"""""" صفحة رقم """""" الجزء الرابع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - - وجوب صبلة الجماعة

و عن العشاء في جماعة : وقال الحسن إن منعتو أم شفقة لم يطعيا

. ة أن الجماعة واجبة لمصبل: مقصود البخاري بيذا الباب

، ومن تركيا لغير عذر ، وصمى منفردا فقد ترك واجبا ، الحسن ، وما حكاه : وىذا قول كثير من السمف ، منيم

.البخاري عنو يدل عمى ذلك وقد روي عن الحسن التصريح بتعميل ذلك بأن الجماعة

( ( : ر كتاب الب) ) فريضة ، فروى إبراىيم الحربي في

نا : -القواريري : ىو - -نا عبيد اهلل بن عمر سئل الحسن عن الرجل تأمره : نا ىشام ، قال : معتمر

. يفطر ، وال قضاء عميو : أمو أن يفطر تطوعا ؟ قال ليس : تنياه أن يصمي العشاء في جماعة ؟ قال : قمت

.فريضة ليا ذلك ؛ ىذه وروى بإسناده عن عطاء في الرجل تحسبو أمو في الميمة

: المطيرة المظممة عن الصبلة في جماعة ، قال .أطعيا

وىذا ال يخالف فيو الحسن ؛ فإن الحسن أفتى بعدم طاعة األم في ترك الجماعة في غير حال العذر ،

في حال العذر وعطاء أفتى بطاعتيا في ترك الجماعةالمبيح لترك الجماعة ، وعطاء موافق لمحسن في القول

.بوجوب الجماعة وممن كان يرى أن حضور الجماعات : قال ابن المنذر

عطاء بن أبي رباح ، وأحمد بن حنبل ، وأبو : فرض .ثور

ال أرخص لمن قدر عمى صبلة : وقال الشافعي : قال ة في تركالجماع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.إتيانيا ، إال من عذر لقد رأيتنا وما يتخمف عنيا إال منافق : وقال ابن مسعود

.معموم نفاقو ، أنيم ) وروينا عن غير واحد من أصحاب رسول اهلل

من سمع النداء ثم لم يجب فبل صبلة لو ، : قالوا وقد روي عن النبي . ابن مسعود ، وأبو موسى : منيم .انتيى ) .

.صبلة الجماعة فريضة : وقال إسحاق بن راىويو .ىي فريضة : وقال اإلمام أحمد في صبلة الجماعة

أخشى أن تكون فريضة ، ولو : وقال في رواية عنو ذىب الناس يجمسون

(/)

"""""" صفحة رقم """ """

يروى عن عمي ، وابن عباس ، : عنيا لتعطمت المساجد .من سمع النداء فمم يجب فبل صبلة لو : وابن مسعود

لو : أشد ما فييا قول ابن مسعود : -أيضا -وقال .لكفرتم ) تركتم سنة نبيكم

( ( صحيحو ) ) مسمم في وقول ابن مسعود قد خرجومن رواية أبي األحوص ، عن عبد اهلل بن مسعود ،

لقد رأيتنا وما يتخمف عن الصبلة إال منافق قد : قال عمم

نفاقو ، أو مريض ، إن كان المريض ليمشي بين إن رسول اهلل : الرجمين حتى يأتي الصبلة ، وقال

ن من سنن اليدى الصبلة في عممنا سنن ا) ليدى ، وا المسجد الذي يؤذن

.فيو

: عن ابن مسعود ، قال -أيضا -وفي رواية لمسمم من سره أن يمقى اهلل غدا مسمما فميحافظ عمى ىؤالء

الصموات حيث ينادي بين ، فإن اهلل شرع لنبيكم سنن نين من سنن اليدى ، ولو أنكم صميتم في اليدى ، وا

بيوتكم كما يصمي ىذا المتخمف في بيتو لتركتم سنة .نبيكم ، ولو تركتم سنة نبيكم لضممتم

ولو تركتم سنة : ) ) وخرجو أبو داود بنحوه ، وعنده ( ( .نبيكم لكفرتم

وخرج الترمذي من حديث مجاىد ، عن ابن عباس ، أنو م الميل ، وال يشيد سئل عن رجل يصوم النيار ، ويقو

.ىو في النار : جمعة وال جماعة ؟ قال وروي عن أبي سنان ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن

:عباس في قولو تعالى : القمم ) ] وقدكانوا يدعون إلى السجود وىم سالمون ) نزلت في صبلة: قال [

(/)

"""""" فحة رقم ص""""""

.الرجل يسمع األذان فبل يجيب .وروي عن سعيد بن جبير من قولو

: وروى أبو حيان التيمي ، عن أبيو ، عن عمي ، قال يا أمير : قيل . ال صبلة لجار المسجد إال في المسجد .من سمع األذان : المؤمنين ، ومن جار المسجد ؟ قال

شعبة عن عدي بن ثابت ، عن سعيد بن جبير ، وروىمن سمع النداء فمم يجب فبل : عن ابن عباس ، قال .صبلة لو إال من عذر

وقد رفعو طائفة من أصحاب شعبة بيذا اإلسناد ، عن شعبة ، عن حبيب بن أبي ثابت ، : وبعضيم قال

.مرفوعا عن سعيد ، عن ابن عباس وقد خرجو باإلسناد األول مرفوعا ابن ماجو وابن حبان

.والحاكم وصححو ( ( صحيحو ) ) في .ولكن وقفو ىو الصحيح عند اإلمام أحمد وغيره

من رواية أبي جناب -أيضا -وخرجو أبو داود مرفوعا

.الكمبي ، عن مغراء ، عن عدي بن ثابت ، بو -أيضا -، ليس بالقوي ، وقد اختمف عميو وأبو جناب

.في رفعو ووقفو وروي أبو بكر بن عياش ، عن أبي حصين ، عن أبي

بردة ، عن أبي موسى ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من سمع النداء فارغا صحيحا : ) ) ، قال ) عن النبي ( ( .و فمم يجب فبل صبلة ل

.خرجو الحاكم ، وصححو .وقد اختمف عمى أبي بكر بن عياش في رفعو ووقفو

.مرفوعا -ورواه قيس بن الربيع ، عن أبي حصين .ورواه مسعر وغيره عن أبي حصين موقوفا

.قالو البييقي وغيره : -والموقوف أصح عدم العذر وممن ذىب إلى أن الجماعة لمصبلة مع

سحاق : واجبة األوزاعي والثوري والفضيل بن عياض وا ابن خزيمة وابن : وداود ، وعامة فقياء الحديث ، منيم

.المنذر وأكثرىم عمى أنو لو ترك الجماعة لغير عذر وصمى منفردا أنو ال يجب عميو اإلعادة ، ونص عميو اإلمام

.أحمد أنو يجب عميو اإلعادة ، ووافقو طائفة وحكي عن داود

أبو الحسن التميمي ، وابن عقيل : من أصحابنا ، منيم .وغيرىما

ال صبلة : وقال حرب الكرماني سئل إسحاق عن قولو الصحيح أنو ال : لجار المسجد إال في المسجد ؟ فقال

.فضل وال أجر وال أمن عميو .و ال صبلة لو أن : يعني

، ) وقد ذكرنا حديث ابن أم مكتوم في استئذانو النبي .فيما سبق ( ( ال أجد لك رخصة ) : ) ) وقول النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وىذا مما يستدل بو عمى وجوب حضور الجماعة عمى الرخصة وقد روي عن حذيفة وزيد بن ثابت ما يدل .في الصبلة منفردا مع القدرة عمى الجماعة

وحكي عن أبي حنيفة ومالك ان حضور الجماعة سنة .مؤكدة ، ال يأثم بتركيا

وألصحاب الشافعي وجيان ، أحدىما كذلك ، ومنيم من حكى عنو رواية كقول مالك وأبي حنيفة ، وفي صحتيا

.اهلل أعمم و . عنو نظر وليذا أنكر بعض محققي أصحابنا أن يكون عن أحمد رواية بأن حضور المساجد لمجماعة سنة ، وأنو يجوز لكل أحد أن يتخمف عن المسجد ويصمي في بيتو ؛ لما في ذلك من تعطيل المساجد عن الجماعات ، وىي من

.أعظم شعائر اإلسبلم عن أحمد رواية بأن ويمزم من ىذا ؛ أن ال يصح

الجماعة لمصبلة من أصميا سنة غير واجبة بطريق

األولى ، فإنو يمزم من القول بوجوب حضور المسجد إلقامة الجماعة القول بوجوب أصل الجماعة ، من غير

.واهلل أعمم . عكس وحكى ابن عبد البر اإلجماع عمى أنو ال يجوز أن

د كميا من الجماعات ، يجتمع عمى تعطيل المساج .إن الجماعة فرض كفاية : وبذلك رجح قول من قال

:قال البخاري أنا مالك ، عن : حدثنا عبد اهلل بن يوسف - -

أبي الزناد ، عن األعرج ، عن أبي ىريرة ، أن رسول بحطب والذي نفسي بيده ، لقد ىممت: ) ) قال ) اهلل ليحتطب ، ثم آمر بالصبلة فيؤذن ليا ، ثم [ يجمع ]

آمر رجبل فيؤم الناس ، ثم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أخالف إلى رجال فأحرق عمييم بيوتيم ، فوالذي نفسي

بيده ، لو يعمم أحدىم أنو يجد عرقا سمينا أو مرماتين .( ( حسنتين لشيد العشاء

لقد ىممت أن آمر : ) ) قولو : قال ابن عبد البر .يجمع : أي ( ( بخطب ليحطب

.بضعة المحم السمين عمى عظمة : والعرق ، المراد بو ىما حديدتان : وقيل . ىما السيمان : والمرماتان ، قيل

من حدائد كانوا يمعبون بيما ، وىي ممس كاألسنة ، فييا -كوام واألغراض ، ويقال ليا كانوا يثبتونيا في األ

.المداحي : -زعم بعضيم : قال . إن المرماتين ظمفا الشاة : يقال : قال أبو عبيد

.وىذا حرف ال أدري ما وجيو ، إال أن ىذا تفسيره ذكره : -بكسر الميم وفتحيا -ويروى المرماتين

.األخفش ضرب المثال باألشياء وذكر العرق والمرماتين عمى وجو

التافية الحقيرة من الدنيا ، وىو توبيخ لمن رغب عن فضل شيود الجماعة لمصبلة ، مع أنو لو طمع في

إدراك يسير من عرض الدنيا لبادر إليو ، ولو نودي إلى

ذلك ألسرع اإلجابة إليو ، وىو يسمع منادي اهلل فبل .يجيبو

ال أدري عمى ( ( حسنتين : ) ) قولو و : قال الخطابي أي شيء يتأول معنى الحسن فييما ، إال عمى تأويل من

.فسر المرماة بظمف الشاة الحسن والحسن العظيم : ثم ذكر عن المبرد ، أنو قال

والقبح والقبيح العظم . الذي في المرفق مما يمي البطن .ما يمي المرفق الذي في المرفق م

أعني المرماة -فمعمو شبو أحد العظمين باآلخر : قال .والعظم الذي في المرفق مما يمي البطن -

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .انتيى . وىو شيء ال أحق وال اثق بو : قال ( ( خشبتين ) ) ان الرواية : وقد قال بعضيم : قمت

لخاء والشين المعجمتين والباء الموحدة ، وىو غمط با

.وتصحيف أخرج ىذا الكبلم ) ان النبي -واهلل أعمم -والذي يظير

مخرج تعظيم شيور العشاء في جماعة ، والتنويو بفضمو وشرفو ونفاستو ، والنفوس مجبولة عمى محبة األشياء

، فوبخ من لو الحسنة الشريفة النفيسة ، والميل إلييا طمع في وجود قطعة من لحم سمينة أو مرماتين

حسنتين ، وىما من ادنى األشياء الدنيوية لبادر إلى الخروج إلييا ، وشيد العشاء لذلك ، وىو يتخمف عن

شيود العشاء في الجماعة مع فضل الجماعة عند اهلل ، وعظم فضل الجماعة ما يدخره لمن شيدىا عنده من

ن جميل الجزاء وجزيل العطاء ، فيكون ما يعجل لو وا ا يأكمو أو كان يسيرا من أمور الدنيا المستحسنة عنده مم

.يميو بو أىم عنده من ثواب اهلل الموعود بو ذا رأوا تجارة أو ليوا : ) قول اهلل تعالى : ويشبو ىذا وا

وا إلييا و تركوك قائما قل ما عند المو خير من الميو انفض، [ : الجمعة ) ] ومن التجارة والمو خير الرازقين

فإنو توبيخ لمن ترك الجمعة أو اشتغل عنيا بالتجارة أو

.بالميو ظاىر في وجوب شيود الجماعة في : وىذا الحديث

جابة المنادي بالصبلة ؛ فإن النبي المساجد أخبر ) ، وا أنو ىم بتحريق بيوت المتخمفين عن الجماعة ، ومثل

.ىذه العقوبة الشديدة ال تكون إال عمى ترك واجب وقد اعترض المخالفون في وجوب الجماعة عمى ىذا

.االستدالل ، وأجابوا عنو بوجوه .لوعيد عمى الجمعة خاصة حمل ىذا ا: منيا

عن ابن ( ( صحيح مسمم ) ) واستدلوا عميو بما في قال ) مسعود ، ان النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لقد ىممت أن آمر رجبل : ) ) لقوم يتخمفون عن الجمعة يصمي بالناس ، ثم أحرق عمى رجال يتخمفون عن

( ( . الجمعة

أنو أراد تحريق بيوت المنافقين لنفاقيم ؛ وليذا : ومنيا ولقد رأيتنا وما يتخمف عنيا إال منافق : قال ابن مسعود

.معموم نفاقو ، وقد سبق ذكره والمنافق إذا تخمف عن الصبلة مع المسممين ال يصمي

يراؤون )في بيتو بالكمية ، كما أخبر اهلل عنيم ، أنيم [ . : النساء ) ] الناس وال يذكرون المو إال قميبل .وىذا التأويل عن الشافعي وغيره

نما توعد بو : ومنيا .أنو لم يفعل التحريق ، وا وقد ذىب قوم من العمماء إلى جواز أن ييدد الحاكم

دل بعضيم لذلك بما أخبر رعيتو بما ال يفعمو بيم ، واستعن سميمان ، أنو قال حين اختصمت إليو ) بو النبي

، ( ( ايتوني بالسكين حتى أشقو : ) ) المراتان في الولد ولم يرد فعل ذلك ، إنما قصد بو التوصل إلى معرفة أمو

.منيما بظيور شفقتيا ورقتيا عمى ولدىا و ال يصح حمل الحديث عمى شيء من أن : والجواب

.ذلك .أما حممو عمى الجمعة وحدىا فغير صحيح

شيود العشاء في تمام الحديث ما يدل ) وفي ذكر النبي عمى ان صبلة العشاء الموبخ عمى ترك شيودىا ىي

.المراد خمة في وقد روي ذلك عن سعيد بن المسيب ، وأنيا دا

عموم الصبلة ؛ فإن االسم المفرد المحمي باأللف والبلم كاة : ) يعم ، كما في قولو تعالى بلة وآتوا الز وأقيموا الص

.، وىذا قول جماعة من العمماء [ : البقرة ) ] وقد جاء التصريح بالتحريق عمى من تخمف عن صبلة

.العشاء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ثنا أبو الزناد ، عن األعرج : فروى الحميدي عن سفيان لقد ىممت : ) ) ، قال ) ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

أن أقيم الصبلة صبلة العشاء ، ثم آمر فتياني فيخالفوا إلى بيوت أقوام يتخمفون عن صبلة العشاء ، فيحرقون

.وذكر بقية الحديث -( ( الحطب عمييم بحزموروى ابن أبي ذئب ، عن عجبلن مولى المشمعل ، عن

لينتيين رجال ممن : ) ) ، قال ) أبي ىريرة ، عن النبي حول المسجد ، ال يشيدون العشاء اآلخرة في الجمع ،

( ( .أو ألحرقن حول بيوتيم بحزم الحطب .د خرجو اإلمام أحم

من حديث أبي معشر ، عن سعيد -أيضا -وخرج لوال : ) ) ، قال ) المقبري ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

ما في البيوت من النساء والذرية أقمت صبلة العشاء ، ( ( .وأمرت فتياني يحرقون ما في البيوت بالنار

: ن أبي ىريرة ، قال وروى عاصم ، عن أبي صالح ، ع صبلة العشاء حتى تيور الميل وذىب ) أخر رسول اهلل

ثمثو أو قريبا منو ، ثم خرج إلى المسجد ، فإذا الناس ذا ىم قميل ، فغضب غضبا ما أعمم اني عزون ، وا

لو ان : ) ) رأيتو غضب غضبا قط أشد منو ، ثم قال ولم ] الناس إلى عرق أو مرماتين أتوه لذلك رجبل نادى

، وىم يتخمفون عن ىذه الصبلة ، لقد ىممت [ يتخمفوا

أن آمر رجبل يصمي بالناس ، ثم اتتبع ىذه الدور التي تخمف أىموىا عن ىذه الصبلة ، فأحرقيا عمييم

( ( .بالنيران

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

صريح بأن العقوبة عمى ترك الجماعة دون وورد الت .الجمعة

-حدثنا إبراىيم ( ( : أوسطو ) ) خرجو الطبراني في ثنا : ثنا حوثرة بن أشرس : -ىو ابن ىاشم البغوي

قال ) حماد بن سممة ، عن ثابت ، عن أنس ، ان النبي أو مرماتين ألجابوه لو ان رجبل دعا الناس إلى عرق) )

، وىم يدعون إلى ىذه الصبلة في جماعة فبل يأتونيا ، لقد ىممت أن آمر رجبل يصمي بالناس في جماعة ، ثم

أنصرف إلى قوم سمعوا النداء ، فمم يجيبوا فأضرميا ( ( .عمييم نارا ؛ فإنو ال يتخمف عنيا إال منافق

تكممة ) ) ن نقطة في قال اب: -حوثرة ، ضعيف ( ( .اإلكمال

وأما ذكر الجمعة في حديث ابن مسعود ، فبل يدل عمى اختصاىا بذاك ؛ فإنو كما ىم أن يحرق عمى المتخمف

عن الجمعة فقد ىم أن يحرق عمى المتخمف عن .العشاء

.وقد قيل إنو عبر بالجمعة عن الجماعة لبلجتماع ليا .ىذا ىو الذي عميو سائر الرواة : بييقي قال ال

عن يزيد ( ( سنن أبي داود ) ) واستدل بما خرجو من سمعت أبا : ] بن يزيد ، عن يزيد بن األصم ، قال

لقد : ) ) يقول ) سمعت رسول اهلل [ : ىريرة يقول ، ثم آتي ىممت أن آمر فتيتي فيجمعوا حزما من حطب

قوما يصمون في بيوتيم ، ليس بيم عمة فأحرقيا ( ( .عمييم

: الجمعة عنى أو غيرىا ؟ فقال : قيل ليزيد بن األصم صمتا أذناي إن لم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، ما ذكر جمعة ) أكن سمعت أبا ىريرة يأثره عن النبي .وال غيرىا من طريق معمر ، عن جعفر بن -أيضا - -وخرجو

: برقان ، عن يزيد بن األصم مختصرا ، وفي حديثو ( ( .ال يشيدون الجمعة ) )

وىذه الرواية ، أو أنو اراد بالجمعة الجماعة ، كما قال البييقي ؛ فإن مسمما خرجو من طريق وكيع ، عن جعفر

ال يشيدو : ) ) في حديثو بن برقان ، وقال ( ( .الصبلة

ورواية أبي داود صريحة في أن التحريق عقوبة عمى .المتخمف عن الجماعة

ن صمى المتخمف في بيتو .وا وأما دعوى أن التحريق كان لمنفاق فيو غير صحيح ؛

صرح بالتعميل بالتخمف عن الجماعة ، ) فإن النبي من خصال النفاق ، وكل ما كان عمما ولكنو جعل ذلك

.عمى النفاق فيو محرم من ) : ) ) وفي حديث أبي زرارة األنصاري ، عن النبي ( ( . سمع النداء ثبلثا فمم يجب كتب من المنافقين

سناده صحيح ؛ لكن أبو زرارة ، قال أبو القاسم وا ال ؟ ال أدري ألو صحبة أم: البغوي

وخرج اإلمام أحمد من رواية ابن لييعة ، عن زبان بن فائد ، عن سيل بن معاذ بن أنس ، عن أبيو ، عن

الجفاء كل الجفاء ، والكفر والنفاق : ) ) ، قال ) النبي من سمع منادي اهلل ينادي بالصبلة ويدعو بالفبلح فبل

( ( .يجيبو .، عن زبان ورواه رشدين بن سعد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

رواه جماعة عن زبان ، وتابعو : قال الحافظ أبو موسى .عميو يزيد بن أبي حبيب

كفى عمما عمى النفاق أن يكون الرجل : وقال النخعي .جار المسجد ، ال يرى فيو

المنافقين وال يعاقبيم يعمم نفاق خمق من ) وقد كان النبي عمى نفاقيم ، بل يكل سرائرىم إلى اهلل ، ويعامميم معاممة المسممين في الظاىر ، وال يعاقبيم إال عمى

ذنوب تظير منيم ، فمم تكن العقوبة بالتحريق إال عمى الذنب الظاىر ، وىو التخمف عن شيود الصبلة في

.الباطن المسجد ، ال عمى النفاق رىابا مما ال يجوز فعمو وأما دعوى أن ذلك كان تخويفا وا

.، فقد اختمف في جواز ذلك عبد الحميد : فروي جوازه عن طائفة من السمف ، منيم

بن عبد الرحمن عامل عمر بن عبد العزيز عمى الكوفة مر بن عن ع -أيضا - -، وميمون بن ميران ، وروي

الخطاب من وجو منقطع ضعيف ، وعن عمي بن أبي .طالب

وأنكر ذلك عمر بن عبد العزيز وتغيظ عمى عبد الحميد إن خصمتين خيرىما الكذب لخصمتا : لما فعمو ، وقال

.سوء كتاب ) ) وقد ذكر ىذه اآلثار عمر بن شبة البصري في

( . (أدب السمطان من التحريق من ىذا ) وبكل حال ؛ فميس ما ذكره النبي

أخبر بأنو ىم ، وأنما ييم بما يجوز ) في شيء ؛ ألنو لو فعمو ، والتخويف يكون عند من أجازه بما ال يجوز فعمو وال اليم بفعمو ، فتبين أنو ليس من التخويف في

نما امتنع من التحريق لما ف ي البيوت من شيء ، وا النساء والذرية وىم األطفال ، كما في الرواية التي

خرجيا اإلمام أحمد ، وىم ال يمزمون شيود الجماعة ؛ فإنيا ال تجب عمى امرأة وال طفل ، والعقوبة إذا خشي

أن تتعدى إلى من ال ذنب لو امتنعت ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عن الحامل إذا وجب عمييا حتى تضع كما يؤخر الحد

.حمميا فإن زعم زاعم أن التحريق منسوخ ؛ ألنو من العقوبات المالية ، وقد نسخت ، وربما عضل ذلك بنيي النبي

.عن التحريق بالنار ) دعوى نسخ العقوبات المالية بإتبلف األموال ال : قيل لو

بتحريق ) ذلك ، كأمره تصح ، والشريعة طافحة بجواز الثوب المعصفر بالنار ، وأمره بتحريق متاع الغال ،

وأمره بكسر القدور التي طبخ فييا لحوم الحمر األىمية ، .وحرق عمر بيت خمار

سحاق : -ونص عمى جواز تحريق بيت الخمار أحمد وا ، وىو قول ( ( مسائمو ) ) نقمو عنيما ابن منصور في

يحيى بن يحيى األندلسي ، وذكر أن بعض أصحابو .نقمو عن مالك ، واختاره ابن بطة من أصحابنا

.وروي عنو أنو أنيب مالو -أيضا -وروي عن عمي كسورا كل آنية : وعن عمر ، قال في الذي يبيع الخمر

لو ، وسيروا كل ماشية .لو

( ( .كتابو ) ) خرجو وكيع في عن التحريق بالنار ، فإنما أراد بو تحريق ) وأما نييو

.النفوس وذوات األرواح فتحريق بيت العاصي يؤدي إلى تحريق نفسو : فإن قيل

.، وىو ممنوع إنما يقصد بالتحريق داره ومتاعو ، فإن أتى عمى : قيل

تبييت نفسو لم يكن بالقصد ، بل تبعا ، كما يجوزالمشركين وقتميم ليبل ، وقد أتى القتل عمى ذرارييم

.ونسائيم ( ( .ىم منيم : ) ) عن ذلك ، فقال ) وقد سئل النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىذا مما يحسن االستدالل بو عمى قتل تارك الصبلة ؛ ن تعدت فإنو إذا جازت عقوبة تارك الجماعة ف ي مالو وا

إلى نفسو باليبلك ، فقتل من ترك الصبلة بالكمية أولى

.بالجواز ، فبل جرم كان قتمو واجبا عند جميور العمماء دليل عمى أنو إنما يعاقب تارك الصبلة : وفي الحديث

أو بعض واجباتيا في حال إخبللو بيا ، ال بعد ذلك ؛ إنما أراد عقوبتيم في حال التخمف ، وقد ) فإن النبي

كان يمكنو أن يؤخر العقوبة حتى يصمي وتنقضي .صبلتو

وىذا يعضد قول من قال من الفقياء من أصحابنا إن تارك الصبلة ال يقتل حتى يدعى إلى : وغيرىم

الصبلة ، ويصر عمى تركيا حتى يضيق وقت األخرى ، .ى الترك المتمبس بو في الحال ليكون قتمو عم أن اإلمام لو أن يؤخر الصبلة -أيضا -وفي الحديث

عن أول الوقت لمصمحة دينية ، ولكنو يستخمف من يصمي بالناس في أول الوقت ؛ لئبل تفوتيم فضيمة أول

.الوقت أن إنكار المنكر فرض كفاية ، : -أيضا - -وفيو

بذلك ، وال يمزم جميع الناس االجتماع وأنو إذا قام اكتفى

معو جميع ) عميو ؛ فإنو لو كان كذلك ألخذ النبي .الناس

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

فضل صبلة الجماعة .وكان األسود إذا فاتتو الجماعة ذىب إلى مسجد آخر

فيو ، فأذن وأقام ، وجاء أنس إلى مسجد قد صمي .وصمى جماعة :ىاىنا مسألتان

:إحداىما أن من فاتتو الجماعة في مسجد لم يجد فيو جماعة ، فإنو يذىب إلى مسجد آخر لتحصيل الجماعة ، كما

.فعمو األسود كان ليث بن أبي سميم إذا فاتتو : وقال حماد بن زيد

را ، فطاف عميو الصبلة في مسجد حيو اكترى حما .المساجد حتى يدرك جماعة

ونص اإلمام أحمد عمى أن من فاتتو الجماعة في مسجد : قال . حيو أنو يذىب إلى مسجد آخر ليدرك الجماعة

ن فاتتو تكبيرة اإلحرام مع اإلمام في مسجد حية صمى وا م معيم ، ولم يذىب إلى مسجد آخر إلدراك تكبيرة اإلحرا

.مع إمامو وحكى عن ىشيم ، أنو كان يذىب إلى مسجد آخر

.إلدراك تكبيرة اإلحرام مع اإلمام أن من وجد مسجدا قد جمع أىمو ، فإن : ومذىب مالك

ن طمع بإدراك جماعة في مسجد غيره خرج إلييا ، وا كانوا جماعة فبل بأس أن يخرجوا فيجمعوا كراىة إعادة

.عندىم في المسجد ، كما سيأتي الجماعةومسجد ) واستثنوا من ذلك المسجد الحرام ومسجد النبي

يصموا فييا أفذاذا ، ىو أعظم : بيت المقدس ، فقالوا : -ألجورىم من الجماعة خارج المسجد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .تيذيب المدونة ) ) ذكره في :انية المسألة الث

أن من دخل مسجدا قد صمي فيو جماعة ، فإنو يصمى فيو جماعة مرة ثانية ، صح ذلك عن أنس بن مالك ،

.كما عمقو عنو البخاري ، واحتج بو اإلمام أحمد وىو من رواية الجعد أبي عثمان ، أنو رأى أنس بن

صمي فيو ، فأذن وأقام وصمى مالك دخل مسجدا قد .بأصحابو

وقد رواه غير واحد من الثقات ، عن الجعد ، وخرجو عبد الرزاق واألثرام وابن أبي شيبة والبييقي وغيرىم في

.من طرق متعددة عن الجعد ( ( تصانيفيم ) ) وقد روي عن أنس من وجو آخر ؛ وأنو روى في ذلك

.حديثا مرفوعا : خرجو ابن عدي من طريق عباد بن منصور ، قال رأيت أنس بن مالك دخل مسجدا بعد العصر ، وقد

صمى القوم ، ومعو نفر من أصحابو ، فأميم ، فمما دخل رجل : أليس يكره ىذا ؟ فقال : انفتل قيل لو

الفجر ، فقام قائما ) المسجد ، وقد صمى رسول اهلل أريد أن أصمي ، : قال ( ( مالك ؟ : ) ) ظر ، فقال ين

فدخل رجل ، ( ( أما رجل يصمي مع ىذا ؟ : ) ) فقال .أن يصمو جميعا ) فأمرىم النبي

.وعباد بن منصور ، تكمموا فيو :وقد اختمف الناس في ىذا المسألة في موضعين

جدا قد صمي فيو فصمى وحده أن من دخل مس: أحدىما ىل يؤذن ويقيم ، أم يكفيو أذان الجماعة : أو جماعة

قامتيم ؟ فيو قوالن مشيوران لمعمماء ، قد سبق األولى وا .ذكرىما في مواضع من الكتاب

سحاق ؛ أنو ومذىب أبي حنيفة وأصحابو وسفيان وا يجزئيم األذن واإلقامة

(/)

"""""" فحة رقم ص"""""" األولى ، وىو نص أحمد ، وقد جعمو صاحب

المذىب ، وىو كما قال ؛ لكن أحمد ال ( ( المغني ) ) .يكره إعادة األذان واإلقامة

: وروي عن طائفة من السمف كراىة إعادتيما ، منيم عن -أيضا -عبد الرحمن بن أبي ليمي وغيره ، وحكي

.ف ومحمد أبي يوسإذا صمى في المسجد جماعة فإن : وعن الشعبي ، قال

.إقامتيم تجزىء عمن صمى صبلة إلى الصبلة األخرى .يقيم ، ولم يذكر األذان : وقال الزىري

.إن لم يسمع اإلقامة أقام ، ثم صمى : وعن قتادة ، قال جد قد صمى إعادة الجماعة في مس: والموضع الثاني .فيو إمامو الراتب

:واختمف العمماء في ذلك من كرىو ، وقال يصمون فيو وحدانا ، روي ذلك : فمنيم

عن سالم وأبي قبلبة ، وحكاه بعض العمماء عن سعيد بن المسيب والحسن والنخعي والضحاك والقاسم بن

قول الميث واألوزاعي محمد والزىري وغيرىم ، وىو والثوري وأبي حنيفة ومالك ، وحكاه الترمذي في

عن ابن المبارك والشافعي ، وقد رواه ( ( كتابو ) ) الربيع عن الشافعي ، وأنو لم يفعمو السمف ، بل قد عابو

.بعضيم وكان ىذا القول ىو المعمول بو في زمن بني أمية ؛

ظن بمن صمى جماعة بعد جماعة المسجد حذرا من أن ياألولى أنو مخالف لمسمطان مفتئت عميو ، ال يرى .الصبلة معو ، وال مع من أقامو في إمامو المساجد

وقد استدل بعضيم ليذا بما روى معاوية بن يحيى ، عن خالد الحذاء ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيو

أقبل من نواحي المدينة يريد الصبلة ، ) ، أن رسول اهلل فوجد الناس قد صموا ، فمال إلى منزلو ، فجمع أىمو ،

.فصمى بيم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .خرجو الطبراني

.ومعاوية بن يحيى ، ال يحتج بو وذىب أكثر العمماء إلى جواز إعادة الجماعة في

: مساجد في الجممة كما فعمو أنس بن مالك ، منيم العطاء وقتادة ومكحول ، وىو قول إسحاق وأبي يوسف

.ومحمد وداود واختمف فيو عن الحسن والنخعي ، فروي عنيما

.كالقولين أنو يكره ذلك في مسجدي مكة والمدينة : والمشيور

.ما خاصة ، ويجوز فيما سواىومن تأخري أصحابو من ألحق بمسجدي مكة والمدينة

.المسجد األقصى في الكراىة .ال يكره بحال : وعن أحمد رواية أخرى

ومن أصحابنا من كرىو في المساجد العظام التي يتولى السمطان عادة ترتيب أئمتيا كالجوامع ونحوىا ؛ لئبل

لم يكرىو في المساجد يتطرق بذلك إلى االفتئات عميو ، و

.التي يرتب أئمتيا جيرانيا وحكي عن الشافعي ، أنو يكره إعادة الجماعة في

مساجد الدروب ونحوىا دون مساجد األسواق التي يكثر فييا تكرار الجماعات ، لكثرة استطراق الناس إلييا ؛

.دفعا لمحاجة لم يكره إعادة الجماعة ومتى لم يكن لممسجد إمام راتب

فيو عند أحد من العمماء ، ما خبل الميث بن سعد ، فإنو .أيضا -كره اإلعادة فيو

واستدل من لم يكره اإلعادة بحديث أبي سعيد الخدري ، جاء رجل : قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أيكم يتجر عمى ىذا : ) ) ل ، فقا) وقد صمى رسول اهلل .فقام رجل ، فصمى معو ( ( ؟

وىذا لفظو ، - -خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي

وابن خزيمة وابن حبان - -ىذا حديث حسن : وقال صحيح : والحاكم ، وقال ( ( صحيحيما ) ) في

.اإلسناد وىو مشكل عمى أصمو ؛ وقد قواه اإلمام أحمد وأخذ بو ،

.فإنو يكره إعادة الجماعة في مسجد المدينة :وقد اعتذر اإلمام أحمد عنو من وجيين

حابة في الصبلة مع النبي : أحدىما أن رغبة الصنما كان يتخمف من لو عذر ، وأما ) كانت متوفرة ، وا

في المسجدين بعده فميس كذلك ، فكره تفريق الجماعات .الفاضمين توقيرا لمجماعة فييما

أن ىذا يغتفر في الجماعة القميمة دون الكثيرة ، : والثاني .أكثر من واحد بالصبلة معو ) وليذا لم يأمر النبي

إنيم إن : وكذلك قال أحمد في الجماعة تفوتيم الجمعة فتوقف في كانوا ثبلثة صموا جماعة ، فإن كثروا

.ال أعرفو : صبلتيم جماعة ، وقال أن في إظيار صبلة الظير يوم : ومأخذه في ذلك

الجمعة في المساجد افتئاتا عمى األئمة ، ويتستر بو أىل

البدع إلى ترك الجمعة ، وصبلة الظير في المساجد .كسائر األيام

أن يصموا وقد كره طائفة من السمف لمن فاتتو الجمعة الحسن وأبو قبلبة ، وىو قول أبي : جماعة ، منيم

.حنيفة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ياس بن معاوية ، ورويت الرخصة فيو عن ابن مسعود وا سحاق .وىو قول الشافعي وأحمد وا

إذ أنو يكره صبلة الظير جماعة : وعن أحمد رواية .وقد ذكرناىا آنفا . كثروا ، وال يكره إذا قموا

ومن أصحابنا من كره الجماعة في مكان الجمعة .خاصة

.واختمف فيو عن الثوري ومالك وروي عن حذيفة وزيد بن ثابت ، أن من فاتتو الجمعة

.ال يصمي الظير في المسجد بالكمية حياء من الناس .يمن ال حياء فيو ال خير ف: قال حذيفة من ال يستحي من الناس ال يستحي من : وقال زيد

.اهلل وقد روي في حديث أنس الموقوف الذي عمقو البخاري

أنو أمر بعض أصحابو فأذن وصمى ركعتين ، : زيادة .ثم أمره فأقام ثم تقدم أنس فصمى بيم

بن سميمان ، عن الجعد ، خرجو عبد الرزاق عن جعفر .عن أنس

وخرجو الجوزجاني من رواية ابن عمية ، عن الجعد ، كنا في مسجد بني رفاعة ، فجاء أنس بن مالك : قال

أصميتم ؟ : ومعو نفر ، وقد صمينا صبلة الصبح ، فقال تين ، ثم نعم ، فإذن رجل من القوم ، ثم صموا ركع: قال

.أقام ، ثم تقدم أنس فصمى بيم وىذا يدل عمى أن من دخل مسجدا قد صمي فيو والوقت

باق ، فإنو يجوز لو أن يتطوع قبل صبلة المكتوبة ، ويصمي السنن الرواتب قبل الفرائض ، وىو قول

الك وأبو حنيفة وم: ] . . . . . . [ األكثرين ، منيم .والشافعي

: -ابن عمر : يبدأ بالمكتوبة ، منيم : وقالت طائفة .رواه مالك وأيوب وابن جريج ، عن نافع ، عنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكذا روي عن عبد الرحمن بن أبي ليمى والشعبي والنخعي وعطاء ، وىو قول الثوري والحسن بن حي

.والميث بن سعد .ابدأ بالمكتوبة إال ركعتي الفجر : وعن الحسن ، قال .وكذا قول الثوري

:واختمفت الرواية عن أحمد في ذلك يبدأ بالمكتوبة ، : فنقل عنو ابن منصور وصالح وحنبل

واستدل في رواية ابن منصور وصالح بما روي عن ابن .عمر

أبو القاسم البغوي ، في الرجل يخرج إلى ونقل عنو أيتطوع : المسجد فيجدىم قد صموا ، ووجد رجبل يتطوع

.إن شاء تطوع : حتى يجيء الرجل ؟ قال ومن كره ذلك جعل الدخول إلى المسجد إلرادة الصبلة نما المكتوبة كإقامة الصبلة ، فبل يبدأ قبميا بشيء وا

وع لمن ينتظر اإلمام ؛ ألنو إذا لم يخرج إلى يشرع التط .الناس لم يمنعوا من التطوع

ولو كانت الصبلة في غير مسجد فمو أن يتطوع قبل .قالو عطاء وغيره : -المكتوبة

أن اإلمام إذا حضر المسجد ، فإنو يكره لو : وقياس ىذا .أيضا -أن يتطوع قبل المكتوبة

متى يقوم الناس إذا : باب ) ) ذكرنا فييا تقدم في وقدالحديث الذي خرجو أبو داود ، أن النبي ( ( رأوا اإلمام

كان حين تقام الصبلة في المسجد إذا رآىم قميبل جمس ) ذا رآىم جماعة صمى .ثم صمى ، وا

نداء يخرج بعد ال) كان النبي : وخرجو البييقي ، ولفظو

إلى المسجد ، فإذا رأى أىل المسجد قميبل جمس حتى .يرى منيم جماعة ثم يصمي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الحديث ( ( القيام لمصبلة : باب ) ) وقد تقدم في .جاء وببلل في اإلقامة فجمس ) المرسل ، أن النبي

ىذا الباب ثبلثة في -رحمو اهلل - -خرج البخاري :أحاديث

:الحديث األول أنا مالك ، عن : حدثنا عبد اهلل بن يوسف - -

: قال ) نافع ، عن عبد اهلل بن عمر ، أن رسول اهلل صبلة الجماعة تفضل عمى صبلة الفذ بسبع ) )

وعشرين ( ( .درجة

:الحديث الثاني

:قال : حدثني الميث : حدثنا عبد اهلل بن يوسف - -

حدثني ابن الياد ، عنعبد اهلل بن خباب ، عن أبي سعيد الخدري ، أنو سمع

صبلة الجماعة تفضل صبلة الفذ : ) ) يقول ) النبي ( ( .بخمس وعشرين درجة

:الحديث الثالث نا عبد الواحد ، : حدثنا موسى بن إسماعيل - : سمعت أبا صالح يقول : ثنا األعمش ، قال : قال

صبلة ) : ) ) قال رسول اهلل : سمعت أبا ىريرة يقول الرجل في الجماعة تضعيف عمى صبلتو في بيتو وفي

نو إذا توضأ سوقو خمسة وعشرين ضعفا ، وذلك أ فأحسن الوضوء ، ثم خرج إلى المسجد ال يخرجو إال الصبلة ، لم يخط خطوة إال رفعت لو بيا درجة وحط عنو بيا خطيئة ، فإذا صمى لم تزل المبلئكة تصمي

الميم صل عميو ، الميم ارحمو : عميو ما دام في مصبلة ( ( .ما انتظر الصبلة ، وال يزال أحدكم في صبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن صبلة الجماعة تفضل عمى : في حديث ابن عمر صبلة الفذ بسبع وعشرين درجة ، وفي حديث أبي

.أنيا عمييا بخمس وعشرين : سعيد أريد في حديث : وقد جمع بعض الناس بينيما ، فقال

عمر ذكر صبلة الفذ وصبلة الجماعة ، وما بينيما ابن من الفضل ، وىو خمس وعشرون ، فصار ذلك سبعا

وعشرين ، وفي حديث أبي سعيد ذكر قدر الفضل بينيما .فقط ، وىو خمس وعشرون

وىذا بعيد ، فإن حديث ابن عمر ذكر فيو قدر التفاضل ، كما ذكر في حديث أبي -أيضا -تين بين الصبل

.سعيد وقد خرجو مسمم من رواية عبيد اهلل بن عمر ، عن نافع

صبلة الرجل : ) ) ، قال ) ، عن ابن عمر ، عن النبي

في الجماعة تزيد عمى صبلتو وحده سبعا وعشرين ( ( .درجة

ي ىريرة ففيو تضعف صبلة الجماعة عمى وأما حديث أب الصبلة في البيت والسوق خمسة وعشرين ضعفا ،

.قدر التفاضل بينيما : -أيضا -والمراد بو وسيأتي حديث أبي ىريرة بمفظ آخر ، خرجو البخاري في

تفضل صبلة : ) ) الباب الذي يأتي بعد ىذا ، وىو ( ( .يع صبلة أحدكم وحده بخمسة وعشرين جزءا الجم

-والمراد بيذه األجزاء واألضعاف والدرج معنى واحد أن صبلة الفذ ليا ثواب مقدر : ، وىو -واهلل أعمم

معموم عند اهلل ، تزيد صبلة الجماعة عمى ثواب صبلة .الفذ خمسة وعشرين أو سبعة وعشرين

في حديث خرجو مسمم من رواية وقد جاء التصريح بيذا قال رسول اهلل : سممان األغر ، عن أبي ىريرة ، قال

صبلة الجماعة تعدل خمسا ) : ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .وعشرين من صبلة الفذ من وجو آخر ، عن أبي ىريرة ، عن -أيضا -وخرج :، قال ) النبي صبلة مع اإلمام أفضل من خمس وعشرين صبلة ) )

( ( .يصمييا وحده : -موفوعا -عن ابن عمر ( ( المسند ) ) وفي ( ( .كميا مثل صبلتو ) )

وقد اختمف الناس في الجمع بين حديث ابن عمر في يرة ذكر السبع وعشرين وبين حديث أبي سعيد وأبي ىر

.في ذكر خمس وعشرين في كل وقت ما أعممو اهلل ) ذكر النبي : فقالت طائفة

وأوحاه إليو من الفضل ، فبمغو كما أوحي إليو ، وكان قد أوحى إليو أن صبلة الجماعة تفضل عمى صبلة الفذ بخمس وعشرين ، والعدد ال مفيوم لو عند كثير من

: ثم أوحى إليو زيادة عمى ذلك ، كما أخبر العمماء ،

( ( . أن من مات لو ثبلثة من الولد لم تمسو النار ) ) ثم سئل عن ( ( واثنان : ) ) ثم سئل عن االثنين ، فقال

أن ) ) ، وكما أخبر ( ( والواحد : ) ) الواحد ، فقال ، ( ( يعدل صيام الدىر صيام ثبلثة أيام من كل شير

ثم أخبر عبد اهلل ابن عمرو بن العاص أنو إن صام يوما من الشير أو يومين منو فمو أجر ما بقي منو ، ونطق الكتاب بأن الحسنة بعشر أمثاليا ، ثم جاءت

السنة بأن الحسنة تضاعف إلى سبعمائة ضعف ، إلى .أيضا -عميو أضعاف كثيرة ، ودل القرآن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

صبلة الجماعة يتفاوت ثوابيا في نفسيا : وقالت طائفة يتفاوت ثوابيا بإكمال : فمنيم من قال : ، ثم اختمفوا

قامة حقوقيا وخشوعيا ، ورجحو الصبلة في نفسيا ، وا .أبو موسى المديني

عمى حسب -يضا أ -ولكن صبلة الفذ يتفاوت ثوابيا .ذلك

يتفاوت ثوابيا بذلك ، وربما يقترن : ومنيم من قال بصبلة الجماعة من المشي إلى المسجد وبعده وكثرة

الجماعة فيو ، وكونو عتيقا ، وكون المشي عمى طيارة ، والتبكير إلى المساجد ، والمسابقة إلى الصف األول

در اك تكبيرة اإلحرام مع عن يمين اإلمام أو وراءه ، وا اإلمام ، والتأمين معو ، وانتظار الصبلة بعد الصبلة ،

.وغير ذلك .وىذا قول أبي بكر األثرم وغيره ، وىو األظير

ذكر في حديث أبي ىريرة تعميل ) أنو : ويدل عميو :المضاعفة ، فقال

فأحسن الوضوء ، ثم خرج إلى وذلك أنو إذ توضأ) ) المسجد ، ال يخرجو إال الصبلة ، لم يخط خطوة إال

رفعت لو بيا درجة ، وحط عنو بيا خطيئة ، فإذا صمى الميم : لم تزل المبلئكة تصمي عميو ما دام في مصبلة

صل عميو ، الميم ارحمو ، وال يزال أحدكم في صبلة ما

( ( .الصبلة انتظروعمى ىذا ؛ فقد تضاعف الصبلة في جماعة أكثر من

.ذلك إما بحسب شرف الزمان ، كشير رمضان وعشر ذي

.الحجة ويوم الجمعة افضل الصموات عند اهلل صبلة : وقد قال ابن عمر .الصبح يوم الجمعة

و قال: -وروي عنو مرفوعا ، والموقوف ىو الصحيح .الدارقطني

وخرجو البزار بإسناد ضعيف ، عن أبي عبيدة بن :الجراح مرفوعا ، وزاد فيو

( ( .وال أحسب من شيدىا منكم إال مغفورا لو ) ) أو شرف المكان ، كالمسجد الحرام ومسجد المدينة

والمسجد األقصى ، كما

(/)

"""""" صفحة رقم """""" صبلة في مسجدي ىذا : ) ) أنو قال ) بي صح عن الن

خير من ألف صبلة فيما سواه من المساجد ، إال ( ( .المسجد الحرام

وخرج ابن ماجو من رواية أبي الخطاب الدمشقي ، عن : ، قال ) رزيق األلياني ، عن أنس ، عن النبي

وصبلتو في مسجد صبلة الرجل في بيتو بصبلة ،) ) القبائل بخمس وعشرين صبلة ، وصبلتو في المسجد

الذي يجمع فيو بخمسمائة صبلة ، وصبلتو في المسجد األقصى بخمسين ألف صبلة ، وصبلتو في مسجدي

بخمسين ألف صبلة ، وصبلتو في المسجد الحرام بمائة ( ( .ألف صبلة

الصبلة في : باب ) )وقد سبق الكبلم عمى إسناده في .واهلل أعمم ( ( . مسجد السوق

وقد روي عن ابن عباس من طريقين فييما ضعف ، أن وىي -مضاعفة الخمس وعشرين درجة ألقل الجماعة

، وما زاد عمى ذلك -ثبلثة : اثنان ، وفي رواية عنو

إلى عشرة آالف كان لكل واحد من الدرجات بعدد من .ى معيم صم

وروي بإسناد فيو نظر ، عن كعب ، أنو قال لعمر بن إنو إذا صمى اثنان كانت صبلتيما بخمس : الخطاب

ذا كانوا ثبلثة فصبلتيم بخمسة وسبعين ، وعشرين ، وا وكانت ثبلثمائة ، فإذا كانوا خمسة خمسة الثبلثمئة ،

ست ألفا فكانت ألفا وخمسمائة ، فإذا كانوا ستة سدوخمسمائة ، فكانت تسعة آالف ، فإذا كانوا مائة فمو

. اجتمع الكتاب والحساب ما أحصوا مالو من التضعيف لو لم يكن مما أنزل اهلل عمى محمد : ثم قال لعمر

ثبلثة [ : القدر ) ] ليمة القدر خير من ألف شير ) ) .صدقت : فقال عمر . نة لكنت مصدقا وثمانين س

( ( كتاب الوظائف ) ) خرجو أبو موسى المديني في .بإسناده

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وخرج فيو أحاديث أخر مرفوعة وموقوفة في ىذا

.المعنى أجد : بإسناد جيد ، عن كعب ، قال -أيضا -وروى

صبلة الجماعة تضاعف بعدد الرجال في التوراة أن ن كانوا ألفا فألف درجة ، إن كانوا مائة فمائة ، وا

.درجة وخرج الطبراني وغيره من رواية عبد الرحمن بن زياد ،

صبلة : ) ) ، قال ) عن قباث بن أشيم ، عن النبي الرجمين يؤم أحدىما صاحبو أزكى عند اهلل من صبلة

ترى ، وصبلة أربعة يؤميم أحدىم أزكى عند اهلل أربعة تمن صبلة ثمانية تترى ، وصبلة ثمانية يؤم أحدىم أزكى

( ( .عند اهلل من صبلة مائة تترى .بمعناه -أيضا -وخرجو البزار

صبلة : ) ) وفي حديث أبي ىريرة الذي خرجو البخاري ، وىو يدل عمى أن ( ( الرجل في الجماعة تضعيف

صبلة المرأة ال تضعف في الجماعة ؛ فإن صبلتيا في

.بيتيا خير ليا وأفضل وروى بقية ، عن أبي عبد السبلم ، عن نافع ، عن ابن

: -مرفوعا -عمر صبلة المرأة وحدىا تفضل عمى صبلتيا في الجمع ) )

( ( .خمسا وعشرين درجة ( ( .تاريخ أصبيان ) ) نعيم في خرجو أبو

وىو غريب جدا ، وروايات بقية عن مشايخو المجيولين .ال يعبأ بيا

وقد احتج كثير من الفقياء بأن صبلة الجماعة غير واجبة بيذه األحاديث التي فييا ذكر تفضيل صبلة

ىي تدل عمى أن : الجماعة عمى صبلة الفذ ، وقالوا وليس المراد : قالوا . فذ صحيحة مثاب عمييا صبلة ال

بذلك صبلة الفذ إذا كان لو عذر في ترك الجماعة ؛ ألن المعذور يكتب لو ثواب عممو كمو ، فعمم أن المراد

.بو غير المعذور

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نما استطالوا بو عمى داو د وىذا استدالل ال يصح ، وا وأصحابو القائمين بأن صبلة الفذ لغير عذر باطمة ، فأما

إنيا صحيحو ، وأنو آثم بترك حضور : من قال الجماعة ، فإنو ال يبطل قولو بيذا ، بل ىو قائل

.باألحاديث كميا ، جامع بينيا ، غير راد لشيء منيا الحديث محمول عمى غير المعذور ، قد : ثم قوليم

.نع يم .إن المعذور يكتب لو ما كان يعمل : وقوليم أن كتابة ما كان يعمل لسبب آخر ، وىو عممو : جوابو

المتقدم الذي قطعو عنو عذره ، فأما صبلة الفذ في نفسيا فبل يزيد تضعيفيا عمى ضعف واحد من صبلة لو الجماعة ، سواء كان معذورا أو غير معذور ، وليذا

كان المصمي فذا لو عذر ، ولم يكن لو عادة بالصبلة في حال عدم العذر جماعة ، لم يكتب لو سوى صبلة

.واحدة

يمزم من القول بوجوب الجماعة أن تكون : فإن قيل شرطا لمصبلة ، وأن ال تصح بدونيا ، كما قمتم في

د ، وأنو واجبات الصبلة كالتسبيح في الركوع والسجو أن : تبطل بتركو عمدا ؛ لكونو واجبا ، وألن القاعدة

ارتكاب النيي في العبادة إذا كان لمعنى مختص بيا أنو يبطميا ، مثل اإلخبلل بالطيارة واالستقبال ، فكذلك

.الجماعة قد اعترف طائفة من أصحابنا بأن القياس يقتضي : قيل

كر ، لكن اإلمام أحمد أخذ كون الجماعة شرطا ، لما ذبالنصوص كميا ، وىي دالة عمى وجوب الجمع ، وعمى أنيا ليست شرطا ، فعمم بذلك أنو ال يرى أن كل ارتكاب

نيي في العبادة يكون مبطبل ليا ، وسواء كان لمعنى .مختص بيا كالجماعة ، أو لمعنى غير مختص

وىو لمعنى غير وليذا ؛ تبطل الصبلة بكشف العورة ،مختص بالصبلة ، وفي بطبلنيا في المكان المغضوب

والثوب المغضوب والحرير عنو روايتان ، وقد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.يجب في العبادات ما ال تبطل بتركو ، كواجبات الحج وما دلت عميو األحاديث من القول بوجوب الجماعة في

لمكتوبات ، وأنيا تصح بدونيا دليل واضح الصموات اإن النيي يقتضي الفساد : عمى بطبلن قول عن قال

بكل حال ، أو أن ذلك يختص بالعبادات ، أو أنو يختص بما إذا كان النيي لمعنى يختص

واهلل سبحانو وتعالى . بالعبادة ؛ فإن ىذا كمو غير مطرد .أعمم

(/)

"""""" صفحة رقم " """"" باب - -

فضل صبلة الفجر في جماعة :فيو ثبلثة أحاديث

:األول أنا شعيب ، عن الزىري ، : حدثنا أبو ايمان - - أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سممة بن عبد : قال

:يقول ) سمعت رسول اهلل : الرحمن ، أن أبا ىريرة قال تفضل صبلة الجميع صبلة أحدكم وحده بخمسة ) )

وعشرين جزءا ، وتجمتع مبلئكة النيار في صبلة إن : ) فاقرءوا إن شئتم : ثم يقول أبو ىريرة ( ( . الفجر

[ . : اإلسراء ) ] قرآن الفجر كان مشيودا وحدثني نافع عن عبد اهلل بن : ال شعيب ق - -

.تفضميا بسبع وعشرين درجة : عمر ، قال قد سبق في الباب الماضي أول حديث أبي ىريرة ىذا ،

بمفظ آخر ، وبقية الحديث قد ذكرناه فيما تقدم في ، وذكرنا قول من ( ( فضل صبلة العصر : باب ) ) وىو اجتماع المبلئكة في صبلة -إن ىذا الفضل : قال

-وفي صبلة العصر : الفجر ، وفي الحديث اآلخر يختص بالجماعات ، كما أشار إليو البخاري ىاىنا ،

.وىو الذي رجحو ابن عبد البر وغيره

( ( كتاب الصبلة ) ) ما رواه أبو نعيم في : ويشيد لو ثنا صالح بن جبير األزدي : حدثنا ىشام بن سعد :لو

صميت وراء معاذ ابن : ، عن رجل من أىل الشام ، قال إن ىذه الصبلة : جبل الصبح ، فمما انصرف قال

مقبولة مشيودة ، يحضرىا مبلئكة الميل ومبلئكة النيار ييا ، ، ويطمع اهلل فييا عمى عباده فيغفر ليم ، فارغبوا ف

.واشيدوىا ، واحضروىا وحديث ابن عمر تقدم في الباب الماضي ، عنو مرفوعا

.، مع الكبلم عميو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:الحديث الثاني :قال ثنا : ثنا أبي ، قال : حدثنا عمر بن حفص - -

سمعت أم : ما ، قال سمعت سال: األعمش ، قال

دخل عمي أبو الدرداء وىو مغضب ، : الدرداء تقول واهلل ما أعرف من أمر : ما أغضبك ؟ فقال : فقمت .شيئا ، إال أنيم يصمون جميعا ) محمد

وليس في ىذا الحديث ذكر لمجماعة في صبلة الفجر نما فيو أن الصبلة في الجماعة من أمر بخصوصيا ، وا

إن اهلل : ودينو وسرعو ، فيو كقول ابن مسعود ) محمد نين من سنن اليدى وقد . شرع لنبيو سنن اليدى ، وا

.تقدم ذكره إال : ) ) وفي رواية لؤلمام أحمد في ىذا الحديث

( ( .الصبلة كان عمى ما أعرف شيئا مما : وىذا بخبلف قول أنس

) .عيد رسول اهلل أليس قد صنعتم ما صنعتم فييا ؟: قيل الصبلة ؟ قال

.وقد خرجو البخاري في موضع آخر - -بمفظ آخر ، وىو أنو قال - -أيضا - -وخرجو

ا أدركت إال ىذه : -وىو يبكي ال أعرف شيئا مم .الصبلة وىذه الصبلة قد ضيعت

أشار أنس إلى ما أحدثو بنو أمية من تضييع مواقيت و الصبلة ، وكان أبو الدرداء قد توفى قبل ذلك في زمن

.معاوية ما خرجو اإلمام أحمد من رواية ثابت ، عن : يبين ىذا

ما أعرف فيكم اليوم شيئا كنت أعيده عمى : أنس ، قال :يس قولكم ، ل) عيد رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قد : يا أبا حمزة الصبلة ؟ قال : قمت . ال إلو إال اهلل صميتم حين تغرب الشمس ، أفكانت تمك صبلة رسول

؟) اهلل وفي رواية لؤلمام أحمد من حديث عثمان بن سعد ، عن

عممت ما قد صنع الحجاج في أو ليس قد : أنس ، قال الصبلة ؟

وكان ىذا اإلنكار عمى األمراء ، كما روى أبو إسحاق ،

دخمت أنا ونفر معي عمى : عن معاوية بن قرة ، قال ما أمراؤكم ىؤالء عمى شيء مما : أنس بن مالك ، فقال

زعمون أنيم كان عميو محمد وأصحابو ، إال أنيم ي .يصمون ويصومون رمضان

:الحديث الثالث ثنا أبو أسامة ، عن : ثنا محمد بن العبلء - -

بريد بن عبد اهلل ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، أعظم الناس أجرا في الصبلة ) : ) ) قال النبي : قال

ر الصبلة حتى أبعدىم فأبعدىم ممشى ، والذي ينتظيصمييا مع اإلمام أعظم أجرا من الذي يصمي ثم

( ( .ينام إنما يدل عمى فضل - -أيضا - -وىذا الحديث

المشي إلى المسجد من المكان البعيد ، وأن األجر يكثر ويعظم بحسب بعد المكان عن المسجد ، وعمى فضل

ظار الصبلة فيو السبق إلى المسجد في أول الوقت ، وانت .مع اإلمام

أن ىذا كمو مما تضاعف بو : وقد ذكرنا فيما سبق

الصبلة في الجماعة ، وتزداد بو عمى صبلة الفذ فضبل ، وليس يختص ذلك بصبلة الفجر دون ) وأجرا عند اهلل

.غيرىا من الصموات

(/)

"""""" صفحة رقم """""" اب ب - -

فضل التيجير إلى الظير حدثني قتيبة ، عن مالك ، عن سمي مولى - -

أبي بكر ، عن أبي صالح السمان ، عن أبي ىريرة ، أن بينما رجل يمشي بطريق وجد : ) ) قال ) رسول اهلل

فغفر غصن شوك عمى الطريق فأخره ، فشكر اهلل لو ، ( ( .لو

المطعون ، : الشيداء خمس : ) ) ثم قال - - والمبطون ، والغريق ، وصاحب اليدم والشييد في سبيل

لو يعمم الناس ما في النداء : ) ) وقال ( ( . اهلل

والصف األول ، ثم لم يجدوا إألا أن يستيموا عميو ( ( .الستيموا عميو

ولو يعممون ما في التيجير الستبقوا إليو ، ) ) - ولو يعممون ما في العتمة والصبح ألتوىما ولو

( ( .حبوا إنما ساق الحديث بتمامو ؛ ألنو أولى من اختصاره

ن كان ذلك جائزا كما سبق ذكره ، واقتدى وتقطيعو ، وا كتاب ) ) ؛ فإنو ساقو بتمامو في -رحمو اهلل -بمالك

.ىكذا ( ( الموطأ ) ) من ( ( الصبلة والكبلم عمى إزالو الشوك من الطريق ، وعمى عدد

.إن شاء اهلل تعالى -الشيداء يأتي في موضعيما :وأما ما يتعمق بالصبلة من الحديث ، فثبلثة أشياء

ذكر االستيام عمى النداء والصف األول ، وقد : أحدىا ( ( .األذان ) ) مى ذلك في سبق الكبلم ع

.االستباق إلى التيجير : الثاني

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

التكبير إلى المساجد لصبلة الظير ، : والتيجير .نصف النيار : واليجير والياجرة

وخرج اإلمام أحمد وأبو داود من حديث زيد بن ثابت ، يصمى الظير بالياجرة ، ولم يكن ) كان النبي : قال

: قال . منيا ) يصمى صبلة أشد عمى أصحاب النبي بلة الوسطى : ) فنزلت موات والص حافظوا عمى الص

[ . : البقرة ) والنسائي من حديث -أيضا -وخرجو اإلمام أحمد يصمي الظير ) اهلل كان رسول: أسامة بن زيد ، قال

باليجير ، وال يكون وراءه إال الصف والصفان ، والناس حافظوا : ) في قائمتيم وفي تجارتيم ، فأنزل اهلل تعالى

بلة الوسطى موات والص ) .عمى الص .دليل عمى تعجيل الظير : وفيو

المبادرة إلى شيود العتمة والصبح ، وسيأتي : والثالث .إن شاء اهلل تعالى -القول فيو فيما بعد

دليل عمى جواز تسمية العشاء العتمة ، وقد تقدم : وفيو .ذكره

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب - -

احتساب اآلثار ثنا : حدثنا محمد بن عبد اهلل بن حوشب - -

: ثني حميد ، عن أنس ، قال حد : عبد الوىاب ، قال يا بني سممة ، أال تحتسبون آثاركم ) : ) ) قال النبي

( ( .؟ : أنا يحيى بن أيوب : وقال ابن أبي مريم - -

حدثني أنس ، أن نبي سممة أرادوا أن : حدثني حميد : قال ) . من النبي يتحولوا عن منازليم فينزلوا قريبا

أال تحتسبون : ) ) أن يعروا منازليم ، فقال ) فكره النبي ( ( .آثاركم ؟

آثار المشي في األرض : خطاىم : قال مجاىد .بأرجميم

ساقو أوال من حديث عبد الوىاب الثقفي ، عن حميد -ن أيوب المصري مختصرا ثم ذكر من رواية يحيى ب

مطوال ، وزاد فيو تصريح -وىو ثقة ، لكنو كثير الوىم إنو لم : حميد بالسماع لو من أنس ، فإن حميدا قد قيل

يسمع من أنس إال قميبل ، وأكثر رواياتو عنو مرسمة ، وقد سبق ذكر ذلك ، وما قالو اإلسماعيمي في تسامح

وأنيم ال ( ( حدثنا ) ) ن في لفظو المصريين والشامي .يضبطون ذلك من طريق الفزاري ، ( ( كتاب الحج ) ) وقد خرجو في

أراد بنو سممة أن يتحولوا : عن حميد ، عن أنس ، قال أن تعرى المدينة ، ) إلى قرب المسجد ، فكره رسول اهلل

( ( .ثاركم ؟ يا بني ، أال تحتسبون آ: ) ) فقال قوم من األنصار ، كانت دورىم بعيدة من : وبنو سممة

المسجد ، فأرادوا أن يتحولوا إلى قرب المسجد ، فأمرىم

بمبلزمة دورىم ، وأخبرىم أن خطاىم يكتب ليم ) النبي .أجرىا في المشي إلى المسجد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بير ( ( صحيحو ) ) وخرج مسمم في من حديث أبي الزكانت دارنا نائية من المسجد ، : ، عن جابر ، قال

فأردنا أن نبيع بيوتنا فنقترب من المسجد ، فنيانا رسول ( ( .إن لكم بكل خطوة درجة : ) ) ، فقال ) اهلل

أراد بنو : ومن حديث أبي نضرة ، عن جابر ، قال . ممة أن يتحولوا إلى قرب المسجد ، والبقاع خالية س

يا بني سممة ، : ) ) ، فقال ) فبمغ ذلك رسول اهلل : قال ما يسرنا أنا كنا : فقالوا ( ( . دياركم تكتب آثاركم

.تحولنا : بفتح الراء عمى اإلغراء ، أي ( ( دياركم : ) ) وقولو

.الزموا دياركم

الترمذي من حديث أبي سفيان السعدي ، عن وخرجوكانت بنو سممة في : أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، قال

ناحية المدينة ، فأرادوا النقمة إلى قرب المسجد ، فنزلت إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا : ) ىذه اآلية إن ) : ) ) ، فقام رسول اهلل [ : يس ) ]وآثارىم

.، فمم ينتقموا ( ( آثاركم تكتب .وأبو سفيان ، فيو ضعف

رواية مسمم ، عن أبي نضرة ، عن جابر ، : والصحيح .وكذا قالو الدارقطني وغيره

وخرج ابن ماجو من رواية سماك ، عن عكرمة ، عن كانت األنصار بعيدة منازليم من : ال ابن عباس ، ق

نكتب ما قدموا : ) المسجد ، فأرادوا أن يقربوا ، فنزلت .فثبتوا : قال ) . وآثارىم

-وقد ذكر البخاري عن مجاىد ، أنو فسر اآلثار - -أيضا -بالخطا ، وزاد -في ىذه اآلية : يعني .مشي في األرض بأرجميم آثار ال: بقولو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن يعروا المدينة أو ) فكره رسول اهلل : وفي حديث أنس .منازليم .يخموىا فتصير عراة من األرض : يعني

قولو : الفضاء الخالي من األرض ، ومنو : والعراء )فنبذناه بالعراء : ) تعالى

[ . : افات الص] وروى يحيى بن سعيد األنصاري ىذا الحديث ، عن

.فكره أن يعروا المسجد : حميد ، عن أنس ، وقال كره أن يعروا : إنما ىو . قال اإلمام أحمد وىم فيو

.المدينة وقد دلت ىذه األحاديث عمى أن المشي إلى المساجد

.ىذا مما تواترت السنن بو يكتب لصاحبو أجره ، و أعظم الناس أجرا في : ) ) وقد سبق حديث أبي موسى

( ( .الصبلة أبعدىم فأبعدىم ممشى وكل خطوة : ) ) ، ) وفي حديث أبي ىريرة ، عن النبي

( ( .يمشييا إلى الصبلة صدقة .وقد خرجو البخاري في موضع آخر

حديث أبي صالح ، عن أبي - -ضا أي - -وسبق .ىريرة وابن ماجو ( ( سنن أبي داود ) ) و ( ( المسند ) ) وفي

، عن عبد الرحمن بن سعد ، عن أبي ىريرة ، عن النبي األبعد فاألبعد من المسجد أعظم : ) ) ، قال )

( ( .أجرا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" : عن أبي بن كعب ، قال ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

كان رجل ال أعمم رجبل أبعد من المسجد منو ، وكان ال لو : -أو قمت لو -فقيل لو : قال . تخطئو صبلة

ما : اشتريت حمارا تركبو في الظمماء أو الرمضاء ؟ قال نب المسجد ، إني أريد أن يكتب يسرني أن منزلي إلى ج

. لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أىمي ( ( .قد جمع اهلل لك ذلك كمو ) : ) ) فقال رسول اهلل إن لك ) : ) ) فقال لو النبي : -أيضا -وفي رواية لو ( ( .ما احتسبت

مى المشي في رجوعو من وىذا يدل عمى أنو ثياب ع .المسجد إلى منزلو

عن ( ( صحيح ابن حبان ) ) و ( ( المسند ) ) وفي من راح : ) ) ، قال ) عبد اهلل بن عمرو ، عن النبي خطوة تمحو سيئة ، : إلى المسجد جماعة فخطوتاه

( ( .وخطوة تكتب حسنة ، ذاىبا وراجعا مقيدا في حديث أبي صالح ، عن وىذا المطمق قد ورد

.أبي ىريرة الذي خرجو البخري فيما مضى :وسيأتي بقيدين

أن يخرج من بيتو عمى طير قد أحسنو : أحدىما .وأكممو أن ال يخرج إال إلى الصبلة في المسجد ، فمو : والثاني

د خرج لحاجة لو وكان المسجد في طريقو فدخل المسج

فصمى ولم يكن خروجو لذلك لم يحصل لو ىذا األجر .الخاص

وكذلك لو خرج من بيتو غير متطير ، لكنو يكتب لو وىو رفع -بذلك أجر ، غير أن ىذا األجر الخاص

.ال يحصل بذلك -الدرجات وتكفير السيئات

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن المسجد أفضل من الدار وأعمم أن الدار القريبة م .البعيدة ، لكن المشي من الدار البعيدة أفضل

بإسناد منقطع ، عن حذيفة ، عن ( ( المسند ) ) وفي فضل الدار القريبة من المسجد عمى : ) ) ، قال ) النبي

( ( .الدار الشاسعة كفضل الغازي عمى القاعد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب - -

فضل صبلة العشاء في الجماعة ثنا أبي ، ثنا : حدثنا عمر بن حفص ، قال - -

حدثني أبو: األعمش ) : قال رسول اهلل : صالح ، عن أبي ىريرة ، قال

ليس صبلة أثقل عمى المنافقين من الفجر والعشاء ، ) ) ا فييما ألتوىما ولو حبوا ، ولقد ىممت أن ولو يعممون م

آمر المؤذن فيقيم ، ثم آمر رجبل يؤم الناس ، ثم آخذ شعبل من نار فأحرق عمى من ال يخرج إلى الصبلة وىو

( ( .يقدر قد صرح األعمش بسماع ىذا الحديث من أبي صالح ،

يث األعمش عن وفي الغالب إنما يخرج البخاري من حد أبي صالح ما صرح فيو بالسماع ، كيذا الحديث ،

.والحديث الذي خرجو قبمو في فضل الجماعة ثقل : والمراد بثقل ىاتين الصبلتين عمى المنافقين

.شيودىما في المساجد ، وباقي الحديث يدل عمى ذلك

: ن كعب ، قال حديث أبي ب : -أيضا -ويدل عميو أشاىد : ) ) يوما الصبح ، فقال ) صمى بنا رسول اهلل

( ( أشاىد فبلن ؟ : ) ) قال . ال : قالوا ( ( فبلن ؟ إن ىاتين الصبلتين أثقل : ) ) قال . ال : قالوا

الصموات عمى المنافقين ، ولو تعممون ما فييما ( . (ألتيتيموىما ولو حبوا عمى الركب

خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في

.والحاكم ( ( صحيحيما ) ) ثنا محمد بن أبي حميد ، : وروى أبو داود الطيالسي

عن أبي عبد اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال : ) ) ل ، قا) القراظ ، عن أبي ىريرة ، عن النبي يحافظ المنافق أربعين ليمة عمى صبلة العشاء اآلخرة في

( ( .جماعة .محمد بن أبي حميد ، فيو ضعيف

عن أبي بشر ، عن أبي عمير بن ( ( المسند ) ) وفي ، عن النبي ) أنس ، عن عمومة لو من أصحاب النبي

صبلة : يعني -( ( يدىما منافق ال يش: ) ) ، قال ) .الصبح والعشاء .يعني ال يواظب عمييما : قال أبو بشر

عن عبد الرحمن بن ( ( الموطإ ) ) وروى مالك من حرممة ، عن سعيد بن

بيننا وبين المنافقين : ) ) قال ) المسيب ، أن رسول اهلل -( ( يستطيعونيما شيود صبلة العشاء والصبح ، ال

.أو نحو ىذا وخرج ابن خزيمة والحاكم بإسناد صحيح ، عن ابن عمر

كنا إذا فقدنا اإلنسان في صبلة العشاء اآلخرة : ، قال .والصبح أسأنا بو الظن

نما ثقمت ىاتان الصبلتان في المساجد عمى المنافقين وا كما وصفيم أكثر من غيرىما من الصموات ألن المنافين

بلة قاموا كسالى ) اهلل في القرآن إذا قاموا إلى الص: النساء ) ] يراؤون الناس وال يذكرون المو إال قميبل

والمرائي إنما ينشط لمعمل إذا رآه الناس ، فإذا لم [ .يشاىدوه ثقل عميو العمل

يصمي ىاتين الصبلتين في الظبلم ، ) ي وقد كان النب فإنو كان يغمس بالفجر غالبا ويؤخر العشاء اآلخرة ، ولم يكن في مسجده حينئذ مصباح ، فمم يكن يحضر معو ىاتين الصبلتين إال مؤمن يحتسب األجر في شيودىما

، فكان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يما ويظنون أن ذلك يخفى عمى المنافقون يتخمفون عن ) .النبي

وأيضا ؛ فالمشي إلى المساجد في ىذين الوقتين أشق ؛ لما فيو من المشي في الظمم ؛ وليذا ورد التبشير عمى

.ذلك ، بالنور التام يوم القيامة من وجوه متعددة ما خرجو أبو داود والترمذي من حديث : من أجودىا

بشر المشائين في الظمم : ) ) ، قال ) دة ، عن النبي بري ( ( .إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة

كانوا يرون أن المشي إلى : وقال إبراىيم النخعي توجب : يعني -الصبلة في الميمة الظمماء موجبة

.لصاحبيا الجنة ، ) النبي عن عثمان ، عن ( ( صحيح مسمم ) ) وفي من صمى العشاء في جماعة فكأنما قام : ) ) قال

نصف الميل ، ومن صمى الصبح في جماعة فكأنما ( ( .صمى الميل كمو

ومن صمى : ) ) وخرجو أبو داود والترمذي ، وعندىما ( ( .العشاء والفجر في جماعة ، كان لو كقيام ليمة

قبميا إنما أريد بيا صبلة وىذا يبين أن الرواية التي .الصبح مع العشاء في الجماعة

األخبار في الفجر : قال اإلمام أحمد في رواية المروذي .أوكد وأشد -يعني في الجماعة -والعشاء

بإسناده ، عن عمر ، ( ( كتابو ) ) وروى وكيع في ي من ألن أشيد الفجر والعشاء في جماعة أحب إل: قال

.أن أحيي ما بينيما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

اسمعوا وبمغوا من خمفكم ، : وعن أبي الدرداء ، قال حافظوا عمى العشاء والفجر ، ولو تعمون ما فييما

.ألتيتموىما ولو حبوا .أيضا -وخرجو أبو نعيم الفضل بن دكين

لو يعمم القاعدون : ىريرة ، قال وخرج بإسناده ، عن أبي صبلة العشاء الفجر : ما لممشائين إلى ىاتين الصبلتين

.ألتوىما ولو حبوا بإسناده ، عن عمر ، ( ( الموطإ ) ) وروى مالك في

-في جماعة : يعني -ألن أشيد صبلة الصبح : قال .أحب إلي من أن أقوم ليمة

موسى بإسناده عن عقبة بن عبد وروى الحافظ أبو صبلة العشاء في جماعة تعدل حجة ، : الغافر ، قال

.وصبلة الفجر في جماعة تعدل عمرة من : ويروى بإسناده منقطع ، عن شداد بن أوس ، قال

أحب أن يجعمو اهلل من الذين يدفع اهلل بيم العذاب عن ين في أىل األرض فميحافظ عمى ىاتين الصبلت

.العشاء اآلخرة والصبح : جماعة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

اثنان فما فوقيما جماعةثنا خالد ، : ثنا يزيد بن زريع : حدثنا مسدد -

، ) عن أبي قبلبة ، عن مالك ابن الحويرث ، عن النبي ا وأقيما ، وليؤمكما إذا حضرت الصبلة فأذن: ) ) قال

( ( .أكبركما

، خرجو ( ( أبواب األذان ) ) وقد تقدم ىذا الحديث في البخاري ىناك من حديث الثوري ، عن خالد الحذاء ،

يريدان السفر ، فقال ) أتى رجبلن النبي : ولفظ حديثو مكما إذا أنتما خرجتما فأذنا وأقيما ، وليؤ ) : ) ) النبي

( ( .أكبركما من حديث أيوب ، عن أبي -أيضا -وخرجو ىناك

في ) أتيت النبي : قبلبة ، عن مالك بن الحويرث ، قال ، وفي -فذكر الحديث -نفر من قومي ، فأقمنا عنده

فإذا حضرت الصبلة فميؤذن أحدكم ، : ) ) أخره ( ( .وليؤمكم أكبركم

تدل عمى أنيم كانوا جماعة ، فبل يحتج بيا فرواية أيوبنما يحتج لذلك برواية خالد عمى أن االثنين جماعة ، وا

الحذاء ؛ فإنو ذكر في روايتو أنيما كانا اثنين ، وأن أمرىما أن يؤميما أكبرىما ، فدل عمى أن ) النبي

.الجماعة تنعقد باثنين :وفي ىذا المعنى أحاديث أخر

: ، قال ) حديث أبي بن كعب ، عن النبي : منيا

صبلة الرجل مع الرجل أزكى من صبلتو وحده ، ) ) وصبلتو مع الرجمين أزكى من صبلتو مع الرجل ، وما

( ( .كثر فيو أحب إلى اهلل خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن

يحبان ف

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .والحاكم ( ( صحيحيما ) )

أبصر رجبل ) حديث أبي سعيد ، أن النبي : ومنيا أال رجل يتصدق عمى ىذا : ) ) يصمي وحده ، فقال

( ( .فيصمي معو ؟ خرجو اإلمام أحمد وأبو داود ، وىذا لفظو ، وخرجو

.ه وحسنو ، وقد سبق ذكره الترمذي بمعنامعناه من ( ( المراسيل ) ) وخرج أبو داود في كتاب

، -مرسبل -حديث مكحول والقاسم ابن عبد الرحمن

وىذه من صبلة ) : ) ) فقال النبي : وفي حديثيما زيادة ( ( .الجماعة

مة ، وخرجو اإلمام أحمد من رواية القاسم ، عن أبي أما ( ( .ىذان جماعة : ) ) ، ولفظو ) عن النبي

.وفي إسناده ضعف ، والمرسل أشبو وخرج ابن ماجو بإسناد ضعيف ، عن أبي موسى ، عن

:، قال ) النبي ( ( .االثنان فما فوقيما جماعة ) )

-وخرج البييقي معناه من حديث أنس بإسناد ضعيف .أيضا مم خبلفا أن الجماعة تنعقد باثنين إذا كانا من أىل وال نع

التكميف ، ولو كان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.المأموم امرأة

فإن كان المأموم صبيا ، فيل تنعقد بو الجماعة ؟فيو روايتان عن أحمد في الصبلة المكتوبة ، فأما النافمة

.بالميل بابن عباس وحده ) فتنعقد كما صمى النبي وأكثر العمماء عمى أنو ال فرق بين الفرض والنفل في

.ذلك ، وىو قول أبي حنيفة والشافعي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

من جمس في المسجد ينتظر الصبلة ، وفضل المساجدالمسجد من حديث قد تقدم في فضل انتظار الصبلة في

أبي صالح ، عن أبي ىريرة ، ومن حديث أبي بردة ، .عن أبي موسى

:وخرج في ىذا الباب ثبلثة أحاديث :الحديث األول

حدثنا عبد اهلل بن مسممة ، عن مالك ، عن -

أن رسول أبي الزناد ، عن األعرج ، عن أبي ىريرة ،المبلئكة تصمي عمى أحدكم ما دام في : ) ) قال ) اهلل

الميم اغفر لو ، الميم ارحمو ، : مصبله ، ما لم يحدث وال يزال أحدكم في صبلة مادامت الصبلة تحبسو ، ال

( ( .يمنعو أن ينقمب إلى أىمو إال الصبلة :دل ىذا الحديث عمى فضل أمرين

الجموس في المصمى ، وىو موضع الصبلة : ا أحدىموالمراد بو في المجمس دون البيت ، وآخر : التي صبلىا

.الحديث يدل عميو ولو صمت المرأة في مسجد بيتيا : قال ابن عبد البر

وجمست فيو تنتظر الصبلة فيي داخمة في ىذا المعنى .ياميا ألشغاليا انتظار الصبلة إذا كان يحبسيا عن ق

ن المبلئكة تصمي عميو ما لم يحدث ) ) وقد فسر ( ( وا صبلة المبلئكة عميو بالدعاء لو بالمغفرة والرحمة ، والصبلة قد فسرت بالدعاء ، وفسرت بالثناء والتنويو

بالذكر ، ودعاء المبلئكة بينيم لعبد ىو تنويو منيم بذكره .ميو بحسن عممو وثناء ع

.صبلتيم عميو مقبولة ما لم يحدث : وقد قيل ىل ىو الحدث الناقض : وقد اختمف في تفسير الحدث

لموضوء ، أو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الحدث بالمسان من الكبلم الفاحش ونحوه ، ومثمو الحدث ى ىذا االختبلف باألفعال التي ال تجوز ؟ وقد أشرنا إل

( ( .كتاب الطيارة ) ) في وذىب مالك وغيره إلى أنو الحدث الناقض لموضوء ، ن جمس في ورجحو ابن عبد البر ؛ ألن المحدث وا المسجد فيو غير منتظر لمصبلة ؛ ألنو غير قادر

.عمييا أن منتظر الصبلة ال يزال في صبلة ما دامت : والثاني .ة تحبسو الصبل

ال يمنعو أن ينقمب إلى أىمو إال ) ) وقد فسر ذلك بأنو

، وىذا يشمل من دخل المسجد لمصبلة فيو ( ( الصبلة جماعة قبل إقامة الصبلة فجمس ينتظر الصبلة ، ومن

.صمى مع اإلمام ثم جمس ينتظر الصبلة الثانية ) : قال النبي وىذا من نوع الرباط في سبيل اهلل ، كما

أال أدلكم عمى ما يمحو اهلل بو الخطايا ويرفع بو ) ) : قال . بمى يا رسول اهلل : قالوا ( ( الدرجات ؟

إسباغ الوضوء عمى المكاره ، وثرة الخطأ إلى ) ) المساجد ، وانتظار الصبلة بعد الصبلة ؛ فذالكم الرباط

( ( .، فذالكم الرباط و مسمم من حديث العبلء بن عبد الرحمن ، عن خرج

.أبيو ، عن أبي ىريرة .بما لم يحدث -أيضا -وقد ورد تقييد ذلك من ( ( أبواب نواقض الوضوء ) ) خرجو البخاري في

رواية ابن أبي ذئب ، عن المقبري ، عن أبي ىريرة ، ال يزال العبد في صبلة ما كان : ) ) ال ، ق ) عن النبي

فقال ( ( . في المسجد ينتظر الصبلة ، ما لم يحدث الصوت : ما الحدث يا أبا ىريرة ؟ قال : رجل أعجمي

.الضرطة : يعني - -وقد سبق الكبلم عميو في موضعو ، وذكرنا اختبلف

.المراد بو الناس في تفسير الحدث و

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

-وقد فسره أبو سعيد الخدري كما فسره أبو ىريرة .أيضا

.خرجو اإلمام أحمد أن لو أجر : -واهلل أعمم -ومعنى كونو في الصبلة

.المصمي وثوابو بحبس نفسو في المسجد لمصبلة وال في غيره من أحاديث الباب وليس في ىذا الحديث ،

االشتراط لمجالس في مصبله أن يكون مشتغبل بالذكر ، ولكنو أفضل وأكمل ، وليذا ورد في فضل من جمس في مصبله بعد الصبح حتى تطمع الشمس ، وبعد العصر

.حتى تغرب أحاديث متعددة

وىل المراد بمصبله نفس الموضع الذي صمى فيو أو .سجد الذي صمى فيو كمو مصمى لو ؟ ىذا فيو تردد الم

عن جابر بر سمرة ، أن ( ( صحيح مسمم ) ) وفي كان إذا صمى الفجر جمس في مصبله حتى ) النبي

.تطمع الشمس حسناء ال يقوم من مصبله الذي ) كان النبي : وفي رواية لو

أو الغداة حتى تطمع الشمس ، فإذا يصمي فيو الصبح .طمعت الشمس قام

لم يكن جموسو في الموضع الذي صمى ) ومعموم ؛ أنو فيو ؛ ألنو كان ينفتل إلى أصحابو عقب الصبلة ويقبل

.عمييم بوجيو كان إذا صمى الصبح جمس : وخرجو الطبراني ، وعنده

.يذكر اهلل حتى تطمع الشمس .غريبة ( ( الذكر : ) ) لفظة و

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وفي تمام حديث جابر بن سمرة الذي خرجو مسمم وكانوا

يتحدثون فيأخذون في أمر الجاىمية ، فيضحكون .ويتبسم

وىذا يدل عمى أنو لم ينكر عمى من تحدث وضحك في الحديث يدل عمى أن المراد بمصبله ذلك الوقت ، فيذا

.الذي يجمس فيو المسجد كمو لى ىذا ذىب طائفة من العمماء ، منيم ابن بطة من : وا

.أصحابنا وغيره .وقد روي عن أبي ىريرة ما يخالف ىذا

عن نعيم المجمر ، أنو ( ( الموطإ ) ) روى مالك في إذا صمى أحدكم ثم جمس في : ريرة يقول سمع أبا ى

الميم : مصبله لم تزل المبلئكة تصمى عميو ، تقول اغفر لو ، الميم ارحمو ، فإن قام من مصبله فجمس في المسجد ينتظر الصبلة لم تزل المبلئكة تصمي عميو في

.مصبله حتى يصمي حول من موضع صبلتو من فيذا يدل عمى أنو إذا ت

المسجد إلى غيره من المسجد انقطع حكم جموسو في مصبله ، فإن جمس ينتظر الصبلة كان حكمو حكم من

، فإن لم -أيضا -ينتظرىا ، وصمت عميو المبلئكة يجمس منتظرا لمصبلة فبل شيء لو ؛ ألنو لم يجمس في

.مصبله وال ىو منتظر لمصبلة إنو تصمي عميو : إال أنو ال يقال : ابن عبد البر قال

.المبلئكة عمى المتحول من مكانو وىو ينتظر الصبلة كما : يعني

.تصمي عمى الذي في مصبله ينتظر الصبلة يشير إلى أن الحديث المرفوع إنما فيو صبلة المبلئكة

.ر لمصبلة عمى من يجمس في مصبله ال عمى المنتظولكن قد روي في حديث مرفوع ، فروى عطاء بن

السائب ، عن أبي عبد الرحمن السممي ، عن عمي ، من صمى الفجر : ) ) يقول ) سمعت رسول اهلل : قال

ثم جمس في مصبله صمت عميو المبلئكة ، وصبلتيم الميم: عميو

(/)

"""""" حة رقم صف""""""

اغفر لو ، الميم ارحمو ، ومن ينتظر الصبلة صمت الميم اغفر لو ، الميم : عميو المبلئكة ، وصبلتيم عميو

( ( .ارحمو .خرجو اإلمام أحمد

سناده : وقال عمي بن المديني ىو حديث كوفي ، وا .حسن

مل أن يكون بقاؤه أنو يحت -أيضا -وذكر ابن عبد البر ، كما -أيضا -في مصبله شرطا في انتظار الصبلة .كان شرطا في الجموس في مصبله

نما يمكن أن يقال فيمن صمى وىذا الذي قالو بعيد ، وا صبلة ثم جمس ينتظر صبلة أخرى ، فأما من دخل

المسجد ليصمي صبلة واحدة وجمس ينتظرىا قبل أن تقام أي مصمى لو حتى يشترط أن ال يفارقو ؟ف

قيامو لعرض : وقيامو من مجمسو ، المراد بو : قال الدنيا ، فأما إذا قام إلى ما يعينو عمى ما كان يصنعو

.في مجمسو من الذكر واهلل . أنو غير مراد ، وال قاطع لمصبلة عميو : يعني

.سبحانو وتعالى أعمم :يث الثاني الحد ثنا يحيى ، عن عبيد : حدثنا محمد بن بشار -

حدثني خبيب ابن عبد الرحمن ، عن حفص : اهلل ، قال : ، قال ) بن عاصم ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

: سبعة يظميم اهلل في ظمو يوم ال ظل إال ظمو ) ) اب نشأ في عبادة ربو عز وجل ، اإلمام العادل ، وش

ورجل قمبو متعمق في المساجد ، ورجبلن تحابا في اهلل اجتمعا عمى ذلك وتفرقا عميو ، ورجل طمبتو امرأة ذات

إني أخاف اهلل ، ورجل تصدق : منصب وجمال ، فقال ، أخفى حتى ال تعمم شمالو ما تنفق يمينو ، ورجل ذكر

( ( .ففاضت عيناه اهلل خاليا ىذه السبعة اختمفت أعماليم في الصورة ، وجمعيا معنى

واحد ، وىو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

مجاىدتيم ألنفسيم ، ومخالفتيم ألىوائيا ، وذلك يحتاج أوال إلى رياضة شديدة وصبر عمى االمتناع مما يدعو

طمع ، وفي تجشم إليو داعي الشيوة أو الغضب أو الذلك مشقة شديدة عمى النفس ، ويحصل ليا بو تألم

عظيم ، فإن القمب يكاد يحترق من حر نار الشيوة أو الغضب عند ىيجانيا إذا لم يطفء ببموغ الغرض من

ذلك ، فبل جرم كان ثواب الصبر عمى ذلك أنو إذا اشتد مناس ظل يظميم ويقييم الحر في الموقف ، ولم يكن ل

، ) حر الشمس يومئذ ، وكان ىؤالء السبعة في ظل اهلل فمم يجدوا لحر الموقف ألما جزاء لصبرىم عمى حر نار

.الشيوة أو الغضب في الدنيا .اإلمام العادل : وأول ىذه السبعة

وىو أقرب الناس من اهلل يوم القيامة ، وىو عمى منبر ، وذلك جزاء لمخالفتو ) ر عمى يمين الرحمن من نو

اليوى ، وصبره عن تنفيذ ما تدعوه إليو شيواتو وطمعو

وغضبو ، مع قدرتو عمى بموغ غرضو من ذلك ؛ فإن إني : اإلمام العادل دعتو الدنيا كميا إلى نفسيا ، فقال

وىذا أنفع الخمق لعباد اهلل ، . أخاف اهلل رب العالمين .نو إذا صمح صمحت الرعية كميا فإ

وقد روي أنو ظل اهلل في األرض ؛ ألن الخمق كميم .يستظمون بظمو ، فإذا عدل فييم أظمو اهلل في ظمو

) .الشاب الذي نشأ في عبادة اهلل : والثاني فإن الشباب شعبة من الجنون ، وىو داع لمنفس إلى

يا ولذاتيا المحظورة ، استيفاء الغرض من شيوات الدن .فمن سمم منو فقد سمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عجب ربك من شاب ليست لو : ) ) وفي الحديث ( ( .صبوة

أييا الشاب التارك : ) ) يقول اهلل : وفي بعض اآلثار

شيوتو ، المتبذل شبابو من أجمي ، أنت عندي كبعض ( ( .مبلئكتي

.الرجل المعمق قمبو بالمساجد : لثالث وا، فيو ( ( إذا خرج منو حتى يعود إليو : ) ) وفي رواية

يحب المسجد ويألفو لعبادة اهلل فيو ، فإذا خرج منو تعمق قمبو بو حتى يرجع إليو ، وىذا إنما يحصل لمن ممك

و ؛ فإن اليوى إنما نفسو وقادىا إلى طاعة اهلل فانقادت ل يدعو إلى محبة مواضع اليوى والمعب ، إما المباح أو المحظور ، ومواضع التجارة واكتساب األموال ، فبل

يقصر نفسو عمى محبة بقاع العبادة إال من خالف ىواه .، وقدم عميو محبة مواله

في بيوت أذن المو : ) وقد مدح عمار المساجد في قولو أن ترفع ويذكر فييا اسمو يسبح لو فييا بالغدو واآلصال

قام ) رجال ال تميييم تجارة وال بيع عن ذكر المو وا كاة يخافون يوما تتقمب فيو القموب يتاء الز بلة وا الص

ليجزييم المو أحسن ما عمموا ويزيدىم من ) واألبصار : النور ) ] فضمو والمو يرزق من يشاء بغير حساب

- . ] من ( ( سنن ابن ماجو ) ) و ( ( المسند ) ) وفي

وطن ال ت: ) ) ، قال ) حديث أبي ىريرة ، عن النبي رجل المساجد لمصبلة والذكر إال تبشبش اهلل بو كما

( ( .يتبشبش أىل الغائب بغائبيم إذا قدم وروى ابن لييعة ، عن دراج ، عن أبي الييثم ، عن أبي

من ألف المسجد ألفو : ) ) ، قال ) سعيد ، عن النبي ( ( .اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من جمس في : ويروى عن سعيد بن المسيب ، قال ) .المسجد فإنما يجالس ربو

) .المتحابان في اهلل : الرابع فإن اليوى داع إلى التحاب في غير اهلل ؛ لما في ذلك

من طوع النفس أغراضيا من الدنيا ، فالمتحابان في اهلل

ى صار تحابيما جاىدا أنفسيما في مخالفة اليوى حت وتوادىما في اهلل من غير غرض دنيوي يشوبو ، وىذا

.عزيز جدا ولن يتحابا في اهلل حتى يجتمعا في الدنيا في ظل اهلل يثار المعنوي ، وىو تأليف قموبيما عمى طاعة اهلل ، وا مرضاتو وطمب ما عنده ، فميذا اجتمعا يوم القيامة في

.ظل اهلل الحسي يحتمل أنو ( ( اجتمعا عمى ذلك وتفرقا عميو : ) ) وقولو أنيما اجتمعا عمى التحاب في اهلل حتى فرق : يريد

بينيما الموت في الدنيا أو غيبة أحدىيما عن اآلخر ، ويحتمل أنو أراد أنيما اجتمعا عمى التحاب في اهلل ، فإن

عميو مما توجب محبتو في اهلل تغير أحدىما عما كان فارقو اآلخر بسبب ذلك ، فيدور تحاببيما عمى طاعة

.اهلل وجودا وعدما إذا كان لك أخ تحبو في اهلل ، : قال بعض السمف

أو -فأحدث حدثا فمم تبغضو في اهلل لم تكن محبتك هلل .ىذا المعنى

.مرأة ذات منصب وجمال رجل دعتو أ: الخامس النسب والشرف والرفعة في الدنيا ، : ويعني بالمنصب

فإذا اجتمع ذلك مع الجمال فقد كمل األمر وقويت الرغبة ، فإن كانت مع ذلك ىي الطالبة الداعية إلي

نفسيا ، كان أعظم وأعظم ، فإن االمتناع بعد ذلك كمو وف اهلل عمى ىوى النفس ، وصاحبو دليل عمى تقديم خ

ا من خاف مقام ربو ونيى : ) داخل في قولو تعالى وأم، وىذا كما جرى [ : النازعات ) ] النفس عن اليوى

.ليوسف عميو السبلم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ان وبره إسباغ من صدق اإليم: قال عبيد بن عمير الوضوء في المكاره ، ومن صدق اإليمان وبره أن يخمو

الرجل بالمرأة الجميمة فيدعيا ، ال يدعيا إال هلل عز .وجل

فيو ( ( إني أخاف اهلل : ) ) ومثل ىذا ؛ إذا قال : صادق في قولو ؛ ألن عممو مصدق لقولو ، وقولو ليا

ا ، فربما تنزجر عن موعظة لي( ( إني أخاف اهلل ) ) .طمبيا ، وترجع عن غييا

وقد وقع ذلك لغير واحد ، وفيو حكايات مذكروة في .وغيره ( ( ذم اليوى ) ) كتاب

رجل تصدق بصدقة فاجتيد في إخفائيا غاية : السادس .االجتياد حتى لم يعمم بو إال اهلل

حتى ال : ) ) ة وضرب المثال لذلك عمى طريق المبالغ ( ( .تعمم شمالو ما تنفق يمينو

وىذا دليل عمى قوة اإليمان واالكتفاء باطبلع اهلل عمى العبد وعممو بو ، وفيو مخالفة لميوى ومجاىدة لمنفس ؛ فإنيا تحب إظيار الصدقة ، والتمدح بيا عند الخمق ،

ف ىوى فيحتاج في إخفاء الصدقة إلى قوة شديدة تخال .النفس

وخرج اإلمام أحمد والترمذي من حديث أنس ، عن النبي لما خمق اهلل األرض جعمت تميد ، فخمق : ) ) ، قال )

الجبال فألقاىا عمييا فاستقرت ، فعجبت المبلئكة من يا رب ، فيل من خمقك شيء أشد : خمق الجبال ، فقالوا يا رب ، فيل : قالوا . ، الحديد نعم : من الجبال ؟ قال

نعم ، النار ، : شيء من خمقك أشد من الحديد ؟ قال يارب ، فيل من خمقك شيء أشد من النار ؟: قالوا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" يارب ، فيل من خمقك شيء : قالوا . نعم ، الماء : قال

يارب ، فيل : قالوا . ريح نعم ، ال: أشد من الماء ؟ قال نعم ، ابن آدم ؛ : من خمقك شيء أشد من الريح ؟ قال

( ( .يتصدق بيمينو يخفييا من شمالو .رجل ذكر اهلل خاليا ففاضت عيناه : السابع

فيذا رجل يخشى اهلل في سره ، ويراقبو في خموتو ، وخشية وافضل األعمال خشية اهلل في السر والعبلنية ،

اهلل في السر إنما تصدر عن قوة إيمان ومجاىدة لمنفس

واليوى ، فإن اليوى يدعو في الخموة إلى المعاصي ، .إن من أعز األشياء الورع في الخموة : وليذا قيل

وذكر اهلل يشمل ذكر عظمتو وبطشو وانتقامو وعقابو ؛ ذكر والبكاء الناشيء عن ىذا ىو بكاء الخوف ، ويشمل

جمالو وكمالو وبره ولطفو وكرامتو ألوليائو بأنواع البر واأللطاف ، ال سيما برؤيتو في الجنة ، والبكاء الناشيء

.عن ىذا ىو بكاء الشوق رجل ذكر أن اهلل معو حيثما : -أيضا -ويدخل في

كان ، فتذكر معيتو وقربو واطبلعو عميو حيث كان .أيضا -نو ، وىو من نوع الخوف يبكي حياء م

وخرج الطبراني بإسناد فيو ضعف ، عن أبي أمامة : ثبلثة في ظل اهلل يوم ال ظل إال ظمو : ) ) مرفوعا

( ( .رجل حيث توجو عمم أن اهلل معو وىذا الحديث يدل عمى أن ىؤالء السبعة يظميم اهلل في

الحصر ، وال عمى أن غيرىم ال ظمو ، وال يدل عمىأن من ) : ) ) يحصل لو ذلك ؛ فإنو صح عن النبي

أنظر معسرا أو وضع عنو أظمو اهلل في ظمو يوم ال ظل

( ( .إال ظمو خرجو مسمم من من حديث أبي اليسر األنصاري ، عن

) .النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من حديث أبي -وخرج اإلمام أحمد والترمذي وصححو من نفس عن غريمو ، : ) ) ، قال ) ىريرة ، عن النبي

( ( .أو محا عنو كان في ظل العرش يوم القيامة .ظل عرشو : وىذا يدل عمى أن المراد بظل اهلل

:الحديث الثالث ماعيل بن جعفر ، عن ثنا إس: حدثنا قتيبة -

خاتما ؟ ) ىل اتخذ رسول اهلل : سئل أنس : حميد ، قال نعم ، أخر ليمة صبلة العشاء إلى شطر الميل ، : فقال

صمى : ) ) ثم أقبل عمينا بوجيو بعدما صمى ، فقال ( ( . الناس ورقدوا ، ولم تزالوا في صبلة ما انتظرتموىا

.فكأني أنظر إلى وبيص خاتمو : قال ، ( ( الكتاب ) ) قد سبق ىذا الحديث في مواضع من

.وىو بمعنى حديث أبي ىريرة المخرج في أول الباب

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

فضل من غدا إلى المسجد أو راح : ثنا يزيد بن ىارون : عبد اهلل حدثنا عمي بن -

أنا محمد بن مطرف ، عن زيد بن أسمم ، عن عطاء بن من : ) ) ، قال ) يسار ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

غدا إلى المسجد أو راح أعد اهلل لو نزال من الجنة كمما ( ( .غدا أو راح

يكون من آخره : يار ، والرواح يكون من أول الن: الغدو بعد الزوال ، وقد يعبر بأحدىما عن الخروج والمشي ،

في ) سواء كان قبل الزوال أو بعده ، كما في قولو

من راح في الساعة األولى فكأنما قرب : ) ) الجمعة .عمى ما حممو عميو جميور العمماء ( ( بدنة

ج إلى المسجد لمصبلة فإنو أن من خر : ومعنى الحديث زائر اهلل تعالى ، واهلل يعد لو نزال من المسجد ، كمما

انطمق إلى المسجد ، سواء كان في أول النيار أو في .آخره

ىو ما يعد لمضيف عند نزولو من الكرامة : والنزل .والتحفة

ه ىذه وزيد فيو في غير : قال الحافظ أبو موسى المديني كما لو أن أحدكم زاره من يحب زيارتو : ) ) الرواية

( ( .الجتيد في إكرامو وخرج من طريق الطبراني بإسناده ، عن سعيد بن زربي ، عن ثابت ، عن أبي عثمان ، عن سممان ، عن النبي

