جنيهات3 الثمن2008 �صيف)130( د العدال وطن ار:مي القد حلره حر أتل ا وطن عليه ع أئع ا و �ضا أ اطول ح�ضب م�ضاحتهوده تق�ضر وت حدهضاط ع�ضافاره ون� نه أنه واد �ضكا وعد بنائه أ من ابغ وا طرقاته لعابرين وا جوائه أ ا دين بالوقودّ زو واارةث ي�ضرب ا حي وطنير�ضى وي�ضفى العاريةر ا �ضجا أ وتزهر ال ليها. إ الربيع ا�ضول حتى قبل واغوطمد ا summer 2008 ALSHI'R A-PDF Merger DEMO : Purchase from www.A-PDF.com to remove the watermark

مجلة الشعر - صيف 2008 - عدد 130

Embed Size (px)

Citation preview

ت

يهاجن

3 من

الث

2008

ف �صي

)130

د )عد

ال

ارجتال وطنحلمي القدمي:

وطن حمتل اأحررهاأو �ضائع اأعرث عليه

م�ضاحته ح�ضب وتطول تق�ضر حدوده وعدد �ضكانه واأنهاره ون�ضاط ع�ضافريه

واملغرتبني من اأبنائهوالعابرين يف طرقاته

واملزودين بالوقود يف اأجوائهوطني حيث ي�ضرب املارة

وي�ضفى املر�ضى�ضجار العارية وتزهر الأ

حتى قبل و�ضول الربيع اإليها.

حممد املاغوط

summer 2008ALSHI'R

A-PDF Merger DEMO : Purchase from www.A-PDF.com to remove the watermark

�صيفالعدد )130 ( 2008

ن�صار عبداهلل.. العابر �صبيلني

�صـوريـا..اأغنيات حترك املاء

وديع �صعادة.. فتنـة النـاثـر

�صعرية ق�صائد املنا�رصة النرثيةلف كون�صريتو املتاهة اأدوني�س يوؤ

هدية العدد كتاب�صالح عبد ال�صبور

� �صيف 2008

العدد )�30( �صيف 2008

دارة رئي�س جمل�س الإ

رئي�س التحرير

مدير التحرير

�صكرتري التحرير

لوحة الغالفمن اأعمال الفنان بول جوجان والر�صوم الداخلية تف�صيالت من اأعماله.

املدير الفنى

ذاعة والتليفزيون ما�صبريو ـ كورني�س النيل ـ جملة الإمبنى )�س( الدور ال�صابع ـ جملة ال�صعر تليفون : 25786285 فاك�س: 257863�8 www.alshir.comemail: [email protected]

ــم- دراه 8 مـــارات ـــالت-الإ ري 8 -ال�صعودية فل�س 750 ردن -الأ لــرية 60 �صوريا 1.50 لندن اأمريكي- دولر 1 )غزة/القد�س( فل�صطني بي�صة- 800 عمان �صلطنة ريال- 200 اليمنية اجلمهورية دينار- 1.500 تون�س فل�س- 500 الكويت جــك- درهما. 20 املغرب ــ ريــالت 8 قطر ــ فل�س 800 البحرين ــ لــرية 3000 لبنان

اأ�صعار املجلة باخلارج :

اأحـــمد اأنـيـ�س

فــار�س خـ�صـر

عبدالنا�رص عي�صوى

اأحـــمد املريخـى

مدحت عبدال�صميع

جملة ف�صلية ت�صدر عن ذاعة والتليفزيون احتاد الإ

عنوان املجلة :

يوليو 2008 2

ن�صــو�س

ملف خا�س

لبد اأن يحدث ذلكاأ�صامة احلداد

ق�صيدتانميالد زكريا

�صعيد اأبو طالبالعتمة

حكاية مع النيلفاروق �صو�صة

حكايةحممد اآدم

حجر يطفو على املاءرفعت �صالم

ال�صماء الداكنة متطر كواكبهاحممد اأبو دومة

املنزل عند املفرتق ال�صاخبن�صري غدير

جامع الثمارعماد غزاىل

اجلمال الظامل�صعد عبدالرحمن

البيت الغرفة�صامح قا�صم

كتاباتعبد اهلل ال�صفر

ن�صار عبد اهلل..العابر �صبيلني

�صاعرية القلب وجدلية العقلحممد اإبراهيم اأبو �صنة

ن�صار عبداهلل:ن فى مهادنة مع العامل اأنا الآ

حاوره: عبد النا�صر عي�صوى

خمتاراتن�صار عبد اهلل

مثولة الهروب اإىل الأد. بهاء مزيد

ال�صعر ال�صورى اجلديدثمة اأغنيات حترك املاء

تقدمي: ندمي الوزة

تخيال، اأنت واأناهادى دانيال

احلمـــار�صليم بركات

ق�صـــــائدريا�س ال�صالح احل�صني

حلـــبحممد فوؤاد

األـــــــــــــوانحكم البابا

ق�صـــيدتـــاننورى اجلراح

ق�صـــيدتانمنذر م�صرى

�صرافي�سعابد اإ�صماعيل

نوافــذفرا�س �صليمان

ر�صــا عمراناأهطل كحبة تني

املنــزلجولن حاجى

د. حامت ال�صكر

ح�صن طلب: اأفخر باأننى لعب باللغة

حاوره: البهاء ح�صني

ال�صاعر

4

6

22

22

�0

�3

23

24

�6

�9

20

2�

26

29

36

39

50

56

57

58

59

60

60

60

يحدث اأنندمي الوزة

هذا اخلوفهــال حممد

هــذيــان ل يندملميا�صة دع

ن ل تبدئى بالعويل الآهنـادى زرقة

6�

6�

62

63

67

66

65

64

44

اأ�صئلة ال�صعر

تاأويل�صعرية ق�صائد املنا�صرة النرثية

حممود قرنى اأدوني�س يوؤلف كون�صرتو املتاهة

د. �صالح فاروق �صناعة احلياة ومالم�صة فتنة املادة

د. اأحمد جاد يوم يكون الراعيمنال ال�صيخ فخ يت�صيد نف�صه

68

76

8�

86

88

د. عبري �صالمة ر�س اخلراب 90احلديقة ال�صرية فى الأ

3 �صيف 2008

العدد )�30( �صيف 2008 فــى هــذا العــدد

الن�صيدوديع �صعادة.. فتنة الناثر

حممد العبا�س تركيب لغوى اآخر حلياة وديع �صعادةوديع �صعادة خمتاراتحممود حامد حماولة و�صل �صفتي �صعادةطارق اإمام مقعد �صاعر غادر البا�س

حممد بغدادىاملواطن

اأمل عامرال�صوقمن اأحاديث امل�صانق

رم�صان عبدالعليمرغم قومك يا ميام بدرى

ح�صني الزعريىجمال عدوىيا حرام

اأحمد عطا اهللما لي�س اأثر�صاحى عبد ال�صالممو�صيقى

مل م�صتقبل الأفار�س خ�صر

خارج ال�صرب

93

94

98

�0�

�05

�30

�3�

�32

�34

�35

�36

�36

�44

حممود خري اهلل �07ذات تتحدث نيابة عن اأ�صباحها

خارج احلدودال�صني :

مثل فرا�صة ت�صتعيد الب�صرترجمة وتقدمي: �صيد جودة

اخلريفماجن كه

امل�صن الواقف على م�صطبةىل ت�صينج

جوز الهندىل �صياو يو

الغـــراب�صياو كاى يو

اإح�صا�س م�صبقواجن ت�صيا�صني

الطبيعة الكربيخاى زى

اأغنية �صعبيةت�صى دى مات�صيا

�09

��0

���

��2

��3

��4

��5

��6

عطركجوان ت�صو

قلبى لي�س فى قلبيبان وواى

عايل قلق فى الأ�صياو �صياو

��8

��9

�20

بريطانيا:�23ترجمة وتقدمي:د. ماهر �صفيق فريدال�صاعر الكبري اأنون!

اأمريكا:�27ترجمة: فاطمة ناعوتلل�صاعرة اآندى يوجن

فى احللم راأيت قاربا بال جمداف �صوي�صرا:�28ترجمة: عبد الوهاب ال�صيخ لل�صاعر كونراد فرديناند ماير

تذكار

ديوان العامية

�37ما هر مهرانعبد الودود

لغة عابرة تبحث للذات عن اإقامة�38طارق اإمام

جماليات احلزن فى �صعر ال�صناديقى�40د. �صعيب خلف

�صدق يختفى خلف ركام احلروفمري �42�صمري الأ

يوليو 2008 �

النيل ي�س�أل عن وليفته وي�سري نحو ال�سرفة العلي�

ف�أقول: قد ط�رت مي�متن� قي� وغدا تعود بروعة اللالعمر ط�ل بن�، ف�أ�سعفن�

واأن�لن� م� ي�سغل الدني� هل ر�سفة ي� نيل ت�سكرن�

فلعلن� اأن نكمل الروؤي� واأذن لن� اأن ن�سرتيح هن�

فهن� نحب وه� هن� نحي�!

اإين نزلتك يف �سب�ي وكنت اأخ�سى م�ءك الع�تي

وجلجلة ا�سطخ�بك يف ال�سواطئ وال�سدود

هوان، كنت اجلواد اجل�مح الرا مب� ي�أتي به الفي�س�ن مزهو

كنت تثري يف غواية الولد ال�سغري اإذا ت�سبه ب�لكب�ر

واأنت منف�سح ـ� واإغراء تـد يديك ترحيب

ـني الذين هن�ك.. قد عربوا ويفتنو�س�روا عند �س�طئك الق�سي يهللون

فكيف اأثبت دونهم؟ ندفع.. فلأ

ر�ض، مل اأدر اأين قد فقدت الأق� �سرت معل

اأعلو واأهبط فوق �سدرك مرة،

اأو مرتني ثلث مرات

وينب�سط الف�س�ء تغيم عين�ي اللت�ن...

�ك ت�سيلني كفل اأدري مل�ذا مل اأغب يف الق�ع

- �س�أن الغ�رقني - فـو ي�أخذين ويحملني وكيف ك�ن الط

ك�أين اأحتمي بك منك واملوج العتي مراوغ

و�سراخ من �سبقوا يدل عليي�سرع ع�بر يلقي اإليك بنف�سه

وي�س�رع التي�ر،

حكايـة مع النيـلفـ�روق �سـو�سـة

��صيف 2008

والتي�ر يجرفن� فيم�سك بي،

نظ�ر فيه ويحملني اإىل ال�سط الذي تتزاحم الأ- ك�أن ولدت على يديه -

وعدت ث�نية اإىل ن�سغ احلي�ة!

ن تدرك كم تراودين! الآوكم اأخ�س�ك

اأخ�سى كل م�ء بعد م�ئك مذ جنوت،

ول اأم�ن بغري اأن تت�سبث القدم�ن يف طميك

وبغري اأع�س��ض اليم�م ودوحه� الفين�ن ينبت يف ال�سف�ف

وغري اإيق�ع املج�ديف التي تن�س�ب فيك �ق يف دعة تهدهد الع�س

وتخت�سر الظلم!

ه� اأنت ميع�د وحلم مو�سمي

وانتف��سة ع��سقني تط�رح� �سجو الغرام

واأنت بينهم� كلم

م�زلت ت�س�ألني وت�س�أل عن مي�متن� التي ط�رت

وعن اأفق، ب�س�حته نهيم وزار رن� من الأ فهل لوجهك اأن يطه

دران والأثم اجل�سيم والإ

ي� اأيه� النيل النج��سي العظيم اإين اأع�نق �سفتيك ول اأرمي

متن�سق� عبق� من الزمن القدمي وحك�ية �سقيت مب�ئك

يف دوائره� اأهيم و�سجرية �سقيت بخمرك

ه� هن� �سمقت، وط�لت،

ت يف ال�سميم وا�ستقر

ف�أطل نحو ال�سرفة العلي� وت�س�ألني، اأجيبك:

اإين ه� هن� اأبدا مقيم!

يوليو 2008 �

1ي�م مل تكن حتلم اأمه فى يوم من الأ

ر�ض الأ تلك كل على ملك� يكون ــ�أن بالبعيدة

عن مكة ت�م�اأو يقف مبفرده فوق ربوة ع�لية

ت�سرف على �س�حة ق�سر احلمراءلكى يقطف جنمة الفجر

لئة الذى يعرف دائم� اأنه� تطلع متلأوزاهية

على �سم�ء غرن�طةاملرتامية ب�ل�سحراوات تذكره النجمة تلك

طراف الأولون والتى اأتى منه� اأجداده الأ

اأولئك الغزاة من البدو الرحلالذين ج�بوا ال�سح�رى

بحث� عن امل�ءوالكلأ

وحملوا اجلرار وال�سيف على اأكت�فهمتن املح�سوة ب�لهوى اجل�رح وفوق ظهور الأ

ـ للخي�م وامل�س�رب ـوالتى هداه� الظم�أ

والن�سي�ن

ومل يكن ي�سغلهم فى �سىء اإل ذلك ال�سرابالذى يلمع من بعيد

وترتاءى لهم كثفه التى ترتا�ض طبقةفوق طبقة

عرب احللم واليقظة!!ولي�ض ثمة اأمل فى اأن يتوقف

اأو ينهزمحتت تلك ال�سم�ض الظ�فرة

ل�سهور ال�سيفومن هن�ك

وعرب ب�دية ال�س�م الب�لغة احلروالقر

ج�ءوا ليجت�زوا املدن والفي�فىاأق�سى اإىل ال�سرق اأق�سى من اأخريا ولي�سلوا

الغربج�ءوا

ر�ض على كل تلك الأالتى مي�سى عليه� القمر ب�أغني�ته اجلريحة

ومواويله التى ت�سبه احلرير وال�سي�سب�نوميكن للنجم اأن يقطف ب�ليدين

اآهر�ض من تلك الأ

نه�ر التى جترى من حتته� الأ

حكـايةحممد اآدم

ندل�ض 1492م عن حي�ة اأبى عبد اهلل ال�سغري اآخر ملوك الأ

��صيف 2008

ويتفجر منه� امل�ءفى ال�سخر

وفيه� من احلور العنيوالقي�ن

يتلمعن اللواتى ــوارى اجل من واملغني�ت ك�مل��س�ت

لئ واللآم� ل عني راأت

ول اأذن �سمعتال�سم�ء حتت يتوقفوا اأن عليهم ك�ن واأخريا

احلريريةلغرن�طة التى ت�سيل على �سوارعه� اللذة

وال�سهوةولي�سهدوا من فوق كن�ئ�سه� الع�لية

اأن ل اإله اإل اهلل!!واأن حممدا ر�سول اهلل!!2

اأيه� الفجر امل�س�عف ل تقرتبالنوم على تــعــودت التى ف�ل�سم�وات

وال�سحومبن�طيده� تهبط التى ال�سموات تلك تعد مل

�سفنجية الإواأحلمه� الورقية

ودية عرب النوافري والأوالطيور امللونة

راجيح والأر�ض اأ�سلحة �س�رت الأ

ومع�ركوبحريات دم

والنجمة امل�ستقيمة التى كنت اأقطفه� ب�ليدينخرى غريبة �س�رت هى الأ

وغري مواتية!!توقفى

اأيته� العجلة اجلهنميةي� عجلة احلظ ال�سيئ

مثل ط�حونةخمربة

وتوقف كذلكاأيه� الفجر امل�س�عف على درج الق�سر

ريثم� اأجمع �سراويلىوراي�ت مملكتى

و�س�رات جندىفريقى لكى اأعرب امل�سيق اإىل ال�سم�ل الإ

بغرفه احلمراء ق�سر اإىل اأتطلع مرة خــر ولآاملذهبة

الفرا�س�ت تعلوه� التى غرن�طة و�سرف�ت

يوليو 2008 8

وال�سوءورمب� تطلع جنمة الفجر

ملرة اأخرية كذلكندل�ض على جب�ل الأ

ر�ض ف�ل�سنوات التى قطعن�ه� فوق هذه الأك�نت من الرخ�م

والقطيفة.3

ن الآوقد ذهبت هذه املدينة اإىل النهر

وذهبت كل تلك ال�سنوات البعيدة اإىل حيث الل�سىء

ومل يتبق من الفجر امل�س�عفاإل حفنت�ن من تراب

ورمل وبقى الزمنواأعمى كحف�ر مبفرده يعمل الذى الزمن

وي�سهل هن�ك على درج الق�سري�ئل ك��سطوانة ف�رغة من الأ

وبخط�طيفه التى ل تنتهى�سحراواته عرب زل الأ اإىل بد الأ من يجرى

الوا�سعةوجمراه العميق

ول ي�سل اإىل منته�ه اأبدا

اأيه� الزمني� حجر الرحى

اأيته� الط�حونة الف�رغة احلمراءحلم هل هذه هى النه�ية الب�ئ�سة للأ

هل هذا هو الليل املدجج ب�لكوابي�ض والعتمةهل هذه هى نه�ية ال�سلوات التى ل تنتهى اإل

للعدممن يقول:

اإن هذه النجمة الغريقة الزرق�ءبحب�له� الواثقة النجمة تلك ت�سبه ك�نت

الف�سفوريةندل�ض ك�لقطيفة حتت �سم�ء الأ

وت�سرف على الوادى الكبري عرب النهرمن يقول:

اإن هذا احلجر الن�تئ فوق تلك امل�ستنقع�تجر بنية املهدمة من الأ والأ

والق�ضالذى احلى اللمع احلجر ذلك نف�سه هو هو

يتفجر منه امل�ءندل�ض اللزوردية فى �سم�ء الأ

وعرب بواب�ته� الوا�سعةومواخريه�

وا�سطبلته� املجهزة ب�ل�س�فن�ت

��صيف 2008

وبن�ي�ته� املطرزة ب�لكهرم�ن وال�سو�سنمن يقول:

اإن هذه الطيور مبن�قريه� اخل�سبية املت�سققةتتلمع ك�نت التى الطيور نف�ض هى هى

م�ض ب�لأندل�ض فوق �سم�ء الأ

وقب�به� النح��سية ب�لذهبوالف�سة

تلك الطيور التى ت�سك فى من�قريه� امللونةخ�سر بغ�سن زيتونه� الأ

ومتخيلته� التى ت�سبه الكواكب الدريةمن الن�س�ء

والولدانكيف اأ�سعت كل هذه البلد من يدى

ومل يعد ب�أ�س�بعى �سوى ترابه� اللني اجل�فو�سوت جيت�ر ملغن اأندل�سى �سرير

ثرية للجميلة اإيزابيل وهو يغنى اأغنيته الأر�ض وال�سم�ء جنب� اإىل جنب ـ هن� ك�نت الأ

ندل�ض الرحيبة اأيته� الأنه�راتك من اردواز وزيزفون�ت

حلم واأر�سك مر�سعة ب�لأوال�سو�سن

ن�س�وؤك م� لهن من مثيل

رجوان وال�سهد ومي�ه اأنه�رك التى جترى ك�لألي�ليك من ج�سد الن�س�ء الذى ل ين�سب

ويتفوق على احلليبوال�سحر

زرقة عينيكمثل العندم

وم�ء الكوثرفى طرقك اللمعة يتك��سل النور والظل

ول يتبقى على طرف جلبيبك �سوى الزمنالذى ي�سيل على ال�سكك

ك�لنواقي�ض والك�تدرائي�تاأيته� ال�سم�ء امل�س�عفة توقفى قليل

بواب قليل على الأوال�سب�بيك اخللفية للزمنريثم� اأح�سى عدد قتلى

وم� اأ�سعت من ذهبوفرا�س�ت

ر�ض ف�ل�سنوات التى اأ�سعن�ه� فوق هذه الأحلم ك�نت من الأ

والقطيفةاأيه� الليل امل�س�عف ل تقرتب

ل غ�لب اإل اهللل غ�لب اإل اهلل!!

يوليو 2008 10

هل اأو اأعوي اأو اأنبح اأو ن اأو اأ�س رخ الآ ل اأن اأ�سيوان اأموء اأو اأ�سق�سق اأو اأبقبق اأو اأزقزق اأن� احلوكلبهم �ئدين ال�س �سه�م وراء اأعدو ي الرباآث�ر تعقر ي امل��س يف دمي تقتفي امل�سعورة حرا�ض الأ اإىل �ئعة ال�س م�ل الر على اأقدامي

الغ�برةحظة الف�جرة فمن يدفع عني الل

�فرة الب�ئرة الف�ترة امل�كرة اخل��سرة ال�سالغ�درة؟

اهلل وعد م� التي ر�ض الأ على حو اأ�س فمتى ي�ض اأن� الت اأرتع فيه� مع امل�عز اجلبلي اأحدا به� هبي قروين من األق ذيلي من برق وثغ�ئي الذاإىل الفلوات يف اك�ض ترت اآثمة لوات �س

غوار املنحدرات اإىل الأتنـ�اااااااااااااااااااام

البوم ي�سكنه� زاهرة اأطلل �ئي اأع�س حو فت�ساأو تغفو ل وعويل �سع�ر واأ�سراب ئب والذاملخلب فيه� فتن�سب �ئنة ال�س اأحلمي تغفر امللعونة هوات ال�س فردو�ض ك�أين �ب والن

ر�ض الأ طوب تق�سم �خبة �س اأ�سلء ينبت وت�سرب م�ء البحر اإىل اأن تروى اأو ينفد فتع�لوا

ين ي� اأحب�بي ي� خلاإىل الوليمـة امل�سـمومة

نحن القبيلة املكلومةر�ض بن� �قت الأ �س

فه�جرن� اإىل اأر�ض خواء�سظ�ي� من ى تبق م� ونحر�ض ي امل��س نحرث

� اأو قد ه� اأو رمب لم عل احلاأبــــداأحــد

مــد �سن ل موعـد الآ

اأوغــدا

وجنوم وم مق�س قمر يت كرب من ليلة فن�مي ��ض مرير تهمي بل اأوان فن�مي �سنة اأو دهرا ر�س

�سنة اأو عمرا �سنلتقي ذات ك�بو�ض جميل

ــماء حجـر يطفـو على الم رفعت �سـل

11�صيف 2008

امل�ســتحيل نرماأعرج حم�را اأو ــوداء �ــس �سم�س� ندحوه �سم�ء املعراج اإىل و�سفق غ�سق من بجن�حني وثدي نح��ض ثدي ذاهلت عراي� ن�س�ء من ت� ي� �سيدي وحبيبي عن طفل مي دير ير�س ق�ستزحف اأ�سلء من �سم�ء اإىل بي ف�رتقى يف تذروه� ريح ت�أتي تو�سك � فلم تلتئم كي يح الر فتذروه� تلتم كي فتزحف الفلوات ر اآب�را من خمر وقطيع في� مولي �سم�ء تتفجتهبط دائرة ل الفجر ي�سك م حتى يتحم ن�س�ء فيه� امللكة ع�رية تلطم ثدييه� م�ذا ي� يرقى بي اأن�ت اآه�ت ن�ي�ت وات اأ�س من �سم�ء نحو داء ورنين� ميرق �عد غيم� يهمي اأ�س وبخور ي�سى تتم�س وارفة رفرفة عن الغ�ئر فق الأ ين�سق راخ بل فينفجر �س ة ينفلت احل ر هون� حتى ال�س

نون يرقى بي يرقى يرقى حتى األقى جمبــق اجلميــل اأيه� الآ

تيــل لة والرت لك ال�سوالقعود والقي�م والهجود جود ال�س لك

هليل كبري والت والتلك العويــــل

طلل املزدهرة دين بومة تنعب فوق الأ مرين جت�سن من الآ الز ين�سب خملبه يف وجه ��س� اأو خفعلى امل�سدود بل احل فوق نزق� مي�سي بهلول اأو

ه�وية واهية زاهية دون نه�يةاأو

بدايـــةني ب�سك بد ك�لز عمودي� تن�سق �س�هقة اأبنية الوقت يف ى تتم�س ت�سي تت�س�ند ة مرئي ل اق�ض ل من طرب تته�وى اأبواب �ئع قد ترت ال�سى تهوي جدران واأث�ث و�سب�بيك فتم�سي تتم�سواأعمدة وتوابيت وثري�ت اأروقة ى تتم�س ت�سي ولولة راخ و�س متن�ثرة اأج�س�د واأجهزة وت�ثيل اق�ض ك�ملخمور ى ترت ط�فية �سهق�ت ف�رهة تتم�سة �ف اإىل احل وم اأو املذبوح تهيم كمن مي�سي يف الن

�دفة نزقة تنتظر م�س�سم�ض اأرقــة

املدن يف مرح� مي�سي و�سراب بقة الد

متن�كحة اأ�سلء �حكة �س جثث اأنه�ر دم

ظلم�ت �سبقــة

يوليو 2008 12

برتقــ�لة من رمــ�داإىل ع�وية كله� فرت به� ــدام ق الأ تعث ة مرمي

الن�سي�ن الكظيمليم اأيه� الوقت الأ

هر ني يف الظ لق �سك �سوكة يف احلدمي طلقة ط�ئ�سة يف ال�س

ئيم اأيه� الوقت اللخنتني وبحت بي فرموا بي اإىل الق�رعة

رخــة ف�رعــة �سوهراوات �سي�ط من ع�م اآلف �سبعة طوله�

وحب�ل من م�سدمـد اأيه� الوجـه ال�س

�سبعة الغ�ئبة ج�بة والإ عب ال�س ال وؤ ال�س اأنت تظلني غيمة ل ر�ض الأ خراب يف ع�م اآلف ف�عي والأ ب�ع وال�س والكلب ئ�ب الذ اأ�س�ئل م�سروخة رية ب�س قدم�ي اأم ريق الط اأخ�نني

وخطى مبتورة وقلب حجري�ح واملطــر حجر ت�آكلته الر

يور والط �ض م�س على �سن�ت الآ الن�س�ء مته ق�س�رحة هنيئ� مريئ� اإىل املنتهى ل اأ�سى ل عزاء اجل

م� �سيجيء جــ�ء.

الب�ئرون اهلون الذ �ئرون اخل املواطنون ف�أيه� فلون الآ

ل موتل

ن�ســوروالفئران ة العث مته� برتق�لة ق�س ر�ض هكذا الأ

راد واأ�سراب اجل

13�صيف 2008

ين..! روح ري�حني الثوريني اإىل يوم الداأمري الف�نني التواقني..،

وابني.. ابني الأ �قني التو ومهبط ع�سق الع�س��ض قي�م� م�ستعل...، الرف

وقعودا قلق�..،و�سه�ب املمتحنني املحبو�سني..!

الني البذ ورد بحديقة ــدر اأج اأنك لول ..ادين.. الور

قي� لرباعمه�..، اأوىل ب�ل�سواأزاهري تفتحه�..

لول اأنك اأنت ولي�ض �سواك اأب�.. ي��سني!،حمد واحل�مد والرافع بل�س�ن - الأ .. كت�ب اهلل مح الت�سريع احلق الر

ق�ع املنقذ حني ا�ست�سرى يف اأ�س�كني املنك�سرين - ف بن�هم ب�لأ مة من لق الأ

نت، لول اأنك اأنت.. الأاأع�س��ض بــعــدك.. مــنــذك.. دحت �س ملــ�

اأف�نني..فدعني اأطرق ب�ب �سم�حك...،

ك..، عد عطر فيو�س اأ�سزخ يف عليني.. ع ل�سن�ك املترب اأتطل

.. اأت�س�ءل ي� �سيخ..،ي ذا، -: دمك الفجري املت�سظاأم برك�ن م�سكي اأغدقه اهلل..،

لنعلم م� مل يعلم.. ..�لني؟ فنفك املغلق من جهل اجله

وئك..، م و�س ت من حل اأم قطرات بغت�سرم م� مل ي�سرم.. .. ..،

لوية، �لني الأ اأم اأنف��ض »البدريني« احلمادين.. الب�قني.. .. ؟ الزو

د روحك �سجن� جزلن�..؟ اأم هو منثور تهجائني..؟ به ندرة طهر القر اأم هو قراآن تغ�س

�ر« على �سكتة..، و�ض »اجلب ب القد اأم غ�سبيه..؟ وء اأقب��ض حم هلة قب�ض من اأ�س �س

... اأنت.. .. .. ..!اأم وطن �سد اإىل جذع فج�ئعه.. ..، .. ..،

،.. .. .. ..،.. .. .. ..

كناء تطر كواكبها..! ماء الد ال�سحممد اأبو دومة

ة املن��سلني ال�سيخ اأحمد ي��سني زكى غر اإىل روح الأ

يوليو 2008 1�

اأم..؟اأم..؟

هذا التكبري املكلوم على مئذنة التوحيد..!عديد..! ��ض الر ر الرع جن املعت�س هذا ال�س

ب�لثوب ي املتف�س ــور ــذع امل ــون ــل ال هــذا الكفني..!

هذا اخلزي الهزي�ين.. ..،ي املفرو�ض، هذا الز

كعرف اأمني..**

اأجبني ي� �سيخلك اأجبني.. اأتو�س

عودك ن الع�رف بعد �س اأنت الآف عنك.. الك��سف.. ن املتك�س اأنت الآ

راأى.. ائي.. والأ .. .. .. الري�ء الكر�سي اجل�ل�ض عند جلء �س

قرب لل�سدرة.. الأك..، جمعت لك اأ�سلوؤ

اأجف�ن مــن ح�ئف �س ــوق ف ــق ــ�ب وزن وردا يح�ن، الر

عن�ع..، واأهداب الن

وحلقت بك.. ..!ن ب�أوج كم�لك وبه�ك.. اأنت الآ

الكلم.. الفقه.. ــرحــ�ن.. الــف اليقظ ..البهج..،

وعى.. نطق.. والأ الأقل ي� �سيخ.. رجوتك..،

قل..!خوة �سكنت للغيبوبة، م� ب�ل بيوت الإ

وبل ذنب اأعلنت التوبة عن �سور..،مل تقراأ مقلوبه.. .. ؟

�1�صيف 2008

م� ب�ل الكرباء يطيعون..ابني..، �عون لراي�ت اللتو وهم الرف

�خني.. .. الر�سون.. ومقر

وب�أبخ�ض اأثم�ن بي�عون..�ءون ن�س

فل ليل ول فجر..

ول �سفع ول وتر..ول تني.. ول زيتون..!

�سواق، م� ب�ل الأاإذا م� انعقدت قبل �سراء اأو بيع تنف�ض..؟

ومل الواجب اأن نقبل م� لن يقبل..،ثو ب�سلة احلكمة يف..، جن

ف�ض..؟ معبد بطلن الر**

قل.. ل.. ي� �سيخ..ف�حلرية ت�أكلني،

رخة »عز الدين«.. مذ ليلة �سعودك ي� �سيخ »فل�سطني«.. .. اإىل يوم �س

- مرورا بدم الف�نني الب�قني املنتظرين -ين..! ين.. ورب الد اإىل رب الد

قل..!يخ..! مل يجب ال�س

يخ..! .. مل يجب ال�سوظللت اأن� اأ�ستف�سراأ�ستف�سر.. اأ�ستف�سر

هي نذر.. تنذر بنذر.... والـ.. م� بعد اأ�سر

**

كرب.. ع��ض الوطن العربي املمتد الأغر.. �س غوط الأ ع��ض الوطن العربي امل�س

جدر.. �م الأ ع��ض احلك�م الل اأجدر.. ع��ض احلك

وليفرز كل منهم.. كل منهم.. ..،كي يعرف كل منهم.. جمل�سه ومق�مه..!ع��سوا.. اأو.. ل ع��سوا..!!.. دعن�..!!

ولن�ست�أجر ث�أارا )مرتزق�(.. �أر العربي ي�أخذ ب�لث

،.. اأو الل عربي�سواء.. ب�سواء..!!

يوليو 2008 1�

)1(ر املنزل الوحيد؛ تذك

ره جيدا؛ تذكاملنزل الوحيد عند املفرتق ال�س�خب،

ره، ول تعد، تذكر خواءه، تذك

ر خواء لي�ليه يف املفرتق اخل�وي، وتذكره، ول تعد، تذك

ول تعد تقف عند حمط�ته،ول تلتفت اإليه�؛

ومل تعد تدركه� الب��س�ت احلمراء،ره �سريع� وملي�، تذك

تذكر تف��سيل عينك؛وهي تزحف عند اأ�سفل رك�م ن�فذته الع�لية؛

تطل وتختبئ؛ عينك بتف��سيله�،

تطل وتختبئ،من الن�فذة اإىل الب�حة؛

ب�حة املنزل الوحيد عند املفرتق ال�س�خب؛ال�س�خب بر�س��س�ته احلميمة،

تذكره ول تلتفت اإىل الب�حة،

ول اإىل املفرتق، ول احلديقة،حديقة الر�س��ض الن�مي،

ره ول تلتفت اإىل فن�ئه اخللفي، تذك�ض، يف الفن�ء؛ ول تتل�س

ـد خجلة ، وخ�ئفة؛ فهن�ك ترقـك املجهولة الب�ردة. جثت)2(

ـت�ي تب�سم�ن، �سفويومي مليء ب�حلي�ة،

اأردت اأن اأعود اإىل البيت �سريع�،

وه� اأن� اأطري اإليك اأخف من الهواء؛� خفيف ون�عم يف �سدري، الهواء؛ هو اأي�س

�س�أعود ب�كرا اليوم اإليك،هذا اليوم الذي ي�سري خفيف�،

تلوؤه �سفت�ي ب�بت�س�مة لنه�ئية،�س�أعود ب�كرا اإليك،

م، ف قمي�سي من الد لكن علي اأن اأنظ

علي اأن اأعود ب�كرا،ـه، عت و�س�أعيد كل م� اأ�س

املنزل الوحيد عند املفرتق ال�ساخب ن�سري غدير

ق�س�ئد اجلثة املجهولة

*�شاعر من العراق.

*

�1�صيف 2008

ـت ابت�س�متي اللنه�ئية، �س�أثبـك ـل ـب واأعود لأ ق

يعة، ـبل امل�س كل الق�س�أعود.. ه� اأن� ع�ئد،

اإىل منز لن� الوحيد،يعه؛ لن اأ�س

ـرق،، ه عند املفت اإن

ـم يبكي اجلميع لكن لواأن� اأبت�سم؟!

)3(منذ اأ�سبوع ،

ـراب ـم الت ـه ـمي�سي يلت وقيق يف هذا اخلندق ال�س

ـلف اخلر بة ال�س��سعة هذه، خقمي�ض اأخي بجواري

،� اب اأي�س ـم الرت ـته ـل يـلة ال�س��سعة، اب ال�س��سع يف الف الرت

ـهم اأخي واأن� واأ�سدق�ئي الذين ل اأعرفيف هذا اخلندق ،

ـ�سم، ـمن� الوحدة ونحن نبت تلته

ـبل يومني، بداأت ذ راع اأخي قـراب، ـم الت ـه ـلت ت

،� ـم� ذراعي حتتي اأي�س وربـ�سبع ـتف �سديقي الغريب ل ت ك

منه،

الوحدة �س��سعة بني اأ�سدق�ئييق، الغرب�ء يف هذا اخلندق ال�س

�، �سي�أتي اأحدهم، �، اأي�س رمبر عن �سىء، ـك�س و�سيكون حميم�، ولن ي

قد يكون �سرطي�، اأو مزار ع� بريئ�،،هي هي هي

... اأنتاحفر هن�..بط هن� ب�ل�س

ـبك.. احفـر ول ت

فحبيبتي خلف الفلة ال�س��سعة ـز ل؛ يف املن

ـز ل الوحيد املنـرق ال�س�خب. ـت ـد املف عن

يوليو 2008 18

)4(م�ست ثلثون �س�عة على ال�س�عة الع��سرة،ومل ينته هذا الثلث�ء،

ول يبدو ل اأنه �سينتهي،م�ست ثلثون �س�عة ،

ج الرجل الراك�ض حني توهوذاب،

ومنذ الع��سرة، واأن� اأم�سي، بني اأ�سي�ء النه�ر،

اأ�سي�ء من �سوء، ، �سوارع وحم�لال�سوارع نف�سه�،

واملح�ل نف�سه�،من �سوء، الن��ض،

وال�سي�رات،امللب�ض، والف�ترين�ت،

من �سوء،،ومنذ الع��سرة،

واأن� اأم�سي بني اأ�سي�ء الليل،اأ�سي�ء من ظلم،�سوارع وحم�ل،ال�سوارع نف�سه�، واملح�ل نف�سه�،

من ظلم،.....،م�ست نه�رات ولي�ل،

يف هذا الثلث�ء،�سي�ء مرة �سوء والأ

ومرة ظلم،اأم�سي، واأنت، واملنزل،

عند نف�ض احلد من ب�سري،�سي�ء �سوء وظلم اأنت ذهبية، والأ

واملنزل مغلق؛املنزل الوحيد

عند املفرتق ال�س�خب.

�1�صيف 2008

اإن�س�ن هذا الع�سر ،م�سكون

ب�سيط�ن الع�سور .

اأمل يكن ممكن� اأن اأخلق اأ�سخم اأو اأ�س�أل ، اأبط�أ اأب�سط، اأو اأعقد ، اأجمل اأو اأقبح ، اأ�سرع اأو اأو اأندى ، اأ�سلب اأو األني ، اأوحد اأو اأ�سبه ، اأغرب اأو اأاألف ، اأطيب اأو اأق�سى ، اأبخل اأو اأ�سنع ، اأنق�ض اأو اأكمل ، اأفقر اأو اأغنى اأقرب ... اأو اأبعد ، اأخف�ض اأو اأعلى اأروع، اإىل كل تلك التق�بلت املنتهية اإىل ل�سيء .اأمل يكن ممكن� اأن اأخلق ، دون خدعة اللغة ؟

اإن�س�ن هذا الع�سر ،مغبون بقدرته

وحمكوم بظلمتهوخلقعثور .

ح�ئط� تهدم اأن قبل ، ملي� ر وفك ، احرت�ض الغلم لزجر داعي ول . كنز حتته لي�ض .. . ف��سدان اأبويه اأن ملجرد ، بني بني الذي احرت�ض اأكث ، اإذا فتحت عيون� مغلق�ت . ل حمق .. واأنت ت�سعى اإىل تكن غبي� ، اأيه� الأ

اأن تلقمه ذراعيك تروي�ض وح�ض بري ، دون اإذا ، ق�درا كن . ملي� اإذن تفكر . رجليك اأو القوية العتيقة اأ�س�بعه ليلف امل��سي اأقبل م� ر غ�بة حول رقبتك واأعوزك الهواء ، على تب�س.. تب�ض عين�ه� ب�سرب ن�فد . ويف اأحرا�سه� يرتع

ج�مع الثم�ر .

اإن�س�ن هذا الع�سر ،جنة م�سئوم الأ

م�ست احل�س�رةمطمئنة .

نه�ر والأ اجلب�ل . م�كرة فلكية لعبة ، زمنة الأ . ب��ستمرار مواقعه� تتب�دل ، وال�سهول . عريق ن�سب واحلفري�ت بينه� ، احل�س�رات فك�ر ، دائرة ه�ئلة القطر ، وحيدة املركز . الأالب�سر ، م�كينة ت�سخ ذاته� . الق�نون ، حك�ية بد . م� عليك �سوى اأن بعيدة ن�سجته� اأنوال الأ

ترى . واإي�ك ي� �س�حبي اأن ترى .

اإن�س�ن هذا الع�سر ،جمبول

على خطل الن�سور تبلى املن�قري العتية

قبل اأن تبلى القبور .

جامع الثمارعم�د غزال

يوليو 2008 20

حلونى وعفت اأوتـــ�رى مزقت وفتونى �سب�بتى ك�أ�ض ــت واأرق

ط�ئع� قلبى �سلمت اأن وندمت الطني وحــول فى ترعرع لر�س�

حورية كــ�أنــه اجلــمــ�ل فــى هــو عيون وفتك اأعط�ف �سحر من

حمــ الفجر �سق�ه بللور واجليد يغوينى قرطه و�ــســوء ــرتــه، ـ

وردة ك�أن�سر موؤتلق والثغر املكنون بــ�لــلــوؤلــوؤ زيــنــت ــد ق

ف�حم اأ�سود الليل �سبه وال�سعر التكوين فى الزبد مثل وال�سدر

ر�س�قة اخليزران يحكى والقد اللني فــى ويفوقه ونــعــومــة..

ولفظه الطب�ع.. �سر�ض لكنه امل�سنون ك�ل�سف� ــدث حت اإمـــ�

مي�سى فتح�سبه لفرط غروره الــــوغ�سون ـــر اأزاه بــني طــ�وو�ــض

همه ف�ملظ�هر التف�خر يهوى ك�مل�أفون �ــســراف الإ فى ــراه وت

مدله� ــــواه ه فـــى ـــــى راآن ملـــ� وتينى بقطع ــو ول ر�ــســ�ه اأبــغــى

ق��سي� � فظ وك�ن الدلل" "�س�ق والهون ــى ــس � الأ ــر م ــى ــن ــ�أذاق ف

النوى فــى يب�لغ األ ورجــوتــه �سجونى وه�ج هجرى فى ف��ستط

فك�أننى الكرى عينى عن واأطــ�ر جفون بغري ت�سه�دى فــرط من

عواذىل يــطــيــع األ ورجـــوتـــه نينى لأ ي�سخ ومل ف�أط�عهن..

قلب ـــزاج م ذو ـــى اأن واأ�ـــســـ�ع وظنونى خم�وفى خلف اأن�س�ق

مداهن ــواى ه فى ــى اأن ــ�ع واأ�ــسوحنينى لوعتى فــى متكلف

كله� كيد �سه�م بري�ض وم�سى جنونى فجن اأعدائى �سنع من

اأكن ومل الــوفــري بــ�ملــ�ل ـــروه اأغب�سنني رامـــه ــىء ــس � اأى ــن ع

رغبة ــق ــف اأن كــنــت ــ� م لكننى ت�ستهوينى حمق�ء �سهرة فــى

اجلمال الظامل�سعد عبد الرحمن

21�صيف 2008

�س�ئن للغواية طريق اأوفـــى

ويــ�أنــف دينى اأخــلقــى تــ�أبــ�ه

كلم� - ثرية الأ هوايته وغدت

ل قوه - جتريحى وف�سح �سوؤونى

الزب� بلغ �سيله مــ� اإذا حتى

م�سمون بل لفظ� الهوى وغدا

�سدقته الذى الزيف وتك�سف

يقينى لعني حقيقته ــدت وب

جلة فى غ�رق� نف�سى ووجدت

حمراء من دمعى ونزف طعونى

وقهرته� حبه �سطوة ق�ومت

�سنني اأ�سر بعد ا حر وخرجت

اأ�سطورة معى حك�يته وغدت

حزين كل عقل فتخلب تروى

اأنه� اإل م�ت قلب ذوب هى

-وبكل �سدق- مل تعد تعنينى.

البد اأن يحدث ذلكاأ�س�مة احلداد

علين� اكت�س�ف ب�س�عة املراي�واإدراك حقيقة امل�س�بيح

املوائمة بني ظللن�وذاكرة ممتلئة ب�لثقوب

فهل ك�ن القمر ل�س� يت�سلل اإلين�وحب�ل ال�سوء تكبل اأطرافن�بعد اإجن�ز اأعم�ل ل قيمة له�

احلديقة مل تعد حديقةوالتم�ثيل احلجرية ع�دت له�س�به�زاميل فى اأقدامن� قبل اأن ترت�سق الأ

وكل ذلك ليعنىاأن �سخ�س� ليريد اأن ينتحر اأكله الهواء

اأو اأن ميتني اأ�سروا على العودةا�ستمروا حملقني �س�ع�ت

بني بخ�ر يت�س�عد واأمط�ر لتنتقى مواقعه�ثرثروا ب�حلك�ي� واأن�سدوا اأغنية لل�سب�ب

دون اأدنى اهتم�م برم�ة مهرةاأطلقوا الر�س��س�ت على اأعينهم

وحت�س�سوا الطريق لبيوتهم�سي�ء اليومية ل نرتبك اأم�مه� فهذه الأ

اإنه� ت�سبه ......اأطف�ل يركلون روؤو�ض اآب�ئهم

على اأر�سفة غري م�ستويةاأو اأ�سراب� من ط�ئر البل�سون

تتوجه للقطب ال�سم�ىلفكم هى لعينة تلك اللحظة ..

حني ي�سطر ال�سخ�ضع�دة اأع�س�ء ج�سده لإ

التى ب�عه� مليني املراتدون ح�جة اإليه�

اأو حتديد اجت�ه�ته بدقةبعد اختف�ء اجلزر من خرائطه

وان�سه�ر ال�سوارعوكم يكون �سعيدا

حني يرتك جثته فى الهواء.

