24
1 عد! ب رب ج ي م ل ي ر الد ا ي خ ل ا رة ك س ع ل ا ن" ي ب ة ي ور س ل ا ورة* ث ل ا ة ي م ل س ل واNawrs Majid د" ي خ م ورس ن21 ار ذ7 ا2012 ي فً ا<<<< ع مر<<<< ك ف ب ن@ د ا <<<< ري@ ، اً ا ي<<<< ص خ* شG ك ل د <<<< ا ي <<<< ي@ م ا ه ت@ ا ن@ ا ، وذون ة <<<< ي ن لوء ا<<<< س و@ ل ا اذ <<<< خ ت ل ا يً دا<<<< ح@ م ا ه ت@ ا ن@ ا ذون ل <<< ي ك ل ذون <<< ف ع ت ل ر وا ي<<< ك ف ت ل ا ان ر ي<<< م ي فG اك و ذ@ ر ا ا <<< ي خ ل ا ا د<<< ع ه <<< ض و ن رفb <<< لظ وا ت قو<<< ل ح ا م<<< سو<<< ل ف ا، <<< يl ترا ا ي خد، ولا<<< ح@ ذ ا ا <<< ف تr تل ا ا <<< ف م ل ا ا د<<< ه ن م ة <<< اي ع ل ا ت<<< س لي.Gك<<< ل ذ ون<<< ل ع ف ب ن م م ون<<< ك@ ا ن@ ا رب ر <<< ق د <<< ف ف، اب<<< هام تلا ا و@ راح ا << ج ل ا ي ك ي ل د ا ي ك@ ا ي ل ا ي ي سع ي ، ولا ة ي ق ا* س ل ول ا ل خ ل رح ا ط و@ ، ا لة@ ي س@ لا ع ا ت م ج ن ع ة اي ح لا ص ا ن ل ا ا خاول هد ي

الخيار الذي لم يجرب بعد!! الثورة السورية بين العسكرة والسلمية

Embed Size (px)

DESCRIPTION

الثورة السورية بين العسكرة والسلمية

Citation preview

Page 1: الخيار الذي لم يجرب بعد!! الثورة السورية بين العسكرة والسلمية

1

الخيار الذي لم يجرب بعد!

الثورة السورية بينالعسكرة والسلمية

Nawrs Majid نورس مجيد

2012 آذار 21

2 بالتخ&&اذل أو س&&وء الني&&ة، ودون أن أتهم أن&&ا ب&&ذلك دون أن أتهم أح&&دا شخصيا2، أريد أن نفكر معا2 في خياراتنا، فل&&و س&&مح ال&&وقت والظ&&رف بوض&&ع ه&&ذا الخي&&ار أو ذاك في م&&يزان التفك&&ير والتعق&&ل دون كي&&ل االتهامات، فقد قررت أن أكون ممن يفعلون ذلك. ليس&&ت الغاي&&ة من ه&&ذا المق&&ال انتق&&اد أح&&د، وال يح&&اول ه&&ذا النص اإلجاب&&ة عن جمي&&ع األسئلة، أو طرح الحلول الشافية، وال يسعى بالتأكيد إلى كي الج&راح أو تبسيط ما ال يمكن تبسيطه، أو نصرة تيار على آخر، بل غايت&&ه أوال2 وأخيرا2 طرح بعض المسلمات المتداولة للتفكير والنقد، بهدف تقريب وجهات النظر أوال2، وتوضيح مفاهيم يجري تداولها بعيدا2 عن المنهجية والتحلي&&ل، علن&&ا نتوص&&ل لوض&&ع أس&&س إلس&&تراتجية عم&&ل تض&&ع في حسبانها األسئلة الصعبة. لن أقوم كما يفعل الكثيرون بترديد ف&روض الطاعة والشعارات المعروفة: سأقول لكم من البداية: نعم أن&&ا ي&&داي في الم&&&اء، وأعيش في أم&&&ان، وال يح&&&ق لي أن أeنظ&&&ر على أح&&&د، أرجم&&وني إن ش&&ئتم، لك&&ني مثلكم خ&&ائف على مص&&ير أهلي وبل&&دي، وأريد أن أعبر من خالل الكلم&&ات التالي&&ة عن خ&&وفي، لكن بطريق&&تي

الخاصة.

أريد أن أوجه هذا المقال للمثق&&ف الس&&وري بش&&كل خ&&اص، وأري&&د أن أتناول بعض المسلمات ال&&تي يردده&&ا ش&&بابنا ويختطفه&&ا مثقفون&&ا أو بالعكس، على أن أعدكم بأن أفكر في أي رد يأتيني على هذا المق&&ال

كما لم أفكر من قبل.

Page 2: الخيار الذي لم يجرب بعد!! الثورة السورية بين العسكرة والسلمية

2

انطالقا2 من الدفاع عن النفس أقول لكم بداية، إن شعار الدفاع عن النفس ليس بذلك الوضوح الذي يراه الكثيرون، وليست حدوده واضحة مرس&&ومة كم&&ا نرج&&و، ولم يكننت جمي&&ع ح&&روب الع&&الم، ه&&ذا e&&يوما2 كذلك، فتحت هذا الشعار ربما ش المفهوم مطاط لدرجة أن الشعوب والثقاف&&ات كله&&ا ص&&اغته بحس&&ب حاجتها وبحسب الضرورة والموقف. تحت العنوان ذاته ي&&دافع الرج&&ل عن بيته لما يدخلون عليه ليقتل&وا أوالده، وتحت نفس العن&وان يفج&ر المسلحون مركزا2 في مدينة، أو يختطف ثائر غاضب رهينة، أو يطل&&ق رج&&ل الن&&ار على ح&&اجز عس&&كري فيحكم على ك&&ل من يتواج&&د في&&ه بالموت دونما محاكمة، تحت نفس العنوان احتل األمريكي&&ون الع&&راق، وتحت نفس العن&&وان اش&&تعلت الحرب&&ان العالميت&&ان، وتحت الش&&عار نفسه تحولت كلمات المس&&يح من ال تق&&اوموا الش&&ر، إلى )ال تق&&اوموا

الشر ... إال عندما يقاومكم(.

بداية، ال يرى الالعنفيون طريقا2 إليقاف دائرة القت&&ل بين الفع&&ل ورد الفع&&ل إال بإيقافه&&ا من ط&&رف واح&&د، من ط&&رف الض&&حية، كم&&ا ال ينتظرون من المعتدي أن يتوقف عن اعتدائ&ه لص&حوة في ض&ميره أو تغ&&ير في مواقف&&ه. لك&&ني في ه&&ذا المق&&ال لن أتح&&دث عن الالعن&&ف كمنهج، وال عن الحالة التي ي&&دافع فيه&ا الرج&&ل فعال2 وبش&كل مباش&&ر عن نفسه وعن بيت&&ه، ب&&ل س&&أحاول مقارب&&ة خي&&ار تس&&ليح الث&&ورة من مختلف الجوانب التي أستطيع إدراكها. لن أقول ألحد كيف يدافع عن نفسه وعن ذويه عندما يتعرض لهجوم، لكني، وكث&&يرون مثلي، نعت&&بر خيار تسليح الثورة منفصال2 تماما2 عن ذلك، ونجد في هذا الخيار ضعفا2 في المواض&&ع ذاته&&ا على األق&&ل ال&&تي يتهم فيه&&ا الخي&&ار الس&&لمي بالضعف، سيما وأن نتائجه المباشرة وغ&&ير المباش&&رة لم تخض&&ع بع&&د للتحلي&&ل والدراس&&ة الوافي&&ة. غ&&ايتي النظ&&ر إلى الخي&&ار من حيث أن&&ه إس&&تراتيجية عم&&ل ق&&د تك&&ون فعال&&ة أو فاش&&لة، إجباري&&ة أو اختياري&&ة، أخالقية أو غير أخالقية، قبل الحكم علي&&ه ب&&الرفض أو القب&&ول من أي

طرف.