من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد : ) ) ، قال ) ( ( .اهلل ، وحق عمى المزور أن يكرم الزائر فيو زائر

ورواه سميمان التيمي وداود بن أبي ىند : قال أبو موسى وعوف ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.موقوفا ، ال مرفوعا -أبي عثمان ، عن سممان .وسعيد بن زربي ، فيو ضعف

لطبراني بإسناده ، عن من طريق ا -أيضا -وخرج : يحيى بن الحارث ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، قال

الغدو والرواح إلى المساجد من ) : ) ) قال رسول اهلل ( ( .الجياد في سبيل اهلل

عن سمي مولى أبي بكر ( ( الموطأ ) ) وذكر مالك في من غدا أو : ن كان يقول ، أن أبا بكر بن عبد الرحم

راح إلى المسجد ال يديد غيره ؛ ليعمم خيرا أو يتعممو ، .ثم رجع إلى بيتو ؛ كان كالمجاىد في سبيل اهلل

ومما يستدل بو عمى أن قصد المساجد لمصبلة فييا زيارة ما خرجو ابن ماجو بإسناده فيو ضعف ، من ) : هلل

إن أحسن : ) ) ، قال ) اء ، عن النبي حديث أبي الدرد ( ( .ما زرتم بو اهلل في قبوركم ومساجدكم البياض

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

بلة فبل صبلة إال المكتوبة إذا أقيمت الصبوب عمى ىذه الترجمة ، ولم يخرج الحديث الذي بمفظيا

وقد خرجو مسمم من حديث عمرو بن دينار ، عن ، : ، قال ) عطاء بن يسار ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

( ( .إذا أقيمت الصبلة فبل صبلة إال المكتوبة ) ) .وخرجو أبو داود موقوفا

وقد اختمف في رفعو ووقفو ، واختمف األئمة في الترجيح رمذي رفعو ، وكذلك خرجو مسمم في ، فرجح الت

ليو ميل اإلمام أحمد ، ورجح أبو ( ( صحيحو ) ) ، وا نما لم زرعة وقفو ، وتوقف فيو يحيى بن معين ، وا

.واهلل أعمم . يخرجو البخاري لتوقفو ، أو لترجيحو وقفو وقد خرجو الطبراني من رواية زياد بن عبد اهلل ، عن

د بن جحادة ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن أبي محم إذا أخذ المؤذن في : ) ) ، قال ) ىريرة ، عن النبي

( ( .اإلقامة فبل صبلة إال المكتوبة .وىذا لفظ غريب

.وقد روي من وجوه أخر عن أبي ىريرة عياش بن ثنا: وخرجو اإلمام أحمد من رواية ابن لييعة

عباس ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: ، قال ) أبي تميم الزىري ، عن أبي ىريرة ، عن النبي ( ( .إذا أقيمت الصبلة فبل صبلة إال التي أقيمت ) )

من رواية أبي -أيضا -وخرجو الطبراني بيذا المفظ ثنا الميث ، عن: صالح

د اهلل بن عياش بن عباس القتباني ، عن أبيو ، عن عب ) .أبي تميم ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

:قال البخاري ثنا إبراىيم بن : حدثنا عبد العزيز بن عبد اهلل -

سعد ، عن أبيو ، عن حفص بن عاصم ، عن عبد اهلل .برجل ) مر النبي : ينة ، قال بن مالك ابن بح

ثنا بيز بن : -ابن بشر : ىو -وحدثني عبد الرحمن : أخبرني سعد بن إبراىيم ، قال : ثنا شعبة : أسد

رجبل من [ سمعت : حفص بن عاصم ، قال ] سمعت رأى ) مالك ابن بحينة ، أن رسول اهلل : األزد ، يقال لو

بل وقد أقيمت الصبلة يصمي ركعتين ، فمما انصرف رج) : الث بو الناس ، فقال لو رسول اهلل ) رسول اهلل

( ( .آلصبح أربعا ، آلصبح أربعا ؟ ) ) .غندر ومعاذ ، عن شعبة ، عن مالك : تابعو

عن سعد ، عن حفص ، عن عبد : وقال ابن إسحاق .بحينة اهلل ابن

.أنا سعد ، عن حفص ، عن مالك : وقال حماد

أحدقوا بو ، وأحاطوا : اي -( ( الث بو الناس ) ) .حولو إنكار : -مرتين -( ( آالصبح أربعا : ) ) وقولو

لصبلتو وقد أقيمت صبلة الفجر ، فكأنو صمى الصبح .بعد اإلقامة أربعا

(/)

"""""" صفحة رقم""""""

برجل يصمي وقد ) مر النبي : وخرجو مسمم ، ولفظو أقيمت الصبلة ، فكممو بشيء ، ال ندري ما ىو ، فمما

؟ ) ماذا قال لك رسول اهلل : انصرفنا أحطنا بو ، نقول يوشك أن يصمي احدكم الصبح : ) ) قال لي : قال ( ( .أربعا

أقيمت صبلة الصبح ، فرأى : -أيضا -وفي رواية لو ) : رجبل يصمي والمؤذن يقيم ، فقال النبي ) رسول اهلل

( ( .أتصمي الصبح أربعا ؟ ) )

الحديث من رواية : فعمى ىذه الرواية ورواية البخاري ، سمعو منو ، وعمى الرواية ) ابن بحينة ، عن النبي

لحديث من رواية ابن بحينة ، عن رجل ا: األول لمسمم حابة ، عن النبي ) .غير مسمى من الص

لكن ؛ قد روي أن الرجل المصمي ىو ابن القشب ، وىو .ابن بحينة راوي الحديث

.مرسبل -كذلك رواه جعفر بن محمد ، عن أبيو و ، عن عبد اهلل بن مالك وروي ، عن جعفر ، عن أبي

.بن بحينة .قالو أبو حاتم الرازي : -المرسل : والصحيح

ابن ) ) وقد أشار البخاري إلى االختبلف في اسم ، فخرجو من طريق إبراىيم بن سعد ، عن ( ( بحينة

عبد اهلل بن مالك ابن : ) ) أبيو ، وسمى الصحابي عن سعد : بن إسحاق قال ، وذكر أن ا( ( بحينة ، وخرجو من طريق ( ( عن عبد اهلل بن بحينة ) )

، وذكر أن ( ( مالك ابن بحينة : ) ) شعبة ، وسماه .ابن سممة : حمادا رواه عن سعد كذلك ، وحماد ىو

.أيضا -وكذا رواه أبو عوانة ، عن سعد . غير مسمى( ( عن ابن بحينة : ) ) وقيل عنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: -عبد اهلل بن مالك ابن بحينة : والصحيح من ذلك .قالو أبو زرعة والنسائي والترمذي والبييقي وغيرىم وىو عبد اهلل بن مالك ابن القشب من أزد شنوءة ،

حميف لبني عبد المطمب ، وبحينة أمو ، وىي بحينة قالو ابن المديني وابن : -لحارث بن عبد المطمب بنت ا

.سعد والترمذي والبييقي وغيرىم وقد روى ىذا الحديث القعنبي ، عن إبراىيم بن سعد ،

عن عبد اهلل بن مالك ابن بحينة ، عن أبيو ، : فقال فيو ) .عن النبي

قالو اإلمام أحمد وابن : -ىم و ( ( عن أبيو : ) ) وقولو ذكره في -معين وسميمان بن داود الياشمي ومسمم

.وغيرىم -( ( صحيحو ) ) من وجوه ) وقد روي مثل ىذا الحديث عن النبي

.متعددة من حديث عاصم ( ( صحيحو ) ) وخرجو مسمم في

دخل رجل : األحوال ، عن عبد اهلل بن سرجس ، قال في صبلة الغداة ، فصمى ركعتين ) المسجد ورسول اهلل

، فمما سمم ) في جانب المسجد ، ثم دخل مع رسول اهلل يا فبلن ، بأي الصبلتين اعتددت : ) ) قال ) رسول اهلل

( ( .، أبصبلتك وحدك ، أم بصبلتك معنا ؟ تقطع التطوع فيما عدا وال نعمم خبلفا أن إقامة الصبلة

ىل : ركعتي الفجر ، واختمفوا في ركعتي الفجر .تقطعيما اإلقامة

تقطعيما اإلقامة ، ليذه األحاديث : فقالت طائفة .الصحيحة ، روي عن ابن عمر وأبي ىريرة

وروي عن عمر ، أنو كان يضرب عمى الصبلة بعد .اإلقامة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سعيد بن جبير وميمون بن : وممن كره ذلك ونيى عنو .ميران وعروة والنخعي

كانوا يكرىون أن يصموىما إذا أقيمت : وقال ابن سيرين .وقال ما يفوتو من المكتوبة أحب إلي منيما . الصبلة

يء ألي ش: قمت إلبراىيم : وروى أبو حمزة ، قال مخافة التكبيرة : كرىت الصبلة عند اإلقامة ؟ قال

.األولى وتدرك فضيمة التكبيرة األولى بإدراك التأمين : قال وكيع

ال ) : مع اإلمام ، واستدل بحديث ببلل ، أنو قال لمنبي .تسبقني بقول آمين

.وروي نحوه عن أبي ىريرة إبراىيم بن الحارث عمى أنو إذا لم ونص أحمد في رواية

.يدرك التكبيرة مع اإلمام لم يدرك التكبيرة األولى الشافعي وابن المبارك : وممن كره الصبلة بعد اإلقامة

سحاق وأبو ثور وأبو خيثمة وسميمان بن داود وأحمد وا

.الياشمي نعقد ، أم ولو خالف وصمى بعد اإلقامة صبلة ، فيل ت

.تقع باطمة ؟ فيو ألصحابنا وجيان ىل يصمييما وىو في البيت إذا سمع اإلقامة : واختمفوا

؟ .يصمييما في البيت : فقالت طائفة

وروى عن ابن عمر ، أنو دخل المسجد والناس يصمون ، فدخل بيت حفصة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.صمى ركعتين ، ثم خرج إلى المسجد ف .وروي عنو مرفوعا ، خرجو ابن عدي

.ورفعو ال يصح وروى أبو إسحاق ، عن الحارث ، عن عمي ، ان النبي

.كان يصمي الركعتين عند اإلقامة )

.خرجو اإلمام أحمد وابن ماجو .يسمعو منو وأبو إسحاق ، لم . والحارث ، فيو ضعف

( ( .مع اإلقامة : ) ) وخرجو يعقوب بن شيبة ، ولفظو ، عن أبي -وىو متروك -ورواه الحسن بن عمارة

أنو صمى في ناحية المسجد : إسحاق ، وزاد فيو .والمؤذن يقيم

.ولم يتابع عمى ذلك لمسجد إذا ورخص مالك في الصبلة بعد اإلقامة خارج ا

.لم يخش أن تفوتو الركعة األولى سحاق ، أنيما رخصا ونقل ابن منصور ، عن أحمد وا

.فييما في البيت .وقد كرىو قوم ، وتركو أحب إلي : قال أحمد

ال يصمييما في المسجد ، : ونقل الشالنجي عن أحمد .وال في البيت

.الياشمي [ ] . . . . وىو قول الشافعي ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، وروي -أيضا -يصمييما في المسجد : وقالت طائفة ذلك عن ابن مسعود ، وأنو فعمو بمحضر من حذيفة

.وأبي موسى األشعري إني ألوتر وراء عمود واإلمام : وعن أبي الدرداء ، قال

.في الصبلة وق ومجاىد ومكحول ، وىو قول وعن الحسن ومسر

حماد والحسن بن حي واألوزاعي وسعيد بن عبد العزيز .والثوري وأبي حنيفة وأصحابو

إنما يصمييما إذا : لكن األوزاعي وسعيد وأبو حنيفة قالوا ال فبل رجا إدراك الركعة األخيرة مع اإلمام ، وا

.يصمييما نو يعتبر أن يرجو إدراك وروى وكيع ، عن سفيان ، أ

.الركعة األولى .وروي ذلك عن المقدام بن معدي كرب الصحابي

.خرجو حرب ، عنو بإسناده

إذا دخل المسجد وقد : ونقل حرب ، عن إسحاق ، قال أخذ المؤذن في اإلقامة ، فإن كان اإلمام افتتح الصبلة

.صبلة فبل بأس دخل معو وأن لم يكن افتتح الىذا كمو حكم ابتداء التطوع بعد إقامة الصبلة ، فإن كان قد ابتدأ بالتطوع قبل اإلقامة ، ثم أقيمت الصبلة ، ففيو

:قوالن النخعي : أنو يتم ، وىو قول األكثرين ، منيم : أحدىما

سحاق ، حمبل لمنيي عمى والثوري والشافعي وأحمد وا .بتداء دون االستدامة اال

.يقطعيا ، وىو قول سعيد بن جبير : والثاني وحكي رواية عن أحمد ، حكاىا أبو حفص ، وىي غريبة ، وحكاىا غيره مقيدة بما إذا خشي فوات الجماعة بإتمام

صبلتو ، وحكي عن أحمد في إتماميا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .ايتان وقطعيا رو

سحاق اإلتمام ، وعن وحكي عن النخعي وأبي حنيفة وا .الشافعي القطع

ولم يركع ] . . . . [ إن أقيمت وىو راكع : وقال مالك لكنو ممن يخف الركعتين قبل أن يركع اإلمام صبلىما ،

ال قطع وصمى مع إلمام ؛ ألنو تحصل لو الجماعة وا ، وال يبطل عميو من التطوع كبير في جميع الركعات

.عمل إذا كان يتطوع في المسجد ، ثم أقيمت : وقال الثوري

ن : قال . الصبلة فميسرع الصبلة حتى يمحق اإلمام وا دخل المسجد والمؤذن يقيم ، فظن أنو يؤذن ، فافتتح

ل ، تطوعا ، فإن تييأ لو أن يركع ركعتين خفيفتين فعال قطع ودخل في الصبلة ؛ فإن ىذه صبلة ابتدأىا بعد وا

.اإلقامة .ىذا كمو في صبلة التطوع حال إقامة الصبلة

فأما إن كان يصمي فرضا وحده ، ثم أقيمت تمك الصبلة

:، ففيو أربعة أقوال أنو يجوز لو أن يتمو نفبل ، ثم يصمي مع : أحدىا

ىذا ظاىر مذىب أحمد ، وأحد قولي الجماعة ، و .الشافعي ، ليحصل فضيمة الجماعة

أنو يقطع صبلتو ويصمي مع : وعن أحمد رواية .الجماعة يتمو فرضا ، وىو قول الحسن ، والقول الثاني : والثاني

لمشافعي ، وىو رواية عن أحمد ، نقميا عنو أبو الحارث إذا أتميا فيو مخير ، إن شاء صمى مع القوم : ال ، وق

ن شاء لم يدخل معيم .، وا أنو يجب أن : وعنو رواية أخرى : قال أبو حفص

: قال . يصمي معيم إذا حضر في مسجد أىمو يصمون .وبو وردت السنة : قال . وىو األكثر في مذىبو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .يشير إلى اإلعادة مع الجماعة : قمت

وفي وجوب اإلعادة واستحبابيا عنو روايتان ، وأكثر : قالوا . األصحاب عمى أن اإلعادة مستحبة غير واجبة

.وسواء كان صمى منفردا أو في جماعة نما تجب الصبلة في جماعة لمن لم يصل ، : قالوا وا

ا فقد سقط عنو الفرض ، فبل يجب فأما من صمى منفردعميو إعادتو ؛ وليذا إذا أعاده في جماعة كانت المعادة

.نص عميو أحمد : -نفبل ، وفرضو األولى ال : والثالث إن كان صمى أكثر الفرض أتمو فرضا ، وا

أتمو نفبل ، ثم صمى مع الجماعة فرضو ، تنزيبل لؤلكثر لة الكل ، وىو قول النخعي ومالك وأبي حنيفةمنز

.والثوري إنو يصمي بعد ذلك مع الجماعة ما يمحق معيم : وقالوا .تطوعا أنو يحتسب بما صمى فريضة ، ثم يتم باقي : والرابع

صبلتو مع الجماعة ، ويفارقيم إذا تمت صبلتو ، وىو

حكاه عنيم الثوري ، ونقمو قول طائفة من السمف ، .حرب عن إسحاق ، وحكاه إسحاق عن النخعي

وىذا مبني عمى القول بجواز االنتقال من اإلفراد إلى االئتمام ، فأما إن أقيمت الصبلة وعميو فائتة ، فمن

ال يجب الترتيب بين الفائتو والحاضرة ، فإنو يرى : قال ة الوقت التي يصمييا اإلمام ، أن يصمي مع اإلمام فريض

.ثم يقضي الفائتة بعدىا :وأما من أوجب الترتيب ، فاختمفوا

فمنيم من أسقط الترتيب في ىذا الحال لخشية فوات الجماعة ؛ فإنيا واجبة عندنا ، والنصوص بإيجاب

الجماعة آكد من النصوص في الترتيب ، وحكي ىذا رجحيا بعض المتأخرين من رواية عن أحمد ، و

.أصحابنا أنو يصمي مع اإلمام الحاضرة : والمنصوص عن أحمد

، ثم يقضي الفائتة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ثم يعيد الحاضرة ؛ فإنو يحصل لو بعد ذلك الترتيب ، وال يكون مصميا بعد إقامة الصبلة غير الصبلة التي

.يمت أقيفعل كذلك إذا خشي أن تفوتو : ومن الناس من قال

الجماعة بالكمية ، فإن رجا أن يدرك مع اإلمام شيئا من الصبلة فاألولى أن يشتغل بقضاء الفائتة ، ثم يصمي

.الحاضرة مع اإلمام ، ويقضي ما سبقو بو تد بيا وىذا ضعيف ؛ فإن التي صبلىا في جماعة لم يع

.، بل قضاىا ، فيي في معنى النافمة األولى أن يشتغل بالقضاء : ومن أصحابنا من قال

ال صبلىا وحده ، ثم إن أدرك مع اإلمام الحاضرة ، وا .وحده

فإذا أقيمت الصبلة فبل : ) ) وفي ىذا مخالفة لقولو ( ( .صبلة إال التي أقيمت من يصمي فرضا خمف من يصمي ومن أجاز أن يقتدي

فرضا آخر ، أجاز أن يقتدي باإلمام في الفائتة ، ثم يصمي الحاضرة بعدىا ، وأمر بذلك عطاء بن أبي

.رباح ثنا الوضين : وخرج البييقي من رواية يحيى بن حمزة

بن عطاء ، عن محفوظ بن عمقمة ، عن ابن عائذ ، والناس في ) ثبلثة من أصحاب رسول اهلل دخل : قال

صبلة العصر ، قد فرغوا من صبلة الظير ، فصموا مع كيف صنعتم ؟ : الناس ، فمما فرغوا قال بعضيم لبعض

وقال . جعمتيا الظير ، ثم صميت العصر : قال أحدىم ل وقا. جعمتيا العصر ، ثم صميت الظير : اآلخر جعمتيا لممسجد ، ثم جعمتيا لمظير والعصر ، : اآلخر

.فمم يعب بعضيم عمى بعض ثنا بقية ، : حدثنا نعيم بن حماد : وخرجو الجوزجاني

: عن الوضين بن عطاء ، عن يزيد بن مرثد ، قال دخل مسجد حمص ثبلثة نفر من أصحاب

(/)

"""""" م صفحة رق""""""

امت وواثمة ) : رسول اهلل شداد بن أوس وعبادة بن الصبن األسقع ، واإلمام في صبلة العصر ، وىم يرون أنيا

. ىي العصر ، وأصمي الظير : الظير ، فقال أحدىم وقال . ىذه لي الظير ، وأصمي العصر : وقال اآلخر

عصر ، فمم يعب واحد أصمي الظير ، ثم ال: الثالث .منيم عمى صاحبيو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

حد المريض أن يشيد الجماعة ضبطو جماعة بالجيم ( ( حد المريض : ) ) قولو

اجتياد المريض أن يشيد الجماعة : المكسورة ، والمعنى مفتوحة ، وفسره ، ومنيم من ضبطو بالحاء الميممة ال

.بالعزم والحرص في ذكر األعذار التي يباح -رحمو اهلل -ابتدأ البخاري

المرض ، : معيا التخمف عن شيود الجماعة ، فمنيا أبا ) وىو عذر مبيح لترك الجماعة ، وليذا أمر النبي

نما خرج إلى الصبلة لما وجد بكر أن يصمي بالناس ، وا . من نفسو خفة

وخروج المريض إلى المسجد ومحاممتو أفضل ، كما .ييادى بين رجمين ) خرج النبي

ولقد كان الرجل ييادي بين رجمين : وقد قال ابن مسعود .حتى يقام في الصف

ومتى كان المريض ال يقدر عمى المشي إلى المسجد ، نما يقدر أن يخرج محموال لم يمز مو الخروج إلى وا

.الجماعة ولو وجد الزمن من يتطوع بحممو لم تمزمو الجماعة ،

.وفي لزوم الجمعة لو بذلك وجيان ألصحابنا وال أعمم اختبلفا بين أىل العمم أن : قال ابن المنذر

.لممريض أن يتخمف عن الجماعات من أجل المرض

ئشة في مرض خرج البخاري في ىذا الباب حديث عا :من طريقين ) النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" :األول :قال ثنا : ثنا أبي : حدثنا عمر بن حفص بن غياث -

كنا عند : األعمش ، عن إبراىيم ، عن األسود ، قال . م ليا عائشة ، فذكرنا المواظبة عمى الصبلة ، والتعظي

مرضو الذي مات فيو ، ) لما مرض النبي : قالت مروا أبا بكر : ) ) فحضرت الصبلة ، فأوذن ، فقال

إن أبا بكر رجل أسيف ، : فقيل لو ( ( . فميصل بالناس إذا قام مقامك لم يستطع أن يصمي بالناس ، وأعاد ،

إنكن صواحب : ) ) فقال فأعادوا لو ، فأعاد الثالثة ، فخرج أبو ( ( . يوسف ، مروا أبا بكر فميصل بالناس

من نفسو خفة ، فخرج ) بكر فصمى ، فوجد النبي ييادى بين رجمين ، حتى كأني أنظر إلى رجميو تخطان األرض من الوجع ، فأراد أبو بكر أن يتأخر ، فأوما إليو

.أن مكانك ) النبي .م أتي بو حتى جمس إلى جنبو ث

يصمي وأبو بكر يصمي ) وكان النبي : فقيل لؤلعمش بصبلتو ، والناس يصمون بصبلة أبي بكر ؟ فقال

.نعم : برأسو وزاد . روى أبو داود ، عن شعبة ، عن األعمش بعضو

بكر جمس عن يسار أبي بكر ، فكان أبو : أبو معاوية .يصمي قائما الرقيق القمب ، الذي يسرع : األسيف : قال الخطابي

.إليو األسف والحزن يحمل ، يعتمد عمى ىذا مرة وعمى ىذا : وييادى : قال .مرة يريد النسوة ( ( صواحبات يوسف : ) ) وقولو : قال

.البلتي فتنو وتعنتنو .انتيى

(/)

"""""" رقم صفحة """"""

وكانت عائشة ىي التي أشارت بصرف اإلمامة عن أبي بكر ؛ لمخافتيا أن يتشاءم الناس بأول من خمف رسول

في اإلمامة ، فكان إظيارىا لرقة أبي بكر خشية ) اهلل أن ال يسمع الناس توصبل إلى ما تريده من صرف

ع مشابية لما أظيره النسوة ففيو نو . التشاؤم عن أبييا مع يوسف عميو السبلم مما ال حقيقة لو توصبل إلى

.مرادىن تقديم أبي بكر عمى الناس في أىم ) وكان قصد النبي

.أمور الدين حتى تكون الدنيا تبعا لمدين في ذلك ن الخروج ع ) دليل عمى أن تخمف النبي : وفي الحديث

اوال لشدة الوجع عميو ، فأنو لم يمكنو الخروج بالكمية ،

فمما وجد من نفسو خفة في األلم خرج محموال بينرجمين ، يعتمد عمييما ويتوكأ ، ورجبله تخطان األرض

، فمم يستطع أن يمشي برجميو عمى األرض لقوة وجعو ، .بل كان يحمل حمبل

قد خرج أراد أن يتأخر تأدبا ) ى أبو بكر النبي ولما رأاثبت : أن مكانك ، أي ) ، فأومأ إليو النبي ) مع النبي

حتى أجمس إلى جانب أبي ) مكانك ، ثم أتي بالنبي .بكر

وليس في ىذه الرواية تعيين الجانب الذي أجمس النبي ىل ىو جانبو األيمن أو األيسر ؟ : فيو من أبي بكر )

وقد ذكر البخري أن أبا معاوية زاد في حديثو عن ( ( .فجمس عن يسار أبي بكر : ) ) األعمش

وقد خرج البخاري فيما بعد عن قتيبة ، عن أبي معاوية .كذلك

من رواية عبد اهلل بن داود الخريبي ، -أيضا -وخرجو فتأخر أبو بكر ، وقعد النبي : األعمش ، ولفظو عن .إلى جنبو ، وأبو بكر يسمع الناس التكبير )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أن محاضر بن المورع رواه األعمش كذلك [ وذكر ] وخرجو مسمم من رواية زكيع وأبي معاوية ، كبلىما عن

فجاء رسول : أبي معاوية عنده األعمش ، وفي حديث .اهلل حتى جمس عن يسار أبي بكر

من طريق عمي بن مسير وعيسى بن -أيضا -وخرجو فأتي : يونس ، كبلىما عن األعمش ، وفي حديثيما

.حتى أجمس إلى جنبو ) برسول اهلل كيع ، عن و ( ( مسنده ) ) وخرج إسحاق بن راىويو في

فجاء النبي : ، عن األعمش ىذا الحديث ، وقال فيو حتى جمس عن يمين أبي بكر ، يقتدي بو ، والناس )

.يقتدون بأبي بكر .وىذه زيادة غريبة

، عن ( ( مسنده ) ) وقد خرج الحديث اإلمام أحمد في

فجاء : في حديثو وكيع ، ولم يذكر فيو ذلك ، بل قال حتى جمس إلى جنب أبي بكر ، فكان أبو بكر ) النبي

.، والناس يأتمون بأبي بكر ) يأتم بالنبي وأما ذكر جموسو عن يسار أبي بكر ، فتفرد بذلك أبو ن كان حافظا معاوية عن األعمش ، وأبو معاوية وا

صحاب لحديث األعمش خصوصا ، إال أن ترك أاألعمش ليذه المفظة عنو توقع الريبة فييا ، حتى قال

إنيا غير محفوظة : الحافظ أبو بكر بن مفوز المعافري .، وحكاه عن غيره من العمماء

وأما رواية أبي داود الطيالسي ، عن شعبة ، عن األعمش لبعض ىذا الحديث ، كما أشار إليو البخاري

من الناس : روى بيذا اإلسناد عن عائشة ، قالت فإنو : في الصف ، ومنيم من يقول ) كان النبي : من يقول .المقدم ) كان النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ىكذا رواه الطيالسي ، عن شعبة ، عن : قال البييقي

عمى ] ألعمش كما تقدم األعمش ، وراية الجماعة عن ا [ .اإلثبات والصحة

قد روى غير واحد عن شعبة ، عن األعمش ، : قمت عن إبراىيم ، عن األسود ، عن عائشة ، أن النبي

.صمى خمف أبي بكر قاعدا ) وأما ما ذكره حفص بن غياث في روايتو عن األعمش ،

يصمي وأبو بكر يصمي ) فكان النبي :أنو قيل لؤلعمش بصبلتو والناس يصمون بصبلة أبي بكر ، فأشار

نعم ، فإنو يشعر بأن ىذه الكممات ليست من : برأسو الحديث الذي أسنده األعمش ، عن إبراىيم ، عن األسود ، عن عائشة ، بل ىي مدرجة ، وقد أدرجيا أبو معاوية

.كيع في حديثيما عن األعمش وو ، عن األعمش ، فمم يذكر فيو ىذا [ عن ىمام ] ورواه

.يشعر بإدراجيا -أيضا -الكممات بالكمية ، وىذا أمر أبا بكر ) وقد روى عروة ، عن عائشة ، أن النبي

قال . أن يصمي بالناس في مرضو ، فكان يصمي بيم فذكر -من نفسو خفة فخرج ) فوجد رسول اهلل : وة عر

.أيضا -معنى ذلك وىذا مدرج مصرح بإدراجو ، وقد خرجو البخاري فيما

.بعد كذلك ثنا شعبة ، عن سعد : حدثنا شبابة : وروى اإلمام أحمد

قال : بن إبراىيم ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت مروا أبا بكر أن يصمي : ) ) في مرضو ) سول اهلل ر

فصمى أبو : وذكر الحديث ، وفي آخره -( ( بالناس .خمفو قاعدا ) بكر ، وصمى رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ولو كانت ىذه الكممات التي ذكرىا األعمش في حديثو من : ن عائشة ، فكيف كانت تقول في ىذا الحديث ع كان أبو بكر المقدم بين يدي رسول : الناس من يقول

كان النبي : في الصف ، ومنيم من يقول ) اهلل .المقدم )

.وكذلك قال ابن أخييا القاسم بن محمد فقيو المدينة ( ( : أخبار المدينة كتاب) ) قال عمر بن شبة في

ثنا صخر بن جويرية : حدثنا زيد بن يحيى أبو الحسين صمى ) ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، أن رسول اهلل

صبلة الصبح في اليوم الذي مات فيو في المسجد ، وأبو بكر يصمي فجمس عند رجميو ، ) جاء رسول اهلل

ىو المتقدم ، وعظم ) كان النبي : من يقول فمن الناس .الناس يقولون كان أبو بكر ىو المتقدم

اختمف الناس في ىذا ، فقال : قال عمر بن شبة : وقال أخرون . خمف أبي بكر ) صمى النبي : بعضيم

تم الناس ، ويأ) بل كان أبو بكر يأتم بتكبير النبي .بتكبير أبي بكر

اختمفت األخبار في صبلة : وقال أبو بكر بن المنذر في مرضو الذي مات فيو خمف أبي بكر ، ففي ) النبي

.صمى بالناس ) أن النبي : بعض األخبار

: وقالت عائشة . أن أبا بكر كان المقدم : وفي بعضيا خمف أبي بكر في مرضو الذي مات ) ل اهلل صمى رسو

.انتيى . فيو صمى خمف أبي ) وىذا المروي عن عائشة ، ان النبي

بكر في مرضو مما يدل عمى أن ىذه األلفاظ في آخر .حديث األعمش مدرجة ، ليست من حديث عائشة

يم بن أبي ىند ، وقد روى شبابة ، عن شعبة ، عن نع: عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت

خمف أبي بكر في مرضو الذي مات ) صمى النبي .فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

خرجو اإلمام أحمد والترمذي وابن حبان في ( ( .صحيحو ) )

.حسن صحيح : وقال الترمذي

اإلمام أحمد والنسائي من رواية بكر بن عيسى ، وخرجوعن شعبة بيذا اإلسناد ، عن عائشة ، أن أبا بكر صمى

.في الصف ) بالناس والنبي وقد رجح اإلمام أحمد رواية بكر بن عيسى عمى رواية

.شبابة ، وذكر أنيا مخالفة ليا إن المراد بالصف صف ليست مخالفة ليا ؛ ف: وقد يقال

.المأمومين ، فيما إذن بمعنى واحد وروى ىذا الحديث معتمر بن سميمان ، عن أبيو ، عن نعيم بن أبي ىند ، عن أبي وائل ، أحسبو عن مسروق

، وصبلة ) فذكرت حديث مرض النبي -، عن عائشة ، فجاءت نوبة ) رسول اهلل ثم أفاق : قالت . أبي بكر

وبريرة فاحتمبله ، فمما أحس أبو بكر بمجيئو أراد أن ، ) وجيء بنبي اهلل : قال . يتأخر ، فأومأ إليو أن اثبت

.فوضع بحذاء أبي بكر في الصف ( ( .صحيحو ) ) خرجو ابن حبان في

ى ومنعو من التأخر يدل عمى أنو أراد أن يستمر عم .إمامتو

من طريق عاصم ، عن -أيضا -وخرجو ابن حبان فكان : أبي وائل ، عن مسروق ، عن عائشة ، وزاد فيو

يصمي وىو جالس ، وأبو بكر قائم يصمي ) رسول اهلل .، والناس يصمون بصبلة أبي بكر ) بصبلة رسول اهلل

د ، ليس بذاك ولكن عاصم ، ىو ابن أبي النجو .الحافظ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وروى شعبة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبيد اهلل بن عبد اهلل بن عتبة ، عن عائشة ، أن أبا بكر صمى

.في الصف خمفو ) بالناس ، ورسول اهلل ق بدل بن من طري( ( صحيحو ) ) خرجو ابن حبان في .المحبر ، عن شعبة

وبدل ، وثقة غير واحد ، وخرج لو البخاري في ن تكمم فيو الدراقطني ( ( صحيحو ) ) .، وا

:خالفو فيو أبو داود الطيالسي ثنا : حدثنا أبو داود الطيالسي : خرجو اإلمام أحمد

أمر ) شعبة بيذا اإلسناد ، عن عائشة ، أن رسول اهلل أبا بكر أن يصمي بالناس في مرضو الذي مات فيو ،

بين يدي أبي بكر يصمي بالناس قاعدا ) فكان رسول اهلل .، وأبو بكر يصمي بالناس ، والناس خمفو

.وكذا رواه زائدة ، عن موسى بن أبي عائشة : و وقد خرج حديثو البخاري فيما بعد بسياق مطول ، وفي

لصبلة -أحدىما العباس -خرج بين رجمين ) أن النبي وذكر بقية الحديث بمعنى ما رواه أبو معاوية -الظير

.ووكيع وغيرىما عن األعمش ( ( الجرح والتعديل ) ) وقد ذكر ابن أبي حاتم في كتاب

ئشة يريبني حديث موسى بن أبي عا: لو عن أبيو ، قال : كيف ىو ؟ قال : قمت . في مرضو ) في صبلة النبي .يكتب حديثو : يحتج بو ؟ قال : قمت . صالح الحديث

وقد اختمف عميو في لفظو ، فرواه شعبة ، عنو ، : قمت كما تقدم ، أن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الصف خمف أبي بكر صمى في ) رسول اهلل إن : فقال األكثرون ، عنو : ورواه زائدة ، واختمف عنو

وىو قاعد ، ) أبا بكر كان يصمي وىو قائم بصبلة النبي .والناس يأتمون بصبلة أبي بكر

ورواه عبد الرحمن بن ميدي ، عن زائدة ، وقال في خمف أبي بكر قاعدا ، وأبو بكر ) بي فصمى الن : حديثو

.يصمي بالناس وىو قائم يصمي وقد رجح اإلمام أحمد رواية األكثرين عن زائدة عمى

.رواية ابن ميدي صريحا في أنو كان ) وليس ائتمام أبي بكر بالنبي

حال مأموما ، بل يحتمل أنو كان يراعي في تمك الصبلةوضعفو ، وما ىو أىون عميو ، كما قال النبي ) النبي

اقتد : ) ) لعثمان بن أبي العاص لما جعل إمام قومو )

( ( .بأضعفيم راع حال األضعف ، وصل صبلة ال تشق : أي

.عمييم إماما ألبي بكر ) ىل كان النبي : وقد اختمف العمماء

بلة ، أو كان مؤتما بو ؟في ىذه الصوقد تقدم عن عائشة والقاسم بن محمد ، أنيما ذكرا ىذا

أبو : عظم الناس يقول : االختبلف ، وأن القاسم قال ، وعمماء -في اإلمامة : يعني -بكر كان ىو المقدم

ذه أىل المدينة عمى ىذا القول ، وىم أعمم الناس بي .القصة

أن ابن القاسم ( ( استذكاره ) ) وذكر ابن عبد البر في روى عن مالك ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، أن

خرج وىو مريض ، وأبو بكر يصمي بالناس ) رسول اهلل ، فجمس إلى أبي بكر ، فكان أبو بكر ىو اإلمام ، وكان

ما ) : ) ) يصمي بصبلة أبي بكر ، وقال )رسول اهلل ( ( .مات نبي حتى يؤمو رجل من أمتو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

العمل عندنا عمى حديث : قال مالك : قال ابن القاسم .ربيعة ىذا ، وىو أحب إلي

.قاسم بيذا الحديث يأخذ ابن ال : قال سحنون أما مذىب الشافعي وأحمد ، فيو أن ىذه الصبلة التي

حكتيا عائشة كان :ىو اإلمام فييا ألبي بكر ، ثم اختمفا ) رسول اهلل ، -أيضا -كان أبو بكر إماما لمناس : فقال أحمد

.فكانت تمك الصبلة بإمامين كان مأموما ، وىو الذي ذىب إليو بل: وقال الشافعي

.البخاري والنسائي وفرع عمى ىذا االختبلف مسألة الصبلة بإمامين ، ومسألة الصبلة قاعدا أو قائما خمف اإلمام القاعد ،

إن شاء اهلل -وسيأتي ذلك مبسوطا في مواضعو .تعالى

مام أحمد أن ولم ينف الشافعي وال أكثر أصحاب اإل

ائتم بأبي بكر في غير ىذه الصبلة ، بل ) يكون النبي خمف أبي بكر مرة لم ) لو صمى النبي : قال الشافعي

.يمنع ذلك أن يكون صمى خمفو مرة أخرى وكذلك ذكر أبو بكر عبد العزيز بن جعفر من أصحابنا

، وكذلك ذكره ابن حبان ( (الشافي ) ) في كتابو ، ( ( صحيحييما ) ) ومحمد بن يحيى اليمداني في

.والبييقي وغيرىم وكذلك صنف أبو عبي البرداني وعبد العزيز بن زىير

خمف أبي ) الحربي من أصحابنا في إثبات صبلة النبي .بكر

، ورد ذلك أبو الفرج ابن الجوزي ، وصنف فيو مصنفا .وىو يشتمل عمى أوىام كثيرة

وقد ذكر كثير من أىل المغازي والسير أن رسول اهلل صمى خمف)

(/)

"""""" صفحة رقم """""" موسى بن عقبة ، وىو : أبي بكر في مرضو ، منيم

أجل أىل المغازي ، وذكر أن صبلتو خمفو كانت صبلة و آخر صبلة صبلىا ، وذكره الصبح يوم اإلثنين ، وى .عن ابن شياب الزىري

-وروى ابن لييعة ، عن أبي األسود ، عن عروة .مثمو

.وقد تقدم عن القاسم بن محمد نحوه .أيضا -وروي عن الحسن

.ولذلك رجحو ابن حبان والبييقي وغيرىما بين ىذا وبين ( ( معرفة كتاب ال) ) وجمع البييقي في

:حديث الزىري عن أنس كشف الستر في أول الصبلة ، ثم وجد خفة ) أن النبي

في الركعة الثانية فخرج فصبلىا خمف أبي بكر ، .وقضى الركعة التي فاتتو

ىذا المعنى من تمام ( ( طبقاتو ) ) وخرج ابن سعد في . شة وأم سممة وأبي سعيد بأسانيد فييا مقال حديث عائ

.واهلل أعمم .مرسبل -وبإسناد صحيح ، عن عبيد بن عمير

حدثني يعقوب بن عتبة ، عن : وروى ابن إسحاق رجع رسول : الزىري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت

ين دخل المسجد ، غاضطجع في في ذلك اليوم ح ) اهلل ، وقبض -ثم ذكرت قصة السواك األخضر -حجري

.حينئذ ) رسول اهلل .خرجو اإلمام أحمد كان قد خرج إلى المسجد ذلك ) وىو دليل عمى أنو

.اليوم أن المغيرة بن شعبة ( ( مسند اإلمام أحمد ) ) وفي )ي ىل أم النب : سئل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نعم : رجل من ىذه األمة غير أبي بكر الصديق ؟ فقال

وراء عبد ) ثم ذكر قصة صبلة النبي -، كنا في سفر .الرحمن بن عوف عن الواقدي ، أنو ( ( طبقاتو ) ) وذكر ابن سعد في

صمى ) أن رسول اهلل : عندنا ىذا الذي ثبت : قال .خمف أبي بكر

خمف أبي بكر أحاديث كثيرة يطول ) وفي صبلة النبي .ذكرىا ىاىنا

وقد خرج الترمذي من حديث حميد ، عن ثابت ، عن في مرضو خمف أبي ) صمى رسول اهلل : أنس ، قال

.بكر قاعدا ، في ثوب متوشحا بو .حسن صحيح : قال و

، ( ( صحيحو ) ) ابن حبان في -أيضا -وخرجو .وصححو العقيمي وغير واحد

من غير -وقد رواه جماعة عن حميد ، عن أنس .واسطة

واختمف الحفاظ في الترجيح ؛ فرجحت طائفة قول من الترمذي وأبو حاتم : ، منيم ( ( ثابتا ) ) أدخل بينيما

أبو زرعة : ومنيم من رجح إسقاطو ، ومنيم . ازي الر .واهلل تعالى أعمم . الرازي

:الطريق الثاني :قال ثنا ىشام بن يوسف ، : حدثنا إبراىيم بم موسى -

عن معمر ، عن: أخبرني عبيد اهلل بن عبد اهلل ، قال : الزىري ، قال

واشتد وجعو استأذن ) لما ثقل رسول اهلل : عائشة قالت أزواجو أن يمرض في بيتي ، فأذن لو ، فخرج

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بين رجمين ، تخط رجبله األرض ، وكان بين عباس .ورجل آخر

ئشة فذكرت ذلك البن عباس ما قالت عا: قال عبيد اهلل وىل تدري من الرجل الذي لم تسم عائشة ؟ : ، فقال لي

.ىو عمي بن أبي طالب : قال . ال : قمت : وقد رواه عبد الرزاق ، عن معمر ، وذكر في حديثو

.الفضل بن عباس .خرجو مسمم من طريقو كذلك

ي ، وذكر في وخرجو من طريق عقيل ، عن الزىر .العباس ، كما قال ىشام ، عن معمر : حديثو

من حديث ) ( ( وفاة النبي ) ) وخرجو البخاري في .عقيل مطوال

وقد فيم البخاري من خروجو بين عباس وغيره خروجو .إلي المسجد لمصبلة

.أيضا -( ( كتاب الصبلة ) ) وكذلك خرجو مسمم في وفي ىذا نظر ؛ وظاىر السياق يقتضي أنيا أرادت

.خروجو إلى بيت عائشة ليمرض فيو أن في رواية عبد الرزاق ، عن معمر التي : يدل عميو

في بيت ) أول ما اشتكى رسول اهلل : خرجيا مسمم ميمونة ، فاستأذن أزواجو أن يمرض في بيتيا ، فأذن

.الحديث -فخرج ويد لو عمى الفضل : الت ق . لو

أن : رواه ابن عيينة عن الزىري بمفظ صريح بذلك يدور عمى نسائو ، فمما ثقل ) كان النبي : عائشة قالت

.استأذنين أن يقيم في بيتي ، ويدرن عميو ي رسول اهلل فذىب ينوء فمم يستطع ، فدخل عم : قالت

بين رجمين ،)

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ورجبله تخطان في األرض ؛ أحدىما العباس ورواه عبد الرحمن بن إسحاق ، عن الزىري ، عن عروة والقاسم وأبي بكر ابن عبد الرحمن وعبيد اهلل بن عبد ااهلل

جاءه ) : ائشة ، عن النبي ، كميم يحدثونو عن ع مرضو الذي مات فيو في بيت ميمونة ، فخرج عاصبا رأسو ، فدخل عمي بين رجمين ، تخط رجبله األرض ،

.وذكر الحديث -وعن يمينو العباس -وكذا رواه صالح بن كيسان ، عن ابن شياب

ه األرض ، أنو خرج بين الرجمين تخط رجبل: مرسبل .حتى دخل بيت عائشة

وحينئذ ؛ فبل ينبغي تخريج ىذا الحديث في ىذا الباب ، واهلل سبحانو وتعالى . وال ىو داخل في معناه بالكمية

.أعمم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

ي رحمو الرخصة في المطر والعمة أن يصمي ف :فيو حديثان

:األول أنا مالك ، عن نافع : حدثنا عبد اهلل بن يوسف -

، أن ابن عمر أذن بالصبلة في ليمة ذات برد وريح ، ثم إن رسول اهلل : أال صموا في الرحال ، ثم قال : قال : مطر يقول كان يأمر المؤذن إذا كانت ليمة برد و )

( ( .أال صموا في الرحال ) ) األذان لممسافرين إذا : باب ) ) قد سبق ىذا الحديث في

، خرجو البخاري ىناك من رواية عبيد ( ( كانوا جماعة أذن ابن عمر في ليمة : اهلل بن عمر ، عن نافع ، قال ي رحالكم ، وأخبرنا أن باردة بضجنان ، ثم قال صموا ف

: كان يأمر مؤذنا يؤذن ، ثم يقول عمى أثره ) رسول اهلل أال صموا في الرحال في الميمة الباردة أو المطيرة في ) )

( ( .السفر أن ذلك كان في السفر ، وأنو كان في : ففي ىذه الرواية

.الميمة الباردة أو المطيرة إذا : السفر في رواية مالك ، وفي روايتو وليس ذكر

.كانت ليمة ذات برد ومطر .الجمع بين البرد والمطر في ليمة واحدة : وظاىرة

وروى ابن إسحاق ىذا الحديث ، عن نافع ، عن ابن بذاك في المدينة ) نادى منادي رسول اهلل : عمر ، قال

.أو الغداة القرة في الميمة المطيرة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو أبو داود وال نعمم ذكر المدينة في حديث ابن عمر في ىذه الرواية

.، ورواية عبيد اهلل أصح وأكثر أىل العمم عمى أن المطر والطين عذر يباح معو

.ارا التخمف عن حضور الجمعة والجماعات ، ليبل ونيقد رخص أىل العمم في القعود عن : قال الترمذي

: وسمى منيم . الجماعة والجمعة في المطر والطين سحاق .أحمد وا

.وحكاه بعض أصحابنا عن جميور العمماء أن المطر ليس بعذر في ترك الجمعة : وحكي عن مالك

.خاصة .وروي نحوه عن نافع مولى ابن عمر

ال يرخص ألحد في ترك الجمعة : قال سفيان الثوري و إذا كان في مصر يجمع في ، إال لمرض مضن ، أو

.خوف مقطع

أن المطر والوحل ليس : وحكي عن أحمد رواية أخرى بعذر في الحضر ، إنما ىو عذر في السفر ؛ ألن األحاديث الصحيحة إنما جاءت بذلك في السفر ،

من ( ( صحيح مسمم ) ) ث ابن عمر ، وفي كحدينحوه ، وليس في الحضر إال حديث ابن -حديث جابر

إسحاق المتقدم ، وحديث يروى عن نعيم النحام ، وقد .، وفي إسناده مقال ( ( األذان : أبواب ) ) ذكرناه في

أن الجمعة ال يباح تركيا بذلك ؛ : ومقتضى ىذا القول يا ال تكون إالفي الحضر ، ولكن قد روي عن ألن

حابة أنو يعذر في ترك الجمعة بالمطر جماعة من الصابن عباس وعبد الرحمن بن سمرة : منيم . والطين

وأسامة بن عمير والد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أبي المميح ، وال يعرف عن صحابي خبلفيم ، وقوليم

.أن يتبع أحق: قال محمد بن سيرين : وروى ىشام ، عن قتدة ، قال

ما كان يختمف إذا كان يوم الجمعة في يوم مطر في .الرخصة لمرجل أن يجمس عن الجمعة في بيتو

( ( .كتاب الصبلة ) ) خرجو الفريابي في .رة أن المطر عذر في الميمة المطي: وذكر ابن المنذر

وىذا يفيم منو أنو ال يكون عذرا في النيار ؟ ألن حديث .ابن عمر إنما فيو ذكر الميل

ولكن روى قتادة ، عن أبي المميح بن أسامة ، عن أبيو ، أن يوم حنين كان يوم مطر ، فأمر رسول اهلل

.أن الصبلة في الرحال : مناديو ) مد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن خرجو اإلمام أح

حبان في .، والحاكم ( ( صحيحييما ) )

من طريق أبي قبلبة ، عن -أيضا -وخرجو أبو داود زمان ) أبي المميح ، عن أبيو ، أنو شيد مع رسول اهلل

الحديبية في يوم جمعة ، وأصابيم مطر لم يبل أسفل

.ىم أن يصموا في رحاليم نعاليم ، فأمر وخرجو اإلمام أحمد من حديث شعبة ، عن عمرو بن

نادى : ، قال ) أوس ، عن رجل ، حدثو مؤذن النبي .صموا في الرحال : في يوم مطر ) منادي رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ك كان في أذان وروي من حديث نعيم النحام ، أن ذل .الصبح ، وقد سبق ذكره

حابة جعموا المطر والطين عذرا في ترك وألن الصالجمعة ، والجمعة إنما تقام نيارا ، فعمم أن ذلك عندىم

.عذر في الميل والنيار وقد روي في حديث مرسل ، خرجو وكيع عن المغيرة بن

كان في سفر ، فأصابيم ) زياد ، عن عطاء ، أن النبي مطر ، فصمى بالناس في رحاليم ، وببلل يسمع الناس

.التكبير

.وىو مرسل وىو يدل عمى أنيم صموا جماعة ، لكن كل إنسان صمى

.في رحمو ، وىذا غريب جدا ىي عذر : وأما الريح الشديدة الباردة ، فقال أصحابنا

.ي الميمة المظممة خاصة في ترك الجماعة ف :الحديث الثاني

حدثني مالك ، عن أين : حدثنا إسماعيل ، قال - شياب ، عن محمود بن الربيع األنصاري ، أن عتبان ) : بن مالك كان يؤم قومو أعمى ، وأنو قال لرسول اهلل

السيل ، وأنا رجل يا رسول اهلل ، إنيا تكون الظممةضرير البصر ، فصل يا رسول اهلل في بيتي مكانا أتخذه

أين تحب أن : ) ) ، فقال ) فجاءه رسول اهلل . مصمى فأشار إلى مكان من البيت ، فصمى فيو ( ( أصمي ؟ ) .رسول اهلل

المساجد في : باب ) ) قد سبق ىذا الحديث في ( ( .المساجد : أبواب ) ) ، من ( ( البيوت

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرجو البخاري ىناك بسياق مطول ، من حديث عقيل ، عن الزىري ، وتكممنا ىناك عمى فوائد الحديث بما فيو

وذكر الكبلم عمى التخمف عن -إن شاء اهلل -كفاية .والظممة حضور المسجد لمعمى ولمسيول

وال ريب أن من كان بصره ضعيفا ، وفي طريقو سيول ، فإنو معذور في الخروج إلى المسجد ليبل ؛ فإنو ربما خشي عمى نفسو التمف ، والجماعة يسقط حضورىا

.بدون ذلك لم ) وذكرنا ىناك حديث ابن أم مكتوم ، وأن النبي

د ، مع كونو ضريرا يرخص لو في التخمف عن المسجوال يجد قائدا يبلئمو ، ويخشى في طريقو اليوام ، ووجو

.الجمع بين الحديثين بما فيو كفاية

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

ىل يصمي اإلمام بمن حضر وىل يخطب يوم الجمعة في المطر ؟

ن كان عذرا : اب يعني بيذا الب أن المطر والطين ، وا في التخمف عن الجماعة في المسجد ، إال أنو عذر آلحاد الناس ، وأما اإلمام فبل يترك الصبلة لذلك في المسجد ، ويصمي جماعة في المسجد بمن حضر ،

وكذلك يوم الجمعة ال يترك الخطبة وصبلة الجمعة في ، إذا كانوا عددا تنعقد بيم المسجد بمن حضر فيو

نما يباح آلحاد الناس التخمف عن الجمعة الجمعة ، وا والجماعات في المطر ونحوه ، إذا أقيم شعارىما في

.المساجد وعمى ىذا ، فبل يبعد أن يكون إقامة الجماعات والجمع في المساجد في حال األعذار كالمطر فرض كفاية ال

.مام ال يدعيما فرض عين ، وأن اإلوىو قريب من قول اإلمام أحمد في الجمعة إذا كانت

يوم عيد ، أنو يسقط حضور الجمعة عمن حضر العيد ، إال اإلمام ومن تنعقد بو الجمعة ؛ فتكون الجمعة حينئذ

.واهلل أعمم . فرض كفاية لمطر كان ال يترك إقامة الجمع في ا) وال شك أن النبي

أنو لما استسقى لمناس عمى المنبر يوم : ، ويدل عميو الجمعة ، ومطروا من ذلك الوقت إلى الجمعة األخرى ، أقام الجمعة الثانية في ذلك المطر حتى شكي إليو كثرة المطر في خطبتو يومئذ ، فدعا اهلل بإمساك المطر عن

و ( ( الجمعة ) ) المدينة ، وسيأتي الحديث في ) .إن شاء اهلل -( ( االستسقاء ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:خرج في ىذا الباب ثبلثة أحاديث :الحديث األول

:قال

ثنا حماد بن : حدثنا عبد اهلل بن عبد الوىاب - : ال ، ق -صاحب الزيادي -ثنا عبد الحميد : زيد

خطبنا ابن عباس : سمعت عبد اهلل بن الحارث ، قال حي عمى ) ) في يوم ذي رذع ، فأمر المؤذن لما بمغ

الصبلة في: ) ) قل : ، قال ( ( الصبلة . فنظر بعضيم إلى بعض ، كأنيم أنكروا ( ( . الرحال خير كأنكم أنكرتم ىذا ، إن ىذا فعمو من ىو : فقال ني -) رسول اهلل : يعني - -مني ، انيا عزمة ، وا

.كرىت أن أحرجكم وعن حماد ، عن عاصم ، عن عبد اهلل بن الحارث ،

كرىت أن : نحوه ، غير أنو قال -عن ابن عباس .أؤثمكم فتجيئون تدوسون الطين إلى ركبكم

لكبلم في ا: باب ) ) قد سبق ىذا الحديث في ، وفسرنا ىنالك معنى( ( األذان ( ( .الروغ ) )

-الجمعة : يعني -( ( إنيا عزمة : ) ) وقولو حي : ) ) أنو إذا دعا الناس إلييا بقول المؤذن : والمراد

، فقد عزم عمى الناس كميم أن يأتوه ، ( ( عمى الصبلة صموا في : ) ) فميزميم ذلك ؛ فمذلك أبدلو بقولو

( ( .رحالكم أي أشدد عميكم ، ( ( : كرىت أن أحرجكم : ) ) وقولو

: والحرج . وأضيق بإخراجكم إلى المساجد في الطين .الشدة والضيق

، كأنو ( ( كرىت أن أؤثمكم : ) ) وفي الرواية األخرى يريد إذا دعاىم إلى ىذه الصبلة في ىذا اليوم خشي

ا تخمفوا عن الصبلة مع دعائيم إلييا ، عمييم اإلثم إذن فإذا خرجوا حرجوا بخوضيم في الطين إلى ركبيم ، وا

.قعدوا أثموا يدل عمى أن ابن عباس يرى أن اإلمام إذا : وظاىر ىذا

دعا الناس إلى

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ن ما يباح الجمعة في الطين والمطر لزمتيم اإلجابة ، وا

( ( . الصبلة في الرحال : ) ) ألحدىم التخمف إذا نادى .واهلل أعمم

وقد نص عمى ذلك اإلمام أحمد ، فيما رواه البييقي في بإسناده ، عن محمد بن رافع ، ( ( مناقب أحمد ) ) إن قال المؤذن في : سمعت أحمد بن حنبل يقول : قال ن ( ( لصبلة في الرحال ا: ) أذانو ، فمك أن تتخمف ، وا

حي عمى الصبلة : ) ) لم يقل فقد وجب عميك ، إذا قال ( ( .، حي عمى الفبلح

:الحديث الثاني :قال ثنا ىشام ، عن يحيى ، : حدثنا مسمم ، قال -

: سعيد الخدري ، قال سأألت أبا: عن أبي سممة ، قال جاءت سحابة بمطر حتى سأل السقف ، وكان من جريد

سجد في ) النخل ، فأقيمت الصبلة ، فرأيت رسول اهلل .الماء والطين ، حتى رأيت أثر الطين في جبيتو

ىذا الحديث قطعة مختصرة من حديث سؤال أبي سممة ليمة القدر ، وقد خرجو بتمامو في ألبي سعيد عن

( ( .االعتكاف ) ) و ( ( الصيام ) ) أن الناس مطروا من الميل في : والمقصود منو ىاىنا

رمضان ، فسال السقف ، وكان من جريد النخل ، حتى صار الطين في أرض المسجد ، ومع ىذا فقد أقيمت

يو ، ولما انصرف من بالناس ف ) الصبلة ، وصمى النبي صبلة الصبح رئي أثر الطين في جبيتو ، ولم يتخمف عن الصبلة في المسجد وال عن األذان واإلقامة فيو ،

فدل عمى أن المطر يعذر في التخمف عن الجماعة فيو آحاد الناس ، أو من منزلة بعيد عن المسجد بحيث يشق

عميو قصد المسجد ، فأما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

اإلمام ومن قرب المسجد فبل يخمون بإقامة الجماعة

.واهلل أعمم . فيو :الحديث الثالث

ثنا أنس بن : ثنا شعبة : حدثنا آدم ، قال - قال رجل من : سمعت أنسا يقول : سيرين ، قال

ة معك ، وكان رجبل إني ال أستطيع الصبل: األنصار طعاما ، فدعاه إلى منزلو ، ) ضخما ، فصنع لمنبي

فبسط لو حصيرا ونضح طرف الحصير ، فصمى عميو .ركعتين

يصمي ) أكان النبي : فقال رجل من آل الجارود ألنس .ما رأيتو صبلىا إال يومئذ : الضحى ؟ قال ان ثقيل البدن يشق عميو أن من ك : في ىذا الحديث

.المشي إلى المسجد ، فإنو يعذر لترك الجماعة لذلك وليس في الحديث ذكر عذر لترك الجماعة سوى كونو

في مسجده ) ضخما ، وأنو ال يستطيع الصبلة مع النبي .، ولعل منزلو كان بعيدا من المسجد

ان بن مالك ؛ فإن أن ىذا الرجل غير عتب: والظاىر

ذاك كان عذره العمى ، مع بعد المنزل ، وحيمولة السيول .بينو وبين المسجد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

بلة إذا حضر الطعام وأقيمت الص .وكان ابن عمر يبدأ بالعشاء

قبالو عمى حاجتو من فقو الرجل إ: وقال أبو الدرداء .حتى يقبل عمى صبلتو وقمبو فارغ

أما المروي عن ابن عمر ، فقد أسنده البخاري في ىذا .إن شاء اهلل -الباب ، وسيأتي

وأما المروي عن أبي الدرداء . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . [

. ] . . . . . . . . ال نقوم إلى : نحوه عن ابن عباس ، قال وقد روي

.الصبلة وفي أنفسنا شيء تعميقا ، وخرجو وكيع ( ( جامعو ) ) ذكره الترمذي في

عن شريك ، عن عثمان الثقفي ، عن ( ( كتابو ) ) في زياد مولى ابن عياش ، أن ابن عباس كان ينتظر

.الطعام انتظروا ، ال يعرض لنا في : قال فحضرت الصبلة ، ف

.صبلتنا وىذا يدل عمى أنو كان يؤخر الصبلة إذا كان في

ن لم يكن حاضرا ، وعممو بخشية أن انتظار الطعام وا ذكره ، وتحديث النفس : يعني -يعرض لو في صبلتو

.بو ، عن شريك ، عن أبي إسحاق -أيضا -وروى وكيع

أذىب لمنفس الموامة أن يبدأ : قال الحسن : قال .بالطعام

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .خرج البخاري من ىذا الباب ثبلثة أحاديث

:الحديث األول حدثني : ثنا يحيى ، عن ىشام : حدثنا مسدد -

: ، أنو قال ) ة ، عن النبي سمعت عائش : أبي ، قال إذا وضع العشاء وأقيمت الصبلة فابدءوا ) )

( ( .بالعشاء :الحديث الثاني

حدثنا يحيى بن بكير ، ثنا الميث ، عن عقيل ، - عن ابن شياب ، عن أنس ابن مالك ، أن رسول اهلل

بدءوا بو قبل أن تصموا إذا قدم العشاء فا: ) ) قال ) ( ( .المغرب ، وال تعجموا عن عشائكم

:الحديث الثالث حدثنا عبيد بن إسماعيل ، عن أبي أسامة ، -

قال : عن عبيد اهلل ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال إذا وضع عشاء أحدكم وأقيمت ) : ) ) رسول اهلل

( ( .صبلة فابدءوا بالعشاء ، وال يعجل حتى يفرغ منو ال

وكان ابن عمر يوضع لو الطعام ، وتقام الصبلة ، فبل نو يسمع قراءة اإلمام .يأتييا حتى يفرغ ، وا

وقال زىير ووىب بن عثمان ، عن موسى بن - رسول اهلل قال : عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال

إذا كان أحدكم عمى الطعام فبل يعجل حتى ) : ) ) ن أقيمت الصبلة ( ( .يقضي حاجتو منو ، وا

رواه إبراىيم بن المنذر ، عن وىب بن : قال أبو عبد اهلل .عثمان

.ووىب مديني في -أيضا -حديث عائشة ، قد خرجو

.من رواية وىيب ( ( األطعمة) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وسفيان الثوري ، عن ىشام بن عروة ، بو من طريق ( ( األطعمة ) ) وحديث أنس ، قد خرجو في

) .أيوب ، عن أبي قبلبة ، عن أنس ، عن النبي مر ، عن عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن ع : وقال .نحوه -) النبي

وعن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنو تعشى وىو .يسمع قراءة اإلمام

وحديث موسى بن عقبة الذي عمقو البخاري ، قد خرجو مسمم من رواية أبي ضمرة ، عن موسى ، ولم يذكر

.يد اهلل بن عمر بنحو رواية عب : لفظو ، لكنو قال وخرجو البييقي من طريق سويد بن سعيد ، عن حفص

إن رسول : بن ميسرة ، عن موسى بن عقبة ، ولفظو إذا كان أحدكم عمى الطعام فبل يعجمن : ) ) قال ) اهلل

ن أقيمت الصبلة ( ( .حتى يقضي حاجتو منو ، وا اه زىير بن معاوية ووىب بن وبيذا المفظ رو : ثم قال

عثمان ، عن موسى ابن عقبة ، وأشار البخاري إلى .روايتيما

نما أشار البخاري إليو ؛ ألن لفظو صريح في : قمت وا أن من شرع في عشائو ثم أقيمت الصبلة فبل يقم إلى

الصبلة حتى يقضي حاجتو منو ، بخبلف سائر ألفاظ تي خرجيا ؛ ألنو يحتمل أن يكون الخطاب الحديث ال

.بيا لمن لم يتناول من عشائو شيئا ووىب بن عثمان ، ذكر البخاري أنو مديني ، وأن ىذا

الحديث رواه عنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إبراىيم بن المنذر الحزامي ، ولم يذكره في غير ىذا ، وال خرج لو في بقية ( ( كتابو ) ) الموضع من

، وذكره ابن حبان في ( ( الكتب الستة ) ) ( ( .ثقاتو ) )

من طريق ابن ( ( صحيحو ) ) وقد خرج ابن حبان في كان ابن عمر إذا غربت : أخبرني نافع ، قال : جريج

اءه وىو الشمس وتبين لو الميل ، فكان أحيانا يقدم عشفبل يترك [ وىو يسمع ] صائم ، والمؤذن يؤذن ، ثم يقيم

عشاءه وال يجعل حتى يقضي عشاءه ، ثم يخرج فيصمي ال تعجموا عن عشائكم ) : ) ) قال رسول اهلل : ، يقول

( ( .إذا قدم إليكم .وقد روي ذكر الصيام مرفوعا

طريق موسى بن أعين من -أيضا -خرجو ابن حبان ، عن عمرو بن الحارث ، عن ابن شياب ، عن أنس ،

إذا أقيمت الصبلة وأحدكم ) : ) ) قال رسول اهلل : قال صائم فميبدأ بالعشاء قبل صبلة المغرب ، وال تعجموا عن

( ( .عشائكم ( ( اإللزامات ) ) وخرجو الدارقطني في كتاب

.وصححو : لم يقل في ىذا الحديث : رجو الطبراني ، وقال وخ( ( وأحدكم صائم فميبدأ بالعشاء قبل صبلة المغرب ) )

.إال عمرو بن الحارث ، تفرد بو موسى بن أعين نما تفرد موسى بذكر : قمت ، ( ( وأحدكم صائم : ) ) وا

( ( المغرب فميبدأ بالعشاء قبل صبلة: ) ) وأما قولو فقد خرجو مسمم من طريق ابن وىب ، عن عمرو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إذا قرب : ) ) ابن الحارث بيذا اإلسناد ، ولفظ حديثو العشاء وحضرت الصبلة فابدءوا بو قبل أن تصموا صبلة

( ( .المغرب ، وال تعجموا عن عشائكم ميا تدل عمى أنو إذا أقيمت الصبلة فيذه األحاديث ك

وحضر العشاء فإنو يبدأ بالعشاء ، سواء كان قد أكل منو شيئا أو ال ، وأنو ال يقوم حتى يقضي حاجتو من

.عشائو ، ويفرغ منو أبو بكر : وممن روي عنو تقديم العشاء عمى الصبلة

.وغيرىم وعمر وابن عمر وابن عباس وأنسإني لمع : وروى معمر ، عن ثابت ، عن أنس ، قال

أبي بن كعب وأبي طمحة وغيرىما من أصحاب النبي عمى طعام ، إذ نودي بالصبلة ، فذىبت أقوم )

فأقعدوني ، وأعابوا عمي حين أردت أن أقوم وأدع

.الطعام ( ( .سائمو م) ) خرجو عبد اهلل ابن اإلمام أحمد في لى ىذا القوم ذىب الثوري وأحمد في المشيور عنو -وا

سحاق وابن المنذر - .وا ن : وقال أحمد ال يقوم حتى يفرغ من جميع عشائو ، وا

ألنو إذا : قال . خاف أن تفوتو الصبلة ما دام في وقت تناول منو شيئا ثم تركو كان في نفسو شغل من تركو

.الطعام إذا لم ينل منو حاجتو وحاصل األمر ؛ أنو إذا حضر الطعام كان عذرا في

ن خشي ترك صبلة الجماعة ، فيقدم تناول الطعام ، وا فوات الجماعة ، ولكن ال بد أن يكون لو ميل إلى

الطعام ، ولو كان ميبل يسيرا ، صرح بذلك أصحابنا .وغيرىم

دل تعميل ابن عباس والحسن وغيرىما ، وعمى ذلك وكذلك ما ذكره البخاري

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.عن أبي الدرداء فأما إذا لم يكن لو ميل بالكمية إلى الطعام ، فبل معنى

.لتقديم األكل عمى الصبلة يبدأ بالصبلة قبل األكل ، إال أن: وقالت طائفة أخرى

يكون نفسو شديدة التوقان إلى الطعام ، وىذا مذىب .وقول ابن حبيب المالكي : الشافعي

واستدل لو ابن حبان بالحديث الذي فيو التقييد بالصائم ، وألحق بو كل من كان شديد التوقان إلى الطعام في الصبلة ، يمنع من كمال الخشوع ، بخبلف الميل

.اليسير يبدأ بالصبلة إال أن يكون الطعام : طائفة أخرى وقالت .حكاه ابن المنذر ، عن مالك : -خفيفا

وىذا يحتمل أنو أراد أن الخفيف من الطعام يطمع معو في إدراك الجماعة ، بخبلف الطعام الكثير فيختص ىذا

.بالعشاء

وىذا بناء عمى أن وقت المغرب وقت واحد ، كما ىو .قول مالك والشافعي في أحد قوليو

ونقل حرب ، عن إسحاق ، أنو يبدأ بالصبلة ، إال في أن : والثاني . أن يكون الطعام خفيفا : أحدىما : حالين

يكون أكمو مع الجماعة ، فيشق عمييم قيامو إلى .الصبلة

ى أمر بتقديم العشاء عم ) إن النبي : وىؤالء قالوا الصبلة حيث كان عشاؤىم خفيفا ، كما كانت عادة

حابة في عيد النبي ، فمم يتناول أمره غير ما ىو ) الص .معيود في زمنو

وروى أبو داود بإسناده ، عن عبد اهلل بن عبيد بن عمير كنت مع : ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بير إلى جنب عبد اهلل بن عمر ، أبي في زمان ابن الز

بير إنا سمعنا أنو يبدأ : فقال عباد بن عبد اهلل بن الزويحك ، : بالعشاء قبل الصبلة ، فقال عبد اهلل بن عمر ما كان عشاؤىم ، أتراه كان مثل عشاء أبيك ؟

كنا عند أنس بن : ديث حميد ، قال وخرج البييقي من ح مالك ، فأذن المؤذن بالمغرب وقد حضر العشاء ، فقال

ابدءوا بالعشاء ، فتعشينا معو ، ثم صمينا ، فكان : أنس .عشاؤه خفيفا يبدأ بالصبلة ، إال أن يكون الطعام : وقالت طائفة

م ، وىذا قول يخاف فساده لما في تأخيره من إفساد الطعا .عنو ( ( جامعة ) ) وكيع ، رواه الترمذي في

وفي ىذا القول بعد ، وىو مخالف ظاىر األحاديث .الكثيرة

:ولؤلمام أحمد في المسألة ثبلثة أقوال أنو قال في رواية أبي الحارث ، وسئل عن : أحدىا

قد جاءت : قال العشاء إذا وضع وأقيمت الصبلة ، ف أحاديث ، وكان القوم في مجاعة ، فأما اليوم فمو قام

.رجوت

وىذه الرواية تدل عمى أن تقديم األكل عمى الصبلة مختص بحال مجاعة الناس عموما ، وشدة توقانيم

.بأجمعيم إلى الطعام ، وفي ىذا نظر فراني ، عن وقد يستدل لو بما روى محمد بن ميمون الزع

كان : جعفر بن محمد ، عن أبيو ، عن جابر ، قال .ال يؤخر الصبلة لطعام وال غيره ) رسول اهلل

يؤخر ) لم يكن رسول اهلل : وخرجو الطبراني ، ولفظو صبلة المغرب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.لعشاء وال غيره .ال يثبت وىذا حديث ضعيف

وقال . ومحمد بن ميمون ىذا ، وثقة ابن معين وغيره .منكر الحديث : البخاري والنسائي

ثنا ورقاء بن عمر ، : وروى سبلم بن سميمان المدائنى

عن ليث بن أبي سميم ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عشاء والصبلة إذا حضر ال) : ) ) قال رسول اهلل : قال

( ( .فابدءوا بالصبلة ىكذا وقع : ، وقال ( ( فوائده ) ) خرجو تمام الرازي في .في كتابي ، وىو خط

وليث بن أبي سميم ليس بالحافظ ، فبل تقبل مخالفتو فابدءوا : ) ) لثقات أصحاب نافع ؛ فإنيم رووا

.ضعيف جدا وسبلم المدائني . كما تقدم ( ( بالعشاء إن كان : نقل حنبل ، عن أحمد ، قال : والقول الثاني

أخذ من طعامو لقمة أو نحو ذلك فبل يقوم إلى الصبلة كان يحتز ) فميصمي ، ثم يرجع إلى العشاء ؛ ألن النبي

.من كتف الشاة ، فألقى السكين وقام .رم وكذا نقل عنو ابنو عبد اهلل واألث

إن كان أكل شيئا من الطعام ، ثم : وحاصل ىذا القول ن لم يكن أكل أقيمت الصبلة قام إلييا ، وترك األكل ، وا شيئا أكل ما تسكن بو نفسو ثم قام إلى الصبلة ، ثم عاد

.إلى تتمة طعامو

، ( ( كتاب الناسخ والمنسوخ ) ) وصرح بذلك األثرم في بحديث عمرو ابن أمية الضمري ، وقد خرجو واستدل

.البخاري في الباب الذي يمي ىذا وروي نحوه من حديث المغيرة بن شعبة وجابر بن عبد

.اهلل كان يحتز من كتف ) أن النبي : وفي ىذه األحاديث

شاة ، فأتاه ببلل يؤذنو بالصبلة ، فألقى السكين ثم قام . إلى الصبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد ذىب طائفة من الفقياء من الشافعية وغيرىم إلى أنو إذا سمع اإلقامة م يشبع من طعامو ، بل يأكل ما يكسر

.بو سورة جوعو وحديث ابن عمر صريح في رد ذلك ، وأنو ال يعجل

.حتى يفرغ من عشائو

عكس الثاني ، نقمو حرب عن أحمد ، : والقول الثالث إن كان قد أكل بعض طعامو ، فأقيمت الصبلة ، : قال

ن كان لم يأكل شيئا فأجب أن يصمي .فإنو يتم أكمو ، وا وقد يعمل ىذا بأنو إذا تناول شيئا من طعامو فإن نفسو تتوق إلى تمامو ، بخبلف من لم يذق منو شيئا ؛ فإن

.ن نفسو إليو أيسر توقاوفي المسألة قول آخر ، وىو الجمع بين أحاديث ىذا

الباب ، وبين حديث عمرو بن أمية ، وما في معناه من السكين من يده ، وقيامة إلى الصبلة ) طرح النبي

بالفرق بين اإلمام والمأمومين ، فإذا دعي اإلمام إلى طعامو ؛ ألنو ينتظر ، ويشق الصبلة قام وترك بقية

عمى الناس عند اجتماعيم تأخره عنيم ، بخبلف آحاد المأمومين ، وىذا مسمك البخاري ، كما سيأتي ذلك في

.الباب الذي يمي ىذا وبكل حال ؛ فبل يرخص مع حضور الطعام في غير

ترك الجماعة ، فأما الوقت فبل يرخص بذلك في تفويتو .ند جميور العمماء ، ونص عميو أحمد وغيره ع

وشذت طائفة ، فرخصت في تأخير الصبلة عن الوقت ، وىو قول بعض الظاىرية -أيضا -بحضور الطعام

.، ووجو ضعيف لمشافعية ، حكاه المتولى وغيره وقد روى المروزي أن أحمد احتجم بالعسكر ، فما فرغ

د إال والنجوم ق

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بدت ، فبدأ بالعشاء قبل الصبلة ، فما فرغ دخل حتى .وقت العشاء ، فتوضأ وصمى المغرب والعشاء

:يحتمل وجيين ( ( : خبلفو ) ) قال القاضي في أن يكون مسافرا ؛ ألن المراد بالعسكر سامراء : أحدىما

.لمتوكل إلييا ، وكان قد طمبو اأنو خاف عمى نفسو من تأخير العشاء المرض : والثاني

.؛ لضعفو بالحجامة . يحتمل أنو كان مريضا أو ناسبا : وقال ابن عقيل

ومع ىذه االحتماالت ال يؤخذ من ذلك مذىب : قال .يخالف مذىب الناس

إليو ومتى خالف ، وصمى بحضرة طعام تتوق نفسو فصبلتو مجزئو عند جميع العمماء المعتبرين ، وقد حكى نما خالف فيو اإلجماع عمى ذلك ابن عبد البر وغيره ، وا شذوذ من متأخري الظاىرية ، ال يعبأ بخبلفيم اإلجماع

.القديم دليل عمى أن وقت المغرب : وفي أحاديث ىذا الباب

ة فيو عن أول الوقت متسع ، وأنو ال يفوت بتأخير الصبل، ولوال ذلك لم يأمر بتقديم العشاء عمى صبلة المغرب من غير بيان لحد التأخير ؛ فإن ىذا وقت حاجة إلى

.واهلل أعمم . البيان ، فبل يجوز تأخيره عنو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

بلة وبيده ما يأكل إذا دعي اإلمام إلى الصثنا إبراىيم ، : حدثنا عبد العزيز بن عبد اهلل -

عن صالح ، عن ابنأخبرني جعفر بن عمرو بن أمية : شياب ، قال

يأكل ذراعا ) رأيت رسول اهلل : الضمري ، أن أباه قال طرح السكين يحتز منيا ، فدعى إلى الصبلة ، فقام ف

.فصمى ولم يتوضأ من حديث عقيل ، ( ( كتاب الوضوء ) ) وقد سبق في

.بمعناه -عن ابن شياب وقد حمل البخاري ىذا عمى أن اإلمام خاصة إذا دعي

إلى الصبلة وىو يأكل فإنو يقوم إلى الصبلة وال يتم أكمو بابانتظاره ، ؛ لما في تأخيره من المشقة عمى المأمومين

فيكون دعاء اإلمام إلى الصبلة بمنزلة إقامة الصبلة في .حق المأمومين عمى أنو إذا أقيمت -كما تقدم -وقد حممو غيره

.الصبلة وقد أكل بعض طعامو أنو يقوم وال يتمو والبخاري قد بين في الباب السابق أن بعض ألفاظ

خبلف ىذا ، فمذلك حممو حديث ابن عمر صريح فيكان قد ) عمى اإلمام خاصة ، ولو أنو حمل عمى أنو

أتم أكمو لكان محتمبل مع بعده ؛ فإن ظاىر المفظ .يقتضي أنو لم يكن أتم أكمو

وقد حممو بعضيم عمى أنو كان قد أخذ من طعامو ما عده إلى شيء منو ، يحتاج إليو بحيث ال تتوق نفسو ب

.فاكتفي بذلك : وخرج أبو داود من حديث المغيرة بن شعبة ، قال

)ضفت النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ذات ليمة ، فأمر بجنب فشوى ، وأخذ الشفرة فجعل يحتز : فجاء ببلل فآذنو بالصبلة قال : قال . لي بيا منو

، ( ( مالو ؟ تربت يداه : ) ) شفرة ، وقال فألقى ال .وقام

دعي إلى الصبلة ) ويروى من حديث جابر ، أن النبي .وىو يأكل ، فقام ثم رجع ، فأتى ببقية الطعام

.ذكره األثرم تعميقا وخرجو

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . [. . . . . . . . . . ] . . . . . . . . . . . . . . . .

.

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

بلة فخرج من كان في حاجة أىمو فأقيمت الصثنا الحكم ، عن إبراىيم : ثنا شعبة : حدثنا آدم -

النبي ما كان : سألت عائشة : ، عن األسود ، قال -كان يكون في مينة أىمو : يصنع في بيتو ؟ قالت )

، فإذا حضرت الصبلة خرج إلى -خدمة أىمو : تعني

.الصبلة .الخدمة -بكسر الميم وفتحيا -( ( المينة ) )

.ىو خطأ : ومنيم من أنكر الكسر ، قال األصمعي وكان : قال . ىو عند األثبات خطأ: قال الزمخشري

.القياس لو قيل مثل جمسة وخدمة وقد فسرت عائشة ىذه الخدمة في رواية عنيا ، فروى : المقدام بن شريح ، عن أبيو ، عن عائشة ، أنو سأليا

مثل : يصنع إذا كان في بيتو ؟ قالت ) كيف كان النبي يخصف نعمو ، ويرقع ثوبو ، أحدكم في مينة أىمو ،

.ويضع الشيء وروى معاوية بن صالح ، عن يحيى بن سعيد ، عن

يصنع ) ما كان النبي : سئمت عائشة : عمرة ، قالت بشر من البشر ، يخدم نفسو ، ويحمب : في بيتو ؟ قالت

.شاتو ، ويرقع ثوبو ، ويخصف نعمو

(/)

"""""" حة رقم صف"""""" : قيل لعائشة : وروى ىشام بن عروة ، عن أبيو ، قال

يخيط ثوبو ، : يصنع في بيتو ؟ قالت ) ما كان النبي .ويخصف نعمو ، ويعمل ما يعممو الرجال في بيوتيم

( ( .صحيحو ) ) خرجو ابن حبان في بلة إذا قيمت أن الص: ومقصود البخاري بيذا الباب

واإلنسان في شغل بعمل شيء من مصالح دنياه ، فإنو .يدعو ويقوم إلى الصبلة ، إماما كان أو مأموما

وقد روي حديث األسود ، عن عائشة ، الذي خرجو .البخاري بزيادة في آخره

غرائب ) ) خرجو الحافظ أبو الحسين ابن المظفر في ثنا يحيى بن : لحسن ابن مدرك من طريق ا( ( شعبة ثنا شعبة ، عن الحكم ، عن إبراىيم ، عن : حماد

إذا كان ) كان رسول اهلل : األسود ، عن عائشة ، قالت عندي كان في مينة أىمو ، فإذا نودي بالصبلة كأنو لم

.يعرفنا .وقد روي من وجو آخر معنى ىذه الزيادة

حدثنا ( ( : تاريخو ) ) وى أبو زرعة الدمشقي في ر ثنا عبد : ثنا مبشر بن إسماعيل : محمد بن أبي أسامة

حدثني أسامة بن أبي عطاء ، أنو كان : اهلل بن الزبرقان ألم : عند النعمان بن بشير ، فقال لو سويد بن غفمة

ومرة ، ال بل : ؟ قال ) أنك صميت مع النبي يبمغني إذا سمع النداء كأنو ال يعرف ) مرارا ، كان رسول اهلل

.أحدا من الناس

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

ىو ال يريد إال أن يعمميم من صمى بالناس و وسنتو ) صبلة النبي

نا ] أنا وىيب ، : حدثنا موسى بن إسماعيل - جاءنا مالك بن : ، عن أبي قبلبة ، قال [ أيوب

إني ألصمي بكم ، : الحويرث في مسجدنا ىذا ، فقال

وما أريد الصبلة ، أصمي كيف رأيت رسول اهلل يف كان ك : فقيل ألبي قبلبة . يصمي )

وكان الشيخ يجمس إذا . مثل شيخنا ىذا : يصمي ؟ قال رفع رأسو من السجود قبل أن ينيض في الركعة

.األولى وقد خرجو البخاري فيما بعد عن معمى بن أسد ، عن

جاءنا مالك بن الحويرث فصمى : وىيب ، ولفظ حديثو ي ألصمي بكم وما أريد إن: بنا في مسجدنا ىذا ، فقال

لكني أريد أن أريكم كيف رأيت رسول اهلل . الصبلة .وذكر بقية الحديث -يصمي )

إني ألصمي بكم وما أريد : ) ) قول مالك بن الحويرث : يحتمل أنو أراد ( ( الصبلة أني ال أريد الصبلة إماما

بلة النبي وأنو ال غرض لي في إمامتكم سوى تعميمكم ص، واإلمام إذا نوى الصبلة بالناس وتعميميم الصبلة )

: ، وقال ليم ) صحت صبلتو ، كما حج النبي في -أيضا -وقال ( ( . خذوا عني مناسككم ) )

( ( .صموا كما رأيتموني أصمي : ) ) الصبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن حمل عمى أ أني ال أريد أن : ن مراد ابن الحويرث وا نما أعيدىا أصمي ىذه الصبلة ألني قد صميتيا ، وا

لتعميمكم الصبلة دل ذلك عمى أنو كان يرى جواز اقتداء المفترضين بالمتنفل ، إن كان أميم في وقت صبلة

مفروضة ، فإن كان أميم في تطوع فبل داللة فيو عمى . ذلك

وقد ورد ذلك مصرحا بو رواية خرجيا البخاري في من رواية حماد بن زيد ، عن ( ( الطمأنينة : باب ) )

قام مالك بن الحويرث : أيوب ، عن أبي قبلبة ، قال ، وذلك في غير وقت ) يرينا كيف كان صبلة النبي

.وذكر صفة صبلتو -الصبلة .يذا أنيم كانوا متنفمين بيذه الصبلة كميم فعمم ب

وال يصح حمل كبلمو عمى ظاىره ، وأنو لم ينو الصبلة

بالكمية ، بل كان يقوم ويقعد ويركع ويسجد ، وىو ال نما يجوز مثل ذلك يريد الصبلة ، فإن ىذا ال يجوز ، وا م في الحج ، يجوز أن يكون الذي يقف بالماس ويدفع بي

.غير محرم ، وال مريدا لمحج بالكمية ، لكنو يكره : قال أصحابنا وغيرىم من الفقياء في األحكام السمطانية ألن الوقوف والدفع يجوز لممحرم وغيره ، بخبلف القيام

والركوع والسجود ، فإنو ال يجوز إال في الصبلة .بشروطيا

-في مواضعو وبقية فوائد الحديث يأتي الكبلمم عميو ؛ فإن البخاري خرجو في مواضع -إن شاء اهلل

.متعددة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

أىل العمم والفضل أحق باإلمامة

:فيو خمسة أحاديث :الحديث األول

حدثنا حسين ، عن: حدثنا إسحاق بن نصر - حدثني أبو : زائدة ، عن عبد الممك ابن عمير ، قال

فاشتد ) مرض النبي : بردة ، عن أبي موسى ، قال ( ( . مروا أبا بكر فميصل بالناس : ) ) مرضو ، فقال إنو رجل رقيق ، إذا قام مقامك لم يستطع : قالت عائشة

مري أبا بكر فميصل ) ) : قال . أن يصمي بالناس مري أبا بكر فميصل : ) ) ، فعادت ، فقال ( ( بالناس

، فأتاه الرسول ، ( ( بالناس ؛ فإنكن صواحب يوسف ) .فصمى بالناس في حياة النبي

استدل البخاري بيذا الحديث عمى أن أىل الفضل والعمم أمر أبا بكر من ) ي أحق باإلمامة من غيرىم ؛ فإن النب

حابة كميم بالصبلة بالناس ، وروجع في ذلك بين الصمرارا وىو يأبى إال تقديمو في الصبلة عمى غيره من

نما قدمو لعممو وفضمو ؛ فأما فضمو عمى حابة ، وا الصحابة فيو مما اجتمع عميو أىل السنة سائر الص

.ا عممو فكذلك والجماعة ، وأموقد حكى أبو بكر ابن السمعاني وغيره إجماع أىل

.أيضا -السنة عميو إن األفقو واألعمم مقدم : وىذا مما يستدل بو من قال

عمى مقدم عمى األقرا ؛ فإن أبي بن كعب كان أقرأ حابة ، كما قال عمر ( ( .أبي أقرؤنا : ) ) الص

أقرأ أمتي : ) ) من وجوه ، أنو قال ) روي عن النبي و ( ( .لكتاب اهلل أبي بن كعب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

-خرجو اإلمام أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجو .من حديث أبي قبلبة ، عن أنس -وصححو الترمذي

من غير ذكر وقد روي عن أبي قبلبة مرسبل .، وىو أصح عند كثير من الحفاظ ( ( أنس ) )

أبا بكر عمى أبي بن كعب في الصبلة ) فمما قدم النبي

بالناس دل عمى أن األعمم واألفقو واألفضل مقدم عمى .األقرا

ىل يقدم األقرأ عمى األفقو ، أم : وقد اختمف العمماء األقرا ؟ األفقو عمى

يقدم األفقو ، وىو قول عطاء والثوري : فقالت طائفة .ومالك واألوزاعي والشافعي وأبي ثور

يؤميم أفضميم وخيرىم ، ثم أقرؤىم ، ثم : وقال الميث .أسنيم

يقدم األقرأ عمى األفقو ، وحكي عن : وقالت طائفة سحاق األشعث بن قيس وابن سيرين والثور ي وأحمد وا

.وأصحاب الرأي ، حكاه عنيم ابن المنذر واختاره وما حكيناه عن الثوري ، حكاه أصحابو عنو في كتبيم

.المصنفة عمى مذىبو ونص أحمد عمى أنو يقدم األقرأ إذا كان يعرف ما يحتاج إليو الصبلة من الفقو ، وكذلك قال كثير من المحققين

.و ، وحكموا مذىبو عمى ىذا الوجو من أصحاب

واستدل من قدم األقرأ بما خرجو مسمم في من حديث أوس بن( ( صحيحو ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ضمعج ، عن أبي مسعود األنصاري ، عن النبي ي يؤم القوم أقرؤىم لكتاب اهلل ، فإن كانوا ف : ) ) قال )

القراءة سواء فأعمميم بالسنة ، فإن كانوا في السنة سواء ( ( .فأقدميم ىجرة

يؤم القوم أقرؤىم لكتاب اهلل : ) ) وفي رواية لمسمم ( ( .وأقدميم قراءة

-( ( يؤم القوم أكثرىم قرآنا ) ) وخرجو الحاكم ، وعنده .وذكر الحديث ث أبي نضرة ، عن أبي من حدي -أيضا -وخرج مسمم

إذا كانوا ) : ) ) قال رسول اهلل : سعيد الخدري ، قال ( ( .ثبلثة فميؤميم أحدىم ، وأحقيم باإلمامة أقرؤىم

ىذا من حديث عمرو ( ( كتابو ) ) وخرج البخاري في إذا : ) ) قال ) بن سممة الجرمي ، عن أبيو ، أن النبي

حضرت الصبلة فميؤذن أحدكم ، وليؤمكم أكثركم ( ( .قرآنا لما : فيو من حديث ابن عمر ، قال -أيضا -وخرج

كان يؤميم ) قدم المياجرون األولون قبل مقدم النبي .سالم مولى أبي حذيفة ، وكان أكثرىم قرآنا

ث أبي موسى األشعري ، عن وخرج اإلمام أحمد من حدي ( ( .يؤمكم أقرؤكم : ) ) قال ) النبي

وخرجو أبو داود وابن ماجو من حديث ابن عباس ، عن ( ( .ليؤمكم قراؤكم : ) ) ، قال ) النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وفي الباب أحاديث أخر ره ىذه األحاديث عمى أن النبي وقد تأول الشافعي وغي

إنما خاطب أصحابو ، وكان أكثرىم قرآنا أكثرىم فقيا ) .؛ فإن قراءتيم كانت عمما وعمبل بخبلف من بعدىم

:وأجيب عن ىذا بوجيين أن ىذا خطاب عام لؤلمة كميم ، فبل يختص : أحدىما

.بالصحابة قرا واألعمم بالسنة ، وقدم األقرا أنو فرق بين األ: والثاني .عميو

أبا بكر عمى أبي ) وأجاب اإلمام أحمد عن تقديم النبي بن كعب وغيره ، بأنو أراد بذلك التنبيو عمى خبلفتو ،

.فميذا المعنى قدمو في الصبلة عمى الناس كميم بي وقد منع بعضيم أن يكون أبي بن كعب أقرأ من أ . بكر ، ألن المراد باألقرا في اإلمامة األكثر قرآنا

كان أبو بكر يقرأ القران كمو ، فبل مزية ألبي بن : وقال .كعب عميو في ذلك ، وامتاز أبو بكر بالعمم والفضل

إذا اجتمع قارئان : وىذه المسألة ألصحابنا فييا وجيان اآلخر أجود قراءة ، فيل يقدم ، أحدىما أكثر قرآنا ، و

األكثر قرآنا عمى األجود قراءة ، أم بالعكس ؟

.وأكثر األحاديث تدل ى اعتبار كثرة القرآن ن اجتمع فقييان قارئان ، أحدىما أفقو ، واآلخر أجود وا

.أيضا -قراءة ، ففي أييما يقدم وجيان .قرأ إن المنصوص عن أحمد ، أنو يقدم األ: وقيل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:الحديث الثاني حدثنا عبد اهلل بن يوسف ، أنا مالك ، عن -

، عن عائشة ، أنيا [ عن أبيو ] ىشام بن عروة ، مروا أبا : ) ) قال في مرضو ) إن رسول اهلل : قالت

إن أبا : قمت : قالت عائشة ( . (بكر فميصل بالناس بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء ، فمر

: فقمت لحفصة : عمر فميصل بالناس ، قالت عائشة إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من : قولي

صة ، البكاء ، فمر عمر فميصل بالناس ، ففعمت حف

مو ، إنكن ألنتن صواحب يوسف ) ) ) فقال رسول اهلل فقالت حفصة ( ( . ، مروا أبا بكر فميصل بالناس

.ما كنت ألصيب منك خيرا : لعائشة أبا ) امر النبي : والمراد من ىذا الحديث في ىذا الباب

وجع في ذلك بكر بالصبلة بالناس في مرضو ، وأنو ر .فزجر من راجعو ، وكرر األمر بذلك

:الحديث الثالث حدثنا أبو اليمان ، أنا شعيب ، عن الزىري ، - وكان تبع -أخبرني أنس بن مالك األنصاري : قال

، أن أبا بكر كان يصمي بيم -وخدمو وصحبو ) النبي لذي توفى فيو ، حتى إذا كان يوم ا) في وجع النبي

ستر ) األثنين وىم صفوف في الصبلة ، فكشف النبي الحجرة ، ينظر إلينا وىو قائم كأن وجيو ورقة مصحف ، ثم تبسم يضحك ، فيممنا أن نفتتن من الفرح برؤية

، فنكص أبو بكر عمى عقبيو ليصل الصف ، ) النبي خارج إلى الصبلة ، فأشار إلينا النبي ) نبي وظن أن ال

، وأرخى الستر ، فتوفي ( ( أتموا صبلتكم ) ) أن ) :

) .من يومو في ىذا الحديث أن أبا بكر استمر عمى إقامتو في

كشف ) ، وأن النبي ) الصبلة إلى أن توفي رسول اهلل ناس في صبلةالستر ، ونظر إليو وىو يؤم ال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الصبح يوم األثنين ، وىي آخر صبلة أدركيا النبي في حياتو ، فظن أبو بكر أنو خارج إلى الصبلة ، )

فأخذ في التأخر إلى صف المأمومين ؛ ليتقدم النبي موا صبلتكم ، أن أت) فيؤم الناس ، فأشار إلييم النبي )

.، وأرخى الستر وىذا فيو أمر ألبي بكر بأن يستمر عمى إمامتو في آخر

.صبلة أدركيا وىو حي وظاىر ىذا الحديث ، يدل عمى أنو لم يخرج إلى

المسجد ولم يصل مع الجماعة تمك الصبلة ، ال إماما

.وال مأموما نو خرج وصمى خمف أبي وقد قال كثير من السمف ، إ .بكر في الصف تمك الصبلة

وقد سبق حديث أنس ، أن آخر صبلة صبلىا رسول .في ثوب متوشحا خمف أبي بكر ) اهلل

وقد جمع البييقي وغيره بين تمك وبين حديث أنس ىذا ، بأنو أرخى الستر ودخل ، ثم وجد خفة فخرج فصمى

كر الركعة الثانية ، وقضى الركعة التي خمف أبي ب .فاتتو

.أيضا -وقد صح ىذا المعنى عن عبيد بن عمير من حديث عائشة وأم سممة -أيضا -وروي صريحا

.وأبي سعيد .عن الواقدي ( ( طبقاتو ) ) خرجو ابن سعد في

:الحديث الرابع ثنا : ثنا عبد الوارث : أبو معمر ، قال حدثنا:

عبد العزيز ، عن أنس ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ثبلثا ، فأقيمت الصبلة ، فذىب ) لم يخرج النبي : قال

بالحجاب ، فرفعو ، فمما ) أبو بكر فتقدم ، فقال نبي اهلل منظرا كان أعجب إلينا من ما رأينا) وضح وجو النبي

بيده إلى ) حين وضح لنا ، فأوما النبي ) وجو النبي الحجاب ، فمم يقدر ) أبي بكر أن يتقدم ، وأرخى النبي

.عميو حتى مات وىذا الحديث قريب من حديث الزىري عن أنس الذي

إلى أبي بكر أن ) ماء النبي التصريح بإي: قبمو ، وفيو يتقدم ويؤم الناس ، ولكنو يوىم أن أبا بكر لم يكن قد

دخل في الصبلة ، وحديث الزىري فيو أنو كان قد دخل .في الصبلة

:الحديث الخامس ي ابن حدثن : حدثنا يحيى بن سميمان ، قال - حدثني يونس ، عن ابن شياب ، عن حمزة بن : وىب

لما اشتد برسول : عبد اهلل ، أنو أخبره عن أبيو ، قال

مروا أبا بكر : ) ) قال . وجعو قيل لو في الصبلة ) اهلل أن أبا بكر رجل : قالت عائشة ( ( . فميصل بالناس

( ( مروه فميصل : ) ) قال . إذا قرأ غمبو البكاء رقيق ، مروه فميصل ، فإنكن صواحب : ) ) ، فعاودتو ، فقال

( ( .يوسف سحاق بن يحيى : تابعو الزبيدي وابن أخي الزىري وا

.الكمبي ، عن الزىري وقال عقيل ومعمر ، عن الزىري ، عن حمزة ، عن

.مرسبل -) النبي قد ذكر البخاري االختبلف عمى الزىري في إسناده ،

.وأنو روي عنو متصبل ومرسبل فخرجو من طريق ابن وىب ، عن يونس ، عن الزىري ،

عن حمزة بن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ، وذكر أنو - متصبل -عبد اهلل بن عمر ، عنو أبيو

سحاق تابعو عمى وصمو الزبيدي وابن أخي الزىري وا من غير -الكمبي ، وأرسمو عن الزىري ، عن حمزة

.عقيل ومعمر : -ذكر ابن عمر :وقد اختمف عن معمر

وخرجو مسمم من حديث معمر ، عن الزىري ، عن حمزة .، عن عائشة

: -أيضا -واختمف فيو عمى عقيل .مرسبل -فروي عنو ، عن الزىري ، عن حمزة

.وروي عنو ، عن الزىري ، عن حمزة ، عن عائشة .وكذا قال يونس بن أبي إسحاق ، عن الزىري

في ذكر ذلك الدارقطني : -وكبلىما محفوظ عنو ( ( .عممو ) ) موضع من

أنو رواه عقيل ، عن : وذكر في موضع آخر منيا .الزىري ، عن حمزة ، عن أبيو

.وىو الصواب : قال

ورواه ابن المبارك ، عن يونس ومعمر ، عن : قمت .مرسبل -الزىري ، عن حمزة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

من قام إلى جنب اإلمام لعمة ثنا : ثنا ابن نمير : حدثنا زكريا بن يحيى -

أمر : ىشام بن عروة ، عن أبيو ، عن عائشة ، قالت أبا بكر أن يصمي بالناس في مرضو ، فكان ) رسول اهلل .يصمي بيم

من نفسو خفة ، فخرج ، ) فوجد رسول اهلل : عروة قال فإذا أبو بكر يؤم الناس ، فمما رآه أبو بكر استأخر ،

حذاء أبي ) فأشار إليو أن كما أنت ، فجمس رسول اهلل بكر إلى جنبو ، فكان أبو بكر يصمي بصبلة رسول اهلل

.، والناس يصمون بصبلة أبي بكر )

أبا بكر أن ) ىو أمر النبي : متصل من ىذا الحديث اليصمي بالناس في مرضو ، فكان يصمي بيم ، وما بعده

.مدرج من قول عروة ، كما خرجو البخاري ىاىنا وكذا خرجو مسمم عن جماعة ، كميم عن ابن نمير ،

.بو ( ( موطئو ) ) ك في وكذا روى ىذا الكبلم اآلخر مال

.مرسبل -عن ىشام ، عن أبيو وقد وصمو بعض الرواة بحديث عائشة ، فمن وصمو

.بحديث عائشة فقد أدرجو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ولكن قد روي ىذا المعنى متصبل من وجوه أخر ، كميا .إلشارة تعميميا ال تخمو عن عمة ، وقد سبق ذكرىا وا

أن أبا بكر صمى مؤتما : ومراد البخاري بيذا الباب إليو في ) ، وىو قائم إلى جانبو بإشارة النبي ) بالنبي

ذلك ، ولم يتركو يتأخر إلى الصف ، وكان ذلك لعمة ، كان يصمي بالناس جالسا ، والناس قيام ) وىي أن النبي قيام أبي بكر إلى جانبو ، إلسماع الناس وراءه ، فكان ، ورؤية الناس لو ؛ ليتمكنوا من كمال ) تكبير النبي

حيث لم يمكنو القيام ، ولوال ىذه العمة ) االقتداء بالنبي لكانت السنة ألبي بكر أن يقوم في الصف وراء النبي

. ( .ة وقد ذكر ىذا المعنى طائفة من الشافعي

ونقمو الوليد بن مسمم عن مالك ، أنو أجاز لممريض أن وأحب إلي أن : قال . يصمي بالناس جالسا وىم قيام

.يقوم إلى جنبو من يعمم الناس بصبلتو : وىي رواية غريبة عن مالك ، ومذىبو عند أصحابو

.أنو ال يجوز ائتمام القائم بالجالس إن أبا بكر كان مأموما ، : و عمى قول من قال وىذا كم

فأما من قال ىو اإلمام فبل إشكال عنده في قيام أبي نما أشكل عنده جموس النبي ) بكر إلى جانب النبي ، وا

إلى جنب أبي بكر ، وقد يجاب عنو بأنو يحتمل أن ) .أعمم واهلل. يكون ذلك لضيق الصف

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

ر اآلخر ل فتأخ من دخل ليؤم الناس فجاء اإلمام األور جازت صبلتو أو لم يتأخ

) .عائشة ، عن النبي : فيو وقد حديث عائشة ، سبقت اإلشارة إليو فيما مضى ،

خرجو البخاري بتمامو فيما بعد من حديث عبيد اهلل بن .عبد اهلل ، عن عائشة

أنا مالك ، عن أبي : حدثنا عبد اهلل بن يوسف - حازم بن دينار ، عن سيل بن سعد الساعدي ، أن

ذىب إلى بني عمرو بن عوف ليصمح بينيم) رسول اهلل : ، فحانت الصبلة ، فجاء المؤذن إلى أبي بكر ، فقال

