http://www.shamela.ws

الشاملة المكتبة بواسطة آليا الملف هذا إعداد تم

شهر بدروس اإليمان أهل : إتحاف الكتابرمضان

رمضان شهر بدروس اإليمان أهل إتحافالفوزان فوزان بن صالح الشيخ

المقدمة أحد وجعله رمضان شهر صيام لعباده شرع الذي لله الحمد من أفضل محمد نبينا على والسالم والصالة اإلسالم، أركانوبعد: الكرام، البررة وأصحابه آله وعلى وصام صلى المبارك الشهر هذا بفضائل التذكير تتضمن دروس فهذه

مع ولياليه أيامه واغتنام فيه، واالجتهاد الجد على والحث بالصيام المتعلقة الفقهية األحكام بعض إلى اإلشارة الله سائال وإخواني نفسي تذكير بكتابتها قصدت والقيام،

من سمعها ومن قرأها ومن كتبها من بها ينفع أن تقصيرا... أو خطأ فيها وقع ما لي يغفر وأن المسلمين

وصحبه. وآله محمد نبينا على وسلم الله وصلى على رمضان شهر صوم فWرض متى بيان األول: في الدرساألمة؟ لتطهير الصيام شرع واإلنعام، الفضل ذي لله الحمد

خير محمد، نبينا على والسالم والصالة اآلثام، من النفوس آله وعلى واستقام، الخير على وداوم وصام، صلى من

بعد: أما الدوام، على به اقتدى ومن وأصحابه كما الصيام عليكم كتب آمنوا الذين أيها تعالى: }يا الله قال[.183 تتقون{ ]البقرة لعلكم قبلكم من الذين على كتب

الكريمة اآليات هذه في سبحانه الله ذكر فقد بعدها، واآليات من قبلها من على كتب كما األمة هذه على الصيام كتب أنه

األمة هذه على مفروض فالصيام فرض بمعنى وكتب األمم،قبلها. األمم وعلى

الصيام اآلية: عبادة هذه تفسير في العلماء بعض قالالدهر. آخر إلى آدم من أممهم وعلى األنبياء على مكتوبة

على فعله سهل عم إذا الشاق الشيء ألن ذلك الله ذكر وقدأكثر. به طمأنينتها وكانت النفوس

(1/1)

كيفيته اختلفت وإن األمم، جميع على فريضة إذا فالصيام العتمة من قبلنا من صوم جبير: كان بن سعيد قال ووقته،

وقال االسالم، ابتداء في كان كما القابلة، الليلة إلى تركوه لكنهم اليهود، على واجبا رمضان صوم الحسن: كان

وكذبوا فرعون غرق يوم أنه زعموا السنة في يوما وصاموا أيضا الصوم وكان عاشوراء، يوم اليوم ذلك فإن ذلك، في

طويال زمانا صاموا أن بعد لكنهم النصارى على واجبا أسفارهم في عليهم يشق فكان الشديد الحر فيه صادفوا

أن على ورؤسائهم علمائهم رأي فاجتمع ومعايشهم، والصيف الشتاء بين السنة من فصل في صيامهم يجعلوا

عند قالوا ثم يتغير، ال وقت إلى وحولوه الربيع، في فجعلوه فصار صنعوا، لما كفارة أيام عشرة فيه التحويل: زيدوا

أربعين. فالصوم الصوم، بسبب تتقون{: أي }لعلكم تعالى وقوله الشهوات، وكسر النفس قهر من فيه لما التقوى يسبب من فعدة سفر على أو مريضا منكم كان }فمن تعالى وقوله

مسكين{ قيل طعام فدية يطيقونه الذين وعلى أخر أيام أيام هي وقيل أيام، ثالثة وكانت رمضان غير من أيام هي

}شهر بقوله بعدها التي اآلية في بينها ألنه رمضان،رمضان{.

(1/2)

والفدية الصوم بين مخيرين اإلسالم أول في قالوا: وكانوا مسكين طعام فدية يطيقونه الذين }وعلى تعالى لقوله لكم{ ]البقرة خير تصوموا وأن له خير فهو خيرا تطوع فمن شهد }فمن بقوله عينا الصوم بإيجاب التخيير نسخ [ ثم184 التدرج ذلك وحكمة [،185 فليصمه{ ]البقرة الشهر منكم

كان الصوم يألفوا لم لما ألنهم باألمة والرفق التشريع في الفدية وبين بينه فخيروا مشقة، فيه ابتداء عليهم تعيينه الصوم وألفوا نفوسهم واطمأنت يقينهم قوي لما ثم أوال، اإلسالم شرائع في نظائر ولهذا وحده، الصوم عليهم وجب

منسوخة اآلية أن الصحيح لكن بالتدريج، تشرع فهي الشاقة، الصيام عن العاجز حق في وأما الصيام، على القادر حق في حقهم، في تنسخ لم فاآلية برؤه يرجى ال مرض أو لكبر

وليس مسكينا، يوم كل عن ويطعموا يفطروا أن فلهمقضاء. عليهم

لمرض أفطر فمن الصوم، عليهم فالواجب غيرهم أما }فمن تعالى لقوله القضاء عليه يجب فإنه سفر أو عارض

سفر على أو مريضا كان ومن فليصمه الشهر منكم شهد شهر صيام فرض [ وقد185 أخر{ ]البقرة أيام من فعدة

صلى الله رسول وصام الهجرة من الثانية السنة في رمضان حتما رمضان صوم وصار رمضانات تسعة وسلم عليه الله

أفطر ومن كفر، وجوبه جحد من اإلسالم أركان من وركنا يجب عظيما ذنبا فعل فقد بوجوبه مقر وهو عذر غير من

أفطر. ما وقضاء الله، إلى التوبة وعليه وردعه تعزيره وآله محمد نبينا على وسلم الله وصلى التوفيق وبالله هذا

وصحبه. رمضان شهر دخول به يثبت ما بيان الثاني: في الدرس

المبارك والصالة للناس، مواقيت األهلة جعل الذي لله الحمد

بإحسان، تبعهم ومن وصحبه وآله محمد نبينا على والسالمبعد: أما

فليصمه{ ]البقرة الشهر منكم شهد تعالى: }فمن الله قال صوم عباده على اآلية هذه في سبحانه الله أوجب [ فقد185 بأحد يعرف وأوله آخره، إلى أوله من كله رمضان شهر

أمرين:األول: األمر

(1/3)

رضي عمر ابن عن وغيرهما الشيخان رواه لما هالله رؤية رأيتم قال: "إذا وسلم عليه الله صلى النبي أن عنهما الله

عليكم غم فإن فأفطروا رأيتموه وإذا فصوموا الهالل رقم ومسلم ،1900 رقم البخاري له" ]أخرجه فاقدروا1080/8.]

عنهما الله رضي عمر ابن عن والنسائي أحمد اإلمام وروى تصوموا قال: "ال أنه وسلم عليه الله صلى الله رسول عن

البخاري تروه" ]أخرجه حتى تفطروا وال الهالل تروا حتى وفيه لهما واللفظ ،1080/3 رقم ومسلم ،1906 رقم

وهي السابق الحديث في األخيرة الجملة وهي زيادة عندهما "فإن البخاري في له" كما فاقدروا عليكم غم "فإن قوله

وروى مسلم[، عند له" وهي فاقدروا عليكم أغمى جعل الله عنه: "أن الله رضي علي بن طلق عن الطبراني

رأيتموه وإذا فصوموا رأيتموه فإذا مواقيت األهلة هذه

رقم8/397 الكبير معجمه في الطبراني فأفطروا" ]أخرجه8237.] الله عنهما: "جعل الله رضي عمر ابن عن الحاكم وروى لرؤيته" وأفطروا لرؤيته فصوما للناس مواقيت األهلة

/4 المسند في وأحمد1/423 المستدرك في الحاكم ]أخرجه الحاكم: صحيح وقال2/163 سننه في والدارقطني23

الذهبي[. ووافقه الشيخين شرط على رمضان صوم وجوب تعليق الشريفة األحاديث هذه ففي الله وأن الهالل، رؤية بدون الصوم عن والنهي هالله، برؤية عبادتهم أوقات يعرفون بها للناس مواقيت األهلة جعل

هي قل األهلة عن تعالى: }يسألونك قال كما ومعامالتهم، الله رحمة من [ وهذا189 والحج{ ]البقرة للناس مواقيت

واضح بأمر الصيام وجوب علق حيث لهم، وتيسيره بعباده يرى أن ذلك شرط من وليس بأعينهم، يرونها بارزة وعالمة واحدا شخصا كان ولو بعضهم رآه إذا بل الناس كل الهالل

الصيام. كلهم الناس لزم وسلم عليه الله صلى النبي إلى أعرابي عباس: جاء ابن قال

النبي فقال رمضان، هالل يعني الهالل، رأيت فقال: إني الله" قال: نعم، إال إله ال أن وسلم: "أتشهد عليه الله صلى

داود. أبو غدا" رواه يصوموا أن الناس في أذن بالل قال: "يا

(1/4)

قال: "تراءى عنهما الله رضي عمر ابن عن أيضا وروى وسلم، عليه الله صلى الله رسول فأخبرت الهالل الناس

رقم داود أبو بصيامه" ]أخرجه الناس وأمر فصام رأيته إني2342.]الثاني: األمر عدة إكمال الهالل يWر لم إذا رمضان شهر دخول به يثبت مما

غم والسالم: "فإن الصالة عليه قال يوما، ثالثين شعبان إذا عليكم" أي "غم ومعنى عليه، له" متفق فاقدروا عليكم ـ شعبان من الثالثين ليلة رؤيته دون حال شيء الهالل غطى

تكملوه بأن تاما شعبان شهر عدد فقدروا قتر، أو غيم من وسلم عليه الله صلى قوله ذلك على يدل كما يوما، ثالثين

ثالثين" العدة فأكملوا عليكم غم اآلخر: "فإن الحديث في قال وقد الشك يوم صوم تحريم هذا ومعنى عليه، متفق يشك الذي اليوم صام عنه: "من الله رضي ياسر بن عمار وسلم" ]أخرجه عليه الله صلى القاسم أبا عصى فقد فيه

وابن2190 والنسائي686 والترمذي2334 رقم داود أبوصحيح[. الترمذي: حسن عيسى أبو وقال1645 ماجه

في ورسوله الله عن جاء ما اتباع المسلم على فالواجب معرفة ورسوله الله حدد وقد كلها، عبادته وفي صيامه يعرفهما ظاهرتين عالمتين بإحدى رمضان شهر دخول

ثالثين شعبان عدة إكمال أو الهالل والمتعلم: رؤية العامي بينه ما غير الصوم به يجب أنه يزعم بشيء جاء فمن يوما،

الله شرعه ما على ]وزاد ورسوله الله عصى فقد الشارع ضاللة"[ بدعة "وكل منه ماليس الدين في وابتدع ورسوله

دخول في الفلكي بالحساب العمل يجب إنه يقول كالذي أمر وهو للخطأ عرضة الحساب أن مع هذا رمضان، شهرأحد. كل يعرفه ال خفي

(1/5)

الناس رأيت الله: "إني رحمه تيمية ابن اإلسالم شيخ قال ما إلى يصغي من منهم أيضا غيره وفي صومهم شهر في

ال أو يرى الهالل أن من الحساب أهل الجهال بعض يقوله وظاهره باطنه في وإما باطنه في إما ذلك على ويبني يرى، من العدد شهادة يرد كان من القضاة من أن بلغني حتى

يرى ال أو يرى أنه الكاذب الجاهل الحاسب لقول العدول نعلم قال: "فإنا أن جاءه" إلى لما بالحق كذ�ب ممن فيكون

الصوم هالل رؤية في العمل أن االسالم دين من باالضطرار المعلقة األحكام من ذلك غير أو االيالء أو العدة أو الحج أو

والنصوص يجوز، ال يرى ال أو يرى أنه الحاسب بخبر بالهالل كثيرة، بذلك وسلم عليه الله صلى النبي عن المستفيضة

أصال قديم خالف فيه يعرف وال عليه المسلمون أجمع وقد ،131 / 25 االسالم شيخ ]فتاوى حديث" انتهى خالف وال

132.] تعالى: الله قال وقد وحرج، األمة على مشقة هذا وفي [ فالواجب78 حرج{ ]الحج من الدين في عليكم جعل }وما كما ورسوله، الله شرعه ما على االقتصار المسلمين على غير في الله شرعه ما على االقتصار المسلمين على يجب ولي والله والتقوى، البر على والتعاون الهالل، شأن

التوفيق. أن ينبغي وما رمضان شهر فضائل الثالث: في الدرس

به يستقبل على والسالم والصالة الصيام، شهر علينا أهل لله الحمد

شهر بحلول يفرحون كانوا وصحبه، آله وعلى محمد نبينابعد: أما والقيام، الصيام

بين من رمضان شهر اختص وتعالى سبحانه الله فإن تعالى: قال كثيرة، بميزات وميزه عديدة، بفضائل الشهور وبينات للناس هدى القرآن فيه أنزل الذي رمضان }شهر

ومن فليصمه الشهر منكم شهد فمن والفرقان الهدى من[.185 أخر{ ]البقرة أيام من فعدة سفر على أو مريضا كان

ميزتين رمضان لشهر الله ذكر الكريمة اآلية هذه ففيعظيمتين:

(1/6)

من الناس هداية ألجل فيه، القرآن األولى: إنزال الميزة بهذا الباطل من بالحق وتبصيرهم النور إلى الظلمات

وفالحها، البشرية صالح فيه لما المتضمن العظيم، الكتابواآلخرة. الدنيا في وسعادتها

أمر حيث المحمدية األمة على صيامه الثانية: إيجاب الميزة فليصمه{ الشهر منكم شهد قوله: }فمن في بذلك الله

[.185 ]البقرة فروض من وفرض اإلسالم، أركان أحد هو رمضان وصيام

من المسلمين، وإجماع بالضرورة الدين من معلوم الله صوم عليه وجب صحيحا حاضرا كان فمن كفر، فقد أنكره

الشهر منكم شهد تعالى: }فمن الله قال كما أداء، الشهر صيام من مناص ال أنه [ فتبين185 فليصمه{ ]البقرة

الكبير، الهرم حق في إال قضاء، وإما أداء إما الشهر، وال قضاء الصيام يستطيعان ال اللذين ـ المزمن والمريض

الله. شاء إن بيانه سيأتي آخر حكم فلهما أداء وسلم عليه الله صلى النبي بينه ما الشهر هذا فضائل ومن أبي عن الصحيحين في جاء كما الصحيحة األحاديث في

قال: وسلم عليه الله صلى النبي أن عنه الله رضي هريرة النار أبواب وغWل�قت الجنة أبواب فWتحت رمضان جاء "إذا

،1899 ،1898 البخاري الشياطين" ]أخرجه وصWفدت[.1079 ومسلم

المبارك: الشهر لهذا عظيمة مزايا على الحديث هذا فدل األعمال لكثرة وذلك الجنة، أبواب فيه تفتح األولى: أنه

قال كما الجنة، دخول تسبب والتي فيه، تشرع التي الصالحة[.32 تعملون{ ]النحل كنتم بما الجنة تعالى: }ادخلوا

لقلة وذلك الشهر، هذا في النار أبواب الثانية: إغالق

من تعالى: }فأما قال كما دخولها، تسبب التي المعاصي المأوى{ هي الجحيم * فإن الدنيا الحياة * وآثر طغى

ورسوله الله يعص تعالى: }ومن [ وقال39 ـ37 ]النازعات[.23أبدا{ ]الجن: فيها خالدين جهنم نار له فإن

(1/7)

فال وتوثق، تغل أي الشياطين، فيه تصفد الثالثة: أنه وصرفهم بالمعاصي، وإغراءهم المسلمين إغواء تستطيع

الشهر، هذا غير في تفعل كانت كما الصالح، العمل عن العمل هذا مزاولة من المبارك الشهر هذا في ومنعها لفعل الفرصة لهم لتتاح بالمسلمين رحمة هو إنما الخبيث

السيئات. وتكفير الخيرات الحسنات، فيه تضاعف أنه المبارك الشهر هذا فضائل ومن

تعدل والفريضة الفريضة، أجر فيه تعدل النافلة أن فروي مغفرة كان صائما فيه فطر ومن فريضة، سبعين أجر فيه

الصائم ذلك أجر مثل له وكان النار، من رقبته وعتق لذنوبه وبركات خيرات هذه وكل شيء، أجره من ينقص أن غير من

المبارك، الشهر هذا بحلول المسلمين على تحل ونفحات والغبطة بالفرح الشهر هذا يستقبل أن للمسلم فينبغي

صيامه على اإلعانة ويسأله بلوغه على الله ويحمد والسرور وموسم عظيم، شهر إنه فيه، الصالحة األعمال وتقديم

أن الله نسأل اإلسالمية، األمة على مبارك ووافد كريم، لله والحمد مجيب، سميع ونفحاته.. إنه بركاته من يمنحنا

العالمين. رب رمضان أوقات به تشغل أن ينبغي ما الرابع: بيان الدرس

المبارك شهر ببلوغ علينا تفضل وإحسانه، فضله على لله الحمد

إليه، تقربنا التي الصالحة األعمال من فيه ومكننا رمضان، إلى سابق أول كان محمد نبينا على والسالم والصالة

وعزروه به آمنوا الذين وأصحابه آله وعلى الخيرات، المفلحون.. هم أولئك معه، أنزل الذي النور واتبعوا ونصروه

بعد: أما

(1/8)

وفي الله، بتقوى المبارك الشهر هذا في ونفسي فأوصيكم بها، الله خصه مزية له الشهر هذا ولكن الشهور، من غيره وسلم عليه الله صلى أنه روي وقد الخيرات، موسم فهو شهر دخل إذا يقول فكان رمضان، ببلوغ الله يدعو كان

رمضان" وبلغنا وشعبان رجب في لنا بارك رجب: "اللهم ،3534 رقم7/398 االيمان شعب في البيهقي ] أخرجه األستار، كشف ـ616 رقم295ـ1/294 مسنده في والبزار

كنز في كما عساكر وابن ،6/269 الحلية في نعيم وأبو الجامع ضعيف في األلباني وضعفه18049 رقم العمال

الشعب[. محقق ضعفه وكذا4395 رقم بقدومه، أصحابه يبشر كان وسلم عليه الله صلى أنه وروي شهر أظلكم قد الناس فيقول: "أيها مزاياه، لهم ويبين قال: قال عنه الله رضي هريرة أبي مبارك" ]فعن عظيم شهر رمضان وسلم: "أتاكم عليه الله صلى الله رسول أبواب فيه تفتح صيامه، عليكم وجل عز الله فرض مبارك، مردة فيه وتغل الجحيم، أبواب فيه وتغلق السماء

خيرها حرم من شهر، ألف من خير ليلة فيه لله الشياطين، في حميد بن وعبد425 ،2/230 أحمد حرم" أخرجه فقد

[..129 / 4 والنسائي1429 رقم المنتخب

(1/9)

من الصالحة باألعمال فيه االجتهاد على أصحابه ويحث معروف وبذل وصدقات، صلوات من ونوافل، فرائض

بالصيام، نهاره وعمارة الله، طاعة على وصبر وإحسان، وجل، عز الله وذكر القرآن بتالوة وساعاته بالقيام، وليله

نسوا الذين األشقياء كحال واإلعراض بالغفلة تضيعوه فال مواسم مرور من يستفيدون فال أنفسهم، فأنساهم الله

من كثير قيمة، لها يقدرون وال حرمة، لها يعرفون وال الخير المآكل لتنويع شهر أنه إال الشهر هذا يعرفون ال الناس

تشتهي، ما نفوسهم إعطاء في فيبالغون والمشارب، واألشربة، األطعمة من الكماليات شراء من ويكثرون عن يكسل والمشارب المآكل من اإلكثار أن ومعلوم الطعام من يقلل أن المسلم من والمطلوب الطاعة،

يعرف ال الناس من وبعض للطاعة، ينشط حتى والشراب الليل في والسهر النهار في النوم شهر أنه إال رمضان شهر أو ليله معظم فيسهر مضرة، فيه ما أو فيه فائدة ال ما على يصلي فال المفروضة الصلوات عن حتى النهار ينام ثم كله

تجلس الناس من وفئة الصالة، أوقات في وال الجماعة مع هذه الجماعة، مع المغرب صالة تترك اإلفطار مائدة على

تتورع وال قيمة، رمضان لشهر تعرف ال الناس من الفئات وفعل الواجبات، وترك الحرام، بالسهر حرمته انتهاك عن

