456
ما ب ا ا آ ا ا د ا ة دا اء .. ط ا م) ت ا و ا ر ة اذ (

دائرة الضوء وخيوط الظلام تأملات في العشرية الأولى لنظام الإنقاذ المحبوب عبد السلام

Embed Size (px)

DESCRIPTION

 

Citation preview

ا� ���ب ���ا���م

���ا��د� ا�������� ا�آ�ا���.. �ءا�� دا��ة�� م��ط ا�

)�12ذا ةر� ا.و�, �+��*�()' ا�& �ت#"��(

�����

اتبع هذا الكتاب يف الرسم اإلمالئي لبعض األلفاظ قواعد اللسان العريب األصوب، مهما يكن الشائع خطأ غري ذلك، ومجعها ) فجأة(الذي يوافق وزن لفظ ) ةهيأ(مثل لفظ

) قرءاين(برمسه القرءاين والنسبة إليه ) القرءان(كما حافظنا يف كل الكتاب على لفظ . هيآت) مسؤولية(و) شؤون(وحافظنا أيضا على ألفاظ مثل ). القرآن(ومل نلجأ إىل رمسه اإلمالئي

.ومة بعد سكون، أو ما قبلها مضموماعلى قاعدة اهلمزة املضم

جاء حسب الرسم العادي حيث استقر ) فئة(الذي على مثال لفظ ) مئة(كذلك لفظ أما يف األلفاظ املعربة فقد كتبت قريبا من نطقها مثل ). مائة(الرسم القرءاين على

على ما شاعت عليه من حتويل ) ةيكتاتوريالد(و) الدميقراطية(وتركنا ) اللبرالية(و) الفدرالية(، )أمريكا(وليس ) أمريكا(الكسرة إىل مد يائي، كما التزمنا ذلك يف أمساء البالد شأن

.، وأثبتنا مهزة إريتريا بالكسرة)باهلمزة املفتوحة(وأفريقيا وأثيوبيا

سان املذكر يف ل) الروح(كذلك بعض مالحظات على تصريف األلفاظ، مثل لفظ صفة يستوي فيها املذكر واملؤنث يف ) فعول(القرءان والشائع تأنيثه يف لسان العرب، وصيغة

كما . لسان القرءان والشائع تأنيثها يف لسان العرب، وجندها يف هذا الكتاب على الطريقتنيجلمع منسوبة إىل داللة ا) احلركة العمالية(و) احلركة الطالبية(جاءت مركبات مثل

العتقادنا يف صواب ذلك، كما مسينا من ميارس مهنة الصحافة بالصحايف نسبة إىل مهنته ومل ).صحفي(نسمه صحفيا نسبة إىل الصحف فضال عن النسبة الشائعة اخلاطئة

لو�ا. م�� ا��ا9�� ..أو ..,ا1567ء #ا.4�

مدليت عرل القى األميب ك أشواقتة وقريصتر

ال بترعف جالب ولالزيك الب الوك بيجييعكفر

رطوم صبااخل مطارالثاءثال ح يوم السساد شرين من والعسبتعام ألف) أيلول(ر مبني.. اللحظة مارتحجوطوطائرة اخل ،)أو ال نكون نكون( ..ةة شكسبرييا طة الجلويسة على وداني

كما يقول صالح ،)عيدالب والنيل( رمانمدب كثريا من أقرأت دبباريس .. اإلقالع فرصي

كمـا يقـول ،)أصال ليس موجود والنيل ،جدا وقريب ،جدا بعيد والنيل( ..إبراهيم أمحدى األس.. أنا اليوم ما أغادرك ،م1987عام ةمرآخر رطوم اخل رادغ ةساع ،الطيب صاحلبكثري اخلوف يف قليب يفوق، بل ال خوف ةالبت، اى لكن األسمتد ـ واجتاح ،مسـاحة لك

فتشابت علهي طلاملشاعر واختوال شئ غري ،رطوميف قليب مثل مساء اخل ت، األسى صافه م مشـغولون جـدا وأ ،لديهم ظورةأمساء حم نا أالراألمن هو الذي أخب ضابط.. يف قليب

مبغادرة الرئيس البشري إىل أمسرا، ذات اللقاء الذي جمعه د املريغينإىل السي، وأخبرفيه أنه همل يصف الذي ولكن ،ر ممتلكاتهادلع حسن شيخ(و ه(.. الرئيس ييـؤد دوريف مقطوعـة ه

ـ يف السـابقة األدوار لك ا ىأد اليت املهارة تذا هي ،عليها دحسي مبهارة اإلقصاء يمفسةوني أين .. الشيخ ده والن ذاتف( :وسأل ،وازي للحظةل يف جاجلوازات تأم ضابط. )التمكني(ذ( )..؟!وههإذا (.. )ورأينا إكمال اإلجراءات كسبا للزمن ،املستشفى يف لزيارة والدته ببة اليت اقتبسناها مـن حباتنا املبارع إحدى )..ناسأنف نعأكاذيب من ص فنحن ،ا أكاذيبنك

وملـاذا ،بكذال ن ون، فنحنبكذالذين ي نا ضدتيخرفناها يف سووظ )ةجراهل موسم(رواية ،ايحامل قلط جنرال ةقفدتة مدواين مبحي ،على غري موعد.. ناكها وال متلكمنل ب يف بالدذالك

قأين رأيته من ال أذكرلب، فإىل كتفه ولكين نظرتراعال ين عددجوم والنسيوف اليت تتالمع يف حلظـة قرأت ني،فتاد على الك ةعليه، وبني ابتسامته الضافية وحرارة السالم وصفح

شبته رق تراجيديا حلظيتملعة الب ..عشر نذم كانت ثورة اإلنقاذ سنوات، ها انتهت يف ولكن ،ةل مـر ألو رينسافامل صالة لتخد ..)انضممن ر الرابع(ـب كنىامل ،م12/12/1999

والنيـل ،أخـرى أخرى هلا ألقاب لكن من صاالت ، اتمر عام يف كل رين أسافنأرغم

..بسـفر مهن ال يمك احىت أبدو عادي ،قنالع ربطة وكذلك ،يف حقيبة اليد دليتب ..بعيدـ أ بعـد أن بعيد والثالث ،)الرحيل اباتبو( إىل رتبوع صديقي عتود ،عجل وعلى لكم

-:قال الذي بير وال انمردمأ من شاعر.. ةطاخل ىضقتمل قافو اعود وال اإلجراءات

منو العمذق جور العزة جونيه الط

وما هماهة للمجهولحلالر اعةو س

لمنو السم صغارولو الغ

وكان اتغشه مل يتأمى القليش املل العولند

األسـى مساحة.. )ب متاماذهأخرى فال ت ةجري هه( :حممود درويش هو الذي قال

ر عـن نفسـه أمـام بعأ أن يشه مل يولكن ،د اللحظةب سيواحل.. باحل مساحة من لبغأ يناهوع ،حنوي بالتحايا والسالم فلاالستخبارات د لرج.. احتماالت املعقول والالمعقول

ويداه ان الطبستة خدمة؟ لكنه احنهل مث :ؤالسسر سرمعا بإشارة من عنيمىني الي.

والنظام و احلكومة حننحنن سنهد العقائيد اللحظة نفس يفلكن ..يكروالف، ى أعـدأعدائه وكامل باررينتآم كومماخلطر ن ..أزي أمسعيف الطائرات ز مداملطار جر، وتلفحـ ين د ةفق

ى غلذي أصم ادل هدير العين من استغراقي يف تأمجخروال شئ ي ،لمبات الريبة حبحار رياحه يف حادث ءه وأبناتزوج علاملوج الذي ابت لوهو يتأم ،طتوسإليه ابن خلدون على شاطئ امل

يـه دوال مـوت .. بـه اقحلل رصم يقطعون الرحلة من تونس إىل موه ،انقالب السفينةوغ ،ونبالطاعرق أسرته يف البحر عق لديه اإلحساس بمهشة املاشسعى البرشـ ي وتفاه ه، ت

سمياإ ى أنوه باهللا ثنبته واستطاع غسبأن ي معىن على صوفر ا جزلال النسيج ..هرالد متـد م همروا عغفرأدنا الذين جم وة والتالحكعرامل حلظة يف ذات.. فروعطان واحتوانا رسمثل ال

يعزوا إىل الطون هلذه الساعة قد احنادفاحل ،لقابف املرـ ن بـني أساسا مل تك رب عدين، وة مثل قرت باعتبارها ورصعزيزة اخت ا دماءومن الناس ور لجي سبيلها يف دابك والوثيقة اليت

مـن ت داباليت ك األجيال ..سدقامل دهاواجل سدقامل بتاالك صارةع تسائر األوراق وليسـ ماتوا لغري ما هدف داءهوالش تدابي ملاذا كدرن ت تكمل الناس نا ال زالواضح، وبعض

يجاهد ألنه يعتقد ة ال تزالأن القضي ثقائمة، ما حيد هو مسرحيهازئ ة من تأليف شيطان

ساخثر وما حيد هو عني احلقيقة وصميم لباجلقرة عندما يستغة البشريلوان النفها عطان سوسكرتسنوا هت بغري وسنوات قادر لمع ظاهر وجهاد ..شةعر ـ عاوم ية تنقطع ويت ل حـو

ا هي حلظةنتحلظ ..وا العتقالناثبع نا سنواتنأوا حتت أعيش، وذات الذين نإىل لعنة االبتالء يف انحاضر هونقيض يءالش عني فيكونبدرين واملكفمن امل بارالك ظمى اليت تنتابة العرياحل

الوقت ذات، مأساو يف خمالفةة لبيدامل هائقنط ..)فجالك ليه جليه وعالك يلم أبو( )لميع

اسنو(.. )عما نسيت وكدت ىال أنس وشيف ك ئملاذا ج( ..)السياب شاكر بدر( )قنياليت إىل أرضي تنهب وتخالدخيل.. بر و الذي قاله ذلك لصب األرضاح، األرض وصاحبالطيب صاحل( )ل شيئاه ومل يقطأطأ رأس..( )وهل الغطاء إذا تساقنت الدموع هـ و الغ اءن(

يلاحلاج وع يوعل ..ثمانع ياحلاج هو عل يلوع ،احلاج يثمان هو علع يعل ..)الفيتوري( الشـعب رئـيس هلاب الشعب أبطالذي حيتوي نو الوطين الس.. ةالبت ماهل وجود عثمان ال

ـ ي بعد على حنـو رقستور مل يدلتها احلكومة، والم عطاحلاك زباحل ، وأماناتبقرار وافق نـا تومكيومـا ح وهذه احلكومة مل تكن ،بخنتي مل نتخبامل وأشواقنا، والس موحاتناط

ولكننا مع ذلك روا بدماءيغزيرة نا شجر.

مطار وليرباسيون ول ،وباريس هي باريس ،دجيول لشار شارل دجيول هو مطارند ومان جبانب عشرات الران وتصطفما تزالن تصدصاملطار ف يف مقهىح ..) ـ ا طريـق عبلش

أوسز من عامح يقالض، ال وقلبشبع أرحمن ر بوء،اب الضح ونال بضشب كعلـم ل ح بدب اهحمجوب شريف( )مت(. وفريوز تصاعد علـى طلعنـا .. طلعنا.. طويال ها طويالصوت

ر ههذا الشعور بالتط ربرطوم أختاخل مطار صالة نذوأنا م.. على احلرية يا حرية طلعنا ..وءالض طة، أشـتري قهـويت سـل ال سنا شيطانوسي القدمية قبل أن يتلبقإىل ط ، أعودفيزمن ال

ات مـا اجلوازات، ولكن الرمسي موظفي اجتزت أن بعد الصغري ىاملقه يف وأجلس ،وصحيفيتم لطة هسأشباح ال لى فيهم كون الذين تتجلالدبلوماسي ..ريدوال بلمن ح إيل بأقر تزالـ و واترعن باريس امل سنوات رشة عدوين ملعطم أصدقائي الذين قهسأنف ـ لس يوربون واحل

م ومكاتبهمالالتيين إىل سيم وبيومهما تك ،ارافن الصلة اليت أمحاليوم وى أنين أمحلها، سة فص)مم )..ضارعومن دو، األ ون خلق اهللا مجيعا سيكون ضابطبل من دمن هو األقرب

لكل األسباب العاملقد قضينا عاما كامال نتبادل ،نعم.. ةة واخلاص اإلرهـاف غوارا بالحكيف أعقاب الزيارات امل ،ةواحلساسيسانشـيز زامـري ر حول الكبري الفرنسي ة للجنرالوكي دويل زبتل إىل مم أنه حتوة أة الفلسطينييف سبيل القضي و مناضله هل ،)كارلوس(ـب املشهور ،ت موضة نضال السبعينات إىل غري رجعةههل انت! يف العامل؟ لبقائمة أغىن مئة رج حيتفظل معها أبطاهلوحتوا إىل مساسرة؟ هل هو مستجري، أو هو هديومة؟ وظللنا بعد ذلك ة مسم

انني معارض الفن ونزور ،ةينسفرورات الشواملن ،أمحد إبراهيمصالح ين اوود نتبادل ألعوامالتشكيليني، سوالرسم جدا ى أين أعشق، وهو رسبالفعل ام !!أي ـ الع بارـ أني ت صبو،

وكما ألوسكار وايلداله:- 1. Circumstances might alter cases, but circumstances can

never alter principles.

2. Good people doing bad things.

ـ من أول ا أن عساكرنا خريننولكن ظ ،على نفسه قانش يدل حزب عقائا أونسل ئك االجتماع معل بتنيا وما قالت كيف زبر الد سناهرم براءة يف الزبر، بل إننا نسينا ما دهل وأن

س واجواية للهالد شرف ملسب ما.. الكالم و وأبيعونخب ما نايغ ململب تمزه لو( ..العسكرييلول اخلامص(.. )ةمر يف تافش ؤاهار طيف لتاك ةري جنحيطة ..ااه تتـ م ـ وتف ىط ـ ق يف عل افولالز ناهاالب(.. )جابوا معاوية يدشه.. وف معاوية وغشدور.. لوح خنجو وطرالشفيع نع

يف صودر(.. )وأمحد ود ق يشانليمان يف املستشم(.. )وأنا بحزـ فن يل س ات مـا ن جايى البقلبتيهاالق( ..بعض الناس ترك البيوت الرضية والسيهارات البـ ي ة واألرصدة املـ لي ةوني

ل إىل قوحتوللة يف سبينب اإلسالم، وبعض الناس تراإلسالم من كأجل ذلك، فالعةرب ت ليسأو كما ،)هف أهلعرت احلق فعرا(مهما يكونون، ولكن املواقف واملبادئ ،والنساء بالرجال

يحب اإلسالم اجل ر سادةويرضى ويتقعد د)وسيمة وجوه نمةاع، ووجوه وسمتا النهعةم(.

ويف الطريق إىل املدينة بوال ت الرحلة طويلةدسقريـب ليس قاصدا وغري فر.. ذات فيها ليايللاملدينة اليت س أترج ختم تاكاحل( بج( لعلي شوأنا شخصيا الذي ك ،يتريعتبت ،فاقالر هلفومن خ هيدص بني ياقنتوي لقاحلقيقة قد ي قاإلنسان يف طري نإ( ..وبذات القلم

وقد ميشي وحدآ هخال ر(لكن ..)وطشرظالنية رمادة والتجريبة خكما يقول لينني )اءضر

وزيف عليه ج مبني يدي املؤمتر الثالث والعشرين للحزب وبعد أن أحك _نقال عن جوته_ستالني احلصار والعزلة يف عامه األخري، لكن جوزيف ستالني هو نفسالذي اختذ القـرار ه

سـة سـاعة دقف مآثاره متاح لوك هوركي ومكتبج ةواستراح هبيت ذلينني واختا بتحنيطمع زوجته وأطفالـه واحدة يف غرفة ،يف الربازيل ق قضى أعوامالفميشيل ع.. إعالن موته

ممـا سه واستلم ززب الذي أسوأعلن أن ال عالقة له بالسياسة واحل ،يف مرتل خاله األربعةـ ،اقفالر هكني كبريين قبل أن يتدارلطة يف بلدين عربيسال موه ون كيف احلقيقـة يتـدار

بل كيف .. ةكرية وفسياسي ةالطع بهاألخري الطويل من حياته يف ش رطى الشليقض ،أنفسهموأخذ األمابن يكم من علون احلي بأيب طال، ل من أسلوهو أوم وأبنـاء قـاء لم الطوه

هـا ؤامهـا ود ركم وقود الثـورة وف ني وهيبون من الطالياسلقاء، بل كيف أخذه العبالطوشهق.. هاؤادريوا يف األرض فانظروال س..

وال ،)بابلو نريودا(ور كما يقول نعن ال فإين ال أعود لنفسي عودة عفال أتوق ،أما أنا أداللألوهام إليها سبي ع.. حنن الذين صعنا قندرنا ومزقنا نسجبطا ومل نهت من علينا شياطني يف جتريـد لثمان وليس البشري كان األوع يعل ..ناسأنف نعمن ص شياطني هاولكن ،ماءلساـ مضا عن الكلمات، وإبراهيم أمحد عوع يوفسال ر وليس عبدالباسط سبدري دوات أدر

نـا ليع الو الذي تور هناس الطيب وليس عبد اخلوسي ..البطل يف تراجيديا الفتنة أو اللعنة)ذكمرة العرةش( حايفال.. يف صباح احلريقص املأفون ليس مان، كات ولكن ب) ـ الي بالـويب (منالا و ريب ..كم فىت منا ولكن ليس منركا يال بشعإىل احل بكم مطةي..

ما أحسن خواتيم منصور خالق ةد ساعمن نار امل سبجاذيب هىد!

وينيى عى أعمجدال اردج

ويف يدي تطاقس مصبي باحمعد مدبد

الب وأينلك.. يد وجأ هريته ناعق

وأخشى صدق ي املجهوجدر ا� ���ب ا� ���ب ���ا���م

م2000200020002000) تشرين األول(لندن يف أكتوبر

62�>�ــ�

م عن ثورة اإلنقاذ الوطين يف 1998) حزيران(يونيو 30اإلعالن صباح روف ق عليها آماال كبرية، ومل لعت ،كثرية داخل بالدها وخارجها ةدعت إليها أفئالسودان، تطل

لطة يف الس غة تبلل حركة إسالميأو(ض عبارة على جيدها الغ عضي أن ويلبث اإلعالم العاملنيالعامل الس(ذلك بعد عقد كامل من جناح الثورة اإلسالمي ،ة ة يف إيران وقيام أول مجهوري

إسالمينسة تإىل عامل اإلسالم الشيعي ب.

أنباءها العامل، كانت اإلنقاذ انقالبا تخرية ثورة مجاهريية ظاهرة غطوإذ جاءت األ ى وة سلطة بالقوة لالنقالب الذي يأخذ السالصورة التقليدي وهلة، عن لشيء، ألو هزمايي ال

.أشهر بضعة بعد يقينا ثبتت ما سرعان واليت ة،اإلسالمي احلركة إىل نسبته اليت املستريبة األنباء

فر عنه ذلك الفجر موصول بقصة حركة إسالمية جتاوزت ث السوداين الذي أسدفاحل عقدها الرابع، وهي تعمل يف بلد شاسع املساحة مركب األعراق واألصول، متعدد اللهجات والثقافات، مل تزل مشكالته تتعقد وال يسمع عنه العامل إال أنباء احلرب األهلية

تعددي، مث جيتاحه انقالب وااعة والرتوح، تشرق فيه ومضة حرية ويتأسس فيه نظام .عسكري تطيح به بعد سنوات ثورة شعبية كذلك يف دورة خبيثة

لكن حركته اإلسالمية ذات وقع ومسعة، ال سيما صيت قيادا الفكري والسياسي، مث جناحها الشعيب الذي خرجت به من ضيق الصفوية إىل اجلماهريية الواسعة يف عقدين،

اإلسالم يف اتمع ينافس قوة تقليدية راسخة يف وسط البالد ومشاهلا لتقوم تيارا ميثل حركة وشرقها وغرا منذ أكثر من قرن، متضي سراعا حتصد أهدافها وفق ختطيط استراتيجي،

.ومترحل محكم، يسلمها من جناح إىل جناح

ه كما حيمل يتأسس هذا الكتاب على تلك القصة اليت أوجزا السطور السابقة، لكن عنوانه يتأملها من الداخل ويسترجع مناخاا يف حوار مع النفس، مع أنفسنا باملعىن الذي يشري إليه القرءان للجماعة اتمعة على وشائج قوية أو على هدف يف تداول وشورى،

معن النظر يف فصول ما تزال من بعض وجهها ماثلة جارية على األرض، وأحداث كذلك ت

ال حية توايل إشعاعها الذي ال حيصى على من كانوا بعضا منها، وفيها مما يباعده عن ال تزالفكر األكادميي البارد، ويقف به على حافة العاطفة واالنفعال، كما جيعل اإلمساك باحلقائق جمردة موضوعية بعد تطاول السنني اجتهادا عسريا حاوله الكاتب، يعينه كثريون،

.دا أو يتدىن عنه إسفافاأال يغادره بعي

فقد كانت عشرية اإلنقاذ األوىل اليت تتصوب إليها غالب فصول الكتاب عمال مسرحه وموضوعه بالد وشعب من حقه على حركة اإلسالم اليت قادت تلك امللحمة ووالت وقعها عليه، وهو ما يزال جيهد يف حاجة معاشه األولية أن يطعم من جوع ويأمن

فريبة، كما هو من خوف وأن يستشفي من أوبئة وأمراض التخلف، ويأخذ أبناءه ملدرسة ،لع على كثري هويته، وجيد صيغة حلكم نفسه، من حقه أن يطيكابد ليحفظ وحدته، ويرسخ

من تفاصيل تلك املرحلة، ويشارك مهما اختلفت قطاعاته ومستوياته يف التداول والتأمل .صة جليلهم احلاضر وألجيال املستقبلوالعربة من تلك الق

كما أن من حق كل أولئك الذين ارتبطوا بتلك التجربة وتواصلوا معها ومهوا ا ودعموا سعيها ماديا وأدبيا، ضمن شبكة العالقات االجتماعية والثقافية الكثيفة للحركة

ل على بعض وجوه التجربة اإلسالمية يف الداخل واخلارج، أن يطلعوا من داخل أطر العماليت علقوا عليها اآلمال، وأن يعرفوا معامل الطريق الذي انتهى م بغتة وتة إىل خيبة يف األمل يستشعرون اخلسارة، ال سيما املفاصلة اليت شقت احلركة بعد أن أعجبوا مبناهجها

.اليت حفظت وحدا وبلغت ا النجاح والدولة

ته املناهج لوات االجتماعية وتأمل مسارها يف التاريخ شأن إنساين تبل إن عربة احلرك بالدراسة والتعقب يف معاهد العلم وجامعاته ومجاعاته، وما تزال جتتهد لتبلغ به أفضل

ثورة مجاهريية، أو حركة دين أو فكر أو نظريات وجتارب يف )الظاهرة(النتائج مهما تكن .ادة تصلها تأمالت ومذكرات ووثائق وتأرخياالتنظيم، وهي تستفيد من كل م

وفقا للفقرات السابقة، جييء هذا العمل متأخرا لبعض الوقت، يرجو أن يتكامل مع أعمال سابقة تناولت تاريخ احلركة اإلسالمية، اكتمل أمهها يب يدي اإلنقاذ، يرصد تطورها

سرية حكم اإلنقاذ بعد منتصف عقدها وكسبها ومنهجها، مث تأمل بني الثورة واإلصالح ملاألول، مث املؤلفات اليت تناولت قصة املفاصلة من داخل صف احلركة اإلسالمية ومن

.خارجها، ومئات املقاالت واملسامهات اليت حاولت أن تقرأ أحداثها وتبلغ بعض عربا

فر له سبل البحث ال جيد ما يوأو قليال لكن هذا االجتهاد إذ جيئ متأخرا عنها قليال املوضوعي كاملة أو شروط االجتهاد اجلماعي يف بيئة مشافهة تتناثر أحداثها بغري توثيق،

وهي تضطرب خاصة مبن تصوا هلذا العمل استقرارا عابرا ما تلبث أن تعصف به دواعي دالترحال يف بالدنا الواسعة أو خارجها، وشواغل متصلة تتالحق األنفاس لتبلغ بعض

،روراا اليومية، مث اضطهاد ال تكاد تثوب عنه الفئة الباغية على من اتصل عزمه ملدافعتهاضد االجتهاد اجلماعي والذي يتنفس احلرية وال يف أعظم آفة على العمل الفكري الذي ينش

.اهلإال يف ظال ىيحي

عيب آخر من عيوب هذا الكتاب الكثرية، هو سعة مساحة البحث اليت يتناول ما عمل فكري ميسح فترة واسعة من التاريخ، أو مواضيعها والنقص الذي ال ينفك عنه أي

حييط جبوانب كثيفة يف احلياة، ذلك أن عمل احلركة اإلسالمية لدى مرحلة التمكني اتصل بكل جانب يف اتمع والدولة والتحم بوجوه احلياة كافة، وهي كذلك سرية موصولة ال

حث والتأمل على مرحلة منها أو حادثة فيها إال وتستدعي أخريات، سنة يتيسر قصر الب .كذلك يف أصل االجتماع البشري وحياة اإلنسان الواحدة

ال بد من كلمة إذن عن املنهج الذي توخاه هذا العمل يف تأمل العشرية األوىل ويف ل بالسياسة واتمع والذي احلوار الذي ميثل العمود لفقراته كافة، ذلك أن البحث املوصو

يستصحب موقفا داخل الرواية وإن تعددت األصوات وتناصرت األفكار لتمام القصة وحتليلها، يتباعد عن املنهج العلمي الدقيق كما سبقت اإلشارة، ولكن ميلك الكاتب أن

لكبري، يشري إىل أنه منهج تأملي نقدي يستصحب أكرب عربة ودرس انتهينا إليه عرب ابتالئنا اهو الوضوح والصدق والشفافية، دعوة للجميع أن يتأملوا يف تأمالتنا ويفحصوا صواا

.الكرمية القراء مجهرة إىل مث عنه، وتعاىل سبحانه اهللا إىل نعتذر الذي نقصها ويكملوا وخطلها

بل إن الكتاب إذ يصدر ويعرب عن موقف يف القصة واخلالف، يرجو أن يستفز، جب للكلمة، اآلخرين يف اجلهة املقابلة من الطريق أن يبسطوا كذلك رؤاهم باملعىن املو

وتأمالم يف ساحة العلن، رجاء خملصا أن يكون ذلك حرا من أثقال الصراع والغرض، .ومن أسر السلطان وأغالل رغبته ورهبته مبا ينفع الناس وميكث يف األرض

ة القارئ إليهما، ال سيما األجيال يبدأ الكتاب بفصلني متهيديني استشعرت حاج الذي ترتلت فيه برامج ) املصاحلة الوطنية(الشابة اليت مل تشهد تلك املراحل، خاصة عهد

إذ جتلت تلك االستراتيجية يف جمتمع ) اجلبهة اإلسالمية القومية(اخلطة االستراتيجية، مث عهد .ثريا من مالمح املرحلة التاليةويتدافع مع اآلخرين مبا رسم ك هكبري يتفاعل يف داخل

اخترت كذلك أن أدخل لعهد اإلنقاذ مبا يشبه التمهيد، ضرورة أخرى لوصل سياقات الزمن وإضاءة النظري، وكيف يبسط أثره على العملي، فجدل الفكر والواقع

.أساس يف لب سرية احلركة اإلسالمية حينما استقامت أو اضطربت

النتقال، مهما يكن يف سرية اإلنسانية، يغشاه التشتت واالضطراب، العهد وا أول لكن ز على أهم مالحمه كر، ن)اإلنقاذ األوىل(ومن مث فقد عانينا كيف جنمع متفرقات فصل

العامة، وال نستطيع أن نرصد مؤرخني لكل حادثة، فذلك جمال لعمل آخر غري هذه .املعذرةالتأمالت، وقد يفوتنا يف ذلك مهم، فنرجو

توغل حنو القلب يف قصة اإلنقاذ لأو) من التنظيم إىل النظام السياسي(جاء فصل بعالقاا املتشابكة بني باطن وظاهر، بني حركة جمتمع ونظام حكومة، وهي بالطبع حالة

.انتقال أخرى مهدت لنطرق ما وسعنا بيسر على تفاصيل العشرية األوىل

فكلها ) اجلهاد واجليش(وما يليه من فصل ) حتادي واجلنوباحلكم اال(أما فصل وجوه لقصة واحدة، فقضية احلكم الالمركزي هي أساس املوضوعني، مهما محلت قصة

اق ياجلهاد من معان ومشاهد إنسانية، ومهما توغلت موضوعات اجليش والفدرالية يف س .الفكر السياسي وجتلياته على الواقع

فهما أكثر املوضوعات جدة بعد انتقال ) السياسة اخلارجية(و) صاداالقت(أما فصال احلركة اإلسالمية إىل الدولة يف بلد خصب املوارد لكنه فقري احلياة، كما هو يف جوار كثيف يتجادل على هويته ويضعه يف مهب رياح الصراع احلضاري على ختوم املنطقة

صراعاا، وهو ما حاولنا أن نربز ابتالء الوسطى يف العامل، األخصب كذلك باألفكار و ).الصغار(و) الكبار(حتدياته وكيف تباينت االستجابات فيه بني

أعان يف هذا العمل واشترك يف حواراته بعض من قادة تلك املسرية اليت امتدت لعشر وا سنوات على مستويات خمتلفة، كما أعان فيه جنود جمهولون كثر، وكان غالب الذي أعان

يف التحضري الفين من األجيال اليت حلقت باحلركة اإلسالمية، مهما تكن صورا املتجددة، بعد تلك السرية اليت اخنتمت باملفاصلة الشهرية، فأغلبه عمل مجاعي ال يكاد يظهر صوت كاتبه خالصا إال يف االستهالل املثبت أول الكتاب امتثاال لرأي بعض اإلخوة، وإذ يتردد

ري اجلمع كثريا يف هذه املقدمة فإن العمل فيه كان كذلك، ولكين مسئول عن كامل ضمذه الطريقة، وعن املنهج الذي ت لصياغتهست الطريق الوعر إليه بني مناهج أخرى مل م

تسعفين أدوايت إلدراكها، لكن أولئك اجلنود اهولون محلوا إيل عونا كبريا، نفسيا وعمليا، ى، وإليهم وإىل أجياهلم ع إىل يوم قريب أشكرهم مجيعا بأمسائهم دون أن يصيبهم أذوأتطل

.أهدي هذا العمل م2009) متوز(يوليو : القاهرة

ا���� ا�ول

���9C� ا�B�1��� ا�6�Aه

غري ،م1979 العام بعيد لمن شاطئ النيل األزرق، جب سضع بالمن ط عشرات ليستاذ عثهم تلك الليلة، األحدمل معسون الفرهة يودانيس جامعات ضعالعام األول لب

ؤمن الذي ما نكون بامل هشبأة سالميحنن اليوم يف احلركة اإل( :احملامي يومها ،حممد طه عثمانت عطق لقد ،ردالق ليلة ىيتحر ،راخاألو رشالع يف لخوقد د ،وقياما صياما رمضان شهر عطق

).ردالق ليلة دشهاليوم حثيثا لت مدقتأشواطها وهي ت ودان غالبة يف السسالمياحلركة اإل

بدشرت بةاحلديث واضح يات اللةالد، ها كثيفةولكن الترميز حلركة خرت لتجها ومنذ ،مويل املايويكم الشاحل رهحتت ق تا سنوااليت أحاطت ،ةقطبمن أتون احملنة امل

يف ة ما تزالسالميإ م، وهي حركة1977م وحىت منتصف العام 1969منتصف العام أمر رظاهها نخبحمصورة إىل أصول بيئتها األوىل ،ةويطاع املتعل، قجوا من مني الذين ختر

يف مدعبا، وهي ال تالبالطبع يف الذين ما يزالون ط مدارس التعليم احلديث وجامعاته، ممتدة .ة الكبريةار دون وجوه الرأمساليجالت طاعال وقمالع طاعيف ق دة بدأت متتضويع واقع األمر

ة جعفر منريي وأحزاب اجلبهة الوطني نرالبني نظام اجل 1)ةصاحلة الوطنيامل(كانت ر صفاء العالقة بني عككبري ي ضت لعامها الثاين دون طارئقد م) م1977- 1969(

يف إنزال مراحل اا احملسوبة بدقةطوة والنظام، أو يقطع الطريق على خسالميإلاحلركة اتتها املاستراتيجيصشارالنتبة حنو الدعوة واو، واليت وضعة يف أول ت خطوطها ومالحمها العام

النظر نمعتطاولة لقيادة احلركة أن تجون واحملابس املالس أتاحت سنواتالعقد السبعني، مثتهاطيف خ، وتحكصولف م ستراتيجيها االكرف، وتخضعه راجعةورى واملللش، ة بعد خاص

اهدة الواسعة اليت تقدامت جولة ا احلركة اإلصة سالميامل فوفعارضة فيما يعرف ،طة يف إنفاذ مراحلها األوىلوإىل النجاح الذي سارت عليه اخل. م1973 )ثورة شعبان(بـ

والطريق الذي ظهر ممهدا ال يعيقه تحكبري، س دراليت ،التفاؤل إىل قيادة احلركة ت روحالءجبرت عنها عب كلمات وايف التعريف الذي اختاره الدكتور حسن ذلك املساء، واليت ت

1 )��C9ا�� ���1BAي ) ا��E�A� �EF&G 1دةE�2H �*1E� 1مE�ا��US ا�Tي اOE�P7 Q�PRS أMENاب ا�EIJK� ا��E�C9� و�

�1Eم )EC*6� 'E� �Hر#��Eدان ) 'E��QP# '5 �12ء زV�7 ا�IJK� ا��PN�AP��C9� اCا� Y�Eر� ZE� 6يEIA1دق ا�Bا���6 ا� .م1977

لطة تسعى لكسب الس جتماعيا ة حركة تغيريسالمياحلركة اإل(: لوصف املرحلة مكي2)ةالسياسي.

غري من ذلك املكان وتلك األيام بعيد، لجس أمني كرأمانة الف ة باالحتاد واملنهجيبقاعة 3األستاذ أمحد عبداحلليم -وقتها احلزب الواحد احلاكم-وداين االشتراكي الس

: أخرى من زاوية روينظ ،ب ضمن آخرينللطال رحاضي ،متحانات بذات جامعة اخلرطوماال)األحزاب العقائديمتضي مع ،سلمنيخوان املوحتديدا احلزب الشيوعي واإل ،ودانة يف الس

ربى واملدارس ن الكدامل حيث ،ةوال ترتل إال يف احملطات الرئيسي يةخطوط السكة احلديدودان الشاسع وال تستطيع أن متتد يف الس ،أو املصانع والوزارات ،عاهد واجلامعاتوامل

فقد ،ة اليت سادت هناكحزاب التقليديأما األ. يوفد حبكم خطاا الصعقب املاملركجمت وجتاوزها الشعبد، وهلقد استطاعت ثورة مايو أن . فر من اجلهل والتخلو يتحرتخرج بالسودان من هذا املأزق وتةعطي األمل يف التحديث والرفاهي(.

ة سالمياحلركة اإل تدهش ،م1973 ةبيالالط شعبان انتفاضة منذ فقط سنوات ضعب السودانية تطوطق راتا ت عسريعا مراحل عةد .ألويف ةل نشوة الساحة السياسي ودانالس

نسبة من الرئيس هالعقم يف احلركة دم راحنس، م1969 )أيار( مايو 25 يف اليساري باالنقالب

11% فقط،% 1ب إىل مستوى ملة الطالمن ج يحاصقالتدف هار العايل عرب بصوته ميالتقد ما انشعب ةبه .والتاريخ قواملنط قاحل أنه ومزاعمه احلمراء اقة وأعالمهشعاراته الربب ساحة العامل

عن فلسفتها املرتد ة يومهاب على الشيوعينقلكم املايوي املقتالع احلا غايتها يف بلغتموزها وشعاراا رب ةسالميباهرا إىل احلركة اإل قعادت األلأثورة شعبان ولكناألوىل،

��� �� ا���دان���آ� ا(��� �� آ�ب 2�����ان ا�( � ��و* % أو' & ا� %آ�ر �� � � � � � آ�# " ا!)�� ���أ )*/� . ا�-�آ� ا�,+�� .و�5 2�� د*�4� ن ا�12�3 آ�ن 3 %�- 5��D �ء إ� � ��2 .ا�A�� وا����,� �� ا�� �دان #@�# � ? �ة ر �ز � ) 2004-1937( أ��% 78%ا�-

IJ � وز2 � ا�8 +م ? 5 8� � G� �A Fف ? �رة K F�J � �AFف ا�-Oب ا�8��N� وGL M 8 %ة P J ا�4R �ذ �8 �I ا!ول و�S وUا����A, " �/ ���دان �� �.

وتأسيس مول اإلسالم منهجا للحياةطرحها الداعي لش من ذلك همأو ،البيةوقياداا الط .4اجلماعة اليت حتمله

تليف األفواج اليت أقب البيةها للثورة الطة قياداتسالمياإل استثمرت احلركة ،طةاخل فقو سعت وهي تتدب اجلامعات ومن املستوى الثانوي، وبها من طالظمت يف صفمث انت ،عليها

وتتا تدخختالف عن احلركة اليت اال كبرية جديدة ةمرحل لضاعف يف األعوام التالية أحاصاحل هارسالمي أو تلك اليت قادت محلة الدعوة إىل الدستور اإل ،مويلكم املايوي الش

.5م يف جبهة امليثاق اإلسالمي1964) تشرين األول(بعد ثورة أكتوبر

،م1976العام وبعد عامني من ثورة شعبان يف ،ةمن املصاحلة الوطني واحد قبل عام اليت ال تزيد )ر الدعوةنش(خاص رسالة سالمي بابتهاجإلجتاه الال الطالبيةت القاعدة تلق

ب، ولكنها الرسالة يف سلسلة رسائل مكتب الطال) 8(وحتمل الرقم ،صفحاا عن العشرينشر ن( ت رسالةلمح. 6م1975يف العام )رسالة املرأة(ب منذ األوىل اليت تبلغ الطال

ت بعد ثورة شعبان، وحفظ الطالب عن مدتعاة اليت ستراتيجيمالمح واضحة لال )الدعوةة ال حتمل ب التنظيميئل مكتب الطالاسرمن كلماا الباهرة، ورغم أن طعمقا ظهر قلب

سلوبه أضحى أو ، -يومئذ- القابع خلف القضبان ،اسم كاتبها، فإن لغة األمني العامذا إ(: نفراجة واالاملوعد حنو احلري ونرا بدبشيف الرسالة م )رايبالت(ث حتد ،لكثريينمعروفا ل

على الدعوة قبل الفتح لقبالعناصر اليت ت نإ(و ..)مرصوص استقبلناها بصف ةتنا احلريأفاجا وقوا على عناصتفيض من ثبانإ(و )..ما بعد الفتح ر ور القدخم الشدائد تستجيشىو

ستورذور اتمع ووجوهه اليت جتاوبت مع دعوة احلركة لدج نإ(و ..)ومكنون الطاقة .)ة للحركةذا انبسطت احلريإمن جديد وناصرا يف جبهة امليثاق ستحيا وتؤوب سالميإ

4 �! � 2�2��� �ن � � J8 % ا84 �ل ا�� ��V ا�W8 % �)1947-2003 ( X� Yم ار� Z�[3 � ا� �D ب+ Z د� -U

"U�3 �Dارس ا���دان و% .”Y�8 %Y�8% ود ا����“وز5�8 ا^R�A'� آ�ن ه�ف أ�EEE�1* �`H�EEEH^ ا�(6EEE2� _EEE�H 'R�2CEEEم �6EEEI&A ا�6را�1EEEت ا.)�*EEE�2� EEEIJG ^EEE7 .� ا�1EEE+�Aق ا�EEE��' راZEEEG د 5

.وا*���b� �1G&� ا��9�aم���Ef1ة ا��AآE�N) ME^ ا��5ا�76E* 'EH إ�E, ا��E�5ر ا��EAP� '��Eأة �UEB5C� TEC ا�1C�E�Aaت cd ا�6آ�5ر 6

g�H.ا �C*6AH '���ا( 'E( hراءi 6E��j Vk ،) أة�EAا� ��1E1م ) ر�E&ا� 'E( ة�E� 1972.ول ��1E1ر ا���E`(أ ^E`م، و�ا����Eة �6EB5ر )E' ا�&1Eم ��YPK� '( Q)j �4ري ا���آ� ا����� و�N>رت ��2k� H(�اه6 ا�i�2ن وا��6*_ و

.#&�J ر�1�A 7^ رأي ا���آ� و��1�j ^� 1IFj*1 #��*� ا��Aأة 1977

احلركة ساحة وزتجات ،ةجتماعيا ثورة حنو الطريق )املرأةلة رسا( فتحت وكما

العمل ) الدعوة شرن(جت رسالة تو ودان، فقدة يف الساملرأة يف احلياة العام دور إىل ةسالمياإل

تقع لب بالكامة الطالكانت مسؤولي )شعبان( بعد ما فإىل .األعضاء لكسب احلركة يف تصلامليرأسه من اجلامعة طالب عليه يقوم ،اخلرطوم جامعة عبةعاتق مكتب الثانويات التابع لش على

رات اليت حاطة بالتطواجلامعة عن اإل سعضاق و ولكن مكاتبه، كما يرأس سائر ،أمريهايرف يف جتفيف النبع البشري الذي ظل املايوي النظام طةصاحبت خاحلركة اإل دةسالمي،

،شعبان وي بعد ثورةالنظام املاي لبمن ق شديد حكامإب طةاخل تقبط .فيه كسبها أغلب وكان لوئامل ،ةب بأسها حنو املدارس الثانويوم، وتص1971منذ العام ةاملستقر طمأنينته فاجأت اليت

ففج. )التجنيد(بـ فعرفيما كان ي ،هانتمى فيه غالب أعضاء احلركة إىل صفاالذي كالسغلب املدارسأالداخلي عن ن، إذ كان يب إالائما للطالوجودا د ئهي طالت يف ع

اثري، مث أللدعوة والت ةالدراسة يف بيئة مثاليطة لتقصري العام الدراسي نفسه من ت اخلمتدصل للطالب إال من تنشغال املاال تضمن امتحانات ةلها ثالث، تتخلةست إىل تسعة أشهر

الطعام يف اليوم ةسحم حىت فسلت ختبار كل شهرين، وملباال واجهفهو م ،أكادميي حتصيل .ىل ثالثني فقطإوأربعني دقيقة الدراسي فنقصت من مخس

حتاد ة االطناوئة خلة املطسعها يف إعمال اخلة وسالميت احلركة اإلغفراست ،قابلبامل ىل إب من املدارس عمل الطال لانتقل جفوإعمال آلياا البديلة، ةشتراكي وأجهزته األمنياال

هايل جانبإة، وفيما احتفظت املدارس مبكاتبها كما هي، قامت األحياء السكني الشعب ثة حينبثامل ةالتنظيمير وجود اإلما تيسخوان يف غالب مدو ودانن السحرضمن ق وكثري هراه ى عل شرفي ،األحياء عبب داخل شتب للطالامك _ةل مرألو _تستأسو وبواديه،بكامل عبةيف أغلب نشاط الش شاركويمن الطالب، هيرأس مريبا لكن عبةالش أمري املكتبوإذ تناصر عمل األحياء .بحنو الطال بيتصو ،خاص بنشاط ولكنه يستقل ،عضويته

لبضعة عشرة أضعافب والطالبات إىللطالد ادع فتضاع ،اجلديد مع عمل املدارس القدميب من والية مكتب الثانويات يف جامعة ر الطالودان، وبالتدريج حتريف سائر أحناء الس أشهر

.يف املكتب التنفيذي القائد ألجهزة احلركة كافة )بأمانة الطال( حصبتل ،اخلرطوم

صاحلة هدنة املب، لكن ك يف قطاع الطالتبارالعمل امل كانت ثورة شعبان هي فاحتة الوطنية هيأت للحركة اإلسالمية سل االبنتشار القاعدي حنو جتمع ونذور ابخكافة ه .

ت طيلة العهد املايويلمبول وخحىت اليت اعتراها الذ ،ة يف األحياءالتنظيمي بعانتعشت الشف مبذهبها معجب ها مؤمنفىل صإ ل مرةألو منهم من احنازفعمرت بعضوية حية نشطة،

إليها من جرمبن خ، مث عالمبعد أمنها من غوائل القهر وافتراء الدعاية وتضليل اإل، بطريقتهاإىل تنظيمات دخل مهبعض ،السياسة ومنايف غتراباال مهاجر يف غياب بعد ادع ومن عتقالت،املودفعته املصاحل أو الفراغ ليعمل ،تعن صف احلركة سنوا دباعتف من خوف نليأم )مايو(

فيها، فتضامن غالبهم مع أهل الوالء القدمي على صنتخابات ة التنظيم اجلديد يف االحبةواملعارك السياسي، اليت تةن مع املصاحلوفيها القادم لقاب حتاد يف اال ىامقدة ضد الالوطني

شيوخ يف أو مةتعلامل الصفوة يف جبهة امليثاق من كذلك أعضاء مهفي مث وداين،الس شتراكياالالتصولهلماء التقليديني، كف أو من العم جددوا أواصرهةم مع احلركة بعد املصاحلة الوطني.

**** الذين طالتهم يد ،ة العائدينة احلركة اإلسالميمن عضوي وق أعدادت يف السنبثا

ب وصوالذي ت ،ةاستعملها اليسار لوصف الفصل من اخلدمة العام، الكلمة اليت )التطهري(ىه عللج اال )مايو(ل سنوات نظام اإلسالميني أوشتراكي، لكن رب ة نافعة، فقد ضار

يف التاجر دهأوسع مما ع وثقافة ولكن بتجربة ،حمدود مال إىل التجارة برأس ادخلوشيئا ما موصولة ،فيها اإلسالميون شركات يتشارك ضعالتقليدي، وقامت ألول مرة ب

وق العامليبالس، وأخرى يف أفريقيا، ،باوما اخلليجي، وبدأت شركة واحدة يف أورال سيوانتشر كذلك عشرات جيي االمن خرة واملصارف قتصاد والتجارة واحملاسبة يف وزارة املالي

التقليديويف املصارف ا ،ةة والعامإلسالمية اليت تعدإىل ثالثة، ويف شركات دت من واحدو مت مع نفلكن حاجة احلركة إىل املال تضاع. قبل قيام النمط اإلسالمي منها ،التأمني

النشاط وتوسعه يف عهد املصاحلة الوطنية، مبا مل يعهيف سالف جتارب التنظيم، إذ كان دضويتها زكي عالعمل وت اجةغطي حتها، لكنها تلعضوي شتراكات احملدودةكل دخلها من اال

رت وسائلها وقد تضاعف العمل وتطوأم. ساألنف حرها من شطهة وتقدنفاق والصق اإللخل

للشؤون التنظيم من ك غرفة تضويله، فقد تضاعفت احلاجة إىل عناصر من العبفت سوتكث كل حياا بعمل تصل تكاد ،دةتجرت تلك العناصر مدومهما بخاص لكسب املال، هم

اليت مل تعرف ذلك يف را يف موازنة احلركةحساا مقد جتعل تزايدةامل عدادهاأ فإن ،احلركة

أعضاء عليها يقوم التنظيم، عملد الباطن من ةخاص شركات ةمر لألو ستفتأس جتارا، سابق

. حمدودة نسبة ون من رحبها إالولكن ال ينال ،وا ظاهرا يف التسجيل القانوينميلك ،منه

ة وليست تصادياقات ة حبيثيجوم على احلركة اإلسالمية اهلل مرألو بدأ يف عهد مايو سياسية كما درج خصومها، ورغم أن الدعاية كانت أكرب من حقيقة النقتصادي و االم

. دستثمار اإلسالمي الواعلشجرة اال الثمار األوىل غزوب دهصاحلة ش، إال أن عهد املللحركةلكن الفقتصادي ظلاال قه قتصاد احلديث الكثيف ومعامالته م االظقاصرا عن تدارك ن

امالت عامل لييف ح ة اليت تبحثة مل تتجاوز عمل اللجان الشرعيبة، فاملصارف اإلسالميركاملة أالاجلزئي تقع يف فاحش احلرام دون أصول الفلسفة اليت يقوم عليها مصرف تمع إسالمي

مسلم مأبل إن . لتكاماحلساب اليت كانت تضبط ،ة األصيلةخالق احلركة اإلسالميل جزء ليت متثا ةة الراتبله يف التقارير املاليوتقوى، مث تسج ةفيف الدخل والصرف ع بطضوتن

مهما يف جملة تقارير احلركة، قد تراجت يف عمل االعوق والتجارة ستثمار والسلتط ورة لإلسالم، بجانوق املضاربات السل رجال األعمال يف احلركة يف مت متثاليت أضح بالشرحية

هوشد عهد ة عددا من شركات التنظيم وشركات اإلساملصاحلة الوطنيالميني تقوم وتنهار راجعة والتقومي يف أسباب الفشل، الذي قد بأسرع مما ينبغي، وال توافيها احلركة بالتدقيق وامل

يف التجارة دهضطراب حىت فيما عاليت بدأت يف اال ,قتصاد يف البالدة أحوال االق بعاميتعلالتقليديا املوانضباط، وجاء من جانب احلركة الحق ة من أمانةقترح عطي الذي حاول أن ي

الصكوك املصرفيقانوين يصل ة إلزامة قوةها بالعقوبة اجلنائي. *****

دةجي يب واألمريكي خبربةومهاجر الغرب األور يف مهوبسك تنامت نمم آحاد كذلك عاد ي، وعطال الشعيب أو الدويل األممي رمسيال التعليمي، أو يحالص أو يعوالط اإلنساين العمل مظن يف

هم ؤة، كانوا زمالب الثريرول العمن د م مع وجوهااققت صدت صالم وتوثمتداومن

اإلسالم حركة مع وعالقة انتماء م سابقةة من هلخاص ،الشعيب أو الرمسي العمل أو الدراسة يفأصقاعها أو أفريقيا حواضر يف ينبثوا أن آلخرين ةياملايو املنايف سنوات تاحتأ كما احلديثة،جنوب من بفروعها متتد ،ةة للدعوة اإلسالميعاملي مةمنظ فكرة ذلك كل من فتبلورت النائية،

إىل ودانالس مراكز غ وتبل اإلنساين، باخلري الدعوة تصل الصحراء، يف أفريقيا جنوب وحمطاتالذين ىرين النصاراملبش رييف س دعهب، ولكن مبا كان يسة فحاملسلم األفريقي ال بالكلم

الدعوة منظمة باملشايف واملدارس، فوصلت ووصلوها ،األوىل الكنائس سواأس جبهد ةاإلسالميما دومضت ق ،ةحت التعليم بالصلأهل اخلري العرب األثرياء، وص ددمث مب ،احلركة اخلالص

من راءقالف رحتر قيم والنازاإلغاثة، باعتماد مشاريع صغرية منتجة للمما أن ح والالجئ، ال سيالشرقي اجلوار روبح من جئنيلال يواءإ واألكثر لاألو طرالق كان الثمانني عقد لأو يف ودانسال

حلرب األهلية ودان وشرقه، وتشرد اسريتريا وأثيوبيا، ونزوح ااعة الداخلي من غرب الإيف ة ون الداخليؤشوزارة المن احلركة ى وزيروتول ،املنظمة بكل هؤالء ددصل مات .من جنوبهاالجتماعيلة يف حكومة النمريي، فخ7كاد للحركة العمل الطوعي أو اإلنساين أو ص.

***** هكذا انتعشت كثري من وجوه عمل احلركة منذ أوت ة، لكن ظلل املصاحلة الوطني

ة وصفقيادة احلركة اإلسالميها األول يدفعون مبشاركتهم يف قمة السا لطة املايوية وحزة معة ومن سقشرة املقساطا من سريم النضاليأوا يدفعون ظل ،شتراكيحتاد االاألوحد اال

هادوم ،ةبالعضوي سعويت تقطبيس الذي الفكري والثقايف هامد نشاط لتأمني ،جاهدةامل احلركة

.اجلديد قتصادياال هادم مث ،فيه ظاهرة وأبرزها ،اتمع جبذور وصلها الذي جتماعياال

عامة ووزارة العدل إىل أمني عام احلركة، الذي ما شغل وظيفة العام النائب ديوان صارخاص كان ذلك على حنوم، و1964من اجلامعة عميدا لكلية القانون يف خروجه منذ

التكلفة سطا بالغق اس أن احلركة تثلب ما ،وهلة لألوتثمحسن فالدكتور بركاته، تر قد رايبالت

مبرابطته ظل كما ة،للشعبي عةمتطل ةالصفوي ة بالغةسالميإل طموحات حركة أضحى رمزا يتمث

7 1EI1ف إ��Efأ OEC`و� �9�E)ا� ^E� ي�E�AC1 ا�Eده�G 6Ejو �E�P�ا6J7 6ANا����E# 6A�� ^AN' وزارة ا�(oEون ا�6ا

'71A5Gpا cA&17م . ا� '( q5CAا� rG�� �A#o� 627 أول h6I7 '(�9م 1981و�a�1H.

ج من عارضة الذي مل خيرحيد يف املوأنه القيادي الو ،سجون النظام يف سنوات عسبد جسكما ي ةللشمولي ورفضها مودهاص دجسي ،ةودانيسال الصفوة ةلعام رمزا ودان، ظلسال

السياسي جنمه ظهور تدهش قد الستني العقد سنوات أن ورغم ،احلي عها لإلسالم الثوريتطل

عودهوص، فقد )األول رينتش( كتوبرأ ثورة ما بعدالسي هشيضاأ تد الصفوة صراعات ةشد

تمسوح قوميا رمزا رتهصي قد التالية واملقاومة صطباراال سنوات أن إال قيادته حول اإلسالمية .له نيياإلسالم والء

انتخابات جملس الشعب ةل عهد املصاحلة الوطنية ألواحلركة اإلسالمي كذلك خاضت حني يف حنو ثلث مرش ،ها الثاينمن صف ووجوه ،ها األولمن صف موزت برعفود ،الثاين

وى ف قحتال(ة ضمن قطاعات والفئوي ،ودانسة على امتداد ساحة الة اجلغرافييباملقاعد النيانتخابات ويف دورة اال. شتراكي، وفازت يف غالبهاحتاد االاال ميثلالذي )الشعب العاملة

ة أل رئيسا هليبرز رموز الصف األوأسعت بالترشيح، وأصبح تا ،لس الشعب الثالث التاليةلس اليت تضام صبح أبرز وجوه أحتاد االشتراكي احلاكم، كما ة املنتمية لالكتلة األغلبي

ل احلكومة داخل أي ممث ،للمجلس )رائدا(الصف الثاين الداخل حديثا لصفها األول من أعضاء احلركة من الفائزين يف الس رئاسة بعض اللجان اليت ى عدد، كما تولالربملان

. 8ةة والنقابيدين من الدوائر القطاعيعما املصالس، ال سي يقوم عليها عمل

ا بعد تأمني إال أنه مهما اشتدت تكاليف املشاركة يف النظام املايوي بعد املصاحلة، فإاحلريإىلت ة للحركة والعمل، أهد ةل خربصف القيادة األو ميف ،مهما تكن منقوصة ،ةهم

ت اخلربة إىل الصفوامتد ،قريب من كفاحا ومالمستها احلديثة الدولة ألجهزة باشرةاإلدارة امل

.شتراكياال حتاداال يف ومؤمتراته األساس مظن عرب أو احلكومة يف دالقواع إىل لترتوت ،الثاين

8 # ^E� 6داE7 ة"E�Iا� �EJ7 6مEj�5اآ' وE4p1د اE�#pاب ا�EC� �E��1A��Jة ا�"�Iا� �ر��1 tBC� 1م�ا �A7 ^��1* '��

�ENل (ا�U�2+5� u41CA ا��Cاب �^ أه�f1�� 1IAة ا�6Eآ�5ر E�N^ ا��5اE712H 'EH� ا1E71A5Gpت E&�1KH� ا��E9�aم tEBC� O را�YEPK� 6E ا�(t&E وآ1Eن و#1EA+7 'EP7 '��Eن ��1982 . E9 6EA) #H�K� ا��`V اA�Pj' )' ا���Eدان

YEPKAا� tE�j1م رEأ� �E*ا�5&6د �Eا���J�Pا� �EA�*��د )' أد1�Hت �1*� أن ذ�v *�ازي �tBC ر��Y ا��زراء )' ا.��f1ر&Aا� V�7ي *�ازي زTا�.

ة الفاحلركة اإلسالميسةوداني، اليت شرعت ألول مرة ة يف تاريخ احلركات اإلسالميمن العمل اجلبهوي الذي يتحالف فيه صف احلركة امللتزم مع مجاعات عاصرة، جتربةامل

رغم -لعربية وحتالفاا العاملية وا ةبتجارب األحزاب اليساري ، منتفعةخارجها على برنامجما الفلسفينطلقاة املاركسيةة اللينيني- عم، مضى عليها 1964جبهة امليثاق اإلسالمي رب

وقت طويل منذ أن حست داخل صفها امللتزم حيثيات الصراع بني مدرسة تؤمن خبوض مة اآلخرين، ة صف احلركة دون خمالطال، وأخرى تؤمن بالتزكية خلاصمار العمل العام توكغ

ما كانا تيارين شديدي الوضوح يف صفحة احلركة منذ التكوين يف العقد األربعني، ورغم أنضبط مل تأخذ شكل التنظيم امل - ومدرسة التربية العام لمدرسة العم -فإن أيا منهما

ودان سارت على منهج سخارج احلركة أو مجاعة الضغط داخلها، فإن سرية احلركة يف ال ة بأثرة اإلسالمينتهى إليه حال احلركة العربياواليت خالفت غالب ما ،مدرسة العمل العام

ودعوته إىل ،طبد قمن فكر سي )العزلة الش(و )ةعوريعالء اإلمياناست(، وبدإىل ت أقرب النظرية العاماة للشيخ حسن البن، س احلركة اإلمؤسة احلديثةخواني.

فيتأل ،ةسلمعلى أسرة م م يقومسلم س دعوته على فردأس )احسن البن(غم أن ور تمعمبدارسه ومعاهده ومصانعه ومستشفياته ،خوانسلم، فإن عربة جمتمع اإلامل منها ا،

تمع املصري، دالذي قام إىل جوار اعت احلركة اإلسالميعتماد صيغة اودان إىل ة يف السصاحلة امل ها إبان عهدروت يف أمشل صاليت جتل )جتمعل مع املالتفاع(هي نظرية أخرى،تمع ماحيث نبدأ(ة الوطنيأتفق تفاعال مع ا(، أما .ر احلركة وأمينها العامفكوفقا لعبارة م

ل مادة الدعوة ومسرحها الذي تقف على أرضه، فهو ليس تشخيص حالة اتمع الذي ميثمسلم تقوم ولكن جمتمع ،)املودودي ىأبواألعل(و )سيد قطب( لرأي وفقا )اجلاهلي اتمع(

فيه جيوب جاهليحياءإ ة هي حركةة، واحلركة اإلسالمي شاملة وجتديد، توحة حياة د خاصخاصة ة وأخطرها ليست يف لفأكرب الع، قتصادا وسياسةا ،حياة اتمع ةسلم إىل عامامل

ة األخطر يف دها املؤمن أو يتوب إليها من قريب، العلإذ جيد ،شعائر املسلمني ومناسكهممروق احلياة العامة للمسلمني عن الدين، علمانيقتصاد والسياسة والعلم والتعليم س االة تؤس

واإلعالم على مصلحة وضعية ةزماني.

د السي ،ةإليه رئيس اجلبهة الوطني رمع النمريي قد بادصاحلة امل قرار فإن ،واقع األمر ها السياسي الحقا بعد لقاء مدينة بورتسودان الشهري حوله مكتب لوتداو ،الصادق املهدي

ة ، لكن احلركة اإلسالمي9م1977النظام احلاكم يف ة ورئيسضعاربني رئيس اجلبهة امل يحملي دتصاع ورغم ما أثاره من جدل، عتقلدا من املفور خروج قامن ه ت بركاترستثما

أن ورأت ،القرار قد تداولت حوله شاركة، فإن أجهزة احلركة املنوط ا اختاذبعد املمن قرار تإذا انطلق اأكرب من إمثه ااإلسالم نفعه قطبمويل ال يش شاركة مع نظامامل

-ببعد الطال- فأحيت احلركة عملها . تها يف هذه املرحلةؤيتها واستراتيجير فقاجلماعة ون ودان وممسها بعشرات اخلرجيني من جامعات الدوهي ترف ،ختلفةيف قطاعات العاملني امل

النشاط يف عناصر جبهة امليثاق القدمية بعد طول الركود يف درسوا خارجه، مث هي تبعثبوا عجفأ ،عتقالت والسجونلت أعضاء احلركة يف املأخرى قاب وجوه يف ، مثاألول مايو عهد

م هوفي ،إليها م من ترك حزبه القدمي لينضمة، منهها الرمسيرأط يف تبعوستاف ،وجها بطرحهاالذي ينتظم ألوةل مر .كذلك حتركت نمالوى قدمية من عمل احلركة وسط قطاعات الع،

الذي حفزته أحالم الربوليتاريا ،ملد الشيوعي واليساري عامةها مبكرا نشاط االيت استفز تاحة اليت تومع فسحة احلري. 10جهده ليلقى كسبا فيما يراه جماله احليوي ففكث ،وشعاراا

دت احلركة وفازت يف عددعلى احلزب الواحد للعمل النقايب، متد دستورا سنظام مؤسيف ثورة (ب كافة منذ حتادات الطالاالفوز مبقاعد ت حتتكرأن ظل بعد ،ةيالس النقابامن

التقليدي للحزب لئوامل ،يةاحلديد كال السكمسيطرا نقابة ع بلغت حىت م،1973 )شعبان ،ايل يف عهد مايو من ذات النقابةمع سار، وعندما وقع أكرب إضرابالي من هلفائوح الشيوعي

.11منرييحكومة يف وزرائها من مببادرات األزمة حل احلركة، وجاء من النقابة رئيس كان

C� ��x _�H(�ر 6Ej>م �U��- 6EI&A ا�6A�� ^*6 أ6AN . راZG د 1977 -71970^ ا�IJK� ا���C9� ا���دا��� 9

.�1ت ا.)�*�2� وا*���b� �1G&� ا��9�aما�6را)' أوا�c ا�&62 ا�Q+&H ^��Aa ا���آ� ا����E� �EA7 ^�E�1* ا�1Eم ��&cEA و�uE ا�&1EAل )EC*6� 'E� �EJR7ة 10

�EE�# _EE�Nد أآ6EE71j �EEJة EE��1A7� EE(' ه�EE"ة �6EE*6N v`EE ا���EEدان، و2H1EE� ^EE� tJEE�H� ا��EE�7 OEE�1A5ا )EE' ا��MEEب .ا�(��7'

ا��E&Aوف ) 1EJ7س ا��E�a (م 1E�2Hدة ر�Y�E ا�EH12C� 1EA1982ل ا��E`� ا��E*6*6� )1E7 'Eم وZj اآ�J إ�fاب �& 11 .��P� O�1A5�1Hآ� ا�����

وقامت ،نهالتنظيم القطاعي للم سسأت احلركة، على ةكتبارامل الفيوض تلك من بأسباب واملرأة الشباب عمل إىل فإضافة ،احلركة يف وعملهم العاملني شؤون ترعى للفئات، أمانة

واألطباء هندسنيوامل ارجوالت المللع ةالقطاعي املكاتب نتتكو منظمام،و ومكاتبهم بوالطاليام األ لقبيف م نفع، وازيالتنظيم امل هشبكتملت أمانة الفئات فيما يام، وهوالقانونيني وغري

طاحت بالنمريي، ولكنه أاليت ،م1985) نيسان(يف أداء الدور احلاسم يف انتفاضة أبريل وما يشوا من عنف ،ةوماته احلادصة وخصلة لكسب االس النقابيذلك مبنافساته املتك

سة ل السلمي على مقاعد نقابة مؤسال التداو ،قصاء اآلخر واستئصالهإ يستبطن ومادي أديبوح ت تلك الرأد. اليسار وىوق ةسالمياإل احلركة بني ماسي ال ة،والدميقراطي املساحمة روح علىص د عمل الفئات عن رسالة الدعوة حنو تأمني احلركة والترخإىل تباع مناخ من ا أحاط وما

.وتزوير وفصل عهد اإلنقاذ من إرهاب ومهدت الحقا ملا شهده صوم،يف معاملة اخل*****

آخر قطاع الصلة وثيق هو الفئات قطاع مع لوالتكام ميناأل اخلاص العمل قطاع

ر حىت مرحلة التمكني يف ة وتطوصاحلة الوطنيبذوره قبل عهد امل تتبنستاالذي ،والعسكري .م1989) حزيران(يونيو

ة على العمل رأي احلركة اإلسالمي استقر م1964 )األول تشرين( أكتوبر ثورة بعد رأيها أن رش يف السياسة، إذ قة اليت متنع كل تدخل للجيدية التعدأصول الدميقراطي فقو

جدل وثار إلخراجه، الثورة يف ىجتل الذي الشعيب اإلمجاع بعد احلكم ملتس إىل يعود اجليش لن

من القيادات اليت وبني عدد ةللحركة الشيوعي يف احلركة له سابقة انتماء يقياد بني مستفيضة جقامت حو 12ساتذة اجلامعةأمن هملوج ،)تشرين األول( أكتوبرشاركت يف ثورة

عن ت، وأن اجليش يف العامل الثالث ال يعرف توبةذفن غافرات دجالقوة مىت و القيادي أنالتنظيم وأن كم،احل عن طاماالسياسة أو ف اأمني ياعسكر عاس له ذراالذي ال يؤس إىل يفتقر

اقابل باملية الالزمة حلماية نفسه وطرحه، واجلدستمسمبواقفهم وفقا )األكادمييون( كدة لتأسيس خاليا ه يف دفع القياججح حفل، ومل تذلك القيادي للوصف الذي أطلقه عليهم

.*�A7 ^��1 ا.�1م 12

،ة وأمني جبهة امليثاق اإلسالميوال ريب أن أمني عام احلركة اإلسالمي .للحركة يف اجليشعندما وجد قبل م،1969 )أيار( مايو 25 النقالب التايل الصباح يف سياسي معتقل لنفسه أو

ةيف اجلمعي نائبني من أكثر ميلك ال معارض حزب عام أمني أنه رغم ووزير الدفاع، الوزراء رئيستدتأك ،ةالتأسيسي صحة منطق القيادي ذو اخللفياألكادمييني(منطق وخطل ،ةة املاركسي.( شديد اإلسالمي يف اجليش حبذرست خاليا التنظيم تأس، من ع نف مايو على خوف

املاركسية األوىل، لكن بعد اخلمث إعدام قادة احلزب ،صام بني مايو وحركة اليسارصام والفهور الغرب وظ إىلوات األوىل حنو تبديل سياسة البالد من الشرق طوبداية اخل الشيوعي

ن على رئيس الثورة نفسمالمح التديه، بدأت التحواط اليت تنتمي الت تسري يف طبقة الضبحبةيباآلمة تعلخبة املكم موقعها إىل الن ولوجيا ييدة وقد بدأت موضة األإىل اإلسالم، خاص

ة االاليسارية يف االشتراكيحنسار بعد سيادة مخبةطلقة على ذات الن.

ة لسلوك ورة النمطيعلى الص يالتغيري تسرة وقد بدأت مالمح صاحلة الوطنيجاءت امل صاحلة دخلت د عهد املطوبت، ونة التدييغاش فيهم وتظهر ،الضباط ومكاتبهم وثكنام

أعداد من اإلسالميني خبطة احلركة وتدبريها إىل خمتلف دفعات الكليوتزايدت ،ةة العسكرياإلسالمي ملركزا( حتف ،ةكم الشريعة اإلسالميحل) يالنمري(ي الرئيس ومع تبن. عرب السنوات

ه حنو عملها اإلنساين التعليمي الذي توج مارة وثأحد واجهات احلركة اإلسالمي )األفريقيم يف هيضومع م ،ة لعشرات الضباطة وتربوية فكريتدريبي أبوابه لدوراتاملركز فتح. أفريقيا

هتعميق فهمإطروحات هم ألؤزداد والا ،مهم ودراساتسالم احلياة العامعليه ة الذي تقومة احلديثةفكرة احلركة اإلسالمي.

ة احلركة ضويمن ع بأعداد )م1977–1970(ة دفعت جتربة اجلبهة الوطني ،كذلك 2فجر رطوم اخل مطار دهعسكرات اجلهاد واملقاومة يف ليبيا، وشب وغريهم إىل ميف الطال

حتالهلما ت الدمع ،منهم اهلاتف باخلرطوم جمموعات داركذا و ،م1976) متوز(يوليو ضمن خطة اجلبهة الوطنيلطةة لغزو اخلرطوم واستالم الس .من احلركة بل إن قيادات

ت إىل نضمام و1969نقالب يف مايو ت إىل اجلزيرة أبا منذ أول االرة قد بادسالمياإلهادة، على رأسهم شاألنصار بقيادة اإلمام اهلادي املهدي ورافقته يف رحلة اهلجرة والمقاومة

لواء اجلهاد يف احلركة منذ األستاذ اجلامعي، ورائد ،يطل اسم الشهيد حممد صاحل عمرمعسكرات اجلوالة اليت أسستها احلركة لنصرة القضيم، مث 1948ة بعد نكبة ة الفلسطيني

لتواص 13يف إثيوبيا الوطنية اجلبهة معسكرات إىل ذلك بعد مضوا الذين األفذاذ األحياء جهاد.

،ودان بعد املصاحلة الوطنيةبة إىل السة وعودة عناصرها املدرأن جتربة اجلبهة الوطني إال ةطط باخلنضببأشواق اجلهاد التليدة إىل صيغة العمل العسكري األمين امل لتقانقد

ومكاتب وأمانات واجهات جديدة وميالد رأط ذلك العهد تأسيس دهوإذ ش .ةستراتيجياالألول مرتنامي املوايف عمل احلركة يف املة تتوايف ظرف احلرب سع، جاء مكتب املعلومات ي

الباردة اليت تؤسة عملها على جناحها العسكري واآلخرس فيها األحزاب العقائدي نقالب العسكري، حة أو االسلة على الثورة املة العسكريعقيدا األمني، مث ستخبارياال

اال اة وقد بدخاصامل ستهدافإ حكم على كل جتربةسالمية ضمن أصول السياسة ة حركية للقاخلارجيللعيان ظمى يف القرن العشرين واضحا ماثالوى الع.

ة وفروعها احملدودة يف اجلامعات وبعض املعلومات املركزي تداعى لتأسيس مكاتب لوم ق يف عه بثقافة تتعمجتهدوا يف تطويره ومدا ت تدريبا عسكريان العناصر اليت تلقدامل ةبت كل طاقتها إىل عمل املكاتب اخلاصصو م طائفةت معهبراا، وجتاواستخبارات وإدالا

نفتاح على ثقافة ي واالوحترمهم من التلق ،ةكم طبيعة عملها السريحباليت تعزل طواقمها واجهة ة األخرى، وقد يدفعهم الوجود يف ثغور املر التنظيميوأخالق وجتارب سائدة يف األط

ومن مسرية العمل اإلسالمي يف اجلامعات . العنيف علعلى الفف األعن علالف دأحيانا إىل ر ك أعضاءصوم، يتملة مع اخلضت فيها للمواجهة املستمرواليت تعر ،ريهاوالنقابات وغ

مكاتب املعلومات أسرار األعداء أكثر من عامةة العضوي، أشد هم على حنوويتعبأون ضد ة بتزكيةد عناصر املكاتب اخلاصطة احلركة تتعهة يف خورغم تصويب برامج خاص. كذلكه سعفت ملوة ر أسباب القووحتد، فإن الواقع إذا يس بتالءاله من ونضعريما بناسي وعلم

13 6EEA�� 6EEA�� z�EE)ا� 'EEP7 gJEE2ا� 'EE2أ� �EEA7 {�1EES 6EEA�� 15ذEE�.6ي، واEEIA1دي ا�EEI1م ا�EE�1د اIEE)56 ا�EE&H

5EE�.ا cEESووا �`H1EEH tPRA6ا�EEJ71روري وEE`1دق ا�EEBا� �EEPNون ر�EE�iو Vاه��EEH6ي إEEI� 15ذEE�.6 واEE�1�1ذ 1EEA+7ن 1�J1 و���H��k1د إ�, إIKا�.

دقيق حول دواعي قيام فقه طبسمل ي إذو ،ز فيهاوالتجاو تلك القوة طه من إعمالابتقوى ضمما تتطور قمعية مارقة متاثل أشباهها يف التجارب االستبدادية ،هذه األجهزة ورسالتها

.ل صفحات هذا الكتابقبإليه يف مسنعود

ستمر الذي كان وراء ب قاعدة احلركة مع أجهزة املعلومات ورفدها املوجتا أن إال نشاط أن ة ل بينها وبني أعضاء تلك األجهزة، خاصمل يكسر حاجز التعاز ،معظم جناحها

تبادل مع التنظيمات ختراق املفضال عن اال ،ةاملعلومات قد يشمل حىت مراقبة العضوي. جتماعات وحفظ الوثائقمث تأمني اال ة يف احلركةهماية الشخصيات املمحاألخرى و

ر هلم من معلومات زهم مبا يتوفة متيصوصية خستشعر أعضاء األجهزة اخلاصا ،قابلوباملاصر عن أن إال ،قلوخ وتدريب خاص، ورغم أن غالبهم كان يف ظاهر سريته على إخالص

لوك الغريب أو ئ للسيومناخا يه ،ت طريقها إىل تلك األجهزةدجذوذ وع والشظاهرة التنط .وحيميه يسنده

**** مهما ، فة يف البناء التنظيميوخ الالمركزيساملائزة األخرى لعمل احلركة، هي ر ةمالس

وافق تنظيم ة بعد املاحلركة اإلسالميطمة النصاحلة الوطني كم اإلقليمي، فقد الرمسي للحتها االطمضت احلركة لترتيل خستراتيجيةسة مؤس على الالمركزية للتنظيم، فقام يف ة اإلداري

ة يف التنظيمي بعت حتتهم الشطسوانب ،تنفيذي عام وجملس شورى ومكتب أمني كل إقليموراها كل بضعة أشهر، وتنتظم ش ،بع سنواترى واألحياء، تعقد مؤمترها العام كل أرالق

ة قرارها يف ع حبريلكنها تتمتو ،لة إليها من املركزحول التقارير والتوجيهات املترت تتداولا احمللياة، غالب شؤوإال أ مهما نشطت تراعة عملها وقيامها يف كي سرينمشويل نظام ف

ا دستوريا ال يعترف، ولكنه غيالط ضرف معلوم عنها ملدى.

لقد تعسا بأسبابر متام إعمال الشورى ونفاذ قرارا من السرية اليت تضعف ة، الفاعليوأدورى الناقصة إىل توت الشرات حمدودة يف ذلك العهدت، خاصة يف ة حول متثيل العضوي

لكن .ورى وينتخب األمني العامخيتار جملس الشويف املؤمتر العام الذي ،مؤمترات األقاليم

بوجهها الذي أتاحه الظرف النفسي والتارخيي لتلك املرحلة ،ةالالمركزي، رست الوجه خةالشعيب للحركة اإلسالمي، للوعافتها من ع ة اليت طالصفويبعا ملرحلة ت تارخيها، وهيأ

اجلبهة اإلسالمي14ةة القومي.

م عليه ، ال يقوملما وجتربةمرا وعع ،يتقاربون ة على أندادمت احلركة اإلسالميقا شيخ أو مرشد أو إمام ممقد، كما هو معهود يف التقاليد الصوفية والطائفية أو ة الديني

السياسية يف السا يف البالد العربييف مالءلتقوا زاة، لكنهم ودان، أو كما نشأت مثيالجوا إىل ساحة العمل وختر ،جامعة اخلرطوميف با الوانتقلوا ط ،)ةوب الثانوينتح(مدرسة

واملهنة، فجاءت فضيلة الشورى مثرة طبيعية ملرحلة التأسيس، قبل أن يملفهومها لؤص، ويعبر ظعنه يف نا، فلم ياجلدل حول هل هي رثام احلركة وإجراءاأم ةملزممذلك اجلدل ،مةعل

.العشرين القرن يف ةاإلسالمي احلركات بعض وبلغ ،ةلطانيالس األحكام بتك من بتسر الذي

ختيار ا ة احلديثة يفمنط الدميقراطي بقارقتراع اليت تنتخابات واالاال مظت نساد ذإو الطالقة من مناخ ، فشىإمام أو درشم عن فضال ،رئيسا أو أمريا يهتسم وال العام األمني

ل إليها التعاليم أو زنة، فلم تودانيسة الة يف أوساط احلركة اإلسالمية الفكرياحلريو والبحبوحة، جهزاأورى من وش ةاحلركة الصادرة عن شرعي ها إال مواقفءأعضا ملزوال ت ،الفتاوىقه الف ونتم يقرأون وال ،تباعاإل عن ويتجافون عقل أو نص من صحيحا دليال يطلبون هاؤفأعضااليت ترشامل دتميفعل ب إىل ماذه وما يوع، ولكن يتحدأما . ون اآلي واحلديث الصحيحر

وأتاحت الوقت عسو ما ،واسعة ورىش دورفقد كانت ت ،احلركة لوظائف املسؤولني ختيارايف

وأصبحت .ةاحلري سنةراتب والتعديل اجلرح ن امل حول تداولتبغري حرش حساسيجاملة، ة أو مب املدارس واجلامعاتة بني طالخاص. خيرامل جرشتمعون السالبح ويتناول ا واملوجب

معهودات وكانت هذه السنن بسيطة مباشرة يف. من صفاته اليت تعين الوظيفة حمل التداول ما يف جامعة اخلرطوم، إذ ساد ظنسي ا ما يف أول العقد السبعيين، الئدت شيتعق ، مثاحلركة

م الكمال يفشديد يتوه نم ينتخللجامعة أمريا ب، ال تيه اللوائح إال أمينا عاما، وذلك سم

ا��ER5ر : را�N ZG^ ا��5اH' آ15ب ا���آE� ا����E� E(' ا���Eدان : �Nل ا����آM*� )' ا���آ� ا����� 14qICAا� t�`ا�.

بتعلى ك فوتعك ،لبابر اجلوتقص ،ة عربت موضة تعفي اللحىمن غاشية سلفي ثرأب .15اإلسالمي الوسيط رالعص

ي مرحلة أة بأفضل مما جرى يف صاحلة الوطنيملاتصل عمل الشرحية القيادية لسنوات ا ة أنتظمت هياو ،كل أسبوع التنفيذي راتبة املكتب جتماعاتات والت. من تاريخ احلركة

الشف اللقاءة، وتكثورى األربعيني مريوت أعضاء املكتب على ب ة كل يومني يطوف ال ،حول نشاط القيادة الرمسية للنظام املايوي ةورغم توايل تقارير األجهزة األمني، التنفيذي

أما هيسيجأ ورى اليت تبذلة الشحكهزة احلركة تدابري ممتواجد ة تضمن ضوا يف األربعني عرغم كثرة التقارير عن تلك اللقاءات لتنظيم، واحد مكان ال يعترف به علنا ويستتبكل ر

عمله سوى بعض الواجهات، مل يعمةالنظام إىل اختاذ أي د رئيس إجراءات تحد من حتهري، أو توافق أجهزته األمنيفقد كان تقدير احلركة أن النمريي ال ، ةة على خطر احلركة اإلسالمي

يف الزمان، ةم احلركة بعد عقدين أو ثالثأن حتك وال يعنيه كثريا منها ماثال خطرا يستشعرلكنه مع ذلك يكحفردا ال يقبل م شاركةم وال يفاحتاجت احلركة كذلك ى منافسةرض ،

أن تحكم الرقابة على حقيقة وضعها منه أو تطور وقعها على مجمة وأن ل النظام، خاصت القيادة على اللقاءات صرأحيانا كثرية، فحأمزجتهم تعتريه غاة واعتاللتقلبات الط

فيها املعلومات وتتكامل فيها الصورة، واستفادت احلركة لادتبتصلة اليت ينتظمة املاملأة من وجود اإلسالميعضائها يف وزارة العدل ووزارة الشؤون الداخلية ة واللجنة املركزي

،مث جملس الشعب التشريعي، فالعالقة مع النظام ،وجملس األمن الوطين ،شتراكيالحتاد الال االلعب فيه ي، قد جير(Game) مباراةـشبه بأباملكتب التنفيذي وفقا لوصف عضو

ص اجلميع ولكن حير من هذا اجلانب أو ذاك األخطاء قعوقد ت ،أو خشنا هادئا منتظما .مناعبة املعروفة ضعلى قوانني الل

15 �EEة ا���آ"EE)� ل�EEN : 'EE`� ^EE�N ZEEGدان (را�EEا�� 'EE( ^�APEE�Aان ا��EE��EENل EE&�J9� ا�1EE�2دة و) �NآEE� ا

را1H : ZEEEG�EEE*M�PK�، و�EEENل أدب ا�1EEE�5ر ا�1EEE�2دة ) �EEEkرة ا��5اEEEH' (را6EEEJ7 ZEEEGا��ه1ب ا.)6EEECي : وا�(�EEEرى .�p12ت C� ��x(�رة) ذآ�*1#' )' ا�1Jد*�(6J7ا��A�Aد ��ر ا�6ا�V ا�`��`'

اللقاءات كثيفة ةالقيادي ةالثل رتبلو دهش كريالف نفتاحواال ديدالتج أن عهد إال

نيك مهما ستيعابهال فسحت أو غريبا جسما تقبل ال كأا حىت نسجاماال شديدة جتماعات،واال .أو يستنكف عن إبالغه قد ال جيد سبيال للتعبري عنه ،مفيدا واقتراحه موضوعيا وجيها رأيه

ت احلركة معتزلوا وانعزلوا، وحراا سقة تم بني القيادة املهل مقام ال أن عر كثريونإذ استشويف عهده اجلامعي، رغم أنه كان واعدا ،وطاقاته القيادية الثاين جيل الصف متام خربةمن جامعات الغرب من هوالدكتورا املاجستري ليا وإحراز درجاتلغالبه فرصة الدراسة الع تويأ

من القيادة ورىش حرمتو، هضجن كمال عاطال عند ايب واألمريكي، لكنه بدووراأل ،نسجامة واالاألجهزة شديدة الصفوي صيبة اليت تلالع وادرب اختالف الرأي الذي جينبها

على صواب رؤثفت ،واجهةسايرة على املناصحة واملجاملة على املر املؤثاليت تتلك األجهزة ر فيما استقبلت احلركة من قدم أن ذلك املنهج قد أسهم بنصيب يبوال ر قرارال

.16أزمات****

مهما اشتدةة على احلركة الطت موجة السلفيالبي اإلسالميل السبعني وبني ة يف أوح على نفتامحلوا ثقافة اال ل أفذاذتطاوعتقل املج من املفقد ختر، م1973ثورة شعبان ييد

ة كأن قد مضت يف احلركة اإلسالمي جديد ة مالمح جيلصاحلة الوطنيت املدهوش، العصرة عرب أجيالالريادة الفكري جيل م إليهمسللت ،جيد اإلطالع على األصول لكنه مستوعب

لروح العصر مدياتهحلت درك .هفشنتديات والت اجلامعات احملاضرات واملدصف اليت حرت عن كل ذلكعب ،هكما شت فرق التمثيل والدراماد، إليها أعضاء ذفن وا ملتزمون مد

سلم لألخ امل ة، فظهرت صورةجتربتهم من داخل أسوار السجن إىل خشبة املسرح احلربايمنة للصورة النمطية، جلبت أحيانا حسدا وغريةة التقليدي من خركة الذين وم احلص

�&6E2 ا�6I4 6E&H ^�E�Aa #1ر*z ا���آ� ا����� )' ا���دان ��وج g&H ا�(1�Baت ا��ا6E7ة �cE�G ^E ا 16

���ECx' ا��EBCي، . H1EH`� آ�Eار، أ .و#`�*^ �NآE� ا��E*��5 ا�E��' ا�E5' أ�TEت �E^ أو��vE أ 1954ا�(12ق �`^ )' c�G ا�&62 ا���5^ وا��QFPa# ^�&J أ�1AEء �EAI� tE&� ^E7 أدوار 1�jد*E� �S1� . ا���6J7 .6ا� زآ�*1، د.أ

أ6EEAN إ�EEHاه�EECx��� �EEF&G . V'، د . �6EEJ7 ،zا��EEP7 V�N'، د 1EEN)� ا�(EE . رEE�N ZEE�H^ ا6EEAN، أ . ر����EE�، أ�+1EEل أ ��� )��2ي، د. ���C� v�1، د. 1IHء ا�FCN ^*6'، م. ��اج ا�6J7 ^*6ا�1Jري، د. ا��5اH'، د 6A�� . ،6يEIAا� 'JRj

.أ1A+7 6ANن �`' و��xهV. أ

هؤذييم أن يقترب عضو تمع، واحلركة اإلسالميرأت فيه قيادة إذة بفكره وشكله من اتمع، أهاجتشرى بقاحلركة بالصورة امل تلك رب قيادة ادة ثائرة من قوى التقليد تجدوالرجعياستنكروا الصورة اجلديدةف ةة يف احلركة اإلسالمي، ا خمالفيزعة للدين وليس مون أ

رفد ما ألوا، خاصة إذا شالنشاط لم طاالقالن عمتد يف احلركةط املسائي الناش .ار ولكن تي .ومبا محل من أنفاس اجلديد املنعشة ،د من قوة الطرحومبا تز ديد سادجالت

دذ تلقى املإحلركة، ورى يف اشال وممارسة الفكر ةحري خمنا على طيبا ذلك كل وقع كان با صاحجتهاد ألميالذي فتح أبواب اال ،رايبالت حسن الدكتور جتهاداتا من دادم التجديدي

مع مساهي أو الطبيعي، فإنه يعيرالش، ليمي أو العلمن حمدودا يف كسبه العرأي مهما يكيسأل اجلاهل سؤاال يستفز العامل ة وجمتمع املؤمنني، فقداجلميع يف شركة احلركة اإلسالمي

ه الذي ئجتهاد، وقد يرى رأيا ال يراه األكثر علما منه، وحىت خبطخواطره لال يثري أو للبحثيبه ربعت وياملعرفة لتصويبه أهل عفد، فتثمتمع امل رتكامل فكرا وعمال ال جيتمع على حركة ا

دة، فتدافعت يف احلركة أصوات تجدلتها احلركة املمتث ليتا) رايبلتا( رؤى كانت مكلت .ةضاللاحلوار ءحياإة، وورى سلوكا راسخا يف املمارسة التنظيميشت الوأضح ،رالفكر والرأي احل

ناقشةوامل لوالتداو واجلالد يبعث ال قالخ خوال ومةص مهما اختلفت اآلراء ضغينة يثري.

ت أيكذلك أحيجنالس ام ولياليه أصوات ي واألديب واملعراإلبداع الشي يف سرحهعناصر احلركة، وبعد أن شالعقد السبعني ظاهرة ت أوائلد بني )حللمنتيشيا(عر الش

م 1973شعلت ثورة شعبان أة، ومنهم إىل احلركة اإلسالمي نتمى عدداوقد ،ب اجلامعةطالجوا به من وت وما ،م1976) متوز(يوليو 2ب احلركة يف حركة ور لطالشاركة اجلسوامل

أواستشهاد، جهادأت لشعصوات امل عرشقاومة والثورة، وظهرت ة السياسي)عراء رابطة الشأخرى من وظهرت فيهم أنواع، صاحلةصاحلة مث اتصل نشاطها بعد املقبل امل) اإلسالميني

،ةيف مسارح احلركة اإلسالمي ةة واألدبينتظمت األمسيات الشعريوا ،الشعر العاطفي والعامة ة، واشتهرت أغلب الرموز الفكريما يف اجلامعات واملعاهد واملدارس الثانويسي ال

ة بني الطالوالسياسيابهو تعاطيهم الشعر وحس ،آخر ب بوجهواشتهر ، عراءم يف زمرة الشبعضهوك بادا لألدقم نتة والقصة القصريةابا للقصة واملسرحي يف صالت حف احلائط وا

اليت كانت تصداب يف اجلامعات، وبدحتادات الطالاعن ر ة كأن كل األصوات األدبيوالشعريا حتما ستسود املة الشابة تنتمي للحركة اإلسالميكما تنبأ أحد ،ستقبلة، وأ

.17معة اخلرطومأساتذة اللغة يف جا

م الدكتور حسن قد ،م1983يف ليلة السابع عشر من رمضان من العام امليالدي رايب حماضرة الت)حإمبسجد جامعة اخلرطوم، وكانت مبثابة )نالدين والف وارعالن يتجاوز

يف أن يكون ضرورة كيوش ،وسبيال إلعمار احلياة ،اإلباحة إىل ضرورة الفن وجها للعبادة وحيث ،لوالباط ل احلقبإذ تقا الفن والدين جيئ يف ذكرى بدر وارة، وأن حرعاصحياتنا امل

.جتاوبا مع حاجة املؤمن املعاصر احلقاليوم ينبغي أن يتناصر

لكن تأسيس الفرموعات املوسيقيق واة واملسرحير سنوات رغم دخول ة تأخأعداد أما . ل السياسةغمن شوا بأسباب ،جهم فيهاملوسيقى واملسرح وختر من احلركة إىل معهد

ه أي جزء يف ضعارومل تشغل م ،احلركة ونشاطها غائبا عن هم فقد ظلي الفن التشكيلالذين ،منيصماطني واملواة واخلطرة من املوهوبني اهلقدم رغم وجود أعداد ،برنامج احلركة

يف عضوية دا رونيورغم وجود تشكيلي ،ةة ومعارضها املومسيركة اليومياحل فحص ررونحي .احلركة منذ اخلمسينات

كانت ثقافة احلركة اإلخوانية يف الة التقليديودان جتد كفايتها من قراءة أدب حركة سسابق، حممد د حسن البنا، عبدالقادر عودة، البهي اخلويل، سي(ة صريخوان املسلمني املاإل

عجاب الكبري يف أوساط ، ورغم اإل)طبطب، حممد قد قالغزايل، يوسف القرضاوي، سياحلركة بشخصيسبيال إىل ثقافة ”مالك بن نيب“فقد وجدت كتب ،طب وفكرهد قة سي

األعلى املودودي، أبوم، وكذلك كتب 1968ودان يف عام سة بعد زيارته للخاص ،احلركةل سنوات السبعني كن وسعيد حوي من الشام، ويف أوسن الندوي، مث فتحي ياحل أبوو

ار تطوجتاه امية ويت نبانتبه لكتب ا ،حمدود يف جامعة اخلرطوم سلفيم والشوكاينبن القي،

�5� ��6A ا�1Kك ا��Bاف، د 17CAPN 4&�اء ^� �I54ا . '��EKC6 ا�EA�� ،^�E�.6 اEANاء و. أ�&E)ا� �ERHرا 'E( 6EA�� �EA7 ^EHا ،t�Ra6 ا���^ ا�A�� 6�� VI&1ن و�A�P� ^�N 6�I)وا� ،cI� O&AG �(1N 6�I)^ ا������ا�6EJ7 ،^E�N 6EA�� 'PG�Eا��A�Aد ��Eر ا�6Eا�V ا�`��`�E`H ،'Eي 1EA+7ن ^�E�N ،'R�2CE)ا� ^�E�1* �`H�EH6، أANأ

�A7 ^�N ^6،أ���&� ,Vه��xة ا.��^، وM*1(.

،لوع والغور التنطظهرت بعض ص ارومع هذا التي. ب الفروعتب األصول وكتك ضوبعجاءت من تلك ورغم فائدة، ها املنفتحواغتربت ا عن خط ،يومهااليت شابت احلركة

راحلركة عادها مبا كان ينقصهم من التالوة الصحيحة فت الكثريين من شيوخ احلركة ورورآنالق طقيف ن، يدالمن قصور ثقافتهم بسبب ،ألداء الشعائر الزم ومن فقهة، لكن ني

ن امتدت م خاصة مم ،قت فكرهموعم ،ت ثقافة الكثريينعتقل املايوي صقلسنوات املسع، ففاض فرسان القراءة الذين عكفوا على تفالكتاب متاح والوقت م، األيام يف السجون

لدات األصول والتفسري واللغةالدراسة املتعم قتصاد والسياسة، فاضوا مث اإلدارة واال ،قة .ارصطبال يصطربون كل ذلك اال بدروسهم ومناقشام حىت على الذين

وفتحت أبوابا للحوار مع ،كما أتاحت ظروف املعتقل مساحة للحوار الداخلي ة ة أو القومية اللربالية أو الرأمسالية املاركسيشتراكياآلخر من املعتقلني مبختلف مدارسهم اال

ةالعلماني ى يف املراحل املختلفة اليت طيبا جتلة، وكان كل ذلك زادا أو أهل الثقافة الشعبيبدأت ،عبور العمل والنشاط وسط الطالب والشم صدومع تق. ةصاحلة الوطنيأعقبت امل

ساليب املراجعة أرت وتطو ،كورسات اإلدارة والتنظيم واحملاسبة والربامج املضبوطة بالوقتوما ،عتقلامتدادا لثمار ثقافة امل نكا كل ذلك .احملاسبة لتقومي العمل مث تطويرهوالضبط و

اه اإلسالمي جبامعة اخلرطوم جتم مع خسارة اال1979ويف العام ، نوعي روأضافت من تطف القوى لصاحل حتال، م1973ة منذ ثورة شعبان ل مرب ألوحتاد الطالاأغلب مقاعد

اليسارية واالة واجلمهوريني وحزب األمرحتاديني فيما عيسبوى التمثيل النق(ـب ف( ،رغتفسلفي لقيادة التنظيم، ف زعدفعت الصدمة احلركة يف اجلامعة لتقدمي عناصر ذات ن

رموز تيار التجديد الذي تنامي يف اجلامعات إىل متتني العمل الفكري وتعميقه وتوسيعه وسط القاعدة، وأخذت املبادرة أول مرة شكل مرنتدى ح عقياأسبوع، كل دسم بالطالقة ت

وانزعاج لورغم متلم. ب حنو قضايا التجديد ونقد الفكر السلفيصووت ،يف الطرح واحلوارتصلت حلقات اة، فقد ة أعضاء املكاتب اخلاصخاص ةنتدى لدى العناصر التقليديمن امل

م وقد ،ختالف كافةاالتفاق ووار مواضيع االاحل قرال تنقطع، وط تاملنتدى الفكري سنوامعظم رموز الفكر واألدب والسياسة داخل احلركة وخارجها، وامتدت سنتداء إىل ة االن

اه اإلسالمي، وظهرت على صفحة جتد االجما وودان حيثساجلامعات داخل وخارج الاحلركة بشرفكمن امل ات جيليرين، كان يقدر له أن يفكريف ال مار أعالثم يف ومدارس

قه اإلسالم ف جتديديف احلركة األساس ره مفكأبواب عريوايف التحدي الكبري الذي ش ،الثقافة ،صل لذلك اجليلتاالفكري قد ورغم أن املسار .ةرعاصأصوال وفروعا ليستوعب احلياة امل

وامتد ت األمريكية، لكنهم عادوا با والوالياوما أورببعثات الدراسة يف اخلارج، ال سيبرصيد أقل مما رفدت سكان مما أضعف وبتأثري ،ون مايوج ومل منهم، رجىي موا إىل يتقد

.ة للحركةة والسياسيالفكري ،ةمواقع القيادة احلق

للثقافة صاحلة ورقة عملطيلة عهد امل رصدب ياملكتب الثقايف بأمانة الطال كذلك ظل ة إىل قراءاتي ناشئة احلركة يف املدارس الثانويهدت ،)الربنامج الثقايف(بـ رفعم، تكل عاحيانا أع ة املعروفني، وقد يتوسة العربيها من كتابات مفكري احلركة اإلسالميلج ،خمتارة

فيإىل ك شريبت ا وأشار ة والفكر اإلمن الثقافة الغربي إليها أولئك نساين عامة، أعجبأ بداو قلالق عد(وكتاب )لوذلك اه اإلنسان(س كارل يكسيمثل كتاب أل ،املفكرون

.شو درب لربتدراند رسل وبرناتوكلدايل كارنيجي )احلياة

أصول يف باتك فأضافوا الثقايف الربنامج يف عواوس بالطال عن املسؤولني ثقافة عبتوس لكن اإلدارة يف بتك الربامج، مث لندا ثابتا يف كب )ةنالس قهف(د سابق كتاب سي ن ظلبعد أ الفقه

واردة يف ص أهم األفكار التلخ تختصرام تالية جتماع، مث أضافوا يف مرحلةوالسياسة واالصف ساع تاأن إال. القائمة أن اتسعت بعد ختيارالعلى االطالب ساعد لت ،تبالك تلك

دفع إىل إعادة النظر بالربنامج الثقايف، من امليول واملواهب متباينة احلركة وازدحامه بأمناطقر األمني العام للحركة أن الربنامج الثقايف وقد عبوحاصر سعة الفكر د يتريد تنوعه حلركة

تنشط حركة أن املهم، فناسبه من قراءة وثقافةما ي ل عقلك ختارفلي جتمع،أن تقود املالقراءة والدراسة والبحث واحلوار، فالعلم ورىش، ينمو ويتقدادلة والنقدم بالتداول وا.

ة اليت عرفتها األحزاب الشيوعي )رمدرسة الكاد( فكرة عن احلركة جتافت كذلك ةواحلركات الثوري، اكم، واحد قالب يف ب كل أعضاء احلركةختشى ذات املأزق الذي يص

،ستاذ حممود حممد طهكالم األ صمهوريني الذي حيفظ نخوان اجلاإل منهج احلركة تهركويظل العضو منهاحلوار حلقات يف م صامتا سنوات ينطق إال وال فيهم السابقة أهل إىل يستمع

وقد حظف لوحه.

فيا يتوافق عليه أعضاء قترحت ميثاقا ثقاافقد ،هتماما باألفكاراأما اجلماعة األوسع أصول األفكار اليت ينطلق تثبة الناشئة يف اجلامعات، يما العضويال سي ،احلركة ويلتزمونه

، ويقترح املفكرين والكتب ة، ويشرح مناهج القراءةجتديدي إسالمية منها كل فذ يف حركةأن مقترح امليثاق التجديدي ، إال على طريقتها يف املوهبة واملزاج مث يدع كل زهرة تتفتح

برز يف ساعة احتدم فيها اجلدال واملقابلة بني تيار التجديد وخصومه من التقلديني فلم يعتمد .رمسيا ضمن برامج احلركة

**** ة طيلة عهد اململ تشهد احلركة اإلسالمية ظواهر االصاحلة الوطنيقسنشقاق الذي يم

جسما من احلركة ويستبه خارجها، بل إن كل النوازع احملدودة حنو ق لقالصف مسحاصامل ها العملرلكن.فتالشت سراعا ،س الكثيفتصل والنشاط املتحم جتدل دت ألو

العهد أصوات التربنقالب مايوامن رم الذي عال يف أخريات الستني قبل أشه، من قلب ا(ـخبة املنافسة لالنرايبلت( ،واشهر حىت وقعت نتهى بقيام تنظيم خاص مل ي)مايو( ،

ولكنهم بعد خروج أعضاء ،فذابوا يف الكيان القدمي واستشعروا اخلطر األكرب على اإلسالمريثما ،جون أعلنوا خروجهم من األجهزةاحلركة من الس عادوا بعد زيارة قصرية من لوفد

ة ا أن أحيوا احتجاجهم القدمي على شخصيخوان املسلمني، مث ما لبثوالتنظيم الدويل لإلرايبالت، ة من مناخ املولكنهم أضافوا إليه مادةصاحلة الوطني، ها سياسبعضي لطحول خ

م م الذي ال حيكصاحلة احلاكعدم جواز م(وسا شرعيا لب سها يلبوبعض ،سياسات النمريية اليت جاءت يف بعض ة للمناهج األصوليالفرعيجتهادات ، مث إضافة أخرى من اال)باإلسالم

الذي ) بابةالذ حديث(، )لقتة حبتة ال يفكري ةدر درتامل( )رايبحسن الت(حماضرات الدكتور ة نلي حول السك يف سياق حديثبعد حماضرة يف إحدى اجلامعات السعودية اشتهر

التشريعية والسنا(مث ة، ة اخلاصستمرار أة إذا زواج الكتابييف حماضرة )هاوجسلمت دون ز

وه ة حول مشاركة وجت كل تلك األطروحات باملواقف السياسيطلخ. إخل ...أمريكاحتاد االاألول للحركة يف الوزارة ويف اال الصفشتراكي، وكتبوا منشورات نستاحلركة ب

وفيما للغرب، ذوذ الفكري والعمالةايب ضمن تيارات الشرالشيخ الت فصنوت ،واالة الباطلملفرامل التنفيذي يف املكتب العليا ت القيادةضداولة يف شأن األفراد الذين يون تلك اآلراءشيع،

.م من احلركةهصلاألحياء قرار ف بعت شتول

قام ملال كذلك أوصغري يف جامعة اخلرطوم باسم صاحلة تنظيم)اجلاده(، يزعأنه ميقدقية والعم التربية الفكريديخترقته أجهزة اإذ نفسه لة على السياسة، لكنه تراجع وح

احلركة يف اجلامعة، وتطرفت شجتماعيااقاطعتهم عبتها فأحلقت قرار فصل أعضائه مب.

ستمالة بعض أهل ايف إال حفلفإا مل ت ،ةنقسامين من أمر تلك احلركات االمهما يك خوان اإل(وظهروا باسم ،ودان وخارجهب داخل السوبعض الطال ،خالفة القدميةامل .يءرايب ليس هلا فيه شالتوأن احلركة اليت يقودها ،عون أم األصليد ،)سلمنيامل

**** ت لبضعة م، بأحداثها اليت تصاعد1979ة يف إيران أثارت الثورة اإلسالمي كذلك ة جتاوبا بالغا يف أوساط احلركة اإلسالمي، ميين إىل طهرانورة لإلمام اخلوالعودة املظف ،أشهرحتاد امن د الثورة باخلرطوم، مث ما لبث وفدرة ضخمة تؤيل تظاهت أوجرودان، فخسيف ال ،من احلركة ه آحادميين، كما توافد إليولتقى اخلاو ب جامعة اخلرطوم أن زار طهرانطال

اليت كان ينشط فيها ،ةة العامليبية اإلسالمير املنظمات الطالبا وأمريكا يف أطوجاءوا من أور .من احلركة أعضاء

كما أساخليف ة مركزا ثقافيا ست الثورة اإليرانيرطوم، نشرت عربك هتب ريفكم

م روحا ت أفكارهحيفأوغريهم، )مطهري اهللا آية(و) قاينالطل اهللا آية(و )شريعيت يعل(الثورة ة يف احلركة الثوريسوأهل ،ةودانيا وطالما أفكارا جديدة، وت بعض شباشتهرت ا

بني احلركة رتيخ إذا(و) التاريخ وحر الشهيد(و) مهزة ال تة الرسالياألم(شعارات الثورة كل . )ةصور الرأمساليالثورة تبدأ من أحياء الصفيح وليس من ق(و) ر احلركةختاوالسكون ف

بني ذلك املنهج ، ب اجلامعاتما وسط طالسي ال، ذلك الزخم الثوري فتح أبوابا للمقارنة ساتلبعض مؤس رأمسايل روبني مظاهر تطو ،ستضعفنيامل أشواق نحاز والقائم علىامل

وشركات ومصارف تها ديرى فيها بعض مظاهر الثراء، تتجل اإلسالمية و يف احلركة خبةنإة خاصذا نسبته ؤس الطالإىل برت املب، مث تطوف ضد قارنة ببعضهم إىل مواقف تتطر

مناهج اإلصالح املتدرة الج الذي سارت عليه احلركة اإلسالميسأشواق ولكن. ةوداني فضال عن ، ر إىل تيارتطوتدور يف بعض أفراد ومل ت تة ظلة اإليرانيحنياز لشعارات الثوراال .كون تنظيماتأن

ل عهد املألوة زار الصاحلة الوطنيسسلمنيخوان املميثل التنظيم الدويل لإل ودان وفد - ألوالبعد خروجهم من -ة ل مرسوبعد خروج قيادة ال ،ةجون الناصريعتقالت ودان من مس

النمريي، ياألحوالأن يستطلع ريد سهوي مكم األحزاب يف رتق الفتق الذي وقع يف آخر حوجتدصاحلة، ويلتمدنة املد بعد هس أخذ بيعة ويللقيادة التنظيم الد .وإذ نجت وساطته يف ح

ة عية البقضي مستقل، فإن مجع الفريقني وإثناء تلك القيادات من تطوير موقفها حنو تنظيمظل ،كبري ضت إلخفاقتعر ية وايل أثره على العالقة بني التنظيم الدويل واحلركة اإلسالمي .ة إىل اليومودانيسال

تيحي ،م1948يف الئحة مكتب اإلرشاد لعام التنظيم الدويل على نص طرح دنستا صللحركة األم يف مر نشئ فروعا هلا يف أن تاة، وإذ البالد العربينداح أعضاء احلركة املة صري

ة خاص ةخارج الدول العربي م وجودوأضحى هل البسيطةأثناء سنوات احملنة يف سائر أحناء مراكز العامل احلضارية فة، أخذ التنظيم ص)الدويل( إىلستقال م ما عن الئحة مكتب حد

ها يف الفكر طرح ةنبايبوضوح م كدرفقد كانت ت ،ودانسة يف الأما القياد. اإلرشاد القدميةوالعمل عن مناهج احلركة املصرية التقليدية، وتشعر شاسع املساحة أن ظرفها اخلاص يف بلد

مب الثقافات واألعراقكر قد ال يتيسم من البالد العربيةر فهمه وتقدير مواقفه إلخوا، ج تتحر-ة ودانياحلركة الس -واحد، مث هي ه يف إطار تنظيممسري واهدي أو ،عليه فواشري حىت

.ني واألفارقةسيوية دون اآلة التنظيم على البالد العربيضويصور عخاص من ق على حنو

بعض مت طرحها مكتوبا لللبيعة، وقد اليبد )التنسيق( فكرة ودانسال يف احلركة تقترحا دت أك )اإلسالمي العمل حدةول ةوالعملي ةالفكري ولاألص( :عنوان حتت ةاإلسالمي احلركات

حنو معازل األقطار طويل تاريخ عرب اإلسالمي العامل رتطو لكن وغاية، أصال سلمنيامل وحدة فيهة يقتضي فقها جديداوالدولة الوطني، يستصحب اختالف ظروف كل بلد، رها اليت يقد

ر اخلربات وتالقح األفكار وتأسيس األط وانتقال التجارب لتباد تيحت التنسيق جمالس لكن ،هلهأجا حنو ي واخلريي تدروعداجلامعة وواجهات العمل الثقايف والفكري ومنظمات العمل ال

وجامعة حدة مفهوم وتبعث دوداحل ترفع ةاألم. لكن مال قترحاتودانينيس مل تثمبلورة يف ر وفروعه يلوالد التنظيم معارضة من بسبب ةاإلسالمي التنظيمات بني ةالعاملي للعالقات جديد نظامغالب احلركات واملنظمات خارجه جت أن ورغم ة،العربياوواستحسنها ،ت مع فكرة التنسيقب

ركاتتلك احلمن غالب صرةة نودانيسركة الي، ووجدت احللوالتنظيم الد يف تقيادابعض يف غاثةإأو نتدياتشاركة يف مأو امل ود مناسباتهلش ما بسطت هلم دعوةلك والرموزت آوهي تنظيماتة يف غالب ودانيسالعالقات بوجود أبناء احلركة ال تلك رتتطو مث ،النائباتودان سة يف الومشاله وشرقه وغربه، فأنشأت احلركة اإلسالمي العامل جنوب يف ،ةالعاملي اإلسالم

لألو للشؤون أمانة( ةمر واستثمارها تطويرها على وتعمل العالقات تلك كل ترعى )ةاخلارجي .ودانيني الذين درسوا يف سب المئات الطال ربة عت كذلك عالقات احلركة العامليمتداكما

مث جامعات ال ،باورق أورصر وشجامعات مسة واملغرب وباكستان واهلند، وعشرات عوديب الفكان وجود الطال. با وأمريكاوليا يف جامعات أوراملبعوثني للدراسة العودانيني يف س

اجلامعات املصريقارة يب م يف اجلامعات العددهسوا من اإلنبثاة، وودانية إىل سكندريوأضافوا جتربة ،ة املعهودةلعمل احلركة خارج حدودها اجلغرافي فريدة دعوا جتربةبأو ،سوانأ

.ب اخلارجى شؤون طالعة ترقامت أمانة خاص ر العملووتط عداداأل دوبتزاي ،بالطال لعمل

امل الطبيعة كمحبنفتال عضاء احلركة اإلسالميةأل ةحيةودانس، سواأس ركاتاحل مع لعالقات

ودخلوا، كافة إىل قرم وجدت اليت األخرى التنظيمات ومع فيها اغتربوا اليت البالد إىل املنتمية

ودانيون يف بعضها سأ الوتبو ،تدجحيثما و الواجهات اجلامعة للعمل اإلسالمي كذلك إىلجهزأ لختل أو الثاين ومل املنصب األواملسافات قريبت يف سهمواأف أحدهم، من ةالقيادي ا

متدت اقابل وبامل. ةة واجلغرافيات العرقيها احلساسيثريما اليت تشكالت ال سيامل وحلها قيمت مشاركات قيادة احلركة من الداخل يف املؤمترات واحملاضرات والندوات اليت

لت الزيارات ودوتب األخرى،اإلسالمية ة العاملي نظوماتأو امل ودانسحركة ال منظوماتقواخلربات ووواتفاقيات رات تفاهمت مذكع .زت مشاركات األمني العام للحركةكما متي،

رايبالدكتور حسن الت، إرا عامليا فكواشتهر امسه مم الصفوف كافةسالميا يتقد، وتتوق ارات، وظهرت تيما حلثيف ححاضراته اآلالمل عة، ويهرة والعاملياإلسالمي سهاماته املنابرإل .ةة وأفريقيعربي ولة ومدارس وحركات حتمل امسه يف دسالميإ

إىل الداخل أتاحت هاة دنة احلريزدهار عمل الواجهات اليت تذفن احلركة عها بعربض صاديقتذراعها اال واستقل فروعها ع عمل منظمة الدعوة وانتشرتبراجمها، فقد توس،

ت وكالتها لإلوامتدغاثة حىت بيشاور على احلدود الباكستانيةة األفغاني .ست كما تأسنبثقت مباشرةاليف والترمجة والنشر، أجتهاد والتة لرعاية االمجاعة الفكر والثقافة اإلسالمي

ورموزه ة ولكنها انفتحت لكل مدارس الفكر اإلسالمي، من أجهزة احلركة الداخلي بقرارووجوهه وبدت قومية سودانيإة ة وليست تنظيمية، شأن كل الواجهات اليت حترص خواني

ستقبل للم نافذةوكانت مجاعة الفكر . ةستراتيجيإوفق رؤية ،احلركة على وجهها القوميكما . معة لتكون حركة اإلسالم العامة يف اتة اخلاصاحلركة اإلسالمي إليهع الذي تتطل

النموذج اإليراين يف توظيف طاقات تستلهم )منظمة شباب البناء(صاحلة قيام شهدت أيام املرائدات (عارضة واجلهاد، وإىل جوارها منظمة بعد بذهلا يف امل ،الشباب يف التنمية والبناء

ملة بأوسع مما ة الشاره يف النهضة البشريسخت ،يسوت جناح اتمع الندصاليت ق )النهضةست اليت ت احلركة من واجهات الشباب واملرأة يف جتربة جبهة امليثاقفرعيف أواخر أس

.النسائية الوطنية منظمة شباب الوطن واجلبهةالعقد الستني

تطبيق قوانني ) جعفر منريي(قرار رئيس النظام املايوي الذي تال عهدالقريبا من الشريعة اإلسالمية، دعت احلركة اإلسالمية بصالتة املها العامليمتدة بضع من رجال عشرات

األعمال العستثمار يف الب لالرأخوة ال(سم واجهة اودان بسوبإعالن قوانني ). ودانسقتصادي يدعم املسرية ا إلجنازاإلسالمي العاملي تضاعف احلماس ،ةالشريعة اإلسالمي

ةالقانوني، ويؤيد النمريي يف خطواته اإلسالمية اليت صعدت املعارضة الداخلية ة واخلارجي .ضده

**** حدىإل م فرصة رئاسة التحرير1982ة يف العام حركة اإلسالميلأتاح النظام املايوي ل

يف امغريه رصدي وال )وداينسال االشتراكي االحتاد(احلاكم احلزب مااللتني ميتلكه الصحيفتنيسبتمرب قوانني( إعالن بعد )منريي( الرئيس خطى فيه تسارعت الذي املسار ويف .ودانالس

ا يف تسليط الضوء على املعاينمهدورا م )اماألي(ت صحيفة أد، )م1983 )أيلول(

رارات تالها من ق وما، ةاجلمهوري لرئاسة الثالثة الوالية برنامج محلها اليت ةاإلسالمي والتوجهاتى ملن يتول ق اإلسالم وفكره شرطالد فيها النمريي كثريا من خاليت حد )القيادة الرشيدة(

ستاذ ا األل الوقت ألكثر من عامني قضامهطإذ مل يو. منصبا سياديا يف حكومته أو حزبه ألول لشبابا اإلسالميني أقالم ظهرت فقد ،ةالرمسي الصحيفة لتحرير رئيسا األمام عمر ياسني

من وزارة الثقافة ، بترخيص)ألوان(لتأسيس صحيفة بعدها السيارة، بادروا الصحافة يف مرةون الثقافة واآلداب، ؤولكنها خاضت يف السياسة ويف كل ش ،يها ثقافيةيسم واإلعالم

تمع الم اليت كانت تكتب صحف اجلامعاتمت األقوتقدلتكتب صحف ا.

صاحلة معارك امل )1983 )أيلول( سبتمرب قوانني(ـل النمريي إعالن دجد ،األمر اقعيف و ة خاص ،ةشتراكي القدمية وبني القادمني من اجلبهة الوطنيحتاد االاألوىل بني قيادة اال

اإلسالميني، وإذ كانت غالب اجلوالت تقع يف األروقة الداخلية للحكومة أو احلزب، فإن الصحافة املايويهة قد شبني من مل حيتمل الصمت من عناصر اليسار ،منها ت فصوالد

.18إلسالمينيانقسمة من احلزب الشيوعي وامل

سبقها من برنامج الوالية وما ،وقرارات القيادة الرشيدة ،لكن قوانني احلدود اخلمسة ر النمريي د عبفق. عبة الداخلية املعروفةيتجاوز قوانني الل ،تحى باملعركة منحى آخرانالثالثة

صاحلة بقرار ل املة منذ أوسالمية لقادة احلركة اإلظ مع التوجهات اإلسالميعن جتاوبه املتحف

�1I ا�G1�A�ت �H^ ا.�15ذة 1�iل 1J7س وا.�15ذ ���, *&�2ب )U�ES 'E ا1E�#pد ا�5E4pاآ' ا�I54ت *� 18 .ا���دا�'

فحم، ومحلت الص1978يف ) اإلسالمية الشريعة مع لتتماشى القوانني مراجعة( جلنة تكوينة املايوي- ألواسم خربا حيمل - ةل مر رايبالدكتور حسن التة للجنة رئيس اللجنة الفني

وفيما كانت تقديرات . ن نائبا عاما ووزيرا للعدلعلمراجعة القوانني، الذي مل يلبث حىت أاحلركة اإلسالمية لقرار تكوين اللجنة أن النمريي يعبر عن حتون مما ل شخصي حنو التدي

لبنية النظام جوهري عن رغبته يف تبديلر أكثر مما يعب ،ودانيني يف شيخوخة العمرسيصيب القمساء معروفة من فأت اللجنة حنو اإلسالم، وإذ ضمهاء العلوم اإلسالميووجوها ةة التقليدي

واقترحت ،تلة القوانني الساريةمشهورة يف القضاء ومهنة القانون، قامت مبراجعة شاملة لكتعديالت آخذين برأي ،جةحمدودة متدر)رايبالت( الذي يقدر ضهم إلصالحأن النظام مل يفو

قانون أصول األحكام(أصدرت لكن اللجنة. صالحا دستورياإقد يقتضي ،جوهري قانوينم بعد صدور قوانني 1983بأمر مؤقت يف عام إال يالذي مل يعتمده النمري) القضائيةكما قدم الترايب عدة مقترحات فضاض اللجنة، نا، أي بعد سنوات من )أيلول(سبتمرب

يف اجللدالسجن ب، واقتراح إبدال 19)تعزيرية(عتبار عقوبة اخلمر اللتدرج بالقوانني مثل صدار قوانني إيف ) النمريي(بعض األحكام، وغري ذلك مما مل يأخذ بنصه أو حكمته

.م1983

نتشار الظاهر واال الت يف احلياة العامة حنو اإلسالمالتحو بوهو يرق ،كن النمرييل ال ة للحركة اإلسالميجتاه وما حتمله له تقارير أجهزته من فوز اال، بما وسط الطالسي

يف املساجد منافسة يف اجلامعات واملعاهد العليا، وما بعثوا من نشاط ألميااإلسالمي الكاسح واألندية واجلمعيات، مث هو يزداد وتقل ،نه الشخصيتدي رات نظامه يف الوجود بعد مرب

صالح والتجديد، مث لإل ن مثوحاجته م ،ةصاحلة الوطنية واملة والرأمساليشتراكيجتريب االتوالت مبادرات والة األقاليم تريد مورم اخلأن حتر وتحىت بلغت حمافظة دوداحل قيم

19 '(1978 YE*إدر z�E4 �EF&G وا�6آ�5ر 'Hا��5ا ^�N ا�6آ�5ر �����أ�6ر�1ن ا ��1&G 6م ا#�1د 9�بj م

�E�ا �&*�E)1م ا�E`Nأ �E�JR# 'E( 6رجE5ل ا��N 6وة� '( 'Cx��� �F&G وا�6آ�5ر�1 . ��N�E4 'EH6م ا��5اEj 1EA�(و �EEA*�`ا� �E*b1H 6اIE)5�� 'ECx��� �EF&G 6آ�5رEEا� OE�P7 cEAN �EC*6Aا� 'E( Z*�EE)5أول ا� TEC� 6رجE5ا� �EA`�� 1E�(وا

��E� E�A�1H� أو �ERC� p (: ، �`^ ا�6آ�5ر z�4 �F&G إدر*Y وا)� ا�6آ�5ر ا��5ا�1Ej 'EH� )ودوا �� #6ه^ )�6ه�Cن( ).#&�زh ا*�H1K�4'ء، ��RC *&�زh ا�O2F و

)ةمن ثالث نينه اجلديدة جلنةاختار النمريي لصياغة قوا .20تامخة لعاصمتهامل )رمانأمد ة، نتماء للحركة اإلسالمية االبهدين عن شيم أن يكونوا بعهيف انتقائ صر، ح21قانونيني

منصب النائب املنوط به صياغة مشروعات عن ”رايبحسن الت“ي وفور تكوين اللجنة أعفىل ذات إبأعضاء اللجنة يءا جة، وفيمستشارا برئاسة اجلمهوريه منيعلي ،قوانني احلكومة

املؤسسة مجاوستشارين، تمكاتبهم مكتب الدكتور ر“شديد ولكن مع حتذير ،”رايبالت، .انلرا وال عس ،وهبقري أال

تباينت ردود م، 1983) أيلول(ية اخلمسة يف سبتمرب األفعال إزاء إعالن القوانني احلدنفسه )ينظام منري(موز ها بدوافع خمتلفة، فرضد واسعة ةعارضت على الفور مصطفاف

علمانية تؤمايةإوترى يف ،بفصل الدين عن السياسة ن نفاذ هذه القوانني ة الدولة لعلمانياليت نص عليها ضمنا د1973 ستورستالم اإلسالميني ال وبداية م به النظامحكم الذي ي

إفور من عارضها لطة، كماملركز السا السيي فارق نظام د الصادق املهدي الذعالستاذ حممود حممد طه ة، مث األصاحلة الوطنية املدنه قبل ذلك وعاد معارضا بعد النمريي

داالذي كان مؤي للنظام يف أشد ةأيامه بطشا ودكتاتوري وهو أصال صاحب رسالة ثانية ن املاءركل شريعة الق تنسخاحنازت إليهم امل كذلك. يندعارضة للنظامة التقليدي، احلزب

ت من متداة اليت عارضة اخلارجيحتادي الدميقراطي وحزب البعث، وأخريا املالشيوعي واالدلو مثل قليمي اإل واراجلرصم والسة إىل القعوديوى الغربيىظمة الع اليت كانت تدعم

.احلرب الباردة راعها يف صلفائضعه ضمن حالنظام وت

،ههاتوتوج هعدواف مهوف )النمريي( رفقة يف السنوات ا تمتدا اليت ةاإلسالمي احلركة أما ما القانوين منه، إال أا سي ال ،يهال اإلسالمي إلة التحوسبمن ن هتريخوفه وغ تعلم كانت فقد

كذلك كانت تعلم كان دافعا رئيسيا إلعالن تلك القواننيها ل الذي جاء جبهدأن التحو.

20 �JA5JE� ^ا���Ej ن�E7إ ^E� �IE4أ cEJj �EAaا� V*��5H ارا�j أ�6ر�1ن ��(1�A� '&*�)5ا� YPKA6ر ا�S1983أ pإ

�V ا����1' وا�2P� '��7ا��^ ا�5' آ1ن *&1I� 6 ��ا ,أن ا���ACي أ��Mا� O�P7 6�F* أن ��)� .ا��2ار )�را 21 (�S Q�H ^� ون�j �Hأ c��Cا� z�)1ن ا�A�PE� �E*6رH 1E�p6 و��EA�� 6E�Kض ا��E7 1E�pدان و���Eا�� 'E( وف�&� '+E+�1� آ5�� OE&� cEA&# QEE�1(1EEرة �1 ا.ول وا�+TEE��# ^E� '�1Eة ا�6Eآ�5ر ا��5اE�P`H 'EH� ا���1EE2ن E&�1G� ا��E9�aم، )EA 1 و)�

.6H*�ان ا�t�1C ا�&1م

نءاصوص القرة من نب الرأي العام مع إنفاذ قوانني مستمداحلركة فورا جتاو استشعرت كماها أن ينفتح الطريق ة ينفعإن احلركة اإلسالمي. نمريي نفسهال لببيان إعالا من ق يف جاء كما

كما صور واخلطأبالق ةمشوب) هكذا قدرت(ة ألحكام الشريعة، ستكون أول أمرها حنو أوبصياغة حنو جةتدرم ستمضي والتجديد احلياة ةنلس وفقا ولكن ومضموا، صياغتها يف الشأن هو

بته احلركة يف إسالم املصارف ومضمون أعدل، شأن غالب وجوه اإلصالح الذي جر أحكم .وغري ذلك ،أو اإلعالم وأساليبه ،التعليم ومناهجه أو شأن ،ابهريه من الرقتصاد وتطواال

من بج وفقهه على املوقف من البيعة، إذ طفق النمريي يطلتدرنطبق ذات املنهج املا حبيعة(ور مناسباته احلاشدة بعد إعالنات الشريعة ض( تسيه م)إماما( ده يف تطبيق وتؤي

،ةعيها للنمريي حول البا ونصهقهمت فلكن احلركة قد، طلقاعليه م طرشتت والالشريعة فاعتمده يف بياته التالية، عموضحة أن السة السيئة لنلمسلمني قد مضت تايبال والسالطني ع

تمعىن قيم البيعاحل ةق املؤسوالعطاء شأن البيع س على األخذ عامالت التجارة، فجاءت يف مين الد يمقعلى أن ت هكروامل طشنة يف املالطاعو مععلى الس كعبايأ( :الصيغة اجلديدة

طبسوت الشورى والعدل وجتهيف مصاحل د ةاألم(.

جتاوذلكك تب أجهزة احلركة اإلسالميا مع إعالن األحكام الشرعية يفة وقاعد نوص القانون اجلنائيص، مورواحتفاالت إراقة اخل تأييدها يف مظاهرات ت حبماسكوشار،

،ليا واألندية واملساجدوالسمنارات يف اجلامعات واملعاهد الع حاضراتوامل الندوات وإقامةوباملقاالت يف الصحف، تبشر ل اإلسالميبالتحو.

ة بني اجلهاز القضائي وبني حاد قاب أزمةم يف أع1983جاءت قوانني سبتمرب حقيقي، ورغم دعوات م ودفع باألمور حنو مأزقي هلى النمريي شخصيا التصدفتول ،النظام

متتالية طبسكان يها الدكتور حسن التموضحا ،ختلفةشاركاته املرايب إلصالح القضاء يف م كل ،م القضاياالعدالة مث تراك صربني الناس يف فها ومتييزها لماإلجراءات وظ لطخأن

ذلك حيتاج لثورة إال ،ناجزة عدالة طبسيف القضاء ت ملطالب فقط أن النمريي استجابما من داخل النظام السي ،عارضةومع تنامي امل ,مهتدمروط خضاة وشحتسني أوضاع الق

ملة على ج )ةزاجالن ةالدالع(وأطلق اسم ي حالة الطوارئة، أعلن النمريسالميللقوانني اإلاحملاكم اخلاصة اليت اعتمالقوانني اإل قنفاذ الئحة الطوارئ وتطبيها إلدكما مضى . ةسالمي

طالنمريي خوات ة املعاريف تبديل رموز نظامه خاصة للقوانني واملضتهة يف الرأي العام ومة ة يف املناصب الوزاريسالميوز احلركة اإلمود رعاال واسعا لص احبالفساد، مث أت

ةوالسياسي، ميا األقرمني العام للحركة الدكتور حسن الترايب مدا لرئيس اجلساعة مهوريللشؤون السياسيةة واخلارجي.

ة يف مناصب سالميألكرب للحركة اإلد ادة هي مرحلة التمزاجالن ةالدالع كانت مرحلة ة ة والدولية الداخليعارضد املتصاع لة يف ظرناصالشديدة للم هتحاج رستشعاإذ ،نظام منرييفقد ةسالميمن التطبيق ال ترضاها احلركة اإل رويه لصسالمي اجلديد، ورغم تبنلنهجه اإل

املنابر على من ها لهقده نوجبعد أن كانت ت ة جمالسهخاص يف صحالن يههدتاحلركة تظلكذلك. ةالعام أت احلركة اإلعبسالمي الداخلي والعاملي لصاحل ة الرأي العام اإلسالمي

سالمي للنظامل اإلالتحو، وجلعت من مناسة االبحتفال مبعالن القوانني إعلى ور عامرموز احلركة من ر ت فيها الدعوات لعشراتطسوب ،طاقاا لت هلا كدشح كبرية مناسبة

رطوم ملدى ت اخلوضم ،م الدعوةهمعظى مناسبة، وقد لبوا املدشهة يف العامل ليسالمياإلقارياأل باحلركات اإل ءؤساسبوع رمبا فيهم امل ،ة األشهر يف العاملسالميرشالعام جلماعة د

كبري ووفد -رمحه اهللا- اين سلمر التمالشيخ ع ،يولالتنظيم الد درشسلمني ومخوان املاإلأمثال الدكتور حممد فتحي عثمان، ،ة الكبريةالفكري موزحتفال الرالا دهكما ش، منهم

وحممد على كالي من وعام الكم املشهور، ورغم أنوامل ،فريقياألمريكي األ مسالوه اإلجة سالمي اخلارجي يف احلركة اإلسالميوز العمل اإلمم رل رحيل أهحتفال قد سجاالاحلركة قبل أسابيع قليلة من يوم االحتفال، إال أن ،الدكتور التيجاين أبوجديري ،ةودانيسال

.22الكبري صابفه املستدراك الفراغ الذي خلات يف قفوو ،زنجتاوزت صدمة احل

&EE� ا��EE9�aم وذهEE+&H 'EE( tEE� EE(' آEE�P� ا�MراEE7� �1KH 1962ا�6EEآ�5ر ا��1EEK5' أ6EEG �EEH*�ي #�EEaج )1EE7 'EEم 22

�PEB1ت ذات ا�E�&AK1ت وا�EA�CAا� tEPxأ Y�E�"# 'E( V1ه� _�N ^*627 ^� �+1 .آI�( '2Hإ�' أ��*`1 و �درا��آ1E� 1AهEH V"دوار �EFP5a� cA&�1H . ا���آ' ا���' ه1Cك، و1��o� g&Hت ا�&cA ا���A' ا�&�H' وا���'

الوجوه تلك وصول ةاإلسالمي الشريعة لتطبيق األول العام حتفاالتا تدهش وكما

الكبرية، موزوالر هشما خروج تد رعملا(ـب فسرية املونليةي( مجاعات إليها تاليت تداعالصاإل احلركة ومجاهري ةوفيلك من ةسالمي حبد وصبو، وجتاوامل ت النمطزايوي يف حشد

م بالشريعة، هتعن فرح وى التعبريس بغري حافز عفوا فجاءوا والترهيب، الترغيب لبوسائ الناس يف قدامهمأروا ن الذين غبمل يكإذ و. يف النظام ذاته رباءك هربى كتول كبري ورغم ختذيل

،حتفالغرى خلف مسرح االربى والصوى الكالق راعمن ص يدور اعم شيئا يعلمون املسريةم خبطوأاال رم تلك سيضعون النمريي أمام خياهواتحتفاظ بالشريعة ه أو االحتفاظ بكرسي

ورتكتمل املسرية إال، وملوزهام رأي وقد قر منريي على أن يضاية ع لتحالفمع احلركة ه

.هسنف النمريي كمحل وشيكا أجال يضع أن -وتعايل هسبحان- اهللا أقدار توقر ة،سالمياإل****

من ذات العام )أيار(وحتديدا يف مايو ،من إعالن النمريي قوانني الشريعة رقبل أشه1983م تفجرت من جديد احلرب ة يف اجلنوب، وانتهت اهلاألهليت دنة الطويلة اليت امتد

مأساوية ختار هلا النمريي خامتةام، فقد 1973أديس أبابا تفاق اتوقيع منذ سنوات لعشرودون ،حيطة اخلطر األوضاع امل وصها دون اعتبارصن رقاألمحق على خ هرلت يف جتاسمتث

طريقة بوضوح تثبالذي يويف فصله الثامن، نها كاملةرمة دستوره الذي تضمحل تقديرريةالدستو ةتعديلها الشرعي.

قبل بضع سنوات ست احلركة اإلمن ذلك اليوم أسسالمية ألوخاصة مانةأة ل مر ة، ستقلم بأمانة أو ناحية قليمإ أن اختص قسبإذ مل يو. باجلنوب يف مكتبها التنفيذي األعلى

فقد زاد وعي ملة أوضاع الاحلركة خبصوص أوضاع اجلنوب بني جملصائر ووفقا ،ودانسة األفريقية، حيفاإلسالم يف البالد وحنو القارسابق منذ راثزها ت)مؤمتر املائستديرةة املد (

،)قليميكم اإلاحل( م أمينها العام مقترحوقد، ةت فيه احلركة اإلسالميكالذي شار م1964مثرة ثقافته القانونيقهة وفال هسدال وريت سيما علمه بالتجربة الفرنسية يف حكم بالد مترامية

و#��E, 171980د إ�E, ا���Eدان 1E7م . ��*`1ن ا.)1رj� وا�g�J)' آ+�� �^ �Sر ا�&cA ا���' ��AP�AP^ ا.

.��oو��� أول أ��1� �cA&P ا�1aرO#�S tJ�H 'G ا�&�A�1� ا��ا�&�

ة يف ة من الثقافة الربيطانيودانيني مفاهيم املركزيسلدى أغلب القانونيني ال ، إذ تسودةمتنوع دعمقه النمريي قبل أن يوطب ،أديس أبابا ت به أطرافيضالنظام الذي ر وهو ذات. كماحل

رخلرقه فيما ع1(جلمهوري رقم بالقرار ا ف (بدال عن أقاليم ةم اجلنوب إىل ثالثالذي قس

،اجلنوب ة إىلة واخلرييومع امتداد نشاط املنظمات الدعوي. الشمال هواجي يوق داحإقليم ومن ومقترح بقرار اإلسالمي األفريقي زوقيام املرك من برامج احلركة كثريا تستوعب واجهةغة م باللهصلفارقة ووب األستيعاب الطالعالقاا ال بسمن ك عريب يلوبتمو ،احلركةة واإلالعربيسالم، رساال خهتمام ألفريقيا ابةباجلنوب بو، را لإلسالمعبوم, ود فوتوالت و

يف الطاليبست تنظيمها وأس ،قليمة من األمانة يف اإلضويت عوقر ،احلركة حنو اجلنوبشأن سائر اجلامعات وباجامعة ج .

ستور وتقويض ة خرق الدرايب جتنيب البالد مغبالتحسن حاول الدكتور ،أخريا للجنوب وضعا شاذا ضمن النظام فاق مبا ال جيعلتم اقتراحا مكتوبا لتعديل االة، فقدتفاقياال

اإلقليمي الذي كان سائدا مبوجب الدقترح اللواء جوزيف القو نائب ى املستور، وتبن ادمهم ،أن ميضي بقراره إال ة، لكن النمريي أىبستوائيجوه االبرز وأوأحد الرئيس يومها

دام جديد ة لقتالالطريق وماحنا املشروعي، تقوده ة واجليش الشعيب لتحرير احلركة الشعبيودان بقيادة الدكتور جون قرنق دي مابيورالس.

ا���� ا�%$#"

����� ا��2����ا�IJK� ا�

منريي جعفر الرئيس نظام تطسقأ اليت م1985 )نيسان( بريلأ نتفاضةا لكمت مل التأسيسي ؤمترهامل األمت عدادهاإ ةسالمياإل للجبهة ةالتمهيدي اللجنة تلأكم حىت ،الثالث اهعسبوأ

.)أيار( مايو املوافق )شعبان( من عشر تاسعال األول بياا يف عدامو له تعطق الذي

اإلسالمية قادة احلركة ضسراح بع طالقإ ر أليامتفاضة تأخنل لالاألسبوع األو يف هوعلى رأسحسن ها العام الدكتورم أمين الترايب، الذي أودعه النمريي مال برئاسة القيادة قعت

ة العسكريالغربية مبدينة األبيلس العسكري اؤته احلركة يومها تباطض، فيما ظنمن ا عالتجم(ـب فرع فيما وا مجيعا دشحتا نة الذيمن اليسار وحزب األم نتقايل بضغوطاال

ةسالمياإل احلركة ارصها حلوربد مستعداداا كتملتا وقد، )نتفاضةاال وىلق والنقايب احلزيبالها من متهيدا إلقصائلس العسكري اال .ةساحة السياسيولكن انتقايل مل يذنفأأن ثلب

قراربإطالق سراح مجيع امل هملتزااجناء والسياسيني وعتقلني والس احلجا عن قادة فرياد منتقايل لس العسكري االقابلة رئيس ابل وفاحتا اال ألمينها العام مل، ةسالمياحلركة اإل

الفريق عبدالرمحن سوار بادة، الدفاع يف حكومة منريي امل الذهب الذي كان هو نفسه وزير .مبا مضى عليه احلال قبال مع رؤساء األحزاب كافة سوةأ

كانت حق ةجأن احلركة اإلعالية نتفاضة ظاهرةع االوى جتم ،لة يف أرفع ة ممثسالميرقبل شهرحىت رفع مناصبه أوزها كانت بعضا من نظام النمريي يف م واحد 23قوطهمن س ،

ور األمساء هومع ظ .ة القانونها عن العمل السياسي ولو بقوؤقصاإا وجيب عزهل وأنه من مث ساتدارة املؤسإويف ةنتقاليذات الوشائج الطريفة والتالدة مع اليسار يف كراسي الوزارة اال

لياالع، استت احلركة اإلدعة كلسالمي بطاقتها املذخورة حتسا ملعركة ال تعل ،وشيكة كبريةم .هاتر شراسقددوافعها و ت كدرتفاصيلها لكنها ت يبغ

1 Y�EE671 ر�EE�� 'EEHا��5ا ^EE�N 6آ�5رEE�1H �EEP+A� ي�EE�ACP� ة�EE��آQEE�1 ا���آEE� ا����EE� EE(' ا��`��EE� cEEJj ا.

6EEA�� ^AN6ا��EEJ7 6EEANأ ،�EE�G1رaون ا�oEE)P� �E*ر�IAKا� �EE�P�1EEA+7 'EEP7ن ��OEE9 6EEA را�6EE , وز*�EE ا�(oEون ا�6اإ�Hاه�6�J7 V ا� ر��Y ا�CKP� ا1B5jpد*�، *�A7 ^��1 ا�1م ��7 ا�tE5`A ا���1E�#�� 'E�1د . �YPK ا�(&t، د

6J7ا��ه1ب أMEAN 6EANة وز*�E ا�6و�E� E��1A�1H��E�1* �EA7 ،^ ا����FE ا��EK5Aل E�1��H� ا��IAKر*E� . ا�54pاآ'، دVه��xو.

ث لالطوارئ يف الث لفرض رباد فقد شديد، ضطراباب النمريي كمح من األخري العام سمتا العام نم لاألو عزمه علنام الذي ال يرنفاذ ماإيف د شر يراهق، وفيما ختلاهللا احل عركبا من ص

ستشاريه وفمتال حا واسعا لرموز احلركة وقواعدها يلتمس نا يف معركته املصرستة ع لكن .ظمىالع وىالق حىتو قليمياإل روااجل وىق إىل هظامن داخل من ةمتدامل ،اجلبهات

األستاذ وريمهاحلزب اجل رئيس عدامإ على النمريي مأقد حيث تالوت أن ثتلب مل نتكاساتاال، وزيرا لشؤون القصر دريس إىل منصبهإالدكتور اء الدين حممد أعاد كما ،طه حممد حممودعلى تطبيق الشريعة عام مبرور حتفاالا )ةياملليون املسرية( يف تجرخ اليت اآلالف طىخ وقع ومع

استشعاحلركة اإل رخط حقيقة النمريي رسالميري مسبوقغجوما ة فبدأ ه عليها يا فصها بأ ا،وشرقه البالد غرب يف ااعة واستشراء اشالالف ترحيل فضيحة هورظ ومع ،)الشياطني خوانإ(

ب العام احلركة ذو املنص بدأ أمنيدجوستوري الرفيع هه املمضاد من املنابر العامة، ة واخلاص برزوأ ةسالميداء للحركة اإلالع شديد عليه مدير األمن الذي يقوم دراصله إىل النمريي متنق

.24نيسالمياإل أو متكني ،ةسالميالقوانني اإل ذنفاإحنو هكة لتحرضعارأركان النظام امل

ج رجو، يومئذ مريكياأل سالرئي نائب رطوماخل زار ةعالميواإل ةالسياسي احلملة دتزاي مع را هشتاين ذى يف البلدين الوعغاثة اجلإويف سياق محلة ،بوش األب يف طريقه إىل أديس أبابا

لا ،العامل يف هايوموبعد يوم .وأثيوبيا ودانس واحد ه كانت ارفمن سملوسيقى العسكريعزة تف ها صبامارشات1985 )آذار(التاسع من مارس حشبم فيما يالعسكري من بنقالأجواء اال ه

ة يف سالميإلة مع احلركة اسبلتامل هتنا خامتة عالقعلالنمريي م وليجئ صوت ،رمانذاعة أمدإواسعة ألغلب ال عتقاالتمن اال ةت مجلدهش لة، وبعد ليدحبامل مالذ خيلط برضطم خطاب

.25ةأصحاب املناصب الدستوري بالم غة منهسالمياألمساء املشهورة يف احلركة اإل

t5 ��ا�c ا.وMH*�)� ا���1R*�J� �EPH12� 'P7 12P&� �ZE� OE ا�6Eآ�5ر E�N^ ا��5اcEJj 'EH اEf1F5�p� EH cE�P2H"ن آ 2

�1EEم CP� h6EE2� tJEE�H O5PEEBF� �EE)#1# �EE��`N 'EE( ا�EE*1ن وزEEآ �EE� 'EEHا��5ا . YEEPK� 1عEEA5Gا 'EE( 'EEHح ا��5ا�EES 1EEAآوECN1R . 6Ej� 1EFG 1EI�"Hف و#��EB ا��زراء أن ا�1A&5Eل ا�`1E*1Cت وا5E�p&1رات 6EK* pي )E' وUES ا�E71KA� ا�

���1� ���� ا�&��H� وا����� 14�Fا� c�N�# أن ��1&Kب ا��R� O#1�*�B# ^�.ة اMIGأ QP2�. QPAEEE4 اp1EEE257pت EEE�N^ ا��5ا�EEEA7 ^�EEE�1* ،'EEEH ا�1EEEم، إ�EEEHاه�V أ1EEES 6EEEA�� ،OEEE9 �EEE�(�# ،�EEEA7 6EEEANدق 3

C5ا� tEE5`A1ء ا�EE�71 أEEIC� QEEP(ي وأ�EE�� 6EE�1�TEE�Fي 1EEA+7 'EEP7ن، �6EEIي إ�EEHاه�V، إ�EEHاه�V آ1روري،1EEA+7ن '��C1#}, ا��F6ا��ه1ب، �&1د ا�J7 1نA+7.

:د الصادق املهدي منشورا حتت عنوانالسي رأصد ،نتفاضةسبوعني من االأحنو قبل املنشور أن زعمي، كم النمرييبعد زوال ح واسع على نطاق عزه و، لكن)رشالع اتقوبامل(

ال بد أن تثوب ارشع قاتوبت مفرقتاة يف عالقتها مع نظام النمريي قد سالمياحلركة اإلعنها حىت تيف إطار العمل السياسي لقب .دارمنها ،من القضايا ت حماور املنشور حول عددة مث قضي ،ا، وااعةشالالف سرائيل، وترحيلإو رصبني م )دية كامب ديفتفاقيا(املوقف من

فأدخله ،د املهديورفضها السي ،ظة بغري حتفسالميا احلركة اإلداليت أي )سبتمرب قوانني(اخلتام للعالقة ن إال إعالنر مل تكشأن ورقة املوبقات الع قواحل. جنإىل الس يالرئيس النمري

ة مع إعالن الوطني اجلبهة اضضنفا بعد املهدي ة والصادقة بني احلركة اإلسالميدعتباامله خوفا نصارأفيها عسكرات اليت يتواجدها من املءاعليه إقص فهي حتمل). ةصاحلة الوطنيامل(

له ة عليهم، مثمن تأثري احلركة اإلسالميزكم اليت كانللحركة يف ترتيبات احل ع ن أرجى هلا يحىت بل ،م1976 )متوز( يوليو 2 سقاط النمريي يفإة يف يالوطن اجلبهة غزوة تحجن نإ متضى

حتمل عليه وأخريا، ة مثل اإلذاعةرة أثناء تنفيذ العمليم من السيطرة على مواقع مؤثهنعم يفر أعضاء احلركة خطم دون أن ي1977يف مدينة بورتسودان عام يه للرئيس منريءلقا

اإلسالمية الذي يرأسهة يف املكتب السياسي للجبهة الوطني.

د ة والسيوبقات العشر على العالقة بني احلركة اإلسالميمنشور امل ن وقعومهما يك دت احلركة موقفها من املالصادق املهدي، فقد حدصاحلة الوطنينذة م ا ،ليومها األوأ

قوميلت دنةه موقنفاإها وفستراتيجا ذتها يف البياء، فيما كان تقديرها ملوقف الصادق املهدي نو حتأنه يرجال يف نظام منرييو، يما شاركة يف احلله فرصة امل تيحالصادق واحلركة -كم، وأةاإلسالمي- حركة اإلة اليت أعلن األمني العام للقد متايزا خارج نطاق اجلبهة الوطنيةسالمي

.26تنفضاأا قد م 1977 )متوز(بعد خروجه من املعتقل يف يوليو

�1ERب ا��E�ACي أن ا��Eان ا�1EEJ� ^E� ^�APE�Aد�VI ا�E�ص وا��EK5د وا�+E2� وآ1Eن 6Ej ا#�EEH cEBز*� 'E( 1ءEG

� . �ان ا��AP�A^إO��7 ا.�15ذ �A4 'P7 ا�Tي �2H1� O� ا�1A5ء ���Pآ�، وOC� tP9 آH15� �1J� ^7 �B5aدئ ا��وOG �^ ا�c25&A أن ا�EIJK� ا��E�C9� �S.ح د 4 6&H O&� ��F�S �PH12� ا.*1م )' أول �F��B� 'Hا��5ا ^�N

cJ2Aا� U*�aا� cJj 1تH1a5ا� Zj�5* Oأ� '��*MFP# 6ي )' أول �12ءIA1دق ا�Bا���6 ا� ^P71 أA�( ،Q�F6 ا�j.

ةسالميكانت قيادة احلركة اإل م1985) نسيان(نتفاضة أبريل ال الثاين األسبوع لأو يف مبا فيها الذين خرجوا لتوم من املهعتقالت اليت توزيف غرب االعوا فيها من اخلرطوم إىل ش

كومي املرتل احل(رايب مبنطقة النقل النهري كانوا مجيعا يف مرتل الدكتور حسن الت ،دارفورالذي كان ما يزال يفيه قيم( ة يكتبون اإلعالن التمهيدي الذي حيمل دعوة احلركة اإلسالمي

لتأسيس اجلبهة اإلسالميالبيان ة، يقولة القومي :)ست على اجلبهة اإلسالمية القومية تأسجديد ، وهي كيانكافة ودانسال لع أهسة تة ترجو أن تكون قوميفهي إسالمي ،اإلسالم

يقوم على دعوة سابقة متجددة ال ترهنفسها لألمساء ن ،ر لعبادة اهللا حيثما ولكنها تتحود سياق االجتدي، مهما يكبتالءات والتحدن امسها وطرحها ال تل بدوهلا، تصلأص ة عام

تمع خباصاسالمإاملؤمن كله بة كسحياة الدولة وا شعبال بخهللا وعبادة، تنفتح لن وعامالعهد من أهل لسالم احلديثة وأهبق يف حركة اإلته، ألهل احلضر والريف وألهل السالتصوبلم أو جتارف أو الع سلم املاملأخرى ولغري وأحزاب للالسياسة يف مق للتزم خبولكنهم يؤمنون اليوم باإل، ؤمن بربناجمهان املالتديالصا ألهل السالم خودانس. س يف تتأس

،قراره لته واستقالزودان وعحدة السبو كما تؤمن ،ويف كل مكان ،الشمال ويف اجلنوبس على مؤس ة القدمية حنو بناءية واحلزبالءات الطائفيالو رسأوتدعو لتحرير الناس من

حيفظ ال ،مجاعورى واإلالشسنشطارق واالودان من التمز، تنمية البه حنو وينهض .ة للمؤمتررايب عن اللجنة التمهيديع البيان باسم حسن التقوو .)رفاهيةالو

يف االفتتاحة تداعني جللسسرة باخلرطوم مبئات املفيه نادي األ صغ الذي الصباح يف واضحا للذين عادوا بالذاكرة إىل املؤمتر اة، بدة القوميسالميإلا للجبهة التأسيسي املؤمتر

صغرية كانت اليت احلركة بلغته م أن حتوال كبريا قد1964سيسي جلبهة امليثاق يف العام أالت

موصوال كبريا جامعا كيانا ضحتأف ةصفوي تمع ورذجبا the grassroots نتظمت افقد ت أجيالواصطف ،ودانسمن جنوب ال مسلوترأس اجللسات م ،ودان يف املؤمترسلوحة ال

تعاقبةم، متداد املشهداوشيوخ، وظهرت املرأة على شباب فالنساء اليوم بالفعل شقائق ق ضمل ت، احلزب رعاوى شس ما خاصالة أن تتخذ هلا عت اجلبهة اإلسالميوفيما تأب. الرجال

اة ورساحة املؤمتر عن بعض أعالم الصوفيم وأنغاممهيا.

املؤمتر حول النظام األساسي للجبهة اإل لتداوسالمييف وحول بضعة أوراق ،ةة القوميشكلته لجنوب الذي بدأت مل خاصة ورقة دجتمع واألمن، وأفرقتصاد واملالسياسة واال

الفيدرالية يف ( حقترة مل مرة، وهي الورقة اليت محلت ألود احلرب األهليمع تصاع قمتتفال ة بذلك أوودان كافة، لتكون اجلبهة اإلسالميسمبسوطة ألقاليم ال مع المركزية )اجلنوبقبل استقالل )الفيدرالية(حول كلمة برالذي ض) التابو(ودان يكسر سيف ال حزب

.هربع واستمر ،ودانسال

نتظمت يف اجلبهة او. وقد أكمل عناصر تأسيسه املؤمتر بعد ثالث ليال نفضا ة كل احلركة اإلاإلسالمية اليت قطعت الطريق من جبهة امليثاق إىل املصاحلة الوطنية مع سالمي

اعةومج ؛بوطال وشباب وعناصر ما بعد املصاحلة من نساء ؛رايبحسن الت من ةرمقدةاملثقفني والشخصيات القومي ،بعضجزء م كانه من تيار العة أو اليسار القومي أو لماني

أو لهم يف احلياة العامةيبحثون عمن ميث ة أمرهمن يف خاصشتراكي ولكنهم ثابوا إىل التديااليلصإمن ثقافة اكتسبوانهم اخلاص بالعام مبا ون تديسالمي؛ةة توحيدي من املايويني وكثري

استوحشوا بعد سقوط النظام واستقبلتهم قيادة اجلبهة اإلسالميحفة بالص ز عن والتجاوة، استشعروا مجيعا ة واجلماعات السلفيق الصوفيرستنارة من الطمث أهل اال ؛ها القريببنغ

ة مثل سفينة نوح يركبسالميم اجلبهة اإلت هلدودان واإلسالم، وبسم اخلطر على التعاظرايب الذي يها كل من له بصرية ويلتمس النجاة، كما جاء يف الكلمة اخلامتة للدكتور التف

اليت العامة ذلك ضراوة احلملةبتجاوزين اإلمجاع، م هشبمينا عاما فيما يأانتخبه املؤمتر صوبت حنوه ته من الساحةءقصاإ ريدة من ق، خاصع الذي مجع اليمني واليسار وى التجمماضيهم(تناسني مجيعا م( مع مايو يفصرايب بأنه ون الت)ستشارامل( ،كما انتخؤمتر ثالمثئة امل ب

ة الغالبة متثل كل أقاليم والبقي ةمن أهل العاصمة القومي بعضهم ورى،ة الشأعضوا هلي .ودانسال

ة لعقد دالع دعت ،ة بعد مؤمتر التأسيس إىل أقاليمهاسالميد اجلبهة اإلنصرفت وفوا ا اإلقليميمؤمتراة وفقاة التأسيسي ملا ينالنظام األساسي، ومن مثعليه ص تبناءها لكم

.القومي ءناالب قسقليمي على ناإل*****

واسعة ةعضوي حاجتها إىل اجلبهة ترتشعساالتأسيسي املؤمتر يف الكثيف ضوراحل رغم

من وحىت ،عالم األحزابإ لبد احلملة عليها من قخاصة بعد تزاي ،وراء الذين شهدوا املؤمتر ةيومي صدار صحيفةإة قرارا بختذت اجلبهة اإلسالمياف .مائال لليسار االرمسي الذي بد ماإلعال سنوات منذ اجلامعات من جيف واإلعالمي الذي ختراحالص كادرها نتظماها، وقد امسب ناطقة

،)ألوان(نتقايل توقيف صحيفة ة بعد قرار وزير الثقافة واإلعالم االستعداد، خاصاال ةبأه علىالوحيد امل الصوتنافح عن اجلبهة اإلسالمية، حبجا تتجاوزتصديقها الثقايف حنو ة أ

للمجلس رةوى اليسار على مذكقفا وكاتبا وشاعرا من قالسياسة، مث توقيع حنو مخسني مث

.ةحبظر نشاط اجلبهة اإلسالمي هطالبنتقايل تاال العسكري

أكملت قيادة اجلبهة اإلسالميا القياديختيار أمينها العام ألماناته اة بعد ة أجهزوظ ،ةالتنفيذيهر كثري أمحد :ورة القدمية املعروفةة املشهمن وجوه احلركة اإلسالمي

عبدالرمحن، ياسني عثمان عبدالوهاب، حممد صادق الكاروري، موسى حسني مر اإلمام، ع يبراهيم السنوسي، علإ :مث اجليل الوسيط ..احلاج حممد يضرار، عثمان خالد مضوي، عل

إلمام، ا يير الكاروري، أمحد علذ، عبداجلليل الننور حاجأمحد حمجوب عثمان حممد طه، املكتب التنفيذي الداخلي ستمرافيما . ضمن أجهزة اجلبهة العليا ،وغريهم ،راهيم عبيد اهللاإب

عتقاالت اسابيع من أة الذي أدخل عليه األمني العام تعديال واسعا قبل للحركة اإلسالميعمر ياسني :من الوجوه القدمية مثل م، فخرجت كثري 1985) ارآذ( مارس 9النمريي يف

عوض :ل مرة صادق الكاروري، توفيق طه، ودخلت إليه عناصر جديدة ألومام، حممد اإلآخرون من جيل اجلاز، وأمني حسن عمر، والزبري بشري، وسعاد الفاتح، واستمر قاربم،

الرأي الذي أجرى د صوابوقد تأك. براهيم أمحد عمرإعثمان حممد طه، و يعل :شأنجوه غالب الو للتشم) ارآذ(يف ليلة مارس عتقاالتت االمتداالوقت عندما التغيري يف ذلك

املكتب سوى رئيس ،عتقالة املكتب التنفيذي اجلديد من االت كل عضويالقدمية، فيما جناإذ ،رايباألمني العام الدكتور حسن التجتهت أجهزة األمن إىل الوجوه املعروفة تز كر

.ختفاء القيادة اجلديدةة الزمن كافيا الحسفا ،البحث عنها

نتقايل ست يف إطار علين وفق أطر الدستور االلكن اجلبهة اإلسالمية القومية وقد تأسالذي يقللعمل السياسي بني الناس قادة ةستدعت عناصرها املشهوراالتعددية احلزبية، ر

فة، بل ابهة لتستوعب صفوف احلركة كتسعت ميادين العمل العام يف اجلااجلماهريي، فقد إنه ال بد له حىت يوايف أهدافها أن يتسع ليشمل وجوها قومية، بدت احلاجة ملحة هلا يف إطار عمل سياسي ميدانه اتمع ومساحته السودان، فانفتح الصف القيادي يف أقاليم

تمع ممن السودان كافة ألعياناخلرطوم خاصة حنازوا للجبهة، وسعدت واليةايف اللقوات املسلحة وسابق عالقاته انتمائهنتخاب اللواء الفاتح عبدون رئيسا للجبهة، بسابقة اب

،اعيل الطيبإمسومثله اللواء ، سم أسرته املشهوروال ،حبزب األمة وبالرئيس جعفر منرييستاذ أمحد ألنضمام ااالذي توىل أمانة الشؤون اإلدارية يف القيادة التنفيذية للجبهة، مث ب

من ذ خإىل رحاب اإلسالم، ليأ -منذ أعوام-املاركسي املعروف اآليب ،سليمان احملامي .فور دخوله عضوية كاملة يف املكتب السياسي

كانت األعوام األخرية من عهد املصاحلة قد شهدت تعديال جوهريا يف الوثيقة ،ساذجة املعاين ،دة األهدافخوان املسلمني، إذ كانت حمدواملعروفة بدستور حركة اإلى والتخلف، وظلت سارية على مستوى نظري منذ منتصف لخاطبت قضايا ظاهرة الب

.يف الواقع دون أن يكون هلا أثر ،اخلمسينات

وانتخب أمني عام ،م1982م سرا يف عام ألتاولكن مؤمتر احلركة اإلسالمية الذي العشرون بواسطة لكمستوي ،منهم أربعني خبنتيين يتجملس س(احلركة ومكتب الشورى

، أجاز الوثيقة الدستورية اليت نصت على الالمركزية التنظيمية اليت جرى عليها )األربعنيالعمل فيما بعد وانتقلت بذات الفلسفة التنظيمية إيل اجلبهة اإلسالمية، كما ألغى الدستور

وأصبح املكتب التنفيذي يتوىل ،داريألول مرة املكتب السياسي املنفصل عن املكتب اإل

شأن ،السياسية الكربى قفختاذ املوااالتخطيط اإلداري واإلشراف السياسي ويعهد إليه ومع صدور . وشأن التحالفات أو اخلروج منها ،أو معارضة املوقف من األنظمة مواالة

افظت احلركة على ح ،دستور اجلبهة اإلسالمية القومية ونظامها السياسي وتكامل أجهزاهياكلها اليت أقرها دستورها مستورة باطنة، وبعد أن أجاز جملس شوراها الداخلي مقترح

سبوعني من تأسيسها، دفع بغالب نشاط احلركة أقيام اجلبهة اإلسالمية القومية قبل وبعض ،اجلبهة واحتفظ بوظائف التأمني واملعلومات واملال اخلاص باحلركة إىلاإلسالمية

) منظمة شباب البناء(وواصل نشاط الشباب يف ،نات الفئات مثل الطالب والنقاباتأماعن اجلبهة واحلركة، وفقا لرؤية ظلت تؤمن ستقاللا، يف شبه )النهضة ترائدا(والنساء يف

ي فيهم اليت حتتاج عضويتها الناشئة إىل تربية تزك ،بقسط أوفر من احلرية هلذه القطاعاتإال أنه ومهما يكن تباين الظاهر من عمل اجلبهة . هم ممارسة املسؤوليةمالشورى وتعل

فإن عناصر اجلبهة اإلسالمية القادمني وعناصر ،ن عمل احلركةمالباطن عن اإلسالمية احلركة القدامى جتاوزوا ما اعترى التجربة األوىل للتحالفات اجلبهوية إبان عقد الستني، فقد

ولكن بصراعات النخبة اليت ضربت ،والقادمني ىبني القدامتنازع الظاهر والباطن، ال يف اإلسالمي خالص أعضاء احلركة، فقد آذى بعضهم الظهور الكبري لقادة جبهة امليثاق

وثارت فيهم الغرية من أخيهم ،يف اإلعالمو) اجلمعية التأسيسية(السياسية والربملان الليايلقدمي بني التربية أو العمل العام وبني التنظيم األمني العام للجبهة، وأثاروا الصراع ال

.والسياسية

لكن عناصر اجلبهة اإلسالمية القومية قد دخلوا إىل احلركة اإلسالمية وهي بناء صبح أمينها العام رمزا لتجديد اإلسالم لغالب تيار اإلسالم يف أمكتمل املعامل أو يكاد، و

لبهم معجب باحلركة اإلسالمية اليت أصبحت السودان وخارجه ال يكاد ينازعه أحد، وأغ كذلك ستشعري أما صف احلركة اإلسالمية امللتزم فلم .كنف قيادة اجلبهة اإلسالميةيف

، فقد توالت على الكبار هامن عناصر مل تكن بعضا همىل جانبإعملها غربة أو نفورا من يف اجلبهة الوطنية مع وشهد اجليل الوسيط جتربة العمل ،التجارب منذ جبهة امليثاق

األحزاب الوطنية، كما شهد كامل جتربة املصاحلة الوطنية مع العناصر املايوية، بل إن كثريا .بعضا من رفاق الطريق يف تلك املراحل وامن الذين احنازوا للجبهة كان

د دستور اجلبهة اإلسالمية وأوراقها األصولية على نبذ العصبيات احلزبية كذلك أك للحركة -وظل األمني العام . خالص الوالء لألفكار والربامجإاجلهوية والطائفية، وو

ات واملقاصد ر بعربة اجلمود على األمساء واألشكال دون النيكذي -اإلسالمية مث اجلبهةواألهداف، وأن الطائفية قد تعود كما هو احلال مع بعض احلركات ق كيان اإلسالم املتجد

ومهما انسجمت . حركة اإلسالم -هي نفسها-ق عوت ،تدماملعاصرة اليت جاإلسالمية مل ميض فان املشوار ات التجارب السابقة،ها متجاوزا توترملسق عتاقيادة اجلبهة اإلسالمية و

باطن وظائف التنظيم مع ظاهر عمل اجلبهة كامل احلركة اإلسالمية ليبلغ تذويبمع الذي ظل هدفا ا على مقتضى التوحيدمصخزدواجية لك االالسياسي والثقايف، وظلت ت

الصدق وبركته مع النفس ومع اآلخرين وجتنبا حليل املنافقة واملخادعة مهما خللقتوخيا واحلركة ، عضائه علي املساواةأاحلق الذي يعهد بواجباته بني ؤمننيع املت، حنو مثال جمتمدق

م حنو املثال الذي ال حيفظ كيانا ينبغي أن يتقدوي الواقع راعبفقه ي هادتجاإال ما هو والتنظيم سرلم الزمن بعمر اجلبهة اإلسالمية القومية يا خاصا لبعض املؤمنني، ورمبا لو تقدمت تقد

.لتوايف ذلك املثال*****

ن تظمت اللجاانالتأسيسية للجبهة اإلسالمية القومية، إذ ةتوالت املؤمترات اإلقليمي طق قاليم كافة، وبدأت من فورها محلة البناء القاعدي لتأسيس مؤمترات املناالتمهيدية األ

س على سالمية املؤس، تبين على سابق كسب احلركة اإلقليمواحملليات لتبلغ مؤمتر اإلفة، اة كيسيسأأما وفود املركز فقد ظلت تطوف السودان لتشهد املؤمترات الت. الالمركزيةني العام وعضوية أمناء األمانات واملكتب السياسي، ولتخاطب شعب األقاليم يف بقيادة األم

ندوات سياسية عامة يف مدنه الكبرية ومراكزه احلضرية والدينية، كما تتوجه خبطاب خاص جيف أندية املوظفني واجلامعات واملدارس حيثما وليم ووجوهه من اقألت، وتزور زعماء اد

ف ار، مث تفرد الزيارة اخلاصة ملراكز شيوخ التصور وكبار التجزعماء القبائل والعشائ

براجمها طرحمقال، وت ني فلكل مقامباطختبسط خطاا للجميع وفق مقتضى امله، قروطفسوتح صطبت الوقت للمشاركة واجلدال مهما يشتدر، فهي حماصرة بتقريبة ، حزابم األه

اد عندهجيو لهلكنها يف رأي الكثريين حتمل رمز اإلسالم احلديث ومتثباد، والعهد بالنظام املبدورها ، وهي ترجو منهمقلبهيريد أن يطمئن لكنأكرب من األحزاب التقليدية ةصدقي

.الدعم واملناصرة

مسحت وفود اجلبهة اإلسالمية إذن ساحة السودان أو كادت، عازمة أن يبلغ صوا ذن السمع والوعي، أف بنفسها وبراجمها كل من ألقى إليها رعوأن ت ،كل ناحية مهما بعدت

وقد تبلور قرار مكتبها السياسي مبكرا أن تضع يف كل دائرة مرشحا حىت تعرف عدها احلقومدى وقعها يف كل منطقة، فبلغت وفودها حىت اجلنوب والغرب وحجمها يف السودان

،األزرق واألبيض نيفضال عن أقاليم اجلزيرة والنيل ،مث كردفان ،حىت غرب دارفور ي،القصقليمي الذي ساد يف العهد وفقا للتقسيم اإل ،محروالشمالية، والقضارف وكسال والبحر األ

.نتقايلعتمده الدستور االااملايوي و

قليم الذي سابق مركز احلركة يف اخلرطوم حنو تأسيس اإل -خاصة-كانت دارفور سم ومضت تعمل به حىت ختارت ذات االاالقومية وكادت أن تسبقها، إذ اجلبهة اإلسالمية

س الدور وتزاول املناشط قبل املؤمتر وصلتها بشرى التوافق من اخلرطوم، فمضت تؤس ،التأسيسي الذي انتخب قيادة أخرى للجبهة غري قيادة احلركة، مث اختذت هلا علما خاصا

واحلق أن غرس احلركة اإلسالمية ظل متناميا .املركز رفضته القيادة القومية يفاألمر الذي نتصف السبعني إىل يف دارفور منذ اخلمسينات للقرن املاضي، مث استوى واشتد عوده يف م

ن وقد أتاح الرئيس النمريي ساحنة نادرة للحركة اإلسالمية عندما عي، منتصف الثماننيع أعضاء املكتب طار قرار يوزإيف ،دارفورقليم إالدكتور حسن الترايب مشرفا سياسيا على

كان للحركة اإلسالمية كما . قاليمشتراكي مشرفني سياسيني على األحتاد االالسياسي لالإبراهيم ت حمله األستاذ أمحد حلأطاحت حباكم اإلقليم وأنتفاضة اليت دور كبري فاعل يف اال

اإلسالمية بدت الوالية األفضل وعند سقوط النمريي وقيام اجلبهة. م1981دريج يف عام .مهادا لدعوة اجلبهة وعملها

***** لتزام احلياد ارا يف نتقايل يبذل جهدا مقدستمر الس العسكري االا ،يف اإلطار الرمسي

به الساحة السياسية من صراعات األحزاب، ومع تصاعد العمليات العسكرية جتاه ما متوجدفان من جانب احلركة الشعبية ضد اجليش السوداين، وبعد يف اجلنوب والشرق وجنوب كر

نتقالية، ومع على جنراالت احلكومة اال) مايو الثانية(أن أطلق الدكتور جون قرنق وصف صطفاف إىل جانب احلركة الشعبية، بدأ خط الس العسكري حماولة قوى اليسار اال

،من اليسار صواتأ ات عليهبوسيما عناصر منه ص ال ،يتقارب مع خط اجلبهة اإلسالمية .)جبهة(تصفهم بأم

فلم تفز اجلبهة اإلسالمية القومية ،أما جملس الوزراء الذي تشكل من ممثلي النقابات خوان املسلمني اجلناح اليت كانت من نصيب اإل ،بأي حقيبة منه سوى حقيبة التربية والتعليم

ع نتفاضة يف التجمملاجد، والذي انتظم عشية االستاذ الصادق عبداهللا عبداالذي يتزعمه األ )قوانني سبتمرب(ـب فعرسالمية اليت تإال أن مواقف التجمع من الشريعة اإل، احلزيب والنقايب ،ؤون اجلبهة اإلسالمية ظاهراوانتقايل ينوظل وزراء من الس اال ،خرجتهأمل تلبث أن

اء الدكتور اجلزويل دفع اهللا رلرئيس الوز نتساباورغم سابقة ،ويوالون قوى اليسار جهراواضح من احلركة نتفاضة تسارعت خطاها بدفعورغم أن اال ،سالميةإلللحركة ا

سبوعني أحتاد جامعة أمدرمان اإلسالمية بعد ات املظاهرة األوىل اليت قادها أاإلسالمية، إذ بدم، فتجاوب معها طالب 1985 )ارذآ(سالمية أخريات مارس عتقال قادة احلركة اإلامن ب احلركة يف عسالميون من كل شوخرجوا يف صفها مث احناز إليهم اإل ،جتاه اإلسالمياال

إذ ساهم ،نتفاضةاخلرطوم وأمدرمان، كما شارك أطباء احلركة بفاعلية يف إضراب االقوانني موقفهم قبل أقل من عام يف إفشال حماولة اإلضراب اليت نشط فيها اليسار بعد إعالن

الكهرباء، إذ مهندسي نقابةملشاركة القوية للحركة اإلسالمية فكانت عرباأما . سبتمرب .نتفاضةا يف جناح االمسضاف قطعهم الكهرباء عن العاصمة عامال حاأ

سالمية وفقا لتقديرها نتقايل حنو اجلبهة اإلمواقف جملس الوزراء اال لقد كان جممل طي يف التجمع احتادي الدميقرتناصر اليسار وحزب األمة وتعاطف اال بل إن. غري حمايد اسلبي

وتصميم اجلبهة اإلسالمية على مواصلة وجودها ،احلزيب والنقايب لعزل اجلبهة اإلسالميةأمان (وخبروج اجلبهة يف موكب . م الساحة السياسية إىل معسكرين متقابلنيوعملها، قس

مطالبة مث ضد مصر من التجمع ضد ذات وجودهاة يف وجه تظاهرات مستمر )السودانحتشدت اجلبهة اأو ضد قوانني سبتمرب، بتسليم النمريي، أو مع احلركة واجليش الشعيب

إىل ساحة القيادة من وسطها ت أفق اخلرطوم وغط ،وكل من تعاطف مع طرحها سالميةاإلومع . ميكن إال االعتراف اوأكدت أا قوة ال ،تضامنها مع اجليش السوداين ةمعلن ،العامة

عتراف وخاصة رفضها اال ،اخلذالن الذي وقع على التجمع من مواقف احلركة الشعبيةووقف احلرب، مث سقوط طائرة اخلطوط اجلوية السودانية اليت ،نتقاليةنتفاضة االحبكومة اال

سية اجلبهة اإلسالمية السياحتمل ستني مدنيا بصاروخ اجليش الشعيب، تضاعفت قوة .حتشاد ضدهافع قوى التجمع لالايف املقابل دو ضعضعتوت

سالمية القومية عرب تواصل مؤمتراا وندواا السياسية قوة اجلبهة اإل -إذن- تصاعدت ساليب مقاومة التجمع احلزيب والنقايب حنو أفق غري دميقراطي، أرت يف سائر البالد، وتطو

شتدت محلة املقاومة بالعنف لنشاطها، ا ،القوميةوكلما تباعدت خطى اجلبهة عن العاصمة فحصب تتساقط عليهم أحيانا ملدى ساعتني من الزمان، ،ثون يف الندوات باحلجارةاملتحد

وبعض مناطق نفوذ اليسار ) النيل األبيض وكردفان(ما يف مناطق نفوذ حزب األمة ال سيذا استمر إو ،ال يرضى إال بإفشاله ،نشاط، وباهلتاف املعادي الذي يقتحم ميدان ال)اجلنوب(

يستمر التشويش عليه، يتناصحزاب الذين عليها متحمسة األ ريحسابق دون بتدبريش، وأحيانا يستأجر متبلطعتادت وفود اجلبهة اإلسالمية حيثما اسواق واحلواري، وقد ة األج

تقطع عليها الطريق قبل أن تبلغ ،ريانشجار واحلجارة واخلاأل عطسافرت تقطع السودان، بقا إىل الناس، وعلى راملدن والقرى لتصل بصوقش م باحلجارةسيالرصاصبوأحيانا ،ارا .

يف )أبوجبيهة(سالمية بقيادة أمينها العام وهو يهم مبغادرة منطقة وصر وفد اجلبهة اإلوقد حن الذخرية احلية بينها وبني القوى احلزبية، ومل تفك خناقها إال بعد تبادل نريا ،غرب كردفان

خرى أغتيال اد، وحدثت حادثة جلمرأة ساعة وصول أمني عام اجلبهة إىل منطقة املات لتوققليم إاليت وصلها ليشهد مؤمتر ،ملواطن فور خروج موكب أمني اجلبهة من مطار مدينة واو

ات رمسية ضد التظاهرات اليت حتشدها ظهر فيهما تواطؤ جه ،حبر الغزال، ويف كال احلادثنيحيث ،م حىت مناطق يف قلب اخلرطوملسومل ت. اجلبهة اإلسالمية ترحيبا بوفد األمني العام

ا ونشاطها اجلبهة وحمل لقثا على تأمني قاد27مقدر.

سالمية كانت بالطبع حجة أحزاب التجمع يف محلتها غري الدميقراطية على اجلبهة اإل ستمرار اسالمية هو نفها على اجلبهة اإلباد، وأن علنظام جعفر منريي امل )ةالسدان( هي مثلهت بدأ إعالم اجلبهة اإلسالمية الذياملواقف وإزاء هذه . )كنس آثار مايو(ـنتفاضة للال

حممد خوجلي حسني.أاملستقلة بقيادة رئيس حتريرها )ألوان(صحيفة و ،)الراية( ةصحيف رمسيا

ما املهتمني بالتوثيق، سي ة، وقد جتاوبت مع احلملة قاعدة اجلبهة الاحلملة املضاد يلوت )حسنمن ومواقفهم ،ملايو ت تفاجئ رموز اليسار واليمني بالوثائق الدامغة اليت تؤكد سدانتهمقفطف

جمازر مث ،ب فيها اإلسالميون يف سنوات مايو األوىل والثانيةالسجون واملعتقالت اليت تقل .وودنوباوي أيام حتالف النمريي مع اليسار ،واجلزيرة أبا ،بيت الضيافة

،شتراكيحتاد االمن صور أداء القسم لال )لكي ال ننسى(الباب الثابت بالراية خيل مل جديد بحوأصبح كل ص ،ومسة والتكرمي وغري ذلكوحفالت األ ،وقصائد املدح ،أو الوزارة

لحيم تزايدت محلة ،مع تزايد محلة العنف املادي على اجلبهة اإلسالميةو .عمفاجأة للتجم قريب أن كال املوقفني سامها فيما حل العنف األديب من صحافة اجلبهة اإلسالمية، وال

وما أحاط بالعالقات السياسية من أزمات، ولكن ،مبستقبل الدميقراطية يف السودان من أذىعليها حبكم دعوا لإلسالم وتأسيس أطروحاا على أصوله عسالمية يقصحافة اجلبهة اإل

أأشد إلزامال تتجاوز مهما جتاوز اآلخرون، األمر الذي محل عليها أحيانا توجيهات ولفت .وعقوبة عانا تقريياوأح ،من قيادة اجلبهة نظر

.تسم اخلط السياسي العام للجبهة اإلسالمية بوضوح شديدا

5 E� 6E)N '( #��5ك �����ا �6أت و)�د ا���آH 6وداE�� 1*�`E�7 1J*6رE# ا�E2P# ^*TEا� ^E� �ES1aا� tE#1`Aا�

�A5E�* ,E5N1رة وEKا�� ZEj6وات وECر ا���N '2# 1ذ دروعa#ا.��^ ا�&1م ا VI�P7 �5حj6 اjو �IJK1دة ا��j �*1A�� .ا��k6�5Aن �671B# 1AI ا��KIم

تقايل يف نده الس االها الذي حدلجألنتخابات الدعوة احلامسة أن تقوم اال: أوال م، 1986) نيسان( أبريل يف على وجه الضبط من توليهم السلطة الدستور، أي بعد عام

أو األمن والرفض حملاوالت بعض األحزاب تسويف املوعد وتأجيله حبجة احلرب يف اجلنوبأو قيام تفاق سالماأو حلني التوقيع على ،ستعدادوقت أكثر لالأو احلاجة ل ،يف العاصمة

تحكم بتفويض لالشرعية جلهة ما متنح ،مهما كانت نتائجها ،نتخاباتفاال .مؤمتر دستوري .ر احملاسبة على املسؤوليةيسوت ،د احلجم احلق لكل حزب سياسيوحتد ،الشعب

حىت تربطها ) قوانني سبتمرب(يها األحزاب سمتقوانني الشريعة اإلسالمية اليت : ثانيا ،نتفاضة، مهما تكن ناقصة أو شائهةوتنسبها لصورته الشائهة بعد اال ،بنظام النمريي البائد

كتمل وتعدا أضحت خطوة يف طريق إسالم احلياة العامة ،لغىل وال تأل، ال يرتعنها د، ولكن يقتدا م. وقد جنح إعالإ م اجلبهة اإلسالمية يف نصبها رمزا يتواىل عليه تيارسالمي ةوحاصر انتقادات األحزاب هلا يف إطار الرفض للشريعة وعقيدة الالدينية السياسي ،عريض

.أو العلمانية

فهو دعم ،أما املوقف األخري املهم يف الربنامج السياسي للجبهة اإلسالمية: ثالثا را مع احلركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الدكتور جون قرنق، مث القوات املسلحة يف ح

، )نفصاليةاال(و) املاركسية( جنداأ كشف مث هلا،قوى اليسار ماسي ال ،حزاباأل ةمماأل رفض . )أمان السودان(ريها ملوكب يوقد بلغت اجلبهة اإلسالمية ذروة ذلك املوقف بتس

حترام اجلوار العريب اإلسالمي خطاب اجلبهة اإلسالمية الدعوة ال لتزماأخريا : رابعا واليت تبناها اليسار يف ،وحضارة كوش ومروي )األفريقية(يف وجه الدعوة اليت بعثت

الرمسية موقفا رصحترام مانتفاضة، فكان وعادت حية بعد اال ،الستينات من القرن املاضيم الرئيس السابق ذا مل تسلإع إىل قطع العالئق معها ممن اجلبهة اإلسالمية إزاء دعوة التج

تعبريا عن رفضها ،الذي جلأ إليها بعد ما انتهت رحلته إليها مع اية حكمه) جعفر منريي(ها مدت اجلبهة اإلسالمية تفهلتزمه حزب األمة وقوى اليسار، وأكاخلطاب الثأر الذي

ني منذ وقت طويل، ومل يستضافة الالجئني السياسادها يف وفقا لتقالي ،يوائهإللقرار املصري ب

تقف أبدا من قضية تسليم النمريي حملاكمته أو حماكمة رموز مايو موقف احلماسة، فقد .ها كثري من وجوه املايوينيحناز إىل صفا

***** أت طاقات شباا عظم للجبهة اإلسالمية، فقد عبوسم هو ساعة الدفع األاملكان

ت يومئذ دحامسة، ب واحد ملعركة حتشدوا على صعيداها ورجاهلا الذين ئيوخها، نساوشمعركة حركة اإلسالم الواعية املتناصرة يف السودان، املتجاوزة لنخبوية احلركة اإلسالمية

احملدودة، املتصدفهي اليوم حقيقة ،كايدات حصارها وعزهلاية لعدوان خصومها مبا يبطل م تستشرف -يف نظر عضويتها- ر جتاوزها يف واقع السياسة، فهيال يتيس اتمع حبجم كربى

ا يف أمنوذج حضاري عاملي لإلسالم املتجددمتام مشروعها وبلوغ مثاهلا ونصب قدو .