نعم ، فصمى أبو بكر ، : قال . أتصمي لمناس فأقيم والناس في الصبلة ، فتخمص حتى وقف ) فجاء النبي

في الصف ، فصفق الناس ، وكان أبو بكر ال يمتفت في تفت ، فرأى رسول صبلتو ، فمما أكثر الناس التصفيق ال

أن امكث مكانك ، فرفع ) فأشار إليو رسول اهلل ) اهلل أبو بكر يديو ، فحمد اهلل عمى ما أمره بو رسول اهلل من

ذلك ، ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف ، يا : ) ) فصمى ، فمما انصرف قال ) وتقدم رسول اهلل

فقال أبو ( ( ما منعك أن تثبت إذ أمرتك ؟ أبا بكر ،ما كان البن أبي قحافة أن يصمي بين يدي : بكر

ما لي أراكم أكثرتم ) : ) ) فقال رسول اهلل ) . رسول اهلل التصفيق ؟ من نابو شيء في صبلتو فميسبح ؛ فإنو إذا

نما التصفيق لمنساء ( ( .سبح التفت إليو ، وا :في ىذا الحديث فوائد كثيرة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أن اإلمام يستحب لو اإلصبلح بين طائفتين من : منيا

المسممين إذا وقع بينيم تشاجر ، ولو أن يذىب إلييم .إلى منازليم لذلك

أن اإلمام الراتب لممسجد إذا تأخر وعمم أنو : ومنيا ئب عن منزلو في مكان فيو بعد ، ولم يغمب عمى غا

الظن حضوره ، أو غمب ولكنو ال ينكر ذلك وال يكرىو ، فؤلىل المسجد أن يصموا قبل حضوره في أول الوقت ،

.وكذا إذا ضاق الوقت وأما إن كان حاضرا أو قريبا ، وكان الوقت متسعا ،

لما أخر صبلة العشاء ) بي فإنو ينتظر ، كما انتظروا الن .حتى نام النساء والصبيان ، وقد سبق ذكره

أنو إنما يؤم الناس مع غيبة اإلمام أفضل من : ومنيا يوجد من الحاضرين ، ولذلك دعي أبو بكر إلى الصبلة

حابة .دون غيره من الصحابة كمي م كانوا وىذا مما يستدل بو عمى أن الص

معترفين بفضل أبي بكر وتقدمو عمييم ، وعمميم أنو ال

.مع غيبتو غيره ) يقوم مقام النبي أنر في ىذا اليوم أبا بكر أن يؤم ) وقد روي أن النبي

.الناس إذا لم يحضر فخرج اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي ىذا الحديث من

بن زيد ، عن أبي حازم ، عن سيل بن طريق حماديا ببلل ، إن : ) ) قال ) أن النبي : سعد ، وفيو

حضرت الصبلة ولم آت فمر أبا بكر يصمي ( ( .بالناس

وخرجو الحاكم من طريق عمر المقدمي ، عن أبي حازم ا بكر ، إن يا أب : ) ) قال ) أن النبي : ، وفي حديثو

.نعم : قال ( ( . أقيمت الصبلة فتقدم فصل بالناس لو ) وعمى ىذه الرواية ، فإنما تقدم أبو بكر بإذن النبي

.في ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" دليل عمى أن أبا بكر كان أحق الناس باإلمامة : وفيو

عند تخمفو عن الصبلة بالناس في ) ي في حياة النب .صحتو ومرضو

إنو إنما أمره في : وىذا يشكل عمى قول اإلمام أحمد مرضو بالصبلة ؛ ألنو أراد استخبلفو عمى األمة ، فإن

أمره بالصبلة في غيبتو يدل عمى أنو أحق الناس حابة ؛ فإنو يقر أ ما يقرءون ، باإلمامة ، وأنو أقرأ الص

ويزيد عمييم باختصاصو بمزيد الفيم والفضل ، وما اختص بو من الخشوع في الصبلة وعدم االلتفات فييا ،

.وكثرة البكاء عند قراءة القرآن أن شق الداخل في الصبلةالداخل في الصبلة : ومنيا

الصفوف طوال حتى يقوم في الصف األول ليس بمكروه كان في الصف األول فرجة ، وقد سبق ذكر ، ولعمو

المرور بين يدي : أبواب ) ) ىذه المسأألة في ( ( .المصمي إن ذلك يختص جوازه بمن تميق بو الصبلة : وقد قيل

بالصف األول لفضمو وعممو ، وىو الذي ذكره ابن عبد .البر

.كراىتو : والمنصوص عن أحمد يشق الصفوف إذا : قمت ألبي عبد اهلل : قال أألثرم

قاموا إلى الصبلة عمى نحو حديث المسور بن مخرمة ؟ الميم إال أن يضيق الموضع : كأنو لم يعجبو ، ثم قال

بالناس ، وتؤذييم الشمس ، فإذا أقيمت شق الصفوف .ودخل ، ليس بو التخطي ، إنما بو ما أذاه الشمس

أن االلتفات في الصبلة لحاجة عرضت غير : ومنيا نما يكره لغير حاجة .مكروه ، وا

أن االلتفات وكثرة التصفيق لحاجة غير مبطل : ومنيا .لمصبلة ، وكذلك التأخر والمشي من صف إلى صف

أن رفع اليدين في الصبلة ، وحمد اهلل تعالى : ومنيا .عند نعمو تجددت غير مبطل لمصبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" :وقد اختمف في ذلك

.ىو حسن : فقال عبيد اهلل بن الحسن العنبري .يمضي في صبلتو : وقال األوزاعي

ما جرى عمى لسان الرجل في الصبلة ما : وقال عطاء .لو أصل في القرآن فميس بكبلم

ن : اق وقال إسح إن تعمده فيو كبلم ، يعيد الصبلة ، وا .سبق منو من غير تعمد فميس عميو إعادة

إن تعمد فأحب إلى أن يعيد ، فبل يتبين : -مرة -وقال .نقمو عنو حرب : -لي

وروي عنو ما يدل . وعن أحمد ، أنو يعيد الصبلة بذلك نو ، وقد سبق ذلك مستوفى عمى أنو ال تعاد الصبلة م

( ( .ما يقول إذا سمع المؤذن : باب ) ) في أن أمر اإلكرام التكون مخالفتو معصية ، وليذا : ومنيا

ما كان البن أبي قحافة أن يصمي : ) ) قال أبو بكر .، ولم يكن ذلك عميو ) ( ( بين يدي رسول اهلل

إن أبا بكر لم يؤم النبي : استدل بو من قال وىذا مما

.قط ، ال في صحتو وال في مرضو ) أن : -وىو الذي قصده البخاري بتبويبو ىاىنا -ومنيا

من أحرم بالصبلة إماما في مسجد لو إمام راتب ، ثم حضر إمامو الراتب ، فيل لو أن يؤخر الذي أحرم

س إماما ويصير مأموما ، ويصير اإلمام اإلمام بالنا؛ ألنو إمام ) الراتب ، أم ال بل ذلك من خصائص النبي

الناس عمى كل حال ، وقد نيى اهلل عن التقدم بين يديو ما كان البن أبي قحافة أن : ) ) ، وليذا قال أبو بكر

يصمي بين يدي

(/)

"""""" ة رقم صفح""""""

:؟ في ذلك قوالن ) ( ( رسول اهلل أنو ال يجوز ذلك ، بل ىو من خصائص : أحدىما وحكاه ابن عبد البر إجماعا من العمماء ، ) . النبي

.وحكاه بعض أصحابنا عن أكثر العمماء

و ، أنو يجوز ذلك ، وتبويب البخاري يدل عمي: والثاني وىو قول الشافعي ، وأحد الوجيين ألصحابنا ، وقول

.ابن القاسم من المالكية واستدل بيذا الحديث عمى أن اإلمام إذا سبقو الحدث

جاز لو أن يستخمف بعض المأمومين ؛ ألنو إذا جازت الصبلة بإمامين مع إمكان إتماميا باإلمام األول فمع

.لك لبطبلن صبلة األول أولى عدم إمكان ذ أن الرجل إذا نابو شيء في : -أيضا -وفي الحديث

صبلتو ، فإنو يسبح ، ولو صفق لم تبطل صبلتو ، .ولكنو يكون مكروىا

، فاختمفوا في ( ( إنما التصفيح لمنساء : ) ) وأما قولو :معناه

أن التصفيح من : فحممو مالك وأصحابو عمى أن المراد أفعال النساء ، فيكون إخبارا عن عيبو وذمة ، وأنو ال .ينبغي أن يفعمو أحد في الصبلة ، رجبل كان أو أمرأة

( ( من نابو شيء في صبلتو فميسبح : ) ) وحمموا قولو عمى أنو عام ، يدخل في عمومو الرجال والنساء ،

.نساء في الصبلة إخبار منو بمشروعيتو لموقد روى ىذا الحديث حماد بن زيد ، عن أبي حازم ،

إذا نابكم شيء في : ) ) عن سيل ، وقال في حديثو ( ( .الصبلة فميسبح الرجال ، وليصفح النساء

.خرجو النسائي وغيره وىذا صريح في ذلك ، سيأتي الكبلم عمى ذلك مستوفى

ي موضعو منف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

؛ فإن البخاري خرج -إن شاء اهلل تعالى -الكتاب التسبيح لمرجال والتصفيق لمنساء من حديث أبي ىريرة

) .وسيل بن سعد ، عن النبي وقد روي معنى حديث سيل من حديث أبي ىريرة بسياق

.غريب حدثنا الحسن ( ( : العمل ) ) خرجو الترمذي في كتاب

ثنا شبابة ، عن المغيرة بن مسمم ، عن : بن الصباح محمد بن عمرو ، عن أبي سممة ، عن أبي ىريرة ،

في حاجة ، فأقام ببلل الصبلة ) ذىب رسول اهلل : قال وأبو بكر في الصبلة ، ) فجاء النبي ، فتقدم أبو بكر ،

، وصمى ) فأرادوا أن يردوا وصفقوا ، فمنعيم رسول اهلل التسبيح لمرجال : ) ) خمفو ، فمما انفتل قال ) رسول اهلل

( ( .، والتصفيق لمنساء : يعني -سألت عنو محمد بن إسماعيل : وقال

: ، وجعل يستحسنو ، وقال فمم يعرفو -البخاري .انتيى . عن أبي حازم ، عن سيل : المشيور

وىذا يخالف ما في حديث سيل ، من أن أبا بكر تأخر حديث : ، فصمى بالناس ، والصحيح ) وتقدم النبي

.أعمم ) واهلل . سيل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

يم أكبرىم إذا استووا في القراءة فميؤمثنا حماد بن زيد ، : حدثنا سميمان بن حرب -

عن أيوب ، عن أبي قبلبة ، عن مالك بن الحويرث ، ونحن شببة ، فمبثنا عنده نحوا ) قدمنا عمى النبي : قال

لو : ) ) رحيما ، فقال ) بي من عشرين ليمة ، وكان الن رجعتم إلى ببلدكم ، فعممتموىم ، مروىم فميصموا صبلة

كذا في حين كذا ، وصبلة كذا في حين كذا ، فإذا حضرت الصبلة ، فميؤذن لكم أحدكم ، وليؤمكم

( ( .أكبركم من حديث خالد -بمعناه -ىذا الحديث خرجو مسمم

وكانا : قال الحذاء : ن أبي قبلبة ، وزاد فيو الحذاء ، ع .متقاربين في القراءة

وكنا يومئذ متقاربين في : وخرجو أبو داود ، وزاد فيو .العمم

ورواه حماد بن سممة ، عن أيوب ، عن أبي قبلبة ، عن

يؤم القوم : ) ) قال ) مالك بن الحويرث ، أن النبي ( ( .ىم سنا أكبر

غمط حماد في لفظة ، : ذكره أبو بكر األثرم ، وقال نما رواه بالمعنى .وا

من حديث أوس بن ضمعج ، ( ( صحيح مسمم ) ) وفي يؤم القوم : ) ) ، قال ) عن أبي مسعود ، عن النبي

م اقرؤىم لكتاب اهلل ، وأقدميم قراءة ، فإن كانت قراءتيسواء فميؤميم أقدميم ىجرة ، فإن كانوا في اليجرة سواء

( ( .فميؤميم أكبرىم سنا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وفي ألفاظ ىذا الحديث اختبلف ، وقد توقف فيو أبو حاتم الرازي ، وحكى عن شعبة ، أنو كان ييابو ؛ لتفرد

إنما رواه : بو عن أوس ، فقال إسماعيل بن رجاءالحسن بن يزيد األصم ، عن السدي ، وىو شيخ ،

.حديث السدي : يعني -وأخاف أن ال يكون محفوظا وىذه األحاديث كميا تدل عمى التقديم بالسن عند

التساوي في القرءاة وغيرىم من الفضائل ، وقد أخذ بذلك .أكثر العمماء

إذا استووا في القراءة : ال عطاء والثوري وأبو حنيفة ق .والفقة فأسنيم .لمسن حق : وقال مالك

ىل تقدم اليجرة والنسب عمى السن ، أم : ولكن اختمفوا ال ؟

.وفيو اختبلف بين أصحابنا وغيرىم من الفقياء . إنو يقدم باليجرة ، وبعدىا بالسن : وقول إسحاق

.أيضا -إنو ظاىر كبلم أحمد : وقيل ىل يكره أن يؤم : ومما يفرع عمى التقديم بالسن ، أنو الرجل أباه إذا كان أقرأ منو وأفقو ؟

عطاء ، وحكي عن أبي : فمن العمماء من كرىو ، منيم حنيفة ، ورواية عن

أنو ال : أصحابو أحمد ، والمشيور الذي نقمو عنو أكثر

.يكره إذا كان أقرأ منو ، وىو قول الثوري حابة -وروي عن أبي أسيد األنصاري ، -وىو من الص

أنو كان يأتم بابنو ، وكذلك عمرو بن سممة الجرمي كان يؤم الحي وفييم أبوه ، وقد قدم أبو بكر الصديق مكة في

.و فأميم وفييم أبو قحافة خبلفت

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

قوما فأميم [ اإلمام ] إذا زار أنا معمر ، : ثنا عبد اهلل : حدثنا معاذ بن أسد -

: أخبرني محمود بن الربيع ، قال : عن الزىري ، قال استأذن عمي : لك األنصاري قال سمعت عتبان بن ما

أين تحب أن أصمي من : ) ) فأذنت لو ، فقال ) النبي فأشرت لو إلى المكان الذي أحب ، فقام ( ( بيتك ؟

.وصففنا خمفو ، ثم سمم فسممنا

أبواب ) ) قد سبق ىذا الحديث مطوال ومختصرا في ( ( .المساجد نما مقص أنو يجوز لمزائر أن يؤم في : وده منو ىاىنا وا

.منزل من زاره بإذنو :وقد اختمف في كراىة ذلك

إسحاق ، واستدل بما روى بديل : منيم : فكرىو طائفة بن ميسرة ، عن أبي عطية مولى ليم ، عن مالك بن

من زار ) ) :يقوم ) سمعت رسول اهلل : الحويرث ، قال ( ( .قوما فبل يؤميم ، وليؤميم رجل منيم

وخرجو النسائي بمعناه ، . خرجو أبو داود والترمذي .وحسنو الترمذي

وقد عمل بيذا الحديث مالك بن الحويرث ، ولم يتقدم في .منزل غيره مع أمرىم لو بالتقدم ، واستدل بما رواه

.ال نعرفو : بن المديني وأبو عطية ىذا ، قال اروى إسحاق بن يحيى بن طمحة ، عن المسيب بن رافع

وكان -ومعبد بن خالد ، عن عبد اهلل بن يزيد الخطمي أتينا قيس بن سعد بن : ، فقال -أميرا عمى الكوفة

قم فصل : عبادة في ببيتو ، فأذن بالصبلة ، فقمنا لقيس لم أكن ألصمي بقوم لست عمييم بأمير ، : نا ، فقال ل

عبد اهلل: يقال لو -فقال رجل ليس بدونو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الرجل ) : ) ) قال رسول اهلل : -ابن حنظمة الغسيل ( ( .أحق أن يؤم في رحمو

.خرجو الجوزجاني ، ( ( في بيتو : ) ) لبزار ، وعنده وخرجو الطبراني وا

( ( .فأمر مولى لو فتقدم فصمى : ) ) وزاد .بمعناه -أيضا -وخرجو البييقي

سحاق ىذا ، ضعيف جدا .وا .وقد روي ىذا المعنى من وجوه متعددة فييا ضعف وروى أبو نضرة ، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد ،

يت عمى أىمي وأنا ممموك ، فدعوت أناسا من بن: قال

أصحاب رسول اهلل عود وأبو ذر وحذيفة ، فحضرت ال ، تقدم أنت : فقالوا . بتقدم بعضكم : الصبلة ، فقمت .أحق فقدموني

.خرجو وكيع وابن أبي شيبة وغيرىما .واستدل بو بو أحمد وغيره عمى إمامة العبد

ولم أسمعو منو : قال -حاق ، عن عمقمة وروى أبو إس أن ابن مسعود أتى أبا موسى في منزلو ، فحضرت -

الصبلة ، فقال أبو موسى تقدم يا أبا عبد الرحمن ؛ فإنك بل تقدم أنت ؛ فإنما أتيناك في : قال . أقدمنا سنا وأعمم

.منزلك ومسجدك ، فأنت أحق فتقدم أبو موسى صاحب البيت أحق : وقال أشعث ، عن الحسن

.باإلمامة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ورخص آخرون في إمامة الزائر بإذن رب البيت ، وىو

.قول مالك وأحمد وىذا القول ىو الذي بوب عميو البخاري ىاىنا ، ولكنو

.لم يشترط اإلذن إنما يكون : عقيل من أصحابنا ، وقال وقد وافقو ابن

مام المسجد أولى ممن سواه ال ممن ىو أقرأ رب البيت وا .منو أو أفقو أنو يقدم األقرأ واألفقو مطمقا ، عمى إمام : وظاىر ىذا

.المسجد ورب البيت ، بإذنو وغيره -ك وقد روي عن حميد بن عبد الرحمن ما يدل عمى ذل

.إن شاء اهلل تعالى -، وسيأتي فيما بعد -أيضا مام وأكثر العمماء عمى أنو إنما يقدم عمى رب البيت وا نما يعتبرر اإلذن في حق غير النبي المسجد بإذنو ، وا

. ( الناسخ ) ) وقد ذكر أبو بكر األثرم في كتابو

ي بالقوم إذا زارىم من كان يصم) أن النبي ( ( والمنسوخ غير استئذان ؛ ألنو كان إمام الناس كميم حيث ما كان

والنيي عن إمامة الزائر يحمل : قال . ، وليس ىذا لغيره

.في حق أمتو عمى إمامتيم بغير إذنيم عن أبي مسعود ، عن النبي ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

ؤمن الرجل الرجل في سمطانو ، وال ال ي: ) ) ، قال ) ( ( .بقعد في بيتو عمى تكرمتو إال بإذنو

أرجو أن يكون االستثناء عمى كمو ، : قال اإلمام أحمد .وأما التكرمة فبل بأس بو إذا أذن

أن االستثناء يعود إلى الجموس عمى التكرمة : يعني ى اإلمامة في قطعا من غير شك ، ويرجى عوده إل

.، فيكون مرخصا فييا بإذنو -أيضا -سمطانو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وفسر سفيان وأحمد السمطان في ىذا الحديث بداره إذا كان الرجل في قريتو : ونقل حرب عن أحمد ، قال

مو إال وداره فيو في سمطانو ، ال ينبغي ألحد أن يتقد .بإذنو

) : وفي رواية لمسمم في حديث أبي مسعود ، عن النبي ( ( .وال يؤمن الرجل في أىمو وال في سمطانو ) )

ما : بيتو ، وبسمطانو : وعمى ىذه الرواية ، فالمراد بأىمو .يتصرف فيو بأمره ونييو ، كأمير البمد

وال يؤمن الرجل في بيتو ) ) : وخرجو أبو داود ، ولفظو ( ( .، وال في سمطانو

ولو اجتمع السمطان العام والسمطان الخاص ، مثل أن يجتمع في بيت رجل رب البيت وسمطان المصر ، أو في مسجد إمام المسجد والسمطان ، فيل يقدم السمطان

جد عمييما ، أم يقدمان عميو ، أم يقدم عمى إمام المسدون صاحب البيت ؛ ألن إمام المسجد إنما يقدم بتقديم

.السمطان لو غالبا ؟ فيو ثبلثة أوجو ألصحابنا وظاىر ما تقدم عن قيس بن سعد يقتضي أن رب البيت

مام المسجد ، كرب البيت فيما أولى من السمطان وا .ذكرنا

جريج ، أنا عبد المجيد ، عن ابن : وروى الشافعي أقيمت الصبلة في مسجد : أخبرني نافع ، قال : قال

بطائفة المدينة ، والبن عمر قريب من ذلك المسجد مام ذلك المسجد مولى لو ، ومسكن أرض يعمميا ، وا ذلك المولى وأصحابو ثم ، فمما سمعيم عبد اهلل جاء

: و المولى صاحب المسجد ليشيد معيم الصبلة ، فقال ل أنت أحق أن تصمي في : فقال عبد اهلل . تقدم فصل

مسجدك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.مني ، فصمى المولى لعل ىذا المولى كان عتيقا البن عمر ، وأما لو : قمت

.كان رقيقا لو ففي كونو أولى باإلمامة نظر السيد في منزل عبده أولى منو : أصحابنا وقد قال

.باإلمامة ؛ ألنو يممكو ويممك منزلو ىل يممك مالو ، أم ىو : وىذا قد يبنى عمى أن العبد

.واهلل أعمم . ممك لمسيد ؟ وفيو خبلف مشيور

جاء : وروى أبو قيس ، عن ىزيل بن شرحبيل ، قال : ، فأقيمت الصبلة ، فقمنا لو ابن مسعود إلى مسجدنا

إن إمامو ليس : فقمنا . يتقدم إمامكم : فقال . تقدم .يتقدم رجل منكم : قال . ىاىنا

.خرجو البييقي وىذا مما يشيد لو ما تقدم عن أحمد ، أن الرجل إذا كان

.في قريتو فيو في سمطانو ، فبل يتقدم عميو بإسناده ، عن الحسن ، أنو دخل مسجدا ، وروى حرب

اإلمام أحق : تقدم يا أبا سعيد ، قال : فقال لو إمامو .باإلمامة

وروي عن حميد بن عبد الرحمن ، أنو تقدم في بعض البوادي عمى إماميم بغير إذن ، وكره إمامو األعرابي ،

.اهلل تعالى إن شاء -وسيأتي فيما بعد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

إنما جعل اإلمام ليوتم بو في مرضو الذي توفى فيو بالناس وىو ) وصمى النبي

.جالس إذا رفع قبل اإلمام يعود فيمكث بقدر : وقال ابن مسعود

.ما رفع ، ثم يتبع اإلمام فيمن يركع مع اإلمام ركعتين وال يقدر -وقال الحسن يسجد لمركعة األخيرة سجدتين ، ثم : -عمى السجود

وفيمن نسي سجدة . يقضي الركعة األولى بسجودىا .يسجد : حتى قام

أن اإلمام يتبع في جميع أفعالو ، : المقصود بيذا الباب ن فات من متابعتو شيء ، فإن و يقضيو المأموم ثم وا

نما يتم ىذا بأن يصموا وراءه جموسا إذا صمى يتبعو ، وا .جالسا

إنما : ) ) ألجمو ) وىذا المعنى ىو الذي قال النبي ، والبخاري يدعي نسخو ، كما ( ( جعل اإلمام ليؤتم بو

ذكره في آخر الباب ، فعمى قولو يفوت كمال المتابعة .ام بو واالئتم

جالسا في مرضو قد خرجو ) وما عمقو من صبلة النبي .في الباب بإسناده

أن من رفع : وأما ما حكاه عن ابن مسعود ، فمضمونو رأسو قبل اإلمام فإنو يعود إلى الركوع والسجود الذي رفع

منو ، فيمكث بقدر ما رفع قبمو ليتم متابعتو ، ويكون .و وسجوده بقدر ركوع اإلمام وسجوده ركوع

إذا رفع أحدكم : وىكذا قال عمر بن الخطاب ، قال رأسو من ركعتو أو سجدتو قبل اإلمام ، فميعد حتى يرى

.قد أدرك ما فاتو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

مسند ) ) خرجو حرب الكرماني واإلسماعيمي في من طريق أين إسحاق ، عن يعقوب بن عبد ( ( عمر

اهلل بن األشج ، عن بسر بن سعيد ، عن الحارث بن .فذكره -سمعت عمر : مخمد ، عن أبيو مخمد ، قال

وخرجو الحافظ أبو موسى المديني من طريق حماد بن مسعدة ، عن ابن أبي ذئب ، عن يعقوب بن األشج ،

) .و ، إال أنو رفعو إلى النبي ب .ورفعو فيو نكارة ىذا القدر من المتابعة لؤلمام ، كما ) وقد اعتبر النبي

خرجو مسمم من حديث أبي موسى األشعري ، عن النبي إذا صميتم فأقيموا صفوفكم ، وليؤمكم : ) ) ، قال )

ذا قال أحدكم ، فإذا كبر فكبروا ، غير المغضوب : ) وا الين )عمييم وال الض

آمين ، يجبكم اهلل ، فإذا كبر : فقولوا [ : الفاتجة ] وركع فكبروا واركعوا ، فإن اإلمام يركع قبمكم ويرفع

ذا قال ) : ) ) فقال النبي ( ( . قبمكم : فتمك بتمك ، وا الميم ربنا لك الحمد ، : فقالوا سمع اهلل لمن حمده ،

) : يسمع اهلل لكم ؛ فإن اهلل تعالى قال عمى لسان نبيو سمع اهلل لمن حمده ، فإذا كبر وسجد فكبروا واسجدوا ؛

) : ؛ قال رسول اهلل ( ( فإن اإلمام يسجد قبمكم ويرفع .وذكر بقية الحديث -( ( فتمك بتمك ) )

أن ما سبقكم من ( ( : فتمك بتمك ) ) ) :ومعنى قولو ركوعو قبمكم وسجوده قبمكم تدركونو بتأخركم بالرفع بعده من الركوع والسجود ، فتساوونو في قدر ركوعو وسجوده

.بذلك وروى أبو داود وابن ماجو من حديث ابن مسعود ، عن

ود ، ال تبادروني بالركوع وال بالسج: ) ) ، قال ) النبي فميما أسبقكم بو إذا ركعت تدركوني إذا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

رفعت ، وميما أسبقكم بو إذا سجدت تدركوني بو إذا ( ( .رفعت ؛ إني قد بدنت

وخرج اإلمام أحمد من حديث ابن مسعدة صاحب ي قد إن: ) ) يقول ) سمعت رسول اهلل : الجيوش ، قال

( ( .بدنت ، فمن فاتو ركوعي أدركو في بطء قيامي فمن رفع قبل اإلمام يعود : فميذا المعنى قال ابن مسعود

.فيمكث بقدر ما رفع ثم يتبع اإلمام أنو إذا فعل ذلك فقد تخمص : وفيو معنى آخر ، وىو

.عنو من محذور رفعو قبل اإلمام ، وىو منييوقد روي مثل قول ابن مسعود عن عمر وابنو ، وعن كثير من التابعين ومن بعدىم من العمماء ، وىو قول

الفقياء المشيورين كأبي حنيفة ومالك والثوري والشافعي .وأحمد

وأوجب أصحابنا عمى السابق أن يرفع ليتبع اإلمام ، ما . دام اإلمام لم يرفع بعد

يسحب لو أن يعوض عن ذلك : فإن رفع اإلمام ، فقالوا بالتطويل في السجدة الثانية ، وحمموا عميو ما روي عن

من رفع رأسو في السجدة األولى قبل : ابن عمر ، قال .اإلمام فميطول في الثانية ليصنع في الثانية بعد اإلمام : وعن ابن مسعود ، قال

.بقدر ما كان رفع في األولى

( ( .سننو ) ) خرجيما سعيد بن منصور في ولم يفرق أكثرىم بين أن يرفع قبمو عمدا أو سيوا ، وىذا

عمى أصل الحنفية ظاىر ؛ ألنيم يرون أن ال تبطل الصبلة بزيادة ركوع أو سجود عمدا ، وأما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أصحاب الشافعي وأحمد فعندىم تبطل الصبلة بذلك .عمدا

إنو إن رفع قبل اإلمام عمدا لم : وقال بعض متأخرييم يعد إلى متابعتو فيما رفع عنو من ركوع أو سجود ؛ ألنو

.يكون قد تعمد زيادة ركن عمدا فتبطل صبلتو بذلك أصحابيم ؛ فإن عوده ما أطمقو األئمة وأكثر : والصحيح

إلى المتابعة قطع لما فعمو من القيام والقعود الذي سبق بو اإلمام ، وعود إلى متابعة اإلمام ، وليس عوده إتماما لمركوع وال لمسجود الذي سبق بو ، بل ىو إبطال لو ،

.فبل يصير بذلك متعمدا لزيادة ركن تام م سبق إمامو ففي بطبلن وبكل حال ؛ فإذا تعمد المأمو

.صبلتو بذلك وجيان ألصحابنا إن البطبلن ظاىر كبلم أحمد ، وروي عن ابن : وقيل

عمر ، وأكثر العمماء عمى أنيا ال تبطل ، ويعتد لو بيا .إذا اجتمع مع إمامو فيما بعد

ولو كان سبق اإلمام سيوا حتى أدركو إمامو اعتد لو .أصحابنا وغيرىم ، خبلفا لزفر بذلك عند

كتاب القواعد في ) ) وقد بسطت القول عمى ذلك في .واهلل أعمم ( ( . الفقو

وأما ما حكاه البخاري عن الحسن ، فإنو يتضمن :مسألتين :إحداىما

إذا صمى مع اإلمام ركعتين ، وقدر عمى الركوع فييما عجز عنو ، فإنو إذا قعد اإلمام معو دون السجود فإنو

لمتشيد سجد سجدتين ، فكممت لو الركعة الثانية ، وأعاد .الركعة األولى التي عجز عن سجدتييا

وىذا يدل عمى أن المأموم إذا تخمف عن متابعة اإلمام في سجدتين من ركعة ، فقد فات المأموم تمك الركعة ؛

نمافميذا لم يعتد بالرك عة األولى ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

دراك يعتد بالثانية ؛ ألنو قدر عمى قضاء السجدتين ، وا .اإلمام قبل سبلمو ، فيو كما لو أدركيما معو

وفي ىذا نظر ؛ فإنو كان ينبغي أن يأتي بالسجدتين في ا يأتي بيما في حال قيام اإلمام إلى الثانية ، ثم يمحقو كم .تشيده في الثانية ، وال فرق بينيما

وقد يحمل عمى أنو لم يتمكن من السجدتين إال في .التشيد ، ولم يتمكن في حال قيام اإلمام في الثانية وعن أحمد فيما إذا تخمف عن اإلمام حتى فاتو معو

:روايتان -سجدتان و تمغى ركعتو ، كما قال الحسن ، ولكن ال أن : إحداىما

.فرق عنده بين الركعة األولى والثانية إن خاف فوات الركعة الثانية بتشاغمو : والرواية الثانية

ن لم يخف قضى السجدتين بقضاء السجدتين فكذلك ، وا .إذا قام اإلمام في الثانية ثم لحقو فييا

ىاتان : فمنيم من قال : ك واختمف األصحاب في ذل الروايتان جاريتان في جميع صور التخمف عن متابعة

.اإلمام بركنين ، سواء كان لسيو أو نوم أو زحام إنما نص أحمد في الساىي والنائم عمى : ومنيم من قال

أن ركعتو تمغى ، ونص في المزحوم عمى أنو يقضي ثم يقر النصان عمى ما نص عميو من غير يمحق اإلمام ، ف

نقل وال تخريج ، ويفرق بين المزحوم وغيره ، بأن غير المزحوم مفرط ومقصر فتمغى ركعتو ، بخبلف المزحوم

.فإنو معذور فيأتي بما فاتو ويمحق إمامو وروى حرب بإسناده ، عن األوزاعي في رجل صمى مع

في الثانية ركع اإلمام وسجد اإلمام ركعة ، فمما كان إن : سجدتيو ، ثم قام في الثالثة والرجل قائم ؟ قال

ن كان قد نيض أدركو في سجدتيو ركع وسجد معيم ، وا في الثالثة اتبعو فيما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بقي من صبلتو ، ثم يقضي تمك الركعة التي نام عنيا .غفل أو

وعن الزىري ، في الرجل يصمي مع اإلمام ، فينام حتى يصمي ما : يفرغ اإلمام من الركعة والسجدتين ؟ قال

.تركو بيد أن يسمم ، ويسجد سجدتي السيو وبإسناده ، عن ىشام ، عن الحسن ، في رجل كان مع

يتبعيم : وا ؟ قال القوم ، فنام أو سيا ، فركعوا أو سجد .بالركوع والسجود ، وليس عميو غيره

وىذا يدل عمى أن كبلم الحسن الذي حكاه البخاري إنما أراد بو أنو عجز عن قضاء السجدتين قبل تشيد

.واهلل أعمم . اإلمام

ما خرجو عبد الرزاق في : -أيضا -ويدل عميو ، عن معمر ، عن رجل ، عن الحسن ، ( (كتابو ) )

في رجل دخل مع قوم في صبلتيم ، فنعس حتى ركع .يتبع اإلمام : اإلمام وسجد ؟ قال

لو كبرت : قمت لو : وعن ابن جريج ، عن عطاء ، قال مع اإلمام الستفتاح الصبلة ، ثم ركع فسيوت ، فمم

.قد أدركتيا فاعتد بيا : تى رفع ؟ قال أركع ح فنعست ، فمم أزل قائما حتى رفع الناس : قمت لعطاء

: وسجدوا ، فجبذني إنسان ، فجمست كما أنا ؟ قال .تقضييا : يعني -فأوف تمك الركعة عن الثوري ، في رجل كبر مع اإلمام : وقال عبد الرزاق

الصبلة ، ثم نعس حتة صمى اإلمام ركعة أو في أولإذا استيقظ ركع وسجد ما سبقو ، ثم : ركعتين ؟ قال

.يتبع اإلمام بما بقي ، فيو يركع ويسجد بغير قراءة .وىذا قول غريب

وقد تقدم عن األوزاعي ، أنو يتبعو ، ويأتي بما فاتو ما لم ينيض اإلمام إلى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الركعة التي بعدىا إن أدركيم في أول سجودىم سجد معيم : وقال مالك

ن عمم أنو ال يقدر عمى الركوع وأن واعتد بيا ، وا يدركيم في السجود حتى يقوموا في الثانية تبعيم فيما

.بقي ، وقضى الركعة بعد السبلم ، وسجد لمسيو أنو يسجد ويتبعو ما لم يركع اإلمام : ومذىب الشافعي

الركعة الثانية ؛ فإن ركع لغت ركعتو ، ثم قضاىا بعد .سبلم اإلمام

إذا فاتو مع اإلمام أكثر من : ومذىب اإلمام أحمد ركنين لغت ركعتو ، ويقضييا بعد سبلم اإلمام

.كالمسبوق أنو إذا نام حتى فاتو ركعتان : وعن اإلمام أحمد رواية

.بطمت صبلتو

وىذا محمول عمى أنو كان نوما طويبل ، فانتقضت .طيارتو ، فيعيد الوضوء والصبلة

إذا نام حتى رفع اإلمام من : وحكي عنو رواية أخرى .الركوع تبطل صبلتو

ة قيام األول عمى أنو نام مد -أيضا -وىي محمولة واهلل . وركوعو ورفعو ، فيو نوم طويل ناقض لمطيارة

.أعمم :المسألة الثانية

.أن من نسي سجدة حتى قام اإلمام سجد ، ثم تابعو .وىذا قول جميور العمماء

ال نعمم فيو خبلفا ؛ ألنو تخمف : ومن أصحابنا من قال را في حق من صمى يسير لعذر ، وتعم بو البموى كثي

.خمف من ال يطيل المكث في ركوعو وسجوده وىذا مطرد في كل من فاتو مع اإلمام ركن واحد لعذر

.من زحام أو نوم أو نسيان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وال فرق بين ركن وركن في ذلك عند كثير من العمماء .من أصحابنا وغيرىم

إن : ابنا من فرق بين الركوع وغيره ، فقال ومن أصحفاتو الركوع وحده حتى رفع اإلمام فحكمو حكم التخمف عن اإلمام بركنين ، كما سبق ، فإما أن تفوتو الركعة .ويقضييا ، أو أن يركع ثم يتابع إمامو ، عمى ما سبق

سبق وحكي رواية عن أحمد ، أنو تبطل صبلتو ، قد .ذكرىا وتأويميا

وفرق ىؤالء بين الركوع وغيره بأن الركوع عماد الركعة ، وبو تمحق تفوت بفوتو ، فألحق بالركنين في التخمف بو

.عن اإلمام ، وىذه طريقة ابن أبي موسى وغيره ومن سوى بين الركوع وغيره فرق بين ىذا وبين المسبوق

مع اإلمام معظم الركعة ، وىو ، بأن المسبوق قد فاتو .القيام والقراءة والركوع ، وليس ىذا كذلك

وقد سبق عن عطاء ما يدل عمى أنو يركع بعد إمامو

.ويعتد لو بتمك الركعة .أعمم ) واهلل

:خرج البخاري في ىذا الباب ثبلثة أحاديث :الحديث األول

ثنا زائدة ، عن موسى : حمد بن يونس حدثنا أ - بن أبي عائشة ، عن

دخمت عمى عائشة ، : عبيد اهلل بن عبد اهلل ، قال أال تحدثني عن مرض: فقمت

: ، فقال ) بمى ؛ ثقل النبي : ؟ قالت ) رسول اهلل ول اهلل ، ال ، يا رس : فقمنا ( ( . أصمى الناس ؟ ) )

ضعوا لي ماء في : ) ) وىم ينتظرونك ، فقال ففعمنا ، فاغتسل ، فذىب لينوء : قالت ( ( . المخضب

( ( أصمى الناس ؟ : ) ) فأغمي عميو ثم أفاق ، فقال ال ، وىم ينتظرونك يا رسول اهلل عكوف في : قمنا

شاء اآلخرة ، لصبلة لع) المسجد ينتظرون رسول اهلل إلى أبي بكر بأن يصمي) فأرسل النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يأمرك ) إن رسول اهلل : بالناس ، فأتاه الرسول ، فقال يا -وكان رجبل رقيقا -أن تصمي بالناس فقال أبو بكر

ذلك ، أنت أحق ب: فقال لو عمر . عمر ، صل بالناس وجد من نفسو ) فصمى أبو بكر تمك األيام ، ثم إن النبي

خفة ، فخرج بين رجمين أحدىما العباس لصبلة الظير ، وأبو بكر يصمي بالناس فمما رأه أبو بكر ذىب ليتأخر ،

أجمساني : ) ) قال . بأن ال يتأخر ) فأوما إليو النبي : قال . ب أبي بكر ، فاجمساه إلى جن( ( إلى جنبو

فجعل أبو بكر يصمي وىو يأتم بصبلة رسول اهلل .قاعد ) والناس يصمون بصبلة أبي بكر والنبي )

: فدخمت عمى عبد اهلل بن عباس ، فقمت : قال عبيد اهلل أال أعرض عميك ما حدثتني عائشة عن مرض رسول

ىات ، فعرضت عميو حديثيا ، فما أنكر : قال ؟) اهلل أسمت لك الرجل اآلخر الذي : منو شيئا ، غير أنو قال .ىو عمي : ال ، قال : كان مع العباس ؟ قمت

ىذا السياق من أتم ما روي عن عائشة في ىذا الباب ، ي عائشة عن عبيد اهلل ، وقد وقد تفرد بو موسى ابن أب

سبق ما قالو أبو حاتم الرازي في حديثو ىذا ، وانو مما .يرتاب بو ، ولعل فيو ألفاظا مدرجة

فجعل أبو بكر : ) ) أن ما ذكره في آخره : والظاىر مدرج من قول بعض الرواة ، فميذا قال ( ( يصمي

، ( ( قالت : ) ) ، ولم يقل ( ( ل قا: : ) ) فيو فالظاىر أن عائشة لم تقل ذلك ، إنما قالو عبيد اهلل أو غيره كما تقدم ذلك من قول عروة ، زاده في حديثو عن

.عائشة ينيض بثقل ، من : أي -( ( ذىب لينوء : ) ) وقولو .بو نؤت بالحمل أنوء بو إذا نيضت: قوليم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:وفي ىذا الحديث من العمم مسائل كثيرة

أن اإلمام إذا كان قريبا من المسجد وعرف عذره : منيا المانع لو من الخروج إلى الصبلة ، فإنو ينتظر

.خروجو أن المغمى عميو إذا أفاق فإنو يستحب لو أن : ومنيا

( ( .الطيارة ) ) سل ، وقد سبقت المسألة في يغتأن المأمور بالصبلة بالناس لو أن يأذن لغيره : ومنيا

.في الصبلة بيم ؛ فإن أبا بكر أذن لعمر أن الوكيل لو أن يوكل فيما وكل فيو : ويؤخذ من ىذا

من غير إذن لو في التوكيل ، كما ىو أحد قولي العمماء حد .ى الروايتين عن أحمد ، وا ن : ومنيا جواز وقوف المأموم إلى جانب اإلمام ، وا

.كان وراءه صفوف ، وقد سبق الكبلم عمى ذلك أن النبي : -وىو مقصود البخاري ىاىنا -ومنيا

كان ىو اإلمام في ىذه الصبلة ، وكان أبو بكر مؤتما ) السا في ىذه الصبلة ، وكان أبو ج) بو ، وكان النبي

بكر إلى جانبو قائما ، والناس وراءه قياما ، ولم يأمره ، ) بالجموس ، وىذه الصبلة كانت في آخر حياة النبي

فدل ذلك عمى نسخ أمره بالجموس وراء اإلمام إذا صمى .جالسا ؛ ألن ذلك كان قبل ىذا بغير شك

كره البخاري في آخر الباب عن أبي بكر الحميدي وقد ذ، والحميدي أخذه عن الشافعي ، وسيأتي الكبلم عمى

.إن شاء اهلل تعالى -ذلك بعد ذكر باقي أحاديث الباب :الحديث الثاني

أنا مالك ، عن : حدثنا عبد اهلل بن يوسف - عن أبيو ، عن عائشة أم المؤمنين ، ىشام بن عروة ،

في بيتو وىو شاك ، ) صمى رسول اهلل : أنيا قالت فصمى جالسا وصمى وراءه قوم قياما ، فأشار إلييم أن

إنما: ) ) جمسوا ، فمما انصرف قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ذا رفع جعل اإلمام ليؤتم بو ، فإذا ركع فاركعوا ، وا ذا صمى جالسا فصموا جموسا ( ( .فارفعوا ، وا

:الحديث الثالث أنا مالك ، عن ابن : حدثنا عبد اهلل بن يوسف -

ركب فرسا ) شياب ، عن أنس بن مالك ، أن رسول اهلل فصرع عنو ، فجحش شقة األيمن ، فصمى صبلة من

ىو قاعد ، فصمينا وراءه قعودا ، فمما انصرف الصموات و إنما جعل اإلمام ليؤتم بو ، فإذا صمى قائما : ) ) قال

ذا رفع فارفعوا ، ذاي ركع فاركعوا ، وا فصموا قياما ، وا ذا قال ربنا ولك الحمد ، : سمع اهلل لمنحمده ، فقولوا : وا

ذا صمى جالسا فصموا جموسا أجمعون . ( (وا إذا صمى : ) ) ىذا منسوخ ، قولو : قال الحميدي

، ىذا ىو في مرضو القديم ، ( ( جالسا فصموا جموسا .ثم صمى بعد ذلك جالسا والناس خمفو قياما

نما يؤخذ : قال أبو عبد اهلل ولم يأمرىم بالقعود ، وا صمى في ) ي ؛ ألن النب ) باآلخر فاآلخر من فعل النبي

.مرضو الذي مات فيو جالسا والناس خمفو قيام وقد خرج البخاري فيما تقدم من حديث أبي الزناد ، عن

إنما : ) ) ، قال ) األعرج ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

فذكر مثل -( ( اإلمام ليؤتم بو ، فإذا كبر فكبروا ( ( .أجمعون : ) ) و حديث أنس إلى قول

وخرجو فيما بعد من حديث ىمام بن منبو ، عن أبي ) .ىريرة ، عن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد اختمف العمماء في صبلة القادر عمى القيام خمف :الجالس

محمد بن ال يجوز ذلك بالكمية ، ىذا قول : فقالت طائفة -في ظاىر مذىبو -الحسن والحسن ابن حي ومالك

.في رواية عنو -والثوري وتعمق بعضيم بحديث مرسل ، رواه جابر الجعفي ، عن

ال يؤمن أحد بعدي : ) ) قال ) الشعبي ، أن النبي ( ( .جالسا

د وجابر ، ال يحتج بما يسنده ، فكيف بما يرسمو ؟ وق

طعن في حدثيو ىذا الشافعي وابن أبي شيبة والجوزجاني .وابن حبان وغيرىم

ثنا سعيد بن عبد اهلل : وروى سيف بن عمر الضبي : الجمحي ، عن أبيو ، عن محمد بن مسممة ، قال

في شكوى اشتكاه ، وحضرت ) دخمت عمى رسول اهلل جالسا ونحن قيام ، فمما انصرف الصبلة ، فصمى بنا

، ( ( إذا صمى إمامكم جالسا فصموا جموسا : ) ) قال وكنا نفعل ذلك حتى حج حجتو ، فنيى فييا أن يؤم أحد

.قوما وىو جالس كتاب ) ) خرجو القاضي محمد بن بدر في

( ( .المناىي .لكذب وىو حديث باطل ، وسيف ىذا مشيور با

يجوز أن يصمي القادر عمى القيام خمف : وقالت طائفة اإلمام الجالس العاجز عن القيام بكل حال ، وىو قول

أبي حنيفة وأبي يوسف وزفر وابن المبارك والثوري ومالك

.واألوزاعي والشافعي وغيرىما -وفي رواية عنيما -

لك ، فالمشيور واختمف الرواية عن اإلمام أحمد في ذ أنو ال يجوز أن يأتم القادر عمى القيام بالعاجز : عنو

عنو ، إال أن يكون العاجز إمام الحي ، ويكون جموسو -لمرض يرجى برؤه ، ويأتمون بو جموسا ، كما سيأتي

.إن شاء اهلل ونقل عنو الميموني ، أنو ال يجوز ذلك إال خمف اإلمام

األعظم خاصة ، إذا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.كان مرضو يرجى برؤه وروي عنو ما يدل عمى جواز االئتمام بالجالس مطمقا ، لكن إن كان إمام الحي ورجي زوال عمتو صموا وراءه

ن كان غير ذلك صموا وراءه قياما .جموسا ، وا اقتداء القادر عمى القيام واختمف القائمون بجواز

ىل يصمي وراءه جالسا ، أو قائما ؟: بالجالس

يصمي وراءه قائما ، ىذا قول المغيرة : فقالت طائفة وحماد وأبي حنيفة والثوري وابن المبارك ومالك والشافعي

.وأبي ثور صل : ) ) واعتمدوا عمى أقيسة أو عمومات ، مثل قولو

( ( .، فإن لم تستطع فقاعدا قائما وتبعيم عمى ذلك طائفة من المحديثن كالحميدي

والبخاري ، وادعوا نسخ أحاديث األمر بالجموس لصبلة في مرض موتو قاعدا والناس خمفو قياما ، ولم ) النبي

يأمرىم بالجموس كما قرره البخاري ، وحكاه عن .الحميدي

يصمي القادر عمى القيام خمف اإلمام بل: وقال آخرون حابة ، وال الجالس جالسا ، ىذا ىو المروي عن الص

.يعرف عنيم اختبلف في ذلك حابة أسيد بن حضير : وممن روي عنو ذلك من الص

وقيس بن فيد وجابر بن .عبد اهلل وأبو ىريرة ومحمود بن لبيد

ابي خبلف ذلك ، بل كانوا يفعمون وال يعرف عن صح

ذلك في مساجدىم ظاىرا ، ولم ينكر عمييم عمميم .صحابي وال تابعي

روى سميمان بن ببلل ، عن يحيى بن سعيد ، عن بشير بن يسار ، أن أسيد ابن الحضير كان يؤم قومو بني عبد

األشيل في مسجدىم ، ثم اشتكى ، فخرج

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: إلييم بعد شكوه ، فأمروه أن يتقدم فيصمي بيم ، فقال ال يصمي لنا أحد غيرك : قالوا . إني ال استطيع أن أقوم

إني ال أستطيع أن أصمي قائما : فقال . ما كنت فينا .فاقعدوا ، فصمى قاعدا وصموا وراءه قعودا

.غيره خرجو األثرم و .وىذا إسناد صحيح

وروى ىشام بن عروة ، عن كثير بن السائب ، عن كان أسيد بن حضير قد اشتكى : محمود بن لبيد ، قال

عرق النسا ، وكان لنا إماما ، فكان يخرج إلينا فيشير إلينا بيده أن اجمسوا ، فنجمس فيصمي بنا جالسا ونحن

.جموس .خرجو الدارقطني

وروى قيس بن أبي حازم ، عن قيس بن فيد ، أن إماما .ليم اشتكى أياما

.فصمينا بصبلتو جموسا : قال خرجو أبو القاسم البغوي وذكره البخاري في

( ( .تاريخو ) ) بير ، عن جابر ، وروى يحيى بن سعيد ، عن أبي الز

.أنو فعل ذلك مع أصحابو وروى وكيع ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن

اإلمام أمير ، فإن : أبي حازم ، عن أبي ىريرة ، قال ن صمى قاعدا فصموا صمى قائما فصموا قياما ، وا

.قعودا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ح : قال اإلمام أحمد أسيد بن : ابة فعمو أربعة من الص: قال . حضير وقيس بن قيد ، وجابر ، وأبو ىريرة

إذا صمى جالسا ) : ) ) ويروى عن خمسة ، عن النبي .، وال أعمم شيئا يدفعو ( ( فصموا جموسا

، فإنو إنما دفع ذلك -) -وىذا من عممو وورعو إن شاء -بالنسخ وىي دعوى مردودة ، كما سيأتي بيانو

.اهلل تعالى وكان اإلمام أحمد يتورع عن إطبلق النسخ ؛ ألن إبطال األحكام الثابتة بمجرد االحتماالت مع إمكان الجمع بينيا ذا أمكن الجمع وبين ما يدعى معرضيا غير جائز ، وا

بينيا والعمل بيا كميا وجب ذلك ، ولم يجز دعوى النسخ . معو ، وىذه قاعدة مطردة

أنا إذا وجدنا حديثا صحيحا صريحا في حكم من : وىي األحكام ، فإنو ال يرد باستنباط من نص آخر لم يسق

لذلك المعنى بالكمية ، فبل ترد أحاديث تحريم صيد

المدينة بما يستنبط من حديث النغير ، وال أحاديث :توقيت صبلة العصر الصريحة بحديث

قبمكم من األمم كمثل رجل استأجر مثمكم فيما خبل) ) ليس فيما دون : ) ) الحديث ، وال أحاديث -( ( أجراء

فيما سقت السماء : ) ) بقولو ( ( خمسة أوسق صدقة ( ( .العشر

وقد ذكر الشافعي أن ىذا لم يسق لبيان قدر ما يجب كاة ، وما أش كاة ، بل لبيان قدر الز .بو ىذا منو الز

وممن ذىب إلى أن المأموم يصمي جالسا خمف اإلمام األوزاعي وحماد بن زيد : الجالس بكل حال من العمماء

وأحمد وأسحاق وأبو خيثمة زىير بن حرب وسميمان بن داود الياشمي وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو إسحاق

الجوزجاني وابن المنذر وابن خزيمة وابن حبان ، ونقمو جماعا قديما من السمف ، حتى قال في إ

أول من أبطل في ىذه األمة صبلة ( ( : صحيحو ) ) المأموم قاعدا إذا صمى إمامو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .المغيرة بن مقسم ، وعنو أخذ أبو حنيفة : جالسا

دعوى وأما دعوى النسخ في ىذا فقد بينا أنو ال يجوزبطبلن الحكم مع إمكان العمل بو ولو بوجو ، وسنبين -وجو العمل بو ، والجمع بين ما أدعى عميو التعارض

.إن شاء اهلل تعالى ويدل عمى أن األمر بالقعود خمف اإلمام القاعد غير

عممو بعمل لم تنسخ ولم تبطل منذ ) أن النبي : منسوخ .شرعت أنو عممو بأن اإلمام إنما جعل إماما ليؤتم بو : ومنيا

ذا : ) ) ويقتدى بو في أفعالو ، وقال إذا كبر فكبروا ، وا ذا قال : سمع اهلل لمن حمده ، فقولوا : ركع فاركعوا ، وا

ذا صمى جالسا فصموا جموسا ربنا ولك الحمد ، وا ،( ( أجمعون

م ينسخ منو شيء ، فكذلك وما قبل الصبلة جموسا ل القعود ؛ ألن الجميع مرتب عمى أن اإلمام يؤتم بو

.ويقتدى بو عن أبي ىريرة ، عن النبي ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

إنما اإلمام جنة ، فإذا صمى قاعدا فصموا : ) ) ، قال ) ذا قال الميم : فقولوا سمع اهلل لمن حمده ، : قعودا ، وا

أىل [ قول ] ربنا لك الحمد ، فإذا وافق قول أىل األرض ( ( .السماء غفر لو ما تقدم من ذنبو

أنو يتقى بو ويستتر ، وليذا إذا : ومعنى كونو جنة سممت سترتو لم يضر ما مر بين يديو ، كما سبق

.تقريره طاعة األمراء ، أنو جعل القعود خمفو من: ومنيا

، وطاعتو من طاعة ) وطاعة األمراء من طاعة الرسول أنو لم ينسخ من ىذه شيء ، بل كميا : اهلل ، ومعموم

.باقية محكمة إلى يوم القيامة من ( ( صحيحو ) ) فخرج اإلمام أحمد وابن حبان في

حديث ابن عمر ، أن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ألستم : ) ) كان في نفر من أصحابو ، فقال ) النبي

بمى ، نشيد : قالوا ( ( . تعممون أني رسول اهلل إليكم ؟ ألستم تعممون أنو من أطاعني : ) ) أنو رسول اهلل ، قال

بمى : قالوا ( ( . أطاع اهلل ، ومن طاعة اهلل طاعتي ؟ د أطاع اهلل ، ومن طاعة اهلل ، نشيد أنو من أطاعك فق

فإن من طاعة اهلل أن تطيعوني ، : ) ) طاعتك ، قال ن صموا قعودا ومن طاعتي أن تطيعوا أمراءكم ، وا

( ( .فصموا قعودا ومن طاعتي أن تطيعوا ) ) -أيضا -وفي رواية ليما

( ( .أئمتكم يصو وىذا يصمح أن يكون متمسكا لؤلمام أحمد في تخص

ذلك بإمام الحي ؛ فإن أئمة الحي إنما ينصبيم األئمة باألمام األعظم الذي -في رواية عنو -غالبا ، وخصة .تجب طاعتو

أنو جعل القيام خمف اإلمام الجالس من جنس : ومنيا

فعل فارس والروم بعظمائيا ، حيث يقومون ومموكيم ) : لك ، كما قال جموس ، وشريعتنا جاءت بخبلف ذ

من احب أن يتمثل لو الرجال قياما فميتبوأ مقعده من ) ) ( ( .النار

أييا الناس ، إن : وقال عمر بن عبد العزيز لمناس ن تجمسوا نجمس ، فإنما يقوم الناس لرب تقوموا نقم ، وا

.العالمين .دل وىذا حكم مستقر في الشريعة ، لم ينسخ ولم يب

ما خرجو مسمم من حديث أبي : وقد دل عمى ما ذكرناه بير ، عن جابر ، قال ، فصمينا ) اشتكى رسول اهلل : الز

وراءه وىو قاعد ، وأبو بكر يسمع الناس تكبيره ، فالتفت إلينا ، فرآنا قياما ، فأشار إلينا ، فقعدنا فصمينا بصبلتو

تفعمون -آنفا -إن كدتم : ) ) ا سمم قال قعودا ، فمم فعل فارس والروم ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" يقومون عمى مموكيم وىم قعود ، فبل تفعموا ، ائتموا

ن صموا قعودا بأئمتكم ، إن صموا قياما فصموا قياما ، وا ( ( .فصموا قعودا

حبان في وخرج اإلمام أحمد وأبو داود وابن من حديث األعمش ، عن أبي سفيان ( ( صحيحو ) )

: قال ليم ) أن النبي -في ىذه القصة -، عن جابر إنما جعل اإلمام ليؤتم بو ، فإن صمى قائما فصموا ) )

ن صمى جالسا فصموا جموسا ، وال تقوموا وىو قياما ، وا ( ( .ميا جالس كما يفعل أىل فارس بعظا

إن : وأما الكبلم عمى دعوى النسخ ، عمى قول من قال إنو كان : أبا بكر كان مأموما ، فأما عمى قول من قال

يأتم بو ، كما تقدم عن مالك وغيره ) إماما ، وكان النبي ، فبل داللة في الحديث حينئذ عمى أن االئتمام بالقاعد

.بالكمية ، كما قالو ) إن اإلمام كان ىو النبي : وأما من قال

الشافعي واإلمام أحمد والبخاري واألكثرون ، فالجمع بين

ىذا الحديث وبين األحاديث المتقدمة التي فييا األمر :بالجموس في الصبلة من وجيين

أن المؤتمين : -أحمد وىو الذي ذكره اإلمام -أحدىما بأبي بكر ائتموا بإمام ابتدأ بيم الصبلة وىو قائم ، ثم لما

انتقموا إلى االئتمام بقاعد ) انتقمت منو اإلمامة إلى النبي .، فاتموا خمفو قياما البتدائيم الصبلة خمف إمام قائم

ة إن ابتدأ بيم اإلمام الصبل: فعمى ىذا التقرير نقول ن ابتدأ بيم قائما ثم اعتل جالسا صموا وراءه جموسا ، وا

.فجمس أتموا خمفو قياما .ىكذا قرره اإلمام أحمد وأصحابو

إنو تصح ىنا صبلة المأمومين خمفو : ومنيم من قال قياما إذا جمس في أثناء صبلتو لعمة ، وسواء كان إمام

القائم خمف حي أو لم يكن ، بخبلف ابتداء صبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" الجالس ، فإنيا عند اإلمام أحمد إال إذا كان إمام الحي ، وجمس لمرض يرجى برؤه خاصة ، فإنو يغتفر في

.االستدامة ما ال يغتفر في االبتداء .أبو الفتح الحمواني : وممن قال ذلك من أصحابنا

مل أحاديث األمر بالقعود عمى أن تح: والثاني االستحباب ، وحديث صبلتو في مرضو من غير أمر

ليم بالجموس عمى جواز أن يأتموا بالقاعد قياما ، فيكون ن كان الجموس المأمومون مخيرين بين األمرين ، وا

.أفضل إنيم إذا ائتموا بالجموس : وىذا يتخرج عمى قول من قال

صبلتيم ، وقد اختمف أصحابنا في ذلك قياما صحت .عمى وجيين

وظير لي وجو ثالث في الجمع بين ىذه األحاديث ، كان ) أن النبي : وىو متجو عمى قول اإلمام أحمد

إماما ألبي بكر ، وكان أبو بكر إماما لمناس ، فكانت .تمك الصبلة بإمامين

ا اجتمع في ىذه الصبلة إمامان ، لم: وحينئذ فيقال أحدىما جالس واآلخر قائم صمى المأمومون خمفيما قياما اتباعا إلماميم القائم ؛ فإن األصل القيام ، وقد

اجتمع موجب لمقيام عمييم ، وموجب لمقعود أو مبيح لو ، فغمب جانب القيام ؛ ألنو األصل ، كما إذا اجتمع في

.يح وحاظر ، فإنو يغمب الحظر حل الصيد أو األكل مبن ائتم بقاعد وأما أبو بكر فإنو إنما صمى قائما ؛ ألنو وا إال أنو أم قادرين عمى القيام ، وىو قادر عميو ، فاجتمع

موجب لمقيام ، ومسقط لو ، : سببان -أيضا -في حقو .أعمم ) واهلل . فغمب إيجاب القيام

(/)

"""""" صفحة رقم """ """ باب -

متى يسجد من خمف اإلمام ؟ذا سجد فاسجدوا ) : ) ) وقال أنس ، عن النبي ( ( .وا

حديث أنس ىذا ، قد خرجو البخاري فيما بعد من رواية .إن شاء اهلل -الزىري ، عنو ، ويأتي في موضعو

دليل عمى أن سجود المأموم يكون عقيب سجود : وفيو .اإلمام ، وال يكون معو وال قبمو

حدثنا مسدد ، ثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان - حدثني عبد اهلل بن : حدثني أبو إسحاق ، قال : ، قال

، -وب وىو غير كذ -حدثني البراء : يزيد ، قال سمع اهلل لمن : ) ) إذا قال ) كان رسول اهلل : قال

ساجدا ) لم يحن أحد منا ظيره حتى يقع النبي ( ( حمده .، ثم نقع سجودا بعده

أخبرنا أبو نعيم ، عن سفيان بيذا ، : قال أبو عبد اهلل نما أدخمت حديث مسدد لحال اإلخبار .وا

.كذا وقع في بعض النسخ دون بعض ىأن ىذا الحديث سمعو البخاري من أبي نعيم ، : ومعناه

بيذا اإلسناد ، ولكن -الثوري : ىو -عن سفيان نما خرجو عن مسدد ، عن يحيى بن سعيد ، معنعنا ، وا عن سفيان نازال ؛ ألنو ذكر في حديثو سماع سفيان لو

من أبي إسحاق ، وسماع أبي إسحاق من عبد اهلل بن .يزيد ، وسماعو من البراء

ظاىر ( ( حدثني البراء وىو غير كذوب : ) ) وقولو السياق يقتضي أنو من قول

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

طابي عبد اهلل بن يزيد في حق البراء ، ورجح ذلك الخ .وغيره

إنما ىو من قول أبي إسحاق في : وقال ابن معين وغيره حابة أجل من أن : حق عبد اهلل بن يزيد ، وقالوا إن الص

.يوصفوا بنفي الكذب وىذا ليس بشيء ، ونفي الكذب صفة مدح ال ذم ، وكذلك نفي سائر النقائص ؟ وقد كان عمي بن أبي

واهلل ما كذبت وال كذبت ، فنفى الكذب : قول طالب ي عن نفسو ، وأشار إلى نفيو عمن أخبره ، وىو رسول اهلل

. ( إنكم لتحدثون : وقالت عائشة في حق عمر وابن عمر

.عن غير كاذبين وال مكذبين ، ولكن السمع يخطيء ص وأبمغ من ىذا ، أن اهلل تعالى نفى عن نفسو النقائ

رادتو ، والغفمة والنسيان ، وكذلك والعيوب ، كالظمم وا نفيو لمشريك والصاحبة والولد ، وليس في شيء من ذلك

.نقص بوجو ما وأيضا ؛ فعبد اهلل بن يزيد ىو الخطمي ، وىو معدود من

حابة ، ولو رواية عن النبي ، فكيف حسن نفي ) الصن كان الكذب عنو دون ال براء ، وكبلىما صحابي ؟ وا

.واهلل أعمم . البراء أشير منو ، وأكثر رواية دليل عمى أن المأموم يتابع اإلمام ، : وفي الحديث

وتكون أفعالو بعد أفعال اإلمام ؛ فإن البراء أخبر أنيم كانوا إذا رفعوا من الركوع لم يحن أحد منيم ظيره حتى

.ساجدا ، ثم يسجدون بعده ) ي يقع النب أنيم كانوا يصمون : وفي رواية لمسمم في ىذا الحديث

، فإذا رفع رأسو من الركوع لم نر أحدا ) مع رسول اهلل

جبيتو عمى األرض ) يحني ظيره حتى يضع رسول اهلل .، ثم نخر من ورائو سجدا

(/)

"""""" رقم صفحة """"""

وىذه صريحة في أنيم كانوا ال يشرعون في السجود حتى ) .ينييو النبي ذا ركع فاركعوا ، ) : ) ) وقول النبي إذا كبر فكبروا ، وا

ذا سجد فاسجدوا يدل عمى أن تكبير المأمومين من ( ( وا ركوعيم وسجودىم يكون عقيب تكبير اإلمام وركوعو

.ال معو وال قبمو وسجوده ، و فإن اإلمام ) : ) ) وفي حديث أبي موسى ، عن النبي ( ( .يركع قبمكم ويرفع قبمكم ، فتمك بتمك

.خرجو مسمم ، وقد سبق ذكره وأكثر العمماء عمى أن األفضل لممأموم أن يتابع اإلمام ،

ذلك فيركع ويرفع ويسجد ويجمس بعد اإلمام في ذلك ، وك

.كان يفعل أبو قبلبة وغيره من السمف ال تبادروا : وروى وكيع بإسناده ، عن ابن مسعود ، قال

أئمتكم ، فإنما جعل اإلمام ليؤتم بو ، فيكون أول من .يركع وأول من يسجد وأول من يرفع

.وىو مذىب الشافعي وأحمد ، ورواية عن مالك ن وافقو في فعمو معو كره ، وصحت صبلتو عند أكثر وا

أصحابنا والشافعية ، ومن أصحابنا من أبطل الصبلة .بذلك

:ويستثنى من ذلك صورتان تكبيرة اإلحرام في ابتداء الصبلة ، فإذا كبر : إحداىما

معو لم تنعقد صبلة المأموم عند ابن المبارك والشافعي .لك وأبي يوسف وأحمد ، وىو قول ما

وقال أبو حنيفة والثوري والعنبري ومحمد بن الحسن .تنعقد صبلتو بذلك : وزفر

لو كبر مع إمامو وفرغ من : وزاد الثوري عمييم ، فقال .تكبيره قبل فراغ إمامو جاز

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

رطا لمصبلة ومن الحنفية من جعل تكبيرة اإلحرام ش .كالطيارة والستارة ، ولم يجعميا منيا

إذا سمم مع إمامو ، فإنو يجوز مع : والصورة الثانية .الكراىة عند أكثر أصحابنا والشافعية

.أنو ال يجوز ، وحكي عن مالك : وليم وجو أخر وىذا قول قوي عمى قول من : قال بعض أصحابنا

.النية لمخروج يعتبر وعن مالك في أصل متابعة المأموم إلمامة ثبلثة

:روايات أنو يستحب أن يكون عممو بعد عمل إمامو ، : إحداىن

.معاقبا لو ، كقول الشافعي وأحمد ركوعو : أن عمل المأموم كمو مع عمل اإلمام : والثانية

لتسميم ، فإنو وسجوده وخفضو ورفعو ، ما خبل اإلحرام وا .ال يأتي المأموم بيما إال بعد تكبير اإلمام وسبلمو

.إنيا أصح الروايات عنو : وقيل

أنو يكون عممو مع اإلمام ؛ ما خبل ثبلثة : والثالثة التحريم والتسميم والقيام من اثنتين ، فإنو يكون : أشياء .بعده

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

إثم من رفع رأسو قبل اإلمام ثنا شعبة ، عن محمد : حدثنا حجاج بن منيال -

: ، قال ) سمعت أبا ىريرة ، عن النبي : بن زياد ، قال -أال يخشى أحدكم ) ) أو -( ( أما يخشى أحدكم ) )

ام أن يجعل اهلل رأسو رأس إذا رفع رأسو قبل اإلم ( ( .يجعل صورتو صورة حمار ؟ ) ) أو -( ( حمار

اتفق األئمة عمى ثبوت : قال الحافظ أبو موسى المديني ىذا الحديث من ىذا الطريق ؛ رواه عن محمد بن زياد

: قريب من خمسين نفسا ، وبعضيم يقول

، ( ( وجيو ) ) :، وبعضيم يقول ( ( صورتو ) ) ، وتابع ( ( رأس كمب أو خنزير : ) ) ومنيم من قال

.انتيى . محمد بن زياد جماعة ، عن أبي ىريرة دليل صريح عمى تحريم تعمد رفع المأموم رأسو : وفيو

قبل اإلمام في ركوعو وسجوده ؛ فإنو توعد عميو بالمسخ .، وىو من أشد العقوبات

نما اختص الحمار بالذكر دون سائر الحيوانات عمى وا ؛ إلن الحمار -واهلل أعمم -الرواية الصحيحة المشيورة

من أبمد الحيوانات وأجيميا ، وبو يضرب المثل في الجيل ؛ وليذا مثل اهلل بو عالم السوء الذي يحمل العمم

موا التوراة ثم لم مثل الذين حم : ) وال ينتفع بو في قولو [ . : الجمعة ) ] يحمموىا كمثل الحمار يحمل أسفارا

فكذلك المتعبد بالجيل يشبو الحمار ، فإن الحمار يحرك رأسو ويرفعو ويخفضو لغير معنى ، فشبو من يرفع رأسو

مامو قبل إمامو بالحمار ، وكذلك شبو من يتكمم وا بالحمار يحمل أسفارا ؛ ألنو لم ينتفع بسماع يخطب

الذكر ، فصار

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.واهلل أعمم . كالحمار في المعنى وقد اختمف العمماء فيمن تعمد رفع رأسو قبل إمامو في

ىل تبطل بذلك صبلتو ، أم ال ؟: ركوعو أو سجوده ثرىم عمى البطبلن ، وروي وفيو وجيان ألصحابنا ، وأك

.عن ابن عمر ال تبطل بذلك ، وىو قول أكثر : وقال القاضي أبو يعمى

.الفقياء فعمى ىذا ، فيل يؤمر أن يعود إلى ركوعو وسجوده

ليرفع بعد إمامو ، أم ال ؟أصحابنا وبعض أصحاب [ من ] قال بعض المتأخرين

بذلك ، ومتى عاد بطمت صبلتو ال يؤمر : الشافعي .ألنو يصير قد زاد في صبلتو ركنا عمدا

أن السنة في الساىي ( ( الموطإ ) ) وقد روى مالك في

إذا رفع رأسو قبل إمامو أن يعود ، وال يقف ينتظره ، .فذلك خطأ ممن فعمو

.أن العامد ليس كذلك : ومفيومو غيرىم يقتضي أنو يمزمو أن وأكثر العمماء من أصحابنا و

.يعود لرفع بعد إمامو وقد بسطنا القول عمى ىذا في الباب الماضي ، فبل

.حاجة إلى إعادتو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

إمامة العبد والمولى .وكانت عائشة يؤميا عبدىا ذكوان من المصحف

واألعرابي والغبلم الذي لم يحتمم وولد البغي ( ( .يؤميم أقرؤىم لكتاب اهلل ) : ) ) لقول النبي

وال يمنع العبد من الجماعة بغير عمة

:بيذا التبويب إلى مسائل -رحمو اهلل -أشار البخاري :إحداىا

.إمامو العبد والمولى يق ، الذي العت: وبالمولى . الرقيق القن : ومراده بالعبد

.عميو والء لمعتقو :وما ذكره من إمامو ذكوان لعائشة

فروى وكيع ، عن ىشام بن عروة ، عن أبي بكر بن أبي مميكة ، أن عائشة أعتقت غبلما ليا عن دبر ،

.فكان يؤميا في المصحف في رمضان .أنو كان مدبرا : ففي ىذه الرواية

روي من غير وجو ، عن عائشة ، أنيا صمت خمف وقد .ممموك

وروى أيوب ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة ، أنو .كان يؤميا عبد ليا في المصحف

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .خرجو األثرم

. أيضا -ورواه عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيو وذكر اإلمام أحمد ، أنو أصح من حديث ابن أبي مميكة

؛ ألن ىشام بن عروة لم يسمعو من ابن أبي مميكة ، .إنما بمغو عنو

نبئت عن : أبو معاوية ، عن ىشام ، قال : قال أحمد .فذكره -ابن أبي مميكة

عن ىشام ، عن أبيو رواه شعيب بن أبي حمزة ،: قمت .لم يذكر ابن أبي مميكة -، عن عائشة .خرجو البييقي

عن ىشام ، عن ( ( الموطإ ) ) وكذا رواه مالك في .أبيو

حدثنا حماد ( ( : كتاب الصبلة ) ) وروى أبو نعيم في يدخل بن سممة ، عن ابن أبي مميكة ، أن عائشة كان

.عمييا أشراف قريش ، فيؤميم غبلميا ذكوان أن حماد بن سممة إنما رواه عن ىشام ، عن : والظاىر

.ابن أبي مميكة ورواه الشافعي عن عبد المجيد بن أبي رواد ، عن ابن

أخبرني ابن أبي مميكة ، أنيم كانوا يأتون عائشة : جريج ىو وعبيد بن عمير -نين بأعمى الوادي ، أم المؤم

، فيؤميم أبو عمرو -والمسور بن مخرمة وناس كثير وأبو عمرو غبلميا حينئذ لم يعتق ، -مولى عائشة

.وكان إمام بني محمد بن أبي بكر وعروة : وحدثنا زىير ، عن داود بن أبي ىند : قال أبو نعيم

ي أبو نضرة ، عنحدثن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أتاني نفر : أبي سعيد مولى أبي أسيد األنصاري ، قال أبو ذر وحذيفة وابن : ، فييم ) من أصحاب رسول اهلل

مسعود ، فحضرت الصبلة ، فقدموني وأنا ممموك ، .فصميت بيم

: ثنا زياد النميري ، قال : وحدثنا حسن الحسنائي : قال العبد ليس بدينو بأس ، : سألت أنس بن مالك ، فقمت

.وما بأس بذلك : يؤم القوم ؟ قال أن عمر بن الخطاب قال ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

وكان عمر استخمفو عمى مكة -لنافع بن عبد الحارث ابن ابزى : ؟ قال من استخمفت عمى أىل الوادي: -

: استخمفت عمييم مولى ؟ قال : فقال عمر . مولى لنا يا أمير المؤمنين ، إنو قارىء لكتاب اهلل ، عالم

: قال ) أما إن رسول اهلل : فقال عمر . بالفرائض إن اهلل يرفع بيذا الكتاب أقواما ويضع بو ) )

( ( .آخرين الشعبي والنخعي والحسن : ص في إمامو العبد وممن رخ

سحاق .والحكم والثوري وأبو حنيفة والشافعي وأحمد وا .أبو مجمز : وكره إمامو العبد جماعة ، منيم

.ال يؤم العبد القوم وفييم حر : وقال الضحاك ال يؤميم ، إال أن يكون العبد قارئا ومن : وقال مالك

.ءون خمفو أعراب ال يقر

ال يؤم العبد في الحضر ( ( : تيذيب المدونة ) ) وفي في مساجد القبائل ، وجائز

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن يؤم في قيام رمضان وفي الفرائض في السفر ، إن .كان أقرأىم ، من غير أن يتخذ إماما راتبا

.الحر أولى منو ال تكره إمامو العبد ، و : وقال أصحابنا :المسألة الثانية

.وىو ولد الزنا -إمامو ولد البغي :وقد اختمف في إمامتو

عطاء والحسن والشعبي : فرخص فييا طائفة ، منيم والنخعي والزىري وسميمان بن موسى وعمرو بن دينار

سحاق .والثوري واألوزاعي وأحمد وا .قول أحمد ومنيم من شرط سبلمة دينو ، وىو

.مجاىد : وكره ذلك آخرون ، منيم

وروي عن عمر بن عبد العزيز ، أنو نيى رجبل كان يؤم .بالعقيق ال يعرف لو أب

.أكره أن يتخذ إماما راتبا : وقال مالك .غيره أحب إلينا منو : وقال أبو حنيفة ه أن ينصب إماما من ال يعرف أبوه أكر : وقال الشافعي

.، ومن صمى خمفو أجزأه وىؤالء جعموا النسب معتبرا في إمامو الصبلة ، فيكره أن يرتب لؤلمامة من ال نسب لو ، كما يعتبر في اإلمامة .العظمى ، فبل يصح أن ينصب إماما من ال نسب لو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ا انظر ؛ فإن أكثرىم رخصوا في إمامو العبد وفي ىذ .والمولى ، مع أنو ال نسب ليما في العرب

:المسألو الثالثة إمامو األعرابي وىو من لم يياجر إلى األمصار من

.أىل البوادي :وقد اختمف في إمامو األعرابي

.ال بأس بيا إذا أقام الصبلة : فقالت طائفة .العبد إذا فقو أحب إلي منو : و ، قال وعن

في المشيور عنو -ورخص فيو الثوري والشافعي وأحمد سحاق - .وا

عن شريك ، عن أبي ( ( كتابو ) ) وروى وكيع في حج ، ] إسحاق ، عن رجل من طيىء ، أن ابن مسعود

.أعرابي [ فصمى خمف أبو مجمز : ائفة ، منيم وكره االئتمام باألعرابي ط

.والشعبي والحسن وعطاء ومالك ، وىو رواية عن أحمد وروى وكيع ، عن الربيع بن صبيح ، عن ابن سيرين ،

خرجنا مع عبيد اهلل بن معمر ، ومعنا حميد بن : قال عبد الرحمن وأناس من وجوه الفقياء ، فمررنا بماء

فتقدم : قال . رابي وأقام فحضرت الصبلة ، فأذن أعمن كان من أىل البمد : قال . حميد بن عبد الرحمن

.فميتم الصبلة ، وكره أن يؤم األعرابي

وىذا يدل عمى أنيم رأوا أن من كان أولى باإلمامة فإنو يقدم عمى اإلمام

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الكبلم عميو الراتب بغير إذنو ، وقد سبق ن كان أقرأىم : وقال مالك .األعرابي ال يؤميم وا ال يؤم الحضري ، وال في المصر ، إال أن : وقال أحمد

.يكون قد عمم وعرفو إذا كان قد تعمم القرآن ودخل القرآن ، : -أيضا -وقال

.ولم يكن جافيا مياجري صمى خمف وروى أشعث ، عن الحسن في

.إذا صمى أعاد تمك الصبلة : أعرابي ؟ قال ال : ) ) وقد خرج ابن ماجو من حديث جابر مرفوعا

في حديث طويل ، وسيأتي -( ( يؤم أعرابي مياجرا .إن شاء اهلل سبحانو وتعالى -فيما بعد

:المسألة الرابعة .إمامو الغبلم الذي لم يحتمم

:أقوال وفييا أنيا جائزة في الفرض وغيره ، وىو قول : أحدىا

سحاق وأبي ثور .الشافعي وا وخرجو طائفة من أصحابنا رواية عن اإلمام أحمد من

صحة اقتداء المفترض بالمتنفل ، عمى رواية عنو ، وفيو نظر ؛ فإن المتنفل أىل لؤلمامة في الجممة بخبلف

.الصبي .حكاه ابن المنذر عن الحسن و

لم يزل : وروى حرب بإسناده ، عن الزىري ، قال الغممان يصمون بالناس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن لم يحتمموا .إذا عقموا الصبلة وقرءوا في رمضان ، وا

ان حدثنا سفي ( ( : كتاب الصبلة ) ) وروى أبو نعيم في ال بأس أن يؤم : عن ابن جريج ، عن عطاء ، قال

.الغبلم قبل أن يحتمم وروى وكيع بإسناده ، عن األشعث بن قيس ، أنو قدم

.غبلما ، فقيل لو .إني لم أقدمو ، إنما قدمت القرآن : فقال

.ولعل الغبلم ىاىنا أريد بو العبد ، ال الصبي أنو ال يؤم الصبي حتى يحتمم ، روي : لثاني والقول ا

.ذلك عن ابن عباس ، خرجو عنو بإسناد فيو مقال بإسناد منقطع عن ابن مسعود -أيضا -وخرجو األثرم

ال يصمي خمف الغبلم حتى تجب عميو : ، قال .الحدود

غبلم قبل أن كانوا يكرىون أن يؤم ال: وقال النخعي .يحتمم

عطاء : كره إمامة من لم يبمغ : قال ابن المنذر .والشعبي ومجاىد ومالك والثوري وأصحاب الرأي

ال يؤم الغبلم حتى : وقد روينا عن ابن عباس ، قال

.يحتمم .الضحاك -أيضا -وكرىو

ي ذلك يؤميم في النفل دون الفرض ، رو : والقول الثالث عن الحسن ، ذكره وكيع ، عن الربيع بن صبيح ، عنو

ال بأس أن يؤميم في رمضان إذا أحسن الصبلة : ، قال .قبل أن يحتمم ، وىو رواية عن أحمد

: حكاه ابن المنذر عن األوزاعي ، قال : والقول الرابع ال يؤم الغبلم في

(/)

"""""" رقم صفحة """"""

الصبلة المكتوبة حتى يحتمم ، إال أن يكون ليس معيم .من القرآن شيء ، فإنو يؤميم المراىق

.إن اضطروا إليو أميم : وعن الزىري ، قال في رواية -وقد أوما أحمد إلى ىذا القول ؛ فإنو قال

ي ال يصمي بيم حتى يحتمم ، ال ف : -أبي طالب

فحديث عمرو بن : قيل لو . المكتوبة وال في التطوع لعمو لم يكن : سممة ، أليس أم بيم وىو غبلم ؟ فقال

.يحسن يقرأ غيره ونقل عنو جعفر بن محمد في حديث عمرو بن سممة ،

كان ىذا في أول اإلسبلم من ضرورة ، فأما اليوم: قال .فبل

لعمو كان في بدء : وكذلك نقل عنو أبو داود ، قال .اإلسبلم

.وىذا يشير إلى نسخ حكمو بالكمية ومن أصحابنا من أجاز إمامتو في قيام رمضان ، إذا لم يوجد قارىء غيره ؛ فإن أحمد أجاز إمامة المرأة في ذلك

ن المرأة من ؛ فإ -أيضا -، والغبلم أولى ، وفيو نظر .أىل التكميف ووجوب الصبلة ، بخبلف الصبي

وليذا اختمف أصحابنا في إمامة الغبلم إذا بمغ عشر تجب الصبلة عميو ، كما ىو رواية عن : سنين ، وقمنا

أبو بكر : أحمد ، اختارىا طائفة من أصحابو ، منيم ن الجزري عبد العزيز وأبو الحسن التميمي وأبو الحس

.أيضا -وأبو حفص البرمكي ، وحكي عن ابن حامد ىل يصح أن يؤم في الصبلة المفروضة : فاختمفوا

:حينئذ ، أم ال ؟ عمى وجيين ، قالو أبو حفص -أيضا -أنو ال يؤم فييا : أحدىما

يصح : والثاني . البرمكي والقاضي أبو يعمى واألكثرون .لخطاب ، قالو أبو ا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال يصح أن يؤم في : إذا قمنا : قال القاضي وأصحابو فرض فبل فرق بين فروض األعيان وفروض الكفايات

.كالجنائز وقد استدل البخاري لصحة إمامة العبد والمولى وولد الزنا

يؤميم ) ) : )واألعرابي والصبي بعموم قول النبي ( ( .أقرؤىم لكتاب اهلل

وقد خرجو في موضع آخر مسندا من حديث عمرو بن

) .سممة ، عن أبيو ، عن النبي وخرجو مسمم من حديث أبي مسعود األنصاري ، وقد

.سبق عمى إمامو ) وقد استدل بو بنو جرم في عيد النبي

.قدموا عمرو بن سممة أخذا بعمومو الصبي ، حتى بمغو ذلك ) وقد أجاب بعضيم بأنو لم ينقل أن النبي

.وأقر عميو ولم ينقل أنو ) وىذا يرجع إلى أن ما عمل في زمن النبي

بمغة ، فيل يكون حجة ، أم ال ؟ وفيو اختبلف .مشيور

عموم ىذا الحديث ال بد من : والمخالف في ذلك يقول تخصيصو ؛ فإن المرأة لو كانت أقرأ القوم لم تؤميم مع

-أيضا -وجود قارىء غيرىا إجماعا ، وعند عدمو عند األكثرين ، فمذلك نخص منو الصبي ؛ ألنو ليس من أىل التكميف ، والكبلم إنما توجو إلى من يدخل

واهلل سبحانو . توجو إليو الخطاب تحت التكميف ، في .وتعالى أعمم

:المسألة الخامسة .ال يمنع العبد من الجماعة بغير عمة : قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىذا يدل عمى أن البخاري يرى وجوب الصبلة في الجماعة عمى الممموك ، وأن سيده ال يجوز لو منعو

.منيا .ظاىر كبلم أحمد -أيضا -وىو

سألت أبا عبد اهلل عن العبد : قال إسحاق بن ىانىء فيصمي ، ثم : يرسمو مواله في حاجتو ، فتحضر الصبلة

يقضي حاجة مواله ، أو يقضي حاجة مواله ثم يصمي ؟ ولعمو إن قضى حاجة مواله ال يجد مسجدا يصمي فيو ؟

إذا عمم أنو انقضى حاجة مواله : أبو عبد اهلل فقال ن عمم أصاب مسجدا يصمي فيو قضى حاجة مواله ، وا أنو ال يجد مسجدا يصمي فيو صمى ، ثم قضى حاجة

.مواله سألت أبي عن العبد يأمره : وقال صالح بن اإلمام أحمد

إن وجد :مواليو بالحاجة ، وتحضر الصبلة ؟ قال ن صمى فبل مسجدا يصمي فيو قضى حاجة مواليو ، وا

.بأس يتخرج وجوب : ومن المتأخرين من أصحابنا من قال

الجماعة عمى العبد عمى وجوب الجمعة عميو ، وفيو .روايتان عن أحمد ، فمذلك يخرج في وجوب الجماعة

حال ، ال تجب الجماعة عمى العبد ب: ومنيم من قال .لتكررىا كل يوم وليمة بخبلف الجمعة

: ال تجب الجماعة عمى العبد من أصحابنا : وممن قال وأبو الفتح ( ( خبلفو ) ) القاضي أبو يعمى في

.الحمواني وروي عن الحسن ما يدل عمى مثمو ، فروى أبو بكر

سألت : الخبلل بإسناده ، عن ميدي بن ميمون ، قال لحسن عن عبد ممموك تحضره الصبلة ، فيحب أن ا

يصمييا فيرسمو مواله في بعض الحاجة ، فبأي ذلك يبدأ .يبدأ بحاجة مواله : ؟ قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:خرج البخاري في ىذا الباب حديثين :الحديث األول

ثنا أنس بن عياض ، : لمنذر حدثنا إبراىيم بن ا - لما : عن عبيد اهلل ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال

قبل -موضع بقباء -قدم المياجرون األولون العصبة كان يؤميم سالم مولى أبي حذيفة ، ) مقدم رسول اهلل

.وكان أكثرىم قرآنا ن عبيد اهلل ، وخرجو أبو داود من طريق ابن نمير ، ع

فييم عمر ابن الخطاب وأبو سممة بن عبد : وزاد .األسد

من ( ( األحكام ) ) وخرجو البخاري في

ىذا من طريق ابن جريج ، عن نافع ، ( ( صحيحو ) ) كان سالم مولى أبي : أخبره أن ابن عمر أخبره ، قال

في ) ولين وأصحاب النبي حذيفة يؤم المياجرين األأبو بكر وعمر وأبو سممة وزيد : مسجد قباء ، فييم .وعامر بن ربيعة

؛ ولذلك ) أنو كان يؤميم بعد مقدم النبي : والمراد بيذا ، ومسجد قباء إنما أسسو ( ( في مسجد قباء : ) ) قال

أبا بكر : ذكر منيم بعد قدومو المدينة ، فمذلك ) النبي ، وليس في ىذه ) ، وأبو بكر إنما ىاجر مع النبي

كما في الرواية التي ) ( ( قبل مقدم النبي : ) ) الرواية خرجيا البخاري ىاىنا في ىذا الباب ، فميس في ىذا

.الحديث إشكال كما توىمو بعضيم مامة سالم لممياجرين في مسجد في ) بعد مقدم النبي وا

حكم المرفوع ؛ ألن مثل ىذا ال يخفى بل يشتير ويبمغ ) .النبي

أن سالما لم يعتق إال بقدومو المدينة ؛ فإنو : والظاىر

عتيق المرأة من األنصار ، أعتقتو سائبة وأذنت لو أن .يوالي من شاء ، فوالى أبا حذيفة وتبناه

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىو ( ( : معجم البمدان ) ) قال صاحب : والعصبة : بتحريك الصاد عمى وزن ىمزة ، وىو حصن ، قال

.ويروى المعصب :الحديث الثاني

:قال : ثنا شعبة : ثنا يحيى : حدثنا محمد بن بشار -

، ) عن أنس بن مالك ، عن النبي حدثني أبو التياح ،ن استعمل حبشي ، كأن : ) ) قال اسمعوا وأطيعوا ، وا

( ( .رأسو زبيبة األمر بطاعة الحبشي يدخل فيو الصبلة خمفو إذا

-استعمل عمى الناس ، وقد استدل بذلك اإلمام أحمد

.أيضا األمراء عمى إن ىذا باب ضرب المثل لطاعة: وقد قيل

من بنى مسجدا ، ولو كمفحص : ) ) كل حال ، كقولو ، مع أنو ال يكون المسجد كذلك ، فكذلك العبد ( ( قطاة

.الحبشي ال يكون إماما ؛ فإن األئمة من قريش بل المراد أن األئمة من قريش إذا ولت عبدا : وقيل

أطيع ، وقد روي ذلك من حديث ع مي مرفوعا حبشياإن أمرت عميكم قريش عبدا حبشيا : ) ) وموقوفا

( ( .فاسمعوا لو وأطيعوا :وىذا أشبو

وقد استدل أبو ذر بيذا الحديث عمى الصبلة خمف امت العبيد إذا استعمميم األئمة ، فروى عبد اهلل بن الص

مت الصبلة ، عن أبي ذر ، أنو انتيى إلى الربذة وقد أقيىذا أبو ذر ، فذىب : فقيل : قال . ، فإذا عبد يؤميم

يتأخر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أسمع وأطيع ، ولو ) : أوصاني خميمي : فقال أبو ذر .كان عبدا حبشيا مجدع األطراف

: فإذا عبد يصمي بيم ، فقالوا ألبي ذر : وفي رواية ثم ذكر -، فأبى ، فتقدم العبد فصمى بيم تقدم

.الحديث .وقد خرج مسمم منو المرفوع

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

أتم من خمفو إذا لم يتم اإلمام وثنا الحسن بن موسى : حدثنا الفضل بن سيل -

د الرحمن بن عبد اهلل بن دينار ، عن ثنا عب : األشيب زيد بن أسمم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي ىريرة ،

يصمون لكم ، فإن أصابوا : ) ) قال ) أن رسول اهلل ن أخطئوا فمكم وعمييم ( ( .فمكم ، وا

تفرد البخاري بتخريج ىذا الحديث عن مسمم ، وبتخريج الرحمن ابن عبد اهلل بن دينار ، مع أنو قد حديث عبد

في : وقال عمي بن المديني . ضعفو ابن معين وغيره بعض ما يرويو منكرات ال يتابع عمييا ، ويكتب حديثو

.في جممة الضعفاء من وجو آخر ( ( صحيحو ) ) وقد خرجو ابن حبان في ية أبي أيوب األفريقي ، عن عن أبي ىريرة ، من روا

صفوان بن سميم ، عن ابن المسيب ، عن أبي ىريرة ، أقوام -أو يكون -سيأتي : ) ) ، قال ) عن النبي

ن نقصوا يصمون الصبلة ، فإن أتموا فمكم وليم ، وا ( ( .فعمييم ولكم

ان من رواية أبي صالح السم -أيضا -وقد روي .والحسن ، عن أبي ىريرة ، ولكن إسنادىما ال يصح

من ( ( المستدرك ) ) وخرج ابن ماجو والحاكم في حديث عبد الحميد بن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كان سيل بن سعد : ثنا أبو حازم ، قال : سميمان تفعل : فقيل لو الساعدي يقدم قتيان قومو يصمون بيم ،

إني سمعت رسول اهلل : ىذا ولك من القدم مالك ؟ فقال ن : ) ) يقول ) اإلمام ضامن ، فإن أحسن فمو وليم ، وا

( ( .فعميو وال عمييم : أساء يعني ما سمعت : وقد ذكر ىذا الحديث اإلمام أحمد ، فقال

.بيذا قط .لو وىذا يشعر باستنكاره

وخرج اإلمام أحمد وأبو داود وابن ماجو وابن حبان ، ) والحاكم من حديث عقبة بن عامر ، عن النبي

من أم الناس فأصاب الوقت وأتم الصبلة فمو : ) ) قال ( ( .وليم ، ومن انتقض من ذلك شيئا فعميو وال عمييم

.وفي إسناده اختبلف ، وقد روي مرسبل

.في المعنى أحاديث أخر متعددة في أسانيدىا مقال و وقد استدل البخاري بيذا الحديث عمى أن من صمى خمف من ال يتم صبلتو فأتم صبلتو ، فإن صبلتو

من صمى خمف محدث ، : صحيحة ، ودخل في ىذا وقد سبق الكبلم عمى . يعمم حدث نفسو أو ال يعممو

م يؤخر الصبلة عن مواقيتيا ومن صمى خمف إما. ذلك ومن صمى خمف من -أيضا -، وقد سبق الكبلم عميو

ترك ركنا أو شرطا في صبلتو متأوال ، والمأموم يخالف .تأويمو

وفي صحة صبلتو وراءه قوالن ، ىما روايتان عن أحمد ، كمن صمى خمف من مس ذكره أو احتجم ولم يتوضأ

تم ركوعو وسجوده ، وأتمو ، ومن صمى خمف من ال ي .المأموم أجزأتو صبلتو ، كذا قال عمقمة ، واألوزاعي

وسئل أحمد عمن قام إمامو قبل أن يتم تشيده األول ، -فذكر قول عمقمة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .أنو يتمو ثم يقوم : يعني

سرع الركوع وسئل سفيان الثوري عمن صمى خمف من ي .تمم أنت والحق بو : والسجود ؟ قال

صميت خمف رجل فأعدت صبلتي : وقال يحيى بن آدم .من سوء صبلتو

ال صبلة : وقال أحمد في إمام ال يتم ركوعو وال سجوده .نقمو عنو أبو طالب : -لو ، وال لمن خمفو

ى أن من خمفو إذا أتم ونقل عنو ابن القاسم ما يدل عم .فبل إعادة عميو

وىذا يرجع إلى ما ذكرنا ؛ فإن من صور ىذا من ترك الطمأنينة متأوال ، وصمى خمفو من : االختبلف

.يرى وجوب ذلك واطمأن وأكثر كبلم أحمد يدل عمى أنو يفرق بين التأويبلت

من الصبلة الضعيفة المخالفة لمسنن الصحيحة فبل يمنع خمف متأوليا ، كما نص عمى أنو ال يصمى خمف من

الماء من الماء ، وال من ترك قراءة الفاتحة في : يقول بعض الركعات عمى التأويل ، وأنو يصمى خمف من ال يتوضأ من خروج الدم ، وال من أكل لحم اإلبل ، وال من

.ى التأويل مس الذكر ، أو يصمي في جمود الثعالب عم وسوى أبو بكر عبد العزيز بن جعفر وأكثر أصحابنا بين

.الجميع ، والصحيح التفرقة وليذا نص الشافعي وأحمد عمى أنو ال يحد الناكح ببل ولي ، ويحد من شرب النبيد متأوال ، ونص أحمد عمى

.اصة ضعف التأويل في شرب النبيد خ: أن الفرق ىو ال يصمى خمف من مسح عمى : وقال سفيان الثوري

.رجميو ، ومن صمى خمفو أعاد الصبلة .ال يصمى خمفو ، وال تعاد الصبلة : وقال شريك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد استدل باألحاديث المذكورة في ىذا الباب من كره

حابة ، اإلمامة ، وقد كره أن يؤم ال ناس جماعة من الص .حذيفة وعقبة بن عامر : منيم

.لتبتغن إماما غيري ، أو لنصمين وحدانا : وقال حذيفة ىل لو في ذلك : وسئل أحمد عن الرجل يؤم الناس

إن كان في قرية ىو أقرأ القوم ، أو في : ثواب ؟ قال وسئل عن الرجل يكون . يم موضع ىو أقرؤىم فميتقدم

ينبغي لو أن : تقدم فيأبى ؟ قال : أقرأ القوم ، فقال لو : يجب عميو ؟ فقال : قيل لو . يتقدم ، يؤم القوم أقرؤىم

.يجب عميو : ينبغي لو أن يتقدم يؤم القوم ، ولم يقل ؟ ( ( ضامن اإلمام ) : ) ) وسئل عن معنى قول النبي

.ىذا عمى التأكيد عمى اإلمام : فقال وىذا الحديث ، خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي

) .من حديث أبي ىريرة ، عن النبي وفي إسناده اختبلف كثير أشار الترمذي إلى بعضو ،

وقد بسطت القول فيو في .اهلل ومنو بحمد( ( شرح الترمذي ) )

عن عمي بن المبارك ، عن ( ( كتابو ) ) روى وكيع في

: حدثني من ال أتيم ، قال : يحيى بن أبي كثير ، قال تبادروا األذان ، وال تبادروا ) : قال رسول اهلل

( ( .اإلمامة ذكر عند الشعبي أن اإلمام : وعن ابن عون ، قال

واهلل إني ألرجو إن أحسن : من لصبلة القوم ، فقال ضان أساء أن يغفر لو .أن يتقبل اهلل منو ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

إمامة المفتون والمبتدع .تصمي وعميو بدعتو : وقال الحسن

: دثنا األوزاعي ح : وقال لنا محمد بن يوسف - ثنا الزىري ، عن حميد ابن عبد الرحمن ، عن عبيد اهلل بن عدي بن خيار ، أنو دخل عمى عثمان بن عفان ،

إنك إمام عامة ، ونزل بك ما : وىو محصور ، فقال

الصبلة : ترى ، ويصمي لنا إمام فتنة ، ونتحرج ؟ فقال ما يعمل الناس ، فإذا أحسن الناس فأحسن معيم أحسن

ذا أساءوا فاجتنب إساءتيم .، وا ال نرى أن يصمى خمف : قال الزىري : وقال الزبيدي

.المخنث إال من ضرورة ال بد منيا ثنا : ثنا غندر ، قال : حدثني محمد بن أبان -

: ، سمع أنس بن مالك يقول شعبة ، عن أبي التياح اسمع وأطع ، ولو لحبشي ، : ) ) ألبي ذر ) قال النبي

( ( .كأن رأسو زبيبة رواه سعيد بن منصور ، ثنا ابن : ما ذكره عن الحسن

المبارك ، عن ىشام ابن حسان ، عن الحسن ، أنو سئل صل خمفو : قال الصبلة خمفو ؟: عن صاحب البدعة

.، وعميو بدعتو .وخرجو حرب ، عن سعيد بن منصور ، بو

بإسناده ، عن جعفر بن برقان ن -أيضا -وخرج سألت ميمون بن: قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ميران عن الصبلة خمف من يذكر أنو من الخوارج ؟ و ، إنما تصمي هلل ، قد كنا إنك ال تصمي ل : فقال

فنظرت إليو . نصمي خمف الحجاج وىو حروري أزرقي أتدري ما الحروري األزرقي ، ىو الذي إذا : ، فقال

خالفت آية سماك كافرا ، واستحل دمك ، وكان الحجاج .كذلك

ثنا سفيان ، ( ( : كتاب الصبلة ) ) وروى أبو نعيم في كان يكون أمراء : شام ، عن ابن سيرين ، قال عن ى

عمى المدينة ، فسئل ابن عمر عن الصبلة معيم ، .الصبلة ال أبالي من شاركني فييا : فقال

ثنا يونس بن عبيد ، عن نافع ، : وروى أبو شياب كان ابن عمر يسمم عمى الخشبية والخوارج وىم : قال ( ( حي عمى الصبلة : ) ) من قال : فقال . ن يقتتمو

أجبتو ، ( ( حي عمى الفبلح : ) ) أجبتو ، من قال حي عمى قتل أخيك المسمم وأخذ : ) ) ومن قال

.ال : ، قمت ( ( مالو .خرجو البييقي

وروى عن ابن عمر من وجوه ، أنو كان يصمي خمف قال لنا ( ( : تاريخو ) ) لبخاري في وذكر ا. الحجاج

عبد اهلل ، عن معاوية بن صالح ، عن عبد الكريم البكاء [ كميم ) ] أدركت عشرة من أصحاب النبي : ، قال

.يصمي خمف أئمة الجور وخرج أبو داود من حديث مكحول ، عن أبي ىريرة ،

الجياد واجب عميكم مع كل : ) )، قال ) عن النبي والصبلة واجبة عميكم خمف . أمير ، برا كان أو فاجرا

( ( .كل مسمم ، برا كان أو فاجرا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وىذا منقطع ؛ مكحول لم يسمع من أبي ىريرة .وقد أنكر أحمد ىذا ، ولم يره صحيحا

سألت أحمد عن الصبلة خمف كل بر وفاجر : نأ قال مي ما أدري ما ىذا ، وال أعرف ىذا ، ما ينبغي لنا : ؟ قال

.أن نصمي خمف فاجر ، وأنكر ىذا الكبلم سئل أحمد عن الصبلة خمف : وقال يعقوب بن بختان .ما سمعنا بيذا : كل بر وفاجر ؟ قال فرواه عبد : البخاري عن عثمان وأما األثر الذي ذكره

الرزاق ، عن معمر ، عن الزىري ، عن عروة ، عن عبيد اهلل بن عدي بن الخيار ، عن عثمان ، فخالف