شهر يعرفون ال جماعة هؤالء جانب وإلى المحرمات، الدنيا وطلب السلع وعرض للتجارة، موسم أنه إال رمضان

األسواق فيالزمون والشراء البيع على فينشطون العاجلة، عجل على فهم المساجد إلى ذهبوا وإن المساجد، ويهجرون

األسواق، في أعينهم قرة ألن فيها، يستقرون ال ومضض وقت أنه إال رمضان شهر يعرف ال الناس من آخر وصنف

بين أوقاته معظم فيمضي والشوارع المساجد في للتسول بلد إلى بلد من وانتقال وهناك هنا وتجوال وإياب ذهاب بمظهر نفسه وإظهار السؤال، طريق عن المال لجمع

سليم، وهو جسمه في المصاب وبمظهر غني، وهو المحتاج حقه، بغير المال ويأخذ والصحة، بالغنى عليه الله نعمة يجحد

لرمضان بقي فما عليه مضرة هو فيما الغالي وقته ويضيع

(1/10)

الفئات. هذه عند مزية من هذا في يجتهد وسلم عليه الله صلى النبي كان لقد الله عباد

الصالة عليه كان وإن غيره، في يجتهد مما أكثر الشهر في يتفرغ فكان أوقاته جميع في العبادة في مجدا والسالم

الحقيقة في هي التي المشاغل من كثير من الشهر هذا منه، أفضل هو لما الفاضل العمل من يتفرغ لكنه عبادة، هذا فيخصون ذلك في به يقتدون الصالح السلف وكان

الصالحة، لألعمال فيه ويتفرغون اهتمام بمزيد الشهر وتالوة والذكر بالصيام ونهاره بالتهجد ليله ويعمرون حالنا بين فلنقارن بذلك، المساجد ويعمرون القرآن، كما أنه ولنعلم الشهر، بهذا شعورنا مبلغ هو وما وحالهم وتعظم فيه السيئات تغلظ فإنها الحسنات فيه تضاعف

يعظم }ومن حرماته ونعظم سبحانه الله فلنتق عقوبتها،[.30 ربه{ ]الحج عند له خير فهو الله حرمات

على الله وصلى والعمل، القول لصالح الجميع الله وفقوسلم. وصحبه وآله محمد نبينا

ونهايته اليومي الصيام بداية بيان الخامس: في الدرس زمانية مواقيت للعبادات حدد العالمين رب لله الحمد

والصالة بيان، أتم لعباده بينها وقد فيها، تؤدى ومكانية

بسنته تمسكوا الذين وصحبه وآله محمد نبينا على والسالمبعد: بهديه.. أما واهتدوا

إلى الرفث الصيام ليلة لكم تعالى: }أحل الله قال فقد كنتم أنكم الله علم لهن لباس وأنتم لكم لباس هن نسائكم باشروهن فاآلن عنكم وعفا عليكم فتاب أنفسكم تختانون لكم يتبين حتى واشربوا وكلوا لكم الله كتب ما وابتغوا الصيام أتموا ثم الفجر من األسود الخيط من األبيض الخيط

[.187 الليل{ ]البقرة إلى

(1/11)

الصوم بداية الكريمة اآلية هذه في سبحانه الله حدد فقد بدايته فحد أحد، كل يعرفها واضحة بحدود ونهايته اليومي حدد كما الشمس، بغروب نهايته وحد الثاني، الفجر بطلوع

رؤية وهو أحد، كل يعرفه واضح بحد الشهر صوم بداية دين ديننا وهكذا يوما، ثالثين شعبان عدة إكمال أو الهالل، حرج{ ]الحج من الدين في عليكم }وما والسهولة اليسر

عباده على الله من تخفيف وهذا والمنة، الحمد [ فلله78 فقد أطول، فترة الصيام تمديد قبل من الحال عليه كان عما

قال: البراء عن البخاري روى الرجل كان إذا وسلم عليه الله صلى محمد أصحاب كان

وال ليلته يأكل لم يفطر أن قبل فنام اإلفطار فحضر صائما كان األنصاري صرمة بن قيس وأن يمسي، حتى يومه

وكان بالنهار النخيل في يعمل كات رواية وفي صائما، لها: أعندك فقال امرأته أتى اإلفطار حضر فلما صائما، يومه وكان لك، فأطلب أنطلق ولكن له: ال قالت طعام، لك قالت: خيبة رأته فلما امرأته فجاءته عيناه فغلبته يعمل، صلى للنبي ذلك فذكر عليه غشي النهار انتصف فلما أنمت؟

الصيام ليلة لكم اآلية: }أحل هذه فنزلت وسلم، عليه الله شديدا، فرحا [ ففرحوا187 نسائكم{ ]البقرة إلى الرفث

من األبيض الخيط لكم يتبين حتى واشربوا ونزلت: }وكلوا البخاري [ ]أخرجه187 الفجر{ ]البقرة من األسود الخيط

[.1915 رقم رمضان صوم نزل قال: لما البراء عن أيضا البخاري وفي يختانون رجال وكان كله، رمضان النساء يقربون ال كانوا

تختانون كنتم أنكم الله تعالى: }علم الله فأنزل أنفسهم، [،187 عنكم{ ]البقرة وعفا عليكم الله فتاب أنفسكم[.4508 رقم البخاري ]أخرجه

(1/12)

بالمباشرة أنفسكم تخونون أي بمعنى، واختان خان يقال حصل، مما توبتكم قبل أي عليكم فتاب الصوم، ليالي في

لكم فأباح لكم ويسر عليم وسهل يؤاخذكم عنكم: فلم وعفا طلوع إلى الشمس غروب من والشراب والطعام النساء هذه عن باالمتناع الصائم يبدأ ذلك وعند الثاني، الفجر

الشمس، غروب إلى للصائم يجوز ال مما وغيرها األشياء [187 الليل{ ]البقرة إلى الصيام أتموا تعالى: }ثم لقوله

فإنه قبلها ما جنس من ليس بعدها ما كان إذا و}إلى{ غاية ينتهي فالصوم النهار جنس من ليس والليل فيه، يدخل ال

الله صلى النبي قال كما الشمس بغروب الليل بداية عند ههنا من الليل وأدبر ههنا من الليل أقبل وسلم: "إذا عليه

رقم البخاري الصائم" ]أخرجه أفطر فقد الشمس وغربت[.1100 رقم ومسلم1954 السحور في الشرعي الوجه يخالفون الناس وبعض

الليل، يسهرون منهم كثير أو الناس من فطائفة واإلفطار ثم الفجر، قبل تسحروا النوم وأرادوا الليل آخر كان فإذا

فيرتكبون الجماعة، مع وقتها في الفجر صالة وتركوا نامواأخطاء: عدة

الصيام. وقت قبل صاموا أوال: أنهمالجماعة. مع الفجر صالة ثانيا: يتركون

بعدما إال يصلونها فال وقتها عن الصالة ثالثا: يؤخرون عن اإلفطار يؤخرون والمبتدعة الظهر، عند ولو يستيقظون

النجوم. اشتباك عند إال يفطرون وال الشمس غروب األمور وشر وسلم عليه الله صلى محمد هدي الهدي وخير

ضاللة. بدعة وكل محدثاتها البدعة ومجانبة بالسنة التمسك يرزقنا أن الله نسأل

محمد. على الله وصلى وأهلها،الصيام في النية حكم بيان السادس: في الدرس والسالم والصالة والخفيات، الضمائر على المطلع لله الحمد آله وعلى بالنيات"، األعمال القائل: "إنما نبينا على

بعد: والكرامات.. أما المناقب ذوي وأصحابه

(1/13)

لصحته، شرط وهي منها، بد ال الصوم في النية أن اعلموا عليه الله صلى لقوله العبادات كل لصحة شرط أنها كما

نوى" وذلك ما امرئ لكل وإنما بالنيات األعمال وسلم: "إنما من أو رمضان من يصوم أنه الصوم بداية عند يعتقد بأن

كفارة. أو نذرا يصوم أنه أو قضائه كان سواء الليل من بأنواعه الواجب الصوم لهذا النية ووقت

بإسناده الدارقطني روى لما آخره، أو وسطه أو أوله من قبل الصيام يبيت لم مرفوعا: "من عائشة عن عمرة عن

/2 سننه في الدارقطني له" ]أخرجه صيام فال الفجر طلوع وقال: إسناده4/202 الكبرى سننه في والبيهقي172ثقات[. كلهم أنه وسلم عليه الله صلى النبي عن حفصة عن عمر ابن وعن

له" وفي صيام فال الفجر قبل الصيام يبيت لم قال: "من صيام فال الليل من "الصيام يجمع" أي: يعزم لم "ومن لفظ

2454 رقم داود وأبو287 / 6 المسند في أحمد له" ]أخرجه فإذا الصوم فيه يجب النهار جميع [ وألن730 رقم والترمذي

جميع صوم يصح لم النية فيه توجد لم النهار من جزء فاتالماضي. على تنعطف ال النية ألن اليوم بها، التلفظ يجوز وال القلب محلها العبادات جميع في والنية

أصحابه عن وال عليه الله صلى النبي عن يرد لم ذلك ألن وغير أصلي أن نويت أصوم، أن يقولون: نويت كانوا أنهم األكل النية في ويكفي محدثة، بدعة بها فالتلفظ ذلك،

الصوم. بنية والشرب حين الله: "هو رحمه تيمية ابن الدين تقي الشيخ قال

عشاء بين يفرق ولهذا الصوم يريد من عشاء يتعشى يتعشى علم من أيضا: "كل وقال رمضان"، ليالي وعشاء العيد ليلة عامة فعل وهو نوى فقد صومه يريد وهو رمضان من غدا أن

المسلمين" انتهى. يوجد ال أن بشرط النهار من بنية يصح فإنه النفل صوم وأما

وغيره، أكل من ونيته الفجر طلوع بين فيما للصوم مناف الله صلى النبي علي� "دخل عنها الله رضي عائشة لقول قال شيء؟" فقلنا: ال، من عندكم "هل فقال يوم ذات عليه

� "فإني مسلم ]أخرجه البخاري، إال الجماعة صائم" رواه إذا[.1154 رقم

(1/14)

ودل ذلك، قبل الصيام نوى يكن لم أنه على لألكل طلبه فدل على فدل النهار، من النية ابتداء صائم" على إذا "فإني قوله لحديث: مخصصا ذلك فيكون النهار من النفل صوم نية صحة ورد له" وما صيام فال الفجر طلوع قبل الصيام يبيت لم "من

أن بشرط وذلك النفل، دون بالفرض خاص ذلك بأن بمعناهالدليل. مقتضى على اقتصارا يفطره ما النية قبل يفعل ال

فيجزئ النفل الله: "وأما رحمه تيمية ابن اإلسالم شيخ قال وسلم: عليه الله صلى قوله عليه دل كما النهار من بنية

� "إني الصالة أن كما الفرض، من أوسع والتطوع صائم"، إذا على واالستقرار كالقيام األركان من فيها يجب المكتوبة

الماشي[ ومن الراحلة على يصح فإنه النفل ]بخالف األرض طرق عباده على الله من توسيعا التطوع في يجب ال ما

أنواع من أوسع دائما التطوعات أنواع فإن التطوع،األقوال" انتهى. أوسط وهذا المفروضات

الصحابة من جماعة عن مروية النهار من التطوع نية وصحة وأبو طلحة أبو وفعله وحذيفة، مسعود وابن معاذ منهم

أعلم. وغيرهم.. والله عباس وابن هريرة محمد نبينا على والسالم والصالة العالمين، رب لله والحمد

وصحبه. وآلهرمضان صوم عليه يجب من بيان السابع: في الدرس على والسالم والصالة فيسر، شرع العالمين رب لله الحمد

ر محمد نبينا أما الغرر، السادة وأصحابه آله وعلى وأنذر، بش�بعد:

أعظم من رمضان صيام أن وإياكم الله وفقني اعلموا كتب آمنوا الذين أيها تعالى: }يا الله قال اإلسالم، فرائض منكم شهد }فمن قوله [ إلى183الصيام{ ]البقرة عليكم عليه الله صلى النبي وقال [،185 فليصمه{ ]البقرة الشهر

الله إال إله ال أن خمس: شهادة على اإلسالم وسلم: "بني وصوم الزكاة، وإيتاء الصالة وإقام الله، رسول محمد وأن

عليه سبيال" متفق إليه استطاع من البيت وحج رمضان،[.16 رقم ومسلم8 رقم البخاري ]أخرجه

يدل والحديث فرض، الصيام أن على تدل الكريمة فاآليةاإلسالم. أركان أحد أنه على

(1/15)

إجماعا رمضان صيام وجوب على المسلمون أجمع وقد اإلسالم، دين عن مرتد فهو وجوبه جحد فمن قطعيا،

كل على رمضان صوم ويجب قتل، وإال تاب فإن يستتاب فقط، منه بقي ما صام الشهر أثناء في أسلم ومن مسلم

على الصوم ويجب الشهر، أول من مضى ما قضاء يلزمه وال منه ويصح الصيام عليه يجب فال المميز الصغير أما البالغ

ه أمره لولي وينبغي تطوعا، Wليعتاده يطيقه كان إذا به أمر لقوله يفيق، حتى مجنون على الصوم يجب وال عليه، وينشأفع عليه الله صلى Wأبو ثالثة" ]أخرجه عن القلم وسلم: "ر رقم والنسائي2041 رقم ماجة وابن4398 رقم داود

وقال ،59/ 2 المستدرك في والحاكم ،100/ 6 وأحمد3432 منهم: [ وذكر الذهبي ووافقه مسلم شرط على صحيح

يفيق". حتى "المجنون مقيما صحيحا كان فإن البالغ المسلم على يجب إذا فالصوم

وكذا قضاء، عليه وجب مريضا كان وإن أداء�، عليه وجب كان وإن قضاء، الصيام عليهما يجب والنفساء الحائضير مسافرا صحيحا Wفطر أو أداء الصيام بين خWقضاء�، ويصوم ي

أسلم لو كما الصيام لوجوب أهال النهار أثناء في صار ومن شفي أو أوالنفساء، الحائض طهرت أو الصبي بلغ أو الكافر

البينة قامت أو المجنون، أفاق أو المسافر قدم أو المريض يلزمه هؤالء من كال فإن النهار، أثناء في الشهر دخول على

يأتوا لم رمضان من يوم ألنه ويقضونه اليوم، بقية اإلمساك باإلمساك أمروا وإنما قضاؤه، فلزمهم تام صحيح بصوم فيهللوقت. احتراما اليوم بقية في

(1/16)

يصححه، وما بدينه يهتم أن المسلم على يجب أنه واعلموا هذه الصيام، ومنها عليها، بني التي اإلسالم أركان سيما وال

عام، كل واحدة مرة المسلم حياة في تتكرر العظيمة العبادة كل في العبد يلزم ما منها لإلسالم الخمسة األركان هذه ألن

الشهادتان: شهادة وهو أبدا، عنه يتخلى ال حياته من لحظة في يتكرر ما ومنها الله، رسول محمدا وأن الله إال إله ال أن

الصلوات وهو مرات خمس وليلة يوم كل المسلم حياة الزكاة وهو سنة كل المسلم على يتكرر ما ومنها الخمس، وهو عمره في واحدة مرة المسلم يلزم ما ومنها والصيام،

� إليه استطاع ]إذا الحج بهذه مرتبط فالمسلم سبيال[ وإذا حسب وسنويا يوميا عليه وتكررها وثيقا، ارتباطا األركان هذه ثم عليه، تشق وال أداءها يستطيع وبحيث أهميتها كالشهادتين محض بدني هو ما منها العظيمة األركان

ومنها الزكاة وهو محض مالي هو ما ومنها والصيام والصالة النية توفر من جميعها في بد وال كالحج، ومالي بدني هو ما

األعمال وسلم: "إنما عليه الله صلى لقوله لله الخاصة 1 رقم البخاري نوى" ]أخرجه ما امرئ لكل وإنما بالنيات[.1907 رقم ومسلم

النبي به جاء لما المطابق المشروع الوجه على تؤدى وأن ليس عمال عمل الحديث: "من في كما وسلم عليه الله صلى كتاب في تعليقا البخاري رد" ] أخرجه فهو أمرنا عليه

ومسلم البيع، ذلك يجوز قال: ال ومن النجش، باب البيوع، يهتم أن المسلم على فواجب [،146/ 6 وأحمد ،1718 رقم

المحدد وقته في منها ركن بكل فيأتي اإلسالم بأركانالله. رسول سنة على صوابا لله خالصا أعمالنا وسائر صيامنا يجعل أن وعال جل الله أسأل وختاما عبادته، وحسن وشكره ذكره على يعيننا وأن مقبولة، خالصةمحمد. نبينا على الله وصلى شهر في الصيام بترك يعذر من بيان الثامن: في الدرس

عليه؟ يجب وما رمضان؟

(1/17)

ر شرع العالمين، رب لله الحمد في عليكم جعل }وما فيس� نبينا على والسالم [ والصالة78 حرج{ ]الحج من الدين أما بإحسان، تبعهم ومن القرون، خير وصحبه وآله محمدبعد: وما رمضان شهر في اإلفطار لهم يجوز الذين نبين فإننا كتب آمنوا الذين أيها تعالى: }يا الله قال عليهم، يجب

* تتقون لعلكم قبلكم من الذين على كتب كما الصيام عليكم من فعدة سفر على أو مريضا منكم كان فمن معدودات أياما اآليتين هاتين [ في185 الذين{ ]البقرة وعلى أخر، أيام

من خال عاقل، مسلم كل على الصيام وجوب الكريمتين شهر في أداء الصيام فيلزمه رمضان، شهر أدرك الموانع، من لعذر أداء� الصيام من يتمكن لم إن قضاء� أو رمضان لهم يرخص الذين األعذار هذه وأصحاب الشرعية، األعذار

هم: اإلفطار في يفطر أن له فيستحب الصيام عليه يشق الذي المريض ـ1

أو برؤه يؤخر أو يضره الصوم كان إذا وذلك بالرخصة، أخذاالمرض. عليه يضاعف

أو سفر في وهو رمضان شهر عليه حل الذي المسافر ـ2

� كيلو ثمانين مسافته تبلغ الشهر أثناء في سفرا أنشأ مترا األقدام على الناس يقطعها كان التي المسافة وهي فأكثر، المسافر فهذا قاصدين، يومين مدة في األحمال وسير

أخذا يشق، لم أو الصيام عليه شق سواء يفطر أن له يستحب� سفره كان وسواء بالرخصة، كسائق مستمرا أو طارئا

البلدان، بين سفر في وقته غالب يكون الذي األجرة سيارة قدم وإذا إقامته، وقت في ويصوم سفره في يفطر فهذا

بقية اإلمساك عليه وجب النهار أثناء بلده إلى المسافر سفره أثناء في المسافر نوى وإن سبق، كما ويقضيه اليوم الصالة وإتمام الصوم يلزمه فإنه أيام أربعة على تزيد إقامة سواء حقه، في السفر أحكام النقطاع المقيمين، من كغيره إقامة نوى وإن ذلك، غير أو لتجارة أو لدراسة إقامته كانت تنقضي متى يدري ال حاجة لقضاء أقام أو فأقل، أيام أربعة

حقه. في السفر انقطاع لعدم اإلفطار فله

(1/18)

الحيض مدة الصوم عليهما يحرم والنفساء، الحائض ـ3 عنها الله رضي عائشة عن الصحيحين في لما والنفاس،

فقالت: امرأة سألتها الصوم" ]لما بقضاء نؤمر قالت: "كنا فقالت الصالة؟ تقضي وال الصوم تقضي الحائض بال ما

" الصالة بقضاء نؤمر وال الصوم بقضاء نؤمر عائشة: "كنا ويحرم [،335/69 رقم ومسلم ،321 رقم البخاري أخرجه

باإلجماع. الحيض وقت في تصوم أن الحائض على وإجماع بالسنة الله: ثبت رحمه تيمية ابن اإلسالم شيخ قال

أو الحيض مع يحل فال الصوم، ينافي الحيض أن المسلمينالنفاس.

