- رحماك يا ربالعباد

ــائي ــاد رج ــا رب العب ــاك ي رمح

ورضاك قصدي فاستجب لـدعائي

ــا ــي راجي ــا إهل ــي ي ــاك أبغ ومح

ضـــا ف جـــد بـــوالئيمنـــك الر

ناديت باسمك يـا إهلـي ضـارعا

إن مل جتبنــي فمــن جييــب بكــائي

أنت الكـريم فـال تـدعني تائهـا

فلقــد عييــت مــن البعــاد النــائي

ما يل سوى أعتاب جودك موئـل

فلئن رددت فمن سواك رجـائي

رعاولقد رجوتـك يـا إهلـي ضـا

ـــائي ـــرد رج ـــال ت ـــذلال ف مت

* * *

).١٦-١٤:ص) (لالسالم اهلزي(يوسف العظم ) ١( ).٣٧:ص(أناشيد فتية احلق ) ٢(

٢٢٨

٤٧- على اهللاتوكلت

ــت يف رزقــي عــىل اهللا خــالقيتوكل

ــــي ــــك رازق ــــت أن اهللا ال ش وأيقن

ــي فلــيس يفــوتني ــك مــن رزق ومــا ي

ــق ــار الغوام ــاع البح ــان يف ق ــو ك ول

ســــيأيت بــــه اهللا العظــــيم بفــــضله

ولــو مل يكــن منــي اللــسان بنــاطق

ــرسة ــنفس ح ــذهب ال ــي أي يشء ت فف

ــق محن رزق اخلالئ ــر م ال ــس ــد ق وق

* * *

).٩٩:ص(ديوان الشافعي ) ١(

٢٢٩

٤٨- القلوبحبيب

هب الرسل مل تأت مـن عنـده

وال أخربت عن مجال احلبيـب أليس من الواجـب املـستحق

ـــا وامل ق ـــه يف الل ـــب؟حمبت غي فمـــن مل يكـــن عقلـــه آمـــرا

بذا ما له يف احلجى من نصيب

وإن العقـــــول لتـــــدعو إىل

حمبــة فاطرهـــا مــن قريـــب ـــة ـــىل ذاك جمبول ـــست ع ألي

؟ومفطورة ال بكسب غريـب أليس اجلامل حبيـب القلـوب

لذات اجلامل، وذات القلـوب؟

ــيس مجــيال حيــب اجلــام ل؟أل

تعاىل إله الـورى عـن نـسيب ـــسانه ـــك إح ـــد ذل ـــا بع أم

ــب؟ ــؤاد املني ــه الف ــداع إلي بـــافه؟ ـــشابه أوص ـــن ذا ي فم

يـب تعاىل إله الورى عن رض

ـــسانه ـــافئ إح ـــن ذا يك وم

ــد منيــب؟ ــب عب ــه قل فيأهلــــه وهـــذا دليـــل عـــىل أن

حبيـب إىل كل ذي اخللق أوىل ـــا منكـــرا ذاك واهللا ـــتفي أن

عني اخلصيم وعني احلريـب

ــ ــب ســواه كمث ــن حي ــا م ـوي

ليب ـ ل حمبته أنـت عبـد الـصـــه ـــد حمبوب ـــن يوح ـــا م وي

ويرضيه يف مـشهد، أو مغيـب حظيــت وخــابوا فــال تبتــئس

بكيد العدو وهجر القريـب

.إذا كان شبيها له: فالن رضيب فالن: يقال: رضيب) ١( .املحارب واملسلوب: احلريب) ٢( ).٣٦٤- ٣٦٣:ص(اهللا أهل الثناء واملجد ) ٣(

