1

الوداع خطبة فى

الرسول وصايا آخرصلى اللهللمسلمين

عليه وسلم

األخيرة أيامه وفى

2

، مكة وفتحت ، الرسالة إبالغ وسلم عليه الله صلى النبي أتم أن بعدوذلك الناس على الحج الله فرض ، أفواجا الله دين في الناس ودخلالله - صلى الله رسول فعزم ، الهجرة من التاسعة السنة أواخر في

الله - عليه رسول أن الناس فتسامع ، ذلك وأعلن ، الحج على وسلمخلق - - المدينة فقدم ، العام هذا الحج يريد وسلم عليه الله صلى

وأن - - وسلم عليه الله صلى الله رسول مع يحج أن يريد كلهم كثير. به من يأتم القعدة ذي من والعشرين الخامس في المدينة من فخرج

، الحليفة ذي بلغ حتى الظهر بعد وانطلق ، للهجرة العاشرة السنة، فاغتسل بدنه وقلد ، ورداءه إزاره ولبس ، وتطيب وادهن إلحرامه

، بينهما وقرن والعمرة بالحج أهل : ثم وحجة البالغ، حجة لها ويقالفيها اإلسالم، ودع وسلم عليه الله صلى النبي ألن الوداع، وحجة

. أعلم. والله الناس

3

النبوي الوداع النص لخطبةمن ألفا وأربعون أربعة أو وعشرون وأربعة ألف مائة حوله اجتمع

الجامعة الخطبة هذه وألقى خطيبا، فيهم فقام عرفات الناس، :فىعامي) بعد ألقاكم ال لعلى أدري ال فإني قولي، اسمعوا الناس، أيها

هذا ( .) يومكم كحرمة عليكم حرام وأموالكم دماءكم إن أبدا الموقف بهذا . الجاهلية أمر من شيء كل أال هذا بلدكم في هذا، شهركم في هذا،

تحت من أضع دم أول وإن موضوعة، الجاهلية ودماء موضوع، قدمي

فقتلته سعد بني في مسترضعا وكان ـ الحارث بن ربيعة ابن دم دمائنابن عباس ربا ربانا من أضع ربا وأول موضوع، الجاهلية وربا ـ هذيل

.) كله موضوع فإنه المطلب، عبد

4

واستحللتم) الله، بأمانة أخذتموهن فإنكم النساء، في الله فاتقواتكرهونه، أحدا فرشكم يوطئن أال عليهن ولكم الله، بكلمة فروجهن

فإنرزقهن عليكم ح،ولهن مبر غير ضربا فاضربوهن ذلك فعلن

وكسوتهن به،(. ) اعتصمتم إن بعده تضلوا لن ما فيكم تركت وقد بالمعروف

كتاب ربكم،(. ) فاعبدوا أال بعدكم، أمة وال بعدي، نبي ال إنه الناس، أيها الله

بها طيبة أموالكم، زكاة وأدوا شهركم، وصوموا خمسكم، وصلواجنة تدخلوا أمركم، أوالت وأطيعوا ربكم، بيت وتحجون أنفسكم،

ربكم(. ) قائلون؟) أنتم فما عني، تسألون بلغت: وأنتم قد أنك نشهد قالوا

وأديت إلى. وينكتها السماء، إلى يرفعها السبابة بأصبعه فقال ونصحت

الناس: ) اشهد) .اللهم مرات ثالث

5

نزل الخطبة إلقاء من وسلم عليه الله صلى النبي فرغ أن وبعدعليه

: تعالى نعمتي} قوله عليكم وأتممت دينكم لكم أكملت نعمتي} اليوم عليكم وأتممت دينكم لكم أكملت اليوملكم لكم ورضيت ورضيت

} دينا {اإلسالم دينا : اإلسالم النبي[ 3المائدة ] له فقال عمر، بكي نزلت ولما ،صلى

: وسلم عليه (الله يبكيك؟) : ما من زيادة في كنا أنا أبكاني قالديننا،

: فقال نقص، إال قط شيء يكمل لم فإنه كمل إذا (.فأما صدقت)النحر يوم وسلم عليه الله صلى النبي الحجة وخطب ذي عاشر ـ

أيضا ـالضحي ارتفع .حين

أمس، ألقاه كان ما بعض هذه خطبته في وأعاد

6

: فقد عليه الله صلى النبي خطبنا قال بكرة أبي عن الشيخان رويوسلم

: قال النحر، السموات) يوم الله خلق يوم كهيئته استدار قد الزمان إنمتواليات، ثالث حرم، أربعة منها شهرا، عشر اثنا السنة واألرض،

