207
1

المنطق الثاني

Embed Size (px)

Citation preview

1

2

www.facebook.com/nizary3

3

4

٥............................. ملقدمة ا ٢٥.........................املفاهيم و القيم

٣٤االفرتاضي ............. الوضع يف القيم و املبادئ ٤٨للمجموع .............. الوالء و اجلماعة و الفرد

٥٨املواطنة ....................... و الوطن ٦٩.........األرض ....................

٧٨. ........................... الشعب ٨٦ .................. التكيف و البقاء لألصلح

٩٧ ......................... الثقايف الغزو ١١٢... ........... الشخصية املصلحة و االنتهازية ١٢٤..................... التابو و املقدس ١٣٥...... .................... الشذوذ ١٥٣.................. امل علن و الس ري

١٦٥.......... ) املزيف( الد عي و األصيل ١٨٣....................... الع دو ٢٠٠.................. الفكرية األلغام

5

، برزت أمامه حتديات كثر ، منذ أن و ج د اإلنسان على هذه األرض و ظهر فيها من االنقراض ، حتدي البقاء على األرض و احلفاظ على حياته و جنسه أوهلا

نتيجة لعوامل عدة أبرزها الطبيعة القاسية املدم رة اليت شكلت ديدا هائال و خ طرا ، تالها مباشرة ديد احليوانات و الكائنات احمليطة به ، و خصوصا املفترسة كبريا

يف التواجد على . و هي اليت كانت السب اقة يه منها أو تلك اليت تشكل خطرا علهو آخر كائن حي )على املؤكد املرجح (األرض قبل أن يوجد هو . فاإلنسان

، ذو خربة ضئيلة و مقدرة ضعيفة ظهر على كوكب األرض .. و ج د بدائيا عاريا سة أمام كائنات خطرة و حيوانات ضارية مفترو إمكانيات دفاعية حمدودة للغاية

. رت تضاريسها و فن التعامل مع الكائنات األخرى ب تعاملت قبله مع الطبيعة و خ و إجيابا حنو األفضل و األمثل . و طوال مدة وجودها و هي قد طورت نفسها

و حىت اآلن ،مكوثها باألرض و بقاؤها فيها منذ مئات املاليني من السنني ردة من أية أدوات أو مستلزمات استطاعت التكيف مع الطبيعة و ظواهرها ، جم

كوا متتلك ميزاا البدنية املختصة بكل منها على ح دة ، للدفاع أخرى خارجية ن و . و بشيء من التمع عن نفسها و التكيف مع الوسط اخلارجي و البيئة احمليطة

و لقتلللدفاع و ا بيولوجيا و جسديا مصممة احليواناتالتفكري ، جند أن معظم

6

قوية ضربات – عاصرة عضالت – قاتلة مسوم – أنياب – خمالب( فتراساال للقتل مصمم غري فيزيولوجيا و بدنيا هوجند باملقارنة أن اإلنسان بينما. ) قاصمة

مسوم ال قوية عضالت ال خمالب ال أنياب ال( أبدا أو الدفاع و التكيف ارد عوامل حتمل يستطيع ال فهو ) جمردا يعةالطب حتمل على قدرة ال بدنية قوة ال قاتلة

و مستلزمات دون من و عاريا وحده ت ر ك ما إذا مظاهرها و ظواهرها و الطبيعة الذي السالح و ، الربد تقيه اليت كالثياب ، احلياة قيد على تبقيه و تعينه أدوات . غريه و املسكن و الضواري ضد نفسه عن به يدافع

حيوان أي خذ ، شئت طقس و زمان وأي شئت كانم أي و شئت وقت أي يف مستلزمات توفري و العيش على قادر تراه ، هو كما الطبيعة يف اتركه و شئت و اجلوع حتم ل و ذلك ألجل كامال عقله استخدام و الطبيعة مع التعامل و البقاء مبا خيتلف ، خطر أي ضد نفسه عنه الدفاع و األعداء مداراة و التخفي و العطش

متحمال أيام ثالثة من ألكثر البقاء عييستط ال الذي متام االختالف عن اإلنسان كائن فهو. احملتم باهلالك عليه ا حمكوم يكون سوف و العطش و اجلوع و الربد

. مظاهرها و الطبيعة عوامل مواجهة ال و نفسه عن الدفاع على قادر غري ضعيف من فورا ميوت تراه ، أخرى أدوات أي من دا جمر عاريا ، باردة غابة يف فإذا ت رك

و مناورته أو منه اهلروب أو مفترس حيوان أي مواجهة على يقدر ال و الربد مثله ، خمالب ال و أنياب له ليس احلركة بطيء البدن ضعيف فهو ، منه املراوغة .العاجزة الشاة كمثل

و للتعلم جدا ريةصغ فترة خلقها و والدا عند تأخذ األرض حيوانات كل يف تكون و سويعات بضع أو قليلة دقائق من تبدأ، القوة و اخلربة اكتساب

7

و الطبيعة عامل يف لوحدها تنطلق ذلك بعد و أقصى كحد شهرين أو شهر أقصاها حتتاجه ما فقط.. الطبيعة و احلياة يف ينفعها ما فقط والديها من تكتسب و احلياة

يقوى ال و سنة بعد إال املشي جمرد على يقوى ال فإنه ناإلنسا إال. الطبيعة يف الوعي و الكامل التفكر على ال و سنوات اخلمس بعد إال الكامل النطق جمرد على

. عاما األربعني إىل أحيانا متتد قدو عاما عشرين بعد إال التعلم و اإلدراك و

نسان و هو الذي ي طل ق عليه املفارقة ) املذكورة آنفا ، أن اإل –توضح ( املقاربة منفردة عن باقي احليوانات و الكائنات احلية لقب ( احليوان الناطق ) ، يعد فصيلة

، أو كما يقال ( أمة وحده ) . و ما ميزه عن بقية احليوانات و يف الكرة األرضية على االختراع و االبتكار و التصنيع و التركيب املتطور الكائنات ، هو القدرة

. و هو األمر تقدم و الذي ليس له حد قريب ، بل أمد بعيد يبدو أنه غري متناه املالذي أجلأه إىل التحدي الثاين ليغلب به التحدي األول املذكور ، و يثبت وجوده

و و حيمي نفسه ، أال و هو التحدي العقلي الذي برع فيه و جنح يف استخدامه ساد الكائنات األخرى و ساسها ، فكان أن تطويعه و تسخريه خلدمته متاما

الستهالكه الغذائي بسيطرة شبه مطلقة حيث سخر ها خلدمته و اختذها متاعا . بل تعدت ذلك إىل التربية أيضا فحسب تنحصر يف الصيد بطريقة ممنهجة مل تعد

. كما اختذها متاعا ملصنوعاته و إنتاجه

، بصياغة و إنتاج اقل األول لقد جتلى التحدي العقلي أساسا عند اإلنسان العكان ال بد من وجودها الكتمال التمايز البشري عن باقي منظومة فكرية

البدائية بأشكالهاحليوانات ، و التأسيس للمشروع اإلنساين احلضاري التقاين و لو األوىل .

8

لقد كان التحدي الفكري األول لإلنسان األول الذي بدأ ينتظم يف جمموعات ، كان هو اللغة .. اختراع اللغة . و كما جاء يف ع األدوات األوىل أوىل و يصن

و كما كانت الكلمة هي البدء يف ) ١ – ١( يوحنا ]يف البدء كان الكلمة [جنيل اإلكانت كذلك يف األرض االختراع الفكري األول لدى السماء أو األعايل ،

بين البشر األوائل الذين بنياإلنسان العاقل كأداة من أدوات التعبري و التخاطب و أم متمايزون عن بقية أدركوا على ما يبدو ، أم خلفاء يف هذه األرض

. الكائنات املوجودة فيها

كانت الكلمة و اللغة ، احلاجة األوىل األساس لإلنسان ، كأدوات صوتية يعب ر ا ألجل شعوره و مشاعره و احتياجاته . لكنهما بالدرجة األوىل كانتما عن

ة لوضع . فكانت احلاجة قائمة و ملح بأمسائها األشياء األمور مبسمياا و تسمية بصمة صوتية على كل ما هو موجود أمامه يف الطبيعة ، من كائنات حية و أشياء

و أن هذه األشياء مجيعها ، هي ملك له ، و كأنه قد شعر جامدة و مظاهر طبيعية عليها ، داللة على ذلك . و ال ختمه الصويت ال بد من وضع بصمته الصوتية أو

األهم يف حياة اإلنسان ، كان بدوره على هذا األمر ، من أن االختراع الثاين ل أد أال و هو الكتابة و اليت تعين من ضمن ما فكريا يتعلق باالختراع األول اختراعا

شيء . و املراد من على الاملوضوع تعنيه ، توثيق البصمة الصوتية أو اخلتم الصويت طويال . فضال عن أن و إمنا حفظها مبدونة تدوم ذلك عدم ضياع البصمة الصوتية

املتمثلة بشرط احلضور اآلين العياين الكتابة قد حلت مشكلة تبادل التعبري الصويت ، إذ املتبادل فيما بني املتكلم و السامع ، و هي مشكلة عويصة يف بعض األحيان

ليقول له ما يريد قوله ، فأضحى السامع و حضوره لم انتظار جميء كان على املتك ترك رسالة مكتوبة له و يذهب هو ملتابعة أعماله ، فتبد ت األمهية اآلن بإمكانه

9

إىل جانب التوثيق ، أال و هي اختصار الوقت و نقل الرسائل و الثانية للكتابة أن االختراع خيتلف عن عن البال هنا أن نوضح التخاطب عن بعد . و ال يعزب

مبعطياته املادية موجود غري من شيء االختراع هو خلق شيء االكتشاف ، يف أن يف الوقت نفسه إىل إعمال الفكر و اجلهد العقلي و و مقوماته الكاملة ، و حيتاج

. بينما االكتشاف هو إدراك و إظهار شيء العضلي يف إخراجه إىل حيز الوجود . جود موجود يف شيء آخر مو

الكلمة ( لفظا أم كتابة ) يف أا تعطي على الفور ، صورة تعبريية لقد كانت قوة . و منبع ( شرط أن تكون مفهومة لديه ) معينة يف ذهن املتلقي السامع أو القارئ

جتاوزه عن خميلته و القوة هذه ، يف أا أمر إجباري ال ميكن للسامع أو القارئ تنطبع على كلمة ( شجرة ) على سبيل املثال أو نكتب ذهنه ، فبمجرد أن نلفظ

، ال على صورة شجرة ما –م أىب أشاء –الفور يف ذهن املتلقي أو السامع جمسما افتراضيا صوريا . و ال يقف األمر عند هذا احلد عنها التعيني يضع له ذهنه

يف الطبيعة ، وجودة أصال املغري يقع ذلك على األشياء و الكائنات ، بل ميكن أن لكن معناها مفهوم كالميا للشخص املتلقي . فمثال عندما نلفظ أو نكتب كلمة

القارئ ، –(أفعى بثالث رؤوس ) تنطبع على الفور يف ذهن املتلقي السامع . و لعلك عزيزي القارئ قد ملست ذلك ثالثصورة افتراضية ألفعى برؤوس

على األرض و مل آلن ألفعى بثالث رؤوس اآلن بنفسك . علما أنه ال وجود حىت ا إىل اآلن . عيانا يتم توثيق حالة مشاهدا

بني اإلنسان مع تطور الزمن و تطور األمر االجتماعي بتطور العالقات االجتماعية و أحداث حياتية معاشية يومية ، كان ال بد و أقرانه و ما رافقها من مستجدات

10

و من مستوى الكلمة اليت تسمي األشياء مبسمياا من االنتقال باللغة و الكتابة ،اكتشفها الكائنات بأمسائها ، إىل الكلمة اليت توصف حلاالت اعتبارية معينة

اإلنسان القدمي يف سياق حياته اليومية و ليس هلا وجود عياين لكنها تعرب عن الكذب و أله نتيجة التطور االجتماعي ، كالسرقة عمليات و أفعال معينة جتلت

. فانتقل دور الكلمة من التسمية إىل أو الزواج أو القوة و الضعف ... اخل منفصلة بذاا ، إىل توصيف أشياء و التوصيف .. من تسمية أشياء مادية حمددة

اجلماعة أو أفعال اعتبارية مرتبطة مبشاعر و أحاسيس و مبادئ عرفية ق ب لتها رفضتها .

و السياسي معا و ما الدييناعي الذي اختلط باألمرين تطور األمر االجتم أيضا مع و من أحداث سياسية و عسكرية رافقها نشوء الدول و املمالك نتج عن ذلك

، إىل الكلمة من التسمية و التوصيف ، ارتقى دور الكيانات السياسية و الدينية أساس وجود االصطالح و ظهور ما ي عرف بـ ( املفاهيم ) اليت شكلت

هو ، الالحقة فيما بعد . فاملصطلح أو العرف أو املنطق أو املفهوم ديولوجيات األيحيثياته و مضامينه جمموعة من األشياء و املسميات و األفعال تندرج مجيعها يف يف

عملية واحدة أو أكثر ، و هي مفاهيم و مصطلحات منطقية ظهرت نتيجة تراكم توحيد مجلة املسميات يا برزت احلاجة إىل الوعي املعريف و اإلدراكي الزمين . و تال

و العمليات و األفعال تلك ( املادية منها و االعتبارية ) و صهرها ضمن بوتقة مفهوم واحد . و بالتايل برزت مفاهيم و مصطلحات جديدة هلا منطقها اخلاص

ن و ا ، كالعدل و العدالة و احلرية و اخلري و الشر و اخليانة و الفضيلة و اإلميا شكلت أعرافا منطقية إىل آخر ما هنالك من مفاهيم ... و العلم و اجلهل اإلحلاد

من األمرين .. الديين و ا دعمكما القت أمجع ، البشرية تمعات القت قبوال من ا

11

عامة يتم إسقاط باقي املفاهيم و ها تشكل حوامل أخالقية بوصف السياسي معا ت عليها ، و يتم تقييمها األخالقي العريف املصطلحات و األعمال و التصرفا

مبوجب هذه احلوامل .

لكن باملقابل برز هنالك عامل هام جدا ، رمبا كان خفيا بعض الشيء ، و خط را االصطالحية ، و هو عامل النسبية و امليوعة ١بالنسبة هلذه املناطق يف بعضه اآلخر

باختالف العادات و ختتلف يف هذه املصطلحات و املناطق مجيعها . فهي قدالشعوب و اتمعات و األديان و املذاهب و اآلراء و األيديولوجيات السياسية و

بين البشر ، إال بني كانت حمل اتفاق و إن االجتماعية و العرقية . و بالتايل فهي قيمة ثابتة و حيز جامد ال يتغري ، فهي إذن معيار قياسي عاملي لكن أا ال متثل

( إن صح التعبري ) جلميع بين البشر بل هي ذات مبعطيات رقمية ثابتة ليسقياسات و معايري متفاوتة االرتفاع و الشدة ، و تصول و جتول ضمن مساحة ال

ضمن معايريها القياسية بأس ا يف بعض األحيان . فهنالك من يؤمن ا و يعتنقها عريف أو السياسي ، و يطبقها على بين العاملية الثابتة ، لكن ضمن حي زه الديين أو ال

جنسه الذين هم من ضمن هذه الدوائر فقط . أما الذين هم خارجها ، فهؤالء هلذه املعايري و املناطق األخالقية أو تلك املفاهيم السامية مبنظوره غري خاضعني

مبا يتناىف و جيانب معايريه رمبا غريها و يتعامل معهم العليا ال بل يطبق عليهم . تلك االصطالحية اإلنسانية و مناطقه

و ي قص د به هنا املفهوم االصطالحي أكثر منه االستنتاج العقلي و النتائج العقالنية . مجع منطق ١

12

كر آنفا ، تربز قضية أخرى أكثر خطورة و أمهية بالنسبة و إىل جانب كل ما ذ و أوجدوها لتعامل بين البشر مع املعايري و االصطالحات املنطقية اليت اخترعوها

.. مفيد أم للقيام بالدور التوصيفي املدلول إليها بالنسبة ملا اعتربوه إجيايب أو سليب ضار . و أساس هذه القضية و منطلقها ، يعود بالدرجة األوىل إىل أن هذه

، و تعلقت به هو وحده دونا عن املفاهيم قد ارتبطت باإلنسان مباشرة و حصرا غريه من بقية الكائنات و احليوانات األخرى املوجودة على األرض قبل أن يوجد

ليتعامل معها هو نفسه . و جاءت ا ،ه هو . فهو قد اخترعها و أوجدها لنفس لتخاطبه هو وحده دونا عن بقية الكائنات اليت األديان السماوية و األرضية

ية و اعتربا منفصلة عنها و ال عالقة هلا ا و غري داخلة منطقيا يف منظومتها الفكرنسان و هي كانت الفارق و الفيصل الذي فرق اإلالعقلية بل ال تنطبق عليها .

. فأصبحت عن بقية احليوانات و الكائنات األخرى و ميزه عنها جبنسه اإلنساين هذه املفاهيم و املناطق و املصطلحات ، الزبة إنسانية و متالزمة بشرية حصرا . حيث يفترض أن بقية احليوانات غري معنية ا إطالقا ، فالسباع و البهائم و هوام

ميقراطية و العدل و اإلميان و الصدق و اخلري و ما إىل األرض األخرى ال تعنيها الدو العقلية الفكرية منظومتها بل هي خارج هذه املنظومة الفكرية متاما و هلا ،ذلك

املنفصلة متاما عن منظومة اإلنسان الفكرية املسماة ( شريعة الغاب ) و اخلاصة ا بأية بدوائر عقلية . و ال تشترك معها

، و هي ة كلها ال ميكن تفسريها إال بالنظر إىل تاريخ اإلنسان نفسه هذه املقولنظرة مقارنة فيما بني اإلنسان و ما بني احليوان ، و حتمل يف مضموا صفة

13

لتاريخ افة صرحية . و بإلقاء نظرة مقارنة شف التجريدية و تعتمد مبدأ الشفافية .. ١رى ما يلي اإلنسان العاقل و احليوان على األرض و حىت اآلن ن

عشرات منذ فيها موجودة و ، جدا قدمية األرض كوكب يف احليوانات كل -)١ و األرض على وجد ٢ حيوان أحدث فهو اإلنسان إال. آالفها و املاليني مئات و . السنني آالف األرض يف وجوده يتعد مل و. آخر حيوان بعده يأت مل

منذ فيه مكوثها و بقاؤها مدة طوال و األرض كوكب يف احليوانات كل -)٢ أو فيها حتور أو طبيعتها إىل فيها تسئ مل ، اآلن حىت و السنني من املاليني مئات

يف التخريب و اإلساءة أعمل ، ظهوره منذ، ف اإلنسان إال. معاملها من تغري . تلويث و حفر و للغابات حرق و قلع من معاملها من غري و األرض

طوال و) الديناصور إىل ، النملة و البعوضة من( األرض يف احليوانات كل -)٣ تتسبب مل اآلن حىت و السنني من املاليني مئات منذ فيها بقاؤها و مكوثها مدة تشويها أعمل فقد، اإلنسان إال ، األرض يف ضارة مناخية أو طبيعية كوارث بأية

من اهلائل الكم حيث من سواء لألرض املناخية و اجلغرافية بالطبيعة تدمريا و و الكيميائية مسومه و حروبه و آلياته و مصانعه تسببها اليت الضارة الغازات و الشمايل القطبني يف الثلوج ذوبان و الرباكني و للزالزل املؤدية النووية تفجرياته . القاتلة البنفسجية الفوق األشعة ملرور املؤدي األوزون ثقب اتساع و اجلنويب

طوال و) الديناصور إىل ، النملة و البعوضة من( األرض يف يواناتاحل كل -)٤ تتسبب مل ، اآلن حىت و السنني من املاليني مئات منذ فيها بقاؤها و مكوثها مدة

. ١٢/٧/٢٠١٠من مقال يل يف موقع إيالف بعنوان ( إال هذا احليوان ) تاريخ ١ ي عترب اإلنسان علميا من احليوانات و يطلق عليه مسمى ( احليوان الناطق ) . ٢

14

مل ، منها املفترسة املتوحشة حىت ، آخر حيواين نوع أو فصيلة أو جنس بانقراض من عدة أجناس و نواعأ بانقراض تسبب فقد اإلنسان ، إال.. ذلك تفعل

املنطل ق اجلائر صيده بسبب و سابقا املذكورة أفعاله بسبب حشرات و حيوانات قطع بيع لقاء املال من حفنة ألجل اجلشع و الطمع أساسها أنانية نفعية غاية من

. ذلك إىل ما أو التجميل مستحضرات أو الفراء أو العاج

طوال و) الديناصور إىل ، النملة و ةالبعوض من( األرض يف احليوانات كل -)٥ متارس مل ، اآلن حىت و السنني من املاليني مئات منذ فيها بقاؤها و مكوثها مدة

ليس و افتراس عملية حصرا هو عندها فالقتل ، القوت و للغذاء إال القتل عملية لتطورا من متنعها حبيث الرقي من هي لديها املوجودة الغاب شريعة و. القتل رد الشبع مبجرد فورا تنتهي و احلياة قيد على للبقاء فردية افتراس عملية من أكثر إىل أو قتال دومنا طرائده بقية مع يتعايش ، يشبع أن بعد السبع فترى . اللحظي اآلين القتل أثناءها ميارس ال أشهر إىل أسبوع من متتد اليت اجلوع فترة معاودة حىت أذى

إىل الغذاء و القوتمن ، عنده القتل عملية تعدت الذي إلنسانا إال. القتل ألجل و املعتقد و بالرأي اخلالف و والنهب السلب و الطمع و اجلشع و لل هو القتل تقتل ال مجيعا احليوانات. السياسية و الدينية و العرقية اإلبادة حد إىل األمر وصل

أي.. شابه ما أو سلوباأل أو التصرف طريقة أو بالشكل اخلالف ألجل بعضها و ويبيد يقتل فإنه ، الناطق احليوان هذا إال ، االختالف ألجل تقتل ال أا مبعىن بناء يفض ل القرد ألن القرد قتل السبع أن يوما سمعن مل. االختالف رد يدمر

يؤمن األرنب ألن أرنب قتل صقر أن أو ، املغاور يف ليس و األشجار على البيوت اإلفريقي النمر أن أو ، العالية األعشاش ببناء عقيدته من أكثر باجلحور ديعتق و

15

يقتل فإنه اإلنسان إال. أسيوي ذاك و إفريقي هذا ألن األسيوي النمر مع يتقاتل . بأكملها مجاعات إبادة إىل األمر يصل و بالرأي اخلالف رد اجلنس يف نظريه

طوال و) الديناصور إىل ، النملة و ضةالبعو من( األرض يف احليوانات كل -)٦ فريستها متنح اآلن حىت و السنني من املاليني مئات منذ فيها بقاؤها و مكوثها مدة فترى ، لفرائسها أخالقياته و البقاء ناموس حتترم و احلياة حق اآلخر اجلنس من

ال و يدمره وال مسكنه على يبقي و صغاره على يبقي لكنه و فريسته يقتل السبع إال. آخر حيوان جنس حيوان أفىن أن التاريخ يف حيدث مل و ، التطهري ميارس

منذ ، التطهري و اإلبادة درجة إىل القتل من يشبع ال و يقتل و يقتل فإنه ، اإلنسان . األرض هذه على ظهر أن

مئات منذ فيها بقاؤها و مكوثها مدة طوال و األرض يف احليوانات كل -)٧ لناحية سواء لألفضل إجيابا نفسها طورت قد ، اآلن حىت و السنني من املاليني عرب عقليا أو جسديا ، ذلك مع إجيابا تكيفت و ، املشغل أو املأكل أو املسكن مل فإنه ، اإلنسان إال ، اخللف إىل تنكس أو القهقرى ترجع ومل ، السنني مالينيإال باحليز الضيق و ليس فائدم و جنسه بين خلري اآلن إىل نفسه يطور أن يستطع

، بالطبيعة اكتشفها باألحرى أو طورها اليت تقنياته كل و بالعموم املطلق . اليت األرض و الطبيعة ضرر و جنسه بين ضرر و لضررهيف أحيان عدة سخ رها يف سببا يوما تكون قد لرمبا حىت ، الوراء إىل القهقرى ا عاد و. عليها يعيش . الكهه و دماره

مئات منذ فيها بقاؤها و مكوثها مدة طوال و األرض يف احليوانات كل -)٨ تستخدم ، مشارا و أنواعها اختالف على و ، اآلن حىت و السنني من املاليني

16

كميته و حمدوديته كانت مهما و صغر مهما ، هلا اخلالق وهبه الذي عقلها كامل من حياا و خلدمتها تسخره و صاننق دومنا كامال تستخدمه ، هلا املمنوحة

العقل و ه ب الذي اإلنسان إال ، كما أو جهدا منه تدخر ال و مماا حىت و خلقها ، لعقله استخدامه يتدرج و) العاقلـ ( ب نفسه مسى الذي و) منطقيا ( الكامل

لبالغا االستخدام مث ، العامل يف قليلة فئة على يقع الذي الكامل االستخدام من مرورا .. أكرب نطاق ضمن األدىن فاالستخدام ، أكرب دائرة على يقع الذي

قد – لألسف – الذي الكلي التعطيل إىل وصوال ، أكرب لدوائر اجلزئي بالتعطل بني اإلنسان عند العالقة.. إذن. اجلنس هذا من الغالبية يشملأضحى اآلن

. عكسية عالقة يه ، الكمي العدد بني و للعقل الكمي االستخدام

منه قسم توفري قررت أو عقلها عن استغنت بعوضة عن األيام من بيوم سمعن مل دوما يتصرف تراه ، الكائنات أبسط يعترب الذي البحر قنديل أو األشنية حىت..