يوليو 2008 22

�سورة الع�سيقةعندم� رحلت

مل جند لدين� م� يكفي من الدموع للبك�ء على فقدانه�

ك�ن احلزن فج�ئي�وبدا اأنن� غري ق�درين على مم�ر�سته بطريقة جيدة

لذلك اكتفين� ب�ل�سمت.. وعندم� ت�أكدن� من رحيله�

ا�سرتين� �سمعة كبرية لنوقده� اأم�م �سورته�لكنن� تذكرن� اأنن� ل منتلك اأي �سورة له�

فجئن� ب�لر�س�م واأملين� عليه اأو�س�فه�بع�سن� و�سف له �سعره� خ�سلة خ�سلة

واآخرون و�سفوا عينيه�وحتدثت اأن� عن خديه� و�سفتيه�.. واأع�س�ء اأخرى

........ وبداأ الر�س�م عمله

وبعد ثلثة اأ�س�بيع .. اأعط�ن� البورتريه وم�سىدققن� يف ملحمه� .. ثم مزقن� ال�سورة

واأخذ كل واحد م� يخ�سه .... وم�سى ..........املطرب ال�سعبي

دعوين اأحزن معكماإندهوين يف امل�س�ئب والكوارث

ف�أن� اأف�سل رجل يلطم اخلدود يف هذا الع�ملدعوين األعن الزمن معكم

�سح�ب وخي�نة الن�س�ء واأغني عن نذالة الأعندم� تنه�ر بيوتكم .. اإندهوين

نق��ض بحث عن ر�س�ئلكم الغرامية بني الأ لأواأ�سرت جثث اأبن�ئكم الع�رية

واأحدث الن��ض عن جم�ل وجوهكم الرائقة يف حلظة املوت

اجل�سوا اإىل جواري على بوابة ال�سيفاأو تع�لوا اإىل ح�سني الكبري

ق�سيدتانميلد زكري�

العتمة�سعيد اأبو ط�لب

لقد �س�ر ع�جزاعن اخلروج للمدن الكبريةانزوى ب�ملمر م�س�حن� الع�مل

الع�مل الذى اأ�سبح كعواء الكلب ب�حلديقة املج�ورةينتهى الع�س�ء مب�س�جرة

حني يعرتف ال�سيخ »الفي�س�وى« بفيلمه الردىء

تلقى املدن اأحلمه� ل�سن�ديق القم�مةحلم� وراء حلم

ب�ء »التقدميون« روؤو�سهم ب�ملن�زل فيتح�س�ض الآهي� نغري حجراتن� ال�سيقة

ب�أخرى اأ�سد �سيق�علن� نتلم�ض الدفء ب�أرك�نه� الب�ردة

تع�سق املنقبة الهواء الذىير�سم ت�س�ري�ض ج�سده� الف�ئر

عرب ثوبه� الثقيلواأن� اأع�سق هذا الهواء

ا�ستبدل زج�ج�تى امل�ستع�سية

23�صيف 2008

البيت الغرفة�س�مح ق��سم

وحيد فى غرفتىاأت�أمل بلطه� الع�رى

واأتفل املذاق املرلن�سف كوب ال�س�ى املمد على ط�ولة الكت�بة

وترق�ض طفلتى - �س�حبة الـ 3 �سنواتوامللب�ض القدمية

امل�ستع�رة من اأطف�ل الع�ئلةعلى اإيق�ع ارتط�م علبة ال�سكر

خرية الف�رغة الأ�س�عة قذفته� من الن�فذة

وحيد فى غرفتىكم� هو وحيد هن�ك

يخفى وجهه فى ال�سبورة ال�سب�حيةوخلف النجوم فى امل�س�ءات

عن مواطن الرغبة فى وال�سته�ءعن ن�سف راأ�سى املنهوبة

من اأ�سراب منل ال�سداعوحيد فى غرفتى اأت�أمل طفلتى

وهى تفر�ض ابت�س�م�ته�وت�سنع منه� مزهرية على الط�ولةوع�س�فري تغرد فى انتظ�ر الع�س�ء

وحيد فى غرفتىاأ�سحك

وهو حزين هن�كف�ل�سحب تك�سوه� القت�مة

ولي�ض له� ابت�س�م�ت

كورديون والأ الن�ي ومعكم واملزم�ر والرب�بة والدفوف

�سح�ب وخي�نة الن�س�ء واأغني عن نذالة الأوغدر احلظ الذي ل يواتين� اأبدا

ي� اإخوتي يف البلد ال�سيقة وال�سوارع ال�سيقة واحلواري ال�سيقة والغرف ال�سيقة

والقلوب ال�سيقةي� اأحب�ئي يف الك�آبة واخليبة والربد والظلمة

ي� �س�دة الهزائم.. اأيه� ال�س�حكون بدموعا�سندوا خدودكم على كفي الوا�سعة

وامنحوين فر�سة للغن�ءوانتظروين ... �س�أهبط بعد قليل

ا�سطفوا على اجل�نبني ب�لقلوب املفتوحةا�سطفوا ب�حلواديت وال�سك�وى واخلن�جر

ولنجل�ض �سوي� نغني�سح�ب عن الزمن.. ونذالة الأ

وخي�نة الن�س�ء واحلظ الذي ل يواتين� اأبدا.

ب�مراأة ن�رية.. دومن� رقيب على »النت«تل�سى املغنى القدمي

الذى تهجره امراأته ع�دةثم تواىل البحث عنه حني ت�ست�ق حلذائه� القدميتل�سى.. كعواء الكلب ب�حلديقة املج�ورة

تل�سى.. فى انتظ�ر احلدائقاخل�رجون كل يوم

للهت�ف بحي�ة »�س�و�سي�سكو«خرجوا-اليوم الخري-

لتمزيق جثته.

يوليو 2008 2�

1 ـ تاأجيلعذبته هذه القطعة اخل�سبية.

انفجرت اأحلمه وقد حتولت؛ يراه� يف ك�ن ركن� ت�سغل ت�سعى، ق�ئمة روحه� وانبثقت ح�سورا عليه وتخلع تزينه املك�ن، يف عزيزا

بديع�.حني ي�سحو ي�ستد عليه العذاب. كيف يداور ب�لهيئة لتخرج روحه� ويلم�ض القطعة، هذه

التي ك�نت عليه� يف اأحلمه؟يخ�سى من حلظة العمل واندم�جه م�ستغرق� يف زميل رق والت�سذيب. قد يب�لغ يف اإعم�ل الإ الط

فتذهب اأجزاء منه� نث�را ومعه� ال�سورة.قلقه يغل يديه. ينتظر مت�أني� ول يب�در. يذهله

حلمه فل يجروؤ على القرتاب.نه�را. وحترقه ليل ره تنو جمرة، اأي�مه ب�تت ن�له وال�سوء. العتمة بني التقلب اأثخنه دنو بني احلرية ه؛ حوا�س �ض و�سو عي�ء الإب�ليدين.. وج�سه ا�ستوائه وا�ستع�س�ء احللم التذبذب بني فتنة كم�ل احللم وع�سر حت�سيل

ال�سورة وتلكه� غري م�سوبة ب�لنق�ض.

مل ي�ستطع �سربا.طقت جمرته، فحزم اأمره.

القطعة على ي�أتي الف�أ�ض واأظهر اإزميله �أ خبن�سجه ت�م احللم يبلغ اأن خم�فة اخل�سبية

د. فيتبد

آة 2 ـ مرار�سم �سورة للتعب. تخيل وجهه، دخل فيه�. مل ن�س�ط ف�ج�أه اجلديد، التغيري يف منهمك�

يعهده.وجد ال�سورة، من خروجه وقت ح�ن عندم�

م�سقة يف اأن يت�آلف مع الو�سع.� �سغريا و�سحب �سق اأحدث املراآة، اأم�م وقف

ج�سده. جرح املراآة اندمل.ي�سعر ع�برا اأو مت�أمل ب�ملراآة مير من كل �س�ر ن�سفني؛ اإىل بعده� وين�سطر خفيف، بتنمل ن�سف ين�سحب اإىل املراآة، ون�سف يت�بع طريقه مل ن�س�ط يفجوؤه اجلديد التغيري يف منهمك�

يعهده.

كتاباتعبداهلل ال�سفر

*ال�شعودية

*

25 �صيف2008

العــابر �ســبيلني�ساعرية القلب وجدلية العقل .... حممد اإبراهيم اأبو �سنة

ن فى مهادنة مع العامل .... حاوره: عبد النا�رص عي�سوي ن�سار عبد اهلل: اأنا الآخمتارات �سعرية.... د. ن�سار عبد اللـه

ن�سار عبد اللـه

مثولة .... د. بهاء الدين مزيد الهروب اإىل الأ

ال�صاعر

يوليو 2008 26

ميتلك ال�صاعر الدكتور ن�صار عبداهلل فطرة ال�صاعر وجدل املفكر وذكاء ال�صخ�صية وبراعة ن�صانى، تفتحت موهبته فى ذروة ازدهار حركة ال�صعر احلديث فى عقد ال�صتينيات التفاعل الإمنذ كان طالبا فى كلية القت�صاد والعلوم ال�صيا�صية، ويبدو اأن حدة ذكائه وقوة مالحظته قد دفعته اإىل ال�صغف باملعرفة. فانتقل من القت�صاد اإىل القانون واعتلى �صخرة الفل�صفة لي�صهر كل هذه املعارف فى كيان يجمع بني واقعية الروؤية وجذل اخليال ال�صعرى. اقرتب ن�صار عبداهلل فى منت�صف ال�صتينيات ال�صعرية امل�صاركة وجرب الثقافية، واملنتديات والروابط دبية الأ اجلمعيات فى ال�صعرية احلركة من م�صيات ال�صعرية مع رفاقه من �صعراء جيله فحظى بقدر من احل�صور والقبول والتوا�صل بق�صائده فى الأديب فاروق خور�صيد دبية امل�صرية من اأمثال ال�صاعر �صالح عبدال�صبور والأ خا�صة من رواد اجلمعية الأق�صى زكى. اأحمد كمال الدكتور والناقد عبدالغفار مكاوى وال�صاعر اإ�صماعيل الدين عز والناقد هواء وال�صهوات وال�صبوات والرغبات عادة، ق�صاها على مقاعد ن�صار عبداهلل اأيام �صبابه املكتظ بالأ�صغاء اإىل احلكمة والتمر�س بق�صايا الواقع على امل�صتوى الفكرى والوطنى والجتماعى. الدر�س والإكان من الوا�صح اأن ربة ال�صعر ظلمت توا�صله فى غيبة اللتزام العلمى فى فرتات الفكاك من اأ�صر م�صيات ال�صعرية �صاعرا متذوقا و�صديقا الواقع الثقيل الباهظ، كان ماألوفا اأن يرى ن�صار حا�صرا فى الأبكل اأ�صاتذته وزمالئه وعرف ب�صماحته التى تتجلى فى ذكائه املرح فقد كانت مالحظاته وخواطره ومناق�صاته تتبلور فى قف�صة مثرية للبهجة. كانت املفارقة جذر حياته بني العقل والقلب، بني ال�صعر والعلم، بني الفل�صفة والقانون. وت�صور اأن ال�صعر واحته الظليلة فى هجري احلياة القا�صية. ويبدو اأنه اأدرك هوة املفارقة فرتك قلبه يقوده و�صط اأ�صواك اخليارات املت�صابكة فى رق�صة نادرة تغو�س فى نبع الق�صيدة حتى غمرته الرباءة والفو�صى والن�صوة واأطلق على غابة قلبه التى جت�صدت فى جمموعة �صعرية اأوىل هذا العنوان »قلبى طفل �صال« كما يقول »قلبى طفل �صال - ل ي�صحك - واحزنى - مثل جميع طفال - قلبى طفل ت�صحقه اأر�صفة الطرقات - قلبى طفل ترجمه �صحكات ال�صحكات« بداأ ال�صاعر الأيلتفت اإىل املفارقات فى حياته ومل يجد �صوى احلنني اإىل احلب واحلرية.. يقول فى ق�صيدته - تنويعات على حزن قدمي. »- اأعدنى - ولو ب�صمة يا اإلهى - ولو دمعة فوق خد حبيبى البعيد - اأعدنى �صعاعا من الدفء اأو غيمة فى ال�صتاء - اأعدنى ولو قطعة من جليد - ولو اأحرفا فى خطاب �صريد - ولو طابعا ق قلبى وتلقمه للرياح - تقول ىل الريح اإنى فى �صالل الربيد - اأعدنى فاإن امل�صافات تنه�س قلبى متزم�صافرة لل�صمال فاأهتف اأن حبيبى هناك خذينى خذينى - ولو ق�صة فوق ري�س جناحيك اأو ذرة من

حممد �إبر�هيم �أبو �سنة

�ساعرية القلب وجدلية العقلن�سار عبد�هلل

27 �صيف2008

رمال - تداورنى فى الريح تبقى واأبقى ويبقى حنينى ويبقى �صدى ق قلبى وتلقمه لرياح الذكريات وتبقى امل�صافات تنه�س قلبى - متزال�صمال، اإىل قلبه يهفو بينما اجلنوب اإىل ينتمى ال�صاعر ال�صمال« واحلنني فى هذه الق�صيدة ميكن فهمه باعتباره �صوقا اإىل هذا احلب

الذى يكتمه ال�صاعر ويراوغه عرب اإيقاعات عالية ت�صتدعى الطرب اأكرث مما ت�صتدعى التاأمل، لقد عرف ال�صاعرية تت�صم فطرية الدائمة. يندبون خ�صارته ال�صعراء جميعا ويعي�صون يعرفه ال�صاعر احلب كما يقاع الذى يجعل من الق�صيدة و�صادة مريحة من الذبذبات وكاأن ال�صعر عند ن�صار فى هذا الولع بالإمنيات احلوا�س احلبي�صة.. يتناول ال�صاعر خيبة احلب فى هذه الق�صيدة جمرد راحة للقلب واإطالق لأ

العذبة:ى - با�صم يا من يوما كنت اأ�صميه حبيبى - يا من يوما كنت اأ�صميه - يا من كنت اأ�صميه - واأ�صمواأحاوره قلبى واأو�صده اأ�صميه، يا من كنت - فيه ما اأروع وعلى ب�صمته، وعلى عينيه، على - اهلل جه فوق مدائن �صعرى ملكا حالم اأغطيه - واأتو واأ�صامره واأناجيه - كالطفل اأو�صده قلبى - وباآلف الأ- واأناديه يا مولى - يا مولى اأناديه، يا من كانت كل اأمانى اأمانيه - واأغانى اأغانيه - يا من كنت ن له دنياه واآتيه - هاأنذا اأ�صبح - واحزنى حرفا من اأحرف ما�صيه - يا من كنت اأ�صميه - تدعوك الآن الريح - يا طفال تخدعه الريح وتغويه- حتمله فوق جناحيها - واإىل �صفح مهجور تلقيه - تدعوك الآ�صواء وتفنيه- يدعوك البحر - يدعوك فتبحر يا مولى �صواء يا طفال ي�صبح �صوءا ت�صرب منه الأ الأوتغرق فيه - يا من كنت اأ�صميه حبيبى - يا من كنت اأ�صميه يا من كان ىل الكون مبا فيه - هاأنذا اأ�صبح

ياحزنى حرفا من اأحرف ما�صيه«.ول ال�صاعر ن�صار عبداهلل فى عام 1979 وهو ي�صم خال�صة جتاربه على امتداد �صدر الديوان الأاأكرث من ع�صر �صنوات، هل ي�صري ذلك اإىل اأن ال�صاعر كان مقال فى اإبداعه ال�صعرى ب�صبب ان�صغاله احلقوق ولي�صان�س ال�صيا�صية والعلوم القت�صاد بكالوريو�س على ال�صاعر ح�صل حيث العلمى

وماج�صتري ودكتوراه فى الفل�صفة؟اللغة التى الروؤية. وت�صل بوؤرة هذه يقاع ميثل ال�صاعر حيث الإ وهذا الديوان يحمل بذور روؤية ا فائقا من الب�صاطة وال�صفاء وكاأنه يهرب اإليها من تعقيدات الفل�صفة ي�صتخدمها فى بناء ق�صائده حدالفردو�س من يقرتب عاملا كان اأم مهربا ال�صعر فى راأى هل القت�صاد. و�صرامة القانون وعقالنية اإن لغة احلنني ت�صتعل ومتتزج بال�صوق لتف�صى اإىل احلكمة و�صكينة النف�س. هل كان حزن املفقود، ال�صاعر اأق�صى من احتمال اخليال فحاول جت�صيد احلكمة كبعد من اأبعاد الواقع. لقد جاء ديوانه الثانى، وىل« مغمو�صا فى املعاناة وتاأمل احلروب التى خا�صها الوطن واقرتب منها ال�صاعر زمنة الأ »اأحزان الأخالل مرحلة تاأدية اخلدمة الوطنية.. لقد انقلبت لغة ال�صاعر فى هذا الديوان اإىل منحنيات درامية، يقاعى، فقد غمره احلزن الذى اقرتب به من ا�صت�صراف وابتعد قليال عن عذوبة الطرب اللغوى والإ

ن�صانى.. يقول فى ق�صيدته »قراءة فى اأطال�س الدموع«: امل�صري الإ

يوليو 2008 28

يتوارى. ملكا كنت ن ومتتد وقلبى القدمي - تكرب الآ قارة احلزن ن دموعى خارطة - »ت�صبح الآكل واأتباعى الع�صق زهرة وتاجى كنت ملكا و�صحارى. جبال من حد ليحدوه كان وملكى -من باتوا �صكارى - ملكا كنت وجفت زهرة فى التاج دا�صتها جيو�س الفاحتني - اآه يا قلبى احلزين - قلب ال�صفحة من يدرى.. لعل الريح اإن هبت من ال�صرق اإىل الغرب تهز امليتني وتعيد الراحلني«. �صدقاء مثل مرثية اإىل مل بالوطن والوطن بال�صهداء والأ مل والأ امتزجت احلكمة بالن�صوة والن�صوة بالأال�صاعر اأحمد عبيده، لكن ال�صاعر عرف الفرح فى ق�صيدته »الرحيل عن اأول« املهداة اأول نيكولينا اليك�صيفت�س، وهى حلظة نادرة من حلظات الوقوع فى �صحر احلب عرب رحلة اإىل بلغاريا ثم حانت حلظة

الفراق القا�صى لتقطع ك�صيف بتار عنق الن�صوة النادرة.. يقول ال�صاعر ن�صار عبداهلل:ر�س التى متزج اأحزانى بلون اخل�صرة واملاء .. ولون اللهفة الغام�س والع�صق ن عن الأ ارحل الآن وتذرونى مع ال�صوء قليال فقليال وتوارى جرحى امللتاع بكفيها وتوؤوينى اإىل الهدب الوثري، اأرحل الآن ولكنى اأ�صم العطر .. اإذ ين�صاب ر�س التى تنبت فى قلبى زهورا. ل�صت اأدرى ما ا�صمها الآ عن الأ

ثري«. �صلع، اإذ يجرى مع النب�س دماء فى �صرايينى، واإذ يتبع خطواتى باأ�صداء من اللحن الأ فى الأنلمح التطور الفنى وا�صحا فى ق�صائد هذا الديوان الذى �صدر فى عام 1981 حيث اأ�صبحت الدراما بعنا�صرها حتتوى معظم جتارب ال�صاعر كما يت�صح ذلك فى ق�صيدة »مولتى تاأكل حلم املوتى« و»م�صاهد من حياة اأبى دلمه« وهى م�صرحية �صعرية من ف�صل واحد، الدراما والت�صوف والدوران فى �صئلة واملفارقات.. حزان والأ فلك احلكمة تظلل الروؤية ال�صعرية العميقة فى هذا الديوان املفعم بالأيام - واأنا اأنظر فى اأعينكم. يام اإىل كتب الأ يام: »هاأنذا اأتنقل من كتب الأ يقول فى قراءة فى كتب الأيام، واأنا اأرجف منكم - يا من ع�صتم فيه ما ع�صتم، وكربمت لكنى ل اأب�صركم، هاأنذا اأتنقل فى كتب الأ�صلع ثم تناءيتم وتهاويتم وبال موت متم. هاأنذا اأنظر فى اأعينكم- اأتراكم كنتم ما كنتم - ملا كبلكم بالأيام اإىل ما كبلكم اأم كنتم حني �صقيتم وطعمتم. اأم اأنتم منذ البدء كما اأنتم؟ هاأنذا اأهرب من كتب الأ

يام، واأنا اأ�صاألها فى اأى كتاب �صطرت ما يثقل روحى من اآلم«. كتب الأيقاع و�صبط �صا�صية، الولع بالإ ظلت جتربة ال�صاعر ن�صار عبداهلل توا�صل تطورها عرب عنا�صرها الأالعنا�صر ت�صحذ املعاناة اإن وامليتافيزيقية. املاأ�صاوية جوانبه فى امل�صري وتاأمل بالواقع ليلتقى اخليال زمنة وىل التى عرفناها فى »قلبى طفل �صال« و»اأحزان الأ الفنية لتطل �صور جديدة مفارقة لل�صور الأوتبلور الن�صج مرحلة اكتمال عن معربا اجلميل« وجهه »�صاألت الثالث ديوانه جاء لقد وىل«.. الأبداية ن�صار عبداهلل فى فيها التى غا�س املعرفية الدوائر ال�صعرية فى عناق مع مالمح من العنا�صر اإطار �صعرى جديد فى ديوانه اأن فطرة الرباءة ال�صعرية تعود قوية فى تكوينه العلمى والثقافى. غري »ق�صائد لل�صغار والكبار« حيث اأ�صبحت املفارقة مفتاحا للك�صف والده�صة كما تطورت روؤية العامل مل من جديد على �صفحات الطفولة ال�صاطعة بالبتكار واخليال بطريقة جتمع املاأ�صاة وامللهاة، ويبزغ الأبداع، رحلة ن�صار عبداهلل مثرية للحوا�س والعقل والقلب وفى �صنوات الن�صج يكتمل الوجود فى والإ

ق�صائد مركزة حيث تعانق الدموع ب�صا�صة الب�صمات وهى حكمة الفن وفل�صفة اجلمال.

29 �صيف2008

ق�سائدك من لق�سيدة تاريخ �أقدم �أن يالحظ •�لتفعيلية �ملن�سورة يف دو�وينك هو عام )1966( عابر »كلمات ق�سيدتك نهاية يف �ملوجود �أم �لتفعيلية، ق�سائدك �أوىل هي فهل �سبيلني«

كانت لك حماوالت قبلها؟- كال، هناك ق�صائد اأخرى كثرية، بع�صها ن�صرته فى اأعوام: 1964، 1965، البريوتية، داب« »الآ جملة ال�صالل«، من »املنقذ ق�صيدة بينها ومن ،1966عام اأى العام، ذلك نف�س فى واملن�صورة املكتوبة

�ل�سعر و�لفكر و�ل�ساعر �لعابر �سبيلني

ن يف مهادنة مع العامل ن�سـار عبد اهلل: اأنا الآ

لهام نف�سه، طازجة تاأتي ق�سائده من منبع �الإ �ل�ساعر، حني ال يخطئك �مللمح �خلا�ص لهذ� حا�سي�ص، وحمكمة �الأ رة �سافية، مكثفة لغة مقط لها �لنف�ص، �سئلة و�ملو�جهة مع باالأ وحمملة نها الأ ن�سان، �الإ �إن�سانية تف�سد �لتي فكار �الأ على يق�سي �أن قليلة نقالت يف ي�ستطيع موجزة، �أو من كتاباته لن يخطئ �أو يقرتب منه �ل�ساعر حتمل يف خلفيتها مفكر�. وكل من يعرف هذ� �جلانب �لفكري يف تكوينه، فهو عابر �سبيلني، �أ�ستاذ جامعي يف �لفل�سفة، لكنه �ساعر قبل ذلك بد�عية قد تفتحت من قبل كل ماعد�ها، و�آتت ق�سائدها، و�سار وبعده، حيث كانت جتربته �الإمن �لر��سخني يف �ل�سعر، حتى �آتت �سجرته �لعمالقة �سبع جمموعات �سعرية. و�سار �أحد �أعمدة

�ل�سعر �لتفعيلي منذ �ستينيات �لقرن �ملا�سي، و�لذي كان م�سيطر� على �لذوق �لعربي �آنذ�ك.حاديث يف �سلب نظرية ولعل فر�سة �لتحاور مع �ل�ساعر �لكبري ن�سار عبد �هلل تاأتي ببع�ص �الأن علينا حماوروه بال�سوؤ�ل يف �سميم �ل�ساعرية، فر�أينا �أن ننال �سرف �ملحاولة �ل�سعر، بعد �أن �سر�ء فيها، فهل ��ستطعنا �حل�سول على �سئلة، يف �سياق هذ� �حلو�ر، ليديل ببع�ص �الآ بطرح بع�ص �الأ

ما نريد؟�ل�سطور �لتالية تك�سف عن �لتفا�سيل.

حاوره:عبد �لنا�سر عي�سوي

1966، كما اأن هناك ق�صائد اأخرى تفعيلية ن�صرتها اأمني ال�صيخ دب« التى كان ي�صدرها فى جملة »الأبناء الق�صائد تلك جمعت وقد اهلل، رحمه اخلوىل متها على طلب ال�صديق ال�صاعر ال�صماح عبد اهلل، وقدالتى »البدايات«، �صل�صلة بني من تكون لكى اإليه كانت الهيئة العامة للكتاب تعتزم اإ�صدارها مت�صمنة على ال�صن )كبار الكبار لل�صعراء وىل الأ التجارب ن ما هو م�صري املجموعات قل!(، ول اأدرى اإىل الآ الأ�صتاذ ال�صماح بجمعها.. ومبنا�صبة ق�صيدة التى قام الأ

يوليو 2008 30

»كلمات عابر �صبيلني«.. حت�صرنى قد اأننى وهى طريفة، حكاية فى من�صور مقال يوما اأعجبنى لكرتوين، الإ »امل�صريون« موقع زوبع«، »حمزة ا�صمه لكاتب اإىل ب�صغف املقال تابعت وقد حيث نهايته، اإىل و�صلت اأن باأبيات ي�صت�صهد باأنه فوجئت من تلك الق�صيدة دون اأن ي�صري اإىل �صاحبها، فاأر�صلت اإليه اإمييال

اأنبهه فيه اإىل ذلك، وقد تف�صل بالرد قائال اإنه يحفظ بها ا�صت�صهد قد واإنه قلب الق�صيدة عن ظهر تلك ربع عن يزيد ما مدى على عديدة منا�صبات فى

القرن دون اأن يعرف من هو موؤلفها. �سعرية ت�سدرون جمموعات �أنكم ال يالحظ •كتابة يف ��ستمر�ركم من بالرغم ج��دي��دة، �أن �أم ديب �الأ على ر �ملفك طغى فهل �ملقاالت،

هناك جمموعات �سعرية يف �لطريق؟- بعد جمموعة »ق�صائد لل�صغار والكبار« )1995(، �صدرت ىل جمموعة »قانون بقاء اجلرح« عام 2002، ، )5( العدد ، املعا�صر ال�صعرى بداع الإ �صل�صلة وت�صم ت�صع ع�صرة ق�صيدة، من بينها ت�صع ق�صائد مل �صافة ين�صر اأى منها من قبل فى جمموعة �صابقة، بالإللتقليد طبقا ال�صابقة، الدواوين من خمتارات اإىل الذى جترى عليه هذه ال�صل�صلة التى ي�صرف عليها �صتاذ اأحمد �صويلم،.. هذا ل ينفى اأن مالحظتك الأن تلك الق�صائد الت�صع هى كل ما فى حملها متاما، لأكتبته فى الفرتة ما بني 1992، و2002، اأى مبعدل ا فى كل عام، ثم ت�صاءل ق�صيدة واحدة ق�صرية جدق�صيدة اأ�صبح بحيث التالية ال�صنوات فى املعدل املقال كتابة اأن واأعتقد �صنوات، عدة كل واحدة نه ميت�س جزءا من ب�صكل منتظم له دور فى ذلك لأ

اأن ال�صحنة الوجدانية التى كان ميكن واأن بع�س اإىل ق�صيدة، خا�صة ل تتحوعمدة التى اأكتبها تتخذ �صكل الن�س الأجن�س اإىل رده ميكن الذى بداعى الإدب، اأى اأنه ل ميت�س ما من اأجنا�س الأولكنه فح�صب الوجدانية ال�صحنة اجلماىل �صباع الإ من ما قدرا يحقق الق�صيدة، حتققه اأن ميكن كان الذى ال�صبب اأن اأعتقد فاإننى هذا ومع اأو ال�صن- رمبا بحكم اأننى- هم هو الأبحكم عوامل اأخرى.. اأجته �صيئا ف�صيئا اإىل نوع من والفن ال�صعر بينما العامل، مع املهادنة اأو امل�صاحلة واملواجهة، الت�صادم حالت من حالة هو عموما عالمة املهادنة تلك تكون اأن اأخ�صاه ما واأخ�صى الكف اإىل باملرء تدفع التى الياأ�س عالمات من مل وفن ن ال�صعر بال�صرورة هو فن الأ عن ال�صعر، لأف�صوف مل الأ يغيب وحني اأجمل، هو مبا احللم يغيب باأنه حني فلنقل اأو بال�صرورة، ال�صعر يغيب ال�صعر فاإن هذا يعنى اأننا ن�صعر فى اأعماقنا باأنه مل ثمة تعد ومل معنى، نعرب عن ن لأ معنى ثمة يعد

ن نحلم. جدوى حتى لأللتاأليف �لعربية �جلائزة على ح�سلت لقد •م�سرحيتان، دبي، �الأ �إنتاجك ومن �مل�سرحي، وىل »�جلفاف« وهي م�سرحية نرثية، و�لثانية �الأ»�ل�سحاذ« وهي م�سرحية �سعرية نرثية من ف�سل تتوقع فماذ� نرتنت، �الإ على من�سورة و�حد تريد م�سرحي م�سروع لك كان وهل لهما؟

حتقيقه؟- ىل م�صرحيات اأخرى من�صورة من بينها م�صرحية »املبارزة«، التى ن�صرت فى جملة »اإبداع«، واملن�صورة فرتات من ما فرتة وفى نرتنت،... الإ على اأي�صا امل�صرحية، للكتابة ا جد متحم�صا كنت حياتى

جتربـتي مع املخرجني

امل�رصحيني اأ�سابتني حباط بالإ

هذا ما كتبه عني اأمل دنقـل يف �سعره

31 �صيف2008

احلظ �صيئ نف�صى اأعترب لكننى ح�صلت اأنى رغم اجلانب هذا فى من تفرغ منحة على 1976 عام امل�صرحى للتاأليف الثقافة وزارة »ال�صهداء م�صرحية خاللها اأجنزت مت قد وق��د م�صر«، يهاجمون دارة الن�صخة اخلطية التى كتبتها لإالتفرغ التى اأعلنت وقتها اأن لديها لكن خراج، والإ للن�صر م�صروعات الن�س �صاع فى اأدراجها ومل ين�صر

لدى لي�س اأنى بعدها اكت�صفت ثم يخرج، ومل فاإن وعموما الكتئاب!! فاأ�صابنى اأخرى، ن�صخة حباط، جتربتى مع املخرجني امل�صرحيني اأ�صابتنى بالإعلى �صبيل املثال م�صرحية »اجلفاف« كان من املقرر عر�صها عام 1987 على خ�صبة امل�صرح احلديث، وقام �صتاذ فهمى اخلوىل مدير امل�صرح حينذاك باإ�صناد الأخراج للفنان اأحمد عبد العزيز، وقد حتم�س مهمة الإالوقت فى كان لكنه �صديدا، حما�صا اأحمد لها ذاته من�صغال بالتمثيل فى امل�صل�صالت التليفزيونية، خراج متعلال بعلل �صتى، وعندما يئ�س فتباطاأ فى الإ�صتاذ فهمى منه قام بتكليف املخرج نا�صر عبد الأاملنعم بدل منه، لكنه احتج احتجاجا �صديدا قائال وهكذا الن�س، هذا يخرج اأن اأحالمه بني من اإن حدثت التجربة ونف�س اأخ��رى، مرة اإليه اأ�صنده بالن�صبة لن�صو�س اأخرى مع خمرجني اآخرين، وفى

النهاية فقدت احلما�س. �سغري كهل »يوميات ق�سيدة رك تذك مباذ� •

مل دنقل؟ �ل�سن« الأ- تذكرنى بتلك الليلة التى ما زلت اأذكرها من لياىل عام 1967 والتى اأوردت تفا�صيلها فى مقال ن�صرته نرتنت، كنت مبجلة امل�صور كما ن�صرته اأي�صا على الإليلتها قد اأويت اإىل فرا�صى عندما �صمعت طرقا على

قد ال�صاعة كانت ال�صقة،.. باب ومل ليال، ع�صرة الثانية جت��اوزت زائر يزورنى اأن على متعودا اأكن فى مثل تلك ال�صاعة املتاأخرة )نادرا ما يزورنى اأحد اأ�صال(،.. وملا كانت اأن اإىل اأ�صباب �صتى تدعونى هناك ليل طارق اأى من خيفة �س اأتوجعلى عزمى وا�صتقر توج�صت، فقد ، واأن ل اأفتح الباب حتى اأن ل اأردباأى �صكل يعلن الطارق عن هويته اأن هو ال�صكل هذا كان لو حتى �صكال الأ من الطارق فى اأمعن ي�صرع فى ك�صرالباب،.. وهكذا م- فيما الطرق واأنا ممعن فى ال�صمت!،... هو م�صم ..!! ، واأنا م�صتم�صك باأل اأرد يبدو- على األ يكفيا »افتح يقول: حانقا �صوتا �صمعت النهاية وفى

ن�صار يا عبد اهلل يا ابن ال�... اأنا اأمل دنقل!- »لو قلت هذا من البداية لكنت فتحت لك«.

و�صيجارة، ال�صاى من كوبا وطلب معا وقهقهنا وظللنا نت�صامر اإىل �صاعة متاأخرة، عندما �صاألنى اإن ال�صالة، فى ولو الليلة هذه يبيت اأن بو�صعه كان للنوم اإ�صافية غرفة احلظ حل�صن هناك وكانت فى ال�صعيد من يجىء )حني لوالدى خم�ص�صة يبيت اأن بو�صعه اإن له فقلت القاهرة( اإىل زيارة فيها، عندئذ طلب منى- قبل اأن ياأوى اإليها- اأوراقا

فارغة وقلما، ومتنى ىل ليلة �صعيدة...اإىل عملى، وذهبت مبكرا ال�صباح فى ا�صتيقظت ليزال دنقل اأمل كان الظهر بعد عدت وحني نائما،... اإىل جواره على ال�صرير كانت هناك اأوراق عليها م�صودات ق�صائد.. توقفت عند واحدة منها

مازلت اأذكر �صطورها اإىل اليوم وكانت تقول:اأطرق باب �صديقى فى منت�صف الليل

بواب العلوية وال�صفلية تفتح اإل بابه كل الأ

بيني وبني �سالحعبد ال�سبور.. قوا�سم

م�سرتكة عديدةاأنا من املعتزلة،

ووا�سل بن عطاء ميثل الفكر الذي اأعتنقه

يوليو 2008 32

�صندوق م��ن القطة تثب الف�صالت

ينفرج الباب فتربز منه همهمةوعيون مرتابه

فيما ال�صطور- تلك اأ�صبحت وقد ق�صيدته مقاطع من مقطعا بعد- بعد ال�صن« �صغري كهل »يوميات اأن قام بتعديله عدة مرات قبل اأن التى النهائية ال�صياغة ي�صتقر على ورد والتى الق�صيدة، بها ن�صرت

تى: فيها املقطع على النحو الآ»اأطرق باب �صديقى فى منت�صف الليل

)تثب القطة من �صندوق الف�صالت( بواب العلوية وال�صفلية تفتح اإل بابه كل الأ

واأنا اأطرق.. اأطرقحتى ت�صبح قب�صتى املحمومة خفا�صا يتعلق فى

بندول«.ى ببع�س ومن اجلدير باملالحظة هنا اأن اأمل قد �صحوىل العنا�صر الفنية التى ا�صتملت عليها ال�صياغة الأاأهمية اأكرث اأخرى للمقطع، وذلك حل�صاب عنا�صر خرية، وعلى �صبيل املثال انطوت عليها ال�صياغة الأ»ينفرج فيه: يقول كان الذى ال�صطر حذف فقد بذلك وهو مرتابه« وعيون منه همهمة فتربز الباب ى بتلك القافية الفرعية القوية املحكمة، فيما ي�صحبني كلمتى: »بابه«، و»مرتابه«، وي�صحى بالتاىل بتلك املو�صيقى اخلا�صة املميزة له، لكنه فى مقابل ذلك يقدم �صياغة اأكرث اإحكاما وات�صاقا واإقناعا واإن تكن

اأوهن مو�صيقى.ومن اجلدير بالذكر هنا اأن الكثريين من اأ�صدقاء اأمل الليل بزيارات منت�صف يفاجئهم اأن دوا تعو الذين ر كل منهم اأنه هو املق�صود بتلك الق�صيدة قد ت�صواإىل اأن قام ال�صاعر اأحمد عنرت م�صطفى بكتابة مقال

قالم العراقية عنه ن�صره فى جملة الأوذكر فيه اأنه قد �صاأل اأمل دنقل يوما فى ذكره ورد الذى �صديقه عن

تلك الق�صيدة فاأجابه باأنه فالن. يف د�ود، �أن�ص �لر�حل �أ�سار •�ل�سعري بد�ع �الإ مع كتابه »حو�ر )�ملبا�سر ت��اأث��رك �إىل �ملعا�سر« عبد �سالح ب�سعر و�لو��سح( ق�سيدتيك �إىل م�سري� �ل�سبور، و»من ي��ام« �الأ كتاب يف »ق��ر�ءة �أحاديث و��سل بن عطاء« �ملن�سورتني يف ديو�نك وىل« 1981. فما ر�أيك زمنة �الأ �لثالث »�أحز�ن �الأ

يف ��ستمر�ر تاأثرك به حتى تلك �لفرتة؟- فى بداية كتابتى لل�صعر فى ال�صتينات كنت متاأثرا به تربطنى كانت الذى عبدال�صبور، ب�صالح ا جدبينى اأجد كنت وال��ذى عميقة، و�صداقة مودة ن�صانية اأو على وبينه- �صواء على م�صتوى الروؤية الإقوا�صم الثقافى- الفكرى التكوين روافد م�صتوى �صباب م�صرتكة عديدة، واأعتقد اأن هذا واحد من الأتاأثر عن تنم وىل الأ ال�صعرية بداياتى جعلت التى فى واأو�صح اأكرب كان التاأثر اأن واأظن به، وا�صح من كجزء �صل الأ فى كتبتها التى الق�صائد تلك راأيت ثم يكتمل، اأن له ر يقد مل م�صرحى عمل اأن تكون ق�صيدة اأنها ميكن اأكتفى بها، مت�صورا اأن م�صتقلة، واأعتقد اأننى كنت غري موفق فى ذلك، فقد مونولوج اأنها بو�صوح عن تنم الق�صائد تلك ظلت وا�صحة ب�صمات حتمل واأنها ناحية، من م�صرحى ثانية!! ناحية من ال�صبور عبد �صالح م�صرح من ومع هذا فاإننى اأزعم اأنى ا�صتطعت اأن اأفلت مبكرا ا من تاأثريه، واإذا كانت بع�س ق�صائد ال�صتينات جدفاإن الوا�صحة، اآثاره حتمل ال�صبعينات مطلع ورمبا بكثري اأكرث اأخرى ق�صائد ذاته الوقت فى هناك

ل ي�ستطيع العلم ول الفل�سفة اأن ي�سال اإىل ما تنطوي عليه

التجربة ال�سعرية

هذا راأيي ب�رصاحة يف �سعر ح�سن طلب

33 �صيف2008

تخلو اأي�صا ال�صتينات فى كتبتها كالم اأما الفنى، تاأثريه من متاما فاإننى داود، اأن�س الدكتور الراحل انتقائى، منهج منهجه اأن اأعتقد اأعنى اأنه يبداأ عادة بحكم م�صبق ثم مثلة التى توؤيد وجهة ينتقى اآحاد الأمثلة التى نظره متجاهال ع�صرات الأالنظر، من الوجهة تلك تدح�س �صفيق ماهر الدكتور تكفل وقد فريد بالرد عليه فى تلك اجلزئية فى

مقال ن�صره مبجلة القاهرة. �إحدى من �ل�سبور، عبد �سالح ب تعج • لقد �ل�سالل«، م��ن �ملنقذ »�إىل ه��ي ق�سائدك، ين�سجم ال �لرموز من جمموعة فت وظ نك الأوبني بينها حال �أنها و�عتب بع�ص، مع بع�سها �ت�ساع �أولها وعرث�ت، م�ساعب ق�سيدة، كونها �لعام �إىل �ل�سخ�سي من �النتقال من ن�سيجها؛ يف �مل�سيحية قامو�ص �إىل �سالم �الإ قامو�ص ومن �سالح مع تتفق فهل �لغز�يل)!(، �إىل �حلديث �لق�سيدة �ل�سبور فى ملحوظاته حول تلك عبد

�أم �أن لك ر�أي�ا �آخر؟ا - قد يده�صك اأن اأقول لك اإننى كنت منت�صيا جدال�صالل«، املنقذ من »اإىل اأكتب مطلع ق�صيدة واأنا الق�ص�صية، الفانتازيا اإىل يكون ما اأقرب مقطع وهو ا لن�صرها، لكننى بعد اأن ن�صرتها وكنت متحم�صا جدباأنى غري را�س عنها فى داب �صعرت فى جملة الآعت فى ن�صرها، حتى جمملها، واأح�ص�صت اأنى ت�صرقبل اأن اأعرف راأى اأى ناقد فيها، مبا فى ذلك راأى اأوردها مل فاأنا ال�صبب ولهذا ال�صبور، عبد �صالح ذلك، بعد �صدرت �صعرية جمموعة اأي �صمن �صتاذ �صماح عبد با�صتثناء املجموعة التى قدمتها لالأالتى البدايات اأ�صعار من واحدة اأنها باعتبار اهلل،

ال�صل�صلة تقدميها كما هى ت�صتهدف قد ولعلها تعديل، اأو تنقيح دون واأما البدايات، من اأنها لها ي�صفع فاأنا ال�صبور عبد �صالح تعليق عن فاإننى وعموما متاما، فيه معه اأتفق من ا�صتفدنا قد كلينا اأننا اأعتقد لقاءاتنا التى مل تنقطع ومن حواراتنا واأحوال والفن الفكر فى العديدة قد قل الأ على اأنا واحلياة.. النا�س

ا�صتفدت كثريا.��ستدعاء يف �أو �لرت�ث توظيف يف جتربة • لك رو�بط تربطك هل �لرت�ثية، �ل�سخ�سيات بع�ص

فكرية بهذه �ل�سخ�سيات؟- بالطبع، تربطنى روابط وثيقة باجلوانب الرتاثية التى اأ�صتدعيها، التى الرتاثية وبال�صخ�صيات فها، اأوظعلى �صبيل املثال، فاإن وا�صل بن عطاء ميثل املوقف �صديد باأننى اأ�صعر اإننى اأعتنقه. الذى الفكرى القرب من الفكر املعتزىل، بل اإن بو�صعك اأن تنظر اأ�صعر وكم باآخر، اأو ب�صكل معتزل باعتبارى اإىل املعتزىل و�صيادة الفكر انك�صار اأو �صى لنح�صار بالأواأعترب �صالمية، الإ ال�صاحة على ال�صلفى الفكر متني: الأ تخلف اأ�صباب اأهم من واحد هذا اأن

�صالمية والعربية. الإتكنيك با�ستخد�م �لفل�سفي �لنظر يعد •�ملو�سوعات �أب���رز م��ن �مل����ر�آة« يف »�لنظر و�لتي �لتفعيلة، �سعر�ء طرقها �لتي �ل�سعرية وكانت �ملر�آة. طريق عن بالذ�ت �لوعي تعني بديو�ن و�مل���ر�آة« »�لتي�ص ق�سيدتك �ملفاجاأة �لق�سية تتناول �لتي و�لكبار« لل�سغار »ق�سائد لو بالذ�ت« حتى �لوعي معكو�سة، وهي »عدم تي�ص. �ملر�آة يف �لناظر ن الأ �ملر�آة طريق عن كان فلماذ� قلبت �لق�سية؟ وهل ترى بند�ئك »يا كل