وفق قال: وهو منها، يصح لم حاله منهن فعلته ومن فصيامها شيء، كل في بالعدل جاء الشرع فإن القياس،

وخروج وضعفها، بدنها نقصان يوجب الدم خروج وقت أوقات غير في تصوم أن فأمرت االعتدال، عن صومها الدم فيه يخرج ال معتدال، صوما ذلك صومها فيكون الحيض

ومن المستحاضة، بخالف مادته هو الذي البدن يقوي الذي يجعل فلم منه االحتراز يمكن وقت له ليس مما القيء ذرعه

للصوم. منافيا عن معه ويعجز برؤه يرجى ال مزمنا مرضا والمريض ـ4

يوم كل عن ويطعم يفطر فهذا مستمرا، عجزا الصيامقضاء. عليه وليس وغيره البر من صاع نصف بمقدار مسكينا

يفطر فهذا الصوم يستطيع ال الذي والهرم والكبير ـ5 عقله كان ]إذا عليه قضاء وال مسكينا يوم كل عن ويطعم

عليه[. شيء فال فكر وال عقل عنده يكن لم إذا أما باقيا على أو نفسيهما على خافتا إذا والمرضع الحامل ـ6

قدر وتقضي تفطر منهما كال فإن الصيام، ضرر من ولديهما ولدها على خوفا إفطارها كان وإن أفطرتها، التي األيام يوم، كل عن مسكين إطعام القضاء مع أضافت فقط

الهرم والكبير المزمن المريض إفطار على والدليل يطيقونه الذين تعالى: }وعلى قوله والمرضع والحامل

عباس ابن فسرها [ كما184مسكين{ ]البقرة طعام فديةأعلم. والله بذلك، عنهما الله رضي

محمد. نبينا على وسلم الله وصلىالصيام فضائل بيان التاسع: في الدرس

(1/19)

ما لعباده شرع والظاهرة، الباطنة نعمه على لله الحمد والسالم والصالة واآلخرة، الدنيا في ويسعدهم يصلحهم

اتبع ومن الزاهرة، الهدى نجوم وصحبه وآله محمد نبينا علىبعد: أما الطاهرة، بسنته وتمسك هديه المبارك الشهر هذا بفضيلة المسلمون.. نذكركم أيها

وأن الصالح بالعمل أوقاته الغتنام يوفقنا أن الله ونسألمجيب. سميع إنه خطايانا لنا ويغفر منا، يتقبل

النبي عن عنه، الله رضي هريرة أبي عن الشيخان روى فقد الحسنة له آدم ابن عمل قال: "كل وسلم عليه الله صلى تعالى: إال الله قال ضعف، سبعمائة إلى أمثالها بعشر

وشرابه وطعامه شهوته ترك به، أجزي وأنا لي فإنه الصيام عند وفرحة فطره عند فرحتان: فرحة للصائم أجلي، من

ريح من أطيب الله عند الصائم فم ولخلوف ربه، لقاء رقم ومسلم1904 ،1894 رقم البخاري المسك" ]أخرجه

ومزايا فضائل جملة على يدل الشريف الحديث [ فهذا1151منها: األعمال سائر بين من للصيام

األخرى، األعمال مضاعفة عن تختلف مضاعفته أن األخرى األعمال بينما بعدد، تنحصر ال الصيام فمضاعفة

ضعف. سبعمائة إلى أمثالها بعشر الحسنة تضاعف من غيره في منه أكثر الصيام في اإلخالص أن ومنها

أجلي". من وشرابه وطعامه شهوته لقوله: "ترك األعمال األعمال، سائر بين من لنفسه الصيام اختص الله أن ومنها

أجزي وأنا لي لقوله: "الصوم الصائم جزاء يتولى الذي وهوبه".

عند فرح واآلخرة، الدنيا في للصائم الفرح ومنها: حصول من له الله أعد بما اآلخرة وفرح له، الله أباح بما فطره بطاعة فرح ألنه المحمود الفرح من وهذا العظيم، الثواب

فبذلك وبرحمته الله بفضل تعالى: }قل قال كما الله[.85 فليفرحوا{ ]يونس

تغير وهي الله عند محبوبة آثار من الصيام يتركه ومنها: ما عن نشأت آثار وهي الصيام، بسبب الصائم فم رائحة

الصائم فم "ولخلوف تعالى الله عند محبوبة فصارت الطاعةالمسك". ريح من الله عند أطيب

(1/20)

من بباب الصائمين اختص الله الصيام: أن فضائل ومن في كما لهم إكراما غيرهم منه يدخل ال الجنة أبواب

صلى النبي أن عنه الله رضي سعد بن سهل عن الصحيحين الريان له يقال بابا الجنة في قال: "إن وسلم عليه الله

غيرهم، أحد منه يدخل ال القيامة، يوم الصائمون منه يدخل أغلق دخلوا فإذا فيدخلون فيقومون الصائمون؟ أين يقال[.1152 ومسلم1896 البخاري أحد" ]أخرجه منه يدخل فلم اآلثام من يؤذيه مما صاحبه يقي الصيام: أنه فضائل ومن

في ورد كما النار، عذاب ومن الضارة، الشهوات من ويحميهن�ة الصيام أن األحاديث Wالمشددة والنون الجيم بضم ـ ج األخطار. هذه من حصين ستر أي ـ المفتوحة

أخرج فقد مستجاب الصائم دعاء الصيام: أن فضائل ومن وسلم عليه الله صلى أنه عمر ابن عن والحاكم ماجة ابن

ماجة ابن ترد" ]أخرجه ال دعوة فطره عند للصائم قال: "إن الله قال وقد [،1/422 المستدرك في والحاكم1753 رقم

فإني عني عبادي سألك الصيام: }وإذا آيات أثناء في تعالى [ ليرغب186 دعان{ ]البقرة إذا الداع دعوة أجيب قريب

الدعاء. بكثرة الصائم روى كما عبادة الصائم أعمال كل يجعل فضائله: أنه ومن

مرفوعا: "صمت عمر ابن عن والبيهقي الطيالسي داود أبو وعمله مستجاب ودعاؤه عبادة ونومه تسبيح الصائم

3576 الفردوس مسند في الديلمي مضاعف" ]أخرجه في منده بن زكريا أبي إلى وعزاه العمال كنز في والهندي

[.23602 رقم أماليه

الترمذي أخرج فقد الصبر، من جزء الصيام: أنه فضائل ومن نصف قال: "الصيام وسلم عليه الله صلى أنه ماجه وابن

7 االيمان شعب في والبهقي ،260/ 4 أحمد الصبر" ]أخرجه الله أخبر [ وقد1745 رقم ماجة وابن ،3297 رقم177/

حساب. بغير أجورهم يوفون الصابرين أن وتعالى سبحانه

(1/21)

البدن صحة يسبب أنه الطبية وفوائده الصوم فضائل ومن تصحوا" وسلم: "صوموا عليه الله صلى النبي عن روي كما

رقم العمال كنز في الهندي ]ذكره نعيم وأبو السني رواه الحافظ وقال نعيم وأبي السني ابن إلى وعزاه32605

في الطبراني رواه ،75 / 3 اإلحياء تخريج في العراقي هريرة أبي خديث من النبوي الطب في نعيم وأبو األوسط

الصوم ألن وذلك موضوع[، الصاغاني وقال ضعيف، بسند تخليط من ويحمي والباطنة، الظاهرة األعضاء يحفظ

ال كثيرة فوائد وللصيام هذا لألمراض، الجالب المطاعم وفي بعضها، على التنبيه الغرض ولكن استيفاؤها، يمكننا

الله. شاء إن كفاية القدر هذا لله والحمد وصحبه، وآله محمد نبينا على وسلم الله وصلى

العالمين. ربالصيام فوائد بيان العاشر: في الدرس محمد نبينا على والسالم والصالة العالمين، رب لله الحمد إلى بإحسان لهم والتابعين وصحبه آله وعلى النبيين، خاتمبعد: أما الدين، يوم تطهير في آثارا وأعظمها العبادات أنفع من الصيام فإن

أعظمها: من عظيمة، فوائد وله األخالق، وتهذيب النفوس

(1/22)

عن الجوارح وكف القلوب في الله تقوى لزرع سبب أنه عليكم كتب آمنوا الذين أيها تعالى: }يا الله قال المحرمات،

تتقون{ لعلكم قبلكم من الذين على كتب كما الصيام الصيام شرع أنه اآلية هذه في سبحانه [ فبين183 ]البقرة خصال لكل جامعة كلمة والتقوى التقوى، لهم ليوفر لعباده عديدة، وثمرات كثيرة خيرات بالتقوى الله علق وقد الخير، العلم أهل فسرها وقد ألهميتها، كتابه في ذكرها وكرر

من وخوفا لثوابه رجاء مناهيه، وترك الله، أوامر بأنها: فعل القرطبي اإلمام تتقون{ قال تعالى: }لعلكم وقوله عقابه، و)تتقون( تتركون حقهم، في الله: )لعل( ترج� رحمه

وكلما الشهوة، ضعفت األكل قل كلما فإنه المعاصي، ألن العموم، على وقيل: هو المعاصي، قلت الشهوة ضعفتنة والسالم: "الصيام الصالة عليه قال كما هو الصيام Wج

رقم ( والنسائي4/22 )402 ،2/257 احمد ووجاء" ]أخرجهالكبير) في والطبراني1639 رقم ماجة وابن2229 ،2227

يميت ألنه تقوى وسبب ([،7608 رقم158 ـ8/157بمعناه. الشهوات. انتهى

والتحمل الصبر اإلنسان يعود الصيام: أنه فوائد ومنل�د�، عن شهواته ومفارقة مألوفه ترك على يحمله ألنه والج� ألف الذي للعاصي قوة يعطي وهو واختيار، طواعية

عملية تربية يربيه فهو عنها، واالبتعاد تركها على المعاصي المدخن فمثال نهائيا، يتركها حتى ونسيانها عنها الصبر على تركها عليه وصعب التدخين عادة عليه سيطرت الذي

والمادة السيئة العادة هذه ترك الصيام بواسطة يستطيعالمعاصي. سائر وكذلك سهولة بكل الخبيثة

على التغلب من اإلنسان يمك�ن الصيام: أنه فوائد ومن تغالب اإلفطار وقت في كانت فإنها بالسوء، األمارة نفسه

جاء فلما المحرمة، الشهوات تناول إلى وتنزع صاحبها إلى وقيادتها نفسه زمام إمساك من اإلنسان تمكن الصيامالحق. الطاعات، فعل الصائم على يسهل الصيام: أنه فوائد ومن التي الطاعات فعل إلى الصائمين تسابق من ظاهر وذلك وقت غير في عليهم وتثقل عنها يتكاسلون كانوا ربما

الصيام.

(1/23)

عز ـ الله لذكر ويلينه القلب يرقق الصيام: أنه فوائد ومنالشواغل. عنه ويقطع ـ وجل محبة العبد قلب في يحدث ربما الصيام: أنه فوائد ومن

منطلقا فيكون مستمرة، بصفة للمعاصي وبغضا للطاعاتالحياة. في وسلوكه اإلنسان مفاهيم تصحيح إلى

محمد نبينا على وسلم الله وصلى العالمين، رب لله والحمدوصحبه. آله وعلى

الصيام آداب بيان عشر: في الحادي الدرس

ال الذي محمد نبينا على والسالم والصالة وحده لله الحمدبعد: أما وصحبه، آله وعلى بعده، نبي

في المسلم يصوم أن المهمة الصيام آداب من أن اعلموا عنه، يتأخر وال عليه يتقدم فال شرعا، للصوم المحدد الوقت

على نهايته بعد يصوم وال الشهر بداية ثبوت قبل يصوم فال الهالل رأيتم وسلم: "إذا عليه الله صلى قال منه، أنه

]أخرجه عليه فأفطروا" متفق رأيتموه وإذا فصوموا عليه وقال [،1080/8 رقم ومسلم ،1900 رقم البخاري تفطروا وال الهالل، تروا حتى تصوموا والسالم: "ال الصالة

رقم البخاري ]أخرجه والنسائي أحمد تروه" رواه حتى [.1080/3 رقم ومسلم ،1906 البداية في رؤيته عند بالصيام األمر األول الحديث ففي

الصيام محل أن ذلك ومعنى النهاية، في رؤيته عند واإلفطارفقط. الهاللين بين ما

الهالل، رؤية قبل الصيام عن الثاني: النهي الحديث وفي عن الصريح النهي جاء وقد رؤيته، قبل اإلفطار عن والنهي

ما على زيادة ذلك ألن منه، أنه نية على بصيام الشهر تقدم وابن والنسائي الترمذي روى فقد وجل، عز الله شرعه عنهما: "ال الله رضي عباس ابن عن حبان وابن ماجة

وقال:687 رقم الترمذي رمضان" ]أخرجه قبل تصوموا عنه: داود أبو وروى [، صحيح حسن حديث عباس ابن حديث

أحمد يومين" ]أخرجه وال يوم بصيام الشهر تقدموا "ال رقم والترمذي ،1690 رقم والدارمي ،226 ،1/158

[.1912 رقم خزيمة وابن688

(1/24)

عمار: "من وقال الشك، يوم صوم عن النهي ورد ولهذا الله صلى القاسم أبا عصى فقد فيه يشك الذي اليوم صام وقال: وصححه، والترمذي داود أبو وسلم" رواه عليه

رقم داود أبو ]أخرجه العلم أهل أكثر عند عليه والعمل وابن ،2190 رقم والنسائي ،686 رقم والترمذي ،2334صحيح[. الترمذي: حسن وقال ،1645 رقم ماجة األصل الله: "ألن رحمه تيمية ابن اإلسالم شيخ وقال

نهى وقد بيوم، لرمضان تقدم فصومه الهالل عدم والظاهرعنه. وسلم عليه الله صلى النبي

فإن غيره، على منها القول هذا على أدل الشريعة وأصول يستحب بل يستحب، وال فعله يجب ال وجوبه في المشكوك

ولم االحتياط، الشريعة أصول تحرم فلم احتياطا، فعله تركالشك" انتهى. بمجرد توجبه على نعتمد أن إلى يدعون الذين دعوة بطالن نعلم هذا ومن

يدعوننا بذلك ألنهم وإفطارنا، صومنا في الفلكي الحساب بيوم رمضان فنتقدم الهالل رؤية قبل ونفطر نصوم أن إلى

المحاذير. من ذلك غير إلى الشك يوم ونصوم يومين أو الفجر طلوع يخش لم إن السحور تأخير الصيام آداب ومن

النبي مع عنه: "تسحرنا الله رضي ثابت بن زيد لقول الثاني كان كم قلت الصالة، إلى قمنا ثم وسلم عليه الله صلى

البخاري ]أخرجه عليه آية" متفق خمسين قدر قال بينهما، ذر: "ال أبي حديث وفي [،1097 رقم ومسلم1921 رقم الفطور" ]أخرجه وعجلوا السحور أخروا ما بخير أمتي تزال [،1/140 اآلثار معاني شرح في والطحاوي ،5/172 أحمد يقول: }وكلوا تعالى والله الصيام، على أقوى ذلك وألن

األسود الخيط من األبيض الخيط لكم يتبين حتى واشربوا وبياض الليل سواد به [ والمراد187 الفجر{ ]البقرة من

فإذا الليل، معظم يسهرون اليوم الناس وبعض النهار، فهؤالء الفجر، صالة وتركوا وناموا تسحروا النوم أرادوا يبالون وال الفجر صالة وتركوا الصيام وقت قبل صاموا وصيامهم دينهم نحو هؤالء عند شعور فأي الله، بأوامر

تهوى. ما أنفسهم يعطون ماداموا يبالون ال إنهم وصالتهم

(1/25)

الشمس غروب تحقق إذا الفطر الصيام: تعجيل آداب ومن عجلوا ما بخير الناس يزال وسلم: "ال عليه الله صلى لقوله

ومسلم ،1957 رقم البخاري ] أخرجه عليه الفطر" متفق بخير وهم معظما األمة هذه أمر يزال ال [ أي1098 رقم

السنة. هذه على محافظين ماداموا فعلى يجد لم فإن رطب، على يفطر الصيام: أن آداب ومن رطبات على يفطر "كان وسلم عليه الله صلى ألنه تمر، تكن لم فإن تمرات، فعلى تكن لم فإن يصلي، أن قبل

والترمذي داود أبو ماء" رواه من حسوات حسا تمرات في وأحمد ،543 رقم والترمذي ،3256 رقم أبوداود ]أخرجه وقال ،1/432 المستدرك في والحاكم ،3/164 المسند

وال الذهبي[، عنه وسكت مسلم، شرط على الحاكم: صحيح األطعمة أنواع من اإلفطار عند يقدم بما المبالغة ينبغي

مع الصالة عن ويشغل السنة، يخالف هذا ألن واألشربة،

الجماعة.محمد. نبينا على وسلم الله وصلىالصائم حق في يحرم ما بيان عشر: في الثاني الدرس نبينا على والسالم والصالة وإحسانه، فضله على لله الحمد اهتدى ومن وصحبه آله وعلى رضوانه، إلى الداعي محمدبعد: أما الدين، يوم إلى بسنته وتمسك بهداه

ليكون بها، والتخلق مراعاتها تجب آدابا للصوم أن اعلموا فوائده، عليه لتترتب المشروع الوجه على متمشيا الصوم

بدون صاحبه على تعبا يكون وال منه المقصود ويحصل صائم وسلم: "رب عليه الله صلى النبي قال كما فائدة،

،1690 رقم ماجة ابن الجوع" ]أخرجه إال صيامه من له ليس ،373/ 2 وأحمد ،3249 رقم الكبرى سننه في والنسائي

الكبرى سننه في والبيهقي1/431 المستدرك في والحاكم ولم البخاري شرط على الحاكم: صحيح وقال ،27/ 4

الطعام ترك مجرد الصوم فليس الذهبي[، ووافقه يخرجاه، األقوال من ينبغي ال ما ترك ذلك مع ولكنه فقط، والشرابأوالمكروهة. المحرمة واألفعال

(1/26)

والشراب، الطعام ترك الصيام السلف: أهون بعض قال بعد إال المباحة الشهوات بترك الله إلى التقرب يتم ال فإنه

والمسلم حال، كل في عليه الله حرم ما بترك إليه التقرب في أنه إال وقت كل في الحرام ترك عليه واجبا كان وإن

الصيام وقت غير في الحرام يفعل فالذي آكد، الصيام وقت مع فإنه الصيام وقت في فعله وإذا العقوبة، ويستحق يأثم أو بالنقص صيامه على ذلك يؤثر العقوبة واستحقاق اإلثم

الشراب عن بطنه صام من هو حقيقة الصائم البطالن، عن لسانه وصام اآلثام، عن جوارحه وصامت والطعام األغاني استماع عن سمعه وصام الكالم، ورديء الفحش

بصره وصام والنمام، المغتاب وكالم والمزامير والمعازفالحرام. إلى النظر عن الزور قول يدع لم وسلم: "من عليه الله صلى النبي قال

وشرابه" رواه طعامه يدع أن في حاجة لله فليس به والعمل[.1903 رقم البخاري ]أخرجه البخاري

لما والشتم، والنميمة الغيبة يجتنب أن الصائم على يجب إنه النبي أن ـ عنه الله رضي ـ هريرة أبي عن الشيخان روى فال أحدكم صوم يوم كان قال: "إذا وسلم عليه الله صلى

إني فليقل شاتمه أو قاتله امرؤ فإن يجهل، وال يرفث[.1151 رقم ومسلم ،1894 رقم البخاري صائم" ]أخرجه

مرفوعا: ـ عنه الله رضي ـ هريرة أبي عن الصحيحين وفي يفسق وال يرفث فال أحدكم صوم يوم كان فإذا جنة "الصيام

صائم" ]أخرجه امرؤ إني فليقل أحد سابه فإن يجهل، وال[.1151/163 رقم ومسلم ،1904 رقم البخاري

سالح يصيبه أن يمنعه و صاحبه يستر ما الجيم، والجنة: بضم التي المعاصي في الوقوع من صاحبه يحفظ فالصيام غيره،

واآلجل. العاجل العذاب عاقبتها

(1/27)

أحمد اإلمام وروى الكالم، ورديء الفحش والرفث: هو الصيام وسلم: "إن عليه الله صلى النبي إلى مرفوعا وغيره

غيبة" أو قال: "بكذب يخرقها؟ بم يخرقها" قيل لم ما جنة ،2231 رقم167 / 4 النسائي منه األولى الفقرة ]أخرج /2 المسند في يعلى وأبو ،196 ،195/ 1 المسند في وأحمد

،3294 رقم173/ 7 الشعب في والبيهقي ،878 رقم181[.3370 رقم7/249

فيه، تؤثر أي الصيام، تخرق الغيبة أن على دليل هذا ففين�ة Wإذا الصيام فكذلك صاحبها، تنفع لم انخرقت إذا والج صاحبه. ينفع لم انخرق