مج د قد ، كان ما كائنا ، ما حيوانا ترى أن مستحيل. األمثل و األفضل بالطريقة نفسه يسمي الذي اإلنسان مع إال األمر هذا حيصل ال و. ألغاه أو حج ره أو عقله فكره و عقله إلغاء درجة إىليف بعض األحيان األمر به يصلقد الذي و. عاقل . متاما

مئات منذ فيها بقاؤها و مكوثها مدة طوال و األرض يف احليوانات كل -)٩ من كانت لو و حىت ، ضبع من بعضها تتزاوج ، اآلن حىت و السنني من املاليني مع الكالب و احلمري مع كاخليول ، الواحد اجلنس ضمن من أخرى فصيلة يأىب و يرفض فإنه ، اإلنسان إال. جديدة سالالت وتشك ل. اخل... الذئاب رد فقط. آخر جنس أو فصيلة ليس و ، هو فصيلته و هو جنسه بين مع التزاوج

17

بين من ليسوا يعتربهم و االنتماء أو الطائفة أو عرقال أو الدين أو باملذهب اخلالف و أ ن ث ى ذ ك ر م ن خ ل ق ن اك م إ ن ا الن اس أ ي ه ا ي ا{ القرآنية اآلية تطبق احليوانات. جنسه

. )١٣:احلجرات( } خ ب ري ع ل يم الل ه إ ن أ ت ق اك م الل ه ع ن د أ ك ر م ك م إ ن ل ت ع ار ف وا و ق ب ائ ل ش ع وبا و ج ع ل ن اك م . فيها املخاطب هو كان و ألجله جاءت أساسا أا مع خيالفها فإنه ، اإلنسان إال

مئات منذ فيها بقاؤها و مكوثها مدة طوال و األرض يف احليوانات كل - )١٠ و أجناسها و بفصائلها بعض مع بعضها تتعايش ، اآلن حىت و السنني من املاليني واحد جمتمع و حيز يف مجيعا تعيش و الفرائس و منها املفترسة ، كافة أضراا أن يومأ حيدث مل و. السنني من املاليني منذ ، غريها أو اإلفريقية كالغابات مفتوح الختالفها مكاا من هجرا أو. أخرى فصيلة على احلرب ما فصيلة شنت

السبع و السنني من املاليني مئات منذ.. الفصيلة أو النوع و اجلنس و بالشكل الطيور بقية مع النسر و الدجاج مع الثعلب و الشاة مع الذئب و الثور مع يعيش

حيترم لكن ، واملعيشة البقاء ألجل يفترس كل و السنني من املاليني مئات منذ.. يف حده ويتجاوز القوت من حاجته يتعدى ال و احلياة و بالوجود اآلخر حق فهنالك ، العواشب و اجلوارح و منها الكواسر ، األسباب كانت مهما ، تلالق كل من بالرغم يستطع مل فإنه اإلنسان إال. احليوانات هذه بني التفاهم من نوع

و نفسه مع يتعايش أن ، استحصلها أو إليها توصل اليت التقنية و احلايل تطوره و كيانات ضمن نفسه عزل بل. معهم يتفاهم و قومه و جنسه بين مع يتصاحل

التعامل رفض و سياسية و طائفية و مذهبية و مكانية و عقلية و فكرية غيتوهات من هجره و أباده و قتله و حاربه و ، عنه نفسه حجب و شكل بأي اآلخر مع

. بالرأي معه اخلالف رد جواره

18

الدماء سفك و اإلبادة و احلروب على قائم كله تارخيه و األرض على ظهوره منذ ف ي ج اع ل إ ن ي ل ل م الئ ك ة ر ب ك ق ال و إ ذ { الكرمية لآلية مصداقا جاء ما ، اآلخر نبذ و

هو أنه علما . )٣٠:البقرة( }... الد م اء و ي س ف ك ف يه ا ي ف س د م ن ف يه ا أ ت ج ع ل ق ال وا خ ل يف ة ال أ ر ض هذا. حلمه يأكل ال كونه ، جنسه من الذي أخيه لقتل طرضامل غري الوحيد الكائن

يستطع مل اآلن حىت أنه إال ، معه هي تفامهت و احليوانات بقية مع تفاهم اإلنسان . ذلك يسطع مل رمبا و ، جنسه بين مع التفاهم

مئات منذ فيها بقاؤها و مكوثها مدة طوال و األرض يف احليوانات كل - )١١ جلهة العددي التوازن على حتافظ و حافظت ، اآلن حىت و نيالسن من املاليني أا علما ، العددي االنفجار وضع إىل وصل أنه حيوان عن ي سمع ومل التكاثر و األرانب و الكالب و كالقطط باموعات تلد كوا، ظاهرة هلكذا مؤهلة ضبط على رةقاد لكنها. باملاليني بل ال باآلالف تلد اليت األمساك و السباع إىل يؤدي أن املمكن من أنه أو لذلك داع ال أنه ارتأت إذا لديها التكاثر موضوع

فإنه للعقل امتالكه من بالرغم و فإنه اإلنسان إال. يطاهلا أذى و ميسها ضرر و طبيعتها و األرض موارد يهدد سكاين انفجار أكرب يف مرعبة بطريقة اآلن يتكاثر أو لذلك حد يضع أن دون. مستعصية متطورة راضأم و ألجلها حبروب يبشر

. به احملدق اخلطر يدرك و يرعوي

مئات منذ فيها بقاؤها و مكوثها مدة طوال و األرض يف احليوانات كل - )١٢ ال اثنني أمرين فيها تراعي عقالنية بطريقة تتصرف اآلن حىت و السنني من املاليني من اآلخر إيذاء عدم و.. املسكن و ذاءالغ ألجل الفردية مصلحتها.. هلما ثالث

اإلهلي بالقانون متقيدة ، قاهر سبب دومنا ، عليهما التعدي و طبيعة و حيوان

19

مصاحله ضد إال األرض على وجوده منذ يتصرف مل فإنه اإلنسان إال. به املكلفة و الدمار.. دمار و اغتصاب و ظلم و قهر و عدوان من جنسه بين مصاحل و

يدمر األرض وجه على حيوان يوجد ال. احليوانات قاموس يف يوجد ال التخريب أا لنا يتراءى ، احلقول اجم اليت اجلراد أسراب ، يأكل فقط هو ، خيرب و

عند مهمتها تنتهي و فحسب تأكل إا ، ختريب ليس هذا.. أبدا ... خترب إال. األسباب كانت مهما مطلقا ذلك لغري تتعداه ال و فحسب اهلدف احلقل

املتعمد األذى و التخريب و التدمري قاموسه يف يوجد الذي الوحيد فهو اإلنسان } ل ي ط غ ى ال أ ن س ان إ ن ك ل ا{ القرآنية اآلية مصداق هو و ، الطغيان هو و األذى ألجل

) لتطغى الدواب إن كال( يقل مل و فقط اإلنسان على الطغيان اقتصر. )٦:العلق( احليوان اختصاص من هو الطغيان و.. يطغى ال احليوان. واضح األمر ؟؟؟ اذافلم

. فقط الناطق

مفصل من مفاصله أو فترة من ال خيلو ، إن تاريخ البشرية على كوكب األرض تسبب مبذابح كثرية و الفتراته ، من احلروب و الكوارث و الغزوات البشرية ، و

و اليت امتألت أيضا بالكثري احلافل ثري من البشرراح ضحيتها الكأراقة دماء أكثر لبقية الكائنات األخرى يكن و الشر ، و هو ما مل من مظاهر اخلراب و الفساد

. ، و كان يف الوقت نفسه خارج نطاق أعمال الطبيعة و آثارها السلبية دور فيه ة كله بالرغم مما رافقه من نشوء حضارات بشريالبشري التاريخ هكذا كان

و مفاهيم و مناطق و أديان و أيديولوجيات تبشر باخلري و األخالق و عمرانية لبين البشر مجيعا ، و تدعوهم إليها يف الوقت نفسه . الفضيلة و العلم

20

اهلائل لبين البشر ، فإنه و بالرغم من ذلك كله ، و بالرغم من التقدم العلمي التقين ملصطلحات و املناطق و املفاهيم العليا السامية هلذه ا بإجراء عملية موازنة و ك ي ل

مع ما يقابلها من أضراا و نظرياا املخالفة هلا ، نرى أن الكفة ترجح لصاحل األوىل تعج ا الكتب و املؤلفات االصطالحية األخرية . و بالرغم من أن املناطق

األفعال يف امليدان ، ا الثانية قد جتل ت القول و اللسان ، فإن املناطق و خيضع هلا .. غريها فيه و قد أزاحت مجيع منافسيها منه و مل يبق تصول فيه و جتول

. األوىل مبنطق الكالم ، و متلكت الثانية زمام األفعال فاستأثرت

إن كل ما سبق ذكره يشكل العمود و املنطلق ملنت كتابنا هذا .. املنطق الثاين .. ا هي دالالته و ماهيته . و مفما هو املنطق الثاين ؟؟

بني بين بنظرنا هو حماولة تفسري املنطق احلقيقي السائد اآلن يف التعامل املنطق الثاين هي و تربير و دعوة له بقدر ما إجياد شرعنة ت حماولة ليس . هيالبشر ككل

حيادي توصيفي جمرد عن أية عاطفة و خاضع لعامل حماولة إجياد تفسري واقعي ( املنطق الثاين ) يف أنه رمبا قد يعري التمحيص . و تبقى هوية و حقيقة التحليل و

أو الكيل مبكيالني ، حيال املناطق االصطالحية السامية حالة النفاق أو االزدواجية و من قبل بعض هيئام و وسائلهم و العامة السائدة من ق بل عموم البشر ، كأفراد

. االجتماعية و اإلعالمية و السياسية

أو اتباع املنطق الثاين هو ليس دعوة إىل الال أخالق و الرذيلة و الفساد و النفاق ما تبقى من منكرات و فواحش ، و ليس تربير ذلك كله .. املنطق الثاين هو دعوة

إلميان و التقى و و ادعاء األخالق و املعروف و الديين و العدم ادعاء الفضيلة ف و مناطق عليا سامية .. املنطق الثاين هو تفسري هنالك من أعرا الزهد و إىل ما

21

و تصوير ملا يسمعه اإلنسان من أقوال محيدة و حكم مأثورة بليغة ، و يرى يف ذميمة ، في صاب حبالة أفعال قبيحة و أعمال مأفونة الوقت ذاته ما يقابلها من

اخلري و إىل تربير فعل الشر بانفصام فكري أخالقي نفسي يودي به اية املطاف و تربير الرذيلة بالفضيلة . و تاليا تربير اجلهل بالعلم و تربير الكفر بالدين و اإلميان

ال إنه احلمنه ، و هو ما حيصل اآلن ، .. يقوم بفعل األوائل و تربيرها باألواخر و ال رادع الراهن على مرأى من العني و مسمع من األذن ، بال حياء و ال خجل

ل من بعض الناس ، بل م ع د يقتصر على األفراد أو الشراذم اهل . و هو أمر مل ي ام ممنظيئام و.. االجتماعي والسياسي و الديين .. تعدى ذلك إىل املأل منهم

و مؤسسام و وسائطهم املرئية و املسموعة و املقروءة .

ة الصحيحة و الثاين هو صورة واقعية حقيقية موجودة و هلا مربراا املنطقياملنطق ، رمبا أوجدها من دون قصد ، من صورة مطموسة مهيضة السليمة لكنها لألسف

احتكروا املنطق األول ، منطوقا ال فعال و قاموا بعكسه فعال ال قوال . ليس ذلك ، بل حاسبوا و حاكموا و قاصصوا كل من وجد نفسه مضطرا للمنطق فقط

الدنيا أو ضي ق ها هؤالء عليه . الذين به سبل الثاين فعال و قوال بعد أن ضاقت قومون هم به و ال يقولونه ، و قاصصوه بتهمة القيام مبا يحاسبوه و حاكموه

م احتكروا املنطقني معا .. املنطق األول السامي األخالقي ، و املنطق حيث إق الثاين .. ، و يبقى املنطاآلخر املضاد له . إم كهنة املنطق و املنطق املضاد له

خمفي ال جيرؤن أحد ما على تبنيه أو مستوال ا .. منطقهو املنطق بني املنطقني ، و املعاكس له نقيضهإعالنه ، مع أنه هو الوسيط بني املنطقني .. املنطق األول و

. املربر هلما يف الوقت نفسه

22

ن مسة لقد ثبت لنا بعد كل مظاهر الشر و السوء و املنكر ، اليت أصبحت اآلشرون هلذا العامل ، منذ بدء اخلليقة و حىت القرن احلايل قرن الواحد و الع توصيفيه

و اهللا من حروب و دمار و جماعات و جمازر و فساد و قتل باسم احلق و احلقيقة أو منطقني اثنني ال ثالث اثنني مببدأين حمكومأن هذا العامل و الدين .. ثبت لنا

و مها منطقني اعتمدما مجيع احليوانات . املصلحةنطق م و القوةمنطق .. هلما البسيطة كلها ، مبا فيها اإلنسان ، مع فارق بسيط و هو أن و الكائنات احلية يف

احليوان األبكم األعجم الناقص العقل و الفكر و الدين ، قد قونن هذين املنطقني بتجاوزها و نفسه و جعل هلما ضوابط أخالقية ( إن صح ت التسمية ) مل يسمح ل

مل يد عي غريها . بينما اإلنسان و هو احليوان العاقل الناطق املتدين ، قد بالغ ما و مل جيعل هلما أية ضوابط على اإلطالق ، و كل و أطلقهما على سجيته و حريته

و زورا و تانا و سترا لعورته و سوأته . ما قام به ، هو أنه غل فهما باملنطق األول ه و ذاته ، جاء املنطق الثاين ال ليصحح املنطق األول الذي هو صحيح بلب هنا من

مع استخدام النقيض وقع عليه لكن ليفصم عرى االحتكار و القهر القسري الذي .. جاء ليمنع قرصنة املفاهيم و املبادئ و احتكارها من قبل البعض و من مث له

األقل جاء ليفضح ذلك و ليكون على .. أو على متييعها و قولبتها كيفما أرادوا . النقيض منه

األول املنطق بني الفرق إنو ميكن لنا .. للتبسيط و سهولة التوضيح أن نقول .. و العيب و للسخرة أداة اإلخشيدي كافور اعتبار بني الفرق هو، الثاين املنطق و

نفسه املتنيب تباراع بني و ، فاحشا هجاء هجاه الذي املتنيب الشاعر بسبب املذلة

23

له متلق و إليه تذلل و استجداه و كافور على د ف و كونه الذل و العار هذا أداة هو . ليكتشف أن ما قام به .. كان سرابا يف قيعة ، والية يعطيه كي

حتدث منطقية غري أشياء نرى عندما!! ؟؟ الالمنطق منطق هو الثاين املنطق أليس ذلك جيعلنا أال ، الناس بني املقبول و السائد العرف و قاملنط هي أا على أمامنا !! .؟؟ الثاين املنطق عن نبحث

بداية ظهور اإلنسان العاقل و إىل اآلن و اية املطاف .. يبقى التاريخ البشري منذ بكل عواهنه و أحداثه و وقائعه ، يبقى الفيصل األساس يف قبول املنطق احلقيقي

، صورة البشر . فالتاريخ هو يف األساس بل بين البشر مجيعا السائد و املعتمد من ق تدقيق و متحيص بعد لنا و تصرفام على األرض . فقد ثبت و انعكاس أفعاهلم

يعيد نفسه ) هي مقولة غري و حتليل ، أن مقولة ( التاريخ وعناء حبثطويلني اريخ نفسه .. صحيحة متاما و غري ذات مصداقية كاملة و جمانبة لسريورة الت

مراكز و احلاصل هو أن مستمر ال يتغري ، فالتاريخ كما ثبت لنا ، هو منط ثابت تتبدل من مكان ألخر ، لكن يبقى التصرف اإلنساين الذي القوى و األحداث فيه

و ال يتغري لكن يتكرر . رسم التاريخ و سجل أحداثه ، هو واحد ال يتبدل

و ذكرمها ، فإنه قد ثبت لنا فارق جديد بني طقا أيضا يف سياق املبادئ و املنز عن بقية احليوان بأنه احليوان اإلنسان و بقية احليوانات . فاإلنسان و إن مت ي

الوحيد الناطق ، فإنه بنظرنا و حسبما ثبت لنا ، فإنه احليوان الوحيد الذي احترف . ا يراه نافعا له ملصناعة املبادئ و حتويرها و تزويرها و إعادة صياغتها و قولبتها

24

و أعم املبادئ و األفكار و املناطق يف كتابنا هذا .. املنطق الثاين .. ناقشنا أهم م ا ، و يف الوقت نفسه ، حاك اليت اعتمدها اإلنسان أو صنعها و تصرف ا

غريه و حكم عليهم ا ، و نظرنا إليها من منظور آخر و من زاوية أخرى جديدة اية مطاف فصلنا هذا إال مقولة الشاعر و منطقية . و ال يتبقى لنا لكنها واقعية

جنسه العريب الكبري و احلكيم .. أبو العالء املعري يف بيت شعر له يصف فيه بين متحدثا عن أحواهلم قائال .. من البشر

األ رض أ هل كان و ه ك ذا س دوا ف أ ن ه م ج هول ي ظ ن ف ال ف ط روا م ذ

25

ال أدري من أين اخترع اإلنسان املبادئ و القيم ، و من أين أوجدها ؟؟!! لكين ، جتاوزا و أحيانا ما ي طلق عليها األخالق اليت هيأدري أن املبادئ و القيم ..

اهلا أو أل األعلى البشري استئصمل دجما معها يف اآلداب اإلنسانية و اليت مل يستطع او الذي هو بالفطرة تغييبها و ذلك درء لغضب القوم من مجهور العوام الطاغي

صقلتها البساطة املقترنة بالسذاجة و االفتقار إىل نواصي العلم يتاألصيلة له و ال و املعرفة . فهو تبعا لذلك ال يزال متمسكا باملبادئ و القيم العامة املكم لة

ه األخري رمبا و الوحيد كذلك ، يف ك مس يت ال يزال يراها م و الاألخالقية العمومية و مت عليه عامل و دنيا مل ميسك من زمامها شيء سوى أنه كائن تابع منقاد ح ر

اإلدراكي إال ما من ع ت عنه منابع العلم و املعرفة و التحص ل و التكسب الثقايف من ق بل وكالء بالغة ، ائقة و دقة بعناية ف ل إليه من فتات خبز قد ز ي ن و ك ي ي رمى

.. كل باختصاصه .. الديين أم السياسي أم االجتماعي . و ني متخصصاخصائيني طيع و ال شيء سواه .، هي منهج القمبنهج واحد ثابت ، له غاية واحدة كل

تشكيل .. .. أوهلما و منهج القطيع هذا ، يقوم على دعامتني اثنتني ال ثالث هلما ، أو على مستوى و خدم ، سواء على مستوى البيئة و التركيبة البيئية أتباع

اليت تكون أحيانا صادقة وأخرى كاذبة يعتنقها املرء زورا و تانا أو اإليديولوجية كما الغر الوليد الذي يصدق كل ما يومى إليه أو يقال له . جهال و غباء

26

يف مشاريع و أمور خال قة بالنسبة ، استثمار منهج القطيع و جه.. و ثانيهما ألصحاب القطيع و مبا يرونه هم مناسبا دومنا صعوبة أو تعقيد .

و ) املبادئ( هذه املناطق السامية العليا اليت أ طل ق عليها توضيحا و توصيفا اسم .. هو املصدر األول أيضا ال ثالث هلما ، األخالق ، كان هلا مصدرين اثنني ،

ان نفسه . و ذلك غالبا ما كان على يد احلكماء و البلغاء و أصحاب الزهد اإلنسو اعتزال الناس . و بالغالب األعم ، كان هؤالء هم أنفسهم أصحاب و التأمل

زرداشت .. بوذا .. كونفوشيوس .. األديان الوضعية األرضية و أنبياؤها و مثاهلم دئ و املناطق و النواميس .. سقراط .. هرمس .. و غريهم من أصحاب املبا

فيمكن القول هنا أا مناطق و مبادئ بشرية ذاتية جاءت من لدن . األرضية أما التزاما يف أدىن حاالته معنويا . و و القت قبوال إنسانيا عاما ، اإلنسان نفسه

و املصدر الثاين فهو الذي جاء إىل البشر بواسطة األديان السماوية اليت اعتربتيف خطاا الديين إن املبادئ و القيم و نواميس األخالق و اخلري ، هي من صرحت

سل خمتصني ، و أرسلها إليه بواسطة ر من لدنه لإلنسان أعطاهاعند اإلله اخلالق و ، أصحاب الديانات السماوية الثالث .. اليهودية و املسيحية و كانوا يف بعضهم

و هذه ل هذه الديانات و إبالغها بين البشر . هم اخلالق حبم ل اإلسالم .. الذين وك اعتباريا ( من بين البشر و التزاما قبوال ، عمومبالاملبادئ و النواميس بدورها القت

آمنوا بتلك الديانات و كانوا من ) و على وجه اخلصوص أولئك الذين على األقلسامية ، أو على األقل .. فهم قد التزموا تلك املناطق و املبادئ العليا الأتباعها

و مضامني الشرائع اليت اعتنقوها و من أعلنوا التزامهم ا كوا كانت من صلب . حيثيات أوامرها و نواهيها

27

القارئ عن هذه النظرة السلبية التشاؤمية اليت ومسنا ا تلك املبادئ و لرمبا يتساءل مؤيديها بالقطيع ؟؟ و السبب و ومسنا تابعيها و الصفة السلبية اليت أعطيناها إياها

، بل بين البشر أنفسهم .. كل منهم ي س م املناطق املضادة ملنطقه يف ذلك ليس حنن هنا يف هذه احلالة ، يصح و املتباينة عنه ، مبا قلناه آنفا بداية فصلنا هذا . و حنن

يف جل ها و للكفر ليس بكافر ) فاملبادئ و العقائد و الناقل ( ل وضع الناقل منث أن يقتصر كل منها على فئة معينة تراها املثل األعلى جمموعها ( حىت السماوية منها )

فكر أو عارض ، أن ي قاس أي –أو جيب –و املنطق الصواب املطلق حبيث ميكن و بينما الطرف اآلخر قد يرى فيها ذروة اخلطأ و بؤرة الفساد و لب الكفر عليه .

منهج اجلهل ، و ي س م أ أو من تباعها بالقطيع املنقاد و اجلاهل التابع ، و مؤسسيها و املفس د املضل ل جاؤوا ا ، باملنافق املتبوع اآلن جهرة و عيانا و هو األمر السائد

السياسي و الديين إال مظهر من و تورية ، و ما ظاهرة التكفري بشقيها ١ بتا ال خ كان نوعه و مدى مصداقيته ، خيضع يف .. فاملبدأ أيا مظاهر جتلي هذه الظاهرة

و التسفيه . و فضال عن ذلك كله ، ال خيلو أالقبول مضمونه و توصيفه إىل جدلية و إنسانيته من الرقي مبدأ ما و منطق معني مهما بلغت درجة أخالقيته و مصداقيته

خيلو .. الو العلو ، و مهما بلغت فائدته و قبوله من عموم البشر و اتفاقهم عليه و ال خيلو أيضا من من االنتهاك الذي قد يكون أحيانا ، صارخا واضحا و علنيا

رت ا و بش االستغالل و االستخدام لغايات أخرى غري اليت نضح ا مضمونه حيثياته و بنوده .

اإلخفاء . اخل بت غري اخلبث و هو ١

28

أو منها األرضية إذا أردنا أن ننظر إىل املبادئ اإلنسانية و البشرية .. الوضعية إننا مور أو التمحيص ، ال بد من وضع هلية السماوية ، و نأخذها مبعيار التقييم اإل

ثالث يف منظار االعتبار ..

و أصل البدايات و النهايات يف احلياة هو غاية الغايات .. إن اإلنسان األولاألمر على األرض فهو يف األعراف السماوية ، سيد خملوقات األرض و كائناا مجيعا و

. و اإلنسان هو يف التوراة ) و خليفة اهللا يف أرضه ( القرآن ) ط عليها ( املتسل ن الذي خيلق املفاهيم و يصوغها و يقولبها كيفما شاء حىت املفاهيم اإلهلية هيم

عليها و قولبها حسب مشيئته .

، سواء منها البشرية .. إن كل املبادئ اإلنسانية و املناطق األخالقية األمر الثاينالوضعية أم السماوية اإلهلية ، جاءت خلدمة اإلنسان و ألجل اإلنسان ، و كانت

و خريه و الوحيدة .. اإلنسان وحده و حتقيق سعادته و رفاهه و أمنه غايتها . له و األمن من خوف ، .. و الشبع من جوع صالحه و تأمني العدالة

ه و مصداقيته و أخالقيته إن أي مبدأ و منطق ، مهما كانت غايت.. األمر الثالثجيب أن يتم تناوله و ، ضعيا بشريا أكان أم و إهليا و صدره .. مساويا و صحته

و استخراج العرب املنطقية و النتيجة النهائية له ، مبوجب السريورة التارخيية مناقشة ، و ال اليت شكلت مسار تداول هذا املبدأ و كيفية تعامل الناس مبوجب منطقه

، صحيحا وصحته بذلك . فقد يكون املبدأ أو املنطق ة لغاياته و أخالقياتهعالق سليما و أخالقيا ميثل غاية سامية و نفعية خي رة ، لكن على الرغم من كل ذلك ،

قد تكون معاكسة له و ي ستخدم ألجل غايات أخرى ي ساء استخدام هذا املبدأ ملسار هذا املبدأ خالل االستبيان التارخيي ال منإ متاما . و هذا ال ميكن احلكم عليه

29

أوضح تعطي أو املفهوم ، و من خالل األحداث و الوقائع التارخيية احلادثة و اليت صورة عن كيفية تداوله و التعاطي معه من قبل أبناء آدم الذين إما تلقفوه من

أو أنتجوه يف األرض . السماء

ثاين يقول .. ما فائدة املبادئ أيا كان نوعها و بناء عليه و عليه بناء ، فإن املنطق الالفائدة احلقيقية الفعلية لبين البشر حتقق مصدرها و صحتها و صوابيتها ، إذا مل

؟؟!! بل ما فائدة املبادئ و القيم و املفاهيم األخالقية السامية العليا إذا حققت فلت السواد و أغصنف أو عرق من البشر أوجزء اخلري و الفائدة لقسم أو

، أيا كان التفاوت العددي و ال ، ال بل كانت وباال عليهم م هم ه تاألعظم و تركو املفاهيم األخالقية الكمي بني الطرفني ؟؟!! . املنطق الثاين يقول .. إن املبادئ

موجية ال مادية ، و اإلنسان هو وحده من مجيعا ، هي ظواهر اعتبارية صورية إىل وهم لها إىل حيز التطبيق و املمارسة املادية العملية أو حتويلها ميتلك مفاتيح حتوي

و سراب و إبقاؤها قيد اال املنطوق ال تتعداه و تبقى حبيسة دوائره . و املنطق يقول أيضا .. إن هذه املفاهيم هي مبجملها ليس هلا تعاريف ثابتة واضحة الثاين ( خال تقريبا إن معظمها جمهول املنشأ كها ا و ضبطها مبوجبها ، كماامسإميكن

اخل. و بشيء عدالة و الدميقراطية و الشعب .. الدينية السماوية منها ) كاحلرية و ال، حيثيات تعريفها و هوية مضموا حتوي يفمن التدقيق و التمحيص جند أا

ب شيء من الزئبقية اليت ميكن أن تتفلت من يد التوصيف احملكم الدقيق و تتسريف من وثاق الضبط الذهين العقلي . و ال غرو إذا ما رأينا هذا التفاوت الكبري

التعاريف االصطالحية لتلكم املفاهيم ، و الفارق األكرب يف التعامل الذايت معها و معاملة الغري ا ، ليس على مستوى األفراد بل حىت على مستوى املؤسسات و

و اتمعات . ق و الدول ر الف

30

نطق الثاين يقول أيضا .. إن هذه املفاهيم هي مشبوهة الوجود احلقيقي الفعلي امل. و إننا فضال عن املنشأ بالرغم من مجالية اجلوهر و إجيابية املضمون عرب التاريخ

.. أين نشأت ؟؟ و من الذي اخترعها ؟؟ الدميقراطيةنتساءل على سبيل املثال .. منذ بدء اخلليقة و إىل اآلن ؟؟!! و يف أية قت ، ألهم من هذا كله ، مىت ط ب و ا

دولة أو جمتمع مارستها السلطة احلاكمة بشكلها الكامل املستويف لشرائطه و . مقوماته ؟؟!!

ال مرة إبشكلها احلقيقي الكامل قت ط ب تارخييا مل يثبت لنا أن الدميقراطية قد ى ما يبدو أا قد ظهرت ذلك يف اليونان القدمية حيث عل كانو فقط ، واحدة

بضغط هناك . و كان من نتائجها ، إعدام الفيلسوف اليوناين الكبري ( سقراط ) اإلغريق يون. و بعد هذه احلادثة أغلق اليونانمن دمهاء الشعب و عوام اجلمهور

، و كان هلم اجلرأة احلقيقية بأن دكان الدميقراطية و ختموا عليه بالشمع األمحر هي تليس.. إن الدميقراطية طق الثاين الذي قالوا فيه عالنية و صراحة وا املن تبن

نظام احلكم األمثل .. هذا ما تفوه به فالسفة اإلغريق القدماء .

و من يومها و إىل اآلن ، خرجت الدميقراطية من حيز التداول الفعلي العملي ي لالستهالك احمللي للتطبيق و التنفيذ و مت وضعها يف جمال التداول الشفهي الكالم

و التسويف السياسي .

أيضا هنالك مفهوم آخر مث ل مبدأ فكريا هاما لدى الناس . و لطاملا شاع انتشاره لوسائل اإلعالم مشافهة ، و تداولته األلسن و كان مادة الكلم و وجبة شهية دمسة

د بل و حىت عوام لشعراء و الفالسفة و النقاابأصنافها الثالث و حملتريف السياسة و

هذا املفهوم أو . احلرية.. اجلمهور و سفهاء الناس و الدمهاء منهم أال و هو

31

املصطلح الذي كثريا ما حاولنا أن جند له طعما أو لونا أو رائحة عرب التاريخ بتالليبه عرب مفصل من مفاصل البشري فما استطعنا . و كثريا ما حاولنا أن منسك

فقد و من أحداثه ، علة و توثيقا فما استطعنا إىل ذلك سبيال . و ح د ث التاريخ إحاطته أو حصره أو حد ه حبيز كانت زئبقيته الرهيبة أكرب من أية قدرة لنا على

نعد ه فيه ، هو نيويورك حيث يقبع ه و د حن أنعنا ط. و املكان الوحيد الذي استما يقال له ( متثال احلرية ) . صنم مالطي ضخم

أثري د حاولنا عرب التاريخ أن جند حادثة واحدة أو واقعة أو وثيقة أو أحفور لقيدلنا على تطبيق احلرية و شيوع منطقها يف ميدان املمارسة التطبيقية العملية و

ما وجود شيء من منهجها ، فلم جند . لكن املنطق الثاين يقول .. إن احلرية كثريا لغالب الكاسر بسطوته و بطشه و الذي اختذها دت عرب التاريخ ، لكن للقوي ا ج و

لها لنفسه فقط ، .. هو السلطان الذي اغتصبها و حل حمظية له و غانية من غوانيه . و حد غريه من الوصول إليها أو ملسها أو التمتع ا و ضمها إىل حرميه و من ع أ

ى كل من فعل أو حاول أن يفعل ذلك ، كان مصريه حد السيف ألنه جترأ عل حرمة من حرمي السلطان ، و ذلك ما يستوجب أن ي قام عليه حد الزنا .