جمادي بين الذي مضر ورجب والمحرم، الحجة وذو القعدة ذو(وقال: وشعبان(. هذا؟) شهر : أي حتى فسكت أعلم، ورسوله الله قلنا

: قال اسمه، بغير سيسميه أنه (ظننا الحجة؟) ذا :أليس : قال بلي؟ قلنا) هذا؟) بلد : أي سيسميه أنه ظننا حتى فسكت أعلم، ورسوله الله قلنا

: قال اسمه، (بغير البلدة؟) : أليست . : قال بلي (قلنا هذا؟) يوم : فأي قلنا . الله سيسمي أنه ظننا حتى فسكت أعلم : هورسوله قال اسمه، بغير

) النحر؟) يوم : أليس . : قال بلي وأعراضكم) قلنا وأموالكم دماءكم فإن.) هذا شهركم في هذا، بلدكم في هذا، يومكم كحرمة حرام عليكم

7

( ضالال بعدي ترجعوا فال أال أعمالكم، عن فيسألكم ربكم، وستلقون) ( .) بلغت؟ هل أال بعض رقاب بعضكم : يضرب : قال نعم، اللهم) قالوا

.) سامع من أوعي مبلغ فرب الغائب، الشاهد فليبلغ اشهد، : الخطبة تلك في قال أنه رواية على) وفي إال جان يجني ال أال

نفسه، قد الشيطان إن أال والده، على مولود وال ولده، على جان يجني ال أال

فيما طاعة له ستكون ولكن أبدا، هذا بلدكم في يعبد أن يئستحتقرون

.) به فسيرضى أعمالكم، من أيضا التشريق أيام بعض في خطب بإسناد وقد داود أبو روي فقد ،

: عليه الله صلى الله رسول خطبنا قالت نبهان بنت اء سر عن حسن : فقال الرءوس، يوم (.وسلم التشريق) أيام أوسط هذا وكانت أليس

الخطبة هذه ووقعت النحر، يوم خطبته مثل اليوم هذا في خطبتهعقب

. النصر سورة نزول

8

م وتوصيات بعض مبادئ من الوداع خطبة تضمنته ماحق، - 1 بغير الدماء سفك للعدالة حرمة حيث ،والمساواة وإقرارا

والقوي والفقير، الغني وبين والمحكوم، الحاكم بين المساواةوالمرأة، والرجل واألحمر، واألسود واألبيض ، والصغير والضعيف،

.. وماله دمه حرام المسلم على المسلم فكل اإلنسانية الحقوق فيوعرضه..

لحقارته- 2 األقدام تحت ووضعها الجاهلية رسول ..ادفن وضع حيثومظاهرها الله وتصوراتها الجاهلية، وقيم ومبادئ أخالق

وشعاراتها وضع ذلك كل وأعرافها، وأحكامها وعقائدها وعنجهيتها، وكبريائها

.. ) قدمه ) تحت وسلم عليه الله صلى النبي

9

خيرا،- 3 بالنساء ( الوصية يملكون ) ال أسيرات أي عوان أنهن وبها ووصى حقوقها للمرأة أعطى اإلسالم فإن شيئا، ألنفسهن

وجعلها .. البيت ذلك سيدة وهي زوجها بيت في وزوجة أبيها، بيت في بنتا .. لها جعل شيئا تأخذ ال قبل من وكانت الميراث، في حقها أعطاها

.. ولم رأيا لها وجعل وتشترى تباع قبل من وكانت من كرامة لها يكن .. في معززة بيتها في مصانة جعلها اإلسالم هو فهذا رأي قبل

حياتها..به - 4 واالعتصام الله بكتاب والنصر التمسك العزة سبيل فهو

والنجاحخليفة تحت ومجتمعة به متمسكة األمة كانت ولما واآلخرة، الدنيا في

والتاريخ الملوك لها ويذل األمم تهابها وكرامة عزة في كانت واحد، .. فاجتمع وتفرقت، تمزقت ربها كتاب األمة تركت ولما شاهد خير

