اإلسالمي منهج اإلحياء

اإلصدار األول

وماذا نريدنحن من

يناير لترسيخ مبادئ الحرية والعدالة 52إن إحياء األمة هو السبيل لحماية ثورة "

الحقيقية في صياغة حاضر األمة ومستقبلها االجتماعية والحياة الكريمة من خالل المشاركة

"من منطلق هوية األمة وشريعتها وعقيدتها

2

3

5 .................................................................. غايتنا 5 ........................................................... للحركة رؤيتنا

7 ................................................................. رسالتنا

8 ............................................................... .عقيدتنا 21 ............................................................... منهجنا

25 .................................................. الواقع تجاه مفاهيمنا

27 ....................................................... .التربوي تصورنا

12 ...................................................... السياسي تصورنا

21 ....................................................... .األخالقية قيمنا

24 .................................................. الشاملة للتنمية رؤيتنا

4

5

غايتنا النجاة من النار تحقيق السعادة للبشرية من خالل أمرين:

بالتوحيد إالوال يتحقق األمران ،في الدنيا لإلسالمفي اآلخرة، والتمكين وفي « من مات ال يشرك باهلل شيئا دخل الجنة» الخالص، ففي النجاة قال وعد اهلل الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات » التمكين قال اهلل تعالى

ليستخلفنهم في األرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي اشترط تعالى لكل هذا التوحيد ثم « ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا

والتمكين لإلسالم وإقامة منهج اهلل هو «.يعبدونني ال يشركون بي شيئا» فقال خير للبشرية كلها.

للحركة رؤيتنا يناير لترسيخ مبادئ الحرية 15إحياء األمة هو السبيل لحماية ثورة (1)

فيية والحياة الكريمة من خالل المشاركة الحقيق االجتماعيةوالعدالة من منطلق هوية األمة وشريعتها صياغة حاضر األمة ومستقبلها

.وعقيدتها، والخروج من مأزق غياب الشريعة اإلسالم يمثل لنا هوية وشريعة (5)

إال وشريعة اهلل لن تحكم وتهيمن ننشغل بها، التيأحد أهم القضايا

6

بأوضاع قوة وتمكين، وأوضاع القوة والتمكين لن تأتي إال من حكم العسكر وما ترتب عليه من استبداد بالتخلص

وفساد وتخلف وتبعية.والخروج من الجهل والتخلف بناء الدولة واستقرارها واجب شرعي، (3)

وتحقيق التنمية والنهضة واجب شرعي نتبناه ونعمل العلمي والتقنيله، لحل المعضالت والتحديات االستراتيجية أمام قيام واستقرار

ونمو الدولة. :يق بينالتفر (4)

.الحكم الشرعي الذي ال يجوز مخالفته اطالقا .أ الهدي النبوي كدروس مستفادة وتأثر بحركة رسول اهلل .ب

وكيفية مواجهته للواقع واستيعابه للظواهر وسيرته النموذج مع مراعاة وسائل ن معطيات واقعه، م المختلفة واستفادته

العصر.، وهي تشبه من بعض الوجوه المصالح السياسة الشرعية .ج

المرسلة، وهي ما ال يكون عليها دليل خاص بها بنص شرعي من كتاب أو سنة أو اجتهاد ولكنها ال تصادم أي نص، وتتوافق مع القواعد والمقاصد الشرعية، وتحقق مصالح

7

المسلمين، ومطلوبة لتحقيق الهدف النهائي وهو الوصول الى التمكين لدين

الى. اهلل تعتحقيق خالفة راشدة على منهاج النبوة، كمؤسسات الهدف هو (2)

وطرق عمل، مع االحترام لمستوى الصحابة الذي ال يعوض وال يتكرر.

هذه الرؤية ال تمنع االنفتاح على اآلخرين واالستفادة من التجارب (6)المختلفة لنا ولغيرنا، والتمتع بالمرونة مع االحتفاظ بالهدف والثبات

بدأ.على الم

رسالتنامن خالل تصحيح المفاهيم إلحياء األمة الدعوة إلى التوحيد والعقيدة

األساسية لإلسالم، وتصحيح المفاهيم المرتبطة بالواقع وبيان حقيقته، لرفع االلتباس وإحياء الهوية اإلسالمية وترسيخ قوة الشعور الديني وروح الجماعة،

ة اهلل هي العليا وكلمة الذين كفروا هي للتمكين لدين اهلل في األرض، وجعل كلم السفلى.

8

عقيدتنا.ئمة وسلف األمة وما توحيد وعقيدة األ (1)

ثم ما كان عليه النبي الكريم ،دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وأئمة الهدى والصحابة ثم التابعون لهم بإحسانالخلفاء الراشدون

)الشافعي ومالك والثوري وأحمد بن حنبل والبخاري وسفيان بن عيينة وعبد اهلل بن المبارك واألوزاعي والليث بن سعد وإسحاق بن

وغيرهم أيضا كثيرون ممن وأبو حنيفة راهويه وأبو زرعة, وأبو حاتمجمع أو انتهى إليه علم السلف من أهل الفقه والحديث وهؤالء ال

.(واجتهادات هؤالء ترجع إلى أصول الصحابة ،يخرج الحق عنهم التوحيد توحيدان: (2)

هو قل كما في قوله تعالى: أ ـ علمي خبري معرفي وهو توحيد الربوبية, د... الله .[اإلخالصسورة ]الى آخر السورة أ ح

ب ـ إرادي قصدي طلبي وهو توحيد األلوهية أو توحيد العبادة. كما في ا ي ا قل قوله تعالى: افرون .... أ يـه .[الكافرونسورة ] الى آخر السورة الك

المخلوقات مماثلة عنه وننفي الصفات من لنفسه أثبته ما نثبت هلل (3) شيء كمثله ليس ، فقوله تعالىتعطيل بال وتنزيها تشبيه بال إثباتا

المعطلة. على رد البصير السميع وهو المشبهة على رد

9

يقتضي الربوبية وتوحيد والصفات األسماء توحيد (4) ،تهربوبي بصفات وجل عز هلل قلوبنا تتعبد أن هو المعرفة بتوحيد والتحقق وصفاته، أسمائهبو

.وجل عز هلل وكمالها العبودية لتمام كذلك السبيل، يحقق صفاء العقيدة العبادة اهلل تعالى بالنسك ركن من أركان توحيدإفراد (5)

.من الخزعبالت والخرافات والعقائد المنحرفة، وهذا الوالء توحيد العبادةإفراد اهلل تعالى بالوالء ركن من أركان (6)

يحدد هوية المسلم وهوية المجتمع واألمة.قبول شرع اهلل » ارتباط العقيدة بالشريعة من ناحية قبول حكم اهلل (7)

العمليوقبول حكم اهلل كأحد أركان التوحيد « ورفض شرع ما سواهجميع يكون فيالتشريع ، و الذى ال يكون المسلم مسلما إال به

الحياة حق خالص هلل تعالى، وهذا يسقط شرعية األنظمة مناحي تفصل الدين عن الدولة. التيالعلمانية

ة، فردية وجماعية، عينية أحكام الشريعة نوعان: خاصة وعام (8)؛ وال يتم قبولها اال بأن تقبل على المستوى العام الجماعي (1)وكفائية

أداء الصالة مثل ( الحكم العيني هو ما يكلف به الفرد في خاصة نفسه ويستطيع أن يحققه منفردا 1)

ويكون نظر الشارع سبحانه الى ذات المكلف نفسه، وأما التكليف الكفائي فهو ما ،منفردا وبر الوالدينال بهيئة جماعية إما أن يكون جزءا إيستطيع تحقيقه ق مصلحة عامة واليتعاون فيه الفرد مع اآلخرين لتحقي

10

الكفائي كما تقبل في المجال الخاص الفردي العيني ، الفردي العيني، الخاص فمن قص ر قبولها على المجال

وجعل لغير اهلل األحكام العامة الجماعية الكفائية فقد رد ؛ وهذا جار في جميع األحكام يتم قبوله لما أنزل اهلل أمر اهلل ولم

واجبة كانت أو مباحة أو محرمة، فقبول تحريم الخمر مثال من اهلل تعالى ال يتم اال بالتصديق بتحريمها وقبول هذا التحريم في النطاق الشخصي الفردي وقبوله في النطاق الجماعي العام )مجال التنظيم

مدنية والجنائية( فمن كذب بتحريم اهلل لهذا االجتماعي والقوانين اللمحرم القطعي أو شك فيه فهو مشرك، ومن رفض قبول التحريم في ا

المجال الخاص، أو قبل التحريم في المجال الفردي الخاص ورفض ق قبول التحريم في المجال القانوني العام فهو مشرك، ومن صد

سلم، وأما ترك شرب وقبل التحريم في المجال الخاص والعام فهو مالخمر فطاعة وشربها معصية حتى لو جاهر أو أصر عليها فهي أوصاف تزيد من فحش المعصية لكن في نطاق االسالم، وهكذا

إقامة الصالة في المجتمع على هيئة جماعية وإقامة الشريعة مثل منها أو يدفع من يقوم بها مع اآلخرين،

وواجباتها ومحرماتها وقيمها وهيبتها والدعوة اليها بصورة عامة في المجتمع، ويكون نظر الشارع سبحانه الى المصلحة.تحقق نفس

11

قبول تحريم الربا والزنا وفرض الفرائض واألحكام الواجبة والحدود الشرعية.. ونؤكد هذا بالنقطة

التالية:فقبول ؛والدخول في األعمال بول األحكامنفرق تماما بين قأننا (9)

الحكم راجع الى أصل الدين، وال بد أن يكون جملة؛ فال يقبل حكم .من اهلل ويرفض آخر، وضده رد أمر اهلل وهو شرك أعظم

أما الدخول في األعمال فراجع الى اإليمان الواجب واإليمان الكامل بعض المستحب، ويمكن فيه التبعيض فيكون مع العبد بعض الطاعات و

المعاصي، وضده المعصية سواء كانت صغيرة أو كبيرة أو اكتسبت وصف .اإلصرار أو المجاهرة

لذا فنحن نفرق بين ثالث بثالث: التوحيد وضده الشرك ، الطاعة و وضدها المعصية ، السنة وضدها البدعة.