للناس أمجع أن يتكلموا عن غانيته تلك و يلهجوا أحيانا لكن السلطان مسح و مجاهلا و أحيانا أخرى ، مفاتنها و أن حيلم ا هألسنتهم بذكرها و وصف حسن

لواته . مبنامه مبضاجعتها أو االستنماء ألجلها يف خكل منهم

و ال زالت ، لكن يف ( احلرملك ) عرب التاريخ موجودة أجل .. لقد كانت احلرية احلني حيث حرمي السلطان ، يئها القهرمانة املوكلة ا و تشذ ا ما بني احلني و

و جتم لها لتقودها إىل السلطان حيث يقضي وطرا منها . و لعل قارئنا اللبيب قد

32

على هيئة امرأة إما متفلتة من عقاهلا أو ما كانت ت ص ور الحظ أن احلرية دائما أن ) دوالكروا أوجني ( و عندما اختار رسام الثورة الفرنسيةمربزة مفاتنها .

تدىل أحد على شكل امرأة شبه عارية تقريبا رها جيسد رمز احلرية يف رمسه ، صو اللة الشبق يستوجب حضور د أثدائها و جتس مت أفخاذها و أوراكها ، ما

. و السواطري و املسدسات و البنادقأشخاص يقتتلون بالسيوف ، و حوهلا اجلنسيحىت متثال احلرية ، ذاك الوثن الصخري القابع يف ميناء نيويورك ، مت جتسيده

بصورة امرأة ..

إن مفهوم الشبق اجلنسي كان دائما يشكل ثنائية جدلية مع يقول املنطق الثاين . ( املمنوع مرغوب ) منوع متاهيا مع املثل القائل احمل رم أو امل

احلرية بيانا و واقعا عرب التاريخ إال بامرأة من ( حرمي ح و ختام اإلعراب .. مل تص السلطان ) أو حجر جامد أصم أبكم ال ينفع بشيء . و بالثبت التارخيي أيضا ،

ين اثنني .. االحتكار و أن املبادئ و القيم مبجملها كانت عرضة ألمريتضح لنا ق بل أصحاب السطوة و القوة ، ما يعين حق االختراق االختراق .. االحتكار من

، فمحتك ر الشيء حيق له أن يفعل به ما شاء . أيضا مبوجب حق االحتكار االختراق من قبل الطرف اآلخر مىت استطاع لذلك سبيال .

و مبدأ يكون عرضة لالحتكار ، هو نقول .. إن أي حق أبناء عليه و عليه بناء يف الوقت نفسه عرضة لالختراق سواء من ق بل من احتكره أو من مل يقدر على

. و لذلك يقول ف ر هو املخال ك ذلك . و يزداد األمر سوءا عندما يكون احملت تقمصه ملا بالدين كفرت و ، الكاذب احتكره ملا بالصدق كفرت املنطق الثاين ..

به متنطق ملا بالعلم كفرت و ، الفاجر اها تبن ملا بالفضيلة كفرت و ، الفاسق

33

يقول أيضا .. املنطق الثاين . السجان ا هتف عندما باحلرية كفرت و ، اجلاهل وهم يف أعيش لن لكن وطين أنا.. القومية وهم يف أعيش لن لكن قومي أنا

احلقيقة أريد أنا.. ولاملنح الدين وهم يف أعيش لن لكن متدين أنا.. الوطنية . األخالق وهم يف أعيش لن لكن أخالقي أنا.. احلقيقة وهم يف أعيش لن لكن

و ختام مطاف الفصل هذا نقول حول املبادئ و القيم ..

إذا األمر بانت نواجذه ... فاحلق يف هذه الدنيا ملن غلبا

34

مبدأ الكون ، هي ديناميكية النظام و يناميكية األساس اليت يسري مبوجبها إن الد للشك ، متعددة الترتيب و الدقة . و األدلة الدامغة على ذلك و اليت ال تقبل جماال

املباشرة إىل السماء و األجرام .. البصر الذي ال يزيغ و ال خيدع . فباملعاينة أوهلا األحوال اجلوية املتعاقبة دوريا بشكل سنوي ، و النجوم و الشمس و القمر و

نكتشف بداهة أن ما جيري من حولنا من حركة الكواكب و األجرام و تعاقب ، يسري ضمن نظام دقيق حمكم الفصول املناخية و عدة األشهر و األيام و األسابيع

. و ال يعتوره شيء من زيادة أو نقصان ال خلل فيه و ال اضطراب و ال فوضى

و .. السرية التارخيية و املعطيات البشرية املتواترة اليت دعمت الدليل األول ثانيها أيدته و مل يثبت أا ناقضته يف شيء سواء بالكلية أو باجلزئية .

و املنظم علم الفلك الذي بدوره أقر دقة نظام الكون و تسيريه احملكم .. ثالثها . دقة الكواكب و األجرام

و الك من يؤمن باألديان ، فهي بدورها حتدثت عن دقة نظام الكون و إذا كان هن . جاء يف التوراة تنظيمه مبختلف موجوداته و مفاهيمه املتعلقة به من علم و طبيعة

35

وقاتأ و اليات تكون و الليل و النهار بني لتفصل السماء جلد يف نوارأ لتكن اهللا قال [و . ) ١٤ فقرة –صحاح األول اال –( سفر التكوين سنني ] و أيام و

و يف القرآن جاء ..

]٣٨: يس[ } ال ع ل يم ال ع ز يز ت ق د ير ذ ل ك ل ه ا ل م س ت ق ر ت ج ر ي و الش م س {

]٤٠: يس[ } ي س ب ح ون ف ل ك ف ي و ك ل الن ه ار س اب ق الل ي ل و ل ا ال ق م ر ت د ر ك أ ن ل ه ا ي ن ب غ ي الش م س ل ا{

]٥: الرمحن[ } ب ح س ب ان و ال ق م ر الش م س {

]١١٧: البقرة[ } ف ي ك ون ك ن ل ه ي ق ول ف إ ن م ا أ م ر ا ق ض ى و إ ذ ا و ال أ ر ض الس م او ات ب د يع {

ي ن ف ع ب م ا ال ب ح ر ف ي ت ج ر ي ال ت ي ل ف ل ك و ا و الن ه ار الل ي ل و اخ ت ل اف و ال أ ر ض الس م او ات خ ل ق ف ي إ ن { و ت ص ر يف د اب ة ك ل م ن ف يه ا و ب ث م و ت ه ا ب ع د ال أ ر ض ب ه ف أ ح ي ا م اء م ن الس م اء م ن الل ه أ ن ز ل و م ا الن اس ]١٦٤: البقرة[ } ي ع ق ل ون ل ق و م ل آي ات و ال أ ر ض الس م اء ب ي ن ال م س خ ر و الس ح اب الر ي اح

. ]١٩٠: عمران آل[ } ال أ ل ب اب ل أ ول ي ل آي ات و الن ه ار الل ي ل و اخ ت ل اف و ال أ ر ض الس م او ات خ ل ق ف ي إ ن {

أهم كان أحد ،اخلالق إىل اإلميان باهللا الواحد األحد دعا عندما الكرمي القرآن فدعت ف. ما ذ ك ر، نظام الكون احملكم و الدقيق كدليل على ذلك نه على يهابر

وا يف السماء و الكون و الطبيعة و األرض األديان السماوية البشر إىل أن يتأملعلى وجود خالق ليستدلوا من خالل النظام احملكم الدقيق املنظم الناظم هلما ،

خالئق األرض مجيعا من كائنات مع هذا القانون ، متاهي مدبر . يضاف إىل ذلك ، ختضع لقانون الدقة و فهي يف بنيتها و تكاثرها و عالئقها بعضها مع بعض

التنظيم و الدقة . كذلك األمر بالنسبة لنظريات العلوم التطبيقية من فيزياء و

36

تبدل و ال تختضع مجيعها لقوانني حمكمة ثابتة ، فهي ... اخل كيمياء و رياضيات ال تتغري مبرور الوقت و الزمن .

و وجود القوانني الكاملة الشاملة املترابطة إن مفهوم التنظيم و الثبات و الدقة

، أي وجود املعياريةالناظمة لذلك كله .. هو من الوجه اآلخر يتجلى يف صورة دوث و اليت حتدد كل شيء جلهة اهلوية و احلالثابتة و الشروط املوضوعية عايري امل

أو . و لكن هل يوجد تسمية أو توصيف الفاعلية و النتائج و اآلثار الالحقة الثابتة ؟؟ يف مصطلح آخر أكثر تبسيطا ملا يسمى باملعايري املوضوعية الشرطية

مجلتها يف كلمة و مصطلح جيمع هذه الكلمات و خيتصر احلقيقة يوجد تسمية

اضية اليت تعين الوضع االفتراضي .. االفتر االفتراضيةواحدة أال و هي .. الال موجود األساس و ليس املعىن اآلخر املتضمن داللة اخليال و الوهم أو افتراض

لشيء ما ، هو الوضع الطبيعي الثابت و حىت العلمي عيانا . و الوضع االفتراضي يتجمد يف القانوين لوجود هذا الشيء أو حدوثه .. املاء يف الوضع االفتراضي

.. قانون اجلاذبية العام الصفر و يتحول إىل خبار يف درجة املئة فهرايت درجة.. كل ذريت هيدروجني تتحدان مع ذرة على األرض يتحدد يف مقدار ثابت

االفتراضية هي جزيء ماء واحد .. حرارة اإلنسان أوكسجني واحدة تشكالن / ٧٠الواحدة هي / .. دقات قلبه االفتراضية يف الدقيقة / ٣٧،٥عند الدرجة /

بساللة كاملة .. مسك السلمون يعيش دورة حياة افتراضية ثابتة و يهاجر دقة الطيور تتخذ أوضاعا افتراضية ثابتة مشاة .. قوانني ضمن خط سري ثابت ..

األوزان و الكتل و الضغط اجلوي و الكثافة .. اخل كلها قوانني افتراضية معيارية و .. حىت أمساء األشياء هلندسة و امليكانيكا و البناء ثابتة ، كذلك قوانني ا

37

الكائنات و األشخاص ، هي توصيف افتراضي أيا كان نوعه . و لعلنا نالحظ أن ال يقبل ختزين ملف من امللفات دون تسمية له و احلاسوب ( جهاز الكمبيوتر )

هاردوير ) (كية ال يقبل بازدواجية التسمية . كما ال يقبل التعامل مع قطعة ميكانينامج يقوم بتعريف هذه تنصيب بر من دون ودون تعريف هلا من موصولة به

عتاد .. و إذا مل يستطع احلاسوب معرفة اسم ملف أو تعريف القطعة امليكانيكية فإنه يقوم بوضع اسم أو تعريف معني ( و هنا مربط الفرس و النقطة املهمة )

هلذا العنصر . افتراضي من عنده

شروطه و قوانينه له ، اجلامد و منها احلي ، األشياء و الكائنات كل.. نإذ. و افتراضي قانون أو وضع له ليس الكون هذا يف شيء يوجد ال و االفتراضية

للشيء ، أو تغيريه أو منعه ، يؤدي إىل أي خلل يف الوضع القانوين االفتراضي ه أو تغيريه حبيث يبتعد عن .. إما خلل يف حدوث الشيء و تكويننتيجة مشاة

هويته األصلية أو عدم حدوثه من األساس .

، فإن أهم مسة من مسات هذا الكون ، هي االفتراضية و بناء عليه و عليه بناء هي الشرائط و العوامل و املوجبات الطبيعية . و تعريفها التايل .. املعيارية

ن دوا ال ميكن حدوث هذا املنطقية اإلجبارية احلصرية حلدوث شيء ما ، و م و مصداقه اآلية القرآنية التالية .. . الشيء

. ]٢٣: الفتح[ } ت ب د يل ا الل ه ل س ن ة ت ج د و ل ن ق ب ل م ن خ ل ت ق د ال ت ي الل ه س ن ة {

و الذي يطرح نفسه بإحلاح منطقي ، هو .. هل املبادئ إن التساؤل الذي يطرح املناطق األخالقية هي بدورها خاضعة للمعيار و الوضع االفتراضي شأا املفاهيم و

38

األشياء و الكائنات و املوجودات الكونية ؟؟ .. أم أا حالة خاصة شأن بقية خارج نطاق املعايري و الضوابط و الشروط املوضوعية احمليطة ا جامدة مطلقة

صادية ؟؟ .. أم دينية أم اقتكانت اجتماعية أم سياسية أسواء

كانت ذات مصدر بنظرنا أنه مبا أن تلك املفاهيم و املناطق األخالقية العليا السامية يف وجه آخر ، فهي و بشري، و مصدر وضعي إهلي يف وجه من وجوهها

باملنطق الثاين ال مناص خاضعة لشرط املعايري املوضوعية االفتراضية و ذلك ت تلك املعايري و الشروط االفتراضية اليتألسباب عدة منها الدينية اليت أوجب

اليت تنطلق منها املناطق األخالقية . كما إن األعراف و القوانني البشرية الوضعية سامية نتيجة تراكم اخلربات و التوصلت إىل هذه املناطق و املفاهيم األخالقية

ل مباشر أم املوروثات التوعوية االجتماعية و السياسية و الدينية ، جعلت هلا بشك، فإن ترابط غري مباشر ، ضوابط معيارية افتراضية . و فضال عن هذا و ذاك

املناطق و املفاهيم األخالقية السامية بعضها مع بعض ، بفرض وجود نوع من االفتراضية املعيارية .. فالصدق و األمانة و عدم السرقة و عدم الفساد و عدم

قع يف منظومة واحدة مع العدل و العدالة و ، كل ذلك يارتكاب اجلنح و اجلرائم ، من أعلى سلطة إىل العدالة االجتماعية و املساواة يف القانون و وقوع اجلميع

أدناها ، حتت سقف القانون . و ما يضاف إليها من مواثيق حقوق اإلنسان و لية . الدول و اهليئات و املنظمات الدو اتفاقيات احلقوق العاملية املوقعة من ق ب ل

إال أا فاملفاهيم األخالقية و األعراف العاملية السامية و إن كانت مثالية مطلقة و الواجبات .. ليست معزولة منفردة بذاا ، فهي تستوجب مبدأ احلقوق

املتطلبات و املستوجبات .

39

و املصطلحات و مبنظورنا ، فإن مربط الفرس يف هذه القضية هو أن هذه املفاهيم . و ميكننا استحضار مطلقة اعتباريا مقوننة مقيدة ماديا و فعلياطق هي .. و املنا

ملي الشائع القائل ( إن حريتك تنتهي حني اإحدى الدالالت على ذلك ، باملثل العأساس مها .. و هي يف ذلك أيضا تكون مستوجبة ألمرين )تبدأ حرية اآلخرين

املبادئ و تطبيقها زائد الشروط املوجبة احملاذير و الشروط . حماذير استخدام تلك، أداه الستخدامها ، متاما كالدواء الذي يؤخذ للعالج و الذي هو يف تعريفه

للشفاء و الرباءة من األمراض اليت تكون أحيانا مميتة قاتلة . فهو إذن يف وجه من إىل مادة وجوهه مادة للحياة و أكسري هلا . و بالرغم من كل إجيابياته فهو يتحول

قاتلة .. فتاكة مميتة إذا مت تناوله دومنا سبب موجب . كأن يكون الشخص سليما و املصر ح به . و ال يعزب عن . أو إذا مت تناوله بكميات أكثر من املسموح معاىف

عمدوا إىل تناول البال أنه من املعروف أن بعض األشخاص إذا أرادوا االنتحار ص لعقار معني . حىت املرضى الذين يوصف هلم كميات كبرية من بعض األقرا

معينة تنتام أو أمراض أدوية معينة يتم سوآهلم عما إذا كان هنالك عوارض أخرى مصابون ا كي ي صار إىل عدم إعطاؤهم الدواء أو استبداله بدواء آخر .

و أمراض و أ مثال فهنالك أدوية ال تعطى ملن لديهم مشاكل بالكلية أو القلب عكسية رمبا تكون مميتة أحيانا راض أخرى كوا ( األدوية ) قد تتسبب بنتيجة أع

إذا ما مت وصفها للمريض و استخدامها من قبله . و ال أدل على ذلك من خري ي دواء من الصيدلية ، فإنه لن أ.. فأنت اآلن إذا طلبت مثال عياين نسوقه للقارئ

، و عند شراؤه ما ض تص أو مفو يعطى لك إال مبوجب وصفة طبية من طبيب خمطالعك ي، ما أن تفتحها حىت عليك إال أن تفتح مغلفه لترى بداخله ورقة مرفقة به

كم هائل من حماذير االستخدام و األعراض اجلانبية و الشروط الدقيقة الصارمة

40

و الفترات الزمنية املسموح تناوله ا ، مهما كان هذا الدواء الستخدام الدواء ا و مهما كانت دواعي استخدامه ثانوية . بسيط

ها و أكدت عليها من نواح عدة على هذه القضية فالمس وقف القرآن الكرميلقد و . احملاذير و الشروط.. أمهها سوء االستخدام الذي ربطته باألمرين السابقني

. االضطرارشرط ثالث هو .. أضاف إليها

. ]٤٣: النساء[ } ت ق ول ون م ا ت ع ل م وا ح ت ى س ك ار ى و أ ن ت م الص ل اة ت ق ر ب وا ا ل آم ن وا ال ذ ين أ ي ه ا ي ا{

. ]١٥١: األنعام[ } ت ع ق ل ون ل ع ل ك م ب ه و ص اك م ذ ل ك م ب ال ح ق إ ل ا الل ه ح ر م ال ت ي الن ف س ت ق ت ل وا و ل ا{

ل ي ج ع ل الل ه ي ر يد م ا م ن ه و أ ي د يك م ب و ج وه ك م ف ام س ح وا ط ي ب ا ص ع يد ا ف ت ي م م وا اء م ت ج د وا ... ف ل م { . ]٦: املائدة[ } ح ر ج م ن ع ل ي ك م

. ]٢٨٦: البقرة[ } و س ع ه ا إ ل ا ن ف س ا الل ه ي ك ل ف ل ا{

. ]١١٩: األنعام[ } إ ل ي ه اض ط ر ر ت م م ا إ ل ا ل ي ك م ع ح ر م م ا ل ك م ف ص ل ق د {

. ]١١٥: النحل[ } ر ح يم غ ف ور الل ه ف إ ن ع اد و ل ا ب اغ غ ي ر اض ط ر ف م ن {

. ]١٧: الفتح[ } ح ر ج ال م ر يض ع ل ى و ل ا ح ر ج ال أ ع ر ج ع ل ى و ل ا ح ر ج ال أ ع م ى ع ل ى ل ي س {

ب ك م ي ر يد و ل ا ال ي س ر ب ك م الل ه ي ر يد أ خ ر أ ي ام م ن ف ع د ة س ف ر ع ل ى أ و م ر يض ا ك ان و م ن { . ]١٨٥: البقرة[ } ال ع س ر

. ]٢: طه[ } ل ت ش ق ى ال ق ر آن ع ل ي ك أ ن ز ل ن ا م ا{

41

م ؤ م ن ا ل س ت الس ل ام إ ل ي ك م أ ل ق ى ل م ن ت ق ول وا و ل ا ف ت ب ي ن وا الل ه س ب يل ف ي ض ر ب ت م ا إ ذ آم ن وا ال ذ ين أ ي ه ا ي ا{ الل ه إ ن ب ي ن وا ف ت ع ل ي ك م الل ه ف م ن ق ب ل م ن ك ن ت م ك ذ ل ك ك ث ري ة م غ ان م الل ه ف ع ن د الد ن ي ا ال ح ي اة ع ر ض ت ب ت غ ون

. ]٩٤: النساء[ } خ ب ري ا ت ع م ل ون ب م ا ك ان

و ام س ح وا ال م ر اف ق إ ل ى و أ ي د ي ك م و ج وه ك م ف اغ س ل وا الص ل اة إ ل ى ق م ت م إ ذ ا آم ن وا ال ذ ين أ ي ه ا ي ا{ أ و س ف ر ع ل ى أ و م ر ض ى ك ن ت م و إ ن ف اط ه ر وا ج ن ب ا ك ن ت م و إ ن ال ك ع ب ي ن إ ل ى و أ ر ج ل ك م ب ر ء وس ك م

ب و ج وه ك م ف ام س ح وا ط ي ب ا ص ع يد ا ف ت ي م م وا م اء ت ج د وا ف ل م الن س اء ل ام س ت م أ و ال غ ائ ط م ن م ن ك م أ ح د ج اء ع ل ي ك م ن ع م ت ه و ل ي ت م ل ي ط ه ر ك م ي ر يد و ل ك ن ح ر ج م ن ع ل ي ك م ل ي ج ع ل الل ه ي ر يد ا م م ن ه و أ ي د يك م

. ]٦: املائدة[ } ت ش ك ر ون ل ع ل ك م

و ل ا ب ال ع د ل ك ات ب ب ي ن ك م و ل ي ك ت ب ف اك ت ب وه م س م ى أ ج ل إ ل ى ب د ي ن ت د اي ن ت م إ ذ ا آم ن وا ال ذ ين أ ي ه ا ي ا{ ي ب خ س و ل ا ر ب ه الل ه و ل ي ت ق ال ح ق ع ل ي ه ال ذ ي و ل ي م ل ل ف ل ي ك ت ب الل ه ع ل م ه ك م ا ي ك ت ب أ ن ك ات ب ي أ ب ب ال ع د ل و ل ي ه ف ل ي م ل ل ه و ي م ل أ ن ي س ت ط يع ل ا أ و ض ع يف ا أ و يه ا س ف ال ح ق ع ل ي ه ال ذ ي ك ان ف إ ن ش ي ئ ا م ن ه

م ن ت ر ض و ن م م ن و ام ر أ ت ان ف ر ج ل ر ج ل ي ن ي ك ون ا ل م ف إ ن ر ج ال ك م م ن ش ه يد ي ن و اس ت ش ه د وا . ]٢٨٢: البقرة[ } الش ه د اء

. ]٩٧: عمران آل[ } س ب يل ا إ ل ي ه اس ت ط اع م ن ال ب ي ت ح ج الن اس ع ل ى ل ه و ل {

غ ف ور ا الل ه و ك ان ح س ن ات س ي ئ ات ه م الل ه ي ب د ل ف أ ول ئ ك ص ال ح ا ع م ل ا و ع م ل و آم ن ت اب م ن إ ل ا{ . ]٧٠: الفرقان[ } ر ح يم ا

ت خ س ر وا و ل ا ب ال ق س ط ال و ز ن و أ ق يم وا* ال م يز ان ف ي ت ط غ و ا ال م يز ان * أ ل ا و و ض ع ر ف ع ه ا الس م اء و { . ]٩ - ٧ الرمحن[ } ال م يز ان

42

] .٤ - ٣ قريش[ } ف خ و م ن و آم ن ه م ج وع م ن أ ط ع م ه م ال ذ ي* ال ب ي ت ه ذ ا ر ب ف ل ي ع ب د وا{

ي الحظ يف اآليات السابقة أن الضوابط و احملاذير و الشروط قد جاءت ليس فقط إىل الطقوس الدينية من صالة و صيام و غريها ، ألجل املفاهيم ، بل امتدت حىت

ع هلا حماذير متنع استخدامها و تطبيقها يف حاالت معينة و شروط الزمة الزبة ض فو تصح من دوا . كما وضع هلا استثناءات يف حاالت معينة ( ليس للقيام ا ال

إال من تاب ... اخل ) و يالحظ أيضا –ليس على املريض حرج –عليكم حرج هذه املفاهيم و احلقوق و دل عليها بأا مل تأت أن اهللا سبحانه و تعاىل قد عر ف

و هذا يعين أن }لقرآن لتشقى ما أنزلنا عليك ا {لشقاء اإلنسان بل لسعادته و راحته . الل و حرام ، قد جاءت هلذا الغرضاهيم و أحكام القرآن الكرمي من حفكل م

ذا فائدة ترجتى و يكون أنو يستحيل على أي مفهوم أو مبدأ أو منطق سامي سعادة لإلنسان و راحة و خاليا من أي شقاء له ، ما مل يستكمل كل مقومات و

كما متت مراعاة و شروط ، كله يف آن معا . لة و مرونة موجبات تطبيقه من عداال {فها بني بين البشر من شخص آلخر على مبدأ الطاقة العقلية و البدنية و اختال

. } يكلف ا نفسا إال وسعها

يف ويأيت مفهوم االضطرار الذي قد يكون هو لب املوضوع و إبانته األساس القيم . و مفهوم االضطرار يعين أن الشخص تصوير املنطق الثاين للمفاهيم و

إال أن خيرق مبدأ من املبادئ حتت فيه له املضطر قد أصبح أمام وضع ال مناص و ال ميلك له بديال . و هذا يعين بكل ظرف من الظروف هو خارج عن إرادته

، و هو ما ذلك املبدأ مل يعد مستوف لشرائطه كاملة حىت يتم تطبيقه أنبساطة خطرية جدا يف هذا اخلصوص هي .. موانع تطبيق مبدأ أو منطق دنا إىل قضية يقو

43

و موانع تطبيق مبدأ من هذه املبادئ أو بعضها و أأو عرف أخالقي سامي إنساين أحيانا كلها ، هي إما موانع طبيعية كتلك اليت تناوهلا القرآن . و هي موانع تلعب

قحط و جدب –نسان فيها ( فقدان املاء دورها األكرب فيها و ال دخل لإلالطبيعة . أو هي موانع غري طبيعية زالزل براكني ... اخل ) –مستوجب اجلوع و احلاجة

يلعب اإلنسان دوره األكرب فيها ، أساسها األول و مسببها الرئيس .. الفساد و عن .. أمنع املاء ( حاميها حراميها )الفسق . أي كما يقول املثل الشعيب السائد

أقيم عليهم مثالناس و آمرهم بالوضوء .. أب الناس و أسلبهم أمواهلم و أرزاقهم و أرفع سيف العدل أقيم حد الزنا مثانتهك األعراض و احملرمات حد السرقة ..

.. أ شيع الفساد و الفاحشة و أ حاس ب على الفضيلة و العفة .