٢٣٠

ررات من الدآي -٤٩

رر تبـــارك اهللا زان األرض بالـــد

واستنطق احلسن يف زهر ويف شجر

وهزهز األرض من نوم ليوقظهـا

ورش يف وجهها الوسنان بـاملطر

مس تذكيها بقبلتهـا وأرسل الش

باخلدر فاستعذبت دفئها املحفوف

ت شـعرها بيـد يح مس ك الر وحر

كأهنا الطيـف يغـشاها بـال كـدر

وأرسل النهر تطفي فيـه حرقتهـا

ــالنهر ــساب ب ــدا ين ــستقي رغ وت

وأهبج الطـري فـاهتزت معازفهـا

مع يف حلـن بـال وتـر تدغدع الس

د الب ــاوغــر اح يطرهب د ــل الــص لب

فينتيش احلس ما يف الكأس من سكر

ا ــوم جيــذهب ــا والن ــت عينه ففتح

فر حت ذيل طيف عاد للـس ومس

اب واتكـأت ا الوه وسبحت رهب

وأعتدت جملسا كم طاب للبـرش

مــ ــرت أي ثــوب تنتقــي هل ووفك

ــا الكثــر حتــري القلــب مــن أثواهب

ت أزهـى مالبـسها دت نـرش تنه

ــان للنظــر وقلبــت تــصطفي الفت

وســارعت حلالهــا تنتقــي قمــرا

عقــدا تــألق يف نجامتــه الزهــر

ـــــر ـــــه هب تـــــه ويف حبات تقلد

ـاء كـ ج اللؤلؤ الوض القمر قد هي

نهــا ــا يزي ــدت ثوب مت وارت ــس تب

قت للجواري إقتفي أثـري وصف

تبارك اهللا أعطى احلـسن مقتـدرا

هر فاختالت األرض يف ويش من الز

ا املعطور منسجه وجرجرت ثوهب

ور وأفردت ذيله املرشوش بالـص

٢٣١

ـــ ـــت بعط ـــسه اء اهللاوأرشق تلب

وتزدهـي بجــامل سـار يف زمــر

ا ترنو إىل املاء تلقـى فيـه صـورهت

ــرر ــا الغ ــا مــن آهي ــيش فرح وتنت

شتى من النبت هذي األرض قد ولدت

نا للعـيش والنظـر وأودعتها الـد

با شجر أفنانـه ضـحكت ففي الر

ـا عـىل ثمـر هـر مطوي ويبسم الز

ــاكنها ــات راق س ويف البحــار نب

حتيــا عليــه وحيميهــا مــن اخلطــر

والنهر قيعانه بالنبت قد فرشـت

ــر ــري يف النه ــث اخل ــارك اهللا ب تب

واملاء مدهشة يف األرض صـنعته

ور والنبت خمتل وق والص ف يف الذ

تبارك اهللا أعطـى األرض فتنتهـا

رر عر آيات من الـد واستنطق الش

* * *

.مجاعات: زمر) ١( ).٣٣٤-٣٣٢:ص(رائق الشهد ) ٢(

٢٣٢

٥٠- اإلبداع

حيـــان ـــح الر ـــوح روائ تف

ـــــب ال أزكـــــى وال أطي

ويــشدو الطــري يف البــستان

ال أنـــــدى وال أطـــــرب

ــو الز ــان ويزه ــر يف الرم ه

ـــــى وال أعجـــــب ال أهب

ـــرمحن ـــدرة ال ـــت ق فجل

ال أقــــوى وال أغـــــرب

ادي ينـــادي البلبـــل الـــش

ـــــــه ويغرهيـــــــا رفيقت

الــشاة يف الــواديوتثغـو

ــــا ــــسى بوادهي ــــال تن ف

ومـــاء الربكـــة اهلـــادي

ـــاطيها ـــل ش ـــانق رم يع

ديوأحلـــان مـــن احلـــا

ـــــدهيا ـــــيامت هي إىل الغ

ـــون ـــداع يف الك ـــد اإلب ي

ــــر ــــة تظه بكــــل خليق

مــن األصــوات واللــون

ـــاجلوهر ـــراض ف إىل األع

فـــرس يف األرض يف هـــون

ــــر ــــستعل أو تفخ وال ت

فأنـــت أحـــق بـــالعون

وأنت األضـعف األصـغر

ــــــاب اهللا ــــــوح كت مفت

ا ـــرس ـــستوضح ال ـــن ي مل

ــــــرص اهللا ــــــوح ون ممن

ــــد ــــراج عن ال ــــرص الن

.تصيح: تثغو) ١(

٢٣٣

ــــــــــروح ورزق اهللا مط

كرا ـــش م ال ـــد ملـــن قـــد ق

ـــسموح ـــل اخلـــري م وفع

بــــه فاســــتكثر األجــــر

ــــسأل عــــن األرواح ال ت

فـــرس الــــروح جمهــــول

ــــسل ــــل وال تك م وال هت

ــضأ ــي ال ــسؤول فراع ن م

وسـل عــن كــل مــا جتهــل

فهــــذا العلــــم مبــــذول

ــل ــا يعم ــرء م ــى امل ويلق

مـــــأمول وفـــــضل اهللا

تأمـــل صـــنعة اخلــــالق

ــــات ــــق آي ــــل اخلل وك

ـــامق ـــب س ـــذا كوك فه

ات ــــــذي األرض ذر وه

ـــاهق ـــامخ ش ـــذا ش وه

ــــسهل جنــــات وذاك ال

ــــق ومــــوج زاخــــر داف

ــــــوات ــــــاء وأم وأحي

ـــون إح ـــل الك ـــوك ام ك

األســمى إىل األصــغر ن مــ

إســــــالم وديــــــن اهللا

ــــر ــــاهنم يظه عــــىل أدي

أحكـــــــــــام ورشع اهللا

ــــرص ــــن أب ــــات مل جلي

إهلــــــام ووحــــــي اهللا

فجـــل اخلـــالق األكـــرب

* * *

).١٤١-١٤٠:ص(ديوان النرص لإلسالم ) ١(

٢٣٤

عجائب أصناف النبات -٥١

عجائــب ال تنتهــي يف النبــات

تــدل عــىل اخلــالق املقتــدر

عجائــب يف أصـــل تكوينـــه

جر ــش ــه وال ــب يف نجم عجائ

عجائب ال تنقيض يف اجلـذور

وق ثـم بفـيض الثمـر ويف الس

عجائـــب تبـــدو بأوراقـــه

ــت مــن ثغــو ع ــر ومــا مج ر كث

ــاظرين ــدهش الن ــه ي ــسيج ب ن

وحتتــار فــيام حــواه الفكــر

ــــد ــــه ال تع ــــات ب وخمتلف

فتحلو صـنوف وأخـرى متـر

ـــا ـــزة يف احلي ـــه مي ـــل ل وك

ــرب ــن خ ــا م ــرف قيمته ة يع

***

٢٣٥

سبحانك ربي -٥٢

ــــور ــــل الطي ح ريب مث ــــب أس

ـــم ـــف باس ـــري وأهت ـــي كب إهل

امء أرى كربيــــاء بلــــون الــــس

ــسري ــد امل ــض النجــوم وبع ووم

ـــاجلراح ـــشفق ك ـــفق م ويف ش

عري ر مــن أبــرصوا بالــس يــذك

حاب اجلــواد وحــني يــساق الــس

ليحيي يف األرض مـوتى القبـور

ت بخـدر احليـاء ويف الشمس لف

ي األحبــة عنــد البكـــور تنــاد

ــــــه ــــــل دان بقنوان ويف النخ

ــري ــو العب ــع حل ــل جيم ويف النح

بــصوت ترقــرق بــني احلــصا

ــذير ــشري الن ــب الب ــف احلبي بك

ـــزين ـــل ح ـــرش بلي ـــة ب بغبط

ببــسمة طفــل حبيــب صــغري

ى ــــع وريب منــــي اشــــرت أبي

ــــع احل ــــشريأبي ــــاة وال أست ي

ــــد ــــك أين عب وأشــــهد خلق

ــور ــز الغف ــك العزي ــب امللي أح

ـــ ح ـــاك الر ق ـــد ل ـــلم عن اوأس

ــاء املــسريل وألقــي لــديك عن

* * *

).١٣٦:ص(أناشيد دعوة احلق ) ١(

٢٣٦

قف بالخضوع -٥٣

قـــف باخلـــضوع ونـــاد يـــا اهللا

إن الكـــريم جييـــب مـــن نـــاداه

ته رضاه فلـم يـزل واطلب بطاع

ــاه ــالبني رض ــريض ط ــاجلود ي ب

ـــه واســـأله مغفـــرة وفـــضال إن

ــــداه ــــسائليه ي ــــسوطتان ل مب

واقصده منقطعا إليـه فكـل مـن

ـــاه ـــه كف ـــا إلي ـــوه منقطع يرج

