7

Click here to load reader

The nature of government by ayn rand arabic

Embed Size (px)

DESCRIPTION

The Nature of Government by Ayn Rand A government is an institution that holds the exclusive power to enforce certain rules of social conduct in a given geographical area. Do men need such an institution—and why? الحكومة هي مؤسسة، تتمتع بسلطة حصرية «لفرض» قوانين محددة للأداء الاجتماعي في منطقة جغرافية معينة. هل البشر بحاجة إلى مثل هذه المؤسسة؟ ولماذا؟ بما أن عقل الإنسان هو أداة رئيسة من أجل البقاء، ووسيلة مثلى للحصول على المعلومات من أجل توجيه تصرفاته، فبذلك يضحي الشرط الرئيسي لوجوده متمثلا في حرية التفكير والتصرف وفقا لتقييماته العقلانية.

Citation preview

Page 1: The nature of government by ayn rand arabic

آين راند / طبيعة الحكومة

قوانين « لفرض»الحكومة هي مؤسسة، تتمتع بسلطة حصرية محددة لألداء االجتماعي في منطقة جغرافية معينة.

هل البشر بحاجة إلى مثل هذه المؤسسة؟ ولماذا؟ بما أن عقل اإلنسان هو أداة رئيسة من أجل البقاء، ووسيلة مثلى

للحصول على المعلومات من أجل توجيه تصرفاته، فبذلك يضحي الشرط الرئيسي لوجوده متمثال في حرية التفكير

والتصرف وفقا لتقييماته العقالنية. وهذا ال يعني أن اإلنسان يجب أن يعيش لوحده وأن أي جزيرة

مهجورة هي البيئة المثلى التي تالئم حاجاته. إذ يمكن للبشر ا على فوائد جمة من التعامل مع بعضهم البعض، والبيئة االجتماعية هي أن يحصلو

«.ولكن ضمن شروط محددة»الطريق األفضل للنجاح في البقاء،

في غاية االهمية، تتمثالن ولعل أهم ما نكتسبه من الوجود االجتماعي هما منفعتين ب؛

ع نشر وتوسيع ما يحويه من المعرفة والتجارة. فاإلنسان هو الكائن الوحيد الذي يستطي لإلنسان أكبر من المقدار مخزونه المعرفي من جيل إلى آخر، ومقدار المعرفة المتوفرة

الذي يستطيع البدء في استحصاله خالل دورة حياته ، وكل إنسان يحصل على فوائد ال مل حصر لها من المعرفة التي اكتشفها غيره. والفائدة العظيمة الثانية هي تقسيم الع

الذي يمكّن اإلنسان من تكريس جهوده في مجال محدد من مجاالت العمل والتجارة مع غيره من المتخصصين في مجاالت أخرى. إن هذا النوع من التعاون يمكّن كل

المشتركين فيه من الحصول على قدر أكبر من المعرفة والمهارات والمتفعة اإلنتاجية رنة مع ما يمكنهم إنجازه كل واحد في جزيرة الناتجة عن تلك الجهود، وذلك بالمقا

مهجورة أو مزرعة يرعاها شخص واحد.

وهذه المنافع ذاتها توضح وتحدد وتعرّف نمط الناس الذين تكون لهم قيمة ضمن بعضهم البعض، وكذلك نمط هذا المجتمع، وهم: الناس العقالنيون المنتجون المستقلون في

)أخالقيات الموضوعاني، فضيلة األثرة(.«. مجتمع عقالني منتج حر

أما المجتمع الذي يسلب من الفرد نتاج جهده، أو يقوم باستعباده، أو يحاول الحد من حرية عقله، أو يجبره على التصرف بخالف ما تمليه عليه تقييماته العقلية الخاصة، أي:

البشرية، ليس المجتمع الذي يشعل صراعا ما بين قوانينه وبين متطلبات الطبيعةمجتمعا بصريح العبارة، وإنما هو عصابة تجمعها قوانين إجرامية ضمن إطار مؤسساتي.