،عضويتها عد أكملت ،دائرة لكل حرشم لقرارها وفقا ،مرشحيها تبسط أن قبل يلها على رتت من خربة يف تبسحصاء والرصد والتحليل، وما كإلا معلو من تعلم مبا واستعانت

واقعها التنظيمي الذي بلغت حدودالوطن، وما استحدثت من وسائل احلاسوب ه حدودالغريبة يومها على خربة السودان، وأدركت على وجه قعهااب الدقة حجمها ووقاري.

ت أجهزة احلركة اإلسالمية نتخابات، وظلاال حنو تتصاعد اإلسالمية اجلبهة محالت تظل الداخلية تصاعوتوثيقا وتأمينا ومتويال حنو أكرب الكسب يف جهدها الفين إىل مداه، إحصاء د

كل فعرفهي اليوم ت ،نتخابات، تطويرا لسجلها املدين اخلاصقتراع ودوائر االأصوات االوالء ،مضت عليه سريهم أخوان وأخوات، وماعضويتها وما حييط م من أسرة وأبناء و

أو نالوا من لقب ،مادي وما بلغوا من كسب، أو خصومة ،أو حيادا ،أو تعاطفا ،للحركةدخل ما تقاربت أيام التصويت، بل ت كلتسعت احلاجة إليه وأحلافقد ،أما التمويل .علمي

فتصاعد . ادي خصوم اجلبهةأيوافرا يف اوبد ،املال عنصرا ذو وقع بالغ يف منافسات الدوائرسالمية منذ ميالدها يف السودان، وسع نشاط عرفته احلركة اإلأوايف اإلنفاق من كل سبيل لي

من عليه عونا وتلتمس ،اخلليجية غتراباال مراكز من ماسي ال ،امللتزمة العضوية غالبه تتوىل

خالص من أغلبه جاء ولكن ر،تيس يثماح ثرياءاأل وأفذاذها سالماإل حركات مع عالقاا

صت شيئا ما املصارف وترخ. وخالص أموال شركات وأعمال أعضائها ،احلركة ستثماراتاحتياج الصرف احىت يوافوا شيئا من احلركة من ألعضاء والقروض الصفقات منح يف اإلسالميةم ال يكادون وه عوا بسخاءربنفقني تكما شهدت اجلبهة اإلسالمية أمناطا من امل. 28املتصاعد

ظهينتماء معلنا هلااون ر، قوا سرا يرغبون يف األجر أو يعرفون بسابق عالقة مع احلركة، تصدحنياز أو خيشون احلملة عليهم من خصوم اجلبهة، وذلك ضمن ظواهر أخرى من اال ،األكرب

. مل ينتموا أصال للحركةعضائها الذين أوالتفاين شهدا اجلبهة اإلسالمية من بعض

ت وظائف عمل احلركة الداخلية الفنية اخلاصة بالشؤون األمنية واملالية والتوثيـق ظل بالتقارير وبعضها موصوال ،مستمرة مستترة موصولة باألمني العام وبعضها مبكتبه التنفيذي

بعـد تصـاعد ما سي الراتبة لس الشورى الذي ظل جيتمع بدوره على فترات متباعدة الولكنه استمر يراجع نشاطها ويتداول ،ستوعبت غالب أعضائهاإذ نشاط اجلبهة اإلسالمية

ولكن اجلبهة اإلسالمية يف مجلة . ستراتيجية اازة قبالوفق اال حول مواقف احلركة الكربىا حترجببهـة رت من احلساسية السالفة اليت شابت عالقة احلركة اإلسالمية عملها ومسري

انبة أن ختتفي يف شعور أعضاء احلركة بني عملهم يف التنظيم وكادت ا ،امليثاق اإلسالميى غالب أعضـاء الشـورى متد وقع احلركة واتسع عملها وتولاونشاطهم يف اجلبهة، فقد

ولكنـها ،نصرفوا لتكاليف يف التنظـيم اأو ،والقيادة وظائف ظاهرة يف اجلبهة اإلسالمية .نسقة مع نشاط اجلبهة اإلسالمية ومواقفهاموصولة م

ا�E*176� 671ES 6Efت �آE� آ1A #62م، )�ن �Idر ا�1BAرف وا�(�آ1ت ا����� ا�5' #6*�ه�S1C7 1 �^ ا�� 6

QEPd 6E2( ،1تEH1a5�p6ي اE* ^�H �S1��kاء ا�IJK� ا����� )' �J�1K� 64*6ة ��2�2� أو1fع ا�IJK� ا����� ^E� �E+6ث أآEN 1E� �Eا*6، وهM5A1 ا�IG1�5N1H ا)1ة�A1 7^ ا�I5از��� MK&# pص أ�Nو �j6H 1IH1�N uJ�# �IJKا�

�A12ذ ا���9ارئ ��Hة وا�765' #6ا���6 رو�ج ا���1ر . از�j6 -وEI7 1تE*����71)H ��5� �1Cخ ا�71KA� (' أt&)ا� Q71Gرة وأTا� Q�M�وا��� أن ا���آ� ا�E���� آ1E+��� QE�1 أ�1�E�1 . �1*� �1�76 أن ا��CJك ا�����

�S1�، أ�E*�( 1E� ��EPك ا ��IC1ء ورا�6ات ا�CJ1ب ا�J4و �����ا��76ة ا �A�C� �J7 �71KA6 )' ا�Ef ��E&�)62 أ6Sر ا�vCJ آ1J�5 *�د )�EP7 O' هhTE ا�E*176� و*1E�JH 1IE�N6ن ا.ر1Ejم ا�1E� 'E5هcB�( vCH ( 1EIH V ا���'(

�71KAا� �k1x1ن . )' إEK� ^*�E`# ر�EFا� 'P7 روا��j ���6&ة ا�MIG.1��1 �^ اk ��.ب اMNو pا���1ر أو ^`A# Zو�H��EESو ����EE�1رف اEEBA1ب ا�EE�N 'EE( �EE�2�5ا� �EEJة أن أآ"EEG1FAا� QEE�1وآ '��EE�ا cEEB�( vEECH 'EEP7 �EE+ا أآ�

^�Ck6 أو اNوا Z� �*6�P25اب ا�MN.ر��ز ا ^� Vه O#1و�(1رآ O#1�H6ون �^ ��ا�F5�* vCJا� '( ^*�A+5�� ة�)7 .�^ ا���آ� ا�����

نتماء اما الكبار من الذين مل يكن هلم سابقة سي ال ،أما أعضاء اجلبهة اإلسالمية خوان يف لفة ورضى وانسجام يف عملهم إىل جانب اإلإظلوا على فقد ،تنظيمي للحركة

يف وصف تيار )جلبهةا(سم استخدم اي العام الصديق واملخاصم أأجهزة اجلبهة، بل إن الرسم القدمي ختفي االاأهل احلركة والقادمني من أهل اجلبهة اإلسالمية، و ىاإلسالم من قدام

ختارت أن ختتص انصرف إىل اجلماعة اليت او ،حىت أوشك أن ينمحي ،بالتدريج) خواناإل( .بزعامة األستاذ الصادق عبداهللا عبداملاجد )خوان املسلمنيمجاعة اإل(به علنا

أثارت قضية املرشحني للدوائر اجلغرافية ودوائر اخلرجيني، اليت فوضتها شورى اجلبهة ضمن املسائل اليت ينبغي أن تتكامل فيها شورى القيادة جدرمن املكتب السياسي، لت جلنة إىل

، أثارت بعض مشاقة وتوتر لدي بعض األمساء املعروفة من احلركة قليميةاملركزية والقيادة اإلختيار مرشحي الدوائر اجلغرافية اورغم أن مرشحني، اللجنة اختيار يشملهم مل الذين اإلسالمية

قاليم مع رسل املركز ز خالفا ظاهرا بني املركز واألقاليم، بل جتاوبت أغلب دوائر األربمل يحتهم اللجنةمن أبنائهم الذين رش .العاصمة وإن كانوا رموزا يف القيادة أو من سكان ، مفه

.السودان كل تضم ةقومي ةتأسيسي ةمجعي يف لومميث ،أو أعماهلم اخلاصة الرمسي عملهم حبكم

جيلكن دوائر اخلرب جهد ني النخبوية بطبيعتها أثارت مشاكل النخبة، فقد تصو حتتكر ني متثل قومية اجلبهة اإلسالمية، وأالرجياللجنة حنو اختيار وجوه قومية لدوائر اخل

، فضاقت الفرص احملدودة على بعض ةالدوائر لرموز احلركة اإلسالمية ووجوهها املعروف ،دراسةقيادية أو فكرية يف سنوات ال خوان، منهم عناصر كانت ذات سابقةكبار اإل

روا عن نشاط احلركة ألسباب خمتلفة وعن نشاط اجلبهة املتسارع املتعاظم، فلم ولكنهم تأخيف دول بعضهم غائبا وظل ،شتراكيحتاد االوزارة أو عضوية اال يد منرييتولوا يف عه

ظلوا أساتذة يف ومل ينشطوا مع اجلبهة شأن آخرين ،صاحلة الوطنيةغتراب بعد املاالولكنهم ،اجلامعات وأصحاب مناصب إدارية رفيعة يف الدولة أو الشركات أو املصارف

29قترحتهم الوالياتاأو دوا كسبهم السياسي ورشحهم املركز جد.

�1رج 7 O#�S �&�H ر�I)A6 ا�A�� ^AN6ا��J7 6ANأ �����ا �IJKP� '�1آ1ن ا.��^ ا��� �أ�9 ا���آ

��ج ر�N Z�H^ أ6AN ا�1�2دي "( ،^�K*�a6وا�� ا�� �IJK�4' ا��� �A�1j 'إ� �1ء ا����2A�.ا Vf 'P7 1B*�N

نفتاحها على جبهة اتمع العريضةارغم ،اخلالصة أن مرحلة اجلبهة اإلسالمية القومية يف اليسار وشبابا سالمية ليضم وجوها قومية جديدة ورموزانفتاح صف قيادة احلركة اإلاو

ذي تبلور يف عهد سجام القيادة السابق الانكبري خ إيل حدقد ترس، فيصعد ألول مرة ىسالمية الذي جتلعجاب بطرح احلركة اإلإاملصاحلة الوطنية، فالقادمون ظلوا على قناعة و

،قت الصلةعداء توثة الرحالت وجماهدة األحبجتماعات وصيف اجلبهة، ومع املالزمة يف االان من أهل خوأما عناصر اإل. واستشعروا مجيعا أن صوم مسموع مبواقف اجلبهة وتعبريها

ستشعر بعضهم أن اجلبهة اإلسالمية ضاعفت عزلتهم وأحرجتهم افقد ،احلركة اإلسالميةفيها الصف كله حمتشدا ملواجهة حصار اخلصوم، واحلق أم رىييف حلظة ،بوجود غرباء

صالح سبل احلركة ونظمها إآثروا أال جيهروا مبوقف وال رأي ولو كان موضوعيا يبحث يف روا موقفهم ليكونوا مجاعة ضغط مبا قد يفهم يف تلك اللحظة ى والقيادة، ومل يطويف الشور

إذ ،نقسام، فيقع عليهم ما جرى يف احملاوالت السابقة لشق الصفام أو احلرجة أنه تشرذحوصت وذهبت رحيهار.

قتراع سابيع من يوم االأنتخايب قبل بضع أصدرت اجلبهة اإلسالمية برناجمها اال ت فكع. فبسطت فيه مجلة رؤاها ومواقفها حنو املستقبل ،سيسيةأاب اجلمعية التختيار نوال

من املكتب السياسي برئاسة األمني العام، تداولت حول املواضيع على إعداد الربنامج جلنةوبرناجمها ،م نفسها للشعبسالمية وهي تقدوالقضايا اليت ينبغي أن جتيب عليها اجلبهة اإل

الربنامج مقترحات اجلبهة أبان. قتراع الوشيكذا فازت أو غلبت يف االإي ستحكم به الذصدر وأكدت ما، )العمل األساسي للجمعية التأسيسية( اإلسالمية للدستور الدائم يف البالد

مركزية واسعة يف كل وال ،فيدرالية للجنوب ،قليميةيف توصيات مؤمترها العام ومؤمتراا اإلمث اإلعالم والقوات ،قتصاديالربنامج رؤيتها للتنمية واإلصالح اال لمكما ح. السودان

ومجعت ما كانت تنشره يف خطاا العام واخلاص من ،املسلحة والتعليم والعالقات اخلارجية

. ا��ا�' ا�A&�وف �1J7 {�1Bس إ�Hاه�V ا��Cر ذو ا��FPa� ا�*�S1C� �A�1j ^� ا��K*�a^ �6وا�� وp*� ا�MK*�ة

7 6ANأ Vاه��Hإ c+� 1ءAأ� �CKP15ر ا�a# V� 1A6ت آA57وا �CKP6 17دت ا�jا ����4^، و���`�� '`� ^�Nو �A'�1+P� ��A��C5وا� �ة ا�����1���Aا� '( �j1ر( �R2� 1وزK5ا� vذ� c�+� 1A�( ،�����"5ا� ��&AKا� c� .ا�V ا.ول ��6

طالع نتخايب مل جيد حظا من اإلورغم أن برنامج اجلبهة اإلسالمية اال. رؤى ومواقفكبري هتماماعلى ذحىت داخل صف اجلبهة اإلسالمية، ومل يستحو ول والنقداالواسع والتد

سالم يف ر عما بلغته حركة اإلنتخابات، فقد عبيف غمرة تصاعد احلملة السياسية حنو االالسودان من نضج، بعد جتربة املقاومة وخلوة الدراسة واإلطالع يف السجن وبعد عودة

ربة يف احلكم والوزارة والتشريع، مهما تكن منقوصة وعند اية جت ،من دراسة جتارب العامل .جاتدر الشعبيةحنو ىمث اتسعت تترق ،فهي مفيدة حلركة بدأت حمدودة صفوية

ستحواذ ام عن 1986نتخابات التشريعية يف السودان يف العام أسفرت نتائج اال يف اجلنوب، ورغم أن عدا ثالث دوائر ،سالمية على مقاعد دوائر اخلرجيني كافةاجلبهة اإلعتماد نتخابات الدعوة اللتزمت طوال فترة التداول حول قانون االاسالمية قد اجلبهة اإل

د على ذلك يف منابرها العلنية ويف ، وظلت تؤك)صوت واحد لكل مواطن(نظام حزاب حول القانون، مؤكدة أا حقانتقالية مع األنتقايل واحلكومة االجتماعات الس االا

وصدقا مع توحيد اتمع على املساواة يف الواجب واحلق، ال تشقق الشعب إىل عامة ومتعلمني كما كانت سنة املستعمر السيئة تباعد بني املثقفني مبدارسهم وأحيائهم وأنديتهم

صرار قوى اليسار يف التجمع النقايب إ ، رغموبني الشعب بثقافته التقليدية وبيئته املتخلفةص دوائر للقوى احلديثة تقارب أن تتناصف يف املقاعد مع الدوائر اجلغرافية، ختصااعلى

من أبواب النقابات دخلفت ختشى أن يكتسحها املد التقليدي لألحزاب يف الدوائر اجلغرافية .والقطاعات واملهن

نتقاليةعتمدت احلكومة االاع، سالمية والتجمبني اجلبهة اإل إزاء املوقفني املتباينني عتماد دوائر للخرجني ال تزيد ا نتخابات السابقة يف السودان،القانون الذي سارت عليه اال

من مجلة مقاعد الربملان، يترشح هلا من حاز على شهادة خترج من جامعة % 15عن نسبة أو معهد عايل، وحق التصويت فيها ملن حازوا على ذات املؤهل فقط، معتمدين يف القانون

قليم بضع إنتقايل عن النظام املباد، جيعل لكل خلمسة الذي ورثه الدستور االنظام األقاليم ا .قليم وعدد سكانهمرشحني يزيدون وينقصون وفقا لسعة اإل

سالمية معرفتها الوثيقة بالقطاع احلديث الذي ستدعت املكاتب الفنية يف احلركة اإلا ولت وترعرعت فيهد، وظلت تتقدم فيه بأكثر مما يحزاب خصومها يف األ بحس

ب املناطق وتوزيع سايف املعلومات وح رصيدها من ستفادةاال يف آليتها عملتأ، و30األخرى كسبها أن التصويت عشية تقريبا واطمأنت نتخابات،اال والئحة القانون املقترعني وفقا لنص

،اخلرجيني بدأ سجال الطعون يف ذروته فيما خيص دوائرإذ ويف تلك الدوائر، حامسا سيكونعادية للجبهة اإلسالمية أا أحكمت عليها احلصار يف القطاع احلديث حزاب املظنت األ

ل خري ملايو، الذي يتحمبالدعاية الكثيفة اليت حاولت أن تثبت على اجلبهة أا السادن األة عدام حممود حممد طه وكل ما يلحق ا ممن سوءات، وأيقنت اجلبهإ وربوزر قوانني سبتما بإعالمها ثبحزاب الطائفية ذات والطائفية، وأن األ اليسار لتحالف قميئة تت صورةأ

والعلمانية الشيوعية رضى تشتري أن تريد ،متفلتة مضطربة القاعدة الدينية على وجه اخلصوص

.)صالية املاركسيةنفاال(وايل احلركة الشعبية وت ئسالمية، كما أا متالاإل القوانني بإلغاءيف عركةامل بسسالمية قد كتضح أن إعالم اجلبهة اإلا ،وبظهور نتائج دوائر اخلرجيني

.القطاع احلديث

سالمية تقوميه عاد املكتب السياسي للجبهة اإلأ ،تخاباتنمع تقارب األيام حنو اال ر اجلبهة فقليم ومنطقة تتوإففي كل خريةالنظر يف املراجعة األ نمعي ،ملوقفه العام يف الساحة

فقد أمعنت النظر يف ذ بسطت مرشحيها يف كل دائرةإعلى عضوية ومعلومات وتفاصيل، ووجها مقبوال يف أشد معاقل ماألوفر حظا يف الفوز، فلم تعدواملرشحني ختتار األنسب

شهدت مناطق النفوذ التقليدي حلزب األمة ،ومع حلول املوسم املرتقب، الطائفية حصانة ،قتراعتواصل حىت صباح اال سالميةحتادي الدميقراطي تدافعا حاميا مع اجلبهة اإلب االواحلز

لتبدأ حركة ال دأ وال ،رات الصوتصوات الدعاية مبكبأحيث صمتت بأحكام القانون بات والشعارات، تنشط فيها وسائط الدعاية املكتوبة اليت حتمل الصور والرموز والكتي ،تنام

8 ^*TEب ا�MEا�� 'EK*�� 'E6ي إ�EIA1دق ا�EB6 ا��E�6ث ا��E�# 1تEH1a5�pا ^E� �IE4 cJj ��.ب اMN 6ارH 12ء� '(

�EE�.ب اMEEN 'EE( h6ENو ^�K*�EEa1ع ا�EERj 6ي أنEEIAح ا���EB( ،VIHMEEN 'EEP7 ����EE�ا �EIJKا� �EER� OEE&� 1رواEkأ1If�71 وI��RH �����ا �IJK1وي ا��*.

وهي بالطبع معركة مل يهدأ أوارها بعد . الصالة والدعاءوصحف اليومية تناصرها ال .)الثالثة الدميقراطية(ـب فعري ملا احلزيب ديالتعد احلكم سقوط حىت صلات وإمنا ،نتخاباتاال

خاصة يف مناطق ،ففي دارفور حيث يسود حزب األمة تقليديا يف أغلب الدوائر سالمية أا نتعشت آمال اجلبهة اإلاا، يل أنصار الثورة املهدية تارخيحيث معاق ،القبائل العربية

غالب للحركة زها حنو ذلك الرجاء وجودرمبا تلحق هزمية صاعقة حبزب األمة، حيفسالمية يف متد منذ ميالد احلركة اإلاليم، اقسالمية يف أوساط املتعلمني من أبناء األاإلزدهر يف عقدي الستني والسبعني حىت كأن مل يفلت من او مث اتصل ،ربعينات القرن املاضيأ

تأثريه أحد، وقد محلت التقارير املتواردة من األقاليم بشركبرية، فكانت ندوات اجلبهة ياتكثر حضورا واألشد محاسا واألعلى سالمية رغم حماوالت التعدي والتشويش، هي األاإل

األوىل نشاطا قبل نشاط املركز ية يف دارفور هسالميأن اجلبهة اإل الذكر صوتا، وقد سلف .يف اخلرطوم

حيث املناطق التقليدية لطائفة ،حدث يف دارفور شهدته كردفان والشمالية مما قريببناء والبنات من بيوت الطائفية إىل أطر حتادي الدميقراطي، خيرج األونفوذ اال ،اخلتمية

مما يضاعف الغيظ على الوافد ،ناوئني لذوي قرباهمسني لرباجمها ومسالمية متحماحلركة اإل .اجلديد ويزيد احلنق

من وقبل ساعات ،م1968حرة يف السودان منذ العام نتخاباتاعشية ختام أول اجلبهة كادر حبضور سالميةاإل للجبهة السياسي املكتب جتمعا صوات،األ فرز عمليةبدء

،سالميةبرئاسة أمني عام اجلبهة اإل )ألوان(و )الراية( يتفيني جبريداما الصحسي ال ،عالمياإلأي تشكيل ،نتخاباتل قضية تلي إعالن نتائج االللتداول حول أو ،الدكتور حسن الترايب

وقد ترسم معامل التحالفات ،ح األرقام أوزان األحزاباحلكومة اجلديدة، حيث ستوض .قبلةامل

سالم حنو سالمية القومية حبركة اإلت جتربة اجلبهة اإلمتداالنتائج فقد تكن مهما نهأ إال كافة ضد حزاباأل له تداعت الذي التحالف وأن سطحه، على ظاهرة وانتشرت ،اتمع جذور

لتحالفات مةمقد يكون وقد سالميةإلا اجلبهة قوة على دليل وجربة الصحافة دائرة يف العام األمني

حتماالتاأما .ضعافهاإخصومها يبتغون حتشدابهة كلما قوة اجل زادت فكلما ضدها، متصلة

كسبا تكسب قد سالميةاإل اجلبهة أن العام األمني أبان فقد خسارا أو سالميةاإل اجلبهة كسب

عندئذ ،حمدودة صد دوائرحتوقد يلئبفارق ض الدوائر معظم ختسر وقد ،دارفور يف كبريا

يف أن نعتدل ط يف الفوز عندئذ ينبغيتوستوقد ،ياسالميا قويا عالإسيستمر خطاب اجلبهة وتوطئة الصوت خفض من فالبد ،األحزاب بقية على متقدما موقعا بلغنا ذاإ أما اخلطاب،

.دميقراطية رشيدة ملمارسة اتنقيتهو السياسية الساحة مع لتحالفات املناخ ومتهيد كنافاأل

سالمية وقاعدا م لقيادة اجلبهة اإل1986نتخابات العامة للعام محلت نتائج اال ر أا صوت مبا يبش ت مقاعد اخلرجينيحسكتاوالغضب، فقد ىمشاعر مزدوجة من الرض

ت حنوا من عشرين دائرة بساملستقبل وأن القطاع احلديث سيكون مع اإلسالم، وكي الكبري سيسية رصيد احلزب التقليدأجغرافية، وقارب جمموع كسبها يف اجلمعية الت

سالمية على حدى وستني دائرة، وحصلت اجلبهة اإلإبالذي حاز طياحتادي الدميقراالبالدوائر فعروبلغت حدة منافستها له يف أشد معاقله قوة فيما ي، ومخسني دائرة ىحدإ

هلا تكما أن احلملة عليها من خصومها قد جلب. ىل نسبة نصف أصوات املقترعنيإاملغلقة هم حصارها ستفزاقاليم، حزاب التقليدية يف األمن األ ، فانعطف حنوها رموزبعض التعاطف

.سالموقد خاطبت فيهم فطرة اإل ،ومصابرا على دعوا

ون للحملة عليها، وفتحوا لتلك األحزاب حيموا ويتصدنينربى بعض املوالاكما أ معهم ا طاقات أعضائها، تعبأت يف صفهوكما تعب. بيوم جيريون وفودها من غائلة قومهم

إال أن ما شاب احلملة السياسية . أهل بيوم من البنني والبنات وحىت الصغار واألقاربف وقعا بالغا يف نفوس أعضاء مادي ومعنوي قد خل نتخابات من عنفمسرية عام حنو اال

ما حرية التعبري سي ال هتزت ثقتهم يف صور املمارسة الدميقراطيةااجلبهة اإلسالمية، كما موال مم ودخول األذما شهدوا من حماوالت التزوير وشراء ال خاصةتخابات، نونزاهة اال

سالمية من أن بعضه الكثري عالم اجلبهة اإلإيؤكده عنصرا حامسا يف بعض الدوائر، وما ظلن أعضاء بعض ال يستهدف إال اإلسالم، مث ما مسعوا م قربنيجاء من األجنبيني األبعدين واأل

سالمية فسادا هو ممارسة تقليدية تقتضيها حزاب التقليدية أن ما يسمونه يف اجلبهة اإلاأل .ممارسة اللعبة الدميقراطية حيثما كانت يف العامل

م كسوا يف اجلولة الكثيفة اليت سالمية القومية تقوبالطبع جلست قيادة اجلبهة اإل صرفت أغلب اننتخابات، وسالمية وإىل االس اجلبهة اإلنتقايل منذ تأسيشهدها العام اال

ما خسارة األمني العام سي متصاص الصدمة األوىل الانتخابات، فبعد ىل نتائج االإالقراءة ستقطاب واملواجهة، كذلك خسارة دائريت أمدرمان القدمية لدائرته يف ظرف مثل ذروة اال

سالمية نواة العمل األوىل يف حلركة اإلوحيث غرست ا ،للوعي احلضري لثق حيث مركز وكسب ،عدا دائرتني مث خسارة دوائر دارفور ما. 31نادي أمدرمان الثقايف منذ اخلمسينات

ع اجلهد عرب كل ولئن توز ،ودعوة نتخابات موسم خطابفقد كانت اال ،دوائر اخلرجنيسالمية فادت اجلبهة اإلستاب للفوز بدوائر حمدودة، فقد دوائر السودان ومل يتركز ويتصو

اجلبهة أن األهم احلقيقة لكن. دراك حجمها وعدها، بالغ دعوا وانتصاب قدواإعدا

يف تبار ،قريب ومع منافس أعلى قريب القوة الثالثة يف الساحة بال منافس أدىن هي سالميةاإل .على كل كيان جامد ة فالزمن حربسالميجيري لصاحل اجلبهة اإل

لنظر والتقومي أن العامل احمللي قد يكون عنصرا حامسا يف بعض الدوائر وال أوضح ا سالمية بدائرتني يف بادية خترقت اجلبهة اإلايكفي فقط فكر احلزب أو طرحه ومواقفه، فقد

أمدرمان الشمايل، بسبب من عزة املرشحني يف قومهم، واستفادت ريف يف ودائرة ،الكبابيشأصوام فكسبت دائرة يف جنوب كردفان، دالواحد وتبدمن تنافس مرشحي احلزب

ية على سالمختيار املرشحني وألثر خطاب اجلبهة اإلاوحصدت دوائر دنقال الثالثة حلسن . فوصلوا به أهلهم يف السودان ،صلهمتت على أن صوقد حر فئة املهاجرين واملغتربني

حتاديني هي مناطق نفوذ تليدة لالي وحبري، ورسالمية كذلك دائريت بوكسبت اجلبهة اإل

�V �(1ط ا���آ� ا�1aص وا�&1م �1C7 tP2# Zو*OC �^ 1�1954دي أ�6ر�1ن ا�+12)' #"��Y 17م 9&� O�( cB#وا

�f�&1ل إ�' ا�Aا� Q�H 1ء�N5, . أN 16*6هK#و �أ�� ا���آ c1 آIل إ��i '5ا� �ا���آ h�Gو t�1x QPd ^`و� .IJG� ا��A+1ق، QPd #�#1د هTا ا�65CAى ا�Tي c`4 ��آMا ��4&1ع ا�F`�ي وا�+12)' ا�V&* �PR آc ا���دان

ة ما حنو قضايا عزال سي ،ينسالمية يبلغ مداه مع الناخب احلضري املدإلألن خطاب اجلبهة ا .نتقايلاليت كانت تقلق العاصمة إبان العام اال ،الوطن وأمنه ودفاعه

ما ييهم أت فقفت أا وحني ظنسالمية دوائر ملرشخسرت اجلبهة اإل ،يف املقابل بيضاء من عدم التقدير اجليد للعامل احمللي، منهم أهل عزة يف قومهم ومثة أياد توفيق، بسبب

نءامنهم أئمة مساجد وحفظة قر ،نافسوا ولكن الطائفية غلبتهم، مناطقهم هلم يفسابقة أو مضى مع فهمه الذي ل عليهم طائفتهبعضهم رموز مشهورة ولكن الناخب احمللي فض

م عددا من املرشحني 1986نتخابات العام اكما شهدت . جانب بني الديين والسياسييكانوا يوما يف صف احلركة اإلسالمية امللتزم مث ختلوا عنه لسنوات، وآخرين لبسوا الشارة

هله ريثما أميتثل لنصائح من مرشحا مستقال منهم من حايد، نتخاباتخرى عشية االاأل .سالمية يف الربملانللجبهة اإل ينضم مبوافقة كافة

سالمية هنالك ترسل البشرى متثلت يف دارفور حالة خاصة، إذ ظلت قيادة اجلبهة اإل نتخابات ة الشورى العامة، ولكن مع تقارب أوان االأيف تقاريرها الدورية للقيادة وهلي

وظهر أن مة،ل خطرا إزاء ثراء خصمها حزب األشكيف األموال قد ي شتكت من نقصاحسمت أصواتا كثرية لصاحله، فاألجيال اجلديدة يف دارفور واليت نضجت أثناء داألموال ق

عن تأثريات مباشرة من الطائفية سوى تاريخ املهدية ستة عشر عاما من حكم مايو، مبعزلنصار وبعض ذكريات حزب األمة يف العقود املاضية، وباملقابل فإن خطاب اجلبهة قد واأل

من تلقاء مث تواىل عليهم نفوذ القدمي ،إليه ألول محلة التأسيس وافمال منها جتاوباوجد .إليه من قريب وااألسرة والعشرية فاحناز

***** حزاب التقليدية ألداء القسم أعضاء يف اجلمعية قاليم من األجاء نواب األ إذن

كة القريبة، إذ نافستهم كتفا سالمية بذكريات املعرين على اجلبهة اإلـأبعسيسية مأالتم فدت فوزهم بكتف حىت يف معاقلهم احلصينة وهدستنقذوه من براثنها، وكان نواب اكأ

ربعة وثالثني معقدا من أنفعاال رغم فوزهم الساحق باألشد احزب األمة من دارفور هم يزيدهم توتر العالقة ،مبا غاظتهم منافسة اجلبهة اإلسالمية ،جمموع املقاعد التسعة والثالثني

نتقايل، وكان أول سالمية الذي بلغ مداه يف العام االيف املركز بني قيادم وقيادة اجلبهة اإلشراك اجلبهة الذي وضعه نواب دارفور على أي حماولة إل)الفيتو(تعبري عن ذلك كله هو

ته، الستصحب اجلميع يف حكومالو اإلسالمية يف احلكم ضد رغبة رئيسهم الذي ود ما سيئتالف اليت شهدها نه قليل احلماس حلليفه التقليدي وخصمه اللدود يف كل حكومات االأ

.32حتادي الدميقراطياال ،تاريخ السودان

سالمية منطقا يف اجلبهة اإل ت بعض قياداتربلو ،نتخابات بوقت قليلقبيل اال ستبان جليا أن انتقايل، وقد حاولت أن تكسر به احلصار الذي أحكم عليها يف العام اال

هالتحالف مم السودانمثل ب د ومركخاصة يف بلد معق ،ديةيف كل جتربة ليربالية تعد.

رت الدعوة وتطو زداد عدوان اليسار شراسةاشتد اخلصام مع حزب األمة وابعد أن ف كان منطق أولئك ،صرع األصوات الناقدة ملإللغاء القوانني اإلسالمية وارتفعت يف التجم

رت يف سالمية حركة قطاع حديث نشأت وتطوالقادة من اجلبهة يقول أن احلركة اإلعضاء يف أالوسط النيلي الشمايل وفيه أغلب عضويتهم وقيادم، وهم أبناء آلباء كانوا

ده غالبهم من أتباع طائفة اخلتمية، وأن السودان إذ تتهد ،حتادي الدميقراطياحلزب االسالمي د القيادات حيتاج إىل عمود فقري حيفظ وجوده العريب اإلدات وتباعخطار بالتمرألا

أن املشكلة ،ملون تطور األزمة مع حزب األمةأيت ،آخرون وزاد .نشطاراال من وحدته وميسكمعه ليست ذات طبيعة حزبية سياسية، ولكنها مشكلة املتعلم مع غري املتعلم، ومشكلة

سالمية يف لقاء خاص مع قترحت اجلبهة اإلاو، راف ومشكلة الغين مع الفقرياألط املركز مع ،وهي تبسط أمامه ذلك املنطق حتادي الدميقراطي وزعيم الطريقة اخلتميةراعي احلزب اال

حتادي الدميقراطي اال يتخابيا حمدودا يفسح دائرة للسيد أمحد املريغين على أن خيلانحتالفا حه عن الدائرة مرشرشدعم كل حزب بأصواته يمينها العام، وأسالمية ح فيها اجلبهة اإلاليت ت

.MN cBNب ا.�� P7' وا6N و��� �2&6ا 10

ريب أن الزعيم الطائفي الذي مل يتجاوب مع ذلك املنطق ومل حيتاج الو .يف الدائرتني اآلخر .33على أي مشاركة للجبهة اإلسالمية يف احلكم )فيتو(أخيه، بادر ووضع بدوره ترشيح إىل

حتادي الدميقراطي، برئاسة تالفية بني حزب األمة واحلزب االتشكلت إذن حكومة ائ ورئاسة جملس رأس الدولة الرمزية للسيد ،جملس الوزراء التنفيذية للسيد الصادق املهديواحد مل تكن تأباه أو ختشاه، زعامة طريق ،أمحد املريغين، وانفسح أمام اجلبهة اإلسالمية

ى ومخسني نائبا يتضح جبالء من تأمل سريم ومسرية بإحد ةياملعارضة يف اجلمعية التأسيسكانت أوىل القضايا للجبهة اإلسالمية القومية . حزم أم حيسنون اللعب يف هذا املضمار

ن الربملان ند هلا أا جتلس يف مقاعدها، وفق سللمعارضة بعد أن تأك ختيار زعيماهي التعدويعهد إليه بالتعبري عن مواقف احلزب املعارض ،ةبه أمام رئيس احلكومدي الذي ينص

يختيار بني بضع حمدود من األمساء، فقد خسر الدكتور علحنصر االا. من القضايا كافةمقعده يف دائرة نياال، وفاز كل من أمحد عبدالرمحن وعثمان خالد مضوي حممد احلاج

السنوسي مبقعد للخرجيني براهيمإوفاز . عثمان يوكذلك عل ،بدوائر جغرافية يف اخلرطوم .ختيار لن يغادرهاأن اال امساء اليت بديف كردفان وهي مجلة األ

نتخابات جملس اعثمان حممد طه احملامي يف يعل األستاذ فاز ،إبان حكم النمريي الشعب الثاين يف دائرة اخلرطوم األوىل اليت تضم اجلامعات ويسكنها كبار املوظفني ورجال

ر يف اضحا أنه حيظى بتقدير كبري يف هذا الوسط، وهو األمر الذي تكرو ااألعمال وبدورغم أن . ئد جملس الشعباثره منصب رإنتخابات جملس الشعب الثالث ونال على ا

السجون يف ل به مقامات ه الرمسي قاضيا مث حماميا ومل تطمليواىل ع عثمان ظل ياألستاذ علرز وجوه الصف الثاين لكنه سرعان ما أصبح األصغر يف ه أبنفقد كان حبكم س عهد مايو

كرب وجوه الصف األول أبني ةحنصرت املنافسا .ختيار لزعيم املعارضةويف اال الصف األولعثمان حممد طه، والذي ميثل يوأصغرهم األستاذ عل ،ستاذ أمحد عبدالرمحن حممداأل ،سنا

11 EE1دي ا�E�#p1دة اEE�j QE251ت ا�EH1a5�pا q�1EE5� ر�EId 6E&H p1 أEEj1F#ا ا�E&jوو ����EE�ا �EIJK1دة ا�E�j�2ا9' وA*6

��bا V�# p ���`N '( ^�HM1رك أ*1 �^ ا��)* . 1ديE�#pا ^E7و 'EHا��5ا ^E�N 6آ�5رEا� ����E�ا �IJK7^ ا� 6�Eأن ا�� ����E�ا �EIJK1دة ا�E�j �EPHأ �E�.ب اMEN Y�Eر� ^E`6*^، و�EH1&ا� ^E*ز U*�)ا�&1م ا� OC�2ا9' أ��A*6ا�

6A1ق��F#pا Z�j�# 'P7 6آ1ن 14ه Oا� Vx، ر�����ا �IJK1رك ا�)# �p"H VI5ا�54ط �(1رآ 'Cx��A1ن ا�A+7.

ختياره زعيما للمعارضة استقبل، وبكذلك واسطة بني جيلني يف احلركة ويرمز أكثر للمت تطرح نفسها وفق واليت ظل ةاحنسم تقريبا موضوع خالفة الترايب يف احلركة اإلسالمي

رؤية ترى أن األوفق أن يهيما أ شخص، أو يختار يف تلك املرحلة ويله من ث تاحأن يربو مم من سائر جيل القيادة املن يأخذ منه وأو ،رايب ومتام طاقتهيف ظل عطاء التخضرم جتار

.أو تصرفهم صروف احلياة ،م م العمرقبل أن يتقد ،وخربام

عثمان لزعامة املعارضة يختيار علافإن ،سالمية وقاعدااجلبهة اإل قيادة لغالب بالنسبة سالمية احلركة اإلما عضوية سي سالمية القا، وبالنسبة آلخرين يف اجلبهة اإلجاء مناسبا موف

ار قد جاء يختألنه حسم موضوع الزعامة املقبلة للحركة، ورغم أن اال ،ختيار مريحافهو املكتب السياسي ملثل هذه املوضوعات وحبضور نواب اجلبهة يف املعهودة ةالشوري جراءاتباإلجتماع ه من االرغم غياب ،)الترايب(فإن رموزا من اجليل القدمي رأت أن سيسية،أالت اجلمعية يف للمنصب عتتطل كانت اليت تلك خاصة عثمان يعل لصاحل املوضوع حسمت شاراتإ أرسل قدح الفائز بزعامة املعارضة أن حسم ستشعر غالب أبناء جيل املرشا كذلك .سالب بأثر هامس إذ

إال ملا عهدوا منه من مواقف سابقة، يناسبه وال يناسب احلركةزعامة احلركة لصاحله ال يدا عن مواقع التأثري يف احلركةبع ن كثريا منهم ظلأوإذ ،أبدا عن مواقفهم علنا روايعب مل أم

.هم بالشيوع فضال عن التجاوب والقبولؤمل حتظ آرا

عثمان لزعامة املعارضة كانت له تعقيدات على صعيد بعيد يختيار األستاذ علالكن الذي يفترض وفقا ألعراف النظام ،لسيد الصادق املهديآخر، هو موقف رئيس الوزراء ا

. ال معا التوازن املطلوب لقيادة البالدكشن يأو ،تصاالته مع زعيم املعارضةاالربملاين أن يوايل ن أخاصة يف صف احلركة اإلسالمية تعترب ،كثرية داخل اجلبهة زومغا وفيما كانت تدور معان

.دكايدة من الغة الداللة، مل ير السيد الصادق املهدي فيها إال معثمان خطوة ب يختيار علاحسن الترايب تريد أن تستصغتصاالته مع رموز اجليل القدميا يف املقابل يوايل ه، وظللقابر من ي،

وحتديدا عثمان خالد وأمحد ،غتراب واجلبهة الوطنيةها يف رحلة االفخاصة الوجوه اليت ألكلما احتاج ملن وذلك ،قارب عقدين من الزمانعثمان مبا ي يران علاللذان يكب ،عبدالرمحن

سالميةه باجلبهة اإلليص .

ت العالقة بني طريف املعادلة، ختلا ،ب عليه من موقفمن ذلك الشعور وما ترت بأسباب ثرا أضاف أي وال ريب أن موقف السيد املهد. ةفلم يلتق زعيم املعارضة ورئيس الوزراء البت

سالمية سالبا آخر على مجلة املسار الدميقراطي يف البالد وعلى مستقبل العالقة بني اجلبهة اإل .وحزب األمة، إذ أدى علي عثمان دورا رئيسا فيها*****

فهي رغم دستورها الذي ،سالميةأجهزة اجلبهة اإل لغالب فراغا نتخايباال املوسم ختام مثل

املوجب عملها إىل فورا بصنلت تهيأت مل احلياة، يف ودوره املؤمن وظائف لكل شامال حزبا يصفها

الطاقات السياسية احلملة ستوعبتا فقد للمعارضة، ةلم ال جتماعياال للتغيري وقدوة مدافعة ال دعوة

ورفع احلساب وإحصاء املعلومات رصد حنو احلركة مث ،وجمادلة وخماطبة مواجهة فاضت اليت رغم وجود أمانة للفكر والدعوة ضمن ،امج الفكري التربوينبسط فصول الربتوإذ مل . التقرير

مألوف إىل كثريون صرفان وإذ ،قليميةاإل األجهزة يف هلا فروع القيادية ووجود األمانات منظومة

مداوالت احلكم تأبد إذ ،دتجتد أن واملواجهة السياسة مواسم تلبث مل ،اخلاصة وواجباا حيام

:تعقيدا تزداد بدأت أوضاع ظل يف 34القليلة اليسارية واملعارضة الغالبة سالميةاإل واملعارضة احلزيب تصاعدت قوة مترد احلركة الشعبية لتحرير السودان يف اجلنوب، وظهر مدد ،أوال •

تنامى يف ي ولكن ،ليس من عناصر اليسار السياسي فحسب واليها يف الشمال،يب الرتوح يف أطراف العاصمة اليت بدت موصولة بقيادة احلركة الشعبية جيو

.منذر بتجاوب واليت يتلقى بثها اآلالف ،ذاعتها اليوميةإوشعاراا وبراجمها وشة اليت بدأت منذ طراف املهمدت بوجه أشد قوة وسفورا توجهات األجتد ،ثانيا •

حتاد جبال النوبة، فقد دفع ارفور واة دوسوين وجبهة ض ةالبج ستقالل يف مؤمتراالليب عباس يب فوكسب األ ،سيسيةأنواب إىل اجلمعية الت يةبنحو مثان ةمؤمتر البج

فته ألا ما زاوجمت ،ف خبطابه السياسيغبوش دائرة مبنطقة احلاج يوسف، وقد تطرداخل دارفور ابول نمث تكت، األذن الوسطى والشمالية حىت من احلركة الشعبية

حزب األمة ينيف ظاهرة جديدة مل تألفها أروقة الطائفية ،قون مواقفهمس.

12 62� Vاه��H6 إA�� ^� cب ا�(��7' آM�P� 6*�م ()1زE1رات وا�A&دا��ة ا� ( ^E� _E�1k tE�1��1 و�E7 'EP7 ^*6Eا�M7و .9�H�ق ا�V ا�A&1رf� ا���1ر*�دوا�� ا��CK�1H ^�K*�aب، و#M�Aت 7^ �&1رf� ا�IJK� ا�����

ضطراب اقتصاد البالد بعد امشكالت احلكم املباشر يف إدارة سياسة و ،ثالثا •مث إقرار ،سالمية املوسومة بقوانني سبتمربوانتقال، وقضايا احلدود أو القوانني اإل

.سيسيةأة الرئيسية للجمعية التمهامل ،للبالد دائم دستور

سالمية يف الدفاع عن ز طرح اجلبهة اإلوجتا ،نتقايلمنذ أول املواجهة يف العام االف إىل موقف يربط الدعوة إللغائها مبوقف ،لعدوت رقكوا حمض قوانني ت )سبتمرب(قوانني

ين الذي يريد أن ولكن يهدف إلقرار طرحه العلما ،فكري سياسي ال يستهدف القانونيعد حزب األمة تناصره بن موقف احلزب الشيوعي أخاصة و ،ق باحلياة العامة من الدينمر

ل موضوع القوانني مادة يف الصراع، مل ثوجوه ورموز مشهورة يف الدعوة للعلمانية، وإذ مية حكم صالحها حىت بني الذين يؤمنون بصالحإر يف املقابل أن ختضع للمداولة حنو يتيس

د عيوا إال حنو يستدرك نقصها ويسد جتهاداالشريعة لكل زمان ومكان، ومل تستبدل بالعام الثالث يف مشروع القانون اجلنائي الذي أودعه النائب العام إىل اجلمعية التأسيسية يف

.سالميةوقد آل املنصب إىل أمني عام اجلبهة اإل ،حكومة الوفاق

رتبط بتصرحيات السيد الصادق املهدي املعارضة للقوانني اد أما موقف حزب األمة فق نفساح احلرية اعتقاله بعد تصرحياته، وعند سقوط النمريي ومث مبادرة النمريي ال ور إعالاف

ا يف خطابه وبرناجمه السياسي، فهو ال يمها رئيس ةثار املايوياآلللسيد الصادق جعل كنس يؤسسالمي هكذا مل ينفتح الصف اإل. ا ملا كانت تفعل مايوباينا منسوبس ملوقف إال م-

،والصادق املهدي الداعي إىل ج الصحوة ،سالمية رافعة لواء الشريعةالذي يضم اجلبهة اإلمل ينفتح هذا الصف كما كان ينبغي عليه ألي حوار سالميةع للجمهورية اإلواملريغين املتطل

صول الشريعة السلطانية يف أاوز قانون العقوبات إىل حول التقدم بتلك القوانني اليت ال جت العالقة املعقدة بني حول تداوال فكريا موضوعيا أو ،مجاعالعدل والشورى واحلرية واإل

.سالمواإل املختلفة العلمانيةأطروحات

فقد وقف من ،س مثل األمة على قاعدة والء دييناملؤس ،أما احلزب الثاين التقليدي ط عليه دعاية اجلبهة رفضها الصريح الذي قد يسل يرتلتني، فقد خشاملنني يف املرتلة بني القوا

سالمية، كما أن تأييد القوانني سيجلب عليه غضب سالمية ويثري عليه غضب قاعدته اإلاإل .ئتالفه املاثل يف احلكماد هدوي ،ع احلزيب النقايبيف التجم هحلفائ

املستمرة، دارت حوارات يف اجلامعات ويف ةاحلزبية املتصاعد افعة السياسيةددون امل شتراكي حزاب اليسار االأبعض املنتديات اخلاصة حول العلمانية واإلسالم، فقد عادت

السياسية، مث فلسفتها يف قراءة التاريخ اليت عن القومي سافرة بطرحها الذي يفصل الدين تري أن عضتها يف أصوهلا از ا وبذورسالم إال وما اإل ،زها أمة يف التاريخلقومية اليت متي

ل نشاطها يف السودان وتقبل أصول زاوحزاب تعادت هذه األ. من مكوناا احلضاريةتراكية أصال يف توزيع شدي، ولكنها تعتمد االاللعبة الدميقراطية يف اإلطار احلزيب التعد

س عليها اإلطار الليربايل رية الفردية اليت يتأسية مطلقة فوق احلوالثروة، تعطي اتمع أول . واقتصاده احلر

صول سالمية يف استلهام األرين من احلركة اإلحاواجتهدت فئة امل ،الدعوة القومية إزاء من الفكر قليل التوحيدية اليت تقوم عليها احلياة اخلاصة والعامة للمجتمع املسلم، وبعض زاد

سالمية يف مصر منذ ت احلركة اإلبتك ما: طروحاتلذي يتناول هذه األا ،سالمي املعاصراإلفكار يف تبيان األ نيببن اسهم به املودودي ومالك أوما ،)سالمالقومية واإل(حممد الغزايل

رست من د مث ما، سالميفكار القاتلة اليت تالزم مسرية التاريخ اإلفكار امليتة واألاحلية واأل شأن أطروحات ،والبحث عن أرضية مشتركة كتب الفكر املاركسيكتب الفكر القومي و

اجلريدة ) الراية(طريقا إىل صفحات احلوار ذلك وجد .زريق طنيوقسطن الدولة سيف عصمت ،رسالة ثقافية يومية كذلك سالمية ولكنهاالرمسية للحزب، اليت تعرب عن مواقف اجلبهة اإل

قبل -بالطبع-وقد جرت تلك احلوارات . أغنت اجلبهة عن عمل فكري وثقايف كثريعانت ألكنها سالمي يف الوطن العريب إبان عقد التسعينات، وتأسيس منابر احلوار القومي اإل

واقع يف القومي الفكر أو ،سالمياإل احلكم ةوفلسف الطريق أصول سملت على السودان يف

قواعد احلركة مران على كذلك أعان حلوارا ولكن .الثقافات دتعدامل عراقاأل بكرامل السودانة نسانيسالم واإلما ناشئة الشباب والطالب على قبول اآلخر وفق أصول اإلسي ة السالمياإل

يومها غريبا يف مناخ العنف الذي اعترى عالقات اساق بد، وهو مسىنوالوطن وجمادلته باحل

ر له أن يتصل عندما تركت دقمل ي مناخ وهوالسياسية، امنافسا دحا يف وحاصرها حزاباأل .هالبق من ىتؤت أال اتمع غورث لتحرس الدعوة منابر نقاذاإل فجر بزوغ مع ةسالمياإل احلركة

ول، فقامت إىل تسعت إصدارات اجلبهة اإلسالمية ومنابرها الصحفية بعد العام األا جانب اجلريدة اليومية جمالت تصدأو ،شهريا رخرى تصدأ رعت يف تغطية سبوعيا، وتوس

.ثغرات الفكر واحلوار والثقافة اليت طغت عليها السياسة يف جتربة اجلبهة اإلسالمية

مسارح الدراما و احتادات الكتاب ستعادت قوى اليسار منابرها التقليدية يفا ،باملقابل ما وعود التفاؤل حنسرت شيئااو رض الفنون وفرق الغناء واملوسيقىومنابر األدب ومع

فقد شهدت . سالمية ستسود اآلداب وتزحف حنو الفنون حثيثاالسالفة أن احلركة اإلأميا ندوة سياسية من غري وجوه تفتقدها سيسها أصوات شعرية الأمحاسة اجلبهة وت

تت سالمية، فيما سكبل من قادم أعضاء اجلبهة اإل ني املعهودة يف هذا االيسالماإلمث تالشت يف يف عهد املساملة ياألصوات الواعدة اليت كانت ظاهرة يف مدافعة نظام النمري

هلا يف آخر العهد املايوي مع ةواحدة بدأت الدعو منظمة إال من سالميةيام اجلبهة اإلأم، ولكنها استقامت 1983باحة الذي قدمته حماضرة حوار الدين والفن يف العام إعالن اإلاحلركة اإلسالمية دم، إذ بلغ م1987من أول تأسيسها يف العام الثاين للعهد احلزيب ناضجة

وشكل خرجيوه العضوية الفنية املبدعة للمنظمة، ،منذ أول السبعني معهد املوسيقى واملسرحتناصرهم طائفة من شباب احلركة ذوي املوهبة واالهتمام يف جماالت الفكر واآلداب

وسط موا عروضهم األوىلوقد ،هم متقدما مبا كسبوا من علم ودراسةؤ، بدأ عطاوالفنون حلان، ستشعر رتابة األابعد توايل العروض أن رهوملبث اجل دهشة احلاضرين، مث ما

ب لزوما من ضعف اهلم بالفنواشتكت التجربة منذ أوهلا من ضعف املدد املادي املترت، كما تسربت الصراعات املستشرية يف . سالميةإلوالغفلة عن تقدير دوره يف وسط احلركة ا

سالمية، فاحنسرت الفرقة األوساط الفنية بداخل من الصراعات النخبوية يف احلركة اإل .يزال املوسيقية واستمر جانب الدراما يتطور حنو احلرفية وما

*****

إلغاء القوانني ر قرار صدالنائب العام أن يور على وزير العدل تعس ،نتقايليف العام اال م، لكنه حاول التعويض عن موقفه 1983 )يلولأ( ربصدرها النمريي يف سبتمأية اليت احلد

رضالذي مل ي ىتأوالذي ،ع النقايب واحلزيبالتجم د طويل، حاول به للوزارة بعد تردب يف سرية البنوك اإلنقالتعويض عن ذلك بتكوين جلنة حتقيق تسالمية املتمن قبل ومة ه

سالمية، فقد رفع عنها النمريي الضرائب اليسار بأا أكلت مال الشعب لتمويل احلركة اإلصابت جناحا أدعما منه للتجربة الوليدة اليت بدأت بسعي وجهود األمري السعودي، فلما

نتقايل مل إال أن جلنة الوزير اال، زيب والسياسي الذي حتدثنا عنهأثارت الغرية واحلسد احلتص35السعي كله عبثيابدا و ،وعادت بال إدانة للمصارف اإلسالمية ،جناحا ب.

نساين هت إىل منظمات العمل اإلفقد توج ،ئتالفيةأما عهد احلكومة احلزبية اال ي، فأصدر وزير العدل والنائب العام من حزب األمة قرارا مينع وعغاثي والدواإل يواخلري

عضاء من مثان دول أوالذي يضم ،أمناء منظمة الدعوة اإلسالميةجتماع السنوي لس االلتزام األسس اومع حرص قيادة املنظمة على . جاءوا للخرطوم وفوجئوا بقرار املنع عربية

فريقيا وبعض دول أوالذي امتد شبكة واسعة كثيفة يف ،نسايناملهنية يف عملهم اخلريي واإلآسيا، بدت حة احلكم احلزيب بأن اجملنظمة مل جتدة د رخصة عملها حمضجسياسيةح،

تريد أن تأها عريسالميون وتسسها اإلأاملؤسسات اليت يفصوفيما توالت ضغوط . هلم عاذراخلرطوم يف ضيوف اخلارج، وتظاهر السودانيون من أعضاء املنظمة أمام قاعة الصداقة

وقوة مسعةرارها وكسبت املنظمة ومة عن قتراجعت احلك ،فتتاحعت جلسة االنحيث م. *****

،سالمية اخلارجية وهي ختطو حنو عقد مؤمترها العام الثاينتسعت عالقات اجلبهة اإلا سالمي إ رها حضورفقد شهد مؤمت. حتدام واملدافعةوهدأ خطاا قليال بعد عامني من اال

13 '<AE� VEk ،�E�CIA1ت ا�EH12Cا� '�E4�� ^E� �E��125�pا �E��`ا�� c�`E)# 6E&H ة�E5F� 1��1�tBC� cd وز*� ا�&6ل

���E�ا �EIJKة ا�pا�EAH VI�5E* cEdو ،�JA5JE� ^ا���Ej إ��1ء O�(�H ZAK5ا� "G1( يT6ا�&91' ا�J7 �A7 ا.�15ذ� ،j� إ����1E� و�E�CI� �ZEE أ�1EE7 ^�Eم ا�EIJK� ا����E� �TEEC أ*1Eم درا�O5EE ا���1E2ن EE&�1KH� وا���E أ�6EES 'EP7 uEE2( OEا

cEB�( vECH 'E( ^*�A+5E�A1ر ا�Jإ�' #"آ�6 أن آ QI5ا�&1م )62 ا� t�1C1 �^ د*�ان ا�IP`4 '5ا� �CKP�9م، أ�1 ا��aا�^�*6�P25ا� ^�HMر��ز ا�� ^� V' ه���ا.

حزاب والسفراء األجانب، دة األعداد من قاأسالم العاملية ومنظماته، وز من حركات اإلمتميكما شهد املؤمتر حضور اجلبهة اإل وفودعبها خارج السودان، فقد سالمية ممثلني لش

نبسطت فروعها اخلارجية وتأسست يف دول اخلليج خاصة العربية السعودية ودولة امية سالن من احلركة يف عمل منظمة الدعوة اإلووعب اخلرجيستااإلمارات، مث يف مصر إذ

ىدرفهم األ، والدراسة تستفيد من خربم منذ عهد الطلب ،فريقيةغاثية األووكالتها اإلومن ،سالمية السودانيةقدم للحركة اإلمث من بريطانيا حيث الوجود األ. بشعاب الكنانة

وسع منذ تزايد أعداد املبعوثني باملنح اليت هيأا احلركة الواليات األمريكية حيث الوجود األ .وشرقها أوربا غرب دول لغالب كثرأ أو الممث اجلبهة تعدم مل كما .الشابة عناصرها من فوةلص

تاحت فسحة احلرية يف الفترة احلزبية لكثري من قادة أفيما وراء جلسات املؤمتر، سوا من تقدم جتربة اجلبهة اإلسالمية القومية، احلركة اإلسالمية أن يزوروا السودان ويتحس

د دعوا لفكرة التنسيق وتالقح التجارب وتبادل اخلربات على ت للحركة أن جتدتاحأكما فغانستان وحركات أبت حركات باكستان وسالمية، وفيما رححنو منظم بني احلركات اإل

الفكرة كأا حبث لزعامة عاملية ألمني عام روصخوان املسلمني تفريقية، كتبت جمالت اإلأم يف إطار 1992ىل العام إل الفكرة ، مما عط36الدكتور حسن الترايب سالميةاجلبهة اإل

.وسعسالمي األاملؤمتر الشعيب العريب واإل

سالمية العاملية، فتتابعت لكن مهما اشتدت الدعاية فقد نشطت عالقات اجلبهة اإل م زار وفد من تنظيكما . وأفريقياروبا أوزيارات الوفود اإلسالمية من حركات آسيا و

، الشعب السوداين باحلكم اجلديد ئنتخابات ليهنخوان املسلمني يف مصر اخلرطوم بعد االاإل. س الدولة السيد أمحد املريغينأحزاب ورئيس جملس رسالمية وسائر األلتقى باجلبهة اإلاو

ال، سالمية العامليةسالمية باملنظمات اإلهة اإلسالمية عالقات احلركة اإلبدت اجلوجد ما سيمة قاوكما توثقت بشكل خاص العالقات مع احلركات امل. والطالبيةمنها الشبابية

ريتريا وأثيوبيا وتشاد، وكلها عالقات قدمية إواجلهادية يف فلسطني وأفغانستان والصومال و

.1986) #(�*^ ا.ول(أآPK� - �H�5� ا�ZA5KA ا�`�*�5� 14

مهال أو تقاعس السياسة الرمسية اليت حترص على عالقاا إسالمية يف ظل رعتها احلركة اإلوظلت العالقة مع هذه احلركات ، ثر من محاسها لدعم حركات التحررالدبلوماسية أك

وظيفة يف أطر احلركة اخلاصة إال ما حتتاجه أحيانا احلركات من دعم علين سياسي أو .سالمية القوميةدبلوماسي فإنه يتم يف أطر اجلبهة اإل

تتقدم بعالقاا نأقتراا املتصل من قضية احلكم والدولة االبد للجبهة اإلسالمية يف فريقية، ويف آسيا ويف القارة األ ،اخلارجية الرمسية مع دول اجلوار واإلقليم يف املنطقة العربية

مث ال بد من وصل حبال ، ستعماريارث إستكبار أو احيث األمم الكربى الناهضة بغري سالمية اإلوحيث عاش ودرس قادة احلركة ،با سيدة العامل القدميواحلوار والعالقة مع أور

حتاد السوفييت ون العامل، واالؤمة يومها بشمريكية املتحكومع الواليات املتحدة األ ،السودانيةموقعه يخليات التحويل قبل أن يشرشتراكية، وقد بدأت فيه نذر التغيري وبومنظومته اال

. قوة عظمى أخرى تعادل وتوازن كفة العامل

مية مصر بدعوة من جامعة األزهر، ولكنه انفتح سالزار األمني العام للجبهة اإل احلاكم ويلتقي باملثقفني والطالب، ولكن الوطين خوان املسلمني واحلزببالزيارة ليزور اإل

فرفضت أن ،من مصر الرمسية إجيايبوقف مسالمية من اجلبهة اإل هالكسب األكرب ما استفادتومل تعترب دعوة السيد الصادق املهدي ، )منريي(حزاب املطالبة بتسليم تنضم إىل جوقة األ

سالمية يف ظل املوقف املعتدل للجبهة اإل، فألولويةاعندها ب ىبإلغاء التكامل مع مصر حتظتوتر األوضاع بني مصر والقوى السودانية األخرى فسح الطريق أمام أمني عام اجلبهة

السياسي يف احلزب كما خاطب مكتبه ،ليلتقي بالرئيس حسين مبارك ملدى ساعة يف الزمان .وكان وقع الزيارة يف كل مستوياته جيدا طيبا. الوطين احلاكم

داوخاطب حشو ،نتقايلاال مزار القائد اللييب معمر القذايف اخلرطوم عدة مرات يف العا ليبية اع احلزيب والنقايب، كما شهد السودان وفودوأخرى للتجم ،نظمها حزب األمة

تزعم أنه متصل خباليا ،شاط بدأت األوساط الغربية تتحدث عنها بقلقلن راووص ،متصلةكما اشتدت احلرب الليبية التشادية على إقليم أوزو يف عهد الرئيس . اإلرهاب العاملي

من التوتر، ورغم سابقة عالقة يءحسني حربي، وكانت العالقات املصرية الليبية على ش

ذ وجود قادة وعناصر للحركة اإلسالمية السودانية يف اجلبهة اإلسالمية مع النظام اللييب منمعسكرات اجلبهة الوطنية يف ليبيا، واتصال حوارات بني القائد القذايف والدكتور حسن

سالمية جتاه ليبيا اتسم بالتحفظ إزاء دعوة الترايب ذات طابع فكري، فإن موقف اجلبهة اإله أوال، إال أنه وحنو اية العهد لمودان شد السوحت إىل أن يعود ،ىل الوحدةإالقذايف

سالمية ليبيا بصحبة عثمان خالد زار األمني العام للجبهة اإل ،م1989احلزيب يف العام واتصلت حوارات الترايب والقذايف ،مع ليبيا سالمية عالقةأقدم رموز اجلبهة اإل ،مضوي

. ياسية املاثلة يف السودانحول قضايا يف الفكر والتاريخ مث قضايا التحديات الس

م بدعوة من احلزب 1988جتئ زيارة وفد اجلبهة اإلسالمية القومية إىل الصني عام الشيوعي الصيين ملعهما ما اخلارجية، فالصني يف تقومي قيادة اجلبهة ما يف تاريخ عالقا

ي أن تعادل يف سياق أهلا ىرجمركز النهضة املقبلة يف العامل، واليت ي - يومها-سالمية اإلسياسة خارجية لدولة مةرة حالتحر مريكي مسايل األأس عليها الغرب الرالتبعية اليت يؤس

ولكن بدت األقرب إىل اجلبهة . شتراكي الروسي ومنظومته الشيوعيةو الغرب االأ ،وريباألعاملي طاغ سالمي معاصر ضمن نظامإسيس حكم مستقل أو نظام أسالمية وتطلعها لتاإل

وسط وفقا للقسمة سالم، يف بالد تقع يف طرف الشرق األمستكرب يتزايد حذره من اإلشعوبه حلق منحاز يف العامل ولكنه موصول بقضاياهمنطقة الصراع األكرب وهي ،للعامل الغربية

.حراستها على الغرب حيرص أفريقيا حنو بوابة كذلك وهي احملتلة، وأراضيها ةملستضعفا

كبري مثلت فيها اجلبهة خمتلف شعاب سالمية للصني بوفدنت زيارة اجلبهة اإلكا حزابا أمياا بدبلوماسية الشعوب اليت تتواصل وتتصل إرت به عن وعب ،هاوظائفها ومه

شباح الدبلوماسية علم، وراء الصور النمطية أل أعمال ورجال وطالبا وشبابا ونساء ورجالمثرت أو ،د كل أولئكفل الوثم. ة أو الزاهدة عن التفاعل احلي مع الشعوبالرمسية املستنكف

.لمستقبل كما هو معروفلطيبة العالقة مثارا

على حنو ما ظل يفعل مدى عمره يف العمل ،سالميةطاف األمني العام للجبهة اإل دعى ملناسبات اليت يحماضرا أو شاهدا للمؤمترات وا ،على عدة دول يف أوربا مث أمريكا ،العام

سالمية الذي اضطره إىل خفض ته رغم كثافة نشاط اجلبهة اإلهلا هناك، ومل ينقطع عن سنكما زار يف أول العهد احلزيب بعد اية العام . عوامأنسبة املشاركة إىل واحدة يف مدي ثالثة

فرعة فيما ينتقايل اململكة املغربية بدعوة من امللك احلسن الثاين لتقدمي حماضراالقدمية منذ اليف شهر رمضان، وكانت الزيارة مناسبة لتجديد العالقات )ةينسالدروس احل(ـب

حسان زعيم مجاعة العدل واإل )عبدالسالم ياسني( :مثل رموز مع أيام الدراسة يف باريسجوه لتقى بواسالمية احلديثة يف املغرب، كما س احلركة اإلمؤس )عبدالكرمي اخلطيب(و

وغندا واجلزائر يف أطر أمث زار نيجرييا و. )عبد اإلله بن كريان( :أمثال ،احلركة اجلديدةثناء أوتقدم يف ،منها مبحاضرة أو بورقة عمل كلاملؤمترات الدعوية أو الفكرية، وساهم يف

سالمية اخلارجيةطار تطوير صالت اجلبهة اإلإيف ذلك خبطوات. *****

حكومات، سل السيد الصادق املهدي رئيس الوزراء مخشك ،يف مدي ثالث سنوات سالمية يف حكومتني منها ملدة تزيد قليال عن العام، مها حكومة الوفاق شاركت اجلبهة اإل

سالمية، مث حكومة ثنائية بني األمة حتادي الدميقراطي واجلبهة اإلبني أحزاب األمة واالستمر حاميا حول احزاب سالمية وبقية األجلبهة اإلإال أن السجال بني ا. سالميةواجلبهة اإل

ت معارضة اجلبهة رخفاقات إدارة احلكم والسياسة، وقد حاصذات القضايا، إضافة إلضطرها امما ،خفاقاتعالمية حكومات الصادق املهدي بتلك القضايا واإلالربملانية واإل

.ستيعاا يف تلك التجربة القصريةال

وانفتحت ،وطأة احلرب يف اجلنوب شتدتا عندما احلكومة سالميةإلا اجلبهة دخلت فقد السوداين شزرق، وبلغت هزائم اجليوالنيل األ كردفان وجنوب النوبة جبال يف خطرية جبهات

العدوان وتاليف الداخلية لصد الوطنية اجلبهة لتوحيد سالميةاإل اجلبهة دعوة وبرزت ،مفزعا حدات حروط .فصلينكله يف يد احلركة الشعبية فنوب حىت ال يقع توايل سقوط املدن يف اجل

.ألول مرة فكرة الدفاع الشعيب بتسليح قبائل التخوم مع اجلنوب من عدوان احلركة الشعبية

فرباير 20( )مذكرة القوات املسلحة(عقاب أفقد جاء ،سالميةأما خروج اجلبهة اإل مث تبديل السياسة ،عم القوات املسلحةاليت طالبت رئيس الوزراء بد) م1989شباط

قتصادي ستقطاب العون االات إىل عزل السودان عن دأاخلارجية للبالد ألن السياسة الراهنة وقد كان املقصود . تفاق السالماوالعسكري، وأن احلكومة ينبغي أن تسارع حنو توقيع

سالمية هو اجلبهة اإل -كرةيف املذ-ستقطاب الدعم الدويل ابالسياسة اخلارجية العاجزة عن وأن التباطؤ يف ، زير اخلارجية ونائب رئيس الوزراءوأمينها العام الدكتور حسن الترايب و

معا ضد واتاما صومة ألن نوسالمية وحزب األتوقيع السالم يعين مباشرة حتالف اجلبهة اإلادي الدميقراطي من احلكم حتخروج احلزب اال مومن ث ،)قرنق/تفاقية املريغينا(ـما عرف ب

.م1988 )كانون األول(ديسمرب 29ستقالة وزرائه يف اب

اجلبهة بناء تصلا الثالثة، فقد احلزيب العهد جتربة يف احلكم سياسة اضطربت مهما لكن صدرت أ مث .الوالئية مؤمتراا وتوالت جتماعيةواال الثقافية قوافلها ردتفاط الداخلي، سالميةاإل

ل لفكرة املواطنة أساسا صأالذي )ثاق السودانيم(م ورقة 1987 )كانون الثاين(ير يف ينا عام بأسباب ي منصبن تولمسوداين ماأي مرحي السياسة واحلكم، وأال يف جتماعياال للعقد ،عليه قواليتواث السودان املتباينة أهل مواقف مجلة امليثاق ستصحبا فقد .ثقافية أو عرقية أو دينية جضة فارقة يف نمل عالثنه كذلك مأمواقف اجلبهة اإلسالمية، إال عن ربعي أن فقط خيتو ومل

.اللغات كثري ،دياناأل ددتعم ،الثقافات بركم ،عراقاأل دمعق بلد حلكم سالمياإل الطرح

طرحا أفضل م1989 )يرانحز( يونيو انقالب ةعشي القومية سالميةاإل اجلبهة تدب لقد ىل يسار إحزاب التقليدية من ميني األ ميتد ،حتالف حزيب عريض حيكمها اليت الدولة من وتنظيما

فسحا الطريق حنو احلزب ثغرات احلكم املتفاقمة م يف سد حفلمل يوبرغمه احلزب الشيوعي، .والتاريخ الطبيعة يف اهللا سنن وجتري بذلك جرت كما ،الفراغ ءملل واألقرب متاسكا األقوى

ا���� ا�%$�&

��pب���2 ا

مواقفها مع مواقف احلركة تقتطاب ةالقومي ةسالمياإل اجلبهة مرع من األخرية رشهاأل يف به عالقاا صخي وفيما القائم احلزيب النظام مبصري قيتعل فيما) اخلاص املستتر التنظيم( ميةسالاإلة سالميورى باجلبهة اإلة الشأجتمعت هيا .ودانسكم والدولة يف الة احلنيإليه ب ستؤول فيما مث

القوميأة اليت تة واستقرأت الساحة السياسيزم هل اأو هكذا بد- ىنتهإىل امل مت فيها األوضاع، ومةكع إىل احلوى التجماليسار وق ةدعو :ودانبالس ةقاحملد خطارت حول األلوتداو -األمر

قرنق/تفاق املريغينا( رذون( الذي سيجاإل القوانني دممث ،ةسالمي )فرباير 20 يف )يشاجل رةكذم، وأخرجت اجلبهة اإلسالمية من حكومة الوفاق األخرية ةالدميقراطي عهد تقراليت خ )شباط(

.لت الربملانليت عط، ممثلة يف رأس الدولة ارالقص ت وأخريا تدخال ،مع حزب األمة

ار يف ذات املشهد أو قريبا منه تكرورى احلركـة اإل جتماع جملس ش ية ذسـالمي الستضواني ع، فيما رأهي أعضاء ابورى اجلبهة اإلة شوفيمـا .ة إىل أكثر من ثالمثئةسالميذيأخ ة تقارير الواليات اليت حتملة اجلبهة صيغأل يف هيالتداو تفاصيل نشاطالصـة ها وخ

ة سالميورى احلركة اإلودان قاطبة، فإن جملس شسحناء الأويتنادى له األعضاء من ،مواقفهاهو جملس مركزي يشتطر غ ان العاصمة، والمن سك ةته خالصأن تكون عضويرفقـد وصال عسرية وكانت تكانت حركة االإذ و ،دة احلركةقيا بغال لرطوم هي موئكانت اخل، عـايل الكفـاءة اجملسفقد كان ة، لحم ةتبدو كثري الس دوريا أو طارئا معاحلاجة جل

ضرمني الـذين خأجيال امل عوجيم طويل وا مسرية احلركة لعهدبحن صممبهم غال هؤأعضا م مجيعا الذين انتقلوا باحلركة من السريناء، وهالب لزاو التايل الذي لعاصروا التأسيس واجلي

ستراتيجياإل التخطيط ىلإ فوالع أمت وعي على مفه حنو التمكنيوطة احلركة يف البناء خب.

. قرق الطرفتودان على مسة اليت يبدو فيها الإذن اللحظة السياسي جتماعانناقش اال كالهر عن يأما عبسيف اإل أمل ه من أيصالح يمكأن حيمله البناء احلزيب القائم اليـوم ن

تمكة واملعلى الطائفين حبةكم الدميقراطي، وكرئيس يف يري مااله زراء السـيد الصـادق الوعليه ت ا مة اليت أنعخيص السرل الفك دنفستارادة والقرار وقد ه اإلتعوز ياسياس ،املهدي

.لحرأن ي للبالد إال ة وليس من خالصة والتارخيياهللا الطبيعي قدارأ

ودانسال دهشهي مل حنو على النوبة جبال يف وضاعاأل رتدهو ليماقاأل تقارير تلمح ،بالطبع

ة يف تلك قاومع املرالذي ش ةوك يوسف القائد بقيادة ةالشعبي احلركة نشاط تفاقم فقد ،قبل منالشعيب حيث شدين من أبناء قبائل النوبة يف اجليان ت أعدادفرعان ما تضاعوس ،املنطقة

اجلـيش أويت فكأمنـا قبل، من النشاط ذلك مثل فيها دعهي مل منطقة يف وزن ذات ةقو صبحواأ

وأصبح التهديد ةرعلى حني غ املهدي الصادق حكومة تذخوأ بسال حيت حيث من وداينسال الشـعبية احلركة ديد صلتا .ةالشرقي واجلبال ةاوقلو لنجالدو قليكاد ،ربىالك ندامل يف ماثال

،ةات احلركة الشعبيوة وقيريسبني قبائل امل اسمحنو مناطق الت كردفان جنوب يف متداو كذلكوفيمـا . وسةنابوب دجلوامل مريامل وإىل ،أبيي عرب لتبادامل تطافخاال دثاوحو ماتجاهل توتوال

ان العاصمة كس رستشعا ،الشعيب شاجلي دي يف اخلريف كأوراق طاقستت اجلنوب يف دنامل توالتخطرا مل يالمسهم من قبل، إذ تواتاحلوادث امل ت أنباءرتفرذقة ونر االنقالبات العنصة منذ ري علـى تنـام رطوميف اخل بأكملها أحياء تمسأالسالح العشوائي، و نتقايل ومظاهرالعام اال

.ياحل شباب لهايشك اليت ةاألهلي احلراسة دوريات

مت به القيـادة ب الذي تقدلالط رجوه مهة فقد فورى احلركة اإلسالميش جملس أما ة التغـيري دت علمكتاأن قد ، ر الوضع السياسيناسبا إزاء تطوم تراه خاذ ماتا يف تفويضهال

تاوعأوفيما ذهبت هي هدورى اجلبهة اإلة شسالمية بعد استعراضملة األوضاع البائسة ها جـ قت عطوف ،نقاذ البالد عاجال غري آجلإت حنو بوة باخلطر، وصرنذامل ةسوئامل ق القيـادة نب عليه ورى احلركة النظر قليال فيما يترتت شنمعأ، لتفويض والتكليف الثقيل الذي طلبتهبا

.ودانسيف مسرية احلركة وسرية ال كبري التفويض من تغيري

أده من الشورىترجو كانت ت القيادة التفويض الذيكر، م مجيعاهلكن واكاسـتدر :)ينقالب العسكرالا(من فكرة اسخةرال ممواقفهعلى القرار يتأملون

ميالدها، فهي إذن نذصول فقه احلركة مأللوحدة يف وسابقة ،لإلميان صلأاحلرية : أوال • .ؤقتام ولو بالضرورة ةاحلري ضسيقب العسكري نقالبالا، وفرعية قيمة توليس لأو مبدأ

ة العسكري اتنقالبة االضحي كله كانت ويف العامل ،ودانسة يف السالمياحلركة اإل: ثانيا • .قترافهانيا بيضاء من يف سائر الد ما تزال هافصحائ إال أن

يف ةالرئيسـي العـام األمني بطخ ذلك يف مبا هاباطخ كل يف ةسالمياإل احلركة تظل :ثالثا • الأد بينه وبني السياسة، وعابأن اجليش ينبغي أن ي دتؤك ربىالك ةسالمياإل اجلبهة مؤمترات

دفتأما .احملظور رتيادال فردا أو حزبا غامرةامل ع بطاضا عنصرا ولو اجليش خولد يجنالبالد ب

.عمقأ ونظرا راذح يقتضيف ،التمكني حنو احلركة واتطخ ويفي لتزمام عضوا أو ى،الفوض

-:نفسها بقوة ضرة تفدضاامل ججقابل كانت احلويف امل •ولكـن ،ة قيمة واحلضارة قيمـة ر الدميقراطيستكبر املسيطالقوي امل ميف العال: أوال -

ةالقيم األدىن دت القيمةسالما فقد هدإة ت الدميقراطيدلأعلى، وإذا و احلضارة قيمةق طبامل توالصمسالم يف كل العامل إلا حركات هعانيالذي ت داهضطاألعلى، وأن اال

.فورا دتوأس سالماإ بنجت اليت ةالدميقراطي نأ ديؤك راحل بالعامل فعري ما جانب منهلا ريدن وحنن ،ةهلية سادت يف العامل بعد الثورة والعنف واحلرب األالدميقراطي: ثانيا -

بسـياق احلكـم، سياقات اجلهاد موصـولة نءابيضاء، ويف القر أن تسود بثورة .فاملؤمنون ميت بلغوا احلكم أو اقتربوا منه وقع عليهم ابتالء اجلهاد

الـذي واألجـل )ة اجليشركذم(ـودان بسة يف الالدميقراطي هدع قرلقد خ: ثالثا -شطراعلى رئيس الوزراء هو تهكامل نقالب األركان خركذلك ق قساجلـيش م

.العام رئيس الوزراء القائدسة وطاعة باجتناب السيا

وبني جلد رظالن فكاريف األ الذي يدور ومةلجاد كان ،سانالل جلد فـر الواقع يض مفاحلركة اإل، هقنطسالمية اليوم أشد بل ومن الدولـة ،حزاب كافةة من األتنظيما وفاعليغ فـرا لء م ملأن اجليش يتقد شاهدة لتاريخ ا ننت سضوإذا م .زرائها وجيشهاسها ووأبر

ألنه األقوى واألحسن تنظيما نقالبلطة باالالس ،كفإن حاألحزاب يف ال مأودان سثبت عرب ا مـن هسـم حزاب يف جاأل ات والفراغ مبا حتملوجاألدعى للف لأنه األفش بجتار ثثال

لس، ومبا يف بناء كختالف والتشاكالع واجراثيم التناز ـ للمنها من ع نافيـة ة املالطائفيللدميقراطيال ة، فاألحزابسة وداني)فاقد يءالش( الذي ال يملك أعطيه وقد أن يها ءست بناس

على غري احلريورىة والش ةو الدميقراطي .ولكن اليوم امتدلت العصيب املة لتسة األقوىؤس

نودها يف ل، وجقاتالسالم فيما عليها أن تب بطالفقيادا ت، ةودانيحة السسلات املالقو، اذاأدىن درك من هبوط الروح وتدهوذالنات، بسبب تتايل اهلزائم وتوايل اخلر املعنوي.

نسي ربادل مة أواألم حزب، كان نقالب العسكريحزاب مجيعها االاأل قارفتلقد )أيـار (يف مايو ،تنييوعي مرالش م، واحلزب1958 )تشرين الثاين(نوفمرب 17 يف ةيعصامل

م 1976مح يف غـزوة الر سأحتادي الدميقراطي راالمث ، م1971 )متوز( ويوليو 1969ة القـوات قيادفيه م ه القصر وتتحكديردميقراطي ي ودان غرياليوم يف الس كمحة، واحلاملسل

.ستعانة باألجنيبالذي استدعى اخلروج واال ،كم النمرييح شأن سلحةامل

فقد صال ،القريب خرياا يف التأمحزاب مجيعها نظات األحالنمريي م، كوشاروقد ته ،د واح حبزب ودانم السحكأن ي رقالذي ي ،ةفة السالستور اجلبهة الوطنيعلى د بعضهم عوق

حىت يتهيةأ للدميقراطي، إ وميكنن ثذن مم أن تاحل لطعرية وتضقب، مث تطبس.

ـ به، وإذا قبخه ونتعام ،جتمعت يف املمتداة فقد سالميأما احلركة اإل ـ ض لطة ت السمن موجود وافر ك عسكريفإن السند املدين اجلماهريي الالزم لنجاح أي حتر ،نقالبباال

ة ضـوي ة واجلبهة، كما أن غالب مجاهري الشعب مبـا يف ذلـك ع سالميمجاهري احلركة اإل .ل إعالنهك ألود هذا التحركمها ستؤيت حهرحزاب اليت كاأل

كم إلدارة الدولة واحل ة من عناصرودانية السسالميللحركة اإل رما يتواف فإن ،كذلك ق قسبمل يي ط أنأ حلركة حزبية عقائديم الة أقدمت على تسلة أو تقليدينقالب لطة باالس

قتصاد من اال ،جمال أت عشرات الكوادر يف كلأفريقيا، فهي حركة هي يف العامل العريب أو .ادهعالم والسياسة إىل التعليم واإلدارة واجلنون، ومن اإلىل الفإ

بجتماع املكتااألفكار يف من هذه يءش دار حيـث ،ةالسياسي للحركة اإلسالمييتيح نسجام املاة والوقت والعدد احملدود للعضويؤى أن جتد حظا أوفر ستويات ملثل هذه الر

من التداول، بأكثر مما يمكن أن تشهده شورى اجلبهة اإلسالميوري احلركةة أو ش.

أو األصـول أو ة احلامسة دون عناء الفكـر ؤمنون بالقوي ،ماتيونغبرانقالبيون ا رهوفيما ظ

ة وسـريا ديية والعقيكروهلا الفصأة سالميللحركة اإل قألوفاظ آخرون يرون الفلسفة، حتف

إىل اليوم أن تواصل عؤها الدلموب حىت ير اهللا هلا نضوجا وعطاءقد ة أوفر يف نار دميقراطية مشـاكل الدولـة هواجلطة ومسنقالب والقفز على الل باالاملراح قربدال من ح ،هادئةة العام اترياحل بضوق نقالبالا سابقة مث ،املعقدة ةاخلارجي وعالقاا ةالداخلي بأزماا كمواحل

.دضانف موع نفما قد تستدعي من عووأحقاد، ضطراباه من زوما ستفر

تصادماؤى يف ت تلك الرلجتماع املكتب السياسي وبت املغيف امل ىدقفار ة وغـادر جتماع غاضبني، ولكن يبقي املكتب السياسي بغري قرار واال البعضسـتور اجلبهـة فقا لد

ـ ال األمانـة حيث علىأ إىل ح ويرفعهرقتر املضحوي ولافهو يتد ،ة والئحتهاسالمياإل ةتنفيذي وقد ورى،والش حتلم الذين من جهزةاأل تلك اآلراء إىل ذات لونحيم ضـو عيضـو تها وعة ي

ب مبا طلت يالذ ضت القيادة التفويدمجاال، ووجإأهدأ وأكثر واراحل ودار ،املكتب السياسيبشياإل هىورمجاع يف جملس الش حيث تواجد ـ باإلو ،صفوة احلركة بعض ة أمجـاع يف هي

.حيث يسود األقرب إىل واقع الناس وجذور اتمع اجلبهة اإلسالمية شورى*****

آخر يف مستوى، كان هنالك حتضري خمتلف ال يكثر النظر واجلال ولكنه ميضـي ال ديء، ي على شلويمستى األونضبط باألمر والطاعة املة املجهزة اخلاصاسم بق لتزمـ لك ان تم

عن لهك ورالغليظ واملست تحفامل نلالعز حبكم التحدلدى العـاملني فيـه ثي للعمل والباع شالقناعة والر عورىض.

ترشـع ستام، 1981األخري من العام ل العقد الثمانني، وحتديدا حنو الشهرأو منذف ها بسـا اا وحاستراتيجي عراجت تقففط ،نمريينقالب عليها من الر االذن ةسالمياإل احلركة

كان قد أرسل شـواظه ) كانون األول(لكن النمريي يف ديسمرب . نقالب عليهبادرة واالللماف، ما أجهزة حزبه وحكومتهعلى اجلميع ال سيحتاهم االتاال دقشتراكي بالعجز وانتد سامر

ةأهي تعمتاج وعندما ليا باجلنوب،والتعيني يف األجهزة الع لصمن الف ةقتصاد وأكمل جمزراالاأبلغووالبالد ليه أحوالإحة وتداولت فيما آلت ات املسلقيادة القو ـ ،مهالنمريي بآرائ عزم .ص منهمعلى التخل

ـ و النائب األول للـرئيس زحتف اتصلت و ،يومئذ ستقرأت احلركة األحوالا روزي، وإذ النمريي قزلطة وختليص البالد من نسخليل الستالم ال حامد عبداملاجد الفريق ع الدفا

تأخر النائب األول عن التجاوب مع اآلراء اليت دعته للمبادرة وتغيري النظام، مشلته مصـيدة ة سـالمي احلركة اإل كان حساب . النمريي ضمن ما تصيد من أعضاء هيأة قيادة اجليش

يومها أا مل تلكم تستراتها اإلطبعد أشواط خا يف حاجة إىل مرحلة أخرى من ،ةيجيوأة ولـيس ريخرى من احلأ مرحلة، معه أو على وفاق ،بعضا منه تكون كمح طارإ يف عداداإل

.وقشتنفرد ننقالب املاال باشر، ولكن فكرةمن التمكني األمت امل

أة وبـد سالميبالفعل على احلركة اإل بلعندما انق ،النمريي ات أياميخريف أ ،كذلك هيئ امليحاكمات إلعدام قادهات، بذات حج اخلجأغي اليت روج والبعدا األ م ستاذ حممود

حممد طه، راجنقالبت قيادة احلركة أمر االع، ت أن متضي إليهوكاد، ـ ولكـن ي ر اهللا س .1985) نيسان( يلنتفاضة أبراج بخرامل

جهزة صل يف األتاار قد وخمتلفا كما أسلفنا، كان احل املشهد أنقاذ بديف الطريق إىل اإل الشوريبني ال ة وقرأ اجلميع ماة والسياسيأن احلركة اإل ،طورسوسع ة يف إطارها األسالمي-

ـ ول باحلاألمني العام ترت لطة، ولكنسحنو استالم ال مدقتست -ةسالمياجلبهة اإل ورى ار والشمن أجهـزة يأإىل الوم أفراد مل يدخيف احلركة، منه ناعياأبه ليشمل سعوات دىنأ رإىل أطم هزار ،غتراباال راجهم يف مهفيها، بعض لذوالب بسالك أهل من همولكن ،ةسالمياإل اجلبهةنقالبمن االالعام قبل شهرين األمني، وبطس عليه القرار م املنطق الذي انبىنأمامه:-

خرية يف حكوميت الصادق كم مع التجربة األاحل )بروفة(ة سالميكملت احلركة اإلألقد • تأ ييتة العسمول والن بالشة يف حكومة منريي ولكن مل تكمهم باملهدي، بعد جتار

.يف عهد التعددية الثالثة ةسالمياجلبهة اإل اءرزها ورات اليت توالالنا يف الوزصلنا بالزراعة وع والفقر، واتاجل تالبالد إزاء أزما اقتصاد إدارة عن قرب رنابتاخلقد •

واتصلنا بسبل التموين وقدم وزراء طلقاوالصادر والوارد بأوسع مما أتاح لنا النمريي م ، .شكالااجلبهة اإلسالمية حلوال مل

وجتربـة ،ستديرةاملائدة امل رمؤمت نذم مة وخربةتقدطروحات مأيف حرب اجلنوب لدينا •ةكذلك يف الالمركزي.

.سة من قدمية املؤسة والعالقات الشعبيللعالقات الرمسي منا بتهيئةق ،ةاخلارجي العالقات يف •

كانت خةالص ورى األمني العام غري الرمسشـ إة كذلك ي جيابيـ ة إذ م ـ ض ت غالب أن دودمضت الـر لكندميقراطي، و على نظام بنقالة االظات حنو اخلوف من مغبفالتحأن تنفـرط ،هالللبالد ك ددهة غري دميقراطي بل ومودانيسفيه السياسة ال الذي تعمل راإلطا

وحدتها وهي تتاقنمن أطرافها ص.

ة فقد تلقأما األجهزة اخلاصاال رإىل خيا وءجر اللذت ننذنقالب م نتقايلاال العام لأو، مويل املـايوي إىل يف إطار النظام الش العمل من نتقال الكبريها وفقا لالروأعادت تركيب أط

ةعالواقع احلزيب امل سدتعد، يار جهاز األما لويف ظأي القومي الذ ننفاسته مايو، وستت حشبالبالد فيما يالفوضى لكل أجهزة اال هة واإلستخبار الدوليةقليمي، وتطـو رت حركـات

ارطوم وش يف اخلاهلامعتمدت خطابا عفزنصريا مت اجلبهة اإلعا، فيما تصدة وحدها سالميد طابخل .واحلركة الشعبية ون قرنقج، وبتدفع يف امليدان دهاوح ت د ضهد.

خأن اجلبهة اإل ،األمر ةالصة غسالمينت مسؤولة عن أمنها وأمد قادـ ت لهـا يف ظ تصاعد احلملة عليها كما قدابمنا يف الفصل السق، أمنقالبالترتيب ال لا يف ظ ري سـك عال ذيأخسربالطة ح قفقد و ،لماال ست يف قرلب أجهزة احلركة اخلاصة وعقلا اجلهازها أ

.عجلة التاريخ نوط به تسريعالفين امل

تعاوتن واسعة ة بالطبع قاعدةمع األجهزة اخلاص ضومن عامل لتزمةة احلركة املي بثوثـة مـن ق إليهـا من املعلومات يتدف ددر على أكرب متتوف شك يف كل مكان، فهي دون أدىن

ى صـف أفهـي أجرا عليها خذأاملعلومة وال ت روزة اليت ال تيديقعل، من مصادرها الاألسفـ قادة احل غالب حصبأطويل حىت وقت لم ميض، فاهقصدأاملصادر و كـم حتـت سمعا ه

وبهارص بشامل هوغ رباشتد محترإمكشوفة، و ةمعروف كاهامل اتذا كانت الشخصيمة نصف .خريةاأل طةاخل لترتيب وفقا التايل زءاجل حكامإ قيب فقد ة،همامل عاملواق الثاين والنصف نقالباال

م يف هت رغبـت دتصـاع ،هسنال إعدادهم وحمة لكقادة األجهزة اخلاص شعارستبا عمـال إل جهزةاأل هذه مثل يف خه العملرسيالذي يوربالت مهزوعن ثقافتهم و فقو ،التغيري

يف ةالقو لح مالت السياسةشك. إذ ووجالصاعدة وا يف املعلوماتد إليهم مددا كبريا يي ذغنزعهم ويرهحنو امل السياسيني بساردعى منها أ تالبالد ليس ةحال نإ. قرار ساعة الصفرة بع

اد ذات وجود البالد، وفيما بـد هدكم ولكن ياحل بنيةد دهل ال يالشام يارالاف ،لالنقالبـ ،فضل من معرفتهمأزمة احلكم وخطره حتما أأن معرفة الساسة ب وجدوا مدا آخـر يف د

ن ن يتبـي أقبل لطة بليلسال رداق جحنو تسل نقالبية العديدة اليت كانت تتسابقاحملاوالت االيف وعائها اجلـامع اجلبهـة ةة خاصة ممثلسالميبيض، وأن احلركة اإلسود من األألا اخليط

ة مـن جهـاز رباشامل تلوماع، فاملالفجر عنتظار حىت مطلها االمكنة ال ية القوميسالمياإلحزب األمم تؤكة احلاكأن د قادتمه تخامرمه الـيت الفوضـى سمحل نقالباال فكرة ةبشد

.ة ونظامويبدأوا بسطها بروي ،لطةسما يقبضوا كل الريث ،ئتاليفكم االاحل تفاقمت يف ظل البالد من صخلي نقالبانفاذ إهم يقتربون من أن ،ةباديف مايو امل باشر من قياداتم تصالامث كمح طبسالصادق املهدي وي ة جديدةمشولي، رغويب مـع اإل نيف التعـاو ني يف سـالمي .أبعد دىكم ملويف ترتيبات احل ،نقالباال

بنقالاال املعلومات اليت تواترت إىل القيادة عن األكرب، مث اخلطر الذي يعله حزب د)البثع( بواسطة ضبال يف حة وعناصرهات املسلاطه يف القونوالشعب، وهو بخ بالطبع أوسع

يجدس حتما ة، وهوة والعسكريكا للمعلومات املدنيها متلكثرأنقالبات وباال ةربحزاب خاألالسنامل دايف هأو بعد جناح التنفيذوعداد ر يف طور اإلباشستالم السيف املنطقة وللطة من د

ة ذات ثراءالعربي ونفوذ وخاإل احلركة ة، لكن الذي يعينربالب بنقالامن ةسالميهـو نيعثي

العالقة بني ذلك مرياث د كليؤك ،لطةسال بلغ إذا استئصاهلاحرى أو باأل ،رباشها املاستهدافار اإلتينيسالميوتي ياللذ ،نيار القوميوكان يف الساحة العربية ال على طريف النقيضن تقاب ،

مةرعا ةللثاين شهي لسفك الدالتنكيل باإل و اءمنيسالمي.

السـيئ على التاريخ حافظا متاما ثع، فإن اجلبهة والبساعتئذ ودانسيف ال ال أما احل للعالقة وأضافا إليه مدا من التودف الذي كان بـني ها التحالليس أقل ،نتفاضةرات بعد االت

لة تبادامل ختراقاتاال م، مثهة يف التنكيل بجعنالنمريي الذي أبعد ال مة ونظاسالمياحلركة اإل .م حنوهاما، وما أتاح ذلك ألجهزة اجلبهة ملعرفة نواياهمنه لبني أجهزة املعلومات يف ك

***** ىنتها قد ةسالمياإل اجلبهة ورىش ةـأهي مث ،ةسالمياإل احلركة ورىش جملس تفويض كان

م هسبوك مهتقبساب املعروفني هامعالأادة احلركة وق بارمن ك ةتس ختاراالذي ،العام األمني إىلـ ي الذي السياسي القرار خاذتال التفويض ذات ةالشرعي ادةيقال مهسبعت لمث صل،تامل يالقياد ذنق جهزة ورى األش بالذي استصح ،ذلك التفويض بومبوج .ةسالمياإل للحركة نكموي البالدالرمسية والشورى غري ة اليت توالالرمسيها األمني سـتالم نقـالب ال اال العام كـان قـرار

. 37لطةسال

ل التحـو نفـاذ الـالزم إل كانت الرؤية أن التغيري ينبغي أن يكون حمدودا يف األدىن ة يف العاصـمة حدات العسكريوالو ،لياة العالقيادة العسكري رقم ستالما، السياسي املطلوب

ت راليت خام أما األفكار .نيني والعسكريحمدود من القادة السياسي عدد عتقالا، وقاليمواألبعض العقول ذات التربية األمنيةة العسكري، نفني املأو بعض السياسيسلمني يف لني بتاريخ املع

سفك طعماء وقالد سم األمورس حلؤوالر، فقد رفافاملطلوب ، ت متاماض بـيض أ نقـالب لتدابريل لستقبامل مسار ن يكون هوأله ىرجي الذي يلمسعن املسار ال هلشكب ربعي ،حمدود

.عليه ةبترتة املالسياسي والقرارات

ـ جديـدة للخ كان البد مـن مراجعـة ،ةسالميق مبستقبل احلركة اإلفيما يتعل ة طمـا أ، ةمتـد وئيدة ومراحل م ىطعلى خ يفقد كانت إىل أوان اجلبهة متض ،ةيستراتيجاإل

ـ أ مدها لتسعفيقتضي احلركة بلغتهامل الذي التغيري السياسي الش ـ اوض ،ةع الـبالد كاف .احلركة يف هذا اإلطار وضع مث ،ةوعالقاا اخلارجي ،ةا السياسيابأحزاا وقياد

1 VI#1E�1وأداء أ� �E���5ا� �E� 1نEA5`H 1مE&ا� ^�E�.1م اEأ� ����E�ا �Eآ��P� ا.ول UEB1دة ا�j ^� �5� V�2أد�ى ا�

V5�ء، وهHpا '( VI�P7 6541 اAI� �����ا �6 ا���آI7 �*176، : ورEA�� 1جEا�� 'EP7 ،OE9 6EA�� 1نEA+7 'EP7 .6J7ا� �N^ أ6AN وإ�Hاه�6A�� V ا���A7 ^��1*'��C ا�1م، �7ض أ6AN ا�1Kز،

ل لوضـع م التداوالعام، ث ة أمام األمنيتظ من أعضاء القيادة السغلامل مسخذ القبعد أ ة االطخنقالب الفنيون ريظهرون ويشـه سجملس الثورة الذين ءأعضا واختيار ةة والسياسيهاامس، يتقدحة إلات املسلمون باسم القواحلركة امل نقاذ البالد، أما وجهدذلـك ر من وراء بفينستر جرويي عليه سائر جرما ية األي على بقيحزاب، فاألمني العام سيشأن القائد لقعت

هحزب ومع لل من كاألو من الس واحدتخارج البالد ثالث ظحفة، وسي، وسيباشاثنان ر .حتياطورى واالثنان للشاى ليبق ،مني من العسكرينيلتزوامل ،نقالبالعالقة سرا مع قائد اال

اتفطةيف إطار تعديل اخل ،كذلك ق، ى األمني العام شهرا يف املبقأن يفيه تؤول ،لقعتلطتهكل س، وال سياحلركة اإل ما تفويضوو ،ةسالمياليتـ امل ه ة باشرة على األجهزة اخلاص

ـ دارة احلركة والدولة ذا االإ سأاألمني العام، الذي سري بإىل نائ لواملا ن عتبار، مهما تكواجهة العلن العسكرية يف جملس الثورةة والتشريعي، أو السياسية يف جملس الوزراء، ة التنفيذي

.نفاذهإعلى باسحختاذه وتاى تتول ،فإن مركز القرار يبقى عند احلركة

ختيار اأوحت موعة السبعة ب -يومئذ- ردهوة يف التمتفاقودان املسأوضاع ال دراسة ـ اال شريي ، حيث)نقالباال(عنوانا للثورة )نقاذاإل(اسم جـراء إلة اسم كذلك إىل مرحلي وطبعدها اخل أويبد الب بالتغيرينقاذ الساإل علينبغي أن يكتمل فيه ف إذ ،وأجله املعلوم تاملؤق عبشيضي احملدود إىل أن غالب الوطار التفذات اإل يف يأالر من خط هجتا .اإلجيايب مالتقد حنو

يستشعربتهاضخمة يف األحزاب وجت خيبة أمل ر وسيرب حتما بكل تغـيري، فاسـتقبال ح طة، ولكن يف تفاصيل اخل ةة يقتضي مرونة واخلارجيوضاع الداخلياأل رتطو مث قالبنلال الناس

ـ ولها وأصئر فيه على مبادقرة تمياألمر للحركة اإلسال كـم، فمهمـا ورى واحلها يف الش

مسالإ ،رسالتهال اإلسالمية ستظل حفيظة ووجهها، فإن احلركة خبطاا حمايدة الثورة تجأخر ،اب األمنتبواست ستقرار الثورةبقدرها ال ردقة فهي ضرورة تضنا احلريبومهما ق، احلياة هللا

ترعلى الشعب ليختار من حيك دب األمه يف الوقت األقرنسب، تر ذلك احلركة وقرهذه فق م،هأعمال إىل نيالفني من مغريه وينصرف ،ثكنامل عسكريا التغيري بإنفاذ فونكلامل ودويع املبادئ

لتمام قصىاأل لاألج ولكن لاحلركة بك روجخ جبرناما وكله وجوهأعوام ا ثالثةه.

واسعة شاركةمب عدفن يأنقالب اال لنجاح ة للضمان األمتكذلك الضرورة الفني تضقتا

مث ينسحبون دون ةهمامل تكتمل ماريث ةمهامل األطراف وننيؤم نقالب،اال نفاذإ يف احلركة لعناصربعض لعتقااة وهماملرافق امل منيأذلك ت ركي، ويشملنتمائهم احلاتهم أو ويعن ه عالنإي أ

اإل لوتشغي وإنفاذها تصاالتاال لات، مث تعطيالشخصي حركـة ذاعة والتلفزيون، وتـأمنيات املالشخصيلها ترتيباوك .الصفر ساعة دنع البعض بعضهم إىل وتقدميهم ،نقالباال يف ةهمت وتدابري تيسللمكاتب اخل راصا جرة أن تي بروفاعدات، حتت القة مرالغليظ مس بالكانتم

ـ أثر، وقد سال فظح على بتالءاتالا طوارئ تاشتد مهما ـ بتت الظ روف منضـبا اى دط عضاء يف احلركة اإلاأل عشراتأة يف سالميزماحل وجه على همداء مهام بوح أدين دون ةقوالد،

.والثرثرةستعراض اال عن فضال

ل يف ساحة البالتأمودانس فللحركة اإل ،ساعتئذاة سالميل جمـال ووجود يف ك نتشار وعك ربل األقاليم، للثورة أن تستفيد منهم ألول عهدها يف تأمني وجودها وبا، سطسيطر

فسيجد لرأي العام احمللي والدويلا أما .نينقالبية لاليوأو ه كذلك عن عالقة عالنإدون حجقنعة يف وجود اجلبهة اإلة مإذعارضة، ة يف املسالمي من غريها بأقر تلقائيا نفسها جتدـ وقف ممبلن خترج )واحلركة(ة سالميفاجلبهة اإل ومها، صح خبنقالب الذي طولال د أو ؤيبلض عارم سيقع ى،خرحزاب األعلى األ عليها ما يقع الرمسـي من قرار احلـل ،ةبالسوي

وتعطيل مقارها وصحفاه، أ بوجمبالثورة روام .وقد يتحرأعضاء اجلبهة اإل ك بعضة سالميعفوا منقالبدين لالؤي، أو يبادون ملرساعدهت، ولكن ال يسمح ـ هلم بتبن باسـم في موق

نقالب قاومة االناوئة إىل مم رت عناصرأوسع إذا باد إىل عون حتاجة، وقد يسالمياجلبهة اإلبالعان املدين واإلصيضرابات، عندئذ م احلركة صفظنستها سرا لتضاد، وإذا ل التدبري املفش

أن يف احلركـة جهزة التأمني لعضوأة أو احتاجت القيادة السياسي يقتضـي اي دوريـؤدفمكاشالثورةه بأمر ت، طلفإنه يب منه ذلك حتت عهد تمان وقالكسهم.

حنوا من عقدين للحركة الذي استمر ءناكان على الب ،ضستوى العسكري احملعلى امل من ل يومألو اهت بذرتعضة اليت وهمي املحة أن يؤدات املسلسة القوة داخل مؤسسالمياإل

.دودان من التبدسال ليها محايةع ضيفأقد مواليو ،قاحامل رطاحلركة من اخل أجلها، محاية

فيه جالثورة الذي زاو ختار جملساو ،ورهب حضورت ،الثورة سرئي دالقائ املكتب ختارا جيال أل مثأن ي ىوراع ،لتزام بنهج اإلسالم وأخالقهمة والعناصر القريبة لاللتزبني العناصر امل

ضبل كذلك الحة، وأن ميثات املسلاط القوبه ومشاله وغربـه جنو ،ودان بأطرافه ووسطهسليطرق ،األمني العام ه نائبل الذي أعدة للبيان األوساسيفكار األعلى األ اتفق وشرقه، مث

القضايا اليت درإعلى جثارتها القادمون من العساكني يفر الوطنيس تواليـة نقالبات املاال نن .وضـاع األ رما تستقريث عبشللطة لسنقاذ وتسليم الباإل رشبريقيا، ويأفيف العامل العريب و

ولكن هذه النرقطة بالتحديد مل تد تاله الذي باطيف اخل كما ،فجر االنقالب الثورة رئيسشمل يناق املكتب فضال ،نص األولسقوطها عن ال دالقائ عن أن يحاسا بعلى غيا.

***** ال-ويف خطابه ،السياسي هكرول فيف أص حطرة يسالمياألمني العام للحركة اإل لظ

سيقروأة ما الداخلي يف خاصذاحل -احلركة ةس حركة اإلمن تكل رهلا حياء والتجديد وتبدإىل طائفية تعيق سالم املاإل مددتجد .ط نذومرحه ل لفكرة العمل اجلبهوي مع امليثـاق األو

قتـراب اؤيته يف ضرورة د على رتني من القرن املاضي، أكالعقد الس فنتصسالمي يف ماإلنطلقات أن من قيادته، مما يقتضي بذات امل مظهرا وجوهرا لتقترب حقا تمعاحلركة من ا

يف ضـمري دعوا ورسوخها يف بث هاجناح ىدم واحلركة كراتمع من ف قتراباب يرقن يف اتمـع ورة التدين لصقارح واملأن النظر املاس بيوال ر. هرظهوم هجتمع قبل وجهاملداء أاجلماعـات يف ت مظـاهر ساد. ة لقيادة احلركةكثري شرياتب وداين كانت حتملسالوبلـغ ، عيادع واألمود اجلهة وشني عامصلامل عدد فت املساجد وتضاعروات وتكاثلصال

ـ ناقمبا ي رةجاهن مجايف التديجتمع كانت تيف امل صفوة ،ما يف رمضانسي ال، الصيام هض .تقارب جال يف كثريالر هندادعأ توفاق والنساءن الرجال تدي من شاحلر بعكة، وبلغ وقع

ال باإلعرت فاحلركة يف املرأة أن حترسالم وغشيت احلياة العامة واقتحممات غميادينها ر.

تبارأن وتءارهتمام بالقاال كساته ومجاعاتهست مجعي، روتضاعف عدد احلجيج وعف مرات يف رمضان وشعبان وربيع وأصبحت ظاهرةالناس الع كـذلك .تمـع يف صفحة ا

حيفظون مـن وظهر صغار ،سرة الكبريةين أو األوباأل هدمن ج فوعبد النشءت تربية تزك

عتمدة يف تعلـيم املناهج امل سردت ةسالميإوقامت مدارس ،أهلهم ن أضعاف ما حيفظءاالقر ساد جيل ،بالتدريجو. نءارما القة والدين ال سيودان ولكنها تزيد عليه يف تعليم العربيسال

ش أما مظاهر التفح، ن بأفضل مما يقرأونءارويقرأ الق ،همؤى آبافضل مما صلأكأنه يصلي بـ ديف امل ب أو جمتمعاتخيف اتمع من الن بات جيويشاليت غ ،جوريف الف رى فقـد ن والق

.ت منكرةرتت أو استت كأا تالشرسحنا

عـالن الـنمريي إة القيادي عشي اهلم رحوم اتمع واالنفتاح عليه كانت القرىب من األمـني العـام بل عنصرا رئيسا يف حساة اخلمس، كما مثإنفاذه قوانني الشريعة اجلنائي

ةلدعوة احلركة اإلسالمي ة هو تتويجلطة السياسيالس ستالمانقالب، فطوة االل من ختفائاملنفسها يف اتمع ة هو تذويبسالمياحلركة اإل واجبف الدين يف اتمع، وعندئذ متكني حنو

ن ة بواجب التدييف ظرف قيام اتمع كاف ويكون بعضا منها، وال حتتاج ،لتكون بعضا منهـ ،سيطر عليه أو حتتكر قيادته، بل األوفق أن حتفظ قيادة حمدودة قائمة يف املركزأن ت بترق

نحرفا أو مال م ،من جوانبها يف جانب ختلاأو أبطأذا إهدي سعيها وت ،ل حركة اتمعك .ال تريده حنو حمور

ها الشعبمنوذج النهضة اليت يتوالأو ،بادرجتمع املمثال امل هي قيام ةفكرفأصول ال حتكار نغالق أو االاحلركة إىل اال تدمذا عإما أ. وحة الرسالميت فيه احلركة اإلثعن بأبعد

مرحلـة إال ةة القوميسالميما اجلبهة اإلو. طمشروعها وتسق دجمالشعب وي عن بفستغتراحلركة اإل ت فيهاقلن ةوفقمة منوذسالميجها يف احلريطة مجاع والتنظيم واخلورى واإلة والش

ة وأعضائها وبني قاعدة اجلبهة ة احلركة اخلاصقياديف انسجامها بني تطمأن كما اتمع، إىلـ تعز أو ةالسياسي لطةسلل داراإ يف اتمع تعتزل لن ةسالمياإل احلركة أن ،العريضة وتتسـلط هل

.التاريخ يف ةنس ىمض مبا ادهاور بادراتمب تض اليت اتمعات كل نأش هلعفت ولكنها ،عليه*****

هناليف ك كنحنو ساعة االنقالب، حزاباأل ف رؤيـة بـدأت تتبلـور)م بـادة ر ءة إلغاسالمييعين للجبهة اإل ر السبعة، وهو موقفشهاأل بقار ضطرابابعد )قرنق/املريغين

ها ز لشـيوخها ونسـائ حمف يف سياستها وأكرب طا أمحرخ لمثيو ةسالميقوانني الشريعة اإل

،نقـالب غات االوسة مسالميكتملت للجبهة اإلاوذا املوقف حتديدا .واجهةها للموشبابة يف ندوات األمانة العامـة ها خاصبد خطاومع تصاع. تهايضوا إضافيا لتعبئة عددت موتلقئا الطريق ملا يهم ،اهادة إىل ممني العام آليات خطابه التعبوياأل لنتظمت العاصمة، أعمااليت

رعثور(ـب فامل ةصفاح( اليت خرجت فيها عة اجلبهة اإلضوية من املساجسالميد ـ ع قب تـها وينوانا هلع في املصاحلعرطوم ترع اخلايف شو رالقيام طيلة شهر رمضان، تتظاه ةصال

. ة أو جتميدهاسالميإلغاء قوانني الشريعة اإل ضتاف الذي يرفحناجرها باهل ا وترفعهجتاهاوبداحتداف بت ثورة املصاحمحتشاد واملاعي لالها الدواجهة أوروجل خ بـج ي ن عـن

ربـاد السـالح أو ي عرفمل ي جهادي يثور ة، حنو خطيلمعارضة السج واملتدرصالح املاإلللعنف، لكنه ييار عن عبد املار قواعمارسة الدميقراطيأباحلركة اليت ت ة ويدفعست علـى س

عن فاعالد عاربش مفعم جديد حنو أفق ةمسالذى واملار على األبصطج واالتدرصالح املاإلصالح إىل اإل ج قفارولكنه م ،اليت قامت عليها دعوا لإلحياء والبناء ةسالميالشريعة اإل

ما قواعـده سي ال ،لتزمامل فيها الصف جرف اليت خاحاملص ةجواء ثورأوإىل .الثورة حسمالشعبيلة يف ظ عالم اجلبهة اإلإصوى من قيادة وق تعبئةرة، مث احنساسالمي ل ها مـع تطـاو

األيام حىت يف عمزتلة الصف املضوي نستطيع أن نقرأ صوامل ربني سياسة اجلبهة ة األوىلقفارالشارع العام الذي وضع وبني نبض ،)ةسالمياحلركة اإل(ك حرها املبة وقلة القوميسالمياإل

ـ هوحها، لكنه جيد يف ركمتة وحسالميسياسة اجلبهة اإل شدعلى ر آماال عريضة مإىل اليرق على األرض السالم الوطن قد حتق لمؤية ح سي اية حرب اجلنوبما ، أن كما يريـد

يرى الدميقراطية وقد جاوعه لالت تطلبولكن ثورة .سالمميانه باإلإت افستقرار والتنمية وو املصاحا وضعته يف املوقف الصف كأعب الذي يره بني اإلخية بعد أن سالم والسالم، خاص

واصل خوم اجلبهة اإلصسالميا بالدعة محاصراية اليت تصورببول احلها قارعة لطر.

يفهم الـربود ف والشعبصاحامل ةثورثوار بني رهظ الذي لالتعاز روح وإىل ذات م، إذ 1989) حزيـران (يونيو 30نقاذ يف ثورة اإل نعالإوداين الذي قابل به الشارع الس

من أربعـة لتها قبل أقحمط رادليت غر اسكؤسفة مع العأيقظت فيه خماوف تكرار التجربة امل

مع ثورة رجب، مما ينذر بتورط جديد يف الدورة اخلبيثة اليت اضـطربت باسـتقرار عوامأ .البالد بني االنقالب والثورة

حتادي الدميقراطية واالبالنسبة للحزبني الكبريين التقليديني األم، فقد تباينت مواقما فهبهة اإلر موقف اجلمن تطوا بني يدي سالمينقالب اإلاة وخطانقاذ، فلم ي غـاد د ر السـي

ه حتت قيادتهللمه الطويل يف أن جيمع الصف الوطين كالصادق املهدي ح، مت وقد تقـد عقـد كمـال إخرى، وحنـو أت علم ولكن تراجحكومته األخرية خطوة حنو احل ةتشكيل

ة حدوت نربة الفة بعد خة خاصسالمية مع اجلبهة اإلحزب األم تصاالتات توال ،التحالفعالم اجلبهةإنف يف والع، وهثائرة املعركة اال وءدنتخابيفة يف نوس نوة إبان العـام اب األم

ة واجهة احلادة قد عادت إىل مناخ املسالميورغم أن اجلبهة اإل. التحالفي يف حكومة الوفاقرة اذكبعد مابول قحة وإخراجها من احلكومة مث ات املسللقوتفاقي ة املريغين الـيت تـ ج د م

وحتديدا ،ةيوعي يف احلكومة اجلديدة، فإن حزب األمة ومتثيل احلزب الشسالميالقوانني اإلـ ضل املهديك الفابارد مالسي ،رئيسه وأقرب القياديني إليه رمحا وفكرة وا أن موقـف ظن

ة عبة السياسيلم من احلكومة، وأن الهعلى طرد عن حمض غضب ة هو تعبريسالميهة اإلاجلبة وجذا إىل اللعب سالميار اجلبهة اإلضمها حنو مترمن دفع ك دب الثبات ال فاليت ال تعر

ة أخرىضمن تشكيلة احلكومة مر .أنغي ة ينبوعلى هذا املوقف النفسي لقيادة حزب األم يفهأن اجلبهـة املعلومات اليت تواترت إليها من األجهزة الرمسية ستمراراب ها أرضام طرح

دة ستبعة أن ذات احلالة املخاص وإجهاض الدميقراطية لطةسنقالب على الئ لالية سالمياإليف حتليل حزب نقالبفاال، حرد عبدالرمحن فيجهاز األمن الس مديرست نقالب قد تلبلالاألمكـم يف مـايو غتصـبوا احل االذين الشمولية ةة سيأيت قطعا من ذوي الطبيعة العسكري

يكسب كل يوم أراض جديدة يف بالكامل مدين ة فهي تنظيمسالميم، أما اجلبهة اإل1969 مقدأن ت مكن يوال ،عهد الدستوريجيدا معين ال كدرة تمدني عليه قيادة تقومالدميقراطية و

ود فعـل دجاءت ر وإىل هذا املوقف النفسي السياسي. مع العسكر جهاضها مبغامرةإعلى ة أشقيادة حزب األمد حاإلنقاذ بعد جالء بنقالامن ةة وشراسد ايف أنه هستورمنقالب

رته احلركة اإلدبسالمية بالكامل، وكان استشعار اخلشأة دععند العناصـر الـيت مرارة د .38سالميةإىل اجلبهة اإل بكانت األقر

اال أما احلزبحتادافقد ،الدميقراطي يصل موقفه التسوهو ،ةليب من اجلبهة اإلسالميمنذ قيام احلركة اإل موصول موقفسالميمسها يف العقد الستني من القرن اة بعد بروز ة خاصسـالمي، وإذ ة من قادة جبهة امليثـاق اإل قرب إىل زعامة اخلتميأيسار ال فقد ظل ،املاضي

يف املوقـف قرنق/تفاقية املريغيناصوا يف رفض ولة وعسالميمعارضة اجلبهة اإل سهمتأرات موقـف من تطـو 39هتر زعيم احلزب صراحة عن ريبعباملتردد حلزب األمة لالتفاق،

ـ داة مؤكالدميقراطي ىألمني العام الذي نعا بما خطاسي ال ،اجلبهة قوط أن احلديث عن س .نقالبرون يف االيعين أم يفك زلةع كل يوم اليت تزدادظاهرات احلكومة بامل

رمحـه - اهلندي تثناء موقف األمني العام للحزب السيد الشريف زين العابدينسابو ـ ة، والذي تينعة املة كفن الدميقراطيسيسيأة التخبطابه األخري يف اجلمعي الذي حاك -اهللا ل مث ةالبالد مبيوع ديرت ةطائفي يف زعامة ل خريس من كائالي ،ة بالكاملسالمياجلبهة اإل فموق

ها تربادمب ةكستمسحتادي الدميقراطي مقيادة اال تظل الشريف دالسي ستثناء موقفا، بوتراخاليت وضلآماهلا يف حتقيق أم لت عليها كع السالم للشعب السـ وداين، رغم م ي أشـهر ض

تفاقيةاال افيه تظل والط راوتا حالثاين تشرين( نوفمرب يف اهتوقيع منذ مكا(، اخلـالف اءجر .احلزبني الكبريينبني حوهلا

***** اخلارجي حول ال املشهدكومودان وعالقات احلسي ملة ة الدبلوماسيشهد ر الذي التطو

كانت ترجكذوه مرأحة عندما ات املسلة قيادة القوصرروج اجلبهة اإلت على خة من سالمي جـز د بزيارته إليران مث حبديثـه عـن ع زراء تعقالو سي من رئيصرامل كومة، فاملوقفاحل

قطاعات من املكربأ همني عن فصري ثورة حات يف القرن التاسع عشر، وثدأبالطبع متدثر

2 �kا�`1ر �7(� '( cB( ZGرا- �&Cj.6 ص -��2ط اA�� 14)�5' ا���. آ��EE2* UEEل (: ��EES1989 ��1EEjح ا��1EEA+7 6EEA�� 6�EEن ا�6EE*�K� 'EECx��Aة ا�(�EEق ا.و�uEE )EE' أ1EE��� cEE*�Hن 3

�1ه�ات ا�M# '5داد آc *�مAإن ا� 'Hا��5ا ��M7 pإ �ا��`�� u2�5� �`F* 2�ب)' ا إذا آ1ن�p(.

قليم العريب األقرب الـذي اخلليج، أي اإل لوة ودعوديوأكثر إىل الس هامبتم يصرامل فاملوقة، وغندا للحركة الشعبيأما أثيوبيا وسي فريقي القليمي األحنياز اإله أمام االصرإليه يف ن عيتطلإلجنـازات له مـن حتـد مبا ميث ،جون قرنق .ظمى يف العامل آنذاك مع دوى العالق ثباتمث

وأمريكـا ةبا الغربيول أورود ت غالبنهسالم، وقد رروبة واإلة حنو العودانيسالسياسة البيةن مع حكومة الصادق املهدي علي حتقيقها للسالم مع احلركة الشعالتعاو.

��� ا�(ا)'ا�

,1ذ ا.و2�ا�

ل ودان عهدا جديدا بإذاعة البيان األوسال أم بد1989 )حزيران( يونيو 30 صباح يف اط بمن الض ئاتم ضعب. ة شكال جديداسالميوأخذت احلركة اإل ,)نقاذ الوطينثورة اإل(ـللتزمة ة املة احلركة اإلسالميضويخرى من عاأل ئاتوامل نقالب،االون من وراء للتزمني يعماملون لواصي لوا إىل الظبحلطة وانساستالم الس عمليةة يف ة واملدنيوا أدوارهم العسكريدأعلمبقيت بينما الثورة، منيأت يف م ه يف أخرى مئات األمر مدنيا استدعى إذا ئالطوار تالجس

إىل لجسال متدا وقد التدريس، أو القضاء أو واهلندسة بطكال ،احلامسة نهامل ضمن عسكريا أوة بهم على أهة ولكنهمب أو امللوا بتفاصيل الطلتزمني دون أن يعلمحيط باملدود يخارج احل

حمتملة، فيما ةدل رترتيبات تأمني احلركة والثورة من ك منة النداء ضبجاوستعداد ملاالاإلسالمية كتابة ونشرا الثورة خفاء هوية كام صورة التمويه املطلوبة إلة قليلة إلحغت قلتفر

يف الصحافة العربيةة والعاملي.

ت يف رتاليت است العليا اتلألمن والعملي ، جلنةجلان عجملس قيادة الثورة إىل بض مسنقا اونشاط األعضاء محاسة شدأغ هلا رفوي ها نائب رئيس الثورةيرأس ،يالمباين الس الوطين ل

بنشاطها يف ذات املبىن رة اليت جتهصغر سنا، مث اللجنة السياسيحة واألسلات املالقو مرأيف ، فلجنة ةسالميوخا يف تنظيم احلركة اإلسا ورمدوق عضاء الس رتبةأكرب أها يرأس، ارا

.عالموجلنة اإل ،دماتقتصاد واخلوجلنة اال ،السالم واجلنوب

بفإن قل ،جلان جملس قيادة الثورة لتزمني أو عملن حركة األعضاء امللكن مهما تك تكاثرة وتوجيهها وضبطها وهه املجالعمل يف و ظملطة نله س ضرفتنقالب الذي ياال

غري قرك يف ملن هناوتنسيقها يكم بعيد من وساخل طبأقصى إجراءات حاطرطوم ولكنه مالسريجيلس نائب األمني العام للحركة اإل حيث ،تمانة والكةسالمي امل بعد أن ضملقعت

عن العمل العسكري اخلاص، سابق كرب مسؤولأالعام و األمني )روبك جنس( يروبالك ،حداثاأل نابرقل يظوبقى اثنان يف ال ،شارة العودةإ ودان ينتظرسج الإىل خار ثالث روسافأثبت الزمان ه الظاهرة ملهام الثورة يف اثننيوجة املوصولة بالوور الفعليماأل دارةإت رصواحن

ما وجهانأ مللعواحدة ة .

قن املومر شبالذي يرت تعث مسرح الرجل الواحد هطي الثورةأوىل خ، ر إعالنإذ تأخ زراء ألقائمة جملس الوشبسابيع ال ته قوتسارعالثورة امل ع، وعبر ة تلك القائمة الوزاري

كارتب القائد امل املكتبفولض خطأه األو هالكن أمساء مغمورة وزارةت الالظاهر، إذ ضم يف مهاجر االغتراب، حيث وسط السودانيني ةسالميلتزامها يف صف احلركة اإلاب مشهورة

.عملوا هنالك وعاشوا لعقود

كان األوىل نقاذاإل يامأ يف همامل اآلخر املسرح )سك جنحمبوسا إليه ىنتها الذي )روبركة قرار احلبها ت لتواليت انفض القوميةة سالمية وللجبهة اإلسالميالعام للحركة اإل منياأل مأن ض جنمل يلبث السو ،حزابة األبقي نبقرار جملس الثورة شأ ت رمسيالة وحسالمياإل

فةاة كوجوه القيادة احلزبي، زعيم حتادي الدميقراطية وراعي احلزب االطائفة اخلتمي، وسكرتري عام احلزب يوعيالش، م السي د رئيس ورئيس حترير جريدة امليدان، مث التحق

و .ةالوزراء ورئيس حزب األمال ريب م قد غأن بعضهشينونظ ته تح أن احلركة رجنقالب قام أن اال ،ح الظن اآلخرولكن وجود زعيمها بينهم رج ،نقالبة وراء االسالمياإل

به ضيف اطامعون ،وطنيون اطبال ،ابفه صراع األحزأو مدفوعني بالفراغ الذي خل لطةلس سية احلرب والسالمما يف أوضاع اجليش وقضي.

لنطاالثورة وهلة لألوت عمليال ،قليميوار اإلة التمويه بالكامل على اجل سيما مصر اليت بادت لتأييد االرنقالب يدفعالسابق كم احلزيبي العالقة مع احلها ترد منذ ودعوات

يف القرار اخلارجي عن روز استقاللوب ،)كرشتامل عفاة الدتفاقيا(نتقالية إللغاء الفترة االصرالدور املةي املعهود يف السياسة اخلارجي السة،وداني عندما ةخاص العالقات مع إيران تطاب

متاملقلوب بزيارة رئيس الوزراء جةومث خوف ، اجلراو يدميقراط كمالعريب كله من شبح ح إىل ج ديتعدهارو، قد ينصب دوةوق ثاالم، أو يب صيبعىدو.

ت رعان ما توالا، وسهفسها إىل نبة اجلديدة تنسنقالبيباحلكومة اال إذن صرم تفرعتا وى الق فإن ،سريعا داممه العريب النادي إىل الدخول أبد وإذ. خرىاأل ةالعربي لوالد عترافاتا

ال ،آنذاك العامل يف ظمىالع األ املتحدة الواليات ماسيواململكة ةمريكي لتزمتاا قد ةالربيطاني

مالصحتف يف توإذ .الدميقراطي كماحل على العسكري نقالباال من ظاهر ظ جناحه التمويه لسج

العالقات مستوى على الكامل لاألو وأفل ة،العربياالختيا حر جملس يف مساءاأل لبعض لاألو

ذلك طمأنة يف اجليش ويف الثورة قيادة جملس وحول ،زراءالو اجلار،و حشاراإ لمإ تلبعض ةجيابي

.ةوى الغربيالق

نقالب اال إزاء تالصم دانوالس لتحرير الشعيب واجليش ةالشعبي احلركة تمالتز كذلك ت لمة جملس قيادة الثورة حختريت لعضوية اليت اا أن األمساء اجلنوبيواضح اوبد ،سابيعأ ةدعل

صفالدكتور جون قرنق لو رنتظار، وفيما بادمت واالة للصت احلركة الشعبيعما، دف ةدالل ،مثلهم دمتمر بأنه البشري فصو ،)الثانية مايو(ـب م1985 العام يف نتقايلاال العسكري سال .منها موقفهم دواليحد اجلنوب يف احلرب فلم مع حكومته سياسة إعالن ينتظرون منهوأ

أمال ا الشعباال ستقبلاعلى امتداد ساحة الوطن فقد ،وداينسنقالب شبمبا يه رود البسوالتوج، من اإل واسعة مبا يف ذلك قطاعاتنقالن تعرف حقيقة االني مل تكسالمين ب وم

،سلفناأة الطويلة السيئة مع حكم العسكر كما ة الذاكرة التجربة املايويه، ويف خلفيءوراتقاليد التغطية احملفوظة للنظام ،خاصة التلفزيون ،ة سريعاعالم الرمسيت وسائل اإلستعادافقد

الشمويل الذي مل تغكامريا(ت ب عنه سوى أربعة أعوام، وعادا( تابتنشاط رئيس الثورة عتابكما كانت تسنشاط النمريي ونشاط رئي ع السابق زراء الو .ة اليت ورغم الكراهي

دي السالفة، خفاق والفشل طيلة أعوام احلكم التعدة بعد توايل اإلحاطت باألحزاب واحلزبيأحنسار التدرجينقاذ الوطين إال باالب الشعيب مع ثورة اإلفلم يظهر التجاوموض الذي ي للغ

ني قادة الثورة العسكري ر خطابوتطو ني هلاسالميهور مالمح مساندة اإلوظ ،أحاط بالثورةليتبنأب ى غالهمغل لم ويستعمفكارهت هلصطوممح.

،نييودانسال غري نوم اإلسالميومعه يةودانسود الدن وراء احلوودانيسن الومياإلسال أما ة قد نتقامياة أو من تدابري تصفوي نقالب ويف خوفاال من أمر رةيوا مجيعا يف حلتبسافقد ممنه إىل بعض قادة ت تطميناتلصتها بالداخل، فوة أو عضويسالميقيادة احلركة اإل تطال

مثلها شاراتإت ل، كما وصأو حيملون تعاطفا معها ودانسة مع حركة العالقة خاص هلم

إىل قيادات ورموز فكرية وسياسية يف التيار القومي العرويب كانت صالتت مع دم قد توطهودان سنقاذ يف الك يف الدفاع عن ثورة اإلئرعان ما ساهم هؤالء وأولوس ،ودانسحركة ال

وط حركة غوايل ضق بتالتمزر طودان من خها السنقاذإو ،ريالتحر الوطين ومشروعهاالتمرا االد اجلنوبية وقيادوهو الف. سرائيلإالعالقة مع تة ذانفصاليهم الذي ساهم إعالم

.يف الساحة العربية واإلسالمية مة ثابتةلسى مضحأحىت هة يف ترسيخسالمياجلبهة اإل

اصح ألمساء وبزيارةكبرية م عربية ةفيهعروفة بتوجللسودان فور استتباب سالميا اإلهأخرى يف مساءأو عادل حسنياألستاذ فهمي هويدي و األستاذ مثالاألمر لالنقالب أ

ت عبارة األستاذ فهمي هويدي رهشتا ،هها القوميبتوج ين معروفةبناين واألردلاإلعالم ال)جملس الصحالذي حيك ةابم األستاذ عادل الثورة، ومقال قيادة إىل جملس إشارة، )ودانالس

أن تؤكد ومقاالت التأييد واإلشادة دحت عبارة املوتوال ,)ةبهج لاجرالالء هل هؤ(حسني .ةيواهل ودان ليس جمهولسنقالب الا

كذلك ساهاإل مال ،العريب عالم يف األ ،ما اخلليجيسيد جناح ني بعلسبوعني األوالم يف ودان ومتثسني يف السالميت موقفه من اإلموس نطلقا من نربة عداءم ،نقالباال

مني عام أ لعتقاام هبعض فصوو ،نقالبة االة السالفة يف التعريف ويسالمياجلبهة اإلء لم يضحك هيرة نفسوأنه يف سر نقالبد تغطية ومتويه حلقيقة االة بأنه جمرسالمياجلبهة اإل

دقشيه من زمالئأ. يف السجن هما الصحةف الغربي، فقد توصتها الرصينة إىل لت مبنهجيف حربى الصك ،)ندوومل(الـت بت، وكهرمالثاين من ع رنقالب حنو الشهحقيقة اال

الذي الكبري نقالب اخلايل من اخلطأ وعن املعىنعن اال ،ةالفرنسي جسدعام اجلبهة ه أمنيقراره يف يوم ضحجن مبل السبأن يدخ يضعندما ر ،رايبالدكتور حسن الت ،ةسالمياإل .ها التاريخال يعرف نادرة يف حالة ،لطةسستيالئه على متام الا

***** القائد بة إىل املكتسالميلطاا يف احلركة اإلصالحيات القيادة وس لإذن آلت ك

على النحو الذي وصهفنا، وإذ أن ممته تتلخص يف جناح الثورة وتأمينها فقد بطس لطانه س

ة وأجهزة األمن واملعلومات، ة والشعبية الرمسيباشر على أجهزة الضبط والتأمني العسكرياملبات ها عرب تقلتيضوزا وعصلت بأجهوات تمانة والكبالسري ةت حمجوبفهي الوحيدة اليت ظل

ن وال لا يف العهف عن نفستكش بهة إىل اإلنقاذ، ال تكاداجلإىل ةدناهل من ،ةالسياسي املراحلةبات السياسة وأحواهلا إال يف إعمال مرونتها وكفكفتقل ها كثرياتضر عملها أو بسطه

.روف املرحلةظفقا لها واا أو فكآلي بوتركي

د داجل نيالرمسي من أجهزة التأمني ليال قادة األمني العام يغشاه فيه نائب أقام الذي رقفامل ى،دامقال نوالشعبي وتصدارا نهع ر املوصولة القرارات بقنوات اجلهات إىل نةمؤم ةالرمسي

إليه دروت .كانت تقتضي اإلذاعة واإلشهار نإا عالإها الرمسي ورصداإى اليت تتول ،لتزمةامل يوميا إليه يصل كما النظام، ومتكني الثورة تأمني مسرية يف واخلوف األمن تقارير ليال شفاهة

ا وتقاريرها الرمسي احلكومة عمل غالباإل احلركة أن من الرغم ىوعل .وقراراال ةسالميسة وداني ،مااعلن منذ جبهة امليثاق ومنظوازي للتنظيم السياسي املوب املم احملجالتنظي فعرت تظل

ةمركزي نواة احلركة والدولة حول كارر كل حة وواجهاا، فإن متحوسالميوإىل اجلبهة اإل لألو ساغةستجديدة، كانت معقولة م ت جتربةدبيقوم عليها نائب األمني العام، ،مستورة

ت ألكثر مما جيب متدا ولكن حمدود،و تمؤق الزمن من ىملد والتأمني ئالطوار ججحب األمرووضعت ميسم نقاذ إىل اليومملة مسرية اإلطابعها املركزي الفوضوي املتباطئ على ج.

ى وتول ،أجهزة املعلومات واألمن باجلهاز التنفيذي الرمسي للدولة كذلك عمل أحاط ة جهزة املركزياملسؤولني كافة يف األ ارببواب كأزراء وأبواب الو لتزمون حراسةملا ؤهأعضا

( وظيفة ، وأصبحت)اإلقليمية آنذاك(ة واألجهزة الوالئيامل ديرمبكت( كرا لعناصر األجهزة حاخلاصنازة بال مرها، مام مسعها وبصأجيري يءم فضال عن طمأنة القيادة بأن كل شع، فه

نون قنوايؤماال تتصال الفاعل السريع الذي يوايف شرط السرية والكتمان الذي كان مطلب جافية لطبيعة احلركة خا أخالق الدولة األمنية املرسصل يف الزمان مقصى، لكنه اتاملرحلة األ

.ةوريرة الشتحرة املودانيسة السالمياإل

ومع الثورة عهد لألو دتصاع امل ةشهيعارإلسقاط التغيري طبيعة على متاما ستفاقتا اليت ةضرين نظامل من ةحقيقي رغبة تة، وافئناوامل العناصر من ةاملدني دمةاخل لتصفية محلة نشطت النظام،

ما ضعافأ يستهلكالترهم أدحتجيم جهاز الدولة الذي ب يف الوليدة نقاذاإل لدولة قتصادينياالينجهاز من اآلالف فصل فإن يومئذ العمالة بتخفيض االقتصادية اجلدوى تكن مهما لكن .جت

نتقال اليت تغدو ضرورةات االوطق لتأمني خعمم درس ه إىلوإنفاذ هقراريف إ حيتاج كان الدولةة، املدني اخلدمة يف )ةة العشوائيرجزامل( هشبي ما إىل ىأد الرغبتني شتباكا نأ إال احلاالت، بعض يف

فكثري من األمساء أودلكن بغضب ،قة هلا بالعمل أو بتأمني الثورةالقوائم بدوافع ال عال تع م عليها هل أو ،ممعه العاملني بعض من همخوف أو ةاملدني اخلدمة يف ةسالمياإل احلركة عناصر بعض

نيوليصالو مجاعة وتسلقت ،متحيص بال مفتوحة القوائم جاءتف ةشخصي ةدوجم أو حزيب ظحتفيتدخلون باملكر السيئ يصفون نتهازي،م االهلوكهم النفعي وسسالثورة حب سذاجة يستغلون

وأجهزة املعلومات إمنا تستقي معلوماا من عناصرها حسابام بالتأثري على عناصر احلركة، .)امالع حالالص(وهكذا انتظمت احلملة كل أجهزة الدولة حتت اسم . يف التنظيم

األمين هقش ماسي ال ةرتستامل األجهزة ضمن ظل والذي صختامل الفئات مكتب يتول وإذ نتخاباتاال كل يدي بني ةالرمسي األجهزة يف العاملني لأحوا يستقصي كان الذي ،ملعلومايتا

وانتخاباة النقابيا تحتادات العمل واملهمث انتظم واتصل بكفاءة وفعالية ،ل احلركةن منذ أو دشأ جديدة الثورة مرحلة دعه يف دأب ،ةالوطني صاحلةامل بعد ستراتيجياإل التخطيط مراحل مع

عن وخطرا ةحساسي يف املقاعد سببك الفوز دجمر امل إىل ،حتادا أو نقابةجبوهر ساس تأمني ةعملي )امالع حالالص(قوائم يف ملعلومايتاو األمين الرتع ذات الفئات عناصر تدوجف .ةاإلسالمي الثورةرة قدامل الثورة تأمني ضرورة جايفي مبا ،والنقايب املهين الصراع من طويل تاريخ حلسم ةقياسي ساحنة

مصدر فقدوا نمم املريرة ةاملوضوعي ماهاوكوش لقوائما تلك يف اآلالف اتأن جتد ومل بقدرها،والفاقة وعاجل بهمجني كسبا ن هلمليؤم إليه يلجأون بديال أو صاغية انذأ أبنائهم ومعاش رزقهمةلعا رويست وحيفظ همأبنائ صموتعل تهمحهيتول فقد .يم الفئات ةمسؤولي كاملعلومات عناصر بار

نافساتامل يف عهد حىت بالواي مل ،الدولة يف ذينتنففأضحوا م احلركة يف كبار ذينتنفم كانوا الذين

أب ةاحلردوةوالق للدعوة مواسم هي إمنا نتخاباتاال نأ احلركة ورؤية ولص، عوا يف كما مل يتور .متهضعارم أو مواالم نكت مهما تهرعي معاش عن ولؤمس اإلسالم يف الراعي أن الدولة زمن

ة يف ة عناصر من احلركة اإلسالميلت كذلك إىل اخلدمة املدنيتسل ،ومن ذات الطريق د جي ة ذات تأهيلسالمية احلركة اإلضوين غالب عأوإذ ،طورة وتأثرياخ داملواقع األش

سلمت كثري همن املواقع فيما شت مواقع أخرى االديار. لويف غمرة خمن الوظائف و

شاغليها بأسباب الصالح العام أو اهلجران ونوء أخرى جديدةش، طمل تإلر احلركة اوة سالمي سة حترت عناصر املكاتب اخلاصدختيار، فقد تواجيف اال ومناهجها ضوابطها ومعايريها

إىل املواقع غري املؤهلة هاربعناص انا كثريةأحي ختيار والتوظيف، تدفعابة مكاتب االيضا بوأمبا ،أمين يعطله) فيتو(أو تنصب أمامه من أعضاء احلركة حشري من يفصطوت ،شهىاأليد أكثر أزمة قع)امل لالرجكامل يف بناسامل انتظلف، )بناس شخصيوحيتل دعقة من ميأل امل

.ستقبل الذي قد حيمل قصة جناح أو ينتهي إىل كارثةحنو املرا صرحيا ؤشم الوظيفة

جتماعاته حول اح يف وضي قفط ،ه احلصنيرقن مم، األمني العام بورغم أن نائ تقارير اخلدمة املدنيرة حاحلركة اإل صسالمية أن تمن خالل أجهزة الدولة القائمة لعم األمر قد عامللتزمة، فإن واق ات العناصر غريعطيل صالحيت أو ،وازيةأجهزة م لقوليس خ

مضحاولة إعادة تركيب دولة الى يف مسودان مبا يتنظيم احلركة اإل وايف أهدافة، ومبا سالميتمع لجايف أصويف ،فلسفة تنظيم احلركة نفسها أن تذوب يف اد ت احلركة أن متلحاو

دولة ولكن هيهاتحيط جبدار الذراعيها لت.

أن يتشارك واليت تقضي بأن يعود األمر إىل الشعب االستراتيجية ةطاخل أهداف أن وإذ ،تت مث غابفراده يف إدارة أمر الدولة واتمع قد غامأ وبست كنمهما تباي ناس كافةال

احلركة اإل ءم أعضافإن تقدوال ،مرا واقعاة لإلمساك بكل زمام األمر قد أضحى أسالمي ).الكفاءة على الوالء تقدمي(، نقاذاإل عتراج أمام رةاملتطو ةضعارامل يزال، وفقا ملا تصفه أدبيات

ة رياحل هل(مبدأ حول ار النظريوللح جتسيدا دة األشالصحافة هي القضي ةحري كانت ،ن يف صفحة الثورةياإلسالميون ظاهر برزوإذ ،)قدارمب طبسوت ضقبت قيمة أم الدين يف أصل

وار حـول م يف مؤمتر احل منهنياإلعالمي هة، واجإسالميبأا ها كافة هاتها وتوجطوامسني خالتصديق ؤالقضايا اإلعالم س لصحف ستقلمة بالصفقد .ورد هعكثافة قريب إىل الساحة تد

ة احليف الصحافة اليوميـ ستقلة واملزبي ىة، وإذ دارت أغلب سجاالت السياسة يومئـذ علصفحات الصحنافقد ،فحسنقاذاإل(صحيفتني ناطقتني باسم إيلت الصحافة مع الثورة ر(.

إلنفاذه وتأمينه الـيت عجلىال و التدابرينقالب هالفين لال يف الترتيب حسموإذ أن األ ـ اإلعالمل حول ن التداوإف ،عسكري مث األمين السياسيالالطابع يها علب ليغ بضبعـد ق

ة الصحافة ن أمهيإ، فكلهالعام بالرأي ولتني أبدااملوصو هاحجني لنتموالتلفزيون احلاس اإلذاعةيف ترتيب األولويات دىنإيل األ تنخفض، فلم يتددبع إالفيها لاو ممـن يـوم أسابيعي ض

مل إذ ،م بوضوحسحة مل يمن هذه الثنائي املغزىن إصحيفتني ف بإصدار ررغم القراو .الثورةحـان عنـها نافان الثورة الوليدة وتمتدع أماي وا سممنه ألية السياسة التحريري تحسم

وتاتان ثبأركا وتران خبريها الذي حتمله للبشوجه إخراجن ضرورة إودان، فسحايـد ا املهع ورغم تسار .الصحيفتني من ألي االسم اختيار يف ت واضحةدة بحزبي أجندة غرينقذ بامل

امسه لكن بم حيجهضللكتابة فيها، فقد بدأ بع اإلسالميةاملعروفة بانتمائها للحركة األقالما ههبزوغ توج سوخ الثورة والطمأنينة من تأييد الشعب هلا رغممث بعد ر أسلوبه،قد يكشفه ظفن احـت إو اإلسـالمية اليت كانت مشهورة يف صحافة اجلبهة األقالمظهرت اإلسالمي،

ة التمويه الالزمة طضمن خ ،اليسار ىوق إىلمعروفة بانتمائها السالف ألمساءبرئاسة التحرير ألوآخر يلتب ل الثورة، واسمس 40التقليدية ىالقوة ويف والئه بني احلركة اإلسالمي.

مل تواف صهتبلغ الذي النجاح اإلنقاذ فح صة اجلبهة فحاإلسالمي ي يف مناخ التحدـ حوي نافس يستفزبال م واحدا ، فقد عادت صوتاأيامها مسث الذي ودافعة الالهوامل ز، ف

ـ بت مهمـومني ة الصحافة حري إيل معروفني إسالميني ضورغم دعوة بع إصـدارام ف وقظناأل قائمةستحضار دور الصحافة يف افان ،ةاخلاصةمة الشمولي ة جتربـة احلركـة خاص

اإلسالميإذ ،كم النمريية مع ح صـ و ة يف اجلامعـات بت عليه اهلجوم بالصحافة احلائطي

1 % �- 3 �وفآ �ن ا!, �ذ %�3 , ��Y2 � �ر�-�)a2% -ذ )ا�� �دان ا��ا� %�2 ا�وآ �ن ا!, � �b K �@Jدم *

X�Y�2 ر�-U)�JZ�4ذ ا��Rا�(.

كورزومث ،تهللرأي اذنفلت م العام العاصإباني م وغريهـا، )ثورة شعبان(يف نافحة ة املشدا من يغشأماكنو أوم هعمل يقصدا من مواهل ام البعيدة ليقرأوهنسك قارلطة جوم علي الس

الديكتاتورية ويعجة، ثر الصحافةأتلك التجربة يف . ون لذلكبدفعـت ولو حمدودة حائطيوهم يستشعرون حاجة ،ة لكل الصحافةاحلريطوة يف خ ئوا كثريابطي أنين يف الثورة ذتنفامل

ويستوي عوده الوليد الثوري ليشتد.

فقـد لإلنقـاذ، يف العمل السياسي مهما فراغا مألتاال الصحيفتني قد ك أنورغم بـاألقالم ، كما مل حتظ اإلسالميةصحافة اجلبهة مسوضوحه الذي وة الطرح وفتقدتا قوا

مع فجـر تتة اليت كبدافعة، مث احلرية واملالشد أوانبة اليت كانت تزدحم درامل أواملعروفة النالعسكري مغ، فحرأنفاسالصحافة من م ة املالدميقراطينعة، فلم تلبث شأنالتوزيع أعداد ـ لذي وا اإلعالمي للاخل رهوظ، )ألوان(و )الراية( عطبتعشار ما كانت ت عن مرسحنا سم

األمـن ما سـي ال والتنفيذيةة املناصب السياسي إيلاا تزوح كالنهاية، بن إيل اإلنقاذ مسريةقة، ففواخلارجيةت احلركة دكبرية أقالما اإلسالمي كان يقدتمع أنهلا رتنفع الدعوة وا،

.غور اتمعث سحترعود ت بالقيضر أوالزائف بربيقها آثرت املناصب إذ

خـاص، فقـد بإذنا ترد صنيلتال األوىل لإلنقاذة ستقلأما التجربتني يف الصحافة امل سا املعروفة عل األوىلرت خرونةامل ىمقدر مع حدا املشهورة منذ صأخرياتورها يف د

ني كافـة منـذ ميستفادت من الرباط الروحي الذي وصلها باإلسالاالعهد املايوي، كما . كثرية حياناأ% 60يف التوزيع تزيد عن النصف وتصل فحافظت علي نسبة جناح ،يومئذ

،حبمـاس اإلنقاذد ثورة ؤيي ،واحد يف التحرير اقسحافظت علي م ،دةتعدامل ألوااورغم معارضة اجلبهة هي نفسها اإلمجالعلي وجه اإلنقاذمعارضة أن إذو .ةحبد أعدائهاوينتقد

ره قاعدة احلركة توف ال قصري مبدد بعد انقطاع مشوارهايف مواصلة تان، مل جتد عاإلسالميةت عفداف ،املتمبا هلا تصلة خقتصادية واالالسياسي بأجهزاحكومة وإمنا ب،فحس اإلسالمية

مـرة مجالفراغ السياسي الذي ن ت يف سدموساه ،تنيمن الصحيفتني الرمسي بأفضلعنها مأزق كبري حد إىلمؤمترات احلوار اليت مألت أصواتفوت بعد خ األوىل اإلنقاذيف أخرى

ت عالقـة اجلبهـة نف اليت شابر والعتالتو بأحوالصلت تاولكنها كذلك .األولالفراغ

اإلسـالمية اجلبهة أضحت إذ األدوارنقالب ا، ورغم وميينا يسارا األحزاب،مع اإلسالميةحكومة والبقية معارةض، وأضحت بدورها الرصانة إيل اإلثارةتغادر أن )ألوان(ع مل تستط ،

مات اإلنقا ةسمة عنيفة ذ األوىلمن سيائعؤدجلة دم.

ع قد كانت تتطلف ،دور حملياهلا بالص أذنة اليت ستقلالثانية يف الصحافة امل أما التجربة يف اخلـارج عارضـة امل إيلا رف اخلرطوم اليت غادحينافس ص ما توزيعاة ال سيالدولي إىل

وراجامل طت وست .بنيرغتة(فأباحوداين الدولييف األمحرجتوز حدود أن أقالملبعض )السـ ها الذي غجومزا األوىل اإلنقاذ تة اليت سادمناخ الشمولي ني علـي قادـا املـدني بل

غفأني، والعسكريأنالصحيفة قبل قتل تال عام صدورها وكمعتقل صاحبرها فور ها وحمرـ إسالمي كاتب دة، فقد مسوصوله مطار اخلرطوم من مدينة ج بمشهور بالصحيفة نائ

ته املعروفة يف نالعام س األمنيبع تا، وإذ العام جاء مقزع وامتد بعنفه إيل األمني العام األمني ،ضد الصـحيفة وعبأهمة قيادة اجليش أهي أعضاءه نائب دشل، حف عن الرد والتجاهفالتعإذ كـان صـاحب ،راقرم باألحرى أو حاقترالعام م األمني إيليم هم يف ليلضخذ بعأو

إىلالنبأ حيمل) ورياث( بنفسه بيانا بتمث ك ،هاتصرحي ىلغوي فوراالصحيفة ل عطأن ت ،القرار .الصباح أخبارمجاهري الشعب يف نشرة

، األوىل اإلنقـاذ ت لبعض سنوات يف متدا ،ارةبية السييف الصحافة الطال أخرىجتربة ةأول بـادر مـع ةاحلزبي اإلسالمينيت صحافة مساليت و واإلثارةالثورة نففيها ع طاختل

اسم ت الصحيفةلمفقد ح ،بني الدولة واحلركة أو اإلنقاذبني الرمسي والشعيب يف علصرالت من لمح أايب الشاب، ورغم ف الطالالتطر عليها صوت بلصوت اجلماهري ولكن غ

ميةاإلسـال احلركات أخبارما سي ة الة وشبه الرمسيال تطيقه الصحف الرمسي العامل ما أنباء وأخبار ، بلنشاطها ومواقفها يف العامل قاطبة وأخبارالعريب اإلقليمعارضة يف املو اجلهادية

وأفغانستان، تستقيه من مصادر احلركة ومكاتبها الرمسية املستترة دوهلا الوليدة مثل الشيشانيف الثـورة زعلي رمو الذعا هجوما أحيانات لم، فقد حاملوصولة وثيقا بكل تلك الساحة

أن ينبغـي ت عمـا أن بعض مواقفهم وتصرحيام الن رأت إذ معروفني، إسالميني ىوعلمـع تقـدمها يف هروص أكثفيف لإلثارةها نوحالكلمة وج نففيها ع ىكما جتل .يكون

ـ أعدادبعد بضع فأوقفتها، دولة معها صربا إيللة تحوفلم تستطع الثورة امل ،الزمان ،ةناجح .ريها النانية علي حمرقوبات التنظيميالع وأنزلت

اخلرطـوم والية أطرافي غطصبيحة الثورة ال يكاد ي ازاعة والتلفذاإل ثكان مدي ب النصف الثاين مـن النظـام أولتقوية البث الواسع منذ طاتحفت م، فقد توق)العاصمة(

ة شتراكية االالشرقي أوربايف دول أصدقائهخمة من الض األجهزةتلك بلج يالذ ،املايويالسالفة، مث بلـا حـىت ل لعقدين يف الزمان أو أكثرتطاوامل باإلمهال األجهزةت تلك يكأ

اإلعـالم وازنـات ها مفن تعرالغيار مببالغ مل تك عطق األوىلت اإلنقاذ بل، فجلت متاماتعط .البالغ بيوج اوصوت ةبأن للثورة رسال تؤمنسات ؤسوم ذاذفأعليها أعانيومئذ، ولكن

مث انتشرت الطواقم الفنية والتنظيمية تات من ريبا يف داخلـة النيـل احلياة لتلك احملط عيدـ يسن ال حيثكلمو اوو، وباج يف عواصم اجلنوب إىل األزرق ة ت مراكز التقويـة اإلذاعي

والتلفزيونيأن غط ثة، ومل تلباألجهـزة طاقـة تلـك ىاعي مدذالبث اإل ت مساحات يف أجزاء كذلك تالصني ومس إىل آسيا من ابلغت أطرافو فشملت كل السودان ،دةتجدامل

وفقـا ملقتـرح ،ضاءفة للاللجنة القومي بإنشاءمن جملس قيادة الثورة ور قراردوبص ،أورباإذاعة أو الفضائي مهما يكن ثص يف احلركة، انتظمت أطراف عملية البجملس اإلعالم اخلا

صلتم املالطريق للتقدومهدت ةاإلعالمييف الثورة اإلنقاذة طها خربع انتظمتتلفازا،كما .حثيثة ىطخب أقد بدالذي ذلك اال هدهش الذي

سـت س، فقـد أ لإلنقـاذ األوىل ر كبرياآخ سة التلفزيون القومي حتديات مؤسمثل رت وفقاوتطو غريب، ولكن طالئـع الثـورة األوىل ليلفظ ك ملنطقها اخلاص الذي يكاد

الذين دخلوا عليها الباب كانوا يتوهالووعط النظام كله افقد أزاحو جذريا سريعا رامون تغي الدستور ولن تستعصي عليهم مؤسة الثورة والتغـيري دار إع بنيويف التداف .اتهسسة من مؤس

مانعة يف امل أوفر حظااألخرية ت دب ،وإداراا بريوقراطيةسات الاملؤس لوجياوسيوس ومقاومةامود، فليس ملن وفد من صف الثورة أعضاء شبابا تربووالص ةيف كنف احلركة اإلسـالمي،

أستوديول م من مل يدخنهالتلفزيون، بل م هشبي جهازيف سابقة أو عمل م أية خربةليس هلـ م التمويه علي جهازبسط غاللة ومع رغبة القيادة يف ،مريا قطاأو يواجه ك خـتري ا ،مه

من جيل اإلعالميني امل للتلفزيون مديرامني، وخضرختار نائب األمني العام أن يبله بنفسـه غب سيطرة اإلسالميني علي مقاليد الثورة، ولكن جح زاحت قليالنانبأ تعيينه من بيته بعد أن

كـن يف يمل وتفصـيال مومادير اجلديد فإن التعبري عنها عن الرسالة قد بلغت املمهما تكحىت استطاعت حركة اإلعالم واإلعالميني الناشطة شطت حماوالت التغيري من حتتهنوسعه، ف

عن رعب ما رعانس لتزم، ولكنهمق الصف املن عمجديد ديرمب تأيت أن واحلركة الثورة أروقة يفن منصبه وعاد م يعففلم يلبث أن أ ،ابه العسكرينيالثورة ونو لرئيس قتر مل اإلعالم يف رؤية

من جديد سابق مدير، فشةت له سابقع انتمائه للمؤس41ة اليت عادت حاكمةسة العسكري.

وسمثقفـي احلركـة ىبني املدين والعسكري، بـني رؤ التلفزيون رديممعركة ىو هـؤالء بـني باينةامل معارك ت أوىلبشلة يف رئيسها، نالدولة ممث يني يف اإلعالم ورأختصامل

الثانية هي بعض فإن ورؤية رأي معركة األوىل كانت وإذ ،التلفزيون سةمؤس إطار يف ،وأولئكربمن ح ة االعصبيملهنية احلديثة يف صا العسكرية، فقد كان املورحبـق الذي حيمل دير

املؤملـة الرسالة حيتمل للترفيه ال جهاز التلفزيون أن ىير يف الرسالة التلفزيونية هرسالة دكتوراجنـاح ولكـن ةيف التربية أو التعليم أو التثقيف أو التعبئة السياسي ةي وظيفؤدوقد ي بامللل، شـتباك بـني اإلعـالم لكن اال. ع من الترفيهمتم ذلك يف ثوب كل يبسط أن يعين الرسالة

سةواملؤس األ التعبئة أثارته خمتلفة طبيعة ذو كان ةالعسكريحلرب ةسبوعي اجلنوب عبرنـامج رب )يف ساحات فالتعبئة ،)داءالف ىة لدالعسكري املؤسمن عمـل حصراة إمنا هي سة العسكري الـدفاع (أن تقوم بذلك جهة مدنيـة مفهحة، وال يات املسلللقو )يوعنالتوجيه امل عفر(

سة إجابـة لـداعي االلتـزام ن دخلوا إيل املؤسمباط ممهما استعانت بصغار الض) الشعيبة عسـكري أنه أسرار دعتقل ما يمم أو حتتتتفه ة ال تكادوح العسكريالر أنكما ،اإلسالمي

.ةة للتعبئة الشعبيضروريضمن رسالته ال ها اإلعالمثبقد ي

اليوميـة الـيت ة التعبئة العسكري وحت ردإذ ب ى،أخر نةبايم التلفزيون أبرز كذلك ـ عمـا ؤدجلة اليت ما يف األوساط غري املدجلة ال سيشديدة األسيطرت علي الربامج ت ده

.أF7, ا����Y ا�6آ�5ر 1AGل 1A+7ن، �o5ول إدارة ا�MFP5*�ن إ�' ا�&�A�� 6�Aد 1AGل 2

ـ يف سـاحات (برنـامج ت حلقاتبلؤانسة، وإذ جلإلمتاع وامل تلفزيون إال أداةال الفاءد( اعة ذالتوجيه املعنوي يف اإل وحلقات )حممود يونس الرائد( سماب املشهور الصباحي واحلديث

لوالتلفزيون، جال األوىلفا وتأييدا بالغا لإلنقاذ ت تعاطب سيد احلملةما مع تصاع ة العسكرييف اجلنوب، أفزمن آخرين تع ال باملزاج ثقفنيامل ةعامامل وداينسبعضهم فترك ، ظ،تحفل املعتد

هروبا ودانسال مشاهدة القناة الرمسية، وتطرف بعضهم فغادر السودان مجلة يعترب هجرته من

بعقائداهل( مناخات من أمزجتهم أو مهماليت )الديين سوا التلفزيون إىل خاصة بيو وصل.

وسمت صالح اإلة اإلعوىل موضويام األة األكذلك ثوريداري، إذ رفع يبغـي شعارشالرد الدولة هازجل ةوالفاعلي ويمن عليه ران مما رهطه فساد وترهمول، وكل وخوت جلنةن ليا عرت يف العامل داري اليت تطوصالح اإلملة جتارب اإلر يف جنظأن ت ينبغي كان الوزراء جملس يف

دة، فاقتحم عقة العميقة املهمر البسيط على املباشامل ارعالش طغى ا، ولكنلمع خربا وأصبحتباغالثورة وزارات الدولة ومصاحلها بكامريا الثورة يف زيارات امل وزيرتامل ة ـ رةصـو ترصد

صور لالفوضى والتره، وتعلناظرة بني طبيعة احلركة اإلها على الناس، مما أحيا املنةصالحي قادة لوكس بعض ة يفة العسكريوبني الثوري باغتةنف واملالع الشعب املديين الذي يكره جومزا

والنظـام سواقفوضى األ محيث تع اخلرطوم املركز والية الةو لوكس ذلك من وقريب ،الثورة

األموينيوايل اججاحل تاعبار وداينسال الشارع عمفس ة،احلزبي الرخوة عهد بعد ماسي ال ،العاموبع ،راقعلى العض كلمات اجلاهليوقة يف حماربة الثورة لفوضى الس.

***** األمني العام، فبعد بستترة عند نائليا يف بؤرة القيادة املزت التعيينات العبالطبع ترك

ات نات القويوتعي ،رةادسات ورؤساء جمالس اإلديري املؤسكالء ومن الوعي ،جملس الوزراءتصلت اة نفراء، وهي سف والسحالص التلفزيون ورؤساء ذاعة ومديراإل رحة ومدياملسل

نقاذيف عهد اإل لسنوات، ليا بيد القيادة اخلتركيز الوظائف العة للحركة اإلاصةسالمي ، جاوز، اليت مل ت)لياة العبحاسنات وامليجلنة التعي(ـب فرحاسبة فيما عضيف إليها وظيفة املأعالعام األمني ضويتها اخلمسة، ولكن يف مرحلة الثورة األوىل كان نائب يستدعي خربته

وذاكرته مجسمادا سغري منظور معايري واضحة وألفق طلق دوناحلاكم امل ت.

الثغرة األخطر ،حةات املسلمن ضباط القو اش عشراتعفو للمالع ت كذلك يدطال ة الثورة ترقية رئيس الثورة من ت جلنة السبعة عشيفقد تول ،ستهدافحلماية الثورة من اال

رتبة العميد إىل رتدنتف ة الفريقتب تلقائيا الرتمث وطارت أخري اليت كانت تعلو عليه ب ،علمت املشرحنو األدىن ةح صاغ ملة معايريجبها العسكريالتأمني ،جةون بذات احلون واملدني

تها مأزق العالقة بني الدولة طوخ ةيسالماإل احلركة رؤية واجهت لكن مثلما .األمت للثورةودان على الس ة وجيشسالمياحلركة اإل طابقة بني جيشملحنو ا يضامل فإن ودان ودولتها،سال

ة هلا رؤيتها يف بناء جيشسالميفاحلركة اإل. تعقيدا دشأل مأزقا مستوى تبديل األفراد مثمثيل األمة ويجاهلكن تطبيق معايري تصفية األفراد اليت أ ،عنها دمث ،ت بسرعة هائلةلعم

ة ذات عضوي لبمن ق حةات املسلة يف القوسالمياإل ض إلصالحات احلركةس الرافالتوجتاليا ع، فلوا بقرار احلركة وتوجيهها يف خمتلف الدخدأة يف اجليش مبن فيهم الذين سالمياحلركة اإل

ركة نقاذ وانقسام صف احلستقبل أخطر أزمات اإليف امل زث الذي أفرثلأضالع امل تكتملاةاإلسالمي ،فالضعفوا للمعاش تراكوا أو الزباط الذين عت لديهم مرارةم ا فيهوأة مما رخاص

منهم يف ومن بقي ،مهل هانةإستهم واغتصابا ملؤس أحة رات املسلالقولطة اليت آلت ي يف الس، فرضي ةبتراتنضبطة املا يف سلسلته املهدعهيمل )ةدربع(ار الذين صنعوا التغيري غباط الصضلل

بعضهم باملعاش واالعتزال، وجتاوب آخرون مع نداء املعارضة والقيادة الشرعية الذي ارتفع س من العالقة بني احلركة لتبخر املأما اجلزء اآل. يدعوهم للهجرة واالصطفاف ملقاتلة اإلنقاذ

ا اليت آلت إليها وضبكم والسياسة احل أمور قيادة الثورة تفترض أناطها، فقد كانت قيادف أن ذلك خل بير ني، والما اجليش فهو شأن العسكريأ نيالسياسي نشأ من قتصادواال

،)نشيةامل(و )القصر( بني السياسة تساحا وحىت اجلنوب يف اجلهاد تمن ساحا كوارثه بدء .إليها نعود وتلك قصص, )م1999رمضان (نتهى مبأساة او

أما املؤستمع ونشاطه املدينسة العسكريفهي ،ة األخرى ذات العالقة األوثق بااألمن جهاز. فقد واجت ثورة اإلهشبنقاذ ما يه له محاية ىرجالفراغ يف اجلهاز الذي كان ي

الثورة مبهنية وفعاليرقرا نذة، ولكن م أبريل انتفاضة دالنظام املايوي بع أمن جهاز لح

االنتقايل األول اهنتفاضة عامت االقستغرام البديل املطلوب، فقد م مل يق1985 )نيسان(

يف اإلنقاذ األمن نى شأفتول. همةل املكمر لألحزاب أن تباد ومل يتيستصفية اجلهاز امل لحتاووقدنقالب قادة اجلهاز قبل اال أوال أحد أصبح جلس قيادة الثورة، مث استبدلته ضوا مبع

)ةبؤرة القيادة اخلفي( كبري إسالمي سريعا بضابط من ذات دفعة رئيس الثورة، مث عستاذأن ي جهاز مع ةاإلسالمي احلركة قصة لتبدأ ،له نائبا ةاإلسالمي احلركة أجهزة قلب من جامعي

.42األمن

،نقالبلت تقوميها حلدث االعارضة قد أكمكانت امل ،دشهيف الطرف اآلخر من امل وأنه ة بالكاملسالمينقالب من تدبري اجلبهة اإلأن هذا اال: جتني مهمتنييصت إىل نتوخل

ال يتجاوزفحة ات املسلذوه من القواط الذين نفعدد الضبأما ،شعبيا وعسكريا معزولاخلمسني واملئة، مث حولت النتيجتني إىل ممنطقيتني متنيقد لزيسقاط ك السريع إلمان بالتحر

مساكها باألمور إ محكا ستإوإال ف ،هاابصمور إىل نة وإعادة األسالمينظام اجلبهة اإلوتيف اال ق برناجمها الذي بدأت مالحمه واضحةطبنفراد بالساآلخرين حقلطة وس.

ان املدين صيبالع )ةالدميقراطي عن الدفاع قميثا( وصصن تهالمح اليت الدعوة كانت الشاموالذي وق ،نقالباقوع ل يف حالة وعمع كافة تت عليه أحزاب ومنظمات ونقابات ا

بال صوت قاويلبوط م املوسيقى العسكريا احلديدية وآالالثالثني من يونيو ة فجرذات التقاليد يف باحزبدأت األ ،عتقلحزاب إىل املول قادة األخوبد .م1989 )حزيران(

ال رعان ما تبلور حتالفوس ،واجهة املرحلة اجلديدةة ألجهزا ملالفاعلي عيدي ترالعمل الس ،مدين صيانلع حماولة تهبعقأعارضة مجيعا، وى املسقاط النظام من قمكتوب إل مه ميثاقحيكسرعان ما حاصراحلركة اإل أجهزة تهاحمدود اإضرابوأفشلت ة سالمي طوس طاعالق يبالط

األشد خطورة أما اجلانب. ب فيهاوجك السالب واملالتحر جيداحلداثة اليت ت لأحد معاقات اط القوبحزاب بضعناصر وسيطة يف بعض األ تصالافهو ،نقالب الوليدالعلى ا

مون أتصال املاال وتيسري ،يف اخلدمة ن ال يزالمحوا حديثا يف املعاش ومرن سمم ،حةاملسلمي ،غريهلوأد الثورة بانقالب مضاد ك السريعم بالتحر.

3 ! � �cو��� ا! ���Uد �d�8 5? ،�,�Jا�� %�- g2�Aا� "A�R ��. . ول ا��Wرة ا�3��% إ#�اه�G2�R 5 إ2%ام، ��]

"� �7Y�R .��R ��8.

جهزة معلومات احلركة اليت أالقيادة للخطر وتوايل تقارير رستشعاافإن ،باملقابل مث ، ضةعاركات املبكل حتر وأحاطت تقريبا قصىها األاا إىل حدآلي لستغالات نحسأ

اط جهاز األمن ليكونوا ضب ،ةاخلاص األجهزةضوية احلركة يف حالل عإسارعة بدفعت إىل املق ستيعاب تدفاجلنة األمن والعمليات العليا عاجزة عن وإذ بدأتالرمسي وعساكره،

فرة فيما عخاص عتقالاسيس مراكز أت بتقام ،املعلومات الصاعد إليها من أجهزة احلركة ة واسعة تأخذ الناس بأدىن شبهةعتقاالت عشوائيفيها اال متددت، )احاألشب يوتب(ـالحقا ب

رغم وسالم، طلقا اإلها مرقنسان ال يلكرامة اإل هانةإو أو حماكمة، ولكن بتعذيب بال حتقيقأن عناصر األجهزة مل يعدأسالم يف مالتعذيب يف اإل زفيت هلم جبواموا من يساة فكرية

تساة األأللم ضاففقد تناهت األنباء املفزعة للصفوف الوسيطة يف احلركة من ةخالقي ،األقرباء واألصدقاء وبلغت أعضاء يف جملس الثورة، السيما يف لقاءام مع السودانيني

.وغريهم يف رحالم اخلارجية

زا لاولتعذيب يف بيوعناصر من اال شباحاأل تةستخبارات العسكري، م شاركتهبار من يون الكه أمام عدمشاه ت بعضروج ،تهاضوية وعسالميعناصر من أبناء احلركة اإل

لتزمني وقادني املالعسكرية من أبناء احلركة واستنكرته كذلك فئة .ةأجهزة احلركة اخلاص، ها للخارج صوت عها مل ترفولكن ،ت بالصوت العايل عليه داخل أجهزة احلركةضرعتاو

من كبار قادة ،لم العظيمم الظهعلي عقبة للذين وقعتذار يف تلك احلعتراف أو االباال .مرهاغعارضة وصامل

يام أاكري ة إىل بوسالميع احلاد الذي اتصل منذ أيام اجلبهة اإليف غمرة التدافلكن ملة تاريخ احلركة يف عن ج غريبة رت عقيدةتطو ،ومهاصة وخسالميبني احلركة اإل ،نقاذاإلى املسؤوليات الرفيعة يف صر اليت تتولارت عنها العنعايف، عبح والتستيعاب والتساماالليا، ات العمن والعمليبنائب األمني العام وجلنة األ يومي ة واملوصولة على حنومنيجهزة األاأل

عارضة ذات الرتع السياسي أو العسكري، ومده م إلسكات املنف احلاسالع عتماداوهي مظاه وايفلياال الفوضى رواال ةقتصاديجتماعيكذلك حامسة بقوة هاطضبة في.

،ةمنيهزة األجة األقيف أرو وحا سائدةت رشرستات أن ثلب إىل تلك العقيدة اليت ما يمكن أن تفهاجلرأة البالغة ال ما واحلماسالشديد إلعدام ختاذ بعض قرارا بارك اء األطب

الذين شرضرابإللحماولة يف وا ع، فيها، أو ما اطوأو تور قولبعض عدامإبالفعل من عستعجلة أنه ة املجيازية اإليدانياحملكمة امل أخطر مبن فيهم الذي، تاجرين يف النقد األجنيبامل

ة كانت الثورة لرموز يف الديانة املسيحي بناءأفا وبيعا، وفيهم كذلك ال تصر ثاراملال و حيفظصت را حممو ها يف عمرها الوليد ويف املستقبلم عهدا ودودا ينفعمعه ظأن حتفحتتاج

ة يف سالف جتربتها أناحلركة اإلسالمي وإىل تلك اجلماعة وتلك الروح .ن رعايتهحستتى املعزرة املجزالة اليت تعجلة يف نائب األمني العام مثرتكبتها قيادة الثورة وقيادة احلركة م

،فاط الصبد من ضدالع وأضعاف -رحمهم اهللا- اط القوات املسلحةمن ضب )28(يف ا بعد حماولةفاشلة نقالبية ؤاملس لحاونقالبيني ستيالء االاروا ولون عن تأمني الثورة أن يرب

ا تركتهأ يعملون مفيها على مواقع بالغة اخلطر، بأطوا بالكامل مام بصرها حىت يتورويقبض عليهم ممنيرج. وسن جمافاته للحقيقة إف ،خالقللقانون واأل وى جمافاة ذلك الزعمبقد انفلتت بالفعل من أيديهم فجر التنفيذ مورن األإذ أ ،ت غالبةدوع ،آلية ضا عن إعمالو

ف عن حة لتكات املسلأنه رسالة للقو معنتقام، ما زالنف يف ات آلة العلمراقبة أعة يف املالدقهداء الش ذوي رخطت أن ،اليوم إىل نقاذإلا قنع يف ةاملسؤولي تيقوب تفعل مل لكنها نقالباتاال

.ةقات شخصيلتعوماذا تركوا من وصايا وم ،وانفوأين د ،وبأي قانون ،اكمةت احملكيف مت

هكذلك شت اإلدهي األوىل من نوعها يف ةنف حادثنقاذ األوىل املوسومة بعقيدة الع سمت السريةتا، فقد هائبناأعدام يف أحد اإل مكاحلركة ح تنفذة، أن سالميتاريخ احلركة اإل

شديد، إذ أنه أحد ضطراباب -رمحه اهللا-ود حيي بوالد ؤة مع احلركة للمهندس داالسياسيبيا كان قائدا طالرغم أنه ،كمال دراسته اجلامعيةإقليم دارفور فور إالقالئل الذين عادوا إىل

أنال ،همامحتاد وأمانة اجلامعة مما رئاسة اال، ى إليها طالبرقرفع املناصب اليت ميكن أن يياي حنو منله تلقائيا للترقؤهختار العودة للجذور والتجايف عن اليا، ولكنه صب احلركة الع

قد ال تعين شذوذا أو وى تبايناتة، ولكن سسالمية للحركة اإلرطوميمناخ النخبة اخلفقد ،وى ذلكس .ةسالميداخل احلركة اإلدارة والسياسة ختالفا يف اإلابل ،خروجا فاحشا

اليت كان مرشحا فيها عن اجلبهة اإلسالمية م1986نتخابات ا بعدل املهندس بوالئه حتوما يف سي ال القومية يف دائرة نياال، ورغم ما شهدته تلك االنتخابات من حدة وتدافع

ار ة والتيسالميلتليد للجبهة اإلا هءحتادي الدميقراطي خالعا والل للحزب االحتو دارفورتعاونني مع جهاز األمن املايوي إبان حكم النمريي س قوائم املأيف ر امسه جاء كما .سالمياإل

.بعد أن قامت جلنة تصفية جهاز أمن الدولة بتسليم وثائق اجلهاز لديوان النائب العام

ودان يف لتاريخ الس ةطارحا قراء ،رطوماملهندس مرورا عابرا باخل رم ،بعد اإلنقاذ التسامح كثريون من ومعه بالعفو با جتاومة، وفيكتبه طالبا مناقشتها يف أطر خاص كتاب

أبناء جيله مرتقوا إىل صفوف احلركة األوىلان م، لقابه آخرون بصومعانفة، فغادر دودا للدكتور جون قرنق يما رئيسلقا حودان حمقة لتحرير السإىل احلركة الشعبي نضماودان وسال دخول من مث دة دارفور ، فوجخاص ،شة غري اجلنوبية يف نضال احلركةمهقاليم املاخنراط األب

د دارفور على ة لطلبه يف قيادة مترواستجابت احلركة الشعبي ،بوالد إىل صفوفها ترحيبا كبرياال واسعا اة واتصدود التشاديعمال من احل فوره منرطوم، وبدأ اخلة يفلطة املركزيسالمني حنو تكوين جيشتعلعمال وبعض املعماء القبائل والعشائر ورجال األبز وطليعة مقاتلة طروحة املناطق املأى تتبنهفقاو ،شةم كتملت صورة نشاطه اوعندما . ةلرؤية احلركة الشعبي

ن زاولوا نشاطا كبريا ماطه معام اجلهاز مجاعة من ضب د مديرجر ،رطومير األمن باخليف تقارالقبض عليه يف وضع القائد يلقاحيث ،ة إىل دارفورة والتنظيميجهزة اخلاصر األيف أطاكمة حم عدامه السريع يفإخرية قبل كانت األ ،قصرية ى معه التلفزيون مقابلةوأجر ،امليدايناط ببرز ضأي أحد دارفور إبان تول غامضة جمهولة التفاصيل، األرجح أا كانت يف لما تزا

ف رة قادها الوايل بنفسه جلمع سالح ما عقوي واسعة ، وبعد محلةفيهااكم احل بالثورة منصجلاد يف حادثة املهندس ل املوضوعي اأن التأم بير وال .دارفور يف )حسلامل هبالن مجاعات(ـب

لطة سلل معادلة سيسأوت الواليات عن ةظاملامل عفر حنو سنوات منذ الطريق يءضست كانت بوالدتساة العظيمة اليت أودان من املوالثروة حتفظ السوم2003فيها بدارفور منذ العام طر.

أن يلم ،ت إليه إدارة اجلهازصلعام وخ ديريل مإ ىاجلامعي بعد أن ترق ستاذحاول األ الت صة ويف النقل واملواات اخلاصة تناسلت سريعا يف املقرمن أجهزة أمنيموحدا عددا إليه

إذ مجعها حتت ،قضاء على الفوضى أدفيما ب ب والنقاباتوالبترول والتهريب ويف الطاليف ضبط جتاوزات التحقيق واتطرمسي واضح حماسب مسؤول، كما مضى خ مرة جهازإ

أو أفراد، ولكنه مل خيطو باطأحيانا قاسية على من قارفها من ض ذيب وأوقع عقوباتعوالتاخلطوة احلامسة اليت تروحا جديدة شيع، مفهو تستبنيم األمن يف دولة مرة فضال عن عاص

إ دولةسالمية معاصرس كرامة اإلة تقدنسان، فرلاملرح وحباية كلها كانت تذلك وال نتوقيع ملن يتبويغرد متاما ة أنأ هذا املوقع خاص كما أن شعوره بضرورة محاية . هربخارج س

ته ومتكني ثقتهم يف أنفسهم قد قجهازه وعضويصفبه عن ذلك األ رة شديدة ق، مث مركزيمة يف تفكريه كشف عنها الزمنلخ.