"ذكرك هي وسلم عليه الله صلى الرسول بينها كما والغيبة رقم وأبوداود ،2589 رقم مسلم يكره" ]أخرجه بما أخاك

[.1934 رقم والترمذي ،4874 أحمد: "أن اإلمام مسند في كما الصائم تفطر أنها وجاء

وسلم عليه الله صلى الله رسول عهد في صامتا امرأتين عليه الله صلى للنبي ذلك فذكر العطش، من تموتا أن فكادتا أن فأمرهما فدعاهما له ذكرتا ثم عنهما، فأعرض وسلم

قدح ملء فقاءتا بطونهما، في تستفرغاما أي يستقيئا، عليه الله صلى النبي فقال عبيطا، ولحما صديدا ودما قيحا

ما على وأفطرتا لهما، الله حل عما صامتا هاتين وسلم: "إن تأكالن فجعلتا األخرى إلى إحداهما جلست عليهما، الله حرم من حصل [ وما5/431 أحمد الناس" ]أخرجه لحوم من

الخبيثة المواد هذه تقيؤ من الرسول عند المرأتين هاتين المعجزات من رسوله يد على الله أجراه مما هو الكريهة تعالى: الله قال وقد قبيحة، آثار من للغيبة ما للناس ليتبين

أخيه لحم يأكل أن أحدكم أيحب بعضا بعضكم يغتب }وال

[.12 ميتا{ ]الحجرات تفطير وهو الصائم، تفط�ر الغيبة أن على الحديث دل وقد

الجمهور. عند الثواب بطالن معناه معنوي،وصحبه. وآله محمد نبينا على الله وصلىللصائم يكره ما بيان عشر: في الثالث الدرس سائر بين من لنفسه الصيام اختص العالمين رب لله الحمد

خير وصحبه وآله محمد نبينا على والسالم والصالة األعمال،بعد: أما وآل، صحب

(1/28)

يعكر أن به يليق ال عظيمة عبادة في الصائم أن اعلموا المناسبة، غير واألفعال األقوال من بها يخل بما صفوها

به قصد إذا نومه حالة في حتى صائما دام ما عبادة في ألنه فال عبادة يكون نومه فإن الليل وصالة الصيام على التقوي ولهذا العبادة، هذه مع تتناسب ال بحالة يتلبس أن له ينبغي

وقالوا: المساجد في جلسوا صاموا إذا الصالح السلف كان صيانة على منهم حرصا أحدا نغتاب وال صومنا نحفظ

صيامهم. المسجد، في دائما يكون أن عليه يتعين ال الصائم والمسلم

لكن معيشته، في إليها يحتاج أعمال مزاولة إلى يحتاج ألنه فيحرم كان أينما صيامه حرمة على المحافظة عليه يجب أحد سبه ولو والشتم كالسب الكالم من بالرديء التفوه عليه

وسلم عليه الله صلى لقوله بالمثل، عليه يرد ال شتمه أو قال: ـ عنه الله رضي ـ هريرة أبي عن الشيخان أخرجه فيما امرؤ فإن يجهل، وال يرفث فال أحدكم صوم يوم كان "إذا

رقم البخاري صائم" ]أخرجه إني فليقل شاتمه أو قاتله والبيهقي الحاكم وروى [،1151 رقم ومسلم ،1904 ،1894

اللغو من الصيام إنما والشرب األكل من الصيام عنه: "ليس صائم" فقل: إني عليك جهل أو أحد سابك فإن والرفث، سننه في والبيهقي ،1/431 المستدرك في الحاكم ]أخرجه ،5224 رقم الفردوس مسند في والديلمي ،4/270 الكبرى

ووافقه يخرجاه ولم مسلم شرط على صحيح الحاكم وقال على يتأكد مما أن على األحاديث هذه فدلت الذهبي[،

عليه تعدى لو وأنه عليه، والمحافظة بصيامه االعتناء الصائم كان وإن بالمثل، عليه الرد له يجز لم والشتم بالضرب أحد

ويقول: ذلك من يمتنع الصيام حالة في لكن جائزا، القصاص أشد به فاالبتداء قصاصا يجوز ال ذلك كان وإذا صائم، إني

كما وقت كل في يحرم االعتداء ألن إثما، وأعظم تحريما المعتدين{ ]البقرة يحب ال الله إن تعتدوا تعالى: }وال قال190.]

(1/29)

فيجب إثما، وأعظم شناعة أشد الصيام حالة في واالعتداء الكالم، من فيه خير ال عما لسانه يكف أن الصائم على

وكذا قبيح، كالم وكل والمشاتمة والنميمة والغيبة كالكذب لعموم والمحرمات، الشهوات سائر عن وبدنه نفسه كف

الزور قول يترك لم وسلم: "من عليه الله صلى قوله وشرابه" طعامه يدع أن في حاجة لله فليس به والعمل وسلم عليه الله صلى [ وقوله1903 رقم البخاري ]أخرجه

النفس كسر ومقصوده الصوم يفسق" وسر وال يرفث "فال قال وأعوانه، الشيطان من التحفظ على والقوة الهوى، عن

ببشرته جوارحه بجميع يصوم أن له العلماء: ينبغي بعض وال يخاصم وال يشتم وال يغتب فال وبقلبه، وبلسانه وبعينه األسمار، ورواية األشعار بإنشاد زمانه يضي�ع وال يكذب

باطل إلى يده يمد وال حق، بغير والذم والمدح والمضحكات كما الغيبة العلماء: إن قال وقد باطل، إلى برجله يمشي وال

والشفة. واليد بالعين كالغمز بغيره تكون باللسان تكون ال فقد بها، يبطل لم وإن بالمعاصي ثوابه ينقص والصوم

والعطش بالجوع التعب تحمله مع ثواب على الصائم يحصلالمحرمات. بترك شرعا المطلوب الصوم يصم لم ألنه

يقول: بأن شتم إذا للصائم وسلم عليه الله صلى النبي وأمر يمنعه بما منه إعالنا بلسانه ذلك يقول أنه ظاهره صائم، إني للشر قطع ذلك وفي الصيام، وهو الشاتم على الرد من

خصمه عنه ليندفع الصيام بحرمة وللشاتم لنفسه وتذكيرأحسن. هي بالتي

من صومنا حفظ على يعيننا أن وجل عز الله ونسأل هذا وترك الخيرات، لفعل يوفقنا وأن والمنقصات، المناقضاتالمنكرات.

محمد نبينا على وسلم الله وصلى العالمين رب لله والحمدوصحبه. وآله

مفسدات من األول النوع بيان عشر: في الرابع الدرسالصوم إبطاله عن ونهى العمل، بإصالح أمر العالمين، رب لله الحمد وأطيعوا الله أطيعوا آمنوا الذين أيها تعالى: }يا فقال

والسالم والصالة [،33 أعمالكم{ ]محمد تبطلوا وال الرسولوبعد: وصحبه، وآله محمد نبينا على

(1/30)

المسلم ليعرفها الصيام، مفسدات بيان يجب أنه اعلموامنها. حذر على ويكون عنها، فيبتعدنوعين: على المفسدات وهذهالقضاء. معه ويلزم الصوم يبطل األول: ما النوعالقضاء. معه يلزم وال الصوم ثواب يفسد الثاني: ما النوع

أنواع: القضاء وتوجب الصوم تبطل التي فالمفسداتاألول: الجماع: النوع وعليه صيامه، بطل رمضان نهار في الصائم جامع فمتى

واالستغفار، الله إلى التوبة وعليه يومه، بقية اإلمساك وهي الكفارة، وعليه فيه، جامع الذي اليوم هذا ويقضي

لم فإن متتابعين، شهرين صام يجد لم فإن رقبة، عتق مسكينا ستين أطعم متتابعين، شهرين يصوم أن يستطع

في طعاما يكون مما غيره أو بر من صاع نصف مسكين لكل يقدر ال الذي هو الصيام يستطيع ال والذي البلد، أهل عادة الصيام، عليه يشق من معناه وليس صحيح، لمانع عليه

أبي عن وغيرهما الصحيحين في ثبت ما ذلك على والدليل الله رسول إلى أعرابي "جاء قال عنه الله رضي هريرة قال: "وما وأهلكت، فقال: هلكت وسلم عليه الله صلى

فقال: "هل رمضان، في امرأتي على أهلكك؟" قال: وقعت أن تستطيع قال: "فهل رقبة؟" قال: ال، به تعتق ما تجد

ما تجد قال: "فهل متتابعين؟" قال: ال، شهرين تصوم صلى النبي فأWتي جلس ثم مسكينا؟" قال: ال، ستين تطعم

فقال: بهذا"، قال: "تصدق تمر، فيه بعرق وسلم عليه الله منا، إليه أحوج بيت أهل البتيها بين فما منا؟ أفقر أعلى

قال: نواجذه، بدت حتى وسلم عليه الله صلى النبي فضحك ،1936 رقم البخاري أهلك"" ]أخرجه فأطعمه "اذهب[.1111 رقم ومسلم

(1/31)

في الجماع الله: أن رحمه تيمية ابن اإلسالم شيخ ذكر وقد أنه ناحية من والحجامة بالحيض شبه فيه الصائم حق

الشهوة، ناحية من والشرب باألكل شبه وفيه استفراغ، إنزال سبب أنه فباعتبار الجماع الله: وأما رحمه فقال نوع فإنه واالحتجام والحيض االستقاءة مجرى يجري المني

مجرى فجرى الشهوتين، إحدى أنه جهة ومن االستفراغ من عن وسلم عليه الله صلى النبي أخبر وقد والشرب، األكل

أجلي" من وشرابه طعامه الصائم: "يدع في قال أنه ربه فترك [،1151 رقم ومسلم ،1894 رقم البخاري ]أخرجهعليها. يثاب مقصودة عبادة هو لله يشتهيه ما اإلنسان وانبساطها، النفس وسرور البدن نعيم أعظم من والجماع

كان فإذا األكل، من أكثر والبدن والدم الشهوة يحرك وهو الدم يبسط والغذاء الدم، مجرى آدم ابن من يجري الشيطان الجماع في المعنى فهذا الشهوات، إلى نفسه فتنبسط

عن إرادتها ويشغل للشهوات النفس إرادة يبسط فإنه أبلغ، من أعظم وشهوته الشهوات غاية هو الجماع بل العبادة، كفارة المجامع على أوجب ولهذا والشراب، الطعام شهوة

بالسنة مقامه يقوم ما أو العتق عليه فوجب الظهار أشد: به والمفسدة أقوى، ودواعيه أغلظ هذا ألن واإلجماع،

يضعف كونه وأما الجماع، تحريم في الحكمتين أعظم فهذا فيها فصار أخرى، حكمة فهذه كاالستفراغ، البدن

فكان منهما، أبلغ ذلك في وهو والحيض، كاالستقاءة كالمه والحيض. انتهى األكل إفساد من أبلغ الصوم إفساده

الله. رحمهوصحبه. وآله محمد نبينا على وسلم الله وصلى من والثالث الثاني النوع بيان عشر: في الخامس الدرس

الصوم مفسدات محمد نبينا على والسالم والصالة العالمين، رب لله الحمد إلى بإحسان لهم والتابعين وأصحابه آله وعلى النبيين، خاتمبعد: أما الدين، يوم

(1/32)

ليل في بأهله االستمتاع للصائم أباح قد الله أن اعلموا إلى الرفث الصيام ليلة لكم سبحانه: }أحل فقال الصيام،

وقيل الجماع، عن كناية [ والرفث187 نسائكم{ ]البقرة كل وعلى امرأته، من الرجل يريد ما لكل جامعة كلمة الرفث

في الصائم على تحريمه على دليل بالليل ذلك فتخصيص نهار في جامع من على يترتب ما تقدم وقد الصيام، نهار

يؤكد مما وهذا المغلظة، الكفارة من رمضان من الصيام

بصيامه. ويخل المحذور في يوقع عما االبتعاد المسلم علىللصوم: المفسدات المفطرات من الثاني والنوع أو مباشرة أو تقبيل بسبب بل جماع، غير من المني إنزال

فإذا نظر، تكرار السرية( أو بالعادة يسمى ما )وهو استمناء وعليه صومه فسد األسباب هذه من بسبب الصائم أنزل

ذلك، فيه حصل الذي اليوم هذا ويقضي يومه بقية اإلمساك واالبتعاد واالستغفار والندم التوبة عليه لكن عليه كفارة وال عظيمة، عبادة في ألنه للشهوة المثيرة األشياء هذه عن

عز ربه أجل من وشرابه وطعامه شهوته يدع أن منه مطلوب صيامه على ذلك يؤثر لم فأنزل احتلم إذا والنائم وجل، االغتسال عليه لكن اختياره بغير ذلك ألن شيء عليه وليس

معلوم. هو كماالصوم: مفسدات من الثالث النوع حتى واشربوا تعالى: }وكلوا لقوله متعمدا، والشرب األكل ثم الفجر من األسود الخيط من األبيض الخيط لكم يتبين سبحانه [ فأباح187 الليل{ ]البقرة إلى الصيام أتموا

أمر ثم الثاني، الفجر طلوع إلى والشرب األكل وتعالى والشرب األكل ترك معناه وهذا الليل، إلى الصيام بإتمام

الليل. إلى الفجر طلوع بين ما الفترة هذه في أنه وجل عز ربه عن وسلم عليه الله صلى النبي أخبر وقد أجلي" ومثل من وشرابه طعامه الصائم: "يدع في قال

إلى الشراب أو الطعام من شيء إيصال والشرب األكلالفم. طريق غير من الجوف

(1/33)

اإلبر جوفه: كأخذ إلى جامد أو مائع شيء كل إيصال وكذا به، إلسعافه الصائم في الدم وحقن األدوية وتناول المغذية

مقام تقوم مغذية إما ألنها صومه تفسد األمور هذه كل حكم في فهي وجوفه حلقه إلى تصل أدوية وأما الطعام، الفقهاء من كثير ذلك على نص كما والشراب الطعام عن تؤخذ كانت فإن المغذية، غير اإلبر أما الله، رحمهم مع تسير ألنها الصائم، تفطر أنها يظهر فالذي الوريد طريق

العضل طريق عن تؤخذ كانت وإن الجوف، إلى وتنفذ الدم يريبك ما وسلم: "دع عليه الله صلى لقوله تركها، فاألحوط

/1 وأحمد5727 رقم النسائي يريبك" ]أخرجه ال ما إلى الصغير في والطبراني203/ 1 الكامل في عدي وابن ،200 حسن وقال: حديث2518 رقم والترمذي ،285 ،32 رقم

حسن[ : إسناد4/74 الزوائد مجمع في الهيثمي وقال صحيح لحالة المذكورات هذه من شيء تناول إلى احتاج ومن

فإنه الليل إلى التأجيل تقبل وال ذلك تستدعي مرضية رخص تعالى والله مريض، ألنه اليوم ذلك ويقضي يتناول

يعتبره واالكتحال أخر، أيام من والقضاء باإلفطار للمريض ويجد الحلق إلى ينفذ ألنه المفطرات من الفقهاء بعض

أن للصائم ينبغي فال غالبا، حلقه في الكحل طعم الصائم عن وابتعادا االحتياط باب من الصيام، نهار في يكتحل

أعلم. والله الشبهة،محمد. نبينا على وسلم الله وصلى من والخامس الرابع النوع بيان عشر: في السادس الدرس

الصوم مفسدات اآلثام، من جنة الصيام جعل واإلنعام، الفضل ذي لله الحمد

األنام خير وأصحابه آله وعلى محمد على والسالم والصالةبعد: أما تسليما، وسلمالمفطرات: من الرابع فالنوع

(1/34)

به للتبرع سحب أو فصد أو بحجامة الصائم من الدم استخراج صلى قوله هذا في واألصل ذلك، ونحو مريض إلسعاف أو

والمحجوم" رواه الحاجم الحجامة: "أفطر في عليه الله في والنسائي ،2367 رقم أبوداد ]أخرجه والترمذي أحمد ،1681 ـ1679 رقم ماجة وابن ،3134 رقم الكبرى سننه المستدرك في والحاكم ،3532 رقم صحيحه في حبان وابن

في وأحمد الشيخين، شرط على صحيح وقال ،427/ 1 ابن قال كثيرة، أحاديث بمعناه وردت وقد [،276/ 5 المسند

وسلم عليه الله صلى الله رسول عن األخبار خزيمة: ثبتتبذلك. بأن الله: والقول رحمه تيمية ابن اإلسالم شيخ وقال

وإسحاق كأحمد الحديث فقهاء أكثر مذهب تفطر الحجامة فيه الفقهاء الحديث وأهل المنذر، وابن خزيمة وابن

وسلم، عليه الله صلى محمد باتباع الناس أخص به العاملون في بما احتجوا يروه لم والذين والقياس، األصول وفق وهو

صائم وهو وسلم عليه الله صلى احتجم البخاري: إنه صحيح بن عبدالله فعن ،1939 ،1938 رقم البخاري ]أخرجه محرم وسلم عليه الله صلى النبي أن عنهما الله رضي عباس طعنوا وغيره وأحمد صائم[، وهو واحتجم محرم، وهو احتجم

أنه وقالوا: الثابت صائم"، "وهو قوله وهي الزيادة، هذه في إلى بصحيح صائم" ليس أحمد: "وهو قال محرم، وهو احتجم

عليه اتفق الذي هو أحمد ذكره الذي الشيخ: وهذا قال أن حجامة إال يثبت ولم عنه مسلم أعرض ولهذا الشيخان،

الله. رحمه الشيخ كالم المحرم. انتهى الجراحة ودم كالرعاف الصائم من قصد بغير الدم خروج وأما

معذور ألنه الصيام، على يؤثر ال فإنه ونحوه الضرس وخلع من الحذر عليه يجب ]لكن الحاالت هذه في منه خروجه في

ونحوه[. الضرس من الخارج الدم ابتالعالخامس: التقيؤ: النوع

(1/35)

طريق عن شراب أو طعام من المعدة في ما استخراج وهو استقاء وسلم: "من عليه الله صلى لقوله متعمدا، الفم ،720 رقم الترمذي ] أخرجه الترمذي فليقض" حسنه عمدا أبو وقال ،1676 رقم ماجة وابن ،2380 رقم داود وأبو

أهل عند عليه غريب[ وقال: العمل حسن عيسى: حديثالعلم.