جيل ال�سبعينيات ظهر فى زمن الكفر بكل �سىء والرغبة فى

ن�سف كل �سىءا�ستفدت اأنا واأغلب �سعراء

جيلي من فن ال�سيناريو

يوليو 2008 34

ن�سان �ملعا�سر بد�أ ينحو نحو تيو�ص �لع�سر« �أن �الإ»�لتيو�سة«؟

ما.. وعى ذاته فى حد هو بالذات الوعى عدم -مطابق اأنه خالله من �صاحبه ر يت�صو وعى وهو للحقيقة.. التى هى- فيما يبدو له- حقيقة نهائية... يتطلعون الذين هنا »نحن« ب� واأق�صد فقط- نحن نف�صه وجد الذى املوقف خارج من التي�س اإىل زائف باأن وعيه الذين نحكم عليه فقط فيه- نحن ننا اأطراف اأخرى فى موقف خمتلف.. وم�صلل.. لأاأن باآخر اأو ب�صكل لنا ر قد ما اإذا لنا- يتبني رمبا نتجاوز موقفنا- اأن نكت�صف باأننا اأي�صا كنا نراه ونرى ما لنا ر ت�صو التى مرايانا خالل من اأي�صا نفو�صنا خرية: فاإن اجلملة الأ باملنا�صبة نهائية... نراه حقيقة »يا كل تيو�س الع�صر«.. هى جملة �صادرة من التي�س كان اأنه واأعتقد ال�صاعر، من تعقيبا ولي�صت نف�صه يتعني على فى ال�صورة املطبوعة للق�صيدة األ اأف�صل ل حتى فا�صل باأى ال�صابقة العبارات وبني بينها تبدو وكاأنها نداء خارج بناء الق�صيدة يوجهه ال�صاعر

اإىل ع�صره.�سعرك؟ يف �لفل�سفة ظهرت حد �أي �إىل •

وكيف ترى عالقة �ل�سعر بالفكر؟ر، فاإن التجربة ال�صعرية مزيج بني ن�صوتني - فيما اأت�صوخرى وتف�صى اإليها، ممتزجتني، تتخلل كل منهما الأالتجربة املعرفية،.. والن�صوة اجلمالية الن�صوة وهما على بال�صرورة تنطوى اأت�صور- فيما ال�صعرية- حماولة معرفية ت�صتهدف الو�صول اإىل تلك املنطقة اإليها ت�صل اأن الفل�صفة العلم ول ي�صتطيع التى ل ذلك ل�صتك�صاف حماولة اإنها عنها، تعرب اأن ول �صياء والتعبري عنها من اجلانب من العالقات بني الأخالل لغة معادلة لها األ وهى لغة ال�صعر، اإن هذه اللغة املعادلة هى التى تنتج الن�صوة اجلمالية، وتنتج

الك�صف من خالل املعرفية اللذة ذاته الوقت فى �صياء مل نكن لنفطن اإليها قبل عن عالقات بني الأ

اأن نتلقى التجربة ال�صعرية.�ل�سعري نهجك بني �حل��اد، �خلالف ظهر •مقطع بتقليد قمت حني طلب، ح�سن ونهج يف �ساخر�، تقليد� �لبنف�سج« »�سد ق�سيدته من �ملن�سورة بالكلمات« »�للهو بعنو�ن لك ق�سيدة من وز�د ،)1990( �أق��ول« »مازلت بديو�نك �سخريتك �لهام�ص �لذي و�سعته للق�سيدة حيث ذكرت �أنه )يبدو متحذلقا دون مبر فني(، فهل ترى �أن هذه �ل�سخرية �أوقفته عن نهجه �ل�سعري �خلالف ذلك �أن ترى وهل به؟ يتميز �ل��ذي يعني �لتنوع يف نهج �لق�سيدة �لتفعيلية بني �أبناء ا �أنه بد�أ �ل�سعر �لتفعيلي عام جيلكما- وخ�سو�س1968 �أي بعدك باأعو�م قليلة؟- �أم ترى �أن هناك خالفا جذريا بينكما يف مفهوم �ل�سعر، بحيث ال

ترى �أي �لتقاء؟من اإنى �صىء كل وقبل اأول لك اأقل دعنى -ا مبا تنطوى عليه جتربة ح�صن طلب من املعجبني جدعنا�صر اإيجابية عديدة وفريدة قل اأن جندها عند �صاعر من �صعراء جيله، وغري جيله اأي�صا، ح�صن طلب �صاعر نادرة، وهو من �صيطرة اللغة وم�صيطر على متمكن وا�صتطاعوا ومتثلوه، الرتاث ه�صموا الذين القليلني ا اأن ينتجوا من خالله روؤية معا�صرة، حية وباقية، اأماأقول« »مازلت �صواء فى ديوان ما كتبته فى هجوه نف�صها بعد اإبداع ن�صرته بعد ذلك فى جملة اأو ما اأن اأ�صبح ح�صن طلب مديرا لتحريرها، تعقيبا على فى ول الأ املقام فى يدخل هذا كل جيم«، »اآية ال�صعرى العربى الرتاث عرفها التى املمازحة باب النقد، والنقد الذى اأي�صا من ذاته، لكنه ل يخلو هه حل�صن طلب هو ما اأوردته فى الهام�س الذى اأوج

35 �صيف2008

اإليه عدت وما اإليه، �صارة بالإ �صيادتكم تف�صلتم اأن بعد )حتى نف�صه »اإبداع« جملة فى ذلك بعد خالل من لتحريرها( مديرا طلب ح�صن اأ�صبح طلب ح�صن اأن واحلقيقة املمازح. �صلوب الأ نف�س عالية فنية مهارات ميتلك الذى الالعب ي�صبه ا، وكثريا ما تغريه باأن ي�صتعر�صها على ح�صاب جدوين�صرف املباراة يتذكر اأي�صا كثريا لكنه املباراة، اإليها وحدها تاركا للمهارات اأن تعلن عن نف�صها من خالل الجتاه نحو هدف حمدد، وحينئذ فاإنه كثريا

د فى ال�صميم. ما ي�صدنظرك؟ يف �ل�ستينيات جيل حققه �لذي ما • وكيف تنظر �إىل �النقطاع بني جيل �ل�سبعينيات

وجيلك؟الرتاث من ي�صنع اأن ال�صتينات جيل ا�صتطاع -لق�صيدة التفعيلة ما جعل وجودها اأمرا مفروغا منه واأن يح�صم- ب�صكل كامل تقريبا- ذلك الت�صكيك فى قبل من ال�صاحة على مطروحا كان ال��ذى ل مو�صيقى لبناء اأ�صا�صا التفعيلة تكون اأن اإمكان اأن ذلك بعد ا�صتطاع ثم اخلليلى، بالن�صق يلتزم ي�صتفيد من بع�صها اأخرى ي�صيف عنا�صر جتديدية خر ي�صتفيد من الفنون الفن الت�صكيلى وبع�صها الآالدرامية. اأما النقطاع بني جيلى وجيل ال�صبعينات ظهر قد اجلديد اجليل اأن اإىل راجعا اأظنه فاإننى ن�صف كل فى والرغبة �صىء بكل الكفر زمن فى

�صىء.من �ال�ستفادة يف �أنت جتربتك عن وم��اذ� •

دبية و�لفنون �جلميلة عامة؟ �لفنون �الأجمال فى منى اأقدر املتخ�ص�س الناقد كان رمبا -جابة على مثل هذا ال�صوؤال ، ومع هذا فاإنى اأقول الإوبع�صها ق�ص�صية، بنية ذات ق�صائدى بع�س اإن و�صح الأ الفن اأن غري درامى، طابع ذات خر الآ

الذى ا�صتفدت منه وا�صتفاد منه اأغلب �صعراء جيلى هو فن ال�صيناريو، �صواء كان هذا ال�صيناريو �صينمائيا اإىل الق�صيدة تقطيع ى هذا فى ويتبد تليفزيونيا، اأو عدد من امل�صاهد التى يحمل كل منها رقما اأو عنوانا مبا�صر ب�صكل ق�صائدى حتمل بع�س اإن بل ا، فرعي

لفظ: »م�صاهد من...«.بعملية تتعلق �لتي �سئلة �الأ بع�ص هناك •�لق�سيدة؟ لكتابة تخطط هل عندك: ب��د�ع �الإ�لق�سيدة بد�أت ما على بالبناء تكتفي �أنك �أم هناك تكون هل ب��د�ع، �الإ عملية �أثناء ويف به؟ �ست�سل �أين �إىل فيها تعرف ال غام�سة مناطق لديك و��سحا يكون مر �الأ �أن �أم �لق�سيدة؟ بك من �لبد�ية؟ وهل تقوم بالتنقيح يف ق�سائدك قبل تكتفي �أم دوري��ات؟ يف ن�سرها بعد �أو ن�سرها

وىل؟ ب�سورتها �الأ�صبابى كائن مثل ال�صبح، مثل الق�صيدة تولد -مع مالحمه عن يك�صف واأن يتج�صد اأن يحاول احتفاظه فى الوقت ذاته مبادته ال�صبابية، اأنا اأحاول اأن اأ�صاعده على التج�صد من خالل ال�صياغة، ومن املالمح بع�س ىل تتك�صف اأي�صا ال�صياغة خالل غري البداية، فى خافية كانت التى والت�صاري�س اأننى كلما اأح�ص�صت اأن ال�صياغة قد ابتعدت به فى جانب معني عن تلك الهيئة التى اأفرت�س اأنه يحاول اأنى اأعنى فيها... النظر اأعدت عليها، يتج�صد اأن اأكرث الق�صيدة اأجزاء بع�س �صياغة اأعيد ما كثريا م اأقد اأن قبل عادة يحدث كله ....هذا مرة، من الق�صيدة للن�صر، لكن هذا ل مينع اأن بع�س الق�صائد تظل تطالبنى- حتى بعد ن�صرها- باإعادة ت�صكيلها... �صلى قد خرية اأن ال�صبح الأ وامل�صكلة فى احلالة الأ

اختفى وي�صعب ا�صتح�صاره.

يوليو 2008 36

د. ن�سار عبد�هللخمتار�ت

متـواليـة�سحب حبلى

حني �برتدت ولدتبناء كان �الأ

قطر�ت من ماء •••

ر�ص �لطينية بئر �الأة ي�م ر�ص �لرملي و�الأ

اقط فوق رباها حني رو�ها �ملطر �ل�سملعت عيناها

فغرت فاهاو�بتلعت �أبناء �لغيم

•••ر�ص �لغ�ص من ثدي �الأ

�سرب �لع�سب �ملاء ف�سب وطالجاء غز�ل بعد غز�ل

جاءت �أبقار و�سياه وجمال جوعى�ساقت جنبات �ملرعى

و�نتفخت بالع�سب بطون �لقطعان •••

يام وتدور تدور �الأر�ص وبني �لع�سب ما بني �الأ

يتو�لد خ�سبرحام تتدفق �سحب �الأ

•••هاهم �أبناء �لغيم �ملدفونون يعودون

غرى وقو�عيد وحمالن غزالنا �سحينئذ قهقه ذئب وعوى �إن�سان.

اخلنـزير الذي اأكل خنـزيراخن�زيران التقيا يف حفل

دخال من نف�س الباب معاركان ومعا طافا بجميع الأ

هذا اأول ما كانالتقيا

وارتقيايوان وانتقيا �صدر الإ

اأ�صبح ما بينهما �صربانولكن الفارق �صتان

ول خن�زير خن�زير الأخر خن�زير اإن�صان والآ

ارة، ول يف عينيه النظ الأيف فمه ال�صيجار،

خر م�صوي منه ت�صع النار والآخن�زيران التقيا ذات م�صاء

اأو ذات نهاردخال من نف�س الباب معاوارتقيا درجات البهو معا

ار م لكن حني انف�س احلفل واآب ال�صقدار ق بني اخلن�زير وبني اأخيه اخلن�زير مزاح الأ فر

•••كل اإذ اأ�صناه التذكار قال اخلن�زير الآ

لبد لنا اأن نختاراإما اأن ناأكل اأو اأن نوؤكل

من ذا ميلك األ يختارحجار. اإل الأ

37 �صيف2008

حت�صينـاتقال حمار �حلقل �مللجم و�ملغلوللدماء رفيق �لعمر: �لثور �ملقتول

ن �سد �حلزن باإغما�ص �لعينني هاأنذ� �أحت�س�أحت�سن فوق �لذكرى

خرى باإد�رة ر�أ�سي للناحية �الأجمال فهاأنذ� وعلى وجه �الإ

�أحت�سن �سد �لفهم باأكل �لفولما يل و�لقاتل مادمت �أنا ل�ست �ملقتول!!

لكن حني �أتى �ساحبهغر �ملفرت و�أز�ح �ملخالة عن �لث

فوق برذعة خي�ص �سجادة من ى و�سو�لظهر

وعليها �أ�سند �أحماال كبى من حلم �لثورقه �حلزن و�أ�سناه �لقهر حينئذ مز

مل يقدر حينئذ �أن يطرد من خاطرههر �جلاعل منه، �كب هذ� �لظ �أن �لر

�حلامل و�ملحمولهو نف�ص �لذ�بح، نف�ص �لناه�ص

حلم �سديق �لعمر �ملقتول.

آة التي�س واملرامال »�إىل �ل�سغار �لذين نعقد عليهم كل �الآمال.. و�إىل �لكبار �لذين مل نفقد فيهم بعد كل �الآ�أهدى ه�����ذه �لق�سيدة..«

يوما ما وقف التي�س يحدق فى املراآه

ق فى املراآه ! فراأى التي�س يحدهز التي�س الراأ�س،

فهز التي�س الراأ�س !اه خر يتحد ظن التي�س باأن التي�س الآ

ثار وهب و�صب اأباهفثار التي�س وهب و�صب اأباه

نطح التي�س التي�س فانخلع القرن و�صج الراأ�س

*** وقف التي�س يحدق فى الال�صيء

فراأى ل�صيءمتتم00ل باأ�س

: � قد فر التي�س الرعديد اأمام التي�س ال�صنديد!ل باأ�س

حتى لو خلع القرن و�صج الراأ�س !»ي�������ا ك���ل تي����و�س الع������صر

:� هذا ثمن الن�صر » .1986

يوليو 2008 38

اإىل ال�صاعر الذى مل يعد يكتب اإال لل�صغار

ى �لهزمية بالهزمية، �أنت �لذى �س��م و��ستد�ر لكى يقول �لعار عار !

�أنت �لذى نف�ص �لغبار عن �لقلوب، فلم يجد غري �لغبار !!

�أنت �لذى رفع �ل�ستار عن �ل�ستار ، عن �ل�ستار …

ز�ر، فكان �أن ال قبلة ترجى ، هتك �الإوال قد�ص يز�ر

�أنت �لذى ما عاد يكتب ،مل �ملوؤمل فى �ل�سغار غري لالأ

ماز�ل يكتب لل�سغار لكى يطه�رهم، من �لرج�ص �لذى ن�سجت،

مالحمه �أكاذيب �لكبار�أنت �لذى ماز�ل يكتب و�لبنادق و�ملد�فع،

نحو �أر�سك، نحو بيتك، نحو قلبك، تطلق �لكذب �مللغ�م و�مللث�م و�ل�سريح،

وتطلق �لكذب �لقبيح،متوت �أن تاأبى و�أن��ت تفر، �أن تاأبى و�أن��ت

لت�سرتيح،زهار، و�أنت تعلم �أن مك�سبهم: طو�بري من �الأ

قد�أ�سرت.. ، وع�سفور جريح !يايها �لب�سر �مل�سيح

�أنت �لذى�سمى �لهزمية بالهزمية، و�جلرمية باجلرمية،

و�نحد�ر�لهابطني باالنحد�ر�أنت �لذى رغم �حل�سار

حمل �لقناديل �مل�سيئة لل�سغار حمل �لدفاتر و�لكر�ري�ص �لتى ،

منها �سيبتدئ �لنهار.1993

مهلك يا موالى قليال مهلك يا مولى ق�ليال

مهلك يا مولى قليال مهلكاإنى من حبك اأ�صقط اإعياء،

اإنى من �صدة حبك اأهلكاإنك يا مولى اإذا تر�صف ،

تنهل ماء البحرواأنا ل اأقدر اأنهل نهلك

هل ىل … اأن اأتوقف عن حبك حلظات هل ىل يامولى، وهل لك ؟

معذرة فلتغفر ىل جهلى ،اإنى اأجهل جهلك !

••• هل تدرى ما قلب يامولى وما ق�لبى

، قلب��ك اأزىل اأبدىوفت�ى

واأنا قلبى م�صتهلك ! 1981

39 �صيف2008

و)حت�صينات( الغابة( ملك مع الثكالنني للغزالني ما حدث و)حكاية واملراآة( )التي�س ق�صائد تنتمى و)حكاية خنزيرا( اأكل الذى و)اخلنزير والبلوط( و)اخليزران احل�صناء( للزهرة النحل �صرب قاله و)ما ال�صلطان الذى ا�صتاأن�س الثعابني( و )حكاية اجلامو�صة والذئب املت�صول( و)الثعلب ل ياأكل حنطة - متثيلية طفال!( و)حكاية الثعبان الذى نبتت له حلية( و)قال الهدهد( فى ديوان ن�صار عبد اهلل )ق�صائد غنائية لالألل�صغار والكبار - الهيئة امل�صرية العامة للكتاب، 1995( اإىل نف�س جن�س حكايات )كليلة و دمنة( وهو جن�س

مثولة« اأو احلكاية على ل�صان احليوانات و الطيور. »الألي�صت مثولت الأ اأن هذه ب�صيطة وهى ننطلق من حقيقة اأن اهلل لبد ن�صار عبد اأمثولت تناول فى ق�ص�صا واقعية عن �صلوك احليوانات واإمنا هى اأمثولت يتحدث فيها احليوان مثل الب�صر ويكون فيها قناعا ملنطق مثولت- لنتمائها اإىل جن�س حكاية احليوان الرمزية التعليمية- حتمل مغزى اأخالقيا اإن�صانى. كما اأن هذه الأا اأو هدفا تربويا واأحداثها فى الغالب حمدودة، حيث تتكون من حدث ا اأو م�صمونا �صيا�صي اأو در�صا اجتماعيواحد غري قابل للتفريع ومعظم ال�صخ�صيات احليوانية تلعب دور النماذج الكربى archetypes. ولعل مثولة اأهمية هو ذلك الندماج بني عاملني و ما ينتج عنه من مفارقات. و هى وعاء مثاىل من اأكرث ما تتميز به الأللتعبري عن وجهات نظر �صيا�صية و اجتماعية دون �صدام مبا�صر مع »الرقابة«. فلنطالع بع�س اأمثولت ن�صار

عبد اهلل لن�صتك�صف تلك اخل�صائ�س العامة فيها.

مثــولة الهــروب اإىل الأ

كادميى �لذى علم �أجياال و �أجياال، و�ل�ساعر �لذى �أدىل بدلوه فى ن�سار عبد �هلل �الأم�سرية جتديد �ل�سعر �لعربى دون �أن يقع فى �أ�سر�ك غو�يات �حلد�ثة وما بعدها ودون �أن

يوغل فى �لعتمة �لداللية �أو �ملغامر�ت �ل�سكلية غري �ملبرة، و�لناقد �ساحب �لذ�ئقة �ل�سفيفة و�حلد�ص �مللهم و �ملالحظات �لناجعة، و�لكاتب �ل�سحفى �ملهموم بق�سايا

حالمنا �لثقافية، �ملد�فع عن حق �جلميع فى �ملعرفة و �لعدل و �حلرية �لوطن، �لوفى الأو�لفر�ص �ملتكافئة، وعن فري�سة �لتفكري �لغائبة، جدير باحتفاء جملة )�ل�سعر(. وهذه ف و�لتحديث - من در��سة )تاريخ �لن�ص/ در��سة مقت�سبة ماأخوذة – مع بع�ص �لت�سرمتها �إىل ور�سة عمل جائزة ن�ص �لتاريخ: قر�ء�ت فى �سوء �لتاريخية �جلديدة( �لتى قد

بد�ع �لعربى عام 2001. �ل�سارقة لالإ

د. بهاء م�زيد

ق�صائد ن�صار عبد اهلل لل�صغار والكبار:

يوليو 2008 40

)�لتي�ص و�ملر�آة(مثولة - عامل احليوان تف�صل »واو« العطف فى هذا العنوان بني العاملني اللذين تنتقل بينهما الأ»تيو�س« واجلمع حول عليه اأتى اإذا والوعول والظباء املعز من الذكر هو فالتي�س ن�صان؛ الإ وعامل و»تي�صة« – كما يرد فى )املعجم الوجيز( - و»اأتيا�س« وفى فالن »تي�صية« ونا�س يقولون »تي�صو�صية« - كما يرد فى )خمتار ال�صحاح(. ويتميز التي�س بات�صاع جبهته وطول قرنيه ومبعي�صته فى اجلبال فى غرا�س حمددة، ولقد دخل التي�س اإل لفرتات ق�صرية ولأ قطعان ل توؤمن بالختالط بني اجلن�صني

الرتاث العربى فى نادرة �صعرية لعلى بن اجلهم ذهبت مثال ملا ظاهره ذم وحقيقته مدح:»�أنت كالكلب فى حفظك �لود وكالتي�ص فى قر�ع �خلطوب«

قدام وعدم الرتدد - وكلها حتتاج اإىل تغيب العقل ولو ب�صورة فى هذا الت�صبيه يرمز التي�س اإىل اجلراأة والإموؤقتة. فى الثقافة ال�صعبية غري الر�صمية يرمز التي�س اإىل الغباء والتخمة؛ ولعل هذا ما كان حا�صرا فى ذهن

ال�صاعر عند كتابة هذه الق�صيدة الق�صرية.ن�صان حيث مل �صياء وهى من معطيات ح�صارة الإ اأما املراآة فهى �صطح زجاجى اأمل�س يعك�س �صور الأمثولت - عن قطة – مثال - جتل�س اأمام املراآة تتزين فى انتظار زوجها. ولقد احتلت ن�صمع بعد - اإل فى الأن�صانية عامة وخرجت من تعريفها املعجمى ال�صيق لتوحى بدللت ل ح�صر املراآة مكانة اأثرية فى الثقافة الإوزيفها ت�صويهها و اأمانتها فى واعتدالها، ت�صاوؤلها وفى ت�صخمها فى الذات و�صورة وهام الأ قبيل من لها وخداعها. من هنا - من جتاور »التي�س« و »املراآة« - يحدث الندماج بني عامل احليوان وعامل الب�صر ومن هنا

يبداأ الت�صاوؤل: هل الق�صيدة فى احلقيقة عن تي�س حيوان؟دبى الذى تنتمى اإليه، فهى ق�صيدة ن�صار عبد اهلل على ق�صرها الن�صبى مثال مكتمل التكوين للجن�س الأ

طار واحلكاية واملغزى. تنق�صم اإىل ثالثة اأجزاء اأ�صا�صية هى: الإطار: »يوما ما« �الإ

�حلكاية: »وقف �لتي�ص يحدق فى �ملر�آة/ فر�أى �لتي�ص يحدق فى �ملر�آة/ حتى لو خلع �لقرن و�سج �لر�أ�ص«

�ملغزى: »يا كل تيو�ص �لع�سر/ هذ� ثمن �لن�سر«قابال منفتحا الن�س يرتك ولكنه للحكاية معني مكان اأو معني زمن فى حتديد القارئ طار الإ يعني ل »Once upon a time« للقراءة والتاأويل فى كل زمان ومكان وهو ي�صبه البداية احلكائية التقليديةطفال عادة. ويتحقق الرتابط بني احلكاية واملغزى من خالل تكرار مفردة »تي�س« فى التى تبداأ بها ق�ص�س الأ

�صارة املرتدة anaphora »هذا« التى ت�صري اإىل ما حدث فى احلكاية. �صيغة اجلمع والإفى احلكاية ما يوؤكد غباء التي�س وفيها قدر كبري من التكرار الذى تفر�صه البنية املراآتية - اإذا جاز التعبري- فيها، وفيها كذلك قدر كبري من اجلنا�س: »التي�س والراأ�س«، »هب و�صب«، فهى اإذن ق�صيدة مو�صيقية غنائية

ب�صكل وا�صح يزيد من مو�صيقيتها وجود قواف خارجية واأخرى داخلية:»نطح �لتي�ص �لتي�ص«

خر يتحد�ه« »ظن �لتي�ص باأن �لتي�ص �الآ»ثار وهب و�سب �أباه«

»قد فر �لتي�ص �لرعديد �أمام �لتي�ص �ل�سنديد«

41 �صيف2008

الق�صيدة فى قوافيها وما فيها من جنا�س وتكرار وتواز تركيبى وتكرار حرف »الفاء« الذى يفيد التعاقب مع ال�صرعة تعبري حى ناب�س عما حدث للتي�س اأمام املراآة: راأى نف�صه وهز راأ�صه فت�صور ما يراه فى املراآة تي�صا ا وتوهم حتديا ودخل فى معركة لي�س لها من مربر اإل اآخر فنطحه. لقد خلق التي�س من �صورته فى املراآة عدواأنه تي�س وقف يحدق فى مراآة، وكانت النتيجة اأن انخلع قرنه و�صج راأ�صه. هذا هو ثمن انت�صاره على �صورته اأمام املراآة من البداية و ثمن غبائه بطبيعة احلال، وهو ثمن �صبيه بالثمن الذى دفعه فى املراآة وثمن وقوفه الكلب الذى وقف ينظر فى املاء وفى فمه عظمة فظن �صورته على �صطح املاء كلبا اآخر وعظمة اأخرى فطمع

�صل وال�صورة كما تخربنا واحدة من اأمثولت اإي�صوب. اأن ي�صيفها اإىل ما معه ف�صاع الأالذات ومن الع�صر« يحذرهم من ت�صخم تيو�س ال�صاعر »كل الق�صيدة يخاطب خري من الأ فى اجلزء »تتي�س« ما بعد الن�صر. فى هذا اجلزء جند كلمة »الع�صر« وهى تعبري اإ�صاري deictic مرن يكت�صب مرجعيته

من ال�صياق الكتابى والقرائى للق�صيدة حيث ي�صري اإىل ع�صر كتابة الق�صيدة وع�صور قراءتها املختلفة.اجلزء لكن والكبار، لل�صغار مبهجة م�صلية طرفة الق�صيدة تظل خري الأ اجلزء اإىل القارئ ي�صل حتى خري يوؤ�ص�س قطيعة اإب�صتمولوجية – معرفية - بني عامل الكبار وعامل ال�صغار، عامل اخلا�صة وعامل العامة الأح�صب متييز ابن املقفع فى مقدمة حكاياته ال�صهرية. فى هذا اجلزء دللة �صيا�صية فل�صفية و اإحالة اإىل ذكريات لي�صت الق�صيدة اأن – مع و طغاة اأباطرة و ثوار لهم من و من ل ح�صر البل�صفية والثورة الفرن�صية الثورة اإل �صورته فى اأعوانه واأجهز عليهم حتى مل تبق بال�صرورة عن اأى منهم - وكل من انت�صر فا�صتدار على املراآة، وكل تي�س مري�س بالوهم، وما اأكرث التيو�س املري�صة بالوهم وما اأكرث املنت�صرين الذين ت�صخموا - ب�صبب

انت�صاراتهم - حتى انفجروا.وحد« الذى اأوقع اأمته جميعا و حني نقراأ الق�صيدة اليوم ل ن�صتطيع اأن نتفادى �صورة »حاكم العامل الأرهابيني« فبنى اإمرباطورية من اخلوف و �صن احلرب تلو احلرب حتى يقتل فى فخاخ خوفه املتوهم من »الإ

هذا اخلوف.ما حدث للغز�لني

هذ�ن �ثنان غز�الن عليالنوهذ� ملك �لغابة �أ�سد

فى قوة �سخر �سلب، لكن فى حكمة �إن�سانثالثية عالقة الق�صيدة هذه فى املحورية العالقة الغابة. ملك مع الثكالنني للغزالني حدث ما هذا �صعف �صد و الغزالن و الذئب – القوة و ال�صعف و احليلة. وا�صح اأن الغزالني هما الطرف الأ طراف: الأ الأ»املنبطحان ويرجتفان«، يرجتفان وهما »�صجدا �صعيفان«، األيفان »غزالن عليالن« »غزالن املثلث: هذا فى التى اخلطاب �صيغ فى هذا يت�صح وخ�صوع، هيمنة عالقة هى �صد الأ وبني بينهما العالقة املنذبحان«. واأقوالهما فى ح�صرته: »�صجدا وهما يرجتفان اأفعالهما »يا ذا ال�صدر ال�صخر« وفى »يا مولنا« ي�صتخدمانها: ويرجتفان«، »وا�صتكيا«، »وتهدج.. وانتكاأ.. وتلوى اأملا«، »اإنا نتمرغ فى اأعتابك ل منلك اإل اأن نت�صرع/ اأو نتمرغ �صد فهى تفيد الرجاء والتو�صل ل حتتمل حتذيرا مر التى يوجهها الغزلن اإىل الأ عتاب«. اأما اأفعال الأ فى الأاأو تهديدا: »يا مولنا افتك بالذئب وخذ بالثاأر«، »فلتقت�س لنا من ذاك اجلانى«. وبينما يغلب الرجاء والتو�صل

�صد ي�صتخدم التحايل اأحيانا واملحاجة والتقرير اأحيانا: على خطاب الغزالني، جند الأ»ومتايل �أ�سفا �أو غ�سبا وهو يزجمر

يوليو 2008 42

قلبى يتمزق حزنا من حزنكما»�إنى �إن �أقتل ذ�ك �لذئب فهل �سيقوم �ملوتى؟«.

وهذا حق اأريد به باطل، فالغزالن ل ينتظران عودة ولديهما بعد اأن افرت�صهما الذئب، بل يطلبان الثاأر من �صد تلتقى الذئب »لتهداأ بع�س النار/ لي�صكن فى �صدرينا جرحان/ ويرقاأ فى عينينا قرحان«. لكن فى لغة الأ

ال�صعرية بال�صاعرية حيث تت�صم بالهزل وال�صخرية التى ل ي�صتغربها من له �صابق عهد ب�صعر ن�صار عبد اهلل:»�ست�سري�ن باأح�سائى �أقرب ىل من كل �لكون

بل �أقرب ىل منى�إنى حكم عدل فامتني

�أيتها �لغابة للعدل �متني«الغزالني، ولدى افرت�س اأن بعد فعله بعاقبة واحلا�صر بج�صده الغائب احلا�صر: الغائب فهو الذئب اأما الغادر«. الذئب الذئاب »من غدر على لكل النموذج الأ يت�صق مع الق�صيدة له فى الذى يظهر والو�صف ا بل هو تاأكيد على اأن غدر الذئب �صفة مالزمة له ولي�صت لي�س تكرار اجلذر املعجمى »غ� د ر« هنا ترفا لغوي

ا. �صلوكا وقتي�صوات polyphony فن�صمع �صوت ال�صاعر/ ال�صارد يت�صح فى هذه الق�صيدة كذلك تعدد الأتوافر ال�صابقة من الق�صيدة اإىل ما لحظناه فى اإ�صافة الغابة، �صد ملك الغزالني و�صوت الأ و�صوت فادة القافية اخلارجية والداخلية والتوازى الرتكيبى والتكرار. لكن هذه الق�صيدة تت�صم عن �صابقتها بالإالرابع البيت بعد نقطتني فنجد ال�صعرية، لل�صفحة الطباعى والت�صكيل ال�صعرى الن�س هند�صة من وال�صاد�س والعا�صر والرابع ع�صر والتا�صع ع�صر وال�صاد�س والع�صرين والثامن والثالثني، بينما جند ثالث وىل وفراغ طباعى بعد الثانية، وفى احلالتني ما ي�صى بعجز الغزالني وقلة « الأ نقاط بعد »ما كان لنا اإلح�صا�س بفجيعة الغزالني حيلتهما ب�صبب ماأ�صاتهما ولوجودهما فى ح�صرة ملك الغابة. ومما يزيد من الإ

التعليق اللغوى ال�صارح: »وتهدج فى »�إال« �سوتان«.حداث – فى نظرية جريار جينيت- هذا التعليق هو جزء من تدخل ال�صارد اخلارجى غري امل�صارك فى الأexternal heterodiegetic لكنه لي�س كل ما يقول ال�صارد، فهو يبداأ بتقدمي ال�صخ�صيات ثم ينقل مثولة، وهى تقابل �صا�صية فى الأ جزاء الثالثة الأ اإلينا �صكوى الغزالني مللك الغابة ثم رده عليها. هذه هى الأ�صد تق�صيم )التي�س واملراآة( اإىل اإطار وحكاية ومغزى اأو حكمة مع فارق وا�صح. فى اأمثولة الغزالني يقوم الأبتقدمي احلكمة للغزالني، ولكنها لي�صت حكمة بقدر ما هى حتايل لتحقيق غر�س �صخ�صي - وهو اأن ياأكل

�صد الغزالني. اأما فى )التي�س واملراآة( فاملغزى يقدمه ال�صارد اخلارجى. الأون�صتطيع اأن نلحظ فى اأمثولة الغزالني تعدد م�صتويات ال�صرد واأنها تتكون من ن�س اإطار ون�س مت�صمن: مثولة؟ تتحقق �صد. كيف تتحقق مفارقة القناع فى الأ ال�صارد اخلارجى يحكى للمتلقى والغزالن يحكيان لالأمثولة من خالل احلوار. لكن املفارقة تتحقق على م�صتوى اأول ما تتحقق فى اإ�صفاء ال�صبغة الدرامية على الأاأعمق من خالل ازدواجية الدللة فى الق�صيدة. اإن ال�صاعر يلتقط حدثا واقعيا - حدثا اأو فعال اأو حالة - من ن�صان ثم يقوم برتميز هذا احلدث من خالل اإحالل �صخ�صيات من عامل احليوان حمل ال�صخ�صيات عامل الإن�صانية وا�صتخدام وقائع متكررة من عامل احليوان. هذا ما يفعله هنا وما يفعله فى )التي�س واملراآة( و ما يفعله الإمنوذجية لوجدناها والغزالني التي�س اأمثولتى فى الرئي�صية حداث الأ راجعنا اأننا ولو مثولت. الأ بقية فى

43 �صيف2008

متكررة ل تثري �صيئا من الده�صة:تي�ص يرى �سورته فى �ملر�آة فينطحها

ذئب يفرت�ص ولدى �لغز�لني�أ�سد يخطط الفرت��ص �لغز�لني

اأو تخطيط لفرتا�س الغزالني لكنها متطلبات اللقب واملن�صب. اإىل تربير مل يكن ملك الغابة بحاجة خرية الكويت �صنة 1991 مريكية ت�صتطيع اأن ت�صرب العراق عندما احتلت الأ )كانت الوليات املتحدة الأمم املتحدة فى نهاية عام 1998 دون تربير، لكنها متطلبات وعندما حدثت م�صكلة بني العراق وبني مفت�صى الأ»ال�صرعية الدولية« و »امل�صئولية التاريخية« و »اإتيكيت قيادة العامل«(. ل نريد اأن نق�صر معنى الن�س على ما اأو اأو فعل ا حلادثة مثولة �صردا تاريخي مثولة قدرا هائال من جمالها. لي�صت الأ بني القو�صني، واإل فقدت الأيديولوجيا. اإنها تقع فى منطقة بني حالة تاريخية، ولكنها كذلك لي�صت مفرغة من الدللة ول عارية من الأ�صارة اإىل �صياق تاريخى حمدد وت�صدق كذلك على كل الواقع والرمز، بني احلدث والنموذج، فتحتمل الإ

ما ي�صبهه من �صياقات.فقية فى اأمثولة الغزالني فهى: مثولة توؤ�ص�س نوعني من العالقات: اأفقية وراأ�صية، اأما العالقات الأ اإن الأ

�لغز�الن: دولة �أو جماعة �أو فرد �سعيف مقهور.ولد� �لغز�لني: خري �أو ثروة هذه �لدولة �أو �جلماعة �أو �لفرد.

�لذئب: دولة �أو فرد �أو جماعة قوية غا�سمة ماكرة.ملك �لغابة: حاكم �لقبيلة �أو �لقرية �أو �لدولة �أو �لعامل.

الذئب. بينهما �صد وما الغزالن وقمته الأ القهر وقاعدته مثولة فهى هرم فقية فى الأ العالقات الأ اأما ن�صان بعامل احليوان. �صورة العامل �صورة الغابة وما اأ�صبه عامل الإ

دب فى النقد ال�صيا�صى political satire فى تنا�س اإن اأمثولت ن�صار عبد اهلل منوذج ل�صتخدام الألفت مع روائع النقد ال�صيا�صى مثل )مزرعة احليوان( جلورج اأورويل و)رحالت جليفر( جلوناثان �صويفت. مثولت وما فى عاملنا العربى احلديث واملعا�صر، فهذه ولي�س املهم هنا اأن نكت�صف التطابق بني ما فى هذه الأمثولت. ن�صار عبد اهلل يقدم ق�ص�صا ممتعة لل�صغار مهمة �صهلة، لكن التطابق املحتمل لي�س اأجمل ما فى الأ

ت�صحكهم وتعلمهم اأما ما يقدمه للكبار فهو ك�صف للواقع وتغطية له بغاللة كنائية �صفافة فى اآن واحد.خرى اندماجات اأخرى لي�س ما فى هذه الدرا�صة كل ما فى ديوان ن�صار عبد اهلل. فى ق�صائد الديوان الأ»ال�صلطان« بني و»اللحية«، »الثعبان« – بني اأخرى دللية ف�صاءات وبني احليوان وعامل الب�صر عامل بني و»احلاوى«، على �صبيل التمثيل ل احل�صر. لقد انتهك ن�صار عبد اهلل حمرمات زائفة كانت فى نظر كثريين التطرف من ال�صخرية فى جريئا كان و منها، القرتاب ينبغى ل مقد�صات ببعيد لي�س وقت حتى غريه �صالم و من القمع والقهر فى �صتى �صوره و جتلياته. و ما زالت اأمثولته تلقى املن�صوب ظلما و عدوانا اإىل الإبظالل كثيفة و اأ�صواء باهرة على ممار�صات �صيا�صية راهنة حتارب حتت راية الدين و تقتل بدعوى حتقيق العدل

للغزلن ال�صعيفة امل�صتلبة. و ما زالت الغزلن عاجزة �صعيفة ل متلك اإل اأن ت�صكو فتوؤكل.

يوليو 2008 44

�صودرت, وملاذا عادت ملاذا »اإبداع« جملة •�صدار الإ واقعة اأق�صد واأن��ا »طلب«, �صاألت

خري ل� »اإبداع«. الأت�سبح كانت نها لأ »اإب��داع«, احتجبت قال: -فيها عملت التى الفرتة فى بالذات التيار. �سد وا�سحا كان اأنه اأظن موقفا تبنت حجازى. مع للجميع. خا�سة فى وقوفها اإىل جانب حرية التعبري التنوير. عن قيم دفاعها عن وفى بداع. الإ وحرية

العقل. وهذا الجتاه الذى يخل�ص املوؤ�س�سات فى خا�سة للمبداأ, الر�سمية, اجتاه مرفو�ص. ميكنك, تدافع اأن املوؤ�س�سات, هذه فى من هام�ص مع لكن �سئت كما مل ما وهذا لروؤ�سائها, النفاق

على عبئا دائما كنا بالعك�ص بل »اإبداع«, تفعله نتذكر اأن واأرجو املجلة, عن امل�سئولة القيادات ال�ستجوابات التى قدمت �سدها وحتري�ص املثقفني

عليها!لرتجع النفاق هام�ش ا�صتخدمتم هل اإذن •

»اإبداع«؟!كان الذى التمهيدى الجتماع ح�سرت اأنا -التفا�سيل واتفاق على املجلة ل�سدور اإعداد مبثابة وح�سور ن�سارى الأ مكتب فى غادة التحرير ومديرة حجازى وا�سحا.. التفاق كان الريدى. حتريرها فى م�ستقلة »اإب��داع« اأن عن الهيئة, ول تقبل فكرة الرقابة نوع. والدليل على ذلك اأى من

ح�صن طلب:

�أفخر باأننى العب باللغة

لغة »ح�صن طلب« اإما اأن متقتها اأو حتبها. اأنت حر, لكنها غري معنية بفر�ش الع�صالت اأو الرتب�ش بالقارئ. هى لغة مق�صودة لكنها لي�صت غوغائية. اإنها تدريبات على الرك�ش وراء املفردة فى جمالها الدلىل الف�صيح. مفرداته

اأفق ت�صكيل لل�صعرى ل للزخرفة الكاذبة.وق�صائد ح�صن ل حتفل باملذاهب املن�صوبة كالفخاخ على قارعة الطريق, مع دخولها من الباب اجلهرى. ح�صن نف�صه, مثل ق�صائده, اإذا جتاوزت الق�صرة اجلهمة اإىل الداخل, ميكنك اأن ت�صبح �صديقه فى غ�صون جل�صة. �صوف ول.. الأ م�صدرها فى �صياء الأ يبحثان عن و�صعره يدعيه. ح�صن اأن دون بعمقه يف�صى الذى املكنون تكت�صف

ال�صحراء.قد جتد فى ال�صحراء خ�صونة البداوة, لكن التلقائية, وقد جتد اإبهار ال�صوء و�صخبه, لكن �صراحته الواخزة فى الوقت فى ذاته. مع اأن »ح�صن« مل يبد ىل جهريا فى اأى وقت. اأظن اأن تعقيداته مكبوحة. وهو طيب فعال. اأن تورطه فى اأن البع�ش يرى ال�صبعينيني بالذات, غري �صرار, اإذا عاداك اجتنبك فقط, على عك�ش املثقفني الأ

املوؤ�ص�صة قد اأ�صاء اإليه, لكننى م�صغول بفهم ال�صخ�ش والظرف والق�صيدة, ل احلكم عليهم.

حاوره: البهاء ح�صني

جتربة ال�صعرل تنف�صل عن جتربة

ميان الإ

45 �صيف2008

اأن الق�سيدة التى اأثارت ال�سجة مل يرها امل�سئولون اإل وهى من�سورة, واإل لكانت منعت منذ البداية.

ركيكة, اإنها قلت الق�صيدة.. ذكر على •فلماذا ن�صرتها اأ�صال؟!

�سول املتبعة فى م�ساألة الن�سر. - اأحب اأن اأذكر بالأومعروف م�ستقر �ساعر �سامل حلمى اأن تن�ص ل تفوق الدواوين من عدد وله جملة حترير ورئي�ص اأى �ساعر من جيله. وقد اعتربته م�سئول عن نف�سه اأنا اأحترر من الرقابة. اأننى هكذا و�سعره. واعتربت فقط تدخلت بتعديل كلمة »اهلل« اإىل كلمة »الرب«.

ومع ذلك مل يجد ذلك فتيل!!�صوؤال بطرح ال�صعر عن حوار ي�صمح هل •

عن اهلل؟ن جتربة - اأعتقد اأنه �سوؤال �سرورى فى جتربة ال�سعر, لأميان, ولذلك اإذا كان ال�سعر ل تنف�سل عن جتربة الإميان ي�سعى اإىل غاية نهائية ترتبط بقيمة القدا�سة, الإفال�سعر ي�سعى هو اأي�سا اإىل قيمة اجلمال. والقدا�سة ننا لأ وثيقة, و�سائج بينهما اأن اأظن قيمتان واجلمال اإن والعك�ص. القدا�سة فى اجلمال نرى قد بب�ساطة العمل الفنى اخلالد يثري فى نف�سك �سيئا من ال�سعور بفكرة اجللل اجلمال علماء عنها التى عرب باملهابة عمال الكربى فى العمارة اأو التى ن�ست�سعرها اأمام الأالفن الت�سكيلى اأو اأى اأثر كبري. ولدى حكاية دالة على هذه ال�سلة من �سرية الفرزدق, فقد �سبطه اأحد ال�سعر, رواة اأحد الفرزدق فى حلقة الفقهاء, وكان فاإذا به ي�سجد عند �سماع بيت من ال�سعر, فلما نبهه الفقيه اإىل ذلك, قال الفرزدق: ا�سكت هذا مو�سع

كما اأعرفه ال�سعر. فى �سجدة فى ال�سجدة مو�سع اأنت تعرف

القراآن.الفن يوحد ما �سىء هنا »اهلل« ففكرة وبالتاىل بالدين, ال�سعر فى لي�ست اأ�سا�سية فكرة

من تفهم اأن ب�سرط فن, كل فى بل فح�سب, الذى اهلل اأنا. عن اإلهى اأحتدث عن اأننى كلمى

ي�سكننا ونتوحد به.نوعا القامو�صى ا�صتغراقك فى البع�ش • يرى لي�ش ال�صكلى. والزخرف باللغة اللعب من

اإل. ما تعقيبك؟!- يريدون اأن يقولوا اإننى اأحد اللعبني باللغة. اأنا اأفخر بذلك ولكن ليتنى اأكون لعبا ماهرا. البهاء مبداأ هو اللعب اإن األعب. بالعامل اأنا يقول: زهري املبادئ فى الفن. ل فن بل لعب. املعرى كان لعبا فريدا. واإل ما معنى كل هذا الكم من اجلنا�سات تكمن امل�سكلة اإن باللغة. مفتون اإنه والرتاكيب.