جنس هكم كان مسرحنقاذ األوىل بني املعارضة واحلاألخري يف مشاهد اإل دهشامل ق ثالثتهم م التوافن هللواته مع الزعيمني الكبريين أن يزيالعام يف خ األمني ر، إذ حاولوبك

اقع مجيعا املو ام أن يعتزلوفدعاه ،ودانسمالمح مرحلة جديدة يف تاريخ ال ميرس مجاعإعلى ة املالتنفيذيباشستولوا على الاللذين ة يف السياسة طمأنينةرإىل الشعب ةطمأنين مث ،لطةس

رالذي كه راصم أخريا فااأل عا بأا ومزاودوا إىل كلمة سواء، وأن هذه ءحزاب ومناوراة فيتوافقوا معه راكيشتختار االاتصل من وشريعة اوإميان واحدة سالم، عقيدةالكلمة هي اإلولكن . قليميهم العريب واإلوارم وبني جة وصاال بينهختار القومياسالم، ومن على عدالة اإلالزعيمني مل يفريقينيالعام حىت حتمل إىل الشيوعيني والبعثيني واإل منيقا على دعوة األواف.

مجيع من يف ر القدمي الذي ضمحود عن املدتجاجلديد امل رحوتبلور امل ،لقعتبل ويف ذات املنقالب من تدبري ستيقنوا متاما أن االافقد ،ةة القوميسالمياجلبهة اإل مل ماعدا زعيقعتامل

.كتمل يف اخلارجاع الذي مليثاق التجم ل نواةمث تفاقاعوا على أول ة، ووقهة اإلسالميباجل به الطريق على حماوالت األمني العام لتأليف الصف جهدا يقطعلو أاألمن مل ي زن جهاأكما

ساءةإبه قأحلة فجأة ليال وقتاد زعيم حزب األما، فبعد خروجهم مجيعا من املعتقل األولاألمني العام من حمور نائب األمني العام صهرهلله و بالغة ساس رسالةهي يف األ ،بالغة

. ولن تصطلح مع األحزاب ىل الوراءإر تنظ ال ، أن الثورة ماضيةاملوصول باألجهزة األمنية الف بني اجلبهة أن حقيقة اخل ،لثورة اإلنقاذ قتعمبان هلا حتليلها املأوى اليسار فقد أما ق

لقاب، باأل زصوات التنابأصومته وتعالت بينهم ت خحتدامهما ،الكبريين واحلزبني ةسالمياإلفما هو خبالف فاستفرغوا وسعهم أال يكتمل ذلك الوفاق، ولجوهري على مبادئ وأص

بينهم وبني احلزبني كثرية ضاتصطربوا فيه على تناقاباهظ م ما أرادوا بثمنوكان هل .ة مكشوفنياء الطائفيمعنقاذ بزاإل نظام دحىت ال ينفر التقليدين

***** ة جسم احلركة اإلبقيال ة من داخلسالميهودان إىل خارجس ثمل يلب أن حترتفاعالك م

رين مبشروعهم بشفوا العامل مالدعم لزعماء الثورة الذين طو دشوح حاملسار أهي ،مع اإلنقاذيف خطابات الرئيس املختلفة ويف خماطبـات رهسالمه، كما ظإودان وتنميته مث سإلنقاذ ال

عضاء جملس قيـادة أبال أحاطوا فيها بوجد الناشطون س ،لداخلويف ا. أعضاء جملس الثورةني سـالمي شترك بني اإلاملاملعلن ل العمل السياسيمني على اللجان، وكان أوقسالثورة امل

ني واإلاملدنيسالميت هو سلسلة مؤمترانيني العسكري احللس املختلفة، تها جلانوار اليت تبناوقد بت داحلاجة مطفق الفراغ الذي ءة ملللح سياسـي م مع مرور األيام دون برنامجخيي

هب الشعب مع الثورة، وقد كان موضـوع جتاو ئيعب أو طرح أو مشروع للحكم اجلديد)السياسي املشروع( نقالبداوالت التحضري لالبندا مهما يف م، عرف قيادة احلركـة إذ ت

ـ حكم لفشأ ما احلريات، وكبت السياسي الفراغ عربة ـ قالفري -1958( عبـود راهيمإب .وانتهي حبكم املشري النمريي إىل الزوال )م1964

ه بالطبع جلنة احلرب يف اجلنوب، حمل، خطربا حنو املشكلة األوصاألول م حقترجاء امل لوان الطيف أشاركة من كل مساء املعالن األإجملس الثورة، ومع ضوها عسأالسالم اليت ير

ض ناقلإلنقاذ ي تسامحم نفتحم وجه ستباناالسياسي يف مؤمتر احلوار حول قضايا السالم، كبري مسعة إىل حد)يوباأل تواضطهاد امل )باحشعتقلني اليت بدأت يف الراجو عتقارير رب

نظمويف اال ،نسانقوق اإلمات حنتشار عأكرب م ربعالم يف الغربسات ووسائل اإلؤس.

وءداهل من مناخ يف واستفاضة ةحبري اجلنوب حرب ةقضي حول احلوار مؤمتر تداول

م فيها مشلألتاويف ذات الساعة اليت ح،والتسام املؤمتذاعة إ كانت ات اخلتامرين إلجازة توصيقائمة تتلو رمانأمد أ ذينال والعشرين الثمانية اطالضبؤمترين مبا أجنزواعجاب املإورغم موا،عد،

صخرة هلا أتي قد للعامل وتقدميها اتللتوصي الترويج ةقضي كانت عجاباإل قيستح جهد وهونقاذ ومأل ة مع اإلخبة السياسينب المود جتاويف كسر ج حلكن املؤمتر أفل. درتطام والتبداال

قدوفق ع ،ودانسال الدولة واحلكم يف تأسيسإلعادة فكارا مهمةأ طسالسياسي وب غالفرالطة والثروة مما سللقسمة العادلة لل يئطراف مع املركز ويهحل مشاكل األجتماعي جديد يا

للحركة يف العامل ووسط جاليات كما أتاح املؤمتر مادة. ت له بعدأنقاذ قد يمل تكن اإلي توصيات وقرارات املؤمتر لتكون جملس الثورة بتبن ارج، كما محل قرارودانيني يف اخلسالد نقاذ للتعدول نظام اإلبق ،قرار السالمإة لوقف احلرب وه مع احلركة الشعبيضساسا لتفاوأ

.أو تفويض دميقراطي لطةخبة ولو كانت بغري سمجاع النحترامه إلايف اآلراء بل و

)واراحل(ت مجيعا كلمة لموىل وحنقاذ عرب سنواا األت اجلامعة يف اإلؤمترات املتوال ما يف سي ى ظاهرا النقاذ ويتجلتسامح الذي تنتهجه اإليف عنواا، تعبريا عن ذلك الروح امل

مؤمتر املرأة، مؤمتر ( ،لوك أعضاء جملس قيادة الثورة الذين توالوا على رئاسة املؤمتراتساحلوار حول النظام رة، مؤمتر النظام األهلي، مؤمتقتصادي، مؤمتر الدبلوماسيالاحلوار ا

. )ة الشاملةة القوميستراتيجيالسياسي، مؤمتر احلوار حول قضايا اإلعالم، وأخريا مؤمتر اإلومع كل مؤمتر كانت قائمة العضوية تتوسع وتزداد، فشت غالب أعضاء احلركة لم

ت جمموعة صغرية حتتفظ صام، وظلؤمترات وفقا لتخصعوا على املتوزلذين اة سالمياإلبوجود تاح هلا زيارة مقدائم يف جلان التسيري، وهي نفسها اليت ياألمني العام ليال أو نائب ر

كما أدرك .طلقةوامر املتوجيهاته على وجه األ ى وسيجري وأخذروإفادته مبا ج، اراعتقال املرتيل ه بالكامل من االسراح قطلأمن هذه املؤمترات وقد االعام نفسه كثري نياألم

الذي وضع روجفيه بعد خك جنه من سنتظمت عملية تأصيل أفكار اوخبروجه ،روباحلركة يف مداوالت ومرات املؤمترات، األمر الذي القر حتاج إال قليالي ة إذا يف غيابه خاص

حوال إىل حدود احلذر نقاشه يف أغلب األ بوصالذي ي ،ورنت طريقته إىل طريقة نائبهق .به كثريا خلطر األفكارأالسياسي، وقد ال ي

مؤمتر اإلستراتيجيكان له أن يتم بتلك الطريقة الباهرة لوال وجود ة الشاملة ماة القومية األمني العامشخصي، وإمكانينتظم املؤمتر بوصفه االيومي معها، فقد لة التواص)مؤمتر

ت سائر ف يف خمتلف اللجان اليت غطاآلالم شاركني لتضسعت قائمة املت، وا)ؤمتراتاملواجهت املؤمتر املف. احلياة بعاشعضالت الفكريى لوضع األهداف والوسائل ة وهو يتصدنفسها قد )ةاإلستراتيجي(فكلمة . ودانسحبجم ال لبناء قطر ،لعشر سنوات ظمى متتدة عطخلولدوهي تضع غاية اإل ،رت يف بيئة الفكر الغريب العسكريت وتطوها يف فة وهدستراتيجي

،نامؤم جمتمعاو وايف دولةاملؤمتر بالتعريف الذي ي العام مد األمني ولكن ,)survival( البقاءاإل سالم، فغايةاإل على سامؤسهي ةستراتيجي )العوليس )ةز املعين دجمر البقاء لغاية ليبالس.

ة أولويت نظريا مدتاع ،وبإهلام األمني العام االستراتيجية القومية الشاملة ؤمترم ذنمف ر صدوذلك قبل أن ت ،من أبعاده عدعلى الدولة، فاتمع هو األصل وما الدولة إال ب اتمع

كما جاء يف خمتلف شعاب احلياة، يف منظماته ومتكني املدين املبادر اتمع مصطلحاتة ة القوميستراتيجيفاإل. القرن املنصرم النصف الثاين من تسعينات حنو وثائق األمم املتحدة

تمع امل ت جبالءالشاملة نصجمتمع مبادر ؤمنأن ا ويترك أخرى ،بغالب وظائفه يقوم .لطانسحمدودة لل

ة سالميني يف العلوم اإلختصؤس الفكري للمة عن البستراتيجيكما كشف مؤمتر اإل التقليديوا يف كة حىت الذين تربناحلركة اإل فسالميرهم إلة، فجاء تصوخالق ة األستراتيجي

مع السودانعن حمتوي التأصيل الذي تستهدفه احلركة اإلسالمية لتجديد جمت ساذجا قاصرالتها إىل الحظات اليت حوالعام بامل منيا األهكم، فاستدرهقهعن فقر ف منت عتراضاتاوأثاروا

تمع وتديانه، بل ووثيقة فريدة يف التخطيط ألخالق ابتكار وسائل موضوعين ة لقياس التديخاصة ال عالقة نالماين ويعتربه شؤولفكر الغريب العامما ال يأبه له ،خالق والثقافة والعلمواأل

.ستراتيجيهلا بالتخطيط اإل

ة الشاملة فجاءت إضافة ة القوميجييستراتيف وضع وثيقة اإل لذالذي ب دورغم اجله الفكر النظري حمض عاصرة، وليسسالمي املوصولة باحلياة املة أصيلة حلركة اإلحياء اإلفكري

هتمام لتكون هاديا جلملة كسب مل جتد حظها من القراءة واال التجريدي، إال أن الوثيقةم هعند فكارون الثورة ال حتظى األديرنقاذ الوطين، فالناشطون الذين ينشطون يثورة اإل

ت يظمي قد لقطة العن وثيقة اخلأكما ،قراءاا وفهمها معبالتقدير الالزم حىت يصطربوا عتان يف حتصيل امل اعصيعلومة من األجهزة املدنيفضال ةة الرمسي ها قكما أعا ،ةعن العسكريضدقةيف ضعفا فانسحب ذلك ،الدولة كافة يف مؤسسات علوماتامل و اإلحصاء عف

واليه ي ظل قتصاد، وذلك رغم اجلهد العظيم الذيللتنمية واال االستراتيجية وأهدافها أفكارملتابعة اخل ةمركز الدراسات اإلستراتيجيطة عرب كل شال والياتكل يف ب احلياة وعودانس.

جماالت احلياة سائر نتظامها يفاة بتواليها ولكن املؤمترات احلواري مل تا عدودانيامسا س بقارحيانا كثرية تأحتوته، وقد كانت تلبية الدعوة اضا إال وعارحمايدا أو حىت مقوميا

دوا شهدوا بعضها أن يهع الذين شر قد شجملة، كما أن مناخ احلوار احلالنسبة الكالت مؤمترات احلوار أكرب محلة عالقات عامة ت هلم الدعوة إليها، وبذلك مثررذا كإاألخرى

أفكار لكن. ا برموزها وشخصياامك حبقيقة أفكارها،ها تفخبة وعرها للنتمقد ،نقاذلإلز السريع لتطوير النظام كله والتجاو مشاة واتطخ حتتاج كانت مةالقي لكثيفةاملؤمترات ا

غلقة، وهو ماة امللطبيعته العسكري مل يفيما جنح املؤمتر ففيه حىت مؤمتر احلوار السياسي، حفل حفلي مل ،نقاذقتصادية لنظام اإلللسياسات اال راته وتوصياته فلسفةقتصادي يف متكني مقراال

وفيما ،ة يف تفعيل السياسة اخلارجية بتفعيل اجلهاز الذي ميثلها والعاملني فيهمؤمتر الدبلوماسيفيني ابني رغبات الصح فيه اخلالف ىموح ةاحلر الصحافة إطالق حدود على عالماإل مؤمتر رتعث

سجاالت أوىل ة، دارتحلرا الكلمة من الوليدة التجربة على ختشى اليت احلركة قيادة وتوجيهات

ةقضي ط اليت والنظام ةاحلريبخريةاأل نقاذواإل الثانية نقاذاإل صراع تع.

ة بقصور مشروعها عن سالميأفلحت املؤمترات كذلك يف تأكيد وعي احلركة اإل ة سالميإلا اجلبهة يف جتربتها ورصق ذلك يف معاصرة، مبا دولة يف العامة احلياة وجوه كل حتواءا

تمع جبذور وصلتها اليت ةالقوميقصرية نتك مهما ،احلكم يف شاملة جتربة هلا وأتاحت ،ا.

على مضى لوطن سيسأت إعادة بقضايا ةسالمياإل احلركة تهواج فقد ،نقاذاإل أما

ةتكن منظورمل شكالتاحلياة وامل من عابش للحركة ترهوظ قرن، فنص بقاري ما استقالله نفتحة أعضاء احلركة بوجوهة املسالميت املؤمترات وفقا لطبيعة احلركة اإلفر، كما عمن قبل

ذات ولكن .بسوك وجهد علم ذات ولكنها ،احلزبية السياسة أروقة تغشى تكن مل اتمع منأو يشاركوا ليقودوا املراحل اجلديدةد دج لقادمني دائما تيحت أن ميكن كان اليت ةحنفتامل الطبيعة

رت عند رغبة قيادة تعث ،يف قيادا من كل أطياف اتمع ومدارسه الفكرية ومشاربه الثقافيةق جتربة ف الذي عوكم، وهو التخومشروعها يف احل قالمن يدها ع تيفل الأاحلركة يف

ة قابضة يف قيادة احلركة، مركزي نواة من هوجم ولكنه الناس لكل الشامل الواحد احلزب تأسيسرفيما عاملؤمترات ظامن(ـب الحقا ف ةالشعبي الشةوري( املىسم )الوطين ؤمترامل(.

حنو قاعدة احلركة اإلسالمية يف املركز واألقاليمة الشعبي، صدر مرسوم ت من ؤقمت أعضاء بات، فاستوعيف املناطق واحمللي لة لتعمعبيالش نسيس اللجاأجملس قيادة الثورة بت

غالب عبستوت كانت ة واليتة القوميسالمياجلبهة اإل فه حلاحلركة بعد الفراغ الذي خل رجيابا مع قراإالنشاط الظاهر للحركة، فقد كانت اجلبهة هي احلزب الوحيد الذي جتاوب

احلل ونشر عا أجهزته البديلة ال وقد ،زة الثورة اجلديدةته يف أجهضوييتأدرك أتل ح ة يف التصدي ورغم النجاح الذي وافق جتربة اللجان الشعبي .بادحمل التنظيم امل تلقائيا

للملحل فكريال متزالالا وكة من مرحلة الدعوة وخروج أعضاء احلر ةشكالت اليومي ة نني على سوليصنتهازيني والوستدعت بعض االاقد عاش والتعليم واألمن، فمشكالت امل

الشموليذمن ةة اليت صبغت صورة اللجان الشعبي أن وإذ يوم، لأو يف تحل اليت احلركة ةعضوي باستوعم اجلديد هاكسب ظهر فقد ،العام والعمل التجربة يف رصيدها حتمل ةالشعبي اللجان

يوالريف جتمع املدينللم مرابش لك املواطنني كافة حلبنجاح فكرة التنظيم الشامل الذي حير مشاكهلم وال يقسمهحزابنتمني ألم إىل م سياسينتمني، بل بلغ التفاؤل مبنظرين ة وغري ماية األتوقأن كبار نيسياسي حزاب يف العواسودان لصاحل جتربة احملليات اليت تضعاجلمي م

.ن ذلك بعيدا عن احلقيقة، ومل يكوتباشر حل مشكالم اليومية

بدلتها تنظيما شديمجة يف ت احلركة اإلسالمياجلديدة املرونة يف استيعاب األدوار د

)التنظيم حل( أو )احلركة حل( جيعل مقولة مما ،زهاوجتاو دةاملتجد اتالتحدي ةواجهوم لهاومتث حتديدا عنت مل ذإ ،السذاجة بالغة الحقا ضمن مساجالت مفاصلة احلركة اإلسالمية تراج اليت على فيستعصي والكامنة الظاهرة الطاقة ذو التنظيم ةبقي أما ،)القيادي ورىالش جهاز( لح إال

السياسي التمكني موصفنا، بل إن مقا اليت العمل هأوج تهبستوعا وقد شياءاأل طبيعة كمحب احللوحتدياته قد مده اجتماعي يف القطاع النسائي فأبرز وجوه العمل اال ،جديدة بطاقةسع ت

.اجلديد النسائي التنظيم مباشرة منه قثنبا، إذ )املرأة قضايا حول احلوار مؤمتر(بعد وتضاعف

الط النحو تضاعف العمل على ذاتوعي برعاية اغدلثورة، فباشرة من نائب رئيس ام رظهالسياسي الذي ي هرطن عمال له خدحيطة باملالنازحني واستيعام يف األحزمة امل هيلأت

عسكرات الرتوح كانت تأوي ة، فمنساين حاجاته األوليمباشرة بعد أن يستويف العمل اإلا يأوي إليها الشيوخ ة والتعليم، كمالغذاء والصح ونعاف لعبأطفاهلا الض رسإليها األ

ما أو لعارضة سحيانا باحلركات املأالوعي السياسي املوصول يوالسالطني والشباب ذوطراف من عمل طاقم احلركة الذي نشط يف حربا، فكانت اإلغاثة والسياسة يف تلك األ

.سالميإلحلماية املشروع ا صة ختلذلك بني لمحتاة وظروف العسرة واملشق

ت طشها نلك ،ةالية واملهنيب والشباب والقطاعات العميف عمل الطال ذلك الشأنك اجلهاد الفسيحة من غابات اجلنوب إىل ميادين بت الطالبة، فاستوعسالميحتمي الثورة اإل

.اإلسالمي املشروع عن قتاال ةعدافامل ىوس يءش على يلوون ال زرقاأل النيل يةوبر الشرق جبالمرورا باجلبهة ،ةصاحلة الوطنيمل ينقطع منذ املوها صل عملتافقد ،أما قطاعات الفئاتو

الت منقاذ حتجاوزا يف مرحلة اإلوم موصوال بعمل أجهزة املعلومات ،نقاذة إىل اإلسالمياإلاملنافسة املومسيمتأهبة لتأمني الثورة ئإىل غرفة عمليات طوار ،ةة للفوز باملقاعد النقابي.

روهي تعب ورصملا شاا من ق ل والنقدبالتأم ور من عمل التنظيم جديرةتلك الص لك حتشم مل امل يزغالب النساء بال لتزاماعمل املرأة و ، فانتظام)الدولة(إىل )الدعوة(مرحلة

هوافيي تقدم وجكر امليف الفب لعمهلستيعاب التحرير من األاتمع بعد ن يف اة فكار التقليديقاتلة، واألفكار املستوردة ال تةامليواإلغاثة مل يهها الفقهد الذي يالناز لصندماج بتمام اال ح

تمع، كما مل ييف افسع اجلهةستبانا اد لألصول والقيسيسها يف احلياةألت قاتلم اليت ي، ها لغيان الدولة أو احلكومة، وكضابط طلت وظائفها يف تنظيم اتمع ليوالنقابات تعط

، والتنظري تفكريال ن متامعالنقص وأ يف احلكم والدولة ةبقة جترغري ساببالعمل أخطاء .للتنظيم وليست من فراغ احلل

حول كذلك نتتكو من لتزمنياملالثورة جملس وأعضاء احلركة يف لتزمنيامل زراءالو

ذوي ةسالمياإل عضاء اجلبهةأو احلركة عضاءأ من ةسري ورىش جمالس اللجان، رؤساء

ملتزم يلي الوزير ضول عالس أو ملتزما يرأس الوزير يكن مل وإذا املوضوع، يف ختصاصاالمبجاليهما حييط امل ةخاص قتصادياال والس عالماإل جملس نشط وقد العامة، اخلدمة بترات يف

اتمن حتدي وكانت ة،يومي أغلب القرارات اليت تصدالس عن رسبيال للنفاذ، ومل تكن جتد اترتيب اهلياكل تليا أو قرارانات العياللجان تستثين من املداولة إال بعض قرارات التعي

ب األمني العام الذي ر من مقر نائة اللجان املختلفة، فقد كانت تصدمساء عضويأوإجازة يتمتع بسلطة أكما مطلقةال ،رها هوسلفنا، ومبعايري يقد يللمجالس معرفة أبعادها تاح.

هتلزاووم عتقلالعام من امل خبروج األمني طرأ عليها تبديل فقد ،األعلى القيادة أما ملسؤولياته بالكامل، فانتظم مكتب م نائبرئاسته يضمنياأل بالثورة ونائبه العام ورئيس

زراء أو املوأعضاء جلنة السبعة ، وقد يشهده أحيانا أحد الوة الذين تولوا ستشارين، خاصورغم أن الثورة كانت قد أخذت شكال . مسؤولية التنسيق بني قيادة الثورة وقيادة احلركة

األمني العام بأز وصورة يف املدى العام الذي أمسك فيه نائبباشرة مور، فإن العالقة املة األممن رمسي ت على حنونعلأ الذين تولوا السلطة مل تكن قد نية والعسكريسالميبني اجلبهة اإل

ة أن رة، خاصتستم ماجلديد من ث باملكت يف الثورة أو احلركة، فكانت لقاءات ي مصدرأت القيادة فاضطر ،األمني العام صشرط التمويه ميكن أن خيفي ظله كل ظهور إال شخ

بني األمني العام والثورة ممثلة يف جملس قيادا أو جملس تصالاما يأة يف ضاعفة السريملكما أن وجود . ذلك الشرط ويفاست إذا املكتب أن جيتمع إال ر لذلكالوزراء، ومل يكن يتيس

يوط خبمساك قد أخلص لديه اإل من عامنائب األمني العام على رأس القيادة الفعلية ألكثر يف املناصب ة إبالغ املعنينيأحيانا بصورة شخصي ىما أنه كان يتولسي ال ،الدولة يف كثرية

وراق أختيارهم هلذه الوظيفة أو تلك، وقد ظلوا يتلقون منه التوجيهات مباشرة أو باالرفيعة بسرية تصلهم عرب سكرتاريةته اخلاص.

العام ونائبه فارقة األوىل بني األمنيمالمسة امل نمكي ،ذلك املكتب وتلك املرحلة إىل ا النائب نفسه اليت يعودفقد استبان1987العام ىلإ ، بإطالة مبكرانقاذ مرحلة اإل خالف

يل يف مرت ظحتف تحتمث إبقائه مثلها ،رإىل ستة أشه واحد العام من شهر عتقال األمنيا دأمخمالفة ماطلة املضة، وأخريا يف امللقرار جلنة السبعة املفولحذوا ني الذين نفة يف دعوة العسكري

مل اليت ل النائب واملسؤول العسكري األول يف جلنة السبعة، وبالعام من ق قابلة األمنيالثورة مليإال تكتمل أن هلا حت شديد بضيق العسكري املسؤول بلهاقا أنفسهم، العسكريني من بضغوط.

ل للعالقات يف املكتب القائد الذي أعقب خروج األمني العام فإن النظر املتأم ،عموما ف فيها طلقة اليت كان يتصرطات امللمن الس أن الشكل اجلديد قد حد ظلحعتقل يمن املاألمني العام واملسؤول العسكري نائب، وكان وقعه ما واضحا الهريح عليامل غري ما سي

عندما يإىل شواهد أخرى ك ضافت عنها األيامفش. وفيما بدت التوجيهات تتضارب ىطأحيانا يف خ رعالناشطني اليت ال تاليت ظلو للالك فالشيخني(وايل سعيها بني ت ت(،

كل العام تقسيما للعمل جيعل األمني قترحاالنائب، ردا حول مقوحها مافوكان طأن بعد النائب، ما الشأن احلكومي بيد عدا قضايا اإلعالم والسياسة اخلارجية، ويفرو للشأن غ ه

.التنظيمي والشعيب

ة قبل أن ر يف القضايا األكثر أمهياوالقر وايل البتالقائد بشكله اجلديد ي املكتب ظل هي األويل يف ،ةداخلي ، مث أزمة)اخلليج حرب(ها أمه ،صوىة قيجتتاحه قضايا ذات أمه

ضو جملس الثورة األقدم ت حول عرمتحوصف اإلنقاذ الذي بدا موحدا شديد االنسجام، التنظيم السابق يف اجليش، إذ كان بعد رئيس الثورة ورأس رتبة لتزاما يف احلركة واألرفعا

آخر مسؤول رمسي يزور فجاء رأيه خمالفا إلمجاع ،من الغزو دولة الكويت قبل ساعات كل لغزو وكبحل اإلدانة الصرحيةيف ،أعضاء جملس الثورة العام وغالب رأي األمني

رات املالتصرحيات والتظاهؤيمل يك لكن ذلك . ام حسنيدة للرئيس صداألول يف ن السببستتر الذي جود احملور املرافضا لو كم، إذ ظللدولة واحلحتفظاته املتوالية على طريقة إدارة ا

يصداألوامر فيقوم أعضاء جملس الثورة وأعضاء جملس الوزراء بإنفاذها دون أن يشتركوا ر

مكتب أو هيأة جتوجود يف مداولتها أو إقرارها، وكان يقترحمع العسكرينيني واملدني، ر رأيه بأن الثورة وأخريا مع تطو .)باإلمام الغائ(ريقة فهو أفضل من ط ،ن شكلهمهما يك

لتقاب بالرفض واحللار كصما أفصت عن وجهحا املهدعا إىل قيام ،ةنتمي للجبهة اإلسالمية مؤقحكومة عسكريشرتة تاعلى إجراء فنتخابات عامة، كما أوضح لدائرة من صغرية

ت لة منذ الفترة اليت تالثقة بتقديرات قيادة احلركة يف املواقف السياسي لليق لتزمني أنه ظلاملت لتوسيع الصف العسكري للحركة باقتراح ععندما د ،م1985 )نيسان(أبريل ةنتفاضا

املوقف وافقي أخرى، وأنه اليوم ال اتهوج حزابأل أا ذات والء تبث ،ضم أمساء جديدة

ة وإعالن تطبيق قوانني الشريعة سالمياإل عاراتبالش وتالص عرف نأ كما اخلليج، حرب منأخطاء ربعتت ات الدفاع الشعيبوتكوين قو م1991) كانون الثاين( ة يف ينايرسالمياإل ومة حمضكخروج منه إال حب وأال ،ةواجهة الدوليت الثورة يف مأزق امللة أدخستراتيجيإ

تلك اآلراء واملواقف لت كرتبلو .ة عساكرهانقاذ وقوميالثقة يف حياد اإل عيدت ةعسكريلس بتقدمي وضلدى عابد ،ثنان من جملس الثورةاستقالته، ومعه اا أنه الرأي وإن اوافقما ي .43لتزمة يف صف احلركةونا من العناصر اململ يك

***** ،نقالب والتمكنيجازة قبل االة احلركة املطر خن يستذكأالقائد بكان على املكت

ثناء ذلك، فبعد ألرباجمها تدرجيي هورسنوات بعد ظ ثجوه احلركة بعد ثالو هوروهي ظطة الذي يتجاوز اآلخر من اخل ءزقرار املكتب بإعالن الشريعة كان عليه أن ميضي حنو اجل

مرحلة اإلنقاذ والشرعيخلع اوة ة الثورياتلبز العسكرية احلة حنو مدنيته كم وشرعيالدوإذ مل يواج. ةستوريه قرار ة بتحفإعالن إنفاذ قوانني الشريعة اإلسالميكبري أو نقاش ظ ستفيضم ه هذه اخلقتستحة املطومأوىل عال سافرة ة، ظهرتهمات العصبية ة العسكري

كم عندما طث باحلوالتشبرح األمني ةطقتضى اخلجملس قيادة الثورة وفقا مل ؤيته حللالعام ر،

4 G /�� % ��� �ن ا�� % �� � * �ارا #A8h �ء ا�3W8 % ���X ا�W �رة ا� Pي أA8 � �� " ا�3@ X�Yذات #��ن ر G��

� X *� �دة ا�W �ر @ �2� k8 � &��F�#أ G/�� %�� ]�ر وا�3 �R% K /J � � A3ا� � ���G ا! M � �ة، آ���� .وز�2 ا�%ا

الثورة قيادةو واملسؤول العسكري من جهة األمني العام بقت العالقة بني نائفقد توثالعسكريومع ،يل لألمني العام عن قيادة احلركةإبان الغياب الطو ة الرئيس ونائبهة خاص

مكي الوقت ومتضن الثورة وتصاعطت مالمح تلك اخلد التأييد هلا غامة وبدة ت النظريظفوالتجربة خضراء، ةرماديهر ولؤاألمني العام واملس نائب ل ورئيس الثورة العسكري األو

نتقايل ا ة لسلطته التشريعيل عن سالس والتناز حل رظون على قراونائبه مجيعا يتحفمنعي، يضم الوجة واإلوه القوميوة سالمييمهد لقيام جملس تشريعي منتبخ يصدعنه ر

الدالدائم للبالد ستور.

اتزالب عخلة احلركة دون أن تطخ وافقل للقرار الذي يامتث ،ولكن يف اللحظة احلامسة ةالعسكري، ضوإال من ع يف جملس الثور واحدة رضأبقرار احلركة الذي يعفاه ات من القو

حتفظا مبنصبيهما اما الرئيس ونائبه فقد أ ،نتقايلرئيسا للمجلس الوطين اال هنعيحة لياملسلمع تغيري هما العسكريإضافة إىل زي ابد طفيف لكأنه إضافة لسصبح رئيس أإذ ،ماهطات

جملس قيادة الثورة همهاجل و رئيسة املوريتمؤق ن مبرسومعي، ونائبه والسابق ه نائباحلايل ه كم إىلاحل ةحلب أحد ممنه رغادي مل ،اءرزأعضاء الس و ةبقي مث توزع. ةمهوريلرئاسة اجل

أ ةمسبيته، ولتبدأ إىل أو أو قيادة عسكرية ثكنةخرى وست اإلممرنقاذ مدى عا الطويل، ه رغادي م ينبغي أال1989 )حزيران(فجر الثالثني من يونيو كمت إىل احللصالقافلة اليت و نأ

منها أحد رفيها الالعبون امل يتبادل اليت سلطةة القعواقع وال خيرملوتبأقدار ا إال نوج *****

ضهتعر وه العام األمني هأدب الذي صالحاإل راسم على البالغ هوقع له كان آخر حادث

وا توإىل وقوعه يف مدينة أ شارةإ )كندا حادث(ـب فرع فيما ،م1992 العام يف غتيالا حملاولةفقد أفل. ةالكنديح األمني رفالعام قبل سةالقوقع سربك ه ا نائباليت ضرينه ينفسه بتع وله ح

لس الوطين االعنتقايلضوا يف ا، مما بطرباكا خلإ ا دته ومنهجه الذي يؤثر الكران والستم وطريقته اليت تؤثر أول فبعد .نتظارطء واالالب بعد الثورةة ناجحجولة خارجي على مستوى ة

يستطيع ،هوتوج ةطوخ له فكر سالميإ لنظام سالعام لنفسه رمزا عامليا يؤس منيتقدمي األون صوهي من أعىت ح لوم واآلداب يف لندنة للعة امللكياجلمعي رقعن مواقفه من م يدافعأن

إىل جلسة ،رينفكا إال لكبار الساسة واملهرنببالوقوف يف م حسمة وال ية الفكرييرمرباطواإل، مث التغطية اإلعالمية ةفريقيؤون األمن جلنة الش بدعوة اب األمريكييف جملس النو ستماعا

أنه ما من مناسبة يف اجلولة اليت ورغم .الواسعة للزيارة من كربي مؤسسات اإلعالم الغربيةودان سنسان يف القوق اإلالعام حول ح منياأل واجهه مرير نتقادات من لت إىل كندا خمتدا

ستطاع االعام إال أن األمني ،كم احلنقاذ إىلاإل موصول نظابعد ت ا قنتهاكات اليت حلواال ستقبل والرجاء يف التغيري القريب الذي ينتقليف امل لاألم بلغت نتقاد بروحأن يواجه اال

ىفقد أد الفكري والسياسي واإلعالمي اجلولة ورغم جناح ،ةالشعبيوة كم إىل احلريباحلختاملها إىل حتو أكاد بعيدعين يا األوىلد كامل األمور إىل سري.

بصمت احلادث أنباء العام األمني بنائ بقيادة األضيق الدائرة تلاستقب الداخل ففي وفيما ق،طبم ريعزهم النبأ املفحي ،بناء احلركةأ من واإلعالم السياسة يف دوائر كتحتر، صدت ر

من النائب واضحة توجيهات متنع ب يأ روجخمن يان جهة رمسية توإذ احلادث، دين لواص احلركة من النظام زراءو علمعلى اليومي مه ملعتاد،امل حوالن يوالتلفزيون ذاعةاإل اجهاز رش

بأي احلادث إىل نيالرمسي كان احلادث نأ رغم التغطية من مستوى األ اخلرباإلعالم وسائل يف لوذنإ أوشك .كافة ةالعاملي الشهر الذي قضاه أن الكندي ستشفىامل يف العام األمني ياألمور عيد

مع يف احلركة كثرية هاتج تلاعت وتفلعفيما انف ،لواأل الثورة يوم يف أبد الذي اهسارم إىل بير تتبد إذ مالعا األمني عالج على فونشري بروع سلمنيم ءطباأ رفس على تلموع احلادثهي ،نيك مل شيئا كأن ،ةساكن احلركة يف واحدة جهة تظل ؤامرة،امل يف كندي دور من كثيفة

دائرة نائب األمني العام وبعض السادة الوفزراء الذين دعهعليا مواقع إىل العام دفعا م األمني يأمننقاذواإل احلركة بني العالقة حراسة ىعل فيها مه. مل العام األمني بنائ أن مراأل واقع يك حر

حاقلل السفر من اإلسالمي العريب الشعيب املؤمتر يف العام األمني مساعد ليمنع إال ساكنا

نباال رفس عمنلي احلماس بذات النائب كحتر مث الكندي، ستشفىبامل العام األمني حول نيعجتمبامل وجيهة اججح النائب طسب احلالتني كال ويف .حمنته يف والده من رببالق ليكون لعاما لألمني الثاينالقراءة اليت تداول عنها امل إىل ضافاأ وحده األمر هذا حنو الدائبة ركتهح ولكن ،املعنيني أمامبونقر

بزمام ثانية كاسماإل ماليت وفرت هلا احلادثة متا صاب، أن النائب ودائرتهالعام امل األمني مناألمور ال يرغبون يف تصرف مفاجئ عكير صاهل فوت به احلادثةلوبالذي ق الرمسي وءد.

األمني العام نفسته بعيدا من مناخ الربغيبويف ن يكمل هب الذي أفرزته تصيفات ره رفس ترتيباتمباشرة بنفسه رباش ،ةة الطبيزجعامل هشبيما يفت ثده اليت حتيعاف ورفف ،نائبهدون أن خيطرهم رطومللخ، يف مفاجأة شديدة للجماعة اليت تكررا حتهإذ كانت ،احلركة س

تطويلة ب له إقامةرت وأور يف عاصمةبية حبالنقاهة جج. *****

هشات اإلنقاذ األوىل كذلك دندالع فالاخل الداخلي بني عة احلركة اإلضوية سالمييف الصف املتميزين اطضبالبعض املسلحة القوات يف املعاش قوائم طالت فقد املواقع، خمتلف يفتأمني لنقالب أو التخريب، ولكن صل بتأمني الثورة من خطر االال تت ألسباب للحركة لتزمامل

ت ذاتدهكما ش .العسكريعلى متام األمر العام األمني نائب مبحور املوصول البعض ةسيطراملرحلة جتاوزات ىلتزمني على مدنيني قياديني يف احلركة، فقد تولخطرية من عسكريني م

ها كملرأة ما كان يوجب ،واهية ججحب رطوماخل يف ةالشعبي ناللجا مسؤول تعذيب ملتزم ضابطعتقاله ا ساعة كثريون متوه فقد الرفيع، املسؤول مع حسابا يصفي نأ قصدي سند على رهتوف لوالمني أ على احلادث وقع وقد. احلركة على تأبد عتقاالتاال وأن حجن قد النظام على نقالباا أن

ف وسوار الطرد من اخلدمة من قري لكن الضابط جن ،بالغاة مهورياجل سرئي وعلى احلركةوينسى أما يهدعام ريثالقائد ال قرار.

يف ذات اإلطار بدأت ماملختلفة املواقع نافسات اليت أصبالتطل حع إليها سةم خبة لنث به صبح التشبأذا بلغه إحىت ح لهشف املوقع الذي ركلىب املأما ي ة، فعادةسالمياحلركة اإلهدفا بل مرضا نفسيا يوهمه أنه ال يكاد يعيش أذا إونه، فمن دطيح ة، به صارت تلك قضي

أغلب شاغلي املواقع أن رغما عن ،به وكأنه هو الذي أطاح ه العداءبناص ذا خلفه خالفإفيهلا حونرش خالق مع تكاثتصلت تلك األاوبالطبع . يعلمون ال موهر مثرات السيبلطة وطا، ه

سائدة سيئة ةنس سةاملؤس ذات يف العام ديروامل ملتزامل لوالوكي مزلتامل الوزير بني اخلالف فأصبح

الداخلي فاخلال من سةمؤس تملس فإذا ني،ودانيسال طبائع صلأ يف بالتساوي مقسوم كأنه .حياء لهإدعوة و ،صالأت عليه احلركة سالم الذي قاماإل وايف أخالقي فذلك شذوذ

سدر تمواقع الوظيفة العامة وتكررها املتصل،مل يف والتنازع الشقاق مشكلة افةكث رغمب يف حسمها يقع فقد بالعدل، لفصوي رينظ حاكم جهاز د هلارجومل ي ةالتارخيي أو ةالنفسي جوانبها العام أو األمني فيه لفصي قد أو ،ةستوريدال هسلطت له ختوله بقرار الرئيس من لختدب أحيانا الدولة

نائبمبا ه تخمهل لو وقد القيادة، لطةس تترألسابيع اخلالف مشكالت ك املصاحل فيها تتعطل روأشه

تدهاألخرية ش األعوام ىوسف .مفعوال كان اردق الزمن فيها يقضي حىت الوظائف بعطالة العامة ينبغي، كما وينفذ هاعمل مظنتي مل واليت ،احلركة قيادة يف لياعال حاسباتوامل ناتيللتعي جلنة قيام

أو أو قرابة صداقة لصاحل اقرارا لعطي أن كومةاحل يف لطةالس يوذ من وبيهامنس بعض ستطاعاو

. اإلعالم وإىل احلركة جمتمع إىل أنبائها من كثري وتسربت مكاا اخلالفات راوحت ،ةفعد ةزمال

***** ودان حياةسيف جمتمع ال فتبعث ،ةعبدسريا امل وطوايل خة أن تسالميكان للحركة اإل عمتنو كبري يف بلد ،لطةسعلى ال سهل بحانه وتعاىل هلا من متكنير اهللا سسمبا ي وضة

ملن ثري، حيتاجي بذور طاقته املروية الباطنة، على طستكنجتمع اليت كان وكاالت امل ريقةدون عون يتعهبدم اداب احلياة كافة روعيف ش با احلديثة، فقاموة النهضة يف أوراديهلا ر

ويم يف جمال علمهماعمال أمون جهدهم ويتكاملون يف وينظ ،ون هلاغفرأو ،كتشافاقبل أن تشيع ،ةم البشرييف تقد مسهيجناز الذي م اإلهميه ،ختصصهم أو موهبتهم بالرعاية

رغم ما ،ةة الصينيالثورة الثقافيفعلت ح كما عون مئة زهرة تتفتأو يد ،ة واملالهرشلوثة الا من فوضى وعشامثأولكنها ،نفت بلدا حديثا، أو كما يف إستراتيجيتها الشاملة يف أن ر

.ظائفهو معظمب سلم ينهضاتمع امل

آخـر ح جلهازتنقاذ األوىل، فلم يت كذلك يف اإلتبثمرة كة املبادرات الفرديلكن امل يقوم سالم يف ق املعلومات داخليا وخارجيا ويصل حركة اإلفم تدنظشعبيا داخل احلركة ي

العام ايا غياب األمنيضح لوأكان العاملي العمل ذلك إن بل العامل، يف سالماإل حبركة ودانسال

ـ فنك ة من أبناء احلركة وأهلاهبالنشاط والن شديدة إذ قامت جمموعة ،يف حادثة كندا ا، هـ ولكـن ث ،الرمسي ت يف اجلهازملعاجلامعة للجماعة اليت نذنافسة مامل ولكنها شديدة ار م

جناحها حوصأت ورفتلت مبزاعم تدا ختافعي أ من نوءش ة الـيت قـد اجلماعات الشعبي ف وتتفلتتطرت كما حيف جتارب ال تصل ثدـا تطرفـا قارنةح للممث برتوع بعض قاد ،

ال سـيما اإلسالمية، احلركة أروقة يف السائدة النجاح والبطولة النتائج ويتطلع لقصص يتعجلـ حلقما ك .اجلامعات، ومبا ال يناسب أطر العمل األمين واملعلومايت احلصار واإللغاء مببادرة

تـيح ت مركزي جهاز تأسيسو الدولة، مؤسسات معلومات تطوير دتقص تكان ةعبدم أخرى

ظروف الفتح ر التقينالعلمي والتطو، مللك هشبكت د ـ ،ودانواليات الس لتصم مجيعـا هـ اهعضبب الواليات كما تصل ،موافاة ملقتضى نظام احلكم االحتادي باملركز فكان م ،ؤمتر

ـ نقاذ الذي أؤمترات اإلالوحيد يف سلسلة م ؤمتراملعلومات القومي هو امل زجها لغف ي جـر وصلوا وقد خيشون فوات متام السيطرة علي قنوات املعلومات ار،بذين الكفتنامل نم نعقادها

لطسهالدولةاحلركة بآلية القمع الرمسية يف م يفت .

هشتمع ثغور ستيعابا بداية كذلك األوىل نقاذإلا تدا لعداألش احلركة ةضوي ة فاعلياحلركة بالدعوة طنشغي أن تينب حيث هلباتمع وق طسيف و غة فرارباشعنه م مجن مما ثرا،أو

وداينسال باتمع تزجتاو اأ احلركة نتظ كانت مجاعات غفراال مألت وحيث ة،دووالق

بطاقاا عتوتوز احلركة ةعضوي نتشرتا فقد .السبعينات نتصفم منذ البالية القاصرة أطروحاا

اجلمارك مث ،ةالوطني واخلدمة الشعيب والدفاع ةالشعبي رطةوالش رطةوالش األمن ةزجهأ يف احملدودة يوذ من احلركة صراعن بغال حتديدا األخرية تبواستوع اخلارج، يف فاراتالس مث ،دودواحل

تلخ كما حاضراتوامل نتدياتوامل فحالص تلفخ والكتابة، واخلطاب عالماإل جمال يف العطاء اجلنوب توغابا البعيدة الشرق ورغث يف هاداجل حنو احلركة شباب عافدت فقد واجلامعات، املساجد

ساتاملؤس مناخ يف حة ال تصلدافعة وروح عسكريعملي يف القتال وامل وعادوا بفقه األقصى

ال ،ةاملدني سىنباحل والدعوة الكلمة إال تقبل ال اليت ماسي للرفض وترتع حال وه كما دوالتمر

. لإلسالم دعوته وتنفع جتربته يغذلت مثرته جنضي لمع هفأسع ما ودانسبال وعيا كتسبوااف ،بالطالثغور على صبالن لصاحل الكثيف باملوج ونشاطها احلركة صوت من اتمع ساحة خلت هكذا

قضايا وتلك ،قليال إال ضيفال ي اسالب يبقي اهللا نشاءإ كبريا اآلخرة يف هأجر نيك مهما احلراسة

إليها نعود.

ا���� ا�,$+*

�C51م ا��>^ ا��Cإ�, ا� V��'�1�

األمني خروج فور كة من معتقل سجن العام للحركة اإلسالمياملرتيل، لإىل االعتقا روب

عرره إكمال يف شس سياسي لبناء تصويتةاإل احلركة وعبلها سالميصبل باملجتمع، وي

املتوالية من ، يخرج البالدومبدع مبتدع سياسي يف بناء قاطبة ودانسال شعب طاقة ويستوعباألحزاب مث حكم على العسكري االنقالب يف احلديث ودانالس هنمية اليت وسمت تاريخاجل

.باالنقال ىبعد سنوات عل الشعبية الثورة

موضوعات رحوا السالم إىل قضايا حوار من اتصلت قد احلوار مؤمترات سلسلة كانت ودان لعربة تارخيه السياسيسال نخبة رؤية حيمل ثرا تراثا أشهر بضعة يف وخلفت اإلعالم،

ديةالتعد جتارب تكرار هد شديد يفيف جملتها عبرت عن ز أا ورغم .املضطرب املعاصر

حرية التعبري وتعدد على احلرص فإن اهلاوية، حافة إىل البالد أوصلت اليت القريبة املاثلة احلزبية

حرصهم ،اإلسالمية احلركة صف خارج من خاصة، غالب املؤمترين ا أبدىمه كان وجوههؤمترات فإم تركوا ورغم أن قيادة احلركة وقيادة الثورة معا قد راقبوا جيدا مسار امل .عليه

حماوالت أية املؤمترات لعضويتها حرية التداول والنقاش مث التوصية والقرار، ومل تشهد أكثر

فيها املؤمترون تيب األمور تركوا بل هدف معين إىل وتوجيهها لضبطها احلركة جانب من

اآلراء يف حاميا تقاطعا أو متطرفا خالفا وأ حادا نقاشا تشهد املؤمترات ومل ورأوا، أرادوا كيفما

بسط من املوقف عدا ما ،اإلسالمية احلركة أعضاء وبني مبينه أو رمؤتامل الصف بني واملواقف

قبلها بعض ومن اخلاصة، والتلفزة واإلذاعات ستقلةامل حفصال إصدار إباحة إىل الصحافة حرية

.السالم قضايا حول احلوار مؤمتر يف مينيواإلسال مانينيلالع بني تباين

الذي استلهم )ورية الشعبيةشنظام املؤمترات ال( أكمل األمني العام رؤيته يف خمطط جتربة البناء الداخلي واهليكل التنظيمي للحركة اإلسالمية، لكنه صوب مهه حنو الرؤية اليت

تأسيس جمتمع املؤمنني القائم ل مع بال ازدواجية أو طائفية،تذيب احلركة اإلسالمية يف اتمستذكرا عربة اجلبهة املنخرط كله يف العمل الصاحل العام،, ة واملساواة والعدلوليؤعلي املس

ة القريبة املوفتمع، اإلسالمية وال بني احلركة اإلسالميإذ جتاوز عملها قة يف التكاموامتد لسعة اتمع واحلياة ،اخلاصة سالميةاإلحلركة ونشاطها جمال ا السياسي الواسع

بل إن أفق الدولة فور استشرافه كشف عن جوانب مل تكن منظورة للجبهة .كافة .اإلسالمية، وحيتاج ارتيادها الجتهاد جديد ونظر مبدع جيعلها ميدانا لعبادة اهللا

تصور كل يرفضها ويكره احلزبية وي ذيالروح ال ىتنام اكتمل املخطط كذلك، وقد ة ينبغي نظامها إىل العودة عن حديثب، فقد توطدت أن يف السياسة واحلكم ردنجتنقاذ اإل ت

واحنازت هلا قطاعات من الشعب ت معها احلركة بكل طاقتهاوجتاوب األوىل بعد البهمة .ةاخلري يف حكم خال من نزاعات العصبية احلزبية ورجعية الطائفي وداين، وبدت معاملسال

كانت الفكرة املركزية يف نظام املؤمترات الشعبية الشورية هي استيعاب كل فرد يف اتمع مهما يكن كسبه ونشاطه وكيفما تشكلت عالقته مع السياسة وعملها العام، ينبغي

املؤمترات جماال للعمل وسبيال للمشاركة، فاملجتمع املؤمن األمنوذج أو املثال أن جيد يف نظام

ها أو شورى اجلماعة ومسجد تحتكر فئة منه صالة تكن مل) عليه السالم(النيب الرسول منذ طعامال بني واملسجد، أو أو تعازل بني السوق السالح واجلهاد حتتكر أو وبيعة األمري املؤمنني

.الكربى الفتنة منذ املسلمني تاريخ يف والدين السياسة بني النكد الفصام تطور كما ،والصالة

من بضع أعضاء تداولت حول املقترح املفصل مستترة مصغرة تنظيمية قامت جلنة وجلست إليه الذي كتبه األمني العام حول النظام السياسي املقترح ملؤمتر احلوار السياسي

مث توسعت باحلوار جللسات سرية ضمت غالب وجوه احلركة اإلسالمية عدة جلسات،املعروفة ال سيما الذين عملوا يف السياسة وخاضوا غمارها الكثيف الدقيق، إذ وضع املقترح

جلبهة الوطنية ا وأأمامهم حتديا جديدا يخالف ما ألفوا من جتارب يف جبهة امليثاق اإلسالمي فاجلبهات كانت حتالفا علي . وداين، مث يف اجلبهة اإلسالمية القوميةساالحتاد االشتراكي الأو

ستور اإلسالمي وتتواثق عليه فئات اجلبهة مهما تباينت املناهج دبرنامج يرفع شعار الالتصوف إىل سلفيني واألطروحات داخل أصول اإلسالم، ويتسع ليشمل شيوخ من طرائق

ودان، وتقوم يف وسطه كل احلركة اإلسالمية احلديثة سمن تيار أنصار السنة املحمدية يف الهم يقومون صفا فكل .مةحىت الذين ابتعدوا عن تنظيمها املضبوط وتكاليف عضويته امللز

وحني التنافس احلامي حول نيواليساريلمانيني عوان حمالت املواجهة مع اخلصوم الواحدا أ

احلاكم الواحد أما االحتاد االشتراكي السوداين فقد محل وسام احلزب قتراع،صناديق االسعزاولة مسؤولياته، فقد فدون أن ية الطاغية متيح له ديكتاتوريه الدستور بصالحياته أو ت

وانتهي هامشا ي س لقراراته بالتأييد بدأ االحتاد االشتراكي واستمركم الفرد ويتحمن حيزاملقترح اجلديد يريد أن يستوعب و .والتعبئة، وال ميلك أن يعارضه فضال عن أن يناقضه

فال يصوب مهه إىل حمض السياسية وال حيصر احلياة، بنظامه وميتد ليشمل كافة اتمعوىل مركز القرار احلق يخفي يف املرحلة األ كذلك أن لكنه يريدعضويته يف خالص عملها،

.عند قيادة احلركة اإلسالمية احملتجبة عن العلن*****

ية لجنة السياسالرئيس ى، أبد)املؤمترات الشورية الشعبية( لنظام إزاء األطروحة األوىل ة لصاحل أصل الدعوة لتأسيس تنظيم سياسي يف تلك املرحل يف جملس الثورة حتفظات على

متام عسكرة الثورة، مث فتحها للجميع بعد زوال شبهة سيطرة اجلبهة اإلسالمية علي األمر واختلفت درجات تأويالم بني مطمئن إىل أن ي بلغ مرحلة اليقني عند الكثريينكله الذ

سكر الذين من قيادة اجلبهة حتالف مع الع االتدبري هلم مجيعا، وبني آخرين يظنون أن جناح .سطوا علي الدميقراطية

اإلسالمية املدنيني، إذ رأوا فيه جماال احلركة قادة بعض من جاء املقترح على الثاين التحفظ التقليدية احلزبية واسعا لالختراق السياسي جلملة املشروع اإلسالمي من القوى السياسية

، فإذا أقبلت عليه جبد قد تكسب وتدابريها املاكرة يةيف املباريات السياس واحلديثة املاهرةقبل أن يشتد عودها وتنضج جتربتها يف ظل الثورة جوالت كثرية على احلركة اإلسالمية

تهيئ نفسها ملعارك احلربجعة كانت قد أبعدت الن املعارضة لكن القوى السياسية. اجلديدة

.للتمكني اإلسالمية احلركة مشروع من العسكري األمين الوجه مع السياسة، منافسات ال

األول اجلزء وجه آخر من وجوه أطروحة نظام املؤمترات الشعبية الشورية هو تطابق

حمل قد قترحامل أن ورغم ،)املؤمترات الشعبية نظام( الليبية الثورة قائد أطروحة مع االسم من النظرية املوضوعات بني جلانه وانقسمت النظام السياسيبرمته ملؤمتر احلوار حول قضايا

ارتبط مبقدمته النظرية يف نقد الدميقراطية قد اللييب املؤمترات أن نظام إال اهليكل، وقضايا

املؤمترات الشورية نظام أن حني يف ،44الفلسفة السياسية يف ثالثة نظرية بوصفه الليربالية وتقدم

باملقترح إىل الدفع قبل اخلاصة األوىل اجللسات يف والفلسفي النظري التداول من صيباوجد ن قد الوجه أبان عقود، منذ الليربالية الغربية للدميقراطية نقده يف أروقة مؤمتر احلوار، فاألمني العام

لتكرس فكرة ،%49 تكون قد وأقلية %51 تكون قد أغلبية بني القرار ملصدر السالب

حني أن مصدر القرار يف اتمع نصفني كل حيمل مرارته جتاه اآلخر، يف انقسام املغالبةاإلسالم هو اإلمجاع الذي يفسح للمناقشة واملداولة حىت تنشرح الصدور وتفئ إيل إمجاع،

.بدال عن املقابلة بني معارضة ومواالة

ت فكرة احلزبيدجة تداوال واسعا ينتقد واقعها الذي احنرف بفضيلة تنظيم كذلك ورأي اتمع يف أحزاب حىت تعبر عن تياراته الرئيسية إيل عصبية ال تكاد تقوم على رؤية ورأي، فجاءت فكرة املؤمترات الشورية تعبريا عن اإلمجاع يف أصول فقه اإلسالم السياسي،

نظام اإلسالم وليس حق فقط ملن شاء أن يتمتع به، فنظام املؤمتر أن الرأي واجب يف تؤكدتمع السياسي، األقلية اليت تنتظم يف األحزاب ويزعم أا ا وال يقتصر علي يشمل اجلميع

واتمع يف نظام دارة الدولة،تنافسا إل تالسياسة هي إدارة حياة اتمع كافة وليسف .لة أحد أبعادهاملؤمترات هو األصل والدو

ا طيبا من احلوار، ترفدها ووجدت حظ مضت تلك األفكار إيل مؤمتر احلوار السياسي كبرية إلثراء دراسات م أوراقا يف املؤمتر كانت ذات فائدةقصري لتقد ت يف وقتدأع

ملؤمتر مداوالت املؤمترين موسومة جبدية بالغة ومحاسة ترى أن هذا ا ، فجاءتالفكرةها ؤالفكرة وثرا لكن مهما يكن عمق. اخلبيثة احلكم دورة من سودانال ألهل اخلالص سيحملجدان ويف لتستقر الشعيب العام حظها من التداول األفكار تلك تنل مل ه،وجناعت املخطط وبراعةبقة الليبية، رغم أا وجدت كما يف السا تشتهر وتعرف أصوهلا الفكرية والفلسفية أو الشعب

بل ومن محاس حىت من عضوية األحزاب ة القريبة،ره للسالفة احلزبيالطريق ممهدا من ك

� )UEB5C� 'E ا�&6E2 ا.ر�E&H^ �دا���� ا��E� E�ا ا���آE� ا�E���� ار#QRJ أ�1Aء 1�EBa4 g&Hت �E^ ا�TE*^ أ�� 1

��*� ا�+�1+�C�1H، د��E# إذ EAوراء ا� VEIد أ� J5� 'EJ�P6 ا�E�12�1H QEI5ا� 'E5ت ا�p6او 'E<C ��J&E)ات ا��A#oEA1م ا�E��، Eو� ^ .1ر ا�1KPن ا�+�ر*�)' #�� 1��t ا�Tي �M* 1ال *ار وا���6J7 6ا� زآ�*�أ�HزهV ز1IA�7 ا.ول H1H`� آ��

، الذي دعا 1977-1970رت بدستور اجلبهة الوطنية كالتقليدية اليت استذكرت أو ذملوافاة شروط الدميقراطية بعد ودانية يف حزب واحد يهيئ البالد تدرجاسإيل ضم الساحة ال

.االنقالبالفراغ مث التجربة احلزبية للعقد الستني اليت انتهت بعد الرتاع إيل اخليبة و*****

الترتيب الذي انعقد بعيدا عن قاعة املؤمتر مقترح اهليكل التنظيمي لنظام املؤمترات محل ، على أن خالصة مداوالمؤمترين بوصفه يستلهم سابقة يسارية ليتوىل تقدميه للم يذ لعنصر العملية أمامو احلركة اإلسالمية من عضوية املؤمتر تأييده وبسط أصوله الفكرية عناصر تتوىل

باإلمجاع املؤمتر وأجاز له، رتب كما األمر جرىو ،45حوله للتداول انعقدت اليت العامة اجللسة

. البالد أحناء سائر يف تنزلي نافذا وليصبح الثورة، جملس من قرارب ذلك بعد ليصدر املقترح

النظام السياسي حبماس وتفاعل، قترححىت استقبلت م ودانسمل تلبث كل واليات ال حتمله عضوية من وجوه مؤمتر احلوار السياسي تشرحه وتبشر به وتهيئ عضوية احلركة

يف تلك اللقاءات لالنتقال من تنظيم اجلبهة اإلسالمية القومية الذي اإلسالمية اليت انتظمت كان آخر إطار تنظيمي هلا، إىل جانب العناصر اإلسالمية اليت كانت تزهد يف احلزبية، مث بعض وجوه اليسار واألحزاب التقليدية اليت يئست من االنتماء الذي كان يمثلها بعد

.يف احلكم ويأت للجديدالتجربة األخرية

حبكم - كنيمهما - كذلك جتاوبت مع املقترح العناصر اليت تنحاز إيل اجلديد احلاكم ارتباط زعامتها باحلكم والدولة، ال سيما يف األقاليم واألطراف اليت ال تكاد تستقل حباجاا

سية أو انتهازيني ينشدون هواة وحمترفني يف أروقة السيا بعض ، مثعن النظام احلاكم .بغري مبادئ مع كل ماض أو قادم مصاحلهم

مل يكن االنتقال عسريا علي عضوية احلركة اإلسالمية، فقد وطدت اجلبهة اإلسالمية ة يف العهد املايويانفتاح احلركة علي اتمع وضاءلت مساحة السرية اليت كانت الزم

اجلديدة لإلسالم، إال أن امتداد مساحة الدولة وقوة وقعها وبريق وتأكد انتماء الثورة

2 �6j,ات إ��A#oA1م ا�� .���1' ا.�15ذ 6J7ا�6J� u�1Jرات��A#o ا���ار ا� م ��52ح �

االسم الرمسي الذي صدر به قرار جملس ،)املؤمتر الوطين(وظائفها كان منذ اليوم األول لبناء مبادرته، فاحنسرت الفكرة ويدفع الثورة، قد أثر علي فكرة تنظيم شامل ينظم نشاط جمتمع

وظيفته أمام وظائف مشول دوره و ال يستبني علي وجه الضبط سعة شإيل هامالطموح ، من الوايل واملحافظ واملعتمد والضابط اإلداري مث قائد الوحدة العسكرية اجلديد احلكم

العام للدفاع الشعيب والوزراء ورؤساء املؤسسات ومديري املصارف والشركات واألمنيمع نظام املؤمترات يحياولوية اتمع علي الدولة ومل وغريهم، فتخلفت لسنوات فكرة أعلي النحو الذي كانت ،ونشاطه وعي والرياضيطروح العمل االجتماعي والثقايف وال

بل إن كثريا من صور ذلك النشاط قد ازدهرت تباشره احلركة اإلسالمية يف كثافة وجناعة،ا، وظلت حىت مجعيات اخلري والطوع تنتظر مدد شيئا يف ظل وزارات الدولة ومؤسسا

.الدولة وترجو دفعها وعوا

العام للمؤمتر الوطين ضابط من القوات تولى منصب األمني النظام السياسي مركزيف كان األمني العام وقد يف ظل جلنة سياسية رئيسها ضابط عضو مبجلس الثورة ،46املسلحة

ما تزال كل أوضاع إذ االنتخاببكان اختيار الضابط بالتعيني وليس . ا هلانفسه مقررإذ يعبر عن جتاوز شيئا من اإلجيابية الثورة يف انتقال، كما كان يف بعض وجوهه حيمل

أي انقسامه إيل مدنيني وعسكريني، خاصة أن ،حممود إلحدى ركائز الفصام يف اتمعخصية بدت شديدة التمدن واسعة الثقافة، ولكن التعيني من وجوه مشائل الضابط نفسه الش

أخرى زاد من الصورة العسكرية للنظام خاصة وأن النظام السياسي هو جمال مدين أصيل، أي بعد -وعسر بعد سنوات ،كما أنه أضعف الشعور حبقيقة االنتقال إيل احلكم املدين

أن االنتماء للمؤسسة العسكرية طيلة أوان اخلدمة يقتضي ةمواجهة حقيق -ستوردإجازة اللم يكن خروج العسكريني اإلنقاذيني من ف نتماء احلزيب الظاهر، حيادا أقله التجرد عن اال

م وقع طيب على أنفسه ام ذ1998الذين أدمنوا الوظائف السياسية من السياسة يف العام أكد ذلك التعيني رغبة احلركة اإلسالمية أو جهة يف ماك .أو علي شيعتهم من املدنيني

االنتقال املسارع حنو احلكم املدين، ال تم مبقاليد األمور وتعطيليف اإلمساك األقيادا العليا

3 ^*6AN ^�N 6�A&ا�.

سيما أن كل خطوة يف ذلك االجتاه كانت تثري حالة من التحفظ والضيق يف الصف القيادي لمحافظة علي الوضع القائم غلب عليه الروح الرتاع ليا مدنيا األول الذي أضحى عسكري

لوال عزم األمني العام املستمر نتقالية،شغل فكره بطبيعة أوضاعه االيريد أن يوال كما هو .علي املضي قدما حنو األوضاع الدستورية وفقا خلطة احلركة ذاا

الثورة، توىل منصب األمني قيادة جملس لح وبعد كماحل مدنية حنو خطوات النظام بمضي الذي شهد ،)املصاحلة الوطنية(أو جيل للحركة اإلسالمية الثالث اجليل من عضو للمؤمتر العام

األعوام األوىل للمصاحلة وهو ما يزال ىوقض سة اجلامعيةمعارضة النمريي يف مرحلة الدرا .السابقة احلركة أجيال من أفضل ونضج جتربة ىعل ولكنه نسبيا نالس صغري جيل فهو طالبا، فيها

) والية دارفور(برغم أن األمني العام اجلديد ينتمي بامليالد والنشأة إىل الغرب األقصى والء إنقاذي كبري، إال أنه مل يكن وجها معروفا لدى الكثريين من أهل احلركة دحيث ميت

محل مما ودان،سال أهل ار واليته األم فضال عن أن يكون مشهورا بنياإلسالمية خارج إط

.االنتقايل وضعه السياسي وأكد التنظيم هامشية نع أخرى رسالة

متلك للقوى فاإلنقاذ قد بدأت تتشكل بأمساء وقيادة جديدة وظهرت فيها مراكز

الضرورية للموازنات الالزمة األموال من غريها وجتد طرقا خاصة ألخذ أكرب وسلطة نفوذا

يف سياسي لنظام باحلاجة الشعور يكن ومل بينهم اجلديد من العام األمني يكن مل وإذ للعمل،العام للمؤمتر احلاكمة يف التنظيم ويف الدولة، مل تتقدم كثريا جهود األمني القيادة أولويات

أن يفترض فالصحف اليت .للثورة والسياسية لفكريةا التعبئة وتكثيف السياسي الفراغ ءملل

التنفيذي اجلهاز حتمل أخبار ا األوىلاصفح ظلت بامسه،قة وناط السياسي للتنظيم تابعة تكون

من جزءكما مل يصعد األمني العام ليكون والتلفزيون، اإلذاعة شأن اليومي الراتب هنشاطومنظومة اختاذ القرار اإلستراتيجي أو اليومي أو التعيينات واملحاسبات و مةالقيادة العليا احلاك

مل يستحوذ املؤمتر الوطين يف عهد األمني العام الثاين يف أمانته كما . العليا أو األمن والدفاعيتعهدون براجمه بالنشاط السياسي املعروفني جنوم يف احلركة اإلسالمية العامة على وجوه من

لعمل الفكري، كما كان شأن االحتاد االشتراكي، فهو وإن مل جيد سبيال يشارك فيه أو ا

أحيانا منه وتصدر األبرز، مايو وجوه تؤمه سياسي كمنرب بريقه ىعل حافظ احلكم، منريي الرئيس .ةتلك املرحل يف الوطين املؤمتر لدى قط مل يتوفر واحترام باهتمام وحيظى مهمة، تمقترحا

***** وأن ن يف قيادة الدولة وقيادة احلركةكان القرار أن تطابق احلركة بني الظاهر والباط

متضي تدرجا حنو ذلك وفق خطة موقوتة، وأن تكتمل الدورة خبروج جل أجهزة احلركة تقوم اكم،ب احلاحلز ،األمني العام للحركة هو األمني العام للمؤمتر الوطين حيصبل إىل العلن،

رتس يف باطنة كانت اليت وظائفال توايل اتمع صفحة يف ظاهرة احلزب أمانات جانبه إيل نحني، شأ ا إىلستره أو اثنتني توجب حكمة التدرج وطبيعة العمل نفسه وظيفة إال احلركة،

.الوطين املؤمتر باسم اظهوره بعد حىت احلركة عمل اخلاص إلدارة املال وشأن واملعلومات األمن

قدم األمني العام مقترحا طريفا عن جملة ما عهدت احلركة يف جتارب االنتقال من يف شعاب كثيفة السر إىل العلن، إذ مل يشهد تارخيها عهدا انبسطت فيه قواعدها وقيادا

كم كما هو اليوم يف العام لدولة واحلا متام احلياة مجيعا واتمع كافة، أو متكنت فيه منأو اكتملت فيه رؤى األمني العام يف يئة احلركة لقيادة املجتمع بالتالشي فيه م،1994

متضامنا لنعماه ،موحدا القبلة متكافال بالسوية واحلرية والعدل ،والتدامج جسما واحداقيادة جديدة خاصة ل اجلديد املقترح أسس. مىعضو باحلاشتكى فيه نساهرا كله إ ،وبلواه

ولكنها وألول مرة م حنوا من مئة ومخسني عضواة شورى تضأمستورة، أخذت شكل هيليست كلها من صف احلركة اخلالص امللتزم، الذي عهد الستر واالختفاء والعمل اخلاص

إيل باطن مبقتضى فهمه والتزامه فيعمد لموالسري، والذي يقدر مقدار اخلطر أو السلكن القيادة اجلديدة اليت اختارها املكتب . وفق صروف الظروف األرض أو يربز ظاهرا

من ستني يف املئة دامي احلركة وأهل االلتزام، ومن قأربعني يف املئة القائد اخلاص تضم فقط .صف احلركةتزمني يف يدخلوا قط مل قادمني جدد مل

قليال حول جمموعة السبعة األوىل، وظل تطور الذي القائد املكتب أعضاء جانب إىل

ديروالدولة ملدى احلركة ي السنوات األربع املاضية، ضة شوري احلركةأهي( تم ةاإلسالمي هدنة املصاحلة األول منذ صفها أو احلركة قيادة ضمن ظلت اليت املعروفة األمساء )اخلاصة

ظل اجليش قيادة، بعد أنة الأة ضباط القوات املسلحة ال سيما هيأاهلي ، كما مجعتالوطنيةوالعمل فيه واستيعاب قيادته يف أطر تنظيمية فضال عن أن تكون قيادية، شأنا بالغ

نظمه لدي زامركو و ونائبه واملسؤول العسكري العام اخلصوصية مقبوضا لدي األمني

ذات رطةالش قيادة جانب إىل أفذاذا منهم استوعبت اجلديدة ورىالش ةأهي ولكن ،اخلاصة

اإلنقاذ، ة معهم وزراءأكما ضمت اهلي. وقيادة أجهزة األمن واملعلومات اإلسالمي االلتزامإال من الشورى لهم أضحوا أعضاء يف هيأةك عن املنصب ومن ينتظر فيه وزيرا، من قضى

اوجوه كما ضمت اهليأة.واضحة باين اإلنقاذ واحلركة اإلسالمية بنقده أو مواقفه مباينةيف الطرق الصوفية هلم سابقة عالقة رايف اتمع من كبار التجار والرأمساليني، وكبا مشهورة

ومثقفني أهل سابقة يف ،م باإلنقاذ يف عمرها الذي مضيمع احلركة أو توطدت صالورى األوىل شكما راعت القائمة األوىل لل .األحزاب الوطنية التقليدية أو يف أحزاب اليسار

.مجلة التوازنات الالزمة لتمثيل كل واليات البالد وجهاتها مث متثيل أجياهلا ومتثيل املرأة

ها اليت صاغها األمني العام ة الشورى اخلاصة إجازة الئحة عملأكان أول عمل هي طر بإحكام شديد، مصحوبة خبطة العمل املتدرجة حنو متام التوحيد واالنفتاح، توحيد أ

ة واخلارجية يف حزب املؤمتر الوطيناحلركة الداخلي ة السياسيتأسيسا ةوفتح البالد للتعددية السياسية يف الدين وأصول السنيف دولة املدينة نيب حممد عليه السالمة للعلي أصل احلري .

كما غطت اخلطة جماالت العمل كافة، حنو بسط دعوة املؤمتر الوطين ومضاعفة عضويته االقتصادية والتزكية البشرية وإعمار الصالت التنمية ودان، وحنوسال سائر يف نشاطه وتفعيل

.رجية جوارا إقليميا أو دوليا أممياالشعبية العاملية ورشد العالقات اخلا

اإلمجاع، بعد أن أخذ فيما يشبه وأجازهما واخلطة الالئحة حول األول االجتماع تداول علي الوالء املجرد العبارة حاسم اإللزام بالغ ،كافة العضوية من الغلظة داألمني العام قسما شدي

ة وأوراقها أمث على حفظ سر عمل اهلي متر الوطين وجه اإلسالمئفية للمؤمن العصبية والطاأثار بعض قدامى احلركة حتفظا حول رئاسة وإذ. الظروفومداوالا وقراراا، مهما تكن

وتويل األمني العام ألمانتها العامة، فيما اخلاصة شورىلل اجلمهورية ورئيس الوطين املؤمتر رئيس ولكن الراتبة، السنن هي كما ةأاهلي يف عضوين بوصفيهما حماسبتهما تتولى أن الشورى ةأهلي ينبغي

دق وما املشارب وخمتلفة والكسوب التجارب متباينة شخصيات من مجعت وما التجربة طرافةقة عن الصيغ الساب طبيعة اهليأة اجلديدة ، ال سيما وقد تطورتوحتفظات تثريه من هواجس

إىل سلطة حاكمة ةاإلسالمية القومي ةو اجلبهأ امليثاق جبهة يف والقادمني احلركة لقدامى اجلامعة هاضمت اليت الوجوه تكن فمهما ،والدولة اتمع عن الكبرية وليتهاؤمس تستشعر وحركة متمكنة

أول منذ حاكمة سةمؤس أعلى يف نفسها وجدت اليت اإلسالمية باحلركة العهد حديثة ورىشالوهي ملزمة كذلك بالوفاء لقسم اإلخالص والستر للعمل الذي يشترع ألول انضمامها

قدر يف الالئحة األوىل جديد فإن األمني العام يف جه الذي يلتزم التدرج يف كل طور ،مرةإدارة جلساا وفق هوريةاجلم رئيس ة اجلديدة وأن يتولىأاهلي أمانةأن يتولى بنفسه إدارة

فاألوفق أن جتد الشخصيات . ة ذاا بعد أن أعده األمني العامأالربنامج الذي أجازته اهليالقادمة مبا حتمل من جتربة ووزن، ما يقابل تقديرهم ألنفسهم، وما تعرف من شخصيات

تدرج ا حنو بقية عناصر احلركة كانت تلقاها يف احلياة العامة أو تراها كبرية من بعيد، مث ي .إلخراج احلركة كلها للعلن بتليدها وطارفها متهيدا خصوصية األشد األطر يف يعملون من حىت

***** ورى األول هو قرار حل الس شكان األهم سياسيا يف اخلطة اليت أجازها اجتماع ال

ضم يف قد شريع بعد حل جملس قيادة الثورة، والوطين االنتقايل الذي آلت إليه سلطة التعضويته متثيال واسعا لشرائح احلركة اإلسالمية من الشيوخ والشباب والنساء الذين دخلوا إليه مشاركني ألول مرة يف جهاز رمسي من أجهزة الثورة اليت صارت متثلهم وتعبر عنهم،

كذلك راعي التعيني . ودانسمن سائر أحناء ال كما ضم الس وجوه الواليات املختلفةهنيون امل: شرائح اتمع كافة للمجلس االنتقايل التشريعي الذي أقره املكتب القائد متثيل

دبلوماسيون، وزعماء القبائل، وشيوخ الساتذة، واألهندسون، واملطباء، واألداريون، واإلو .فذاذ من أهل اإلعالم والصحافة، وأوسيدااطرق التصوف، ورجال األعمال

، هو خروج تطور آخر مهم قرار تأسيس الس التشريعي االنتقايلكما صاحب ليصبح ،نائب األمني العام األستاذ علي عثمان حممد طه، ألول مرة من قوقعته احلصينة

ث، بعد ثالمجلة وجوه احلركة اإلسالمية اليت ظهرت يف الس يف الس ضمن عضوا

سنوات قضاها محتجبا عن الساحة العامة وعن الساحة اخلاصة إال قليال، وموصوال يف ذات وال ريب . الوقت بالقيادة العسكرية للثورة وقادة أجهزة األمن واملعلومات علي حنو يومي

اب إضافية للقوة الذي ميده بأسب شاركة والعلنأن النائب كان يؤثر االحتجاب على املالظهور يف الس الوطين االنتقايل -وقع عليه ذلك القرار وإذ. شبه مطلقويمكنه حاكما

وقعا ثقيال، لكنه مل يكن إال أول الغيث، إذ تاله تعيينه وزيرا يف وزارة -ضمن ثالمثئة نائبيقدر هلا شأنا عظيما حلركة التخطيط االجتماعي، وهي وزارة مبتكرة كان األمني العام

إسالمية غايتها جتديد اتمع وتبديله علي حنو شامل، وفق أصول ومبادئ اإلسالم، إذ أا الوزارة املنوط ا التخطيط املركزي لذلك التحول املرتكز علي اتمع يف غالب مبادراته

احملجوبة بني باينة األصوليةالدولة مثلت املولكن قضية أولوية اتمع علي .وليس إىل الدولةرحمتوفرا على كما مل يكن ،ه الشخصيظهوربا باألمني العام ونائبه، فلم يكن النائب م

مواقفه يعبر عن إميان كبري بالدولة اليت تقهر غالب ظل يف، بل اإلميان بدور تلك الوزارة ف الكبري بينه وبني األمني العام،ملراحل املبكرة للفرز حنو اخلالاتمع وتقوده، ال سيما يف ا

يطرح بوضوح أمام عضوية احلركة اليت انتظمت يف كيانات الشباب والطالب والنساء رتتمع علي الدولة، ويصراحة ب عليهسؤاال حامسا حول موقفها الفكري من مبدأ أولوية ا

جتاوبا مع واقع األمر، أن النائب مل يبد. دعم احلكومة املادي واألديبجتاوبه مع حاجتها إيل القضية أصبحت وعندما ،47اخلارجية وزارة تلك األطروحة إال بعد سنوات من توليه حقيبة

أدبيات األمم املتحدة، وبعد سنوات من إثباا يف السطر األول من مدخل يف ةومدرج متبناة . م1992تيجية القومية الشاملة، اليت أقرها جملس الوزراء يف العام اإلسترا

كان الس الوطين التشريعي االنتقايل منضبطا يف أدائه، متوازنا يف عضويته، جامعا عددا كبريا من حملة الشهادة اجلامعية، وحملة الدرجات العليا من الدبلومات واملاجستري

، فقد جاء كله معينا تعيينا من قيادة احلركة وليس منتخبا، فقد كان مصدر قوته هتوراوالدك

��OEE9 6EEA وزارة ا�1aرEEE�G� 6EE&H وزارة ا��EE�� u�EEERa5 ا�&1EEم ا��1EEEدس ��EE+Pرة، #���EE' ا.�15EEEذ 1EEEA+7 'EEP7ن 4

^�E�.6 اE&2� '<��E5� "E��I* �Eة، وه�EJa1م ا�EA5� ،زارات�Eا� ^�EH OJ�P2# Q�5j^ ا�&1م ا���� �رؤ* ^Af ،'71A5Gpا��رCAا� cJ25�A)' ا� ������ا �آ��P� ا�&1م.

الذي أتاح له التوازن واالنضباط هو مصدر ضعفه يف ذات الوقت، فلم تعترف به املعارضة بالطبع، بل مل يستشعر أعضاؤه أنفسهم كامل حقهم يف مراقبة احلكومة ومحاسبة وزرائها،فهي اليت عينتهم، رغم أن الكثريين منهم ظلوا يرددون أن جملسهم من حيث كفاءة أعضائه

.هو األفضل يف تاريخ االس التشريعية منذ أول قيامها قبل االستقالل

ورى اخلاص يف اجتماعه السري األول قرار حل الس الوطين شجملس ال -إذن–اختذ طة الالزمة النتخابات عامة تشريعية ورئاسية، كما مشلت اخلطة بقية االنتقايل وأجاز اخل

ستوري واليت تشمل بعد انتخاب رئيس اجلمهورية يف دمراحل االنتقال حنو متام احلكم الكما مشلت اخلطة . جازة دستور دائم للبالدالتشريعي متهيدا إل منافسة حرة وانتخاب الس

إطار حر ضمنللعلن بوظائفها كافة، يف حزب سياسي سالمية كلهااإل خروج احلركةلتأصيل اللغة واملصطلح، اليت تطلعا )التوايل السياسي( له األمني مصطلح اختار تعددي،

.يف مستقبل األيام عرضها سوء الفهم وكثافة الريب يف صف املعارضة للنظام إىل لغط كبري

ستراتيجية اورى اخلاص عن حتول آخر مهم يف شطة اازة من جملس العبرت اخل يف فلسفة وهياكل املؤمتر نظام املؤمترات الشورية الشعبية محلهاالعام للحركة، اليت األمنيا قرارا حرى يفواحد، وتت يف حزبكانت دف حلشد طاقات اتمع كلها فقد، الوطين

فقد أفصحت سنوات الثورة ،بعد متام املداولة والنقاش له الصدور ذي تنشرحاإلمجاع ال ،ودان وعن قليل اإلميان بقيمة احلريةساألوىل عن عميق أزمة التباين والتعدد يف جمتمع ال

املبدأ األول خللق اإلنسان يف أصول اإلسالم وصريح القرآن، وعن قوة العصبية للجهات مث للمهنة ال سيما العسكرية املتطرفة اليت عوقت حماوالت احلركة لإلصالح واألعراق،

الشامل يف القوات املسلحة، مث عن قليل رسوخ أخالق التجرد عن الفساد والغرض والفناء عضويتها اجلديدة عرب صفوفها امللتزمة حىت يف برامج احلركة من خالص عضوية احلركة

.د احلكم والدولةاليت احنازت بع

لقد تلخصت مقاصد اخلطة وفصوهلا يف متام بسط احلرية وإنفاذ النتيجة املنطقية األوىل الية وحق تقرير املصري قد ردفالف سلطة والثروة،لل ابسط يف نظام احلكم وشكله املترتبة عنها

وا اأقرؤمتر احلرات مقرللجنوب منذ اعتماد م ربل حول قضايا السالم، وعاتفاقية (ر األو، وبدأت نذر الوعي بالتهميش والنزوع حنو التمرد والعنف يف أقاليم )م1992 فرانكفورت

ودان املختلفة بعد حركة داؤود حيىي بوالد، ونشاط العمليات العسكرية يف شرق سالالقيود فاألوفق أن ترفع. وطين الدميقراطيودان بعد انضمام مؤمتر البجا إيل التجمع السال

الشعب بالرضى، بعد مكافة املقيدة حلرية التعبري والتنظيم وأن تنال احلركة اإلسالمية حك .لطة باإلكراهسأن أخذت ال

رالية قد سبقت الشورى اخلاصة بعامني إذ قسم داحلكم االحتادي حنو الف خطة كانت ؤقت الأمرم يف ) 16(ست عشرة والية، منها ) 26(ست وعشرين ودان إيل سرئاسي

كما يقوم أمني عام للمؤمتر يف كل والية وال يف اجلنوب، يقوم) 10(عشر الشمال وفضمت الشورى اخلاصة يف ،48الوطين يرأس شعبته الوالئية وما انبثق حتتها من نظم أدين

فتضاعف عدها، وأصبحت إجراءات ر الوطين فيهات وأمناء املؤمتتطورها كل والة الوالياعقدها تقتضي أن تتباعد مواقيتها إذ ال يتيسر ألعضائها يف الواليات أن يتوافدوا إيل

للهيأة أن تضم إليها ورى اخلاصةشكما أتاحت الئحة ال. اخلرطوم يف أزمنة متقاربة) 85(مخسة ومثانني دورة، فتضاعف عدهم من بالتصويت أعدادا متزايدة يف ختام كل

قبل أن تبلغ متام الكشف عن وذلك عضوا، ) 300(ثالمثئة حنو إىل اجتماع أول عضوا يف .نفسها ضمن إجراءات االنتقال اليت حددا اخلطة لتصبح جملس شوري املؤمتر الوطين

مهية ليس يف خطة احلركة حنو التعددية مثلت الشورى اخلاصة مرحلة انتقالية بالغة األ والعلن واحلكم الدستوري فحسب، ولكن يف فلسفتها لبناء حزب إسالمي سوداين متحرر

أول كيان قيادي موسع يرث - الشورى اخلاصة- فهي . حىت من طائفية احلركة اإلسالميةة شورى اجلبهة اإلسالمية أوهي م1989ل منذ وحلجملس شوري احلركة اإلسالمية امل

، وهي تباين كالمها، إذ قامتا بالطوع واالختيار وعرب تفاعل نفسه العام احمللولة باالنقالب يفت أربعني يف املئة أما شوري اإلنقاذ اخلاصة، فقد ضم ،ا يف مسار احلركةمطويل ألعضائه

5 ZGب را�CK1دي وا��#pا V`ا�� cB(.

و ضمن بعض مراحلها قبل أول الرحلة أفقط من أولئك الذين ساروا ذلك الدرب منذ الذين شايعوا اإلنقاذ ألول عهدها أو احنازوا إليها بعد كبار من البقية جاءتو االنقالب،

أنينة، من بينهم أعضاء التزموا يف خاصأجهزة احلركة بعد اإلنقاذ وقبل أن يدعوا إىل الطمالعسكريني امللتزمني يف احلركة ال سيما من تبوأوا ورى اخلاصة، وفيهم ثلة منشعضوية ال

املناصب السياسية، لكنهم مجيعا مل يسبق هلم أن جلسوا يف إطار خاص جيمعهم إيل جانب املدنيني، فهم وإن عهدوا بعض أطر احلركة اخلاصة اليت جتمعهم مع العدد احملدود من

مل حيدث أن شهدوا اجتماعات األطر التنظيمية األخرى، ويل العمل العسكري املدنيني، ؤمسورى اخلاصة وجدوا أنفسهم إيل جوار شخصيات احلركة الكبرية، من شولكنهم يف إطار ال

األمني العام وبقية الرواد الذين انتظموا مجيعا فيها، مث إىل جانب بعض كبار وجوه اتمع عرن مل تممة هلم سابقة فوقد أظهرت اجتماعات الشورى . انتماء إيل احلركة اإلسالمي

سيما الذين تولوا العسكرية من أعضاء احلركة امللتزمني، ال بعض العناصر غربة مدى اخلاصة .املناصب السياسية الرفيعة عن أجواء االجتماع املدين، وفداحة ختلفهم السياسي والتنظيمي

رى اخلاصة عن جتارب مؤمترات احلوار اليت انتظمت يف أول وشاختلفت إذن جتربة ال عهد الثورة، وجمعت وجوه اتمع يف كل جمال إيل أعضاء احلركة امللتزمني، كما اختلفت

إليهما األعضاء بتعيني األمساء ىعن جتربة الس الوطين، إذ انعقد كالهما يف العلن، وتنادورى اخلاصة جرت يف إطار سري، شلكن ال ).قيادة الثورة جملس(من قبل جهة معلومة، هي

ضمت كماوأعطيت يف ظاهر األمر أعلى سلطة يف احلركة ويف الدولة اليت تقودها، وآخرين يلتقون ألول مرة، واحتاجت من ثم لوقت طويل إىل هم بعضاضأعضاء يعرفون بع

األعضاء يف ظاهر جلستها ف منتجا يف املداولة والقرار، قبل أن يتسق نسيجها ويغدو فاعالورى اليت تتداول شأخالط من مشارب وأعمار وجتارب وكسوب متباينة، وفقا ملقتضى ال

أما القيادة، فهي أمني عام احلركة ورئيس .وتخطط وتقرر يف كل شأن اتمع والدولةة الشورية أني إىل حد الرهبة اليت بسطت ظلها على اجتماعات اهليما الطاغيهاجلمهورية بثقلي

ستني فإضافة إيل حداثة عهد. مع مضي الزمن العفو والطالقحنو األوىل، وتقلصت بطيئا ممن األعضاء بأطر احلركة اإلسالمية اخلاصة، فإن كثريين منهم ليس هل )%60(يف املئة

نتظام احلزيب السياسي أو اإلطاري التنظيمي، فقد دعوا بطرق خاصة جتربة يف اال ةعهد بأيإيل إطار خاص، وعندما لبوا النداء أخذ منهم قسم غليظ على اإلخالص وحفظ السر، مث

وال ريب أن شخصية .ملدى سنوات مقبلة ىبسطت بني أياديهم خطط احلركة العظماملشترك الذي يعرفه اجلميع ويقدرون مذهبه وخطته، وال ريب األمني العام كانت القاسم

.أنه احتاج الستدعاء حكمة خربته الطويلة يف العمل العام إلدارة هذه التجربة الفريدة

ة أول جتربة حقة يف املمارسة أورى الدورية، خاضت اهلير اجتماعات الشومع تط ادية تدير شأن احلركة والدولة عن حق، إذ ظلت غالب ة قيأالشورية، وهي انتخاب هي

هتآي رشعستلس الوطين االنتقايل إىل جملس الوزراء تثورة اإلنقاذ الوطين وجمالسها، من اسلطة منقوصة وهي متارس مسؤولياا، وأن هنالك جهة مستترة توايل إدارة شأن احلركة

ة الشورى اخلاصة، تأسس كيان يتولى استدراك النقص أهيواحلق أن مع قيام . والدولةلطة العليا يف بعض أشخاص، واستقالل كثري من اجلهات سوالفراغ الذي نجم عن تركز ال

.املهمة شديدة احلساسية يف يد واحد، يتصرف فيها دون مراجعة أو حماسبة

بضع وعشرين عضوا، وأتاحت هلم فرصة ة قيادية من أورى هية الشأاختارت هي استكمال القيادة ببضع أعضاء آخرين، على سنة احلركة يف إضافة األمساء ذات األمهية الفنية

.أو السياسية، ممن مل يقدر هلم أن يعرفوا ويشتهروا لينتخبوا

يريد من املرشحني، وفرزت جري االنتخاب باالقتراع السري واختار كل عضو من وليتها، إذ ظلت تتلقى ؤة عرب كامل عضويتها وبكامل مسأالنتائج يف أول عمل تتواله اهلي

قرة من ألكن انتخاب اهلي .رأجندة املداولة وتستمع إيل التقارير والتنوير بأكثر مما تة القيادية الشورى اخلاصة، فقد أيادة عن مدى إنقاذية هيناحية أخرى عبر يف نتائج الفائزين للق

ة إيل األمساء املعروفة اليت اشتهرت عرب سنوات اإلنقاذ، ومل أمضت غالب األصوات يف اهليل ثقة اهليتة أروقة قرار أنة ظلت تؤدي دورا كبريا يف خاصة أمساء كبرية يف احلركة اإلسالمي

ويل اإلنقاذ، ومنهم بعض أمساء ؤ اإلعالم بالكثافة املتاحة ملساإلنقاذ، ولكنها ال تظهر يف .كانت مشهورة يف اجلبهة اإلسالمية القومية السالفة

ة الشورى عن مرحلة جديدة يف خطة أة القيادية من هيأكذلك عبرت انتخابات اهلي نتخاب، وهو املسار الذي دمج احلركة اإلسالمية يف اتمع وإكمال أجهزا كلها باال

قبيل املفاصلة الشهرية بني جناحي احلركة م1999يف املؤمتر العام يف مضى حىت اكتمل: ودان منتخبة ما عدا شخصني، مهاساإلسالمية، إذ خرجت كل عضوية املؤمتر الوطين يف ال

.49النائب األول للرئيس والنائب الثاين*****

ة القيادية بداية تبلور أة الشورى حنو انتخاب اهليأك مرحلة تطور هيشهدت كذل املشكالت واحملاور داخل فريق اإلنقاذ الواحد، فقد استطاع املحور الذي ميثله نائب األمني العام أن يستوعب األسئلة اليت طرحت يف أعقاب حادثة كندا، كما استوعب األسئلة اليت

بعد إطالة أمد اعتقال األمني العام ألول الثورة ويتجاوزها، وإذ أن قرار تأسيس طرحت ة الشورى اخلاصة متهيدا لتأسيس قاعدة صلبة للحزب املفتوح العام مل يقابل بأي أهي

العام، اعتراض، فان نذر اخلالف كانت تتلبد يف أكثر من صعيد، ال سيما توجهات األمنيم، وحديثه الدائم عن تأصيل معىن احلرية يف 1995أضحت واضحة منذ بدايات العام اليت

، مث عزمه تقدمي ا وعملها وقرارا ها، مث نظموالتعبري عنه يف وثائق احلركة، احلياة العامة .حف وحرية التنظيم لألحزابة الشورى اخلاصة يبيح حرية التعبري للصأمقترح قرار هلي

رح األمني العام مشروع القرار أوال علي املكتب القائد، الذي ظل يدير األمر ط ها القيادي، متزامنا مع دعوته ة الشورى مكتبأاألعلى يف الدولة والتنظيم قبل أن تنتخب هي

رشة قبل تقدميه مه العسكريتتبور هن عن زية املعيعن املؤمتر حالتخلي رئيس اجلمهورياجلهاد يف اجلنوب وبداية انقالب الكفة لصاحل احلركة الشعبية بعد ىمث مع حتام .الوطين

انتصارات اإلنقاذ األوىل الباهرة، ارتفع صوت الدعوة إلصالح مؤسسة القوات املسلحة، دة األحزاب، وإىل وال ريب أن الدعوة إىل احلريات العامة وعو .يقوده كذلك األمني العام

خروج الرئيس من املؤسسة العسكرية ليكون رئيسا مدنيا، مث تبني الدعوة لإلصالح

6 A+7 'P7 ا.ول t�1Cا� E�Iا� 'E( �Ed ر إذ�E2Cرج آ�EG '�1E+ا� tE�1Cوا� O9 6A�� 1ن" 'C9�Eا� �A#oEAP� �E*ة ا�1�2د

1I�JBC� V`�H.

اجلذري الشامل يف اجليش تصادم مجيعها املشاعر القوية للعصبية املهنية يف أمثل جتلياا لدى .رئيسغالب ضباط القوات املسلحة، وعلى رأسهم ال

األمني العام ووزير اخلارجية حينها، الذي أفصح عنه خارج إطار بأما موقف نائ املكتب القائد، ملتزما موقفه الراسخ منذ صعوده إىل قيادة احلركة بالتجنب التام ملواجهة

اال فورا لعودة إن رفع األوامر املؤقتة املقيدة للحريات العامة ستفتح: العام، فهو األمنيمبدد أجنيب كبري، وبأحقاد ومرارات تراكمت منذ اقتالعها من ةقوى املعارضة، مدفوع

السلطة، مث ما تال االنقالب من اعتقاالت وتعذيب وإعدامات، وستعمد فور عودا لسلق ةالنظام بألسنم، مث إذحه بالقضايا واحملاكرحاصداد، وست نصبت باالنتخابات فستا فاز

أعوام تصدق األمني العام، االنتظار بضع بفاألوفق، عند نائ .لإلنقاذيني مشانق اإلعدامفيها آمال البترول اليت بدت واعدة، ويفيض فيها بعض الرخاء علي الشعب، مث من بعد

األمني اتسق موقف نائبوإذ . ات العامةالعام الشاخصة حنو احلري ننظر يف مثاليات األمنيالرئيس، (ة القيادية أالعام من قضية احلريات العامة مع موقف اموعة العسكرية يف اهلي

ول ؤمع موقف املسكذلك ، اتسق50)النائب األول للرئيس، وزير الدفاع، وزير الداخليةنقله من وزارة شؤون جملس الوزراء إيل تعديل وزاري حاسم هالعسكري األول، الذي مشل

التجارة اخلارجية لوقت ر، فقد تولى الدكتور عوض أمحد اجلاز منصب وزي51وزارة الطاقةقليل، مث بعد خلو وزارة جملس الوزراء بتولي وزيرها الدكتور العميد الطيب حممد خري

يف برنامج اإلصالح اإلداري الذي بدأه واصل فوراعين فيها فملنصب وايل مشال دارفور، سلفه بروح عسكرية تقتحم الوزارات واملكاتب وتعرض مشاهد اإلمهال والبطالة عن العمل

ورغم وجود جلنة يف وزارة .ودان يف مواقيت املشاهدة األعلىسعلي شاشة تلفزيون الالوزير اإلداري باالختصاص مل يلحق جملس الوزراء بتمثيل واسع ألجهزة اخلدمة العامة، فإنودان، بل مضى على ذات ج سلفه ستطورا جوهريا يف مشروع إصالح اخلدمة العامة يف ال

اجتماعات رؤست إىل نشاطه بعض يف شرع مث االنضباط، حرو على تركز اليت العسكري الطبيب

.�A7 ا�J(��، ا�6J7 ،{�1S 6A�� ��HMا����N 6A�� V�N^ وH`�ي V :{�1S ^�Nه 7 .ا�6آ�5ر �7ض ا�1Kز 8

لدور ثلهمت هيشب فيما وزارته، على األعلى الوالية صاحب الوزير وجود رغم أخرى وزارات يف. أجهزة الضبط والقوة ىعل الفرعية وواليته العليا القيادة يف الرفيع موقعه مستنبطا الوزراء، رئيس

جاء تعيينه يف موقع وزير الطاقة بإصرار من زومع تنامي بعض الشكاوى من املسلك املتجاوالع شبهسببا لتو فأضاف قوبةاألمني العام مبا يلياتفضال عن قناعته 52ر العالقات الع ،

وأصوهلا يف الربنامج اإلسالمي احلريات العامة ىالضعيفة بأطروحة تأسيس احلياة العامة عل .للحركةالتعيينات واملحاسبات العليا اليت كونت ألول مرة بقرار من املكتب جلنة كذلك أثارت

بني اإلسالميني امللتزمني يف املؤسسات الصراعات تنامي إثر منه، اءأعض مخسة لتموش القيادي ومديري الوزير بني موقع من أكثر يف النمطي عالرتا خاصة التنظيمية، واألجهزة احلكومية

ومنعه من مكتب املدير إغالق أحيانالوزارته، واليت تطورت أحيانا فبلغت التابعة املؤسسات بليال، خاصة إذا كان الوزير ذو نس أهله ىعل التهجم أو عنوة سيارته أخذ أو همؤسست دخول

، )حاكمية احلكومة(أم )حاكمية التنظيم( مشكالت اللجنة تلك تكوين أثار .أمين أو عسكريى حنو فقد مضت التعيينات منذ أول اإلنقاذ صادرة من مؤسسة الرجل الواحد، املحتكرة عل

)الفيتو(حمدودة من األمني العام تشبه وضع تالعام، مث حلقتها تدخال األمني لنائب كامل شبهاملكتب فتضم ورىشال تتوسع قد مث ذاك، أو املوقع هلذا تصلح ال أا يعتقد اليت األمساء بعض على

العفو مستوى واسعا شأن التعديالت القائد كافة أو بعض أعضائه، خاصة إذا بلغ التعيني أو .أو تعيني مديري األجهزة األمنية حةة القيادة للقوات املسلأوتعيني هيإعفاء الوزارية، أو

كنه شديد الفاعلية والقوة، ل صغري )لويب(التعيينات اليت يقف وراءها والت كذلكت إذ يتعسر على و الرئيس ونائبه األول، م ي ويضيحركه نائب األمني العام واملسؤول العسكر

األمني العام رفض إمجاعهم إذا جاء مناجاة مع نائبه الذي حيمل إليه موافقة الرئيس ونائبه غالب قرارته نافذة ، مضتاألول املستبقة، أو جاء يف إطار املكتب القائد بأعضائه السبعة

ة يس وأعضاء جملس الثورة كانت موسومأن السرية األوىل للرئورغم . عرب األجهزة الرمسية

ك أن وF�d� وز*� �YPK ا��Eزراء آ1ن ا.��^ ا�&1م *oآ6 )' أ1Nد*+O ا�S1a� أن ا�6آ�5ر �7ض ا�1Kز �V *6ر 9 EEj1R1 وزارة ا�EEA�( ،زراء�EEا� ^�EEH 1ت وا.وراقEE��P&A1دل ا�EEJ# ^AEE�5� ،uEE2( ��2�EE�C# EE*pا�� 'EEC&# � �EEJأآ 'EEP7 �

.�(�وع ا1B5jدي �J7 #1ر*z ا���دان

كل قرار يصدر من معتزل نائب األمني العام، أو أيا من أجهزته ميسمهم الرمسي على بوضع قرارات مضي الوقت وبزوغ اخلالف إىل رفض مع األمور تطورت فقد نقاش، أو مراجعة دون

رد بتعيني القائد كتبامل من أحيانا تصدحدليا املواقع بعض يف م53تعطيلها أو الع. العام ببسط حرية التعبري والتنظيم مع حدث عسكري صاعق، تزامنت أطروحة األمني

قبل حنو أسبوع واحد من ،1997يف شتاء العام 54هو سقوط مدينيت الكرمك وقيسانيف يد قوات اجليش الشعيب لتحرير السودان مع قوات ،اصةة الشورى اخلأميقات انعقاد هي

أخري تابعة للتجم اتة تأ ع الوطينالتحالف وقور، مثل قمافأثيويب س بإسنادم العالقات زاملدينتني مثل حدثا مأساويا بكل ما حتمل الكلمة وإذ أن سقوط. اإلنقاذ مبني أثيوبيا ونظاة الشورى كانت األبعد من املناخ املوائم أألجواء اليت محلها إيل اجتماع هيمن أبعاد، فإن ا

ه يف املنافسة على السلطة، وضمان حق دللدعوة إيل فتح البالد للرأي اآلخر ولو بلغ حومن بينهم امهفقد جاء إىل االجتماع أمناء الواليات وحك. أخذها إذا غلب يف االنتخابات

أمانة والية النيل األزرق، حيث وقعت األحداث اليت شهدها األمني نفسه وقدم من مث أمنيطالبات املدارس عامة املواطنني وأخذ ورى صورة مريعة لقتل أئمة املساجد وقتلشلل

10 �R7 '�6Aان ا���R�6' و�6*� ا�Aان ا���Rوز*� ا� ^�H اعMCا� '( �E�HMا� �E*�Fا.ول ا� Yا���� t�1� c 6EA��

<6E2� 6E�12ا� tE5`Aا� QAESو OE5F�dو 'E6*� إ�EAدة ا��E&H 1�P&1ت ا�J�1�Aا� �CK� ار�j {�1S tE�1Cز*� وا��Eرا أن ا�آ6S 1Aر �jار �^ ا��41J� �B2ة دون ا�&�دة �t5`AP ا�1�2دي أو �CK� ا�1EC��&5ت ا�&cEBFH 1E�P وز*�E .أ1CHء د)&�

�E�ف )E' ا� ) 6EJ7ا��ه1ب �EHب (ا�V�P&5 ا�&�1' �Ekإ �J6 ا�E�7وأ 'C9�Eا� YEPKAو 'Eإ� �EA7 6EANأ Vاه��EHر إ�E��(i ^E7 �EJ&* cEdرا�OE ا���JPE� E2*�9 'E(� �Ek TE�FC#رة ���EId 6E&H O&jر #OE�j1C ا.�ZE� 'E�1 ا.��E^ ا�&1Eم ا�TEي

uH�E* يTEا� qICEAوا� tE*�&5ا� �E�� V�EP&5ا� �*�ER5� ��K�#�5اE�pا �ا��ؤ* tN1S أن ا.��^ ا�&1م ه� Vxر V�P&5ا� 1H VEP&ا� �EEا���آ 'E( 1ديEB5jp1ع اER2ا� Y�E1ن ر�EA+7 6ا��ه1بEJ7 6آ�5رEEا� ^�E�&# ة�E5Fا� vEP# 6تIE4 1EAآ ،cEA&�

�E�J&5ي ا��Ej �*ز�E� ���1Aوزارة ا� �G1N 1�Ba4 O� 1�f�� vذ� 'P7 ا�57اض ا.��^ ا�&1م Vxر ���1AP� وز*�ا�)�1IC7 وا�6)1ع ���1Aح ا���1�1ت ا� . N 6EA�� V�N6ا��EJ7 اء�EPا� cEd 1EAآ ^E� �E1م أي ��1و�E1 أ�E&�C� 6اE� ^�E�

�ES1� دارة1EK� 'E( ^E`# 1EAIل ا�1E��P&Aت أو اE7�م أو E5N, ا ا���آ� ���o� �*�R5� ر��1� ا��IAKر*� � ،�6H17 Y*. 6EA�� U�E*^، د. د ،أ��^ �A7 ^�N .، دا�O�2Fا�1Bدق .د(ذا ار#1�Ba)H QRJت �j*� �^ ا���آ� إ

6ANأ ( E&�AG cEا.وا� ��EB� 1نE6 آjو ا VEk �E*�&51ء 1 ا�EF7 .1 اEأ� ، �E���6EA�� U�E أ6E2( 6EAN ر)tEP9 gE . د ،�&5H ا.��^ ا�&1م���K� g(، ور�ر*�IAKا� ��1��H 1را)5�� OC 5H OEN�52� 1شE2� د 'EP7 '��Ej ^Eأ� YEPK� ^*�E`

أ�OE591N 1EE و#1EE��P&A�1H h�*�EECت وا��EER5رات، �Y���E را#EE( 1EEJ' أول *�EEم ا�&cEEA ���آZEEA5K* 'EE إ��OEE اا��E�C ا. 1EEA+7 'FREEB� 6آ�5رEEا� �EE�G1رaا� �EE*وز ��1 ا�EES 'EE( OEEP�65H �I5EE4ي اTEEن ا�* cEE�( 1EE��1هJدارة وآEE<R& cEEآ c

، ��Eى ��)7�Ef�� OE' دون ا1EJ57ر ،�Fاء1A ا�1A�، ��E� p E�ء ا�5' #�د إ��O �^ ا���آ� �E( VIC��&5' وزار#OE ا.^�PA5�� ^��(1C� VIآ�� ^�.

11 .1�H��kأ�1Aن 51*15ن #v و1��jن �15C*6ن 6Nود��ا�

حمافظ داملتوسطة والثانوية سبايا على يد قوات اجليش الشعيب والقوات األثيوبية واستشها .املنطقة يف بسالة نادرة

السياسي وحرجه العسكري مل متنع األمني العام من الثبات على فطوارئ الظر لكن مؤكدا أن اإلسالم أسس موقفه الداعي لبسط احلريات فقدم أطروحته للشورى جبالء تام،

تنا لالنتقال بالبالد اإلميان على احلرية والرضى، وأن عربة السنوات السالفة أوضحت حاجمنها لبعض رواد وقيادات يف احلركة بأفضل تكن الساحنة مل وباملقابل .والالمركزية احلرية حنو

سالم فهمهم ألصول احلرية واملشيئة يف اإل وقصور اآلخر قبول يف أزمتهم عن ليعبروا اإلسالمية املرارة ذكريات فيهم وأحيا املعارضة موقف هماستفز فقد القرآن، يف اآليات عشرات رغم

ألطروحة املعارضة األطروحة الشيوخ بعض وتولى .وبينها بينهم العالقة طبعت اليت والعنافة

ضد قدمي من املؤسسة اإلسالمية احلركة هجائيات إىل استدعت فجة سياسية خبطب العام األمني

املريغين والسيد عثمان حممد السيد الكبريين الدينيني الزعيمني موقف ليدية،التق األحزاب قادة

احلركة مع حتالفهما ضمن احلدوديتني املدينتني على اهلجوم املسلح بتبني اجلديد املهدي الصادق

ط السهلالرب أقامواإذ ع الوطين الدميقراطي، إطار التجم يف قرنق جون الدكتور بقيادة الشعبية

ميالدا سيثمر الذي السياسي للتوايل الدعوة وبني التوحيد ىعل املؤسسة األصولية احلرية قضية بني

لقد( :تصيح وهي مداه، إىل التهريج دفع إحداهن وتولت .الزعماء هؤالء ألمثال جديدا

يطبع عالقات بدأ الذي لتربصوا التوترات سنابك حتت احلرية قضية فانكفأت ،)بناتنا اغتصبوا

.55سنني بضع السياسي التوايل قضية فتأخرت األثيوبية املجرترات وقع على مث القيادية الشرحية

اإلسالمية احلركة دفع هي مهمة، أخرى قضية تقدمت لكن العامة احلريات قضية تأخرت

بضعة بعد ورىشلل التايل االجتماع حمل فقد الدولة، على حاكميتها تأكيد مث العلن إىل كلهااملؤمتر العام للمؤمتر الوطين الذي ما يزال انعقاد دورة هو األجندة، على رئيسيا موضوعا أشهر قضية راتتوت من سخية شحنة أيضا حمل لكنه السياسية، ودانسال ساحة على أوحدا حزبا

اختار مرافق الرئيس الدائم ووزير القصر وأحد أبناء احلركة اإلسالمية فقد .حلركةا حاكمية

.م.1998أن #�Rح �6Kدا إp )' 17م �V *15ح ���2P� م TC�1995 ا�&1م 12

السابق الشورى انعقاد موعد اختار اجلامعية، الدرجة على حصوهلم بعد اجلندية باب وجلوا الذين

األول ائبالن برئاسة حضورهما دون ةأاهلي فانعقدت ،56)األمامية املواقع( إىل الرئيس ليأخذ

الكرمك مدينيت من اجليش انسحاب موضوع استعراض وعند .صاحل حممد الزبري الفريق للرئيس،

أركان قيادة ةأهي رئيس حضور يف املسلحة للقوات شديدا انتقادا الشورى أعضاء وجه وقيسان

ند تأكيد وزراء خاصة ع غري مقبول لدي األعضاء اجليش، الذي قدم شرحا ملا حدث، بداأن النذر والتحذيرات قد توالت ،ومسؤولني يف احلكومة وآخرين يف املؤمتر الوطين الوالية من

.لدى إدارة االستخبار العسكرية مبعلومات تؤكد اهلجوم الوشيك، لكنها مل حترك ساكنا

عماست او السابق االجتماع لتقرير الرئيسرحديثا ليبدأ الشمس مغرب وحن اخلتام إىل صطباهلجوم صد يف لفشلها ةأاهلي أعضاء من املسلحة للقوات وجه الذي النقد حول باالنفعال مفعماعمله أدى الذي يشللج ارئيس بوصفه أنه إىل تشري واضحة مرافعة يف واسترسل ني،ياملدن علييف وفشلوا احلركة قيادة يف املدنيون تقاعس بينما واجب، من يليه ما كل يف األكمل الوجه علىخطاب حرو داخلي إطار ضمن خاص خطاب يف مستدعيا والسياسة، واالقتصاد اإلعالم إدارة

يف الباهر انتصارها أجنزت املسلحة القوات أن العامة، املنابر يف املعهود التربيري الدفاعي اإلنقاذاحلركة يف متمثال العدو على واماره عنها والدويل اإلقليمي املدد قفتو ولكن ،)العبور صيف(

خاصرة بلغ حىت العدو وتقدم ندامل وسقوط اهلزائم تعاقب إىل أدى الوطين والتجمع الشعبية

.الشرق يف الوطن

بالصمت أجلم كما الرئيس خطاب فاجأهم فقد القادمني من اخلاصة ورىشال أعضاء أما للجيش املتعصبة الرئيس غضبة أظهرت فقد التليدة، وعناصرها احلركة قيادة من دامىالق نلسا

اخلالف عمق سةاحلياة من الدفاع إىل السيا رئيسا لكل شعاب ولياتهؤمس عن الضمين وتنازلهلساعة كيانا واحدا بدا حىت تلك ا الذي بني جناح مدين وجناح عسكري يف قيادة احلركة،

.57اشتكى منه عضو تداعت له سائر األعضاء إنموحدا جسماو

13 ^��N 6A�� V�N6ا��J7 6سCIAا�. � وا�1IKد 14�Kا� cB( ZGرا.

اغياب الرئيس ومرافقه عن اجللسة السابقة وحديث الرئيس يف ختام اجللسة التالية نبه يف قمة م ألول مرة لوجود صراعدامى والقادمني ولفت أنظارهة الشورية من القأأعضاء اهلي

هرم التنظيم والدولة وإن مل يستبينوا مادته وتفاصيله وأبعاده كافة، ألن القيادة مهما تباينت الظهور ىعل احلرص شديدة ظلت ومواقفها، عالقاا التوترات واعترت واألفكار الرؤى فيها

تفاصيل أما .الوسيطة اوقيادا الثاين هاوصف احلركة وألعضاء العام للرأي متجانسة متحدة

صدور قرارات ألول مرة من قيادة الدولة ممثلة يف الرئيس ونائبه األول من ومادته الصراع أو القائد املكتب إىل جوعالر دون اخلاص العمل ولؤومس العام األمني بنائ من خفي بتواطؤ

مثل فصل وزير التعليم العايل العليا التعيينات تمشل عليها، العام األمني إطالع أو القيادي الساالقتصادي للحركة وزيرا للمالية رغم اعتراض األمني ولؤاملس تسمية أو السابق زيرالو وإعادة

السالم مفاوضات إدارة يف واالختالف اجلنوب، يف والعمليات اجلهاد إدارة يف االختالف مث العام الكبري اخلالف كذلك .رالية احلقةدالف تطبيق أو االحتادي حلكما وقوانني رؤى ترتيل يف واخلالف

اخلارجية، العالقات إدارة يف خالف من للقوات املسلحة، وما يشبهه اجلذري اإلصالح حول ومواربة حياء يف تطرح ظلت واليت والتطبيع عةاملواد أو والتحدي املواجهة بني فيها املواقف وتباين

.القائد املكتب يف

حرص وإذ .)الدولة حكم( أم )احلركة حاكمية( قضية يف جتلت اخلالف خالصة لكن األمني العام علي خلوص احلاكمية للحركة، تنحاز إليه وتعاضده كثري من العناصر املدنية يف

ة، فقد أضاءت له سنوات التجربة قيادة أجهزة احلركة اخلاصة أو أذرعها الفكرية واإلعالمي وفتح احلرية بسط حنو املسارعة ضرورة وأكدت واحلكم الدولة يف السابع العام حنو املاضية

ذات مشلت فقد كافة، ودانسال أحناء بني والثروة السلطة قسمة معادلة وضبط الواسعة، املشاركةالوطن انفتاح رؤى )الوطين املؤمتر( باسم سياسيا حزبا العلن إىل اكله باحلركة دفعت اليت اخلطة .أهلها إىل املركز خارج الواليات أمر ترد والمركزية للتعبري، ةوإباح التنظيم يف تواليا للحرية كله

لشفافيةل تهيئها ملدى آخر اختبارا العلن إىل اإلسالمية للحركة األول اخلروج مثل

الوطين، للمؤمتر العام األمني ملنصب جديدا مرشحا ة القياديةأاهلي اختارت فقد والدميقراطية،

دسجي دقل صة حنو التحويمواحلكم، السياسة على وهيمنته )السياسي التنظيم( حاك وحيسم

ب عملها ظاهر مفتوح يف حزب غال إسالمية حركة توحيدمها، لصاحل والباطن الظاهر ازدواج .58تعددي دميقراطي إطار يف أخرى أحزاب مع للمنافسة يتهيأ سياسي،

، م1997 الذي شهده العام الوطين، للمؤمتر العام القومي املؤمتر هو االنتقال مسرح كان ة القيادية، إال أاهليفق عليه بقرار تاورغم أن مرشح احلركة اإلسالمية ملنصب األمني العام قد

مقترح ومقاومة السابق العام األمني انتخاب إعادة على دارفور واليات من مقدرة كتلة إصرار أنكما متضي ظلت إذ للعلن، وتدابريها ترتيباا إخراج يف القيادة تعتدها مل مفاجأة حمل قد القيادة

. سهولة ويسر طيلة عهد اإلنقاذ منذ يومها األولكان يخطط هلا من الباطن إىل الظاهر يف

دامى قأخذت املقاومة شكل تكتل جهوي انتظم فيه غالب أعضاء احلركة اإلسالمية ال ساملؤمتر العام للمؤمتر بومن دارفور ومعهم املكت ن مجعهم مجيعا إطارمن يف عهد اإلنقاذ، م

ية املؤمتر بضعة آالف، فقد جذب موقف دارفور تلقائيا موقف وإذ بلغت عضو. الوطينال فوعلى الفور انتظم حتال. نظرائهم يف الواليات األشد ميشا ال سيما واليات اجلنوب

يقاوم باإلجراء االنتخايب الدميقراطي كما يحدده النظام األساسي للمؤمتر الوطين وكما ئحه، فتكتل دارفور واجلنوب يمثل أغلبية حتتاج ملنظومة واسعة من التحالفات تنظمه لوا

.حىت تهزم بالغلبة العددية

اء،واخللل يف البن اهلشاشة مواضع تكاليف من تمحل مبا االنتقال حلظة كشفت لقد رقوت قر والقاعدة ظلت توافعما ها غافلة، ولكنفالقيادة ظلت ختتار وتقر تها به متوجعضوي

حىت داخل الصف العدل واإلنصاف ويطلب وميشا ظلما يستشعر وانفعال حركة منمن األطراف عامة ومن دارفور خاصة يستشعرون مرارة أعضاء احلركة فقد ظل. التنظيمي

واملغامن، مهما تكن قليلة وآلية توزيع الفرص قيادة احلركة والدولةجتاه قسمة املناصب يفومن طبيعة شبكة العالقات االجتماعية واالقتصادية اليت تنتظم قيادة احلركة ذات .حمدودة

15 1EFP� ،'C9�Eا� �A#oEAP� 1مE&ا� ^�E�.ا tEBCA� 1�E4�� '�1J5&ح ا�6*^ ا��S 1زيx ا�6آ�5ر �ة ا�1�2د*"�I15رت ا�� ا

6EA�� 6ANأ Z�F)15ذ ا���� . tEBCو� �E*ر�IAKا� �E�1��H ��E�1ون ا���oE)P� �Eا�6و� �E*وز tEBC� c�E4 وإذ أن ا.ول VEEk ،6E�12ا� tEE5`Aا� �E�7رى و�E)ا� YEEPK� ر<�E2� �EF�dو ,��EE# �Eآ��P� �EES1aا� �E9.ا 'E(و �EE�G1رa�1H �Eدو� �E*وز

����EE�ا �EEا���آ �EE*6G 6ىEE� O��EE4�# cEEAN ،�EE*ة ا�1�2د"EE�Iا� �EE�7 'EE( 'C9�EEا� �A#oEEAP� ري�EE�A6ور ا�EE6 ا�EEآ�"# 'EE(���� ا��`V وا���آ�، PN�� 6&H� �1R5و�� cd دور ا�1I�( �A#oA هp 1�)�1 *`1د *Tآ�C�.

ه الشمايل العاصمي اخلرطومي باختراقات حمدودة يف القيادة من األطراف، إذ جاملزاج والتومثابرة واصطبارا علي االرتباط، تتضها يف الصف القيادي استمر بتصميم وإرادة اقءأن بقا

وقد محلت قضية املهندس داؤود بوالد يف أول عهد الثورة نذرا مبكرة من الضرورة امللحة لضبط املعادلة بني املركز واألطراف حىت داخل صف احلركة امللتزم، كما كشفت عما

تيحومشاعر سالبة، ال ت دور من مرارةل يف الصمعتة مبا تقتضي من أدب ياألطر التنظيميفصوالتزام أن يوهي ذات املشاعر اليت جتلت يف املؤمتر باالحنياز الدارفوري . عنها كثريا ح

املطلق حنو األمني السابق، حيالفه الصوت اجلنويب الذي احناز إليه بدوره علي قاعدة التهميش الذي تتجلى فيه كل مسات ح اجلديد شخص املرش الذي جيمع بني اإلقليمني ويوحدهما ضد

وقد كانت أكربها مفاجأة . مه البائن علي واليات السودان كافةعه وتقدوين بتنياتمع املدمن اإلسالمية، مبن فيهم األكرب واألقدم واحلركة اإلنقاذية الدولة قيادات من كثري اصطفاف

.يضاهى ال ع مواطنهم يف محاسدارفور وجبال النوبة واجلنوب م

ضيق الدميقراطية والشفافية املبكر داخل أروقة املؤمتر الوطين مدى حتدي حمل كما

لقيادة املؤمتر الوطين ختبارا أوالاالختيار، ومثل ذلك اليوم ا يف وطالقتها قاعدته حبركة أوعيتهاحلركة انقسام إىل قالئل سنوات بعد صول اليت أدتورى، األشعن مدى قناعتها باحلرية وال

حتالف اهلامش روح العنصرية املضادة ىاإلسالمية، كما جتلت يف ردة الفعل القيادي علودان منذ االستقالل من املركز علي ساملشوبة باالستعالء وإرادة اهليمنة، اليت استمرت يف ال

رغم أدبه ووثائقه ونظمه املؤصلة على ،ة املؤمتر الوطيناألطراف، فظهرت علي ساح .دارفور يف الكربى الفتنة األيام مقبل قي أشعلت اليت احلرام العنصرية ،اإلسالم

حتالف مرشح القيادة وهزمية لفوز الضروس معركتها يف الوطين املؤمتر قيادة جلأت أخريا

احلركة منافسات خلق استشرى بغري فقه وال تقوى يف وهو التزوير، إباحة إىل اهلامش

اخلاصة األجهزة فيه املهن وبرعت تونقابا الطالب احتادات يف خصومها مع اإلسالمية

الشعبية األجهزة يف احلركة عضوية واألمن، وظلت تتحالف إلنفاذه ومتام جناعته للمعلومات

نفسها فتزور على بالفوضى تستدير ريثما والنقابات، االحتادات مقاعد به كسبلت والرمسية

وإذ أن التزوير ظل سريا ومكتوما حىت عن . القيادة أجندة لصاحل حزا إرادة قاعدا داخلوحماسبة منكره عن النهي عضويتها أو احلركة أجهزة من ألي يتح مل للحركة العام األمني

يف اهللا الغافلة إلنكاره حىت عندما بلغ خاصة أجهزا ضمن سنن العناصر دأبت بل ،مقترفيه .بيته داخل إىل علي اآلخرين يمارسها من على الفوضى تدير واليت اتمع

رفس بنيانه على شفا جمن هار لقد بدأ املؤمتر الوطين عهده اجلديد بغري تقوى وأس

حتالف وهزم القيادة حمرش فوز االنتخاب، جلان مع املؤمتر يف قيادة من متا وبتواطؤ التزوير،

إدارة يف كبري كسب له يكن مل ملرشح بالتجديد املركز وجه يف إرادته إثبات أراد الذي اهلامش،

مرشحهم زفا وقد اهلامش، ألقاليم حىت املنصب فيها تولى اليت السنوات مدى يف املؤمتر عمل

.59التزوير الكبري الذي اعترى العملية لوال بالفعل،

***** واختيار أمني عام جديد )الوطين راملؤمت(واىف صعود احلركة اإلسالمية إيل العلن باسم

ها، واىف احنسار مدها يف العمل الشعيب الطوعي قاحلركة وعم تتمثل فيه ألول مرة قوةفاألمني العام للمؤمتر . لصاحل عمل الدولة واحلكم الرمسي السياسي والتنفيذي عويدال

الوطين اجلديد، رغما عن جتذره يف احلركة اإلسالمية وإشارة اصطفائه الدالة على اإلقبال قاء اجلدي احلاسم للحركة للعمل حتت مظلة احلزب السياسي العلين، ينظر إليه من تل

ساسيا من رموز الدولة اإلنقاذية، إذ مل يشتهر قبلها خبوض ج بوصفه رمزا أالداخل واخلاررجل الدولة تغلب تأو الطوعي اخلريي، بل إن سما مار جماالت العمل السياسي الشعيبغعن حوقد أبدى نائب األمني العام مالحظة مل تفص .يه بأكثر من خصائص القائد احلزيبعل

العام اجلديد وهو يهمس برأيه يف عدم مناسبة األمني ر عن ذات املعينعباألسباب ولكنها تللمنصب، مفضال أحد أعضاء جملس الثورة الذي ختلى مبكرا عن زيه العسكري واستقال من الس وفقا لترتيب يدفعه ملنصة رئيس الس الوطين االنتقايل، ولكنه اقتراح مل جيد

قه للقرار إذ ظل نائب األمني يزهد يف املجادلة واملواجهة مؤثرا املسايرة الصامتة آلراء طري

16 pا �CK� QCP7ح ا�6*أ�S 1زيx 1ت )�ز ا�6آ�5رH1a5�.�1' دون إ14رة إ�' 67د اJ5&ات^ ا��S.

، إضافة إيل إميانه العميق بالدولة وحكومتها مما يزهده بدوره يف خوض العام وقرارات األمني .املعارك واملواجهات حول موضوعات التنظيم والنظام السياسي

السودانية باإلسالم، اليت شرعتها احلركة يف منتصف العقد رير املرأةفحركة حت ولكن . ها يف العقدين التاليني بأفضل مما كانت ترجو خطة احلركةلالسبعني، قد آتت أك

ميالد اإلنقاذ قد وجد النساء وقد حتررن بالفعل ويأن للعمل، فتحرير املرأة على براعته يف ال سيما املصرية القريبة ،ودانية الفريدة اليت ربطته باإلسالم، رغم سوابقه العربيةساحلالة ال

اليت حشدت له مضامني الليربالية الغربية العلمانية، ظل فعال سالبا ال يأخذ مضمونه اإلجيايب تمع والتاريخإال مبشروع العمل الذي يلي التحرير حنو مثاالت حتقيق املرأة لدورها يف ا .

دوره ومؤسساته أو اجتهاده احلر، واملشاركة الشقيقة يف اخلروج إيل الشارع واقتحام العلمفيف ساحات العمل العام، واملساواة يف الفرص والعمل ويف األجر والترقي الوظيفي، كلها قد

مبادئ متكني املرأة يف املصطلح العاملي جقبل أن ترو فلسفة التحرير اإلسالمي تأصلت علىبعقود، مث على تعديل القوانني يف احلقبة املايوية اليت تولت فيها قيادات يف احلركة مناصب

ة عالعام وزارة العدل ليادستوري ديوان النائب العام(وتولى فيها األمني( ل تعديالتفأعم ،سودان القضاء األعلى بعد النيابة ملرأة يف الجوهرية يف التشريع حنو متام متكني املرأة، فتولت ا

أما يف خاصة . ول العربية كافةدقبل سنوات من إجازة ونفاذ هذه التشريعات يف ال والوزارةعوي واخلريي دنشاط وعمل احلركة، فقد توسعت مشاركة املرأة يف مجاعات العمل ال

هد أرتال الفتيات اإلسالميات بزيهن الطوعي واإلغاثي، وارتسمت ظاهرة على لوحة املش، بل 1983املعروف يف معسكرات الرتوح علي أطراف املدن، خاصة بعد كارثة جماعة

نظري جديد أدب وانبثق يعلمن، أو يداوين أو يدربن واجلنوب ودارفور كردفان ويف مناطق

ناملسلمني منهم، إذ ظل بعضهن يعمل غري سيما ال النازحني مع اإلسالميات عالقة وعملي، يف نهسما ساعة ليال أو ارا ال ميإليها يف أي نرجخيو ندخليلسنوات يف املعسكرات النائية،

إال خري.

م انتصبت حتديات 1989واتمع يف الدولة قيادة لتمام اإلسالمية احلركة بتسلم لكن متيزت النساء بكيان خاص فقد التحرير اإلجيايب للمرأة،جديدة كانت تقتضي نقلة أخرى يف

االحتاد العام للمرأة (م، هو 1990قضايا املرأة حول احلوار مؤمتر للعمل العام يف أعقاباليت السالفة قبل قيام أي تنظيم نقايب أو شبايب، طوعي أو ثقايف خيلف املنظمات) ودانيةسال

للنساء، الساحة إباحة إىل يسارع أن كان الرأي الثورية األوىل، إذ قضت عليها مشولية الشرعية

.وتعمر املناشط فورا الشرحية فيتصل العمل تلقائيا تلك يف املتقدم احلركة لكسب استصحاباالشمويل جاءت خصما على خطوات ارتياد اآلفاق النظام ظل يف لكن اإلباحة املنقوصة

ليحفز اجلديدة، فانكفأ النشاط السالف يجتر نفسه ال يغري جبديد املرحلة يف املتجددة

مجاعات من النساء، ال سيما الشابات األصغر عمرا واألكثف عددا من الرعيل األول الذي كما أن االرتباط اليومي لالحتاد العام للمرأة جبهاز . ابتدر التحرير وسار فيه لعقدين من الزمان

ة الدولة وحزا عمل املرأة يف احلركة اإلسالمي سمة اليت اتة الشعبيا احلاكم أضعف احليويالسودانية لصاحل الرمسية البريوقراطية، وحتورت الصورة األوىل لإلسالمية املبادرة املتقشفة

.إلبداعاملتوكلة إىل منطية األشباح الرمسية وعملها الروتيين العاطل عن ا

أما غياب التنظيم املنافس إذ مل تفسح الشمولية مساحة ألي من أمناطه املناوئة الفكرية أو الثقافية أو األدبية فضال عن السياسية، دفع باملنافسة كلها إىل الداخل فاستعرت املشاكسات

وأظهرت الشاشة األشد حساسية بني الرائدات اإلسالميات على املناصب وكراسي الوزارة،يف جمال عمل املرأة صورة مبكرة ملا ستؤول إليه صراعات احلركة اإلسالمية مستقبال يف كل جمال، مهما يكن عماره ذكورا أو إناثا، سوى ما إمنازت به املرأة الشرقية عموما من شدة

األمر يف قطاع املرأة املناظرة بني أهل املواالة وجتلت كذلك ألول. الغرية وحدة الصراعالقدامى السابقني بالتاريخ، والقادمات األصغر سنا من داخل صف احلركة أو من الساحة العامة اليت وجلتها احلركة اإلسالمية عرب بوابة السلطة اإلنقاذية فجلبت إنقاذيات ليس هلن

.لثورة، واحنياز لرباجمهاسابقة التزام سوى إعجاب بصوت ا

قبل ثورة اإلنقاذ يف اال النسوي أثره واشتد اتسع الذي الثقايف والنشاط الفكري العمل أما يقدر له بعد أن متكنت حركة اإلسالم حكما ودولة يف توسع وتكثف، فالوجوه كان ما يلق فلم

تزور السودان يف إيقاع متصل منتظم منذ املصاحلة الوطنية، إذ العاملية للمرأة املسلمة اليت كانتزينب الغزايل ومحيدة قطب (األوىل املحررات من سجون الناصرية اإلخواين الرعيل رموز قدمت

العريب، ، مث بعد جناح الثورة اإلسالمية يف إيران واملد النسائي املتجاوب معها يف العامل )وغريهناملساجد يف احلركة مواسم ويشهدن حياضرن السودان جبن الالئي الثورة رائدات اخلرطوم فشهدت

.60واجلامعات ومعسكرات الرتوح، بل ويؤسسن اجلمعيات الطوعية وينشئن املستشفيات

بعد رسالة كذلك تضاءلت حركة البحث والتأليف والنشر بعد القومة اليت اتصلت ، ونشرت مقاالت يف الصحف وجمالت )املرأة بني تعاليم الدين وتقاليد اتمع(األمني العام

كما اتصلت كذلك حركة األدب وسط اإلسالميات، .61و رسالة واحدة يف كتيب اجلامعاتنذ اجلبهة اإلسالمية فتقدمت شاعرات جميدات وكاتبات للقصة والرواية والنقد األديب، ولكن م

انقطع صعود األدب النسائي وضعف نشره، ومل تضف اإلنقاذ سوى شاعرة أو اثنتني جذن مد الثورة ال سيما روحها ااهدة قتاال يف اجلنوب والشرق، فأبدعن وجتاوب معهن محاسا

ول مجلة أدب املرأة ما ثار لدى اجليل املستنفر كله يومئذ للجهاد، ولكن ما ثارت حوهلن أو ح .طالئع النهضة املبشرة يف الثمانينات من اهتمام يتعهده بالنقد والتطوير

ورغم وضوح الفكرة والرؤية، ال سيما بعد صدور وثيقة اإلستراتيجية القومية الشاملة يف نيها من قبل املنظمة الدولية، م واليت جتاوبت مع التصاعد العاملي ملبادئ متكني املرأة وتب1991

مل ينشط التنظري اإلسالمي حملفزات التحدي البالغة، ال سيما لدى جتربة حكم باإلسالم تزعم ومع تقدم الثورة وتعاظم ابتالءات املعارضة واحملاصرة . لنفسها تقدما خاصا يف عمل حترير املرأة

بة اإلنقاذ وهي ختطو حنو عامها الثالث والرابع، جلب اإلقليمية والدولية اليت أحاطت بتجرنشاط املرأة تعاطفا عربيا وإسالميا عامليا من شخصيات نسائية خارج أطر التوجهات اإلسالمية يف التيار القومي العريب أو الوطين يف العامل اإلسالمي، فتأسست منظمة عاملية نسائية تتخذ من

ان مقرا هلا، من الرموز النسائية اليت داومت على حضور جلسات دورات االنعقاد السودللمؤمتر الشعيب العريب واإلسالمي، وسودانيات قوميات، وسودانيات من احلركة اإلسالمية

ا��EE`FA ا�(EE*i 6�IEE� ا� ا��1EE2PR'، و6EE�FNة ا�EEC�Aa'، آ1EEA �دان اEECH� �EEم زارت ا�1981-م1980)EE' ا.�EE7ام 17

�f1Nت )' ا��1K&1ت 1C�(1Sز آ12H1� ^� Vd1ت آ�ادر ا���1ر ا��BAي ا�5' ا��1زت �E71AG ZE� �E^ ا�`1E5ب .وا�FA`�*^ إ�, �6 ا�+�رة ا*�ا��� H&6 ا�1B5ره1، وأ�Idوا ا�M5ا�1 آ��Jا 1H��م

18 t5ا�&1م ا آ '( t#1`ا ا�Tه ��1&�Kا� O5درا� ^� ZHان ��1980ا�C&H ��FS ^*�)7و Z�H '( ��1م ر�)' Q7 ز>�Nت ��S� أ)`1ر ذ�v ا���j ^7 c�K� #��*� ا��Aأة، وو" ا���5*� ا���' ��APأة ا���دا���"

.ا��1K&1ت

رب نشطن مجيعا يف دعم التجربة اإلنقاذية اإلسالمية، وجلنب هلا تأييدا ومناصرة مادية وأدبية عساحات العامل، مث امتد نشاطهن ليتجاوب مع قضايا األمة العربية شأن حصار العراق بعد

.62حرب الكويت وحصار ليبيا بعقوبات جملس األمن

كذلك مع شدة احلصار على اإلنقاذ، انسلكت النساء يومئذ يف إستراتيجية اإلعداد الشعب كله استعدادا ملا قد ينجم من ا حيشد، جتنيدمن الطوارئ والنازالت لألسوأ

اإلمداد يف البحر أو اجلو، فقاربت املرأة السودانية والغزو وقطع رسيناريوهات احلصادفع الواقع احلركة اإلسالمية إلحياء فقهه بعد أن بردت فيه ف ن اجلهاداملسلمة ألول مرة ميدا

إال عرضا يف أبواب الفقه قضية جهاد املرأة النبويةمل تثر بعد الغزوات إذ هذه املسألة،ودان حشدت سلكن التجربة يف ال. النظري وليس عرب سرية الفتوحات اإلسالمية الكبرية

النساء يف معسكرات الدفاع الشعيب، وسافر عشرات منهن ليجاهدن مباشرة قتاال يف تمئاظات على الفتاة اخلارجة يف سبيل اهللا، ولكن يف تحفمناطق العمليات، فثارت املخاوف وال

ن اتمع، وإذ احنسرت التجربة سريعا يصحبة مل تألف هذا السلوك أو تدرجه يف كمال تد ال وصمت فقهها عن التطور، بقيت صورة مجندات الدفاع الشعيب متأل وسائل اإلعالم

.اإلرهايب هاجومزا اإلنقاذ صوليةأ على مثريا دليال الغريب، سيما

،املنافسات يف القطاعات احلديثة حكانت خطة احلركة األوىل أن تبسط احلريات وتبا املرأة والشباب والطالب، وأن يتة للمجتمع واإلباحة يف دج من ذلك حنو متام احلريراخلطة ومداوالا حمصورا يف القيادة وإذ ظل غالب .السياسة تعبريا وتواليا أو تنظيما

مستورا عن اإلعالن واإلعالم، فإن الوعي ا يف صف احلركة األدىن وداخل أطرها بدا و بال سيما الطال ،غائما أو غائبا، ولئن بدت قطاعات من تلك يف خضم املدافعة املتصلة

د هاد وشعاراته ومفاهيمه ومواقفه اليت تتجديف أدب اجل ةبعيدة عن أطروحات احلرية وموغلومن مث تصنيف املنافس السياسي إيل عدو مقاتل، حترك قطاع بني جبهة احلق وجبهة الباطل

�EA� ا��1EHط )�� ا���1CJP� 6E�ANة �&ZEC و1�EBa4ت ����1E� E���j� ��Eدا��� 1ا�Z� c�F ا�H1J� �B�. د�Q أ�� 19C�

'A�1&�1' ا��Cا�.

ف على اآلخر، بل واستيعابه ريف ذات الفترة حنو مزيد من االنفتاح والتع )الشباب( آخر .تسعضمن مشروع التحول احلضاري اإلسالمي امل

- 1977( املصاحلة الوطنية انفتاح منذ احلركة فلسفة يف تليدا مبدأ الشباب قطاع استثمر وخطاا املنضبط وخطها احلركة التنظيمية أطر عن واملسافة االستقاللية بسط وهو )م1985

رية األصغر فئاته العم ها فيء إلياليت ت سيما ال باتمع ةاملوصول لبعض واجهاا التنظيمية امللتزم االجتماعي عملها يف يب ظلت احتادات الطالب مستقلة، ففي جتارب العمل الطالسنا

هجواليت تو للجامعات واملعاهد العليا الداخلية التنظيمية األمانات يف احلال هو كما والثقايف،طالب املركزية وتقدر ظرفها اخلاص يف مستقلة عن أمانات ال أحيانا كثريةوتدير نشاطها

أما يف العمل السياسي، فقد أتيح للطالب كذلك استقاللية طيلة عهد .إطار بيئتها اخلاصة اللعبة، قواعد وحساسية النمريي جعفر الرئيس ونظام احلركة رغم دقة العالقة بنيفاملصاحلة،

يت استدعت انزعاج النظام املايوي، فإن ال التجاوزات بغالب ونشاطهم واستئثار الطالبأصول احلرية والشورى واالستقالل ىتعويل احلركة اإلسالمية على تربية األجيال املقبلة عل

.الديكتاتور ذلك بغضأعني مهما ضبدا فر

وىل من عهد اإلنقاذ مبدأ آخر استثمر قطاع الشباب كذلك ملنتصف العشرية األ -1992(دأ االستقاللية السابقة، وهو ما محلته اإلستراتيجية القومية الشاملة عن مب مشترعاأولوية اتمع على الدولة وقيامه بغالب وظائفه وما الدولة إال (يف أول مبادئها ) 2002

قطاعات اتمع كافة على طريقة) االحتاد الوطين للشباب(، فاقتحموا عرب )بعد من أبعاده)مئد حعفتتالشباب ملشروعه التصاحلي مبداخل احلوار احلر حول وقد ). ة زهرة ت م قطاعقد

السيما أوساط الثوابت الوطنية اليت تكسر جدران التعازل بني فئات اتمع ومجاعاته،العمل اإلبداعي الثقايف والفكري والفين واليت ظلت لعهد طويل موئال ألحزاب اليسار

حنو أرضية مشتركة تطمح ملا هو أكثر من احلد األدىن لصاحل بناء وطن على ه،ومجاعات .املصاحلة واملساحمة والتعاون، ولو يف ظل مشروع إسالمي للتحول احلضاري

يف إطار معادالت صالحيام وتفويضهم حمدودية مدى الشباب قطاع قادة يدرك وإذ بدأت، فقد السياسة ميدان عن األبعد الفئات حنو باحلوار بادروا -ومئذي-املتعقدة اإلنقاذ

التعبري والتنظيم الداخلي قضايا احلريات العامة وفروعها يف احلركة صعيد على حبدة تتفاعلولئن بدا قطاع . لطات للحكم االحتادي، وحتتشد حنو متام املواجهة والصراعسوتفويض ال

شيئا ما عن ميدان األيديولوجيا السياسية وصراعها اليومي، فإن غالب األدب والفن مستقالممثلي هذه ااالت من أهل اإلبداع ينطوون على مواقف سياسية، بعضها معلن إىل حد

وإذ أن غالب حوار إحتاد الشباب . رتستيخفى ووبعضها قد ي املوقف النضايل اليومي امللتزمالعهد ولعمرية اليت تناسب عنوانه، فإن ممثلي هذه اجلماعة مجيعهم حديثقد توجه حنو الفئة ا

م ومعاهدهم اليت خترفإذ. جوا فيهامبيادين الصراع األشد احتداما يف جامعا تراجع كسب احلركة اإلسالمية األديب الذي بدا خالصا هلا يف قومتها اليت أعقبت املصاحلة الوطنية كما

ميده وقود طازج من عنف األدب استعاد اليسار السوداين ميدان، سابق فصل يف وصفناهاال ،علي ساحة احلياة العامة بإبداعها اإلنقاذ األمين، أشعل من جديد أمناطه النضالية املؤثرة

.سيما الشباب

وا لكنحر ابعراء وكاحتاد الشباب أمثر جيدا مع املسرحيني والشاألدب القصصي تودان، فتجاوبت روابط سواملسرحي، وانفتح حنو هذه القطاعات يف سائر واليات ال

ملن يقبل عليها حماورا أو داعما املسرحيني واألدباء الوالئية، وبدت أقل تسييسا وأكثر حاجةبعد أن آيسة أو ت من كل اهتمام يأتيها من تلقاء املركز اخلرطومي ونة احلكوميظمه الرمسي

أصحاب من ولو االحتاد والرموز األشد تأثرياذات احلوارات بني أن الشعبية الطوعية، إال

كسبت اليدين، بل صفر أو خائبة ما عادت العام بتياره املتأثرين أو اليميين أو اليساري املاضي

الرافضة السابقة امواقفه جدوى يف دتهز منهم احلضاري عناصر اإلنقاذ ملشروع كذلك

االستشهاد الذي نبتجربة خاصة يف إطار مشروع اإلنقاذ شأ نفعلالالمبالية، أو ا أو املعتزلةطرق غالب البيوت وأخذ من بعض املبدعني األخ األصغر الشقيق أو الصاحب الصديق،

لوطن ومشروع اإلنقاذ تناقض جذري بني موقفهم امللتزم لثم كما بدا آلخرين أنه ليس .اإلسالمي للنهضة والتحرر

دة م ح1995 فقد تصاعدت منذ العام ،تناقض آخر محلته جتربة االحتاد الشبايب وإذ أن الفلسفة العليا للتنظيم اليت يقدر هلا أن حتكم ،احلركة وعناصر الدولة عناصر بني املقابلةلت شأن اتمع ودوره، استشعر رجال الدولة وعلى رأسهم والدولة قد أع اتمع يف مسارهم على أمني عام احلركة نائبدوره ميشا كأنه يستصغر ،ةأ منصب وزير اخلارجيالذي تبو

الوطن إستراتيجية عنها عبرت اليت النظرية هلزمية العملية وسائلهم املفاهيم، فأعملوا مستوىووجدوا يف احتاد الشباب احلالة املثالية إلثبات أن الدولة هي األعلى مبا القومية الشاملة،

ة واملال، إذ قام على قيادة االحتاد عناصر مدنيمتلك من وسائل القوة برة عالية الدة الفكريوإذ وجدت ،مؤمنة وفق ثقافتها الواسعة بالدور احليوي احلاسم للمجتمع املدين والتنظيميةلتلك ر الرئيساملنظامال من األمني العام يف سعيها الفكري والعملي بوصفه دعما ك

، باسطا تأييده الستقالل عمل احتاد الشباب متهيدا لتأسيس سائر احلياة العامة االجتهاداتعلي أطروحة التوايل السياسي، عارض نائبه كل حماولة إلعالء شأن العمل الشعيب على

، فطرح أمام تلك ر أجهزة الدولة شأن الس األعلى للشباب والرياضةالرمسي، منحازا لدويدي التوايل بني القيادة مبكرا وبوضوح أسئلة التصنيف الذي أزم أوضاع احلركة اإلسالمية

أين يقف االحتاد بعمله وإجنازه وحواراته املفتوحة على : م1999م، وعند املفاصلة 1998 أم احلكومة؟ مع الرمسي سياسة مع الدولة أم مع التنظيم؟ مع اتمعاتمع من الفن إىل ال

واملساندة املادي حتدد مستوى الدعم األسئلة تلك عن اإلجابة أن ريب الشعيب؟ وال مع أم -ولو بعيدا-شعيب يقوم ذراعا األدبية من املمسكني بتمام األمر التنظيمي واحلكومي جلهاز

.حلزب الدولة الواحد

خبة نجتلت كذلك يف احتاد الشباب رغم جسارة قادته الفكرية والسياسية أمراض ال يفقد اشتدت املباينة بني الرئيس ذ ،وبأساليب خمتلفة اإلسالمية ولكن يف مستوى آخر

قافة املنفتحة اخللفية األمنية والتجارب الداخلية التنظيمية وبني القيادة التنفيذية ذات الثر هلا أن جتمقدما كان يكثرية بينه وجتارب العمل العام، رغم مشتركاتجم عنسكما . وت

األمين الداخلي مع الفكري املنفتح، ولكن عامتدت فيه صراعات أخرى هي فروع للصراعتقدداخلة ه أصابت بعض وافدة وجامعات ا يف معاهدأبناء احلركة الذين درسو من ثقافات

الداخل وحيركونه داخلارج، وعاد املخلصون منهم بعلم وحيوية ومبادرة ينفعون ا جمو .ى أو أمانةدون تقو وعاد آخرون بصنوف من ثقافة احليل واملؤامرات

ستور، التمست قيادات دم الذي أقر التوايل وأجاز ال1998جتاوبا مع تطورات العام حتاد الشباب طريقا إيل احلوار السياسي مع تيارات وعناصر يف أحزاب القومية الناصرية ا

من احلزب ذات القيادة اخلارجة) حق(والبعثية ومن أحزاب اليسار األخرى، خاصة حركة إذ بادرت إليهم فسياسي للتغيري، جالشيوعي مبشروع فكري للتنوير والدميقراطية وبرنام

قاء وإعمال احلوار مهما تكن السوابق واملرارات واملواقف حنو احلد ة االحتاد بالدعوة للقيادتالوطن ف بجناألدىن الذي يرة الفردي املستوى على العناصر تلك جتاوبت، الرتاع نمبدأ مقد

وإذ. رمسي حزيب تكليف بغري عفوا ولو القضايا يف للدخول النوايا نحس للحوار ومبدية املبادرة

باعتباره كافة السياسية والفصائل األطراف مع احلوار رمسيا الوطين للمؤمتر السياسية األمانة أقرت

األمن املمسكة عناصر من جهاز قامت ر،املحاو بعض تكاليف الدعوة إىل اإلسالم مهما يكن املؤمتر عناصر مع احلوارية ىالنجو يف الداخلة )حق( عناصر مبلف أحزاب اليسار باعتقال

السياسية واليت دعيت لألمانة اخلاصة االجتماعات يف تلقتها اليت املعلومات ذات مستغلة الوطين، .هلا لتعني باملعلومات، وفقا لصفتها الفنية وحسب

ذي ال هو العمل اخلريي اإلنساين واإلغاثي ل الشعيبجمال آخر من جماالت العم ، من القرن املنصرم ودانية منذ أوائل العقد الثماننيسشرعت فيه احلركة اإلسالمية ال

فيه توسعت كما فوي،الص هاوتأثري خبويالن عملها مدى لقطاعات كانت خارج به وتوسلت

أحلق اإلنقاذ رةثوء جمي لكن .دوداحل به تازتواج البعيدة وأصقاعه ودانسال أطراف فبلغت

فرعا حتديدا وجيعله بالكامل حيتكره أن أوشك حىت احلكومة عمل بآلة تدرجييا اإلغاثي العمل

العسكري، فقد سبقت منظمة الدعوة اإلسالمية ووكالتها اإلغاثية إىل الطابع يذ لنشاطهاأي ذات اجلهات اليت اجلنوب وإىل جبال النوبة وإىل جبال األنقسنا وإىل الشرق األبعد،

أضحت مع تصاعد احلملة العسكرية لإلنقاذ واحلملة العسكرية املضادة اليت تقاومها إىل ال سيما ف احلركةوإذ استوعبت املنظمة عناصر شابة من خالص ص. مناطق عمليات

رفة رغبتهم يف احلركة واملع عناصر األجهزة املعلوماتية واألمنية، فقد وجدوا فيها متاهيا مع .بل ومنفذا وسبيال مع اإلنقاذ إىل اجلهاد املباشر، ولو قتاال يف سبيل اهللا والنشاط

دعوة اإلسالم بوسائل التعليم واإلغاثة والعالج كانت جتربة رائدة بسط مبادرة أن رغم لثانية بني العراق والكويت، فريدة، فإن جميء ثورة اإلنقاذ قريبا من أزمة حرب اخلليج ا

من أموال أهل اإلحسان يف اخلليج حنو املددحملت نذرا لنهاية تلك املرحلة اليت تدفق فيها نكا قدو .اإلسالمية منظمة الدعوة تأسيس السودان بعد عرب خاصة ،مشاريع كثرية يف أفريقيا

ة لتقومي التجربة متهيداالطبيعي لألمور أن تقف احلركة اإل املسار يف األوفقالستشراف سالمي

وليتحسس عوي اإلغاثي، يتجرد ألول مرة من مدد خارجي سخيدمن العمل ال جديد أفق

إال أنه مع تزايد حدة احلصار على. وجيدد من وسائله ويتوسع يف استثماراته اخلاصة إمكاناته الدفاع عن مشروع األمل أال صف يف وعناصرها اووكاال املنظمة انسلكت نظام اإلنقاذ

العني فروض من املنظمة كأا عمل مناطق يف سيما ال املدافعة أضحت وقد يسقط، وال حياصر

اهدين، فلم خترج التجربة الرائدةبامجيعا تصفهم بالتخصصات وإمنا املؤمنني متيز ال اليت

تمده بالدعم العسكري، اهود يف احنصرت وإمنا جديدة اتساح لتبلغ متجددة برؤيةبرزت اليت املعركة إطار يف اخلارجية وعالقاا بل وإمكاناا وتسخر كوادرها والفين اللوجسيت

واحنسر اإلنساين عويدال وعملها املنظمة انكفأت كفت مث اجلهاد محلة خفت وملا شاملة، يومها

املسيحية املنظمات جتارب عن الرائدة جتربتها بالطبع كثرية، وختلفت ميادين عن لهاعم التجربة،تتطور بو الرؤية دجدت اليوم إيل املاضيني، اليت اتصلت واستمرت القرنني يف )الكنيسية(

السياسي وتخف بعد العصر هلذا مائزة كسمة والتنموي اإلغاثي اإلنساين خاصة العمل وبرز

.احلديثة اتمعات يف التوايل صور كان حيكم الذي األيديولوجي واملذهيب

مة وسم سريا لسنوات اإلنقاذ، وهو استقالل العمل وسط ظتطور آخر يف عمل املن النازحني عن بقية العمل اإلغاثي الذي ارتبط باحلكومة ومحلتها العسكرية، ذلك بفضل

ظمة األول الذي هيأت له ثقافته العاملية وخربته املتصلة من اال السياسي إىل مؤسس املنكان يف إطار املشروع ساال الطيب أن يدرك شروط اإلدماج والتكامل الوطين بني ال

ودان، يساعده يف ذلك وزير اإلسكان لوالية العاصمة اخلرطوم الذي ساإلسالمي حلكم ال

أن ه وختصصه اهلندسي وإميانه املطهر من العنصرية باملشروع اإلسالميوافقت ثقافتوجلهم من األطراف ،يستجيب خلطة إسكان األعداد الكبرية من النازحني حول العاصمة

وقد شهدت اخلمسية الثانية من .اموعة األفريقية جلبال النوبةودان مث ساجلنوبية والغربية للاإلنقاذ حربا صامتة لكنها ضروس بني أمني عام املنظمة يسانده وزير اإلسكان عمر

القوة التنظيمية والرمسية النافذة واحليل الواسعة واملوازنة ياخلرطومي وبني وايل اخلرطوم ذالنازحني مبا املالية اليت يحسن توفريها مث مشروعه الباطين املضاد الذي يرفض العمل وسط

وإذ أن الروح العنصرية قد استشرت سرا يف بعض نظم .يغريهم بالبقاء ساكنني يف العاصمةاحلركة ومكاتبها وقراراا ال سيما اليت يهيمن عليها أمثال وايل اخلرطوم، فإن أساليبها

كان يمكن هلا إن وعيت ا اخلفية املوغلة يف التآمر قد سترا عن عيون كثرية يف احلركة63.أن تقوم مقاومة هلا باحلق

ميدان آخر يف العمل غري الرمسي، هو سرية االجتهاد الفكري للحركة اإلسالمية ودانية بعد ظهورها عرب بوابة املؤمتر الوطين وتولي األمني العام املنتخب إدارة غالب سال

فقد كانت التطلعات والطموح املنطقي عرب رصد تلك السرية . مسيةوظائف احلركة غري الرالفكرية للحركة يرجو أن يشهد عهد اإلنقاذ مبا محل من حتديات فكرية تستدعي كثافة

ومبا بسط من حرية شرعت األبواب حلركة أهل الفكر والتجربة جتهاد والعمل الفكرياالولكن ما .الرجاء أن ينشط االجتهاد الفكري نظرا وعمال من جهات العامل قاطبة، كان

شهدته احلركة الفكرية للحركة اإلسالمية يف املصاحلة الوطنية من آمال واعدة ألطروحاا بذات القوة واجلسارة عندما ضجت ساحة الواقع باألسئلة الصعبة وصفوا املفكرة مل يتجل

بني املواطنة و املعادلة األوفق بني احلرية والنظام يف السياسة كانت :ديدر اجلتنتظر الفككلها كانت أصوهلا جلية يف اجتهادات ،واملوازنة األعدل بني املركز والواليات واجلهادالعام السياسية وهو يهيئ احلركة لتمام التمكني والدولة، ولكن الوعي الواجب ا األمني

خبة واتمع، مث االجتهاد الالزم لبيان أصوهلا وبسط فروعها وفقهنمهد هلا يف الوالعمل امل

�A� ا��76ة ا����� ود.ا�5&�ت ا�6Aا)&� �H^ د 20C� 1ن أ��^ 17مA+7 6A�� ^��.12�1 وز*�. اH ^*6�4ف ا� ��E، إذ 1Ejوم ا.��6E)H �Eة .ا�`1ن p�H*� ا��9�aم �^ tE�1G ووا�E' ا��E9�aم د i tE�1G ^E� �EF�Paوب ا�TEK�

Cت ا.و���^ ��9�5^ ا�p1و���A*آ� ��1jإ VI� {�5# ��Aاءات ر��Gو)� إ �AS1&ا� '( ^�N1ز.

من إفراغ الوسع الفكري والتذاهن واالجتهاد قمل يتصد له مبا يستح ترتيلها علي الواقع ، مث أسئلة االقتصاد واليتالبحثي الفردي واجلماعي الذي ديه التجربة ويطوره النظر

وجدت توفيقا طيبا بأفضل مما وجدت أسئلة السياسة واتمع قبل أن يرتد وينتكس ا قهتمع اخلالف حىت إباحة الربا، مث قضايا فنه اكره من قطاعه األهلي حىت تديوثقافته وذ

كذلك هارجى لشجرا مثارا كثرية منرية، ولكنكلها كانت يانعة اجلذور ي، وفنه وعلمهالشاخصة، فلم تتصل زيارات الرموز الفكرية العاملية وحتدياته السياسي اليومي هموم حاصرا

الرمسية مل تنقطع خاصة على هوامش املؤمترات العاملية وإن التمكني عهد قبل كثيفة كانت كما

ين إىل دورة انعقاده التأسيسية كثري جلب الذي اإلسالمي العريب الشعيب املؤمتر شأن والشعبيةالسياسي احمللي واإلقليمي والعاملي كان قد غلب واحتدمت حتدياته بعد موالثانية، ولكن اهل

وحبثهم مث غلبت قضايا السياسي الراهن امللح الواقع على هموم املفكرين ومن اخلليج، حروب

حماضرام وندوام اليت فجاءت للمستقبل، لويؤص احلاضر جيدد الذي والتجريدي النظري عنالسابقة ختاطب قضايا األمة ذات احلضور السياسي الفكرية املواسم كثافة دون متباعدة تناثرت

مبقضايا الفكر والنظر ال سيما ذات اجلزر احمللي واهل يطالثقيل املتشعب، الذي ال حيوار يف ظل فترات اإلقامة الصغرية وزمنها احملدودأن جتد وق ، أووداين اخلاصالستا للح.

وهو مؤسسة رمسية تنتسب باالسم الرمسي إىل ،الدراسات اإلستراتيجية زكان ملرك واألساسي يف مداوالت مؤمتر اإلستراتيجية القومية الشاملة، يالرئيس الدور اجلمهورية، رئاسة

يف ختام املؤمتر واملداوالت األولية حوهلا استلهمت خالصة صدرت اليت الشاملة الوثيقة أن وإذودان، بل هي أول وثيقة سفكر احلركة اإلسالمية واجتهادها يف قيادة جمتمع ودولة ال

ن اإلعداد للمؤمتر وحتضري األفكار األساسية واصطفاء املشاركني إذلك، ف عن عبرت متكاملةر املركز من داخل أجهزة احلركة وتولى إخراجه عرب واجهته الرمسية اليت سامهت مدي قاده قد

جيد يف النتائج املهمة اليت صدرت عن املؤمتر، خاصة مسامهة جملس إدارة املركز بنصيب سابق ونصيب يف الفكر له من رموز القوات املسلحة املتقاعدين، منهم من عددا ضم الذي

ودان والعامل، وقد كانت حماولة التكامل بني فكر سخربة بال إىل إضافة العسكري اإلستراتيجي

عسكرينيال وبني اإلستراتيجية لوثيقة اإلعداد جلنة يف هاعناصر عنه عبرت الذي اإلسالمية احلركة . ومدى اختالفهملدى توافق الداخل احلركي واخلارجي العام طريفة الكسب العام جتربة لأه

ة، اليت ظلت تنتصب يللقضايا الرئيس التأصيل يف اتصل قد اإلستراتيجية زمرك عمل ولكن هل : سيما األكثر إستراتيجية األبعد أثرا وخطرا ال سودان،أمام جتربة احلكم اإلسالمي يف ال

ة تدرجا؟ ما هي األصول اإلسالمية تلك الصف لبلوغ جتتهد حماولة أم إسالمية دولة اإلنقاذ دولةوما ؟لينهض وفق رؤية وبرنامج احلركة اإلسالمية ودان إسالمياساهلادية لصياغة جمتمع ال

هو الربنامج اإلسالمي للحكم؟ مث أسئلة العالقات اإلستراتيجية مع اجلوار اإلقليمي العريب العوملة والنظام نؤسس لتجربتنا اإلسالمية يف ظلكيف : واإلفريقي، واحمليط اإلسالمي األبعد

مصاحلة إسرائيل، الدعوة إيل اإلسالم : املتفرعة من ذلك النظام اجلديد والقضايا اجلديد العاملياإلسالمي؟ )اإلرهاب(ونصب أمنوذجه وقدوته يف ظل احلساسية املتفاقمة ضد األصولية و

حاول مركز الدراسات اإلستراتيجية كذلك كما . طرحها املركزذلك من القضايا اليت وغريأن ميتد باجتهاده الفكري حنو املؤسسات التنفيذية اليت يتبع هلا رمسيا واليت يقدر هلا على

.إنفاذه، حتديدا جملس الوزراء ورئاسة اجلمهورية وتباشر األعلى القرار تتخذ أن النظر توىمس

الشاملة قد اقترحت إلغاء وزارة القومية لإلستراتيجية وفقا املركز مدير هاداتاجت كانت بني يدي إستراتيجية قومية شاملة تعول على متام احلكم االحتادي، تبسط السلطات التخطيط

املقترح لقب وإذ .التخطيط وظائف املركزية احلكومة يف االحتادي للمركز وحتصر للواليات كافة مباركة األمني العام للمقترح، بل القرار بإلغاء الوزارة فور وصدر بيسر التسعني العقد مطلع يف

تقليص حنو املدنية اخلدمة هيكلة إعادة يف اخلطر بالغة قرارات مجلة ونفاذه القرار صدور وأعقب

الواليات مبا يشبه ماضي إىل موظفيها منقولني لبغا ودفع االحتادية الوزارات يف املركزية النواة

آلية ووجدت التأسيس منصة يشبه ما إىل العجلة القومية اإلستراتيجية أعادت فقد العامة، اخلدمة

الداخل بني اإلستراتيجية تنفيذ معركة أغلب فدارت االنسجام ظاهرة احلركة يف العليا القرار اختاذ

ألف الذي اخلدمة املدنية جسم وبني املعهودة، بناجزيته العام األمني يقوده الذي التنظيمي

.64البالد تطيقه ال تكليفا اإلستراتيجية أهداف يف رأوا وزراء ذلك يف مبا االسترخاء

حنو ة ازدادت التسعينات من الثاين النصفنداخل املباي كتب القيادي وحتديدا داخل امل الصفذات اإلستراتيجية الدراسات مركز مقترحات معظم أخفقت التباينات تلك على وتأسيسا القائد

الرتوع اإلصالحي اجلذري، فمجلس الوزراء رغم ثباته بغري تعديالت كثرية تطال أشخاص واخلارجي الداخلي النظر متويه ا قصد اليت األوىل الثورة وزارة بعد األساسي التعديل سوى الوزراء،

األول، التقاليد الراسخة املتوارثة : االنقالب اإلسالمي، واجه منذ أول الثورة مأزقني جذور عنمن العهد املايوي إذ وضعت أصول نظمها على التجاوب مع رغبات احلاكم الفرد وتلبية رضاه

نقاذ يف إدارة جملس الوزراء مايوية كما هو احلال يف اإلعالم واجليش، فقد استمرت تقاليد اإلميدها رضى نائب األمني العام الذي ال يظهر يف اإلعالم لكنه يهيمن بكل قوة الشرعية الثورية

النيابة فيها ونال القومية السياسة مسرح إىل منها دخل اليت مبايو تليدة عالقة الدينية، تصله والشرعية .وبلغ أرفع مناصبها إبان فترة املصاحلة الوطنية وله ا إعجاب ال يخفيه التشريعية

املأزق الثاين ملؤسسة جملس الوزراء يف اإلنقاذ هو ذات متكن القيادة الباطنية من سلطة ر القرار احلقيقي واإلحساس املتنامي لدى الوزراء أعضاء الس بالسلطة املنقوصة، كل يف اإلطا

الذي يتوقع أن تكون له فيه متام السلطة، فقد حاول مدير مركز الدراسات اإلستراتيجية أن يلج املناطق اليت بدأت تشتعل فيها اإلشارات احلمراء عندما تقدم مبقترحات لإلصالح اجلذري

زير قالدة القيادة السياسية لعمل جملس الوزراء مبا ميكنه من القيادة السياسية للبالد ومبا يلبس الويف املسؤولية التضامنية للوزراء، فوزير الصحة مسؤول عن عدالة املوازنة ومتام نفاذها كما أن

. وزير اخلارجية مسؤول عن عدالة التخطيط الصحي للبالد وعن جنازة نظامها العديل والقضائييت مادا النظرية يف األضابري، واكتمل الرفض مل تتقدم تلك املقترحات أو جتد الترحيب، فبق

الجتهاد املركز النظري عندما حاول أحد مساعدي املدير إحكام شبكة للمعلومات حول السودان نواا املركزية يف ديوان احلكم االحتادي، فنشطت عناصر من املكتب القائد ذات

��F71EE� ا�N1EE�A� ا�MAروEE7� 1EE�Aj إ�7 ,EE(�EEة ��EEر أUEE�Cj 'EEP7 6EEAN �)ووز*�EE ا�MراEE7� و�H 1EEI5j رأى 21

.f&1ف )�ق j19� �(�وع ا�MK*�ةأ

دي األمين املعلومايت، مهما بة ويسبق امسها لقب الدكتوراه الرتع العسكري السرا مدنيت ثيا .65العلمي، لتبطل ذلك العمل

واحلركة، الدولة بني املواجهة حدة تصاعد مع اإلستراتيجية الدراسات مركز كذلك حاول رئاسةال مؤسسة إىل اإلصالح أفكار لدخي أن والعسكري املدين وبني واحلكومة التنظيم بني

الناجز وإطالعه الرئيس إحاطة يف األمريكي النسق يستلهم القومي لألمن جملس سيستأ باقتراح

عرب املؤسسات القرار الختاذ ويئته العمل ميو أول يف صباح كل إليه واالجتماع باملعلومات

باحلذر لوا فاقع يومها غدت اجلمهورية فرئاسة محراء منطقة الوزراء جملس كان ولئن املختلفة،

سنوات سمخ من ألكثر املنصب يف ظل الذي اجلمهورية رئاسة وزير دور توطد واخلطر فقد

يؤكد على الوقت يف ذات ولكنه حوهلا النكات طلقت شعبيا أدبا للرئيس مالزمته وأصبحت

.66للرئيس والعزل اقبةواملر لإلحاطة القاصدة خطتها ويفضح عنها الصداقة عفوية نفي يف اجديته

ة األعمال الفكرية لتكامل دور املؤسسات الفكرية أهي التسعينات منتصف حنو تأسست ، وعلى رأسها املركز اإلستراتيجي مث مركز الدراسات االجتماعية الذي احنسر ىاألخر

تشعر يف هذا الذي نشأ لسد النقص املس ، ومركز دراسات املرأةدوره حنو أول التسعيناتة برزت عرب الوجوه اليت ظلت توايل التخطيط والتنظيم والكتابة والترمجة ألكن اهلي. اال

لغالب عمل احلركة الفكري، مث مع قيام املؤمتر الشعيب العريب واإلسالمي، واتساع الدور الشورى العلمي ديرة يف اإلعداد الفكري العاملي لألمني العام للحركة مع منهجه الذي ي

ا�TEي أ�E4ف 1jم ا�6آ�5ر �7ض أ6EAN ا�1EKز وز*YEPK� �E ا��Eزراء *��1E���H 1EIء �JE4 �A#oE`� ا�1E��P&Aت 22

^*�A#oEEAP� �76اتEEا� ZEE*6 #�زEE&H ،��K�#�5اEE�1ت اEEا�6را� MEE671ي ��آEE�� 6EENا� أ cEE�( 6EEANأ �EEA7 OEE�P7وا�TEE�1H �*6EKآ� أن ا�6EEآ�5ر . وا����Eف، cEEH ه�EE ا��A#oEA ا��6EE�N ا�TEEي أ����JEES 'E� ا�&1EE2د1EE# 'E( hر*z ا�1EE2ذ

��K�#�5اE�pا TE�FC# �E&H15� 'E( ء�EH ^E�Nأ ,EPH6 أEj O�F� 1زKا� OE#اف وزار�E4إ QE�# ZE2# 'E5ا� �P�1E)ا� �E���2ا�آQ2JE� 1EA ا1E4رة .و�`^ ا��JP� 1Gءت )' إ��1ء ا��A#oA ا�H1K5E� �6ECاءات أهcE ا�E&�J2� ا.��Eى ذوي ا���1Eوس

�H1ا�� cBFا� '(. 23 tEP9 1ذEFإ� ،�Eات ��5ا���E� ث�+E1، و�EIC�N �E*ر�IAKا� �E�1ر� �E*وز ^�E�N 6EA�� V�N6ا��EJ7 اء�Pا� g(ر��^ ا�&1م ���Pآ� 5H&��^ ا�6آ�5ر ��U ا�6EA�� ^*6 أ6EAN أ�15Eذ ا�6را�1Eت ا�5E�pا#��K� E&�1KH� إ�12H1E� 1�1*6E ا.

،'��E2ا� ^E�.ا YEPK� ة�`( 1ذF� �*ر�IAKا� ��1��H 1ر)5�� tBC� '( ��K�#�5ا�pا�6را�1ت ا Mو�6*� ��آأ��E^ . هcE ا�E( �E`F' ا���آE� ا�E����، د آg(�* cd 1A آc ��1وpت اS�ح ���oA� ا����1� ا�1I�TEH 'E5 أ

و�E^ ا��Rا�6H17 Y* . UE*^ وأ���Jf1�� 1&�AG VIG^ �^ ا��EB2 ا��EIAKري . 1Sدق ا�O�2F ود. �A7 ^�N، د�1EEرج ر�E�1� ا��IAKر*EE� ا��E5F� ,��EE# 'E5ة R�EE�H� . أن د OE&(6� QEjا�� YEEF� 'E( ^�JEEBC� 'E( ^<�EE7 ^*6EH17 YE*

1IPوآ� tBC�.

قاد النقاش املستمر مع األمني العام منذ خواتيم العقد السبعني حول وقد . حملاضراته وأوراقهن والتفسري انتهت ءاقضايا أصول الفقه وأصول األحكام إىل مداوالت حول علوم القر

ل ن، ظلت جتتمع أسبوعيا مهما تكاثفت شواغءامبقترح قيام حلقة منتظمة لتفسري القر . 67.نءاللقر التوحيدي التفسري منهج التنظيم وتكاثرت ابتالءات السياسة، أمثرت

قامت كذلك يف اإلطار الرمسي األعلى مستشارية التأصيل برئاسة اجلمهورية، واليت كم باملبادرة والرعاية، وتوالها ألود الربنامج اإلسالمي للحهلا نظريا أن تتعه رقدل كان ي

األمر وزير التعليم العام السابق الذي ظل لفترة طويلة يف الصف القيادي األول للحركة، ةستشاريسرا يف فهم وإنفاذ برنامج اإلنقاذ لثورة التعليم العايل، فإن فكرة موإذ أنه وجد ي

ية للتأصيل مل تكن بتلك السهولة، فإنفاذ برنامج إسالمي للحكم كان يقتضي عزمية فكرماضية ال تشبه قرار تعريب املناهج أو مصادرة مباين املدارس واملعاهد لصاحل اجلامعات

ودان، بل كان يقتضي استصحاب كل جتارب ساجلديدة أو عودة طالب اخلارج إىل ال ييف ضوء علوم العصر وتقدمه التكنولوج واجتهادها الفكري ودانيةساحلركة اإلسالمية ال

، وهو ما بدا عصيا على همة الدولة دولة إسالمية عصرية وجمتمع مسلم حديث لتأسيس .وحكامها التنفيذيني، وعلي عناصر احلركة اليت أعدت ملثل ذلك اليوم

لكن مهما احنسر التأصيل واجتهاده دون تطلع احلركة اإلسالمية تمع السودان يف بسط ثورته مضاعفة كثرية لعدد املدارس واملعاهد ودولته، فقد أفلحت مساعي التعليم

واجلامعات عرب كل التخصصات وعلي امتداد واليات السودان كافة، فتبدلت جذريا يف العامني األولني لثورة اإلنقاذ خارطة انتشار مؤسساته مبا بلغ كل مدينة وقرية مهما تناءت

كان يضرب هلا أكباد املسافات حبثا وانعزلت عن املركز وأضحت قريبة من كل سوداينكما تضاعف عدد التالميذ يف املدارس وطالب اجلامعات مبا يستحق أن حيمل .عن التعليم

وإذ انتشر التعليم أفقيا فقد تعرب السودان مع تقدم األعوام وتوحد كله . وصف الثورةهم لشعوبه يف حبثها الدؤوب لتكون يتحدث العربية لغة أم أو لغة خطاب وتوفر العنصر األ

لكن إذ ضاعفت ثورة التعليم األعداد . أمة ذات هوية ثقافية جامعة واجتاه قاصد حنو هدف

.T2003ي آOJ5 هTا ا�`6PKAP� t#1 ا.ول ����F5P ا�6�N�5ي دار ا��6C� 'j1ن راZG ا�6�IA5 ا� 24

انتصبت أمامها حتديات املناهج األفضل لتنمية اإلنسان وإعداده مواطنا عصريا صاحلا وما يد، مث موازنات مالية ضخمة ذلك من عمل فكري جمتهد مبدع وتأصيل إسالمي جد هحيتاج

إلعداد املباين وجلب الكتب ووسائل التعلم املتقدمة يف العامل كل صباح حنو أفق جديد مبا مل تكن تطيقه ظروف ثورة اإلنقاذ املتورطة يف مشكالا اليومية امللحة واحملاصرة من

ت املاليني من ضياع فمهما أمثرت تلك الثورة حصادا طيبا من اخلري لألمة وأنقذ. اخلارج لاألمية واجلهل فقد أثارت جدال وأسئلة حول مستوى املتعلمني وتأهيل اخلرجيني ما تزا

تتفاعل على الصعيد احمللي واخلارجي، كما ضاعفت بأعداد اخلرجيني املتضاعفة مشكالت .البحث عن العمل والتوظيف فعقدت وسائل احلرب ضد شبح العطالة

***** ة ألك انتخاب األمني العام اجلديد للمؤمتر الوطين وفقا للخطة اليت أجازا هيواىف كذ

ورى اخلاصة تطور املواقف مث تعقدها يف الس القيادي، إذ أشارت اخلطة بوضوح إىل شالخروج احلركة بكل وجوهها وغالب وظائفها إىل العلن بتولي األمني العام للحركة األمانة

أو التعددية السياسية وحرية التعبري، التنظيمي للتوايل الساحة مؤمتر الوطين، مث إباحةالعامة لل

ومن مث حة بني االزدواجية مسيمة احلكومة حاكيماية احلركة، وحاكمن املرحلة املتطاولة و

.متاما السياسة من العسكرية العناصر خبروج االنتقالية الثورية الشرعية

كما شملت اخلطة انتخاب جملس وطين من كل واليات السودان خيلف الس االنتقايل، ويضع دستورا دائما للبالد، يعقبه مباشرة انتخاب األمني العام للحركة اإلسالمية

ورغم أن . ملةأمينا عاما للمؤمتر الوطين، وإعداد احلركة األتم للمنافسة السياسية الشاجوالت الرئيس الكثيفة لغالب مراكز البالد وحىت بعض قراه وبواديه بني يدي تقدمه مرشحا لرئاسة اجلمهورية قد القت جناحا كبريا، فإن تقاليد االحتشاد والتجمع لكبار

زم والتأييد للربنامج املسؤولني يف السودان أينما حلوا ال تكاد تعطي طمأنينة صادقة ملدى العالذي يبشر به الرئيس أو حىت لشخصه رمزا لتحول إسالمي حضاري، ولكن مقارنتها حىت باالحتشاد الذي يلقاه نائبه األول يف تطوافه املتصل عرب السودان، أبرزت مجاهريية أوسع

صف القيادي بني بكثري للرئيس، وأصبحت إحدى مكونات املوقف الذي تبلور يف ال

العسكريني وأوليائهم املدنيني يف جانب، ودعاة بسط احلريات العامة وحاكمية احلركة .وحزا السياسي يف اجلانب اآلخر

رغم جناح طيب لألمني العام للمؤمتر الوطين يف تنظيم أمانات املؤمتر وضبط نشاطها، ألول ) الشباب والطالبو املرأة(اإلسالمية واستشعار القطاعات األكثر حيوية يف احلركة

اتمل الدولة كانت األغلب مرة منذ فجر الثورة أن هلم حزبا وقائدا، فإن سكما رجفقد ظلت ،حاكما حزبا واحدا جيعله الذي الشمويل اإلطار ، ال سيما يفسبقت اإلشارة

صاألمني العام للواليات ت زياراتة، ب حنو الووايل واحملافظ والوزراء وقائد املنطقة العسكريالعام ووفده القادم من اخلرطوم ويأيت أمني عام املؤمتر الوطين يف ذيل ذاكرة واهتمام األمني

كما اتسم خطابه السياسي اجلماهريي العام لزيارة ينبغي أن تقصده يف األساس، رغم أن ا ف متماسك فيكونما قطاع مثقلي أو خطابه أليقيض خطابه الداخبالفتور والفراغ على ن .مصوبا حنو أم القضايا

ودان كافة طارحا ألول سطواف األمني العام للحركة عرب واليات ال يف املقابل جاء ة يف خطابه العام قضايا احلكم الفة بقومردرايل وعزم لطات، شارحااإلنقاذ علي بسط الس

الفلسفة اليت تؤمن ا احلركة اإلسالمية وتؤسس عليها مواقفها منذ مؤمتر املائدة املستديرة م يف ضرورة بسط السلطة والثروة للسودان الكبري املترامي األطراف، وهو ما 1964

ستورية اليت توالت منذ املرسوم الذي أسس للحكم االحتادي يف دصدقته املراسيم الالذي حوى اتفاقية اخلرطوم لسالم اجلنوب والرابع عشر ، إىل املرسوم الثاين عشرم1991كما طرح األمني العام يف خطابه العام بقوة ال تضاهى إىل . السلطة للواليات طوأمت بس

ن وأصول ءاسابقات خطاب اإلنقاذ مبادئ املشيئة إميانا وكفرا لإلنسان من محكمات القروبدعوة أمني عام احلركة اإلسالمية . حلركة حنو متام احلرية السياسية تعبريا وتنظيمافقه ا

ودانعرب سوح الس فيهاجلماهري اليت احتشدت لسماعه يف أيما مركز حضري أو ريفي حل للتبايع وليس أخذ البيعة، أضاءت كذلك إشارات جديدة للحذر واخلطر مثلت مادة جديدة

لقيادات من الصف القيادي األول ظلت تتربص بكل حدث مشابه تغذي به خماوف الرئيس أو فقه ةشرح فقهه للبيع ىاألمني العام يف كل مبايعاته عل صورغم حر. والعسكريني حوله

هدا بني احلركة اإلسالمية املجاز منذ بيعات النمريي، والذي جيعلها عقدا بني الطرفني أو تعايتعاهدون مجيعا ويتحالفون كافة ،اجلميع، قيادة وقاعدةف ؛مجاعة، شأن البيعة الراهنة لإلنقاذ

مهما اشتدت تكاليفه وعظم بالؤه، وبسط الشورى ،الدين إقامة ىويتواثقون كلهم علشتري، فإذا وامل الشاريفالبيعة إمنا أخذت امسها من عقد البيع أشهر العقود بني ؛والعدل

.أخذ احلاكم البيعة اشترطت الرعية أو املواطنون يف املقابل حقوقهم عليه

رغم جالء فقه البيعة، فقد دفعت جوالت األمني العام ودعوته للتوايل مع املؤمتر عاته الواسعة الرئيسبايالوطين وم ل ونائبحة أطرو ىاألمني نفسه املتحفظ عل ونائبه األو

اموعة القيادية املدنية إضافة إىل التوايل وعلى إقصاء العسكريني من ساحة السياسة، ، بل العدو الذي يتوقع من مأمنه اإىل اعتبار املؤمتر الوطين منافس ،والعسكرية من حوهلم

نات الالزمة غالب احلذر واملكروه، فمضوا إىل حماصرة املؤمتر الوطين وإمساك أموال املوازإلنفاذ براجمه عنه، وإىل عزل أمينه العام اجلديد الذي مل جيد بدا عن االصطفاف مع األمني العام للحركة وتقاسم احلملة معه، فأخذت اموعة املتنفذة املناوئة صالحياته يف جلنة

لتعبئة لربامج احلكم، التعيينات واحملاسبات العليا وحرمته حىت من أشهر اختصاصاته يف ا دا الشعب يف الداخل واخلارج مسامهة يف محلة ص قفجعلت أموال التربعات اليت تصد

تصديا بيد واليها األشد بعد احتالل الكرمك وقيسان يف والية اخلرطوم ودانسال عن العدواناسات العليا للحركة وجتاوب مع السي مهما تكن تعبريا عنخططات األمني العام وبراجمه مل

زوال سلطته، فدفع بأمني من فرقا همدوأش الرئيس مالزم اجلمهورية رئاسة وزير بالطبع احلملةعام املؤمتر الوطين إىل ذيل القائمة الرمسية الربوتوكولية، يأيت بعد الوزراء والوالة ووزراء

ته إىل تقاليد احلزب إذا ناسب ا سكرتري عام احلزب احلاكمرمسي الدولة واحملافظني، وهوة، واليت كانت تضعه باطمئنانة حاكما الواحد االشتراكيأعلى حىت على رئيس اجلمهوري.