حول مسألة توقف الثورة لوال قوة السالح..

Page 3: الخيار الذي لم يجرب بعد!! الثورة السورية بين العسكرة والسلمية

3

كيف يمكن ألحد أن يجزم بأن المظاهرات كانت ستتوقف ل&&وال س&&الح الجيش الحر؟ من أين أتى هذا االستنتاج؟ وما هي الدالئل على ذل&&ك؟ في البداية، ال شك بأنه كانت هناك أوقات تباطأ فيها الحراك الشعبي بشكل عام، وأوقات أخرى تسارع فيها ه&&ذا الح&&راك بش&&كل ملح&&وظ، لكني لم أستطع الربط بين ذلك وبين الحماية المسلحة للتظ&&اهر، وال أجد ذلك منطقيا2 أصال2، فالمظاهرات كانت تخ&&رج في ك&&ل مك&&ان على ال&&&تراب الس&&&وري ولم يكن الجيش الح&&&ر متواج&&&دا2 في ك&&&ل مك&&&ان بالضرورة. إحصائيا2 نستطيع التأكيد على أن أعداد المظاهرات وأعداد المشاركين فيه&&ا تزاي&&دت بش&&كل ت&&دريجي من&&ذ الي&&وم األول للث&&ورة، وك&&ان ه&&ذا التزاي&&د واض&&حا2 في أي&&ام مح&&ددة ك&&ان أح&&دها اإلعالن عن

إضراب الكرامة على سبيل المثال.

ربما تباطأت خارطة التظاهر في أنحاء عديدة من سوريا بعد رمض&&ان الماضي لكنها كانت كالجمر تحت الرمل ينتظر هب&&ة ريح واح&&دة ح&&تى

( ك&&انت أطي&&اف1979-1978يشتعل من جديد. في الث&&ورة اإليراني&&ة ) المعارضة تجه&&د يائس&&ة لحش&&د الجم&&اهير للمش&&اركة في المظ&&اهرات دون جدوى، فلم تزد أفضلها عن خمسين ألف متظاهر. إال أن حريق&&ا2

قتي&ل،400اندلع في س&ينما )آب&ادان( في العاص&مة وس&قط ض&حيته عن&&دها تص&&اعدت االتهام&&ات باإلهم&&ال ض&&د الحكوم&&ة ولم يكن ذل&&ك مرتبطا2 بأي شكل بالثورة أو بمحاولة النظام لقمعها، مع ذلك سرعان ما أدت هذه الحادثة إلى احتجاجات ومظاهرات عارم&&ة أش&&علت فتي&&ل الثورة من جديد، وأدت إلى سقوط المئات )أو اآلالف حس&&ب رواي&&ات أخرى( من القتلى برصاص األمن في يوم الجمعة األسود، أحد األي&&ام

السوداء فعال2 في تاريخ اإليرانيين.

ال يمكن الجزم بأن الث&ورة الس&ورية ك&انت س&تخمد عن&دما ك&انت ك&ل المدن السورية تخرج يوميا2، والمظاهرات كانت ق&&د ب&&دأت تتح&&ول من تظاهرات مركزة إلى تظاهرات أكثر عددا2 وأق&&ل كثاف&&ة، وه&&ذا الخي&&ار كان من قبيل التكي&&ف م&&ع قم&&ع األمن واالبتع&&اد عن المواجه&ة، وه&و خي&&&ار محم&&&ود إذا نظرن&&&ا إلي&&&ه من حيث ع&&&دد الض&&&حايا، ومن حيث اس&تمرارية الث&ورة. إن االنتش&ار األفقي للمظ&اهرات ال يمكن النظ&ر إليه على أنه تباطؤ في الحراك الشعبي, فإن كنا خسرنا هذا المشهد الرائع للتظاهرات الضخمة في الساحات العام&&ة، إال أنن&&ا كس&&بناه من جهة أخرى في شكل تكتيك يحمي الجماهير من المواجه&&ة المباش&&رة

مع النظام، ويقلل من الكلفة البشرية العالية لهكذا مواجهة؟

Page 4: الخيار الذي لم يجرب بعد!! الثورة السورية بين العسكرة والسلمية

4

ال بأس حتى ولو لم يعجبك ردي على السؤال األول أرجو منك الص&&برومتابعة القراءة، علنا نتفق على نقطة أخرى...

الغرق في المزاودات بين الشجاعة والتضحيات البعض يق&&ول ب&&أن الجيش الح&&ر ش&&جعان ووط&نيون وهم ك&&ذلك فعال2، والبعض اآلخر يقول بأن الس&&لميين ال&&ذين وقف&&وا ع&&زال2 في مواجه&&ة الرص&&اص ش&&جعان وهم ك&&ذلك بالتأكي&&د. إطالق ص&&فة الش&&جاعة على أحدهما ال ينفي صفة الشجاعة عن اآلخر حتى لو اختلفنا في المنهج. من جهة أخرى ف&&إن المبالغ&&ة في توص&&يف القت&&ل والقم&&ع والض&&حايا واالغتص&&ابات به&&دف تج&&ييش العاطف&&ة لص&&الح الفك&&رة والته&&رب من إثبات منطقيتها وجدواها ال يخدم الحقيقة في ش&&يء، فكال المنهجين ينطلق من األلم ذاته على الضحايا األبرياء، وكالهما يبتغي&&ان الخ&&روج من حالة األلم تلك إلى حالة سالم، أو هكذا آمل، فإذا ك&&ان الطرف&&ان على الق&&در ذات&&ه من الش&&جاعة، وكان&&ا على الق&&در ذات&&ه من الوطني&&ة والقلق والحساسية واأللم، فهال وضعنا المزاودات جانبا2، ونظرنا إلى

هذا الخيار أو ذاك من حيث الصواب والفعالية؟

مسؤولية البحث عن الجدوى والفعالية )كف&&اكم كالم&&ا2 عن الس&&لمية ال&&تي لم تجلب لن&&ا إال الم&&وت وال&&دمار..

سلميتكم تقتلنا!!(

كيف سنقرر أي الفريقين أفضل من حيث الفعالية والجدوى؟ يت&&ذرع الكثيرون بالقول بأن قت&&ل النظ&&ام للمناض&&لين الس&&لميين دلي&&ل على عدم فعالية العمل السلمي، فيقول&&ون مثال2: )أنظ&&روا كي&&ف استش&&هد غياث مطر، المناضل الس&&لمي، تحت التع&&ذيب...ه&&ذا النظ&&ام ال تنف&&ع معه الس&&لمية( ه&&ل يواف&&ق ه&&ؤالء من المنطل&&ق ذات&&ه على أن مقت&&ل المشاركين في العمل العسكري دلي&&ل على فش&&ل العم&&ل العس&&كري

Page 5: الخيار الذي لم يجرب بعد!! الثورة السورية بين العسكرة والسلمية

5

2 أيضا2؟ مع التذكير بأن من يسقطون ضحية العمل العس&&كري خصوص&&امن المدنيين أكثر بكثير ممن يسقطون ضحايا العمل السلمي؟.