يضا بين حقيقة اإلسالم وحكم االسالم؛ فحقيقة االسالم هي نفرق أ (11)ون المتضمن والمستلزم لتوحيد الربوبية , وبها تك توحيد األلوهية

النجاة من النار يوم القيامة.يثبت بالنص )اللفظ( أو الداللة أو التبعية فحكم اإلسالم أما و

( أو )في حال كون الزوجة كتابية مثال للوالدين أو ألفضلهما دينا التبعية للدار.

12

مع هذا الوضوح العقدي وهوية المسلم (11)لغير المسلمين من أصحاب وهوية المجتمع واألمة يكون

واحترام حقوقهم الديانات السماوية حرية االعتقاد والعبادة كجزء من الهوية كحضارة وثقافة ولغة وتاريخ وقضايا وطنية مشتركة.

منهجنائدي بحكمة نلتزم بتعليم الناس التوحيد ونعالج االنحراف العقا (1)

آخذين في االعتبار مقاصد حفظ األمة من: إرخاء الستر، وانتظار الفيء، وطلب المؤالفة.

نلتزم بمنهج السلف الصافي ونبرأ من عقائد المبتدعة من تفريط (1)ولنا تأصيلنا الشرعي في الرد على اإلرجاء وغلو التوقف والتكفير.

تكفير والتوقف( وبيان العقائد المبتدعة في الغلو القديم والحديث )الالحق بشأنها، ولنا تأصيلنا الشرعي في الرد على اإلرجاء والتجهم

والتفريط القديم والحديث كذلك.نلتزم بجميع جمل أهل السنة إجماال وتفصيال متبرئين من جميع (5)

الفرق المذمومة والمقاالت الخارجة عما كان عليه النبي وأصحابه.

13

فاق لتشمل أهل السنة نلتزم بتوسيع دائرة االت (3)ممن اختالفهم مع السلف في باب اإليمان أغلبه لفظي .. بما يشمل أشاعرة السنة وكرامية السنة

وفقهاء المرجئة. الخطاب اإلسالمي البد أن يكون شامال يحتوى على مسارات ستة: (4)

.توحيد تنجو به األمة من الشرك .هوية تجمع األمة وتوحدها ها.صبغة تصطبغ بها وتميز .شريعة تحكم حياتها وتضبط سلوكها .عقيدة أهل السنة تحميها من البدع والضالالت ،مسؤولية مترابطة؛ فردية ذاتية للمسلم مع نفسه في عالقته بربه

وجماعية تضامنية مع المسلمين إلقامة الواجبات وتحقيق المصالح العامة، وإقامة النظام االسالمي العام.

تكفى، والبد من تبنى قضايا األمة وما يستلزمه الدعوة وحدها ال (2)ذلك من نضال سياسي لحماية المسلمين وحماية الدعوة وإنقاذ

األمة من الظلم والطغيان واالستبداد. خطوط: عتمد حركتنا على ثالثت (6)

14

ي دعوة الرسل ببيان التوحيد تبنالخالص، للقضاء على ظواهر الشرك سواء في االعتقاد أو

العمل. ي اإلحياء السني الذي أوضحه شيخ اإلسالم ابن تيمية تبن

لمواجهة االنحرافات العقدية واالبتداع في أصول الدين الكلية.

ي حركة المواجهة مع العدو وتوحيد جبهة المسلمين، تبنحركة صالح الدين، للنهوض باألمة وتكوين دولة مثل

اسالمية حديثة على أعلى مستوى للقوة والعلم، وضمانالحريات وكرامة اإلنسان وتحقيق المنهج الرباني لقيادة

مت منه البشرية بسقوط الوضع الشرعي ر الحياة، والذي ح االسالمي.

االنطالق بأمرين معا:ضرورة (7) تصحيح المفاهيم اإلسالمية للتوحيد الذى بعث اهلل به جميع

، وبيان أن التزام المنهجالرسل الكرام عليهم الصالة والسالماالسالمي بقبول شرع اهلل ورفض ما سواه، والتزام والء

ك وجميع أنواع االسالم دون سواه، وإفراده تعالى بالنس

15

أركان لهذا التوحيد الذي .. التعبدات اتفقت عليه الرسل وتتابعت عليه الكتب.

ترسيخ قوة الشعور الديني لبناء مجتمع يحمل اإلسالم ويدافع عنه.

قعمفاهيمنا جتاه الوامجتمعاتنا هي شعوب مسلمة لم تتغير تبعيتها عن اإلسالم، يالشعوب ف (1)

ى أحد غير ويبقى لها حكم اإلسالم على وجه العموم، وال يجوز أن يعط هذا الحكم ما لم يصرح هو بعقيدة غير اإلسالم أو يرتكب شركا أعظما

تجمع عليه األمة. ير اإلسالم له شروط الحكم بتغير التبعية لعقيدة أخرى أو لدين آخر غ (5)

مجتمعاتنا وال تنطبق إال على وفرها، وهذه الشروط غير متوفرة فييجب ت فئات مثل البهائية والدروز والنصيرية وأمثالهم.

الحكم باإلسالم لشعوب مجتمعاتنا ال يعنى نفى وجود ظواهر شرك وردة (3) عن الشرائع فيمن يرفض شريعة اهلل تعالى، ووجود ظواهر شرك وردة في

النسك بعبادة غير اهلل تعالى ، ووجود النزعات القومية المتطرفة.إثبات ظواهر الشرك والردة عن الشرائع ال يستلزم تعيين الداخلين فيها (4)

إال من كان يجاهر بعقيدة أو موقف رافض للدين، وعدم القدرة على

16

، كما ال ينفي شرعية فصل التعيين ال ينفي وجود الظاهرة .ةالدين عن الدول

فبالدنا بالد ؛األوضاع الحالية أوضاع ضرورة (2)إسالمية سليبة، وال بد من العمل من أجل عودتها للشرعية االسالمية المستقرة والتي أدنى درجاتها التولي بوالية االسالم واالنتساب للشرع في

األحكام. مع انقطاع الوجود الشرعي، وامتداد الوجود التاريخي لألمة نرى بقاء (6)

بالوجود التاريخي إثبات حكم االسالم وتبني قضايا األمة والحفاظ ونعني والوجود على أرضها ومقدراتها والسعي الستعادة سلطتها الشرعية،

الشرعي ال يتحقق إال بالشريعة والهوية.يفتقد المجتمع أساسيات المجتمع المسلم، من المفاهيم الصحيحة (7)

إلقامة بدرجة كافيةواألخالقيات والسلوكيات والتوجهات اإلسالمية، ، ولذا يجب استمرار وضع ونظام إسالمي يحمل مقوماته ويدافع عنها

وقواعد شعبية التوجيه االسالمي الشامل والدعوة إليجاد تيار صلب .النظام االسالمي والدفاع عنه من منطلق عقدي تحمل عبء إقامة

توجد مفاهيم خطأ في شأن التوحيد وأصل الدين تصدى لها وصححها (8)شيخ اإلسالم ابن تيمية في زمنه وتصدى لها أئمة السنة والعلماء المستقيمون من بعده الى عصرنا الحاضر، وقام الشهيد حسن البناء ببيان

17

لبناء، ثم اتجه بدرجة الحق، وبدأ باإلحياء من أجل اأكبر إلى بيان وتصحيح المفاهيم وبيان العالقة بين العقيدة والشريعة، ولكن جاءه األجل رحمة اهلل عليه،

واعتمد الشهيد سيد قطب على ما أصله الشهيد حسن البنا من اإلحياء وقوة الشعور الديني لبيان المفاهيم الصحيحة الكفيلة بإزالة االلتباس

ة نحو التغيير الستئناف الحياة بالمنهج االسالمي مرة ثانية.لدفع األمولذا فمن الواجب رفع الظلم عن الشهيد سيد قطب الواقع عليه من (9)

أعدائه ومن بعض المنتسبين إليه، وبيان أن أعداء اإلسالم تعمدوا تشويه رؤية الشهيد سيد قطب واتهامه بالتكفير وهو منه برئ. وتوضيح أن بعض

لشهيد سيد قطب فهموا كالمه خطأ لغياب علم أو لهوى، منتسبي ا وساهموا في تشويه المفاهيم التي حملها.