كوك حجب كذلك الشرحية القيادية من تأمل التحول الكبري شاملخاوف وال تنامي وداين، إذ محلت جوالت األمني العام سواجلذور يف اتمع الالذي بلغت به اإلنقاذ العمق

وداين بكل أطيافه مع أطروحة التحول سللحركة مالمح واضحة ملدى اصطفاف الصف الاإلنقاذي، فقد بدت املسرية اإلنقاذية وهي تجد يف السري، حتمل اإلسالم وبشريات النهضة،

ن يزهدوا يف انتمائهم املاضوي الرجعي، مهما يكن ما حيمله من وتدعوهم بالقول والعمل أوشائج االنتماء لسوابق التصوف والعلم أو اهلجرة واجلهاد، اليت تأسست عليها طوائف أهل

.ودان وقامت عليها أحزابهسال

ضاري ه احلودان لصاحل التوجسبدت املسرية اإلنقاذية كأا حسمت مستقبل الوإذ ل ة،اإلسالمي ولصاحل رموزه، قادة اإلنقاذ واحلركة اإلسالميمن بعض مهمةدراسة ت تأم

-1996(امليالدي القرن اية حنو اإلنقاذ مسرية يف احلركة فكر وقادة التأصيل منظريها بدت فيها الصورة جلية إيل حد كبري أن ثورة اإلنقاذ أوشكت أن جتتاح لصاحل) م1998

ودان وأطرافه منذ أول جتارب اللجان الشعبية إىل حني بروز احملليات سغالب أرياف الوتأسيسها، فقد حمل خطاا اإلسالمي األمل يف النهضة، وبدا صفها من بعيد موحدا

قوقا ال يكاد أحد يستشعر ما يعتريه من ريب واضطراب، مبا ينسلقيادة اي الطمأنينة يفمالدراسة إيل أن اإلنقاذ واحلركة ، لكن أشارت ذاتوإخالصها وجتردها وحكمتها

بسبب )الطالب والقطاعات احلديثةو املدن( اإلسالمية تنحسر يف مراكز نفوذها األصليةلشعور استشراء الفقر واملعاناة أعراضا جانبية لسياسة التحرير االقتصادي، مث بأسباب من ا

لطة والثروة ألهل الوالء للحركة مهما تكن كفاءم ملا سبالقهر والديكتاتورية واحتكار القاموا عليه من وظائف وتكاليف، ولئن رفعت شعارات اإلسالم، فإن بذل القدوة يف الرتاهة

سالمية والتقشف أمر الزم، ولو بتحول ثوري آخر من داخل الثورة، يخرج احلركة اإلاحلكم من ريب الفساد، وحيفظ حيويتها وفاعليتها من الترهل، وإن ألزم يف اإلنقاذية وجتربتها .قيود بغري والتنظيم حرية التعبري بسط الدميقراطية السياسية وإطالق هو املوقف هذا لزوميات

جليا ظهر ذيالالتحول الدميقراطي لحول مستقب مهمة ةطمأنين الدراسة حملت كما

، وأن اموعة العسكرية واملدنية له حنوهالعام للحركة قد أكمل عزمه وتوك األمني أن، شأن حاد جذرياملحاذرة من ذلك قد بلغت مستوى من القلق قد يدفعها إيل موقف

املرحلة تلك أنباء يف ورد مما وكلها باألجنيب، االستعانة أو التلويح باالستقالة أو حتريك اجليشالشعيب يف انتخاب حر دميقراطي هو مواالة النجاح شرط أن زعمت اسةالدر ولكن. املضطربة

ية وحدة احلركة اإلسالمية باحملافظة األمت، مبا يف ذلك منظر القيادة وصورا كما هي متجل

رغم تعرض الدراسة إيل القبيلة بوضعها مؤسسة و .يف هذه املرحلة من عمر اإلنقاذ ئذيوميف طبيعية يف إطار إصالحات اإلنقاذ للنظام األهلي، فإن النظر الراجع اليوم يظهر حمدودية

ودان، فباستثناء واحد، مل سالرؤية واحلساسية للغليان الذي كان جييش يف جوف أحشاء ال .68رموز الصورة العليا لإلنقاذ، فضال عن الشرق واجلنوب ودان نصيب يفسيكن لغرب ال

معركة أخري حمدودة بني يدي االنتقال من الشمولية إيل التوايل، هي رفض اجلماعة العام للحركة يف دائرة جغرافية، فقد ذهب رأيها التأصيلية حول قيادة احلركة لترشيح األمني

يسيئه أن يعرض خليار اجلمهور احمللي يف منافسة حمض أنه أضحى رمزا عامليا لإلسالمودانيوقد ظل يعرض ملثل هذه التدافعات منذ منتصف العقد الستني املاضي، فاألجدى ةس

مضى كان قد إال أن املكتب القائد ،امسه ورمزه الذي اجتاز احلدود منذ عقود حيفظ أن اليوم

الربملان أو رئيس يفسح له منصب وأن جغرافية، لدائرة حامرش ينصبه أن مغايرة رؤية وفقالس الوطين الذي سيقر الدستور الدائم للبالد بعد فوزه شبه املؤمن بتلك الدائرة، ولكن

نائب األمني العام عن صيغة مناسبة لوضع ثجوهر ذلك الرأي كان قد تبلور حول حبوشهرته اليت تضاهى إلسالمية، وريادته العاملية اليت الاألمني العام بني قيادته للحركة ا

.طبقت اآلفاق، مث وجوده يف إطار دولة وحكومة هي نفسها بعض كسب حركته

األنسب يومئذ لتأطري األمني العام، حىت لكان إذن كرسي رئاسة الس الوطين احل حىت تأخذ احلقائق واألوهام حول مدى نفوذه يتسنى للزوار الرمسيني للبالد مقابلته، و

.ودوره يف توجيه احلكم والقرار شكال قد يكون معقوال مقبوال

كان رأي األمني العام نفسه من رأي اجلماعة التأصيلية، ولكنه برر قبوله الترشيح بقبوهلم لس قيادة الثورة، خروج نائب حل جم(لتكاليف ثقيلة ظل يرتهلا عليهم -أعضاء املكتب القائد-

األمني العام من حاكم خفي مطلق إيل نائب يف الس الوطين، مث وزيرا للتخطيط االجتماعي، لكن ترشيح األمني العام للحركة اإلسالمية يف انتخابات الس ). مث اخلارجية، وغري ذلك

25 'EE( �aEEرا� 'EE1 هEEAآ ����EE�ا �EE1دة ا���آEE�j 6ةEENرة و�EES ,EEP7 �EE�(1�Aورة ا��EEf ,EEإ� �EE1رت ا�6را�EE4أ

ول ا�(��N z^ ا��5اH'، ا�����A7 Y ا���E)J، ا�tE�1C ا. (و6Gان ا��أي ا�&1م، وV�# 1AH �^ �7`�*�^ و����6^ ،^*6Eح ا��ES 1زيEx ،1زEKض ا��E7 1ذE2�1ن ور��ز اA+7 'P7 ا.��^ ا�&1م ا.�15ذ t�1� ،{�1S 6A�� ��HMا�

Vه��xا��1ج و 'P7( ��9�2اA*1ت دH1a5ز )' أي ا��F1ن ا�A�� vوذ�.

منصب األمني العام للمؤمتر الشعيب الوطين، مث تبوأه منصب رئيس الس، إضافة بالطبع إيلالعريب واإلسالمي، ويؤه وفقا للخطة لتويل األمانة العامة للمؤمتر الوطين، وخروج غالب وظائف احلركة معه إىل العلن، كل هذه األمور كانت فقط مبثابة رأس جبل اجلليد الذي يخفي

يومئذ بني يدي انتخابات الس الوطين وبدت الثورة. حتته أصول اخلالف وحقائقه الصعبةبني حاكمية قيادة احلركة : التأسيسي الذي سيضع دستور البالد الدائم على مفترق الطرق

اإلسالمية التارخيية صاحبة املشروع وبني بعض أعضائها العسكريني واملدنيني الذين نفذوا القيادية املعلنة والسرية؛ وبني جملس شورى خاص له العملية الفنية للتغيري وتبوأوا الوظائف

رمسيا القرار األعلى على الدولة واحلركة وبني مؤسسات رمسية وعسكرية يمسك بزمامها أعضاء يف ذلك الس لكنهم ال يكادون يعترفون خبطته اازة وال قراراته حنو بسط احلريات

كم االحتادي؛ مث خروج العسكريني من السياسة وعودة كبار اإلداريني إيل العامة وإنفاذ احلوظائفهم متجردين من انتماءات األحزاب أو بسط ثروة البالد يف قسمة موارد فدرالية عادلة بالقسط عرب والياته كافة؛ وبني أن يظل رئيس اجلمهورية بزيه العسكري ويستمر قائدا للجيشوبني أن يرتل عن ذلك ليكون رئيس الشعب كله ال حيصر نفسه إيل مؤسسة من مؤسسات الشعب؛ وبني احلزب احلاكم نظريا وحكومة يقودها قائد اجليش طورت عناصرها العسكرية مع تبلور اخلالف عقيدة تذهب إىل أن الشعب قبل التغيري منذ أول يوم ألنه جاء من اجليش،

يقف اليوم مساندا لإلنقاذ الثورة اليت قضت على فوضى احلزبية والطائفية، وليس مع وهو .املؤمتر الوطين مهما تسمي حزبا حاكما

***** كما بلورت اخلالفات بني احلرية والنظام معامل املوقف يف تلك الفترة احلرجة، فقد

احملاولة : تعقيده وتشعب دروبه وقضاياهسامهت عدة طوارئ ونوازل داخلية وخارجية يفالفاشلة الغتيال الرئيس املصري حممد حسين مبارك يف أديس أبابا يف صباح افتتاح مؤمتر القمة

م، وما جرته من تهم وعقوبات وحصار وما أفرزته من 1995) حزيران(األفريقي يف يونيو مث تصاعد محلة . 69ت بني الطاقم القائد للنظامأحوال نفسية وما عقدت من نظام العالقا

املعارضة، يمدها عون دويل، وقد حتالفوا مجيعا علي ميثاق يف أمسرا وطفقوا يفتحون جبهات

26 ��G1رaا� �ا����1 cB( ZGى - را�J`1ت ا�FR&CAا�.

القتال ويكثفون احلملة يف اجلنوب، مث تعقد العالقات يف ميادين اجلهاد ال سيما جبهة اجلنوب، ة على اجليش بعد االنتصارات األوىل الكبرية، مث مبادرات التصاحل والعفو إزاء اهلزائم املتالحق

من وسطاء بني النظام واملعارضة، وتبلور ذلك فيما عرف باملبادرة الليبية اليت تطورت لتكون مصرية ليبية مشتركة، مث تفاقم احلذر واخلوف يف الصف القيادي اإلنقاذي بعد تصاعد احلملة

لية من تزايد الالجئني بدينهم وما يرتبط باإلسالم خاصة املؤمتر الشعيب العريب اإلسالمي، الدوجنة (وتعلق اإلعالم الغريب برمزية أمينه العام وتصوير السودان يف ظل حكم اإلنقاذ بأنه

).مالذ اإلرهابيني(أو ) األصوليني

العام إيل رئاسة الس الوطين التشريعي الذي م األمني1997لقد حملت انتخابات خنتنا، وإذ با كلهجاء معيلفا للمجلس االنتقايل الذي كان كله ملتخكماملعارضة است

برفضها الزاهد يف املشاركة يف أميا انتخابات جيريها نظام اإلنقاذ، يأ للحركة اإلسالمية أن يل الس نوابا فائزين، وأن يتشكل من مث الربملان الذي تشتهي تدفع بغالب مرشحيها إ

جاء للمجلس من نواب احلركة بضع . ملحاسبة احلكومة وإجازة الدستور الدائم للبالدعشرات حيملون مؤهال فوق اجلامعي، والسواد األعظم من الباقني حيمل شهادة جامعية،

هل األطراف يف دوائر الواليات أن خيتاروا من أبنائهم الذين نالوا فقد كان االجتاه الغالب ألورغم أن الس االنتقايل كان ذا مستوى جيد .قسطا يشرفهم من التعليم ليكونوا نوام

يف أفذاذ النواب، فإن شعورهم بأم جيلسون يف مقاعدهم بالتعيني ضاعف الشعور ة املنقوصة، اليت وت كثريا من عمل املسؤولني يف تلك الفترة، فإن أعضاء باملسؤوليمس

الس املنتخب يومئذ متتعوا بتمام املسؤولية والشعور أم ميثلون دوائرهم، وأم من داخل وقد مثلت فعالية النواب . ليسوا معينني وال طارئنيوصف احلركة اإلسالمية وعمقها

وشعورهم باملسؤولية الدينية وهم يؤدون الواجب النيايب تطورا ونشاطهم إضافة إيل ثقافتهم يف مسار اإلنقاذ اليت مضت غالب شوطها مبكتب قائد حمدود وحكومة منقوصة املسؤولية،

.وأصبح ذلك التطور أحد عناصر األزمة اليت انتهت باملفاصلة

ابه مل لكنلس الوطين ونشاط نوة ار الوحيد يف األجهزة املتوازية فاعليييكن املتغ فهنالك املؤمتر الوطين وأمينه العام الذي يفترض أن ؛م1998واملتراتبة وهي ختطو حنو العام

يقود كل نشاط احلركة يف العلن متهيدا لقيادة األمني العام للحركة نفسه بعد بسط احلريات كما أن هنالك املؤمتر الشعيب العريب واإلسالمي الذي مثل ؛والياتلطة والثروة للسوبسط ال

كمة النشيطة، ولكنه ميثل اليوم مة اإلنقاذ الشعبيمح يف دبلوماسيرأس الراحلذر واخلطر نلطة، خاصة بعد نزول العقوبات األممية على سالذي خيشى منه قادة احلركة اإلسالمية يف ال

ك اجلماعة العسكرية واألمنية يف قصر لوهنا ؛يف أعقاب حماولة االغتيال الفاشلةودان سالورى الداخلية اخلاصة اليت ينتظر هلا أن شوهنالك ال ؛الرئاسة وجملس الوزراء واجليش واألمن

وهناك املكتب القيادي ؛ة شورى احلزبأتجيز اخلطة اليت تدفعها كلها للعلن فتصبح هياحلركة واحلكومة، إذ ىوميلك سلطة إصدار القرار عل ةورى اخلاصشخلاص الذي انتخبته الا

وهناك جلنة احملاسبات والتعيينات العليا املفوضة من ؛تفوض إليه سلطات الشورى يف غياا .املكتب القيادي

خطة احلركة اإلسالمية لكن اخلالف الفكري حول أصول القضايا اليت كانت تتمثلها الوعي ا لدى الشرحية القيادية بلور املواقف بللتمكني وبرناجمها اإلسالمي للحكم وغيا

روة لطة يف ذروته األوىل بني يدي إقرار مبدأ التوايل السياسي وقبل الذسحول صراع اله السياسي كامال وأشعل فاألمني العام استعاد أصول فكر. الثانية اليت انتهت إيل املفاصلة

مصابيح الشفافية والعلن داخل أجهزة احلركة وخارجها، داعيا إىل دميقراطية كاملة داخلية بال توقري خاص لرأي فرد فضال ،هي سرية احلركة األوىل ومسارها إىل حني اإلنقاذ كما

ية كاملة لسائر وجوه عن إحاطته بالزيادة لدى التصويت واحلصانة من النقد، وإىل دميقراطفبسط السلطة والثروة يتأسس فرعا من أصول احلرية اليت ،احلياة العامة عرب كل السودان

لطات حىت تصري املظالمة إىل معادلة بني املركز واألطراف، وبني األطراف مجيعا ستضابط ال .بالقسط

وير هيكلة احلركة وأجهزا القيادية ورغم أن الرؤية والربنامج والقرار يف تط ه فكر األمني ءوالوسيطة والقاعدية على النحو الراديكايل الذي تسري عليه اليوم يقف ورا

السلطة األعلى يف توجيه مسار تتوفر عليورى اخلاصة اليت ة الشأ، فإن هي70العام وجهدههمبطت جهازا شدي ااحلركة والدولة وضدبة االر دة، فاألغلبيتباط مبشروع الدولة اإلنقاذي

من عضويتها الذين تولوا )%60(ستني يف املئة القادمة من غري أعضاء احلركة اليت متثلأو من الرأمسالية أو من قادة اجليش والشرطة واألمنوظائف عليا يف حكومة اإلنقاذ

وجوه اتمع وزعماء القبائل الذين احلريصة على مصاحلها املرتبطة بالسلطة أو من يستشعرون خطر دور احلكومة، ال سيما من مناطق نفوذهم الريفية الضعيفة املرهونة يف

اقتصادها وخدم الما للدولة، كلهم يف اختيارهتوا لصاحل شاي صوم السرورى وانتخامل السياسي، فجاء املكتب القيادي وجوه اإلنقاذ املشهورة يف اإلعالم من الوزراء وقيادة الع

ة وتؤول إليه سلطاا يف غياا املتطاول وفقا لنسق اجتماعاا أالذي حيمل تفويض تلك اهليجاء املكتب إنقاذيا غالب عضويته من الوزراء واملستشارين أصحاب الوظائف ،الدورية

ة، فلم يبقطتها، وبعد أن أضحت لألمني العام إال االعتصام بربنام السياديج احلركة وخسوى نصاعة طرحه ححاكمية احلركة مبدأ خالفيا بينه وبني نائبه، وما عاد معه من سال

أصول يف الدين، ومضاء منطقه الذي صقلته العلوم والتجارب، ورمزية امسه ىاملؤسس عل .ة، مث على املستوى الرمسي رئاسة الس الوطيناإلسالمي احلركة مجاهري غالب إليها تأوي اليت

ل اخلالفمعلى وجه التقريب كل فعلى مستوى القرار السياسي واملوقف الرمسي، شاختيار الوزراء واملستشارين، أو ىسلطة حقيقة عل ةداخليا مل تعد لألمني العام أيف شيء،

) حزيران(منذ فجر الثورة يونيو اتعديال تعاقبت اليت الوزارات غالب إن عزهلم، بلم، يتحكم فيها نائب األمني العام بالكامل، وسوى شورى حمدودة قد جتري 1989

الختيار وزراء الواليات واحملافظني، فإن آخر تعديل لس الوزراء بعد فوز مرشح املؤمتر سع فيه معايري االختيار م، والذي كان يتوقع أن تتو1996الوطين مبنصب رئاسة اجلمهورية

27 'P���V ا�6اC5ا.��^ ا�&1م )' ا� �F�P( ZGراcBFا ا�Tأول ه �آ��P�.

متهيدا لتمام مدنية احلكم ودميقراطيته، مشل ستة عشر وزيرا عسكريا، وهو تقريبا الس .71الذي اتصل بغالب وجوهه إيل حني تطور معامل األزمة

كما اتصل اخلالف حول إكمال إجراءات احلكم االحتادي وتطبيق اتفاقية اخلرطوم ول قانون القوات املسلحة وخروج العسكريني من السياسة وخلع الرئيس لزيه للسالم مث ح

-كذلك -وبالطبع . العسكري وختليه عن منصب قائد اجليش ما دام رئيسا للجمهوريةاخلالف حول دور جهاز األمن، وتعديه علي حقوق املواطنني، وعربدته يف جماالت كثرية

مزمنلأل األمني العام علي تنصيب وزير بغري رقيب، وع حاسبلس الوطين يكما .أمام امشل اخلالف الربنامج االقتصادي، فاألمني العام يرى أن اإلسالم مل يبلغ ذلك اال كما

املعامالت املصرفية والقروض األجنبية والعالقات االقتصادية غ، وأن املوازنة وصي72ينبغي .كلها تعطلت عن برنامج احلركة بأسباب من مواقف وزير املالية خاصةالعاملية

األمني بني أعمق تبدو وتكتيكاته وموضوعاته اخلالف أصول فإن اخلارجية، السياسة يف أما

وقانون )واإلسالمي العريب الشعيب املؤمتر( من املوقف يف ظهر األعظم فاخلالف .واحلكومة العام

والدولية، وجتليات اإلقليمية والعالقات العربية، الدول مواطين عن ودانسال دخول تأشريات رفعالعريب، وحتديدا راألمني العام اليت قد تهيج ثائرة اجلوا تصرحيات سيما ال اإلعالم، يف كله ذلك

.المصري*****

الوطين الس عمل فاعلية مث التوايل إىل الدعوة يدي بني اخلالف قضايا تبلورت لقد

خطة املؤامرة اليت طلبت باسم الرئيس يف حماسبة الوزراء وكبار املسؤولني فاكتملت املنتخب، فجاءت )وزير اخلارجية(األمني العام عن منصبه وترك األمر برمته لنائبه تنحي األول ونائبه يسمي وزيرا ملو اليومي التنفيذي لالعم يف تدخال مطلقا يباشر مل أنه واضحة العام األمني حجةيف مكتبه أو حيادثه يف اهلاتف، بل فوض غالب سلطاته لنائبه ولألجهزة أحدهم يزر ومل ملنصبه

28 �Eدرا�� �E�1j6 إ&H '�1&ا� V�P&5وز*� ا� tBCA� �A7 6ANأ Vاه��Hو)���ر إ�Jه� �7دة ا� VI� 6Nوا c*6&# Zjو

t7p وج أي�� 'P7 ��B&5�� q��R)ا� �&jر 'P7 ��(1�Aا� '( 12ذ�6��12 ا# OJ)# p �H1ز*� ا���P�. .)' ا��PBF^ ا�12د��^ وا�cBF ا�+�1_ ا�Tي *C� 1AI�P&�ض �`+�� �^ هhT ا�c�BF5H 1*1�2 أآ+� 29

األمنية، العسكرية تربيتهم حبكم مركزيون سلطويون األمر واقع يف لكنهم حوله، من تضمهم اليت

ينحصرون يكادون شموليون هم لإلنسان، مث حقا اإلسالم أقرها يتال العامة احلريات يكرهون .حاجة البالد للحكم االحتادي الالمركزي نوال يفهمو ،يف والية واحدة من السودان

م املواقف داخل صراع سلطة 1995بلورت أطروحات األمني العام منذ العام ،إذن م بدأت اجلماعة احلاكمة تستشعر أن 1996لعام اإلنقاذ واحلركة اإلسالمية، وبدء من ا

الدعم املطلق الذي كان يقدمه األمني العام لنظام اإلنقاذ، والدفاع الذي يتولى عنهم مواجهة األخطاء واحتمال األذى احمللي والعاملي لن يستمر دون قبول إصالحاته األصولية،

عندما أعلن هلم أنه لن يظل أمينا عاما حلركة إسالمية بل إن األمني العام قطع شكهم باليقنيتقدم للعامل دستورا تدعي أنه إسالمي بعد أكثر من ألف عام من زوال اخلالفة الراشدة، وال

ة ألميات العامعلى احلري صنم دارا يأحده بصا مواطن على أرضها، تعبريا وتنظيما، ولو نأن تقاتله أو تعتقله، وليس للحركة اإلسالمية لطةسلل ، فليس)الشيطان حزب(وأمساه بحلز

.م ضاللتهه أو تتوجه لآلخرين تنقد مسلكه حىت ال تغويهها إال أن تجادلبوحز

ل األمني العام، فقد استعم لطة األعلى الذي انتظم متخندقا ضد آراءسأما حمور ال عمل اليت كانت ت ،ألول مرة ترغيبا وترهيبا يف صراع احلركة الداخلي لطة املباشرةسآليات ال

اخلصوم، فقد حمل مسؤول االتصال التنظيمي باملؤمتر الوطين خطة األمني العام لألعوام يف يف الواليات وإىل والة وليته املباشرة، إيل أمناء املؤمتر الوطينؤالثالثة املقبلة، وفقا ملس

ستناقش اخلطة، محلها إليهم مع نصيحة ة الشورى اليت أالواليات ومجيعهم أعضاء يف هيلطة، أن القيادة معجبة باخلطة، ولكنها فقط تريد سحمضتها غرف التآمر املغلقة يف دواوين ال

).والتوايل السياسيالتنظيم ةحري(الذي يثبت مقولة )اخلامس(منهم االعتراض علي بندها

ة الشورى اخلاصة متسح كل عمل احلركة أكانت خطة األعوام الثالثة املقدمة هلي اإلسالمية يف اتمع والدولة بناء علي كسبها السالف وخطتها اإلستراتيجية وخطة اإلنقاذ

كتب القيادي تقدمي هذه اخلطة يف اية ة اليت تفرض على األمانة العامة واملأوفقا لالئحة اهليبسط حرية التعبري (لكن موضوعة التوايل .العام الثالث الذي تختتم به اخلطة السابقة

جعلت كل فصول اخلطة األخرى غري ذات موضوع، فقد عزم األمني العام بعد ) والتنظيمسايرة حنو املجاهرة واملواجهة بأفكاره، ولو سنوات عشر من حكم اإلنقاذ أن يقطع طريق امل

تاريخ بلغ به ذلك إىل تقدمي استقالته، وقد كشف تدافع تلك املرحلة أن الص مسالذي و راعلطة؟ ومن سملن تكون ال(: املسلمني األول بالفتنة الكربى، ما زال يطرح سؤاله اجلوهري

.)لطان؟سالذي خيتار ال

اليت اجلماعة التأصيلية من ثلةو الوطين املؤمتر أمني للحركة العام األمني جانب ىلإ انتظم

وتولى مدير اجلمهورية ونائبه األول، رئيس بسفور ضده ووقف األفكار، على هافمواق تؤسسللرئيس الذي عصفت به من منصبه حماولة االغتيال الفاشلة عام جهاز األمن السابق

لة من ضباطه من القيادات السابقة ألجهزة األمن واملعلومات يف احلركة، ثاملصري، ومعه وقد ظل غالبهم بعيدا عن األفكار والسياسة يف قوقعام التنظيمية احلصينة، وظلت غالب

مباغتة غري سعيدة ) التوايل السياسي( ملقاومة املعارضة أو استئصاهلا، فجاء ةطاقام مصروفوقد حق . ملناخام اليت ال تعرف اآلخر إال عدوا يدافع بالقوة والعنف ال باحلرية والكلمة

كانت أيديهم وأرجلهم طليقة ال يقمعها حيث سنوات رهلم أن يطرحوا األسئلة بعد عشرية؟ وإن جاز ذلك هل احلرية مبدأ أم قيمة؟ هل جيوز تعطيل احل: ها حماسبةدوال حت قانون

ملدى عشر سنوات، ما الذي يدعو إىل بسطها اآلن واإلنقاذ ما تزال محاصرة باملعارضة من الداخل واخلارج، وبالقوة الدولية، مث باحلرب يف اجلنوب والشرق؟ هل تعرف دولة يف

التعبري والتنظيم؟ اإلنسان، ال سيما حق قحالة حرب حقو

من أهل الثقافة اإلسالمية التقليدية، شيوخ احلريات تعطيل دعاة جانب إىل اصطف كما اهلائل من تاريخ املسلمني الذي يعايش الطغيان ويكره الثورة ويرضى عن مكايستدعون الر

كذلك ترددت إزاء أطروحة احلرية والتوايل نخب من مثقفي احلركة، .خالفة اإلكراه والغلبةأولي الدرجات العلمية الرفيعة، خيشون أن تؤدي احلرية إيل غلبة احلزبية الطائفية من جديد

القريب أن الطائفية عادت فائزة بأغلب التاريخ عربة هلم أكدت إذ املسلمة، الدولة محك واياريكادون ال وهم املايوية، تاتوريةالديك حكم من عاما عشر ستة بعد ودانسال أهل وأصوات دوائر

.هائجيدون احلكمة يف إطعام الطري مثار مدينتهم الفاضلة بعد أن يأت لقطاف أبنا

واحلركة قيادة اإلنقاذ مستقبل حلسم األخرية قبل الساحة هو القيادي املكتب اجتماع كان

االستمرار بالقيادة، وظلت غالبية األمني العام موقفه من اتخذ فقد املوحدة، اإلسالميةأطروحة التوايل، خاصة وأن غالب أعضاءه من أهل ىاألعضاء علي موقفها املتحفظ عل

املناصب الرمسية الذين ينصبون ويعزلون بقرار الرئيس، وهم يف هذه املرحلة حيتاجون لقدر وما اعتراه من احنراف كة اإلسالمية األساسيكبري من التجرد واملبدئية والوعي بربنامج احلر

األمني للحركة الرئيس ونائب بحىت يبدلوا مواقفهم لصاحل األمني العام املخالف ملوقف نائ الس ثلث اختار فقد وحىت حيفظ البعض نفسه من حرج املوقف بني الشيخ والرئيس .نفسه

عشر التوايل بإحدى أطروحة احلاسم ت يف التصويتبلغو وغريها، باألسفار معتذرين الغياب جانب احلركة وإىل العام مفكر األمني جانب إىل جبالء أيديهم مقابل مثانية فقط، رفعوا صوتا

.احلريات

لتبديل الئحة املكتب القيادي املنتصرة يف املكتب القيادي مقترحا الفئة كذلك اقترحت من أعضاء أحد أال يخالف احلركة، وهو يف والشورى القيادة أدبيات ىعل طبيعة جديدة ذا

اليت صدرت وضوعاتامل أمامها طرحت إن الشورى ةأهي أمام املكتب قرارات القيادي املكتب القرار مع القيادي املكتب داخل السابق العضو وذلك مهما يكن موقف القرارات، تلك بشأا

.غري ال القصيد بيت وحده التوايل فإنه حنو مصوبة املرحلة تلك يف كلها ةاألسلح وإذ .ضده أو

الذي تعمق منذ أزمة والتربم التعازل مناخ من وهلجته العام األمني مواقف زادت بالطبع املصري بني القيادة واألمني العام، ووجدوا مادة جديدة من ساحملاولة الفاشلة الغتيال الرئي

باالستقالة، وأطلق يف املقابل األمني العام تعبريه الذي كان مقيدا من قبل حبماية ديدهالنظام يف املنابر الداخلية واخلاصة حول كثري من سلوك اخلطأ والتقصري واإلمهال، الذي

اإلنقاذ القيادية كما بدت أزمة .شاب عمل اإلنقاذ حنو منتصف العام الثامن للعقد التسعني، وعن الرأي العام تظهر تدرجييا لإلعالم والعلن جوبة عن القاعدة اليت ما تزال عاملة مةاحمل

واالنقسام لن تظل األمور بعدها أبدا كما كانت عليه، الضعف من تارخيية وبدت حلظة

سالمي أن حول إخفاق الربنامج اإلو فاملباينة يف عمقها اآلخر بدت آلخرين حول القيادة

، وداين إسالمياسيطبق وحده يف ظل غياب التعددية واملنافسة، وأن إعادة صياغة اتمع الحىت رأوه حقيقة يف بعض املراحل، بدا مستعصيا على التحقيق ،احللم الذي راود الكثريين

.يف مناخ املنهج الشمويل

اختار ، املسرح األخري حلسم املباينة ة،ورى اخلاصة الشألكن قبل أيام من اجتماع هي بإعمال نفوذه ل املواقف يف اللحظة الفاصلةوأن يبد ألمني العام أن يرتع فتيل األزمةنائب ا

رجحت عنده شخصية رجل السياسة إذفالذي أضحى شبه كامل علي شخصية الرئيس، األمني العام ومشروع وبددت عنه املخاوف والتردد الذي غلب عليه مدي صراعه ضد

التوايل الذي يدعو إليه فمال حنوه يف ليلة احلسم يراه خيارا موضوعيا من اخلري أن يأيت وقبل يوم واحد من اجتماع .يا وخارجياالسياسة داخل افعاتدم هقبل أن تفرض احلركة بقرار

جتماع إىل األمني العام أن ، وحمل بشراه ليلة اال)التوايل( أعد حججه لدعم شورىالة الشورى اخلاصة يف ذات الوقت والذي سريأس اجتماع الغد سيلتزم أالرئيس ورئيس هي

.احلياد يف اجللسة، وأنه ما يزال على عهده يف طاعة رغبة األمني العام ورغبة احلركة

تشرفت أفقا ة الشورى اليت انتظمت جلساا ألكثر من أربعة أعوام قد اسأكانت هي ة يرأسها رئيس اجلمهورية أجديدا، إذ تالشت عن األعضاء القادمني الرهبة األوىل من هي

دامى والرواد إخوام قومقررها األمني العام للحركة اإلسالمية،كما ألفت األقلية من الصطف كسبها التليد يف اجلدد وزالت جتاههم مشاعر السلب اليت كانت كأا تستنكر أن ي

طريف، وكانت جلسة التوايل مع ما حملت من قضية الطارئ ال ة واحدة مع كسبأهي ،رية اخلامتة اليت ينتظر بعدها أن خترج كلها إيل علن املؤمتر الوطينجوهرية، هي جلسة الس

حتفظ له ساحة السودان أن بشوراها رتقر أن العضوية هذه من احلاكم، والذي ينتظر باحلز .للمنافسة احلرة خيارا بني متعددين وتطرحه الساحة تبسط أم شريك، وحده بال

دعة يف اجللسة احلامسة أويف الرئيس مبا وطا الفرص بالسويلتزما احلياد الصامت باسماملنصة يرفضون التوايل ىيات وأمنائها علملن شاء ال خيتصر وال يقاطع، وإذ تواىل والة الوال

لطوي، فوجئوا بأن غالب قيادات احلركة املدنية اليت سويشيدون باخلطة وفق خطة التآمر ال م أن التوايل هوالتوايل، خاصة األمني العام الذي أكد هل يعرفوا قد حتدثت داعية إىل

ة الفارقة من تاريخ السودان وتاريخ حركة اإلسالم فيه، وأنه الدين يف هذه اللحظ أمر مائعزم خريا أم بسطوا احلرية والعدل، هإذ خرج بطوعهم فإن اهللا سبحانه وتعاىل قد يجزي

، وأن بعد أن اغتصبها الطغاة وراثة أو سلبا وقوة لطة هلاورى يف األمة والسشوجعلوا الجاع يف تقومي االحنراف املتطاول منذ انقالب الفتنة الكربى شاملتوكل اليسهموا باملوقف

حهم شيطان من اخلارج يتم إن مل يأتفإن الشياطني دون يف وجههعلى اخلالفة الراشدة، وأكما دعا نائب األمني العام إىل إحياء الثقة . ستقوم بينهم، تخرب وحدم باملنازعة والفشل

صطبر معها على احلصار ااإلنقاذ عشر سنوات، و ىوداين الذي صابر علسالشعب اليف مات، وأنه جدير أن تعود إليه السلطة، فإن مل تقنعه احلركة داخل صواحلرب والغالء ونق

.سنوات بصالح حكمها فلتذهب غري مأسوف عليها راإلسالمية بعد عش

دستور يف يكتب أن اجلمهورية، لرئيس األول النائب األولب تقدم :اقتراحني وإزاء عام أمني وتقدم باالقتراح الثاين هو احلزب احلاكم الوحيد،الوطين أن املؤمتر الدائم ودانسال

وإذ أن اقتراح أمني املؤمتر الوطين قد ).حرية التنظيم والتوايل(الدستور أن يقر الوطين املؤمترحكلمةس فت التوايل يف) السياسي( بمها األمني العام، فإن األصل اخلطة اليت وصاليت قد

كثريين من ثائرة دئة من التعديل قصده ما رغم املقترح املعدل يفسح اال حلرية أرحبن من يهجون األحزاب ويذكرون بتجربتها ويحذرو املنرب على قدامى احلركة، الذين توالوا

.73القبور من سيبعثهم التوايل الذي

يف صوتا ورى األمر، وفازت حرية التوايل والتنظيم بأكثر من مخسنيشحسمت ال يف جملة األعضاء الشاهدين الذين جتاوزوا املئتني، وكسبت احلركة اإلسالمية قيادة وقاعدة

إثرها بعض أعضاء الشورى ممن أسسوا موقفا تلك الليلة فرصة جديدة مثينة، خرج على ثابتا يرفض احلريات، خرجوا مغاضبني مجاهرين بغضبهم، وعلى رأسهم املدير السابق جلهاز األمن ووايل اخلرطوم ريثما يعدون العدة ملعركة جديدة، تعيد املسار إىل خطهم، مما

.)ذكرة العشرةم(روته الحقا بـذبلغ

1Exزي ES�ح ا�6E*^، و#t�1� . ,���E ر��Y ا��IAKر*� ا��F*� ا��1ES 6A�� ��HM}، أ��E^ ا��A#oEA ا�C9�E' د 30

.آ�J ا��KIم P7, ا.MNاب ا�(�1S 6A�� zدق ا�`1روري

دسا���� ا��$

V اp#1�دي وا��CKب ا��

احلركـة 74وجـدان يف عزيـز لمحب الالمركزي االحتادي احلكم أو ةراليدالف رتبطتا

سة الاإلسالميايف التطل وحتديدا ة،ودانيع املشترك لقياد، تمع مبا يا ه نسق تنظيمهبشلبناء اجتمع ليغدو نظاما للم ةة وهياكله اإلداريمنوذجها بفلسفته التنظيمي اخلاص الداخلي، وإحالل

ـ بوصفها حركة إحياء ةفاحلركة اإلسالمي .إليه سلم الذي تتطلعامل وايف دورة يف وبعـث تةالتاريخ هب عاملية قامت أوزاعا يف األرض، مهما نت من لهمتايزت أقطارا واحد فقد عنيم

حتها احلددود السياسيضفي عليها ماثة، ويـ ل واقعها احمليط وتباي ها ئن وقعها يف أصل منشؤى واألفكـار نا يف الـر ذلك تباي ضفي عليها كلعملها الذي يليها يف بلدها، ي ومسرح .عملها ومسارات هياكلها بترات يف ياوهد للتنظيم فلسفة منها كال ملهوي واملواقف

ولئن ثارت ثائرة خالف سة البني احلركة اإلسالمية والتنظيم الدويل لإلخـوان ودانيفقـد ، سابق رنا يف فصلعلى حنو ما أش م1977ة ودانيسة الصاحلة الوطنياملسلمني بعد امل

للكيان ةاعبوت والء ةعيل دون بستقامل فيف اختيار املوق ةودانيسكانت أبلغ دوافع احلركة الة خبصوصـي ةكانت يف وعي احلركة السـوداني ،)الدويل(اسم الذي حيمل اإلخواين العريب

ا يضم أقواما يف كنف وطن حديث النشأة نسبي يالتارخي ي وظرفها االجتماعيوضعها احملل .مليون ميل مربع أكثر من ديان على رقعة واسعة هييتعازلون قبائل وهلجات وعادات وأ

سة اللكن احلركة اإلسالميودانيأو تفاعلـت بإجيـاب ،سـتقالهلا كت باة مهما متس ومحيميرتفقد ،طويل مع حركات اإلسالم يف العامل قاطبة عرب تاريخ ةمـن مـرياث حتر

سة الاحلركة الوطنية املودانيمسستا من رغم وساعة املساحة وتعذ ةك باملركزي ر اإلحاطةـ ة يف احلخبة السودانينواحد، فقد غلبت على ثقافة ال مركز ةكم تقاليد التجارب الربيطاني

املركزيحتاديامل يف احلكم اإلقليمي واحلكم االرة عن خربة العة املتأخ، إال من بسحمدود ط .لطة والثروة يف أمناط احلكم احملليسلل

1 �AP6ان(آG)و 1ه1 )' اC&� ck1A# p 6j �71AK14رة إ�, ا�ا '( ،YFCEم ا��EP7 1IE1 #6ر�Aد أو آ�F14رة إ�, ا�

1Ijا�EE4أ ^EE� {EE��� OEE�( 6EEG�# t&EE)أو ا� �EE�.أو ا �EE71AKP� 6انEEGوو 'EE&AG cEE2&H 1عEEA5Gpا VEEP7 ف�EE5&* ^E`و� ).��ا6Gه1(و1I#1N�A9 وأه6ا)1I ا�A(�5آ� أو

سر للحركة يف التيسمن القانونيني واإلداريني، ودان طاقمما أمني عام احلركة ال سيوالذي ربط قضية اجلنوب ،م1964) تشرين األول( بعد ثورة الشعب يف أكتوبر ،األشهر

إىل غياب احلكم الدستوري املؤسس على حرية التنظيمة التعبري وحري ة مث وصـلها بقضـياإلقليمي كمم هي احل1964منه يف مؤمتر املائدة املستديرة ةحا درجرقتم ،حتاديحلكم االا

ليـا يف فقد أتاحت لـه دراسـته الع . ة األمتراليدجا حنو الفعلى اجلنوب تدر طبسي الذايت ، أن يبادر إىل ما بداستوريدصه يف القانون الا يف احلكم الالمركزي وختصبتجار )فرنسا(

ـ طسوهو ب ،ة يومئذة التقليدية الوطنيخبة السودانينب العصيا على استيعا لطة املركـز سوالذي جاء يف أعقاب ،ثين عشرخ الذي دارت فيه مداوالت جلنة اإلفرغم املنا. طرافلأل

ي يف جامعـة العاصـم ت من املركزمتدة يف ثورة شاملة اة العسكرياتوريتاإلطاحة بالديكمن وجوهها عن ترقـي الوجـدان رت يف وجهوعب ودان كافة،لساخلرطوم حنو أطراف ا

رغـم ذلـك ،طر الواحدحنو استشعار حالة الشعب الواحد يف الق وداين درجةسالوطين الت احلرب ام الوضع يف اجلنوب وتداعيمن تأز املناخ ورغم أن شرارة الثورة انطلقت بأسباب

اليت استعمث ،ستقاللت منذ إرهاصات االرة ونزوعهـا تفاقمت مبواقف احلكومة العسكرية يف احلكمالغريزي حنو إحكام القبضة املركزي، وبطس منـهجا سياسة تمع تعتمـديف ا

ق على يضوي ،يف التعليم واإلعالم ولغة الدواوين ةة اإلسالميودان العربيس ثقافة الواحدا يتبىنرغم كـل . قساوستها األجنبيني دمدارسها ويطر قغليحي ويي واملسسينبعثات التبشري الك

من وجوه أزمة احلكـم ة أن أزمة اجلنوب هي وجهودانيسة المل تستنب النخبة الوطني ،ذلكواحد لطة ملركزسكل ال املركزي الذي يقبض، يخفق يف قسمة عادلة ة ملوارد البالد الوطني

كافة، مث االألقاليمه وتنمية متوازنةعتراف بتعدد موارده الثقافين صور التعبري عنهاة وتباي.

) تشـرين األول (ة بعـد ثـورة أكتـوبر ودانيسال ةأن احلركة اإلسالمي ،األمر واقع ،ة يف الدعوة إىل تطبيق احلكم اإلقليميودانيسال ت أنفاسا جديدة للسياسةلمح ،م1964

ملة مبا محلت من علمؤه لكـن السـاحة ؛ديدةة بروح الشباب إىل ارتياد اآلفاق اجلأمهية مبا محلت من خماوف وأثقال مل تبادر إىل تبين األطروحة اجلديدة، بل تأخرت عنها الوطني

ة احلاكمة عن قادة األحزاب الوطني رولتصد ،ديكم احلزيب التعدلتشتد احلرب ثانية مع احل

جديد من سببا اجلنوب حرب ولتكون ،رسكالع وتصرحيات واقفم حتاكي وتصرحيات مواقف

لصمع ودانسكم وموعدا جديدا للاحل إىل الشمولية ودع أيـار ( مـايو 25 يف ةالديكتاتوري( .75م1969

ة بضرورة احلكم االلكن وعي احلركة اإلسالميحتادي وجدواه مل تتذ عن حمـض خرات ات أزمة اجلنوب فحسب، فقد بـرزت ظـاهرة تـوت رستوري أو من تطودعلمها ال

رت مع الثورة املشاعر واألفكار املكبوتة بوطـأة العسكري وحتر كماألطراف مع زوال احلحتاد أبنـاء جبـال ا(جلبال النوبة مينظام يف الغرب األدىن إىل املركز توق ،غيان املركزيطال

مـع منذ اخلمسـينات ويـأ هؤبدأ استوا الذي )امؤمتر البج(، كما استغلظ عود )النوبةت حمتكرة نتخابات التالية يف املناطق اليت ظلليحصد بضع دوائر يف اال يف أكتوبر نتفاضةاال

؛ةلنفوذ الطائفي لكن مد إذ )دارفـور (ة األكرب كان يف الغرب األقصـى احلركة اإلسالمي ،يأت يف سنوات العقد الستني من القرن املاضي لمتها برامج احلركة قبول الدعوة كيفما قد

ة امللتزمـة العضوي لوسطى والثانوية سوادا غالبا يفومناشطها، واخنرط اجلميع يف املدارس احياة الشـعائر اإلسالم التارخيي يف دارفور و ورذن جتك إال أنه مهما للحركة اإلسالمية؛

ة، فقـد ة يف أوساط النخبة الدارفوريسالميقد نفعت احلركة اإل دهرةوالقرءان والذكر املزـ نا صاغية وجتاوبا يف ذات الوسط امللطة والثروة أذسظاملة الوجدت مشاعر الوعي مب ب نتس

درك لشعور الصفوة ف واملقليم املتخل اإلولكن املستشعر ملعاناة األهل يف ،ةللحركة اإلسالميف الدولة ودواوينها، بل يف عامة اقتصاد اتمع ة يف وظائيالنيل رها عن الصفوةمة بتأخاملتعل

ت كذلك دة املتنامية يف دارفور يومئذ وجاحلركة اإلسالمي وبسك بل لعل وقطاعه اخلاص،الذي ربط أهلهم بصور اإلسالم التارخيي املوروث من ،يف نفور الشبيبة عن الوالء التقليدي

أو طرائق امل ةجهاد املهديستغالل واإلمهال كذلك صورا من االحنوها يستشعر دفعا فة،تصو

2 E�A6ة ا�E�1Aا� �A#oE� تp6اوE� 'E( '7��E)ب ا�ME1دة ا��E�2H 1رEا��� Ujا�� M��A# ^`A* p�EJj �E+6ا أآEH 65*�ة إذ

'A�Pjذا#' إ V`N ار�jب ��� إ�CKP� �RP6 �^ ا��*M� u�J� . ذات 'E( ����E�ا �E1ت ا���آEN�52� أن t*وا��� ،,E1 ا.و�E��1أ� �Eآ�N ZE� 1*�يEA1م ا�E�C1 ا�EI&jو 'E51 ا�EH1Hأ YE*أد �E�j1F#ا ZE� pإ ��JR5P� 1I2*�9 6K# V� �A#oAا�

`��1H Z5A5ب ا��CKP� {�#أ _�Nا#' .ول ��ةTا� 'A�Pjا V.

ستم أشد الوالء لتلك املنـاطق متنان السادة املرفوع هل، فال جتد تعبريا عن اتلك العالقة م .76رستعمامل لمالوطين بعد ظ لمعنهم الظ دير بدفوعات اخلدمات والتنمية أو بدفاع

كان التعبري مع الق ل لدارفوراألووتشـرين (نتفاضة أكتوبر ة اإلقليمية اليت أعقبت ام طتسلن امليمهاملركز امل اةة حنو محل السالح واشتراع احلرب سبيال هب م 1964 )األول

د ستقالل مع التمرب منذ االولكن عربة جتربة اجلنو أو الغافل املشغول عن مهوم األطراف،حنـو البـديل )سوين(إىل احتواء مترد حركة سارعةمة ملت خنبة دارفور املتعلالعسكري دفع

ألخـذ موارده ويناضل ، فيقوم اإلقليم من ذات نفسه لتنمية)جبهة ضة دارفور(العبقري

ال مظلوما ضئيال نيك مهما املركز من لهفك ريإليه كن وال يستيستوي حىت ،من مضاعفته سيئ

حتراب الذي قاربه هي السبيل بديال لال فالنهضة ووسائلها؛ ةالسياسي ضاغطةامل بسبل معادلةاجلنوب وأوشك أن يبيد وجوده وهويته اليت يناضل من أجلها، والعمعلى الـنفس دون اد

ة كانت بتقرير املصري، وال ريب أن احلركة اإلسالمي طالبةأو مفاصلة للمركز ولو م اعتزال .77لب ذلك التوجه لوضع السالح يف دارفور حنو السالم والنهضةيف ق

كانت جبهة امليثاق اإلسالمي أول جتربة للعمل اجلبهوي يف نطاق حركات اإلحيـاء لكنها كانت كذلك ،املنتسبة يف غالبها إىل تراث حركة اإلخوان املسلمني ةاإلسالمي العربي

سة الأول مباشرة للنخبة اإلسالميتمع الودانيوداين وعلـى امتـداد سة للعمل مع جذور ا. احلرب أوزارها عنه عندئـذ تضع ساحة القطر مشاال وشرقا وغربا دون اجلنوب الذي مل

اخلضراء لدى قيادة جبهة ة من الوعي واملعرفة اليت تركتها تلك التجربةورغم الشحنة السخي

3 6*6E4 1نEي آTEي ا�ME�PK�1ر اA&5E�p6 اEI7 'E( �E�5�# �E�CH1�6ت وE��Q�1 دار)�ر ا�t�BC ا.E�AC# ^E� cj� و

�E�Hب ا����Eا�� 'E( '�1EA+&1ن ا�RPا�� OP+A* ي آ1نT' ا����ء اpر ا����A� 1I�1RP� 1، إذ ا��1زI�P7 6ةG�Aا�)��A�1&ا) ا� QFjا.و�,، وإذ و �E*ا�9ر�J�ا �JE�x ر�E(دار ,EP7 ت��EG '�1EA�.ر ا�E�Aا� ZE� �E��1A+&ا� �E(�a�

.ا���1R*�J� ا�5' آ�6B5# Q�1ر ا��1FPء#EEP7 ,��EE, ا��1EEج ��6EEA ا�EE( tEE�1R' ا��CEE� ا�EE��1a� EE�P`H� ا�tEE�1� tEEBC� tEER ر�EEIJG Y�EE� �EE�I� دار)�EEر 4

7 '( �IJKا� Q�P(وأ q*در Vاه��H6 إAN15ذ أ��� �ا����1 Q�1وآ 'E( �E41Fا� �EC*6AH 1 ا.ولEه�A#o� 6225 �*1E���P+A* 1J�1ن دار)�ر )' ا�AK&�� ا��E���"5� �UEP5a� ^E ا.MENاب ��+6E�I&5* 1Ej1ون )�OE 24م، ووZ�j 1965) أ*1ر(

و�ME* 1Eال ا�6Eآ�5ر EP7, ا��1Eج . ��j Z(6H� ا��`V ا����آMي إ�, 6EGول ا�6Aاو�E� 6E7اد ا��5E�6ر ا�6Eا�JEP� V�د ( �F5�* �C*6AH h1FC� ')ن�H ( ^E�N 6آ�5رE1ق ا�E+�Aا� �EIJG 1مE7 ^�Eأ� OE� O&Efي وTا� u�Ra5P� د�ة��AH ���1A�.ا

�jور ��FS ,P7 'H(ا��5ا�(1)� ( OE2*�9 'E( �E6را�' وهFا� V`وا�� 'A�Pjا V`ي وا��Mآ�Aا� V`�5*1ت ا���A� �41Fا� �A#oA�1965م.

ة يف القرى واألريـاف وغشـيت حاا الشعبيوارتادت سا ،فت البالد قاطبةإذ طو امليثاقن ومراكـز الشـيوخ ءارفت لدى خلوات القة وعشائرها وبطوا، كما توقليائا القباقياد

فةاملتصو على عيون فتوتعر ار وأعيان القبائل وطرقت أبواب أندية القطاع احلـديث، ظالنتريد أن تب ،ة يف األساسفقد كانت محلة سياسيا احلاضلغ بدعوة السياسـة إىل ة على أوببلقي البذرة وتضع اللالدين كل آذان، وأن تنة وتسالصوت ريثما تعود لـري الشـجر عم

وقطف الثمار يف محالت ةلقبأخرى م.

لكن التطور اجلوهري لبناء ذات تنظيم احلركة اإلسالميمـن جاءة ة على الالمركزي ر البنـاء التنظيمـي من نصيب املرحلة التالية يف تطـو ليكون ة العامةلسياسيا بعد احلملة

عقـد املصـاحلة ة بعد نتظمت مع أول نسمة للحرياملوسوم بالتخطيط اإلستراتيجي؛ فقد اوافق ودان تسيف سائر أحناء ال المركزية ى التنظيم وهياكلهننتظمت بم، ا1977الوطنية يف وسطاجلنوب واأل: أقاليم لكل السودان مخسة(املايوي ي الذي أمضاه النظامقليمالتقسيم اإل

ـ مث ،للحركة ورىش وجملس ولؤمس قليمإ كل يف قام). والغريب والعاصمة الشرقيو ولؤمس

ـ حتت احمللي بعالش تنبسط مث ،تنفيذي ومكتب ةحملي لكل ولون ؤات مناطق يقوم عليهـا مسة مـن أدىن إىل أعلـى بتراتتقاريرها م لها دوريا فيما يليها وترفعومكاتب تنفيذ، جتتمع ك

إال ما يبلغها من عون املركز ،ة وترفع حساا بذات النسق الالمركزيط موازنتها املاليسوتبضاف نافلة إىل أصل مواردها احملليةالذي ي م من شركة أعضـائها وتربأو خاصـة ،عـا

.كة أو املشتركة بني األعضاء وبني احلركةستثمارام اخلالصة للحرا

ة ة كلها شـوري ة والتنفيذييوهياكله الشور ،ولني يف تنظيم احلركةؤوإذ الوالية للمس م يف األجهـزة اجلامعـة د من أعضائها من أدىن مستوى من ميثلـه صعفإا ت ،نتخابباال

ل فيه العضوية من املنـاطق ثمت والذيأعلى سلطة للقرار على، إىل املؤمتر العامللمستوى األما إبان ة ال سيالسري من ومقتضىن ضرورات األومهما تك. واحملليات واحملافظات واإلقليم

دستورا إال قرة وال يالتنظيمات السياسي الذي مينع ،النمريي ة مع نظاماملصاحلة الوطني عهدة علـى أصـول ، فقد حافظت احلركة اإلسالمي)شتراكياالحتاد اال(حاكم واحد حبزب

.املختلفة السودان ملناطق األوسع والتمثيل نتخابواال الشورى على ساملؤس اإلداري منهجها

ـ ة اإلقليم وتعدعها وفقا لسن عدقاليم مهما يكيستقبل املؤمتر العام وفود األ د شبه عالـذي ،جملس الشورى املركزي العام واختيار منيكل أربع سنوات النتخاب األ ومناطقه

ـ ر التووإذ مل يتيس. طات املؤمتر العام بعد انفضاضهلمن س إليه كثري تؤول س ة ع يف عضـوييف األقاليم ت أصواتظل ،القانوين إبان مايواجلرب ف السياسي ولظرف التحال املؤمتر مراعاة

تطالب من التمثيل وأن يتاح مبزيدللمل يف خمتلف املواضيع ؤمتر العام الوقت األطول للتداويف األحياء واملناطق أو يف ب احلركةعل تأسيس شأو نذورى أمت، فمقراره عن ش رصدي حىت

ة تقوم على االنتخابة، ظلاملدارس واجلامعات والفئات املهنيس للـرأ ت األجهزة التنظيميوهو يعرض مكتبه التنفيذي -صطلحعليه امل جريف بعض ما د-عبة األمني العام أو أمري الش

ب أو جملس منتخب كـذلك يف ة يف بعض الشعضويكل الع ورى اليت قد تشملشعلى القيمني يف ورى املركزي على املشة جملس العضوي رقصت ذات الضرورات توإذ ظل. أخرى

ان اخلكالعاصمة من سشت الاملكتب التنفيذي لألمني العام، ظل ةرطوم وكذلك عضويعب ـ ،ف النشاط واحلاجة للرأي واملالما مع تكاثواألقاليم موصولة باملركز ال سي ن مهما تك

.بعيد شأن دارفور قليميف إ عبة نائيةشال

فإن جمتمع ةسع يف بسط الالمركزية مهما اتاإلداري للحركة اإلسالمي إال أن النمط ةتسم كذلك بوحدة متيناة احلركة اإلسالمي وال عارفون مجيعا إخوانا يف احلركـة رى، يتالعيتمايزون مناطق وجهات ويكادون يتساوون مجيعا يف احلق والواجـب وقبائل أو عناصر ،.

م التعليم يف بعـض السودان يف تقد اإلسالمية وأحوال جمتمع بيئة نشأة احلركة درتقمهما إال أن ،ة عناصر النيل والوسطل خاصأن تغلب يف الصف القيادي األو ،املناطق دون بعض

السواد األعظم لنسيج احلركة الوسيط والقاعدي حلم د بيئـة السـودان مالمح من تعد، بب كـذلك يف بعـض الشـع وقد تغل .املتانة وحافظ يف ذات الوقت على انسجام بالغ

قليم األبعد وتقـل عناصـر النيـل عناصر اإل س واجلامعات والنقاباتمثل املدار ،اخلاصةين ية يف صورة التنظـيم املـد العامة للحركة اإلسالمي ةمالس ، ولكن78والوسط يف القيادة

5 ���1EEBA6 ا�EE&H 1ديEE�2ا� tEE5`Aا� �VEEf1977�1'.م دEEK# 1نEE(آ�د ^EE� 'EE��Cا�� Vاه��EEHإ z�EE)6*�ي و ا�EEG �EEHأ

*�A7 Y ا�1Eم، 1EA+7ن 6EJ7ا��ه1ب، إ�EHاه�P7 : V, ا��1ج ��6A �^ دار)�ر وا��2J� �^ ا���u وا�c�C، �+1ل.ود

ر نصعتبار للعويؤدي واجبه دون أدىن ا جمتمعه بأسباب العمل املشترك عاصر الذي يتعارفامل، بل إن غالبهم 79ةليية أو القبالطبقي ةجتماعيأو الوجاهة اال بسنوال مرىب الدأو اجلهة أو ق

من السنني دون معرفة ا ظلوا يتعارفون لعقودة لدى عامة نتماء القبائل واألنساب بالغة األمهيثـار يف ت تكـن نسجام ملمن تلك الوحدة واال وبأسباب. ودان يف عالقام كافةسهل الأ

ـ فريقية أو األة العربيودانيسة الوية وختطيطها الثقايف مشكالت اهلبرامج احلرك ة، أو تجدر ت تشهده على حنو ما ظل ةنتماء كثريا يف حماضرات احلركة ومنتدياا الفكريموضوعات اال

أروقة األحزاب والتية األخـرى ارات واملدارس الفكري، ة أو ال سـيما املناوئـة اليسـاريخواين ل على األدب اإلوعبسيطة ت والفكرية ةولئن بدأت برامج احلركة الثقافي .ةشتراكياال

ا، فقد شهدت املرحلة التالية خلروج احلركة منالوارد من مصر وسوري السة بعد جون املايويـ ، أصدرها ا)التخطيط الثقايف(دور أول أطروحة حول م ص1977ة صاحلة الوطنيامل اد حت

وداين حول موضـوعات سشتراكي ال، مسامهة يف مؤمتر االحتاد االب جامعة اخلرطومطالهلا صلاليت خ ةحتاد تعبريا عن رؤية احلركة اإلسالميت ورقة االربعتة، وإذ اودانيسالثقافة ال

ذلك املنرب بالتمام، ساهم عضـو املكتـب السياسـي لالحتـاد ( عام احلركة كذلك أمنية يف افتتاح أعمال املؤمتر، محلت صلة بالثقافة واهلويموم املتحول ذات اهل بكلمة) االشتراكي

ـ ودانويسال(ة عميق معرفته وصلته الوثيقة برؤى ل مررأي العام ألولل ةة الثقافي(، ما ال سـية الشعبيةأصوهلا اإلسالمي.

,EP7 1رفE&# 1EAC�H ،6EANأ ^E�N 6ا�EJ76وي، وEJ1#} ا�EF1دق ا�`1روري، �&1د ا�S 6A�� ،O9 ��(�# ،�A7 6ANأ

��1K&1ت )�1A #� ا���1BA� وا�f1F5� 1J&4ن أ1CHء �xب ا���دان داؤود *��p�EH ,Eد، i ��E)Hدم رEAN�1�j ،دات ا .#6J7 '�1Kا�12در، )1روق أi 6ANدم، إدر*Y *�'، أH�H`� د*�1G ^� �C&� ا�12ه�ة �9�a�1Hم

�1)� إ�OE�12� ,E ا.ول 6E*�KHة ا�M�” EBاع ا�����^ )' ا���دان“#�6J7 '�1Kا�12در )' ��N O#p12ل . أ14ر د 6ا�Z� �41JA ا.��^ ا�&1م ���Pآ� ا����� UB5C� O�MCAH ا�&62 ا��E� ^�&JE^ ا��E2ن ا��EJ7 _E�N ،'Ef1A ا�1E2Pء

6EAا� V�E�C5ا� �&�J9 ^7* O5Eدرا� ^E7 دان، أو�Eا�� ^E� OE5IG أو OE5P�Jj أو OAEا� ^E7 1مE&ا� ^�E�.ا O�"E�* VE� إذ 'Cآ1EA أ1E4ر )E' ذات . 12Pء P7, ا��f�Aع ا�6�Aد ا�Tي �fب ا�OEPG. 6E7�A ا��1K&�� و��cH ،1I�( O5PN ا�B5j ا�

QEE��p �EE���j �EE�*�7 �EEIJG رت�EER# 1�6EEC7 ����EE�ا �EEا���آ ,EEP7 ى�EEG يTEEر ا��EER5ا� ,EE1ل إ�EE2Aور ا�TEEG ZEA5KAا�)The Grass Roots .( 6EN1ن أEآ �E6 و�EN1ء واE2� ^E� �25أE�# p 6Ej 'C*6EAا� V�E�C5ا� �E&�J9 أن �Eوا��

#�1K' إ�, أ�CJ# O, ذات ا���Pك 1�6C7 أo�� {JSوp 7^ أ�E�1� ا�ER�ب . ��^ ا�&1م و�`^ �^ إ14رة دأ�9ا)O ا. cEdب و�ERا� hوارME� �E�2RCAأو ا� �E�P�J2ا� �E*�Iا� ,EP7 ف�E&5دون ا� OEPA7 �*6E* cEd�1&1ت وK7^ ا� �*Mآ�Aا�

c.ه ��71A5Gpوا �و)12 ���7اف ا�+12)� vذ� OPIG O�P7 �`C5�* h6ا���دانوا�.

محلت اجلبهة اإلسالميت كذلك ةة القومي ة طورا جديدا يف عالقة احلركـة اإلسـالميبرؤى الالمركزية الذي ة يف البناء الظاهر لتنظيم اجلبهة ويف اهليكل الباطن للحركة اإلسالمي

ة احلركة ة يف بسط عضويفقد سامهت سنوات املصاحلة الوطني ،استتر ببعض أجهزته اخلاصةة اإلسالمي ودان وأضـافت إىل سأوسع يف جمتمع أهل ال ولكنها كذلك وصلتها بقطاعات

فتتـاح ى كل ذلك منذ جلسـة اال وجتل ،م الشعيب السابق يف جبهة امليثاق اإلسالميهبسكتها بأطروحتـها ورموزهـا دت إسالميإذ أك ةة القوميجبهة اإلسالميلللمؤمتر التأسيسي ل

ـ قومي بربوز أمناط أهل الا الهولكنها كذلك أفصحت عن تطلع ،يف قيادا الظاهرة ودان سون مقاسكذلك يف صفحة املؤمتر، كأم ي ظاهرين ةه الصوفيقرمن جذور اتمع بقبائله وط

ضوعالتقليدية همءة أزياتها النخبويي وتعبرياتنبسط التقسيم اإلداري للجبهة ة؛ فقد اهم الثقافيملستوىة وفقا اإلسالمي ة الذالالمركزياعتمدتـه ة السـالفة و ي مضت عليه التجربة املايوي

ة العمل يف نطاق اجلبهة اإلسالمي ة، وقد بادرت بعض أقاليم إىلنتقاليحكومة االنتفاضة االقبل أن يقيادته ل املركز مؤمتره التأسيسي وينتخبكم ر كما فعلت دارفور، كمـا تـأخ

شـأن الشـرق شيئا ما يف بعض أقاليم لتنظيميةوتأسيس هياكلها ا ةنشاط اجلبهة اإلسالمي .األقصى والشمال األقصى

كذلك أكملت اجلبهة اإلسالمية السة القوميمات الالزمة لتطوة من ر احلركة اإلسالميمن جذور اتمع إىل قطاعه احلديث، فقـد متدإىل حزب شعيب م التنظيم املديين الصفوي

تقدم العبال مرقيادة التقليدية للحركة اإلسالمية وأمسوا يف غالب احلال أسمن زعمـاء ناألحزاب وشيوخ التصوعمارهم، وقد أفلحت سنوات املصـاحلة أو يف أ ار القبائلظف ون

م لقطاع مهم يف البالدوت ،ة مع مايو إىل ذيوع صيتهمالوطنيبل إن سـنوات أكدت قياد ،ة سـالمي خت االعتراف بزعيم احلركـة اإل ة الثالثة رساملرحلة احلزبي ىلإنتفاضة بعد االما

ـ ) دينالسي(نائية ثالثة يف قادة السودان، وليكسر ث ثالث وأمينها العامالقومية متاليت قس أفلحـت احلركـة بعـد أن ،)األنصار(وزعيم طائفة ) ةاخلتمي(ودان بني زعيم طائفة الس

اإلسالمية يف شق ار ثالث جديدالطريق لتي، ر جتاوزهال يتيس. *****

ـ ؤسرشيد م كمخطوات ثورة اإلنقاذ الوطين حنو ح كانت أوىل ورى س علـى شة،والمركزي ج مؤمترات احلوار حول أم مـؤمتر (هو ،هات القضايا واملوضوعاتوضمن

حـول قضـايا السـالم مث احلوار(وعلى نقيض مؤمترات احلوار األخرى . )النظام األهليالدباليت غلبت عليها عناصـر النخبـة ) إخل ...قتصاد واملرأةالسياسي واالة والنظام لوماسي

ودان سنفتاح القومي حنو قطاعات الاإلنقاذ األوىل لكسر عزلتها واال مة ضمن حماوالتاملتعلالعشائر وحكماء اإلدارة عماءوز ارهاظبوجوه القبائل ون )هلياأل النظام مؤمتر(، جاء ةكاف

شـاريني والب اجالب )رياتيصد(ع والثراء من ت اللوحة متكاملة شديدة التنواألهلية، وبدأول الشرق، مث اجلنوب إذ هجا حنو سأقصى الشمال تدر اب منبين عامر واحلة والبونددواهلحضر )ثر بثوبه امل) كلالشسدؤن أزياالدينكا مهما تك ل وسالطنيكمـا ة هم التقليدي ،

زعماء شهد املؤمتر طانة واجلزيرةقبائل الشمال األدىن والب، ومل تب كغا، ردفان مشاهلا وجنو، اليا وغـري ذلـك عالرزيقات وامل مث عرب ،ومألت الساحة آثار سلطنات الفور والزغاوة

ـ ة واجلبهة اإلسالميصاحلة الوطنيلحت املن أفئلسودان كافة؛ فلتشمل ساحة ال ة يف ة القوميولص فقد جاء أهل السـودان بأنفسـهم سودانجبذور جمتمع أهل ال ةاحلركة اإلسالمي ،

لطات رافعة شعار إنقاذ السودانست متام الة وقد تولللحركة اإلسالمي.

ة الأما قيادة احلركة اإلسالمي ذلـك جلسـات الذي شهد بعض ،امما أمينها العسياملؤمتر يف أول مشاركة جرهة ال سابق هلا منذ ميالد ثورة اإلنقاذي ،فقد وجت نفسـها يف د

تعارف تمع األهلي، ترتدي ذات الزي الشعيب وال تستشعر بعـدا أو وانسجام مع قيادة اة احلة الوطنية واجلبهة اإلسالميفقد قاربت سنني املص ،غرابة يف لغة التواصل أو يف مفهوماته

القوميودان سمر منذ جبهة امليثاق، باللقاءات العديدة والتواصل الذي جيوب الة وسنوات العة اليت تتكثواملناسبات القوميف وتفتر على مر العهود، قارتب ة وقـادة بني القيادات األهليوإذ مل تعهد احلركة اإل. ةاحلركة اإلسالمية يف تارخيها مبادرة عداءسالمي ة جتاه اإلدارة األهلي

صومة ها اخلبناصاليسار السوداين ت ت شعارات، كما ظلسلطة منذ االستعمارها يف الوبسوك، وعمدت إىل حلها وتفكيكهـا لف أمام حتديث اتمعمود والتخوجتعلها يف عوائق اجل

ـ ة عالاستثمرت احلركة اإلسالمي ع قاا التالدة والطريفة لصاحل مشروعها اجلديد الذي يتطل .بادروم مسؤول ،لبناء جمتمع إسالمي رشيد

ة ينبغي سة طبيعيالنظام األهلي تعاطت مع القبيلة بوصفها مؤس لكن مداوالت مؤمتر أال تحارسياق أيدلوجي يف بظحفبل ت ةعن جنوحات العصبي مث ،خريندوان على اآلوالع

للتفاعل إجيابا عدفت-نسجامم العصر واالمع تقد- م الدولـة احلديثـة واخلضـوع ظمع نفقد مضى الوقت ؛ اخلالفات وفصل ها يف اخلالفة واإلدارةمظة نصبل وحتديث خا ،لقانوا

كذلك على الصورة التقليدية لزفعماء القبائل ودع بل ءها للقيادةمني من أبناها باملتعلبعض ،بدأ مني، فدفعت احلركة مبتعلد من املمار والعظيوخ والنشأولئك الزعماء من ال بالغ أصبح

القبيلة وانتخـاب احلر جلمهور ختيارآخر من مبادئ تنظيمها الداخلي، هو الشوري و االة حنو كسر ركة اإلسالميمن تأثريات احل كذلكل القبيلة مثي بل إن فكرة القيادة لس قيادا

ورى دون ش طاعرأيه وي قراره عن خاصة رصدد الذي يلي األمر وراثة ويرتقاليد القائد الفللقبيلة يقوم فورا اوجملس ،بائل قيادات منتخبة أكثر تأهيالالق أو مراجعة، فأصبحت ألغلب

مبا تيسـ شعتماد مبادئ الأو ا )دمقرطة القبيلة(ر متجاوبا مع ر ويتطو اورى واإلمجاع وفقلـي التقليـدي يكما حلق التبديل بذات املصطلح القب. مصطلح العريب اإلسالمي األصيللل

ـ رعان مـا ق ايت، وسرد والشمنزوال إىل الشيوخ والع ،فأصبح الناظر هو األمري ،الدارج لب .ة املترمجةطلحات الغربير األمساء واملصسال بغري عمتداو شاصطلح اجلديد وفامل

شهدت اجلبهة اإلسالمية القوميم1989 -1985(ها القصري مرة يف ع (سخيا دامتد

غالبا يف حرطه الالمركزي، إال أن كمحول قضايا احل ةاإلسالمي احلركة لفكر النظري البناء يفوع، مث بالسالم يف تلك الر طسوبح لوقف احلرب لع الوطين امللسياقات أزمة اجلنوب والتطولـئن . شتاتاأي أو التشظ حتفظ وحدته من االنشطار إىل جزأين استيعاب الوطن يف معادلة

عباليت ق )مسألة اجلنوب( ت ورقةردللجبهة ييف املؤمتر التأسيس تم، عبرد ت حواجز التردبه حركاتـه طالبيطلبه اجلنوب وت ي ظلالذ )احلكم الفدرايل(واخلوف من طرح كلمة

سـتعمار ة اليت ورثت احلكم مـن اال خبة األحزاب الوطنين وتأباه ت ختشاه، وظلاملسلحةكـانون ( يف يناير )ميثاق السودان( ة القابضة، فقد خطات معه ثقافة املركزيالربيطاين وورث

للتراضي الـوطين يف معادلة قيمي ،جديد إسالمي جتهادطوات حامسة الم خ1987 )الثاينسياق بلد مقعد مكرسع مساحةب يت ويتعدند ألوانا من الثقافات واألديان واأللس.

دي احلزيبلكن حنو العامني األخريين من احلكم التعد، قاربةت اجلبهة اإلسالمي ة القومييها وزارة شاركتها يف حكومة الوفاق الوطين وتولواقع مالعملي من يف السياق جديدة جتربة

ع يف سالو ستفراغوإذ اقتضى االجتهاد النظري ا. 80لوها القيادي األمن صف التجارة بوزيرلتمس األصة الكب من أصول اإلسالم مع قلوسوب النظريجتهادات الفقـه ة يف اة والعملي

ل قتضت كـذلك بـذ ال لواقع معاش الناس زنتكم املباشر املالسياسي، فإن مشكالت احلة وخربا يف إدارة الناس وحل مشكالم، اإلسالمي كامل جتربة احلركة الطاقة واستصحاب

فعمد الوزير م يف كل أحياء السكن بالعاصـمة 1988ة يف إىل ابتداع صيغة اللجان الشعبيـ بة يف جولة مة القوميبهة اإلسالمياجل فشررطوم والواليات، ولتاخل طبيعـة علـي رةك

املشكالت املتصلة خباصة معاش الناس ال سيما خبزضت تلك اللجـان هم اليومي، فقد حمنقـص الـدقيق عتماد على الذات ملقابلة ا الوزير إىل اعتماد صيغة االلرقابة املخابز، ودع

ـ استدعت ا ةوإذ جنحت التجرب وخلطه بالذرة احمللي، وى هتماما دبلوماسيا رفيعا مـن القريـب أن ة اليت لفتها حماولة بلد يف العامل الثالث حلل مشكالت غذائه، والالعظمى العاملي

ل مـن تلـك وقد وجد إهلامه األ )نأكل مما نزرع(الشعار الذي رفعته ثورة اإلنقاذ مبكرا .81التجربة

ت اإلنقاذ لقد أحيقوأو باأل ةة اللجان الشعبيا حنو آفاقحرى امتد أرحب جديدة ت

ة حت األجهزة الشـعبي نقالب وسرت األمر باالتول لطةس لاليوم يف ظ صعب، فهي تقوموأة ة الشـعبي وريشكذلك موصولة بنظام املؤمترات ال )اللجان الشعبية(ولكن . السابقة كافة

الفـراغ بـه مأل نافذا قرارا الثورة قيادة جملس عتمدهوا السياسي احلوار رمؤمت أوصى بهالذي وإذ أ. به حزبا أوحدا حاكماالسياسي ونصة يف ظل نظام املـؤمترات تاحت اللجان الشعبي

.P7' ا��1ج ��6A. د 78 ^E`A*1 ا��ز*�، وI� 17ا�5' د �RPaا� ,P7 1ت ��5&��فJA4 �2RC� 'N MH1a� �9م�a�1H '`*��.ا ��Fزار ا��

'EE( ^����EE�اب ا�EE5jا �&EE)5�* V�1EE&ا� QEEP&G 6EEj اءTEEا�� �EE*��# تp1وEE�� VEEk دان�EE1ق ا��EE+�� �EEjل أن ور�EE2ا� .����� ا����2�ا���دان �^ ا��`1�2H Vدة ا�IJK� ا

ا األوىل حنو متام الة أن تترتللحركة اإلسالميشل خطوامواطنا ال تشبكه ورى اليت ال تدعة ترعى فيـه اللجنـة الشـعبي حياة كم ولكن نظامللح سياسي و بنظامها، فما هإىل نظام

اخلدا مع جملس احمللية وترتبط باإلشراف املباشر مع مات يف الصحة والتعليم وتراعي عالقا كمـا ،ومناشط األطفال والشباب تنقسم من اخلدمات إىل عمل املرأة جلاا ولكن احملافظ،

والنهي باملعروف مرواأل ة واملناصحةلثقافة والرياضة، وجتتهد يف الرقابة الشعبيقطاعات ا تصل

هأقـر كما السياسي العمل ميثاق تلتزم باألساس لكنها ،العام حنرافاال صور وحماربة نكرامل عننة من مؤمترات النظـام السياسـي أو يعأو م ،نتخابااكذلك قثوتنب مؤمتر النظام السياسي

وعليها تعبئة طاقات الشعب وتطويرها من أجـل ،ول السياسي األولؤبواسطة احملافظ املس .التنمية معاجلة مهوم الوطن وسيادة األمن والطمأنينة ودفع

ة الذي هو باألساس برنامج ج برنامج احلركة اإلسالميخرحاولت اإلنقاذ أن ت ن،إذ وحتديدا عرب ذراعها ،ةة الشعبياملؤمترات الشوريقه عرب نظام رجه وتطبخحاولت أن ت ،حياة

.)ةالشعبين اللجا(الشعيب

ملوتراجع شيئا ما احل جتمعنتقال األوىل من التنظيم اخلاص إىل املرت خطوات االتعث ظيم شبه تنة يف اتمع وإحالة اتمع ملا يإحالل تنظيم احلركة اإلسالمي ،اإلستراتيجي القدمي

العناصر جذبت ا،سياسي اة أو جهازجان الشعبية بوصفها آلة سياسيل، فقد جذبت الاحلركةاليت تنشط يف أيأو جلنة أو جهاز سياسي حملي ما آلةما إذا ارتبطـت باخلـدمات ، ال سيشـكل وراء ال لم تستنب بالطبع مافة، حترافا وانتهازيايف عمل اخلري العام و واملعاش هواية

ى ما استبان يف وة سر دون التصريح مبراميه اإلستراتيجيتستو برنامج ماملطروح من فلسفة أمعان ومسـات بعض ومحل ،امليثاق السياسي ويف األمر املؤقت الذي أصدره جملس الثورة

واضحة من فلسفة وبرامج احلركة اإلسالميرات راتبـة ام كذلك أنه حمض شعة، قد تتوهتكتب مزاودةما قرار دستوري أو الئحة يف أي ال تكاد تتد ما تقولقص.

مبا اجنـذب ةة اخلالصة للحركة اإلسالميضويالع ،اآلخر يف استواء املعادلة قما الشأ إليها من أعداد نقالب، ة السابقة ومن احناز حنوها مباشرة بعد االإبان فترة اجلبهة اإلسالمي

فلم تورأت يف حل األجهزة الـيت ،كلها موعد الثورة بالتالشي يف أنظومتها اجلديدة وافت هلـا مـن دهة ريثما تنعقد هلا من جديد ما عنقالب خطوة إجرائيقبل اال كانت قائمة

اخلطوة اجلديدة الكبرية بني املعهودين من أمناط العمل، كما تعثرت جواء، هياكل وبرامج وأة تنظيم احلركـة اإلسـالمي ربل هياكل وبرامج وبالغات عان يترتالسري اخلاص الذي ك

ـ ة من السعي السياسي اجلهـري امل ة القوميمحل عهد اجلبهة اإلسالميما ر، مث تستامل ل توس .باإلعالم اجلماهريي واملواقف املعلنة ونداءات املواجهة واحلشد والتعبئة

عليـه بـالرفض تعتـو ة من أن حلماية مولود الثور الضروري هقرار التموي رلقد أض تها حباجة هذه النقلة إىل متام الشرح والوضوح للقاعدة اليت باغت ، أضرالفوري قوة املعارضة

بل رأته م خبلوصه هلاجزفلم ت ،ة النظام اجلديدت عليها لبعض الوقت هويسبلتواحداث األه ،بينها وبني العسكريني ،ةحالفمج واملواقف خاصة خارج املركز االحتادي توافق الربام هاأي

ما أجهزة تأمني الثورة وإجراءاا ف ة يفإذ استوعبت اخلرطوم الكثري من العضويف .العاصميعـوا نقالب قبل وقوعه وال الذين دة التحضري لالألبست احلرية على الذين اخنرطوا يف خط

مل يلتفتوا إىل ميادين و م العمل السريع املثريهقستغر، فافةفور وقوعه حلمايته من مواقع خمتلة الذي قامت من أجله الثورة، ودان وفقا ملشروع احلركة اإلسالميسب لبناء الوجالعمل امل

وتأخلكـن . يوم ة كان هلا أن تنفع املشروع اإلنقاذي اإلسالمي من أولرت طاقات مهمة، ة أخرى مهميومئذ طاقات شعبي ن حتشد للثورة الوليدةاللجان الشعبية استطاعت كذلك أ

هشدم دالرياضة الكبرية يف اخلرطوم واألقاليم يف املناسبات واألعياد ونداءات التعبئـة ور خمتلفة يف الداخل واخلارج، وعربوا بدرجات اليت احتاجت هلا الثورة مبكرا ملقابلة طوارئ

ة داعيـة يف ت إستراتيجية احلركة اإلسـالمي وإذ ظل .م على الثورةفع خمتلفة عن إقباهلودواـ أهدافها إىل فتح الصف املؤمن ليستوعب بأفكاره وبراجمه املسلمني عامة وال ينغلق طائف ة ي

م أو خنبوية للمعاب السريع لـدى يتنة أو االسأوعية التزكية املتزام فة واملتعلمني، فإنثقدوودان سي املفاجئ الكبري، كما أن بيئة الن يف قامة التحدة مل تكإلسالميمنظومات احلركة ا

اليت ورثتها الثورة كانت فقرية يف املوارد والدوافع، وبني هتـأمني الثـورة يف الـداخل مـ ،قتصاداال عتراف من اخلارج ومعاجلة مشكالت احلرب وأزماتوجلب اال مل ينـل هم

ب تلك رغم جتاو ،واهتمام جتهادوب مع الثورة ما يستحقه من أجل اااتمع املتوايل املتج .طاعات عفوا مع أول بغتة الثورةالق

ا مهما حلقت التعديالت بقانون اللجان الشـعبيـ (ة إال أ صدول يف القـانون األ روايف مقاصد احلركـة لت) م1992ل يف فرباير دوع ،املرسوم الدستوري الثالثبم 1989

م قانون تأسيس احلكـم 1991فرباير 4لرابع يف فقد محل املرسوم الدستوري ا ،الثورةووإذ كانت .دا خطة االنتقالة كما حدنتقال لتأسيس الفدرالياالحتادي الذي مثل بداية اال

تبكاخلطة األصل أال ت تتـوىل أال عـوام وأن أة يف التعبري والتنظيم ألكثر من ثالثة احلريثال املم للعامل قدوأن ت ،نتخابمر السياسي يف البالد إال عن شورى واركة اإلسالمية األاحل

الذي يؤسس للشريعة والفدرالية على احلريةة أو الدميقراطي. ولكن النظريسة للخطة ة املؤسقيـادة معـه متماهية طمأنت حلكم العسكرة يف ظالل التجربة اخلضراء اليت ابدأت رمادي

ر يـومي بـاألط ، خاصة لدى الشرحية األهم يف املكتب القائد املوصولة على حنووقاعدةحتادياملسرية القاصدة إلنفاذ احلكم االبدت مرتابة إزاء وقد ،ة يف جملس الثورةالعسكري، .اباتنتخة وإجراء االولو قبل متام احلري ،بني الواليات قسمة ،لطة املركز ومواردهس وبسط

محل املرسوم الدستوري الرابع كذلك مفهوما ودورا جديدا لنظام احملليات الذي عفه رة يف العام د لقانون احلكم احمللي الذي أصدره رئيس اجلمهوريومه ،ارسودان منذ االستعمال

ها عترفت ديباجتاة فقد أشفع املرسوم مبذكرة تفسريي بعد حل جملس قيادة الثورة، م1995وأن اخلطوات والقرارات اليت تتواىل يف شأنه ،يباجلهد السابق يف تطوير أجهزة احلكم احملل

إمنا تبىن على إجيابيات السلف الصاحل وتر بأخطائهم، ولكن النظام االبعتحتادي الذي يهأ له يل اإلطار القانوين للحكم احمللي أحد أهم آلياته لتأكيدشكاليوم إمنا ي ة املشـاركة الشـعبي

لطة وممارسة الشورى، كما أشار املرسوم إىل ثالثة مستويات للحكم أدناها سالفاعلة يف الام تنفيذ أهـداف ومقاصـد النظـام ولكنها األكرب تأثريا يف مت ،احمللية بعد مستوى الوالية

.ةماألوسع من األ ترتل مثراته ومشوهلا للعد و حتادياال

ها قانون احلكم ة لتوبسكتاعد اإلنقاذ اجلديد املوة وقاعد احلركة اإلسالميستقبلت قوا اليـومي لقضـايا موبلغ التفاعل مع حكم الثورة جذور اهل ،م حبماس1991احمللي لسنة

املعاش، وقد عويف ة ض ذلك التجاوب الكبري ألول األمر عن مبدأ احلري ما موازنةالالزم أليالصوت الداعي لرفع الضـبط عـن تفبعد أن خ ،لطة والثروةسحتادي تبسط الالاحلكم ا

حريات التعبري فضال عن حريفقد أقنع دي احلزيب،ات التنظيم أو الدعوة لعودة احلكم التعدة برضى الشعب عـن أطروحـة ذلك التجاوب قادة ثورة اإلنقاذ وقيادة احلركة اإلسالمي

ة املوصـول ت اإلنقاذ يف تقدميها، بل إن بروز احملليات واللجان الشعبيعرشاركة اليت شاملرجتى لنظام املـؤمترات بالشعب وقضايا املعاش والصحة والتعليم أضعف الدور السياسي امل

ةالشعبي، وبدت احمللي ة وأطروحتـها ات حتمل مالمح البديل املوضوعي لألحزاب السياسـيأو هي حزب اإلنقاذ املقبل ةة السياسية يف الدميقراطيوصراعاا املزهد فصلة عن اجلماهرياملن

.الذي ستمأل به الفراغ السياسي لألحزاب

حتادي حنو م تطور جتربة احلكم اال1991لسنة جتربة قانون احلكم احمللي متهلأوإذ وابتكـار ،واليـة 26وحنو متام بسط الواليات إىل ،م لذات القانون1995تعديل عام

ـ همفهوموجتديد منصب احملافظ وقسمة املوازنة، فتحت كذلك التجربة سال للصـراع ب ات اإلنقاذ اجلديدة يف املركز االحتاديسة ومؤسجهزة احلركة اإلسالميخاصة أالداخلي يف

ولكنها أشد يف الواليات واحملليات، مبا مل يدعه مـن د من قبل يف صراعات التنظيم املتجرما إذا مل ة تدفعه بال حدود ال سـي س مادفالسلطة بكل ما هلا وفيها تعطي التشاك سلطة،ال

.تسعفه روح اإلميان والتقوى الضابطة

حتادي مع قرار املكتب حنو تعزيز احلكم اال التوجه توافق ،كذلك حتادياال املستوى على ن ،عـي نتقايل املة إىل الس الوطين االتشريعيلطة السجملس قيادة الثورة وانتقال ال حل القائد

احلركـة طـة فهوم والـوعي خب ت املإشارة ملدى تفاو لأو احلل قرار على الفعل رد لمث وإذ

لطة واحلرية بني ذات أعضاء املسـتوى القيـادي سلبسط ال باحلكم االنتقال حنو اإلسالمية

طرحـت الذي اجلنوب مبلف قحل حتاديصلة باحلكم االذا آخر تطورا فإن والثورة ، للحركة سطحتادي وبكم االاحل ةقضي مع الصلة وثيقة ةاألمهي بالغة جوانب حوله تفاوضال موضوعات

على شكلةامل حلل لتكامها املحقترة وتقدمي مالت الوساطة النيجرييما بعد تدخال سي ،رهاأط مشكلة وجوه من إن مشكلة اجلنوب يف جوهرها هي وجهف الفدرايل؛ يف احلكم جتربتها نسق

قضية حول اخلالف إذ استدعيف والثروة، السلطة سطبب وعالقتها السودان يف حتادياال احلكم

كـان األول اإلسـالمية صف احلركـة من قيادي عضو تفريغ القيادي الصف بني اجلنوب القيادي ذات ظل وإذ حتادي،اال مبلف احلكم كمسليباا الكثيفة عمستغرقا باملفاوضات وتش

بـدال لموالس للنهضة هاوحنوج دارفور يف ةقليمياإل شكلةامل آثار الستني العقد من ذاكرة حيفظقـد ،من نيجرييا ما بوسيطيل العقد التسعني ال سوالسالح، فإن مفاوضات أو قاومةامل عنة متام ل علىه لإلقباأتهي82السودان يف والثروة السلطة وبسط الفدرالي.

اارت مباحثات السالم مع احلركة الشعبية لتحرير السودان فيما 1993ففي العام تأسس ديوان احلكم االحتـادي ) 1993يناير (عرف جبولة أبوجا الثانية، ويف ذات العام

ري يف اهلم باحلكم االحتادي من مكتب تنسيق حمـدود للواليـات إىل معبرا عن التطور الكبوزارة احتادية ذات أمهية قصوى وبعد خاص، فهي موصولة باهلم القيادي التليد للحركـة اإلسالمية يف تبديل اتمع كله ليغدو بناء إجيابيا مشاركا حاكما يف شورى وحرية، وهي

يف صلب اهتمامات األمني العام للحركة منذ أول رحلتـه يف دراسـة الفقـه كذلك تقع الدستوري وتدريسه إىل أول ظهوره يف مسارح السياسة وإىل اليوم الذي بدا ممكنا ومتاحا

تامة مقاليد السـلطان -أو باألحرى إىل احلركة-إنفاذ مجلة براجمه وأهدافه، وقد آلت إليه موصولة بأطراف السودان كافة ومستهدفة بسط السلطة والثروة، مما واألمر؛ وهي كذلك

يرفع كذلك إشارات اخلطر لبعض مراكز املركز الذي ستؤخذ منه قطعا تلـك السـلطة والثروة املبسوطة، وهي وزارة كذلك تصل من يتوالها باحلكومات اليت متلـك السـلطة

اء السودان كافة، فهي مركز سلطة وتأثري، تثري الوالئية، بل تصله بالشعب واحلركة يف أحن

9 ��#�`EEن ا���EE`�� دان�EEا�� 'EE( OEE5*pو cEEA6 أن أآEE&H 1EE*��K�� V1آEEN tEEBC� ن�EE�#�Hرو YA�EEG 6�EEا�� ,��EE#

�EE��وEEB� 6EEj} ا��EE*��K�Cن ا��)6EE ا��`1FA� '��EEو1EEfت ا��EECKب �ZEE . م1953-1921اداري ا��1EER*�J' ا. EE�2#و VE`ا�� uEE�J� را�E( 'EE�A�1H دان�Eا�� �EE*��5� ��J&E)ا� �E1را ا���آEEJ576دا اE7 �EE+1ت أآE*pو ,EEدان إ��Eا�� V�

.وp*� وه' أN1�� ��S� �^ ا���دان ��K�� V��2# '( VI5H�K5H36*1 إ�,

املوجة الثالثة من نزاع القيادة بعد حل جملس قيادة الثورة وأزمة اإلمساك -وأثارت بالفعل- .مبلف اجلنوب، مث القضايا اليت أفرزها تأسيس ديوان احلكم االحتادي

ضعف ،83كم االحتادياحل ام ووزيرالع ة األمنيخاص ،ل األمرت القيادة ألورستشعا والواليات بقضية احلكم االحتادي، وإذ كانت الوعي النظري لدى الصف القيادي يف املركز

ه الطواف ى بنفستول ،عن األمني العام صادرة حنو احلكم االحتادي نتقالغالب مبادرات اال ره على ألقابما بعد توفسي صلت بعد ذلك الل جوالته اليت اتوعلى واليات السودان يف أ

رمسية واال لطةسة، لبيان وشرح أصول وفروع قسمة الة وشعبيوالثروة الوالئية، فقـد حتاديلطة أن الفكرسل بسط التأكد لدى أو ـ ،مركزي السائد يف املركز القيادي هو فكر ز ترك

مر التنفيذي إىل احلركة اإلسـال لطان األأكثر بعد أن آل سنة، وإن غالـب القـانو ميني يواإلداريني يف صف احلركة اإلسالمية األونظـام الربيطـاين رون بالون متأثل والثاين مركزي

ة الذي ال يعرف إال نظام احلكومات احمللي)Local Government( بل إن صـدمة ،ة ة احلركة اإلسالميمن شكوى األمني العام من أن عضوي نت أشدوزير احلكم االحتادي كااملنبثني أن القانونيني الطبيب والسياسي الوزير حتادي، فقد كان ظنال تكاد تفهم احلكم اال

وفلسفته وسلطاته كم الفدرايلأفضل باحل ة على إملامخاص بنسب جيدة يف صفوف احلركةات القانون ولكن يف كلي سردة ال تكتشف أن اإلدارة الفدراليارعان ما إال أنه س ونظمه،ة قتصاد حمصورات االيف كليعبة الدراسات االيف شةجتماعي.

العـام ووزيـر ة اختاروفقا لتطورات مسألة اجلنوب وتوايل النصائح النيجريي األمنيتصل منـذ ضي حنو جتاوز وضع الواليات التسع املباملاحلكم االحتادي أن يكتمل املشروع

.، عالجا حامسا مهما يكن صادما فوريا ال يتـدرج والية )26(إىل ،ودانسل الستقالا م1995) آب(أغسـطس 9بتاريخ ) 81(نتقايل يف جلسته رقم أجاز الس الوطين اال

، وقد )الياتم الوظحتادي وتعديل نعالقات احلكم اال( ستوري الثاين عشر يف داملرسوم ال

، i (1993 ^E7 OE�Pa# 6E&Hب(P7' ا��1ج ��tBC� 6A وز*� د*�Eان ا��`VE ا1E�#pدي )E' أYRE�x . #��, د 10

tEE5`A ا�6EE�12 أ�tEEBC� ,��5�EE� OEE وز*�EE إدارة �1F� UEEPو1EEfت ا��EECKب، وآ1EEن ا#h1EEK ا��EEأي ا�TEEي �1EEد )EE' ا� O9 6A�� 1نA+7 'P7 ل إ�, ا.�15ذi tBCAا���ب وا���م و�`^ ا� UPAH O5PB� ��G1رaا�.

األ بنده يف صراحة نصالثالثة ل املادةو) :حكمة تاحلكـم أسـاس علـى السـودان مجهوري

ـ املرسوم خبريطـة قحلوأعواصمها واليات ، كما حدد املرسوم أمساء الو)االحتادي ح توضد قانون حدعلى تقسيم الواليات إىل حمافظات ي) 5/3(يف مادته ونص ،والية ةدود ألياحل

حافظات ينتقليف عدد امل قريب نفجارالطريق ال داهمواصمها، محتادي كذلك عددها وعا ة احلاكمة إىل عددل العهد باإلدارة الرمسيوسودان منذ أبالعدد احملدود السابق الذي عرفه ال

ل العدد أهم مغازيهاافظ ال ميثافظة ودور احململعىن احمل مفاهيم جديدة جديد حيمل مضاعف، . جتمـاعي األمشـل عة إىل التغيري االتطلة امليف جوهر فلسفة احلركة اإلسالمي نكمي هولكن

ـ ة والوالئيحتاديلطات االد املرسوم السحد ،وأخريا ة والسلطات املشتركة جبالء، مث المس ـ ،قسمة الثروة أو املواردوهي لطةالالزمة ملعىن قسمة الس ساسيةاملسألة األخرى األ نومح

مبيعـات األراضـي اإلنتاج وضـريبة ومساألعمال ور على ضرائب أرباح والية الوالياتوإيرادات اخلدمات الوالئيلس احملليضريبة ة ضرائب العقار واملبيعات وبعضة، كما منح ا

أ شناملرسوم أن ي كما نص ،وم اإلنتاج الصناعيسواحليواين ووسائل النقل ور الزراعي اإلنتاجحتاديا بقانون صندوق بالعون الواليات األفقـر لضـمان قومي لدعم الواليات يستهدف

.التوزيع العادل للموارد

واحلكـم اإلدارة نظام يف ةجوهري نقلة من لممبا ح ،ستوري الثاين عشردال املرسوم أثار قول، اهتمامـا يف القلوب والعتطاول والراسخ حبكم مداه امل توارث بعضه منذ االستعمارامل

ا كأنـه ال ينتـهي بـني ر جدال بدوفج ر الصف اإلنقاذي وخارجهاواسعا يف داخل أطمسكني ة واملعاة الالمركزيبني دجمددا اخلالف رحومتوالقانونيني واإلداريني، إذ السياسيني

إىل ،باجلانب النظـري هتمامواال أخرى للشرح والبيان ة القدمية، مما استدعى محلةباملركزي .أ لتنفيذه عن إميان ومحاسةودان التغيري ويتهيسجانب احلشد والتعبئة الالزمة ليستقبل ال

ادلة النظريا بعض اإال أن اة اليت شهدواليت انعقـدت ،ةجتماعات احلركة اخلاصواليـة )26( إعادة تقسيمها إىلرات إنفاذ قرار تعديل نظم الواليات وحتديدا ملناقشة تطو، فقد اتسعت األرفع القيادي على املستوى جدال آخر ت، تلك اادلة غذفورا ضربة الزب

كـم ة ديـوان احل سـتقاللي حول مدى ا 199584حنو العام ،املكتب القائداجتماعات وضح القانون الذي أالوزراء االحتاديني والوالئيني، وإذ حتادي، وحول طبيعة العالقة بني االرت عنه املعبراسيم الدستوريـ ة املتطو ازة رة منذ املرسوم الدستوري الرابـع إىل حـني إج

وزراء الواليـات ة بنيسيأوليست الر ةطبيعة العالقة األفقي املرسوم الدستوري الثاين عشرة الديوان املوصـولة ستقاللياأوضح مرسوم إنشاء وزارة الديوان فقدحتاديني، والوزراء اال

ت معظم مبادرات ردوإذ ص. طات أصيلة عن املركزلحتادي بسكم االة احلستقالليمباشرة باالعـام ملتزمـا منياأل مني العام شخصيا، ظلة من األحتادي ومراسيمه الدستورياحلكم اال

سا لتلك االمتحمستقالليعرة اليت يف من علمحتاديلنجاح احلكم اال ا الزمةه وجتاربه أ، .يهوحتقيق مغاز ،وبلوغ مقاصده

حتادي وتوايل ل خطوات إنفاذ النظام االمع تسلس اتجاوبكذلك إجيابيا م الرئيس ابد مراسيمه الدستورية اليت حتوقيعه مجيعا، كما أن نائبه األ لتمنغمـس بشـكل قد ا 85لو

مباشر يف زيارات الواليات وحرك حنوها األمني العام والرئيس ال سيفـه علـى ما بعد تعرات اليت مدى التحديفقد أدرك الديوان وزير أما . رصة وحتفاصيل مشاكلها ومتابعتها بدق

ر عن عبي لطة بني أبناء التنظيم الواحد وبينهم وبني عامة الشعب واجلمهور، وظلستثريها السامهة شكالت واملة وشيوخها عن تفهم املاد احلركة اإلسالميومل يف عجز بعض رخيبة األ

شكالت اليت أثارا قسمة الواليات وتعيني عواصمها بقـانون ما املسي ال ها،الناجعة يف حلة لتجربة ، مث اآلثار السلبيكما حدث يف والية سنار وأدي إىل إقالة حكومة الوالية بكاملها

).1995(املرسوم الدستوري اخلامس دها ودور احملليات كما حد ،احملافظات واحملافظ

ر عنـه حتادي مجلة من اإلشارات احلمراء فيما عبأضاءت إذن وزارة ديوان احلكم اال فقد تـوىل ،)حنن مركزيون نريد تطبيق الالمركزية(: حتادي مستنكراذات وزير احلكم اال

11 t#را ��� ,P7 V�# Q�JSا�6�12 وأ t5`Aا� ���7* Q&��#ا : Y�Eر� t�1�،�E*ر�IAKا� Y�Eا.��^ ا�&1م، ر�

�EE*ر�IAKا� , EEا� �EE*1ج وزEEا�� 'EEP7 ،1مEE&ا� ^�EE�.ا tEE�1� �EE�1��H 'EE�11ر ا���EE)5�A6*^ ا�EEح ا��EES 1زيEEx ،6*�ان �E*وز ^�E�N 6EA�� V�N6ا��EJ7 ،�Eا���آ 'E( ��J&E)ا� �E�G1رa1ت ا�j�&ول ا�o�� '��Cا�� Vاه��H، إ�ر*�IAKا�

.ر��1� ا��IAKر*�، �7ض ا�1Kز وز*� ا�j1R� وا�o�Aول ا�1aص12 {�1S 6A�� ��HMا� �*�Fا�.

من املعركة يف املكتب القائد اجلزء الظاهر 86ةوزير رئاسة اجلمهوري، معا عن رؤية را حتديدبخارج جملـس محسحتادي وتشؤون احلكم اال ناقشت أال( :وهو مني العام ورأيهنائب األلترسيخ احلكـم هفعوايل دتضح أن املكتب القائد اخلاص بشكله الراهن سيفقد ا ،)الوزراء

بادرة والرئيس إجيايب ونائب الـرئيس العام صاحب امل منيطاته، فاأللحتادي واستقالل ساالمث وزير احلكم االتصال بالوالياتفسه االوايل بني ،ورقة االنتقال األوىل مث حتادي الذي أعد

ديرفرغم أن املكتب القائد ي .شواط حنو النظام اجلديدورقة االنتقال الثانية اليت أكملت األربى، فـإن منـاهج ة الكيلفصت املار عنه القرارصدإلستراتيجي وتغالب الشأن ا عن حق

ت منـذ مرحلـة أسايرة اليت بدوامل نسجامداخله حملت ذات عيوب االداولة والنقاش املواملصارحة ب املواجهة تجنالطبع الذي يعليها وزاد) م1985 -1977(ة صاحلة الوطنيامل

ـ حتادي حالةلت أطروحة احلكم االوإذ مث. ماألمني العا لدى نائب الراسخ ة للقـرار مثاليـ ختراق الذي ترجـوه لب ر للحركة اإلسالمية بلوغ االاإلستراتيجي الذي يوف نيكـم احل ة

هلـا تيحة كما يدفرهلا القرار م تيحمثايل ي يف كنف ظرف ،ستعماروهياكله اجلامدة منذ اال ،النقاش داولة وعميقامل ة للقرار الذي يقتضي صريحكذلك حالة مثاليمتام تنفيذه، فإنه ميثل

ة وجتـارب احلكـم يف من الواجب املرتيل داخل جتارب بيت احلركة اإلسالميا بل وكثرية كله لألمني العام وفقا لقناعته الفكري كربادرات والتخطيط كأنه تلكن امل؛ ودان عامةسال

87ةوخربته الدستوري. *****

13 ��N 6A�� V�N6ا��J7 اء�Pا� cd 1نEA+7 'P7 ا.��^ ا�&1م t�1� 1وفa� ^7 �<J&* �*ر�IAKا� �وز*� ر��1 ^

VEE`ا�� �EE*وز tEEBC� 'EE( 1جEEا�� 'EEP7 6آ�5رEEن ا�"EE4 ةTEE(1و� �EE*�j ��EEBa4 د�EEGو ^EE� ^*�EE�i 1EEAHور OEE9 6EEA�� 'E( ����E�ا �Eا���آ �PES1F� 6E&H �E&( vE6 ذ�E6 #"آEjو ،VI#1RPE� 1رجE� �P25E�� 1تRPE� 1مE�j �IJ41دي و�#pا

1�5� .ر ا��زراء ا��Jj1&# ^*Tا P7' د*�ان ا��`V اp#�1ديا14 tE#1`� ويo�E� يTEا� �E2Aل ا��EN اء�EG.ا vEP# ^E7 6ا�&H Y�� p6G 6I4 1دي�#pا V`أن د*�ان ا�� U*�Rا�

EP7' ا��1Eج �ECJ, وزارة ا.1�E4ل ا���H1E ا��EB2P� �ES�A ا��EIAKري .ا��`V اp#�1دي، وإذ ا�PB5} ا��ز*� دH ،6�G ��� 'P7 1EJ5`� VE�# 1EI1 أ�A�E� p ،�*ر�IAKا� �1 ر��1IP+A# '51دة ا���P� 1 ا�65ادI�"6*6ة آK6ت ا��زارة ا�

EP7' ا��1Eج ا�A&�آE� ا�E5' أداره1E وز*�E ر�E�1� t�1CP� . ا.ول ����Y ا��IAKر*� ر�Y�E ا�6E*�ان، و6Ej وUES د ��E5J )ا�EC&A, ( و��EN Y�Eل )ا��EN ) ,ECJAل ا��IAKر*� 6EG 1I�"Hل ^E7 ا�E�J&# VIE�(ور VEIإدراآ U&Ef 'E( O

.ا125�pل �u�J ا��RP� وا�+�وة ا#�1د*1

جديدة من التعبئة لصـاحل ستوري الثاين عشر حبملة داملرسوم ال دورص كذلك قترنا حـاط الـة ختري له أن يتقسيم أصول وممتلكات الواليات ا ن قراراحلكم االحتادي، بل إ

ة كبريةشعبي، وتحرفربايـر 14هـ املوافق 1414يف اليوم الرابع من رمضان ك موكب مث ،) سلطة إىل اجلمـاهري تسليم ال(ـب حتفاالا مهورياجل القصر باحة إىل م1994 )شباط(ت ذلك جوالت وزير احلكم االلتموزحتادي إىل الواليات بصحبة ر ة ليست مـن سياسي

ا األصف احلركة اإلسالميبـراهيم، حممـد إ حممد القاسم أبو(خرى ة أو املشهورة بانتماءام 1996) نيسـان (ميثاق اخلرطوم للسالم يف أبريـل توقيع أعقاب يف، مث )داؤود اخلليفة

مشار ، حيث أديلرياك مشار إىل أقصى الشمال منطقة املناصري. علي احلاج د. د بصطحالو كنت أعلم أن هناك مشاليني مهمشني إىل هذه الدرجة لعملت علـى (: بتصرحيه املشهور

.)يف اجلنوب، ولنجحتضمهم لتمرد احلركة الشعبية

ة من مركز نائب األمني لكن جوالت الوزير سرعان ما استدعت كذلك خماوف قياديروط ،ةالعام وزير اخلارجيحت ألوللديوان ة مسألة تعيني رئيسل مر ـدأن يـؤول لووت

ـ وداساملنصب للرئيس نفسه مث انصرف النظر إىل نائبه األول املنتمي إىل مشال ال ى ن، مث تبنـ قترح أيلولة املنصب إىل النائب الثاين للرئيس املنتمي إىل جنوب الالعام م منياأل ودان، س

نه أوه جتمع العناصر اجلنوبية حولتزعم احملور ذات من شكوى كذلك حنوه تصاعدت الذيين بـال يصرف كل طاقاته إىل أهله من اجلنوب، وإذ أثارت الشكوى قضية أن النائب الثا

األمني نصرافه إىل أهله، تلقى رئيس اجلمهورية مقترحاأعباء ينصرف إليها فتحد من وطأة .88حتادي بالقرارى بنفسه إبالغ وزير احلكم االوتول العام بالقبول

اجلمهوري بإنشـاء القرار صياغة عن إذ تباطأ ةاجلمهوري لرئاسة القانوين املستشار لكن نطلق وزير من ذات احملور، ا عازيالثاين للرئيس عليه بإ ائبنديوان وتعيني المنصب رئيس ال

غـه اإلجراء الرمسي الـذي تبل ينتظر إرجاء الديوان باملنهج املعهود عنه بالعمل بالقرار دونواسعة عـرب با الرئيس اجلديد للديوان يف جوالتحصطنطلق ما ،كفاحا من الرئيس نفسه

.ا�t�1C ا�+�G Y���P� '�1رج آ�2Cر 15

ينشأ بعيدا عن قرار ذات ةمستقل لطةإذ تبلورت مالمح س ،خماوف احملور تضاعفسودان الكم الفرد الذي ينبغي أن تؤول إليه كل الحشر بار كل القرارات بإشرافه املمداوالت وتصد

ورغم حرص وزير الديوان أن تشمل جوالته كل الواليات ما .من منصبه نائبا لألمني العاماليت طفقت تتأكد عند احملور الوسـطي املخاوف من ذلك مل يصرف ،نعدا دارفور وكردفا

لديوان احلكم االحتادي ينتمي نتمي إىل دارفور رئيسالوزير امل عمج فقد النيلي الشمايل،ل مـرة يف ز ألووليرب شديدة اخلطر مع فاحتة النظام الالمركزي ، ستهاللةإىل اجلنوب يف ا

زمانـا ن، وقد استكيف قمة القيادة ة واجلهةالعنصري راعة ظاهرا صيتاريخ احلركة اإلسالم89خرجته من خمبئه متقداسلطة أن أمث مل تلبث نريان ال كأنه معدوم.

تعاطي القاصر مـع أطروحـة فقد ثارت الصراعات اليت أفرزها ال ،أما يف الواليات بتداع منصب احملافظ وفقا ارة، فمنذ مبك لطة والثروة يف فترةسال سطحتادي يف باحلكم اال

ة الـيت عات احلركة اإلسـالمي والذي حوى مجلة تطل م1991لي لسنة لقانون احلكم احملتنشدها يف القائد احمللي الذي حيمل فكرها ويص قشخا وينفدو ذ مشـروعها الروحـي

و ةنه رئيس اجلمهوريعيري يجتماعي والسياسي، فهو وفقا للمرسوم الدستووالفكري وااليادةمن القي بقرار ختار ليسل الثمـ االاحلكومة لربنامجة يف احملافظة وفقا لطة السياسي ة حتادي

عليه النظام األساسي للمـؤمترات، وهو رئيس جملس احملافظة الذي نص ،وحكومة الوالية ئ طاقـات جتماعي ويعبي ليدفع اإلصالح االوبعي والتوعدوعليه أن يقود العمل الشعيب ال

ي إلقامة املنشآت والتصد والتكافل والعون الذايت والنفري ،ةوالرقابة الشعبي اجلماهري للتنميةز الوالء للـوطن يعزأن للفضيلة و ، كما عليه أن ينتصب قدوة داعيا للكوارث والطوارئ

مث. واملصلحة العامة لداعي الدين استجابة سارعوالثورة وي عليه أن يى النظام األهلـي رعواإلدارة األهلية يف مستوى العمد والشرايت ومن يعادفـت وكمـا تكث ؛ا واليـة هلم يف أمي

16 ^�E�&#6*�ان وEا� �E�1ار ر��j 6ارS7^ إ �ر*�IAKا� ��1��H '���125(1ر ا��A1ه� ا�Rا� Vاه��H6 إANأ Y712#

��E^ ا�A(�IEر O7�E�aH ا�1E5م �TEC� OE #�ز�1EAI ا��Pاء �Gرج آ�2Cر ر���O�P7 1 )' #�ا1d o9ه� �tE�1� ZE ا. ��&�1Kا� �ا�6را� '( . vE6 ذ�E&H OE5��P*أ VExر ،tEBCAا ا�TEI� ارا�Ej cEA�# �E2�k6 وEG�# p إ�, ا���م Oأ� U*�Rوا�

UEPA1ن ا�Eآ OE�"H h1دIE)5ا� �k1دN 6&H O�F� Yا���� OFSو O5P�� Q�# Z1ط وا�)CH O�1�j�1' وA)ا.ول ا� t�1CP� .�� ا��IAKر*�ا.آ�J )' ر�1

لسطاته املعنويفت كذلكة تكثة والشعبي ةواجباته الرمسي، ـ فهو ي ق نشـاط املنظمـات نسة واالاجلماهرييةجتماعي املختلفة وينسـ ة باحملافظةق بني األجهزة احمللي ق حركـة كما ينس

ة ويعتمد تقاريرهمالعاملني باحمللي.

فاحملافظ وفقا للمهام املنوطة به كما جاء يف التوصيف الذي محلـه نـص القـانون الدستوري جيسد لحهما آخر ممبطبيعة براجمها ة، فهي حركةا يف أشواق احلركة اإلسالمي

ا تتخرا ،ج فيها القيادةوغاياأل تمع يف الطال ختتارب أو الفئات املختلفة من بني عامة اقد تشمل باالم فيه اإلضافة والقيادة، ومن تتوسـ نضمام والعضوي ط ة أعـدادا مـن متوس

م ه عطـاءه م وتوجارقدي ممنت ا للموهوبنيمهنا مضحولكنها متثل م ،مستويات اتمعتمع وياليت دوةوالق احلركة رسول فاحملافظ هو ألهدافها، وفقا احلياة صنع يف واسامهليقودوا ا

ذات السـياق ويف. بات اتمعأن تكسب ا املستقبل يف منافسات السياسة أو جتاذ ترجوجاملتدر تكا الذي راملتطولم ظم عديلت قانون( دوربصحلق )الواليات ن اتباحمللي جديـد رتطو

م1991وىل منـذ عت التجربة األ، إذ شج1995ل لسنة عدوفقا لقانون احلكم احمللي املبعض لطات إليها وتفويضسبعض ال ات مبدخ دور احمللييداوالت اليت أدارها الديوان ترسوامل

أي اليت ترجو هلا أن تكون قاعدة املستقبل لنظام النظرة فعال دأك مما هاحنو والضرائب الرسومزلتجاو التعدةدي وفلسفة ةاحلزبي ةالدميقراطي ةالغربي على سةاملؤس عارضةوامل كماحل ةثنائي.

لبس زيل بعض الأنه رغما عن ديباجة املرسوم الذي أشار إىل أن التعديل اجلديد ي إال راع يف غالب واليات السودان بني الص حتد، فقد ا)الس املحلي(و) املحلية( لكلمة القدمي

ـ ،فعال بني الوالية والوايل هام، لكنه واقعحافظ املمتلئ بكل تلك املعاين واملامل ة وبني احملليوجملسها، فهو كما ينص مثالقانون يولؤوهو املس ،ثيلهاة وعليه واجب متل السلطة السياسي

عن األمن واملنظمات الشعبير على البريقة، ولكنه ال يتوفة واإلدارة األهلي ف أمام رفرالذي يالوايل موقعم الذي لكما أنه ال ميلك الق طته،دا سلجسوالـذي 90به جملس احمللية القرار ي

يمس معاش الناس وحيهواتامل ولكن. ةم اليوميحافظ املوصر يف الصراع وف بذلك النحو عب

)' t�1x وp*1ت ا���دان آ1ن ا�ZEA5KA ا�1EA7 �E<J&* 'EP�A أVEI( ^E� OE�P7 c`E4 دور ا�1E�A)� ا��E(�� 6E*6Kد 17 �(1�Aا�6*�ان أن ا�)VPjو VP7(�*�`(و �*�C&� ة�j ,P7 6اA5&� vذ� ��x 1� .، وأ�p VI *`1دون *&�)�ن ��1)

ـ ، ةة احمللية وخاصصل يف غالب الواليات بينه وبني الوايل واحملليتوا متداالذي ر عـن عبـ اء حيازة المشكلة أخرى أصابت بعض أعضاء احلركة من جر ة، وهـي لطة السياسـي س

م أن هلاستشعارهم سنتمائهم السابق للحركـة علـى ار حبكم اسلطة والقرخاص يف ال همس يف لر القيادة وتساحلق التارخيي، وإذ تتيس دوا مع انتصار ثورة اإلنقاذ وأم أهلالذين وف

بيئة احلركة اإلسالميقة ملن تدـ وراها يف أيمه ش ا، فإن العالقة األدىن مع احمللية من أجهزوكذلك العالقة األعلى مع حافظ على ذلك النحو،مع امل وبيئتها ومشاكلها قد ال تتعاطى

خاصة إذا كان الوايل عسكريا، طلقة عليهفقد ال يفهم من دور احملافظ إال رئاسته امل الوايلشأن كثري من الواليات اليت دفإليها بأولئك حكاما ع.

حنو الواليـات رىتت تحتادي ظلفود الرئاسة من ديوان احلكم االأن و ،واقع األمر اصرة األزماتإلطفاء احلرائق وحم ل التجربةألو، ة وبني خاصة األزمات بني احلكومة الوالئي

القدامى مـن عضـوية غالب عموج مع اإلنقاذ م بعض القادمنيسع ليضتالتنظيم الذي ا؛ة باسم املؤمتر الوطيناحلركة اإلسالمي فصوالوايل كما وصفنا قبـل احملافظ مع احمللية راع

لطة واحلركة، لكـن يف بعـض الواليـات سه أزمة العالقة بني الوجمن أ هو وجه ،قليلاستعواستخلصت )الوطين ؤمتراحلركة أو امل(ت املشكلة بني الوايل وحكومته وبني التنظيم ر ،

ـ أن قرأا يف صراع املركز، قبى ذات العربة اليت سررئاسة الديوان مرة أخ وهـي ضعف ون يف إطـار يزركالة كذلك محتادي، فالوة احلكم االلطة ونظريسالوعي بأطروحة بسط ال

الوعي النظـري جتهاده لبثالوثائق اليت أصدرها الديوان يف اب يهتمال وغالبهم ،واليامالديوان وزير ، وبعودةباحلكم االحتادي فضال عن أن يقف عند حدودها ويبشر بأطروحاا

ا إىل وثيقة املدينة اليت أس الكرمي النيبس بني طوائـف جمتمـع املدينـة العالقاتحتادي ر بأن جوهر احلكم االبشي ظل ،ودراستها) إخل. اليهود، األوس، اخلزرج ،ؤمنونامل(

س على أصول اإلسالم هو املاملؤسلطة والثروة، وإذ مل سم يف الرأي والشاركة األتتستوعب مقوالت التأصيل كما ينبغي، مل تالوثائق اليت أصدرها الديوان يف أكثر من كتاب أقر حى و

املراسيم الدستورية واملذكرات التفسرييوزير ديـوان رئيس الديوان ة وخطابات وخطاباتامل مع صبح التعوأ ،د بالقانون كما محلته وشرحته تلك الوثائقتقيي كما مل احلكم االحتادي

على فهم الوايل ومقاربته للمشاكل يعتمد شخصيا حتادي ذاتياالتحول اجلوهري إىل نظام اوإذ . وملتزما بالقانون على فلسفة احلكم اسوليس موضوعيا مؤس، وأسلوبه يف اختاذ القرار

عمـل السياسـي ة اليت كانت األسـاس لل حتادي متاما على اللجان الشعبيقضى احلكم االاخلميدحو ،ا مجيعا يف مواجهة الوايل وحكومتهدت احلركة طاقا.

وانفجرت املشاكل يف القضارف والنيل األزرق والـدمازين ،نتقال صعبااال ابد إذن مت الواليـات فقد ،نتقال وحساسياتهوالية من مفارقات اال ملسد تكت ومل كردفان ومشال

صورة مفقد ظهرت احلكومة ربى؛كال فاصلةامل ة ملا شهده املركز االحتادي بعد ذلك يفرصغالوالئية بسا وصانوجللطاها أقوى من تنظيم احلركة واملؤمتر الوطين، ال سيدتما وقد تزو

ـ احنا احلركة ةعضوي صلب من بوزراء كافة الواليات م التنفيـذي هز أغلبهم إىل الوايل رئيسمارساته حتاول ناصرين له على تنظيمهم، فقد كانت بعض وصايا املركز وماشر وبدوا ماملب

ضفوا علـى حىت يطمئنوا ويثقوا بأنفسهم وي دد وتبذل هلم احتراما زائداكام اجلر احلأن توفد زويد به قد و عدم التقيأبالقانون اجلهل لظ يف حترام الالزم أمام اآلخرين، ولكننصب االامل

غيان، وهذا ما شهدته بعض الواليات مث شـهده طأكرب حنو ال نوحطلق جبالتوقري احلاكم املسـتوعب املـؤمتر ني أمانة املؤمتر الوطين بعد أن امن أم الوايل أقوى أفقد بد. املركز الحقاالوطين عضوية كافةة احلركة اإلسالمي، هيمنة فأصبحت حكومة الوالية يف غالب األحوال م يثماح ضد التنظيم) قهرها وماهلا(ة ستعملت احلكومة القو، ويف بعض األحوال اعلى التنظيم

نسجام بني الوايل وحكومته وتنظيم املؤمتر اال غلبة كان فقد ،ستثناءاال أما وتفاقم، الرتاع اشتدة مق عضـوي ن عم والمها توال تنياللشأن القضارف مث اجلزيرة ،الوطين واحلركة يف الوالية

91بينما يشتد الرتاع حيثما كان الوايل عسكريا ةاحلركة اإلسالمي.

ـ وترددت ي على املال العامالتعد مهة تل مريف الصراع كذلك ألو ثارت شه يف هابتـ ة مع بداية اجلخاصبعض الواليات ة املوصـولة نوح الفوضوي حنو إنشاء الشركات العام

ا�EE' ا�1EE�2رف VEEk وا�EE' ا��EE*MKة وآ1EEن �+EEj�&P� p1EE� ا�AKEE�CA� ���EE#, ا�6EEآ�5ر إ�EEHاه�6EE�J7 V ا� �tEEBC و 18

1EAآ �Ej�&�6دات ا�E�AH امME5�p1ب ا�x cd '( ا��ا�' ه' ا.�1س ��Ba4 Q�1`( ،V��C5وا� �ا��`�� ^�H ة�A+Aا���1k1 ا��2ا��^ وا��I#�N.

املال اخلـاص بغري ستثماراال جتربة غالب الواليات؛ وإذ أن بعضها يف كومة وقيامبأجهزة احلمشلت السنة املاضية سران،نتهت إىل اخلا أو الوالية وبدعوى النفع العام للحركة أو الدولة

وطفحت إىل السطح هاسرانخ رعان ما تآكل رأس مالها بعد تواىلس، فالشركات اجلديدةتهغ الذي يبل ساد أو اإلمهالالف م دالفسادح، جديدة من أزمة الثقة بـني وانفتحت أبواب

عضوية احلركة اإلسالميهة مل تعدم املاضية التطها عالقارهاليت مل تعرف جتارب املـال ةياجلاين بغري نجوة، وقد يحاسبة الدوريراجعة واملمه يف املظن دهعومل ت والكسب االقتصادي

.ت بالوشائج اليت تصله مع تنظيمه وإخوانهقلراح اليت عواجل بيعقوبة ولكن تبقى ثابتة الر*****

دىن ، والتوسط حللها بني مسـتوياا األ متابعة مشكالت الواليات الديوان يف دهجتا ختيار وزير الديوان ن اإف ،92ارواألعلى، ورغم الدراما اليت صاحبت إقالة حكومة والية سن

من صف احلركة اإلسالميمث ،اه الـديوان ة األول قد ساهم كثريا يف سالمة الدور الذي أدنائـب ورحابة أخالق ) جورج كنقور ،النائب الثاين للرئيس(ة رئيس الديوان األول حيادي

يف حل كثري مـن اهمت كذلك س ،)صاحل حممد فريق الزبريال(ة متابعته ودق ولاألالرئيس القيادية املمسـكة اتذات الشخصي نفسه فإن القائد إال أنه على مستوى املكتب املشاكل،

ومـدى قراراتالحول تطبيق وجديد كانت مادة لصراع والعناصر مبلف احلكم االحتاديبـديوان يف ذات صفة الوزير فهو وزير) الباء( حرف قحلفقد أ الصالحيات والسلطات

بغـري بـوزارام حتادي شأن بقية الوزراء موصولنياحلكم اال حتادي وليس وزيرم االاحلك

لحـق ال فإن احلرف امل ةاإلسالمي ةالعربي صالةاأل) الديوان( كلمة تماستله وإذ ؛وصل حرفل الرئيس مـن بغري قانون، مث تبد عل للديوان رئيس، كما ج93يكاد يستلهم سوى اخلوف

19 VESا�&�ا ^E� 6دE7 ل�EN 1تE(�� QJE)� ،1ت*pا�� V��C# ��1ن إ17دةj 6ورS 1ت، .و�لE*p�P� ت�E�5�ا�E5' ا

gE&H ^E7 {B(أ ��a*ا�15ر �&A6ن ذات ا��Aا� g&H ^7 Mآ�Aن )�ات ا��( ��J1ر#�1ح آH O�F� V��25ا� cH�j وإذ 6E(و c`E)# 1E� 17ن�E� 1ر، إذ�CE� �E*p�� �AS17 �KC� �C*6� 1�5ر�ردود ا�c&F ا��Jf1�، وا�A+1ل ا.وf} آ1ن ا

Y ا��IAKر*E�، و1K# 6EjوE��`N VEI&� QEH� ا��E*p�، وا��EP25ا )&1E�P إ�1�CE� ,Eر �PH12A� ر��E ) ا�C*6A�(�^ أه1C� cر وإذ أن ا�VE ا��E*p� MA� .او�� أ6C5�� ،VI�1A7*^ إ�, وE� 6E7^ ا�c*6EJ5H Y���E ا��E2ار وإ1E7دة ا�&AES1� إ�1�CE� ,Eر

Eر ا�TE57م ا��5�6ري، ا���Aا� c*6&5H p�6ل إ&# p ��12�1نH 6وده1 ���6دةN1 وI5AS176ر وESو OE�R� ^E7 Y��� .�jار �IAGري �1j�H� آN c`��� ا��p*�، �1 67ا وز*� وا6N ر)g ا�Tه1ب إ�, �1�Cر

��E� �Eروث �EJ2N ^E� ا��`VE ا�1EA*�ي 20i 1ذيE2اج إ�ME� ^E7 ل�ES�A1ء ا�EJف ا��Nا�6*�ان و �APآ �J&# v�Tآ1969– 1985 1N �E��H �E6ة و�E*6G 1ءAEأ� t7�5E�5� U�1Edا�7^ ا���E� �&E��# �Eازن م وه�E5P� 1EJP9 1مEIو� �EG

ة اجلاحنـة سـتقر ة املل الشمايل، رغم األحوال اإلنقاذيين اجلنويب إىل النائب األوالنائب الثاللجم94ل اإلنقاذود بالوظائف منذ أو.

هياكله حتديا جديدا أمـام بصحتادي ونوضع تقدم جتربة تطبيق احلكم االكذلك ـ من أعضاء ين اإلنقاذ، إذ أن غالب أعضاء الصف القيادي وكثري كوا دراملكتب القائد مل ي

حتادي سـتنتهي حتمـا ل إىل متام احلكم االوات التحوطها خنتقال اليت تسريأن مراحل اال داولة، وأن اختيار املئات مللءة تعبريا وتنظيما وموسع جلملة احلركة السياسية األاحلري سطبب

ة، ال ميكن أن ية إىل احملافظ وجملس احملليالوظائف واملهام من الوايل والس التشريعي للوالورى حقيقع دون شة واسعة ستثمكم، فقد كانت ة احلل النقلة اليت البد منها حنو دميقراطي

الغالبيلمناصب لظمى من الترشيحات ة الع-ل اإلنقاذألو- تصداألمني العام من خمبأ نائب ر ،كم االنتقال احلرات اولكن تطومن املكتـب ،ر يف ذات أجهزة التنظيمحتادي واكبها تطو

اقتضت تـرويض ) للقدامى% 40للقادمني و% 60(ة ورى الواسعة اخلاصشالقائد إىل الورى وقبول آليتها ونتائجها، كما عكست كذلك مدى تفاوت املكتـب شعلى ال القاعدة

مني العام ونائبه، فقـد نة بني األة البينبجاة املخاص ر والتفاعل معههم التطوالقائد نفسه يف فمن الرئيس توىل تقدميه وإبالغه نائب بقرارالوالة واحملافظني لتعييناتجاءت اللجنة األوىل

العـام ونائبـه ورى قد أناط األمنيشاألمني العام، وإذ أن املكتب القيادي املنتخب من ال حاسبات والتعيينات العليـا لون جلنة املمثي بوصفهم ،95مني املؤمتر الوطينوالرئيس ونائبه وأ

ة قد استدعى تكـوين جلنـة الوظائف الوالئي إال أن سعة العمل اخلاص مللءبذلك العمل ظاهر من نائب األمني العام، إذ استدعى وزيـر املكتب القائد ولكن بتدبري جديدة مبوافقة

ختيار الوالة واحملافظني ضم إىل جلنة اع زيارته يف بعض الواليات وينالديوان على عجل ليقط

Q&EE�#إذ ا �EE*�*1Aا� ,EEP7 QEEj�F#1ذ وEE2�ا QEEf1( 6EEjو ،'C9�EEأو ا� 'EEP�Aا� 'EE�1ف ا����EE�ا�TEEي O�EE�52* 6EEj ا�

uFCو#6)� 6�17ات ا� �PS1FA6 ا�&H 1A�� p �F71�� 1(1&fأ U�1d��1H. 21 1�#pا V`غ وز*� ا���Hإ O9 6A�� 1نA+7 'P7 ا.��^ ا�&1م ا.�15ذ t�1� ,��#دي د . 'E( �EJxا��1ج ا�� 'P7

671EB# tJE�H ر)gE ا�(1JEب، و6Ej درج �tE�1 ا.��E^ ا�&1Eم إ�E, ) ا���HM(إ�, ) آ�2Cر(#���� ر��1� ا�6*�ان �^ ا�1A&5EEل �+cEE هhTEE ا1EE4رات �6�EE�&5 رأ*OEE و#&EEC' آEEAP� ا�(1JEEب ا�&�EES1C ا�&�EE`�*� ا�EE5' أ�EEF� cEE+A# Q�JEESذ

).�}، إ�Hاه�YA4 V ا�6*^ وأ�+6J7VI�1ا��H ،^��N 6A�� V�N`�ي 1S ^�N(ا�+�رة .1xزي S�ح ا�6*^. أ��^ ا��A#oA ا��C9' د 22

ة منييها بالكامل العناصر العسكرية و األستحوذت علاسة النائب األول للرئيس وعضوية ابرئ .96د ألمني عام املؤمتر الوطينتعمم ستبعادمع ا

،حتديات جديدة ملناهج عمل القيادة بصحتادي كذلك أن نمل يلبث تطور احلكم اال ختيـار كلـه مركزيـا ه نائب األمني العام، فقد كان االة الذي ميثلما حمور املركزيسي ال

للواليات واحملافظات والتعيني والفصل على حنو ما وصفناه يف فقرة سابقة، إذ شهدت أول شارة قرأها الـبعض يف ممارسـة إخيتار للوالية واليا من غري أبنائها، اتعيينات احلكام منهج

ر من العصـبيات تطهة املة األوىل أن القصد منها اعتماد ذات منهج احلركة اإلسالميالثورن ال حيمل ابن املنطقة سوابق من أة لصاحل دمج السودان ووحدته، أو حتاشيا لية واجلهوييالقب

ذ مارسات خاصة بعد بدء تنفيلكن امل مي الثورة المسها ووجهها؛عالقاته يف بيئته يف فاحتة تقداملراسيم الدستوريبعينـها كز إىل والياتحنياز املرا تظهرست احلكم االحتادي أة اليت أس

خاصر النيلة والييت الشماليمن أة و ى كثريقضمورها مباشرة من القصـر أو ، إذ كانت ت .حتاديحىت بعد نشوء وزارة الديوان اال وزارة املالية

ي الثالث عشر أكمل أشواط االنتقال حنو أوضاع أكثر رستوددور املرسوم اللكن صقرار ل بات وسيلةسلطة واعتماد نظم االنتخابدأت ا مرحلة جديدة من بسط ال ،ستقراراا

املرسوم ا الشورى، فقد أقرنتخابات رئيس اجلمهوريـ باشرة من شـعب ال ة م ودان، مث سنتخاب املباشر من غالب عضويته باال سيسي، حمل الس االنتقايل،انتخاب جملس وطين تأ

ص وشخوم لرئيس اجلمهورية ترشيح ثالثة د املرسالدوائر اجلغرافية أو الدوائر الفئوية، مث حدي أحد الثالثة ليكون يف سر قتراعالية باجملس الو بخنتوي ،ي منصب الوايللكل والية لتول

. �Z(1EE� 'EEP7 Z(1EE، ود. Q�AEEf ا�EECKP� ا�&�EE`H 6EE�Aي �1EES ^EE�N}، ا�&6EEJ7 6EE�Aا���EE�N 6EEA�� V�N^، ا�&6EE�A د 23

�EF�Paوب ا�TK� . 1زEx 6آ�5رEا� 'C9�Eا� �A#oEA1م ا�E7 ^�Eأ� tE���# ,EP7 6*�انEا� �E*1ج وزEK5N6 اEC7ح و�ES يو6Ej آ1Eن أ�O. ^�Eأ�p VEI *�*6و�E� E^ آ1EJر ا�&�1EAP`H ^�*�`Eت 6E4*6ة ا��E�2ة 6EN أ1E�7ء ا�ECKP� أ �OE ا�6*^، ذآ�

��^ رO5*�E�7 VEx ا.P�ES� E(' . ا��A#oA ا��tP9 ^� �a�* 'C9 د(1Eة و��p�� 1تN�52� OC� �F�Paوب ا�TK�� 1E�P&1ت ا�JE�1�A1ت وا�C��&5ا� �CK �EPN�Aا� hTEه 'E( 65E46 اEjا.ول ، و OEJ�1و� Y���EP� 'C9�Eا� �A#oEAا� ^�E6 أ�E2�

OE9 6EA�� 1نEA+7 'P7 ��G1رaا.��^ ا�&1م ووز*� ا� t�1� 'P7 O��Kه M1 #�آAا�&�`�*�^ )' ا�1�2دة آ �PAKو��P�1م آ�KI�1H ^��C&Aا� �PJ# 1رJ� .وآvP# Q�1 ا.

كثر من نصف مجلة األصـوات جيـري أعلى ل أيا من الثالثة مل حيص امنصب الوايل، وإذاقتراع صواتااألعلى أ ثننيالختيار الفائز بني اال ثان.

على رأي دمعتي أال -يف املركز-املركز من ذات جتاه الرأي لدى اللجنة بإيعازكان ا الواليـة، م م الرئيس لسحني الثالثة الذين يتقدعتماد املرششوراهم يف اأهل الوالية و

)16(البالغ إمجاهلا العـددي –ودان سواشترطوا خاصة لواليات اجلنوب وواليات غرب التاح ألهل هذه الواليات ترشـيح ي أال ،عدد الواليات من إمجايل% 60أي أكثر من واليةالعام لـدى ل األمنيحتجاج وزير الديوان تدخوإزاء ا واليام، أبناء ضمن الثالثة من وال

ـ ختيار مرئيس اللجنة أن يترك لكل والية ا لالرئيس األو ائبن ـ ن تشـاء م حني، ن املرشفعموضع واحد من الوالية وآخر ميثل لوسط بعد ألي شديد ومضت ت اللجنة إىل حلد

ألحد العسـكريني الـذين ختيار يف غالب الوالياتوقع اال(املركز ملن يكون واليا رؤية، إال أن جمالس الواليات اختارت مجيعا املرشـح )موا مواقع فيهانساذ وتشتهروا يف اإلنقا

املنتمي باألصل للوالية وحرمت مرشحي املركز كافة من الفوز مبنصب وايل الواليـة، يف ملغـازي احلكـم االحتـادي ور فهمهاصاإلنقاذ إىل قيادته على ق مه شعبيقد ل درسوأ

ومجانبه وأعاتها لتطلتمانيه، أو باألحرى ضـ عف ا باحلريـ ة والإميا ـ ش ة ورى والدميقراطيغرب كردفان مـن أبنـاء مرشحل فيها يف احلالة الوحيدة اليت مل حيصو بالشعب نفسه،

عاد جملس الوالية بعد أن رأى يف اجلولة األوىل، الوالية على نسبة أكثر من نصف املقترعنيودان كافة ليختار ابن الوالية على مرشـح املركـز سواليات ال وترية التصويت ونسقه يف

ـ ل أبناءها مهما يكن الواليات تفضدت التجربة أالعسكري والوايل السابق، وأك ح ن املرش :خلفهـا أن )ةوالق مركز(د توع ،ضعيفا، وبدال عن ذهاب اللجنة اليت أثبت الواقع فشلها

.97عقابا هلا على تصويتها احلر) عمالواليات لن حتصل على أي د(

� E4�� ,P7} ا�ECKP� ا�&6E�A ا�H 'EP�K(�� iدم رAN� )' ��G� ا�Q*�B5 ا�+��1. )' و*p� �xب آ�د)1ن )1ز د 24

U*�)6 ا�AN�9م ر. أ�aا� �*pز د#>و)' و�F� t . 6راتJE� uE�1J6ا�J7 15ذE�.ا ,P7 �F�Paوب ا�TK� �E2*�RH VCE# {E4�Aز ا��E( �EPFN 'E( Oا��E�aH ,�Efآ� وTE# ات�Sأ ,P7 ���7^ ��ء ا�u�Ra5 وا��اج إذ �cB�* V ا.

VIAا� .Pا� u2� �و)' ا�1�2رف و)' آ� 'E(��1، وE7 'ECJا� {E4�� د�EA�� Vاه��EH1ز إE(و Vاه��EHإ VE�12ا��Hاء أ� .1A4ل دار)�ر )1ز 6J7ا� 1S)' ا��Cر و�u2 ا�&V#1N 6�A ا����P� وا��Pاء ر14د �`'

حتـادي كـذلك ، فقد واجه احلكـم اال أما يف اجلنوب الذي انبسط لعشر واليات من نزاعات واليات الشمال را ومصريا أشد قتامةاستهالال متعس يف العثـرات اليت تتجاوزكرب أمـام الدولـة ألاألزمة ا عتربفرغم أن مشكلة احلرب يف اجلنوب اليت ت ،خامتة املطاف

الوطنية منذ االة السودانيستقالل هي وجه س عن تطبيق احلكم من وجوه اإلخفاق والتقاعـ حتادي قد ترت، فإن قرارات تنظيم احلكم اال)الفدرايل(حتادي اال ف العقـد لـت يف منتص

ـ ة األسكريل أرضا للعمليات العمثي بأكمله يكاد واجلنوب التسعني من القرن املاضي ة، منيم جتربـة احلكـم لتـها ة كانت منفتحة الة املركزية العسكريمنية األجهزة األشهيوإذ أن

بالسالم واإلحاطة ا واهليمنة على قرارهـا، فـإن منعحتادي يف واليات الشمال اليت تاالؤل يف شالتداخأمر ا هلمحتادي يف اجلنوب بدم احلكم االظون ترتيل نطلـب ؛ فقدياهيدا ب

اجلهاز األمين ألول األمر كل األمساء اليت يزموضعها يف املناصب والوظائف من اللجـان عللتعيني إال بعد إجـراء حرشم غ أيواالس إىل الوزارات يف الواليات العشر، على أال يبل

الفحص األمين وصوب مجلةوإذ أن ملف اجلن. ور الرباءة من اجلهازد ر حنو ذات الفترة تطواألمن بفحص فإن مطالب جهاز ،رات القيادة يف املركزتليكون مصدرا مهما من مصادر تو

إذ رفض وزير الديوان أن تكـون ل ذات امللف، فن إال بعضا من الرتاع حواألمساء مل تكعتباره صه وإمنا عليه با، حمتجا بأن ذلك ليس من اختصانات للجهازيالكلمة األخرية يف التعي

ى له أن ينصح اجلهة صـاحبة ح اخللفيات وقد جهازا فنيا أن يطرح املعلومات ويوضيتسنسافرة يف والية التت إىل تدخدملكن عناصر اجلهاز يف واليات اجلنوب ع االختصاص،

ة مشال حبـر يويف والية جونقلي ووال )جوبا(ة للجنوب اجلبل حيث العاصمة التقليدي حبركما تزامنت . 98ازيهغهدافه ومالغزال جعلت احلكم االحتادي ينحسر عن معانيه وحقيقة أ

ر املفاوضات يف أبوجـا وتعس ،)ميثاق اخلرطوم للسالم(ذات الفترة يف اجلنوب مع توقيع ة لشعبيمع احلركة ا ل لتسويةة يف املركز برفض التوصمنيك ذات اموعة األومتس ،ونريويب

أصيبت ترتيبـات احلكـم لوقف إطالق النار، ف) جون قرنق. دبقيادة يالفصيل الرئيس(

�171Eت أ�E4ف )�1EI 4ا1IG c257ز ا.�^ )' #vEP ا��E5Fة أ�E��`N ^�E� �E�H ا�cEJK وأد�1N 'E( OEPو*E� �6EAة 25و)E' وE*p� 1AE4ل �E�H ا��MEال �E�� 'FES ). ا���6ة إYCG ��آ�دو(125ل ا��ا��� �1I�F آ1N 1Aول اP7 .7, ا��Aت

.7(�ة �^ ا���س ا�1aص ��Pا�'

العام ة بني األمنيى الرتاع هذه املربالغة، وجتل اء ذلك بإصاباتحتادي يف اجلنوب من جراالة ريدته املراسـيم الدسـتو حتادي كما حداعة امللتزمة بتمام بسط احلكم االاجلمإىل جانبه

ـ ا(واملوصول مباشرة بـ تصل بواليات اجلنوبوالقوانني وخاصة اجلزء امل ة اخلرطـوم تفاقية ضد الوفاء بعهـود ة اليت متحورت هذه املرة األمنيوبني اجلماعة السياسي) 1997 للسالم

.من هذا الفصلض لتفاصيله يف اجلزء األخري مما سنعر ،عةوقة املة للفصائل اجلنوبيتفاقياال*****

حتادي شأن معظم قرارات ثورة اإلنقـاذ توعب تطبيق مراسيم ونصوص احلكم االسا الذين احنازوا للثـورة مبـا لتزم ومنمن صف احلركة امل كبرية استوعب طاقات ،املفصلية

شروع مل يبلـغ متامـه املنشـود إذ نيان املرت من مبادئ، ولكن با بشمبو محلت من تغيري سـتوياا وبينـها وبـني ناا ومبني مكو لطةسن الة الالزمة لتوازة السياسيت احلريرسحنا

ول من صف احلركـة األ ل طرحه أفذاذحتادي ألوالشعب، فقد عارض مشروع احلكم االكان يعلو لمعليهم يف نفاذه مبا هلم من ع بوا من جتربة كـبرية سختص يف اإلدارة ومبا كم

.99ول التغيريم كانوا يستشعرون ميشا منذ أأل ،ودانسكم احمللي يف الومعرفة بطرائق احلاألمني العام وأصحاب الـرتع يف املركز بقيادة نائب رحوصريح م موقف كما قاومه بغري

املركزي ومناهج التفكري العسكريه بغـري وا أرفع املناصب فية، مث استقبله الذين تولة واألمنيما يستحقه من معرفة وإدراك نتقالح حتتاجه مراحل االبفلسفته وقوانينه وبغري وعي وتسام،

يقتضي ما إذا كان شاقاال سي ركل إىل المالتحوزية باسطة بعد عقود ة القابضة،من املركزي م صـرفته ولكن عظيم هدافه ومغازيه بترحابأون جبوهر الواليات املعني فيما استقبله أهل

.نزاعام احملدودة عن تنمية مثاره غري احملدودة

النائـب (حيدو ركبها رئيس الديوان ،حتاديفت وفود وزارة ديوان احلكم االلقد طوفـت طو، )لة األومن صف احلركة اإلسـالمي (ووزير الديوان ) ةلرئيس اجلمهوري األول

دوا ل عهدها وليتعهحتادي ألوالمسة جتربة النظام االدف م قاطبة هءحناوأ سودانواليات ال

أ6EN أهVE ادار*UES 'E( ^�E ا���آE� ) أ6EJ7 6ANا����JR# ��* V�) 6EA�� ^AN ا��`V اp#�1دي 5H"*�6 ا���6 26EEF� 1RH1EEf إدار*OEEC`� ،1EEE ا�AH �EE�5(1EEEورات إذ #�EEBa )EE' ادارة وEE( cEEEA7' أ��1EEء ا���EEEدان ا�P5aA . ا.ول

��ة، وأ)Uj�� ^7 {B را)P2CP� g� ا��G1FA� إ�, "5� �PN�� '( 1ت*pا�� V��2# تp26و�6او �*pو.

ه يف الشرح النظري لنظم غفرستالديوان جهدا ي لأمث مل ي ؛للقائمني عليها بالثقة والنصيحةـ ة وخبا حتمل ذات نص املراسيم الدسـتوري تك ،باملنشورات توثيقهحتادي واحلكم اال ب ط

ـ )استوت على اجلودي( :أوال الديوان أصدر( وزيرهو الديوان رئيس م مث صدر دليل احلكـ رئـيس و احلركة عام أمني الوالئية جوالته بعض يف الديوان مقد كما. )االحتادي ةاجلمهوري،

ـ ،رموز اتمع ووجوهه وقادة العمل الوطين منين كثري وأصطحب ريف حركة دائبة مل تفت آثرت رهستقرار التمتع بالدواويناعن جور آخرةأاملاحلركة ق.

ـ ربى كانت تستدعي وعيا بدعوة قادة املؤمتر الوطين لنقل الالك لكن النقلة لطة إىل سمثل نقل العواصم من بعض ،ل اليت محلتها بعض قراراتز صدمات التحووجتاو ،اجلماهري

ى أهـداف إحد زا، فقد كانتها مميهلليديا التمتع بالوضع الذي يظنه أاملدن اليت ألفت تقهتمام يف بكر كان يفوا اال أراضوأن ينبسط حنو التنمية حتكارا يفتكاحلكم االحتادي أن

ة منذ بداية العهد الوطينكل مر، لتكون عواصم لواليات يهـا إل فينتقل أو مراكز حملافظات .ة جديدةمراكز حضرين ودم وتنهض ،عمالديوان احلكم وتغشاها وفود األ

كانت النقلة كذلك بثوريومجع الطاقات كافة دور اجلهتها تستدعي تضافتها وفوري ،ب هياكل احلفإن تشعحاولت ،ب موازنة ضخمةليا يف الواليات وكثافة وظائفه تتطلكم الع

أوإذ . عن متامها احلكومة أن توايف بعضها لكنها كانت تعجزعطاال كماحل يطاتلحتادي س ما ها مـن املركـز ال سـي لكانت مواردها جتئ كفقد ،وليااؤمبس كذلكأناط الواليات

ة بعض حتادي عطاللـح مثل التعليم والصحة، فكانت أوىل أزمات احلكم االلخدمات األلأغلـق حنسارها ألشـهر رتبات أو اح املتعسر التعليم بش إذ اخلدمات يف بعض الواليات،

قد لطة ولكنهعطيهم سكم الذي يطة وأحبط اآلباء واألبناء من احلة واملتوسبتدائياملدارس االد مستقبل أجياهلم، لكنيهد أفضل مـع وعـود ع ملستقبلكانت تتطل كل تلك منصرفات

النفط الذي اكتملت عد100حتاديلطات احلكم االة استخراجه بني يدي ترتيل س.

27 �PS1FAا� cJj 'C9ا�� �A#oAP� ���رEN, ا�A&�آE� ا���Eوس #6Eور )Q 'Eم، آ1999�1)' ا��A#oA ا�&1م ا.

�1مCل #&6*�ت ا��N ا.��^ (: ا.��1' ���ر ا�1�2دة c�* cا�&1م ه�IP� 1ر���" Y���Eوط ا��E4 cEJ2# أم �ة ا�1�2د*� E�Iا� Y�E؟ ")' أن *`�ن ر��A#oEAا� Y�Eور� 'E�1ا��� tE5`Aوا� �E�*؛ )!ة ا�1�2د �E(12+ا� �ECK� 'E( ^E`1ن -و�EK� 6ىENإ

حتادي بضرورة تقليص اجلهاز احلكـومي املركـزي ت دعوة احلكم االطبرتكذلك ا ة، فجاءت قوائم كبرية بالتنقالت من املركز ت املركزيآة واهليحتاديم يف الوزارات االتضخامل

هلا يف بكتة مراكز للتخطيط ال تحتاديأضحت الوزارات االفقد ،يف اخلرطوم إىل الوالياتلالقانون سطات ؤإال يف الش ةتنفيذيةون السيادي، ولكـن غالـب . ة والدفاعشأن اخلارجي

ت احلركة إىل الواليات بالرفض، وتباة قابلت قرارعناصر اخلدمة املدنيية ن أن اخلدمة املدنيسـتقالل ت خريا وبركة بعـد اال واليت جتل ،ستعمارة املوروثة منذ االفقدت روحها املدني،

يف وحـدة ومـن مث ة جامعة،وصهر تباينام يف بوتقة وطني ،ودانينيسامهت يف دمج الوس .101ةة السودانيالقومي ماتس الشعب حنو استشراف

امنـة الـيت ة الطاقـات الك جاشستع الحتادي يتطل، فقد كان تطبيق احلكم االأخريا مث ،وجهادها وشهدائها ودعوا لإلسـالم اللواالستق ةاراا بالعزأيقظتها هبة الثورة وشع

ـ تريد أن تبسط فيها ال سنوات شرة شاملة لعة قوميجييختطيطها إلسترات الثـروة، و لطةس ،ضاعفة اإلنتاج الزراعي وزيادة الرقعة املزروعـة وتنويـع احملصـول ع فيها ملولكنها تتطل

رب، شالصاحلة لل نظافة البيئة واملياه فضال عن ةوتكثيف التعليم وترقيته وتعميم خدمة الصحسور وتعزيز حلمـة الطرق أمياال مضاعفة وبناء اجل مث ختطيط الصناعة وزيادة املصانع ومد

جتهاد بالفكر واجلهاد بالعمل كان ناقصـا وحر؛ لكن اال متكامل واحد التواصل حنو وطنعن التحدودانسال بقامة ي الكبري الذي يطرحه وطن.

*****

����j UP� وا6Nة #�E�N 'E( 1I5E)j1C� tPRر -ا��A#oA ا��5� ���5A5� V��1j.و)�د ا Q�11م، آE&ا� V�EP&5ا� �E*وز

.وه' #&c�R ا�6Aارس )' وp*1ت 1A4ل دار)�ر وا�c�C ا.g�H وا�c�C ا.زرق و�CGب آ�د)1ن و��xه128 ^�E�.ل ا"E� 6E2( ،1ديE�#pا VE`�5ى ا���� ,P7 �P�1&ا��2ى ا� g�Fa# �5ى�� ,P7 �*ر�k v�Tآ �P2Cا� Q�1آ

آ1E2( :) VEل ��A5E�( . OE� 1E2( :)ل . E( ^�P' وزارة ا�MراE7� أUE�Cj 'EP7 6AN وز*�E ا�MراE7� 6E7 ^E7د ا�&�1E . ا�&1م د (: )1E2ل .. )#�15ج c&F�1H�1Kز cA7 ا��زارة ا�R�Ra5' آ�6N 1Aدh ا����Aم ا��5�6ري ا�+�1'؟ �5E� �E��( . ^E`�

.)واZj ا.�� أ�Q #�15ج إ�, �5�(: 71Cj� ا.��^ ا�&1م ا�5' أ)1IC7 {B )' ا�P7 ��P&5, ا��Vj ا.��� ه'

CKبا��

اجلنوب م وقد تبدلت مشكلة1989) حزيران(جاءت ثورة اإلنقاذ الوطين يف يونيو

من وجوه أزمـة احلكـم االحتـادي ا األوىل بوصفها وجه أطروحتها جوهر عن وداينسال)الفم 1956 يف ودانس، إذ كانت ذروة سنام مطالب اجلنوبيني بني يدي استقالل ال)رايلد

هي إقرار ع بوضع فحق اجلنوب يف التمتاختري فلو الواحد، السودان إطار ضمن رايلد تـاريخ

بإقرار الفدرالية الـذي أودعـه الوعد لكان حنث 102ملبتدأ األزمة بني الشمال واجلنوببضمان ذلك ووعد األخرية لألوىللوفد األحزاب اجلنوبية ملفاوضات االستقالل، اجلنوبيون

نقاذ كانت لكن عند أوان ثورة اإل. ثيقة ترسم معامل احلرية للقطر األفريقي اجلديدا ويف أميثورة مسلحة يهديها طرح سياسي ألحزاب وتطورتاألول اجلنوب قد عبرت احلنثقضية

ناشئة تطالب بتمام االستقالل لوطن جنويب منفصل، وبعد أن كانت متردا لكتيبة عسكرية يحفزها للمقاومة تدعو إىل سودان جديد ب يف زرقة فجر االستقالل إىل حركةيالر هكرحت

.طرح سياسي مبني

، ها احلـرب ال حمالـة تخلف اليت والكوارث املآسي رقعة اتسعت والكالم القتال بني مث ن جاللمن او تفاوض ودورات من ال )مائدة مستديرة(وانتظمت دوائر احلوار مرات عديدة

واهتز عرش اخلرطوم البعيد مرتني، بـاالنقالب داملؤمترات، وتفاقم املوت والرتوح والتشرو بأسـباب م1985و 1964م، والثورة الشعبية مرتني يف 1958العسكري مرة يف العام

تشـرين (أكتوبر يف ةالثور وقود أول ولئن كان .اجلنوب يف باحلرب األوضاع تردي من مباشرة

إال وقتـها معروفا يكن مل الذي املقبل اإلسالمية للحركة العام األمني كلمات م1964 )األول

حمدود ة أطر احلركة خارج من لعددة اإلسالميجبامعـة القـانون لكليـة عميدا بوصفه القيادي

احلكـم بزوال إال تحل ولن ة،دستوري مشكلة هي والشمال اجلنوب يف املشكلة إن( :اخلرطوم

ولئن كانت. 103)نظام دستوري يرعى توزيع السلطات وبسطها وتأسيس القائم العسكري

29 6Sأ EH15آ �E*ر�IAKا� Y�Eر� tE�1� tEBC� ,��E5* 'H�ECG أو�ل �Eأ�� cE�H6 أ�Eان 1ر ا���EC&H) دان�Eب ا���ECG : .)ا�1A5دي )' �g2 ا�&�Iد

E712H� ا1E�1�5�pت E&�1KH� ا��E9�aم E�H cEJj&� أ*1Eم �E^ ا�p6Eع )�(`P� ا��CKب(�N^ ا��5اH' )' �6وة . د 30 �H�56 . م1964ا�+�رة )' أآE� 6ةE7 V�5EC# 6أتH 6jي و�`E�&ا� YEPKAا� ^E� ة�E7ود ME�F�5H ار�EN 1تE�PGوات و

نفـإ والتمكني، هرةشال حنو اإلسالمية احلركة تلك الكلمات هي فاحتة السبيل إىل خطواتركة العليا وقرأه رئيس الثورة بالكامل يف أروقة احل أعد الذي األول لثورة اإلنقاذ الوطين البيان

املشكلة املتفاقمة يف اجلنوب، وأسند إليها عن كاملة فقرة حمل التام، احلركة وسجل بإشرافالسـودانيني، جلميع جاءت ثورة اإلنقاذ من أجل حتقيق السالم العادل(: أكرب دوافع الثورة

إقليم حساب على وال معتقد أو دين أو السالم الذي ال يكون على حساب مواطن أول قبيلة

على اآلخر، السالم الذي ال يكون فيه مظلوم وال مغبون وال غالـب وال السودان أقاليم من .)مغلوب على أمره، السالم أولوية قصوى وكان دافعا أساسيا لتفجري الثورة

رة الوليـدة، فـبني لقد كانت قضية اجلنوب بالفعل التحدي السياسي األساسي للثو األمـني العـام، نائب يد يف العناصر العسكرية الظاهرة يف قيادة احلكم وبني القيادة املستترة

عناصر احلركة من الصف الثاين والثالث يف ظاهر مسارح العمل السياسي من طت أوىلشنوالعسكرية أن يربزوا عناصر أمانة اجلنوب، وإذ ال يتسنى جلماعات املكاتب اخلاصة األمنية

أكرب العمل املباشر من التنفيذ الفين إىل التأمني اليومي ألول االنقالب، ظاهرين رغم توليهمفإن أزمة اجلنوب املتداعية يف كل حلظة بتطورات متصلة استدعت تلك الطاقـات الـيت

ـ ال مـن اجلزء اصة بذلكاتصلت باجلنوب منذ أول العقد الثمانني بقيام األمانة اخل ودان، سليكسروا أول حواجز التمويه الذي نسجت غاللته من متام تـواري الوجـوه اإلسـالمية

أمانـة عناصر وبني األزمة من والقتال احلرب فبني العسكريني املوصولني بوجوه ؛104املعروفة

مث بني طبيعة املرحلة وأسلوب ، فيه عوي واإلنسايندالذين عهدوا العمل التنظيمي ال اجلنوبحقيقة الثورة، بني كل تلـك احلرص على ضبط اإليقاع وحجب نائب األمني العام بالغ

العناصر املتباينة تعثرت خطوات الثورة األوىل حنو حل جـذري ألزمـة اجلنـوب، عـرب

ا��1EEآV ا�TEEي د)&OEE5 ا��EER5رات ا�EE&*�A� ���EE( O#1EE�1' ا��EECKب إ�EE, ر)ZEE ا��EE�2د ��EE*�N ^EE7 1�JEE� ا��EE�J&5 ود�EE7ة

cN '( 671ة�AP� t&)وا� taCا� �P`)Aا�. 31 Eا�� cE�( 6�IE)ا� �Eرة ه�E+ا� YEPK� 1ءE�7أ ,Eإ� ����E�ا �Eا���آ �ES1C7 ب�j6 آ1ن أEjو �EB�Bj�H6 أ�

'E5م ا��Eا�� �ECK� ZE� 6E*6G ب�PE�"H ب�ECKا� 'E( �H1Eا�� OEPA7 'ا��E* أن �E62ا�Aا� �E�5FCAا� O5�EBa4 O� ت���**�أ�1IEE أ6EEN أ1EE�7ء ا�YEEPKA، و�1EE� 1&*�EE أJEES} أ6EEN أهVEE ا�&EE�PA7 'EE( �EES1C� ا��EE�م ا�EE5' هEE( 'EE' ا.�1EEس

��ERات �1E�5ر7� Ej�7 p� �1ECAH 1EIخ ا�1F� �F�5Eوf� RPE� ^�EH� 1NآEA� و�NآE� ��EA5>دة #�cEA ا��E�ح، 'E( .وا�O*�A5 ا�Tي آ1ن A�� ا�PN�A� ا�M�1Aة

من جناحهـا يف غالـب املفاوضات املتصلة اليت شرعتها اإلنقاذ مبكرا وكان إخفاقها أكرب .105األشواط واجلوالت

ودان بقيادة العقيد جون سيف املقابل كانت احلركة الشعبية واجليش الشعيب لتحرير ال قرنق دي مبيور قد قطعت أشواطها يف التحول اجلذري بأطروحة احلرب والسـالم، حنـو

ة اللينينيعقيدة املاركسي للحركة يعتمد و بيانستفنيصل عرب منهاجها إىل حتليل و ة بالكاملم .السودانية جديد لألزمة، أفضى إىل عقيدة جديدة يف السياسة

ودان اليت متثل األغلبيـة سإن أزمة اجلنوب هي بعض من أزمة األطراف املهمشة يف ال السودانية الدارجة يف أدبيات السياسة اجلنوب مشكلة ليست وهي اليوم الغالبة من سكانه،

ة والعـدل يف يدلة السوجملة املسألة السودانية اليت تبحث عن معا ها ، ولكنمنذ االستقاللهو ثورة املهمشني الشاملة واليت بدأت وتطورت يف اجلنوب ولكن واملنهج لطة والثروة،سال

ال تسـيطر جديد دانن مجيعا يتطلعون إىل سوشواملهمفودان، سبذورها يف كل مكان يف ال

وهـو ،املركز أو عناصر من القبائل الشمالية ذات األصول العربية نخبة وسلطته ثروته علىودان اشتراكية سة اللينينية يف نسختها املاركسية العلمية املاديولو كانت االشتراكي.

حتـارب وتفـاوض يف ،نانلسان والسوإذ ظلت احلركة الشعبية تعبر عن قضيتها بال هي الدولة املركزية وخط املواجهة كان األقرب إليها يف معارك السالحذات الوقت، فقد

فهم عناصر اليسار والسالم أما أويل القرىب يف الكالم ة،ودانيسالذي متثله القوات املسلحة الزب الشـيوعي أو إىل روافـده الدميقراطيـة أو هـم وداين املاركسي املنتمني إىل احلسال

أمـا ؛رالية ذات الثقافة الغربية أو التوجه الغـريب باالشتراكيون الدميقراطيون أو العناصر اللم 1989 –1985سالمية القومية بتمثيالا األخرية يف اجلبهة اإلاحلركة اإلسالمية ال سيما

ال ،هة األول للثقافة اليت محلت احلركة الشعبية السـالح ملقاومتـها فهي تمثل خط املواج

ول أ�E�1� ا��ECKب EP7o' ا��1Eج ��E�� 6EA . ل �12رH� ا�+�رة ��A"�� ا��CKب، دار �EH^ د )' �Nار U*�9 .و� 32

'�1K5اء ا��Pوا�i 6آ�5رEاء ا��EP1ه�، �"ل ا�Rدم ا� :) �E2*�9 VE`� cE�9 أه �E�x ى�E� )*P`E)� cE�� 1EC52� ا��ECKب؟ QEP2� إ�EE, ا��ECKب وآ1EEن أول ،.و�ل #EEG�a' ��ز�1E2( :) 1Eل ا��EPاء ) و�1E هV`52*�EE9 'E؟ (: )�Eد� ا�6Eآ�5ر oEE�Hال

�EEG�+ا� ^EE� ى�EEPا�� �EE�N6 أن أEE�12ا� tEEP9 �EEري ه�EE��H 1لEEF5Nؤوس ،ا�EEا� QG�N6EE# 6EE2( QEE7<6ه1 روEEC7وVG1AK1.. وا�C52*�9 'ه vP# ..`# أن �Gىوأر�� !)�ن �`V �9*2� أ

جتاه رموزها وشخصياا وعناصرها، ورغم أن احلركة اإلسالمية اخلصومة تستشعر سوىتطرح نفسها بوصفها حركة جتديد على ذات القوى التقليدية اليت ثارت ضدها احلركـة

ا على حد مودان قد وضعتهسورة االجتماعية للمسعى السياسي يف الالشعبية، إال أن الصري -م1983 )أيـار ( مايو - املايوي العهد إبان الشعبية احلركة بروز أول فمنذ، املقابلة والعدوان

دفع إعالن إذ ،106رالية ذات السابقة املاركسيةبخبة اللناحلركة الشعبية إىل عناصر ال حتدثتبدء تطبيق قوانني الشريعة اإلسالمية حروب احلركة الشـعبية مبـدد برئيس جعفر منريي ال

قليمي وعاملي، وبمدد مادي من ذلك احمليط إحملي ومن الدعم السياسي واإلعالمي، جديدبغري فربغم حرص النمريي البالغ على نسبة الفضل يف تطبيق الشريعة إىل نفسه خالصا له؛ك

كة خاصة من احلركة اإلسالمية ورموزها الكبار، الذين كانوا يتبوأون مناصـب شبهة شرارفيعة يف حكومته ونظامه السياسي، رغم ذلك، تصدى العامل قاطبة للشريعة الـيت تبناهـا النمريي باعتبارها إنتاجا خالصا للحركة اإلسالمية وما الـنمريي إال واجهتـها وأداـا،

يف عالقة احلركة املشهود ورغم أن. املوقف ذلك من ودانسال لتحرير الشعبية كةاحلر وكانتـ الشعبية باألحزاب الشمالية بعد االنتفاضة وتولي الس العسكري االنتقايل لل لطة هـو س

خيبة األمل يف سالم حاسم سريع، عندما رفضت احلركة االعتراف بالنظام اجلديد، بوصفه ورغم أن احلركة الشعبية متسكت مبوقفها ،وأن رئيسه وزير دفاع النظام البائد) ةمايو الثاني(

هب مل ترضى بلقائخنتبرئيس وزراء م ة وتشكيل حكومةة التأسيسيحىت بعد انتخاب اجلمعيإال بوصفه رئيسا حلزب األمة، فإن الوجه اآلخر للحقيقة يكشف عـن لقـاءات متصـلة

كة بعناصر خمتلفة، على حنو ما وضعنا يف الفقرات السابقة، فإا كذلك بعـد لقـاء للحرم، مث لقاءاا مع احلـزب 1986م مث إعالن كوكادام 1985األحزاب والنقابات يف أمبو

م قد كسـبت 1988قرنق يف نوفمرب /االحتادي الدميقراطي الذي أفضى إىل اتفاق املريغين، يأت بالكامل للتعاطي معه بفاعلية وإجيابية عشية االنقالب ميرجح جنوحها للسالرصيدا

.السياسية القوى باغت و الذي فاجأها

.�G 6�2&�1Hن ���j )' ا�&AS1� ا.�H��k�) رOAN ا�(م ا�25, ا��Jو)���ر ���A7 6A ا�J(�� 1985)' ا�&1م 33

يف حكومة الوفاق الوطين يف آخر املـداوالت مـع وافقت األحزاب كافة ممثلة وإذ يف م، قبل عشرين يوما من التغـيري 1989) حزيران(احلركة الشعبية يف العاشر من يونيو

املقصود املواد (م، وافقت على جتميد قوانني الشريعة اإلسالمية 1989) حزيران(يونيو 30) أيلـول (اليت تتحدث عن احلدود اخلمسة يف القانون اجلنائي اليت أقرها منريي يف سـبتمرب

أن يلتقيا من مصر وليبيا، على ودان وكلس، مث إلغاء اتفاقييت الدفاع املشترك بني ال)1983م حلسم بقية القضايا اليت متهد لعقد املؤمتر 1989) أيلول(يف أديس أبابا يف الرابع من يوليو

.ستوريدالقومي ال*****

ـ ال لتحرير الشعبية احلركة مع مبكر لقاء إىل الوليدة الثورة سعت ودان عـرب تكثيـف س فإن الرمسي الترتيب وإذ أخذت األمور ظاهرا شكل االتصاالت الرمسية مع احلكومة األثيوبية،

قضية السالم يف اجلنوب اهتمامها أولت األمني العام قد من خمبأ نائب للثورة السياسية اإلدارةتفاصيلها األدق، وقد تبدى منهجها جليا يف تشكيلة الوفد وطريقـة األقصى وأشرفت على

شكلت روح اجلولة األوىل للمفاوضة مع احلركة الشعبية عرضه للقضايا واعتماده البنود اليت .العاصمة األثيوبية أديس أبابايف م 1989) آب(ودان يف أغسطس سلتحرير ال

الشعبية القيادة العامة ليبلغهم موافقة احلركةيف دعا الرئيس أعضاء جملس الثورة ملكتبه

ذلك سريأس بالس السالم جلنة ن رئيسأساطة أثيوبية واإلنقاذ بو قيادة ميثل وفد مع لالجتماع

عن حبسوا فقد أما عناصر احلركة من الصف الثاين والثالث املمسكني مبلف اجلنوب .الوفد

تتمحور يف حمايدة وجوه مثةة إضافة إىل الوجوه العسكري الوفد يف وظهرت األوىل، اجلولة وفدالسياسي وتقف بعيدا عن االنتماء أهل مهنة القانون بلوماسية أو مندون األكادميية والؤالش

إال من حيث اختصاصـها السياسة متارس ال هي بل الصارخ أو التعاطي اليومي مع السياسة، .107العلمي، أو مهنتها القانونية

34 �EEF�P� ^�EE�.6 اEEA�� 6EE�2&6 ا�EE(ا�� Y�EEر� ,EEإ� �(1EEfإ ،��J&EE)ا� �EEا���آ ZEE� 1وضEEF5P� رة ا.ول�EE+6 ا�EE(و VEEf

ا�&6�A آ1Aل 15a� 'P7ر وا�&E�N 6E�2^ : م YPKA�1H، �^ ا�&�`�*�^1�j YPK� ��7دة ا�+�رة ور��CK� Y� ا���^��A*1دEEا.آ ^EEي، و���EEf :^�����1EE2ا� ^EEو� ،V�N6ا��EEJ7 �k6EE� ر�EE��(و�H :^��EE�1��PH6ا� ^EEو� YEE*6ا� إدرEEJ7 :

مه جه غالباألمني العام يف إحكام سيطرته على مجلة العم نائب وإذ اتة السياسيةلي ،خاصة شعبة احلرب والسالم اليت تستحوذ على قدر كبري من اهلم احمللي واإلقليمي والدويل،

ما جناح أو فشل إليها العيون وتتطلعة فيها قاطبة ترصد أيإضافة إىل توفرها على حساسـيه الثـورة نى استكشاف كودقة خاصة، كانت خطة احلركة الشعبية يف التفاوض ترتكز عل

ا والنظر الوليدة وفكـبهة شفرما أن شإىل وجهها احلقيقي وراء ألغازها الكبرية، ال سيالـيت تكثفت على امتداد الشهور الثالثـة األوىل اليتالنسبة الكاملة إىل اجلبهة اإلسالمية

ها ل القضايا احلقة اليت مكما كانت أجندة احلركة للتفاوض حتمسبقت جولة املفاوضات، واليت قطعت فيها أشواطا مهمة قبل االنقالب على النحو الذي وصفنا، إذ مل تكن احلاجة

استطالع ال مكان له يف أروقة السياسة اجلادة نقالب محض حباالإىل معرفة احلقيقة وراء إزاء النكسة املتوقعة لكـل تلـك املوصولة بأجندة احلرب، بل كان ألخذ االحتياط الالزم

.108بتمام قيادة األمر اجلديد متسك املسرية إذا كانت اجلبهة اإلسالمية

العام املغلقة وهي يئ لسفر وفدها ملقابلة التحدي األمني نائب غرفة مداوالت أغفلت هـم إزاء مشـكلة احلركة اإلسالمية امل الرئيسي أمام ثورا الغضة، أغفلت مراجعة تراث ميثـاق ( يف ذلـك واملوارد، مبـا لطةساجلنوب، وأطروحاا املتقدمة حول قضايا قسمة ال

الذي أسس احلقوق على احلريـة واملواطنـة -م1987) كانون األول(يناير - )ودانسالـ راقبني والذي يمثل آخر وثيقة للحركة اإلسالمية قبل االنقالب، واليت اعتربها كثري من امل

ة الدوائر الغربيكم ةخاصة للحلكن اإلنقاذ اليت يقودهـا نائـب ؛أطروحة اجلبهة اإلسالميلكنها تـديره ظهرها للماضي كله، وتدير جديداألمني العام كانت تستشعر بداية لتاريخ

و6IEE4 ا�1EE�PKت ا�&1EE�B� �`H1EEH 6EE�Aر، ا��EE�PA . ا��6EEJ7 'EEP7 ��FEEا��AN^ ا��EE�ACي وا��6EE*�H UEE��* �EEA7 ��FEEو

.���Pدان Vk ،1�H��k"H ا��1A+7 Z(1� ��Fن ���F� Z(1 ا���دان H"د*Y أ1H1H ا�&�`�ي35 VEk ،�EC*1ل دE�� ،1كE* ^5�1G ،أ��ر �C*د ،�C*ا�6�12 ��ال د Vfم أآ�ل وp ا�6آ�5ر ��J&)ا� �أس و)6 ا���آ�#

إذ *�1E5ج ا��)�BC� 6Eر �6�1، *��1 1��7ن، ��1H 6�&� 6AزرE7�t�1x . ، ا��h�G ا�(��1A� ا�AIA� )' ا���آ�، دو*�`E' ر�Y�E و)6E ا��`��E� EBj� EF*�9� E<f�#} . إ�, �VI#�J )' آ(U ا.�9وN� ا�*�IJK� �1E� ,5 ا��55Eت

MGء �^ �R� ا���آ� �`(2�2N U� اE2�p�ب، إذ أ�OE )��JES rG�E� وO��ES .د*YE أ1Ej�R* ^�H1E)H 1EH1Hن 1EHب EAIف ا��E7 1AIP`4 ^1ب، و�N�#د�ة و�� '( O�P7 ن���E� 1دا���1ن �E^ أ1ECHء EP�Jj� ا�C*6E`1 و�O5(�x ZER2C# VE و*6

VE� ZJR�1EHو ،�E��j ن�EG 6آ�5رEا� ,Eإ� �Eا���آ �ES1C7 ب�Ejأ ،�EC*1ل دEأ��ر و�� �C*1 دAI1 �7ف أ�AC�N O#��NOA*62# ^�F6 ا���N6 #��, أjو cIو� c1ح )' أهJB1ول 14ي ا�C# ^� VIC� 1*أ �ق ا���دا���� .#ZCA ا.

ة اليت ال تنفكات السياسيما ذكر للحريخاص ألي ة ا بوجهلتنظـيم لألحـزاب عنها حريعلى برامج خمتلفة، بل إن اإلنقاذ األوىل وهي حتزم أمتعتها حنو العاصمة ) التوايل(السياسية و

ثيوبية للتفاوض حول السالم، قد تركت وراءها ظهريا خطة احلركة اإلسـالمية الـيت األ، وهي بسط احلرية اااالنقالب على الدستور الذي أقسم عليه نو فارقت من أجلها حرمة

نقطة أقصاها ثالثة أعوام، وهي ذاتلطة يف مدة سلل الشعب يف تداول سلمي إىل واالحتكاماألوىل بني طموح احلركة الشعبية وأهداف ثورة اإلنقاذ اإلسالمية، واليت خلفـت املفارقة

.جاح هلا من قريبكان ميكن التماس الن فاوضات الفاشلةسنوات من جوالت امل بضع

وهو نفسه التكتيـك الـذي أعملتـه ،أما احلركة الشعبية فكان مدخلها للتفاوض من دةالسؤال عن موقف احلكومة اجلدي أي القومية، اإلسالمية اجلبهة نفوذ مسافة عن للكشف

ية ومهمةهلا، والذي ترى احلركة الشعبية أنه قطع أشواطا أساس حصيلة املفاوضات السابقةستوري داملؤمتر ال الدفاع املشترك مع مصر وليبيا وعقد وإلغاء اتفاقييت الشريعة قوانني بتجميد

مبشاركة اجلميع، وهو التطور الذي وافقت عليه كل األحزاب والنقابات باستثناء اجلبهـة : ألساسية األخـرى كما تولى الشماليون يف وفد احلركة الشعبية طرح األسئلة ا؛ اإلسالمية

ات الصل الدميقراطي، وعودة األحزاب والنقابات واحلرياملوقف من التحوافيةح.

