22
قدمي عبد الرؤوف الم1

قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

1

Page 2: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

2

أجري هذا الحوار المطول مع الراحل الزميل عبد

8991الرؤوف المقدمي في شهر اوت

Page 3: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

3

سنبدأ بسؤالنا التقليدي .. كيف جئت إلى بالط صاحبة ·

الجاللة ؟

إنها الصدفة.. بمعنى أنه في أواخر المرحلة األولى من

التعليم الثانوي (سنة التوجيه)، كانت نتائجي العلمية

وعليه تم توجيهي إلى شعبة اآلداب.. عندها بدأت رديئة

تنتابني عديد " الخواطر" .. منها ما العمل في الحياة ؟..

ما هي المهنة التي علي اختيارها شرط أن تتفق مع

مزاجي بدرجة أولى ثم مع طموحي بدرجة ثانية ؟ جملة

هذه الخواطر والتساؤالت تطورت وتبلورت أكثر عند

الباكالوريا.. وأتذكر أني عندما حصولي على شهادة

تسلمت دليل التوجيه الجامعي خالل تلك السنوات لفت

52نظري أن معهد الصحافة وعلوم األخبار يطلب

طالبا فقط.. وهذا لم يمنعني من اختيار شعبة الصحافة

..وفي الحقيقة أن اختياري هذه الشعبة مرده اعتقادي أن

هذا الميدان .. أي العدد القليل المطلوب يعكس أهمية

.الصحافة

Page 4: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

4

وهل كان اعتقادك هذا في محله ؟ ·

عندما بدأت الدراسة في معهد الصحافة الحظت أن

-التكوين ال يفي بالحاجة ( تعدد في المواد غير منطقي

كثرة ساعات الدراسة بال موجب) أقول هذا رغم

المجهودات المبذولة من طرف األساتذة لتطوير مناهج

-ما أنها تطورت خالل السنوات األخيرةعل -الدراسة

المهم أمام هذه الوضعية اتفقت مع أحد زمالئي أن نغادر

المعهد في السنة الموالية وااللتحاق بكلية الحقوق.. لكن

شاءت الصدف أن أنجح في دورة جوان .. فقررت

مواصلة الدراسة في المعهد.. أما زميلي فقد التحق فعال

.ن محاميبكلية الحقوق.. وهو اآل

وبعد ذلك ؟

تشاء الصدف مرة أخرى أن تضعني وجها لوجه مع

مهنة الصحافة.. فخالل سنة التخرج طلبت "دار

األنوار" من معهد الصحافة أن يمدها بخمسة خريجين

Page 5: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

5

جدد للعمل بجريدة "المصور" .وكنت من ضمن هؤالء

..لكن بعد شهر من العمل قررت أن أغادر الميدان لعدة

.. وما حدث أن األستاذ صالح الدين العامري اعتبارات

قرر أن يقابلني .. وتمت المقابلة بيننا فعال . و اتفقنا

على ما هو مطلوب مني وبدأت العمل ضمن فريق

جريدة " األنوار" وكانت في ذلك الوقت بمثابة الظاهرة

..ومع ذلك فإن عدم الرضا على المهنة في تلك السنوات

.ظل يالزمني

يف تجاوزت حالة عدم الرضا هذه ؟لكن ك ·

الصدفة لعبت دورها مرة أخرى.. فقد كتبت مقاال

عنوانه " ما ضر لو ".. وهذا المقال قصة في حد ذاتها

..فقد ذكر أحد وزراء التربية* في العهد السابق في

خطاب له.. ما ضر لو دفع كل تلميذ دينارا خالل

ره هذا التسجيل في السنة الدراسية ..وبسبب ما ذك

الوزير حصلت عديد األحداث.. فكتبت مقالي "ما ضر

Page 6: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

6

لو" ..وكان المقال من جهة ساخرا ومن جهة أخرى

جديا.. وبسبب هذا المقال حصل ما يلي .. أوال :