.معمر األوزاعي في إسناده وذكر الدارقطني أن الزبيدي والنعمان بن راشد وأبا أيوب

.واه عنو األوزاعي اإلفريقي ، رووه ، عن الزىري كما ر وخالفيم شعيب بن أبي حمزة وأسحاق بن راشد وعبيد اهلل بن أبي زياد ، فرووه عن الزىري ، عن عروة ، عن عبيد

.اهلل بن عدي .وكذلك عبد الو أحد بن زياد وغندر ، عن معمر

عن عن معمر ، عن الزىري ،: وقال محمد بن ثور .عبيد اهلل بن عدي ، لم يذكر بينيما أحدا

وتابعو . وأرسمو حماد بن زيد عن معمر ، عن الزىري .جعفر بن برقان ، عن الزىري

. وحديث حميد بن عبد الرحمن ىو المحفوظ : قال حفظ وال يدفع حديث عروة ، أن يكون الزىري : قال

.عنيما جميعا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ورواه سعد بن إبراىيم بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيو ، عن عبيد اهلل ابن عدي ، حدث بو محمد بن

.انتيى . إسحاق عنو وأما ما ذكره عن الزبيدي ، عن الزىري ، أنو ال يصمى

.خمف المخنث إال أن ال يجد منو بدا .ىو الذي يتشبو بالنساء في ىيئتو وكبلمو : فالمخنث

وكبلم الزىري ىذا يدل عمى أنو إذا اضطر إلى الصبلة .خمف من يكره صمى وراءه

ال تصل خمف : قال األوزاعي : وقال مسرور بن محمد . قدري ؛ إال أن تضطرىل يصمى خمف : سألت الزبيدي : وقال بقية بن الوليد

إن كان واليا : صاحب بدعة أو مكذب بالقدر ؟ فقال ن لم فميس من األمر في شيء ، وأنت في عذر ، وا

.يكن واليا فبل تصل خمفو :وكره آخرون الصبلة خمف أىل األىواء والفجور

بيب بن عمر األنصاري ، ثنا ح: روى بقية بن الوليد لو : سمعت واثمة بن األسقع يقول : عن أبيو ، قال

.صميت خمف قدري ألعدت صبلتي .خرجو حرب الكرماني

ثنا عبد : من طريق نوح بن جعونة -أيضا -وخرج ألن أصمي خمف جيفة : قال ابن عباس : الكريم ، قال

.صمي خمف قدري حمار أحب إلي من أن أ .وفي كبل اإلسنادين ضعف

وروى عن أبي جعفر محمد بن عمي ، أنو أمر بإعادة

.الصبلة خمف القدري .وكذلك سفيان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:وفرقت طائفة بين البدع المغمظة وغيرىا : ي أو الرافضي فقال أبو عبيد فيمن صمى خمف الجيم

: ومن صمى خمف قدري أو مرجىء أو خارجي . يعيد .ال آمره باإلعادة

: وكذلك اإلمام أحمد ، قال في الصبلة خمف الجيمية .إنيا تعاد

. القرآن مخموق ؛ فإنو كافر : والجيمي عنده من يقول أو يقف وال يقول مخموق وال غير مخموق ، ونص أنو

ال يصمي خمف : ، وقال -أيضا -خمفو تعاد الصبلة .لفظي بالقرآن مخموق ، وىو جيمي : من قال

ال يعمم الشيء : ال يصمي خمف القدري إذا قال : وقال

.حتى يكون ، فيذا كافر ، فإن صمى يعيد إذا كان داعيا مخاصما : في القدري -أيضا -وقال

.تعاد الصبلة خمفو .ىذا محمول عمى من ال ينكر منيم العمم القديم و

.صمي خمفيم : إذا تغمبوا عمى بمد : وقال في الخوارج يصمى خمفيم الجمعة ؛ صمى ابن عمر : -مرة -وقال

.خمف نجدة الحروري حابة ال يصمى : وقال في الرافضي الذي يتناول الص

.خمفو إن كان : عميا عمى أبي بكر وعمر وقال فيمن يقدم

جاىبل ال عمم لو فصمى خمفو فأرجو أن ال يكون بو بأس ن كان يتخذه دينا فبل تصل خمفو .، وا

من ال يدخل األعمال في : وىو -وقال في المرجىء وقال في . إن كان داعيا فبل يصمى خمفو : -اإليمان

إذا كان داعية ويخاصم في : أىل األىواء الصبلة خمف ال فبل بأس .بدعتو فبل يصمى خمفو ، وا

وىذا محمول عمى البدع التي ال يكفر صاحبيا ، فأما ما يكفر صاحبو فتعاد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الصبلة خمفو ، كما تقدم عنو لصبلة خمف أىل البدع فتكره ا: قمت ألحمد : قال حرب

.إنيم ال يستوون : كميم ؟ فقال -فيمن يسكر -وأما الصبلة خمف الفساق ، فقال أحمد

ال يصمى خمفو ، وفيمن ترك شيئا من فرائض : ال يصمي خمفو ، وال خمف من : اإلسبلم أو تعامل بالربا

نسأة ، وال خمف من يكثر : يعني -كل بيعو عينة .كذبو لو : عن الصبلة خمف من يغتاب الناس ؟ فقال وسئل

كان كل من عصى اهلل ال يصمى خمفو ، متى كان يقوم الناس عمى ىذا ؟

.بين المستتر والمعمن -مرة -وفرق سئل أحمد عن الصبلة خمف من : قال أحمد بن القاسم

ان ال يظير قد اختمف فيو ؛ فإن ك : ال يرضى ؟ قال .أمره في منكر أو فاحشة بينة أو ما أشبو ذلك فميصل

.بين الصبلة خمف األمراء وغيرىم -مرة -وفرق إذا كان اإلمام من : سمعت أحمد قال : قال الميموني

أئمة األحياء يسكر فبل أحب أن أصمي خمفو البتة ؛ ألن ي المسممين ؛ ألن ابن لي اختيار األئمة ، وليس ىو وال

إنما ىي : عمر سئل عن الصبلة خمف األمراء ؟ فقال .حسنة ، ال أبالي من شركني فييا

وليذا المعنى لم يختمف في حضور الجمعة والعيدين .خمف كل بر وفاجر

إعادتيا خمف الفاجر ، فإن كان يكفر : والمشيور عنو روايتان ، ومع حضورىا ببدعتو ففي حضورىا معو

.يعيدىا ظيرا .ال يعيد : وحكي عنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

واختمف أصحابنا في حكاية المذىب في اإلعادة خمف .في اإلعادة روايتان مطمقا : فمنيم من قال : الفاسق

ن عمم : ومنيم من قال إن لم يعمم فسقو فبل إعادة ، وا .ي اإلعادة روايتان فف

ن كان : ومنيم من قال إن كان مستترا لم يعد ، وا .متظاىرا ففي اإلعادة روايتان

.فأما من يكفر ببدعتو فحكمو حكم الكفار ولذلك فرق إسحاق بن راىوية بين القدري والمرجىء ،

: وقال في المرجىء . ال يصمى خمفو : فقال في القدري .إن كان داعية لم يصل خمفو

ثنا معاذ بن : ثنا ابن أبي حزم القطعي : وقال حرب ثنا أشعث ، عن الحسن ، في السكران يؤم القوم : معاذ .إذا أتم الركوع والسجود فقد أجزأ عنيم : ؟ قال

.يعيدون جميعا ، واإلمام : وقال محمد بن سيرين ال يصمى : منذر ، عن مالك ، أنو قال وحكى ابن ال

خمف أىل البدع من القدرية وغيرىم ، ويصمى خمف .أئمة الجور

أنو يجيز الصبلة خمف من أقام الصبلة : وعن الشافعي ن كان غير محمود في دينو .، وا

اختار ابن المنذر ىذا القول ، ما لم تخرجو بدعتو إلى .الكفر تجزىء الجمعة وغيرىا ( ( : تيذيب المدونة ) ) وفي

ذا كان اإلمام من خمف من ليس بمبتدع من الوالة ، وا أىل األىواء فبل يصمى خمفو وال الجمعة ، إال أن يتقيو ،

ووقف مالك في إعادة من . فميصميا معو ، وليعد ظيرا ي يعيد ف : وقال ابن القاسم . صمى خمف مبتدع

.انتيى . الوقت تكره إمامة : وفي مصنف عمى مذىب سفيان الثوري

أىل البدع واألىواء

(/)

"""""" صفحة رقم """""" الداعية إلى ذلك ؛ سئل سفيان عن الصبلة خمف األمراء

طاعتنا هلل طاعة ، ومعصيتنا هلل معصية : الذين يقولون قول ذلك ، وىم يصمون خمف كان الحجاج ي : ؟ قال

رافضي أو قدري فميعد الصبلة ، وال يصمى خمف من .اإليمان قول ببل عمل : يقول

وحديث أنس الذي خرجو البخاري في ىذا الباب يستدل بو عمى الصبلة خمف أئمة الجور وأعوانيم ؛ وقد جعمو

كما يطاع -ضا أي -البخاري دليبل عمى إمامة المبتدع في غير معصية ، إذا كان لو والية عمى الناس ، فإنو

أخبر بأنو يكون من ) أمر بطاعتيم مطمقا ، مع أنو بعده والة يغيرون ويبدلون ، ونيى عن قتاليم ما أقاموا

نما أمر الصبلة ، ولم ينو عن الصبلة وراءىم ، وا ألمراء الصبلة عن الوقت ، بالصبلة في الوقت إذا أخر ا

وأمر بالصبلة معيم نافمة ، وقد سبق ىذا الحديث في ( ( .المواقيت ) )

.ويستدل بو عمى صحة الصبلة النافمة خمف الفاجر

تصح النافمة خمفيم بغير خبلف : ومن أصحابنا من قال .في المذىب

صمى التروايح وقد روي عن أحمد رواية أخرى أنو ال ي .خمف من يسكر

وقد روي حديث مرفوع في كراىة الصبلة خمف الفاجر .في غير الجمعة

خرجو ابن ماجو من رواية عبد اهلل بن محمد العدوي ، عن عمي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن جابر ،

هلل قد افترض إن ا: ) ) فقال ) خطبنا رسول اهلل : قال عميكم الجمعة في مقامي ىذا إلى يوم القيامة ، فمن تركيا في حياتي أو بعدي ولو إمام عادل أو جائر

استخفافا بيا ، وجحودا ليا ؛ فبل جمع اهلل لو شممو ، وال بارك لو في أمره ، أال وال صبلة لو ، وال زكاة لو ، وال

حج

(/)

"""""" حة رقم صف"""""" لو ، وال بركة حتى يتوب ، أال ال تؤمن امرأة رجبل ، وال يؤم أعرابي مياجرا ، أال وال يؤم فاجر مؤمنا إال أن يقيره

( ( .بسمطان يخاف سيفو وشرطو . منكر الحديث : والعدوي ىذا ، قال البخاري وأبو حاتم

.متروك : ل الدارقطني وقا. مجيول : وقال أبو حاتم وقد روي ىذا من وجو آخر يشبو ىذا في : قال العقيمي

.الضعف أنو رواه أبو فاطمة ( ( العمل ) ) وذكر الدارقطني في

مسكين بن عبد اهلل الطفاوي وحمزة بن حسان ، عن ، ورواه الثوري عن عمي بن زيد -أيضا -عمي بن زيد

.ضا أي صاحب -ثم خرجو من طريق مينأ بن يحيى الشامي

حدثنا زيد بن أبي الزرقاء ، عن سفيان : -اإلمام أحمد .فذكره مختصرا -، عن عمي بن زيد

قالو أبو : -وىذا إسناد قوي ؛ إال أن الحديث منكر .حاتم الرازي

.ابت ىو غير ث: وقال الدارقطني .أسانيده واىية : وقال ابن عبد البر

.وقد روي أولو من طرق متعددة ، كميا واىية : قمت

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

يقوم عن يمين اإلمام بحذائو سواء إذا كانا اثنين ة إمام أنو إذا اجتمع في الصبل: مراده بيذا التبويب

ومأموم فإن المأموم يقوم عن يمين اإلمام بحذائو سواء مساويا لو في الموقف ، من غير تقدم وال : أي -

.تأخر ثنا شعبة ، عن الحكم : حدثنا سميمان بن حرب -

، قال ك سمعت سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس ، ونة ، فصمى رسول اهلل بت في بيت خالتي ميم: قال العشاء ، ثم جاء فصمى أربع ركعات ، ثم نام ، ثم قام )

، فجئت فقمت عن يساره ، فجعمني عن يمينو ، فصمى خمس ركعات ، ثم صمى ركعتين ، ثم نام حتى سمعت

.ثم خرج إلى الصبلة -خطيطو : أو قال -غطيطو غطيط : صوت تردد النفس ، ومنو ( ( :الغطيط ) )

والغين والخاء : نحوه ( ( : الخطيط ) ) و . البكر .متقاربا المخرج

أن اإلمام إذا : والمقصود من ىذا الحديث في ىذا الباب لم يأتم بو غير واحد ، فإنو يقيمو عن يمينو بحذائو ،

.ولو كان صبيا لم يبمغ الحمم .اع من أىل العمم وىذا كاإلجم

عن أىل العمم من ( ( جامعو ) ) وقد حكاه الترمذي في إذا كان الرجل مع : فمن بعدىم ، قالوا ) أصحاب النبي

.الرجل يقوم عن يمين اإلمام : وحكاه ابن المنذر عن أكثر أىل العمم ، وسمى منيم

زيد وعروة ومالك عمر بن الخطاب وابن عمر وجابر بن وسفيان واألوزاعي والشافعي وأصحاب

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .وبو نقول : قال . الرأي .قول الشعبي وأحمد وأسحاق -أيضا -وىو : قمت

:وفيو قوالن آخران : قال ابن المنذر يقيمو عن : ال أحدىما عن سعيد بن المسيب ، أنو ق

.يساره عن النخعي ، أنو يقوم من -أيضا -وروي : قمت

ال قام عن خمفو ما بينو وبين أن يركع ، فإن جاء أحد وا .انتيى . يمينو

ثنا سفيان ، عن الحسن بن عبيد اهلل ، : وروى أبو نعيم عمقمة حتى ينزل كنت أقوم خمف: عن إبراىيم ، قال

المؤذن قائما ، كان يقوم خمفو إذا عمم أنو يمحق غيره .قريبا

إذا : عن الحسن ، قال ( ( كتابو ) ) وروى وكيع في صمى الرجل ومعو رجل واحد ونساء ؛ أقام الرجل خمفو

.وأقام النساء خمف الرجل

أقامو عن ) باس ، أن النبي وقد روي في حديث ابن ع .يساره ، وروي أنو قام خمفو ، وكبلىما ال يصح

فمن رواية كثير بن زيد ، عن يزيد بن أبي : أما األول فذكر الحديث ، -زياد ، عن كريب ، عن ابن عباس

فقمت عن يمينو ، فأخذني فجعمني عن : قال : وفيو .يساره ىذا غمط غير ( ( : التمييز ) ) مسمم في كتاب قال

محفوظ ؛ لتتابع األخبار الصحاح برواية الثقات عمى خبلف ذلك ، أن ابن عباس إنما قام عمى يسار النبي

.فحولو حتى أقامو عن يمينو ) ثم خرجو من طرق متعددة ، عن كريب ، عن ابن

من طريق سعيد بن جبير وعطاء وأبي و . عباس كذلك نضرة والشعبي وطاوس وعكرمة ، كميم عن ابن عباس

.كذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" من ( ( الحمية ) ) فخرجو أبو نعيم في : وأما الثاني

ثنا يونس : ثنا النضر بن شميل : رواية أبي يزيد الخراز حدثني عبد المؤمن األنصاري ، : ، عن أبي إسحاق

، فقام ) قال ابن عباس ، كنت عند رسول اهلل : قال إلى سقاء فتوضأ وشرب قائما ، فقمت فتوضأت وشربت قائما ، ثم صففت خمفو ، فأشار إلي ألوازي بو أقوم عن

ك ما منع: ) ) يمينو ، فأبيت ، فمما قضى صبلتو قال يا رسول اهلل ، : قمت ( ( وازيت بي ؟ [ أن ال تكون ]

: فقال . أنت أجل في عيني وأعز من أن أوازي بك ( ( .الميم ، آتو الحكمة ) )

إسنادمجيول ؛ فبل تعارض بو الروايات الصحيحة .الثابتة

وقد روي من وجو أصح ممن ىذا ، أنو وقف خمفو .فقدمو إلى يمينو

حدثنا محمد ( ( : كتاب الصبلة ) ) خرجو أبو نعيم في قال ابن : ثنا عكرمة بن خالد ، قال : بن شريك

وىي -في بيت ميمونة ) بت عند رسول اهلل : عباس من الميل يصمي قمت خمفو ، ) ، فمما قام النبي -خالتو

.مني عن يمينو إلى جنبو فأىوى بيده فأخذ برأسي ، فأقا .محمد بن شريك ىذا ، مكي ، وثقو اإلمام أحمد

وقد دل حديث ابن عباس ىذا عمى انعقاد الجماعة بالصبي في النفل ، وىذا متنف عميو ، فأما في الفرض ففيو روايتان عن أحمد ، واألكثرون عمى انعقاده بالصبي

و قول أبي حنيفة والشافعي ؛ ألن ، وى -أيضا -ن كان الصبي يصح نفمو ، والجماعة تنعقد بالمتنفل ، وا

من يتصدق ) : ) ) اإلمام مفترضأ ؛ بدليل قول النبي ( ( .عمى ىذا فيصمي معو ؟

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

لو اإلمام إلى يمينو إذا قام عن يسار اإلمام ف حو

لم تفسد صبلتو ثنا عمرو ، عن : ثنا ابن وىب : حدثنا أحمد -

عبد ربو بن سعيد ، عن مخرمو بن سميمان ، عن كريب نمت عند ميمونة والنبي : ، عن ابن عباس ، قال

قام يصمي ، فقمت عندىا تمك الميمة ، فتوضأ ، ثم ) عن يساره ، فأخذني فجعمني عن يمينو ، فصمى ثبلث

-وكان إذا نام نفخ -عشرة ركعة ، ثم نام حتى نفخ .حتى أتاه المؤذن ، فخرج فصمى ولم يتوضأ

حدثني كريب : فحدثت بو بكيرا ، فقال : قال عمرو .بذلك سوب ، قد روى عنو البخاري ىذا غير من( ( أحمد ) )

:في مواضع عن عبد اهلل بن وىب ، وقد اختمف فيو ىو أحمد بن عبد الرحمن بن وىب ابن أخي عبد : فقيل

.قالو أبو أحمد الحاكم وغيره : -اهلل بن وىب وأنكر آخرون أن يكون البخاري روى عن ابن أخي ابن

وىب في؛ لما اشتير من الطعن عميو ، ال ( ( صحيحو ) )

.سيما في آخر عمره إنو أحمد بن صالح ، أو أحمد بن عيسى : وقالوا

التستري ؛ فإنيما يرويان عن ابن وىب ، وقد روى .من غير شك ( ( كتابو ) ) البخاري عنيما في

ابن حنبل ، فقد أخطأ : إن أحمد ىذا ، ىو : ومن قال فإن اإلمام أحمد ال يروي عن ابن وىب ، بل عن ؛

.أصحابو أنو أحمد بن صالح ؛ وبذلك جزم أبو عبد اهلل : واألظير

:بن منده ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لم يخرج البخاري عن أحمد بن عبد الرحمن في شيئا ، وكمما قال في ( ( صحيحو ) ) ( ( ثنا ابن وىب : حدثنا أحمد ( ( : ) ) الصحيح ) )

ذا روى عن أحمد بن فيو ابن صالح المصري ، وا

.واهلل أعمم . عيسى نسبو وقد استدل البخاري بيذا الحديث عمى أن من قام عن

وفي -يسار اإلمام ، فحولو إلى يمينو لم تفسد صبلتو ة اإلمام فبل تفسد ، أما صبل -صبلتيما : بعض النسخ

.بمده لو بيده وتحويمو من جانب إلى جانب أنو أخذ : وقد خرج البخاري ىذا الحديث فيما بعد ، وفيو

.برأسو من ورائو ، فجعمو عمى يمينو نما حولو النبي من وراء ظيره لئبل يكون مارا في ) وا

.قبمتو اء ، عن ابن عباس ، وقد خرجو مسمم من حديث عط

فقمت إلى شقو األيسر ، فأخذني : قال : وفي حديثو من وراء ظيره ، فعدلني كذلك من وراء ظيره إلى الشق

.األيمن فتناولني من خمف ظيره ، -أيضا -وفي رواية لو

.فجعمني عمى يمينو بين يديو أنو لو أداره من: وقيل فيو معنى آخر ، وىو

لتقدم المأموم عمى إمامو في الموقف ، وأما صبلة

المأموم فبل تفسد بمشية من أحد جانبي اإلمام إلى جانبو اآلخر ؛ ألن ىذا عمل يسير في الصبلة فبل تفسد بو

.الصبلة وقد اختمف الناس في حد العمل اليسير الذي يعفى عنو

.في الصبلة فبل يبطميا فالصحيح عند أصحابنا أنو يرجع فيو إلى عرف الناس

.من غير تقدير لو بمرة أو مرتين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ومنيم من قدره بالمرة والمرتين ، وجعل الثبلث في حد الكثرة ، وكبلم أحمد مخالف ليذا مع مخالفتو لمسنن

.واآلثار الكثيرة .ية في الخطوتين والضربتين وجيان ولمشافع

الكثير ، ما لم يمكن إقامتو إال : ومن الحنفية من قال .ما يمكن بإحداىما : باليدين كاإلرضاع ، واليسير

ما لو رآه الناظر ال ستيقن أنو : الكثير : ومنيم من قال .ليس في صبلة

.بخبلفو : واليسير .المبطل بما جاوز محل السجود ومنيم من قدر المشي

والرجوع فيو إلى العرف أظير ؛ ألنو ليس لو حد في .الشرع

وقد وردت السنة بالعفو عما ال يعد كثثيرا عرفا ، كتأخيره ومشيو . وتأخير الصفوف خمفو في صبلة الكسوف

وقد تأخر أبو بكر بحضوتو . حتى فتح الباب لعائشة حتى قام في صف المأمومين ، ورفع من مقام اإلمام .يديو وحمد اهلل

وأذن في قتل الحية والعقوب في الصبلة ، وكل ىذه .األفعال تزيد عمى المرتين والثبلث

أمامو في الصبلة ، وأنو كان ) وقد سبق القول في حممو .يحمميا إذا قام ويضعيا إذا ركع

في ىذا الباب واستدل بحديث ابن عباس المخرج الشافعي ومن وافقو عمى أن من أساء الموقف وصمى

عن يسار اإلمام ، فإن صبلتو صحيحة مع الكراىة ، .وألحقوا بو من صمى خمف الصف وحده

لم يبطل تحريمتو وأقره ) أن النبي : ووجو استدالليم بو .عمى البناء عمييا ، فعنده ال تصح صبلة من وقف عمى وأما اإلمام أحمد يسار اإلمام إذا لم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.يكن عن يمينو أحد نما يبطل عنده إذا استمر في موقفو حتى ركع اإلمام وا ورفع ، فأما إن كبر عمى يسار اإلمام ، ثم تحول إلى

بل الركوع ، فإن يمينو ، أو وقف عن يمين اإلمام آخر ق .الصبلة عنده صحيحة

وكذا لو جاء آخر إلى خمف اإلمام ، فتأخر القائم عن .يساره إلى القائم خمفو ، فاصطفا جميعا قبل الركوع

عن ابن حامد ( ( شرح المذىب ) ) وحكى القاضي في ، أنو حكى رواية عن

اإلمام في النافمة أحمد ، أنو يصح الوقوف عن يسار في ) خاصة ، كما كبر ابن عباس عن يسار النبي

.النافمة .األول : والصحيح عن أحمد

بجابر عن يمينو ، ثم جاء ) فقد صمى النبي : فإن قيل ) .آخر فقام عن يساره ، فأخرىما النبي

( ( .صحيحو ) ) خرجو مسمم في ذلك عمى أن صبلة االثنين عن جانبي اإلمام ال ولم يدل .تصح إنما صح قيام االثنين عن جانبي اإلمام ؛ ألن : قيل

، وليس في القيام ) ابن مسعود فعمو ، ورواه عن النبي عن يسار اإلمام نص يدل عمى صحة صبلة من أتم

.واهلل أعمم . صبلتو عن يساره وقوف عن جانبي اإلمام مشروع في حق وأيضا ؛ فال

العراة وحق النساء ، وأما القيام عن يساره خاصة ، .فميس بمشروع بحال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

إذا لم ينو اإلمام أن يؤم ، ثم جاء قوم فأميم عيل بن إبراىيم ، ثنا إسما: حدثنا مسدد ، قال -

عن أيوب ، عن عبد اهلل ابن سعيد بن جبير ، عن أبيو بت عند خالتي ميمونة ، فقام : ، عن ابن عباس ، قال

يصمي من الميل ، فقمت أصمي معو ، فقمت ) النبي .عن يساره ، فأخذ برأسي وأقامني عن يمينو

ى أن من أحرم بالصبلة منفردا ، استدل البخاري بيذا عم ثم حضر في أثناء الصبلة من ائتم بو ، فإنو ينوي

اإلمامة ، وتصح صبلتو وصبلة من ائتم بو عمى ىذه .الحال

:فتضمن ذلك مسألتين مختمفا فييما :إحداىما

ىل يصح أن : أن من لم ينو اإلمامة في ابتداء صبلتو :، أم ال ؟ وفي المسألة أقوال يأتم بو غيره

يجوز ذلك ، فبل يشترط أن ينوي اإلمام اإلمامة : أحدىا ، بل لو نوى المأموم االقتداء بمنفرد جاز ، ىذا قول

وزفر ، وحكي -في رواية -مالك والشافعي والثوري .رواية عن أحمد ىر مذىب أحمد ال يجوز بحال ، وىو ظا: والقول الثاني

.في رواية إسحاق -، وقول الثوري واستدل ليم بأن الجماعة قربة وعبادة ، فبل تنعقد إال

بإمام ومأموم ، وفضميا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

مشترك بينيما ، فبل يحصل ليما ذلك بدون النية ، عمبل

نما إنما األعمال ب) : ) ) بظاىر قولو النيات ، وا ( ( .ألمرىء ما نوى

وأجاب بعض أصحابنا عن حديث ابن عباس ، بأن إمام الخمق عمى كل حال ، فبل يحتاج إلى نيةة ) النبي

.اإلمامة ، فبل يمحق بو غيره يصح ذلك في الفرض دون النفل ، وىو : والقول الثالث

ستدالال بحديث ابن عباس رواية منصوصة عن أحمد ، ا .ىذا

إن أم رجل رجبل لم يحتج أن ينوي : والقول الرابع ن أم امرأة احتاج إلى نية اإلمامة ، وىو قول اإلمامة ، وا

.أبي حنيفة وصاحبيو :المسألة الثانية

-أيضا -إذا أحرم منفردا ، ثم نوى اإلمامة ، وفي :أقوال أنو ال يجوز ذلك ، وىو قول أكثر أصحابنا ، : أحدىا

وبناء عمى أصميم في أن اإلمام يشترط أن ينوي اإلمامة .عمى ما سبق ، فيصير ذلك من ابتداء صبلتو

يجوز ذلك ، وىو قول أبي حنيفة ومالك : والثاني مام لؤلمامة والشافعي ، بناء عمى أصوليم في أن نية اإل

.ليس شرطا ، عمى ما سبق أن طرفي : ووافقيم بعض أصحابنا لمعنى آخر ، وىو

الصبلة يجوز أن يكون في أوليا إماما وفي اآلخر منفردا ، وىو المسبوق إذا استخمفو اإلمام ، فكذا

.بالعكس أنو يجوز في الفرض دون النفل ، وىو : والثالث

.عن أحمد ؛ لحديث ابن عباس ىذا المنصوصنوى إمامتو حينئذ ؛ ألنو أداره إلى ) أن النبي : والظاىر

.يمينو ، وأوقفو موقف المأموم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بالميل في رمضان ) صبلة المنبي : حديث : وفي معناه

مسجد ، وسيذكره في حجرتو ، واقتداء الناس بو في ال .البخاري فيما بعد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

ل اإلمام وكان لمرجل حاجة فخرج ولم يصل إذا طوثنا شعبة ، عن : حدثنا مسمم بن إبراىيم ، قال -

ذ بن جبل كان عمرو ، عن جابر بن عبد اهلل ، أن معا .، ثم يرجع فيؤم قومو ) يصمي مع النبي

ثنا شعبة : ثنا غندر : حدثني محمد بن بشار - كان معاذ : سمعت جابر بن عبد اهلل قال : ، عن عمرو

، ثم يرجع فيؤم قومو ، ) بن جبل يصمي مع النبي لبقرة فانصرف رجل ، فكأن فيصمي العشاء ، فقرأ با

-( ( فتان : ) ) ، فقال ) معاذا تناول منو ، فبمغ النبي -ثبلث مرار -( ( فاتن : ) ) ، أو قال -ثبلث مرار

.، وأمره بسورتين من أوسط المفضل .ال أحفظيما : قال عمرو

في خرجو عاليا مختصرا ، ثم خرجو بتمامو نازال ، و : سياقو موضع االستدالل بو عمى ما بوب عميو ، وىو

.انصراف الرجل لما قرأ معاذ بسورة البقرة حابة لم يكن من عادتيم قراءة : وفيو دليل عمى أن الص

بعض سورة في الفرض ؛ فإن معاذا لما افتتح سورة و ، فمذلك البقرة عمم الرجل أنو يكمميا في صبلت

.انصرف -ابن عيينة : ىو -وقد خرجو مسمم من حديث سفيان

فافتتح : ، عن عمرو ، عن جابر ، وقال في حديثو بسورة البقرة ، فانحرف رجل فسمم ، ثم صمى وحده

ال ، واهلل : أنافقت يا فبلن ؟ قال : وانصرف ، فقالوا لو ، وآلتين

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فأخبره ، ) فؤلخبرنو ، فأتى رسول اهلل ) رسول اهلل

يا رسول اهلل ، إنا أصحاب نواضح ، نعمل : فقال ن معاذا صمى معك العشاء ، ثم أتى فافتتح بالنيار ، وا

: عمى معاذ ، فقال ) بسورة البقرة ، فأقبل رسول اهلل .وذكر الحديث -( ( يا معاذ ، أفتان أنت ؟ ) )

أنو انصرف بمجرد افتتاح معاذ : ففي ىذه الرواية .لمبقرة أنو سمم ثم صمى وحده وانصرف ، ولم ينكر : وفييا

.ذلك ) عميو النببي أن ىذه ( ( : كتاب المعرفة ) ) وذكر البييقي في

تفرد بيا محمد بن عباد -الرجل سبلم : يعني -الزيادة ال أدري ىل حفظيا عن سفيان ، : قال . ، عن سفيان

أم ال ؛ لكثرة من رواه عن سفيان بدونيا ؟، وزاد -أيضا -وقد خرجو النسائي من طريق سفيان

فمما ( ( : ) ) فاستفتح بسورة البقرة : ) ) فيو بعد قولو ( ( .عت ذلك تأخرت فصميت سم

من طريق األعمش ، عن محارب بن -أيضا -وخرجو أن معاذا : دثار وأبي صالح ، عن جابر ، وفي حديثو

ما : ) ) ، فقال ) ، فأرسل إليو النبي ) أمر الرجل لمنبي يا رسول اهلل ، : فقال ( ( حممك عمى الذي صنعت ؟

ت عمى ناضح من النيار ، فجئت وقد أقيمت عممالصبلة ، فدخمت المسجد فدخمت معو في الصبلة ، وقرأ

سورة كذا وكذا وطول ، فانصرفت فصميت في ناحية ( ( .أفتان يا معاذ ؟ ) : ) ) فقال رسول اهلل . المسجد

عمى أن اإلمام إذا طول عمى المأموم : فيستدل بيذا ميو إتمام الصبلة معو ؛ لتعبو أو غمبو النعاس وشق ع

عميو أن لو أن يقطع صبلتو معو ، ويكون ذلك عذرا في قطع الصبلة المفروضة ، وفي سقوط الجماعة في ىذه

الحال ، وأنو يجوز أن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ن كان يصمي لنفسو منفردا في المسجد ثم يذىب ، وا

.اإلمام يصمي فيو بالناس إذا خشي عمى غنمو الذئب ، أو عمى دابتو : قال سفيان

أن تؤخذ ، أو عمى صبيو أن يأكمو الذئب ، فبل بأس أن .يقطع صبلتو ويذىب إليو

وقال الحسن وقتادة ، في رجل كان يصمي فأشفق أن . ينصرف : يا السبع ؟ قاال تذىب دابتو ، أو أغار عمي

: يرى سارقا يريد أن يأخذ نعميو ؟ قال : قيل لقتادة .ينصرف

ولو طول اإلمام تطويبل فاحشا ، أو حدث لممأموم عذر ، مثل حدوث مرض ، أو سماع حريق وقع في داره ، أو خاف فساد طعام لو عمى النار ، أو ذىاب دابة لو

د ونحو ذلك ، فنوى مفارقة إمامو ، وأتم عمى باب المسج -صبلتو منفردا ، وانصرف جاز ذلك عند أصحابنا

.وحكوه عن الشافعي وأبي يوسف ومحمد -أيضا .تبطل صبلتو بذلك : وعن مالك وأبي حنيفة

واستدل أصحابنا بما روى اإلمام أحمد في : -ابن عمية : ىو -ماعيل حدثنا إس ( ( : مسنده ) )

كان معاذ : ثنا عبد العزيز بن صييب ، عن أنس ، قال بن جبل يؤم قومو ، فدخل حرام وىو يريد أن يسقي نخمو ، فدخل المسجد مع القوم ، فمما رأى معاذا طول تجوز

في صبلتو ولحق بنخمة يسقيو ، فمما قضى معاذ إن حراما دخل المسجد ، فمما رآك : الصبلة قيل لو

إنو : قال . طويت تجوز في صبلتو ولحق نخمة يسقيو لمنافق ، أيعجل عن الصبلة من أجل سقي نخمة ؟

يا : ومعاذ عنده ، فقال ) فجاء حرام إلى النبي : قال بني اهلل ؛ إني أردت أن أسقي نخبل لي ، فدخمت

قوم ، فمما طولالمسجد ألصمي مع ال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

تجوزت في صبلتي ولحقت بنخمي أسقيو ، فزعم أنى

أفتان : ) ) عمى معاذ ، فقال ) منافق ، فأقبل النبي سبح اسم ربك األعمى ) أنت ؟ ال تطول بيم ؛ أقرأ ب

: الشمس ) ] ا والشمس وضحاى [ ) : األعمى ) ] ( ( .ونحوىما [

من طريق حسين بن واقد ، عن عبد -أيضا -وخرج اهلل بن بريدة ، عن أبيو ، أن معاذ بن جبل صمى

اقتربت الساعة ) بأصحابو العشاء ، فقرأ فييا فقام رجل من قبل أن يفرغ ، فصمى [ : القمر ) ]

واعتذر ) عاذ قوال شديدا ، فأتى النبي وذىب ، فقال لو مإني كنت أعمل في نخل ، وخفت عمى : إليو ، وقال

صل : ) ) -يعني لمعاذ -) الماء ، فقال رسول اهلل ( ( .بالشمس وضحاىا ونحوىا من السور

وروى محمد بن عجبلن ، عن عبيد اهلل بن مقسم ، عن فصمى خمفو فتى من : صة بطوليا ، وفييا جابر ىذه الق

وفي ىذا . قومو ، فمما طال عمى الفتى صمى وخرج بما صنع الفتى ، ) أن معاذا أخبر النبي : الحديث

يا رسول اهلل ، يطيل المكث عندك ، ثم يرجع : فقال

-( ( أفتان أنت يا معاذ ؟ : ) ) فقال . فيطول عمينا .ر الحديث وذك

.خرجو أبو داود ، مختصرا لم يتمو ىذه قصة أخرى غير قصة الذي سمم : وقال أصحابنا

.من صبلتو وصمى لنفسو وانصرف وقد روي أن الرجل صمى قبل أن يجيء معاذ ،

.سميم : وانصرف لما أبطأ معاذ ، وأن اسمو .حرام وىذا يدل عمى أن ىذه قصة أخرى غير قصة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سمعت معاذ بن عبد اهلل بن : فروى أسامة بن زيد كان : سمعت جابر بن عبد اهلل ، قال : خبيب ، قال

، فكان إذا جاء أم بقومو ) معاذ يتخمف عند رسول اهلل يصمي -م سمي: يقال لو -، وكان رجل من بني سممة

مع معاذ ، فاحتبس معاذ عنيم ليمة ، فصمى سميم ثم

سأل ) أن النبي : وذكر الحديث ، وفيو -انصرف قرأت بفاتحة الكتاب سورة : كيف صمى ؟ فقال : سميما

، ثم قعدت وتشيدت ، وسألت الجن وتعوذت من النار ، ت ، وليس أحسن ، ثم انصرف) وصميت عمى النبي

: ، ثم قال ) فضحك النبي . دندنتك وال دندنة معاذ ىل أدندن أنا أو معاذ إال لندخل الجنة ونعاذ من ) )

ال تكن فتانا تفتن : ) ) ثم أرسل إلى معاذ ( ( النار ؟ ( ( .الناس ، ارجع إلييم فصل بيم قبل أن يناموا

.خرجو البزار .كعب [ أبي ] اسم الرجل حزم بن وقد روي أن

.وقد خرج أبو داود حديثو مختصرا .وىذا يستدل بو عمى أنيا وقائع متعددة

ولم نقف في شيء من الروايات عمى أن الرجل قطع صبلتو وخرج من المسجد ولم يصل ، كما بوب عميو

، ( ( فخرج فصمى : ) ) وفي بعض النسخ . البخاري .و أصح وى

ولو فارق المأموم لغير عذر ، لم يجز في أصح

. الروايتين عن أحمد ، وىو قول أبي حنيفة ومالك .يجوز ، وىو قول أبي يوسف ومحمد : والثانية

.ولمشافعي قوالن واستدلوا عمى أنو ال يجوز ، وأن الصبلة تبطل بو بقول

نماإ) : ) ) النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، ومفارقتو من ( ( اإلمام ليؤتم بو ، فبل تختمفوا عميو .غير عذر من االختبلف عميو

وأيضا ؛ فقد سبق االستدالل عمى وجوب الجماعة ، والواجب إذا ما شرع فيو لم يجز إبطالو وقطعو لغير

. سبحانو وتعالى أعمم واهلل. عذر ، كأصل الصبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

والسجود تمام الركوع تخفيف اإلمام في القيام وا ثنا : ثنا زىير : حدثنا أحمد بن يونس -

أخبرني أبو مسعود ، أن : سمعت قيسا قال : إسماعيل واهلل يا رسول اهلل ، إني ألتأخر عن صبلة : رجبل قال

فما رأيت رسول اهلل . الغداة من أجل فبلن مما يطيل بنا إن : ) ) في موعظة أشد غضبا منو يومئذ ، ثم قال )

منكم منفرين ، فأيكم ما صمى بالناس فميتجوز ؛ فإن ( ( .فييم الضعيف والكبير وذا الحاجة

أن اإلمام مأمور بالتخفيف خشية : الحديث في ىذا اإلطالة عمى من خمفو ؛ فإنو ال يخمو بعضيم من عذر

.كالضعيف والكبير وذي الحاجة وىذا يدل عمى أن األمر بالتخفيف إنما يتوجو إلى إمام

.يصمي في مسجد يغشاه الناس أحمد : ي يعن -قالو أبو عبد اهلل : قال حنبل بن إسحاق

إذا كان المسجد عمى قارعة الطريق أو طريق يسمك : -

فالتخفيف أعجب إلي ، فإن كان مسجدا يعتزل أىمو .إن شاء اهلل -ويرضون بذلك فبلبأس ، وأرجو

.عمى اإلمام أن يخفف بكل حال : وقالت طائفة ن عمم قوة من خمفو : ورجحو ابن عبد البر ، قال ألنو وا

وذكر . فإنو ال يدري ما يحدث بيم من آفات بني آدم ، .أن تطويل اإلمام غير جائز ، وأنو يمزمو النخفيف

سألت أبي عن الحديث الذي : وقال عبد اهلل بن أحمد )جاء عن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وعو وسجوده وكان قيامو ورك: ) ) في صبلتو ، قال ما تفسير ( ( : وقعوده بين السجدتين قريبا من السواء

أحب إلي أن يخفف ، وال يشق عمى من : ذلك ؟ فقال .في التخفيف أحاديث ) خمفو ، وقد روي عن النبي

قد : قال أبو بكر عبد العزيز بن جعفر من أصحابنا

استعمل ذلك في نفسو إذا )يجوز أن يكون رسول اهلل كان مصميا ، وقد أمر أئمتو بالتخفيف ، فيتوجو

.الحديثان عمى معنيين كان يخفف ويوجز ) وفيو نظر ؛ فإن النبي : كذا قال

.ويتم الصبلة ، فمم يكن يفعل خبلف ما أمر بو األئمة ىاىنا ما يدل وليس في حديث أبي مسعود الذي خرجو

تمام الركوع عمى ما بوب عميو من تخفيف القيام وا والسجود ، وقد خرج فيما بعد حديث أنس ، أن النبي

.كان يوجز ويتم ) وقد رويت أحاديث في التخفيف مع إتمام الركوع

والسجود ، وىي مطابقة لترجمة ىذا الباب ، لكن ليست ( ( .الكتاب ) ) عمى شرط ىذا

فخرج اإلمام أحمد من حديث مالك بن عبد اهلل الخثعمي ، فمم أصل خمف إمام ) غزوت مع رسول اهلل : ، قال

.كان أوجز منو صبلة في تمام الركوع والسجود من أمنا فميتم الركوع : ومن حديث عدي بن حاتم ، قال

والسجود ؛ فإن

عيف والكبير والمريض والعابر السبيل وذا فينا الض ) .الحاجة ، ىكذا كنا نصمي مع رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن عدي بن حاتم خرج إلى : وخرجو الطبراني ، ولفظو مجمسيم ، فأقيمت الصبلة فتقدم إماميم ، فأطال الصبلة

منكم فميتم من أمنا: فمما انصرف قال ، والجموس الركوع والسجود ؛ فإن خمفو الصغير والكبير والمريض

فمما حضرت الصبلة تقدم ، وابن السبيل وذا الحاجة عدي فأتم الركوع والسجود ، وتجوز في الصبلة ، فمما

) .ىكذا كنا نصمي خمف النبي : انصرف قال وخرج الطبراني وغيره من حديث نافع بن خالد

-وكان من أصحاب الشجرة -حدثني أبي : اعي الخز كان إذا صمى والناس ينظرون صمى صبلة ) أن النبي

.خفيفة تامة الركوع والسجود

كان إذا صمى بالناس فإنو يخفف ) فقد ثبت أن النبي ذا صمى لنفسو يطول .عنيم ، وا

اقد الميثي ، عن أبي و ( ( مسند اإلمام أحمد ) ) وفي أخف الناس صبلة بالناس ، وأطول ) كان النبي : قال

.الناس صبلة لنفسو يصمييا بالناس ىي النخفيف ) فالصبلة التي كان النبي

نما أنكر عمى من طول تطويبل الذي أمر بو غيره ، وا مي مع زائدا عمى ذلك ، فإن معاذ بن جبل كان يص

يؤخرىا ) بالمدينة صبلة العشاء ، وكان النبي ) النبي ، ثم ينطمق ( ( المواقيت ) كثيرا ، كما سبق ذكره في

إلى قومو في بني سممة فيصمي بيم ، وقد استفتح حينئذ .بسورة البقرة ، فيذا ىو الذي أنكره عمى معاذ

كان رسول اهلل : ر ، قال حديث ابن عم : ويشيد ليذا ن كان ليؤمنا بالصافات ) .ليأمرنا بالتخفيف ، وا

خرجو اإلمام أحمد والنسائي وابن خزيمة في ( ( .صحيحو ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن التخفيف المأمور بو ىو ما كان يفعمو ، : والمراد كما -ان يفعل خبلف ما أمر بو ومن كان يفيم أنو ك

.فقد وىم -أشعر بو تبويب النسائي سألت : عن سماك ، قال ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

كان يخفف : ، فقال ) جابر بن سمرة عن صبلة النبي وأنبأني أن : قال . الصبلة وال يصمي صبلة ىؤالء

قاف والقرآن ) ) لفجر ب كان يقرأ في ا) رسول اهلل .، ونحوىا من السور ( ( المجيد

يصمي نحوا من ) كان النبي : وخرجو الحاكم ، ولفظو صبلتكم ، ولكنو يخفف الصبلة ، كان يقرأ في الفجر

.بالواقعة ونحوىا من السور .فصرح بأن تخفيفو ىو قرءاتو بيذه السورة

س ، عن عمار الدىني ، عن وروى عبد الجبار بن العباكان أبي ترك : األعمش ، عن إبراىيم التيمي ، قال

.إنكم تخففون : الصبلة معنا ، قال

إن فيكم الكبير والضعيف ) : ) ) فأين قول النبي : قمت قد سمعت عبد اهلل بن مسعود : فقال ( ( وذا الحاجة ؟

.، ثم صمى ثبلثة اضعاف ما تصمون يقول ذلك .والطبراني ( ( صحيحو ) ) خرجو ابن خزيمة في

وروى مالك بن مغول ، عن الحكم ، عن إبراىيم التيمي . ، عن أبيو ، أنو كان يتخمف عن الصبلة ، فقيل لو

يؤمر بذلك ؟ أليس قد كان : فقيل . إنكم تخففون : فقال .إن الذي كان عمييم خفيفا عميكم ثقيل : قال

واعمم ؛ أن التخفيف أمر نسبي ، فقد تكون الصبلة خفيفة بالنسبة إلى ما ىو أخف منيا ، فالتخفيف المأمور

يفعمو إذا أم ، فالنقص ) بو األئمة ىو الذي كان النبي ا منو ليس بتخفيف مشر وع ، والزيادة عميو إن كان مم

فعمو الخمفاء الراشدون كتطويل القرءة في صبلة الصبح أبو بكر -أحيانا -، عمى ما كان يفعمو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" . وعمر فميس بمكروه ، نص عميو اإلمام أحمد غيره

.اء اهلل تعالى إن ش -وسيأتي ذلك في موضعو أحب أن يبدأ الراكع ( ( : األم ) ) وقال الشافعي في

، ويقول كل ما -ثبلثا -سبحان ربي العظيم : فيقول -حديث عمي : يعني -كان يقولو ) حكيت عن النبي

في ركوع أو سجود أحببت أن ) وكل ما قال النبي : قال و ، إماما كان أو منفردا ، وىو تخفيف ال ال يقصر عن

.انتيى كبلمو . تثقيل من تخفيف الصبلة من ) فقد كان حدث بعد النبي

األئمة تخفيفا ، وقد حكي ذلك عن أىل الكوفة ، وحدث إطالة زائدة ، ) من يطيل الصبلة عمى صبلة النبي

، -أيضا -ىل المدينة وكان ذلك في أىل الشام وأوكان السمف ينكرون عمى الطائفتين ، وقد ذكرنا إنكار

عمى من -وكان من أعيان التابعين -يزيد التيمي خفف الصبلة من أئمة الكوفة ، وكان ابن عمر وغيره ينكرون عمى من أطال الصبلة إطالة زائدة عمى صبلة

) .النبي عن عطية ، عن ابن ( ( مام أحمد مسنده اإل) ) ففي

سجدة من سجود ىؤالء مثل ثبلث سجدات : عمر ، قال ) .من سجود النبي

إن إماما : قيل البن عمر : وعن حيان البارقي ، قال .يطيل الصبلة

أو مثل -أخف ) ركعتين من صبلة رسول اهلل : فقال .من صبلة ىذا -ركعة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من رواية ( ( كتاب السنة ) ) وروى ابن أبي عاصم في رآني ابن عمر أصمي ، فمما : سالم بن حذلم ؛ قال

. من أىل الشام : ممن أنت ؟ قمت : انصرفت قال لي إنكم أىل الشام تصمون الصبلة وتكثرون من : قال

ني لم أصل خمف أحد أخف صبلة في تمام الدعاء ، وا

) .من رسول اهلل عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن ( ( المسند ) ) وفي

رأيت أبا ىريرة صمى صبلة تجوز فييا ، : أبيو ، قال نعم ، : يصمي ؟ قال ) ىكذا كان رسول اهلل : فقمت لو .وأوجز

( ( .أوجز أو: ) ) وفي رواية وكان قيامو قدر ما ينزل : قال : -أيضا -وفي رواية

.المؤذن من المنارة ويصل إلى الصف أن أبا ىريرة كان : وفي بعض الروايات ليذا الحديث

.يؤم الناس بالمدينة فيخفف عن أنس بن مالك ، : -أيضا -( ( المسند ) ) وفي صبلة ، لو صبلىا ) لقد كنا نصمي مع رسول اهلل :قال

أال تذكر : فقال لو رجل . أحدكم اليوم لعبتموىا عميو : ؟ فقال -واألمير عمر بن عبد العزيز -ذلك ألميرنا

.قد فعمت : بعد قولو ( ( المسند ) ) وفي رواية في غير

( ( .في التخفيف : يعني ( ( : ) ) لعبتموىا عميو ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أييا الناس ، ال : وروي عن عمر بن الخطاب ، قال وكيف ذلك ؟ : فقال قائل منيم . تبغضوا اهلل إلى عباده

يكون الرجل إماما لمناس ، يصمي بيم ، فبل يزال : قال .تى يبغض إلييم ما ىم فيو يطول عمييم ح

.خرجو ابن عبد البر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

ل ما شاء إذا صمى لنفسو فميطوأنا مالك ، عن أبي : حدثنا عبد اهلل بن يوسف -

سول اهلل الزناد ، عن األعرج ، عن أبي ىريرة ، أن ر

إذا صمى أحدكم لمناس فميخفف ؛ فإن فييم : ) ) قال ) ذا صمى أحدكم لنفسو الضعيف والسقيم والكبير ، وا

( ( .فميطول ما شاء : أي -( ( إذا صمى أحدكم لنفسو : ) ) معنى قولو

.منفردا ، بحيث ال يأتم بو أحد ، عن أبي وقد خرجو مسمم من رواية المغيرة الحزامي

ذا صمى وحده فميصل كيف : ) ) الزناد ، وقال فيو وا ( ( .شاء

من رواية ىمام بن منبو ، عن أبي -أيضا -وخرجو إذا ما قام أحدكم لمناس : ) ) ، قال ) ىريرة ، عن النبي

ذا فميخفف في الصبلة ؛ فإن فييم الكبير والضعيف ، وا ( ( .حده فميطل صبلتو ما شاء قام و

من حديث عثمان بن أبي العاص ، -أيضا -وخرج أم قومك ، فمن أم قوما ) : ) ) قال رسول اهلل : قال

ن ن فييم المريض ، وا فميخفف ؛ فإن فييم الكبير ، وا ذا صمى أحدكم ن فييم ذا الحاجة ، وا فييم الضعيف ، وا

( ( .شاء وحده فميصل كيف

إذا صبلىا -صبلة الفرائض والنوافل : ويدخل في ذلك .فإنو ال يكره لو إطالتيا -وحده

ىل األفضل إطالة القيام ، : وقد اختمف الناس في النفل أم كثرة الركوع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بما يأتي والسجود ، أم يفرق بين صبلة الميل والنيار ؟ ور .إن شاء اهلل تعالى -ذلك في موضع آخر ىذا فيما لم ينقل عن النبي : قال بعض أصحابنا

إطالتو أو تخفيفو ، فأما ما نقل عنو إطالتو أو تخفيفو ) فاتباعو فيو أفضل ، فاألفضل في ركعتي الفجر ذلك والركعتين المفتتح بيما صبلة الميل تخفيفيما ، وك

.يوم الجمعة -واإلمام يخطب -الركعتان لمداخل وقد سبق ذكر االختبلف فيمن فاتو قراءة حزبو من

ىل يقرأ بو في ركعتي الفجر ، أم ال ؟: الميل

عن موسى بن عبيدة ، ( ( كتابو ) ) وروى وكيع في كان ابن عمر إذا صمى لنفسو طول : عن نافع ، قال

.في الركعات األربع في الفريضة : يعني -ين في أربعتوموسى بن عبيدة ، ضعيف جدا من قبل حفظو ، وكان

.رحمو اهلل -شيخا صالحا حابة من يخفف الصبلة ، ويعمل بخشية وكان من الص

.وسوسة الشيطان ثنا ابن أبي عروبة ، عن أبي رجاء : قال وكيع

ما لكم : قمت لمزبير بن العوام :العطاردي ، قال إنما : أصحاب محمد من أخف الناس صبلة ؟ قال

.نبادر الوسواس حدثنا سفيان ، عن نسير بن ذعموق ، عن خميد الثوري

احذفوا ىذه : سمعت عمار بن ياسر يقول : ، قال .الصبلة قبل وسوسة الشيطان

(/)

"""""" صفحة رقم """"" " باب -

ل من شكا إمامو إذا طو طولت بنا يا بني: وقال أبو أسيد

كتاب ) ) قال أبو نعيم الفضل بن دكين في حدثنا ابن الغسيل ، عن حمزة بن أبي ( ( : الصبلة -أسيد كان يؤمنا ، فإذا طول عمييم قال لو أبو: أسيد

.يرحمك اهلل ، طولت عمينا : -وىو خمفو بير بن المنذر بن أبي أسيد وحدثنا ابن الغسيل ، عن الز

.مثمو -، عن أبي أسيد :خرج في ىذا الباب ثبلثة أحاديث

:األول ثنا سفيان ، عن : حدثنا محمد بن يوسف -

خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن إسماعيل بن أبييا رسول اهلل ، إني : قال رجل : أبي مسعود ، قال

. ألتأخر عن الصبلة في الفجر مما يطيل بنا فبلن فييا ، ما رأيتو في موعظة كان أشد ) فغضب رسول اهلل

، إن منكم يأييا الناس : ) ) ثم قال . غضبا منو يومئذ منفرين ، فمن أم الناس فميخفف ؟ فإن خمفو الضعيف

( ( .والكبير وذا الحاجة من رواية زىير ، عن -قريبا -قد سبق ىذا الحديث

.إسماعيل بن أبي خالد جواز شكوى من يطيل : ومقصوده بتخريجو ىاىنا الصبلة إطالة زائدة عمى

(/)

"""""" صفحة رقم " """""

الحد المشروع ؛ فإن ىذا اإلمام لوال أنو زاد عمى صبلة زيادة كثيرة لما شكي ، وال تخمف من تخمف عن ) النبي

غضب ) الصبلة خمفو ، فمما شكي ذلك إلى النبي غضبا شديدا ، ووعظ الناس موعظة عامة ، وأمر األئمة

من تنفير الناس عن شيود صبلة بالتخفيف ، وحذر .الجماعات بالتطويل

ثنا ىشام الدستوائي ، عن قتادة ، عن : وروى وكيع إن من األئمة ) : ) ) قال النبي : عباس الجشمي ، قال

( ( .طرادين .وىذا مرسل

:الحديث الثاني ثار ، ثنا محارب بن د: ثنا شعبة : حدثنا آدم - أقبل : سمعت جابر بن عبد اهلل األنصاري قال : قال

رجل بناضحين ، وقد جنح الميل ، فوافق معاذا يصمي ، أو -فترك ناضحيو وأقبل إلى معاذ ، فقرأ بسورة البقرة

-وبمغو أن معاذا نال منو -، فانطمق الرجل -النساء يا معاذ ) ) ) معاذا ، فقال النبي فشكا إليو ) فأتى النبي

-ثبلث مرات ( ( فاتن ؟ ) ) أو -( ( ، أفتان أنت سبح اسم ربك األعمى ) فموال صميت ب ( (

: الشمس ) ] والشمس وضحاىا [ ) : األعمى ) ] ؛ فإنو يصمي [ : الميل ) ] والميل إذا يغشى [ ) أحسب -( ( راءك الكبير والضعيف وذو الحاجة ؟ و

.ىذا في الحديث

.سعيد بن مسروق ومسعر والشيباني : وتابعو بير ، عن جابر قال عمرو وعبيد اهلل بن مقسم وأبو الز

.قرأ معاذ في العشاء بالبقرة : بن عبد اهلل .األعمش ، عن محارب : وتابعو

(/)

"""""" صفحة رقم """"" "

أقبل بظممتو ، وقد جنح : جنح الميل : قال الخطابي .إقبال ظممتو : جنوحا ، ومنو جنح الميل

.البعير يسقى عميو : والناضح صرف الناس عن : والفتنة عمى وجوه ، ومعناىا ىاىنا

ما أنتم ) قال تعالى . الدين ، وحمميم عمى الضبلل .مضمين : أي [ : الصافات ) ] عميو بفاتنين

ىبل قرأت ، : يريد ( ( فموال صميت بسبح : ) ) وقولو [ : الواقعة ) ] فموال إن كنتم غير مدينين : ) كقولو

: معناه [ : ىود ) ] فموال كان من القرون ) ،

.فيبل .انتيى . و جعل الحاجة عذرا في تخفيفيا أن : وفيو

: باإلضبلل بعيد ، واألظير -ىاىنا -وتفسيره الفتنة الشغل عن الصبلة ؛ فإن من : أن المراد بالفتنة ىاىنا

طول عمى من شق عميو التطويل في صبلتو ، فإنو يشغمو عن الخشوع في صبلتو ، ويمييو عنيا ، كما أن

لما نظر إلى أعبلم الخميصة التي كانت عميو ) النبي وأمر ( ( كادت تفتنني : ) ) في الصبلة نزعيا ، وقال

: عائشة أن تميط قراميا الذي فيو تصاوير ، وقال ( ( .ال يزال تصاويره تعرض لي في صبلتي ) ) خافة الصبلة لما سمع بكاء الصبي م) تخفيفو : ومنو

.أن تفتتن أمو قول أبي طمحة ، لما نظر إلى الطائر في : ومنو

صبلتو وىو يصمي في حائطو حتى اشتغل بو عن .لقد أصابني في مالي ىذا فتنة : صبلتو

وقد سبق ذكر ذلك كمو ، سوى حديث بكاء الصبي ؛ .إن شاء اهلل تعالى -فإنو سيأتي قريبا

بق حديث آخر في الصبلة عمى الخمرة في ىذا وس .المعنى

االشتغال عن : والفتنة في ىذه المواضع كميا ، ىو .الصبلة ، وااللتياء عنيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إنما أموالكم : ) ويجوز أن يكون منو قول اهلل تعالى : ، وأن يكون المراد [ : التغابن ) ] فتنة وأوالدكم

.أنيا تشغل عن عبادة اهلل وذكره لما كان يخطب ورأى الحسن ) أن النبي : ويدل عميو

صدق : ) ) والحسين قد أقببل ، نزل فحمميما ، ثم قال ، [ : التغابن ) ] إنما أموالكم وأوالدكم فتنة ) اهلل

إني رأيت ىذين الغبلمين يمشيان ويعثران ، فمم ( ( .أصبر

وأما ما ذكره البخاري من المتابعات والرواية المعمقة ،

أن جماعة رووا ىذا الحديث عن محارب : فمضمونة : بن دثار كما رواه عنو شعبة ، وقالوا في قراءة معاذ

سعيد بن : بالشك ، منيم ( ( ساء البقرة أو الن ) ) مسعر وأبو : ، ومنيم -والد سفيان -مسروق الثوري .إسحاق الشيباني

والشك في ىذا من محارب ، كذا في رواية غندر عن .شعبة

.خرجو اإلسماعيمي أحسب محاربا الذي شك في : قال : -أيضا -وفيو : ىل قال : شك : يعني -( ( الضعيف ) ) ؟( ( ذا الحاجة ) ) أو ( ( الضعيف ) )

أن معاذا كان : وفي حديث معاذ بن معاذ ، عن شعبة .يصمي بالناس المغرب

قمت : ورواه عمي بن الجعد ، عن شعبة ، وقال فيو .المغرب : أي صبلة كانت ؟ قال : لمحارب

تبين أن ذكر المغرب إنما ىو ظن من فيذه الرواية .محارب

وخرج أبو داود الحديث بذكر المغرب من وجو آخر فيو .انقطاع

أنو رواه األعمش ، عن محارب ، فقال : وذكر البخاري .من غير شك ( ( قرأ بالبقرة : ) ) فيو

وكذا رواه عمرو بن دينار وعبيد اهلل بن مقسم وأبو بير ، عن جابر ،الز

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.من غير شك ( ( قرأ البقرة : ) ) وقالوا في حديثيم وقد خرج البخاري حديث عمرو بن دينار فيما تقدم بيذا

.المفظ وقد تقدم أن النسائي خرجو من حديث األعمش ، عن

سورة كذا : ) ) محارب ، ولم يسم السورة ، بل قال ( ( .وكذا

:الحديث الثالث

ثنا عبد : ثنا عبد الوارث : حدثنا أبو معمر - يوجز ) كان النبي : العزيز ، عن أنس بن مالك ، قال

.الصبلة ويكمميا .ىو التخفيف واالختصار : اإليجاز والسجود ىو إتمام أركانيا من الركوع : واإلكمال

.واالنتصاب بينيما دخال ىذا الحديث في ىذا الباب ، فائدتو أنو بين بو : وا

قدر التخفيف المأمور بو ، وأنو إنما يشكى اإلمام إذا زاد تمام أركانيا ، عميو زيادة فاحشة ، فأما إكمال الصبلة وا

.فميس بتطويل منيي عنو

(/)

"""""" صفحة رقم " """"" باب -

بي بلة عند بكاء الص من أخف الص :فيو ثبلثة أحاديث

:الحديث األول ثنا : -ىو الفراء -حدثنا إبراىيم بن موسى - ثنا األوزعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن : الوليد

: ، قال ) تادة ، عن أبيو ، عن النبي عبد اهلل بن أبي قإني ألقوم في الصبلة أريد أن أطول فييا ، فأسمع ) )

بكاء الصبي فأتجوز في صبلتي ، كراىية أن أشق عمى ( ( .أمة

بشر بن بكر وبقية وابن المبارك ، عن : تابعو .األوزاعي

.قد خرجو البخاري فيما بعد من طريق بشر خرجو أبو داود وابن ماجو من رواية بشر بن بكر و

.وعمر بن عبد الواحد وخرجو النسائي من رواية ابن المبارك ، كميم عن

.األوزاعي ، بو من رواية ( ( صحيحو ) ) وخرجو اإلسماعيمي في

.إسماعيل بن عبد اهلل بن سماعة ، عن األوزاعي عقبة بن عمقمة وأيوب بن : زاعي وكذا رواه عن األو

.سويد ورواه أبو المغيرة ، عن األوزاعي ، عن يحيى ، عن

.عبد اهلل بن أبي قتادة مرسبل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( مسند األوزاعي من جمعو ) ) خرجو ابن جوصا في .من ىذه الطرق

نما ذكر البخاري متابعة الوليد بن مسمم عمى وصمو ، وا ليبين أن الصحيح وصمو ؛ لكثرة من وصمو عن

.األوزاعي ، وال يضر إرسال من أرسمو رسالو . ولعل مسمما ترك تخريجو لبلختبلف في وصمو وا

.واهلل أعمم دليل عمى أن من دخل الصبلة بنية : وفي الحديث

مزم اإلطالة إطالتيا فمو تخفيفيا لمصمحة ، وأنو ال ت .بمجرد النية

واستدل بو بعضيم عمى أن من دخل في تطوع ينوي أن يصمي أربعا ، فمو أن يقتصر عمى ركعتين ، قال ذلك سفيان الثوري ، مع قولو بمزوم النوافل بالشروع ، فبل

.إشكال عنده في جواز ذلك الصبلة النافمة وكذلك ألصحاب مالك قوالن فيمن افتتح قائما ، فيل يجمس في أثنائيا ، أم ال ؟

.لو أن يجمس بيذا الحديث : فاستدل بعض من قال وقد يستدل بو عمى أن من نذر أن يصمي صبلة ، ونوى في نفسو أكثر من ركعتين ، فيل يمزمو ما نوى ، أم ال

؟، ورجحو طائفة وقد نص أحمد عمى أنو يمزمو ما نوى

من أصحابنا ، وبناء عمى أن من أصل أحمد الرجوع في .األيمان والنذور إلى المقاصد والنيات

وقد نص أحمد فيمن نذر الصدقة بمال ، ونوى في نفسو ألفا ، أنو يخرج ما شاء مما يسمى ماال ، وال يمزمو

.نقمو عنو أبو داود : -األلف ف نصو في الصوم والصبلة ، أنو يمزمو ما وىذا يخال

.نواه .فتخرج المسألتان عمى روايتين

ووجو شبو ىذه المسائل بنية اإلطالة لمصبلة المكتوبة أن: عند الدخول فييا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الصبلة المكتوبة إنما يمزم فييا قدراإلجزاء ، والزائد عمى ك إذا فعل ، فيل يوصف بالوجوب ، أو بالنفل ؟ فيو ذل

.قوالن معروفان ألصحابنا وغيرىم من الفقياء أن ذلك ال يمزم بمجرد النية ، : وقد تبين بيذا الحديث

.سواء وصف بالوجوب ، أو ال أنو : ، فالمعنى ( ( أريد أن أطول فييا ) ) ) وأما قولو

كمالي : ا عمى الوجو المعتاد ، وليس المراد يريد إتماميا وا .اإلطالة التي نيى عنيا األئمة

واستدل الخطابي وغيره بيذا الحديث عمى جواز انتظار

اإلمام لمداخل في الركوع قدرا ال يشق عمى بقية .المأمومين ؛ ألنو مراعاة لحال أحد المأمومين

بعد في االئتمام باإلمام وفيو نظر ؛ فإن الداخل لم يدخل ، وفي االنتظار تطويل عمى المأمومين لمراعاة من ليس بمؤتم ، فيذا ال يشبو تخفيف الصبلة ألجل أم الصبي ،

.بل ىو عكسو في المعنى :الحديث الثاني

: ثنا سميمان بن ببلل : حدثنا خالد بن مخمد - سمعت أنس بن مالك : قال ثنا شريك بن عبد اهلل ،

ما صميت وراء إمام قط أخف صبلة وال أتم من : يقول ن كان ليسمع بكاء الصبي فيخفف ، مخافة ) النبي ، وا

.أن تفتن أمو .ابن أبي نمر المدني : ىذا ، ىو ( ( شريك ) )

-اض وقد روى ىذا الحديث عنو أبو ضمره أنس بن عي .أيضا

.ورواه جماعة عنو ، ولم يذكروا آخره

وكذلك خرجو مسمم بدون آخره من رواية إسماعيل بن .جعفر ، عن شريك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.معنى االفتتان ىاىنا -فيما تقدم -وقد ذكرنا :الحديث الثالث

ثنا : ثنا يزيد بن زريع : بن عبد اهلل حدثنا عمي - ثنا قتادة ، أن أنس بن مالك حدث ، أن : سعيد ، قال

إني ألدخل في الصبلة ، وأنا أريد : ) ) قال ) النبي إطالتيا ، فأسمع بكاء الصبي ، فأتجوز في صبلتي ،

( ( .مما أعمم من شدة وجد أمو من بكائو ثنا ابن أبي عدي ، : نا محمد بن بشار حدث -

عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن النبي إني ألدخل في الصبلة ، فأريد إطالتيا ، : ) ) ، قال )

فأسمع بكاء الصبي ، فأتجوز لما أعمم من شدة وجد أمو

( ( .من بكائو ثنا أنس ، عن النبي : تادة ثنا ق: ثنا أبان : وقال موسى

. ( .وىذا بمعنى حديث أبي قتادة المتقدم

وقد ساقو عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس من طريقين ، ليس فييما تصريح قتادة بالسماع لو -من أنس ، وكان قتادة مدلسا ، فمذلك ذكر أن موسى

العطار : وىو -رواه عن أبان -يل ابن إسماع : وىو .، عن قتادة ، فصرح بسماعة من أنس -

من طرق ، ( ( صحيحو ) ) وخرجو اإلسماعيمي في أن أنس بن : عن سعيد ، عن قتادة ، وفي سياق حدثيو

مالك حدثو ، ولم يبين لفظ من ىو من الرواة ، ويبعد أن .يكون لفظ جميعيم

ف الذي كان يفعمو ، تارة كان يأتي بو في والتخفيالصبلة كميا ، وتارة في بعض ركعاتيا ، بحسب ما

.يسمع بكاء الصبي

فاألول ، دل عميو ما خرجو أبو بكر بن أبي داود في حدثنا( ( : كتاب الصبلة ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ثنا عبد الوىاب ، عن شعبة : ى بن مالك أحمد بن يحي : ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء بن عازب ، قال

صبلة الصبح ، فقرأ بأقصر ) صمى بنا رسول اهلل : سورتين في القرآن ، فمما فرغ أقبل عمينا بوجيو ، وقال

( ( .إنما عجمت لتفرغ أم الصبي إلى صبييا ) ) .جدا وىذا إسناد غريب

وقد روي معناه من حديث أنس وأبي سعيد بأسانيد .ضعيفة

، ( ( كتاب الصبلة ) ) وأما الثاني ، فروى أبو نعيم في عن سفيان ، عن أبي السوداء النيدي ، عن ابن سابط ،

في الفجر في أول ركعة بستين) قرأ النبي : قال

ة سمع صوت صبي ، فقرأ ثبلث آية ، فمما قام في الثاني .آيات

.وىذا مرسل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

إذا صمى ثم أم قوما : حدثنا سميمان بن حرب وأبو النعمان ، قاال -

حدثنا حماد بن زيد ،ن عبد عن أيوب ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر ب

، ثم يأتي قومو ) كان معاذ يصمي مع النبي : اهلل ، قال .فيصمي بيم أن اقتداء المفترض بالمتنفل صحيح ، : مراده بيذا

.استدالال بيذا الحديث طاووس : وقد ذىب إلى ىذا طائفة من العمماء ، منيم

.لم نزل نسمع بذلك : وعطاء ، وقال -في رواية -قول األوزاعي والشافعي وأحمد وىو

سحاق وأبي خثيمة وأبي بكر بن أبي شيبة وسميمان بن وا حرب وسميمان بن داود الياشمي وأبي ثور وداود

.والجوزجاني وابن المنذر وقد روي عن أبي الدرداء والحكم بن عمرو الغفاري

حابة ما يشيد .لو وغيرىما ممن الصوذكر الشافعي أنو روي عن عمر ورجل من األنصار

وابن عباس قريب منو ، وعن أبي رجاء العطاردي .والحسن ووىب بن منبو

والمعروف عنيما خبلف ذلك ، كما سنذكر : كذا قال .ذلك

عن مسمم بن خالد وعبد الرحمن بن -أيضا -وحكاه .ويحيى بن سعيد القطان ميدي

ىو سنة مسنونة ، وىو عمى ما سن : وقال إسحاق .من صبلة الخوف ) النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال بأس : ونقل إسماعيل بن سعيد ، عن أحمد ، قال .بو أنو صمى ) بي حديث الن : ومما يقوي حديث معاذ : قال

صبلة الخوف بطائفتين ، بكا طائفة ركعتين ، وال أعمم .شيئا يدفع ىذا

وحديث صبلة الخوف قد خرجو البخاري من حديث .إن شاء اهلل تعالى -جابر ، وسيأتي في موضعو

وذىب آخرون إلى المنع من ذلك ، وأن المفترض إذا تو ، حكاه ابن المنذر عن اقتدى بمتنفل لم تصح صبل

.الزىري وربيعة ويحيى األنصاري ومالك وأبي حنيفة .وروي معناه عن الحسن وأبي قبلبة : قال معناه عن سعيد بن المسيب -أيضا -وقد روي : قمت

ذكره عبد : -ووىب بن منبو وابن سرين والنخعي .م عني( ( كتابو ) ) الرزاق في

.وىو قول الثوري والحسن بن حي ولميث بن سعد

وىو المشيور عن أحمد ، ونقل عنو أنو رجع عن القول بخبلفة ، وعمى ىذا أبو بكر عبد العزيز وغيره من .أصحابنا ، وأن أحمد رجع عن القول بجواز ذلك

-ب إليو كنت أذى: -في رواية المروذي -قال .، ثم ضعف عندي -حديث معاذ : يعني

:واعتل اإلمام أحمد عمى حديث معاذ بأشياء أن حديث معاذ رواه جماعة لم يذكروا فيو أن : أحدىا

، بل ذكروا أنو كان ) معاذا كان يصمي خمف النبي ن عبد العزيز اب: يصمي بقومو ويطيل بيم ، منيم

بير ، عن جابر . صييب ، عن أنس : ومنيم . وأبو الز .محارب بن دثار وأبو صالح ، عن جابر

أنو كان يصمي خمف النبي : أن الذين ذكروا : الثاني ثم يرجع فيؤم)

(/)

"""""" صفحة رقم """""" بذلك ، إال عمم ) أن النبي : قومو ، لم يذكر أحد منيم

.ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر : -مرة -وقال . ما أرى ذلك محفوظا : فقال أحمد

ليس عندي ثبتا ؛ رواه منصور بن زاذان وشعبة وأيوب ، .عن عمرو بن دينار ، ولم يقولوا ما قال ابن عيينة

ابن عجبلن ، عن عبيد -ضا أي -كذا قال ، وقد رواه اهلل بن مقسم ، عن جابر ، مثل رواية ابن عيينة عن

.عمرو أن من روى صبلة معاذ : وىذا أقوى الوجوه ، وىو

ورجوعو إلى قومو لم يذكر أحد منيم قصة ) خمف النبي وقد غير ابن عيينة ، ) التطويل والشكوى إلى النبي

تابعو ابن عجبلن عن ابن مقسم ، وليس ابن عجبلن .بذاك القوي

من الثقات الحفاظ لم ) ومن ذكر شكوى معاذ إلى النبي ثم يرجع ) يذكروا فيو أن معاذا كان يصمي مع النبي

.إلى قومو فيوميم

ولم يفيم كثير من أصحابنا ىذا الذي أراده اإلمام أحمد .عمى وجيو

ىذا عمي جية التعميم من : قال في رواية حنبل : الثالث .معاذ لقومو

، ) لم يكن يصمي بيم إال ليعمميم صبلة النبي : يعني ولم يرد ) كما عمم مالك بن الحويرث قومو صبلة النبي

.الصبلة ، وقد سبق حديثو أن مالك بن : معاذ ولكن الفرق بينو وبين حديث

الحويرث عمم قومو الصبلة في غير وقت صبلة ، فكانوا كميم متنفمين بالصبلة ، ومعاذ كان يصمي المكتوبة ، ثم

يرجع إلى قومو ، وىم ينتظرونو حتى يؤميم فييا ، .فكانوا مفترضين

إن صح ، فمو : قال في رواية إبراىيم الحربي : الرابع .معنى دقيق ال يجوز مثمو اليوم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" إن ىذا المعنى الذي أشار إليو اإلمام أحمد ، : وقد قيل

ىو أنو كان في أول اإلسبلم ، وكان من يقرأ القرآن قميبل ، فكان يرخص ليم في ذلك توسعة عمييم ، فمما كثر

وقد سبق نحو ذلك في إمامة الصبي . ك القراء انتسخ ذل .أيضا -

وكذا روى عباس الدوري ، عن يحيى بن معين ، أنو قال في حديث معاذ ، أنو كان يصمي بأصحابو ، وقد

.ال أرى ىذا : ، قال يحيى ) صمى قبل ذلك مع النبي أن يحيى كان : -عندنا -ى ىذا معن: قال عباس

ىذا في بدو اإلسبلم ، ومن يقرأ القران قميل ، فبل : يقول .ىذا قول يحيى عندنا . أرى ىذا

وقد ذكر ابن شاىين ، عن أبي بكر النجاد ، أنو سمع إبراىيم الحربي وسئل عمن صمى فريضة خمف متطوع ؟

: فحديث معاذ ؟ قال : فقيل لو . ال يجوز : فقال .حديث معاذ أعيا القرون األولى

أنو : وأجابت طائفة عن حديث معاذ بجواب آخر ، وىو

تطوعا ، ثم ) يجوز أن يكون معاذ يصمي خمف النبي .يصمي الفريضة بقومو

.ورد ذلك الشافعي وأحمد لم يكن معاذ يفوت نفسو فضل الصبلة : الشافعي وقال

.في مسجده ) خمف النبي وخرج الدارقطني والبييقي من رواية أبي عاصم ، عن

ابن جريج ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر ، أن ، ثم ينصرف إلى قومو ) معاذا كان يصمي مع النبي

.لو تطوع وليم فريضة فيصمي بيم ، ىي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ومن طريق عبد الرزاق ، عن ابن جريج نحوه ، إال امنو فيصمي بيم تمك الصبلة ، ىي نافمة وليم : قال

.فريضة .واهلل أعمم . ولعل ىذا مدرج من قول ابن جريج

لزيادة ىي التي وقد ظن بعض فقياء أصحابنا ىذه اأنكرنا أحمد عمى سفيان بن عيينة ، وىذا وىم فاحش ،

.فإن ىذه الزيادة تفرد بيا ابن جريج ال ابن عيينة وأجاب اإلمام أحمد عن حديث جابر في صبلة الخوف

بأن ىذا جائز في صبلة الخوف دون غيرىا ، ألنو ا ال يغتفر في غيرىا من يغتفر في صبلة الخوف م .األعمال ، وكذلك النيات

إنما اإلمام ) : ) ) واستدلوا عمى منع ذلك بقول النبي مخالفتو في : وقالوا ( ( . ليؤتم بو ، فبل تختمفوا عميو

.النية اختبلف عميو لكن جميورىم يجيزون اقتداء المتنفل بالمفترض ، ولم

.بلفا عميو يجعموه اختوأعمم ؛ أن جميور العمماء في ىذه المسألة عمى المنع ،

مالك وأىل المدينة والثوري وأىل العراق والميث : منيم وأىل مصر ، وىو قول جميور التابعين من أىل المدينة

.والعراق .ولكن ؛ قد قال بالجواز خمق كثير من العمماء

عم بو وأقر عميو ، وقد ) صح أ النبي وحديث معاذ ، قد توبع سفيان ابن عيينة عمى ذلك ، كما أشرنا إليو ، ولم

.يظير عنو جواب قوي جواز المفترض بالمتنفل ، وقد رجح ذلك : فاألقوى واهلل . وغيره من أصحابنا ( ( المغني ) ) صاحب

.أعمم

(/)

"""""" م صفحة رق""""""

وقد عارض بعضيم حديث معاذ بما روى معاذ بن من بني سممة -رفاعة األنصاري ، عن سميم األنصاري

يا رسول اهلل ، إن معاذ : ، وقال ) ، أنو أتى النبي -بن جبل يأتينا بعدما ننام ، ونكون في أعمالنا في النيار

فقال . ، فينادى بالصبلة ، فنخرج إليو فيطول عمينا يا معاذ ، ال تكن فتانا ، إما أن ) : ) ) رسول اهلل

ما أن تخفف عمى قومك ( ( .تصمي معي ، وا

.خرجو اإلمام أحمد وىو مرسل ؛ فإن سميما ىذا قتل في يوم أحد ، وقد ذكر

.ذلك في تمام ىذا الحديث .ىو منكر ال يصح : وقال ابن عبد البر

إما أن تقتصر : راد لو صح فيحتمل أن يكون الم: قمت عمى صبلتك معي فتقيم لقومك من يصمي بيم غيرك ، ن صميت معي ، ما أن تذىب إلييم فتصمي بيم ، وا وا

.أعمم ) واهلل . لكن تخفف عمييم وال تطيل بيم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

من أسمع الناس تكبير اإلمام ثنا : ثنا عبد اهلل بن داود : مسدد حدثنا -

األعمش ، عن إبراىيم ، عن األسود ، عن عائشة ، مرضو الذي مات فيو أتاه ) لما مرض النبي : قالت

مروا أبا بكر فميصل : ) ) ببلل يؤذنو بالصبلة ، قال إن أبا بكر رجل أسيف ، إن يقم : قمت ( ( . بالناس

مروا : ) ) فقال . ة مقامك يبك ، فبل يقدر عمى القراءأو -فقال في الثالثة . فقمت مثمو ( ( . أبا بكر فميصل

إنكن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر : ) ) -الرابعة ييادي بين رجمين ) وخرج النبي . ، فصمى ( ( فميصل

، كأني أنظر إليو يخط برجميو األرض ، فمما رآه أبو أخر أبو بكر بكر ذىب يتأخر ، فأشار إليو أن صل ، فت

إلى جنبو ، وأبو بكر يسمع الناس ) وقعد النبي .التكبير .محاضر ، عن األعمش : تابعو

.قد سبق ذكر حديث عائشة بألفاظو وطرقو وما ذكر فيو في ىذه الرواية من تأخر أبي بكر فمنكر

.مخالف لسائر الرويات نما المقصود منو كان يصمي بالناس ) أن النبي : وا

) .ا وأبو بكر قائم يسمع الناس تكبير النبي جالس :وىذا يدل عمى شيئين

في صحتو لم يكن من عادتو أن ) أن النبي : أحدىما يبمغ أحد وراءه التكبير ، بل كان ىو يسمع أىل المسجد

.تكبيره ، فبل يحتاج إلى من يبمغ عنو حديث سعيد بن الحارث -فيما بعد -وقد خرج البخاري

صمى لنا: ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أبو سعيد فجير بالتكبير حين رفع قامتو من السجود ، ىكذا : وحين سجد ، وحين قام من الركعتين ، وقال

) .رأيت رسول اهلل فجير بالتكبير حين افتتح : وخرجو اإلمام أحمد ، ولفظو

من حمده سمع اهلل ل: الصبلة ، وحين ركع ، وحين قال ، وحين رفع رأسو من السجود ، وحين سجد ، وحين قام

: من الركعتين حتى قضى صبلتو عمى ذلك ، وقال .يصمي ) ىكذا رأيت رسول اهلل

سمع اهلل لمن : وبعد أن قال : وخرجو البييقي ، وعنده .حمده

: أنو قال بعده : وىذا إشارة إلى تكبير السجود ، بدليل .و من السجود ، وحين سجد وحين رفع رأس

.وحين رفع : وزاد البييقي في روايتو لما مرض ضعف صوتو عن ) أن النبي : والثاني

إسماع أىل المسجد ، وكان أبو بكر حينئذ يسمع الناس .تكبيره ، ويبمغ عنو

في مرض آخر -أيضا -وقد روي عنو ، أنو فعل ذلك :عرض لو في حياتو

من حديث أبي الزبير ، عن ( ( م صحيح مسم) ) ففي ، فصمينا وراءه وىو ) اشتكى رسول اهلل : جابر ، قال

وذكر في -قاعد ، وأبو بكر يسمع الناس تكبيره .وقد سبق بتمامو . أنو أشار إلييم أن اجمسوا : الحديث

صمى بنا رسول اهلل : -أيضا -وفي رواية لمسمم كبر أبو بكر الظير وأبو بكر خمفو ، فإذا كبر )

.يسمعنا

فمتى كان اإلمام صوتو ضعيفا لمرض أو غيره ، ولم يبمغ المأمومين صوتو ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكان المسجد كبيرا ال يبمغو صوت اإلمام ، شرع لبعض المأمومين أن يبمغ الباقين التكبير جيرا ، ويكون الجير

.ر زيادة عمى ذلك عمى قدر الحاجة إليو ، من غيرأيت عطاء : ثنا المغيرة بن زياد ، قال : وروى وكيع

بن أبي رباح صمى في السقيفة التي في المسجد لحرام : في نفر ، وىم متفرقون عن الصفوف ، فقمت لو

في ) إني شيخ كبير ومكة دونو كان رسول اهلل : فقال ، سفر ، فأصابيم مطر ، فصمى بالناس في رحاليم

.وببلل يسمع الناس التكبير وروى بكر بن محمد ، عن الحكم ، عن أبيو ، أنو سأل : أحمد عن الرجل يكبر يوم الجمعة يسمع الناس ؟ قال

صبلتو تامة ، ىذا منفعة لمناس ؛ قد كان عمر يسمع فيأخذ عمى ىذا أجرا في تكبيره : قيل لو . صوتو بالببلط

. ال أدري: يسمع الناس ؟ قال ال : ) ) قال أبو بكر عبد العزيز بن جعفر ، قولو

.يكرىو -واهلل أعمم -كأنو ( ( أدري ن أخذ من بيت المال جاز ؛ ألن حقو فيو : قال -وا

ن أخذ -أن حق المؤذنين في بيت المال : يعني ، وا .انتيى . من غيره فيو مكروه

.واألخذ من الوقف كاألخذ من بيت المال في ىذا ومنى بمغ المأموم زيادة عمى قدر الحاجة ، أو بمغ من

.غير حاجة إليو كان مكروىا يدل عمى أن المأموم إذا اقتدى باإلمام : وظاىر الحديث

بسماع التكبير من غيره صح اقتداؤه بو ، وعمى ىذا .أكثر الفقياء

ومنيم . واختمف فيو أصحاب مالك ، فمنيم من أجازه ومنيم من . بأنو اقتدى بغير اإلمام من منعو ، وعمل

إن كان اإلمام إذن لممبمغ في التبميغ صح االقتداء : قال .بو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فيمن سمع التكبير ، ولم ير اإلمام ، -أيضا -واختمفوا ىل يصح اقتداؤه باإلمام في ىذه الحالة ، : وال من خمفو أم ال يصح ؟

بين أن يكون في المسجد فيصح ، وبين أن يكون يفرق .خارج المسجد فبل يصح

وقد حكي في ذلك روايات متعددة عن اإلمام أحمد ، إن شاء اهلل -وربما نذكر المسألة في موضع آخر

.تعالى فيمن صمى الجمعة ، -في رواية منيأ -وقال أحمد

عميو ليس: فمم يسمع تكبير اإلمام ، وال غير اإلمام كل الناس يسمعون التكبير ؟ إنما ينظر : وقال . إعادة

.بعضيم إلى بعض وقال سفيان الثوري في القوم ال يرون اإلمام عند الركوع

أجزأىم أن يتبعوا من قداميم من الصفوف ؛ : والسجود .الناس أئمة بعضيم لبعض

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب - ل يأتم باإلمام ، ويأتم الناس بالمأموم الرج

ائتموا بي ، وليأتم : ) ) ، أنو قال ) ويذكر عن النبي ( ( .بكم من بعدكم

ىذا الحديث ، خرجو مسمم من حديث أبي نضرة ، عن في أصحابو ) رأى رسول اهلل : أبي سعيد الخدري ، قال

ائتموا بي وليأتم بكم من تقدموا ، ف: ) ) تأخرا ، فقال ( ( .بعدكم ، ال يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرىم اهلل

والبخاري ال يخرج ألبي نضرة ، فذلك عمق حديثو ىذا

.عمى ىذا الوجو :قال البخاري

ثنا أبو معاوية ، عن : حدثنا قتيبة بن سعيد - األعمش ، عن إبراىيم ، عن األسود ، عن عائشة ،

جاء ببلل يؤذنو بالصبلة ، ) ثقل رسول اهلل لما: قالت يا : فقمت ( ( . مروا أبا بكر يصمي بالناس : ) ) فقال

رسول اهلل ، أبو بكر رجل أسيف ، وأنو متى يقم مقامك مروا أبا : ) ) ال يسمع الناس ، فمو أمرت عمر ؟ فقال

بكر يصميل إن أبا بكر رج: قولي لو : فقمت لحفصة ( ( . بالناس

نو متى يقم مقامك ال يسمع الناس ، فمو أسيف ، وا إنكن ألنتن صواحب يوسف ، : ) ) قال . أمرت عمر

فمما دخل في ( ( . مروا أبا بكر أن يصمي بالناس في نفسو خفة ، فقام ييادى ) الصبلة وجد رسول اهلل

بين رجمين ، ورجبله تخطان في األرض حتى دخل حسو ذىب أبو بكر يتأخر المسجد ، فمما سمع أبو بكر

حتى جمس عن ) فجاء النبي ) ، فأومأ إليو رسول اهلل يسار أبو بكر ، فكان أبو بكر يصمي قائما ، وكان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يصمي قاعدا ، يقتدي أبو بكر بصبلة رسول ) رسول اهلل .، والناس يقتدون بصبلة أبي بكر ) اهلل

ذا الحديث واإلشارة إلى ما قيل في ىذه قد تقدم ذكر ى؛ فأن أبا ( ( عن يسار أبي بكر : ) ) المفظة ، وىي

معاوية تفرد بيا ، وما قيل فيما بعدىا ، وأنو مدرج ، .ىل كان أبو بكر إماما أو مأموما : واختبلف الناس

) ( ( يقتدي أبو بكر بصبلة رسول اهلل : ) ) فإن قولو :و قد قيل أن المراد ب

، ) أنو كان يراعي في صبلتو التخفيف عمى النبي ويفعل ما كان أسيل عميو وأخف وأيسر ، فكان ذلك

اقتداؤه بو ، من غير أن يكن مؤتما بو ، كما قال النبي

لعثمان بن أبي العاص لما استعممو عمى الطائف ، ) اقتد : ) ) وأمره بتخفيف الصبلة بالناس ، وقال لو

راع حال الضعفاء ممن يصمي : أي -( ( بأضعفيم .وراءك ، فص صبلة ال تشق عمييم

، بأنو كان ) واألكثرون فسروا اقتداء أبي بكر بالنبي .إماما ألبي بكر ) وكان النبي ) مؤتما بالنبي

( ( والناس يقتدون بصبلة أبي بكر : ) ) وأما قولو .أيضا -فاختمف الناس في تأوياه

المعنى أن أبا بكر كان يسمعيم التكبير : فقالت طائفةحينئذ ، فكان اقتداؤىم بصوت ) لضعف صوت النبي

، لم يكن إماما) أبي بكر ، وكان مبمغا عن النبي لمناس ، فاقتداء أبي بكر والناس كميم إنما كان بالنبي

نما كان أبو بكر يبمغ عن النبي ) التكبير ؛ ) ، وا .ليتمكنوا من االقتداء إذا انتييت إلى : أن الشعبي قال : ومما يتفرع عمى ذلك

الصف اآلخر ، ولم يرفعوا رؤسيم ، وقد رفع اإلمام ، .فاركع ؛ فإن بعضكم أئمة بعض

وىذا قول غريب ، والجميور عمى خبلفو ، وأن االعتبار باإلمام وحده في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ك ركوعو إدراك الركعة بإدراوىذا ىو المعنى الذي بوب عميو البخاري ىاىنا ، وكذلك

.عميو النسائي وغيره إن أبا بكر : وىو قول أصحاب الشافعي ، عمى قوليم

ىل كان النبي : ؛ فإنيم اختمفوا ) كان مؤتما بالنبي .إماما ألبي بكر ، أو مأموما بو ؟ عمى وجيين )

إماما ألبي بكر ، ) النبي بل كان : وقال اإلمام أحمد وكان أبو بكر إماما لمناس الذين وراءه ، فكانت تمك

.الصبلة بإمامين : واختمفت الرواية عن اإلمام أحمد في الصبلة بإمامين

، أو ىو حكم عام يستوي ) ىل ىي من خصائص النبي

.فيو جميع األمة ؟ عمى ثبلث روايات عنو ره من أصحابنا رواية وأختار أبو بكر ابن جعفر وغي

.بذلك ) اختصاص النبي وروى حماد بن سممة ، عن ىشام بن عروة ، عن أبيو ،

عن عائشة ، أنكان وجعا ، فأمر أبا بكر أن يصمي بالناس ) رسول اهلل

خفة ، فقعد إلى جنب أبي بكر ، ) ، ووجد رسول اهلل أبا بكر وىو قاعد وأم الناس أبو بكر ) فأم رسول اهلل

.ىو قائم و .خرجو الدار قطني وغيره

( ( خفة ) فوجد رسول اهلل : ) ) أن قولو : والصحيح إلى آخر الحديث مدرج من قول عروة ، كما رواه مالك وابن نمير وغيرىما ، عن ىشام بغير ىذا المفظ ، وقد

.سبق ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

بقول الناس ؟ -إذا شك -ىل يأخذ اإلمام حدثنا عبد اهلل بن مسممة ، عن مالك ، عن -

أيوب بن أبي تميمة السختياني ، عن محمد بن سيرين ، انصرف من اثنتين ، ) عن أبي ىريرة ، أن رسول اهلل

ت الصبلة أم نسيت يا رسول أقصر : فقال لو ذو اليدين فصمى اثنتين آخريين ، ثم سمم ، ) اهلل ؟ فقال رسول اهلل

.ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثنا شعبة ، عن سعد : حدثنا أبو الوليد ، قال -

بن إبراىيم ، عن أبي سممة ابن عبد الرحمن ، عن أبي : ل لو الظير ركعتين ، فقي) صمى النبي : ىريرة ، قال

صميت ركعتين ، فصمى ركعتين ، ثم سمم ، ثم سجد .سجدتين

من اثنتين في ىذه الصبلة ؛ ألنو كان ) إنما سمم النبي يعتقد أن صبلتو قد تمت ، وكان جازما بذلك ، لم يدخمو

فيو شك ، ومثل ىذا اإلعتقاد يسمى يقينا ، ووقع ذلك

فمما قال لو في كبلم مالك وأحمد وغيرىما من األئمة ،ذو اليدين ما قال حصل لو شك حينئذ ، ولما لم يوافق

أحد من المصمين ذا اليدين عمى مقالتو مع كثرتيم حصل في قولو ريبة بانفراده بما أخبر بو ، فمما وافقو الباقون عمى قولو رجع حينئذ إلى قوليم ، وعمل بو ،

.وصمى ما تركو ، وسجد لمسيو أن المنفرد في مجمس بخبر تتوافر اليمم :يؤخذ من ذلك

.عمى نقمو يوجب التوقف فيو حتى يوافق عميو وليس ىذا كالمنفرد بشيادة اليبلل ؛ ألن األبصار

تختمف في الحدة ، بخبلف الخبر الذي يستوي أىل .المجمس في عممو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

د بزيادة عمى الثقات أن المنفر : -أيضا -ويؤخذ منو يتوقف في قبول زيادتو حتى يتابع عمييا ، ال سيما إن

.كان مجمس سماعيم واحدا وقد اختمف العمماء فيما إذا أخبر المأمومون اإلمام ،

فيل يرجع إلى قوليم أم ال ؟ :وىذا عمى قسمين

أن يتيقن صواب نفسو ، فبل يرجع إلى قول : أحدىما .من خالفو ولو كثروا

إنو ال : وقيل . وحكي ألصحابنا وجو آخر بالرجوع .يصح أن يشك ، ثم يخبره المأمومون بسيوه بقول أو : والثاني

:إشارة أو تسبيح أو غير ذلك ، ففيو أقوال أنو يمزمو الرجوع إلى قول واحد فما زاد ؛ ألنو : أحدىما

خبر ديني فيقبل فيو خبر واحد ثقة ، كوقت الصبلة .ة الماء ونجاستو ، وىو قول أبي حنيفة وطيار

.وألصحابنا وجو مثمو في الزيادة إن أخبره اثنان فصاعدا لزمو الرجوع إلى : والثاني

ن أخبره واحد لم يرجع إليو ، وىذا رواية عن قوليما ، وا .مالك ، والمشيور عن أحمد

لم يكتف بخبر ذي اليدين حتى ) بأن النبي : وأحتج .وافقو غيره

أنو يستحب لو الرجوع إلى قول األثنين ، وال : والثالث يجب ، بل لو أن يبني عمى يقين نفسو ، أو يتحرى ،

ولو أن يرجع إلى قوليما ، وىو أفضل ، وىو رواية عن .أحمد أن الشاك يبني عمى اليقين ، فبل : أنا إن قمنا : والرابع

ن قمنا . يرجع إلى قول واحد بما يتحرى ويعمل : وا يغمب عمى ظنو رجع إلى قول المأمومين ، ىذا قول ابن

.عقيل من أصحابنا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يرجع عمى كبل القولين ؛ ألن الرجوع : وجميورىم قالوا إلى خبر االثنين رجوع إلى شيادة شرعية ، فيعمل بيا عمى كل حال ، بخبلف التحري والرجوع إلى األمارات

.لمحضة اأن أحمد نص عمى أنو يرجع إلى تسبيح : ويشيد لو

ن غمب عمى ظنو خطؤىما .االثنين ، وا أنو ال يرجع إلى قول أحد ، بل يبني عمى : والخامس

يقين نفسو ، كالمفرد ، وىو قول الثوري والشافعي ومالك .في رواية -

إلى ذكره ، ال ) إنما رجع النبي : وقال أىل ىذا القول إنما أنا بشر ، : ) ) ى قول المأمومين ، كما قال إل

.أنسى كما تنسون ، فإذا نسيت فذكروني فدل عمى أنو إنما يرجع إلى ذكره ، ال إلى قوليم ، فإنو

.فإذا نسيت فردوني : لم يقل أنو ال يرجع إلى قول الواحد واالثنين ، : والسادس

عمى الخطأ مع ويرجع إلييم إذا كثروا ؛ ألنو يبعد اتفاقيم .كثرتيم ، وىو قول طائفة من المالكية والشافعية

ن كان المخبر لممصمي ، ليس معو في صبلتو ، فيل وا يرجع إليو كما يرجع إلى قول المأمومين ؟ فيو وجيان

.ألصحابنا

أنو يرجع إلييم ، وىو قول أشيب المالكي ، : أصحيما فين بالبيت وظاىر كبلم أحمد ؛ فإنو نص عمى أن الطائ

يرجع بعضيم إلى قول بعض إذا أخبره اثنان عن عددطوافو ، مع أن كل واحد منيم غير مشارك لآلخر في

.طوافو ، فكذلك ىاىنا وأما المأموم إذا شك في عدد الركعات ، ففيو ثبلثة

:أقوال أنو يرجع إلى فعل اإلمام والمأمومين ، ويصنع : أحدىا

ما صنعوا ، وىو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.مذىب أصحابنا أنو يبني عمى اليقين كالمنفرد ، وىو قول : والثاني

.طائفة من المالكية والشافعية ال فبل ، ىو : والثالث إن كثروا رجع إلى متابعتيم ، وا

.وجو ألصحاب مالك والشافعي ولو كان مع اإلمام مأموم واحد ، فشك المأموم ، فيل

إلى قول إمامو ؟ يرجعال يرجع إليو ، : قياس المذىب : قال بعض أصحابنا

.كما ال يرجع اإلمام إلى قول مأموم واحد وفيو نظر ؛ فإن اإلمام ضامن ، وقد ورد األمر بأن

.يصنع المأموم ما صنع إمامو : ، قال ) خرجو الدارقطني من حديث جابر ، عن النبي

( ( .فاصنعوا اإلمام ضامن ، فما صنع ) ) .وفي إسناده مقال

وبقية فوائد حديث أبي ىريرة تذكر في مواضعو من .إن شاء اهلل تعالى -( ( سجود السيو : أبواب ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

بلة إذا بكى اإلمام في الصسمعت نشيج عمر وأنا في : وقال عبد اهلل بن شداد

:ر الصفوف ، يقرأ آخمن اآلية : يوسف ) ] إنما أشكو بثي وحزني إلى اهلل ) . ]

روى سفيان بن عيينة ، عن إسماعيل بن محمد بن سمعت : سمع عبد اهلل بن شداد بن الياد يقول : سعد

عمر يقرأ في الصبلة الصبح سورة يوسف ، فسمعت ني لفي آخر الصفوف ، إنما : ) وىو يقرأ نشيجو ، وا

من اآلية : يوسف ) ] أشكو بثي وحزني إلى المو . ]

:وروي من وجوه أخر أخبرني : أخبرني ابن مميكة ، قال : روى ابن جريج

كان عمر يقرأ في العشاء : عمقمة بن وقاص ، قال اآلخرة بسورة يوسف ، وأنا في مؤخر الصف ، حتى إذا

.سف سمعت نشيجو ذكر يو وروى جعفر بن سميمان ، عن ثابت ، عن أبي رافع ،

إني يوما مع عمر في صبلة الصبح ، وىو يقرأ : قال السورة التي فييا يوسف ، وأنا في آخر الصفوف الرجال

مما يمي النساء ، وكان جيير القراءة ، فمما مر بيذه : يوسف ) ] لى اهلل إنما أشكو بثي وحزني إ : ) اآلية

فبكى حتى انقطعت قراءتو ، وسمعت [ من اآلية .نشيجو

وروى عبد الرحمن بن إسحاق ، عن محارب بن دثار ، صميت خمف عمر ، فستمعت : عن ابن عمر ، قال

.خنينو من وراء ثبلثة صفوف عمر البكاء وىو يصمي : غمب : قال : وفي رواية

بالناس الصبح ، فسمعت

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خنينو من وراء ثبلثة صفوف قالو أبو عبيد : -ىو رفع الصوت بالبكاء : والنشيج

.وغيره .نحوه : -بالخاء المعجمة -والخنين

البخاري: قال حدثنا إسماعيل ، قال حدثني مالك ، عن ىشام -

نين ، أن بن عروة ، عن أبيو ، عن عائشة أم المؤممروا أبا بكر فميصل : ) ) في مرضو قال ) رسول اهلل

أن أبا بكر إذا قام : قمت : قالت عائشة ( ( . بالناس . مقامك لم يسمع الناس من البكاء ، فمر عمر فميصل