ما إخراج عن الله: فنهى رحمه تيمية ابن اإلسالم شيخ قال لما يتغذى، به الذي والشراب الطعام من ويغذيه يقويه منه مكن إذا فإنه وضعفه، بدنه نقصان من إخراجه يوجبفيها. عادال ال عبادته في متعديا وكان ضره

على يؤثر ال فإنه اختياره بغير منه وخرج القيء غلبه إذا أما القيء ذرعه وسلم: "من عليه الله صلى لقوله صيامه الحديث تخريج ]انظر الترمذي قضاء" رواه عليه فليس

القيء: غلبه. ذرعه ومعنى السابق[، واالستنشاق، المضمضة في المبالغة الصائم عنه ينهى ومما أن إال االستنشاق في وسلم: "وبالغ عليه الله صلى قال

ماجة وابن ،143 ،142 رقم داود أبو صائما" ]أخرجه تكون حبان وابن ،150 رقم صحيحه في خزيمة وابن ،407 رقم /4 وأحمد ،148 ـ147/ 1 والحاكم159 رقم صحيحه فيحجر[. وابن الذهبي وصححه ،33

الماء نشق ألن الله: وذلك رحمه تيمية ابن اإلسالم شيخ قال ما له فيحصل جوفه وإلى حلقه إلى الماء ينزل بمنخريه

العطش ويزول ذلك من بدنه ويغذي بفمه، للشارب يحصلالماء. بشرب بدنه، جميع على به باالستحمام بالماء التبرد للصائم ويباح

ناسيا شرب أو أكل ومن حلقه، إلى الماء دخول من ويحترز وهو نسي وسلم: "من عليه الله صلى لقوله عليه، شيء فال

وسقاه" الله أطعمه فإنما صومه فليتم شرب أو فأكل صائم من [ وهذا1155 رقم ومسلم ،1933 رقم البخاري ]أخرجه

صومه" وقوله: "فليتم عليهم، وتيسيره بعباده الله لطف أو غبار� حلقه إلى طار لو وكذا صحيح صومه أن على دليلذلك. من التحرز إمكان لعدم صيامه على يؤثر لم ذباب

(1/36)

على التحفظ المسلم على يجب أنه الله رحمكم واعلموا حصل فإذا والمنقصات، المفطرات من به يخل عما صيامه صلى لقوله عليه حرج فال النسيان طريق عن ذلك من شيء

وما والنسيان الخطأ عن ألمتي "عWفي وسلم عليه الله 84/ 6 الكبرى سننه في البيهقي عليه" ]أخرجه استكرهوا

الطبراني " وأخرجه أمتي عن " وضع بلفظ عمر ابن عن تجاوز الله "إن بلفظ1430 رقم2/97 الكبير معجمه فيثوبان[. ثالثة" عن أمتي عن

وآله محمد نبينا على الله وصلى العالمين رب لله والحمدوصحبه. بقضاء المتعلقة األحكام بيان عشر: في السابع الدرسالصوم في عليكم جعل }وما فيسر شرع العالمين رب لله الحمد نبينا على والسالم [ والصالة78 حرج{ ]الحج من الدينبعد: أما الدين، يوم إلى وأتباعه وأصحابه آله وعلى محمد

من حق في القضاء أحكام معرفة عليكم يجب أنه فاعلموا الله قال الشرعية، األعذار من لعذر رمضان نهار في أفطر

أخر أيام من فعدة سفر على أو مريضا كان تعالى: }ومن العدة{ ولتكملوا العسر بكم يريد وال اليسر بكم الله يريد

[.185 ]البقرة

(1/37)

رمضان في باإلفطار الله رخص الكريمة اآلية هذه آخر ففي أخذا إذا القضاء عليهما وأوجب والمسافر، للمريض من أفطراها التي األيام عدد يصوما بأن فأفطرا بالرخصة

فصومهما بالرخصة يأخذا ولم رمضان صاما وإن آخر، شهر

وبين الحق، وهو العلم أهل جمهور عند ومجزي صحيح التيسير أراد أنه وهي الرخصة، هذه في الحكمة سبحانه

بالصوم بتكليفهم والمشقة العسر لهم يرد ولم عباده على القضاء إيجاب في الحكمة وأن والمرض، السفر حالة في هذه ففي صومها، الله أوجب التي األيام عدد إكمال هي

صومه، المطلوب العدد واستكمال التيسير بين جمع الرخصة الكبير وهم باإلفطار، لهم يرخص ممن ثالث صنف وهناك تعالى: قال الصيام، يطيقا لم إذا المزمن، والمريض الهرم

[،184 مسكين{ ]البقرة طعام فدية يطيقونه الذين }وعلى بدل فعليهم عليهم، ويشق يطيقونه: يكلفونه ومعنى إليه ذهب ما على وهذا يوم، كل عن مسكين إطعام الصيام وألحق تنسخ، لم وأنها اآلية تفسير في العلماء من طائفة على أو نفسيهما على خافتا إذا والمرضع الحامل بهؤالء

ولد ألم قال أنه عباس ابن عن روى كما الصيام، من ولديهما الصيام، يطيقون ال الذين بمنزلة مرضعة: أنت أو حامل له

رمضان صوم عن تسأله أرسلت بناته إحدى أن عمر ابن وعن هؤالء مسكينا، يوم كل عن وتطعم قال: تفطر حامل، وهي

ألعذارهم نظرا رمضان نهار في اإلفطار لهم يباح جميعاأقسام: ثالثة إلى ينقسمون هم ثم الشرعية

وهم عليهم، فدية وال فقط القضاء عليهم يجب قسم ـ1 على خافتا إذا والمرضع والحامل والمسافر المريض

نفسيهما. وهم عليهم قضاء وال فقط الفدية عليهم يجب وقسم ـ2

برؤه. يرجى ال مرض أو لهرم العاجزون والمرضع الحامل وهم والفدية القضاء عليه يجب قسم ـ3

مسكين هنا: إطعام والفدية فقط، ولديهما على خافتا إذايوم. كل عن البلد طعام من صاع نصف

(1/38)

وال اإلنسان ظروف مع يتمشى وسماحة يسر ديننا وهكذا محتملة، غير شديدة مشقة عليه يشق أو يطيقه ال ما يكلفه مناسبة، أحكاما وللسفر مناسبة أحكاما للحضر يشرع

يناسبه. ما وللمريض يناسبه ما للصحيح ويشرع جميع في الله عبادة عن ينفك ال المسلم أن هذا ومعنى ولكنها نهائيا، سقوطا عنه تسقط ال الواجبات وأن أحوالهظروفه. مع تتكيف

اليقين{ ]الحجر يأتيك حتى ربك تعالى: }واعبد الله قال

عنه: الله ذكره فيما السالم عليه عيسى [ وقال99[.31 حيا{ ]مريم دمت ما والزكاة بالصالة }وأوصاني

استغالال اإلسالم سماحة يستغل أن يريد من الناس ومن ويقول الواجبات، وترك المحرمات فعل لنفسه فيبيح سيئا

أن ذلك معنى ليس ولكن يسر الدين إن نعم يسر، الدين معنى وإنما نفسه، هوى ويتبع أحكامه من اإلنسان ينفلت

إلى الشاقة العبادة من بالعبد ينتقل أنه اإلسالم سماحة ومن العذر، حالة في أداءها يستطيع التي السهلة العبادة

في أداء الصيام من الشرعية األعذار بأصحاب االنتقال ذلك تزول عندما آخر شهر في قضاء الصيام إلى رمضان

ال كانوا إذا اإلطعام إلى الصيام من بهم االنتقال أو أعذارهم وانتفاء الواجب أداء بين لهم فجمع القضاء، على يقدرونوالمنة. الحمد فلله والحرج، المشقة

محمد. نبينا على وسلم الله وصلىالقضاء أحكام بيان عشر: في الثامن الدرس من فعدة سفر على أو مريضا كان القائل: }ومن لله الحمد

محمد نبينا على والسالم والصالة [،185 أWخر{ ]البقرة أيامبعد: أما الغرر، السادة وأصحابه وآله

(1/39)

كاألعذار مباح، بسبب رمضان في أفطر من أن فاعلموا أبطل كمن محرم بسبب أو الفطر، تبيح التي الشرعية

تعالى: لقوله القضاء عليه وجب غيره أو بجماع صومه المبادرة له [ ويستحب184 أخر{ ]البقرة أيام من }فعدة

ألن متتابعا، القضاء يكون أن ويستحب ذمته، إلبراء بالقضاء العزم وجب الفور على يقض لم وإن األداء، يحكي القضاء

موسع واجب وكل موسع، وقته ألن التأخير له ويجوز عليه، يصومه بأن تفرقته يجوز كما عليه، العزم مع تأخيره يجوز

يجب فإنه عليه ما قدر إال شعبان من يبق لم إذا لكن متفرقا، بعد ما إلى تأخيره يجوز وال الوقت لضيق إجماعا التتابع عليه

عنها: "كان الله رضي عائشة لقول عذر، لغير اآلخر رمضان في إال أقضيه أن أستطيع فما رمضان من الصوم علي يكون

وسلم" متفق عليه الله صلى الله رسول لمكان شعبان[.1146 رقم ومسلم1950 رقم البخاري عليه. ]أخرجه

من يبقى ال أن إلى موسع القضاء وقت أن على هذا فدل قبل صيامها عليه فيجب عليه التي األيام قدر إال شعبان عليه أتى حتى القضاء أخر فإن الجديد، رمضان دخول

عليه ما ويقضي الحاضر رمضان يصوم فإنه الجديد رمضان في القضاء من معه يتمكن لم لعذر تأخيره كان إن ثم بعده،

عذر لغير كان وإن القضاء، إال عليه ليس فإنه الفترة، تلك صاع نصف يوم كل عن مسكين إطعام القضاء مع عليه وجب

البلد. قوت من

(1/40)

فال الجديد رمضان دخول قبل القضاء عليه من مات وإذا فيها، مات التي الفترة تلك في تأخيره له ألن عليه، شيء لعذر القضاء تأخيره كان فإن الجديد رمضان بعد مات وإن

عليه شيء فال الجديد رمضان أدركه حتى والسفر كالمرض تركته في الكفارة وجبت عذر لغير تأخيره كان وإن أيضا،

عليه من مات وإن يوم، كل عن مسكين إطعام عنه يخرج بأن دم عن الواجب والصوم الظهار كفارة كصوم كفارة، صوم

وال مسكينا يوم كل عن عنه يطعم فإنه الحج، في المتعة تدخله ال صيام ألنه تركته، من اإلطعام ويكون عنه، يصام

أهل أكثر قول هو وهذا الموت، بعد فكذا الحياة، في النيابةالعلم.

لما عنه يصوم أن لوليه استحب نذر صوم عليه من مات وإن عليه الله صلى للنبي جاءت امرأة الصحيحين: "أن في ثبت

أفأصوم نذر صيام وعليها ماتت أمي فقالت: إن وسلم ومسلم1953 رقم البخاري قال: "نعم"" ]أخرجه عنها؟،1148.]

الله: يصام رحمه القيم ابن اإلمام قال الوارث، هو والولي وغيره، أحمد مذهب وهذا األصلي، الفرض دون النذر عنه

والقياس، مقتضى وهو وعائشة عباس ابن عن والمنصوص على العبد أوجبه وإنما الشرع، بأصل واجبا ليس النذر ألن

عليه الله صلى النبي شبهه ولهذا الدين، بمنزلة فصار نفسهبالدين. وسلم

أركان أحد فهو ابتداء عليه الله فرضه الذي الصوم وأما الصالة تدخل ال كما بحال، النيابة تدخله فال اإلسالم

بنفسه العبد طاعة منهما المقصود فإن والشهادتين، يؤديه ال وهذا بها، وأمر لها خWلق التي العبودية بحق وقيامه

غيره. عنه يصلي وال غيره عنه

(1/41)

يوم كل عنه الله: يطعم رحمه تيمية ابن اإلسالم شيخ وقال مقتضى وهو وغيرهما، وإسحاق أحمد أخذ وبذلك مسكين،

الذمة في ثابتا كان النذر فإن األثر، موجب هو كما النظر يوجبه لم الله فإن رمضان صوم وأما الموت، بعد فيفعل

مسكين، طعام بالفدية العاجز أمر بل عنه، العاجز على يحتاج فال عنه، عجز من على ال عليه قدر من إنما والقضاء

من وغيره النذر صوم وأما أحد، عن أحد يقضي أن إلىالصحيحة. لألحاديث خالف بال عنه فيفعل المنذورات

وصحبه. آله وعلى محمد نبينا على الله وصلىوأحكامها التراويح صالة عشر: في التاسع الدرس أنواع رمضان شهر في لعباده شرع العالمين رب لله الحمد

والسالم والصالة األوقات، اغتنام على وحثهم الطاعات آله وعلى الخيرات، إلى سابق أول محمد، نبينا على

بعد: أما بإحسان، تبعهم ومن وأصحابه،

(1/42)

الهدى نبي لكم شرعه مما أن وإياكم الله وفقني اعلموا صالة المبارك الشهر هذا في وسلم عليه الله صلى محمد

كانوا الناس ألن تراويح سميت مؤكدة، سنة وهي التراويح تسليمتين، كل بين ]أي ركعات أربع كل بين فيها يستريحون

يغلط وقد كذلك، التهجد وصالة مثنى، مثنى التراويح ألن كل بين يسلم فال لديهم فقه ال الذين المساجد أئمة بعض

نص وقد السنة، خالف وهذا التهجد أو التراويح في ركعتين التهجد في أو التراويح في ثالثة إلى قام من أن على العلماء

وسنذكر صالته، تبطل أي فجر في ثالثة إلى قام كمن فهو باز بن العزيز عبد للشيخ جوابا الله شاء إن الكتاب آخر في

كانوا خطأهم[ ألنهم ويبين هؤالء على يرد الله رحمه فقد أفضل، المسجد في جماعة وف�علها الصالة يطيلون

ثم ليالي المسجد في وسلم عليه الله صلى النبي صالها ثبت كما عليهم، تفرض أن من خوفا بهم الصالة عن تأخر صلى النبي أن عنها الله رضي عائشة عن الصحيحين في بصالته وصلى ليلة ذات المسجد في صلى وسلم عليه الله

الليلة من اجتمعوا ثم الناس، وكثر القابلة من صلى ثم ناس رأيت قال: "قد أصبح فلما إليهم يخرج فلم الرابعة أو الثالثة خشيت أني إال إليكم الخروج من يمنعني فلم صنعتم الذي

رقم ومسلم1129 رقم البخاري عليكم" ]أخرجه تفرض أن وتلقتها بعده، من صحابته وفعلها رمضان في [ وذلك761

مع قام وسلم: "من عليه الله صلى وقال بالقبول، أمته رقم داود أبو ليلة" ]أخرجه قيام له كتب ينصرف حتى اإلمام 1606 ،1365 رقم والنسائي1327 رقم ماجة وابن1375

صحيح[ وقال حسن حديث وقال: هذا ،806 رقم والترمذي غWفر واحتسابا إيمانا رمضان قام والسالم: "من الصالة عليه

2009 رقم البخاري ]أخرجه عليه ذنبه" متفق من تقدم ما لهتركها. للمسلم ينبغي ال ثابتة سنة فهي [،759 رقم ومسلم

(1/43)

الله صلى النبي عن شيء فيه يثبت فلم ركعاتها عدد أما ابن اإلسالم شيخ قال واسع، ذلك في واألمر وسلم، عليه

هو كما ركعة عشرين يصلي أن الله: له رحمه تيمية ستا يصلي أن وله والشافعي، أحمد مذهب من من المشهور

عشرة إحدى يصلي أن وله مالك، مذهب هو كما وثالثين أو الركعات تكثير فيكون حسن، وكل ركعة عشر وثالث ركعة

وقصره. القيام طول بحسب تقليلها بهم صلى أبي على الناس جمع لما عنه الله رضي وعمر

يقل من منهم عنهم الله رضي والصحابة ركعة، عشرين الشارع من عليه نص ال المحدود والحد يكثر، من ومنهم التراويح في ـ المساجد أئمة أي ـ األئمة من وكثير صحيح، في وال الركوع في يطمئنون وال يعقلونها ال صالة يصلون

حضور الصالة في والمطلوب ركن، والطمأنينة السجود، وهذا يتلى، إذا الله بكالم واتعاظه تعالى الله يدي بين القلب

طول مع ركعات عشر وصالة المكروهة، العجلة في يحصل ال العجلة مع ركعة عشرين من أولى والطمأنينة القراءة

الله على القلب إقبال هو وروحها الصالة لب ألن المكروهة، القراءة ترتيل وكذلك كثير، من خير قليل ورب وجل عز

يحصل ال التي هي المباحة والسرعة السرعة، من أفضل الحروف بعض أسقط فإن الحروف، من شيء إسقاط فيها قراءة قرأ إذا واما عنه، وينهى ذلك يجز لم السرعة ألجل الذين الله ذم وقد فحسن، خلفه المصلون بها ينتفع بينة

تعالى: }ومنهم فقال معناه، فهم بال القرآن يقرؤون بال تالوة [ أي78 أماني{ ]البقرة إال الكتاب يعلمون ال أميون ال به والعمل معانيه فهم القرآن إنزال من والمراد فهم،الله. رحمه كالمه التالوة. انتهى مجرد

(1/44)

الوجه على التراويح يصلون ال المساجد أئمة وبعض بأداء تخل سرعة القراءة في يسرعون ألنهم المشروع

القيام في يطمئنون وال الصحيح، الوجه على القرآن الصالة، أركان من ركن والطمأنينة والسجود، والركوع تقليل بين فيجمعون الركعات، في األقل بالعدد ويأخذون تالعب وهذا القراءة، وإساءة الصالة وتخفيف الركعات بواسطة المسجد خارج صوته يخرج ]وبعضهم بالعبادة،

ال وهذا المساجد، من حوله من على فيشوش الميكرفون القرآن يقرأ كان تيمية: من ابن اإلسالم شيخ قال يجوز،

به، يشغلهم جهرا يجهر أن له فليس تطوعا يصلون والناس وهم أصحابه على خرج وسلم عليه الله صلى النبي فإن

ربه يناجي كلكم الناس أيها فقال: "يا المسجد في يصلون القراءة" انتهى. ]مجموع في بعض على بعضكم يجهر فال

يتقوا أن عليهم ([ فيجب64 ،63 ،62 ،61 ،23) الفتاوى من خلفهم ومن أنفسهم يحرموا وال صالتهم، ويحسنوا اللهالمشروع. الوجه على التراويح أداء

أجل من ويطيلها القراءة في يسرع المساجد أئمة ]وبعض فإذا وسطها أو األواخر العشر أول في القرآن يختم أن

ال قد من مكانه وخلف للعمرة وسافر مسجده ترك ختمه لما وتضييع كبير، ونقص عظيم خطأ وهذا لإلمامة، يصلح الشهر، آخر إلى المصلين بإمامة القيام من إليه وكل

يترك فكيف مستحبة، والعمرة عليه واجب بذلك فقيامه وإكماله مسجده في بقاءه وإن مستحب؟ لفعل عليه واجبا خفف القرآن ختم إذا وبعضهم العمرة، من له أفضل لعمله

ليالي هي التي الشهر ليالي بقية في القراءة وقلل الصالة التراويح من المقصود أن يرون هؤالء وكأن النار من اإلعتاق المباركة الليالي هذه إحياء ال القرآن ختم هو والتهجد لفضائلها وطلبا وسلم، عليه الله صلى بالنبي اقتداء بالقيام

إلى يردهم أن الله ونرجو بالعبادة، وتالعب منهم جهل وهذاالصواب[.

والفالح. الصالح فيه لما الجميع الله وفقوصحبه. وآله محمد نبينا على وسلم الله وصلى

(1/45)

ال وتالوته القرآن تعلم على الحث العشرون: في الدرسالمبارك الشهر هذا في سيما

تحصى ال بنعم علينا أنعم واإلحسان، الفضل ذي لله الحمد آله وعلى محمد نبينا على الله وصلى القرآن، نعمة وأجلها

تسليما وسلم اإليمان طريق على تبعهم ومن وأصحابهبعد: أما كثيرا،

عليكم به من ما على واشكروه ـ تعالى الله اتقوا ـ الله عباد القرآن فهو القرآن، إنزال من به وخصكم االيمان، نعمة من

الله كالم هو المستقيم، والصراط الحكيم، والذكر العظيم، من وال يديه بين من الباطل يأتيه وال كالم، يشبهه ال الذي يتطرق فال بحفظه الله تكفل حميد، حكيم من تنزيل خلفه

وفي المحفوظ اللوح في مكتوب زيادة، وال نقص إليه ميسر باأللسن، متلو الصدور، في محفوظ المصاحف،

مدكر{ من فهل للذكر القرآن يسرنا }ولقد والتدبر للتعلم واألعاجم، الصغار واستظهاره حفظه [ يستطيع17 ]القمر

ولذته، حالوته من األسماع تمل وال تالوته من األلسن تكل ال يستطيع وال معانيه، في والتفقه تدبره من العلماء تشبع ال

المعجزة ألنه منه، سورة أقصر بمثل يأتوا أن والجن اإلنس وجعله وتدبره بتالوته الله أمر الباقية، والحجة الخالدة، آياته ليدبروا مبارك إليك أنزلناه تعالى: }كتاب فقال مباركا،[.29 األلباب{ ]ص أولوا وليتذكر

(1/46)

الله كتاب من حرفا قرأ وسلم: "من عليه الله صلى وقال ولكن حرف ألم أقول ال أمثالها، بعشر والحسنة حسنة فله وقال: الترمذي، حرف" رواه وميم حرف والم حرف ألف

وقال: هذا ،2910 رقم الترمذي ]أخرجه صحيح حسن حديث الله جعل وقد الوجه[، هذا من غريب صحيح حسن حديث من غيرهم على به العاملين القرآن لحملة وفضيلة ميزة

القرآن تعلم من وسلم: "خيركم عليه الله صلى قال الناس، وقال [،5027 رقم البخاري ]أخرجه البخاري وعلمه" رواه

مثل القرآن يقرأ الذي المؤمن وسلم: "مثل عليه الله صلى ال الذي المؤمن ومثل طيب، وطعمها طيب ريحها األترجة

ومثل حلو، طيب وطعمها لها الريح التمرة مثل القرآن يقرأ طيب ريحها الريحانة مثل القرآن يقرأ الذي المنافق كمثل القرآن يقرأ ال الذي المنافق ومثل مر، وطعمها ومسلم البخاري مر" رواه وطعمها ريح لها ليس الحنظلة[.797 رقم ومسلم5427 رقم البخاري ]أخرجه

(1/47)

تالوته ثم أوال، القرآن تعلم على حث النصوص هذه ففي مع الناس انقسم وقد ثالثا، به العمل ثم ثانيا، وتدبره ويهتم تالوته حق يتلوه من أقسام: فمنهم إلى القرآن

أهل هم الذين السعداء، هم وهؤالء وعمال، علما بدراسته ولم يتعلمه فلم عنه أعرض من ومنهم حقيقة، القرآن فقال الوعيد، بأشد الله توعدهم قد وهؤالء إليه، يلتفت

فهو شيطانا له نقيض الرحمن ذكر عن يعشW تعالى: }ومن عن أعرض تعالى: }ومن وقال [،36 قرين{ ]الزخرف له

* أعمى القيامة يوم ونحشره ضنكا معيشة له فإن ذكري كذلك * قال بصيرا كنت وقد أعمى حشرتني لم رب قال [،126 ـ124 تنسى{ ]طه اليوم وكذلك فنسيتها آياتنا أتتك وهذا تالوته، أهمل ولكنه القرآن تعلم من الناس ومن

تالوته في العظيم األجر من للنفس حرمان للقرآن هجران أعرض تعالى: }ومن قوله في يدخل وقد لنسيانه وسبب

القرآن تالوة عن اإلعراض [ فإن124 ذكري{ ]طه عن الشيطان لتسلط وسبب كبيرة، خسارة للنسيان وتعريضه

يتلو من الناس ومن القلب، لقسوة وسبب العبد، على يستفيد ال وهذا اعتبار، وال تدبر غير من تالوة مجرد القرآن

التالوة على اقتصر من الله ذم وقد كبيرة، فائدة تالوته من ال أميون اليهود: }ومنهم في سبحانه فقال تفهم غير من

[ أي78 يظنون{ ]البقرة إال هم وإن أماني إال الكتاب يعلون عند المسلم على فيجب الفهم، عن مجردة تالوة يتلونه استطاعته، قدر على لتفهمه قلبه يحضر أن للقرآن تالوته

وفق وتأثر، تفهم غير من وختمه سرده بمجرد يكتفي والويرضاه. يحبه لما الجميع الله

محمد. نبينا على وسلم الله وصلىوأحكامها الزكاة والعشرون: في الحادي الدرس زكاة إخراج اعتادوا الناس من كثيرا أن بمناسبة ]وذلك

لنا الله نسأل الزمان، لفضيلة رمضان شهر في أموالهم شهر يوافق المال حول تمام كان إذا وهذا القبول، ولهم

فإنه رمضان شهر قبل عليه الحول يتم كان إذا أما رمضان، إلى تأخيرها يجوز وال الحول، تمام عند زكاته إخراج يجب

رمضان[.