إن مجتمعا كهذا يدمر كل قيم التعايش البشري، وال يمكن إيجاد مبرر لتصرفاته، وال يعتبر مصدرا للمنفعة، وإنمايشكل خطراً أكبر على بقاء اإلنسان. والحياة على جزيرة

ر أمانا من العيش في روسيا السوفييتية أو ألمانيا النازية وال يمكن المقارنة مهجورة أكث مع أفضليتها عليهما.

إذا أراد البشر أن يعيشوا سوية ضمن مجتمع مسالم ومنتج وعقالني وأن يتعاملوا مع بعضهم البعض لتحقيق منفعة متبادلة، فعليهم حينها أن يقبلوا المبدأ االجتماعي

Page 2: The nature of government by ayn rand arabic

ذي ال يمكن من دونه أن يوجد أي مجتمع أخالقي أو متحضر، وهو: مبدأ األساسي ال الحقوق الفردية.

واالعتراف بالحقوق الفردية يعني االعتراف والقبول بالشروط التي تتطلبها طبيعة

اإلنسان لتحقيق البقاء على نحو مناسب.القوة وحدها يمكن وال يمكن انتهاك حقوق اإلنسان إال باستخدام القوة المادية؛ فبهذه

إلنسان أن يحرم إنسانا آخر من حياته، أو يقوم باستعباده، أو سلبه، أو منعه من السعي إلى تحقيق أهدافه الخاصة به، أو إجباره على التصرف بما ينافي تقييمه

العقلي الخاص به. إن الشرط األساسي في أي مجتمع متحضر يتمثل في الحؤول دون في شؤون العالقات االجتماعية، ومن هنا يتأسس مبدأ يفيد بأن تدخل القوة المادية

من يرغب في التعاون مع اآلخرين فعليه أن يستخدم )المنطق(، وذلك من خالل: النقاش، واإلقناع، واالتفاق غير المفروض.

تتمثل النتيجة الحتمية لحق اإلنسان بالحياة بحقه في الدفاع عن النفس، ففي أي إال في حال الرد على من استخدمها أوال، ال يمكن استخدام القوة مجتمع متحضر

وضده حصرا.واألسباب التي تجعل البدء باستخدام القوة المادية أمراً شيطانياً، تجعل عن شجبه « مسالم»االستخدام كرد انتقامي للقوة واجباً أخالقياً. وإذا أعلن مجتمع

تحت رحمة أول سفاح يقرر التخلي عن لالستخدام االنتقامي للقوة، فسيضع نفسه أخالقه، وهكذا ينتهي هذا المجتمع إلى تحقيق العكس من نيته: فعوضا عن إنهاء الشر

سيقوم بتشجيعه ومكافأته.

لمراجهة القوة، فهذا سيفسح إذا لم يقم المجتمع باعتماد حماية ضمن اطار منظم ل منزله إلى قلعة، ويدفعه الى المجال ويجبر كل مواطن على البدء بالتسلح وتحوي

إلى االلتحاق بعصابة حماية إطالق النار على أي غريب يقترب من بابه، أو سيؤول به تتكون من مواطنين آخرين للقتال ضد عصابات أخرى أنشئت للغاية نفسها؛ وينتج عن

هذا، تدهور المجتمع إلى هاوية فوضى حكم العصابات )أي: الحكم بواسطة القوة جية(، واالنغماس في آتون حرب قبلية مستمرة يخوضها برابرة من عصور ما قبل الهم

التاريخ.

إن استخدام القوة المادية، وإن كانت ألغراض انتقامية ثأرية، ال يمكن أن تترك لمشيئة المواطن وحده؛

فالتعايش السلمي يصبح مستحيال، ويجعل المرء يعيش تحت تهديد مستمر بالقوة

يمكن أن تطاله من أحد جيرانه في أية لحظة، وسواء أكانت نوايا جيرانه طيبة أم التيال، وسواء أكان تقييمهم لألمور عقالنيا أم ال، وسواء أكانت تحرّكهم دوافع العدالة أم

الجهل أم الحقد أم الكراهية، فإن استخدام القوة ضد أي شخص يجب أن ال يترك كقرار اعتباطي يتخذه شخص آخر.

على سبيل المثال: تخيل معي ماذا سيحدث لو فقد أحدهم محفظته، واعتقد بأنه قد

تعرض للسرقة، فاقتحم كل بيوت الحي الذي يسكن فيه للبحث عنها، وأطلق النار على أول من نظر إليه بتجهم، معتبرا تلك النظرة دليال على التهمة!