تقول إحدى الدراسات )إيركا تشينويث وماري&&ا س&&تيفان - لم&&اذا تنجح 1900 ث&&ورة من 323[ التي تناولت i(]2011المقاومة المدنية- طبعة

52، إن معدالت نجاح الثورات السلمية في التاريخ بلغت 2006وحتى بالمئة وهي نسبة نجاح الثورات المس&&لحة. ه&&ذه28بالمئة، مقارنة ب&

األرقام وإن ك&&انت تش&&ير ض&&منيا2 إلى أن هن&&اك احتم&&اال2 أيض&&ا2 بفش&&ل المقاومة السلمية إال أنها تثبت أن جدوى العمل السلمي تاريخيا2 بل&&غ ضعفي جدوى العمل المسلح. أشارت الدراس&&ة أيض&&ا2 إلى أن&&ه بمج&&رد دخول الخيار المسلح إلى ساحة الثورة تنخفض معدالت نجاحها، وبأن شكل النظام ودرجة القمع التي يمارسها غير مرتب&&ط بنج&&اح الث&&ورة، وأن العام&&ل األساس&&ي ه&&و ق&&درة الجم&&اهير على التنظيم وتغي&&ير

التكتيكات المستخدمة.

هذه األرقام لم تجتذب أحدا2 من مثقفي الشارع السوري، لم يكن من المهم ألح&&د أن يفك&&ر أو يفس&&ر لم&&اذا أعطت ه&&ذه الدراس&&ات نت&&ائج "غريبة" كهذه، ومغايرة تماما2 لما هو متداول، بل سارع الكثيرون إلى الحكم المسبق عليها بعدم الموضوعية والطوباوية، متذرعين بالنتيجة التي تنقضها هذه الدراسات أصال2 وهي أن نظاما2 مثل نظ&ام األس&د ال تنفع معه السلمية. مع أن الدراسات ه&&ذه ش&&ملت أنظم&&ة ف&&اقت في قمعها نظام األسد، ومن المع&&روف أن األس&&د ش&&ئنا أم أبين&&ا ال ي&&تربع بالضرورة على القمة بين قائمة أسوأ الديكتاتوريات في الع&&الم، ه&&و

في القائمة فعال2، لكنه ليس على القمة.

نظام األسد ال تنفع معه السلمية!! هذه الفرضية تم تداولها منذ األي&&ام األولى للث&&ورة، وفي وقت مبك&&ر جدا2 قبل أن يك&&ون بإمك&&ان أي أح&&د الحكم بجدي&&ة على ج&&دوى العم&&ل الس&&لمي. هي مث&&ل الفرض&&يات األخ&&رى اس&&تلهمت قوته&&ا من رتاب&&ة التكرار وإع&&ادة الت&&دوير، فهي ت&&رى ب&&أن النص&&ر في العم&&ل الس&&لمي مرتب&&ط بالمس&&توى األخالقي للنظ&&ام، ولكن&&ه في الحقيق&&ة مرتب&&طحص&&&&&&&&ريا2 بق&&&&&&&&درة الجم&&&&&&&&اهير على الحش&&&&&&&&د والتنظيم. إن القاعدة األساسية في النض&&ال الس&&لمي هي أن القم&&ع يع&&زز ردة فعل الجماهير وال يثبطها، وبقدر م&ا تك&ره الجم&اهير النظ&ام، لف&رط

Page 6: الخيار الذي لم يجرب بعد!! الثورة السورية بين العسكرة والسلمية

6

ظلمه، تتكاتف للخروج ضده، وهذا النوع من التكاتف يس&&مح لك&&ل من ه&&و ق&&ادر ب&&القول أو الفع&&ل من ش&&تى االختصاص&&ات واإلمكان&&ات والم&&واهب واألعم&&ار واألجن&&اس بالمش&&اركة، بينم&&ا تس&&بب العس&&كرة ارتكاسا2 مباشرا2 لكل من ليس قادرا2 على حمل السالح )الذي تستطيع فقط فئة عمرية محددة من الذكور المشاركة فيه( أو ال يعتبر الخي&&ار المسلح أخالقيا2. تدعم الدراسات هذه الفرضية بشكل واض&ح إذ تش&ير

%20إلى أن الثورات المسلحة في مواجهة قمع األنظم&&ة نجحت في فقط من المرات، بينما نجحت الثورات الس&&لمية في مواجه&&ة القم&&ع

[.ii%]46بمعدل

ليست الغاية من الكفاح السلمي تغيير أفكار النظام أو إص&&الحه، وإن كنت أنا ومثلي كثير من الالعنفيين نؤمن بإمكانية تغيير طيف واس&&ع من الم&&والين للنظ&&ام ممن يعتم&&د عليهم إلى الي&&وم في بقائ&&ه، لكن الغاية األولى واألخيرة هي تنظيم العم&&ل الش&&عبي، ف&&إن نجحت ه&&ذه الغاية كان سقوط النظام محتما2، أما إن فشلت السلمية في التنظيم يبقى السؤال الخطير: هل السلمية غير المنظمة أخطر أم سالح غير منظم؟ ال يستطيع عاقل أن ينكر ب&&أن الخط&&أ م&&ع الس&&الح ال يض&&اهيه الخطأ دونه، ومن غير المعقول أن نعلن الفشل في تنظيم الس&&لمية التي زكتها األغلبية في بداية الثورة، دون أن نتوقع أن يكون الفش&&ل

مضاعفا2 في تنظيم التسليح.

من جانب آخر فإن التذرع بعدد الضحايا إلثبات أن النظام ال تنف&&ع م&&ع السلمية يجب أن يقابل&&ه النظ&&ر في ع&&دد الض&&حايا في ك&&ل النزاع&&ات المسلحة التي ش&&هدها الت&&اريخ، فض&&ال2 عن أن س&&قوط ع&&دد كب&&ير من الضحايا قد يكون بدوره نتيجة ضعف في التنظيم أو اتباع منهجية في المواجهة كان باإلمكان تجاوزها أو تجنبها، وهو ما سآتي إلي&&ه الحق&&ا2. ومع ذلك فهناك في التاريخ أنظمة اشتهرت في قمعها، ونجح الكفاح الم&&دني في إس&&قاطها مث&&ل نظ&&ام الج&&نرال محم&&د ض&&ياء الح&&ق في باكستان، سلوبودان ميلوسيفيتش في صربيا، أوغس&&تو بينوش&&يه في تشيلي، وسوهارتو في إندونيسيا، ونظام الشاه في إيران الذي قت&&ل من ثالثة آالف إلى عشرة آالف ش&&خص في أق&&ل من مئ&&ة ي&&وم، وه&&و قمع يفوق في تركيزه وتس&&ارعه قم&&ع النظ&&ام الس&&وري، ناهي&&ك عن ع&&دم ت&&وافر وس&&ائل التكنولوجي&&ا الحديث&&ة في ذل&&ك ال&&وقت لفض&&ح ممارساته كما هي متوفرة لن&&ا الي&&وم. لكن نظ&&ام الش&&اه س&&قط ليس بقوة السالح وإنم&&ا بق&&وة الش&&عب، ولم يكن ح&&تى بق&&وة المظ&&اهرات

Page 7: الخيار الذي لم يجرب بعد!! الثورة السورية بين العسكرة والسلمية

7

التي كانت هامة جدا2 بدورها إال أنها لم تكن بأهمية نشاطات العصيانالمدني وأنشطة عدم التعاون على نطاق شعبي واسع.