ال زيادة و ال }أال تطغوا يف امليزان {خري دليل على االستخدام و تأيت آية امليزان . و الطغيان لغة .. هو جتاوز احلد املسموح به و اإلفراط باحلق حىت نقصان

ي ضطر الشخص له اضطرارا . أما اآليات األخرية من سورة ينقلب إىل باطل . املعيارية االفتراضيةعلى مفهوم قريش ، فهي تعطي الداللة القوية الواضحة

شرط حسب منظور اآليتان السابقتان قد ارتبطت بشرطني اثنني مها فالعبادة األمن . و بقليل من التدقيق جند أن هذان الشرطان مها .. الشبع و شرط األمان

الدولة و اتمع ، أما على . هذا على مستوى االجتماعي و األمن االقتصاديو النفسية الداخلية ألي مستوى األفراد فيمثالن احلد األدىن للمتطلبات احلياتية

، و هي أن يكون اإلنسان لديه قوت يومه من الغذاء و االكتفاء بالرغبات فرد و أن يكون آمنا مطمئنا يف بيته ، اجلنسية و غريها من الرغبات املادية باحلد األدىن

االفتراضية ن هذه املتطلبات هي املتطلباتأ و عمله . أيضا بتدقيق بسيط ، نرى

44

ية العادية ألي شخص بالغ مكتمل النمو سواء على املستويني املادي الطبيع. و العبادة يف الفقه اإلسالمي الفيزيولوجي أم على املستوى النفسي السيكولوجي

تشتمل على جمموعة من الفرائض اليت تشكل عماد و هيكل الديانة اإلسالمية ، ، أنه ن ضمن ما يعنيه من صالة و زكاة و صيام و حج و غريها . و هذا يعين م

حىت العبادة و حىت اإلميان ، هلما أوضاع افتراضية معيارية هي الضابطة و الناظمة ، غري صحيح العكسهلما . فالعبادة ليست مشتملة بالضرورة على اإلميان ، و

ق ال ت {فاإلميان يشتمل بالضرورة على العبادة و من دوا ال يصح إميان املرء . ]١٤: احلجرات[ } ق ل وب ك م ف ي ال إ مي ان ي د خ ل و ل م ا أ س ل م ن ا ق ول وا و ل ك ن ت ؤ م ن وا ل م ق ل آم ن ا ال أ ع ر اب

نه يوجد عبادة دومنا إميان لكن ال يوجد إميان دومنا عبادة . و اجلميع خيضع إ إذرآنية هلا أوضاعها و لتلكم املعايري السابقة . كما ي الحظ أيضا أن األحكام الق

لكن ضمن شروط شرائطها . فعلى سبيل املثال ، أوصى القرآن الكرمي بالوالدين ال ك ف ر اس ت ح ب وا إ ن أ و ل ي اء و إ خ و ان ك م آب اء ك م ت ت خ ذ وا ل ا آم ن وا ال ذ ين أ ي ه ا ي ا {معيارية افتراضية

و فضال عن ذلك فإن . ]٢٣: التوبة[ } الظ ال م ون ه م ف أ ول ئ ك م ن ك م ه م ي ت و ل و م ن ال إ مي ان ع ل ى كثريا ما جاءت بصيغة الذم و السوء . إذن .. كلمة ( اآلباء ) يف القرآن الكرمي

اليت هي عمود الدين و هنالك شروط افتراضية معيارية للتعامل مع اآلباء . الصالة يف حال السكر . و السكر لغة زاإلسالمي ، ال تصح و جتو أساس العبادة يف الفقه

على كل تشتمل فقط بل على الشراب أسبابه قتصر هو ذهاب العقل الذي ال ت.. ما يزيل العقل و حيجبه ، بعضه أو كله كالغضب و التوتر النفسي و سكرة املوت

ليت هي ا. كذلك الزكاة ١سكرة السلطان و الغرور و النوم و سكرة املال و

مادة ( سكر ) . –انظر لسان العرب ١

45

فرض أساس و ركن من أركان اإلسالم ، هلا شروطها االفتراضية املعيارية و هلا نصاا الذي حيدد وجوب تقدميها . و قس ذلك على بقية األحكام من حالل و

ر اخلليفة الراشدي عمر بن اخلطاب بإلغاء حكم قطع يد السارق حرام . و ما أم ق االفتراضية املعيارية لألحكام اإلسالمية . حاالت تطبي نأيام ااعة ، إال حالة م

على باالنتقال إىل القوانني الوضعية البشرية ، جند أن املشر ع أو واضع القوانني اختالف البلدان و اتمعات اليت هو فيها ، قد راعى و ال شك املعيار االفتراضي

من خالل . و يتضح ذلك بكل بساطةو القوانني يف حيثيات و بنود الدساتري و قراءة فقرات و بنود هذه القوانني و آليتها الناظمة لشؤون الفرد و اتمع

تلك البنود و العقوبات املوجودة فيها و على وجه اخلصوص املؤسسات و الدولة تراعي حيثيات معينة من اجلرم ، و ظروف و املواد اليت تتضمن أحكاما خمففة

ارم . و هذه قضية إن دلت على شيء اجلرم وخاصة تتعلق بأحداث جانبية يف معناها و هو أن االفتراضية املعيارية للمبادئ و أمر عظيم األمهية على فإا تدل

أو قد مت خرقها ومل تعد تنطبق على الفاعل ارم السامية القيم اإلنسانية العليا . و بالعودة إىلخاضعة لشروط و معايري أخرى صاحب اجلنحة بل أصبحت

.. مت ربطها مجيعا مبفهوم العدل و العدالة اآليات القرآنية و دالالا ، فقد

ب م ا خ ب ري الل ه إ ن الل ه و ات ق وا ل لت ق و ى أ ق ر ب ه و اع د ل وا ت ع د ل وا أ ل ا ع ل ى ق و م ش ن آن ي ج ر م ن ك م ل ا { . ]٨: املائدة[ } ت ع م ل ون

. ]٥٨: النساء[ } ب ال ع د ل ت ح ك م وا أ ن الن اس ب ي ن ح ك م ت م ذ ا و إ {

46

و الدينية و القوانني الوضعية قد اتفقت مجيعها على األخالق و مبا أن األخالق ، فإن املنطق املبادئ السامية العامة و وضعتها ضمن الن صاب االفتراضي املعياري

ق بادئ و القيم و األحكام و القواعد و املفاهيم اليت ت ط ب الثاين يقول .. إن مجيع املمنطقي افتراضي عادل و على اإلنسان ، ال تطبق عليه حبذافريها إال بوجود معيار

مجيع متطلباته على األقل و مينعه افتراضيا من ارتكاب اجلنح و له سليم يؤمن و إهلي أم وضعي . و الشرائع أيا كان مصدرها ،املمنوعات و خرق التعاليم

يف و عتو و فساد خارج إطار هذه املعادلة يكون ذلك ظلم عظيم و حيف كبري ..على ذلك و إشارة إال دليل األرض . و ما اآليتان القرآنيتان التاليتان

. ]٢٠: اإلسراء[ } م ح ظ ور ا ر ب ك ع ط اء ك ان و م ا ر ب ك ع ط اء م ن و ه ؤ ل اء ه ؤ ل اء ن م د ك ل ا {

. ]٦٠: التوبة[ } ق ل وب ه م و ال م ؤ ل ف ة ع ل ي ه ا و ال ع ام ل ني و ال م س اك ني ل ل ف ق ر اء الص د ق ات إ ن م ا {

، يف ي الحظ يف اآلية القرآنية األوىل كيف مت وضع اجلميع .. املوايل و املخالف كي ال خيرق القوانني ، و املخالف .. املوايل الوضع االفتراضي املعياري الطبيعي

ال حيتج فيما بعد ، كيالقصاص العادل وكي تقوم عليه احلجة و تقع عليه العقوبة مت وضع من ي ش ك أنه بأنه مل يكن يف حالة الوضع االفتراضي . و يف اآلية الثانية

ظروف خارجية نتيجة ل أو ي حت م ل خروجه منه ليس يف الوضع االفتراضي الطبيعي . و إعادة وضعه إىل ن صابه االفتراضي الطبيعي

األوضاع .. ما هي عوامل و موجبات خرق و يبقى التساؤل املنطقي اآلخر –الظلم –اجلوع –.. الفقر االفتراضية املعيارية اإلنسان ؟؟ اجلواب بكل بساطة

انع كلها ، تنتفي . و بوجود هذه املوانتفاء العدل –الطغيان –القمع –الفساد

47

مفاهيم و تلك املبادئ و القيم و املفاهيم األخالقية ، و تصبح يف أحسن األحوال فارغة املضمون أشبه ما تكون كالطبل يف مصطلحات جوفاء عقيمة زائفة كاذبة

و مضمون فارغ ميأله اخلواء و العدم . و هو .. حجم و صوت كبريين صورا املتخلفة و املتأخرة و اليت أصبحت م يف دول العامل سائدا اليواألمر الذي أصبح

يف كوا إال جمرد حالة على هامش التاريخ ، و كل شعاراا و مبادئها ال تعدو صوتية .

و الشرائع لتقييد اإلنسان و إجباره و إلزامه القوانني و املبادئ ت لقد و ض ع يف هذا كله على اعتبار أنه ن لك مبضامينها ، طوعا أو كرها .. شاء ذلك أم أىب .

. و الغاية هي .. خدمته و فائدته و سعادته . االفتراضية الوضعية

48

مجاعة أو االخنراط يف مجاعة . ل يأيقن اإلنسان حاجته إىل تشك، قدميا مذ نشأته نظام اجلماعة الفيايف و القفار ، فكان و ادرك أنه ال ميكنه العيش معزوال منفردا يف

أول نظام اجتماعي يف العامل حيث توالت من بعده األنظمة االجتماعية باختالف .. اتمعات .. الدول .. املمالك .. اخل . املدن .. أنواعها .. القبائل

اة ، مل خيترع اإلنسان شيء ما ، سواء أكان أداة مادية أم أدمعلوم أنه عرب التاريخ . حىت على مستوى املبادئ احلاجة و الفائدة، إال ضمن شرطني اثنني .. اعتبارية

. و خال هذين الشرطني ، مل يقم اإلنسان بإنتاج و اختراع و استخدام و املفاهيم و ال يشتمل أية أداة . و هو و إن فعل ذلك و أوجد ما هو ليس بذي فائدة له

، يتخلى عنه و يرمي به غري مبال و ال ذلك على منفعة ، فإنه و مبجرد اكتشافه يعود القتنائه أو استخدامه . و كما كان شأنه مع اللغة و الكتابة اللتني اعتربمها

ا أذوات منفعة ، كذلك كان شأنه مع اجلماعة اليت اعترب حاجة مهمة أساس ما عرفنا أن نظام األسرة كان هو ملحة أساس . و ال غرو يف ذلك إذا حاجة

لنظام اجلماعة فيما بعد . و لعله كان نظام مجاعة لنواة الطبعية و البذرة األصل ا الذي نشأ يف أسرته وليدا رضيعا و بدائي مصغ ر . و إننا لرتعم أن اإلنسان ذايت

من مث طفال و يافعا ، خضع يف كل هذه املراحل لسلطة أبوية أسرية مجاعية

49

زوج و رب أسرة له أزواج و أبناء و من هو تتحكم به . و من بعد ذلك مصغرة يتحكم هو م و يرعى شؤوم و خيطط عنهم و حيميهم و يؤمن هلم مث أحفاد

. يصدر األحكام و األمنو املسكن و الغذاء و فوق كل ذلك .. املأوىخيالف و خيرق نظام األسرة كل القرارات و املراسيم األسرية و يعاقب من

، بثقة أفراد األسرة مجيعا ن ذلك و ذاك .. هو أنه حيظى االجتماعي . و األهم مالذاتية و ختلوا له عن بعض حقوقهم اخلاصة . فنظام فجميعهم أعطوه صالحيام

على هذا قد اتفقوا مجيعا من جلميع أفرادها الذين من املؤكد إاألسرة هو احلاض .. النظام ، نظام األسرة لسببني اثنني

ن نظاما طبعيا افتراضيا مل يكن لإلنسان دخل فيه و ال يد . مبعىن أنه كا.. أوال دون وعي و إدراك و إرادة ، داخل أنه مل يصنعه و خيترعه ، بل وجد نفسه

منظومته .

أنه النظام إن نظام األسرة قد أثبت و ال يزال إىل اآلن .. أثبت ثانيا ..يف جمال التربية و األصلح من غريه ال ذو الفائدة و املنفعة و ع االجتماعي الف

و ما مفهوم التعاون و مل يصح له بديل معادل مناسب أو أفضل ، إىل اآلن . مبوجبها نظام اتمع و الدولة أو املدينة ، نظرية ( العقد االجتماعي ) اليت ش ك ل

إىل األسرة . فكما سلم مجيع أفراد األسرة حقوقهمإال صورة مصغرة عن نظام أفراد اتمع . مقابل التنظيم و احلماية و الرعاية ، كذلك فعل األسرة رب

و كثر اتساعا و مشوال هذا ، خرجت بقية األنظمة األخرى األو من نظام األسرة تعقيدا ، فعب ر التاريخ ، شكلت جمموعة من األسر املتعددة و اليت هلا أصل أسري

50

بعد مضي فترة اعة شكلت بدورها . و هذه اجلمواحد ، شكلت مجاعة صغرية مع ، شكلت القبيلة اليت بدورها شكلت من الزمن مع مجاعات أخرى متجانسة

نظام الدولة جمموعة معينة من قبائل متجانسة ، شك لت اتمع الذي بدوره شك ل املرتبطة ا . و اجلغرافية

مكب ر ة موسعة عن ، صورة و بالعودة إىل نظرية العقد االجتماعي اليت هي بنظرنا أول نظام اجتماعي عرفه اإلنسان ، كانت الشكل العلمي التوصيفي نظام األسرة

و من مث الدولة . و احلقيقة أن نظرية العقد لنظام اجلماعة و اتمع السليم كفكرة و مضمون قد كانت موضع اهتمام العديد من الفالسفة و االجتماعي

وجودها األول على ما يبدو ، يف اليونان هلاو احلكماء حيث كان املفكرين مقاالت و القدمية حيث التقطها كبار الفالسفة هناك و اعتقدوا ا ، و ظهرت

. و ما ( املدينة الفاضلة ) ألفالطون إال شيئا من هذا آراء شبيهة ا يف كتابام ملفكر اعلى يد القبيل . و تدرجت الفكرة فيما بعد حىت وصلت إىل وضع التبلور

القدماء يف ذلك من املفكرينسبقه من الذي كان قد طالع آراء ( توماس هوبز ) ( توم لوك ) و غريهم . إىل باإلضافة

األفراد يف أو فكرا ، تقوم على أن يتنازل إن أساس نظرية ( العقد االجتماعي ) فوضوا اجلماعة أو اتمع عن جزء من صالحيام و امتيازام و حقوقهم ، و ي

و توزع أدوار العمل و أمورهم إىل سلطة منتخبة تنظم هلم حوائجهم و تضبط الوظائف و املهن فيما بينهم بطريقة مناسبة مالئمة ، و تسن هلم القوانني الناظمة

و الشروط و القوانني ، القواعدلتلك خاضعةلشؤوم و تكون هي بالوقت نفسه

51

من أفراد اتمع هاية يها أيضا كوا هي بالنيتطبق عل أي ما ينطبق على األفراد األمن و االطمئنان و العدالة و الرخاء . نفسه ، و هو مبجموعه ما يكفل

و بنظرنا ، فإن نظرية العقد االجتماعي هي الوسيط العلمي النظري التنظيمي .. و نظام الدولة و األحزاب أو حىت أي نظام آخراالنتقايل فيما بني نظام األسرة

ىل ما تاله من إهي القولبة العلمية لتطوير و توسيع نظام األسرة البدائي األول االقتصادي أو الديين أو كلهم معا ت السياسي أو و ما نظام العائالأنظمة أخرى .

، إال دليل واضح على صحة ما نزعم . الذي يسود اليوم يف العامل

مات و األنظمة االجتماعية ، قد إن كل ما مت سوقه من كالم و قول عن التنظي .. يه ي عم ل مبوجبها و سود إىل اليوم و ت تو ما زال تساد اتاندرج حتت شعار

يضحي بنفسه الفرد .. والء الفرد للمجموع.. الواحد للكل و الكل للواحد . و حديثا متاهت هذه ميوت الفرد و حيىي اموع ..من أجل اجلماعة

سارية املفعول إىل اآلن ، متاهت مع شعارات أخرى مثل الشعارات اليت ال تزال املقتضيات العامة .. املصلحة العامة .. اخل . .. الصاحل العام ..

، ال بد يقول املنطق الثاين .. إنه حىت حنكم على صحة هذه املبادئ أو الشعارات دها نظام األسرة لنا من إسقاطها على أمرين اثنني .. املنفعة العامة املتبادلة اليت جس

املناطق و و السريورة التارخيية و صريورا يف آن معا لتلك املبادئ و الشعارات . كمحك أساس ملفهوم و مبدأ

البشرية املشتملة لقد ثبت عرب التاريخ ، وباألخص تاريخ تشكل الدول و املمالك ، لك و الرياسةعلى الكيانات السياسية و االجتماعية و العسكرية و ظهور نظام امل

52

ثبت أن مفهوم و مبدأ ( الواحد للجماعة ) و أشباهه ، مل يقد م املنفعة كما كان سياسيا أو دينيا أو اجتماعيا و مرجتا منه إال لفئة ضيقة حمدودة هي الفئة احلاكمة

اليت تنعمت باملال و اجلاه و النساء و العمران و امللذات بأنواعها كافة . أما الطبقة خرى املتمثلة بعموم اجلمهور أو أفراد الشعب و املعربة عن الفرد الواحد فيه ، األ

املفترض أا متبادلة . إذن .. فلم يثبت تارخييا أنه قد ارتد ت عليها هذه املنافع يف قانون ( الوالء للمجموع ) و مبدأ ( العقد فقط فقد اقتصرت املنفعة

. ، على الن خ ب فقط االجتماعي )

ارخييا أيضا ، ثبت أن مبدأ ( الوالء للجماعة ) قد مت استغالله أبشع استغالل . و تعلى الطرف اآلخر يف املعادلة و الذي هو وقع قد حقيقة هذا االستغالل أن و

الفرد يف اتمع .

إن معادلة الوالء للجماعة أو ما يسمى بنظرية العقد االجتماعي ، تشكل الصيغة . و حسب املنطوق الرياضي املعب ر العامة عفاب = املناد + النخاألفرالتالية ..

قوانني و قواعد املعادالت الرياضية ، فإن أي عنصر من عناصر املعادلة ، يتم عن يصح ، تتغري إشارته ، فإذا كانت موجبة أصبحت سالبة و نقله إىل الطرف اآلخر

ميكن أنالعامة افعنخب = املناألفراد + الالعكس يف ذلك . و بالتايل فإن معادلة . و هي األفراد –النخب = املنافع العامة تصبح رياضيا على الشكل التايل ..

. كما أن النخب العليا هي اليت تستأثر باملنافع العامة دومنا األفراد معادلة تعين – تكون املعادلة على الشكل التايل أيضا .. األفراد = املنافع العامة نميكن أ

استأثر أفراد و عموم الشعب أن ، النخب . و هو أمر مل حيصل يف التاريخ أبدا .. و بالتايل يقول املنطق الثاين . املنافع دومنا النخب

53

قد مت العبث ا تارخييا و أصبحت )األفراد + النخب = املنافع العامة ( إن معادلة العمل ا و ال يزال مستمرا إىل و قد استمر )األفراد –النخب = املنافع العامة (

اآلن .

لننظر إىل احلضارات القدمية و الدول و اإلمرباطوريات و نرى كيف أن أنظمتها السياسية و الدينية كانت قائمة على الظلم و االستبداد و القهر و التسلط و

ا . و و احلروب و احتالل البلدان ااورة و استعباد شعوا و ب ثرواالغزوات إىل اآلن .. أمل يكن مبدأ هي سياسة و مبدأ أو باألحرى معادلة استمر تداوهلا

على استعباد الوالء للجماعة يف مصر القدمية و مبدأ النظام االجتماعي ، قائمني املاليني من الناس ألجل راحة و لذة و متعة هذه النخب يف حياا ؟؟ و مئات

ر هلذه النخب السياسية و الدينية و راحة نفسها بناء قبواآلالف من األرواح ألجل فماذا حص لت هذه القواعد الشعبية املستعب دة ، من نعيم و و باهلا بعد مماا ؟؟ .

نظرية ضمن و أ!! ؟!؟؟ من رفاه و حقوق هلا ض من معادلة ( الوالء للمجموع ) ضمانا فرد ) العقد االجتماعي ) أو مبدأ و منطق ( الفرد للجماعة و اجلماعة لل(

الد ما بني النهرين و اليونان القدمية و و قس ذلك على حضارات ب! ؟!؟للحقوق من بعدها احلضارة البيزنطية الرومانية والفارسية و اإلسالمية و ما تالها .. كلها

املبدأ ذاته .. نظام دولة .. نظام معبد .. نظام عبيد . و احلاكم كانت تقوم على أو وكالة من اإلله و له احلريات املطلقة . أما يف أو حق إهلي مبوجب طبيعة إهليةبل املؤسسات املالية من ق ي عي نيف الدول املتقدمة ، احلاكم فإن القرن العشرين ،

. بينما يف الدول املتخلفة أو الديكتاتورية مة خاالحتكارية االقتصادية الضرات تلك الدول املتقدمة أو الشمولية منها ، فإن احلاكم يعني من قبل استخبا

، هذا إذا مل يطح نتيجة انقالب عسكري يقوده و يطيح به حكومة من كان قبله

54

برقبته معه و ينفرد باحلكم انفرادا تاما و ال يتركه حىت يلقى وجه ربه أو يأيت من ه إىل وجه ربه . و يتحول الوالء روبدهو ويرسله يطيح به بانقالب عسكري

كم األنظمة الديكتاتورية الشمولية إىل الوالء للزعيم أو احلاكم أو للمجموع يف تلاحلاكم كما يف النازية أيام هتلر أو الفاشية يف إيطاليا أو الشيوعية عهد احلزب

االحتاد السوفيييت . و دائما ما كان اجلمهور أو الفرد الواحد من اتمع ، يذوب حلاكمة و يصبح وقودا حملرقة نزواا و النخبة القليلة اأتون ذوبانا يف حرارة

يف البلدان األخرى أو أحكامها وقراراا اخلاصة و صراعاا مع النخب املعادية هلا املعسكرات األخرى ، حىت على مستوى األحزاب و التنظيمات السياسية أو

و اليت هي صيغة من صيغ نظام العائلة أو نظرية العقد االجتماعي و تطرحالدينية الفرد للحزب و أو .. الواحد للكل و الكل للواحدالشعارات نفسها ..

ت معادلة األفراد و النخب و املنافع لتقتصر على ب ل . كذا األمر ق احلزب للفرد. و أصبح الفرد مبوجب أفراد –خنب = منافع .. الشكل السائد املذكور آنفا

نفي حياته ألجل النخبة القليلة الزائفة الباطلة يقوم حبرق نفسه وهذه الشعارات . اليت تتربع على سدة احلكم أو احلزب أو التنظيم

و االستقراء التارخييني ، يتضح أنه مل يثبت يف فترة معينة من القراءةبالعودة إىل للفرد يف اتمع أو فترات التاريخ ، أن قدمت النخب القيادية باختالف أنواعها ،

، أية منفعة أو فائدة تذكر سوى احلد األدىن للبقاء تنظيم الدولة أو احلزب أو الاالستغالل و القمع و احلرمان بأبشع صورة و أقذر على قيد احلياة . هذا غري

الفاحشة الطاغية املتجاوزة لكل حد منطقي متمتعة هي باالمتيازات ، أسلوب و بتشييد يسهما أدعقالين إنساين ، إن بتراكم الذهب و الفضة و كرتمها و تك

55

و القصور الفخمة الضخمة و االستيالء على األراضي الواسعة الشاسعة و البيوت مقام بإسطبل واحد يدعىالتسري و الزواج بآالف مؤلفة من النساء و حشرهن

. احلرمي أو ( احلرملك )

أنه و ال واحد منها ، يتضحو حىت بالعودة إىل التاريخ و استعراض أنظمة احلكم ( الفرد للمجتمع أو الدولة ، و اتمع أو الدولة مبادئ و شعارات قد احترم الدولة يف خدمة املواطن و الفرد ) أو مبدأ ( العقد االجتماعي ) أو مبدأ ( للفرد )

الفكري حياهلا و تقف على النقيض اال بل هي باألساس ال تتفق و ال تتقاطع معهفترة اتمعات و احلضارات البشرية الذي ساد يف متاما . فمبدأ احلاكم اإلله

و اخلدمات فيما بني الفرد من جهة ، ال ينسجم بتاتا مع مبدأ تبادل الوالء األوىل كما إن مبدأ احلاكم . له متاما ، و مناف و اتمع أو الدولة من جهة أخرى

كم ، كذلك مبدأ احلا اآلهلة هو داخل ضمن هذه املنظومة متاما بل من ق املكلف السياسية أو الدينية أو . و أساسا .. فإن هذه األنظمة أو ظله يف أرضه اهللا باسم

مبضموا و حيثيات توصيفها ، غري معنية بالشعب أو اجلمهور هي كليهما معا . مع اآلهلةكطرف من أطراف معادلة حكمها يف األرض ، طاملا أا ربطت نفسها

معضلة فكرية سياسية اجتماعية كبرية ، هذا ، فقد برزت و باإلضافة إىل كل ، أال و هي نظام العبودية الذي ظل خ ت م عليها الدين و اعترف ا كواقع موجود

نظام اجتماعي ، هو خارج أي منظومة سائدا حىت فترة قريبة . و العبودية كم و فكرة و منطق العدل و العدالة وهفاجتماعية أو سياسية أو دينية تتبىن م

( الواحد للكل و الكل مبدأ و أماعية و اإلنسانية و ( العقد االجتماعي ) االجتمث نعود و نسأل مرة ال بل كان وصمة سوداء يف تاريخ البشرية . للواحد ) .

هل متاهى هذا املبدأ و هذه الشعارات مع نظام اإلقطاع الذي ساد العامل .. أخرى

56

ائم بشكل حبت على الظلم و و الذي هو نظام اجتماعي زراعي قلقرون طويلة االستعباد و االستغالل ؟؟؟ .

و الذي يزيد األمر تعقيدا و استغرابا ، هو أن هذه الشعارات و املبادئ مبا فيها نظرية ( العقد االجتماعي ) و اليت قضى فيها املفكرون و الفالسفة و احلكماء

ا ، قد أ طل ق عليهو استفاضة ، متحيصا و تدقيقا و حتليال ردحا طويال من الزمن مبا معناه أنه ال أي تسمية و تعريفا ( احلق الطبيعي ) أو ( القانون الطبيعي )

و أنه أيضا حاجة ملحة و مطلب إنساين ضروري خيالف الفطرة اإلنسانية األساس بالعدالة اإلنسانية و الفضيلة حاجة ال بد منها متثل احلد األدىن و تتعلق ي ع د

الفه أو تعترض عليه ( يف مل ختو هو منطق سليم ال جمال للنقاش فيه خالقية األو النظريات الفكرية و االجتماعية اال النظري ) الديانات و األعراف و القوانني

من احلقوق الطبيعية البدهية . و بعض املفكرين و الفالسفة اعتربه و حىت السياسية و من البشري الذي استمده من الطبيعة نفسها خالفة حىت للعقل امللإلنسان غري

طبيعة األشياء املوجودة فيها و طبيعة احلوادث االفتراضية و سريورا و من ضمنها األفكار ل ظهور هذه مبا فيها اإلنسان نفسه . و ي ع ل الكائنات املوجودة فيها

ية السالفة اليت ، كثرة املظامل اإلنسانكنظريات متبلورة يف القرون الوسطى الالحقة و املآسي اليت حلقت باإلنسان الفرد يف اتمع من قبل الطبقة احلاكمة و املتسلطة

عاين بسببها اإلنسان و اليت كانت تكلفة حياته و كرامته و معيشته ألتفه املتشكلة حديثا ، دورها يف بلورة و الرأمسالية الربجوازية . و رمبا لعبت األسباب

اإلقطاع نظام ضد أساسا ات و األفكار و املفاهيم كوا نشأت صياغة هذه النظريو ال أدل على ذلك و شكلت ثورة ضد نظام الكنيسة و قامت باإلصالح الديين .

و قامت ألجلها الثورات من أا عملت دأا على تسويق هذه األفكار عامليا

57

جمتمعاا ) و دعت إىل العاملية اليت تبنت هذه املفاهيم ( على األقل نظريا أو ضمنو غري قابل و جعلت ذلك كله فوق أية إرادة بشرية أخرى حقوق اإلنسان

.للتجزئة و التأويل و النقض أو االعتراض من أية جهة أو سلطة كانت

، فإن هذه املبادئ و املواثيق و املناطق مل تكن مبنأى و لكن و رغما عن ذلك كله حسب مشيئته ، رغم اعترافه ا نظريا ، أو هلا عن التالعب ا و تفسري القوي

أو تطبيقها على أطراف دون أخرى .. اخل . على املبدأ القائل حىت خرقها أحيانا مت إخراجها من أي بكل بساطة .. .. إذا كان السيف يف يدي فاحلق يف فمي .

الوضع االفتراضي املعياري .

الكل على ، للكل الواحد يكون لكيثاين .. بناء عليه و عليه بناء ، يقول املنطق الو لكي خيدم الفرد اموع ، على اموع أن يكون خادم . الواحد يقدس أن

شد احلرص أن ال ميسه ته و رفاهه و سعادته و حيرص أيسعى خلدمته و راح للفرد ال جيوز مطلقا أن تكون املبادئ. و إن مهما كان و كيانه سوء جبسده و نفسه

الطريق إىل املرء يصل عندماو إنه .. املصاحل ألجل نستخدمها اليت لكذبةا هي املبادئ. و إذا . القيم و املبادئ عن للتخلي آن قد األوان يكون.. املسدوداملبادئ هي مطيتنا للوصول إن و ..يكون قد آن األوان للكفر ا احلقوق ضيعت

ال . و هي جاءت ألجل ذواتنا .إىل سعادتنا و لسنا حنن مطيتها خدمة للغري لتنكح أمهاتنا .

58

جلغرافية اليت عادة ما ينشأ فيها افيه املرء ، و احلاضنة الوطن هو املكان الذي يعيش و احلي ز أو يبقى حىت املمات . و الوطن كمفهوم و مصطلح ، ال يرتبط باألرض

اعة اليت تعيش على هذه البقعة اجلغرافية و بالفرد أو اجلماجلغرايف فقط ، بل يرتبط كالدين مثال أو اليت أثبتت جتانسها العرقي فيه ، قبل أي مفهوم أو عامل آخر

أو املوارد الطبيعية املوجودة يف هذا احليز اجلغرايف و املختصة به و اليت السياسة يعول املرء عليها للبقاء و احلياة .