تصورنا الرتبويالجانب القيمي والبناء الرباني للشخصية هو المطلوب إلخراج (1)

واقع الحياة فيخر، يعيش بإيمانه يؤمن إيمانا صادقا باهلل واليوم اآل إنسانما يبذل اإلنسان من النشاط ، دون أن تكون ها أقصى يالدنيا، فيبذل ف

تصرفه عن ربه وآخرته . الحياة الدنيا فتنة لهنحن نؤمن أن منهج اهلل تعالى شامل لكل الحياة وأن التربية اإلسالمية في (5)

العقائد واألخالق والسلوك والعمل والتطبيق هي أسمى صورة لإلنسان.

18

لبشرية عند وال يمنعنا هذا أن نأخذ من جانب التنمية االصحيح ما يرب القائم على قواعد البحث العلمالغ

أعطاهم حصيلة عملية يستطيعون أن يستندوا إليها وهم يقدمون نظرياتهم التربوية، فال تكون مجرد رؤية نظرية، ولكنها رؤية تستند

، يبلورها ويحدد صورتها، ويجعلها جاهزة للتطبيق. تجريبيإلى واقع فال يقعدهم الوصول إلى نتائج معينة عن إجراء تجارب ومتابعتهم أبحاثهم

جديدة وطرق أبواب جديدة من البحث. وكل تلك إيجابيات يجب حاجه شديدة إليها. يمنها، ألنها تنقصنا، وألننا ف االستفادة

لكى نستفيد من إيجابيات التربية الغربية يجب أن نكون أوال مسلمين (3) فيفقدناها ي، وأن نسترد ذاتيتنا الت أصالتنا!!! يجب أن نعود إلى بحقنأخذ التي، فتصبح عندنا العزيمة، وتصبح عندنا البصيرة ، االنبهارفترة

نتابع بها بذل الجهد حتى نصل إلى والتيبها ما ينفع ، وندع ما يضر، تحقيق المطلوب! وهكذا كانت تفعل األجيال األولى من المسلمين تجاه

ألدوات، مما ليس عندها، اه من الوسائل و ما تجد نفسها محتاجة إلي. كانت وبيزنطةفارس يموجود لدى الجاهليات من حولها ف ومما هو

المنهج فيعزة المؤمن الواثق أنه بإيمانه هو األعلى، وأن لديه فيتأخذ إنما ائد والمبادئ والقيم واألصول ...كل ما يحتاج إليه من العق الرباني

هييستعير من غيره أدوات ووسائل ، ويطوعها لما يريد هو، وال تطوعه

19

لما تريد ! وواجبنا اليوم أن نفعل ذلك بالنسبة لما التربية وفى غير في.. نحتاج أن نتعلمه من الغرب

التربية.إعادة اكتشاف هيمجال التربية في اإلسالميمهمة المشتغلين بالتأصيل (4)

جوانبه المتعددة ، وفى شموله وتوازنه، فيالحديث المنهج ، وتفصيل توصل إلى تحويل المنهج من التيمع محاولة إجراء التجارب العلمية

.نظريات إلى واقع قابل للتطبيق، الربانيجب أن نطوع العلوم التجريبية لما نريده نحن من تطبيق المنهج ي (2)

كتاب اهلل فيادئه موجود أصوله ومبالمن الخلل والقصور. المنهج ءالبري عمل الرسول في، وموجودة صورته العملية التطبيقية وسنة رسوله

فى تراثنا كثير من الكتابات النافعة نسيناها و تربية أصحابه .. فيفترة انبهارنا، وظننا أنها أمور حديثة كلها، لم يفطن إليها إال فيوأهملناها

، الماورديكتب فيد الغرب، ولم يتعرف عليها إال الغرب ! سنجعصرهم المتقدم في، وغيرهم ، سنفاجأ بأنهم تنبهوا والغزالي، يوالقابس

القرن التاسع فيإلى قضايا تربوية وتعليمية كنا نحسب أنها لم تعرف إال عشر والقرن العشرين ! وكتبوا فيها كتابة علمية مبلورة محددة نتيجة

خبرتهم واجتهادهم.

20

كان ال بد من التربية في كل حالة، سواء كان إذا (6) ـ ـالنظام المطلوب تطبيقه بشريا أو ربانيا، وإذا كانت النظم

ال تؤتي ثمارها وال تعطي ضماناتها إال من ــ كل النظم خالل تلك التربية، فما الذي يجعلنا نبذل الجهود المضنية ـ إن بذلناها

يرضي ربنا، ونخسر فيه آخرتنا، حقا! ـ في نظام ال يوافق عقيدتنا، واللو قمنا بالتربية ــحتى لو فرضنا جدال أننا نكسب فيه دنيانا، بينما نحن

نملك خير الدنيا واآلخرة .. والجهد المطلوب في ـعلى النظام الحق ـالتربية على النظام الحق هو ذات الجهد المطلوب للتربية على غيره،

المذاق غير المذاق؟! إنها لحماقة ال يقدم بينما الثمرة خالف الثمرة ، و أن نتعب ونتعب ونتعب، في تجارة خاسرة في نهاية ،عليها عاقل

المطاف.

تصورنا السياسي المشاركة السياسية اآلن ضرورية لكن مع االحتفاظ بالعقيدة الصحيحة (1)

الخالص الذى ال يتأثر بالمواقف السياسية كثوابت ال الدينيوالخطاب ة, ال بد من التفريق لتمييز بينها وبين المواقف السياسية المتغير س وام ت

الديني الثابت وبين الخطاب السياسي المتغير تبعا بين الخطاب، السياسيتابعا للخطاب الديني، والحذر من أن يكون الخطاب للمواقف

والمسافة بينه وبين الدينيوضرورة أن يفهم الناس حقيقة الخطاب

21

ين ما نعيشه وما نصبو إليه. وأن هذه الواقع، أي بالطريق نحو نظام سياسي إسالمي كامل فيخطوات

يقود الحياة بالمنهج الرباني. :على أنواع أو السلطة التنفيذيةسية في البرلمان المشاركة السيا (5)والدفاع ، فالمشاركة من أجل الحفاظ على مصالح المسلمين وحريتهم .أ

، وحرية الدعوة واالحتكاك االسالمية عنهم والحفاظ على هوية البالدل ومنع تغو بالجماهير وإيصال الدعوة والمفاهيم الصحيحة اليهم،

ين في إدارة البالد ملسموحفظ حقوق ال ،العلمانية أو االلحاد أو االباحيةبالد االسالم وال بد من ب الخبرات للقيادة ألنهاوالتواجد فيها واكتسا

فهذه مشاركة صحيحة. عودتها للشرعية االسالمية؛من أجل تنمية البالد وقوتها لتتخلص من التبعية والقهر المشاركةو .ب

فهذه مشاركة ؛ولتهيئتها إلقامة الشريعة والكتساب القوة ،والتخلف .صحيحة

وال مانع من مشاركة قوى وطنية شريفة ضد قوى استبداد أو إلحاد لنفس المقصد.

فاظ بالخطاب العقدي الديني كامال تحاال :ويشترط في كلتا المشاركتينوعدم االعتراف بشرعية فصل الدين عن الدولة أو تنحية ،بال مواربة

22

الوالء االسالمي، مع إعالن أن هذه خطوات إلقامة الدين ؛ فتكون الراية معلنة.ست أوضاعا نهائيةيول

أما المشاركة المرفوضة فهي االعتراف بشرعية .ج الدين عن الدولة وتنحية الوالء االسالمي.األوضاع العلمانية وفصل

وما يتعرض له االسالميون في البرلمان أو في السلطة التنفيذية فال بد من وضوح الراية واالعالن عن المرجعية االسالمية وثبات الخطاب الديني

وعدم اإلقرار بشرعية العلمانية وفصل العقدي وتوضيح معنى التوحيد؛ فال تكون المشاركة على ية الوالء االسالميالدين عن الدولة أو تنح

ـــ كحال ضرورة ـــ ال يخرج في تقنيناتهيجب أحساب الخطاب الدعوي، و عن المصالح المرسلة أو تنظيم المباح فال يصادم حكما شرعيا.