انتهى وقت العمل السلمي!! )ي&&ا ح&&بيب.. أنتهى وقت الس&&لمية، جربناه&&ا وم&&ا نجحت.. ح&&ان وقت

العمل المسلح(..

صديقي.. العمل المسلح جربته البشرية منذ األزل ولم ينجح يوما2 في إرس&&اء حكم ديمق&&راطي رش&&يد ب&&ل أتى بأنظم&&ة ف&&اقت في قمعه&&ا

وجبروتها األنظمة التي سبقته.

بالنظر إلى إحصاءات الثورة منذ بداياتها وعدد الشهداء، كان باإلمكان القول ب&&أن زمن الس&&لمية ولى من&&ذ األي&&ام األولى ال&&تي س&&قط فيه&&ا المئات من الشهداء. ليس ثمة تاريخ محدد لوقت انتهاء السلمية وإنما هو تاريخ انتهاء الصبر عليها، وهو مرتبط بكل فرد على حدة. حتى أن بعض الشباب ك&&انوا يس&&ألون من&&ذ الي&&وم األول للث&&ورة: ه&&ل م&&ا زلتم مؤمنين بالسلمية؟ كث&&يرون ك&&انوا ي&&أملون بنص&&ر س&&ريع س&&احق على غرار ما حدث في مصر وتونس، لكن الدراسات ال&&تي تن&&اولت ث&&ورات العالم أكدت بأن العمر الوسطي للثورة السلمية قد يكون أط&&ول من ذلك بكثير: فمتوسط عمر الثورات الس&لمية يبل&غ ثالث&ة أع&وام، وه&ذا الزمن يبدو مرعبا2 حقيقة ب&&النظر إلى أع&&داد الض&&حايا ووت&&يرة القت&&ل واالعتقاالت، لكن ما يجب أن يخيفنا حقا2 ه&&و متوس&&ط عم&&ر الث&&ورات

المسلحة والذي يبلغ حسب الدراسات ذاتها تسعة أعوام.

السلمية تجربة قد تنجح أو تفشل، ولكن ال يتوجب الحكم على تجرب&&ة م&&ا بالفش&&ل قب&&ل تطبيقه&&ا فعال2: فنحن لم ننجح بع&&د في االتف&&اق والعمل معا2 على حشد إضرابات عامة يش&&ارك فيه&&ا الجمي&&ع خصوص&&ا2 في العاص&&متين، ولم نعم&&ل مع&&ا2 على اس&&تهداف دعام&&ات النظ&&ام المختلف&&ة، االقتص&&ادية، والسياس&&ية، والعس&&كرية، ك&&ل� من موقع&&ه واختصاص&&ه، ولم نقم إلى اآلن بالعم&&ل بش&&كل منهجي على التوج&&ه للم&&والين المق&&ربين للس&&لطة من السياس&&يين والفن&&انين والس&&فراء وال&&وزراء والمح&&افظين لت&&أمين خ&&روجهم وع&&ائالتهم وحم&&ايتهم من بطش النظ&&ام إن فك&&روا في االنش&&قاق. لم ننجح في تنظم حمالت

Page 8: الخيار الذي لم يجرب بعد!! الثورة السورية بين العسكرة والسلمية

8

مقاطعة حقيقية على نط&&اق واس&&ع ي&&دعمها قي&&اديو الث&&ورة من كب&&ار السياس&&&يين والمثقفين، ولم نس&&&تطع إيج&&&اد ص&&&يغة من التواف&&&ق السياس&&ي، وال ح&&تى على مس&&توى العم&&ل الش&&عبي، لنوج&&ه رس&&الة للع&&الم أنن&&ا ق&&ادرون على قي&&ادة ه&&ذه الث&&ورة. ب&&دال2 من أن يحكم المثقفون على النضال السلمي بالفشل عليهم أن يسألوا أنفس&&هم، وعليهم أن يحاولوا اإلجابة أيضا2: لماذا لم تنجح المقاومة المدنية إلى اليوم وما الذي يت&&وجب القي&&ام ب&&ه إلنجاحه&&ا؟ نعم لم تنجح المقاوم&&ة المدنية بعد، لكنها لم تنجح ألنها ك&&انت، وم&&ا زالت، يتيم&&ة مهمل&&ة من قبل المثقفين والقياديين والسياسيين، إنها تلك الفكرة التي يش&&كك فيها الكل منذ البداية، انطالقا2 من تجرب&&ة خاص&&ة أو إيم&&ان مس&&بق أو فهم معين، ولكم تمنيت لو تعرضت الخيارات األخرى لجزء يسير مم&&ا يتعرض له الخيار السلمي من تشكيك وقدح ومطالبة بتوف&&ير ال&&دالئل

والخطط واإلستراتيجيات.

لم تنجح التجرب&&&ة الس&&&لمية بع&&&د في إس&&&قاط النظ&&&ام، وال نجحت العس&&&كرية في تحقي&&&ق مكاس&&&ب على األرض، لكن فش&&&ل الخي&&&ار العسكري، أو بأقل تقدير ضعف جدواه في المناطق ال&&تي تم تجريب&&ه فيها، يبرره الكثيرون بضعف التموي&&ل والعت&&اد وال&&دعم، وب&&أن العم&&ل العسكري سوف يحق&&ق النت&&ائج المرج&&وة من&&ه ل&&و حص&&ل على ال&&دعم المناسب، لكن الذرائع ذاتها ترفض من قبل الجميع عندما يأتي األم&&ر للمقاوم&&ة المدني&&ة، فال يس&&مح ألح&&د بالت&&ذرع مثال2 بض&&عف المش&&اركة والدعم والتمويل والتخطيط، بل يحكم مباشرة على الخي&&ار الس&&لمي بالفشل بحجة أنه مرحلة بدأت وانتهى وقتها دون النظ&&ر في أس&&باب ض&&عفه، وأج&&د شخص&&يا2 في ذل&&ك ازدواج&&ا2 في مع&&ايير التق&&ييم بأق&&ل

تقدير.