تعرضي ألول مرة لصعوبات مهنية ولحسن الحظ أن

الوزير المذكور أقيل بعد أسبوع واحد، ثانيا : أصبحت

ح مع األستاذ صالح الدين يوميا أشرب قهوة الصبا

العامري ..هذا القرب من األستاذ صالح الدين العامري

فتح أمامي عدة آفاق لم تتوفر لبقية الزمالء إلى جانب

.أنه خلق بيننا عالقة خاصة جدا..في ذلك الوقت

، من ساعدك في بداياتك لتونسيينا من الصحفيين ·

المهنية ؟

أنا مدين مدى الحياة لألستاذ محمد العروسي بن صالح

وهو قيمة غريبة سواء في تدريبي على الكتابة أو في

توجيهي نحو الزاوية التي أكتب منها المقال.. وكذلك في

خاصة أن الصحفي الجديد يحتاج دائما ..العالية أخالقه

إلى الكثير من العطف والتوجيه

Page 7: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

7

وكذلك أنا مدين لألستاذ عمر الطويل الذي علمني مسألة

أساسية في الصحافة.. وهي سهولة بسط الفكرة وسهولة

..التعبير عنها بلغة واضحة

صالح الدين العامري ؟ دون أن تنسى طبعا األستاذ ·

لقد ذكرت لك اآلفاق التي فتحتها أمامي عالقتي باألستاذ

صالح الدين العامري ..وهو حرفي ألنه في األصل

صحفي وله خلفية ثقافية مهمة.. وله قدرة عجيبة على

التقاط من يشعر أن لديه استعدادا للنجاح في هذه

نك قد المهنة.. وعليه يستحق كل االعتراف مع العلم أ

تختلف معه في عدة أشياء إال أنه ال مجال للتشكيك في

.قدراته التي ذكرتها سابقا

Page 8: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

8

الكتابة في قسم الشؤون الوطنية.. هل كانت خيارات ·

منك أم أنه تم توجيهك إليها ؟

بداياتي كانت ببعض الكتابات االجتماعية ..غير أن هذه

الكتابة المرحلة لم تدم وكانت قصيرة ..فتم توجيهي إلى

السياسية بخيار مني وبقرار من األستاذ صالح الدين

العامري .. وبعد سنة فقط وجهني للكتابة حول

وسوريا القاهرة األوضاع العربية ..وأرسلني إلى

والمغرب ..إلخ والجزائر ولبنان

هناك من يقول أن الكتابة في قسم الشؤون الوطنية ·

تتخللها دائما عدة محاذير ؟

من حسن حظي أن أول حوار أجريته كان للسيد عبد

وار معاملة العزيز بن ضياء.. وعاملني خالل هذا الح

الراشد والمسؤول .. وتحدث معي بصدق حول ما يوجد

وتواصلت عالقتي الشخصية به وأصبحت من الذين

يترددون على منزله.. وفي هذا الفضاء تعلمت أيضا

Page 9: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

9

عدة أشياء .. ما معنى السلطة ؟ عالقة اإلعالم بالسلطة؟

ما هي حاجة هذا الطرف لذاك؟ .. وفي اعتقادي

ن يتجاوز عدة محاذير وذلك باإللمام الصحفي بإمكانه أ

وباحترام اآلخرين هذه الخبر باألشياء وبتعدد مصادر

األشياء لو تتوفر تنتهي في اعتقادي المحاذير التي

.يتحدث عنها البعض

ى "علمنا من مصادر فيما تكتبه يالحظ تشديدك عل ·

عليا" .."علمنا من مصادر حكومية " إلخ.. ما حكاية

هذه المصادر؟

أنا اخترت من األول أن ال أكون بعيدا عن السلطة ألنها

اليقين ..وألنها الخبر هي صاحبة القرار.. وصاحبة

كذلك فللصحفي مسؤولية تجاهها .. كما له مسؤولية

تجاه البالد بشكل عام.. علما أن هذا لم يمنع أن كل

األمناء العامين ألحزاب المعارضة والمنظمات الوطنية

هم أصدقائي .. وإن كنت ضد االنتماء لحزب معين

Page 10: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

10

كصحفي..فأنا مع االنتماء الثقافي والحضاري ..أنا

عربي اإلسالمي ثقافيا.. وهذا االنتماء أنتمي إلى التيار ال