وفي هذه األحوال يكون خاضعا لقاعدة الضرورة التي ذكرها شيخ لشرع فيحكم بما أن يحكم با إذا لم يستطع»أنه ابن تيمية االسالم

ويقترب من الشريعة بقدر االستطاعة. «يستطيعه من العدليقوم النظام االسالمي ــــ بعد حاكمية الشريعة ـــ على مشاركة األمة في (3)

في حقق مشاركة األمة له أنه العبرة من سيرة رسول اهلل الحكم؛ فونها وحكمها وذلك من خالل األطر المختلفة كمشاركة ؤ إدارة ش

23

بوصفهم ممثلين عن أحياء األنصار، الخمس (2)السعود، عمر بوصفهما ممثلين عن المهاجرينوأبو بكر و

فبذلك حقق ومشاركة غيرهم من ممثلي القبائل.مشاركة األمة له من خالل ممثليها عن أطرها المختلفة التي رسول اهلل

ـ وسواء كانت أطر والءات خاصة أو أطر عمل ها رسول اهلل أبقى عليولكن داخل والء اإلسالم العام وعقيدته الواحدة وشريعته ، إسالمي

سواء كانت األطر عرقية أو وظائف شرعية أو ، الواحدة وهويته الواحدة ر الوظائف الشرعية، ط ن واألنصار مثال أل و مصالح مشتركة. فالمهاجر

وباإلبقاء على التعدد م وجهينة أمثلة ألطر قبليات عرقية ورحم.فار وأسلوغ المشاركة يتعمق االنتماء وال توجد أي درجة من حقيقوبت، المشاركة حقق

االغتراب.شعارنا )أمة ال تنظيم(، فالوالء واالنتماء يكون لألمة وليس لإلطار أو (4)

جهد وعمل، أن تكون الجماعات أطر لهذا يجب الجماعة أو التنظيم، و وليست أطر والء وانتماء، ألن الوالء واالنتماء يكون ألمة اإلسالم

ومن ثم ندعو الجماعات ء العام مقدم على الوالء الخاص(؛)فالوال

، والمقصود عند األمة والسعود يمثلون األمة عنده ( الفرق بين النقباء والسعود أن النقباء يمثلونه 2)

بالسعود هم سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وسعد بن مسعود وسعد بن الربيع وسعد بن خيثمة ، وهم قيادات مرا يخص المدينة دون مشورتهم.يقضي أ األنصار الكرام رضي اهلل عنهم، ولم يكن رسول اهلل

24

العاملة لإلسالم، أن يتخلصوا من روح التحزب أو العمل الضيق لإلطار أو الجماعة أو التنظيم. الوالء واالنتماء

اعتباره جزءا من أرض االسالم.لإلسالم، وللوطن بأن ويجب ،لها شرعيتها قبل التمكين ،العلماءجماعة الدعوة، أو جماعة (2)

تكون متصفة بهذه الصفات: التزام السنة. االجتماع عليها. القتال دونها. .عدم الوقوع في أعيان البدع الكبار .ترك اتباع المتشابه، وعدم تقديمه على المحكم العداوة والبغضاء.الخروج من .أن تكون إطار عمل، ال إطار انتماء أن يتقدم الوالء العام لجماعة المسلمين على الوالء الخاص في

العمل اإلسالمي.نرفض عمليات العنف واإلرهاب التي ال تنتهي والتي تدمر األمة وتصل (6)

الى الخراب، وأما رؤيتنا للقتال والجهاد فإنه يكون محصورا، في واقعنا وظروفنا المعاصرة، في أمرين:

25

مقاومة مشروعة لعدو يحتل بالدالمسلمين، متضامنين في هذا مع كافة فئات الشعب الرافضة للذل واالحتالل

على مدار تاريخها. مساندة ثورة شعبية ووجهت بالعنف واالستئصال والدماء

(.مثل ليبيا وسوريا)اغية على أو مساندة ثورة شعبية لحمايتها من إصرار الط

إبادتها حيث يكون الوضع السياسي متآمرا إلسقاط الثورة والعبث بتضحيات األمة، مع انسداد األفق السياسي السلمى أمام التغيير وأمام تحقيق أهداف ومكتسبات الثورة

.طغيان العسكر(حالة )ة والتأييد لجميع التيارات اإلسالمية الجادة: االحترام وحقوق األخو (7)

والدعاء.وحسن الظن التسديد والنصيحة والنصرة و لضمان الحريات، والمشاركة وضروريالتعددية السياسية أمر هام (8)

. الفكريوتعدد الرؤى، ومنع العقم السياسية ، وتنمية المجتمع ، تضييق مساحة االختالف. فيواستبانة الرؤية من جميع وجوهها يساهم

التعددية تكون على قاعدة إسالمية مشتركة ؛ فيكون اإلسالم هو الهوية (9)رؤى التطبيق واالجتهاد ، وفى فيوالشريعة، وأما االختالف فيكون

26

الرؤى السياسية، والمعضالت والتحديات االقتصادية ، الشرعيوالمشاكل االجتماعية، وطرق التنمية ، واالجتهاد

، وغيرها.د من القضايافي المناطات الحديثة وما يستجنفرق بين القوى المخلصة والتي تريد التنمية الحقيقية للبالد، ومن كانوا (11)

يد النظام السابق وبقاياه وأذنابه حاليا، ونتعاون مع جميع القوى فيألعوبة يد غيرهم ، فيالشريفة من قوى إسالمية وقوى وطنية ليست ألعوبة

لمصلحة الجميع. وضروري ،شرعيباعتبار أن هذا واجب الذى نراه مناسبا كوضع استقرار هو النظام الرئاسي، فهو السياسيالنظام (11)

األقرب للوضع الراشد، مع الشريعة والشورى الملزمة والهوية اإلسالمية والحفاظ على دور األمة والعمل المؤسسي وتوفير العدل والرعاية

كوضع والبرلماني ئاسيالر االجتماعية، ويمكن البدء بنظام مختلط ما بين بما يضمن نظاما رئاسيا بال استبداد السياسيمرحلي حتى يكتمل النضج

يحقق التوازن بين أنواع السلطات ، ويضمن التوازن بين األمة والسلطة من خالل أوضاع فحدوث االستبداد أما ضمان عدمواألجهزة ، و الحية األمة ومن خالل دور ، وتحديد متوازن للصالحيات،مؤسسية فعالة

.الفعالة التي تمنع تزييف إرادتها والسطو على حقوقهاأما النظام البرلماني فله عيوب خطيرة منها االستبداد البرلماني؛ حيث أن األغلبية الموكول اليها الرقابة هي التي تشكل الحكومة فتكون الرقابة

27

صورية، ويصل األمر في النهاية الى تقنين االستبداد الحكم في حزب معين مددا متطاولة، وقد وانحصار

، باكستان( ــسر معينة )الهند ـينحصر الحكم في أ وأحيانا يقنن هيمنة العسكر على الحكم الفعلي للبالد )النموذج

.الباكستاني ـــ تركيا قبل أردوغان(تفعيل دور األمة هدف استراتيجي وإصالح تاريخي لخلل قديم أدى الى (15)

األمة دور اد والتفرق والضياع، وال بد من التأكيد على االستسالم لالستبدمؤسسات :من خالل المشاركة والثقافة والفاعلية، والتأكيد في هذا على

وتربية سياسية على أسس اسالمية لبيان قيمة اإليجابية ،تحقق المشاركة وقيمة العمل العام والتدريب عليه.

، واإللزام للحاكم والحسبة عليهالبرلمان في اإلسالم للرقابة والشورى (13) تعالى. فالتشريع حق خالص هلل ،من دون اهلل وليس له حق التشريع

)مجلس أن يكون هناك مجلس للنظر واالجتهادوالتطبيق المعاصر لهذا: ،يتكون من )علماء مجتهدين، وخبراء متخصصين، وقانونيين( الشيوخ(،

مجاله، فيالمطلوبة كل المصلحة فيالخبراء يصفون ويقدمون النصيحة انونية لما تم االجتهاد والعلماء للتقنين واالجتهاد، والقانونيون للصياغة الق

فيه.

28

ب وليس لألمة الخروج عن سلطان االسالم وتشريع ر والمتمثلة في قبول أحكامه العالمين والخضوع والدينونة له

وإفراده تعالى بالتلقي منه.الذى يجب أن نجمع عليه األمة كخط الحضارياإلسالم هو المشروع (14)

مراحل فيال ينفى التدرج حضاري، وتبنينا لإلسالم كمشروع استراتيجيلخروج من قبضة الدكتاتورية واالستبداد، وإقامة دولة لتكتيكية هامة لألمة

مدنية )بمعنى غير عسكرية( نظيفة بال فساد، قوية بال تخلف، مستقلة بال تبعية.