فى اأن يلعب اللعب دون اأن ي�سعرك بذلك.اأن يعرف ل من اللعب. اأجادوا من وقليلون املعا�سرة. الفل�سفة فى �سائع جماىل مبداأ اللعب اجلوهر. من جمردا الفن اإىل احلقيقة, فى ينظر, ديوان فى ر�سد ف�سل ف�سلح اأدل��ل.. ودعنى هذه وربط اإلخ, واجلنا�ص.. الطباق »البنف�سج« �ساحب اآخر ناقد اإمنا اململوكى. بال�سعر البلغة يلم�ص اأن ا�ستطاع عياد ك�سكرى وروؤية ب�سرية يرى ل اأنه فاجاأنى لقد جوهره. اللعب. مفهوم على القوافى ول جنا�سا, »البنف�سج« فى اجلنا�ص اأنها قواف, اإمنا هى اأ�سداء لنداء ياأتى من الداخل.

اإنها اأدوات من يلعب فى عزلته.بال�صعر؟ الفل�صفة تفعل • ماذا

فى الفل�سفى اجلانب اإىل ينظرون النا�ص معظم -ال�سعر نظرة فيها ا�ستخفاف وت�سرع. واأظن اأن مرد العربى. الذوق طبيعة اإىل ذلك اأن ال��ذوق هذا على غلب فقد اأو الوجدان, خطاب هو ال�سعر وبالتاىل والعاطفة. القلب لغة من فيه ما هو منه ينتظر ما فاإن وكل النفعال. اإثارة على قدرة

اأحاول اأن اأجعل الفل�صفة خادمة

لل�صعر ولي�ش العك�ش

يوليو 2008 46

حجازى وعبد ال�صبور واأدوني�ش عادوا اإىل

�صكال التى بداأوا بها الأ

العقل عن بعيدة م��ور الأ هذه العقل اأق�سد ل الفل�سفى, الذى العقل اإمنا املجرد, املنطقى �سياء, مبا له من ينفذ اإىل جوهر الأب�سرية وحد�ص. باملعنى العقلنى ال�سعر باإمكان كان اإذا للحد�ص. توظيف الفل�سفة على هذا النحو,

فق ف�سيكون اأكرث اإن�سانية واأكرث قدرة على جتاوز الأال�سيق للنفعال, ال�سعر العظيم فى تاريخ الب�سرية الفل�سفية ال�ستب�سارات ذلك. فى الذى جنح هو العميقة فى �سعر جوته و�سك�سبري هى التى منحته اأخرى, لغة فى قارئ اأى قراأه اإذا بحيث العاملية, ال�سعراء عك�ص على القليل. اإل يخ�سر فلن فى قرئوا ما اإذا كثريا يخ�سرون الرومانتيكيني. اإلينا اأقرب لغة غري لغتهم. ورمبا لهذا يظل املعرى قليلون جدا املعرى اأمثال املتنبى. لكن حتى من للفل�سفة فى املعادى انت�سر الجتاه تراثنا. فقد فى

�سعرنا القدمي, منذ اأن قال البحرتى:منطقكم ح���دود كلفتمونا

كذبه �صدقه عن يغنى وال�صعر الرومانتيكيني ق��ول عن ببعيد لي�ص ه��ذا املعا�سرين: »األ يا طائر الفردو�ص اإن ال�سعر وجدان« الفل�سفى. حماول البعد اأ�ستعيد هذا اأن اأريد واأنا العك�ص. ولي�ص لل�سعر خادمة الفل�سفة اأجعل اأن واأعرف اأننى بذلك اأ�سبح �سد التيار, و�سد الذوق

ال�سائد. اأما النجاح والف�سل فمرتوك للزمن!على تلح فنية ق�صايا هناك اأن تعتقد هل •عن اأ�صاأل ال�صنية. املرحلة بح�صب ال�صاعر

تطورك الروحى, عرب ال�صعر؟- اأظن اأن م�ساألة تغري جتربة ال�ساعر ح�سب مراحل عمره, م�ساألة ل تتعلق بالق�سايا املطروحة, اإمنا تتعلق ول باخلربة اخلا�سة بال�سكل فى العمل فى املقام الأ�سكال التى �سبق ال�سعرى. ال�ساعر ي�ستفيد من الأالنظر يعيد اأن في�ستطيع خللها, من اأبدع اأن له ت�سكيل فى ال�سابقة اإجنازاته من يفيد واأن فيها

جتربته ال�سعرية. مثل ن�ستطيع اأن وعبدال�سبور حجازى اإىل ننظر اإىل عادوا اأنهم لنجد واأدوني�ص ل بها, ب��داأوا التى �سكال الأليبنوا ولكن اإنتاجها ليعيدوا

عليها فى اإطار الرتاكم واخلربة.جتارب له كانت اأدوني�ص فى اأخرى جتارب وله النرث, ق�سيدة فى مبكرة ليكتب من جديد يعود فعندما العمودى, ال�سعر خرية, اإمنا يفعل ذلك �سعرا موزونا فى ال�سنوات الأ�سكال من قبل بخربة ال�ساعر الذى مار�ص هذه الأاأن يكتب بخربة الرتاكم. وعندما يحاول حجازى البحور بع�ص �سياغة تعيد التى الق�سائد بع�ص بها يعيد التى »�سفر« ق�سيدة مثل التقليدية, يقاع اخلا�ص لبحر الب�سيط على النحو ت�سكيل الإالذى يفعله املو�سيقيون عندما يقومون باإعادة توزيع الق�سايا اأما اخلربة. بقوة ذلك يفعل فهو حلان, الأقد نك لأ نف�سها, بالطريقة بالعمر تتاأثر ل فهى مرحلة فى عامة لق�سية ا�ستجابة ق�سيدة تكتب اأن غري �سيان. مر الأ الكهولة. مرحلة اأو ال�سبا

الفرق هو اخلربة فى التعامل مع ال�سكل؟بداعية! الإ اللحظة مع معاناتك عن • حدثنى

- معاناة الكتابة فى ال�سعر اأظنها تتفرد عن اأى كتابة فى اأى فن اآخر. اإنها معركة مع اللغة. وهذا ال�سراع لي�ص اللغة من لغة به ت�ستخل�ص اأن حتاول الذى ولكن تعطى هى دائما. �سنينة اللغة ن لأ �سهل, مبهر غال. اإننى دائما ما اأتخيل اللغة عرو�سا تتدلل العراك هذا �سيئا. تعطيك ل ثم مبفاتنها عليك لي�ص موجودا فى اأى فن اآخر. واأنا معجب بت�سوير ال�سعراء الذين عانوا مثل هذه املعاناة. هناك �ساعر

اأموى ا�سمه املتوكل الليثى, يقول:معد علمت قد ال�صعر قهرت

انتحال ول اأق��ول �صقطا فال

47 �صيف2008

العربة لي�صت باملثري وحده اإمنا ا�صتعدادك

للتجاوب معه

اإن ال�سعر هنا رمز اللغة كلها. منها اأن حتظى واإما تقهرك اأن اإما

مبا تريد.مفتاح هو القهر اأن اأظ��ن كبار يجعل ما وه��و ال�سراع. اللغة اأمراء اأنهم يظنون ال�سعراء اأو القوافى كما فعل املعرى عندما

قال:لوائنا غري حتت القوافى اأمت�صى

اأمراء ق��وال��ه��ا على ون��ح��ن اإنه اإح�سا�ص مرير ولكن من ينجح فى مغالبته؟ مر, بهذا العراك مع اإن معاناتى تبداأ فى حقيقة الأاأف�سل, ولكن الف�سل ي�سبح موؤملا اللغة, وكثريا ما املحاولة, تكرار عن اأتوقف اللغة جتعلنى عندما

وهذا واحلمد هلل مل يحدث.على ي�صتفزك الذى ما املحر�ش. عن وماذا •

الكتابة؟ينجح الذى هو منها والقليل كثرية. املثريات -فى اأن ي�سل بك اإىل نهاية ال�سوط. حيث مينحك ا جيدا. كل حلظة متر بها وت�سعرك بوطاأة عمل �سعريجميلة فتاة كل مثري. املجتمع هذا فى التخلف يناديك ا�ستهاوؤها مثري. كل �سحاذ بائ�ص متر عليك الذى الركام بني من ولكن مثري, ما �سارع فى ا, تبقى حلظة معينة فى ذاتك. اأنت تتعر�ص له يومي

ت�ساعد هذا املوؤثر على التحري�ص.لقد مررت بتجارب عاطفية كثرية. وهى جتارب مثرية �سعريا بطبيعتها ولكننى اأجد نف�سى اأت�ساءل. ملاذا هذه التجربة بالذات قد ا�ستجبت لها فكتبت. اأنت ا�ستعدادك اإمنا وحده, باملثري لي�ص العربة اإن

للتجاوب مع هذا املثري.الهجاء فى الن�صيد« »عا�ش كامل ديوان • لك ال�صيا�صى. اأين يبداأ ال�صعرى واأين ينتهى. واأين

يبداأ ال�صيا�صى واأين ينتهى, فى الق�صيدة!!اإىل اأحتاج ال�سوؤال باأمانة عن هذا اأجيب - لكى

من اأ�سمل ال�سعر اإن اأقول اأن عابر. ال�سيا�سى ن لأ ال�سيا�سى. اإىل وحده الفن بف�سل ويتحول �سراع مثل خذ خالد. �سىء حدث هذا وكليوباترا. اأنطونيو مير اأن املمكن من كان �سيا�سى ونن�ساه, لكن ما خلده هو ال�سعر. من خلده هو �سك�سبري وبرنارد �سو, عندما اقتن�ساه البعد عنها انح�سر اإن�سانية حلظة اإىل وح��وله

ال�سيا�سى حتى كاد يتل�سى.خ�سيدى الإ كافور خذ بعيدا. تذهب وملاذا رجل الدولة �سيف اإن واملتنبى. الدولة و�سيف �سار املتنبى بق�سائد لكنه احلقيقة. فى متوا�سع ال�سيا�سى فى يعمل اأن املفرو�ص اإذن فمن اأمريا. �سف, نقلب احلقائق. خدمة ال�سعر ولكن نحن, للأخا�سة فى فرتات ال�سعف والفقر الثقافى, فنجعل فى ومرة مرة, ال�سيا�سة �ساحة فى خادما ال�سعر

�ساحة الدين.النقاد كان كيف النا�سرية, الفرتة فى راأينا الدين رجال ن الآ ال�سعر. اإىل ينظرون الي�ساريون اأن يبداأ من الوظيفة التى اأي�سا ينتظرون من الفن

حتددها له ال�سيا�سة.ي�ستطيع ل نقطة من الواقع, فى يبداأ ال�سعر اأحد حتديدها. يبداأ من توق روحك وبحثها امل�سنى عن �سىء ما. ثم اإن ال�سعر ل ينتهى عند حد. لي�ص هنالك من غاية اأو هدف اإذا و�سل اإليه ال�ساعر نقول, كفى. لي�ص هناك هذا الهدف. بع�ص اأ�سدقائى ل

يحبون املتنبى, لكننى اأحب حدو�سه ومنها:بلدة كل فى اأنت من ت�صائلنى

وما تبتغى. ما اأبتغى جل اأن ي�صمىاأت�سور اأن املتنبى هنا ينطق على ل�سان ال�سعر

وال�ساعر. عن الغاية واحلد!ال�صاعر بني امل�صافة ب�صبط توؤمن هل •

وق�صيدته؟اإطارها فى تاأتى ال�سبط عملية كانت اإذا طبعا, -

يوليو 2008 48

ال�سحيح, مبعنى اأن تكون جزءا من عملية الكتابة نف�سها. واأنا اأعترب امل�سافة جزءا متاأخرا لبد اأن ياأتى باحلالة ن�سان الإ يتوحد البداية فى متاما. وقته فى التوحد فهذا بعد. ق�سيدة هناك نه ل ال�سعرية, لأال�سوفى, بتوحد اأ�سبه اإنه البداية. فى �سرورى وبني واملو�سوع, الذات بني احلدود تذوب حيث ول الينبوع الأ اللحظة هى الداخل واخلارج. هذه

الذى ميكن اأن تنفجر منه الق�سيدة.فاإذا بداأ هذا النبع فى التدفق, فاأظن اأن حالة التوحد التامة التى كانت حتكم حلظة امليلد لبد م�سافة بالتدريج تن�ساأ لكى قليل, ت�سرتخى اأن اأعتربها �سرورية بني املبدع وعمله. اأى بني الذات واملو�سوع, كما ينف�سل اجلنني عن الرحم لي�سبح

كائنا م�ستقل..اأنت بحاجة اإىل هذه امل�سافة لكى تراه وتدرك مرحلة فى تاأتى اإذن امل�سافة هذه جيدا. ملحمه متاأخرة. فهى التى متكنك من اإعادة �سياغة ملمح كل وفى ترتيب, واإعادة واإ�سافة حذفا الق�سيدة. مرة تقرتب لتبعد اإىل اأن ت�سل بالق�سيدة اإىل مرحلة ت�سعر معها اأنك فى حالة ر�سا. اإنها كما قلت لك نها ت�ستفز فيك روح الناقد التى م�سافة �سرورية, لأ

مل تكن موجودة فى البداية. هذه الروح مطلوبة.عن نف�سى اأكتب الق�سيدة واأحيانا اأنتظر �سهورا لكى اأ�سمن اأن حالة التوحد التى كانت جتمعنى بالق�سيدة قد انتهت. واأظن اأن ال�سعراء الرديئني ل

يدركون اأهمية هذه امل�سافة.ال�صاعر؟ ازدواجية عن • وماذا

حلياة ميكن هل اأعم. �سوؤال ي�ستدعى �سوؤالك -من نفهم الذى �سا�ص الأ هى تكون اأن ال�ساعر حلياة ميكن هل اأخ���رى.. ب�سيغة فنه. خلله عن العك�ص. اأو لفنه امتدادا تكون اأن ال�ساعر ال�سوؤال. كى هذا من الهرب اإىل اأميل ل نف�سى

ال�سعراء بع�ص اأحب اإننى نف�سى. عن اأحتدث ل اأجد فى �سعرهم ما اأحيانا ل�سخ�سهم, ولكننى ل اإذ العك�ص, ي�ساعدنى على حمبتهم. وقد يحدث اأمل دنقل اأتعاطف مع الق�سيدة ل مع ال�سخ�ص. ل�سنا نحن �سخ�سه. وجتنبت �سعره اأحببت مثل هذا �سعره. مع ال�ساعر حياة تتطابق باأن مطالبني معيار فيه خلط. قد جتد بع�ص ال�سعراء �سواذ واأنت تفعل مع ماذا �سعرهم عظيم. ال�سذوذ, لكن �سد

اأبى نوا�ص واأندريه جيد ورامبو؟!مازالت هل وامل�صمون. ال�صكل مثل ق�صايا •

مطروحة!- كانت و�سوف تظل مطروحة, ولكن حتت عناوين وعواطف ق�سايا اأمام النهاية فى اأنت خمتلفة. ت�ساغ من اأن ينبغى لغة واأمام واأفكار واأحا�سي�ص عن�سرين. اأمام نحن اإذن امل�سامني. هذه خللها وعن�سر امل�سمون اأو املادة عن�سر اأبينا. اأم �سئنا ال�سورة اأو ال�سكل. هذا اأمر ثابت فى العمل الفنى للكائن بالن�سبة واجل�سد الروح عن�سرى ثبات

الب�سرى.ما يختلف هو ما نق�سده بال�سكل. فقد يختزله وبالتاىل اإطار خارجى, اأو قالب اإىل جمرد البع�ص ينزعون عنه اللحمة وال�سدى. هذه نظرة �سطحية, وهناك من يرى ال�سكل على اأنه وحده كل �سىء �سكل اإن يقول من ت�سمع الفنى. العمل فى باإبطال ينادى من وهناك م�سمونها. هو الق�سيدة الق�سيدة ت�سفية اأى املعنى. اإبطال اأى الدللة.. وتفريغها من املحتوى. واإذا قيل هذا عن ال�سعر. فهو يعنى بال�سبط ت�سفية الق�سيدة من م�سمونها. واأنا, مر, ل اأحب هذين التطرفني كليهما. فى حقيقة الأن لكل ق�سيدة طبيعة خا�سة, اإنها ثنائية مفتعلة, لأفقد تكون هناك جتربة ما يلعب فيها ال�سكل الدور �سا�سى. هذه الق�سيدة حتتاج اإىل اأن نعاملها مبعيار الأ

49 �صيف2008

يختلف عن املعيار الذى نعامل به ق�سيدة املوقف اأو الق�سيدة التى تكون فيها الفكرة هى البطل مثل ق�سائد الحتجاج والتمرد. اأنت تظلمها اإذا حاولت

اأن تبحث فيها عن اأولوية لل�سكل.�سحرية و�سفة هناك لي�ست اأنه واخلل�سة هناك دائما كله. ال�سعر على نعممها اأن ن�ستطيع ق�سائد مفردة تفر�ص علينا اأن نتعامل مع م�سمونها اأول. اأو اأن نتعامل مع قيمتها ال�سكلية اأول. اأو رمبا, الق�سيدة مع التعامل يكون اأن الغالب, هو وهذا اأ�سا�ص التوازن بني هذين اجلانبني.. ال�سكل على

وامل�سمون.اأن جتربة جيلك مع ال�صعر, كانت • هل تعتقد ا�صتثنائية, كما كانت من الناحية الجتماعية,

هل ا�صتطعتم التعبري عن هذا التغري الفادح؟ال�سبعينيات اإىل فرتة �سارة فالإ �سوؤالك مركب, -�سق عنها والتعبري �سق, هذا مف�سلية, فرتة باأنها جتعلنى رمبا ال�سوؤال �سقى بني والعلقة اآخ��ر, باأن اأوؤمن كثريا ننى ل املوافقة عليها, لأ اأتردد فى ت�ستتبعها وال�سيا�سى الجتماعى التغري مراحل كيف تعرف واأنت فنيا. موازية مراحل بال�سرورة كل على للرتاجع بداية ال�سبعينيات فرتة كانت الرتاجع هذا ولكن قبلها, مبا مقارنة امل�ستويات ال�سعر. بل على مل يقابله تراجع فنى, خا�سة فى ثائرا ال�سعر فى هذه الفرتة, بداأ اأن اأظن العك�ص. على املرياث الذى و�سل اإليه من رواد ال�سعر احلر ومن اجليل التاىل على الرواد فى ال�ستينيات. هى ال�سعر.. ملفهومه ووظيفته, اإىل النظرة ثورة �سملت كما �سملت بدرجة اأقل بنية الق�سيدة نف�سها. لي�ص هذا دفاعا عن القيمة. مبعنى اأننى ل اأرى فى �سعر اأنه ثائر على اأعلى ملجرد ال�سبعينيات قمة جمالية التغري التمرد فى فرتات فقيمة ال�سابقة. جيال الأل تتطابق دائما مع القيمة الفنية. بدليل اأن ما بقى

من جيل ال�سبعينيات قليل. والذى بقى مل يكتب فى العقد ال�سبعينى نف�سه, واإمنا اأجنز بعد ذلك �سواء

جيال التالية. من �سعراء اجليل, اأو من الأح�سر ي�سعب بكتيبة ال�سبعينيات ب��داأت اأ�سمائها, �سواء فى ذلك من ان�سموا اإىل جماعتى ين�سموا. مل من اأو "اأ�سوات" اأو "اإ�ساءة" اليد اأ�سابع تتجاوز ل قليلة اأ�سماء اأن اأعتقد واأنا هذه وقيمة اجلميع, من بقى ما هى الواحدة �سماء اأن اأ�سحابها قدموا معنى اأن تخل�ص لل�سعر الأ

حتى النهاية.• يقال اإن هناك الكثري من ال�صعراء والقليل من كيف ن. الآ ال�صعر خلريطة قراءة هذه ال�صعر.

تقراأ اأنت هذه اخلريطة؟لي�ص فى ع�سرنا ال�سعر تلخ�ص حال قراءة - هى وحده, واإمنا فى كل الع�سور. اإذا حاولت اأن حت�سى جتد رمبا وحافظ, ل�سوقى املعا�سرين ال�سعراء عدد ن؟ لبد الآ هم اأين �ساعرا. يزيد عن خم�سني ما اأنهم ال�سعراء على اأرى اأنا اأن يكون هناك جنود. تقود بارزة رموز قيادة من لها لبد كتيبة جي�ص, انت�سارات. هوؤلء بها الكتيبة وتوجهها وحترز هذه هم القلة فى كل جيل, اأما البقية فهم جمرد جنود. هم وقود املعركة. وهم اأي�سا �سروريون جدا, بل رمبا اأن ل تكون املعركة �سرورية بدونهم. كان �سروريا لكى قيمة قل الأ ال�سعراء ع�سرات هناك يكون

يكون هناك �سوقى وحافظ.عباقرة. ال�سعراء كل يكون اأن نطلب ملاذا ثم �سياء. ف�سل عن ال�سعر. بل اإن هذا �سد طبيعة الأال�سعراء الكبار هم كبار ببع�ص الق�سائد فح�سب, كان دائما بداع. الإ فى »الندرة« مفهوم هو وهذا فى الفريدة والق�سيدة نادرة عملة املتفرد ال�ساعر

اإنتاج هذا ال�ساعر نف�سه عملة نادرة اأي�سا.

يوليو 2008 50

خمـتـــــارات مـــــــن ال�سعــر ال�سـورى اجلــديـد

فى روؤية نقدية ما بعد حداثية قد يبدو ال�ساعر ال�سوري "اأورخان مي�سر" على قلة اأعماله و حمدوديتها رائد الق�سيدة العربية اجلديدة، باأ�سالة نتاجه �سكال وداللة!. ورمبا ال تبدو الق�سيدة العربية بعد هذا ال�ساعر �سوى تراكمات اأفقية، وتنويعات �سكلية لروؤيته املتب�سرة يف ما�سي اللغة العربية و حلمها باالنعتاق وجماراة الع�سر ولكن بال ادعاء يذكر..بهذا املعنى مل يعمل رواد احلداثة )اأ�ستخدم التو�سيف ل ما انقطع اخلاطئ ل�سيوعه( اإال على و�ساأو رتق ما انفتق من ذاكرة هذه اللغة علها ت�ستطيع جماراة اللغة احلديثة مبحمولها قل.. ال�سكلي على االأ

»ملف خا�ص«

تقدمي:نـدمي الـوزة

ثمــــة اأغنيــــات حتـــرك املــــــــاء

51

ديد اجل

ري�سو

ر ال�سع

ن الت م

تاراخم

�صيف2008

اأن ي�شكر �شعراء املرء املنطلق على رمبا من هذا واأدوني�س املاغوط وحممد ال�شياب �شاكر بدر مثل وبلند احليدري لتمثلهم منطلقات الرومان�شية والرمزية الغربية باندفاعاتها ال�شكلية واأن�شي احلاج و�شوقي اأبي �شقرا لتمثلهما الدادية وال�شريالية كذلك وعلى هذا النحو ميكن للمرء اأن ي�شتذكر جمهودات عبدالوهاب البياتي و�شالح عبدال�شبور يف متثل الواقعية الو�شفية اأو الطبيعية ورمبا برز نزار قباين ومن بعده اأحمد مطر �شعيد على ذلك اأ�شاف وما ال�شعبوية بالتهكمات امل�شتقبلي حتى يف احلراك من املوروثة اللغة مقاربة

ق�شيدة البحور التقليدية..قطاب ا�شطدمت الأ اأحادية الدائرة لكن هذه بف�شل روؤيتها امل�شتعارة وعدم مقدرتها على ا�شتيعاب حركة وبدت خ��ر، والآ الذات بني اجلديل احلراك كما الغربية التجربة لتقدمي اإحلاحا اأكرث الرتجمة هي ولي�شت عرب و�شيط تثاقفي كما جرى يف جملة لول واأ�شباهها.. املذكورة �شماء الأ اأعمال ويف �شعر زمة ازدادت تفاقما مع ظهور الق�شيدة الهجينة اأن الأبكل جمتمعة احلداثة جتربة متثل حاولت التي اأقطابها.. وظهر يف �شورية كما يف غريها من البلدان العربية �شعراء اأكرث ا�شطرابا يف معرفة ما ينبغي قوله. يف يلوح ما �شىء كان ال�شتينيات نهاية مع اأنه غري مع بالتبدد وال�شباب الغبار من كثري واأخذ فق، الأ�شعراء من اأمثال �شعدي يو�شف من العراق وحممود دروي�س من فل�شطني وبول �شاوول من لبنان و�شليم الرواد من تبقى من فا�شت�شعر �شورية من بركات احلاج واأن�شي اأدوني�س فا�شتجمع تنحيهم خطورة ولكن جتربتهما لرتميم طاقة من لديهما تبقى ما الثاين وتراجع النرث ق�شيدة اإىل ول الأ تقدم مع على الدائرة انفتحت وبذلك احل��ر، ال�شعر اإىل على �شوريا يف ات�شاعها على و�شاعد م�شراعيها.. دم�شق يف اجلديدة التجارب من عدد بروز قل، الأبعيدا عن املركز بريوت، واأخذت ق�شائد منذر م�شري دانيال( )هادي الوزه الهادي عبد املتمرد والفتى بالظهور يف دوريات احتاد الكتاب العرب وغريها من

هذه تلقف وبالفعل ال�شورية، والدوريات ال�شحف الكتابة ثم ومن بالرعاية احلميد عبد بندر التجربة على منوالها مع �شعراء اآخرين كنزيه اأبوعف�س، وظهر الثمانينيات وبداية ال�شبعينيات نهاية مع �شوريا يف اأمام ما ي�شبه التكتل ال�شمني من ال�شعراء يرفعون تفا�شيلها يف املعي�شية احلياة راية ال�شائدة الق�شايا واأحالمها املن�شية منطلقا لروؤيتهم، وكما �شار معروفا ال�شالح ريا�س ال�شعراء ه��وؤلء راأ���س على كان ق�شيدة بداع لإ تكتمل مل التي مبحاولته احل�شني م�شتمرة معنوية دللت ذات ولكن واآنية ب�شيطة

فادة والتاأثري والده�شة.. الإ ل�شغر هذا التكتل وب�شبب وفاة ريا�س املبكرة، ت�شتت ال�شعر ال�شوري اجلديد، واأخذ �شعراء الق�شيدة الهجينة با�شتعادة نفوذهم ول�شيما بعد تنقية ق�شائدهم وا�شتفادتها من كل التجارب التي طراأت وعملت على تطوير الق�شيدة ال�شورية برفدها باأحبار جديدة، هذا ما خرية وممدوح ح�شل مع حممد عمران يف ق�شائده الأاأنه لول قليلة.. ب�شنوات وفاتيهما قبل اأي�شا عدوان يف هذه الفرتة ذاتها حاول حكم البابا فعل �شيء ما، ورغبته ال�شعري، م�شروعه جدية عدم ب�شبب لكن للعمل ال�شعر عن ب�شرعة تخلى ال�شريعة، بال�شهرة بال�شحافة والتلفاز. لكن، ويف املقابل ينبغي للمرء اأن �شماء يحتفي بتحولت �شعرية اأ�شا�شية، واإن كانت لأ�شعرية من اجليل ال�شابق، اإذ بداأ هادي دانيال بكتابة اأكرث اجلراح نوري وبدا وفريدة، متميزة نرث ق�شيدة كثافة وحدة تعبري يف ق�شائده الت�شويرية، وكذلك لينا الطيبي، بينما ا�شتمرت هالة حممد يف لعبتها القدمية على واإن نثوية الأ امل�شري مرام مفارقات ت�شبه التي ق�شيدة حتول اإىل �شارة الإ اجليد من ورمبا ا�شتحياء. اإىل اللغة هذيان من املرحلة هذه ع�شيمة يف حممد هذيان الواقع واملعي�س وذلك التحاقا بتطور الق�شيدة

ال�شورية وح�شا�شيتها اجلديدة.. من تبقى من ا�شتعاد الت�شعينيات بداية مع اأعمالهم واأخ��ذت حيويتهم الثمانينيات �شعراء اجلديدة واملخباأة بالظهور تباعا، وبرزت جمموعة من

يوليو 2008 52

�شماء ذات املنطلقات والتوجهات املختلفة، وميكن الأللمرء اأن يذكر ب�شيء من الرتياح اأ�شماء مثل عبد اللطيف خطاب ولقمان ديركي وحممد فوؤاد وفرا�س يف ظهرت جديدة اأخرى واأ�شماء حممد �شليمان وعابد قطريب واأكرم البحرة كفار�س الت�شعينيات، ور�شا عمران وكذلك ميكن احلديث عن اإ�شماعيل ب�شيء واإن الثانية لفية الأ بداية مع ظهرت اأ�شماء من احلذر واإن كان ينتظر الكثري من حممد دريو�س

وجولن حاجي وهنادي زريقة...املحاولت اأكرث اأمام قليال التوقف ينبغي رمبا واأكرثها واأبكرها اجلديد ال�شوري لل�شعر ا�شتجابة ال�شوري الكاتب حماولة بذلك واأق�شد التبا�شا، ال�شعر جتربة اأن يرى الذي باروت جمال حممد العربي ورمبا اأي �شعر اإمنا ينطلق اأو يفرتق اإىل م�شارين اأو ال�شفوية والق�شيدة الروؤيا الق�شيدة هما: اثنني تعرف و�شائطية مبتطلبات م�شار كل ويلزم الروؤية، به.. لكن هذه الرغبة املابعد حداثية �شوف ت�شطدم بحقيقة التجارب التي ملا تتعرف على ما بعد احلداثة بداعي تتلم�س بعد، واإمنا هي يف �شراعها الفكري والإوىل. ال�شبل لرت�شيخ ما ي�شبه احلداثة يف نه�شتها الأورمبا اأكرث من اأوقع حممد جمال باروت، يف ا�شطرابه ملفهوم النقدية اأدوني�س ملقاربات التما�شه هذا، كان الروؤيا الرامبوية وال�شريالية وهي مقاربة ميكن و�شفها بال�شحيحة من حيث النقل عن الثقافة الغربية ولكن حيائية الإ ي�شبه ما اإىل اأدوني�س �شعر يف املرتك�شة اجلديدة للغة العربية وفق ت�شور رمزي وعام للكتابة، اجلديدة الق�شيدة اإىل اأقرب وي�شبح يتطور �شوف بتفاعله مع ظهور �شعراء جدد كنت قد ذكرتهم اآنفا. �شا�س من الفهم قد يكون لدينا حتى وعلى هذا الأن �شعراء روؤيا رمزية اأو �شريالية اأو واقعية ا�شرتاكية الآميكن ذاته وباملنظور باملطلق. روؤيا �شعراء ولي�س مالحظة اأن ثمة بالغة جديدة اأخذت تت�شكل ملقاربة الواقع بداأها حممد املاغوط و�شوقي اأبي �شقرا انطالقا بخطابية بركات �شليم و�شقلها الفرن�شي ال�شعر من غنائية عربية ولكن لتكون اأكرث الت�شاقا بحركة الواقع وجزئياته. وهذا املنظور الواقعي هو ما حاول حممد

جمال باروت نعته بال�شفوية على الرغم من اأنه متوافر يف بع�س ق�شائد ممدوح عدوان وق�شائد هادي دانيال يقاعات التفعيلية اأكرث من توافره يف املبكرة ذات الإ

ق�شيدة �شعراء ال�شبعينيات النرثية..وىل: الق�سيدة اجلديدة - املرحلة االأ

يف احلقيقة اإن مفهوم ال�شبعينيات هو جمرد حالة نقدية قد ل تكون دقيقة، مادام الذين يعتربون من ممثليها كانوا قد ن�شروا معظم نتاجهم ال�شعري يف بداية الثمانينيات، لكن هناك ق�شائد بارزة قد ن�شرت كما اأ�شلفت لكل من هادي دانيال ومنذر م�شري يف هذه عدة من كرا�شا ن�شر قد كان ول الأ اإن بل املرحلة، ق�شائد عام 1973 حني و�شوله اإىل بريوت، مبا يوؤكد على اأن مالمح هذه املرحلة قد �شاغها نتاج هذين ال�شاعرين ومبا يعني اأن تناول جتربتهما قد يكون كافيا �شا�شية للق�شيدة اجلديدة براز التوجهات الأ وحده لإيف �شورية، ورمبا من البديهي اأن تقراأ هذه التوجهات وماذا املرحلية دلئله ملعرفة النتاج هذا خالل من بداعية امل�شتقبلية، ميكن اأن ت�شتمر به عرب م�شريتها الإاأن ول�شيما اأن كليهما ينطلق من روؤية واحدة ترى حولنا من العامل دراك لإ معريف ك�شف هو ال�شعر ولي�س بحثا ميتافيزقيا لكت�شاف املجهول.. لكن مع فارق اأ�شا�شي بني ال�شاعرين يتمثل يف طبيعة التجربة اأكرث دانيال هادي كان ورمبا منهما، لكل الذاتية اندفاعا للم�شروع احل�شاري العربي وحتدياته الكربى الغربي خ��ر الآ من لغاء والإ الهيمنة مقاومة يف والعربي واأزلمهما ، لذلك متاهى لديه الذاتي بالعام يحمل وجودي لبناء ومعمارا حفرا جتربته وبدت رمبا اآن، وهي لذلك هوية عربية متحررة وحمررة يف ا�شتطاعت اأن تقارب مقولت ما بعد احلداثة بعفوية خر وادعاء واأ�شالة دون احلاجة ملزيد من التماهي بالآباهتة رمبا وجد فيها منذر م�شري ما اإجنازاته مبحاكاة خر بالآ والتمثل ال�شتقراء يف الغنائية رغباته يلبي اإىل حد النك�شاف به، مبعنى اآخر قد ل يبدو منذر امل�شطربة واأ�شعارهم العرب املثقفني �شليل م�شري متثلت والتي بالنعتاق ورغبتها مواهبهم اأ�شالة بني

53

ديد اجل

ري�سو

ر ال�سع

ن الت م

تاراخم

�صيف2008

واأن�شي املاغوط حممد ق�شائد يف جتلياتها باأبهى احلاج واإمنا ارت�شت اأن تكون انعكا�شا ملا هو مرتجم ر بها من اأية اإ�شافة ولذلك بدت ق�شائد منذر مفكبالذي ولي�شت نتاج ذات �شاعرة متفاعلة وجوديا تقوله.. ورمبا لذلك قد يكون حممد جمال باروت قد وجد يف هذه الق�شائد ما ي�شوغ مقولته ولكن ليجحفها حقها بعد ذلك حني عممها على جتارب اإنها عنها: القول ميكن ما اأكرث جتارب �شاأنا، اأقل

انعكا�س لرتجمة ما هو مرتجم..املرحلة الثانية:

يف الثمانينيات �شعراء اأهمية تتبدى - 1احلداثية ال��روؤى يف ال�شطراب لهذا حت�ش�شها اإن وهي يديولوجي���ة، الأ توجه����اتها مبختل��ف الفقري الذي يبحث ن�شان انحازت يف معظمها لالإعن فر�شة للعي�س الب�شيط لتحقيق وجوده املعريف وجودية، حماولت من تخل مل اأنها اإل والفني نقدية وحملية.. وعلى اأية حال قد يرى املتاأمل يف ل�شطراب انعكا�شا احل�شني ال�شالح ريا�س جتربة اأو ن م�شك ولكنه البداية يف ال�شبعينية الق�شيدة املرتجم بقول العفوية النفحة بهذه مدارى قل لأاأن ول مرة، لول وتهجني امل�شتغرب وكاأنه يقال لأاأو القارئة، ذلك قد ل يخفى على الذات العارفة ال�شالح ريا�س مريدي اأك��رث وقع لذلك ورمب��ا من ومنهم بداياته تعرث يف ال�شعراء من احل�شني ا�شتن�شاخها اأو البحرة كفار�س تنقيتها حاول لريا�س كان ما اإىل ينتبها مل ورمبا البابا، كحكم اأخذت تتبدى �شيئا اأخرى ال�شالح من توجهات اأنها �شماتها اأهم خرية، ومن الأ ق�شائده ف�شيئا يف ل ت�شتجدي الواقع اأو احلياة اأو حتى الفكرة بقدر اإىل ب�شاطتها وعفويتها ما تاأخذ كل ذلك جمتمعا هم من ذلك اأنها كانت معنية باأن وده�شتها، ورمبا الأتوجه ر�شالة تعني ما هو مكتوب فيها: "يا �سورية اجلميلة ال�سعيدة / كمدفاأة يف كانون / يا �سورية اأ�سنان كلب/ يا �سورية التعي�سة / كعظمة بني اح / نحن اأبناوؤك القا�سية / كم�سرط يف يد جر

الطيبون الذين اأكلنا خبزك وزيتونك و�سياطك / دمك �سنجفف اأبدا / الينابيع اإىل �سنقودك اأبدا الياب�سة ب�سفاهنا ودموعك / اخل�سراء باأ�سابعنا نرتكك ولن / الــدروب اأمامك �سن�سق اأبــدا /

ت�سيعني يا �سورية / كاأغنية يف �سحراء".احلياة ال�شتحواذ على ريا�س احل�شني يف رغبة واملطالبة بها وفقا لنظرة اأقرب اإىل الليربالية يف براءتها من ال�شمات هذه لق�شيدته وفرت ما هي القدمية، اأحيانا، غري وابتكارها والطزاجة يف �شورها الو�شوح اأراده، ما على لي�شتحوذ ال�شاعر ميهل املوت مل اأن

�شيلة قليلة بل وق�شرية كحياته.. فبقيت ق�شائده الأ لعب املوت يف هذه املرحلة لعبته مع �شاعر اآخر قد ل يقل اأهمية اإذ مل يكن اأقوى نفاذا اإىل ال�شعرية معدودة، ق�شائد من تركه ما خالل من اجلديدة جديدة لبداية توؤرخ �شوف املكتملة باأ�شكالها هي للق�شيدة ال�شورية بعد اإرها�شات ال�شبعينيات وبداية عبد �شاعرها مهارة حيث من اأول الثمانينيات، بخ�شو�شية وثانيا ن�شو�شه، بناء اللطيف خطاب يف هذه الن�شو�س وناأيها عن حماكاة اأية ن�شو�س اأخرى، واإن كانت بالنتيجة تعرتف- مبا قامت به- مب�شروعية ف�شحة اخلطابي ال�شرد من اتخذت �شابقة اإجنازات للتعبري والبوح الذاتي مبا يحمله من غنائية �شاخرة،

�شوداوية، بل وفجائعية.. اللطيف خطاب عبد يكون رمبا اأية حال وعلى املرء لدى يرتكون الذين القالئل ال�شعراء من اإىل يعود اإمنا وهذا وىل، الأ القراءة من اآ�شرا انطباعا ونفاذ ال�شعرية مقدرته �شوى لي�س اأ�شا�شي �شيء اأكرث ورمبا قوله. وينبغي راهن هو ما اإىل ب�شريتها العميق اإن�شاته كان ذلك فعل يف تلقائيته اأهل ما ول ادعاء غري من و�شفافية وفهما ا�شتقراء لبيئته، املواربة كون حال يف اإل كالمية مواربة اأو مبالغة ال منها. ورمبا ا�شتطاع �شمة لهذه البيئة ولي�شت تن�شبركات �شليم مواطنه بق�شيدته عن يناأى اأن بذلك يف ما على املكاين، الوجود على ومناف�شه �شبيهه ذلك من مفارقة ماأ�شاوية لكليهما، وكاأمنا بركات هو

يوليو 2008 54

البدوي املت�شبع بالعربية وبالغتها، وعبد اللطيف هو الكردي البدوي الذي يتلعثم بالقول ول يخ�شى اأن يخطئ به.. وميكن بهذا املعنى احلديث عن �شفوية القول وامتالئه ببيئته الهام�شية مبفرداتها وحكاياتها وخرافاتها، بل اإن عبد اللطيف خطاب يذهب اأبعد من ذلك حني يجعل من الهام�شي مركزا ويحاكم الذي العامل طبيعة ن لأ رمبا خالله، من العامل اأن غرابة ل هذا وعلى بدوره هام�شي هو يحاكمه يديولوجي��ات والأ ك��وهم ح��ا�شرا التاريخ يبدو ال�شاعر ذنب يكون ل قد كذلك نهما ولأ كذلك، والعبث لل�شخرية ويدعو ه�شا اأن يكون ح�شورهما الوعي ا�شتح�شارهما يف �شيما حني ول الدائمني، الوعي يبدو هذا واأعالمه، حتى احلداثي ومقولته

غائبا ومي�شي لالنكفاء بدوره. هكذا يتقدم عبد اللطيف يف جتاوزه، وعلى هذا املنوال يتعرف على مقولت احلداثة لكي يعرب اإىل ما بعدها رمبا بال تفكر نظري، ورمبا بال مالمح وا�شحة، قل اأن يفي الق�شيدة اجلديدة لكنه ا�شتطاع على الأ

غر�شها واأن يفي احلياة التي خذلته حقها...2 - �شوف تلقى اآراء حممد جمال باروت اأثرا ي�شبه يكاد املرحلة هذه الثاين الن�شف يف اإيجابيا ولكن اجلراح، نوري جتربة يف خلفته الذي ثر الأفالعتماد وموهبته، ال�شاعر مبهارة ت�شذيبها بعد على الواقع وم�شاهده املفارقة، و�شوره الدالة، ها هو يتكرر مع �شاعر اآخر ل ي�شبه نوري اجلراح وح�شب ول بل ميكن القول اإن حممد فوؤاد يكتب ما فات الأاأن يالحظه اأو يعي�شه، واإذا كان حممد فوؤاد ما يزال باأفكار منذر م�شري، وفانتازيا ريا�س احل�شني، عالقا التقاط ل�شعوبة فلرمبا منهما، بالنعتاق ورغبته ال�شعر من الواقع كما هو، ولرمبا لقناعته مبا يرتكه له هذا الواقع جانبا: "على طرف اخليط الواهي بيننا اإىل اأنذا،من ظلمة / تركت حياتي معلقة، وها اأمامك فقط / كان اأقفز كغراب / كاأمنا اأخرى، علي اأن اأدعي احلكمة / بينما حماقاتي / �سرائط ملونة / األوح بها من �سباك البو�سطة / التي تخ�ض

على الطريق".لقمان اأدرك وحيطته، ال�شاعر مكر مبكره، رمبا ممالك ب�شخو�س بعيدا الذهاب اأنه ل ميكن ديركي بداعي الإ واقعها يف هي واإمنا وح�شب زائلة لي�شت ل تبدو حتت اإمرته كذلك، ول�شيما اأن �شاعرا مثل ن لأ اأول دائما يف طريقه، ميثل �شوف بركات �شليم معطف اأكمام اأحد من خرجت لقمان �شخو�س ت�شتطيع لن نها لأ هم، هوالأ وهذا وثانيا، بركات لذلك واأدواته، لقمان من حياكة ترتديه ما اأن جتد ابتعدت عنه تاركة اإياه حلياته ال�شخ�شية وتفا�شيلها، �شاردة كل عن امل�شتوحد ثرثرة ي�شبه فيما ليغرق وواردة يعي�شها، على اأن تف�شي اإىل مفارقة، اأو دعابة هذه على هي طاملا اعتبارها ميكن اأحيانا �شوداء، الذي ال�سخ�ض "اأيها جميعا: حياتنا يف همية الأطرق بابي خطاأ / دع يل عنوانك / كي اآتي يوما / واأطرق بابك / فرمبا يرق�ض قلبك فرحا / وتعود روحك اإليك / رمبا ت�ستفيق من اأ�ساك ووح�ستك مل / واأنت جتل�ض وحيدا وحزينا / رمبا يدخل االأ

اإىل قلبك / ولو للحظات".املرحلة الثالثة:

يف والغرق للواقع ال�شتجابة هذه عن بعيدا تفا�شيله، اأخذ مفهوم الكتابة بعدا اآخر يف جتارب فئة ل باأ�س بها من �شعراء هذه املرحلة بل ميكن املالحظة اأن فرا�س �شليمان حممد يوؤ�ش�س ملرحلة جديدة من النحدار يكاد ال�شعر فيها يفقد روؤيته العفوية ل�شالح تقوله.. هذا ال�شعر ولكنها لن كتابة قد تقرتب من التقاط دية ق�ش يف ع�شيمة حممد مع ح�شل ما املفارق والفكاهي م�شتفيدا من تقنيات الهايكو بعد ت�شطيحها كعادته يف كل ما يكتبه وبعد جتربته ال�شابقة مع اأ�شداء من الق�شيدة ال�شوتية الفرن�شية. وهذا ما قطريب اأكرم مع اأخ��رى، بطريقة واإن �شيح�شل، غا يف تو�شل انزياحات لغوية كان اأدوني�س وخ�شر الآقد وال�شبعينيات ال�شتينيات �شعراء من ومريدوه خ�شر من جعل الذي احلد هذا اإىل ا�شتهلكوها يجتهد يف هذا امل�شعى النتقائي للتاأكيد على ما هو

55

ديد اجل

ري�سو

ر ال�سع

ن الت م

تاراخم

�صيف2008

متجاوز من �شعرية ال�شورة وتوليف اجلملة ا�شتجابة للروؤية النزياحية الغربية فهدر وقته ووقتنا مبا متت يجد مل ورمبا الذاكرة. اأجندة يف وتبويبه قراءته اأكرم قطريب ما يفعله بعد ا�شتنفاده لقراءة اأدوني�س حممد فرا�س باأمريكا لاللتحاق ي�شارع اأن �شوى لها تنبه رمبا بنائية باإيجابيات ولكن وهلو�شاتها عابد اإ�شماعيل عله يجاريهما بهذه املناكدة اللغوية وبالغية اإن�شائية وتوريات مبفارقات ولكن للواقع م�شري منذر بدايات يف م�شت�شاغة كانت رمبا لحقة �شعرية اأمام طويال ت�شمد ل قد لكنها اإ�شماعيل عابد بداأ لغة ودللة.. هكذا اأن�شر هي نكليزية الإ بلغته مدججا ال�شياق، خارج وكاأنه وح�شا�شيته العالية بتمثل كل ما قراأه من خاللها، ول�شيما مبهارته الوا�شحة يف بناء الق�شيدة وانتقاء هو مرتجم ما على املرء اطالع لول ورمبا �شورها، مريكي والغربي عموما، لبقي مبهورا من ال�شعر الأبا�شتعاراته امل�شتقاة من اأكرث من �شاعر وجتربة ورمبا هذا ما يف�شر تعدد اأ�شاليبه وانقالباته ال�شريعة بني ق�شيدة واأخرى واإن كانت �شعرية غن�شربغ اأكرثها ح�شورا وحيوية. ورمبا فعل التمثل هذا هو ما جعل ن�شائية يف الإ الكتابة نوع من اإىل تنكفئ ق�شيدته مقاربة الواقع وتفا�شيله ول�شيما اأنها مل تكن غائبة وىل على اأية حال.. هذه ال�شناعة عن ق�شائده الأ�شيئا قراأ قد يكون األ ب�شرط ما اأحدا تعجب قد

مماثال، مرتجما واأ�شليا من قبل!..ق�شيدة اإجن��ازات اأهم من يكون قد اأخ��ريا احل�شور م�شاحة ات�شاع �شوريا يف الت�شعينيات مكتفيا كان اأن بعد بداعية، الإ وفاعليته نثوي الأنثى املحاباة مبا هو اأنثوي حقا، باملعنى ال�شعيف لالأامللحوظ الحتفاء هذا من الرغم فعلى واملدللة، اأنها اإل ال�شفوية ومبالغاتها مرام م�شري مبفارقات ال�شاعرات من اجلديد اجليل ت�شتهوي تعد مل اللواتي اأخذن مهمة ال�شعر على حممل من اجلدية قل، بل اإن جهدهن قد متيز بهذا بداعية على الأ الإتكون تكاد �شعرية جملة ن�شاء لإ اللغوي امل�شعى ح�شن.. ورول حممد وهالة مرام لدى مفتقدة

هو الق�شيدة و�شرد اجلملة بناء يف التميز هذا ورمبا ما عزز من �شاأن حماولت ر�شا عمران اأكرث من اأي نثوي الأ املنحى ذات يف تدور مادامت اآخر، �شيء على دع، ميا�شة تختلف ل ورمبا ال�شورية للق�شيدة الرغم من ن�شوج جتربتها، اإل بهذا النزياح البالغي ل�شتق�شاء دواخل من�شية كادت اأن تفر�س ده�شتها �شيلة لول اأنها، ها هي ت�شيع، بدورها، يف متاهات الأ

اإن�شاءاتها املتكلفة وامل�شطنعة.. البداية اجلديدة:

نثوية الأ بفورتها ت�شتطيع زرقة هنادي وحدها املابعد بق�شيدتها متنح اأن الثالثة لفية الأ بداية مع للمراأة واملتحررة احل��رة الندفاعة هذه حداثية، اجلمالية اأبعادها ق�شيدتها بذلك لتمنح ال�شورية، مرة ول لأ ورمبا بعد، امل�شتك�شفة غري ورمبا املحتملة النحو هذا على اإبداعية مغامرة اأمام نف�شي اأجد ن ذاته. لي�س �شالة والتحقق يف الآ من التما�شك والأن املراأة املنتظرة، اخلائفة، امل�شتجدية، التي ل ترى لأوا�شتعطافها وكذبها ادعائها خالل من اإل العامل �شطوع اأمام املمجوجة بظاللها تال�شت قد للرجل، ن لأ واإمنا وح�شب امل�شيئة وحرقتها هنادي ق�شيدة تنت�شب اأن ك�شاحبتها ت�شتطيع الق�شيدة هذه وبالطبع غيابه، اأو الرجل بح�شور ن�شانية الإ بقامتها ن للمراأة دورا م�شاويا لي�س لنتقا�س اأو مزايدة واإمنا لأكيفيته، واإمنا يف وح�شب القول يف لي�س احلياة، يف ورمبا لذلك كله �شوف تبقى ق�شيدة زرقة اأنثوية بكافة

املعايري ول�شيما اجلميلة منها..قدرها، زرقة على ق�شيدة هنادي تبدو اأن لكن يبدو قد جيلها من �شاعرا اأن اإل الوعد، طور ويف م�شتعجال، ول�شيما اأنه يف ا�شتعرا�شاته املبكرة يكاد جولن ي�شتطيع ورمبا اإ�شماعيل، عابد جتربة يحاكي حاجي من تفا�شيل حياته وذاكرته اأن يو�شع م�شاحة �شردياته يف خ��ر والآ احلني بني تلمع التي ال�شوء التي ت�شتنفر جماليات �شليم بركات وعبد اللطيف خطاب واأعتقد اأن لديه من الثقافة واجلراأة ما ميكنانه

من جتاوز ذلك.