.يشاركني فيه الكثير في الحزب الحاكم وخارجه

؟ الخبر هناك من يشتكي من صعوبة الوصول إلى ·

أن موظفا -انطالقا من تجربتي الشخصية –من الغريب

دى اإلدارات يخاف من التعامل مع الصحفي.. في إح

وفي المقابل يحدث أن تقابل الوزير أي المشرف على

هذا الموظف .. فتجد أن الحالة ال تتطلب كل ذلك

.الذي تبحث عنه الخبر الخوف .. وتجد

كيف تراها ؟ الخبر على مصادر المحافظة ·

أن تكون في مستوى الثقة التي وضعت فيك.. وبان تبقى

وفيا لضرورات المهنة.. وأعتقد أن الصحفي عليه أن

يظل في حوار مستمر مع كل األطراف وبهذا الشكل

..الحفاظ على مصادره يمكنه من

Page 11: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

11

هل سبق أن كتبت مقاال تعرضت بسببه إلى مضايقات ·

لم يحدث هذا معي.. وإلى حد اآلن لم أقف أمام المحكمة

..بسبب مقال.. ولم أتصل كذلك بأي رد حول ما كتبته

ما هي شروط المقال الناجح في اعتقادك ؟ ·

الصحافة بدرجة أولى خبر.. والمقال الناجح يجب أن

.تكون أخباره صحيحة وجيدة .. وطرحه معقول

في المقابل هناك من يعتقد أن المقال الذي ال يثير ·

ليس بمقال ؟

ال بد من توفر ما هو مثير أو طريف .. المسألة مثل

الطعام الذي يلزمه بعض البهارات .. والصحفي ال بد

أن يضع أمامه أن الصحافة سلطة ولها تأثير على الناس

ء بإمكان تأويلهم أن يكون مخطئا.. وعليه ال بد .. وهؤال

Page 12: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

12

أن نضع هذا المعطى أمامنا ونحن نكتب .. لذلك أعتقد

.أن هدف الصحفي ليس خلق المعارك وإنما اإلعالم

هل حدث أن كتبت مقاال "تحت الطلب" ؟ ·

لم يحدث معي أن كتبت مقاال " تحت الطلب" ..وفي

المقاالت .. إذ اعتقادي ال توجد مثل هذه النوعية من

يحدث أن يتم التنبيه للكتابة حول هذا الموضوع أو

ذاك.. أما "مقاالت تحت الطلب" فأعتقد أن هذا غير

موجود؟

هل استغليت في بعض المناسبات اسمك والعالقات ·

التي مكنتك منها الصحافة ؟

ال.. لم يحدث ذلك ...صراحة ال أستطيع ممارسة مثل

!!هذه األشياء ..ثم حتى لو فكرت في ذلك ماذا سأطلب ؟

في السنوات األخيرة مررت بفترة فراغ.. لفتت انتباه ·

عديد األطراف .. ما مرد ذلك ؟

Page 13: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

13

هذا صحيح .. فبعد استقالتي من الشروق اليومية (أواخر

لسبب بسيط وهو أن ) مررت بفترة فراغ .. 88سنة

تصور "الشروق" خالل تلك الفترة لم يكن يتالءم مع ما

أتصوره.. رغم أن البعض يصفني بالكسل.. وفي

اعتقادي أن الصحفي في األخير بشر ويحدث أن يمر

.بأزمات في حياته تخلق الفراغ

وأعتقد كذلك أن من ضمن األسباب األخرى التي تسببت

ح الشروق جريدة يومية) في فترة الفراغ (قبل أن تصب

أني سافرت مع األستاذ صالح الدين العامري

وهناك قابلنا رموز اإلعالم في مصر..محمد القاهرةإلى

حسنين هيكل ..محفوظ األنصاري.. وكانت لدي رغبة

أن نحاول في "الشروق" أن نحقق ما توصلت شديدة في

إليه التجربة المصرية (من ناحية المحتوى والحركية

اإلعالمية) .. وصراحة لم أعلم إال بعد مدة أن األمر

!يكاد يكون مستحيال

Page 14: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

14

مرحلة الفراغ هذه.. أكيد أنها أثرت على عالقتك ·

بصالح الدين العامري ؟

بيرة ووفر لي كل هذا أكيد.. ألن آماله في كانت ك