ر المسلمين احترام حدوده كاملة السيادة.قطاطر من ألكل ق (12) للخالفة صورتان: (16)

واالنحرافات مع أخذ العبرة من األخطاء ،الصورة المركزية التقليدية . أ .التاريخية

في السياسات والدفاع والتكامل االقتصادي، وهي صورة االتحاد . باألوروبي التي يكون فيها وحدة موقف في قريبة من صورة االتحاد

العالقات الخارجية والدفاع وحلف عسكري واحد مع العملة الموحدة والسوق المشتركة وسهولة الحركة وغيرها.. وهذه الصيغة

، بدال من ضعف تتميز بتوزيع األعباء والمصالح بين أقطار المسلمين

29

، وهي األنسب األطراف لصالح طرف مركزي .حالي والظروف المعاصرةللواقع ال

وتنظيف تام جذريالثورة لن يتم دون تغيير اكتمال (17) الضروريللفساد، ومنع عودة الفساد واالستبداد والقهر لألمة، ومن

والواجب االلتحام بالشعب وبالقوى الثورية وتبني مطالبهم، وإبقاء الشعب ورعايته وتبنيه. الثوريحالة الثورة، والحفاظ على الزخم في

فأصبحت ؛ واعتبرها رعاية الشؤون، لقد رفع اإلسالم من شأن السياسة (18)األعمال السياسية بذلك في اإلسالم من أعظم األعمال التي يقوم بها اإلنسان، وهذه السياسة التي يعرفها اإلسالم ليست كسياسة الغرب الميكيافلية التي تبرر فيها الغاية أي وسيلة حتى لو كانت قتل الشعوب

، إنما السياسة في اإلسالم خدمة الخلق وقيادهم الى اهلل. عمارهمواسترضت على فاسدة ف سياسة عرفناها حتى الثورةإذا كانت السياسة التي (19)

فنعيد لألمة ،األمة فعلينا أن نعيدها كما كانت سياسة على أساس اإلسالمولة ونعيد لتربة األمة خصوبتها حتى تنتج من جديد رجال د ،عزتها وقوتها

بن عامر حين دخل على ربعييسوسون الدنيا بالعدل ويقولون ما قاله رستم ملك الفرس: لقد ابتعثنا اهلل لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى

ومن جور األديان ،عبادة اهلل، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا واآلخرة . إلى عدل اإلسالم

30

مة أنه إن العبرة التي تستخلص من تاريخ هذه األ (51)حدث نقص هائل في التربية السياسية لألمة ، ترتب عليه

، حنيفتفريطها في حقوقها التي كتبها اهلل لها في دينه الــــ كالحسبة علها من مقتضيات ال إله إال اهللبل جعلها واجبا عليها، وج

والشورى والرقابة على اإلمام وتصحيح مساره وأمره بالمعروف ونهيه عن وتصحيح أو الحاكم تيار اإلمامواحتفاظ األمة بحقها في اخالمنكر

واحتفاظ األمة بدورها وإيجابيتها في العمل العام والشأن ،مساره وعزلهوأن التربية السياسية على السياسي وإقامة العدل وتحقيق الرعاية ـــ

األصول اإلسالمية التي أقامتها الخالفة الراشدة لم تواكب التربية الروحيةوالفكرية والخلقية والجهادية التي ركز العلماء والمربون عليها أكثر من التربية السياسية حتى في فترات االزدهار، فضال عن فترات االنحسار!

وليس العالج لذلك هو فصل الدين عن الدولة، وإخراج السياسة من الدين!

األمة التي فرطت في دين اهلل وضماناته، لن تحرص على الضمانات التي إن تحملها الديمقراطية أو غيرها من نظم الحكم البشرية، ومن السذاجة المفرطة أن يظن أحد غير ذلك. فإنه ال يوجد نظام ــ بشري أو رباني ــ يحمل ضماناته بصورة

يؤمنون بها، ويتربون إنما تعمل الضمانات من خالل البشر الذين آلية،

31

على ممارستها في عالم الواقع، وعلى عدم التفريط فيها، حتى تصبح جزءا من كيانهم الحي الذي يعيشون

به.

العالقة بين الحاكم والمحكوم في حالة انحراف الحاكم ليست قوال (51)واحدا بالصبر في مقابلة االنحراف ، بل هي أحكام مختلفة بحسب

فبالجمع بين األحاديث تتبين المراحل التالية: درجة انحراف الحاكم،، ثم مرحلة االعتزال، ثم مرحلة اإلنكار ، ثم مرحلةالصبرمرحلة

مجاهدة أهل الباطل بكل الطرق ، ثم مرحلة االحتساب على األمراءوإسقاط ، من اهللعن هذه األوضاع العصمة إسقاط، ثم مرحلة الممكنة

القتال بضوابطه من األمة، وأخيرا مرحلة الشرعية والحراك السلمي للتغيير .وشروطه

لتصحيح االنحراف السياسي التاريخي عند المسلمين ال بد من: (55) قاعدة الشورىإقرار. إسقاط شرعية التغلب )أخذ السلطة بالقوة والسيف دون مشورة

األمة(. إسقاط شرعية التفرق، القتران التغلب بالتفرق )ألن كل متغلب

بناحية من بالد المسلمين(.يستأثر

32

القول بالتفصيل بدال من القول بالصبر بإطالق في مواجهة حاالت ودرجات انحراف الحكام.

يقتضى يالتاريخ يتصحيح االنحراف السياسو (53) األربع التالية:تأكيد الحقائق

ييوجد خمس مراحل بين مرحلة الصبر ومرحلة القتال ه :والجهاد، وإسقاط الشرعية اإلنكار، واالعتزال، واالحتساب،

والحراك السلمى للتغيير. ،يوجد أربع مراحل بين ترك القتال والقتال هي االعتزال

واالحتساب، والجهاد، وإسقاط الشرعية والحراك السلمى للتغيير.

كل أحاديث االستسالم للحاكم واعتداءاته على المال والدمابن حزم، أو كما قال بأحاديث دفع الصيال وغيرها، منسوخة

خاصة بالفتنة بين الصحابة، أو خاصة بحاالت فردية، وهى ال تقبل التعميم على ليست الخطاب الجماعي لألمة، فهي

فإذا خوطب فرد أن يكون عبد اهلل المقتول إزاء مستوى األمة؛حالة فردية يخشى فيها من فتنة عامة؛ فال يكون الخطاب لألمة

لفرد واحد يذبحها فردا فردا !! كلها أن تكون مقتولة مستسلمة؛ فال يصح ويأباه التعميم فخطاب اهلل ورسوله بالعزة يناقض هذا

33

أن يكون هذا هو خطاب الدعاة لألمة بل خطاب األمة يكون بالتغيير وااليجابية

.والمشاركة في العمل العام السلطة. الجماعة واألمة وعدم اختزالها في إعادة دور

.الراشدة العامة مات الخالفةمقو (54) .وحدة الكلمة واجتماعها .الشورى .إقامة العدل .القيام بالكتاب والسنة وإقامة الشريعة .رعاية األمة .ترك قتال المسلمين .الجهاد وقتال المشركين بضوابطه الشرعية

طرية لحاكمها حق العامل الذي كان يعينه الخليفة، واألمة في الدولة الق (52) الخليفة، وحقوقه في إطار الضوابط التالية:هذا تقوم مقام

ى لقوله إن طلب العمل ال يول إنا ال نولى هذا األمر أحدا ( سأله(.

رض له. كما قال عمر ليس له من بيت المال إال ما ف ة ل ح ،تينل ستحل منه ح أ :ستحل من هذا المالأسأخبركم بما »

34

وتي وق ، وعمرتيني لحجتي وما يسع ، ة للصيفل للشتاء وح وسهمي مع المسلمين كسهم رجل لست ،وقوت أهل بيتي

«.بأرفعهم وال أوضعهم .ليس له االتفاق مع الكفار اتفاقا يضر ببقية المسلمين .تكون األمة قائمة عليه بالحسبة ر وتحديد مدة حكمه.يكون لألمة عليه حق العزل واالختيا

هناك أربع مراحل مرت بها أن هي سالميالعبرة المستفادة من التاريخ اال (56) األمة: وقيام المرتزقة بالجهاد خروجها من الجهاد وخروج الجهاد عنها ،

وبقائها في الحفاظ على مصالحها والدفاع بدال من تجييش األمة، فيبقى المجتمع عنها وضمان اإلمداد الدائم للقوة العسكرية

.المدني قائما بقضاياه مدافعا عنها سكر المحترفين ) سيطرة الترك على الدولة العباسية(ظاهرة الع. ظاهرة اإلقطاع العسكري وكونه دولة داخل الدولة وتحوله من حق

إن » قال المقريزي حتى أصبح األمر كما ،انتفاع إلى حق توريثوقد .«قطع للسلطان وأمرائه وأجنادهأراضي مصر كلها صارت ت

وضعف إنتاجه، ومن ثمتسبب في ضعف وفقر المجتمع المدني تسبب في تراجع األمة من الحضارة التجارية والتي كانت على

35

ترة طويلة رف الثورة الصناعية قبل أوروبا بفمشابما كان عند المسلمين من رؤوس أموال وعلوم،

ثم فتراجعت األمة الى اإلقطاع العسكري وتسبب في تخلفها عن العصر الصناعي الذي االقطاع الزراعي،

.نت مهيأة له قبل أوروباكا وإقرار مصادرة شورى المسلمين بدال من التغلب وإقرار شرعيته

، فتضاءل دور األمة ثم فرقها مواجهته ورد األمر لشورى األمة .المتغلبون ثم أضعفوها حتى أسقطوها

، فال بد من أخذ العبرة من هذه االنحرافات وضمان عدم تكرارها .عية لمنع عودتهاوالمعالجة التأصيلية والمرج

:وجوب الحفاظ على أربعة أمور لتماسك األمةومن عبرة التاريخ (57) هوية قائمة على التوحيد .. ، وهي االسالمالحفاظ على الهوية