ــا ه ــق كل ــه اخلالئ شــملت لطائف

ـــومـــا للخالئـــق كافـــل إال ه

فعزيزهــــا وذليلهــــا وغنيهــــا

ـــون ســـواه وفقريهـــا ال يرجت

ملك تـدين لـه امللـوك ويلتجـي

ـــاه ـــرهم بغن ـــة فق ـــوم القيام ي

ــو ظــاهر ــو آخــر ه ل ه ــو أو ه

ــراه ــون ت ــيس العي ــاطن ل ــو ب ه

حجبتــه أرسار اجلــالل فدونــه

ــرس ا ــواه تقــف الظنــون وخت ألف

ء وال كيفيــة صــمد بــال كــف

ــباه ــراء واألش ــام النظ ــدا ف !؟أب

شهدت غرائب صـنعه بوجـوده

ــواله ــه ل ــهدت ب ــا ش ــواله م ل

ــت ــت العقــول فآمن ــه أذعن وإلي

ـــاه ـــا إي ـــؤثر حبه ـــب ت بالغي

سبحان من عنت الوجوه لوجهه

ـــ ـــاه ول ـــه وجب ـــجود أوج ه س

ه ــز ــا خاضــعني لع ــا وكره طوع

ــه عليهــا الطــوع واإلكــراه ول

ــود فإهنــا ات الوج ــه ذر ــل عن س

ـــاه تـــدعوه معبـــودا هلـــا رب

٢٣٧

م صنيعه مـن نطفـة ك مح أبدي ب

اه ــو ــن س ــل م ا ج ــوي ا س ــرش ب

موات العال والعـرش والوبنى الس

ــه عــاله ــم عــال علي ــريس ث ك

ودحا بساط األرض فرشـا مثبتـا

ـــاله ـــات ح ـــيات وبالنب اس بالر

ياح عىل اختالف هبوهبا جتري الر

عــن إذنــه والفلــك واألمــواه

ـــف ـــشفق متعط رب رحـــيم م

ال ينتهــي باحلــرص مــا أعطــاه

مــة أوىل وكــم مــن كربــة كــم نع

!؟أجــىل وكــم مــن مبــتىل عافــاه

وإذا بليـــت بغربـــة أو كربـــة

فــــادع اإللــــه ونــــاد يــــا اهللا

ال حمسن الظن اجلميـل بـه يـرى

ــه خــاب رجــاه ســوءا وال راجي

ــم ــىص فل ــبحانه يع ــه س وحللم

يعجــل عــىل عبــد عــىص مــواله

ـــذره يأ ـــذرا فيقبـــل ع تيـــه معت

كرمــا ويغفــر عمــده وخطــاه

يا ذا اجلالل وذا اجلـامل وذا البقـا

ـــداه ـــام ن ـــم األن ـــنعام ع ـــا م ي

* * *

٢٣٨

روعة الخلق-٥٤

بــديع كــل مــا يف الكــو

ــادر ن ــدع الق ــق املب خل

مجيــل كــل مــا يف الكــو

اعر ن للمــستمتع الـــش

ــا ــرى عيب ــل ت ــل ه تأم

ــاطر ــتقن الف ــصنع امل ب

ــرش ــاىل اهللا رب الع تع

ــاهر ــاطن الظ ــل الب ج

ـــاح ـــرة التف ـــل زه تأم

حر والعطـــر ذات الـــس

ــحرور ــدو ش ــابع ش وت

ــر ــسمة الفج ــاجي ب ين

ــب نم ــسعىوراق ــة ت ل

ونحال غـاص يف الزهـر

ـــري ة جي ـــض ـــرا ف وهن

ر عــىل حــصباء كالــد

ـــسعى ـــل طـــائرا ي تأم

ــب غ ــه الز ــىل أفراخ ع

ـــري ـــا ســـابحا جي وبط

مـــع التيـــار يف حـــرب

وشـــاة طفلهـــا تـــدعو

ـــب ـــاء مفـــرح القل ثغ

ـــو ـــافزا يله ـــرا ق ومه

عىل بسط من العشب

* * *

).١٤٢:ص(ديوان النرص لإلسالم ) ١(

٢٣٩

سبحان اهللا -٥٥

ـــــه وا يف ذات ـــــرت ال مت

ـــه ـــن آيات ـــالكون م ف

ـــج يف حركاتـــه إن ض

أو نــــام يف ســـــكناته

بح يف إرشاقـــه والـــص

ـــــه يـــــل يف ظلامت والل

ام مس يف كبـد الـس والش

ه والـــنجم يف رعـــشات

ــــصاره ــــو يف إع واجل

ــــسامته ــــب أو ن إن ه

ى قاصـــفا عـــد دو والر

والــــربق يف ومــــضاته

ــــه ــــث يف فلوات ي والل

خيتــــال يف خطواتــــه

ـق يف الفـضا والطري حل

ـــــه ـــــام يف وكنات أو ن

ذي والورد والعطر الـش

يفـــوح مـــن روضـــاته

ـدانت لـه األزهـار والـ

ــض محاتــه ــواك بع أش

ـــــه ـــــرتوا يف ذات ال مت

أو هتــــزءوا بدعاتــــه

ــ ــق ال ـســبحانه قــد حق

ـــــه امت إعجـــــاز يف كل

ـــــه ـــــرتوا يف ذات ال مت

ـــه ـــن آيات زق م ـــالر ف

ســـبحانه مـــن خـــالق

ــــــه ــــــر بمخلوقات ب

ــ ــود بف ــر الوج ضله غم

ــاض مــن خرياتــه وأف

٢٤٠

ــر ــر الغزي ــه الث ــن نبع م

جيـــود مـــن بركاتـــه

قـا حب الث ناءت به الـس

ــــه ــــسال يف ربوات ل ف

ــل حــان حــصاده واحلق

ـــه ت ـــن غال ـــات م نقت

هل الفـسي ـوالنهر يف الس

ح يــرق عــذب فراتــه ـــ

ـــاب ـــل وارف والغ ظ

ـــه وض يف ثمرات ـــر وال

ـواملاء صـاف يف الغديـ

ـــ ـــه ـ ـــشف يف مرآت ر ي

الــال تقنطوا مـن رمحـة

ــــ محن أو مرضــــاته ـ ر

والـــفــاحللم والغفــران

ضوان بعـض صـفاته ـر

ـــــه وا يف ذات ـــــرت ال مت

ـــه ـــن آيات وح م ـــالر ف

در يف أ نفاســــه والـــص

والقلـــب يف خفقاتـــه

ــــسبيحه ــــر يف ت غ والث

ـــــسامته غـــــر يف ب والث

ـــضانه وم يف رم ـــص وال

ـــــه واحلـــــج يف ميقات

ــؤمن الــرب الكريــ ـوامل

ـــ ـــه ـ قا بزكات ـــصد م م

قـي الح العـف الت والص

ـــــلواته ـــــيم يف ص هي

ىض مـن ر ـه يرجو الـر ب

ليقــــــيم يف جناتــــــه

ــو ــر اجله ــاجر الغ والف

ـــــه ـــــه يف نزوات ل يتي

ـــسي ـــستقيم وال ي ـال ي

ــه ـــ ــق هدات ر عــىل طري

٢٤١

واملـــــرء يف أفراحـــــه

ـــــاته ـــــرء يف مأس وامل

يميض عـىل درب احليـا

ـــــه ـــــي بمامت ة وينته

ـــــه ـــــرتوا يف ذات ال مت

ــه ــض عظات ــاملوت بع ف

ـــــه ـــــرتوا يف ذات ال مت

ـــه ـــن آيات ـــالوحي م ف

ـــه ـــن إهلام ـــق م واحل

والنــور مــن مــشكاته

ــــه ــــل يف إبداع والعق

والفكــــر يف ســــبحاته

ـوالعلم يف العرص احلديـ

ـــه ــــ ث يـــضج يف آالت

ـــضا ـــاق الف ـــاد آف يرت

ي طياتـــــه ء ويمتطـــــ

ــر هيــدر صــاخبا والبح

ــــه ــــك يف جنبات والفل

غرى مـصي ة الص ر ـوالذ

ـــه ــــ ات ر الكـــون يف ذر

فخرابـــــه ودمـــــاره

ــه ــد طغات ــاد حق إن س

ــــامره وصــــالحه وع

ـــه إن ســـاد عقـــل تقات

هـر قربـت لنـا ال كم جم

يف عدســـــاته أبعـــــاد

ــ ــل احلدي ـأو هــاتف مح

ـــ دا مهـــساته ـ ـــرد ث م

ـــــه ـــــرتوا يف ذات ال مت

ـــه ـــن آيات ـــل م فالك

* * *

.، املكتب اإلسالمي)٢٤١. ٥٣١(قصيدة سبحان اهللا من ديوان يف رحاب األقىص ليوسف العظم، ) ١( ).٣٢٧-٣٢٥:ص(رائق الشهد : وانظر