تعاون الخيارين السلمي والعسكري ه&&ل يمكن فعال2 للخي&&ارين العس&&كري والس&&لمي أن يتعاون&&ا؟ علين&&ا أن نجيب على هذه الس&&ؤال بك&&ل موض&&وعية ونزاه&&ة فالوض&&ع ال&&راهن ال يسمح بأقل من ذلك. هذا السؤال ربما هو األكثر حساسية، ألنه خي&&ار المثقف بامتياز، خيار األغلبي&&ة بينهم، إذ يف&&ترض أن هن&&اك من دع&&اة الخيارين السلمي أو العسكري من يس&&بب الفرق&&ة وانش&&قاق الص&&ف بين الث&&وار وأن الح&&ل ل&&ذلك ه&&و في أن نتوح&&د ونعم&&ل مع&&ا2. ه&&ذا االفتراض متوازن ودقيق، لكن الحج&&ر الثقي&&ل اآلخ&&ر ال&&ذي أن&&ا بص&&دد

Page 9: الخيار الذي لم يجرب بعد!! الثورة السورية بين العسكرة والسلمية

9

رميه هو أن تصاعد وتيرة العمل المسلح في مكان، سيعني بالضرورة تضاؤل وتيرة العمل السلمي في المك&&ان ذات&&ه. تع&&زز ه&&ذه الفرض&&ية بعض اإلحص&&ائيات ح&&ول ث&&ورات الع&&الم في الق&&رن الماض&&ي وال&&تي أشارت إلى انخف&اض كب&ير في مع&دالت المش&اركة الش&عبية في ك&ل

[.iiiمكان يهيمن فيه صوت الرصاص]

من المنطقي في حالتنا أيضا2 االستنتاج بأنك لو حملت سالحا2 لحماي&&ة المظاهرة اليوم، فإن النظام سيأتي بس&&الح أق&&وى للفت&&ك ب&&ك وبمن2 أو بعد غد. هذا لن يؤدي إلى تقليل عدد الض&&حايا الم&&دنيين تحمي غدا بأي شكل، ودون أن ألقي باللوم على أي طرف، فإن هذا تحدي&&دا2 م&&ا ج&&رى في حمص ولم يج&&ر مثال2 في بقي&&ة المن&&اطق الس&&لمية ال&&تي تتعرض للقمع الشديد بدورها لكن ليس لدرجة أن تتوقف فيها الحياة بالمطلق وبش&&كل كام&&ل ويغادره&&ا س&&كانها كم&&ا ح&&دث في حمص. إن استمرار التظاهر في بقية المناطق السورية وتوق&&ف الحي&&اة بش&&كلكامل في حمص والمناطق المسلحة كفيل باإلجابة عن هذا السؤال. إن متطلبات التمويل والدعم بدورها س&&تفرض على مناص&&ري الث&&ورة االختيار بين دعم السالح المكلف جدا2 ثم اإلنفاق على العمل اإلغ&&اثي الذي سيكون نتيجة حتمية للعمل المسلح، وبين العمل السلمي ال&&ذي يحتاج بدوره ألنواع عديدة من الدعم والتمويل. في أحس&&ن األح&&وال، أو أس&&&وئها، س&&&يكون من الص&&&عب التع&&&اون بين العم&&&ل العس&&&كري والسلمي من النواحي التمويلية، ب&ل في ح&ال توس&يع نط&اق العم&ل

العسكري قد يتحول العمل السلمي إلى عمل إغاثي بالمطلق.

هناك سؤال يطرحه الجميع: ماذا تريد من الجندي المنش&&ق أن يفع&&ل إذن؟ أوال2 أريده أن يحمي نفسه ب&أي طريق&ة ممكن&ة، أري&ده أن ينج&و بحيات&&ه ويفك&&ر في الطريق&&ة األق&&ل كلف&&ة واألك&&ثر ج&&دوى إلس&&قاط النظام، وأريده أن يفكر في إخوته المدنيين قبل أي عمل يقوم ب&&ه.. أما ما ال أريده فهو ما يدعو له كثير من المثقفين: أن يحارب بدال2 عن الجميع وأن يخاطر بحياته مرة ثانية )بعد أن خ&&اطر م&&رة أولى عن&&دما انشق( عندما يحمل السالح في مواجهة آل&&ة النظ&&ام، وأن يص&&بر على

من تأخر في االنشقاق كما صبر عليه أولئك الذين سبقوه.

المس&&لمة الرائج&&ة ولكن الخاطئ&&ة هي أن الخي&&ار المنطقي الوحي&&د المتاح أمام الجندي المنشق هو قتال الجيش الذي انش&&ق عن&&ه! وه&&ذا تسليم خ&&اطئ ال يق&&وم على أس&&اس. بمج&&رد أن ينش&&ق الجن&&دي ألن&&ه يرفض إطالق النار على الم&&دنيين، وي&&رفض ممارس&&ة القت&&ل، عن&&دها

Page 10: الخيار الذي لم يجرب بعد!! الثورة السورية بين العسكرة والسلمية

10

سيص&&بح مالحق&&ا2 من قب&&ل النظ&&ام، وحال&&ه هن&&ا ال تختل&&ف عن آالف النشطاء والثوار المالحقين في مختلف أنحاء سوريا، والمختفين عن األنظ&&ار، وإن ك&&ان أهل&&ه وذووه سيتعرض&&ون لألذى فك&&ذلك يخ&&اف الناشطون على أهلهم وذويهم، خصوصا2 وأن قتال النظ&&ام لن يحمي

أهله بأي حال.

ثورة حرية، كرامة، مجتمع مدني، أم انتقام؟ فلنتحدث عن أهداف الثورة بصراحة، ولنتذكر أيضا2 لماذا سجن وقت&&ل وعذب الناشطون ليس فقط منذ بداية الثورة ب&&ل من&&ذ عق&&ود س&&وداء من حكم األسد. هذه التضحيات كلها كانت تسعى لبناء مجتم&&ع م&&دني سوري يتساوى فيه الناس أمام القانون وتكون صناديق االق&&تراع هي الحكم ال&&ذي يطيح ب&&رئيس وي&&أتي بح&&زب، ويرف&&ع قانون&&ا2، ويص&&نع دستورا2، وتك&&ون حق&&وق اإلنس&&ان، وواجبات&&ه، هم الم&&واطن الس&&وري قيادة وشعبا2. واليوم نسأل: أين اختفت ش&&عارات الث&&ورة األولى؟ من يقود ه&ذه الث&ورة؟ وكي&ف يتخ&ذ ه&ذا الق&رار أو ذاك؟، وب&أي منهجي&ة نختار هذه اإلستراتيجية أو تلك؟، وهل يبرر قمع النظام المفرط ك&&لهذه الدعوات لالنتقام والطائفية؟ وما هو دور المثقف في كل ذلك؟

من المشين بداية أن نعلن من كل منبر إعالمي يتوفر لن&&ا أن النظ&&ام أجبرنا على كل الخيارات التي نلجؤ لها. كانت الميزة األساس&&ية ألداء الثورة في بدايتها هي الفعل، والضعف األساسي في أداء النظام هو في رد الفعل. أما اليوم فالكل يرفض االنتباه إلى تب&&ادل األدوار ه&&ذا فيعلن دون خجل مثال2 أن النظام أجبرنا على التس&&لح، أن النظ&&ام ه&&و الذي يجرنا إلى الطائفي&&ة، النظ&&ام يس&&بب االنش&&قاق بينن&&ا، والنظ&&ام

يسقطنا في حرب أهلية.. الخ!!