.والعقيدة في السلطة من خالل أهل الحل والعقد الحفاظ على المشاركة ،

، وممارسة األمة لحقها في حكم نفسها واختيار من يحكمهاالحاكم لضمان مراقبته وضمان حق دمن يمثلها عن واختيار

.محاسبته وعزله

36

للتعامل مع الحفاظ على قوة التعريبقد التعريب فكلما افت ؛مصادر الوحيين القرآن والسنة

للبعد عن زادت فرص البدع واالنحراف عن االسالم .)تشيع ايران ــ صوفية تركيا( المصادر األصلية لهذا الدين

وعدم الجهاد األمة وبقاء األمة في فيء الجهاد اظ على بقاالحفظ على األمة في حالة تجييش ووعي ، فيحاف تركه للمرتزقة

.بمصالحها والمخاطر التي تتهددها :وجوب حسم ستة أمور من الشر والتهلكة (58)

أو غيره(. القبليأو العرقيأو الطائفيالتشيع )شر وتهلكة على المسلمين وأخذ السلطة بالسيف ال التغلبشر وتهلكة

. بالشورى التي مورست في العهد الراشد ك ل ، فقد ورث الملوك البالد ألبنائهم )الم التوريثشر وتهلكة

( وخرج األمر عن شورى الذي وصفه رسول اهلل العضود . وأضعف دور األمة المسلمين

أبنائهم ، فقد قسم بعض الملوك البالد بينالتقسيمشر وتهلكةفصارت ممالك مفتتة تفتقد لوحدة الكلمة وتعجز عن مواجهة

.العدو

37

وهو نتاج ما سبق، وهو التفرقشر وتهلكة ،الطوائف في األندلس وفي بالد ملوكماثل في

. والقوقاز المسلمين في آسيا الوسطى إقرار شرعية التفرق. شر وتهلكة

:أوجه ثمانية بين البد من حدوث توازنف، توازناتوجود ال ضرورة (59) من جانب، للخروج من الجفاف العقلي العقل والوجدانالتوازن بين

بل ينضبط أحدهما من جانب آخر، الهيام الوجداني المنفلتمن و والعقل حاكما بالعلم الشرعي ،فيكون الوجدان دافعا دافقا باآلخر

.والبصيرة النافذة وال ينفلت ،الجماعة الفرد، فال تسحق الفرد والجماعةالتوازن بين

.ويهدر مصالحها أثرة بمصلحتهويمزقها الفرد فيتمرد على الجماعة فيكون توسع ، الترسيخ الرأسي واالنسياح األفقيالتوازن بين

يقارنه من متوازنا بين التوسع األفقي وما وانتشار دعوتهم المسلمين ، اب الجماهيرتعميق التربية الرأسية وبناء الكوادر الالزمة الستيع

فالترسيخ الرأسي وحده يعني العقم، واالنسياح األفقي بدون التربية الالزمة يعني الفتن والتوسع الشكلي الذي يتراجع سريعا أو تستبد

.به البدع واالنحرافات

38

فتكون قوة الحاضرة والثغورالتوازن بين ،الدولة موزعة بين الحاضرة لضمان قوتها وسيطرتها على

الحفاظ على وحدتها، وبين الثغور التي يجب أال البالد و تكون قوية بما يضمن مفرغة وعالة على الحاضرة بلو ةتكون ضعيف

ضمان مع يضمن قدرتها على الدفاع، و عدم سقوطها في يد العدو .عنها انتمائها حتى ال تتمرد على الحاضرة وتنفصل

س حيوية ، فالقوة المدنية هي أساالتوازن بين المدني والعسكريهي األمة وقدرتها على التماسك الداخلي والفيء بعد االنكسارات و

ساس القوة العلمية والحضارية، لكن بدون القوة العسكرية تكون أساس والقوة العسكرية هي أ ا باألندلس.فريسة سهلة للعدو كم

حماية األمة وضمان هيبتها ونشر دعوتها، لكن تغولها يعني إفقار وضعف الوضع االجتماعي والعلمي وتخلفهما، ،القوة المدنية

فتفتقد األمة لسرعة الكر ؛الداخل وخواء األمة منوافتقاد التقدم، وتفتقد لقوة المجتمع المدني ،االنكساراتبعد والفيء بعد الفر

فتسقط الدولة أمام الضربات ؛حيوية األمةويحافظ على بقي ي الذي فتخلف الوضع المدني أضعف القوة ،الدولة العثمانية :)مثال

مع نفرة القوة العسكرية وسقطت الدولة تالمدنية وبالتالي ضعف

39

الناس من األوضاع المتخلفة، ثم ألصق . (المنافقون أسبابها باإلسالم نفسه!

فللحضارة الحضارة والبداوةالتوازن بين ،تحملها، قوة علومها وتقدمها وقوتها، وللبداوة خشونتها و

.ودهما معا قوة لألمةووج فتغول التوازن بين قوة الحكم وقوة األجهزة والقوى الشعبية ،

خطير ومؤذن و أمرالحكم يعني االستبداد وغياب دور األمة وه ؛ فيكون حاله:بالسقوط، وتغول األجهزة يعني ضعف الحاكم

يقول ما قاال له كما تقول )خليفة في قفص بين وصيف وبغا ..وتغول القوى الشعبية مع ضعف الحكم يعني الفتن ،(3)الببغا(

. والفوضى بناء القوة في المجتمع من الناحية االقتصادية التوازن بين

والعسكرية وبين رعاية حقوق الضعفاء. :ال بد من حدوثف، التكامل (31)

هذا البيت قيل في أحد الخلفاء العباسيين وكان ضعيفا له صورة اسمية فقط، و)وصيف وبغا( ( 3)

قائدان عسكريان من الترك الذين سيطروا على الدولة العباسية وكانت لهما الكلمة النافذة والحكم الحقيقي، حذير.وسيطرة العسكر أمر مرفوض تماما، وهو محل الت

40

بين المفاهيم الصحيحة ودور التكاملالنطالق الصفوة ودور األمة ودور القيادة والقواعد اآلمنة

الدولة والجماعة. التكامل بين كل األدوار وعدم االتكال على دور دون اآلخر ألن

.أهميتهاضرورتها و كل األدوار لها التكامل في جماعات اإلحياء بين القواعد الصلبة ووضوح

سياسية أو األجندات وتربية الكوادر في كل التخصصاتة وبين الدراسات الالزمة استراتيجية أو دعوية أو تقنية أو رجال دول

.الستمرار الدعوة واستقامتها وقيام الدولة وقوتها :تصحيح المفاهيم بالنسبة للخطاب الفردي والجماعي (31)

.الكتاب والسنة نوعان: خطاب فردى وخطاب جماعي فيالخطاب وإن ،حيثما جاء الخطاب فرديا كان التكليف به على الهيئة الفردية

لم يكن قابال للتعميم بقى على أصله من االنفراد. كهيئة اعتبارية ،وحيثما كان الخطاب جماعيا كان للهيئة الجماعية،

فللجماعة مسئولية تضامنية مؤسسية ،دورها في التكليف الشرعيلها دورها واعتبارها في هذا التكليف وللفرد ما يناسبه منها فيما

.ئة الجماعية عن االعتباريخصه وفيما ال يخرج الهي :فيوالجماعة على هيئة االجتماع تتمثل (35)

41

الشرعيأهل الحل والعقد، أهل النظر واالجتهاد، القضاة، ديوان المظالم، وديوان

رؤساء أشراف الناس، الحسبة، أمراء الجند،مع قواعد حكماء األمة ونقبائها وأمنائها وخبرائها ... القبائل،

وقوات مسلحة تقف على الحياد ألن والءها ،جماهيرية تساندهمللدولة وليس للسلطة وتنفذ أخيرا ما يحكم به القضاء وما ينتهى

بقاء الحاكم أو عزله. فيإليه رأى الجماعة فالسلطة رمز للدولة ولكن ،للجماعة دورها ووجودها وهى غير السلطة (33)

السلطة بل للسلطة وجودها فيالدولة، والجماعة ال تختزل هيليست كر جماعة بعض األحاديث ذ فيالمستقل، ولهذا جاء وللجماعة وجودها ـــ وأحيانا يذكر أحدهما فقطـــ فالجماعة غير اإلمام ،المسلمين وإمامهم

تصحح مسار السلطة وتقوم بالرقابة والتولية التيمما يؤكد وجود الجماعة والعزل حسب مصالح األمة.

دور الجماعة بهذا الوصف هو أسوأ ما حل بالمسلمين خالل اختفاء (34) . تاريخهم.