٢٤٢

ابكبإال ب -٥٦

إال ببابــك مــا أطلــت وقــويف

ــوف ــة املله ــي حاج ــن تلب ــا م ي

ة ــز ك ع ــز ــاب ع ــوف بب ذل الوق

ــا ــويفي ــي ووق ــل ذلت رب فاقب

رت بـاألحالم قلبـي يـا لـه .. عم

ــضالله مــشغوف ــافق ب !مــن خ

رصفته أهواء احليـاة عـن اهلـدى

!ولكم هلا يف الناس من تـرصيف

ة جنــده هـي عــون إبلــيس وعــد

ــسويف !ولكــم يــساق املــرء بالت

سلت غالت وأغرى وصف ها فاسرت

!والوصف كم يغريك باملوصوف

كم ذا وقفت ومل أنل من وعـدها

ـــف جي ـــق الوعـــد والرت إال بري

ين ومضيت ال العـرب الكبـار هتـز

وإن بلغت ألـوف ألـوف .. يوما

حب قد عكفوا عىل لذاهتم والص

!ولكم عىل اللذات طال عكـويف

ألفوا احلياة كام اشتهت أهواؤهم

هـو مـن مـألوف بئست حيـاة الل

ــضيت ســبيلهم ــا ارت ــاه إين م رب

!ولكم عزفت وطال عنه عـزويف

ـــا ـــي مل ـــواء واهلف ـــا األه لكنه

عانيــت يف األهــواء مــن تلهيــف

ــا ــذهم هن ــوا لذائ ــاه إن قطف رب

ــ ــاه فاجع ــويفرب ــان قط ل يف اجلن

هي حقبة عاش الفؤاد هبا األسى

ــف ــايل خــائف وخمي ــني ح ــا ب م

واليوم تـاب وجـاء حتـدوه املنـى

مـــن غـــري إبطـــاء وال تزييـــف

٢٤٣

غفرانــــك اللهــــم إين تائــــب

يــدعو بقلــب خاشــع وضــعيف

ه ـــــسلمني ورد ـــــا رب رد امل ي

ين يا مـن أنـت خـري لطيـف للد

تي والطـف هبـا وانرص بحقك أم

يا مـن تلبـي حاجـة امللهـوف

* * *

).٣٤-٣٢:ص(حتى ترىض ) ١(

٢٤٤

بك أستجير -٥٧

بك أسـتجري فمـن جيـري سـواكا

ــا ــي بحامك تم ــعيفا حي ــأجر ض ف

وى ضـعيف أســتعني عـىل قــين إ

قواكــابــي ومعــصيتي بفــيض ن ذ

ــوب ــي ذن ــا ريب وآذتن ــت ي أذنب

ـــ ـــم ـــافر إال ا هل ـــن غ ـــا م ا ك

ين ــر ــوك غ ــي وعف تن ــاي غر دني

يت يف هــــذه أو ذاكــــا وا حــــري

يا مـدرك األبـصار واألبـصار ال

ـــا ـــه إدراك ـــه ولكنه ـــدري ل ت

ــإنني ــراك ف ــي ت ــن عين إن مل تك

ـــتبني ـــل يشء أس ـــايف ك عالك

ذا يا منبت األزهـار عـاطرة الـش

ذا الفـو اح نفـح شـذاكاهذا الش

اه ها أنا ذا خلصت من اهلـوى رب

واســتقبل القلــب اخلــيل هواكــا

ــاة وهلوهــا ــيس باحلي ــت أن وترك

ولقيــت كــل األنــس يف نجواكــا

ونسيت حبي واعتزلـت أحبتـي

ونسيت نفيس خـوف أن أنـساكا

أنــا كنــت يــا ريب أســري غــشاوة

رانـت عــىل قلبـي فــضل ســناكا

مـسحت غـشاويتواليوم يـا ريب

اكــار وبــدأت بالقلــب البــصري أ

يا غـافر الـذنب العظـيم وقـابال

وب قلــب تائــب ناجاكــاللتــ

ويـا أبكـي عـىليا رب جئتـك ثا

ـــاكى ـــداي ال أتب ـــه ي مت مـــا قد

ـا أخشى من العرض الرهيب عليـك ي

ريب وأخـــشى منـــك إذ ألقاكـــا

٢٤٥

يا رب عـدت إىل رحابـك تائبـا

ـــا ـــسكا بعراك ـــسلام مستم مست

ــا ــت ي ــاء وأن ــا لألغني ــا يل وم م

ــــد غناكــــايب ر الغنــــي وال حي

ــا ــت ي ــاء وأن ــا لألقوي ــا يل وم م

ــا أقو أن م ــش ــيم ال ــاريب عظ اك

إين أويت لكـل مـأوى يف احليـاة

ــام رأيــت أعــز مــن مأواكــا ف

وتلمست نفيس السبيل إىل النجاة

فلم جتد منجـى سـو ى منجاكـا

وبحثت عن رس السعادة جاهـدا

ــرس يف اكــا تقو فوجــدت هــذا ال

ي الناس أو فليسخطوافلريض عن

أنا مل أعـد أسـعى لغـري رضـاكا

ــوبتي ــر ح ــا ريب لتغف ــوك ي أدع

ــــداكا ين هب ــــد ــــي ومت وتعينن

فاقبل دعائي واستجب لرجاويت

ما خاب يوما مـن دعـا ورجاكـا

يا رب هذا العـرص أحلـد عنـدما

ـــاســـخ ـــه دنياك ـــا ريب ل رت ي

ما كـاد يطلـق للعـال صـاروخه

ــا ــه وقالك ــاح بوجه ــى أش حت

أو ما درى اإلنـسان أن مجيـع مـا

ــداه مــن نعامكــا ــه ي وصــلت إلي

ــد ئ ــال وات ــسان مه ــا اإلن ــا أهي ي

واشكر لربك فـضل مـا أوالكـا

يبـــة أفـــإن هـــداك بعلمـــه لعج

ثنـــي عطفاكـــا تـــزور عنـــه وين

دى قل للطبيـب ختطفتـه يـد الـر

يا شايف األمـراض مـن أرداكـا؟

قل للمريض نجا وعـويف بعـدما

، من عافاكا؟ عجزت فنون الطب

قل للصحيح يموت ال مـن علـة

مـن باملنايـا يـا صـحيح دهاكـا؟

٢٤٦

للجنـني يعـيش معـزوال بـالقل

راع ومرعى مـا الـذي يرعاكـا؟

قل للوليد بكى وأجهـش بالبكـا

عند الـوالدة مـا الـذي أبكاكـا؟

ــرى الث ه وإذا ت ــث ســم ــان ينف عب

موم حـشاكا؟فاسأله م ن ذا بالس

واسأله كيف تعيش يـا ثعبـان أو

م ــس ــذا ال ــا وه ي ــا؟حت ــأل فاك يم

ـاطرت واسأل بطون النحل كيـف تق

كـا؟ هد مـن حال شهدا وقل للش

بيــبل سائل اللبن املصفى كـان

اكا؟ـ ن دم وفرث ما الـذي صـف

نوإذا رأيــت احلــي خيــرج مــ

ثنايا ميت فاسـأله مـن أحياكـا؟

ه األيـدي وخيــقل للهـواء حتـس

ـفى عن عيون الناس من أخفاكا؟

وإذا رأيـت البـدر يـرسي نــارشا

ــا؟ اك ــن أرس ــأله م ــواره فاس أن

وإذا رأيت النخل مشقوق النوى

ن يا نخـل شـق نواكـا؟فاسأله م

ــا ــب هليبه ــار ش ــت الن وإذا رأي

ا؟فاسأل هليب النـار مـن أوراكـ

وإذا ترى اجلبل األشـم مناطحـا

حاب فسله من أرساكا؟ قمم الس

ر باملياه فسله وإذا ترى صخرا تفج

ـــ ـــفاكا؟م ـــق ص ـــاء ش ن بامل

وإذا رأيت النهر بالعذب الزالل جرى

ـــ ـــسله م ـــذي أجراكـــا؟ف ن ال

جاج طغىوإذا رأيت البحر بامللح األ

ـــا؟ ـــذي أطغاك ـــسله مـــن ال ف

وإذا رأيـت الليــل يغـشى داجيــا

ن يا ليل حـاك دجاكـا؟فاسأله م

بح يسفر ضـاحيا وإذا رأيت الص

ن يا صبح صاغ ضحاكا؟فاسأله م

٢٤٧

هذي العجائب طاملا أخذت هبـا

ــاك ــاعين ــا أذناك ــت هب وانفتح

واهللا يف كـــل العجائـــب مبـــدع

ـــرتاه فهـــو يراكـــا إن مل تكـــن ل

ــذي ــسان مهــال مال ــا اإلن ــا أهي ي

ـــاهللا ـــاب ـــه أغراك ـــل جالل ج

ــإن ــدير ف ــوالك الق ــجد مل امفاس

ـــا ـــي دنياك ـــا تنته ـــد يوم ال ب

ــاثال ــة م ــوم القيام ــون يف ي وتك

ــد قد ــام ق ــزى ب ــداكاجت ــه ي مت

* * *

).٥٥٠- ٥٤٥:ص(ء واملجد اهللا أهل الثنا) ١(

٢٤٨

٥٨- يسبحآن في كلك الخلق

يـــسبحك اخللـــق يف كـــل آن

ــــانتون ــــك الق ــــو هليبت ويعن

ــــ ــــة األتقي ــــسألك الرمح اوي

ـــك املـــذنبونء ويـــأوي إىل ظل

وحتنـــى اجلبـــاه لعـــز اإللـــه

ـــابرو ـــرب الك !نوخيـــضع لألك

ــبحت ــت س ــالتبارك ــا ذا اجل ي

ــسلونل ــدا ين ــه غ ــن إلي ــا م وي

ــك فــوق البحــاويــا جمــري الفل

خر ثج العيـونر ومن باطن الص

ــا ــشمس يف أفقه ــري ال ــا جم وي

ـــسبحون ـــك ي وكـــل عـــىل فل

ــلخت ا ــف س ــاتباركــت كي لنه

لقـرون؟ر من الليل كيف مسخت ا

ـــ ـــن رغ ـــريتهم م ـــف ب اوكي

ـــائرونم ـــل س ـــل إىل أج ؟وك

ـــــاحل ـــــنهم ب ـــــت بي ي امورس

ضت فيهم مجاح احلرونم ورو

تباركت كيف قـسمت اجلـدو

ــاثروند ــا الع ــال هب ــف يق وكي

ووسـعت بحلمــك طــيش اجلهــ

وغــي الكفــور ولــؤم اخلــؤونل

وومل توصــد البــاب دون اجلمــ

ـــائبوند ـــل الت ـــا أم وال دون م

ــاملني ــسطت يف الع ــت فأق حكم

ــاكمون ــيحكم احل ــدل فل وبالع

).١٣٤-١٣٢:ص(حسن موسى الرشيف - تسبيح ومناجاة وثناء) ١( .املكابر واملعاند: ناحلرو) ٢( .احلظوظ: اجلدود) ٣(