من المخيف بالنسبة لي رؤية المثقف السوري يتغاضى عن كث&&ير من الممارسات والوس&&ائل المش&&ينة ويبرره&&ا في س&&بيل تحقي&&ق أه&&داف انحرفت عن األهداف األساسية للثورة، فينادي بإسقاط النظ&&ام ب&&أي وسيلة ممكنة، ويتغاضى عن احتم&&ال فش&&ل األه&&داف نتيج&&ة النح&&دار الوس&&ائل. لكن الت&&اريخ يعلمن&&ا أن ثم&&ة ص&&لة عض&&وية بين الوس&&ائل والغاي&&ات تك&&اد تك&&ون قانون&&ا2 كوني&&ا2، فخالل العق&&ود الثالث&&ة الماض&&ية أظهرت دراسة أجراها )بي&&تر آكرم&&ان و كارتانايس&&كي – طبع&&ة أخ&&يرة

2010[ (iv ث&&ورة س&&لمية حققت خمس&&ون ث&&ورة67[، بأن&&ه من بين

Page 11: الخيار الذي لم يجرب بعد!! الثورة السورية بين العسكرة والسلمية

11

ث&&ورة مس&&لحة، أرب&&ع ث&&ورات20انتق&&اال2 إلى الديمقراطي&&ة، ومن بين فقط حققت هذه النتيجة والبقية كلها تعث�رت. أظهرت دراس&&ة أخ&&رى

[ أن معدالت االنتق&&ال إلى الديمقراطي&&ة بع&&د الث&&وراتvأوسع نطاقا2] بالمئ&&ة فق&&ط، وأش&&ارت أيض&&ا2 إلى أن4المس&&لحة يك&&اد ينخفض إلى

معظم الدول التي لجأت للعصيان المسلح دخلت في ص&&راعات أهلي&&ة مس&&لحة لم&&رة واح&&دة على األق&&ل خالل الس&&نوات العش&&رة الالحق&&ة للث&&ورة! بينم&&ا ك&&انت النزاع&&ات األهلي&&ة ش&&به معدوم&&ة بع&&د الث&&ورات

السلمية.

هناك دراس&&ة أخ&&رى أجراه&&ا "إي&&ديان ص&&الحيان" بعن&&وان )ث&&وار خل&&ف الح&&دود، ال&&دول المج&&اورة وتوف&&ير المالذ لحرك&&ات التم&&رد المس&&لحة( أشارت إلى أن دعم المنشقين عسكريا2 من قبل ق&&وى خ&&ارج الح&&دود يجعل البالد أكثر عرضة للدخول في حرب أهلي&&ة – وتحدي&&دا2 ح&&رب من النوع الذي يستمر عادة لفترات أطول من الح&&روب األهلي&&ة األخ&&رى- فض&ال2 عن أن&ه يس&هم في زي&ادة احتم&ال نش&وب ن&زاع بين ال&دول أو

االنتشار إلى دول مجاورة أخرى.

إما من جهة سقف المطالب، فال أجد في رفعه أي ق&&در من الحكم&&ة، وال أي ص&&لة بالتكتي&&ك، خصوص&&ا2 م&&ع ط&&ول الم&&دة، فمن لم تس&&عفه ش&&جاعته لالنض&&مام إلى حرك&&ة تط&&الب باإلص&&الح والحري&&ة، لن تب&&دو بالنسبة له ثورة تطالب بإعدام ال&&رئيس أو االنتق&&ام من طائف&&ة أك&&ثر جاذبية على اإلطالق!. إن إعادة التذكير باألهداف األساسية للثورة قد يقن&&ع المثق&&ف والسياس&&ي بإع&&ادة النظ&&ر في الوس&&ائل أيض&&ا2، أم&&ا اإلص&&رار على خط&&اب االنتق&&ام واإلع&&دامات فلن ي&&ؤجج إال مزي&&دا2 من الغليان الشعبي السلبي، وال يجب أن نتوقع إخماد هذه النار بس&&هولة بعد سقوط النظام، وكلما نجحنا في السيطرة على توق&&دها وتحوي&&ل هذه الطاقات المتفجرة من الحقد والغض&&ب إلى المش&&اركة والتنظيم والعمل، كلما اقتربن&&ا من أه&دافنا األولى، وال أج&&د دورا2 أهم من ه&ذا ال&&دور يت&&وجب على المثق&&ف والسياس&&ي الس&&وري تبني&&ه وتحم&&ل

المسؤولية العظيمة تجاهه.

أولويات ضائعة وخيارات محتملة ما هي األولوية التي نضعها في اعتبارنا عندما نخت&&ار دعم خي&&ار دون غ&&يره وال&&ترويج ل&&ه؟ أهي إس&&قاط النظ&&ام ب&&أي وس&&يلة؟ أم الس&&عي

Page 12: الخيار الذي لم يجرب بعد!! الثورة السورية بين العسكرة والسلمية

12

إلسقاط النظام بوسيلة ال يسقط فيها هذا العدد الكبير من الض&حايا؟ الجواب هنا واضح، والسؤال موج&&ه لمن هم على رأس ه&&رم الثقاف&&ة والسياس&&ة واإلعالم: إلى أي الخي&&ارين علين&&ا أن نوج&&ه الن&&اس؟ وأي الخيارين يجب أن ن&دعم؟ إلى الخي&ارات ال&تي تبع&د الن&اس عن خط&ر المواجهة المباشرة حيث كان ذلك ممكنا؟ أم إلى الخيار الصعب الذي لطالما أثبت فشله، وال&&ذي ال يش&&ارك في&&ه المثق&&ف أص&&ال2، وأق&&ل م&&ا

يمكن وصفه بأنه خطير جدا2 على من يمارسه وعلى البلد برمتها؟

يحاول دعاة العمل الس&&لمي أن يوض&&حوا أن هن&&اك وس&&يلتين للنض&&ال السلمي: الترك&&يز، والتش&&تيت. وس&&ائل الترك&&يز تتض&&من االعتص&&امات والمظ&&اهرات وغيره&&ا من النش&&اطات ال&&تي تحش&&د أك&&بر ع&&دد من المش&&اركين في مواجه&&ة مباش&&رة نس&&بيا2 م&&ع النظ&&ام. أم&&ا وس&&ائل التشتيت فه&&ذه تبحث عن س&&بل أق&&ل مواجه&&ة تض&&من أك&&بر ع&&دد من المشاركة الشعبية مثل حمالت المقاطعة واإلضرابات وأنش&&طة ع&&دم التعاون. بالنسبة للثورة السورية، ارتبط العمل السلمي بش&&كل كب&&ير بنشاطات التركيز المتمثلة تحديدا2 في المظاهرات، وه&&ذه النش&&اطات ك&&انت فعال&&ة ج&&دا2 في إظه&&ار التض&&امن الش&&عبي وفي فض&&ح القم&&ع المفرط، لكن الوسيلة األخ&&رى ال&&تي يف&&ترض ب&&أن تك&&ون أق&&ل كلف&&ة

بكثير من الناحية البشرية لم يجر دعمها أو الترويج له بما يكفي.

إن عدم التفكير بالمظاهرة على أنها الخيار الوحيد يتيح المجال لبن&&اء تكتيك&&ات أخ&&رى وإطالقه&&ا في اللحظ&&ة المناس&&بة، كم&&ا يس&&اهم في خفض مس&&&توى المواجه&&&ة م&&&ع الس&&&لطة، وض&&&بط أه&&&داف الث&&&ورة وشعاراتها، ك&&ل ه&&ذا يبقي الب&&اب مفتوح&&ا2 أم&&ام انض&&مام المزي&&د من الناس إلى الحركة الثورية. فيما أدى ويؤدي رف&&ع مس&&توى المواجه&&ة وسقوفها إلى إغالق الباب في وجه مثل ذلك االنضمام. إن االنتق&&ال من نشاطات التركيز إلى نشاطات التش&&تيت لن يع&&ني تب&&اطؤ الث&&ورة بل مزيدا2 من التنظيم وقليال2 من المواجهة وبالتالي التقلي&&ل من ع&&دد الضحايا، وإن وجب علينا الخروج للتظاهر في يوم، فيجب أن نس&&تغل هذا التظاهر في الدعوة والتحضير لنشاطات العصيان واإلض&&راب في

يوم آخر.