. وضياع مذلة في وعاشت شقت األعداء، عليها

10

الربا، -5 ويجعل حرمة الفقراء، يسحق الذي النظام ألنهالمجتمع

الجرائم طبقيا فيه ويكثر والضغائن باألحقاد يمتلئالمجتمع ويعرض

نصر الله،وأي مع فال للحرب الله، مع تكون معركة فيإال الشقاء يكون

فال والبركة، الخير وقلة إال والتعاسة، األرض من خيرمن وال القليل

.. اليسير النذر إال السماءالشيطان،- 6 من لكنه التحذير المؤمن من يأس فإنه

من باليسير رضيالحقيقة في وهي بسيطة، أنها نظن التي المحقرات

إلى للشيطان مدخل.. ذلك بعد اإلنسان ويهلك فيفسده القلب

11

واآلخرة الخطبة شمول -7 الدنيا شئون ألمور عالجت قد فهي ،الحياة

واألفراد بزوجها، والمرأة بأخيه، األخ عالقة من االجتماعية،بالمجتمع

من وحذرت وتعالى، سبحانه بربه والعبد بالمحكوم، والحاكمالشيطان،

ربهم يلقون سوف وأنهم الشريعة، ومقاصد الدين أسس وبينت.. اآلخرة في أعمالهم عن فيسألهم

النتائج،- 8 عليه وليس البالغ الداعية من على محسوم أمر وهوالمبين} {القرآن البالغ عليك المبين} {فإنما البالغ عليك عليه - والنبي فإنما الله صلى-وسلم

طاقته، ومبلغ جهده قصارى يبذل أن عليه الداعية أن ذلك يقرروجل

ينتظر وال دعوته، سبيل في يملك، ما وكل ماله، وأكثر وقته،النتيجة

ال .. أم معه الناس التزم هل عليها يحاسب وال

12

إلى السبيل تمهد النافعة والقيم الجامعة الوصايا هذه كانت وهكذااالجتماعي والتكافل االقتصادي والتوازن األسري االستقرار

والتعارف.. أحسن هي بالتي الدين هذا إلى الدعوة بواجب قياما اإلنساني،بين أن بعد ، حجه وسلم عليه الله صلى الله رسول قضى وهكذا

، حجهم في عليهم الله فرض ما وأعلمهم ، مناسكهم للمسلمينوما

ولم ، الوداع وحجة ، اإلسالم وحجة ، البالغ حجة فكانت ، عليهم حرمعليه وسالمه الله فصلوات ، األجل وافاه أشهرا حتى بعدها يمكث

إلى . الدين يوم

وصلت - ما إلى وصلت أن بعد ة ماس بحاجة اليوم البشرية هي كمإليه

الله - أرسله من بهدي واالهتداء أمرها وتدارك نفسها مراجعة إلىغيها في تبقى أم رشدها إلى البشرية تفيء فهل للعالمين، رحمة

ال . خلق أو لدين وزنا تقيم وال أحد، على تلوي

13

التوديع طالئعطالئع الموقف،أخذت على اإلسالم وسيطر الدعوة تكاملت ولما

التوديعوتتضح وسلم، عليه الله صلى مشاعره من تطلع واألحياء للحياة

. وأفعاله بعباراتهال كان بينما يوما، عشرين العاشرة السنة من رمضان في اعتكف إنهوقال مرتين، القرآن جبريل وتدارسه فحسب، أيام عشرة إال يعتكف

في : الوداع الموقف) حجة بهذا هذا عامي بعد ألقاكم ال لعلى أدري ال إني

:أبدا( العقبة جمرة عند وهو وقال ال) ، فلعلي مناسككم، عني خذواأحج

) هذا عامي التشريق، بعد أيام أوسط في النصر سورة عليه وأنزلت ،. نفسه إليه نعيت وأنه الوداع أنه فعرف

14

سنة صفر أوائل عليه 11وفي الله صلى النبي خرج هـ

أحد، إلى وسلمانصرف ثم واألموات، لألحياء كالمودع الشهداء على فصلي

المنبر إلىإلى) فقال: ألنظر وإني عليكم، شهيد وأنا لكم، فرط إني

اآلن، حوضيوإني األرض، مفاتيح أو األرض، خزائن مفاتيح أعطيت وإني

ما واللهأن عليكم أخاف ولكني بعدي، تشركوا أن عليكم أخاف

) فيها .تنافسوا

المغازى) – ( البخارى .صحيح

15

األخيرة أيامه فى الرسول وصاياأيام بخمسة الوفاة قبل

في العلة حرارة اتقدت الوفاة، من أيام خمسة قبل األربعاء ويومبدنه،

: فقال وغمي، الوجع به آبار) فاشتد من قرب سبع علي هريقواشتي،

) ، إليهم فأعهد الناس، إلى أخرج وصبوا حتى ، مخضب في فأقعدوه : يقول طفق حتى الماء (عليه حسبكم) . حسبكم،

منكبيه، على ملحفة متعطفا المسجد فدخل بخفة، أحس ذلك وعندقد

آخر وكان المنبر، على جلس حتى دسمة بعصابة رأسه عصبمجلس

: قال ثم عليه، وأثني الله فحمد (جلسه، إلي) الناس، فثابوا أيها ،إليه،

: قال فيما ـ قبور) فقال اتخذوا والنصارى، اليهود على الله لعنةأنبيائهم

ـ( : مساجد رواية قبور) وفي اتخذوا والنصارى، اليهود الله قاتل) مساجد : أنبيائهم وقال (.ـ يعبد) وثنا قبري تتخذوا ال