رغم أن –السلطة فيوالذى حدث تاريخيا أن اختزلت الجماعة وبالصراع سقطوا كما قال ،ثم تصارعوا عليها -الجماعة غير السلطة

.) وال تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم .....( اآلية جل جالله

42

واشتدت الفيءعجزت األمة عن وبتهميش دور األمة وهذا ..الغيبوبة يودخلت األمة ف االغترابالغربة واشتد

هو التشخيص لما حدث بالمسلمين.كل هذا الفهم هو إذعانهم إلهدار قاعدة الشورى ثم فيوسبب الخلل

ثم قابلوا الفسق والظلم االفتراقإقرارهم بشرعية التغلب ثم إقرارهم بشرعية تمهيدا لألمة كهيئة اجتماعية الجماعيصبر ثم أهدروا الخطاب والخيانة بال

، ثم همشوا دور السلطة فيوالجماعة اختزلوا األمة الختزال األمة في السلطة، ثم؛ ألنه إذا همش دور األمة وهذا سبب ما نحن فيه من بالءاألمة فكان ما كان،

. عجزت عن الفيء من االنكسار

.األخالقية قيمناالصدق، والصدق ونخص منها .. بأخالق اإلسالم وقيمهنتمسك (1)

واألمانة ال يفترقان، والصدق يهدي إلى البر، والكذب يهدي إلى الفجور، ومع الصدق تأتي الموضوعية والجدية واإليجابية، والمؤمن

ه يأتي بالصدق ويصدق به، فهو في برد اليقين رسول كما وصف اهلل جحيم الشك والتردد، نفسه مطمئنة دائما ك و بعيدا عن الحيرة والتهو

بذكر اهلل، واثقة في عدله وحكمته ورحمته، يرجو ويخاف، وهو دائما )الكذب( والظن. رصوالخعن الوهم والتوهم بعيد

43

المؤمن شخصية تستعصي على اإليحاء والتضليل (5)واالستغفال، ال ي ضل وال يضل دائما يقول:

وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل اللهم أرنا الحق حقا»، ليس من الذين استكبروا وال من الذين «باطال وارزقنا اجتنابه

ممن استضعفوا، وال من الذين أضلوا وال من الذين ضلوا، وال استخف بهم الطواغيت فأطاعوهم كما استخف فرعون قومه فأطاعوه،

لحياة عموما ال رأي وال من اإلمعات، وال مم ن هو تبع في الباطل وفي اكما ،«الذين هم فيكم تبع: »له وال قرار وال قوة له في مواجهة أحد

. قال رسول اهللالمسلم المؤمن قد تحرر من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، فال (3)

لومة يست ذ ل لغير اهلل، قائما هلل شاهدا بالقسط ال يخشى في اهلل بد أن يكون عزيزا منيعا غير مست ذ ل وال الئم، وهو إذا كان هكذا فال

فيه ليستطيع مع غيره من المؤمنين أن يقوموا مطموعامستباح وال ومن ال قيام له بحق ه،ويوقرو هوينصرو ويعزروا رسوله ،بأمر اهلل

نفسه ال قيام له بحق دينه وعرضه، وهو إذا قوتل دون دمه وعرضه تل اآلخر ذا ق افإذا قتل فهو شهيد، و وماله ودينه ومظلمته يقاتل عنها

باغ ظالم، وكان الصحابة يكرهون أن منتصر بالحق، والمقتول فهو .ذا قدروا عفوااو يستذلوا

44

،أعزة على الكافرين أذلة على المؤمنين (4)وليس ليتحول المؤمنون المؤمنينمن التواصل بين وهذا

إلى بغاة ظالمين وأذلة مستضعفين قد ضربت عليهم الذلة والمسكنة، أما إذا قيل: )ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك( فلكي ال يتعاون مع مخابرات خمسة عشر دولة لغزو العراق إذا وقعت عليه

كما فعل ذلك واعترف بهذا! بعض قادة العراق بعد مظلمة بالعراقمعاونا مخلصا تحت قيادة أن يكون ولكي ال يتحول إلى ، االحتالل

طلبا للزعامة فيهدر الدين إذا وقعت عليه مظلمة بالسودان جنجارا . من أجل الزعامة!

غيره من المسلمين في من تهمن حق المسلم أن يقاتل على مظلم (2)اإلطار الشخصي الذي ال يهدد الدولة وال الكيان وال يستجلب

فار ليحتلوا بالد المسلمين.األعداء من الكالمسلم قد تحرر من الخوف إال من اهلل، واستغنى عن المخلوقين (6)

بالخالق، فاستغنى واستعفف وتوكل على اهلل في كل أموره، فلم يستبد به الخوف والقلق، ولم يأخذ بمجامع نفسه، ولم يخلد إلى االستكانة

اهلل، وإذا أحب فحبه لألعداء والهزيمة النفسية أمامهم يأسا من نصرهلل وفي اهلل، واهلل ورسوله أحب إليه مما سواهما، يفتقر دائما إلى اهلل ويأنس باهلل سبحانه، وال يستوحش وإن عاش وحيدا فريدا معزوال فهو

45

على صلة دائمة بربه، وال تستبد به أو تستعبده شهوات البطن والفرج والرئاسة والملك والشرف

الفتن، فهو كما استعصى على والمال ومضالت اإلضالل يستعصي على اإلغواء واالستعباد بالشهوات.

المسلم يراقب اهلل سبحانه وتعالى في السر والعلن، ألنه كما قيل: (7)، ألنه يعلم أن «عبد اهلل كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراكن تأ»

ال أن اهلل يعلم السر وأخفى، وال يحب أن يراه اهلل على معصية، و يفتقده في واجب، وعمله كله خالصا هلل متجردا غير مرائي، يؤثر اآلخرة على الدنيا، فما عند اهلل خير وأبقى، ال يعرف الرياء وال الكبر

وال العجب وال الحسد وال البغي.وهم ،يسعى بذمتهم أدناهمو ،دماؤهم أتتكاف ة،المؤمنون أمة واحد (8)

يقاتلون في سبيل اهلل صفا كأنهم بنيان على من سواهم، واحدة يد مرصوص، ولذا فهم متآخون متراحمون غير متحاسدين وال متفرقين، يحب أحدهم لغيره ما يحبه لنفسه، يعيشون كنفس واحدة ال يعرفون األنانية وال األثرة وال االغتراب والتمحور حول الذات وترك االهتمام

مين فليس منهم.بأمور الغير، فمن لم يهتم بأمر المسل

46

والمؤمنون ألنهم قائمون بأمر اهلل لهم (9)صدق عزيمة وعلو همة، ومن ث م ضراوة وخشونة في

واخشوشنوا وانتعلوا وامشوا (4)تمعددوا”مكابدة الحياة. علموا أوالدكم الرماية ومروهم فليثبوا على »: ، وقال عمر “حفاة

والتخنث والحياة ، بعيدا عن الطراوة والليونة«ظهر الخيل وثبا ،المخملية المفعمة بالدعة والراحة والخلود إلى اللهو والعبث والترف

عن الجبن والبخل والعجز والكسل واالسترخاء. بعيدونوالمؤمن ذو نفس طويل، وصبر ومصابرة ومثابرة، ألنه يرجو دائما (11)

إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة، ويعيش حياة الرباط بصدق عاء.د اوليس ب

والمؤمن يتقن كل شيء، ألنه تربى على اإلحسان، وعلى الخيرية (11)وعلى عدم الغش أو الخداع أو المخاتلة أو الدجل، وعلى أال يبخس الناس أشياءهم، وهو عفيف متعفف عن أموال الناس وعن أعراضهم،

ال يأكل أموال اليتامى وال غير اليتامى بالباطل. بشرعالبد له من والء وبراء، ومن التزام وإذا كان المؤمن يعرف أنه (15)

اهلل وتحقيق للعبودية هلل بقبول شرعه ورفض ما سواه، وأن يأمر

بن عدنان وكان مشهورا بخشونة العيش وتحمل الظروف القاسية. تمعددوا(: نسبة الى معد )( 4)

47

بالمعروف وينهى عن المنكر، فالبد له من خصوم، والبد من مكابدة هؤالء الخصوم، فالبد

حيلة واسعة، وبصيرة نافذة اأن يكون قويا ذا عن الكفر ووالء وقدرة على كسب رزقه بعيد ،وشكيمة قوية

الكافرين، وبعيدا عن مشاركة الفاسقين، فال يبحث دائما عن الرخص .أمر نفسه بالحق وسط هذه الدياجيرلعجزه عن القيام ب

ىوإن هاجر إلى بالد الكفر ألمن أو لرزق أو لطلب علم فال ينسره، الوالء والبراء له ولزوجته وأبنائه وأحفاده وأبناء أحفاده وليعتبر بغي

وينظر دائما إلى المستقبل وال يتعامى عن أمور قد تجره أو تجر ذريته إلى الكفر.

ية فردية بارزة ، واثقة من المطلوب الوصول إلي إنسان ذي شخص (13)، وذات قدرات علمي، إيجابية، ال ترهب التجربة، ذات نزوع نفسها

التعامل نامية ، متحملة لمسئوليتها، منظمة، قابلة للنظام، قادرة على مع األخرين بقدر عال من التهذيب ، وبأقل قدر من االحتكاك ،

بذل الجهد حتى تتحقق فيوقادره على بذل الجهد ، والمثابرة الغاية.