٢٤٩

فنــارك يــصىل هبــا الكــافرون

وجنــات عــدن هبــا املؤمنــون

ــود ــذا الوج ــا رب ه تباركــت ي

ح العــاملون ومــن باســمه ســب

ــا م ــرض وي ــن أخ ــار م ــد الن وق

األرض مـا يـشتهونن ومعطي م

ويــا خمــرج احلــي مــن ميــت

ومن قال لليشء كن كـي يكـون

ــت يــا فــاطر الكائنــات تبارك

ــسلون ــدا ين ــه غ ــم إلي ــن ه وم

ـــك أرجـــو محـــى فزعـــت لباب

ــصون ــاي امل ــت مح ــضعفي فأن ل

ــلوا ــا رب ض ــادك ي ــسبيل عب ال

ـــدون ـــام هيت ـــدليل ف ـــار ال وح

ـــاء ـــك األدني ـــشامخ يف أرض ت

ـــون ـــيهم ينته ـــن غ ـــان ع فأي

وجــارت بأحكامهــا األقويــاء

ــون ــضعيف عــذابا وه ــسيم ال ف

ــاء ــك األغني ــن مال ــط م ومل يع

هم حيرصـون وراحوا عـىل شـح

ومل يبــق يف النــاس معنــى احليــاء

فأمـــسوا بآثـــامهم يفخـــرون

ت مــواخريهم باحليــاة وضــج

!وباتــت حمــاريبهم يف ســكون

ــسبيل ــلوا ال ــا رب ض ــادك ي عب

ــدون ــسى هيت ــدليل؟ ع ــأين ال ف

أخـــاف علـــيهم وأرجـــو هلـــم

ـــون ـــرا هلـــم إهنـــم ال يع !فغف

وأنت اللطيف الرؤوف الـرحيم

ــق الــشفيق ــونوأنــت الرفي احلن

* * *

٢٥٠

يا مجيب السائلين -٥٩

ــألتك ــد س رب إين ق

ائلني ــس ــب ال ــا جمي ي

مل خيــب داعــك ريب

ــني ــدعو بيق ــو ي وه

ــا اهللا ــوك ي نــي أدع إن

ــن ــالص دي ــع إخ م

* * * ـــألتك ـــد س رب إين ق

ائلني ــــس ــــب ال إذ حت

ــد ع ــدعائي ق ــدتك ب ب

ــــدين ــــب العاب إذ حت

ــــي ــــت أوىل يب من أن

فــــأعني يــــا معــــني

أنـــت يب أعلـــم منـــي

ــرمني ــري األك ــت خ أن

فاصــــطنعني لــــك يــــا ريب اصــــطناع األقــــربني

ــــصاحلني الطــــاهرين ــــك ضــــمن ال ــــذين ل واخت

ـــــسن ـــــارفعني ألوج املح ـــــك ف ـــــضل من ني وبف

أنت ريب يف تـصاريفك

ـــــني خـــــري األحكم

ورجـــــائي باســــــتجاباتك يل حـــــق اليقــــــني

لست أخشى رد سـؤيل

ولـــك الوعـــد املتـــني

أنــــا يــــا ريب بألطافــــك يف حــــصن حــــصني

٢٥١

ــــسلطان مكــــني ــــي ب ــــاقض يل اخلــــري وأكرمن ف

ــــه ــــرص احلــــق ب تن

ني العــاملني واخلــري بــ

ــــرآ ــــرص ق ــــه تن وب

ـــور املبـــني نـــك ذا الن

ين الـذي جـا تنرص الد

ــني ــداعي األم ــه ال ء ب

أمحــــد املختــــار خــــري اخللــــق خــــري املرســــلني

ـــد ـــرص يف ال ـــه تن وب

ـــؤمنني ـــوع امل ـــا مج ني

ـــــافرين ـــــشود الك ـــــا ريب ح ـــــزم ي ـــــه هت وب

ب واجعلنــي إمامــار

ــــــني ق ــــــداة املت لله

* * * ــألتك ــد س ريب إين ق

ائلني ــس ــب ال ي ــا جم ي

بدعائي قـد عبـدتك

ــدين ــب العاب إذ حت

* * *

).٥٩-٥٨:ص(ديوان ترنيامت إسالمية ) ١(

٢٥٢

كتاب الكون -٦٠

ــرب كــم يف كتــاب الكــون مــن ع

ــر ــث والنظ ــى والبح ألويل النه

ــــة يف ا ــــاق قاطب ألرض يف اآلف

ور يف النفس يف األصوات يف الص

ـــــــة ـــــــاء هائج يف ذرة عمي

ر يف الشمس ذات الوهج والـرش

يف الـــنجم يف األفـــالك ســـابحة

هب ذات اخلطـف للبـرص يف الش

يف الزهـــرة األخـــاذ رونقهــــا

جر ــش يف الطــري صــداحا عــىل ال

ـــواج صـــاخبة يف البحـــر واألم

ـــر ـــاول القم ـــروم تن ـــو ت تعل

ـــا مه ـــشم عم ـــيات ال يف الراس

ثلــج الــشتاء يــسيل يف النهــر

فح واألعــشاب مائــسة يف الــس

ــــر ترنــــو إىل الوديــــان يف خف

* * * ـــــل اله ـــــول لغاف ـــــاذا أق م

عن كـل مـا يف الكـون مـن عـرب

يظــن خلــق الكــون عــن عبــث أ

ــدر ــن ق ــون ع ــق الك ــال فخل ك

ــل ــن وال خل ــن وه ــه م ــا في م

مـــا فيـــه مـــن واه ومنفطـــر

ـــة ـــالك جاري ـــشمس يف األف ال

ــدر ــاء وامل ــاألرض ذات امل ك

ال الليـــل يـــسبق ال النهـــار وال

ـــزر ـــار روايس اجل ـــي البح تفن

.مائلة متبخرتة: مائسة) ١( .الطني: املدر) ٢(

٢٥٣

خلــــرضاء ضــــاربة النبتــــة ا

ـــر خر واحلج ـــص ـــا يف ال أطناهب

ــــضاء فائحــــة ــــرة البي والزه

واجلــذر بــني الطــني والكــدر

ــــة ــــسوداء مثقل ــــة ال والغيم

ـــر ـــن املط ـــاب م ـــري بأطن جت

مراء حانيـــــة واهلـــــرة الـــــس

غار العمـي عـن خطـر فوق الص

م الكــــون متــــسق ومنـــــتظ

كــم فيــه مــن ذكــرى ملعتــرب

ره طف قــد ســبحان مــن بــالل

ــــدر ــــوم ومقت ــــم بقي أعظ

* * *

).١٣٤:ص(ديوان النرص لإلسالم ) ١(

٢٥٤

إلهي أنت تعلم كيف حالي -٦١

ــب ــب وذو اللطــائف ال يغي أغي

ــــب ــــاء ال خيي ــــوه رج وأرج

المة مـــن زمـــان وأســـأله الـــس

ه تــــشيب بليـــت بــــه نوائبــــ

ــال ــل ح ــاجتي يف ك ــزل ح وأن

إىل مـــن تطمـــئن بـــه القلـــوب

ـــاين ـــواه إذا ده ـــو س وال أرج

زمــان اجلــور واجلــار املريــب

مــــن تــــدبري أمــــر فكــــم هللا

ــوب ــشاهدة الغي ــن امل ــه ع طوت

وكم يف الغيب مـن تيـسري عـرس

ـــوب ـــة تن ـــريج نائب ـــن تف وم

ــ ــي وم ــف خف ــن لط ن كــرم وم

ــه الكــروب ومــن فــرج تــزول ب

ـــاب اهللا ـــري ب ـــا يل غ ـــاب وم ب

ـــب ـــواه وال حبي ـــوىل س وال م

كــــريم مــــنعم بــــر لطيــــف

اعي جميــب مجيــل الــسرت للــد

حلـــيم ال يعاجـــل باخلطايـــا

ــه يــصوب ــيم غيــث رمحت رح

ــل ع ــوك أق ــك املل ــا مل ــاريفي ث

فـــإين عنـــك أنـــأتني الـــذنوب

وأمرضــني اهلــوى هلــوان حظــي

ــب ــريك يل طبي ــيس غ ــن ل ولك

وعاندين الزمان وعيل صـربي

حيــب وضــاق بعبــدك البلــد الر

فــآمن روعتــي واكبــت حــسودا

ــب ــو ذي داقة وه ــص ــاملني ال يع

. غلب:عيل صربي) ١(

٢٥٥

ــــأوالدي و ــــسني ب ــــيلوآن أه

فقد يستوحش الرجـل الغريـب

ويل شـــجن بأطفـــال صـــغار

ــــــرهتم أذوب أكــــــاد إذا ذك

ولكنـــي نبـــذت زمـــام أمـــري

ملـــن تـــدبريه فينـــا عجيـــب

ــصامي ــرمحن حــويل واعت هــو ال

ــــب ــــتهال أني ــــه مب ــــه وإلي ب

ــايل ــف ح ــم كي ــت تعل إهلــي أن

يدي فــرج قــري فهــل يــا ســ

* * *

٢٥٦

حبيبي أنت رحمن -٦٢

ـــاين ـــت من ـــا إن تب أن

ــــاين ــــت رج وإن أذنب

ــــاداين ــــرت ن وإن أدب

ــــاين ــــت أدن وإن أقبل

وإن أحببــــــت واالين

ــاين ــصت ناج وإن أخل

ـــاين ت عاف ـــرص وإن ق

وإن أحــسنت جــازاين

ــاينحبيبــي أنــت ر مح

ارصف عني أحـزاينال أ

وق مـن قلبـي إليك الش

ي وإعـــالين عـــىل رس

ــى ــن يرج ــرم م ــا أك في

ــسان ــديم إح ــت ق وأن

ــذا ــىل ه ــت ع ــا كن وم

تنـساين- إله النـاس -

نيا ويف العقبـى لدى الـد

عىل ما كان من شـاين

* * *

). ١٠/٦٢(احللية، ) ١(

٢٥٧

نكرب سبحا -٦٣

ـــالك ـــىل ع ـــبحانك يف أع رب س

ـــدعوك ـــام ن ـــداك.. كل ـــا ي تعطين

ـــت ـــل، فنادي ي ـــيم الل ـــي.. خ إهل

ـــــــون ضـــــــياء ـــــــإذا الك ف

إهلــي.. وجــرى الــدمع فناديــت

ـــــــفاء نيا ص ـــــــد ـــــــإذا ال ف

ضــا يغمــر قلبــي وشــفاهي والر

امء وتنــــــــــاجيني الــــــــــس

ـــالكرب ـــىل ع ـــبحانك يف أع س

ـــام نـــدعوك تعطينـــا يـــداك كل

ـــب ـــرشق شـــمس أو تغي ـــام ت كل

يمــــــأل القلــــــب ضــــــياك

ــوب ــأس القل وإذا ضــاقت مــن الي

وح هــــــداك يغمــــــر الــــــر

نوب وإذا ملــت مــن العفــو الــذ

٢٥٨

صــــــافح الــــــنفس رضــــــاك

ـــ ـــىل ع ـــبحانك يف أع الكرب س

ــام نــدعوك ــا يــداك.. كل تعطين

* * * يا أرحم الرحماء -٦٤

ــة ــا يل حيل محــاء م ــا أرحــم الر ي

ـــاه ـــا رب ـــك ي جـــوع إلي إال الر

أنا قد أسـأت، وأنـت رب غـافر

ـــاه ـــاه ممـــا قـــد عـــرا غوث غوث

يا سـيدي يـا مـن إليـه شـكايتي

اه ممـــــــــ اه أو ا نـــــــــابني أو

ــرسة ــا ذا ح ــك نادم أدرك بلطف

مـــستغفرا ممـــا جنتـــه يـــداه

ــة ــت كرب عيف إذا أمل ــض ــا لل م

عاء اهللا يــــــــاهللا: إال الــــــــد

ـس عـن عبيـدك كربـة يا رب نف

ــاه ــا وده ــد عن ــا ق ــه مم وأرح

* * *

).١٧٨٤- ٤/١٧٨٣(األعامل الكاملة ملحمود حسن إسامعيل ) ١( ،ـه١٣٨٩، من السنة العارشة، من مجادي األوىل سنة )٨٣:ص(، ٣جملة حضارة اإلسالم، العدد ) ٢(