الفرص.. لكن وفي المقابل أتصور أن العالقة عندما

تبنى على محبة وفهم ال تتأثر بمثل هذه المشاكل

.العابرة.. وأعتقد أن فرصتي إلى اآلن موجودة

أهم الشخصيات التي حاورتها في حياتك المهنية ؟ ·

حاورت عديد الشخصيات.. آخرها طارق عزيز منذ

ما أهم شخصية بالنسبة لي فهي أكثر من شهر .. أ

األستاذ محمد حسنين هيكل .. فهو بصدق قيمة كبيرة

في تواضعه وفي إشعاعه وصفاء روحه .. وقد عرفته

عن قرب والحظت اعتزازه بالقول أنه صحفي .. وعدم

اهتمامه بالمناصب السياسية .. وهو الصحفي الوحيد

.الذي عين وزيرا رغم أنفه

Page 15: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

15

كل أكيد أنه قصة في حد ذاتها ؟لقاؤك بحسنين هي ·

هذا صحيح.. فاللقاء مع هيكل كان بمثابة التحدي مع

نفسي .. ففي فترة ما، جل الصحفيين في العالم يريدون

محاورته ألن الرجل قيمة كبيرة فقررت أن أجري معه

حوار مهما كانت الصعوبات وكنت أتصور أن المسألة

ع مدير مكتبه صعبة.. لكن ما حدث أنه بمجرد اتصال م

وفر لي هذه الفرصة ..ولإلشارة فإن من عادات محمد

حسنين هيكل أنه "يدردش" معك قليال ثم يقرر إجراء

الحوار أو عدم إجرائه وهو بالمناسبة شخص ودود

ويحب الصحفيين الشباب.. ويريد أن تكون األسئلة

قادرة على فتح آفاق حتى بالنسبة إلجابته هو

مازال عالقا بذهنك ؟مقال كتبته .. و ·

..عنوانه "قضايا ساخنة أمام 6881هو مقال كتبته سنة

العدالة : المورطون وزراء ومسؤولون كبار" ..ومقال

Page 16: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

16

تحليلي كتبته يوم تعيين سيادة الرئيس زين العابدين بن

علي وزيرا أول.. وقد أنهيته بالجملة التالية : " .. من

والطريف أن هذه الجملة أصبحت تتردد "تونس أجل

.بعد ذلك.. وهذا طبعا أسعدني كثيرا

أهم سبق صحفي أنجزته ؟ ·

هو بدون شك التغطية لحرب المخيمات في لبنان..

وأهميته تكمن في أن هذا العمل هو أول خروج لي

دة في تجربتي الصحفيةلساحة خطيرة .. وممارسة جدي

وأذكر أني تعرضت إلى عدة مخاطر .. فقد خرجت مع

أحد المرافقين من مخيم مارلياس في اتجاه صيدا

وتحديدا مخيم عين الحلوة .. وأول ما اعترضني مكتوبا

في هذا المخيم "ال نريد صحافة في عين الحلوة" .. وقد

اجي تزامن ذلك اليوم مع اغتيال رسام الكاريكاتور ن

العلي.. وكان الوضع في المخيم غير عادي. كان من

المقرر أن أقوم بريبورتاج في المعسكرات لكن ما

Page 17: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

17

حادث أنه خالل وجودنا هناك تم قصف جوي لتلك

.. و ال 16شخصا و توفي 25األماكن، فجرح

تتصوروا مدى ألمي.. إذ ألول مرة في حياتي أشاهد

بعد أن " أكلتها" أطفاال مبتوري الساق.. وجثثا ملقاة

..النار

هناك في المخيمات تعرضت كذلك إلى محاذير أخرى :

فمثال في مخيم برج البراجنة المحاصر الكل يشك فيك..

هذا إلى جانب أن عملي الصحفي يتطلب مني االتصال

بجميع األطراف.. وبعضها ال يفهم معنى العمل

..الصحفي.. وقد يكون محقا في ذلك

رت في تدوين تجربتك هذه في كتاب ؟طيب .. هل فك ·

لم أفكر في ذلك .. رغم أن العديد من األصدقاء قد

نصحوني بذلك.. فالكتابة ليست مسألة سهلة

Page 18: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

18

لكنك أصدرت منذ مدة كتابا بعيدا كل البعد عن ·

اهتماماتك الصحفية التي عرفت بها ؟

الكتابة متعة.. وفكرة كتابة " مرض الجنون والحب" ..