باملقابل، عبرت إجابات وفد احلكومة عن مجلة من تعقيدات النفق الطويـل الـذي م، فقـد 1989) حزيـران (دلفت إليه احلركة اإلسالمية بعد االنقالب اإلنقاذي يف يونيو

وىل من املفاوضـات بالعسـكريني حـديثي العهـد ت قيادا المستترة إىل اجلولة األدفعدون الذين ال يدركون من الثورة اجلديدة سوى مظاهرها املعلنـة ستقلنيالسياسة، وباملب

إعداد دقيق يقرأ املاضي كما أسلفنا ويستقرئ الواقع الذي جتسده احلركة الشعبية، فال ريب أن وضـع الثاين الصف التغيري املنعشة قد صورت للقيادة ومن حولها من عناصرأن رياح

سب القريب لزعيم احلركة يف قائمة أعضاء جملس قيادة ناسم ضابط جنويب كبري موصول بالالثورة، وأن الرتوع املاركسي القدمي للحركة الشعبية يدفعها تلقائيـا إىل جتـاوز يوتوبيـا

ميقراطية اليت تتبنى التعددية احلزبية، وأن اجلنوح حنو الواقعية سيدفع جمموعـة األطروحة الد

سيضع احلركة الشعبية نفسها أمام األمر كما اإلنقاذ، أطروحة مع إجيابا التفاعل إىل اإلقليم دول .وبالواقع، وسيجربها على اجللوس إىل التفاوض والوصول إىل اتفاق حيل مشكلة اجلن

للحركة احلكومة أنه ينظر وفد خطاب يف جليا ظهر إذ األوىل، اجلولة منذ بدأ آخر تعقيد

ذلـك حدود يف قولها وينكتم هامه ودان بوصفها حركة جنوبية ينحصرسالشعبية لتحرير ال

تفاقات العسكرية الشرعية، اال احلدود( اليت أمساها وفد احلكومة إجرائية القضايا وأن اإلقليم،) ستوري، حرية التعبري والتنظيم، النقابات، االنتخاباتداملؤمتر ال الدولية، احلكومة االنتقالية،

ودان سإىل التحالف مع قوى ال فيما بعد القضايا اجلوهرية اليت انتهت باحلركة الشعبية لثمتأما القضـايا الـيت ؛م1995يف )يثاق أمسرام(يف التجمع الوطين الدميقراطي وتوقيع القدمي

النار، املمرات اآلمنـة وقف إطالق(اعتربها وفد احلكومة منذ اللقاء األول قضايا جوهرية ساهمت فقد )الشمال يف ونصيبا اجلنوب بعض قرنق جون تعطي لطةسال لقسمة صفقة لإلغاثة،

توايل رغم واحلل، للتفاوض إستراتيجية رؤية تماداع عن اإلنقاذ وختلف رشانطال حوار تطاول يف

109الشعبية احلركة معرفة يف وتعمقه اإلنقاذ فهم املفاوضة وتطور جوالت العقـد ايـة حنـو

.التسعني

ودان من اجلولـة األوىل سعاد وفد اإلنقاذ األول ملفاوضات احلركة الشعبية لتحرير ال إجناز السالم احلاسم السريع إىل فراغ عريض ال تلـوح يف بأديس أبابا وكأنه دخل بآمال

األفق مالمح اخلروج منه، وأن التحديات النظرية للحكم تبدو حمدودة أمام ما يفرضه الواقع اشبكة عالقاو اإلسالمية احلركة حيوية من األهداف املتعارضة واألحالم املتضادة، ولكن

الفراغ السياسي الذي ءبرؤية تقترح مل جنازاعن تان ما عبرواالجتماعية سرعالسياسية أعقب االنقالب بفتح منابر احلوار للناس كافة، على حنو ما أسلفنا يف طرح فكرة مؤمترات

�6EECن، وا�ZH1EE5A ا�EE( UEEPA� ��EEBP' ��ه1ب ا.)6EECي، ا��EE�PA ا1FEE�H 'EE��7رة ا���EEدان آtEE5 ا�6EEآ�5ر 6EEJ7ا 36

��J&EE)ا� �EE1ذ وا���آEE2�1ت اEEf1وF� :) ات�CEE� 6ةEE&� vEE6 ذ�EE&H QEEPPdأ �EE�1�� 1تEEIG�� MEE�� VEE��9 vEE( 1ولEEN 6EAN6 ا�E� ,E��� ا.خ QE�25أن ا� ,Eإ� ،{P(أ �( ب�CKا� h1K# ���`ا� -ا�� OEANر- � c�E)* 1نEوآ ^�E�.ا tEBC

'E( vEم، و ذ��E�P� ,EP7.ا YEPKAP� 1997ا�&1م N ��1Ej 'CH1EG"( ،�P`E)Aا� OE� QN�E4 _E� : 1E�"( vE�F� tE&5# p�Aا�o 6دE7 ,E5Nو �1ع )' ا��`��Rj c`( ،��1�� 6G�# p Oأ� v� 6ب وأ�1 أؤآ�CKل ا��N ��1ا��� ���C# ^7 ول

�S1� �Nل ا��CKب و ��1�� O� ����`ا�� ��x 171تR2ا� ^� bا OEH م�E2* 1EAH VEP* ف�E9 1د`* p ون�E�6E*�Gة . ) .هـ�41429ال 15م ا��Aا)� 2008) #(�*^ ا.ول(أآ�H�5 14 – 6023ا�62س ا�&�H'، ا�&6د

األولويات، يف سلم األوىل هي اجلنوب قضية احلرب والسالم أو قضية كانت وبالطبع. احلوار

)أيلـول (سـبتمرب 9 يف انعقـادا األول هو )السالم قضايا حول لوطينا احلوار مؤمتر( وكانالشعبية لتحرير احلركة مع املفاوضات من الثورة وفد عودة على شهر من أقل بعد أي م،1989

.فرول إىل الصودان، واليت أفضت إىل نتائج حمدودة توشك أن تؤسال

ن ألوان الطيف كافة أول فرصة للثورة للتواصل مثلت دعوة اإلنقاذ ألعضاء املؤمتر م خبة غالبه من خارج الصف امللتزم للحركة اإلسالمية، فمن نمباشرة مع قطاع جديد من ال

عضوا مل يـزد أعضـاء ) 106(البالغ عددهم و مربني أعضاء املؤمتر الذين أعلنوا أول األضاء، وإذ استشعرت األغلبية طمأنينـة ومـودة أع) 10(احلركة اإلسالمية املعروفني عن

، وتعرفت عبره 110وصدقا ال سيما من رئيس املؤمتر رئيس جلنة السالم مبجلس قيادة الثورةمة والرجديد إجيايب لإلنقاذ وراء األمساء املبه ة على وجهل مربألوة املتباينـة، تالعسكري

ة املجتمع وأسـاتذ يف بت اإلنقاذ تعاطفا ومددا جديدا من وجوهوبذات القدر أو أكثر كسيف اجلامعات ومثقفني وفقهاء يف القانون وعلماء تقليديني، أكملوا مجيعـا عملـهم عنـد

مأنينـة للوفـد طالتوصيات اخلتامية وقد زودوا ثورة اإلنقاذ الوطين بربنامج للسالم أعاد الالية، إذ ذهب إىل لقاء احلركة الشعبية وهو يستشعر أنه أضحى يتوفر املفاوض يف اجلولة الت

.ها قريباميو اعلى مادة جيدة، وعلى أفق للحل بد

أفاض املؤمترون يف حبث جذور األزمة عرب اللجان اليت انبثقت وتوزع عليها األعضاء ات السابقة، جلنة حبث آثار احلرب، جلنة احللـول جلنة اخللفية التارخيية، جلنة حبث املعاجل(

غ األنسب حلكم الوالصو، )ودان، جلنة اإلعالم، جلنة التوثيقسي تقطع جلان إذ مضت بعضبدت بعـض جلـان ذات لت إليه،أشواطا بغري حدود وهي جتتهد يف متام عملها الذي وك

املتميز املستنري أن تتكامل رؤية حول جـذور حدود صارمة أو مبهمة، فقد يسر احلضوراملشكلة، وان تحصى آثار احلرب مبا يدمي القلوب ويفتق الوعي حول فداحة املأساة املتصلة

نظام ف سطبقارب نصف القرن، ولكن احللول األنسب لحلكم العدل منذ ما ي سدرايل يؤس

.��6A ا.��^ �F�P�T���* ((ا�&6�2 37

شوبه مساحة من الغموض، فقد كان غالـب املـؤمترين لطة والثروة كانت تسيف قسمة الهدهم باحلكم التعددي احلزيب مدى خراقة الدعوة لعودة األحزاب، مبا عيستشعرون لقرب

حتمل ذكرياا املاثلة من فوضى واضطراب، ورغم وجود كثريين من أهل النظر ومن أهل داخالم وتوصيام اخلامتة إىل ضرورة ون احلكم والسياسة، دعوا جبالء يف مؤالعمل يف ش

ة والفة يف التعبري والتنظيم، وأشاروا إىل التالزم احلتمي بني الدميقراطية، إال بسط احلريدرالي وقـد أن املدى املطروح يف الزمن إلنفاذ تلك األهداف واآلمال مل يكن منظورا وواضحا،

ة من املواقف رثكة الشعبية رضى وطمأنينة من احلصيلة الاستشعر فريق اإلنقاذ ملفاوضة احلر .واآلراء اليت خرجوا ا من مؤمتر احلوار األول يف تاريخ الثورة

ن املوقف من مبادرات األحزاب السابقة وجهود النقابات قبل االنقالب املوسوم لك مهد الطريـق قد لعسكرية واملدنية املتعسكرةلبية البالغة من قبل قيادة الثورة ال سيما اسبال

وار متاهات حرات مؤمتر احللدخول مقرطار الورة انشالذي اتصل عرب مع احلركة الشعبي ، .سلسلة جوالت املفاوضات التالية

*****

ت اإلنقاذ حركة متهدوار الوطين حول قضايا السالم شصلة يف أعقاب ختام مؤمتر احلوفود قادها أعضاء جملس الثورة، يقدمون عربهـا مقـررات عربحنو العامل اخلارجي ادؤوب

م يف ذات الوقت بوصفهم حكام هحوار السالم إىل العامل، ويقدمون أنفس وتوصيات مؤمترورى قطاعات ودان الجدد الذين استلموا السلطة بقوة االنقالب، ولكنهم منفتحون لشسال

وفيما استقبلت أفريقيا اليت بدأت .هيئون إلنفاذ السالم عرب تلك املقرراتمالشعب كافة وودان جوالت التفاوض األوىل، استقبلت مقـررات املـؤمتر سال سيما املحاددة لل ،أقطارها

ظاا الشـديدة باهتمام وحرص، عبرت الدول األوربية ال سيما فرنسا وبريطانيا، عن حتفلطة باالنقالب، وصرفت أغلب خطاـا سعلى أي مبادرة من طرف حكومة جاءت إىل ال

احلظر عن األحزاب السياسية وبسط حرية التعبري مع أعضاء جملس الثورة إىل ضرورة رفعحلرب والصحافة وعودة النقابات املهنية، مث موضوع اإلغاثة اإلنسانية للمناطق املتأثرة بـا

وحاجة اتمع الدويل لالطمئنان إىل تعاون النظام اجلديد يف اخلرطوم يف هذا الصدد املهـم .للحكومات واملنظمات غري احلكومية، اليت ظلت تنشط منذ سنوات يف تلك األصقاع

أما الدول العربية، وبعض دول غرب أفريقيا واجلنوب األقصى، فقد تناهـت إليهـا ة، فتحفظت وهي تسـتقبل شة اإلسالميهات عالقة النظام اجلديد يف اخلرطوم مع األصوليب

وإذ ما زالت دول اجلامعة العربية حتت تأثري اعترافها . احلوار حول قضايا السالم وفود مؤمترب عليها فريقي ظلت منطقةوترحيبها القريب بنظام اإلنقاذ، فإن دول اجلنوب والغرب األ

، فبدأ قائد احلركة ) أفريقية ضد اهليمنة العربية( تأثريات احلركة الشعبية ومواقفها املوسومة جون قرنق جولة حتركات واسعة مضادة فور انصراف وفود حكومة اإلنقاذ عن تلـك . د

جال من جديد بـني السألفريقيا، وليبدأ ا م عام1990األحناء، ليعلن رئيس اإلنقاذ العام ة، مدعومة مبدها بالسـالح و كييغريب أورويب أمر اإلنقاذ واحلركة الشعبيعالقة جيدة متد

ال تفتحوئئ هلا مهيبهوالعون وت ط منه سياسيا ودنشبلوماسيا، وحكومة اإلنقاذ مكاتبها وت .الدول تلك وإىل من بعوثنيامل واستقبال سلرال بإرسال ذلك كل مواجهة حتاول

بعد شهر واحد من إجازة جملس قيادة الثورة وجملس الوزراء ملقررات مؤمتر احلـوار م، يأ لإلنقاذ أن جتلس إىل جولة جديـدة مـن 1989) تشرين الثاين(الوطين يف نوفمرب

كانون (يف ديسمرب التفاوض مع احلركة الشعبية لتحرير السودان يف العاصمة الكينية نريويب ).جيمي كارتر(م، مببادرة ووساطة مباشرة من الرئيس األمريكي األسبق 1989) األول

وإذ اتسع طاقم احلكومة يف هذه اجلولة ليضم وجوها من الصف امللتـزم للحركـة ، انفسـح )غازي صالح الدين، فضل السيد أبوقصيصة، موسى علي سـليمان (اإلسالمية

. عبداهللا إدريـس، د . د(آلخرين قدمهم مؤمتر حوار السالم إىل قيادة الثورة الوليدة كذلك ).مد إبراهيم، عبدالباسط سبدراتعبدالسميع عمر، صالح حم

لقد عبرت تركيبة الوفد عن الشوط الذي قطعته اإلنقاذ يف املرحلة اليت تلت مـؤمتر اإلسالمية يف الظهور ضربة الزب، وبـدأت احلوار حول قضايا السالم، إذ بدأت الوجوه

قبضة الغرفة املستترة لنائب األمني العام تسترخي قسرا باتساع رقعـة العمـل وتكـاثف

مث بإرساء مالمح فلسفة احلركة، أال حتكم وحدها مبنهج طائفي، ولكنها تتخير ،املشكالتا مع الثورة وحكومتها وبراجمها،كما مثلت وسـاطة حلفاءها من اجلماعة اليت أبدت جتاوب

الرئيس األمريكي األسبق أول إشارة ملدى اهتمام القوة األعظم يف موازين العالقات الدولية .يومئذ بالسودان، ورصدها لتحوالت احلكم والسياسة فيه، واستعدادها للتفاهم والتدخل

ا من أهل احلل والعقد اإلنقاذي وبعض أهل اخلربة إال أنه مهما اتسع الوفد ليضم بعض يف القانون والسياسة واإلعالم، ومهما يكن أعضاؤه يستشعرون أم ميتلكون بني أيـديهم

، فإن الالعب املقابل يف طاولة النرد، احلركـة 111)برناجما كامال للسالم(بعد مؤمتر احلوار ولة السابقة اليت بدت مقررات املؤمتر عاجزة عن التجاوب الشعبية، جاء حيمل مواقفه يف اجل

فقد أكدت احلركة الشعبية بندها التليد بإلغاء قوانني الشريعة اإلسالمية، كما عبرت . معهام، وإلغاء اتفاقيات الدفاع 1983) أيلول(عنها نصوص القانون اجلنائي الصادر يف سبتمرب

يف تكوين حكومة قومية تضم كل األحزاب، وعقد مؤمتر دستوري، املشترك، قبل الشروع لكال الطرفني، مث رفع حالة الطوارئ % 50مث دمج جيش احلركة يف اجليش القومي بنسبة

.112وبسط احلرية لألحزاب والصحف والنقابات، وإطالق سراح املعتقلني

ا واملشاركة فيها الرئيس األمريكـي جيمـي إثر ايار املفاوضات اليت بادر مبقترحه تقدمت وزارة اخلارجية األمريكية مببادرة تمهد الطريق للسالم والتحول الدميقراطي، كارتر،

اخلالف بني احلركة الشعبية وحكومة اإلنقاذ، إذ اتفقا على وضعت فيها اإلصبع على جوهرالفدة والدراليميلكم الغاياتقراطيا ت ل اليت يبلغاترى فاحلركة ،ة، ولكنهما اختلفا على السب

ولكـن ولية ال ختاطب مشكلة اجلنوبؤأسست عليها تلك املس اليت وفلسفتها وليتهاؤمس أن

فيه تشارك أن مث فإن أي إجراء متهيدي لعقد مؤمتر دستوري ال بد ومن ودان،سال كل مشكلة

ولكن اإلنقاذ مل تكن مهيأة لذلك، فاقترحت اإلدارة األمريكيـة فصـال .كافة باألحزا

38 �F�P� .75ص )�R, ا���م ��ل 6I7 ا�12ذ( را6A�� ZG ا.��^ ��EBCر �6E�1، أ���EP� 1EKك، �EGن ��آ1E، . د(pم أآ�ل )�ن E�2H� ا��)6E . �(&�J� د1C+5�1Hء ر��Y و)6 ا���آ� ا 39

pم أآ�Eل رE`� . 1EA�H^ د . ا)�1E�AP� 1Eو�� 6Hا ��OEK�1��JH 1`E�A5، ر ) ��1KCH 1H1��H^، دا��1ل آ�دي، *��1 1��7ن ���EE1رآ�Aا� OE5�FP� tJE�H E��9�2اA*6ا� 'EE( 6اE6ا زاهEH� 1Rاب ا�MEN.1د ا&J5EE19�5 ا�E)� �E�F�) 1ديE�#pوا �EE�.ا ( VEEk

�����j ���`�� �P�`)# ^ أي� �ا�����2 ������ا �IJKب ا�MN!!

حتت اجلنوب ووضع )13( العرض خط مشال إىل ودانيةسال املسلحة القوات فيه تنسحب للقوات

ر قبل حكومة اإلنقاذ، قبل أن يتكـر من رفض األمريكي املقترح لكن دوليني، مراقبني إشراف .ه من الرفض الفوري كذلكببذات بنوده تقريبا يف مبادرة من احلكومة املصرية، ليجد نصي

عـام (م، الذي أطلق عليه يف أدبيات تلك املرحلة 1991اتصلت املبادرات يف العام ظمـة فبعد األمريكية واملصرية، ظهرت مبادرة ليبية ومبادرة األمني العـام ملن ،)املبادرات

الوحدة األفريقية سامل أمحد سامل، ومبادرة رجل األعمال الربيطاين تايين روالند صـاحب ول الشؤون األفريقية بقصـر اإلليزيـه، ؤمث مبادرة كريستوفر ميتالن مس ،)لونرو(جمموعة

ط، ولكن عند تقومي احلكومة الفرنسية للقائها مع جون قرنق، سالذي طلب من الطرفني التو .ررت أن الوساطة غري جمديةق

م شهد كذلك أحداثا كبرية أخرى، محلت آثارهـا املباشـرة 1991إال أن العام اجلنوب أو بني حكومة ثورة اإلنقاذ واحلركـة الشـعبية لتحريـر مشكلة لىواجلسيمة ع

ثوار م، حتت ضربات1991 )أيار( مايو 24 يف األثيويب )الدرق(ودان، فقد اار نظام سال اجلبهـة ( التوأم اإلريتري التنظيم من مباشر بدعم) أثيوبيا اجلبهة الثورية الدميقراطية لشعوب(

أمسرا، ومهـد الطريـق بالكامـل العاصمة على بدوره استوىل الذي )إريتريا لتحرير الشعبيةاآلمـن ذ م املبادة املالفقد كانت أثيوبيا منجستو هيال مريا. لالستقالل اإلريتري عن أثيوبيا

املاركسـي بيااودان العسكري والسياسي، إذ هيأ هلا سلنشاط احلركة الشعبية لتحرير الاألثيويب الشيوعي، املتمتع بدعم موسكو ضـمن حمـاور اللينيين موقعا متميزا لدى النظام

ورغم أن احلكـام . حتاد السوفييتمرحلة احلرب الباردة بني الواليات املتحدة األمريكية واالري، فقـد تالشـى اجلدد ماركسيني كذلك إال أنالتحر م طالئع املرحلة اجلديدة يف املده

ولكن األهم، هو أن الوافدين اجلدد قـد رخيا؛ة تارداالحتاد السوفييت وأصبحت احلرب البالف القدمي للحركة اإلسالمية استقالل إريتريا، مث باإلسناد ظلوا مشمولني بآثار احلة مع قضي

م أسواراملباشر من ثورة اإلنقاذ الذي بلغ معه عدالعاصمة، فلم ي عة إال اهلرللحركة الشعبيمن ) آب(كما شهد أغسطس . ها اآلمن إىل عواصم أخرى ضمن حتالفات أخرىئمن ملج

م سياسيا وعسكريا يف احلركة الشعبية لتحرير م خروج القادة الثالثة األه1991ذات العام

، والذي عبر عن عمق األزمة داخل احلركة 113ودان فيما عرف بانشقاق جمموعة الناصرسالحركة لالشعبية، وفتح السبل حنو اللحظة الذهبية حلكومة اإلنقاذ لتحقيق السالم الشامل، ول

، وقد يأ هلا املناخ لتفي مبيثاق خطتها )1992(حلكم اإلسالمية أن توايف عامها الثالث يف اعيدة وتبسط احلرية بأن تورى للشعب السوداين كافة اإلستراتيجياحلكم ش.

م معادالت السياسة واحلكم ليتحرر النشاط 1992تدافعت كذلك حنو مطلع العام األمني العام، ال سـيما إزاء ملـف السـالم ئبوالقرار بعيدا رويدا عن املركز املستتر لنا

وحركته الدائبة، املستوعبة لكثري من الطاقات الفاعلة ضمن أطر احلركة اإلسالمية املوصولة من قدمي بقضية اجلنوب، وظهرت إىل جانب عضو جملس قيادة الثورة الذي قاد اجلـوالت

األول للحركة اإلسالمية، سارعت تستثمر بقيادة رفيعة من الصف جديدة السابقة، جولةاالنشقاق الذي أصاب احلركة الشعبية، ولتبدأ مباشرة مفاوضاا مع الفصيل اجلديد مـن

م 1993 )كانون الثاين( ، ولتصل يف مطلع العام اجلديد يناير114املدينة األملانية فرانكفورت .إىل االتفاقية اليت اشتهرت باسم تلك املدينة

ـ بصورة مباشرة األطر الالزمة لتأسيس نظـام )اتفاقية فرانكفورت( خاطبت درايلف

واألعراف الدستورية اليت رسخت عليها علـوم لألصول وفقا واملوارد لطةسال يوزع حقيقي،يف ةأولوي قومية ثروات فيها تستكشف والية كل وجتارب احلكم االحتادي يف العامل، وأعطت

االستفادة منها، كما أا أدخلت ألول مرة منذ بداية املفاوضات بني احلكومـة واحلركـة .115الطرفان عليها يتفق انتقالية فترة بعد) املصري تقرير( حول باالستفتاء اخلاص الشعبية البند

اإلنقـاذ م واتفاقية فرانكفورت حلظة مهمة وفرت لثورة1991مثلت حصيلة العام ساحنة نادرة ملراجعة مجلة كسبها ورسم معامل واضحة للمرحلة اجلديدة اليت متثـل عمليـة

.pم أآ�ل، �jردن آ��q. ر*1ك �(1ر، د. د 40EP7, ا��1Eج ��6EA، و)E' أ1E27ب ا�E��K� tE�1� _E&H ا.��E^ ا�&1Eم 1EA+7 'EP7ن ��Eا . 1jد ��G� )�ا�`�Fرت د 41

6EECIAوا� Z(1EE� 'EEP7 Z(1EE� 6آ�5رEE�1H h�EEGز و�EEH6 أEENك، أ�EE� ن�EEG 'EEf12ا� �EEPH12A� tEE�RA6 ا�EEAN6 أ�EE� ,EE��� س .P7' ا��1ج ��6A. ا�p(12ق ا�6K*6 دارة �1Fو1fت �^ وراء �Id د

42 Q�B�)رت�F`ا��( ��j1F#ا( �*1EC*) '�1E+��1ن ا�Eآ (1993 EP7, :) pة ا�E5Fا� �E*1I� 6E&H 15ءF5Eي ا��EK* �E��125�p ب ا���دان�CG '( 17مi ع�R5� ��E�1ا��� VI#1E&PR# tE�1C* يTEا� VE`1م ا��E�راء ا��Aا�C9^ ا��N ^��H�CKل �

.)دون ا�J5&1د أي ��1ر

ة يف السالم يف اجلنوب اجلانباألهم منها، ولكنها تشمل كذلك برنامج احلركة اإلسـالمي، )أبوجا(يدة إال أن فرانكفورت اليت فتحت الطريق إىل عاصمة أفريقية جد ؛الدولة واتمع

فقـد دخلـت التفاوض ويف مجلة حصيلة السالم،ألبست على موقف حكومة اإلنقاذ يفاحلركة الشعبية املفاوضات بوفدين يمثالن الفصيلني املتفاصلني، ولكن أجنـدة التفـاوض

ركـة سرعان ما وحدما ضد وفد احلكومة، فإذ تناصرت منظمات عاملية مهمة إلنقاذ احلالشعبية من االيار الذي بدأ بعد انشقاق جمموعة الناصر، تعددت مراكز صـناعة القـرار

سمالذي ي يفاوض يف اخلارج تطورات مسار السالم يف أطر ثورة اإلنقاذ، فهناك دائما وفد اكتسب خربة جيدة يف التعاطي مع عالقات املفاوضة وأجندا، حياول أن يكون موصـوال باملكتب القائد ال سيما األمني العام ونائب األمني العام، كما أن هناك اموعة العسكرية السياسية، ال سيما رئيس الثورة ونائبه املوصولني بتطورات احلرب واجلهاد يف امليـدان، مث

دة ياالقأعداد من املستشارين من خارج وداخل أطر احلركة اإلسالمية، وأفراد السكرتاريا والعسكرية من األفذاذ األشد نفوذا يف إدارة العمليات القتالية، وقد بدأ تأثريهم يزحف حنـو

.السياسة وسياسة السالم خاصة

مثلت أبوجا األوىل، وحتديدا قضية حق تقرير املصري للجنوب اليت فتحـت اتفاقيـة جلملة مسار عملية السالم يف إطار تعـدد فرانكفورت الطريق للتداول حوهلا، مثلت حتديا

مراكز القرار الذي أشرنا إليه، فلم حتسم قيادة اإلنقاذ املوقف بني الرفض املطلق ألميا حماولة إلدراجها يف األجندة، وبني االستعداد الفكري والذهين للتداول حوهلا للوصول إىل قـرار

ودان، مبا يف ذلك مجاعة الناصر الـيت سة اليستصحب موقف احلركة الشعبية امللتزم بوحد ي بقيادة جون قرنق،التمست فيها موضوعا جوهريا يفارق بينها وبني دعوة الفصيل الرئيس

ولكن فريق اإلنقاذ املفاوض بقيادة الدكتور علي احلاج أفلح يف إلزامه مرة أخرى بإطـار ي القضية بالكامل، وأفلح مبسـاعدة إال أن الفصيل الرئيسي سارع إىل تبن ؛ودانسوحدة ال

جهود الوسطاء يف دفع اموعتني إىل توحيد الوفد املفاوض حول كل القضـايا، وعلـى .)حق تقرير املصري(رأسها

إذن مبزيد من االضطراب يف موقف وفد اإلنقاذ ملفاوضـات )أبوجا األوىل(ضت نفا فوف احلركة الشع 116السالم، وبانشقاق جديدة لتحرير اليف صالطريق أمام فسحسودان، بي

أفقا جديدا يف ساحة احلرب ال يف ساحة السياسة، ضمن اإلنقاذ قد بلغتف) أبوجا الثانية(م 1993 )نيسان( أبريل 3ففي ،)صيف العبور(احلملة العسكرية الواسعة اليت حملت اسم

يف )اتويبك(للحركة الشعبية، مث مدينة ذات الداللة املعنوية والسياسية) بور(سقطت مدينة قبضة القوات املسلحة ومجاهدي الدفاع الشعيب، وتواىل تباعا ايار املدن األهم يف شـرق

ة وغرااالستوائي سلم عن آخرها هلم، وذلك بعد احلمالت املنتصـرة يف حىت كادت أن ت) آذار(ة والذخائر، يف مـارس املستودع األهم لألسلح ،)فشال( سقوطووالية أعايل النيل

بعد تدمري مثانية معسكرات يف حبر الغزال ومخسة عشر معسكرا جبنوب كردفان، م1992 .وبعد صد محلة احلركة الشعبية املفاجئة إىل دارفور مطلع ذلك العام

ت رؤية الوفد احلكـومي إىل للمرة الثانية، تصوب) أبوجا(لدى عودة املفاوضني إىل التوصل لسالم عادل وشامل مع احلركة الشعبية بفصائلها املتعـددة، باعتبـار أن اهلـزائم العسكرية املتالحقة مث انشقاقات احلركة قد وضعت الفصيل الرئيسي بقيادة جون قرنق يف

ثر مع اسـتحماء اللحظة األنسب لقبول تسوية تفضي إىل وقف احلرب، وإذ تراجعت أكمحالت اجلهاد وسفور محالت املعارضة بقيادة التجمع الوطين الدميقراطي، تراجعت دعوة بسط احلرية مهادا لبسط السلطة والثروة، تبلورت بقوة مناهج ومداخل قسمة السلطة بني

ا قائد املفاوضات اإلنقاذ وفصائل احلركة الشعبية، ورغم تفاؤل املفاوضني اإلنقاذيني ال سيماملعروف مبقدراته اهلائلة يف السياسة ووزنه الراجح يف وجـوه الصـف األول، كانـت

قد استسـلمت بالكامـل ) نائب األمني العام والرئيس ونائبه(توجهات القيادة يف الداخل ر يف جملس ملزاج القيادة العسكرية والسياسية حلمالت ذلك الصيف، ال سيما العضو األصغ

الثورة وأصحابه العسكريني الذين يقاربونه يف العمر والرتبة العسكرية ويف قيادة محـالت القتال يف رفض التوصل إىل تسوية سياسية أو عسكرية، بدء من جتديد دعوة وقف إطالق

أ)�EIG Q�Pد ا�`E��C� ا.�E��1A� ا�E*�k�P� 6E�N�# 'E( و)6E ا���آE� ا�(�J&E� �1FAو1Efت أ1EG�H و�`E^ ا�E57اض 43

.إ�, ا�p(12ق �G6*6G c�BFHن P7 ���j, هhT ا��Raة ا�QA# '5 دون ا�5(1ر#O د)&Q ا�6�12 و��V ��ن .د

على السياسي وتعطل مسار لت سطوة العسكريالسـالم النار وحىت االتفاق األمشل، وعويسـلم )جسر نمويل( واحنسرت حلظته الساحنة يف انتظار كتائب اجليش وااهدين لتعبر

نذعاملة تسة عندئذ إال أن تأيت صاغرة مجدي احلركة الشعبياجلنوب بالكامل لإلنقاذ، وال ي .117لشروط اإلنقاذ

سـتقرار االنتصـارات م بعـد ا 1993) نيسان(اختتمت أبوجا جوالا يف أبريل من الطاقات املادية ا كثري اليت استنزفت ،)نمويل(النقطة األخرية العسكرية وفشلها يف عبور

والسياسية، وبعد تدخل نائب األمني العام شخصيا يف ملف السـالم، فـالتقى بـبعض تيسـر مث لندن، يطانيةالرب العاصمة يف قرنق جون بقيادة شخصيات مهمة يف الفصيل الرئيسي

قبل ) كمباال( يف قرنق جون .د احلركة بقائد مرة ألول يلتقي أن احلاج علي .د الرمسي للمفاوض قسمة حنو وإذ اتجهت تلك اجلولة مباشرة ؛م1993) شباط(فرباير يف بداية اجلولة بشهرين

بعـض نشـرا اتفـاق معامل األفق يف معه الحت تقدما أحرزت الشعبية، احلركة مع لطةسالواليت اجتهدت الشعبية، احلركة مع املتحالفة العظمى العربية، فأهاجت حماور العامل الصحف

جهـود النشر حفز كما ودان،سال يف املتحكم األصويل النظام إلزالة حبزم يف تلك املرحلة إداراا

لبلورة عالقاا مع احلركة الشـعبية بـدخول اإلنقاذ ضد يومئذ الشرسة ودانيةسال املعارضة .118)الدميقراطي الوطين التجمع(بـ املوسوم الشمالية املعارضة حتالف إىل احلركة

*****

44 E(و V�1H 'A�91 ا���Cوا� ���Kا� vP# د�I4 6N1 *�2ل أEG�H1ت أEf1وFA� 1ذE2�6 ا :) '��E`ف ا���ERا� ^E`و�

Q�<AE� 'E5ا� �*�`E�&1 ا�EI5PAN ة�E5Fا� vEP# 'E( 6أتEH 6Ej �E��`وان ا�� �ES1��V *`^ و1I5j أآ+� 1EF#�� 1�1ANق، � )U�S ا�&�Jر(Hـ�Kا� Zj6أت ��اH171وJ# uj1�5# 'J&)1ن �^ د.. ا��� �وآ1دت ز�� . ,Eدي إ�oE# ا��1ج أن 'P7

6E�2&ا� '��E`6 ا��E(ا�� Y�E1ح ر�ECG 'E( 1ءE�� cEي آ1ن *&62 آT1ع ا����' ا�A5Gpا '( ر���P� 1لj ^�N �P`)��F�P���Ek ,Eرة �gE&H ^E )"د�ى هTا إ ..��`^ �&V`� 1��P أ�V� 1C ���� إ�, ه1C �&62 ا#1Fق �6A�� :���j Z ا.��^

�E�2H OEH �ERa* Vو� Uj�Aا ا�Tي ا���5ب أن *`�ن هTا� ��G1رa�1} وز*� ا�S �Hأ ^��N VIرأ� ,P7 ،ا����ر) #(�E*^ ا.ول (أآPE�P�– 7 �H�E5� �p1E2ت 6E*�KHة ا�6E2س ا�&�6EJ7– 'EHا��ه1ب ا.)6ECي . د - )أ1�7ء ا��)6

.م200845 � �PN�� Z� ���1+1 ا�G�H1ت أf1وF� QCا�M# 6�1ةE�AH 1ذE2�1م اE�� 1EI�( VEI#ا 'E5ا� �E��1+ا� q�EPaب ا��EN 6E&H 1

�EJ57وإذ أ ،QE*�`P� hوMEx 'E( ^�E�N 6امES Y���E1م ا�E�ا���Eدان )E' إ1E9ر ا�E&�1K� ا�&�E�H� �E�� 'E(ر دول �1�CP� ��H671 67اء ا�6ول ا���B# ،1I5�M7 QA`Nا�5' أ ���1A+ما��6 ا� 'E( 16هEf UE2*ن و�����ا hp�5* يTا�

�N��A�1&1 ا�IH . ول�E5Jا� UEj1ذ ووE2�1م اE�� ^E7 ا���ح ��N ,1خ )176 إ�CAا� vذ� 'C9ا�� ZAK5ا� �A+56 ا�jو�1ص ��2N UPAق ا��1ن )' ا���دان 'Aث أ��&J� ^��&#و.

العاصمة اإلثيوبية يف ) إيقاد( ة احلكومية ملكافحة اجلفاف والتصحرأفتح اجتماع اهلي األمل يف استئناف مسار مفاوضات السالم، إثر ، كوةم1994ام يف مطلع الع) أديس أبابا(

حتت تلك املظلة اليت جتمع سـبع ،)دانيال أراب موي( مبادرة ومحاسة من الرئيس الكيين .تلك اجلولة إىل حكومات متثل شرق أفريقيا، بعد انضمام دولة إريتريا املستقلة حديثا

العاصمة الكينية يف م 1994) آذار(مارس 23 -17 يف الفترة التأمت اإليقاد األوىل ،)حكومة اإلنقاذ واحلركة الشعبية(نريويب، بعد جولة لوزير خارجية كينيا بني طريف الرتاع

املفاوضات ومقترحات احلل ودراستها جمع فيها الوثائق السابقة يف تراث املشكلة ومسارت وزراء خارجية كينياعرب اللجنة الرباعييوغندا وإريتريا واليت و أثيوبياو ة املشتركة اليت ضم

وكان التقدير أن كينيا ويوغندا تقاربـان احلركـة الشـعبية . )وسطاء اإليقاد(عرفت بـت يف وتوالياا، وان أثيوبيا وإريتريا هما حليفتان لإلنقاذ، وهي املعادلة اليت سرعان ما اختل

العام التايل بتحول أثيوبيا وإريتريا إىل العداء اجلهري لنظام اإلنقاذ، وحتول مخرج اإليقاد إىلفصـل املسـار ي اإال اتفاق ومل تثمر اإليقاد األوىل ة،ودانيسمأزق يطوق عنق احلكومة ال

اقتصر على مبادئ وأسـس األعمال الذي السياسي، مث جدول اإلنساين لإلغاثة عن املسار .فض الرتاع مث اإلجراءات االنتقالية

، مث )أيـار (م، فانعقدت الثانية يف مايو 1994اتصلت جوالت اإليقاد يف ذات العام ، كما استمرت اإلنقاذ بكل أعضاء وفدها للجولة األوىل الذي عبـر )متوز(الثالثة يف يوليو

س الوفد عضو جملس الثورة، ترأ ،حنو مزيد من االعتدال والتمثيلبدوره عن تطور التجربة مث اجلولة الثالثة س لوكودو وأجنلو بيدا؛أجنونافع علي نافع . دوعلي احلاج حممد . وضم د

اليت اتسعت لتضم وفدا استشاريا وسكرتاريا، بلغت أكثر من عشرين عضوا، عبرت كذلك 119.د موضوعاا ومقدار اهتمام العامل اومدى تعق ب عملية السالمععن تش

ـ دفعت كذلك جولتا اإليقاد الثانية والثالثة ملفاوضات السالم يف ال ودان بقضـايا ساألصول األشد حساسية لدى الطرفني، وعلى رأسها عالقة الدين بالدولة وحق تقرير املصري

أ�UE 40أ�OE�CG UE إ�C���5E'، ه��6ECا PH12A� Q7�J# : 1E��1R*�H25� U��1`# هhT ا���K� �1E+N1J� ^ت ا��E�م 46

.أ�U دوpر 100ا��Cو*q دوpر،

ألربعة بداهة ألطروحة فصل الدين عن وإذ احنازت دول الوساطة ا ،ودانسلشعب جنوب الالدولة، ألا متثل عقيدا يف احلكم وما تظنه منتهى التجربة البشرية عربة بالتاريخ األورويب

يقوم إىل جوارها، وقد يصل أو يتصل باألقليات يمث خوفها اجلليل من عدوى نظام إسالم أقطارها، فإن نظام اإلنقاذ الذي ميثل خالصة جتربـة احلركـة املسلمة الكبرية املتوطنة يف

دينا احلياة توحيد على اإلسالمية ومدى إجنازها يف احلكم والدولة قد أسس أطروحته وخطابهجدان، كما أنه مل يتهيأ بعد لطان والوسجيمع الكسب اخلاص والعام والدولة واتمع أو ال

املواطنة على احلقوق دولة م يف تأسيس1987 يف ودانسمنذ ميثاق ال ملراجعة اجتهاده القدمي

قطـر خصوصـية اإلسالمية بإمجاع الشعب، مث استصحاب الشريعة حكم وبسط املتساوية

األديان والثقافات واللهجات واألعراق، مراجعة ذلك االجتـهاد تنوع من املركب ودانسالمن الصور النظريـة ايف ظل جتربة يف احلكم أحالت كثريعلى ضوء تطورات مسار السالم

شبهالسابقة إىل قضايا ملموسة، فما بدا بداهة لدول اإليقاد تلقته وفود اإلنقاذ للسالم مبا ي .صدمة اإلساءة هلا وجلمهورها الذي ينتظر نتائج مباحثاا

اصة بعد النص اجلريء الذي املصري، فقد كان التعاطي معها ميسورا خ تقرير قضية أما م، وإذ دفعت التجربة ورسوخ اخلربة لـدى قيـادة 1991 عام محلته اتفاقية فرانكفورت

احلركة اإلسالمية إىل التوكل الذي يغلب خيار الوحدة مهما التزمت احلركـة اإلسـالمية يف اإلنسـان حق وايفت اليت احلكم صيغة اختيار يف اجلنوب شعب حلق بالوفاء وحكومة اإلنقاذ

درالية أو الكونفدرالية عالقة مع بقية أجزاء السودان، فإن عقدة الف تبني ويف وعيطال االنتماءيومئذ، احلركة الشعبية واجليش الشعيب صيغته سيما ال اجلنوب، يف التمرد مع العالقة التاريخ يفدة اإلنقاذيـة وهـي ت عالقة القيااصة اليت شابودان، مث الدهاليز واملطبات اخلسلتحرير ال

ذلـك كل العسكري، وغلبة العسكري مع السياسي تداخل سيما ال السالم، تتعاطى مع ملف

صعوبة عن عالقة الدين بالدولة، وأدى إىل ختـام قضية ال تقل املصري تقرير موضوع جعل) أيلول(سبتمرب 6 يف واحد ليوم قصرية امتدت بعةرا جبولة السالم تلك اجلوالت من مباحثات

الوساطة األربع ووفد حمدود مثل حكومة اإلنقـاذ ودول الشعبية م، شهدا احلركة1994غازي صالح الدين . نافع علي نافع مدير جهاز األمن، ود. بأشد وجوهها صرامة يومئذ، د

عـن للحديث اإلسالمية اإلنقاذ يف مساحة أال اإليقاد منبر اليبلغ وزير الدولة برئاسة اجلمهورية

علـي املصري تقرير لوضع املنتصرة العسكرية اإلنقاذ يف سبيل ال أنه كما الدولة، عن الدين فصل 120.التفاوض أجندة

مع تعثر مسار اإليقاد، أفلحت جهود العمل مع أهل اجلنوب يف فتح مسار جديـد، ، فمنذ مداوالت مؤمتر احلوار حول قضـايا السـالم، )السالم من الداخل(ـيعرف ب ظل

ته األهليـة املختلفـة حـول التفت مجاعة من مثقفة اجلنوب وسياسييه وسالطينه وإداراواستأنف كـثريون مع قيادا ورموزها أطروحات ثورة اإلنقاذ الوطين واتصلت من قريب

بقة عالقاته مع احلركة اإلسالمية منذ اجلبهة اإلسالمية القومية، وتفاعلت معهـم منهم ساوجبهة امليثاق، مث كسب أمانة )اإلخوان املسلمني(ظلوا من صفها امللتزم منذ بالطبع مجاعة

اجلنوب أعدادا من املسلمني رعت تأهليهم ودفعهم لتولي الوظائف واملناصب يف اجلنـوب .منذ إنشائها يف أول العقد الثمانني

م يف أعقاب الفشل 1994) أيار(مايو ) مؤمتر جوبا(كان أول اجتماع ألولئك مجيعا الذي تبدى من جولة اإليقاد األوىل، وضمن تعزيز خطوات اإلنقاذ لتمام تنفيـذ فلسـفة

يف محوري بسـط وإحكام احلكم االحتادي للسودان كافة، وخماطبة جوهر قضية اجلنوب السلطة وبسط الثروة، وتصديا جلدول أعمال وساطة اإليقاد الذي صدره الوسطاء األفارقة بقضية فصل الدين عن الدولة، واالستفتاء سبيال للجنوب حقه يف تقرير املصري، فقد جـاء

بالوحدة الوطنية، مستمسكا) املؤامرات األجنبية(البيان اخلتامي رافضا الدعوة لالنفصال ومعبرا عن عزم اجلنوب واجلنوبيني خاصة إلجناح جتربة احلكـم االحتـادي يف السـودان،

47 'E( 1EIC7 ت�`E�Aوا� �CRJ5E�Aراء ا�bوا Ujا�A*12د آ+��ا �^ ا�ا �و�91 O#6A57ي اT1دئ ا�JA1ر إ7�ن ا�kأ

���ES . �EEاع ا�1EE�2دة ا�12ذ*EE�، و)EE' ا1EEA5Gع �EEH UEES17زارة ا�1aرEE��G� �6EEB#ى د 6EEA�� Vاه��EEHإ tEE<�Rي (ا�TEEا�#�6EBى ) وز*YEPK� �E ا��Eزراء و1ENآV وE*p� دار)�Eر ا�`�EJى -1E2ذ ا.و�tS1C� ,��# ,E ر��A� �EAI� E(' ا�

ZEf1 أن و�<f�� ،ا.��^ ا�&1م t�1� ل�N �ة �&5Aا� ����6Aوا� �ا�&�`�*� �7�AKA1ت ا�I�G�# ^7 �(1ا�� ��J&5P��EF�P (�UP ا��CKب و��j� ا���ب وا���م )' *6 ا�Ck^ �^ أهcE دار)�Eر ^�E�.6 اEA�� 6E�2&ودا� �1ج . Eا�� 'EP7

6A�� ( ن�E7إ ,EP7 �E2(ا�A�1H vEأو�� h��jي أTا� ��BA�2*� ا�# �N {�1B� ا���دان �Hو�&H ����5ا� �RaH رTC*�EEF�P� E(' آOEEH15 . آTEE* 1EEAآ� د. ا�1EJAدئ ^�EE�.6 اEA��) 1ذE2�6 اEEI7 ل�EE��EER, ا��E�م ( ZEE� MEE�A5Aا� hار�EEN أن

OAI أن ��j� �N #�2*� ا�1EBF��� QE��� ��EBAل و6EN�P� pة 6j أ)) أروك �9ن أروك(�Ba4� �H�CG� �M�Aة .�Sر ا���*� و�N أ��2N ^� '�1ق ا��1ن ^و�`��i 1IC� ���2�5 ا��6Nة ا��7�R� إ�, ا.6H و�Sرة �

وإذ . م1947باعتبارها ساحنة فريدة كانت يف األساس مطلبا جنوبيا منذ مؤمتر جوبا عام ويالت احلرب ناشدت حملة السالح وفرقاء السياسة أن يصغوا إىل كلمة السالم، عددت

ونددت ا ورأت يف خسائرها هزمية لكل ما تدعو له الثورة املسلحة من حفظ اإلنسـان تأسس كذلك مع ظهور مثرات مباركـة . اجلنويب وكرامته وثقافته بل ووجوده على أرضه

) تشـرين الثـاين (نـوفمرب 14يف ) الس األعلى للسالم(خلطوات السالم من الداخل التفـاوض اخلـارجي، (: عضوا توزعوا على دوائر 89م، برئاسة رئيس الثورة و1994

فقد عادت واستقرت بعض وجوه من . )جئني والعائدين، االتصال اخلارجيالنازحني والالاحلياة يف اجلنوب ألول مرة بعد ملتقى جوبا، ال سيما الزراعة واحلصاد والتجارة والنقـل

نهري، وبدأت بعض دواليب احلكم واخلدمة املدنية يف العمل، وقـام واملواصالت والنقل النشاط تشريعي يف االس الوالئية، وشهدت مدينة واو سعيا خاصا للسلم األهلـي بـني

، وهبت نسمة )الدينكا، اجلور، الفرتيت(اموعات السكانية اليت كانت تتعازل وتتقاطع دودة، فقد أحيت األمل يف احلياة بعد عقود من اهلجرة والنزوح يف تلك عافية، مهما تكن حم

.البقاع

أحيت كذلك ثمار السالم من الداخل، وتأسيس الس األعلى للسالم، أحيت األمل كافة ضـمن ) الفصيل الرئيس(يف استيعاب أوسع جيتهد ليشمل المجانبني للحركة الشعبية

ومع أو رهبة؛ قاذ للسالم، فيستشعر الفصيل الرئيس العزلة وجينح للسالم، رغبةمشروع اإلنالناصر عن احلركة عامه اخلامس، أمثرت اتصـاالت فريـق السـالم مجاعة بلوغ انشقاق

اإلنقاذي عن مبادئ للتفاهم ومالمح ميثاق مع احلركات اليت تبلورت بني يـدي الزيـارة إىل مدينـة ) الفريق الزبري حممد صاحل(اليت قام ا النائب األول لرئيس اجلمهورية املفتاحية

رياك . م، حيث استقبله قائد اموعة د1996) آذار(الناصر، مث إىل داخل الغابة يف مارس ذ اإلنقا وإذ كان للزيارة وقع كبري على مجاعة الناصر، رسخ لديهم نزوع. مشار ومعاونوه

املجد حنو السالم وشجاعة قادا واستعدادهم للتضحية يف سبيله، دفعهـم إىل املسـارعة ، ريثما يحتفل به يف حدائق القصـر )الناصر ميثاق(لتوقيع امليثاق السياسي الذي عرف بـ

جمموعة حبـر ( اخلرطوم، وقد وافق طرف مهم على االنضمام والتوقيع عليه،يف اجلمهوري

بقيادة الدكتور ) جمموعة قوة دفاع االستوائية( مث ،121بقيادة القائد كاربينو كوانني) الغزالتفلوس أوشانق، كما انضمت اموعة املستقلة اليت تضم أروك طون ممثال موعة أبناء بور

).دانيال كوت ماثيوسو صمويل أرو(وعدد مقدر من القيادات اجلنوبية

طريق إىل أوان ترتيل مبادئ امليثاق وتفصيلها يف اتفاق شامل يخاطب أصـول لكن ال م، فيمـا 1997) نيسان(األزمة بني الشمال واجلنوب، أو بني املركز واألطراف يف أبريل

شهد عوائق كثيفة من جدليات العالقـات اإلنقاذيـة ) تفاقية اخلرطوم للسالما(عرف بـا، اليت تبلورت حنو العام الثامن من عمـر الثـورة ويـأت للتـأزم السلطوية وتناقضا

واملفاصلة؛ فمساق السالم عامة ظل يثري مشكالت املباينة اليت طفقت تتجلى وتـربز بـني اخلطة اإلستراتيجية والتطبيق، بني املبادئ املؤسسة للمشروع واخلطة ومدى إميان القـائمني

اجمها اإلسالمي وضرورة املسارعة عليه واالصطبار علي ابتالءات الوالء، ال سيما عليها بربنوإذ أتاح .عندما تثور مطامح بعض القادة ومطامعهم وخماوفهم من تداعيات ذلك السياق

لقاء الغابة مع النائب األول للرئيس سبال جديدة من الثقة واملودة بـني أطـراف امليثـاق الم أكـول، كـاربينو (الت الزيارات السرية والعلنية إىل اخلرطوم من قادته السياسي، وتت

، وانفتح باب للحوار الصريح واملداولة احلـرة، )كوانني، وليم نون، رياك قاي، تعبان دينقواتصلت املفاوضات للتوصل إىل اتفاق شامل للسالم، واقترب الصف اجلنويب األشد تطرفا

لتقرير املصري واستقالل اجلنوب عقيدة متيزه عن الفصيل الرئيس بقيادة جون قرنـق واملتبني ، اقترب كأنه بعض كيان ثورة اإلنقـاذ )السودان اجلديد(املمسك بالوحدة املؤسسة على .بعساكرها وبرموزها اإلسالمية

الشخصـيات ثارت كذلك مشكالت املنافسة واحلساسية بني قادة اإلنقاذ وأضحت املتولية للتفاوض عن الثورة واحلركة اإلسالمية أكثر أمهية من املكتسبات اإلستراتيجية اليت محلت بشائرها تلك العالقة الطيبة بعد عقود أزمة الثقة، فقد جتلت يف حلظة التوقيع علـى

ه السابع من احلكـم، جل التناقضات يف املسار اإلنقاذي يف عام) اتفاقية اخلرطوم للسالم(

48 ��H �7�AK� ،ب ا���دان�CG ا�25�ل �آ�N �9م�a�1H �B26ا�� ا��H '�11ق ا���+�Aا� ,P7 Q&jو .م1996) ���1ن( أc*�H 10وذ�v )' . ا�5�pا���، ا�7�AKA� ا�P25�A�ا��Mال، �7�AK� �jة د)1ع

وتأخر التوقيع لبضع ساعات رغم احتشاد حدائق القصر باآلالف من اجلنوبيني والشماليني، دعتهم أبواق السلطة إىل عيد كبري، فجاءوا من كل فج عاصمي عميق بطبوهلم ومزامريهم

وا أحد أهمدشههم يرقصون للسالم وليفخرهم وزهم وريشاسحفصوله ون.

لكن تني، اقترح طابور شرف للرؤساء الرئيساملتذبذب بني الطائفتني اإلنقاذيتني القويترده احلدث بدال عن توقيع امليثاق، األفارقة الذين دعتهم بدورهم الوسائط الرمسية لشهود

م جملـس تنسـيق أعلـى حق تقرير املصري، قيا(: صوص البينة اليت محلتها االتفاقية مننالللواليات اجلنوبية، إدراج القوات احلاملة للسالح يف منظومة ونسق مع القوات املسـلحة

ودانية وتطوير جتربة القوات الصديقة، استيعاب قادة الفصائل يف املناصب الدسـتورية سالمل تكـن ، )العليا، فسح الطريق الستيعاب القوات والقواعد يف الوظائف املدنية والعسكرية

أت هلا ثورة اإلنقاذ من قبل ببضع مراسيم دستوريس ال ةتلك النصوص اليت هيـ تؤس ودان سكله على حكم المركزي احتادي فدرالواألطراف، ويتسع لإلنقـاذ ي فيه املركز يتشارك

الرئيس، ولكن وحدها اليت تثري قلق مل تكن تلك النصوص ،وخصومها املقاومني السابقنيوساوس اآلخرين وهواجس همالئم باسترخاء قبضتهم عن متام جديد هم من مسارزدهيتهد

.اجلديد مساك بالقادماإل*****

األمني العام ووزير اخلارجية، رسخ يف روع الرجل األقوى يف اإلنقاذ حلظتئذ، نائب ال يتم إال باستيعاب الفصيل الرئيسي الـذي يقـوده إن السالم احلق (: ما جاهر به من رأي

، )قبيلة الدينكا(والقبيل األكرب األفعل ) الدكتور جون قرنق(الرئيس املعترف به إقليميا ودوليا أما الذين يتهيأون يف أمسية القصر اجلمهوري للتوقيع، فغالبهم من قبيل شرس ولكنـه لـيس

، بل إن اموعة منذ انشقاقها تزداد هامشية بسبب رفض القوى اإلقليمية )بيلة النويرق(األول والدولية االعتراف ا، وأا ما جنحت للسالم إال بعد خيبة املسعى املتصل يف احلصول علـى

).ض اللوجستية من النظام األثيويب املوايل وقتئذ للفصيل الرئيسدعم السالح ومنافذ األر

إال أنه مهما تكن وجاهة املنطق الذي نطق به معسكر نائب األمني العام يف بعـض وجوهه فإن خماوفهم ما بسطت للمداولة يف مؤسسة القيادة املعروفة والـيت يقومـون يف

سبل اخلفية اليت تتقنها يف التأثري على الرئيس وترهيبـه، مث دفـع عمقها، ولكنها سلكت ال ر عن رأي ورؤية ترفضبعاحلرب أمريا هلا لي ديرعضو جملس الثورة السابق واملستشار الذي ياالتفاقية ولكنها مزودة بثقل القوة وحقائقها يف ميدان احلرب واجلهاد، شأنه شأن مدير عام

هاز األمن السابق املعبأ ضد كل خطوة حنو االنفراج واالستيعاب واالنفتاح، األحـد يف جرفض االتفاق وكل ما يفضي إليه واملعلن براءته وحتلله من كل التزام أمام وفد املفاوضني

م اإلنقاذيني الذين استفرغوا وسعهم يف تعبيد السبل وصـياغة النصـوص لـذلك اليـو .122.املشهود

لكن على اجلانب اآلخر من الطريق، أقبل القادة اجلنوبيون املوقعون علـى اتفاقيـة ستراتيجي إاخلرطوم للسالم بروح عالية من التفاؤل والثقة واالستعداد األمت للتعاون يف إجناز

م بشـعلة 1996) سانني(مشترك، فقد زودم زيارة النائب األول يف حامية الناصر أبريل األمل والثقة األوىل، مث توالت الزيارات واملداوالت ال يرون إال وجها واحدا صادقا لإلنقاذ،

رئـيس وأمني عام احلركة اإلسـالمية ، وتعرفوا من قريب على من السياسيني والتنفيذينيا فيه املوضوعية واحلـرص الس الوطين الذي أدار مع قادة الفصائل املوقعة حوارا التمسو

ودان، وظلوا منذ تلك األيام يشهدون له بالصدق مهما تكن احلقـائق أو سعلى وحدة الوجهات النظر ال توايف رأيه أو أطروحاته الفكرية، وقد تسامى يف هذه املرحلة من التجربة

ل أتباعه يف املفاوضات بـذات والعمر على أيما حتيزات حزبية أو سلطوية، وظل ينتقد عم .123راء قادة الفصائل اجلنوبيةآاملوضوعية اليت انتقد ا بعض

�EF�P� ود 49 ^�E�.6 اEA�� ،ا���م �^ دار)�ر UP� 1دةj 'إ� ZJR�1H 14رةدم . اi 6سECIA6 وا�EA�� 1جEا�� 'EP7

S1FA6 ا�&H 'J&)ا� �A#oAP� 1 ا��1زوا&�AG VIأ� �N�Aآ�ر، وا� vAب ���, ا��CK6ون، و�^ ا�AN 1ه�Rا��P. 50 �E2RCAH cE*��1A*إ MEآ�AH �E��j ن�EG 6آ�5رE1 ا�I��6Ej ة�Ef1�� ,EP7 1رE)� 1كE*6آ�5ر رEP� 1فf t�2&# '(

)�`�PAH( 6ن 17مC� '(2003 6EANأ �EA91( ��7��E)ا� �E*1ت ا�1�2دEfا�57ا ,EP7 د�E1ر ا�E)� 6آ�5رEP� c6 أوآjم، و �A#oAب ا�MN Z� V1هF# آ�ةTA� ��J&)ا� �ا���آ Z�j�# ,P7 Vاه��Hإ 'J&)ا�) UE�CG2002م( 1رE)� 1رE4إ، أ ,E�

�IE4ا )E' ا�tE#1`A وا.�1FEر وا��A#oEAات 12�33ذ ����ا ��اء، )VI&� Q�PG 62 ����� واا 1jدة ا���آ�: أن ^`A* ل�jأن أ Z�R5وأ� ��71A5Gp1ت اJ�1CAارأوا��N �*6� �7 ان�f��1 د Z� .أو د 'Hا��5ا ^�N . 1جEا�� 'P7

c�Pأو�ل ا� ^� *�Ef1ل ا��"Eأ� 'EC`1ح، و�JBإ�, ا� : V6آENر أ��EB5* cE6آ�5ر أ هEا� cE+� 1صaE4أ ZE� 1ورE�5* ن و�cd 6j ا�6آ�5ر آ��6EH ,`�* ���j �P�5ورZ(1� 'P7 Z(1� ! 1E2�P&# h أو S�ح �jش أو ا�6آ�5ر 1xزي ا�&�1J5'؟

��j1F#د ا�CH ,P7 'Hا��5ا ^�N z�)P� 1E)� 6آ�5رEا� OE&و� O�"E� 1�6EC7 م�E9�aا� �1�6 : رEC7���1'؟ وEj VE`&� Y�Eأ� ن هTا ا�1�2دي �E^ أ1E�7ء OEHMN أP7 'H, ا��Fر �, ا���12ن أ14ر ا��5اإ1ذ ا��J�5C* ^*Tن ذآ�وا ا�V أ1j 6Nدة ا�2

p ف ا���12ن�&*!!

إذ استقبلت قطاعات واسعة يف أواسط احلركة اإلسالمية واإلنقاذ وقواعدها االتفاق و ذ ملسار السياسي لتنفيابالرضى واحلماس، أتاح ذلك لقادة الفصائل أن يشاركوا بفعالية يف

االتفاقية، وقد تولوا مجيعا راضني عن تنفيذ الربوتوكول السياسي، موافقني قـادة ملـف من التطبيق الفعلي، كما يوافقوم بـأن % 90السالم من اإلنقاذيني أنه يكاد يبلغ نسبة

.الوجوه األخرى من االتفاقية قد انتهت إىل إخفاق مريع، ال سيما األمين واالقتصادي

ذ انفتحت أمام قادة الفصائل سبل العمل السياسي، انبسطت هلم كذلك ما يلحق وإ ا من وسائل اإلعالم، فأضحوا ضيوفا دائمني ألول عودم يف اإلذاعة والتلفزيون الرمسيني،

ودان سويف صحف اإلنقاذ احملدودة العدد يومئذ، فأضاءوا جلمهور عريض من شعب مشال الالقريبة من املاثلة الفصول سيما ال الشمال واجلنوب، بني العالقة قصة يف وانب مثرية ومهمةج

ودان، وقد كان بعضهم يف الثلة القليلـة الـيت سالتدافع املؤمل مع احلركة الشعبية لتحرير ال واملسؤولية لسنوات أسست احلركة الشعبية وشرعت املقاومة، واآلخر يف أعلى سلم القيادة

ه، وقـد ىل عهد قريب، وجلهم يتقن العربية وعاش دهرا يف الشمال وارتبط بثقافته وفنإوكثريين أن يهـدأ أوار لأمال ل ،أطروحات باهرة فكرية وسياسيةمن مبا قدموا ،مثلوا مجيعا

القادة يطمئن أن جيمع أكثف وأبرك مما فحديث ،ودانساحلرب وتصمت املدافع ويتوحد ال .يفرق، ويبدد أوهاما كثرية ترسخت مع القطيعة بني شطري الوطن

أخريا أهدت التجربة قادة الفصائل املوقعة على اتفاقية اخلرطـوم للسـالم أن روح هي أهم لها االتفاقاتيف ظ قعووص العالقات اليت تصمن ننا بل هي الضامهودناملواثيق وب

وجوهها فال يبطل جوهرها بالتحايل وتزييف املضامني أو إفراغ بأفضل االتفاقات تطبق ألنأو حرفها عن مقاصدها، مث احملافظة على عهدها، فال يخان وال يـنفض، تواها احلقعن حم

.124سمة لبعض قادا براغمايت ظلج ومنه ذلك رغم نزوع حربائي

�6E&H ،c2CP أ*1Eم وأJS} وز*�ا )ا#�j1F� )(�دة(p20/9/1997 Z�j�5Hم أآ�ل c�1BF�1H ا�j�A>&� )' . ا���5 د 51

أ�E� ^E`* VE^ ا�1EF# ^E`AAدي ار#1EAء (: ا���6CP� #�1ءل )�O )ا���1ة(آP7 {�1, ا1F#pق �KH O� ^��12AH*6ة �^ ه�Kم�1E� 6E2رس ��1Eم ا�EIJK� أZE)H أ��Eاع ا�t*TE&5 وا�6Ef ZEA2 ر*1ك �(1ر )E' أ1E�Nن E��`N� ا�EIJK� ا�E����؟

1CJ&4...( أردف Vk :)ا إن ^E� �41J� c&( �9م ه� رد�a1ق ا�F#ا �*�`E�&1 ا�EIAا�Mه ,EP7 ����E�ا �EIJK� 'EI(

الالزم حلياة االتفاقية واالقتصاد الاملتعوقت اتفاقية اخلرطوم للسالم كذلك من ثغرة دالص ة يف صفة عن تنفيذ بنودها ولكل حياة، إذ انتظم وزير املالييالسقا مع مواقفه املتوتم

المية، املناوئ لألمني العام وجلملة حركة األطراف مع محور الشمال اجلديد يف احلركة اإلسوطموحها، فقد حبس املوازنة عن جملس التنسيق ورفض دفع استحقاقات قادة الفصـائل اجلنوبية، فعادت أفواج من جنودهم تلتمس الرزق يف قتال جديد، وعاد بعض قادة اإلنقاذ

كما عطلـت . 125املعروفة إلنقاذ السالم فال ينهار يلتمسون متويال لالتفاق خارج املوازنةعطالة املوازنة وإعاقة العناصر األمنية املتربصة باالتفاق العودة الطوعية لالجئني إىل مراكزهم

مادم، اليت متثل عاملواطن وقراه هرشعاجلوهر الشعيب للسالم اجلديد املوصول باألرض، فيستعمل اإلغاثة واخلري اإلنساين ظل مغريا النسراب العناصـر ديين البسيط، ولكنالقروي وامل

األمنية إىل أطره املوصولة كذلك بأرض العمليات وظروف احلرب، كما ظل عرضة لصراع ويف حالة اتفاقية اخلرطوم كان يعين تطبيقه جناحا كبريا نساين،السياسي واألمين وتأخري اإل

يستدعي جهدا كبريا مل يس له، بل لعكسهتحم.

مث يف حركة م سعيدا يف أقدار املوت واحلياةمل يكن كذلك قدر اتفاقية اخلرطوم للسال تبادل املواقع فقد استشهد النائب األول لرئيس اجلمهورية الذي كان السند األهم لالتفاق

اجتهد يف دأب شديد ع، ففقدت مجاعة السالم برحيله مددا مهمامن عام من التوقي بعد أقلصبة أويل القوة الرافضة لالتفاق، ال سيما وقد مود يف وجه العصلتحقيق قدر من التوازن وال

م1993 منـذ م القدمي جتدد احلل عاودت قبيل وفاته بقليل غلبة العسكري على السياسيوتـؤمن )نقطة نمويل(يف القتال تبلغ به القوات املسلحة واملجاهدون احامس اانتصار تنتظر

.دوة الدنيا من واردات دول اجلوار وغازياادود على العاحل

'E( h�E��#�*t�� 6 ا�1�Jط �^ #�Q أ6jام ا�A&1رf� 6N�Hاث �4خ )' ا�&cA ا�&�`�ي )' �ECGب ا���Eدان و�

( 12Np 1I�P7 '�2# '1ل آA)ادى�ا�( . 6ة*�G)7و 6 )ا���1ة �JA5J�1997 . ذ 6J7ا� �N^ اOJEBC� ^E� 6AN وز*�E ا�E��1A� ��hp�E5 �15ن 1xدر ا.أا#�j1F� ا��9�aم ��P�م Z�19 �ء�^ � 52

�E���� وآ1Eن أ6EN ��اE( 1EIH' ا�E�&AK� ����E� E(' أوان ا�EIJK� ا 6J7ا��ه1ب 1A+7ن ا�Tي ا����1H ��5آE� ا . د�F�P� �Z�H ,P7 cA&P ا��`� ا�1K5ري�����، و6j ا�Rf ا���6A�� 6 ا."ا�5 ^�� YA5P* #A*�� ��j1F#��.

الت قحبركة التـن حممد صاحل الزبري النائب األول الفريق رة بعد استشهادالك جرت مث موقع خليفة إىل األمني حممد السالم جملس رئيس فذهب جديد، ببالء لسالموالتبادالت وليرزأ ا

لشؤون احلـزب، متفرغا احلاج علي .د االحتادي احلكم وزير وذهب الوزراء، جملس يف وزارة

عضنـافع علـي نـافع .بتعيني مدير جهاز األمن السابق د كله على ثالثة األثايف السالم وولة العفو عـن املنصـب أول ساحنة أعادته إىل خضم السياسة بعد عطامستشارا للسالم يف

وليتهيأ للحرب من بوابة السالم، ال سيما إشعاهلا القريب داخل صف املـؤمتر األمين األول .الوطين واحلركة اإلسالمية

ة اخلرطوم للسالم الرفضاتفاقي لقم من الفصيل الرئيس للحر مل تة بقيادة األتكة الشعبيالدكتور جون قرنق فحسب، بل استفزت قوام الشتراع هجوم كبري حنو جوبا يف مارس

ميال من جوبا، قبل أن تلحق 60رياك مشار على بعد . م، أوقفته قوات د1997) آذار(، )وقريـال ق( جانب إىل ،)اناملاب(و )البونج( حامييت الستعادة احلكومية املسلحة القوات م

ويف شـرق االسـتوائية، .وأوقفت زحفها حنو أويل وواو، بالتعاون مع كاربينو كـوانني ، ويف إقليم حبر الغزال اعتمدت على قوات كـاربينو )قوات دفاع االستوائية(استعانت بـ

.ونكنورا مقار أوشيك

ع اإلنقاذي إىل اجلزم بأن توقيع اتفاقية وإذ اجتهت غالب وعود فريق السالم يف الصرا اخلرطوم سيسكت أصوات املدافع إىل األبد بتجريد احلركة الشعبية الفصيل الـرئيس مـن

وباستثمار جناحات السالم لتوجيه الذين زهدوا ؛مددها البشري الذي ظل يزودها باجلنودكر السالم والتنمية، فإن جتدد احلـرب وتطورهـا االنعطاف ملعسبيف احلرب وآيسوا منها

)الـرئيس (يف أعلى القيادة اإلنقاذية تتحدث عرب لسان ا عقب التوقيع أبرز ألول مرة أصوات وتسـتثقل نمـويل يف حىت اجلنـوب األقصـى وحفظها ودانسال حدود محاية استحالة عن

املتطاولة ومترده العنيد ضد املركز وتزهد عنه دفعا املتفجرة تهبصراعا املتوتر اإلقليم استصحاب .ودانسلبتره مستقال عن بقية ال

بعـد لكن كل ذلك الذي جتلى زهدا يف االتفاقية وإمهاال لبنودها، ترددت أصـداؤه

زنة اويعانون من قبض املووهم يرقبون املشهد ممترب لمتلم مث الفصائل قادة من مجيل اصطباراملالية، فبدأوا مناجاة شاكية من سلوك األمنيني جتاههم إىل العناصر اإلسـالمية القياديـة املناصرة لالتفاقية، مث تطور االحتجاج استقالة من املنصب الرمسي لرئيس جملـس التنسـيق

دة يف تعبري هو األحواثيـق ومساعد رئيس اجلمهوريي الوفـاء للمالتنفيذ وتراخ طلةعن عولكن كذلك األوضح إبانة وتفصيال لألخطاء اليت اقترفت واملعوقات األمنية واالقتصـادية

.126اليت نصبت على طريق التطبيق

وإذ تراجع رئيس التنسيق مساعد الرئيس عن قرار االستقالة حني راجعه بعض قـادة نان ال كالما باللسان، نقاذ باذلني وعودا بتصحيح املسار، انقلبت العوائق لتغدو قتاال بالساإل

ر فقد وظف املحور العسكري األمين يف اإلنقاذ احلساسيات اجلنوبية اجلنوبية وتناقضاا جلاق وتوطيده علـى األرض، رياك مشار حلرب مع الفصائل اجلنوبية تشغله عن تنفيذ االتف

خاصة ما اتصل بالشق العسكري، إذ زعم مستشار السالم ومـن ورائـه العسـكريون السياسيون املوصولون مبلف احلرب يف اجلنوب، زعموا مجيعا أن رئيس جملس التنسيق يريد

للقوات الصديقة أن تخلص له القوة العسكرية يف اجلنوب محضة بغري شريك، فاستقطبوااستقطبوا هلا قادة وجنودا من ) املليشيات اجلنوبية املتحالفة مع اجليش ضد احلركة الشعبية(

دامى وقادمني لقتال القـوات قذات قوات رياك مشار دون استشارته، مث وظفوهم مجيعا التصدي لقوات احلركة الشـعبية يف ، رغم صدقها يف127املساملة املوقعة على اتفاق السالم

مث تطور . م خري من يتصدى لذلكأاإلنقاذ املعارك السابقة ووفائها ملا وعد به قادتها قادةالرتاع أمام قناعة مساعد الرئيس التامة أنه معتقل بالكامل بواسطة شـعبة االسـتخبارات

ا�6آ�5ر ر*1ك �(1ر ��671 ر��Y ا��IAKر*� ر��YPK� Y ا�1�2P� ���C5دي ا�12ذي ا�E��� 'H�CK, #��6ث 53

VExر OEJ5`� ,Eإ� O�1765�1H '�1J* ^`* V� يTا� Z(1� 'P7 Z(1� 6آ�5رP� ةMF5�Aة ا��`CA1وزات ا�K5آ�ر 7^ ا� vAا� E*ر�IAKا� �E�1ر� 'E( 1ةE71 #`�ن ��ا� �FNأ �و#�آ����Jا� Vا��A1ر أن ا�E)5و�� Y���E671 ا�E�� ^�EH 1A�E� p �

^*��i ^�H!! � ا���دا�' �`�ا ���1j t1د#O و�CGر*1ك �(1ر #�C. ا�J57 د 54�KP� hد� �REf6 اEjو ،��j1F#�� 1�*�S 1j��و

� ا��Pاء )1و��t�#1� �C ا�Tي إ�,�(�Iد، �(��ا ���1I#p1H 1�Ba4 Yم )' ا1A5Gع��AاIG� ا��EK1دة ا�E�2� ZE�� .�P� tPj '( ا��j��*�Cا#152H Oل �jات ر*1ك �(1ر زار�7^ ا�C5F� ا���Q�1 J2دا�' وjا�

لوزراء اجلنوبيني، وصفت غيلة احلرس الشخصـي لـوايل العسكرية اليت اغتالت عددا من ااملكـان سـاحبا ترشـيحه يف يفسحلاإلنقاذ والية الوحدة، قبل أن يتهدده أحد أرباب

انتخابات الس الوطين مخليا دائرة جبل األولياء على تخوم اخلرطوم ألحـد أصـحاب .128احلظوة البيضاء من والية النيل األبيض

امتد كذلك مسلك ديد الوالة باجلنوب وترهيبهم من قبل جهاز األمن، إذ تعـوق دأبه يف حراسة األبواب وتوجيه السياسات املوحاة من عل، فتعرضت والية حبـر اجلبـل لترعيب صريح يف موقعها األرفع ويف قلب واليتها، أن تؤخذ وتحبس ملا مل توافـق علـى

تذعن مستجيبة لقرارام، وقد تضخموا متنفذين منذ دهر يف تلك البقاع مطالب اجلهاز و .بوصفها مناطق عمليات تنطلق فيها األيدي بغري سياسة وال قانون

صلت ذات املظاهر يف قلب القصر الرئاسي حيث يعمل مساعد الرئيس وبعضكما اتز األمن يف فرص مديري املكاتب، تـواترت قادته وبعض قادة الفصائل، فإذ مل يفلح جها

التنصـت على كبار املسؤولني اجلنوبيني املوقعني شواهد كثيفة أن مكاتبهم ملغومة بأجهزة عهودكما جتلت ذات مظاهر التعويق واملؤامرة يف امل ؛ت موقعا يف أطراف املبىنظفبعد أن ل

على غري ما مافر ملواقيتها وال تصرف يوميالروتيين من اإلجراءات، فال خترج جوازات السعهد من سرعة ونجازة هذه اإلجرائيات يف مثل تلك املواقع، مث يف تصرحيات صرحية تعلن

.129)ال متألوا علينا القصر باجلنوبينيأ(

�Y��"# TC ا���آ� ا�(&�J� �Hز #&1Jن د*6�1j �Cا �7`�*1 و��M<�A5� 1��1ا، وا���j1F#p V� ا��E9�aم �E�P�م 55

� OEPIوأ� OEوزرا� ^E� 6داE7 c5j t�#1� �Cر*1ك �(1ر �`^ )1و�� c�B( 1دةj ^Af VExر �E*p1در ا��E��� cE�Pj QEj�� ا���EEدا�' �EEKا� 'EE( uH1EEf �C1و��EE( أن OEE5(�&� .م�EE9�aا� 'EE( 1EEأ�، 'EEPa* ,EE5N {�1EES ^EE�N ي�EE`H h�6دEE6 هEE2(

O�EB6رات و�J� u�1J6ا�J&� ات أا�6ا��ة��E4"# OE� �E�(1درة ووE�A�1H 1EIC�N م�E1ر ا��E)5�� 1ه�ERا� Vاه��EH6 إEAN�EA#1� ا��Eداع )�FS . 'Eف ا���آ� ا�(&�J� ��ة أ��Eى ا��aوج وا�T5اآ� 6�17ا )' ���وH' إ�, 1EI�"6وة آE� 'E(و

ا�1ECدي –��E2AH Z(1E� 'EP7 Z(1E ا��A#oEA ا�C9�E' . رPN� 1J&#ن د*�C، #��6ث �&1E)5�� _*6EN ,EP7 1E2Pر ا��E�م د 12H1EE� '`���k1EE`�1� –ا�EEj :) Q�EEB� �EEH1ا�� 'EE( {�1EES 6EEA�� �EE�HM6 ا��IEE)ا� �EE*�F1 ا�EE1ء�G 1�6EEC7ا�'إ�EE� 'EE(

c�1EEBFم أنا��EE�ا 'EE( �EE*6KH.ا �EEH1+AH 6قEEBل .ن ا��EE2* 1EE� ا�j<6EEB*)ABC م�EE�ا (EE1 إ�EEC�G 1�6EEC7 ^EE`�, 1Aدا� v�Tآ Y�� vأن ذ� QJk 1سC�9م و1��417 ا��a1ن*��ب أنأ�1 . ا���ا VE� اTEI( OEF�PNم أ�EP&ا� ^E� OE(�7

.)ا��CKب ا�����1� و5H�K# '( p' و�6G OH 1Ck<6�# Vا#1C )' أ�Nاش��J5`�� VIن �ES��^ أوا��� ��H ا�cJK ه�6دهuH1f 1 ا.�^ 1257p1Hل دا�1N cو*� و )إYCG ��آ�دو(ا���6ة 56

�RHده1I&j�� ^� 1، ورVx ا�1KC5دهt�1C�1H 1 ا.ول �Y���P، ا��1ES 6A�� ��HM}، أدرآ1EI5 أ���Eا �EIGد ا�1E2ذ .P7' ا��1ج. ا�5' �1رع إ��1I وز*� ا��`V اp#�1دي *���T د

حـني التعقيد، بدأت االتفاقية تفقد عناصرها من القادة املوقعني يف ذلك الوضع بالغ بالغاضـبني، بادر القائد كاربينو كوانني ليكون أول اخلارجني عودا إىل الغابة املرحبة دائما

فقد استشعر على املستوى الشخصي خيبة إذ كان يتطلع طاحما ملنصـب رئـيس جملـس ساحة تلميذه عند يف نفسه أهلية فوق األكادميي والسياسي الذي تواله، فهو يري التنسيق، و

زادت كما .يتقدمه أقدمية من القلة اليت أسست احلركة الشعبية ألول يوم احلرب واملقاومة التنسـيق من تذمره املقاربة البطيئة من قبل احلكومة يف تعيينه ملنصب نائب رئيس جملـس

م بقواته ببحر الغزال، أن خرج واستعص بعد إال اإلجراء لطم يستدرك ومل أشهر، لستة وتعطلها اتفاقيـة على الصريح خروجه معلنا التليدة قبل أن يتحرك ملهامجة مدينة واو، عاصمة اإلقليم

جهود سارعت الحتوائه وإعادته مساملا من قبل طاقم السـالم يف ورغم .للسالم اخلرطوم أبقـاه اصل أو تعامل معه من جديد قـد تو ألي األمنيني القادة كبار رفض فان قيادة اإلنقاذ،

حـىت قليال بعدها يلبث مل اليت أن تقوده جهود أخرى ملواقع القائد فاولينو ماتيب، قبل بعيدا،

.ظلت طالسمها جمهولة يف أدغال الغابات غامضة عملية يف قتل

اخلرطوم للسالم وجناحا ألعدائها رياك مشار متاما اليار اتفاقية . أخريا جاء خروج د سلمها، فلم يقض غزلالذين ثابروا على ن ندحفظ منها بـد، فقـد بلغـت ومل يههلـا ع

التنسـيق جملـس رئـيس على اخلناق ممارسات االستخبارات العسكرية ذروا يف تضييق

اجلمهوريـة رئيس وبإعالن .االحتادية ةاملالي وزارة من املايل احلصار سياسة مث عضدا وفصائله،عـزل غـري مـن وما تاله م،1999 )األول كانون( ديسمرب 12 حل الس التشريعي يف

رياك مشار من أملانيا استقالة من كافة مسـؤولياته يف . دستوري لوالة الواليات، أرسل د

السـودان، مث مهـديا يف لتحريـر لشعبيةا احلركة يف القدمي صفه عائدا إىل ودان،سال حكومةمستقبل األيام عربة اإلنقاذ يف التمادي يف نقض العهود واملواثيق، فجاءت اتفاقية نيفاشـا

الش أدق ال يذكرفصد أضبط املواقيت للتنفيذ، وذلك بعد للسالم الشامل كتابا محدعاب وي

حنو أقصى الغرب دارفور، يف فتنة جديدة، لكنها ماحقـة أن جتلى منهج اجلماعة اإلجرامي .130حالقة

)'ا���� ا��$

��K1د وا�IKا� 6S�وا� uJ�ة ا��2�ة وا�MIGأ

57 hد��EA# 6E&H ^ا����Eآ �C�H1رE1دة آE7إ ,EP7 ار�ESإ 'E( �12ذ 17ز��1دة ا�j '( ��j1F#�� �A7ا�6ا �71AKا� Q�1آ pأنإ EE� ^�EE�(��1ا راEEآ 'H6اEE6 ا�EEANاء ا�EEP6*^ وا�EEا� YAEE4 Vاه��EEH�6م إEE2A1ر، ا�EEJ`ا� ^�EE�C�.1دة اEE2ا�v�T . 1دEE7 وإذ

1� t�#�5H �C�Hآ1ر ,P7 1F�f لMو� c�jو ،t�#1� �C1و��( h�IS6 أنNأ OEP5jو �C�H1رEد و19رد آ��A# ���1jدة ا.�PEf ^E7ع ا1Ja5E�pرات ا�&�E`�*� ر�EAx VExض ا�PEB�، آ�E# 1EAد�دت أ��Eى �ENل أ�1EJء )' ا��H1�، و#�Eد�دت

.#�رط ا���آ� ا�(&�J� ا�c�BF ا�������H ^`� ،Y أد���

��م ا��O�J� ،�H1 ا�Y���E إ�E, )6اEN� أ�ME&H OE�1Rل ا�p�Eة ا�1R� ^��H�ECKه� 6ANون ��5(1ر ا�ا iدم�O�J ا�6CIAس vEEذ� OEE� {�EE5* p �5رEE�6P� �VEEf 'EE5م ا��EE�P� م�EE9�a1ق ا�EEF#دة . .ن ا�EE7 ,EEP7 1EECاه�� hار�EEj ,EEP7 Y���EEا� �EESأ

1��EEB� ،��J&EE)ا� �EE6 ا���آEE(و tEE�1G ,EEإ� 'EEHو��� 'EE( ر�I��1EEH Vه"EEG1( يTEEا� ��EE�C5ا� YEEPK� Y���EE� �`�EE4وC� ��1EEj 6ونEEAN 6سEECIAP� �6ىEEB# يTEE6رات ا�JEE� uEE�1J6ا�J7 15ذEE�.ا 'EE��7ا h1رEE)5�� ���EEB :) QEEAP&# ,EE5�

.)!ا���12ن �S ,5Nت OH qG1�#؟

ألواخر احلكم احلزيب برئاسة السيد الصادق املهدي ثار جدل محتدم حول مغزى عت ا اجلبهة اإلسالمية القومية ألول مرة، معلنة تبنيها اليت صد) الدفاع الشعيب(أطروحة

صيغة تهيئ للقوى الشعبية، ال سيما قبائل مناطق التماس مع اجلنوب، املدافعة هلا الكاملوفيما تردد حزب األمة لبعض . عن أنفسهم أمام هجمات اجليش الشعيب لتحرير السودان

كامل تأييده، مدفوعا بالتقدم املضطرد لقوات ) الدفاع الشعيب(ت قبل أن مينح فكرة الوقاحلركة الشعبية وهي حتصد مدن اجلنوب واحدة بعد األخرى ومتضي مشاال حنو التخوم،

.حيث مناطق النفوذ التقليدي للحزب يف جنوب كردفان

فقد صرح زعيمه ) اجلبهة، األمة، االحتادي(ساق الثالثي أما احلزب الثاين األكرب يف امل فإذ .131)إن إجازة قانون الدفاع الشعيب يعين تقنني املليشيات(: السيد حممد عثمان املريغين

كان السيد املريغين يخاطب مجاهري دائرة شندي اجلنوبية يف وسط الشمال بعيدا عن صهيل بناء تلك املناطق حنو تخوم اجلنوب يف العاصمة اخلرطوم اخليول والتماع السالح، كان أ

ووفودهم من هنالك، يحاصرون مقار األحزاب ال سيما حزب األمة احلاكم صاحب الوالء .الغالب يف تلك املناطق

وإذ عبرت اجلبهة اإلسالمية بالدعوة للدفاع الشعيب عن جملة رؤيتها للجهاد فريضة ة واجليش الشعيب ملن اعتمن احلركة الشعبي الصة موقفها يومئذرت عن خعليه، كما عب ىد

أا كيان متمرد انفصايل موصول بالوالء الغريب وإسرائيل، مث هي «: لتحرير السودان، تصاعدت محلة أبناء املناطق اليت مسها الضر يف »عنصرية تستهدف العروبة واإلسالم

صمة وتقدموا متضامنني من سائر القبائل والعشائر مبذكرة صارمة الكلمات من داخل العاحنن قبائل التماس من قيسان شرقا إىل أم دافوق غربا نطالب بإجازة (: دار حزب األمة

قانون الدفاع الشعيب وننادي يف هذا املقام كل أبناء القبائل املتامخة يف حالة عدم إجازة هذا ون باالنسحاب فورا من مؤسسات الدولة وأحزاا اليت ال حتميهم، وأن يشكلوا القان

.)وحدهم قوة يدافعون من خالهلا عن وطنهم وعرضهم ودينهم

1 �F��S)'ا���دا�( z*15رH 8 ����*)ان�*MN (1986.

مع إعالن املذكرة واالجتماعات اليت اتصلت لشهر كامل مع األحزاب، صرح الشيخ إن اجلبهة : (اجلبهة اإلسالمية القوميةإبراهيم السنوسي، عضو اجلمعية التأسيسية عن

اإلسالمية ال تؤيد مذكرة القبائل فحسب، بل تقف معها بشدة ضد قرنق وأعوانه بالداخل إن هذه القبائل أعطتنا أمل اجلهاد واملوت يف سبيل اهللا الذي كاد أن يقتله أتباع . واخلارج

).الدنيا وجماميع الشيطان

ست يف وإذ بلغ استشعارهيأة 1986) أيار(مايو 15اخلطر أقطار العاصمة، تأس والشخصيات الصوفية والطرق والنقابات األحزاب جمعت والوطن، العقيدة عن للدفاع شعبية

كانت اهليأة بدورها مقاما آخر . القومية، واختري املشري عبدالرمحن سوار الذهب رئيسا هلامعسكري املواجهة بعد أن تبلورت قضاياهما واحنسمت مواقفهما، الحتدام اادلة بني

.فسطاطني ال ختطئهما العين وقد انتقال بآثار املعركة من التماس إىل املركز*****

وقد تفاصلت الساحة وانتظمت 1989) حزيران(جاءت ثورة اإلنقاذ إذن يف يونيو مع احلركة الشعبية ومعسكر مواجهتها وردعها بكل السبل بني معسكر املوادعة واملفاوضة

وال ريب أن مناصري الثورة الوليدة كانوا رأس الرمح يف . قبل مساملتها ولو أثناء مفاوضتهااملعسكر األخري، انتظروا مقدمها باالحتشاد يف الشوارع والتظاهرات اليت ترفع املصاحف يف

دودة العدد ولكنها عالية الصوت استمرت مدى شهر رمضان األخري تعارض ثورة حم .وتدعو للجهاد واالستشهاد) قرنق/اتفاق املريغين(

، مهما يكن املناخ الذي استقبلها مفعما باملدافعة والقتال مل تلبث أن )الثورة(لكن سودان من قبل، عامر بااهدة واإلثخان انتقلت باحلرب إىل أفق جديد مل يشهده تاريخ ال

والشهادة، اخنرطت فيه بأعداد كبرية فئات اتمع احلضري والريفي املتعلم واملثقف من األعمار كافة، اليت مل تكن تغشى تلك امليادين قط وال تقف عليها، مث لتثري فقه اجلهاد

انية موصوال بواقع الدولة احلديثة ومؤسساا، بعد ومفاهيمه داخل احلركة اإلسالمية السودأن اختربته يف ماضي سنواا يف أطر املعارضة الشعبية احملدودة يف جتربة اجلبهة الوطنية

.املعارضة للنظام املايوي

ولكنها يف اإلنقاذ، ومع تطور املواجهة اتسعت تتجاوز اإلطار النظري ملنقوالت راثول التاجلهاد مفروضا عينا يف أحوال الغزو واهلجوم، لتصله بأص اإلسالمي الذي يذكر

اإلحياء اإلسالمي الذي تصدت له احلركة اإلسالمية املعاصرة، خاصة تلك الداعية لشمول ها اإلسالم يف احلياة إميانا وفقها وتنظيما يوحد شعاب احلياة العامة واخلاصة كافة، ولكن

وتصله بأعضائها مجيعا، مهما تكن الصفة اليت ينتسبون إليها ) اجلهاد(اليوم توحده أيضا بـأو اخلربة اليت حيملوا، عامل أو عامل أو طالب علم أو عامل أو فني أو فنان، ولكنه يف كل

رة مبرسوم جمهوري فقد صدر قانون الدفاع الشعيب ألول أمر الثو). مجاهد(األحوال مؤقت حامسا للجدل الذي تطاول إبان حكم األحزاب ومستجيبا ألطروحة اجلبهة اإلسالمية القومية، اليت رأت ضرورة تسليح قبائل التماس أمام عجز احلكومة واجليش

حنو الرمسي حلماية كل تلك املنطقة الشاسعة، ولكن تطورت مع أول حتديات الثورة والدولة الشعب وإعداده لألسوأ، فإذ احنازت احلركة اإلسالمية منذ أو جتييش ) اجلهاد(مفهوم

منتصف العقد الثمانني جلبهة مواجهة احلركة الشعبية واملشروع املناوئ ألطروحتها، الداعي إلقصائها عن احلياة العامة يف السودان، فإا تنهض اليوم حلماية دولتها من خطر احلصار أو االجتياح العسكري الذي يبدو وشيكا، وفقا الستقراءات اجلغرافيا والتاريخ والواقع املؤسس

للعالقات الدولية يومئذ.

السابقة احملدودة للحركة اإلسالمية يف اجلهاد والظرف احملتدم الدقيق الذي شهده ر العسكرية احملضة يف القوات ميالد الثورة، واالتصال املنضبط ألجهزا اخلاصة باألط

املسلحة، مث القوات املسلحة نفسها اليت أكملت التنفيذ الفين للثورة مسنودة بأطراف كثرية ورؤية احلركة منذ تكامل خطتها االستراتيجية حنو التغيري والتمكني احلركة، جسم خالص من

ذلك كل أهلية، حربا ن مركب خيوضلدور اجليش يف أطر دولة إسالمية ضمن حدود وطتنفعها السابقة التعقيد، بالغة الكثافة شديدة عالقات ضمن فاعلة متصلة حركة يف جتلى

.والتجربة ويشوبها النقص واالضطراب

لكن مهما تكن حمدودة وقائع جتربة احلركة يف القتال املباشر غزوة أو الرباط حراسة رة يف عابر مهام احلركة أو تأمني شخصياا املهمة، فإن اتصال عضويتها بقسط لثغور حمصو

من التدريب العسكري منذ اجلزيرة أبا وأثيوبيا مث معسكرات ليبيا، ظل متصال يستوعبعضوية من خالص صف احلركة ويتشعب عرب مكاتب األجهزة احلركية اخلاصة، ليوايف

ماية والتأمني أو مجع املعلومات ورصدها أو تطوير ثقافتها الفنية يف كل خمتلف ضروب احل .ذلك، ليبلغ مداه بني يدي ليلة تنفيذ الثورة

إال أن الفقه الضئيل الذي توفره كتب التراث اإلسالمي حول اجلهاد مل يسعف انفتح اال واسعا لثقافة القوة التجربة يف إطار جمتمع مدين كثيف ودولة حديثة حميطة، ف

وممارساا ألول عهد الثورة، ال سيما أن الثورة نفسها جاءت انقالبا بالقوة يعطل الدستور وينسخ القوانني ويغري أنصارها باملسارعة للحسم، مهما تكن احلجة محاية للثورة أو غضبا

لدى الشرائح األقرب لعمليات التنفيذ الفين املعقدة للنفس أو حمض فرعنة ومزاج، خاصةاملتكاثرة، اليت شهدت بعضا من اإلعداد الدؤوب للثورة وأدت بعض أدواره، مث قدر هلا إزاء النقص الكبري صبيحة االنتقال إىل النظام اجلديد أن تسد فراغات التأمني وأن تتصدى عنيفة

رضة، دون دربة كافية تتبين األوهام من احلقائق أو تقوى ضابطة بفقه جليوب نشاط املعاسديد أو ثقافة عميقة حتترم حقوق اإلنسان وتقدس كرامته، أو حىت عهد بأساليب التحقيق

.ومهنيته

نسقية اإلطار الشعيب تأسست وفقه شعبة يف القوات املسلحة مل الدفاع قانون إجازة ففور اخلرطوم، العاصمة من بعيد غري الشعيب للدفاع األول املعسكر فتح ما أعلنت سرعان اليت اجلديد،

الصف امللتزم للحركة اإلسالمية، وحيث بدأت قصة العالقة املتشابكة وجود يتكثف حيث من الفعلية والقيادة الشعيب، الدفاع ملنسقيات ةالنظري القيادة يف احملضة العسكرية األطر بني

العناصر املدنية احلركية املنتسبة إىل األجهزة اخلاصة، وامتدت من شاطئ النيل األبيض حيث .اخلرطوم إىل عائدة النيل، وأعايل االستوائية الغابات يف العمليات مسارح إىل األول املعسكر

ح الفكرة وراء قانون الدفاع الشعيب، فإن احلماس الذي سارع إىل ورغم وضو إصداره وتطلع الكثريين من املدنيني والعسكريني لتمام جتييش الشعب وإعداده ملواجهة النذر واالحتماالت كافة، فإن ذلك مل يتجلى يف متام اإلعداد لإلنفاذ األفضل للمشروع، أو

لكبري الذي استقبلت به قواعد احلركة اإلسالمية وقيادا بداية محلة التعاطي مع التجاوب االدفاع عن كيان الدولة اإلسالمية الوليدة الواعدة، أو استثمار البيئة املثالية اليت اتصلت بعد ذلك لسنوات يف بالغ رسالة احلركة اإلسالمية ونشر دعوا، واستيعاب اآلالف اليت يأت

تمع والدولةلسرة مشروعها يف اا ونص132ماع صو.

لدى املخضرمني من عضويته ذكرى معسكرات ) القطينة(مشاهد معسكر أحيت وإذ سابقة التجربة على األراضي الليبية متهيدا جلولة أخرى من اجلهاد ضد يف الوطنية اجلبهة

، فإن استعداد مكاتب احلركة 1976) متوز(يوليو 2النظام املايوي بعد فشل حماولة اإلسالمية اخلاصة بعد جتربة اجلبهة الوطنية وتعاون الليبيني وخربتهم يف إعداد تلك األمناط من حماضن التدريب، يئة للسكن والطعام والرعاية الصحية مث مساحات التدريب وآلياته

ماسة األوىل لثورة اإلنقاذ لتلك األعداد وسالحه كان أفضل بكثري مما هيأت روح احلالكبرية الذين لبوا النداء مسارعني متوكلني، فقد حشروا يف مساحة مبسوطة من األرض ولكنها حمدودة املباين واملرافق، حتت إمرة القوات املسلحة وبإشرافها ولكن يف غري ما

ا اليت ظلت تها وثكنات من مقارهدفيها جنودها لعشرات السننيع برد.

وإذ أن التدريب العسكري ويئة اجلندي للقتال يقتضي الدقة الفنية كما يتطلب منل دون الوسط بكثري يف كل ذلك، ضاألو رعاية الصحة والغذاء فقد كان املعسكر

تباينهم واختالف أعمارهم مفارقة أخرى جتلت يف أمناط املتطوعني املتدربني وشدة ومستويام، فقد تداعت إىل املعسكر ثلة من أهل السابقة واجلهاد ممن كانوا شبابا يف النفرة األوىل إبان العقد السبعني من القرن املاضي، وقد المسوا اليوم العقد الرابع من العمر أو

�UEP �(�Eوع 1C+5�1Hء 1�j YPK� ��7دة ا�+�رة ر��Y ا�CKP� ا�����1� )�Eن ا�1E�2دة ا�12ذ*E� 1EI71AG�H آ 2 QE�1

1AC�H رأى ا�&1EA+7 6�Aن أE�N 6EAN^ أن . ا�6)1ع ا�(&J' إذ ه� ��اPS� .�9وN� ا�IJK� ا����� cJj ا2�p�ب�PN�Aا� vP# '( OJCK# ��1، وه� أ�� #�52' ا��������ا�+�رة ا �ه�* U)`H cK&�� وع�)A�1H ر�I� .ا�

احلركة واتمع، بعضهم قادة يف أحيائهم أو جاوزوه وأصبحوا أرباب أسر وآباء موقرين يف فقهاء ملساجدهم كما أن بينهم أصحاب وظائف يف الدولة أو رجال أعمال ميسورين أو مقدمني يف أطر الفكر والعلم واإلعالم، لكنهم يعودون اليوم إىل امليدان القدمي ال مناهضني

من كذلك شهد املعسكر األول قليال. عن دولة إسالميةحلكومة طاغوتية ولكن جماهدين

تزال ما لكن والستني اخلمسني حنو العمر م وقد امتد اإلسالمية للحركة األول الرعيل شيوخ

يف قتال تتقد فيهم جذوة الشوق للجهاد عن املشروع الذي أفنوا أعمارهم ينتظرونه ولو .املنال بعيد كان وقد وشيكا املتحقق املثال عن مدافعني دةالبعي والساحات األحراش

كما عمرت املعسكرات منذ األول بكثري من هواة االحتشاد والذين يتواجدون حيث اجتمع الناس بدوافع وعزائم خمتلفة، قد ينسجمون ويستوعبون يف سهولة ويسر إن كانوا

م أو فراغ أهدافهم وقد يبقون غرباء لبعض الوقت، ومنهم باحثني بصدق ملا ميأل فراغ أوقا .من يبقى لغزا بشخصه ودوافعه حتوم حوله شبهة التجسس واالختراق

كذلك شهد املعسكر األول بداية تدفق األفواج املتصاعدة من اجليل الصاعد فوق هم تقريبا كل صف احلركة امللتزم العشرين ودونه، خرجيني باملئات مث طالب باآلالف في

العام، وقد زاده االنفعال والتفاعل مع الثورة اجلديدة اليت بدأت تتكشف مالحمها اإلسالمية، . الواسع الذي امتد مدى عشرية اإلنقاذ األوىل) اجلهاد(وقد مثلوا مجيعا غالب فصول قصة

الدفاع الشعيب، العسكريون املهنيون، ضباط وجنود فئة أخرى مهمة على ساحة معسكراتقادة ومدربني، الذين ينتظم املشهد نظريا كله حتت إمرم وإشرافهم وفقا ملقتضى القانون

اجلمهوري املؤقت، وتقع عليهم مسؤولية التدريب وحفظ النظام وتنفيذ أوامر اإلدارة واألمرروعي يف قادة املعسكر األول من الضباط أن يكونوا من العناصر وإذ. العسكرية العليا

ألول عهدها من تأزم العالقات بني منط املتدربني التجربة سلمت اإلسالمية، احلركة يف امللتزمةالبيئة، اجلدد خبلفيام املتباينة ومستويام املختلفة ودوافعهم للتدريب واالنتظام يف مثل تلك

ه ضباط وجنود القوات املسلحة يف أمناط التدريب التقليدية وعناصرها من يعهد مما ملفقد اجتهد أولئك الضباط حىت ال تصادم البيئة العسكرية بأوامرها النافذة الواجبة . املتدربني

م شديدهم يف األساس مدنيني بعضين هستجدكم ثقافته وخربته فلم الطاعة فورا مة حباملدني

تبلغ اخلسائر األرواح، واصطبر أولئك اندون املثقفون على نقص اإلعداد ملرافق املعسكر وقلة الطعام والشراب وسوئه أحيانا دون احلد األدىن، كما قدروا ما يقوم به جنود التدريب

.عنتهم يف الضبط واملرابطة أو الصرف واملعاقبةاملعلمني واحتملوا يف سبيل اهللا ما لقوا من

مجعت إذن معسكرات الدفاع الشعيب منذ مبدأ التجربة أجياال خمتلفة وخربات متباينة كثيفة ال يتاح يف معتاد األحوال أن جتتمع مبثل تلك األعداد، ويف مناخ من الطمأنينة

لوك واهلدف، يرون مسؤولية كبرية حنو غاية سامية ضمن واالنسجام واتساق السستشع. مشروع نبيل لإلسالم، هم بعض منه ولكنهم طليعة فيه حتمي ثغرته األخطر بالدماء واملهج

إال أم مهما تباين وعيهم باملشروع الذي ينهضون للدفاع عنه وتفاوت إميانهم ة الفكرية والتأصيل الفقهي ملقابلة تلك األعداد واستعدادهم للتضحية والفداء، فإن العد

الكبرية واستيعاا يف برنامج يزكي وعيها ويزيد علمها وإميانها وحيفظ سعيها وجهادها بالتقوى الضابطة مل يكن كما ينبغي أن يكون، إذ مل تهيأ خطة اجلهاد قبل بغتة الثورة

ليت احننفت إليها بعد التمكني لتجتهد يف تصنيفها وتوزيعها، مث بدراسة اجلماعة البشرية النفعها وتطويرها بربكة تبادل اخلربات وتداول األفكار وتالقح التجارب والفيض، عائدة

.على اتمع الكبري مبا فقهت يف دورات التدريب وصوالت اجلهاد

فت الربامج، ال تعض قهة وإذ قل الففها معهودات التزكية والتربية يف األطر التقليديسعلعمل احلركة اإلسالمية، إذ أظهرت النقلة من احلركة إىل الدولة ورفع نداء اجلهاد بعد الدعوة واحلسىن، أظهرت احلاجة إىل فقه دقيق يتصوب إىل أصول بناء الدولة اإلسالمية

ااهد ثباتا إذا اشتدت املقاتلة وتواضعا مسحا إذا ظفر بالنصر، وفروع معاين اجلهاد، يزودأو عاد ملجتمعه داعية وقدوة ومواطنا عامال صاحلا، ال سيما يف اتمعات اليت وقع عليها ضر احلرب وويالا ومل تعهد من خلق القتال إال اإلثخان فوق الضرورة ومل تعرف عن

.قاتلني إال التجاوز والعربدةامل

طالئعه وخلاصة الشعب جلملة واإلعداد التعبئة مفاهيم حول منذئذ احلوار كذلك اتصل

كلما مستدامة جذوا تبقي وكيف وأفكارا، إميانا النفوس يف دائمة أصوهلا تغرس كيف ااهدة

تجاشة مكنون القوى ومذخور الطاقة، أن تنصب احتاجت األمة أو الدولة أو اجلماعة الس أو اجلهاد يكون فال إليهم، رجعت إذا قومها تنذر وأن البالغ، واتصل النداء ارتفع حيثما مستعدة

.التعبئة له هيجة عابرة وفاقا للحادثات أو جتاوبا مع روح اجلماعة تباعة بال وعي

األفكار للنهضة أصول عن البحث استهله الذي لراسخةاحلوار حول التعبئة ا لكن االستراتيجية الشاملة وبدأ يف أروقة الدراسات املغلقة ومؤمتراا ومعاهدها، مل يتصل

والطالب، الشباب من امليدان يف وبقاء استمرارا ويكتمل ليبلغ مجاعات اجلهاد األشد األطول

تعازلت فئات احلركة مع إثخان ولكن وحياة، سلوك منهج عندهم يرسخ دائم مبدد ويزودهم خامتة حنو إال الرؤية تلك إنفاذ حنو اجلهد يصوب ومل اجلهاد واستيعابه كل حني ألعداد أكرب،

من بارزة فئة فيه له، وظهرت واالستيعاب القتال جوالت معظم شهد الذي للثورة األول العقد

.ميادينها يف وتعتزل احلرب تمتهن بالشبا

من العمل الكثري املختلفة، سوحها وعرب أوهلا منذ الشعيب، الدفاع معسكرات شهدت لقد الثقايف والفكري، حماضرات وكالم يف خمتلف ضروب الفكر وموضوعاته مهما تكن

ر ومة بني املحاضمباملوضوع أو املفارقات قائ ات احلاضرين، فقد جتد فيهم من له عهديستومعرفة دقيقة به أفضل من املحاضر أو هو جمال ختصصه، ولكن الربنامج املوضوع من قبل املنسقية أو إدارة املعسكر ال يصوب إال إىل العدد األكرب وما يقدر أنه يناسب مستواه ويلبي

الثقافية، فقد ظلت احلركة اإلسالمية السودانية تتجنب املساقات اليت تصب اجلميع حاجاتهيف قالب منطي واحد، شأن اجلماعات العقائدية اليسارية اليت تهيئ عضويتها عرب مدارس

.واحللقات الكادر، أو العقائدية اإلسالمية اليت تنشئ عضويتها عرب األسر*****

اإلمكانات يف الرمسية العسكرية األطر قصور عن الشعيب الدفاع معسكرات كشفت وكما

واخليال عن موافاة حاجة الثورة لتجييش الشعب مبختلف فئاته، كشفت يف فترة مبكرة عن ة بنسة اجليش التقليديؤى واملواقف بني مؤسن الرة ومنتبايا القتاليها وضوابطها وعقيدظم

تطرح مل وإذ .العام األمني احلركة، خاصة قيادة يف املدنيني نظرائهم الثورة، وبني قيادة يف يمثلها

الدفاع الشعيب املتشعب املعقد كلما كيان بني العالقات طبيعة حول املختلفة األفكار صراحة

ضمن حوار السنني، لعشرات الراسخة التقليدية النظامية القوة تلك وبني الوقت به وامتد تطور

تلك العالقة التباسات ظلت للتغيري، ويهيئها نفسها املسلحة القوات تلك أصول يناقش أوسع

رغم حمرومني فظلوا تليه،مقا وجنازة الشعيب الدفاع فاعلية مباشرا يعوق متام سببا وغموضها

البناء، يف لتكوينهم وفئام العمرية عن أداء دور أساسي يف اجلهاد أو وفقا الكبري استعدادهم

يالمسون آالا ال األسلحة على والتدريب العام التدريب من حمدودا حدا إال يبلغون يكادون ال .غير احلال إال حنو العام العاشر للجهاداألرقى وآلياا األقوى، ومل يت

وإذ أخلت تلك العالقات امللتبسة والرؤى املتناقضة بسرية اجلهاد وتسببت يف منتهى تطورها يف ذات أزمة احلركة اإلسالمية اليت أفضت إىل املفاصلة، فإن اهلدف الرئيس وراء

مؤمنا كله اتمع ليقوم ولكن التجييش محض ليس الشعيب عالدفا يف الشعب استيعاب رؤية

مناسك يف دائما حاضرة متاحة العبادة شعائر تكن ومهما. منضبطا عامال فاعال متزكيا

من سوح العمليات وكتائب القتال ، على حنو ما هو راتب أو املعسكرات يف احملتشدة اجلماعة

كسام الصالة نيام والقيقه دراسات أو والتالوة والصر واملغازي والتجويد الفيدراسة أو والس

األعداد احتشاد فإن يتجدد، مل تقليديا رتيبا يكن مهما احلركي اإلخواين األدب كتب معهودات مثل قد والكبار، الشيوخ أعداد وقيف أعظم الكبرية من عناصر الطالب والشباب الغالبة سوادا

متام عن قصرت اليت ومناهجها موئال مثاليا كان له أن يستدرك حىت ثغرات ثورة التعليم العايل

اختارت معبأة جاءت اجتمعت فالطاقات اليت .املنشود البنيوي والتغيري االجتماعي التحول

يف االستعدادات متباينة كذلك لكنها اد،للجه لتمضي واإلعداد للتدريب تنضم أن طوعا حسب لكل يصوب أن عل مشرفا من عليها يقوم والذكاء واملواهب واالهتمامات، يتاح ملن

اإلسالمية أال تصب اجلميع مقولبا على احلركة سنن يف معروف هو كما موهبته ووفاق طاقاتهكله من تلك الطاقات كافة وتعود عليه مواهبها وأخالقها منط واحد، وليستفيد اتمع

.تقدما وبركة

كذلك مل يصاحب حركة اجلهاد الواسعة عطاء فكري أو أديب يوايف كثافة العمليات اليت تصاعدت مع الوقت، وشملت غالب واليات اجلنوب وامتدت حنو اجلنوب الشرقي

و التخوم أو داخلة حنو جبال النوبة، فإذ اشتهرت أناشيد والشرق األقصى مث الغرب حن

برع الروح، وتنشط جموده وتكسر الفراغ تسد لكنها واإليقاع واللحون املعاين بسيطة اجلهاد

شعراء مجيدون بقصائد رصينة تردد صداها يف كل السودان عرب إعالم الدفاع وصوالت لكن كلما تكثفت العمليات . أو لدى االستنفار الذي تواىل لسنوات 133)س الشهداءأعرا(

استطال كلما أو االستشهاد واشتد ت واالرتكاز، املقامن مظاهر تبدويف التديالتقليدي، الص وداوم كثريون )مأثوراته(و )ورده( منهم كل واختذ كافة ااهدين أيدي يف )املسابح(وانتشرت

ويؤدون التصوف طرق مصطلح ذات يستعملون )الوظيفة الصغرى(و )الكربى الوظيفة( علىذكرهم وفقا آلدام، بغري جتديد يصل صوره أو مضمونه بأفكار احلركة اإلسالمية عامة أو

اط التربية التقليدية بظرف اجلهاد احمليط املتحرك املتجدد، فكلما أوغل ااهدون يف أمنته ومداوالته وظهرت يف أيدي ااهدين اتضاءلت مفاهيم الفكر اإلسالمي واحنسرت قراء

وعكف آخرون حىت يف صفوف الضباط واجلنود النظاميني . كتب عصور اجلمود الصفراءحيفظون القرءان، فبعد راتب حلقات التالوة عقب الصلوات السيما صالة الفجر، قامت

لقات احلفظ مثاين وجمموعات السيما من ينتظرون دورهم يف الشهادة يرجون علوا يف حدرجات اجلنات بقدر حفظهم من آي القرءان وسوره، وال يكادون يقربون كتب احلركة اإلسالمية املعروفة فضال عن أدب الفكر اإلنساين عامة وكتبه، بل ينفرون ممن يقرأها

.ضيعها وينهون عن إثارة مشكالا يف ثكنام ومتحركاتهموينأون عن موا

ومع انتشار روح التصوف وتوايل حلقات التالوة واحلفظ وختمات القرءان، احنسرت كذلك أدبيات اجلهاد وأناشيده وقصائده لتسود املدائح واألذكار واألوراد املنسوبة إىل

و سمانية أو شاذلية أو ختمية أو أنصارية أو غري ذلك، طرق التصوف مهما تكن، تيجانية أ

3 �7 1� �Id 1دI)5�pا*6 اM#1ت و�PA&ر ا��R# Z� ـفH)6�I)�7س ا�( 'E( �ES1� 1EBBjو p6EG 1رEkي أTEوا� 'E( 1EICH6 اIE)5م ا��E9�aا� �2RC� '( 6اءI)1ت ا�I6ى أ�Nإ cJj ^� 6أ .ول ��ةH 6j12ذ، و��� �f1ر&Aدوا�� ا� '�1E+م ا��Eا�� 'E( �دا���Eا�� VEا��Aس وا��E2Rا� cE`H QE�1j وإذ ،OEGواM� cE�1`�1H 6ةE&6 ا�E&# Q�1ذات ا.*1م ا�5' آ

�2P5� ,EP7 ��6EBا� �Ekون أ�&E)5�* VEون وه�Ef11 ا��EI&� 1وبEK# ،�����ا �1دة ا���آj ^� 67د uو� "JC1 ا�I�� اCE� h�J57� 6E�ANة )"6E�P2# {JESا )E' آ1EC� cEزل ا�(6IEاء إذ *���E ا�1KAه6Eون bا g&J1، و�`^ ا�I#1(�B#

a# 'E( VIE�* 1A� 1تAP`وا� tRa�2ن ا�P* أو O#1د و4&1راIK6، و*�ددون أ�6�41 ا��IE)ا� cEأه ,EP7 1بEBAا� UE�F�EES1� �6EEى ا.��EE ا�tEE�5C# p 'EE5 إ�EE, ا���آEE� ا�EE���� و1EEIK�1H 1EEI� 6EEI7 pد وا1IEE)5�pد . vEEP# 6IEE)# VEEو�

^E� ك�EHدار أ 'E( ن�E`* 6 أن�IE)P� ن�ECA5* �E1دة ا���آE2� _E*1دNى أ�E� ^�E&ا���ر ا� ,P7 ان�j 627 1تJ�1CAا�وا�QP+� '5 �1دة �v�TE ا�5"و*cE ا�vEP# 'E( 6E�&J ا.�EGاء ا�E�65�A� �EH^ دارZ� h ا�(6Iاء وا�6B*�2^ وا���ر ا�&�^

�f1ر&A12ذ وا��ا.

مث تقاليد من ثقافة كتائب اإلخوان القرءانية القدمية منذ تعاليم اإلمام حسن البنا يف ختم القرءان بالدعاء املطول وما يعقبه من أحاديث اإلميان واملدائح واإلنشاد، مث الطعام احملدود

، يف )والتمور والزالبية والشاي(تفاال خبتم القرءان مما عهد يف غالب مساجد السودان اح .134ذات املناخ الذي ال حيب الفكر والثقافة ويتشائم من الكتب

***** القائد املكتب من رمسيا قرارا اخلاصة احلركة مكاتب نفذت للثورة، األول العام خامتة حنو

أجهزا اليت ظلت قائمة إىل حني اإلعداد للثورة ومباشرة تنفيذ مراحلها الفنية يحل غالب شرعت اليت اجلديدة األجهزة يف لتنسلك والدنيا، الوسيطة طواقمها غالب وصرفت املختلفة،

األمن شأن السابق عملها الوجوه من بوجه تشابه واليت تأسيسها، إعادة أو تأسيسها يف الثورة .والدفاع الشعيب واخلدمة الوطنية والشرطة الشعبية

كما استبقت بعض مكاتب للحاجة إىل وظائفها يف مرحلة ما بعد الثورة والتمكني، شأن أجهزة التوثيق واالختيار لكليات احلرب والشرطة أو األمن أو السجون النتخاب

عاهد، مث تشغل الوظائف واملهام اليت كانت مهمة حنو التمكني العناصر اليت تغذي تلك املإلمتامه وتأمينه لكنها مهمة كذلك بعد التمكني حلفظ املشروع، ال وجودا فحسب بل أهدافا وغايات، تنفذ متسقة مع أهداف وغايات مؤسسات اتمع والدولة كافة، خاصة

يت تتداخل فيها أهداف الثورة وبرامجها أو تتناقض مع املفاهيم اليت لدى مراحل االنتقال ال لديها من مفاهيم خسسات، و لتعادل العناصر القائمة فيها مبا ركانت سائدة يف تلك املؤسونظم وأمناط يف السلوك، وتداخلهم مع عناصر الثورة من اإلسالميني املدنيني أو

ةالعسكريني، يف توسة والعمليت لطاقة األجهزة اخلاصة الفكريباغع كبري م.

دg&H Q7 ا.�Sات ا�5' ا��1زت �E��`�P� ا�1KAه6E*^ إ�E, ا�ME5ام ) 1999(�6ى �PS1F� ا���آ� ا����� 4

�EEPا EE7 ^*6EE�&H^ وإذ أن tEE�1x ا�1KAهEEIJG .d ^*6EE� ا�1EEIKد، وا�EEB�pاف �1EEI دون �MEEاع ا��RPEE� EE(' ا��EE9�aم �E� RPE� ,EP7� �E(د أو MENب، (1�� Y�Eو� V�Ej6اف وEأه ^�`A5� 1دIKا� c&K* يTا� O2Fاع و7^ ا��Bرات ا��R# V�Ej1دئ وEJل و��ESأ c�JE� '( 1دةI4و p15jو p1K� 1د *�2مIKأن ا� Vا�M&ا��7' وا� c1ه6ون أهKAا� VI� 6يB#

���H 1�1��9 QJP2م، )�ذا ا���ا �1 دو�I�P7 Y�o#1دIKا� cRH ،1دئJ� ���H �*�4رى وده�.

ربتمع عحماوالت اإلصالح للدولة وا كما استوعبت جتربة الدفاع الشعيب إحدى أهماستيعاب عناصر اخلدمة املدنية بوظائفهم وختصصام املختلفة ودرجام املتفاوتة يف اهليكل

، فقد انفتحت معسكرات الدفاع الشعيب ملختلف الدفعات من الراسخ منذ وقت طويلاملوظفني والعمال، جاءت جمموعام األوىل يف غالبها مستريبة أو كارهة يف القرار املباغت الذي يكسر مألوفات حياا الوظيفية ويتدخل يف خويصة أمورها، لكن ما لبثت احلياة

هولم الوظيفي أو أعاله مهما تكن أمساء الوظائف اجلديدة أن استت الكثريين من أدىن السوألقاب حامليها، إذ كسرت رتابة اليومي املكرور حنو حياة جديدة مهما تكن حمصورة متقشفة لكنها يف غالبها مفيدة طريفة ، فتوالت مجاعات اخلدمة املدنية على مساحات

اليت انتشرت وتوسعت يف كل السودان، تقضي نحو شهرين يف معسكرات الدفاع الشعيبالتدريب العسكري البدين والروحي، وتعتاد على شيء من اجلد واالنضباط يف العمل وحسري فيهم ركر والثقافة، وتيف الف برامج التزكية وبعض حماضرات دشهوالوقت، وت

قد تبتكر أمناط من املسابقات والتنافس يف األدب أو اجلماعة الالزمة لنجاح كل عمل، و .الرياضة، مث يعود اجلميع بذكرى طيبة حيملوا تحفز الذين من بعدهم

إال أن الفكرة الطموح اليت ترمي إلصالح اتمع وراء إصالح اخلدمة املدنية، مل تهيأ املناسبة ألمهيتها ودقتها وأهدافها الكبرية، ال سيما يف املرحلة هلا الشروط الفكرية والعملية

. األوىل اليت جتاوزت فيها محاسة الثورة طاقة الفكر والنظر مث الروية يف اإلعداد والتجويد ازة واإلجناز يتطلبجطت، فإن استثمار ذلك حنو النبطت وانضشة مهما نفاخلدمة املدني

جملة حماولة اإلصالح اليت تعرضنا هلا يف تأمالت اإلنقاذ األوىل، بل إن إصالح أكثر مناخلدمة املدنية مهما يكن سيساهم بقدر يف التحول الذي تنشده احلركة اإلسالمية تمع

. ورخائه السودان يوايف عدها ووقعها يف احلياة عامة، ويف أخالق اتمع وعلمه وصحتهولكن إلزام اجلميع دعوة بالقرار اإلداري لدخول معسكرات اخلدمة كان يتجاوز يف ساعة زاور اجلمع واالحتشاد واالنضباط، كما يتجظهإمضاء القرار لدى قيادة احلركة والدولة م

ها حمض فكرة جتييش الشعب كما يف جتارب الطالئع والرواد اليت سنتها ومضت علياالشتراكيات العاملية يف عهد احلرب الباردة، حنو صالح اإلنسان وخالصه من فراغ الوقت

أو فراغ األهداف إىل مؤمن لغاية فاعل مفيد واضح القصد والسبيل، وحنو تبديل صورة اصر، منضبط اخللق السوداين السائد املتسيب يف املواقيت واملتسوف يف العمل إىل إنسان مع

وإذ حددت االستراتيجية القومية . بالوقت مستثمر له فيما ينفع منفعل بالعمل قائم لهالشاملة بعد ذلك جبالء األهداف العظمى ومراحلها يف اخلطة العشرية، فإن إصالح اإلنسان

بري الذي صاحب عرب إصالح مؤسسات اتمع ظل حيتاج جلهد خاص يف إطار االجتهاد الكالعمل يف اخلطة االستراتيجية، وضمن فلسفة التعبئة املستدامة اليت بدأ احلوار حوهلا

.والتداول، لكنه مل يكتمل قط

قد طرحتها الثورة يف ) إعادة صياغة اإلنسان السوداين(لكن شعارات تبديل اتمع و ميقراطية إال فوضى، ثارت عليها الثورة حنو ذلك ظل نظام شمويل وإطار ال يستذكر الدفقد أثارت تلك الشعارات حفيظة كثري من أهل . احلديث الكثيف عن الضبط واالنضباط

الفكر والثقافة السودانيني خارج أطر احلركة اإلسالمية، خاصة أصحاب املناوءة الشديدة حلكم ة األحدضسهم منها، إذ ألفكارها واملعارها واستشعروا فورا نفورا أضيف إىل توج

ظلوا يرون يف أخالق السودان املوروثة وأعرافه التليدة مهما تكن أديان السودانيني وثقافام كمسستحفظ ويأن ي طلت وإذ .به ما يستحقالكثريون باملشاركة احلريات ع ة، ضنالسياسي

ت اليت دعت إليها الثورة لإلصالح االستراتيجي الشامل، مع سوء ظنهم يف يف املداوالوكان . مقاصد اإلنقاذ وسلوكها الذي فهمته احتكارا لإلسالم بعد احتكار احلكم والدولة

ية األوفق للحركة اإلسالمية أن تسمع لقولهم وأن تبسط تلك األفكار ملدى أوسع من احلر فعتمع، ولكن دذور اثه من ججتب لتإىل املوروث الطي دعما ال تحىت يطمئن أولئك أ

املستوردة مفعول األفكار يبطل أن يقتضي كما املعيقة امليتة األفكار إزاحة يقتضي فاعلة أخالق

كراه والقهر والقوة، كما ظنت بعض اإل ال بالرضى إال يكون ال والتغيري التحول وأن القاتلة، .النخبة اإلسالمية العسكرية واملدنية املتعسكرة

***** كان الدفاع الشعيب هو الباب الذي دخلت منه األعداد الكثيفة من طالب احلركة

الب يف منشأ احلركة اإلسالمية إىل ميادين اجلهاد يف ساحات السودان املختلفة، وإذ ظل الط

منذ تأسيسها وعرب مراحلها املختلفة الفئة اليت تجسد العمود الفقري لغالب عمل احلركة اإلسالمية ونشاطها، خاصة وقد ظلت احلركة يف أغلب مراحلها معارضة ألنظمة احلكم،

ملقاومة لألنظمة، فإذا خفت املعارضة إىل يشتد وقع الطالب يف عملها مع شدة املناوءة وا اهلدنة واملساملة انصرف الطالب إىل نشر الدعوة وكسب األولياء الذين مثلوا السواد األعظم

أو أطر األحياء عمل من إليها دخل الذي احملدود العدد وسوى اإلسالمية، احلركة أعضاء من لنقابات ومراكز االغتراب، فإن اجلميع استقطب من معاهد العلمالعمل املهين أو السجون وا

ة وقاعاتراسات الدطة عندهم بدأت وقد اجلماعي، السكن وداخليل خمحنو االستراتيجي الع .التمكني ويأوا هلا مبضاعفة العضوية قبل إعالن املصاحلة الوطنية

سالمية يف اتمع خاصة بعد املصاحلة الوطنية، مث مرحلة اإل احلركة عضوية اتسعت وإذ األعمال يف وفاعليتها احملترم النيايب وكسبها الكبرية الشعبية مبؤمتراا القومية، اإلسالمية اجلبهة

واحنسر ركةاحل أطر يف الطالب أمهية نقصت التطور ذلك إزاء والسياسة، اإلعالم بعد والسوق

. الذي كان بالغا يف جمتمعام املصنوعة املؤقتة لصاحل وقع احلركة الكبري يف اتمع وقعهملكن مهما انحسرت أمهية الطالب يف عامة عمل احلركة وصورا، فقد ظلوا رصيدا يف

واعدة، فكان مسؤول أمانة احتياط احلركة األساسي للمستقبل الذي يمثلون كل عدته الالطالب عضوا يف القيادة التنفيذية العليا للحركة عرب كل التحوالت والتقلبات والظروف، مب أهعلى املنص الختبار دقيق، فتعاقب كما ظل اختياره من قبل األمني العام خيضع

درات العطاء يف العمل العام السياسي ويف التواصلالعناصر الشابة يف القيادة، يتوخى فيه مق

لكن الثورة،. يعينه مكتب من أهل الدربة والثقافة وااللتزام ونصحها، وتوجيهها العضوية مع

العايل، اليت قفزت بأعداد اجلامعات إىل أضعاف مضاعفة التعليم ثورة من صاحبها ما رغماآلالف، عشرات إىل العايل التعليم طالب وبأعداد جامعة ثالثنيال يقارب ما إىل السبع جتاوزت

توفرها، أن اجلديدة الثورة لدولة يتسنى مل ضخمة وعدة إعداد من االنفجار ذلك حيتاجه ما ورغماالة للتعليم العام والعايل قد طغى على هم احلركة يف مو الرمسي اإلطار توسعة يف الدولة هم فإن

لقيادتهم وعمال علما األفضل واختيار وتأهيلهم، وتزكيتهم األنصار كسب يف الدؤوب عملها

االجتماعي التغيري ثغرة التعليم يف املناهج ثورة تسد مل إذو وتأهيال، خربة باألفضل وإعانته

تأثريا واليا اللذين اجلديدين املدخلني واجلهاد الشعيب الدفاع كان املستقبل، املطلوب ألجيال

على قطاع الطالب، فإذ تدافع الطالب باآلالف إىل معسكرات الدفاع الشعيب، وحنو بالغاسوح اجلهاد، أصبح الطالب عنصرا مهما من عناصر القوة يف السلطة اجلديدة، تتصارع مع

باجليش موصول هو مث األمن، وجهاز الطالب وقطاع الشعيب الدفاع منسقية قيادته ونفوذه

احلركة، قيادة عن ذلك كل خضم يف نسبيا ومقطوع العمليات، يف املسلحة القوات وسياسة

املعروفة القيادات مستوى عن أدىن قيادات فيه عربدت فقد والرباط اجلهاد يف اجلليل بالئه ورغم

.وحرية فكر بغري للقوة الرتاعة الشمولية باألجندة بدورها وموصولة، قةالساب

، فمنذ أول اجلهاد )االستنفار( الكلمة األعلى األبلغ أثرا يف قطاع الطالب هي كانت ات املسلحة، وبتوايل االنتكاسات يف العام األوكات القوتحريف م الطالب لكل على انس

حماور العمليات كافة، واضطراب التخطيط العسكري بسبب تكاليف تأمني الثورة يف مركز

باهظة بتوايل التحركات واالنقالبات العسكرية الفاشلة، تطورت واليت العاصمي، البالدات املسلحة بعد فشل ثالث عمليالشعيب املبادأة متاما من القو ة عام استعاد اجليشات رئيسي

الطالب استيعاب يف التخطيط ليبدأ )االستوائية وغرب الغزال النيل وحبر أعايل( 1991

تنامت وقد ،)العبور صيف( الرمزي باالسم اشتهرت واليت مباشرة، التالية املرحلة جماهدين يف

.نقالب من اخلرطومكذلك خماوف االجتياح من اجلنوب، بعد فشل إسقاط الثورة باال

فتحت إذن عمليات صيف العبور الطريق لتدفق اآلالف من طالب اجلامعات واملعاهد العليا وكثري من تالمذة املرحلة الثانوية إىل اجلنوب، ضمن عمليات القوات املسلحة

ذي ظلت انتصارات اجليش الستعادة املبادرة وتأمني الثورة، مث الكسب السياسي الكبري المتد به الثورة، ال سيما حترير املدن ذات األمساء املعروفة واستعادة احتالهلا من قوات اجليش

وإذ تصاعد الشغف السياسي يف اخلرطوم بأنباء التحرير تصاعدت أمهية اجلهاد . الشعيبقوات الدفاع الشعيب، ال سيما الطالب الذين السياسية، وتصاعد االهتمام بااهدين يف

تبين جليا منذ املعارك األوىل مدى استعدادهم للفداء وقابليتهم للتعلم، وجتاوم مع املهام .األصعب اليت تكلها قيادة املعركة العسكرية هلم

تخطيط ملعارك صيف العبور ورغم االضطراب الذي شاب خطة القوات املسلحة يف ال والذي شهد العدد ) بور/محور ملكال(األوىل، خاصة احملور النهري على البواخر النيلية

شهيدا يف هجوم اجليش الشعيب على البواخر من 50حنو (األكرب من شهداء صيف العبور اهدين مضوا شهداء، لكن أمساءهم اليت فإن تلك املرحلة مل تشهد سوى آحاد من ا ،)الرب

سرعان ما انتشرت بني الطالب يف اجلامعات وصورهم اليت امتألت ا مقاهي النشاط، مث دفع ذلك كل ومعاهدهم، كلياتهم يف أو أهلهم عند )الشهداء أعراس( يف واخلطب االحتفاالت

، ومع )حي على اجلهاد(تنفارات اليت توالت بعد ذلك ترفع النداء املزيد للتجاوب مع االستبدل مناخات العلم والدراسة إىل األجواء احلربية تواىل تدفق ااهدين حىت ضاقت م

ورغم تدريب حمدود يناله ااهد قد ال يتعدى األسبوعني يف . معسكرات الدفاع الشعيبوإتقان التدريب لتجويد أفضل سوانح خاصة اجلنوب ساحات يف جيد فإنه حيان،األ بعض

كيفية يف مبعرفة ااهدين زود ما املسلحة، القوات مع املعارك بعض يف االشتراك مث السالح،

.والشهداء اجلرحى وإخالء واالنسحاب واالنتشار اهلجوم وتكتيكات العمليات تنظيم

وإذ اجلنوب، حرب يف التليدة تقاليدها ووفق املسلحة القوات إمرة حتت ذلك كل كان

أن غالب املعارك اليت دارت لتحرير املدن الكربى كانت مباغتة، ويف ساعة تضعضعت فيها قاق جمموعة النة اليت جاءت من داخلها بانشات القويبرة بعد الضر، طاقة احلركة الشعبياص

ولكن مع . كانت اخلسائر من الشهداء واجلرحى عامة حمدودة وهي أقل عددا يف ااهدينالشعيب والدفاع اجليش يف اإلسالمية القيادات واكتشاف ااهدين، من الكبرية األعداد تدفقاجليش، تحركاتم يف البطيء احملسوب التحرك من ومللهم العمليات يف مشاركتهم جنازة مدى

اجلهاد سمعة تزايد وشعورهم بالعطالة إذا استطال االرتكاز ينتظر املدد أو يتحين الفرص ومع

وااهدين، اجلهاد حركة مجلة شابت اليت الفوضى مظاهر أوىل برأسها أطلت وااهدين،منذ أواخر النصف الثاين من وكثافة أعداد املستشهدين من البضع حنو العشرات واملئني،

.135العقد التسعني وفور اكتمال عمليات صيف العبور الثانية

*�2ل ا�&6�A ا���E أE� 6EAN&�6 ر�J&E4 Y�E� ا�&1E�PAت ا���E�H� E(' إدارة ا�&1E�PAت 1E�2�1Hدة ا�&E�1� 1E�PA7 ^E7ت 5

Vjر ر�J&ا� U�S 1: ) �E�H1ت ا���E�PA&ع ا��E( cE��1AC�N 1�1A# Q�G�( 62 #"آ6 �6ي� )' ا.*1م ا.و�, ���Gدي دا

كان حترير املدن الكربى يف اجلنوب هدفا سياسيا يف املقام األول إذ أنه يعلن يف شعب ال سيما اخلرطوم وتستتبعه فورا مظاهر االبتهاج والتظاهر وسمو الروح املعنوية لل

الشيعة اإلنقاذية اليت تنامت واتسعت، خاصة بآثار من تلك األنباء وحسن استثمارها من ، مث هو كذلك موصول بسري التفاوض مع احلركة الشعبية )إعالم الدفاع الشعيب(قبل

السياسيني، ينيالعسكر تدخالت عليه توالت كما جوالته، توالت الذي لتحرير السودان

العسكريني، حىت كأن التوصل إىل اتفاق سالم قد تعطل بالكامل بني يدي والسياسيني ي(متامه، ينتظرولحترير نم .(عدعلى االستيالء فب )،ورول، برامبي، يوريت، شال، تا فشتويكب( ،

املهمة املدن لتحرير )2 العبور صيف( خطة نضم عنه ليعبر واتسع سرعان ما امتد األمل

بوما، جبل( السودان لتحرير الشعبية واحلركة الشعيب اجليش قبضة يف تزال ما واليت األخرى

).طمبرا أنزارا، يامبيو، كايا، نمولي،

هوخ تقاليدسات املسلحة ورسته القوم يف رسم اخلطط واحلركة وإذ أن اجليش ومؤساخلاصة أهدافهم مث اجلنوب، ومن حرب على واعتيادهم نفسها، القتالية وعقيدم بل والقتال

والعامة، اليت قد ال توايف أهداف ثورة اإلنقاذ وروحها، املتحمسة املتطلعة لإلجناز السياسي احلديثة، الوطنية الدولة مؤسسات من رىأخ مؤسسة هم وإذ الوقت، ذات يف والكبري الفوري

املستقبل، يف ومصالحه وخططه تقاليده وفق الغريب االستعمار والعملية النظرية أسسها وضع اليت

مظاهر بداية التسعني العقد أول حنو )السودانية الدولة مؤسسات( مجيعا عليها بدت وقد

املشهد احلاكمني واضطراب وتبدل احلكم أنظمة توايل بسبب ضىالفو مث واجلمود الشيخوخة

يف ااهدين على أغلبه وقع قد والعملية الروحية املفارقة واستدراك النقص سد فإن السياسي؛ اليت الكبرية باألعداد الدفاع الشعيب خاصة قطاع الطالب واستعداده الفوري لرفد العمليات

باسم الدفاع عن كيان دولة اإلسالم حتدوهم روح أفواجا أصال جاءوا قد فهم ،حتتاجها تلك يدرك يكاد ال جيش من بعضا ليكونوا الشهادة، إىل والتوق اجلهاد ونداءات الثورة

ر من غري املسلمني بل وتقوممقد وضباط بعدد فيه جنود فيه األشواق، يقوم لزمالةا روح

1Cه ^`# V� O1ن أ�E`� cEآ 'E( 1IC7 Q+�H 62و� �ا�6�12 ا�&1م )' ا�1�2دة ا�&�1 cJj ^� 6ةA5&1 و�I�P7 6قB� �R�ك

� وا�����1�.. آ15ب ا���U وا�1�Rة .)5FBH' ر���6G 1*6ا �(&J� ا�&1�PAت )VP أ1I� 6G أ�kا�Kا�.

ضمتهم الذين السالح رفاق بني إال األمثل بالقتال يؤمن يكاد ال العسكرية، من عقيدته بعضا

قرثكناته يف ويتشاركون تدريباته يف اشتركوا وقد الواحد، السالح ف.

رغم أن ااهدين مل جيدوا أبدا اعترافا من قادة اجليش وكبار الضباط فقد ظلوا املعارك ويستشهدون بالعشرات، لكن إىل جانبهم ضباط الصف وصغار الضباط، خيوضون

قيادة املنطقة االستوائية، قيادة حبر الغزال، (وباستثناء عناصر قليلة من قادة الوحدات الكربى ظلوا معزولني عن صميم اهتمام اجليش وخططه، لكن يف املقابل) قيادة منطقة أعايل النيل

اعترف هلم وتجاوب معهم ضباط القيادة السياسية، ال سيما األصغر سنا املوصولني مبيدان احلرب، كما جتاوب معهم اجلسم األكرب يف احلركة اإلسالمية، وسرعان ما جتلى التجاوب

إذا ما عرض هلم من جيمع اهتماما من أثرياء احلركة ورأمسالييها، كأم ينفقون بغري حسابالطالب، يف ظاهرة أضحت اليت بالفئة اجلامعات اهتمام يف جتلى كما اهللا، سبيل يف الصدقاتولو األكادميي تعثرهم وتقيل استنفارهم توايل بااهدين خاصة إدارة جامعة كل يف فتأسست

دهم يف مناطق العمليات مبا وسعها من زاد تخرجه من جتاوزا لقانون اجلامعة ولوائحها، ومتومثل إدارة ااهدين احملدودة يف اجلامعات، تأسست هيآت خريية يف . ذات موازنة اجلامعة

صدقات للجهاد التربعات انتظمت كما فحسب، احتياجات ااهدين حنو تصوب اخلرطوم،

واملنحنفني اإلسالمية احلركة أعضاء سائر مث وشركات، مصارف من املالية املؤسسات من أو لسرية عونا كثر ولو مهما وجهرا سرا للجهاد سهما فيها يدفعون سبل عن مجيعا حبثوا لإلنقاذ،

.اخلرطوم مستشفيات يف اجلرحى تبلغ واحدة وجبة ولو قل أو كتيبة،

اخلاص متيزت يف سوح اجلهاد فئة ااهدين املنسوبني إىل الدفاع املتعاظم اماالهتم إزاء

الشعيب، تتشعب إمارام منسوبني إىل جامعام أو إىل قطاعام أو إىل شخصيات يف قيادة وطعامهم أزياؤهم تأتيهم اجليش، منازل غري منازل يرتلون مجيعا لكنهم الشعيب، الدفاع أو اجليش

كردفان أو اجليش النظامي مدى رباطه يف اجلنوب أو الشرق أو جنوب عهد كثريا مما بأفضلبالضرورة ألم وسراياها فصائلها أو املسلحة القوات كتائب قيادة بأمر يأمترون قد األزرق، النيل

وامرهم إال من قيادة ال يتلقون أ أخرى وأحيانا هلم، وتبعا قتاهلم من بعضا املعارك يدخلون

خاصة من ضباط احلركة اإلسالمية أو قيادات الدفاع الشعيب، مث هم خيلون جرحاهم .وشهداءهم بأنفسهم، ال يعبأون أحيانا جبرحى القوات املسلحة، كما قد تعاملهم باملثل

وتزايد عددها غري منسقة تالمس وإذ امتد القتال وأثخن، تفرعت بؤر ااهدين الفوضى وحسن حاهلم املادي الظاهر كله مقابل سوء أحوال اجليش الذي جياورهم يف املدن واملتحركات والقتال، ولكنه قد يلبس األمثال وينتعل األرض وهم هلم من مالبس العمليات

عن حاجة البعض، وإذا امتد يزيد ات غادروا إىل الشمال وافرم اإلقامة يف رباط العملي تال مينعهم مانع، وهم يشهدون بأم عينهم جنود القوات املسلحة يبقون سنوات يف اجلنوب بغري غيار يستبدل واحدا بآخر أو جمموعة مبجموعة، فال يعرف أحدهم شيئا عن مصائر

.مل سوى أفق احلرب اليت ال تنتهيأسرهم فينقطع بال أ

وإذ اضطربت األحوال يف القيادة املركزية بالقيادة العامة جتلى ذلك ليس يف أحوال اجلنود فقط، الذين يقدر الكثري منهم روح التطوع واإلقدام واملثابرة اليت شهدها يف

ادهم لقيادة اجليش وشكواهم من شدة متيز ااهدين، لكن يف تذمر فئات الضباط وانتقااهدين ومتييزهم، يتحدى بعضهم قيادته ساخرا أو يتصدى لعضو جملس الثورة الذي كان يشرف على احلرب ويتواجد دائما على جبهات القتال وقيادات الوحدات يف املدن

يه يف ظاهرة أخرى من ظواهر اجلهاد واجليش يف الكربى، ويتسابق الناس يف التقرب إلاجلنوب، كما قد يتداول الضباط مع ااهدين صراحة أحوال القيادة العامة ويشكون إليهم

.136حال اجليش ال سيما اجلنود، وينتقدون هلم امتيازام

ع الدوافع املعنوية للقتال وسط إزاء تعاظم جبهات القتال وكثافة العمليات وتراجملسارح باملئات يتدفقون االستنفار إشارة رهن دائما ااهدون كان املسلحة، القوات جنود

6 1G1K5N1ر*^ ا�&�`�*�^ ا�RP� دا ��6ودا�A# ���1+ر ا��J&ا� U�S 1ت�PA7 6تI4 1دةE�2ا� cEJj ^� Vا�125ده ,P7

)V�AES 'E ا�&1E�PAت ا�&�E`�*�، -ا *&�J5و�O ��1��1 و��Y �7`�*1ا�Tي آ��1 - ا�&�1� و6#�c ا�&6�A ا�1F#} �7وة *6Eا� YAE4 Vاه��EH6 إEا�+�رة ا��ا� YPK� ��7 Zfو ^� O#�j 6A5�*و، �E91رج أE�ا�TEي *6EH cE+Aور1Ed hه�ة

�ا��5ا#t ا��I&Aد �KP�. �Ek1دN Vk ��1ةE9) 'E�130( 6IE)5ا� 'E5ا� M���E1 ته��آ�EI�( �EP�1آ �*�E� 1EIC5� ,EP7أآ6ت 1I4د#O أ�RaH QR2� 1I" واE� {f^ ،و�qC* V إUS uH1f، US uH1f p و6CGي) 126(1Jfط و) 5(

ر ا�1�Rر ا�Tي د)�E� �F�P� ��.1H Z� وا��EJIط )1EH�G 'E دون أن *`�Eن ا�1ERAر �v�TE� "E�I، و6Ej آ1Eن ا���E2H �FEا ^��EE�1ا��� ^�*�`EE�&ا� ^EE� 'EE�1��، �EE�1&1دة ا�EE�2�1H 1تEE�PA&ا� �J&EE4 VEEP7 ر . دون�EE�A6 ا�EE�1j ^�EEH �EEا ا.ز��EE��وأ .و��x ذ�v آ+��.. �t�1� Z ر��Y ا.رآ1ن �1�PA&Pت) ���ر �6Cروا( ”2“ا��Ra )' 1�PA7ت U�S ا�&�Jر

بالطائرات إىل ) يرفعون(العمليات أغلبهم طالب مل يتلقوا احلد األدىن من التدريب، ولكنهم مرمى حجر من املعارك احلامية جوبا ليندغموا فورا يف القتال بعد تدريب حمدود على

املتوالية، مث ليعلن االنتصار وقد استشهد أكثر من ثلثي املقاتلني يف املعركة من القوات متوسط اخلسائر البشرية يف عمليات صيف العبور % 75حنو (املسلحة ومن ااهدين

القية من جانب اجليش الشعيب الذي يخطط ولتبدو املعركة أكثر عسكرية أو أخ, ) الثانيةبدقة وخيتار نقاط اهلجوم مستعمال اآلليات لتقليل اخلسائر البشرية، ولتشتهر بني ضباط

).واجليش ميوت.. احلديد مرتاح(: الصف واجلنود مقوالت مثل

فقد ظلوا يقودون رغم تراجع روح القتال ودوافعه لدى جنود القوات املسلحة، للهجوم ويخططون بدقة العملية يدرسون واالحتراف، املهنية من مشرف مبستوى العمليات

يف وقياداته الرمسي اجليش ألداء االنتقادات تزايد مع لكن ومواقيته، طرقه وخيتارون واالنسحابدن والطرق اآلمنة، مث تسرب الريب حنوهم ارتكازهم يف امل وتطاول وبطئهم العمليات، مناطق

)اخلامس الطابور(و )االختراق( باامات اجلهري واهلمس والتصرفات الظواهر بعض جراء منمنذ اهلجوم على جوبا، الذي كاد أن يذهب بانتصارات صيف العبور األوىل، إذ أوشكت

عيب، ومع فوضى إمارات ااهدين، إذ أصبح اجلهاد املدينة أن تسقط يف يد اجليش الشميدانا آخر ألمراض النجومية والبطولة املستشرية يف النخبة اإلسالمية اخلرطومية؛ إزاء كل تلك األوضاع، بدأت عمليات خالصة للمجاهدين دون إشراف من اجليش وخاصة من

ما مبسارح العمليات تتحين قيادته النخبوية الفرص جهاز األمن، الذي ظل موصوال دائكتيبة اخلضراء األوىل اليت (ليكون هلا سهمها اخلالص، فأعدت كتائب خاصة لقيادا

شاركت فيها أمساء كبرية من خنبة احلركة اإلسالمية، مث اخلضراء الثانية اليت كانت كلها من فمع , ..)عة اليت عادت لتكون من ااهدين، فالسادسة، إخلاجلهاز، مث إىل اخلضراء الراب

تزايد روح املفاصلة بني اجليش وااهدين وتراجع الدور املهين االحترايف يف ختطيط العمليات، تطور اهلجوم ليكون عشوائيا بغري دراسة، ولتشهد اية صيف العبور الثانية

لنيل، وليدفع جهاز األمن ببضع مئات استشهدوا مجيعا على املعارك األشرس يف أعايل ا، فيهم حنو بضع عشرات من خالص ضباط اإلسالميني، 1997مشارف منطقة شالي

ولينسحب بضعة عشر دون تأمني لإلمداد، الذي تضعه خطط القوات املسلحة عنصرا .أساسيا يف خطة العمليات وتنفيذها

كن مهما تكن كثافة العمليات واضطراب الساحة وفوضاها، فقد جاءت مناذج من ل ااهدين قدموا مثاال للتعايش اإلنساين بني املتواطنني يف قطر واحد، مث لقدوة اإلسالم

رعمت احلرب أوزارها عادوا مجيعا يعضباجلهاد إال دفاعا، فإذا و رون ومثاله الذي ال يأماحلياة إخوانا متضامنني، فقد شهدت والية حبر الغزال أفواجا من طالب جامعة اجلزيرة، احناز إليهم عشرات من املهندسني واملعلمني واألطباء وغريهم، نشطوا مجيعا إلعمار احلياة

كما العطالة، ، إذ أصلح املهندسون شبكة املياه والكهرباء بعد سنوات من)واو(املدنية يف

احلياة للمراكز الطبية يف املستشفيات، وافتتحوا أخرى جديدة ألول مرة، األطباء أعاد وانتشر املعلمون يف املدارس واستغلوا فصوهلا حملو أمية املواطنني من أهل اجلنوب مدى عام

براجمها اإلذاعة كامل، وبثت دراسي عمها وسبعد صوت تو طويل، صمترمة عالعالقات خاص

ااهدين وطالب وطالبات جامعة حبر الغزال، وابتكروا برامج الترفيه يف طالب بني اإلنسانيةالرحالت واملسابقات ملختلف وجوه الثقافة والفن، وشخصت صورة أخرى غري الصورة

ووعود الوداع حفالت كانت غادروا ذافإ والتجار، اجليش مثلها اليت واملسلم للعريب النمطية

بيئة جعلت اليت تلك غري وثقافة إنسانية روح أنفسهم ااهدين بني وسرت واللقاء، التواصل

.اجلهاد تقليدية خاملة، وبدت الوحدة ممكنة وجاذبة*****

، فقد )هاد املرأةج(كان لألمني العام تدخل مباشر وأساسي يف فصول قصة احلرب استوعبت معسكرات الدفاع فصائلهن اخلاصة ضمن فكرة ضبط اتمع، أو تفعيله أو

ولكن أشواقهن اخلاصة أن يقمن شقائق للرجال حيثما تيسر . إعداده لألسوأ من النازالتؤمن مستقيمة باستواء هلن ال حجر وال حاجز عن أي ميدان، وأن تستوي حياة اتمع امل

جناحيه وتعمر ما يف سائر ااالت؛ كانت تستدعي قومة خاصة إذا أرادت النساء أن وإذ أصبح اجلهاد . خيرجن غازيات يف ميادين القتال هجرة وغربة وتعرضا للمخاطر

لمشاركة من عامة واالستشهاد حاضرا شريف السرية يف تلك املرحلة، تطلعت الكثريات ل

النساء، وخاصة الالئي مل يشهدن سوى عهود احلرية مث عهد التمكني ومل يشهدن مدافعات .مايو وال حىت معارضة األحزاب

واحلق أن املرأة يف مناطق التماس قد شهدت قسطا حمدودا من التدريب العسكري مع م قامت منسقية خاصة للمرأة 1990ولكن حنو اية العام قبائلهن قبل قيام الدفاع الشعيب،

بعد تزايد نشاطها يف ميدان اجلهاد، إذ شهد أول العام معسكر لتدريب املرأة ااهدة الستقبال ااهدات، مزامنا للمعسكر األول للرجال يف ) خور عمر(وانفتح معسكر

جماهدة من كل فئات النساء يف اتمع وإن غلب ) 450( ، بلغ عددهن حنو)القطينة(مث ليتخرجن يف ذات الوقت مع الرجال، تزدان مبواكبهن مشاهد عيد . عليهن الطالبات

الثورة األول، وال ريب أن تلك الصورة قد اشتهرت يف اآلفاق تدمغ الثورة اجلديدة .باألصولية واإلرهاب

عسكر األول انطالق القافلة األوىل حنو مناطق العمليات األبعد يف االستوائية، أعقب امل نهرن أنجاهدين زادا وكساء، يستشعلت للمموبا وحخاص وبلغت مدينة ج ت جبهددأعبعضا من الروح اجلديدة اليت انبثت يف تلك األحناء، ولدى تصاعد أصوات املعارضة

من جاء االعتراض أغلب أن إذ ،)املرأة جهاد تأصيل(األوىل القضية جتلت املنسقية يسوتأس .137الصف اإلسالمي املدين والعسكري مث من داخل مؤسسة الدفاع الشعيب نفسها

ثالث ، الذي تدوولت فيه )املرأة والبندقية(فور جناح االجتهاد التأصيلي عرب منتدى ، مث قدمت )تأصيل جهاد املرأة(أوراق شارك فيها األمني العام شخصيا مبحاضرة حول

وفور . ورقة التجارب العاملية ملشاركة املرأة يف القتال) سمية أبوكشوة. د(قائدة نسائية بانضمامهن 1992 إزالة اللبس واالعتراض شاركت أول جمموعة من ااهدات يف العام

، )بحر العرب(وشوهدن على ظهور اخليل يف منطقة ) العاديات ضبحا(إىل جماهدي عملية ، مث شهد )ضربة الكجور(مث ليقمن بدور أساسي يف تأمني مدينة ملكال إبان ما عرف بـ

7 'EBa4 'EE�16 أ�EEIKH ,Eا.و� �EEP(12ا� QE�1jد ^EE� . cE�Fا� �EEH1J�71EEB#و ، z�EE)ا� ^EE� 1تEf�57اpى ا�EEj6ت أ

1Eدوره �EB�* 1ول أنEN يTE1س، ا�EJ&6 ا�E�A&ا� 'J&E)1ع ا�(ات ا�6�j 6�1j ^� Vk ،1ج ��رN ب�K�� 6AN6 أ�I)ا� .دا�c وp*� ا��9�aم

نتصفاهدات للمشارك تسيري 1993العام ممن ا ات أربع جمموعاتة يف العمليالعسكرية بعد جهد كبري بذل إلقناع األجهزة التنظيمية، حىت شاركن بالفعل يف الطريق من واو إىل أويل وتأمينه وفتحه ملرور القطار، مث جمموعة مبنطقة اجلبال الشرقية جبنوب كردفان،

لنة من النساء قاتن جمموعة حملي موعة وقد حلقتلكت اباألسلحة اخلفيفة والثقيلة، وسالثالثة الطريق إىل ملوط بأعايل النيل، وسرن من ملكال إىل الرنك مشيا على األقدام، أما

.138يف النيل األزرق) خور يابوس(اموعة الرابعة املقاتلة فقد بلغت حىت

دقيقة، تطور تدريب املرأة على األسلحة مع تطور تدريب ااهدين حنو األسلحة ال األوىل والثانية، ورافقت غالب ) أم سنان(األوىل والثانية، و) دورات أم حرام(فيما عرف بـ

جماهدة، قد ميكثن 40إىل 20اللواءات املتحركة حنو مناطق العمليات جمموعات من لنبدستدن للخرطوم وير قبل أن يعأخرى إال أن العمل ذا الوقع األكرب بضعة أشه مبجموعة

كان يف جهودهن يف الطب والتعليم وتدريب النساء يف تلك املناطق وتعبئة اتمع يف اليت مشلت كل الواليات نزوال إىل احملليات، وذلك قبل أن تنجح ) زاد ااهد(محالت

ية املرأة من بضع وعشرين إىل ثالث منسقات، جلهادهن يف تقليص منسقاجلهود املعارضة مؤسسة (و) سالم العزة(ولتستثمر تلك الطاقة الفائضة يف مؤسسات موصولة باجلهاد، شأن

.وإنشاء مصنع القديد) رفيدة

اتصل جهاد املرأة كذلك جبملة إصالح وضع النساء يف القوات املسلحة والقوات ية األخرى حيث أمثر إصالحا سريعا يف تلك املؤسسات، إذ سرعان ما اقتنع القائد النظام

العام رئيس اجلمهورية، فتجاوزت املرأة سقف الرتب العسكرية األدىن للرتب األعلى ال لى حتدها إال كفاءا، فبلغت رتبة العميد يف أوىل خطوات اإلصالح الذي مضى ميسورا، ع

.غري سرية اإلصالح األهم ألصول املؤسسة العسكرية نفسها، وتلك قصة نعود إليها

8 VEأة، ه�EAا� �1رآE)A� 1E�1AN ��EK1ط ا�JEf �E+أآ ^E� �k�k �91CAا� vP5� �*�`�&ا�1�2دة ا� ,P7 tj1&# : 6E�2&ا�

N.6 ا�CKوا�M6 ��آ�I)62م ا�Aا ا����E2RC� QEPd 1EAC�H� ا�5E�pا��� ����E� Vk ،�A . ,EP7 ا�&6�A ا�(1C4 6�Iن وأ UEj�Aا� VEx6*^، رEا� YAE4 Vاه��EH6 إEرة ا��ا��E+1دة ا�E�j YEPK� �E�7 ^E� �6دةE)� 1تA�P&# tG�AH أة�A1د ا�IG

.)��A#o ا��Aأة وا��j6CJ�(اh6A57 ا���A' ا�Tي

***** اتصلت خنبة احلركة اإلسالمية وطالا بفئات أخرى من جذور اتمع عند ذات

ساحة اجلهاد، قبائل التماس يف غرب وجنوب كردفان، واليت يعود إليها منشأ فكرة الدفاع أول األمر أواخر العهد احلزيب، فإذ ظلوا موصولني مدى تارخيهم باجلنوب يف الشعيب

رحلتهم مع ماشيتهم، يبلغون أقصى حدوده مع يوغندا يف شهور الصيف إذ جتف املياه يف مناطقهم الغربية وتبقى خمضرة بالكأل هنالك، لكن واقع احلرب وحركة اجليش الشعيب منذ

ني أفسدت تلك الوشائج، وأهاجت مشاعر أخرى عنصرية تصفوية، بغري منتصف الثمانلكنهم إذ فتحوا الطريق املهم حنو حبر الغزال، اليت حوصرت . ضابط أو تقوى من اهللا

مقطوعة من املدد لعدة أشهر، مث أمنوا السكة احلديدية للقطار حىت بلغ أويل مث واو، وقد ، مسجلني انتصارا باهرا ملبتدأ صيف العبور، يبلغون أهدافهم على 1986ال منذ ظل معط

ظهور جيادهم، سابقني حلركة اجليش الوئيدة على ذلك احملور، ويدمرون معسكرات اجليش ف الشعيب على الطريق، استوعبوا املباينة يف الثقافة والسلوك بينهم وبني ااهدين من صفو

احلركة اإلسالمية، ومهما بدت بعض تصرفام وتعبريام يف احلياة صادمة ألولئك، قدروا إقدامهم وشجاعتهم وفيهم كثري من سابق جنود القوات املسلحة، نفعوا املعارك خبربم يف

ملباشرة لنخبة وباملقابل مل تهيئ تلك العالقة ا. السالح والتكتيك العسكري ومعرفة الطريقاحلركة اإلسالمية مع مكون مهم يف جمتمع أهل السودان أن يطوروا معرفة عنه ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم من فتن العنصرية والشقاق اليت تتربص مبستقبل البالد، أو ابتكار

دعو وتثبت أهداف احلركة مشاريع التعايش لتغيري اتمع أو إعادة بنائه كما كانت تواحلق أن شيئا من ذلك مل يكن من هموم اجلهاد ساعة انطالقه . اإلسالمية العظمى

واحتدامه، رغم نوايا صادقة عبرت عنها ثلة من ااهدين على ختوم الشرق، أن يبقوا م وهم بعض من هنالك حيث رابطوا للجهاد ويصاهروا أهل املنطقة وينفعوا دعوة اإلسال

نسيج اتمع ال وافدين عليه، على سنة الدعاة الذين حملوا اإلسالم للسودان مهاجرين ولكنهم استقروا فيه مواطنني، إال أن قيادة اجلهاد العسكرية اإلسالمية سارعت لوأد

.مشروعهم، وصرفتهم راشدين إىل الشمال

ذلك للمجاهدين معرفة أخرى لفئة من الداخل األفريقي حنو اجلنوب، أتاح اجلهاد ك اليوغندي، الذي رأوه إىل جانبهم يقاتل يف ضراوة ال تضاهى، زوجي ) جيش الرب(

املقاتلني رجاال ونساء كلهم أشداء، لكنهم حيملون كذلك أهدافا يقاتلون من أجلها، ال اف اجليش أو ااهدين، قد يهاجمون يبتغون محض الغنيمة اليت تسد رمقهم عالقة هلا بأهد

وحاجتهم، لكنهم شديدو االنضباط خلطة قيادم وتعليماا، منظمون ال يتركون جرحيا ال بغري إخالء وإن فعل ذلك ااهدون، وال خطأ من جانبهم بغري سؤال وحماسبة مث إنز

العقوبات مهما يكن املخطئ، مث هم أوفياء إذا امتدت عشرم يف أحراش االستوائية مع .اجليش وااهدين يقاتلون إىل جانبهم وفق خطتهم مهما تكن التكاليف

عمرت كذلك جبهة احلرب بأعداد من مجاهدي الدفاع الشعيب وفدوا من مناطق تلفة، من القبائل األفريقية والعربية، أفلحت جهود عناصر احلركة اإلسالمية من دارفور املخ

تلك األحناء يف استنفارهم بأعداد كبرية، ليشاركوا يف اجلهاد حنو اجلنوب أو الشرق، مثلوا كانوا كذلك صفوة أخرى منفصلة بذاا، ال يمثلون يف إمارات ااهدين العديدة إال إذا

إىل حمصورا األعظم سوادهم يبقى بينما احلكومية، املؤسسات عرب جاؤوا أو اجلامعات يف طالبا مجاعته بغري ضجة أو إعالن، ميتازون عن اجليش بطعامهم وزيهم وحىت برباجمهم اليت يتوخى

أخرى إضافة يف عرقا، أو جهة إليهم نتموني الذين اإلسالمية احلركة قادة عرب خماطبتهم فيها

.اجلهاد صفحات على يومئذ ظاهرة برزت اليت والتفرقة التمايز لصور*****

م حمي اجلهاد يف اجلنوب والشرق يف جولة أخرى أشد ضراوة من 1997حنو العام ن وجيشها الشعيب كثريا من املواقع سوابقها، فقد استعادت احلركة الشعبية لتحرير السودا

واملدن، بعد أن جتاوزت أزمة االنشقاق لتزود مبدد خارجي جديد وبعزمية جديدة للقتال، .فور توقيع ميثاق اخلرطوم للسالم واتفاقية اخلرطوم

تال، عاد وإذ قلت أعداد القوات الرمسية للجيش السوداين واحنسرت دوافعها للق ب أكثف وإماراتأكرب ولكن يف تشع ة أخرى ليمألوا الساحات يف أعداداهدون مرامتباينة، وصراعات تطورت مع الوقت لتربز أشد حدة بني مؤسسات احلركة اإلسالمية

السياسية العسكرية يادةالق إعالن ومع. ااهدين حيتكر أن يريد كل باجلهاد، املوصولة اخلالصة

اجلنوب كافة واليات يف القتال جبهات ثغرات لسد ااهدين من املطلوب بالعدد) الربط( لفكرة، تنافس قطاع الطالب مع قيادة الدفاع الشعيب ومع جهاز )النيل األزرق(مث يف الشرق

.ه واستثمار انتصاراتهاألمن لتوفري العدد املطلوب ولكن كذلك الحتكار

الطالب ورابط بعضهم سنوات دون جامعته ااهدين من بكثري اجلهاد عهد تطاول وإذ وأهله، مضحيا يف تفان وعزمية مبستقبله األكادميي مهما تكن رجاءات األسرة واألهل، مث

ربةم الشاب اكتساب خهمرم وعهأ هلم إخالصم يف احلياة، ومعرفة هياونأكرب من سباحلرب والعسكرية ودراية عميقة مبنطق العمليات، كما أهلمتهم مثل الشهادة الوضيئة اليت قدمها زمالؤهم إىل جانبهم يف املعارك، كل ذلك دفعهم إىل مواجهة مع نظم اجليش الرمسي

م الوثابة وسهروح بناسا إذ ال تودعوا أنفسا عزيزة عليهم كانوا يسرلوكهم احلر، وإذ خلقيادة عمل الطالب مث لقيادة احلركة اإلسالمية ذاا، تعاىل النقد خلطط املعارك واإلقحام الفوضوي هلم من قبل القيادة العسكرية للثورة، فمضوا بالعشرات يف كمائن اجليش الشعيب

لقصف املدفعي ويف معارك املقاتلة املباشرة مث بالضياع يف الغابات املتشابكة والطرق ويف ا .139الوعرة وأخريا باالضطراب يف اإلعالن عن اجلرحى والشهداء واملفقودين

ااهدين جوبا ومواجهة مدينة من )40( امليل حنو اليوغندي اهلجوم يف العمليات وبشدة

، )الدبابني(حدهم للدبابات اليوغندية حىت اشتهروا بني ااهدين ويف اإلعالم بوصف واستشهدت األمساء األشهر واألشد وقعا يف قيادة ااهدين الطالب، فمثلت عملية امليل

احلرب األربعني ذروة اجلهاد واالستشهاد، كما مثلت ذروة املباينة بني منهجني يفوعقيدتني يف القتال، فقد احنشد هلا بضع عشرات من صفوة قادة ااهدين الطالب يأوا يف معسكر خاص يستعدون ملعارك بدت نذرها وشيكة يف مناطق جنوب النيل األزرق، ولكنهم ما أن بلغوا تلك اجلبهة حىت تلقوا نذرا أخرى أشد خطرا عن حصار آخر وشيك

با يهددها بالسقوط يف قبضة اجليش الشعيب، ومحلوا من فورهم إىل جبهة للمدينة األكرب جو

9 IK� م�EEا�� ,EEإ� QEE1 زا�EE� 6دEE�* VEE1رك و�EE&Aا ا��EEP���EE� ���1EEB أ6EE7اد �6EE2رة �EE^ ا�1KAه6EE*^ ا�EER�ب ا�TEEي دVI�1F5� .آ1A أP7^ ا�6I4 g&Jاء ��&�دوا أ1�Nء �^ 1�fع ا��1H1ت. tJ� uJ��1H ا

اجلنوب وقد اشتدت فيها اانبة بني قادم وقادة اجليش خالفا بينا يريد أن يتحصن يف املدينة وفقا لرأي قيادة املنطقة العسكرية ورفضا متحفزا من قادة ااهدين يرى أن االنتظار

حىت بلغ 170مريع يسلم املدينة للعدو بعد أن تقدم حيتل األرض من امليل تقاعسأصوات املدرعات اليوغندية علي ذات هلكن املدافعة واخلالف سرعان ما بددت. األربعني

احملور ولتتقدم الصفوة القائدة مجيعا من ااهدين حلظة وصوهلا تقاتل كأا بغري سالح إال يف الوصول إليهم من زمالئهم ومن بعض الضباط، فمضوا مجيعا مستشهدين من مدد يتعثر

بل إن اإلبادة اليت . يف امللحمة األعظم إال من بضع بقوا أحياء يشهدون عن قصة املعركةتأيت على كل املقاتلني يف املعركة قد تكررت على حنو أشد يف األمطار الغزيرة، مما كان

).األوىل والثانية والثالثة والرابعة(ضراء عليه احلال يف كتائب اخل

م باستعادة اجليش 1998تكررت ذات املشاهد واآلثار حنو النصف الثاين من العام لتأمينها امللحة إنشاءات البترول واحلاجة يف العمل الشعيب ملناطق يف أعايل النيل، ومع تطور

ط من آبار يف تلك املناطق، تدافع ااهدون استجابة تطلعا لوعدها القريب بإنتاج النفالستنفارات قطاع الطالب وجهاز األمن وقادة األمن الشعيب مث قادة االستخبارات باغتاتبه م واجهأن ت نمكبط من الطالب الذي يالر ددى كلها عة، تتوخة الرمسيالعسكري

ة(وباشتداد املعارك يف . ةتلك املنطقة املهموريونج(و) كجت ) البريف شهر رمضان ظه واجليش ااهدون فوجئ إذ املعارك، خضم يف )اخلامس الطابور(بـ يعرف ما اختراقات سافرة

جوم مباغت كاسح للجيش الشعيب، مث تصفية للمجاهدين من داخل صندوقهم القتايل ورغم أنباء االنتصار الكبري الذي حققه ااهدون يف . االنسحاب من املعركة وأثناء تنفيذ

كثيفة شبهات عن االشتباكات أسفرت للمعارك، اإلسالميني الضباط صغار بقيادة املنطقة تلك

)حيلاملرا( التماس مناطق قوات وباستثناء واجليش، ااهدين معسكر عمق يف املضاد لالختراقاليت شاركت يف املعارك من جيادها وأعداد قليلة من حرس البترول أضيفوا بواسطة عضو

لرصد متشابك استخبارايت لنشاط ثكنة كذلك املنطقة أضحت أولئك باستثناء الثورة، جملسمتواترة ، مث أنباء)االستخبارات العسكرية واألمن الرمسي واألمن الشعيب(ظاهرة االختراق

عن تصفيات بال محاكمات، وعن التعذيب، وعن املقابر اجلماعية، مث إحصاء القتلى بعد

املعركة، ونوع اإلصابات املنبئة عن نمط التصويب املشبوه، وباستشهاد أعداد من ااهدين من الشكوى دتتصاع الطريان، لسالح عمودية بطائرة اإلخالء ينتظرون من جراء الرتيف،

عن املسؤول من :أسئلة مرة ألول لتطرح مث اجلهاد، بفوضى الشعور وتزايد املسلحة القوات

عن مؤمتر أول اخلرطوم ولتشهد األخطاء؟ عن ويحاسب العمليات يراجع اجلهاد؟ ومن

اآلراء فيه احتدت مهما املختلفة، ارحهومس بعملياته املوصولة املؤسسات إحدى تبنته اجلهاد،

السلطة مركز يف العليا والدولة احلركة قيادة املرير بالنقد وبلغت االحتجاجات، وتصاعدت

جلملة اإلصالح جبوهر حني منذ اتصل إذ املس، عن مستعصيا ظل املشكلة جوهر فإن العاصمي،

ونمسار اإلنقاذ، وذلك مما يرك املؤمتعنه أولئ زعج. *****

إصالح ( وإرهافا حساسية أشد أخرى مداولة وتطويره يف ونجازته اجلهاد مداولة اتصلت على احلياة وجوه لسائر وتأصيلها االستراتيجية اإلسالمية احلركة خلطة وفقا )املسلحة القواتعظمي، ومع مشاركة قادة احلركة اإلسالمية يف النظام املايوي فمنذ أول اخلطة ال. اإلسالم

بسط األمني العام رؤيته إلصالح نظام اجليش ) 1985-1977(بعد املصاحلة الوطنية ومؤسسته القوات املسلحة، وعالقتها باتمع ضمن تأصيله لرؤية إسالمية يف املؤسسات

ة لدولةمحديثة الناظ ةل بني . إسالميفاصن على التوحيد ال يس اإلسالم حياة املؤمن أسولئأخالق احلياة العامة وأخالق احلياة اخلاصة، ولكن يسلمهما معا إىل اهللا سبحانه وتعاىل،

بسائر كانت الرؤية أال تنهض لفروض الكفاية فئة خمصوصة متحض حياا هلا مث ال شأن هلااحلياة، فمهما ينهض جيش خمصوص بواجب احلماية عن اتمع ويدفع عنه العدوان والتمرد، ينبغي أن يكون جنوده وضباطه موصولني بسائر وجوه احلياة يف اتمع الذي هم

ه فحه وسالحلومع نتقمنه، فاألوفق أال تنصرف فئة للعمل العسكري ت ب ولكن بعضستتكامل حيوام مدنية وعسكرية، إذا اتصلت احلياة بأحدهم يف نظم اجليش ورتبه وميادينه وثكناته يعود بعد بضع سنوات ليقوم يف اتمع عامال كذلك يف أي وجه يناسب استعداده

.يف اتمع آخرونوخربته، ريثما يعود إىل مؤسسة اجلندية فيفرغ للعمل

منذ املوروثة الوطنية املؤسسة لدى القتال عقيدة يف كذلك اإلصالح رؤى تداولت

منسوبيها، مث يف مناهج الدراسة والتأهيل يف الكلية احلربية أو معاهد القيادة وثقافة االستعماراالستراتيجية واحلرب، إذ البد من ثورة ودوراا التدريبية أو كلية األركان وأكادميية شؤون

يف املناهج حنو األصالة اإلسالمية ويف تأهيل الطالب أو الضابط مبقاصد احلياة يف اتمع حىت يف العلم والرياضة والتدريب، ال ينشد القوة إال موحدة ألهداف جمتمع املؤمنني وقيمه ينشط

ة والتعاووالسياسة أو االقتصاد أو يف األخ ة ال تعرفعسكري ورى، فال ينقطع حبياةن والشاملعاش ال يدري أين تستوعبه احلياة بل يتداول حبياته يف خدمة يف يعود حىت االجتماعي العمل

تب الر تصاعد حول املداولة اتصلت كما .ذكره سبق ما حنو على خرباته اتمع يوظف ذلك كلإذ للدولة، العام اهليكل ويف املسلحة بالقوات اخلاص اهليكل يف ومواقعها العسكرية وعددها

.للثورة أو للمراجعة حتتاج وقيم بثقافة وموصولة العمر ملدى معيقة تكن مهما وتقدست جمدت

الدولة انقالبا عطل لكن إذ ثارت القيادة العسكرية اإلسالمية على أصول بناء الدستور وبدل القوانني، وشرعت توافق على كل إصالح قررته قيادة احلركة يف سائر رعبالثورة العسكري ي بكرا على كل إصالح للجيش، وظل رئيسدت مجوه احلياة، مترو

ته عنها يف مناسباتات املسلحة ومسؤوليكل احلياة عن نسبته للقو كثرية كأنه ال يرأسوفقا لواجبه الدستوري، وإذ تعسر عليه التخلي عن زيه العسكري منذ الدعوة يف أول الثورة إىل حل جملس الثورة، ظهرت ألول مرة عصبية ملؤسسة تفوق عصبية احلركة

أنواع أخرى من العصبيات داخل صف احلركة اإلسالمية، وقبل أن تتكاثر فيما بعد هتتبستور على االحتفاظ برة الثورة، وبعد إجازة الدى عشريدة، مث إصراره ماإلسالميالعسكرية وزيها ومنصب رئيس اجلمهورية ومنصب القائد العام، ليكون رئيسا يف سنوات

مث االحتفاظ بعضوية يف حزبه فضال عن رئاسته له ورئاسة هيأته الثورة األوىل هليأة القيادة ، القيادية يف التعديالت اليت محلتها الحقا مذكرة العشرة، بل إن منصب القائد العام وضرورة

حة فصله عن عضوية هيأة القيادة يف تفصيل التعديل املوجب بالدستور لقانون القوات املسل .م1999أصبح حيثية وموضوعا للصراع حنو املفاصلة يف العام

توجه كان قد كافة الدولة ملؤسسات املتدرج اإلصالح حنو للحركة العامة اخلطة أن ورغم راسخة، ال والتقاليد الصارم التراتب ذات املؤسسات يف األرفع املناصب إىل ملتزمة لعناصر بالدفع

شأن وزارة اخلارجية أو املالية أو العدل، واليت مضت فيها عملية التطعيم ميسورة يف تلك فقد أدخلت دفعة من اخلرجيني أصحاب التخصصات إىل . األجهزة، تعوقت اخلطة يف اجليش

ة احلربية يف الكليدت ميبقات املسلحة ولكنها استيف أعرافالقو دعهاجليش ة أطول مما ي

اموعة متام انتمائهم للمؤسسة، ولكن تلك دون سقفا التقليد ذلك هلم ويوضع فنيني، ضباطا

ساعة خترجها ضمن تكتب أن احلركة قرار كان الفني وتأهيلها العسكري تدريبها أكملت إذبون حصرا ووضعا السجل الرئيس العام للضمسبني أولئك وبني من ي مايزاط الذي ال ي

فنيني، املؤسسة للوائح وفقا حصروا بالفنيني، لكن القرار مل ميض كذلك ساعة التخرج بل

كذلك قيادة الثورة دون الرئيس، يؤمنون يف عسكريني من العسكرية للمؤسسة أخرى عصبية

شأن مؤسسات الدولة كافة، أو هم ملداولة القيادة بالتمام خيضع ال بهم خاص نشأ اجليش بأناملدنيني املوصولني م يف قيادة احلركة أن دخول العناصر خيشون مدفوعني بوساوس

ويزعج اإلسالمية امللتزمة إىل أعلى املؤسسة العسكرية قد يهدد متام إحكام قبضتهم عليها، .احلال املريح الذي أورثته هلم الثورة

القرار الثاين الذي تعثر كذلك دون إمضاء، حصر قبول الضباط يف الكلية احلربية على اخلرجيني اجلامعيني، إذ تكثفت أعدادهم منذ أول الثورة وبعد ثورة التعليم، فهم يناسبون مبا

وحياا نشاطها وأروقة اجلامعة دراسة يف وجتربة علم من كسبوا ومبا أعمارهم نضجتاالجتماعية رؤية احلركة يف توحيد اتمع دون عصبية املهن أو مشاقاة املدين والعسكري، ورغم قرار مماثل نفذ وطبق فورا على كلية الشرطة فإن قادة اجليش الذين أصبحوا يف قيادة

أدواء من وشفائه كافة اتمع لصالح ولو العسكرية العصبية إضعاف مينعون وقفوا حلركةا

أن العسكرية ال يناسبها إال العمر األصغر واجلسم األطوع للتدريب، ولو يجادلون العصبية،اثلة األخرى مبثابة سياسة كان قرارا تأصيليا يؤيده األمني العام الذي اعتبرت رؤاه املم

.استراتيجية عليا

واخلاص والسر إذ الكتم باجلهاد، املوصول اإلعالم يف واملواقف الرؤى كذلك تداخلت احملصور بعض أعراف اجليش وتقاليده، بينما احلركة اإلسالمية دعوة وعلن وانفتاح وبالغ،

الثورة ألول فقام .اإلعالم عن تنفك ال رسالة أصحاب أم على أجياهلا غالب نشأت وقد

غطي مبجلس موصول حمدود مكتبرعان اجلهاد، أنباء الثورة ير سسة إىل ما تطومؤس جنتتكل املسلحة القوات حتصر فيه املعنوي الذي التوجيه ال تتبع لفرع ولكنها للتلفزيون، برناجماداخل ووقعه أثره ثقل كذلك الثورة أول منذ املعنوي التوجيه أن ورغم .واإلعالم تعبئةال شؤون

ظلت ) ساحات الفداء(اجليش وخارجه مبا مل يعهد منذ تأسيسه يف العهد املايوي، إال أن فإذ مضى دها،يعه مل اإلعالمي األداء مناهج يف وفق عمله ميدان بذات يتصل، خارجه جسما

يغطي أنباء ااهدين والدفاع الشعيب ثارت حساسية يف القوات املسلحة، وإذا غطى حركة وضوابط نظم وفق الشهداء أمساء إلعالن حىت ترتب اليت العسكرية التقاليد كذلك ثارت اجليش

املدن حترير أنباء فقد تعلن سائدة، تبقى والسرية بطالض يف املتجذرة روحها فإن كلها تراع مل إن .ويحتفل بالنصر، لكن سقوطها ال يذاع حىت يسمع الناس بتحريرها مرة ثانية

تغطية نشاط عسكري من قبل جهات مدنية، على العسكرية التقاليد حتفظت مهما لكن رأسهم وعلى الضباط من للحركة امللتزم الصف أعضاء ة، فإنالغريو العصبية مشاعر واعترم

عضو جملس الثورة األصغر، بذلوا محاية جلملة إعالم اجلهاد املوصول بأجهزة احلركة اخلاصة ومع حمى اجلهاد وتصاعد صيته وسمعته أصبح إعالم الدفاع الشعيب ذا أثر . واإلعالميةع بالغ للتعبئة للجهاد أو لغريه من برامج الثورة، جيلس املاليني ملتابعته أمسية كل كبري، ووق

جمعة، ولدى إعاداته املتعددة، مث تحفظ ذات الربامج وتنشر عرب أشرطة الفيديو يف فة يف اجلامعات وداخليات الطالب ومعسكرات الدفاع الشعيب، وقد توزع بذات الكثا

مهاجر االغتراب حيثما وجد السودانيون يتولى ذلك منظما شعبة يف تنظيم احلركة، أو يتطوع هلا متحمسون بغري دوافع خاصة سوى حب الثورة يومئذ، ورغبتهم يف أن يرموا

.بسهم مهما منعتهم أقدار عن مباشرة اجلهاد والرمي من ساحاته

الذي املتحمس احلاشد اإلقبال يستثمر مل اإلنقاذ ثورة إعالم مجلة شأن اجلهاد مإعال لكن

عرفإذ إليه، يسمع ه نتباي فاع إعالم مع الرمسي العسكري املنهجبرامج وجود فإن الشعيب، الد

حلماسة أوايتهي مل ملشاهدين مفاجئة صدمة كان القومي التلفزيون يف املباشرة اجلهاد احملضة

تلك ظلت بل وجمالسهم، بيوم خلاصة رأسا نقلت إذا اجلهاد ساحات يف املتفجرة األيديولوجيا

قبل من وغليظة رقيقة تعديالت عليها فأدخلت وبراجمه، القومي اجلهاز بث بقية تناقض الروح

تهيئ مل كما وجهادها، وبراجمها للثورة لتزمةامل وأنباءه اجلهاد روح لتوائم التلفزيون إدارات

باستراتيجية ذلك كل صلت أن احملدودة املالية وموازناا الكثيفة ومشاغلها األوىل الثورة محاسة يف احلركة وخطة والبناء التنمية يف العظمى البالد خلطة وهدفا غاية كانت اليت املستدامة، التعبئة .االجتماعي التغيري

وإذ مل تواكب ذلك اجلهاد ثورة يف الفكر أو الثقافة ومل تسجل ساحاته ومعاركه ومالمحه تراثا يوايف مده القوي يومئذ، فإن خطة برنامج ساحات الفداء األوىل مل تجد مادة

لتصبح اخلطة قابلة للتنفيذ أفضل من املعارك العسكرية وسير الشهداء وأنباء املتحركات، مبدد من فكر ااهدين وإنتاجهم الثقايف والفين شعرا أو مسرحا أو ندوات، بل إن حماولة يتيمة تصدى هلا بعض ااهدين ملناقشة قضايا ساخنة يف السياسة والفكر، سرعان ما

.140استدركها نائب األمني العام شخصيا وأوقفها

*****

مبؤسسات العالقة احنصرت املاضي القرن من السبعني العقد يف التمكني خطة تنفيذ أول منذ

العناصر من قوامه يكن مهما باملكتب اخلاص،) األمن وجهاز اجليش والشرطة( والقوة الضبط

مضبوطة فهي ،)اخلاص لواملسؤو العام أمينها( احلركة قيادة وبني بينهم وسيطة تقوم اليت املدنية

جبسم املوصولة السالسل يف املتوالني بني وحمصورة سرا القوة كذلك حبساسية مؤسسات

لذلك تغير أليما ويئتها والعسكرية الفنية دقائقها ومتابعة أفرادها رعاية تركت وقد احلركة،

.وأنظمتها احلركة جسم بقية عن جسم يف املكتب معزولة

1E�H�9 �&�و)E( 1E' ا�1EIKد ، ا�TEي آ1Eن 6E�1jا )6EJ7 'EP7ا�15Fح (1�2Hدة ا�15رت 71AG� �^ ا�1KAه6*^ ا�R�ب 10

A5� و�714ا ��E�1�� 1*1E�j �j1EC* '��E2ن ا��E*MFP5ا� 'E( 1EK�1��H 15رت أن #62م��Mا Vk أ6�I4 {JSا �(�Iرا، ا EEأو� 'EE( ا�EEN 1شEE2Cا� t&EE)# وإذ ،�C�1EE� �EE*�`(و, ��C�REE�PFا� ��EE�2ل ا��EEN 'EE`� ^EE�N 6آ�5رEEا� ZEE� 1تEE2Pا��

EEjن وأو�EE*MFP56*� ا�EEAH OEE9 6EEA�� 1نEEA+7 'EEP7 15ذEE�.ا cEEB#ا ،cا���EEإ� ZEE� �EEj�&ع وا��EEGدون ا�� q�1EE��Jا� U.��A��C57�م ا�ا ��1�.

