عليهم السالم هلداية الناس وإخراجهم من أرسل اهلل سبحانه وتعاىل الرسل •

ظلمات اجلهل إىل نور العلم واملعرفة، ولكن الناس خيتلفون يف قبول اهلدى والعلم، • فمنهم من يهتدي، ويكون قدوة لغريه، • ومنهم من يكون وعاء يحمل العلم واهلدى إىل غيره، دون أن ينتفع مبا يحمل،• .ومنهم من يتكبر، فال يستفيد وال يفيد غريه•ويف هذا احلديث الشريف بيان ملوقف الناس مما بعث اهلل به رسوله الكريم •

.من اهلدى والعلم

: قال عن النيب -أبي موسى عن أصاب الكثير الغيث كمثل والعلم، اهلدى من به اهلل بعثنى ما مثل

الكثير، العشبو الكأل فأنبتت الماء، قبلت نقية منها فكان ،أرضا فشربـوا الناس، بها اهلل نفعف ،الماء أمسكت أجادب منها وكان

ال قيعان هي إنما ،أخرى طائفة منها أصابتو وزرعوا، وسقوا ما ونفعه اهلل دين يف فقه من مثل فذلك كأل، تنبت وال ماء، تمسك يقبل ولم ،رأسا بذلك يرفـع لم من ومثل وعلم، فعلم به، اهلل بعثنى -صحيحه يف البخاري رواه- .به أرسلت الذي اهلل هدى

.العلم كاملطار• .ضرورة اهلدى والعلم لإلنسان وللمجتمع• : األرض ثالثة أنواع•

خصبة نقية ( ا) أجادب تمسك املاء وال تنبت( ب) قيعان ال تمسك ماء وال تنبت( جـ)

:الناس يف استجابتهم للدين ثالثة أنواع كاألرض• نوع فهم الدين وعلمه للناس( ا) نوع فهم الدين ومل يعلم أحدا( ب) نوع مل يقبل الدين ومل يعلمه( جـ) اإلميان عقيدة وعمل، وجيب على اإلنسان قبل أن يعلم أن يتعلم، •

.ويعمل ويهدي سواه إىل اخلري

الكلمة أو اجلملة املعنى أبي موسى هو عبد اهلل بن قيس األشعري

مثل حال وصفة

ما بعثنى به الذي أرسلين به

اهلدى الرشاد، والبينة، والدليل، وما تطمئن إليه القلوب، ويطهر النفوس

الغيث (ج غيوث)املطر النافع

أصاب أرضا أمطرها ونزل عليها

نقية أرض طيبة

الكأل (ج أكالء)ورطبا النبات يابسا

الكلمة أو اجلملة املعنى العشب (عشبة ج أعشاب) النبات الرطب

أجادب (أجدب ج)أرض يابسة صلبة ال تشرب املاء وال تنبت

أمسكت املاء احتفظت به

نفع اهلل بها أي باألجادب

منها أصابت أصابت املياه من األرض

طائفة أخرى (ج طوائف)قطعة أخرى من األرض مجاعة،

قيعان وهو أرض مستوية( ج قاع)

فقه .بضم القاف وكسرها، أي فهم، صار فقيها

الذي يعطى مـجدا وكرامة، فقد أذل نفسه مل ينتفع بالدين .تكربه، وعدم التفاته إليه: املراد

من مل يرفع بذلك رأسا

. احلديث الشريف أبلغ الكالم بعد القرآن الكريم•ال يوجد كالم أعظم نفعا، وال أصدق لفظا، وال أحسن موقعا، وال أسهل •

.بعد كالم اهلل سبحانه وتعاىل خمرجا، وال أفصح عن معناه من كالم الرسول األفكار يف صورة حمسوسة مفهومة صاحلة زمانا وقد عرض الرسول •

.ومكانااهلدى والعلم، فاهلدى يطهر النفوس، والعلم ينري : ومجع رسالته السامية يف كلميت•

.العقولأنواع النفوس يف صورة غيث كثري ألن الدين حييى النفوس الرسول وقد صور •

.كما حييى املاء األرض

.وجاءت التشبيهات رائعة تقرر املعاني يف النفوس• .وصور أنواع النفوس البشرية بصورة األرض املختلفة يف جودتها•وقد شبه األتقياء الصاحلني باألرض النقية الطيبة اليت يتخللها املاء فتزدهر وتثمر •

.ويكثر خريها ويعم نفعهاكما شبه الذين حيملون العلم دون االنتفاع به باألرض اجلدباء اليت ال ماء فيها وال •

.حياةكما شبه املتكربين الذين يرفضون احلق، وال يستجيبون للهدى والعلم باألرض اليت •

مير بها املاء، فال تستفيد منه، وال تفيد غريها منه، فكل منهما ال قيمة له، وال .نفع يرجى منه

فقد شبه اهلدى والعلم بالغيث، وهو املطر مصدر اخلري والرزق، والذي جعل • .اهلل سبحانه وتعاىل منه كل شيء حي

.نكرة لتفيد العموم والشمول“ طائفة، أرضا”وجاءت كلمة • .توحى باالطمئنان والبينة: “اهلدى”• .توحى بكل ألوان اخلري، والصفات الطيبة: “نقية”• .ما يوحى باالستجابة: “قبلت”• – وسقوا – فشربوا: )حذف املفعول به لألفعال اآلتية –ومن اإلجياز البليغ •

.فشربوا املاء وسقوا الدواب وزرعوا النبات: إلفادة العموم والتقدير( وزرعوا .فهو أسلوب قصر للتخصيص -إنما هي قيعان : ومن األساليب املؤكدة• .إجياز مجيل، فقد جاء بكالم قليل، ولكنه حيمل كثريا من املعاني “علم، علم”ويف •تعبري مجيل يدل على أن العلم حيقق اجملد والكرامة، -من لم يرفـع بذلك رأسا •

.واجلهل يخفض الرأس ويهدم الكرامة