قالت ( ( . مروا أبا بكر فميصل لمناس : ) ) فقال :عائشة

في مقامك إن أبا بكر إذا قام : قولي لو : فقمت لحفصة لم يسمع الناس من

فقال . ففعمت حفصة . البكاء ، فمر عمر فميصل لمناس إنكن ألنتن صواحب يوسف ، مروا ) : ) ) رسول اهلل

ما كنت : فقالت حفصة ( ( . أبا بكر فميصل بالناس .ألصيب منك خيرا

أن النبي : مقصود من إيراد ىذا الحديث في ىذا الباب

مي بالناس مع تكرار القول لو أنو أمر أبا بكر أن يص) إذا قام مقامو ال يسمع الناس من البكاء ، فدل عمى أن البكاء من خشية اهلل في الصبلة ال يضر الصبلة ، بل

.يزينيا ؛ فإن الخشوع زينة الصبلة ىذا حديث عائشة ( ( كتابو ) ) وقد خرج البخاري في

في ذكر اليجرة بطولو ،بكر فابتنى مسجدا بفناء داره ، فكان ثم بدا ألبي : وفيو

يصمي فيو ويقرأ القرآن فيتقصف عميو نساء المشركين وأبناؤىم ، يتعجبون منو وينظرون إليو ، وكان أبو بكر

.رجبل بكاء ، ال يممك عينيو إذا قرأ القرآن وروى حماد بن سممة ، عن ثابت ، عن مطرف بن عبد

اهلل ، عن أبيو ،

(/)

"""""" صفحة رقم " """""وىو يصمي ولصدره أزيز ) انتييت إلى رسول اهلل : قال

.كأزيز المرجل .يبكي : يعني : خرجو اإلمام أحمد ، والنسائي ، وزاد

يصمي وفي ) رأيت رسول اهلل : وفي رواية لئلمام أحمد .صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء

.وخرجو أبو داود كذلك .اد عمى شرط مسمم وىذا اإلسن

وقد دل القرآن عمى مدح الباكين من خشية اهلل في :سجودىم ، فقال تعالى

ون لؤلذقان يبكون ) من اآلية : اإلسراء ) ] ويخردا وبكيا : ) وقال [ . وا سج من : مريم ) ] خر [ . اآلية

ة عمى الثبلثة وقد اختمف العمماء في البكاء في الصبل :أقوال إنو إن كان لخوف اهلل تعالى لم يبطل الصبلة ، : أحدىا

ن كان لحزن الدنيا ونحوه فيو كالكبلم ، وىو قول أبي وا .حنيفة وأحمد

أنو إن كان عن غير غمبة : وألصحابنا وجو ضعيف

.أبطل .إن كان عن غمبة ال بأس بو : والمنصوص عن أحمد

ن : بو يعمى قال القاضي أ إن كان عن غمبة لم يكره ، وا ن كان معو نحيب أبطل : قال . استدعاه كره .وا

وىذا ليس في كبلم اإلمام أحمد ، ولو قيده بما إذا .استدعاه لكان أجود

إن التأوه في الصبلة : وقد قال ابن بطة من أصحابنا .من خشية اهلل ال يبطل

.فالنحيب أولى إنو ال يبطل بكل حال ، وليس ىو : والقول الثاني

كالكبلم ؛ ألنو ال يسمى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.بو متكمما ، وىو قول أبي يوسف ال يقطع صبلة المريض ، : وكذا قال مالك في األنين

.وأكرىو لمصحيح ال بأس باألنين ، إال أن يكون كبلم : وقال أبو الثور

.مفيوم مام أحمد في رواية المروذي والتباكي من وتوقف اإل

.مصيبة ، ولم يجزم بالبطبلن إن كان غالبا : وقال في رواية أبي الحارث في الصبلة

.عميو أكرىو كان مختارا لو ، : أي -( ( غالبا : ) ) ومعنى قولو

. قادر عمى رده ، بحيث لم يغمبو األنين ، ولم يقيره .ل صبلتو وظاىر كبلمو أنو ال يبطإنما أراد إذا كان أنينو : وقال القاضي أبو يعمى

من العمو أو رفع الصوت ؛ لما يخشى من ( ( عاليا ) ) .الرياء بو ، أو إظيار الضجر بالمرض ونحوه

.واهلل أعمم . وىذا الذي فسره تصحيف منو إنو كبلم بكل حال ، حكي عن الشعبي : والثالث

.والنخعي ومغيرة والثوري نما المنقول عنيم في األنين ، ونقل عن الشعبي في وا

.التأوه وىذا محمول عمى لم يكن من خشية اهلل ، فقد كان

.الثوري إذا قرأ في صبلتو لم تفيم قراءتو من شدة بكائو إن أبان بو حرفان أبطل : وىو مذىب الشافعي ، وعنده ال كره ولم تبطل .الصبلة ، وا

إذا لم يغمب : في البكاء لحزنو ونحوه وكذا قال أصحابنا .عميو ، فأن غمب عميو صاحبو ففي البطبلن بو وجيان

قالو : -وال يعرف اإلمام أحمد اعتبار حرفين في ذلك .القاضي أبو يعمى ومن اتبعو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يدل عمى أن البكاء في ) وما تقدم عن أبي بكر وعمر ال : بلة من خشية اهلل حسن جميل ، ويقبح أن يقال الص

يبطميا ؛ فإن ما كان زينة الصبلة وزىرتيا وجماليا كيف غير مبطل ؟ ولم يزل السمف : يقنع بأن يقال فيو

.الصالح الخاشعون هلل عمى ذلك بإسناده ، عن ( ( كتاب الزىد ) ) روى اإلمام أحمد في

يقرأ في صبلتو ، فيمر كان ابن عمر: نافع ، قال باآلية فييا ذكر الجنة ، فيقف عندىا فيدعوا ويسأل اهلل

.الجنة ويمر باآلية فييا ذكر النار : قال . ويدعوا ويبكي : قال

.، فيدعوا ويستجير باهلل منيا وبإسناده ، عن أبن أبي ممكية ، قال صحبت ابن عباس

زل قام ينتظر وكان إذا ن: قال . من مكة إلى المدينة كيف كانت قراءتو ؟: الميل ، فسألو أيوب

وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت ) قرأ : قال [ : ق ) ] منو تحيد

.فجعل يرتل ، ويكثر في ذلك النشيج وروى ابن أبي الدنيا بإسناده ، عن القاسم بن محمد ،

-ا فإذا عائشة قائمة تسبح كنت غدوت يوم: قال فمن المو عمينا ووقانا ) وتبكي ، وتقرأ -تصمي : يعني

وتدعوا وتبكي ، [ . : الطور ) ] عذاب السموم

فقمت حتى مممت القيام ، فذىبت إلى السوق . وترددىا لحاجتي ، ثم رجعت فإذا ىي قائمة كما ىي ، تصمي

.وتبكي ت في ىذا عن التابعين ومن بعدىم كثيرة جدا ، والروايا

نما ينكر ذلك من غمبت عميو الشقوة ، أو سبقت لو وا .الشقوة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

تسوية الصفوف عند اإلقامة وبعدىا ة ثنا شعب: حدثنا أبو الوليد ىشام بن عبد الممك - سمعت سالم بن : أخبرني عمرو ابن مرة ، قال : ، قال

: سمعت النعمان بن بشير ، قال : أبي الجعد ، قال لتسون صفوفكم ، أو ليخالفن اهلل ) : ) ) قال رسول اهلل ( ( .بين وجوىكم

ثنا عبد الوارث ، عن عبد : حدثنا أبو معمر - أتموا ) ) قال )العزيز ، عن أنس بن مالك ، أن النبي

( ( .الصفوف ؛ فأني أراكم خمف ظيري حديث النعمان ، خرجو مسمم من رواية سماك بن حرب

كان رسول اهلل : ، عنو بزيادة ، وىي في أولو ، وىي يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي القداح ، حتى رأى أنا )

قد عقمنا عنو ، ثم خرج يوما فقام حتى كاد يكبر ، فرأى عباد اهلل : ) ) ديا صدره من الصف ، فقال رجبل با

( ( .لتسون صفوفكم أو ليخالفن اهلل بين وجوىكم أنو كان يقوم الصفوف ويعدليا قبل الصبلة كما : ومعناه

.يقوم السيم وقد توعد عمى ترك تسوية الصفوف بالمخالفة بين

:الوجوه ، وظاىره نات أو يقتضي مسخ الوجوه وتحويميا إلى صدور الحيوا

أما يخشى الذي يرفع رأسو قبل : ) ) غيرىا ، كما قال أو صورتو -حمار [ رأس ] اإلمام أن يحول اهلل رأسو

( ( .صورة حمار .يدل عمى تحريم ما توعد عميو : وظاىر ىذا الوعيد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" عن بإسناد فيو ضعف ، ( ( مسند اإلمام أحمد ) ) وفي

) :أبي أمامة ، عن النبي لتسون الصفوف ، أو لتطمسن وجوىكم ، ولتغضن ) )

أبصاركم ، أو لتخطفن ( ( .أبصاركم

وقد خرج البييقي حديث سماك ، عن النعمان الذي خرجو مسمم بزيادة في

أو ليخالفن اهلل بين وجوىكم يوم : ) ) آخره ، وىي ( ( .القيامة

وعيد عمى ذلك في اآلخرة ، ال وىذه الزيادة تدل عمى ال .في الدنيا

: وقد روي الوعيد عمى ذلك بإختبلف القموب ، والمراد .تنافرىا وتبيانيا

: فخرج مسمم من حديث أبي مسعود األنصاري ، قال : يمسح مناكبنا في الصبلة ، ويقول ) كان رسول اهلل

( ( .استووا وال تختمفوا فتختمف قموبكم ) ) .نحوه _ أيضا -ي من حديث النعمان بن بشير وسيأت

وخرج أبو داود والنسائي نحوه من حديث البراء بن .عازب

: وأما أمره في حديث أنس بإقامة الصفوف ، فالمراد بو .تقويميا إعبلم ليم ( ( فإني أراكم من وراء ظيري : ) ) وقولو ال يخفى عميو حاليم في الصبلة ؛ فإنو يرى من) بأنو

وراء ظيره كما يرى من بين يديو ، ففي ىذا حث ليم .عمى إقامة الصفوف إذا صموا خمفو

ن كان ) وقد سبق القول في رؤيتو وراء ظيره ، وأنو وا اهلل قد توفاه ونقمو من ىنو الدار ، فإن المصمي يناجي

ربو وىو قائم بين يدي من ال يخفى عميو سره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وعبلنيتو ، فميحسن وقوفو وصبلتو ؛ فإنو بمرء من اهلل .ومسمع

قامتيا توجب تآلف وقد روي أن تسوية الصفوف وا :القموب

فروى الطبراني من طريق سريج بن يونس ، عن أبي خالد األحمر ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن الحارث

استووا) : ) ) قال رسول اهلل : ، عن عمي ، قال ( ( .تستوي قموبكم وال تختمفوا ، وتماسوا تراحموا

ازدحموا في : يعني -( ( تماسوا : ) ) سريج : قال .الصبلة

.تواصموا ( ( : تماسوا : ) ) وقال غيره وأعمم ؛ أن الصفوف في الصبلة مما خص اهلل بو ىذه األمة وشرفيا بو ؛ فإنيم أشبيوا بذلك صفوف المبلئكة

:كما أخبر اهلل عنيم أنيم قالوا في السماء ، افون ) نا لنحن الص ، وأقسم [ : الصافات ) ] وا

.بالصافات صفا ، وىم المبلئكة ، ) عن حذيفة ، عن النبي ( ( صحيح مسمم ) ) وفي جعمت صفوفنا : فضمنا عمى الناس بثبلث : ) ) قال

.الحديث -( ( كصفوف المبلئكة خرج عمينا : عن جابر بن سمرة ، قال -ا أيض -وفيو

أال تصفون كما تصف المبلئكة : ) ) فقال ) رسول اهلل يا رسول اهلل ، وكيف تصف : فقمنا ( ( عند ربيا ؟

يتمون الصفوف األولى ، : ) ) المبلئكة عند ربيا ؟ قال ( ( .ويتراصون في الصف

كان : وروى ابن أبي حاتم من رواية أبي نضرة ، قال ابن عمر إذا أقيمت الصبلة استقبل الناس بوجيو ، ثم

أقيموا صفوفكم ، استووا قياما ، يريد اهلل بكم ىدي : قال افون : ) ثم يقول . المبلئكة نا لنحن الص وا

، تأخر فبلن ، تقدم[ : الصافات ) ]

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.دم فيكبر فبلن ، ثم يتقوروى ابن جريح ، عن الوليد بن عبد اهلل بن أبي مغيث

: كانوا ال يصفون في الصبلة ، حتى نزلت : ، قال افون ) نا لنحن الص [ . : الصافات ) ] وا

: وقد روي أن من صفة ىذه األمة في الكتب السالفة .صفيم في الصبلة ، كصفيم في القتال

(/)

"""""" صفحة رقم """"" "

باب - فوف إقبال األمام عمى الناس عند تسوية الص

ثنا معاوية بن : حدثنا أحمد بن أبي رجاء - ثنا أنس : ثنا حميد الطويل : ثنا زائدة بن قدامة : عمرو

أقيمت الصبلة ، فأقبل عمينا رسول اهلل : بن مالك ، قال

أقيموا صفوفكم ، وتراصوا ؛ فإني : ) ) ، فقال بوجيو) ( ( .أراكم من وراء ظيري

ومنو قولو . ىو التضام والتداني والتبلصق : التراص إن المو يحب الذين يقاتمون في سبيمو صفا : ) تعالى

[ . : الصف ) ] كأنيم بنيان مرصوص دليل عمى أن ا إلمام يستحب لو أن يقبل : وفي ىذا

عمى المأمومين بعد إقامة الصبلة ، ويأمرىم بتسوية .صفوفيم

.وقد تقدم حديث النعمان بن بشير في ىذا وخرج النسائي من حديث ثابت ، عن أنس ، أن النبي

:كان يقول ) استووا ، استووا ، استووا ؛ فوالذي نفسي بيده إني ) )

( ( .خمفي كما أراكم بين يدي ألراكم من ( ( .استووا : كم مرة يقول : ) ) وبوب عميو

كان إذا تكمم ) يشير إلى أنو يكررىا ثبلثا ؛ فأن النبي .بكممة أعادىا ثبلثا

من ( ( صحيحو ) ) وخرج أبو داود وابن حبان في

: ، قال -صاحب المقصورة -حديث محمد بن مسمم ىل تدري لم صنع : ما ، فقال صميت إلى جنب أنس يو

كان ) إن رسول اهلل : قال . ال واهلل : ىذا العود ؟ قمت : إذا قام إلى الصبلة أخذه بيمينو ، ثم التفت ، فقال

( ( .اعتدلوا ، سووا صفوفكم ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرج الدارقطني والحاكم من حديث حميد ، عن انس ، إذا قام في الصبلة قال ىكذا ) كان رسول اهلل : قال

استووا : ) ) وىكذا عن يمينو وعن شمالو ، ثم يقول عن نافع ( ( الموطأ ) ) وروى مالك في ( ( . وتعادلوا

، أن عمر كان يأمر بتسوية الصفوف ، فإذا أخبروه أن .قد استوت كبر

ان وعن عمو أبي سييل ، عن أبيو ، عن عثمان بن عف .أيضا -

كان عمر إذا أقيمت : وروى عمرو بن ميمون ، قال .الصبلة أقام الصف ، حتى إذا لم ير فيو خمبل كبر

إن كنت : وروى وكيع بإسناده ، عن كعب بن مرة ، قال .استووا : ألدع الصف المقدم من شدة قول عمر

وبإسناده ، عن ابن عمر ، أن عمر كان يبعث رجاال .ون الصفوف في الصبلة يقيم

وروى أبو نعيم بإسناده ، عن الحارث ، عن عمي ، سووا تراحموا ، وال : كان يسوي صفوفنا ، ويقول : قال

.تختمفوا فتختمف قموبكم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الصف األول حدثنا أبو عاصم ، عن مالك ، عن سمي ، -

) : الح ، عن أبي ىريرة ، قال رسول اهلل عن أبي ص

الغرق ، والمطعون ، والمبطون ، : الشيداء ) ) ( ( .واليدم لو يعممون ما في التيجير الستبقوا : ) ) وقال -

إليو ، ولو يعممون ما في العتمة والصبح ألتوىما ولو ( ( .حبوا ، ولو يعممون ما في الصف المقدم الستيموا

االستيام في : باب ) ) ىذا الحديث في قد سبق فضل التيجير إلى : باب ) ) وفي ( ( األذان .، وذكرنا معنى االستيام عمى الصف ( ( الظير

:وقد روي لمصف األول فضائل عديدة .أنو عمى مثل صف المبلئكة : فمنيا

خرج األمام أحمد وأبوا داود والنسائي من حديث أبي بن : -في حديث ذكره -، قال ) كعب ، عن النبي

والصف األول عمى مثل صف المبلئكة ، ولو ) ) ( ( .عممتم ما فضيمتو البتدرتموه

.أنو خير صفوف الرجال : ومنيا عن أبي ىريرة ، عن النبي ( ( صحيح مسمم ) ) ففي

خير صفوف الرجال أوليا ، وشرىا آخرىا : ) ) ، قال ) ( ( .شرىا أوليا و ، ، وخير صفوف النساء آخرىا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .أن اهلل ومبلئكتو يصمون عميو : ومنيا

فخرج األمام أحمد وأبو داود والنسائي من حديث البراء بن عازب ، عن النبي

إن اهلل ومبلئكتو يصمون عمى الصفوف : ) ) ، قال ) ( ( .األول

الصف عمى: ) ) وخرجو ابن ماجو ، وعنده ( ( .األول بيذا المفظ من حديث عبد الرحمن بن -أيضا -وخرجو

) .عوف ، عن النبي قالو أبو حاتم والدار : -إرسال إسناده : والصواب

.قطني

وخرجو األمام أحمد بيذا المفظ من حديث النعمان بن ) .بشير ، عن النبي

يا قال) أن النبي : ومن حديث أبي أمامة ، وفي حديثو :فقيل لو . ثبلثا

وعمى : ) ) -في الثالثة -يارسول اهلل ، والثاني ؟ فقال ( ( .الثاني .استغفر لو ثبلثا دون ما بعده ) أن النبي : ومنيا

فخرج ابن ماجو من حديث العرباض بن سارية ، أن .كان يستغفر لمصف المقدم ثبلثا ، ولمثاني مرة ) النبي

: مكان ( ( يصمي : ) ) ، وعنده وخرجو النسائي ( ( .يستغفر ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .أنو أحصن الصفوف من الشيطان : ومنيا

قال ) فروى قتادة ، عن أبي قبلبة ، أن النبي

أي شجرة أبعد من الخارف والخاذف : ) ) ألصحابو مقدم ، فكذلك الصف ال: ) ) قال . فرعيا : قالوا ( ( ؟

( ( .ىو أحصنيا من الشيطان .عن قتادة ، عن أنس : ورواه جماعة ، فقالوا

. قالو الدارقطني وغيره : -عن أبي قبلبة : والصواب .وأنكر أبو زرعة وصمو

وروي نحوه من حديث أبي ىريرة مرفوعا بإسناد .ضعيف أن الصبلة فيو تقتضي التقدم إلى اهلل ، فإن : ومنيا .ر عنو يقتضي التأخر التأخعن أبي سعيد ، عن النبي ( ( صحيح مسمم ) ) ففي ، أنو رأى في أصحابو)

تقدموا ، فائتموا بي ، وليأتم من : ) ) تأخرا ، فقال ) ( ( .بعدكم ، اليزال قوم يتأخرون حتى يأخرىم اهلل

من ( ( صحيحو ) ) وخرج أبو داود وابن خزيمة في ال يزال أقوام : ) ) ، قال ) ي حديث عائشة ، عن النب

يتأخرون عن الصف األول حتى يؤخرىم اهلل في

( ( .النار ىل ىو الذي يمي : واختمف الناس في الصف األول

األمام بكل حال ، أم الذي ال يقطعو شيء ؟ وفيو قوالن .لمعمماء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ول ىو الذي يمي أن الصف األ: والمنصوص عن أحمد -المقصورة ، وأن ما تقطعو المقصورة فميس ىو األول

نقمو عنو المروذي وأبو طالب وأحمد بن القاسم : .وغيرىم

سئل أحمد عن الصبلة في المقصورة : وقال أبو طالب ال يصمي فييا ، ىو الذي يمي المقصورة ، : ؟ قال

.فيخرج من المقصورة فيصمي في الصف األول وروى وكيع عن عيسى الحناط ، عن نافع ، عن ابن

عمر ، أنو كان إذا حضرت الصبلة وىو في المقصورة

.خرج إلى المسجد : وعن شعبة ، عن الحكم ، عن يحيى بن الجزار ، قال

كان أصحاب عبد اهللالصف األول الذي : يقولون -ابن مسعود : يعني -

.يمي المقصورة .عبيدة بن عبد اهلل بن مسعود وروي ذلك عن أبي

.المقصورة ليست من المسجد : وقال الشعبي ( ( .كتابو ) ) ذكر ذلك كمو وكيع في

فأما الصف الذي يقطعو المنبر ، فيل ىو الصف األول ، أم ال ؟-في رواية أبي طالب والمروذي وغيرىما -قال أحمد

ل إن المنبر ال يقطع الصف ، فيكون الصف األو : ن قطعو المنبر ، بخبلف المقصورة .الذي يمي اإلمام وا

.وتوقف في ذلك في رواية األثرم وغيره الصف األول ىو الذي يمي اإلمام بكل : وقالت طائفة

حال ، ورجحو كثير من أصحابنا ، ولم أقف عمى نص .ألحمد بو

الصف األول المراد بو أول من يدخل : وقال آخرون .ة فيو المسجد لمصبل

ال أعمم خبلفا بين العمماء أن من : قال ابن عبد البر بكر وانتظر الصبلة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن لم يصل في الصف األول ، أفضل ممن تأخر ثم وا .تخطى الصفوف إلى الصف األول

وفي ىذا ما يوضح أن معنى فضل الصف : قال واهلل . بكور إليو ، والتقدم أنو ورد من اجل ال: األول

.انتيى . أعمم ) وحمل أحاديث فضل الصف األول عمى البكور إلى

المسجد خاصة ال يصح ، ومن تأمل األحاديث عمم أن المراد بالصف األول الصف المقدم في المسجد ، ال

.تحتمل غير ذلك

وخرج األمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة في : قال ) من حديث أنس ، أن النبي ( ( و صحيح) ) أتموا الصف المقدم ، ثم الذي يميو ، فما كان من ) )

( ( .نقص فميكن في الصف المؤخر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

بلة إقامة الصف من تمام الصا أن: ثنا عبد الرزاق : حدثنا عبد اهلل بن محمد -

معمر ، عن ىمام بن منبو ، عن أبي ىريرة ، عن النبي إنما جعل اإلمام ليؤتم بو ، فبل تختمفوا : ) ) ، قال )

ذا قال سمع اهلل لمن : عميو ، فإذا ركع فأركعوا ، وا ذا سجد فاسجدوا ، : حمده ، فقولوا ربنا ولك الحمد وا

ذا صمى جالسا فصموا جموسا أجمعون ، وأقيموا الصف وا ( ( .في الصبلة ؛ فإن إقامة الصف من حسن الصبلة

ثنا شعبة ، عن قتادة ، عن : حدثنا أبو الوليد - سووا صفوفكم : ) ) ، قال ) أنس بن مالك ، عن النبي

( ( .؛ فأن تسوية الصف من إقامة الصبلة أن إقامة الصف من حسن : في حديث أبي ىريرة

ا أقيم في الصبلة كان أن الصف إذ: الصبلة ، والمراد ذلك من حسنيا ، فإذا لم يقم نقص من حسنيا بحسب

.ما نقص من إقامة الصف أن تسوية الصفوف من إقامة الصبلة : وفي حديث أنس .اإلتيان بيا عمى وجو الكمال : ، والمراد بإقامتيا

: ولم يذكر في القرأن سوى إقامة الصبلة ، والمراد .عمى وجييا الكامل اإلتيان بيا قائمة

وقد صرح في ىذا الحديث بأن تسوية الصفوف من جممة إقامتيا ، فإذا لم تسو الصفوف في الصبلة نقص

.واهلل أعمم -أيضا -من إقامتيا بحسب ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

إثم من لم يتم الصف : ثنا الفضل بن موسى : سد حدثنا معاذ بن أ -

أنا سعيد بن عبيد الطائي ، عن بشير بن يسار األنصاري ، عن أنس بن مالك ، أنو قدم المدينة ، فقيل

: ؟ قال ) ما أنكرت منا منذ يوم عيدت رسول اهلل : لو .ما أنكرت شيئا ، إال أنكم ال تقيمون الصفوف

م عمينا قد: وقال عقبة بن عبيد ، عن بشير بن يسار .بيذا -أنس المدينة

أخو سعيد بن عبيد الذي : عقبة بن عبيد الطائي ، ىو روى ىذا الحديث عن

.أنس ، ويكنى أبى الرحال لم يخرج لو في الكتب الستة سوى ىذا الحديث الذي

.عمقو البخاري ىاىنا وقد خرج حديثو اإلمام أحمد ، عن أبي معاوية ، عن

قمت ألنس : شير بن يسار ، قال عقبة بن عبيد ، عن ب

؟ ) ما أنكرت من حالنا في عيد رسول اهلل : بن مالك .أنكرت أنكم ال تقيمون الصفوف : قال

دليل عمى أن تسوية الصفوف كان : وفي ىذا الحديث .، وأن الناس غيروا ذلك بعده ) معروفا في عيد النبي

في أوائل أن أنس بن مالك إنما قال ىذا : والظاىر األمر ، قبل أن يؤخر بنو أمية الصموات عن مواقيتيا ،

ما أعرف : فمما غير بنو أمية مواقيت الصبلة قال أنس ) .شيئا مما كان عمى عيد النبي

أو ليس قد صنعتم فييا ما : وال الصبلة ؟ قال : قيل لو وقد سبق ىذا الحديث في أوائل . صنعتم

( ( .المواقيت ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وأما استدالل البخاري بو عمى إثم من لم يتم الصف ففيو نظر ؛ فإن ىذا إنما يدل عمى أن ىذا مما ينكر ، وقد

.ينكر المحرم والمكروه لتسون صفوفكم أو : ) ) وكان االستدالل بحديث عمى اإلثم أظير ، كما ( ( ليخالفن اهلل بين وجوىكم

.نبيو عميو سبق الت

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف رأيت الرجل منا يمزق كعبو : وقال النعمان بن بشير

.بكعب صاحبو ثنا زىير ، عن حميد ، : حدثنا عمرو بن خالد -

أقيموا صفوفكم ؛ : ) ) ، قال ) عن أنس ، عن النبيوكان أحدنا يمزق منكبو ( ( . فإني أراكم من وراء ظيري

.بمنكب صاحبو ، وقدمو بقدمو : يدل عمى أن تسوية الصفوف : حديث أنس ىذا

.محاذاة المناكب واألقدام وحديث النعمان لمذي عمقو البخاري ، خرجو اإلمام أحمد

من رواية ( ( صحيحو ) ) وأبو داود وابن خزيمة في سمعت النعمان ابن بشير : أبي القاسم الجدلي ، قال

: عمى الناس بوجيو ، فقال ) أقبل رسول اهلل : يقول واهلل لتقيمن ) ) -ثبلثا -( ( أقيموا صفوفكم ) )

فرأيت : قال ( ( . صفوفكم ، أو ليخالفن اهلل بين قموبكم ركبتو بركبة الرجل يمزق منكبو بمنكب صاحبو ، و

.صاحبو ، وكعبو بكعبو الحسين بن الحارث : أبو القاسم الجدلي ، أسمو

ووثقو ابن . معروف . قال ابن المديني . الكوفي .حبان

داللة عمى أن الكعب ىو العظم : وفي ىذا الحديث الناتيء في أسفل الساق ، ليس ىو في ظير القدم ، كما

.قالو قوم لما ) النعمان بن بشير ، أن النبي وقد تقدم من حديث

رأى رجبل ناتئا صدره في الصف غضب ، وأمرىم .بتسوية الصفوف

(/)

"""""" صفحة رقم """""" دليل عمى أن استواء صدور القائمين في الصف : وفيو

.أيضا -وخرج اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن

حبان فيمن حديث أبان ، عن قتادة ، عن ( ( ما صحيحيي) )

:، قال ) أنس ، عن النبي رصوا صفوفكم ، وقاربوا بينيا ، وحاذوا ) )

( ( .باألعناق وخرج اإلمام أحمد وأبو داود من حديث أبي الزاىرية ،

: ، قال ) عن كثير بن مرة ، عن إبن عمر ، عن النبي ، وسدوا أقيموا الصفوف ، وحاذوا بين المناكب) )

( ( .الخمل ، ولينوا بأيدي إخوانكم من وجو آخر ، عن أبي -أيضا -وخرجو أبو داود

.مرسبل -الزاىرية ، عن كثير بن مرة عن كثير بن مرة ، عن عمر بن الخطاب ، عن : وقيل .وال يصح ) . النبي

، ) وخرج اإلمام أحمد من حديث أبي أمامة ، عن النبي صفوفكم ، وحاذوا بين مناكبكم ، ولينوا سووا: ) ) قال

( ( .في أيدي إخوانكم ، وسدوا الخمل وخرج األمام أحمد وأبو داود والنسائي من حديث البراء

يتخمل الصفوف من ) كان رسول اهلل : بن عازب ، قال : ناحية إلى ناحية ، يمسح مناكبنا وصدورنا ، يقول

.( ( ال تختمفوا فتختمف قموبكم ) ) بإسناده ، عن ( ( كتاب الصبلة ) ) وروى أبو نعيم في

عمر ، أنو كان يسوي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" سووا مناكبكم في : الصفوف في الصبلة ، يقول

.الصبلة سووا : وعن عثمان ، أنو قام خطيبا في الناس ، فقال

.صفوفكم واألقدام ، وحاذوا بالمناكب

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

لو إذا قام الرجل عن يسار اإلمام وحو اإلمام خمفو إلى يمينو تمت صبلتو

ثنا داود ، عن عمرو : حدثنا قتيبة بن سعيد - بن دينار ، عن كريب مولى ابن عباس ، عن ابن

ذات ليمة ، فقمت عن ) مع النبي صميت : عباس ، قال برأسي من ورائي ، فجعمني ) يساره ، فأخذ رسول اهلل

عن يمينو فصمى ورقد ، فجاءه المؤذن ، فقام يصمي ،

.ولم يتوضأ أن ابن : مقصود البخاري بيذا الحديث في ىذا الباب

عن يساره ، لكنو لما ) عباس كان قد صف مع النبي منو ، فأداره من ورائو ) النبي كان موقفو مكروىا حولو

إلى يمينو ، فدل عمى أن إزالة بعض من في الصف عن مقامو وتحويمو من الصف في الصبلة لمصمحة ن كان قد خرج من الصف جائز ، وصبلتو تامة ، وا

.وتأخر عنو وال يدخل ىذا في ترك تسوية الصفوف المنيي عنو ،

ن كان فيو تأخر عن الصف ، إال أن ا : لمقصود منو وا أن يعود إلى الصف عمى وجو أكمل من مقامو ، فيو

شبيو بإبطال الصبلة المكتوبة إذا دخل فييا منفردا ، ثم .أقيمت الصبلة ليؤدييا في جماعة

تخريب بناء المسجد ألعادتو عمى وجو : وقريب منو .أكمل منو

دليل عمى أن مصير المأموم : -أيضا -وفي الحديث وقتا يسيرا ال -أو خمف الصف -اإلمام فذا خمف

تبطل بو الصبلة ، إذا زالت فذوذيتو قبل الركوع ؛ فإن أخرج ابن عباس من جية يساره إلى ورائو ، ) النبي

فصار فذا في تمك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الحالة ، ثم أعاده إلى يمينو في الحال ، فزالت فذوذيتو موقف ىو أكمل من مقامو األول قبل سريعا ، ووقف في

.الركوع الركوع دون : باب ) ) وسيأتي القول في ذلك في

.إن شاء اهلل تعالى -( ( الصف

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

المرأة تكون وحدىا صفا ثنا سفيان ، عن : حدثنا عبد اهلل بن محمد - -

صميت أنا ويتيم : عن أنس بن مالك ، قال إسحاق ، .أم سميم : ، وأمي خمفنا ) في بيتنا خمف النبي

دل ىذا الحديث عمى أن المرأة إذا صمت مع الرجال ، ولم تجد امرأة تقف معيا قامت وحدىا صفا خمف

.الرجال وىذا ال اختبلف فيو بين العمماء ؛ فإنيا منيية أن تصف

ل ، وقد كانت صفوف النساء خمف الرجال في مع الرجا: وخمفائو الراشدين ، وليذا قال ابن مسعود ) عيد النبي

.أخروىن من حيث أخرىن اهلل .خرجو وكيع وغيره

وال يعمم في ىذا خبلف بين العمماء ، إال أنو روي عن أبي الدرداء ، أن الجارية التي لم تحض تقف مع الرجال

.ي الصف ففأما إن وجدت امرأة تقف معيا ، ثم وقفت وحدىا ، فيل

تصح صبلتيا

.حينئذ ؟ فيو ألصحابنا وجيان ال تصح ، وىو ظاىر كبلم أبي بكر األثرم ، : أحدىما

وصاحب ( ( تعميقو ) ) وقول القاضي أبي يعمى في عمى ، إلحاقا لممرأة بالرجل ، مع القدرة( ( المحرر ) )

.المصافة أبي ( ( الكافي ) ) تصح ، وىو قول صاحب : والثاني

محمد المقدسي ، وىو ظاىر تبويب البخاري ؛ ألن المرأة تكون وحدىا صفا ، وال تحتاج إلى من يصافيا ،

المرأة وحدىا : وكذا قال اإلمام أحمد في رواية حرب .صف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد استدل طائفة من العمماء بصبلة المرأة وحدىا عمى صحة صبلة الرجل

النفل ، وىذا جمع بين ما فرقت السنة بينو ؛ فإن السنة

دلت عمى صحة صبلة المرأة وحدىا خمف الصفوف ، ونيت الرجل عن ذلك ، فأمرتو باإلعادة ، عمى ما يأتي

.الى إن شاء اهلل تع -ذكره في موضعو إن صبلة الرجل خمف : قول من قال : وأقرب من ىذا

الصفوف وحده إذا تعذر عميو من يصافو تصح إلحاقا ليا بصبلة المرأة وحدىا ، إذا لم تجد من يصافيا ، كما

قالو بعض المتأخرين من أصحابنا ، ولكن المذىب .خبلفو مى أن اإلمام إذا بحديث أنس ىذا ع -أيضا -واستدل

كان خمفو رجبلن أو صبيان قاما خمفو ، وىذا قول .جميور العمماء

وكان ابن مسعود يرى ان االثنين يقومان مع اإلمام عن .يمينو وشمالو

.خرجو مسمم بإسناده عنو .مرفوعا -وخرجو أبو داود والنسائي ، عنو

.ال يصح رفعو : وقال ابن عبد البر نسخ ذلك ؛ ألن ابن مسعود قرنو : العمماء من قال فمن

بالتطبيق في حديث واحد ، والتطبيق منسوخ ، فكذلك .القيام

لو عمى أنو فعمو لضيق المكان ، روي ذلك ومنيم من تأو .عن ابن سيرين

.وفيو نظر لو عمى ابن مسعود فعل ذلك بعمقمة ومنيم من تأو

ود حيث فاتتيم الجمعة ، وقصد إخفاء الجماعة واألسلمظير يوم الجمعة ، وعمى ذلك حممو اإلمام أحمد في

مع -أيضا - -رواية إسحاق بن ىانئ ، وفعمو .صاحبين لو في مسجد من المساجد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فمم ير ابن ومنيم من تأولو عمى أن عمقمة كان غبلما ،مسعود لؤلسود أن يصافو في الفريضة ، وعمى ذلك

حممو اإلمام أحمد في رواية أخرى عنو ، نقميا عنو ابنو

.عبد اهلل والميموني وغيرىما وحمل أحمد حديث أنس ىذا في مصافتو لميتيم عمى أن

الصبلة كانت نفبل ، والرجل يجوز لو أن يصافف .نفل خاصة الصبي في ال

وقد خرج ىذا الحديث أبو داود من حديث ثابت ، عن .فصمى بنا ركعتين تطوعا : أنس ، وفيو

الصبلة : باب ) ) وقد سبق الكبلم عميو مستوفى في ( ( .عمى الحصير

قمبي ال يجسر : -مرة أخرى - -وقال اإلمام أحمد عمى حديث إسحاق ، عن أنس ؛ ألن حديث موسى

.خبلفو ، ليس فيو ذكر اليتيم حديث إسحاق : قال أبو حفص البرمكي من أصحابنا

.الذي فيو ذكر اليتيم وحديث موسى خرجو مسمم من طريق شعبة ، عن عبد

سمع موسى بن أنس يحدث ، عن : اهلل بن المختار أو -صمى بو وبأمو ) أنس بن مالك أن رسول اهلل

.فأقامني عن يمينو ، وأقام المرأة خمفنا : قال -خالتو

من طريق سميمان بن المغيرة ، -أيضا -وخرج مسمم عمينا ، وما ) دخل النبي : عن ثابت ، عن أنس ، قال

قوموا : ) ) ىو إال أنا وأمي وأم حرام خالتي ، فقال نا ، في غير وقت صبلة ، فصمى ب( ( فؤلصمي بكم

أين جعل أنسا : فقال رجل لثابت .جعمو عن يمينو : منو ؟ قال

وخرجو أبو داود من طريق حماد بن سممة ، عن ثابت ، .فأقامني عن يمينو وأم حرام خمفنا : وقال فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أقامني : ال أعممو إال قال : قال ثابت : وفي رواية لو .عن يمينو

ح الدارقطني وغيره وقف الحديث عمى أنس ، وقد رج .وأنو ىو الذي أقام ثابتا عن يمينو

وفي الجممة ؛ فممعمماء في ىذه األحاديث ، عن أنس

:مسمكان تعارضيما ، وترجيح رواية موسى بن أنس عنو : أحدىم

.غيره ؛ لموافقتو لحديث ابن عباس و أنيما قضيتان متغايرتان ، وىو مسمك ابن : والثاني

.حبان وغيره وأجاز أحمد مصافة الرجل لمصبي في النفل دون الفرض

، كما قال ذلك في إمامتو بالرجال في إحدى الروايتين .عنو

يصح مصافتو في الفرض : ومن أصحابنا من قال .والنفل

ال يصح فييما وحمل كبلم أحمد عمى : ومنيم من قال وىذا . أن النفل يصح فيو صبلة الفذ خمف الصفوف

.بعيد واستدل بعض من يرى صحة صبلة الفذ بمصافة أنس

بأنو . ، ثم رده ( ( جامعو ) ) لميتيم ، ذكره الترمذي في .يمينو لو كان الصبي ال صبلة لو ألقام أنسا عن

أن يكون أنس حينئذ كان صبيا لم -أيضا -ويحتمل

يبمغ الحمم ، أو أن الذي صمى معو كان بالغا ، وسمى أبو األسود : يتيما تعريفا لو بما كان عميو ، كما يقال

.يتيم عروة وأكثر العمماء عمى أن الرجل يصح أن يصاف الصبي ،

.وري وىو قول الثإن كان الصبيان ممن نبت صف : وقال األوزاعي

ن كان ممن ال نبت الرجل والصبيان خمف اإلمام ، وا .قام الرجل عن يمين إمامو

سألت إسحاق عن رجل صمى وحضره : وقال حرب رجل وغبلم ابن ست

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قمت : يقيميما خمفو : ا ؟ قال سنين ، كيف يقيميميقيميما جميعا عن يمينو ؟ فمم يرخص فيو ، وذكر

) .صميت أنا ويتيم لنا خمف النبي : حديث أنس

وقد تقدم عن الحسن ، أن من صمى معو رجل وامرأة قام .الرجل خمفو والمرأة خمفيما

.ن أنس وىو مخالف لرواية موسى بن أنس وثابت ، ع وجميور أىل العمم عمى أن الرجل يقوم عن يمين اإلمام

، والمرأة خمفو ، فعمى قول الحسن إذا كان مع الرجل .صبي ، فبل إشكال عنده في مصافة الرجل

بحديث أنس ىذا عمى أن الصبي -أيضا -واستدل و يقوم في صف الرجال من غير كراىة ، قد رويت كراىتعن عمر بن الخطاب وأبي بن كعب ، وكانا يخرجان .الصبيان من صفوف الرجال ، وىو قول الثوري وأحمد وأجاب أحمد عن حديث أنس ىذا في إقامة اليتيم مع

.أنس ، بأنو كان في التطوع بأن الكراىة إنما ىي حيث كان -أيضا -ويجاب عنو

نىناك رجال يممئو الصف ، فيمنع الصبي ، ويخرج منو ليقوم مقامو رجل ، فيو أولى بالصف منو ، فأما في حديث أنس ، فإنما ىو ويتيم واحد في بيت ، فمم يكن مقام اليتيم مانعا لمرجال

.من الصبلة في الصف مكانو وعمى تقدير أن يكون أنس صبيا إذ ذاك لم يبمغ الحمم ،

.أعمم ) واهلل . فقد كانا جميعا صبيين

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

ميمنة المسجد واإلمام ثنا عاصم ، : ثنا ثابت بن يزيد : حدثنا موسى -

عن الشعبي ، عن ابن عباس ، قال قمت ليمة أصمي بيدي ، فأ) عن يسار النبي -أو بعضدي - -خذ

.حتى أقامني عن يمينو ، وقال بيده من ورائي أن النبي : مراد البخاري بيذا الحديث في ىذا الباب

ل ابن عباس من عن يساره إلى يمينو دل عمى ) لما حوأن موقف المأموم عن يمين اإلمام ، وأن جية اليمين

ون موقف المأموم الواحد منيا ، أشرف وأفضل فمذلك يك

فيستدل بذلك عمى أن جية يمين اإلمام لممأمومين الذين .يقومون خمف اإلمام أشرف وأفضل من جية يساره

:وقد ورد في ىذا أحاديث مصرحة بذلك فخرج ابن ماجو من رواية أسامة بن زيد ، عن عثمان

، ) ، عن النبي بن عروة ، عن عروة ، عن عائشة إن اهلل ومبلئكتو يصمون عمى ميامن : ) ) قال

( ( .الصفوف خرجو من رواية معاوية بن ىشام ، عن سفيان ، عن

.اسامة ، بو : قال . أنو تفرد بو معاوية ، عن سفيان : وذكر البييقي

نما المحفوظ بيذا اإلسناد إن : ) ) وال أراه محفوظا ، وا ( ( .ومبلئكتو يصمون عمى الذين يصمون الصفوف اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرج النسائي وابن ماجو من حديث ثابت بن عبيد ،

كنا إذا : عن ابن البراء بن عازب ، عن البراء ، قال أن نقوم -أو أحب - -مما نحب ) صمينا خمف النبي

عن .يمينو ابن ماجو من رواية ليث بن أبي سميم ، عن نافع وخرج

إن ميسرة المسجد ) : قيل لمنبي : ، عن ابن عمر قال من عمر ميسرة المسجد ) : ) ) فقالت النبي . تعطمت

( ( .كتب لو كفبلن من األجر وخرج البييقي بإسناد فيو جيالة ، عن أبي برزة ، قال

إن استطعت أن تكون خمف ) ) ) :لي رسول اهلل ال فعن يمينو ىكذا كان أبو بكر : وقال ( ( . اإلمام ، وا

) .وعمر خمف النبي وخرج الطبراني والعقيمي -أيضا -وخرجو الطبراني

وابن عدي من حديث ابن عباس مرفوعا في فضل .الوقوف بإزاء اإلمام

ث أنس من حدي -أيضا -وخرجو أبو بكر بن أبي داود .مرفوعا

.وكبل اإلسسنادين ال يصح وروي مرسبل ؛ رواه ىشيم ، عن داود بن أبي ىند أرسمو

) .إلى النبي عن إسرائيل ، عن ( ( كتابو ) ) وروى وكيع في

: ، قال ) الحجاج بن دينار ، يرفعو إلى النبي فضل أىل ميمنة المسجد عمى أىل المسجد بضع ) )

( ( .ة وعشرون درج

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وعن سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن عبد أفضل المسجد ناحية المقام ، ثم : اهلل بن عمرو ، قال

.ميامنو أفضل الصفوف : وعن الربيع ، عن الحسن ، قال

.الصف المقدم ، وأفضمو مما يمي اإلمام واهلل أعمم وأكثر العمماء عمى . مقام اإلمام :وكأنو يريد

.تفضيل ميمنة الصفوف وخمف اإلمام .وأنكره مالك

ومن دخل المسجد وقد ( ( : تيذيب المدونة ) ) ففي قامت الصفوف قام حيث شاء ، إن شاء خمف اإلمام ،

ن شاء عن يمينو أو عن يساره وتعجب مالك ممن . وا .يقف حذو اإلمام يمشي حتى : قال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

إذا كان بين اإلمام وبين القوم حائط او سترة .ال بأس أن تصمي وبينك وبينو نير : وقال الحسن

ن كان بينيما طريق -يأتم باإلمام : وقال أبو مجمز وا .تكبير اإلمام إذا سمع -أو جدار

أنو يجوز اقتداء المأموم : مراد البخاري بيذا الباب ن كان بينيما طريق أو نير ، أو كان بينيما باإلمام ، وا

.جدار يمنع المأموم من رؤية إمامو إذا سمع تكبيره :فياىنا مسألتان

:إحداىما إذا كان بين اإلمام والمأموم طريق أو نير ، وقد حكى

جوازه في صورة النير عن الحسن ، وفي صورة الطريق .عن أبي مجمز

وقال األوزاعي في السفينتين ، يأتم من في أحداىما الصبلة: بإمام األخرى

ن كان بينيما فرجة ، إذا كان أمام األخرى -جائزة ، وا .نقمو ابن المنذر : وبو قال الثوري

رأيت : م بن عروة ، قال وروى األثرم بإسناده ، عن ىشا أبي وحميد بن

عبد الرحمن يصميان الجمعة بصبلة اإلمام في دار حميد .، وبينيما وبين المسجد جدار

:وكره آخرون ذلك : روى ليث بن أبي سميم ، عن نعيم بن أبي ىند ، قال

من صمى وبينو وبين اإلمام : قال عمر بن الخطاب .أو طريق لم يصل مع اإلمام نير أو جدار

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

خرجو أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في كتاب ( ( .الشافي ) )

وكره أبو حنيفة وأحمد أن يصمي المأموم وبينو وبين إمامو طريق ال تتصل فيو الصفوف ، فإن فعل ، فقال

.و عن أحمد روايتان وفي. ال تجرئو صبلتو : أبو حنيفة والنير بصبلة الذي تجري فيو السفن كالطريق عند

.وعن أحمد جوازه . أحمد .واحتج بصبلة أنس في غرفة يوم الجمعة

. فمن أصحابو من خصو بالجمعة عند الزحام وه بالجمعة .واألكثرون لم يخص

:وكذلك مذىب إسحاق

مي في داره ، الرجل يص: قمت إلسحاق : قال حرب ال : وبينو وبين المسجد طريق يمر فيو الناس ؟ قال

صبلتو جائزة ؟ : قمت . يعجبني ، ولم يرخص فيو : قال . ال يعجبني : لو كانت جائزة كنت ال أقول : قال

إال أن يكون طريق يقوم فيو الناس ، ويصفون فيو فيو أحد ، فإنا حين صمينا لم يمر : قمت . لمصبلة

.فذىب إلى أن الصبلة جائزة فرجل صمى وبين يديو نير يجري فيو : قمت إلسحاق إن كان نيرا تجري فيو السفن فبل يصل ، : الماء ؟ قال

ن لم يكن تجري فيو السفن فيو أسيل .وا :وكره آخرون الصبلة خمف اإلمام خارج المسجد

ال جمعة : ن عبادة ، قاال روي عن أبي ىريرة وقيس ب .لمن لم يصل في المسجد

ورخصت طائفة في الصبلة في الرحاب المتصمة .النخعي والشافعي : بالمسجد ، منيم

أنو يصمي فيما اتصل : وكذلك قال مالك ، وزاد .بالمسجد من غيره

عن الثقة عنده ، أن الناس ( ( الموطأ ) ) ذكر في ، ) بعد وفاة النبي ) خمون حجر أزواج النبي كانوا يد

وكان المسجد يضيق عمى : قال . يصمون فييا الجمعة .أىمو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ليست من المسجد ، ولكن أبوابيا ) وحجر أزواج النبي .شارعة في المسجد

فمن صمى في شيء من المسجد أو في : قال مالك رحابو التي تميو ، فإن ذلك مجزئ عنو ، ولم يزل ذلك

.من أمر الناس ، لم يعبو أحد من أىل الفقو فأما دار مغمقة ال تدخل إال بإذن ، فإنو ال : قال مالك

ينبغي ألحد أن يصمي فييا بصبلة اإلمام يوم الجمعة ، ن قربت ، فإنيا ليست من المسجد .وا

أن ما : أن ضابط ذلك ( ( . تيذب المدونة ) ) وفي

يستطرق بغير إذن من الدور والحوانيت تجوز الصبلة فيو ، وما ال يدخل إليو إال بإذن ال يجوز ، وأن سائر

.الصموات في ذلك كالجمعة وروى األثرم بإسناده ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ،

حجرة ميمونة زوج النبي صميت مع ابن عباس في : قال .بصبلة اإلمام يوم الجمعة )

وبإسناده ، عن عطاء بن أبي ميمونة ، قال كنت مع أنس بن مالك يوم جمعة ، فمم يستطع أن يزاحم عمى

اذىب إلى عبد ربو ابن مخارق : أبواب المسجد ، فقال أتأذن لنا أن نصمي : إن أبا حمزة يقول لك : ، فقل لو

فدخل فصمى بصبلة اإلمام ، . نعم : في دارك ؟ فقال .والدار عن يمين اإلمام

فيذا أنس قد صمى في دار ال تدخل بغير إذن ، وحجر دخاليا في المسجد لم تكن ) أزواج النبي قبل ىدميا وا

.أيضا -تدخل بغير إذن وقد استدل أحمد بالمروي عن أنس في ىذا في رواية

، ورخص في الصبلة في الدار خارج المسجد ، حرب

ن كان بينيا وبين المسجد طريق ، ولم يشترط اإلمام وا أنو : أحمد لذلك رؤية اإلمام ، وال من خمفو ، والظاىر

.اكتفى بسماع التكبير واشترط كثير من . واشترط طائفة من أصحابو الرؤية

متقدمييم اتصال

(/)

"""""" قم صفحة ر """"""

.الصفوف في الطريق قال في رواية الربيع فيمن -أيضا -وشرطو الشافعي

لم يجز لو : كان في دار قرب المسجد ، أو بعيدا منو أن يصمي فييا ، إال أن تتصل الصفوف بو ، وىو في

أسفل .الدار ، ال حائل بينو وبين الصفوف

، وتوقف في -ير إسناد من غ -واستدل بقول عائشة .صحتو عنيا

حدثنا إبراىيم : وذكره بإسناده في رواية الزعفراني ، فقال بن محمد ، عن ليث ، عن عطاء ، عن عائشة ، أن

ال تصمين بصبلة : نسوة صمين في حجرتيا ، فقالت .اإلمام ؛ فإنكن في حجاب

.في صحتو وىذا إسناد ضعيف ، ولذلك توقف الشافعي :المسألة الثانية

إذا كان بين المأموم واإلمام حائل يمنع الرؤية ، فقد حكى البخاري عن أبي مجمز أنو يجوز االقتداء بو إذا

.سمع تكبير اإلمام سحاق إذا سمع : قال إسحاق . وأجازه أبو حنيفة وا

.قراءتو واقتدى بو تداللو بحديث وقد تقدم كبلم الشافعي في منعو ، واس

ىذا مخالف لممقصورة ، : قال الشافعي . عائشة ن كان حائبل بينو المقصورة شيء من المسجد ، فيو وا وبين ما وراءىا ، فإنما ىو كحول األصطوان أو أقل ،

.وكحول صندوق المصاحف وما أشبيو إن صمى في المسجد وراء اإلمام لم يشترط : وحاصمو

.ى فيو اإلمام بخبلف من صمى خارج المسجد أن ير وحكى أصحابنا روايتين عن أحمد فيمن صمى في

: المسجد بسماع التكبير ، ولم ير اإلمام وال من خمفو ىل يصح اقتداؤه بو ، أو ال ؟

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، سواء صمى أنو يصح اقتداؤه بو : وحكوا رواية ثالثة .معو في المسجد ، أو صمى خارجا من المسجد

إذا صمى الرجل وىو يسمع : قال أحمد في رواية حنبل قراءة اإلمام في دار أو في سطح بيتو كان ذلك مجزئا

.عنو ، وفي الرحبة قال أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في كتاب

ز إذا اتصمت الصفوف ، ذلك جائ( ( : الشافي ) ) وعمم التكبير والركوع والسجود ، وأن ال يكون الدار

والسطح مقدم القبمة ، وال فوق اإلمام ؛ فإنيم ال يمكنيم

االقتداء بو وال اتباعو ، وال يعرفون ركوعو والسجوده ، وكذلك في الرحاب والطرق تجوز الصبلة في

عضا ، ولو ذلك إذا اتصمت الصفوف ، ورأى بعضيم بأغمقت دونيم األبواب ، وارتفعت الشبابيك بينيم ، أو كان عمييا أبواب تغمق ، فبل يمحظون الصفوف ، وال

أنو ال يصح اقتداؤىم : يعني -يرى بعضيم بعضا انتيى ما . وىو مذىب أبي عبد اهلل : قال -باإلمام .ذكره

مسجد ، وفيو وىو مبني عمى اشتراط الرؤية خارج ال .خبلف سبق ذكره

أن الحائل المانع لمرؤية ، : وحكي عن أحمد رواية والطريق الذي ال تتصل فيو الصفوف يمنع االقتداء في

.الفرض دون النفل أنو ال يمنع في الجمعة في حال الحاجة : وحكي عنو .إليو خاصة م يمنع ، إن كان الحائل حائط المسجد ل : وحكي عنو ال منع .وا

ن كان الحائل يمنع االستطراق دون الرؤية لم يمنع .وا .يمنع ، وحكاه بعضيم رواية : وفيو وجو

:خرج البخاري في ىذا الباب ثبلثة أحاديث :الحديث األول

ثنا عبدة ، عن يحيى بن سعيد : حدثنا محمد - األنصاري ، عن عمرة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"" "

يصمي من الميل في ) كان النبي : عن عائشة ، قالت حجرتو ، وجدار الحجرة قصير ، فرأى الناس شخص

، فقام أناس يصمون بصبلتو ، فأصبحوا فتحدثوا ) النبي بذلك ، فقام ليمتو الثانية ، فقام معو أناس يصمون

، حتى إذا -أو ثبلثا -ين بصبلتو ، صنعوا ذلك ليمتفمم يخرج ، فمما أصبح ) كان بعد ذلك جمس رسول اهلل

:ذكر ذلك الناس ، فقال

( ( .إني خشيت أن تكتب عميكم صبلة الميل ) ) دليل عمى جواز االئتمام من وراء : ليس في ىذه الرواية

ن في ىذا جدار يحول بين المأموم وبين رؤية إمامو ؛ فإالتصريح بأن جدار الحجرة كان قصيرا ، وأنيم كانوا

، ومثل ىذا الجدار ال يمنع ) يرون منو شخص النبي .االقتداء

لكن ؛ روى ىذا الحديث ىشيم ، عن يحيى بن سعيد ، في حجرتو ) صمى النبي : فاختصر الحديث ، وقال فيو .حجرة ، والناس يأتمون بو من وراء ال

.وىذا مختصر وقد أتم الحديث عبدة بن سميمان وعيسى بن يونس

وغيرىما ، عن يحيى بن أن جدار الحجرة قصير ، وأن : سعيد ، وذكروا فيو

) .الناس كانوا يرون شخص النبي :الحديث الثاني

: ثنا ابن أبي فديك : حدثنا إبراىيم بن المنذر - المقبري ، عن أبي سممة بن عبد ثنا ابن أبي ذئب ، عن

كان لو حصير ) الرحمن ، عن عائشة ، أن النبي يبسطو بالنيار ، ويحتجره بالميل ، فثاب إليو ناس فصفوا

.وراءه

(/)

"""""" صفحة رقم """""" يتخذه كالحجرة ، فيقيمو : أي -( ( يحتجره ) ) معنى

.ويصمي وراءه المراد بالحجرة المذكورة في الحديث الذي قبمو ، وىذا ىو

ليس المراد حجرة عائشة التي كان يسكن فييا ىو وأىمو كانت ليا جدرات تحجب من ) ؛ فإن حجر أزواج النبي

.كان خارجا منيا أن يرى من في داخميا رجعوا ، : أي -( ( فثاب عميو ناس : ) ) وقوليا

موا العشاء وانصرفوا من المسجد ، فكأنيم كانوا قد ص ) .فرجعوا إليو لمصبلة خمف النبي

: وبذلك فسره الخطابي ، قال ( ( فآب : ) ) وروي

يابا : معناه : ومنو . جاءوا من كل أوب ، آب أوبا وا .الرجوع : آب المسافر ، وىو

:الحديث الثالث :قال وىيب ، ثنا: حدثنا عبد األعمى بن حماد - ثنا موسى بن عقبة ، عن سالم أبي النضر ، عن : قال

بسر بن سعيد ، عن زيد بن ثابت ، أن رسول اهلل -من حصير : حسبت أنو قال : قال -اتخذ حجرة )

في رمضان ، فصمى فييا ليالي ، فصمى بصبلتو ناس من أصحابو ، فمما عمم بيم جعل يقعد ، فخرج إلييم ،

قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم ، فصموا : ) ) فقال أييا الناس في بيوتكم ؛ فإن أفضل الصبلة صبلة المرء

( ( .في بيتو ، إال المكتوبة من كتابو ىذا ( ( االعتصام ) ) في -أيضا -وخرجو

اتخذ : من طريق عفان ، عن وىيب ، بو ، وقال فيو .شكا ولم يذكر فيو -حجرة في المسجد من حصير

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من رواية عبد اهلل بن سعيد ، عن -أيضا -وخرجو احتجر رسول : سالم مولى أبي النضر ، ولفظ حديثو

، فخرج رسول اهلل -أو حصيرا -حجيرة مخصفة ) اهلل .وذكر الحديث -يصمي فييا )

لمتقدم ، وىذه الحجرة ىي المذكورة في حديث عائشة المن صمى ) وقد تبين أنيا لم تكن تمنع رؤية النبي

.وراءىا خمفو وقد روى ابن لييعة حديث زيد بن ثابت ىذا ، عن

أن موسى : موسى بن عقبة ، بيذا اإلسناد ، وذكر : كتب بو إليو ، واختصر الحديث وصحفو ، فقال

احتجم) ) مسجد : عة فقيل البن ليي( ( . في المسجد ) رسول اهلل ) .ال ، مسجد الرسول : بيتو ؟ قال

.وقد خرج حديثو ىذا اإلمام أحمد نما ىو ( ( احتجم : ) ) وقولو : غمط فاحش ؛ وا

.اتخذ حجرة : أي -( ( احتجر ) ) ، وبعدىا ( ( اإلمامة : أبواب ) ) وىذا آخر

( ( .صفة الصبلة : أبواب ) )

(/)

"""""" صفحة رقم"""""" باب -

إيجاب التكبير وافتتاح الصبلة :فيو ثبلثة أحاديث

أنا شعيب ، عن الزىري ، : حدثنا أبو اليمان - أخبرني أنس بن: قال

. ركب فرسا فجحش شقو األيمن ) مالك ، أن رسول اهلل فصمى لنا يومئذ صبلة من الصموات وىو : قال أنس

إنما : ) ) اءه قعودا ، ثم قال لما سمم قاعد ، فصمينا ور جعل اإلمام ليؤتم بو ، فإذا صمى قائما فصموا قياما ،

ذا سجد فاسجدوا ذا رفع فارفعوا ، وا ذا ركع فاركعوا ، وا وا

ذا قال ربنا ولك : سمع اهلل لمن حمده ، فقولوا : ، وا ( ( .الحمد شياب ، عن ثنا الميث ، عن ابن: حدثنا قتيبة -

عن فرس ) خر رسول اهلل : أنس بن مالك ، قال فجحش ، فصمى لنا قاعدا ، فصمينا معو قعودا ، ثم

إنما ) ) أو -( ( إنما اإلمام : ) ) انصرف ، فقال ذا ركع -جعل اإلمام ليؤتم بو ، فإذا كبر فكبروا ، وا

ذا قال ذا رفع فارفعوا ، وا هلل لمن سمع ا: فاركعوا ، وا ذا سجد : حمده ، فقولوا ربنا ولك الحمد ، وا

( ( .فاسجدوا حدثني أبو : أنا شعيب : حدثنا أبو اليمان -

قال رسول : الزناد ، عن األعرج ، عن أبي ىريرة ، قال ذا ) : ) ) اهلل إنما اإلمام ليؤتم بو ، فإذا كبر فكبروا ، وا

ذا قال : لمن حمده ، فقولوا سمع اهلل: ركع فاركعوا ، وا ذا سجد ربنا ولك الحمد ، وا

ذا صمى جالسا فصموا جموسا فاسجدوا ، وا

( ( .أجمعون :حديث أنس ، ساقو من طريقين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

التصريح : من طريق شعيب ، عن الزىري ، وفيو .بسماع الزىري لو من أنس

.ن الزىري ، وليس فيو ذلك ومن طريق الميث ، ع .وقد تقدم من حديث مالك ، عن الزىري كذلك

وليس في حديث مالك وال شعيب ذكر التكبير ، وىو في .حديث الميث وحده

وقد خرجو مسمم بيذه الزيادة من طريق ابن عيينة وغيره .، عن الزىري

فيما تقدم من طريق -أيضا -وخرجو البخاري بيا .، عن أنس حميد

.أيضا -وخرجو ىاىنا من حديث أبي ىريرة

وىذه المفظة ، ىي مقصوده من ىذه األحاديث في ىذا أمر من يصمي خمف اإلمام أن ) الباب ؛ فإن النبي

يكبر إذا كبر اإلمام ، فدل عمى أن التكبير واجب عمى أيضا -المأموم ، فدخل في ذلك تكبيرة اإلحرام وغيرىا

.لتكبير من ا -ويأتي الكبلم في التكبير غير تكبيره اإلحرام في غير ىذا

إن شاء اهلل -الموضع نما المقصود ىنا -تعالى .تكبيرة اإلحرام : ، وا قد فسره ( ( إنما جعل اإلمام ليؤتم بو : ) ) وقولو

.بمتابعة اإلمام في أقوالو وأفعالو تو ، وقد سبق وقد أدخل طائفة من العمماء متابعتو في ني

.القول في ذلك متابعتو في ترك بعض أفعال -أيضا -وأدخل بعضيم

الصبلة المسنونة ، كرفع

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ال يرفع المأموم يديو إال إذا رفع اإلمام ، : اليدين ، فقال

.وىو قول أبي بكر بن أبي شيبة ن المأموم يتابع إمامو والجميور عمى خبلف ذلك ، وأ

فيما يفعمو ، ويفعل ما تركو من السنن عمدا أو سيوا ، كرفع اليدين واالستفتاح والتعوذ والتسمية وغير ذلك ، فيما ال يفعمو بعض األئمة معتقدا لو ، فكل ىذا يفعمو

.المأموم ، وال يقتدي بإمامو في تركو و ال يتخمف أن: ومما يدخل في ائتمام المأموم بإمامو

عنو تخمفا كثيرا ، بل تكون أفعال المأموم عقب أفعال .إمامو ، حتى السبلم

وقد نص أحمد عمى أن اإلمام إذا سمم وقد بقي عمى المأموم شيء من الدعاء ، فإنو يسمم معو ، إال أن يكون

: بقي عميو شيء يسير ، فيأتي بو ويسمم واستدل بقولو ( ( .بو إنما اإلمام ليؤتم ) )

يدل عمى أن المأموم ال ( ( فإذا كبر فكبروا : ) ) وقولو يكبر إال بعد تكبير اإلمام عقيبو ، وقد سبق الكبلم عمى

.ىذه المسألة مستوفى المسيء ) وكان ذكر حديث أبي ىريرة في تعميم النبي

إذا قمت إلى الصبلة فأسبغ : ) ) وقولو -في صبلتو -وذكر الحديث ( ( . قبمة وكبر الوضوء ، ثم استقبل ال

: أولى من ذكر -وقد خرجو البخاري في موضع آخر ؛ فإن ىذا الحديث إنما فيو أمر ( ( إذا كبر فكبروا ) )

المأموم بالتكبير ، وأما تكبير اإلمام فميس فيو األمر بو ، بل فيو ما يشعر بأنو ال بد من فعمو كركرعو

.وسجوده حديث أنس عمى أنو ال بد لئلمام من وحينئذ ؛ فيستدل ب

.التسميع ، وأن المأموم مأمور بالتحميد عقيب تسميعو وأما حديث تعميم المسيء ، ففيو تصريح باألمر لكل قائم

إلى الصبلة أن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .يكبر ، وسواء كان إماما أو مأموما أو منفردا

تاح الصبلة الطيور ، وتحريميا مف: ) ) وأما حديث فميس ىو من شرط ( ( التكبير ، وتحميميا التسميم .البخاري ، مع تعدد طرقو

يفتتح الصبلة ) كان رسول اهلل : وكذلك حديث عائشة .بالتكبير

خرجو مسمم من طريق حسين المعمم ، عن بديل بن .ميسرة ، عن أبي الجوزاء ، عن عائشة

يد ، فرواه عن بديل ، عن عبد اهلل بم وخالفو حماد بن ز .شقيق ، عن عائشة أن الصبلة ال تفتتح إال بالتكبير ، : ومقصود البخاري .وال تنعقد بدونو

: وقد روي عن ابن مسعود وابن عباس والشعبي ، قالوا .تحريم الصبلة التكبير

وروي عن ابن المسيب وبكير بن األشج والنخعي فيمن .يستأنف الصبلة : الستفتاح نسي تكبيرة ا

وىو قول الثوري وابن المبارك ومالك والشافعي واحمد سحاق وغيرىم .وا

تنعقد الصبلة : وقال الحكم وأبو حنيفة وعامة أصحابو .بكل لفظ من ألفاظ الذكر ، كالتيميل والتسبيح

.يجزئو ، ويسجد لمسيو : وعن النخعي ، قال ماء اهلل تعالى افتتحت بأي أس: وعن الشعبي ، قال

.الصبلة أجزأك .وفي اإلسناد إليو مجيول

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .كتابو ) ) خرجو ابن أبي شيبة في وىو رواية عن الثوري ، رواىا عنو النعمان بن عبد

.السبلم وحكى ابن المنذر ، عن الزىري ، أن الصبلة تنعقد

. تحتاج إلى لفظ بالكمية بمجرد النية ، وال

:عن عطاء -أيضا -وروي نحوه : قمت أقيمت : عن ابن جريج ، قمت لعطاء : قال عبد الرزاق

الصبلة وأنا مع الناس ، فكبر اإلمام ورفع من الركعة ، إن كنت قد اعتدلت في : ولم أكبر في ذلك ؟ قال

ن كنت لم تزل تتحدث حتى ركع الصف فاعتد بيا ، وا ن كنت ورفع رأسو من الركعة فكبر ثم اركع واعتد بيا وا

.لم تعتدل في الصف فبل وعن ابن جريج ، عن عطاء ، في رجل دخل المسجد

واإلمام ساجد ، أو حين رفع رأسو من الركعة أو السجدة يكبر تكبيرة استفتاح الصبلة ؟ : ، أو جالسا يتشيد

ن شاء: قال فبل يكبر ، ولكن إذا إن شاء فميكبر ، وا .قام وقد قام اإلمام فميكبر ويستفتح

عن معمر ، عن قتادة ، في رجل -أيضا -وروى : انتيى إلى قوم وىم جموس في آخر صبلتيم ؟ قال

.يجمس معيم ، وال يكبر أنو يكتفي بتكبيره إذا قام إلى القضاء ، فبل : ولعمو أراد

ةيكون قبل ذلك قد دخل في الصبل

أنو قد روي عن طائفة من السمف ، : وقريب من ىذا أن من نسى تكبيرة االفتتاح في الصبلة ، فإنو تجزئو

تكبيرة الركوع ، روي ىذا عن سعيد بن المسيب والحسن والزىري وقتادة والحكم واألوزاعي ، وىو رواية عن حماد

بن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ه ابن المنذر وغيره أبي سميمان ، حكا .يسجد لمسيو إذا سيا : وروي عن الزىري ، أنو قال

.وىذا يحتاج إلى تحقيق ونظر في مأخذ ذلك أنيم رأوا تكبيرة : وظاىر ما حكاه ابن المنذر عن ىؤالء

الركوع تقوم مقام تكبيرة االفتتاح في انعقاد الصبلة بيا ، لوا تجزئة تكبيرة ، حيث قا -أيضا -وىو ظاىر كبلميم

يكبر : وقال بكر المزني . الركوع ، وتنعقد بيا الصبلة .إذا ذكر

أنو عام في حق اإلمام والمأموم : وظاىر كبلميم والمنفرد ، وقد روي عن الحكم صريحا في اإلمام ، فأما

:في حق اإلمام والمنفرد ، فيحتمل وجيين ية ، كما أن تكون الصبلة انعقدت بمجرد الن: أحدىما

.روي عن الزىري أن تكون الصبلة إنما انعقدت بتكبيرة الركوع ، : والثاني

وتكون القراءة ساقطة عنيما في ىذه الركعة ، بناء عمى أن القراءة ال تجب في جميع الركعات وىذا ىو الذي

.يتبادر فيمو من كبلميم وىو قول سفيان الثوري ، ذكره أصحابو في كتبيم ، لكنو

أن ينوي بتكبيرتو عند الركوع تكبيرة اإلحرام ، : يشترط .كما سيأتي قولو في ذلك

، فإن أراد ( ( يكبر إذا ذكر : ) ) وأما قول بكر المزني ن كان مراده أعم ما يركع ، فيو يرجع إلى ما ذكرنا ، وا

من ذلك ، فبل يرجع إال إلى أن الصبلة يدخل فييا إال أن يكون أراد أنو يكبر متى -أيضا -بمجرد النية

.ذكر ، ويستأنف الصبلة من حينئذ

وأما في حق المأموم ، فقد وافق من تقدم ذكره عمى في رواية -قوليم يجزئو تكبيرة الركوع ، مالك وأحمد

.عنيما في اإلمام والمنفرد أنيما ( ( الموطأ ) ) فذكر مالك في

إذا نسيا تكبيرة اإلحرام

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وفي المأموم نسي تكبيرة اإلحرام وكبر . يبتدئان الصبلة .رأيت ذلك مجزئا عنو : لمركوع

: قال الزىري واألوزاعي وطائفة : قال ابن عبد البر وفي المأموم إذا نسي . تكبيرة اإلحرام يبتدئان الصبلة .رأيت ذلك مجزئا عنو : تكبيرة اإلحرام وكبر لمركوع

: قال الزىري واألوزاعي وطائفة : قال ابن عبد البر .تكبيرة اإلحرام ليست بواجبة

وقد روي عن مالك في المأموم ما يدل عمى ىذا القول ،

أن تكبيرة اإلحرام : ولم يختمف قولو في اإلمام والمنفرد : والصحيح من مذىبو . واجبة عمى كل واحد منيما

يجاب تكبيرة اإلحرام ، وأنيا فرض ركن من أركان إ .الصبلة

يمكن أن يحمل ما نقل عن السمف ، أو عن : قمت بعضيم في المأموم خاصة ، وكذلك حكاه عنيم ابن

.عبد البر في المأموم خاصة ، وىذا أشبو وأظير ما خرجو حرب بإسناده ، عن خميد ، عن : ويدل عميو

إن نسيت تكبيرة االستفتاح وكبرت : الحسن وقتادة قاال .لمركوع وأنت مع اإلمام فقد مضت صبلتك

-قال أبو عمرو : وبإسناده ، عن الوليد بن مسمم إن : فيمن نسي تكبيرة االستفتاح -األوزاعي : يعني

كان وحده استأنف الصبلة ، وأن كان مع اإلمام أجزأتو إلمام فكبر تكبيرة تكبيرة الركوع ، وكان كمن أدرك ركعة ا

، وأمكن كفيو من ركبتيو ، ورفع اإلمام رأسو فقد أجزأتو .تمك الركعة فإن نسي تكبيرة االفتتاح : فقمت ألبي عمرو : قال الوليد

يضيف : وتكبيرة الركوع ؟ فأخبرني ، أن ابن شياب قال إلى صبلتو ركعة ، وال يعتد بتمك الركعة التي لم يكبر

.ليا ذا كان وحده ، فنسي األولى واآلخرة : ل أبو عمرو وقا وا

ذا كان مع اإلمام أضاف إلى صبلتو أعاد الصبلة وا .ركعة أخرى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فقد فرق األوزاعي بين المنفرد والمأموم ، وأما الزىري فمم .يفرق

:والتفريق بينيما لو مأخذان ام يتحمل عن المأموم التكبير ، كما أن اإلم: أحدىما

يتحمل عنو القراءة ، وقد صرح بيذا المأخذ اإلمام .أحمد

إذا سيا : سألت أبا عبد اهلل عن قول : قال حنبل

المأموم عن تكبيرة االفتتاح وكبر لمركوع رأيت ذلك يجزئو إن كان ساىيا ؛ : مجزئا عنو ؟ فقال أبو عبد اهلل

.ام لو صبلة ألن صبلة اإلمفصرح بالمأخذ ، وىو تحمل اإلمام عنو تكبيرة اإلحرام

.في حال السيو كتاب ) ) ذكر ىذه الرواية أبو بكر عبد العزيز في

، وىذه رواية غريبة عن أحمد ، لم يذكرىا ( ( الشافي .األصحاب

أنو ال يجزئو ، كما ال يجزئ اإلمام : والمذىب عندىم .و غير واحد عن أحمد والمنفرد ، وقد نقم

ونقل إسماعيل بن سعيد ، عن أحمد فيمن ترك تكبيرة إن تركيا عمدا لم تجزئو : االفتتاح في الصبلة ؟ قال

.صبلتو .أنو إن تركيا سيوا أجزأتو صبلتو : ومفيومو

وينبغي حمل ذلك عمى المأموم خاصة ، كما نقمو .حنبل

ن اإلمام والمأموم وىذا المأخذ ىو مأخذ من فرق بي

والمنفرد ، كاألوزاعي ؛ وليذا طرد قولو في المأموم إن : ينسى تكبيرة االفتتاح مع تكبيرة الركوع ، وقال

.صبلتو جائزة ، ويقضي ركعة أن صبلتو انعقدت بالتكبيرة في الركعة : ولو كان مأخذه

.الثانية ، لم يكن بين اإلمام والمأموم فرق

(/)

"""""" صفحة رقم "" """"

:مأخذ مالك وأصحابو -أيضا -وىو ن ذكر مأموم أنو نسي ( ( : تيذيب المدونة ) ) وفي وا

تكبيرة اإلحرام ، فإن كان كبر لمركوع ونوى بيا تكبيرة اإلحرام أجزأه ، فإن كبرىا ولم ينو بيا ذلك تمادى مع

زئو عند اإلمام ، وأعاد صبلتو احتياطا ؛ ألنو ال يجن لم يكبر لمركوع ربيعة ، ويجزئو عند ابن المسيب ، وا وال لبلفتتاح حتى ركع اإلمام ركعة ركعيا معو ، وابتدأ التكبير ، وكان اآلن داخبل في الصبلة ، ويقضي ركعة

بعد سبلم اإلمام ، ولو كان وحده ابتدأ متى ذكر ، قبل ع اإلحرام أم ال ، ركعة أو بعد ركعة ، نوى بتكبيره الركو

وكذلك اإلمام ال يجزئو إن نوى بتكبيرة اإلحرام الركوع ، .انتيى . فأن فعل أعاد ىو ومن خمفو

.وىذا التفريق ، إنما ىو لتحمل اإلمام القراءة وما ذكر من أن المسبوق إن لم ينو بتكبيرتو عند الركوع

اإلحرام يتمادى مع ، مخالف لما نص عميو اإلمام ، ويعيد صبلتو احتياطا

أنو تجزئو صبلتو إذا سيا ( ( : الموطأ ) ) مالك في .عن تكبيرة االفتتاح

عن مالك ، أنو ( ( الموطأ ) ) ولكن في بعض رواية .أيضا -نية االفتتاح : اشترط في ىذا الموضع

أن أصحاب مالك اضطربوا في : وذكر ابن عبد البر ا عظيما ، ونقضوا أصميم في ىذه المسألة اضطراب

وجوب تكبيرة اإلحرام في حق المأموم ؛ ألجل االختبلف .فيو

إن المأموم إذا نسي ( ( : الموطأ ) ) وقد قال مالك في

تكبيرة اإلحرام وتكبيرة الركوع وكبر في الثانية ، أنو .يبتدئ صبلتو أحب إلي

عادة لبلختبلف في أنو لم يوجب عميو اإل: فظاىر ىذا تحمل اإلمام عنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

التكبير ، وىذا يدل عمى أنو رأى االختبلف في حق يعيد صبلتو : المأموم خاصة ؛ فإنو قال في المنفرد

.جزما وقد بنى ما روى عن السمف عميو : والمأخذ الثاني

أن : س العنبري ، وىو عبا: طائفة من العمماء ، منيم المأموم إذا أدرك اإلمام في الركوع فكبر تكبيرة واحدة ، فإنو تجزئو وتنعقد صبلتو عند جميور العمماء ، وفيو

.خبلف عن ابن سيرين وحماد بن أبي سميمان وحكاه بعض أصحابنا رواية عن أحمد أنو ال يصح حتى

. يكبر تكبيرتين ، وال يصح ىذا عن أحمدإذا كبر تكبيرة واحدة ، فمو أربعة : فعمى قول الجميور

:أحوال أن ينوي بيا تكبيرة االفتتاح ، فتجزئو صبلتو : إحداىا

.بغير توقف أن ينوي تكبيرة الركوع خاصة ، فبل : الحالة الثانية

.قالو الثوري ومالك : -تجزئو عند األكثرين رث ، واحتج بأن ونص عميو أحمد في رواية أبي الحا

تحريميا: ) ) قال ) النبي .وىذا لم يحرم بالصبلة ( ( . التكبير

فإن كان ساىيا عن تكبيرة اإلحرام ، فقال مالك في .تجزئو ( ( : الموطأ ) )

.وىو رواية حنبل عن أحمد وال تجزئو عند الثوري ، وىو المشيور عن أحمد ومذىب

.األكثرين :أن ينوييما معا ، ففيو قوالن : ثالثة الحالة التجزئو ، حكي عن أبي حنيفة ومالك وأبي ثور : أحدىما

.، وحكي رواية عن أحمد ، اختارىا ابن شاقبل ال تجزئو ، وىو المشيور عند أصحابنا ، وقول : والثاني

سحاق .الشافعي وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن ال ينوي شيئا ، بل يطمق النية ، فيل : ة الحالة الرابع .تجزئو ، أم ال ؟ في قوالن

ال تجزئو حتى ينوي بيا االفتتاح ؛ فإنو قد : أحدىما اجتمع في ىذا المحل تكبيرتان ؛ إحداىما فرض ،

فاحتاج الفرض إلى تمييزه بالنية ، بخبلف تكبير اإلمام قبل الركوع ، فإنو أو المنفرد أو المأموم إذا أدرك اإلمام

.لم يجتمع في حقو تكبيرتان في وقت واحد وىذا القول حكي عن أبي حنيفة ، وىو قول الثوري سحاق ، ونقمو ابن منصور وغير واحد عن ومالك وا

.أحمد

وقالو أبو بكر عبد العزيز بن جعفر من أصحابنا في و جامع) ) والقاضي أبو يعمى في ( ( كتب الشافي ) )

، وجعمو المذىب رواية واحدة ، وتأول ما ( ( الكبير .خالف ذلك عن أحمد

ن أطمق النية : والثاني -نقمو ابن منصور : -تجزئو وا عن أحمد ، ونقمو -أيضا

.صالح ومينا وأبو طالب عن أحمد -أيضا - .ينوي بيا االفتتاح : ما عممنا أحدا قال : وقال

.حابة والتابعين يشير إلى الص .بأنو خرج من بيتو وىو يريد الصبلة : وعمل

يشير إلى أن نية الصبلة موجودة معو ؛ بخروجو إلى الصبلة ، فبل يكبر لمصبلة إال بتمك النية ، وال يكبر

لمركوع إال من دخل في الصبلة ن فأما من لم يكن دخل وال يضره عدم فييا فإنما يكبر لدخولو في الصبلة أوال ،

استحضاره ليذه النية عند التكبيرة ؛ ألن تقديم النية عمى .التكبير بالزمن اليسير جائز عنده .ولمشافعي قوالن في ىذه المسألة

إنو قد اجتمع في حقو : وقد يجاب عن قول من قال تكبيرتان بأنيما لم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

؛ فإن تكبيرة االفتتاح محميا القيام ، وتكبيرة تجتمعا عميو الركوع محميا االنحناء لمركوع ، فمم تجتمعا في محل

.واحد وىذا بناء عمى أنو ال تنعقد صبلة مدرك الركوع ، إال سحاق وأصحابنا .بالتكبير قائما ، وىو قول الشافعي وا

أنو رواية عن ( ( شرح الميذب ) ) وحكى صاحب أنو تنعقد صبلتو إذا كبر : والمشيور عنو : قال . مالك

وىو نصو في : قال . وىو مسبوق في حال الركوع ( ( .الموطأ ) ) و ( ( المدونة ) ) ىذا مقتضى الرواية عن مالك في المأموم إذا : قمت

أنو تجزئو ، كذا رواه : نسي تكبيرة االفتتاح وكبر لمركوع

.مالك القعنبي وغيره عن ورواه يحيى بن يحيى ، عن مالك بشرط أن ينوي بيا

.االفتتاح .أن ال يأتي بيا إال قائما : فينبغي عمى ىذا

تجزئو تكبيرة الركوع عن : أو مقتضى قول من قال أنو تنعقد الصبل بالتكبير في حال : تكبيرة اإلحرام

نحناءالركوع ؛ ألن تكبيرة الركوع إنما تكون في حال اال .لمركوع

عن ابن جريج ، ( ( كتابو ) ) وقد روى عبد الرزاق في إذا : أخبرت عن ابن مسعود ، أنو كان يقول : قال

وجدت اإلمام والناس جموسا في آخر الصبلة فكبر قائما األولى : ، ثم اجمس وكبر حين تجمس ، فتمك تكبيرتان جمس ؛ وأنت قائم الستفتاح الصبلة ، األخرى حين ت

.كأنيا لمسجدة .وىذا منقطع

.وىذا التفسير كأنو من قول ابن جريج

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وروى وكيع ، عن إبراىيم بن إسماعيل بن مجمع ، عن الزىري ، عن عروة وزيد بن ثابت ، أنيما كانا يجيئان

ح الصبلة واالمام راكع ، فيكبران تكبيرة االفتتاح ، الفتتا .ولمركعة

.إبراىيم ىذا ، فيو مقال براىيم بن سعد وابن أبي ذئب ، عن وقد رواه معمر وا

تجزئو : الزىري ، عن ابن عمر وزيد بن ثابت ، قاال .تكبيرة واحدة

وروي عن معمر ، عز الزىري ، سالم ، عن ابن عمر .وزيد

.فيصير إسناده متصبل منيم يكبر لبلفتتاح ، ، وىذا أصح وليس في رواية أحد

.إن شاء اهلل تعالى -

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

رفع اليدين في التكبيرة األولى مع االفتتاح سواء حدثنا عبد اهلل بن مسممة ، عن مالك ، عن ابن -

شياب ، عن سالم بن كان يرفع حذو ) أبيو ، أن رسول اهلل عبد اهلل ، عن

ذا كبر لمركوع ، واذا رفع رأسو منكبيو إذا افتتح الصبلة وا سمع اهلل : ) ) من الركوع رفعيما كذلك أيضا ، و قال

، وكان ال يفعل ذلك ( ( لمن حمده ، ربنا ولك الحمد .في السجود

مقصود بيذا الحديث في ىذا الباب مسألتان :اىما إحد

أن رفع اليدين عند افتتاح الصبلة مشروع ، وىذا .كالمجمع عميو لم يختمف أىل العمم أن رسول اهلل : قال ابن المنذر

.كان يرفع يديو إذا افتتح الصبلة )

وحكى بعضيم رواية عن مالك ، أنو ال يرفع يديو في .ذكره ابن عبد البر وغيره : -الصبلة بحال

لك ال يصح عن مالك ، وحديثو ىذا مجمع عمى ولعل ذ .صحتو ال مطعن ألحد فيو

والرفع في افتتاح الصبلة سنة مسنونة ، وليس بركن وال فرض عند جميور العمماء ، وال تبطل الصبلة بتركو عند

.أحد منيم وحكي عن الحميدي وداود وأحمد بن يسار من

.تركو أنو تبطل الصبلة ب: الشافعية وروي عن عمي بن المديني ما يشبيو ، وأن الرفع واجب

.، ال يحل تركو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ونقل حرب ، عن إسحاق ما يدل عمى بطبلن الصبلة .بترك الرفع عند تكبيرة اإلحرام ، وأنو واجب

.وىو قول أبي بكر بن أبي شيبة والجوزجاني ىو ركن من أركان الصبلة ، حكاه : ة وقال ابن خزيم

تاريخ) ) الحاكم في -وأثنى عميو -عن خالو أبي عمي المؤذن ( ( نيسابور

.، أنو سمع ابن خزيمة يقولو وحكاه ابن بد البر رواية عن األوزاعي ؛ لقولو فيمن ترك

.نقصت صبلتو : الرفع كما قال ابن لم يتم سننيا ،: وىذا ال يدل ؛ فإن مراده

.الرفع من تمام الصبلة : سيرين .ونص أحمد عمى أن من ترك الرفع نقصت صبلتو

.، عنو روايتان ( ( من تمام الصبلة : ) ) وفي تسميتو .وال خبلف أنو ال يبطل تركو عمدا وال سيوا

ناقص : ) ) وتوقف إسحاق بن راىوية في تسميتو ال أقول سفيان الثوري ناقص : ، وقال ( ( الصبلة .الصبلة

لم ) واستدل األكثرون عمى أنو غير واجب ، بأن النبي يعممو المسيء في صبلتو ، كما عممو التكبير الفتتاح

الصبلة ، ولو كان حكم الرفع حكم التكبير لعممو إياه .معو

حدثني : وقد روى الوليد بن مسمم ، عن األوزاعي بصر رسول : اهلل بن أبي طمحة ، قال إسحاق بن عبد

) :برجل يسيء في صبلتو ، فقال لو رسول اهلل ) اهلل ، وأمره برفع يديو عند تكبيرة ( ( أحسن صبلتك ) )

االستفتاح

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لمصبلة ، وبالقراءة ، وبرفع يديو إذا كبر لمركوع ، وبرفع .السجدة التي بعد الركوع يديو عند تكبيرة

( ( .مسند األوزاعي ) ) خرجو ابن جوصا في .وىو مرسل

ورواه جماعة عن الوليد ، عن األوزاعي ، عن إسحاق ، .كان يفعل ذلك في صبلتو ) عن أنس ، أن النبي

.وىو أصح .أن الوليد لم يسمعو من األوزاعي : وفي رواية

ير الثقات ، وقد استنكر اإلمام أحمد والوليد مدلس عن غ .حديثو ىذا

:المسألة الثانية : أن الرفع يكون مع التكبير سواء ؛ وليذا بوب عميو

رفع اليدين في التكبيرة األولى مع االفتتاح ) ) ( ( .سواء

التكبيرة نفسيا ؛ فإن ىذه التكبيرة ىي : ومراده باالفتتاح كان النبي : في حديث عائشة افتتاح الصبلة ، كما

.يفتتح الصبلة بالتكبير ) فالصبلة ليا مفتاح ، وىو الطيور ، كما في حديث عمي

:وأبي سعيد مرفوعا وليا افتتاح ، وىو ( ( . مفتاح الصبلة الطيور ) )

وليا استفتاح ، وىو ما يقولو بين التكبير ، التكبير .والقراءة من الذكر والدعاء

وممن ذىب إلى أن رفع اليدين مع تكبيرة اإلحرام سواء ،

اإلمام أحمد : فيبدأ بو مع ابتدائيا ، وينتيي مع انتيائيا وعمي بن المديني ، ونص عميو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يرفع يديو مع افتتاح : ، قال ( ( األم ) ) الشافعي في عن الرفع مع انقضائو ، ويثبت يديو التكبيرة ، ويرد يديو

إن أثبت : وقال . مرفوعتين حتى يفرغ من التكبير كمو .يديو بعد انقضاء التكبير قميبل لم يضره ، وال آمره بو

يرفع يديو ابتداء التكبير ، وال : ومن أصحابو من قال .استحباب في انتيائو

ثم يرسميما بعد يرفعيما قبل التكبير ،: ومنيم من قال .فراغو من التكبير

إن رفع يديو مع التكبير أجزأه ، وأحب : وقال إسحاق .إلينا أن يرفع يديو ، ثم يكبر

.وحكاه بعض أصحابنا رواية عن أحمد

يخير بين الرفع مع التكبير : ومن أصحابنا من قال لقولو وقبمو ، وىما سواء في الفضيمة وقد استدل البخاري

كان يرفع يديو إذا افتتح ) بحديث ابن عمر ، أن النبي .الصبلة .إذا كبر لبلفتتاح : يعني

افتتح ) رأيت النبي : وقد خرجو فيما بعد ، ولفظو وذكر -التكبير في الصبلة ، فرفع يديو حين يكبر

.الحديث وفي رواية لمسمم من طريق ابن جريج ويونس وعقيل ،

كان إذا قام ) زىري بيذا اإلسناد ، أن النبي كميم عن ال .لمصبلة رفع يديو حتى يكونا حذو منكبيو ، ثم كبر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وروى اإلمام أحمد ، عن سفيان ، عن الزىري ، عن يرفع ) رأيت رسول اهلل : سالم ، عن ابن عمر ، قال

.يديو مع التكبير معا رواه يونس وعقيل ( ( : العمل ) ) ارقطني في قال الد

وابن أخي الزىري والنعمان ابن راشد والزبيدي ، عن كان يرفع ) الزىري ، عن سالم ، عن أبيو ، أن النبي

.يديو ، ثم يكبر براىيم ابن أبي عبمة وابن رواه شعيب بن أبي حمزة وا

سماعيل بن عمية وابن عيينة ، عن جريج وفميح وىشيم وا .يرفع يديو حين يكبر : الزىري ، وقالوا

وخرج أبو داود من حديث وائل بن حجر ، عن النبي .، أنو رفع يديو ثم كبر )

من حديث وائل بن حجر ، أنو رأى -أيضا -وخرج .يرفع يديو مع التكبيرة ) النبي

ثنا الوليد : ثنا محمد بن الوزير : وروى حرب الكرماني أخبرني إسحاق بن : ال أبو عمرو ق: بن مسمم ، قال

عبد اهلل بن أبي طمحة ، عن أنس بن مالك أن النبي .يرفعيما مع التكبير )

وقد تقدم ذكر عمة ىذا الحديث ، وأنو روي مر سبل ،

.وأن الوليد لم يسمعو من األوزاعي ، بل دلسو عنو من طريق ابن إسحاق ، عن محمد بن -أيضا -وروى

عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عمرو بن عطاء ،قام إلى ) ما رأيت رسول اهلل : ، عن أبي ىريرة ، قال

الصبلة قط إال شير بيديو إلى السماء قبل أن يكبر ، ثم .يكبر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد حمل بعضيم ىذا عمى أن ىذا الرفع كان لمدعاء .قبل الصبلة

قام في ) ما رأيت رسول : ولفظو وخرجو البييقي ، صبلة فريضة وال تطوع إال شير يديو إلى السماء يدعوا

.، ثم يكبر وقد روي عن ابن عمر وغيره استحباب رفع رأسو ووجيو

.مع التكبير _ أيضا _ إلى السماء

: خرجو حرب بإسناده صحيح ، عن ابن جريج ، قال بر بالصبلة أكان ابن عمر إذا ك: سألت نافعا ، فقمت

.نعم قميبل : يرفع رأسو ووجيو إلى السماء ؟ فقال أخبرني ابن : ، قال -أيضا -ومن طريق ابن جريج

أن يكبر الرجل بيديو ووجيو : سابط ، أن وجو التكبير وفيو ، ويرفع رأسو وفاه شيئا حين يبدىء وحين يرفع

.رأسو ا وأعمم ؛ أن حديث مالك الذي خرجو البخاري في ىذ

الباب ، عن القعنبي ، عنو ليس فيو ذكر الرفع إذا ركع ذا رفع رأسو من ، إنما فيو الرفع افتتح الصبلة ، وا

عن مالك ، ( ( موطأ القعنبي ) ) الركوع ، وكذا ىو في .عن مالك ( ( الموطأ ) ) وكذا رواه عامة رواة

ورواه جماعة عن مالك ، فذكروا فيو الرفع إذا كبر الشافعي وابن وىب ويحيى : منيم -أيضا -لمركوع

براىيم بن القطان وابن ميدي وجويرية بن أسماء وا .طيمان ومعن وخالد بن مخمد وبشر بن عمر وغيرىم

: وكذلك رواه عامة أصحاب الزىري ، عنو ، منيم

.يونس وشعيب وعقيل وابن جريج وغيرىم رحمن وكذلك رواه سميمان الشيباني والعبلء بن عبد ال

.وغيرىما ، عن سالم ابن عبد اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ذكره البييقي وغيره عبد اهلل : وممن رواه عن مالك بذكر الرفع عند الركوع

بن يوسف التنيسي وابن المبارك وعبد الرحمن بن القاسم سماعيل بن أبي أويس ويحيى بن وعبد اهلل بن نافع وا

.سابوري يحيى الني

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

ذا رفع رفع اليدين إذا كبر ، و إذا ركع ، وا :فيو حديثان

:أحدىما :قال أنا يونس : ثنا عبد اهلل : حدثنا محمد بن مقاتل -

أخبرني سالم بن عبد اهلل ، عن عبد اهلل : ، عن الزىري إذا قام في الصبلة ) رأيت رسول اهلل : عمر ، قال بن

رفع يديو حتى يكونا حذو منكبيو ، وكان يفعل ذلك حين يكبر لمركوع ، ويفعل ذلك إذا رفع رأسو من الركوع ،

، وال يفعل ذلك في ( ( سمع اهلل لمن حمده : ) ) ويقول .السجود :الثاني :قال ثنا خالد بن عبد اهلل ، : سطي حدثنا إسحاق الوا -

عن خالد ، عن أبي قبلبة ، أنو رأى مالك بن الحويرث ذا أراد أن يركع رفع يديو ، إذا صمى كبر ورفع يديو ، وا ذا رفع رأسو من الركوع رفع يديو ، وحدث أن رسول وا

.صنع ىكذا ) اهلل في رفع اليدين ( ( صحيحو ) ) لم يخرج البخاري في

عمر وحديث مالك بن الحويرث ، وقد غير حديث ابنأفرد لمرفع كتابا ، خرج فيو األحاديث المرفوعة واآلثار الموقوفة ، وكذلك صنف في الرفع غير واحد من أئمة

أىل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

النسائي ومحمد بن نصر المروزي : الحديث ، منيم .وغيرىما

يع أمصار المسممين ، أن جم: وسبب اعتنائيم بذلك كالحجاز واليمين ومصر والعراق كان عامة أىميا يرون رفع األيدي في الصبلة عند الركوع والرفع منو ، سوى أىل الكوفة ، فكانوا ال يرفعون أيدييم في الصبلة ، إال في افتتاح الصبلة خاصة ، فاعتنى عمماء األمصار

.مى من خالفيا بيذه المسألة ، واالحتجاج ليا ، والرد عما اجتمع عميو عمماء أىل الحجاز : قل األوزاعي

كان يرفع يديو حذو ) أن رسول اهلل : والشام والبصرة منكبيو حين يكبر الفتتاح الصبلة ، وحين يكبر لمركوع ، ذا رفع رأسو من الركوع ، إال أىل الكوفة ، فإنيم خالفوا وا

.في ذلك أئمتيم .ره خرجو ابن جرير وغيبعد أن روى ( ( كتابو رفع اليدين ) ) وقال البخاري في :اآلثار في المسألة

فيؤالء أىل مكة والمدينة واليمن والعراق قد اتفقوا عمى .رفع األيدي

ال نعمم مصرا من : وقال محمد بن نصر المروزي األمصار تركوا الرفع بأجمعيم في الخفض والرفع منو ،

.إال أىل الكوفة ى البييقي بإسناده عن األوزاعي ، أنو تناظر ىو ورو

والثوري في ىذه المسألة بمكة ، وغضب واشتد غضبو ، قم بنا إلى المقام نمتعن أينا عمى الحق ، : وقال لمثوري

فتبسم الثوري لما رأى األوزاعي قد احتد رضي اهلل .عنيما

وحديث الزىري ، عن سالم ، عن ابن عمر مما اتفق كميم عمىالعمماء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

صحتو وتمقيو بالقبول ، وعميو اعتمد أئمة اإلسبلم في األوزاعي وابن: ىذه المسألة ، منيم

) .ثبت عن النبي : المبارك ، وقال سحاق وغيرىم .كذلك قال الشافعي وأحمد وا

في ( ( كتاب الموطإ ) ) وأما مالك ، فإنو خرجو في ، وذكر عن نافع ، عن ( ( افتتاح الصبلة : باب ) )

.ابن عمر ، أنو كان يعمل بو وقد روى عامة أصحاب مالك ، أنو كان يعمل بو ،

ابن وىب وأبو مصعب وأشيب والوليد بن مسمم : منيم

.وسعيد بن أبي مريم نما روى عنو الرفع عند افتتاح الصبلة خاصة ابن : وا

مالك يرى رفع اليدين في الصبلة وكان: القاسم ، قال .إن كان ففي اإلحرام : وقال . ضعيفا

لم يرو أحد عن مالك مثل رواية : قال محمد بن الحكم .ابن القاسم

ابن : وىو _ وذكر ابن عبد البر ، عن أحمد بن خالد الجباب ، وكان أعمم أىل األندلس بالفقو والحديث في

ن أصحابنا يرفعون أيدييم كان جماعة م: ، قال -وقتو في الصبلة عمى حديث ابن عمر ، ورواية من روى ذلك عن مالك وجماعة ال يرفعون ، عمى رواية ابن القاسم ،

.واليعيب ىؤالء عمى ىؤالء ، وال ىؤالء عمى ىؤالء .افترق الناس في ىذه المسألة فرقا ثبلثة : قمت

، وىؤالء تنكر عمى من يرفع أو تبدعو: ففرفة منيم عامة فقياء أىل الكوفة ، حتى غالى بعصيم فجعمو

.مبطبل لمصبلة ، وادعى بعضيم أن الرفع نسخ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد وافقيم بعض المتقدمين من أىل الشام ، حتى ضرب من رفع يديو في صبلتو في زمن عمر بن عبد العزيز

ى من فعمو وحجبو وغضب عمر من ذلك وأنكره عم .عنو

ال ينكرون عمى واحد من الفريقين ، ويعدون : وفرقة ذلك من مسائل الخبلف السائغ ، ثم منيم من يميل إلى

سفيان : الرفع ، ومنيم من يميل إلى تركو ، ومنيم .الثوري

عن طائفة ( ( كتابو ) ) وقد روى ابن أبي شيبة في يم لم يرفعوا أيدييم إال كثيرة من الصحابة والتابعين ، أن

.عند االفتتاح ، منيم عمر وابن عمر وىي رواية مجاىد عنو ، وقد ضعفيا اإلمام أحمد

.والبخاري والدار قطني وغيرىم .عمي وابن مسعود وأصحابيما : ومنيم

وقد روى ذلك عن عمي وابن مسعود مرفوعا ، وضعف

.المرفوع عامة أئمة الحديث قديما وحديثا وأكثر الصحابة والتابعين عمى الرفع عند الركوع ، والرفع

كان : ، حتى قال قتادة ، عن الحسن -أيضا -منو في صبلتيم كأن أيدييم أيدييم ) أصحاب رسول اهلل

ذا رفعوا رؤسيم .المراوح ، إذا ركعوا وا وقال عبد الممك بن أبي سميمان ، عن سعيد بن جبير

أنو سئل عن رفع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىو شيء يزين بو الرجل : اليدين في الصبلة ، فقال يرفعون أيدييم في ) صبلتو ؛ كان أصحاب رسول اهلل

ذا رفعوا رؤسوىم .االفتتاح ، وعند الركوع ، وا .وىو قول عامة التابعين

إن كنا لنؤدب عمييا : وقال عمر بن عبد العزيز .نرفع أيدينا بالمدينة إذا لم

.وقول عامة فقياء األمصار وكان اإلمام أحمد ال بيالغ في اإلنكار عمى المخالفة في

:ىذه المسألة روى عنو المروذي وغيره ، أنو سئل عمن ترك الرفع

إنو تارك لمسنة ؟: يقال راغب عن فعل النبي : ال تقل ىكذا ، ولكن قل : قال . (

الرفع عندنا أكثر وأثبت ، : ونقل عنو الميموني ، قال فإن تأول رجل ، فما

أصنع ؟إن عندنا قوما يأمروننا : وسئل اإلمام أحمد ، فقيل لو

ال : برفع اليدين في الصبلة ، وقوما ينيوننا عنو ؟ فقال ، وكان ابن ) ينياك إال مبتدع ، فعل ذلك رسول اهلل