خيية األوىل للبشرية و اليت هي األجدر بنظرنا ، بتفسري و بالعودة إىل الفترات التاراإلنسان مجيع املظاهر و املفاهيم و األحداث الالحقة حىت وقتنا هذا ، جند أن

مأوى يعيش كان و على بقعة جغرافية معينة متثلت مبموجود القدمي قد وعى نفسه و تآلفوه شخاص تآلفهمأو على كوخ ... اخل ) –دغل –مغارة –فيه ( كهف

.. أتقن لغتهم و عادام و انتسب إليهم برابطة الدم و العرق ( األسرة ) و اشترك فيها من أرض و أشجار و حيوان و صيد و البيئة املوجودة معهم يف موارد الطبيعة

و رعي و نبات باإلضافة إىل املعتقدات امليتافيزيقية و الدينية اليت اختصت بتلك ا . و أحداث احلياة اليومية املتكررة املتشاة املرتبطة ا البيئة اليت عاش فيه

59

ذ والدته و طفولته و حىت مماته . و تاليا .. ارتبطت مفاهيم نو استمر هذا املنوال مالعقيدة و العمل و الغذاء و األمن و اجلماعة و املأوى ، ارتبطت كلها مبنظومة

النظر يف عوامل و مقومات الوطن بإمعانو . الوطنبيئية جغرافية واحدة هي .. ..بأمرين اثنني أا مرتبطة، نرى املذكورة تلك

أساس مهمة لإلنسان ال ميكنه االستغناء عنها ، و هي .. أا حاجات األولاألمر أا فردية قبل . و أهم ما فيها متثل منافع مطلقة ، خالصة موجودة أو مستخلصة

، حىت بعض أصحاب عنها ونالكثريامة غفل كون مجاعية . و هي نقطة هأن تو خالصتها أن الوطن هو حالة فردية قبل أن تكون مجاعية ، الفكر و التاريخ .

إنساين فردي شخصي كما أا حالة فردية أكثر منها مجاعية . فالوطن هو شعور و حىت النبات ، فالكل له موطن . و يندرج حىت على سائر بقية احليوان

إن الوطن كمفهوم ال يكتمل إال جبميع مقوماته السابقة تلك ، غري .. ايناألمر الث الوطن كمفهوم . و أي نقص يف واحد منها ، ينتفي منقوصة .

خالل تلك الوضعية الوصفية االفتراضية ، يتضح لنا أن الوطن كمفهوم و من را متعلقة بالفرد نفسه و مرتبطة حصهو حالة ذاتية شعورية وجدانية مصطلح

ق صت هذه احلالة باحلالة النفعية اخلدمية اليت يقدمها هذا الوطن للفرد . فإذا انت النفعية اخلدمية أو فقدت إحدى مقوماا ، زالت تلقائيا حالة الشعور الوجداين

. العاطفي الوطين

معياري منطقي سإىل الفترات البشرية األوىل كأساو بالعودة مرة أخرى و حىت تلك الثانوية ، و الفرع ن اهلجرات التارخيية األساس، نرى أللمقارنة

60

واحد من املعايري و املقومات اخلدمية كانت بكل بساطة حتصل بسبب انتفاء الكأل أو املرعى يف بعض األماكن أحيانا . فما أن يقل أو بعضها أو كلها النفعية

ى األمن و ينخفض مستوأو أو جتدب األرض و تقل خصوبتها أو يقل املاء املوجودة فيها إىل تركها على الفور و هجرة موطنها حىت تبادر اجلماعات، األمان

تتوافر فيه الشروط املالئمة املناسبة أو وطنها هذا و البحث عن موطن آخر جديد هلا ، بيئيا و معيشيا حىت تستقر فيه و تعتربه هلا . و ما أن جتد املكان املناسب

هذا هو مفهوم الوطن . و كل ما يتعلق به السابق هاوطنسى موطنها اجلديد و تن.. هكذا كانت اهلجرات وجل ال و خجل و بالاحلقيقي بكل بساطة و صراحة

البشرية تتم يف السابق و هذه هي أسباا . و هذه املعادلة تنطبق أيضا على ، عاش فيه و ل د و كان يهاجر من موطنه األصلي الذي ، فالكثري من األفراد األفراد

إذا ما شعر باخلوف و اخلطر على و ذلك ، املمات يستقر فيه حىت إىل موطن آخر و إىل هذه القضية السماوية . و قد تطرقت األديان حياته و دمه أو عرضه أو ماله

جاء يف حيث . و عد ا أمرا طبعيا ال ضري فيه و ال إشكال أضفت عليها الشرعية التوراة ..

اليت األرض ىلإ أبيك بيت من و عشريتك من و رضكأ من اذهب إلبرام الرب قال و[ ) . ١٢االصحاح –( سفر التكوين ] بركة تكون و امسك عظمأ و أباركك و عظيمة مةأ فأجعلك * ريكأ

اليت النفوس و اقتنيا اليت مقتنياما كل و أخيه ابن لوطا و امرأته ساراي برامإ فاخذ [ . ) ١٢االصحاح –( سفر التكوين كنعان ] رضأ إىل ليذهبوا خرجوا و حاران يف امتلكا

إىل إبرام فاحندر رضاأل يف جوع حدث و *اجلنوب حنو متواليا ارحتاال إبرام ارحتل مث [ ) . ١٢االصحاح –( سفر التكوين ] شديدا كان األرض يف اجلوع نأل هناك ليتغرب مصر

61

لهإ اهللا ناأ فقال* نذاأ ها فقال يعقوب يعقوب قال و الليل ىرؤ يف اسرائيل اهللا [فكلم مصر إىل معك نزلأ أنا * هناك عظيمة مةأ أجعلك ألين مصر اىل الرتول من ختف ال أبيك

بنو محل و سبع بئر من يعقوب فقام* عينيك على يده يوسف يضع و أيضا أصعدك ناأ و و* حلمله فرعون أرسل اليت العجالت يف نساءهم و أوالدهم و باهمأ يعقوب إسرائيل

كل و يعقوب مصر اىل جاءوا و كنعان رضأ يف اقتنوا الذي مقتناهم و مواشيهم خذواأ ) . ٤٦االصحاح –( سفر التكوين معه ] نسله

و يف اإلجنيل جاء ..

و مهأ و الصيب خذ و قم قائال حلم يف ليوسف ظهر قد الرب مالك اذا انصرفوا بعدما و [ ليهلكه ] الصيب يطلب أن مزمع هريودس نأل لك أقول حىت هناك كن و مصر إىل هربا

) . ٢االصحاح –( إجنيل مىت

خذ و قم قائال * مصر يف ليوسف حلم يف ظهر قد الرب مالك اذا هريودس مات [فلما* الصيب نفس يطلبون كانوا الذين مات قد ألنه إسرائيل رضأ إىل اذهب و مهأ و الصيب

) . ٢االصحاح –( اجنيل مىت ] إسرائيل رضأ ىلإ جاء و أمه و الصيب خذأ و امفق

عدم توافر يتضح مما سبق من آيات توراتية أنه س م ح باهلجرة من املوطن بسبب على النيب ( إبراهيم ) من ق ب ل أبيه و قومه الذين عامل األمن و ظهور خطورة

األمر . و س م ح أيضا باهلجرة من الوطن و ال بل جاء ذلك بصيغة يعبدون األوثان و عدم توافر موارد األرض . كذا األمر تركه بسبب العامل االقتصادي املعيشي

يف اإلجنيل جاء األمر اإلهلي باهلجرة و ترك املوطن بسبب عامل األمن و األمان .

جرة أما يف القرآن الكرمي فقد وردت آيات كثرية يف هذا اخلصوص حتض على اهل و ترك املوطن ألي سبب اضطراري و منها ..

62

إ ل ى م ه اج ر ا ب ي ت ه م ن ي خ ر ج و م ن و س ع ة ك ث ري ا م ر اغ م ا ال أ ر ض ف ي ي ج د الل ه س ب يل ف ي ي ه اج ر و م ن { ]١٠٠: النساء[ } ر ح يم ا غ ف ور ا الل ه و ك ان لل ه ا ع ل ى أ ج ر ه و ق ع ف ق د ال م و ت ي د ر ك ه ث م و ر س ول ه الل ه

س ب يل ف ي و ال م ه اج ر ين و ال م س اك ني ال ق ر ب ى أ ول ي ي ؤ ت وا أ ن و الس ع ة م ن ك م ال ف ض ل أ ول و ي أ ت ل و ل ا { ]٢٢: النور[ } الل ه

و ن ص ر وا آو و ا و ال ذ ين الل ه س ب يل ف ي و أ ن ف س ه م ب أ م و ال ه م اه د وا و ج و ه اج ر وا آم ن وا ال ذ ين إ ن { ح ت ى ش ي ء م ن و ل اي ت ه م م ن ل ك م م ا ي ه اج ر وا و ل م آم ن وا و ال ذ ين ب ع ض أ و ل ي اء ب ع ض ه م أ ول ئ ك

. ]٧٢: األنفال[ } ي ه اج ر وا

]٤١: النحل[ } ح س ن ة الد ن ي ا ف ي ل ن ب و ئ ن ه م ظ ل م وا م ا ب ع د م ن الل ه ف ي ه اج ر وا ذ ين و ال {

]٧٥: النساء[ } أ ه ل ه ا الظ ال م ال ق ر ي ة ه ذ ه م ن أ خ ر ج ن ا ر ب ن ا ي ق ول ون ال ذ ين {

. ]٥٦: العنكبوت[ } ف اع ب د ون ف إ ي اي و اس ع ة أ ر ض ي إ ن آم ن وا ال ذ ين ع ب اد ي ي ا {

املوطن حال مل جيد يف موطنه ك و هنالك عقاب شديد ملن امتنع عن اهلجرة و تر . و مثاله اآلية التالية .. أسباب العيش و األمان املتيسرة

ق ال وا ال أ ر ض ف ي م س ت ض ع ف ني ك ن ا ق ال وا ك ن ت م ف يم ق ال وا ه م أ ن ف س ظ ال م ي ال م ل ائ ك ة ت و ف اه م ال ذ ين إ ن { ]٩٧: النساء[ } م ص ري ا و س اء ت ج ه ن م م أ و اه م ف أ ول ئ ك ف يه ا ف ت ه اج ر وا و اس ع ة الل ه أ ر ض ت ك ن أ ل م

ل ك إ ن ي ف اخ ر ج ل ي ق ت ل وك ب ك ي أ ت م ر ون ال م ل أ إ ن م وس ى ي ا ق ال ع ى ي س ال م د ين ة أ ق ص ى م ن ر ج ل و ج اء { ]٢١: القصص[ } الظ ال م ني ال ق و م م ن ن ج ن ي ر ب ق ال ي ت ر ق ب خ ائ ف ا م ن ه ا * ف خ ر ج الن اص ح ني م ن

63

رض هو ملك ألشخاص متسلطني و يات تعترب أن مفهوم الوطن و األو هنالك آو الوطن ليس لعموم الشعب و اتمع . و إن هؤالء هم من حيدد مفهوم الوطنية

و يتحكمون ما و يقررون ألجلهما من هو ضمن الوطن و من هو خارجه . و منها ..

أ و ق ر ي ت ن ا م ن م ع ك آم ن وا و ال ذ ين ب ش ع ي ي ا ل ن خ ر ج ن ك ق و م ه م ن اس ت ك ب ر وا ال ذ ين ال م ل أ ق ال { ]٨٨: األعراف[ } ك ار ه ني ك ن ا أ و ل و ق ال م ل ت ن ا ف ي ل ت ع ود ن

]١١٠: األعراف[ } ت أ م ر ون ف م اذ ا أ ر ض ك م م ن ي خ ر ج ك م أ ن ي ر يد {

ر ب ه م إ ل ي ه م ف أ و ح ى م ل ت ن ا ف ي ل ت ع ود ن أ و أ ر ض ن ا م ن ل ن خ ر ج ن ك م ل ر س ل ه م ك ف ر وا ال ذ ين و ق ال { . ]١٣: إبراهيم[ } الظ ال م ني ل ن ه ل ك ن

تستلهم اليت السامية العليا باملبادئ متعلق متبلور كمفهوم تارخييا الوطن ظهر لقد عندما ظهر.. اجلماعي القومي الشعور و العاطفة توقظ و الوجداين اإلحساس

مالئما موطنا تشكل جديدة أراض على للسيطرة احلروب و الغزوات بدأت يفقدوا كيال أصحاا قبل من عنها الدفاع يتم نفسه الوقت يف و. احملتل للغازي ميزة و مالئمة و جودة أقل جغرافية أماكن إىل منها طردهم يتم و عليها سيطرم

و الشعب جتييش من بد ال ، األعداء صد هلم يتيسر و ذلك يتم لكي و. رةوف وحتفيز اجلمهور للدفاع عن احليز اجلغرايف املتمثل باألرض اليت يعيشون عليها مبا فيها من موارد و خريات و منافع اقتصادية . و لكي ي صار إىل ذلك ، كان ال بد

و الذكريات املشتركة املرتبطة العامل العاطفي املتمثل باألحداثمن حتريك العاطفي للحفاظ على العامل باألرض و اموع . حيث ي ستخدم هذا العامل

64

بـ ( الوطنية ) اليت تكون ، و هو ما يؤدي إىل إنتاج ما ي سمى و ي عرف املادي . و بعبارة عاطفة غريزية = منافع اقتصاديةحقيقتها مبنية على املعادلة التالية ..

، استخدام العامل العاطفي الغريزي للدفاع عن املوارد الطبيعية و من بعدها أخرى يف األقاليم اهلامة من العامل املوارد البشرية . و لعلنا نالحظ أن املناطق االستراتيجية

. كان هذا كانت هي األكثر عرضة للمناوشات و احلروب و الغزوات و املعارك عما هو عليه يف املاضي . خيتلف كثري االختالف نه قد الفإاملاضي ، أما اآلن يف

شأنه شأن بقية املبادئ و املناطق و املفاهيم ، املواطنة الوطنية و إن مفهوم الوطن و قد تعر ض لسوء االستخدام و القرصنة و ذلك لسبب بسيط و هو أن مفهوم

و ل )( الكل للواحد و الواحد للكمفهوم شبيه مبفهوم الوطن و املواطنة هو . و بناء عليه و عليه بناء ، فإن مفهوم الوطن و ( العقد االجتماعي )مبدأ

اعتباري إنساين مت اختراعه أساسا ليوضع الوطنية ، هو باملنطق الثاين ، منت ج خاصة فيما بني الفرد و األرض اليت يعيش و هو عالقة موضع اخلدمة اإلنسانية

مفهوم الوطن و يضع له إطاره الصحيح و الذي حيددالفرد هو أن كماعليها . ، إذ ترى قطيع من السباع و الوحوش املناسب ، حىت احليوانات تتبع هذا املنهج

يبحث عن و يترك موطنه مبجرد أن يراه غري صاحل للبقاء و العيش ، و البهائم موطن آخر .

ث مبفهوم و األفراد و النخب و املنافع ، كذلك مت العبو كما مت العبث مبعادلة و تغيري بوصلته احلقيقية ، فأصبحت معادلته مقلوبة معيار الوطن و الوطنية

الفرد . و مت إلغاء معيار املنفعة التباديل و جعله باجتاه واحد ، فأصبح بالعكس مبوجب ذلك خادما لوطنه تابعا له يقدم له حياته و دمه و ثروته و كرامته و نفسه

65

ن أن حيصل هو من الوطن على أدىن املقومات و املوارد به ، دوو كل شيء يتعلق . و الظروف املعيشية

يتم قرصنة مفهوم الوطن و عندما و تبلغ خطورة هذه القضية بأقصى مبلغ هلا خنبة قليلة تتحكم باتمع و تضع هي معايريه و الوطنية و احتكاره من قبل

حيثية اخلطورة و الضرر يف و . ضوابطه على هواها و حتاسب األفراد مبوجبه، هي أن يتم جتريد املواطن من حق املشاركة الوطنية و رسم املعايري الوطنية ذلك

إىل الوطن الذي يعيش فيه و حق تقييمه نظر مبوجبها ياخلاصة به و اليت يراها هو و احلياتية و األمنية و النفسية و حسب ما تقتضيه حاجاته مبوجبها ، و تعديلها

ة ، فأصبح املواطن عمليا ، خارج إطار معادلة الوطن و الوطنية ، و يف املعيشين العكس هو الصحيح .. أن أنفسه هو خادم و عبد للوطن مع العلم الوقت الوطن عبد مطواع . و مبقدار ما يكون لمواطن الوطن هو اخلادم و العبد ليكون

اخلادم هذا و ال يتخلى املواطن بوطنه و خادم نافع للمواطن ، مبقدار ما يتمسك عنه . و هو الوضع االفتراضي املعياري الصحيح و الثابت منطقيا عرب الزمن الذي

الوطنية عند املواطن يتناسب طردا مع نفعية الوطن كافة للمواطن ، حيدد أن معيار و العكس صحيح .

قية عرفية من أي عالقة أخال ل يف ح هو .. فإن املواطن و بناء عليه و عليه بناء . هذا األمر إذا مل تقدم الوطنية ، النفعية املتوخاة و املرجوة منها للمواطن وطنية

إال و هي ما يسمى يقودنا إىل قضية جانبية متعلقة به و تشكل م فرزا من م فرزاته بـ ( خيانة الوطن ) و هي بنظرنا مفهوم غامض مبهم ال ميكن إسقاطه على

أخالقي يتعلق باإلنسان . فاخليانة هي مفهوم إنساين سليم حممل الواقع و املنطق ال

66

إنسان ) و ال ميكن هلا حبال من – حصرا و يتحدد بثنائية جدلية طرفيها ( إنسان أن تتعدى حدود أطرافها تلك أو تتبدهلا . فال يستقيم أن يكون هنالك األحوال

ان أو بني اإلنسان و خيانة فيما بني اإلنسان و احليوان أو بني احليوان و احليوأو مجاعة و .. أو فرد و مجاعة .. إال بني فرد و فرد اجلماد . فال تقع اخليانة

مجاعة .

، قد وقعت عليها أبشع الصفات و النعوت السلبية و أقسى إن اخليانة كمفهوم و أكرب أنواع اخليانة هي ما العقوبات اليت هي يف الغالب األعم .. احلكم باملوت .

و حكمها الثابت ( خيانة الوطن ) أو يطلق عليها عادة ( اخليانة العظمى ) يسمى الذي ال يتغري هو .. املوت .

على نطاق واسع لطاملا است خد مت غري أن هنالك إشكاليتان يف هذه القضية اليت و است خد مت بشكل صوم اخلعرب التاريخ للتخلص من الكثري من اخلصوم و غري

.. ي عشوائي ظامل متجاوز للحد شرعي و آخر تعسف

العظمى أو خيانة الوطن املوصوفة ، ليست خيانة .. إن اخليانة اإلشكالية األوىلأو النخبة للوطن بقدر ما هي خيانة جلهة معينة تعترب نفسها السلطة احلاكمة

توصيفية و ذلك بغض املسيطرة أو أية جهة متسلطة . و بالتايل فهذه إشكالية و مشروعية حيثياا من عدمها . فلرمبا يكون صداقية تلك اخليانة النظر عن م

خيانة جهة معينة ، قد قصد عمدا الشخص اخلائن أو من وقعت عليه مة اخليانة . و مبا أن تلك اجلهة كان هلا ، أو هي حصرا دون غريها لسبب من األسباب

تلك سقطت أقد جعلت من نفسها و لنفسها شرعية معينة و سلطة ما ، فإا اخليانة على اتمع و الدولة و الشعب ككل و عممتها عليهم .

67

و مسببات تلك اخليانة و ظروف حدوثها و .. هي مربرات اإلشكالية الثانيةمالبساا . هل هي نتيجة اضطرار حتت وطأة ضغط معني أو ديد ما خارج

دي و فقر و عوز أجلآه هي نتيجة ضغط ماأم ؟؟ إرادة الشخص املوصوف باخليانة إىل اخليانة و اضط راه إليها اضطرارا عندما مل يلق من اتمع و الدولة أي عون أو

أم هي نتيجة ظلم و حيف و اضطهاد حلق به من اتمع أو الدولة أو مساعدة ؟؟ . و رمبا شرعن هو لنفسه باخليانة كردة فعل طبعية نفسية كليهما معا ؟؟ فقام

..القرآنية اتعليه اآلينة تمع و دولة فاسدين . و بالتايل تنطبق هذه اخليا

. ]٧٥: النساء[ } أ ه ل ه ا الظ ال م ال ق ر ي ة ه ذ ه م ن أ خ ر ج ن ا ر ب ن ا ي ق ول ون ال ذ ين {

. ]٥٦: النمل[} ي ت ط ه ر ون أ ن اس إ ن ه م ك م ق ر ي ت م ن ل وط آل أ خ ر ج وا ق ال وا أ ن إ ل ا ق و م ه ج و اب ك ان ف م ا{

. ]٢٠: القصص[ } الن اص ح ني م ن ل ك إ ن ي ف اخ ر ج ل ي ق ت ل وك ب ك ي أ ت م ر ون ال م ل أ إ ن {

و اجلهة الثائرة على سلطة حاكمة لقلبها و أمث ما هو توصيف الشخص الثائر توصيفها و توصيف أعماهلا تلك باخليانة العظمى ، بغض أن يتم اإلطاحة ا ، إال

فاسدة ظاملة مستبدة يئ ملناخ الثورة عليها و النظر عما إذا كانت تلك السلطة . و عندما تتم عملية انقالب عسكري ، أال يقوم الطرف ؟؟!! اإلطاحة ا

كان هذا املنتصر أيا كان ، بإلصاق مة اخليانة العظمى بالطرف اخلاسر أيا استخدام الطرف ، سواء أكان احلاكم أم املتمرد ؟؟ فكيف يصح و احلالة هذه

مصطلح ( خيانة الوطن ) أو ( اخليانة العظمى ) و إجياد مربراته املنطقية العقالنية توصيف شخص ما من ق بل سلطة ما بأنه خص عندما يتم و باأل عامةاملقبولة

مضادة ؟؟!! . من ق ب ل جهة أخرى بطل خائن ، و يف الوقت نفسه يوص ف بال

68

و حروب االستخبارات و يف احلروب و الصراعات و الرتاعات الدولية السياسية غريها ، غالبا ما يتم اصطياد العمالء و جتنيدهم عن طريق املال الذي هو الوسيلة

ل أو عن طريق استغال الذي يكون حمتاجا مضطرا للمال . األشهر يف جتنيد العميل أو الطائفي أو استغالل نقمة هذا الوضع االجتماعي الذي يعيشه هذا الشخص

اضطهاد يتعرض له أو استغالل ح يف و و الشخص على ظلم حييق به من اتمع الذي هو أحوج ما يكون إليه و ما حالة اجلهل و األمية و االفتقار الفكري الثقايف

علتها غري اتمع و الدولة . إىل ذلك من أمور و أسباب من يتحمل وزرها و

تتحدث عن القضايا اجلاسوسية األمنية و الوطنية و نقرأ يف الكتب و املؤلفات اليت فنجد معظمها تتحدث عن اجلواسيس و العمالء و بالذات يف عاملنا العريب

و يكونون من جهلة اتمع و توصفهم بأم ( جمموعة من ضعاف النفوس كبوتني .. اخل . و الذين يتم استغالهلم ماديا باملغريات املادية و املنبوذين فيه و امل

. و السوآل البدهي الذي ي طرح بإحلاح هنا .. كيف حنم ل اجلنسية و .. اخل ) ر فيه و ال يستطيع تأمني لقمة عيشه شخص أمي جاهل منبوذ من اتمع و حمتق

تطيع هجرة منه ، كيف حنم له فيه و ال يساليومية و ال جيد كرامة له و ال مأوى أال تقع اخليانة هنا ؟؟!! منطق أي و بأي حق و !!مسؤولية خيانة هذا اتمع ؟؟

أليس من !!؟؟على اتمع و على أرباب اتمع و مأله و الدولة و مؤسساا حق هذا الشخص أن يكفر ذا الوطن و اتمع الذي يعيش فيه ، ال أن خيونه

نبذه و أفقره و أذله و أهان بوطنمن حقه أن خيون و يكفر أليسفحسب ؟؟ و منع عنه العلم و الرزق و العيش الكرمي و جعله إنسانا له عه و جه كرامته و جو

مكبوتا مضطرا ألي قشة كي يتمسك ا ؟؟؟!!! هذا هو املنطق الثاين .

69

لك حياة و وجود ، اللهم األرض هي أساس الوجود . و لوال األرض ملا كان هناحبسب األديان ، فإن و. و هذا ما ال ميكن حتقيقه يف الوقت الراهن الفضاءإال يف

اهللا تعاىل قد خلق األرض و السماء مث جعل األرض مكانا للمخلوقات و مستقرا . ]٢٢: البقرة[ } ف ر اش ا ال أ ر ض ل ك م ج ع ل ال ذ ي {هلا

. ]٣٦: البقرة[ } ح ني إ ل ى و م ت اع م س ت ق ر ل أ ر ض ا ف ي و ل ك م {

أما حبسب علوم التاريخ و الطبيعة الوضعية ، فإن األرض كانت كرة نارية ملتهبة و من بعد ذلك هطلت عليها أمطار غزيرة هائلة مث أخذت تربد شيئا فشيئا أوىل الكائنات احلية . و يف احمليطات و البحار ظهرتشكلت القسم األكرب منها

املتمثلة مبا ع رف و مسي ( وحيدات اخللية ) و ذلك حسب األعراف العلمية . و االنشطار ، ظهرت معظم الكائنات احلية الذي اعتمد مبدأمن وحيد اخللية هذا

و كان آخرها اإلنسان العاقل الذي اليت انتقل قسم منها من البحار إىل اليابسة متاما عن بقية احليوانات متي ز عنها بالعقل كجنس منفصل ظهر على هذه األرض

و أنشأ فيها خملوقات األرض مجيعا . و تكاثر و استعمر األرض الذي ساد به . ]٦١: هود[ } ف يه ا و اس ت ع م ر ك م ال أ ر ض م ن أ ن ش أ ك م ه و {حضاراته و مدنه و ممالكه

70

ب األرض حبد ذاته ، و إمنا كهذا ، ليس كو إن املقصود بكلمة األرض يف مبحثنافيها . و من خالل ما سبق ، فإن كل الكائنات احلية هي اليابسة اليت تشكلت

و ال ، مبا فيها اإلنسان . و مل تقم هي باختراعها أو صناعتها وافدة على األرض دخل هلا يف تكوينها و تأسيسها ، بل هي حسب التعريف الديين من صنع اهللا

]٢٩: البقرة[ } ج م يع ا ال أ ر ض ف ي م ا ل ك م خ ل ق ال ذ ي ه و {ىل الذي صنعها ألجل اإلنسان تعاو هي جمرد كائنات تتموضع فيها . ]١٥: امللك[ } ذ ل ول ا ال أ ر ض ل ك م ج ع ل ال ذ ي ه و { -

ا منهجنس مار و دورة حياة كل اختالف أعلفترة معينة من الزمن ختتلف حسب عن اآلخر مبا يف ذلك النباتات . مث ال تلبث أن تزول عن هذه األرض و تتحلل

. مكوناا العضوية فيها بانتهاء دورة حياا بقية

حبالة الوطن كمفهوم و مصطلح ، و مصطلح هي حالة شبيهة و األرض كمفهوم تبط أن تكون حالة جمردة حبد ذاا ال ترمع فارق بسيط و هو أن األرض ميكن

و احليوان ، فإن الكائنات احلية مذ اجليولوجيابعنصر آخر . و يف علوم التاريخ و وجودها على األرض ، سعت و ال تزال تسعى إىل بسط سيطرا على أقصى ما

من حيز و مساحة جغرافية . و كلها تفعل ذلك حىت احلشرات منها ال تستطيع كثيفة الشائكة يف الغابات و اجلبال ، . و ما األحراش و األدغال البل حىت النبات

على مساحة إضافية ما إال مستعمرات نباتية متجانسة حتاول التمدد و االستحواذمن سباع و ائم على اختالف استطاعت إىل ذلك سبيال . كذلك احليوانات

هلا فيها و إنشاء مستعمرات احتكار مساحة معينة من األرض تراها حتاول أنواعها بترك عالمات حتذيرية قوم يمن منها ح لدخيل غريب عنها بدخوهلا . و ال تسم

تتبول يف و املتطفلني من مغبة دخوهلا . فترى السباع حتذر الغرباء على حدوده

71

كإشارات حتذير و تنبيه شبيهة أماكن معينة أو تترك آثارا من رائحتها أو وبرها . ب و التصوير ) بالالفتة الشهرية اليت فحواها ( ممنوع االقترا

من نبات و حشرات و حيوان و إن كل الكائنات احلية أيضا و غين عن القول و اليت تتمتع مبيزات أفضل . و لعل أكثر البقعة األنسب من األرض إنسان ، ختتار

إىل الصحارى احلارة و املناطق اجلليدية حيث ما يدل على هذا القول ، هو النظر . وان أو إنسان إال ما ندر من نبات أو حيال حياة