).٢٢٣-٢٢٢:ص(رائق الشهد : وانظر

٢٥٩

تأمالت إيمانية -٦٥

لــست أدري مــا حيــايت

ــــو آت . ال وال مــــا ه

ــن ــن؟ ومم ــن أي ــا م أن

قبست نفـيس صـفايت؟

أنـــا ال أملـــك نفـــيس

ــــات ــــال أو ثب يف انتق

ـــــايت ـــــودي وحي ـــــاين وج ـــــو أعط ـــــا ه إن رب

مــــثلام أعطــــى مجيــــع الكائنــــات احلادثـــــات

ــــــد ــــــا بع ــــــداين أن أرى زادي مل ــــــامت وه امل

احلات ــــــص ــــــل ال ــــــواي وفع خــــــري زاد يل تق

ايف بالــــــذي أبــــــدعني يف الكائنــــــات واعــــــرت

ــــت اهللا ريب ــــد عرف ق

حيـــنام أدركــــت ذايت

ـــأل فكـــري ـــال أم أف

لوات ــــص ــــي بال وفم

ـــفايت ـــودي وص ووج

ــات ــض النفح ــه بع من

إن شـــكري يـــا إهلـــي

ـــ ـــك يع ـــايتل يل درج

ــا كر عــىل م ــش فلــك ال

جدت يل من أعطيات

* * *

).١٢٩:ص(ديوان ترنيامت إسالمية ) ١(

٢٦٠

تبارك اهللا -٦٦

!تبارك اهللا كم يف الكون من عجب؟

يف الرب والبحـر واألفـالك والـشهب

طري هيـاجر مـن أقـىص الـشامل إىل

غب أقىص اجلنوب وال هيـتم بالـس

ــش مك ال ــس ــاويقطــع ال الل متجه

ــب ــن التع ــى م ــابع كــي يفن إىل ا ملن

ــه ف ــي جيف ــا ك ــل حب ــرش النم وين

ويصنع النحل شكال منتهى العجب

األبنــاء حيفظهــا) الكنغــر (وحيمــل

نب ــذ ــا عــىل ال ــائرا وثب ــه س يف جيب

ــ ــرد أوالدا ع ــع الق ــف ويرف ىل كت

الطري أفراخا ذوي زغب ويزقم

أر احلـوت يف األعـامق مبتهجـا وجي

اشا مـن العطـب قذ الصوت خف وين

.اجلوع: السغب) ١( .يلقم: يزقم) ٢( .الريش الصغري: الزغب) ٣(

٢٦١

ــده ــاب مول ــبط يف أعق ــسبح ال وي

ــخب ــر يف ص ــاء النه ــران وم ــال م ب

ــضة ــان مغم ــدي والعين ــم الث ويلق

ر وليـد ومـا يف الثـدي مـن حلـب ه

ــا ــف األم مرجتف ــر خل ــز امله ويقف

ومل يزل عظمـه أوهـى مـن القـصب

ويتبع الكلب رحيا غـاب صـاحبها

ويسمع اهلر مهـس الفـأر يف اخلـرب

قر مـن عليائـه جــرذا ويبـرص الـص

نب ويمسك القنفذ ا ألفعى مـن الـذ

وينقر الطـري دودا غـاب يف غـصن

حتت اللحاء وما يف الغصن من ثقب

ويمـسك البجـع األسـامك ســابحة

ويرسل األخطبوط الرجل عن جنب

ــا ــب األحــشاء مرمتي ــنفخ الثعل وي

ــب ــن كث ــان ع ــه الغرب ــى هتامج حت

لسع العنكبـوت اجلعـل يف عنـق وي

ره ختـــدير مرتقـــب ـــى خيـــد حت

٢٦٢

ب غصنا حني تدركه ويمسك الض

نب أفعى ليمنـع بلـع الـرأس كالـذ

قــــه تبــــارك اهللا ال حتــــىص خالئ

ــب ــدعو إىل العج ــه ت ــل آالئ وك

* * * ما شئت كان - ٦٧

ــ ــأ م ــان، وإن مل أش ا شــئت ك

ومــا شــئت إن مل تــشأ مل يكــن

خلقت العباد ملـا قـد علمـت

ففي العلم جيري الفتى واملسن

، ومـنهم سـعيد فمنهم شـقي

ومنهم قبـيح، ومـنهم حـسن

عىل ذا مننت، وهـذا خـذلت،

وذاك أعنـــت، وذا مل تعـــن

* * *

).١٣٦:ص(ديوان النرص لإلسالم ) ١( ).١١٨:ص(ديوان الشافعي ) ٢(

٢٦٣

يا كافل الرزق - ٦٨

ــدم ــن ع ــق م ــل اخلل رت أرزاق ك ــد ق

ــا ذا اجلــود والكــرم زق ي ــر وزدت يف ال

أبــواب جــودك مــا تنفــك مــرشعة

ــنعم ــن ال ــر م ــىل بح ــا ع ــى طفون حت

ــرى ــت ت ــد خلق ــا ق ــني مم هــذي املالي

ــ ــورا عــىل أم زق موف ــر م مــن حوهلــا ال

ــري ــا.. فالنمــل، والط واألســامك أمجعه

من عاش يف النور، أو من عاش يف الظلـم

واآلدميـــون نـــالوا فـــوق مـــا ســـألوا

ــ ــان ع م ــم .. رب الز ــل يف حل ــأن الك ك

ـــة وكـــل ذي مهجـــة يف األرض زاحف

ـــدم ـــسعى عـــىل ق أو غـــري زاحفـــة ت

ـــسع دة .. ىت وللـــسعي أوقـــات حمـــد

ــــسم ورزقهــــا غــــري حمــــدود ومنق

زق يومــا رغــم كثرهتـــا مل ينفــد الــر

خم ــت ــن ال ــا م ــضت يوم ــد ق ــام ق ورب

٢٦٤ ــــت ــــا برح ــــوام وم آالف آالف أع

ـــة الكـــرم ـــى غاي ـــق تلق كـــل اخلالئ

ــــدا ــــل أرزاقهــــا أب ال عقلهــــا كاف

يهـــــا مـــــن األمل وال قواهـــــا تنج

ــا ــا كرم ــذي أعطيته ــت ال ــا رب أن ي

ر األرزاق مــن قــدم وأنــت مــن قــد

ـــا رب هادهيـــا ـــت ي ـــا.. وأن وكافله

ــدم ــن ع ــل م ــل رزق الك ــت كاف وأن

ــت ــا علم ــوق م ــا ف ــم عنه ــت تعل وأن

رات يف الـ.. عن نفسها حم وهي كالـذ ر

ومـن يـده .. وأنت وحـدك مـن يرجـى

ــفتغنــي وتكفــي ســائر األ .. تعطــي م م

فـــامنن عـــيل بـــرزق وافـــر أبـــدا

ـــي ـــه ريب حـــالال ســـائغا بفم واجعل

ـــــه ت ـــــا رب لإلســـــالم عز ..ورد ي

مم ــر ينا مــن ال ــصح ــا مــن ي ــث بن وابع

ـــود إىل ـــى تع تنـــاحت ـــان أم مـــا ك

ــيم ــوم الق ــدي أق ــك احلــق هت بنهج

).٦٤-٦٢:ص(حتى ترىض ) ١(

٢٦٥

إليك جميع األمر -٦٩

ــه ــع كل ــع األمــر يرج ــك مجي إلي

ومنك األمـاين ترجتـى والبـشائر

وبعض أياديـك العـوامل والـذي

ــواطر ــال امل ــار والثق ــا والبح هب

ـه ومنك العطا واملنـع واألمـر كل

إليك وما يف الكـون غـريك قـادر

فمن شاء فليمنع سواك فـال أذى

حضاح فـالبحر زاخـر إذا يبس الض

وعفوك يـا رب اخلالئـق واسـع

ــائر ــده والكب ــا عن تــضيع اخلطاي

فلو يعلم اخللق الذي أنـت أهلـه

و مل يقنط من العفو فاجر من العف

ورمحتك العظمى كتبت بـسبقها

كتابا كـريام فهـو عنـدك حـارض

وأنت حتب احلمد واملـدح والثنـا

ووصف حمب احلمد واملدح ظاهر

فوعدك أوىل من وعيـدك بالوفـا

لذاك وحظ الفضل للعدل قـاهر

ت بأنناوقد جاءت ا لبرشى وصح

ــافر ــك غ ــالظن أن ــا ف ــا ظنن لن

ويل حــني يــشتد الوعيــد ذخــرية

ائر رسيرة حـب يـوم تـبىل الـرس

جتــىل مهــومي يف فــؤادي قرارهــا

خائر وأرجو بقاها يوم تفنـى الـذ

ـــا وديعـــتكم أن حتفظوهـــا فإهن

بــاحلفظ آمــر صـنيعتكم واجلــود

* * *

).١٦٤-١٦٢:ص(رائق الشهد ) ١(

٢٦٦

الكون البديع -٧٠

اقــرأ ســطورا مــن كتـــا

الكون مـن دنيـا اجلـامل ب

ــــه كــــامن فاحلــــسن في

ـــال ـــرآة اخلي واحلـــسن م

يف الزهـرة اخلالـصة الطهـــ

ويف املــــاء الــــزالل ـــــر

و للمــرويف الغــصن يرنــ

ــــآلل ج ــــل ال ــــة مث ندي

لس ل العـذب النميــيف الس

ــر ــتالل ـ ــرض ال ــه خ حتف

تعــيف املوج يغشى األفـق

ـــ امل ـ ـــش ـــسيامت ال لوه ن

ــو ــع الوق ــىل النب ج ع ــر ع

ــك العجــاب ر وســله ينبئ

واســأل زرافــات الطيــو

حاب ر عن الفضاء عن الس

ــتله ــواس ــنجم الن ـشيم ال

جيات العــذاب ـــد الــش

اكــم مــن مجــال يف رحــ

الكون والكـون كتـاب ب

ــــا ســــبحانك اللهــــم ي

رب املحاســـن واجلـــامل

ت هـــأنــت اجلميــل خلقــ

الكــون يف أهبــى مثــالـــذا

ال يــستطيع العقــل إحــصا

ـــــامل ء ـــــد والك املحام

ــــام رس ــــدرك األفه ال ت

والا ــز ــه ال ــق أو كن خلل

).١٣٧:ص(ديوان النرص لإلسالم ) ١(

٢٦٧

يا ربنا لك الصالة -٧١

اله ــص ــك ال ــا ل ن ــا رب ي واحلمد مـن كـل احليـاه

من زهرة عىل الغـصون

هلفانـــــة إىل نـــــداك

من دمعـة عـىل اجلفـون

ــــاك ــــة إىل رض ظمآنـــا ـــب إىل مح ـــن تائ م

ـــــ ـــــت خط ل اه ك هل

اله ــص ــك ال ــا ل ن ــا رب ي

واحلمد مـن كـل احليـاه

يـــا رامحـــا للتـــائبني

للعفو ال نرجـو سـواك يـــا مـــوئال للحـــائرين

طوبى ملـن يلقـى هـداك

يــا غــوث كــل العــاملني

ــداك ــي ي ــا تعط محــدا مل

ــدك ــاة نعب ــا احلي بكــل مــا حتيـدكوكل م ا فوق الثـرى يوح

ـــاه ـــا رب ـــدعوك ي ـــا ن ن وكلالة نــــا لــــك الــــص يــــا ربــاة ــل احلي ــن ك ــد م !واحلم