يوليو 2008 56

عندما الروح انك�سرتخنجر التاأويل

طلق غمده بثالث طعنات-1-

تخيل واأنت املحراث يف حقل ظماآن وراء مكتب يتنا�سل �سجرا،

بندقيتك ابتل ر�سا�سها واأنت يف مرمى قنا�ض ..

تخيل وبني ذراعيك اأفق يتثاءب فجرا، زمنة والقارات م�سري من طوى االأ اإىل بالد خارجة على القانون

عندما تبكي .. تذرف عيناها مرايا تعك�ض خرائب الروح!

..........تخيلني اإذن

يا قارئ الف�سائيات من »اجلزيرة» اإىل »روتانا»والعروبة �سفينة غارقة ، والعرب

توزعتهم اجلهات يف قوارب جناة من ملح ، وال�سالم

م�سن خلنجر داوود، والقد�ضه بدم ال�سحايا كمني مو

ج ! ج .. واملتفر يقع القاتالن فيه : املهر

- 2 -تخيل؛ النباح يحتل اأذين

والعرب يعربون اإىل اإيوان يزدجرد الثالث نهرا من الغباء

كانت احلجارة تر�سح لهبارحاها يدير مع�سرة يف دما ينزف والزيتون التي من جنازير الدبابات بغل بقلب عفن من

خيوط التلمود كم هتفت : اأيها الدرب الذي ال ينتهي

اإالم اأم�سي وحيدا ؟!...........

م تخيل واقراأ كتاب الد دم الكلمة التي يف البدء ذبحت !.

- 3 -لني ب�سيجار كوبي تخي

ه بني احلانات النظيفة اأتنز ومتكئا اإىل طاولة بكر�سيني

اأنتظر �سديقي » فيديل كا�سرتو»با روحي مرط

رتها »روزا لوك�سمبورغ» برذاذ جعة خميف ال�سوارع اخللفية لربلني قبل انهيار حائطها

وا�ساألني: ما الذي يفعله الرتاب بالب�سر؟.

تخيال، اأنت واأناهادي دانيال

خمتــارات

57

ديد اجل

ري�سو

ر ال�سع

ن الت م

تاراخم

�صيف2008

- 4 -اأنا الذي ال اأوقف الوقت وال اأجري وراءه

عندما على رماد روما

ي�سرم نريون قيثارته وي�سدوعندما

يكة املزابل للدوال�سواهق للبوا�سق

- 5 - اإنها الواحدة بعد منت�سف الليل

خبا بار ومطعم موم�سات �سغريات يزدن املكان �سو�سديقي الفيل�سوف ينه�ض كل خم�ض دقائق

لقاء الفقرة عينها من خطاب ال�سهيد الإ على ال�سكارى

واأنا حلظة بعد اأخرى اأزداد قلقا واأرقامبراقبة طفل مل يجاوز اخلام�سة من عمره بعد،

يقلب عينيه املرهقتني حائرا حولهوهو يتململ على ركبتي اأبيه املن�سغل عنه

مبنادمة مثل كوميدي ..بعد منت�سف الليل

قبل اأن نعدم عرب الف�ساء من عنق الذي م�سى

عايل رواحنا يف االأ كاأ الأ متو�سط �سجيج ال�سمار.. ودخان �سجائرهموروائح اخلمور التي متتزج بعطور رخي�سة

ملوم�سات نبيالتومن نافذة عالية يف احلانة

كانت تبدو �ساحبة جنمة ال�سباح البعيد !

ككمال كماال الغيب �سياف يتخذ اآن �سرية، االأ الــريــاح وتركع ، الظالم الذي ترى هادئا يا عيناك، تغرورق ق�سمة ـــد ب االأ مــن وتكفيك ــرى، توملاذا للوقت، تاأ�سى فلماذا واحــدة،

ت�سرب بحافرك على رخام بط�سنا ؟يا حمار،

يا جدال الك�سل املربك، تلفت بعينيك لن فاإنك واأطبقهما، اإلينا، الناع�ستني تظفر بروؤى مثلنا قط ؛ روؤى مت�سي على يا حمار، يا الثلج، ديكة ها جتر زحافة

�سظايا كاأ�ضارتخت يد الندمي عليها فهوت يف الفراغ ا�سرب تت�سظى، اأن قبل عــام مائة ا�سرب باأذنيك، اإ�سرب بحافرك، ال�سارحة اليقظة هذه املربك بالك�سل اأغفى فقد واغــف، خوذاتنا، حتت

الوقت ـ ترجمانك الغا�سب.وديع اأنت ، وتغرورق عيناك .

احلــمار�سليم بركات

يوليو 2008 58

نريد اأن نعي�شمن �سحن يف اجلوع خبز لنا قدموا لقد

الكري�ستال الالمعن بطوننا ال�سغرية ال ت�ستطيع الأ

ر�ض الغذائية اأن تتحمل كثافة منتجات االأمن تابوت يف ر�ــض االأ جثة لنا قدموا لقد

املرجانبدعوى اأنهم ال يعرفون كيف ميكن حفر قرب

الئق بهاوبئة لنتمكن من املحافظة لقد قدموا لنا االأ

على �سغط ال�سكان يف املدن الكبريةمبعدله املتو�سط

بقتل لنت�سلى الر�سا�ض لنا قدموا لقد اأنف�سنا

بدال من اأن نت�سلى بال�سطرجن و املطالعةو النزهات و اخرتاع طرق جديدة للتقبيل

اأما نحن فال ن�ستطيع اأن نقدم لهم احلبننا نريد اأن نعي�ض. الأ

اطمئنانحجر بعد حجر

لن اأ�سقطكمدينة حما�سرة

ورقة بعد ورقةلن اأ�سقط

ك�سجرة يف اخلريفجثة بعد جثة

لن اأ�سقطيف مذبحة علنية

حتت ظل القانوناأمام دبابات االمربيالية

ح �سعر قلبي �ساأ�سرو اأنظر اإىل املوت باطمئنان.

الرايةانظروا اإليه

انظروا اإليه فقطلقد تف�سخ ج�سده

منذ زمن بعيدوما زال يحمل راية احلرية.

ق�سائدريا�ض ال�سالح احل�سني

59

ديد اجل

ري�سو

ر ال�سع

ن الت م

تاراخم

�صيف2008

حلب)1(حيث الر�سائل حمبو�سة يف �سناديق الربيد

والعابر،خر، من مقهى الآ

ي�سرب القهوة ماحلة.ال�سجر ينه�ض

حجرا فوق حجروال�سرية القدمية

مل تعد تنفعيف تزجية الوقت.

�سالما اأيتها احل�سرةالتي ت�سعد الطاولة

النادل�سيطيحك

ب�سربة واحدةمن خرقته املت�سخة!

حلب)2(بدت احلياة من علو �ساهق

لكن اأحدامل ي�ساأ اأن ي�سدق !

حلب)3(رمبا لو اأن الكامريا اقرتبت اأكرث

فاأكرثفاأكرث

فاأكرث…لو ابت�سامة على الوجوه

عري�سة ر�سمتوال باأ�ض من اأحد ي�سحك.

الكمان من بعيديثري ال�سجنومن العمق

ينفر �سرب احلمام..

اليوم خمرم�ض خمر باالأ

..واأنت ال�سبيل

..ن؟ ما الذي ينق�ض امل�سهد االآ

لو اأن الكامريا اقرتبت اأكرثفاأكرثفاأكرثفاأكرث

حلب اأي�سابني ال�ساعة التي تدق الفجر

وال�ساعة التي تدق الفجر�سود قما�سة اخلياط االأ

وهو يروح ويجيءيروح ويجيء

برة عميقا ثم يغرز االإيف اجللد ال�سلب

..لي�ض ثمة

من يحرك املاءالذي هو اآ�سن.

حلبحممد فوؤاد

يوليو 2008 60

منظربغفلة كبرية اأعطوا ظهورهم البت�سامة النادل

تركوه فري�سة احلرية. �سحية ال�سرحان.مدبر التقابل

الذي وجد نف�سه مك�سوفا، بال رحمة.

رجلهوذا

يف �سارع الكومودوريتلفت

و ي�سحكو يكلم نف�سه

رجل اأفلت من اخليطو �سرح كالبلبل.

ق�سيدتاننوري اجلراح

بائع ال�سحف ال�سغريالذي كان ينظر بده�سة

اإىل �سور الروؤ�ساء امللونةو يلعق �سدور زوجاتهم

اأ�سبح رئي�سا للوزراء و مل يتزوج

و اإمعانا يف احلذر اأو�سى ال�سحف بن�سر �سوره

�سود بي�ض و االأ باالأفقط .

األوانحكم البابا

ق�سيدتانمنذر م�سري

اأعياه تق�سيم ال�سماء اإىل مربعاتوحماوالت ح�سر عدد واأنواع

النجوم والكواكبومل يجد بعد كل ذلك

جوبة . اأقل ما يحتاجه املرء من االأر�ض ة اأخرى اإىل االأ فعاد مر

لري�سم اخلرائطحذية .. وي�سنع االأ

ق�سى حياتهيف حروب قامت وما قعدت

ه الغرائز بني اأمواأبيه العقل .

وقبل اأن ميوتفوجئوا حني اأ�سر لهم

باأن ما قتله هواأخته العاطفة ..

61

ديد اجل

ري�سو

ر ال�سع

ن الت م

تاراخم

�صيف2008

هذا اخلوفهاال حممد

اأ�سغي ل�سوت الريحبدية؛ ي�سمعني اأ�سداء نحيب من االأ

اأ�سغي حلوار الريحوراق امليتة، مع االأ

... ... ...اأ�سغي لدموع ال�سمت

تهدهد وجه ال�سيخوخة؛اأ�سغي اإىل تلك اللحظة

�سوف تاأتي...... ... ...

اأ�سغي ملن ميوتون مر�سى،اأ�سغي ملن ميوتون جوعى،

اأ�سغي ملن ميوتون بال�سجن،اأ�سغي ملن ميوتون بال�سالح،

ن�سان اأ�سغي لنهاية االإمن غري اأن يبداأ وجوده...

يحدث اأن...ندمي الوزه

يف ال�سارع مام �سر! اإىل االأاأو اإىل الوراء !كما ت�ساء ...

لكن ...ال تلتفت !يف ال�سارع

ذات اليمني وذات الي�سار

على هواك

...ال تتجه ! .

اخف�ض راأ�سك�سفلت اإىل االإا ه اأي�س اخف�س

ه .. اخف�سال تخف !عينا بعني

�سفلت مع االإهذا اأنت.

يوليو 2008 62

وعلى طرف من الوقت تنحدر اأع�ساء متخرثة

ج�سور../ ترقد يف هياكل ال�سمت ر�ض.. فيما تبقى من وجه االأ

خر حلروق املاء الوجه االآلهذياين/ ينز كمثل جروح يف الذاكرة

ن.. واالآبدء موحل

جريان مقطر باجلدران و�سال�سل الع�سر

اإنه البيت... - يا اأيها النازل من اآفاق ذرية

الطالع من عقل الكرتوين مبقع باأفواه املوتى-

اإنه البيت/ الكائن البيت/ الغائب

تي االآاآتيا من غياب الدهر يف �سماء

من دميومة تتمطى على عنقي، تبحث كتاف اللغة.. عن معطف الأ

- اأبحثك، واأدثر اأطرافى ببيا�ض املوج زبد لل�سم�ض

ر�ض.. واأنكر ما تبقى من وجه االأخر حلروق املاء الوجه االآ

يف جحيم كمثل ي�سيل ــاين../ ــذي ــه ل

الذاكرة. ن.. واالآ

نافذة �سمت

ظل هواء ناحل اأبذله على عتبات ال�سرق

�سرق - خ�سخا�ض ينمو يف جرثوم اللغة

ويف جذور حطامي.. هذا اجلذر/ الكائن

اجلذر/ الغائب تي.. االآ

مك�سو باأجرا�ض اللغة وحبة من �سرة الدمع..

- اأجمعك، واأجزئ اخلارج من راأ�سي

ر�ض.. الداخل اإىل وجه االأخر حلروق املاء الوجه االآ

لهذياين.. / يندلع كمثل طوفان

ال يندمل..! رمبا... ذات بع�سي

رمبا يف هنيهة ما، ذات قدم تتهياأ، لتثقب

عينا قاب�سة على

هذيان ال يندملميا�سة دع

63

ديد اجل

ري�سو

ر ال�سع

ن الت م

تاراخم

�صيف2008

اأر�ض.. رمبا يف هنيهة ما،

لئ بيبا�سه املوحل- لئ- املتالأ ذات فم متالأين�سلخ عن نخاع مغرب

عن نواتي املنزلقة كمثل �سماء لزجة..

ال�سماء املتق�سرة عن هواء نحا�سي عن هاوية ../ جترجرين ملء بع�سي..!

هاأنذا.. )اأقفا�ض اآدمية تدور حويل، تهيم

على اأبراجها، تنتمي اإىل �سالالت للع�سر..( هاأنذا../

اأبعاد ذائبة نحوي، جتري اإىل اآخري

بقية من عن�سر- اأر�ض مل يتفتت العن�سر يف جزئي ذات قدم معر�سة على دهر

دهور من موت واأفواه ظل..

ذات فم../ يلت�سقني يف بع�سي اأنح�سر عن اأزرق للنخاع

حمو ل�سريرتي، �سماوات من دمي.. تهوي!

يا ذات بع�سي تتهياأين لبقية من �سالالت ال�سمت..!

يا لغة �سوداء تفوح حلظة

كوين..

مازالت اأمك على قيد احلياة.مازال ذلك الرجل ال�سر�ض

يحبك وي�ساجع امراأة اأخرى.مازالت اأزهارك تخ�سر

رغم اإهمالك املتعمد لها.ما زال اأ�سدقاوؤك يغادرون

خر واحدا تلو االآدون م�ساكل / دون ذكريات حميمة.

ن ال تبدئي بالعويل االآلن يذهب بك حذاوؤك / اإىل اأي مكان

خر هو االآبله االأ

�سيظل ملت�سقا بك.مدينةمدينة �سيقة / ال تت�سع يل

خي ال�سغري ال ت�سلح الأيف مدينة اأخرى

يف �سرير اآخر كنت امراأة اأخرى

تاأخرت / تاأخرت علياأطفاأت اآخر اأعواد الرغبة

اأغلقت نوافذ اجل�سدلن تهب قريتي ال�سغرية

علي مدينتك ال�ساحبة كل �سباحعليك اأن تغادر

جف الهواء / ومل يعد بو�سعكاأن تركله بعيدااملدينة اخلائنة

�ستن�ساك / على عجلتربي اأبناء جددا

تعطيهم ثديها وتخنقهم به.

ن ال تبدئي بالعويل االآهنادي زرقة

يوليو 2008 64

نحن كائنات ال�سرافي�ض ال�سريعةبخم�ض لريات ن�سعد جلجلة الوقت

وبخم�ض لريات نهبط على بئرناونكت�سف احلادث املروع للكينونة

بخم�ض لريات تزهر مراتنا باملعزينواأقاربنا باأظافر بلورية

اأ�سكالنا ال�سعثاء تزهر على املقودمع ال�سائق ال�ساغط على ال�سرعة

ال�ساغط على عنق الوجودون�سرع كالربق اإىل حتفنا

نهبط ن�سعدر�سفة مدروزين باالأبواب الطائ�سة وباالأ

كرث من عابر والرثثرة املعدنية الأاأعماقنا تنام على ندمها

وتلمع كنقود مزيفة�سرودنا يندفع كنافورة خمتلة

وي�سفح الغمو�ض على اأكرث من ر�سيف

فق- روؤو�سنا حم�سوة ب�سرير االأفق امل�ساب بارجتاج ال�سم�ض. االأ

�سوت فريوز يرن يف حزنناوحزننا يربق من �ساعاتنا

األف ذكرى تربق على عجلوترتك و�سمها على عداد ال�سرعة

�سرافي�ض �سرافي�ض �سرافي�ضيعرفنا ال�سيف من غيومنا ال�سريعة

والبولي�ض من تلفت اأرواحنا

يعرفنا الياأ�ض من مواعيدنا امل�سطوبةومن رذاذ خفيف يهطل على حزننا

مقو�سة ظهورناونحن نهبط ن�سعد

مقو�سة �سماوؤناونحن نطوي اأكرث من غيمة يف جيوبنا

مقو�سة اأرواحناونحن نعرب اأكرث من حادث …

ا يف احلدائق ولنا عمرنا الق�سري جدنبت�سم ل�سارات املرور

ولل�ساحنات الذاهبات اإىل حروب جمهولةدمنا وديعة الدوالب لدى ال�سائق

افي�ش �سرعابد اإ�سماعيل

65

ديد اجل

ري�سو

ر ال�سع

ن الت م

تاراخم

�صيف2008

وديعة الكا�سيت لدى احلادث

دمنا على اأ�سابع النهار-على ثياب ال�سائق ونظارتيه.

وحو�ض فوالذية تندلع من اأفكارنااأ�سجار جرداء تهرب من ذكرياتنا

من عراء اإىل عراء نهب مع املارة ثم ن�سل منتهى �سحونا

حتت ج�سر جمروح بالتمائم -ما اأقربها- حياتنا- اإذن اإىل اإهانة تبكي.

بيدين من رملنقب�ض على املاء.

عالن نرى م�سرينا معلقا على لوحة االإي�سيء وينطفئ …

…مثل ذهابنا واإيابنا يف املاأ�ساة.مثل ريح �سافية يجرها قاتل

مثل قمر ي�سيخ يف م�سح مثل ع�سافري تطري من اللوحة …

�سرافي�ض �سرافي�ض �سرافي�ضتطلق وعوال يف الدفاتر

ذاعات وقتلى يف االإومعزين يف الق�سائد.

جملةين �سئم الأ

األعب بجثتييف غرفة اللغةنارة ال�سيئة االإ

نني اأكرث كاآبة والأمن غبار بعد جمزرةاأ�ستطيع اأن اأتخيلني

يف �سوق اخل�ساربيدي جناح خ�سة اأخ�سر ..

جملة ال تفيد اأحدا.حكاية

هنا ميكن يل اأن اأحكي يام عن ق�سوة كل االأ

عن اأمل ال�سر�ضاأمل الظهر

اأمل اخليال الذي يجفال اأريد اأن اأبقى هنا .. ال اأريد اأن اأغادر .

هكذا ، بعدما قطفت الكثري من ح�سائ�ض العمق

وحاربت طواحني اليقنيا يل اإىل حياة اأخرى �سق مر الأ

حد انتهيت اإىل ميت يلمع زجاج االأفال يرى االثنني.

نوافذفرا�ض �سليمان حممد

يوليو 2008 66

مثل حمامة تائهةعلى املبعرثة الــدمــع حبات اأنــقــر كنت

اأر�سفتهاكان �سمتها الغريب

يحالف روحي كداء مزمن�سهى من الذي اأحب اآه اأيتها املدينة االأ

�سد حجارة من قلبه االأاأدخليني نهو�سك ال�سباحي

قا�سميني ملم�ض �سوئككيما اأوقف هذا الليل الذي

يرع�سني كطفل خائفثم اخف�سي يل

جناح الوح�سة من كل هذا احلبو دعيني اأ�سند وجهك ببع�ض قلبي

لنغن هذا النحيب مراتالذي ال�سمت بهذا تكتفني ن االآ لعلك

يذرعك بخطواته الكئيبةلعلي �ساأعرف اأن اأهطل

يف �ساطئ اقرتايف هذا الع�سقكاملوج املالح

كنت كلما اقرتب الغياب باأغواره البائ�سةاأقرتب منك

كنت اأعرفك �سوتا �سوتااأختربك يف كما الده�سة

اأ�سري يف ليلك الغام�ض بال عيننيينبغي اأن يكون كالما يف منتهى ال�سوء

اأن يكون قوال ي�سيل من�سرفة تفردك كما الفجر

غري اأن الوقت كان اأقل من قلبيعرف اأنك الظل امل�سطرب الأ

على جدران احللموكمثل حمامة تائهة

كنت اأهدل على اأر�سفتك الغافيةتغر�سني يف وجهك ال�سجري

�سهوتك القلقةح�سورك الذي يخرتقني

و كنت اأ�سقط عن حباتك الليليةكحبة تني توجعها نكهتها

اآنذاك�سئتك و�سادة قرب اإغفاءتي

لوال اأن يديك اللتني من �سوءرق مدتا �سرير االأكاأنك الذي اأحبه

بعينني الوقت نعرب اأن معا علينا ــان وك

اأهطل كحبة التنير�سا عمران

67

ديد اجل

ري�سو

ر ال�سع

ن الت م

تاراخم

�صيف2008

غافلتنينك اأنت اأي�سا الأ

حتبني الزمن ين�سج بال ذاكرةاآه اأيتها ال�سهية

زرق وجهك الزيتوين هذا الالنهائي االأمزوج بنكهة الزبد

خطوة متعرجة بني �سوتك الكثيفو اخلط القدمي ل�سالتك امللحية

كاأنك اأناتعتقني روحك

يف الدن املك�سور ذاتهراك كما ينبغي اأن اأتيه فيك يلزم الأ

واأتلم�ض وجهك بال اأ�سابع�سبهك كما ينبغي يلزم الأ

اأن اأبداأك باأطراف قلبيخر حيث حتاولني املعنى االآ

لتواطئك مع هذا اجلمالن اأمام يدي و ها اأنت االآ

�سهيةغام�سة

كاأنك الذي اأع�سقهتعك�سني ظلكعلى ماء قلبي

ثم مثله�سابعي متنحني الأ

الغياب.

مهدك ق بال�سكاكني و املق�سات مطو

يا ابنا وحيدا بني بنات كثريات.

تت�سلى بك الورقة الفارغة

ت�سعل بالكحول ن�سلك �سود و ت�سيء م�ساك يف املنزل االأ

هناك ،

اأ�سررت كل ليلة هام�سا تقول :

ال ت�ساأل املزيد، عد اإىل البيت .

ر�ض ، ههنا ، على هذه االأاأنهكك احلب فا�سمت .

خري اأريد احتفايل االأ

يف ح�سن النار هادئا

كجنازة يعد م�سيعوها �سابع على االأ

ا جافكن�سيج بال دموع .

املنزلجوالن حاجي

A-PDF Merger DEMO : Purchase from www.A-PDF.com to remove the watermark

93 �صيف2008

فـتنـة النـاثـرحمـــاولـة و�ســــل �سفتي �سعادة حممود حامد

تركيب لغوى اآخر حممد العبا�سخمتـــــــــــارات

وديع �سعادة

مقعد �ساعر غادر البا�س طارق اإمام

الن�صيد

ذات تتحدث نيابة عن اأ�سباحها حممود خري اهلل

يوليو 2008 94

حممد العبا�س

تركيب لغوي اآخر حلياة وديع �سعادة

اآخر غري متداول منك. لتف�صح عن جانب اأخرى اأنت تنكتب مرة ها يا وديع! اأراأيت عن كينونتك املتخيلة رمبا، فالذين يعتقدون هذا االعتقاد الرا�صخ باللغة، بال�صعر حتديدا مبا هو »اللوغو�س» اأو الكلمة اخلالقة، هوؤالء ال يكفون عن االنكتاب، وبت�صور مي�صيل فوكو، هم اإمنا يكتبون كي ال يكون لهم وجه واحد بعينه، فمن ينكتب على الدوام كمن يريد التاأكيد على

اأ�صالة الهوام امل�صرتك بني الكتابة واحلياة.ذلك ما ي�شميه مي�شونيك يف اأحوال ال�شعرية »حركة الكالم احلياة».كاأن الكائن املقيم خلف ذاتك املتكلمة ال يريد الثبات على فكرة قارة، اأو ال يطيق اأن يظل »هو» با�شتمرار، لتتاأكد دينامية الروؤية الفرويدية »حيثما يكون عادة اإنتاج ذاتك، ففي خرى الإ نا اأن يكون» فمنذ اأول عبارة �شعرية واأنت جترتح املحاولة تلو االأ الهو، ال بد لالأرجح، اأن اأعيد تركيب نف�شي. اأفككها قطعة قطعة، ، على االأ »ن�ص الغياب» راودت نف�شك بعبارة �شريحة »علي

اأرمي اللعني منها واأركبها من جديد. لو اأن النف�ص اآلة، لو اأين فقط اأرى قطعها». وها اأنت تعلنها مرة اأخرى يف اآخر حماوالتك ب�شيء من التاأكيد، لكاأنك بهذا التلفظ الق�شدي وال�شريح ال�شمك قد اأدمنت حالة البحث الدائم عن معناك احليوي، من خالل ما �شماه هايدجر » الكائن هناك». اأجل الهاج�ص من خالل ن�شاين اخلا�ص زمنا ومكانا، كما يتبدى ذلك يا وديع، الكائن املعني بتحقيق وجوده االإمر بالكتابة، اإذ ت�شلم املبادرة للكلمات، وحيث مر حني يتعلق االأ ع بذاتيتك، فهكذا يبدو االأ وعيك بالن�ص املر�شتطلق العنان لذاتك النزاعة ل�شخ�شنة الوجود، انطالقا من ذلك احلدث املركزي الفاجع. ترتكها و�شاأنها، حرة، طليقة، بل �شريدة لت�شتوي فيما ت�شميه »البال» كما جت�شدها عباراتك الذائبة يف خفة �شعورية ملذوذة »ار�شم

نف�شك نهرا، و�شل». �شعور اخلفة الفارط هذا، بتحليل غا�شتون با�شالر »�شعور واقعي للغاية! مفيد، ثمني، وموؤن�شن» كما تفر�ص لي�ص تبثه فما �شعادة» وديع حلياة اآخر »تركيب �شميته فيما وجمايل ح�شي ب�شخاء وتبدده اللغوية، هيمنته اإح�شا�شا �شرفا يعرب عن ذاته كيفما اتفق، وهو لي�ص طريقة يف التكلم قد ال تعرب عن �شيء، كما ي�شيء جريار �شلبة. نعم يا وديع اإنه اأ�شلوبك التاأثريي الذي ال تتوب عنه، مبا هو تقنية كتابية وروؤية فكرية، جينت مفهوم االأ�شوات التي تتح�شد ب�شعروية �شاطية لت�شكل مو�شوعك. اإنه »اأناك» املفكر، كما تف�شح عنه ومبا هو ن�شيج من االأ

ح�شا�ص والتفكري. طريقتك يف االإخطابنا كله زلة ل�شان مبعنى ما. هكذا يحلل جاك الكان ال�شريورة االنزالقية وااللتبا�شية للغة، فلي�ص مبقدورنا ن املعنى هو نوع من التقريب، اأو هكذا يدفعك �شعور يا وديع اأن نعني بدقة ما نقوله، اأو اأن نقول بدقة ما نعنيه، الأا باملعنى املتخيل، وعليه يت�شعد اخلفة ال�شاطي ذاك لت�شد الوجود املادي بلعبة اللغوي، وتقو�ص املت�شيئ ح�شي

95 �صيف2008

والنظر ذاتك، من االن�شالل على وقدرتك الوجداين، ل�شطوة اجنذابك تركيب �شيعيد »قال نف�شك اإىل به وتتودد ت�شت�شعره ما من خالل اإليها )اأناك( ما زلت م�شتغرقا يف مناجاة اأنك الن�شيم» مبعنى ت�شبه حياته كي والوجود، بالذات الوعي الناهي، حيث ولي�ص الناعم مر االأ فعل برهافة املتاأتي من خيلولة احلامل املتيقظ »دع عينك يف مكانها .. واأغلق الرمو�ص .. قد ترى عابرين كثريين على جفنك.. وكونا باأكمله يف عماك» فكل ما

هو جميل ينبغي اأن يكون واعيا، كما حلم يوربيدو�ص.هكذا اأنت يا وديع، رهيف لدرجة اأنك تراود نف�شك مبحو حتى »الظل نك تتكلم عما ع�شته وتاأملته، ال عما فكرت فيه اأو الذي ر�شمه عبورك» الأ

ا - تاأويل املفتاح ال�شعري حلياتك ككاتب، حيث تخيلته. تلك هي النواة الغنائية لن�شك، اإذا جاز يل - نقديجهاز على ما تبقى من تفكريك امليتافيزيقي، اأو هنا ميكنني التاأريخ لبداية انغرامك ا�شطرك حدث »الغياب» لالإ

�شكال الق�شوى من الوجد، والذهاب بالذات اإىل اأق�شى احتبا�شاتها ال�شعورية. باالأاأو القدر الكلي، اأو الوجود باأن يكون جزءا من الكون ذلك هو حال الكائن الفرداين، الذي ال ير�شى نطولوجية، املتاأتي ويعاند كل ذلك لفر�ص ذاته، اأو هذا هو ما يف�شر تراجيدية املعنى املرت�شب يف مقوالتك االأمع اأوجاعك الذاتية، وال�شاطية بال�شرورة كحموالت وجدانية على قارئ تغريه مب�شاحبتك والتخلي حتى عن اأعراف القراءة، فن�شك اأو )اأنت( مبعنى اأدق كائن خفيف اأ�شبه باخليال »مر ظله على كائنات جديدة .. ال اأ�شماء

ها ولدت .. هكذا �شهوا .. يف نقطة غريبة .. بني احلقيقة والوهم». لها وال اأ�شكال .. لكنذلك هو ميثاقك ال�شردي الذي مت�شرحه ب�شعروية نرث غنائي كدليل على حياة معا�شة، وتلك هي اخلفة املتاأملة من كائن ر�شيق العبارة مرهف ال�شعور »تقريبا اتكاأ على ن�شمة، واأ�شبل باله على زمن هوائي مديد .. تقريبا اتكاأ على خيال .. تقريبا على و�شك اأن يهجر البال واخليال ويتكئ على عماه. »والعمى يا وديع لي�ص اأال اأو الرغبة على ا�شتفزاز ذاتنا املتوارية اأال منتلك القدرة اأو اأال يكون لنا رفيق، اإمنا نرى، كما يتفجع بورخي�ص، ومنادمتها، اأو اإعادة تركيبها، اأو هكذا اأفهم مونولوجك احلزين، واأعي الال معنى، والال جدوى ليدك املمدودة يف الفراغ »يف املكان الذي ال يعرف فيه اأحد اأحدا، وحيث اجلميع واقف يف انتظار اأحد و�شوط العبور ي�شربه لكي

مي�شي .. وقفت اأنا اأي�شا وقلت �شاأم�شي، لكني اأنتظر رفيقي».لن يرافقك اأحد يا وديع، ما دمت تقيم يف حديقة بالك، فالبال منفى. خالء للحاالت الق�شوى، امليئو�ص من عودة اأ�شحابها اإىل الواقع، الذين ينتهي بهم احلال يف الغالب اإىل اختالق قرين من كلمات، اأو ا�شتقاقه من الذات املاأزومة بانهدام املعنى ملنادمته. اأمل ت�شرخ مباهيا بنبعك اجلواين »اآت من عيون كثرية لكي اأجل�ص يف عيني .. واإن احتجت اإىل رفاق، هم حتت جفني» !؟ ومن يطيق التما�ص مع كائن يعي�ص كينونته اخليالية!؟ اأو التجادل مع كائن �شراين ي�شرخ باإباء املتوحد مع ذاته » ال اأقول: تعال، فقط مير يف بايل جميء ... وال�شماء اإذ م�شيها ... متطر فلي�شت م�شيئة غيومها، اإنها م�شيئة بايل ... اأر�ص بال م�شافات، ولي�ص علي اأن تكون يل قدم الأ

ر�ص يف قدمي واملدى يف عيني، ما حاجتي اإىل امل�شي؟». االأبعد اآخر نقطة يف نهاية ال�شطر، قد يطراأ بع�ص الكالم، لكن النقطة التي تنزع يف ن�ص احلياة ال يعقبها اأي كالم. وها اأنت حتاول عبثا، ومنذ اأول �شهقة �شعرية، اأن ت�شمت. اأن تتعرث ذاتك بنقطة اأخرية، فقد اغرتبت مبا

يوليو 2008 96

هنا. �شرت كثريا حتى »م�شيت ا�شتيحا�شها لوعة تن�شد اليتيمة روحك وها هي الكالم، للكف عن يكفي اأول اإال لنملة ربيتها منذ تاأن�ص فيه اإنه مكان موح�ص مل تعد اإىل كون الوقوف». م�شيت كثريا حتى و�شلت عبارة �شعرية. اإنها ذات النملة التي نادمتها يف اأول جمموعاتك »لي�ص للم�شاء اإخوة» واأردت اأن تدربها على رنني ق�شائدك، فكنت ت�شتدعيها مبا ي�شبه التودد لندمي »لنملة اأقراأ ق�شائدي» نعم يا وديع فاأ�شهى اأمنياتك بعد كل ذلك االغرتاب اأن تتجاذب احلياة مع منلة »فلي�ص عاقال من ال يعي�ص مع منلة» كما اأكدت ا�شتيهاماتك يف »رتق الهواء». ها اأنت يف منفى ال ي�شمع فيه اإال اأنينك »اأجل�ص على ال مكان، وال يجل�ص معي زمن» وال يرتدد فيه اإال �شدى ن�شيدك العدمي »وقوف، �شكون، �شمت، بهاء» فهذا هو املكان الالئق بكائن »ينام يف ظل خيال». املكان الذي اأقام فيه املخدر بقيلولة اأزلية، اأعني جان دمو. يومها تنهد عبارته با�شرتخاء امل�شت�شلم » خلو البال راحة اأبدية» متاما كما زفرت اأنتك الرومنطيقية »ر�شمت ال مكاين وجل�شت. قعدت على خريطة بايل». اأجل يا وديع، فالكائن الذي اأردت اإعادة تركيب حياته على درجة من الرهافة. مبقدوره روؤية »عطر مي�شي». هوايته العبث بالهواء لي�شكله »كونا جديدا». واأظنه ال يحتمل اأن يطاأ اأحدا بظله، ورمبا لهذا ت�شامى هذا الكائن بداخلك اإىل احلد الذي »اأراد اأن يخرج من تراب وي�شكل نف�شه هواء». هذا الكائن العدمي الباطني املعباأ مبزيج غام�ص من الهيجان الوجداين واملفهومي، هو ذاته الذي راود نف�شه بال�شمت داخل الكالم، اأو هذا هو اإمكانه الكالمي

»لغته ذكرى لهاث حممي يف �شمته». ن يف اآخر حمطاته الكالمية هو ذاته يا وديع الذي طاملا حلم باجللو�ص على حجر. هو ذاته الذي اأ�شمعه االآين�شد بحنجرة مبحوحة، وعبارات متقطعة اأ�شبه باال�شتغاثات » كوين ال�شغري اخلفيف الذي ي�شعه حجر، وحتمله ا، كي اأ�شرتيح على حجر ... اآت من الذي كان ف�شيحا كي اأجل�ص على نقطة ... على نظرة ... اآت من هناك، فار�شيء نحيل، ال هناك فيه وال هنا». كاأنك واأنت يف غاية التعب، تفرت�ص ذلك ال�شئيل بذاتك ال�شغرية املعاد دراك فاعلية الذات. اإنها ذات الرغبة نانة» مبا هي حماولة ذاتية �شرفة الإ تركيبها لتحقق ما ي�شميه ابن عربي »االأ�شيلة التي راودتك يف »مقعد راكب غادر البا�ص» حيث الذات املت�شائلة املو�شكة على االنهيار، التي تتوهم االأ

النقطة مالذا »عابر يف �شارع ب�شيط، فيه دكان، ونقطة بعيدة اأعتقد اأنها مقعد».قدرك على طريقتك لالحتجاج اأو هذه هي اخلر�شاء، بالن�شب ماأخوذا وديع. يا للحجر �شديقا زلت ما لتخطي هذا والالواعية الواعية اأي من حماوالتك ماأ�شاتك، روح تولد وهنا اأ�شال، فيك املطبوع ال�شخ�شي مر يبدو م�شتحيال ينبج�ص الياأ�ص من لغتك، وال تقوى على اإعادة ن هذا االأ القدر، اأو التخفيف من وطاأته. والأتركيب ذاتك اإال مبعول القنوط، كاأنك تتحدث عن »اآخر» اغرتب عنك فاأنكرته لفرط التباعد »اإين يف وليمة خر الذي ي�شبل فراغا ويلقم فراغا رجح �شرت ذاك االآ رجح .. وعلى االأ دعا ال�شيوف اإليها �شخ�ص اآخر على االألفراغ». كم ي�شبه هذا التهيل العباراتي �شرخة رامبو »اأنا اآخر» لكاأنك انتهيت اإىل ما اآل اإليه من ا�شتالب عقلي، دلة الل�شانية ال ميكن تاأويلها اأنظمة االأ ن كل اأناه التائهة. والأ اأن مبقدوره انتزاع هويته ال�شائعة من حني اعتقد اأو هكذا حتاول اإذا ب�شدد معرفة مت�شورة عنك يا وديع، ولي�ص معرفة »هياأوية» بتعبري نيت�شة، اإال باللغة، فاأنت اإعادة تركيب حياتك مرة اأخرى عرب اللغة، وعلى اإيقاع غياب اأ�شبه باملحو، اإذ ال تدري عن احلدود ال�شعورية اأو العقالنية املقنعة لذاتك، وال تعي حتى من منكما يحدد م�شتوى و�شكل ال�شوغ، املاكث منك خارج املاهية اأو العك�ص » قال وم�شى .. وا�شتمعت وم�شيت .. وكانت خطواتنا م�شيا يف غياب .. اأطاأ على غيابه ويطاأ على اتني على �شرير». مفتون اأنت باأن�شنة الوجود. بتاأمل كل ما غيابي .. حتى التقينا: قطعتني من غياب .. م�شجة ع�شب كان يرغب اأن يكون كائنا اآخر». اأجل يا وديع، هذا هو جوهر ا على احلاف ميكن اأن تهبه نظرتك روحا »رمبكرب، كما تدلل بن�شك. األي�ص ا، بل هو جمال يلعب فيه خيالك وذاتك الدور االأ ال�شعر، والعامل لي�ص عقال تام

97 �صيف2008

ن متاما، عادة تركيب حياتك!؟ اأظنك تعي االآ هذا بع�ص ما اأردت اأن تتكئ عليه يف اآخر حماوالتك اللغوية الإاأنه ال يوجد �شمام اأمان فكري اأو �شعوري مينع تدمري الذات، حتى ال�شعر لي�ص مبقدوره اأن يكون عا�شما لك

من الياأ�ص والتعب والتلف. باملقابل، ال يوجد ما مينع الكائن العائد من رحلة غياب ق�شوى من التاأ�شف على »حياته التي راآها مثل حريق �شب فجاأة يف نزهة». اإنها ذات العبارة التي اأرعبتك كفكرة منذ »مقعد راكب غادر البا�ص» حني تاأملته، ذلك ال�شائع منك وهو » يتدفق بعيدا، ناظرا �شوب حياته مثل حريق �شب فجاأة يف نزهة». اأال توافقني يا وديع �شرار على املكوث اأن العودة اإىل ذات العبارة تعني العودة اإىل الفكرة!؟ تعني اال�شتنقاع يف احلدث!؟ تعني االإيف ذات االح�شا�ص، او اإعادة تركيب الذات من نف�ص املنطلقات!؟ واأظنك توافقني اأي�شا على اأن ذلك الكائن خرية اأن »و�شع قدمه على النقطة االأ قامة يف اللغة، بعد ال يالم بالتاأكيد حني يجدد م�شتوى �شوغ ذاته باالإن». وىل التي �شتمر على ج�شده.. وللف�شاء الذي كان فارغا و�شيمتلئ به االآ ة وراح يغني.. لن�شمة العدم االأ للحافرادي. وهذا التال�شي جتربة »الغياب» الق�شوى تلك اأجهدتك ج�شدا وروحا، واأودت بك اإىل اال�شمحالل االإا، ليكون ا يف حياتك كاإجناز معا�ص فعلي ا وجارحا، ال يحتويه الن�ص، بل يتج�شد فعلي الق�شدي مهما بدا تف�شيليج�شدك هو عني ن�شك. وها اأنت يا وديع حتاول اأن ترى لك ملمحا جديدا من خالل اإ�شرارك على التحدث. التحدث ب�شعرية يقال - نقديا - اأنها ال تنتج مفهوما، ولكنك حتاول وت�شر على تاأكيد الوظيفة ال�شعرية للغتك »اأج�شاد راأ�شك ففي فكار، باالأ �شحنها تنجح يف واأظنك والتكرار. النربة �شكالنية يف مبنهجية اأالحظها كما د عليها اأرواح ناع�شة .. كاأمنا اأفلتت من عذابات تاريخ طويل كاأن لي�ص فيها �شوى ن�شيم .. قلوب ك�شطاآن تتمدوجاءت لت�شرتيح». وما دمت ت�شتهي الكالم يا وديع، فاأظنك �شتقيم طويال يف هذه الت�شوية املرعبة ما بني »حرية م عن الزمن، عن احلياة، عن وذكرى» اأعني الكتابة، كما اقرتحها روالن بارت. وكما اعتربتها جمرد »بحث متوهاحلرية». نعم يا وديع، احلرية التي م�شغتها طويال حتى زفرتها يف جمموعتك »لي�ص للم�شاء اإخوة» مبنتهى الرغبة يف االنعتاق فقلت »احلرية ن�شف ا�شمئزازي» لوال اأنك طمرت هواج�شها يف الذكرى فاأعلنت با�شت�شالم املنك�شر

»الذكرى تكاد تكون كل وجودنا» اأو هكذا تاأ�شفت عليها يف » غبار».ما زال بع�ص الكالم عالقا يف حلقك، واأنت مثقل بفكرة ا�شتدعاء ذاتك عرب اللغة، واحلديث عنك من التحدث عن معان يف االإ اأو – اأنا( )هو لل�شمريين الوجودي الطابع االتكاء على قوامها لغوية خالل حيلة الذات با�شتعمال �شمري الغائب، مبا هو اأ�شلوب حياة، ح�شب الت�شور البارتي. اإنه نوع من االنف�شال املدبر على اإظهارها ال اأمام ذاتك االبتعاد عن ال�شخ�شية، ويتوجب عليك الطريقة الربيختية، يتحتم فيه عليك كممثل تقم�شها، متاما مثلما جتىء عباراتك من ذات م�شتقة منك ومنف�شلة عنك يف اآن »تعبا على كتفه حموالت كالم مارة بال�شعر اأن تتكلم. اأن يت�شاقط منك يريد اأن يوزعها على اآذان». رغم كل ما قلت يا وديع، تراودك نف�شك االأكالم هو املعادل لفعل امل�شي بالن�شبة لك، اإذ ال ميكنك اأن تدل على نف�شك، اأو تعيد تركيبها، يف اللغة اإال بها ومن خالل �شمري مناور يقوم مقام الذات املتمل�شة، لتحقق �شربا من الوحدة، ولو من ذلك النوع اخليايل حيث

ال�شور املرتاكمة، املتحولة بال�شرورة اإىل مو�شوعات.اأظنك ما زلت يف ذات املكمن ال�شعوري. وما زلت يف طور اإعادة تركيب حياتك حتت وطاأة املتخيل بذات نزوية مفتتة مقابل ذات مو�شوعية، لتهدهد ذلك الواعية والرغبة الالواعية، بذات فردانية نا من�شطرة بني االأة .. اأن ي�شع اأذنا يف النقطة». اإنه ذات الكائن الذي حاول على الذي ي�شكنك » ويريد اأن ي�شع لغة على احلافن باللغة، الذي اأ�شر على الدوام وعجز عن ا�شتعادة جمال الغائب. نعم يا وديع، هو ذات الكائن املعاد تركيبه االآ

ة وراح يغني للخطوة التالية ». خرية للحاف ع قدمه على النقطة االأ اأن يج�ص الوجود بال�شعر حيث » و�ش

يوليو 2008 98

الع�شبة �صغرية ع�صبة بيته حائط يف يعود. اأن يريد

يريد اأن يعود ويراها.يف بينهما الو�صل وروح احلجرين حار�صة �صق ذاك اجلدار. اجلدار الذي ر�صف اأحجاره ترك عدم على ا حري�ص حجر، ل�صق حجرا فراغ. لكنها وجدت روحا، ونبتت يف غفلة

فراغ �صغري.الغفلة، تلك ابنة اإىل الفراغ، ذاك ابنة اإىل

يريد اأن يعود.ال ي�صتاق اإىل بيت. ال ي�صتاق اإىل اأحد.