علينا أن نتذكر بأن النظ&&ام مجموع&&ة كب&&يرة من الن&&اس يقف&&ون على الخط اآلخر، لهم مصالحهم ومخاوفهم وي&&دافعون عنه&&ا بك&&ل م&&ا لهم من ق&&وة، منهم من يق&&ف على المحي&&ط الق&&ريب ج&&دا2 من النظ&&ام، ومنهم من يقف أبعد قليال2، ومنهم على الح&&دود القريب&&ة بين النظ&&ام

Page 13: الخيار الذي لم يجرب بعد!! الثورة السورية بين العسكرة والسلمية

13

والثورة. التكتيك السليم يفترض العمل على تقليل مساحة هذا الخط المحيط بالنظام وتضييقه إلى الح&&د األدنى من خالل الض&&غط وأحيان&&ا2 الحوار والتسويق، حتى يفقد النظام األدوات ال&&تي يعتم&&د عليه&&ا في قمعه. هذه المس&&احة تش&&مل الض&&غط االقتص&&ادي )حمالت المقاطع&&ة واإلض&&راب(، والسياس&&ي )مخاطب&&ة الم&&والين وتعزي&&ز االنش&&قاقات وتأمين المخارج والحماية عند الضرورة(، الضغط العسكري )من خالل تعزيز االنشقاقات وتأمين الحماية للمنشقين(، وأخيرا2 توف&&ير الب&&ديل من خالل إف&&راز قي&&ادة سياس&&ية تعم&&ل على دعم ال&&داخل، ومج&&الس إدارة محلية تدير أمور الناس وتؤمن حاجياتهم بالتنسيق م&&ع القي&&ادة

السياسية.

وإذا كان السلميون مطالبين دائما2 بتقديم إستراتيجية واض&&حة، ولمن طالب بذلك كل الحق، أفال يت&&وجب على المثقفين من دع&&اة التس&&ليح تقديم إستراتيجية مشابهة أيضا2؟ أو المطالبة بها بأقل تقدير؟، بحيث يجيبون من خالله&&ا على كث&&ير من األس&&ئلة ال&&تي يجب اإلجاب&&ة عنه&&ا. ليست الغاية من هذه المحاولة أصال2 سوى عدم استس&&هال خي&&ار دون آخ&&ر وع&&دم الخ&&وض في معرك&&ة لم يتم اإلع&&داد له&&ا بش&&كل علمي

ومدروس.

اإلضرابات وتقييم التجربة كنت ض&&من الفري&&ق ال&&ذي عم&&ل على التخطي&&ط إلض&&راب الكرام&&ة وال&&ترويج ل&&ه كس&&الح جدي&&د للث&&ورة الس&&ورية، وأثن&&اء اإلع&&داد لم أكن أتخي&&ل، وال أي من زمالئي، أن تلقى دع&&وات اإلض&&راب ه&&ذا القب&&ول الشعبي الواسع وأن تس&تمر له&ذه الم&دة الطويل&ة. لم تكن المش&كلة بالنسبة لنا هي توسيع نطاق اإلضراب بقدر ما كانت إيقافه )اللتقاط األنفاس( حتى نتمكن من المواصلة بشكل أفضل وعلى نطاق أوسع. إن تقييم تجربة اإلضراب ضروري لفهم جدوى العم&&ل الس&&لمي، وإن كان اإلضراب لم يسقط النظام بعد، إال أن قوته وجدواه باتت وس&&يلة يؤمن بها الكثيرون بعد أن كانت غائبة تماما2 عن الوعي الشعبي بدايةالث&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ورة. يسعى اإلضراب للضغط على النخبة االقتص&&ادية إلح&&داث ش&&رخ بينه&&ا

، ب&&دأت1978وبين النظام الذي مازال إلى اليوم يستنزفها. في عام المعارضة اإليرانية في ثورتها ضد الشاه تنظيم إضرابات عام&&ة ب&&دأت

Page 14: الخيار الذي لم يجرب بعد!! الثورة السورية بين العسكرة والسلمية

14

بعمال مصافي النفط وتوس&&عت لتش&&مل جمي&&ع قطاع&&ات الدول&&ة من صحفيين وعمال شركة الطيران والسكك الحدي&&د والجم&&ارك ومعام&&ل الطاقة والبن&&وك، وك&&ان اإلض&&راب واس&&عا2 لدرج&&ة أن البن&&ك المرك&&زي فشل في إصدار أذونات الخزين&&ة لتموي&&ل الحكوم&&ة ألن ش&&حنة الح&&بر المستخدمة في طباعة األذونات كانت محتج&&زة في المين&&اء، حيث أن عمال الميناء كانوا بدورهم مضربين عن العم&&ل. وفي ث&&ورة الفل&&بين

أنهكت اإلض&&رابات القط&&اع االقتص&&ادي1984ضد حكم ماركوس عام فكانت الضربة األقسى على نظام الحكم ليس االنشقاقات العسكرية بل انش&&قاق النخب&&ة االقتص&&ادية الموالي&&ة. وح&&تى الن&&ازيون أنفس&&هم أظه&&روا ض&&عفا2 في مواجه&&ة رفض ال&&دنماركيين تق&&ديم دعمهم آلل&&ة الح&رب النازي&ة خالل االحتالل األلم&اني لبالدهم في الح&رب العالمي&ة

في فرض حالة من الركود التام1944الثانية، ونجحوا في صيف عام في بلدهم، وهو م&&ا أج&&بر األلم&&ان على إنه&&اء حال&&ة الحظ&&ر والحص&&ار

[.viالمفروضة على البالد]

لكن أهم ما يقدمه خيار العصيان المدني ليس فقط ذلك الشلل الذي يستطيع أحداثه في بنية النظام، وإنما أيضا2 تعزيز التض&&امن الش&&عبي من خالل تب&&ادل ال&&دعم بين المواط&&نين، وك&&ان أح&&د أمثلت&&ه أن ق&&ام الشباب بدهان محل أح&د التج&ار ال&ذين ش&اركوا في اإلض&راب عن&دما تعرض للتخريب، أو أهدى رجل س&&يارته الخاص&&ة لش&&خص حطم األمن س&&يارته، ومن األمثل&&ة األخ&&رى ك&&ان الب&&دء بتش&&كيل لج&&ان الش&&راء المشترك التي تم تنفيذها فعال2 في أكثر من منطقة لتأمين الحاجيات وتوزيعها بشكل جماعي كوس&&يلة إلدارة األزم&&ة. ه&&ذه النش&&اطات من ش&&أنها أن تف&&رز الكث&&ير من العالق&&ات اإليجابي&&ة: فعلى ال&&رغم من أن اإلضرابات قد تؤدي إلى ضرر مادي كب&&ير، إال أن ه&&ذا الض&&رر ال يمكن مقارنته بضحايا النزاع العسكري الذي يؤدي جانبيا2 ب&&دوره إلى أض&&رار مادية جسيمة. هناك أيض&ا2 مس&ألة تعزي&ز المجتم&ع الم&دني، والت&درب على سبل حل األزمات في المستقبل، حيث تشير الدراس&&ات إلى أن وجود مجتمع مدني نش&&يط في الدول&&ة يض&&من ديموم&&ة الديمقراطي&&ة فضال2 عن رفع معايير المعيشة والخدمات في المستقبل مثل الوض&&ع اإلداري والحقوقي ومتوسط دخل الفرد وغيره&&ا. كم&&ا أن س&&بل ح&&ل النزاعات ضمن المجتمع أثناء الثورة سيعكس شكل الحل بعدها، ف&&إن كانت هذه الس&&بل تقتص&&ر على اإلض&&راب واالعتص&&ام فسنش&&هد ذل&&ك كثيرا2 بعد سقوط النظام، وإن كانت الوس&&ائل هي الس&&الح، فس&&أترك

Page 15: الخيار الذي لم يجرب بعد!! الثورة السورية بين العسكرة والسلمية

15

لكم مساحة لتخيل سبل حل أي أزمة تحدث في المجتمع بعد س&&قوطالنظام.