ي خاصة أنها تتعلق بدراسة في العيادات النفسية أعجبتن

.. وأعتقد أن هذه الفكرة ناجحة تجاريا.. فأقدمت على

إنجازها

إذن .. الجانب التجاري في كتابك كان له حضوره ؟ ·

..هذا أكيد

هل أفهم من ذلك أن " التحوالت العالمية" أثرت فيك ·

صيا أعتقد األكيد أن الفرد يتأثر بتغيير األوضاع.. وشخ

أن العالم أفسح من السياسة والكتابة السياسية.. ولعلمك

أنا بصدد إعداد كتاب جديد حول " األنثى عند

المتصوفة" وهو عبارة عن دراسة.. ألن كتابي األول

Page 19: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

19

هو تطوير لفكرة تحقيق صحفي.. وشخصيا عندما أتمتع

.بشيء معين أريد أن يتمتع به القارىء

المقدمي ؟ متى يكتب عبد الرؤوف ·

عندما أشعر أنه بإمكاني تقديم الجديد.. عندما أشعر بأن

.الكتابة اصبحت ضرورة

بماذا يتميز عبد الرؤوف المقدمي ؟ ·

عادي.. ال أرى لي تميزا ولو تونسي.. أنا يا صديقي

د أتت بها الظروف والناس الذين من كانت لي ميزة فق

حولي .. وأعتقد أن الفرص التي توفرت لي لو توفرت

.لغيري .. والتقطوها لكان إشعاعهم أكثر

مثل تردده دائما ؟ ·

أمثلة عديدة.. لكن يبقى أهمها.. مثل كانت جدتي تقوله

"لي دائما " العلم ما ينحيش البالدة

Page 20: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

20

ا ؟الصحافة الشعبية كيف تنظر إليه ·

أنا أنطلق من األساس.. كيف أتت الصحافة الشعبية ؟..

لقد جاءت مع تجربة " بالدي" و " البيان" وقد نجحت

هذه الصحافة لسبب بسيط وهو أنها أضافت للقارىء

..أشياء جديدة

ولو عدنا للصحافة الوطنية من قبل.. لوجدنا أنها ثقيلة

ؤثر المحتوى) .. وهو ما ي –بكل المعاني( اإلخراج

على القارىء. فيتوجه إلى ما يوفر له حالة استرخاء

ومتعة قد تكون عابرة وأعتقد أن الصحافة الشعبية كانت

لها مزية تمتين العالقة بين القارىء والصحف.. وعليها

أن تبادر في اتجاه تمتين هذه العالقة بما هو أهم.. فقد

حان وقت إصالح الصحافة الشعبية وتطويرها بعد أن

..ت القارىء والرواج التجاريضمن

Page 21: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

21

والكتابة بالعامية ؟ ·

أنا ضدها ...وأعتبرها تالعبا وتشويها لعقول الناس بأي

معنى؟... بمعنى أن جيلنا تكون باألساس في بداية

المراهقة بكتب نجيب محفوظ ومحمود تيمور.. وجبران

خليل جبران وقد ساهمت هذه الكتب وهذه االهتمامات

جيلنا ولألسف فإن الجيل الحالي.. هو جيل في االرتقاء ب

البارابول .. وهو على سرعة من أمره.. وهذا ما أثر

على تكوينه الجيد.. فما بالك عندما نضيف إلى ذلك

..العامية

علما أني ال أريد أن يفهم من كالمي هذا أني أندد

..بزمالئي .. فقط أرجو أن يبتعدوا عن هذه اللعبة

..حفيين كيف تنظر إليها ؟العالقات بين الص ·

أعتقد أن أحد األسباب الرئيسية للدفع بهذا القطاع هو

إعادة صياغة عالقة اإلعالميين بين بعضهم البعض إذ

ال يوجد أي سبب يفسر أن يقابل زميل زميله في إحدى

Page 22: قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار

عبد الرؤوف المقدمي

22

المناسبات فيشيح عنه بوجهه.. وعلى الجميع أن يقتنع

تقد أنه حان وقت أن تجربتنا واحدة مهما اختلفنا.. وأع

..المصالحة بيننا

لمن تستمع ؟ التونسيين من المطربين ·

7قد تستغرب حين أقول أني لم أستمع للموسيقى منذ

..سنوات.. وال أستطيع أن أفسر ذلك

من يشدك ؟ تونس من األقالم الصحفية في ·

تتوفر على عدد كبير من األقالم الممتازة رغم تونس

اختالفها في األسلوب والطرح والرؤية وال أريد أن

.اء حتى ال أنسى البعضأذكر األسم