(1/48)

� األغنياء أموال في جعل العالمين، رب لله الحمد حقا الدنيا صالح بها التي والمصارف والمساكين للفقراء وأصحابه آله وعلى محمد نبينا على الله وصلى والدين،

كثيرا، تسليما وسلم الدين، يوم إلى بإحسان لهم والتابعينبعد: أما

وهي اإلسالم، أركان من الثالث الركن هي الزكاة أن اعلموا الذكر في وقرينتها األركان، تلك بين من للصالة الموالية

بالصالة سبحانه الله قرنها حيث القرآن آيات من كثير في مكانتها، وعظيم أهميتها، على يدل مما آية وثالثين ني�ف في

أمره وامتثال تعالى الله شكر أعظمها عظيمة مصالح وفيها للمنفقين الكريم وعده على والحصول رزق، مما باإلنفاق سد في الفقراء إلخوانهم األغنياء مواساة ومنها باألجر،

عنهم. الفاقة ودفع حاجتهم الذميمة واألخالق والشح البخل من المزكي تطهير ومنها ويحبهم الله يحبهم الذين المحسنين صفوف في وجعله تطهرهم صدقة أموالهم من تعالى: }خذ قال الناس،

الله إن }وأحسنوا تعالى [ وقال103 بها{ ]التوبة وتزكيهم نماء تسبب أنها [ ومنها195 المحسنين{ ]البقرة يحب

من أنفقتم تعالى: }وما قال فيه، البركة وحلول المال[.39 الرازقين{ ]سبأ خير وهو يخلفه فهو شيء أنفق آدم ابن تعالى: "يا الله يقول الصحيح الحديث وفيعليك". ينفق هذه من الحرمان منها عظيمة، أضرارا يسبب الزكاة ومنع

للتلف المال تعريض ومنها إخراجها، على المترتبة المصالح رضي عائشة عن البزار رواه الذي الحديث ففي والهالك،

أفسدته" ]أخرجه إال قط ماال الزكاة خالطت عنها: "ما الله الكامل في عدي وابن237 رقم مسنده في الحميدي

ترون وأنتم [،159 / 4 الكبرى سننه في والبيهقي ،6/208 تتلفها التي الكوارث من األموال يصيب ما اليوم وتسمعون

يصيب وما وإفالس وخسارة وسلب ونهب وغرق حريق من نقصا تنقصها أو عليها تقضي التي اآلفات من الثمار

الزكاة. منع عقوبات من وهذا ظاهرا،

(1/49)

والبهائم الناس حياة به الذي السماء من القطر منع ومنها زكاة قوم منع الحديث: "وما وفي والثمار، األشجار ونمو

رقم ماجة ابن السماء" ]أخرجه من القطر منعوا إال أموالهم

/8 ،320 / 3 الحلية في نعيم وأبو540 / 4 والحاكم ،4019 صالح حديث الزوائد: هذا في البوصيري وقال ،334 ـ333

وقال وأبيه، مالك أبي لبن في اختلفوا وقد به، للعمل تشاهدون كما الذهبي[، ووافقه اإلسناد، الحاكم: صحيح

من ذلك عن نتج وما البالد من كثير عن األمطار انحباس العقوبات وأما ـ عاجلة عقوبات وهذه ـ العظيمة األضرار

يكنزون تعالى: }والذين قال ذلك، من أشد فهي اآلجلة بعذاب فبشرهم الله سبيل في ينفقونها وال والفضة الذهب

جباههم بها فتكوى جهنم نار في عليها يحمى * يوم أليم كنتم ما فذوقوا ألنفسكم كنزتم ما هذا وظهورهم وجنوبهم

[.35 ،34 تكنزون{ ]التوبة يوم صاحبه به يعذب كنز فهو زكاته تؤدى ال مال وكل

الله صلى النبي عن الصحيح الحديث ذلك القيامة: ويوضح يؤدي ال فضة وال ذهب صاحب من قال: "ما أنه وسلم عليه

نار من صفائح له صWفحت القيامة يوم كان إذا إال حقها وظهره، وجبينه جنبه بها فيكوى جهنم نار في عليها فأحمي

سنة ألف خمسين مقداره كان يوم في له أعيدت بردت كلما إلى وإما الجنة إلى إما سبيله فيرى العباد بين يقضى حتى

[.987 رقم مسلم النار" ]أخرجه من الله آتاهم بما يبخلون الذين تحسبن تعالى: }وال وقال به بخلوا ما سيطوقون لهم شر هو بل لهم خيرا هو فضله

القيامة{. يوم

(1/50)

وسلم عليه الله صلى النبي عن الصحيح الحديث ذلك يوضح شجاع له مWثل زكاته يؤد فلم ماال الله أتاه قال: "من أنه

يوم يطوقه زبيبتان المنظر[ له كريه عظيما ثعبانا ]أي أقرع يقول: أنا شدقيه[ ثم ]يعني بلهزمتيه يأخذ ثم القيامة،

عقوبة [ هذه1403 رقم البخاري كنزك" ]أخرجه أنا مالك، المال أن وهي ورسوله، الله بينها قد اآلخرة في الزكاة مانع بها يكوى جهنم نار في تحمى صفائح يجعل المزكى غير

به يطوق عظيما ثعبانا أيضا وجعل وظهره، وجنبه جبهته الذي الكثير السم فيه ويفرغ ويلدغه بشدقيه ويمسك عنقهجسمه. منه يتألم

يستمر بل وينقطع، ساعة في يحصل العذاب هذا وليسذلك. من بالله نعوذ سنة، ألف خمسين

يجب بل تركه يجوز ال فإنه ذلك عنه عWرف إذا الزكاة ومانع

ولي على وجب منعها على أصر فإن ونWصحه، عليه اإلنكار أن وجب لوجوبها جاحدا كان فإن شأنه، في ينظر أن األمر

عن مرتدا قتله وجب وإال لله، الزكاة وأدى تاب فإن يستتاب، وجب بخال، منعها ولكنه بوجوبها مقرا كان وإن اإلسالم، دين

بقتال إال منه أخذها يمكن لم وإن قهرا، منه وأخذها تعزيره رضي الصديق بكر أبي بقيادة الصحابة قاتل كما يقاتل، فإنه عليه الله صلى الله رسول وفاة بعد الزكاة مانعي عنه الله

رب لله والحمد بحكمها، والتزموا لدفعها خضعوا حتى وسلمالعالمين.

وصحبه. وآله محمد نبينا على وسلم الله وصلى وحد الزكاة فيه تجب ما بيان والعشرون: في الثاني الدرسالواجب القدر محمد نبينا على والسالم والصالة العالمين، رب لله الحمد يوم إلى بإحسان والتابعين وأصحابه آله وعلى النبيين، خاتم

بعد: أما الدين، أربعة الزكاة فيها تجب التي األموال أن الله عباد اعلموا

منها: نوعين على أنواع: نتكلماألول: النقدان: النوع

(1/51)

التي النقدية األوراق من مقامهما يقوم وما والفضة الذهب أو رياالت أو دراهم سميت سواء اليوم، الناس بها يتعامل عنده كان فمن األسماء من ذلك غير أو دوالرات أو دنانير ستة الفضة من ]والنصاب الفضة أو الذهب من نصاب

والنصاب السعودي العربي الفضي بالريال رياال وخمسون أو السعودي الجنيه أسباع وثالثة جنيها عشر أحد الذهب من صرفه يبلغ مما النقدي الورق من المقدارين هذين يعادل ما

أكثر أو النقدية األوراق تلك من النصاب يعادل ما قيمتها[ أو الزكاة، فيه يجب فإنه الحول عليه وحال النصاب، من

سواء مائة، كل من ونصف رياالن أي العشر ربع ومقدارها سيارة أو بيت لشراء أو للزواج أو للنفقة أو للتجارة ادخرها

أو لكبير النقود هذه كانت وسواء حوائجه، من ذلك غير أوار األيتام أموال في الزكاة فتجب لمجنون أو لصغير والقص�

ولي�هم. عنهم ويخرجهاولها، حولWهW الدراهم وربح Wولو المال رأس مع الربح فيزكي ح

شيء. عليه يمض لم أو يسيرة مدة إال الربح على يمض لم له األحوط مبلغا، شهر كل مرت�به من يدخر الذي والموظف

وقتا رمضان كشهر السنة من شهرا يجعل أن عليه واألسهل الشهر هذا مثل إلى النقود من لديه اجتمع ما زكاة إلخراج

حوله. يتم لم وما حوله تم ما القادمة السنة من أو فروضا كانت سواء الناس ذمم في ديون له كان ومن

على الديون هذه كانت فإن أجورات، أو مؤجلة مبيعات أثمان يطلبها عندما عليها الحصول يستطيع باذلين موسرين أناس

سواء العقد، حين من حول لها تم إذا يزكيها فإنه منهم، وإن بيده، الذي المال يزكي كما يقبضها لم أو منهم قبضها يدري وال مماطلين على أو معسرين على الديون هذه كانت

سنة عن قبضها إذا يزكيها فإنه تذهب أم عليها يحصل هل للناس ديون اإلنسان على كان وإذا األصح، على واحدة يمنع ال الدين أن العلماء قولي من فاألصح نقود وعندهالنقود. من عنده ما فيزكي عنده فيما الزكاة وجوب الزكاة: عروض فيها تجب التي األموال من الثاني النوع

التجارة:

(1/52)

� للبيع المعروضة السلع وهي كاألقمشة للربح طلبا والعمارات واألراضي الغيار وقطع واآلليات والسيارات

األطعمة أنواع من البقاالت ومحتويات للبيع المعدة األدوية من الصيدليات ومحتويات والمعلبات واألشربة

التجارية المكتبات تحويه وما بأنواعها، البناء وأدوات الطبية ثمنها على أو عليها الحول تمام عند فإنه وغيرها، الكتب من

عند تساويها التي قيمتها يقدر بأن يقو�مها به اشتريت الذي أقل أو بها اشتراها التي قيمتها قدر كانت سواء الحول تمام

من العشر ربع يخرج ثم به، اشتراها ما إلى ينظر وال أكثر، أو أو كان كبيرا للبيع أعد مما شيئا يترك وال المقدرة، القيمة ويقومه عنده ما كل يجرد بأن قيمته، ويقدر إال صغيرا العمارات، من للتأجير أعد فيما زكاة وال زكاته، إلخراج

نفس في زكاة فال وغيرها، واآلليات والدكاكين والسيارات الحول عليها حال إذا أجرتها في الزكاة وإنما األشياء هذهاإلجارة. عقد حين من كالمسكن لالستعمال أعده فيما اإلنسان على زكاة وال

والشراء، للبيع فيه يجلس الذي أي: المحل والمتجر والذي مستعمالته، من ذلك وغير يركبها التي والسيارات

عنده أو السيارات، إلصالح أو للحدادة ورشة أو مصنع عنده للعمل، يستخدمها التي اآلليات في عليه زكاة ال مطبعة،

أو المصنع ذلك من عليها يحصل التي الغلة في الزكاة وإنما عليه حال مما العشر ربع يخرج بأن المطبعة أو الورشةاألشياء. هذه من عليها يحصل التي الدراهم من الحول

شركات كانت إن الشركات، في لإلنسان التي واألسهم وشركات النقل شركات أو المصانع كشركات استثمار حصل إذا غلتها في الزكاة تجب فهذه واألسمنت، الكهرباء

فإنه الشركة في أسهمه غلة من شيء على المساهم فتجب التجارية، األراضي في له التي األسهم وأما يزكيه،

تمام عند األراضي تلك يقو�م بأن منها أسهمه زكاة عليهمنها. نصيبه قيمة عشر ربع ويخرج حولها

(1/53)

ألنها الزكاة دفع عند النية من بد ال أنه الله رحمكم واعلموا وسلم: عليه الله صلى لقوله بنية إال تصح ال والعبادة عبادة، نوى" ]أخرجه ما امرئ لكل وإنما بالنيات األعمال "إنما

أنها دفعها عند [ فينوي1907 رقم ومسلم ،1 رقم البخاريزكاة.

تجزه، لم ذلك بعد نوى ثم زكاة ينوها لم وهو دراهم دفع ولو فيه تجب الذي المال من لديه ما يحصي أن المسلم وعلى زكاته تخرج لم شيء ماله من يبقى لئال دقيقا إحصاء الزكاة

وتلفه. محقه ذلك فيوجب نيابة زكاته ويخرج ماله يحصي من يوكل أن لإلنسان ويجوز

نفسه بها طيبة الزكاة يخرج أن المزكي على ويجب عنه، قال إلخراجها، كاره وال لها مستكثر وال بها ممتن غير

بالمن صدقاتكم تبطلوا ال آمنوا الذين أيها تعالى: }يا[.264 واألذى{ ]البقرة

وهم إال الصالة يأتون المنافقين: }وال في تعالى وقال [ ويستحب54 كارهون{ ]التوبة وهم إال يWنفقون وال كسالى

وال مغنما اجعلها فيقول: اللهم إخراجها عند يدعو أن وبارك أعطيت فيما الله آخذها: آجرك ويقول مغرما، تجعلها

طهورا. لك وجعله أبقيت، فيما لك زكاة وفي عامة دينكم أمور في الله عباد الله فاتقوا

خاصة. أموالكم أيضا التطوع صدقة من االستكثار لإلنسان الله: وينبغي عباد أنس لحديث العظيم، والموسم الكريم، الشهر هذا في

أفضل؟ الصدقة وسلم: أي عليه الله صلى النبي "سئل ]أخرجه الترمذي رمضان"" رواه في فقال: "صدقة

بن وصدقه غريب حديث وقال: هذا663 رقم الترمذي عليه الله صلى القوي[ وقال بذاك عندهم ليس موسى

يصعد وال طيب، كسب من تمرة بعدل تصدق وسلم: "من لصاحبها يربيها بيمينه يقبلها الله فإن الطيب، إال الله إلى

البخاري ]أخرجه عليه العظيم" متفق الجبل مثل تكون حتى[.1014 رقم ومسلم ،1410 رقم وتدفع الرب، غضب لتطفئ الصدقة مرفوعا: "إن أنس عن

حديث هذا وقال ،664 رقم الترمذي السوء" ]أخرجه ميتة هذا في واألحاديث واآليات الوجه[، هذا من غريب حسنمعروفة. كثيرة

(1/54)

الله صلى بالرسول اقتداء فيها الشهر هذا في والصدقةغيره. من أكثر فيه جوده يتضاعف كان فقد وسلم، عليه

يشملنا وأن ويرضاه، يحبه لما وإياكم يوفقنا أن الله نسألورحمته. ومغفرته بعفوهأجمعين. وصحبه وآله محمد نبينا على وسلم الله وصلى� الزكاة أحكام والعشرون: في الثالث الدرس أيضا أغنى واألولى اآلخرة في الحمد له العالمين، رب لله الحمد

ييسره أن بالحسنى وصدق واتقى أعطى من ووعد وأقنى أن بالحسنى وكذب واستعنى بخل من وتوعد لليسرى،

وأصحابه آله وعلى محمد على الله وصلى للعسرى، ييسره واستمسكوا الله سبيل في وأموالهم أنفسهم بذلوا الذين

بعد: أما كثيرا، تسليما وسلم الوثقى، بالعروة اإلسالم من وغيرها الزكاة من تخرجونه ما أن واعلموا تعالى الله اتقوا

قرضا يكون أنه حالل كسب ومن خالصة بنية الصدقات من أضعافا ومضاعفا لكم مدخرا وتجدونه ربكم تWقرضونه حسنا

واالستثمار النافع والتوفير الباقي الرصيد فهو كثيرة، أموالكم نمو من الدنيا في لكم الله يخلف ما مع المفيد، التي الزكاة مبالغ تستكثروا فال فيها، البركة وحلول

الكثيرة الماليين يملكون الذين الناس بعض فإن تدفعونها، عليهم الله فضل إلى ينظرون وال زكاتها، يستكثرون قد

منهم يسلبها أن على قادر وأنه الماليين هذه ملكهم حيث يأخذهم أو لحظة أسرع في معوزين فقراء إلى ويحولهم

مسؤوليتها عليهم فيكون لغيرهم، فيتركونها غرة علىمنفعتها. ولغيرهم

وال يجوز ال للزكاة مصارف عين سبحانه الله ان اعلموا ثم

الصدقات تعالى: }إنما قال غيرها، في دفعها يجزئ قلوبهم والمؤلفة عليها والعاملين والمساكين للفقراء

السبيل وابن الله سبيل وفي والغارمين الرقاب وفي[.60حكيم{ ]التوبة: عليم والله الله من فريضة

(1/55)

له أو سنة لمدة يمونهم من ويكفي يكفيه ما يملك كان فمن يجزئ وال يجوز ال غني فهو يكفيه غيره أو رواتب من إيراد

كان من وكذلك يأخذها، أن هو له يجوز وال إليه الزكاة صرف للكسب فرص ]وهناك يكفيه الذي الكسب على القدرة عنده

له يجوز وال إليه الزكاة دفع يجزئ وال يجوز ال موجودة[ فإنه يغلب لمن إال زكاته يدفع أن للمزكي يجوز فال أخذها، هو

أن الحديث في جاء فقد الزكاة، أهل من أنه الظن على داود أبو مكتسب. رواه لقوي وال لغني تحل ال الزكاة

والنسائي. كبناء الخيرية المشاريع في الزكاة صرف يجوز ال وكذا

من المشاريع هذه تمول وإنما وغيرها، والمدارس المساجد لهذه شرعه الله حق فالزكاة التبرعات من أو المال بيت

وال يستحقها ال لمن بها المحاباة تجوز ال المعينة المصارف أن وال ضررا عنه بها يدفع أو دنيويا نفعا لنفسه بها يجلب أن