.عمر يحصب من ال يرفع ن الرفع وجعمو مكروىا ، فأما فمم يبدع إال من نيى ع

.المتأول في تركو من غير نيي عنو فمم يبدعو أنو مبتدع ، : وقد حمل القاضي أبو يعمى قول أحمد

.وىو بعيد . عمى من ترك الرفع عند تكبيرة اإلحرام إنو : ونقل جماعة عن أحمد في تارك الرفع ، أنو يقال

.تارك السنة ما توقف في ذلك في رواية إن: قال القاضي أبو يعمى

: ، أنو قال ) المروذي متابعة لمفظ المروي عن النبي ال ففي( ( من رغب عن سنتي فميس مني ) ) ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الراغب عن الرفع ىو التارك لو : الحقيقة أنا أصمي خمف من ال : ونقل حرب ، عن أحمد ، قال

.و ، والرفع أحب إلي وأصح يرفع يديلو إنما يدل ( ( كتاب رفع اليدين ) ) وكبلم البخاري في

-ىو بدعة : عمى اإلنكار عمى من أنكر الرفع ، وقال .أيضا

في الرفع عند الركوع ( ( صحيحو ) ) وخرج مسمم في

-والرفع منو حديث ابن عمر ومالك بن الحويرث .أيضا

.حديث وائل بن حجر من -أيضا -وخرجو وخرجو أبو داود والترمذي من حديث عمي بن أبي طالب

، ومن حديث أبي حميد في عشرة من الصحابة ، .أبو قتادة : منيم

.أيضا -وخرجو ابن ماجو .من حديث أبي ىريرة -أيضا -وخرجو أبو داود

.وخرجو ابن ماجو من حديث أنس وجابر وابن عباس رواه قريب : أخر ، حتى قال بعضيم وقد روي من وجوه

.من ثبلثين نفسا من الصحابة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.رواه نيف وثبلثون من الصحابة : وقال غيره .رواه العشرة المشيود ليم بالجنة : وقال الحاكم

وفي ىذه العبارات تسامح شديد ، وقد ذكرت ىذه كتاب شرح ) ) األحاديث وطرقيا وعمميا في

.بحمد اهلل ومنو ( ( الترمذي اثنا ) رواه عن النبي : قول الشافعي : وأحسن من ذلك

.عشر غير ابن عمر .وىذه عبارة صحيحة حسنة مميحة

.وكذا قال ابن عبد البر وغيره من الحفاظ لو أربعة عشر روايا ( ( جامعو ) ) وذكر الترمذي في

) .عن النبي الرفع عند الركوع والرفع منو ، ويبطل الصبلة ولم يوجب

.بتركو ، إال شذوذ من الناس من أصحاب داود ونحوىم وسئل حماد بن زيد ، عن معنى رفع اليدين في الصبلة

.ىو من إجبلل اهلل : ؟ فقال .خرجو أبو موسى المديني

فعمتو إعظاما لجبلل اهلل ، واتباعا لسنة : وقال الشافعي .، ورجاء لثواب اهلل ) رسول اهلل

( ( .مناقبو ) ) خرجو البييقي في

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

إلى أين يرفع يديو ؟حذو ) رفع النبي : -في أصحابو -قال أبو حميد

.منكبيو حديث أبي حميد ىذا ، قد خرجو البخاري فيما بعد من

بن عطاء ، أنو كان جالسا في رواية محمد بن عمرو، فقال ) ، فذكرنا صبلة النبي ) نفر من أصحاب النبي

أنا كنت أحفظكم لصبلة رسول اهلل : أبو حميد الساعدي وذكر بقية _ ، رأيتو إذا كبر جعل يديو حذاء منكبيو )

الحديث ، ولم يذكر فيو رفع اليدين في غير ىذا .الموضع

ذي والنسائي وابن ماجو من وجو وخرجو أبو داود والترمآخر ، عن محمد ابن عمرو بن عطاء ، عن أبي حميد

أبو : سمعتو في عشرة من الصحابة ، منيم : ، قال : قالوا ) . أنا أعممكم بصبلة رسول اهلل : قتادة ، ويقول إذا قام إلى الصبلة ) كان رسول اهلل : فاعرض قال

ذي بيما منكبيو ، فإذا اعتدل قائما ، ورفع يديو حتى يحاأراد أن يركع رفع يديو حتى يحاذي بيما منكبيو ، ثم

سمع اهلل : ) ) ، وركع ، ثم قال ( ( اهلل أكبر : ) ) قال .، ورفع يديو ( ( لمن حمده

سمع اهلل : ) ) ثم يرفع رأسو ، فيقول : وعند أبي داود ، ثم يرفع يديو حتى تحاذي منكبيو ( ( لمن حمده

.ال معتدرفع اليدين إذا قام من : -أيضا -وفي حديثو .الركعتين

صدقت ؛ ىكذا كان يصمي : قالوا : وفي رواية لمترمذي ) .النبي : عباس بن سيل بن سعد ، قال : _ أيضا _ ورواه

اجتمع أبو حميد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ذكروا وأبو أسيد وسيل بن سعد ومحمد بن مسممة ، فأنا أعممكم بصبلة : ، فقال أبو حميد ) صبلة النبي .قام فكبر ) أن رسول اهلل ) رسول اهلل

ورفع يديو ، ثم رفع حين كبر لمركوع ، ثم قام فرفع يديو .فاستوى حتى رجع كل عظم إلى موضعو

.خرجو أبن ماجو .وخرجو أبو داود مختصرا

-أيضا -وخرجو من وجو آخر ، عن عباس مختصرا سيل بن سعد وأبو ىريرة : ، وذكر أنو كان في المجمس

.وأبو حميد وأبو أسيد .وقد صحح الترمذي ىذا الحديث

: وذكر الخبلل ، عن إسماعيل بن إسحاق الثقفي ، قال سئل أحمد بن حنبل عن حديث أبي حميد الساعدي ،

.صحيح : في رفع األيدي ؟ فقال ) عن النبي : قال البخاري

: أنا شعيب ، عن الزىري : حدثنا أبو اليمان - : أخبرني سالم بن عبد اهلل ، أن عبد اهلل بن عمر قال

افتتح التكبير في الصبلة ، فرفع يديو ) رأيت رسول اهلل ذا كبر لمركوع حين يكبر حتى يجعميما حذو منكبيو ، وا

ذا قال [ مثل ذلك ] فعل :، وا ربنا : ) ) فعل مثمو ، وقال ( ( حمده سمع اهلل لمن ) )

وال يفعل ذلك ( ( ولك الحمد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.حين يسجد ، وال حين يرفع من السجود أن حديث ابن عمر فيو رفع اليدين إلى : ومراد البخاري

المنكبين ، وكذلك حديث أبي حميد ومن معو من .الصحابة

حديث عمي بن أبي طالب وأبي ىريرة ، وكذلك روي من ) .عن النبي

.خرج حديثيما أبو داود وخرج مسمم من حديث مالك بن الحويرث ، أن النبي

.كان يرفع يديو إلى فروع أذنيو ) ( ( .إلى حذو منكبيو : ) ) -أيضا -وقد روى عنو

.خرجو الدارقطني ، عن واختمفت ألفاظ الروايات في حديث وائل بن حجر

وروي . فروي عنو الرفع إلى حيال أذنيو ) : النبي أنو جاء بعد : وروي عنو . الرفع إلى المنكبين : عنو

ذلك في الشتاء ، فرآىم يرفعون أيدييم في األكسية .والبرانس إلى صدورىم

.وقد خرجو أبو داود وغيره بيذه األلفاظ :وقد اختمف العمماء في الترجيح

الرفع إلى المنكبين ؛ : رجح رواية من روى من : فمنيم لصحة الروايات بذلك ، واختبلف ألفاظ روايات الرفع

.إلى األذنين ظاىر مذىب _ أيضا _ وىذه طريقة البخاري ، وىي

مالك والشافعي وأحمد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سحاق ، عمبل بحديث ابن عمر ، فإنو أصح أحاديث وا :قول _ أيضا _ وىو الباب ،

.أكثر السمف ، وروي عن عمر بن الخطاب عميو جميور التابعين ، وفقياء : قال ابن عبد البر

.األمصار ، وأىل الحديث من أخذ بحديث مالك بن الحويرث في الرفع : ومنيم

: إلى فروع األذنين ، وىو قول أىل الكوفة ، منيم في رواية -أحمد النخعي وأبو حنيفة والثوري ، وقول

.، رجحيا أبو بكر الخبلل -عنو ىما سواء لصحة األحاديث بيما ، : من قال : ومنيم

وىو رواية أخرى عن .أحمد ، اختارىا الخرقي وأبو حفص العكبري وغيرىما

ىو قول بعض أىل الحديث ، وىو : وقال ابن المنذر

.حسن ابن عمر عن نافع ، عن( ( الموطأ ) ) وروى مالك في

ذا ، أنو كان إذا ابتدأ الصبلة يرفع يديو حذو منكبيو ، وا .رفع من الركوع رفعيما دون ذلك

.وخرجو أبوداود ، وذكر أنو انفرد بو مالك أكان : قمت لنافع : قال ابن جريج : وذكر الميث : قال

. ال سواء : ابن عمر يجعل األولى أرفعين ؟ قال .شار إلى الثديين أو أسفل من ذلك فأ. أشر لي : قمت

ربما رأيت أحمد يرفع يديو إلى : وقال حرب الكرماني فروع أذنيو ، وربما رفعيما إلى منكبيو ، وربما رفعيما

.إلى صدره ، ورأيت األمر عنده واسعا جمع الشافعي بين الروايات : وقال طائفة من الشافعية

طراف أصابعو في ىذا ، بأنو يرفعيما حتى تحاذي أبياماه شحمتي أذنيو ، وراحتاه أعمى أذنيو ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .منكبيو ومن حكى لمشافعي ثبلثة أقوال في ذلك فقد : قالوا .وىم

كيف ترفع يدييا في الصبلة ؟: واختمفوا في المرأة .ترفع كما يرفع الرجل إلى المنكبين : فقالت طائفة

وي عن أم الدرداء ، أنيا كانت تفعمو ، وىو قول ر .األوزاعي والشافعي

ترفع إلى ثديييا ، وال تزيد عمى ذلك ، : وقالت طائفة سحاق .وىو قول حماد وا

.وروي نحوه عن حفصة بنت سيرين ، أنيا كانت تفعمو ترفع يدييا في الصبلة ، -في رواية عنو -وقال أحمد

.الرجل ، دون ذلك وال ترفع كما يرفعما سمعنا في المرأة ، فإن : ونقل عنو جماعة ، أنو قال

.فعمت فبل بأس أنو رآه فعبل جائزا : ظاىر ىذا : قال القاضي أبو يعمى

.، ولم يره مسنونا

ن تركتو فبل : وقال عطاء ترفع دون رفع الرجل ، وا .بأس

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

كعتين رفع اليدين إذا قام من الرثنا عبيد : ثنا عبد األعمى ، قال : حدثنا عياش -

اهلل ، عن نافع ، أن ابن عمر كان إذا دخل في الصبلة ذا قال ذا ركع رفع يديو ، وا : كبر ورفع يديو ، وا

ذا قام من ( ( سمع اهلل لمن حمده ) ) رفع يديو ، وا ) .ركعتين رفع يديو ، ورفع ذلك ابن عمر إلى النبي ال

ورواه حماد بن سممة ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن ) .عمر ، عن النبي

ورواه إبراىيم بن طيمان ، عن أيوب وموسى بن عقبة .مختصرا -

.ابن الوليد الرقام البصري : عياش ، ىو .مي البصري ابن عبد األعمى الشا: وعبد األعمى ، ىو

وقد روى ىذا الحديث ، عن عبيد اهلل بن عمر ، عن .مرفوعا -نافع ، عن ابن عمر

عبد : منيم -موقوفا -وأنما رواه الناس عن عبيد اهلل الوىاب الثقفي ومحمد بن بشر ، إال أن محمدا لم يذكر

.الرفع إذا قام من الركعتين : فيو . وكذلك رواه أصحاب نافع عنو موقوفا

فميذا المعنى احتاج البخاري إلى ذكر من تابعو عبد .األعمى عمى رفعو ؛ ليدفع ما قيل من تفرده بو رواه : فقد قال اإلمام أحمد في رواية المروذي وغيره

عبيد اهلل ، عن نافع ، عن ابن عمر ، وبمغني أن عبد .األعمى رفعو

إن _ وقد روي عن أحمد ، أنو صحح رفعو ، وسنذكره .شاء اهلل سبحانو وتعالى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أشبييا بالصواب ( ( : العمل ) ) وقال الدار قطني في : ثم قال . ما قالو عبد األعمى : عن عبيد اهلل

.والموقوف عن نافع أصح ، عن نصر بن عمي ( ( السنن ) ) وخرجو أبو داود في

.البخاري مرفوعا ، عن عبد األعمى ، كما خرجو . قول ابن عمر ، وليس بمرفوع : الصحيح : ثم قال

ورواه : قال . روى بقية أولو عن عبيد اهلل وأسنده : قال الثقفي ، عن عبيد اهلل ، أوقفو عمى ابن عمر ، وقال

إذا قام من الركعتين يرفعيما إلى ثدييو وىذا ىو : فيو .الصحيح

_ وأيوب وابن جريج ورواه الميث بن سعد ومالكوأسنده حماد بن سممة وحده ، عن أيوب ، ولم . موقوفا

الرفع إذا قام من السجدتين ، وذكره : يذكر أيوب ومالك .انتيى -الميث في حديثو

وقد رفعو بعضيم عن مالك ، وال يصح ، قد رواه رزق

اهلل بن موسى ، عن يحيى القطان ، عن مالك ، عن ، أنو كان إذا دخل ) ، عن النبي نافع ، عن ابن عمر

ذا رفع ذا ركع ، وا في الصبلة رفع يديو نحو صدره ، وا .رأسو من الركوع ، وال يرفع بعد ذلك

.ال يتابع رزق اهلل عمى رفعو : قال العقيمي والدارقطني أن عبد اهلل بن نافع الصائغ وخالد بن : وذكر الدارقطني

سحاق الجندي رووه ، ع .مرفوعا -ن مالك مخمد وا وال يصح ذلك في حديث مالك ، عن ابن عمر ، : قال

وىذا : وقال . كان يرفع في كل رفع ووضع ) أن النبي .وىم عمى مالك في رفعو ولفظو

ورواه إسماعيل بن عياش ، عن صالح بن كيسان : قال ، عن نافع ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أيضا -مرفوعا -ابن عمر

سماعيل ، سيء الحفظ لحديث الحجازيين .وا عن موسى بن عقبة وعبيد اهلل -أيضا -ورواه إساعيل

في -مرفوعا -كبلىما ، عن نافع ، عن ابن عمر .التكبير في ىذه المواضع األربعة ، دون الرفع

وأما رواية إبراىيم بن طيمان التي استشيد بيا البخاري لبييقي من رواية إبراىيم بن طيمان ، عن ، فخرجيا ا

أيوب بن أبي تميمة وموسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ذا ابن عمر ، أنو كان يرفع يديو حين يفتتح الصبلة ، وا

ذا استوى قائما من ركوعو حذو منكبيو ، ركع ، وا .يفعل ذلك ) كان رسول اهلل : ويقول

.من الركعتين الرفع إذا قام : ولم يذكر في حديثو .وىذا ىو الرفع الذي أشار إليو البخاري

حماد بن : وتابع إبراىيم بن طيمان : قال الدارقطني عن ىدبة ، عن حماد بن : وقيل _ سممة ، عن أيوب

نما أراد واهلل : حماد بن سممة : زيد ، عن أيوب ، وا .أعمم

.موقوفا _ عن حماد بن زيد ، عن أيوب : والصحيح

.قال أبو ضمرة ، عن موسى بن عقبة وكذاوروي عن عمر بن محمد بن زيد بن عبد اهلل بن : قال

قالو : -مرفوعا -عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر .محمد بن شعيب بن شابور

.وروي عن العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعا ورواه إسماعيل بن أمية والميث ، عن نافع ، عن ابن

.فا عمر موقو .انتيى . والموقوف عن نافع أصح : قال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وروي عن يحيى بن أبي كثير ، عن نافع وسالم ، : قال

.مرفوعا _ عن ابن عمر وىذا ىو المعروف . ىو غير محفوظ عن يحيى : قمت

.عن اإلمام أحمد وقول أبي داود والدارقطني ن ابن عمر ، األكثرون عمى أن وقفيا فرواية نافع ، ع

أصح من رفعيا ، وكل ىؤالء لم يذكروا في رواياتيم .القيام من الثنتين ، وصحح رفعيا البخاري والبييقي

ىذا أحد األحاديث األربعة التي : قال ابن عبد البر اختمف فييا سالم ونافع ، فرفعيا سالم ووقفيا نافع ،

م يمتفت الناس إلى نافع ، ىذا والقول فييا قول سالم ، ولفيما سقت السماء : ) ) حديث : والثاني . أحدىما ( ( .العشر ( ( . من باع عبدا ولو مال ) ) حديث : والثالث ( ( . تخرج نار من قبل اليمن : ) ) حديث : والرابع .انتيى

أحاديث نافع الثبلثة الموقوفة : وقال النسائي والدارقطني . أولى بالصواب

وتوقف ( ( فيما سقت السماء : ) ) ورجح أحمد وقف وقال إذا ( ( . من باع عبدا لو مال : ) ) في حديث

.اختمف سالم ونافع فبل يقضى ألحدىما .يشير إلى أنو ال بد من الترجيح بدليل

وقد روي الرفع إذا قام من الركعتين من رواية سالم ،

.عن ابن عمر معتمر ، عن عبيد اهلل بن خرجو النسائي من طريق

عمر ، عن ابن شياب ، عن سالم ، عن أبيو ، أن ذا أراد ، كان يرفع يديو إذا دخل في الصبلة ) النبي وا

ذا قام من ذا رفع رأسو من الركوع ، وا أن يركع ، وا .الركعتين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.يرفع يديو كذلك حذاء المنكبين عن الثقفي ، عن عبيد اهلل ، عن -ضا أي -وروي

الزىري ، عن سالم ، عن أبيو ، أنو كان إذا نيض رفع .يديو

كم روي ىذا عن الزىري ، ليس فيو ىذا : فتبسم ، وقال .، وضعفو

أبو سعيد ابن األعربي ، عن الدبري ، -أيضا -ورواه

عن عبد الرزاق ، عن عاصم ، عن عبيد اهلل بن عمر .كذلك

أن معتمر بن ( ( : العمل ) ) وذكر الدارقطني في سميمان والثقفي روياه عن

الرفع إذا قام : مرفوعا ، وذكرا فيو -عبيد اهلل بن عمر .من الثنتين

الرفع إذا : ورواه ابن المبارك ، عن عبيد اهلل ، فمم يذكر قام من الثنتين من

.الثنتين يد بن ذي حماية ، إبراىيم بن عبد الحم -أيضا -ورواه

.عن أيوب ، عن سالم ، عن ابن عمر .خرجو الطبراني

.وىذا غير محفوظ عن أيوب .من وجو آخر _ مرفوعا _ وقد روي عن ابن عمر

خرجو اإلمام أحمد وأبو داود من طريق محمد بن فضيل ، عن عاصم بن كميب ، عن محارب بن دثار ، عن

إذا قام في الركعتين ) كان رسول اهلل : ابن عمر ، قال .كبر ورفع يديو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخالفو عبد الواحد بن زياد ، فرواه عن محارب بن دثار ، عن ابن عمر

في الرفع عند اإلحرام والركوع والرفع منو -موقوفا - .خاصة

وكذلك رواه أبو إسحاق الشيباني : قال الدارقطني حارب بن دثار ، عن محارب ، عن ابن والنضر بن م

.موقوفا -عمر وقد روي الرفع إذا قام من الركعتين في حديث أبي حميد

.، وقد سبق ذكره ) وأصحابو ، عن النبي وفي حديث عمي بن أبي طالب وأبي ىريرة ، عن النبي

.؟ )

.خرجيما أبو داود وغيره وقد تكمم في حديث أبي ىريرة أبو حاتم الرازي

.والدارقطني .وأما حديث عمي ، فصححو اإلمام أحمد والترمذي

:وقد اختمف العمماء في الرفع إذا قام من التشيد األول فأكثرىم عمى أنو غير مستحب ، حتى ادعى أبو حامد اإلسفراييني من أعبان الشافعية اإلجماع عمى ذلك ،

.وجعمو دليبل عمى نسخ األحاديث الواردة فيو .س األمر كما قال ولي

واستحبو طائفة من العمماء ، كما ذكره البخاري والنسائي ( ( .كتابييما ) ) في

ثنا ىاشم : حدثنا أحمد بن حنبل : وقال حرب الكرماني :بن القاسم

رأيت الحسن وابن سيرين : حدثنا الربيع بن صبيح ، قال وعطاء وطاوسا ومجاىدا ونافعا وقتادة وابن أبي نجيحوالحسن بن مسمم إذا دخموا في الصبلة كبروا ورفعوا

ذا كبروا لمركوع رفعوا أيدييم .أيدييم وا

غير أن أىل الحجاز كانوا يرفعون أيدييم إذا قاموا من الركعتين من الفريضة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وكانوا يقعون عمى أعقابيم ال يرفع إذا قام من والمشيور عن الشافعي وأحمد ، أنو

.الركعتين أنا ال أستعممو وال أذىب إليو ، واستدل : قال أحمد

-وكان ال يرفع بعد ذلك : بحديث ابن عمر ، وقال فيو .بعد المواضع الثبلثة : أي

وىذا الحديث بيذا المفظ قد سبق من رواية رزق اهلل بن موسى ، عن يحيى القطان ، عن مالك ، عن نافع ،

.، وأنو ال يصح رفعو -مرفوعا - -عن ابن عمر بشير الكوسج ، عن نافع ، عن ابن -أيضا -ورواه

يرفع يديو في أول التكبير ، ) رأيت النبي : عمر ، قال

ذا رفع رأسو من الركوع ، ثم يكبر بعد ذلك ذا ركع ، وا وا .وال يرفع يديو

ي ، عن وحدثني الحسن بن عثمان المدين: قال بشير .بمثل ذلك -) سالم ، عن أبيو ، عن النبي

وبشير ىذا ، غير مشيور ، وقد ذكره الحاكم في .، وذكر أنو روى عنو جماعة ( ( تاريخ نيسابور ) )

إذا نيض الرجل : سئل أحمد : وقال إسحاق بن إبراىيم من الركعتين يرفع

مر ، إن فعمو فما أقربو ؛ فيو عن ابن ع: يديو ؟ قال ، وأبي حميد أحاديث صحاح ، ولكن قال ) عن النبي

ولم يفعل في شيء من صبلتو ، : الزىري في حديثو .وأنا ال أفعمو

.وىذا المفظ ال يعرف في حديث الزىري أن ىذه الرواية عن أحمد تدل : وذكر القاضي أبو يعمى

.عمى جوازه ، من غير استحباب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وحكي عن أحمد رواية باستحبابو ( ( : مناقب اإلمام أحمد ) ) قال البييقي في كتاب

ثنا أبو : -الحاكم : يعني -أنبأني أبو عبد اهلل الحافظ أنا عبد اهلل بن أحمد بن حنبل : بكر ابن إسحاق الفقيو

سألت أبي عن حديث عبد األعمى ، عن عبيد : ، قال في رفع -عن نافع ، عن ابن عمر اهلل بن عمر ،

: ؟ فقال -اليدين ، وكان إذا قام من الثنتين رفع يديو سنة صحيحة مستعممة ، وقد روى مثميا عمي بن أبي

طالب وأبو حميد في عشرة من الصحابة ، وأنا .أستعمميا

: يعني -سئل الشيخ أبو بكر : قال الحاكم أبو عبد اهلل أنا أستعمميا ، ولم أر : ؟ فقال عن ذلك -ابن إسحاق

من أئمة الحديث أحدا يرجع إلى معرفة الحديث إال وىو .يستعمميا

وىذه الرواية غريبة عن أحمد جدا ، ال يعرفيا أصحابنا

، ورجال إسنادىا كميم حفاظ مشيورون ، إال أن البييقي وفي ( ( رفع اليدين ) ) ذكر أن الحاكم ذكرىا في كتاب

كتاب ) ) ، وأنو ذكرىا في ( ( مزكي األخبار ) )كتاب بخبلف ذلك ، عند القيام من الركعتين ، ( ( التاريخ

.واهلل أعمم . فوجب التوقف قوال لمشافعي ؛ ألنو ذكر - -أيضا -وحكي ذلك

.وبيذا نقول : حديث أبي حميد الساعدي بطولو ، قال ومذىب : ( (كتاب المعرفة ) ) قال البييقي في

الشافعي متابعة السنة إذا ثبتت ، وقد قال في حديث أبي .وبيذا أقول : حميد

لم يذكر الشافعي رفع اليدين إذا قام من : وقال البغوي .الثنتين ، ومذىبو اتباع السنة ، وقد ثبت ذلك

ابن : وذىب إلى ىذا طائفة من أىل الحديث ، منيم لمنذر ، ومن أصحاب

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أبو عمي الطبري والبييقي والبغوي : الشافعي ، منيم

طائفة من -أيضا - -وغيرىم من المتأخرين ، ورجحو وىو دون الرفع في : المتأخرين من أصحابنا ، قالوا

.اإلحرام والركوع والرفع منو في االستحباب فأما الرفع لمسجود ولمرفع منو ، فمم يخرج في

منو شيء ، وقد خرج البخاري في ( ( الصحيحين ) ) .وكان ال يفعل ذلك في السجود : حديث ابن عمر

وكان ال يفعل ذلك حين : -أيضا -وفي رواية لو وقد سبقت . يسجد ، وال حين يرفع من السجود

.الروايتان وىذا قول جميور العمماء ، وقد نص عميو الشافعي

.وأحمد ، أنو فعمو ؟ ) أليس يروى عن النبي : حمد وسئل أ .ىذه األحاديث أقوى وأكثر : فقال

-وروى ىذا الحديث بقية ، عن الزبيدي ، عن الزىري ، وزاد في روايتو بعد -وابن أخي الزىري ، عن عمو

ويرفعيما في كل تكبيره : وال يرفعيما في السجود : قولو . يكبرىا قبل الركوع حتى تنقضي صبلتو

.خرجو أبو داود من طريق بقية في كل : ) ) واإلمام أحمد من الطريق األخرى ، وعنده

.إلى آخره ( ( ركعة وتكبيرة وذىب طائفة إلى استحباب رفع اليدين إذا قام من

ابن المنذر وأبو عمي الطبري من : السجود ، منيم .الشافعية

(/)

"""""" صفحة رقم """""" بما روى محمد بن جحادة ، عن عبد الجبار : ا واستدلو

بن وائل ، عن عمقمة بن وائل ، عن أبيو ، أنو صمى .، فكان إذا كبر رفع يديو ) مع النبي

ثم التحف ، ثم أخذ شمالو بيمينو ، فأدخل يديو : قال ذا في ثوبو ، فإذا أراد أن يركع أخرج يديو ثم رفعيما ، وا

كوع رفع يديو ثم سجد ووضع أراد أن يرفع رأسو من الر من السجود -أيضا -وجيو بين كفيو ، فإذا رفع رأسو .رفع يديو حتى فرغ من صبلتو

.خرجو أبو داود فمما سجد سجد بين : ) ) وخرجو مسمم إلى قولو

.، ولم يذكر ما بعده ( ( كفيو يرفع يديو مع كل تكبيرة ، وكمما خفض : وقالت طائفة

.عض أىل الظاىر ورفع ، وىو قول برأيت أحمد يرفع يديو في : وقال أحمد بن أصرم المزني

كل خفض ورفع ، وسئل عن رفع اليدين إذا قام من .قد فعل : الركعتين ؟ فقال

وحمل القاضي أبو يعمى ىذه الرواية عمى الجواز دون .االستحباب

ال يرفع يديو بين : ونقل المروذي ، عن أحمد ، قال ونقل جعفر بن محمد . ، فإن فعل فيو جائز السجدتين

يرفع يديو في كل موضع ، إال بين : ، عن أحمد ، قال .السجدتين

وروى محارب بن دثار ، أنو رأى ابن عمر يرفع يديو إذا .ركع وسجد

وروى أبو أسامة ، عن عبيد اهلل بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.كان يرفع يديو إذا رفع رأسو من السجدة األولى وروى حماد بن سممة ، عن يحيى بن أبي إسحاق ، عن

.أنس ، أنو كان يرفع يديو من السجدتين عن الحسن وابن سيرين وطاوس -أيضا -وروي ذلك

.ونافع وأيوب ( ( .كتابو ) ) ذكره ابن أبي شيبة في

تادة ، عن نصر بن عاصم ، عن وروى شعبة ، عن قيرفع يديو في ) مالك بن الحويرث ، أنو رأى نبي اهلل

ذا ذا رفع رأسو من ركوعو ، وا الصبلة إذا ركع ، وا

ذا رفع رأسو من سجوده حتى يحاذي بيما فروع سجد ، وا .أذنيو

.خرجو النسائي بنحوه -من طريق ىشام ، عن قتادة -أيضا -وخرجو

.الرفع إذا سجد : يذكر فيو [ م ل] ، إال أنو وخرجو مسمم من رواية سعيد بن أبي عروبة وأبي عوانة

.، عن قتادة ولم يذكر فيو سوى الرفع في المواضع الثبلثة األول

.خاصة وروى شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ،

عن عبد الرحمناليحصبي ، عن وائل بن حجر ، أنو صمى مع النبي

ذا رفع ، ويرفع يديو عند ) ، فكان يكبر إذا خفض وا .التكبير ، ويسمم عن يمينو وعن يساره

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أنا ال أذىب إلى حديث وائل بن : قال اإلمام أحمد

.حجر ، وىو مختمف في ألفاظو ويجاب عن ىذه الرويات كميا عمى تقدير أن يكون ذكر

التكبير [ بذكر ] محفوظا ، ولم يكن قد اشتبو الرفع فييا بأن مالك بن الحويرث ووائل بن حجر لم يكونا -بالرفع

نما كانا قد قدما إلييا مرة أو مرتين من أىل المدينة ، وا فعل ذلك مرة ، وقد عارض ذلك ) ، فمعميما رأيا النبي

وشدة حرصو ) نفي ابن عمر ، مع شدة ومبلزمتو لمنبي حفظ أفعالو واقتدائو بو فييا ، فيذا يدل عمى أن عمى

كان ترك الرفع فيما عدا المواضع ) أكثر أمر النبي .الثبلثة والقيام من الركعتين

:وقد روي في الرفع عند السجود وغيره أحاديث معمولة كان ) حدثنا حميد ، عن أنس ، أن النبي : فروى الثقفي

ذا رفع يرفع يديو إذا دخل في الصبلة ذا ركع ، وا ، وا ذا سجد .رأسو من الركوع ، وا

.خرجو الدارقطني

ذا ركع : ) ) وخرجو ابن ماجو إلى قولو ( ( .وا : إلى قولو ( ( صحيحو ) ) وخرجو ابن خزيمة في

ذا رفع رأسو ) ) ( ( .وا وقد أعل ىذا بأنو قد رواه غير واحد من أصحاب حميد

.و غير مرفوع من فعم -، عن حميد ، عن أنس نقمو عنو الترمذي في : -كذا قالو البخاري

( ( .عممو ) ) .الصواب من فعل أنس : وقال الدارقطني

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وروى إسماعيل بن عياش ، عن صالح بن كيسان ، عن رأيت : عبد الرحمن األعرج ، عن أبي ىريرة ، قال

الصبلة حذو منكبيو ، حين يفتتح يرفع يديو في) النبي .الصبلة ، وحين يركع ، وحين يسجد

.خرجو اإلمام أحمد وابن ماجو

عن نافع ، عن ابن : وعن صالح : زاد اإلمام أحمد .مثل ذلك -) عمر ، عن النبي

سماعيل بن عياش ، سيء الحفظ لحديث الحجازيين .وا حمن األعرج ، وقد خالفو ابن إسحاق ، فرواه عن عبد الر

.قالو اإلمام أحمد وغيره : -موقوفا -عن أبي ىريرة اختمف عمى ( ( : عممو ) ) وقال الدارقطني في

إسماعيل بن عياش في لفظو ، فذكرت عنو طائفة الرفع وذكرت طائفة عنو الرفع . عند االفتتاح والركوع والسجود

.عند االفتتاح والركوع والرفع منو .شبو بالصواب وىو أ: قال

وروى عمرو بن عمي ، عن ابن أبي عدي ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي

سممة ، عن أبي ىريرة ، أنو كان يرفع يديو في كل ) .أنا أشبيكم صبلة برسول اهلل : خفض ورفع ، ويقول

ال : ، وقال ( ( العمل ) ) خرجو الدارقطني في كتاب أن النبي : يتابع عميو عمرو بن عمي وغيره يرويو

.كان يكبر في كل خفض ورفع ، وىو الصحيح )

وروى الوليد بن مسمم ، عن األوزاعي ، عن إسحاق بن كان يرفع يديو في ) عبد اهلل ، عن أنس ، أن النبي

.الصبلة في كل خفض ورفع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.كان يرفع يديو حين ييوي لمسجود : وفي رواية .وبيذا كان يأخذ األوزاعي : قال الوليد

( ( .مسند األوزاعي ) ) خرجو ابن جوصا في وقد اختمف عمى الوليد في إرسالو ووصمو ، ولم يسمعو

[ غيره ] من األوزاعي ، بل دليو عنو ، وىو يدلس عن .الثقات

ثنا نصر بن باب ، عن حجاج ، : وروى اإلمام أحمد كان رسول : عن جابر ، قال عن الذيال بن حرممة ،

.يرفع يديو في كل تكبيرة في الصبلة ) اهلل .نصر بن باب ، وحجاج بن أرطأة ، ال يحتج بيما

وروى رفدة بن قضاعة ، عن األوزاعي ، عن عبد اهلل بن عبيد بن عمير ، عن أبيو ، عن جده عمير بن

رة يرفع يديو مع كل تكبي) كان رسول اهلل : حبيب ، قال .في الصبلة المكتوبة

.خرجو ابن ماجو سألت أحمد ويحيى عن ىذا الحديث ، فقاال : وقال منيا

ال يعرف رفدة بن : قال أحمد : ليس بصحيح : جميعا .ىو شيخ ضعيف : قضاعة ، وقال يحيى

من رواية عمر بن رياح ، -أيضا -وخرج ابن ماجو ن عباس ، عن عبد اهلل بن طاوس ، عن أبيو ، عن اب

.كان يرفع يديو عند كل تكبيرة ) أن رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وعمر بن رياح ، ساقط الرواية : لكن ؛ تابعو النضر بن كثير أبو سيل األزدي ، قال

صمى جنبي عبد اهلل بن طاوس بمنى في مسجد الخيف نيا رفع يديو ، فكان إذا سجد سجدة األولى فرفع رأسو م

تمقاء وجيو ، فأنكرت أنا ذلك ، فقال عبد اهلل بن :طاوس

رأيت ابن عباس يصنعو : رأيت أبي يصنعو ، وقال أبي )رأيت النبي : ، وقال .يصنعو

.خرجو النسائي كان : وال أعمم إال أنو قال : وخرجو أبو داود ، وعنده

.يصنعو ) رسول اهلل -وقال . فيو نظر : ال البخاري والنضر بن كثير ، ق

.عنده مناكير : -مرة ىذا حديث منكر من حديث : قال أبو أحمد الحاكم

.طاوس .ال يتابع النضر عميو : وقال العقيمي

.ىو ممن يكتب حديثو : وقال ابن عدي أنو كان يرفع يديو كمما : وخرج لو ىذا الحديث ، وعنده

.السجدتين بين[ ويرفع ] ركع وسجد .وضعف اإلمام أحمد النضر ىذا

.فيو نظر : وقال أبو حاتم والدارقطني .صالح : وقال النسائي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرج أبو داود من حديث ابن لييعة ، عن ابن ىبيرة ، عن ميمون المكي ، أنو رأى عبد اهلل بن الزبير يصمي

قوم ، وحين يركع ، وحين يسجد ، بيم يشير بكفيو حين ي :قال . وحين ينيض لمقيام ، فيقوم فيشير بيديو

إني رأيت ابن الزبير : فانطمقت إلى ابن عباس ، فقمت صمى صبلة لم أر أحدا صبلىا ، ووصفت لو ىذه

إن أحببت أن تنظر إلى صبلة رسول : اإلشارة ، فقال .إسناده ضعيف .فاقتد بصبلة عبد اهلل بن الزبير ) اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

بلة وضع اليمنى عمى اليسرى في الصحدثنا عبد اهلل بن مسممة ، عن مالك ، عن -

كان الناس : أبي حازم ، عن سيل بن سعد ، قال يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى عمى ذراعو اليسرى

.ة في الصبل ) .ال أعممو إال ينمي ذلك إلى النبي : قال أبو حازم

.ينمي : ينمي ذلك ، ولم يقل : إسماعيل : قال ، ) ليس فيو ذكر النبي ( ( الموطأ ) ) ىذا الحديث في

نما فيو ال أعممو إال ينمي ذلك ، ولم : قال أبو حازم : وا ) .يذكر النبي

، وىو الذي خرج ( ( طإ القعنبي مو ) ) وكذا رأيناه في أن : عنو البخاري ىذا الحديث ، ومراد البخاري

رواه بالبناء -ابن أبي أويس : وىو -إسماعيل .ينمى : لممفعول

إلى النبي : يرفع ويسند ، والمراد ( ( ينمى ) ) ومعنى . (

أمرنا أن : ورواه عمار بن مطر ، عن مالك ، فقال فيو .نضع

.ليس بحجة وعمار ،في ىذا الباب غير ( ( صحيح البخاري ) ) وليس في

ىذا الحديث ، وال فيفيو غير حديث محمد بن ( ( صحيح مسمم ) )

حدثني عبد الجبار بن وائل ، عن عمقمة بن : جحادة وائل ومولى ليم ، حدثاه عن أبيو وائل بن حجر ، أنو

)رأى النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

رفع يديو حين داخل في الصبلة ، كبر ثم التحف بثوبو ، ثم وضع يده اليمنى عمى اليسرى ، فمما أراد أن يركع

: أخرج يديو من ثوبو ، ثم رفعيما وكبر فركع ، فمما قال رفع يديو ، فمما سجد سجد ( ( سمع اهلل لمن حمده ) )

.بين كفيو .ولو طرق أخرى عن وائل

وضع يده اليمنى عمى ظير : مام أحمد وفي رواية لؤل .كفو اليسرى والرسغ والساعد

دليل عمى أن المصمي إذا التحف في : وفي الحديث صبلتو بثوبو ، ثم أخرج يديو منو لمصمحة الصبلة لم

.يضره ذلك .وفي الباب أحاديث كثيرة ، ال تخمو أسانيدىا من مقال

من طريق ( ( صحيحو ) ) وقد خرج ابن حبان في أخبرني عمرو بن : حرممة بن يحيى ، عن أبن وىب

الحارث ، أنو سمع عطاء بن رباح يحدث ، عن ابن عباس ، أنإنا معاشر األنبياء أمرنا أن نؤخر : ) ) قال ) رسول اهلل

سحورنا ، ونعجل إفطارنا ، وأن نمسك بأيماننا عمى ( ( .شمائمنا في الصبلة

ى شرط مسمم ، وزعم ابن وىذا إسناد في الظاىر عمحبان أن ابن وىب سمع ىذا الحديث من عمرو بن

الحارث وطمحة بن عمرو ، كبلىما عن عطاء ، وفي ىذا إشارة إلى أن غير حرممة رواه عن ابن وىب ، عن طمحة بن عمرو ، عن عطاء ، وىذا ىو األشبو ، وال

.يعرف ىذا الحديث من رواية عمرو بن الحارث إنما يعرف ىذا بطمحة بن عمرو ، عن : ي قال البييق

عطاء ، عن ابن عباس .وطمحة ليس بالقوي -عن أبي ىريرة : ومرة -

.مرسبل -وقد روي ، عن طمحة ، عن عطاء : قمت

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو وكيع عنو كذلك العمل عند أىل العمم ( ( : جامعو ) ) قال الترمذي في

والتابعين ومن بعدىم عمى ىذا ، ) أصحاب النبي من

. يرون أن يضع الرجل يمينو عمى شمالو في الصبلة .انتيى

وقد روي ذلك عن أبي بكر الصديق وعمي بن أبي .طالب

.ىو من السنة : وروي عن ابن الزبير ، أنو قال .خرجو أبو داود

.ىو من النبوة : وعن عائشة ، قالت .دارقطني خرجو ال

ىو من أخبلق : وروي عن أبي الدرداء ، أنو قال .النبيين

( ( النحر ) ) وروي عن عمي وابن عباس ، أنيما فسرا :المذكور في قولو تعالى

.بيذا [ : الكوثر ) ] فصل لربك وانحر ) الثوري وأبو : وىو قول عامة فقياء األمصار ، منيم

سحاق وأبو حنيفة والحسن بن صالح والشافعي وأحمد وا .عبيد وأبو ثور وغيرىم

وحكى ابن المنذر إرسال اليدين في الصبلة عن ابن

الزبير والحسن والنخعي ، وحكى عن مالك كقول .األولين

ال : أنو روي عن مالك ، أنو قال : وذكر ابن عبد البر وىو قول : قال . بأس بذلك في الفريضة والنافمة

.نيين من أصحابو المد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إنما يفعل في النوافل من : ونقل ابن القاسم ، عنو ، قال .طول القيام وتركو أحب إلي

سدل اليدين في الصبلة أحب إلي ، : وقال الميث : قال .أن يطول القيام فبل بأس أن يضع اليمنى عمى اليسرى

.شاء فعل ، ومن شاء ترك من : وقال األوزاعي .وىو قول عطاء

أنو يرسل : وحكي رواية عن أحمد ، وحكي عنو : قمت .يديو في النوافل خاصة

.وىذا عكس ما نقمو ابن القاسم عن مالك عن صفوان ( ( كتاب الزىد ) ) وروى ابن المبارك في

بن عمرو ، عن مياجر النبال ، أنو ذكر عنده قبض ما أحسنو ، ذل بين : شمالو ، فقال الرجل يمينو عمى

يدي عز .وحكي مثل ذلك عن اإلمام أحمد

.ما سمعت في العمم أحسن من ىذا : قال بعضيم منذ اربعين سنة : وروينا عن بشر بن الحارث ، أنو قال

أشتيى أن أضع يدا عمى يد في الصبلة ، مايمنعني من ما ليس في ذلك إال أن أكون قد أظيرت من الخشوع

.قمبي مثمو كتاب ) ) وروى محمد بن نصر المروزي في

يحشر : بإسناده ، عن أبي ىريرة ، قال ( ( الصبلة - -الناس يوم القيامة عمى قدر صنيعيم في الصبلة

وقبض بعض رواة الحديث شمالو بيمينو ، وانحنى .ىكذا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يبعث : عمش ، عن أبي صالح ، قال وبإسناده عن األووضع إحدى يديو عمى -الناس يوم القيامة ىكذا

.األخرى ىل يضعيما عمى صدره ، : واختمف القائمون بالوضع

أو تحت سرتو ، أو يخير بين األمرين ؟ عمى ثبلثة .أقوال ، ىي ثبلث روايات عن أحمد

عمي وأبو : وممن روي عنو ، أنو يضعيما تحت سرتو ىريرة والنخعي وأبو مجمز ، وىو قول الثوري وأبي حنيفة

سحاق .ومالك وا وعن سعيد بن جبير ، أنو -أيضا -وروي عن عمي

.يضعيما عمى صدره ، وىو قول الشافعي يضعيما تحت : وقال أبو إسحاق المروزي من أصحابو

.سرتو .وحكى ابن المنذر التخيير بينيما

رأى بعضيم أن ( ( : عو جام) ) قال الترمذي في

يضعيما فوق سرتو ، ورأى بعضيم أن يضعيما تحت .سرتو ، كل ذلك واسع عندىم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

بلة الخشوع في الصحدثني مالك ، عن أبي : حدثنا إسماعيل ، قال -

سول اهلل الزناد ، عن األعرج ، عن أبي ىريرة ، أن ر ىل ترون قبمتي ىاىنا ، واهلل ما يخفى عمي : ) ) قال )

ني ألراكم من وراء ركوعكم وال خشوعكم ، وا ( ( .ظيري ثنا : حدثنا غندر : حدثنا محمد بن بشار - سمعت قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن النبي : شعبة

اكم أقيموا الركوع والسجود ، فواهلل إني ألر : ) ) ، قال ) إذا -من بعد ظيري : ) ) وربما قال -( ( من بعدي

ذا سجدتم ( ( .ركعتم وا قد خرج البخاري حديث أبي ىريرة وحديث أنس في

عظة اإلمام الناس في إتمام الصبلة وذكر : باب ) ) ، وقد سبق الكبلم عمييما ىناك بما فيو ( ( القبمة .كفاية

نما خرجيما ىاىنا ؛ لدالتيما عم ى الخشوع في وا .الصبلة

عن عثمان بن عفان ، عن ( ( صحيح مسمم ) ) وفي ما من امريء مسمم تحضره صبلة : ) ) ، قال ) النبي

مكتوبة ، فيحسن وضوءىا وخشوعيا وركوعيا ، إال كانت كفارة لما قبميا من الذنوب ، مالم تؤت كبيرة ،

( ( .وذلك الدىر كمو قد أفمح : ) تيم ، فقال وقد مدح اهلل الخاشعين في صبل

: المؤمنون ) ] المؤمنون الذين ىم في صبلتيم خاشعون نيا لكبيرة إال عمى الخاشعين : ) وقال [ و وا

[ . من اآلية : البقرة ) ]

ىو الخشوع في : روي عن عمي بن أبي طالب ، قال تمينالقمب ، وأن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.كنفك لممسمم ، وأن ال تمتفت في صبلتك خشوع القمب ، وأن ال تمتفت : الخشوع : وعنو ، قال

.يمينا وال شماال .خائفون ساكنون : خاشعون : وعن ابن عباس ، قال

كان الخشوع في قموبيم ، فغضوا : وعن الحسن ، قال .خفضوا لو الجناح لو البصر ، و

ىو الخشوع في القمب ، والسكون : وعن مجاىد ، قال .في الصبلة ىو خفض الجناح وغض البصر ، وكان : وعنو ، قال

المسممون إذا قام أحدىم في الصبلة خاف ربو أن يمتفت .عن يمينو وشمالو

العمماء إذا قام أحدىم في الصبلة ىاب : وعنو ، قال يشذأن ) الرحمن

نظره ، أو يمتفت ، أو يقمب الحصى ، أو يبعث بشيء ، أو يحدث نفسو بشيء من

.الدنيا ، إال ناسيا ، مادم في صبلتو .ىو سكون العبد في صبلتو : وعن الزىري ، قال

متواضعين ، ال : يعني : وعن سعيد بن جبير ، قال يعرف من عن يمينو ، وال من عن شمالو ، وال يمتفت

) .خشوع هلل من الوروي عن حذيفة ، أنو رأى رجبل يعبث في صبلتو ،

.لو خشع قمب ىذا لخشعت جوارحو : فقال .وروي عن ابن المسيب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وروي مرسبل

ىو خشوع القمب ، وىو انكساره هلل ، : فأصل الخشوع بين يديو وخضوعو وسكونو عن التفاتو إلى غير من ىو

، فإذا خشع القمب خشعت الجوارح كميا تبعا لخشوعو ؛ خشع لك : ) ) يقول في ركوعو ) وليذا كان النبي

سمعي ، وبصري ، ومخي ، وعظامي ، وما استقل بو ( ( .قدمي

ومن جممة خشوع الجوارح خشوع البصر أن يمتفت عن يمينو أو يساره ، وسيأتي حديث اإللتفات في الصبلة ،

نو اختبلس يختمسو الشيطان من صبلة العبد ، فيما وأ .إن شاء اهلل تعالى -بعد

يمتفت في الصبلة عن ) كان رسول : وقال ابن سيرين الذين ىم في : ) يمينو وعن يساره ، فأنزل اهلل تعالى

[ . : المؤمنون ) ] صبلتيم خاشعون .نة وال يسرة ، ولم يكن يمتفت يم) فخشع رسول اهلل

.وخرجو الطبراني من رواية ابن سيرين ، عن أبي ىريرة .والمرسل أصح

أن البخاري إنما ذكر الخشوع في ىذا : والظاىر

الموضع ؛ ألن كثيرا من الفقياء والعمماء يذكرون في أن المصمي ال يجاوز بصره موضع : أوائل الصبلة

.سجوده ، وذلك من جممة الخشوع في الصبلة وخرج ابن ماجو من حديث أم سممة أم المؤمنين ،

كان الناس في: قالت

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إذا قام أحدىم يصمي لم يعد بصره موضع ) عيد النبي ، فكان الناس إذا قام أحدىم ) قدمو ، فتوفي رسول اهلل

يصمي لم يعد بصره موضع جبينو ، فتوفي أبو بكر كان الناس إذا قام أحدىم يصمي لم يعد فكان عمر ف

بصر أحدىم موضع القبمة ، وكان عثمان بن عفان .فكانت الفتنة ، فالتفت الناس يمينا وشماال

كانوا يستحبون لمرجل أن ال يجاوز : وقال ابن سيرين .بصره مصبله

.خرجو سعيد بن منصور كان يستحب أن يقع الرجل بصره في : وقال النخعي

.سجوده موضع وقال مسمم بن . وفسر قتادة الخشوع في الصبلة بذلك

.ىو حسن : يسار وفيو حديثان مرفوعان ، من حديث أنس وابن عباس ،

.وال يصح إسنادىما وأكثر العمماء عمى أنو يستحب لممصمي أن ينظر إلى

:موضع سجوده ، منيم سميمان بن يسار وأبو حنيفة والثوري والحسن بن حي

سحاق وأبو ثور والش .افعي وأحمد وا : قال . يستحب أن يكون بصره أمام قبمتو : وقال مالك

واكره ما يصنع الناس من النظر إلى موضع سجودىم .وىم قيام

ينظر في قيامو : وحكي عن شريك بن عبد اهلل ، قال ذا سجد إلى ذا ركع إلى قدميو ، وا إلى موضع قيامو ، وا

ذا قعد إلى ح .جره أنفو ، وا

.واستحب ذلك بعض أصحابنا وأصحاب الشافعي ويستحب إذا جمس لمتشيد أن ال يجاوز : قال أصحابنا

كان ) بصره أصبعو ؛ لما روى ابن الزبير ، أن النبي إذا جمس في التشيد أشار بالسبابة ، ولم يجاوز بصره

.إشارتو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.م أحمد وأبو داود والنسائي خرجو اإلماوحكى أصحاب الثوري في كتبيم ، عن سفيان ، أنو

إذا قام في الصبلة فميكن بصره حيث يسجد إن : قال -وينظر في ركوعو إلى حيث يسجد : استطاع ، قال ، ويكون نظره في سجوده -إلى ركبتيو : ومنيم من قال .إلى طرف أنفو

وال تبطل الصبلة باإلخبلل وبكل حال ؛ فيذا مستحب ، بو ، وال باستغراق القمب في الفكر في أمور الدنيا ، وقد

حكى ابن حزم وغيره اإلجماع عمى ذلك ، وقد خالف فيو .بعض المتأخرين من أصحابنا والشافعية

من تأمل من عن : وحكى ابن المنذر عن الحكم ، قال .ة يمينو أو عن شمالو حتى يعرفو فميس لو صبل

- -وىذا يرجع إلى االلتفات ، ويأتى ذكره في موضعو ) .إن شاء اهلل

أن عمل القمب في : وحكي عن ابن حامد من أصحابنا .الصبلة إذا طال أبطل الصبلة كعمل البدن

وىذا يرده حديث تذكير الشيطان المرء في صبلتو حتى يظل ال يدري كم صمى وأمره أن يسجد سجدتين ، ولم

.باإلعادة يأمره وخرج اإلمام أحمد والنسائي والترمذي من حديث الفضل

الصبلة مثنى مثنى : ) ) ، قال ) بن عباس ، عن النبي ، تشيد في كل ركعتين ، وتخشع وتضرع ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" -ترفعيما إلى ربك : يقول -وتمسكن ، وتقنع يديك

ن : ، وتقول مستقببل ببطونيما وجيك يا رب يا رب ، وا ( ( .لم تفعل ذلك فيو كذا وكذا

.وىذا لفظ الترمذي يارب ثبلثا ، فمن لم يفعل : وتقول : ) ) ولئلمام أحمد

( ( .ذلك فيي خداج .وفي إسناده اختبلف

عن المطمب ، : وخرجو أبو داود وابن ماجو ، وعندىما ) .عن النبي

.ىو إسناد حسن : وقد قال أبو حاتم الرازي .ال يصح : وضعفو البخاري ، وقال

.فيو نظر : وقال العقيمي ، ( ( إني أراكم من وراء ظيري ) : ) ) وأما قول النبي أنو كان يمتفت ببصره في صبلتو إلى : فميس المراد منو

تيم ، كما ظنو بعضيم ، وقد من خمفو حتى يرى صبلرد اإلمام أحمد عمى من زعم ذلك ، وأثبت ذلك من

وآياتو) خصائص النبي .ومعجزاتو ، وقد سبق ذكر كبلمو في ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

ما يقول بعد التكبير نا شعبة ، عن قتادة ، : حدثنا حفص بن عمر -

وأبا بكر وعمر كانوا ) عن أنس بن مالك ، أن النبي ) .الحمد لمو رب العالمين ) يفتتحون الصبلة ب

ثنا عبد الواحد بن : حدثنا موسى بن إسماعيل - أبو ثنا : ثنا أبو زرعة : ثنا عمارة بن القعقاع : زياد

يسكت بين التكبير وبين ) كان رسول اهلل : ىريرة ، قال : ، فقمت -ىنية : أحسبو قال : قال -القراءة إسكاتة

بأبي وأمي يا رسول اهلل ، إسكاتك بين التكبير وبين الميم باعد بيني وبين : أقول : ) ) القراءة ، ما تقول

ن المشرق والمغرب ، الميم نقني خطاياي كما باعدت بي من الخطايا كما ينقى الثوب األبيض من الدنس ، الميم

( ( .اغسل خطاياي بالماء والثمج والبرد وزن إفعالة ، من ( ( إسكاتة : ) ) قولو : قال الخطابي

سكوت يقتضي بعده كبلما ، أو : السكوت ، ومعناه نما أ راد ترك رفع الصوت ، قراءة مع قصر المدة فيو ، وا

.ما تقول في إسكاتك : أال تراه يقول الميم اغسل خطاياي بالماء والثمج : ) ) وقولو : قال

، فإنيا أمثال ، ولم يرد أعيان ىذه المسميات ( ( والبرد نما أراد التوكيد في التطيير ، والثمج والبرد ماءان ، ، وا

.لم يمتين لم تمسيما األيدي ، ولم يمرس و وفيو مستدل لمن منع من الماء المستعمل ؛ ألنو : قال إن منزلة الخطايا المغسولة بالماء بمنزلة : يقول

األوضار الحالة في الماء والغسوالت المانعة من .التطيير

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ( ( اغسل خطاياي : ) ) وعندي في قولو : قال

.انتيى ما ذكره . عجائب .وكأنو يشير إلى مسألة العصمة ، وال حاجة إلى ذكرىا ولما كانت الذنوب تؤثر في القمب دنسا ، وىو المذكور

كبل بل ران عمى قموبيم ما كانوا : ) في قولو تعالى وتوجب لمقمب احترافا ؛ [ : المطففين ) ] يكسبون ي ىذا الدعاء المباعدة بينو وبينيا عمى أقصى طمب ف

المباعدة من تأثيراتيا وعقوباتيا : وجوه المباعدة ، والمراد .الدنيوية واألخروية

وربما دخل فيو المباعدة بين ما قدر منيا ولم يعممو بعد أعوذ بك : ) ) ، فطمب مباعدتو منو ، عمى نحو قولو

( ( .ت وما لم أعمل من شر ما عممأن ينقي قمبو من دنسيا كما ينقى -أيضا -وطمب

.الثوب األبيض من الدنس إطفاء حرارتيا وحريقيا لمقمب بأعظم -أيضا -وطمب

ما يوجد في الدنيا إنقاء وتبريدا ، وىو الماء والثمج .والبرد

: قول في دعائو كان ي ) وفي حديث عائشة ، أن النبي الميم اغسل خطاياي بالثمج والبرد ، وأنق قمبي من ) )

الخطايا كما أنقيت الثوب األبيض من الدنس ، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق

( ( .والمغرب -وقد خرجو البخاري في موضع آخر ، وخرجو مسمم

.أيضا نما كان يدعو في افتتاح واهلل -الصبلة المكتوبة بيذا وا

؛ ألن الصموات الخمس تكفر الذنوب والخطايا ، -أعمم بلة طرفي النيار وزلفا من : ) كما قال تعالى وأقم الص

، [ : ىود ) ] الميل إن الحسنات يذىبن السيئات وجييا يوجب مباعدة فإقامة الصموات المفروضات عمى

إنقاءىا وتطييرىا ؛ فإن -أيضا -الذنوب ، ويوجب مثل الصموات الخمس كمثل نير جار ، يغتسل فيو ) )

كل يوم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

-وقد تقدم الحديث في ذلك ، ويوجب ( ( خمس مرات طفاءه تبريد الحريق الذي تكسبو الذن -أيضا .وب وا

: -مرفوعا -وخرج الطبراني من حديث ابن مسعود حتى إذا صميتم الفجر غسمتيا [ تحترقون ] تحترقون ) )

، ثم تحترقون تحترقون حتى إذا صميتم الظير غسمتيا ، ثم تحترقون تحترقون حتى إذا صميتم العصر غسمتيا ،

صميتم المغرب غسمتيا ، ثم ثم تحترقون تحترقون فإذا ( ( .تحترقون تحترقون فإذا صميتم العشاء غسمتيا

.وقد روي موقوفا ، وىو أشبو إن : ) ) -مرفوعا -من حديث أنس -أيضا -وخرج

اهلل ممكا ينادي عند كل صبلة ك يا بني آدم ، قوموا إلى ( ( .سكم فأطفئوىا نيرانكم التي أوقدتموىا عمى أنف

-وخرج اإلسماعيمي من حديث عمر بن الخطاب

يجرقون ، فإذا صموا الصبح غسمت : ) ) -مرفوعا .حتى ذكر الصموات الخمس ( ( الصبلة ما كان قبميا

ولما كانت الصبلة صمة بين العبد وربو ، وكان المصمي م يصمح لمدخول في يناجي ربو ، وربو يقربو منو ، ل

الصبلة إال من كان طاىرا في ظاىره وباطنو ؛ ولذلك شرع لممصمي أن يتطير بالماء ، فيكفر ذنوبو بالوضوء ، ثم يمشي إلى المساجد فيكفر ذنوبو بالمشي ، فإن بقي

.من ذنوبو شيء كفرتو الصبلة ر الوضوء يكفر الجراحات الصغا: قال سميمان الفارسي

، والمشي إلى المسجد يكفر أكثر من ذلك ، والصبلة .تكفر أكثر من ذلك

.خرجو محمد بن نصر المروزي وغيره فإذا قام المصمي بين يدي ربو في الصبلة وشرع في

مناجاتو ، شرع لو أول ما

(/)

"""""" صفحة رقم """""" بينو وبين ما يوجب لو يناجي ربو أن يسأل ربو أن يباعد

البعد من ربو ، وىو الذنوب ، وأن يطيره منيا ؛ ليصمح حينئذ لمتقريب والمناجاة ، فيستكمل فوائد الصبلة

وثمراتيا من المعرفة واألنس والمحبة والخشية ، فتصير صبلتو ناىية لو عن الفحشاء والمنكر ، وىي الصبلة

.النافعة .كان يستعيذ من صبلة ال تنفع ) وقد روي ، أنو

.خرجو أبو داود بإسناد فيو ضعف ، ( ( مسنده ) ) وخرجو البزار في

: كان يقول لنا ) عن سمرة بن جندب ، أن رسول اهلل الميم باعد بيني وبين : إذا صمى أحدكم فميقل ) )

خطاياي كما باعدت بيني وبين المشرق والمغرب ، الميم ي أعوذ بك أن تصد عني وجيك يوم القيامة ، الميم إن

نقني من خطاياي كما ينقي الثوب األبيض من الدنس ، ( ( .الميم أحيني مسمما وتوفني مسمما

.وىذا حديث غريب

واالستعاذة من اإلعراض مناسبة ليذا المقام ؛ فإن المصمي قائم بين يدي اهلل

و من أن يعرض بوجيو لمناجاتو ، فيحسن أن يستعيذ ب .عنو

وفي حديث أبي ىريرة جواز التفدية باألبوين ، وفيو كبلم .إن شاء اهلل تعالى -يذكر في موضع آخر

إنو يستحب : وحديث أبي ىريرة استدل بو من يقول بذكر قبل الشروع في القراءة ، وىو [ الصبلة ] استفتاح :ثر العمماء ، ثم اختمفوا قول أك

: يستحب استفتاح الصبلة بقول : فقال كثير منيم سبحانك الميم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى ) )

( ( .جدك ، وال إلو غيرك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

صح ىذا عن عمر بن الخطاب ، روي عنو من وجوه

مسعود ، وروي عن أبي بكر الصديق كثيرة ، وعن ابن وعثمان بن عفان ، وعن الحسن وقتادة والنخعي ، وىو قول األوزاعي والثوري وأبي حنيفة وابن المبارك وأحمد

سحاق .في رواية -وا وقد روي في ذلك أحاديث مرفوعة من وجوه متعددة ،

.يد وعائشة من حديث أبي سع : أجودىا ، [ عمر ] نذىب فيو إلى حديث : وقال اإلمام أحمد

فذكر حديث -وقد روي فيو من وجوه ليست بذاك .عائشة وأبي ىريرة

فصرح بأن األحاديث المرفوعة ليست قوية ، وأن حابة ؛ لصحة ما روي االعتماد عمى الموقوف عن الص

.عن عمر عن أبي إسحاق ، عن عبد اهلل بن أبي الخميل ، ورويال إلو إال : سمعت عميا حين افتتح الصبلة قال : قال

أنت سبحانك إني قد ظممت نفسي ظمما كثيرا ، فاغفر .ذنوبي ، إنو ال يغفر الذنوب إال أنت

اهلل :وروي عن ابن عمر ، أنو افتتح الصبلة ، فقال

أكبر كبيرا ، وسبحان اهلل وبحمده بكرة وأصيبل ، الميم وذىب . اجعمك أحب شيء إلي ، واخشى شيء عندي

وجيت وجيي لمذي : ) ) طائفة إلى االستفتاح بقول اآليات ، وما بعده -( ( فطر السموات واألرض حنيفا

.من الدعاء الب ، أن وقد خرجو مسمم من حديث عمي بن أبي ط

كان ) النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .صبلة الميل : أبواب ) ) يستفتح بذلك ، خرجو في كان يستفتح بو ) أن النبي : وخرجو الترمذي ، وعنده

.في الصبلة المكتوبة .وفي إسناده مقال

.وخرجو الطبراني من وجو آخر كذلك ائي من رواية محمد بن مسممة ، أن النبي وخرجو النس

.كان إذا قام يصمي تطوعا يقول ذلك ) الشافعي وأصحابو : وممن ذىب إلى االستفتاح بيذا

سحاق .في رواية -وا .وروي عن عمي ، أنو كان يستفتح بو من وجو منقطع

أنو يستفتح بو : أصحابو وظاىر كبلم الشافعي وبعض .كمو اإلمام وغيره

: يقتصر اإلمام عمى قولو : وقال كثير من أصحابو ( ( .وأنا من المسممين ) )

سبحانك الميم : ) ) يجمع بين قولو : وقالت طائفة ( ( .وجيت وجيي : ) ) وقولو ( ( وبحمدك

سحاق وطائفة من -رواية في -وىو قول أبي يوسف وا أبو إسحاق المروزي ، وطائفة قميمة : الشافعية ، ومنيم

.من أصحابنا .وقد ورد في الجمع بينيما أحاديث غير قوية األسانيد

وكل ىذا عمى وجو االستحباب ، فمو لم يستفتح الصبلة بذكر ، بل بدأ بالقراءة صحت صبلتو ، ولو استفتح

ا ورد حصمت بو سنة االستفتاح عند اإلمام بشيء مم

أحمد وغيره من العمماء ، ولو كان األفضل عند بعضيم .غيره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ما أحسن حديث أبي : وقال أحمد في رواية الميموني ي خرجو الحديث الذ : يعني -ىريرة في االستفتاح

ىذا : فإن بعض الناس يقول : فقيل لو -البخاري ىاىنا وىل الدعاء إال كبلم في : -متعجبا -كبلم ؟ فقال

.الصبلة ويجوز إنو ال يجوز : والمنكر ليذا ىو من يقول من الكوفيين

الدعاء في الصبلة إال بمفظ القرآن ، فأما الثناء عمى اهلل .عمى جوازه في الصبلة فمتفق

سبحانك الميم ) ) وىذا مما يرجح بو االستفتاح ب ؛ الشتمالو عمى أفضل الكبلم ، فإنو إذا ( ( وبحمدك

سبحان اهلل ، : ) ) جمع مع التكبير صار متضمنا لقول

، وقد قال ( ( والحمد هلل ، وال إلو إال اهلل ، واهلل أكبر ( ( .إنين أفضل الكبلم بعد القرآن : ) ) فيين ) النبي

إلى أن من ترك االستفتاح عمدا : وذىبت طائفة قميمة ابن بطة وغيره من أصحابنا ، : أعاد صبلتو ، منيم

.وربما حكي رواية عن أحمد سبحان اهلل حين يفتتح الصبلة : إذا قال : وقال الحكم

.والحمد هلل أجزأه .جوبو وىذا يشعر بو إن تركو عمدا فيو مسيء ، وال يتبين لي : وقال إسحاق

إيجاب اإلعادة ؛ لما ذكر في غير حديث ، أن النبي .كان إذا كبر قرأ فاتحة الكتاب )

أن حديث عمي : وحكي الترمذي عن بعض أىل الكوفة .بن أبي طالب يعمل بو في التطوع دون الفريضة

( ( .أبواب قيام الميل ) ) وكذلك خرجو مسمم في أنا أذىب إلى : -في رواية ابن منصور -وقال أحمد

ن قال كما روي عن النبي فبل بأس ) قول ابن عمر ، وا .، وعامة ما قال في صبلة الميل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ذكرت ذلك لسعيد بن عبد العزيز : ن مسمم وقال الوليد ب ىؤالء : ، فأخبرني عن المشيخة ، أنيم كانوا يقولون

الكممات حين يقبمون بوجوىيم إلى القبمة ، قبل تكبيرة ثم : قال -( ( وجيت وجيي : ) ) يعني -االستفتاح

( ( سبحانك وبحمدك ) ) يتبعون تكبيرة االستفتاح ب .ى آخره إل

وذىب مالك إلى أنو ال يشرع االستفتاح في الصبلة ، بل .يتبع التكبير بقراءة الفاتحة

عن ابن مسعود -في رواية حنبل -وحكاه اإلمام أحمد .وأصحابو

.وىذا غريب واستدل لمن ذىب إلى ىذا القول بظاىر حديث أنس

.في أول الباب الذي خرجو البخاري ىاىنا

وقد تقدم عن إسحاق ، أنو استدل بو عمى أن االستفتاح .غير واجب

كان يتركو أحيانا ؛ ليبين ) وحممو آخرون عمى أن النبي .أنو غير واجب

كان يبدأ ) أن النبي : وحممو آخرون عمى أن المراد بو رة ، ولم يرد بو نفي االستفتاح بقراءة الفاتحة قبل السو استفتاح قراءة الصبلة -حينئذ -والتعوذ ، فالمراد بو

.بالفاتحة .وعمى ىذا حممو الشافعي وأصحابو

أن الترمذي خرج ىذا الحديث من رواية : ويدل عميو كان رسول : أبي عوانة ، عن قتادة ، عن أنس ، قال

وأبو بكر وعمر وعثمان يفتتحون القراءة ب) اهلل، ولو كانت رواية شعبة التي ) الحمد لمو رب العالمين )

خرجيا البخاري عمى ظاىرىا في افتتاح الصبلة لذلت الحمد لمو رب العالمين : ) عمى أن الصبلة تفتتح بكممة

إن ىذا ىو المراد من: ر ، ولم يقل أحد دون التكبي)

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ىذا الحديث أن القراءة في : المراد من حديث أنس : وقال آخرون

دون ) الحمد لمو ) الصبلة الجيرية تفتتح بكممة .البسممة

من ( ( صحيحو ) ) واستدلوا لذلك بما خرجو مسمم في سمعت قتادة يحدث ، : طريق غندر ، عن شعبة ، قال

وأبي بكر ) صميت مع رسول اهلل : عن أنس ، قال بسم اهلل ) ) وعمر وعثمان فمم أسمع أحدا منيم يقرأ

( ( .الرحمن الرحيم من طريق أبي داود ، عن شعبة ، -أيضا -وخرجو

أسمعتو من أنس ؟ : فقمت لقتادة : شعبة قال : وزاد .نعم ، نحن سألناه عنو : قال

تصريح قتادة بسماعو لو من أنس ، : ففي ىذه الرواية .من أعل الحديث بتدليس قتادة [ تخيل ] فبطل بذلك

من طريق األوزاعي ، عن -أيضا -وخرجو مسمم

اب كان يجير بيؤالء الكممات عبدة ، أن عمر بن الخط سبحانك الميم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، : ، يقول

.وتعالى جدك ، وال إلو غيرك وعن قتادة ، أنو كتب إليو يخبره عن أنس بن مالك ، أنو

وأبي بكر وعمر ) صميت خمف النبي : حدثو ، قال مد لمو رب العالمين الح ) وعثمان ، فكانوا يستفتحون ب

، ال في ( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) ال يذكرون ) .أول قراءة وال آخرىا أخبرني إسحاق بن عبد اهلل بن : وعن األوزاعي ، قال

.أبي طمحة ، أنو سمع أنس بن مالك يذكر ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فيذه الرواية صحيحة ، متصمة اإلسناد بالسماع المتصل سحاق عن أنس .عن قتادة ، وا

.وقد روي حديث شعبة ، عن قتادة بالفاظ آخر

: فرواه وكيع ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، قال ، وخمف أبي بكر وعمر وعثمان ، ) صميت خمف النبي

( ( .بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) يجيرون ب فكانوا ال .خرجو اإلمام أحمد ، عن وكيع

.بنحوه -وخرجو الدارقطني من طرق ، عن شعبة .بنحوه -أيضا -ومن طريق شيبان وىمام عن قتادة

ومن طريق زيد بن الحباب ، عن شعبة ، وقال في بسم اهلل ) ) فمم أسمع حد منيم يجير ب : حديثو

( ( .الرحمن الرحيم وكذا رواه سعيد بن أبي عروبة وحجاج ، عن قتادة ،

.عن أنس وخرجو النسائي من رواية سعيد بن أبي عروبة وشعبة ،

فمم أسمع أحدا منيم يجير : كبلىما عن قتادة ، ولفظو .بيا

شعبة وخرجو أبو يعمى الموصمي من طريق غندر ، عن بسم اهلل ) ) لم يكونوا يستفتحون الصبلة ب : ، ولفظو

أسمعتو من أنس ؟ : قمت لقتادة ( ( . الرحمن الرحيم .نعم ، ونحن سألناه عنو : قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عن ثابت ، عن : ورواه األعمش ، عن شعبة ، فقال .المفظ بنحو ىذا -أنس

عن : ) ) ، إنما ىو ( ( ثابت : ) ) وأخطأ فر قولو قالو أبو حاتم الرازي والترمذي في : -( ( قتادة ( ( .كتاب العمل ) ) إن الخطأ من عمار بن رزيق ، رواية عن : وقيل

.األعمش وقد روي عن شعبة ، عن قتادة وحميد وثابت ، عن

.نظر أنس من وجو آخر فيو ورواه يزيد بن ىارون ، عن حماد ، عن قتادة وثابت ،

.عن أنس

وخرجو اإلمام أحمد عن أبي كامل ، عن حماد بن سممة وأبا ) ، عن ثابت وقتادة وحميد ، عن أنس ، أن النبي

الحمد لمو رب ) بكر وعمر كانوا يفتتحون القراءة ب ) .ين العالم

[ إال ] كذلك ، ( ( كتابو ) ) ورواه حماد بن سممة في ) .النبي : لم يذكر حميد في روايتو : أنو قال .أن حميدا وحده وقفو ، ولم يرفعو : يعني

عن حميد ، عن أنس ( ( الموطإ ) ) وقد رواه مالك في وعثمان ، فكميم ال قمت وراء أبي بكر وعمر : ، قال .إذا افتتح الصبلة ( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم : ) ) يقرأ

وقد رفعو عن مالك الوليد بن مسمم وأبو قرة الزبيدي سماعيل بن موسى وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.من رواية ابن أخيو عنو -السدي وابن وىب

، وكذا ) س فيو ذكر النبي لي: والصحيح عن مالك .الصحيح عن حميد

.حميد لم يرفعو : قال أحمد : وذكر الدارقطني جماعة رووه عن حميد ورفعوه ، منيم معمر وابن عيينة والثقفي وأبو بكر بن عياش ومروان

.بن معاوية وغيرىم ، وشك أن حميدا رواه عن أنس : والمحفوظ : ثم قال

.في رفعو ، وأخذه عن قتادة ، عن أنس مرفوعا وخرج النسائي من رواية أبي حمزة ، عن منصور بن

فمم ) صمى بنا رسول اهلل : زاذان ، عن أنس ، قال ، وصمى ( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) يسمعنا قراءة

.بنا أبو بكر وعمر فمم نسمعيا منيما وروى محمد بن أبي السري ، عن معتمر بن سميمان ،

كان ) عن أبيو ، عن الحسن ، عن أنس ، أن النبي .وأبو بكر وعمر ( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) يسر

.خرجو الطبراني .وروي من وجو آخر ، عن الحسن ، عن أنس

عن أبي قبلبة : ه أخر ، منيا وروي عن أنس من وجو .وثمامة وعائذ بن شريح وغيرىم

وقد اعترض طائفة من العمماء عمى ىذا ، بأن حديث أنس اختمفت ألفاظو ، والمحفوظ من ذلك رواية من

-أو القراءة -كان يفتتح الصبلة : قال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ، كما ىي الرواية التي ) حمد لمو رب العالمين ال ) ب

افتتاح : خرجيا البخاري ، وىذه الرواية تحتمل أن المراد .القراءة بقراءة سورة الفاتحة دون غيرىا من السور

أن عامة أصحاب قتادة رووه عنو : وزعم الدارقطني فوظ عن قتادة أيوب وحميد ، وأنو المح: كذلك ، منيم

.وغيره ، عن أنس وكذلك رواه جماعة عن شعبة كما خرجو البخاري ، عن

أبي عمر الحوضي ، عنو ، كذا رواه يحيى القطان

.ويزيد بن ىارون ، عن شعبة أن أصحاب حميد خالفوا مالكا : وكذلك ذكر الشافعي

: ، وقالوا ( ( الموطإ ) ) في لفظ حديثو الذي خرجو في الحمد لمو رب ) كانوا يفتتحون قراءتيم ب

ابن : وذكر منيم سبعة أو ثمانية ، منيم ) العالمين .عيينة والفزاري والثقفي

أن ما ذكروه من اختبلف ألفاظ : والجواب عن ذلك معنى ، وال الرواية يدل عمى أنيم كانوا يروون الحديث بال

يراعون المفظ ، فإذا كان أحد األلفاظ محتمبل ، واآلخر صريحا ال احتمال فيو ، عمم أنيم أرادوا بالمفظ المحتمل ىو ما دل عمييا المفظ الصريح الذي ال احتمال فيو ، ال لكان الرواة قد رووا وأن معناىما عندىم واحد ، وا

اظ مختمفة متناقضة ، وال يظن ذلك الحديث الواحد بألف .بيم مع عمميم وفقييم وعدالتيم وورعيم

ال سيما وبعضيم قد زاد في الحديث زيادة تنفي كل احتمال وشك ، وىي عدم ذكر قراءة البسممة في القراءة ، وىذه زيادة من ثقات عدول حفاظ ، تقضي عمى كل

يما وممن زاد ىذه لفظ محتمل ، فكيف ال تقبل ؟ ال سماميم وعالميم ، مع الزيادة األوزاعي فقيو أىل الشام وا ما اشتير من ببلغتو وفصاحتو وبموغو الذروة العميا من

.ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

والذي روى نفي قراءة البسممة من أصحاب حميد ىو و وورعو وتحريو في مالك ، ومالك مالك في فقيو وعمم

الرواية ، فكيف ترد روايتو المصرحة بيذا المعنى برواية شيوخ ليسوا فقياء لحديث حميد بمفظ محتمل ؟

أن تجعل الرواية الصريحة : فالواجب في ىذا ونحوه مفسرة لمرواية المحتممة ؛ فإن ىذا من باب عرض

حة المتشابو عمى المحكم ، فأما رد الروايات الصريلمرواية المحتممة فغير جائز ، كما ال يجوز رد المحكم

.لممتشابو

أن ألفاظ الحديث متناقضة فبل يجوز : ومن زعم االحتجاج بو فقد أبطل ، وخالف ما عميو أئمة اإلسبلم

.قديما وحديثا في االحتجاج بيذا الحديث والعمل بو أن القراءة : ة أنس أو غيره وأيضا ؛ فأي فائدة في رواي

تفتتح بفاتحة الكتاب ، فتقرأ الفاتحة قبل السورة ، وىذا أمر معموم من عمل األمة ، لم يخالف فيو منيم أحد ، وال اختمف فيو اثنان ، ال يحتاج إلى اإلخبار بو ، كما حابة لم يرو في أمور الصبلة ما كان أن أحدا من الص

قررا عند األمة ، ال يحتاج إلى اإلخبار بو ، مثل عدد مالركعات بعد استقرارىا أربعا ، ومثل الجير فيما يجير

بو واإلسرار فيما يسر ، ونحو ذلك مما ال فائدة في .اإلخبار بو

فكذلك ابتداء القراءة بالفاتحة ، ال يحتاج إلى اإلخبار بو -عنو ، وقد كان أنس يسأل عن ىذا ، وال إلى السؤال

وكان -نحن سألناه عنو ، وقد تقدم : كما قال قتادة .ما سألني عن ىذا أحد : -أحيانا -يقول

.ما أحفظو : وروي عنو ، أنو قال

وىذا يدل عمى أنو مما يخفى عمى السائل والمسئول ، سؤال عن االبتداء بقراءة الفاتحة لم يخف ولو كان ال

.عمى سائل وال مسئول عنو سألت : قال قتادة : فخرج اإلمام أحمد من طريق شعبة

:أنس بن مالك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إنك : يستفتح القراءة ؟ قال ) بأي شيء كان رسول اهلل .سألني عنو أحد لتسألني عن شيء ما

-قمت ألنس : ومن طريق سعيد ، عن قتادة ، قال .فذكره ثنا : -ابن عمية : يعني -وحدثنا إسماعيل : قال

قمت : ، قال -أبو مسممة -أنا قتادة : سعيد بن يزيد .ألنس

وحدثنا غسان بن مضر ، عن أبي مسممة : قال أحمد

أكان : سألت أنس بن مالك : ن يزيد ، قال سعيد ب أو( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) يقرأ ) رسول اهلل

إنك تسألني عن : ؟ فقال ) الحمد لمو رب العالمين ) .شيء ما أحفظو ، أو ما سألني عنو أحد قبمك ، وصحح وخرجو من ىذا الوجو ابن خزيمة والدارقطني

.إسناده وقد ذكرنا أنو مختمف فيو ، وعمى تقدير أن يكون

ىل كان يقرأ البسممة في نفسو ، أم : محفوظا ، فالمراد ال ؟ فمم يكن عنده منو عمم ؛ ألنو لم يسمع قراءتيا ،

ىل كان يسرىا ، أم ال ؟: فبل يدري ( ( ال أحفظو : ) ) قال ىل : وأيضا ؛ فقد شك الراوي

أنو : ، فالظاىر ( ( ما سألني عنو أحد قبمك ) ) ، أو ، كما رواه ( ( ما سألني عنو أحد قبمك : ) ) إنما قال

.شعبة وغيره عن قتادة ، كما تقدم ، ( ( ما أحفظو : ) ) أن يكون قال : وعمى تقدير

و فيجوز أن يكون نسي ما أخبر ب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قتادة وغيره من قبل ذلك ، ويكون قال ذلك عند كبره .وبعد عيده بما سئل عنو

من حفظ عنو حجة عمى من سألو : قال ابن عبد البر واهلل. في حال نسيانو

.أعمم حاق بن عبد اهلل فقد روى األوزاعي ، عن إس : فإن قيل

وأبا بكر وعمر ) بن أبي طمحة ، عن أنس ، أن النبي .وعثمان كانوا يستفتحون بأم القرآن ، فيما يجير فيو

.خرجو ابن جوصة والدارقطني .وىذا صريح في أن المراد ابتداء القراءة بفاتحة الكتاب

ون أم القرآن ليس المراد اإلخبار بأنيم كانوا يقرء: قيل أنيم : قبل سور سواىا ؛ فإن ىذه ال فائدة فيو إنما المراد كانوا ال يقرءون قبل أم القرآن شيئا يجيرون بو في

الصبلة ، فتدخل في ذلك البسممة ؛ فإنيا ليست من أم .القرآن

:ويدل عمى ىذا شيئان صحيح ) ) أن رواية األوزاعي التي في: أحدىما ( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) ال يذكرون ( ( : مسمم

.في أول قراءة وال آخرىا .واألوزاعي إمام فقيو عندما يروي ، فرواياتو كميا متفقة

أن األوزاعي كان يأخذ بيذا الحديث الذي رواه : والثاني را ، ، وال يرى قراءة البسممة قبل الفاتحة من أوال جي

) .إن شاء اهلل -وسنذكر قولو في ذلك فيما بعد وقد عارض بعضيم حديث أنس ىذا بما خرجو البخاري

فضل) ) في

(/)

"""""" صفحة رقم """""" حدثنا عمرو بن : ىذا ( ( صحيحو ) ) من ( ( القرآن كيف : ل أنس سئ: ثنا ىمام ، عن قتادة ، قال : عاصم

: كانت مدا ، ثم قرأ : ؟ قال ) كانت قراءة رسول اهلل

بسم ) ) ، يمد ب ( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) ويمد ب ( ( الرحمن ) ) ، ويمد ب ( ( اهلل ( ( .الرحيم ) )

من طريق جرير بن حازم ، عن قتادة -أيضا -وخرجو ( ( ثم قرأ : ) ) ، ولم يذكر ( ( مدا : ) )إلى قولو -

.وما بعده أن يحيى ( ( : كتابو ) ) وقد ذكر ابن أبي خيثمة في

ليس : بن معين سئل عن حديث جرير ىذا ، فقال .بشيء -وروايات جرير بن حازم عن قتادة فييا مناكير : قمت

.د قالو اإلمام أحمد ويحيى وغير واح: .ىمام : وقد تابعو عمى ىذا

ذكره في : -وروي عن قتادة مرسبل ، وىو أشبو : قال ( ( .العمل ) ) وقد روي بإسناد فيو لين ، عن حرب بن شداد ، : قمت

كيف كانت : سألت أنس بن مالك : عن قتادة ، قال .ذا قرأ مد صوتو مدا كان إ: ؟ قال ) قراءة النبي

.خرجو الطبراني وفي الجممة ؛ فتفرد عمرو بن عاصم عن ىمام بذكر

.البسممة في ىذا الحديث .وقد روي عن شعبة ، عن ىمام بدون ىذه الزيادة

غرائب ) ) خرجو أبو الحسين بن المظفر في ( ( .شعبة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ى تقدير أن تكون محفوظة ، فميس في الحديث وعم

التصريح بقراءتو في الصبلة ، فقد يكون وصف قراءتو أن يكون : -وىو أشبو -في غير الصبلة ، ويحتمل

عمى ( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم : ) ) أنس أو قتادة قرأ حكاية ىذا الوجو ، وأراد تمثيل قراءتو بالمد ، ولم يرد بو

.عين قراءتو لمبسممة ما خرجو أبو داود من حديث ابن جريج ، : ويشيد بيذا

عن ابن أبي مميكة ، عن أم سممة ، ذكرت قراءة رسول الحمد لمو ( ( . ) بسم اهلل الرحمن الرحيم ) : ) ) اهلل

، ) ك يوم الدين مال . الرحمن الرحيم . رب العالمين .يقطع قراءتو آية آية

: وخرجو الترمذي ولم يذكر في أولو البسممة ، وزاد ) .مالك يوم الدين ) وكان يقرأىا

وقراءة ىذه اآليات عمى ىذا الوجو إنما ىو من حكاية يقطع ) كان النبي : ابن جريج لحديث أم سممة ، وقوليا

اءتو آية آية ، كذلك قالو النسائي وأبو داود السجستاني قر ، حكاه عنيما أبو بكر بن أبي داود في كتابو

( ( .المصاحف ) ) ابن : وكذا قال اإلمام أحمد في رواية ابن القاسم ، وقالوا

جريج ىو الذي قرأ .، وليس ذلك في حديث أم سممة ) ممك )

ما خرجو اإلمام أحمد من طريق : يدل عمى صحة ىذا -) نافع ، عن ابن أبي مميكة ، عن بعض أزواج النبي

، أنيا سئمت عن قراءة النبي -أراىا حفصة : قال نافع

أخبرينا بيا ، : إنكم ال تستطيعونيا ، فقيل : ؟ فقالت ) فقرأت

(/)

"""""" صفحة رقم """ """

فحكى لنا ابن أبي : قال نافع . قراءة ترسمت فييا الرحمن ) ، ثم قطع ) الحمد لمو رب العالمين : ) مميكة ) .مالك يوم الدين ) ، ثم قطع ) الرحيم

اءة تصريح ابن جريج بأن ىذه القر : ففي ىذه الرواية .إنما ىي حكاية ما قرأ ليم ابن أبي مميكة

سقاطيا .وفي لفظ الحديث اختبلف في ذكر البسممة وا اختبلف ؛ فقد أدخل الميث بن -أيضا -وفي إسناده

: سعد في روايتو عن ابن أبي مميكة بينو وبين أم سميمة . يعمى بن مممك ، وصحح روايتو الترمذي وغيره

.ليس بمشيور : وقال النسائي في يعمى ىذا .عن يعمى ، عن عائشة : وقال بعضيم

، ( ( عممو ) ) وقد ذكر االختبلف فيو الدارقطني في عن ابن جريج ، : وذكر أن عمر بن ىارون زاد فيو

.آية ( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم : ) ) وعد .ال يمتفت إلى تفرد بو وعمر بن ىارون ،

.أو ابن أبي مميكة -وقد يكون ابن جريج عدىا آية أنو صحيح ؛ لتخريج ابن خزيمة لو ، فقد : ومن زعم

.وىم ومن زعم من متقدمي الفقياء أن حفص بن غياث رواه عن ابن جريج كذلك وأنو أخبره بو عنو غير واحد ، فقد

ورواه بالمعنى الذي فيمو ىو ، وىو وأمثالو من وىم ، الفقياء يروون بالمعنى الذي يفيمونو ، فيغيرون معنى

.الحديث وحديث حفص مشيور ، مخرج في المسانيد والسنن

.بالمفظ المشيور سحاق بن أبي : وقد ادعى طائفة أن حديث قتادة وا

ما تقدم معارض بروايات طمحة ومن تابعيما عن أنس ك أخر عن أنس ، تدل عمى الجير بالبسممة ، فإما أن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

تتعارض الروايات وتسقط ، أو ترجح رواية الجير ؛ ألن .اإلثبات مقدم عمى النفي

نا عبد المجيد بن عبد العزيز ، عن : فروى الشافعي أخبرني عبد اهلل بن عثمان بن خثيم ، : يج ، قال ابن جر

أن أبا بكر بن حفص بن عمر أخبره ، أن أنس بن مالك صمى معاوية بالمدينة صبلة ، فجير فييا بالقراءة : قال

ألم القرآن ، ولم ( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم : ) ) ، فقرأ دىا حتى قضى تمك القراءة ، ولم يقرأ بيا لمسورة التي بع

يكبر حتى قضى تمك ، فمما سمم ناداه من شيد ذلك من أسرقت الصبلة ، : يا معاوية : المياجرين من كل مكان

بسم اهلل الرحمن ) ) أم نسيت ؟ فمما صمى بعد ذلك قرأ لمسورة التي بعد أم القرآن ، وكبر حين ييوي ( ( الرحيم . ساجدا

ورواه عبد الرزاق عن ابن جريج بيذا اإلسناد ، وقال ألم القرآن ( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) فمم يقرأ : فيو

.، ولم يقرأ بيا لمسورة التي بعدىا -عن إبراىيم بن محمد -أيضا -وخرجو الشافعي

حدثني عبد اهلل بن عثمان بن : -ابن أبي يحيى : ىو يم ، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة ، عن أبيو ، أن خث

بسم اهلل : ) ) معاوية قدم المدينة فصمى بيم ، ولم يقرأ .، ولم يكبر إذا رفع ( ( الرحمن الرحيم

عن يحيى بن سميم ، عن عبد اهلل بن -أيضا -ورواه اعة ، عثمان بن خثيم ، عن إسماعيل بن عبيد بن رف

.فذكر بنحوه -عن أبيو وأحسب ىذا اإلسناد أحفظ من اإلسناد : قال الشافعي

.األول ورواه إسماعيل بن عياش ، عن ابن خثيم : قال البييقي

، عن إسماعيل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ه ، أن معاوية ابن عبيد بن رفاعة ، عن أبيو ، عن جد .قدم المدينة

ويحتمل أن يكون ابن خثيم سمعو منيما ، واهلل : قال .انتيى . أعمم

فعمى طريقة الشافعي في ترجيح اإلسناد الثاني عمى الحديث ، ليس ىذا الحديث من رواية أنس بن مالك

حة بالكمية ، فبل يكون معارضا لروايات أنس الصحي .الثابتو

نما وعمى التقدير اآلخر ، فميس ىذا الحديث مرفوعا ، وا فيو إنكار من كان حاضرا تمك الصبلة من المياجرين ، نما حضر ذلك قميل منيم ؛ فإن أكابرىم توفوا قبل ذلك وا

أن يكون موقوفا عمى جماعة من : ، فغاية ىذا حابة ، فكيف ترد بو الرواية المرفوعة ، وليس فيو الص

تصريح بإنكار ترك الجير بالبسممة ، بل يحتمل أنيم إنما أنكروا قراءتيا في الجممة ، وذلك محتمل بأن يكون

الحمد لمو رب ) معاوية وصل تكبيرة اإلحرام بقراءة من غير سكوت بينيما يتسع لمبسممة ، ثم ) العالمين

وصل الفاتحة بقراءة سورة من غير سكوت يتسع .لمبسممة

ورواية ابن جريج صريحة في أن معاوية لم يقرأ البسممة ، فيدل ىذا عمى اتفاقيم عمى أن -أيضا -مع الفاتحة

ال ألمروه بإعادة الصبلة ، البسممة ليست من الفاتحة ، وا .أو ألعادوا ىم صبلتيم خمفو

حال ؛ المضطرب إسناده وألفاظو ال يجوز أن وبكل .يكون معارضا ألحاديث أنس الصحيحة الصريحة

وقد تفرد بيذا الحديث عبد اهلل بن عثمان بن خثيم ، .وليس بالقوي ؛ ترك حديثو يحيى القطان وابن ميدي

يكفي أن مسمما خرج لو ، : ومن العجب ، قول بعضيم و في حديث األوزاعي الذي خرجو مسمم في مع طعن

من حديث أنس المصرح بنفي قراءة ( ( صحيحو ) ) .البسممة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" إنو معمول غير ثابت ، بغير حجة وال برىان ، : وقولو

.نعوذ باهلل من اتباع اليوى ث صريحة في الجير فقد روي عن أنس أحادي: فإن قيل :بالبسممة

فروى حاتم بن إسماعيل ، عن شريك بن عبد اهلل بن يجير ب ) سمعت النبي : أبي نمر ، عن أنس ، قال

( ( .بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) من طريق أصبع بن ( ( المستدرك ) ) خرجو الحاكم في

.الفرج ، عن حاتم ، بو .رواتو ثقات : ال وق

ىذا ال يثبت ؛ فقد خرجو الدارقطني من طريق : قمت آخر عن حاتم بن

إسماعيل ، عن شريك بن عبد اهلل ، عن إسماعيل .فذكره -المكي ، عن قتادة ، عن أنس

فتبين بيذه الرواية أنو سقط من رواية الحاكم من إسناده

ابن مسمم ، : أحدىما إسماعيل المكي ، وىو :رجبلن .متروك الحديث ، ال يجوز االحتجاج بو

من طريق معتمر بن -أيضا -وخرج الدارقطني كان النبي : سميمان ، عن أبيو ، عن أنس ، قال

( ( .بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) يجير ب ) .ىيل ال يعرفون وفي إسناده مجا

بإسناد منقطع وجادة وجدىا في كتاب -أيضا -وخرج عن محمد بن المتوكل بن أبي السري العسقبلني ، أنو

صمى خمف المعتمر بن سميمان ، فكان يجير ب إني ما آلو أن : ، وقال ( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم ) )

ما آلو أن اقتدي : قال أنس اقتدي بصبلة المعتمر ، و ) .بصبلة رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:وىذا ال يثبت ؛ لوجوه

.انقطاع أول إسناده : منيا أنو ليس فيو تصريح برواية معتمر لمجير : ومنيا

نما فيو اقتداء كمي في الصبلة بالبسممة بيذا اإلسناد ، وا مثل ىذا ال يثبت بو نقل تفاصيل أحكام الصبلة ، و

.الخاصة أن المعتمر بن سميمان إنما كان يروي حديث : ومنيا

البسممة بإسناد آخر عن إسماعيل بن حماد ، عن أبي كان يفتتح صبلتو ) خالد ، عن ابن عباس ، أن النبي

( ( . بسم اهلل الرحمن الرحيم) ) ب ىذا حديث : خرجو من طريقو كذلك أبو داود ، وقال

.ضعيف إسماعيل : وقال . إسناده ليس بذاك : والترمذي ، وقال : ابن أبي سميمان ، وأبو خالد ، ىو : بن حماد ، ىو

.الوالبي ، كذا قال إسماعيل بن : -في رواية حنبل -وقال اإلمام أحمد

أنو : يعني -ليس بو بأس ، وال أعرف أبا خالد : حماد .غير الوالبي

إسماعيل بن حماد بن أبي : كذا قال العقيمي ، قال سميمان حديثو غير محفوظ

.، ويحكيو عن مجيول كوفي -ىذا الحديث : يعني -من طريق معتمر ، ( ( كتابو ) ) وخرجو ابن عدي في

.كما خرجو أبو داود وغيره : من طريق آخر عن معتمر ، قال -أيضا -وخرج

سمعت ابن حماد ، عن عمران بن خالد ، عن ابن .عباس ىذا الحديث ال يرويو غير معتمر ، وىو غير : ثم قال

محفوظ ، سواء

(/)

"""""" صفحة رقم """""" عن أبي خالد ، أو عمران بن خالد ؛ جميعا : قال

.مجيوالن إنو -واهلل أعمم -ىذا الحديث : وقال ابن عبد البر

) .روي عن ابن عباس من فعمو ال مرفوعا إلى النبي أن محمد بن المتوكل لم يخرج لو في : ومنيا ، وقد تكمم فيو أبو حاتم الرازي وغيره ( ( الصحيح ) )

.ولينوه ، وىو كثير الوىم :وقد روي عنو ىذا الحديث عمى وجو آخر

خرجو الطبراني عن عبد اهلل بن وىيب الغزي ، عن محمد بن أبي السري ، عن معتمر بن سميمان ، عن

كان يسر ب ) نس ، أن النبي أبيو ، عن الحسن ، عن أ .وأبو بكر وعمر ( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم ) )

.فيذه الرواية المتصمة اإلسناد أولى من تمك المنقطعة ما خرجو الحاكم من طريق سيف بن : وأعجب من ىذا

عمرو أبي جابر ، عن محمد بن أبي السري ، عن أبي أويس ، عن مالك ، عن حميد ، عن إسماعيل بنوخمف أبي بكر ) صميت خمف النبي : أنس ، قال

وخمف عمر وخمف عثمان وخمف عمي ، فكميم كانوا ( ( .بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) يجيرون بقراءة من المصائب ، ومن ( ( المستدرك ) ) وتخريج ىذا في

أن ىذا كذب عمى مالك ، وأنو لم يحدث بو يخفى عميو عمى ىذا الوجو قط ؛ إنما روى عن حميد ، عن أنس ،

بسم اهلل : ) ) أن أبا بكر وعمر وعثمان كانوا ال يقرأون ( ( .الرحمن الرحيم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

اه عنو جماعة ، ، ورو ( ( الموطإ ) ) ىكذا خرجو في .وقد سبق ذكر ذلك -أيضا -) وذكروا فيو النبي

فمن اتقى وأنصف عمم أن حديث أنس الصحيح الثابت ال يدفع بمثل ىذه المناكير والغرائب والشواذ التي لم

يرض بتخريجيا أصحاب الصحاح ، وال أىل السنن مع ال أىل المسانيد المشيورة تساىل بعضيم فيما يخرجو ، و

.مع تساىميم فيما يخرجونو نما جمعت ىذه الطرق الكثيرة الغريبة والمنكرة لما وا

اعتنى بيذه المسألة من اعتنى بيا ، ودخل في ذلك نوع

من اليوى والتعصب ، فإن أئمة اإلسبلم المجتمع عمييم ل اهلل إنما قصدوا اتباع ما ظير ليم من الحق وسنة رسو

، ثم حدث بعدىم ) ، لم يكن ليم قصد في غير ذلك ) من كان قصده أن تكون كممة فبلن وفبلن ىي العميا ، ولم يكن ذلك قصد أولئك المتقدمين ، فجمعوا وكثروا الطرق والروايات الضعيفة والشاذة والمنكرة والغريبة ،

و من ىو وعامتيا موقوفات رفعيا من ليس بحافظ ، أضعيف ال يحتج بو ، أو مرسبلت وصميا من ال يحتج

بو ، مثمما وصل بعضيم مرسل الزىري في ىذا ، فجعمو عنو ، عن ابن المسيب ، عن أبي ىريرة ، ووصمو باطل

.قطعا والعجب ممن يعمل األحاديث الصحيحة المخرجة في

تساوي شيئا ، إنما ىي تعنت بعمل ال( ( الصحيح ) ) محض ، ثم يحتج بمثل ىذه الغرائب الشاذة المنكرة ،

.ويزعم أنيا صحيحة ال عمة ليا وقد اعتنى بيذه المسألة وأفرادىا بالتصنيف كثير من

محمد بن نصر وابن خزيمة وابن : المحدثين ، منيم

بييقي وابن عبد حبان والدارقطني وأبو بكر الخطيب وال .البر وغيرىم من المتأخرين

ولوال خشية اإلطالة لذكرنا كل حديث احتجوا بو ، وبيان أنو ال حجة فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إما حديث صحيح : عمى الجير ؛ فإنيا دائرة بين أمرين .غير صريح ، أو حديث صريح غير صحيح

حديث خالد بن يزيد ، عن : ن أقوى ما احتجوا بو ومسعيد بن أبي ىبلل ، عن نعيم المجمر ، أنو صمى وراء

، ثم ( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم : ) ) أبي ىريرة ، فقرأ إني ألشبيكم صبلة : قرأ بأم القرآن ، ثم قال لما سمم

) .برسول اهلل .لنسائي وابن خزيمة والحاكم وغيرىم خرجو ا

ن كانا ثقتين ، لكن قال أبو عثمان وسعيد وخالد ، وا

، أنو ( ( عممو عن أبي زرعة الرازي ) ) البرذعي في .ربما وقع في قمبي من حسن حديثيما : قال فييما

أخاف أن يكون بعضيا مراسيل ، : وقال أبو حاتم : قال .عن ابن أبي فروة وابن سمعان

.مدلسة عنيما : يعني ثم ىذا الحديث ليس بصريح في الجير ، إنما فيو أنو قرأ

.البسممة ، وىذا يصدق بقراءتيا سرا ترك الجير : باب ) ) وقد خرجو النسائي في

( ( .بالبسممة جير وعمى تقدير أن يكون جير بيا ، فيحتمل أن يكون

بيا ليعمم الناس استحباب قراءتيا في الصبلة ، كما جير .عمر بالتعوذ لذلك ( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) قرأ : وأيضا ؛ فإنو قال

ثم قرأ بأم القرآن ، وىذا دليل عمى أنيا ليست من أم نما تقرأ قبل أم القرآن تبركا بقراءتيا .القرآن ، وا