بعناصر اخلاص املكتب دفع الثمانني العقد الشرطة، فمنذ جهاز داخل األمر تطور كذلك

إلنفاذ عملها ذات وأدوا أجهزا يف فانسلكوا للشرطة أصدقاء أو ضباطا الشرطة كلية إىل ملتزمة

بالتزكية يعنى عهده ألول التنظيمي الشكل كان هم، وقدامل القطاع ذلك يف التمكني استراتيجية

ملتزمني ويكسبهم حنوها يصوب اليت العناصر اختبار الوقت ذات يف يوايل و لعناصره، اخلاصة

.اخلاص الفردي االتصال أطر عرب وسرها احلركة لعهد

اإلشراف عناصر أعفى أن يلبث مل طاعللق متقدما تطورا التمكني هيأ الثورة، مع لكن املدين ليتواله الضباط والعساكر امللتزمون، يقومون مبهام القطاع يف العاصمة والواليات،

أصبح أعدادهم، وتزايد امللتزمني اخلرجيني توايل ومع .الفنية والشؤون والكلية األفراد ويرعونتب له حبكم الالئحة بسط عضوية التنظيم مث نشر للقطاع مؤمتر عام وهيأة شورى ومك

العضوية يف الرتب العليا والوسيطة كسبا بعد الثورة، واعتمدت منهجية احلركة العامة يف حيثما التنظيم يف والباطنة املؤسسة يف الظاهرة الوظيفة وتوحيد والتنظيمي الرمسي بني املقاربة

.قطاعات من ما مياثلها على تقدما الشرطة وحققت يف ذلك .امللتزم العنصر وتواجد تيسر

الدفعة (كاملة من اخلرجيني اجلامعيني دفعة 1990 العام منتصف حنو كذلك دخلت من صف احلركة اخلالص، تطبيقا للقرار الذي مل جيد حظا من اختبارا جاءوا أغلبهم) 60

مدى الداخلية وزير ظل فقد الشرطة، لكلية للتقدمي شرطا أعلن لكنه املسلحة تالنفاذ يف القوا

أهل بني أخرى عصبية األقرب، الشرطة قطاع من وليس املسلحة القوات من اإلنقاذ قادما عهد عصبية تثر مل إذ لئكأو إىل الوزير نسبة نفعت فقد تكن، مهما حدة، أشد املتقاربة لكنها املهن

.املؤسسة لتقاليد

جاء اإلسالميون اخلرجيون إىل كلية الشرطة بدفع احلركة املباشر حتدوهم أنفاس الثورة األوىل، يريدون أن يبذلوا طاقام وتريد احلركة أن تسد النقص م يف رسالة جديدة

من غوائل العدوان واملستهلك من التهريب والبيئة منوروحا للشرطة تعني املواطن وحتميه

الثكنات يف أنفسهم وجدوا وبيئتها الكلية مناهج تبدل قرارات تسبقهم مل إذ لكن .اإلفسادالقانون، مواد بعض دراسة يف الباقي والثلث البدين، التدريب يف الوقت ثلثي يصرفون العسكرية

.رجعى إىل عهد الداخليات الطالبية لكن بغري طالقتها وثقافتهاويف بيئة عادت م

توالت الدفعات بعد ذلك دخوال وخترجا بغري إصالح لتلك املناهج وال لبيئة العمل بعد التخرج، فإذ مل جيدوا نفعا لكثري من أشكال التدريب يف الواقع العملي، وجدوا كذلك

التحقيق سلطة كامل أن إذ القانون، يف قليلة نظرية مواد من درسوه ما ستثمري يكاد ال بوارا بالعمل، الطويل والعهد اخلربة ذي الشرطي من يستفيد قد الذي النيابة وكيل بيد القانون وتطبيق

.اجلامعية دراسته أصل يف قانونيا كان ولو حىت بشيء، يسعف يكاد ال اخلريج لكن

ظلت خمتلف أقسام الشرطة وفروعها تستقبل أولئك الضباط من أقسام التحري وإذ إىل اجلنسية واجلواز والبطاقة، مث حرس احلدود وحرس املنشآت وحرس الصيد واجلمارك،

ة فلم تبسط خطة ترصد ختصصام وتراعي مواهبهم وميولهم يف غياب التنفيذ الدقيق خلطاإلصالح الشامل للمجال الشرطي، فآيس بعضهم سريعا من غناء للنفس أو قناعة بالعمل با جماالت العمل الشرطي وبيئته، أو حىت تطلعا ألمل يف املستقبل يستوع مهقد متد

عضهم عن جهدهم مدى عمرهم يف العطاء الذي أقبلوا يرهنونه حليام اجلديدة، فأنفض بمجلة خدمة الشرطة استقالة أو إقالة أو تركا يف خيبة مبكرة حنو مشروع الثورة، وبقي ع البعض اآلخر يبتغي الشارة والصوجلان أو يلتمسلت دوافآخرون يعملون بإخالص، وتبد

.كسوب الثراء السريع يف بيئة الفوضى املعروفة

الضابطة الختبار الداخلين مع ازدهاد امللتزمني، وإذ كر الوقت واسترخت اليد تسربت شبه االختراق وخبت الروح الثورية األوىل ومل تسعف مناهج يف الفكر والتزكية، بل ثبتت مكاتب القطاع على ذات التربية اليت ترجو صالحا بالشعائر صالة وقياما وصياما،

وظيفة إىل مقاصد العبادة ويشبع النفوس بالرضى، فمضى البعض دون ما يوحد العمل واليديرون مكاتب كبار املسؤولني أو وى نفوسهم إىل ساحات اجلهاد، يقودون املعارك

.يمسهم القرح ويستشهدون، أو يرحلون إىل الواليات األبعد يف مجاهدة أخرى

رطة جهازالش نجارب، وقد ظل كذلك لكأفراده بالعمل امليداين والت ريتطو نيهممنذ نشأته قبل أن يبدأ مع اإلنقاذ منط جديد من االستيعاب، يقدم الوالء واالنتماء ويطغى

فيه احلس السياسي، كما تتناقص فيه اخلربات بالفصل السياسي واإلحالة للمعاش، دون أن .ثورة تبلغ اإلصالح املنشود جلملة عالقة الشرطة باتمع يوايف ذلك

***** كان للجهاد وقع كبري على قطاع الطالب على حنو ما وصفنا، بدل سريته اجلليلة يف

إطار احلركة اإلسالمية الواسع، فإذ زود اجلهاد أعدادا كبرية من قيادم وعامة عضويتهم وا نداء بتجاربأوان التمكني، وإذ لب م يف اجلبهة األشدهم ووضعهأعمار تفوق كثيفة

التحدي ووازوا قامته ودخلوا املعارك مكبرين مستبسلني واحتسبوا شهداءهم صابرين، وإذا جديد احتفلت اخلرطوم بالنصر التزموا معاهدهم وجامعام، وإذا جتددت احلرب قاموا من

لكنهم إذا سدوا تلك الثغور انفتحت بالفراغ احلاجة للكلمة والدعوة . مبادرين للجهادوالعمل الثقايف والفكري، فضال عن النشاط السياسي يف مرحلة حتول دقيق لقطاع الطالب

إلنقاذ، ولو حربا من املعارضة املعهودة أليما نظام حكومة إىل املدافعة واستفراغ الوسع عن اواحلق أن اندفاع احلركة اإلسالمية كافة إىل الثغور قد أضعف وقعها . وجهادا واستشهادا

يف وسط احلياة وعمق اتمع وتأثريها على قواه احلية، لكن األثر كان أشد على قطاع تلئ بأصوات أخرى وأفكار الطالب، إذ غابوا عن ساحة احلياة اليت ال تعرف الفراغ لتم

عادة رجعية عن األفق الرحب حلركة اإلسالم احلديثة، إىل أطر اإلسالم البدوي وتقاليده مث كان للحرب ومعاركها . امليتة، أو انفتحت األجيال اجلديدة لألفكار املستوردة القاتلة

ب من الضباط واجلنود وحيوام وجمتمعها، واملالمسة القريبة للقطاع األبعد عن الطالوثقافتهم، كان هلا كذلك أثرها على روح أولئك ااهدين الطالب، باعدم عن حيام املنظومة بني أجياهلم وعن بيئة الدراسة واالستيعاب، خاصة وقد انتظم بعضهم يف ساحة

ك بغربة حىت عن عامة احلياة املدنية اليومية احلرب كأنه ميتهن اجلهاد، وعاد عليهم كل ذلللمجتمع، وظهر بعضهم يكره حياة اجلامعة وتباينها الفكري وحوارها العقائدي أو جدهلا السياسي، الذي ظل يمثل احملضن األهم لدربة قيادة احلركة اإلسالمية ولعامة تربية املتعلمني

كما بدأ البعض ينتظم يف مجاعات خارج أطر إمارات اجلهاد العديدة بل وإزكاء وعيهم، ويتواجد فيها مجيعا، حتركه أشواق احلركة ورد العدوان، وتضجره ارتكازات اجليش أو ما

دت قيادة احلركة والدولة من متديشفا يف حياة اخلرطوم واملدينة، حىت خرودا وتيراه قع .141مجيعا والفك باحلل اجلماعات تلك فتعهدت اجلهاد طالب بني األفغاين )طالبان( وذجلنم

لكن إذ تكاثرت جبهات احلرب يف اجلنوب والشرق وجنوب النيل األزرق وجنوب كردفان وزهدت القطاعات اليت كانت تغذي اجليش باجلنود، واتصلت مشكالت موازنةاجليش اليت بدأت مبكرا منذ أول اإلنقاذ واتصلت أزماتها مع وزارة املالية وحمافظي بنك السودان وتسببت يف إعفاء أغلبهم، وإذ ظل القائد العام رئيس اجلمهورية يطلب أن تكون

دا على الطالب، ال مفتوحة؛ تجدد الرأي يف قيادة احلركة حنو تطوير الدفاع الشعيب اعتما ،بع سنواتى سدة امللتزم الذين والوا اجلهاد مة صف احلركة اإلسالميضويما عسيواكتسبوا منعة وخربة، أن يحشدوا يف معسكرات أفضل تأهيال وأن يدربوا على السالح

حلرب والتكتيك، وأن تفتح نافذة العلم املتقدم والثقيل، وأن يفرغوا شيئا لدراسة نظريات االعسكري املتطور ملن له الرغبة والقابلية فيهم، ولو دراسة عليا للفيزياء النووية والتكنولوجيا املتقدمة، ولكن اخلوف من فكرة اجليش املوازي من العسكريني املهنيني واملدنيني الشموليني

ي حنو حشد كل قطاع الطالب املتقدم حنو املرحلة اجلامعية يف اخلدمة عدلت ذلك الرأالوطنية ويئته لسد الفراغ يف جبهات القتال أو إعدادا ألسوأ االحتماالت، اليت أصبحت

.تهدد ذات بقاء السودان موحدا، واستمرار دولته متكاملة

يف الوقت لبعض الطالب استيعاب يف العامل دول كثري يف مضت ليتا السنة أن ورغم ول بتخلي االحنسار يف بدأت قد اخلدمة لتدريب معسكراتا عنها الد اليت استهلت العمل

وإلغائها، فقد اتفق الرأي يف قيادة احلركة على تدريب طالب املرحلة الثانوية الداخلني إىل حنو( مرحلة كل ومقتضى التجربة نتائج وفق يتطور أوليا، عسكريا تدريبا شهرين ت حنواجلامعا

وال يستدعون للقتال إال للميدان جامعام، إىل يسرحون مث )الطالب من ألفا وستني مخسة

H&6 ا�65اد ا1EB5�pرات وا#�E*��# 1I�1EBا �6EAPن ا�`�EJى، دارت دورة ��E55ا�, ا�MEIا�V، وإذا #&��E ا��E�Aر 11 VEE6روا(ا.هCEE�( EEA� �EE*��5���' 1*1EES6*^ ووEE1هKAا� _EE*1دN6أت أEEH ،م�EE1ت ا��EEk1د�� ,EE5N cEER&* UEEjي وTEEا�

EE7^ ا5EEH�ء آ��EEد *ZEECA ا�6EE25م وا1EEB5�pر 6EE&H أن أ��JEESا أآ+6EE# �EEر*1J ودرEEH� EEP7, ا���EEب، ا�(6IEEاء 6EE�5#ث VI57�EAKA� 1AE1 ا�Eءا���j ,C&� ن���* VIC� ج�( Z(6�1( ،���`ون إ�, �(`�ت )' ا�1�2دة وا����)*) ���1نE�(

P�ذ�vE ا1E4رات ا���EAاء إ�E, أ��Eى، )"1Efء ون6EA&* VEk 1I ��ا�A&1رك *�625 �ن*�R)�ن P7, ا���5Aآ1ت و*6 .�1�2Pدة ا�����1� )' ا�1IKد

املؤسسات بعض حراسة وأ املدن لثغور حفظا احملدودة، وجتارم الغضة أعمارهم يناسب الذي أن بعد التالمذة تدريب ليوالوا احلربية الكلية يف احلربيون الطالب استدعي كما .عند الطوارئ

مث التقليدي، اجليش يف )املعلمني( عناصر شدة وبني بينهم يباعد حىت أشهر، لبعض الكلية عطلتبصحل ثقايف تربوي بربنامج العسكري التدريب يكمم جلملة إعدادهم يتمع يف املقبلة حياا.

إثارة من هلم محلت مبا جنحت خطة اخلدمة الوطنية ألول األمر وجتاوب معها الطالب

،دحما املعسكرات يف احلياة قساوة رغم وتل ال سيالوقت واخلطة ألو خوتا، إذ مل يهحتفتم ليا للمكتب اخلاصإلعدادقبل األعداد الكبرية، كما والت اإلدارة العستالقريبة املراقبة ي

خطة كل عليهم األهل وتعول آمال معهم أودعت األكباد وقد فلذات منها أال يضار للتجربة،

تطوف اإلسالمية حلركةا يف املعروفة األمساء انبثت العسكري، انتظم التدريب فكما .املستقبل

ربم السودان، واليات كل عقدة والربامج احملاضرات تعت، اليت املعسكرات يف الثقافيتستغل توز

.هلا تيسر ما وكل اجلامعات وساحات اجليش ومقرات املدارس

اليت األوىل،) عزة السودان(وإذ استبشر قادة اإلنقاذ مبهرجانات التخريج لدورات ربصل، وهي تها األولإلنقاذ شباب ددجا املختلفة لتكون عيدا يأت هلا الواليات بأجهزهي

ويحمدونه، اهللا لوائها وهم يكبرون معسكراا ويتخرج حتت يف ينتظم بتمامه جديدا جيالدة، كان هلا كذلك وقعها السيئ البالغ تفتقت العبقرية السوداء للشموليني عن نقلة جدي

.على قطاع الطالب وعلى ذات فكرة اخلدمة الوطنية للطالب

طهبساد مع األمني العام كما تهقه اجلل الثورة حول أصول ففقد ثار جدل منذ أوه، واإللزام للفرد أن يؤديه، كتب الفقه القدمي، وحتديدا حول الفرض على اتمع للقيام علي

ومسؤولية الدولة يف كل ذلك، وإذ تصوبت رؤية األمني العام أن املؤمن ميضي إىل اجلهاد طوعا ورضى ببذل من خاصة ماله يف سبيله وليس للدولة أن حتشده قهرا وغلبة، وأال تؤخذ

را ملقابات قسايبتاحا للناس حىت الضرائب واجلك امليدان متراد، بل أن يهلة مطلوبات اجلبالطوع واالختيار، وأن يتناصر اتمع والدولة للوفاء بفروضه وواجباته، زكاة وصدقات يف

.سبيل اهللا من اتمع، واإلعداد للقوة والرباط املنتظم من الدولة

نية منذ أول اإلنقاذ يأخذ الشباب قسرا بالسلوك لكن إذ بدأ عهد اخلدمة الوط قطرالراكبني والراجلني وقد ت عورق وياحلواجز يف الطر بنف، ينصالعسكري اجلانح للعالبيوت وتقتحم احلرمات حبثا عن الضحايا اهلاربني، أو يتربص بهم يف املطارات واملوانئ

حقهم الدستوري يف احلركة، أو تعطل طاقاتهم يف الدراسة والعمل بمسك شهاداتهم يعطلاألكادميية العملية، قبل أن يغدو كل ذلك حمض جباية تأكل أموال الناس بالباطل، وتطور

قطاع األضعف يف اتمع من ذلك يف ذات االجتاه تقوده ذات الثقافة املستبدة، ولكن حنو الحيث الوقع والنفوذ تبتغي استثمار حمض قوته اجلسمانية وال تعبأ باخللفة السيئة اليت يتركها،

.مينعها نظر قاصر وتطلع نخبوي لنجوم اإلجناز

بغون بناء لشخصياتهم بني يدي ورغم أن الكثريين جلبوا أبناءهم طائعني فرحني، ي مرحلة حتول فاصلة يف تاريخ الشاب حنو اجلامعة، مث املهرجانات السياسية اليت انتظمت كل الساحات لدى التخريج، فقد أعقب كل ذلك حشد للمتخرجني بالقوة إىل مطار اخلرطوم،

ليات، خمادعة مل تصدمهم يف املقصد الذي سيؤخذون ثم إىل جبهات القتال يف مناطق العمإليه، فشهدت شوارع العاصمة أرتاال من اليافعني مطاردين، وقد هربوا من الطائرات اليت

أحناء أعدت لتحملهم كرها إىل احلرب، قبل تبلغ السمعة السيئة لتجربة اخلدمة الوطنية كلبني يدي عيد الفطر ) العيلفون(السودان، وليحيط املكر السيئ بأهله يف مأساة معسكر

املبارك، يف مذبحة أخرى جددت ثانية ذكرى الدم املهراق يف األعياد من قبل قادة ثورة .142اإلنقاذ الوطني

لقطاع ثانية ضربة الوطنية وأسدت اخلدمة جلهاز سيئة سمعة إىل أفضت املخادعة لكن الطالب يف احلركة اإلسالمية، كما مل تثمر نصرا يف احلرب إذ مل يقاتل اليفع املقهورون مبا

12 '(21/04/1998 ��� c�Cا� '( ق�x)70 ( ^�EH ^� 1J�19)1162 ( �`E�&� 'E( 6واE)N) Q�PEا��( �E2RCAH

6E&H أن #"آ1a� VI*6E� 6EدE7� ا.��2�1EEH TEة ،1E�* Vو��ن ا��EIب �A�1HاآEP7 tE, ا��FE� ا�(�j�EE� �cE�CP وه�EFP�& Eن ا�PA&�91 ا�CA� 1تE� . 1ه�ةE2ا� ^E� uEق ا.و��E)ا� �F��EB� �E�P�: و)���ES 1EAح 6EJ7ا���E�N 6EA�� V�N^ وز*�E ا�6ا

) �`E�&Aل ا��E���ESح )*6Jو أن �tJ ا��EIوب ه�E آ�Eه1E52P� VIل و�E7 �E�( OEC� VI(�E^ أ�VEI أ�EJGوا EP7, د�EEER� ا�EEE�6a� ا��EEE�C9� و�TEEEات F��EEES� ا�(�EEEق ا TEEE�FC# �EEE*6اH ZEEE� 6راتJEEE� uEEE�1J6ا�J7 6لEEE&ا� �EEE*وز uEEEو�.

)02/12/1997 :() ^� cjأ h�A7 �a4 ت أيT�17م E`A* p^ 18إن ا���دان �k OJ&4ري C&AH, إذا 6Nث وأ .)أن *cJ2 و*A`^ أن *�aج 1C�P7 ه� وH O5P�Jj+�رة ��x 17د*�

دوم غوائل يصع اهلجمتمعة أخذ الذي ، اس ت ذاتر من كل احلدود، كما أضريلوبتي وجفت األقالم رفعت والعقاب بل والتحقيق السؤال احلادثة يعقب مل إذ ضاري،املشروع احل

.الصحف*****

مع اتساع جبهات القتال احنسر الدفاع الشعيب بعد أن بلغ متامه واستنفد أغراضه، إذ امة أداء ااهدين وسلوكهم منذ تزايدت أعداد الداخلني وتدني املستوى عما عهد يف ع

أول التجربة، وإذ مل تعد جتربة اخلدمة الوطنية مبا كان يرجو املخططون واملنفذون هلا، جتددت مرة أخرى رؤية تهيئة الصف امللتزم يف احلركة ليشكل نواة جليش جديد بديل،

ى الفور بضع مئات من الطالب ااهدين الذين ظلوا خيتلفون مليادين اجلهاد، انتخب هلا علويرتادون ساحاته على حنو دائم مدى عشرية اإلنقاذ األوىل وقد اكتسبوا خربة وجتربة، وإن

همة، فمة والسياسياد العسكريهعلى قيادة اجل كبرية ةوجدبت هلم املناهج لتمام عادوا بمتا ر قهاحلياة املوصول بف قهيف ف و هلم تأهيال أهمب الرأي يرجوصهم العسكري، فقد تتأهيلاجلهاد، فانفتحت مع ذلك املعسكر فرص العلم واحلوار والتداول حول خمتلف املوضوعات،

.موا يف زيارة املعسكريقدمها خمتلف احملاضرين الذين انتظ

ضراوة أشد فاندلعت التأهيل، ومتام اخلطة كمال تنتظر مل خاصة اجلنوب حنو احلرب لكن القوات (خامتة العقد التسعني، وإذ تداخلت تعقيدات اتفاقية السالم ومترد ما يعرف بـ حنو

جمعت اليت اخلاصة يحشد اموعة ع النداء لالستنفارالنوير، ارتف غرب منطقة يف) الصديقةلإلعداد والتأهيل زادا لقيادة احلركة يف املستقبل، فمضوا رأسا من معسكر اإلعداد املتقدم إىل ميدان املعركة بغري سالح، موعودين أن القوات املسلحة ستوايل تزويدهم فور وصولهم،

القتال، سوابق من عرفوا اجليش وما عالقات من عهدوا مبا بعضهم واحتج ااهدون تردد إذوالسياسية للجهاد تلح عليهم يف التقدم بغري عتاد، ليكونوا لقمة سائغة العسكرية القيادة كانت

.املنطقة تلك يف األشهر اجلنوبيني القائدين بني املستعر القتال شدة سهولة يف استطعمتها

الطالب يف احلركة قيادة أفضل من وهم )هيكل(معسكر شهداء أمساء وبإعالن

حنو من مئتي مجاهد دخلوا املعركة، عاد منهم بضع عشرات، معظمهم مصاب ( بالعشرات

اختتم اجلهاد قصته بموت عزيز يف أدغال الغابات االستوائية، بعد أن قضى ) إصابة خطريةآخرون من ذات قطاع الطالب يف ضفة النهر قريبا من اخلرطوم، قبل أن تعلن وشيكا

.لك العامخاتمة قصة ثورة اإلنقاذ مع احلركة اإلسالمية نفسها يف ختام ذ

ا���� ا�%$+/

j5اB1ذ1�2د ا � Fا�P�FFإ�, ا� ��fـ,

األربعني العقد ملنتصف النشأة أول منذ السودانية اإلسالمية احلركة حبياة االقتصاد اتصل

خ بعض املنشورات خبط عن نس يومئذ احلاجات تزد مل وإذ .حياة بكل اتصاله املاضي القرن مننفقات زهيدة الجتماعات حمدودة، تطور يف املرحلة التالية اليت غادر فيها عمل مقابلة أو اليد

الثانوية إىل اشتراع محالت عامة يف اتمع للمدرسة الطالبية األروقة خاصة يف حصاره احلركةيف حينئذ املتصاعد اإلسالمي اإلحياء مد من بأثر سالمياإل للدستور تدعو بني يدي االستقالل،

.مصر والشام، لتتبىن كذلك منطا حمدودا جلمع املشاركات املالية لتمويل العمل احملدود

مث بتقدم احلركة الطالبية إىل العمل يف حميط الكلية اجلامعية وانبساط بعض شعب هلا أحياء العاصمة حتت إشرافها، موصولة ا، تعرفت احلركة اإلسالمية بأثر خارج اجلامعة يف

من ثقافة أعضائها على نظم االشتراكات الراتبة ريثما أضافت إىل ثقافتها املكتسبة من النظم الربيطانية التقليدية، مث من بعض تأثرها بعمل األحزاب اليسارية، أضافت رافدا من الفكر التنظيمي املتقدم حلركة اإلخوان املسلمني املصرية ولوائحه يف فرض االشتراكات ومجعها ووضع املوازنات وفقا خلطط العمل، ذلك عندما عاد الطالب السودانيون من مصر وقد اخنرط بعضهم يف أطر اإلخوان ملتزما، كما سبقهم بعض أفذاذ جاءوا يعملون يف السودان

.وحلق م آخرون يبشرون بالدعوة

م 1964) تشرين األول(لكن مع جتدد عمل احلركة اإلسالمية بعد ثورة أكتوبر اإلسالمي، امليثاق جلبهة اجلديدة حملتها تكاليف ملواجهة واملوازنة املال يف خربا كل استثمرت

مة ولكن جبهوية تنفتح لكل من يستجيب لدعوتها وقد أبرزا حزبا مستقال لنخبة متعلفرغم توسع نشاط احلركة يف فترة احلكم العسكري . ميثاقا للحكم باإلسالم يف السودان

) املسلمون اإلخوان( اسم حتمل مرة ألول سيارة صحيفة وإصدارها وقبله، )1964- 1958(لة لالنتخابات كانت تقتضي التقدم خطوة أخرى يف فإن تكاليف العمل السياسي حزبا ومح

املولود تتعهد مبواردها تناصرت اتمع، يف العضوية امتدت فإذ. واإلنفاق الكسب وسائلالتقليدي اقتصاده أطر يف وممتدة اتمع، يف اجلذور ضاربة تقليدية أحزابا يواجه الذي اجلديد

هوهجوايل إلزامه باالشتراك املايل بوا كافة مهما تكن ال تعتمد العمل التنظيمي املضبوط أو تاألحزاب، تلك بأطر يومئذ املرتبطني الرأمسالية ووجوه التجار كبار من فيوض إال ألحزاا تربعا

هما تكن جبهة وم. وميثلون عنصرا أساسيا يف عملها، ويشكلون بعضا من نسيجها األصيلامليثاق اإلسالمي أقرب إىل طرف يف معادلة احلزبني التقليديني الكبريين، فإا مل تكن متلك

تراكمت اليت ثرواما مياثل ما أو الدينية الطائفية بوالء املوصولة االقتصادية عالقتهما يشابه مازراعة أو التجارة إال من عضوية قليلة االستعمار، وال يجبى إىل قيادا شيء من مثرات ال منذ

.اتصلت بالتجارة أو الزراعة من خارج عناصر الصفوة عالية التعليم

قلكن مهما يكن شح املوارد وصرامة حمدوديتها، جاءت أول استثمارات جبهة امليثا ركة اإلسالمية وعبرت اإلسالمي يف قطاع الطباعة والنشر، فقد تأسست اجلبهة باجتهاد احل

عن تطور أطروحاا السياسية، ولكن احلركة إذ تطلعت ليكون هلا عمل ظاهر يف السياسة وصوت ضاغط يف مدافعاا، فهي حركة دعوة وبالغ، أول ما يلزم عملها الكلمة والنشر،

احلركة اإلسالمية وبالء جبهد خالص من صف ) مطبعة جبهة امليثاق اإلسالمي(فجاءت عضويتها، مل تسعفهم عالقات خارجية كانت قد توثقت مع رموز اإلسالم العاملية، ال سيما قادة احلركة اإلخوانية العربية، فقد اشتدت على غالبهم حمنة االضطهاد السياسي حنو

دا شهفعأعضائها ببالغ رسالتها، منتصف العقد الستني من القرن املاضي، ولكن ن مة هفاتصل بعضهم بعمل الصحافة، وتطورت خربة آخرين بالتصوير والطباعة، ووالوا ذلك بالدراسة خمتصني فكانت مطابع امليثاق موافية آلخر تطور الطباعة يومئذ، ولكن إذ مل ميتد

م، صادر املطبعة يف أول عنفه ضد 1964العهد طويال باجلبهة واحلرية، وجاء انقالب مايو .اإلسالميني، وأحلقها بالدولة مؤممة ملكا عاما

وكما صادرت مايو األوىل االشتراكية استثمار جبهة امليثاق الوحيد الذي كان أكرب مية مث تعهد فكر احلركة اإلسال) امليثاق اإلسالمي(أهدافه طباعة جريدة اجلبهة اليومية

بالنشر، أعفت مايو غالب الذي تقدموا يف السلم الوظيفي للخدمة املدنية عندئذ من صفوف احلركة اإلسالمية مفصولني من أعمالهم فيما زعمته تطهريا للخدمة العامة، وذلك

ب التطهري واج(م 1964) تشرين األول(شعار ظل اليسار يرفع لواءه منذ ثورة أكتوبر لكن ذلك نفع كسب احلركة اإلسالمية واقتصادها من حيث التمس هلا اليسار ). وطينوحيث أن العطالة واالضطهاد ال تدعان سبيال سوى اهلجرة، شهدت مراكز البترول . الضر

ألطر العريب يف السعودية واخلليج أول طالئع من احلركة اإلسالمية السودانية التحقوا بااحلكومية متقدمني ألول تعيينهم مبا تأهلوا من تعليم وشهادة، ومبا كسبوا من خربة يف العمل

ومثلت األحناء، تلك يف نسبيا املرتفعة العمل أجور من مدخوالم خاصة وزادت خترجهم، بعد .اجتها يف مدافعات مقبالت األيامرصيدا أسعف احلركة اإلسالمية مبدد سخي عند شدة ح

اهلجرة، بركات من أخرى سبال االغتراب منايف فتحت والدخول، األجور زادت وكما للتجارة، طاقتهم بكل آخرون وفرغ التجارية، واألعمال الرمسية الوظيفة بني بعضهم زاوج فقد

م مبذخور من رأس املال، ولكن 1977املصاحلة الوطنية يف دبع التالية احلرية فسحة يف وعادوابذخرية من املعرفة بأمناط من األعمال والتجارة من جتربتهم يف اخلارج مل تعهدها أمناط

تنامت وإذ .عودم ألول السودان اقتصاد عامة فنفعوا السودان، يف التقليدي التجاري النشاط االغتراب، مراكز يف سيما ال وتضاعفت، عاما 16 إىل امتدت اليت يوما حكم سنوات العضوية

اتسعت م، وتلتحق الغرب جامعات يف ختصصاا تكمل ظلت جمموعات األوائل جذب وإذ

احلركة، ساحة األعمال باتساع نشاط من خمتلفة ألمناط قريب من واملالمسة التجربة أنواع

وأسس اجلزائر، حىت ليبيا من مشاهلا آخرون وارتاد أفريقيا، وغرب شرق إىل منهم آحاد فدخل

العام الكسب يلهمها واعدة برجوازية مالمح اجلملة يف وبدت أوروبا، يف شركات غريهم

اجلشع عن الشخصي، فضال الكسب حمض وليس احلياة، وجوه سائر ا تعمر اليت وفتوحاته

البرجوازية ألول القرن ودور األوروبية االقتصادية التجربة تاريخ يف معروف هو ماك والترف .التاسع عشر، ولكنه وعد مل يقدر له أن يكتمل، ولو نسبيا يف حدود واقعنا احملدود

بداية التخطيط االستراتيجي ملسرية احلركة اإلسالمية ) مايو(كذلك شهدت مرحلة مكني، إذ جتلى ذلك واضحا بعد املصاحلة الوطنية يف توجيه نخبة احلركة للتأهيل يف حنو التعضوية ملضاعفة املوازنة تدبري اقتضى العظمى اخلطة مراحل أول تنفيذ ألن واالقتصاد، اإلعالم

ها احلركة، ال سيما يف قطاع الطالب الثانوي لعشرة أضعاف، وضعفني يف اجلامعات، سبقتأحداث انتفاضة شعبان الطالبية وما ضاعفت من املنصرف ملقابلة تكاليف ثورة بدت شاملة

جاوزت اليت االتصاالت مث والقيادة، التخطيط يف احلركة جهود فيها تكثفت السودان، كل يف

واعتصام العاصمة، غطت إذاعة بث يف ساعة إعالم أفلح ميدها واجليش، النقابات إىل الطالب .ألسابيع احتل جامعة اخلرطوم، واقتضى تزويد طالا بالطعام مهما يكن امتداد احلصار

لكن ذلك مل يكن حمض تدبري احلركة اإلسالمية وعملها، فقد اتصل بشركاء يف يات اجلبهة الوطنية ألحزاب املعارضة، واستعانت احتادات الطالب يف اجلامعات والثانو

مبوازناا احملدودة، لكنه كذلك دفع احلركة اإلسالمية حبشد طاقتها احملدودة احملاصرة باحلذر .واخلوف لتوايف أمل جناح االنتفاضة، وأن تبذل وسعها من وسائلها وزادها املايل القليل

احتاجت احلركة إذن تدبري متويلها من صف عضويتها يف مرحلة احملنة وشح املوارد ملقابلة فصول خطتها املتدرجة املتطورة، فزكت صفها خبلق اإلنفاق يبذله كل فذ يف احلركة

وسعها، إال نفسا اهللا يكلف ال القليل زادهم من حمددا اشتراكا الطالب يدفع موقعه، يكن مهماومن املغتريني من أكرب مبدد عانويست الشهرية، أجورهم خاص من% 5 حنو العاملون ويقتطع

قطاع األعمال ومن املبعوثني يف اخلارج، أن الكفل الذي ينفق للحركة قليل يف سبيل اهللا وصرفها، ودخلها املوازنة حساب انضبط واإلنفاق، البذل انتظم إذ لكن .املال بكل أنعم الذية كل يف يقومعبأو حي أو قطاع ش ج أو مدرسةمايل مسؤول امعة سنحظم يواملراجعة، احملاسبة ن

تعينه العضوية كافة منضبطة ترعى تقوى اهللا يف أيما صرف لذلك املال، ولو تضييقا على اتصل وقد وتكاليفها، اإلسالمية احلركة عمل من له خرج ما غري يف الضئيل يذهب أال أنفسهم

وطفق املوارد وزادت احلرية انفسحت أن بعد حىت العام احلركة مال حنو الورع السلوك ذلك .ونجازته العمل سرعة يعني ذلك دام ما أنفسهم على أال يقتروا العضوية حيثون املسؤولني

جاءت املصاحلة الوطنية باألمن واألمل مبا أفسحت من احلرية، ووافى ذلك خطة كة االستراتيجية وقد روجعت وأحكمت فصوهلا ومراحلها مبا أتاح السجن من فراغ احلر

لقادة احلركة املعتقلني، فنصبوا يتداولون يف بنود اخلطة ويصوبوا، يستقرؤون املستقبل غتراب وجبهة وإذ استقبل السودان أول فوج العائدين من منايف اال. ويعدون له العدة

املقاومة للنظام املايوي، اتصل شك مقدر يف الثقة بديكتاتور النظام أال ينقلب على املصاحلة ويرتد عن احلرية، ال سيما تلقاء احلركة اإلسالمية، فحفظت بعض قيادة يف اخلارج، اجته

هما تكن مؤسسة على نظم االقتصاد القرار أن ترعى مشروعات خالصة لتمويل احلركة، مالتقليدية يف تلك البالد، شركات لألعمال والتجارة تقوم مبال احلركة وتعود إليها أرباحها

.وال يأخذ أصحابها الظاهرين إال نصيبهم املكتوب باملعروف يف عقدهم اخلاص مع احلركة

للعمل املتحفزة احلركة طاقة استوعبت أن صوهلاف لبثت ما الوطنية املصاحلة مرحلة لكن يف حفظت اليت القيادة وعادت للنشاط، واسعة جماالت فورا فانفتحت احلبس، سنوات بعد

اخلارج قبل أن ترى مشروعات االحتياط النور، وحتول نشاط احلركة االستثماري غالبه إىل عليها يغلب املرحلة تلك إىل ظلت اليت اإلسالمية احلركة مسار على جديدة جتربة يف الداخل

.الطالب والشباب، صوفية تزهد يف رؤوس األموال، وجييء االقتصاد يف أدىن همومها

سبقت املصاحلة الوطنية بسنوات قليلة جتربة تأسيس املصارف اإلسالمية يف العامل سالم املتجدد يف منتصف العقد السبعني من القرن املاضي حيث تجاوب بدفع من صحوة اإل

معها رأس املال اخلليجي حىت األمراء السعوديني، فوجد السودان نصيبا من مصرف إسالمي تكاليف من تأسيسه أول فأعفاه يومئذ املايوي النظام رئيس معه نوعه، وجتاوب من األول هو

املصرف صورة جتددت الوطنية، املصاحلة عند لكن املالية، للمؤسسات خاصة الكبرية الضرائباإلسالمي، إذ أن املبادر األول للمشروع من السودانيني، املقرب من األمري، كان من الرواد

رتيف صف احلركة اإلسالمية، كما أن لقادة احلركة عالقات متصلة باخلليج والسعودية أمث

اخلاصة اإلدارة جملس جلنة يف غلبة مع الرئيسية الوظائف غالب احلركة أعضاء تولي يف كلها

.اخلليج من املسامهني كبار يضم الذي األساس اإلدارة جملس صالحيات إليها تؤول واليت

سئلة واأل االقتصاد يف اإلسالم فقه قضايا اإلسالمي املصرف تأسيس مبادرة بالطبع أثارت اليت تلح على االجتهاد ليوايف التطورات اليت بلغها االقتصاد املعاصر الكثيف وقد تأسس كله

تجانب وتقدم من أصوله احلضارية الغربية واليت قد توافق غالب معامالت اإلسالم ولكنها

يما جماالت املال واالقتصادأصوهلا، مع غياب املسامهة األصيلة للمسلمني يف احلضارة، ال س

.أن غامت أصول هديهم حىت يف خاصة جمتمعام وأضحوا مجيعا جمتمعا تابعا بعد

لكن إذ أخذت التجربة املدخل العملي ديها اجتهاد نظري قليل، عولت كثريا على الضرورة يف االقتصاد الفتاوى اجلزئية اليت حتاول أن تعاجل حرج املعامالت اليت تقوم ب

الرأمسايل العاملي، ال سيما أمناطه الربوية الفاحشة، مث ما أحيت من فقه املعامالت االقتصادية والبيوع واعتماد صيغ املضاربة واملراحبة مث املزارعة والسلم، فعولت أكثر على التجربة

الذي ظل كذلك حمدودا يف جلان الفتوى والعمل هاديا للنظر ومحفزا أكثر على البحث .وجمالسها وإدارات البحوث واإلعالم

وقد أغرى النجاح الذي لقيه املصرف اإلسالمي األول إذ أقبل عليه مجهور يريد أن يطمئن إىل طهارة معامالته، خاصة النخب املوصولة باحلركة اإلسالمية واملشدودة بوصال

املصرف مهما ابتغت عنده املنافع، كل ذلك أغرى لتأسيس مصرف فكري وروحي مع آخر قام يف اخلرطوم وامتد بفروعه ألقاليم السودان، لكن بدفع سوداين أكرب من سابقه تتواله احلركة اإلسالمية كأنه خالص هلا، مهما اتصل بعالقاا اخلارجية، كما استفاد من

االمتياز يف العفو من الضرائب وقد بدأ النظام املايوي نفسه يقترب جتربة سابقه، ولقي ذات .من أطروحة إسالم احلياة العامة

مث كان االهتمام حىت العاملي الغريب بتأسيس مصرف مطهر من املعامالت الربوية يستجيب لثقافة أخرى ذات حضارة وإسهام يف التاريخ وفقا لصيغ معامالت جديدة على

كل ذلك كان حريا به أن يدفع بالتجربة أن تتطور حنو فلسفة كلية . صاد العاملياالقتوإذ أن غالب خطوات احلركة اإلسالمية السودانية . تتأسس عليها املصارف اإلسالمية

التعويل وخططها تقارب نزوعها العملي الذي يقتحم األبواب ويبدأ حيثما اتفق، إال أن األكرب كان يتطلع لتكامل االجتهاد الفكري بعد جهدها العملي املتطور، فقد شهدت بالد عربية أخرى جتربة املصرف اإلسالمي برأس مال أكرب ومعامالت وودائع وأعمال أضعاف

قتصاد ما شهدت أول جتربة السودان، لكن يف إطار سياسي ال يكن مودة لتجارب إسالم اال .إذ يراها فرعا لدعوة إسالم احلياة العامة اليت دد طمأنينته العلمانية واستقراره الشمويل

لكن الفلسفة األصولية اليت دي اقتصاد املصارف ال تقوم إال فرعا لتكامل البحث يف تلك قضايا بدت يومئذ قضايا االقتصاد الكلي وفقا ألصول نظرية اإلسالم االقتصادية، و

أكرب من اجتهاد حركة الصحوة اإلسالمية اخلارجة لتوها من االضطهاد الذي وقع عليها بعد أول دعوا العامة لشمول اإلسالم وعموم معانيه اليت ال تفاصل احلياة بني الدين خلاصة

.أمر اإلنسان واحلياة العامة خالصة الجتهاد البشر

أنه مهما استوعبت كثافة األعمال املصرفية اليومية جهود جمالس اإلدارات، إال واإلدارات العامة وفروعها، واجتهدت لواجبها يف خدمة عمالئها وتنمية أرباحهم عن تكثيف البحث والنظر يف االجتهاد الكلي الذي يقابل حتديات االقتصاد املعاصر وقضاياه

ه املعقدة، فقد انفتحت املصارف اإلسالمية جلمهور واسع، وتصوبت معامالا ومعامالتلألعماليني الرأمساليني ولصغار املستثمرين وللحرفيني من سائر اتمع، ومل تحتكر طائفية

رغم للحركة اإلسالمية مهما يكن غالب العاملني يف خمتلف املستويات من صفها، ذلكدعاية كثيفة قامت ألول مرة ضد احلركة اإلسالمية حبيثيات اقتصادية بعد أن كان أغلب اهلجوم سياسيا، ولكنه اليوم يتعبأ أكثر بالغرية من تنامي كسوب احلركة اإلسالمية

.االقتصادية اليت بدأت كأا تنافس البغضاء السياسية

شركات التأمني اإلسالمية باجتهاد جزئي يتطور من مباحث قامت كذلك ألول مرة التأمني اإلسالمية احملدودة اليت كتبها مفكرون اقتصاديون أو أكادمييون إسالميون، ينفعها

بعالقات موصولة إال تقوم ال كذلك ولكنها املصرفية املعامالت سعة من األضيق عملها جمال الضخمة األصول تأمني ملقابلة العمل القطرية للشركات وتهيئ التأمني تعيد اليت العاملي االقتصاد

.اإلسالمية اتمعات تاريخ يف احملدود الطوعي التكافل صور تعهد مل مبا الكبرية التكاليف ذات

غطي سائر جماالت األعمال يف فترة املصاحلة الوطنيدت شركات التجارة تة، كما تعدبعضها فروع من ذات املصارف اإلسالمية وأخرى مؤسسة مستقلة تستثمر رؤوس أموال عربية أفلحت عالقات احلركة اإلسالمية يف جلبها للسودان ويقوم عليها كافة عناصر من

صف احلركة يف املنصب اإلداري األول ويف مواقع مديري اإلدارات، مث عدد من الشباب .تخرج من كليات االقتصاد واحملاسبة والتجارةامل

تعدت أيضا الشركات اخلاصة بني أفذاذ من صف احلركة، أو بينهم وبني شركاء من وبراجمها املتسعة، نشاطها متويل حنو تصوب احلركة الستثمار خالصة شركات مث صفهم، خارج

م أصحاب رؤوس األموال وفقا للتأسيس يقوم عليها ظاهرا أعماليون من احلركة كأوالتسجيل لكنهم ينالون فقط نسبا من األرباح ونصيبا من عملهم يف اإلدارة ويدفع بالسهم

بعالقاا تدفع هي املال، مث رأس وراء هي اإلسالمية فاحلركة احلركة، حاجات لتمويل األكربمستترا، كله ذلك والربح، ويكتب لنجاحا على الشركات تلك تعني السودان وخارج داخل

ويحفظ عهدا بني احلركة أو من يمثلها يف إدارة أماناا املالية وبني الذين يقومون ظاهرا .أصحابا لتلك الشركات وفقا ملقتضى القانون

قتصاد فبانتظام ذلك العقد الواسع من نخبة احلركة اإلسالمية املتصل بقطاع اال واألعمال، وما جينيه من أرباح أو أجور راتبة أعلى من رواتب العمل يف القطاعات األخرى، تكونت مالمح الطبقة اليت أشرنا إليها، بدت واعدة لرخاء السودان كافة وتقدمه

لتمكني، ال االقتصادي، متجاوزة قليال متويل احلركة حنو أهداف خططها االستراتيجية حنو اسيما بعد أن تسارعت خطى نظام الرئيس جعفر النمريي لتبني الربامج اإلسالمية مع إعالن برنامج واليته الثالثة، فتبنت ذات اموعة من احلركة اإلسالمية اليت كانت وراء فكرة

توالني مع احلركة تأسيس املصارف اإلسالمية دعوة عشرات املستثمرين العرب، ال سيما املاإلسالمية أو املتعاطفني نصرة لتوجه السودان السياسي اإلسالمي، أمستهم أصدقاء السودان وحملوا رأسا إىل مناطق الزراعة يف الوسط وحنو الشرق واجلنوب الشرقي ليشهدوا

در هلا أن تتحقق ، وتلك وعود مل يق)سلة غذاء العامل(بأنفسهم خصوبة األرض الواعدة احلركة اإلسالمية السودانية أن يقودوا مبادرات النهضة ) برجوازية(كما مل يقدر لـ

.والتحرير والتقدم الفكري واالقتصادي شأن الرواد األوروبيني

لكن تعهد االقتصاد اإلسالمي بالبحث حنو قضايا االقتصاد الكلي وفلسفته لتأسيس األصولية للمشكالت الفرعية وتقدمي مناذج صاحلة يف املعامالت االقتصادية احلديثة، احللول

رمبا ساعدت حىت االقتصاد العريب ومشاكله املتفاقمة من جراء اجلشع الربوي، تطور قليال معهد مصرفي يف تطور أقسام البحوث يف املصارف والشركات اإلسالمية، وتأسس مع

ويدرب التجربة يدرس السودان، يف اإلسالمي املصريف العمل رواد من واجتهاد قربص مببادرة

.عناصرها، ويوايل تطوير أحباث النظريات املالية باجتهاد ومثابرة

كما مل تتصل حبوث التنمية وفلسفتها اإلسالمية مث فكرها التنظيمي حنو ترقية اإلنسان ، وقد تبلورت منذئذ فكرة اتمع املبادر الذي يقوم بتلبية جل حاجات أفراده واتمع

وجامعاا النخبة معاهد يف األيديولوجيا جمادالت منذ تعطلت بل أبعاده، من بعدا وتقوم الدولة

تلك ةاإلسالمي احلركة تتعهد فلم واإلسالم والرأمسالية واإلسالم املاركسية حول ومدارسها

ردجتمع والتمكني يف الدولة مبا ية ملذهبها يف قيادة اا القضايا شديدة األمهي دراسة منوحبث، وتأخرت إىل حني قيام ثورة اإلنقاذ صيغة البحث عن اتمع الذي نريد، ذلك رغم

بكرة مبادراتاد لكبار مور، اإلسالمي الفكر رد كتب إذ املعاصة العدالة(قطب سييف االجتماعي )اإلسالم اشتراكية( السباعي مصطفى بسوريا اإلسالمية احلركة مؤسس وكتب )اإلسالم عامل يف املسلم( كتاب األخرية املرحلة يف نيب بن مالك اجلزائري اإلسالمي املفكر وأصدر

منتصف حنو ألولئك التالية املرحلة يف) اقتصادنا( كتاب صاحب الصدر باقر حممد مث )االقتصاد مل لكن السودانية، اإلسالمية احلركة أطر يف مقروءة مشهورة كانت كتب وكلها السبعني العقد

الزراعي اإلصالح برامج أن معروف، هو كما .حبثها وجماالت مواضيعها خطر مدى يستشعرالناصرية املصرية الثورة تتبناها أن قبل ادياالقتص املسلمني اإلخوان برنامج ضمن أساسا كانتالدستوري اإلصالح برامج وصل الذي احلركة مؤسس بذات موصولة سوريا يف كذلك وهي

.مع اإلصالح االقتصادي ومل يرى حرجا يف ومسه باالشتراكية الرائجة يومئذ يف العامل*****

مت حسابات احلركة اإلسالمية واتصلت جاءت اجلبهة اإلسالمية القومية وقد انتظ تقاريرها املالية راتبة المركزية يف كل أقاليم السودان، توايف براجمها موازناا وخطة عملها

حنو التمكني، كما انتظمت مساهمات واشتراكات أعضائها، واتصلت هلا املدود من شعبها استثماراا خالص من بسهم وتزودت واخلليج، السعودية يف األقوى كزاملر سيما ال اخلارجية،

أمساء مرة ألول وأضحوا وربحها، رزقها تحسن اليت عضويتها خنبة من اإلنفاق أسهم وزادت .ظاهرة يف األعماليني واألعماليات

يدا عن مألوف أطرها لكن إذ اقتحمت احلركة جماالت األعمال، ارتادت ميدانا جد احلركية املتباعدة عن األموال واالستثمار واألرباح املعتزلة يف أطرها الزاهدة، فتجلى هلا ابتالء جديد خيترب تقواها يف األموال، كما اخترب فكرها االقتصادي يف أطر املؤسسات

احلياة وتأصيلها على عقيدته االقتصادية اجلديدة املنسوبة إىل اجتهاد حديث يف إسالم ومل تنجح خاصة شركات احلركة يف استثمارها الذي كان يخطط له ليوايف . ومناهج فقهه

حاجة غالب نشاطها وبراجمها، وتداخلت حسابات احلقل والبيدر لدى أعضائها الذين املصاحلة الوطنية بعد كلفوا باملسعى، وارتبكت غالب االستثمارات اليت تأسست يف مرحلة

بشرى مبكرة بالنجاح واألرباح، وانتكست الشراكات حىت اليت تأسست بسعي خاص من جتار احلركة وضمت عددا منهم خالطوا إخوام يف استثمار تشاركي بدا األقرب إىل روح

قتصادية، ولكنه قد ال اإلسالم ومنهج احلركة واألكثر مواءمة ألمناط العصر يف النهضة االيناسب روح البداوة وخلقها الفردي النازع إىل اخلالف والتشاكس، فتراجع مد االستثمار الذي بدا واعدا وفشلت حىت شركة اإلعالم اليت خطط هلا طموحة ترتاد كل وسائله

بل إنه . من خاص ماهلا احلديثة وتستجيب جلوهر رسالة احلركة يف الدعوة والبالغ ومتولرغم النجاح الذي لقيته املصارف اإلسالمية فإن شركاا مل تصب مثل جناحها، بل تورطت اليت دعت إىل مسامهة عامة شراكة تبيع األسهم ملن طلب وفق وسعه وتعده باألرباح،

ة العملة وآذت مسعة االستثمار ولكنها طفقت ترجئه كل عام حىت هلك أصله باخنفاض قيموعموما فقد أخفقت التجربة يف كثري من وجوهها . الذي ينتسب للحركة اإلسالمية

ألسباب من النقص واإلمهال اخلاص، مث بأخرى من بيئة العمل واالستثمار يف السودان د، ولكن بكثري من عامة، وعادة منها خنبة احلركة اإلسالمية بقليل من وعود برجوازية الروا

.أخالقيات الربجوازية الصغرية كما يصفها األدب املاركسي

لكن اجلبهة اإلسالمية كانت مومسا خاصا للمدافعة واالحتشاد تعبأت هلا كل طاقة، فمنذ أول تأسيسها ظهرت حزبا ممتدا إىل جذور اتمع تخالف صورته النمط النخبوي يف

اإلسالمية، ذلك أن احلركة اإلسالمية انفتحت فيها بال طائفية لتكون حركة احلركةاإلسالم يف اتمع، فاألوفق أن يتناصر أعضاؤها املتكثفني ملقابلة موازنتها املالية وال تنصرف منها شعبة خاصة تسعى يف التجارة واالستثمار يف عام مضاربات السوق، فاتمع املؤمن يمول نشاطه بالصدقة إنفاقا يف سبيل اهللا، ال سيما يف الدعوة والعلم، واحلزب الذي يتمثل

فانصرفت . صورة اتمع املقبل ينبغي أن يتمثل تلك األخالق يف سعيه لتمكني اإلسالمت، إذ اجلبهة اإلسالمية القومية عن رعاية شأن استثماري خاص إىل حني موسم االنتخابا

تضاعف عطاء أعضائها وإنفاقهم مجيعا يف الداخل واخلارج، ال سيما يف اخلارج الذين ضاعفوا سهمهم املايل صدقة نافلة معاوضة عن بعدهم من ساحات املدافعة املباشرة اليت

االنتخايب الذي امتدت شاملة يف كل مكان من السودان ولتوايف االحتياج اخلاص للموسم .برزت فيه األحزاب املنافسة بأموال وسند

أما يف عامة نظام اجلبهة املايل، فقد انتقلت بيسر أمناط نظم احلركة الداخلية يف رصد املوازنات وفق الربامج كذلك المركزية يف كل والية حتاول أن تقابل أغلب حاجتها من

تجبره جبعل تنشده من املركز الذي تتكاثر عليه األعباء اليومية يف متويل مجعها احمللي احملدود اإلعالم واحلركة واالتصاالت مث املتفرغني واحلمالت للمؤمترات والندوات والليايل

لكن رحلة اجلبهة القصرية مضت بغري عيلة شديدة تعطل الربامج، تعينها أحيانا . السياسية .ت املالية اليت يقوم عليها أعضاء منها وفق نظمها وقوانينها الضابطة لكل معامالااملؤسسا

***** كان الس االقتصادي هو أول أجهزة احلركة اإلسالمية الداخلية التئاما بعد جناح

تصبت فقد ان. م، ال مياثله يف ذلك إال جملس اإلعالم1989) حزيران(التغيري يف يونيو التحديات يف مجاليهما مع ساعة الصفر وانفتحت تتضاعف مع تقدم األيام يف عمر الثورة، بل إما عبرا جبهود املسارعة لتكوينهما عن مدى التحول التنظيمي الكبري الذي ارتسم يف

طة التمكني، وخروج احلركة من التصدة مع متام خي املباشر اليومي لقضايا احلركة اإلسالمي

فمدى املراحل السابقة لتطورات احلركة . عملها يف اتمع إىل مشكالت إدارة الدولةاإلسالمية وحلني انبساطها الكبري مع اجلبهة اإلسالمية القومية، مل يكن االقتصاد يستعجل

احلركة ملقابلة حاجة العمل والنشاط، وإن مل إليه إال موازنة يتيسر تدبري أمواهلا خباص جهد يكن كذلك اإلعالم، فإما عبرا كذلك عن طبيعة هياكل تنظيم احلركة اإلسالمية يف مرحلة الدولة املقبلة وفلسفتها اليت جتاوزت موروث اجلماعة الصفوية النخبوية أو احلزب

الدولة يستدعي نقلة بعيدة بدأت باالس اجلبهوي الشعيب، فإن التنظيم الذي يتصدى لقيادة اخلاصة اليت جتمع وجوه احلركة اإلسالمية املوصولة بتلك األطر ونشاطها إىل جانب القيادة السياسية والتنفيذية للثورة من أعضاء جملس الثورة رؤساء اللجان امللتزمني أصال يف احلركة،

م من مديري اإلدارات وكبار املوظفني وصغارهم من أعضاء أو الوزراء والوكالء ومن دواحلركة، ممن انتظموا أعضاء يف االس اليت تطورت حنو التنظيم اخلاص، الذي تدرج حنو

.االنفتاح واإلحالل بعد سنوات يف املؤمتر الوطين

اصة لدى جتديدها يف العام ورغم أنه منذ أول اخلطة االستراتيجية حنو التمكني، وخ م بني يدي املصاحلة الوطنية وضع اإلعالم واالقتصاد والبترول يف رأس متطلبات 1977

يئة احلركة وتأهيل أعضائها لنجازة العمل على أفضل وجوهه يف ااالت الثالثة، فإن ى قدر العدد املبتغى لسد عناصر احلركة لتمام موافاة العمل االقتصادي بعد التغيري مل تكن علفرغم توفر عضو جملس . احلاجة اليت انبسطت واسعة أمام احلركة مع التمكني يف الدولة

الثورة امللتزم يف رئاسة اللجنة االقتصادية، وعضوية بلغت حنوا من سبعني عضوا يف الس األعماليني التجار واإلداريني يف املؤسسات االقتصادي اخلاص، وقد اتسع إطارا شامال مجع

االقتصادية العامة واخلاصة واملصارف، مث التنفيذيني يف أجهزة الدولة واألكادمييني من اجلامعات الذين دخل مثانية منهم إىل الس ألول مرة يف إطار جيمعهم مع أولئك، فوالوا

ألحيان مرتني كل أسبوع، وتصل قرارام إىل اللجنة اجتماعام منتظمة تتكرر غالب اوإذ ضمت اللجنة نفسها حنوا من سبعة . االقتصادية عبر رئيسها، مث تصدر رمسية عربها

عشر وزيرا اشتملوا حىت وزير اخلارجية ووزير الصحة، مثلت إطارا آخر واسعا ملجاة

على غالب صالحيات جملس الوزراء ما عدا إجازة املوازنة مشكالت االقتصاد، وحازت .العامة حىت تضمن الثورة متام سيطرا على اال االقتصادي الدقيق حلظة امليالد

أما وزير املالية نفسه، فقد كان مهنيا ال عالقة له باحلركة اإلسالمية اخلاصة شأن ن موصوال باالقتصاد إذ شغل طويال منصب وكيل غالب أعضاء الوزارة األوىل، لكنه كا

وزارة التخطيط، واتصل من ثم مبجال عالقات تلك الوزارة مع املؤسسات املالية الدولية، خاصة صندوق النقد الدويل، فجاءت حزمة سياساته األوىل إلصالح االقتصاد موافية

ملي، ورغم أن غالب أعضاء الس االقتصادي لرغبات تلك اجلهات النافذة يف االقتصاد العاتلقوا آراء الوزير مبواقف تتراوح بني التحفظ والرفض التام، إال أن غالبها اعتمد يف املرحلة التالية اليت غادر فيها الوزارة بأسباب من ذلك التباين، خاصة بعض توصيات املؤمتر

.143ر جملة تلك اآلراء وعرضها للنقاش واملداولةاالقتصادي الذي استعرض فيه الوزي

الرؤى تلك يحسم اقتصادي بربنامج الثورة برامج اإلسالمية احلركة تزود مل وإذ

والتوجهات، شرع الس االقتصادي يف تبني رؤية عامة ساعدت بعد استقرار األوضاع يف ولكن إذ ظل الس يبسط رؤاه وقراراته وتصدر نافذة اعتماد برنامج التحرير االقتصادي،

املتصلة، أوقع محور آخر يف الثورة اجتماعاته يف باملراجعة يواليها ثم االقتصادية، اللجنة منبالنقد األجنيب، حيث نفذ التعامل سياسة ختص العنف بالغة عقوبات االقتصاد خارج أطر

م اإلعدام عرب حماكم عسكرية على ثالثة من املواطنني، اموا يف تلك النيابات باحليازة حك عالقة ال القرار وراء كانوا الذين الكبار األمنيني املسؤولني أن ورغم .األجنيب مث بالتهريب للنقد

ت مبدأ آخر قريب من األجنيب، إال أن مههم كان منصبا لتثبي النقد باالقتصاد وسياسات هلم، وقد بدت بعد فترة قصرية حبال قاصر النظر )هيبة الثورة(نفوسهم املتعلقة بالقوة، هو

وتطبع حكمة احلركة اإلسالمية ) هيبة الثورة(ريثما تبدلت السياسات االقتصادية لتهز .االقتصادية باالضطراب

.��P7 6' زآ'. آ1ن أول وز*� ���1� 6I7 '( ا�12ذ ه� د 1

من ذلك توج ل عهد الثورة حنو األسواق، واليت قريبات والية اخلرطوم ألوهرسخت فيها الفوضى منذ وقت ليس بالقصري قبل الثورة، كما توطدت يف معامالت النقد األجنيب فحاولت الوالية وضع األسعار حىت على السلع املتبادلة عرب املواسم واألسواق شأن

رات بالغة العنف تستصحب الوجه احلاسم للثورة وقد اخلضروات ثم الصدع كذلك بشعابدلت كل شيء باالنقالب، ولكن السوق ارتد عصيا على كل ذلك ريثما حررته

.السياسات االقتصادية كما حررت أسعار الصرف للنقد األجنيب

ة وإجراءات شبه عسكرية يف إطار خط) تبديل العملة(أخريا القرار االقتصادي األهم ت الثورة كلها على حافة اخلطر من ردعضبالغة الصرامة والكتمان، ولكنها عند تطبيقها و

جم حاسم عائد دون كله ذلك صرفها، بسرعة وعد بعد األموال حبس بسبب مضاد شعيب فعل .إليه نعود موضوع وذلك ينتظر كان كما هاويحرك النقد كتلة يصلح فلم القرار من الفائدة

واقع األمر واجهت ثورة اإلنقاذ مع فجرها أوضاع اقتصادية بالغة التعقيد، فقد توقف أغلب العون األجنيب الذي كانت تدفع به املؤسسات الدولية منذ أشهر قبل سقوط احلكم

مث اجلفاف الذي أعقب عام الفيضان مبا مل تشهده . ناحلزيب باالنقالب بسبب تراكم الديووإذ بدا وزير املالية موافقا على مقترحات . م1984البالد منذ عام ااعة األسوأ يف

صندوق النقد بتعومي اجلنيه، اقترح الس االقتصادي اخلاص اللجوء إىل نادي باريس الذي وفيقية اليت تصل إليها الدول، فقد استشعرت الثورة يراقب برامج الصندوق يف احللول الت

.حاجتها إىل ختفيف التوتر مع العامل ريثما ينفك اخلناق ومتتد جذور استقرارها السياسي

كان هدف السياسة االقتصادية ألول األمر هو جتنيب مهددات ااعة بعد أن الحت فقد اجته أكرب اهلم إلجناح املوسم الزراعي املطري أشباح احلصار السياسي، ومن مث

واملروي، وإذ أن غالب عائدات املواسم السابقة كانت متدنية فقد احتاجت الثورة لدفع ) نأكل مما نزرع(مادي ومعنوي حيرك الطاقات املعطلة حنو الزراعة، فارتفع عفوا شعار

استشعرت استقالال وعزة، وقد أدركت حبسها الشعيب نذر موصوال بروح الثورة اليت

احلصار على مشروعها مبا حمل من مغاز ودالالت حضارية طفقت تتكشف يوما بعد يوم .وتستدعي العداء بذات الوترية

هي أكرب التحدي، كما هي أكرب بند يف موازنة الدعم ) البترول(كانت الطاقة ، وإذ انقطعت مدود النفط اخلارجية مل يسعف الثورة إىل تنفيذ برناجمها االقتصادي احلكومي

، مث ما تالها من اعتماد 144شحنة 16األول إال الدعم السخي الذي تواىل من ليبيا عرب فسوى . مقررات سياسة التحرير والربنامج االقتصادي الذي فتح استريداه من املوارد اخلاصة

من مصرف ماليزي وآخر ل من الدعم إال قرضف املوسم األوسعذ مل يالعون اللييب املنقإسالمي عاملي، مث السياسة اليت اعتمدها الس االقتصادي واللجنة االقتصادية لتمويل الزراعة، مما استدعى مراجعة أخرى لسياسة الضرائب واجلمارك والزكاة، مث مدخالت

مليون دوالر يف العام، وأخريا حتويالت 500إىل 300اليت تراوحت يومئذ من الصادر .املغتربني اليت تضاعفت متجاوبة مع نداء الثورة االقتصادي

استهدف الربنامج الزراعي األول زراعة مليون فدان من القمح أغلبها يف أراضي كما امتدت ) القطن(لنقدي الرئيس مشروع اجلزيرة اليت كانت حمتكرة لزراعة احملصول ا

الفكرة إىل مساحات الزراعة املروية حنو الشمال والشمال األقصى، وحنو مناطق الزراعة ورغم أن احتاد مزارعي اجلزيرة كان يف إضراب مفتوح . املطرية يف الشرق واجلنوب الشرقي

إىل ساعة إعالن الثورة، لكن الربنامج اإلنقاذي األو رعان ما استجاب ملطالبهم استمرل سبعد مداوالت مع حمافظ املصرف املركزي، وقد آل املنصب إىل اقتصادي من صف احلركة

.األول، فوجه موارده فورا إىل فتح القنوات املغلقة يف املشروع واسترياد املبيدات

عايف الزراعي جناحا أهلمت بركات الشورى املتصلة يف األطر االقتصادية الربنامج اإلس دهعجتلى يف اإلنتاج وعائده، إذ تضاعفت حصة إنتاج الفدان يف غالب املناطق حىت اليت مل تزراعة القمح، لكنه كذلك أظهر معرفة وعلما أعان على صواب التخطيط والتنفيذ، إذ

ما تكن اآلراء فمه. تناصرت اخلربات واملعارف ورتبت اخلطوات على بصرية حنو النجاح

2 �1EEH ان�EEا��� �EE2*6N 'EEf1 أراEE�J�� QEE�R7أ cEEH12Aا� 'EE( ـEEH م�EEف ا���EE&* 1EE� 1EEI�P7 6ت�EE4 'EE5�9م، وا��a) ج�EEH{#1Fا�.(

واملقترحات لدى املداولة متباينة، خاصة عند التصدي ملناقشة النقالت ذات الطبيعة اجلذرية شأن حتويل أراضي زراعة القطن يف املشروع لتكون منتجة للقمح، ورغم ما أظهرت املآالت من عيوب يف متام صواب القرار، فقد أجدت املؤسسية يف التخطيط املفضي إىلالنجاح والذي حياصر األخطاء ويقلل املخاطر، فقد حركت اقتصادا بال موارد تقريبا، كما عاجلت فاتورة البترول، واستدركت اخللل يف قطاعي الزراعة املطري واملروي ويف قطاع

ية دما األدوية الضرورينا النقل، كما دعت إىل دعم اإلنتاج الدوائي وقابلت استرياده، ال سيبال اعتماد، وغطت فروق سعر الصرف من خارج املوازنة بدعم من رئاسة اجلمهورية

.توظف عالقاا الداخلية واخلارجية

كذلك بدأ الس االقتصادي دراسة لتأسيس قاعدة للمعلومات األساسية لالقتصاد مل مشكالت املؤسسات العامة خاصة موارد اخلزينة العامة يف الضرائب واجلمارك، مث يف تأ

وتضخم جهاز الدولة بالعاملني، وموضوعات دعم السلع األساسية مث الصناعة وطاقاا املعطلة وحجم الصادر، وتبلورت من كل ذلك مالمح الرؤية العامة اليت كانت تقدر

ر االقتصادي وجتلت يف احلركة أا االفضل إلدارة االقتصاد، واليت حملت فيما بعد للمؤمت .الربنامج الثالثي لإلنقاذ االقتصادي

الس (قرار آخر مهم ألول اإلنقاذ االقتصادي اتخذ خارج أطر الشورى اخلاصة وخارج اللجنة االقتصادية لس قيادة الثورة، إذ تصوب جهدها حنو االقتصاد ) االقتصادي

هم حماوره، أما القرار الثاين فاتخذ سبل املعاجلة اإلدارية احلقيقي الذي ميثل اإلنتاج أم، وإذ أن 1991) أيار(لالقتصاد بتبديل العملة حنو منتصف العام الثاين للثورة يف مايو

جناح مقاصد القرار االقتصادي اإلداري ال تكتمل إال باعتماد متام السرية فقد توىل حمافظ لشورى والعمل يف األطر العليا الضيقة ريثما اكتمل بنجاح طورها املصرف املركزي تنسيق ا

األويل الذي طبع العملة اجلديدة وأوصلها إىل خزانة املصارف، باسطا مهلة أسبوع خيرج .بعدها كل نقد مل يتبدل ال حيمل أية قيمة

هزة األمن والشرطة وإذ حشدت البالد كلها ساعة إعالن القرار، ال سيما أج نقطة 1000حنو (ومؤسسات االقتصاد خاصة املصارف، وانبسطت نوافذ استقبال العمالء

وحتققت أهم املقاصد مبعرفة توزيع السيولة وإدخال غالبها إىل القنوات املصرفية مبا ) تبديللتبديل حباميات عادل ثلث موازنة الدولة ولجم قليال جنوح التضخم، مث إحلاق نقاط ا

اجليش يف اجلنوب مما أخرج بعض جتار احلركة الشعبية خارج دائرة الفعل االقتصادي، رغم كل ذلك، إال أن التباطؤ يف صرف املقابل النقدي اجلديد لألموال املودعة، ال سيما وقد

ع السياسي واىف ختام املوسم الزراعي حنو احلصاد، أظهر خمادعة ال ضرورة هلا أزمت الوضبعد اجلمود االقتصادي ومل تنفك متاما إال حنو ختام الشهر، وخلفت مباشرة ثقة مهتزة عند الشعب يف املعامالت املصرفية، وهو األمر الذي كانت تسعى العملية إىل عكسه سلوكا

.اد احلديثاقتصاديا عاما يودع كل األموال لدى املصارف كما هو الشأن يف عامل االقتص

شهدت اإلنقاذ يف عامها األول كذلك الدعوة ملؤمتر احلوار حول قضايا االقتصاد بعد احلوار حول قضايا السالم، ورغم أن الصباح الذي شهد جلسة افتتاح املؤمتر قد تأكدت

م، إال أن أعضاء 1989) تشرين األول(أكتوبر 30فيه أنباء سقوط مدينة الكرمك يف ؤمتر الذي بسطت هلم الدعوات من اللجنة االقتصادية لس الثورة قد استجاب سوادهم امل

مشلوا غالب مذاهب السياسة ) عضوا 750(األعظم مبا ميثل أكثر محفل دعت إليه الثورة ومدارس االقتصاد وجاءت عضوية احلركة اإلسالمية ال تكاد تزيد على عشر املشاركني

إبراهيم عبيد اهللا رئيس . د( 145ن تولى بعض منهم رئاسة اللجان األهم يف املؤمترلك ).السياسات واملوجهات وأمحد التجاين صاحل رئيس جلنة األمن الغذائي مث بدالدين طه

شأن مؤمترات احلوار اإلنقاذية كافة، انعقد مؤمتر احلوار االقتصادي بغري أوراق مسبقة أما خطاب رئيس ). اليت بلغت مثان أساسية وست فرعية(يترك أمرها كله للجان اإلعداد

3 QPA47�م وا c�1و� �J7 ا��76ة �ا�&��* Q��PJ# ,12ذ ا.و��ات )' ا�A#oAا� c4"ن آ �EP25&� 1E�1آ ^�ECkا

1EAرة، ه�E+ة #"��^ ا�MIGي . د: �6ى أTE1س ا�EJ7 ^AN6ا��EJ7 'H1E2C6ي، وا�ECI6*� ا�ES 15ذE�.وا tEK&ر ا��EBC��# �E�6aا� �E*�1} وزES 6EA�� 6E*ز�H15ذ أE�.ب ا�(��7'، ه� اMا�� ^� u2( 6Nووا ،�I46ة أ&H �A#oAا� cJj '(

آ1A أ��Q2 أ�1AEء �EAI� 1EB5jpد*�^ إ�E����^ ) 201ص –��)" ا�Tاآ�ة ا���دا��� : ��6A ا�(���N z^(ا�&�1� 'Hا��5ا Vاه��H6 إANأ c+� ,ا.و� �A�12ا� VIPA)# V�.

الثورة فقد حمل غالب أفكار وزير املالية يف ضرورة مراجعة دعم السلع األساسية وتضخم جهاز الدولة ومؤسسات القطاع العام، وأشار إىل أن ذلك كله يضع عبئا ال يطيقه اقتصاد

حمل خطاب رئيس اللجنة االقتصادية مالمح الرؤية الكلية اليت ظلت تتبلور السودان، كما يف الس االقتصادي اخلاص، ال سيما ضرورة النهضة باإلنتاج اعتمادا على الذات واألمن الغذائي والزراعة وتشجيع االستثمار واإلصالح اإلداري، مث عالقة السودان اخلارجية وأثرها

.لى االقتصادالبالغ ع

املؤسسات سياسة عن مفصال تعبريا املؤمترون فيه رأى ما املالية وزير خطاب حمل وإذ فقد فتح األبواب للحوار األهم بني رؤى بدا فيها واضحا ) صندوق النقد الدويل(الدولية

ة القوي وما ظلت تواليه من أثر رغم مالمح بارها السياسي يف نفوذ الفلسفة االشتراكيوالعامل يومئذ، وبني ما طرحه اإلسالميون من التحرير االقتصادي املتدرج الذي يراعي أصول اخلالف بني املذهب الرأمسايل الذي جيعل الربح واملنفعة غايته وبني االقتصاد اإلسالمي الذي

نافسة وامللكية اخلاصة جعل كله هللا لكن واجب االستخالف الذي أباح احلرية وامل املال جيعل .رعاية مصلحة اتمع ومحياته من الفساد مقدما على حمض حرية الفرد واالستمتاع مباله

لكن املؤمتر تصدى ملشكالت اقتصاد قامت تلتمس حكومته النصح فيما تشرع من ارجية فإن حاجة سياسات وقرارات، فمهما أبدى املؤمترون حتفظهم على الوصفات اخل

الفقراء للكفاية فوق الكفاف وحاجة اخلدمات إىل الدعم بدت األقرب إىل توصيام، مث مقترحات التطبيق التدرجيي للتخلص من دعم السلع أو استخصاص املؤسسات العامة أو

لربنامج الثالثي تعومي اجلنيه حنو صيغ أقرب إىل واقع السودان، وغري ذلك مما جتلى الحقا يف ا .لإلنقاذ االقتصادي

حنو العام الثالث للثورة، تبلورت رؤية وخطة لتمام اإلنقاذ االقتصادي بعد استمرار املداوالت اخلاصة، واليت اتسعت بعد أيلولة وزارة املالية إىل أحد املخضرمني يف االقتصاد

كة اإلسالمية، تولى بنفسه قيادة جوهر واملصارف اإلسالمية خاصة من جيل الرواد يف احلر .146مضمون الربنامج الثالثي لإلنقاذ االقتصادي املوسوم بسياسة التحرير االقتصادي

وإذ أن كثريا من تفاصيل الربنامج الذي طرحه الوزير اجلديد قدم من قبل سابقه يف د تصدى له الكثريون بالرفض، ال أطر اللجنة االقتصادية، ويف مؤمتر احلوار االقتصادي، فق

سيما من صف احلركة اإلسالمية، فقد استدعى الوزير اجلديد خربته اليت ال تضاهى يف أطر احلركة االقتصادية ومنطقه القوي، ومعرفته باإلعالم وبالعامل يف الدفاع عن الربنامج الذي

م بإجازته من جملس 1992) طشبا(فرباير 3أضحى سياسة رمسية القتصاد البالد يف .الوزراء

ورغم ارتفاع بعض األصوات باالعتراضات فور الشروع يف ترتيل اخلطوات اجلذرية للتحرير االقتصادي داخل الس االقتصادي اخلاص، فقد أسعف الوزير توايل األمني العام

االقتصادية ولفيف من للحركة اإلسالمية مع خطواته ورئيس اجلمهورية، ورئيس اللجنة االقتصاديني يف صف احلركة، وكثري من األعماليني التجار رغم معارضة خفية من نائب األمني العام ظلت تعمل أساليبها اليت أضحت تقليدية حيث تولى عضو جملس الثورة األصغر

مث ) يلة العيشك(الذين جيهدون يف احلصول على ) عساكره(التعبري عن ذلك مستشهدا بـاهلجوم على الوزير يف الس الوطين االنتقايل الذي تولته وجوه احلركة األقرب إىل نائب األمني العم، وتصدى هلم اقتصاديون مرموقون من عضوية الس يدفعون عن الوزير، كانوا

ألضعف األقرب إىل ج األمني العام، مث مع تطور وقع سياسة التحرير على الفئات ا .147اقتصاديا، ارتفع صوت رئيس احتاد نقابات العمال

واحلق أن سياسة التحرير االقتصادي كانت حتوال جذريا يف املسار االقتصادي لدولة السودان منذ االستقالل، وكانت حتتاج إىل جسارة وخربة كاليت متتع ا وزير املالية،

.ة ا���1A� ا.�15ذ 6J7ا��6AN V�Nي �6P� 1FPآ�5ر ��6 زآ' P7'#���, وزار 4�12Aو�EE� ��1EE�1ت 6EEJ7ا��6EEAN V�Nي و#6EEBى �EE( OEE' ا�H�EE� ( YEEPKA'(إ�EEHاه�6EE�J7 V ا� إ��EE`# ,EE*^ . د1EE7 د 5

أ�1E# 1Eج ا��6EH17 �Eون . أ6EAN إ�EHاه�V ا��5اEH' و6Hرا�1A�PE� ^*6Eن . ا��C9' ا6H '�1E25�pرا�OE9 ^*6E ودا)OEC7 ZE د �Y ا#�1د 1A7ل ا���دان )62 أ14ر إ�, أن ا��ز*� *�1�x c�5ب ا���*E� ��O#1E�1�� TEFC دون ا�1E25د و�E5&* pض ر�

.O�P7 ��ى ا�&1Aل

طبيعي الذي ينفتح بغري ضوابط كثيفة، ويدع ولكنها مهما بدت أقرب إىل االقتصاد الللسوق موازنة األسعار بالعرض والطلب، فقد استدعت أسسا وقيما وضوابط أخرى تستجيب للتأصيل اإلسالمي الذي كانت تنشده كل برامج الثورة، وهو ما استدركه

لزكاة لتغدو عنصر برنامج التحرير بتأسيس صناديق التكافل والطالب وتطوير قاعدة اولكن الربنامج الثالثي لإلنقاذ االقتصادي . استقرار يف املوازنة العامة ويف اقتصاد اتمع

تنزل على جمتمع واه، بناؤه االقتصادي ظل يستهلك ضعف ما ينتج ملدى طويل من ون املؤسسات السنوات وهو يتطلع يف تنفيذ خطواته اجلذرية اليت بدأت مع الربنامج لع

العاملية اليت امتثل لوصفاا وينتظر وعودها، وهي وعود أثبتت التجربة أا ال تتحقق، ال احلضاري اجلديد الذي ال يرضاه ههما يف ظل نظام توالت األيام تكشف عن توجسي

.الصندوق وأولياؤه الداعمني الكبار

ثي لإلنقاذ االقتصادي كذلك فكرا اقتصاديا حوت الديباجة الضافية للربنامج الثال شديد األصالة كان حيتاج لطاقة التعبئة املستدامة، شأن كل برامج الثورة ذات الطبيعة اجلذرية وهو ما اجتهد فيه الوزير كذلك حبسه اإلعالمي، ولكن كان حيتاج الجتهاد

نامج إىل تكثيف االستثمار الزراعي احلركة اإلسالمية كلها وجتاوب اتمع، فقد دعا الربملقابلة االكتفاء الذايت ومتام األمن من اجلوع، مث تبديل هيكلي لالقتصاد يستخدم موارد جديدة ويشجع مسامهات القطاع اخلاص، ويلغي احتكار الدولة االت االستثمار كافة

ح جذري يف هياكل ويتخلص من بعض املؤسسات والشركات العامة، ويدعو إلصالمث هو ينفتح اقتصاديا يحرر األسعار ويرسي قواعد اقتصاد السوق، ويزيل . املصارف

.عقبات اإلدارة والقانون عن نشاط االستثمار

كما يتوسع الربنامج يف جباية الزكاة ويلتزم بإزالة عجز املوازنة مع ختام سنوات واالستهالك اخلاص وال ميول العجز ويطبق سعرين الربنامج، ويرشد اإلنفاق احلكومي

للنفط والسكر محاية للفئات الضعيفة، ويرشد الصرف على الفصل األول الذي يشمل خمصصات العاملني يف املركز والواليات، يشجع املعاش االختياري ويؤهل فائض العمالة

حصلدراسة عاجلة ت دعالتنمية لعمل جديد مفيد وي فعدالنظام الضرائيب وحتقق العدالة وت.

الصادر وحترير الزراعية التنمية على أساسا التركيز يف وسائلها الربنامج وثيقة حددت كما اإلنتاج يف الدولة احتكار وإلغاء واخلارجية، الداخلية املصادر من حقيقية موارد وتوفري ودعمه،

قطاع سوى ذلك يستثين وال اخلدمات، جمال ويف وخارجيا داخليا التسويقو والصناعي الزراعي

مسامهة إىل شركات حتويلها أو واملتعثرة اخلاسرة املؤسسات ببيع وذلك وإنتاجا، تنقيبا البترول

التوجه واألسعار لتواكب والعمل واجلمارك الضرائب مثل االقتصادية القوانني إصالح مث عامة،

أسعار وحترير املصريف، التمويل وأسس هياكل يف أساسية تعديالت وإجراء والتنمية، اإلنتاج حنو

.األساسية السلع وتثبيت واخلدمات السلع أسعار حترير يف والتدرج التصدير

وأخريا تطبيق نظام واسع للتكافل االجتماعي يمكن حمدودي الدخل من مقابلة األسعار الذي سيصاحب بالضرورة خطوات التنمية وإعادة هيكلة التضخم بارتفاع

االقتصاد، وإلغاء الصيغ الربوية من املعامالت كافة، واعتماد صيغ القرض احلسن ومراجعة .نظام املعاشات لينسجم مع إلغاء نظام الفائدة

لتقليدي الراكد منذ عقود، جاء تطبيق الربنامج قوي الوقع ألول األمر على االقتصاد ا وجتلت فورا آثاره املتوقعة يف رفع األسعار والتضخم، ولكنه حرك االقتصاد يف مناخ حمدود املوارد مهما جلأت للتمويل بالعجز ترجوه مؤقتا ريثما ميضي الربنامج وتستقر أحوال

ختلصت اخلزينة العامة من العبء وإذ فتحت املوارد اخلاصة السترياد البترول، . االقتصاداألكرب وفتحت احلدود مع مثان دول بغري قيود على حركة السلع والنقد تشجيعا لالستثمار، فانفكت البالد فورا من احلصار الذي كان خانقا، وانتهت ظواهر الندرة احلادة وتالشت

يبها من البترول أو اخلبز، ولو ارتفع سعرها صفوفها اليت كانت تمتد يف املدن تنتظر نص مععاليا على الفئات األضعف األغلب تنتظر املعاجلات األخرى، وباستثناء الدواء الذي د

.بشكل ملموس، طفقت السلع كلها تتحرر إال من توازن العرض والطلب يف األسواق

مع سياسة التحرير استشعارا للحاجة جاء استحداث الصناديق االجتماعية فوريا امللحة إىل التوازن الذي حيفظ الفئات االجتماعية الضعيفة، واليت تضررت من عقابيل االقتصاد احلر، وتوالت عليها الضغوط تدنيها من الكفاف وتباعدها عن الكفاية حدا أدىن

دعم الطالب ال سيما بعد توسع اجلامعات يف اتمع املسلم املتكافل، فتأسس صندوق وحاجة الطالب الفقراء إىل السكن واإلعاشة، مث صندوق التكافل لدعم املوظفني ذوي الدخل احملدود بعد أن قصرت أجورهم عن مقابلة ارتفاع السلع حىت الضرورية، ومشل

.نقابات العمال واملوظفني

ار أداء الصناديق السابقة القائمة منذ االستقالل وبعده، كما جتدد وفقا لذات القر شأن صندوق املعاشات وصندوق التأمني االجتماعي، بتجديد سياساا وتفعيل أدائها،

جوالني (وطبق ألول مرة نظام العون العيين مواد دون النقد، فمنح العمال جواالت ذرة ازته، فبسطت املواد عرب مكاتب الصناديق يف كما روعيت سرعة التوزيع وجن) لكل عامل

.كل واليات السودان

أما الزكاة اليت ظل اتمع يؤديها فريضة دين ولو أفذاذا ال يبلغون ا والة األمر، فقد م، مث جتددت بالقانون الذي أصدرته اإلنقاذ يف 1984استعيدت للدولة بقانون الزكاة لعام

أن فصلها عن الضرائب بديوان مستقل، مستدركا على أخطاء التجربة م، بعد 1990العام ورغم أا تطورت مع تأسيس الديوان . السابقة يف عهد مايو اليت ألغت كل الضرائب دوا

مليار جنيه عام 72 –م 1990مليون جنيه عام 277(فتضاعفت جبايتها أضعافا كثرية يت يف الصدارة، تتدنى دوا بكثري زكاة األنعام رغم الثروة فإن زكاة الزراعة تأ) م1997

رأ القطاع األكثر استنارة وتعليما ينصاحليوانية الضخمة يف بالد السودان، لكن إذ مل يتعبالربنامج االقتصادي للدولة اإلسالمية كما ينبغي، ظل قطاع الرعاة وأصحاب األنعام ال

زكاة، ولو دينا فرض عني، مث قد تضطرب عليهم مواقع اجلباية يستجيب متاما لدعوة التداخال بني الواليات كما مل يتعهدهم الصندوق نفسه بالرعاية ينشر تعاليم اإلسالم وينمي جمتمعام البدوية، أو يملك فقرائهم أصول أنعام الزكاة، ال سيما الذين وقع عليهم اجلفاف

لكن ديوان الزكاة تطور قليال بفقه مصارف الزكاة وتطبيقاته العملية بتحديد . امفبدد ثرووقد كان التعويل . الفقراء أصحاب احلاجات، مث املصارف الدعوية ومصرف العاملني عليها

أن يتقدم أكثر يف حساب الزكاة عنصرا الستقرار املوازنة العامة مبا هلا من موارد ثابتة، مث يك الفقراء وسائل اإلنتاج إلخراجهم التام من دائرة الفقر كما هو اجتاه العامل اليوم عرب بتمل

املنظمات الطوعية اليت توظف الصدقات العاملية يف مشروعات النازح املنتج والالجئ املنتج، يت وأخريا رعاية اليتامى واملشردين ودعم العالج والدواء وتثب. كذلك حىت خارج بالده

ذلك يف نظم الديوان وسياساته مما يستدعي اجتهادا مثابرا، ظل فقه الزكاة ونظمها بعيدة .عنه فتخلفت عن موافاة الربنامج الثالثي لإلنقاذ االقتصادي

***** لكن وزير املالية ورائد التحرير االقتصادي ظل قليل التعويل على احلرية السياسية اإلعالم والصحافة لتمام جناح براجمه واستقرار نظمه وسياساته، مستشهدا بدول وحرية

النهضة اآلسيوية وغريها من جتارب العامل اليت أصابت جناحا اقتصاديا مقدرا مع شدة .الضوابط على احلريات السياسية اللربالية

ملنابر العامة أو تنصحها تبتغي وإذ غابت احلرية اليت تنتقد سياسة التحرير يف ا اإلصالح، أتاحت مناخات الظالم والكتمان أن يتحرك اقتصاد الشمول والفوضى يهزم أصول السياسة املعتمدة الرمسية من أعلى أجهزة الدولة، تلزم اتمع ولكنها ال تلزم األجهزة

فذة وال تردع الرموز اليت أضحنتت نافذة مرعان ما . ت ال مينع جتاوزها مانعاليت أضحفسانتشرت الشركات احلكومية املقنعة تتناسل من كل مرافق الدولة، ال سيما أجهزة األمن والضبط والقوة، تستورد سلعا معفية من اجلمارك والضرائب، متاثلها شركات تابعة

ر وأعماليون ينشطون خلاص للواليات اليت تضاعفت بعد تطليق احلكم االحتادي، مث جتاأعماهلم، يستغلون راسخ صالم بأطر الدولة واحلركة وال يعدمون حيال حتمي مستوردام

وماهلا الواجب سداده للدولة واتمع، فأضريت ) ضرائب ومجارك(من ذات التكاليف إذ احتج الس و. سياسة التحرير من قريب باختالف أسعار السلع وأصيبت يف مقتل

االقتصادي على تكاثر الشركات العامة وما محلته من خماطر السياسات املتناقضة contradicting policies ورىليا بأطر الشموز الععلى االقتصاد، بدأ ضيق الر

ه املؤسسية اليت بقيت آخر معقل للكالم احلر والنقد الباين، فتولى نائب األمني العام بنفسحترير أمساء املدعوين إىل القطاع يتباينون خمتلفني يف األمساء واآلراء كل اجتماع، فغابت

.املؤسسية عن القطاع االقتصادي وغدت شورى بدوية بغري قرار ملزم

مث ظهرت األمساء األمنية والعسكرية ترأس جمالس اإلدارات للشركات التجارية، الديكتاتورية الشموليات بني سارت التاريخ يف سنة املاضي، واملال القوة يوطخ حتالف تكمل

بغري استثناء، يمهد كل ذلك لظهور تنني الشركات الضخمة اليت جمعت هلا األموال من عليها تقوم امسها، ويوظف اإلسالمية احلركة عالقات يستغل بعيدة مراكز ومن القريب اجلوار

كذلك األطر املوصولة بدوائر القهر والقوة دون علم باالقتصاد أو خربة بنظمه الدقيقة وأخريا تدفقت الرساميل الضخمة العابرة للحدود . وآفاقه الرحبة، مث بغري حماسبة وإعالم حر

.حتمل شبهات االختراق، وال يعني عليها أمن اقتصادي متقدم باملعلومة الدقيقة

وإذ برزت املؤسسات االقتصادية منوذجا صارخا لتناقض املواقف واآلراء والقرارات والسياسات واألمزجة بني أعضاء احلركة اإلسالمية املتولني مناصبها العليا، خاصة الوزراء

ستقلة ومديري املؤسسات التابعة هلم، دعت عناصر من الس االقتصادي لتعيني جلنة عليا ممن املكتب القيادي تتولى املحاسبة والفصل يف القضايا حمل اخلالف والتنازع، إال أن ذلك

. املقترح مل يشخص أبدا نافذا رغم تطور املشكالت وتواليها، ويف مؤسسات شديدة األمهيةدون أدىن تطبيق ملعايري مث تدخالت قطاع الفئات املستمرة يف التعيني للمؤسسات االقتصادية

االختيار العلمي الدقيق، يضع يف أغلب األحيان شخصا غري مناسب يف مكان ال يناسبه، يستشعر حدود طاقته ولكن يأىب النصح والعون ويستسلم أحيانا لعناصر اخلدمة املدنية اليت

الستيعاب، رغم مقترح جيدها لدى قدومه للمؤسسة فتستوعبه مبا هلا من طاقة خربة يف اآخر قدمه الس االقتصادي أيضا أن تقوم حول القادمني إىل الوظائف االقتصادية ومؤسساا جلان النصح واملساعدة، بل ظل ثابتا أن من يتولى الوظيفة تحدد شخصيته مدى

.جناحها أو اندفاعها للفشل، وأحيانا الكارثة كما أشرنا من قبل

خريا التناقض املزمن بني وزير املالية وحمافظ املصرف املركزي مع موازنات األجهزة أ العسكرية واألمنية، خاصة القوات املسلحة، إذ تضغط ظروف احلرب وطوارئ مهدداا قيادة تلك املؤسسة اليت هي يف ذات الوقت قيادة الدولة، فيضغطون بدورهم على الوزير

حملافظ يبغون صرفا مفتوحا مهما تكن املوازنة ال تطيق، بل إن الصرف قد يغدو بندا ثابتا وايف حاجة اجليش ملرتبات األعداد املتزايدة من دفع املجندين واخلرجيني الضباط، فال تغدو

فوقية وزارة الدفاع أو جهاز األمن مؤسسة يف الدولة خاضعة ملوازنتها، ولكن مؤسسات .تلبى طلباا فورا، أو يغادر الوزير أو احملافظ منصبه مغاضبا

كما اتصلت بتلك األجهزة أمناط االعتمادات املفتوحة مببالغ ضخمة من املصارف احلكومية واخلاصة السترياد احتياجاا، تعطى للشركات اليت تسلل إليها املدنيون

ء احلركة املوصولون بذات األجهزة وبالشركات اليت توضع ديباجة املتعسكرون من أعضاتنسبها إىل احلركة أو إىل الثورة وبراجمها، يمهدون الطريق كذلك لصور السماسرة اليفع الذي تكاثروا بعد تدفق النفط، ال يشاون صورة برجوازية احلركة األوىل الواعدة، وال

ها وخربا، بل ال يتحلون حىت بأخالق الربجوازية الصغرية اليت ميلكون مؤهالا وعلم .كانت عيبا ومنقصة من سيئات أولئك األبرار

***** كان البترول هو اال الثاين املهم منذ أول استراتيجية احلركة، كأنه يوازي كل كتلة

يف خطة تأهيل عناصر احلركة االقتصاد الباقية، وقد وضع إىل جانب اإلعالم واالقتصاد م، فرغم أنه يقوم فرعا لالقتصاد لكنه يف حالة السودان ميثل شرطا 1997املتجددة لعام

.حىت لنهضته الزراعية عرب أراضيه الشاسعة ولبقية البنيات األساسية الالزمة للتنمية

ة يف أرفع مستوياا باجلدية إال أنه منذ يوم اإلنقاذ األول تعاطت معه قيادات احلرك أما . األمت إذ أن استهالكه ميثل البند األضخم يف كل املوازنة والعبء األشد إرهاقا لالقتصاد

إنتاجه فيقيم املعادلة على وجهها أليما تقدم منشود لالقتصاد إذ يوفر احلاجة امللحة للنقد .األجنيب ويعفي عن استرياد الطاقة

اعد العهد عن آخر جهود التنقيب عن البترول يف السودان منذ توقف شركة ورغم تب م، 1984 )شباط( فرباير يف )ربكونا( حادثة بعد العمل عن االمتياز صاحبة األمريكية شيفرون

فقد تيسر للحركة اإلسالمية أن توفر للطاقة وزيرا خبريا يف جمال التنقيب سرعان ما أكمل ه البشري ذا الكفاءة العالية للبحث عن أفضل السبل وأسرعها الستئناف العمل يف طاقم

السودان املعطلة، فقد حاولت احلكومة االنتقالية كما حاولت حكومة السيد الصادق حقول

املهدي، مث بدأت حكومة اإلنقاذ اتصاالت مبكرة ولكن شركة شيفرون مل ترد على كل مراحل بلغ أن بعد العمل ا أوقفت اليت القانونية حجتها واجه اجلميع أن رغم احملاوالت، تلك

.148متقدمة وأوشكت احلقول على اإلنتاج وبدأ العمل يف خط األنابيب ومصفاة كوسيت

بلغوا واإلداريني والقانونيني املهندسني من عددا بالبترول اخلاصة الطاقة وزير جلنة مجعت ونائبه الرئيس فيهم مبن اللجنة، اجتماعات يشهدون ظلوا السياسيني من عددا مث ،خبريا )19(

االجتماعات اتصلت وإذ .منها كثري يف نفسه العام األمني مشاركة إىل إضافة العام، األمني ونائبيبلغ أن تتوخى كانت اليت البداية صعوبة جتاوزوا ما ونصف، سرعان عام ملدة يومي حنو على

اجلميع مستوى من متلك املعلومات وهضمها واالتفاق على األهداف، فانسجمت اموعة وقراراا مداوالا اإلسالمية، تكمل احلركة صف من األهم البترول خبري إىل رئاستها وآلت

خارج األطر الرمسية ولكنها جتد طريقها بيسر إىل القرار الرمسي كلما اقتضى األمر .149ذلك

عودة شيفرون هي األفضل إذ أا األدرى : بدأت اللجنة العمل على النقاط الرئيسية باملنطقة واألكثر تقدما يف العامل، أو البحث عن شريك ثالث يعمل بني شيفرون وحكومة السودان، وأخريا إلغاء االتفاقية من جانب حكومة السودان واملواجهة يف احملاكم الدولية

. مرغوب فيه إال اضطراراملجأ غري

م إىل 1991) حزيران(وإذ لوحت احلكومة بإلغاء االتفاق حضرت شيفرون يف يونيو ورغم أنه مل يكن متوقعا من وفد شيفرون . اخلرطوم لالجتماع مع ممثلي حكومة السودان

ة اإلنقاذ أن يستجيب لطلب العودة، خاصة بعد نذر التأزم يف العالقات اخلارجية بني ثوروالغرب، إال أن اإلعداد اجليد من قبل اخلرباء للمفاوضات أوصل الرسالة املطلوبة حول جدية النظام اجلديد يف السودان، فردت شيفرون كما وعدت خالل شهرين موضحة أا

.تقبل التعامل مع الطرف الثالث الذي تقترحه احلكومة السودانية

��tBC� 'PG أول وز*� �j1RP� 6EI7 'E( ا�1E2ذ �CE� 6E&Hات �E^ ا�&E( cEA' إ�1Eرة 6 V&CA6ا�J7 6سCIAا� c�4

h1�A1ء وا�H�I`دا��ة ا� '( 'Jd 'Hأ. 7 CKP6 #�أس ا�Ejول و�E5J1ل ا�EK� 'E( 1درةECا� �دا���E1ءات ا��EF`6 ا�ENأ �E1ن وهEA+7 6A�� ^AN6ا��J7 ا�6آ�5ر �

q�Paا� �2RCAH cA&1ه1 )' ا��j ات�C� 6&H OC� 1دةF5�pا ,P7 �j1Rم وز*� ا�M7.

ة أخرى لشيفرون أا خرجت من السودان مبزاعم املنع من وإذ أكد السودان مر مل تزد على بضع دقائق، وأا تعمل يف ) ربكونا(العمل بالقوة القاهرة رغم أن معركة

يف ظروف أسوأ بكثري من السودان، فرغم احلراسة الكوبية فهي تتعرض للتفجريات ) أنغوال(ألول مرة صيغة البيع النهائي حلقوقها للطرف طورت شيفرون موقفها تطرح . يف كل يوم

الثالث بدال عن الشراكة، وهو موقف بدا جيدا وفتح الطريق أمام اللجنة إلحكام الصفقة .م1992) تشرين الثاين(اليت اكتملت يف أكتوبر

فور خروج شيفرون، بدأت احلكومة حماوالت لتطوير حقول منطقة هجليج وبدأت رغم أن إنتاجهما ال يتجاوز اللف برميل، لكن األهم الذي ) أيب جابرة(و) شارف(حبقلي

ملاذا خرجت : واجه اللجنة هو اإلجابة على األسئلة اليت حتدد مستقبل النفط يف السودانشيفرون من السودان؟ وإذا بطلت حجة الوضع األمين، فهل املخزون غري كاف جتاريا أم

ية؟ وإذ مل تتيسر اإلجابة النظرية عن تلك األسئلة، وعدت احلكومة أن تكاليف اإلنتاج عالأن توفر حنوا من مليار دوالر لبدء العمل، ولكن ظرف احلكومة كان عسريا ملقابلة ذلك الوعد بالوفاء، كما وعدت بعض احلكومات خالل زيارات لرؤسائها بتوفري املبلغ أو بعضه

وأخريا وعدت اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية بدفع مبلغ . ققلكن شيئا من ذلك مل يتح .مليون دوالر لتطوير تلك احلقول، وهو وعد مل ير النور أبدا 200

يقوم عليها كندي من أصول ) ستيت بتروليوم(وإزاء عرض تقدمت به شركة كندية ستخراج النفط رغم رفض حكومة باكستانية لشراء كل امتياز شيفرون، حتركت معضلة ا

السودان لبيع االمتياز كامال ألنه يعيدها مرة ثانية للمأزق السابق، فامتياز شيفرون يغطي ، فبعد عودة االمتياز حلكومة السودان )نصف مليون كيلومتر مربع(كل املساحة الواعدة

ن املستثمر الكندي عملت على توزيعه إىل مناطق صغرية لتبدأ ختصيصها من جديد، لكجتاوب مع شروط احلكومة وأوىف وعده، واستطاع خالل ثالثة أعوام أن حيقق األهداف

مليون برميل، فأثبت 635مليون برميل إىل 395األساسية للجنة، فزاد حجم املخزون من لشركة بذلك أن املنطقة عالية املخزون، وافرة البترول مبا يوايف الربح التجاري، مث أتبعت ا

شركة ) 40(عملها بإحسان رغم ضعف وضعها املايل، إذ عرضت امتيازها على حنو من .عاملية رافعة عن حكومة السودان تكاليف العملية اليت كانت تقدر خبمسة ماليني دوالر

م بإنتاج 1996) متوز(يوليو 25احتفلت ستيت بتروليوم مع حكومة السودان يف ) 12(عت يف ذات الوقت عقدا بتطوير احلقول، بسطته لنحو من حقل هجليج، ووق

شركة، استجابت عشر منها، وجاءت كل واحدة تظن أا وحدها بسبب احلصار السياسي .الذي اشتد على السودان، فوجدت املنافسة أمحى ما تكون

تستبد حبقوهلا الكثرية وإذ تصوبت رؤية اخلرباء والقيادة أن الشركات الغربية الكربى عرب العامل، وقد ال تسارع بإنتاج نفط السودان امللدوغ ملدى عقد كامل من جحرها، اجته العطاء لريسو عند شركات من الشرق األقصى خبرت العمل يف ظروف قد تكون أقسى

مث نصيب من ظروف السودان، وهي يف حاجة للنفط خلاصة بالدها وليس للسوق العاملي، من اإلنتاج لشركة سودانية بعد استبعاد فكرة إنشاء مؤسسة للبترول، فالشركة ميكن أن

.150تذهب بوصفها االعتباري إىل احملاكم والتقاضي فال تضطر احلكومة إىل ذلك

بانضباط تام وجدية يف تنفيذ الربنامج الذي وضعته احلكومة، دخلت الشركات يف تشرين (نوفمرب 29جدول زمين يكتمل باإلنتاج والتصدير يف الفترة بني العمل معا وفق

م، فبدأت العمليات 1999) حزيران(يونيو 30م إىل املوعد املضروب 1996 )الثاينم واتصل اجلدول كما ينبغي ومل يتأخر إال موعد 1998األولية للربنامج يف بداية العام

الشركات اختالف من بأسباب م، وذلك1999م العا نفس من) آب(أغسطس إىل التصدير السودان بترول من شحنة أول ولتصدر االتفاق، يف ينبغي كما توضح مل إذ احملطات، عدد على

.األعداء قبل األصدقاء من احللم حتقيق يف يستريب شديد شك رغم سوداين، ميناء من

8 'EE� �آ�EE4 ت�EE�5�ا��C�EEB� و�EE4آ� �5Hو�1EEس ا�EE*M��1A� ورVEEx أن �5Hو�1EEس 1Nو�QEE أن . �EEH . 'EE' . إن. ا

� #�#1ل )62 ر)�Q ا��`��� ا���دا��� .ن #�#1Eل �2H1E� 1EI� uEF� cE�R&# 'E( ا���Eدان E5N, دون #t�RB �4آ ^��E���Fا� ,EP7 g(�Eا� ZEj1ن وE6 آj6*6 و)ء ا�uJ�1H vP5آ �ون وه' �&�و)�F�4 QP&( 1Aإ7�ن ا��2ة ا�12ه�ة آ

6*6EE4 6اءEE7 �EE�1N uEEدان و��EEا�� ZEE� �EES1��EE�2H ^EE� دول ا1EE�#pد 6EE4*6ا 6EEGا إذ آ��1EEا *��EECن أن ��EE� VEEIدة .��J� )' ا�&1Rء 6IHف #6ر*t ا�`�ادر ا���دا��� ���55, ا�&J25�� cA�) ��داQH(ا.وروH' آ1A أ�Tت

فيها من طاقة يف العمل كانت تصل الليل بالنهار، مث إال أن قصة البترول رغم ما بذل اجتهاد علمي دقيق هيأ لنفط السودان أن خيرج من عنق الزجاجة، ورغم املثال الباهر الذي

البذل الذي يقدم جناح العمل على املصلحة من السودان أصدقاء وبعض الكندي املستثمر قدمه مع اإلسالمية احلركة نخبة تدافعات من ساملة العظيم اإلجناز قصة خترج مل ذلك رغم اخلاصة،

أيلولة ومع شيفرون، مع املداولة أول منذ اخلطوات وحساب التكاليف وضوح فرغم بعضها،

أوساط ظلت األول احلركة صف من رائد جيولوجي مختص إىل األول الوزير بعد الوزارة

حية القيادية مع توايل النجاح يف مشروع النفط تتواىل عليها االحتجاجات واالختالفالشر

الوزراء إقالة يف العام األمني مع واألمنيني العسكريني بني املستتر الصراع مث واملصاحل، املواقف يف

لصراع لطريق أيضاا ، متهد151املجلد مبنطقة األول االحتفال مسرح يف ظاهرا مث تثبيتهم، أو

كذلك نسبة إىل يعدمون ال الفلكية، وأرقامها باألموال األسخى اال يف الكبار الطفيليني عصبيات والسلطة املال حتالف إىل يضيفون مث االستراتيجية، املصلحة أو احلركة أو اإلسالم

لعنة(ماضية هي كما والشمول، القهر أنظمة فساد مع ماضية أخرى سنة يف العشرية اقتصاد

مث )دارفور( مأساة إىل )بيافرا( مأساة من وحقها، بعدلها نعمته تحمد مل اليت الدول على )البترول .كارثة احتالل العراق

***** مع تدفق النفط، بدأ اقتصاد السودان وكأنه يتعاىف ألول مرة من كواحبه املعطلة ليبدأ

طالق على صراط مستقيم، يوظف العائد الكبري لتحريك االقتصاد كله حنو التنمية، ال االنسيما الزراعة الواسعة وإمكاناا املذخورة اهلائلة، لكن املهدرة بسبب نقص رأس املال الذي

السودان ( لطريفا التالد احللم لتحقيق ا يدفع فالنفط الباهظة، وتكاليفها امليكنة بسبل يصلها ).سلة غذاء العامل وساحة العرب وأفريقيا اليت تتكامل فيها اإلمكانات حنو النهضة األمت

#��E, ا.�15Eذ أ6EEJ7 6EANا� 1EGر ا�EE� 'EJC^ رو�اد ا.E( ^���1EA7' ا���آE� ا�EE���� دور ا��ERف ا�+E�1_ ا�TEEي 9

1F#ون و)� ا�F�4 �1�5ز �^ �4آ�pا�54ى ا ZE� ^E`و� ،cE�1`�1H ����E�ا �E1 ا���آEI5J#ر ��Efات وا�ER�ق و O5�4آ ^�H ف�a�5ول ا654 ا�J1ت ا��PA7 ر�R#)آ��`�رد (�j1R6س . ووزارة ا�ECIAزارة ا��Eا� ,EP7 tEj1&# 1Aآ

��PG'، د V&CA6ا�J7 .ا د����1E . �7ض ا�1Kز. 1A+7ن 6J7ا��ه1ب، ا�&S 6�A�ح آ�ار وأF�5� �E��وcd 6j ا.# ,P7 p �2H1ا�� O#أن وزار O� 6آo* ا.��^ ا�&1م cdا��زراء، و YPK� وزارة ^� O�1F76 إ&H �j1RP� وز*�ا OC��&

�UP أآ�J �(�وع ا1B5jدي )' #1ر*z ا���دان U2* �j1Rوزارة ا� O���5H OC`1، و�I� ��Aأه.

باملوارد موصولة المركزية االقتصاد اجلديد الثروة وتترتل إىل الشعب يف تتوازن كذلك شحيحة كانت إذ السلطة، بسط بعد ارداملو قسمة لتحقيق مرة ألول نافذة باملقدرة، مسلحة

من مبادراته اقتصاد هو مث. ولكنها اليوم واعدة تنتظر امليزان القسط بني أهل السودان كافة

وتقوم اجلماعة مصلحة الواليات يتوخى بني يتكامل مركزيا التخطيط اكتمل مهما احلر اتمع

.الرتاع واالختالف والقعود من ويتطهر واالستنفار والوفاق والتراضي اإلنتاج عالقات فيه

وإذ أن بشرى النفط نعمة توجب احلمد والشكر فإن اقتصاد اإلنقاذ كان يرجى له إىل جوهر رسالته، يثوب أن احلر االقتصاد نظم تطبيق يف كامل عقد ملدى كسبه مراجعة بعد

الكسب املال وراء من يبتغي املؤمن فالشعب به، احلياة إلعمار مستخلف والشعب اهللا الم فاملالواإلنتاج إزكاء لروح الرسالة اليت تصل الدنيا باآلخرة وتشيع روح التعاون واإلخاء، ليقوم

املستقبل إىل احلاضر ويمد كذلك األجيال يصل أخالقي معىن على احلياة سائر شأن االقتصاد .وجيعل السعي كله متكامال ال ضرر للقرن احلاضر من الناس وال ضرار لقرون املستقبل

فمهما تكن سياسة التحرير قد قصرت عن تقنني وتطوير املشاركة الشعبية، فالوجهة تجني لزيادة اإلنتاج اليوم يف ظل اقتصاد النفط أن تنشر الشركات العامة اململوكة للمن

وتوزيع الثروة، ولتصل املنتج احمللي باألسواق احمللية وأسواق العامل، مث لتحقيق الكفاية يف .الواليات املسامهة الفاعلة يف الدخل القومي

وكما جاء النفط موردا جديدا مهما كان الرأي أن تراجع اإليرادات كافة لتأصيلها رة شاملة قومية، فالضرائب تراجع حدودها ومصارفها واألوعية اليت تؤخذ وتطويرها بنظ

منها وعالقتها بالزكاة وكيف تبسط بالقسط وكيف تقوم العدالة فيها موزعة لتوايف .األجدى بني االستهالك واإلنتاج

) الغارمني(تجة مث تطوير الزكاة بآليات معاصرة تبتدع الصناديق ضمانة لألسر املن املساكني (وصندوق األمومة والطفولة ورعاية األيتام ) يف سبيل اهللا(وصندوق دعم الطالب

مث بناء املوازنة وفق نظرة شاملة تستوعب حاجات الصرف كافة، وتقيم اعتبارا ). والفقراءتمع، كما تحدد للزكاة واملسامهة الشعبية يف إطار كلي يوازن املصارف واملوارد من ا

أولويات املوازنة وفق اخلطة العامة لالقتصاد، واألسبقيات االجتماعية والسياسية وإصالحها لتوايف تأصيل املال مقابل العمل، ) موازنة برامج، موازنة أداء(لتقوم على مشروعات

.وليتناسب الصرف بدقة مع مراحل إجناز املشروعات

االجتماعي للتكافل كلي سياق يف أن تجدد أصوهلا النظرية والعملية فينبغي األجور أما ومكافحة الفقر وربط اإلنتاج يف الدولة واملؤسسات باخلدمات ضمن خطة طويلة ومتدرجة

.لربط نوع العمل وتقنياته باحلاجة الفعلية للمجتمع والعائد املرجو من العمل

النقد، تجدد سياساته يف ظل حتول مسؤولية التنمية احمللية للمجتمع وتطوير كذلك سندات حكومية عامة أو (اجلهد الشعيب وتعزيزه واستحداث آليات جديدة للتمويل

بديال عن التمويل بالعجز وحملاربة التضخم بالنظر يف عرض النقود ) خمصصة للمشروعات .صرفاملواكبة االت ال

واستحداث املشاركات حنو صيغها وتوجيه األسلمة لتمام االجتهاد فيتواىل املصارف، أما صيغ لتمويل الصناعة بعد رفع رأس ماهلا وزيادة كفاءا والنظر يف أصول ملكيتها بالنظر

.اءحلقوق املودعني، ودورها يف عرض النقود لكي ال يكون دولة مركزا بني األغني

مث تنقية املعامالت التجارية من املخالفات الشريعية ومن اضطراب نظام السوق .بإشاعة املعلومات وصحة العقود وإعالن األسعار اجلارية

أخريا، تعريف الفقر تعريفا دقيقا يراعي البنية املخصوصة، مث تركيز اجلهد بعد عبر يعمل الفقر حملاربة قومي مشروع وتصميم حاجة، رواألكث فقرا األشد الشرائح التعريف على

وحركة العمراين والتخطيط الشعبية والتنمية ومشروعاته اإلنتاج عالقات بعد فحص مراحل

اخلدمات وقيام، الغذائي األمن وبسط املتضررين إسعاف بعد االستثمار وتوزيع السكان

.152املستهدفة للشرائح

10 c�ES"51ت ا�EN�52و� ,Eا.و� �6 ا�&(�*&H 1دB5jpا V*�2# ل�N ا.)`1ر ا��اردة �Ejر�� �ES�� 'Eه c6ا�EJوا�أ�67ه1 ا�6آ�5ر أ6AN إ�Hاه�V ا��5اH'، أ6N أ�Hز ا1B5jpد*�^ )' ا���آ� ا����� و14رآO )' ا��E*��5 ا�6Eآ�5ر ��U ا�6A�� ^*6 أ6AN ��2>ر �CK� �H15&� ا�5�pا#��K� ا����2� ا�(P�1� و�IH Q)j��"ة ا.1A7ل ا�E*�`F� �E��Hر

ا���آ� ا����� وا��A7 �*�F ا�J(�� ر��Y ا��IAKر*� وا.�15ذ 6EJ7ا��6EAN V�Nي �N^ ا��5اH' أ��^ 17م. د�J�.ا ���1Aوز*� ا� .�*�BAا� t&)6ة ا�*�G �*��# Yر�� ^��N 1رج ا���دان ا.�15ذ 17دل� .آ1A 14رك �^

1$0'��� ا�ا�

���G1رaا� �ا�1��� J�ى ا�1FR&CAت ا�

م علـى مـرياث ال 1989) حزيران(توفرت ثورة اإلنقاذ ساعة ميالدها يف يونيو -:يضاهى من عالقات احلركة اإلسالمية اخلارجية

مل، وأسسوا بضع آالف من اخلرجيني وحاملي الدرجات األعلى درسوا يف شىت بقاع العا •البالد حيث أقاموا مع من وفدوا مثلهم يطلبـون العلـم أو لوشائج وعالقات مع أه

العمل، وتوطدت الصلة خاصة مع املنتمني للحركات اإلسالمية بالغة ما بلغت مدارسها لسـبعني إىل فقد شهدت أواخر العقد ا. ومشاربها ومناطقها عرب مساحة العامل وقاراته

خارج يف احلركي اإلسالمي العمل نشاط يف فريدة ضة املنصرم القرن من التسعني العقد أول

احلوزة اجلغرافية ملواطن اإلسالم التقليدية، ال سيما أوروبا شرقها وغرا إىل مشال العامل، ا محلوا من أخـالق تسـع مب القومة تلك قلب يف السودانيون وكان .األمريكتني منتظمة

األجنبيني يف رحابة ويسر، ومبا زودم حركتهم اإلسالمية من انفتاح وجتارب يف الفكر التنظيمات الطالبية والعامة، ويتوسطون بني يترأسون وقادة قدوة يكونوا أن أهلتهم والعمل

.وعامها العالقات خاصة توترات أو العمل مناهج يف املشتكلني أو ولغات ثقافات املختلفنيالعالقات التارخيية لقادة احلركة اإلسالمية السودانية مع رموز حركة اإلسالم يف العـامل •

ـذنذئروا مة مث تطوار العام حلركة اإلخوان املسلمني العربيالتي فكافة، إذ نشأوا يف كن) أبو األعلى املـودودي (اعة اإلسالمية اهلندية ودعوة قائدها املفكر منفتحني على اجلم

وامتدوا بالوشيجة إىل إسالم األمـريكيني ،)مالك بن نيب(وعلى ثورة اجلزائر ومفكرها يف اخلرطوم، ولكنهم أثروا على التيـار الـرئيس يف ) مالكومل إكس(األفارقة، فزارهم إىل مسار اإلسـالم ) أليجا حممد(جنل الزعيم الكبري ) وارث الدين(ربوا احلركة األم، وق

.السني ومرجعياته

• هدجعفر منريي مبرور عام على تطبيـق قـوانني احلـدود نظام احتفاالت يف السودان ش

إىل املالع يف ، شهد توافد غالب قادة ورموز احلركة اإلسالمية1984اإلسالمية يف العام

وثيقـة عالقات قادا إىل ربطتهم وقد احلركة اإلسالمية السودانية يف وثقة جتاوبا اخلرطوم

.الفكرية األخوة بعد من شخصية

م يف هبتها األوىل اليسارية بأعداد مـن اإلسـالميني 1969) أيار(دفعت ثورة مايو •الرزق خارج أطر الدولة إىل خارج حدود مفصولني من وظائفهم يف الدولة، اللتماس

السودان مغتربني يف دول اخلليج واململكة العربية السعودية، وتوغل آحـاد منـهم إىل الداخل األفريقي شرقا حنو كينيا ويوغندا ومن أفريقيا الوسطى إىل زائري وحىت غـرب

كما اتسعت بـآخرين . لمني يف نيجريياأفريقيا تجارا مقيمني، أو موظفني وقضاة ومعسبل التجارة واألعمال حنو مشال أفريقيا العريب وبلغوا حىت أوروبا، فتعلمـوا أسـاليب حديثة على احلركة اإلسالمية وعلى عامة الساحة السودانية يف الكسـب واالقتصـاد،

ال سيما الشـعبية املعنيـة لكنهم عادوا مجيعا بكسب للحركة يف العالقات اخلارجية .باتمع فوق األطر الرمسية والدبلوماسية

ساحنة توافقت فيهـا كسـوب ) 1985-1977(أتاحت سنوات املصاحلة الوطنية •احلركة السابقة يف مهاجر العلم أو العمل مع هامش متسع حلرية العمل يف الدعوة ويف

تظم يف أطر عابرة للحدود منظمات ومجعيـات ووكـاالت العمل اإلنساين اخلريي، انلإلغاثة غري حكومية، فاستوعبت النظم اجلديدة عشرات من شباب احلركة اإلسـالمية ذوي املثابرة والتجربة احملدودة يف عهد الطلب والدراسة باجلامعات لتتسع خبربة العمل

ة جديدة ببالد وأطر جديدة، نفعت كلـها الطوعي احلديث، ويضيفوا إىل احلركة معرفمنذ أول تأسيسها واستثمرت يف أول الثورة اإلنقاذية لتثبيت أسس العهد اجلديد والذود

.عنه

منذ أوان التحرير من االستعمار وحركاته اتصلت احلركة اإلسالمية السودانية مبنظمات •والغزو الصهيوين لفلسطني تعرفت قيادات ) فوروعد بل(التحرير وأطره ورموزه، وحىت

احلركة السودانية إىل قادة الثورة الفلسطينية، وشارك أفذاذ منهم متـدربا ومقـاتال يف معسكراا، إذ كانت بعضا من جهاد حركة اإلخوان املصريني مث استقلت مبنظمتـها،

.وطالئعها) فتح(ة ليكونوا بعضا من فصار إليها بعضا من رواد احلركة السوداني

كما امتدت حركة التحرير بالثورة اإلرتريـة حربـا علـى الكيـان اإلمرباطـوري •، فتجاوب معها عامة ساحة السودان، يؤيدون االستقالل عن أثيوبيـا، )اهليالسالسي(

عها من عون، مهمـا ولكن احلركة اإلسالمية امتدت حنوهم بوالء خاص متدهم مبا وستفرعت فصائل التحرير اإلرترية وتقلبت يف املناهج واملدارس الفكرية من اإلسالمية حىت املاركسية، وظلت احلركة اإلسالمية تستقبل وفودهم وترسل إليهم رسلها مشاركة يف

التحـرر يف اجلـوار كما تفاعلت احلركة مع مجلة حركـات . مؤمترام ومناسباماألفريقي، وتواجد أعضاء منها دائما يف قلب التقلبات اليت ظلت تغشى تلك البقاع يف أفريقيا الوسطى إىل زائري، أو الكنغو أو تشاد، فأقام بعض أعضاء احلركة لسنوات تجارا

العمليـات ال وعاملني ومعلمني وتعرفوا إىل قادة تلك احلركات، وشارك بعضـهم يف سيما من قبائل احلدود مزدوجي القطرية، واستشهد أفذاذ مـن احلركـة خاصـة يف

.اضطرابات تشاد ألول العقد الثماننيمنذ أول عهد املصاحلة الوطنية تصوب جهد من احلركة اإلسالمية لرعاية علوم اإلسالم •

ك الدعوة بعض املؤسسات وبعض وجوه اخلري واللغة العربية يف أفريقيا، واستقطبت تلوالدعوة من دول اخلليج، فتأسس بفضلها املركز اإلسالمي األفريقي ترعاه حنوا من مثان

.دول ممثلة يف جملس األمناء الذي يقوم عليه ظمأها املؤسسة الفريدة يف العامل العريب اليت تليب حاجة القارة وتروي إىل القبول جذب إذ •

الصـومال إىل حـدود اخلرطوم طالب أفارقة من إىل تقاطر ولإلسالم، وعلومها لعربيةلوأقاموا سـنوات واتصـلوا مدغشقر وعرب كل إقليم وقطر فيها، كلهم مروا باخلرطوم

إىل املركـز وتطـور .منها بعض كأم وثيقة حبركتها اإلسالمية ومناشطها وفكرها صلة

املشهورة اليوم، واليت عاد خرجيوها بالعشرات عاملني يف بالدهم باخلري )اأفريقي جامعة( ظلوا رسل خري حلركة اإلسالم يف السودان، يسرهم ما يسرها ويسوؤهم والعلم، لكنهم

.يسوؤها ماالسـوفيتية اتصـلت احلركـة الروسية اإلمرباطورية ضد األفغاين اجلهاد اندالع منذ لكن •

مية السودانية برموزه وتبنت قضاياه، واستقبل السودان ألخريات حكم النمريي اإلسالوبدفع خاص من احلركة أول مبعوث حلركة اجلهاد األفغـاين، أوصـل أوىل رسـائل

مث اخنرط أعضاء من احلركة يف عمل الوكاالت املتصلة بـالغرب . املقاومة للعامل العريب

ودانيون أغلب شأا، كما توسط أمني عام احلركة بني رموز حىت قامت وكالة يدير الساجلهاد األفغاين وقادته ورسل من اإلدارة األمريكية لتبدأ أكرب مدود الدعم الغريب ضمن

. أطر ومراحل احلرب الباردة أخريا اختص الشأن اخلارجي كافة منذ أول العقد الثمانني بأمانة يف قيادة التنظيم ترعى •

عالقاته وموضوعاته، كما ترعى شؤون عضوية احلركة باخلارج مهما تكـن طبيعـة إقامتهم وأمناط أعماهلم مغتربني وطالبا للعلم، من مدارس اجلالية السودانية إىل الوجود

عديدة، مث مبعوثي الدراسات العليا وأعضـاء امللحقيـات اجلامعي الكثيف يف مراكزالسلطة حتول كثري مـن ملرحلة تولي اإلعداد يدي وبني. احلركة أعضاء والسفارات من

إىل هياكل اجلبهة اإلسالمية القومية، وتوالت زيارة وفـود اخلارجي الشأن اختصاصاتاجلبهة إىل اخلارج مهادا النتقال احلركة اإلسالمية إىل مرحلة الدولة، فـزاروا بقيـادة

صروليبيا والصني، مث جوالت أوروبا يف سويسـرا وبريطانيـا، األمني العام للجبهة م وتشاد، وكان تولى األمني العام يف آخر العهد احلزيب نيجريا يف األفريقي اجلوار وجوالت

مث للثـورة اإلعـداد مـن األخـري الشوط مبثابة معدودات ألشهر اخلارجية وزير منصب .153الدولة

تأمني اخلارجي يوازي الداخلي أو يفوقه، فأكرب حجـة حنو اإلعداد للثورة كان هم ال ) شـباط (فرباير ) مذكرة القوات املسلحة(تربر الثورة انقالبا على حكومة منتخبة من بعد

م اليت جسدت اخلطر الداخلي على احلركة واقعا، كان هاجس العـدوان علـى 1989شـواهد قبل الرأي تصوب االقتراع، فقد صناديق ربدميقراطيا ع جاء اإلسالم من اخلارج ولو

م وقبل تطورات تركيا حنو منتصف العقـد األول يف 1991) تشرين الثاين(اجلزائر نوفمرب األلفية الثانية، تصوب حجة أن الدميقراطية قيمة حضارية رفيعة توجب جهد اإلصالح الذي

1 �EBBa5Aا� �E�291CA1ت ا�E6را�P� 6ةENو �*�ER# �دا���Eا�� �ع ا���آ�# V�) Area Studies 1EI ا�1E+Jث *��*)

إذ 1E7ش ) ا��EB^، ا��1EH1ن، إ�6و���1E*M��1� ،1�E (E5N, ��اآME ا��EICض ا��E�b*� ا�6E*6Kة , �1I�H��C )' آ1E`� cن 'E( �E�AP&1ت ا�G6رEا� ZE(أر VIE�&H 1لE1 و�I�1E�� ا�EC2#1ع وأE2Jا� vEP# 'E( ات�CE� 1I5*�E�7 ^E� Z�H cj.ا ,P7

G1� �v�TE ا�E� uACE^ ا��EBBa5A^، آ1EA أن �ESا17ت أ1I#1&�1G ^�N، �`^ #�6*1ت ا�6و�� �JP# V_ أن أآ6ت ا����G1رa1ت ا�j�&ا� '( t�1CA1ن ا�`A7^ ا� t�1CAا� cGا�� QN17ن �1 أزا�� �ا�6و�.

ى ولكن احلضارة ذاا القيمة اجلوهرية األكرب، فالغرب تتزعمه دول احلضارة الغربية الكرب ة مهما تكن يف بلـدضئ بؤرة للحضارة اإلسالميه ويستحثه للمنافحة واخلروج أن تيستفزأفريقي ضعيف حنو أطراف العامل اإلسالمي، فضال عن حواضره التارخيية الكربى مثل مصر

اطية واحلضارة فإن احلضارة تغلب يف عمق الشعور الغـريب أو العراق، فلو تناظرت الدميقرفالسودان منذ االستعمار له نصيب من بذرة احلضارة الغربية يف أرضه . ومتثالته قرارا وعمال

لعقتوالونه ويكرهون أن يونه ويبحثقافة ونظما وقوانني وطالئع من أجيال املواالة للغرب يإلسالم، فقد اعتربت احلركة اإلسالمية مبا انتهت إليه العالقة مع نظام مـايو غرسه ولو با

) أيلـول (بقيادة الرئيس جعفر منريي بعد إعالنه قوانني الشريعة اإلسالمية سـبتمرب ) أيار(م، إذ مل ينقض النمريي مواالته للحلف الغريب األمريكي لكنه أعلن ثورة إسالمية يف 1983على منهجه الشمويل الذي مل يكن يثري الغرب مبثل ما أثارهم ذلك اإلعالن، فلـم القوانني

ووضع النمريي بـني ) األب(يلبث حىت زار اخلرطوم نائب الرئيس األمريكي جورج بوش خيار الكرسي واالستمرار يف احلكم عرب الدعم األمريكي وخيـار املضـي يف تشـريعاته

لكن أمريكا صوبت حنو عني اإلسـالميني الـذين . غربية األمريكيةاإلسالمية واملواجهة اليحالفون النمريي ويشاركونه يف احلكم، فرغم حرصـه الشـديد أن ال ينسـب فضـل التشريعات اإلسالمية إىل تلك الثلة من رموز احلركة اإلسالمية يف الوزارة واحلزب الواحد

لس الشعب التشريعي، فإن رؤية الغـربيني ظلـت ثابتـة أن ويف جم) االحتاد االشتراكي(اإلسالميني وراء التحوالت اليت طرأت على سرية النمريي ومسرية حكمه، ومل جيد النمريي بدا من أن يودع أمني عام احلركة اإلسالمية وعددا من الوزراء واملستشـارين والنـواب

.154فاءهم من مناصبهم الدستورية الرفيعةالسجون قبل أن يعلن رمسيا إع

*****

م وH&6 *�م وا6N �^ ��1درة �t�1 ا����Y ا.��*`' ا��E9�aم إ�E, أد*i (1985 YEذار()' ا�&�41 �^ �1رس 2

P� 6يEEB5P� 'EE2*�(.ن ا�EE2ا� 'EE( �EE��G ^AEEf 1EEH1Hد أ cEE257ا ،V�EEPjا QH�EEf 'EE5ا� �&EE)Jا� �EE71KA . 'EEHا��5ا ^EE�N��671 ر��Y ا��IAKر*� �o)Pون ا�1aر�G� وأ6J7 6ANا��6A�� ^AN وز*� ا�(oEون ا�6ا�E�P� و*�EA7 YE ا.�1Eم

.ر��Y ه�"ة �YPK ا�(&t وY* �A7 ا����F ا��K5A>ل �1��H� ا��IAKر*� Af^ ا�&(�ات �^ أ1�7ء ا���آ�

ـدعهة فإذ يصر والسعوديما ماحلركة هو تأمني اجلوار اإلقليمي، ال سي مل هكان أوالبطء يف ردود الفعل للثانية وجوارها، فإن سرعة التصدي من األوىل وحمور والئها الغـريب

تمويه عن الوجه اإلسالمي وراء االنقالب هي اليت اعتمدت فإن هو املتوقع، وإذ أن خطة الكفال مقدرا منها قد تصوب حنو اجلارة الشمالية، يبلغها باالنقالب قبل متام وقوعه ويطمئنها بالرسائل القبلية مث باخلطاب املعتدل املحايد منذ بيانه األول، مث بالشخصيات ذات التوجـه

.155املصري والعالقة اخلاصة احلميمة معها

استقبلت مصر رسائل التحايا مبثلها وزادت أحسن منها، إذ مل تكن علـى وفـاق وطيب عالقات مع النظام املنقلب عليه، فهو مع مناهجه الدميقراطية اليت تخـالف منـاخ

ائه بعالقاته وزياراته حنو إيران وليبيـا، املنطقة العربية وقد تغرى بالعدوى، مال رئيس وزركما جنح خبطابه حنو االستقالل يف املواقف اخلارجية، وأفرز التنازع بينه وبـني احلـزب احلليف يف االئتالف احلاكم، ذي الصالت التارخيية اخلاصة مع مصر، اضـطرابا يف مجلـة

ة املصرية السودانية إبان العهد احلزيب أقرب ميزان العالقات اخلارجية، وكانت حصيلة العالق .156إىل السلبية، يعتريها الفتور وقد تقارب التوتر والقطيعة

بلغت إذن خطة التأمني والتمويه األوىل أهدافها بأحسن مما خطط هلا فقـد بـادرت عرب اتصاالت مباشـرة مصر باالعتراف بالنظام اجلديد، وتولت تقدميه إىل الساحة العربية

توالها الرئيس المصري بنفسه، لتتواىل االعترافات من الدول العربية كافة وتنفتح أبواـا الستقبال وفود الثورة يقودها أعضاء جملس الثورة، وليتحرك جمود العالقات السودانية مع

دول (، مث األبعـد )والسـعودية مصر وليبيا (الدول العربية ال سيما األقرب إىل السودان فتولت مصر التبشري بالثورة وبادرت السعودية بفك بعض أموال اإلغاثـة الـيت ). اخلليج

وآQE�1 وآE�1� أ�1EJء ا�(�Eق . ا�12ذ ا.ول �fورة #���^ ا�&�1jت ��B� Z وا��&�د*� و ��1E�J ورد )' 1�Hن 3

.ا.و�u ا��BA*� أول �^ أذاع �J" ا2�p�ب O+H cJj �^ إذا7� أم در�1ن

4 'E(1ردة أو ��5#�ة، وH 16هI7 t�1x '( �Bو� �6*IAاث ا���� ,P7 Y��oAا� �ب ا.�MN ^�H 1تj�&ا� Q�1آcNا�Aة ا����1Ej�&Hت 6E�Gة �ZE ا.�E� ر�Y�E ا��Eزراء ار#uJ ا���6 ا�1Bدق ا�6IAي ر�MEN Y�Eب �^ OA`Nا.

�Ej�7 ,Eإ� ��E)* vEن ذ��E( ،TE���* �E�H�&1ت ا��E�11ب ا���E�N 1رE9، و)' إ�*�ا��ا �����1دة ا�+�رة اj1 و�J��آ1EA ر)gE ا�1EBدق ا�6EIAي 1H. {�E4�#ردة أو ��5#�ة ��B� Z و���ر دول ا�q�EPa ا�&�E�H� 1A��E� p ا��E&�د*�

��E���"5ا� ��&AKا� �6 ����1AN 66 ا���AN6 أ��P� '9�2اA*61دي ا��#pب اM1ن (ا��EA��J1 ) ا�FESوا OE�"H {E4�Aا� :)�*�BAا� �6*�*aإ�, ���اث ا� 'A5C*(.

حبستها عمدا عن النظام املباد، وتربعت ليبيا بأول شحنة بترول ملقابلة الضـيق واحلاجـة اخلليج املنابر لتخاطب اإلنقاذ حشود املاسة اليت قابلت الثورة يف أول عهدها، وفتحت دول

اجلاليات السودانية يف بالدها، كما أقرت الدول العربية مجتمعة توجيه غالـب مشـاريع .157العون االقتصادي ال سيما الزراعي حنو السودان

م صعود الرؤى واألصـوات الداعيـة 1989) حزيران(وافق انقالب اإلنقاذ يونيو رشيد املؤسس على حقوق اإلنسان، ال سيما حق التعبري والتنظيم والتبادل السلمي للحكم ال

للسلطة وحكم القانون والذي ترتب عليه احنسار املفهوم التقليدي لسيادة الدولة، خاصة يف وإذ اتسقت املواقف األوروبية حنو التحفظ والرفض وجتميـد . الواليات األمريكية وأوروبا

ساعدات التمويلية وحىت اإلنسانية جتاه سلطة اإلنقاذ اجلديدة املنقلبة على حكومة منتخبة املدميقراطيا، مث حلها لألحزاب وتعطيل النقابات والصحف، وإذ اتسق املوقف األورويب حىت كأنه موقف واحد ال يتزحزح، اتسم املوقف األمريكي باملرونة، وعبـر مسـاعد وزيـر

رجية األمريكي عن رغبة إدارته يف مساعدة احلكم اجلديد يف السـودان، وأن موقـف اخلابالده سيتحدد وفقا ملوقف اإلنقاذ من قضية السالم يف اجلنوب وقضية وصول اإلغاثة رغم

.القوانني اليت متنع حكومته من التعاون مع سلطة تبلغ احلكم بانقالب عسكري

ة املوصولة باحلرب املتطاولة يف اجلنوب حنو أفريقيا، ال سيأثيوبيـا (ما املتامخة احلدوديسارعت اإلنقاذ تلتمس التصدي للتحدي األول الذي جيابـه حكمهـا , )ويوغندا وكينيا

إلحقاق السالم يف جنوب السودان، وإذ مضت القصة على حنو ما وصفنا يف فصل سابق، كثر تورطا يف ملف احلرب والسالم بني حكومة املركز واحلركة فقد أبدت الدول الثالث األ

الشعبية لتحرير السودان رغبة صادقة يف عون النظام اجلديد، وأظهرت منذ أول االتصاالت املبكرة مدى تأثرها مبوقف احلركة الشعبية من النظام، فقد سـارعت احلركـة الشـعبية

على أجندة املفاوضة بنودا كشفت ألول وهلة مدى تطور الكتشاف القادم اجلديد، طارحة

5 �H�5�6(� أآH 1I71A5Gا '( ��H�&ا� �را�7Mا� �CKPت ا��jأ) ا.ول ^*�E)# (1989] (6 [ � Z*1رE)� ة�EKF6 ا�E�

�PAG ^� ���1دانH �ا��T12[ا�� ['H�&ا� V�1&ا� c`� وع�)�.

األطروحة السياسية والفكرية للحركة الشعبية منذ صدور منفستو البيـان األول، ومـدى .متاهيها مع األجندة الدولية يف مرحلة النظام العاملي اجلديد الذي واىف بدوره ميالد اإلنقاذ

ية األسئلة اجلوهرية اليت تعينها على فهم القادم اجلديد، ال لقد طرحت احلركة الشعب ظرة اليت أزاحها االنقالب عن احلكم وحة احلزبيساحة املعارضة السوداني ا وغالبما أسينشاطها، قد غلبت عليهم شبهة النسب اإلسالمي لإلنقاذ، وحتديـدا اجلبهـة اإلسـالمية

وبني يدي توقيـع االتفـاق ،)أمبو(و) كوكادام(نقالب جاء بعد مداوالت فاال. القوميةفاحلركة الشعبية كانت تريد أن تعرف موقف احلكـم ,)اتفاق املريغين وقرنق(املرسوم بـ

اجلديد من التراث الذي أجنز يف مسار السالم قبل تسلمه السلطة واملوقـف مـن جملـة يتبع ذلك من مواقف جتاه النقابات والصحافة واالنتخابـات األحزاب والدميقراطية، مث ما

والتبادل السلمي للسلطة، وهي بالطبع ذات األسئلة اليت طرحها اتمع الدويل عرب قياداته .األوروبية األمريكية على نظام اإلنقاذ ساعة ميالده

مويه عن األصول اإلسالمية يف األشهر األوىل لإلنقاذ، جنحت بالتمام خطة التعمية والت لالنقالب على الدول العربية وغالب دول اإلقليم، رغم اجتهاد شـديد مـن املعارضـة

إال -ال سيما مصر والسعودية-السودانية اليت استيقنت مبكرا من هوية االنقالب لتبصريهاويف املقابـل . 1991الثانية أا مل تفلح إىل حني تفاصل املواقف بني يدي حرب اخلليج

توالت اتصاالت احلركة اإلسالمية السودانية برصيدها الكثيف من العالقـات اخلارجيـة، خاصة اإلسالمية مهما تكن حركات ومنظمات ودول وقيادات ورموز رمسية وشعبية، تبلغ

األشد وكتمان السر، وتصل بعضهم من أهل ثقتها بالنجوى عن حقيقة التغيري راجية الدعمآخرين بأا تدعمه مهما يكن القائمون عليه ضباط مستقلني ولكنهم يوافقون غالب طرح

وإذ جتاوب اجلميع مع نداء . احلركة، وقد خلصوا البالد من شر مستطري كانت متضي حنوهرموزها وشعاا يف العامل احلركة السودانية للعون والنصرة، سامهت احلركة اإلسالمية عرب

كافة يف حسن التقدمي اإلعالمي للنظام السوداين اجلديد، وبادر كتاب وصحافيون بزيـارة السودان بدفع منها فور بلوغهم طلب احلضور وبعد أسابيع من جناح الثـورة، مث قفلـوا

رع العـريب راجعني يؤكدون أن التغيري وقع بأيدي ضباط مستقلني منحازين لنبض الشـا

واإلسالمي، ولكنهم ميثلون كذلك أمل الشعب السوداين يف التغيري، وإن اإلسالميني احنازوا إليهم ألن اجلبهة اإلسالمية كانت احلزب الوحيد يف املعارضة إبان وقوع االنقالب، وقـد

158.شجعهم ذلك لتبني غالب أطروحاا كما دفع ذلك أهل اجلبهة إلبداء التأييد هلمإىل داخل قمرة القيادة اليت آل إليها كامل شأن احلركة اإلسالمية وحتديـدا تـأمني

االنقالب على السلطة، توالت بشريات التأييد اخلارجي إىل غرفة نائب األمني العام ال سيما مث أثيوبيا جناح اخلطوة األهم، ضمان تأييد اموعة العربية اإلقليمية خاصة مصر والسعودية،

وإذ فترت مع كر الشهور هموم التأمني الداخلي للثورة، أغرى التأييد اخلـارجي . ويوغنداتوجهات الكبت الداخلي اليت اشترعتها أجهزة التأمني اخلاصة على املعارضة وجتاوبت معها

ـ ارك رأي بالرضى والصمت القيادة، فقد جاءت ردود الفعل على االنقالب وكأـا تش. املكتب القائد يومئذ ومزاجه يف الفساد املطلق للحكم احلزيب التعددي لبلد مثل السـودان

،)اإلنقـاذ (ورغم أن املوقف األورويب حتديدا مثل إرهاصا مبكرا لطبيعة املعركة املقبلة مع اإلصالح الداخلي احلاسم ونوع احلجج السياسية واألخالقية اليت ستجابه ا وعلى رأسها

ألوضاع فرضت باالنقالب حنو الدميقراطية والتبادل السلمي للسلطة، فإن طبيعة السياسـة

كانت تنشرح للموقف العريب وال تـرى يف املوقـف ساعتئذ، اإلنقاذ انتهجتها اليت الواقعية .األورويب إال مثالية يعبر عنها بالكالم وال يتبعها عمل

كي الذي كان يرى يف االنقالب فرصة ميكن استثمارها حنو مزيـد يأما املوقف األمر من تطهري السودان من العناصر املوسومة لدى الواليات املتحدة باإلرهاب، ال سيما ضباط املخابرات الليبية ومنسويب الفصائل الفلسطينية األشد ثورية وتطرفا الذين انبثـوا يف بـؤر

ديدة مستغلني فراغ اإلطار التعددي الذي كان حيكم السودان وما يتيح من فوضـى، أو عمستندين على أياد سبقت يف دعم بعض األحزاب يف رحلة معارضتها الطويلة ضد نظـام النمريي، فتطلعت اإلدارة األمريكية تترجى خريا من الوافد اجلديد مهما تكن قوانينها متنعها

6 �I5EE4وا ،^�EE�N 1دلEE7 ،��FEE4 �EE�C� ،6يEE*ه� 'EEAI( 1ذEE2�ب ا�EE2ا� ^EE� �IEE46 أEE&H دان�EEزار ا�� 'EEAI( 1لEE2�

�1EهV ر�Y�E آYPK�(، 1A ا�H1�B� ا�Tي *�`V ا���دان(و�12ل 17دل ��N^ ،)هc هpoء ا��1Gل IJG�(ه�*6ي EE*��# �EEIJKا� �*�EE�7 ��1EE� ^EE� ات�EE)7 ZEE�H VEEk ،ان�EER7 1ريJ6ا�EEJ7 6نEEC� 'EE( 1درةEEBا� 'EEH�&6س ا�EE2ا� �

. &�د*�� و#vP ا�1Bدرة �^ �6Cن و1Hر*�Yا������ ا�&U�B� ^�P�1 ا�q�Pa وا�PAA`� ا�

امل إجيابا مع االنقالبات العسكرية، وهي قوانني تعبر يف ذات الوقت عـن آفـاق من التعوحكم القـانون اإلنسان كثريا حقوق اليت تستصحب الدولية احلاضر واملستقبل يف العالقات

.دميقراطي ضمن إطار

تـأمني ورغم أن إنفاذ خطوة االنقالب قد جلبت ملشاغل القيادة هموما كثيفة ترجو الثورة أوال، وال تكاد تراجع سابق وثائق احلركة اإلسالمية وأفكارهـا وبراجمهـا حـول العالقات اخلارجية لتستهدي ا يف إطار اخلطة املرسومة من احلركة بإدارة الدولة واتمع،

ـ ة ورقة حول أصول تلك العالقـات اخلارجية القومية قبـل فقد ناقشت اجلبهة اإلسالمياالنقالب، وحملت وثائقها ،ال سيما خطابات األمني العام، مالمح ملا ينبغي أن تكون عليه سياسة خارجية راشدة للسودان مستقلة وعزيزة، ودعت إىل حسن اجلوار املؤسس علـى

ترحـت العيش املشترك والتضامن السياسي واالقتصادي مع اإلقليمني العريب واألفريقي، واقرفع قيود التأشريات واجلمارك لتتفاعل شعوب هذه املنطقة، حرة يف األسواق واجلامعـات ويف الثقافة والفن، وأن تتوىل اتمعات غالب عمل العالقات العابرة للحدود، وأن يكـون

كمـا . دةنشاط الدبلوماسية الشعبية أنشط وأكثف أضعافا فوق الدبلوماسية الرمسية احملدودعت أوراق اجلبهة اإلسالمية إىل العدالة يف العالقات العاملية وإصالح املؤسسات الدولية، ال سيما األمم املتحدة وجملس األمن، إذ تأسست على أوضاع ما بعد احلـرب األوروبيـة

.اء على ضعفاء العاملالثانية إمالء من املنتصرين على املهزومني وفرضا إلرادة األقوي) العاملية(*****

ألول الثورة، تصوب جهد خاص لطاقم خاص، وبإشراف املكتب القائد حنو املؤسسة فرغم شواغل الداخل اليت استوعبت ). وزارة اخلارجية(الرمسية املعنية برعاية الشأن اخلارجي

ح شامل للعمل الدبلوماسي عرب غالب طاقة القيادة، تبنت تلك اموعة اخلاصة رؤية إصالالوزارة األهم، ال سيما يف بلد مثل السودان، حماط جبوار كثرية دوله متداخلة متشاكسـة،

كيف ميكن تثوير وزارة (: فالبد من حشد طاقة هائلة ملقابلة السؤال املهم يف الوزارة األهم ).اخلارجية لتوايف أهداف الثورة؟

اجلبهـة اإلسـالمية (غي للحركة اإلسالمية أو لتمثلها األخري قبل الثورة وإذ كان ينب أن تتهيأ ملثل هذا التحدي مبا يلزم من العدة النظرية وأن جتد بني أوراقها ما يجيب ) القومية

عن السؤال، وإذ مل يكن ذلك كذلك اتخذت اموعة الصغرية املكلفة بإصالح الـوزارة تغذية الوزارة جبماعة مقدرة من عضوية احلركة اإلسالمية، يدخلون فورا إىل : دخال عمليام

األطر الدبلوماسية مهما يكن تراتبها اهليكلي الذي يقتضي قدرا مقدرا من املهنية احملضـة، احلكم والسياسـة وفـق فقد حظيت اللجنة املراجعة يف عضويتها مبن يعنى بتأصيل قضايا

برنامج إسالمي للحكم، فأسس مراجعته على أن اإلنقاذ نظام إسالمي ينبغي أن يتوفر على الربامج والعناصر البشرية اليت تحقق أهدافه وغاياته، وليس وضعا انتقاليا ينبغي أن تراعى فيه

.للحكم يمثله من وخيتار اإلسالمي جالربنام الشعب ينتخب ريثما املؤقتة والسياسات الربامج

األمر الثاين هو النظر لوزارة اخلارجية بوصفها جهازا سياسيا ينبغي أن يتمثـل كـل تراث احلركة اإلسالمية الفكري والعملي يف العالقـات اخلارجيـة، وأن تتكامـل مـع

ة واالقتصاد والتعليم واإلعالم والثقافـة الدبلوماسية الشعبية ومجلة كسب اتمع يف السياس .يف تفاعل مع اتمعات األخرى

دخلت إىل وزارة اخلارجية إذن دفعة واحدة ضمت بضع عشرات من خالص عضوية احلركة اإلسالمية يف سابقة فريدة، إذ أدخلوا آحادا إىل الوزارات واهليآت واملصاحل األخرى

غالب األحوال، واهتمت مكاتب املعلومات يف األطر اخلاصة للحركة حنو أطرها العليا يفال سيما للوزراء، يبغون حراسة أبوام وقراءة أوراقهـم، ولكـن ) مدير املكتب(بوظيفة

استدعت جتربة وزارة اخلارجية ثلة أغلبهم هلم سابق عهد بالعامل اخلارجي، جلهم من طاقم سة للحركة انتشرت فروعها من داكـار إىل بيشـاور، الوكالة األفريقية لإلغاثة أول مؤس

وأتاح هلم ذلك أن ميكثوا سنوات يف مكاتبها اخلارجية وأن يكسبوا من عملها يف اإلغاثـة واالستثمار عالقات ممتدة من اإلغاثة والدعوة إىل السياسة، وأن يوطدوا صلة خاصة مـع

كمـا مشـل .ثالا املختلفة أحزابا ومنظمات ومجاعات ومجعياتاحلركات اإلسالمية يف متالكشف احلركي األول للوزارة كثريين درسوا يف اخلارج، وحصلوا على شهادة جامعية أو

.فوق جامعية أجنبية، إضافة إىل عدد من املغتربني أقاموا يف املهاجر يلتمسون رزقا حسنا

خلارجية يف أول وزارة للثورة وزير من أهل املهنة الدبلوماسية، لكنه قام على وزارة ا بال سابقة صلة مهما تكن مع احلركة اإلسالمية، وإذ نفع ذلك خطة التمويه األوىل، فقـد جتاوب الوزير مع مجلة إصالحات احلركة بإخالص ومحاسة باذال نصحه من جتربته الطويلة

وقد مضت وجهة نصائحه للوزارة، ووكيال سفريا أعاله إىل أدناه من الوزارة يكله يف متدرجامع اجتاه احلركة يف التغذية للوزارة بعناصرها، مث اإلبدال واإلحالل كلما تعمقت الدروب

خل إىل ا احلركة لن تبلغها إال بعناصر تد تبشر اليت الربامج أن احلركة، مؤكدا برامج إنفاذ حنوخالص صفها، ولن تنفع يف ذلك أطر الدبلوماسـية التقليديـة وال عناصـرها من الوزارة .159املهنية

يأت اموعة األوىل سريعا قبل أن تنبث يف كل السفارات عرب جملة عواصم العامل معسـكر للتـدريب اليت حتظى بالتمثيل الدبلوماسي السوداين، فقد بقيت حنو شهرين يف

يف الثورة حيملـه بعـض هجل عن توجته وإعداده العر رغم تواضعه وحمدوديالعسكري عباملتنفذين أن يتربى الشعب على الضبط والنجازة، ال سيما أهل الريادة القائدة يف خمتلـف

ساته مهما تكن، طالبا يف اجلامعات أو موظفي اخلدمة املدنيوا مجيعـا إىل مؤسعفة، الذين دمعسكرات الدفاع الشعيب، أو الدبلوماسيني مهما تكن مهنتهم يف ظاهرها منافية للعسكرية

كما حتتاج الدبلوماسية أن تكون موصولة بواقع البلد . ولكنها حتتاج أن تأخذ من انضباطها .وجمتمعه واقتصاده وجغرافيته دانالسو بتاريخ معرفة على دبلوماسيوها يكون وأن متثله الذي

وإذ مل جتد أفكار اإلصالح األوىل وقتا لتمام نفاذها رغم نفاذ بعضها، ولكن اموعة األوىل أكملت دربتها العسكرية احملدودة وطافت على بعض عواصم الواليات ريثما تعـود

.إىل اخلرطوم وتغادر إىل سفارااكذلك دفعة من السفراء دخلوا إىل املنصب على سنة التعـيني شهدت اإلنقاذ األوىل

السياسي املعروفة يف العامل، وإذ جاءت تلك الدفعة من خالص صف احلركة ومن أجيال ال يضعها خترجها األكادميي دون مستوى السفراء، فقد جاء السفراء أغلبهم من خارج صف

موا لإلنقاذ سابقة يف العون والتأييد، بل والعمل ضمن ولكنهم قد التقليدي اإلسالمية احلركة

).رOAN ا�(آ1ن أو�ل وز*� �1aPر�G� )' �k 6I7رة ا�12ذ ه� ا����F ا��ا�P�� 'P7 cNل 7

ا انقـالبأطرها يف األشهر األوىل الصعبة من عمر الثورة، إذ سرى يف الناس االعتقاد أيف الداخل ومعزول يف اخلارج فتأبى أغلب الذين دعوا للوظائف، بل التأييد حمدود عسكري

يشيغشوا أن منهم كثريون خ ت عضويتهم يف الصحف واإلعالم، امنتديانا ولو أعلومؤمتراولكن هؤالء أقبلوا وبذلوا للثورة، ورغم أن غالبهم أهل علم وكفاءة يصـلحون لوظيفـة

لعام وفق منهجها بكلمة املكتب القائد وحتديدا نائب األمني حمسوما جاء تعيينهم أن إال السفري،

املوضع يف األنسب الرجل تصويب إىل السياسي التعيني حاجة يف قيدق وال يؤمن باملكافأة الذي

بالغـة الثغـور يف سـيما ال الوظيفة، مقتضى عن األمساء بعض ما تقاصرت فسرعان املناسب،

العـريب اإلقليمـي اجلـوار ودول املتحـدة األمم شأن اخلارجية السودان لعالقات احلساسية

حتتاج جتردا من سوابق العالقات والوالءات وقد حيوية، أو شابة ةطاق تقتضي واليت واألفريقي،

سـيما ال التالوم واملشاكسة، صور ملختلف السفارات تلك يف املسرح هيأ مما والعدوة الصديقة

الدبلوماسـية تراتـب يف دوم هم ممن اإلسالمية للحركة واالنتساب الوالء وأهل السفري بني

مناصـبهم مغـادرة إىل السـفراء مـن األوىل الدفع بغالب األمر ينتهي ألن ومهد رمة،الصا

. 160مغاضبني

مل تقتصر معوقات اإلصالح لوزارة اخلارجية على تقصري السفراء اجلدد أو تورطهم يف املشاكسات مع زمالئهم األدىن، فقد كانت بوجه عام بعضا من الصورة العامة ألعـراض

شاكسة واالنسجام بني عناصر احلركة اإلسالمية الداخلة للخدمـة املدنيـة بوزاراـا املومؤسساا، وبني املستقلني القدامى احلارسني لنظمها وضوابطها أو املأسورين جلمودهـا

مثالية وإذ تمثل وزارة اخلارجية حالة. وفراغها، واملاهرين يف ذات الوقت حبيلها وأحابيلهابصرامة هيكلها وإغراء امتيازاا، كان للقادمني اجلدد نصيب كبري من األزمات األصـلية واملفتعلة مع الدبلوماسيني املهنيني القدامى، فلم حيمل أغلبهم قصص النجاح اليت كانـت

أطر السفارات تزين جيد الوكالة األفريقية لإلغاثة بفضل جهود أبناء احلركة، إذ مل جيتازوا احملدودة الضيقة إىل سعة األقطار اليت استقروا يف عواصمها السياسية دبلوماسيني، ميـنعهم

8 EE4 6�&EE� 6EEA�� ^AN6ا��EEJ7�1} وEES '�1EEK56 ا�EEAN�1' وأEE�A1ن ا�A�PEE� 6EEANاء أ�FEEا�� ^EE� ,EEا.و� �EE&(6ا� QPA

Vه��xي و��ACا� ,P7�1} وS ^�N �F&G1ن ا���6 وA+7و.

تراتب اهليكل الذي جيعل األمر كله بيد السفري من املبادرة اجلريئة، أو تعوقهم خربة حمدودة ألدىن واألعلى أو بـني الصـغري مل تنب أطر اخلدمة املدنية على رعاية تبادهلا وتكاملها بني ا

والكبري، بل تأسست على األسرار واالستئثار دون شبكة العالقات االجتماعية والثقافيـة كما عاقـت . سوى مظاهرها االجتماعية احملدودة يف االستقبال والوداع وحفالت الطعام

عاب اإلسـالميني بوطـأة آخرين حواجز اللغة واملعرفة العامة، ال سيما عندما اتسع استيمكاتب االختيار احلركية، فخفت املعايري املوضوعية اليت طبقت بصرامة مع الدفعة األوىل،

.وتدنى متوسط املستوى إىل دون الوسط، ال سيما يف اللغة اإلجنليزية

يـة لعمـل كذلك مع تطور العمل، بدت احلاجة ماسة إىل استراتيجية شـاملة هاد الدبلوماسي، تستدرك مماحكات السفارات وعطالتها مبدد من املركز السياسـي يف وزارة اخلارجية يعبر ا عن مجلة توجه دولة اإلنقاذ يف عالقاا اخلارجية، فمهما تكن الوثائق قد

ستراتيجية القوميـة تواترت حنو العام الثاين والثالث للثورة منذ مؤمتر الدبلوماسية ووثيقة اإلالشاملة وهوادي التحرير االقتصادي واالستثمار، عبر كثري من الدبلوماسيني األعلى واألدىن عن احلاجة ملثل تلك الوثيقة، فقد تطورت كثري من عالقات السودان اخلارجية حنو التـأزم

ومن جراء االضطراب الذي ضرب بعد سفور النظام بتوجهه اإلسالمي ورموزه اإلسالمية،وإذ مل يبادر املركز الوزاري باستدراك اخللل يف سـفاراته . املنطقة بعد حرب اخلليج الثانية

الكبرية باألفكار واإلشراف، عادت هموم النخبة الشخصية لتأزم العالقـات حـىت بـني واملرتبات واملنازل واالمتيازات، القادمني اإلسالميني اجلدد أنفسهم، فتشاكسوا يف املراتب .وشغلتهم خويصة أمورهم عن واجبهم الكبري الذي انتدبوا له

*****

تولت اللجنة السياسية ضمن تقسيمات جملس قيادة الثورة الشأن اخلـارجي حيـث خلارجيـة رأسها العضو األوثق صلة من حيث التزامه باحلركة اإلسالمية، فوجدت احلركة ا

خارج أطر الوزارة مرجعا يستوعب احلاجة لسد ثغرات الدبلوماسية الرمسية، بـل أصـدر جملس قيادة الثورة يف الشهر الرابع من عمر الثورة قرارا بتنشيط الدبلوماسية الشعبية ريثمـا

ه إىل شخصية خمضرمة ينشأ مبرسوم تأسيس جملس الصداقة الشعبية العاملية، ويولى أمر رئاست

مستقلة وأمر األمانة العامة التنفيذية إىل عنصر من احلركة اإلسالمية، ضمن ثنائية اسـتنتها احلركة ومضت عليها الثورة تهدف إىل ترسيخ الوجه القومي املنفتح ليستوعب اتمـع،

.واالطمئنان يف ذات الوقت لنجازة حتقيق األهداف

شطت الدبلوماسية الشعبية ألول الثورة ملواجهة التحدي األكرب للثورة قضية احلرب ن والسالم يف اجلنوب فتصوبت حنو اجلوار األفريقي تتطلع حلماية األمن القومي، أال يتصـل

وجسـيت املدد العسكري حلركة التمرد من الدول اليت توفر هلا ما حتتاجه على الصـعيد الل الذي يستغل احلدود املشتركة لتوفري معابر السالح والغـذاء واهلجـوم واالنسـحاب إىل

تشـرين ( السالم يف أكتـوبر مؤمتر مقررات اكتملت وإذ .اجليوب اآلمنة يف الدول األخرى

م، بدأ طواف وفود الثورة املشتركة يقودها عضو رمسي من الس، ولكن 1989) األولويتها من غري الرمسيني يتخللهم أعضاء احلركة اإلسالمية الذين يوالـون أغلـب غالب عض

.العمل يف تلك الرحالت، ويصلونه مبركز القيادة يف احلركة

الوسطى مع تلك اجلهود املبذولة إلحالل السالم يف السودان وأفريقيا كينيا جتاوبت وإذ صولة بقيادة احلركة الشعبية ويواجه رئيسـها تشددت يوغندا إزاء الثورة اجلديدة، فهي مو

اليت ) التوتسي(أقلية حبروب موصولة هي كما السودان، جبنوب موصولة بلده داخل أهلية حروباينتمي إليها مع دول جواره اجلنويب والغريب، فقد أفلح يف تبديل األنظمـة يف ثـالث دول

نتصاره الذي بلغ به السلطة غزوا من اجلنوب، مث إضافة إىل ا) ورواندا والكنغو يبوروند(اخلطوة املنطقية اليت انتهى إليها يف ظل أوضاعه املعقدة اهلشة أن يتحالف مع القوة األمريكية

.الصاعدة قطبا أوحدا يف العامل، وليكون جزء من إستراتيجيتها وحارسا هلا يف هذه املنطقة

، فقد حملت حتديا ال )أثيوبيا(قية يف قضية احلرب والسالم السودانية أما اخلاصرة الشر يقل خطرا عن صنوه اليوغندي اجلنويب، فهي املوئل الرئيس لقيادة احلركة الشعبية تصـلها

تـزال بقياداا وشائج األيديولوجيا املاركسية املنكسفة حنو اية العقد الثمانني ولكنها الفاعلة، وإذ غشيت اإلنقاذ الوليدة غواشي اخلوف أن تجتاح بزحف من اجلنوب يواصل به

، فإن حماذر االجتياح من الشرق ظلت هي )بويتأو(الرئيس اليوغندي مسرية اجتياحه لسلفه

وغادرت أديـس األقرب واألخطر، إذ مل تلبث حىت جمعت الدبلوماسية اإلنقاذية أوراقها أبابا بعد أول لقاء مع قادة احلركة الشعبية حىت ظهرت الدبابات األثيوبية ختترق احلـدود

م، وليبدأ عهـد جديـد يف 1989) تشرين األول(أكتوبر 29وحتتل مدينة الكرمك يف .عالقات السودان جبواره الشرقي يف القرن األفريقي

دينة الكرمك يف شرق السودان الوشائج العربية للسـودان، أثار االحتالل األثيويب مل واستطاعت اإلنقاذ عرب مؤمتر القمة العريب ويف خطاب االفتتاح لرئيس الثـورة، أن تـربط التهديد األفريقي جلنوب السودان باألمن القومي العريب، فتجاوبت معها مصر اليت ما تزال

ؤيد لإلنقاذ، وتولى الرئيس املصري للمرة الثانيـة االتصـاالت ماضية بقوة دفعها األول املاملباشرة مع الرؤساء العرب، خاصة وقد بدر العدوان من أثيوبيا اليت حتمل العالقة بينها وبني

ثـل مصر تارخيا من التوتر زادته السياسة املائية للدولة احلاضنة ملنابع النيل األزرق، واليت متأصال مهما يف حمددات السياسة اخلارجية املصرية، فرغم ظهور رموز من الصـفوف األدىن د صوتة دون الصف األول يف غالب ساحات ثورة اإلنقاذ، ورغم تصاعللحركة اإلسالمي

التسلل حىت استطاعت اإلسالمية اليت اجلبهة اإلنقاذ إىل نسبة املعارضة احلزبية الذي يشري إىلإىل الصحف املصرية، فقد حافظت عالقات اإلنقاذ مبصر على مدها األول القوي ملـدى العام األول، وجتاوبت كذلك السعودية واستقبلت وفدا من جملس الثورة، وصرح األمـري

يف جنوبه جزء من عبداهللا ولي العهد يومئذ بدعم السعودية الكامل للسودان، وإن ما حيدث .خمطط استعماري لتطويق العروبة واإلسالم

أما ليبيا، فقد حفزها توجه أثيوبيا بإعادة عالقاا الدبلوماسية مع إسـرائيل للقبـول املتحمس لرؤية السودان اليت تربط استهداف السودان عرب ثغرة املشكلة اجلنوبيـة بـاألمن

صرح الزعيم اللييب يف اليوم التايل لسقوط مدينة الكرمك بتأييد ليبيا الكامل القومي العريب، فلثورة السودان يف دفاعها عن بوابة العرب اجلنوبية وأن ما حيدث يف القرن األفريقـي هـو

بـرت إال أن العالقات الليبية مع ثورة اإلنقاذ بعد حادثة الكرمك قد اخت. مؤامرة إمربياليةأفقا جديدا أحيا اآلمال السالفة حللم الوحدة العريب الذي ظل شعار الثورة الليبية منذ فجرها

م، فقد قدمت الثورة السودانية الوليدة 1989م إىل حني بزوغ اإلنقاذ يف 1969األول يف ني ويساوي بني مواطين مشروعا إستراتيجيا للوحدة بني البلدين يفتح احلدود ويوحد القوان

البلدين يف فرص االستثمار والعمل، ويرعى التكامل االقتصادي حىت يبلغ توحيـد العملـة وباعتماد مؤمتر النظام السياسي مقترح تأسيس . النقدية، ويمهد السبل لوحدة عربية أفريقية

من املـراقبني نظام احلكم يف السودان على نظام املؤمترات الشوري ة، رأى فيه كثرية الشعبيتوازيا يشابه النظرية الثالثة للقائد اللييب ونظام اللجان الثورية، ورغم وجود فوارق بينهما،

.فقد أضاف إىل القرىب بني الثورتني التماثل الشكلي للنظامني السياسيني

بريا لشعار الثورة الليبية التليد، كشف وإذ مثل مشروع الوحدة بني البلدين اختبارا ك يف ذات الوقت عن جذور الطموح الذي تتطلع له الثورة السودانية، فقد جاء املشروع هذه املرة من مرتل األمني العام للحركة اإلسالمية وليس من قمرة القيادة العسكرية واملدنية اليت

لجنة السياسية الرمسية لزيارة املبعوث اللييب وإشرافها علـى يقود دفتها نائبه، ورغم رعاية الاملؤمتر الذي تداول حول الوثيقة يف اخلرطوم، فقد محلت ورقة الوحدة بتفاصيلها الدقيقـة مالمح وثائق احلركة اإلسالمية اإلستراتيجية، وال ريب أن أفكارا خمتلفة جالـت خبـاطر

ت باملشروع إىل األضابري وغمرته بشحنات البترول اليت فكت بعض اخلناق انته الليبية القيادةأمسك باإلنقاذ األوىل، ودعت من مث إىل إعادة النظر يف الرؤى اإلستراتيجية اليت تعول الذي

على مقدرة احلركة اإلسالمية يف القيادة، ال سيما مشروعات التكامل أو الوحدة واالندماج .كانات السودان يف الغلبة شعوبا وموارد وفقا ملتغريات اإلستراتيجية الواقعية الدوليةوإم

فتحت كذلك أطروحة األمن القومي العريب املوصول باالستهداف للسودان سـبيال ة العربيالعراقي جبذوره البعثي بة املعقدة مع العراق، فالنظاممن العالقات الطي ة التليدة ملسرية

يطرح للنظام السوداين الطارف الذي يستتر بأيديولوجيته مثاال مـن تشـابه األضـداد، فاألمنوذج العراقي يتمثل يف وجوه كثرية حلم دولة الرفاهية اليت فو إليها قلوب الطائفـة

ة كثرية الرتوع للدولة املمسكة بأزمة القيادة حول نائب األمني العام قليلة اإلميان بالدميقراطياملركزية القابضة، لكن الفاعلة حنو رفاه الشعب االقتصادي وعلمه وصحته، مهمـا تكـن

كذلك مثل جتاوب العراق مـع . خمالفة ألصول اإلسالم وبرنامج احلركة اليت تقود بامسهاجئ أيديولوجيتها لصاحل ثورة اإلنقاذ مثاال آخر فو إليه ذات اجلماعة لسلوك الدولة اليت تر

الواقع السياسي، فالبعثيون أهل عداوة وموجدة راسخة مع احلركة اإلسالمية لكن الدولـة اليت متثلهم مضت مع خط التأييد العريب لثورة السودان، رغم أم أول من أثار شبهة حتفز

، إضافة لعالقة خاصـة 161اجلبهة اإلسالمية لقبض السلطة باالنقالب قبل وقوع االنقالبوصلتهم من قدمي باحلزب االحتادي الدميقراطي وزعيمه الراحل الشريف حسني اهلنـدي مث مع راعي احلزب يف العهد احلزيب املباد السيد حممد عثمان املريغين وهبتهم لنجدة نظامه بعد

جـاءت . م1988قرنق /السقوط األول ملدينة الكرمك ورعايتهم ملا عرف باتفاقية املريغين) الفاو(كذلك أول زيارة للخارج لرئيس الثورة إىل العراق لشهود احتفاالت إعمار مدينة

بعد دمار احلرب مع إيران، ملهمة ملدى سطوة الفرد املتزيي مبالبس العسـكرية واملوشـى ية احلاكمـة يف حالـة برتبها ونياشينها، ومقلقة يف ذات الوقت من تضاد احلركة اإلسالم

.السودان من وراء الفرد والعسكر

أخريا يف املحور العريب افتعلت اإلنقاذ األوىل مشكلة مع إيران، اجلمهورية اإلسالمية اليت وصلتها وشائج وثيقة مع احلركة اإلسالمية السودانية منذ إرهاصات الثورة اخلمينيـة

حلني جتلى متام قمر الثورة يف دولة إسالمية هي األوىل يف العـامل م و1979األوىل يف العام على اإلطالق، فكانت مبادرات التظاهر املناصرة األوىل يف العامل العريب وأفريقيا مث مبادرات الزيارات األوىل اليت لقيت ملهم الثورة ومرشدها، مث تبني فكر الثورة ورمزها والدعوة لـه

.والتبشري به، كله من لدن احلركة السودانية

إال أن فروض التمويه الظاهرة وعقيدة الواقعية السياسية الباطنة لقادة اإلنقـاذ األوىل ) كيهـان (طردت السفري اإليراين، واستدعت سفري السودان من طهران بعد نشر جريـدة

مودة سابقة لرئيس الوزراء املقلوب أو تشتبه يف ملقاالت تهاجم اإلنقاذ، لعلها تستصحب

9 �E�+&J�5ر ا�E�6ا� �EPK� 'E( tE5ة، آ�E41J� �EHا�j ��E)Jا� Y����1H OPB# يTا� Q�aH ^�N 1لA1)' آ�Bا� t5آ

م 7^ ا�&�N �A7 6�A^ ا�Tي *2�p u<Ra�ب ��1B} 1989*���� 30وcJj أ�I4 �^ ا�5' آ6B# Q�1ر �^ �6Cن .ا�IJK� ا������ ا�����2�

لكن العالقة اليت ساءت مع طهران طابت وأمثرت مع مصر . العراق) بعث(نسبة اإلنقاذ إىل ، كمـا يف آخر عهـده السابق بالزيارة إىل إيران ءودول اخلليج اليت جتاوزها رئيس الوزرا .ما وصفنا أتاحت تقوية املودة مع العراق على حنو

وإذ ظل عراق البعث صديقا لإلنقاذ مهما تقلبت يف املواقف على جه يف املفاصـلة بني الدولة وأحزاب البعث القطرية، سرعان ما استقامت العالقات مع إيران تتجاوز احلـد

لى اإلنقاذ حنـو األدىن حنو املتوسط واجليد مدى عشرية اإلنقاذ األوىل، وحىت صار يطلق ع ).أول دولة إسالمية معاصرة يف العامل السني(عامها الثاين

***** م عام أفريقيا، فهي رغم نزوعها العرويب الـذي يتطلـع 1990أمست اإلنقاذ عام

للخروج من مأزق املال واالقتصاد بعون من تلقائه، فقد استبان لقادا مدى جنازة الـدور وإذ رفد كثريون ممن عاشوا . م مسألة احلرب والسالم املصريية يف اجلنوباألفريقي يف حس

عمرا يف حواضر القارة وأدغاهلا القيادة بعالقات وأفكار ملهمة تستثمر اإلشعاع املضـاع للسودان لدى شعوب أفريقيا شرقها وغرا، مل جتد الثورة يف رعاية ذلك العام مبا يستحق

ذل الوسع واستجاشة الطاقات تشغلها طوارئ الثورة األوىل وتربكها وال تعينها رؤى من ببل إن التطلع املشروع ليكون العام تعبريا عن امسه . إستراتيجية كاليت يتوفر عليها أمينها العام

وا وتارخيها، ال ، أن متهد مسارح احلياة يف السودان معرضا لثقافاا وفن)أفريقيا(وشعاره سيما وشائجها الوثقى مع السودان، ذلك التطلع ما وجد كتبا أو مومسا ثقافيـا ملفكـري القارة وكتابها وال مهرجانا لشعرها وغنائها ورقصاا املعبرة، بل احنسر يف كـر الوفـود

.162مالسياسية وفرها بني العواصم يبحث يف عجلة عن السال

10 'EC�`ر ا��E��(و�Jم ا��E1*1 ا��E�j ل�EN ار�Eا�� �A#oEA� �JN1EBAا� qا��EJا� ^AEf 1ذE2�ا Q(1�5ا�) 'EP7

'EE7روMAا�( 'دا��EEا�� �EE`FAوا�)�EEC*د Y�EEا���((EE2(�� �EE*6اH QEE�1وآ ،EE�I&5# VEE� �6 م�EE9�aن ا��EE`5� ار�A5EE�p1Hوز*� ا�1aر�G� ا.��JE و#1AG( OE&Jل ��6A أ6AN( روادh)�*2' ا�Tي �6jم ا���دان أ6N أهN1� V� 6G*6ة �FP`� ا.