:ص (رائق الشهد: ، انظر)١٧٨١- ٤/١٧٧٩(األعامل الكاملة ملحمود حسن إسامعيل ج) ١(

٢١٤-٢١٣.(

٢٦٨

٧٢- أواه إني مذنب يا رب

هللااناديـــت يـــا مـــوالي يـــا

يــــــا رب إين مــــــذنب أواه

ــاك احلــسان وإن يل ــو عطاي أرج

ـــا ـــداه قلب ـــرد ن دعـــاك فـــال ت

ــا ــي داعي ــن يلب ــوامل م ــا يف الع م

ـــــا ـــــوالي ي ـــــا م هللااإالك ي

داء الفــــؤاد غــــروره بلــــذاذة

ــت دواه ــدنيا وأن ــل ال ــن عاج م

فامسح برمحتـك التـي جتلـو هبـا

لوك ســناه قلبــي فيــرشق يف الــس

فــأكون عبــدك مــثلام تــرىض لنــا

ــاه وأ ــا ترض ــسان م ــد يف إح ج

نا ــص ــك حم ــالتوفيق من وأكــون ب

ــاه ــن رضــاك من ــي م ــال قلب وين

وأعيش يف سـعد احليـاة وطيبهـا

وأصري حيـث يـصري مـن ترعـاه

ــه ــردوس يف أكناف ني الف ــضم وي

مع من وهبـت مـن اخليـار عـاله

مـوالي أنـت، وال هيـون بــدهره

من كنت يا رب الورى مـواله

* * *

).١٤٦:ص(ترنيامت إسالمية ) ١(

٢٦٩

يا سروري -٧٣

يـــــا رسوري ومنيتـــــي وعـــــامدي

ــــــرادي يت وم ــــــد ــــــيس وع وأني

ـــائي ـــت رج ـــؤاد أن ـــت روح الف أن

أنــــت يل مؤنــــيس وشــــوقك زادي

ــدي ــك عن ــم ل ــة وك ــدت من ــم ب ك

ــــا ــــة وأي ــــاء ونعم ــــن عط ديم

ـــــي ـــــي ونعيم ـــــك اآلن بغيت حب

ادي وجــــالء لعــــني قلبــــي الــــص

ـــراح لـــيس يل عنـــك مـــا حييـــت ب

ــــن يف الفــــؤاد ــــي ممك ــــت من أن

إن تكــــن راضــــيا عــــيل فــــإين

ــعادي ــدا إس ــد ب ــب ق ــى القل ــا من ي

* * *

٢٧٠

سبحان اهللا -٧٤

بخـواطر سبحان من يعطي املنى

ــسان ــن ل ــق هب ــنفس مل ينط يف ال

سبحان من ال يشء حيجب علمه

ـــالن ـــده إع ـــرس أمجـــع عن فال

سبحان من هـو ال يـزال مـسبحا

بحان أبــدا ولــيس لغــريه الــس

سبحان من جتـري قـضاياه عـىل

ــان ــب وعي ــا غائ ــاء منه ــا ش م

ورزقـه سبحان من هـو ال يـزال

للعـــاملني بـــه عليـــه ضـــامن

سبحان من يف ذكره طرق الرىض

حيـــان وح والر ـــر ـــه ال منـــه وفي

ه ملـــك عزيـــز ال يفـــارق عـــز

ــران ــده الغف يعــىص ويرجــى عن

ــه ــه ظهــر القــضاء وبطن ملــك ل

ـــه األزمـــان ة ملك مل تبـــل جـــد

ك الذي مـن حلمـه ملك هو املل

يعــىص بحــسن بالئــه وخيــان

ـــلطانه ط س ـــسل ـــل م ـــبيل لك ي

واهللا ال يــــبىل لــــه ســــلطان

كم يستصم الغافلون وقد دعـوا

ــيهم احلــدثان ــدا وراح عل وغ

* * *

).٨٧:ص(رائق الشهد ) ١(

٢٧١

أنا الفقير -٧٥

ــوالي آ ــا م ــت ي ه ــك وج ــايلإلي م

فاسمع دعائي وارحم ضعف أحوايل

أرجوك موالي ال نفيس وال ولـدي

وال صـــديقي وال أهـــيل وال مـــايل

ـــد ـــر إىل أح ـــك مل أنظ ـــا عرفت مل

ــوايل ــا وال وال ــة أرجوه ــال الرعي ف

فــال تكلنــي إىل مــن لــيس يكلــؤين

وكن كفييل فأنت الكافـل الكـايل

ولتسقني كأس حب مـن ودادك يـا

مــوالي فهــو رشاب سلــسل حــايل

فال وحقك ما للقلـب مـن شـغف

ـــايل ـــه ب ح يل ب ـــارش ـــك ف إال بحب

أنـــا الفقـــري إىل مـــوالي يرمحنـــي

إذا تقــىض هبــول املــوت إمهــايل

.احلافظ: الكايل) ١(

٢٧٢

أنـــا الفقـــري إىل مـــوالي يرمحنـــي

يف بطن حلـد وحـيش مظلـم خـايل

ــ ــي ل ــاك حلم ــة هن ــرب فاكه دود الق

والعظم منـي رمـيم يف الثـرى بـايل

نـــي أنـــا الفقـــري إىل مـــوالي يرمح

ــوال ــف وأه ــن عن ــة م ــوم القيام ي

ـــه ـــدا مـــن تعطف وأن أكـــون بعي

ـــاد آمـــايل ـــا عنـــه يف اآلب مقطع

أنــا الفقــري إىل مــوالي حيــرشين

ــار واآلل ــصطفى املخت ــرة امل يف زم

ــدا ــم أب ــىل أرواحه ــه ع صــىل اإلل

ــال ــار وهط ــدر زخ ــعفا عــىل ق ض

* * *

٢٧٣

دليل الحائرين -٧٦

ــوا ــق يبتهل ــع اخلل ــه مجي ــن إلي ــا م ي

ـــل ـــاه يتك ـــىل رمح ـــي ع ـــل ح وك

فـرأى مـا يف القلـوب ومـايا مـن نـأى

ــسدل ــل من ـاب اللي ــرى وحجـ ــت الث حت

يا مـن دنـا فنـأى عـن أن حيـيط بـه ال

ـــل ـــام والعل ا أو األوه ـــر ـــار ط أفك

ـــة ـــه يف كـــل حادث ـــادى ب ـــت املن أن

بل وأنــت ملجــأ مــن ضــاقت بــه الــس

ــه ت مذاهب ــد ــن س ــاث مل ــت الغي أن

ــل ــه احلي ــن ضــاقت ب ــدليل مل ــت ال أن

ــــا قــــصدناك واآلمــــال واقعــــة إن

ـــل ـــوف ومبته ـــك والكـــل مله علي

ــرم فــإن غفــرت فعــن طــول وعــن ك

ــدل ــت احلــاكم الع ــطوت فأن وإن س

* * *

).١٥٤-١٥٣:ص(بستان الواعظني ) ١(

٢٧٤

نحن العبيد وأنت الملك -٧٧

ـا قنطـوايا من يغيث الورى من بعد م

ارحم عبادا أكف الفقر قـد بـسطوا

عودهتم بـسط أرزاق بـال سـبب

سوى مجيل رجاء نحوه انبـسطوا

وعدت بالفضل يف ورد ويف صـدر

باجلود إن أقسطوا واحللم إن قـسطوا

عوارف ارتبطت شم األنواف هبا

ود يـرتبط وكل صعب بقيـد اجلـ

ف باملعروف فاعرتفت يا من تعر

بجم إنعامه األطـراف والوسـط

وعاملــا بخفيــات األمــور فــال

ــط ــه ال وال غل ــم جيــوز علي وه

عبد فقـري ببـاب اجلـود منكـرس

من شأنه أن يوايف حـني ينـضغط

مهـام أتـى ليمــد الكـف أخجلــه

قبــائح وخطايــا أمرهــا فــرط

يا واسعا ضاق خطو اخللق عن نعـم

منه إذا خطبوا يف شكرها خبطـوا

ونـــارشا بيـــد اإلمجـــال رمحتـــه

فلــيس يلحــق منــه مــرسفا قــنط

ارحم عبادا بضنك العيش ما هلموا

غري الدجنة حلف والثـرى بـسط

نهم مـن ذرى عليـاك يف نمـط لك

سام رفيع الذرى مـا فوقـه نمـط

ومن يكـن بالـذي هيـواه جمتمعـا

فام يبـايل أقـام احلـي أم شـحطوا

نحن العبيد وأنت امللك ليس سـوى

ى بعـد ذا شـطط وكل يشء يرج

* * *

).١/٤٨(موارد الظمآن لدروس الزمان ) ١(

٢٧٥

٧٨- األنام مطالبيصرفت إلى رب

رصفــت إىل رب األنــام مطــالبي

ووجهت وجهـي نحـوه ومـآريب

إىل امللك األعىل الذي ليس فوقه

ــى ســيبه يف املتاعــب مليــك يرج

مد الرب الذي فاض جوده إىل الص

ا بجزل املواهـب وعم الورى طر

مقــييل إذا زلــت يب النعــل عــاثرا

ــب وأســم ــرم واه ــار وأك ح غف

ــا ــل تلطف ــوليني اجلمي ــام زال ي ف

ويدفع عني من صدور النوائـب

ويرزقنــي طفــال وكهــال وقبلهــا

ــب ــي ويب املكاس ــا وحيمين جنين

إذا أغلق األمالك دوين قصورهم

عن غشياهنم زجر حاجب وهننه

بـاب املهـيمن طارقـافزعت إىل

مدال أنـادي باسـمه غـري هائـب

ابا ومل أخـش منعـة فلم ألف حج

ولو كان سؤيل فوق هام الكواكب

ــا ــام دع ــده كل ــي عب ــريم يلب ك

جى والغياهب هنارا وليال يف الد

سأســأله مــا شــئت إن يمينــه

غائـب اقا باللهىتسح دف والر

ملجـأ فحسبي ريب يف اهلزاهـز

وحرزا إذا خيفت سهام النوائب

).١٢٢-١٢١:ص(إرشاد العباد لالستعداد ليوم املعاد ) ١( .كف وزجر: هننه) ٢( .الظملة الشديدة: الغياهب) ٣( .العطايا: اللهى) ٤( .العطاء الكثري: الرغائب) ٥( .الفتن: اهلزاهز) ٦(