؛ فميس في الحديث تصريح بأن جميع ما فعمو وأيضا أبو ىريرة في ىذه

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نما فيو أن صبلتو ) الصبلة نقمو صريحا عن النبي ، وا .من غيره ) أشبو بصبلة النبي

وخرج الدارقطني من حديث أبي أويس ، عن العبلء ، ، كان إذا أم ) يو ، عن أبي ىريرة ، عن النبي عن أب

( ( .بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) الناس قرأ ن خرج وىذا مما تفرد بو أبو أويس ، وقد تكمم فيو ، وا

.لو مسمم ، ووثقو غير واحد بصريح في الجير ، بل يحتمل أنو -أيضا -وليس

.ىا سرا كان يقرأكان ال يجير ) وقد روي بيذا اإلسناد بعينة ، أن النبي

.بيا ، وسنذكره التصريح بالجير بيا : وخرج ابن عبد البر بيذا اإلسناد

، بإسناد فيو النضر ابن سممة شاذان ، وىو متيم

.بالكذب لحنفي ، من رواية أبي بكر ا -أيضا -وخرج الدارقطني

عن عبد الحميد بن جعفر ، عن نوح بن أبي ببلل ، عن : ، قال ) سعيد المقبري ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

بسم اهلل الرحمن الرحيم : فاقرءوا ) الحمد ) إذا قرأتم ) ) قال . ، وذكر فيو فضل الفاتحة ( ( ؛ إنيا أحد آياتيا

لقيت نوحا ، فحدثني عن سعيد ، عن أبي : الحنفي .بمثمو ، ولم يرفعو -ىريرة

أن وقفو أشبو ( ( : عممو ) ) وذكر الدارقطني في .بالصواب

أن ابن أبي ذئب روى : ويدل عمى صحة قولو : قمت الحديث في فضل الفاتحة ، عن المقبري ، عن أبي

.البسممة : عا ، ولم يذكر فيو ىريرة مرفو وروى إبراىيم بن إسحاق السراج ، عن عقبة بن مكرم ،

ثنا مسعر ، عن محمد بن قيس ، : عن يونس بن بكير كان رسول اهلل: عن أبي ىريرة ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يجير) ( ( . الرحمن الرحيم بسم اهلل) ) ب

.خرجو الدارقطني والحاكم وظن بعضيم أنو إسناد صحيح ، وليس كذلك ؛ فإن

، ( ( حدثنا مسعر : ) ) السراج وىم في قولو في إسناده ، كذا قال الدارقطني ( ( أبو معشر ) ) إنما ىو

مسند) ) والخطيب ، وقبميما أبو بكر اإلسماعيمي في .، وحكاه عن أبي بكر ابن عمير الحافظ ( ( مسعر

.الصواب أبو معشر : وقال البييقي .وأبو معشر ، وىو نجيح السندي ، ضعيف جدا

وخرج الدارقطني وغيره من حديث حميد ، عن الحسن ، سكتة : سكتتان ) كانت لرسول اهلل : عن سمرة ، قال

، وسكتة إذا فرغ ( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) إذا قرأ من القراءة ، فأنكر ذلك عمران بن حصين ، فكتبوا إلى

.أن صدق سمرة : أبي بن كعب ، فكتب

ورواة ىذا الحديث كميم ثقات ، كما ذكره غير واحد ، .لكن سماع الحسن من سمرة مختمف فيو

ن ثبت فيو دليل عمى ا إلسرار بالبسممة ، ال عمى وا الجير ؛ ألنو صرح بأن سكتتو األولى كانت إذا قرأ

إذا أراد قراءتيا ، فدل عمى أنو كان : البسممة ، ومراده ال فبل يقول أحد إن السنة : يقرأىا في السكتة األولى ، وا

جيزا ، ثم يسكت ( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) أن يقرأ عد ذلك سكتة ، ثم يقرأ الفاتحة ، وال نقل ىذا أحد عن ب

.، وال عن أحد من أصحابو ، وال قال بو قائل ) النبي وقد روى ىذا الحديث قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة ،

وفسر قتادة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ذا فرغ من القراءة إذا دخل في ال: السكتتين .صبلة ، وا .سكتة إذا كبر ، وسكتة إذا فرغ : وفي رواية قال

.خرجو أبو داود وغيره من حديث يونس ، عن الحسن ، عن -أيضا -وخرج

سكتة إذا : حفظت سكتتين في الصبلة : سمرة ، قال .كبر اإلمام حتى يقرأ ، وسكتة إذا فرغ

تصريح بأن السكتة كانت بين : لروايات كميا ففي ىذه ا .التكبير والقرءاة ، كما في حديث أبي ىريرة

وخرج الحاكم من طريق عبد اهلل بن عمرو بن حسان ، عن شريك ، عن سالم األفطس ، عن سعيد بن جبير ،

جيري) كان رسول اهلل : عن ابن عباس ، قال ( ( .بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) ب

.صحيح ، ليس لو عمة : وقال وىذه زلة عظيمة ؛ فإن عبد اهلل بن عمرو بن حسان ىذا

وقال . ىو الواقعي ، نسبو ابن المديني إلى الوضع كان ال : وقال أبو حاتم الرازي . كان يكذب : الدارقطني

.يصدق الدارقطني ىذا الحديث من طريق أبي الصمت وخرج

: اليروي ، عن عباد ابن العوام ، عن شريك ، وقال فيو

.يجير في الصبلة .وأبو الصمت ىذا ، متروك

من طريق يحيى بن ( ( أوسطو ) ) وخرجو الطبراني في طمحة اليربوعي ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كان رسول : عباد بن العوام بيذا اإلسناد ، ولفظ حديثو ىزأ منو ( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) إذا قرأ ) اهلل

محمد يذكر إلو اليمامة ، وكان : المشركون ، وقالوا مسيممة يتسمى الرحمن ، فمما نزلت ىذه اآلية أمر النبي

.أن ال يجير بيا ) وىذا لو صح لدل عمى نسخ الجير بيا ، ولكن الصحيح أنو مرسل ، وكذلك رواه يحيى بن معين ، عن عباد بن

ثنا شريك بن عبد اهلل بن سنان ، عن سالم : العوام وال : ) األفطس ، عن سعيد بن جبير ، في قولو تعالى

ت تجير بصبلتك وال تخاف بسم اهلل ) ) نزلت في : قال [ : االسراء ) ] بيا

.وذكر الحديث بمعناه مرسبل -( ( الرحمن الرحيم ( ( .تاريخو ) ) كذا خرجو عنو المفضل الغبلبي في

عن عباد بن ( ( المراسيل ) ) وكذا خرجو أبو داود في فأمر رسول اهلل : ده موسى ، عن عباد بن العوام ، وعن

.بإخفائيا ، فما جير بيا حتى مات ) وكذا رواه يحيى بن آدم ، عن شريك ، عن سالم ، عن

.مرسبل -سعيد .وىو أصح

-[ عن إسحاق ] وقد روي عن إسحاق بن راىويو ، .موصوال ، وال يصح

( ( .المعرفة ) ) ذكره البييقي في وروى عبيد اهلل بن عمرو الرقي ، عن عبد الكريم

بير ، عن ابن عمر ، عن النبي الجزري ، عن أبي الز: ، أنو كان إذا قام إلى الصبلة ، فأراد أن يقرأ قال )

( ( .بسم اهلل الرحمن الرحيم ) )

، عن ابن -ضا أي -قد رفعو غيره : قال ابن عبد البر عمر ، وال يصح ؛ ألنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

موقوف عمى ابن عمر من فعمو ، كذلك رواه سالم ونافع .ويزيد الفقير ، عن ابن عمر

.الصواب موقوف : وقال البييقي ال يصح في الجير ( ( : كتابو ) ) وقد قال العقيمي في

.ممة حديث مسند بالبس ) .مرفوعا إلى النبي : يعني

.وحكي مثمو عن الدارقطني من تصحيح احاديث في ( ( سننو ) ) وما ينقل عنو في

ىذا الباب ، فبل توجد في جميع النسخ ، بل في بعضيا .، ولعمو من زيادة بعض الرواة

ن مغفل ، وىو حديث عبد اهلل ب : وفي ترك الجير بيا

شاىد لحديث أنس الذي خرجو مسمم ، وىو من رواية : أبي نعامة الحنفي ، عن ابن عبد اهلل بن مغفل ، قال

بسم اهلل الرحمن : ) ) سمعني أبي وأنا في الصبلة أقول ( ( .الرحيم ولم : قال . أي بني ، محدث ، إياك والحدث : فقال

كان أبغض إلييى الحدث ) رأحدا من أصحاب النبي أوقد صميت مع : قال -منو : يعني -في اإلسبلم

، ومع أبي بكر ومع عمر ومع عثمان ، فمم ) النبي الحمد : ) أسمع أحدا منيم يقوليا ، إذا أنت صميت فقل

) .لمو رب العالمين حديث : رجو اإلمام أحمد وابن ماجو والترمذي ، وقال خ

.حسن .وخرجو النسائي مختصرا

.ثقة : وأبو نعامة ىذا ، بصري ، قال ابن معين .ىو ثقة عند جميعيم : قال ابن عبد البر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

في االعتداء في الدعاء ولو رواية عن عبد اهلل بن مغفل .والطيور

وأما ىذا الحديث ، فقد رواه عن ابن عبد اهلل بن مغفل ، .عن أبيو

.يزيد : اسمو : وابن عبد اهلل بن مغفل ، يقال وقد روى ىذا الحديث أبو حنيفة ، عن أبي سفيان ، عن

.يو يزيد بن عبد اهلل ابن مغفل ، عن أب وكذلك خرجو أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في

لو من طريق حمزة الزيات ، عن ( ( كتاب الشافي ) ) : أبي سفيان ، عن يزيد بن عبد اهلل بن مغفل ، قال

( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) صمى بنا إمام فجير ب بلنا ، تجنب عنا ىذا تأخر عن مص: ، فقال لو أبي

الحرف الذي أراك تجير بو ؛ فإني صميت خمف النبي : قال لو رجل . وأبي بكر وعمر فمم يجيروا بيا )

.وعثمان ؟ فسكت

ويزيد ىذا ، لم نعمم فيو جرحا ، وقد حسن حديثو .الترمذي

كابن إنو مجيول ، : وما قالو طائفة من المتأخرين خزيمة وابن عبد البر ، فقد عممو ابن عبد البر ، بأنو لم

بأنو قد : يرو عنو إال واحد فيكون مجيوال ؛ يجاب عنو روى عنو اثنان ، فخرج بذلك عن الجيالة عند كثير من

.أىل الحديث بي وقد روى سفيان الثوري ، عن خالد الحذاء ، عن أ

لم يكن وال أبو بكر وال ) نعامة ، عن أنس ، أن النبي ( ( .بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) عمر يجيرون ب

.كذا رواه غير واحد عن سفيان وخالفيم يحيى بن آدم ، فرواه عن سفيان ، عن خالد ،

.عن أبي قبلبة ، عن أنس .قالو اإلمام أحمد : -و أبو نعامة ووىم فيو ، إنما ى :ثم اختمف الحفاظ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

األشبو بالصواب رواية من رواه عن : فمنيم من قال : أبي نعامة ، عن ابن مغفل ، عن أبيو ، ومنيم

: ، قالوا -أيضا -الدارقطني ، وكبلم أحمد يدل عميو : نو رواه ثبلثة عن أبي نعامة بيذا اإلسناد ، وىم أل

الجريري وعثمان بن غياث وراشد الحراني ، فقوليم أولى .من قول خالد الحذاء وحده

يجوز أن يكون القوالن عن أبي نعامة : ومنيم من قال .صحيحين

ومن العجائب تأويل بعضيم لحديث ابن مغفل عمى مثل .لحديث أنس ، وأن المراد افتتاحيم بالفاتحة تأويمو

وىذا إسقاط لفائدة أول الحديث وآخره ، والسبب الذي نما الصواب عكس ىذا ، وىو ألجمو رواه ابن مغفل ، وا

.حمل حديث أنس عمى مثل ما رواه ابن مغفل بي أنيسة وروى عبيد اهلل بن عمرو الرقي ، عن زيد بن أ

، عن عمرو بن مرة ، عن نافع بن جبير بن مطعم ،

بسم ) ) لم يجير في صبلتو ب ) عن أبيو ، أن النبي ( ( .اهلل الرحمن الرحيم

( ( .عممو ) ) ذكره الدارقطني ، في وىذا اإلسناد ، رجالو كميم ثقات مشيورون ، ولكن لو

الحديث قطعة من حديث جبير بن أن ىذا : عمة ، وىي وتعوذه في الصبلة ، وقد ) مطعم في صفة تكبير النبي

رواه الثقات عن عمرو بن مرة ، عن عاصم العنزي ، عن نافع بن جبير ، عن أبيو بدون ىذه الزيادة ؛ فإنو

.تفرد بيا الرقي عن زيد ثنا عبد اهلل بن العباس :وروى الحافظ أبو أحمد العسال

ثنا: الطيالسي ثنا عبد اهلل بن إدريس ، : عبد الرحيم بن زياد السكري

عن عبيد اهلل بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، وأبي بكر وعمر وعثمان ) صميت خمف رسول اهلل : قال

.، فمم يقنتوا ولم يجيروا

(/)

"""""" صفحة رقم " """""

.كميم ثقات مشيورون -أيضا -وىذا اإلسناد وىذا والذي قمبو خير من كثير من أحاديث الجير التي

يصححيا الحاكم وأمثالو ، ويحتجون بيا ، ولكن ال .نستحل كتمان ما ذكر في تعميمو

سكري ، أنو تفرد بو ال( ( العمل ) ) فذكر الدارقطني في .عن ابن إدريس مرفوعا

ورواه زائدة والقطان ومحمد بن بشر وابن نمير ، : قال .موقوفا -عن عبيد اهلل ، عن نافع ، عن ابن عمر

عن نافع ، ( ( الموطإ ) ) وكذلك رواه مالك في : قال .موقوفا -عن ابن عمر

.وىو الصواب : قال كان ) عن عائشة ، أن النبي ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

الحمد لمو رب ) يستفتح الصبلة بالتكبير ، والقراءة ب ) .العالمين

كان إذا نيض في ) عن أبي ىريرة ، أن النبي : وفيو

الثانية استفتح ب .، ولم يسكت ) الحمد لمو رب العالمين )

ثنا أبو : -وىو صدوق -وروى منصور بن مزاحم أويس ، عن العبلء بن

عبد الرحمن ، عن أبيو ، عن أبي ىريرة ، أن النبي ( ( .بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) كان ال يجير ب )

.ذكره ابن عبد البر وغيره .وىذا إسناد جيد

: ن مسمما خرج بيذا اإلسناد بعينة حديث أ: وقد عضده ، وذكر ( ( قسمت الصبلة بيني وبين عبدي نصفين ) )

.سورة الفاتحة بكماليا ، فمم يذكر فييا البسممة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وروى عمار بن زربي ، عن المعتمر بن سميمان ، عن ان النيدي ، عن عمر بن الخطاب ، أبيو ، عن أبي عثم

الحمد لمو رب ) مدا ) كان قراءة رسول اهلل : قال .حتى يختم السورة ) الرحمن الرحيم ) العالمين

.عمار ىذا ، تكمم فيو وليست ىذه األحاديث بدون األحاديث التي يستدل بيا

مثالو عمى الجير ، بل إما أن تكون مساوية ليا الحاكم وأ، أو أقوى مع اعتضادىا باألحاديث الصحيحة والحسنة المخرجة في الصحاح والسنن ، وتمك ال تعتضد بشيء

.من ذلك أحاديث أخر ، تركناىا اختصارا ، وبعضيا : وفي الباب

.أيضا -مخرج في بعض السنن .ة في المسألة فكثيرة جدا وأما اآلثار الموقوف

لى ذلك ذىب أكثر أىل العمم من أصحاب النبي ، ) وا أبو بكر وعمر وعثمان وعمي وغيرىم ، ومن : منيم

بعدىم من التابعين ، وبو يقول سفيان الثوري وابن سحاق ، ال يرون أن يجير ب بسم ) ) المبارك وأحمد وا

. ويقوليا في نفسو : قالوا ( ( .اهلل الرحمن الرحيم .انتيى

وحكى ابن المنذر ىذا القول عن سفيان وأىل الرأي ورويناه عن عمر وعمي وابن : وأحمد وأبي عبيد ، قال

بير والحكم وحماد .مسعود وعمار بن ياسر وابن الز .اإلمام يخفييا : وقال األوزاعي : قال

وىم : ىين عن عامة أىل السنة ، قال وحكاه ابن شا .السواد األعظم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كانوا : وروى شعبة ، عن حصين ، عن أبي وائل ، قال ( ( .بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) ال يجيرون ب

بير ، قال : وروى األثرم بإسناده ، عن عروة بن الزالحمد لمو ) ألئمة وما يستفتحون القراءة إال ب أدركت ا

) .رب العالمين .مثمو -وعن األعرج

بسم ) ) ما أدركت أحدا يجير ب : وعن النخعي ، قال

( ( .اهلل الرحمن الرحيم .الجير بيا بدعة : وعنو ، قال

بسم ) ) أنا أعرابي إن جيرت ب : وعن عكرمة ، قال ( ( .اهلل الرحمن الرحيم عن ىمام ، عن قتادة ، ( ( كتابو ) ) وروى وكيع في

( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) الجير ب : قال .أعرابية

وعن سفيان ، عن عبد الممك بن أبي بشير ، عن بسم اهلل ) ) الجير ب : عكرمة ، عن ابن عباس ، قال

.قراءة األعراب ( ( الرحيم الرحمنوعن إسرائيل ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمد بن

بسم اهلل الرحمن ) ) ال يجير ب : عمي ، قال ( ( .الرحيم

وىذه الرواية تدل عمى أنو ال يصح ما حكي عن أبي جعفر وأىل البيت من الجير بيا ، ولعل الشيعة تفتري

.لك عمييم ذ بكر المزني : وممن روي عنو أنو كان ال يجير بيا

والحسن وابن سيرين والشعبي وأبو إسحاق السبيعي في رواية عنو ، رواىا الوليد -وعمر بن عبد العزيز

، وقتادة -ابن مسمم ، عن عبد اهلل بن العبلء ، عنو .ابن شبرمة والحسن بن حي وابن أبي ليمى و .الجير بيا أعرابية : وقال الحسن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو حرب الكرماني الجير بيا قراءة : وروي عنو من وجو آخر ، قال

.األعراب وأكثر ىؤالء يكرىون الجير ، كما أنكره عبد اهلل بن

ذلك قراءة األعراب ، ومن : ن قال مغفل ، وكما أنكره م .ىو بدعة ، ونص أحمد عمى كراىتو : قال

وروي عن طائفة ، أنو يخير بين الجير واإلسرار ، وال ن كان اإلسرار أفضل ، وحكي ىذا عن يكره الجير وا

سحاق ، ورجحو طائفة من أىل ابن أبي ليمى وا .الحديث

.الجير أفضل : ل ومنيم من قايجير بيا وىو السنة ، وىو قول الشافعي : وقالت طائفة

.وأصحابو وأبي ثور ، وروي عن الميث بن سعد وروينا عن عمر وابن عباس أنيما كانا : قال ابن المنذر .انتيى ( ( . بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) يستفتحان ب

مر تصريح بالجير ، بل بقراءة وليس عن ابن ع .البسممة

صحيح ) ) وأما المروي عن عمر ، فقد ثبت عنو في من حديث أنس ، أنو لم يكن يجير بيا ، ( ( مسمم

.فمعمو جير بيا مرة ليبين جواز ذلك : وخرج ابن أبي شيبة بإسناد جيد ، عن األسود ، قال

ف عمر سبعين صبلة ، فمم يجير فييا ب صميت خم ( ( .بسم اهلل الرحمن الرحيم ) )

روي عن عمر وعمي وعمار بن : قال ابن عبد البر بسم اهلل الرحمن ) ) ياسر ، أنيم كانوا يجيرون ب

، والطرق ليست بالقوية ، وقد قدمنا ( ( الرحيم .االختبلف عنيم في ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """" ""

أنو : أحدىا : وروي عن عمر فييا ثبلث روايات : قال .كان ال يقرؤىا

.أنو جير بيا : والثالثة . أنو كان يقرؤىا سرا : والثانية وكذلك اختمف عن أبي ىريرة في الجير واإلسرار ، وعن

، واألكثر عنو الجير بيا ، وعميو -ضا أي -ابن عباس .جماعة أصحابو

وذكر ابن عبد البر جماعة ممن كان يرى الجير بيا ، مكحول وعمر ابن عبد العزيز ومحمد بن كعب : منيم

وىو أحد قولي ابن وىب ، إال أنو رجع : القرظي ، قال .عنو إلى اإلسرار بيا

.الجير بيا حسن : اء الخراساني ، قال وعن عط

بسم اهلل : ) ) من سنة الصبلة أن يقرأ : وقال الزىري بسم ) ) ثم فاتحة الكتاب ، ثم يقرأ ( ( الرحمن الرحيم

أول : وكان يقول . ثم يقرأ بسورة ( ( اهلل الرحمن الرحيم سرا بالمدينة عمرو ( بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) من قرأ

.بن سعيد بن العاص .خرجو البييقي

.ومراسيل الزىري من أردإ المراسيل نما عنى أول من أسر بيا ممن أدركو ، فقد ثبت عن وا

أبي بكر وعمر وعثمان اإلسرار بيا ، فبل عبرة بمن دينة حدث بعدىم وبعد انتقال عمي بن أبي طالب من الم

؛ فإن ىؤالء ىم الخمفاء الراشدون الذين أمرنا رسول اهلل .باتباع سنتيم ، وىم كانوا ال يجيرون بيا )

عطاء : وروينا الجير بيا عن فقياء مكة : قال البييقي .وطاوس ومجاىد وسعيد بن جبير

عامة أىل : -في رواية مينا -وقال اإلمام أحمد الزىري : ة يجير بيا المدين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بير .وربيعة ، وذكر ابن عباس وابن الزوأما ما ذكره الخطيب في كتابو في الجير بالبسممة من اآلثار الكثيرة في المسألة حتى اعتقد بعض من وقف

اره أو كثير منيا عميو أنو قول الجميور ، فغالب آث .معمول ال يصح عند التحقيق

وكثير منيم يروي الجير واإلسرار ، وقد حكي عن حابة ] . . . [ الدارقطني ، أنو قال في المنقول عن الص

عمرو بن دينار وابن جريج ومسمم بن خالد ، : منيم لقمة من وعن بعض أىل المدينة دون سائر األمصار ، و

كان يجير بيا اعتقد بعضيم أن الجير بيا بدعة ، وأنو من شعار أىل األىواء كالشيعة ، حتى تركو بعض أئمة

.ابن أبي ىريرة ليذا المعنى : الشافعية ، منيم وكان سفيان الثوري وغيره من أئمة األمصار يعدون

ين التي اإلسرار بالبسممة من جممة مسائل أصول الديتميز بيا أىل السنة عن غيرىم ، كالمسح عمى الخفين

ال ينفعك : ونحوه ، حتى قال سفيان لشعيب بن حرب بسم اهلل الرحمن : ) ) ما كتبت حتى ترى أن إخفاء

.أفضل من الجير بيا ( ( الرحيم .ال يصمى خمف من يجير بيا : وقال وكيع

إن كان : أحمد في الصبلة خمف من يجير بيا وقال ن كان غير ذلك فبل يصمى يتأول فبل بأس بو ، وا

.خمفو يشير إلى أنو يصمي خمف من جير بيا من أىل العمم

والحديث ، دون من

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

جير يجير بيا من أىل األىواء ، فإنيم المعروفون بال .بيا

يجير ب : ونقل أبو طالب ، عن أحمد ، وسألو بالمدينة نعم ، : ؟ قال ( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم ) )

وىاىنا من كان يرى أنيا آية من كتاب اهلل مثمما قال بير كانوا يجيرون بيا ، ابن عباس وأبو ىريرة وابن الز

.هلل ويتأولونيا من كتاب اظاىر ىذا أنو أجاز الجير لمن : قال القاضي أبو يعمى

ولعمو ذىب : قال . كان بالمدينة دون غيرىا من الببلد في ىذا إلى أن أىل المدينة يرون الجير بيا ، فإذا .خافت استنكروا فعمو ، وامتنعوا من الصبلة خمفو

جير بيا أنو سائغ إنما مراد أحمد اإلخبار عن ال: قمت لمثل أىل المدينة ومن يتأول من غيرىم من أىل الحديث

.والعمم ، وليس مراده أنو يرى الجير بيا بالمدينة وقد حكى أبو حفص العكبري رواية أبي طالب عن أحمد

سئل : ، بمفظ صريح في ىذا المعنى ، وىو أنو قال بسم ) ) مي الرجل خمف من يجير ب ىل يص: أحمد

بالمدينة نعم ، وىاىنا : ؟ قال ( ( اهلل الرحمن الرحيم .وذكر بقية الرواية -من كان يتأول

وىذا تصريح بالمعنى الذي ذكرناه ، وىو أنو إنما يسوغ الخبلف في ىذه المسألة من مثل ىؤالء

ىواء الذين كانت ىذه العمماءالمجتيدين ، دون أىل األ .المسأألة مشيورة عنيم

ولذلك نقل مينا عن أحمد ، أن عامة أىل المدينة يرون .الجير بالبسممة

نحن ال نرى : ونقل صالح بن أحمد ، عن أبيو ، قال وليس بصاحب -الجير وال نقنت ؛ فإن جير رجل

فبل -ر بدعة ، يتبع ما روي عن ابن عباس وابن عم .بأس بالصبلة خمفو والقنوت ىكذا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يصمى خمف من : ونقل عنو يعقوب بن بختان ، قال .يجير من الكوفيين ، إال أن يكون رافضيا

واختمفت الرواية عن أحمد في قراءة البسممة بين ، أنو يسر بيا فروي عنو : السورتين في قيام رمضان

.وال يجير

.أرجو : وروي عنو ، أنو قال يدل عمى أنو ال يكره الجير بيا : وظاىر ىذه الرواية

في ىذا الموطن خاصة ؛ فإن النفل يسامح فيو وخصوصا قيام الميل ؛ فإنو ال يكره الجير بالقراءة فيو

.لممنفرد لى ىذا القول ذى : -ب أبو عبيد وعمي بن المديني وا .حكاه عنيما األثرم

بسم اهلل الرحمن ) ) وذىبت طائفة إلى أنو ال يقرأ في الصبلة سرا وال جيرا ، ىذا قول مالك ( ( الرحيم

وأصحابو ، ورخص فيو في السور بعد الفاتحة في قيام .رمضان خاصة

ول الفاتحة وغيرىا لممتيجدين ، وحكي عنو إجازتو في أ .وفي النوافل

-وروي عنو ، أنو ال بأس بقراءتيا في الفرائض والنوافل من ( ( مبسوطو ) ) ذكره القاضي إسماعيل في :

.طريق ابن نافع ، عن مالك ال يصح ىذا عندنا عن مالك ، إنما : قال ابن عبد البر

.بو عبد اهلل بن نافع ىو عن صاحوكذلك روي عن عمر بن عبد العزيز ، أنو ال يقرؤىا

ذكره ابن سعد في : -سرا وال جيرا من وجو فيو نظر ( ( .طبقاتو ) )

نقمو : -ال يقرأ بيا سرا وال جيرا : وكذلك قال األوزاعي .عنو الوليد بن مسمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فذكرت ذلك لخميد ، فأخبرني أن الحسن : قال الوليد أكان رسول اهلل : فقال الذي سألو . كان ال يقرؤىا

لو أسر قراءتيا فيما يسر بيا : يسرىا ؟ فقال الحسن ) .لجير بيا فيما يجير ، ولكنيا أعرابية

إن قرأتيا فحسن ، وذلك لما : وأقول أنا : لوليد قال اأخبرنا بو عبد اهلل بن عمر بن حفص ، عن نافع ، عن

بسم اهلل الرحمن ) ) ابن عمر ، أنو كان ال يدع قراءة

.حين يستفتح الحمد والسورة التي بعدىا ( ( الرحيم .خرجو حرب الكرماني

الطبري ، وىو مذىب مالك واختاره ابن جرير .واألوزاعي

وبيذا المروي عن ابن عمر استدل أحمد عمى قراءتيا بير وأبي ىريرة .وبالمروي عن ابن عباس وابن الز

ومالك ومن وافقو تأولوا ظاىر حديث أنس ، وعند التحقيق في التأمل إنما يدل عمى نفي الجير ال عمى

اءتيا سرا ، وبذلك تجتمع ألفاظ الحديث وعامة األدلة قر .واهلل أعمم . في ىذه المسألة

وأكثر من يرى قراءتيا في الصبلة يرى قراءتيا في .الفاتحة والسورة التي بعدىا

إنما يقرأ بيا في ابتداء الفاتحة : وقالت طائفة قميمة منيم ي عن طاوس ، وىو قول دون السورة التي بعدىا ، رو

سفيان الثوري وسميمان بن داود الياشمي ، وىو رواية .عن أبي حنيفة

من قرأ : وروى يوسف بن أسباط ، عن الثوري ، قال

في أول القرآن أجزأه لكل ( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم ) ) .القرآن الفاتحة ليس مبنيا أن الجير بقراءة البسممة مع : وأعمم

عمى القول بأن البسممة آية من سورة الفاتحة وغيرىا ، كما ظنو طائفة من الناس من أصحابنا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نما الصحيح عند المحققين من أصحابنا وغيرىم ، وا .وأصحاب الشافعي وغيرىم أنو غير مبني عمى ذلك

ىل البسممة آية من : ذا اختمفت الرواية عن أحمد وليالفاتحة ، أو ال ؟ وأكثر الروايات عنو عمى أنيا ليست

.من الفاتحة ، وىو قول أكثر أصحابو ولم تختمف عنو في أنو ال يجير بيا ، وكذا قال

.الجوزجاني وغيره من فقياء الحديث ىل البسممة آية من كل سورة : افعي واختمف قول الش

.أيضا -سوى الفاتحة ، وىو يرى الجير بيا في السور وحينئذ ؛ فبل يصح أن يؤخذ الجير بيا من القول بأنيا

آية من الفاتحة ، كما يفعمو كثير من الناس ؛ فإنيم الجير بيا ، : ىي آية من الفاتحة : يحكون عمن قال .وليس ذلك ببلزم

التعوذ : ومما يستحب اإلتيان بو قبل القراءة في الصبلة .، عند جميور العمماء فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالمو : ) واستدلوا بقولو تعالى إذا : والمعنى [ : النحل ) ] من الشيطان الرجيم ذا فسر اآلية الجميور ، وحكي عن أردت القراءة ، ىك

أبو ىريرة وابن سيرين : بعض المتقدمين ، منيم .التعوذ بعد القراءة : وعطاء

قبل قراءة أم القرآن وبعدىا ، : والمروي عن ابن سيرين -فمعمو كان يستعيذ لقراءة السورة ، كما يقرأ البسممة ليا

.أيضا كان يتعوذ قبل القراءة ) النبي وقد جاءت األحاديث بأن

:في الصبلة

[ ابن ] فروى عمرو بن مرة ، عن عاصم العنزي ، عن يصمي ) جبير بن مطعم ، عن أبيو ، أنو رأى النبي

اهلل أكبر كبيرا ، واهلل أكبر كبيرا ، : ) ) صبلة ، قال ا ، سبحان اهلل بكرة واهلل أكبر كبيرا ، والحمد هلل كثير

-ثبلثا -( ( وأصيبل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم ، من نفخو ونفثو ) )

نفثو الشعر ، ونفخو الكبر ، وىمزه : قال ( ( . وىمزه .الموتة

خرجو اإلمام أحمد وأبو داود وابن ماجو وابن حبان في .والحاكم ، وصححو ( (صحيحو ) )

. نافع ، وقع مسمى في رواية كذلك : وابن جبير ، ىو : وقال غيره . ال يعرف : وعاصم العنزي ، قال أحمد

ذكره ابن حبان في . روى عنو غير واحد

( ( .ثقاتو ) ) وروى عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن السممي

، أنو كان إذا دخل في ) عود ، عن النبي ، عن ابن مس الميم إني أعوذ بك من الشيطان : ) ) الصبلة يقول

( ( .وىمزه ونفخو ونفثو .خرجو ابن ماجو والحاكم ، وىذا لفظو

صحيح اإلسناد ؛ فقد استشيد البخاري بعطاء بن : وقال .السائب

اعي ، عن أبي المتوكل ، عن وروى عمي بن عمي الرفإذا قام إلى ) كان رسول اهلل : أبي سعيد الخدري ، قال

أعوذ باهلل السميع : ) ) الصبلة بالميل كبر ، ثم يقول ( ( .العميم من الشيطان الرجيم ، من ىمزه ونفخو ونفثو

.خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي . ان يحيى بن سعيد يتكمم في عمي بن عمي ك : وقال

.ال يصح ىذا الحديث : وقال أحمد نما تكمم فيو يحيى بن سعيد من جية أنو كذا قال ، وا

رماه بالقدر ، وقد وثقو وكيع ويحيى بن معين وأبو .زرعة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ال بأس بو ، إال أنو رفع أحاديث : ال أحمد وق .ليس بو بأس ، وال يحتج بحديثو : وقال أبو حاتم

نما تكمم أحمد في ىذا الحديث ؛ ألنو روي عن عمي وا ، وبذلك أعمو أبو -مرسبل -بن عمي ، عن الحسن

ران بن من طريق عم( ( مراسيمو ) ) داود ، وخرج في كان إذا قام من ) مسمم ، عن الحسن ، أن رسول اهلل

ال إلو : ) ) قبل أن يكبر -الميل يريد أن يتيجد ، يقول إال اهلل ، ال إلو إال اهلل ، واهلل أكبر كبيرا اهلل أكبر كبيرا ،

أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم ، من ىمزه ونفخو ( ( .اهلل أكبر : ) ) قول ، ثم ي ( ( ونفثو

.وفي الباب أحاديث أخر مرفوعة ، فييا ضعف

حابة في ذلك واعتماد اإلمام أحمد عمى المروي عن الص؛ فإنو روي التعوذ قبل القراءة في الصبلة عن عمر بن الخطاب وابن مسعود وابن عمر وأبي ىريرة ، وىو قول

.يور العمماء كما تقدم جموالجميور عمى أنو غير واجب ، وحكي وجوبو عن

عطاء والثوري وبعض الظاىرية ، وىو قول ابن بطة من .أصحابنا

والجميور عمى أنو يسره في الصبلة الجيرية ، وىو قول .ابن عمر وابن مسعود واألكثرين

.يرة الجير بو وروي عن أبي ىر .ولمشافعي قوالن

.اإلسرار والجير سواء : وعن ابن أبي ليمى ىل يختص التعوذ بالركعة األولى ، أم : واختمفوا

:يستحب في كل ركعة ؟ عمى قولين

(/)

"""""" صفحة رقم """""" يستحب في كل ركعة ، وىو قول ابن سيرين : أحدىما

.في رواية -سن والشافعي وأحمد والحأنو يختص بالركعة األولى ، وىو قول عطاء : والثاني

في رواية -والحسن والنخعي والثوري وأبي حنيفة وأحمد .عنو

كان الحسن يتعوذ في كل ركعة : وقال ىشام بن حسان .، وكان ابن سيرين يتعوذ في كل ركعتين

وذىب مالك وأصحابو إلى أنو ال يتعوذ في الصبلة المكتوبة ، بل يفتتح بعد التكبير بقراءة الفاتحة من غير

كان : استعاذة وال بسممة ، واستدلوا بظاىر حديث أنس ، ) الحمد لمو رب العالمين ) يفتتح الصبلة ب ) النبي

.ذي خرجو البخاري في أول ىذا الباب وىو الحديث ال ويجاب عنو ؛ بأنو إنما أراد أنو يفتتح قراءة الصبلة

، وافتتاح ) الحمد لمو رب العالمين ) بالتكبير والقراءة ب إما أن يراد بو افتتاحيا بقراءة ) الحمد لمو ) القراءة ب

لشافعي ، أو افتتاح قراءة الصبلة الفاتحة كما يقول ا

من غير بسممة كما يقولو ) الحمد ) الجيرية بكممة .اآلخرون .حديث أنس الذي خرجو مسمم صريحا : ودل عميو

وعمى التقديرين ، فبل ينفي ذلك أن يكون يقول قبل عوذا ، أو القراءة ذكرا ، أو دعاء ، أو استفتاحا ، أو ت

بسممة ؛ فإنو ال يخرج بذلك عن أن يكون افتتح القراءة ) .الحمد ) بالفاتحة ، أو افتتح الجير بالقراءة بكممة

وال يمكن حمل الحديث عمى أنو كان أول ما يفتتح بو الصبلة قراءة كممة

ة ؛ فإنو لو كان كذلك لكان ال يفتتح الصبل) الحمد ) .واهلل أعمم . بالتكبير ، وىذا باطل غير مراد قطعا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

: أنا نافع بن عمر : حدثنا ابن أبي مريم -

حدثني ابن أبي مميكة ، عن أسماء بنة أبي بكر ، أن ال القيام ، ثم صمى صبلة الكسوف ، فقام فأط) النبي

ركع فأطال الركوع ، ثم قام فأطال القيام ، ثم ركع فأطال الركوع ، ثم رفع ، ثم سجد فأطال السجود ، ثم رفع ، ثم

سجد فأطال السجود ، ثم قام فأطال القيام ، ثم ركع فأطال الركوع ، ثم رفع فأطال القيام ، ثم ركع فأطال

وع ، ثم رفع فسجد فأطال السجود ، ثم رفع ، ثم الركقد دنت : ) ) سجد فأطال السجود ، ثم انصرف ، فقال

مني الجنة حتى لو اجترأت عمييا لجئتكم بقطاف من أي رب ، وأنا : قطافيا ، ودنت مني النار حتى قمت

تخدشيا ىرة : ل حسبت أنو قا -( ( معيم ؟ فإذا امرأة حبستيا حتى ماتت : ما شأن ىذه ؟ قالوا : قمت ) ) -

( ( .جوعا ال ىي أطعمتيا وال ىي أرسمتيا تأكل .أو خشاش -حسبتو من خشيش األرض : قال نافع

-خشيش ليس بشيء ، إنما ىو خشاش : قال الخطابي اميا ، فأما ، وىو حشرات األرض وىو -مفتوحة الخاء

، فيو العود الذي يجعل في -بكسر الخاء -الخشاش

.أنف البعير . ىواميا : خشاش األرض ( ( : الفائق ) ) وفي

خشاشة ، سميت بذلك الندساسيا في التراب : الواحدة من خش في الشيء إذا دخل فيو ، يخش وخشو غيره

لبعير ، فخشو ، ومنو الخشاش ؛ ألنو يخش في أنف ا .انتيى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:وفي ىذا الحديث فوائد كثيرة ما يتعمق بصفة صبلة الكسوف ، ويأتي الكبلم : منيا

) .إن شاء اهلل -عميو في موضعو أنو يدل عمى وجود الجنة والنار ، كما ىو : ومنيا

.مذىب أىل السنة والجماعة ما يدل عمى تحريم قتل الحيوان غير المؤذي ، : ومنيا

.لغير مأكمو

: ما ىو مقصوده بإيراد الحديث في ىذا الباب : ومنيا أن المصمي لو النظر في صبلتو إلى ما بين يديو ، وما

.كان قريبا ، وال يقدح ذلك في صبلتو :ولكن المنظور إليو نوعان

ما ىو من الدنيا المميية ، فيذا يكره النظر :أحدىما .إليو في الصبلة ؛ فإنو يميي

.وقد دل عميو حديث اإلنبجانية ، وقد سبق ما ينظر إليو مما يكشف من أمور الغيب ، : والثاني

فالنظر إليو غير قادح في الصبلة ؛ ألنو كالفكر فيو نار بقمبو في صبلتو كان بالقمب ، ولو فكر في الجنة وال

.حسنا وقد كان ذلك حال كثير من السمف ، ومنيم من كان

يكشف لقمبو عن بعض ذلك حتى ينظر إليو بقمبو بنور .إيمانو ، وىو من كمال مقام اإلحسان

فإنو كشف ذلك لو فرآه عيانا بعين رأسو ، ) وأما النبي .ىر ، ويحتمل أن يكون جمي ذلك لقمبو ىذا ىو الظا

: يشير إلى قولو ( ( أي رب ، وأنا معيم : ) ) وقولو

، [ : األنفال ) ] وما كان المو ليعذبيم وأنت فييم ) فخشي أن يكون إدناؤىا منو عذابا أرسل عمى األمة ،

( ( عذبيم وأنا معيم ؟ أت: ) ) فاستفيم عن ذلك ، وقال .بحذف ىمزة االستفيام أنو كان بقمبو دون لسانو ، : وىذا القول ، الظاىر

وكذلك سؤالو عن المرأة ؛ فإن عالم الغيب في ىذه الدار ، وقد تدرك -غالبا -إنما تدركو األرواح دون األجساد

بالحواس الظاىرة لمن كشف اهلل لو ذلك من أنبيائو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:ورسمو ، ويحتمل أن يكون قولو بمسانو ؛ ألن ىذا من باب الدعاء ؛ ( ( وأنا فييم ) )

فإنو إشارة منو إلى أنو موعود بأنو ال تعذب أمتو وىو .فييم

ما روى عطاء بن السائب ، عن أبيو ، : يدل عمى ذلك

كسفت : عبد اهلل بن عمرو بن العاص ، قال عن فذكر الحديث بطولو ، -) الشمس عمى عيد رسول اهلل

فجعل ينفخ في آخر سجوده في الركعة الثانية ، : وفيو لم تعدني ىذا وأنا فييم ، لم تعدني : ) ) ويبكي ، ويقول

.يث وذكر بقية الحد -( ( ىذا ونحن نستغفرك .خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي

واهلل . وأما سؤالو عن المرأة فبل يحتمل أن يكون بمسانو .أعمم

وفي الجممة ؛ فإن كان البخاري ذكر ىذا الباب لبلستدالل بيذا الحديث عمى أن نظر المصمي إلى ما

حديث بين يديو غير قادح في صبلتو ، فقد ذكرنا أن الن كان ال دليل فيو عمى النظر إلى الدنيا ومتعمقاتيا ، وا مقصوده االستدالل بو عمى استحباب الفكر لممصمي في

فيو إلى الجنة ) اآلخرة ومتعمقاتيا ، وجعل نظر النبي بقمبو كان حسنا ؛ ألن المصمي مأمور بأن يعبد اهلل كأنو

يسغرق فكره في قربو من اهلل ، وفيما يراه ، فينبغي لو أن وعد اهلل أولياءه ، وتوعد بو أعداءه ، وفي الفكر في

.معاني ما يتموه من القرآن وقد كان السمف الصالح ينجمي الغيب لقموبيم في

الصبلة ، حتى كأنيم ينظرون إلييا رأى عين ، فمن كان في الصبلة يغمب عميو الخوف والخشية ظير لقمبو

صفات الجبلل من القير والبطش والعقاب واالنتقام ونحو ذلك ، فيشيد النار ومتعمقاتيا وموقف القيامة ،

-صاحب األوزاعي -كما كان سعيد بن عبد العزيز .ما دخمت في الصبلة قط إال مثمت لي جينم : يقول

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ان يغمب عميو المحبة والرجاء ، فإنو مستغرق في ومن ك

مطالعة صفات الجبلل والكمال والرأفة والرحمة والود والمطف ونحو ذلك ، فيشيد الجنة ومتعمقاتيا ، وربما

.شيد يوم المزيد وتقريب المحبين فيو حابة -وقد روي عن أبي ريحانة ، أنو -وىو من الص

ما زال : يمة ، فما انصرف حتى أصبح ، وقال صمى لقمبي ييوى في الجنة وما أعد اهلل فييا ألىميا حتى

.أصبحت ، أنو -وكان من عباد أىل الشام -وعن ابن ثوبان

صمى ليمة ركعة الوتر ، فما انصرف إلى الصبح ، عرضت لي روضة من رياض الجنة ، فجعمت : وقال

.ييا حتى أصبحت أنظر إل .ينظرىا بعين قمبو : يعني

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

بلة رفع البصر إلى اإلمام في الصرأيت جينم يحطم ) : ) ) قال النبي : وقالت عائشة

( ( .بعضيا بعضا حين رأيتموني تأخرت -( ( الكسوف : أبواب ) )حديث عائشة ، يأتي في

، وليس فيو رفع البصر إلى اإلمام -إن شاء اهلل تعالى في الصبلة ، إنما فيو مد البصر إلى ما بين يدي

المصمي ، وقد سبق القول في ىذا في الباب الماضي ، وأن النظر إلى اآلخرة ومتعمقاتيا في الصبلة حسن ،

.سواء كان نظر عين أو قمب :وقد خرج في ىذا الباب أربعة أحاديث

:األول ثنا األعمش ، : ثنا عبد الواحد : حدثنا موسى -

قمنا : عن عمارة بن عمير ، عن أبي معمر ، قال يقرأ في الظير والعصر ؟ ) أكان رسول اهلل : لخباب باضطراب : بم كنتم تعرفون ذلك ؟ قال : قمنا . قال نعم .لحيتو

فيذا فيو دليل عمى أن المأموم ينظر إلى إمامو ، ويراعي أقوالو في قيامو ؛ ألنيم إنما شاىدوا اضطراب

.في صبلتو بمدىم بصرىم إليو في قيامو ) لحية النبي ، لما ) إنو يختص بالصبلة خمف النبي : وىذا قد يقال

عرفة أفعالو في صبلتو فيقتدي بو يترتب عمى ذلك من م

، فأما غيره من األئمة فبل يحتاج إلى النظر إلى لحيتو ، فاألولى بالمصمى وراءه أن ينظر إلى محل سجوده ،

.كما سبق

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:الحديث الثاني ثنا شعبة ، أنبأنا أبو إسحاق ،: حدثنا حجاج - -حدثنا البراء : سمعت عبد اهلل بن يزيد يخطب : قال

، ) ، أنيم كانوا إذا صموا مع النبي -وكان غير كذوب .فرفع رأسو من الركوع ، قاموا قياما حتى يروه قد سجد

متى يسجد من وراء : باب ) ) قد سبق ىذا الحديث في ث سفيان ، عن أبي إسحاق ، وىاىنا من حدي ( ( اإلمام

.أنبأنا أبو إسحاق : خرجو من رواية شعبة ( ( أخبرنا : ) ) كقولو ( ( أنبأنا : ) ) ومراد شعبة بقولو

كما يقولو المتأخرون -، وليس مراده ( ( حدثنا ) ) أو

.اإلجازة : -قب حال إمامو دليل عمى أن المأموم يرا: وفي الحديث

في ركوعو وسجوده ؛ ليسجد بعد سجوده ، وتقع أفعالو بعد أفعال إمامو ، وىذا حكم عام في جميع الناس ، فإن

اقتداء المأموم بأفعال إمامو التي يشاىدىا أولى من االكتفاء بمجرد سماع تكبيره ؛ فإنو قد ينيي تكبيره قبل

اعون تمام سجود النبي أن ينيي فعمو ، فمذلك كانوا ير .واستقراره عمى األرض ، حتى يسجدوا بعده )

وليذا المعنى كره أن يكون : قال أصحابنا وغيرىم موقف اإلمام أعمى من المأموم ؛ ألن المأموم يحتاج إلى رفع بصره إلى إمامو ، فإذا كان عاليا عميو احتاج إلى

.ه في الصبلة كثرة رفع بصره ، وىو مكرو :الحديث الثالث

حدثني مالك ، عن زيد بن : حدثنا إسماعيل - أسمم ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد اهلل بن عباس ،

، فصمى ، ) خسفت الشمس عمى عيد رسول اهلل : قال ي مقامك ، ، رأيناك تناولت شيئا ف ) يا رسول اهلل : قالوا

إني رأيت الجنة فتناولت : ) ) ثم رأيناك تكعكعت ؟ قال منيا عنقودا ، ولو أخذتو ألكمتم منو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .ما بقيت الدنيا كع . التكعكع التأخر ، واصمو في الجبن : قال الخطابي

تكعع ، : وأصمو . الرجل عن األمر إذا جبن وتأخر .يجمع بين حرفين : فأدخل الكاف لئبل

.انتيى . مثمو : كاع يكيع : ويقال دليل عمى أن رفع بصر المصمي إلى ما : وفي الحديث

بين يديو ، ومد يده لتناول شيء قريب منو ال يقدح في .صبلتو

اإلمام وليس فيو نظر المأموم إلى إمامو ، إنما فيو نظرإلى ما بين يديو ، وقد تقدمت اإلشارة إلى أن ىذا النظر والتناول ليس ىو ما يكره في الصبلة ؛ ألنو نظر إلى

اآلخرة ال إلى الدنيا ، ومد يده إلى العنقود كان فيو مصمحة دينية ، ليري أصحابو بعض ما وعدوا بو عيانا

يفعل ؛ فإنو كان في الجنة ، لكنو أوحي إليو أن اليصير الغيب شيادة ، فتزول فائدة التكميف باإليمان

.بالغيب أنو مد : يعني ( ( . فتناولت منو عنقودا : ) ) وقولو

: يده يريد تناول العنقود ، ولكنو لم يتناولو ، وليذا قال ( ( .لو أخذتو ألكمتم منو ) )

إشارة إلى أن ( ( ما بقيت الدنيا ألكمتم منو : ) ) وقولو ما في الجنة ال ينفد ؛ فإنو كمما أكل منو استخمف في

.الحال مثبله ألكل منو من بين السماء : ) ) وفي رواية أخرى

( ( .واألرض ، ال ينقصونو شيئا وليذا يروى أن الطير يمر بأىل الجنة ، فيشتيونو ،

، فيخر بين أيدييم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فيأكمون منو ما يشاءون ثم يطير ، والكأس يشربون ما فيو ثم يعود ممتمئا في الحال ، ال حرمنا اهلل خير ما

.عنده بشر ما عندنا بمنو ورحمتو :الحديث الرابع

ثنا ىبلل ، : ثنا فميح : حدثنا محمد بن سنان - ثم رقى ) صمى رسول اهلل : عن أنس بن مالك ، قال

لقد : ) ) المنبر ، فأشار بيده قبل قبمة المسجد ، ثم قال رأيت اآلن منذ صميت لكم الصبلة الجنة والنار ممثمتين ( ( في قبمة ىذا الجدار ، فمم أر كاليوم في الخير والشر

.ثبلثا -أن ىذه الصبلة كانت غير صبلة الكسوف : الظاىر

وأن الجنة والنار مثمتا لو في ىذه الصبلة في جدار القبمة تمثيبل ، وأما إدناء الجنة والنار في صبلة الكسوف

.واهلل أعمم . ، فكان حقيقة أن رفع بصر المصمي إلى ما مثل لو من أمور : وفيو

.قادح في الصبلة اآلخرة إذا ظيرت لو غيرنظر المأموم إلى إمامو ، كما : -أيضا -وليس فيو .واهلل سبحانو وتعالى أعمم . بوب عميو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

بلة رفع البصر إلى السماء في الص: يى بن سعيد أنا يح : حدثنا عمي بن عبد اهلل -

نا قتادة ، أن أنس بن مالك حدثيم : أنا ابن أبي عروبة ما بال أقوام يرفعون ) : ) ) قال رسول اهلل : ، قال

، فاشتد قولو قي ( ( أبصارىم إلى السماء في صبلتيم لينتيين عن ذلك أو ليخطفن اهلل : ) ) ذلك حتى قال

( ( .أبصارىم ذا اإلسناد كمو مصرح بسماع رواتو بعضيم من بعض ى

.، وقد أمن بذلك تدليس قتادة فيو

دليل عمى كراىة رفع بصره إلى السماء : وفي الحديث .في صبلتو

من رواية عدة من ) وقد روي ىذا الحديث عن النبي حابة .الص

.وروي النيي عن حذيفة وابن مسعود كان يرفع بصره إلى ) بمغنا أن رسول اهلل : وقال سفيان

الذين ىم في صبلتيم ) السماء في الصبلة ، حتى نزلت فرمى ببصره نحو [ : المؤمنون ) ] خاشعون .مسجده

خشوع المصمي وخفض بصره : والمعنى في كراىة ذلك فإنو واقف بين يدي اهلل ، ونظره إلى محل سجوده ؛

يناجيو ، فينبغي أن يكون خاشعا منكسا رأسو ، مطرقا ) .إلى األرض

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .غضو : وقد تقدم في تفسير الخشوع أن خشوع البصر

نما يكره رفع البصر إلى السماء عبثا ، فأما لحاجة وا .فيجوز

ختيا أسماء إلى السماء في صبلة وقد أشارت عائشة أل .الكسوف

وقد نص أحمد عمى أن من تجشأ في صبلتو فإنو يرفع رأسو إلى السماء ؛ لئبل يتأذى من إلى جانبو برائحة

.جشائو .إنو يغض بصره : -مع رفع رأسو -ولكن ؛ قد يقال

رفع الوجو إلى السماء : وقد سبق عن عمر وابن سابط .د تكبيره اإلحرام عن

ذا رفع رأسو : وزاد ابن سابط .وا :وأما تغميض البصر في الصبلة ، فاختمفوا فيو

أبو حنيفة والثوري والميث : فكرىو األكثرون ، منيم .وأحمد

.ىو من فعل الييود : قال مجاىد

وفي النيي عنو حديث مرفوع ، خرجو ابن عدي ، سناده ضعي .ف وا

.ورخص فيو مالك كان يؤمر إذا كان يكثر االلتفات في : وقال ابن سيرين

.الصبلة أن يغمض عينيو .خرجو عبد الرزاق

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

بلة االلتفات في الص :فيو حديثان

:األول ثنا أشعث بن : األحوص ثنا أبو : حدثنا مسدد - ، عن أبيو ، عن مسروق ، -أبو الشعثاء : ىو -سميم

عن االلتفات ) سألت رسول اهلل : عن عائشة ، قالت

ىو اختبلس يختمسو الشيطان : ) ) فقال : في الصبلة ( ( .من صبلة العبد

:الثاني عن الزىري ، عن ثنا سفيان ،: حدثنا قتيبة -

صمى في خميصة ليا ) عروة ، عن عائشة ، أن النبي شغمتني أعبلم ىذه ، اذىبوا بيا إلى : ) ) أعبلم ، فقال

( ( .أبي جيم ، وأتوني بأنبجانية : أبواب ) ) حديث عائشة في خميصة ، قد سبق في

في( ( الصبلة في الثيات إذا صمى في ثوب ولو أعبلم ونظر إلى : باب ) )

.، وسبق الكبلم عميو مستوفى ( ( عمميا : قال لعائشة ) وبعده حديث أنس ، أن النبي

أميطي عنا قرامك ؛ فإنو ال تزال تصاويره تعرض ) ) ( ( .في صبلتي

وذكرنا أن الحديثين دليبل عمى كراىة أن يصمي إلى ما .يي النظر إليو أو لبسو في الصبلة يم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وأما حديث عائشة الذي خرجو ىاىنا في االلتفات ، فتفرد بو دون مسمم ، وفي إسناده اختبلف عمى أشعث

.بن أبي الشعثاء ، كما فاألكثرون رووه عنو ، كما رواه عنو أبو األحوص

.أسنده البخاري من طريقو وىو الصحيح عنو ، عن أبيو ، عن : قال الدارقطني

:عائشة ، لم يذكر .في إسناده ( ( مسروقا ) )

ورواه إسرائيل ، عن أشعث ، عن أبي عطية اليمداني ، .عن مسروق ، عن عائشة

ي وائل ، عن ورواه مسعر ، عن أشعث ، عن أب .مسروق ، عن عائشة وكميم رفعوه

:ورواه األعمش موقوفا ، واختمف عميو فرواه األكثرون ، عنو ، عن عمارة ، عن أبي عطية ،

.عن عائشة موقوفا

وقال شعبة ، عن األعمش ، عن خيثمة ، عن أبي .عطية ، عن عائشة موقوفا

.تركو مسمم فمم يخرجو -واهلل أعمم -تبلف وليذا االخوفي االلتفات أحاديث أخر متعددة ، ال تخمو أسانيدىا

.من مقال ما روى الزىري ، عن أبي األحوص ، : ومن أجودىا

ال يزال اهلل ) : ) ) قال رسول اهلل : عن أي ذر ، قال تو ما لم يمتفت ، فإذا مقببل عمى العبد وىو في صبل

( ( .التفت انصرف عنو رواه اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة في

( ( .صحيحو ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.إنو غير معروف : وأبو األحوص ، قد قيل وخرج اإلمام أحمد والترمذي وابن خزيمة وابن حبان

في حديث -) يث الحارث ، عن النبي والحاكم من حد إن اهلل ينصب وجيو لوجو عبده ما : ) ) -طويل ذكره

( ( .لم يمتفت ، فإذا صميتم فبل تمتفتوا .وصححو الترمذي

: وروى عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن عطاء فت ؛ إذا صمى أحدكم فبل يمت: سمعت أبا ىريرة يقول

نو يناجيو ، فبل [ ربو ] فإنو يناجي إن ربو أمامو ، وا .يمتفت

يابن آدم ، : ) ) يقول ) وبمغنا أن الرب : قال عطاء ( ( .إلى أين تمتفت ، أنا خير ممن تمتفت إليو

ورواه إبراىيم بن يزيد الخوزي وعمر بن قيس المكي عن أبي ىريرة ، عن عطاء ، -وىما ضعيفان -سندل

.مرفوعا كمو - .قالو العقيمي وغيره : -والموقوف أصح

وكذا رواه طمحة بن عمرو ، عن عطاء ، عن أبي ىريرة : ما التفت عبد في صبلتو قط إال قال اهلل : ، قال ا تمتفت إليو ) ) ( ( .أنا خير لك مم

.ول عطاء ، كما سبق أن ىذا ق : واألشبو ىو اختبلس يختمسو الشيطان من صبلة : ) ) وقولو أن الشيطان يسترق من العبد في : يعني ( ( العبد

صبلتو التفاتو فييا ويختطفو منو اختطافا حتى يدخل عميو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ادة لذلك ، بذلك نقص في صبلتو وخمل ولم يأمره باإلع :فدل عمى أنو نقص ال يوجب اإلعادة وااللتفات نوعان

التفات القمب إلى غير الصبلة ومتعمقاتيا ، : أحدىما وىذا يخل بالخشوع فييا ، وقد سبق ذكر الخشوع في

.الصبلة وحكمو التفات الوجو بالنظر إلى غير ما فيو مصمحة : والثاني

.الصبلة ، والكبلم ىاىنا في ذلك ال يقطع الصبلة إال : روي عن ابن مسعود ، قال و

.االلتفات .خرجو وكيع بإسناد فيو ضعف

يدعى الناس : وروى بإسناد جيد ، عن ابن عمر ، قال : وما المنقوصون ؟ قال : قيل . يوم القيامة المنقوصين

.الذي أحدىم صبلتو في وضوئو والتفاتو متفت في الصبلة فيما يجب عمى الم: -قال ابن المنذر

- : .تنقص صبلتو ، وال إعادة : فقالت طائفة

االلتفات في الصبلة : روي عن عائشة ، أنيا قالت .نقص

.وبو قال سعيد بن جبير .ال يقطع االلتفات الصبلة : وقال عطاء

.وبو قال مالك واألوزاعي وأصحاب الرأي من تأمل من عن يمينو في الصبلة أو : وقال الحكم

.ن شمالو حتى يعرفو فميس لو صبلة ع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.إذا التفت ببدنو كمو تفسد صبلتو : وقال أبو ثور إذا استدبر القبمة استقبل : وروينا عن الحسن ، أنو قال

ن التفت عن يمينو وعن شمالو مضى في صبلتو .، وا .انتيى . والذي قالو الحسن حسن

إذا التفت في الصبلة : قمت ألحمد : المنصور قال ابن وال أعمم أني سمعت فيو حديثا أنو : يعيد الصبلة ؟ قال

.يعيد .كما قال : قال إسحاق

االلتفات الذي ال يبطل أن يموي عنقو ، : وقال أصحابنا فأما إن استدار بصدره بطمت صبلتو ، ألنو ترك

ا إذا استدار استقبال القبمة بمعظم بدنو ، بخبلف م .بوجيو ، فإن معظم بدنو مستقبل لمقبمة

وحكوا عن المالكمية ، أنو ال يبطل بالتفاتو بصدره حتى .يستدبر ، إلحاقا لمصدر عمى الوجو

فأما االلتفات لمصمحة الصبلة ، كالتفات أبي بكر لما

وقد سبق حديثو -صفق الناس خمفو وأكثروا التصفيق .فبل ينقص الصبلة -من نابو شيء في ) : ) ) قول النبي : يدل عميو و

( ( .صبلتو فميسبح ؛ فإنو إذا سبح التفت إليو إلى من صمى خمفو ، لما صمى ) وكذلك التفت النبي

.أيضا -بيم جالسا وصموا وراءه قياما ، وقد سبق ، أنو كان يمتفت في صبلتو ) وقد روي عن النبي

:لمصمحة غير مصمحة الصبلة -ثوب بالصبلة : روى سيل بن الحنظمية ، قال ف

، فجعل رسول اهلل يصمي ، -صبلة الصبح : يعني .وىو يمتفت إلى الشعب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو أبو داود .كان أرسل فارسا إلى الشعب من الميل يحرس : وقال

والحاكم ( ( صحيحو ) ) وخرجو ابن خزيمة في . وصححو

.وىذا فيو جمع بين الصبلة والجياد إني ألجيز جيشي وأنا : قول عمر : ومن ىذا المعنى

.في الصبلة .، أنو كان يمحظ في صبلتو ) وقد روي عن النبي

فروى الفضل بن موسى ، عن عبد اهلل بن سعيد بن أبي ىند ، عن ثور بن زيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ،

يمينا وشماال ، وال يموي عنقو كان يمحظ ) أن النبي .خمف ظيرة

.خرجو اإلمام أحمد والنسائي والترمذي غريب ثم خرجو من طريق وكيع ، عن عبد اهلل : وقال

بن سعيد بن أبي ىند ، عن بعض أصحاب عكرمة ، أن .فذكر نحوه -كان يمحظ في الصبلة ) النبي

( ( .سننو ) ) وخرجو أبو داود في بعض نسخ .خرجو من طريق رجل ، عن عكرمة ثم

.ىو أصح : وقال

: وأنكر الدارقطني وصل الحديث إنكارا شديدا ، وقال .ىو مرسل مندل ، عن الشيباني عن ابن -أيضا -وقد رواه

إذا صمى يبلحظ يمينا ) كان رسول اهلل : عباس ، قال .وشماال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.بن عدي خرجو ا .ومندل ، ضعيف

كان ) وروى الزىري ، عن سعيد بن المسيب ، أن النبي .يممح في الصبلة ، وال يمتفت

.خرجو ابن أبي شيبة بإسناد فيو جيالة ، وىو مرسل وقد وصمو بعضيم ، وأنكر ذلك اإلمام أحمد ، وضعف

.عن رجل ، عن سعيد : إنما ىو : إسناده ، وقال .عمى االلتفات لمصمحة -إن صح -وقد يحمل ىذا

قدمنا عمى : وقد روى عن عمي بن شيبان الحنفي ، قال وصمينا معو ، فممح بمؤخر عينو رجبل ال يقيم ) النبي

ال صبلة : ) ) صمبو في الركوع وال في السجود فقال ( ( .لمن ال يقيم صمبو

.خرجو اإلمام أحمد وابن حبان وابن ماجو في الصبلة يمينا وشماال عن طائفة وقد روي االلتفات

من السمف ، منيم أنس والنخعي وعبد اهلل بن معقل بن .مقرن

وروى مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنو كان ال .يمتفت في صبلتو حتى يقضييما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وعن أبي جعفر القارئ ، قال كنت أصمي وابن عمر . أعمم فالتفت ، فغمزني ورائي ، وال

قيل البن : وروى حميد ، عن معاوية بن قرة ، قال

إن الزبير إذا صمى لم يقل ىكذا وال ىكذا ؟ : عمر .لكنا نقول كذا وكذا : قال

.ونكون مثل الناس : وفي رواية .وقد رويت الرخصة في االلتفات في النافمة

فخرج الترمذي في حديث عمي بن زيد ، عن ابن) : قال لي رسول اهلل : المسيب ، عن أنس ، قال

يابني ، إياك وااللتفات في الصبلة ؛ فإن االلتفات ) ) بلة في الص

ىمكة ، فإن كان ال بد ففي التطوع ، ال في ( ( .الفريضة

.حديث حسن : وقال أنو ذاكر بو البخاري ، ( ( : كتاب العمل ) ) وذكر في

.بن المسيب عن أنس شيئا فمم يعرفو ، ولم يعرف ال .وقد روي عن أنس من وجوه أخر ، وقد ضعفت كميا

وخرج الطبراني نحوه بإسناد ضعيف ، عن أبي الدرداء .مرفوعا

.أيضا -واليصح إسناده

.إسناده مضطرب ، ال يثبت : قال الدار قطني .أعمم ) واهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب - يمتفت ألمر ينزل بو ىل

أو يرى شيئا أو بصاقا في القبمة ؟ ) .التفت أبو بكر ، فرأى النبي : وقال سيل

حديث سيل ، قد سبق بتمامو في التفات أبي بكر لما .، وأكثر الناس التصفيق خمف أبي بكر ) جاء النبي

:خرج فيو حديثين :أحدىما

:قال ث ، عن نافع ، عن ابن ثنالي: حدثنا قتيبة -

نخامة قبمة المسجد ، وىو ) رأى النبي : عمر ، أنو قال

: يصمى بين يدي الناس فحتيا ، ثم قال حين أنصرف إن أحدكم إذا كان في الصبلة ، فإن اهلل قبل وجيو ) )

، فبل يتنخمن أحد قبل وجيو في ( ( .الصبلة

.رواه موسى بن عقبة وابن أبي رواد ، عن نافع ىذا الحديث ، قد خرجو البخاري في مواضع أخر من

.طريق مالك وجويرية ابن أسماء ، عن نافع رآىا في حال ) أن النبي : ومراده بتخريجو ىاىنا

صبلتو ، كما في رواية الميث التي خرجيا ىاىنا ، وذكر .أنو تابعو عمى ذلك موسى بن عقبة وابن أبي رواد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وقد خرج مسمم حديث موسى ، إال أنو لم يتم لفظو رأى ) وقد رواه أيوب ، عن نافع ، وذكر فيو أن النبي

.النخامة وىو يخطب

.خرجو أبو داود وظاىر رواية الميث يدل عمى أنو حتيا وىو في

.الصبلة .أنو حتيا حين فرغ من الصبلة : وقد روى

ية عبد العزيز بن أبي رواد ، خرجو اإلمام أحمد من روا، ) صمى رسول اهلل : عن نافع ، عن ابن عمر ، قال

إن أحدكم : ) ) فرأى نخامة ، فمما قضى صبلتو قال ن اهلل تبارك إذا صمى في المسجد فإنو يناجي ربو ، وا وتعالى يستقبمو بوجيو ، فبل يتنخمن أحدكم في القبمة ،

و ، ثم دعا بخموق ثم دعا بعود فحك( ( وال عن يمينو .فخضبو

.فيذه رواية ابن أبي رواد التي أشار إلييا البخاري ] . . . . . [وأما رواية موسى بن عقبة

وبكل حال ؛ فميس في الحديث دليل عمى االلتفات في الصبلة ، إنما فيو دليل عمى جواز نظر المصمي إلى كما قبمتو ، ورؤيتو ما فييا ، وأن ذلك ال ينافي الخشوع

يحكى عن بعضيم ، وأنو ال يكره لممصمي أن ينظر في

قيامو إلى ما بين يديو ، ويزيد رفع بصره عن محل .سجوده

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وأما حديث سيل المتقدم ، ففيو جواز التفات المصمي في صبلتو ألمر يعرض لو في صبلتو ، وال سيما إذا

) : بيح ونحوه ؛ وليذا قال النبي نبيو المأمومون بالتس ( ( .فإنو إذا سبح بو التفت ) )

في ) قول النبي ( ( المساجد : أبواب ) ) وقد سبق في إنو يبزق عن يساره ، أو تحت : ) ) المصمي

( ( .قدمو وبصاقو يساره إنما يكون بنوع من االلتفات يسير ، ولكنو

.لمصمحة الصبلة ؛ فمذلك أمر بو :الثاني الحديث

حدثنا يحيى بن بكير ثنا الميث ، عن عقيل ، -

بينما : أخبرني أنس بن مالك ، قال : عن ابن شياب المسممون في صبلة الفجر ، لم يفجأىم إال رسول اهلل

كشف ستر حجرة عائشة ، فنظر إلييم وىم صفوف ، ) فتبسم يضحك ، ونكص أبو بكر عمى عقبيو ، ليصل

ريد الخروج ، وىم المسممون أن الصف ، فظن أنو ي يفتتنوا في

صبلتيم ، فأشار إلييم أن أتموا صبلتكم ، وأرخى الستر ) .، وتوفي في آخر ذلك اليوم

.أيضا -قد تقدم ىذا الحديث أن أبا بكر ومن كان : والمقصود منو في ىذا الباب

حين كشف ستر ) خمفو في صبلة الفجر رأوا النبي وا أنو خارج لمصبلة ، حتى نكص حجرة عائشة ، وظن

أبو بكر عمى عقبيو ، ليصل إلى الصف ؛ ألجل النبي .، حتى يجيء فيقوم مقامو في اإلمامة )

(/)

"""""" صفحة رقم """""" نما يكون نظرىم إليو في الصبلة بنوع من االلتفات ، وا فإن حجرة عن يسار المسجد ، ليست في قبمتو ، عمى

أن أتموا صبلتكم ) فى ، وقد أشار إلييم النبي ما ال يخ، ولم ينييم عن نظرىم إليو فدل عمى جواز التفات

المصمى التفاتا يسيرا يتعمق بالصبلة ، فإنو غير منيي .عنو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

وجوب القراءة لئلمام والمأموم في الصموات كميا ، وما يجير فييا وما يخافتفي الحضر والسفر

: قد ذكرنا ىذا الباب بكمالو عند تفسير قولو تعالى ذا قرئ القرآن فاستمعوا لو وأنصتوا ) : األعراف ) ] وا

في آخر سورة األعراف ، فأغنى عن إعادتو [

.ىنا .وهلل الحمد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ببا -

القراءة في الظير :فيو ثبلثة أحاديث

:األول ثنا أبو عوانة ، عن عبد : حدثنا أبو النعمان -

قال : الممك بن عمير ، عن جابر ابن سمرة ، قال ، صبلة ) قد كنت أصمي بيم صبلة رسول اهلل : سعد

العشي ، ال أخرم عنيا ، أركد في األوليين ، وأحذف في .ذلك الظن بك : قال عمر . األخريين

ىي صبلة الظير والعصر ، ألن العشي : صبلة العشي .ىو ما بعد الزوال

وركوده في األوليين وتطويمو ، إنما ىو لطول القراءة ، .وقد خالف ابن عباس في ذلك

وقد خرج البخاري فيما بعد من حديث أيوب ، عن فيما أمر ، ) قرأ النبي : عكرمة ، عن ابن عباس ، قال

[ : مريم ) ] وما كان ربك نسيا ) سكت فيما أمر و لقد كان لكم في رسول المو أسوة حسنة ) و

[ . : األحزاب ) ] لم ) فيذا يدل عمى أن ابن عباس كان يرى أن النبي

.يكن يقرأ في صبلة الظير والعصر شيئا ى أنو لم يكن يجير وقد تأولو اإلسماعيمي وغيره عم

بالقراءة ، بل يقرأ سرا وىذا اليصح ؛ فإن قراءة السر .التسمى سكوتا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وقد روي عن ابن عباس التصريح بخبلف بذلك

وخرج اإلمام أحمد حديث أيوب ، عن عكرمة بزيادة في صر أولو ، وىي لم يكن ابن عباس يقرأ في الظير والع

.وذكر الحديث -وخرج اإلمام أحمد وأبو داود من حديث موسى بن

ثنا عبد اهلل بن: سالم دخمت عمى ابن عباس في شباب من : عبيد اهلل ، قال

أكان : سل ابن عباس : بني ىاشم ، فقمنا لشاب منا قيل . ال : يقرأ في الظير والعصر ؟ قال ) رسول اهلل

خمشا ، ىذه شر : فقال فمعمو كان يقرأ في نفسو: لو وذكر -من األولى ، وكان عبدا مأمورا بمغ ما أرسل بو

.الحديث وخرج اإلمام أحمد من رواية أبي يزيد ، عن عكرمة ،

: قيل لو : عن ابن عباس نحو حديث أيوب ، وزاد أيتيم : فمعمو كان يقرأ في نفسو ، فغضب منيم وقال

، عن شعبة مولى ؟ وروى ابن أبي ذئب ) رسول اهلل ابن عباس ، عن ابن عباس ، أنو سئل أفي الظير

ىذا ؟ ) ال قيل لو عن رسول اهلل : والعصر قراءة ؟ قال

لو قرأ عمم ذلك ) إن رسول اهلل : ال ، ثم قال : قال .الناس

من طريق -أيضا -وخرج اإلمام أحمد وأبو داود ال أدري: حصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال

يقرأ في الظير) أكان رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

والعصر ، أم ال ؟وىذه الرواية تقتضي أنو شك في ذلك ، ولم يجزم فيو

.بشيء وخرج اإلمام أحمد من رواية الحسن العرني ، عن ابن

يقرأ في الظير ) ما أدري أكان رسول اهلل : عباس ، قال .، ولكنا نقرأ والعصر ، أم ال

.الحسن العرني ، لم يسمع من ابن عباس ىو -وروى موسى بن عبد العزيز القنباري ، عن الحكم

عن -ابن أبان لم أسمع رسول اهلل : عكرمة ، عن ابن عباس ، قال

) .قرأ في الظير والعصر ، ولم يأمرنا بو ، وقد بمغ ) كان ) قد روي عن ابن عباس من وجو آخر ، أن النبي

.يقرأ ، ولكن في إسناده ضعف من طريق ( ( كتاب الصبلة ) ) خرجو أبو داود في

سفيان ، عن زيد العمي ، عن أبي العالية ، عن ابن رسول اهلل ) عباس ، قال رمق أصحاب رسول اهلل

تنزيل ) فحزروا قراءتو في الظير والعصر ، بقدر ) ،[ : السجدة ) ]

سفيان إال يزيد بن ىارون ، ولم لم يسنده عن : وقال نسمعو من أحد إال من الحسن بن منصور ، وذكرتو

.حديث غريب : فأعجب بو ، وقال : ألبي .وزيد العمي ، متكمم فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" :الحديث الثاني

ثنا شيبان ، عن يحيى ، عن : ثنا أبو نعيم - كان النبي : ، عن أبيو ، قال عبد اهلل بن أبي قتادة

يقرأ في الركعتين األوليين من صبلة الظير بفاتحة ) الكتاب وسورتين ، يطول في األولى ويقصر في الثانية ، ويسمع اآلية أحيانا ، وكان يقرأ في العصر بفاتحة

في األولى ، وكان ] الكتاب وسورتين ، وكان يطول الصبح ، ويقصر في الركعة األولى من صبلة[ يطول

.في الثانية دليل عمى استحباب القراءة في : في ىذا الحديث

الركعتين األوليين من صبلة الظير والعصر بسورة سورة مع الفاتحة ، وىذا متفق عمى استحبابو بين العمماء ،

.وفي وجوبو خبلف سبق ذكره كانت القراءة بسورة تامة ، وىذا ىو ) أن النبي : وفيو -ل باالتفاق ؛ فأن قرأ السورة في ركعتين لم يكره األفض: الزىري : قال . وقد فعمو أبو بكر الصديق -أيضا

أخبرني أنس ، أن أبا بكر صمى بيم صبلة الفجر ، فافتتح بيم سورة البقرة ، فقرأىا في ركعتين ، فمما سمم

ما كنت تفرغ حتى تطمع : قام إليو عمر ، فقال .لو طمعت أللفتنا غير غافمين :قال . الشمس

ورخص فيو سعيد بن جبير وقتادة وأحمد ، وال نعمم فيو خبلفا إال رواية عن

باألعراف في ) وسيأتي حديث قراءة النبي . مالك عن ( ( صحيح مسمم ) ) وفي . ركعتين من المغرب

صمى بيم صبلة الفجر ) عبد اهلل بن السائب ، أن النبي المؤمنين ، حتى أتى عميو ذكر موسى فافتتح بسورة

وىارون

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.فأخذتو سعمة فركع وكذلك لو قرأ في ركعة بسورة وفي أخرى ببعض سورة ،

.وقد روي عن عمر وابن مسعود ن قرأ في الركعتين ببعض سورة إما في أوائميا ، أو : وا خبلف عن أحمد ، أواسطيا ، أو أواخرىا ففي كراىتو

؛ فإن البخاري -) إن شاء اهلل -وسنذكره فيما بعد .أشار إلى ىذه المسائل

وليس في حديث أبي قتادة تعيين السورتين المقروء بيما في الظير والعصر ، وقد ورد تعيين السور ، وتقدير

.قراءتو في أحاديث أخر كنا : فخرج مسمم من حديث أبي سعيد الخدري ، قال

نحزر قيام رسول اهلل ، في الظير والعصر ، فحزرنا ألم) قيامو في الركعتين األوليين من الظير قدر قراءة

السجدة ، وحزرنا قيامو في األخريين قدر ) تنزيل النصف من ذلك ، وحزرنا قيامو في الركعتين األوليين من العصر قدر قيامو من األخريين في الظير ، وفي

.من العصر عمى النصف من ذلك األخريين كان يقرأ في صبلة الظير في : وفي رواية لو أيضا

الركعتين األوليين في كل ركعة قدر ثبلثين آية ، وفي

نصف ذلك : أو قال -األخريين قدر خمس عشرة آية وفي العصر في الركعتين األوليين في كل ركعة قدر -

.قدر نصف ذلك قراءة خمس عشرة ، وفي األخريين: وخرجو اإلمام أحمد وابن ماجو عن أبي سعيد ، قال

تعالوا : ، فقالوا ) اجتمع ثبلثون من أصحاب رسول اهلل فيما لم) حتى نقيس قراءة النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يجير بو من الصبلة ، فما اختمف منيم رجبلن ، فقاسوا ولى من الظير بقدر ثبلثين آية ، قراءتو في الركعة األ

وفي الركعة األخرى بقدر النصف من ذلك ، وقاسوا ذلك في صبلة العصر عمى قدر النصف من الركعتين

.األخريين من الظير .زيد العمي ، وفيو مقال : وفي إسناده من حديث جابر بن سمرة ، -أيضا -وخرج مسمم

أ في الظير بالميل إذا يغشى ، يقر ) كان رسول اهلل : قال .، وفي العصر نحو ذلك ، وفي الصبح أطول من ذلك

سبح اسم ربك ) كان يقرأ في الظير : وفي رواية ) .األعمى

كان يقرأ : وخرجو أبو داود والترمذي والنسائي ، وعندىم في الظير والعصر بالسماء ذات البروج ، والسماء

.وشبييا والطارق ،وقد سبق حديث عمران بن حصين ، أن النبي ، صمى

أيكم قرأ خمفي ب : ) ) بيم الظير والعصر ، ثم قال .أنا : قال رجل ( ( ؟ ) سبح اسم ربك األعمى )

( ( .قد عممت أن بعضكم خالجنييا : ) ) قال .أيضا -خرجو مسمم

البراء بن عازب ، وخرج النسائي وابن ماجو من حديث يصمي بنا الظير ، فنسمع منو ) كان رسول اهلل : قال

.اآلية بعد اآلية من سورة لقمان والذاريات وخرج النسائي من حديث أنس ، أنو صمى بيم الظير ،

إني: قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

صبلة الظير فقرأ لنا بياتيين ) صميت مع رسول اهلل و ) سبح اسم ربك األعمى : ) وررتين في الظير الس ) .ىل أتاك حديث الغاشية )

أن عمر كتب إلى أبي موسى -تعميقا -وذكر الترمذي .، يأمره أن يقرأ بأوساط المفصل

.وىو قول طائفة من أصحابنا لكنو . الظير تعدل في القراءة بالعشاء : وقال إسحاق

.إن الظير يقرأ فييا بنحو الثبلثين آية : ول يقيدل : وحديث جابر بن سمرة الذي خرجو مسمم كما تقدم

.عمى أن قراءة الظير أقصر من قراءة الصبح يقرأ في الظير بطوال المفصل كالصبح ، : وقال طائفة

وىو قول الثوري والشافعي وطائفة من أصحابنا ، لكنو ( ( لكبير جامعو ا) ) كالقاضي أبي يعمي في

.خصو بالركعة األولى من الظير وروى وكيع بإسناده ، عن عمر ، أنو قرأ في الظير ب

) .والذاريات ) ) ق ) وعن عبد اهلل بن عمرو ، أنو قرأ في الظير ب

) .كييعص ) وروى حرب بإسناده ، عن ابن عمر ، أنو كان يقرأ في

)ق ) الظير ب ) .والذاريات )

) .والنازعات ) ) ق ) ب : ابن جرير ، وعنده وخرجو ) .ق ) وكان عمر يقرأ ب : قال

وروى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

و [ : محمد ) ] الذين كفروا ) كان يقرأ في الظير ب

[ . : الفتح ) ] ك إنا فتحنا ل ) : وممن رأي استحباب القراءة في الظير بقدر ثبلثين آية

سحاق .إبراىيم النخعي والثوري وأحمد بن حنبل وا سحاق كانوا يستحبون أن يقرأوا في : وقال الثوري وا

الظير قدر ثبلثين في الركعة األولى ، وفي الثانية .أو أكثر : زاد إسحاق -بنصفيا

أحمد وفعمو يدل عمى أن المستحب أن يقرأ وظاىر كبلم في الصبح والظير في الركعة األولى من طوال المفصل

.، وفي الثانية من وسطو إذا ) وروي عن خباب بن األرت ، أنو قرأ في الظير ب

[ . : الزلزلة ) ] زلزلت الوجو في اختبلف األحاديث في : قال أبو بكر األثرم

ير أنو كمو جائز ، وأحسنو استعمال طول القراءة في الظالقراءة في الصيف ، وطول األيام ، واستعمال التقصير

في القراءة في الشتاء وقصر األيام ، وفي األسفار ، .انتيى . وذلك كمو معمول بو

ومن الناس من حمل اختبلف األحاديث في قدر القراءة

فإذا عمم كان يراعي أحوال المأمومين ، ) عمى أن النبي أنيم يؤثرون التطويل طول ، أو التخفيف خفف ، وكذلك إذا عرض لو في صبلتو ما يقتضي التخفيف ، مثل أن

.يسمع بكاء صبي مع أمو ، ونحو ذلك يطول الركعة األولى عمى : وفي حديث أبي قتادة

.الثانية وقد ذىب إلى القول بظاىره في استحباب تطويل الركعة

ما بعدىا من جميع الصوات طائفة من األولى عمى سحاق ومحمد بن : العمماء ، منيم الثوري وأحمد وا

الحسن ، وطائفة من أصحاب الشافعي ، وروى عن . -) -عمر

وقد خرج اإلمام أحمد وأبو داود حديث أبي قتادة ، وزاد فظننا أنو: فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .الناس الركعة األولى يريد بذلك أن يدرك

لقد : وخرج مسمم من حديث أبي سعيد الخدري ، قال كانت صبلة الظير

تقام ، فيذىب الذاىب إلى البقيع فيقضي حاجتو ، ثم في الركعة األولى ؛ مما ) يتوضأ ، ثم يأتي ورسول اهلل

.يطوليا وقد سبق حديث أبي سعيد الذي خرجو مسمم ، أن

انت عمى النصف من قراءتو في قراءتو في الثانية ك .األولى

وخرج اإلمام أحمد من حديث شير بن حوشب ، عن كان يسوي بين األربع ) أبي مالك األشعري ، أن النبي

ركعات في القراءة والقيام ويجعل الركعة األولى ىي .أطولين ، لكي يثوب الناس ال يطيل سوى الركعة من : وقال أبو حنيفة وأبو يوسف

ر ؛ ألنو وقت غفمة ونوم ، ويسوي بين الركعات في الفج .سائر الصموات

يسوى بين الركعتين األولتين في : وقال مالك والشافعي أركد ( : ) ) سعد ) جميع الصموات واستدل لذلك بقول

، وليس بصريح وال ظاىر في التسوية ( ( في األوليين .بينيما

حزروا قيام بحديث أبي سعيد ، أنيم -واستدل أيضا في الظير في الركعتين األوليين قدر قراءة ) النبي

.ثبلثين آية ، وقد سبق أن قيامو في الثانية : ولكن في رواية أحمد وابن ماجو

كان عمى النصف من ذلك ، وىذه الرواية توافق أكثر .األحاديث الصحيحة ، فيي أولى

و ( ( سبح ) : ) ) واستدل ليم بقراءة النبي ( (الجمعة ) ) و ( ( الغاشية ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىل ) ) و ( ( تنزيل السجدة ) ) و ( ( المنافقين ) ) و

، ىي سور ( ( اقتربت ) ) و ( ( ق ) ) و ( ( أتى .متقاربة

وأما تطويل الركعة الثالثة عمى الرابعة ، فاألكثرون عمى ، ومن الشافعية من نقل االتفاق عميو ، أنو ال يستحب

.ومنيم من حكى ألصحابيم فيو وجيين وىذا إنما يتفرع عمى أحد قولي الشافعي باستحباب

.القراءة في األخريين بسور مع الفاتحة وقد خرج البزار والبييقي من حديث عبد اهلل بن أبي

كان : أوفي ، قال ن الظير ، فبل يزال يطيل الركعة األولى م) رسول اهلل

يقرأ قائما ما دام يسمع خفق نعال القوم ، ويجعل الركعة الثانية أقصر من األولى ، والثالثة أقصر من الثانية ، والرابعة أقصر من الثالثة وذكر مثل ذلك في صبلة

أبو إسحاق الحميسي ، : العصر والمغرب وفي إسناده .ضعفوه

بإسناد أجود ( ( مسنده ) )وقد خرجو بقي بن مخمد في من ىذا ، لكن ذكر أبو حاتم الرازي أن فيو انقطاعا ،

ويجعل الثانية أقصر من األولى ، : ولفظو في الظير والثالثة أقصر من الثانية ، والرابعة كذلك ، وقال في

يطيل في األولى ، ويقصر الثانية والثالثة : العصر طيل في األولى ، ي: وقال في المغرب . والرابعة كذلك

.ويقصر في الثانية والثالثة .وىذا المفظ ال يدل عمى تقصير الرابعة عن الثالثة

مما يحقق أنو ( ( ويسمعنا اآلية أحيانا : ) ) وقولو كان يقرأ في الظير والعصر ، ويأتي بقية الكبلم عمى )

.إن شاء اهلل تعالى -ذلك فيما بعد

(/)

"""""" رقم صفحة """"""

:الحديث الثالث : -ابن حفص بن غياث : ىو -حدثنا عمر -

حدثني عمارة ، عن أبي معمر : ثنا األعمش : ثنا أبي يقرأ في الظير ) أكان النبي : سألنا خبابا : ، قال

بأي شيء كنتم تعرفون : نعم قمنا : والعصر ؟ ، قال .باضطراب لحيتو : ذلك ؟ قال

.بحركة شعر لحيتو : يعني .ىكذا رواه جماعة عن األعمش

.بتحريك لحيتو : ورواه بعضيم عنو ، قال باضطراب : ورواه أبو معاوية ، عن األعمش ، فقال

.بيائين تثنية لحي ، وىو عظم الفك -لحييو وقد كان غير واحد من الصحابة يستدل بمثل ىذا عمى

.ار في صبلة الني) قراءة النبي وروى سفيان ، عن أبي الزعراء ، عن أبي األحوص ،

عن بعض أصحاب النبيفي الظير بتحريك ) كانت تعرف قراءة النبي : ، قال )

.لحيتو .خرجو اإلمام أحمد

من رواية كثير بن زيد ، عن المطمب -أيضا -وخرج تماروا في القراءة في الظير : بن عبد اهلل ، قال

سموا إلى خارجو بن زيد ،والعصر ، فأر

يطيل القيام ، ) أو كان النبي -قام : قال أبي : فقال ويحرك شفتيو ، فقد أعمم ذلك لم يكن إال بقراءة ، فأنا

.أفعمو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

دليل عمى أن قراءة السر تكون : وفي ىذه األحاديث تحرك شعر المحية ، بتحريك المسان والشفتين وبذلك ي

وىذا القدر البد منو في القراءة والذكر وغيرىما من .الكبلم

فأما إسماع نفسو فاشترطو الشافعي وبعض الحنفية .وكثير من أصحابنا

ال يشترط ، بل يكفي تصوير الحروف ، : وقال الثوري .وىو قول الحرقي من الحنفية ، وظاىر كبلم أحمد

كم يرفع صوتو بالقراءة ؟ : حمد قيل أل: قال أبو داود .من أسمع أذنية فمم يخافت : قال ابن مسعود : فقال

فيذا يدل عمى أن إسماع األذنين جير ، فيكون السر .دونو

القراءة التي : وكذا قال ابن أبي موسى من أصحابنا يسرىا في الصبلة يتحرك المسان والشفتان بالتكمم بالقرآن

.نفسو ومن يميو ، فأما الجير فيسمع

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

القراءة في العصرثنا سفيان ، عن : حدثنا محمد بن يوسف -

األعمش ، عن عمارة ابن عمير ، عن أبي معمر ، يقرأ في ) أكان رسول اهلل : قمنا لخباب بن األرت : قال

شيء كنتم بأي: قمت . نعم : الظير والعصر ؟ قال .باضطراب لحيتو : تعممون قراءتو ؟ قال

حدثنا مكي بن إبراىيم ، عن ىشام ، عن يحيى -

: بن كثير ، عن عبد اهلل بن أبي قتادة ، عن أبيو ، قال من الظير ( األوليين ) يقرأ في الركعتين ) كان النبي

، ويسمعنا اآلية ( سورة ) والعصر بفاتحو الكتاب وسورة .حيانا أ

.ىذان الحديثان سبقا في الباب الماضي .القراءة في صبلة العصر : والمقصود منيما ىاىنا

وقد ذكرنا حديث أبي سعيد الخدري الذي خرجو مسمم ، أن قيامو في الركعتين األوليين من صبلة العصر : وفيو

.كان عمى قدر قيامو في األخريين من الظير .عشرة آية أنو قدر خمس: وفي رواية

أن قيامو في صبلة العصر عمى : وفي رواية ابن ماجو .قدر النصف من الركعتين األخريين من الظير

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:واختمف العمماء في القراءة في العصر

:العصر مثل المغرب في القراءة : فقال النخعي .أن قراءتيا تخفف : يعني

تضاعف الظير عمى العصر أربعة : وعنو قال .أضعاف

إنيا كقراءة المغرب : وكذا قال الثوري في قراءة العصر .بقصار المفصل

الظير يعدل في القراءة بالعشاء ، : وقال إسحاق .والعصر تعدل المغرب

.أنو يقرأ فييا بقصار المفصل : يعني وسياتي في الباب الذي بعده في تقصير العصر حديث

.فوع مر قراءة العصر عمى نصف قراءة الظير ، : وقالت طائفة

وقراءة الظير نحو ثبلثين آية ، ونص عمى ذلك اإلمام .أحمد ، واحتج بحديث أبي سعيد الخدري

يقرأ في الصبح بطوال المفصل : وقال أصحاب الشافعي كالحجرات والواقعة ، وفي الظير بقريب من ذلك ، وفي

بأوساط المفصل ، وفي المغرب بقصاره العصر والعشاء

.وإلن خالف وقرأ بالطول أو القصر جاز يسوى بين قراءة الظير والعصر ، روي : وقالت طائفة

ذلك عن أنس بن مالك ، وروي عن ابن عمر من وجو .ضيعف

: وحديث جابر بن سمرة الذي خرجو مسمم يشيد لذلك إذا يغشى ، وفي كان يقرأ في الظير بالميل) أن النبي

.العصر نحو ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

القراءة في المغرب :فيو حديثان

:األول أنا مالك ، عن ابن : حدثنا عبد اهلل بن يوسف -

شياب ، عن عبيد اهلل ابن عبد اهلل بن عتبة ، عن ابن

:وىو يقرأ إن أم الفضل سمعتو : عباس ، أنو قال يابني لقد ذكرتني : ، فقالت ) والمرسبلت عرفا )

بقراءتك ىذه السورة ، إنيا آلخر ما سمعت من رسول .يقرأ بيا في المغرب ) اهلل

وخرجو مسمم من طريق مالك وسفيان ومعمر وصالح بن .كيسان ، كميم عن الزىري بنحوه

ى قبضو ثم ما صمى بعد حت: وزاد صالح في حديثو .اهلل

.ما صمى بعدىا إماما بالناس -واهلل أعمم -والمراد وخرجو الترمذي من حديث ابن إسحاق ، عن الزىري ،

وىو عاصب رأسو ) خرج إلينا رسول اهلل : قال : ولفظو في مرضو ، فصمى المغرب ، ثم قرا بالمرسبلت ، فما

.صمى بيا بعد حتى لقي اهلل رواية أسامة بن زيد ، عن الزىري ، وخرجو الطبراني من

، عن أم الفضل ، -كريب : وىو -عن أبي رشدين صمى : أنيا كانت إذا سمعت أحدا يقرأ بالمرسبلت قالت

، قرأ في المغرب بالمرسبلت ،) لنا رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ثم يصل لنا عشاء حتى قبضو اهلل معنى أنو لم يصل ليم بعدىا صبلة وىذا يبين أن ال

في ىذا ( ( عن كريب : ) ) المغرب إماما ولكن قولو .عبد اهلل ابن عباس : اإلسناد وىم ، إنما ىو

وخرج النسائي من حديث موسى بن داود ، عن عبد العزيز الماجشون ، عن حميد ، عن أنس ، عن أم

مغرب في بيتو ال) صمى بنا رسول اهلل : الفضل ، قالت ، فقرأ بالمرسبلت ، ما صمى بعدىا صبلة حتى قبض

) .اهلل روحو وىذا اإلسناد كميم ثقات ، إال أنو معمول ، فإن

الماجشون روى ، عن حميد ، عن أنس أن النبي : صمى في ثوب واحد ، ثم قال الماجشون عقب ذلك )

فذكر ىذا الحديث ، فوىم فيو -وذكر لي عن أم الفضل

: -ن دواد ، فساقو كمو عن حميد ، عن أنس موسى ب .ذكر ذلك أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان

.الحديث الثاني حدثنا أبو عصام ، عن ابن جريح ، عن ابن -

أبي مميكة ، عن عروة بن الزبير ، عن مروان بن الحكم ما لك تقرأ في المغرب : قال لي زيد بن ثابت : ، قال

يقرأ بطولي ) ل ، وقد سمعت رسول اهلل بقصار المفص الطوليين ؟

.تثنية الطولى : وزنو فعمى ، والطوليين : طولى فإنيا أطول من : إنو ىاىنا أراد األعراف : ويقال

.ذكره الخطابي : _ صاحبتيا األنعام

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

-وخرج أبو داود ىدا الحديث من طريق ابن جريح : ، وزاد فيو ( ( بقصار المفصل ) ) ، وعنده -أيضا

األعراف : وما طولى الطوليين ؟ قال : قمت : قال فسألت ابن أبي ممكية ، فقال لي من قبل نفسو : قال

.المائدة واألعراف بقصار السور ، : ، وعنده -أيضا -وخرجو النسائي

د اهلل ، ما يا أبا عب: بأطول الطوليين ، قمت : وعنده .األعراف : أطول الطوليين ؟ قال

.وىذا يدل عمى أن المسئول والمخبر ىو عروة ثم خرجو من طريق شعيب بن أبي حمزة ، عن ىشام بن

قرأ في ) عروة ، عن أبيو عن عائشة ، أن رسول اهلل .صبلة المغرب األعراف ، فرقيا في ركعتين

أنو سمع عروة من طريق أبي األسود -أيضا -وخرجو : بن الزبير يحدث ، عن زيد بن ثابت ، قال لمروان

إنا ) و ) قل ىو المو أحد ) أتقرأ في المغرب ب أعطيناك فمحموفة ، لقد رأيت رسول : قال . نعم : ؟ قال ) الكوثر

) .المص ) يقرأ فييا بأطول الطوليين ) اهلل :من االختبلف في إسناده فيذا ثبلثة أنواع

عروة ، عن مروان ، وىي رواية ابن أبي مميكة : أحدىا .عنو

وىذا أصح الروايات عند البخاري ، وكذلك خرجو في ونقل عنو ذلك الترمذي في ( ( صحيحو ) ) صريحا ، ووافقو الدارقطني في ( ( عممو ) ) ( ( .العمل ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عروة ، عن عائشة ، وىي رواية شعيب بن : والثاني .أبي حمزة ، عن ىشام ، عن أبيو

.إنو خطأ : وقد قال أبو حاتم الرازي من غير واسطة ، وىي -عروة ، عن زيد : والثالث

.رواية أبي األسود ، عن عروة وكذلك رواه جماعة عن ىشام بن عروة ، عن أبيو ، عن

يحيى القطان والميث بن سعد وحماد بن : زيد ، منيم

.سممة وغيرىم وصحح ذلك ابن حبان ، ورجحو الدارقطني في جزء لو

" .صحيح البخاري " مفرد عمقو عمى أحاديث عمميا من .وقد اختمف في إسناده عن ىشام بن عروة

.عنو ، عن أبيو ، عن عائشة : فقيل .عنو ، عن أبيو ، عن زيد بن ثابت : وقيل .عنو ، عن أبيو ، عن أبي أيوب وزيد معا : وقيل -أو زيد -عنو ، عن أبيو ، عن أبي أيوب : وقيل

بالشك في ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قالو البخاري ، حكاه : -وىو الصحيح عن ىشام -أيضا -، وقالو ( ( عممو ) ) الترمذي عنو في كان ىشام يشك في : وقاال ( (عممو ) ) الدارقطني في

.إسناده

عن ىشام ، عن أبيو ، عن مروان : وقال ابن أبي الزناد .، عن زيد

.خرجو اإلمام أحمد من طريقو .وىذا موافق لقول ابن أبي مميكة ، عن عروة

.مرسبل -وروي عن ىشام ، عن أبيو : سورة األنفال ، بدل : عن ىشام : وفي رواية .األعراف

عل مسمما أعرض عن تخريج ىذا الحديث الضطراب ولفي ( ( مروان ) ) إسناده ؛ وألن الصحيح عنده إدخال

. إسناده ، وىو ال يخرج لو استقبلال ، وال يحتج بروايتو .أعمم ) واهلل

في ) وسيأتي حديث جبير بن مطعم في قراءة النبي إن شاء -المغرب بالطور ، في الباب الذي يمي ىذا

) .هلل ا :وقد اختمف في القراءة في المغرب

فذىبت طائفة من السمف إلى تطويميا ، وقد سبق عن زيد بن ثابت أنو أنكر عمى مروان القراءة فييا بقصار

.المفصل ) .يس ) وروي عن ابن عمر ، أنو كان يقرأ فييا ب

.وروى عنو مرفوعا ( ( .و عمم) ) ذكره الدارقطني في : -والموقوف أصح

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ىو غير محفوظ : وخرج العقيمي المرفوع ، وقال من رواية -أيضا -( ( عممو ) ) وخرج الدارقطني في

ثنا: عامر بن مدرك سفيان ، عن داود بن أبي ىند ، عن الشعبي ، عن

كانت صبلة: عائشة ، قالت إال المغرب ؛ فإنيا كانت ركعتين ركعتين ،) رسول اهلل

وترا ، فمما رجع إلى المدينة صمى مع كل ركعتين ركعتين ، إال المغرب والفجر ؛ ألنو كان يطيل فييما

.القراءة

.وىذا لفظ غريب إال : بمفظ آخر ( ( المواقيت ) ) وقد سبق في أول

المغرب ؛ ألنيا وتر ، والفجر ؛ ألنو كان يطيل فييا .القراءة

.ذا المفظ أصح وىوذىب أكثر العمماء إلى استحباب تقصير الصبلة في

روى مالك في. المغرب بإسناده عن الصنابحي ، أنو قدم المدينة ( ( الموطإ ) )

في خبلفة أبي بكر الصديق ، فصمى وراء أبي بكر الصديق المغرب ، فقرأ أبو بكر في الركعتين األوليين

مفصل ، ثم قام في الركعة بأم القرآن وسورة من قصار الالثالثة ، فدنوت منو حتى إن ثيابي لتكاد أن تمس ثيابو

ربنا ال تزغ ) ، فسمعتو قرأ بأم القرآن ، وبيذه اآلية :آل عمران ) ] قموبنا بعد إذ ىديتنا

.اآلية [ وكتب عمر إلى أبي موسى األشعري ، أن يقرأ في

.ر المفصل صبلة المغرب بقصا .وخرجو وكيع -تعميقا -ذكره الترمذي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عن سفيان ، عن أبي ( ( كتابو ) ) وروى وكيع في إسحاق ، عن عمرو بن

سمعت عمر يقرأ في المغرب في الركعة : ميمون ، قال و ) ألم تر ) األولى بالتين والزيتون ، وفي الثانية

يبلف قريش ) ) .إل، أنو كان يقرأ في المغرب [ عن الحسن ] وعن الربيع ،

)إذا زلزلت ) وحدثني الثقة : ال يدعيما ، قال الربيع ) والعاديات )