)�*E2' ور�Bj Vxر )' ا���آ� ا����� ا���دا��� )' ا�Z� '91&5 ا��E`F ا. . 1�N�Hن آ1�5ب و��Fاء ��دا���ن��رة آ1Eن �1EI أن #��A+5E وآ1Eن ا�ZFC�E� �E`F ا�� ،^ *6ي ا�12ذ)�H h6واورTE� إ�`1�1ت ,P7 �(�5# أن p�E� �E�1�

1I5(د OG�* ��1ا��� )ا�Tرا�&��ن.(

ل الثقافة والسياسة ومل جيد من يرعاه حـقبكب سنمهما يكن االحتفال بالعام قد تم بداية جناح إستراتيجية اإلنقاذ حنو املسامهة يف تبديل 1990رعايته، فقد شهد العام ذاته

واملصاحل املتناقضة األنظمة اليت تجاور السودان على ختوم ممتدة، تسعى فيه القبائل املشتركة بني األنظمة السياسية وتمثل اال احليوي ألمن السودان، وتتصل مبشـكالته األساسـية

فإذ بدأ سعي حثيث من داخل السودان حنو متـام الفدراليـة . القائمة مجيعا تلقاء احلدوديقوم هدفا إسـتراتيجيا ألجزائه بسطا للسلطة والثروة، فإن تكامل السودان األمت مع جريانه

يقتضي عمال إستراتيجيا ال يمثل العمد إىل تغيري األنظمة، إال ضرورة حنو تكامل أفريقيـا مشاريع وأسواق مشتركة وتعاونا يرفع الرسوم واملكوس مهما تكن ضرائب ومجارك، ريثما

مهما تكن تأشريات املرور أو منح اجلنسية، تتكامل النظم السياسية فترفع القيود من احلدود .وتؤسس املؤسسات اليت جتتاز أشكال املنظمات التقليدية، برملان أو وحدة سياسية

كان اجلوار العريب األقرب للسودان هو األقرب للتجاوب مـع طمـوح اإلنقـاذ وصفنا، فقد التقت مصلحة اإلستراتيجي، وإذ مل متض خطوة الوحدة مع ليبيا على حنو ما

) كـانون األول (السودان وليبيا يف تغيري النظام احلاكم يف تشاد، لينصـب يف ديسـمرب .163م نظام جديد برئيس جديد وعصبية قبلية جديدة الزمة الستقرار احلكم1990

ودعل صمي(حبإدريس د ( قوطكم وسللح)لإلنقاذ، فقـد فأال طيبا ) حسني حربيتشاد ساحة لعمل احلركة اإلسالمية السودانية منذ العقد الستني، إذ اتصل قادة احلركة ظلت

كمـا للبلـدين، مزدوجا انتماء أعضائها من كثري وحمل واملسلحة، السياسية بقادة حركاا

عضـوية مـن )فارولينا( سيمؤس بعض وكان السياسية، تقلباا مع السودانية احلركة تفاعلت

العقـد ايـة حنو األهلي االحتراب وطيس حمى ريثما اخلرطوم، اإلسالمية يف جامعة احلركة

�1Eم أP�9)1969- 1985 ( �p� V`N ا������A� �F&G Yي 11Cة ا�MIG. ��C�.ا �6>دات ا����1�� V6 أهNأ Q�1آ

5C* Y�E1د ر�)# '( V`6 إ�, ا��&B* اب�REfا cEB5* 1د، إذE)#دان و�Eا�� ^�EH ��5آE)A1وة ا�ExMا� �EP�Jj ,Eإ� 'EA QE1 و���EI� �(1Efإ �EP�J2ا� vEP# ��P71( '( 12ذ رأت�دار)�ر، و�`^ ا V�Pjإ '( ��Jاب آ�Rf1H V`1 )' ا��Iا��Nأ

1I�1CHأ '( VI� 6�S^ ر� �����ا �ا���آ vPA# 1AH �S1� 1AB�.

أميـز من ثلة واستشهدت السجون ودخلت فصوله بأدق اإلسالمية احلركة فاتصلت السبعني،

.164شباا

واصل بني السودان وليبيا فقد حل بتعاومـا مثلت تشاد إذن ألول اإلنقاذ جسرا للت نظام صديق أغلق ثغرة بالغة اخلطر على اإلنقاذ، إذ ظلت احلركة الشعبية لتحرير السـودان

جون قرنق دي مبيور تتطلع بشغف حنو احلدود الغربية اليت تلحق إقليم دارفـور . بقيادة دبادرة عدوان على اإلنقاذ من تلقاء نشاط حـزب بثورة اهلامش اليت تقودها، كما أغلقت

األمة الذي استعد لكل صنوف احلرب على النظام الذي أطاح حبكمه، مسـتثمرا الـوالء .الكبري للقبائل العربية يف دارفور واليت توقعت أن يستغلها نظام حسني حربي املباد

اختراقها الثاين الكبري إىل احلدود الشـرقية، يف ذات املرحلة، أحرزت اإلنقاذ األوىل بدعمها األمت لفصائل الثورة األثيوبية والثورة اإلريترية وجلب التأييد هلا من الدول العربية، اليت أكملت إجنازها التارخيي باستالم كامل الترابني اإلريتري واألثيويب وإسـقاط نظـام

فقد ظل استقالل إريتريا هـدفا . ابا، وحترير مصوع مث أمسرااملاركسي يف أديس أب) الدرق(إستراتيجيا يف أجندة احلركة اإلسالمية السودانية وصلها بفصائل التحرير منذ نشأا، وظل

ضيفا دائما على برامج احلركـة ) عثمان صاحل سيب(رئيس جبهة التحرير اإلرترية الراحل هد املصاحلة الوطنية مع نظام جعفر منريي، وعندما اشـتدت بالفصـائل السودانية طيلة ع

اإلريترية االنقسامات والتشققات، بذلت احلركة السودانية جهدا مقدرا يف توحيدها وجبر كما أن أيلولة قيادة العمل السياسي واملسلح إىل اجلبهة . أضرارها حىت تنجز هدفها املشترك

ة لتحرير إريتريا وجناحها يف توحيد اجلهاد اإلريتري مل جيد إال الدعم مـن احلركـة الشعبي

&AG �(1N 6�I)� �E( cIE' إ6ENى ا���KEن ا�1E)5د*� ���E ا��6Eود �1E�J�� ZE و6Ej اQJ�5N ا���آ� ا����� ا� 12

رأس ا�(6�I ا�YPKA ا.رp 'C�&H#�1د 9�ب ا��1K&� وآ1Eن أ��E4 ME&�اء ا���آE� ا�E���� ا�E�H�R� آ1EA آ1Eن 1EA1د ا�IREfpات ا�CE� 1نEHدان إ�Eا�� cEآ 'E( u)�.ا.ول ا �f1�Aي وا��`F19ر ا�1 )' اI�k6�5� c�(ي أ�*

آ1A اQJ�5N ا���آ� ا���دا��� )' ا��K^ ا�(6�I ا��6J7 6�4ا��ازق �E^ رواد ا�&cEA ا���P� 'E���"5آE� ��P� .آ�و*6EKر TE�1Hآ� أ�OE إ�E, ا���Eم ��E5# VE)� ) 1969(وا�Tي ا��PR �^ أم در�1ن )' ا�EPN�A� ا�E��15� E2�p�ب ��E�Aي

.#c�S1F وا)�� vP# ^7 ا.6Nاث

اإلسالمية السودانية، رغم معرفتها الوثيقة بقائد اجلبهة وانتمائه بامليالد للمسـيحية وتبنيـه .165املاركسية يف أطروحته النضالية

بقائه املتطـاول يف سنوات مدى موصوال ظل دفق األثيويب املسلح الكفاح جبهة قائد أما انتمائه رغم والنصح، بالتقدير يصلها باملودة واملداولة وتصله السودانية، احلركة بقيادة السودان

وهما مشترك كفاح على القائدين اجتماع أن إال .املاركسية وللفلسفة املسيحية للخلفية كذلك

كان مؤشرا لنجاح الثورة وضمانا السـتقالل ) التقراي قبيلة(اإلثنية يةاألقل ذات إىل ينتميان

والذي واأليديولوجيا، االنتماء املشترك للقبيلة بأسباب البلدين بني حسن جلوار إريتريا، تطلعا

قطعا سيلقي بأسباب االستقرار على السودان، ويؤمن لإلنقاذ منفذا تدفع به عن نفسها من فبني يدي معركة اإلنقاذ حنو الشرق استقبلت .ناحية الشرق بعد أن أمنت ثغورها إىل الغرب

مددا من دفع خاص نفع الثورة حىت بلغت مشارف العاصمتني، فقد ظل النظـام املـايوي ة واكتسب يف ذلك خربة ودة وعالئقها األثيوبيبة موصوال عرب جهاز أمنه بالثورة اإلريترير

مقدرة، انضافت لإلنقاذ عرب ثلة من أميز ضباطها الذين احنازوا لإلنقاذ وصاروا بعضا مـن .166عناصرها الفاعلة

لكن اإلضافة املايوية املهمة مل تلبث أن فتحت بابا من صـراع القيـادة وصـراع االت كافة، فإن ظهـور يف ا) مايو(األجهزة، فرغم االنفتاح اإلنقاذي العام على عناصر

ذلك النفر من عناصرها األمنية أضاء اإلشارات احلمراء، ودق ناقوس اخلطر لدى قيـادات أن يريـد الـذي املركزي، الرتع ذوي اإلسالمية احلركة عناصر أجهزة أمن اإلنقاذ من خاصة

ئب األمني العام ذلك اجلهد باملباركة كانت لنا احلركة عام استقبل أمني وإذ. شيء كل يقبضريب أن تباين الرؤى قد دفع الذين بـادروا إىل الصـراع والدائرة حوله نظرة أخرى، وال

،إلعمال الوسائل اليت أحالت تلك القصة من النجاح تلقاء اجلارتني الشرقيتني إىل مأسـاة .وتلك قصة سنعود إليها

13 Yر*�5ي ا����ا ) 1س أ)�رj'أ�� (.

14 VE416 هE�A&�1} وا�ES ^E�N �F&G ��F1ن ا���6 وا��A+7 ��F1#} �7وة وا��Fا� ��F12ذ ا���ا US ,ا��1ز إ�وار*E*�5� ا.E�H��k� �1H&�6، وا�&VS17 6�2 آ41J'، إذ آ��1ا P71( �S1C7 1&�AG� UEP� 'E( ا�&�1Ejت ا���Eدا���

.إ1Hن ا�&6I ا�1A*�ي

اإلنقاذ م1990 )آب( أغسطس 2 يف الكويت واحتالل العراقية القوات دخول حمل

إعالن إعادة العمـل (خطوة فارقة يف سياستها وعالقاا اخلارجية، إذ تاله ألول العام إىلم، مث 1985بعد التجميد الذي عطلها منذ العهـد االنتقـايل ) بقوانني الشريعة اإلسالمية

تراعها محلة من اجلهاد اجلديـد علـى انتصارات اإلنقاذ يف جبهة العالقات األفريقية، واشاجليش الشعيب، تتناصر فيه قوى شعبية من قطاعات الشعب كافة مع اجلـيش السـوداين

ومع تصاعد احلملة األمنية على عناصر املعارضة اشتدت احلملة اإلعالمية علـى . التقليدياصرها كذلك محلة مـن منظمـات اإلنقاذ، تؤكد نسبتها إىل اجلبهة اإلسالمية القومية، تن

حقوق اإلنسان اليت أفلحت بياناا يف فضح ممارسات األجهزة األمنية ودمغ اإلنقاذ األوىل ا نظامأصويل قمعي(بأ(ما ، البعد اإلعدامات املريعة اليت طالت سي)مل وإذ. ضابطا) 28

تأثرة باحلملة اإلعالمية والسياسية، فإن ترتد دفعة العالقات العربية اجليدة األوىل مع اإلنقاذ مالعالقات األوروبية قد تدهورت حنو الصفر ودونه، وتوقفت متاما املساعدات والقـروض

، وتأثرت حىت املساعدات اإلنسانية كما تـولى )مايو(األوروبية اليت اتصلت منذ حكومة .متعاونة البنك الدويل بنفسه إعالن السودان دولة غري

وإذ كان الغزو العراقي حدثا مربكا للساحة العربية كافة جاء وقعه على اإلنقاذ وهي مل تكد تكمل عامها األول حتوال خطريا مل تتهيأ له بالكامل، فعالقاا العامليـة األوروبيـة

ن كلمة سواء عرب احلـوار واألمريكية كانت تستدعي وقفة للمراجعة والتأمل والبحث عوتبديل سياسات الداخل، ال سيما ملف احلرب يف اجلنوب، واإلسراع حنو التسوية الوطنية

وإذ حشد الغزو منذ ساعاته األوىل اصطفاف دول اخلليج خلف جارم . مع قوى املعارضةالعسكري املباشـر، وإذ بـرز املنكوبة، ارتفع صوت الدول الغربية الكربى يهيئ لتدخلها

صف عريب مناوئ للتوجه الغريب، بل يدين جمرد تدخله السياسي، فضال عن العسـكري، وجد السودان اإلنقاذي اجلديد نفسه تلقائيا يف معسكر دعاة االستقالل والعزة، وفقا خلطابه

الغربية املتفاقمة ضده ويف تبني التحرري اإلسالمي ،الذي شرع يتبلور يف مناهضته للحملة .القوانني اإلسالمية

يف خطواا املباغتة كوامن عالقاا املعقدة مع ) العراق(كذلك أثارت الدولة الغازية نظام اإلنقاذ، فقد كانت من أشد الدول العربية ترحيبا وعونا للثورة، ال سيما يف حاجتـها

ما جتاوزت يف صفح عظيم التصفية اجلسدية ألفضل العناصر البعثيـة يف امللحة للسالح، كصـدام (م، كما أن ـج 1990) نيسان(أبريل /اجليش يف أعقاب فشل انقالب رمضان

وإذ يؤمن السواد األعظم . يف بناء دولة الرفاهية كان منهجا لبعض أهم قادة اإلنقاذ) حسنيدة اإلسالمية وأيما وحدة عربية أو بني دولتني أو بـني دول من احلركات اإلسالمية بالوح

إسالمية سبيال حنو متام تلك الغاية، فإن ضم العراق الكويت مهما يكن مقبوال من حيـث . املبدأ، فهو منكر يف األسلوب الذي يستعمل القوة ومشبوه إذ بادر إليه ديكتاتور علمـاين

اج العام الثوري لذات احلركات اإلسالمية يرى يف النظام العريب عامة ومهما يكن بعض املزتباعة للغرب ال تبتغي العزة والنصرة لقضايا األمة، فإنه يرى يف أنظمة اخلليج خاصة بـؤرا

.وراثية ال تقبل الشورى وال تنفك عن سياسات املستعمر القدمي

دانة الغزوة بكلمات واضحة بل اتفق صفها القيادي يف مل تبادر اإلنقاذ األوىل إذن إل الصمود عند الدعوة إىل حل عريب يستبعد األجنبيني، ومبوقفها الداعي إلدانـة أمريكـا يف مؤمتر قمة تونس الذي التأم بعد شهرين من االحتالل تبلورت مالمح اموعة اليت ضمت

ـ القـاهرة بعد مؤمتر عرفت واليت وتونس، التحرير وسوريا األردن واليمن ومنظمة دول(بـ

دمع يف )الض وقطيعة خلـف دول اصطفت فيه بقية الدول العربيـة الذي التحالف مقابلةاخلليج، وهي تتهيأ الستقبال قوات احللف الغريب بقيادة أمريكا، وال ريب أن تلك املواقف

.قد جعلت السودان يف قلب تلك الدول

كذلك ألول مرة اسم أمني عام احلركة اإلسالمية يف عمل ) العراق(أخرجت حادثة معلن، إذ صار عضوا يف الوفد الذي اشتمل على قادة احلركات اإلسالمية يف الوطن العريب كافة، والذي التأم ألول األمر يف اململكة السعودية واختار أمني عام السودان ناطقا رمسيـا

امسه، وقابل العاهل السعودي مث سافر إىل بغداد والتقى الرئيس العراقي يف اجتهاد يرجـو ب .قبول وساطته بانسحاب القوات العراقية من الكويت

تصدى رئيس الثورة كذلك لوساطة مماثلة ترجو صلحا عربيا يفك خناق األزمة، ولو الرئيس (ت، وإذ باءت الوساطتني بالفشل عاد كالمها بانسحاب اجليش العراقي من الكوي

بإميان أكثر باحلل العريب، الذي يرتب مباشرة الـرفض احلاسـم للتواجـد ) واألمني العام .يف أرض اجلزيرة العربية واخلليج، مهادا حلرب عربية األمريكي األورويب

. يف صف الثورة القائد الظاهرأحدثت أزمة العراق مع الكويت كذلك الشرخ األول فقد أعقب الغزو استقالة ثالثة من أعضاء جملس قيادة الثورة بينهم كبري اإلخوان يف اجليش ورئيس اللجنة السياسية، ومهما يكن موقفه الذي تبعه فيه اآلخران يرتكز على حتفظـات

ستترة، فإن أخطر حيثياته جاءت مـن قوية يف اإلدارة السياسية للثورة ال سيما احلركية امل عن نسبها اإلسالمي، خاصة الكشف يف الثورة مسارعة على تأسست اليت اخلارجية خماوفه تلقاء

الثاين والثالـث الصف من اإلسالمية العناصر وظهور الشعيب، الدفاع قوات تكوين إعالن بعد .ثابة احلمل الثقيل الذي قصم ظهر البعريالثورة، مث كان املوقف من الكويت مب عمل يف بارزة

حمل هلا طالئع والكويت، العراق األجنيب يف أزمة للتدخل اإلنقاذ الرافض حمل موقف باوجمرها، فقد تة األوىل من عت به مدى العشرييظع الذي حالتأييد الشعيب العاملي الواس

اإلسالمية فيما يظهر من غالب شعوبها اليت مألت تظاهراـا ذلك مع نبض األمة العربية وبالد املسلمني، ال سيما البقعة املطهرة من جزيرة يف الغريب الوجود ترفض اإلسالمي العامل آفاق

) جاكرتا/طنجة(العرب، وامتدت أصوات االحتجاج من تونس إىل الصني، ذات احملور من ومع ظهور اسم األمني العـام للحركـة ). مالك بن نيب(املفكر اجلزائري الذي رمسه قدميا

السودان بدت الصلة وثيقة بني ما يمثله ويرمز له الطرفان، ثورة اإلسالمية مدافعا عن موقفومبقدار ما جتلت تلك الصلة وجتاوب ذلك احملور مع ثورة السودان، زادت حدة املوجـدة

عليها وقد يأ للغرب اإلمربيايل مدد بعد حرب اخلليج من اجلوار العريب، وانفتحت الغربية بـدأت اليت احلرب أسابيع مدى. هلم ميادين للحرب تحاصر السودان من اإلقليم األفريقي

التظـاهرات كانت الكويت، من العراق أخرجت اليت األرضية باملعركة وانتهت بغداد بقصف

للعزة واستقالل الداعية اإلسالمية السودانية الثورة نبض تساير كأا اخلرطوم شوارع يف متصلة .القرار، وتتجاوب مع أصوات الشعوب اإلسالمية يف سائر العامل

***** الروح اليت سرت تستشعر العزة واملنعة للمسلمني سريعا ما ارتدت منتكسة تلك لكن

الساحة ذات ماسحة واالنكسار اإلحباط روح وسرت ،)الضد دول( حملور قةالصاع اهلزمية بعد

تقتصر مشاعر األمل والكسر على عامة الشعوب بل بلغت مل وإذ. أيام قبل منتفضة كانت اليتظاهرة كانت اليت السودانية الساحة من لألمل مبادرة خرجت والعمل، الفكر يف الرائدة صفوامؤسسة الدبلوماسية الشعبية الـيت ستمسكة بالصف العريب واإلسالمي، تستثمرامل مبواقفها

العربية للقيادات شعيب مؤمتر إىل )العاملية الشعبية الصداقة جملس( باسم الثورة وتدعو استحدثتها

القوميـة الشعبية، مهما تكن، رؤساء ألحزاب وقادة للحركات اإلسـالمية و واإلسالميةوشيوخا يف العلم وروادا يف عمل الدعوة والعمل اإلنساين وزعماء لطرق املتصوفة وأقليات املسلمني، يسعهم مجيعا مساء اخلرطوم حبثا عن أرض مشتركة تقف عليها القيادة الشـعبية

حد اليـوم أكثـف لألمة العربية واإلسالمية، بعد أن أثبتت صروف الدهر أن ما جيمع ويو .وأوجب مما يقسم ويفرق باألمس

م اجللسة األوىل ملؤمتر فعاليـات 1990) نيسان(افتتحت يف اخلرطوم إذن يف أبريل ، واختار )املؤمتر الشعيب العريب واإلسالمي(األمة، الذي مل يلبث أن أسس أمانة دائمة باسم

ية أمينا عاما للكيان اجلديد، دافعا بامسه إىل العلن بعـد أمني عام احلركة اإلسالمية السودانمن حتديات ذلك من ثقل ومبا يستقطب رسنوات الستر مبا جي.

لبى دعوة املؤمتر كل من بلغته الدعوة الواسعة اليت مشلت قادة احلركات اإلسـالمية االشتراكية العربية، كما تقاطر إليه قادة املشهورين يف العامل، وزعماء الفكر القومي العريب و

املنظمات واجلمعيات وشيوخ الصوفية يف العامل اإلسالمي، من أصغر دول أمريكا الالتينية إىل كبار زعماء منظمة التحرير الفلسطينية، وأظهر احلضور الذي اجتمع كلـه يف تلـك

اإلسالمية، تتشكل يف مباين القاعة الرمسية األكرب الساحة أن هنالك قيادة شعبية لألمة العربية .167يف اخلرطوم رغم السمت الشعيب الغالب على املؤمتر

، 168)إسالمية معاصرة لدول الناظمة األشكال( يف العام األمني اجتهادات ظهور أول منذ ت متنع حركة الشعوب عبر عن أصول فكرته اليت ال ترى يف احلدود السياسية إال عوائق ظل

وتفاعلها احلر، فقد تأسست احلضارة اإلسالمية على أسواق التجارة احلرة وقوافلها الـيت جتوب بالدها بالبضائع والصنائع والفنون،كما جتوا األفكار والكتب وينتشر فيها العلمـاء

نسانية وهي تؤسس دوال واألدباء، وإن احلركة احلرة والتفاعل البشري يف أصول الفطرة اإلعظمى، مثل الواليات املتحدة وجوارها الالتيين، أو تعود إليهـا يف األسـواق املشـتركة للمجموعة األوروبية اليت ترفع التأشريات وتساوي بني مواطنيها، بل وتـرخص يف مـنح

ـ . اجلنسية ملن استقر وأقام بضع سنني من األجانب ع األطروحـة وإذ جتاوبت الثـورة ماألصيلة، واعتمدا سياسة عليا ترفع التأشريات عن شعوب اجلوار العريب ريثمـا يسـتقر

الوضع فترفعها عن اجلوار األفريقي األقرب إىل الشرق والغرب، دخلت إىل السودان أعداددة والدعوة ممن ضاقت عليهم األرض مبا رحبت من تضييق بلدام األم، يبتغون حرية العبا

أو يلتمسون العلم يف املعاهد واجلامعات، أو ينشطون يف ساحة األعمال وسوقها تعينـهم الثورة مبا ألبنائها من سالف عالقات مع احلركات اإلسالمية العربية اليت ينتمون إليهـا، أو

، ولكنهم بعض تبذل هلم حق األخوة اإلسالمية مهما يكونون ال ينتمون إيل حركة إسالمية .من مد الصحوة اإلسالمية الذي راج عفوا بغري تناظيم

15 6EEBا� YEEPK� ة�EE7د ,E�J�'��EE�وا 'EEH�&ا� 'J&EE)ا� �A#oEEAد ا���EE� �ت�EEjأ 'EE5ا� �EE�A�1&ا� ��J&EE)ا� �j6 : اEE4را

��EE���5ا� ����EE�ا �EEا���آ V�EE7ز 'EE4�Cا��)�EE�ICا�( 'EE( ����EE�ا �EE71AKا� V�EE76 زEEANأ ^�EE�N 'EEf1j ، x1راE`�� ^E� ون�E�iو �E�H�CK1 ا�E`*أ�� 'E( 6ادE��# �E*ر�IAG Yر�� ،v��Iوا� �C��J5' ا�F� ،1آ�15نH 6ECIا وا��

1*M��1و� ^�Bوا� . ��PK6 ا�I4 1AآYون ر���E�iو 'Ej1ف ا�&�اEjا.و �E*ووز �E�J�Pا� ��J&)ا� �����ا ��&AKا� .� زV�7 ا�IJK� ا�(&�J� ا��C�RE�PF� و6I4ه1 أ*�1JN رج�Gو ��C�R�PFا� ��2ا�9A*6ا� �IJKا� V�7ز �A#ا�N U*1�

'�1CJPا� t�15`ب ا�MN ^� '�2ادو�H V*وآ�.

YPG 6مE2#1ت وE(�7 �E�1* V�7MEا� cE&( 1EAآ �E�FPaر ا��E6 ا���E712� 'E( رة�E+1دة ا��j YPK� Yر�� ��)Jا� �A7 6ENوأ ���6CPا� 'H�&6ة ا�62س ا�*�G �*��# Yان ر���R7 1ريJ6ا�J7 ا.�15ذ 'Hا��5ا ^�N z�)�5اح #��4} ا�j1H

��C�R�PF)5} ا� �آ�N �S1C7.

16 ZPR� �Rj �دو� '( 1I�6j ة�f1�A� ان�C7 ان�C&H 12Np Q&J9و ^�&Jا�&62 ا��: )'ا����1 O2Fا�9 )' ا��� ).�6و�� إ����� �&�S1ة

يف السـودان اكتملـت م1991 العام أول يف اإلسالمية الشريعة قوانني تطبيق بإعالن

حـرب بعـد القاع حنو املتدهورة العربية العالقات متده الغريب، احلضاري االستهداف حلقات

فالقاعدة املشتركة اجلديدة . فريقية اليت تناصرت حلصار ثورة اإلنقاذاخلليج، والعالقات األلألمة العربية واإلسالمية ممثلة يف املؤمتر الشعيب العريب واإلسالمي، ورفع التأشـريات عـن

اإلسالمية، مثلت مادة للسياسة الغربية وإعالمها جتاه السودان، فقد الشريعة إعالن مث العرب

واليمني خلف نظام اخلرطـوم، وتصـوبت اليسار من اإلرهابيني جتمع عن الغريب اإلعالم برعر العقل بوصفه للمؤمتر اجلديد العام األمني إىل السهام من كثرية اليت املدبعيخلف السياسة التوس

فة اإلسـالمية تؤمن بتصدير الثورة إىل اجلوار العريب واإلسالمي، ليقوم من بعد إماما للخالالصراع الفكري يف (اجلديدة املمتدة عرب السودان إىل العامل العريب، وغري ذلك من أساليب

.يأخذ شكال جديدا متقدما يف ساحة ما بعد احلرب الباردة 169)البلدان املستعمرة*****

م مع ايـة احلـرب 1989توافق صعود ثورة اإلنقاذ إىل احلكم يف منتصف العام ردة وتفكك اإلمرباطورية السوفيتية وايار مجهوريات الستار احلديدي االشـتراكية يف البا

أوروبا الشرقية، مث بروز اليمني األمريكي احملافظ خلف القطب العاملي األعظـم األوحـد للواليات األمريكية، وإذ بدأت حرب اخلليج الثانية حلقة يف الصراع احلضاري الذي شرعته

م، بقيام األمة العربية بارزة سـاحة للتكامـل 1973احلرب العربية اإلسرائيلية منذ العام االقتصادي والعلمي، وبؤرة لصحوة حضارية جديدة بعد حالة اهلبوط واالنكسار منذ هزمية

تور ، وبعد إعمال سالح املقاطعة النفطية وتأسيس منظمة األوبك استدرج الديكتا1967العراقي إىل الكويت، مث ضربت صناعته الناهضة وكادره العلمي املتميز الذي تأهل بعشرات اآلالف يف قلب جامعات احلضارة الغربية، وقد تدرب على أحدث منجزات العلم والثورة

*O�( UB أ�t��1 ا��Bاع ا���1ري وآ��E�# Uل آ�E`( cEة )��C7)'J� ^H v�1ان آ15ب �FAP`� ا���' 17

^E7 1EI(�N أو �E1 ا��E�5اه�� ^E7 1EI�*�F5� ��JPE� ة�E`( ,Eإ� ��H1K*1 إEI1هK#�1 اH 1EIن ، أو د��"E4 ةM1هEKا� tE�2ا�.ا��P�S"5� إ�, ��Kد �I4ة �1RP�Pن وا�&6وان ���5ه�t ا��Kار وtPj ا��ؤ* )#6B*� ا�+�رة(

الصناعية الثانية وعمقها التكنولوجي بالغ اخلطر، بدأ يف احللقـة الثانيـة يف ذات سلسـلة .170الصراع احلضاري

لكن قيام دولة إسالمية يف قلب أفريقيا، تتوفر علي املساحة األكرب وجتاور تسع دول، مثل خطوة جديرة بالوقوف والتأمل للغرب، فمنذ مفاجأة الثورة اإليرانية الصاعقة يف عام

عريب والفكر االشتراكي م، واحنسار املد التحرري الوطين مث انكسار الفكر القومي ال1979املاركسي وتنامي ظاهرة الصحوة اإلسالمية، اليت تتأمل الدراسات والسياسة الغربية منوها يف بالد مثل مصر والشام والعراق، وحىت اجلزيرة العربية، وال تكاد ترد علي ذكر السودان إال

م، حادثا ملفتا ألنظـار الساسـة 1989 قليال، مثل التحول الذي جاء بثورة اإلنقاذ يف .واملفكرين، وقد يكون مرعبا لبعضهم

فلدي استقبال أمني عام احلركة اإلسالمية لثالثة من كبار املختصني األمـريكيني يف شؤون العامل اإلسالمي، بعد قيام املؤمتر الشعيب العريب واإلسالمي أشاروا لشهرة السـودان

صية األمني العام، وهو نفس توجه اإلعالم األورويب عامة لـدى تنـاول مرتبطا بذكر شخاملوضوعات واألخبار املتصلة بالثورة اجلديدة يف السودان، وصعود جنم األمني العام للحركة

.171اإلسالمية الذي أصبح قبلة لذات الصحافة والراديو وشبكات التلفزة

الغربية تؤمن باحلوار مع العامل اإلسالمي، لكن مع وجود مدرسة أخرى يف السياسة ال سيما رموزه األكثر استنارة، أمثال األمني العام للمؤمتر الشعيب العريب واإلسالمي، تـرى أن اإلسالم قدر تارخيي وواقع حضاري، أو من منطلق أنه دين عظيم ال يقل عن املسيحية

18 �H�5ب أآ�N 1رB5ا� _&H/ 1973#(�*^ ا.ول cEB�( vEPAار ا��Ej 6E&H ت�EI�( �E�H�&ا� �E�.ا 'E( وةTEG م

EE� VaEEf 1لEE� 1ك رأسEECوه ،�EE�IC6ي وا�EE�5ا� ,EEP7 1درةEEj �EEول أ��EE5Jا� YJEEN �EE�AP7 �EEJaول و��EE5Jارد ا��EE� E�+� p 6اداE5ا� cE+A# 'E5ا� �*�E)Jوا� ��&�JRه1 ا��S1C7 c�1`5# �&وا� �N1�1&1ت و��Kا� 'jأر ^� QG�a#c OE�

وp ر*tE أن هhTE ا��E2اءة ا��5Eا#��K� �E�1�P� . )' ا�&V�1 *6�5ث ��E� وا6ENة و*�ES. 'EA5Cل 1E�Nر*� �(�5Eآ� .�1ء 1I�P7 �^ ا���1رة ا��(1CA� ��J7 1I ا�15ر*zا�&��H� �FC5�# �^ ا��Fر إرادة ا�2

ا��Jو)���ر �Gن أ��5���J وا��Jو)���ر �c`*1 ه���6ن وا��Jو)���Eر �EGن 1990زار ا���دان )' 154ء 19)�ل �65Pاول �Z ا�6آ�5ر �N^ ا��5ا�N 'Hل i)1ق ا���5ل )' ا���دان وPAG� 1dه�ة ا���Bة ا����� و6j آ1Eن

^�N VI#1�N�� أول O12ء أ�Pا�- 'Hا�6آ�5ر ا��5ا- �E�`*��.ا U�EB6ى ا�E� م�EKCة ا��IE4 'E( {JES1ر . أE46 أEjوEP7, ا�TEي 1Ed OE�( _E�Hه�ة ا�E�A&5� وا�E�R�5� ا��FAوEf� E�R�#(� ا�E�م (آOEH15 ا��Jو)���ر إدوارد �&�6 )'

دا�E( 1EA' اE7�م د*E�N VE� �E^ ا��5اEH' ا�TEي اإ�E, م1993ا�E5' أ��E&JRH 1EI2� 1E7م أ14ر )' ا��62A� ،��ما_Jaوا� <�)P� U�d�Aآ1ء ا��1د ا�T�1H 1(�S�� '`*��.ا.

م احلضاري الذي ساعد حىت أوروبا للخروج مـن واليهودية يف رفد اإلنسانية ويف اإلسهافمع وجود دائم وقوي . ظلمات القرون الوسطى إىل نور العلم التجرييب واحلضارة احلديثة

ألصوات احلوار واالعتراف باآلخر، ومنهم خاصة اجلماعة السابقة اليت سعت من أمريكـا لعام دعوة من بعض اجلامعـات األمريكيـة للقاء األمني العام والتداول معه، تلقى األمني ا

بلجنة الشؤون األفريقية مبجلس النـواب ) جلسة استماع(لتقدمي حماضرات واملشاركة يف ، كما تلقى دعوة أخرى من اجلمعية امللكيـة الربيطانيـة للعلـوم )الكوجنرس(األمريكي

.مبقرها يف مدينة لندن) الوطنية اإلسالم بوصفه داعما للدولة(واآلداب لتقدمي حماضرة حول

وإذ جتلى األلق الفكري واألكادميي لألمني العام باهرا بأطروحاته ولغتـه يف تلـك احملاضرة، أفلحت املعارضة السودانية اليت انفتحت هلا يومئذ منايف اللجوء السياسي، أفلحت

ماثال على تدهور سـجل حقـوق يف تصويب اإلعالم الربيطاين إىل حادثة اتخذت دليالاإلنسان لدى النظام الذي يقوم األمني العام مبثابة أب روحي له، ورغم انبتات الصلة بـني موضوع احملاضرة وبني احلادثة، فإن حساسية موضوع حقوق اإلنسان يف الغرب جتعلـه يف

20وضوع رأس حيثيات العالقة مع السودان حتت حكم ثورة اإلنقاذ، مهما يكن امل

وإذ تركزت مداوالت جلسة االستماع يف الكوجنرس األمريكي على نقد سياسـات اإلنقاذ، ال سيما املوصولة بكبت احلريات السياسية والصحفية واحلرب يف اجلنوب واإلبادة

مل يتجاوز يف جبال النوبة، أفلح األمني العام يف صد اهلجمات الكثيفة مبينا أن اإلنقاذ نظامعامه الثالث، حياول بناء منوذج أصيل يف النهضة والعزة واالستقالل احلضاري، وأنه مهمـا حوت معتقالته بضع عشرات فإنه يعتبر األفضل يف املنطقة، مقارنة إىل دول بالغة السوء يف

.172سجل حقوق اإلنسان، ولكن الغرب حيميها بأساطيله ويصمت عنها إعالمه

20 'j1J6ا�J7 ة ا.�15ذ�f1�A6 ا�I4 {�*ا��� OEإ�� �REfي اTE71' ا�CEBا� Oj1E� ,إ� O5P�ا��1�A' وأ14ر )' �6ا

�5H ��PA7 6&H E�.1ز اEIG 25�تE&� 'E( t*T&5P� �K�5�، j 'E( ى�E���E� �E2*م �1E�+�N ^AEf 6Ef 1EI� 1�76Eت أ�EEf1�APة 1EEJ&Hرة �و�6EES 6EEjرت إ6EENى أهVEE ا�U�EEB ا�EE��1R*�J� �EESرة ا�1IEEf�7 ^AEEf �EEf1�A . ا�1EEIKز��J�`4 :» O5��Ef 'E( h�EKC�ا�EJC' ذو “ :F��ES QEPAN 1EAC�H� أ��Eى �EC7ان . »*�V�5J* c و*1AC�H V�5J *��ز �E�6Jا� �E*ا���1د” {E�C* 1E2�P&# ��EEj ^E� �*�aE6 وا��E2��1H ة ^EE�N 6آ�5رE6*_ ا�EN 'E( �6تEJ# 'E5ا� �E*�`Fة ا��REا��

'Hا��5ا.

احملاضرات اليت انتظمت عددا من الواليات األمريكية فقـد عبـرت يف بعـض أما اإلسالميني فو للنظام السوداين اإلسالمي، آالف قلوب جعل الذي الكبري التطلع عن وجوهها

ال سيما يف الظرف الذي أعقب حرب اخلليج، واالستعداد الذي ميأل تلك األفئدة يف عمق كما عبرت لقاءات األكادمييني واملفكرين األمـريكيني . مية املتعلمة لنصرتهالصفوة اإلسال

املتعاطفني مع صحوة اإلسالم عن مدى إشفاقهم من إساءة األمنوذج السـوداين إىل مثـال اإلسالم املستنري الدميقراطي، الذي ينتظرونه من مفكر يف قامة األمني العام، بالنظر إىل مـا

.173اإلعالم وما يتناهى إليهم من تقارير املنظمات ومواقف املعارضةينشر يف

بامتداد الزيارة إىل كندا، واملناخ العدائي الذي بادرت إليه ممثلـة وزارة اخلارجيـة الكندية جماة لألمني العام، واملأساة اليت انتهت إليها الزيارة بتعرضه حملاولة اغتيال يف مطار

علومات اليت أكدت ضلوع أجهزة غربية يف املؤامرة من احملاولة إىل احملاكمة ، مث أوتوا، واملاملدة اليت قضاها األمني العام مستشفيا مبا أتاح تقومي املوجب يف الزيارة وتطويره ومراجعـة

احلادث حيثيات املوقف الغريب املوسوم بالسلبية من اإلنقاذ، بل إن املقابلة األخرية يف كندا ونفسه، واخلالصة السالبة للتغطية اإلعالمية الغربية للزيارة، صاعدت التوجهات الـيت رأت ما مشعةكل ذلك ضمن أطر الصراع احلضاري الذي يكره اإلسالم، وال يريد له احلياة ألي

.تضئ يف ظلمات عامله

أمريكا بتـولي الـرئيس بيـل وافت اإلنقاذ أيضا صعود الدميقراطيني إىل احلكم يف كلينتون سدة الرئاسة واشتراعهم لسياسة تم بأفريقيا، وتضع السودان ضمن أولوياا بعد

فارتكز االهتمام األمريكـي . اليت بدأ يتفكك فيها نظام الفصل العنصري) جنوب أفريقيا(املوصـول يف تقـديرهم بثورة اإلنقاذ بعد زيارة األمني العام على الوجه اإلسالمي للثورة

باإلرهاب فوضع السودان على الئحة الدول الراعية له، وبتصاعد احلملة يف اجلنوب ضـد وتعبئة قطاعات واسعة من الشعب إىل ) اجلهاد(احلركة الشعبية وإعمال املصطلح اإلسالمي

جود احلركة الشعبية جانب القوات املسلحة الرمسية بشعاراته ومعانيه، واهلزائم اليت هددت و

21 ^�EA5IAا� ^E� �E�+6ه1 آIE4 cE�1م آ�E�� �6تE51ت ا�E�PG 'E( 'EHا��5ا ^E�N 6آ�5رE6ا ا�E*ر�P( �&�1G Q(1�5ا�. و6Sر ا���ار )' آ15ب 7^ ��آM درا�1ت ا�cJ25�A، #��*� ا�6آ�5ر 1H .Z(1� ��)H��م )' ا���دان

بعد انشقاقها الشهري اندفعت اإلدارة األمريكية حلماية احلركة الشعبية بتعبئة دول اجلـوار ضد السودان، يف خطوة بالغة اخلطر علي الثورة الوليدة كادت أن تحكم الطـوق علـى

دها من جديـد السودان، مث السعي احلثيث إلعادة الوحدة ألطراف احلركة املتنازعة وتوحي .ملقاومة النظام اإلسالمي يف السودان

وإذ تعرض اثنان من السودانيني العاملني يف الوكالة األمريكية للعـون للتصـفية يف حماكمة ميدانية مبدينة جوبا بعد حماولة احلركة الشعبية استالم املدينة، واحتجاجات السفري

صلة باخلرطوم على ما ادعاه تعويقا من اخلرطوم لوصول اإلغاثة واملساعدات األمريكي املتاإلنسانية، مث ما عرف بقضية الشيخ املصري عمر عبدالرمحن واحملاولة الفاشلة لتفجري مركز التجارة العاملي بنيويورك، وصلت العالقات السودانية األمريكية إىل مرحلة يأت بعـدها

.174حلزم أمتعتها والرحيل لتدير عملها من دول اجلوار السفارة األمريكية يف اخلرطوم

استمرت كذلك العالقات األوروبية مع اإلنقاذ على تدهورها املتصل منـذ اليـوم األول، إذ بدأت مبوقف مبدئي يرفض االنقالب على حكومة منتخبة، مث زودا خروقـات

لى رصده ونشره مبثابرة عالية املنظمات األجهزة األمنية حلقوق اإلنسان مبدد وافر دأبت عاحلقوقية واإلنسانية، وأضافت عليه مواقف السودان يف حرب اخلليج وتطبيـق الشـريعة اإلسالمية ومحالت اجلهاد اليت توشك أن حتاصر حليفها املهم احلركة الشـعبية لتحريـر

يراه السودان قنـاة اتصـال بـني السودان، وأخريا املؤمتر الشعيب العريب واإلسالمي الذي يف محايـة حـق الشـعوب يف االشعوب للتعبري عن إرادا احلرة مما يوافق مزاعم أوروب

أعلن 1990وحبلول العام . الدميقراطية، لكنها ال تصفه إال إرهابا مادام موصوال باإلسالمتوقف متاما يف السـودان عمل االحتاد األورويب مل ي: (سفري االحتاد األورويب يف اخلرطوم أن

22 EE9�aا� cESو �EA7 ����EE�ا �EE71AKا� 'E5F� 1*� �مEEC* 'E( ^AN6ا��EEJ71990 رة�EE+ة ا�MEEIGغ أ�EH6ى إEEم و�

JC�1H" أو)6ت ��oوp أ�1�C ر)�&1E و6Ej أ�h�EJ ا�(�EA7 z�E أ�6Ej OE آ1Eن *�ECي ا�TEه1ب إ�E, ا�E`PAA� ا��E&�د*� .داء 'KA15ر ا��1( O5&C� �*�BA1ت ا�RPة و�`^ ا���A&15 ءا��* p O�. 1م إ�, ا���دانE*6 أE&H ،ل�ESة و��E4"# ,Eج إ�

OE�CA� زم�Eا� ,E6 ا.د�Eا�� ,EP7 �(�E5* p OEأ� VEx1 رE`*��. ل�E��OE5�C ا��1FEرة ا.��*`�E� �9�a�1EHم #"��E4ة د.ا�5"��4ة وه� ا�1j� )' ا�6PJ ا�Tي #62م )�CA� tPR�1H O} ا�5"��4ة

بل ظل يقدم الغذاء ومعينات الطوارئ ويستمر يف املشـروعات السـابقة دون الـدخول .175)مبشرعات جديدة أو برامج

فقد حاولت ثورة اإلنقاذ أن تستفيد مـن ) بريطانيا(أما مستعمرة السودان السابقة سوا يف جامعاا وأقاموا وعملـوا يف كسبها الواسع يف العالقة معها، الذي يرفده مئات در

م إىل الـرئيس 1991مدا وقراها، وبوصول رسالة من رئيس الوزراء الربيطاين يف العام السوداين حيدد فيها ذات النقاط اليت تبناها االحتاد األورويب كمعوقات لطريـق العالقـات

ثالثة أعوام دون تقـدم إزاء املوقـف الطيبة مع السودان، بدأ حوار سوداين بريطاين ملدة بل تـزامن احلـوار . األورويب املوحد والدبلوماسية الربيطانية املوسومة بالتؤدة واالستقرار

) البارونة كوكس(مع النشاط الطوعي احملموم لنائبة رئيس جملس اللوردات ءالرمسي البطيال سيما منظمة التضـامن املسـيحي الـيت اليت عبأت املنظمات الكنيسية وغري احلكومية،

م بأـا 1996) آذار(ترأسها، وقد اعترفت يف تقريرها أمام الربملان الربيطاين يف مارس م، كما اتصل نشاط البارونة 1996-1993قامت بثمان زيارات إىل السودان يف الفترة

وتبنت معهم بالكامل أطروحـة كوكس خاصة بأطر املعارضة السودانية الشمالية واجلنوبيةزوال النظام وليس السالم يف اجلنوب أو الدميقراطية للشمال، مع محلة إعالميـة ضـارية

االام باخلروقات الواسعة فسوى اإلنقاذ، ثورة على اهلجوم محلة األنباء صدر إىل شرسة رفعتاإلبادة (ة كوكس ألول مرة مة حلقوق اإلنسان واالام بالتجارة يف الرقيق، استعملت محل

لشعوب جبال النوبة، وهو اام نكري تلقته قيادة اإلنقاذ باالستنكار الشديد، مبا مل ) العرقيةيدع سبيال لتحري الصدق والتحقيق يف الفظائع اليت ارتكبت من قبل قوات احلكومـة يف

.تلك األحناء

23 '( 'H1د ا.ورو�#pا ��F� cd �9م�aا�)�A�� د�P1ن آG( �962م أ* cE�و�7�Ef�AH O#1N� وه6Eوء 1EAC�H د

'EE`*��.ا ��FEEندان ( ا���EE��5�H( ,EE1رات إ�EE*MH OEE�FCH 1مEEj إذ ،�EE��`ا�� ^�EEHو OEEC�H ة�A5EE�� 1تEE�1�H ب�EEN 'EE( �EC*6� ,EEإ� cEESوو �EEH�C1ل ا�EEJGدان و�EEب ا���ECG)'��EEA�( OEE5AI#وإذ ا ،�EE�G1رaوزارة ا� ^EE� ةدون إذن�EE�� ا.

�P7 رد� ���1��PH6ق ا.�7اف ا��aH 'E( �*�`E�7 ت�EAN < E)H دان�Eا�� VI5E* �E�`*��.ا �E�G1رaا� ^E� 1نE�JH 1EI^���6A1 7(�ات ا�I5��f راح ��5ا���pب ا�x�4ق و.

يف سنوات اإلنقاذ األوىل قليال عن بريطانيا فرغم تكرارها اختلفت العالقة مع فرنسا م لذات مواقف االحتـاد 1989) كانون األول(على مسامع وفد مؤمتر احلوار يف ديسمرب

األورويب، يأت لرئيس الثورة زيارة باريس بدعوة من الرئيس الفرنسي حلضـور القمـة ) حزيـران (ه مسـتعمراته القدميـة يف يونيـو جتا) ميتران(األفريقية الفرنسية اليت شرعها

م، وإذ أن الدعوة هي الوحيدة لرئيس الثورة من بلد يف أوروبا الغربية فقد مثلـت 1990 .ساحنة نادرة لشرح جهود اإلنقاذ، حتديدا يف ملف السالم

العالقة األفضل مع فرنسا، هو سلسلة السفراء الذين توالوا على لسجل أضاف آخر أمربأسباب من دراستهم متعاطفني مستعربني مجيعا كانوا فقد العريقة، للجمهورية ممثلني خلرطوما

لسانها بفرنسا العام األمني معرفة سامهت وإذ عربية، أصول ذوات من أغلبهم وزواج العربية اللغة

مع أبواب فتح يف الكهن السودان سفارة يف من الدبلوماسيني كذلك طاقم فريد ساهم وثقافتها،

مفيد يف املرحلة الثانية أورويب حلوار السبيل مهدت فرنسية، سياسية مث وحبثية إعالمية مؤسسات اإلنقاذ، ال سيما عرب رموز من مدرسة احلوار مع اإلسالم يف فرنسا بدال من حربه عمر من

.176وحماولة استئصاله

حىت روسيا يستقطبها ضد السودان بدعوى زيارة وفد من لكن امتد العداء األورويب مجهورية الشيشان، زار السودان والتقى أمني عام املؤمتر الشعيب حيث رفضـت احلكومـة

.مقابلته أو حىت جمرد اإلعالن عن الزيارة*****

الشيخ عمـر (سوى الضيف العابر الذي حط بالسودان ريثما أخذ طريقه إىل أمريكا ، حل ضيفان آخران أثقل وزنا وأشد كلفة، أوهلما رامريز سانشـيز املشـهور )رمحنعبدال) أيلول األسود(، املاركسي الفرتويلي الذي اشترع نضاله مع العرب منذ أيام )كارلوس(بـ

. م1993) آب(م يف عمان إىل حني انتهي به املطاف يف اخلرطوم يف أغسـطس 1970

أ6EN ))�ا���ا �Hر1G(ا��9�aم ا��Jو)���ر )' 6I4 ا��A#oA ا��A#oAP� '���"5 ا�(&J' ا�&�H' وا���' 245Aوا� '��EE�ا V�1EE&ا� �EEدرا� 'EE( ^�EEBBa5Aا� VEEأه����EE�1ت اEEا���آ ZEE� ^�F91EE& . دان�EEور ا��MEE* cEEd 1EEAآ

ون oأ6EN أهVE ا�E( ^�+N1EJ' ا��AآME ا�E�JP� 'C9�E_ ا�&�EN 'EAPل E4 )رو�6E�1 �1ر1E4ل (�TC أول ا�12ذ �A5�1Hار.)�*2' وا���دانا��2ن ا.

م، هاربا إىل 1982رحبت بعد الغزوة اإلسرائيلية لبريوت عام فقد ضاقت عليه األرض مباسوريا اليت دفعته مرتني إىل مطار طرابلس، لريده الليبيون يف األوىل، ويفضـحوا أمـره يف الثانية، قبل أن يدفعه السوريون برا إىل األردن، الذي ختلص منه بدوره هدية ملغومة حلت

.علم سلطاته، مستغلة رفع تأشرية الدخول عن حملة اجلواز العريببالسودان، دون

كان احلوار مع الفرنسيني قد مضى طيبا مببادرة من دبلوماسيني من سفارة السـودان يف باريس، دخلت مدخال غري رمسي قبل عام من وصول كارلوس إىل السودان، وإذ عبـر

رنسية الذي مثل الطرف اآلخر يف احلوار عن خماوف أوروبية من حمرر كبري يف الصحافة الفاإلسالم الناهض اجلديد على حضارا، انتهى احلوار إىل ضرورة مواصلته على مسـتويات

وإذ ال يتيسر لفرنسا الرمسية أن جتاهر مبوقف يشذ عن اإلمجـاع األورويب، دخـل . خمتلفةلفرنسية، وأمثر تفامها جيدا بني جهاز األمـن السـوداين احلوار إىل دهاليز االستخبارات ا

قبل مدة وجيزة من اكتشـاف ) D.S.T(وجهاز املخابرات الداخلية الفرنسية املعروف بـ .177بني أراضيه) 1(اجلهاز السوداين للمطلوب الفرنسي الذي حيمل الرقم

ان تسليمه لفرنسـا يف وعلى مدى عام منذ دخول املطلوب الفرنسي السودان إىل أو م، تصوب احلوار األمين السوداين الفرنسي حنو تلـك القضـية، 1994) آب(أغسطس

وإذ عبـرت . واختارت فرنسا أحد أكفأ ضباطها وأعرفهم بالعامل العريب ليقود املفاوضاتفرنسا على لسان مفاوضها عن تقديرها للحرج الذي يعتري موقف السودان من تسـليم

ارتبط امسه بالقضية الفلسطينية، مع وجود املؤمتر الشعيب العريب واإلسالمي، وتبنـى مناضلالنظام لإلسالم والعزة العربية، أوضحت فرنسا حقها الدويل الذي يلزم السودان بتسليمه، لكنها استشعارا منها لدقة املوقف ميكن أن ترضى بدقة مراقبة السودان ملطلوا موضحة أن

ما تعرفه املخابرات األردنية تعرفه املخابرات األمريكية، وهو ما تأكد عنـدما صـرحت

ت �1EرآU�*1E�( tN1ES �E�� Y (ا�1E�PAد*� ا���EIدي ا1E�5xل 1ENول )�1EI ا�1�PA7 6&H'5ت آ1ر��س ا.و�, 25

_E�1+1ب ا�ESوأ ��E���Fا� ��P��UR وزراء ا.و�FS ،vH, ا1Jf ^� ^�Ckط ا��H1aAات ا�6ا Vk 6نC� '( ��CJوإ�.إH1ES� E��1H�1�6EC7 ، آ��1Eا *�E�PKن �&1EH 'E( O52E)H OEر*1EC� 'E( Yخ ودي ,Eإ� ��E�21 أوراق ا�E���( V�PE�5Hو

'�1CKا� Y���Jا�6و�' ا� )إ��H�5ل( ���F� {�5* ارا�j 6رSأ ,EP7و V�1E&أي �`1ن )' ا� '( O�P7 gJ2أي1 إ�12ء ا� .دو�� #�اP7 6G, أراOA�P�# 1I�f إ�, )���1 و)�A� 12ا��k ا.�V ا�6�5Aة

مندوبة أمريكا باألمم املتحدة يومئذ مادلني أولربايت بأن أمريكا متلك أدلة دامغة على إيواء .السودان أحد أخطر إرهابيي العامل

ات األجهزة األمنية أن املناضـل لكن على مدى عام اتصل فيه احلوار رجحت تقدير وإذ ال يؤيـد السـودان . القدمي هو اليوم مبتز دويل حيتفظ بقائمة املئة األكثر ثراء يف العامل

منهجه وال أسلوبه املوسوم باإلرهاب يف خدمة القضية الفلسطينية، فإنه يتيح له أن يغـادر از األمن السوداين وملدي عام كامل حىت واحلق أن فرنسا بذلت تعاونا وثيقا مع جه.أراضيه

جيد املطلوب سبيال للخروج من السودان وتوسطت حىت لدى األردن أن ترد إليه بضـاعته تقديرا ملا وقع فيه السودان من حرج عظيم، ولكنه اعتذر على لسان أرفع مسؤوليه ومتادى

اضطر اجلهاز السوداين إىل يف االستهوان برغبة السودان يف مغادرة أراضيه حىت) كارلوس(إعمال ملزمات القانون الدويل، وسلمه إىل فرنسا بإشـراف الشـرطة الدوليـة اجلنائيـة

.178)إنتربول(

مهما يكن الضيف السابق مفروضا على السودان وتعومل معه على أنه ملف أمـين ان مرحلة اجلهاد األفغاين، خالص، فإن ثالث الثالثة هو إسالمي عريب عرف ببالئه احلسن إب

الذي جاء إىل السودان مغاضبا بالده وأهله بسبب الوجـود األمريكـي ) أسامة بن الدن(والغريب عامة يف جزيرة العرب إبان وبعد حرب اخلليج الثانية، لكنه جاء بعلـم وترحيـب

نـذ انتصـار الثـورة قيادة احلركة اإلسالمية ممثلة يف أمينها العام، فهو رغم رأيه اجلهري مإن إحقاق احلق واجب بعد إبطال الباطل، فإذا عبأت الشعب بربامج (: اإلسالمية يف طهران

الثورة حىت أزال الباطل، فإن التايل لذلك هو الربنامج الذي يؤسـس تمـع إسـالمي عتمـده ، فاملدرسة اجلهادية اليت خترج منها أسامة بن الدن تجانب املنهج الـذي ت )حديث

��1ER�1Hة ا���Eدا��� ا�12د�E� �E^ ا�&AES1� ا.رد��E� مi (1993ب(أYRE�x 12وcS آ1ر��س ا���دان *�م 26

�A75"��4ةH �9م�aا� c��G cA�* Oاز ��F د�1��PH' �^ ا��A^ ا�V�1H 'H�CK �6ى ا���Sل، إذ أ� 1ن ود ) 6A��O�H6 رJ7( 1E�2*�(1رع أE)H �2E4 �G"5Eا� VEk �E�J`6ق ا�ECFا� 'E( 1مE*أ �&E�H 1مEjوأ. �E*61دق وأ�EC( ,EP7 OEا��K# 'E(و

�A7 _�J* �9م آ1ن�aا� �E*ر�k ة�EJ�^ *Y����1H OPB ا�J(�� أو ا�6آ�5ر ا��5اH' و*E�1�� OE�"H OE�F� UEB' ذو �EE�6� ا�+�EEرة ا���EEدا��� )�*6EEة 'EE( 1I&EE�* أن ^EE`A* . ^EE� ^*�IEE4 6EE&H دان�EEا�� 'EE) hد�EEGن و��EE���Fا� UEE(5اآ

أ�4ف P7, ا�6Aاوpت �Z ا.�^ ا���Eدا�' �6E*� . و125�1H O��Sط ��1د1S ^�5kدر#�^ �^ ا��9�aم إ�, )MCو*� �����Fا� ��P�و�E(�&� O� وE2�k� V�1E&�1H ا�&�EH' ا�Tي و�tP�(( Y��5H 6 وو�6و(ا�&1�PAت ا�S1a� �H1aA�1Hات ا�6ا

��H�&ات ا��H1aAة ا�MIGرؤ�1ء أ V�&� Z� 65ةA� �j6اSو.

احلركة اإلسالمية يف بذل الوسع وتأسيس برنامج حياة شاملة للمؤمنني بـالعلم والعمـل واإلعالم، كما هي يف التجارة واالقتصاد والفن وسائر وجوه احلياة، خاصة وقـد جتلـت

.العربة ظاهرة بعد خروج الروس وتقاتل ااهدين

مهما يكن أفريقيا أو عربيا وفقـا لرؤيـة ولكن انفتاح السودان على جواره الشعيب الذي له سابق جتربة يف اجلهاد قـد يكملـها ) بن الدن(األمني العام نفسه، يرحب بأمثال

واحلق أن السودان قد انفتح ألسامة بن الدن يستثمر فيـه . السودان برؤية يف العمل والبناءرات واجلسور وغريها من مشـاريع البنيـة ماله وخربته على صعد اهلندسة بالطرق واملطا

التحتية، اليت كان يصرف أغلب وقته فيها، حتيط به جمموعة صغرية لعل أغلبهم كانوا معه يف سابقة اجلهاد األفغاين، وكانوا ال يشهدون مناسبة اجتماعية أو سياسية سوى الصـالة

سه بذات التحفظ جتاه احلياة العامة، املنتظمة يف مساجد اجلوار حيث يقيمون، وقد التزم نف .سوى هواية يف رياضة الفروسية ورعاية اخليل

وإذ بلغ األمني العام قرار تسليم كارلوس من مدير العمليات باملخـابرات الداخليـة الفرنسية، أثناء توقفه لساعتني يف مطار باريس يف طريقه للخرطوم بعد دعوة من جامعـة

فقد بلغه قرار ترحيل أسامة بن الدن من رئيس اجلمهورية ونائب األمني األسبانية، ) كاال( .179العام فور اطمئناما إىل مغادرته بطائرة خاصة إىل أفغانستان

*****

بعد حرب اخلليج الثانية تولت مصر قيادة احملور الذي يستهدف تطويق ثورة اإلنقاذ، ة واألوروبية يف إسقاط النظام، فإذ خالف املوقـف السـوداين تكامال مع الرؤية األمريكي

ا�25, 27 ))�t�P وو�6و( �jار ا.MEIGة ا.�E�C� �6*� ا�&1�PAت ا�6ا��P� ا�����F� 1H.��^ ا�&1م وأ�h�J أ��2P# VIا

�&�1Ejت ا�+E��1C� وا�&�Ej� �ZE ا���Eب ا���دا��� #�V�P آ1ر��س 6E25H*� آ�E�J وأ��EG�* OE أن *�UEd ذ��1EB� vE} ا E�.1ز اEIG ^E� ن�Ef1وF� 1IH t�1R* '56ودة ا��A12ت ا�FB7^ ا� p6H . ZAE�* OE1م أ�E&ا� ^�E�.ا UE)`* VE� وإذ

1E���( �EN ى�E� cEH12� ار دون أي�E2P� �H1K5E�pا h1EK#ا V76�E� 1E����1j ا�E�J� OFES�H Oأ� O� 6أول ��ة أآ v�TH.^ ا�6و��� )' ��1آA� �^ ار#`1��G t )' أر1Ifا�Tي #`1I� OPF ا��2ا��

tEP9 1E&� دنp ^EH 1E�PH1 أEAIأ� �ر*�IAKا� Yور�� OJ�1� �Rا��H ا.��^ ا�&1م �PHدن، )62 أp ^H ��1أ� c�N�# 1أ� Y���EE1ل ا�EE�5xp �PEE41Fا� �EE1و��A6 ا�EE&H دان�EEا�� OEEIGي *�اTEEج ا��EEف ا���EE�P� 6*�اEE2# vEEذ� cEEJ2# OEE1درة وأ�EE�Aا�

)' أد*Y أ1H1Hا��BAي . وا��� أن �t�1 ا.��^ ا�&1م وز*� ا�1aر�G� �EN TE���*ص 1EA# ,EP7م E�PA7� ا�1E�Aدرة cEJj إ�1ERر ا.��EE^ ا�&1Eم، و6EH 6EEjأت �Ej tEE�1xارات ا��`��E� 1A�EE� p ا�E2P&5A� EE�1���1H� ا�1aرE�G� 6EEB#ر دون

.v4 '( 1�f آ��Jا���Gع إ�, ا.��^ ا�&1م ا�Tي #2P, #�2*� ا��H ^�PG"ن ا���1x 6j Uدر را

املوقف املصري الداعم للتحالف الغريب بقيادة أمريكا إلخراج صدام حسـني مـن دولـة الكويت، استثمرت مصر ذلك يف تعبئة اتمع الدويل ال سيما الدول العربية يف حمور احللفاء

من اخلطوة اليت عمد إليها الرئيس العراقي ودول اخلليج، خاصة اليت استشعرت خطرا بالغا .يف احتالل بلد عريب جماور

ورغم أن السودان حرص يف تعبريه الرمسي أال يتورط يف موقف داعم أو دائن لصدام حسني، فإن روح العداء اليت تلبست دول حمور احللفاء كأا تصوبت كلها حنو السودان،

، بـل مـس الغضـب )حمور الضد(د فعلها تلقاء الدول األخرى يف وجتاوزت خصومته راخلليجي على السودان قطاعات من عامة السودانيني العاملني يف دوله، ففقدوا وظـائفهم ومصادر رزقهم، متهومني بشبهة االنتماء للحركة اإلسالمية أو منسوبني على حنو مـا إىل

حاد منهم السجون دون توجيه تهم حمددة، لكـن تـواترت صلة بنظام اإلنقاذ، ودخل آ ول اخلليج كانت يومئذاألخبار على دوائر اإلنقاذ أن احلملة على اإلسالميني السودانيني بدبتعاون وتنسيق كامل مع املعارضة، اليت نشطت يف تأكيد مسؤولية اجلبهة اإلسالمية عـن

ج، ال سيما اململكة العربية السعودية تستشـعر أـا فإذا كانت دول اخللي. نظام اخلرطومسامهت يف مشاريع البناء والعون اإلنساين منذ بداية ظهور النفط، فهي كـذلك فتحـت وفسحت ملنسويب احلركات اإلسالمية خاصة مأوى من العسف واالضطهاد يف أوطـام،

وقف السودان الذي نسب بالكامـل وهيأت لهم عمال ودعمت منظمام باألموال، فإن م .لقيادة احلركة اإلسالمية كأنه ضاعف موجدم على السودانيني

ولكن املوقف املصري الذي ارتد بعد حرب اخلليج يستشعر أنه جترع اخلدعة األوىل كاملة ونشط يف دعم النظام بوصفه مبادرة من ضباط وطنيني، استدعى كـذلك املوقـف

م إىل حني اغتيال الـرئيس 1952صري املؤسس على خصومة اإلسالميني منذ الرمسي املاملصري أنور السادات يف حادثة املنصة الشهرية، مث اإلعدامات اليت طالت الثلة املتهمـة يف استهالل عهد الرئيس حسين مبارك، فوجود اإلسالميني على مقاليد احلكـم يف اجلـارة

كما استدعت مصر يف ذات السياق صراع . ا شامال ملقاومتهاجلنوبية يستدعي كذلك موقفم، فـإذا طابـت 1958احلدود على ساحل حاليب الذي تنازعت فيه الدولتان منذ عام

العالقات أضحى معربا للوشائج املشتركة جتول رماله القبائل املشتركة بني البلدين، وتتنقل حيث يقوم السـوق األكـرب لصـادرات فيه حيوانات السودان بأعداد كبرية حنو مصر،

السودان احلية وتعود منه القوافل حمملة بالبضائع املصرية، فإذا ساءت العالقـات تذكرتـه احلكومتان وحاولت التضييق فيه على مظاهر العيش املشترك، ولكن بعد حـرب اخللـيج

العسـكري أي حركت مصر جيوشها لتحتل ساحل حاليب بالكامل فال يتيح وجودهـا .فرصة ملظهر سوداين ميثل احلكومة السودانية لإلنقاذ

انفسحت مصر إذن لنشاط املعارضة السودانية الشمالية واجلنوبية بالكامـل، كمـا اتصلت احملاصرة لإلنقاذ برفد مصري مباشر إىل الدول العربية األبعد عن حدود السـودان

قة دبلوماسية عامة مؤسسة على األخوة العربية، وإذ اختار األردن واليت ظلت تصلها به عالسبل النجوى الدبلوماسية حمتجا على وجود جمموعة من منسـويب التطـرف الفلسـطيين

، فسح األمن السوداين ملندوب املخابرات األردنيـة السـبيل )أبو نضال(وحتديدا جمموعة لعناوين اليت ذكرها من أي أثر لنشاط منتظم ألولئك، اسـتدعت ليتأكد بنفسه من خلو ا

تونس سفريها يف اخلرطوم بعد احتجاجات سرية وعلنية، فقد استقبل السودان عشرات من مواطنيها دخلوا عرب مطار اخلرطوم جبوازام العربية، يبتغون مأوى من االضطهاد الذي وقع

وكان أغلبهم من الطالب وقليل من اخلرجيني انتظموا يف بعض عليهم بوصفهم إسالميني، األعمال احلرة، كما صوبت تونس احتجاجا خاصا على منح اجلواز السوداين لرئيس حركة

.180النهضة اإلسالمية، والذي حصل عليه منذ فترة احلكم احلزيب السابق

، وصوتت ضد السودان يف األطر )قائم باألعمال( اجلزائر كذلك خفضت متثيلها إىل الدولية مجيعا، مبا يف ذلك اللجنة الدولية حلقوق اإلنسان، ومنعت السودانيني من شـهود املؤمترات العربية الدولية اليت عقدت يف أراضيها، تردد ذات التهم، فتح أراضيه ملن يعتربهم

حت وساطة ليبية يف مجع رئـيس الثـورة إىل ، إىل حني أفل)إرهابيني( جنراالت اجلزائريني .م1994الرئيس اجلزائري األمني زروال يف العام

28 '4�Cرا64 ا�� z�)ا�.

أما ليبيا فظلت تنتاشها اهلواجس من صلة قدمية باملعارضة الليبية اإلسالمية مع احلركة ـ د أن تثبـت أن اإلسالمية السودانية، وتغشاها التقارير اليت تتبادهلا املخابرات العربية، تري

.قد أضحى موئال فريدا لإلرهاب العريب والعاملي) حسن الترايب(السودان يف ظل قيادة

امللك ( اململكة املغربية وحدها من حمور احللفاء طابت عالقتها، وأبدى عاهلها السابق منا بأسباب مـن إعجابه بتجربة السودان وأا ال تصدر عن تطرف ديين وإ) احلسن الثاين

احلرب األهلية اليت خيوضها، بل حاول املغرب الوساطة بني السودان ومصـر باعتبـار أن .181العالقة مع مصر هي مفتاح العالقة اجليدة للسودان مبحيطه العريب

أصابت كذلك العالقة العربية املتدهورة املؤسسات اإلنسانية والتعليمية اليت أنشـأا دعم األنظمة العربية ال سيما اخلليجية، وقد وقع أكرب الضرر على منظمة الـدعوة احلركة ب

كما أصاب جامعة أفريقيا، ) الوكالة األفريقية اإلسالمية لإلغاثة( اإلسالمية وذراعها اإلغاثيوإذ تأثرت مجيعا بانسحاب بعض دول اخلليج من جمالس األمناء ومبسك الدعم السـخي

متد به هذه اموعة من الدول، فيما ثابرت دول أخرى شأن اليمن اليت رغم الذي كانت قصور ثرواا عن ثروات أولئك، سامهت بسخاء بالغ يف دعم منظمة الدعوة اإلسـالمية

.خاصة بعد حرب اخلليج الثانية

مس الضر كذلك الشبكة التنظيمية األفضل للحركة اإلسالمية خـارج السـودان، ومة السعودية ودول اخلليج، اليت انتظمت بضع ألوف من الناشطني مهما اختلفـوا يف منظ

أمناط العمل من التجارة إىل الصحافة ومن دواوين الدولة إىل حوانيت السوق، التزموا مجيعا يف أجهزة احلركة يضاهون شكل التنظيم الداخلي وهياكله ويلتزمون منهجه الالمركـزي،

صولون عرب دول هذه املنطقة بأنساق مرنة للتنسيق والتعاون، إذ تشملهم ولكنهم كذلك مومجيعا أمانات الشأن اخلارجي يف الداخل وتصلهم ببعضهم كما تصلهم كذلك بأطر العمل

.اخلارجي كافة إىل أوروبا وأمريكا

29 '�1E+ا� ^Eا��� vEPAا� OEPH1jب و�E�Aي، زار ا��E�A� Y���E6 ا�EI7 'E( 6لE&ا� �E*وز tEBCA� 1مE&1ن #��' ا.��^ ا�Hإ

و6Ej د1E7 ا�1E2Np vEPA ا.��E^ ا�&1Eم ����Eر �1N�5H . 1Eب آ��J وOC� tP9 ز*1رة ا���Aب ��ة ��1k� ��Ef1�� V*625ات .م t27 اf1F5�p�، وا�5' #�2م آc 17م �4�Hاف ا�1986vPA)' ر��1ن )�6روس ا���C���ا(*&�ف Hـ

ـ ة كانت هذه التناظيم ترفد احلركة اإلسالمية بوالء كبري يوشـك أن يشـمل بيئإال من قلة انتسبت لتنظيمات السياسة احلركة، مع ومتعاطفني ملتزمني كله اخلليجي االغترابكما ظل يرفد احلركة يف الداخل باملال املباشر املعني والالزم إلنفاذ برامج احلركة، . األخرى

دت حركة السودان عن االرتباط بالدول واحلكومات وتلقي اهلبـات والـدعوم، وإذ جترأدركتها أموال املغتربني اليت قد تصل أمواال حاضرة حيثما صرفت وجوه صرفها، ال سيما

كما سامهت. يف مواسم احلاجة الشديدة للمال شأن احلمالت واالستنفارات واالنتخابات

يمهالتق اخلليج يف تأسيس الشركات التنظيمية اليت اجتهدت قيادة احلركة يف الوالء أهل أموال

املال أو خالصـة األربـاح أو رأس يف سهم حاجة احلركة، مهما يكن لعاملها حملض مستقلة .حقوق الفكرة و اإلدارة، ولكنها خابت مجيعا على حنو ما وصفنا يف مكان آخر

لكن مناخات ما بعد حرب اخلليج دفعت شعب يف األمن السعودي الختراق مكتب حلركة اخلليجي الكثيف، وإذ وافق ذلك صراع جهاز األمـن املعلومات يف شبكة تنظيم ا

الرمسي مع أجهزة احلركة اخلاصة للمعلومات، فقد حاول بعض الضـباط الـرمسيني ذوي السابقة يف أجهزة احلركة مدفوعني بروح املركزية الشديدة اليت تلبستهم مجيعا من املـدير

لى عمل احلركة اخلارجي خاصة املصـادر العام إىل مديري األقسام، حاولوا االستحواذ عالرافدة لتلك األجهزة باملعلومات، فجاء االختراق السعودي يف أجواء الريب واالضطراب، محليطال العشرات باالعتقال املتطاول سنوات، بعد أن اقـت ما أنه كان شامال امتدال سي

.182كبري بتوجس ذلك كل رتد منيف األوراق وكسر شفرات احلاسوب، وا ونقب البيوت،

*****

السـودانية بعد انتصار الثورة اإلريترية احلاسم كانت الريح جتري رخاء بالعالقـات اإلريترية، فقد استضاف قائد الثورة اإلرترية ملدى يومني أمني عام احلركة اإلسالمية يف أول

30 �91Eد*�ن و��&Eو��ن ا��oE�Aا� cEJj ،�E��1+ا� q�EPaب ا��EN QEJ27أ 'E5ا� �#�E5ا� �E�AN دت�H 6 أن&H ات�C��

p VEI6*^ أ�Eآo� ،�Eاد ا���آ�E(أ ^E� ^دا����Eا�� ^�EP25&Aاح ا��E� �2اP9وأ �ر*�IAKا� Y1 ر��EA*أ VI�EP7 ن�EPA�*IJEE4� �5�1EEHرط )EE' أ1EEA7ل ا�tEE*�a5 ارهH1EE' ا�EE5' وEE( QEE&j' ��اEE��1H ZEEj&�د*� و�`VICEE ار#�71EEا �6EE2Aار و��EEع

^�H�5�� t�1G6 أ&H Vوه VI#ز��H '51ت ا���P&Aا�.

مويه، معبرا عن امتنانه لعمره الذي سـلخه يف رحلة خارجية له بعد سنوات االستتار والتال سـيما القيـادة الثوريـة اإلرتريـة، للثورة دعما العام السودان، وملا ظل يبادر به األمني

املاركسية اليت ورثت القيادة الوطنية السابقة، وما واجهت من صعوبات اعتـرت عالقـة األمني بية مدى أعوام ما بعد سقوط النظام املايوي، وإذ ظلالثورة باحلكومة السودانية احلز

والوحـدة، ال العام يعبر عن إميانه بتجربة الشعوب املتجاورة يف احلركة واالنتقال والتكاملأكد قائـد الثـورة األفريقي، سيما بني الشعوب العربية والشعوب األفريقية خاصة القرن

ة الذي انتة اإلريتريدراليأول رئيس لبالده بعد االستقالل إميانه العميق مبشروع الكونف بخأنه ال يراهـا إال م،1993 أمسرا يف احلياة جلريدة صرح الذي طرحته القيادة السودانية، وقد

اش فهما متحدان قبائل وثقافة ومع(: عرب القرون وليس حلما متثال للواقع القائم بني الشعبني .)وأمن مبا يؤهلهما لقيام كونفدرالية مؤسسة على عالقات وطيدة

وإذ ظلت قيادة احلركة اإلسالمية مدركة لعقد الواقع اإلريتري وتشعبه، ملتزمـة أال تنشط يف املعارضة ضده جهرا أو سرا، فقد ظلت اخللفية املسيحية املاركسية لقادة الثـورة

سط سحابة من التوجس يف العالقة مع من يراهم البعض أئمة لألصولية، مهمـا تكـن تبرؤوس القيادة يف إريتريا ويف أثيوبيا تعرف مدى وعي القيادة السودانية اإلسالمية باألبعـاد اإلستراتيجية للعالقة، وحرصها على عهودها مث تعهدها يف اجتاه مصلحة الشـعبني، فإـا

صني يف الداخل واخلارج باستغالهلاتل تعقيدات تلك العالقة هو اعتزال حركة . غري املتربأواجلهاد اإلرترية ملسرية الثورة املنتصرة، يؤثرون المضي يف املعارضة املسلحة للنظام املاركسي

التعاون مـع ولو بعد االستقالل، وإذ مل تفلح جهود احلركة يف السودان يف حملهم على .النظام اجلديد، اعتذروا عن أي دعم التزاما بعهدهم السابق

لكن صراع األشخاص واألجهزة جنح باجلماعة األمنية ال سيما الممسـكة جبهـاز األمن الرمسي الرتكاب اخلطأ االستراتيجي الثاين، فقد كانت الثغرة األخطر يف العالقـات

السودانية اإلرترية هي تصور جهاز األمـن احملصـور يف األمـين دون السودانية األثيوبية والسياسي واالستراتيجي، وإذ حول املدير العام اجلهاز إىل ما يعبر عن رؤيته اخلاصة تطـور اجلهاز متكلسا حول الوالء لقيادته واملرجعية إىل مؤسسته، يوايف يف ذلك رؤية نائب األمني

كما يسر هلم رضى نائب األمني العام التعـاون مـع . رقابة تنفيذية أو تشريعيةالعام دون اموعة العسكرية املتنفذة بقيادة العضو األصغر يف جملس الثورة، والتكامل معـا بسـعي

فبعد سقوط نظام . دوؤب ملعاجلة االختالالت الطارئة دون خطة هادية أو رؤية استراتيجية، طلب األمني العام من جلنة خمتصة تقدمي استراتيجية للعمل يف دول )تو هايلي مرياممنجس(

وإذ قدم تصور حمدود يعول على منظمة الـدعوة ). أثيوبيا وإريتريا(القرن األفريقي األقرب قوم علـى ووكالة اإلغاثة، قدمت اجلماعة غري الرمسية األوثق صلة باإلقليم رؤية أعمق، ت

. توازن القوميات، مث رؤية جهاز األمن املؤسسة على تكثيف القنصليات وواجهات العملوإذ كان استقالل إريتريا هدفا استراتيجيا كما قدمنا، فإن القيادة األثيوبية رغم موافقتـها

ت القتال يف حـرب عليه كانت تؤثر أن يتأخر قليال حىت تتعادل مع القوة اإلرترية اليت قادالتحرير ومتلك خربة وقوة أكرب، ولكنها كانت ترى يف السودان الضامن ألي اتفاقية بـني

مشـروع أن اخلالصـة . طويلة لفترة والتاريخ اجلغرافيا بعالقات املشتبكني البلدين املتجاورين

سودانية، وقـد القرن األفريقي وحتديدا أثيوبيا وإريتريا كان أكرب مشروع إقليمي للحركة ال املركـزيني الشموليني ألساطينها عقدة نفذت مراحله مبنأى عن األجهزة الرمسية وظل يشكل

أن االنقالب الشامل السريع لكال البلدين على السودان، كان نتيجـة ريب وال الدوام، على ظلت تتدخل إلفساد ذلـك لضعف ثقة القيادة يف كليهما يف اموعة الرمسية األمنية اليت

.العمل الكبري

كانت اجلماعة املتوجسة من النجاح يف إريتريا وأثيوبيا تبسط بعض حجـج تتزيـا ببعض لبوس املنطق اإلستراتيجي، فهم يدعون تناقضا أساسيا بني مصلحة املسلمني الـذين

ورة اإلريترية خاصة من قلق علـى يشكلون أقليات ضخمة يف البلدين وما حيمله رئيس الثحتاول أن تقتلع املسلمني من ةغلبة املسلمني واللغة العربية على بالده يدفعه لتبني إستراتيجي

جذورهم لتلحقهم باإلقليم السوداين املتاخم إلريتريا، مدفوعا بانتمائه العرقي أكثـر مـن .هويته الفكرية املاركسية

بدأت خروقات األجهزة األمنية بتدريب عناصر من األقليات املسلمة يف الدوائر املدنية شأن اإلذاعة والتلفزيون والربيد وغريها، بعد أن تدرب يف ذات األجهزة عناصـر اجلبهـة

مث انفتحت معسـكرات . الشعبية اإلرترية متهيدا لبناء أجهزم اخلاصة يف دولتهم املستقلةللتدريب العسكري يف املدن الشرقية املتامخة إلريتريا وأثيوبيا حتت واجهات الدفاع الشعيب

واألقليات اإلسالمية، مث تسللت عناصر منهم إىل اجلهاد مجاعات من عناصر وغطائه، ضمت

ة اإلرتريـة واألثيوبية وخاص لتنفيذ عمليات عسكرية، وإذ أن العناصر اإلرترية إريتريا داخلاملتغلغلة يف خمتلف األطر السودانية، ال سيما يف مدن احلدود ومناطقه، فقد تناهـت أنبـاء املعارك واخلروقات وما وراءها من تدريب أجهزة األمن السودانية، تناهـت مفصـلة إىل

ص علـى األمـن القيادة اإلرترية واألثيوبية، كما خرج البعض من تلك املعسكرات لـيق .اإلريتري التدابري كلها

تزامن االيار السريع لبناء العالقات اإلنقاذية مع إريتريا مع تصاعد احلملة األوروبية األمريكية، ومساندة اجلوار األفريقي مث العريب لتطويق السودان، إيذانا بوضع اخلامتة حلكـم

اإلرترية أن اللحظة ليس بأنسب منها لفك االرتباط وإذ وجدت القيادة . احلركة اإلسالميةمع اإلنقاذ اليت كانت تثقلها بتهم املساندة واحلماية لنظام أصويل إسالمي، تابعت القيـادة األثيوبية خطى جارا واكتمل إحكام الطوق على السودان، فإذ طـردت األوىل السـفري

لقوى التجمع الوطين الدميقراطي، اسـتعادت احلركـة السوداين وسلمت مفتاح سفارته ) الدرق(الشعبية لتحرير السودان مواقعها اللوجستية اإلستراتيجية اليت فقدا مع ايار نظام

ألول العقد التسعني، وفيما أضمرت إريتريا وأثيوبيا تناقضاما التارخيية اليت مل يشفها حىت أصويل، أصبحتا توافقان فيـه إسالمي لصاحل تناقض رئيس ثالث مع نظام االستقالل التام

.رأي املعارضة السودانية أنه خطر البد من محوه عن الوجود*****

عالقـات حادث آخر كان له أثر بالغ على عالقة السودان بأثيوبيا وإريتريا، وعلـى

اإلنقاذ دفعة سـخية جتـاوزت أحـالم اركافة، وأهدى إىل خطة حص وتوجهاته السوداناملعارضة املتلمظة إلسقاط نظام اخلرطوم، احملاولة الفاشلة الغتيال الرئيس املصري حسـين

فرغم تدهور العالقات العامليـة الكـبري . 1995) حزيران(مبارك يف أديس أبابا يف يونيو القات املتينة مع اجلوار الشرقي الذي أعقب حرب اخلليج واتصل لسنوات، وما اعترى الع

للسودان من ردة وانتكاس، مث انقالب االنتصارات املتتالية يف اجلنوب إىل هزائم وضـياع علـى م بأسباب من غلبة اإلرادة العسكرية1991فرصة السالم الثمينة يف منتصف العام

-كتلة السند اجلـوهري للنظـام السياسي، إال أن متاسك اإلرادة الداخلية ال سيما الرأي اإلسـالمية الثـورة مناصرة حنو وانعطاف الرأي العام العريب واإلسالمي -احلركة اإلسالمية

السودانية املحاصرة، وجناح سياسة التحرير االقتصادي يف جتاوز انقطـاع مـدد العـون دول آسيا ومع دولة مع الطيبة ورةالث عالقات اتصال إىل إضافة اخلارجي إال من إغاثة حمدودة،

ال سيما سوريا واليمن واألردن والعراق، ) محور الضد(ومع دول ،)قطر(واحدة يف اخلليج كل ذلك أعان السودان يف مخسية اإلنقاذ األوىل على الصمود، ولكن واقـع العالقـات

أوكلت وزارة اخلارجية بتصميم شديد اخلارجية كانت مدعاة للنظر والتأمل واملراجعة، فقد وزير الدولة للخارجية أحـد أهـم مقعد على وجعل العام، األمني من األمني العام إىل نائب

وجوه اإلنقاذ الصاعدة من صف احلركة اإلسالمية األول، كما تولى األمني العام بنفسـه

حيقق رأيه األصويل أن تـدار السياسـة مبا إدارا ومنط الوزارة لتوجهات شاملة خطة تفصيل .183اخلارجية بتفاعل مع العامل، ولكن بعزة واستقالل

تقدم األمني العام يف نفس الفترة مبقترح يشتمل على خطوة االنتقال الثانية للحركة، ضـروب أي بسط حرية التنظيم والتوايل السياسي واليت تأخرت ثالثة أعوام عن أجلها امل

ألول اخلطة، موضحا وقعها املهم يف هذه املرحلة لإلصالح الداخلي وملوافاة مسار العـامل لكن املقترح تزامن مـع . الذي حيتج بالدميقراطية ألميا انفراج يف العالقات الثنائية والدولية

سان بإسناد تـام مـن احتالل جيش احلركة الشعبية لتحرير السودان ملدينيت الكرمك وقي

�E^ م #��, J�2N� وزارة ا�1aر�G� �tE�1 ا.��E^ ا�&1Eم 1EA+7 'EP7ن ��25EC� ،OE9 6EA� إ��1EI ���1995 ا�&1م 31

QEPdدان و�Eا�� '( '71A5G���5ل ا� c�1)ا� u�Ra51 )' ا�I5AI� ^7 �تS12# '571' ا�A5Gpا u�Ra5وزارة ا��`^ �6ى ا�5jاح �OP2 إ�, وزارة ا�1aر�G� 2P#, ذ�1AH v *(OJE ا��E)g إذ ��E41J� �71EF# 6EI&* VEا . وزارة ه�1(��

وOE�P7 Zj ا�OE�. UE�P`5 آ1Eن *�Eي �Efورة #&�Z� hTEI� OEf ا�&V�1 و�V *6رس )' ا�1aرج و�`^ ا.��^ ا�&1م 6j أ �E�A�1&وا� �E�P�A1 ا�EI#1j�&H ����E�ا �E1دة ا���آE�2� ZPR5* إذا آ1ن �H�K5د . ا� �Eا�6و� �E*وز tEBC� ,��E# 1EAآ .

��ERة وE( 1E&� 1AI&Ef' وزارة ^E`# VEري و��IAKا� �B2�1H �ي آ1ن وز*� دو�T�1' ا�J5&ح ا�6*^ ا��S 1زيx# p6ة إNة ا�+�رةوا���� ,P7 ��G1رa1ت ا�j�&ا� �Ra� آ�6ا".

أثيوبيا، واحتالل أثيوبيا مباشرة ملناطق الفشقة وتايا، مما أدى كله إىل رفض اقتراح األمـني .العام ببسط احلريات

أخريا جنح املؤمتر الشعيب العريب واإلسالمي بتوايل دورات انعقاده الثانية والثالثـة يف وتبنت أمانته العامة أول حماوالت جتاوز الرتاع الفلسطيين اعتماد خطاب االعتدال والتصاحل،

بني فتح ومحاس، وجمعت بينهما يف جلسات مشتركة مبقرها، إذ كان رئـيس السـلطة الفلسطينية ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ضيفا دائما على اخلرطوم، كما فازت محاس

إذ مجعت األمانة العامة للمـؤمتر الشـعيب املعارضـة و. مبكتب بذات العاصمة السودانيةاإلسالمية اجلزائرية إىل احلكومة اجلزائرية بتنسيق مع فرنسا، سامهت يف عقد أول حماولـة

بروما، وهـي ) سانت جيدو(إلصالح الشرخ الوطين اجلزائري يف املؤمتر الذي رعته مجاعة ة لزيارة روما والفاتيكان، وهيأت ملناظرة فريدة ذات اجلماعة اليت قدمت لألمني العام دعو

يف احلوار اإلسالمي املسيحي بني األمني العام وأساتذة الفلسفة والالهوت، نقلتها القنـاة الثانية يف التلفزيون اإليطايل، وذلك إثر الوقع احلسن الذي طبع مشاعر بابا الفاتيكان إبـان

حلاشد الذي اصطف له اآلالف من املطار وحـىت م، واالستقبال ا 1991زيارته اخلرطوم موقفه األول لدى الكاتدرائية الكاثوليكية يف اخلرطوم، والذي ساهم يف تبديد ظالل دعاية

.اضطهاد املسيحيني ومضايقتهم يف السودان

يف ظل من مرحلة مراجعة السياسة اخلارجية والتماس البدايات حملاولة كسر الطـوق عض التقدم مع بعض احملاور الدولية املهمة، جاءت أحداث حماولة االغتيال الفاشلة وحتقيق ب

للرئيس املصري، فقد انفتح السودان بإجراءات التأشرية املرفوعة لكثري مـن املضـطهدين واهلاربني بدوافع خمتلفة، طفق أغلبهم فور وصوله السودان تقدمي نفسه واملعلومات املفصلة

عه وطبيعة مهمته يف السودان بسخاء لألجهزة األمنية، يستصحب أنه إمنا يلوذ المسه وأوضاجبوار دولة اإلسالم وال حيل له أن يكتم عنها بل يعينها بكل ما يستطيع، منهم أفذاذ قد ال يدركون طبيعة عمل األجهزة األمنية سوى إجراءات تسجيل اإلقامة الراتبة أليما أجـنيب،

ضاء يف احلركات أو اجلماعات اإلسالمية املوصولة بعالقات تنظيمية مع احلركة وغالبهم أع .اإلسالمية

اإلرهاب لكن حركة اجلهاد واجلماعة اإلسالمية املصرية املتهومتان يف أغلب عمليات

يتخذان مناهج شديدة املباينة حىت حلركة اإلخوان العربية فضـال عـن احلركـة مصر، يف عـن فضـال اعتزال دون اتمع مع إلسالمية السودانية، مبنهجها املنفتح ذي التفاعل األمتا

اجلماعة الذين تسللوا من السودان إىل أثيوبيا مل ميروا على تلك أفراد أن األمر واقع. اإلرهابادية، ومل يبلـغ أجهزة احلركة التنظيمية املتصلة بشأن احلركات اإلسالمية واحلركات اجله

كبارها مهما محلت الصحف بعضا من ذلك، وأشارت جلان بعض زاره السودان أن مسامعهاالتحقيق اليت تكونت يف احلركة إىل صلة باألجهزة األمنية الرمسية وعلم نائب األمني العام،

ى أجهزة احلركة، إذ كـتم وقد مضى األمر كله شأنا أمنيا خالصا تتلبسه صورة املؤامرة علففكرة االغتيال كانت باألساس غري سودانية، . 184عن أمني عام احلركة ورئيس اجلمهورية

وقد وجهت القيـادة األثيوبيـة . لكن اموعة الرمسية تبنتها لتقع وتفشل على ذلك النحويادة الفكرية ال ميكن أن تتورط يف مثل ذلك أساس اامها للمجموعة الرمسية، مقدرة أن الق

إال أن اخلطأ االستراتيجي الذي أوكل معاجلة آثار حادث أديـس . العمل غري اإلستراتيجيأبابا إىل قائد اجلماعة الشمولية عقد األمور حنو األزمة الشاملة، إذ تداخل الصاحل الـوطين

طة، فتوالت أقساط الـدفع مـع اسـتمرار األعلى مع اخلالص الفردي للمجموعة املتورالسياسات دون تبديل جذري أو إحالل وإبدال ائي للقيادات التنفيذية املسؤولة عن تلك

.السياسات، فظلوا موجودين بتعديل طفيف يف املواقع واملناصب

نقاذ إىل بقيادة ثورة اإل السودان املصري الرئيس استهدفت اليت أبابا أديس حادثة أدخلت مأزق العقوبات الدولية، اليت جنحت ألول األمر أن تكون حاسمة شديدة، بدفع من إدارة الرئيس األمريكي بيل كلنتون، فرغم أن مصر وأثيوبيا هما الدولتان املعنيتان اللتان حملتـا

ت يف اعتبار اإلرهاب جرمية شرع قد كانت األمريكية اإلدارة أن إال األمن، جملس إىل الشكوىوإذ هلا من املواجد على حكومة السودان ما ال يحصى ملحاربتها، العامل يتناصر أن ينبغي عاملية

32 �EEآ�N�1'، وEE�(.1د اEEIK1ت ا�EEآ�Nو ،��C�REE�PFا� �EE12و�Aا� �EEآ��H p�EES�� �EE*1دIK1ت ا�EEا���آ tEE5`� cEEd

,ECJ5# 'E51ت ا�Eا���آ ZE� �Ej�&ا� ^E� �5ىE�� ,Eأد� V�E2* p OEC`1 و�Eه��x1 وE*�5*1ل و#(1د وإر��B1د )' ا�IKا�.اره1ب

منعت دخول املسؤولني السودانيني إىل أراضيها، وطلبت أن يغادر أراضيها الدبلوماسـيون م، واليت 1994بات اليت ظلت قائمة منذ السودانيون إال من عدد حمدود، إضافة إىل العقو

.تصوبت حنو صادرات السودان وحركة أمواله وعمل الشركات األمريكية فيه

الديبلوماسي للسودان على امتثلت غالب اموعة األوروبية لقرار ختفيض التمثيل وإذ منع يف وروسيا الصني دجهو والعريب وأفلحت اإلسالمي العامل دول من كثري تستجب مل أراضيها

ميضي مع أن عن فضال السودانية، اجلوية اخلطوط شركة عمل حيظر األمن جملس من قرار صدور

.والعراق لليبيا حدث ما حنو على السودان عن جملة الطريان ليحظر األمريكي الكوجنرس إدارة

ملتربصة بالسودان، ال سـيما أتاحت إذن مرحلة ما بعد احملاولة الفاشلة لدول اجلوار ا يوغندا وإرتريا وأثيوبيا ومصر إلكمال احللقة العسكرية باهلجوم الذي اتخذ حماوره الثالثـة بقيادة احلركة الشعبية لتحرير السودان، وفيما توسعت أثيوبيا لتضم باالجتياح العسـكري

دا وإرتريا أما معا يعتبران إسـقاط مناطق جديدة على احلدود الشرقية، أعلن رئيسا يوغنكما اعتبر الرئيس السوداين أن املخطط يضم مصر أيضـا، إذ مل . نظام اإلنقاذ هدفا رئيسيا

تسارع الفتعال معركة يف حاليب إال لتلهي السودان عن الزود عـن حـدوده اجلنوبيـة ركت يوغندا بالدبابات واألسلحة الثقيلة، وأن مصر نقلت والشرقية، مؤكدا أن إريتريا شا

.املعدات احلربية بطرياا احلريب

على جوهر املشهد الداخلي كما وصفنا الثقيل بظلها كذلك االغتيال حماولة حادثة ألقت ن العزل موضع آخر، وأثقلت صف اإلنقاذ ببالء فوق ما يطيق مل تدركه القيادة مبا يلزم م يفباإلمث والتناجي التآمر من مزيد حنو املتآمرة باجلماعة جنحت بل والصرب، االستغفار أو االعتزال أوواالستكبار العاملي، فمضت عليها سنة اهللا يف مصائر الدول، فكلما تضعضع اجلوار حماور مع

طرق أبواب السودان يف اإلسالمية الثورة لتبدأ األجنيب، اخلارج يف العون التمست الداخلي السندأجهزة االستخبارات العظمى متدها باملعلومات ولو على املستأمنني من أهل اإلسـالم، مث

بتواتر أنباء الطرد واإلخراج، مث إسالمهم إىل عدوهم الذي ال يعرف هلم إال مصـريا مـن .185اثنني، القيد أو القتل

ضطربت عالقات اإلنقاذ اخلارجية جبوارها اإلقليمي وجبملة حمـاور القـوى مهما ا ، فقد ظلت عالقاا مستقرة ومتطورة مع )اتمع الدويل(العظمى اليت أصبحت تعرف بـ

بل إن العالقة مع الصني ظلت متطـورة . حمور جنوب شرق آسيا وحتديدا الصني وماليزياسودان، فقد اعتربا احلركة اإلسالمية حمورا إستراتيجيا إبان إعدادها مدى عمر استقالل ال

ملرحلة الدولة والتمكني، فزار وفد اجلبهة اإلسالمية األكرب يف بعثه إىل اخلارج ميمما شطر الصني، بل ظل األمني العام للحركة اإلسالمية منتبها ومنبها خلطر وقع املارد اآلسـيوي يف

املستقبل املنظور على تطور العامل ومجلة موازين القوى البشرية واالقتصادية والعسـكرية، متده بشائر من سوابق كسوب عالقات احلركة اإلسالمية عرب بعض أفرادها، التحقوا بتلك

حه إىل مقـررات الناحية وارتبطوا ا لغة ومعاشا وزواجا، وأحلقت اللغة الصينية حبثه ونص .اجلامعي فوق التخصص قبل اجلامعية املراحل يف لطالا السودان جامعات تدرسها اليت األلسن

اتصلت تلك العالقة مع الصني ضمن أولويات العالقات اخلارجيـة اإلسـتراتيجية، قد توالت نـذر و) تشرين الثاين(م يف نوفمرب 1990فزارها رئيس الثورة حنو اية العام

احلصار االقتصادي على السودان، فتصوبت مباحث الزيارة حنو االقتصاد ال سيما التنقيب مث ملا اشتد احلصار جاءت الزيارة الرئاسية الثانيـة . عن البترول والذهب واملعادن األخرى

للتنقيب عن م لتحمل تلك الوعود إىل النفاذ واقعا، فخصصت أول القروض1995العام البترول، ويسرت اإلجراءات لضمان التبادل املباشر للسـلع دون الوسـطاء، وبسـطت

.ضمانات مصرفية وقروض مببادرة من الصني واتفاقيات حلماية االستثمار بني البلدين

33 �571H 'E�JC* 1نE، آ�وا�&�`�*� ����6Aا�1�2دة ا� US ^� ��1� 6)N �Jأآ '( O�F� ,P7 ا.��^ ا�&1م t�1� اف

1&E�Hو ^E�.1ز اEIG �*6E� VICE� ،^*�E�i 1لE9 ا���1ب ^`� ،�J�1�Aرا و*�1ل إ�, ا��( O#1و��o�� ^� ,Pa* أن 1EI&(�H �E�2�51ن ا�EK� اءات�EGإ cA5`# 1ر، دون أنJ`ا� O1و��&� ^� cEd cEH ،1E12ر*�ه# QEPA51دة، وإن اآE�2ا� ,Eإ�

Y���Eا� tE�1� 1مE&ا� ^�E�.ا tE�1� ,Eإ� ZAK�� ,j�5* ا.��^ ا�&1م t�1� . 'E( 1.ولEH م�Eا�� v�TE� g&JEر>خ ا�oE* وإذ �*6E� ZE� ة�E41J� c�1E��H tE91a# UEP�ا�1�2م ا�UB ا�1�2دي ا�Tي �4 ا���آ� 12Np، )�ن �6E*� ا�1EIKز ا�TEي

إp أن �7دة �S1C7 ا�oAا��ة إ�1EIG ,Eز ا.��A� . ^�EH ^EآM*� ا.��*`�� �j�7 Y��"5� P7, ا���اءا��H1aAات ا �EE�`*��.ا �(1�EEBا� UEE)`# QEEPd 1EE� �EE�� ,EEP7 1تEE��P&AP� ي�EE1دل ا��EEJ5ا� OEE&J# 12قEE)�p6ي اEE* . �EE*�25ا� ZEEGرا

�PK� O#�)� يTا� c�1)ا�) Vanity Fair ( �JA5J� '( ��`*��.ا)ل�P*2001) أ.

إال أنه مهما يكن تقدم العالقات مع الصني، فقد عاقتها أمناط السلوك الدبلوماسـي رمسي، تكبح طموح اجلهد الشعيب من العارفني بتلك البالد أن الصـني جتـد يف مـوارد ال

السودان الضخمة وموقعه اجلغرايف وإطالله الكثيف على تسع دول يف أفريقيا القارة البكر، هلا ومركزا للطموح الصيين الكبري يف بسط صادراته على العامل الثالث الفقري لساحة ال مثي

إذا أسس قاعدته الصناعية يف السودان، فجنحت الدبلوماسية الرمسية لتلقي العون عظيم بيسر .الصيين يف مشروعات البنية التحتية والصحة واملستشفيات، بدال عن التعاون اإلستراتيجي

كذلك ساندت الصني السودان يف مآزقه الدولية عرب توايل القرارات حتميه من غائلة الدول الكربى يف تشديد العقوبات حنو ختفيفها، وإن مل تبلغ الصني إعمال حق الفيتو جنوح

ألجل السودان مهما شطحت بعض التطلعات الساذجة ترجو ذلك، يف ظل نظام عـاملي جديد يتضاعف فيه حجم التعاون االقتصادي بني الصني والدول العظمى ال سيما الواليات

مة وال تعينها سياسة املتحدة األمريكيا من التكنولوجيا املتقدة، كما ختشى فيه الصني حرما .اإلنقاذ املضطربة تقية تلك القوى

اتصلت عالقات اإلنقاذ باهلند وباكستان وإندونيسيا ملا وجدت يف تلـك اموعـة ولكنـها . نة الدوليةاآلسيوية من رغبة صادقة يف التعاون، ومن مواقف االستقالل عن اهليم

متيزت أكثر مع ماليزيا، إذ اتصلت جمموعة من خنبة احلركة اإلسالمية السـودانية بـزعيم احلركة اإلسالمية الشابة يف تلك البالد إبان سنوات دراسته العليا يف بريطانيا وأسست معه

مبغادرة رئاسـة احلـزب عالقات وطيدة، كما كانت احلركة اإلسالمية وراء قراره املهم ،)حممد مهاتري(اإلسالمي إىل مقاعد الوزارة جتاوبا مع طلب مؤسس النهضة املاليزية احلديثة

ماليزيا على السودان إبان إحكام احلصار، وتوالت عليها زيارات املسؤولني مبا يف فانفتحتالتجاري بـني يزانامل واتسع األعمال، وسيدات ذلك رئيس الثورة، وانتظمت حركة رجال

الثنائية لصاحل ماليزيا بالطبع، إذ تكثفت صادراا العالقة له يف تاريخ سابق ال حنو البلدين على التنقيـب جمال يف العاملة شركاا عرب البترول يف الكبري املاليزي االستثمار كان مث إىل السودان،

.احلريب التصنيع عمشرو يف للبدء املايل والدعم البترول، واستثمارات

وإذ توافقت رؤى القيادة السودانية يف إصالح األمم املتحدة، ال سيما جملس األمـن لتجاوز أوضاع ما بعد احلرب العاملية الثانية مع مواقف القيادة املاليزية، دعمـت ماليزيـا

.مواقف السودان يف جملس األمن وصندوق النقد الدويل والبنك الدويل*****

م تصاعدت األمور شدة لتنفرج يف األعوام التالية، فقد وقع اتفـاق 1997حنو العام اخلرطوم للسالم مع الفصائل اجلنوبية اخلارجة على احلركة الشعبية بعد عام من توقيع امليثاق

همم مع حكومة املؤمتر الوطين احلزب احلاكم وحكومة السودان، فمهعما حاولت الذي جأن تؤكد خلو االتفاق من املعىن بوصـفه صـفقة بـني ) الفصيل الرئيس(احلركة الشعبية

احلكومة وعمالء هلا، فقد انتبهت له دوائر اتمع الدويل ورحبت به الدول الكربى، وبينما يسهم ، رحبت دول أخرى بأيما جهد)قرنق(واصلت دول اجلوار األفريقي متترسها خلف

يف استتباب السالم ولو جزئيا، وإن مل يعين ذلك تفريط القوى العظمى يف احلركة الشعبية .والتصدي ألي حماولة خلنقها وإخراجها من ساحة النفوذ والفعل

وإذ سارعت احلكومة اليت بدأت تتميز خبط رمسي هلا ال يكاد يسـتمع ملوجهـات و مبادئها يف العزة واالستقالل، مرعوبة مما جره بعضهم متحسـبة ألي احلركة اإلسالمية أ

خطوة من الداخل أو اخلارج فيما يشبه حالة الطوارئ، سارعت لتعطيل الـدعوة لـدورة االنعقاد الثالثة للمؤمتر الشعيب العريب واإلسالمي، علها تبرد محية االشتعال الـذي اعتـرى

الشم وارايل واملجتمع الدويل، املرتعجني مجيعا من سياسة الباب املفتوح اليت أدخلـت اجل .بعض أعدائهم وأوجدت مأوى هلم وألعماهلم

لكن بتسليم كارلوس وخروج بن الدن، ارتفعت أصوات من صلب الدوائر الغربيـة سالمي يف تبني اخلط املستكربة أو املرعوبة من اإلسالم، تشيد جبهد املؤمتر الشعيب العريب واإل

املعتدل وجمع التيار القومي إىل التيار اإلسالمي مما يقرما معا لالعتدال والدميقراطية الـيت تتنافس على الشعب وتتباعد عن اإلرهاب، مث يف مجع املعارضات واحلكومات إذ سار خط

ون والبلجيك والطليان وجيمع املعارضـة يلتمس األرضية املشتركة يف اجلزائر يؤيده الفرنسي

كما نشطت الوساطة بني الفصائل األفغانية املتحاربة حنو .اإلسالمية إىل حكومة اجلنراالتكلمة سواء، وامتدت أعمال املؤمتر الشعيب العريب واإلسالمي حنو الـيمن الـيت تتعـاطف

.زا ملرارات حرب االنفصالحكومة وشعبا مع جهده، حتاول مجع الصف الوطين جتاو

كما صدع آخرون من ذات الدوائر الغربية أن األوفق أن تكون هناك ساحة للعالنية تلتقي فيها تيارات العروبة والقومية وتيار احلركات اإلسالمية احلديثة، مهما ارتدت بعضها

حتت مسع العامل وجتادل وحتاور ولتتدا واالعتدال، الوسط ملتزما الرئيس مدها بقي راجعة سلفيةوبصره حىت يقوم صواا وخطأها، بل ويتعرف إليها حىت يعترف ا أو ينكرها أو ينكـر منها ويعترف، فاملؤمتر الشعيب العريب واإلسالمي مفتوح كذلك ساحة حلوار االختالف عرب

إن اإلقصاء والكبت والعزل ميثل بيئـة األديان وامللل وبني احلضارات اإلنسانية، وباملقابل فمثالية ألفكار التطرف، وأن األنسب أن جيد الغرب محاورا درس يف جامعاته ويجيد لغاته

.186ويفهم مواقفه احلضارية والسياسية، شأن األمني العام للمؤمتر الشعيب العريب واإلسالمي

هم على الصعيد الداخلي والذي جتلى فـورا م كذلك احلدث األ1998شهد العام م ومسارعة قيادة احلركة 1998على صعيد عالقاته اخلارجية، إجازة الدستور الدائم لعام

اإلسالمية يف تقدميه وشرحه، ال سيما للدول الغربية اليت جعلت موضوعة حقوق اإلنسـان لإلصالح، فقد أباح الدستور احلرية للناس وبسط احلريات السياسية والصحافية رأس دعوا

كافة مهما تلقته دوائر املعارضة يف الداخل واخلارج بالتردد والظنـون، تـتهم مصـطلح باحليلة اليت تكبت التعددية وليس حمض تأصيل للخطاب يف الوثائق املؤسسة للحياة ) التوايل(

ور فتح أضابري احلوار اإلنقـاذي األورويب لكن مهما يكن ذلك كذلك، فإن الدست. العامةواإلنقاذي األمريكي، فقد أشاد السفراء كافة باحلرية املبسوطة يف الدسـتور، ورأى فيـه بعضهم ذات مالمح احلريات العامة يف الفلسفة الغربية وجتلياا يف الدساتري اليت اسـتقرت

�BC� _&Hر أ1K7ز أ6N أ1Rjب ا��Mب ا��2A*6ا9' )' ا��p*1ت ا�6�5Aة، �1��H� *(�Eح )��E��� 1EI^ ا�&1Eم 34

6�5# �H1C1ء و�R��� 1`*أ�� �G1N ث�6ى �k6EC* ^E� م��1( ،VIH1ر)و� VI#1 #`^ #�1راAI� ^�����1 إ�, اI�( �Cا��اه O#1د�j cd '( ا���دان ,��Hرj� �AI� E(' هhTE ا�A&1د�E� OE�P7 أ�EF* pط 671B5�� cH اpه1A5م OH و���

^�F�1Ea6ئ روع ا�EI* OEP7 6ةE712ا� ,EP7 OEA�A&#1ب وERaا� �AG�# ا.��^ ا�&1م tP9 6jو �A#oA1ط ا�)� ZCAH 1I�(h1ب أ�1م دورات ا�&12دJ5§��*^ ��6 ا�Aا� 'J&)ا� �A#oAا� ^�.

ت كلمة باحلياة هناك عرب التداول السلمي للسلطة، ال سيرجمالتوايل السياسي(ما وقد ت (، فاتصل احلـوار )Political Association( ةمبا ال حيمل أيما لبس يف اللغات األوروبي

مع فرنسا، الذي بدأ قبل حادثة التسليم لكارلوس استخباريا سريا، ليتطور سياسيا فكريـا فراج مع دخول إيطاليا اليت جنحت للحـوار مع اموعة األوروبية، لتبدأ أول شروط االن

منذ زيارة األمني العام حلاضرة الفاتيكان، وأخريا انفتح باب احلوار مع أملانيا اليت كانـت كلتا الدولتني السابقتني جتعل احلوار معها شرط العبور من املخاصمة والقطيعة حنو صالت

.أطيب وأرحب معهما ومع دول االحتاد كافة

م كذلك حادثة ضرب مصنع الشفاء لألدوية واملستحضرات الطبية 1998هد العام ش فقد استترت إدارة الرئيس كلنتون بقرار ضرب السـودان . اليت بدأت ضارة وانتهت نافعة

وأفغانستان، إثر التفجري املتزامن للسفارتني األمريكيتني يف نريويب ودار السالم، وسفر اسم وإذ جاءت الضربة باغتة مبهتة فقد واجهـت اإلنقـاذ .من وراء تدبري احلادثتني) ةالقاعد(

تداعيات العدوان بصف متحد وخطاب منسجم وقرارات حامسة، أخرجتها ألول مرة منذ احملاولة الفاشلة الغتيال الرئيس املصري من حالة االنكسار واملسكنة إىل أحوال العزة الـيت

األمريكي وطرد السفري الربيطاين السفري فطرد اخلارجية، السياسة يف مواقفها اإلنقاذ ا لتاستهإثر تأييد رئيس الوزراء الربيطاين للعدوان فور وقوعه، وباتساق خطاب حكومـة اإلنقـاذ

ستشرية القوي الذي أكد أن العدوان وقع على مصنع لألدوية يساهم يف عالج األمراض املاليورانيوم ختصيب بأحباث صلة أدىن للمصنع وليس حملاربتها، كله العامل ويتناصر الثالث، يف العامل

ساحة وال ميلكه أسامة بن الدن، كسبت القيادة املعركة يف لوصناعة أسلحة الدمار الشام

ضـد تؤيدها فهبت جاكرتا إىل طنجة من املمتدة التليدة مجاهريها لنصرا واستقطبت اإلعالم،

.187احلادثة بعد السودان حول كثرية تقارير أبادت أا األمريكية اإلدارة وأعلنت العدوان،

��EEJا *6E�F أن وآEE�1� ا1Ja5EE�pرات ا. 35 �EE�`*��.ا U�EEBا� QEPAN دان�EEل ا���EEN �EE*�2# �EE�� QEj�Nأ �EE�`*��

وأ14رت �&�V ا��2اءات ��JaP أن ا�1E25ر*� �6EBره1 ا��EKار وا�A&1رEf� ا���Eدا���، وهE' ا�QEPAN 'E5 ادارة �1�5ر ا�ZCBA ه6)1p ��`*��.ا.

أما احملصلة األهم يف تطورات ما بعد احلادثة فهو انفتاح منرب للحوار ألول مرة مـع ء، ونشطت جمموعة من عناصر اإلنقـاذ إدارة كلنتون اليت ظلت تقابل السودان بأذن صما

اإلسالمية تتحاور وفق اتفاق يثمن على أمهية احلوار مـع جمموعـة مـن الدبلوماسـيني األمريكيني دف التفاهم حنو حتسني العالقات، مهما تكن األجندة مـن ملـف حقـوق

للحركـة اإلسـالمية يف فرغم وجود. اإلنسان إىل ملف السالم يف اجلنوب وجبال النوبةأمريكا منذ الستينات ليزداد يف السبعينات ويتكثف يف الثمانينات، جلهم ممن أقام سنوات

تستثمر تلك املعرفة إال حمدودة يف واشنطن، ولكن مع بداية احلوار مل عليا دارسة على وحصل .حسني العالقات الثنائيةاجلاد بعد الدستور، بدأت النخبة كأا تستعمل كل خرباا لت

طابت العالقات مع أثيوبيا شيئا ما مببادرة من رئاسة اجلمهورية اليت شاركت يف قمة االحتاد األفريقي وذكرت الرئيس األثيويب أن ما حيض على اجلمع أكثر مما يفرق، ويـأت

جلارا مع السودان اليت قد ترتد عدوانا بذلك أن دأ مع إريتريا اليت تتوجس من أي عالقة عليها، ولكن العالقات مع إريتريا مل تلبث أن هدأت إثر نشاط املصاحلات الداخلية بـني اإلنقاذ واملعارضة السودانية عرب املبادرة الليبية املصرية، وبعد اللقاء الذي مجع أمـني عـام

.السويسرية العاصمة يف القومي األمة حزب رئيس إىل وطينال املؤمتر عام وأمني اإلسالمية احلركة

أخريا تبلغت اخلرطوم أول إشارة يئ النفراج العقدة اليت استحكمت بني األمـني العام واجلارة الشمالية بالغة األمهية مصر، إذ فتح الرئيس املصري الباب مع وزير اخلارجية

لسودانية خريا إذ ظلت تعتقد أن الوهم أكرب مـن احلقيقـة السوداين، واستبشرت القيادة ا .بكثري يف أزمة العالقات السودانية املصرية منذ اإلنقاذ األوىل

وخبروج عشرات شاحنات النفط من ميناء بشائر حتمل املاليني من الرباميل يف الفاتح ة جديدة يف اقتصاد السـودان م تلقاء الشواطئ اآلسيوية، بدأت مرحل1999من سبتمرب

ويف عالقاته اخلارجية، فقد كان اخلروج إىل آسيا بعضا مـن جـرأة اإلنقـاذ وتوكلـها اإلستراتيجي، كما كانت اختبارا حامسا جتاوزت به العزلة اليت يفرضها االستكبار، وأتيحت

جديـد وسـاوس فرصة أخرى لالنفتاح واالختيار وكسر األطواق، لوال أن سارعت من

اخلوف على السلطة لتضل الطريق بالقرار املستقل العزيز، ولتغلق أبواب املؤمتر الشعيب العريب ، ولتشرع من جديد يف طريق التناجي باإلمث مـع أجهـزة )اتفاقية املقر(واإلسالمي بإلغاء

ينتهي حتما إىل ج ب مسدوداالستخبارات، ال أروقة السياسة، وهي طريق188حر ض.

36 'C9�EEا� YEEPKAا� ,EEP7 �EEJP2CA1ذ ا�EE2�ا �EE��`N O#6رEESار أ�EEj 1ن أولEE�1' آEE5م ا��EEا�� 'EE( 1�5رهEEد� 'EEP7و

12/12/1999 م .N ^�H`��� ا���دان وا.��1� ا�&�1� ��A#oAP ا�(&J' ا�&�H' وا���' )ا#�j1F� ا��2A(إ��1ء

3$2(ا���� ا�

�PS1FAا� V�25�� وأ7�ج.. 9�*12ن

من سخية نةح، منحت ش189حادثة من أقدار اهللا 1998محلت أوائل العام امليالدي

الذي فسـحه إقـرار التـوايل الكبري بني يدي التحول وتراتبه اإلنقاذي العمل ملسرح التغيري مطـار على طائرة حتطم ، وفاة النائب األول لرئيس اجلمهورية يف1998سي ودستور السيا

صعود نائب األمني العام ليصـبح نائبـا لـرئيس مث ،1998) شباط( فرباير 12يف الناصر .اجلمهورية، جامعا بني الوظيفتني اخلطريتني

ة شديدة البل الشهيد شخصياألو دق كان النائببص نة، آماطة ولكن بالغة الفعاليسمع غاياا اإلسـتراتيجية التفاين ملقام عميق بأهداف ثورة اإلنقاذ منذ ساعة ميالدها ومتاهى

وبراجمها، وظل األنشط حركة خاصة داخليا عرب سوح السودان طيلـة األعـوام وخططهاأ فيها املنصب الرفيالتوبةسع اليت تز األكرب يف إجناز رئاسة اجلمهوريع، واحتل عمله احلي.

فاألرجح أنه مل يعهد أطر ،)اإلنقاذي(لصفة لكنه متثل يف ذات الوقت األمنوذج املثال االلتزام الفكري والتنظيمي املوصول باحلياة العامة وفعلها اليومي، إال مع تقلـده املنصـب

يري الذي خططت له احلركة اإلسالمية، وليس له من ظاهر انتماء لغري املؤسسة الثاين يف التغالعسكرية، لكنه إذ انتمى ألطر احلركة اخلاصة يف اجلـيش وأدى دورا مهمـا يف املهـاد

، أتاح له تراتبه املهين العسكري أن يكون تاليا للرئيس، مثلما أتاح له مقعدا ال 190لالنقالب .ل عليه يف قمة هرم احلركة القائد للثورة والدولة يومئذ دفعة واحدةجدا

1 �E*ر�IAKا� Y���E� ا.ول tE�1C�1} ا�ES 6EA�� �E�HM6 ا��IE)��1ة ا�E9 �Ek1دN ZE� ة�E�+1ر آJ�-Q�CG)1989 أ

1998 (41Cا� �f1ر&A1 )' أو�1ط ا�A�� p ،ا��ةo� ��.ر ا<�B# ان�E�Rادث ا��EN 'ا��# Z� �S1�R� T�iاك و 1EIC*�`# 6E&H ,E�C#و ,E4�5# أن _EJP# p �E�2�51ن ا�EK� 1ذ، وإذ أنE2�ا 'E( ^��E�1ا��� ^E� ��+1ة آ��H ا�5' أودت

راآEA� 1EJ^ ) 57(و#��F )' ا.��H1f، )�ن 1Nدk� ��19ة ا�t�1C ا.ول �S1� �Hزت �(�IEدة �E)&Hات ا�(�IEد �1EE�1A# gN6EE* 1EEA ا���H6EE5 وراء ا��1دEEk�، وإن آ1EEن 1EE2PR� 'EEFC* p اه1EEAل ا�ZEE*�A آ��1EEا EE� 1EE�&H^ ا��6EEث،

�A*�Kا� Y��* ي *`1دT12ذ*�^ ا��و��^ اo�AP�.

�&�وف ا���م أن ا�&6�A ا��Ek 6E�1j t�1� {�1S 6A�� ��HMرة ا�1E2ذ ��Eج �E^ ا���EK( ^KE اE2�p�ب، 6E&H أن 2�1Eم �1E*� (��J ا�12ذ Z�JH أ*1م وE*�*1� �ES1C&� cE�1`�1H tE��� أودع �Z ا��P25&A^ )' ا2�p�ب ا�TيC� �JE�� (

��E�1ة ا���MEIG.ا OEإ�� QE�CG يTEا� OE*�A5ا� ��H6اE# ^� 1�&H ��HMا� �*�Fا� �1رآ)� Q�1، وآ�و�7`�* ���1�� �EEا���آ 'EE( �EES1aا�& . وا� gEE&H �EE���# 'EE( ا.ول cEE)(1ذي وEE2�ب ا�EE2�p1ح اEEK� 6EE&H �7ا�EE4 VEEIP&و� �EES1C

�EE�C9ا�� ���1EEBAات ا��CEE� 1نEEHد�ة إ�EEAا� �2H1EE�� �EE*17ور ،�EE71دaAا� ^EE7 �EEf1ذ �&1وEE2�ا 'EE( tEES1C� �EE*�*1Aا�.و��x ذ��S ^� vر ا�&�j� ا�65Aا�P� �H^ �1*� وا�12ذ

وإذ جتادلت قيادة احلركة املدنية مع األمني العام مع حلول العام الثالث لإلنقاذ حول الرتول ملقتضى أمر اخلطة اإلستراتيجية للحركة أن يعمد إليها مباشرة فتنفذ، باستقالة جملس

وز احلركة اإلسالمية برباجمها ووجوهها كافة، مث تأسيس وضـع انتقـايل قيادة الثورة وبردستوري ريثما يكتمل التمهيد ملستقبل دستوري قار أو دائم، ظهر موقف رئيس الثـورة

نائب (املدنية األوثق صلة بالقادة العسكريني الحت للعناصرونائبه يتردد يف إمضاء احلل، مث أن ما رتبوا من متام القبض على السلطة ميكـن أن ) األجهزة اخلاصةاألمني العام ومسؤول

.يستمر بعد حل الس العسكري وفق تدبري آخر

اجللسة يف العسكرية النفاذ حتية يشبه مبا العام لألمني والوالء الطاعة متام الثورة قائد وببسط

أيا يتجرد أن دون الثورة جملس األصل،احنل اخلطة مبوافاة ورأيه العام األمني لقرار احلامسة اخلاصة

حـافظني األخطـر، الدستورية املناصب إىل فورا واثبني رتبته أو العسكري زيه عن أعضائه من

نائبه وليغدو الثورة قيادة جملس رئيس عن بدال للجمهورية رئيسا والثاين األول املنصب ألنفسهم

لثـورة الرمسيـة القصة فصول غالب يف وحامسا فاعال تنفيذيا رادو مؤديا اجلمهورية لرئيس نائبا

.191اإلنقاذ

اتسمت العالقة كذلك بني رئيس الثورة ونائبه بتمام االنسجام، تستدعي روح اجليش وتقاليده يف تقديس التراتب العسكري والتزامه مسعا وطاعة، فرغم الدفعة الواحـدة إال أن

ظة وفق تتايل أرقامها ما بقيت احلياة، ورغم طبيعة العمل السياسي قائمة التخرج تبقى حمفو والرمـي ومداوالته وقراراته املوسومة باملشاكسة والتقلبات، احتفظ كل منهم مبيدان عمله

)�E7 ( 'Eض ا�1EKز (و��oEول ا.MEIGة ا�ES1a� ) 1EA+7 'EP7ن OE9 (إذ �M# 1ال 1kiر ��t�1� Uj ا.��^ ا�&1Eم 3

1N أ127ب 'E( ي�`E�&ا� YEPKAا� cEN OE*1م رأE&ا� ^�E�.ن ا�E76ي إE* ^�EH �Pk1� 6اCآ �kا 1993د�EP&K* رأوا أن ، ZE� ��H6E� OEPآ Vه�E1ن أ�E1م، وإذ آE&6ى ا.��^ ا�� �ة ا�+2��k 6� '( VI�# �C��"AR6 �^ ا�*M� _J� ���1� �J�1CAا�

A�2ار ا.��^ ا�&1م ا�� �71R1م ا�A# ا�R�H ،^�*�`�&ا�12دة ا� p VEH 1عEfار ا.و�A5ا ا��CAf 6 أن&H �RaP� '(ا�*�F} ا�1KAل ��Pدة ��� ا.و1fع ا���6A� ا��F# 6j '5} ا�1KAل ��E�Pاك وا�E�(1CA� ا��2A*6اE�9�، و�EG '�1E5�1Hدوا

,C&Aن وا��A�A^ ا�� �ا���آ �R�و)' ا��وا*� ا�(�IF� ا�5' ��دهt�1� 1 ا.��^ ا�&1Eم آ+��Eا أن ا.��E^ ا�&1Eم . O&AG ر�EFا� ,P7 1H1G"( ،�PJ2Aا� �PN�A�2د ا�* ^A�( 1AI*1 7^ رأAI�"1ز و�Kو�7ض ا�) : ZJR�1EH ��E)Jا� �EA7( ،

cE&F�1H 1دواEj ^*TE6 ا�EC7 �E6او�� �E��H 1E��12P# Q��6E&# أو Q�E�� 1EI�"1 آEIPآ �Eا���آ �ER�و�6ى هTا ا�6EH UEj�Aت �E��I5H 1مE&6ى ا.��^ ا�� Q��6&# Vk ،وا�+�رة �1ذ ����ة ا���آEF� 6E&H �Eد ا���آ�E2* VEk �Eد ا�6و��E2�� رة�E+ا� Y�Eر�

: و)' ذات ا19ر، *�j ^`Aاءة #�EB*�1ت ا.��E^ ا�&1Eم ���PآE� وا�6E# 'E5او�Q آ+��Eا . وO5*p دور#�^ ر��5��1^) �E�1&ا���1ة ا� '( '��Nوأ '(أه6ا c+A* Oا���دان وأ� c1ء .هAا�� �Jه ��)Jا� �A7 ( 6E&H 1مE&ا� ^�E�.6 اE1 أآEAآ

.P7 v, دورh ا�F`�ي p ا�T�FC5ي ا���A'ذ�

وإذ طابت هذه الصلة الثنائيـة، . عن قناة واحدة مهما اشتدت املواقف وظهرت التباينات قيادة احلركة، نائب األمني وأمني األجهزة اخلاصة طاعة فقد ظلت موصولة باحملور املدين يف

كذلك طيلة عمر الثورة، إذ ظهر نائب رئيس الثورة مواليا لنائب األمني العـام . وانسجامايف أعقاب احملنة األخطر حنو اية نصف العقد األول للثورة يف احملاولة الفاشلة السـتهداف

أديس أبابا، معتصما مع الرئيس ونائب األمني العام عن الرئيس املصري بالعاصمة األثيوبية مـن االجتماعات الدورية للمكتب القائد، إال أن نائب الرئيس رضخ بعد ضغوط طفيفـة

.مرتله يف العام األمني إىل العام األمني ونائب الرئيس جيمع أن الوسطاء

ـ ة النائـب بالكثافـة أما على صعيد العمل التنفيذي والسياسي فقد اتسمت حركوالنشاط، ال سيما العمل الداخلي يف أطر احلكم االحتادي واجلنوب، وأطر العمل الدعوي

على وجه العموم، تتواتر الشهادات على سرعة هبته وجنازة فعله اخلريي اإلنساينواإلغاثي لـديوان احلكـم كلما جاءه أهل العمل و االختصاص يف تلك الصعد، فقد نصبوه رئيسا

االحتادي بدوافع ليست كلها براء من الغرض كما سبقت اإلشارة، ولكنه سـخر موقعـه الرفيع نائبا أوال يف دفع عمل الديوان من موقع تكليفه اجلديد، خاصة وقد وجد يف وزيـر

ها الديوان مهة تشبه جنوحه حنو العملي الناجز الذي حيل جوهر املشكالت، أو يسهم يف حلذات اخللق نفع دائـرة . مباشرة من أقصر الطرق وال يكاد يكترث كثريا لصوارف الصغائر

العمل اإلنساين اإلغاثي إذ كانت جتره لبعض أغراض يف حضيض السياسـة وإن خالفـت كذلك واضح الدين، أو تستتبعه كله للرمسي السلطاين بغري استقالل، ولكن النائب األول

.192لجوهر املفيد بغري تردد أو تقاعسكذلك احناز ل

النائب األول يف مجلة سلوكه ومواقفه، فقد جترد مـن ) إنقاذية(اشتدت إال أنه مهما العصبية األخطر للمؤسسة العسكرية اليت خترج فيها وعمل هلا سنوات عمره الناضج، فلـم

*Tآ� أ6N رواد ا�&cA ا���aي ا��E( '�1' ا���آE� ا�E���� ا���Eدا��� أن ا�(6�IE ا��1ES 6EA�� �E�HM} آ1Eن 4

�6Cا آ��Jا �hTI ا�6ا��ة، إذ رg&H tx آ1Jر ا�12ذ )' #&JB# p ,5N 1IP�R} اk1x� �1JJ �5`6س أهcE ا��ECKب �� )' ا�&1�PAت ا�&�`�*� IJG 6C7� ا��CKبوا���ب �Nل ا�&i 17ذرا tP2C# ,5N 1I&�J5# أو ،�AS1 . 1رتEk 6Ejو

�� ا�t�1C ا.ول ا�1�6C7 6*6K أ)B} د�FN . 1درة أنECا� OE#را�k 6ىENإ 'E1ن )EA+7 6A�� ^��.�1' : (اE��ا cEA&ا�O�1A+G Z� ووري ا�+�ى ��HM��19ة ا� Z� u2� .( � tEf1ا�� ��P&5ا� vذ� c&و� 'E( 1تEJP251 ا�EI#�57ة ا��E�A� 6EI

�S1��A� ا��76ة ا����� C� cA7 '(، و��1' �17��ا cA&ا�.

لدى من يبلغ مرتبة العقيد، كما بـدا املوقر ) األركان حرب(يسع على األرجح لنيل لقب أطروحات األمني العام يف اإلصالح الثوري للقوات املسلحة يف مفارقة نـادرة متجاوبا مع

.لنهج رئيسه الذي يزعم تقدميه النتمائه للقوات املسلحة على كل انتماء حيثما دعته احلاجة ارتياد غابات اجلنوب ومقابلة قـادة قام كذلك النائب األول ملبادرة بالغة اجلسارة يف

وتوقيـع ) جمموعة الناصر(املنشقني عن الفصيل الرئيس -احلركة الشعبية لتحرير السودانمذكرة الناصر، مما وضعه دائما يف موقف الداعم احلريص على ميثاق اخلرطوم واتفاقيتـها

م يف التآمر عليها علـى ، مهما كرهها آخرون يف القيادة واستفرغوا وسعه1997للسالم .193حنو ما أوضحنا يف فصل سابق

وإذ حتمس النائب األول لثورته وتبنى امسها وأطروحاا بالكامـل، وكسـب هلـا ببساطته وتلقائيته كثريين مل يكونوا بعضا من صف احلركة اإلسالمية، كره كـل حماولـة

رية إىل متام الشرعية الدستورية، وتـولى الـدور لتبديل امسها أو جتاوز مرحلة الشرعية الثواألساسي يف معارضة إرادة األمني العام إلنفاذ خطة االنتقال إىل مرحلة الدستور الـدائم،

وإذ مشلت معارضته حتـريض ،)حرية التوايل والتنظيم السياسي(الذي ينص صراحة على املضاد ملقترح األمـني العـام الجتمـاع الكثريين رغبة ورهبة تولى كذلك تقدمي املقترح

الشورى، الذي حسم املداولة لصاحل حرية التوايل والتنظيم على إطالقها وهـزم مقتـرح املؤمتر الوطين هو احلـزب األوحـد جبمهوريـة (: النائب األول، أن ينص الدستور على

لوطين نفسه، عرب مراحل ذلك رغم قليل مودة كان يكنها النائب األول للمؤمتر ا .)السودانتطوره مدى سنوات اإلنقاذ، إذ مثل املؤمتر الوطين لعساكر القيادة اإلنقاذية حمورا سياسـيا

.194موازيا حلكومة ثورة اإلنقاذ اليت أمسكوا بتمام مقاليدها

5 vPEEا�� tEE#أول ��ا 'EE( 'EE�1��PHد ^EE� �EE��j ن�EEG 6آ�5رEEا� ,EEP7 �2EE)CAا� �EE�CG.ا �EEf1وF� ح�EE52� 1ءEEG

،TEE���* 1ذEE2�1ب اJEE4 ^EE� v�TEEآ �EEم، وه�EEا�� YEEPKA� 1مEE&ا� ^�EE�.ا �J�EEBH اكTEE�i 'EE�1��PH6ا� VIN�EE9 6ىEEو�V1درهH ،{�1S 6A�� ��HM6 ا��I)ا� ,P7 ���� �5ددAإذن ا� : (ا� ،�EH1ا�� ,Eإ� tEا أن أذه�E��2# 6ون أنE*�# 1ذاE�

�Jأآ.(

6 ��1Ej 'ا��E5ا� �jي أT1ع ا�A5Gp15م ا��6E2 : (*��د ا�t�1C ا.ول ا���N أن ا�t�1C ا.ول ا�6�I) #�6ث إ���( Oر و6Ej آ1Eن ��UEj ا.�15Eذ 1EA+7 'EP7ن ). #�Eا��`V هTEا إن 1E4ء ا� ��E��� 1Eوا .. va�E4 اV5&A5G ا���م 1C�P7 أ�Q و

.ا��5P� 6*oAا�' ا����1' )' ه�"ة ا�(�رى �OFj�A� 1F�1a ا���H1 )' ا��I"ة ا�1�2د*� �cAN 1A 1��4 �^ ا�G1FA"ة

أحدثت وفاة النائب األول املباغتة فراغا يستدعي سده تدبريا خاصـا، فالشـورى ية اخلاصة قد اتسعت بأعضائها املنتخبني بواسطتها عرب مراحل االستيعاب املتصـلة التنظيم

دورة بعد دورة، مث األعضاء املنتخبني على حنو غري مباشر مثل أمناء الواليات مث األعضـاء عضوا، ) 350(حبكم املناصب شأن والة الواليات، لتبلغ مجلة تالمس اخلمسني والثالمثئة

.ة كبرية ال تصلح حلسم اختيار النائب األول اجلديد تداوال وانتخابافهي مؤسس

أما القيادة املنتخبة من الشورى واليت تبلغ ثالثني عضوا فقد احنلت بنهايـة األجـل وغدت هي والشورى يف أوضاع االنتقال، إنفاذا لقرار الظهور بغالب وظائف احلركة علنا

ي ،يف املؤمتر الوطين ـبراقؤا ملرحلة قانون التوايل السياسي، امللزم لألحزاب تسـجيال ي .مؤمتراا وهياكلها وأجهزا ومواردها وأمواهلا صرفا ودخال

كما أن الشورى والقيادة كالمها يضمان عناصر غالبها وفدت إىل صـف احلركـة دة املؤمتر الوطين الرمسي لتضـم كـل اإلسالمية األول حديثا بعد اإلنقاذ، واتسعت يف قيا

.جهات السودان وملله كافة

اختار األمني العام يف ظل تعقد األوضاع وطبيعة مرحلة االنتقال؛ مع ضرورة املسارعة مللء املنصب الثاين املهم، مث مراعاة الدستور االنتقايل احلاكم يومئذ الذي جيعـل اختيـار

س، إال أنه مهما بسطت الترشيحات والرؤى واآلراء فيمن هـو النائب األول سلطة للرئياألصلح للمنصب يف هذه املرحلة، فإن احلاسم للقرار هو رأي الرئيس نفسه فيمن يكـون نائبه؛ اختار األمني العام للمداولة والشورى مخضرمني من خالص صف احلركة التليـد،

رون عن مجلة توجه اآلراء وتقـديرها مهما تباينت آراؤهم، فقد انتهوا ملرشحني ثالثة يعبيرشح األمني العام نفسه، تتبناه ثلة آيست من تطبيق أناجتاه رأى : املتباين ملقتضى املرحلة

الربنامج اإلسالمي إال بتويل األمني العام ملنصب رئاسة اجلمهورية، تريـد لتضـع خامتـة مج اإلسالمي، مث تسد الطريق علـى لديكتاتورية العسكر و فراغ وعيهم عن مقتضى الربنا

املدنيني الشموليني، ال سيما نائب األمني العام وزير اخلارجية وأمني األجهزة اخلاصة وقادة بعد بوار خطة استهداف الرئيس املصري يف العاصمة األثيوبية، وقد املقالني األجهزة األمنية

من فصول معركة التوايل السياسي بعـربة -أصحاب الترشيح لألمني العام-عادوا لتوهم بالغة حول تشبث أولئك بتكليف السلطة الذي أوكل إليهم، فأصبح أكرب مههم احملافظـة عليها، أما مبلغ علمهم فقد تدارك عن مقتضى التنزل الدقيق إلسالم الدولـة واتمـع يف

بشريا باخلري الذي حيملـه نفـاذه دعوة التأصيل الذي ما قامت حركة اإلسالم احلديثة إال تتقدير آخر مهم . واقعا يف احلياة، وذلك بعد عشر سنوات من احلكم باسم اإلنقاذ واإلسالم

لدى هذه اجلماعة أن تولي األمني العام للمنصب األول يف الدولة بعد استقالة الرئيس احلايل الذي قد حيمله استمرار تلك اموعة حيفظ املشروع اإلسالمي من خطر االران اخلارجي

بقيادة نائب األمني وزير اخلارجية، بعد أن إلتاث سجلهم الشخصي مبا يعرضهم لالرـان .واالبتزاز

اختارت اموعة الثانية نائب األمني العام وزير اخلارجية آنذاك ليشغل منصب نائب فسه يف منصب النائب األول، ولو إىل حني، ال أن وضع األمني العام ن تقدرالرئيس األول،

يناسبه مطلقا، كما أن توليته متام األمر السياسي وتسريح الرئيس احلايل قد يعقد األوضاع وال ييسرها للربنامج اإلسالمي، كما أنه قد يفاقم أزمات السودان العاملية حنو مزيـد مـن

حلياة والتطور حنو كماالت اإلسالم، فاألهم عندهم احلصار على املشروع الذي ترجى له ادوره الفكري العاملي وليس توريطه يف أعمال رئاسة اجلمهورية ومرامسها وأسفارها اليت ال

.تنقضي

أما األمني العام نفسه فقد اختار ملوقع النائب األول من رأى فيه رمزيـة لألطـراف حتادي يومئذ، وقد أفرغ وسعه يف أن يبلغ به متام التطبيق املظلومة املهمشة، وزير احلكم اال

يف دوالبه املنهك، لكنه يعمد إىل العصاما تفتأ ترمي التخلف وبصحبة قائدةيف واقع بالغ كما عبر األمني العام باختياره عـن رغبـة . العملي اجلوهري ويصدر عن روح جد قومية

ن عمق صف احلركة اإلسالمية، مهادا لعهد مدين تتساوى أولئك أن يكون النائب اجلديد م .195األحزاب فيه وتتنافس

7 �EE71AG 6EE*6Kا.ول ا� tEE�1C1ر ا�EE�5��EE^ ا��cEE�7 ا.ول، *ZEEAG �EEPR ا.��EE^ ا�&1EEم �6APاو�EE� وا��EE2ار )EE4 'EE"ن ا

UESو VI�P7" �و�ادEا�" VE�#و ، : AN6ا��EJ7 6EAN1روري، أE`1دق ا�ES 6EA�� 6EA�� , 1نEA+7 ،1مE�ا �EA7 YE*

تولى األمني العام بنفسه إبالغ الرئيس مبا انتهت إليه املداولة اخلاصـة مـن قائمـة املرشحني الثالثة، موضحا أن األمر له يف قرار من يكون نائبا له، فاختار الـرئيس نائـب

ائبا أوال لرئيس اجلمهورية، باسطا مجلة من التقديرات اليت تدفعه لتفضيل ذلك األمني العام ن .196اخليار

***** وافق صعود نائب األمني العام إىل منصب النائب األول لرئيس اجلمهوريـة انعقـاد

مرة بعد أن حسمت الشـورى اخلاصـة القضـيتني -ألول -املؤمتر العام للمؤمتر الوطيناحلرية يف تأسيس األحزاب مهما تكن مشـاقة : يسيتني األخريتني ضمن حماور االنتقالالرئ

للمؤمتر الوطين، مث انتقال أمني عام احلركة اإلسالمية ليكون أمينا عاما للمؤمتر الوطين خلفا .197لتالمذته الذين تعاقبوا على املنصب منذ التأسيس

مه وفقا لنظام املؤمترات الشورية الشعبية وإىل حني لقد ظل املؤمتر الوطين منذ أول قيا تأسيس منصب األمني العام باالنتخاب مؤسسة هامشية يف هياكل اإلنقاذ، ال يكاد يتسـق

املدنيـة )التنفيذيـة (مع أمناط السلطة املطلقة اليت دأبت على ممارستها األجهزة األمرييـة بل ظل مؤسسة رغم . أن الس الوطين وجمالس الوالياتوالعسكرية، أو حىت التشريعية ش

علو كعبها يف أنظمة احلزب الواحد حيث يسود أمني عام احلزب على كل منصب، مبا فيها

,P7،6ا��ه1بEEJ7 1نEEA+7 ،6EEA�� 1جEEا�� 'EEP7 ،'EE��C6 ا��EEA�� Vاه��EEHار، إ�EEf ^�EE�N ,EE��� ،ي�EE�� 6EE�1�

)Z ا.��^ ا�&1م �tBCA ا�t�1C ا.ول ��`�Eن 6E&Hه1 وإذ vP# VI�&H 6I4 ا�6Aاو��، )�ن ا���1A� �6J7. 6ا� *&�2ب 'E`A1ن ا�EA+7 6EAN15ذ أE�.ا �ES1� ،'�1E+ا� cE�K1ءت �^ ا�G Yا� –ا���� OEAN6 -رEA�� ^*6Eا� U�E� 6آ�5رEوا�

Y���Eا� �E(6 واEjو ،O5�125E�1H 'EI5C* يTE�52ح ا�A�1EH ��E)Jا� �EA7 Y���Eغ ا��H�EH 'E��Cا�� Vاه��H1در إH6، وANأvذ� ,P7 .1 دام أ�1 اE� ,EBj.ب ا�Eا�� ^E� �EI( ،Y���EP� 1EJ�1� ن�E`�� 6EA�� 1جEا�� 'EP7 1رE5�.��^ ا�&1م، )6E2 ا

O(أ�9ا �KFC# أن cJj �5ازنP� ا���دان �G1�� 1را&)ب، ا�5�CKا�+�1' �^ ا� t�1C1ل وا�A)ا� ^� O�F� Yا����.

�ا EBj� ا�1E�5ر ا�tE�1C ا.ول �Y���EP )' ا�u�P ا�Tي أ��H '( ��k� ا�AS1aA� �H^ *6ي> ا�PS1FA�، ا�QPA&5 آ+� 81I��B( ح�f1 ووI591�H Vxا.��^ ا�&1م، ر �دا�أدت . 'E56اث ا�N�� h���F# �2بk 6�* أن VI�&H 1ولN وإذ

�RPEE��1H 1مEE&ا� ^�EE�.ا �EEP&5� ��EE1 د�EEI�1A7أ �EEC5Fا� 'EE( ^ا����EEة ا��EEx 6EEI5Gا ،�EEB2ا� ^EE� 5&1رةEE�1H 1لEEBFا� ,EEإ� ،�*T�FC51 ا�IJS1Cل و��EN ر�E�A5* 6أEH يTEاع ا��EBه� ا��EG QEJ`C# �E65او�A1ت ا�E*وا��وا �B2ا� t�1x أن pإ

q�1EE��J�1H ف�E&* 1E� أو ،tES1CAوا� �RPEEا�� �Eب و�6او��ECK1دي وا�E�#pا VEE`وا�� �E�1&1ت ا�E*17ت ا����Ef��V`�P� '���ا.

9 � 6EANأ Z�FE)15ذ ا�E�.ا VEk ^*6EAN ^E�N 6�A&ا.��^ ا�&1م ا� tBC� ,P7 tj1&# 1زيEx 6آ�5رEا ا��E���6EA، وأ.S�ح ا�6*^ ا�Tي �1ل ا�tBCA ا�Af 1H1a5^ ا� 6�IA5�Gاءات ا125�pل

منصب رئيس الدولة، استمر يف ظل اإلنقاذ كيانا ال جيد ما يحق له من سلطة أو احتـرام ألشكال السلطة و غري الواعيةطبيعة اإلنقاذ ومفاهيمها الواعية وترحيب، بأسباب بينة من

وصور العالقات بينها، ولكن تولي أمني عام احلركة اإلسالمية بكل ثقله احمللـي والعـاملي ملنصب أمني عام املؤمتر الوطين، وفقا للخطة اإلستراتيجية للحركة اإلسالمية السودانية يمثل

و التغيري الشامل، الذي تتهيأ له اإلنقاذ وهي تستقبل عامها العاشر، والذي خطوة حامسة حن .يتصل بالضرورة مبرحلة جديدة للممارسة السياسية يف البالد كافة

انعقدت جلسات املؤمتر شأن سابقه، يف القاعة الرئيسية الرمسية بالبالد، قاعة الصداقة، س داخل صالة املؤمترات الكربى، تعبريا آخر عـن طبيعـة ولكن يف باحتها اخلارجية ولي

املرحلة املقبلة اليت احتشد هلا الشعبيون من سائر السودان، يستشعرون تبدل حماور السلطة فإذ يأت قواعـد . وحتول وسائل توليها حنو متام املمارسة الدميقراطية داخل املؤمتر الوطين

القاعدية من املناطق إىل احملليات واحملافظات والواليات كافة، ختتار احلزب الواحد مبؤمتراا ممثليها مناديب عنها يف املؤمتر العام اجلامع، ظلت تصغي إىل خطاب جديد من أمني عـام احلركة اإلسالمية يكشف هلا عن توجه جديد، يقوم فيه املؤمتر الوطين حزبا بني أحـزاب

ار عربها الشعب من ينشد فيه صالحا ووالء، كما تنبسـط فيـه ينافسها على برامج خيتالسلطة المركزية تطورا أوسع من املرسوم الثاين عشر عرب كل واليات السودان، فال يقوم منصب إال باالنتخاب، كما ال تمارس سلطة بغري رقابة وحماسبة، تنفتح فيه الصحافة لكل

.تنشط فيه جمالس التشريع للمراقبة األمترأي وخرب مهما يكن ناقدا، و

لكن جوالت األمني العام الواسعة بني يدي هذا املؤمتر واليت مشلت كل السودان عدا اجلنوب، واليت عبر خبطابه عن األفكار واملناخ الذي خرج به من شعاب معركـة إنفـاذ

ررات احلكم الالمركزي من احلريات العامة والتوايل السياسي، مث ما اعترى مسار ترتيل مقعقبات الرتوع السلطوي املركزي، وما حلق باتفاق اخلرطوم للسالم من جتـاوز وخـروق

ممثلة يف أمني احلركة (قيادة املؤمتر الوطين ع بنيايبتخطرية، تلك اجلوالت وما شهدت من بديلة حتمل كـل عوائـق هيأت األمني العام خبطة ) اإلسالمية وأمني املؤمتر الوطين السابق

من احلرية، ولكنها كذلك أثارت لدى الفريـق حبر جليوتتنافس يف لتطهراإلنقاذ وعقدها وإذ . املتربص مبا يتحسبه ردة عن مسار اإلنقاذ الشمويل املتوحد إىل فوضى احلزبية التعددية

دنيني يف القيادة لترسيخه عرب أجهزة أكدت بيعات األمني العام على املعىن الذي سعت ثلة املالشورى اخلاصة، وهو حاكمية احلركة اإلسالمية، لريسخ مشهورا معلنا بني الناس، أيقظت

يتوهمون تساويا وتوازيا بني احلركة اإلسـالمية وقـد ،)االزدواجية(خماوف لدى آخرين خت عرب حلت يف املؤمتر الوطين، وثورة اإلنقاذ بوجهها الذي تقبله الناس وجتربتها اليت ترس

.عقد يف الزمان

رغم اهلدوء الذي وسم جلسات املؤمتر العام الذي انتخب األمني العـام للحركـة

جتاوز لصدمة احلـزب خري بدا وما الشورى، هيأة وانتخاب الوطين للمؤمتر عاما أمينا اإلسالميةوجه السـلطة العسـكري تبدل طائرة الناصر، مث بغياب الرمز الثاين لإلنقاذ وطائفة شهداء

لصاحل املدين بصعود نائب األمني العام ليكون نائبا لرئيس اجلمهورية، وأخريا املناخ املوجب بانتفاء صور الصراع واحملاور املناطقية والعرقية اليت وسمت جلسات املؤمتر العام السـابق

جاء اإلمجاع يف انتخاب األمني العام العام، األمني ملنصب األبرزين حنياملرش سيما املنافسة بنييبارك مجلة املناخ املوجب، إال أنه محل بوضوح بذور الصراع اإلنقاذي املقبل بذات القضايا

, )احلركة اإلسالمية واحلكم الالمركـزي حاكميةو العامة احلريات( عناوين اليت غدت بارزة السـلطة األمريية التنفيذية اليت احتكـرت وحتديدا اإلنقاذ مؤسسات يف األخرى املسارح إىل

الس مث تعهدها، مل شروط املنافسة على طوفان احلريات الذي يؤسس خطر وتستشعر طويال

ـ الوطين ة الذي يتأهب إلجازة مشروع الدستور الدائم الذي سيشمل بقرار شورى احلركومتام سلطات احلكم الالمركـزي وشـركته يف السـلطة ،)التوايل السياسي(، اإلسالمية .198واملوارد

10 Y���Eا� V�1H Z(6ا� �و�7`�* ���6� �*T�FC# �*1د�j �7�AK� Q1و�N 62( ا�&1م �A#oAال )' ا��N.ه6وء ا Vxر

tEEBC� 'EE( 1EE�(1C� ن�EE`��) 'C9�EEا� �A#oEEA1م ا�EE7 ^�EEأ�( EE�.ا �EEPH12� 'EE( ����EE�ا �EEآ��P� 1مEE&ا� ^� . U�"EE5#ا�E7�AKA� �EE^ ذات ا�&�ES1C ا�EE5' 17رQEf ا��EE5ا�' ���EE^ هEE( 1EI5A*M' ه�E"ة ا�(�EEرى و�`�EEd ^Eوف ا�1IEE)5د QJ�E��1( ،ا��اتoEAP� اتoE� �E�x 1E�1C� QN�9 Yا���� t�1� tBCA� ا.��^ ا�&1م t�1� د�&Sا.ول و t�1Cا�

#oA6ة ا�CGأ �PJ# أن cJj ا��ةoA6ة ا�CGا.*1مأ cJ2� '( 6*6G 1 ���حI� "��I* 1A+*ر �A.

مل ينصرف املؤمتر العام للمؤمتر الوطين إال بعد انتخاب هيأة الشورى، واليت غـدت ـ ا يف يومئذ مؤسسة معلنة ومعروفة، ينتخبها مؤمتر عام جرت غالب جلساته يف العلـن، مب

ذلك إجراءات ترشيح العضوية وعملية االقتراع وإعالن النتائج، مث هي اليوم مؤسسة واحدة وإذ مل . ال تناظرها أخرى مستترة كما مضى عليه احلال منذ أول قيام الشـورى اخلاصـة

تشهد االنتخابات صراعات ومنافسات حادة، ومشلت النتائج غالب األمساء الـيت كانـت ها القيادة، وحتديدا األمني العام الذي انصرف لشؤون احلزب اجلديد بكل طاقاتـه، ترجو

وضمنت مجلة التوازنات واملوازنات الدقيقة املرجوة يف قيادة احلزب الذي ما يزال وحده يف راف املعادلة يف بلد مترامي األط دقة الساحة، وال بد هلا من يئة خاصة للمرحلة املقبلة بتمام

جتربـة حديثـة يف احلكـم همركب األعراق والثقافات متعدد األديان واللغات، حتـدو الكتلة (فإذا ضمت الكلية القومية . الالمركزي ويتطلع لسالم بعد عقود من احلروب األهلية

بضع عشرات وجد ) االنتخابية اليت تضم الوجوه القومية الرمسية والشعبية السائدة يف املركزكثري منهم طريقا إىل هيأة الشورى العامة، وجدت واليات السودان كافة مهمـا تكـن توازناا القبائلية واملناطقية ووجوهها البارزة الرمسية يف احلكومـة الوالئيـة واحملافظـات

ة من اإلدارة األهلية، والوجوه الشعبية والتشريعيالس احملليف واق التصـوة أو من طـرومشائخه، وجدت كلها طريقا إىل اهليأة املوسعة، يأت الشورى للعمل الثـاين املهـم، املصادقة على األمانة العامة كما يقترحها األمني العام، وانتخاب الس القيادي الذي يضم

به، ورئيس اجلمهورية ونائبه، مث حنوا والة الواليات وأمناء املؤمتر للواليات واألمني العام ونائاختار األمني العام لألمانة العامة مجلة شخصيات ال تكاد تثري . من ثالثني تنتخبهم الشورى

خالفا، فهي معروفة مشهورة موسومة باالعتدال إال من واحد أو اثـنني، توزعـوا علـى ها النظام األساسي وتفصلها لـوائح مكاتب األمانات بوظائفها ومهامها املختلفة كما حيدد

املؤمتر، وتشمل السياسة واالقتصاد والثقافة واتمع تشابه ذات الوظائف يف هيكلة الدولة وتوازيها، حتكمها طبيعة هياكل احلزب الواحد اليت تقارب الدولة وتحاصر مهام احلزب إىل

اتمع وتنوعه الذي تنشد احلركة اإلسـالمية مهامها، وال تكاد تنفسح سعة توازي سعة .خماطبته والتغلغل يف شعابه

وإذ انتظرت تلك اإلصالحات اجلوهرية أواا يف املراحل اليت قد يسـتقبلها املـؤمتر الوطين مع انبساط احلرية واملنافسة، ليعود تنظيما للدعوة واتمع، جاءت ترشيحات األمانة

ات الثلة الشابة األقرب فكريا لألمني العام، واليت ظلت حتيط به مدى املراحل مخيبة لتطلعالسابقة ال سيما مع اشتداد أوار معركة حاكمية احلركة اإلسالمية، مث الدعوة إلقرار التوايل

هالسياسي فقد تطلعوا مجيعا لعهدعرشت ـ جديد ة حتوالت صعود األمـني العـام للحركاإلسالمية بكل ثقله إىل أمانة املؤمتر الوطين، فيقوم املؤمتر الوطين من فوره حزبا للحركـة

. اإلسالمية، وترى فيه عضويتها مهما اتسعت وتباينت نفسها ومىت نظرت أو تطلعت إليهاكما تطلعت ذات اجلماعة إىل حزب يستوعب طاقات القواعد ونشاطها، وميـأل الفـراغ

حي والفكري الذي عانته قطاعات واسعة من عضوية احلركة اإلسالمية منـذ جمـيء الرو اإلنقاذ، إذ استوعبت حتدياا األوىل طاقات كثرية، ال سيما محالت اجلهاد الواسعة املتصلة

اليت مل تنخـرط يف األجيال من كذلك هائلة أخرى طاقات تعطلت بينما السودان، سوح عربالعسكرية واألمنية بالكامل، ولكن اجلميع عادوا بعد فتور شدة القتال واملعـارك العمليات

وأهداف جديدة لتحديات حاجة يستشعرون عادوا النار، حنو التفاوض والسالم ووقف إطالق

حنوها ونشاطا يستوعب نداء الروح للعمل واإلجناز، وحركـة سياسـية تناسـب يجدونطموحام املتطلعة ملناصب يف القيادة بوجوه جديدة ومنهج جديد وترضي احلديثة، ثقافتهم

.جيتاز ما بدا يف العام العاشر لإلنقاذ وكأن قد أصابه البلى

لكن األمني العام وقد استوعب وجوها أخرى من مجلة مسرية اإلنقاذ، خاصة املعركـة ة اليت رسا عليها بعـد تلـك اجلولـة، األخرية حول التوايل وتطور عالقات السلطة واحلرك

مبناصبها واعتزاهلا املتدرج ألطر الشورى واملداولة والقرار يف أجهزة التنفيذية القيادات واستعصاماحلركة القائدة حنو االستقالل واملباينة بالقرار السياسي والعسكري، مث تطور عمـل الـس

ام نفسه وقد احتشد بالنواب الذين جاءوا انتخابا من الوطين التشريعي الذي يرأسه األمني العقطاعام متحفزين للمراقبة واملحاسبة اليت مل تألفها وجوه اجلهاز التنفيذي، ال سيما أو دوائرهم

وزراؤه األشد نفوذا من واقع نفوذهم وتارخيهم يف احلركة اإلسالمية، لكن النواب بسـوادهم يكادون يرون يف التنفيذيني إال إخوة هلم متساوين أمام لصف احلركي، الالغالب أبناء لذات ا

كما يستقل األمني العام قائدا مبحور . خلق احملاسبة وواجبها املعهود يف أطر احلركة اإلسالميةسع بدورها العريب واإلسالمي، وقد بدأت املباينة تت الشعيب للمؤمتر العامة األمانة أمهية، يقل ال آخراملؤمتر، وبني الدبلوماسية الرمسية اليت جنحت فيها ينشط اليت وعالقاا الشعبية الدبلوماسية أطر بني

مائلة لعالقات خارجية معتدلة، تريد لتنتظم يف األطر اإلقليمية والدولية اليت متردت عليهـا يف .شعبيا تقوده شخصية بالغة الوقع شأن األمني العام السنوات السالفة، وآخر ما تريده حمورا

إزاء كل تلك العقد اليت اعترت املشهد يومئذ وحسابه الدقيق، فإن آخر ما يريده األمني العام بدوره هو بروز قطب جديد يقوم منافسا للحكومة، ولو من ذات حزا الذي تصـفه

ذ يف الواقع، فإذا تولى األمانات عناصر من الصف األول النظم واللوائح حاكما ولكنه بغري نفاوالثاين األصغر سنا واألشد فاعلية واألوسع جتربة واألعمق ثقافة، فإم حتما سينافسون اجلهاز التنفيذي وقد يثريون ثورته غرية أو تقاطعا يف بعض احملاور، وقد يمثلون بديال أفضل يف تولي

نفيذية يثري خماوف الذين يتولوا، وهم أصال يباينون بنشأم وتدريبهم املدين شقه املناصب التالعسكري وال يقعون موقعا لطيفا من شقه املدين املهيمن، وقد حيملون كذلك بوجـه مـن

قت أطول مما الوجوه صورا لصراع األجيال بني الذين يريدون أن يستبقوا مناصبهم التنفيذية لو .199جيب، وبني أولئك الذين يستعجلوم الرحيل

مسرح آخر مهم من مسارح اإلنقاذ يقوم عليه كذلك رئيسا األمني العام شهد بدوره جاء فإذ ،)الوطين الس( التشريعية املؤسسة الفريقني، بني املفاصلة إىل فصوال مهمة يف الطريق

لدوره متحفزا وجتربة خبربة مزودا املختلفة القطاعات دوائر أو اجلغرافيا ئردوا من نتخبام أغلبها

قرار تأسيس احلكم يف السـودان هو إليه انتهى الذي األساس عمله أن إال أسلفنا، كما يباالرق طينالو املؤمتر يف تنحل أن قبل الداخلية وفق مبادئ الدستور اجلديد الذي أقرته أجهزة احلركة

11 �EEا���آ UEES ^EE� 'C9�EEا� �A#oA�1EEH �EE*1د�#p1ت اEE�1�.ا '��EE5� 1مEE&ا� ^�EE�.1ر اEE5���6EEA ا���EE^ ا.��EE^، : ا

c�71AE1ر إ�E5����A� ر)�&�، آ1EA أC#و ��Aر� tS1C� cJj ^� 1&�AG 6 #���اjدم ه�2اب وi 6A�� ،O9 ^*66را�H��6A أ�A��Hة،1A+7ن 6J7ا�12در واT57ر 6J7ا�6J� u�1Jرات 7^ #��' ا.��1� ا����E�1� إذ QENp ا��1ج ���,،

�E��`أو ا�� �Eا�6و� ^�EHو 'E�1ا��� V�E�C5أو ا� �����ا �ا���آ ^�H �C*1JAا� �C�1H �(.1ت . )' اEC��&# QPAE4 1EAآ�C9' وه� #��ل �VI إذ أ�1I ا��Aة ا.و�E, ا.��^ ا�&1م ا�6آ�5ر P7' ا��1ج �t�1� tBCA ا.��^ ا�&1م ��A#oAP ا�

1EA�7ز OEH1a5ا� TEC� ����E�ا �Eا���آ V�E�C# 'E( '�1E+ا� cEGا�� tEBC� OE9 1نA+7 'P7 1 ا.�15ذI�( ا�5' *�1در.AP�1986&1رf� 1A��H '(ن

مبـدأ وفق العامة للحريات الضامن الدائم الدستور كتابة كذلك الشروع يف أقر والذي املعلن

.السياسي التوايل

***** دهالدائم الدستور حلملة م ة بلجنةد قوميالعامة، ومصـادر التشـريع ومبادئه أصوله حتد

احلركـة صف خارج من ونيني املعروفنيوأمناط تبادل السلطة، وعهد ا إىل اثنني من القان

الذي يتوخى القومية، تولى أحدهما رئاسة اللجنة العامة، وانتـهت للمنهج تثبيتا اإلسالمية .200لآلخر رئاسة اللجنة الفنية

سـتور وفقهـه دوإذ أعلن الرئيسان كالهما بعد عهدها خاصة والبالد عامة عن ال انتهى الرأي إىل قسمة اللجنة واسعة التمثيل مبا شمل ألوان الطيف مه،ومواده وفلسفته ونظ

السياسي كله، إىل جلان تعىن باملواضيع اليت سيشتمل عليها الدستور، تتولى البحـث عـن مصادر األفكار وتتباحث حول األجدى منها لبالدنا واألنفع يف مثل ظروفنا، مستفيدة مبـا

لوم وجتارب ومبا حيملون من مؤهالت علمية وعمليـة، ريثمـا يستصحب أعضاؤها من عيتكامل الرأي حنو كتاب للدستور يعهد به للمؤسسة التشريعية لتبسط التداول فيـه عـرب

.قراءاا املتعددة وتمضي عليه سلطتها يف اإلجازة، مث يدفع به إىل الشعب يف استفتاء عام

قومية للدستور شيئا من ألق اجلوانب املضيئة يف اإلنقاذ األوىل، فقـد أعادت اللجنة ال استطال العهد بضع سنوات على املواسم والربامج اليت جمعت اإلنقاذيني إىل الشخصـيات القومية من خمتلف وجوه احلياة العامة، فمنذ انصراف مؤمترات احلوار حول أمهات القضايا،

اخلـالص، اإلسالمي أعضاء الصف من بنسبة أعلى العضوية يف )القومية(تتوخى واليت كانت أو كاد يف غالب عمل الثورة ومؤسسـاا الرمسيـة غلبوامتد وجود العناصر اإلسالمية

معتزلة أو معارضة والشعبية، وارتدت كثري من تلك األمساء اليت شاركت يف احلوارات األوىلأفاض بركة مبكـرة قد باحلرية واملشاركة) التوايل(إقرار إال أن الوعد الذي محله صامتة،

جددت تلك الروح لدى اإلنقاذيني وإخوام يف الوطن، فنشطت أعمال تلـك اللجـان

12 'fا� ا�� Z(1 د�p�� وف�&Aوا����12' ا� �J�.ا�1�2ء ا Yا� ا��6�4 ر�� UP� 1�p��.

وقدمت أوراقها يف بضع أسابيع، مستهدية مبا أقر املؤمتر العام للمؤمتر الوطين حول حريـة تنظيم، ودعت كلها إىل دستور يبيح التعددية السياسية وحيمي حرية التعبري ويقر التوايل وال

حرية الصحافة، مث مينح واليات السودان سلطات فدرالية حقيقية متدرجة حنو متام السلطة تفاقيـة بذلك توجهات اإلنقاذ منذ املرسوم الثاين عشـر مث ا تشيلشعب الواليات، كما

اخلرطوم للسالم، ومبا يساهم يف حل مشكلة اجلنوب درءا للخطر عن األطراف األخـرى .املهددة باالنفجار، واملتوثبة للحرية اليت تبسط املشاركة يف السلطة واملوارد

مهما بدت روح القومية للدستور منسجمة قاصدة حنو أهداف واضحة، فإن تشعب وتعدد جلاا قد أفضى إىل مسودة أكرب مما جيب تباينت فصوهلا لغة وصياغة، ولكنها أعماهلا

مل تتجاوز إىل معان أو فصول مل تقرها تلك اللجنة، أو مل تسعها النصوص اليت اقترحهـا واحلق أن رئيس الس الوطين وأمني عام املؤمتر الوطين اجلديد هو . وأجازها املؤمتر الوطين

األساس فقيه دستوري يويل اللغة ودقتها والصياغة وإحكامها عناية تامة، عكف بنفسـه بعلى اختصار املشروع املقدم من اللجنة القومية دون إخالل مبـا يضـمنه مـن مبـادئ

201ومعان.

نصوصه اجلديدة عن مجلة تربوعتداول الس الوطين حول الدستور باهتمام عظيم، : الفقه السياسي اإلسالمي املعاصر كما عبر عن فئات خمتلفة يف اتمع، فقد افتـتح اجتهاد

دولة السـودان : (، وحتدثت املادة األوىل عن طبيعة الدولة)بسم اهللا واهب احلياة واحلرية(ن وطن جامع تأتلف فيه األعراف والثقافات وتتسامح الديانات، واإلسالم دين غالب السكا

حلاكميـة يف ا(: كما نصت املادة الرابعة. .)وللمسيحية واملعتقدات العرفية أتباع معتربونالدولة هللا خالق البشر، والسيادة فيها لشعب السودان املستخلف، ميارسها عبادة هللا ومحال

ملـادة أما ا.. )لألمانة وعمارة للوطن وبسطا للعدل والشورى وينظمها الدستور والقانونتوحده روح الوالء تصـافيا الوطن(: السادسة اليت تتحدث عن الوحدة الوطنية فقد نصت

13 ��1Eدة، آ1EA أن إ1E4ر#O ا��A5E�Aة 145إ��B5206 ,E ا.��^ ا�&1م ��اد ��52ح د��5ر ا�CKP� ا����2� �^ ا

إ�, ا���12�1H 6�25ن، 1A�� p )' ا��Aاد ا�PB5A� 1E*���1Hت ا�&E�1� 6Ej أزQEK7 ر�Y�E وأ1E�7ء ا�ECKP��N��EB( ،ا 1a� VIN�52� U�1a* �*ر�IAKا� �ر��1 O5�6j يTأن �(�وع ا��5�6ر ا���*�S �F� . �E�1&1ت ا�E*أن ا��� �Eوا��

t&)P� 15ءF5�1H p6ل إJ# p '5�5�6ر ا�P� �IG�A1دئ ا�JAا� tPS '( �5J+�.

وتعمل . بني أهله كافة، وتعاونا على اقتسام السلطات والثروات القومية بعدالة دون مظلمة، اتقـاء الدولة واتمع على توطيد روح الوفاق والوحدة الوطنية بني السودانيني مجيعـا

وأخلصت املـواد ،)لعصبيات امللل الدينية واحلزبية والطائفية وقضاء على النعرات العنصريةللمـواطنني ) أ({: اليت تنص 26للحريات يف املبادئ املوجهة، عدا املادة 32إىل 20من

ة أو نقابية أو مهنية واجتماعية حق التوايل والتنظيم ألغراض ثقافيال تإال وفق القانون، دقييكفل للمواطنني حق التنظيم والتوايل السياسي، وال يقيـد إال بشـرط الشـورى ) ب(

والدميقراطية يف قيادة التنظيم واستعمال الدعوة ال القوة املادية يف املنافسة وااللتزام بثوابت .}الدستور كما ينظم ذلك القانون

بوصفها مصطلحا جديدا حوارا وضجة خارج وداخل الس ) ايلالتو(أثارت كلمة الوطين الذي انتظم يف مرحلة القراءة األوىل والثانية يتداول حول الدستور، فقد استشـعر

التعددية السياسـية مـن كـل غالب معارضي اإلنقاذ أن املصطلح حيوي فخا يفرغ معىنالريبة اليت طبعت نظرم لكل ما يصدر من اإلنقاذ مذ جاءت مضمون، مدفوعني بوساوس

ألوهلا مخادعة، سلبت سلطتهم بأحابيل التمويه وحيله، فصكوا آذام عن الشرح املستمر الذي تواله رئيس الس وصاحب املصطلح نفسه، ورغم إشارات بينة من بعـض رمـوز

ر استعمل ذات املصطلح منذ منتصف العقد الثمانني، ينشد تأصـيل املعارضة أن ذات املفك عن بالضرورة املعبرة الغرب لغات عن املترمجة )التعددية(اللغة واملصطلح فال يعمد إىل كلمة

وفلسفته، وإذ ال حيمد القرءان الكرمي التعدد، فإنه يذكر مشـتقات مـن ذات ورؤاه ثقافتهرات كثرية مبعان تفيد املناصرة على قضية أو شأن طيب أو خبيـث، كمـا جذر التوايل م

يذكر املواالة من أدىن العباد إىل املوىل العلي القدير ويذكر املوايل األدنيني نسبة إىل أوليائهم، .يعبر عن عالقة أفقية بني متساوين يف مجاعة) التوايل(جاء مصطلح

ت مداوالت النواب داخل قاعتهم، استشعر أعداء التوايل السياسي يف قيادة وإذ احنصر) الربملـان (احلركة والدولة اقتراب اخلطر الذي خيشونه من التحقق واقعا، فاختاروا ساحة

اخلارجية إلدارة معركتهم األخرية يحاصرون النواب بالتظاهرات، مث عمدوا إىل اخلطـب غون مصطلح التوايل السياسي من حق معناه أو يؤولونه وفق ما يشتهون، مبا والصحف يفر

يزيد كثافة الريب حوله ويزهد املعارضة اليت يأبون عودا يف أيما خري أو حرية يلدها ذلك .202املصطلح

ر، أن الدستور وإذ اعتربت الكنيسة الكاثوليكية بالسودان يف بيان حمل رأيها للجمهو )إسالمي ( ة يف بيانة احملمدينت رعاياها إىل مقاطعة االستفتاء، أعلنت مجاعة أنصار السعود

أصدره طالم أن الدستور أشار إىل اإلسالم يف مخسة مواضع غامضـة املعـىن ضـبابية ية، وأعطـى الـديانات املضمون، وأنه مل يحدد هوية البالد ومل حيسم أمر الدولة اإلسالم

أما مجاعة اإلخوان املسلمني . األخرى شرعية دستورية يف أول سابقة من نوعها يف السودانن يكون أ(فقد أعلنت يف بيان كذلك أن الدستور محل خمالفات شرعية، منها أنه مل يشترط

.)احلاكم مسلما

لدستور، فإن أول املعنيني باإلجناز املهـم رغم االهتمام الكبري الذي حظيت به وثيقة ا من صف احلركة اإلسالمية وقاعدا الواسعة يف املؤمتر الوطين، وعرب جملة مؤيدي اإلنقاذ وأنصارها داخل السودان وخارجه، تضافرت عليهم أسباب كثرية جعلتهم ال يقدروا حق

الزمن مبنهج الفوضى اليت شابت عمـل اإلنقـاذ فقد امتد. قدرها أو يرعوا حق رعايتهاوتعمق اجلنوح إىل العملي الفوري الذي ال يقف لدى األفكار طويال أو يتفكر يف جالئـل األعمال، فمضى الدستور إىل صناديق االستفتاء واقترع عليه بكل ما أوتيت اإلنقاذ مـن

الشعب عن اإلنابة إباحة من سائل، مث ما رسختعجل للنتائج، دون انتباه شديد للمضامني والو

�TEEEEKوب ا�EEEEF�Pa� إدارة ا�A&�آEEEE� ا�1aرEEEE�G� ا��EEEES1N 'EEEE5ت ا�1EEEEA��Jن . #��EEE, وا�EEEE' ا��EEEE9�aم *��1EEEEI د 14

��H�&ا�62س ا� cا��A� ح��S 62( ،1ه�ات�A�1H) : 17دوا ��– Ef1ر&Aنا��- V5�"E( ا�EJاذه VEI� ل�E2� دان�Eا�� ,Eإ�)A^ د�c ا1AGع ا��i �I( c�1)^، و�^ د�c دار أ1�F� 'Hن )E�i �EI^، و�E^ أراد أن *EC"ى E( OE�FCH' .. ا�12PRء

QHا�+�ا Z� ^�i �I( 1ص� V��C# (– 'H�&1�1998رس 31ا�62س ا� .. YEPKAا� Yا.��^ ا�&1م ر�� t91� 6jو�� �4ق ا�cE�C وا�+E��1� ����EهE9 1��ب ا�E&�1K� ا����E� ��6E2#ا ���1EI ا��C9' ����#�^، ا.و�, ���(1 ��1I#�

وإذ ر)TEEAH . gEEآ�ة إ�EE, ا�YEEPKA ا�o� 'C9�EEآ�EEf ^*6EEورة ا�1EE�A5آ�1H VI(�EE*&� ور)��EE&� VIEEدة ا.MEENاب V�N6ا��J7 VB5&� �9م ا.�15ذ�aا� �*p�H 'C9ا�� �A#oAأ��^ ا� {fب، أو�P�.ا vاب ذ��Cإن : (ا� ^E� 6EB2ا�

وp ر*t أن ذ�v #"و*Ej�7 p c� �6EH OEوا)Z ). ا�5�1ه�ات cAN ا��Cاب �A# ,P7*� ا��5�6ر دون إ�Gاء #&6*�ت "أ�E71AG 1E� . ا��Eا�' �H1H6E6 " ا�EEjاب وMEN.دة ا�E&� VIE�(ر ^E7 �EE�J&5P� �E*ر�IAKا� Y�Eل ر�MEC� 1رواE5�)6EE2 ا

c�Aا� �ذآ�ى �&�آ '( Yا���� VIJ91�ذ �6IE)Pاء أY`5EC# �p ا��ا*E� ا�1EIPAN 'E5 ا�1KAه6Eون إن 6I7 ا�40) :12و��2ل ��5H ^�A�1�PاZG ا�12ذ إ�ZA5K� 1C �4ري و1C&*1H ا�(&u�H ,P7 t ا�(�رى و�`E^ ا�(�Eرى ... وا��H1H6ن

cEEJj 1EE� ,EE�د�ة إ�EEا� 'EEC&# p30 �EE���* ... 'EE( ن�k6EE�5* أو U�EEBا� 'EE( ن�EEJ5`* ^*TEE1 ا�I&CEEB* p �EE*إن ا�5&6د�*MFP5نا�.(

يأخذ صناديق االقتراع إىل البيوت واملكاتب ويلقي أوراق العهد بيعة للدسـتور تزويرا ولو .203بغري توثيق، أو حىت تأمل يف الوثيقة

أما يف اخلارج، فقد وجد الدستور اهتماما أكرب فور إجازته من الس الـوطين، إذ وفود من املؤمتر الوطين على مراكز املغتربني تشرح الدستور وتدعوا للتصويت لـه طوفت

كما أن آثار قضية التوايل وما أثارته من مداوالت يف الصحف، ومـع تواجـد , )نعم(بـ ت مؤمتراتظمومادح بل ن الدستور بتداول ناقد يظأوسع للمعارضة يف اخلارج، ح نشاط

.اصم الكربى كلها حول حماور الدستوريف بعض العو

األوروبيـة اموعة مع سيما ال اخلارجية، السودان عالقات كذلك الدستور وثيقة نفعت السياسي، وإذ مدح بعضـهم اليت بدأت أقطار منها تدير حوارا مع اإلنقاذ قبل إقرار التوايل

يتكبـدوا مل الغربية، أوروبا يف الدساتري بعض مما تنص نصوصه بأا تؤكد على احلرية بأوسع

مصطلح التوايل السياسي، فقد جاءت الترمجة للمقابل باللغة اإلجنليزية وعثاء يف كثريا خوضا .204بغري مشكالت ملا عهدوا من تطور جتارم الدستورية ونضوج فقههم السياسي

***** وايل السياسي وإجازة الدستور بذور احليوية والنشاط يف املشـهد أنعشت معركة الت

اإلنقاذي الذي غشيته مالمح اجلمود، وسرت عليه نسمة عافية سرعان ما تالشت أمـام الشعبية الواسعة للمداولة حول الدستور بدت غري فالشورى التنفيذي، األمر مؤسسات تكلس

لالنتقال باألوضاع حنو نظام قار، وإذ أسهمت اللجنة القوميـة عملية أمام رغبة املسارعةللدستور يف محل االهتمام لعملها الذي يضمر وقعا كبريا على حاضر ومستقبل البالد، مث ما

هكنستجذأثاره مصطلح التوايل من حوار يستوري، إال ا رملصطلح ومعناه يف إطار حكم دأجازها الس الوطين التشريعي مل جتد ما تستحقه مـن تـدارس بـني أن الوثيقة بعد أن

وكان األجدر . قطاعات شعب السودان، وجهاته وفئاته بني يدي طرحها لالستفتاء الشعيب

�H^ *6ي ا�a�ف وا�PS1FA�AN QR)� ،�ت و�E)# 'E7ح ��EBص ا��5E�6ر �1E�Jن �E*�Gة ��E2H OE�2ارات 1512/12/1999'C9ا�� YPKAا� Q�PN '51ن . ، ا�E1ل أم در�AE4 �E2RC� ^E� م�E�a� ��J&E4 �ECK� Y6ى ر��H6 أjو

�6G 6 أن&H Yو�� �2�k7^ ا�� Q*�B5ا� �J�* أن '�JC* ن ا�(�ح آ1ن. OH1 ا���5اIj�aH V7ز.