وضوعية( لتحديد ماهية الدليل إلثبات يتطلب االستخدام االنتقامي للقوة قوانين )م

ارتكاب الجريمة و)إثبات( هوية من ارتكبها، باإلضافة إلى قوانين )موضوعية( لتحديد

Page 3: The nature of government by ayn rand arabic

العقوبات وإجراءات تطبيقها؛ وإذا حاول الناس إقامة محاكمات للجرائم دون وجود قوانين كهذه، فسيتحول األمر إلى محكمة اعتباطي.

االستخدام االنتقامي الثأري للقوة في يد المواطنين العاديين، وعندما يترك المجتمع

ستدهور األمور وتجعله حينها يقع تحت سيطرة حكم الغوغاء وقانونهم، ليصبح أسير سلسلة ال تنتهي من حاالت الثأر الشخصي الدموي.

ا إلى إذا تم إبعاد القوة المادية عن نطاق العالقات االجتماعية، فسيحتاج الناس عنده

مؤسسة تناط بها مسؤولية حماية حقوقهم وفق الئحة )موضوعية( من القوانين. وهذه هي مهمة الحكومة )الحقيقية(، وهي مهمتها األساسية، والمبرر األخالقي الوحيد

لوجودها، والسبب الذي يحتاج الناس من أجله إلى الحكومة. )فالحكومة هي الوسيلة تخدام االنتقامي للقوة المادية تحت السيطرة التي يمكن من خاللها وضع االس

الموضوعية، أي: تحت قوانين محددة موضوعيا(.

إن االختالف الجوهري ما بين التصرف الفردي والتصرف الحكومي، والذي يتم تجاهله والتغاضي عنه حاليا، يتمثل في حقيقة، مفادها أن الحكومة تحتفظ بحق حصري في

ومن الواجب أن يكون للحكومة هذه الحصرية ألنهابمثابة استخدام القوة المشروع.وكيل، تناط به مسؤولية كبح استخدام القوة ومكافحته، ولهذا السبب ذاته ينبغي أن

تكون تصرفاتها دقيقة التعريف، محددة ومقيدة، وال مجال أبدا ان يطغى على ادائها اي فيه وال دوافع غير ما تمليه عليه من األهواء والنزوات؛ إذ يجب أن تكون روبوتا ال روح

القوانين، وإذ ا أراد المجتمع أن يعيش حرا فيجب أن يسيطر على الحكومة.

يتمتع الفرد في النظام االجتماعي السليم بحرية قانونية للتصرف كما يشاء )ما دام ال في ينتهك حقوق اآلخرين(، بينما يتقيد المسؤول الحكومي بما يمليه القانون عليه

كافة اإلجراءات الرسمية. وللفرد العادي أن يفعل أي شيء باستثناء ما )يحظره( القانون، بينما ال يفعل المسؤول الحكومي أي شيء إال ما )يسمح( به القانون. هذه

، وهو المفهوم «الحق»تحت سلطة « الجبروت»هي اآللية التي يمكن بها إخضاع «.سحكومة القوانين ال النا»األمريكي عن

إن طبيعة القوانين المالئمة للمجتمع الحر ومصدر شرعية حكومته يجب أن ينبع كالهما

من طبيعة وهدف حكومة هذا المجتمع، وقد أشار إعالن االستقالل إلى المبدأ لتأمين هذه الحقوق ]الفردية[، يتم إنشاء »األساسي لهذين العنصرين بالقول:

؛ وبما أن …«تها المشروعة من موافقة المحكومالحكومات ضمن الناس، وتستمد سلطاحماية الحقوق الفردية هي الهدف المناسب الوحيد للحكومة، فهي ذاتها العنصر الوحيد

الذي يدور حوله التشريع، فكل القوانين ينبغي أن تكون على أساس الحقوق الفردية وضوعيا(: إذ ينبغي وتهدف إلى حمايتها. ويجب أن تكون كل القوانين موضوعية )ومبررة م

على الناس أن يعلموا بوضوح، وقبل أي تصرف، ما يحظره القانون )ولماذا(، وماذا يعتبر جريمة وماهية العقوبة في حال ارتكابها.