، و بالنظر إىل التاريخ و بداية ظهور اجلماعات البشرية األوىل و اهلجرات الالحقة األرض كمتاع و حاجة مثل بقية احلاجات نرى أن اإلنسان القدمي قد تعامل مع

و هو املبدأ كأداة للسكن و املأوى ، فلم يربط نفسه ا بل ربطها هي بنفسه كان مبدأ و تعاملت به مع األرض . و يبدو أنه احليوانات اتبعته نفسه الذي

صائب و افتراضي معياري يف الوقت ذاته . فهذا احليوان الضاري الذي استوطن معينة و منع غريه م االقتراب منها و دخوهلا ، كان ليتخلى عنها بقعة جغرافية از جديد و خيرجه و يهجرها عندما يقتحما حيوان ضار آخر بصفة غبكل بساطة

داميني ، فيخرج الضعيف مهزوما دة ما يتم ذلك بعد اشتباك و قتال او عمنها يعيش فيه و يتجه من فوره و بكل هدوء و مكلوما من األرض أو اجلحر الذي

من ، إىل مكان آخر يستوطن فيه و ال يبايل بعدها بكل ما حصل معه لألمر تقب ل طنه السابق و هو األمر ذاته الذي كان حيصل بالنسبة قبل و ينسى كل ما يتعلق مبوو يطرد بعض أراضي غ ري بعضها على ي اليت كانت للجماعات البشرية األوىل

و خيرج الضعيف اخلاسر حبثا بعضها بعض ، فيستوطن القوي املنتصر يف األرض د ال و بغيته فيه و يقف األمر بكل بساطة عند هذا احلعن مكان جديد جيد ضالته

72

خارجية أكثر يتعداه و ال يستجلب إىل حيثياته البسيطة االفتراضية حيثيات أخرىالقومية و إزهاق النفس و الروح ألجل التشبث ذه تعقيدا كالوطنية و الشعارات

مشاة هي يف أساسها عقيمة النفع عدمية األرض و إىل ما هنالك من أمور عظيمة البلوى . اجلدوى

يستطيع هي باألساس ليست ملكا ألحد و ال أحد يا أن األرض فالثابت تارخية مجيعها هي حادثة ، فالكل زائل و الكائنات احلياالدعاء مبلكيتها أو حيازا

و ليست قدمية سابقة .. مبا فيها اإلنسان الذي هو حقة بالنسبة إىل األرض الصداق اآلية ، و هو مأول زواهلا أحدث احلوادث على األرض و رمبا يكون

. فحسب دراسات . ]٣٦: البقرة[ } ح ني إ ل ى و م ت اع م س ت ق ر ال أ ر ض ف ي و ل ك م { القرآنية .. أنه يف حال نشوب حرب عاملية نووية و دمار بعض مراكز األحباث العسكرية

، سيبقى هنالك بعض احلشرات و احليوانات األرض و فناء اإلنسان بسبب ذلك سة هذا باإلضافة إىل الكائنات البحرية املتوضعة يف مستويات أعماق معينة يف الياب

املزايدة العاطفية و احملاسبة و غريها بالنسبة إىل . و بالتايل .. ال يستطيعن أحد . األرض

لعامل فقط كمصطلح و مفهوم ، قد خضعت أن األرض و الثابت تارخييا أيضا ملوضوع ملكية األرض و حيازا . و احلاسم القوة الذي كان هو العامل الفيصل

أرض معينة لفئة معينة خال على شرعية مل يثبت تارخييا وجود عامل آخر يدلل عن أرض ( بين إسرائيل ) كالتوراة و القرآن اليت حتدثت بعض الكتب الدينية

ف ت ن ق ل ب وا أ د ب ار ك م ع ل ى ت ر ت د وا و ل ا م ل ك الل ه ك ت ب ال ت ي ال م ق د س ة ال أ ر ض اد خ ل وا ق و م ي ا{ ] .٢١: املائدة[ } خ اس ر ين

73

] .١٠٤: اإلسراء[} ل ف يف ا ب ك م ج ئ ن ا ال آخ ر ة و ع د ج اء ف إ ذ ا ال أ ر ض اس ك ن وا إ س ر ائ يل ل ب ن ي ب ع د ه م ن و ق ل ن ا{

و هذا هو لبين اإلنسان عام ت األرض كمشاع و حىت يف القرآن الكرمي ، جاءتاريخ احلضارات و الدول و املمالك الين قامت مث بادت و زالت ، و احلروب و

( املرء من حيث ال أصدق من املقولة اليت فحواها و. الغزوات أكرب شاهد على فهي تفسر يوجد ال من حيث يولد .. و من حيث يثبت ال من حيث ينبت )

آنفا . كر مضمون ما ذ

ال تعطي الشرعية لكل .. أن األرض كمفهوم و مصطلح و الثابت أيضا تارخييا ، فهي بأصح أا منحت شرعية ألحد بامتالكها من عليها . و مل يثبت تارخييا

حىت القوانني االقتصادية و السياسية الالحقة املشاع . تعابريها و معايريها متثل قدميا و ال األرض ملن يعمل ا ) و هذا املبدأ قد ط ب ق مثل ( كانت تتبىن مبادئ

كانت بعض الدول و فقدبعض الدول و القوانني . يزال سار العمل به من ق ب ل تقوم بإقطاع اهليئات الدينية يف أوروبا قدميا و الحقا يف القرون الوسطى ،

أو أي شخص و استصالحها من القواد األراضي الشاسعة ملن لديه القدرة على إىل ذلك ، على استصالح تلك األراضي . و باإلضافة القدرةجهة مالية لديها

على الدوام ، حىت و لو بعد سنني طويلة تبدل ، تفإن ملكية األراضي الواسعة حيث كانت تلعب فيها احلمالت العسكرية دورا كبريا ، فتتغري ملكية األرض

مملكة صالح الدين لعامل الوراثة امللكية و مثاهلا بتبدل احلاكم أو امللك .. أحيانا ، و شكلت األيويب اليت توزعت بعد وفاته إىل أكثر من دولة توزعت على أوالده

تبعا لذلك م لكا عضوضا لكل واحد منهم . و أحيانا أخرى تتغري امللكية لعامل الشاسعة املترامية املقدوينو مثالنا هنا هو إمرباطورية اإلسكندر الوراثة السياسي

74

، على قواده حيث شك ل كل واحد منهم األطراف و اليت انقسمت بعد وفاته استبداله دولته و مملكته اخلاصة به . و كان كل حاكم جديد يستبدل من يريد

إبقائه منهم .. حىت الكنيسة و اإلقطاع ، و ي بقي على من يريد من م ال ك األراضي يكون قادرا على ملن البور اجلرداء متنح بعض األراض يف القرون الوسطى ، كانت

األرض ممن مل يستطع القيام بذلك أو ممن حيل استصالحها ، و ترتع ملكية كذلك امللوك كانوا يفعلون الشيء ذاته . سخطها و غضبها عليهم .

املنطقية االفتراضية اليت ارتبطت ، أن الشرعية الوحيدة إذن .. يتضح مما سبق طت بدورها مببدأ واحد هو ( احليازة ) الذي ارتبط ، قد ارتب يا مبلكية األرض تارخي

. و مل يثبت تارخييا أنه ارتبط بأي مبدأ آخر سواء أكان العدالة بدوره مببدأ القوة ، كائنا من كان ... اخل . و ال ميكن ألحد ما أم الدين أم األمانة أم اإلنسانية

أم جمتمع أم حزب أم فرقة دينية أم غري ذلك ، أم دولة سواء أكان فردا أم جمموعةو ما إىل ذلك من أن يتشدق مبفهوم الوطنية أو االستعمار أو اغتصاب األرض

أصاا الشلل و اإلفالس . و السبب يف ذلك شعارات و مبادئ و مناطق عقيمة و األراضييعود إىل أن الكل قد انغمس بلعبة الغزو و االحتالل و استعمار

. و مل تنج أمة من ذلك ، بدءا من املصريني و البابليني و استعباد الشعوب و الرومان و اإلغريق و العرب و التتار و املغول و األوروبيني اآلشوريني و الفرس

يستطيعن بل ال جيرؤن أحد بعد اآلن التفلسف و و غري ذلك الكثري . و ال .. اام الغري باالحتالل و االستعمار بالوطنية و التحذلق و التفذلك و التشدق

و إفريقية أدغال اللهم إال تلكم الشعوب و اجلماعات البدائية املعزولة النائية إما يف . فهذه و إما يف ثلوج القطبني و غابات استراليا و اهلنود احلمر جماهل األمازون

انت مرها ، ع له ، شعوبا مغلوبة على أالشعوب اليت كانت عرب التاريخ البشري ك

75

. و هي مل ين من االضطهاد و االستعباد و االحتالل و حىت اإلبادة و التطهري األمر تكن يف يوم من األيام غازية لشعب من الشعوب و حمتلة له .

إن األرض .. فإن املنطق الثاين يقول يف هذا الصدد .. و بناء عليه و عليه بناء أحد ، فالكل زائل و ذاهب و تبقى األرض ليست م لكا ألحد و مل و لن ميتلكها

ادوا و .. جاءت احلضارات مث زالت و جاء أقوام مث اندثروا و باليت تبتلع اجلميع قامت ممالك و إمرباطوريات و دول و ما لبثت أن زالت بعدها و أصبحت أثرا

األرض و ج دت خلدمة اإلنسان و لوجود اإلنسان ، و ليس اإلنسان و بعد عني . فيها جاء خلدمة األرض . فاألرض ليست حباجة خلدمة . و كل عمل لإلنسان من

رض باملفهوم الديين ، مت و ألجلها ، هو خدمة لنفسه و حلاجاته و ألجله . و األ خلقها أساسا خلدمة اإلنسان . جاء يف التوراة ..

طري على و البحر مسك على فيتسلطون كشبهنا صورتنا على االنسان نعمل اهللا قال [ و* رض األ على تدب اليت الدبابات مجيع على و رضاأل كل على و البهائم على و السماء

مسك على تسلطوا و عوها واخض االرض اوامأل و كثرواأ و مثرواأ هلم قال و اهللا باركهم و ) . ١اإلصحاح –( سفر التكوين ] االرض على يدب حيوان كل على و السماء طري على و البحر

. ]٢٢: البقرة[ } ف ر اش ا ال أ ر ض ل ك م ج ع ل ذ ي ال {

. ]٥٣: طه[ } س ب ل ا ف يه ا ل ك م و س ل ك م ه د ا ال أ ر ض ل ك م ج ع ل ال ذ ي{

. ]٦٤: غافر[ } ق ر ار ا ال أ ر ض ل ك م ج ع ل ال ذ ي الل ه {

. ]١٥: امللك[ } م ن اك ب ه ا ف ي ف ام ش وا ذ ل ول ا ال أ ر ض ل ك م ج ع ل ال ذ ي ه و {

. ]١٩: نوح[ } ب س اط ا ال أ ر ض ل ك م ج ع ل و الل ه {

76

و هو ( االنتماء لألرض ) سواء و هذه القضية بالذات ، تفتح ملفا غاية يف األمهية إىل بالنسبة للعرقية أو القومية أو الوطنية . يقول املنطق الثاين .. إن االنتماء

هو مفهوم ال يصح و ال يستقيم من الناحية املنطقية العقالنية ، و من األرض الناحية التارخيية جلهة الوقائع و األحداث احلاصلة و جلهة اآلثار املنقوشة و

سواء املستخرج منها أم اآلب د الشاهد . و بأحسن األحوال ، فإن مفهوم املكتوبة صحته و ينقصه الكثري من الدعم و الربهان . االنتماء لألرض هو مفهوم مشكوك ب

، ال يوجد رابط شرعي أو منطقي واحد يربط اإلنسان كله و ذاك و فوق ذلك القومية ال يدعم بالضرورة قضية مصطلح نباألرض اليت هو عليها . كما إ

نظريات الفكرة القومية عن األرض كعامل االنتماء لألرض ، حىت و إن حتدثت فهذا أمر يعتريه بعض اخللل . ألن فكرة و مفهوم االنتماء القومي من عواملها .

و من منطوقه النظري ، أن اإلنسان ال ميكنه العيش لألرض ، يعين بكل بساطة ن إخارج بقعة معينة من األرض و أنه كالنبات .. إن خرج من موطنه مات . و

. و هذا ما ال رق معني بقعة معينة من األرض ال ميكن أن يعيش عليها سوى ع فاإلنسان خالف النبات و بعض احليوان ، ميكنه العيش يف مجيع يصح عمليا ..

مناطق املعمورة . و أينما توجهنا إىل أية بقعة من بقاع األرض ، نرى اإلنسان لكننا ال نرى النبات و احليوان بأجناسه و أصنافه كافة فيها و من خمتلف األجناس

نتيجة هامة و خطرية جدا و يف الوقت نفسه هي لألسف . و هذا ما يقودنا إىل أن االنتماء القومي للوطن و األرض ، هو من طريفة و مضحكة و هي ..

، فقط ألمور تتعلق بالعامل دون اإلنساناختصاص النبات و احليوان فقط و ما اهلجرات البشرية الكربى اليت حصلت منذ العضوي الفيزيولوجي حصرا .

يف القرون الوسطى إىل أستراليا و األمريكيتني و ما زالت إىل ذلك ما بعد القدمي و

77

لكن قومي املتعلق باالنتماء لألرض . ، أال أكرب دليل على عدم قوة املفهوم الاآلن ذلك ال يعين بالضرورة نفي مفهوم األرض متاما .

ألوىل و يأيت إن ما مييز العامل و املفهوم القومي ، هو العرق البشري بالدرجة ا.. هل سيفىن العرق هنا باملنطق الثاين نتساءلبعده عنصر اللغة املرتبط به . و إننا

الصيين أو األصفر إذا ما عاش يف إفريقيا أو جنوب غرب آسيا أو أمريكا أو ينسحب على العرق الساليف الروسي ؟؟!! أمل يأيت أوروبا ؟؟!! و هل هذا ما

ما ع ر ف ال أوروبا إىل أقصى جنوب إفريقيا ليشكل من أقصى مشالعنصر األورويب و يتعايش مع الشعوب هنالك ؟؟!! أمل دولة ( بريتوريا أو جنوب إفريقيا ) ب

يذهب إىل استراليا و أمريكا و يفعل الشيء ذاته ؟؟!! أليست الواليات املتحدة كل ؟؟!! أمل جيتمع اليهود مناألمريكية إال خليط من كل شعوب و أمم األرض

أحناء العامل و يهاجروا إىل فلسطني و يقيموا ا دولة إسرائيل بدعوى أن هذه أرضهم و يف الوقت نفسه يرفض قسم آخر منهم اهلجرة إليها ؟؟!! .

فليس هنالك أرض صينية أو تتبع لقومية و عنصر أرض بالعموم و ال يوجد بعض ل أنه كما تبو هي لكن القضية ، أوروبية أو روسية أو أمريكية أو عربية

تبول الذي اإلنسان فعل كذلك مناطقه اجلغرافية ليسمها بسماته ، على احليوان ى مناطقه ليسمها بسماته و هو ما العقيمة الكاذبة عل مبادئهو هببعض مفاهيم

.. ذهب ضحيتها املاليني من بين تسبب بكوارث و جمازر بشرية ال طائل منها . يوان قد يكون أوعى من بعض البشر.. أن احل البشر لتعطي صورة مفادها

78

ما وجد لنفسه موطئ قدم يف كتب املؤرخني و مصطلح ، كثريا ( الشعب ) .. .. القدماء منهم و الفالسفة و الك ت اب و املتكلمني و السياسيني و غريهم

املعاصرون .

سياسي و حىت ب ) وردت كمصطلح اجتماعي و مصطلح ديين وو كلمة ( الشعهو القبائل و ما تشعب من قبائل .. الشعب ١ يف املعاجمجاء علمي . كمصطلح

يعين حي من كذا .. و مسيت الشعوب شعوبا ألا تشعب أي ، و شعب العرب تشعب من قبائل ما ، تتفرق . و الشعوب هي القبائل و البطون .. و الشعب

.. و يقال ي انتشرت و تفرقت العرب و العجم .. و تشعبت أغصان الشجرة أ ( انتهى ) . شعب الرجل أمره إذا شتته و فرقه

و الشعب و التشعب جاءا مبعىن االنقسام ، و الشعوب أيضا هي أعظم القبائل خمتلفة . و شعاب مكان هي فيقال .. طريق له ش عب أي له مفارق و طرق فرعية

القرآن الكرمي جاءت كلمة شعب و يففروعة و طرقه املختلفة عنها املتفرعة منه . . و جاءت أيضا ]٣٠: املرسالت[ } ش ع ب ث ل اث ذ ي ظ ل إ ل ى ان ط ل ق وا { أيضا مبعىن التفرق

مادة شعب . –لسان العرب انظر ١

79

و أ ن ث ى ذ ك ر م ن خ ل ق ن اك م إ ن ا الن اس أ ي ه ا ي ا {الكبرية املقاربة لشكل القبيلة اجلماعة مبعىن . ]١٣: احلجرات[ } أ ت ق اك م الل ه ع ن د أ ك ر م ك م إ ن ل ت ع ار ف وا و ق ب ائ ل ع وب ا ش و ج ع ل ن اك م

جند أنه قد مت استخدامها يف كثري من ااالت و و إذا نظرنا إىل كلمة ( الشعب ) و املقاصد اخلطابية . و من كل مقصد من هذه املقاصد و مفصل من املواقع

ن مفهوم ( الشعب ) يعرب عن شيء خمتلف و مفهوم و مصطلح ، كامفاصلها الكتب أو املوسوعات أو املقاالت أو الصحف أو متمايز عن اآلخر ، سواء يف

رة يأيت بصيغة جمموعة األفراد اخلاضعني لسلطات تاو اإلذاعة . فقنوات التلفزة عب الشعب االسترايل .. الش.. الفرنسيدولة و حكومة مركزية ( الشعب

جمموعة رة أخرى يأيت بصيغة تااألمريكي .. الشعب السوفيييت ... اخل ) . و شعوب دول خمتلفة ( الشعب العريب .. الشعب األورويب .. اآلسيوي .. اإلفريقي

.. ةبصيغة دينية ( الشعوب االسالمية .. اهلندوسي يأيتاملغاريب ... اخل ) و تارة .. ة أخرى بصيغة الرابطة اللغوية ( الشعوب و تارالشعب اليهودي .. اخل ) .

الشعوب الالتينية ... اخل ) . و يف أخرى ، يتخذ ( الشعب ) الفرانكوفونية .. كقبائل ( اهلون ) أو ( اجلرمان ) أو و اجلماعة املتجانسة صورة القبيلة أكمفهوم

و البحت كلمة ( الشعب ) الطابع العرقي و أحيانا تأخذ قبائل ( العرب ) قدميا . و بالتايل فإنه ال ميكن حتديد . ( األكراد .. األرمن .. األفغان ... اخل ) مثاله

ه بضابط اصطالحي ثابت . م ظ بصيغة واحدة حمددة و ن مفهوم ( الشعب )

الصفة الغالبة للشعب ، هي اجلماعة املتجانسة يف كل على أنه و بنظرنا ، فإن و العادات االجتماعية و القوانني الناظمة و الدين شيء .. من العرق و اللغة

ما يكون إىل ( القبيلة ) ، ما هو مصداق اآلية اخلاصة يف توصيف هو أقرب

80

. و حمك القضية هنا ، هو ليس بالتعريف } و ق ب ائ ل ش ع وب ا و ج ع ل ن اك م {القرآنية الديين و بصيغة و أسلوب االستخدام السياسي و حىتاملنطقي الدقيق بقدر ما هو

االستغاللية االستبدادية االقتصادي ، و بالتحديد ما ارتبط منه باخلاصية النفعية )كمصطلح و مفهوم الشعب ( املوصوفة بالتحكم و السيطرة . و مبا أن كلمة

الذات يف القرون الثالث الزمنية املتأخرة و بمتبلور ، قد ظهرت يف الفترات دحمد) ، فإن الكالم عن مصطلح ( الشعب لفرنسية و ما بعد ابتداء من الثورة ا األخرية

أن الفترات السابقة هلا و اليت هي أو ( الشعوب ) ، يقع فيها و ذلك باعتبار ، مل يكن هنالك شعوب باملعىن احلقيقي فترات احلكام اآلهلة و ملوك احلق اإلهلي

فهي فترات ، بل كان هنالك أتباع و مماليك و أقنان و عبيد و بالتايلللكلمة مفروغ الكالم عنها . مفرغة املضمون

أما الفترات الالحقة اليت دشنتها الثورة الفرنسية و اليت كانت فاحتة عهد سقوط فاحتة عهد اجلمهوريات ، فقد كانت يف الوقت عينه امللكيات املطلقة و اويها أو طريق الشعب يس اجلمهورية ، أصبح ينتخب عن ئحيث احلاكم الذي هو ر

سياسة و حكم األحزاب أو جمالس النواب و الربملانات اليت مت تشكيلها كأنظمة حيث أصبح ل كية الدستورية جديدة . و هي يف أدىن مستوياا مسحت فقط بامل

السلطات حيث انتقلت فحسب ل ك ميتلك نصابا صوريا للملكية و احلكم امل شريعية للربملان أو السلطات الت آلت بينماالتنفيذية لرئيس الوزراء أو احلكومة

( الشعب أو الشيوخ . ذلك كله اندرج حتت بند فكري واحد امسه جملس النوابكبري أن ( الشعب ) كمصطلح قد تعرض لتناول . و احلقيقة مصدر السلطات )

من التنظري و البحث و التأليف . كما أنه قد أ عطي جرعة كبرية من التجسيم و

81

ا ما كان يتم تصويره و تسويقه إعالميا و سياسيا و فكريا على . و دائمالتضخيم غت عليه أمسى آيات سب متجانسة و يف الوقت ذاته ، أ أنه قطعة صماء واحدة

التعظيم و اإلجيابية و الفضيلة و الشرعية و الوجودية . و أضحى ( الشعب ) سياسيني ( حىت حكام و يف نظر اجلميع دومنا استثناء ، من كمفهوم و مصطلح

و أحزاب و هيئات و الديكتاتوريني ) و ك ت اب و مثقفني و مفكرين و فالسفة ، حىت ، و إيديولوجيات فكرية مشارا مضارا و منظمات على اختالف

، مجيعا ( الشعب ) يف نظر هؤالء .. أصبح املتطرفة منها . و حىت مجهور العامة م . و هو فوق حك أو الذي جيب أن ي اكم املرجع األوحد و الوحيد ، و هو احل

و سلطوية .. هم تبعية مادية و فكرية و سياسية اجلميع . و اجلميع بالنسبة إليه هو حالة ( الشعب ) مفهوم . و تبعا لذلك ، أصبح فالكل يعلن انتماءه إليه

و ، و هي فوق أي اعتبار حتت أي ظرف مقدسة عليا سامية ال جيوز املساس ا يء يف خدمتها . كل ش

، فإنه إذا كان مفهوم و مصطلح ( الشعب ) غائب و لكن و كما ذكرنا آنفا ما قبل الثورات العاملية الكربى اليت أسقطت امللكيات املطلقة ، فما متاما يف فترات

هو وجوده و اعتباره يف فترة ما بعد هذه الثورات اليت جاءت ألجل حرية نظام العبودية و قدمت قوانني حقوق اإلنسان ، . فألغت الشعوب و كرامتها

، اهليئات العاملية املختصة ذا الشأن ، و أفرزت فيما بعد . أفراد و مجاعات؟؟ و هل برز هنالك فارق ملحوظ و تغري كعصبة األمم و من بعدها هيئة األمم

حمسوس فيما بني الفترتني ؟؟ و هل ظهر مفهوم ( الشعب ) بشكله الواضح حوا حبمده كما وصفه هؤالء القوم و سب حقا هو ف به ؟؟ و هل ( الشعب ) ر املع

82

، و أسبغوا عليه ما مل يسبغوه على أحد ؟؟ أم أنه بقي كما كان عهده يف السابق خارجي ؟؟ . و الذي تغري هو فقط الواجهة اليت ز ينت بإطار جتميلي

مبيزات عدة .. لقد متيزت القرون الثالثة األخرية يف تاريخ البشرية

يف الدول املتقدمة القوية ، لشعوا ، الرخاء و أم نت السلطات احلاكمة .. أوال األمان و حقوق األفراد كاملة غري منقوصة . لكن خال تلك الدول و اتمعات ،

أبشع أنواع الديكتاتورية و احلرمان و الفقر . و يف أحسن عانت الشعوب التقشف . األحوال ، كبت احلريات و

( االستعمار احلديث ) أي احتالل تلكم جتلت تلك الفترة مبا ع رف بـ.. ثانيا املتحضرة ، للدول و الشعوب األخرى املتخلفة أو النامية ( يف الدول املتقدمة

، يف خمالف أرجاء العامل و استعمارها و استغالهلا اقتصاديا و أحسن وصف ) إبقاؤها حتت نري الفقر و التخلف . و مشل البشرية واف مواردها الطبيعية و استرت

( إفريقيا ) و و شعوا . حىت أنه مشل قارات بأكملها ذلك معظم مناطق العامل اهلند ) و مناطق –استراليا –دول كبرية شاسعة الرقعة و املساحة ( الصني

. مصريها تقرير يف حق الشعوب ك مببدأ و غريها . ما يشكجنوب غرب آسيا

و منها متيزت تلك الفترة بأبشع أنواع احلروب و أكثرها فتكا و ضراوة .. ثالثا املاليني ا مو راح ضحيتهاألوىل و الثانية) أكلتا األخضر و اليابس حربني عامليتني (

و العهود القدمية . و ال زالت تلك من البشر و هو ما مل حيصل رمبا يف الفترات ، تستعر رية و األهلية و الدينية و العرقية و اإلقليمية احلروب بأنواعها .. العسك

83

ن و يذهب ضحيتها الكثري الكثري من أفراد الشعب ، ما يشكك نرياا إىل اآل و فعالية و حقيقة مفهوم و مصطلح ( الشعب ) . مبصداقية

ظم شعوب العامل خال املتقدمة منها ، تعاين الفقر و ااعة و مع.. ال زالت رابعا بشىت أنواعه .. الديين التخلف واألوبئة و األمراض الفتاكة و تعاين من االضطهاد

كلمة و قيل و يقال عن كل ما و االجتماعي و االقتصادي . وبالرغم من مصطلح ( الشعب ) فإنه قد ثبت من خالل االطالع على السريورة التارخيية و

ل هلا من فضائل و ج عنها و س قيل لكل ما قد صريورا احلالية ، أا منافية متاما سلطات و قدرات و مسات . و ال يصح عليها كل ما قد قيل فيها .

متثل مغالطة منطقية توصيفية ال يف كلمة ( الشعب ) إن أول إشكالية اصطالحية . فقد اتضح أن كلمة ( الشعب ) ال مع أرض الواقع ، هي الكلمة نفسها تنسجم

. و ثبت بعد م اجلماعات أو اتمعات املوجودة يف العامل تنطبق حاليا ، على معظتدقيق و متحيص طويلني ، أن كلمة ( شعب ) هي فقط لالستهالك احمللي و

و ءعوام و دمها منو الدينية و احلزبية و للركوب على اجلمهور الدعاية السياسية أن أيضا السلطة أو مواقع سلطوية . و ثبتالصعود على أكتافهم للوصول إىل

ذلك غالبا ما حيصل يف الدول و اتمعات اليت ال توافر فيها خاصية و مقومات مبعناها احلقيقي . و ثبت أيضا أن العكس هو صحيح كلمة و مفهوم ( الشعب )

أي أنه يف الدول اليت تتوافر فيها خاصية و مقومات مصطلح و مفهوم ( الشعب ) حدث النخب السياسية و احلزبية و الدينية و حىت مبعناها احلقيقي ، نادرا ما تت

، بل يكون جل مهها ، الفكرية فيها ، عن ( الشعب ) و تتناوله يف خطاا و املعيشية و الفكرية و احلديث عن سياسة الدولة و قضايا اتمع االقتصادية

84

ة . و هذا ما حيصل عادة يف الدول املتقدمة املتحضرة ذات املمارساالجتماعية صت ا جمتمعاا و سارت عليها أحزاا السياسية . يت اخت لالدميقراطية العريقة ا

احمللي و فمفهوم كلمة ( الشعب ) لديهم هناك ، هو ليس أداة لالستهالك قضية بالنسبة إليهم قد مت جتاوزها و أصبحت الألن هذه الشعارات الفارغة الزائفة

ا يف الدول مإىل نقاش و توضيح و إفهام . بينبدهية اليت ال حتتاج المن املسلمات اليت متارس أبشع أنواع القهر و التسلط و اليت ينتفي فيها الديكتاتورية املتخلفة

، هي اليت تكون فيها كلمة ( الشعب ) سياسيا و حىت اصطالحيا مفهوم الشعب ال دعائية و استخداما ، فيتحول إىل سلعة جتارية و مادة إعالمية األكثر رواجا

ينفك احلديث عنها و ال يفتأ الفم عن تكرارها و تتناقلها األلسن و الشفاه .