نريد إخراج إنسان متوازن ... أجمل ما فيه توازنه . توازن بين العمل (14)ازن خرة . توازن بين نوازع الجسد ونوازع الروح . تو للدنيا والعمل لآل

48

يبين النزعة الفردية والنزعة الجماعية. توازن بين الضرب فمناكب األرض سعيا وراء الرزق والمتاع، وبين الترفع على

اآلخرة ، فال يطغيه فيمتاع األرض رجاء الفوز برضوان اهلل ، وال تقعد به الرهبانية . توازن بين اإليمان بالغيب واإليمان يالسع

الحق فييمان . توازن بين الشدة العقل واالتوازن بين بالمحسوس. وسماحة األخالق ولين الجانب.

فال ،يعلم أنه البد من الجهاد من أجل التمكين ا،مجاهد اإنساننريد (12)ال يتردد ز، الطراوة والعجو الترف الذى يؤدى إلى الترهل إلى يجنح

إنسان .أية لحظة بنفسه وماله يويكون مستعدا للفداء ف العطاء. فيالحياة وتحمل الكب د من أجل فييعلم أنه البد من الكدح ، عامل

ر، يمان بالقضاء والقدباهلل ، واال باإليمانعزيز ،عزيز إنسان، الوصولال يصيب اإلنسان إال ما قدره اهلل له، فال يذل من أجل اإليمان بأنه

، قضاء حوائجه، وال يهين نفسه من أجل متاع األرض الزائلمتعاون متكافل، سهل االلتحام مع المجموع ، دون أن يذوب نإنساعفيف عن ارتكاب الكبائر ، سريع التوبة حين يخطئ ، إنسان، فيه

في عالم كثير االستغفار .. هكذا كان الرعيل الذي رباه رسول .الواقع

49

رؤيتنا للتنمية الشاملةلة على المبادئ رؤيتنا للتنمية الشام تستند :التالية

استئصال الفساد وتجفيف مصادره هما منطلق أي إصالح (1) اقتصادي.

تمكين كل فرد في المجتمع أن يحصل على الحد األدنى من (5)ضرورات الحياة الكريمة بصرف النظر عن قدرته الفعلية على

الكسب.الفرص متكافئة للجميع للمنافسة الشريفة في أوجه الكسب (3)

يؤدي زكاة ماله وما تقرره وتحسين مستوى المعيشة بال قيود طالماالحكومة الراشدة من استحقاقات على الدخل من رسوم وضرائب

وغيرها.بعد حد إعفاء مجزي تفرض ضرائب تصاعدية على جميع فئات (4)

المجتمع بالقدر الذي يفي باحتياجات المشروعات االجتماعية مع مراعاة منح مزايا ضريبية مدروسة تحقق أهداف التنمية.

قيد على أي نشاط اقتصادي طالما كانت غايته بعيدة عن ال يوجد (2) اإلفساد في األرض ووسيلته بعيدة عن المعامالت والعقود المحرمة.

50

االعتماد األساسي على االقتصاد المادي (6)العيني وليس االقتصاد المالي الذي يجب أن يكون تابعا

ومنشطا لالقتصاد المادي من زراعة وصناعة وتجارة.يكلة والعالقةة اللوولةة اامة ال الم ةلك الكيمة مةا حكةلك اهلمن حيث (7)

القار )امىل مس وى شخيصة و االح كلرو الغررو الرال االسالك من حتريم:

،الغة ال شةلر و الةمش ، وحتةريم ك كللبورصةة لعةالس وى املوامىل

وال ة اك الةرا ،حتةريم ايةا املرة ر، وحتريم ايا مل ال يملك وال حيةو و

، مةا حتريم الرتف، و حتريم ايا الويون، وخذ افكرة املقليسة األ، والعلل

جوب ال و يا العللل للثروة وحتقيق العوالة االج اامية وحتقيةق الرامليةة و

.االج اامية

فال خيرج االق صلل االسالمي امن الم لك الكيم مةا ذةذا الطةوع مةا

ال ممية املس قلة.

التنمية والقطاع الخاص تابع لها الدولة بمشاريعها الكبرى هي قاطرة (8)، وال بد ويتم توجيهه بوسائل التحفيز المختلفة اإليجابية والسلبية

للدولة من عمل مسح إحصائي للبالد وألهلها واحتياجاتهم ونقاط .قوتهم وضعفهم وتحديد االحتياجات

الدخول الى عهد الصناعة الحديثة لن يتحقق اال من خالل المعاهد (9)البكالوريوس، يكون دورها نقل التكنولوجيا والتعامل المتخصصة بعد

51

مع خبراء من الخارج لتكون على آخر مستوى تحديثي عالمي، وتكون مرتبطة بمعاهد البحوث

للتطوير المرتبطة بالقطاعات اإلنتاجية.وتوطينها ، نقل التكنولوجيا يجب أن يكون مرتبطا بالتعليم وبالصناعة (11)

اعمة الستراتيجية خلق تكنولوجيا محلية يمثل استراتيجية مكملة ود لتنمية الثروة والقوة الذاتية.

ال بد من عمل خريطة صناعية للبالد لتحديد احتياجاتها وأهدافها. (11)أن تقوم الدولة بعمل مشاريع عمالقة عالية التكنولوجيا تكون قاطرة (15)

للتنمية ولنقل التكنولوجيا وتوطينها وتطويرها، وتقوم هذه الشركات ى نظام المساهمة بين ثالث فئات:عل

صناديق استثمار ـــ المؤسسات المالية واألوعية االدخارية )بنوك ـــ .أ .شركات تأمين(

.رأسماليون )رأسمال وطني منتمي( .ب .اب عام ألفراد الشعبتاكت .ج

أن توج ه البنوك الى نظام المشاركة في المشاريع الصناعية واالنتاجية (13)ية أو الملكية المتناقصة، وهذا يستلزم بنظام المشاركة أو الملك

يخرج النظام التعليمي من الخبراء ما إصالح نظام التعليم بحيث متخصصة في جميع المجاالت بالمستوى بيوت خبرة يسمح بإنشاء

52

تجنب في تحقيق النجاح و العالمي لتعتمد عليها البنوك تشارك في بناء الدولة.لالفشل، و التعليم حجر زاوية في التنمية الشاملة (14)

الشق القيمي والعقدي والعملية التعليمية يجب أن تكون مميزة في من إسالمنا وعروبتنا لترسيخ الهوية الجانب يكون هذا والسلوكي، ف

االسالمية وتعميقها.يكون الشق العلمي التجريبي البحت على المستوى العالمي لتصل (12)

العالمي، وأن تكون هناك (IG)الى مستوى شهادة الثانوية العامةتوأمة مع الجامعات الغربية المتميزة، خاصة األلمانية والفرنسية

واألمريكية.نهدف أن يصل المستوى التعليمي الى المستوى العالمي بحيث تنتج (16)

العملية التعليمية المستويات التالية: فال تكون متخلفة عن المعرفة العالمية. ،المعرفة قدرة على البحث واستخراج المعلومات من مصادرها ال

المتنوعة. مهارات حل المشكالت ومواجهة األزمات والنجاح في

التحدي.

53

سمة ومهارة وطنية يكونبحيث اإلبداع كافة مراحل حياته. لدى المواطن في

تفعيل العمل الخيري لاللتحام بكافة فئات (17)المجتمع وتطبيق قيم الخير ألمتنا بكافة فصائلها كجزء من عقيدتنا

لديننا الحنيف. عمليوتطبيق استخدام أموال الزكاة وأوقاف الخير في مشاريع انتاجية للمشروعات (18)

الصغيرة ولألسر المنتجة وفق منظومة متكاملة إليجاد فرص عمل ام الشباب.حقيقية أم

المساهمة في عالج األمراض المتوطنة وتحسين الصحة، وكذا (19) تحسين البيئة ومقاومة التلوث.

) إن شاء اهلل تعالى سيصدر قريبا إصدار خاص مفصل بشأن كيفية إحداث التنمية الشاملة(

وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمينوعلى آله وصحبه وصلى اهلل وسلم وبارك على أكرم الخلق محمد

وسلم

54

:لمزيد من التفصيل يراجع .كتب شيخ االسالم ابن تيمية .كتب العالمة ابن القيم

.كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب .)كتب المدرسة الوهابية )علماء نجد األعالم .الموافقات لإلمام الشاطبي .مذكرة في أصول الفقه للدكتور عبد الكريم زيدان أبي زهرة. أصول الفقه للشيخ :كتب األستاذ محمد قطب

حول التأصيل االسالمي للعلوم االجتماعية. - منهج التربية االسالمية. - العلمانيون واإلسالم. -

.األمة االسالمية من التبعية للريادة للدكتور محمد بدري .كتب التنمية البشرية مثل العادات السبع الستيفن كوفي :كتب الشيخ عبد المجيد الشاذلي

حد االسالم. - الطريق الى الجنة. - أصل الدين. - وصية لقمان. - البالغ المبين. - الحكومة االسالمية رؤية تطبيقية معاصرة - )تحت الطبع(. الشرعية والدولة - )تحت الطبع(. من نحن - رؤية للتنمية الشاملة )تحت اإلعداد(. -

55

56

57