أساس سلطة الحكومة، وهذا يعني أن الحكومة ليست « موافقة المحكوم»تشكل

أن هذه الحكومة ال تملك حقوقاً غير )الحاكم(، وإنما الخادم أو )الوكيل( للمواطنين، أي: المواطنون لهالغرض معين. وليس هنالك غير مبدأ أساسي وحيد ، « يفوضها»التي

يجب على المواطن أن يوافق عليه إذا أراد العيش في مجتمع حر ومتحضر: وهو مبدأ وتفويض حقه في الدفاع المادي عن النفس إلى الحكومة وذلك رفض استخدام القوة

تنفيذ هذا الدفاع بطريقة منظمة وموضوعية وبحسب القانون؛ أي: أن عليه، بهدف

Page 4: The nature of government by ayn rand arabic

بعبارة أخرى، أن يتقبل )الفصل بين القوة والنزوات(، مهما تكن هذه النزوات، ومنها نزواته الشخصية.

ولكن، كيف نستفيد مما سبق في فض النزاعات بين المتخاصمين؟

الناس على التعامل مع بعضهم البعض، فهم ال ال يمكن، في المجتمع الحر، أن ُيجبر يفعلون ذلك إال في إطار االتفاق اإلرادي، وإذا تضمن التعامل عنصر الوقت فسيكون هذا

نتيجة قرار اعتباطي من أحد )االتفاق( عبارة عن )عقد(. وإذا تعرض العقد لخرق يكون للضحية من المتعاقدين، فقد ينشأ عن ذلك ضرر مالي مدمر للمتعاقد اآلخر، ولن

تعويض إال في الحجز على أمالك المذنب كتعويض لما أصابه؛ ولكننا نالحظ هنا مرة أخرى أن استخدام القوة ال يمكن أن يترك لقرار األفراد العاديين، وهذا يقودنا إلى واحدة من أهم وظائف الحكومة وأكثرها تعقيدا، وهي وظيفة )الَحَكم( الذي يبت في النزاعات

الناس وفق قوانين موضوعية. إن المجرمين أقلية قليلة في أي مجتمع متحضر، بينولكن حماية العقود وفرضها عبر محاكم القانون المدني تعتبر الحاجة األكثر إلحاحا في

أي مجتمع مسالم؛ فمن دونها ال يمكن ألي حضارة أن تتطور أو تستمر.

ي تتبعها الحيوانات القائمة على التصرف في البقاء بالطريقة الت إن اإلنسان ال يمكنه إطار اللحظة الراهنة؛ وإنما يجب عليه أن يخطط ألهدافه وينجزها خالل مدة زمنية

معينة، وعليه أن يحسب تصرفاته ويرسم الخطط لمدة زمنية تمتد بطول عمره، وكلما رفعة كان عقله أذكى ومعارفه أكبر طال مدى تخطيطه. وكلما كانت الحضارة أكثر

وتعقيدا، طال أمد الفعاليات التي تحتاجها، وهذا يؤدي إلى توسع مدى المواثيق العقدية بين الناس، وازدياد إلحاح حاجتهم إلى حماية سالمة هذه التوافقات. وحتى

مجتمع المقايضة البدائي ال يمكنه أن يواصل فعالياته إذا اتفق شخصان على مقايضة لبيض، وعندما استلم أحدهما البيض رفض تسليم كمية من البطاطا بسلة من ا

البطاطا؛ فتخيل معي ماذا سيعني هذا التصرف الذي توجهه النزوات ضمن مجتمع صناعي يقوم فيه المرء بتسليم بضائع بمليون دوالر مقابل اعتماد مالي، أو التعاقد لبناء

عة وتسعين عاما.منشآت تتكلف ماليين الدوالرات، أو توقيع عقود إيجار تمتد إلى تس

يتضمن انتهاك العقد من جانب واحد استخداما غير مباشر للقوة المادية: فهو يتكون في جوهره من شخص يستلم أغراضا مادية )بضاعة أو خدمات( من شخص آخر، ثم يرفض

بالقوة )الحيازة المادية المجردة(، دون اي حق له تسديد ثمنها، وهكذا يقوم بحيازتها أنه يحتفظ بها دون موافقة مالكها. فيها، أي

والغش يعتبر استخداما غير مباشر للقوة: فهو يعني الحصول على أشياء مادية دون

موافقة مالكها بعد خداعه بادعاءات ووعود مزيفة. وكذلك االبتزاز: فمفاده الحصول على القوة أو العنف أغراض مادية دون أن تكون مقابل أغراض أخرى، وإنما التهديد باستخدام

أو بإلحاق الضرر.