إننا نتساءل .. كيف ميكن إطالق صفة و اسم ( الشعب ) على مجاعات و فرق شعب منفرد مستقل و مذهبيا و عشائريا و لغويا ، كل منها يعد نفسه خمالفة دينيا

عيا و حىت ثقافيا ، عن اآلخر و ال يقبل التعامل و حبد ذاته و مييز نفسه اجتمايكفره و يفسقه و يسعى حملاربته و حىت تصفيته و االندماج معه ال بل أحيانا

) الشعب ( كيف ميكن إطالق صفة و اسم إبادته و حموه عن الوجود ؟؟؟!!! أهلية .. حروب فيما بينها تندلع أو اندلعت أو مهيأ هلا كي تندلع على جمموعات

فتاكة مدمرة ؟؟؟!!! .

هو ) من وجهة نظر واقعية بأنه .. الشعب ( اية األمر يو ص ف املنطق الثاين خيضعون هم نالذيو ، يما بينهم أم مل يتجانسوا فاموعة من األفراد جتانسوا

قاهرة سلطة واء لحتت ينضوونالذين هم أولئك . أو طوعا أم كرها معني قانون لنه رك لوحده .. الشعب تكو . و ال ي عرف الشعب إال إذا ت ذلك أم أب وه شاؤوا

85

ن يف بعض جمتمعات آلاو هو ما يوجد نه نظام األسرة البدائي القدمي . الطبيعة يكو أو اتمعات املتحضرة الدميقراطية الواعية و املتملكة أدغال إفريقية أو األمازون

كما يف بلدان مثل سويسرا و جتماعي العام املسؤولية الوطنية و الوعي االحلس الصفة الصحيحة األقرب إن و خالف ذلك يصح القول .. . الدامنارك و غريها

. اجلمهور أو العامة أو الدمهاءللشعب ، هي

86

ال اثنني منطقني أو اثنني مببدأين حمكومقلنا يف حمل سابق من هذا الكتاب إن العامل مجيع اعتمدما منطقني مها و. املصلحة منطق و القوة منطق.. هلما ثالث

و هي مقولة . اإلنسان فيها مبا ، كلها البسيطة يف احلية الكائنات و احليواناتو امليكانيكا و قوانني تتماهى بالتوافق مع قوانني الفلك و الفضاء و قوانني الفيزياء

ولوجيا . الكيمياء و علوم البي

السماوية الكبرية الكتلة و احلجم ، جتذب فعلم الفلك و الفضاء يقرر أن األجرام تدور يف جماهلا ضمن و جتعلها إليها األجرام و الكواكب األصغر حجما منها

مسار حمدد ال ميكنها الفكاك منه . و هذه بدورها تؤثر يف األجرام األصغر منها . ذلك ، و جتعلها تدور حوهلا يف مسار ثابت حمدد حجما و كتلة كاألقمار مثال

كله يندرج يف إطار ما يسمى ( عامل اجلذب ) أو قوى اجلذب . فاجلرم أو أقوى ، ي خض ع األدىن منه يف قوة اجلذب ، للسري الكوكب الذي لديه قوة جذب

ذب . مرتلة يف قوة الشد و اجليف فلكه . و األخري يفعل الشيء ذاته مع األدىن منه

همن ضمن مبادئه و أقسام علم الفيزياء و امليكانيكا . فإنه من املعروف أيضا و يف و املمان عة . و الطرف أو مة بـ ( عامل القوة ) و القوة املضادة أو املقاو ما يسمى

أكثر من القوة و شدة أكرب ، يكون حتما مقدارا اجلسم أو العنصر الذي ميتلك

87

أو اجلسم أو العنصر اآلخر و حيركه حسب مسار قوته و الطرف هو املؤثر يف بالتأثر يف يبدأ اجتاه حاملها . كما أنه معروف أيضا يف علم الفيزياء ، أن اجلسم

إذا ما تعر ض لقوة شد أكثر ل أو اخليط على سبيل املثال أضعف نقطة فيه . فاحلبإذا ما سقط جري مما ينبغي ، فإنه ينقطع يف أضعف نقطة فيه . كذلك اللوح احل

على األرض و ارتطم جبامد معني ، فإنه ينكسر يف النقاط الضعيفة فيه . كذلك . كذلك هو األمر يف يف أضعف مواطنها هي الرياح و األمواج ، حت ت الصخور

الذي له شدة ترابط قوية فيما بني ذراته ، يكون ن العنصر ، حيث إعلم الكيمياء وة من العنصر الذي له شدة ترابط ضعيفة فيما بني األكثر قساوة و صالبة و ق للتأثر بعوامل الطبيعة و احلرارة و الضغط . ذراته و يكون األكثر عرضة

إذا ما جسم الكائن احلي .. اإلنسان مثال .. و يف علم األحياء و البيولوجيا ، فإن . أعضاء جسمه و أكثرها حساسية لعارض ، يصيبه السقم يف أضعف تعر ض

و بدوره .. ينسحب كل ما قد قيل ، على الطبيعة أيضا . الطبيعة اليت تفرض على اخلاصة ا من مناخ و تضاريس و جغرافية و تقلبات مفاجئة شروطها

. الكائنات احلية املوجودة فيها . و هو ما ينتج عنه عمليات اصطفاء و غربلة ذاتية اجهة شروط الطبيعة القاسية فاحليوان أو الكائن الذي يستطيع الصمود و مو

و قدرته من حرارة أو برد شديدين ، بسبب قوة بنيته و صالبة جسمه الصارمة هم أوهى منه بنية على التحمل ، هو الذي يبقى على قيد احلياة . أما أقرانه الذين

، فإم حمكوم عليهم باملوت و الفناء . و أضعف أركانا

و الذي ( العدو احليوي ) أو العدو املفترس ما يسمى بـ على األمر يقع كذلك الذي هو بدوره من هو ضمن ما يسمى بـ ( قانون الغاب ) أو ( شريعة الغاب )

88

و شريعة الغاب تلك ، أضمن قانون الطبيعة نفسها . ففي مبدأ قانون الغاب هذا ميتلك إمكانيات التخفي و االختباء و الذي أو الكائن الفريسة يكون احليوان

سني و البقاء من أعدائه احليويني املفتر تمويه ، هو األوفر حظا من غريه بالنجاة الاحليوان الذي له قدرات . كذلك فهو األصلح للبقاء حيا ،على قيد احلياة

س يعجز عن اللحاق به جسمانية و بدنية كالسرعة الزائدة اليت جتعل خصمه املفتر فيسارع سمع صوت خصمه من مسافة بعيدة ، أو مسعه املرهف الذي جيعله ي مثال

إىل اهلرب و بالتايل يترك مسافة أمان بينه و بني عدوه احليوي املفترس و حيافظ ، أو البصر احلاد الذي جيعله يبصر عدوه املفترس قبل أن يراه ذلك العدو عليها . أيضا رهبدو ه تاركا مسافة أمان فيما بينهما ، هو يسارع إىل االبتعاد عن و تاليا

على هذه األرض و التكاثر فيها و من مث .. االستمرار . األصلح للبقاء و الوجود امليزات الفيزيولوجية البدنية إياها و غريها ، فهو حتما اما غريه الذي ال ميتلك

للهالك افتراسا . معتر ض

و بـ ( نظرية التطورمع ما يسمى هذه القضية تتماهى يف مضموا و حيثياا أن هنالك بعض الكائنات احلية قد غريت مع االرتقاء ) و هي النظرية اليت تقول

نية لكي تستطيع االستمرار مع من بعض خواصها الفيزيولوجية و البدمرور الوقت و الف السنني اخ الطارئة على كوكب األرض خالل اآلالطبيعة و املنات تغري

و ذلك من املتغريات البيئية املستجدة بالتايل تكون صاحلة لالستمرار و التواجد ضمبا ما يسمى بـ ( التكي ف ) الذي يعين القدرة على التغيري البدين الفيزيولوجي

على التكي ف هو الكائن الكائن القادر يتناسب مع التغيري البيئي . و تاليا .. فإن األصلح منطقيا للبقاء و االستمرارية .

89

أن هنالك عالقة جدلية منطقية توافقية فيما بني ، تتضح لناإذن .. و مما سبق حىت يضمن و هذا يعين أن الكائن احلي ( التكي ف ) و ( البقاء لألصلح ) مفهوم

مبيزات جسدية البقاء و االستمرار على كوكب األرض ، عليه إما التمتع ذي العضوي ال أو التكي ف الفيزيولوجي ، فيزيولوجية تضمن له البقاء و االستمرار

أو عليه الفناء و االنقراض من احلياة و إخالء املكان ، ري احلاصل غجيعله يساير الت . ملن هو أصلح للبقاء

إن مفهوم ( البقاء لألصلح ) هو مفهوم قانوين طبيعي ثابت ال جمال للتغيري فيه أو . و ما مفهوم االلتفات عليه و هو مفهوم ال تدخل فيه أعراف الرمحة و ال الشفقة

و هو إال نوع من أنواع اخلضوع و التبعية ملفهوم ( البقاء لألصلح ) ( التكي ف ) املنفذ الوحيد املسموح به . و البقاء لألصلح و ( التكيف ) كمفهوم و مصطلح

و سريورته التارخيية ، قد أصبح معيار افتراضي أو منطق افتراضي . هو حبيثياته

و هو .. ما وضع ال ميكن جتاهله لحاح يف السياق هذا ، يربز سوآل مهنا .. ؟؟ و هل يف كل من مفهوم ( التكيف ) و ( البقاء لألصلح ) حي اإلنسان ككائن

؟؟ .. اخلاضع هلذين املفهومني باملطلق ما يصح على احليوان يصح عليه

، يتضح لنا أن يف الواقع و إنه من خالل النظر إىل هذا املوضوع بتمعن و تدبري يف موضع ، فهو ينطبق ان ككائن حي ، هو موضع األمر بني أمرين موضع اإلنس

يرتبط حصرا مبوضع و خيتلف يف آخر . و موضع االختالف باملصطلح و املفهوم . و عندما نقول العقل العقلاالختالف فيما بني اإلنسان و احليوان و هو هنا ..

عقل حصرا ، كاألديان و فإن ذلك يتعلق باالرتباط باملفاهيم الفكرية املختصة بال اكتسابا من القوانني الوضعية و األعراف اليت يضعها اإلنسان و يصنعها لنفسه

90

الوسط اخلارجي و ما يتعلق باحلوادث و الوقائع و التطورات اخلارجية الطارئة . و ، و لديه ذلك خالف احليوان الذي ليس له دين شرائعي كما هو حال اإلنسان

ة غريزية ثابتة منذ ماليني السنني ، يطبقها على نفسه و على فقط قوانني داخلي و عامل ( األمر بني أمرين ) يقع هنا حصرا يف هذه النقطة أقرانه من بين جنسه .

بالذات ، نقطة األديان و القوانني .

، باإلضافة إىل القوانني الوضعية و بالذات تلك إن األديان و خبصوصها السماوية و بعض األعراف الل املشر ع العام واضع الدستورمن خلدولة اليت تسنها ا

قد جاءت لك اليت جاءت يف القرون األواخر ،االجتماعية اإلنسانية و بالذات ت. من نفوس البشر اشريعة الغاب و قانويف أساسها و لب أهدافها إىل استئصال

ماوية اليت ركزت شدد النكري على ذلك ، هي األديان السعلى أنه كان أكثر من . و على أمرين اثنني بعد عبادة اإلله الواحد اخلالق و مها .. األخالق و رفع الظلم

ن القرآن إ القرآن الكرمي ، ل يخلص إىل نتيجة مؤداها .. القارئ املط لع على. و كثرية هي اآليات اليت لظلماحملاربة الكفر بقدر ما أتى حملاربة تأالكرمي مل ي ضية الظلم و منها على سبيل املثال ال احلصر .. تناولت ق

]١٢٤: البقرة[ } الظ ال م ني ع ه د ي ي ن ال ل ا{

]٥٧: عمران آل[ } الظ ال م ني ي ح ب ل ا الل ه {

]٨٦: عمران آل[ } الظ ال م ني ال ق و م ي ه د ي ل ا الل ه {

]١٥١: عمران آل[ } الظ ال م ني م ث و ى ب ئ س {

]٢١: األنعام[ } الظ ال م ون ي ف ل ح ل ا إ ن ه {

91

. ]٤٧: األنعام[ } الظ ال م ون ال ق و م إ ل ا ي ه ل ك ه ل {

]١٩٠: البقرة[ } ال م ع ت د ين ي ح ب ل ا الل ه إ ن ت ع ت د وا و ل ا{

و قرآنية أخرى تطالب بإفشاء اخلري و فعله و اإلحسانكما جاءت آيات املساعدة اإلنسانية و منها مثال ..

]٩٢: عمران آل[ } ع ل يم ب ه الل ه ف إ ن ش ي ء م ن ت ن ف ق وا و م ا ت ح ب ون م م ا ت ن ف ق وا ح ت ى ال ب ر ت ن ال وا ل ن {

]٢٢: الرعد[ } الس ي ئ ة ة ب ال ح س ن و ي د ر ء ون و ع ل ان ي ة س ر ا ر ز ق ن اه م م م ا و أ ن ف ق وا{

]٢٧١: البقرة[ } ل ك م خ ي ر ف ه و ال ف ق ر اء و ت ؤ ت وه ا ت خ ف وه ا و إ ن ه ي ف ن ع م ا الص د ق ات ت ب د وا إ ن {

. ]٢: املائدة[} ال ع ق اب ش د يد الل ه إ ن الل ه ا و ات ق و و ال ع د و ان ال إ ث م ع ل ى ت ع او ن وا و ل ا و الت ق و ى ال ب ر ع ل ى و ت ع او ن وا{

]٢٢: النور[ } و ال م س اك ني ال ق ر ب ى أ ول ي ي ؤ ت وا أ ن و الس ع ة م ن ك م ال ف ض ل أ ول و ي أ ت ل و ل ا{

]١٠٩: البقرة[ } ب أ م ر ه الل ه ي أ ت ي ح ت ى و اص ف ح وا ف اع ف وا{

]٢١٩: البقرة[ } ال ع ف و ق ل ي ن ف ق ون م اذ ا و ي س أ ل ون ك {

]١٤: التغابن[ } ر ح يم غ ف ور الل ه ف إ ن و ت غ ف ر وا و ت ص ف ح وا ت ع ف وا و إ ن {

]٢٨٠: البقرة[ } ت ع ل م ون ت م ك ن إ ن ل ك م خ ي ر ت ص د ق وا و أ ن م ي س ر ة إ ل ى ف ن ظ ر ة ع س ر ة ذ و ك ان و إ ن {

و ال ب غ ي و ال م ن ك ر ال ف ح ش اء ع ن و ي ن ه ى ال ق ر ب ى ذ ي و إ يت اء و ال إ ح س ان ب ال ع د ل ي أ م ر الل ه إ ن { ]٩٠: النحل[ } ت ذ ك ر ون ل ع ل ك م ي ع ظ ك م

اخلصوص ، و من ذلك .. ويف التوراة .. جاء أيضا ما يفيد ذا

92

تشته ال و* زور شهادة قريبك على تشهد ال و* تسرق ال و* تزن ال و* تقتل [ ال و محاره ال و ثوره ال و امته ال و عبده ال و حقله ال و قريبك بيت تشته ال و قريبك امرأة

. ) ٥االصحاح –( سفر التثنية لقريبك ] ما كل ال

و الظلم على توكلتم و القول هذا رفضتم ألنكم رائيلاس قدوس يقول هكذا [ لذلك . ) ١٣اإلصحاح –( إشعيا عليهما ] استندمت و االعوجاج

يطعمون الم* احدا يسقطوا مل ان نومهم يرتع و سوءا يفعلوا مل ان ينامون ال [ الم . ) ٤اإلصحاح –( األمثال الظلم ] مخر يشربون و الشر خبز

رد أيضا الشيء ذاته ..و يف اإلجنيل و

) . ١٣االصحاح –( لوقا ] الظلم فاعلي مجيع يا عين تباعدوا انتم اين من اعرفكم ال لكم اقول[

و إن جاءت إلزالة شريعة الغاب و ناقضتها باملطلق ، فإا مل على أن األديان ا املبدأ و ا اعترفت ذإال بل تتعامل بامل ثل ذاته مع مفهوم ( البقاء لألصلح )

أقرت به من حيث الوجود ، و راعت حيثياته . فمن حيث حماربتها للظلم و ، فإا اعتمدت أيضا معيار املفاضلة و التمييز بني ما هو األفضل و طلبها للعدل

على األسوأ . و اآليات القرآنية اليت ما هو األسوأ ، و اعتماد األفضل و ترجيحه و منها مثال ال حصرا ..تدل على ذلك الشيء ، كثرية

]٢٦: القصص[ } ال أ م ني ال ق و ي اس ت أ ج ر ت م ن خ ي ر إ ن اس ت أ ج ر ه أ ب ت ي ا إ ح د اه م ا ق ال ت {

]٥٠: األنعام[ } و ال ب ص ري ال أ ع م ى ي س ت و ي ه ل {

93

ل ا ي و ج ه ه أ ي ن م ا م و ل اه ع ل ى ك ل و ه و ش ي ء ع ل ى ي ق د ر ل ا م أ ب ك أ ح د ه م ا ر ج ل ي ن م ث ل ا الل ه و ض ر ب { ]٧٦: النحل[ } ب خ ي ر ي أ ت

]٩: الزمر[ } ي ع ل م ون ل ا و ال ذ ين ي ع ل م ون ال ذ ين ي س ت و ي ه ل {

]٤: الرعد[ } ي ع ق ل ون ل ق و م ل آي ات ذ ل ك ف ي إ ن {

]٣٥: العنكبوت[ } ي ع ق ل ون ل ق و م ب ي ن ة آي ة م ن ه ا ت ر ك ن ا و ل ق د {

]٢٨: الروم[ } ي ع ق ل ون ل ق و م ال آي ات ن ف ص ل ك ذ ل ك {

]١٩: الرعد[ } ال أ ل ب اب أ ول و ي ت ذ ك ر إ ن م ا{

]١٩٩: األعراف[ } ال ج اه ل ني ع ن و أ ع ر ض {

]٣٧: النحل[ } ي ض ل م ن ي ه د ي ل ا الل ه ن إ {

. ]٢١: اإلسراء[ } ب ع ض ع ل ى ب ع ض ه م ف ض ل ن ا ك ي ف ان ظ ر {

ب أ م و ال ه م الل ه س ب يل ف ي و ال م ج اه د ون الض ر ر أ ول ي غ ي ر ال م ؤ م ن ني م ن ال ق اع د ون ي س ت و ي ل ا{ . ]٩٥: النساء[ } د ر ج ة ال ق اع د ين ع ل ى و أ ن ف س ه م ب أ م و ال ه م ال م ج اه د ين الل ه ف ض ل ن ف س ه م و أ

. ]٥٩: النساء[ } م ن ك م ال أ م ر و أ ول ي الر س ول و أ ط يع وا الل ه أ ط يع وا{

]٧٣: الواقعة[ } ل م ق و ين ل و م ت اع ا ت ذ ك ر ة ج ع ل ن اه ا ن ح ن {

]٩٣: البقرة[ } ب ق و ة آت ي ن اك م م ا خ ذ وا{

94

.. جاء اإلجنيل يف و

. ) ٧ اإلصحاح – مىت( ] النار يف تلقى و تقطع جيدا مثرا تصنع ال شجرة كل[

من منطوق ما سبق ، ي الحظ أن األديان قد راعت مبدأ ( البقاء لألصلح ) بأمرين .. العقل و العمل . أو بوجه قياس آخر .. الذكاء و اخلري .. الفطنة و ا اثنني مه

العلم و املنفعة . فيثبت هنا أن الشخص األصلح هو الشخص األذكى و الفائدة .. نفعا و خريا . أما الشخص الذي ال ميتلك األعلم و األقوى و األقدر و األكثر

الذي ال وجود له اعتباريا و ، فهو الشخصهذه املؤهالت أو ميتلك نقيضها بشكل أو بآخر ، فهو شخص ال يستحق الرمحة و ي فتر ض أن حياسب على أعماله

و ال يتأت ى ال الشفقة و بالذات إذا كان امرؤ سوء و جهالة ، ال خري فيه و ال نفع منه إال الشر و ال يرتدع عن أعماله تلك و ال يتوب . على مبدأ قصة أحد امللوك

عقل: الوزير قال ؟؟ املرء به ق رز ي ما خري ما ه وزيره عن الناس قائال .. و سوآل.. يستره فمال: تفك ر بعد الوزير أجاب ؟؟ ع د مه إن و: امللك فقال.. به يعيش: السوآل امللك فعاود. به يتحلى فأدب: الوزير قال ؟؟ ع د مه فإن: امللك سأل إىل نظر مث الوقت بعض تفكريه طال و أخرى مرة الوزير فكر ؟؟؟ ع د مه فإن

) . انتهى. ( منه العباد تريح و حترقه فصاعقة: دوء قال و امللك

و ، فإن األديان قد أعطت فرصة لإلصالح و التغيري لكن و بالرغم من ذلك كله .. التاليتني ذلك اآليتني من مثال

]٥٤: األنعام[ } ر ح يم غ ف ور ف أ ن ه و أ ص ل ح ب ع د ه م ن ت اب ث م ب ج ه ال ة س وء ا م ن ك م ع م ل م ن {

. ]١١: الرعد[ } ب أ ن ف س ه م م ا ي غ ي ر وا ح ت ى ب ق و م م ا ي غ ي ر ل ا الل ه إ ن {

95

فالتكي ف هو نوع من أنواع و هذه داللة واضحة قوية على مبدأ ( التكي ف ) ، فالتوبة و الرجوع ري الذي مها بدورمها نوع من أنواع التكي ف اإلصالح و التغي

يف . و بالتدقيق عن اخلطأ و عدوله إىل السواء الصواب ، هو نوع من التكيفالسابقة عن احلض على قلع اإلجنيل عبارة معىن و مضمون اآليتني السابقتني و

ال تعتمد مبدأ التغيري و ، يتضح لنا أن الفرد أو اجلماعة اليت الشجرة اليت ال تثمر ، فإن املصري هو الفناء أو الزوال ، وبأحسن األحوال .. اخلضوع و اإلصالح

التبعية للغري .

إن البقاء لألصلح ، هو حالة طبيعية شرعية هنا ، فإن املنطق الثاين يقول .. من عة الطبي قوانني الطبيعة و استشرعتها األديان السماوية . فطبقتها قواننيها تستوجبا

ما ع رف بـ ( شريعة الغاب ) و هو القانون الذي أم ن على احليوان مبوجبالتوازن الطبيعي فيما بني احليوانات و ما يسمى بالدورة احلياتية للكائنات على

تتعلق بالرمحة و الشفقة أو ية اعتبارات أخالقية أاألرض . و مل يدخل يف ذلك التصي د و غرائزية ضابطة و ناظمة لعملية العدل ، بل كل ما هنالك هو طبيعة

االفتراس حبيث متنع الطغيان و القتل دومنا مربر أو سبب موجب . فكان البقاء ، هو باملطلق ، و التكيف هو شرط الزب ال بد من وجوده لدوام لألصلح

من خطر العدو املفترس . استمرارية الكائن احلي و ضمان أمنه

به اإلنسان و ، فقد اختصتشرعنت هذا املبدأ بدورها يت أما األديان السماوية العلى شرط عدم التعسف و الالمربر للقتل و إحلاق استثنت احليوان مع إبقائها

بالنسبة للحيوان و اإلنسان معا ، و إضافة شرط انتفاء الظلم و اجلور األذى به و األوىل بالنسبة لإلنسان . و ما خال ذلك فاألصلح للشيء هو األوىل بالقيام

96

الر س ول و أ ط يع وا الل ه أ ط يع وا{ .. ال حياء و ال حرج أن يؤتى و ي طلب ألجل ذلك . ]٥٩: النساء[ } م ن ك م ال أ م ر و أ ول ي

مفهوم ( البقاء لألصلح ) لقد ثبت عرب السريورة التارخيية و صريورا احلالية ، أن التاريخ على مستوى األفراد و حىت على مستوى عربد هو املفهوم الشامل املعتم

ذي ثبت أيضا أنه و األمم و الدول . كذلك هو مفهوم ( التكي ف ) الاجلماعات و ال بديل ال بل و حىت علميا و دينيا هو املفهوم املعتمد تارخييا و أنتروبولوجيا

. فهو ىل اآلن و إ . و ها هو تاريخ اإلنسان من بداية وجودهعنه و ال حل آخر لو .. بدأين حصرا و إال رض و ساد فيها ، بناء على هذين املقد بقي على هذه األ

، لكان قد انقرض و زال مثله صلح للبقاء و السيادة يف األرض مل يكن هو األ كمثل غريه من الكائنات اليت انقرضت من األرض و بادت .

97

اليت هي التجلي الظاهري ي احلاضن األم للبيئة االجتماعية هالبيئة اجلغرافية ن اإلنسان و حىت الكائن احلي ، هو ابن بيئته إقد قلنا فيما سبق للمجتمع . و كنا

االجتماعية و اجلغرافية . و من هاتني البيئتني ، تتكون و تنبثق و تولد كل أشكال . . و أحيانا العقائد الدينية الفكر و العادات و التقاليد و األعراف و الثقافات

و حسب ما يتضح من املنظورين التارخيي و األنثروبولوجي ، فإن حوامل الفكر و و األعراف ، تمع من اتمعات ، تترابط ارتباطا حصريا باحلامل البيئي الثقافة

فإن ما نعنيه من ذلك هولذلك اتمع أو تلك اجلماعة . و عندما نقول البيئي . و هذه العناصر الفكرية و البيئية ، مجيعها قد انصهرت االجتماعي –اجلغرايف

حامل واحد ضمن مسار ثابت و دورة متكاملة . فشكلت بذلك يف بوتقة جلمودا صلدا ليس من السهولة مبكان ، كسره أو تغيريه أو تعديل مساره و

من نتاج تلك ية أمرها منتج .. حىت األديان و العقائد الدينية ، هي يف امتوضعه بالثبت التارخيي البيئة . أما السماوية منها أو الوضعية الوافدة على البيئة ، فقد تبني

للقولبة و إعادة التصنيع ، حسب البيئة الوجهة أو اهلدف ، أا خاضعة اية أمرها حمتلة أو وافدة بالقوة اإلجبارية . حىت و لو كانت تلك الديانات غازية

98

لية دإذن .. فالبيئة و الفكر مها صنوان يشكالن عروة ال انفصام هلا ، و جهو وجه اصطالحية ثنائية تبادلية شبه متطابقة بني طرفيها . مبعىن أن أحدمها

لآلخر و صورة عنه و له . أي أن العامل الفكري الثقايف و العقائدي ، هو صورة يضا . و تبعا ملا سبق ، فإن اإلنسان للبيئة االجتماعية اجلغرافية و العكس صحيح أ

على مستوى الفرد أو اجلماعة و حىت اتمع ، يشعر بانتمائه الفكري من خالل . و يشعر بانتمائه البيئي من خالل انتمائه الفكري الثقايف . و بالتايل انتمائه البيئي

دافع عن موطنه كما ي و انتماءه إليها مجيعا فهو يدافع عن فكره و ثقافته و عقيدته و هذه القضية تتبدى لنا بشكل جلي واضح إذا ما و بيئته و انتماءه إليهما . الزمنية القدمية و التارخيية ، فيثبت لنا أنه منذ الفترات راجعنا الوقائع و األحداث

و فكره ، كان اإلنسان يدافع بشراسة عن عقائده و ثقافته الالحقة هلا و إىل اآلن . و إذا أ جب ر على عقائد و أفكار يدافع عن أرضه و يقاتل ألجلها و تقاليده كما

الساحنة لالنقضاض عليها و العودة جديدة ، فإنه سرعان ما يتحني الفرص وافدة حياول بشىت السابقة ذات البيئة خاصته . و إذا مل يستطع ذلك فإنه إىل عقائده

إما يتالءممبا و تطويعها ، يه قسرا السبل حتوير العقائد و الثقافة اجلديدة الوافدة علو جرت يف مع عقائده و ثقافته السابقة و إما مع البيئة االجتماعية اليت نشأ عليها

عقليته جمرى الدم يف العروق .