٢٧٦

عفوك اللهم -٧٩

يا من جييب دعا املضطر يف الظلم

قم والبلوى مع الس يا كاشف الرض

قد نام وفدك حول البيت وانتبهـوا

ــ ــت عين ــنم وأن ــوم مل ت ــا قي ك ي

هب يل بجودك فضل العفو عن جرمي

يا من إليه أشـار اخللـق يف احلـرم

ف إن كان عفوك ال يدركه ذو رس

فمن جيود عىل العاصـني بـالكرم

* * * يا عظيم النعم -٨٠

يلك احلمد، إن اخلري منك، وإنن

اموات شـاكر لصنعك يا رب الس

فأنت الـذي أوليتنـي كـل نعمـة

بتني حتى اصطفتني العشائر وهذ

ب يل اخلري الذي أنـا راغـب فقر

وباعدين الـرش الـذي أنـا حـاذر

فليس ملن تقصيه يف النـاس نـافع

وليس ملنء تدنيه يف الناس ضائر

شـد خـاذل وال المرئ أهلمته الر

وال المرئ أوردتـه الغـي نـارص

فإن أدركت نفيس املـرام ومل أقـم

ــر ــذي أنــت آم مقــام ضــليع بال

فال الح يل يف ذروة املجد كوكب

ــائر ــز ط ــة الع ــار يل يف قن وال ط

* * *

).١٤٩:ص(كتاب التوابني ) ١( .املوسوعة الشاملة) ٢/٤٩٣(ديوان البارودي ) ٢(

٢٧٧

إليك أفر من زللي -٨١

ــيل ــن زل ــر م ــك أف إلي

ــل ــرار اخلــائف اخلج ف

ــق يف ــدي غري ــذ بي فخ

ــل ــول والعم بحــار الق

ــة ــك عارف وهــب يل من

ـــر يل ـــا تنك ـــرف م تع

ـــدي وهتـــديني إىل رش

لـــل ومتنعنـــي مـــن الز

وحتملنــي عــىل ســنن

نني مــن الوجـــل يــؤم

ميـت فأنت دليل مـن ع

بل ــس ــسالك ال ــه م علي

عىل جـدواك معتمـدي

خل فأنقــذين مــن الــد

وأحلقنـــــي بجنـــــات

ـــا األول ـــدى درجاهت ل

فأنــت مــالذ معتــصم

ــل ــامد متك ــت ع وأن

* * *

.املوسوعة الشاملة، وقد حذفنا ما يف القصيدة من توسل غري مرشوع) ١/٤٨(نفح الطيب، ) ١(

٢٧٨

رأيت اهللا -٨٢

ــاكا ــسعدين رض ــون ي ــه الك إل

ومـــا يل خـــالق أبـــدا ســـواكا

ــت الكــون عينــي تــراك إذا رأي

ـــا ـــم أن نراك ـــت اهللا أعظ وأن

إذا مــا الفجــر يف اآلفــاق حاكــا

وإذ بالطــل منـــسكب تبـــاكى

ي ــرس ــاد ي ــاء يف األوه وإذا بامل

يتمــتم عــن معــان لــست أدري

ــرمح ــول لل ــساه يق ــكراع ن ش

ــري ــت هن ــد أجري ــت اهللا ق فأن

هــور بكــل لــون وتنــشق الز

ــوين ــومي دع ــا ق ــا أي ــول لن تق

ـــاء أرسى ـــذي بامل ـــبح لل أس

ـــون ـــول املن ـــت يف ه إيل وكن

ــري لــألرزاق صــبحا وهــب الط

ح وهــي يف اآلفــاق ســبحا تــسب

ــقط ــا س ــوال رهب ــاول ت خفاف

ياد ذبحــا وأهـوى نحوهـا الـص

ــاهد ــون ش ــع الك ــي يف مجي إهل

ــد ــق واح ــد للخل ــك موج بأن

بوه ــذ ــة ك ــد احلقيق ــن جح وم

كذبت لقد خـرست أيـا معانـد

امء ــس ــوح ال ــرف يف ل ــد الط فم

وســـائل ورده بعـــد انتهـــاء

ـــه أم مل ـــت بكنه ـــه أحط حتط

ـــاء ـــوم يف دور الغب ـــت الي فأن

تــرى قمــرا فقــف حتــى تفكــر

ــرمحن ممــا رمــت أكــرب ــرى ال ت

).٤٥-٤٤:ص(ديوان حلن اخللود ) ١(

٢٧٩

عاع فلـست أدري فمن أين الش

ر وكيف البدر يف اخلـرضا تكـو

نيا بـشمس وطل الفجـر يف الـد

ـــس ـــت أم ـــذه أم بن ـــر ه أبك

ـــش ـــافينق ـــالم ومل يطقه ع الظ

ــيس ــني نم ــده يف ح ــر بجن يك

ــى ــل معن قي يف ك ــك خــال رأيت

ــمعنا ــا س ــني أظهرن ــك ب كالم

ــت ــا وكان ــا كن ــت م ــوال أن ول

ـــا ـــا اجتمعن ـــوس يف أكنتن نف

ــرت ينبــوع املعــاين لقــد فج

فـراع الكفـر مــن سـحر املثــاين

ـاكتب ت لـك البقـاء فـدمت حي

ـــاين قـــديرا مالكـــا والكـــل ف

مع أم تكفي شـجوين أأذري الد

لغـري هــواك مـا ســالت عيــوين

حم فمن نرجو سواك ومن سري

ــا حــال دوين وقــد أســلفت ذنب

نظرت إليك من جنح الغيـوب

نـويبوقـد كثـرت عـىل قلبـي ذ

وقد سارت خطاي عـىل طريـق

ـــرويب ـــدا ه نا أب ـــس إىل رب ال

إليــك عقــدت بــالوثقى حبــايل

يف ومـايل ومن فيض اهلـدى رش

بنــور عــالك أمــيض يف طريقــي

يـايل أضاءت من سنى النـور الل

* * *

٢٨١

الفهرس

٣..............................................................املقدمة

١٣.......................................................عبادة التعظيم ١٦.........................................تعظيم اهللا يف أمهات العبادة

٢١..............................................حقيقة تعظيم اهللا تعاىل ٢٤...........................................من معاين اسم اهللا العظيم

٢٧.................................................مة عظالمن شواهد ٣٥........................................................أإله مع اهللا؟

٣٨..........................................الطريق إىل تعظيم اهللا تعاىل ٤٠.................................................تعظيم األمر والنهي ٤١....................................................كيف نعرف اهللا؟ ٤٤......................................................معرفة مجال اهللا

٤٨...................................................أعرف الناس باهللا ٤٩.....................................احلمد من طرق تعظيم اهللا تعاىل ٥٢.....................................التفكر من طرق تعظيم اهللا تعاىل

٥٧........................................!ويف أنفسكم أفال تبرصون؟ ٦٢...................................................عناية اهللا اإلنسان

٦٥..............................فاقانظر حولك تأمالت يف الكون واآل

٢٨٢

٧٠............................تعظيم اهللا تعاىل من خالل أسامئه وصفاته ٧٢................................نظرات يف األسامء والصفات وآثارها

٧٩.................................................تعظيم اهللا يف القرآن ٨١............................................!وما قدروا اهللا حق قدره ٨٨................................................جتليات اهللا يف القرآن ٩١....................................................تعظيم النبي لربه

٩٥....................................أحاديث نبوية يف تعظيم اهللا تعاىل ١٠١.........................................تعظيم الصحابة والسلف هللا

١٠٧.................ب واملعايص يف ضعف تعظيم اهللا يف القلبأثر الذنو ١٠٩.......................................عرشة وسائل لتعظيم اهللا تعاىل ١١٩..........................................من ثمرات تعظيم اهللا تعاىل

١١٩........................................................عىل الفرد * ١٢٠......................................................عىل األرسة * ١٢٢......................................................عىل املجتمع*

١٢٤......................................املعاين اجلامعة لألسامء احلسنى* * *

٢٨٣

ابن القيم....................... ابن فرس اخلزرجي............ أيب إسحاق اإللبريي........... عيل بن أيب طالب.............. لب عيل بن أيب طا.............. للسهييل.......... .............. اإلمام الشافعي................ ................................ عمر هباء الدين األمريي....... للشاعر حممد العالئي.......... زيد بن عمرو بن نفيل.......... زيد بن عمرو بن نفيل.......... عيل بن أيب طالب.............. ريض الدين الغزي............ . أبو نواس...................... حييى بن معاذ.................. عيل بن أيب طالب.............. عىل حممد الصاليب............. األصمعي..................... عبد الرمحن حبنكة.............

٢٨٤

حييى بن معاذ.................. عائض القرين.................. خري الدين وانيل. ............... أبو حممد األندليس القحطاين... مصطفى عكرمة............... ................................ خري الدين وانيل................ ................................ اإلمام الشافعي................ أبو نواس...................... عبد الرمحن حبنكة............. حازم القرطاجني.............. حممد التهامي.................. خري الدين وانيل................ ................................ ................................ ............................... ................................ مصطفى عكرمة............... ابن قيم اجلوزية................ ................................ خري الدين وانيل................

٢٨٥

عبد الرمحن حبنكة............. ................................ يوسف العظم........ .......... ................................ ديوان الشافعي................. ................................ حممد عبد اهللا القويل............ خري الدين وانيل................ عبد الرمحن حبنكة............. ................................ ............................... خري الدين وانيل........... ..... يوسف العظم.................. مصطفى عكرمة............... إبراهيم بديوي................. عاتكة اخلزرجي. د............. محن حبنكةعبد الر............. خري الدين وانيل................ ............................... حييى بن معاذ.................. حممود حسن إسامعيل.......... حممد احلامد....................

٢٨٦

عبد الرمحن حبنكة............. خري الدين وانيل................ الشافعي....................... مصطفى عكرمة........... .... ابن الوزير الصنعاين............ خري الدين وانيل................ حممود حسن إسامعيل.......... عبد الرمحن حبنكة............. رابعة العدوية.................. أبو العتاهية.................... ابن الوزير الصنعاين............ ................................ ................................ ................................ ................................ حممود سامي البارودي......... املقري......................... عائض القرين..................

* * *