يريد فقط اأن يعودلريى الع�صبة.

الورقة

كتب �صيئا على ورقة، كي ال ين�صى�صيء ما كان يريد اأن يفعله

ن. وال يتذكره االآالورقة وو�صع كبرية، باأحرف �صيئا كتب

حيث كان يجل�س.يريد اأن يعود ويقراأها

يريد اأن يفعل ذاك ال�صيءقل اأو يعرف على االأ

ما هو.)رتق الهواء،2006(

وديع �صعادة

خمتارات

عني اأخرىبالثقوب التي انبثقت من تيهه

يرى،ن ثقب تيه عينه االآ

واأفالك تدور يف اإغما�صتها.

مل يكن يريد من عينه �صوىاإغما�صة

رمو�صها دروب للعابرينواإذا انزلق اأحد

ي�صقط يف حدقته.عني حتفظ اأحياءه واأمواته

وهي مغم�صة،واإن هي يف املا�صي اأرادت روؤية الكون فعلى

جفنها اليومكوان غبار كل االأ

غبار اأمكنة واأزمنة وقد غدتنقطة

على جفنه.

فقط غبارومل يكن يريد �صوى هذه النقطة

يف عينه املغم�صة.)تركيب اآخر حلياة وديع �صعادة،2006(

99 �صيف2008

نزهة ذاك اليوميوم غادر ظلت على قفل الباب اأ�صابع يديه

على الر�صيف قدماه�صفلت طبقة من جلده. فوق االإ

هل هذه نزهة اأم موت؟�صاألوا،

وحني رفع ذراعيه قالوايريد الطريان

لكنه كان يلوحلوجهه.

نقطة بعيدةملح قليل ينام

يف يدي التي اأ�صتمتع ب�صمتها الدائمملح

كاأن يدي كانت يف املا�صي بحراوراأ�صي

ن املوجود معي االآة بعيدة مي�صط �صعره يف قار

اأحالم

بعد منت�صف الليليف قرية

عابر يف �صارع ب�صيط

ان فيه دكونقطة بعيدة

اأعتقد اأنها مقعد.

املوتى نيام كانوا عراةولهم اأوالد

يف �صعرهم يدغدغون امل�صاء

وينامونكانوا عراة وب�صطاء

يعرقون طوال النهار مبت�صمنيويف عودتهم يقفون اأمام الواجهات

والدهم يقي�صون باأنظارهم ثيابا الأومي�صون.

مون خطوتني ويلم�صون كانوا يتقدقبل ن�صمة الفجر جذوع ال�صجر

وحتت نظراتهم تثمر غ�صونيف ثلج كانون الثاين

وكانت مناجلهم حتن اإىل احلقولبا دائما لندائهم والهواء بني القرى متاأه

ل قمحهم اإىل �صلوع حني فجاة حتوو�صار الن�صيم ع�صبا ينمو على اأج�صادهم.

كانوا عراةوكانت ال�صم�س كل م�صاء

ترد غطاءها احلريري اخلفيفعلى اأرواحهم.

رجح،1992( )ب�صبب غيمة على االأ

يوليو 2008 100

على بعد خطوةب�صربة �صكني حاد

ة رمبا ين�صطر الغ�صاء هذه املروتخرج اخليول من دمي

العروق م�صتلقية كجرمية مهملةوعلى بعد خطوة

انزالق ب�صيط ميكن اأن يحدث املعجزاتفاملعجزات

زلة قدم.على بعد خطوة

املعمل فوق القناةفيه اإ�صالحات بال نهاية

و�صكارى حتت الرذاذيعبثون باأ�صابعهم

على بعد خطوةعاهرة امليناء

حيث تغت�صل ثياب التاريخوتن�صر على احلافة

وجميع الرجال يرفعون البنادقلو�صع نقطة.

)رجل يف هواء م�صتعمل،1985(

غيومالذين جرفتهم املياه اإىل الوادي

ارتفعوا غيوما،مل ميطروا

وقفوا فوقر�س نظروا اإىل االأ

دوا. وتبد)حماولة و�صل �صفتني ب�صوت،1997(

ظلهينحدر ظله مع �صيل طويل

متدفقا من قرى بعيدةيفكر يف جذع �صجرة رمبا

اأو �صياد �صمك نهريمه املجنون نحو حمبة فقدت راأ�صها يوقف تقد

ا، اليوم اأي�صيتدفق بعيدا

ناظرا �صوب حياته مثل حريق�صب فجاأة يف نزهة،

وينحدر ظلهيوقظ ب�صع ن�صائم على التلة

وينحدريف قرية جمهولة

قرية جمهولة متاماانها حتى باللم�س. ال ي�صعر بها �صك

)مقعد راكب غادر البا�س،1987(

101 �صيف2008

حممود حامدحماولة و�سل �سفتى �سعادة

- 1 -»هل االحتفاء هو االختفاء؟» )غبار(

املتاأخر امل�شرى ال�شعر فى قوى بح�شور �شعادة» »وديع حظى جليلى الثمانينيات والت�شعينيات خا�شة، ت�شم عبقه فى كثري من الق�شائد، تلمح نظرته عند عدد من

ال�شعراء، ت�شمع دبيب خطواته فى اأبنية اآخرين.وقد �شاهمت نتف �شريته من رحيله عن بالده وا�شتقراره فى ا�شرتاليا، عزلته، غمو�شه، ق�شيدته غري املنف�شلة عن ممار�شاته اليومية، زهده فى العام وال�شائع واملوؤدلج، ياأ�شه اأحيانا من الكتابة ومن الواقع نرتنت، �شيوعه الالفت املرتدى، ندرة دواوينه و�شعوبة احل�شول عليها، عودته املتاأخرة بديوان عرب االإاأخريا عرب موقعه اإ�شافة اإىل وجود دواوين كاملة له ب�شوته .. كل هذه التفا�شيل �شنعت حوله ن�شيجا ن نف�شه، عدة عوامل اأدت اإىل هجرة النقاد عنه زمنا ا باأ�شطورة. كما �شاهمت فى االآ متكامال يليق حقطويال رغم اأهميته البالغة فى حركة ق�شيدة النرث العربية املتنامية واملتزايدة دوما، اأهم هذه العوامل �شعوبة الدخول اإىل ن�شو�شه وتفكيكها، اإ�شافة اإىل �شعوبة الو�شول اإىل دواوينه، حتى �شارت لفرتة وتوافرت دواوينه ال�شعوبة، امليديا احلديثة على هذه تغلبت وقد �شبح. اأو بكنز اأ�شبه ما�شية طويلة نرتنت ليتم التعامل معها بروية واأناة تليق ب�شاعر لق�شيدته نكهة خا�شة، ومالمح لكل مريديه عرب االإمتيزها، من املعجم اخلا�ص، اإىل اللغة ال�شرييالية، اإىل اال�شتطراد، وقوة ال�شورة املموهة بال�شك والوهم

واال�شتدراك.اإن »وديع �شعادة» �شاعر اللغة املفاجئة. واالنزعاج العاطفى، وتفكيك اجل�شد والتعامل مع اأع�شائه

بو�شفها اآخر يتاآلف معها ويختلف:رجح» عداء. »ب�شبب غيمة على االأ حيث حتبك اأع�شاوؤك، ينق�ص عدد االأ

الهادئ، واالنفعال احل�شية اللغة �شاعر ال�شردية، على تبقى ال التى بطريقته ال�شرد �شاعر اإنه واالبتعاد عن كل جتريد وذهنية، �شاعر الواقع الذى يعلو على الواقع، �شاعر فتات الذكريات النزقة

التى تعيد تركيب حياته ال كما كانت بل كما يهوى هو وتهوى الق�شيدة.-2-

»لكى مير الهواء»)رجل فى هواء م�شتعمل يقعد ويفكر فى احليوانات(

يوليو 2008 102

وىل، االأ ال�شتة دواوينه اأوىل �شمت مرحلة �شعره، فى فا�شلتني مبرحلتني �شعادة» »وديع مر لقد و�شنعت ا�شمه واأ�شطورته، ومرحلة اأخرى �شمت ثالثة دواوين �شدرت تباعا؛ »ن�ص الغياب»، »غبار»، وىل و»رتق الهواء»، ثم فى ديوانه العا�شر »حماولة تركيب حلياة وديع �شعادة» ا�شتعاد اأجواء مرحلته االأالذى خطه اإخوة» 1973 للم�شاء »لي�ص ديوان فى التمرد على وقدرة بجراأة »�شعادة» بداأ ورونقه.

ووزعه وباعه بيده: »قرب بائع ف�شتق �شودانى، اأبيع »لي�ص للم�شاء اإخوة».بداعى، من اكتناز وا�شح فى اللغة، التاآلف مع عنا�شر الطبيعة، املفردات وبانت مالمح م�شروعه االإليفة، التى ي�شتعني بها ال�شاعر الريفية التى يحن ال�شاعر دوما اإىل عنا�شرها، والذكريات الب�شيطة واالأ

مر هربا من واقعه، الغام�ص ال�شدميى واملجهول. اأو ي�شنعها اإذا اقت�شى االأ»اأعرفك اأيها العامل / اأيها العجوز القمىء فى �شحن ذاكرتى».

وحل جملته، �شطحت ففيه 1983 املياه» »املياه الثانى ديوانه فى اخل�شائ�ص هذه وتاأكدت ن الريح ن هذا قف�ص اأو غابة / بل الأ الهذيان، وبات التوحد مع عنا�شر الطبيعة مالذا: »اأرفرف/ ال الأ

ت�شربنى»اأعرفه من وكل / ماتوا عرفتهم/ الذين »كل الذكريات: واأفول بالفقد، اإح�شا�شه لديه وزاد

ميوت»�شا�شى على دينامية اخليال وحيويته، وجتاوزه خلربات اال�شتعارة واملجازات وو�شح لديه اعتماده االأ

املاألوفة: »الزمن ي�شفى وجهه/ ببط / ومي�شح ال�شوق عن �شواطئى».فى »رجل فى هواء م�شتعمل يقعد ويفكر فى احليوانات» ا�شتطاع »وديع �شعادة» اأن ي�شعد بالذات ال�شاعرة باملعنى ال�شخ�شانى لتحل حمل املتعارف عليه واملبذول من اأطر و�شيغ وتقاليد، وو�شع ذلك من اآفاق التجريب لديه، فلم يعد هناك مرجعيات لتجربة الذات وممار�شاتها ميكن اأن يتلم�شها املتلقى خارج بوابات الق�شيدة، وذلك من خالل لغة تفتح ذراعيها للحياة، برغم ما متار�شه احلياة عليه من نه مقبل على اأفق جديد، ازداد ال�شرد ح�شورا رويدا رويدا: »اطماأننت اأخريا/ حياتى ق�شوة و�شح، والأ

تاأخذ اجتاهها ال�شحيح / قبوىل فى معمل ال�شلب / �شهادة على ح�شن �شلوكى». -3-

»ولكن ملاذا اأتذكر تلك اللحظات»رجح( )ب�شبب غيمة على االأ

تنامى م�شروع »وديع �شعادة» وتعمق مع �شدور ديوانه الرابع »مقعد راكب غادر البا�ص» 1987 فى كاملة وامتلك حريته وذكريات، اأفكار و م�شاعر من داخله فى مبا تهج�ص �شردية لغة فوجدت دواوينه فى غالبا لي�شري وغائما مت�شلال يت�شرب �شفيف اأ�شى مع التمردية وطاقتها باللغة اللعب

التالية.. »الرحلة و�شعته هنا / لينظر اإىل ال�شجر / ولت�شقط منها ورقتان / على كتفه»الكربى ال�شرديات م�شداقية وعدم الفعل، والجدوى بالوحدة، اإح�شا�شه ازدياد اإىل اإ�شافة

103 �صيف2008

نظرت اليوم، فعلته اأنا ال�شريف، »العمل و�شجره: ن�شان باالإ حتتفى �شغرى ب�شرديات فا�شتبدلها اإىل الفجر / راأيت فى ال�شارع نا�شا معطلني. / ثم دخلت احلانة / �شربت قنينة برية، وخرجت براأ�ص

�شكري».عظم من ق�شائده، ذكريات من �شنع خياله اأكرث مما هى تركة واأخذت ذكرياته حتتل ال�شق االأما�شية: »جنل�ص معنا على الطاولة وبر اأج�شادنا، جنل�ص حلانا، معاركنا، غلة نهارنا من بيع قطع مغ�شو�شة

من التخيالت».لقد بلغ م�شروع »وديع �شعادة» فى »مقعد راكب غادر البا�ص» ذروة مل تدانها �شوى ذروة »ب�شبب

رجح» 1992. غيمة على االأفى هذه الدواوين ظهرت مالمح م�شروع »�شعادة» التقنية، القائمة على ال�شخرية ال�شوداء، التاآلف مع الطبيعة، واالرتكان اإىل عنا�شرها رغم ابتعاده الكامل عن فخ الرومان�شية، الهذيان املن�شبط باإيقاع ال�شاعر واملحكوم بجماليات ال�شورة م�شكال �شريالية تقتن�ص اأحالما تخ�شه وحده، ثم فى النهاية االتكاء على ال�شردية التى تلتم�ص احلكاية والق�شة واللحظات املنفلتة: »اأنظر اإىل الكنبة على ميينى، اأكون اأن اأنا وحدى، وميكننى اليوم يزوروننى جل�شوا عليها، كانوا الذين �شدقاء االأ ذاتها، التزال ال للبائع: وقلت العر�ص �شالة زاوية فى ملحتها مذ قدمية �شداقة وبينها بينى الوحيد، جمهورها اأ�شتطيع اأن اأدفع اأكرث، فحملها بلطف وجاء بها اإىل، التزال هنا فى مكانها، رمبا انزاحت قليال حيث

�شدقاء، لكنها فى املكان ذاته تقريبا». ارمتى عليها االأاإحدى ملتم�شا رومان�شية فجة، اإىل ينكفئ اأن الطبيعة دون بعنا�شر ولعه ب�شر »�شعادة» ويبوح ذكرياته اأو خمرتعها: »حيث كنا �شغارا/ كان املطر لعبتنا املف�شلة. اأبى، الفالح الفقري، مل يكن معه اأغرا�شنا، ومل والغ�شون كانت والفرا�شات والثلج املاء الطبيعة، باأغرا�ص نلعب األعاب، فكنا ثمن

ر�ص وبيننا ق�شمة». تكن بني االألقد انحلت ذكرياته، و�شار داعيا اإىل �شحوب حياته واأفول ذكرياته، وجثوم احلا�شر بهوانه وبخله: ن، فى هذه الغرفة ال�شغرية على كنبة، وما عدا ذلك نوع من اأنواع الوهم. املا�شى؟ كمن »اإنى هنا االآ

يحاول اإيقاف عابرين بالوطء على ظاللهم». - 4-

رجح( يام كثرية، لكن احلياة قليلة» )ب�شبب غيمة على االأ »االأفى ديوانه »حماولة و�شل �شفتني ب�شوت» 1997 مل يعد »وديع �شعادة» م�شدودا اإىل ذكرياته،

معرتفا باخرتاعها: »ال اأتذكر ما كان، بل ما كان يفرت�ص اأن يكون».و�شار ي�شغله وجوده الراهن: »كيف لنا اأن ن�شتمر اإىل اليوم». فالذى كان ي�شرخ بع�شبية- فيما يام كثرية، لكن احلياة قليلة». ومعينه من التفاعل مع يام اأن: »االأ �شبق- باأنه ي�شيخ، اأدرك مبرور االأيام التى ذهبت، مل تكن غري مترين على دخول احلياة». احلياة مل يعد يكفيه ال�شتمرارها: »تلك االأ

يوليو 2008 104

هذه املواجهة ال�شادمة له، جعلته فى مفرتق طرق، نتف ذكرياته عن لبنان ما عادت تخ�شه، وقد تراكمت �شنوات الغربة فوق وعيه وال وعيه، لكن الغربة ف�شاء ب�شيط وقليل بقدر ما هو �شا�شع وال يحد. هذا اأدى به اإىل حماولة و�شل ال�شفتني بجمله التاأملية واحلكمية، مبواجهاته القا�شية مع الذات ومكانني زمانني بني الو�شل م�شروعه، عرب حماولة �شرنقة فى خري االأ اخليط انغزل لقد واأوهامها، م�شكلني عامله، وبني هذا العامل وذاته: »لي�ص عندى ما اأقوله. فقط اأريد اأن اأتكلم، اأن اأ�شنع ج�شرا

�شوات يو�شلنى بنف�شى، �شفتان متباعدتان اأحاول و�شلهما ب�شوت». من االأ»الكالم وباأن الكتابة بق�شور منتهيا الديوان بهذا وىل االأ �شعادة مرحلة على القو�ص انغلق خيانة» فاحتا اأفقا جديدا معتما وحمدبا، بادئا »ن�ص الغياب» 1999: »هل اأقول الوداع للكتابة؟ اأقول

الوداع».ومعلنا اأن »الكتابة مرادف املوت». كان »ن�ص الغياب» 99 و»غبار» ...2 و»رتق الهواء» 2006 دواته، وياأ�شه، ت�شللت برودة احلياة اإىل جمازاته، وهداأت جتديفاته اللغوية، ا�شتبدل م�شاءلة ال�شاعر الأاحتفاله باحلياة بح�شور املوت. وعلت نربة اال�شتطراد عنده، زاد اإح�شا�شه باالنك�شار ومن ثم رغبته فى وىل، اإىل احت�شاد وجدانى ثقيل الوطء فى هذه املرحلة. الال�شىء، حتولت بهجة ق�شيدة مرحلته االأاللغة، حتى انك�شرت فى فاملرارة وا�شحة والغياب الفح، واللغة زاهدة. »م�شيت طويال فى خيال ن اللغة كانت وهمها، م�شيت فى اللغة بحثا عن موطنى، حتى اكت�شفت اأنى اأبحث عن وهم، والأ

هى موطنى، فاإنى ما �شكنت اإال الغياب».الكتابة، املكان، عن متوهم »بحث وهما: ماعداه و�شار فول، واالأ الغياب على عامله وانطوى اأن كانت ذكرياته زاد غربته بحث متوهم عن الزمن، عن احلياة، عن احلرية، بحث متوهم»، وبعد

ن». ا باأن »احلياة هى االآ وق�شائده، �شار يلتم�ص ال�شعادة من الن�شيان مقروباأن »املتذكرون هم موتى موتاهم» وذلك فى ن�ص يحمل عنوانا داال »ماأ�شاة الذاكرة» من ديوان

»غبار».اأعيد اأن رجح املرحلة املجدبة: »على، على االأ ا�شتخل�شها من هذه اأمنية واحدة و�شار ميتلك تركيب نف�شى، اأفككها قطعة قطعة، اأرمى اللعني منها، واأركبها من جديد، لو اأن النف�ص اآلة، لو اأنى

فقط اأرى قطعها» »ن�ص الغياب».خري، رمبا وقد ا�شتعار »�شعادة» من هذه ال�شطور اليائ�شة القدمية املطمورة فى وعيه، عنوان ديوانه االأ

مفتتحا مرحلة جديدة من �شعره، ورمبا م�شتعيدا مرحلة اأوىل كانت اأكرث حيوية و�شفاء ولعبا ونزقا.خري »اإعادة تركيب حلياة وديع �شعادة» 2007 ي�شتاأنف ما انقطع من ن يبدو اأن ديوانه االأ حتى االآوىل، فرنى ق�شيدته التزال م�شكونة بحيوية اللغة املتوترة الهادئة، املرئية، احلانقة، ولقطاته املرحلة االأالنافذة، واخلاطفة، والتى حتيل متلقيها طوال الوقت اإىل التاأرجح من اجل�شدانية اإىل امليتافيزيقا مع �شعراء وبحب جتربته، وبعمق �شعادة» »وديع بحجم رجيم ل�شاعر اإال تتوافر ال التاأمل على قدرة

جيال املتاأخرة له من امل�شريني. االأ

105 �صيف2008

طارق اإماممقعد �ساعر غادر البا�س

اأول ما لفت انتباهي عندما قراأت وديع �شعادة، اأنني مل اأ�شم يف ر املنبعثة من ق�شائد اأقرانه من موؤ�ش�شي اأدبيات ق�شائده رائحة املنظق�شيدة النرث العربية.. مل اأ�شعر يف طيات ن�شو�شه بذلك »املانيف�شتو»

اخلفي الذي يجربك على اخلروج مبقوالت حتليلية لنوع جديد يزحف ليحتل مكانه على هام�ص ق�شيدة دها�ص القائم عانت كثريا من القولبة. مل اأملح يف جمالياته عدوانية احلر�ص على القطيعة و عمدية االإوالناقد بالوجود املهموم ال�شاعر بني بعفوية يف�شل يكتب.. ال كاأنه �شعادة يكتب ال�شدمة. على امل�شغول بالتاأكيد على اأ�شئلته اجلمالية يف ق�شائده. رمبا لذلك انحزت ل�شعر »�شعادة». اأنت مع �شعادة اأمام �شاعر قادر على اأنت ن�شانية الكربى.. و ف�شال عن ذلك، اأ�شئلتك االإ متورط يف وجودك و يف ن�شانية يديولوجية اجلاهزة ل�شالح �شحناتها االإ التقاط التفا�شيل يف زخمها، و تفريغها من �شحناتها االأالقابلة لالختبار طوال الوقت.اأ�شواأ ما يف �شاعر من وجهة نظري اأن يزيح �شلطة ليوؤ�ش�ص �شلطة اأخرى..

وهو ما مل يفعل �شعادة الذي اأظنه مل يتخل�ص من �شكه اأبدا حيال ما يجرب.اأ�شئلتها من متخل�شة واجلماعة الق�شية تخدم بحيث »متعدية» لي�شت �شعادة عند التفا�شيل رحب.. و لي�شت يف الوقت ذاته »الزمة» بحيث ت�شيق لت�شري على مقا�ص ال�شاعر بعد واالأ احلقيقية االأاأ�شئلته يف الهام�ص هي رحابته.. يف العامل هي هنا التفا�شيل حقيقية.. �شراكة اأي وتنفي وحده �شياء.. تاأمل فقط �شا�ص ـ وحدة الوجود التي تقرب بني ال�شخ�ص و الطبيعة و االأ الكربى، وهي ـ باالأرجح، عناوين جمموعاته ال�شعرية، كعتبات اأولية لقراءة ن�شو�شه، لتدرك ذلك : ب�شبب غيمة على االأمقعد راكب غادر البا�ص، حماولة و�شل �شفتني ب�شوت، لي�ص للم�شاء اإخوة، رجل يف هواء م�شتعمل

يقعد ويفكر يف احليوانات.. وغريها.حني ذهبوا مل يقفلوا اأبوابهم باملفاتيح

ا ماء يف اجلرن، للبلبل والكلب الغريب الذي تعود اأن يزورهم تركوا اأي�صوبقي على طاوالتهم خبز، واإبريق، وعلبة �صردين.

مل يقولوا �صيئا قبل اأن يذهبوا

�س لكن �صمتهم كان كعقد زواج مقد

يوليو 2008 106

بريق واخلبز املرتوك على الطاولة. مع الباب، مع الكر�صي، مع البلبل واالإالطريق التي �صعرت وحدها باأقدامهم ال تذكر اأنها راأتهم بعد ذلك

لكنها تتذكر ذات نهارل من ال�صباح اإىل امل�صاء بقمح يتدحرج عليه اأن ج�صدها ينم

وراأت يف يوم اآخر اأبوابا تخرج من حيطانها وت�صافر،اأ�شئلة وديع �شعادة ـ يف ظني ـ هي اأ�شئلة الفرد يف �شياق وجوده.. رمبا هذا ما مينح �شعره كونيته وقدرته على االت�شال واأ�شئلته الكبرية التي ال تخا�شم اتكاءه على التفا�شيل. �شورة ال�شاعر ـ كما اأراها لدى �شعادة ـ هي قدرته على التقاط الظالل، ابتعاده عن املعاين القريبة والدوال التي لوثتها اأداء هام�ص.. لي�ص حادي. عند �شعادة ثمة يديولوجيات وخل�شتها من جدتها خلدمة املعنى االأ االأنه خا�شم لل�شاعر.. لكن الأ اليقينية املتعالية النبوية التحري�شي وال�شورة الزعيق نه خا�شم فقط الأاأي�شا ـ و بنف�ص القوة ـ الزعيق ال�شكالين الذي جعل من الرتاكيب قالبا جاهزا تنح�شر فيه م�شاحة يحاء. اأي�شا، اأعتقد اأن �شعادة ميلك ال�شعر احلقيقية و ت�شيع يف �شنعته املغرتبة و انف�شاله العاجز عن االإجراأة غري عادية على منح ق�شيدته �شياقا �شرديا، و لي�ص نرثيا فح�شب، بحيث ت�شعر به يتتبع احلكاية

يف ن�شو�شه غري عابئ بتجاوزه للنوع اأو بتفكيكه لقناعات. اأي�شا، فعل �شعادة ما اأراه واحدا من اأهم مغامراته ك�شاعر.. ا�شتبعد فكرة ما هو �شعري يف ذاته وما لي�ص كذلك. اعتمد التجربة �شوؤاال وحيدا لتحقيق ال�شعرية و هو ما حقق له هذا القدر الهائل من التنوع يف ن�شو�شه رغم اأنه لي�ص من ال�شعراء الغزيرين. اإنك تلمح ح�شور �شعادة يف كل ن�شو�شه خر اأو اتكاأ على �شداه، و هي ق�شوة احلر�ص على ولكنك ال تلمح اأبدا ن�شني اأعاد اأحدهما ن�شخ االآالتجديد و اختباره مرة بعد اأخرى. اللغة ال ت�شبقه اأبدا.. و هكذا تتجاور ق�شائد ب�شيطة قائمة على اأداءات متخا�شمة يف خلق اأمام اأنك اأن ت�شعر اأماميتها دون اللغة اأخرى حتتل اللغة التداولية مع

ال�شعر كما داأب الكثريون على خلق تلك اخل�شامات الوهمية.قبل ذلك كله و بعده، هناك غمو�ص ال�شعر اجلميل الذي ي�شتع�شي على التحليل.. ال�شعر الكبري �شباب جمهولة تتجدد كلما التقيته و يوؤكد لك اأن هناك دائما مثل عالقة احلب، مينحك غرامه الأ�شباب التي ميكنك القب�ص عليها وترتيبها.. يورطك و يدفعك ال�شتعادته دون �شببا اآخر غري كافة االأاأن تعرف على وجه الدقة ملاذا.. وهنا ـ حتديدا ـ يكمن قدر غري قليل من جمال ق�شيدة �شعادة، وقدر

من اأهمية مقعده يف ال�شعرية العربية ك�شاعر غادر با�ص القطيع ال�شعري واختار اأن مي�شي وحده!

107 �صيف2008

حممود خري اهللذات تتحدث نيابة عن اأ�سباحها

الذين اء ال�شم غلبية االأ اإىل �شعادة» »وديع ق�شيدة انحازت بواب ل، يعي�شون حياتهم و�شط االأ ت�شبه املوت املوؤج يعي�شون حياة جديد، من بعثهم ميكن ميوتون وحني القدمية، وال�شبابيك املخلعة

ملطخة اأياديهم م�شرعني، يعودوا اأن ا�شتطاعوا وديع فرحلوا، وحني كتبهم الدنيا الذين خا�شمتهم ب�شر يف ي�شبههم، ال العربية الق�شيدة �شيء يف اأي�شا، ال بدمائهم خة ملط فيه، عا�شوا الذي بالطني نانية، وبدخول هوؤالء اإىل الن�ص ال�شعري العربي، الق�شيدة العربية - اأ�شال - اإنها ق�شيدة الذات واالأعلى يدي »وديع»، تنف�شت ال�شعداء، وا�شتطاعت اأن جتدد حياتها بنا�ص »وديع �شعادة» »وجدوه، يده

زرقاء ومنب�شطة، كجناح وروار، فمه مفتوح قليال، وكاأنه كان يريد اأن يغني».بواب والعربات، يف ق�شائد وديع متاما كما يت�شاقط النا�ص جنحة واالأ تت�شاقط الزهور والع�شافري واالأموتى، ومتاما كما يحدث يف كل بيت عربي، بل ويف بيوت كل فقراء العامل، فالحني - مثل نا�ص وديع - وغري فالحني، واإذ يلتقطها ويلتقطهم يعيدهم اإىل العامل، ب�شرا هادئني واأ�شفياء، »يفتحون اأبوابهم

رفتني لتدخل ال�شم�ص كلها..». قبل اأن تطلع ال�شم�ص، يفتحون الدعر، رمبا ابت�شموا مرة يف قبورهم، كما مل يبت�شموا اأبدا يف البيوت، والف�شل �ص فقراءه بال�ش اإنه يعويف ذلك لوديع �شعادة.. انحازت ق�شيدة وديع اأي�شا اإىل نف�شه، اإىل هذا الكائن الب�شري املولود فقريا اإليها واأ�شيفت ت ملع اأن بعد اإخوته اأحذية يرتدي اأن عليه كان الذي والكائن الثالث العامل يف م�شامري، اإىل ذلك الكائن اله�ص الذي يقول »البد اأن �شعوبا اأبيدت ب�شبب اأحذيتها» فهو لي�ص حممود ه وعاداته ومو�شيقاه، بل دروي�ص، يغني للدفاع عن وطنه، ويحكي بطوالت �شعب انتزعت منه اأر�شيغني للجروح ال�شديقة، للندوب التي يف القدم، يغني لقدمه تلك العا�شقة التي تبعته اأربعني عاما،

دون اأن ت�شكو، البطولة عنده لي�شت يف اإخراج املحتل وال يف �شناعة الثورة.اجلدران، تركوها على التي نظراتهم ويلم�ص يتذكرهم بل خرين، االآ ين�شه ذاته مل اإىل انحيازه قبل خلفوها التي �شباح االأ مع �شداقة دخوله من خرين، االآ مع معاناته من ياأتي ذاته اإىل انحيازه اأن يرحلوا، يتحدث مع �شفاه، وي�شلم على يد دون اأن يرى اأج�شادا، اأغلب الظن اأن ذاته دائما تاأتي كاأنها منتخبة من قبل املوتي لتتحدث نيابة عنهم، وهو حني يكتب �شعرا. تكون اأ�شواتهم واأج�شادهم

واأنفا�شهم وم�شائبهم حا�شرة يف كل ق�شيدة.غنى دروي�ص جراح فل�شطني ب�شوت رخيم، واأبكى »املاغوط» العامل على املدينة العربية التي حتول

يوليو 2008 108

اأهلها اإىل م�شردين ب�شوت غليظ، لكن وديع وحده هو الذي كتب ال�شقوط »الفردي»، كتب اجلوع �شباح التي يخلفها قتل الفقراء، ق�شيدة وديع راية �شد القمع، ق�شيدته هكذا: واملوت املفاجئ واالأ»كانوا عراة/ ولهم اأوالد/ يدغدغون �شعرهم يف امل�شاء/ وينامون/ كانوا عراة وب�شطاء/ يعرقون طوال

والدهم ومي�شون». النهار مبت�شمني/ ويف عودتهم يقفون اأمام الواجهات/ يقي�شون باأنظارهم ثيابا الأ�شقطت يف غرام »وديع» ذات ليلة ب�شحبة الراحل اجلميل »جمدي اجلابري» كان يقراأ ب�شبب رجح يف �شقة �شغرية يف حي املطرية، كانت الن�شخة التي يقراأ منها م�شورة، �شاعتها غيمة على االأن العامل الذي يكتب راأيت �شاعرا كبريا يتالعب مب�شاعرنا ويهز قناعاتنا ويفتح بابا جديدا لل�شعر، الأفيه قريبا من عاملي، �شرت اأعرف والده الذي »قبل اأن ي�شري وجهه غابة مر �شجر كثري على يديه» وعرفت اأمه التي و�شعت اآخر نقطة ماء يف دلوها على احلبقة ونامت قربها» اأمه التي ما كان النا�ص اأعرف اأمه» �شرت ترد للحبقة يقولون ترد احلبقة، »يقولون �شباح اخلري بينها وبني »احلبقة» مييزون ن�شان الذي ال يحمل اأي ن�شان املعرتف الذي يحمل ا�شما غريبا »وديع �شعادة» االإ كل �شيء عن االإ

قل - حينما قراأت ق�شائده. ن�شيب من ا�شم عائلته.. �شرت اأكتب �شعرا خمتلفا - على االأكانت الق�شيدة العربية قبله م�شغولة مب�شروع كبري، ل�شيقة اإما بالقومية العربية الوا�شعة، اأو وقفا على ما يرتجم من اأفكار واأ�شعار، اأثبتت ق�شائده اأن كل حياة ب�شرية �شاحلة لالنتقال اإىل ال�شعر، ال ه، واأ�شبح ي منط، ق�شائده خلقت يف كل �شطر منطا يخ�ش جاللة ملفردة وال و�شاية للوزن وال هيمنة الأما اخلا�شة الهموم من وعنده اخلا�ص، همها لكتابة وا�شتفزازها العربية احلا�شة ا�شتثارة على قادرا كتب نف�شي، اأن ي�شلح لذبح العامل. يكتب وديع نف�شه - اإذن - لذا كان علي اأنا اأي�شا اأن اأتقدم الأاأفعل �شيئا ب�شيطا لفقرائي، الذين رحلوا منتحرين اأو الذين ذبحوا يف حادث طريق عابر، اإن الق�شيدة التي كتبها وديع هي ق�شيدة العابرين الذين انق�شفت اأعمارهم فجاأة، دون اأن حتدث �شوتا، ودون اأن يتكبد العامل قدرا من احلزن، وحني يكتبهم فاإنه يخيط قلوبنا باحلزن عليهم، ويجد يف بكائنا تعوي�شا

لهم.وديع حلياة اآخر »تركيب خري االأ ديوانه قراءة اأجلت فقد ده�شتي، اإثارة عن وديع يتوقف ال �شعادة».. حتى قراأته اأخريا، اأ�شبح عامله نقيا جدا، مبا يليق ب�شاعر كبري، و�شع اأهله يف الق�شيدة العربية فانتع�شت وتوهجت واأ�شبحت األوانها اأكرث جاذبية، اأما هم فقد كانوا بانتظار �شاعر مثله ميلك من احلزن

ما ي�شاعده على تذكرهم واإعادة احلياة اإليهم.

109�صيف2008

تاريخ لقارئ ميكن ال احلديث ال�صيني ال�صعر تطوره مراحل يفهم اأن ال�صني تاريخ عن مبعزل لعبت حيث ال�صيا�صي، يف ا حموري دورا الثقافة ال�صيا�صية احلركة توجيه اآنذاك، ومل يلتزم املثقفون دباء ال�صينيون بالبقاء واالأبل العاجية اأبراجهم يف

�صكل بكتاباتهم �صكلوا ال�صني احلديثة كما اأرادوا لها اأن تكون.

بداأت النه�صة ال�صينية احلديثة مع احلركة املعروفة ا با�صم حركة 4 مايو عام 1919. مل تكن هذه تاريخيامتدت بل فح�صب، ثقافية اأو فقط �صيا�صية احلركة لت�صمل كل جوانب احلياة، وبداأت بعد انتهاء احلرب تاآمرت التي »فر�صايلز« معاهدة وتوقيع وىل االأ العاملية الواهنة ال�صني الغربية على اال�صتعمارية القوى فيها ومنحها ملواقعها ملانية االأ القوات باإخالء وق�صت للقوات اليابانية. كانت هذه هي ال�صرارة التي األهبت ن�صيج يف دتهم ووح ال�صينيني الطالب حما�س وطني واحد، فجابوا �صوارع بكني حاملني ال�صعارات �صالح لالإ والداعية الياباين، لالحتالل املناه�صة ال�صيا�صي والن�صاط الدميقراطي واحلكم والنه�صة اإىل والدعوة املراأة، وحقوق التعليم، اأنظمة وحتديث وعلم ودميقراطية حرية من الغربية القيم ا�صتخدام القدمية. التقليدية الكونف�صيو�صية الطرق من بدال دب الغربي وبداأ تاأثريه على من هنا كان االهتمام باالأوامل�صرح. والرواية ال�صعر يف يظهر ال�صيني دب االأوهوؤالء املثقفون اجلدد راقبوا عن كثب ما يحدث لي�س فقط يف اأوربا بل يف كوريا ورو�صيا اأي�صا حيث قدمت

�صاعر ومرتجم م�صرى مقيم فى هوجن كوجن *

خمتارات من �صعر ال�صني احلديث واملعا�رص

اال�صرتاكية اأيديولوجية ترجمها عن ال�سينية: �سـيد جـودةكان جديدة. �صيا�صية وتغري حترك يف العامل دائمني وكان التم�صك يعني قدمي هو ما بكل والرجعية الف�صاد واأدرك وال��ت��اأخ��ر. اأن ال�صينيون املثقفون اأثر يقتفوا اأن عليهم اأجل خلق من الغرب على ثورة ال�صعراء اأحدث اأن فكان جديدة. �صني ال�صينية الق�صيدة من وحتولوا الق�صيدة، ولغة �صكل العمودية التقليدية اإىل �صعر حر واإىل ق�صيدة نرثية بلغة اإىل اأي�صا دعوا كما ال�صعب، لغة من تقرتب اأ�صهل

الكتابة باللغة العامية.مدر�صة الع�صرينيات مطلع يف ظهرت املقابل يف وح�صن اللغة وجمال املو�صيقى اأع��ادت جديدة ال�صياغة لل�صعر ال�صيني بعد اأن غلبت �صمة النرث على ال�صعر احلديث اآنذاك. كما ظهرت اأي�صا يف تلك احلقبة ال�صعر اأن يف دعوتها تركزت والتي الرمزية املدر�صة يختلف فهو ثم ال�صاعر، ومن واأفكار لوجدان ت�صوير عن النرث يف مو�صوعاته وطريقة تعبريه، فاإن كان النرث والرمز الغمو�س فاإن التعبري، يف الو�صوح اإىل يعمد يحاء يجب اأن يكون هو ن�صيج ال�صعر. دعت هذه واالإاملدر�صة الرمزية اإىل اأن يكون لل�صعر فل�صفة، وكلما كان كانت حركة �صعرا جيدا. وهكذا كان غام�صا ال�صعر ا ا و�صيا�صي 4 مايو بداية النه�صة ال�صينية احلديثة ثقافيا، وحاولت ال�صني من خاللها اأن تكون لها واجتماعي

هوية وطنية خا�صة تخرج بها اإىل العامل.احلديثة ال�صينية الق�صائد من جمموعة هذه تنال اأن اآمال القارئ يدي بني اأ�صعها واملعا�صرة

ترجمتي ر�صاه.