كما أن بعض هذه األفعال إجرامية؛ وبعضها اآلخر، قد ال ينتج عن دوافع إجرامية، وإنما عن االستهتار والالمنطقية كانتهاك العقد من جانب واحد. وهنالك أيضا قضايا معقدة قد

القضايا فإنها يدعي فيها كل من الطرفين أن الحق في جانبه، ولكن مهما تكن هذهجميعها يجب أن تخضع لقوانين محددة موضوعيا وأن يوجد لها حل من خالل حَكم

محايد يقوم بتطبيقها، أي: من خالل قاضٍ )وهيئة محلفين عندما يكون ذلك مناسبا(.وتجدر المالحظة، أن المبدأ األساسي الذي يدور عليه محور العدل في تلك القضايا

مفاده أن المرء ال يمكنه الحصول على أي قيمة مادية من اآلخرين جميعها: وهو مبدأ أن من حق المرء أن ال يترك تحت رحمة قرار من طرف دون موافقة المالك، وهذا يعني

واحد، أي: ما يقوم به اآلخرون من خيارات اعتباطية أو غير عقالنية أو نزوات. وهنا يتضح

Page 5: The nature of government by ayn rand arabic

ود االجتماعي ممكنا للناس، من خالل الهدف من جوهر وجود الحكومة: جعل الوج حماية المصالح ومكافحة الشرور التي يمكن أن يتسبب بها اإلنسان ألخيه اإلنسان.

إن وظائف الحكومة تتوزع في ثالث فئات ، وكلها تتعلق بقضايا القوة المادية وحماية

حقوق اإلنسان: الشرطة: لحماية الناس من المجرمين..1 لمسلحة: لحماية الناس من الغزاة .القوات ا.2 محاكم القانون: لفض النزاعات ما بين الناس وفقا لقوانين موضوعية..3

وتنبثق عن هذه الفئات الثالث العديد من القضايا واالمور الثانوية، التي يصبح تطبيقها إطار على أرض الواقع، بصياغتها على هيئة تشريع معين، معقداً. ويندرج ذلك ضمن

خاص من العلوم، وهو )فلسفة القانون(.فهناك العديد من األخطاء والخالفات قد تثار أثناء التطبيق، ولكن الضرورة تقتضي تطبيق المبدأ، أي: المبدأ الذي يرى أن الهدف من

القانون والحكومة يكمن في حماية الحقوق الفردية. ونسيانه؛ وكانت نتيجة ذلك الحالة التي تم تناسي هذا المبدأ وتجاهله أما اليوم فقد

نعيشها على امتداد العالم: من تراجع البشرية إلى حالة انعدام القانون في سلطة طاغية غير شرعية، لصالح الهمجية البدائية التي يمارسها حكم وحشي.

وفي معارضة ساذجة لهذا التوجه يطرح البعض سؤاال عما إذا كان مفهوم الحكومة لدينا لها شريرة بطبيعتها، وما إذا كانت الفوضى هي النظام االجتماعي األمثل. إن يجع

فلجميع األسباب التي ذكرناها سابقاً، الفوضى، كمفهوم سياسي، هي تجريد ساذج: الذي ال يوجد فيه حكومة منظمة، تحت رحمة أول الواصلين من يقع المجتمع،

ولكن إمكانية حدوث أعمال غير المجرمين، ليدخله في فوضى حرب بين العصابات.أخالقية ليست السبب الرئيس في االعتراض على الفوضى: فحتى إذا كان جميع أفراد

المجتمع عقالنيين تماما ومعصومين أخالقيا، عن الخطأ، فال يمكنهم أن يمارسوا وبالتالي إلى نشاطاتهم في حالة الفوضى: حيث تبرز الحاجة الى قوانين ) موضوعية(