.عن ابن عمر ، أنو كان ال يدعيما في المغرب عن ابن مسعود ، أنو ( ( سننو ) ) وخرج أبو داود في

) .قل ىو المو أحد : ) لمغرب قرأ في ا

وعن ىشام بن عروة ، أن أباه كان يقرأ في المغرب بنحو ما تقرءون

.ونحوىا من السور ) والعاديات ) وىذا مما يعمل بو حديثو عن مروان ، عن زيد بن ثابت

أو ) ألم تر ) ، كما تقدم وكان النخعي يقرأ في المغرب ) .ريش إليبلف ق )

أن العمل عند أىل العمم عمى القراءة : وذكر الترمذي وىذا يشعر بحكاية . في المغرب بقصار المفصل

.اإلجماع عميو وممن استحب ذلك ابن مبارك والثوري والشافعي وأحمد

سحاق ، وقال .كانوا يستحبون ذلك : وا ماروى الضحاك بن : وقد دل عمى استحباب ذلك

مان ، عن بكير بنعث

(/)

"""""" صفحة رقم """""" : األشج ، عن سميمان بن يسار ، عن أبي ىريرة ، قال

.من فبلن ) ما صميت وراء أحد أشبو صبلة برسول اهلل يطيل الركعتين األوليين من الظير ، : قال سميمان

ويخفف العصر ، ويقرأ في المغرب بقصار المفصل ، العشاء بوسط المفصل ، ويقرأ في الصبح ويقرأ في

.بطوال المفصل .خرجو اإلمام أحمد والنسائي

.وخرج ابن ماجو بعضو ويقرأ في العشاء بالشمس وضحاىا : وفي رواية لمنسائي

.، وأشباىيا ، ويقرأ في الصبح سورتين طويمتين وحدثني من : قال الضحاك : وفي رواية لئلمام أحمد

ما رأيت أحدا أشبو صبلة : لك يقول سمع أنس بن ما: قال الضحاك . من ىذا الفتى ) بصبلة رسول اهلل

فصميت خمف عمر بن عبد العزيز ، فكان يصنع مثمما .قال سميمان بن يسار

وخرج ابن سعد وغيره حديث أنس ، عن ابن أبي فديك ،

أو -حدثني يحيى بن سعيد : عن الضحاك ، قال -عن أنس -، ال ندري أييما حدثو شريك بن أبي نمر

.فذكر الحديث ىو عمر بن عبد العزيز ، كذا قال ابن أبي : والفتى

.فديك ، عن الضحاك بالشك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من غير -ورواه الواقدي ، عن الضحاك ، عن شريك .شك

فيذا حديث صحيح عن أبي ىريرة وأنس ، ويدل عمى .كان يقرأ في المغرب بقصار المفصل ) لنبي أن ا

ما خرجو أبو داود من حديث : -أيضا -ويشيد لو عمرو بن شعيب ، عنما من المفصل سورة صغيرة وال : أبيو ، عن جده ، قال

يؤم بيا الناس في ) كبيرة إال قد سمعت رسول اهلل

.الصبلة المكتوبة ءة سور المفصل في من قرا) فيذا يدل عمى إكثار النبي قصارىا ، وطواليا ، . الصموات الجيريات الثبلث

ومتوسطيا ، فإن كان يقرأ في الصبح بطول المفصل وفي المغرب بقصاره وفي العشاء بأوساطو ؛ فيو موافق ن يقرأ لحديث أبي ىريرة وأنس ، وىذا ىو الظاىر ، وا

بقصار سور المفصل في العشاء أو في الصبح ، .ا في المغرب أولى فقراءتي

وخرج النسائي من رواية سيفان ، عن محارب بن دثار ، مر رجل من األنصار بناضحين عمى : عن جابر ، قال

معاذ ، وىو يصمى المغرب ، فافتتح سورة البقرة ، : ، فقال ) فصمى الرجل ، ثم ذىب ، فبمغ ذلك النبي

سبح اسم ) ت أفتان يا معاذ ؟ أفتان يا معاذ ؟ أال قرأ) ) ( ( .ونحوىما ) والشمس وضحاىا ) ) ربك األعمى

: ورواه مسعر ، عن محارب بن دثار ، قال في حديثو إنما يكفيك أن تقرأ في المغرب بالشمس وضحاىا ) )

( ( .وذواتيا

وروه أبو األحوص ، عن سعيد بن مسروق ، عن محارب ، وقال في

(/)

"""""" صفحة رقم """" ""

:حديثو سبح اسم ربك األعمى ) أال يقرأ أحدكم في المغرب ) ) ) ( ( .والشمس وضحاىا ) ، )

ثنا حفص بن : حدثنا أحمد بن بديل : وخرج ابن ماجو غياث ، عن عبيد اهلل بن عمر ، عن نافع ، عن ابن

قل يا أييا ) أ في المغرب يقر ) كان النبي : عمر ، قال ) .قل ىو المو أحد ) و ) الكافرون

ابن بديل ، قال النسائي ليس بو بأس ، وقال ابن أبي حدث بأحاديث : محمو الصدق ، وقال ابن عدي : حاتم

.أنكرت عميو ، ويكتب حديثو مع ضعفو الرازي وقد أنكر عميو ىذا الحديث بخصوصو أبو زرعة

.لم يتابع عميو : قال الدارقطني . وغيره وقد تابعو عبد اهلل بن كرز عمى إسناده ، فرواه : قمت

إن : عن نافع ، عن ابن عمر ، وخالفو في متنو ، فقال .كان يقرأ في المغرب بالمعوذتين ) النبي

ليس بمحفوظ ، : ولم يتابع عميو ، قال الدار القطني . وابن كرز ضعيف

ثنا أبي ، وال أعممو : وروى سعيد بن سماك بن حرب يقرأ ) كان رسول اهلل : إال عن جابر ابن سمرة ، قال قل يا أييا الكافرون : ) في صبلة المغرب ليمة الجمعة

( ، وكان يقرأ في صبلة العشاء ) قل ىو المو أحد ) و

.ة والمنافقين سورة الجمع: اآلخرة ليمة الجمعة .خرجو الحاكم والبييقي

وروي عن أبي عثمان الصابوني أنو صححو ، وكان يعمل بو حضرا وسفرا ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن المحفوظ ( ( : ثقاتو ) ) وعن ابن حبان أنو ذكر في .عن سماك مرسبل

: وسعيد بن سماك بن حرب ، قال أبو حاتم الرازي .روك الحديث مت

ما يروى عن النبي : قمت ألحمد : قال عمي بن سعيد في صبلة المغرب بالطور واألعراف والمرسبلت ؟ )

.قد روي عنو ذلك ، حديث معاذ : قال وأشار أبو داود إلى نسخ القراءة باألعراف ، واستدل لو

.بعمل عروة بن الزبير بخبلفو ، وىو روايو إذا اختمفت األحاديث : السمف وقد قال طائفة من

.فانظروا ما كان عميو أبو بكر وعمر أن ما عمبل بو فيو الذي استقر عميو أمر النبي : يعني

، وقد تقدم عنيما القراءة في المغرب بقصار المفصل ) حديث عثمان بن أبي العاص -أيضا -، وعضد ذلك

أن يقرأ ب عيد إليو أن يخفف ، ووقت لو ) ، أن النبي

.وأشباىيا من السور ) اقرأ باسم ربك الذي خمق ) وعثمان بن أبي العاص قدم مع وفد ثقيف بعد فتح مكة

) .، وذلك في آخر حياة النبي فإن قرأ في المغرب بيذه السور الطوال ففي كراىتو

:قوالن .يكره ، وىو قول مالك : أحدىما ، بل يستحب ، وىو قول الشافعي ؛ ال يكره : والثاني

لصحة الحديث بذلك ، حكى ذلك الترمذي في ، وكذلك نص أحمد عمى أنو ال بأس بو( ( جامعو ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ولكن أن كان ذلك يشق عمى المأمومين ، فإنو يكره أن .يشق عمييم ، كما سبق ذكره

ل بامتداد وقت المغرب إلى مغيب وىذا عمى قول من يقو إن وقتيا وقت : الشفق ظاىر ، فأما عمى قول من يقول

.واحد مضيق فمشكل .وكذلك كرىو مالك

وأما أصحاب الشافعي ، فاختموا فيمن دخل فييا في أول ىل لو أن يطيميا ويمدىا إلى مغيب الشفق ، أم : وقتيا

.ال ؟ عمى وجيين لحديث زيد بن ثابت ، فأجازوا ورجح كثير منيم جوازه ؛

.ذلك في االستدامة دون االبتداء ، واهلل أعمم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الجير في المغربأنا مالك ، عن ابن : حدثنا عبد اهلل بن يوسف -

شياب ، عن محمد ابن جبير بن مطعم ، عن أبيو ، .يقرأ في المغرب بالطور ) سمعت رسول اهلل : قال

من طريق معمر ، عن ( ( المغازي ) ) وخرجو في

وذلك أول ما دخل اإليمان في : الزىري ، وزاد فيو .قمبي

وىذا كان قبل أن يسمم جبير بن مطعم ، وكان قدم .المدينة لفداء أسارى بدر

سمعت : وخرج اإلمام أحمد من طريق سعد بن إبراىيم ، عن أبي ، عن جبير بن مطعم ، بعض إخوتي يحدث

في : وفي رواية _ في فداء المشركين ) أنو أتى النبي فانتييت إليو : وما أسمم يومئذ ، قال _ فداء أىل بدرا

: وىو يصمي المغرب ، وىو يقرأ فييا بالطور ، قال .فكانما صدع قمبي حين سمعت القرآن

تحممو من دليل عمى قبول رواية المسمم لما : وفي ىذا .العمم قبل إسبلمو

وىو خارج من ) وقد روي أنو سمع صوت النبي .المسجد

كان يرفع صوتو بالقراءة ) دليل عمى أن النبي : وفيو .في صبلة الميل

واألحاديث المذكورة في الباب الماضي تدل عمى الجير

بالقراءة في المغرب ؛ فإن عامة من روى عن النبي بسورة ذكر أنو سمعو[ المغرب ]القراءة في )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.يقرأ بيا ، وفي ذلك دليل الجير رأيا [ المسممين ] والجير بالقراءة في المغرب إجماع

وعمبل بو لم يزل المسممون يتداولونو بينيم ، من عيد .حتى اآلن ) نيبيم

ىذا قول أن يسمع من يميو ،: الجير [ وأدنى ] .أصحابنا والشافعية وغيرىم

من أسمع أذنيو فمم : وقد سبق عن ابن مسعود ، قال .أن يسمع نفسو : يخافت ، وىو يدل عمى أدنى الجير

روى وكيع ، عن سفيان ، عن أشعت بن أبي الشعثاء ، لم : عن األسود بن ىبلل ، عن ابن مسعود ، قال

.يخافت من أسمع أذنيو

أن يسمع من خمفو إن أمكن ذلك من : ير ومنتيى الجغير مشقة ، وقد كان عمر بن الخطاب يسمع قراءتو في

.المسجد من خارجو وال : ) وقال سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قولو

[ : اإلسراء ) ] تجير بصبلتك وال تخافت بيا ان إذا صمى متوار بمكة ، فك) نزلت ورسول اهلل : قال

بأصحابو رفع صوتو بالقرآن ، سمع ذلك المشركون سبوا وال : ) القرآن ومن أنزلو ، ومن جاء بو ، فقال اهلل لنبيو

وال تخافت ) فيسمع المشركون قراءتك ) تجير بصبلتك عن أصحابك ، أسمعيم القرآن ال تجير ذلك ) بيا

بين الجير : ، يقول ) ذلك سبيبل وابتغ بين ) الجير .والمخافتة .ولفظو لمسمم ( ( الصحيحين ) ) خرجاه في

والجير فيما يجير فيو سنة ، ال تبطل الصبلة بتركو .عند جميور العمماء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىو . وحكى عن ابن أبي ليمى أنو تبطل الصبلة بتركو .صحابنا إذا تعمد ذلك وجو ضعيف أل

نما يجير اإلمام إذا صمى من يأتم بو ، فأما المنفرد ، وا ىل يسن لو : فاختمفوا

الجير ، أم ال ؟وحكاه . يسن لو الجير : فقال الشافعي وأصحابو .بعضيم عن الجميور

إنما يسن الجير إلسماع من : ومذىب أبي حنيفة وأحمد باإلنصات لو ، كما قال خمفو ؛ وليذا أمر من خمفو

ذا قرئ القرآن فاستمعوا لو وأنصتوا لعمكم : ) تعالى وا ، وقد سبق أنيا نزلت [ : األعراف ) ] ترحمون

.في الصبلة وأما المنفرد فيجوز لو الجير وال يسن ن شاء لم يجير ؛ إنما : قال أحمد إن شاء جير ، وا

.ير لمجماعة الجن شاء لم يجير : وكذا قال طاوس .إن شاء جير ، وا

.ومن أصحابنا من كرىو لممنفرد ونص أحمد عمى أن المنفرد إذا صمى الكسوف جير فييا بالقراءة ، فخرج القاضي أبو يعمى من ذلك رواية

.باستحباب الجير لممنفرد في الفرائض ل فييا القراءة ، وبينيما فرق ؛ فإن صبلة الكسوف تطو

فيحتاج المنفرد إلى الجير فييا ؛ كقيام الميل ، بخبلف .الفرائض

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - الجير في العشاء

ثنا معتمر ، عن أبيو ، : حدثنا أبو النعمان - صميت مع أبي ىريرة : عن بكر ، عن أبي رافع ، قال

. فسجد ، فقمت لو ) ا السماء انشقت إذ ) العتمو ، فقرأ سجدت خمف أبي القاسم ، فبل أزال أسجد بيا : فقال

.حتى ألقاه ثنا شعبة ، عن عدي ، : حدثنا أبو الوليد - كان في سفر ، فقرأ ) سمعت البراء ، أن النبي : قال

.في العشاء بالتين والزيتون رفوعا إال عمى الجير في لم يذكر في ىذا الباب حدثنا م

.العشاء فغايتو أن يدل عمى أن أبا ىريرة : أما حديث أبي ىريرة

جير في قراءة صبلة العشاء ، وسجد ، وأخبر أنو سجد في صبلة العشاء : ، ولم يقل ) بيذه السجدة خمف النبي

، فيحتمل أنو سجد بيا خمفو في صبلة جير فييا حتمل أنو سجد بيا في بالقراءة غير صبلة العشاء ، وي

غير صبلة ؛ فإن القارئ إذا قرأ وسجد سجد من سمعو ، ويكون مؤتما بو عند كثير من العمماء ، وىو مذىب

إن -أحمد وغيره ، ويأتي ذكر ذلك في مواضع أخر ) .شاء اهلل

فميس في ىذه الرواية التي خرجيا : وأما حديث البراء رجو فيما بعد ، وزاد ىاىنا تصريح بالجير ، ولكنو خ

وىذا ( ( فما سمعت أحسن صوتا منو : قال : ) ) فيو .يدل عمى الجير

وبكل حال ؛ فالجير بالقراءة في الركعتين األوليين من العشاء متفق عميو بين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

المسممين ، وقد تداولتو األمة عمبل بو قرنا بعد قرن ، لى اآلن ) نبييم من عيد .وا

وحكم الجير في العشاء حكم الجير في المغرب ، وقد .سبق ذكره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب -

القراءة في العشاء بالسجدةثنا التيمي ، : ثنا يزيد بن زريع : حدثنا مسدد -

صميت مع أبي ىريرة : عن بكر ، عن أبي رافع ، قال :فقمت . فسجد ) إذا السماء انشقت ) ، فقرأ العتمة

سجدت بيا خمف أبي القاسم ، فبل أزال : ما ىذه ؟ قال .أسجد بيا حتى ألقاه

قد ذكرنا أن ىذا الحديث إنما فيو التصريح بالسجود في صبلة العشاء عن أبي ىريرة ، وليس فيو تصريح برفع

إن شاء -موضع آخر ، وسيأتي في ) ذلك إلى النبي الم ) في فجر يوم الجمعة ب ) قراءة النبي -اهلل تعالى

( .السجدة ) ) تنزيل أنو كان يسجد فييا ، ولو لم يكن يسجد فييا : والظاىر

لنقل إخبللو بالسجود فييا ، فإنو يكون مخالفا لسنتو المعروفة في السجود فييا ، ولم يكن ييمل نقل ذلك ،

السورة تسمى سورة السجدة ، وىذا يدل عمى أن فإن ىذه .السجود فييا مما استقر عميو العمل بو عند األمة

وجميور العمماء عمى أن اإلمام ال يكره لو قراءة سجدة

في صبلة الجير ، وال السجود ليا فييا ، وروى ذلك عن ابن عمر وأبي ىريرة ، وىو قول الشافعي وأحمد

.وغيرىما ف فيو عن مالك ، فروي عنو كراىتو ، وروي عنو واختم

ال بأس بو إذا لم يخف أن يغمط عمى من : أنو قال .خمفو صبلتو

وكأنو يشير إلى أنو إذا كثر الجمع وأدى السجود إلى تغميط من بعد عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.اإلمام ؛ لضنو أنو يكبر لمركوع فركع إلمام في صبلة السر سورة فييا سجدة ، وأما قراءة ا

:فاختمفوا في ذلك مالك والثوري وأبو : فكرىو كثير من العمماء ، منيم

.حنيفة وأحمد

وعمموا الكراىة بتغميط المأمومين ، وأنو ربما اعتقدوا أنو سيا في صبلتو فيتخمف بعضيم عن متابعتو وتختبط

.صبلتيم ىل يسجد ، أم ال ؟ :ثم اختمفوا فيما إذا قرأىا

يسجد ، وىو قول مالك والثوري وأبي : أكثرىم : فقال .حنيفة

والسجود عند مالك مستحب ، وعندىما واجب ؛ بناء .عمى أصميما في وجوب سجود التبلوة

.متى سجد لزم المأمومين متابعتو في السجود : وقالوا زم يكره أن يسجد ، فإن فعل لم يم: وقال أحمد وأصحابو

المأموم متابعتو ، بل يخير في ذلك ؛ ألن إمامو فعل مكروىا ال يبطل صبلتو ، فخير في متابعتو وترك

.متابعتو وكذا قال الثوري في إمام سجد ، يظن أنو قرأ سجدة

.ال يتبعو من خمفو : فسجد فييا ال يكره قراءة السجدة في صبلة السر وال : وقالت طائفة

مى المأموم متابعتو ، وىو قول الشافعي السجود ليا ، وع

سحاق .وا يستحب تأخير السجود ليا حتى : ومن الشافعية من قال

.يفرغ من الصبلة ، فيسجد حينئذ لمتبلوة واستدلوا بما روى سميمان التيمي ، عن أبي مجمز ، عن

سجد في الركعة األولى من ) ابن عمر ، أن النبي نو قرأصبلة الظير ، فرأى أصحابو أ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

[ .السجدة ) ] تنزيل ) .خرجو اإلمام أحمد وأبو داود

.ولم يسمعو التيمي عن أبي مجمز عنو ، عن أبي أمية ، عن أبي : وقيل : قال الدارقطني

. عبد الكريم أبو أمية : ويشبو أن يكون : قال . مجمز .رعرة وكذا قالو إبراىيم بن ع .أمية مجيول : وقال في موضع آخر

-أيضا -( ( مية : ) ) وذكر البييقي أنو قيل فيو .بغير ألف

.وروى بيذا اإلسناد عن أبي مجمز مرسبل وقال . ليس لو إسناد : قال اإلمام أحمد في ىذا الحديث

لم يسمعو سميمان من أبي مجمز ، : -أيضا -جعمو : يعني -عن ابن عمر : وبعضيم ال يقول فيو

.مرسبل من طريق ( ( مسنده ) ) وخرج أبو يعمى الموصمي في

يحيى بن عقبة بن أبي العيزار ، عن أبي إسحاق ، عن في الظير ، فظننا ) سجدنا مع رسول اهلل : البراء ، قال

أنو قرأ [ .السجدة ) ] تنزيل )

.ويحيى ىذا ضعيف جدا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

القراءة في العشاءثنا عدي : ثنا مسعر : حدثنا خبلد بن يحيى -

يقرأ في ) سمعت النبي : سمع البراء ، قال : بن ثابت العشاء بالتين والزيتون ، وما سمعت أحدا أحسن صوتا

.أو قراءة -منو مسعر ، ومن: ىذا الحديث ، رواه عن عدي بن ثابت

.طريقو خرجو البخاري ىاىنا .وشعبة ، وقد خرجو من حديثو فيما سبق

ويحيى بن سعيد األنصاري ، وقد خرجو من طريقو .الترمذي وابن ماجو

.أن ذلك كان في العشاء : وفي أحاديثيم وخرجو اإلمام أحمد ، عن أبي خالد األحمر ، عن يحيى

: ، بدل ( ( المغرب : ) ) بن سعيد ، وقال في حديثو ( ( .العشاء ) )

.رواه كذلك عبد الوىاب ، عن شعبة

كتاب ) ) خرجو من طريقو ابن أبي داود في ( ( .الصبلة

.أيضا -وروى ذلك عن مسعر ( ( .جمعو حديث مسعر ) ) خرجو اإلسماعيمي في

، عن البراء ، -أيضا -وفي رواية خرجيا اإلسماعيمي مشيت إلى: قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وزاد في . فذكر الحديث -صبلة العشاء ) مسجد النبي .وكان في قراءتو ترسيل ، أو ترتيل : آخره

وذكر المشي إلى المسجد غريب ال يثبت ، وىو يوىم أنو كان بالمدينة ، وترده رواية شعبة المتفق عمييا في

.ن في سفر أن ذلك كا( ( : الصحيحين ) ) يدل عمى القراءة في صبلة العشاء : وىذا الحديث

.بقصار المفصل

وقد بوب عميو أكثر من صنف في العمم ، كالبخاري القراءة في : ) ) والترمذي والنسائي وابن ماجو

يدل عمى أنو يستحب : وظاىر كبلميم ( ( . العشاء من القراءة في العشاء بقصار المفصل ، وال يعمم قائل

.الفقياء يقول باستحباب ذلك مطمقا ، ( ( قصر القراءة في السفر : ) ) وبوب عميو أبو داود

.فحممو عمى الصبلة في السفر خاصة وروى عمرو بن ميمون ، أنو سمع عمر يقرأ بمكة في

العشاء بالتين والزيتون ،في كان -أيضا -وىذا ) ألم تر كيف فعل ربك )

.سفر وقد حكى ابن عبد البر اإلجماع عمى تقصير القراءة في

.السفر ال يكره تخفيف القراءة في الصبح : وقال أصحابنا

.وغيرىا في السفر دون الحضر يقرءون ) كان أصحاب رسول اهلل : وقال إبراىيم النخعي

.في السفر بالسور القصار .خرجو ابن أبي شيبة

(/)

"""""" فحة رقم ص"""""" بإسناده ، عن عمرو بن ميمون ، -أيضا -وخرج قل يا : ) صمى بنا عمر الفجر بذي الحميفة فقرأ : قال

) .قل ىو المو أحد ) ، ) أييا الكافرون وبإسناده ، عن ابن مسعود ، أنو صمى بأصحابو الفجر

الحمد هلل الذي لم ) : في سفر ، فقرأ بآخر بني إسرائيل .، ثم ركع ) يتخذ ولدا

: وروى حرب بإسناده ، عن المعرور بن سويد ، قال ألم ) حججت مع عمر ، فقرأ بنا في صبلة الصبح بمكة

) .إليبلف قريش ) و ) تر كيف فعل ربك جر ويروى عن أنس أنو كان يقرأ في السفر في الف

.بالعاديات وأشباىيا

صمى بو الفجر ) وروي عن عقبة بن عامر ، أن النبي .في سفر ، فقرأ بالمعوذتين

.بإسناد منقطع ( ( كتابو ) ) خرجو وكيع في وخرجو اإلمام أحمد بإسناد متصل ، ولم يذكر السفر ،

راحمتو ، ثم ذكر صبلتو ) لكن ذكر أنو كان يقود بالنبي .ىو دليل عمى السفر عقب ذلك ، و

.وخرجو أبو داود والنسائي مختصرا وكان األولى أن يخرج في ىذا الباب حديث جابر في

سبح : ) لمعاذ أن يقرأ في صبلة العشاء ب ) أمر النبي والميل ) ، ) والشمس وضحاىا ) ، ) اسم ربك األعمى

: أبواب ) ) تقدم في وقد خرجو البخاري فيما) إذا ( ( .اإلمامة

أمره يقرأ سورتين ) أن النبي -أيضا - -وفي رواية لو .من وسط المفصل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أن المستحب أن يقرأ في : وعمى ىذا جميور العمماء

صبلة العشاء سورتين من أواسط المفصل ، وىو قول .الشافعي وأحمد

ق من حديث أبي ىريرة وأنس ما يدل عمى ذلك وقد سب .أيضا - -

وروى ابن ليعية ، عن ابن أبي جعفر ، عن خبلد بن ال : ) ) ، قال ) السائب ، عن أبي قتادة ، عن النبي

يقرأ في الصبح دون عشرين آية ، وال في العشاء دون ( ( .عشر آيات

.خرجو أبو الشيخ األصبياني .وىو غريب

روي عن عمر ، أنو كتب إلى أبي موسى أن يقرأ وقد .في الفجر بوسط المفصل

.تعميقا -ذكره الترمذي وذكر عن عثمان أنو كان يقرأ في العشاء بأوساط

.المفصل ؛ مثل سورة المنافقين ونحوىا

إذا السماء ) وقد تقدم عن أبي ىريرة ، أنو قرأ فييا ب عمر ، وعن ابن مسعود ، أنو وروى مثمو عن) انشقت

قرأ في الركعة األولى من العشاء من أول األنفال إلى ثم ركع ، ثم قام فقرأ ) ونعم النصير ) رأس األربعين

.بسورة من المفصل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سحاق كانوا يعدلون الظير في القراءة : وقال النخعي وا .بالعشاء .إن الظير يقرأ فييا بنحو ثبلثين آية : وليما ومن ق

وقد سبق حديث في قراءة سورة الجمعة والمنافقين في صبلة العشاء ، وأن من أىل الحديث من كان يعمل بو

.حضرا وسفرا : وروى حرب بإسناده ، عن حبيب بن أبي ثابت ، قال

كانوا يستحبون أن يقرءوا ليمة الجمعة سورة الجمعة ، كي

.يعمم الناس أن الميمة ليمة الجمعة فنقرأ ليمة الجمعة في العتمة : قمت ألحمد : قال حرب

: ؟ قال ) . . . سبح اسم ربك األعمى ) بسورة الجمعة .وكأنو كره ذلك . ال ؛ لم يبمغني في ىذا شيء

قمت : وروى الخبلل من طريق الحسن بن حسان ، قال ال : رأ في ليمة الجمعة بسورة الجمعة ؟ قال فنق: ألحمد

بأس ، ما سمعنا بيذا شيئا أعممو ، ولكن ال يدمن ، وال .يجعمو حتما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - يطول في األوليين ويحذف في األخريين

ثنا شعبة ، عن أبي عون ، : حديثا سميمان - : قال عمر لسعد : سمرة ، قال سمعت جابر بن : قال

أما أنا : قد شكوك في كل شيء حتى الصبلة ؟ قال

فأمد في األوليين وأحذف في األخريين ، وال آلو ما صدقت ، : فقال ) رسول اهلل [ صبلة ] اقتديت بو من .أو ظني بك -ذلك الظن بك

ال أقصر وال أدع جيدا في ( ( : ال آلو : ) ) معنى ) .داء بصبلة رسول اهلل االقت

:وقد روي حديث سعد ىذا بثبلثة ألفاظ .ىذا ، وىو ذكر الصبلة مطمقا : أحدىا صبلة الظير : ذكر صبلة العشي ، والمراد : والثاني .والعصر ذكر صبلة العشاء ، فإن كان محفوظا كان : والثالث

.األنسب ذكره في ىذا الباب نما خرجو البخاري في صبل ة الظير والعصر ، وخرج وا

ىاىنا الرواية المطمقة التي تدخل فييا كل صبلة رباعية .أمد في األوليين وأحذف في األخريين : ، لقولو

االستدال بحديث سعد ىاىنا عمى : ومراد البخاري تطويل األوليين من صبلة العشاء ، فيكون ذلك مخالفا

اب لحديث البراء بن عازب الذي خرجو في الب .الماضي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سحاق ما يدل عمى أنو يشرع وقد ذكرنا عن النخعي وا تطويل القراءة في العشاء ، وأن الجميور عمى أنو يقرأ

فييا من أوساط المفصل ، كما دل عميو حديث جابر في .أعمم ) واهلل . قصة معاذ بن جبل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - القراءة في الفجر .بالطور ) قرأ النبي : وقالت أم سممة

حديث أم سممة ىذا ، قد خرجو البخاري فيما سبق في إدخال البعير : باب ) ) في ( ( المسجد : أبواب ) )

في - -أيضا - -وخرجو ( ( المسجد لعمة : عن أم سممة ، قالت : ولفظو ( ( الحج : كتاب ) ) طوفي : ) ) أني أشتكي ، فقال ) كوت إلى رسول اهلل ش

فطفت ورسول اهلل ( ( من وراء الناس وأنت راكبة يصمي إلى جنب البيت ، وىو يقرأ بالطور وكتاب )

.مسطور أن النبي : ، وفي رواية لو -أيضا -وخرجو مسمم

إذا أقيمت الصبلة لمصبح فطوفي عمى : ) ) قال ليا ) .ففعمت : قالت ( ( س يصمون بعيرك والنا

ىذه ) أن صبلة النبي : وىذا يرد ما قالو ابن عبد البر ىل كانت ليبل ، أو نيار ؟ : كانت تطوعا ، ثم تردد

.فيو دليل عمى الجير في تطوع النيار : وقال .وىذا كمو ليس بشيء

:فيو حديثان :أحدىما

:قال -سيار بن سبلمة ثنا : ثنا شعبة : حدثنا آدم - دخمت أنا وأبي عمى أبي : ، قال -أبو المنيال : ىو

كان : فقال . برزة األسممي ، فسألناه عن وقت الصبلة يصمي الظير حين تزول الشمس ، والعصر ) النبي

ويرجع الرجل إلى أقصى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

في المغرب ، المدينة ، والشمس حية ، ونسيت ما قال وال يبالى بتأخير العشاء إلى ثمث الميل ، وال يحب النوم

قبميا ، وال الحديث بعدىا ، ويصمي الصبح ، فيعرف الرجل جميسو ، وكان يقرأ في ( فينصرف )

.ما بين الستين إلى المائة -أو إحداىما -الركعتين في ( ( المواقيت : أبواب ) ) قد سبق ىذا الحديث في

: يعني -أنو كان يقرأ فييا : ع متعددة ، وفييا مواض

.ما بين الستين إلى المائة -صبلة الصبح .وكذا خرجو مسمم

وأما ىذه الرواية التي فييا التردد بين القراءة في الركعتين ، أو أحداىما ما بين الستين إلى المئة ، فتفرد بيا

.البخاري ، وىذا الشك من سيار مد ، عن حجاج ، عن شعبة ، وفي وخرجو اإلمام أح

قال . وكان يقرأ فييا ما بين الستين إلى المئة : حديثو .ال أدري أفي إحدى الركعتين أو كمتييما : سيار

أنو كان يقرأ بالستين إلى : -واهلل أعمم -والظاىر المائة في الركعتين كمتييما ؛ فإنو كان ينصرف حين

يقرأ في كل ركعة بمائة يعرف الرجل جميسو ، ولو كان .آية لم ينصرف حتى يقارب طموع الشمس

ما رواه الزىري وقتادة ، عن أنس ، أن : يدل عمى ذلك أبا بكر صمى بالناس الصبح ، فقرأ سورة البقرة ، فقال لو

لو طمعت لم : فقال . كادت الشمس أن تطمع : عمر .تجدنا غافمين

أنو قرأ بال : يث وروي ، عن قتادة في ىذا الحد

.عمران ورواه مالك ، عن ىشام ، عن أبيو ، أن أبا بكر صمى

الصبح ، فقرأ فييا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.سورة البقرة في الركعتين كمتييما ، عن ىشام ، عن أبيو ، أنو -أيضا -وروى مالك

صمينا وراء عمر بن : سمع عبد اهلل بن عامر قال خطاب الصبح ، فقرأ فييا سورة يوسف وسورة الحج ال

إذا ، لقد كان يقوم : فقمت لو : قال ىشام . قراءة بطيئة .أجل : قال . حين يطمع الفجر

وقد رواه وكيع وأبو أسامة ، عن ىشام ، أنو سمع عبد .اهلل بن عامر أن قوليم أصح ، وأن مالكا وىم في زيادتو : وزعم مسمم عن: ) ) في إسناده

( ( .أبيو والقول عندي قول مالك ؛ ألنو أقعد : قال ابن عبد البر

.بيشام وقد كان عمر ىو الذي مد في صبلة الفجر ، كما روى

ما صميت خمف أحد أوجز من : ثابت ، عن أنس قال في تمام ، كانت صبلتو متقاربة ، ) صبلة رسول اهلل

ا كان عمر بن وكانت صبلة أبي بكر متقاربة ، فمم .الخطاب مد في صبلة الفجر

.خرجو مسمم كانت صبلة رسول اهلل : ورواه حميد عن أنس ، قال

متقاربة ، وصبلة أبي بكر وعمر ، حتى مد عمر في ) .صبلة الفجر

.خرجو اإلمام أحمد في قراءة صبلة الفجر ) فيذا يدل عمى أن زيادة النبي

ا جدا ، وأن صمواتو عمى سائر الصموات لم يكن كثير كميا لم يكن بينيا تفاوت كثير في القراءة ، وأن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىذا ىو الغالب عمى صبلتو ، وقد يطيل أحيانا ويقصر أحيانا ؛ لعارض يعرض لو ، فيحمل حديث أبي برزة

عمى أنو كان يقرأ في الفجر ما بين الستين إلى المائة ، .حيانا ، ال غالبا أ

كان يطيل القراءة ) أن النبي : وقد سبق حديث عائشة .في الفجر

أنو يقرأ في الفجر أطول مما يقرأ في غيرىا من : والمراد نما كانت قراءة أبي بكر بالبقرة مرة واحدة ، الصموات ، وا وكان عمر يقرأ في الفجر ببني إسرائيل والكيف ويونس

.من السور وىود ونحو ذلك وكان عثمان يكرر قراءة سورة يوسف في صبلة الفجر

وكذلك كان ابن مسعود يقرأ فييا ببني إسرائيل . كثيرا .في ركعة ) طسم ) في ركعة و

.وكان ابن الزبير يقرأ في الصبح بيوسف وذواتيا رت ) وكان عمي يخفف ، فكان يقرأ و ) إذا الشمس كو

.ونحو ذلك من السور ) ماء انفطرت إذا الس ) أنو كان يسفر بالفجر ، وكان من قبمو يغمس : والظاىر

.بيا .وقد روي ، أن عمر لما قتل أسفر بيا عثمان

.خرجو ابن ماجو ، -أيضا -التخفيف في الفجر ) وقد روى عن النبي

.وقد تقدم أنو قرأ بالطور قطبة بن مالك ، أنو عن( ( صحيح مسمم ) ) وفي

يقرأ في الفجر) سمع النبي [ . : ق ) ] والنخل باسقات ليا طمع نضيد )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

) .ق ) أنو قرأ في أول ركعة : وفي رواية لو عن عمرو بن حريث ، أنو سمع : -أيضا -وفيو : التكوير ) ] الميل إذا عسعس و ) يقرأ في الفجر ) النبي

. ] كان ) عن جابر بن سمرة ، أن النبي : -أيضا -وفيو

.ونحوىا ) ق والقرآن المجيد ) يقرأ في الفجر ب .وكانت صبلتو بعد تخفيفا : وفي رواية أنو أراد أن صبلتو بعد الفجر كانت أخف من : والظاىر

.صبلة الفجر يس ) قرأ في الفجر بسورة الروم ، وبسورة ) وى أنو ور )حم ) و ) ) .ىل أتى ) السجدة ، و ) الم ) و

إذا ) قرأ في الصبح ) أنو ( ( سنن أبي داود ) ) وفي .في الركعتين كمتييما ) زلزلت األرض زلزاليا

كان أنو أعادىا في الركعة الثانية ، ولعل ذلك : يعني .سفرا

قرأ في الفجر في ) وروى عقبة بن عامر ، أن النبي .السفر بالمعوذتين وقد سبق ذكره

وأكثر العمماء عمى أن المستحب أن يقرأ في الفجر بطول المفصل ، كما كتب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بو عمر إلى موسى األشعري ، ودل عميو حديث أبي .وقد سبق ىريرة وأنس ،

سحاق .وىو قول مالك والثوري والشافعي وأحمد وا وروي عن أحمد ما يدل عمى أن الركعة األولى يقرأ فييا

.بطول المفصل ، والثانية يقرأ فييا متوسطة وروي عن الزىري ، أنو كان يقرأ في األولى من طوال

.المفصل ، وفي الثانية من قصاره اب تطويل األولى عمى وىذا مبني عمى القول باستحب

.الثانية كما سبق وروى مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنو كان يقرأ في الصبح في السفر بالعشر السور األول من المفصل

.، في كل ركعة بسورة يدل عمى أنو كان يرى القراءة في الصبح : وظاىر ىذا

.بطوال المفصل مختصا بالسفر ره قراءة السورة القصيرة في وقد نص أحمد عمى أنو يك

أرأيت ) و ) قل يا أييا الكافرون ) صبلة الفجر ؛ مثل طو ) إال في السفر ، وأنو ال تكره القراءة فييا بمريم و ) .وأشباىما من السور )

قد قرأ أبو بكر بالبقرة ، وكأنو استحب موافقة من : وقال .خمفو ن ضعفيم وقوتيم وما يؤثرونو مراعاة أحواليم م: يعني

.من التخفيف واإلطالة :الحديث الثاني

:قال ثنا ابن : ثنا إسماعيل بن إبراىيم : حدثنا مسدد - أخبرني عطاء ،: جريح

(/)

"""""" صفحة رقم """""" في كل صبلة يقرأ ، فما : أنو سمع أبا ىريرة يقول

، وما أخفى عمينا أخفينا أسمعناكم) أسمعنا رسول اهلل ن لم تزد عمى أم القرآن أجزأت ، وأن زدت عنكم ، وا

.فيو خير كان يقرأ في جميع ) يدل عمى أن النبي : ىذا الحديث

الصموات ما جير فيو وما خافت ، فيجير في الجيريات .فيسمعو من خمفو ، ويخفي في غيرىا

ولى تخريجو وىذا شبيو بحديث خباب المتقدم ، وكان األ؛ فإن ( ( القراءة في الظير والعصر : أبواب ) ) في

في صبلة السر خفيت عمى ابن عباس ) قراءة النبي وغيره ، وأما قراءتو في صموات الجير فمم تخف عمى

.أحد أنو : فأكثر ما يستفاد من ىذا الحديث في ىذا الباب

يو كان يقرأ في صبلة الصبح ويجير بالقراءة ، وليس ف) ذكر ما كان يقرأ بو ، وال تقديره ، فأول الحديث وآخره

.موقوف عمى أبي ىريرة

:وقد وقع أولو مرفوعا سمعت عطاء : خرجو مسمم من رواية حبيب بن الشييد ال : ) ) قال ) يحدث ، عن أبي ىريرة ، أن رسول اهلل

فما أعمن لنا: قال أبو ىريرة ( ( . صبلة إال بقراءة .أعمنا لكم ، وما أخفاه أخفيناه لكم ) اهلل رسول

أن : وذكر الدارقطني وأبو مسعود الدمشقي وغيرىما نما ىو موقوف .رفعو وىم ، وا

ابن أبي ليمى ، عن عطاء ، عن -أيضا -وقد رفعو ال : ) ) يقول ) سمعت رسول اهلل : أبي ىريرة ، قال :قال أبو ىريرة ( ( صبلة إال بقراءة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يصمي بنا فيجير ويخافت ، فجيرنا ) كان رسول اهلل .فيما جير ، وخافتنا فيما خافت .خرجو الحارث بن أبي أسامة

واهلل . وابن أبي ليمى ، سيء الحفظ جدا ، ورفعو وىم .أعمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - صبلة الفجرالجير بقراءة

يصمي يقرأ ) طفت وراء الناس والنبي : وقالت أم سممة .بالطور

.حديث أم سممة ، قد ذكرنا في الباب الماضي :فيو حديثان

:األول -ثنا أبو عوانة ، عن أبي بشر : حدثنا مسدد - جعفر بن أبي: ىو

، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، -وحشية في طائفة من أصحابو ، عامدين ) لنبي انطمق ا: قال

إلى سوق عكاظ ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء ، وأرسمت عمييم الشيب ، فرجعت الشياطين إلى

حيل بيننا وبين خبر : ما لكم ؟ فقالوا : قوميم ، فقالوا ما حال بينكم : قالوا . السماء ، وأرسمت عمينا الشيب

ما : قالوا . مت عمينا الشيب وبين خبر السماء ، وأرسحال بينكم وبين خبر السماء إال شيء حدث ، فاضربوا مشارق األرض ومغاربيا ، فانظروا ما الذي حال بينكم

فانصرف الذين توجيوا نحو تيامة . وبين خبر السماء عامدين إلى سوق عكاظ ، -وىو بنخمة -) إلى النبي

سمعوا القران وىو يصمي بأصحابو صبلة الفجر ، فمما الذي حال -واهلل - -ىذا : قالوا [ استمعوا لو ، ف ]

بينكم وبين خبر السماء ، فينالك حين رجعوا إلى قوميم يا قومنا إنا سمعنا قرانا عجبا ، ييدي إلى : ، فقالوا

الرشد فامنا بو ، ولن نشرك بربنا أحدا ، فأنزل اهلل عمى نما أوحي إليو قول الجن ،) قل أوحي إلي : ) نبيو .وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ىذه القصة كانت في أول البعثة وىذا الحديث مما أرسمو ابن عباس ، ولم يسم من حدثو

يحكي ) بو من الصحابة ، ويحتمل أنو سمعو من النبي .واهلل أعمم . عن نفسو

رب ، وليم وسوق عكاظ نحو نخمة ، كان يجتمع فيو العيخرج إلييم ، فيدعوىم إلى اهلل ) فيو سوق ، فكان النبي

عز وجل ، وقد كانت الشيب يرمى بيا في الجاىمية ، نما كثرت عندما بعث النبي ) .وا

إن السماء لم تحرس إال حيث : وقد قال السدي وغيره .كان في األرض نبي أو دين هلل ظاىر

أن الشياطين لما : والمقصود من ىذا الحديث ىاىنا وىو يصمي بأصحابو صبلة الصبح ، ) مروا بالنبي

كان يجير ) وىذا يدل عمى أنو . وقفوا واستمعوا القرآن بالقراءة في صبلة الصبح ، فمما سمعوا عرفوا أنو ىو

.الذي حال بينيم وبين خبر السماء

يقتضي أن الشياطين آمنوا بالقرآن : وظاىر ىذا السياق .قال السدي وغيره ، وكذا

ىل ىم جنس واحد ، : وقد اختمف في الجن والشياطين أو ال ؟

الجن كميم ولد إبميس ، كما أن اإلنس : فقالت طائفة .كميم ولد آدم

وأنيم ال . روي ىذا عن ابن عباس من وجو فيو نظر .يدخمون الجنة

مؤمنيم : عن الحسن ، وأنو قال -أيضا - -وروي .و الثواب ، ومشركيم شيطان لو العقاب ولي هلل ل

بل الشياطين ولد إبميس ، وىم كفار وال : وقالت طائفة يموتون إال مع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الجان وليسوا الشياطين ، وىم [ ولد ] إبميس ، والجن

.يموتون ، وفييم المؤمن والكافر .أيضا -ظر روي ىذا عن ابن عباس بإسناد فيو ن

نما أوحي إليو قول الجن : ) ) وقولو يشير ابن ( ( . وا لم ير الجن ، وال قرأ عمييم ، ) عباس إلى أن النبي

يمانيم بو نما أوحي إليو استماعيم القرآن منو وا .وا وقد روي ذلك صريحا عنو ، أنو قال في أول ىذا

ثم -م عمى الجن وال رآى) ما قرأ رسول اهلل : الحديث .ذكر ىذا الحديث :الحديث الثاني

أيوب ، ] ثنا : ثنا إسماعيل : حدثنا مسدد - قرأ رسول اهلل : عكرمة ، عن ابن عباس ، قال [ عن فيما أمر ، وسكت فيما أمر ، وما كان ربك نسيا ، )

.ولقد كان لكم في رسول اهلل أسوة حسنة ن الوراث ، عن وخرجو اإلمام أحمد ، عن عبد الصمد بلم يكن ابن : أبيو ، عن أيوب ، عن عكرمة ، قال قرأ رسول اهلل : عباس يقرأ في الظير والعصر ، قال

فيما أمر أن يقرأ فيو ، وسكت فيما أمر أن يسكت فيو )

، وقد كان لكم في رسول اهلل أسوة حسنة ، وما كان ربك .نسيا

كان ) ن النبي وىذا يرد قول من تأول كبلم ابن عباس أيسر القراءة في بعض صبلتو ، ويجير في بعضيا ،

.كما نقمو اإلسماعيمي والخطابي وغيرىما وقد روي ذلك صريحا عن ابن عباس من وجوه أخر ،

قد ذكرنا بعضيا فيما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، وذكرنا ( ( القراءة في الظير : باب ) ) سبق في .وايات عن ابن عباس في ذلك اختبلف الر

أن النبي : والمراد من تخريج ىذا الحديث في ىذا الباب كان يقرأ في صبلة الفجر ، ويجير بالقراءة فييا ؛ فإن )

.كان يقرأ فيما يجير فيو ) ابن عباس أخبر أن النبي وال خبلف بين أحد من المسممين كان يجير بالقراءة في

.صبلة الفجر كميا في ) د من حديث ابن عباس ىذا قراءة النبي فيستفا

واهلل . صبلة الفجر جيرا وىو المقصود في ىذا الباب .أعمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - الجمع بين السورتين في الركعة ، والقراءة بالخواتيم

وسورة قبل سورة ، وبأول سورةالمؤمنين ) النبي قرأ : ويذكر ، عن عبد اهلل بن السائب

-[ وىارون ] في الصبح ، حتى إذا جاء ذكر موسى .أخذتو سعمة فركع -أو ذكر عيسى

ىذا الحديث خرجو مسمم من طريق عبد الرزاق ، عن : ابن جريح سمعت محمد بن عباد بن جعفر يقول

أخبرني أبو سممة بن سفيان ، وعبد اهلل ابن عمرو ،

، عن عبد اهلل بن السائب وعبد اهلل بن المسيب العابديالصبح بمكة ، فاستفتح ) صمى لنا رسول اهلل : ، قال

أو -بسورة المؤمنين ، حتى جاء ذكر موسى وىارون -محمد بن عباد يشك ، أو اختمفوا عميو -ذكر عيسى وعبد اهلل بن السائب حاضر . سعمة فركع ) أخذت النبي

.ذلك ن ابن جريح ، من طريق حجاج ، ع -أيضا -وخرجو

في أحد -وعبد اهلل بن عمرو بن العاص : وقال فيو .الرواة الثبلثة عن ابن السائب

إنو وىم ؛ فإن عبد اهلل بن عمرو ىذا ليس بابن : وقيل .العاص

وكذا رواه أبو عاصم ، عن ابن جريح ، كما رواه عنو .عبد الرزاق وحجاج

(/)

"""""" صفحة رقم """""" -مرة -: واه يحيى بن سعيد عن ابن جريح ، فقال ور .عن أبي سفيان ، عن عبد اهلل بن السائب :

ورواه ابن عيينة ، عن جريح ، عن ابن أبي ممكية ، عن .ابن السائب

.ىو خطأ من ابن عيينة : وقال أبو حاتم الرازي من السعال ، قيد كثير من الناس ( ( : السعمة ) ) و

ن الصواب بضميا : وقيل .بفتح السين . إنو ، وىم ، وا .واهلل أعمم

قد يستدل بو عمى قراءة السورة في : وىذا الحديث الركعتين ، وقد سبق ذكر ذلك ، إال أنو ليس فيو تصريح بأنو أتميا في الركعة الثانية ، فإنما يستدل بو عمى جواز

.قراءة أول السور في ركعة كره قراءة أوائل السور وأكثر العمماء عمى أنو ال ي

.وأوساطيا وخواتميا في الصبلة وقد روي عن ابن مسعود ، أنو كان يقرأ في المفروضة

بخواتيم السور وعن أحمد ، يكره القراءة من أوساط

.السور دون خواتيميا .وعنو ، أنو يكره قراءة أواخر السور

كذا حكاىا طائفة من أصحابنا عن أحمد ، ومنيم من عمى كراىة المدوامة عمى ذلك دون فعمو أحيانا ؛ حمميا

كان الغالب عمييم قراءة السورة ) ألن أصحاب النبي .التامة ، فيكره مخالفتيم في أفعاليم

:ثم قال البخاري

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من [ آية ] وقرأ عمر في الركعة األولى بمئة وعشرين .سورة من المثاني البقرة ، وفي الثانية ب

. ىذا يدل عمى قراءة سورة وبعض أخرى في ركعتين وقد سبق ذكر حكم

.ذلك ، وأنو غير مكروه : ، وىي ( ( السبع الطوال ) ) ينقسم إلى : والقرآن

البقرة وآل عمران والنساء والمائدة واألنعام واألعراف . ويونس ، كذا قالو ابن عباس وسعيد بن جبير وغيرىما

ل ، وىي ما كان من السور وعدد ( ( المئين ) ) ى وا لى . آياتو مائة آية ، أو يزيد ، أو ينقص شيئا وا

عمى األشير و -، وأولو الحجرات ( ( المفصل ) ) .، وىو ما عدا ذلك ( ( المثاني ) )

ما حممكم عمى أن : وقد سأل ابن عباس عثمان ، فقال لى -ئين وىي من الم -( ( براءة ) ) عمدتم إلى وا

فجعمتموىا في السبع -وىي من المثاني -األنفال .وذكر الحديث -الطوال

.خرجو أبو داود والنسائي والترمذي وحسنو : عن واثمة بن األسقع مرفوعا ( ( المسند ) ) وفي أعطيت مكان التوراة السبع الطول ، وأعطيت مكان ) )

اني وفصمتالزبور المئين ، وأعطيت مكان اإلنجيل المث ( ( .بالمفصل

أبنا يزيد : حدثنا عبد اهلل بن أدريس : وروى اإلمام أحمد بن أبي زياد ، عن

: عبد الرحمن بن أبي ليمى ، عن ابن أبزى ، قال صميت خمف عمر ، فقرأ بسورة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ت عيناه من الح ) يوسف حتى إذا بمغ زن وابيضوقع عميو البكاء فركع ، ثم قرأ سورة [ : يوسف ) ]

إذا زلزلت األرض ) النجم ، فسجد فييا ، ثم قام ، فقرأ . (

جمع قراءة سورتين في ركعة و -أيضا -وىذا فيو .بعض سورة في آخرى

:قال البخاري وقرأ األحنف الكيف في األولى ، وفي الثانية بيوسف أو

.و صمى مع عمر الصبح بيما يونس ، وذكر أنىذا يدل عمى أنو ال يكره قراءة القرآن عمى غير ترتيب المصحف ، فيقرأ في الركعة األولى سورة ، وفي الثانية

.بسورة قبميا في ترتيب المصحف :وقد روي ىذا عن عمر من وجو آخر ، وعن أنس أمنا : وروى وكيع بإسناده ، عن عمرو بن ميمون ، قال

المغرب فقرأ بالتين في الركعة األولى ، ثم قرأ عمر في )ألم تر ) ، ثم قرأ في الثانية ) وطور سينين ) ) .إليبلف ) و

.أيضا -وفي ىذا جمع بين سورتين في الركعة وروى عن أنس ، أنو قرأ في صبلة المغرب في أول

) .قل ىو المو أحد ) الركعة .حديث ابن عمر مرفوعا وقد روي مثل ىذا من

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو حرب الكرماني .وال يصح إسناده

وعن أحمد رواية . واألكثرون عمى أن ذلك غير مكروه

.أنو يكره تعمد ذلك ؛ لمخالفتو ترتيب المصحف أنو قرأ في قيامو من الميل سورة ) وقد روي عن النبي

.اء ، ثم آل عمران البقرة ، ثم النسوترتيب سور المصحف عمى ىذا الترتيب ليس توقيفا

عمى الصحيح ، بل ىو أمر اجتيد فيو عثمان مع الصحابة ، وحديث سؤال ابن عباس لعثمان المشار إليو

.فيما سبق يدل عميو :قال البخاري

وقرأ مسعود بأربعين آية من األنفال وفي الثانية بسورة .من المفصل

، عن سفيان ، ( ( كتابو ) ) ا األثر رواه وكيع في ىذ عن أبي إسحاق ، عن

أمنا عبد اهلل في العشاء ، : عبد الرحمن بن يزيد ، قال فقرأ األنفال ، فمما بمغ رأس

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ركع ، ثم قام ، فقرأ في ) ونعم النصير ) األربعين

.الثانية بسورة من المفصل وىذا فيو قراءة سورة وبعض أخرى في ركعتين كما تقدم

.عن عمر :قال البخاري

قال قتادة فيمن يقرأ سورة واحدة في الركعتين ، أو [ و ] ) .كل كتاب اهلل : يردد سورة واحدة في ركعتين

أما قراءة سورة يقسميا في ركعتين فغير مكروه ، وقد وكذلك . ق ذكره فعمو أبو بكر وعمر وغيرىما ، وقد سب

ترداد السورة في الركعتين كمتييما ، قد سبق حديث إذا ) قرأ في الصبح ) الرجل الجييني أنو سمع النبي

فبل أدري : في الركعتين كمتييما ، قال ) زلزلت األرض ، أم قرأ ذلك عمدا ؟) أنسي رسول اهلل .خرجو أبو داود

.اىة ونص أحمد عمى أنو جائز في الفرض من غير كر :قال البخاري

وقال عبيد اهلل بن عمر ، عن ثابت عن أنس -م كان رجل من األنصار يؤميم في مسجد قباء : بن مالك

، وكان كمما استفتح سورة يقرأ بيا ليم في الصبلة مما [ : االخبلص ) ] قل ىو المو أحد ) يقرأ بو افتتح

رىحتى يفرغ منيا ، ثم يقرأ سورة أخمعيا ، وكان يصنع ذلك في كل ركعة ، فكممة أصحابو

إنك تفتتح بيذه السورة ثم ال ترى أنيا تجزئك : ، فقالوا حتى تقرأ باألخرى ، فإما أن تقرأ بيا أما أن ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ما أنا بتاركيا ، إن أحببتم : تدعيا وتقرأ بأخرى ، فقال ن كرىتم تركتكم أن أؤمكم بذلك فع وكان يرون . مت ، وا

أنو من أفضميم ، وكرىوا أن يؤميم غيره ، فمما أتاىم يا فبلن ، ما يمنعك أن ) ) فقال . أخبروه الخبر ) النبي

تفعل ما يأمرك بو أصحابك ؟ وما يحممك عمى لزوم ىذه

: إني أحبيا قال : قال ( ( السورة في كل ركعة ؟ ( ( .نة حبك إياىا أدخمك الج) )

عن ( ( جامعو ) ) ىذا الحديث خرجو الترمذي في حدثني عبد : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس : البخاري

فذكره -العزيز بن محمد ، عن عبيد اهلل بن عمر .حسن غريب من ىذا الوجو : وقال

نما لم يخرجو البخاري مسندا ؛ ألن حماد -ىاىنا -وا يب بن سبيعة ، عن بن سممة رواه عن ثابت ، عن حب

) .الحارث ، عن النبي .ىو أشبو بالصواب : قال الدارقطني

وحماد بن سممة ذكر كثير من الحفاظ أنو أثبت الناس .في حديث ثابت ، وأعرفيم بو

ىل ىو صحابي ، أو ال ؟ فقال : والحارث ىذا اختمف حديثو : وقال الدارقطني . لو صحبة : أبو حاتم الرازي

.مرسل معنى ىذا الحديث من ( ( الصحيحين ) ) رجا في وخ

رواية أبي الرجال ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بعث رجبل عمى ) عمرة ، عن عائشة ، أن رسول اهلل سرية ، وكان يقرأ ألصحابو في صبلتيم ، فيختم ب

فمما رجعوا ذكروا [ : اإلخبلص ) ] قل ىو المو أحد ) سموه ألى شيء يصنع : ) ) فقال ) ذلك لرسول اهلل

ألنيا صفة الرحمن ، فأنا : ؟ فسألوه ، فقال ( ( ذلك أخبروه أن اهلل ) : ) ) فقال رسول اهلل . أحب أن أقرأىا

( ( .يحبو وقد دل حديث أنس وعائشة عمى جواز جمع سورتين مع الفاتحة في ركعة واحدة من صبلة الفرض ؛ فإن النبي

.لم ينيو عن ذلك )ويدل عمى أنو ليس ىو األفضل ؛ ألن أصحابو

نما استنكروه ألنو مخالف لما عيدوه من استنكروا فعمو وا وأصحابو في صبلتيم ؛ وليذا قال لو ) عمل النبي

ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك بو أصحابك ) : ) ) النبي ( ( .؟

نما فدل عمى أن موافقتيم فيما أمروه بو كان حسنا ، وا .اغتفر ذلك لمحبتو ليذه السورة

وأكثر العمماء عمى أنو ال يكره الجمع بين السور في الصبلة المفروضة ، وروي فعمو عن عمر وابن عمر

وعمر بن عبد العزيز وعمقمة ، وىو قول قتادة والنخعي وكرىو . ومالك ، وعن أحمد في كراىتو روايتان

.أصحاب أبي حنيفة : قال البخاري

ثنا عمرو بن مرة ، : ثنا شعبة : حدثنا آدم - جاء رجل إلى ابن مسعود ، : سمعت أبا وائل قال : قال ىذا كيذ: قال . قرأت المفصل الميمة في ركعة : فقال

يقرن ) الشعر ، لقد عرفت النظائر التي كان النبي بينين ، فذكر عشرين سورة من المفصل ، سورتين في

.كل ركعة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" متابعة القراءة في سرعة ، وكرىو ابن ( ( : اليذ ) )

.مسعود لما فيو من قمة التدبر لما يقرءوه إنيا سميت بذلك ؛ ألنيا : قيل ( ( : النظائر ) ) و

وقيل لفظ لما . متشابية في الطول ، فتكون جمع نظيرة : الخيار ، يقال فيكون جمع نظورة ، وىي ] . . . [

.نظائر الجيش بمعنى أفاضميم وأماثميم وسمى المفصل مفصبل لكثرة الفصول بين ، وأول

. وروي ذلك في حديث مرفوع ) ق ) المفصل سورة وكان ابن مسعود أول . القتال [ سورة ] أولو : وقيل مفصمو، لكن ترتيب سوره عمى غير ىذا ( ( الرحمن ) )

.الترتيب تفسير ىذه السور التي ذكرىا ابن مسعود في وقد روي

.روايات أخر عنو ثمان عشرة من : وفي رواية لمسمم في ىذا الحديث

المفصل ، وسورتين من آل .حم

وفي رواية ألبي داود من طريق أبي إسحاق ، عن : تفسير ذلك فقال : األسود وعمقمة ، عن عبد اهلل

و ) اقتريب ) في ركعة ، و ) والنجم ) ) الرحمن ) في ) والذاريات ) و ) والطور ) في ركعة ، ) الحاقة )

إذا) ركعة ، و

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

)وقعت الواقعة في ) والنازعات ) ) سأل سائل ) في ركعة ، و ) ن ) و

في ركعة ، و ) عبس ) و ) ويل لممطففين ) ركعة ، و و ) ىل أتى ) كعة ، و في ر ) المزمل ) و ) المدثر ) عم يتساءلون ) في ركعة و ) ال أقسم بيوم القيامة )

في ركعة ،) والمرسبلت ) )

.في ركعة ) إذا الشمس كورت ) و ) الدخان ) و .ىذا تأليف من ابن مسعود : قال أبو داود

وليس في ىذه الرواية من آل حم سوى سورة الدخان ، وسورتين من آل : ة وىذا يخالف رواية مسمم المتقدم

.حم وخرج اإلمام أحمد من رواية إبراىيم ، عن نييك بن

إني قرأت : سنان السممي ، أنو أتى ابن مسعود فقال ىذا مثل ىذ الشعر ، : فقال . المفصل الميمة في ركعة

أو نثرا كنثر الدقل ، إنما فصل لتفصموا ، لقد عممت : ين سورة عشر : يقرن ) النظائر التي كان رسول اهلل

، عمى تأليف ابن مسعود ، كل ) والنجم ) ) الرحمن ) عم يتساءلون ) و ) الدخان ) سورتين في ركعة ، وذكر

.في ركعة ) ىو : ، وقال ( ( مسنده ) ) وخرجو يعقوب بن شيبة في

.حسن اإلسناد ، ) عم يتساءلون ) وفي ىذه الرواية اقتران الدخان ب

د السابقة في اقتران الدخان وىي تخالف رواية أبي داو

) .إذا الشمس كورت ) ب وخرج الطبراني من رواية محمد بن سممة بن كييل ،

لقد : قال عبد اهلل : عن أبيو ، عن أبي وائل ، قال :يصمي بين ) عممت النظائر التي كان رسول اهلل

اقتربت ) ، و ) والنجم ) ، ) والطور ) ، ) الذاريات ) )حمن الر ) ، و ) سأل سائل ) ، و ) الحاقة ) و ) ن ) ، و ) الواقعة ) و (

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىل أتي ) و ) ال أقسم بيوم القيامة ) و ) المزمل ) و عم يتساءلون ) ، و ) والمرسبلت ) ، ) عمى االنسان

، ) ويل لممطففين ) و ) عبس ) ، و ) والنازعات ) ، ) ) .الشمس كورت إذا ) و

وىذه الرواية تخالف ما تقدم ، وتمك الرواية أصح ،

ومحمد بن سممة بن كييل تكمم فيو ، وتابعة عميو أخوه .يحيى ، وىو أضعف منو

: وخرج أبو داود من رواية عبد اهلل بن شقيق ، قال يقرن بين السور ؟ ) ىل كان رسول اهلل : سألت عائشة

.من المفصل : قالت أن حديث ابن مسعود وعائشة إنما ىو في : ىر والظا

.صبلة الميل صميت مع النبي : وخرج مسمم من حديث حذيفة ، قال

يركع عند المائة ، ثم : ذات ليمة فافتتح البقرة ، فقمت ) ، [ فمضى ] يصمي بيا في ركعة : مضى ، فقمت

يركع بيا ، ثم افتتح سورة النساء فقرأىا ، ثم : فقمت .وذكر الحديث -عمران فقرأىا افتتح آل

وىذا كمو يدل عمى جواز الجمع بين السور في صبلة .التطوع

أخبرني من سمع النبي : وروى أبو العالية ، قال ( ( .لكل سورة حظيا من الركوع والسجود : ) ) يقول )

.وخرجو اإلمام أحمد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عمى الصبلة -صحتو تقدير -وقد حمل ىذا .المفروضة

وروى وكيع ، عن عيسى الخياط ، عن الشعبي ، عن ما أحب أني قرنت سورتين : زيد بن خالد الجيني ، قال

.في ركعة ، وأن لي حمر النعم .عيسى ىذا ، فيو ضعف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - يقرأ في األخريين بفاتحة الكتاب

ثنا ىمام ، عن : حدثنا موسى بن إسماعيل -

يحيى ، عن عبد اهلل بن أبيفي ] كان يقرأ في الظير ) قتادة ، عن أبيو ، أن النبي

بأم الكتاب وسورتين ، وفي الركعتين األخريين [ األوليين بأم الكتاب ، ويسمعنا اآلية ، ويطول في الركعة األولى

وىكذا في العصر ، الثانية ،[ الركعة ] ما ال يطول في .وىكذا في الصبح

قد خرج البخاري ىذا الحديث فيما سبق من رواية شيبان وىشام الدستوائي ، عن يحيى بن أبي كثير ، وليس في

.ويقرأ في الركعتين األخريين بأم الكتاب : حديثيما .وخرجو ىاىنا من طريق ىمام ، عن يحيى بيذه الزيادة

من راوية ىمام وأبان ( ( صحيحو) ) وخرجو مسمم في .العطار ، كبلىما عن يحيى بن أبي كثير

أثبت ىي : وقد سأل األثرم اإلمام أحمد عن ىذه الزيادة روىا عدة ، ورواىا بعضيم عن األوزاعي ، : ؟ قال

ىشام ال يقوليا ؟ قال نعم ، ىشام ال : فقال لو األثرم .يقوليا

ك ، وأنو ال يزيد في وقد ذىب أكثر العمماء إلى القول بذل

الركعتين األخريين والثالثة من المغرب عمى فاتحة .الكتاب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وروي نحو ذلك عن عمي وابن مسعود وعائشة وأبي .ىريرة وجابر وأبي الدرادء ال أعمميم يختمفون أنو يقرأ في : وعن ابن سيرين ، قال تحة الكتاب وسورة ، وفي األخريين الركعتين األوليين بفا

.بفاتحة الكتاب حديث سعد في الحذف : -أيضا -وقد دل عمى ذلك

.وقد تقدم في مواضع من الكتاب . في األخريين وروى مالك عن نافع ، عن ابن عمر ، أنو كان إذا صمى وحده يقرأ في األربع جميعا ، في كل ركعة بأم

.القرآن وسورة أنو يستحب أن يقرأ -في أحد قوليو - وذىب الشافعي

.سورة مع أم القرآن في الركعات كميا ومن أصحابنا من حكاه رواية عن أحمد ، وأكثر

.رواية واحدة : -ال يستحب : أصحابنا قالوا .وفي كراىيتو عنو روايتان

وقد تقدم عن أبي بكر الصديق ، أنو قرأ في الثالثة من :المغرب بعد الفاتحة

[ . : آل عمران ) ] ربنا ال تزغ قموبنا بعد إذ ىديتنا ) .وقد استحب أحمد ذلك في رواية

يحتمل أنو استحبو ؛ ألنو دعاء : قال القاضي أبو يعمى وال : قال . إن شاء قالو : ، فإنو قال في رواية األثرم

.تدري أكان ذلك من أبي بكر قراءة أو دعاء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد تقدم من حديث أبي سعيد الخدري ما يدل عمى أن كان يقرأ في الركعتين األخريين عمى قدر نصف ) النبي

.قراءتو في األوليين وحممو طائفة من أصحابنا وغيرىم عمى أن ىذا كان

يفعمو أحيانا لبيان الجواز ، فيدل عمى أنو غير مكروه ، واهلل أعمم. من كرىو خبلفا ل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - من خافت القراءة في الظير والعصر

ثنا جرير ، عن األعمش ، عن : حدثنا قتيبة - : قمنا لخباب : عمارة بن عمير ، عن أبي معمر ، قال

. يقرأ في الظير والعصر ؟ قال نعم ) أكان رسول اهلل .باضطراب لحيتو : عممت ؟ قال من أين: قمنا

.قد تقدم ىذا الحديث من طريق عن األعمش أن قراءة الظير والعصر تكون : ومقصود بيذا الباب

سرا ، وىذا مما ال اختبلف فيو بين المسممين عمما

لى اآلن ) وعمبل ، متداوال من أصحاب النبي .وا وأوجب ذلك ابن أبي ليمى. والمخافتو سنة كالجير

.وقميل من الناس ، وىو وجو لممالكية .أنو تبطل الصبلة بتركو عمدا : وألصحابنا

وخرج الطبراني وابن عدي من طريق أبي الرحال البصري ، عن النضر ابن أنس ، عن أبيو ، أن رسول

صمى بيم الظير بالياجرة ، فرفع صوتو ، فقرأ ) اهلل فقال أبي ) ل إذا يغشى والمي ) ، ) والشمس وضحاىا )

يارسول اهلل ، أمرت في ىذه الصبلة بشيء ؟ : بن كعب ( ( .ال ، ولكني أردت أن أوقت لكم صبلتكم : ) ) قال

: خالد بن محمد ، قال البخاري : أبو الرحال ، اسمو .منكر الحديث وأخرجو العقيمي من طريقو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" والصحيح من الرواية عن : قال . ال يتابع عميو : وقال

أنو لم يكن يجير في صبلة النيار بالقراءة إال ) : النبي .في الجمعة

: وخرجو النسائي من رواية عبد اهلل بن عبيد ، قال كنا عند أنس ، فصمى : سمعت أبا بكر بن النضر يقول

إني صميت مع النبي : بيم الظير ، فمما فرغ قال ) ( الظير ، فقرأ لنا بياتين السورتين في الركعتين ب )

ىل أتاك حديث الغاشية ) و ) سبح اسم ربك األعمى كتاب ) ) وخرجو أبو بكر بن أبي داود في ) .

أن أنسا أسمعيم قراءتو في : ، وعنده ( ( الصبلة م ، الركعتين األوليين ، فمما قضى صبلتو أقبل عميي

عمدا أسمعتكم قراءة ىاتين السورتين ، أني : وقال .الظير فقرأ بياتين السورتين ) صميت مع رسول اهلل

وخرج الطبراني من حديث قتادة ، عن شير بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم ، عن أبي مالك األشعري ،

؛ فصمى الظير فقرأ ) أنو صمى بيم صبلة رسول اهلل وذكر -ورة ، يسمع من يميو بفاتحة الكتاب وس

.الحديث

.وشير بن حوشب ، مختمف فيو وقد رواه عبد الحميد بن بيرام ، عن شير بن حوشب ،

.أنو أسر القراءة : وذكر في حديثو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو اإلمام أحمد من طريقو وىو أصح ، وعبد الحميد أحفظ لحديث شير بن حوشب

.صوصو من غيره بخولو صح شيء من ذلك لحمل عمى أنو جير إلرادة

تعميم القراءة وقدرىا وروي ىذا المعنى عن أنس وخباب .بن األرت

وليذا المعنى روي عن عمر الجير باالستفتاح ، عن .ابن عباس الجير بقراءة الفاتحة في صبلة الجنازة بلة وأما الجير بالتطوع في النيار ؛ فإن كان في ص

جماعة ويطول فيو القراءة كصبلة الكسوف ، فإنو يجير

إن -فيو بالقراءة ، وستأتي المسألة في مواضع آخر . -شاء اهلل تعالى

نص عميو : -وكذا لو صمى الكسوف وحده جير فييا .أحمد

وأما غير ذلك من التطوع فاألكثرون عمى أنو ال يجير .فييا بالقراءة

قراءة النيار : عبد اهلل بن مسعود قال أبو عبيدة بن .عجماء

.صبلة النيار عجماء : وقال الحسن .ال تسمع فييا قراءة : أي

ابن عبد : وكثير من العمماء جعمو حديثا مرفوعا ، منيم .البر وابن الجوزي ، وال أصل لذلك

وحكى عن أبي حامد اإلسفراييني ، سأل الدارقطني عنو ال: فقال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .أعرف صحيحا وال فاسدا حدثنا ( ( غريب الحديث ) ) وروى أبو عبيد في كتابو

إبراىيم بن سعد ، عنعبد اهلل بن ) سمع النبي : أبيو ، عن أبي سممة ، قال

حذافة يقرأ في المسجد ، يجير يالقراءة في صبلة النيار ( ( . وال تسمعنا يابن حذافة سمع اهلل: ) ) ، فقال

عن أبي سممة ، عن أبي : وقد رواه بعضيم ، فجعمو رسالو أصح -ىريرة قالو الدارقطني : -موصوال وا .وغيره

وروى وكيع ، عن األوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، يارسول اهلل ، إن ىاىنا قوم يجيرون : قالوا : قال

( ( .عر ارموىم بالب: ) ) بالقرآن بالنيار ؟ فقال .مراسل يحيى بن أبي كثير ضعيفة

وقد رواه يوسف بن يزيد الدمشقي ، عن األوزاعي ، عن ، ) يحيى ، عن أبي سممة ، عن بريدة ، عن النبي

.فوصمو

قالو صالح بن محمد الحافظ : -وىو خطأ ال أصل لو .وغيره

.ويوسف ىذا ، ضعيف .وروي موصوال من وجوه أخر ، ال تصح

ابن أبي شيبة بإسناده ، عن سعيد بن جبير ، عن وروي ابن عمر ، أنو سمع رجبل يجير بالقراءة نيارا ، فدعاه

.إن صبلة النيار ال يجير فييا فأسر قراءتك : فقال ورخصت طائفة في الجير في التطوع بالنيار إذا لم يؤذ

أحدا ، وىو قول

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سحاق ، وروي النخعي و عن خالد -أيضا -الثوري وا .بن معدان وسعيد بن جبير

رأيت ابن عمر يصمي بالنيار ، : وقال بشر بن حرب

.فكان يسمعنا قراءتو وبشر بن حرب ، تكمموا فيو .أنو البأس بو : وألصحابنا وجو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - إذا أسمع اإلمام اآلية

حدثني : ثنا األوزاعي : حدثنا محمد بن يوسف - حدثني عبد اهلل بن أبي قتادة ، : يحيى بن أبي كثير كان يقرأ بأم الكتاب وسورة معيا ، ) عن أبيو ، أن النبي

[ صبلة ] في الركعتين األوليين من صبلة الظير و العصر ويسمعنا اآلية أحيانا ، وكان يطيل في الركعة

.األولى أنو كان : ظاىرة ( ( كان يسمعنا اآلية أحيانا : ) ) لو قو

يقصد ذلك ، وقد يكون فعمو ليعمميم أنو يقرأ في الظير .والعصر ، فإنو حصل لبعضيم شك في ذلك كما تقدم

وقد يكون فعمو ليعمميم ىذه السورة المعينة ، كما روي ذلك عن أنس وغيره ؛ أو ليبين جواز الجير في قراءة

.، وأن الصبلة ال تبطل بو النيارلم يكن إسماعيم اآلية أحيانا : وقالت طائفة من العمماء

عن قصد ، إنما كا يقع اتفاقا عن غير قصد ؛ فإنو كان يقرأ لنفسو سرا ، فربما استغرق في تدبر ما يقرأه ، )

أو لعمو كان يقصد تحقيق القراءة ، فيقع سماع قراءتو غير أن يتعمد إسماعيم ، أو أن لآلية أحيانا لذلك من

يكون وقع اإلسماع منو عمى وجو السيو وفي ىذا .نظر

ال نرى بأسا أن يتعمد الرجل الجير : قال الشافعي وىم : قال . بالشيء من القرآن ليعمم من خمفو أنو يقرأ

.يكرىون ىذا ، ويوجبون السيو عمى من فعمو .يشير إلى أىل الكوفة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" :واختمف كبلم اإلمام أحمد في ذلك ترى لمرجل أن يسمع : فنقل عنو حنبل في قراءة النيار

الحرف ونحو ذلك ، وال يغمط صاحبو ؛ : من يميو ؟ قال صبلة النيار : يسمعيم اآلية أحيانا وقال ) كان النبي

.عجماء ال يجير فيما لنجي في اإلمام يسمع ونقل عنو إسماعيل بن سعيد الشا

ال أرى : من يميو ، فكره ذلك في صبلة النيار ، وقال .سجود سيو : أي -عميو سيوا في ذلك

وروى الشافعي بإسناده ، عن ابن مسعود ، أنو سمع .قراءة في الظير والعصر

: يعني -وىذا عندنا ال يوجب سيوا : قال الشافعي .سجودا

عن سيف المكي ، عن ( (كتابو ) ) وروى وكيع في مجاىد ، أنو سمع عبد اهلل بن عمرو يقرأ في الظير ب

) .كييعص ) وروى الجوزجاني بإسناده ، عن أبي عثمان النيدي ،

في صبلة ) ق ) سمعت من ابن عمر نغمة من : قال .الظير

وروى حماد بن سممة ، عن حميد وثابت وقتادة والتيمي والعصر ، وكان يسمعيم ، أن أنسا صمى بيم الظير

.النغمة أحيانا .وروى عنو مرفوعا

.قالو أبو حاتم والدار قطني وغيرىما : -ووقفو أصح وروي عن خباب بن األرت ، أنو قرأ بيم في الظير ب

،) إذا زلزلت )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.فسمع قراءتو حتى تعمميا من خمفو .فجير بيا ) إذا زلزلت ) ي العصر قرأ بيم ف: وعنو

صميت إلى جنب عبد اهلل بن مسعود : وقال عمقمة : بالنيار ، فمم أدر أي شيء قرأ ، حتى سمعتو يقول

طو ) ، فظننتو يقرأ ( : طو ) ) رب زدني عمما ) . (

كان بعضيم يسمعيم اآلية في الظير : وقال النخعي .والعصر

من حديث البراء بن عازب ، وخرج النسائي وابن ماجويصمي بنا الظير ، فنسمع منو ) كان رسول اهلل : قال

.اآلية بعد اآلية من سورة لقمان والذاريات ىل يسجد لمسيو ، : واختمفوا فيمن جير فيما يخافت فيو

أم ال ؟ال يسجد ، وروي عن أنس وعمقمة : فقالت طائفة

.واألسود ، أنيم فعموه ولم يسجدوا .قول األوزاعي والشافعي وىو

.يسجد لذلك : وقال النخعي والثوري وأبوحنيفة .وعن أحمد فيو روايتان

إن تطاول ذلك سجد لمسيو ، وال أرى عميو : وقال مالك .في السر سيوا

واستدل أحمد بأنو ال يجب السجود لذلك بأن النبي

كان يسمع منو نغمة في صبلة الظير ، وبأن أنسا ) .م يسجد جير فم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" المروي عن الصحابة قد تقدم أنو كان عمدا منيم : قمت

فعموه ؛ لتعميم من وراءىم سنة القراءة ، والعمد ال يسجد .لو

تبطل صبلتو بتعمد الجير فيما : وفيو رد عمى من قال .يسر فيو ، كما تقدم

تبطل الصبلة بتركو فقد حكي عن ابن أبي ليمى ، أنو .عمدا ونسيانا وىو بعيد جدا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

يطول في الركعة األولىثنا ىشام ، عن يحيى بن أبي : حدثنا أبو نعيم -

كثير ، عن عبد اهلل بن أبي قتادة ، عن أبيو ، أن النبي ظير ، كان يطول في الركعة األولى من صبلة ال)

.ويقصر في الثانية ، ويفعل ذلك في صبلة الصبح التطويل في الركعة األولى من صبلة : في ىذه الرواية .الظير والصبح

وقد سبق من حديث ىمام ، عن يحيى بن أبي كثير .أيضا -ذكر التطويل في األولى من العصر

.وكذا في بعض النسخ من رواية شيبان ، عن يحيى ( ( .القراءة في الظير : باب ) ) ي وقد خرجيا ف

وقد سبق الكبلم عمى التطويل في األولى من الصموات فبل حاجة إلى ( ( القراءة في الظير : باب ) ) في

.إعادتو ىاىنا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - جير اإلمام بالتأمين

ءه أمين دعاء ، أمن ابن الزبير ومن ورا: وقال عطاء : حتى إن لممسجد لمجة ، وكان أبو ىريرة ينادي اإلمام

.ال تسبقني بآمين كان ابن عمر ال يدعو ، ويحضيم ، : وقال نافع

.وسمعت منو في ذلك خبرا كان ابن : قمت لعطاء : أنا ابن جريج : قال عبد الرزاق

نعم ، حتى إن : الزبير يؤمن عمى إثر أم القرآن ؟ قال وكان أبو : إنما آمين دعاء قال : قال .لممسجد لمجة

ال : ىريرة يدخل المسجد ، وقد قام اإلمام فيو ، فيقول .تسبقني بآمين

وروى يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سممة ، عن أبي ىريرة ، أنو كان مؤذنا لمعبلء بن الحضرمي بالبحرين ،

.فاشترط عميو أن ال يسبقو بآمين

: ي عثمان النيدي ، قال وروى عاصم األحول ، عن أب .يارسول اهلل ، ال تسبقني بآمين : قال ببلل

.وىذا مرسل .وخرجو أبو داود ، وعنده عن أبي عثمان ، عن ببلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىو : قال . قالو أبو حاتم الرازي : -وىو خطأ .مرسل كمية ؛ ألنو إن أبا عثمان لم يسمع من ببلل بال: وقيل

قدم المدينة في خبلفة .عمر ، وقد كان ببلل انتقل إلى الشام قبل ذلك

وقد رواه ىشام بن الحق ، عن عاصم ، عن أبي عثمان ، عن سممان ، عن

.ببلل ، فوصمو .وىشام ، تركو اإلمام أحمد وغيره

واهلل أعمم -إنيا دعاء ، يريد بو : وقول عطاء في آمين الميم استجب ، ونحو ىذا من أن معنى آمين -

.الدعاء -عن أبي زىير النميري ( ( سنن أبي داود ) ) وفي

إذا دعا أحدكم : أنو كان يقول -وكان من الصحابة بدعاء فميختمو بآمين ؛ فإن آمين مثل الطابع عمى

: ذات ليمة ، قال ) وذكر أنو خرج مع النبي . الصحيفة ألة ، فوقف النبي فأتينا عمى رجل قد ألح في المس

أوجب إن ختم ) : ) ) يسمع منو ، ثم قال النبي ) ( ( .بآمين

-وخرج ابن عدي بإسناد ضعيف ، عن أبي ىريرة ( ( .آمين قوة الدعاء : ) ) -مرفوعا المد ، والقصر ، والميم : لغتان ( ( آمين ) ) وفي

معناىا : مخففة ، وحكي عن بعضيم تشديدىا ، وقالوا وزعم بعضيم أن آمين اسم من أسماء . ن نحوك قاصدي .وفيو أقوال أخر ال تكاد تصمح . اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

اختبلط : -بفتح البلم وتشديد الجيم -( ( المجة ) ) و األصوات والضجات

.مثميا -بالراء -( ( الرجة ) ) و يدل عمى ( ( ال تسبقني بآمين : ) ) وقول أبي ىريرة

.فضل شيود المأموم مع إمامو آمين : وروي عن أبي الدرداء ، أنو سمع إقامة الصبلة ، فقال

.أسرعوا بنا ندرك آمين من أدرك آمين مع إمامو فقد أدرك معو : وقد قال وكيع

.فضمية تكبيرة اإلحرام ال تدرك فضمية تكبيرة : وأنكر اإلمام أحمد ذلك ، وقال

. بإدراكيا مع اإلمام اإلحرام إال :قال البخاري

أنا مالك ، عن ابن : حدثنا عبد اهلل بن يوسف - شياب ، عن سعيد بن المسيب وأبي سممة بن عبد الرحمن ، أنيما أخبراه ، عن أبي ىريرة ، أن النبي

:قال ) إذا أمن اإلمام فأمنوا ؛ فإنو من وافق تأمينو تأمين ) )

( ( .ا تقدم من ذنبو المبلئكة غفر لو م: يقول ) وكان رسول اهلل : وقال ابن شياب

) :قول النبي ( ( . آمين ) ) . ىو مما أرسمو الزىري في آخر الحديث ( ( آمين ) )

وقد روي عن الزبيدي ، عن الزىري بيذا اإلسناد ، أن كان إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوتو ، ) النبي :فقال

( ( .آمين ) ) .خرجو الدارقطني

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .إسناده حسن : وقال

كذا قال ، ووصمو وىم ، إنما ىو مدرج من قول الزىري

.، كما رواه مالك وروي ابن وىب ىذا الحديث ، عن مالك ويونس ، عن

إذا أمن اإلمام : ) ) الزىري ، وزاد فيو بعد قولو وذكر باقي -( ( فإن المبلئكة تؤمن ( : ) ) ( فأمنوا

.الحديث .خرجو البييقي

من رواية -أيضا -وخرجو ابن ماجو بيذه الزيادة .سفيان ، عن الزىري

دل ىذا الحديث عمى أن اإلمام والمأمومين يؤمنون .جميعا ، وىذا قول جميور أىل العمم

.روي عن أبي بكر وعمر وابن عمر وأبي ىريرة لقد كنت أسمع اآلئمة يقولون عمى إثر أم : وقال عطاء

أمين ، ىم أنفسيم ومن وراءىم ، حتى إن : القرآن .لممسجد لمجة

وبيذا قال الثوري وأبو حنيفة واألوزاعي وابن المبارك سحاق وأبو عبيد .والشافعي وأحمد وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الك واختيارىم وىو رواية المدنيين عن موروى ابن القاسم ، عن مالك ، أن اإلمام ال يؤمن ، إنما

.يؤمن من خمفو ، وىو اختيار المصريين من أصحابو عمى أن ( ( إذا أمن اإلمام فأمنوا : ) ) وحمموا قولو

المراد بتأمين اإلمام دعاؤه بقراءة آخر الفاتحة ، بدليل : ، قال ) النبي رواية أبي صالح ، عن أبي ىريرة ، عن

الين ) إذا قال اإلمام ) ) غير المغضوب عمييم وال الض .إن شاء اهلل -وسيأتي فيما بعد ( ( آمين : فقولوا )

وليس فيو ما يدل عمى أن اإلمام ال يؤمن ، بل فيو دليل .عمى اقتران تأمين المأمومين بتأمين اإلمام

نسائي من حديث معمر ، عن وقد خرج اإلمام أحمد وال الزىري ، عن ابن

إذا : ) ) ، قال ) المسيب ، عن أبي ىريرة ، عن النبي الين ) قال اإلمام غير المغضوب عمييم وال الض

ن : آمين ، فإن المبلئكة تقول : فقولوا ) آمين ، وا

آمين ، فمن وافق تأمينو تأمين المبلئكة : اإلمام يقول ( ( .ر لو ما تقدم من ذنبو غف

:واختمفوا في الجير بيا عمى ثبلثة أقوال يجير بيا اإلمام ومن خمفو ، وىو قول عطاء : أحدىا

سحاق وابن أبي شيبة ، واألوزاعي والشافعي وأحمد وا .وعامة أىل الحديث

( ( إذا أمن اإلمام فأمنوا : ) ) واستدل بعضيم بقولو : وروي عن عطاء ، قال فدل عمى سماعيم لتأمينو

: أدركت مائتين من أصحاب محمد ، إذا قال اإلمام الين ) ( ( .آمين ) ) سمعت ليم ضجة ب ) وال الض

.خرجو حرب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يخفييا اإلمام ومن خمفو ، وىو قول الحسن : والثاني . والنخعي والثوري ومالك وأبي حنيفة وأصحابة

يخفييا المأموم كما يخفي سائر األذكار ، : والثالث .ويجير بيا اإلمام ، وىو قول لمشافعي

ومن أصحابو من حممو عمى حال عمى قمة المأمومين أو صغر المسجد بحيث يبمغيم تأمين اإلمام ، فإن لم

.يكن كذلك جير المأمومون قوال واحدا عة يطول وفي الجير بالتأمين لئلمام أحاديث مرفو

.ذكرىا يجير : -في رواية أبي داود -وقال اإلمام أحمد

: قال أبو داود . اإلمام حتى يسمع كل من في المسجد .وكان مسجده صغيرا

سمعت أحمد يجير بآمين جيرا خفيفا رقيقا : وقال حرب وسمعت إسحاق : قال . ، وربما لم أسمعو يجير بيا

: قال . ف الذي يميو يجير بيا حتى يسمع الص: قال ويجير بيا كل صف حتى يسمع الصف الذي يمييم ،

.حتى يؤمن أىل المسجد كميم ويكون تأمين المأمومين مع تأمين اإلمام ، ال قبمو وال

ال : بعده عند أصحابنا وأصحاب الشافعي ، وقالوا

يستحب لممأموم مقارنة إمامو في شيء غير ىذا ، فإن -الفاتحة ، والمبلئكة يؤمنون الكل يؤمنون عمى دعاء

عمى ىذا الدعاء ، فيشرع المقارنة بالتأمين -أيضا لئلمام والمأموم ، ليقارن ذلك تأمين المبلئكة في السماء

:؛ بدليل قولو في رواية معمر : آمين ، واإلمام يقول : فإن المبلئكة تقول ) )

ويكون ، فعمل باقتران تأمين اإلمام والمبلئكة ،( ( آمين إذا : أي -( ( إذا أمن اإلمام فأمنوا ) ) معنى قولو

.شرع في التأمين ، أو أراده وورد أثر يدل عمى تأخير تأمين المأموم عن تأمين

اإلمام ، من رواية ابن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لييعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد اهلل بن عتاب صميت مع أبي بكر وعمر واألئمة : العدوي ، قال

بعدىما ، فكان إذا فرغ اإلمام من قراءة فاتحة الكتاب الين : ) فقال آمين ، ورفع بيا صوتو ، : قال ) وال الض

آمين ، حتى يرجع الناس: ثم أنصت ، وقال من خمفو .بيا ، ثم يستفتح القراءة

.إسناده ضعيف ارئ ، ىذا ىو وتأمين المبلئكة ىو عمى دعاء الق

الصحيح الذي يفيم من .الحديث

وقد ذكر ابن عبد البر وغيره فيو أقواال أخر ، مرغوبا .عن ذكرىا ؛ لبعدىا وتعسفيا من غير دليل

إذا أقيمت الصبلة فصف أىل األرض : وقد قال عكرمة وال : ) صف أىل السماء ، فإذا قال أىل األرض

الين آمين ، فوافق آمين أىل : قالت المبلئكة ) الضاألرض آمين ألىل السماء ؛ غفر ألىل األرض ما تقدم

.من ذنوبيم إذا قرأ : وروى العبلء ، عن أبيو ، عن أبي ىريرة ، قال وال : ) اإلمام بأم القرآن فاقرأ بيا واسبقو ؛ فإنو إذا قال

الين فمن وافق ذلك قمن . آمين : قالت المبلئكة ) الض .تجاب ليم أن يس

: وال يستجب أن يصل آمين بذكر آخر ، مثل أن يقول آمين رب العالمين ؛ ألنو لم تأت بو السنة ، ىذا قول

.أصحابنا :ىو حسن : وقال الشافعي

وال يسحتب أن يقدم عمى التأمين دعاء ؛ ألن التأمين عمى دعاء الفاتحة ، وىو ىداية الصراط المستقيم ، وىو

.جميا أىم األدعية وأ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الربيع بن : ومن السمف من استحب ذلك لممأموم ، منيم .خثيم والثوري

حدثنا أبو مالك ( ( كتاب الصبلة ) ) وروى أبو نعيم في النخعي ، عن المغيرة بن النعمان ، عن سعيد بن جبير

غير : ) إذا قال اإلمام : ، عن ابن عباس ، قال الين : فسل موجبة ، ثم قل ) المغضوب عمييم وال الض

.آمين .أبو مالك ىذا ، ضعيف

وروى أبو بكر النيشمي ، عن أبي إسحاق عن أبي عبد اهلل اليحصبي ، عن وائل بن حجر ، أنو سمع النبي

الين : ) حين قال ) غير المغضوب عمييم وال الض : قال)

( ( .رب اغفر لي ، آمين ) ) .خرجو البييقي وغيره

.وىذا اإلسناد ال يحتج بو كانوا : وروى أبو حمزة ، عن إبراىيم النخعي ، قال

.يستحبون ذلك .وأبو حمزة ، ىو ميمون األعور ، ضعيف

يدل عمى أن يوصل التأمين بالفاتحة : وظاىر األحاديث .من غير سكوت ثنا عاصم األحوال ، عن حفصة : ك وروى ابن المبار

إذا قرأ : بنت سيرين ، عن عبد اهلل بن مسعود ، قال الين ) ووصل بآمين ، ) غير المغضوب عمييم وال الض

.فوافق تأمينو تأمين المبلئكة استجيبت الدعوة .حفصة ، لم تسمع من ابن مسعود

والتأمين سكتة واستحب الشافعية أن يسكت بين الفاتحة .لطيفة ؛ ليفصل القرآن عما ليس منو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

والتأمين سنة في الصبلة ، وليس بواجب عند جميور .العمماء

: وروى إسحاق بن إبراىيم بن ىانئ ، عن أحمد ، قال إذا أمن القارئ : ) ) قال ) آمين أمر من النبي

.منو ، واألمر أوكد من الفعل فيذا أمر ( ( فأمنوا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - فضل التأمين

ثنا مالك عن أبي : حدثنا عبد اهلل بن يوسف - الزناد ، عن األعرج ، عن أبي ىريرة ، أن رسول اهلل

قالت المبلئكة [ و ] إذا قال أحدكم آمين : ) ) قال ) قت إحدىما األخرى غفر لو ما آمين ، فواف: في السماء

( ( .تقدم من ذنبو وخرج مسمم من رواية يونس ، عن أبي ىريرة ، أن

آمين : إذا قال أحدكم في الصبلة : ) ) قال ) رسول اهلل آمين ، فوافق إحداىما األخرى : ، والمبلئكة في السماء

( ( .غفر لو ما تقدم من ذنبو ي ىريرة ، أن ومن رواية سييل ، عن أبيو ، عن أب

غير : ) إذا قال القارئ : ) ) قال ) رسول اهلل الين آمين ، : فقال من خمفو ) المغضوب عمييم وال الض

فوافق قولو قول أىل السماء ، غفر لو ما تقدم من

( ( .ذنبو ثنا ليث ، عن : حدثنا جرير : وروى إسحاق بن راىوية

كعب ، عن أبيإذا قال اإلمام ) : ) ) قال رسول اهلل : ل ىريرة ، قا

الين ) آمين ، : فقال ) غير المغضوب عمييم وال الضفوافق آمين أىل األرض آمين أىل السماء ، غفر اهلل

آمين كمثل : ومثل من ال يقول . لمعبد ما تقدم من ذنبو رجل غزا مع قوم فاقترعوا ، فخرجت سياميم ولم يخرج

إنك لم تقل : لم لم يخرج سيمي ؟ فقيل : سيمو ، فقال ( ( .آمين

الين : ) وكان اإلمام إذا قال : قال أبو ىريرة وال الض .جير بآمين )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقال أبو . ال أدري من ىو : كعب ىذا ، قال أحمد

.مجيول ال يعرف : حاتم أن الحديث عمى ظاىره ، وأن -تقدم فيما -وقد ذكرنا

المبلئكة في السماء تؤمن عمى قراءة المصمين في .األرض لمفاتحة

من رواية العبلء ، عن أبيو ، ( ( صحيح مسمم ) ) وفي ) : قال اهلل : ) ) ، قال ) عن أبي ىريرة ، عن النبي

قسمت الصبلة بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ماقال ) الحمد لمو رب العالمين : ) لعبد سأل ، فإذا قال ا

قال ) الرحمن الرحيم : ) حمدني عبدي ، فإذا قال : اهلل مالك يوم الدين ) أثنى عمى عبدي ، فإذا قال : اهلل فوض إلي عبدي : وقال مرة -مجدني عبدي : قال ) ياك إياك ) -فوض إلي عبدي : وقال مرة - نعبد وا

ىذا بيني وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل : قال ) نستعين راط المستقيم صراط الذين أنعمت : ) فإذا قال اىدنا الص

الين ىذا : قال ) عمييم غير المغضوب عمييم وال الض ( ( .لعبدي ، ولعبدي ما سأل

يذا الحديث يدل عمى أن اهلل يستمع لقراءة المصمي ف

حيث كان مناجيا لو ، ويرد عميو جواب ما يناجيو بو كممة كممة ، فأول الفاتحة حمد ، ثم ثناء ، وىو تثنية الحمد وتكريره ، ثم تمجيد ، والثناء عمى اهلل بأوصاف المجد والكبرياء والعظمة ، ثم ينتقل العبد من الحمد

التمجيد إلى خطاب الحضور ، كأنو صمح حينئذ والثناء و لمتقريب من الحضرة فخاطب خطاب الحاضرين ، فقال

ياك نستعين ) ) .إياك نعبد وا أنيا تجمع سر الكتب المنزلة من : وىذه الكممة قد قيل السماء كميا ؛ ألن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وما : ) ليؤمروا بالعبادة ، كما قال الخمق إنما خمقوا )خمقت الجن واألنس إال ليعبدون

، وأنما أرسمت الرسل وأنزلت الكتب [ : الذاريات ] لذلك ، فالعبادة حق اهلل عمى عباده ، وال قدرة لمعباد

عمييا بدون إعانة اهلل ليم ، فمذلك كانت ىذه الكممة بين عبده ؛ ألن العبادة حق اهلل عمى عبده ، اهلل وبين

.واإلعانة من اهلل فضل من اهلل عمى عبده وبعد ذلك الدعاء بيداية الصراط المستقيم ؛ صراط المنعم عمييم ، وىم األنبياء وأتباعيم من الصديقين

.والشيداء والصالحين ، كما ذكر ذلك في سورة النساء سعادة الدنيا فمن استقام عمى ىذا الصراط حصل لو

واآلخرة ، واستقام سيره عمى الصراط يوم القيامة ، ومن خرج عنو فيو إما مغضوب عميو ، وىو من يعرف

طريق اليدى وال يتبعو كالييود ، أو ضال عن طريق .اليدى كالنصارى ونحوىم من المشركين

فإذا ختم القارئ في الصبلة قراءة الفاتحة ، أجاب اهلل ( ( . ىذا لعبدي ولعبدي ماسأل ) : ) دعاءه فقال

وحينئذ تؤمن المبلئكة عمى دعاء المصمى ، فيشرع لممصمين موافقتيم في التأمين معيم ، فالتأمين مما

.يستجاب بو الدعاء عن أبي موسى األشعري ، ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

غير : ) إذا قال اإلمام : ) ) ، قال ) عن النبي الين المغضوب عميي آمين ، يجبكم : فقولوا ) م وال الض

( ( .اهلل ولما كان المأموم مأمورا باإلنصات لقراءة اإلمام ،

مأمورا بالتأمين عمى دعائو عند فراغ الفاتحة ؛ لم يكن عميو قراءة ؛ ألنو قد أنصت لمقراءة ، وأمن عمى الدعاء

اهلل ، فكأنو دعا ؛ كما قال كثير من السمف في قول تعالى لموسى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

[ . : يونس ) ] قد أجيبت دعوتكما : ) وىارون كان موسى يدعو وىارون يؤمن ، فسماىما : قالوا

.داعيين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - جير المأموم بالتأمين

سممة ، عن مالك ، عن حدثنا عبد اهلل بن م - سمي مولى أبي بكر ، عن أبي صالح ، عن أبي ىريرة

غير : ) إذا قال اإلمام : ) ) قال ) ، أن رسول اهلل الين فقولوا آمين ؛ فإنو من ) المغضوب عمييم وال الض

( ( .وافق قولو قول المبلئكة غفر لو ما تقدم من ذنبو و ، عن أبي سممة ، عن أبي محمد بن عمر : تابعة

.ونعيم المجمر ، عن أبي ىريرة ) ىريرة ، عن النبي :حديث محمد بن عمرو الذي أشار إليو

وال ) إذا قال القارئ : ) ) خرجو البييقي ، ولفظو الين آمين ، فوافق ذلك قول أىل : فقال من خمفو ) الض

( ( .السماء آمين ؛ غفر لو ما تقدم من ذنبة .وحديث نعيم المجمر ، عن أبي ىريرة

صميت وراء : عن نعيم ، قال : خرجو النسائي ولفظو

أبي ىريرة ، فقرأ، ثم قرأ بأم القرآن ، ( ( بسم اهلل الرحمن الرحيم ) )

الين ) حتى بمغ ، ) غير المغضوب عمييم وال الض: مما سجد آمين ، ويقول ك: فقال الناس . آمين : فقال

ذا قام من الجموس من االثنتين اهلل أكبر : اهلل أكبر ، وا ذا سمم قال والذي نفسي بيده ، إني ألشبيكم صبلة : ، وا

) .برسول اهلل وحديث أبي صالح الذي خرجو البخاري وحديث محمد

بن عمرو الذي أشار

(/)

"""""" صفحة رقم """""" إن اإلمام ال يؤمن وال : استدل بيما من يقول: إليو

يجير بالتأمين ؛ فإنو أمر المأموم أن يؤمن عقيب فراغ الين : ) اإلمام من قراءة ) .وال الض

يؤمن جيرا ، بأنو إشارة إلى أن : وأجاب عنو من قال

تأمينو يكون مع تأمين اإلمام ال بعده ؛ فإنو قد سبق في .آمين : بلئكة تقول والم. آمين : رواية بأن اإلمام يقول

، بأنو يحتمل أن يكون -كالخطابي -وأجاب بعضيم ىذا محموال عمى من بعد عن اإلمام ولم يسمع تأمينو ،

وسمع قراءتو ؛ فإن جير اإلمام بالتأمين دون جيره .بالقراءة فقد يسمع قراءتو من ال يسمع تأمينو

ن وأما حديث نعيم ، عن أبي ىريرة ، فبل حجة فيو ؛ فإ: أبا ىريرة أمن عمى قراءة نفسو حيث كان إماما ، وقال

) .إني أشبيكم صبلة برسول اهلل ( ( آمين : فقولوا : ) ) وفي استدالل البخاري بقولو

قد : عمى جير المأموم بالتأمين نظر ، إال أن يقال ( ( وال الضالين : ) ) بين قول اإلمام ) سوى النبي ماىما قوال ، وجعل قول آمين ، وس: وقول المأوم

المأموم كالمجاوبة لئلمام ، وقول المأموم إنما يكونجيرا ؛ ألن ىذا الخطاب مختص بالصبلة الجيرية

- باالتفاق فيكون مجاوبتو بالتأمين جيرا

.أيضا

(/)