خارج احلدود

*

مثل فرا�صة ت�صتعيد الب�رص

يوليو 2008 110

خمتارات

-1-الفاكهة

قد ن�سجتحمر! هو الدم الأ

ب�ستاين اكت�سى ب�سبغة حمراءمثل ليلة �سافية ال�سماء.-2-

يا اأيها اخلريف،بالرغبة اأيامك مفعمة

ي �سي لأت�سطع عيناك علي؟

-3-عند تفتح الزهور

طفال لهوا يف احلقول دائما ما يع�سق الأفرحهم

ن ي�سحب املزارعني للآيدخل مو�سم احل�ساد

يا خريفاإنني مل اأخطاأ

ا مو�سم فاأنت اأي�س

اخلريفماجن كه

كي تتفتح الزهور!-4-

الغيم يف عينيكي�سري دومنا هدف

فيا خريفي �سيء جعلتك ال�سم�س لأ

هكذا نحيف ؟-5-

وما الذي حتت�سن ؟وما الذي تبحث عنه ؟

هوؤلء القلقون حتت �سم�س رجل ، امراأة، طفل ، حبوب للطعام

�سرة كي تكون ذاك ما حتتاجه الأن ! فلتملأ املهد بهذه احلبوب الآ

-6-ول تعد للطفل بالدمع الغزير

ـو ل ذنب له ! فه-7-

ـد بالزهرة احلمراء حتت ال�سم�س عولتهدها للحب

* من مواليد 1950 مقيم يف بكني.

خمتارات من �صعر ال�صني

*

111�صيف2008

-8-اآه يا خريف

كم �سبغة للون خباأت لنا ؟الغ�سق - من�سفة البنات يف ا�ستحمامهن !

املوج - يلعب احلياء يف البناتالليل - يداعب الن�ساء يف جنون

لوان فيه ! يا خريف ، يا الذي ل تبهت الأ

-9-ويا خريف عيد ميلدي م�سى

يل مل تدع �سيئاواأي�سا مل تدعني

يا خريف ، الفاكهة

قد ن�سجت حمر ذاك ! هو الدم الأ

-10-جتل�س ــت اأن الظلمة يف الباب ــام اأم ، اآه

القرف�ساءيا وحدتي.

جاء اخلريفواخلريف مل يقل يل اأي �سيء.

امل�سن الواقف على م�سطبةيل ت�سينج

واقف فوق م�سطبة نظرة متاأملة

منهك ويداكفوق تلك الع�سا ت�ستندان

تع�سف الريح هوجاء عرب امل�سيقوال�سحاب الغ�سوب يجوب الف�ساء

يهدر املوج يف غ�سبة يف املحيط

ـزية عليك ثياب برونوتبحلق

كال�سيف يربقيف طبقات ال�سحاب

خلل دوائر موج .........

اأمنتظر اأقرباءك ؟فيم تفكر ؟

عد اأيها ال�سيخ عد!قد وقفت طويل طويل على هذه امل�سطبة

اأقرباوؤك ينتظرونكفيم انتظارك فيم ؟

الذين ال�صعراء اأكرب مواليد 1933 مقيم يف هوجن كوجن. من من دبية الهامة يف ال�صني. �صغلوا العديد من املنا�صب االأ

*

*

يوليو 2008 112

ثمرة جوز الهند ت�ساحبني بطريق العودة

لون بنيوالوزن ثقيل ، وال�سعر كثيف

اإذ تهتزميوج البحر بداخلها

يبدو ال�سط كثيفا خارجها

اآه لو اأعرب هذا ال�ساطئ فاأنا بالبحر متيمة

باملوج اللمع لئة �سرعة البي�ساء املتلأ والأ

وثمرة جوز الهند تقول:ازرعني

فغدا اأمنو�سري جزيرة »هاينان« اأخرى! لأ

الليلحتت �سعف النخيل

اجلزيرة تغم�س عينني حتلم ثم تهز

جوز الهنديل �سياو يو

قلقا كتفني وت�سقط يف البحر ثمرة جوز

يف هدوءتر�سر�س من حولها املاء

خ�سراء كانت�سعاع من البدر اأخ�سر

ع�سرةمائة

فتثري القلوبففي ليلة مثل هذي

بها الرعد يهدر يف البعديحكي لنا عن حكايا مدارية

يف جزيرتنا اخل�سراء.

�سماع املطريهمي املطر

ي�سري نهريا ي�سحكواأنا كال�سمكة

اأتوارى بني وريقات البطيخ

طوال ال�سيف ينادي ا�سمي �سيء اأ�سمعه * من مواليد 1952 رئي�س حترير جملة اأدبية يف بكني.

*

خمتارات من �صعر ال�صني

113�صيف2008

يف ال�سرق ، الغرب ينادي ا�سمي.اإن ت�سكن اأو تتحرك ريح

اأبقى �ساكنةغنية الربية والرائعة كي اأتعلم هذي الأ

واأجعل قطرات العمر ت�ساقطفوق عروق البطيخ اخل�سراء

لرت�سم لوحة حرب حاملة

و�سبابية.ال حلم

هذا هو الباب الذي كنت برفق تطرقههذا هو امل�سباح كنت دائما ت�ستاقه

هذا هو املقعد كنت دائما عليه جتل�سهذي هي امل�ساعر الرقيقة التي قدميا فتنتك

عر الذي كنت حتبه طويل هذا هو ال�سـهما �سفتاي ها هما اللتان قبلت

و الليلة ال�ساكنة التي بها اأغويتنيهذا هو القلب الذي اأخذته معك

ــ كل امل�ساهد جتمعت يف غرفتي

اأنتظركلكن ليلي ينق�سي

بدون اأن اأحلم بك.

الغراب�سياو كاي يو

ذات يوم تعلمت تلك الكلمةكان ذاك بف�سلي

مبدر�ستي البتدائيةيف امل�ساء راأيت جناحني اأ�سود لونهما

ـق مثل املظلة ف فارق الأـه هوى وال�سعور املحلق مع

ـى كلينا حط فوقي وفوق احلبيبة غطفاآه ، حبيبة قلبي

حتت اأيكة خوخ ب�ساحة بيتيتدخل غرفتها مرتددة

يف فم مارد لغراب.

بعد ذلك يف قرية غريهابني اأطلل مبنى قدمي

راأيت على حائط القلب �سربا لغربانفجاأة ك�سعور مبوت حلقت طائرة

كغماماأ�سود اللون

فذكرت احلبيبةزفت لغريي

يف الطريق ال�سغري الوحيد بقريتنايف حمل بقالة.

من مواليد 1960 در�س الطب وعمل به ثم امتهن ال�صحافة ويعي�س يف برلني باأملانيا منذ 1997. ح�صل على دعم من وزارة

الثقافة باأملانيا للتفرغ للكتابة.

*

*

يوليو 2008 114

هبت ريح ذات م�ساءطرقت اأبوابا و نوافذ

تية بعيدا الريح الآيف غم�سة عني اأدخلت املدن

مدارا كونيايف تلك اللحظة بداأت يف الدوران الغرفة

بداأت روحك يف الدورانتطفاأ نور الغرفة بب�ساطةتتوقف عن كتابة �سعر

وتعود اإىل الظلمةكي يكتبك ال�سعر

ي مكان وتاأخذك الريح لأت�سمع اأ�سواتا ل ح�سر لها

متر بقرن وقرون خر مبكان ل تب�سره يف الآ

يف اأعماق عظامك ريح�سجار ت�سمع جلذور الأ

خرى واحدة بعد الأل ميكنك فرار

اإح�سا�س م�سبقواجن ت�سيا �سني

فاأخريا عرث عليك خريف.

ت�ستيقظ يف اليوم التايلر�س مغطاة تفتح بابا فرتى الأ

وراق املت�ساقطة بالأفت�سبح �سيخا وم�سنا !

ال�سعراإىل ال�ساعر ال�سيني الراحل خاي زي

يا �سعر ، يا جهنمييا فقر ذاتي

يا �سوت ريح اآتيةمن موطن بعيد

مل اأقرتب من قبل منكيا قلعتي

يا حجري ال�ساقط من اأعلى اجلبل.

يا �سعر ، اأيها العدو اللدوددب ال�صيني يف معهد بكني للرتبية. *من مواليد 1957مقيم يف بكني. يدر�س االأ

*

خمتارات من �صعر ال�صني

115�صيف2008

يا وهم روحياأكرهك

األقيت ج�سمي عليكلكنني اأزداد بعدا عنك

ولغتي تدور مثل العجلة حتى اأنا

ب�سرعة �سكلي حتول

يا �سعر ، يا اأطلليا نظارة

ويا هواء يف ف�سائي باردا يوم �ستاء

مل اأكتب �سعري للأ

لكنني ما زلت دون حيلة لكي اإليك اأ�سل يا فرحتي

يا ذهبي الذي تل�سى.يا �سعر ، يا موتي

ويا بعثي، ويا معجزتي التي غدت بل وجودمني �سرقت كل �سيء

عايل اأنت يف الأ

حتني ج�سدك لكي توجه يل

�سربتك القا�سيةن والآ

اإنني بهذا الكون اآخرل اإليك! من يتو�س

الطبيعة الكربى

خاي زي

دعني اأقول لكاإنها فتاة �سلبة ، جميلة

زرق يف جرة مائها ال�سمك الأثيابها التي خلعت

ميكنها بج�سمها اأن تع�سقكلفرتة طويلة من الزمن

يف اأغنياتها املحلية.

ترنو لها يف كل اأر�س تتح�س�س

حينا لها ج�سمار وفوق غ�سن قربها مدو

جتل�سوكل ورقة من الغ�سن لها �سفة

ول تراهال تراها اأبدا

ومن مكانها البعيدتظل يف حبك.

من مواليد 1964من اأهم ال�صعراء ال�صينيني يف الثمانينيات توفى 1989.

*

*

يوليو 2008 116

عاد املمثلون من م�سرحهماإىل بيوتهم

لكن �سعري مل يعدهناك من راآه حامل

نايا من الذهبعند الغروب ي�سرب اخلمر

حتت مظلة لغرفة على بداية الطريق يائ�سا مي�سي ذهابا جيئة

على اجلبال الغنمقد دخلت م�سكنهالكن �سعري مل يعد

راآه قائد القطيعوقت الغروب للجبال ناظرا

ت�سيل منه دماهيبكي بل دمع

جريحا ، و وحيدا.يف قريتي اجلريان والنا�س جميعا ناموا

لكن �سعري مل يعدهناك من يجل�س منتظرا

اأمام بابهيف ليلة كهذه الليلة

من يقدر اأن ين�سى ؟

اأغنية �سعبيةت�سي دي مات�سيا

اإىل نف�سياإن مل يكن هناك درب �سغري

لي�س �سروريا باأن ال�سوق مفقوداإن مل يكن هناك للنجم �سعاع

لي�س �سروريا باأن الدفء مفقوداإن مل يكن هناك دمع

لي�س �سروريا باأن احلزن مفقوداإن مل يكن هناك اأجنحة

لي�س �سروريا باأن ل اإ�ساعات هناكاإن مل يكن هناك خامتة

لي�س �سروريا باأن املوت مفقودلكن �سيئا واحدا موؤكدا

لول جبال الثلج اأو قوميتيما �سرت يوما �ساعرا!

تقاليد �سائعةكالناي املهجور

حني تهب رياح اجلبل �سفريا ينتحبك�سعاع النجم

من مواليد 1961 �صاعر �صيني وحاكم مقاطعة ت�صنج هاي يف �صمال ال�صني. *

*

خمتارات من �صعر ال�صني

117�صيف2008

ي�سيء باأعماق ال�سحب باأعينه يحمل اأنفا�س احلزن

مثل �سباب اأبي�سيرحل يف بطء

يعرب هامات جبال وبل �سوت

فتعي�س الذكرى يف كل مكان

ر�س االأر�س اأع�سق ع�سقا هذه الأ

ر�س ولدنا ننا يف هذه الأ لي�س فقط لأر�س منوت ننا يف هذه الأ لي�س فقط لأ

ن فيها عائلت ذات تاريخ عريق لي�س فقط لأفيها الذين قد راأينا والذين مل نقابل من اأقاربنا

ماتوا جميعا واحدا وراء واحد باأر�سنار�س نه يف هذه الأ لي�س فقط لأ

طبيعة واأنهار كثرية عميقةدماء اأجدادنا

جتري بها ليل نهار

ر�س اأع�سق ع�سقا هذه الأغنيات لي�س فقط لأ

قدمية، جميلة مثل حلمتثري يف القلوب كل �سجن

ر�س نه يف هذه الأ لي�س فقط لأمل�سة اأمي احلانية

ر�س نه يف هذه الأ لي�س فقط لأخ�ساب دافئة غرفتنا كانت من القي�سان والأ

منذ مئات ال�سنواتكانت لنا تن�سج

تلك التي كانت اأمام بابهاذاك الق�سري اخل�سبي جتل�س

جدتنا التي برغم موتها تعي�س مل تزل

ومل تزل عادتنا هي الغناء عند الغروب

وذلك ال�سوت الديفء ال�ساحر الذهبيي�سري هنا يف �سدر كل فتاة

ر�س اأع�سق ع�سقا هذه الأن ج�سمها ممهد لأ

مهما لها غنيت والدموع يف عينيتبقى دون �سوت �ساكنة

ك�سخرة يف وقت حزين اأملي فقط

ر�س اإذا رقدت يف مكان ما على الأقدمني ر�س - باأجدادنا الأ اأح�س بالأ

رفقا يهزون لنا مهدا ثقيل !

يوليو 2008 118

ب�سع لـم�سات من الفر�ساةـبدي �سبهك ت

ـن بها اأزيحقيبتي.

اإذا نظرت للوراءينزل فوق كتفي عطرك

يتبعنييف رحلتي الطويلة.

ربيع مار�س البديعخطواتي تدفئ بردا يف مار�س

اأيام �سهدت اآلمي�سارت لرماد يتطاير يف فرقعة اأ�سابع نارية

وكتبت اإليك ق�سيدةمل تتغري

الروؤية يف عد�سة ذكرايتبعد ، تبعد

وبراعم �سوقي متلوؤين كل �سباح وم�ساءل يحتاج احلب ل�سرح

عطركجوان ت�سو

هل يف اإمكان عبري الزهر باأن يت�سوع؟قلبان التقيا وبل موعد

ليل نهار يتوقان لبع�سهما البع�س ملن هاتان العينان احل�سناوان كح�سن ربيع ؟

بهما العمر يعود ويتجدد.

�صاعرة �صينية مقيمة يف بكني. *

*

خمتارات من �صعر ال�صني

119�صيف2008

يف رو�سكاأنا ثمرة خوخ ، يف وحدة

وتراها ت�سقط ، تتحلل، تدفن يف الطنياإذ تتفتح ثانية

يلتف �سكون القرب عليها

هل هذا بيتي ؟اأرجع يل اأيامي بطبيعتها

ا ـغاء اأنت وتطلب مني حب ببمل تتحدث مثل الب�سر

وتعلم اأن الب�سراإذا ما و�سلوا حد الق�سوة

ا تتحول فيهم حب

مطر النارو�سوك الدمع

القلب الراحلعني قد رحل بعيدا.

قلبي لي�س يف قلبيبان وو اإي

حائط يف احللم

ع�ساب يف احلائط بع�س جذور وتنبت الأوطريق الذهاب

قد اأخذ اجل�سر معهالكف مائلة

وتنتقي بني احلجارةوف�سلت الطري يف العينني

ما قد �ساع من عمرهايام �سافية ترفرف الأ

واأنت يف ال�سورة مت�سيمل يكن هناك وقت اأبدا للمغفرة

يكة العجوز تنتظر الأاأدير ظهري كي اأرى اأن القمر

مل يكتملتطاير الثلج الكثيف داخل امل�سعد

لقد م�سيت اإىلالف�سل اخلطاأ.

�صاعرة �صينية مقيمة يف بكني وزوجة ال�صاعر ال�صيني ال�صهري ماجن كه. *

*

يوليو 2008 120

يف ذلك امل�ساءتعارفنا مببنى �ساهق

ثم احت�سينا اخلمر ، غنيناتركنا اأ�سفل املبنى هناك

دراجة قدميةاأيامنا القدمية

يف دعة دفعت باباوخلعت

عني رداء الريحقدماي عاريتان

تنورتي ال�سوداء يف املكانتدور حيث لي�س للرق�س مكان

مثل �سعاع للقمري�سقط فوق �سرفتي

بعد احت�ساء اخلمر يرجعثانية يف الف�ساء

من �سفتاها �ستكونان �سعاع القمر الظماآن وال�ساحب ؟

�سفـتاي اأنا ؟تنفرجان

مربتني تبت�سمانيف موقف البكاء

عايل قلق يف االأ�سياو �سياو

هذي الفتاة الغام�سةيف حزنها

كالثلج يف اأعلى التلل قد جتمديف حالها الهادئ

يفح�س الزمنج�سما رهيفا واهنا

م�سطربا و زائفا كالع�سرلي�س لها م�سدر رزق

غري اأن تكتب �سعرااآلة عملقة جتفف الدماء فيها

كلمة فكلمة وجملة فجملة

ـها حزنا كبريا ـزن تخ�سفيت منه.

اأدور يف رفق وخفةواأ�سقط

على ب�ساط قرمزي بب�سرتي ، مفا�سلي مي�سك

ب�سري احلاد قد راأىطريقا داخل القلب.

�صاعرة �صينية مقيمة يف بكني وتعمل كاتبة و�صحفية يف جملة اأدبية. *

*

خمتارات من �صعر ال�صني

121�صيف2008

األـم

يف اأكرث اأوقاتي اأملايتفتت وعيي ، اإح�سا�سي يف ج�سدي

كم من اأمنية رحلتغ�سان عند �سقوط الفاكهة عن الأ

يئول احلب اإىل �سيء اأحمق يف حلظة

ما ل�ستاء من بدمن اأن يدخل كم ثياب الربد

مل ، اخلمر الأبهما يكتمل ال�ساعر

وثلث كوؤو�س نبيذ اأبي�س ت�سعل يف دمييف منت�سف الليل

القلب يدق

فر�سا يرك�سجمجمة خالية ومعلقة

اأعلى من زئبق

واأراكم مبجرد اأن اأغلقعيني

بطعم حريفاأكرث من مائدة طعام

يبلعني قلق متداخلل يغلق فمه الليل

وي�سحب كوب حديد مملوء مبرارةليعلقه يف القلب

مل امراأة كم ذاقت طعم الأبروعة اأمل يلفظ قلبي اآخر اأنفا�سه

اأكظم حزين يف اأنفا�سير�س مل من الأ ينبثق الأ

اإذا ما هبت اأنفا�س املوتت�سبح فكرة قتلي نف�سي نغما حلظيا

ول �سيء ي�سري اجل�سد�سوى لعبة موت!

كل �سيء دافئ منك

الدفء منك مثل موج يتدفقيف و�سط تيار من احلب ت�ساقطما عاد من اأقارب الدمع البكاء

يوليو 2008 122

دعني اأ�سلي يف ال�سباب الكثيفمن اأجل معجزة

بكل ما يف الروح من قدا�سةاآخذ عهدا

اأكرث ما عليه اأندميف العمر اأننا باأبهى حلظات الدفء

حطمنا لدينا كل �سيء كذاك نحن نتقارب

ونتجاذبوالنق�س حتى بيننا اأ�سبح جاذبية دافئة

اأخفي بقلبي دائما ما فيه من اإحباطهكهيثم يبحث عن �سعادة

يقبل منك كل �سيء يف حبورمل م�ستنقعات الفرح والأ

وىل تذوقت وحينما يف املرة الأملح دموعك

هل كان ذا نبوءةمبا يكون يف �سعادتي

من اأمل طوال عمري؟

فرا�سة جريحةاجلرح يف قلبي

كجار حميميجعلني من كل قلبي اأمتنى الزواج

ملحمي التي ت�سابه املوات

مهارتي يف الطهيوكل �سيء يدل على اأنني زوجة جيدة.

اجلرح منك ال�سنة املا�سيةيبدو طبيعيا ، جميل

هذه الليلة ، حتت �سوء م�سباح كاأنه فرا�سة

تعجز عن حتقيق حلمهايف اآخر القرن

ها باملوت والعمى مفعمة بح�ستطري يف جمال .. روعة

حملقة.

اأطري من جرح جلرح لفتاة كربت على اجلراح

بني ملعان اجلراحمن �سعر اأ�سرة تاجنتاأخذ اأحمر ال�سفاه

من �سعر اأ�سرة �سوجنتاأخذ قلم احلواجب

يف خري �سكل تتجملتن�سج ، تفهم احلياة

اأنفا�سها تدخل اأوراق اللغةمن �سعر اأ�سرة تاجن

حتط فوق �سعر اأ�سرة �سوجن.

خمتارات من �صعر ال�صني

123�صيف2008

ال�ساعر الكبري اأنون!ترجمة: د.ماهر �سفيق فريد

جنبى مذيلة بكلمة ديب الراحل ثروت اأباظة فى بع�س مقالته اأن كاتبا من الكتاب عرث بق�سيدة من ال�سعر الأ يروى الأ»اأنون« anon فكتب يقول ما معناه: قراأت حديثا ق�سيدة جميلة لل�ساعر الكبري اأنون!

anonymous كلمة اخت�سار هو واإمنا ال�سعراء من �ساعر ا�سم لي�س »اأنون« اأن النادرة هذه فى الطرافة ووجه جنليزية« اأو anonyme »بالفرن�سية« ومعناها: مهول املوؤلف اأو غفل عن التوقيع، ولكن كاتبنا - كما هو وا�سح »بالإ

- كان يجهل هذه احلقيقة فظن الكلمة ا�سم علم واأراد - زيادة فى الكرم - اأن ي�سفى على ال�سم �سفة العظمة!املوؤلف، وهاأنذا الع�سور ق�سائد مهولة جنليزى عرب الإ ال�سعر الق�سة على خاطرى كلما طالعت فى دواوين ترد هذه حيان - قيمة عن ق�سائد ال�سعراء املعروفة اأترجم هنا طائفة مما وقع ىل منها اإميانا باأن هذه الق�سائد لتقل - فى بع�س الأاأ�سماوؤهم. اإنها من اإبداع املخلية اجلماعية اأو اخليال ال�سعبى، قد تكون من و�سع �سخ�س واحد اأو اأكرث، ولكنها - فى كل حوال - تخاطب جمهورا عري�سا ولي�س طائفة حمدودة من املثقفني، ويغلب عليها روح الفكاهة مع ميل اإىل الجرتاء الأاأو النكات البذيئة، ومتتد �سخريتها على املحرمات، خا�سة فى ميدان اجلن�س. فهى كثريا ما حتفل بالتوريات اجلن�سية ف�ساح عما تق�سى اآداب اللياقة باإبقائه فى نطاق امل�سكوت عنه. وتلتزم اإىل ما جرى العرف على توقريه، اأو تلجاأ اإىل الإ

القافية، رمبا على �سبيل املحاكاة لل�سعر »الر�سمى« املحرتم، اأو ملا ميكن اأن حتدثه من اأثر كوميدى.جنليزى املحلى فهى تذكر اأماكن ووقائع من بيئة اأ�سحابها، وقد تعمد اإىل ذكر اأ�سماء من وتت�سم هذه الق�سائد بطابعها الإالتاريخ اأو اأحداث من الكتاب املقد�س. وتقوم على املحاكاة ال�ساخرة التى تفرغ مو�سوعها من هالت املهابة: فالق�سيدة الثاوى حتت تكرمي بها يراد التى القبور للنقو�س على »بارودى« �ساخرة دانيل«، حماكاة بيرت العم وىل مثل، »عن الأالرتاب، وق�سيدة »جونى دو« تتخذ �سكل حمادثة بني اثنني. كلية »وادام« فى الق�سيدة الثالثة اإحدى كليات جامعة الذكور، ومن هنا كانت املثلية بني اأو اجلن�سية اللواط املنافية للطبيعة« املذكورة فيها هى العريقة، و»اجلرمية اأك�سفورد �سارة اإىل »�سدوم« اإحدى مدن ال�سهل »�سدوم وعمورة« التى يذكر العهد القدمي اأن اهلل عاقبها بعذاب احلريق لتف�سى الإهذه اخلطيئة بني اأهليها. »ملتقى كلفام« بلدة اجنليزية تتلقى عندها خطوط ال�سكة احلديدية. »كان ياما كان« ت�سطنع اإجنليزية، بلدات و»ت�سلتنام« و»لمي« »رايد« لغريهم. تروى وقد طفال، للأ تروى التى الق�س�س اأو احلوديث اأ�سلوب ال�ساأن مع جزيرة مان. »التفاحات« فى ق�سيدة »اإذا كانت تفاحاتى لتعجبك« رمز جن�سى - كما هو وا�سح وكذلك بالغزل الذى يبداأ لهوا ثم ينتهى باملغازل وقد التفاح« تتهكم نثى ورمبا عجيزتها. ق�سيدة »ر�سف ع�سري اأثداء الأ اإىل -غنيات الب�سيطة القائمة على طفال« تنهج نهج الأ وقع فى �سرك الزواج و�سارت له حماة تريه العني احلمراء. »اأغنية للأالتكرار مما يراد به ت�سلية الطفل اأو اإنامته. »عن نف�سه« من طراز �سعر »انتهب لذة يومك« carpe diem الداعى اإىل ال�ستمتاع مبباهج احلياة قبل اأن تنطوى �سفحتها. فى ق�سيدة »األوان ال�سقاء« لون من التاأمل الفل�سفى فما قد تنتهى اإليه بدية« فى ق�سيدة »قلئل هم املحظوظون« هى فرادي�س النعيم فى اأ�ساطري قدامى احلكمة ال�سعبية. »حقول ال�سعادة الأخرى. »بن جون�سون« هو ال�ساعر والكاتب امل�سرحى، �ساحب برار فى احلياة الأ غريق ومعتقداتهم، حيث يذهب الأ الإ

وىل. »فولبونى« وغريها وكان من معا�سرى �سك�سبري فى اإجنلرتا القرن ال�ساد�س ع�سر حتت حكم امللكة اإليزابيث الأ

�سعراء اإجنليز مهولون

يوليو 2008 124

عن العم بيرت دانيل

حتت هذا احلجر، كتلة من الطني،يثوى العم بيرت دانيل

ذلك الذى فى وقت مبكر من �سهر مايوخلع فانلته ال�ستوية.

جونى دومن يثوى هنا؟اأنا جونى دو.

هو: جونى اأهذا اأنت؟ن ميت. اأجل اأيها الرجل ولكنى الآ

عن م�س اأرابالينجهنا ترقد، وقد عادت اإىل الرتاب،

م�س اأرابلينجتلك التى فى اأول مايو

بداأت مت�سك ل�سانها.باك�سفورد عن كلية "وادام"

اإذ اأمن عليها �سد احلريق بعد اأن اجتهت ال�سكوك اإىل اأن اأحد اأع�سائها متهم بجرمية منافية للطبيعة.

اأح�سن �سنعا اأبناء "وادام" الغزلوننوا على بيتهم �سد احلريق اإذ اأم

فقد كانوا يعرفون جرميتهم، جرمية �سدوم،نف�س من يكون �سوف عقابها باأن حكموا وقد

النوع.

لو اأن كل القطاراتلو اأن كل القطارات عند ملتقى كلفام

قدر لها اأن تتوقف فجاأة عن العململا اأمكن للنا�س املنتظرين فى املحطة

اأن ي�سلوا اإىل وجهتهم قط.

كان يا كانكان ياما كان عان�س من بلدة بيود

�سديدة الحت�سام اإىل حد لي�سدقحتى اإنها اأ�سيبت بهي�سرتيا من

تق�سري البطاط�سوتقدميها عارية.

كان ثمة �سابةكان ثمة �سابة من رايد

اأكلت بع�س تفاحات خ�سراء فماتت.تخمرت التفاحات

داخل املاأ�سوف عليهاو�سنعت ع�سري تفاح بداخلها.

كان ثمة يوماكان ثمة يوما رجل من لمي

اقرتن بثلث زوجات فى اآن واحد.وعندما �سئل: »مل الثالثة؟«

اأجاب: »اإن الزواج بواحدة �سخيفوالزواج باثنتني ، يا�سيدى، جرمية«.

من الظلممن الظلم

اأن يكون املرء قا�سيا اأكرث من اللزم على هريفاأعمال الت�سريح الباكرة

تدين بالكثري لرجال من نوعه ومن نوع بريك.

بناء باء واالأ االآالنظر فاإن عندما يكونون فى مثل طول ركبتك، اإليهم حلو / عندما يكونون فى مثل طول راأ�سك،

يتمنون لك املوت.

ق�سائد جمهولة املوؤلف

125�صيف2008

مياه ت�سلتنامربع هل هنا اأرقد وبناتى الأ

وقد قتلنا �سرب مياه ت�سلتناملو اأننا كنا اقت�سرنا على اأملح اإب�سوم

قباء هنا. ملا غدونا فى هذه الأ

حالةاإذ كنت اأ�سعد الدرج

لقيت رجل مل يكن له وجود هناك.مل يكن له وجود هناك، مرة اأخرى، اليوم

�ساألت اهلل لو يرحل.

جزيرة مانافعل كما يفعلون فى جزيرة مان.

كيف ذلك؟ اإنهم يفعلون مايقدرون عليه.

اأغنية مبولة حجرة النومحافظ على نظافتى

واخدمنى جيداوما اأراه

حد قط. لن اأرويه لأ

اأغنية اأطفال ال�سيادجنوبا هبى اأيتها الرياح جنوبا

واأعيدى اأبى اإىل اأمى.فلتن�سج التفاحات

فلتن�سج التفاحاتوليثمر اجلوز

لرتتفع التنوراتولتهبط البنطلونات.

اإذا كانت تفاحاتى التعجبكاإذا كانت تفاحاتى لتعجبك

فل تهز �سجرتىاإنى ل اأجرى وراء �سديقكواإمنا هو الذى يجرى ورائى.

ر�سف ع�سري التفاح خالل عود ق�ساأحلى فتاة

راأيتها فى حياتىكانت تر�سف ع�سري التفاح

خلل عود ق�س.قلت لتلك الفتاة اإنى ل اأفهم كيف

تر�سف ع�سري التفاحخلل عود الق�س.

وخدا خلدفكا لفك

ر�سفنا ذاك الع�سريخلل ذاك العود.

وعلى الفورانزلق ذلك العود

فر�سفت بع�س الع�سريمن �سفتها.

ن قد �سارت ىل حماة والآب�سبب ر�سف ع�سري التفاح

خلل عود ق�س.

طفال اأغنية لالأهذا مفتاح اململكة

فى تلك اململكة مدينةفى تلك املدينة بلدة

فى تلك البلدة �سارعفى ذلك ال�سارع يتعرج زقاق

فى ذلك الزقاق فناء

يوليو 2008 126

فى ذلك الفناء بيتفى ذلك البيت تنتظر غرفةفى تلك الغرفة �سرير خال

وعلى ذلك ال�سرير �سلة�سلة اأزهار عذبة

اأزهار، اأزهار�سلة اأزهار عزبة .

اأزهار فى �سلة�سلة على ال�سرير�سرير فى الغرفةغرفة فى البيت

ع�ساب بيت فى الفناء كثري الأفناء فى الزقاق املتعرج

زقاق فى ال�سارع الوا�سع�سارع فى البلدة العالية

بلدة فى املدينةمدينة فى اململكة

هذا مفتاح اململكةاململكة هذا مفتاحها.

عن عذراء تقبل وردةومل تكن اإل وردة واحدة

اإىل اأن تنف�ست عليهابيد اأنها منذ ذلك احلني »فيما اأظن« مل تعد

وردة قدر ما هى اإكليل ورود.

عن نف�سه اأنا ل اأخ�سى �سلطة اأر�سية

واإمنا اأهتم لتيجان الورودواأحب اأن تتلوث حليتى

باخلمر والزيتفى هذا اليوم �سوف اأغرق اأحزانى

فمنذا الذى يعرف اإن كان �سيعي�س غدا؟

األوان ال�سقاءتر�سلها عــزاءات �ساعة، كل فى نرى، اأننا رغم

لهة الآلتوجد بعد حياة حم�سنة �سد ال�سقاء.

�رسيرهااأترى تلك ال�سحابة التى فى مثل �سفاء الف�سة،

مليئة، ناعمة، منتفخة فى كل مكان؟اإنها �سرير جوليا، وهى تنام هناك.

قالئل هم املحظوظونكثريون نحن، ومع ذلك فقلئل هم الذين ميلكون

بدية. تلك احلقول: حقول ال�سعادة الأ

جنب وزبد طازجاناأتريد جبنا وزبدا طازجني؟

ي�ستطيع نهد جوليا اأن مينحهما اإياك.ولئن اأردت املزيد، فاإن كل حلمة ت�سيح:

هاك فراولة ت�سيفها اإىل زبدك.نراهم مرة ثم ال مزيد

اآلف فى كل يوم ميرون، نحن،ما اإن مي�سوا ويولوا، لن نراهم من بعد.

عن بن جون�سونها هنا يثوى جون�سون مع �سائر

ال�سعراء، ولكنه خريهم.اأيها القارئ، اأتريد معرفة املزيد؟

�سل ق�س�سه، ل حجر قربهفتلك خليقة اأن حتدثك مبا ليقدر عليه هذا

عن مده. وهكذا وداعا.

127�صيف2008

ترجمة : فاطمة ناعوت

مريكية اآنـدي يوجن ال�ساعرة الأتذكـار

اأتذكر؟ذات ليلة

جمعنا ق�سائدنا،اأنت واأنا،ثم م�سينا

�سوب النهر،واأ�سرمنا فيها النار

جوار اأو�ساخه وفتحات �سفاطاته.�سيء من رمادها

اجنرف نحو حلق النهر،ثم راح ير�سح الطمي

جاريا نحو البحر.النار

تنحت وجهك يف الليلو اأنت تبت�سم

حني اللهب يكرب.اأنت

مت بعد ذلك بقليل،وحرقنا جثمانك،

ربع ن ها نحن نواجه اجلهات الأ والآلكي ننرثك يف البحر.

اأفكر يف تلك الليلة،حينما كنت مازالت مكتمل

اأفكر، واأنا اأحمل اأ�سلءك يف كفي،

ها هو ج�سدك،

ج�سدك الراق�س،ن يف حفنة رماد ر الآ وقد اخت�س

بحجمقب�سة يد.

يا لل�سعور احلميم!اأحت�س�س كل جزء فيك مل اأذق اأبدا �سفتيك،

الرياح ته�سه�س وجتفف امللح يف وجهي.

البحر البارد ي�سفعنيريثما اأمرر اإ�سبعي

على بقايا عظاما�ستع�ست على املحرقة،

جافة جدا كانتوحادة.

رمبا كانت -تلك العظام-

فيما م�سى، هي التي حتمل يدك نحوي

اأو كانت مف�سلة يف فكك

تفتحه وتغلقه فيما تتكلم.قبل اأن اأدعك مت�سي

�ساأجعل اإحداها تنزلق يف جيبيكتذكار.

ثم اأفتح يدي الفارغةواأهبك للبحر.

اآندريا اإل. يوجن. �صاعرة اأمريكية معا�صرة تعي�س يف نيو اأورليانز، اأمريكا. اأ�صدرت عدة دواوين �صعرية منها: »كل النريان نار« عن دار »مطبوعات فوكرن« 2003، »هذا خا�صتي« دار »الفندر« 2000. نالت العديد من اجلوائز والتكرميات منها جائزة »ويليم فوكرن« عام 1999. وتقوم حاليا بتدري�س

ن. بداعية يف جامعة نيو اأورليانز منذ عام 2000 وحتى االآ دب والكتابة االإ االأ

*

*

يوليو 2008 128

نبيل �صوي�صري ، كان ين�صد تعوي�س رقته اجل�صمانية والنف�صية من خالل ت�صوير اأ�صخا�س اأقوياء يف ق�ص�صه الق�صرية وبالداته . اأما �صعره ن . من اأعماله : ر�صا�صة من برج ال�صياد ) اأق�صو�صة الغنائي ، الذي وجد فيه معادال مو�صوعيا لتجاربه ، فقد �صار يحظى بتقدير كبري االآ

1878 ( ، ق�صائد )1882 � 1892 (. museاإحدى اآلهات الفن الت�صع .

يف احللم راأيت قاربا بل مدافكونراد فرديناند ماير

ترجمة: عبد الوهاب ال�سيخ

)1( جماديفماديفي املو�سوعة يقطر منها املاء ،

عماق . تت�ساقط القطرات ببطء نحو الأ

ل�سيء يزعجني ! ل �سيء ي�سعدين !يوم بل اأمل ي�سيل منحدرا !

حتتي ـ اآه ، متل�سية يف ال�سوء ـحتلم اأجمل �ساعاتي .

م�س : عماق الزرقاء ينادي الأ ومن الأاأما يزال يف ال�سوء الكثري من اإخوتي ؟

)2( �سجرة الك�ستناءذات الظالل ال�سوداء

يا �سجرة الك�ستناء ذات الظلل ال�سوداء ،

يا خيمتي ال�سيفية التي يلعب فيها الن�سيم ،تطاأطئني نحو املاء فروعك العري�سة ،

*

*

اأوراقك تعط�س وت�سرب ،يا �سجرة الك�ستناء ذات الظلل ال�سوداء !

يف املرفاأ يغت�سل ال�سبيان بني ال�سجار و�سيحات الفرح

هم ي�سطع طفال ي�سبحون وبيا�س والأمن بني فروعك املت�سابكة ،

يا �سجرة الك�ستناء ذات الظلل ال�سوداء !وعندما تظلم البحرية وال�ساطئويهدر زورق امل�ساء يف اجلوار ،

حمر يتوهج من فانو�س ال�سفينة الأومي�س وي�سرع يف التجول فوق اأمواج

رة ، املياه ، كاأحرف متك�سحتى تخبو حتت اأوراقك ،

تلك الكتابة امللتهبة الغام�سة ،يا �سجرة الك�ستناء ذات الظلل ال�سوداء .

)3( اأ�سوات الليلحدثيني ، يا اإلهة الفن ، عن اأ�سوات الليل

التي تفي�س نحو اأذن اأولئك الذين جافاهم النعا�س !رقة اأول النباح املاألوف للكلب الأ

**

**

129�صيف2008

ثم الدقات املعدودة لل�ساعة ،ثم حوار بني �سيادي �سمك على ال�ساطئ ،

ثم ؟ ل �سيء غري ال�سوت ال�سبحيالغام�س لل�سكون املتوا�سل ،

مثل اأنفا�س �سدر �ساب ،مثل خرير نبع عميق ،

مثل �سربة مداف مكتوم ال�سوت ،ثم اخلطوة غري امل�سموعة للنعا�س .

)4( النافورة الرومانيةي�سعد �سعاع املاء ويف اأثناء �سقوطه ميلأ

ا�ستدارة ال�سحفة الرخامية ،التي تفي�س خفية

يف قاع ال�سحفة الثانية ؛الثانية تعطي ، وقد �سارت زاخرة باملاء ،

ار للثالثة ، في�سها املووكل واحدة منها تاأخذ وتعطي يف نف�س الوقت

وتهدر وت�سكن .

)5( اللوثةمنذ قليل يف احللم راأيت قاربا بل مداف

يطوف فوق �سطح املاء .النهر وال�سماء يلفهما وهج �ساحب

كما هي احلال عند دنو اأو رحيل النهار .

يف القارب كان يجل�س �سبيان باأكاليل اللوت�س ،

والبنات الر�سيقات ينحنني فوق �سطحه ،ثم راأيت قدحا لمعا يدور على اجلميع

وكل واحد ي�سرب منه .

�سى العذب ، ت اأغنية مفعمة بالأ عندئذ دوكاليل تن�سدها ـ كانت زمرة حاملي الأ

ميزت ات�ساع عنقك ،و�سوتك ، الذي تغلغل يف الكور�س .

مواج غ�ست . حتى النخاع يف الأنحو على بـــاردة كانت فقد اأرجتـــف، كنت

عجيب.و�سلت اإىل الزورق الذي كان يتحرك ببطء ،

واندفعت داخل الزمرة املقد�سة .

وقد كان الدور عليك لت�سربي ،ن ، ورفعت القدح امللآ

وقلت يل باإمياءة ودودة من عينيك :»يا قلبي العزيز ، اإنني اأ�سرب نخب ن�سيانك!«

بتاأثري احلب العنيف انتزعت القدح منك ، واألقيت به يف املاء ،راح يغو�س ، وانظري ، وجنتاك

نتا بوم�سة الدماء . تلو

لتك يف اأ�سى �سديد ، م�ستعطفا قببينما مددت يل فمك ال�ساحب طوعا ،

عندئذ ذبت مبت�سمة بني ذراعي ،دا ـ اأنك ميتة . واأدركت مد

يوليو 2008 130

�صوتى تعب م املناهدةوعنيه �صبعت م�صاهدة

مرية املجاهدة وانتى الأم�صاألتيني�ش اأنت مني؟!

***

اأنا املغنى اللى باقىو�صوتى ي�صبق ندائى

من كرت �صدق ا�صتياقىباحلم بقاىل �صنني

***

طول عمرى باحلم بعزكوبقلب يعرف يعزك

وي�صون كرامة معزكيا رحيمة باملف�صدين

***

اأنا اللى �صوتى كمنجةعنب بناتى ومنجة

حتى حمارتى اللى عرجةوقعت فى اأول كمني

***

غنى الفوؤاد للغالبة:حبك لوطنك عبادة

وانتهاك ال�صيادةبذمتك ير�صى مني

***

مالي�ش فى �صغل ال�صطارةواأنا اللى بانى احل�صارة

تعبى و�صقايا خ�صارةفى اخلاين واللئيم

***

اأنا احلكيم املداوىمن�صى فى جوف احلوارى

ومن قعاد القهاوى: »يتيم« قالوا على

***

من �صغر �صنى باهاتىو�صوتى �صابق �صكاتىبا�صعى لرزقى يوماتىواأقب�ش يادوب مالليم

***

ماكن ت�صهد على الأاللى مليتها م�صاكن

اأبنى واأعلى .. ولكنمابخد�ش غري الردمي

املواطنحممد بغدادى

ديوان العامية

اإىل اأحمد هريدى

131 �صيف2008

***

واأموت فى كل املعاركواأعرف واأكافح واأ�صارك

وقلبى حمروق بناركوانتى معايا معاندة

***

�صديت فى �صلمك وحربكودقت بردك وحرك

و�صالت دمايا فى حجركوانتى ع�صقتى املهادنة

***

�صوتى و�صوتك ون�شوندهتني ع احلر�ش

وفى الكني�صة جر�شواأدان على املادنة

***

وانا اللى باقى عليكىوقلبى اأهو بني اإيديكى

ياترجعينى اإليكىيا اأموت بفعل احلنني.

�شـــــــــــوقاأمل عامر

ونتقابل و�صجر احلب ف عيونككما �صبار بيتنف�ش عبري املوت

جليد �صوتك فر�ش عتمهوطفى مالمح اللهفه

و�صى الورد كان ي�صوىدبل وردى على غ�صونك

بكل ق�صاوة الدنيابيخر�ش هم�ش كفينك

ر�صا�ش الكلمة كان اأرحمح�صا�ش بليل بعدك من الإ

واأنا بعدكبيكفر قلبى مب�صاعرى

وب�صنني كنت ماليهادفا واأفراح

اأنني الوجد يقتلنى يبعرتنىيامك ف �صكة �صوق لأ

ياعمر اأنا ع�صته تلج وناررمتنى فى بحر كله مرار

ول�صه ياعمرى با�صتنىمتد ايديك.

يوليو 2008 132

واإن ق�صاء وق�صىاأو من �صبيل الف�صف�صه

ول مرة ر�صى... دمعى الع�صى ع الو�صفالورد عامل من العطف.. اللطف، النعيم

الورد حميم ... كما قبول الدعاحنون، وقلبى على �صعه

ياما وعى، يكون مع ورد ال�صهيدجديد العيد.. وان عظيم القطفوال�صيف عنيف.. واحلبل خطف

اخلاطف ول املخطوفمو�صوف للجحيم.. احلبل بهيم ...