يس حكومة وحَكم يفصل في المنازعات النزيهة.تأس

النظريات الفوضوية، التي بدأت تستميل بعض المؤيدين لقد شهدنا مؤخرا ظهور إحدى ، والتي «الحكومات المتنافسة»الشباب للحرية، وهي السخافة الغريبة المدعوة

الحكومة ووظائف التي ال تميز بين وظائف -الحديثة الطرح األساسي لالحصائيات تقبل الصناعة، وبين القوة واإلنتاج، ومن يدعو إلى ملكية الحكومة لقطاع األعمال، فإن مؤيدي

ليسوا إال الوجه اآلخر للعملة، حيث يرون بأن االيجابيات من « الحكومات المتنافسة»التنافس في قطاع األعمال يستدعي تطبيقه في مجال الحكومة، وعوضا عن حكومة

يجب أن يكون هنالك عدد من الحكومات المختلفة في الرقعة الجغرافية وحيدة حصرية« التسوق»ذاتها تتنافس على اإلخالص للمواطنين، ويبقى كل مواطن حرا في

والتعامل مع الحكومة التي يختارها. وهنا يجب أن ال ننسى أن التقييد باستخدام القوة قدمها، وهنا يطرح السؤال التالي: هي الخدمة الوحيدة التي ينبغي على الحكومة أن ت

كيف يتم تطبيق المنافسة في مجال )التقييد باستخدام القوة(؟

هذه النظرية متناقضة المصطلحات، وذلك ألنه من الواضح خلوها من ال يمكن اعتبار ؛ كما ال يمكن أن ندعوها تجريدا متذبذبا، وذلك «الحكومة«و« التنافس»فهم لمصطلحات

Page 6: The nature of government by ayn rand arabic

أي صلة أو إشارة إلى الواقع وال يمكن تحويلها إلى واقع بأي حال من لخلوها من األحوال. ويمكن إثبات ذلك بعرض الصورة التالية:

لنفترض أن السيد سميث، وهو زبون لدى الحكومة )أ(، يشك بأن جاره السيد حونز،

أ( وهو زبون لدى الحكومة )ب(، قد سطا على منزله، عندها تتجه فرقة من الشرطة )إلى منزل جونز وهناك تالقيها فرقة من الشرطة )ب( ال تقبل بصحة ما ورد في شكوى

سميث وال تعترف بسلطة الحكومة )أ(؛ فمالذي سيحدث بعدها؟ عليك ان تحزر بنفسك.

بتطورات عبر تاريخ طويل ومعقد، ويمكنك أن تجد البعض عن « الحكومة»لقد مر مفهوم

كل مجتمع منظم تقريبا، متجسدا في ظاهرة االعتراف وظائف الحكومة المناسبة في )وإن كان ال يوجد في معظم األحيان( بين الحكومة وعصابات بوجود اختالف غير مرئي

السرقة، أي: هالة االحترام والسلطة األخالقية الممنوحة للحكومة باعتبارها حارس حكومة شرا أثبت أنه ال بد ، وهي حقيقة مفادها أن حتى أكثر أنواع ال«القانون والنظام»

من الحفاظ على شيء من النظام ومظهر للعدالة، حتى ولو كان ذلك عبر الروتين والتقاليد، واالدعاء بوجود مبرر أخالقي لسلطتها قد يكون منشؤه روحيا أو اجتماعيا.

الحق »وذلك مطابق تماما لما حدث عندما لجأت الملكية في فرنسا إلى استخدام ، وكذلك ما فعله طواغيت االتحاد السوفييتي عندما أنفقوا ثروات هائلة «لوكاإللهي للم

على الدعاية اإلعالمية التي تبرر حكمهم في أعين المحكومين المستعبدين.