وال ألحد، عليه يجب حق من بدال يجعلها بأن ماله بها يقي أصوله إلى دفعها يجوز وال مذمة، عنه بالزكاة يدفع أن يجوز

نفقته. تلزمه ممن أحد إلى أو زوجته إلى وال فروعه إلى وال وسائر وصرفها الزكاة إخراج وليكن الله عباد الله فاتقوا

صلى الله رسول وسنة الله كتاب مقتضى على عباداتكموسلم. عليه الله

(1/56)

مصارفها في الزكاة يصرف ال من أن الله عباد واعلموا تبرأ وال تجزئه ال فإنها كتابه في الله حددها التي الشرعية

المصارف هذه حدد الذي هو سبحانه الله ألن منها، ذمته والمساكين للفقراء الصدقات فقال: }إنما بنفسه

والغارمين الرقاب وفي قلوبهم والمؤلفة عليها والعاملين عليم والله الله من فريضة السبيل وابن الله سبيل وفي

قصر وهو الحصر، يفيد تعبير [ وهذا60 حكيم{ ]التوبة

مصرف في صرفها ولو عداه، عما ونفيه ذكر فيما الحكم عليه يتعين وال ذلك أجزأه الثمانية المصارف هذه من واحد

لمعاذ قال وسلم عليه الله صلى النبي أن بدليل استكمالها، الله أن اليمن: "فأعلمهم إلى بعثه لما عنه الله رضي

فقرائهم" إلى فتWرد أعنيائهم من تؤخذ صدقة عليهم افترض [ حيث19 رقم ومسلم1458 رقم البخاري ]أخرجه الحديث االقتصار جواز على فدل فيه، الفقراء ذكر على اقتصروإجزائه. عليهم

محمد نبينا على وسلم الله وصلى العالمين رب لله والحمدأجمعين. وصحبه وآله

في االجتهاد زيادة على الحث والعشرون: في الرابع الدرسرمضان من األخير العشر في الصالحة األعمال

الشهور، سائر على رمضان شهر فضل الذي لله الحمد تخصيص على حث األجور، بعظيم األواخر العشر وخص الشهر ختام ألنها العبادة، في اجتهاد بمزيد األواخر العشر

محمد نبينا على والسالم والصالة بالخواتيم، واألعمال أما الدين، يوم إلى بإحسان تبعه من وكل وصحبه آله وعلى

بعد:

(1/57)

األواخر العشر هي مباركة عشر في المسلمون.. إنكم أيها وقد النار، من لإلعتاق موسما الله جعلها رمضان، شهر من باالجتهاد العشر هذه يخص وسلم عليه الله صلى النبي كان عائشة عن مسلم صحيح في كما غيرها من أكثر العمل في

يجتهد كان وسلم عليه الله صلى النبي أن عنها الله رضي عائشة ]فعن غيرها في يجتهد لم ما األواخر العشر في

عليه الله صلى الله رسول قالت: "كان عنها الله رضي وشد وجد أهله وأيقظ الليل أحيا العشر دخل إذا وسلم

رسول أيضا: "كان وقالت ،1174 رقم مسلم المئزر" أخرجه ال ما األواخر العشر في يجتهد وسلم عليه الله صلى الله

وفي [،1175 رقم مسلم غيرها" أخرجه في يجتهد إذا وسلم عليه الله صلى النبي قالت: "كان عنها الصحيحين

أهله" ]أخرجه وأيقظ ليله وأحيا مئزره شد العشر دخل شامل وهذا [،1174 رقم ومسلم2024 رقم البخاري ذلك، وغير والصدقة والذكر والصالة القراءة في لالجتهاد

لتلك العشر هذه في يتفرغ والسالم الصالة عليه وكان من فتتفرغ بنبيك االقتداء المسلم أيها لك فينبغي األعمال،

بالطاعة لالشتغال وقتا لتوفر منها تخفف أو الدنيا أعمالالمباركة. العشر هذه في

(1/58)

وتطويل الليل قيام في االجتهاد العشر هذه خصائص ومن القراءة وتطويل والسجود والركوع القيام بتمديد الصالة

هذه إظهار في المسلمين ليشاركوا واألوالد األهل وإيقاظ وقد العبادة، على ويتربوا األجر في ويشتركوا الشعيرة

في يهيمون فتركهم أوالدهم، عن الناس من كثير غفل هذه يحترمون وال والسفه، للعب ويسهرون الشوارع،

سوء من وهذا نفوسهم، في منزلة لها تكون وال الليالي أن المبين والخسران الواضح الحرمان لمن وإنه التربية،

غفلة في الناس من وكثير وتنتهي الليالي هذه تأتي يسهرون منها، يستفيدون وال لها يهتمون ال معرضون،

محدودة فائدة فيه أو فيه فائدة ال فيما معظمه أو كله الليل الليالي هذه ويعطلون آخر، وقت في عليها حصولهم يمكن

على وفوتوا ناموا القيام وقت جاء فإذا له، خWصصت عما وقد آخر، عام في يدركونه ال لعلهم كثيرا، خيرا أنفسهم

يفكروا لم ثقيلة أوزارا وأوالدهم وأهليهم أنفسهم حملوا نافلة، القيام هذا بعضهم: إن يقول وقد عاقبتها، سوء في أم قالت وقد الفرائض، على المحافظة يكفيني وأنا

عن هؤالء: بلغني ألمثال عنها الله رضي عائشة المؤمنين ال ولعمري نزداد، أن نبال لم الفرائض أدينا يقولون: إن قوم

يخطئون قوم ولكنهم عليهم، افترض عما إال الله يسألهم منكم، إال نبيكم وما نبيكم من إال أنتم وما والنهار، بالليلالليل. قيام وسلم عليه الله صلى الله رسول ترك ما والله

(1/59)

مصادفة فيها يرجى أنها المباركة العشر هذه خصائص ومن ألف من خير القدر فيها: }ليلة الله قال التي القدر ليلة

الله رضي هريرة أبي عن الصحيحين [ وفي3 شهر{ ]القدر ليلة قام قال: "من وسلم عليه الله صلى النبي عن عنه

ذنبه" ]أخرجه من تقدم ما له غWفر واحتسابا إيمانا القدر المسلم يظفر وال [،760 رقم ومسلم1901 رقم البخاري

لم ألنها كلها الشهر ليالي قام إذا إال العظيمة الليلة بهذه

ألجل سبحانه الله حكمة من وهذا منها، معينة ليلة في تحدد كلها الشهر ليالي ويقوموا تحريها في العباد اجتهاد يكثر أن

فاجتهدوا األجر، وكثرة العمل كثرة لهم فتحصل لطلبها وهي الشهر، ختام هي التي العشر هذه في الله رحمكم

وسلم عليه الله صلى النبي عن روي النار، من العتق ليالي وأوسطه رحمة أوله رمضان: "شهر شهر عن قال أنه

عليه تمر الذي النار" فالمسلم من عتق وآخره مغفرة الشهر هذا في النار من والعتق والمغفرة الرحمة مواسم

هذا إن ربه، رضا والتمس وقته وحفظ مجهوده بذل وقد ويفوز وبركاته الشهر هذا خيرات كل يحوز أن حري المسلم

األيام في أسلفه بما العالية الدرجات فينال بنفحاته، المساجد أئمة بعض أن على التنبيه ويجب هذا الخالية، السنة إن حيث السلف وهدي السنة يخالفون الله هداهم

التراويح صالة بجعل العشر هذه في االجتهاد زيادة هي ركعات وعشر الليل أول في ركعات عشر فيصلي قسمين،

هذا في األئمة بعض لكن بالوتر، وتختم الليل، آخر في تهجدا التهجد صالة على ويقتصر الليل أول صالة يلغي الزمان

ويقتصر التهجد صالة يلغي أو ركعات ثمان أو ركعات عشر يزيد ال أنهم هذا ومعنى الليل أول في التراويح صالة على

اجنهاده يزيد وسلم عليه الله صلى النبي كان كما اجتهادهم وما وتطويلها الصالة بزيادة لياليها ويحيي العشر هذه في

الشهر كل في ركعة عشرين يصلي من حق في هو ذكرناه إليها يضيف فإنه ركعات عشر الشهر أول في يصلي من أما

الليل. آخر فيها يتهجد األواخر العشر في أخرى عشرا

(1/60)

هؤالء مثل على الرد في رسالة بطين أبي العالمة وللشيخ في ( وسننقلها185 ـ181/ 3) السنية الدرر في تجدها

الكتاب. آخر لله والحمد التقصير عن والعفو والقبول التوفيق الله نسأل

العالمين. ربوصحبه. وآله محمد نبينا على وسلم الله وصلىاالعتكاف أحكام بيان والعشرون: في الخامس الدرس بعده، نبي ال الذي محمد نبينا على والصالة وحده، لله الحمدبعد: أما وصحبه، آله وعلى وبالعشر بالصيام تتعلق عظيمة عبادة هناك أن اعلموا الصيام آيات به الله ختم وقد االعتكاف، وهي: عبادة األواخر

في عاكفون وأنتم تباشروهن سبحانه: }وال قال حيث الشيء لغة: لزوم [ واالعتكاف187 المساجد{ ]البقرة

عنده. والمكث وهو جوارا، ويسمى الله، لطاعة المسجد واصطالحا: لزوم

الشرائع من وهو واإلجماع، والسنة بالكتاب وقربة سنة من بيت في بالمكث تعالى الله إلى تقرب وفيه القديمة،

عن للعالئق وقطع الله، عبادة على للنفس وحبس بيوته عن الشواغل من للقلب وإخالء بالخالق، لالتصال الخالئق

القرآن وقراءة والذكر بالتفكر الله لعبادة والتفرغ الله، ذكر كل مسنون واالعتكاف واالستغفار، والتوبة والدعاء والصالة

والسالم الصالة عليه لفعله آكد رمضان في ولكنه وقت عنها الله رضي عائشة عن الصحيحين ففي عليه، ومداومته

العشر يعتكف وسلم عليه الله صلى الله رسول "كان رقم البخاري الله" ]أخرجه توفاه حتى رمضان من األواخر الله رضي أزواجه اعتكف وقد [،1172 رقم ومسلم2026 وأفضل باألخبية، واستترن معه واعتكفن وبعده معه عنهن

ألنه األواخر، العشر في االعتكاف رمضان في االعتكاف عائشة لقول وفاته إلى عليه داوم وسلم عليه الله صلى رمضان من األواخر العشر يعتكف عنها: "كان الله رضي ليلة لتحري أرجى األواخر العشر الله" وألن توفاه حتى

القدر.بشروط: إال يصح ال وعبادة عمل واالعتكاف

األعمل وسلم: "إنما عليه الله صلى لقوله األول: النية[.1907 رقم ومسلم1 رقم البخاري بالنيات" ]أخرجه

(1/61)

عاكفون تعالى: }وأنتم لقوله مسجد، في يكون الثاني: أن في بكونه المعتكف [ فوصف187 المساجد{ ]البقرة في

فيه، المباشرة تحريم يختص لم غيره في صح فلو المسجد، عليه الله صلى وألنه مطلقا، االعتكاف في محرمة هي إذ

للمشروع. بيانا خرج وفعله مسجده، في يعتكف كان وسلم صالة فيه تقام فيه اعتكف الذي المسجد يكون الثالث: أن

في إال اعتكاف عائشة: "وال عن داود أبو روى لما الجماعة في والبيهقي ،2473 رقم داود أبو جماعة" ]أخرجه مسجد المسجد غير في االعتكاف [ وألن315/ 4 الكبرى السنن

إلى وإما الجماعة ترك إلى إما يؤدي الجماعة فيه تقام الذي وهو ذلك من التحرز إمكان مع كثيرا المعتكف خروج تكرار

إال معتكفه من الخروج للمعتكف يجوز وال لالعتكاف، مناف إال البيت يدخل ال وسلم عليه الله صلى وكان منه، البد لما

كان إن إال جنازة يشهد وال مريضا يعود وال اإلنسان، لحاجةاعتكافه. ابتداء في ذلك اشترط قد

تعالى: }وال لقوله زوجته مباشرة المعتكف على ويحرم[.187 المساجد{ ]البقرة في عاكفون وأنتم تباشروهن

صالة من الله بذكر اشتغاله ويستحب عاكفين، دمتم ما أي عليه الله صلى لقوله يعنيه ماال واجتناب وذكر وقراءة

يعنيه" ]أخرجه ماال تركه المرء إسالم حسن وسلم: "من في وأحمد3976 رقم ماجة وابن ،2317 رقم الترمذي والطبراني ،237 / 2 التاريخ في والحاكم ،201 / 1 المسند

[،2886 رقم138/ 3 الكبير وفي ،2902 رقم األوسط في يتنظف أن بأس وال يكثر، لم ما يأتيه من مع يتحدث أن وله

الله صلى النبي وكان منه، البد لما الخروج وله ويتطيب، ـ عليه متفق ـ اإلنسان لحاجة إال البيت يدخل ال وسلم عليه وإحضار الواجبة والطهارة الحاجة لقضاء يخرج أن فله

هو هذا بهما، يأتي من له يكن لم إذا والشراب الطعام لنا الله ونسأل أحكامه، بعض وهذه المشروع االعتكاف

)إنه الصالح والعمل النافع للعلم التوفيق المسلمين ولجميعمجيب(. قريب

(1/62)

محمد نبينا على وسلم الله وصلى العالمين، رب لله والحمدوصحبه. وآله

القدر ليلة فضل بيان والعشرون: في السادس الدرسفيها االجتهاد على والحث وخصه الشهور، من غيره على رمضان شهر فض�ل لله الحمد والسالم والصالة شهر، ألف من خير هي التي القدر، بليلةبعد: أما وصحبه، وآله محمد نبينا على * منذرين كنا إنا مباركة ليلة في أنزلناه تعالى: }إنا الله قال }إنا تعالى وقال [،4 ،3 حكيم{ ]الدخان أمر كل يفرق فيها

القدر * ليلة القدر ليلة ما أدراك * وما القدر ليلة في أنزلناه ربهم بإذن فيها والروح المالئكة * تنزل شهر ألف من خير[.5ـ1 الفجر{ ]القدر مطلع حتى هي * سالم أمر كل من

(1/63)

رمضان تعالى: }شهر لقوله المبارك رمضان شهر في وهي الهدى من وبينات للناس هدى القرآن فيه أنزل الذي

منه األواخر العشر في [ وترجى185 والفرقان{ ]البقرة في القدر ليلة وسلم: "تحروا عليه الله صلى النبي لقول البخاري ]أخرجه عليه رمضان" متفق من األواخر العشر

كل في االجتهاد فينبغي [،1169 رقم ومسلم ،2020 رقم الله صلى النبي قال فقد الليلة، لهذه طلبا العشر ليالي ما له غWفر واحتسابا إيمانا القدر ليلة قام وسلم: "من عليه وسميت شهر ألف من خير أنها تعالى وأخبر ذنبه"، من تقدم لقوله السنة تلك في يكون ما فيها يقدر ألنه القدر ليلة

التقدير [ وهو4 حكيم{ ]الدخان أمر كل يفرق تعالى: }فيها متقدم فهو العام التقدير أما الخاص، التقدير وهو السنوي،

صحت كما سنة، ألف بخمسين واألرض السماوات خلق على قدرها لعظم القدر ليلة سميت وقيل األحاديث، بذلك

شهر{ ]القدر ألف من تعالى: }خير قوله ومعنى وشرفها شهر ألف في العمل من خير فيها والعمل قيامها [ أي3

صلى النبي لقول آكد، العشر أوتار في وطلبها منها، خالية ثالث في األواخر العشر في وسلم: "اطلبوها عليه الله

رقم البخاري يبقين" ]أخرجه تسع أو يبقين سبع أو يبقين أرجاها وعشرين سبع وليلة قريب[، بلفظ2022 ،2021 ابن منهم وعشرين، سبع ليلة الصحابة: إنها من كثير لقول ليجتهد إخفائها وحكمة وغيرهما، كعب بن وأبي عباس

أخفيت كما العشر، ليالي جميع في العبادة في المسلمون جميع في المسلم ليجتهد الجمعة يوم من الجمعة ساعة ألن الدعاء، من فيها يكثر أن أن للمسلم ويستحب اليوم، الله رضي عائشة عن ورد بما ويدعو مستجاب، فيها الدعاء

قال: أدعو؟ فبم وافقتها إن الله، رسول قالت: يا عنها أحمد عني" رواه فاعف العفو تحب عفو إنك "قولي: اللهم

رقم ماجة وابن ،3513 رقم الترمذي ]أخرجه ماجة وابن الشيخين شرط على وقال: صحيح530 / 1 والحاكم ،3850

الذهبي[. ووافقه

(1/64)

المباركة الليلة هذه في المسلمون: اجتهدوا أيها فيا فرصة فإنها الصالحة واألعمال واالستغفار والدعاء بالصالة من خير أنها أخبر سبحانه الله فإن تدوم ال والفرص العمر،

عمر وهي عاما، ثمانين على تزيد شهر وألف شهر، ألف

واحدة فليلة الله، طاعة في كله اإلنسان قضاه لو طويل في الليلة وهذه عظيم، فضل وهذا منه، خير القدر ليلة وهي

اجتهد وإذا آكد، منه األخير العشر وفي قطعا رمضان قطعا القدر ليلة صادف فقد رمضان ليالي كل في المسلمجي Wخيرها. على الحصول له ور

فاحرصوا الله، وفقه لمن الفضل هذا من أعظم فضل فأي باألعمال واجتهدوا الليلة، هذه طلب على الله رحمكم

الثواب، حWرم من المحروم فإن بثوابها، لتفوزوا الصالحة بسبب بذنوبه محمال ويبقى المغفرة مواسم عليه تمر ومن

محروم. فإنه مباالته وعدم وإعراضه غفلته باب لك فتح فقد المغفرة واسأله ربك إلى تب العاصي أيها

فيها تWضاعف للخير مواسم لك وجعل إليها ودعاك التوبة،ذ السيئات فيها وتWمحى الحسنات Wالنجاة. بأسباب لنفسك فخ

محمد نبينا على وسلم الله وصلى العالمين، رب لله والحمدوصحبه. وآله

ختام في يWشرع ما بيان والعشرون: في السابع الدرسالشهر في موجود لكل جعل الصالحات، بنعمته تتم الذي لله الحمد

أهل بذلك ليعتبر انتقاال، مقيم ولكل زواال الدنيا هذه وال اإلمهال، زمن في ماداموا باألعمال فيبادروا االيمان،

وأصحابه محمد نبينا على الله وصلى اآلمال، بطول يغتروابعد: أما كثيرا، تسليما وسلم وآل، صحب خير واعلموا واأليام، الليالي مرور سرعة في تفكروا الله عباد أعمالكم، صحائف بها وتطوى أعماركم، بمرورها تنقص أنها

الفرصة انقضاء قبل الصالحة واألعمال بالتوبة فبادرواالسانحة.