على عاتق القيادة السياسية عن&&دما وض&&عت ه&&ذا العن&&وان، كنت على وش&&ك كتابت&&ه على الش&&كل الت&&الي: )المجلس الوط&&ني ودور القي&&ادة السياس&&ية(، لك&&ني لس&&ت متأكدا2 من أن المجلس الوطني مقبول اليوم قائ&&دا2 سياس&&يا2 للث&&ورة، فليست لدينا الي&وم قي&ادة سياس&ية تش&رف على العم&ل الث&وري فيالداخل وتديره، وهناك أسباب كثيرة لذلك، ولن أتناول إال واحدا2 منها.

إن نقاط الخالف التي قض&&ت مض&&اجع السياس&&يين الس&&وريين كث&&يرة، ليس أقله&&ا االنتم&&اءات السياس&&ية واإليديولوجي&&ة القديم&&ة، وبعض&&ها المتطرفة، وال الدعوة للتدخل العس&&كري الخ&&ارجي بين من يؤي&&ده أو من يعارضه. أنفق المعارض&&ون ج&&زءا2 كب&&يرا2 من وقتهم وجه&&دهم في ط&&رق األب&&واب كله&&ا جاه&&دين وراء حش&&د ال&&دعم ال&&دولي لنص&&رة المظلومين، وهذا الجانب يستحقون عليه كل الشكر، لكن ثم&&ة جانب&&ا2 مهما2 جدا2 تم إهماله، وهذا الجانب تحديدا2 هو النقطة الوحيدة ال&&تي ال يمكن له&&ذه الق&&وى أن تختل&&ف عليه&&ا، ب&&ل يمكن أن تعي&&د لم الش&&مل والتوافق بينها: إنه خيار دعم المقاومة الشعبية. لق&&د انتبهن&&ا إلى أن دعوات اإلضراب والحداد والعصيان كانت تلقى أسماعا2 قوية من كافة أطياف المعارضة السياسية دون تمييز، وهو ما ي&&دل على احتم&&ال أن تقرب هذه الوسائل بين المتخالفين من خالل الترك&&يز على دعم ه&&ذا الخي&&ار وت&&رك الخي&&ارات الخالفي&&ة األخ&&رى لص&&ندوق االق&&تراع في

المستقبل.

فبدال2 من بذل كل هذا الجهد في الس&&عي وراء دعم خ&&ارجي عس&&كري تكاد كل ال&&دول تقس&م لن&&ا بأنه&ا لن ت&&وفره، ك&&ان يت&&وجب على هيئ&&ة واحدة من المعارض&&ة أن تعم&&ل على ه&&ذا المل&&ف، بينم&&ا تعم&&ل بقي&&ة األجهزة كله&&ا على دعم الح&&راك الش&&عبي الس&&وري وملفات&&ه الكث&&يرة األخرى: توف&ير من&بر إعالمي لتوجي&ه الث&ورة، والس&عي لتوف&ير هيئ&ة حقوقية واسعة للترافع عن آالف الناشطين الق&&ابعين في الس&&جون، هيئ&&ة متخصص&&ة في توثي&&ق ج&&رائم النظ&&ام ومتابعته&&ا، هيئ&&ة ألطب&&اء الثورة تشرف على توزيع الكادر الطبي على المناطق بحسب الحاج&&ة وت&&&أمين احتياج&&&اتهم، هيئ&&&ة بح&&&وث تش&&&رف على البحث والتحلي&&&ل

Page 16: الخيار الذي لم يجرب بعد!! الثورة السورية بين العسكرة والسلمية

16

والتخطي&&ط إلس&&تراتيجية الث&&ورة وتض&&عها بش&&فافية أم&&ام الن&&اس، وتشرف كذلك على ط&&رح الخي&&ارات السياس&&ية المحتمل&&ة وتوض&&يحهاللن&&&&&&&&&&&اس أثن&&&&&&&&&&&اء وبع&&&&&&&&&&&د س&&&&&&&&&&&قوط النظ&&&&&&&&&&&ام. ال يتطلب هذا الخيار توحيد المعارضة وإفراز قيادة واحدة لها. جل م&&ا يحتاجه هو العمل في إط&&ار ه&&ذا اله&&دف المقب&&ول ش&&كال2، والمحم&&ود ضمنا2 من قبل الجميع، وتوزيع األدوار وانتخاب قيادات تكن&&وقراط منك&&&&&&&&&&ل هيئ&&&&&&&&&&ة بحس&&&&&&&&&&ب الكف&&&&&&&&&&اءة ال االنتم&&&&&&&&&&اء.

خاتمة:

إن الخيار الذي أحدثكم عنه ليس إيديولوجيا2 أو أخالقيا2، ب&&ل يأم&&ل في2 لبديل عملي حقيقي عن خيار مكلف جدا2 ق&&د طرح نواة متواضعة جدا يدخل البالد في حرب أهلية وصراع ال ينتهي. يملك هذا الخي&&ار س&&جال2 تاريخيا2 أبيض، ويس&&تطيع أن يض&&عنا بأق&&ل تق&&دير على طري&&ق واح&&دة توحد صفوفنا، وأن يقرب من وجهات نظر ب&&ات من العص&&ي تقريبه&&ا بطرق أخ&&رى، وس&&تكون نتائج&&ه على مس&&تقبل الديمقراطي&&ة والحكم الرشيد في سورية هامة جدا2، بل قد تتحول إلى تجرب&&ة تص&&در للع&&الم العربي والمستض&عفين في أص&قاع األرض كاف&ة. إن النواي&ا الحس&نة لوح&&دها ال تص&&نع نص&&را2، وليس&&ت األص&&وات األعلى هي األك&&ثر حكم&&ة بالضرورة، واختباء المثقف خلف آالم الناس ال يعفي&&ه من مس&&ؤوليته التاريخية المتمثلة في إظهار البص&يرة والتعق&ل والحكم&ة في س&اعة الغضب والكرب، وال يكفي بأي حال أن نصلي من أجل الس&&الم ونحن

نبذل طاقاتنا وجهودنا وأموالنا في سبيل الحرب.

--------------------

]i[ Why Civil Resistance Works. The Strategic Logic of Nonviolent Conflict

]ii[ نفس المصدر

]iii[ نفس المصدر

]iv[ How Freedom is Won: From Civic Resistance to Durable Democracy. Adrian Karatnycky and Peter Ackerman

]v[ Why Civil Resistance Works. The Strategic Logic of Nonviolent Conflict

]vi[ A Force More Powerful. A Century of Nonviolent Conflict. Peter Ackerman and Jack DuVall

Page 17: الخيار الذي لم يجرب بعد!! الثورة السورية بين العسكرة والسلمية

17

--