16

: قائال للقصاص نفسه ظهري) وعرض فهذا ظهرا له جلدت كنت من.) منه فليستقد عرضي فهذا عرضا له شتمت كنت ومن منه، فليستقد

المنبر، على فجلس رجع ثم الظهر، فصلى نزل لمقالته ثم وعاداألولي

: : . فقال دراهم، ثالثة عندك لي إن رجل فقال وغيرها الشحناء في) (، فضل يا : أعطه قائال باألنصار أوصي فإنهم) ثم باألنصار، أوصيكم

من فاقبلوا لهم، الذي وبقي عليهم الذي قضوا وقد وعيبتي، كرشي) ، مسيئهم عن وتجاوزوا : محسنهم، قال أنه رواية الناس) وفي إن

ولي فمن الطعام، في كالملح يكونوا حتى األنصار وتقل يكثرون،منكم

عن ويتجاوز محسنهم، من فليقبل ينفعه أو أحدا فيه يضر أمرا: مسيئهم(. قال ـما) ثم الدنيا زهرة من يؤتيه أن بين الله خيره عبدا إن

.) عنده ما فاختار عنده، ما وبين : شاء، فبكي الخدري سعيد أبو قال : . له، فعجبنا وأمهاتنا، بآبائنا فديناك قال بكر أبو

17

: صلى الله رسول يخبر الشيخ، هذا إلى انظروا الناس فقالعليه الله

وبين الدنيا، زهرة من يؤتيه أن بين الله خيره عبد عن وسلمعنده، ما

. : صلى الله رسول فكان وأمهاتنا بآبائنا فديناك يقول وهوعليه الله

. أعلمنا بكر أبو وكان المخير، هو وسلم : وسلم عليه الله صلى الله رسول قال أم) ثم من الناس إن ن

في علىتخذت ال ربي غير خليال متخذا كنت ولو بكر، أبو وماله صحبته

بكر أباباب المسجد في يبقين ال ومودته، اإلسالم أخوة ولكن خليال،

سد، إال.) بكر أبي باب إال

18

أيام أربعة قبل: الوجع به اشتد وقد ـ قال أيام بأربعة الوفاة قبل الخميس ويوم

هلموا) ) بعده تضلوا لن كتابا لكم فقال أكتب ـ عمر فيهم رجال البيت وفي ـ

الله،: كتاب حسبكم القرآن، وعندكم الوجع، عليه غلب قد عمرفاختلف

: الله رسول لكم يكتب قربوا يقول من فمنهم واختصموا، البيت أهلأكثروا فلما عمر، قال ما يقول من ومنهم وسلم، عليه الله صلى

اللغط .) ( : عني قوموا وسلم عليه الله صلى الله رسول قال واالختالف

: بثالث اليوم ذلك والنصاري وأوصى اليهود بإخراج والمشركين أوصيأما يجيزهم، كان ما بنحو الوفود بإجازة وأوصي العرب، جزيرة من . أو والسنة، بالكتاب باالعتصام الوصية ولعله الراوي فنسيه الثالث

.) (: أيمانكم ملكت وما الصالة هي أو أسامة، جيش تنفيذ

19

أيام ثالثة قبل : موته قبل وسلم عليه الله صلى النبي سمعت جابر قال

وهو بثالث: الظـن) يقول يحسن وهو إال منكم أحد يموت ال أال

بالله(.: الناس به وأوصي تكلم ما آخر هذا على) وكان الله لعنة

اليهود صنعوا ما يحذر ـ مساجد أنبيائهم قبور اتخذوا والنصارى،

يبقين ال ـ .) العرب بأرض دينان

: فقال الناس ملكت) وأوصى وما الصالة، الصالة،)، ذلك أيمانكم كــرر

مــرارا.

المراجع

20

المختـوم كتاب- المباركفوري لمؤلفه الرحيق الرحمن صفي

األولى   بالجائزة التي فاز العالمية النبوية السيرة مسابقة في

اإلسالمي، العالم رابطة التالى :نظمتها بالموقع الكتاب-http://saaid.net/book/open.php?cat=94&book=835

وفرائد - فوائد الوداع الغني خطبة عبد أحمد محمد الدكتور إعداد

التالى بالموقع

http://saaid.net/book/open.php?cat=99&book=4078

المراجع

gannatdonya@gmail.com