(1/65)

رمضان شهر تستقبلون القريب باألمس الله: كنتم عباد شاهدا أودعتموه، بما عنكم مرتحال تودعونه واليوم المبارك،

الله عند له شاهدا كان لمن فهنيئا عملتموه، بما عليكم لمن وويل النار من والعتق الجنة بدخول له شافعا بالخير،

تفريطه من ربه إلى شاكيا صنيعه، بسوء عليه شاهدا كان فإن ختام، بخير والقيام رمضان شهر فودعوا وتضييعه، فيه

فعليه شهره في مWحسنا كان فمن بالخواتيم، األعمال فيما الصالح والعمل بالتوبة فعليه مسيئا كان ومن اإلتمام،

العام، هذا بعد رمضان عليه يعود ال فربما األيام من له بقي

الصالحة األعمال مواصلة على واستمروا بخير فاختموه الشهور رب فإن الشهور، بقية في فيه تؤدونها كنتم التي

مدى بطاعته أمركم وقد وشاهد، عليكم مطلع وهو واحد، قد رمضان شهر فإن رمضان شهر يعبد كان ومن الحياة، يموت ال حي الله فإن الله يعبد كان ومن وفات، انقضى

الناس بعض فإن األوقات، جميع في عبادته على فليستمر على فيه فيحافظون خاصة، رمضان شهر في يتعبدون القرآن تالوة من ويWكثرون المساجد في الصلوات

عن تكاسلوا رمضان انتهى فإذا أموالهم، من ويتصدقون بنوه، ما فهد�موا والجماعة الجمعة تركوا وربما الطاعة، رمضان في اجتهادهم أن يظنون وكأنهم أبرموه ما ونقضوا

و القبائح من السنة في منهم يجري ما عنهم يكفر أن يعلموا ولم المحرمات، وفعل الواجبات وترك الموبقات،

الكبائر باجتناب مقيد للسيئات وغيره رمضان تكفير عنه تنهون ما كبائر تجتنبوا تعالى: }إن قال والموبقات،

[.31 سيئاتكم{ ]النساء عنكم نكفر الخمس وسلم: "الصلوات عليه الله صلى النبي وقال

بينهن لما كفارة رمضان إلى ورمضان الجمعة إلى والجمعة[.16/ 233 مسلم الكبائر" ]أخرجه اجتنبت إذا

صارت وقد الصالة، إضاعة من أعظم الشرك عدا كبيرة وأيالناس. بعض عند مألوفة عادة إضاعتها

هم إذا الله عند شيئا ينفعهم ال رمضان في هؤالء اجتهاد إنالمحرمات. وفعل الواجبات ترك من بالمعاصي أتبعوه

(1/66)

رمضان، شهر في يجتهدون قوم عن السلف بعض سئل قد يعرفون ال القوم فقال: بئس وأساءوا، ضيعوا انقضى فإذا كل في خافه الله عرف من ألن نعم رمضان، في إال الله

الزمان. الخير ويWظهر فيه ويصلي رمضان يصوم قد الناس وبعض باب من ذلك يفعل وإنما واحتسابا، إيمانا ال المعاصي ويترك

التقاليد من هذا يعتبر ألنه للمجتمع، والمجاراة المجاملة كانوا المنافقين فإن األكبر النفاق هو وهذا االجتماعية،

العبادة. من به يتظاهرون فيما الناس يراءون لينقض انقضاءه ينتظر زمنيا سجنا رمضان شهر يعتبر وهذا ألجل رمضان بانقضاء يفرح والمحرمات، المعاصي على

سجنه. من عنه اإلفراج

عنه الله رضي هريرة أبي عن صحيحه في خزيمة ابن روى شهركم قال: "أظلكم وسلم عليه الله صلى الله رسول عن مر ما وسلم، عليه الله صلى الله رسول بمحلوف هذا

شر شهر بالمنافقين مر وال منه، لهم خير شهر بالمسلمين الله إن وسلم، عليه الله صلى الله رسول بمحلوف منه، لهم

وشقاءه وزره ويكتب يدخله أن قبل ونوافله أجره ليكتب والنفقة القوت فيه يWعد المؤمن أن وذلك يدخله، أن قبل

واتباع المؤمنين غفالت اتباع المنافق فيه ويعد الله، لعبادة خزيمة ابن ]أخرجه المؤمن" الحديث يغنمه فغنم عوراتهم

،524 / 2 المسند في وأحمد ،1884 رقم صحيحه في /7 االيمان وشعب304 / 4 الكبرى سننه في والبيهقي

[.3335 رقم215 ـ214 العبادة في استعمله ألنه الشهر بانتهاء يفرح والمؤمن بانتهاء يفرح والمنافق وفضائله، أجره يرجو فهو والطاعة

مسجونا كان التي والشهوات المعاصي إلى لينطلق الشهر رمضان شهر يتبع المؤمن فإن ولذلك رمضان، في عنها

والعبادة. والتكبير باالستغفار والمعازف الغناء وحفالت واللهو بالمعاصي يتبعه والمنافق وودعوا الله عباد الله فاتقوا بفراقه، فرحا والطبولواالستغفار. بالتوبة شهركممحمد. نبينا على الله وصلى ختام في يشرع ما بيان والعشرون: في الثامن الدرسالشهر

(1/67)

من ووفق الصيام، شهر بإكمال علينا من الذي لله الحمد الله وصلى العظام، الخيرات من فيه ما الغتنام فيه شاء وسلم الكرام البررة وأصحابه آله وعلى محمد نبينا على

كثيرا. تسليما ال رقيب فإنه واأليام، الليالي سائر في الله الله.. اتقوا عباد

ينام. ال قيوم يغفل المبارك الشهر هذا ختام في لكم الله شرعه الله.. مما عبادكرا العيد صالة Wكما الصيام، فريضة أداء على تعالى لله ش الحج، فريضة أداء على له شكرا األضحى عيد صالة الله شرع عليه الله صلى النبي عن صح فقد اإلسالم، أهل عيدا فهما

فيهما يلعبون يومان ألهلها كان المدينة قدم لما أنه وسلم خيرا بهما الله أبدلكم وسلم: "قد عليه الله صلى قال

1134 رقم داود أبو الفطر" ]أخرجه ويوم النحر منهما: يوم في والبغوي3841 رقم452 / 6 مسنده في يعلى وأبو

،250 ،178 / 3 وأحمد ،1098 رقم292 /4 السنة شرح السنن في والبيهقي294 / 1 المستدرك في والحاكم العيدين هذين على الزيادة يجوز فال [،277/ 3 الكبرى الوطنية واألعياد الموالد كأعياد أخرى أعياد بإحداث

ذكريات� أو أعيادأ سميت سواء جاهلية أعياد ألنها والقومية،� أو عيدا االسالم في العيد وسمي أعواما�، أو أسابيع أو أياما

من الله يسر بما والسرور بالفرح عام كل ويتكرر يعود ألنهاإلسالم. أركان من ركنان هما الذين والحج الصيام عبادة والعتق باإلحسان عباده على فيهما يعود سبحانه الله وألن

بالخروج وسلم عليه الله صلى النبي أمر وقد النيران، من غير حضورها للنساء فيWسن النساء، حتى العيد لصالة العام

يختلطن وال وشهرة، زينة لثياب البسات وال متطيبات وتعتزل المسلمين دعوة لحضور تخرج والحائض بالرجال، نخرج أن نWؤمر "كنا عنها الله رضي عطية أم قالت المصلى،

الحWيض، تخرج وحتى خدرها من البكر تخرج حتى العيد يوم بدعائهم، ويدعون بتكبيرهم فيكبرن النساء خلف فيكWن�

وطهرته". اليوم ذلك خير يرجون

(1/68)

من وعلم اإلسالم لشعائر إظهار العيد لصالة والخروج فإن الله رحمكم حضورها على فاحرصوا الظاهرة أعالمه

على واحرصوا المبارك، الشهر هذا أحكام مكمالت من حفظ على الثياب، إسبال وعدم البصر وغض الخشوع من السمع وحفظ الزور، وقول والرفث اللغو من اللسان والمزامير والمعازف واألغاني والقال القيل استماع بعض يقيمها التي واللعب واللهو السمر حفالت وحضور شرع ولهذا بضدها، ال بالطاعة تتبع الطاعة فإن الجهال،

رمضان شهر صوم اتباع ألمته وسلم عليه الله صلى النبي النبي عن مسلم اإلمام روى فقد شوال، من أيام ستة بصوم وأتبعه رمضان صام قال: "من أنه وسلم عليه الله صلى رقم مسلم الدهر" ]أخرجه صام فكأنما شوال من بست وابن ،759 رقم والترمذي ،2433 رقم داود وأبو ،1164 ألن والمضاعفة والثواب األجر في يعني [،1716 رقم ماجة

وستة أشهر عشرة عن فرمضان أمثالها، بعشر الحسنة كأنما السنة أشهر وهذه شهرين، عن شوال من األيام

شوال، من ستا وأتبعه رمضان صام إذا كلها المسلم صامها لتحظوا الستة األيام هذه صيام على الله رحمكم فاحرصوا

العظيم. الثواب بهذاأجمعين. وصحبه وآله محمد نبينا على الله وصلىالفطر صدقة أحكام بيان والعشرون: في التاسع الدرس على والسالم والصالة الصالحات، تتم بنعمته الذي لله الحمد

ومن وأصحابه آله وعلى الخيرات، إلى سابق أول محمد نبيناالدين. يوم إلى بسنته تمسك ونحمد الصيام، ختام الله جعلها قد الفطر صدقة أن اعلموا

من يجعلنا وأن القبول ونسأله للتمام، التوفيق على اللهالختام. في النار من العتقاء

المسلمون: أيها

(1/69)

عبادات العظيم الشهر هذا ختام في لكم الله شرع لقد طWهرة الفطر صدقة لكم فشرع قربا، الله من تزيدكم

عليه الله صلى الله رسول فرضها اإلثم، اللغو من للصائمين والعبد، والحر واألنثى والذكر والكبير الصغير على وسلم

يخرجها للفقير، ومواساة للمسكين وطWعمة للبدن زكاة هي وأوالد زوجة من مؤنته تلزمه وعمن نفسه عن المسلم الحمل، عن إخراجها ويستحب نفقتهم، تلزمه من وسائر ]وال فيه وهو الشهر تمام يوافيه الذي البلد إخراجها ومحل لم فإن لها، مستحق بلده في مادام آخر بلد إلى نقلها يجوز إليه، بلد أقرب فقراء إلى نقلها مستحق بلده في يكن

بلد من إليه جاء أو فيه مستوطنا كان من هم البلد وفقراء بلده غير آخر بلد في عنهم يخرج أن يلزمه من كان آخر[ وإن

ويجوز البلد، ذلك في فطرته مع فطرتهم أخرج فيه هو الذي إخراجها ووقت بلدهم، في وعنهم عنه ليخرجوا يعمدهم أن

العيد، صالة إلى ويستمر العيد، ليلة الشمس بغروب يبدأيومين. أو بيوم العيد قبل تعجيلها ويجوز وإن أفضل، العيد صالة قبل العيد صباح إلى إخراجها وتأخير

بقية في أخرجها عذر، غير من العيد صالة عن إخراجها أخر بعده إخراجها لزمه العيد يوم في يخرجها لم فإن اليوم، حق في الفطر صدقة إخراج من بد ال أنه بذلك فتبين قضاء،

وهو جواز وقت إلى ينقسم اإلخراج وقت وإن المستطيع، بين ما وهو فضيلة وقت و يومين، أو بيوم العيد قبل ما

العيد. صالة إلى العيد ليلة الشمس غروب

اليوم. آخر إلى العيد صالة بعد ما وهو إجزاء، ووقتالعيد. يوم بعد ما وهو اإلثم مع قضاء ووقت

(1/70)

من المال لزكاة المستحق هو الفطر لزكاة والمستحق في المستحق إلى فيدفعها ونحوهم، والمساكين الفقراء

شخص عند يودعها أن يكفي وال وكيله، إلى أو اإلخراج وقت البر من الفطر: صاع صدقة ومقدار للمستحق، وكيال ليس

مقام يقوم ما أو األقط، أو الزبيب أو التمر أو الشعير أو وكل والدخن والذرة كاألرز البلد في يقتات مما األشياء هذه

كيلوات بالكيلو: ثالث الصاع ومقدار البلد، في يقتات ماتقريبا.

]وال المنصوص خالف ألنه الطعام بدل القيمة دفع يجزئ وال يفعل كما آخر بلد في طعام بها ليشتري دراهم دفع يجوز فتوى صدرت وقد السنة، خالف هذا ألن اليوم، الناس بعض

ممنوع وهذا لله، والحمد ذلك بمنع العلماء كبار هيئة من الفطر لصدقة إخراج ثانيا: أنه للقيمة، دفع أنه ألمور: أوال

اإلخراج لوقت سابق وثالثا: أنه الصائم، فيه الذي البلد عن أن أجل من الشهر من مبكر وقت في النقود يدفعون ألنهم

وهذا يقصدونه، الذي البلد إلى ووصولها إرسالها من يتمكن بالد من بلد أي في الحتاجين مساعدة ضد لسنا ونحن

في المحددة العبادات غير في هذا يكون ولكن المسلمين، تؤدى أن يجب فهذه خاص ووقت خاص ونوع خاص، مكان

القيود[. هذه حسب عليه الله صلى الله رسول عهد على موجودة كانت والنقود بإخراج أفتى ومن ذلك، ألمته لبين تجزئ كانت فلو وسلم، وإخراج ويصيب، يخطئ واالجتهاد منه، باجتهاد أفتى القيمة عليه الله صلى النبي عن ينقل ولم السنة خالف القيمة زكاة في القيمة إخراج أصحابه من أحد عن وال وسلم،الفطر.

بن يقولون: عمر قوم له قيل القيمة، يعطي أحمد: ال قال الله رسول قول قال: يدعون بالقيمة، يأخذ كان العزيز عبد

عمر: قال وقد فالن، قال ويقولون وسلم، عليه الله صلى صاعا�. الفطر زكاة وسلم عليه الله صلى الله رسول فرض

انتهى.المسلمون: أيها

(1/71)

غروب من التكبير الشهر هذا ختام في لكم الله شرعه ومما تعالى: }ولتكملوا قال العيد، صالة إلى العيد ليلة الشمس

تشكرون{ ولعلكم هداكم ما على الله ولتكبروا العدة الشهر هذا ختام في لكم الله شرعه [ ومما185 ]البقرة

تعالى: الله قال وجل، عز الله ذكر تمام من وهي العيد صالة فصلى{ ]األعلى ربه اسم * وذكر تزكى من أفلح }قد

العيد، وصالة الفطر زكاة السلف: المراد بعض [ قال14،15أعلم. والله

وصحبه. وآله محمد نبينا على الله وصلىرمضان شهر بعد المسلم على يجب الثالثون: فيما الدرس أحمده والشهور، األيام مصرف المقدور، مقدر لله الحمد إال إله ال أن وأشهد الشكور، الغفور وهو نعمه جزيل على كل على وهو الحمد وله الملك له له، شريك ال وحده الله

النذير البشير ورسوله عبده محمدا أن وأشهد قدير، شيء وسلم وأصحابه آله وعلى عليه الله صلى المنير، والسراج

والنشور. البعث يوم إلى كثيرا تسليما سرعة في وتفكروا تعالى الله اتقوا الناس بعد: أيها أما

هذه من انتقالكم قرب بذلك وتذكروا والليالي األيام مرور رمضان شهر بكم حل األعمال، بصالح فتزودوا الدنيا

انتهى ثم أوقاته، جميع وعشتم وبركاته، بخيراته المبارك من واستفاد قدره عرف لمن ربه عند شاهدا سريعا وارتحل

فيه وأساء فضله تجاهل من على وشاهدا بالطاعة، خيره الشهر هذا في قدم ماذا نفسه منا كل فليحاسب باإلضاعة،

القبول وليسأله ذلك على الله فليحمد خيرا فيه قدم فمن كان ومن حياته، مستقبل في الطاعة على واالستمرار

يستغلها جديدة حياة وليبدأ الله إلى فليتب فيه مفرطا لعل واإلساءة الغفلة في أضاعها التي الحياة بدل بالطاعة

قال عمره، من بقي فيما ويوفقه مضى ما عنه يكفر الله إن الليل من وزلفا النهار طرفي الصالة تعالى: }وأقم

[.114 للذاكرين{ ]هود ذكرى ذلك السيئات يذهبن الحسنات

(1/72)

السيئة الحسنة وسلم: "وأتبع عليه الله صلى النبي وقال ،2719 رقم والدارمي ،1987 رقم الترمذي تمحها" ]أخرجه

تاب من تعالى: }إال وقال [،1/45 والحاكم ،5/153 وأحمد حسنات سيئاتهم الله يبدل فأولئك صالحا عمال وعمل وآمن[.70 رحيما{ ]الفرقان غفورا الله وكان الله صلى الله رسول وصفه كما رمضان شهر إن الله عباد عتق وآخره مغفرة وأوسطه رحمة أوله "شهر وسلم عليه حاالت لهم الشهر هذا مع الناس ألن النار" وذلك من

على مستقيم وهو الشهر هذا وافاه من فمنهم مختلفة، عن مبتعد والجماعة، الجمع صالة على يحافظ الطاعة،

فكان الطاعات بفعل الشهر هذا في اجتهد ثم المعاصي، عمله، في محسن ألنه الله رحمة تناله فهذا له، خير زيادة المحسنين{ من قريب الله رحمة تعالى: }إن قال وقد

[.56 ]األعراف من تيسر ما وقام نهاره فصام الشهر هذا وافاه من ومنهم

من وكثير الفرائض أداء على محافظ ذلك قبل وهو ليله، مغفرة تناله فهذا الكبائر، دون ذنوب عنده لكن الطاعات

عنكم نكفر عنه تنهون ما كبائر تجتنبوا تعالى: }إن قال الله، النبي [ وقال31 كريما{ ]النساء مدخال وندخلكم سيئاتكم

إلى والجمعة الخمس وسلم: "الصلوات عليه الله صلى اجتنبت إذا بينهن لما كفارة رمضان إلى ورمضان الجمعة

،214 رقم والترمذي ،233 رقم مسلم الكبائر" ]أخرجه[.359 / 2 وأحمد

(1/73)

دون لكنها كبائر ذنوب وعنده رمضان شهر وافاه من ومنهم وصام منها تاب ثم النار، دخول بها استوجب وقد الشرك،

النار من اإلعتاق يناله فهذا منه، تيسر ما وقام الشهر هذا مقيم وهو الشهر وافاه من ومنهم دخولها، استوجب بعدما وإضاعة الواجبات وترك المحرمات فعل من المعاصي على

تاب أو سيئاته من الله إلى يتب ولم حاله يتغير فلم الصالة هو فهذا إليها، عاد انتهى ولما رمضان في مؤقتة توبة منها

هذا من يستفد ولم أوقاته، وضي�ع حياته خسر الذي الخاسر عليهما للنبي جبريل قال وقد واآلثام، الذنوب إال الشهر له يغفر فلم رمضان شهر أدركه والسالم: "ومن الصالة وسلم: عليه الله صلى النبي فقال آمين، قل الله، فأبعده

الله، أبعده من والشقي الله، حرمه من آمين" والمحروم نهاية لها وليس وقت، كل في واجبة الله عبادة إن الله عباد

اليقين{ يأتيك حتى ربك }واعبد تعالى قال بالموت، إال

حق الله اتقوا آمنوا الذين أيها تعالى: }يا [ وقال99 ]الحجر [،102 عمران مسلمون{ ]آل وأنتم إال تموتن وال تقاته انقطع اإلنسان مات وسلم: "إذا عليه الله صلى النبي وقال ،1631 رقم مسلم ]أخرجه ثالث" الحديث من إال عمله

،2880 رقم داود وأبو ،38 رقم المفرد األدب في والبخاري[.3653 رقم والنسائي ،1376 رقم والترمذي

(1/74)

المحدودة مواقيتها في تؤدى عبادات ولله قريب، والموت أركان هو ما منها العبادات وهذه وسنويا، وأسبوعيا يوميا

كل في تؤدى الخمس فالصلوات له، مكمل هو وما لإلسالم بعد اإلسالم أركان من الثاني الركن وهي وليلة، يوم

أسبوع كل تؤدى والجمعة اإلسالم، عمود هي الشهادتين، في المسلمون لها يجتمع اإلسالم شعائر أعظم من وهي غير في وهي الصالة قرينة والزكاة بها، اهتماما واحد مكان

زكاتها فتؤدى المعشرات وأما سنة، كل تؤدى المعشرات سنة، كل في يجب رمضان شهر وصيام عليها، الحصول عند

في مرة المستطيع المسلم على يجب الحرام الله بيت وحج تطوع، فهو الحج من المرة على ومازاد العمرة، وكذا العمر، مثل مستحبة، عبادات الواجبة العبادات هذه جانب وإلى

الصيام، ونوافل الصدقات، ونوافل الصلوات، نوافل المسلم حياة أن على يدل مما وهذا والعمرة، الحج ونوافل

العبادة أن يظن فالذي مستحبة وإما واجبة إما عبادة، كلها قد العبادة من يWعفى وبعده رمضان شهر في منه مطلوبة

يعرف لم بل دينه، يعرف ولم عليه الله حق وجهل سوءا ظن في إال يطعه لم حيث قدره، حق يقدره ولم معرفته، حق الله

في إال ثوابه يرج ولم رمضان، في إال منه يخف ولم رمضان، غنى ال أنه مع بالله، الصلة مقطوع اإلنسان هذا إن رمضان،

على مقصورا كان إذا كان مهما والعمل عين، طرفة عنه له نفسه أتعب مهما صاحبه على مردود عمل هو رمضان شهر برمضان ينتفع وإنما فرع وال له أصل ال مبتور عمل ألنه فيه، زمان، كل في االستقامة على هم الذين االيمان أهل

مطلع الشهور كل في وهو واحد، الشهور رب أن يعلمونوشاهد. عباده أعمال على

أجمعين. وصحبه وآله محمد نبينا على وسلم الله وصلى

(1/75)