يهيم ف القيام وال�صجوديندغ العابد، وينكر املعبود

وي�صطب عهود ملا تكافحزرار واأنا وجهى �صابح وقافل الأ

وزار على كتف جالدى اأطنان من الأكان مني اأرجو ...!!هل حاولت اأجنو ...؟

�صباب واإن كرتت الأمل اأهجو ... حتى الكالب

كما »الن�صر« اللى اأذانىطالب اإذعانى

رهاب وبي�صبق »النمر« ف الإ

لكن »الهدهد« حنوننبيه فى لفتاته

»للغراب« ابت�صم.. ملا دفن اأمواتهنبيا« عزم.. يخلع العر�ش وبهواته و»لالأ

لعني، لعني.. ب�ش فني غم�صة العنيلو كل حني ... اأدخل الزنازين رزين

واإن اأطلع ... ف مهلوك يامولىقل حزين.. مبا اتخذلت وع الأ

مع اإنى بذلت.. واإن هزلت.. اتعزلتلكن لزلت.. كاأنى بازلت

فاأنت مني ...؟غري ليل وتيل.. م اخلليج للنيل

يامني �صفك، لفك�صدك على هدوء النخيل

الوقوف.. القوام، ال�صموخ، ال�صعوفاحلال، النوا

مني علمك كتم الهوا.. مني علمك تتمدواأنا حدى بحد

عاملى املفزوع، املنزوع.. الطايعالتابع كل ما يباع.. ال�صاقط من عاله

»ل اإله اإل اهلل«اأعز جنده .. ون�صر عبده املتم�صك

املتن�صك، املدد

من اأحاديث امل�شانقرم�صان عبدالعليم

133 �صيف2008

يا حبل .. ان�صى اإنك من م�صدوافهم و�صوحى، جروحى

لن اأقفل عيون الب�ش.. لن اأخجل اأق�شما تي�صر.. عن قلب مدثر بن�ش

قاتلوهم ... هم الطغاة، وللطغاةطغاة يتلوهم.. يقراهم التواطوؤ ويتلوهم

اأنا من ع�صاهم.. ع�صاهم الرجوعلو اأن�صاهم .. اأ�صاهم فى الذل واجلوع

اأعرف طريق »للخلف در«فان كنت مر

ويتبعك �صيف اأم�صىلن اأر�صى.. هل دمعى اأف�صى

امتى التاريخ غم�ش العيون.. غم�صهل اأنا »يزيد« ول »احلجاج«

ول ع�صيت قلب الفقري.. ع�صةلو اأعرف ال�صرخة.. تطفينى نفخة

ويكيدنى كايد بعجزهوحقى يفتقد عزه.. لكن باعاند، اأعاند

اأجاهد عدو ... عمره مابيعاهدلكنه اأب�صع.. وان كنت اأبرع

هل حذرتك ت�صرع.. تبطىءحتب النهايات ياحبل

واأنا بالنهايات بابداأ

مالي�ش فى الثوانى املمكنةمالي�ش ف امل�صكنة

فى الغرفة اأوع التلاإن وزعتنا اأهل.. ومزعتنا اأهلية

واإن ننتك�ش للع�صور اجلاهليةلن تطوينى كطى ال�صجل

اأتا اتخذت »اهلل«.. واتخذوا العجلاأنا عبد رب النخيل واخليل

والطيور املت�صابةلو �صجاعتى متهابة.. اأميل لكل البدع

اأقرا �صالم العدو.. م املنتجعاأقرت�ش ذىل.. اأعرت�ش عمرى

ي�صيق القيد ما اأ�صايقاأموت ف فل�صفة احلقايق

والفرتا�ش ع الفر�شاأنا دمى اأما ي�صر

تنبت حقوىل اأر�شفع�ش وغ�ش طرفك

وقت ما العامل و�صيعاأنا لو �صليع ف اخلوف.. اأ�صيع

كاأنى �صنني م�ش جمازةاأ�صري كاأنى جنازة.

يوليو 2008 134

وبرغم قومك يا ميامبدرى

وبرغم �صدقك فى الغنا والبوحتيجى النهايه ويدبحك ن�صوان

***ياجملتى.. كلك دخان

احللم خاين مولده.. احللم خانحلم البنف�صج ع ال�صطوط؛

حلم القلم فى الكر�صاتوبرغم قومك يا ميام

فى الغيباجلمله عا�صت.. تلعن املحا�صيب؛

وتغنى لونك زهزهات الطيب؛وانت اليمام ال�صحو؛ .. والب�صمات؛..

اأمواج �صلوك البحر .. بتكون مبتداأقلبى اخلرب؛ .. مرتين حمام.

يا�صرنقات احللم.. يالال اتفتحى ..؛ليه ملا بام�صى بي�صرقوا القدمني؟

ليه ملا اأعلى.. بياخدوا منى مطرحى؟واإن عزت اأريح...؛ بامتلى دخان؟واإن عزت اأروح ينطبق �صدرى؟!

وبرغم قومك يا ميام بدرىوبرغم �صدقك فى الغنا والبوح

تيجى النهايه.. ويدبحك اإن�صان.***

مانى كل الأالبدايات اللعينه؛ وال�صفر

وعيون مداين.. وانتحارات ال�صجرو�صروق؛ غروب البوابات ال�صاجنه اآه

والفاترينات ..القايده فال�صو م احلياه

نا�صيد؛ امليه بارده بتطفح الأوال�صلمه حوجه بتطفى نور العيد.واأنا الوحيد.. اللى اتخلق لوحيد.

العمر اأح�صان ال�صكات ح�صناهان غنى جرحه بيقولو له اهلل.

واإن حب دمعه بينتف�ش؛ .. وميوتواإن نام بيحلم.. حلمه �صجرة توت

بيالقى اإيد النجارين تهواهوبرغم قومك يا ميام بدرى

وبرغم �صدقك فى الغنا والبوحتيجى النهايه وتندبح

للجاه.

رغم قومك ياميام بدرىح�صني الزعريى

135 �صيف2008

�صاحبى الفناناللى ر�صمنى فى يوم ..

على حيطة بكرهقاعد على �صدر زمانى الليل!

وبـ الط�ش فيه!،ور�صم فوق را�صى ال�صم�ش ..

ب�صنانها اللوىل ..فط�صانة بال�صحك عليه،

وبت�صقف وتقول ىل :اهريه ..

دغدغهوىل ..خليه يرتبى ابن ال�صلمه،ويبطل يحدف بالويه ..

على كل النا�ش اللى بحق�صاحبى الثورى ..

اللى حفظنى .. ق�صيدة البنت احلريه!وعزفلى فى �صاحة قلبى ..

طقطوقة احللم .. بلني وبرفق�صاحبى ..

منى وعلمنى اإزاى اللى فهاعزبل بب�صاطة من الياأ�ش،

واأ�صفى �صاعاتى من احلزن بنف�شم�ش عارف ليه؟

حط �صوابعه الع�صره ..يام، فى جحر الأ

ول عارف اإيه اللى جرالهخاله يرطن بالقلبه معايا ..

وهام ويدخلنى غ�صبا عنى فى درب الأوي�صحك ويقول ىل،

وهو با�ص�ش ىل ب�صغفه�صاعة ما �صاألته؟

ليه بطل ير�صم؟!وبطل يكتب،

وبطل يعزف ..وبطل يحلب عني ال�صم�ش

وبطل يحلموبطل! وبطل وبطل

اأنه اكت�صف فجاأهان الر�صم الباهر

والعزف ال�صاحرواحللم الواعر،وبيوت ال�صاعر

وال�صم�ش اللى بت�صحكفوق را�صى ورا�صه ..

ب�صنانها اللوىل �صاعة الع�صريهوبكره اللى فتحلنا اإح�صا�صه

بق�صيدة البنت احلريه : باأمان و�صالمو ... و!

وباإن كل اللى زمانى علمهوىلرج�صا من عمل ال�صيطان

وحرام فى حرام.

ياحـرامجمال عدوى

يوليو 2008 136

-1-ورقة كيبورد.. وزرار خ�صب

وكلمتني على جنب.. ب�صوية �صور�صافر خال�ش.. ما انتا�ش هنا

ع ال�صا�صة �صوت.. ت�صوي�ش قدمي- 2 -

الن�صر ملزوق بالنحا�شخمنوق وم�ش عارف يطري

واأنا ع املحطة ب�صنطتى.. الهاند باججواها �صوز.. والبنطلون

بوك�صر ملون.. اأ�صود * اأ�صودجوايا خوف من كل �صىء

نده اأمني.. »اأوقف«وقفت.. »هات ورقك؟«

من حتت كتفى خدت الدو�صيهواديته ليه

»يا ابن القحبة .. عايز بطاقتك«لأ م�ش معاى.. ن�صيتها فى اجلينز القدمي

اللى اتقطع على قلب بنت ماحبتو�شتاخد جنيه؟

»اأنا مرت�صي�ش«عارفك �صريف .. ورقه ب�صلن

اخلم�صة راكبني احل�صان»والبا�صا اللى هناك معاى«

وكمان �صلن»ما�صى .. متام«

ت�صلم»�صالم«

-3-�صهرين تالته.. لأ �صنه.. 7 �صنني

واأنا باترزع نف�ش القلم.. اهلل .. جميليدين املبقوقني كل الإ

مالي�ش اأثراأحمد عطا اهلل

مو�شيقى �صاحي عبدال�صالم

الليل وال�صمت مزارع خوف

بيربطع فيها �صيطان وبيانو �صوبان

بي�صق �صكوين كاأنه �صرارة اأول نار وانا اأول خملوق يف الكون

باتعرف ع الزرقة ف بحر بيحدف موجهلوان فت�صدمني الأ

واتاخد عريان لل�صم�ش بتخم�ش اأول ق�صرة

تفتح وعليها خماط فتزغلل ف عيون نور�ش وحداين

137 �صيف2008

عبدالودودماهر مهران

عبدالودودقعه ملا �صرخ »م« ال�ص

خرموا له اللحاف ..ملا

�صند بـ �صهره حيط البيتغلوله قزازة الزيت ..

ملاورمت رجليه

من اجلرى ورا ك�صرهداينوه باجلزمه ..

ملاماتت �صوابعه فى ع�صم الفا�ش

ا�ش �صحبوا من ولده اآخر كركوه اأزمه .. وم�ص

ملاحلم اإنه هاميتلك فى عز نومه قرياط

خلوا عينيه دم من كرت العياط ..ملا

قعد ع الرتعهوقال امليه باعتها احلكومة لليهود

علقوه فى ع�صاية العود ..ملا

حاول يعدل �صهره/ اتك�صر ..وملا

حاول يب�ش لفوق/ اتع�صر ..وملا

�صلى ع�صان تنزل املطرهف يبلبطوا العيال فى الطني

ويفرحولهم دقيقتنيوترق�ش الع�صافري فى حتة اأر�ش رمليه

نزلوا املطرهمارات /وف قطر فى الكويت/ وفى الإ

وفى ال�صعودية؟!!

ع ال�صبح جاهزين بالقلما�صبط كمان

هات اللى عندك يا غبى.. وبي�ش يا ماناأ�صل اللى واقف ده هنا

ملو�ش عالقة بيا اأنا.- 4 -

دى بنت مني دى اللى واقفة تب�صلكدى عبيطة دى.

بتحب اإيه؟ وزفت ايه؟ميكن عاجبها الن�صكافيه

ما اأنا ب�صربه.. وما �صوفتني�شماح�صل�ش حاجة.. م اللى بتتكلم عليه.

-5-ورقة كيبورد.. و�صا�صة بي�صة ملونة

با�صوردى اإيه؟.. با�صوردى اإيه؟فيه م�صكلةاأنا م�ش اأنا.

لبقيت هناكومفي�ش اأثر ليا هنا!

يطري ، وب�صو�صو فرحان تالقيني اللي انا تايه منها والقيها

األوان البحر على عنيها وخطيئة اأول يوم

وال�صمت ما بيننا جزيرة بيفجر اأبلي�ش يف جبالها براكني الع�صيان

ويفوتني �صوبان على حد الليل وحداين وحداين وعريان .

يوليو 2008 138

الذات ال�صاعرة فى اأغلب الن�صو�ص تتكىء على خر - املعنى باخلطاب - قائم �صمري املخاطب، حيث الآمبا ن�صو�ص، ع�صرة فى امللمح هذا يتحقق .. وحا�صر خر يكاد يكون يزيد عن ن�صف عدد ق�صائد الديوان. الآا�صتقراء ميكننا بينهما امل�صافة وفى نف�صها، الذات هو ميكننا ما بقدر ت�صاوقها، وعدم وانق�صامها، م�صامينها، تلك فى يتحقق الذى ال�صعرى العامل فى يغال الإ

امل�صافة.اأو ال�صديق، اأو احلبيبة، يكون قد والذى خر، الآمنها، ظل بالذات ك�صورة ات�صاله اأبدا العدو، ليفقد بعادها وفق هذا ال�صياق فنحن اأمام ذات لها وامتداد لأمتخفية، لتقدم نف�صها فى ق�صيد غنائى، ولتعلن عن وجودها فى اندياح �صعورى .. رمبا لذلك تتكىء على اللغة ال�صعرية املقت�صدة، اخلالية من املجازات الثقيلة .. نازعة نحو لغة تداولية .. تدعمها املفارقة، لغة م�صهدية، ب�صرية، ت�صتمد �صعريتها الثقيلة من التقاطها للتفا�صيل

جزئية مفارقات تفجر التى التعار�صات واعتمادها / كالمى اثبتلك »ع�صان نهائية: مفارقة فى ت�صب حجزت ليا وليكى / ليلة برد فى يناير .. واتاأكدت بنف�صى من كل اللوازم: مكان وا�صع / �صبابيك قزاز ع�صان / برتع�ش جنوم فيها لوحة / احليط بطول نوار فى ليل القاهرة ر على �صهقة الأ مان�صر�ش / ندوتقدر عيون ومافي�ش / ب�ش و�صة الأ برة الدو�صة / / ح�صنى فى خدك تريحى ملا دلوقتى .. تطولنا ارفعى عينيكى بحذر.. �صفتى ابت�صامتى بنف�صك؟ / و�صدقتى؟ / لو كنت قادر اأح�صنك فى ال�صارع /

ماكنت�ش جيت هنا«.الداخل اخلارج/ بني املفارقة حتقق الوقت طوال .. املدينة مقابل الغرفة، ماهو معلن فى تعار�صه حيال مع خ�صامها فى املعلنة الذات �صورة .. خفى ماهو انق�صام عن اأ�صلفته ما ذلك يوؤكد الدفينة. حقيقتها الذات طوال الوقت اإىل خماطب وخماطب، كما يدعم

لغة عابرة تبحث للذ�ت عن �إقامة�صكال النرث تخترب عامية جتربة خري« »حممد يقدم »بارانويا« الثانية ال�صعرية جمموعته فى مكانات التى ميكن عربها حتقيق انفالت حم�صوب من كل ما من �صاأنه اأن ي�صجن لتحققها، لت�صاءل الإالق�صيدة كقانون �صابق، اأو قالب معد . وعرب ثمانى ع�صرة ق�صيدة، يتحرك العامل، لتتحقق �صورته فى جتاور التفا�صيل .. والتى تتخذ من اليومى، العابر، الزائل اأبوابا لقراءة الدائم، املقيم، الوجودى. بداءة، يبدو من ال�صعب جتاوز عنوان املجموعة، والذى لحتمله اأى من الق�صائد عنوانا لها.. العنوان، الذوات اإىل 18 مقطعا.. املق�صم الن�ش املاثلة فى هذا الذوات ل�صورة �صمل الأ النف�صية �صارة الإ هو ات�صاقها.. عدم وتاأكيد وحدتها وت�صخيم عزلها �صاأنه من ما بكل مدعومة تتحرك التى الهام�صية �صباغ فى وجود الذوات املجه�صة، والتى تبدو دائما كلعب مت�صيئة تعمل باآلية، اأو كاأقنعة ملوثة بالأ

ليعدو اأن يكون متثيلية.

طارق اإمام

ديوان العاميةدرا�صات

139 �صيف2008

حقيقة وحدتها، وارتيابها من الت�صريح، واتكائها - من جالنب على والتلميح. اللغوى، القت�صاد على - ثم يومية لعامية واللجوء ك�صكل، النرث اعتماد يربر اآخر اكت�صب جمالياتها مما هو �صائد مطروق اأن الذات لتنظر متعاليا يقينا .. ول متلك بل كهام�ص لنف�صها كمركز، قابلة اأ�صئلة اإىل املوجودات كل يحول �صكا بل ..فيها عنوان مبا نف�صها - الق�صائد اإن عناوين لالختبار. الوقت طوال تكون تكاد - نف�صه ال�صعرية املجموعة كلمة واحدة لغري .. يح�صر هذا فى 16 ق�صيدة من الـ ن�صانية العادية، اأو �صواق الإ 18، والعناوين تتخذ من الأ

الت�صاوؤلت الربيئة اأبطال لها:اللعب« �صوؤال، خوفك، احتياج، غلطة، »اعتذار، وغريها. فى منحى اآخر، مكمل ومتمم، تنتقل الذات .. التخفى من م�صاعف بقدر حمتمية اأكرب توار اإىل لتختفى .. خطابها فى »الغائب« �صمري تعتمد حيث املراقبة، فعل من متخذة - ظاهريا - امل�صهد من متاما هذه فى ال�صك م�صاحة لها. اأداء ال�صلوكى والر�صد ي�صري الاليقني على والتاأكيد .. تت�صاعف احلالة حم�صوما. �صبع ق�صائد - اأى ما يزيد عن ثلث ن�صو�ص الديوان - تلجاأ فيها الذات ال�صاعرة لذلك التوارى .. وت�صري فيها امل�صهدية اأعمق .. ذلك اأن الذات تن�صحب تاركة امل�صهد ينتج دللته بعيدا عن هيمنة تدخلها اأو هذه فى الدلىل الف�صاء ومتلقيه. املرئى بني تو�صطها احلالة تتحقق �صروطه وفق اختيار الذات لزاوية الروؤية، »بعد لفة طويلة اآخر: ا�صتبعاد وانتقائها مل�صهد مقابل / الغلط ال�صلك ع نزلوا / الع�صفورين / كالعادة / ثانيتني ملدة الطريق رت وتو / �صرخت الكهربا الري�ش نزل / فتافيت / نزل / جمرات / بتالىل فى

العتمة«.- منطق التغريب -

اأو الطريية �صورتها فى هنا، متثل املوجودات اإن لتطرح رمبا .. اآخر ت�صيوؤها حينا .. وفى احليوانية حينا على العثور ميكن اأين الن�صو�ص: لتخفيه ت�صاوؤل ن�صانية؟. وما الذى تبقى منها؟.. فى �صياق الذات الإ

وا�صتاتيكيته تنميطه فى - نف�صه الت�صيوؤ ي�صري كهذا خفيا حلما - مفرداته خ�صو�صية وعدم بل وجموده، تعميق اأو فردتيها تاأكيد العاجزة عن ال�صاعرة للذات قدرتها على الفعل: »يابختهم .. خارجني من املكن ب�صبهوا اإنهم من زعالنني م�ش ال�صعادة مبنتهى لل�صحك جمهود يبذلوا / م�صطرين م�ش / بع�ش / وعينيهم متلونة جاهزة / م�ش ناق�صة غري ترتكب

/ ب�صهولة �صديدة / ع الو�صو�ش القطن«.دوار - - تبادل الأ

تق�صيم مت .. هل بد؟ ولالأ مرة، الوجود هل حتقق اإن - القائم للتوازن خرق اأى يغدو بحيث دوار الأاأن يفرت�ص ن�ص »بارانويا« العبث؟. من �صربا - كان بعرثة املمكن من اأنه حتى ه�ص الظاهر التما�صك تفا�صيله واإعادتها مرة تلو اأخرى .. الذوات هنا تخ�ص ويلونون الوجوه، ويغريون دوار، الأ يتبادلون »ممثلني« اأن ميكن اأي�صا ميكن اأي�صا املوجودات .. التعبريات التمثيل فعل على املعربة »الدوال« الوظائف. تتبادل متواترة فى الن�صو�ص .. يكاد يكون العامل فيها حم�ص حكايات خمتلقة: »على فكرة / ما في�ش داعى متثل جمرد اأو / م�صهد اأول كفاية / بالكامل احلدوتة

فكرة حتكيهاىل ع التليفون«.العامل كموؤ�ص�صة مل اإحالت وا�صحة ل�صورة ثمة اأ�صرى يتحركون الذين احلقيقيون، اأ�صحابها ي�صغها

خلرافات مفارقة ت�صري احلقيقة الوحيدة.وتنتهى الق�صائد بت�صيوؤ كامل، وقامت، تقراأه الذات فى .. »للعربة« خرية الأ الق�صيدة فى »عربتها« مقدمة تاأملها ل�صيجارة فقدت �صالحيتها قبل اأن حتيا .. لتقدم عربها �صورة موازية لذات اإن�صانية مغرتبة: »ماحلقت�ش فى املحبو�صة جهنم من / ولترتعب / تتنف�ش برد فى / ال�صفايف �صهوة ولجربت / الولعة ال�صبح / .. .. / هتنتهى متاما / زى ماأ�صاة خمجلة

/ زى اأى حد / اإتوجد فى اللحظة الغلط«.»بارانويا« ل�صوؤال النهائية العبارة هذه تخيلنا رمبا فاأى .. اخلطاأ اللحظة فى ذات وجدت اإذا املــوؤرق:

�صواب ميكنها اأن ت�صيبه اأو توقن بوجوده؟!.

يوليو 2008 140

مل الأ علي الفال�صفة بع�ص علق فقد هنا ومن والنت�صار ال�صخ�صية تكوين عملية يف كربي اأهمية مكتوب اأنه مرة قراأت وقد وتذليلها ال�صعاب علي علي قاعدة متثال فولتري فى اإحدى �صواحى باري�ص )ل يقول:)نيقولي عظيم( اأمل اإل عظماء يجعلنا �صيء ملحاولة �صروريان رفيقان والعذاب مل »والأ برديائف(

ال�صخ�صية يف حتقيق ذاتها«.مل واحلزن وبني احلرية، كما ربط الفال�صفة بني الأفاحلرية لي�صت هبة ومنحة جتود بها علينا قوة عليا، واإمنا هي عملية �صاقة ت�صتلزم ال�صراع واملجاهدة، فال بد فيها مل والعذاب واملقا�صاة. ومن من حتمل �صتي �صروب الأن�صاين الإ اجلو هذا يروقه ال�صناديقي منال �صعر يقراأ الرائع وهذه امل�صاعر الرقيقة احلاملة التي ترتقي بامل�صاعر ن�صانية يف جو طفويل يعود بالقاريء اإيل اأن يتفر�ص بقع الإن امل�صاعر الكامنة داخله ليعيد اكت�صافها مرة اآخري، لأن�صان مرات عديدة تفاجئه نف�صه مب�صاعر كانت كامنة الإحلظة حانت وحني اخلروج لها ي�صبق ومل يعرفها، ل التعبري فا�صت، وال�صاعر اأكرث املخلوقات معرفة باأكنان امل�صاعر، واأكرثهم خربة بـ )طوبغرافية( اأحا�صي�صه ومدن الكت�صاف ميتلك نه لأ كبري حمظوظ وهو م�صاعره، واملحو، واإن مل يجد يف جعبته ما يكت�صف وميحو في�صنع لنف�صه ما اأراد ويهيم يف الرباري حزينا علي ما ظن يف

م�صاعره واأحا�صي�صه واإنها هجرته بال عودة.ال�صاعرة �صعر فى احلزن عن احلديث بداأنا ولو

لوجدنا ديوانها براح هو اأكرث دواوينها تعبريا عن هذه الهدوء بني ق�صائده عناوين يف يجمع فهو الظاهرة وال�صكينة واحللم، وبني ال�صخب وال�صراخ وال�صجيج، من لعدد الهادئة العناوين هذه ت�صتعر�ص اأن فلك اإن�صان، اإن�صانة، ترنيمة، نغم، �صكون، ق�صائده)هدوء، الغروب(، حمراب يف دندنة هم�صات، براح، طيف، خري )تغبي�صة، خيانة، نزف، ثم تاأتي لك العناوين الآعلي رق�صة �صرخة، مر، حنني تناتي�ص، �صرود، غربة، هة، جنون اأخري، رغبة، نوح(. يف جميع الق�صائد جتد الأاحلزن م�صيطرا، فهناك احلزن الهادئ املمزوج بال�صجن واللغة الطفولية الرقيقة . وهناك احلزن ال�صاخب املمزوج وبني ال�صامت، ال�صاكن علي والتمرد العارمة بالثورة يتاأرجح الذي الهم ن�صاين، الإ الهم يخرج وذاك هذا و�صخبه، هدوئه بني الفرح، وحزن احلزن، فرح بني فلحظة الفرح حلظة حتمل �صجنا وهما مكبوتا، وكذلك حلظة احلزن حتمل ال�صجن ذاته واإن كان ظاهرها يحمل ال�صاعر ال�صيء، ولذلك تعجب فرحا حم�صو�صا بع�ص

العربي حني راأي العني تبكي يف احلالني .تظهر كمال( )خالو الديوان ق�صائد اأويل يف مفردات اللغة الطفولية احلاملة علي مدار الق�صيدة كلها ممزوجة ب�صبغة حزن و�صجن، و�صفافية عالية، تعيد فينا وبني وال�صاعرية الطفولة بني بدية الأ الدائمة العالقة لغة وبني املجازية ال�صاعرة اللغة وبني والطفل ال�صاعر

جماليات �حلزن فى �صعر �ل�صناديقىن�صان ذاته ، فاحلزن نقي�ش الفرح ن�صانية هو ا�صتح�صار لوجود الإ اإن ا�صتح�صار احلزن يف الثقافة الإن حلظة احلزن ل تدوم ، كما اأن حلظة الفرح اأي�صا ل ورمبا يكون مرادفا له يف طقو�صه ، والتعبري عنه ،لأتدوم ؛ ولي�ش مبقدور عاقل اأن يظن اأن احلياة ت�صري علي وترية واحدة ، كيف يتاأتي لها ذلك وقد بنيت

فل�صفة الوجود علي التغري وعدم الثبات .

د. �صعيب خلف

141 �صيف2008

الطفل التي حتمل نف�ص الروؤية، وتفوح الرباءة من بني بن�صرق كنا .. �صغار واحنا ال�صاعرة« تقول مفرداتها. .. �صلعنا من ال�صجر ...ع اللذيذ �صحكه املدي م بي�صمنا« .. كمال خالو كان وهو يهي�ص.. ع�صفور ...لكننا البكا فينا )وينزنق بقولها: الق�صيدة وتنهي جتربة وللحزن يف �صحكته(. ن�صامي علي قوام.. بنفوق ال�صاعرة اأ�صكال عديدة، وهي تعر�ص علي نف�صها هذا ال�صوؤال الذي ل تري له اإجابة، والذي يدل علي هذا وبينها، احلزن بني العميقة لفة والأ الكبري المتزاج التي اأهي ذاتها هي عليها خمتلطا مر الأ �صار حتي مر �صار اأقوي اأحبت احلزن اأم هو الذي اأحبها ؛ بل الأمن عالقة احلب لقد و�صل اإيل مرحلة الع�صق، ومن هنا �صار مباحا له اأن يدخل دون ا�صتئذان، ممن ي�صتاأذن ؟ �صار املكان مكانه والبيت بيته، ول راد لهجومه: )م�ش اأنتي ول ع�صقك احلزن كان اإذا .. عيني يا عارفه ع�صقتيه .. هجم من غري خ�صا .. ك�صر �صتار رم�صك

ومهان�ش ترديه (.حلظة يف حتي م�صيطرا ــزن واحل الهم ويبقي هذه من يخرج طفلها، مع بالرباءة املمزوجة ال�صحك بالفقد والغربة يف داخل الذات، اللحظة احلزن مفعما ببع�صها مرتبطة ب�صروط اإل تخرج ل هنا وال�صحكة اأمان طفلها، هذا هم ارتباطا وثيقا، تخرج ال�صحكة يف من هناك فلي�ص عاما هما ين�صحب داخلي، �صخ�صي ينكر ارتباط �صعادته ب�صعادة اأبنائه امتداده الدائم كما ربطت به هما عاما، ل يجوز لنا اأن ن�صحك والقد�ص قد �صرب فيه اأعداوؤنا القهوة وناموا كاأنهم اأ�صحاب البيت ما اأ�صعب مرارة الفقد وما اأق�صاها: )الدنيا ديه / لفه بيه / بونبنايه بتحرق الكون اللي فيه / طعم ما�صي فـ روح عرو�صه م�صتحيه / حد �صاف الفرح ملا بينفتل ي�صبح رزيه / حد مل ال�صم�ش من عني احلنيه / حد ر�ش ترق�ش حتت ميه / حد قال لل�صحك ن�صر الأيف دوده العمر حزن �صاربه / حبيبه نور ي�صطف

و�صط ريه(.هذا مدخل مهم يحيلنا ل�صعر )منال( لننظر لهذا

املوقف من الكون واحلياة وهذه الفل�صفة العميقة للدنيا احلياة جتارب ومن توجهها احلزن من ت�صتقي التي وخربتها نبعها وجمراها، هكذا ال�صاعر يحمل يف داخله من رمبا الرغم علي عميقا ومفكرا م�صتيقظا فيل�صوفا �صغر �صنه اأو قلة جتاربه وخرباته ؛ لكنه ال�صعر الذي مينح مور، اأ�صحابه احلكمة واحلنكة، ويك�صف لهم بواطن الأوا�صت�صراف امل�صتقبل تتكئ ال�صاعرة علي لفظة )حد( نكاري لتقدم حزنا عميقا وهي يف موقف ال�صتفهام الإتبكي جنائزي تعديد مقام يف اأنها للقارئ يخيل مما فيه علي البكاء وحتزن علي احلزن دون اأن يكون ذلك ت�صركك اأنها اإليك يخيل بل وحدها؛ تعانيه مكتوما من الناجت الباكي ال�صتعطاف هذا خالل من معها ويتال�صي، ويتبخر ال�صحك يذوب فحني ال�صتفهام، الدنيا يحرتق الكون يبقي احلزن عميقا وا�صحا، تلف ي�صبح الفرح رزيه، �صورة قامتة متيل اإيل اجلنائزية، حتمل عليه تالم ل وهذا مل الأ بواعث �صلب مكوناتها يف ا�صت�صراف وهذا واحلياة للكون روؤيتها فهذه ال�صاعرة

رمبا ل نراه نحن كما تراه هي ويف كل ق�صائدها حتاول ال�صاعرة منال ال�صناديقي مل، والنور ليواجه الظلمة، مل ليواجه الأ البحث عن الأميحو ويغ�صل املحن تخرج اأهاتها للف�صاء، تفرد اأفئدتها مل مل ي�صيطر الأ للنور، لكننا نراها كالعادة و�صط هذا الأاحللم، هل ت�صت�صمح البداية، هل ت�صت�صمح يف من .مل اأن الأ اأم اأم كان وهما مل، كان حلما كل هذا الأغناكي �صحكة ق�صيدة مل يف بالأ ممزوجا اإل يكون ل طري قلبي واأنــا / جروح غناكي �صحكة تقول:

مدبوح / دندنته نغمة نوح والنب�ش فيه �صواح(.عن معرب ال�صاعرة، حلــال كامل و�صف هــذا

و�صعها،مرتجم حلالتها، تري بعد اأن يكون �صحكالغناء جروحا، وبعد اأن يكون القلب طريا مدبوحا، احلزن يكون نوحا، القلب دندنات تكون اأن وبعد اأن نراه اإبداعيا جميال ي�صتحق منا ب�صكوله هذه كائنا

ونبحث يف تفا�صيله .

يوليو 2008 142

الديوان، ق�صائد ثانى وهى ــا« »روؤي ق�صيدة فى ي�صتدعى ال�صاعر حادثة دن�صواى عرب مفردات امل�صنقة/ الربج/ الع�صكر/ احلمام / اجلرن، تلك املفردات التى يعتمدها ال�صاعر دليال على حالة املوت والتى تلقى بظلها على خميلته وهو فى الطريق اإىل القاهرة فت�صيبه بحالة عجز وغباء اأمام اأ�صئلة رمبا تبدو ب�صيطة مثل)الواحد فى كام بي�صاوى كام؟/ وال�صكة لوتبداأ منني برتوح لفني؟( ب�صر اأ�صباه يجد ولكنه القاهرة يجد ل ي�صل وعندما ويجد امليدان) حمبو�ص فى اأو�صه �صغرية( هنا اأمام تلك يقول عزت) فكرت ال�صاعر يفعل ماذا احلالة /املوت اكون اللى اختفى حتت الهدوم/ ميكن فى حلظة �صدق

يد/ تقدر ت�صد القاهرة/ يتحول/ لإكانت رمبا ؟ الب�صر مالب�ص حتت اختفى ماالذى احلياة احلقيقية مبا اأن ما�صبق مل يكن �صوى املوت اأو رمبا كان ال�صدق والعامل احلقيقى الذى اختفى حتت ركام اليفط واحلروف املكتوبة عليها التى تخطف من النا�ص

اأعينهم واأرواحهم . وفى ق�صيدة) احل�صان- ا�صم جديد للحياة( �صنجد اأي�صا اأن ال�صاعر مازالت ت�صيطر عليه ثنائية املوت واحلياة، يقول ال�صاعر) دوامة بت�صد الزمن/ حتدف �صنابل عمرنا/ ما ع�صامنا/ فى التوهة ترو�ص تطحن القدو�ص/ جوه نح�ص ال ودمنا بي�صيل/ يادى احل�صان ا�صهل/ وميمنى املبنية على الق�صائد- النوع من هذا ومثل النور( جتاه

املقابالت الوا�صحة بني �صدين حيث ت�صيطر الغنائية- نهاية فى العامى ال�صعر من جممل كبريا جزءا �صكل متاأثرا عزت كان ورمبا الثمانينيات وبداية ال�صبعينيات ول العامية ق�صائد على �صيطر الذى ال�صكل بهذا كثريا ن�صع اأن ن�صتطيع فنحن الوطنية الق�صيدة �صيما من مفردات الق�صيدة فى جدول من حقلني اثنني كما يلى على �صبيل املثال ل احل�صر:- املفردات الدالة على

املوت والهزمية املفردات الدالة على احلياة واملقاومة

الوداع- بي�صيل-القرب- ترو�ص-دمنا تطحن- دوامة-اآخر �صكتى- التوهة- القدو�ص

فرح- النور- ال�صعاع- ال�صم�ص- ا�صهل- احل�صان- مل. جناحاتك- احلمام- الأ

وفى الق�صيدة التى حتمل عنوان الديوان ) بنحب موت احلياة( ن�صعر اأن هناك نوعا من الرتباك، اإذ يوحى بحبك ( ال�صعبى التعبري فى ال�صائع باملعنى العنوان لتف�صريه ياأخذنا ال�صاعر ولكن قوى( بحبك موت= يعنى احلياة/ موت )بنحب فيقول:- للعنوان اخلا�ص احلياة املوت/ م�ص يعنى اإن املوت جميل جدا/ فنحب ه/ املوت �صاعات بيكون خال�ص م املوت( بيه احلياة/ لأوانا (- ال�صاعر؟ يق�صد ماذا نفهم اأن ن الأ ميكن هل احلمى/ من بتفرفر »�صاره« كانت ما يوم ميت/ كنت وانا جيبى ابي�ص زى عقل » اإميان«( واعتقد اأن هذه هى

�صدق يختفى خلف ركام �حلروفلو افرت�صنا اأنه ل دليل على ال�صعر اأف�صل مما كتبه ال�صاعر عن �صعره فاأننا �صن�صطر هنا اأي�صا كما هداء ، يقول عزت »اإىل من علمنى .. كيف �صبق فى قراءتنا للديوانني ال�صابقني اأن نـتاأمل كلمات الأ

اأحيا واأنا فى حلظات املوت.. اأبى ، اإىل من علمتنى كيف اأموت ليحيا غريى.. اأمى«. ، املوت اأ�صا�صيني هما:- احلياة فى مواجهة الديوان عرب مفتاحني نقراأ ق�صائد اأن اإذن ميكننا

خرون. واملوت من اأجل اأن ت�صتمر احلياة مبعنى اآخر الت�صحية من اأجل اأن يحيا الآ

مري �صمري الأ

143 �صيف2008

البداية الطبيعية للق�صيدة مبا اأن تربيره للعنوان مل ي�صف اأن �صارة هى اأربكه، من الوا�صح هنا طبعا للمعنى بل بوة جتاه ابنته التى اأمل بها طفلته وهو يعرب عن م�صاعر الأ

مر�ص.اأنه مل يكن ميتا ل بالفعل ول اأي�صا ومن الوا�صح ال�صعبى) ميت التعبري با�صتخدام التزم لو واأنه باملعنى فى جلدى( لعرفنا اأن املوت هنا ل يعنى �صوى اخلوف

ال�صديدعلى ابنته وهو بالتاأكيد مايت�صق مع املوقف، وفى ق�صيدة »اإيه اللى خالنى اأخاف منى؟« وهى اإذا ا�صتثنينا نهايتها، يقول ال�صاعر من الق�صائد البديعة تالتني داخلى/ غيار الق�صيدة؛-)تالتني مطلع فى تالتني مدا�ص/ تالتني �صراب/ نوم/تالتني بيجامة اأح�صن عمرى/ اح�صب اما كل ليه عرف�ص �صنه/ما

جزمتى/ وبقول هبى �صوز داى تو يو؟الوجود دللــة حت�صب ل احلرمان عامل فى هنا �صوى بالمتالك ومن منا ميكن اأن ين�صى فرحته) باملدا�ص مو�صوعة فى يخت�صر بالوجود الح�صا�ص اإن اجلديد(، ن�صميه ما اأو دنى الأ احلد ي�صكل اأن يجب ما امتالك حلم اإىل الكفاف هذا يحول الفقر ولكن الكفاف وطاأة حتت كرب وقد لكنه اأي�صا، الفقراء اأمل فيخت�صر به فعل اأن بعد هو من ليعرف اأنه يكت�صف احلاجة تاأمل ذاته ومداواة اإذ مل ميكنه من الفقر فعلته الزمن/ ي�صعر رمبا مل بل عنها ذاهال يعي�ص كان التى الندوب اأ�صا�صا بها اإل عندما داهمته وهو فى �صن الثالثني)اأنا م�ص ماىل؟؟/ /.. اأنا/لأ ده لأ اأنا/ م�ص لأ اأنا/ اإن م�صدق اأنا باين اجتنيت اإيه اللى خالنى اأخاف منى/......../ اإىل حييت/( بالعواطف /ول كنت عواطف بدون ل تناق�صا هنا والروؤية تبدو مت�صقة لكننا فيما بعد �صنلمح ما فا�صى القلب دا يقول) عندما الروؤية م�صتوى على خبار/ وج�صاعة التجار/ وحوادث فيه�ص/غري ن�صرة الأالنتحار/ وتالمذه ناجحه بغ�ص/ طب ليه انا ما انتع�ص؟( من املوؤكد اأن القلب الذى يحمل كل تلك الهموم لي�ص لقبول م�صتعدون ولكننا ال�صاعر يقول كما فارغا قلبا اإذ من املمكن تربيره برغبته فى ال�صخرية ولكن ذلك، له انتع�ص؟/( لمربر ما اأنا ليه / طب خري) الأ �صوؤاله

انتعا�صه هو كل اأن �صبب عدم اإذ ، ال�صياق فى اطالقا وحوادث التجار وج�صاعة خبار الأ ن�صرة اأى) ما�صبق النتحار( وبالتاىل فاإن املفارقة التى حاول ال�صاعر �صنعها ومل القافية باإغراء مدفوعة جاءت ق�صيدته بها لينهى لحظت اأننى واحلقيقة املعنى، م�صتوى على حتدث خرى فى الديوان �صكالية فى بع�ص الق�صائد الأ تلك الإاأي�صا وهى اأول( م�صلك م�صالك/ ق�صيدة) فى فمثال من الق�صائد ذات البدايات القوية يقول ال�صاعر)فرغت الورق عنى/فى برطمان احلرب/ اللى انكتب/فوق كل و�صط منى/ اتنطق اللى الكالم/ حلروف وحفرت تلوك /و�صنني العجني األــواح وك�صرت قرب/ املدافن هنا اإىل ال�صق( فى م�ص احلق اإن وعرفت ال�صرب/ فى جاءت التى املعرفة اإىل و�صول مت�صاعد والكري�صندو اأن ما ذن بعد كل ما �صبق من معاناة ومن ثم تتوقع الأما عك�ص على لكنه ومدويا قويا يكون ،ان لبد ياأتى ب�صرنا به يقول منهيا الق�صيدة) احلق/ اإنى اأموت /يا عي�ص بالزق( وهنا طبعا يقفز اإىل اأذهاننا التعبري ال�صعبى) ياعم يكون اأن ميكن ول بالزق( عاي�صني داحنا عي�صه ودى من اإذ ال�صاعر، اإليه ي�صعى كان الذى املعنى هو هذا وهو مثال اأن �صياق الق�صيدة يطرح �صيئا خمتلفا املوؤكد

)يا نعي�ص بحق يا منوت اأح�صن من العي�صه الزق(عزت ديــوان اأن عندى �صك ل حال اأيــة على ابراهيم) بنحب موت احلياة( ديوان جدير بالقراءة ولي�ص خرية) اآخر كالم( كانت من نافلة القول اأن الق�صيدة الأختاما موفقا اإذ حملت ر�صالة العنوان واأكدت على اأهمية الت�صبث باحلياة الذى ل يعنى بال�صرورة اإل ال�صتمرار

واملقاومة.احل�صا/ فى يع�ص�ص للخوف ت�صمحي�ص/ )فما وانتى ناع�صه/ يا ابتال/ اأيــوب مل �صربك/ وادينى

م�صح�صه/(وفى نهاية الق�صيدة يقول ال�صاعر:-

م�ص يخاف/عكازى لزم م�ص اآخركالم/عكازى لزم ينام/

اأظنه كان يريدهم اأن يكتبوا ق�شيدة النرث، واإال ملاذا قرر اأن يحرم ال�شعراء من الدنيا من اأفالطون اغتاظ و�شج وانتابه ملل اأن الراجح الوجود فى جمهوريته؟ الق�شائد ال�شفاهية �شابقة التجهيز.. فكان يرغب فى اأن ينف�ض ال�شعراء عن كلماتهم

كل التنميقات البالغية البالية.اأن اأفالطون كان يريد من ال�شعراء اأن يكتبوا ق�شائد خارجة من رحم العقل اأظن الكتابى بر�شوخه ونقائه؛ ق�شائد متخلية عن مرياث ال�شعر املوزون برمزيته ورومانتيكيته املفرطة، ومتخل�شة من العبارات والرتاكيب اجلاهزة التى ا�شتهلكتها اأرواح �شعرية منذ من فينتقلوا املكتوبة بجدية االأ فعلته ما ي�شتوعبوا اأن يريدهم كان ال�شنني.. اآالف امل�شجوعة، وال�شيغ الكلمات ا�شتخدام يقاع، ومن ثقيلة االإ ال�شفاهية مناط اجرتار االأر التذك لتحفزهم على ق�شائدهم فى يتم ح�شرها التى واملحفوظة املتكررة �شلوبية االألي�ض اإال.. ليكتبوا ق�شائد م�شحونة بطاقة داخلية هائلة، ق�شائد اإن�شانية ال تتوكاأ على ال�شيغ املو�شيقية املوروثة، وال تعيد اإنتاج الن�شو�ض القدمية بعد ترميمها واإعادة تدوير

معانيها امليتة.�شتجدهم الع�شور، كل فى موجودون فالطونية االأ اجلنة من امل�شتبعدون هوؤالء واملنتديات، و�شرتاهم يح�شدون املجال�ض العقيمة فى �شعار االأ اإطالق على من�شات الت�شفيق واجلوائز الر�شمية من الروؤ�شاء وامللوك، و�شي�شفع اأذنك زعيقهم فى �شاحات الن�شال، فبو�شع ال�شاعر منهم اأن يبكيك ب�شهولة حني يكتب عن الق�شايا الكربى،

فيما ال يقدر اأن يكتب �شطرا �شادقا عن ذاته املعذبة؛ عن معاناته اخلا�شة. وبينما عليها، يح�شدون بجراأة امل�شتقبل وجه فى يقفون ال�شعراء هوؤالء مثل اإن فذاذ، جتدهم يتعلقون مام لت�شري ب�شعرائها اجلدد االأ تدفع اإرادة اخللق م�شرية ال�شعر لالأ

بعجالت هذه امل�شرية حماولني تعطيلها اأو الدوران بها للوراء.

مل م�ستقبل الأخارج ال�سرب

فار�س خ�رض

يوليو 2008