ا�QPA&5 و2�k� ا�AG�5� ا����A� ��5�6Pر 1J7رة 16 (Political Association) .�C&A, ا��5ا�' ا����1'

خاصة بأعضاء احلركة اإلسالمية واملؤمتر الوطين أن يولوا وثيقة العهد العام احلاكم للحيـاة تداول يمحص فصوهلا ويستفهم رؤيتها ويستلهم فلسفتها لتأسيس حياة من تستحقه ما العامة

لكن الوثيقة الدستورية وما حوت من تبديل جذري لبعض ما . جديدة على شرعة ومنهاجتكن مرحبا ا من قطاعات مؤثرة يف القيادة املدنية والعسكرية، مل اإلنقاذ، مسرية به رسخت

ختشى من منافسات التوايل خاصة أن جتتاح مناصبها، فلم تتنزل الوثيقة لتكون موضـوعا لدى جمالس الواليات التشريعية، أو جلان املؤمتر الوطين من الواليات حىت احملليات، إذ غابت

سياسي املدارسات الفكرية والثقافية عن نشاط احلزب األوحد احلاكم إال قليال من خطاب يف مشـيئة كمـا احلرية فيه مث ضعف املرياث الثقايف الذي مل تستقر. أو تعبوي أو جهادي

عن تاريخ املسلمني، ومضت الشورى القرءان واملنحة األجل من اهللا سبحانه، فقد احنسرت كلمـة وظلت لدستورية،والية العهد سنة غري راشدة توارثا أو تغالبا، فلم تعهد التجارب ا

.اإلسالمية الثقافة يف منكرة العريب، اللسان على غريبة الفارسي، أصلها على نفسها )دستور

كذلك تبدالت املشهد السياسي يف القيادة، بعد صعود رمز مدين كبري يف احلركـة ارجية، وأيلولة وزارة الثقافة إىل اإلسالمية إىل املنصب التنفيذي الثاين وتولي آخر وزارة اخل

أمني عام املؤمتر الوطين السابق، مث تبدالت املؤمتر الوطين، وتولي أمني عام احلركة األمانـة العامة للمؤمتر الوطين، والنجاح يف إثبات احلريات العامة عرب إجازة الدستور اجلديد والتوايل

كم االحتادي واتفاقية اخلرطوم للسالم؛كل ذلـك السياسي، مث مضي أعوام على جتربة احليف مهد األرض ملشهد غري مشاهد الثورة االنقالبية بعد عقد من السنني، فإذ خابت اآلمال

تراكمـت يف من اجلمود مزيد الكبري بعد االنتقاالت الكبرية واعترى املشهد الراكد التحول وثقافـة حيوية الوسيط يف احلركة اإلسالمية األكثر النفوس آثار اخليبة، ال سيما لدى اجليل

الفراغ نواظر اجليل واألشد لت أشباحـالت من األصغر العائد تطلعا وطموحا، كما زايمح

.الساكنة املدينة حياة احلامية إىل اجلهاد

ة املقارنة بني سرعان ما رجحت كف -رئاسة اجلمهورية-فاملؤسسة التنفيذية األعلى املاضي القريب للنائب األول الشهيد واحلاضر املاثل للنائب األول اجلديد لصاحل السـلف

الصاحل، فإذ مأل األول املنصب حركة ونشاطا مهما افتقد للتخطيط والعمق، فإن األخـري ، رغم ثقافته وخرباتـه وقد غلبت عليه أخالق احملافظة والسرية بدا عاجزا عن ملء الفراغ

املتطاولة يف السياسة وعمل احلركة اإلسالمية، فاحلج املستمر لعواصم الواليات وحواضرها احنسر إىل زيارات حمدودة إىل العواصم وبعض املؤمترات اليت كان النائب السابق يرفع فيها

نه وبني الناس، ويعود وقد اكتسـب إىل حجب الرمسيات وحجاا، ويفتح أبوابه مخليا بيصف الثورة بعضا من الشعب وبعضا من ذات الوفد الذي صحبه من املسؤولني الـرمسيني

أما النائـب . والشعبيني، خاصة الذين جاءوا إىل صف الثورة واحلركة اإلسالمية من بعيدلتفاعل مع اجلماهري أو حىت مع املعتزل، دون ا األول اجلديد، فآثر أن ميضي مع طبعه احملافظ

النخبة اليت صحبته أو لقيته هنالك، مشاا ومذكرا بأمناط من املمارسة التقليدية يف السياسة السودانية، ال سيما الطائفية اليت جتعل من االحتجاب واالعتزال بعضا من هيبـة السـلطة

.ووقار املشيخة

التنفيذي، فإن روح االعتزال األمر على سيطرته ومتام يسبالرئ إحاطته متام استمرار ورغم اليت شابت أول توليه املنصب الرفيع عبرت كذلك عن حتفظه إزاء بعض اجلوانب يف إدارة الدولة، السيما عمل املؤمتر الوطين وعمل املؤمتر الشعيب العريب واإلسالمي الذين يتوالمهـا

حافظ على تباعده عن عمل اجلهاز التنفيذي، واتصلت نشاطاته فاملؤمتر الوطين, األمني العامالشعبية املتمحورة حول األمني العام، ال سيما املؤمترات واللقاءات اجلماهريية اليت بـدأت تنتظم ساحة السودان فور تويل األمني العام للحركة ألمانته، تشرح املعاين الـيت تضـمنها

عا على املنهج وتواليا مع الدستور اجلديد، خاصة، مث تأخذ البيعة تباية احلريات والالمركزي الـذين خاصة تثري حساسيات لدى الرئيس وعساكر القيادة -البيعات أي- احلزب، لكنها

ذلك صداه لدى نائب الـرئيس كل استحقاقاته، وجيد وخيشون اجلديد لعهدا من يتوجسون .اءه متام التصرفاجلديد مبا ال ميلك إز

أما املؤمتر الشعيب العريب واإلسالمي فقد بدا نغمة نشازا مع روح العهد الذي يريـد النائب األول أن يستهله بعهد من اهلدوء والتعاون مع اجلوار اإلقليمي ال سيما مصـر مث

مؤمتر اإلسـالمي الدويل خاصة أمريكا، فقد استقبل اجلهاز التنفيذي دورة االنعقاد الثالثة لل

بتحفظ شديد، وإذ ظلت الوفود تزور السودان من احلركات اإلسالمية ومن اجلمعيات اليت تعرب عن األقليات اإلسالمية ومن بعض الشخصيات املشهورة يف حماور العمل اإلسالمي أو

ء اإلعـالم، الفكر القومي وتلتقي األمني العام، وقد تشارك يف بعض نشاط عام حتمله أنباظلت احلكومة وأجهزا ترقب كل ذلك بتحفظ وال تشارك فيه بفاعلية، من استقبال رئيس

، )محاس(دولة الشيشان إىل عمل مركز األقصى الذي تديره احلركة اإلسالمية يف فلسطني ا ، وضـمري مليـا إضافة إىل تصرحيات األمني العام اليت حتمل آراءه بوصفه مفكرا إسالميا عا

لإلسالم الثائر يف كل العامل، واليت ال تنضبط بالضرورة بأطر السياسة العامة واخلارجية اليت .يريدها قادة نظام اإلنقاذ

كذلك ارتبطت رئاسة اجلمهورية باثنني من العسكريني الوزراء، تبادال املواقع بـني احلركة اإلسالمية ودخل القوات املسلحة الرئاسة والدفاع، ترعرع أحدمها يف أطر وزاريت

ضمن دفعة الفنيني الذين يكملون درجتهم اجلامعية، فال يبدأون من أدىن السلم العسكري رتبة وال يعترف م لدى خالص العسكريني بالعسكرية الكاملة، وكان يتوقع مبقتضى تلك

كة اإلسالمية، وهو ما ظل يثبت نقيضـه األحوال أن يكون أقل عسكرية وأكثر والء للحرمتاما، فقد تسلل فجأة ألول الثورة من أطر التأمني الباطنة إىل منصب أمني جملس الثـورة الظاهر، وارتبط ارتباطا وثيقا حبركة الرئيس وسكونه مما بدا بعضا من ترتيبات نائب األمني

ليه منافذ يكرهها، مث تطور متبنيا صـورة الثـورة العام وقتئذ لإلحاطة بالرئيس أال تنفذ إالعسكرية الشمولية رافضا أليما انتقال يعرض منصبه الوزاري الختبار مل يعد له عدته،كما استمر معوقا أساسيا حلاكمية احلركة اإلسالمية اليت هيأت لكل ذلك التغيري وفـق خطـة

بدت املباينة بينه وبني عناصر احلركة اإلسالمية يف الدولة مبكرا، أضحى عائقا وعمل، وإذ أمام كل اجتهاد يريد أن يتطور برئاسة اجلمهورية لتغدو مؤسسة عليا تدار بأفضل مـا يف

ـ عـادالت اإلدارة اإلنقاذية ضمن منعم بسة علوم السياسة والتخطيط واإلدارة، وإذ اكتمهمة حاولت إنقاذ رئاسة اجلمهورية من رؤوساامللتبسة أصبح مركز قوى يدحرج يف يسر

مدخال ملجـأ الفوضوية اليت تشوب شخصيته وعمله، وحيثما اشتد عليه النقد التمس له .205مما ترك، وال يزال خريا

فقد جاء -س الثورة منذ يومها األول بالطبعأما الوزير الثاين، الذي متتع بعضوية جمل ضمن -من ثم-من خالص املؤسسة العسكرية ضابطا عمل لفترة مع رئيس الثورة، وامتاز

القالئل الذين عرفوه قبل صباح االنقالب، وإذ احنصر عمله ألول األمر يف التـأمني فقـد مهما تشعبت ثنائية داخليـة وخارجيـة وإن مل استمر مرتبطا باألجهزة األمنية رئيسا هلا،

يتصل بتفاصيل عملها اليومي الكثيف، تاركا غالبه للمديرين التنفيذيني الذين تعاقبوا عليها لكنه كذلك استقر مدى عمر الثورة يف املنصب الوزاري واحناز . من الصف املدين للحركة

ك حيوية الوزير األول ونشاطه اجلم وحركته باستمرار لوجهها العسكري الشمويل، ال ميل) املـذكرة (الدؤوبة ومل تعهد عنه أي مبادرة قبل ظهور امسه ضمن العشرة الذين وقعـوا

الشهرية، ولكنه ال يغادر األطر اليت حتمي بقاءه وأمهها احلصانة األدبية واملادية اليت يوفرها له بالضعف وتقاصرت إجنازاته عن حتديات إدارة الدولة ماضيه العسكري، مهما اتسم عمله

.املعقدة، أو غاب عن وعيه الربنامج اإلسالمي للحكم

#��, ا�&6J7 6�Aا��tBC� ^��N 6A�� V�N أ��^ 17م �1�j YPKدة ا�+�رة �6EJ7 6�2&P� 1FPا�&1ل ���EAد ا�TEي 17

�EES1� �cEEJj ^EE ا�&�EES1C ا�EE��6A� اآ6EE2# tEE�5*�ا وإ6EE4 1EEH1K7*6ا )EE' ا.�IEE4 ا�EEP�P2� ا ،OJEEBC� 'EE( 11هEE�j 'EE5�و�`E^ ذ��E`* 6Ej OE�F� vEن . ا����� ا�5' ا��N QF5ل أ�9 ا�+�رة ا����6Eة *���E71AG 1A�E� p ،TE� �UEP ا��ECKب

وه�E ا��E�5Aك " U�ES ا�&�EJر "�176ة OJEBC� ^E� OE�1F7 وأن *&6EI إ��1E�j OEدة ا��E�5Aك ا��EICي )1E�PA7 'Eت ��Rا �cG.1ل ا`P� Ox�PH ^و��� O#��آ �6ا*H TC� . ^�E�N 6EA�� V�N6ا��EJ7 6E�A&1رك ا�E&� ,Eت أو��K5E41 اAآ

�1EEت �EENل N�� 6ىEEHي أTEEا� ،�EEB2�1H OEEJ5`� �*6EEو� Y���EEP� ')1�EEB1ر ا�EE(5�Aا� OEE�2F1دق ا�EEB6آ�5ر ا�EEا� ZEE�6��ل وا��Eaوج �tE5`� ^E ا�Y���E، و6Ej ا�6C5E د EP� O5N1J5E6 وا��A&ا� �آ�N ,f�( . EP7 1دقEBا� 'E( OE5H�K# ,

^E`و� ،Y���Eا� tE5`� ح�ES 'E`*��.ا 'E�1ا��� �`Fل ا��S"H ةM�A5Aا� O5(�&و� �6�5ة ا.��*`�A1ت ا�*pا��OH 6 ��17ن �1 أ19ح�A&P� Of�&# . 6آ�5رEوا� �EA7 ^E�N ^1 ا�6آ�5ر أ��Jf1�� 1�*أ �ر*�IAKا� �1در ر��1xو

�EE� �EE41J� c^ وز*�EE ا��EEB2 ا�& 6EE5H ^*6EEH17 1جEEا�� YEE* ^EE� ,EE6 ا.د�EEا�� VICEE7 tEEKN إذ ،OEE�F� V�N6ا��EEJ7 6EE�A 1EAIH 1حE9"( ،ح�ES�� V1رهE`(أ ^E� ��E)� O5H1ESأ Vk ،VIPA&� �ا��ز� �از��Aأن د . ا� UE*�Rوا� . 'E( ^<�E7 YE*

�B2ا� ^� O�1F71ب إR� VP�5* أن cJj 1ءH�I`P� ����2دارة ا�6*� 17م ا� tBC� . OE�F� 1مE&ا.��^ ا� �أ�1 ��1و�ا�6آ�5ر ��U ا�6A�� ^*6 أ6AN ��5(1را )�1��H 1�C� ا��IAKر*� )62 ر)�1I وز*� ا��EA� �B2ات Ek�ث، �5&��^

ZE*�A�2 ا�CE6 ا�E� 'E( VIE�* 6Ej �*ر�IAKا� ��1��H '��j ^أ� YPK� Y��"# '( U�� ت أ)`1ر ا�6آ�5ر�Id إذ1IPA7 '( . ا� �EP*�Rة ا��E5Fا� '( �A��G ى��1E�j 'E5ه1 وز*�Eا �6E* ،�EB2P*� وp ر*t أ�o�� Oول 7^ أ�1Rء أ

.أ1A7ل ا����1� ا�`+�F� ا�p '5 *`1د *1IC� QPF وOG �^ وh�G ا���1ة، Vk وز*�ا �6Pا��P�، وأ���ا وز*�أ �6P)1ع

مستشارية للتأصيل، عبرت بامسها عـن االهتمـام كذلك اجلمهورية رئاسة يف قامت

. ة األعلىبرنامج إسالمي للحكم وضرورة أن جيد ذلك مكانا يف مؤسسة الدول وفق بالعملقضايا من ا يتصل وما املشكالت وإذ أن املنوط ا عمل فكري باألساس يصوب حنو أصول

طاقـات لـه تحشد دؤوب اجتهاد من ذلك يقتضي احلكم والدولة أو السياسة واتمع، وما

حلركة اإلسالمية يف أجهزة ا حمدودا ظل النشاط من النمط ذلك واحلوار، فإن والتذاهن البحث. اليـومي الدولـة عمل يف الطاقات سائر من استوعبت وما اإلنقاذ ثورة بعد اخلاصة، ال سيما

جاء أوهلماتعاقب على مستشارية التأصيل برئاسة اجلمهورية اثنان من صف احلركة األول، يمض األول إال بضـعة مغاضبا من جملس التعليم العايل والثاين من جامعة القرءان، وإذ مل

أشهر يف منصبه ليعود كارا للتعليم العايل، انصب اهتمام الثاين علـى مظـاهر للتأصـيل وأمساؤها، األعياد(وشعارات ال تكاد تالمس جوهر العمل الكبري الذي تفنى دونه األعمار

عاطلة عـن استجاشـة ، واستمرت املستشارية )رموز الدولة وشعاراا وأومستها وأنواطهاالطاقات الفكرية للحركة اإلسالمية حىت تجيب عن أسئلة إسالم احلياة املعاصرة يف االقتصاد

.206والسياسة واتمع

ظل كذلك جملس الوزراء مؤسسة حمدودة التأثري منقوصة السلطة، رغـم املراسـيم لقرار التنفيذي األعلـى يف الدولـة، وال الدستورية املؤقتة املتوالية اليت تصفه بأنه صاحب ا

إال صوتا متساويا ألصوات وزرائه تعبريا أمت عن الشورى ) رئيس اجلمهورية(تعطي رئيسه األمريية وإمجاعها الذي يلي إمجاع الس التشريعي، الذي ال يعلوه إال إمجـاع الشـعب

18 ^E� OE�1F7إ �Ek1ء إEJ71ه1 دون أE�j ة��EBj ة�E5( 6E&H c�S"5P� 1را)5�� �A7 6ANأ Vاه��Hو)���ر إ�J�7>^ ا�

'، و��E# 6j, ا�tE�1C ا.ول ا��E*�F ا��EFAH {�1ES 6EA�� �E�HMدh إ17د#1EJ571H OJEBCA� OEرh أ6EN وزارة ا�V�P&5 ا�&�1�E�ف )E' ا�YEPKA ا�ZE� 'C9�E وز*�E ا�V�EP&5 ا�&�1E' ا���H1E وا�TEي 6E&H '�1&ا� V�P&5رة ا��k 1�2دةH 12ذ�ر��ز ا

و�EId 6Ejت ا�EC*1JA� �EH^ . �د�c ا��زارة Af^ �&1دpت ا�1�Ba4 ^7 _�Jت ���j� ��P� 'A5C# pآ� ا����ا��Jو)���ر وأ��^ 17م ا���آ� �TC ا��E5Fة اE��125�p� �UEB5C ا�&6E2 ا�+��1EA^ وcEd ا.ول ���E* UEj�AH 1`E�A5ى �E)j1C� tEPRH 1ذE2�ا 'E( 1ديE�2ا� t5`AP� O���ا�1J55ع ا���آ� �6Pو�� ���JR# TC ا���ACي �P(�*&�، و6j ا�cI5 د

6P� �ى )' إدارة ا���آ�# �jور VE� �EA�.ن ا�E( ا�E`F� 1 أوEA�17 ^E`* 1EAI� 1مE&ا� ^�E�.وأن ا ،�EPa� ��Gازدوا �و��UEP ا�6Eآ�5ر و، )�TEآ�ة ا�&(�Eة (*�`�Aا 4"ن �v�1 وا�(1)&' وأF�CN 'H�، وذ�cJj v أن *�Af �I^ )��1ن

*�* O^ ا�&1م، أ����� �ر*�IAKا� Yر�� ^� t�J�� tPRH ،c�S"5P� 1م ��5(1را�ا 'P7 6ANأ �E2RCAا� g*�E&# 6�FREEB, . ا�6EE2( 'EE5ت 5�1H(1IEEد ا�tEE�1C ا.ول �JEEBCAH^، ا�c�EES"5، إ1EEf)� إ�EE, وزارة ا�1aرEE�G� ا�p�# 'EE5ه1EE د

c�71A1ن إ�A+7.

ية اليت ظل يدعو هلا أمـني عـام احلركـة استفتاء وفقا ألصول النظرية السياسية اإلسالممن العناصر اليت وقع عليها االختيار أوال لـدرء -ألول الثورة -فقد نشأ الس . اإلسالمية

شبهة النسبة إىل احلركة اإلسالمية، تنشط من حوله دوائر كثرية باطنة غري مرئيـة تـزاول تطور الس لتتكاثر فيه الوجوه العسكرية، قبـل عمال كثيفا منسوبا إىل احلكم اجلديد، مث

.أن يطعم ببضع وجوه قومية، ظلت بدورها تستشعر أن القرار احلق يف مكان آخر

وإذ استمرت كذلك عيوب تالدة يف عمله منذ االستقالل حاولت مبادرات من بعض ظل اإلنقاذ، فاجتماعه الراتـب وزرائه أن تستدرك عليها وعلى مجلة سلطاته املنقوصة يف

املنتظم الذي تستهل به أنباء الدولة مرة كل أسبوع، ال يكاد يعبر يف صورته الصارمة عـن حقيقة العمل الفارغ املضطرب الذي جيلس إليه املأل املستوزر عاكفني كل صباح أحـد أو

ة السلطة السياسية التكاملية اليت يقومـون ـا، أربعاء، فغالب الوزراء ال يستشعرون طبيععن الرحالت اخلارجية واجلوالت الداخلية مـن ) تنويرات(ويقنعون مبا يطرح أمامهم من

وإذ أفلحت أطر اخلدمة املدنية وتقاليدها يف إغراق كل وزير . الرئيس ونوابه أو من الوزراءقطع يف وزارته فال جيد أغلبهم وقتا لدقيق اإلطالع علـى مبشاغل اإلدارة اليومية اليت ال تن

احملاضر واملقررات ومشروعات القوانني حىت يسهموا يف املداولة األسبوعية برأي سديد أو فكر جديد فيكتفي كل وزير عناية مبلفات وزارته، رغم أنه سياسي مسؤول عـن جملـة

لثقافة إىل الصناعة ومن الصحة إىل العالقات اخلارجيـة عمل الدولة وعن كل أزماا من اإال أن جهود اإلصالح مل تثمر صالحا يف واقع عمل جملس الوزراء الذي يصلح به . والدفاع

سائر الشأن العام، ومل يلحق بأمانة الس تغيري جذري يفعل عملها أو يثوره حنو أفق جديد .لعامل يف تقانة املعلومات وتقنيتهايوافق تقدم ا

أما الوزارة اليت تسمى باسم الس وتقوم عليه، فقد احنسرت بعد حمالت اإلصالح اإلداري اليت مل تؤسس على دراسة شاملة كما حدث يف بعض دول العامل، ولكن علـى

لناجزة يف عهد الوزير األول، الـذي روح الثورة األوىل يف املدامهات املفاجئة والقرارات اتلبسته الروح العسكرية بالكامل رغم شارة الطبيب اليت محلها قبل شارات العسكرية، مث يف عهد الوزير الثاين، أستاذ علوم اإلدارة اليت مل تصده عن املضي على سنة سلفه العسـكرية

وقد توثقت صلته باألطر العسكرية العليا آمرا ناهيـا، سيما وأنه املسؤول األمين للحركة، كأنه يرأس الوزراء مجيعا ومل يغادر إىل وزارة الطاقة إال بعد أن فحملها لعمل جملس الوزراء

.207ضاقوا به ذرعا

ر دخل إىل الوزارة اثنان أضافا إىل املشاهد املتراكمة حنو املفاصلة، أمني عـام املـؤمت وقد انصبت الوطين السابق، الذي أخلى منصبه لألمني العام بعد عامني قضامها يف املنصب

القيادة بسبب حساسـيتهم يف عليه غالب نقمة العسكريني الشموليني الذين أضحوا أغلبيةـ الـداخل بني ومعركة صراع بعد ورغم أنه نال موقعه. املتفاقمة حنو املؤمتر الوطين ي التنظيم

والرتوع املناطقي والعنصري، ومع ازدهار التفاؤل بأن احلزب احلاكم قد وجد أخريا قيادة إنقاذية قوية متميزة إال أن املؤمتر الوطين بوصفه مؤسسة سياسية حاكمة ظل مهضوما عما

عادالت اإلنقاذ حىت يف عامها العاشر، بل إن شيف ظل م ح املوازنـات يستحق من اعترافاملالية لألمانة العامة واحلرمان املتعمد هلا من صميم صالحياا يف التعبئة والتنظيم، قد أخرج األمني السابق بغصة كبرية من املوقع، أضاف إىل ما رفض من مقترحاته وآرائه يف سـبيل

واحلكومة يف ظل توجس رئيسها تسوية العالقة بني املؤمتر الوطين يف ظل والية األمني العام،وإذ مل جيد كل ذلك أذنـا . ومعظم أعضائها من التحوالت اليت قد جيلبها التوايل السياسي

صاغية، جنح األمني العام السابق إىل رفض املنصب الوزاري الذي عهد إليه بأمر الثقافـة قبله إال بعد ضغوط من كبـار يف احلركـة مؤثرا اخلروج من مجلة القيادة اإلنقاذية، ومل ي

اإلسالمية وإحلاح من الرئيس شخصيا، فقد ثبت امسه وجها رئيسيا يف لوحة اإلنقاذ حيظى بتقدير كبري داخل احلركة اإلسالمية وخارجها، تعينه ثقافة وجتربة وانضـباط ومثـابرة يف

ا6I5G وز*� ا�u�Ra5 ا71A5Gp' ا���1A+7 6A�� 6ن �F�P� V*62# '( أ�9وN� �S. Y�o#ل ��EIFم ا��Eز*� 19

آ1A اuE�H 'E( 6EI5G . 7^ دور ا��آ�c ووO5F�d )' #��' ا�("ن اداريودورh ا����1' ا�Tي *���1H UP5aورة �*�ER# 'E(و YEPKAا� cEA&� ا��E��#1 وRJEf12 و�E�C# زارات�Eا� ^�EH دارين ا"E)P� ��7ا��زارة ا��ا cA&� �*رؤ

*� وQ2JE� 6Ej ا1E4رة إ�E, أن ا��Eز . ا.��1� ا�&�1� �YPKAP ا�o# '5دي cA7 t�1x ا�65و*^ و#����E ا�1E��P&Aت .ا�+�1' ا�6آ�5ر �7ض ا�1Kز أ17ق 1�jم ��A#o ا�1��P&Aت و1I5`J4 c�R7 ا�&�H1ة �p�P*1ت

ه بصراعه حنو األمني العام، داعمه الـرئيس وإذ رأى يف الثقافة وزارة متواضعة توج, العمل .208الذي محله هلذه الوضعية املتميزة فوق أبناء جيله كافة

أما وزير اخلارجية الذي بدا صعوده حنو املنصب طبيعيا ميسورا، إذ ظل ملدى عامني رق اختاذ القرار يف منصب وزير الدولة بذات الوزارة، فيمثل صعوده كذلك مثاال جيدا لط

سرعان ما وجده يف الساحة العربية، مث يف الذي وتولي املناصب يف اإلنقاذ، فهو رغم القبولبعض الساحة العاملية، بأسباب من شخصيته املسايرة غري املواجهة، مث ما نفعه مـن بدايـة

سايرة كلها لتكون مه السياسة اخلارجيما بعد تدفق النفط وتوجة إقليميا ودوليا، سيشايعة مالسالم يف اجلنوب، رغم ما بدا عملية مسار وبداية اإلسالمية وأمينها العام احلركة إقصاء رمز

من ذلك النجاح، فقد ظل الوزير يدرك حدود قدراته ومقدراته إزاء املسؤوليات اجلسـيمة ه ما ميكن وصفهم بأم خالصة اجتهاد احلركـة يف اليت وكلت إليه، وإذ احتشد يف وزارت

يئة عناصرها الشابة لتولي املسؤوليات يف الدولة واتمع، مل يوفق الـوزير يف اسـتثمار من تلك األجيال يمثـل جديد عليه داخل يدخل أال يف طاقام أو دفعها وتنميتها، بل اجتهد

تلك الوزارة األهم لطاقات متجددة وقدرات متفوقة، وظلت منافسا له حمتمال، مع حاجة صورته داخل الوزارة كتابا من املفارقات والطرائف، على غريها يف اخلارج، حسنة تزينها

.209دائما ابتسامته السخية وعشقه الطاغي لإلعالم

20 �A#oEA1م ا�E7 ^�Eأ� tEBC� OE���# 6E&H 1ت�E�1ا��� ^E� 6*MA�1' ا�J5&ح ا�6*^ ا��S 1زيx ا�6آ�5ر tR25ا�

cEd 'E( 1I5�1�5Eا� OE� ^��EJ# 1E� 17ن�E� 1حEK� �EBj tEBCAا� cE&K* أن ZEPR# إذ ،'C91ت ا��E�1C� ^E� zE1 ر�E��1Eم ا���1E7 ^�E�. 6EI&* ،'E�1م Cا� 'E( �*6EJ# ^EP&ا� ,Eإ� OEPآ �Eا���آ cEA7 cE2� ار�E2� 1E2�JR# ح�E5j6 اj12ذ، و�ا

Vا��1آ V��C5ب أو ا�Mا�� ��1��H �ا���آ)'C9ا�� �A#oAا� ( ,��E5*1م، وE&ا� ^�E�.ا tEBCAH �E*ر�IAKا� Yو������ �t�1� tBC ا.��E^ ا�&1Eم، 1Ejدر 7 i cE&F�1H ديoE* '�1E5�1Hو ،,EP7.ا ^�JEBCAا� 'E( ^�PG�Eا� ^�EH ��E�C5ا� ,EP

.دور ا.��^ ا�&1م )' cd ا�(�1ل ا����1A7"H Yل ر��1� ا��IAKر*� ا.��ى

��P7 أ1Ej 6Nدة ا���آE� ا�(�J&E� 1EN1K� ,EP7ت ا�6Eآ�5ر �1EA+7 ,FREBن إ�c�71AE )E' وزارة ا�1aرE�G� EH"ن 21 E6ارة هEKط ا��E� 1EI�P7 ��5E�* يTول ا��E5Jاج ا��a5E�p ZE(د ^E� 6EB2* ،�Ej1Rا� �E*1ز وزEKض ا��E7 6آ�5رEا� �

�1EA+7 ,FREBن ��E# 6Ej, ا�EK�H tEBCA� �E^ . وا���*tE أن د .. c&F�1H، وه� ��ZJR�1H Y ا�6آ�5ر �7ض ا�1Kز��E^ ا����62FP� 1�*�&# V7M# Y ا�Tي ��� 2RCA�1H� H&6 ا�5(1IEد ا��E*�F ا��E�HM، و1E� 6Ejل ��ا)E2� )�ر*E� �E^ ا.

،�E*ر�IAKا� �E�1، وز*� ا�6)1ع، ر����1Aوز*� ا� ,P7 Qjا�� vذ� '( ��5ذ�# Q�11ل آA)ا� �2RC� أن Vxا�&1م، روإذ #�ZEj ا�ZEE�AK أن *oEEول �tEBC وز*�EE ا�1aرEE�G� �6EEPآ�5ر . �YEPK ا��EEزراء، ا�6ا�EE�P� و��vEECH �(1E ا���EEدان

�6Eآ�5ر �1EA+7 ,FREBن �E71K� �E� qICE&1ة 1xزي S�ح ا�E7 OE�Pa# 6E&H ^*6E^ أ�E�1� ا��A#oEA ا�C9�E'، أQEJk ا ا�&�1jت ا�&�1� ا�o* ^*Tدون S�ة ا���Aب �Z ا����Y، و*�(�ن �OJ�1 ا.ول �(1ي ا�1E�Aء، 1EC5* VEkو��ن 1E&9م

.ا�&(1ء �Z ا.��^ ا�&1م

***** ة العامة للمؤمتر الوطين، بـدأ التهيئـة حنو اية العام األول لتولي األمني العام األمان

أخرى دوائر وبدأت ملغادرة منصبه يف رئاسة الس الوطين مث التفرغ ملسؤولية أمانة احلزب،

فقد أجنز الس الوطين العمـل األساسـي . به اإلطاحة مؤامرة خيوط لنسج التهيؤ حزبه يفوإذ أوجـب . كمة بعد االستفتاء عليهبإجازة مشروع الدستور الدائم، واعتمد وثيقته حا

ضعالطريق أمام املنافسة بني املتوالني أحزابا وبرامج، و الدستور نفسه إباحة احلريات وفتحفقد عاد . األمت التفرغ كثيفة وتقتضي حركة تستدعي جديدة مرحلة أمام احلاكم احلزب الواحد

جيوب فيها السودان طوال وعرضا، مصوبا خطابه حنو األمني العام بقوة جلوالته الوالئية اليتاملعاين واملضامني اليت حتملها املرحلة اجلديدة، كما أسلفنا، كما بدأ اتصاالت سياسية بالغة األمهية ملستقبل الدستور اجلديد والتوايل السياسي، وهي يف ذات الوقت بالغة احلساسية ملن

.قد من الزمان وبدت مراحل الفطام عصية عليهممتكنوا يف السلطة لع

يف حنو رموز املعارضة السودانية املقـيمني - كذلك -توجهت اتصاالت األمني العام ا الزعيمان اللذان يمثالن احلزبني الرئيسيني منذ االستقالل، إضـافة موأوهلاملنايف اخلارجية،

وإذ استقبال معا، ومعهما . لطائفتني الدينيتني الرئيسيتني يف البالدإىل كوما ميثالن زعامة لاستقبلوا مجيعا حملة ،)التجمع الوطين الدميقراطي(بقية املعارضة اليت جتمعت منذ أعوام يف

األمني العام يف سبيل الدستور والتوايل بوصفه شأنا داخليا خيص اإلنقاذ والعناصر املتوالية، و املتصارعة حتت لوائها، ومل يشر أي منهم ألول معركة الصراع حول الدستور والتـوايل أ

واحلريات العامة إىل متايز إجياىب يف صف اإلنقاذ، كما مل يعبر أي من زعماء املعارضة عن امني اجلديدة الـيت معىن ينذر أو يبشر بتحول يف البالد، فضال عن التداول اجلاد حول املض

أن السودان سوح لقاءاته يف خمتلف كل محلها الدستور اجلديد، أو تصرحيات األمني العام عرب

ال مينع بالقوة رأيا أو حزبا حىت ولو قام داعيا للشيطان وكتب وأنه احلرية هو الدين يف األصل .ذلك عنوانا له

دأ ضجة املعارضة املنكرة له حىت بعـد صـدور فلم) السياسي التوايل(مصطلح أما بالتعدديـة األسـاس الترمجة الرمسية لوثيقة الدستور، وبيان مضمونه الذي يوايف مطلـبهم

أحابيل اإلنقاذ اليت تقول الشيء وتريد عكسه، وقد وجدوا واحدة من قدروه فقد السياسية،تصرحيات األمني العام السياسي اجلديد ما يعضد يف تصرحيات وايل اخلرطوم السابقة، مث يف

مواقـف أفضل ويف خمادعة، هي للمؤمتر العام األمني ا يصدع اليت زعمهم بأن بشرى احلريات

.210حسن الظن مناورة يحيطها اختالف شديد داخل الصف اإلنقاذي نفسه

ألمور حنو أفق جديـد، وصـوب لكن األمني العام وفور إجازة الدستور بدأ بدفع ا خطابه خاصة حنو الزعيمني الدينيني، أن األصول اليت تقوم عليها احلركة اإلسالمية هي ذات

لالندماج ودعاهم,الشعب يف باإلميان تزكت أصوهلم الدينية، وأا ختاطب ذات الفطرة اليت سياسة لتقوم بوصفهم مجيعا دعاة دين، نسيقالت أو حزبا، أو كيان واحد، مهما يكن، جبهة يف

كل ذلك العمل وفق مشيئتهم عن مستقلني ميضوا أن اختاروا إن هلم مث التناسخ، ال التكامل على .مفعوال يف مستقبل املصائر واآلجال أمرا كانوخيار قواعدهم وقيادام حىت يقضي اهللا

اته العامة برسائل شخصية محلها الوسطاء للزعيمني ولقائد كما أعقب األمني تصرحي بعد حنو ) لقاء جنيف(احلركة الشعبية لتحرير السودان، وفيما تطورت الرسائل األول حنو

األمة، أمثرت الرسائل لزعيم احلركـة حزب عام من إجازة الدستور بني األمني العام وزعيم، بوساطة سودانية مل يقدر )برين(القمتني يف العاصمة السويسرية الشعبية عن ترتيبات جلمع

هلا أبدا أن تلقى النجاح، إذ أزعج تسرا لإلعالم قائد احلركة وحلفائه يف التجمع الوطين، متام كما قرعت احتماالت اللقاء أجراس احلساسية لدى حماور يف قلب نظام اإلنقاذ، تريد

إذ أن كل تطور فيه صعودا وهبوطا حيمل ،)اجلنوب يف السالم ملف(مبا يعرف بـ اكاإلمسدالالت لعامة مسار النظام احلاكم، كما حيمل فرصا مثمرة أو مهددة ألهل األجندة اخلاصة

والف االام، إلحراز اإلجناز والبطولة، أول حصول النجاة والرباءة ملن تقيدهم أثقال من س

E�I"ة أP7^ ا���6A�� 6 ا���E^ ا.��E^، أ��E^ دا��Eة ا�(oEون ا����E�1� EP7 1E2�P&#, ا1EA5Gع � 18/8/1998)' 22ا�EE�J&5� ا�&EE�1� �1EEAKه�� : (ا�ZEE�AK5 ا�C9�EE' ا��2A*6EEا9' )EE' ا�1EE2ه�ة، و)1EE�H 'EEن ر�EE� 'AEE^ ا���1EE�F� ا���EEدا���

ا�(t&E ا���EEدا�' )EE' ��اEEIG� ا�6EE�5*1ت ا�EE5' #�اOEEG ا.�E� وا�1EE4��5ت ا�EECP&A� �EE^ أرض ��EEPF� �EEBل ا��EEA5د ).ن �&P� �A�17� #(�5ى )' �7اVS ا�&V�1وا�&�1A� ا�5' ا�15رت أن #�ه^ �1I�F و�jاره���P� 1، وأن #`�

ال التوايل السياسـي حنـو آمـادنوعلى م جنسوقد يدفع باألنظومة اجلديدة اليت بدأت ت .211تتوجسها خيفة

السياسية خارج مظلـة القوى مع اتصاالت مجلة السياسي التوايل ظل يف كذلك اتصلت تهيئ للتحول الذي قـد حيملـه التجمع الوطين الدميقراطي بدأت مع إرهاصات االنفتاح،

القـوى حركـة مع حوارا مشلت قار، دستوري نظام االنتقال من أوضاع الشرعية املؤقتة إىل

أكربها احلـوار مـع احلـزب وكان البعث، حزب يف جيوب ومع )حق( التقدمية لدميقراطية .)اهلندي العابدين زين الشريف( قيادة حتت تشكل الذي اجلناح االحتادي الدميقراطي،

اليت رأسها رغم أن تلك املداوالت جرت بإشراف مباشر من األمانة السياسية اخلاصة آنذاك نائب رئيس اجلمهورية ونائب األمني العام، وبرعاية كاملة من مسؤول العالقـات

انت ملفـات يف السياسية، أمني عام املؤمتر الوطين السابق، إال أن شؤون تلك األحزاب كجهاز األمن يتوالها الفرع السياسي، مما حوهلا من عمل موجب يدعم الدميقراطية إىل أداة

وإذ مضى احلوار مع االحتادي رخاء ميسورا بدفع النائب األول . يف صراع التوايل السياسياطه يف التوايل، مث لقاء وجتاوب رئيس احلزب، وأمثر زيارة وفد يقدم لتمام عودة احلزب واخنر

األحزاب مع احلوار ليفسد األمن رئيس اجلمهورية مع رئيس احلزب يف القاهرة، تدخل جهاز

ووقع عليها عسف اجلهاز وعنفه اعتقـاال الثورة أول منذ األرض حتت متترست اليت اليسارية .212وتعذيبا مدى السنوات السالفة

1jم رcG ا.1A7ل ا���دا�' ا��ا�EG cNرج 1E�KNر 1EJAHدرة #�1Eول أن #ZEAK ا�(E�N z�E^ ا��5اEH' وا�6Eآ�5ر 23

�Gن 17�H ���j*� �^ ا�1A��Jن ا���*��ي )' #vP ا��5Fة، و �H1k�1Kح ��&5N h1, وه� *E�2' أ*OE�1 ا.���Eة �F+`Aا� �1*C&ا� �(�x '(. أن 'E( 1EI5Jx1م رE�Cا� 'E( 1تIG ^� ,2P# Oأ� ��J&)ا� �ا���آ '( ��J6ر آB� 6 أ)1دjو

�Gن ��S"( ،���jت ا���آE� ا�(�J&E� أن �E��j . *`�ن ا�12Pء t�1� ^�H ا����Y ا.�15ذ 1A+7 'P7ن ��O9 6A ود ،��J&E)ا� �Eا���آ V�E71م زE2A� 1E��Fa# �E���5ا� ^E� ا�AI( إذ ،'Hا��5ا pإ cH12* ^� تp1EB#pا vEP# ,Eإ� ZE(1 دEA�(

�(�� 1�jدات ا�12ذ ا����A� أن *�6ث ذ�v ا�12Pء إ�1Kزا *�t� ����^ ا�&1م و*O� {�5 ا��1ك UPAH ا���م.

1Exزي ES�ح ا�6E*^ ورEj� �E2# . )�ر إ1Gزة ا��5ا�' ا����1'، أ1Gزت J&4� ا�&�1jت ا�����1� ا�5' رأ�1I د 24C* pأ 'EE�JC* ار�EEأن ا�� �EEA`��1H 1EEC*د tEEGغ ا��ا�JEE�76ة وا�EEا� gEE&H ار�EEم .ن ا���EEBa1ء أو ا�EEا.و�� ZEE� ZEER2

�Cا��� ��7�Aوا� . vEP# ZE� ار�Eا�� 'E( ^E�N.1س اEA5ا� 'E( ^E�.1ز اEIG 1تE��P&AH ��1&5�pا �J&)وإذ رأت ا�)M# 'Eه�6E ا�171AKت، ا�1JEf c�5ط ا�1EIKز ا�1E��P&Aت ا��PEBN 'E5ا �IE4 ^E� 1EI�P7دهvEP# 'E( V ا1E71A5Gpت

�Eآ�N ^E� 1داتE�j 1لE2571H 1ذE2�1م اE�� ZE� c�(.1 ��� اI#1j�7 �*�R# 6وىG ^7 �*اب ا���1رMN.ا) �EN( VI&(وا���2�5 7^ دوا 'E( اء�EGإ vEP# تp6اوEAا� 'E5ض ا��E5F* 1EIأ� �CEB�� 6EI&H 1نEA5`وا� �*�E1ط .ا��JEf ^E`�

من قيادة االحتادي الدميقراطي جناح اهلنـدي يف بلـورة أسهمت كذلك جمهوداتيرجو وساطة بني حكومة اإلنقاذ والقوى السياسية السـودانية املتفرقـة يف ) لييب(مقترح

املبـادرة املصـرية (شعاب املعارضة املختلفة، يف خطوة تطورت الحقا عرب مراحل لتصبح مجع الرئيس املصري حسىن مبارك مع الزعيم اللييب معمر القـايف بعد لقاء )الليبية املشتركة

.1999) آب(مبدينة مرسى مطروح املصرية يف أغسطس كذلك اتصلت فور إجازة الدستور مشروعات تعديل القوانني لتوايف نصوص الدستور

ف وال تعارضها أو تناقضها يف عمل دؤوب مهما يكن منطقيا بديهيا، إذ ال يتفق أن ختـال موافقة ثلثي نوابه، بعد وموافقته، الشعب باستفتاء إال تعدل ال اليت ثوابته سيما ال أصلها، القوانني

مهما تكن بداهة العمل، فقد كان يف بعض وقعه ثقيال على بعض األطر العليا يف منظومـة خضراء بتطبيق القوانني اليت اإلنقاذ، إذ تغدو النصوص النظرية الرمادية للدستور إىل تكاليف

متس جوهر املمارسة الشمولية السابقة وحتدد السلطات لكل مسؤولية، مث حتكـم الرقابـة احلرة اليت تالحـق األخطـاء عليها من قبل نواب الشعب املشرعني، أو من قبل الصحافة

.وا الشمولية يف قلوم وعقوهلمال حيتملها التنفيذيون الذين أشرب رابعة وتبسط سلطة

امتد جدل القوانني إذن من قانون التوايل السياسي الذي يضبط األحزاب بالتسجيل، قعتوة وأمني املؤمتر الوطين أنه قانون يح رئيس الربملان أمني عام احلركة اإلسالميوالذي صر

االنتخابات، تـدرجا خلوض األحزاب إال تسجل له أن يسري لبعض الوقت ريثما يرفع، فاللرفعه وإلغائه مجلة واحدة كما مضت بذلك التجارب الدميقراطية اللبراليـة الراسـخة يف

إىل الداعية أفكاره سالفة إىل خطابه يف بقوة عاد الذي العام األمني إن بل .الدميقراطيات الكربىيتركه عفوا بل موقفه الذي ال حيتفل باألذونات والتسجيل، احلرية والترك العفو ، عاد ليؤكد

.بته عرفاويوازنه ويث يمارسه ويضابطه حراللمجتمع

ل امتددصل وما السياسي التوايل من القوانني جلذات النظام األساسي تبديل ضرورة من به يت

شركاء بني واحدفإنه إجازة الدستور بعد اليوم لكنو شريك، بال واحدا كان الذي احلاكم احلزب

��J7وا آ�S ^7 v�Tاع ا�(����AE^ ا.�6Ef ^�E�C ا�1IKز إذ أ�1ءوا إ�, إ��ا�VI )' ا��Mب وا���آ� ا�����،

.ا��5ا�'

يف يـزال ما ياعسكر بالعضوية يشمل صفه، فال ينظم أن السياسي التوايل قانون يلزمه ومتنافسني، اجليش عالقة ليثري مث الدبلوماسية، أو املدنية العامة اجليش، وال يشمل إداريا كبريا يف اخلدمة خدمة

إىل رئـيس األعلـى القوات املسلحة الذي يعهد مبنصب القائـد سياسة، وليشمل قانون بالما أو إىل ةاجلمهوريان من يتوالهان يلزمما منصبان سياسيرئيس الوزراء يف النظام الربملاين، وه

وال . لـه حلزيبوالعمل ا الصارخ السياسي االنتماء فيها محير األطر اليت أن خيرج عن باالنتخابريب أن تلك التعديالت قد أشعرت عساكر اإلنقاذ بدنم للتجاوب األجل والسياسي، وحفز

أما الرئيس، فقد وجد نفسه مـرة . السياسي النشط مع كل بادرة تريد أن تعوق مسار التوايلا ثانية أمام اخليار بني العسكريح كثريا أـ )وشرفه انتماءه(ة اليت يصر ع وبني السياسة اليت متتالدميقراطيـة األنظمة غالب يف رئاسيتني دورتني يوازي مبا الزمان من مبنصبها األعلى مدى عقد،

لزواليت تمن م االنصراف، إىل فيها بالتعاق به امتد حإذ ال يثالثة ق 213له الترشيح لوالية.

حججا يس اجلمهورية األول يف إطار حمدودأثار كذلك نائب األمني العام ونائب رئ

أن اجليش مهما القانوين السياسة، ورغم علمه عن األمت تعارض دعوة العسكر إىل االنصراف

يتشعب والؤه بني األحزاب وتتناسخ إرادته اليت يرجى فال العامل بالد كل يف قوميا يبقى يكن، مشريا إىل الروح اليت فورا مىت صدر األمر التنفيذي األعلى تتماسك موحدة، تنفذهلا أن

سرت يف الشعب تحفز للجهاد وتعشق العسكرية، وأن اجليش هو طليعة احلركة اإلسالمية اليت أمضت التغيري بالقوة تواجه التحدي مهما تكن عواقبه، مث مضت حتمي املشروع باملهج

يها نصرة ووالء قطاعات الشباب والطالب، ال سيما يف مسارح العمليـات الغالية تنحاز إلاملسكوت عنه خمبوء بني السطور أن نائب فإن وإذ تبدت تلك احلجج منطوقة. جنوبا وشرقا

األمني العام يستشعر حساسية معادلة السلطة يف اإلنقاذ، وال يريد أن يفرض على القيـادة

السـلطة ومغـادرة مناصـب ) السياسة اعتزال(ما مل تتهيأ له يف عامها العاشر، العسكرية

tP9 ا.��^ ا�&1م �^ ر��Y ا�+�رة ا�125E�p� �E^ ا��E2ات ا��PE�A� وا�E7 'EPa5^ ا�MEي ا�&�E`�ي 1992)' 25

�EEF�P� و#E7 ,EEPa^ ا�OEE�1A5 ا�&�EE`�ي ��`�EEن ^�E�.6 اEEA�� 6EE�2&م ا�ME51 ا�EEAC�Hرة، و�EE+1دة ا�E�j YEEPK� cEE�� 6اE�IA# 1EEي ر����`EE�&ا� OEE*وز �*�`EE�&ا� OEE5J#�H 1ظEEF5Npا ,EEP7 رة�EE+ا� Y�EEر� �EES�1' أEE25�pا 'C9�EEا� YEEPKAP� . 'EE(و

H&_ ا.��^ ا�&1م �^ *tPR إ��O ذات ا.��، و)E' ا��EA#�^ ر)gE ا�1EJ�19 Y���E ا1EF5Npظ EHـ 1998 ) ��CEا���( �^ )6E2 ا�E)5&�وا أ���PEB* p VEIن 1E�jدة أ��2H 1� ا�&�`�*�^ ا�1�2د*. دون ا1J57ر ��2ا��^ ا��2A*6ا�9� أو #6��12ه1

)�k§EEوا آv�TEE ا�EEP7 gJEE2, ا.��EE*^ و#�EE*T� ه�EEاYG ا�Y���EE إ��EEN ,EE^ أوان cEEd 'EE(1998 د��5EEر �TEEآ�ة ()ا�&(�ة ^��A�5� 1I�( ا�5' 14رآ�ا.

التنفيذية إال ملن استقال أو أعفي من انتمائه للقوات املسلحة، أو تنازل عن طيب نفس عن .رتبته وزيه العسكري

ي أقـره الذ) حرية التعبري(مهما يكن فرعا يوايف أصل ،)الصحافة(قانون آخر مهم، الدستور يف املبادئ املوجهة، فهو الفرع األهم الذي يجسد األصل يف مؤسسة ذات وقـع

مث هو اختبار يومي كذلك يبتلي الدعاوى املثبتة يف الوثيقة األمسى، موصـول . يومي بالغمبواقف وآراء وعواطف واحنيازات طائفة من البشر تعمل فيه جادة كـل سـاعة، مـن

مؤسسـات وأحـزاب ومواقـع ورائهم من العمدان، وأصحاب فيني وخمربين وكتابصحاإليكترونية وقراء، مىت انبسطت احلرية تفاعلت كل تلك العناصر لتقوم سلطة رابعة علـى السلطة التنفيذية خاصة، وعلى حنو أقل قد تراقب أعمال التشريع النيايب وجهده يف ضـبط

أما يف اإلنقـاذ، . لدولة واتمع، وقد تعلق حىت على أحكام القضاء مدحا ونقداوتوجيه افقد كانت صحف الداخل الرمسية وشبه الرمسية سندا مهما للثورة، ومل يكن النقد القادح

أما صحف اخلارج فقد . إال نافلة طارئة، تعود بعدها الصحافة إىل سريا يف الدعم والتأييدانت تطفح بنقد مرير ملشروع اإلنقاذ، مثلت يف ظروف متواترة بدورها السـند األهـم ك

وقد ظل أغلب رموز اإلنقـاذ يتقلبـون يف . ملعارضة مشروع اإلنقاذ يف الداخل واخلارجصفحاا مسلوقني بألسنة حداد أشحة على أيما كلمة خري موجبة تهـدئ النفـوس أو

وضوعية، فالعالقة بني اإلنقاذ والصحافة هي عالقة ساحة احلرب الثانيـة، دون تتحرى امل .مسؤولية السلطة الرابعة

واجدة مة الشموليست القيادة اإلنقاذياستصحابا لكل تلك الذاكرة غري السعيدة، حتسذي جاء مبادرة كثرية وهي تتلقى من الس الوطين مشروع قانون الصحافة واملطبوعات، ال

من عضو بالس غري بعيد من رئيس الس، وليس مودعا من اجلهاز التنفيذي، كما هـو وإذ عبر القانون عن إباحـة . الشأن السائد يف غالب القوانني اليت توضع يف أجندة املداولة

لس القومي للصحافة واملطبوعات، وأن تف، إال من ترخيص احرإصدار الصكـل عن عبرأي ال تقيده إال القوانني العامة، كما يتيح لألحزاب أن تصدر صحفها الناطقـة بامسهـا وللجماعات واألفراد؛ بدا القانون لقادة اإلنقاذ قيدا جديدا ال يكادون يدركون عواقبـه،

أصوات قوية معارضة إىل الداعمة املساندة الساحة سوى ما يتراءى هلم من أن تنقلب عليهمقانون تبدللكن إذ . اخلارج معارضة من وموجهة من الداخل القريب، محرضة للرأي العام

عن الرباءة قيد القوات املسلحة يواطئ الرئيس والثلة العسكرية الشمولية فأعفاه بشخصه من

ثناه مبنصب القائد العام ورئيس اجلمهورية حافظا املهنة العسكرية للممارسة السياسية، واستله رتبته وزيه، كان نصيب قانون الصحافة واملطبوعات اإلرجاء ملدى شهر كاد أن ينفـذ بعده تشريعا ملزما، استدركه الرئيس بالتوقيع يف اليوم األخري، يف تعبري آخر صارخ عـن

.214تضى روح الدستور وإجنازها األمسى يف إثبات احلريةروح التردد عن الوفاء مبقانعكست احلركة املتصلة اليت تباركت بعد إجازة الدستور وإقرار التوايل السياسي، مث

تصرحيات األمني العام املعضدة ملناخ احلرية إجيابا على مناخ املعارضة اخلارجية للنظـام، ال ، فصدرت عن قادته ألول مـرة )التجمع الوطين الدميقراطي(فرقاا سيما حمورها الناظم ملت

احملـاداة السودان إذا اتصلت متزق خطر إىل وتنبه ،)السلمي احلل(تصرحيات حتمل كلمات فيغدو مثل الصومال أو أفغانستان أو ليبرييا فتتحول القوى السياسية إىل أمراء حرب، وذلك

دوان األشد، تدعو إىل بعد سنواتت فيها عبارات العرواتجـذوره اجتثاث النظام من (ت( مث استجابة التجمع ،)والفساد املصاحلة مرفوضة ألا تعين التصاحل مع اإلرهاب والطغيان(و

) القذايف معمر(ألول خطوات املبادرة السلمية، وتوجه قياداته إىل ليبيا ومقابلة القائد الوطينالتـوايل (اإلنقاذ حنو نصوص دستوره الذي أقره، وحنو قـانون يف اختبار مبكر جلدية نظام

.215الذي أعلن العمل به) السياسي

#62م ��7 ا�YPKA ا��C9' ا.�15Eذ *�EA7 YE ا�1Eم AH(�Eوع ��1Ejن ا�1�EB)� وا�1E7�JRAت، و6E&H إ1EGزة 26

PKAا ا�TE(1� {JEB�� ZE�j�5P� �E*ر�IAKا� Y�Eر� ,Eإ� OEH 6EI7 ،1&*�E)# {JB�� وع�)AP� Y . �5ر أنE�6ا� �CE* وإذ vEذ� cE6 آE&H ��1نE2P� h6E�*"# ^E7 ا�EJ&� ،�E��#(�*Z ��اب ا��I4 6&H 1��12P# TFC* t&)، وZj ا����( Y' ا���Eم ا.

5�1ر�p6 . اE2( Y���Eا� 'C+5E�* يTEا� ��PE�A��1ن ا��2ات ا�j 16رات أ�JE� uE�1J6ا�J7 15ذE�.6ل اE&ا� �E*وز OE7أود�N^ ا��5اH' )' رPN� ر��A� إ�, إ*�ان، و#�أس E�PG� ا1EGزة �tE�1 . إ�, ا�1�x '( YPKAب ر��Y ا�YPKA د

ر��Y ا�YPKA ا.�15ذ 6J7ا�&6E4 M*Mو، و6Ej آ1Eن ME7م ا��5اEH' أن *6EB2 ا��E41J� YEPKAة �E^ ا�1ERAر و*�Eأس p�� ،ا���12ن u2�*و ��PKا�v7^ ذ� O�1Ck د�IG c�6# .

27 'E( ز�E5*1ء روEJأ� �آ�1�� �ب ا.�MN Y6ي ر��IA1دق ا�Bح ا���6 ا���S18 �*1EC*) ��1ن ا.ولE1998) آ :)��i 1ر�� '( ��`F5ا� �6ا*H Y`&* ��Pا ا�����5 )' ا�T1خ #���� وأن هCA6 #����ت وا�j ��Pأ�57ف أن ا�.(

مـع متجاوبة مطروح مرسى لقاء بعد )املشتركة( املصرية الليبية املبادرة كذلك تطورت ىل مجلة السـاحة السياسـية السـودانية، بشريات االنفراج الذي حمله التوايل السياسي إ

املبادئ املوجهة الـيت نـص عليهـا فأصدرت الدولتان وثيقة من تسع نقاط، أكدت ذات، داعية إىل مؤمتر جامع تحسم فيه مواقف الرتاع حنو كلمة سواء، يمهد )1998(الدستور

رئ يف غري مناطق العمليات وإلغاء الصالحيات هلا بإطالق سراح املعتقلني ورفع حالة الطوااالستثنائية يف قانون األمن العام ورفع احلظر عن النقابات، وكفالة حرية التنقـل والتعـبري

.وحماكم النظام العام وإلغاء شرطةوالتنظيم،

ييب بالرضـى كما استقبلت األمانة العامة السياسية للمؤمتر الوطين املقترح املصري الل ،)مصر(املوضوعي والقبول املرحب، فقد جاء بعد سنوات القطيعة األحد مع اجلارة األهم

السوداين واملصري هـو األول نيبني الرئيس 1999) متوز(فلقاء مرسى مطروح يف يوليو آخر ضـوء يف منذ انسدال الستار عقب احملاولة الفاشلة لالغتيال يف العاصمة األثيوبية على

نفق العالقة املتعثر املتأزم منذ أول سنوات اإلنقاذ، لكن مقترح املبادرة بوساطة تتقامسهـا األكرب الـيت ضـمت الدولة ثقل املهم، ووضع سريعة لالجتماع أينع مثارا) ليبيا(مع )مصر(

ها، وضعه لصاحل مناخ التـوايل ونشاط من عملها كثريا ويسرت املعارضة لإلنقاذ غالب رموزالسياسي الذي تجهد قيادة اإلنقاذ لترسيخه وتقوية دعائمه الوليدة، مدركة أنه لن يـتم إال

ميثلون الثقل الطـائفي الـديين و نبتجاوب معارضتها معه، ال سيما الرموز الشمالية الذي .لفاعل يف السياسة واتمعأحزاب اليسار اليت تخاطب تطلعات القطاع احلديث ا

إذ أتاحت ألول مـرة أخرى، بشرى )املشتركة( الليبية املصرية املبادرة كذلك حملت املصـري تقرير و حقأ خمرجا من مأزق مبادرة اإليقاد ومبادئها املعلنة بفصل الدين عن الدولة

ملبادرة عن هاتني املسألتني احلساستني فقد سكتت نقاط ا. بديال، إذ رفضت علمانية الدولةلدى قيادة اإلنقاذ، ووجدت جتاوبا ألول وهلة من الرموز القيادية الشـمالية يف التجمـع الوطين الدميقراطي املعارض، إذ صمتت عنها احلركة الشعبية لتحرير السودان ألول وهلة،

كما أتاح . دئة تتجنب ا غضبة الدولتني املبادرتنيتريد أن يئ ملوقفها الرافض بكلمات هامن دول اإليقاد، التدخل املصري اللييب يف املشكل السوداين مهادا لتدخل عريب ينقذ اإلنقاذ

اليت اشتد عداؤها وانتصبت كلها باستثناء كينيا، فيما يشبه حالة احلرب مع السودان وهي .الوساطة اليت تقتضي احلياد ما تزال ممسكة بعصا

لكن إذ يأ املناخ كله لبيئة سياسية جديدة، كانت القيـادة اإلنقاذيـة الشـمولية

خبطوة التوايل السياسي إىل املناخ الذي ألفته، واملدنية تتهيأ بدوافع خمتلفة ملا يرتد العسكريةورغـم مسـارعة . مؤسسة تراقب وتحاسب إمساكا مطلقا بالسلطة دون حرية، بل دون

األجهزة السياسية بتسمية من يمثل املؤمتر الوطين يف اللجنة التحضريية، فقد تولى رئـيس احلملة اللفظية األعنـف )املشتركة( للمبادرة اجلمهورية بنفسه يف أعقاب املوافقة املتحمسة

رسـالة حملـت اليت الكلمات بأقذع متحدثا له تسنح مناسبة كل من ضد املعارضة، متخذا

يف األضـعف ةعبشعلى تفسري آخر رأي ال هو ، أو اءره حضم السياسي التوايل واضحة أن .216الرئيس رأسهم القوة وعلى مقاليد بيدهم من يعارضه النظام

هلجوم على املعارضة، وبتصاعد تغذية الرئيس ضد التوايل السياسي، وفحش نربته يف ا ردا مناسبا، سرعان ما اسـتثمرته دوائـر ) املشتركة(اختار احلزب األشد حتمسا للمبادرة

الشمولية االستبدادية لتعويق الوفاق السوداين بعد أن الحت انفراجة للضوء يف النفق املظلم، كل أمل يف الوفاق عرب ) اإليقاد(فريقية األ باملبادرة مث ختم رئيس احلركة الشعبية املستعصمة

مبادرة اإليقاد أكثر صـدقا وال «: 1999) أيلول(سبتمرب 1مبادرة الدولتني، بتصرحيه يف .217»جيب أن تكون هنالك مبادرة موازية

28 Y���EEا� OEE�12� ^EE� 6EENوا �IEE4 6EE&H 'EE( ��1EE)H 1ةFEEB� 1حEE55(1H 1لEEF5Npا 'EE(وح، و�EER� ,EE��AH 1ركEEJ�30

YR�xب(أi (1999 �A#oEA1م ا�E7 ^وأ�� �����ا �1ن أ��^ 17م ا���آA��Jا� Yإ�, ر�� OP�1ر� OG�* O�"وآ ،EP7, ا�A&1رEf� أن #��h1E�� 'E( 1I5E�1K� cE ا��E�J : (ا��C9' ا�Y�1K إ�, OJ�1G )' ا1F5Npل، ��Sح ا�EH ��)J"ن

.�AN، وأن #&P^ ا�H�5� أوp، وأن �j1&� ^7 ,Pa5#ة ا��Aaر )' أ��Aا وا�12ه�ة، وأن #&T5ر 7^ أ�1I�1R ا�E5' ا#(�E*^ (أ�1E )E' ا)1E55ح �6E أ�Hد��E( �E' أآ�H�E5 ). ار#`�N '( 1I5J ا�(t&E ا���Eدا�' إذا أرادت ا�&�Eدة ��E�Pدان

إن ا�1EBدق ا�6EIAي : (��P� 1)1ق ا�6��1H OG�# 62( 1ECP&� 'C9�E*_ إ�, أ64 ز1A7ء ا�A&1رf� A�# 1999) ا.ولcN1م ا��ا�ا UP� 1� Y�H .( ل�E�5P� "E�I# أن '�JC* '512ذ ا��6ة اHن ز�P+A* ^*Tا� ���6Aا� ��6a1دة ا��j و)' �12ء

إن أ��E هhTE ا�1E�2دات �1�6E�F* ^E آ+��Eا و�i (1999) : 1�6E*M* ^Eذار(�1Eرس 1ا��2A*6ا9' ا�1j 6*6Kل ا����Y *�م �p1J وهV و�^ وراءهp V *�1وون J�C�1H� �1CG 1Cح f�&H�ر pإ VI7�G .(

29 '(20 �JA5J�)ل�P*1999) أ �E2RC� 'E( uFCب ا��Jأ� u� ��KF# Q(6I56ودة ا��� ��PA7 ��.ب اMN ,CJ##�1A4 cEAل �JR7ة، وا#�} 12Np أن ا�EP�Jj ^E� ^*TFCA� ا��1E4*6ة و6Ej ا#�E# ,EP7 VEI&� �EFك د*EG1J� ) ا��Iدي(

.4&1ر MNب ا.�� )' ��Zj ا��6ث

***** احلريـات ومتام الشمولية بني اإلنقاذي الصراع )املشتركة( املبادرة جناح فرص ايار أعاد

زعيم العام األمني حيث إىل األطر الداخلية مرة أخرى، ليتجلى من جديد بني املؤمتر الوطين

أصـوات تصاعدت حيث الوطين، والس األخرية اإلسالمية وبني احلكومة، أو بني احلركة

دعوة درتب وحيث احلكومية، اهليآت يف املسؤولني بعض كبار حول الفساد شبه حتاصر النواب

يذهب فال الس أمام مسؤوال ويكون األمنية األجهزة يرأس لألمن لتعيني وزير الس رئيس من

اية املبادرة. عقاب أو سؤال بغري عدوان أو جتاوز األمـل خيوط آخر )املشتركة( كما قطعت

تابعـة ملـف اللجنـة سمي مسؤوال عن م العام السابق للمؤمتر الوطين، الذي األمني لدى طموحا، قطعته عن تولي موضوعة بالغة الشابة اإلنقاذ وجوه أشد وأحد التحضريية للمبادرة،

بشبح العطالة السياسـية بـني العسـكريني جديد من وهددته ،)الوطين الوفاق( هياألمهية والعمـل ربيق اخلافـت الكارهني واملدنيني املتوجسني دون غناء يكفيه من وزارته ذات ال

أن يلقى آخرين من أولياء التوايل ومن أعدائه، يوحدهم اإلحباط واخلـوف ودفعته احملدود، .218)مذكرة العشرة(ويدفعهم بقيادته لشق طريق املؤامرة حنو

وايل ظل مهم آخر منربا، املؤمتر الشعيب تأثريه ية قادعلى عمل احلكومة ويثري حساسيريب واإلسالمي الذي يقوم عليه كذلك األمني العام أمينا عاما، وقد انفتحت أبوابه منـذ الع

لرموز التحرر العريب واإلسالمي والعاملي، 1991) أيار(ختام حرب اخلليج الثانية يف مايو ا احلد عليها اجلميع بوصفه يقف مشتركة وأرضا واستمر ميثل قبلة آلمال كثري من املستضعفني

.وغاياا )األمة(األدىن ألهداف قيامه، ألول الشعيب املؤمتر لعمل متحمسة جتاوبت فقد لإلنقاذ الرمسي الشق متثل اليت احلكومة أما

لإلرهـاب مأوى تتهمه ضده العربية بتصاعد حدة الغرب واألنظمة والتوجس الفتور غشيها مث

الغتيال الفاشلة احملاولة يف بالضلوع اإلنقاذي للسودان االام بروز مع ولكن ملعارضيها، وموئال

��AEE, ا��A#oEEA ا�C9�EE' ا�6EEآ�5ر 1EExزي EES�ح ا�6EE*^ ا�&�1EEJ5' وز*�EE ا�+EE(12� واEE7�م *���TEE وا.��EE^ ا�&1EEم 30

�E�J�Pا� �*�EBA1درة ا�EJAا� UP� �&H15� ^7 pوo�� h1�A� ،�A#oAP� �H1(ا�� ��5آE)Aا�( �EGن . ، و�`�EB# ^E*} د ة أ17د أ�Gاء ا1JNط وا�&�1R� ا�����1� �6Eى ا�EJaC� ا�E��6A� ا�12ذ*E� ا�E5' آ�E# QE�1ا�' ���j ا�Tي ��U ا�1JAدر

)ا��5ا�'( �*�Rا� UB5C� '( 'م ا��5ا��B�.، وه�"#12P� VIء

منتصف العقد التسعني، استشعرت احلكومـة أن املـؤمتر ) أديس أبابا(املصري يف الرئيس باندالع اخلطر وعائق يعطل اندفاعها لالعتدال، ورغبتـها يف ينذر عبء الشعيب اإلسالمي

العريب، أو يهيجه عليها بأحابيل املخابرات أو بالتصـرحيات سيما ال اإلقليمي النادي ولوجورغم أصوات كثرية نصحت باحملافظة على املـؤمتر . الصادرة من األمانة العامة يف اخلرطوم

-مهما يكن النقد املصوب عليه–الشعيب اإلسالمي، ال سيما األصوات الغربية اليت رأت فيه األطر اخلفيـة هرا ماثال للعيان، يمكن رصده والتعامل معه، بل والتعامل عربه مع كيانا ظا

لإلسالم األصويل، مهما تكن سلفية أو جهادية مبن هم أقرب إليها، ومبا حيفـظ العالقـة لغـات اإلنسانية حوارا وجداال ال سنانا وقتاال، وساطة باملؤمتر الشعيب الذي يتقن قادتـه

الغرب وقد درسوا يف جامعاته وتعرفوا على حضارته واعترفوا بثقافته، مما ال جيده الغرب يف .قادة تلك اجلماعات

يف خضم التفاعالت الباطنة املتصـاعدة يف خمتلـف حمـاور اإلنقـاذ ومؤسسـاا اتيجية اليت أثبت مـع وشخصياا، أعلن األمني العام عن خطوته التالية ضمن خطته اإلستر

ا مهمـا واستمساكه واخلارجية، الوقت ثباته عليها مهما صرفته صوارف املدافعة الداخليةمـن االستقالة –عليه يقوم اليومي وطوارئه، يف بلد معقد متقلب كالذي شواغل به أحطت

جازة الدستور الدائم للـبالد، فإذ اكتمل الواجب التشريعي األهم بإ. رئاسة الس الوطين مع خاص يتجاوب كما ويأت الساحة لبناء حزيب للمؤمتر الوطين يعده للمنافسة التعددية،

نظرته يف تقسيم العمل ال سيما وظائفه القيادية اليت ال يتيسر عمال اجلمع بينها، وقد ال يليق ورغم استشعار البعض لتسـارع خطـوات . سياسيا ظهورها يف إطار إسالمي دميقراطي

التحول والتوجس من عوارضها السلبية اجلانبية، إذ تالهثت األنفاس وهي ترقب حركـة تبديل القوانني، أو تتابع حتركات األمني العام اجلديد للمؤمتر الوطين وهو يستفتح عهـده

يهـا يـدعو لترسـيخ احلريـة بتطواف شامل يف السودان، مع خطاب واضح النـربة قو والالمركزية، إال أن صورة الرأي العام اليت بدأت حتملها الصحف اليت توالى ظهورها منذ

إجازة قانون الصحافة واملطبوعات، وترصراقدها مأن الروح العامة ة قادة اإلنقاذ للمجتمعب ،نتكاسة أصـابت املعنويـات العامـة تفاءلت مبناخ احلرية وأجواء الوفاق الوطين، ورغم ا

حـل تـزال ترجـو فإن موجبات األمل كانت مـا ،)املشتركة(بانتكاس جهود املبادرة املشكالت، والتوصل إىل كلمة وفاق، فالدستور والقوانني مثلت لدى الكثريين من الـذين

نة انتساب للمـؤمتر ظلوا يتجاوبون مع اإلنقاذ دون سابقة انتماء للحركة اإلسالمية أو راهالوطين، مثلت هلم مخرج صدق مناسب من أزمة الوضع االنتقايل املتطاول، ومهادا لبشائر االستقرار والتقدم االقتصادي وقد بدأت بالفعل سفن البتـرول الصـادر إىل الشـواطئ

خطوات احلـوار اآلسيوية،كما هدأت نربة اإلعالم الغريب احلادة ضد اإلنقاذ، وتسارعتالسياسي مع دول تستبشر بالدستور وتنظر باهتمام إىل الذهب النفطي الذي تستأثر الصني

.219بأول غيثه

لكن بشائر االستقرار ووعود الرخاء محلته بدورها رسائل القلق إىل عدة ألـوان يف يف يوفونـه ال قـد ادالسد الطيف اإلنقاذي، الرئيس والعسكريني يستشعرون استحقاقا الزم

السلطة املتغير حنو قواعد جديدة للمنصب ومداولته، وقد يكونون أول ضحاياه، مث مسرحبعد فشـل وتةالعناصر األمنية األوىل يف أجهزة اإلنقاذ الرمسية اليت غادرت مناصبها بغتة

يف عواصـم أوروبيـة ا إعادة النشر إىل السفارات تش، وقد 1995حادثة أديس أبابا وعربية وأفريقية، وأكملوا دورة سنوات احملطات اخلارجية األربع وعـادوا إىل السـودان يستذكرون موجدتهم القريبة وثأرهم املؤجل، وقد جتسد هلم يف عـدو حـي ماثـل يف

م يف مشاركهة، وقد تة والالمركزيهاخلطوات احلثيثة حنو احلريلتاملمسـكة العناصـر ساج

وأخريا الثلة من خنبة الصف الوسيط اليت تتابع املتغيرات . بالقوة، ولو عدوانا على الدستوربأمل يبحث عن دور يوظف طاقام ويرضي طموحام، وهي رغم موقفها املؤيد لالنفتاح

قد تولت بحسرة منذ تسمية األمانة العامة للمؤمتر وبسط احلرية والقبول باملداولة واملنافسة الوطين لألمناء بواسطة أمني عام احلركة اإلسالمية، الذي علقوا عليه أملهم لينقذهم مـن

31 z�EE��# ,EE�76 إ�EE#و 'C9�EE1ق ا�EE(ات ا���EERaH 6�EE)# 6ةEEA7.1ب اEE�51ت آA1هEEأي و���EEت ا�p1EE2� tEE�1x QEE�1آ

آ6IE4 1EAت 1E�PGت ا�YEPKA ا��Ej . 'C9�Eى ا�A&1رEf� ��6E# �Eاول �RPE�P� 'APE� ا���*1ت وا�E( 6K' ا��5E&1ب ,EP7و ،�E�1&1ت ا�E*ا��� zE��# 'E5�5ر ا�E�6ا� �E2�k1زة وG1م إA# ,P7 6 ا�A�# ^�P25�Aاب ا��CP� �AI� 1تA1ه��

.ول ��Eة )EE' و6E�# 6Ejث ا.��E^ ا�&1Eم . 6Hا*E� 6E#)� ا��E5Jول ا�TEي *�E�P� ^�oEدان ا�p�25E وا��25EEارا ا1EB5jد*1 ^EE7 1بJE)P� 'C9�EE1د ا�E�#pا OEEA�))EC5� ا���1EEء (ا��A#oEA ا�(H1JE' ا�&A�1EE' ا�TEي � ا�EE)a* 'E5, أن #1EEj t�EBدة ^�AP�Aا� ZA5K� 1ربK# 6ث .ولN 1A'، آ���وع ا�)Aا67 ا��jو.

ذكر وعطالة العمل اليت أحكمتها عليهم موازنة اإلنقاذ الشمولية، وأن جتئ أمانتـه مخول ال .ظهر ذلك ضعف احلكومةالعامة متثيال هلم وللحركة، مهما أ

إنسلكت العناصر األمنية العائدة للسودان فور إيام يف اهود املنـاقض خلطـوات مديرهم العام السابق، يستغلون حالة القلق اليت كربهاألمني العام حنو احلريات، الذي توىل

العبني مبهارة فائقـة علـى اعترت الرئيس وعساكره األقربني من تداعيات املرحلة املقبلة، السـنوات ملـدى شهوة نعيمها اختربوا الذين األوتار األكثر حساسية لدى عشاق السلطة

يف بأمسـائهم مسـوهم آخرين، لصاحل ورمزكم عن جهدكم االستغناء أوان آن قد أن السالفة،اليت تتيح حافة اهلاويةىل يف دفع األمور إ جاهدين بإحكام، نسجها رواية الترهيب اليت أكملوا

هلم اإلمساك مرة أخرى خبيوط املسرح اإلنقاذي، متوهمني أن التـاريخ ميكـن أن يعـود .220القهقرى

وإذ قرأت خطوة األمني العام يف االستقالة عن رئاسة الس الوطين يف إطار هواجس بطانة العسكرية أا خطوة األمني املرحلة، وأفلحت اجلماعة األمنية يف تصويرها للرئيس وال

العام حنو رئاسة اجلمهورية، استسلم الرئيس بالكامل ملا ظنه اية واليته على متام السـلطة روايام مبرويـات -أي اموعة األمنية-والدفع به شخصيا حنو مستقبل جمهول، يكملون

سالمية، خابت طموحام اخلاصة وأجندام موجدين كثريين من خمتلف أجيال احلركة اإلالشخصية مع مرور الوقت وألسباب شديدة التباين، لكنهم مجيعا رأوا يف شخص األمـني

.221العام العنصر الذي ظل دائما يف القيادة، ال يكاد ينصر تطلعام وينتصر ألهدافهم

*�Eان، وا�5E4ط أن �7>^ ا�6آ�5ر JRj' ا�6IAي �6*�ا 1IK� 1�17ز ا.�E^ وهME* 1E� �Eال ���FEا ��E�Pدان )E' إ 32�H16*� ا��Aا� ^� O��5وا� O#1��1 ���^ �7د��`^ ا�t�1C ا.ول �1Eرع �E�&5H^ . *�5ك �t�1� tBC �6*� ا�1IKز

ا�6EEآ�5ر �EER�ف 6EE� �*<6EES*� ا�&1EE�PAت ا��EE( �H1EE' ا�1EEIKز )EE' ا�6EE&H tEEBCA ا�1FEE� 'EE( OEE&j�� ^EE� O�1765EEرة 1*��K�CH 6 . ا���دانEJ7 1لEA1 17د إ�, ا���دان آAا�6*^ آ�EBو� 'EHو��CH دان�E1رة ا��FE� 'E( OE&j�� ^E� U�RPا�

��6A أ1F� ^� 6ANرة ا���دان 12�1Hه�ة وt�N ا� 1FE� ^� �A7رة ا���Eدان EH"د*Y أ1EH1H، و1JEf ^E� VI&�EAGط . ا�1EIKز ا��EG��a# ^*TEEا )EE' أMEIGة ا��MEEب ا�ES1a�، و)�1EEA أد�ى �6E*� ا�&1EE�PAت ا���H1E و�tEE�1 ا�6EA*� ا�6EE*6K د

*6EES ف�EERد� �H1EE6*� ا��EEAا� ZEE� 1�EE�1ـ . � دورا أ�EE� 1خEECAا� �EE��I#و �EEا.ز� V*ز"EE# 'EE( Z(1EE� 'EEP7 Z(1EE� �TEEآ�ة ()ا�&(�ة ��A)' ا.ه �1و#F5� أدوارا ��2Jأدى ا� ،.

cEEd ا��EE5F� Y���EEة EEP*�9� VEE��H �F5EE�* آ1ر*`1EE#��ي �(O#�EE إ6EENى ا�U�EEB ا���EEدا��� ا�1EEBدرة )EE' ا�1EEaرج 33)ا��9�aم( 1م و6j رآc آ��' ا�YPKA ا��671S 'C9ا ��� آ��' ر��1� ا��IAKر*�، وذ��B* 12�P&# v>ر ا.��^ ا�&

'C9�Eا� YEPKAا� �E�1ر� ^E� O5�125Eا� �EJ� ,P7 . �E*��#1`*رة آ1ر�EBH h1#�� زو�دوE`*ا�`1ر OEا إ���EPAN ^*TEذات ا� ^E`� 1EEH O&EE�*1ت و�EEBa)6 ا�EEIG ب�EE)* p 1مEE&ا� ^�EE�.أن ا ،�EES1aا� Y�1EEKA1ت ا�EE*و�� ^EE� ى�EE��5Nام آZEE� cEE&F# 1EEA أ

حلركة ومقاصد األفكار، ففيما طفـق تباينت إذن على مدى يقارب العامني وتائر ا األمني العام جيمع أوراقه وأغراضه من مكتب الرئيس يف مبىن الس الوطين، ويودع النواب يف اجتماعات أخذت الطابع غري الرمسي، حيدثهم يف رحالت وحفالت عشاء عن توجهات

ة مؤسودانيها القـانون، املرحلة املقبلة، اليت ستشهد دولة سة حيكمة دستوريسة على شرعي فيهـا منصـب كـل ويتـولى هاحاكم الوالية شعب فيه ينتخب ويسودها إطار المركزي

باالنتخاب، وعن تعديالت النظام األساسي للمؤمتر الوطين ليوايف مقتضى قـانون التـوايل جتاوز مأزق طائفية اجلماعات املغلقـة السياسي ويتمثل مرحلة جناح احلركة اإلسالمية يف

وأطر النظام الرمسي، لتأسيس حزب يوايف أطر اتمع ونشاطه من العلم والثقافة إىل احلكم والسياسة واالقتصاد، ويعترف بسعة السودان وتنوعه فال يركـز االمتيـاز واخلصوصـية

ة فال حيتفظ بكلية هيكله، للمركز، بل يبسط تنظيمه بالسويكان اخلرطوم يف قمة لسة خاصيسميها قومية، بل يسعى يف برناجمه لقسمة عادلة للموارد االقتصادية واملالية حنو عدالـة يف

.222توزيع الثروة عرب السودان

اتصلت كذلك ترتيبات األمني العام على صعيد املؤمتر الوطين لتمام اسـتقالله عـن ري املال إلدارة شؤونه حزبا شعبيا بني أحزاب، يعتمد على موارده اخلاصة بدء احلكومة وتداب

شركة تأسيس القانون وإىل فورا قبل صدور من الدار اليت هي اليوم حكومية ينبغي مغادرا

اليـوم هـي اليت مواردها من رؤوسه هلا وتجبى إدارة املال، يف خربات احلركة مالية تجمع هلا

.223مالية أحكمت قبضة منذ أعوام على جملة املشهد اإلنقاذي ضائقة رغم متكاثرة،

)�G1Gز( ZE� cE&F* 1EAت آ�EAIAا� �PE� ,إ� OH '2P*1 وBF7 O�P7 �JR* OC`و� ،'�J�Jا�" �EJP7 " 'E�J�Jا� . ^�E�.وأن ا

,EBj.ب ا�Eا�� ^E� 1Ba4 pإ �ر*�IAKا� �15ر ��1�4 ����1a* ^� أو د ا�&1م �EF�P� ^�E�.6 اEA�� 6E�A&6ا ا�E*6�#و ، . EEEa� OEEE6، وأ�EEEA�� 1جEEEا�� 'EEEP7 ,EEE1ه� إ�EEER6 ا��EEE4م ا���EEEN�A6ن ا�EEE� ^EEE� 1ت�EEEBa)P� ي�EEEC&A1ل ا�EEE�5xpا 'EEE( �5

OBa4)Yرة. ا���م) ا�����#�Aس ا��FCا� ��P�#1�5ب وxpا Y�1K� �Bj ^� vذ� ��xو.

34 �EE*�9 ��EE�jو Y�*1EE2A1ت وا�FEESا�AP� �EE�1&ة ا�"EE�I6*� ا�EE� ZEE� 'C9�EEا� YEEPKAا� ��EE�j ة�EE5Fا� vEEP# 'EE( ت�I5EE4ا1�C� و�(�E*�2# �E ا��9�aم ��6'، وا�65اEت ا��p6اوEAا� ^E� 1E�&H U�B6 �(�ت ا�jا�&1م و ZGا�Aل #�2*� ا��N ول

�x 1رk1 أA� 1IPوآ ،Y�*12A1ت وا�FSا�Aل �6*� ه�"ة ا��N �Jا��� �CK�t 'C9ا�� YPKAا� ,P7 Yا����.

35 EH '`���k1E`1دي ا�EC1ع .رض ا�EF5�pا �EN �E*1I� Q�jا�� ^� 'C9ا�� �A#oA1دة ا��j 1دتF56أت ا�EH�9م و�a�1)ا��E5ا�' (إ�Gاءات ا�1K�5ره1، آ6H 1Aأت ZAG رؤوس ا.��ال ا��ز�� �Y��"5 �4آ� ا�1E)� ,EP7 �FC5E� 'E5ط .ا��Mب

وفـق كما بدأ التخطيط جلولة جديدة عرب واليات السودان كافة إلعادة بناء احلزب

اجلديدة وتأسيس هياكله وفقا لتعديالت النظام السياسي، واإلعداد للمـؤمتر العـام الرؤىتـاريخ يف واألكـرب اإلسالمية لذي قدر األمني العام أنه سيكون األكرب يف تاريخ احلركةا

األحزاب السودانية واملمارسة الدميقراطية، وأن اإلعداد له ينبغي أن يشرع فيه منذ اآلن أي ته يف خالفتـه كما بدأ األمني العام ألول مرة بسط مالمح خلط. قبل عامني من اية واليته

على منصب األمني العام للحركة يئة لدوره يف املساحة الفكرية العاملية ضمن منابر احلوار احلضاري، اليت تطرح أسئلة مهمة على دعاة الفكر اإلسالمي يف ظـروف رواج صـحوة

.224اإلسالم وتصاعد تياراا السلفية واجلهادية

ص اجتماع اصقترح تعديالت النظام األساسي وإذ خلس القيادي األخري ملناقشة مللمؤمتر الوطين وفقا لقانون التوايل السياسي، والذي مجع وفقا لتكوينه كل والة الواليـات وأمناء املؤمتر فيها، متهيدا لشهود اجتماع الشورى يف الصباح التايل، والذي سيناقش ذات

الس القيادي، أثار اثنان من أعضاء الس أفكارا تـدعو إىل جدول األعمال الذي يقره كيان قيادي جديد أصغر حجما وأسهل مجعا، يوايل مسؤولية القيادة على املؤمتر الـوطين دون حاجة إىل دعوة املقيمني يف الواليات من قيادة املؤمتر، كما دعا أحدمها إىل تعديل يف

ا من حماسبة األمني العام والرئيس، إذ يرأسها أحدهما ويأخذ الثـاين هيأة الشورى يمكنه .منصب املقرر هلا

وإذ تبين الحقا أن مسامهة العضوين كانت متهيدا للمذكرة اليت سترفع غدا، مباغتـة هـا للشورى عامة ولألمني العام خاصة، جتاوب األمني العام مع األطروحة داعيا إىل إرجائ

قليال ريثما يرسخ الوضع االحتادي ويطمئن أهل الواليات إىل عدالة نصـيبهم يف السـلطة

6Hأ ا.��^ ا�&1م *6�5ث cA&P� O5G1N ^7 ا�F`�ي و#���� ��1N1ت �(O91 ا���E�1' واo� '71EA5Gpآ6Eا أن 36

�E(�� �P`E)� OEGا�# p �����ا �1ن . ا���آE6 وآE2&ا� UEB5C� �PJ�E� ^�5�E�1ر� ^�E#6 دورE&H Y���E6>ر أن ا�E2* ،��K�#�5اEوإ� ����Eإ� �E(12+H v�TE� "E��I* أن ,EP7 ،����E�ا �Eآ��P� �E�1&ا� �E�1�.ا '��# t�1C* 1� ا���5^ وه�

* 1EAآ ،QEjأي و 'E( h1رة دارE*ز �E(1آ ZEA5KA1دة ا�E2� وأن *15ح ZA5KA��1 �4ا�} ا�� ,P7 {5FC* أن Vوا.ه OE� 1حE5آ1A آ1ن *62>ر أن �t�1 ا��E`* Y���Eن VI5��1K� . tEBCA� "E�I# 6Ej آ1AP أ#1ح �O وO5j ذ�v وا��5ا�41J� VI&� cSة

��G1رaزارة ا��� ��i �67وأ ،Yح ا�6*^. د(ا�����S 1زيx (�وا���آ �إدارة ا�6و� '( Vا.ه Mاآ�Aوه' ا�.

واملوارد، وحرص قيادة املركز على حقوقهم، موضحا أن تلك تعديالت قادمة ال حمالـة يف .225املسرية املتدرجة لتطور نظام املؤمتر الوطين

***** الوطين الوطين ورئيس هيأة الشورى العامة للمؤمتر راملؤمت ورئيس اجلمهورية رئيس اختار

) األول كانون( ديسمرب 10 صباح على منصة رئاسة الشورى به جلس مكتمال، عسكريا زيابعد املؤمتر العام وقد ظـل يـرأس ألول مرة، إذ أن الشورى أكرب مؤسسة شعبية 1999

رسالته اليت أفصـحت إلبالغ يومئذ يأ لكنه وداين،بالزي القومي الس 1994جلساا منذ مهم نفر تآمر اليت اخلاصة الرسالة وإلبالغ الوطين، مسار املؤمتر مستقبل عنها مناسبات كثرية يف

املؤمتر الوطين بعلمه الختطاف اجتماع الشورى وحمضه هلا، ولتتأكد أخبار املساء الـيت يف .226اممحلها نفر إىل األمني الع

فور قراءة تقرير األمني العام عن االجتماع املاضي، انتصب وزير دولة يطلب نظاما، )مذكرة(لصاحل األساس مقترحا تعطيل جدول األعمال األساس املخصص لتعديالت النظام

جتاوب الرئيس فاحتا راوفو .الوطين املؤمتر نظام يف مهمة تعديالت تناقش أعضاء )عشرة( ا تقدمالفرصة لتالوة املذكرة، رغم طلب األمني العام إدراج املذكرة ضمن املوضوعات األخرى

منذ أول كلمة مفاجأة لشورى املؤمتر الوطين املذكرة حملت .سلفا املقررة األجندة إكمال بعداملختلفة، وجتلس يف القاعة الرمسية الرئيسية يف البالد، إذ اليت تضم بضع مئات من أهل امللل خالل األربعني عاما السودان يف ظلت واليت : (اإلسالميةتصوب خطاب املذكرة إىل احلركة

اهللا نسأل االمتحانات، أعسر هو مفترق على اليوم تقف( :وأا ،)جناح إىل جناح من تثب املاضية،وأن ،)لكل رأي حىت يكافئنا باجتياز هذه العقبة ورى املستقصيةشالعاداتنا يف على يقوينا أن

).حلماية احلركة كسياج والوحدة العليا القيادة وفاعلية الشورى( :هي األساسية املرحلة حتديات

�A7 6AN )' ا1A5Gع ا�YPKA ا�1E�2دي �EGه� ا�6E&5*�ت ا�E5' أ1kر ا�6آ�5ر �Z(1� 'P7 Z(1 وا�6آ�5ر إ�Hاه�V أ 37

1I5PAN)آ�ة ا�&(�ةT�( 1J*�j 'C9ا�� �A#oAا� O�PJ�� را�R# 1IFS�H 1 ا.��^ ا�&1مIP�J2#ا���م ا��15' و '(.

38 �P�� '( )�Tآ�ة ا�&(�ة( أ�S1C7 Q�PH ا.�^ ا�(&J' ا.��^ ا�&1م أن 7(�ة �^ أ1�7ء ا�(�رى ����625ن H p �6دةEE�� 6ةECGأ OE� 1عEA5Gpأن ا VEI� 6E1م أآE&ا� ^�E�.ا ^E`ا��ة و�oA�1EH VEP7 ,EP7 Y���Eوأن ا� O�1EBj آ�ةTEA

.�1K5� c�Jوزه1

أن : ، وهـي )لشورىا(وإذ حددت املذكرة أهدافها، حتدثت عن مشكالت عانتها االستعالن واالستخفاء مث غموض العالقة بني الدولة واحلركة، وترهل اجلسـم القيـادي وأخريا املؤسسية، موضحني أن املشكالت السابقة أضعفت الشورى وأن ضعف الشـورى

.أضعف وحدة احلركة اإلسالمية

التنافس مع اآلخرين (: بتدر مبدحأما مقترح اإلصالح لتجاوز تلك املشكالت، فقد ا ينال اهليكل من أعلى رأسـه (: وأنه، أي اإلصالح، ال بد أن ،)حىت ال نصطرع مع أنفسنا

، وأن يوسع الشورى ويكسبها معىن وأثرا، وأن يوحد القيـادة العليـا )إىل أسافل أقدامهسسي يف املؤمتر الوطين رأسـا وجسـما، ويضـع ويكسبها مضاء، وأن يكرس العمل املؤ .األساس الصحيح لوحدة داخلية منيعة

وإذ عادت املذكرة تتحدث عن املؤمتر الوطين، اقترحت تعديالت تيسر دعوة الشورى ـ ائها، خبمس األعضاء أو بقرار املكتب القيادي، بعد أن تنتخب هلا رئيسا ومقررا من أعض

كما أعطى للشورى حق انتخاب األمني العام ونائبه وانتخاب املكتب القيادي، مث تقسـيم اهليأة إىل جلان للشؤون السياسية، االقتصادية والتنمية، الثقافة والفكر والتعليم، الفدراليـة

.والعالقات األهلية، العمل، املنظمات، مث اتمع

رئيس املؤمتر للتعديل األهم يف تكوين املكتب القيادي، إذ جعلت مث خلصت املذكرة الوطين رئيسا للمكتب القيادي، على أن يرأس االجتماع األمني العام، وحـددت مهـام املكتب يف تفعيل خطط املؤمتر ومقرراته، وحتديد السياسة العليا ومنها الترشـيح والتعـيني

لكـل مالمسة القيادي املكتب قرارات وأن العليا، املحاسبات شريعية،والت التنفيذية للمناصب

،قت كما .جمتمعا أو دولة جهةبلس على املذكرة استجهازا استشاريا تنسيقيا ليكون القيادي ا .يناقش إستراتيجيات احلركة العامة ويعمل على تثبيت الفدرالية وإثراء الفكر السياسي

ورغم حديث املذكرة عن التوايل ومدحه واالستعداد للمنافسة مـع اآلخـرين وعـن ر التنسيق الذي تـولى نسـجنصت قائمة املوقعني العشرة عن عمها، فقد أفهسطة وبراليدالف

كرة على االجتماع كان فالثابت أن الذي تال نص املذ. املؤامرة بني األجندة املتناقضة ملقدميها

مؤيدا قويا للتوالي واالنفتاح، كما هو األمني العام السابق للمؤمتر الوطين امللم بتفاصيل النظام األساسي وكيفية تعديله وصاحب مقترح املذكرة، ولكن العناصر العسكرية احملضة واألمنيـة

حماولة جديدة بعد أن خابت السابقات ووضع كانت تستهدف بالقطع إقصاء األمني العام يف م يف دفعه ملعاداة استحقاقات التوايل، إضافة إىل سلوكهسعالرئيس الذي أفرغوا و ده بيلطاتسظاهر وسرية مشهورة ال تكاد تنزل على الشورى أو حتترم املؤسسات داخل احلركة، فضال عن

ولة السلطة مع آخرين، مع نزوع شديد للمركزية ال يقبل أن تستقل عنه أن تقبل املنافسة ومدا .والية أو وال، وغري ذلك مما أفصحت عنه األيام

تولى إذن وايل اخلرطوم وآخرون من عشاق التآمر واملباغتة التنسيق بني األجندة املتناقضة يل املوقعني للعناصر السياسية والفكرية والدينيـة واجلهاديـة واملواجد املتباينة من توازن يف متث

واألمنية، ولألجيال ال سيما الرعيل األول واملخضرمني، وألقاليم السودان، وإن أغفلوا اجلنوب كما احتشـدت . واملرأة والنصارى يف غمرة اضطرام بني احلركة اإلسالمية واملؤمتر الوطين

لنصوص املوضوعية للمذكرة صراعات األجيال والتهميش، ومواجد الضيق وطموحات حتت االقفز للوالية العامة والوجاهة السياسية بعد متام الكفاية االقتصادية وطول البقاء يف أطر العمل

املبعـدين جبولـة اخلاص املكبوت، وقبل ذلك خوف املتنفذين بالقوة من اختبار احلرية وحلم .227جديدة وصولة محيدة، مث بعض نباهة واستغفال ومحاقة

حملت املذكرة اضطرابا شديدا جلملة وجوه عمل املؤمتر الوطين، الذي انـتظم يف حترك متدرج حمسوب حنو مقتضيات مرحلة جديدة يف مسرية احلركة اإلسالمية، تنقلها من

، واتصل االضـطراب مـن مسـرح )الدستور والتوايل السياسي(إىل عهد )اإلنقاذثورة (اجتماع الشورى الذي استطال لعشر ساعات، إىل كل أطر املؤمتر وسمعته ووقعه احمللـي والعاملي، قبل أن تعود الشورى إىل مستقيم جدول األعمال، وقد عقدت رئاسة املكتـب

39 ^� cآ�ة آTAا� ,P7 Z�j6 : و�E� ،Z(1E� 'EP7 Z(1E� ،�EA7 6ANأ Vاه��Hح ا�6*^، إ�S 1زيx ،1م�ا ,P7 6ANأ

A+7 ،^*6�1 #�رN ،'FCN ^*61ء ا�IH ،t�Ra6 آ�#'ا�ANأ ,P7�1} وS ^�N ي�`H ،6�1 ���ي�.1ن

س القيادي للرئيس عرب انتخاب مضطرب كذلك، قام له كثريون ال يكادون القيادي وال .228يدركون جوهر األزمة اليت أثارت التنازع، وعطلت االجتماع وأجندته

أعلنت اإلذاعة الربيطانية يف الصباح التايل أن انقالبا أبيضا على الدكتور حسن الترايب يف اخلرطوم، وأن بعض قادة تلك اخلطوة مـن خاصـة أتباعـه قد شهده احلزب احلاكم

وإذ أخذ تقـدمي . املقربني، كما طفقت الصحف احمللية تعلق على النبأ من وجوهه املختلفةاملذكرة، مهما تكن بنودها معتدلة قابلة للنقاش والتداول، أخذ صورة املباغتة واملؤامرة، وقد

ها على اختطاف االجتماع بتدبري مع رئيس الشورى، فإن وقع املذكرة علـى أصر مؤيدوقواعد املؤمتر الوطين كان مربكا، دفعهم إىل مساحة بال حدود من التفسري والتأويل، فـإذ مال البعض إىل أن األمر تدبري معقول لفسح انفراجة للحكم املحاصر بالضغوط اخلارجيـة

خلية، غضب كثريون من أعضاء الشورى أن األمني العام، رمز احلركة ومرجعيتها قد والداأخذ باملفاجأة مما ال يليق حبركة حتترم قادتها، وقد نقلوا غضبتهم إىل قواعـد واسـعة يف

غضـبة احلزب واحلركة، فتجاوبوا معها غاضبني من أصحاب املذكرة، كما جتاوب مـع

اخلارج، وكتبوا مستنكرين مما رأوه نذر الفتنة اليت ال يف العام األمني مؤيدي كثري من لداخلا .يريدوا للمشروع اإلسالمي يف السودان

ال باملقابل، نشط املوقعون على املذكرة، وشيعة هلم من النخبة الوسيطة واملخضرمة، يف -مرة ألول -املعركة العام يخسر األمني توهموا أن فرصة وقدظلوا يتحينون ال سيما الذين

نشطوا يف االستقطاب ملا خططوا له من معـارك تآمرا، ذلك جاء مفتوح، وإن شورى إطارمقبلة مع جبهة األمني العام، ورغم إعالن البعض منهم أن املعركة ستكون عرب األجهـزة

وريسات، شة،واملؤسـة شيعة قيادة فإن ة حرـة األمنياملذكرة من أساطني األجهزة اخلاصوالعسكرية ظلوا طيلة العشرية املاضية يصدرون عن أفكار ومواقـف تتعصـب للقبضـة

#��, ا���س ا��IAKري O*MH ا�&�`�ي #�ز*Z ا�TEAآ�ة EP7, أ1E�7ء ه�E"ة ا�(�Eرى إذ �E`# VE^ ا��E`�#1ر*� 40

1EIH VEP7 ,EP7 ة"E�IP� ��CF�1' إذا رأت . ا�E5م ا��Eا�� 'E( أو �E�i 1عEA5Gp 1I5E)j1C� 1ءEG1ء إرE�7.ا gE&H ح�E5jواvة ذ�"�Iا� , و)�Eر إ1EGزة ا�TEAآ�ة، 1E7د ا.��E^ . ا����Y وا�P7 ^�&j�A, ا�TAآ�ة وا��5Aا��9^ ر)��ا ذ�vE و�`

cER&# 'E5171ت ا�E6ى ا��E� �E712ا� 'E( h6E&2AH 1AEB&5�� cEd 6 أنE&H 1 ه� ��2رA1ل آA7.6ول اG ح�R�� ا�&1م ��* �EE712ات ا�TEEH Y���EEا� tEE5`� ,EE1دي إ�EE�2ا� UEEB1ء ا�EE�7أ tEE�1x ل�EE�# 1ع إذEEA5Gp1 اEEI�( ن�EE)j1C* ،OEEH ن�EER

.دوا)&vP# 'CJ5� O ا��Raة

الشمولية املركزية، وترفض احلرية واالنفتاح وتنعتها فوضى وخيانة لإلنقـاذ وشـهدائها، سعيهم الدؤوب الستقطاب األنصار من العضوية واستعمال وسائل السلطة ترغيبا فبدأوا يف

باألموال واملناصب، فالذي يعطي الوظائف واملنح حكومة تقف إىل جانبهم يف الصـراع، ختتربهم األيام فيعملوا وسائل السلطة إرهابا ملن خالفهم الرأي واملوقـف دون أدىن ريثما

عتبار لغايات املشروع اإلسالمي، أو مقتضى أخوة اإلميان على حنو ما فعلوا بالكثري مـن ا .املعارضني لإلنقاذ يف السابق

***** دفعت املذكرة مبؤيدي األمني العام واالنفتاح إىل الدفع باجتاه إثبات األمني العـام يف

قيادة احلزب واحلكومة للرئيس ومل ) العشرة مذكرة(أخلصت رئاسة الس الوطين، بعد أن يبق إال الس الوطين بدوره الرقايب والتشريعي، كما حفزت األمني العام نفسه إىل التشديد يف خطابه الداعي إىل بسط احلريات وترسيخها وبسط الالمركزية وتطويرها، وليبدأ بعـد

ة من موقعه يف أمانة املؤمتر الوطين، ولتتأكد املذكرة مباشرة جوالت لواليات السودان كافدعوته أن يقوم العمل العام كله على احلرية، وأن يبلغ الناس واليته باالنتخاب، وأن تعتدل

.229مظلمة توزيع الثروة حنو معادلة قسمة املوارد، فيقوم السودان كله تنمية متوازنة كذلك

شخصي لألمني العام بقرار الشورى ولو نصب غريه علـى أما على صعيد االلتزام ال يف االجتماعات اليت ترأسها الرئيس وأوىف انتظم رئاسة املكتب القيادي للحزب مبؤامرة، فقد

، ويف ذات املرحلة اليت تلت املذكرة قام األمني )مذكرة العشرة(بكل ما اقترحته تعديالت ، ومقابلة زعيم حزب األمـة السـيد )جنيف(ىل املدينة السويسرية العام برحلته املشهورة إ

، وقد قدم األمني العام يف أول اجتماع قيادي 1999) أيار(الصادق املهدي يف أول مايو

41 gE(ار ر�Ej ^E7 'C9�Eا� YEPKAاب ا��E� 'C+* أن O9 6A�� 1نA+7 'P7 ا.�15ذ Y���P� ا.ول t�1C1ول ا�N

�N^ ا��5اEH'، وإذ آ1Eن ا��ECاب �&tJE�H ^�E�J . ا��125� ر��Y ا�YPKA ا��C9' د )�TEآ�ة ا�&(�Eة ( 6Ef ا�1EIKز H ��P�H OJP9 ي، ردواT�FC51ذ ا�E2�أول ا TEC� �E2PRAا� O5RPE�H QE2�� 1ءةEأول إ� 'E( �E��1 . آ�ةTE� cEأن أه �Eوا��

V�N6ا��EJ7 �EB2ا� �E*وز �E*�9 ^E7 OE�PH �EJ� ^E� pا.ول، إ tE�1Cا� ^E7 1EI5R� tEKN ,EP7 ا�S�N ا�&(�ة V*6E2# �E2*�9 ^E7 ض�E* VE� وإذ ،z�E)وا� Y���Eا� ^�EH �Ej�&ا� �P`E)� cE�� ,&�* د�IK� v�1Cأن ه ^��N 6A�� z�E)ار ا��Ej ^E7 ZEGا��5ا UEjو v1 )' ذ�AH 6�&B51 7^ ا�I`1 و��I#1�76ا# c�5( 1لRH OJ�1G ^� ,&� آ�ةTAا�

.�125�p1H� وا��Fاغ .1A7ل ا��Mب

تفاصيل دعوته للزعيم املعارض بالعودة للسودان وممارسة عمل احلزب كما يبيح ذلك قانون أكد له انفتاح املؤمتر الوطين ملستويات العالقة مع املعارضة عامة ومع التوايل السياسي، كما

احلزبني التقليديني خاصة، إباحة للعمل واملنافسة، كل يعمل على شاكلته إن شاءوا، ولكن قربى مع األحزاب ذات األصول الدينية، أن نثوب مجيعـا إىل تلـك يرجواملؤمتر الوطين

ق حتالفا أو اندماجا، مبا حيفظ وحدة شعب السودان وييسر عليه االختيار اجلذور عروة أوثبني الربامج واألحزاب، ولآلخرين الذين يريدون أحرارا أن يؤسسوا براجمهم على الفكـر اللبرايل أو الفكر االشتراكي أن يعتزلوا براجمهم، أو نجمع السودان مجيعا على أسس احلرية

الة االجتماعية، فنحفظ وحدة أمتن لألمة ويئتها لالختيار األدق بعد االسـتقرار، أو والعد .230غري ذلك مما خيتار الناس مبشيئتهم احلرة

فور احتدام مناخ االستقطاب واالستقطاب املضاد الذي اعترى غالب أوساط املؤمتر تنقية األجواء عرب ما املخضرمني رعيل األول ومنالوطين بعد املذكرة، تولت جمموعة من ال

يف النظام األساسي يعيد رئاسة املكتب واسعا إذ اقترحت تعديال ،)الرواد مبادرة(عرف بـالقيادي إىل األمني العام، ورغم أن مشروعهم مل يعبر عن أهدافه ومراميه يف وثيقة مكتوبة،

كهعن رغبتهم يف احلفاظ على قيادة إال أن حتر حقيادات املؤمتر كافة قد أفص ربم الواسع عاألمني العام بوصفه منظر املشروع وخمططه األساس، كما أنه يمثل الرمز واملرجعية التارخيية،

أنـه مهمـا تكـن ، و)ةرشرة العذكم(وال ينبغي مباغتته واإلساءة إليه على حنو ما فعلت األخطاء اليت صاحبت التجربة فإنه األقدر على تصويبها وجتاوزها، كما أكد الرواد علـى

وترسيخها، والنظـام احلريات لبسط الطمأنينة وخاصة اإلسالمية، منجزات مشروع احلركةهعمرايل االحتادي الالمركزي ودد231الف.

1EHدر ا�6Eآ�5ر آcE�1 ا�tEE�R إدر*1E7 �*6E� YEم ا�EE�I"ة ا�&E�A�1� �E�`PAP� ا�E*�`F� �EE52AHح *ZEAK ا��6�E ا�1EEBدق 42

و1EK# 6Ejوب �ZE ا��E52Aح ا.�15Eذ . �اH' وأن *`�ن ا�12Pء )' ��E2 إUE�CG 'E( OE5�1j ا�6IAي إ�, ا�6آ�5ر �N^ ا�5��Rة 1K# '( 671�#وز 1kiر vرأى )' ذ� OP&و� ،O9 6A�� 1نA+7 ,P7آ�ة ا�&(�ة(T�( ��Eون أن i 1ولN 1Aآ

'E( cEf1F1رك ا�J� 6ا�25, ا��� Oا.ول أ� c�76 رو�اد ا��Nآ� أT( ،1رة*M6 ا�f Yا ا������<J&* م�E`H OEk6N6ن وEC�h�*�C# '( ا.��^ ا�&1م hآ�T* V� 1� ،U�CG '( ^�A�7Mا� ^�H 1 دارA� ��+آ.

�Q2J ا14رة �g&J ا.�1Aء )' �7�AK� ا��واد و�`^ �(u )' ا�5Nاء 1kiر 43 ة)�Tآ�ة ا�&(�( �E52� �EJ7ح �1م ا.��1'Cار، د : ا��Ef ^�E�N ,E��� ،6ا� *&�2بJ7 'P7 . 6ا��ه1ب، دEJ7 1نEA+7. 6EA�� ،'EP7 V�N6ا��EJ7

.��1S 6Aدق ا�`1روري

مـذكرة ( شـيعة ؤمتر الوطين مع أطروحة الرواد، بينما راقبتها جتاوب غالب قادة امل

العشس، )ةردركني بتوجا مها أحرقتمب م يف التـآمر أساس تنسفهأهدافهم اليت أفرغوا وسع حنو جازهم أن يحراد ملقتور الرمجاعتهم، وإذ قد منة ضموعة األمنية اايـة هلا، وخاص

العام يف املؤمتر العام للحزب، بادر النائب األول للرئيس بإقناع الرئيس لتبنـي التعـديالت الذي انعقد قبل شهرين من ميقات املؤمتر العام، ادييالق سالوإمضائها فورا يف اجتماع

.232وليبطل يف هدوء كل تدبري أفرزته مذكرة العشرة

العالقة سيما الس القيادي الطمأنينة كذلك إىل املناخ القيادي عامة، ال ةخطو أعادت االستقطاب يف العشرة نشاط شيعة األول،: سوى مسارين مهمني ،)الشيخ(و )الرئيس(بني

حيث مقر ) صراع القصر(الصحافة احمللية عنوان له اختارت جديد تناقض وإفراز )الشيخ( ضدجديد أدخل ألول مرة عنصـرا تدبري مث .العام األمني يقيم حيث) املنشية(جلمهورية ورئاسة ا

مذكرة العشرة اليت خاطبـت احلركـة خطأ الستدراك حماولة يف من خارج الصف التقليدية الثانية صـيغة للمر اجلديدة الوطين، وإذ تلبست املؤامرة املؤمتر اإلسالمية يف أكرب هيأة جتمع

مـذكرة (فإا صدرت ظاهرا عن فصيل أصيل يف املؤمتر الوطين، ومحلت عنوانه ) رةذكامل(وخاطبت ألول مرة ما زعمته هيمنة حزبية على املؤمتر الوطين من قبل قيـادة ،)اجلنوبيني

الس القيادي بإعادة الرئاسة يف املكتب اجلبهة اإلسالمية، ورفضت ما انتهى إليه األمر يف .233القيادي إىل األمني العام

املسار الثاين موصول بالنائب األول لرئيس اجلمهورية، الذي أكمل بنجاح خطته يف ، ولكـن النائـب )الشيخ(و) الرئيس(وتصفية العالقة بني ) مذكرة العشرة(امتصاص آثار طوة أخرى فتحت الباب لتداعيات أخرى خطرية، المست عمق أزمة املؤمتر األول تقدم خ

الوطين بني تيار اإلصالح الشامل حنو االنفتاح وإنفاذ الربنامج اإلسالمي، وتيار احملافظة على

��EJ� . �(� د 44 ^E7 OE�( �E�J7 'E�1�.1م اE�C6*�ت ا�E&5� 1ديE�2ا� YEPKA1زة ا�G6 إ&H p12� ^*6ح ا��S 1زيx

h1*1�jو cJ25�Aا� �J91aA� ZPR51ب ا��xا.)�اد و ,P7 د�AKا� '( OPأ�.

45 EE9�aا� 'EEوا� ^EE� cEE�1اف آ�EE4�H ^��H�EECKآ�ة ا�TEE� QEEJ5م، دآ� . 'EE5ا� �&�EE)ا� 'EE( uEE)�.ا �EEF�Paوب ا�TEEK�pم أآ�EEل وا�&�EEPj 6EE�Aاك د*�EEC و�tEE�1 ا��EEG Y���EEرج . أ)�ز#1EEI ا�TEEAآ�ة، و6EE*6G ^EE� �EEId أ�1AEEء ا���H�EECK^ د

.آ�2Cر

اإلنقاذ بوجهها الراهن وتوازناا احلرجة، فقد دعا النائب األول الجتماع موسع خـارج طر واألجهزة كافة، ولكنه مجع ما قدره النائب األول وجوه احلركة اإلسالمية األكثـر األ

فاعلية وتأثريا من أجيال احلركة املختلفة، منهم الرواد الذين مل يتقبلوا قط فكرة اسـتبعاد األول، وما يعرف بتارخيه ايد ورمزيته الكبرية، ومنهم عناصر الصف) الشيخ(األمني العام

يومئذ بالقيادات الوسيطة الذين يديرون بالفعل دوالب العمل التنظيمي والعام، وفيهم متثيل الذين حرصوا يف ) مذكرة العشرة(للمرأة والشباب واملناطق، مع استثناء وحيد، هو عناصر

.مذكرم على استبعاد النائب األول أن خطته وكانت عضوا يف احلركة اإلسالمية،) ومخسنيمئة (ول حنو دعا النائب األ

يشهد ذلك اجلمع كافة على عهد جديد للحركة وأن االجتماع، )الشيخ(و )الرئيس( يشهد املرحلة لتحديات النفوس فيه ، وتطيب)العشرة مذكرة( الذي أفرزته املناخ فيه يصفو اإلسالمية

يت يعزم األمني العام أن يرتل عليها التزام التوايل واستحقاقاته، وحتتاج فيه احلركـة املقبلة الاإلسالمية لصف متحد يغري األقربني بالتحالف والتوايل مع قوا الظاهرة، أو يهيئها ملنافسة

هدد مقابل، ولكن األساس العمل للعحتم وم مهما واجهوها بصفاجلديد هـو أن اخلص تثبيـت مقابل يف )اجلمهورية رئاسة(منذ اآلن أنه مرشح املؤمتر الوطين لـ) الرئيس(يطمئن

ورغم متام إجراءات االجتماع من قبل . ة القياديةأمنذ اآلن أمينا عاما ورئيسا للهي )الشيخ( )الشـيخ ( ر مما قدم له، وإطالعالذي ال ينشد أكث )الرئيس( يئة األول، مبا يف ذلك النائب

ود على الذي وافقهها اخلطة على حتفظاته االجتماع، رغم شألن روصراعا بـني تاخلالف صكما أن اإلعالن املبكر عن املعركة، يف يتوخاها اليت اهلدية إليه أهديت قد كليهما الكبريين، وأن

مهورية ليس من حسن السياسة يف شيء، ألنه ينبه اآلخرين إىل االستعداد مرشح لرئاسة اجل .مل يتهيأ له املؤمتر الوطين نفسه من عامني على مواقيت االنتخابات، وبما أكثر قبل للمنافسة

حـول متمحـورة بدت مجاعة )ةرشالع مذكرة( أفرزت فقد اإلشارة، سبقت كما لكن مضـيع لإلنقـاذ اإلسالمي األمني العام، ولكنها تؤسس عملها كله على قناعة أن الربنامج

ال حـىت هؤالء من تنقذ أن جيب اإلنقاذ فإن القادة الرمسيني لإلنقاذ، ومن مث أجندة يف وغائب

وتفرغ سلطتها إىل اإلنقاذ ذهبفلت بد، ال كان مع تبدد املشروع، وإن احلركة اإلسالمية تضيع

ايـة منـذ التبلور يف القناعة هذه بدأت وقد .عنهم ختلص أن احلركة إىل مشروعها احلق بعد

الرئيس، الذي تأكد متاما مث الرئيس، نائب حنو حتديدا أبابا، وتصوبت حادثة أديس يف التحقيقل نائبه من عليه أنه مسيطرذات يف األو قنالقة سنذ بدأت اليت العل مأو ةيشللثورة ع.

إذن تولت تلك اجلماعة قطع الطريق على صفقة النائب األول، فرغم أـا رحبـت أن ) مذكرة العشرة(بإثبات األمني العام يف موقعه، إال أا أحكمت كيدها يف مقابل مؤامرة

ودا كـذلك املرحلة املقبلة ينبغي أن يل والثاين ينبغي أال يعجديدة، وأن األو ا لقيادة دعهأما النائب األول، فقد اعترب تعويق صفقته اية لعهد التسليم والرضى، الـذي . بعد اليوم

قابل به قرارات األمني العام كافة منذ أول لقائهما، ال سيما الكثري من املواقف اليت كـان رضها ويرى خطأها، ولكنه صمت إزاءها أو أيدها إرضاء للخاطر الكبري، ولكنه اليـوم يعاأمام قائده ورفيقه التليد، الذي فتح له سائر األبواب ورفعه عليـا ) أشرع سيوفه كافة(قد احلـرب سـاحة طـريف النائـب األول علـى لقرار وفقا اليوم ولكنهما وأمساء، أجيال على

.234ابالنمتق

استنكر ورود مصطلحات احلرب والسيف يف مناخ التوايل ، فقدأما األمني العام نفسه واحلريات العامة، واستغرق يف عمله فورا يف امليدان الذي أضحى مركـز مهـه الـرئيس

م العدة يقدر يف التطواف األخري قبل املؤمتر العام، الذي طفق يعد له متا) واليات السودان(حسابه أنه األكرب يف تاريخ املؤمتر الوطين ويف تاريخ احلركة اإلسالمية، عشرة آالف يلتقون يف ساحة يف اخلرطوم، يشرعون مجيعا عهد التوايل ويهيئون لعيده ليكون عيد الدستور، بعد

)' ��د*�� P*�9� 1I��6Ej ا�tE�1C ا.ول 1EA+7 'EP7ن ��OE9 6EA آ+��Eا، و�6EG ^�EFP5a� ^�&A5E�Aا 1EC� ^AEfخ 46

k 1بR25�p1م اE&ا� TEC� OEأ� ،'C9�Eا� YPKAا� c�� �*�J5ا� V1986 �EIJKل ا��E�ا�ZE� UEP5 ا.��E^ ا�&1Eم �ENل د ,E1ذ إ�E2��� ^�*�`E�&1دة ا�E2ة ا��E71رض دE7 1EA6ي، آEIA1دق ا�EB6 ا��Eا�� �E�1��H 1قE(ا�� ���`N ,إ� �����ا

� وإ��1ء �R� ا���آ� ا.���1� )' اN�ل وا6Hال Vk )' ا��E5ا� �KP� ا�&�دة QAEBا� �Eki OEC`و� ،'E�1ا��� ''Hا��5ا z�)ا� Uj�A� 62*�ا# �f1ر&� c7^ آ ,Pa#. و �2FEB1ع ا�EA5Gا cE�Jj 1جEا�� ,EP7 6آ�5رEا� h1ءG إذ OC`و�

6EE&� ��1j6EEHودة وأ�TEEر�EE� OEE�"H h أ6EEjم �EE9 ,EEP7ح �t�EEBC5H OEEN�52 ا�(z�EE و�EE4�#} ا�Y���EE )����EE� OEEاOG ذات ��J2� 1ل ا��125� ا�(�z 7^ ر�E�1� ا�YEPKA، ورVEx أن ا�(OE�F� z�E ا�Uj�A )' ا�YPKA ا��C9' *�م أن ذهt دا7

O(��E� أن ^P&�E� '�1E51دي ا�E�2ا� YEPKA1ع ا�EA5G1ر اE5���ES ^E� 1E�&H ^`* Vاع ا��E�Aر*^، )�Eن ا�tE�1C ا.ول ا�� ا�PS1F� ا�5' *�ى أ�V� 1I #62ر h6IG )' ا��5&1ب ا1Ekbر ا �Pا� vP# TC� 6 ا.��^ ا�&1مf �7�)� 1&�AG ��JPE��

�E712ر� 'E( 1نEF5و� Y���Eوا� �Eا�6و� tE�1G ,Eاع إ��EBا� 'E( 1ز�C� ا���م �I( ،OH Q�Fa5وا� cH ة�)&آ�ة ا�TA�z�)ا�.

غيب، ساحة أعد هلا آخـرون متام اإلنقاذ واستيفاء أغراضه، ولتجرى فيه تصاريف أقدار ال .العدة لتكون األشد احتداما، والعالمة الفارقة يف تاريخ احلركة اإلسالمية السودانية

***** عشية املؤمتر العام، كانت عالقة القيادة يف منتهى االحتدام، فإذ نأت غالب القيادات

ات اخلرطوم وتنازعها الذي اختبرت حدته يف معركة الوالئية للمؤمتر أو احلكومة من خالفالتوايل السياسي، حملت معها همومها امللحة بني يدي املرحلة اجلديدة، بدء مـن طبيعـة

كانوا مكبوتني ألمد طويل، وقد سرت فيهم نفحة عافية نالعالقة واملنافسة مع اخلصوم الذيد التوايل، إىل منتهى املشكالت املتفاقمة مع األيام يف التعليم الذي تعطلت ونشاط بعد وعو

الصحة والبيئة وقد فحشت حدة الفقر والعـوز تمدارسه يف أغلب الواليات، واستحقاقا .والتفاوت، مث بشريات احلرية والبترول

لت القيادة لكنازعنذ وقد تلس اجتماع مت الذي القيادي اعفيـه لم أنصـال لوهلـة

املؤمتر مير أال موثقة أنباؤها تناهت اليت الرئيس غضبات مث احلادة األول النائب مداخلة يف السيوف

يتهوجلساته ووال هيكله للمؤمتر رئاسته بسالم ما مل تبسط له الضمانات حامسة واضحة، العام

.املقبلة اجلمهورية لرئاسة مرشحا تثبته اآلن منذ التوصيات خروج مث السياسي، املكتب على

كذلك العام األمني مصعه استفاعي مبوقالد فافأن والعلن، للش دمعاملؤمتر إىل ن حسـمفن

اجلماعة املؤمنة مث لشورى مثاال به نقوم وأن كبريا، معدده يكن مهما عضويته يدي بني أمر كلاألسـاس نظـم يف العام يكتب سلطة أعلى عليه، فاملؤمتر معقب ال حكما ينفذ الذي إمجاعهاأما العضوية يف املؤمتر فقد جاءت كلها منتخبة . املؤمتر وينبغي أن يكون كذلك حبق ودستور

ةصاعا من دا أو واليااطاعلى فال قوتاألمني ي يف املؤمتر إال انتخابا، مبا يف ذلك نائب منصب كانـت كما) كلية قومية(ك متروكا ملن خيتاره األمني العام، مث ال تقوم يفالعام الذي كان

س القيادي على الالئحـة، تنص على ذلك الئحة املؤمتر العام قبل تعديالت الشورى وال .املؤمتر جلسات ختام يف صاعقة فاجأم حىت العام األمني خصوم معسكر انتباه تسترع مل واليت

يف األفق، جهود ما يعرف يف املتصاعدة القيادية األزمة بنذر مدفوعني كذلك، حتركت اليت تدير دوالب العمل التنظيمـي، وتـرى يف ) ةالقيادات الوسيط(خاصة أطر احلركة بـ

نفسها مجتمعة صاحبة حق ومصلحة أال ينفرط أمر القيادة ووحدا فيضـطرب شـأن ئ القيادة املتعازلة إىل كلمـةفالبني حىت ت حوا ذاتصلريدون أن ياحلركة والدولة مجيعا، ي

وإذ اتصلت لقاءام مـع . ح أو ملا يحسم املؤمتر يف مقبل األيامسواء أو وفقا ملا تنظم اللوائخمتلف أطر القيادة وشخصياا تصوب عمل اإلصالح إىل الرئيس واألمني العام، امتأل األول

حول نوايا األمني العام وحتميـة املعركـة ) شيعة املذكرة(مبا عبأه املأل من حوله ال سيما أو ،)سطوته(األمني العام و) دعنا(امسة للخالص مما رأوه ازدواجية يف القيادة، أو أمسوه احل

بعض قصص مفتريات حول تاريخ لألمني العام يف االغتيال املعنوي، كل ذلك جعل جهود اهلرم، ومـا القيادات الوسيطة مصدومة مبا سمعت ورأت من تطور أزمة العالقة يف رأس

.متحور حول كل منهما من مجاعة وآراء، مث نزوع البعض للمنازلة واملواجهة

، فقد استقبلوا أطروحته يف اخلالف مبا يشبه املفاجأة، إذ أكد )األمني العام(أما الثاين ، ونصوصه البينة أنه يدور حول القضايا اليت توهموا أا حسمت منذ أمد بإجازة الدستور

يف التوايل واحلرية والالمركزية، ولكن شواهد املمارسة اليت بسطها األمني العام أكدت غري ذلك، فما ظنوه توزيعا لألدوار وتبادال للمواقف جتلي خالفا أصوليا حول القضايا األصول،

امل القائم على العلن والشـفافية، وأن قـيم وأن املرحلة املقبلة مؤسسة علي اإلصالح الشالشورى واإلمجاع ينبغي أن تقوم فاعلة من جديد أصوال للعهد العام داخل حزب احلركة اإلسالمية وخارجه، كما أن محايته السالفة لألشخاص واألجهزة وتصـديه دفاعـا عـن

.أخطائهم قد اخنتمت لدى هذه املرحلة

القيادات الوسيطة، رغم ما أدركت من شدة اخلالف وسعة التباين، رأت أن إال أن ستبنية يهاألمني العام إىل الرئيس، مواج عوالباطل أو الوقائع واألوهام، فيما فيهاجتم احلق

ألوفق رأت قيادات أخرى مخضرمة أن لقاء املواجهة ال يزيد األمور إال تعقدا وخباال، وأن اجمعهما يف إطار من الكبار شيوخ احلركة وروادها، دئة للخـواطر وتـذكرة للنفـوس املتحفزة بالتقوى رجاء يف رمحة اهللا وتقديرا لدقة املرحلة ودرء ملخاطر التنـازع املفضـي

طة اعتذر األمني وإذ أعاق املخضرمون لقاء املواجهة الذي اقترحته القيادات الوسي. للفشلالعام عن شهود اللقاء الثاين عمال بالسوية، ومل تفلح إال حماولة شخصية جمعت بني الرئيس والشيخ يف ساعة متأخرة من ليلة افتتاح املؤمتر، وأسهمت يف محل طمأنينة سخية إىل وقائع

.235)املؤمتر الوطين(اجللسة األوىل للمؤمتر العام لـ*****

االفتتاحية استهل املؤمتر العام للمؤمتر الوطين بأعضائه الذين بلغوا عشرة آالف جلسته

م، واليت شهدها عدد مقدر من الضيوف أصـدقاء 1999 )األول تشرين( أكتوبر 6 صباحأنفاسا مـن بشـائر الذي محل األمني العام بخبطااملؤمتر السودانيني واألجنبيني، استهلها

جلسة املساء املتأخر ووعودا بالتزام وحدة الصف، مث تأكيدا للمعاين اليت دأب عليها مدى كمـا جـاء . احلرية والالمركزية مث الشورى والشفافية: األعوام األخرية يف خطابه العام

ين الوحدة واالعتصام، حامدا ملـا مبعا مفعما كذلك اجلمهورية ورئيس املؤمتر خطاب رئيس األخبـار ختل أجنزت اإلنقاذ مبشرا مبا ستنجز، فلم تنفض اجللسة حىت اطمأن األصدقاء إىل

كما استجاشت ذات اخلطابـات األعداء، كيد من وقدروها ،واملشاقة باخلالف أنذرت اليت تة اليت استبدضويه علـى متـام مشاعر العداهللا وحتم ركبا الشفقة قبل املؤمتر، فقامت ت

وتوعدت يف ذات املناخ املفعم الرضى إمجاع عن شذت فئة واحدة. النعمة وانكشاف الغمة

47 'EE( vEEوذ� ،OEEرأ� �<JEE2�و cEEH 'EEHا��5ا z�EE)P� راTEE5&� OEE�( cEEJjي أTEE1ء ا�EE2Pا� ,EEا إ��EE�+آ ��EE)Jا� Y���EE1ر ا�EE4أ

Gا�� ,P7 z�)ا� V�AB# ^7 O#17�(ار وا�5&1ون�&�ض دT57�� O�(ور O5I . cEJj ة�E��وا��� أ�E( O' ا�EP�P� ا. OE5Jx�� 1زE6 أن ا��E&H vE1دة، وذ�E�2ا� '( ^*��i Af ^�PGا�� ZAG '( ر�Rا�� hTه t#1آ {K� ،�A#oAا)155ح ا�

EEP7' ا��1EEج ا�TEEي *���EE ا.�ZEE� �EE ا�(z�EE وا.�15EEذ 1EEA+7 'EEP7ن، ا�TEEي #��EE, إ*1EE2ظ ا�Y���EE )vEEP# 'EE ا��71EE� . د�>�ة وOEEPAN إ�MEEC� ,EEل ا.��EE^ ا�&1EEم "EE5Aذات . ا� 'EE( 1رEE46 أEE2( ،Y���EE6اه1 ا�EEHأ 'EE5ا� UEE9ا�&�ا ^EE`# 1EEAI� OEEأ� �pإ

ا�Z�AK أ1F�CB� {JS و71AG ^�H 1A�2C�� (.ن ا�J�1CA� إ�, رO5Jx )' إ��1ء ا.��ر آ1A ه' )' ا��A#oA ا�&1م �1Eه�ات # 'Eات ه�A#oEAوأن ا� ،z�E)ا� �E71AGو Y���Eا� QEو��� ،�E�J&5P� ��E�1�� ر�E�.ا VE���( ر�EEFا� ,EP7و ،

�A#o� 6ا ه�x 62&C�� يTا� �A#oAأن ا� z�)ا� {f2�2' أوN 'E( 1عEAGا V`N امMإ� ��MP� '��2رات هAH �جa*ا�(�z إ�EHاه�V ا��E��C' وا�6Eآ�5ر EP7' ا��1Eج، آh6IE4 1EA ا.�15Eذ : 6I4 ا�12Pء إ�, t�1G ا�(�z وا����Y. ا�6*^'P7 د cE�P2H �E*6اJا� cEJj OEH �E�51ز، وا�EKض ا��E7 6آ�5رEوا� OE9 6EA�� 1نA+7 . 6و أنEJ* يTEا� �EF�Paوب ا�TEK�

,EP7 ^�&j�EA6 ا�EN�1} وأES ^E�N ي�E`H �B2ة (وز*� ا��E)&آ�ة ا�TE�( ��E� 6Ej OEز*� ب إ���E1ن ا�Eإذ آ ،�EJaا� EE2Pا� c�EES1F# ZH1EE5* ،ا.ول tEE�1Cا� tEE5`A� �EEB2�1H 1ورةEEK� �EE(�x 'EE( �55اEE�� 1جEEا�� 'EEP71ن وEEA+7 'EEP7 ^�EEH 1ء

.وا��J�Aب 6J7ا���م آ1Aل هhT ا��Raة

بالعاطفة أن ترد األمر مخالفة بائنة بني الرئيس والشيخ، اجلماعة اليت ظلت منـذ مـذكرة .والشيخ الرئيس بني املفاصلة يف الكؤود سعيها ينقض أال تتربص عشرةال

رغم هموم كثرية حملها املؤمترون القادمون من كل فجاج السودان، ورغم انقسـام عضوية املؤمتر على جلانه العديدة، اليت ينبغي أن تنظر يف األوراق املقدمة من هيأة الشورى

ألمانة العامة، من شؤون التعليم والصحة واخلدمات األخرى، إىل شؤون السياسة والثقافة واومشكالت األمن والدفاع والسالم، رغم كثافة اهلموم وانصراف عامة العضوية إىل اللجان،

األوسـع الـيت فقد متحورت الفئات القيادية العليا والوسيطة، ال سيما النخبة اإلسـالمية بغتة ) مذكرة العشرة(الذي عدلته ) األساسي ظامالن(سكنت اخلرطوم، متحورت حول جلنة

التعـديل لتعدلوتة، عرب اختطاف اجتماع الشورى قبل حنو عام، مث قامت مجاعة الرواد وقد اختلطت فيه األجندة اخلاصة ولكن الصراع اليوم. وتعود بأمر القيادة إىل األمني العام

األفكار، وتشوشت فيه دقة مرحلة االنتقال باملشاقة األحد، اليت أوقفت أعلـى مع أصولقمتني يف قيادة احلركة وقيادة الدولة، كل على شق محاداة بني فريقني كل على حد، فيما

ل على عامة العضوية ال تدري على وجه الكثيف والذي يشك تامالقيشبه صراع اجلبابرة ذا الضبط أي موقف تقف وملاذا، مث هو اليوم يكاد يشكل على شعب كامل وأمة كان يؤمها

.تبلغ هدفا وجناحا يف خمرج صدق تقوده احلركة اإلسالمية أمل أن

احلاكم لوظائف املؤمتر ) يسالنظام األسا(تمحور صراع النخبة إذن أول األمر حول وظـائف، (الوطين القيادية، ولكن شبح الدولة الكثيف الذي تنتمي إليه غالب تلك النخبة

أطل حبضوره الطاغي ليجعل موازنة املصاحل واملبادئ حاضرة يف ) مناصب، امتيازات، أموالف أمناط التلويح بالعصا واجلزرة ترغيبا صراع التوايل السال بعد مرة ثانية الرتال، فإذ جتددت

وترهيبا ملن اختار هذا املوقف أو ذاك، جتددت كذلك مطالب الرئيس بأن تعتمد له وظائف السياسة يف أمانة املؤمتر العامة، ورئاسة اجللسات من بعد الرئاسة العامة للمؤمتر الوطين، مث

احلكومـة أو واحلركـة، الدولة مهورية منذ يومئذ، لتتجدد مباينةإثباته مرشحا لرئاسة اجلواملؤمتر، ورغم أن املعاين واألهداف اهلادية حلزب حاكم ال يفاصل بني السياسة والدين أو

داوجها ورياضة وثقافة سياسة احلياة العامة وأخالق الفرد، وجيعل ميدان عمله احلياة كافة

لت تلك املعاين مثبتة ظ ،، ويف إطار بلد واسع مركب حيكمه إطار احتادي المركزياموعلالذي جيعل لألمانة العامة التخطيط األمشل ويعهـد للحكومـة واضحة يف النظام األساسيوانكشف الصراع مـرة لنصوص وغابت أمام مطلوبات الصفقةبالتنفيذ، غامت كل تلك ا

ومع احتجـاب الـرئيس ونائبـه األول .األساسينة النظام أخرى للعلن عرب جلسات جلمدى بعد الشقة وتعقد العالقـة مقاطعني جلسات املؤمتر منذ يومه الثاين، استبان للمؤمترين

.ليصل قلقهم وتوترهم الذروة وهم يرقبون املوقف بغري حيلة كثرية

ساسي اجتمعت جلان أخرى يف هـدوء، بعيدا عن احتدام اخلالف يف جلنة النظام األ تتداول حول استراتيجية املؤمتر الوطين يف املعاش واالقتصاد والثقافة والتعليم ملدى األعـوام الثالثة املقبلة، وكان أشدها مفارقة هي احتشاد مناديب الواليات يف جلنة الثقافة خلف حمنة

مرتبـات توفري عن حكومات الواليات هم، إذ عجزتوقرا عطالة التعليم العام يف مناطقهميف غالب واليات السودان لبضع أشهر بسبب زهد املعلمني املدارس غالبية وتعطلت املعلمني،

مس الضر إذ وخروجهم مضربني عن العمل يف عام الثورة العاشر، ويف مناخ من خيبة األملاد ورهان املستقبل، وقد عبرت كثري من تلك العضوية عن رضاهم بكل تضحية فلذات األكب

من أجل تعليم أبنائهم، إال أم يف غمرة الصراع مل جيدوا الوزير املختص بالتعليم العـام، وال .الوزراء االحتاديني والوالئيني الذين يعينونهم يف محنة أبنائهم

ا مع تصاعقة على األبواب، وغري ذلك ممر، وازدياد الشعور بأن أزمة وشيكة ماحد التوتاعترى العضوية بسبب مقاطعة الرئيس ونائبه األول للمؤمتر، حتركت جلنة وساطة من أمنـاء

صـميم املؤمتر الوطين بالواليات أفرغوا وسعهم حىت يضمنوا للرئيس ما يطلب، كما راعهم تاألمني العام بطرح األمر كله شورى وشفافية مع استمساك أمت مبقاومة أي جنوح داخل املؤمتر

ومع جرجرة الرئيس ونائبه مرة أخرى إىل أروقة املـؤمتر . الوطين حنو الديكتاتورية واملركزيةيطلبا والئة اليت ظلت مت القضيسماته، حلسجة حنو متام احلكم وجا يف اخلطوات املتدرجدرا م

انتخاب الوايل من شعب الوالية على نسق انتخاب رئيس اجلمهورية من الشـعب، : االحتاديبدال من النظام الذي كان سائدا وفقا للمرسوم الدستوري الثاين عشر، حيث للرئيس أن يرشح

جملس الوالية التشريعي أحدهم واليا، وهي بالطبع القضية اليت جتلت بعد ثالثة مرشحني خيتار .شهرين سببا مباشرا يف حل الس الوطين

أمر آخر غفلت عنه شيعة مذكرة العشرة أكمل حلقات املؤامرة املضادة علـيهم مـن إلغاء الكلية القومية اليت كانت تضمن لقيادة اجلماعة املصممة على إبدال قيادات اإلنقاذ، هو

نخبة اخلرطوم وجنومها فوزا مرحيا يف مقاعد جملس الشورى القومي، الذي ينتخـب اهليـأة القيادية من بني أعضائه، فإذ مل ينتبهوا مسبقا لذهاب تلك الفرصة فوجئوا حبتمية اللجـوء إىل

عبأة ضدهم لصاحل خطاب األمني العام املنحاز لرد املظلمة التارخيية عنـهم، مقاعد الواليات امللصاحل معادلة تبسط هلم حقهم يف السلطة والثروة، وبنجاح تكتيك مجاعة التغيري االستراتيجي

خطة إقصـاء عناصـر ، اكتملت)أال يصوتوا هلؤالء(لوجوه اإلنقاذ عرب املؤمتر بدعوة أعضائه السلطوية املركزية وشيعة مذكرة العشرة من فرصة الفوز مبقعد من مقاعد الشورى الذي يبلغ

.236لضمان بعض مقاعد هلم) وايل اخلرطوم(الستمئة عضوا لوال حماولة إنقاذ مستميتة توالها

مواجد كثرية على جانيب الرتاع، انفض إذن املؤمتر العام للمؤمتر الوطين خبالف أعمق و وبالتجديد انتخابا لألمني العام مث استكمال عضوية جملس الشـورى يف االجتمـاع األول للمجلس، وتقدمي األمني العام ألمانته وانتخاب اهليأة القيادية، مبا عبر عـن روح جديـدة

حقيقيا مبسـؤوليته يف القيـادة والتعـبري سرت من املؤمتر العام لتجعل املؤمتر الوطين حزبا بربوز هذه التطورات، جتلت كذلك املباينة واضحة بـني احلكومـة . الصادق عن قواعده

وحزا أو بني الشعيب والرمسي، فقد بدا ظاهرا أن الرئيس ونائبه األول والثلـة العسـكرية ت واالنفتاح وعلى رأسهم شيعة مذكرة العشـرة واملدنية ذات النزوع املركزي ضد احلريا

ا6A57ت 71AG� ا�c*6J5 ا�`h�G�� c�1 ا�12ذ ا�1j '5دت ا�J�د )' ا�&(�*� ا��2H1E� وا�5j)QE أ�1ERء A�E�G� ورأت 48

`1E أE��1&( 6E4� �E^ ا��76Eة أن #&1H tj11Bjء ا�`c�1 )' هhT ا�PN�A�1AH ، )' ذ�&�4 v� �Tآ�ة ا�&(�ة، ا6EA57ت #`�5 �EA�12ا� �C5F1 )' ا�I7�P�H �(1 �&�وIC�&H 1ءA�. Q*�B5وه� ا��76ة إ�, 67م ا� ،�C�&� �A�1j ,إ� Q*�B5P� . حp وإذ

�TKوب ا�F�Pa� 1Cjع �E�7*� وE*p� ا��E9�aم . J4} ا���2ط )' �YPK ا�(�رى ر&� Vx� O5*��7 ا�`��Jة، �K" د ^E� �E+ك أآ�E5H)10 ( 6E712� OEC`و� ،�E���2ا� �AES1&ا� 'E( �EAIAا� �E���2ا� h�EGا�� gE&H 1Eوا�� OFES�H 1EI�( ZE�* OE�

.MKNهh6&2� OC7 u2� ^A� 1 �^ �4&� ا�TAآ�ة

وكثري من املناوئني لألمني العام، قد تولوا مجيعا بغصة وغضبة على املؤمتر الوطين، مث مبقاطعة .237الرئيس ونائبه األول ألول اجتماعات اهليأة القيادية يأ املسرح القيادي ملا هو أسوأ

الوطين، الذي أبطلت فيه تداعيات مذكرة العشرة قرار األمـني العـام كان الس باالستقالة عن رئاسته والتفرغ لعمل احلزب، كانت الساحة اليت تطورت فيها األحـداث فور ختام أعمال املؤمتر العام، وخاصة فيما يتعلق بإنفاذ توصياته بواسطة نوابه الذين ميثلون

ـة السوادة اليت بادرت إليها السـلطة التنفيذيعل الدراميالف دوداألعظم من أعضائه، مث ربواسطة رئيسها، جتاوزا لسلطاته وعدوانا على تفاصل السلطات، لكن بأثر مباشـر مـن

.صراع املؤمتر الوطين احلاكم

بني احلكومة وا راعرت الصة اليت فجاالنتخاب احلـر (لس الوطين ورغم أن القضيكانت إستجابة لتوصيات املؤمتر العام بتعديل الدستور ملوافاا، إال ) املباشر لوالة الواليات

أن التداول حوهلا قد بدأ مبكرا منذ أول العام، إذ عقد الس الوطين ندوة حول تطـوير دة يف الدستور تشمل الترشيح املباشر للوالة احلكم االحتادي أجازت إجراء تعديالت حمدو

وتوضيح قسمة املوارد بالدستور وإلغاء ضرائب املبيعات ورسوم اإلنتـاج واجلمـارك، مث كما أجاز مؤمتر الوالة املنعقد . إبداهلا بضريبة القيمة املضافة، وتوزيعها بني املركز والواليات

للحكومـة االحتاديـة % 65 إىليوزع القيمة املضـافة تعديل الدستور مبا ) نياال(مبدينة للواليات واحملليات، مث أجازت جلنة شؤون الس الـوطين مقتـرح التعـديل % 35و

م كون رئيس اجلمهوريـة 1999) آب(ويف أغسطس . الدستوري للوايل ولقسمة املوارد 21ة من القانونيني لتقدمي مشروع التعديل، ويف نفسه جلنة برئاسة وزير العدل وعضوية ثل

: أجازت اهليأة القيادية للمؤمتر الوطين التعديالت الدستورية بشـقيها ) تشرين الثاين(نوفمرب انتخاب الوالة، وتبديل الضرائب بعد خطاب من رئيس اجلمهورية ومن األمني العام وبعد

.نقاش مستفيض

49 VI��EJj ^E7 1مE&ا� �A#oEA1م ا�E5� tE27 '6و�E1)' ا��EBا� �F��EB� آ�ة ا�&(�ة )' �12لT� ,P7 ^�&j�A6 ا�Nأ ��J7

�OE ا�EEI5, إ�EE, إOEE�. VI�1EEBj أER7, ا��A#oEEA ا�EES�( 'C9�EE� 6EE*6Gة، �TEEآ�ا 1E�A�1Hر ا��2A*6EEاEE( '9' ا��A#oEEA رVEEx أ ا��A#oEA . (B2H� �^ ا��5اث ا��B)' ا���دا�' #�`, 4&�ا 7^ ا�1B5ر ا��B5A)� ا�(��خ H`�ا�P7 VI#1, )�� ا�&1APء

cوأ� �S�FH ز�F*و O�F� ,P7 �B5C* 'C91)' ا�6و�' : ا���Bا� t�Ra6��23 ا� /10/ 1999.(

لك اإلعداد املبكر للتعديل احملدود ورغم إقراره على املستويات كافة، فقد رغم كل ذ التقطت املوضوع شيعة املذكرة اليت تنامت منذ املؤمتر العام واشتد متحورها حول الرئيس

تهبكل الوسائل على ما أمس داإلقصاء(بعد اهلزمية الدميقراطية للر(، على نتتستثمر غضبت ائج ه،هوطرجب لكل شستاملؤمتر اليت مل ت مث ما أثاره بعض النواب من الـدعوة إىل تعـديالت

، وتعديل آخر يطالب الـرئيس )وزراء سرئي(دستورية أوسع، تطالب باستحداث منصب وب بالريـب، وإذ أن املناخ كله مش. بتقدمي وزرائه للمجلس الوطين للموافقة على تعيينهم

فقد سارعت اهليأة القيادية برئاسة األمني العام إىل قرار بصرف النظر متامـا عـن تلـك .التعديالت اليت تمحور حوهلا بعض النواب

وإذ أصبحت التعديالت األصل موضع خالف، صدرت ألول مرة سافرة من الرئيس ن االنتخاب احلر املباشر للوالة قد جيعلـهم أ: (ياز العنصري واملناطقيوحموره عبارات االحن

فقد صار أغلب السكان يف غالب مناطق السودان من , )مجيعا من أصول الغرب واجلنوبتلك املناطق، بأسباب من هجرة العمل مث هجرة النزوح، أما قسمة املوارد فستنهي هيمنـة

يهملها اليت الواليات بعض لصاحل للمفاضلة حدا ستضع كما املال، احتكار على كز املؤسسةاملر

احتكـار سـتنهي واالقتصاد يف املوازنات واملشاريع واخلدمات والتنمية، كما وزراء املال

ربرات املصلحة العامـة املوازنة اازة أو تسخريها مب أطر خارج أموال أليما السياسية السلطة .دون رقابة

م بإجـازة 1999 )األول تشـرين ( أكتـوبر 21 يف القيادية اهليأة لقرار الحق وقت يف

إال التشاور، من ملزيد تقدم رئيس اجلمهورية بطلب إىل الس الوطين الدستورية، التعديالت

ه بعد أن الطلبتالولس قوبل على تلالئحةا هفض ملخالفتلس، بالرجمـاال ال اليت ا تـيحت اب وإدراجهوعليه الدستور من الن د الذي نصدللع هحب الطلب أو تأجيله بعد استيفائلس

االسـتجابة الـس رئيس قرر ذلك فقد لألعضاء، رغم يف جدول األعمال وإعالن اجلدول

ة بتطويل املناقشة، وتأجيل اختاذ القرار لفترة معقولة ريثما يكتمـل رئيس اجلمهوري لطلب تكوين قبل رغم أن القرار مجاز-وإذ أصدر الرئيس عرب القطاع السياسي . التشاور املنشود

النظر يف التعديالت الدستورية، أعـادت اهليـأة بتأجيل قرارا أصدر -املؤمتر قطاعات جملةدت إمضاءها كما سبقت اإلشارةالقيادية أخرى يف التعديالت وأية النقاش مر.

للمؤمتر الوطين اجتماعا وجهـت ) ةة النيابيأاهلي(على ضوء قرار اهليأة القيادية عقدت

يلـي فيمـا عضويتها بالتزام قرارات احلزب اليت جاءت موافقة لقرارات جلان الـس فيه

الدستورية ووجـه أعضـاءه التعديالت أمر ناقش الوزراء جملس أن إال دستورية،ال التعديالتما ذلك، وهو اإلرجاء وحتريض النواب على توجيها مغايرا لقرارات اهليأة القيادية، إلعمال

كرة لـرئيس مذ يف توقيعام إىل نواب توقيعات جمعت بالفعل مجاعة من الوزراء، إذ به قامت

املقبول هو تقدمي طلب الصحيح الوحيد اإلجراء أن بالالئحة، استمساكه واصل الس، الذيكما املضافة، والقيمة املوارد قسمة بقانون يتعلق فيما أما املناقشة، أثناء للمجلس باقتراح التأجيل

وطين، فقد أجل جملس الوزراء نقاش امليزانية يف ال تعديالت اهليأة القيادية وجلان الس أقرتهجلسة خاصة عقدت لذلك، وكلف وزير املالية بإعادة وضعها مبا ال يتضمن إدخال ضريبة

.لذلك بدائله يضع للدستور، وأن تعديل أي إجهاض على ثانية االجتماع املضافة، وأمن القيمة

التشريعي والتنفيذي ومترد األخـري علـى اهليـأة اجلهازين إزاء املعركة املفتوحة بني مـزمن الت لزمؤمتر الوطين، اليت تؤول إليها السلطة األعلى يف املجتمع والدولة وتة للمالقياديبعضويتها مبطلق قرارها، إزاء ذلك، كلفت اهليأة القيادية جلنة للتحري يف ظاهرة اخلـروج

ى قرارات اهليأة، كما أقرت اهليأة النيابية قيادة حملة إلجازة التعـديالت الدسـتورية، علإلدخال تعديالت القيمة املضافة وحذف املادة املتعلقة بصندوق دعم الواليات من الدستور

.238لصاحل قانون قسمة املوارد

عالقات القيادة اإلنقاذية ملداه األقصى، إزاء تصاعد االختبار الدميقراطي األول جلملة إذ اتبع الس الوطين لوائحه يف نمط صارم ال تطيقه عوائد االنتقال الوئيد املتدرج املكبـل بصنوف ااملة، مث استجابة اهليأة القيادية على ذات العزم ملقررات املؤمتر العام، والرغبـة

50 V�&� 6E&H �E*ة ا�1�2د"E�I1 ا�EI5FPا�5' آ �1ت ا.ز��+�N �CK� آ�ةT� ^� 1B� �2لC� �2H1�2ات ا��F1 ورد )' ا��

'E( ارئ�ERا� �E�1N ن�E7وإ 'C9�Eا� YEPKAا� cN ارات�j12/12/1999 E� cE1 آEI�P7 ZEjوو ، : ^�E�.6 اEA���F�P�، ا�(�*U أ6H �A7 6ANر، ��6A ا���^ ا.��^، ا�6H17 {#1Fون و6HراO9 ^*6�.

ية يف بسط السلطة والثروة، متردت احلكومة على حزبها تواطئ رئيسها الذي تعالت الشعباحتجاجاته، تحيط به ثلة املركزية السلطوية والشمول، مهددا باالستقالة والعودة إىل خاصة

اجتمـاع د السيوف املشرعة منـذ لوعي الهإعم أول يف احلل له نائبه األول وجد ريثما حياته،

الشورى ضربة قاضـية للدسـتور آلليات حاسم فشل أول أشهر، ويف الس القيادي قبلالعزيز، ويف خامتة مأساوية لقصة ثورة اإلنقاذ عرب صور عالقاا املعقدة بني باطن وظاهر،

.وحكومته الوطين املؤمتر بني اأو بني احلركة اإلسالمية وسلطتها، وأخري

يونيـو 30استدار الزمان كهيأته إذن، وكما بدأت اإلنقاذ ببيان عسكري أول يف كانون (ديسمرب 12م، اختارت مجاعة الرئيس اخلامتة ببيان عسكري يف 1989) حزيران(

هـ، أعلن فيـه 1420رمضان م، تاله الرئيس بنفسه يف أمسية الرابع من 1999) األول، رغم أن حجة البيان الرئيسي كانت أن الس احنـل )قبل متام أجله(حل الس الوطين

، وإذ أن الدستور ال يعطي الرئيس ذلك احلق، فقد وصف األمني العـام )نهاية األجل(لـة للدستور، وغدر بعهـد احلركـة محض انقالب عسكري، وخيان(: تلك اخلطوة أا

).اإلسالمية الذي أقسم عليه الرئيس قبل الثورة

4 �$5

���� ا�<=4 ا�$3;: 3�$89+

فور إعالن رئيس اجلمهورية لقرار حل الس الوطين وإنفاذ حالة الطوارئ مث تعطيل قدر الكثريون أن مسارا جديدا يف عالقة السلطة باحلركة اإلسالمية قد بدأ احلكم االحتادي،

بقوة واضعا ثقله على ذات طبيعة احلركة وأفكارها ومناهجها، وأول تلك العالمات الفارقة ونيوي 30هي اية املعادلة السياسية العسكرية اليت كتبت فصوهلا احلركة اإلسالمية يف

.1999 )األول كانون( ديسمرب 12 اخلامتة لتكون اإلنقاذ، مسمى حتت 1989 )حزيران(

اإلسالمية للحركة املتتالية األجيال وأحالم أفكار حيمل شعارا اإلسالمي الدستور ظل فقد أربعينات اية يف احلديثة اإلسالم حلركة إرهاصا إسالمي حتالف أول قام إذ األول، الرعيل منذ

تترك مل شىت مشارب من عناصر فيه توالت ،)اإلسالمي الدستور جبهة( اسم حيمل املاضي، القرنمن كل األحزاب، وكانت ت مجاعة ضغط رناصتملة واحدة، ولكنها كانت تا جريدأحزا

والعمق الدقة وجه علي دركت أن دون باإلسالم، احلكم يف قضيتها لتتبىن األحزاب تلك حتمل أن

.والقانونية الدستورية ومواده تفاصيله معرفة عن فضال قضاياه هي وما الشعار ذلك أصول هي ما

قيادة احلركة اإلسالمية الشابة بالدراسة والتجربة متعب وتقدالش يف الوعي امتد ملا مث جتارب السودانية أول اإلسالمية احلركة ضي، شرعتاملا من القرن الستني العقد يف منتصف

)إسالمي ميثاق(لـ بالدعوة املعاصر، احلركي اإلسالم طرأ اجلبهوي ضمن السياسي العملتؤصلها العامة احلياة يف ملبادئ مجيعا يتواثقون ولكنهم شىت مشارب من كذلك الناس له يتداعى

معها، إجيابا للتجاوب السياسية الساحة أحزاب بقية حلمل كذلك ضاغطة ملوتع اإلسالم، علىاحلياة واقع على )اإلسالم( أصول ينزل كيف الضبط وجه على كذلك يعلم ال آخر اجتهاد يف

حةالسا يف ظاهرة اإلسالمية احلركة حمل الذي العمل ذلك ولكن الكثيف، املعقد املعاصرة

موقظا عليها املشتدة احلملة أساس مثل كما األساس، التحدي األول، أو إبتالءها مثل السياسية

.التالية وإخفاقاا جناحاا قصة وبينها بينهم التدافع وشائج شكلت وأعداء، خصوما هلا

إىل ) الدعوة(هو ها ملدى عقودوأساسه، والذي ظل امس اإلسالمية احلركة عمل فأصول إصالح احلياة العامة وفقا لإلسالم، فهي مهما صوبت حنو صالح الفرد وأخالقه وتدينه

القرءان خطاب سائر هو كما ،)مجاعة( يف املؤمنني عمل ضمن منسلكا إال معه تتفاعل وتقواه اللى جمتمع قام قدوة لإلتباع كلما جتدد البناء احلركي لإلسالم، وسنة اهللا والرسول املتنزل ع

والذي ،)نبي مالك ابن( اجلزائري اإلسالمي املفكر مصطلح وفق لألنبياء االجتماعي الدور أوت وإذ ظل). األفغاين الدين مجال( السيد يد على احلديثة اإلسالم صحوة الستهالل به أرخ

اإلسالم، وفقا تاريخ املركزي منذ الفتنة الكربى ألول التدافع حمور )السلطة( أو )اإلمامة( قضية

القرن التاسع ملنتصف احلديثة العربية النهضة حلركة تأمله يف )حوراين ألربت( الكبري املفكر لرؤية

جتهاد اجلديد الذي يواكب ابتالءات احلياة قدقضايا احلياة املتجددة باال مواالة فإن عشر،

احلق عن اإلسالم تفاصل منذ اخلصوص ة على وجهيالعامة والسياس احلياة فقه كاد يف أو تعطل

.املؤمنني إمجاع لقرار املصدر األمة، بسلطان واالستالب الوراثة سلطة استبدال احلكم أو منذ

وفقا لتعبري الشهيد )الفصام النكد(الم املعاصرة تستدرك على فإذ قامت حركة اإلس هدي حياة املؤمنني يأ بتجربة يف اتمع والدولة تتته مل فإا والدين، السياسة بني )قطب سيد(

يف نظام السياسة ومؤسسات احلكم ودستورها، أو كفاية االقتصاد ملعاش الدين فقه دقيق حنومع ومنائه وتقدمه، أو ضبط نظم العدالة وجنازة حكم القضاء والقانون، مث مشكالت ات

مناهج التعليم ومدارسه ومعاهده ومعضالت اإلعالم املعاصر، مث فقه العالقات العاملية والعطاء تبادال عامرا وتكامال يدرأ وامه األخذافة وفنونا تفاعال حيا، قوالرمسية والشعبية، ثق

.بروحه اإلسالمية واإلنسانية الكراهية والعنف واحلرب

قامت تلك اجلماعة إذن بتلك الدعوة تواجه تلك األسئلة والتحديات يف بلد واسع وألسن وأعراف كب من أعراق وثقافاترموصول جبوار كبري كثيف، م هبوأديان، ختاط

دعوة سلما وتنشط فيه مجاعة حرة بني مجاعات وأحزاب، كلهم أحرار مهما اشتدت بينهم .حدة الكالم، أو خرقوا عهد املوادعة شذوذا حمدودا

وعامل العرب واإلسالم، كما أن حركته اإلسالمية مهما أفريقيا من بعض السودان لكن احلياة العامة من الدستور اإلسالمي إىل امليثاق إىل إصالح القوانني، ومهما يف دعوتها توفقت

فإا كذلك السودان، يف )اإلسالم حركة( لتكون بالقوة احلكم أخذها بعد خاصة اتسعتر، اإلسالمي اإلحياء حركة من بعضت املعاصول من بعضا قاماملوص هدالعامل ساحة كل يف م

اإلسالمي واستمرت موصولة به لما تميزت وجنحت، ال تستطيع أن تربز وحدها سائدة دون أن متضي عليها سنة اهللا سبحانه يف املدافعة، أو دون أن جتتهد يف استجابتها لالبتالء

و اجلزاء الوفاق يومى الدين وترجضقتم ن وإن أخطأت فتصيبيرت أجة، إن أصاباميالق .أجرا وإن أمهلت وفسدت وقع عليها اإلمث واالستبدال إال أن يعفو اهللا العزيز الغفار

*****

فاخلرق الذي أصاب الدستور ليلة املفاصلة يف ثالثة مواقع رئيسية، أصاب جوهر تلك

جلملة ومثاره التحول بذور حمل كذلك تلك اجلماعة، ولكنه أساس إلفة بوضر )الدعوة(

مما أكرب ابتالئه حتديات كبري، جمتمع حركة اليوم ولكنها دعوة بدأت اليت احلركة، تلك مسار

هدقرن، لنصف مساره يف ع دمنذ االستراتيجي التخطيط فيها اعتق ثالثة معبه بلغ حىت ود

.السبعني العقد ألول العظمى خطته خاصة يف قدر مما بأعجل ،)التمكني(

فالسودان بلد هائل املساحة كثيف املوارد ولكنه يف نضال ليبلغ وحدة وانسجاما يف إذ هو ال يبدأ من فراغ ولكنه هويته الثقافية، كما هو يف حبث عن معادلة مرضية للحكم، و

مهما يكن منقوصا، فقد كان يتطور ) 1820(يبني على كسب متصل منذ العهد التركي ويتغذى حىت مما أنشأ املستعمر من مؤسسات للتعليم أو اخلدمة املدنية أو اخلدمة العسكرية

دية، وكان األوفق أن يتصل كسبه ويستمر يف العهد الوطين أو الزراعة أو السكة احلدي تتدافع وبرامج أو ثقافات بسهم أفرادا ومجاعات دفعكافة، كل ي هكة الجتهاد أبنائرش

اجة دميقراطية يف سائر احلياة باحلسىن اليت تنتخب األصلح أو تتكامل أو تندمج، تقدر ح .اتمعات النامية إىل الوحدة واالجتماع والتماسك

لكن احلركة اإلسالمية إذ انطلقت تعمر ميادين يف حياة أهل السودان وتكسب يف سخاء من بيئة متسامح جمتمعها ولو تلقاء اجلديد الغريب، دولته ليست حميطة عسفا وإرهابا

ات من حوله، فقد مس احلركة اإلسالمية السودانية قرح يسري ال سبيل شأن دول ومجتمعملقارنته مبا لحق بأخواتها من حولها، ومهما تصوبت عليها الدولة يف أوائل العهد املايوي

ا كذلك احلركة فلم يضرها إال أذى سرعان ما استدركه ذلك النظام مبصاحلة وطنية، سخرلكن اتمع املتسامح يغري كذلك يف الظرف النفسي . اإلسالمية لتمام خطتها االستراتيجية

والتارخيي حنو اية القرن العشرين باقتراف ممارسة احلل املنفرد ألزمة احلكم ومشكالت

وأحزاب ترتد خائبة أو تصر على تعسفها اتمع على حنو ما حاولت وتحاول مجاعات .فتبذل األمم والشعوب طاقات وإمكانات هدرا

***** قد أهدت تلك املدافعة والتجربة يف خاصة صف احلركة وداخل حزبها احلاكم ل

واطنة الذي التزمته احلركة اعترافا متجددا باخلارج ومعرفة تتعمق باآلخر، فدون اجتهاد املميثاقا للسودان، تقوم فيه السوية بني املتواطنني يف 1987السودانية يف وثيقة رئيسية يف عام

اعتبار من عرق أو دين مينع توليا لوظيفة دون وواجباته الدستور حقوق حسب السودان أرضةأو عام زيمنطقة، أو عةمجا يكما م ربعن ع ذات داملقاص ستورفنا ما حنو على 1998دصو.

لكن حادثة املفاصلة وما سبقها من معركة حول التوايل السياسي استدرك يف خطاب شدة مادية أو كثيف وحوار متصل خطأ عزل اآلخرين واعتزالهم، أو مجابهتهم عنفا أو

أدبية، فإذ اقتربت البشرية يف جتلياا اإلنسانية األرقى، اقتربت من مثل الدين وأصوله د، ومساواة أمام القانون، مث إذا تواطنقية له ال تريوح ،مسه، كرامة لإلنسان ال تميوق

بسطا ال مركزا، أوهلا عدالة يف الثروة وقسط يف الناس طوعا يف وطن تبادلوا السلطة سلما،كل تلك األصول الدينية كانت يف أول خطاب احلركة اإلسالمية السودانية، خاصة . املوارد

فقاومت خبطاا الذي يقدس احلرية وحملت السالح )املايوي(عندما اضطهدت يف العهد ولكنها إذ وصلت السلطة بالقوة فإا مل تبسط , بيل أن يخلى بينها وبني الناسحربا يف س

اخليار للناس حىت بعد أن اطمأنت، بل غلبت على أجهزة الضبط فيها أخالق العنف فأذلت سالفة، وعادت السمعة الناس بأكثر مما عهد السودان يف أنظمة الشمول والديكتاتورية ال

.الشائنة على كل صيت احلركة اإلسالمية املجيد وصورتها الطيبة

عن تطهرت اليت الفئة ملفاصلة عنوانا األزمة وأضحى يدي بني احلرية خطاب اشتد إذ لكن

والصدقية والوضوح الشفافية هو الذي العلن إىل امليل رجتذ الدستور، عهد بعد الديكتاتورية مواالة

األمر، أول اإلسالمي وجهها تخفي اإلنقاذ ثورة جاءت فقد القرءان، مصطلح يف كما الصدق أو الضرورة يومئذ احلركة قيادة تقدر الظاهر، الباطن فيها يغلب صيغة يف والدولة احلركة وأدارت

حيلتها غدت يف التمويه كذلك أكثر مما يجب، حىت ومتادت مهدها، يف توأد أن ثورتها لتأمني

أعماهلا فيها ازدوجت سابقة عهود للحركة أن ذلك ا خصومها، يعيرها بائنة مخادعة املوقوتة

عهد على أعضاؤه تواثق الذي الظاهر احلزب اإلسالمي امليثاق جبهة فكانت ،والباطن الظاهر بني

كيان يكمن الباطن يف الربملانية، مث التعددية أحزاب بني علنا حزبا كله عملها تزاول وهي معلن

وعملها، لكنه سائر براجمها يف أعضاؤه شطوين اجلبهة يف كله ينسلك مهما املسلمني اإلخوان

رتستي هبي وببعض اإلداري بنظامواحملاس جهعزل أو والتزكية، الثقافة يف برامي ئاته بعضشأن ف

اإلسالمية اجلبهة جتربة ذات وهي .اجلبهة يف شركائهم إىل ال يصل للتنظيم خالصا الطالب

الذي للباطن احلاجة ضرورة اشتدت فقد امليثاق، جبهة أضعاف شعبية توسعت مهما القومية،

نة األجهزة فيه تكمت وقد للتأمني، الالزمة اخلاصتستدعي كبرية احلركة غد اخلطر وجبوت

.الثالثة احلزبية يدي نيب أجله تقارب وقد للتمكني اخلاصة الالزمة األجهزة هي مث احلماية،

العفو يملاحل وتعالى سبحانه هللا استغفارا العلن شروط اكتملت الدستور عهد خرق وإذ

سلبت إذ التمكني عهد يف سيما ال باخلطأ االعتراف حيثياته للشعب اعتذارا مث التواب، الغفور

النقد الستقبال تسامحا هلم والتواضع والعربة العظة يف مجيعا الناس مث إشراك ،التعبري حرية

فالقصة كلها . والنصح، أو التصدي دفاعا عما التبس باطنا ال يعلم أبعاده ومغازيه اجلميعاألول الدين خلق بالصدق ساكااستم للناس، تبسط أن ينبغي والباطنة الظاهرة بفصولها

رصة اليت تة الطائفيبيصدا من عرجم، وتصر األهالع وحة اليت هي ريفافواستجابة لقيمة الشحلركة إسالمية حتفظ أسرارا هلا من دون الشعب مجيعا، رغم أن موضوعها خصوصية علىبعض نال ر أوالض أكبر وقع اتمع وعلى اإلسالمية، احلركة أعضاء خاصة ال كله عاتم كان

حلياة املؤمنني األعلى الناظم الدستور، بعهد الغدر بعد السر يحفظ عهد ال أنه واحلق. الفائدة منذ املستتر اخلاص التنظيم ضاضفان ، مث1989 يف غيريالت قادة بني األول السرية العامة ولقسم

.األحزاب بني حزبا الوطين، املؤمتر إىل كافة باألجهزة واالنتقال السياسي التوايل عهد إقرار ظةع بل باأللقاب، تنابزا األشخاص أو أو لألسرار فضحا أو اخلصومة يف تفاجرا تروى ال فالقصة

.الناس ولعامة للمؤمنني العام القرءان هدى هو كما وعربة لألصوب، باألخطاء،

*****

اخلطة قبل ظل الذي التنظيم فلسفة جلوهر جتديدا كذلك املفاصلة حيثيات حملت

يف حوار املفاصلة ليوايف سعة وبعدها يشابه وظائف الدولة احملدودة، لكنه حتول االستراتيجيةال تقوم فيه شعبة لالقتصاد وأخرى للثقافة وثالثة للتخطيط كما هي وزارات الدولة، اتمع،

ولكن تنقسم فيها الثقافة إىل شعابها الدقيقة من الفنون واآلداب والتعليم العام واألعلى، ا األدهسط كذلك لفروعنبتاب، أن . قكما تات الكفحكما أفصحت بعض ص ،واحلق

الذي اندفاع غالب طاقة احلركة حنو ثغور اتمع، حتمي الدولة، فتح ثغورا يف عمق اتمع

قد ) 2000- 1992( الشاملة القومية االستراتيجية أن ورغم .بالدعوة أساسا تتقصده، لكن اللجنة مل جتد يف تقاليد احلركة )األخالق(جية أخلصت جلنة وشعبه الستراتي

اإلسالمية أو الثقافة اإلسالمية التقليدية ما يعني لرسم معالم واضحة تهدي سرية األخالق يف اتمع، أو تعمل قياسا يرصد عامة تدين الناس وتقواهم، أو حتفظ أجيال املستقبل من

.االحنراف، أو تراقب غازيات الثقافة القاتلة من اخلارج، ووسائلها املتقدمة

وإذ اكتملت استراتيجية التمكني العامة وأصاب النجاح حنو متام قبض السلطة بنجاح خصشل فلسفة أو تمكتمل ت ريدجتمع الذي نؤية للمة، فإن الرثال األجهزة الفنييف م

كما أن قرون، منذ متعطل ومناذج خنطو حنوها خبطة وبصرية، فاالجتهاد يف الفكر السياسي

الرفاه حنو صعدا وترقى اجلوع من تطعم اجتماعية عدالة إلحقاق وفلسفته االقتصاد رؤية متام

.املعاصرة الدولة حتديات عنيدة انتصبت أن يوم مل يسعفنا ونماء اإلنسان،

للمجتمع الناظمة باألطر تطيح ثورة أو الدماء يف فتنة بغري حمدودا انقالبا السلطة بلغنا إذف وظائفه ألداء يعينه اتمع، ملا يشبه فورا التنظيم ينقلب أن األوفق كان فقد النصر، قبل فوضى

أن الشاملة، القومية االستراتيجية يف عنها عبرنا اليت العظمى، احلركة خطة ظلت ما حنو على

.املؤمن هو األصل، يؤدي غالب وظائفه وما الدولة إال بعد من أبعاده اتمع

ا يوايف وظائفها، لقد أعادتنا املفاصلة ألصول دعوتنا يف اتمع نؤسس نظمنا مب ولتكون الدولة شركة مسامهة للمجتمع يتوالها األصلح لوظائفها حيثما وجد، دون تقدير

.كبري النتمائه حلزب احلركة اإلسالمية أو غريها من األحزاب، أو مستقال عن كل ذلك

روب قصريةت لنا من دما أتاح غمإلصالح اإلنسان فإن الدولة ر يف ثورة ،ناجزةبيعات املؤمتر الوطين أو معسكرات اجلهاد وحمالته، أو التعليم العام والعايل ومناهجه،

ما بلغنا من و عالم املرئي واملكتوب واملسموع،وبراجمه، مث ما احتكرت لنا من أصوات اإلاليا عن قناعة وإميان ورضى وإعجاب بأصول مشروعنا خالص طاقتنا، وما انضاف إلينا مو

أو ما بدا جاذبا هلم، حنن وأولئك ما وفرنا مادة من دراسة وإبداع توايف أهدافنا يف التغيري لتقوم تناجي ربها لألفئدةاالجتماعي املنشود للعقول حىت تقوم متفكرة مجتهدة مبدعة، وال

تؤدي كل اء اخلري، أو لتحتشد مجاعات كفايةيف جوف الليل أو تستجيب حيثما ارتفع ند .فروض اتمع املبادر العامل ال يكاد حيتاج الدولة إال يف واجب الضبط القليل

وعثرات االنتقال، لكن تلك الرؤى ما تباينت بني قيادة احلركة يف محض اإلجراءات ولكن يف أصول الفكرة وبرنامج اإلصالح، ،زعمت بعض وثائق رأب صدع االنشقاق كما

فمنذ الدعوة إىل حل جملس الثورة امتد إميان باتمع والشعب ورسخ مقابال له إميان بالدولة نتقال، ولكن األزمة كشفت عن شدة املباينة ولذلك والسلطان تعطلت إثره أصول خطة اال

قدمها علي عثمان نيابة عن (تعذرت على اإلصالح، فقد جاء يف رأس وثيقة احلكومة إن (: املتعاظمجماوبة على دعوة القيادة الشعبية إلعمال الشورى ورتق فتق الوحدة ) الرئيس

افع السياسي وأجبدياته تفرض على العاملني يف هذا اال احلرص على قواعد وأساليب التداإلمساك بزمام املبادرة دائما ألن ذلك يتيح ملن ميسك باملبادرة القدرة على التحكم يف

ية األمني العام كما جاء يف صدر رؤ). اختيار العناصر املالئمة لتدافع مبا يحقق النصر والظفريلزمنا إعمال الشورى بني كل املتوالني يف املؤمتر : (حلل أزمة اخلالف يف املؤمتر الوطين

الوطين عرب كل اآلفاق على كل األصعدة لتسوية القضايا اليت ثارت بيننا فتنة خالف بني ).الدين يف احلياة العامة الوجوه واهلواء، بل بني صميم الرؤى يف مسائل م حركة

وإذ تداعت للخالف ودعيت للتوسط مجاعات اإلسالم خارج السودان، استدعت يهمساألمر وي يلاخلروج على و هكراإلسالمي السياسي البئيس الذي ي قهكلها موروث الف

يعة لذي الشوكة غري عهد الدستور، وغري ذلك فتنة ال يعرف معارضة ثورة، مث يفترض بمن مصطلحات العصر العباسي األخري وآدابه اليت ال تعرف بالطبع تفاصل السلطات يف

إال من ،)يجتمع يف غمد واحد سيفان( مؤسسة الدولة احلديثة، ولكنها تكره كذلك أنربة السودان أن البيعة هي تبايع بني متساوين يبذل العهد ليضمن االلتزام، وأن أهلمته ذات جت

الشوكة ليست لفرد ولكن للجماعة اليت ولت السلطة، وأن الدستور هو شرط البيعة .والطاعة لألمر السلطاين الصادر عن سائر مؤسساته*****

ك جتربة الدولة خاصة عرب تجليات أزمة اخلالف، عن مدى استحكام كشفت كذل ب واحلق أن فسادها قد أصا. أمراض النخبة العاملثالثية املتخلفة يف احلركة اإلسالمية

أو مجاعات لة،ئدة من حروب التحرير الطويثورية مهما تكن عا واستشرى يف أشد النخباإلرهاب الصغرية، أو من أحزاب دعاية التقدمية والقومية إذا استقرت يف أمان الدولة واستلذت حضنها واستطابت وجاهتها وامتيازاا، مث يلبس الشيطان عليها ماهلا اخلاص مع

لط بنوده ووارده ومنصرفه، حيدوها ، فتأخذ منه مجيعا بغري حساب أو ختالعام الشعب لماة، فالنبسة واحملاساملؤس هكرد الذي ية الواحالديكتاتوري لقة من خيالة املتوة اإلنقاذيخب

ها السياسيحالصكة مبلت شصث أن اتى مل تلبتش اربشة فمة واالقتصاديلم ة واالجتماعيبغ اإلصالح ما استطاعت، بل عبرت الوثيقة األساسية يف تشخيص األزمة عن ضعف مريع ت

الثقافة املتفاعلة مع مؤسسات اتمع عن شحيف التحليل السياسي االجتماعي، الذي ينبئ املخلفات احلديث، وعن بؤس الفهم ألصول دعوة التجديد اإلسالمي، تستدعي كذلك

لكن فساد الرخاء االقتصادي وفتنة الوالية . )العواصم من القواصم(بسط تريد أن تالعباسية السياسية كانت كذلك ظاهرة منذ صدر اإلسالم وحروب الصحابة، مبا يعقد الدعوة إىل

أن تقوم بعض من بيئتها ،ها كذلكطسبلقرن اخلامس عشر اهلجري ومبا يدولة إسالمية يف اعملها برقابة اتمع وحماسبته، ال تقسر الناس على ما يكرهون وتحيط لرباجمها باحلسىن تدعو

.وال تحملهم فوق ما يطيقون

أفصحت األزمة كذلك عن خطر وأمهية املؤسسة يف حياة اجلماعة احلديثة، ولو حزبا سياسيا ينتسب إىل حركة اإلسالم، فاالجتهاد لبناء أصول العهد واملواثيق تقوم كانت

له مجاعة تتناصر وتتكامل لتقدمي األفكار والربامج، كل منها يف جمال همه وختصصه

يف مقام أئمة الفكر ،راحا ملتنهال يجد حىت ش ها عيال على مفكر واحدوموهبته ال تقعد كلشرح اإلضافة واإلبداع ال ) أرسطو(القدمي الذين شرحوا فلسفة املفكر اإلغريقي األساس

مدارس تعود محض الترمجة والتفسري، أو ما قامت حول أئمة الفكر يف القرن العشرينيعا على اتمع الذي نهض بأفكارهم ثورة تبدل كل ، المهم هو وقعهم مجبأصلها ملفكر فذ

شيء لألفضل، ويلهمها تقدمها أن احلياة كلها يف صعود والتاريخ يف تجل يتوحد الوجود .أو تشيع فيه املساواة سعادة مادية يف جنة الدنيا

ال بد أن تنبسط فاعلة بعد كل تلك العربة، مبا يوافق فاملؤسسة قيمة مث هياكل ونظم اهرضسة إال من تلى املؤسوتالدقيقة الكثيفة، لكن ال ي فهوايف وظائا يع وبممتذر يف اجالت

خلري أو الثقافة النظم انتخابا يف واليات الشأن العام، أو اختيارا يف وظائف الطوع واالتورط معامل أكرب كانت محكمة، فقد رقابة بعد واحملاسبة للوالية أجل من بد ال مث .واجلمال

.يف األزمة هو ضعف ثقافة املؤسسات، رغم انتصاب هياكلها بغري مضامني وفاعلية تامة

فمهما تناصرت . ض من حمنة البالد كافةإن محنة احلركة اإلسالمية السودانية بع ل، وجتتهد لتالطاقة يف احتياطها اهلائ دجدك اجلماعة وتظ على متاسحافيالطاقات تفيها ح

األمل بعد التطهر من احلكم الناكث عن كل عهد، مث تبسط الدعوة لسائر قوى اتمع مل وتنهض وتتحرر وتبلغ بالشعب متام حقه وواجبه يف احلرية وفئاته املدنية والسياسية لتتكا

والكرامة، فإا حتتاج كذلك لتجديد سياستها العاملية وعالقاا الدولية الشعبية والرمسية، إذ واجب ار البالد لتدخل غازية التدويل، فتطاولت األزمة وفحشت وانفتحت الثغور يف جد

اإلسالمية أن جتتهد مع كل أولئك لتحفظ عزة البالد وحتفظ استقالهلا من االران احلركة ن على البرة الرحيب يف التعاووايف أفق اإلنسانيل، لكن مبا يا من التدخر سياساطهوت

ة املتقاربة اليوم سياسة واقتصادا وعدالة وثقافة وصحة وإغاثة، حنو اجلوار القريب وحنو العاملييف عامل وثيق كثيف، يف السعي الدؤوب لدعاة اإلسالم املتجدد يف الطريق الطويل، طريق

.احلضارة اإلسالمية، كما يقول مالك بن نيب