لم يقم اإلنسان عبر التاريخ بفهم الوظائف المناسبة للحكومة إال حديثا: وتحديدا منذ ين للثورة األمريكية، وهم الذين لم يقوموا مائتي عام تقريبا في عصر اآلباء المؤسس

بتحديد طبيعة المجتمع الحر وحاجاته فحسب، وإنما اوجدوا الوسائل التي ترجمته الى واقع ملموي. إن المجتمع الحر، شأنه في ذلك شأن أي منتج بشري، ال يمكن تحقيقه

وجود إذ ال بد من للقادة. « النوايا الحسنة«بوسائل عشوائية، أو باالكتفاء باألماني ونظام قضائي معقد يقوم على مبادئ نافذة )موضوعيا( إلنشاء مجتمع حر و)الحفاظ على حريته(، وهو نظام ال يستند إلى دوافع أي مسؤول أو شخصيته األخالقية أو

نواياه، وال يدع فرصة أو ثغرة قانونية تساعد على ظهور االستبداد.

كان إنجازا رائع بحق، وعلى الرغم من وجود تناقضات إن نظام )التوازنات( األمريكي معينة في الدستور تركت ثغرات تسمح بنمو مفهوم "الدوالنية"، فإن استثنائية اإلنجاز كانت تتمثل في مفهوم الدستور كوسيلة للحد من سلطة الحكومة وتقييدها. وعندما

ن أن نقول لمن يعمل تتعاون الجهود في يومنا هذا على تجاهل هذه النقطة، فال يمكعلى ذلك غير أن الدستور يحدد ماهية الحكومة، ال الفرد، أي أنه ال يصف كيفية أداء

األفراد، وإنما أداء الحكومة؛ وأنه ليس ميثاقا لسلطة الحكومة، وإنما لحماية المواطن من الحكومة.

؛ فعوضا عن ومن المالحظ إلى أي مدى وصل االنقالب في الرؤية السائدة عن الحكومةأن تكون العامل في صون حقوق الفرد، تتحول إلى أخطر من ينتهكها؛ وبدال من أن

تصون الحرية، تجدها تؤسس للعبودية؛ وعوضا عن حماية الفرد ممن يوجه ضده قوة مادية، تراها هي التي تستعمل القوة المادية واإلجبار كما تشاء وفي أية قضية من

ي دورها كأداة )للموضوعية( في العالقات البشرية، فهي القضايا؛ وبدال من أن تؤدتنشئ عهدا فتاكا قائم على الشك والخوف عبر قوانين غير موضوعية ُيترك تفسيرها

لقرارات اعتباطية بيروقراطية؛ وعوضا عن حماية الناس من أن تطالهم النزوات بأضرارها، ك فإننا نتجه بسرعة إلى مرحلة تقوم الحكومة بادعاء سلطة النزوة غير المحدودة؛ ولذل

Page 7: The nature of government by ayn rand arabic

االنقالب النهائي: المرحلة التي تكون فيها الحكومة )حرة( لتفعل ما تحب وتشتهي، بينما ال يتصرف المواطن أي تصرف إال بعد الحصول على )اذن(؛ وهي مرحلة شكلت

العهود األكثر ظالما في تاريخ البشر، مرحلة الحكم بالقوة الهمجية.

بأن البشرية لم تصل حتى يومنا هذا إلى درجة من التقدم األخالقي لقد لوحظ دائماتضاهي ما حققته في سلم التطور المادي. ومن العادة أن يتبع هذه المالحظة استنتاج

متشائم حول طبيعة اإلنسان. وال شك في أن الحالة األخالقية للبشر متدنية إلى حد النقالبات األخالقية المتوحشة لدى الحكومة مشين، ولكن إذا أخذ القارئ بعين االعتبار ا

)والتي أصبحت ممكنة من خالل السلوكيات اإليثارية الجماعية(، والتي توجب على اإلنسان أن يعيش تحت سلطتها في معظم مراحل التاريخ، فيصاب بالتعجب من كيفية

ارة التي الناس بأقل القليل من الحضارة، ومما بقي فيهم من عزة النفس الجب احتفاظ رافعي الرؤوس وعلى قدمين اثنتين، ال أربع. أبقتهم يسيرون

إن ذلك سوف يجعلنا أكثر قدرة على النظر بوضوح إلى طبيعة المبادئ السياسية التي

يجب القبول بها والدفاع عنها كجزء من معركة اإلنسان في سبيل النهضة الفكرية. آين راند من كتاب )فضيلة األثرة( للكاتبة األمريكية

3691ديسمبر