فإن هذا اإلنسان نفسه إذا حتول إىل وضعية اهلجوم و املبادرة كذلك األمر ، فإنه حياول فرض عقائده و دولة للسيطرة على الغري ، فردأ كان أم جمتمعا أم

يف تلك البيئة اجلديدة اليت احتلها ، و يلقى يف الوقت ذاته ثقافاته و تقاليده املقاومة العنيدة الشرسة و الف عال ذاا من الطرف اآلخر .

99

الواقع .. إن معظم احلروب و الغزوات اخلارجية منها و الداخلية ، و حىت يفجمتمعاا أو داخل تلك املمالك و اإلمرباطوريات فيما بني ، سواءاحلروب األهلية

يف نفسها ، كانت غالبا ما ترتبط بالصراع الفكري العقائدي ، بدءا من الصراع فترة احلضارات القدمية األوىل يف بالد ما بني النهرين و مصر ، حيث كان الطرف

، وبة أو املدن املفتوحة يف جمتمعات الشعوب املغله و ينشرها ليفرض عقائدالغالب فتتبدل العبادة و العقيدة و الدين ، من آهلة املدينة أو اململكة املغلوبة املنكوبة إىل

الطرف الغازي احملتل . و كثريا ما تبدلت آهلة و معابد نتيجة احلروب و آهلة القدمية . و فضال عن ذلك ، كان الطرف الغالب الغزوات يف تلكم احلضارات

آثار و منقوشات الطرف املغلوب و يزيلها ر يعمد إىل حمو مجيع أو معظم املنتص املقدوين و فتوحاته اليت. و ما حروب االسكندر و األلواح من على احلجارة

الفكري الثقايف إال نوع من أنواع التدخل اشتملت على مناطق شاسعة من العاملشهدت فتوحات االسكندر . فقدالعقائدي املقصود و املخطط بل و حىت املمنهج

شهدته عقائدي و و أضخم و أوسع عملية تالقح فكري ثقايف كرب أاملقدوين البشرية ، فكان كل بلد و كل إقليم يتم فتحه من تلك اإلمرباطورية الشاسعة ،

االجتماعية منها و ..ترافقه عملية متازج فكري حضاري على املستويات كافة و كل ما يتبع للفكر من لون و ، العلمية األدبية و الدينية و حىت العقائدية و التمازج الفكري تلك ، مقاومة شرسة . و بالطبع القت عملية التالقح مشرب

كبالد فارس . كما من بعض األماكن و بالذات تلك صاحبة احلضارة العريقة رق أو أنفسهم كوم اعتربوا أن الع القت مقاومة و معارضة من بعض اإلغريق

ضباط االسكندر و جنوده ، . فبعض تويات البشرية سنس اليوناين هي أرقى املاجل

100

عب روا عن سخطهم من عملية االختالط و التزاوج فيما بني اإلغريق و بقية . الشعوب األخرى و مزج ثقافام بعضها ببعض

بالثقافة و االحتالل هنالك أيضا من ق ب ل على مضض ال بل و رحب ظاهريا . بل نصبوه إهلا يكتفوا فقط بالترحيب باإلسكندر يقي ، كاملصريني الذين مل اإلغر

و الثقافة م األوىل يف العقائد لكن ما أن احنسر االحتالل اليوناين حىت عادوا سري و التقاليد .

العقائدي فيما بني الوافد ية االختالط و التمازج الفكري الثقايف لقد انسحبت قضالبشري ككل . و كانت سيماها بت على سريورة التاريخ و القدمي .. انسح

و اإلكراه ، و كانت جدلية آليتها تقوم على ثنائية هي الغلبة و القهر األساس ، املقاومة . و يف النذر اليسري الفرض و املمانعة .. القوة و .. السلب اإلجياب و

االفتراضية ، و هي التلقائية يتم تغيري و تبديل القدمي املقيم باجلديد الوافد ، باآللية بدأت باالحنسار تدرجييا مع حالة استمرت تقريبا حىت األواخر من القرون حيث

بداية الثورات العاملية الكربى اليت قلبت موازين القوى و السلطات و غريت و اتمع و الدولة ، كالثورة الفرنسية . و تزايدت حدة مفاهيم أنظمة احلكم

مع بداية ظهور املواثيق العاملية حلقوق اإلنسان نكماش هلذه الظاهرة االحنسار و االو حقوق الفكر و العقيدة و الدين و غري ذلك ، و ظهور املنظمات و املؤسسات

شبه معدومة . الدولية املواكبة هلذا احلدث حىت أضحت

ني يف مضاميف واقع األمر .. لقد أشارت األديان إىل هذه القضية و عربت عنها لتمسك ا باملطلق ، حالة مذمومة . اكتبها ، لكنها اعتربت أن التعصب هلا و

جاء يف القرآن الكرمي .. .. فأنكرت على فاعلها فعلته

101

ش ي ئ ا ي ع ق ل ون ل ا اؤ ه م آب ك ان أ و ل و آب اء ن ا ع ل ي ه أ ل ف ي ن ا م ا ن ت ب ع ب ل ق ال وا الل ه أ ن ز ل م ا ات ب ع وا ل ه م ق يل و إ ذ ا{ . ]١٧٠: البقرة[ } ي ه ت د ون و ل ا

و يف التوراة ..

و عبدوها و اخرى آهلة وراء ذهبوا و الرب يقول تركوين قد آباءكم أن أجل من[ آبائكم من أكثر عملكم يف أسأمت أنتم و* حيفظوها مل شريعيت و تركوا إياي و هلا سجدوا

.) ١٦ اإلصحاح – إرميا سفر( ] يل تسمعوا ال حىت الشرير قلبه عناد وراء واحد كل ونذاهب أنتم ها و

و يف اإلجنيل جاء ..

أجل من حقوال أو أوالدا أو امرأة أو أما أو أبا أو اخوات أو أخوة أو بيوتا ترك من كل[ و آخرين يكونون أولون كثريون لكن و* االبدية احلياة يرث و ضعف مئة يأخذ أمسي

. ) ١٩ اإلصحاح – مىت( ] أولني آخرون

عن ا منطقيمنقطعة كما أا ركزت على الوقت احلاضر و اعتربته حالة واقعية املاضي

] .١٣٤: البقرة[ } ي ع م ل ون ك ان وا ع م ا ت س أ ل ون و ل ا ك س ب ت م م ا و ل ك م ك س ب ت م ا ل ه ا خ ل ت ق د أ م ة ت ل ك {

كان ال بد و احلالة هذه .. حالة انقالب املفاهيم السلطوية و التغريات اجلذرية يف و العقائدية ، كان ال بد من أن يتغري مفهوم اجلدلية الثنائية املفاهيم اإلنسانية

مببدأ القوة و القهر و العقائد و الثقافات الغريبة الوافدة القائمة على ارتباط األفكار و آثارها . فهو و إن احنسر رد الفعل املضاد الصاد هلا املقاوم لتأثريها و اإلجبار و

أدىن مستوياته حىت مل يعد له وجود و تراجع حىتو انكمش إىل أقصى احلدود أخرى خمتلفة عنها من ثنائية دلية جب ي ذكر ، فإنه و على ما يبدو ، قد است بد ل

102

–( التبشري املبدأ أال و هي ثنائية حيث املضمون و املنت ، شبيهة ا من حيث . ) أو الثقايف الغزو الفكري

و هلما للقارئ ، أن طريف الثنائية هذه ، مها متشاان الوهلة األوىل قد يبدو من يف هو املبدأ ذاته . لكنهما و إن كانا كذلك ظاهريا ، فإن وجه االختالف بينهما

و هذه األطراف هي نفسها اليت كانت األطراف املتناقضة اليت تبنت كل منهما . احملتل صاحب و جالب الفكر و الثقافة و العقائد يف السابق الطرف القوي

أدوات . أما املضاد هلا بكل ما أويت من قوة و الوافدة . و الطرف اآلخر اجلديدة اليوم ، فقد غري كل طرف من أساليبه يف استخدام املفهوم و حىت يف تسمية

الثقافة و العقيدة و األفكار الوافدة تتم بشكل انسيايب ت. فأصبح املفهوم ذاتهوسائط تكنولوجية –سلمي ، لكن بأدوات و مؤثرات قوية ( وسائل إعالم

ا أ طل ق على هذه العملية اسم كم. مغريات مادية ... اخل ) –رقمية متقدمة و الوسائط وسائله التبشري ) على اختالف أنواعه ( دينيا كان أم سياسيا ) و (

ما يكون هو الطرف اآلخر املضاد و الذي عادة . أمااملستخدمة ألجل ذلك الفكر و ، فإنه يطلق على ما يقوم به الطرف األقوى تسمية ( الغزو األضعف . الثقايف )

اليوم إىل شعار براق طنان رنان لقد حتول مبدأ و منطق ( الغزو الفكري الثقايف ) ل مناسبة و حدث . و كثريا ما يتردد على ألسنة النقاد و الباحثني ي ست خد م يف ك

دائما و يف الصحف و املؤلفات و القنوات التلفزيونية . و ي ست خد م و رجال الدين كلرفض ي ست خد م كداللة على من املنطوق السليب البحت . و يف معظم األحيان

كن هذا الفكر أو تلك الثقافة ، و بغض ي ثقافة خارج البيئة احمللية ، أيا كلفكر و

103

و االجتماعي و احلضاري . تتم النظر عن إجيابياا و أثرها يف التقدم العلمي بالدعوة إىل االنكماش الدعوة حملاربة هذا ( الغزو الفكري ) أو ( الغزو الثقايف )

من يهلنواجذ ، بالرغم مما قد يكون فعلى ما هو موجود باتمع و العض عليه با . قسام نسلبيات و عوامل ختلف و فقر و ضعف و شرذمة و ا

على أننا يف مبحثنا هذا ، ال نربأ الفكر اخلارجي الوافد و الدخيل من السلبيات . بل الغاية األساس تناول منطق ( الغزو الداخلي املقيم ، من اإلجيابيات و ال الفكر

الفكري الثقايف ) مومه و حيثياته .

يف املاضي ، إسقاط حامله على نت موجبات مقاومة الغزو الفكري الثقايف لقد كا حامل القوة العسكرية الغامشة املرتبطة يف غالب األحيان باالحتالل العسكري

طبعي مرفوض من ق ب ل كل اجلماعات ضي ارتفالذي هو كحالة مادية و معيار اضمن مجاعة أو فردا أم . فأي إنسان مهما كان وضعه االجتماعي ، أكان البشرية

قبيلة أم ضمن جمتمع و دولة ، ال يقبل أن يكون عرضة لالحتالل من قبل الغري ، حتت أي ظرف كان . و مل يقتصر هذا األمر على اجلماعات البشرية فقط بل

ه أو موطنه اليت ال يقبل أي منها أن يكون جحر أيضا تعداه إىل معاشر احليوان النباتات يف بعض فصائلها تفعل ذلك . فالقضية بكل عرضة حملتل غريب . حىت

كمتالزمتني مع احملتل األجنيب للثقافة و الفكر األجنبيني الوافدين بساطة هي النظر ، بغض النظر عن الغريب الغاشم الذي احتل األرض و أحرق املدن و دمر البنيان ابياا . صحة تلكم العقائد و األفكار و الثقافات و مدى مصداقيتها و إجي

حتمل يف طياا مربراا هذه النظرة إىل الفكر األجنيب الوافد ، مهما يكن ، فإن و . املنطقية

104

و حيث ، أما يف الوقت الراهن حيث انتفى االستعمار و الغزوات و االحتالل احلجم و االمتداد النهائي ، و حيث قد علم يف موضع أصبحت العقائد و األديان

و كل مقتنع مبا عنده من عقائد و أديان ال يرى عنها لغريها م كل أناس مشر يف االثنني من القرون و ال ملتحدا . و حىت التبشري الديين الذي نشط بديال

مترافقا بشكل سلمي مع االستعمار احلديث و معتمدا على الوضع األواخر الديين ، احنسر . هذا التبشري املعيشي الصعب لسكان املستعمرات االقتصادي

اليت باحنسار ظاهرة االستعمار احلديث و بظهور مواثيق احلقوق العاملية أيضا على غريها . ضمنت لألفراد حرية معتقدام الدينية و السياسية و عدم إكراههم

و بالتايل مل يعد هنالك من عمليات للتبشري الديين إال يف حاالت ناشزة ضئيلة ال العرض و الدعاية ، مبعىن التبشري الديين اليوم فقط على مبدأ تكاد تذكر . و اقتصر

، تعرض عقيدا و كتبها و فقهها و كما السياسية أن تلك اجلهة أو الفرقة الدينية دخل و من شاء أال يفعل ذلك ف عل من الغرباء ، فمن شاء أن يدخلتراثها للعموم

ال أحد جيربه على ذلك .

ه بقوة هنا ، هو .. طاملا أن مبدأ فرض العقائد و يطرح نفسو السوآل الذي قد انتفى منذ زمن ، و طاملا األفكار و الثقافات القهري اإلجباري بقوة السالح ،

املتكئ على العوز و الفقر املادي و اجلهل الطبعي ، قد أن التبشري العقائدي الديين لثقايف ؟؟!! و ملاذا يتم بدوره أيضا ، فماذا يبقى من مفهوم الغزو الفكري ااحنسر

و اعتباره خطرا كبريا و غوال ضخما يبتلع اليوم التحذير منه مرارا و تكرارا و ملاذا يتم اعتباره سلبية مطلقة و ؟؟!! و يكتسح عقوهلم األفراد و اجلماعات مت اعتماد مفهوم و فكرة الغزو الفكري ؟؟!! و بناء على ماذا سيئة فع الة مستدامة

؟؟!! . ، مادة للقيل و القال ايف الثق

105

و حسب املنطق الثاين ، هو مصطلح مت إن مفهوم ( الغزو الفكري الثقايف ) اختالقه من ق ب ل الطرف األضعف يف لعبة الثقافة و الفكر و العلم .. الطرف

يف لعبة احلضارة و السياسة . و الغاية منه هي منع أي تواصل فكري األضعف الشعوب و اتمعات . و السبب فيما ميكن أن يتضح من ذلك حضاري فيما بني

و يقبل هو اجتماعي سياسي و ليس بالضرورة أن يكون ديين كما يتوهم البعض تسويق هذه الفكرة . أما اجلذور اليت تعود إليها املظاهر االجتماعية و السياسية ،

نه من املمكن إاملال ، حيث فهي املنافع اردة البحتة املتمثلة بالسلطة و القيادة و الرازحة حتت نري ديكتاتورية سياسية أو اقتصادية ( نظام يف اتمعات املتخلفة

–أو حىت دينية ( طائفة . اخل ) .عشرية . –اإلقطاع ) أو اجتماعية ( قبيلة ، من املمكن ) و اليت تتعرض إىل ما يسمى بـ ( الغزو الفكري الثقايف ) مذهب

على الواقع السلطوي االجتماعي أو السياسي . إىل حدوث التمرد أن يؤدي ذلك القبلي .. اخل ) –العشائري – و دائما ما تتولد لدى املأل االجتماعي ( الديين

أو النظام املايل االقتصادي أو اخلشية من التمرد على نظام القبيلة أو العشرية و األفكار ثقافات الالع على نتيجة االطالسلطوي الديين و ليس العقائدي الفقهي

يت التخلف و الظلم االجتماعي ، حتظر على م ذات س األخرى . كذلك اتمعات أفرادها االطالع على ثقافات الغري و أفكاره ، و باألخص ثقافة األمم املتحضرة

. املتقدمة ، و تعد ذلك نوع من أنواع الغزو الثقايف

أيضا الديكتاتوريات السياسية يف البلدان املتخلفة أو ذوات األنظمة الشمولية ، حتذو احلذو ذاته يف منع أفرادها و رعاياها و اخلاضعني الفردية أو املركزية

لسلطاا ، من االطالع على ثقافات و أفكار اتمعات األخرى و خصوصا منها تعددية السياسية و حرية الفكر و الرأي و اليت تطبق الدميقراطية و أنظمة التلك

106

. و السبب يف ذلك أا تعد هذه األنظمة و أفكارها و التمذهب السياسيني و على نظام حكمها الديكتاتوري ، خطرا شديدا عليها هي بالذات ثقافاا

. ، أكثر من أن يكون خطرا على شعوا و جمتمعاا التسلطي الشمويل الفردي ال على ذلك هو احلكم الشيوعي يف زمن ما ع رف بـ ( االحتاد وخري مث

املواطنني هناك من جمرد معرفة ما ع ن و كيف مت إنشاء ستار حديدي م السوفيييت ) . علما أن االحتاد السوفيييت كان دولة قوية متقدمة يدور خارج حدود هذا االحتاد

بالدول الديكتاتورية املتخلفة ؟؟!! . العاملية ، فما بالنا و قطبا أعظما يف السياسة

و عطفا على ما سبق ، فإنه غالبا ما تعتمد هذه األنظمة و النخب االجتماعية و االطالع على ثقافة و فكر األغيار ، ل له نفسه سو ، إىل معاقبة كل من ت السياسية

سفيه أو وبالذات منهم .. املخالفني . و تندرج العقوبات ، من االعتبارية كالت وصوال إىل املادية منها ، كاالعتداء أو التخوين و املقاطعة اهلرطقة الرمي بالكفر و

إىل حد االغتيال و التصفية تصل ، و أحيانا اجلسدي أو السجن أو التضييق املادي اجلسدية .

( الغزو الفكري الثقايف ) هو عند هؤالء الرهط املأل ، ال يقتصر إذن .. فمفهوم م إىل ي إىل مبادرة املق مبادرة الغريب بأفكاره و ثقافاته ، بل تعدى ذلك لى فقط ع

اعتبار عمله هذا نوع من أنواع االطالع على فكر و ثقافة الغري من اخلارج ، و العربية و أعالمها الغزو الثقايف . و ما اهلجوم يف السابق و اليوم على رواد النهضة

، إال و من يرتبط ا و السياسية جلهات الدينية ، من بعض ا نياملاضي نييف القرن أكرب دليل و شاهد على ذلك .

107

مفهوم ( الغزو الفكري مصداقية و صحة يعتريان اللذان إن اإلشكالية و اخللل هي ..يف وقتنا الراهن يتجليان يف أمور عدة الثقايف )

و دولة ، يف ي إنسان أو جهة أو منظمة أو فرقة دينية أو حزب أأحق األول ..، ئه و ثقافته و أيديولوجيته على اختالف أنواعها ومشارا أن ينشر أفكاره و آرا

تحدث عنها بشكل سلمي دومنا أي إكراه أو ضغط . يو أن

لكل ة و آلية نشر الفكر و الثقافة و العقيدة أو اإليديولوجية يإن عمل الثاين ..بتة و إعالمية حبتة ، مبعىن أن كل موضعية ثا آنفا ، هي بعمومها طرف مما ذكر

ينشر أفكاره و عقائده و ثقافته ، يف وسائل إعالمه املرئية طرف من هذه األطراف أو قبوهلا . و إذا ما دعا الغري ، و ال جيرب أحد على اعتناقها و املسموعة و املكتوبة

ا يضع إليها ، فإنه يفعل ذلك بشكل سلمي حبت و بطريقة العرض ارد . و هو مموضع الضعف و عدم الدقة و املوضوعية ، و ينحو ا اجتاه ( الغزو ) مفردة

العاطفة الغريزية أكثر منها العقالنية املنطقية .

أحد يف الكرة األرضية و منذ بدء التاريخ البشري و إىل اآلن ، مل يبق .. الثالثحياول بشىت السبل وإال و مارس و ميارس الدعوة إىل فكره و ثقافته و عقائده

نشرها . و هنالك من فعل ذلك حبد السيف و إهراق الدماء ألجل ذلك . و و يرمين ه بـ أو ال أن يتهمن أحد لوم أحد على ذلك أحد بالتايل .. ال يستطيعن

فكل ارتكب هذه الفعلة و مارسها .. اللهم ما عدا ( الغزو الفكري و الثقايف ) و األمازون و القطبني . و إن بدائية يف جماهل إفريقية تلكم الشعوب و القبائل ال

من سحب السيف يف املاضي و فرض مبوجبه عقائده و أفكاره على الغري و جلب و باحتالل العامل ن يطالب آل و أطفاله ج وار و إماء و عبيد ، و ال زال إىل انساءه

108

فكري الثقايف هلذا فرض عقائده على شعوبه قاطبة ، ال حيق له التكلم عن الغزو ال . كل بارحة و ساحنة الغري و الشكوى منه

و موجبات االنتقاد العنيف ملفهوم ( الغزو الفكري الثقايف ) إن دواعي الرابع ..هو األول.. يوجد سببان لذلكهي بدورها فاقدة للمصداقية و املوضوعية . و

ة البيئة احمللية الداخلية . و الفكر و الثقافة األجنبية أو اخلارجية ، عن ثقافاختالف ت به األديان السماوية اليت شجعت . أقر شرعي ال إشكال عليه هذا أمر طبيعي

. جاء يف التوراة ..على التعارف و التالقح الفكري فيما بني الشعوب

مكانه من واحد كل الناس له فسيسجد رضاأل هلةآ مجيع يهزل نهأل ليهمإ خميف الرب[ ) . ٢اإلصحاح –( سفر صفنيا ] مماأل جزائر كل

اإلصحاح –( أخبار األيام األول الشعوب ] يف اخربوا بامسه ادعوا الرب امحدوا[ ١٦ . (

و يف اإلجنيل ..

) ٢اإلصحاح –( لوقا الشعوب ] مجيع وجه قدام عددتهأ الذي* خالصك أبصرتا قد عيين [ ألن

.

و فاذهبوا* رضاأل على و السماء يف سلطان كل يلإ دفع قائال كلمهم و يسوع فتقدم[ ) . ٢٨اإلصحاح –( مىت القدس ] الروح و االبن و باأل باسم عمدوهم و مماأل مجيع تلمذوا

و يف القرآن الكرمي جاء ..

ع ن د أ ك ر م ك م إ ن ل ت ع ار ف وا ل و ق ب ائ ش ع وب ا و ج ع ل ن اك م و أ ن ث ى ذ ك ر م ن خ ل ق ن اك م إ ن ا الن اس أ ي ه ا ي ا { . ]١٣: احلجرات[ } خ ب ري ع ل يم الل ه إ ن أ ت ق اك م الل ه

109

مغاير و مناقض و خمتلف ، ال يعين إىل ذلك ، فإن اخلالف مع فكر و باإلضافة هو صحيح و مقبول . بالضرورة أن هذا الفكر سيء و خاطئ و أن الفكر األول

نظرية ( الغزو الفكري الثقايف ) على مقولة .. إن الثقافات ركز أصحاب .. يا ثانو الديين و إا تعمل على إفساد األخرى قائمة على الفساد و االحنالل األخالقي

. و هي مقولة ساقطة منطقيا الشعوب و نشر الرذيلة و التحلل فيما بني ظهرانيها ، الفضيلة و الرذيلة ، و األخالق و النقائص و موضوعيا ألن اخلري و الشر ، و

و مصطلحات و عادات و أفعال و تصرفات ال خيتص ا شعب من هي مفاهيم . كذلك األمر دونا عن غريه الشعوب أو جمتمع من اتمعات أو دولة من الدول

ال يربأ منها كل من هؤالء مجيعا .

ني أحد بالفسق و الفجور و أيضا .. ال يستطيعن أحد أن يرمو مبوجب ذلك فكل قد ورد هذا املورد و كل شارب منه و ناهل و ال يزال إىل اهلتك و اإلفك .

؟؟!! و من هي فمن هو الذي اختص بالفضيلة دونا عن غريه اآلن يفعل ذلك . و األخالق ؟؟!! . و الدولة اليت وص م ت بالفضيلة الدولة اليت وص م ت بالرذيلة

الذي يتم طرحه و تسويقه اآلن ، هو مفهوم و مصطلح ري الثقايف إن الغزو الفك من علمي سند ال وبصلة و ال أساس عقالين منطقي له احلقيقةومهي ال ميت إىل

ألنه بكل بساطة يتناقض مع مفهوم آخر ميثل حبيثياته ، منطق العقل . الواقع أرضوجودة يف فضائها ، التطبيقية امل و الطبيعة و القوانني الفطرية احلقيقية فيها و العلوم

.. الربهان، أال و هو مفهوم و منطق .. باإلضافة إىل العلوم الفلسفية االستنتاجية . فرو اد العلوم املنطق املعتمد لوصول إىل احلقيقة و النتيجة الصحيحة السلمية

تبطة و أصحاب النظريات املرالتطبيقية من رياضيات و فيزياء و كيمياء و غريها ،

110

الصحيح و النتيجة ا ، يعتمدون منهج الفرض و الربهان للوصول إىل احلل و القانون األساس . و آلية ذلك تقوم بكل بساطة على أن توضع مجيع الصواب

واحدا تلو اآلخر ، الفرضيات و احللول و التوقعات املمكنة و من مث وضعها مجيعا ن إ، ال بل األمثل منها الصحيح حمك التجربة و التطبيق حىت يتم استخالص

ئ هنالك مبدأ يف العلوم التطبيقية و النظرية يقوم على القبول بالفرض اخلاطكفرض ، و من مث إثبات أنه خاطئ أو غري قابل للتحقق ، و هو ما يسمى ( نفي

. حىت األديان السماوية أقرت هذا النفي ) و يقع ضمن املضمار الفلسفي أيضا التوراة .. مدته ، جاء يف املبدأ و اعت

) . ١١اإلصحاح –( سفر األمثال رضاه ] الصحيح الوزن و الرب مكرهة غش [ موازين

و يف اإلجنيل جاء ..

فيكم * جربوا قوي بل لكم ضعيفا ليس الذي يف املتكلم املسيح برهان تطلبون نتمأ [ اذ –( رسالة بولس الثانية ] نفسكمأ فونتعر لستم مأ نفسكمأ امتحنوا مياناإل يف نتمأ هل نفسكمأ

) . ١٣اإلصحاح

و يف القرآن الكرمي ورد ..

. ]١١١: البقرة[ } ص اد ق ني ك ن ت م إ ن ب ر ه ان ك م ه ات وا ق ل {

. ]١٧٤: النساء[ } ر ب ك م م ن ب ر ه ان ج اء ك م ق د الن اس أ ي ه ا ي ا{

. ]٢٤: يوسف[ } ر ب ه ه ان ب ر ر أ ى أ ن ل و ل ا{

. ]٣٢: القصص[ } ر ب ك م ن ب ر ه ان ان ف ذ ان ك {

111

. ]٧٥: القصص[ } ب ر ه ان ك م ه ات وا ف ق ل ن ا{

أليس ( الغزو الفكري الثقايف ) هو بناء عليه و عليه بناء ، يتساءل املنطق الثاين .. البشرية و حها ، سادت منذ بدء تاريخ حالة طبيعية طبعية لتمازج األفكار و تالق

و منطق ( الغزو الفكري الثقايف ) إن صحت التسمية إىل اآلن ؟؟!! أليس مفهوم ؟؟!! أليس تاريخ تطور هو حالة من حاالت مفهوم و منطق ( البقاء لألصلح )

البشرية منذ ظهور اإلنسان الذي عاش يف الكهوف و املغاور و حىت اإلنسان استبدال األفكار القدمية قائم على هو تاريخ ، ورة طتكنولوجيا الرقمية امل ملصن ع للتا

بين بأفكار أخرى جديدة مستحدثة مستوردة و ناجتة عن تالقح متبادل فيما بني كان ؟؟!! أمل يثبت يف التاريخ البشري أن هنالك أفكار و آراء و معتقدات البشر

بطالا و عدم صحتها و خمالفتها مث ثبت بعد ذلك ي ظ ن أا الصواب و األفضل التطبيق ، نتيجة ألفكار و حقائق أخرى أثبتت ذلك ؟؟!! هل ملنهج الواقع و

يكفي اام فكرة ما بالسوء و الشر ، أن يكون دليال على ذلك و دليال على .. اجلاهل للغر قول، ال طريقة أسهلبطالن صحتها و صوابيتها ؟؟!! أليست

قوال ن اك نلكي يعافه و يتركه حىت و إ الزعاف السم فيه فإن الطعام هذا احذرملاذا نقبل مبنتجات الغري و و يكرر املنطق الثاين السوآل .. .؟؟!! كاذبا يف ذلك

. صناعته بشغف و نهم و ال نقبل بأفكاره اليت أنتجت هذه الصناعات ؟؟!!

112

مرين أة و الطبيعة منذ ظهور الكائنات احلية على األرض ، قائم على إن قانون احلياالتطور حنو .. الثاين.. البقاء على قيد احلياة و استمرارية احلياة . األولاثنني ،

املنهج األساس األول للكائنات احلية ال األفضل و األنسب . و هذان األمران شك ال ان ، يف الرب و البحر . و هو مبدأ مجيعا ، من نبات و حشرات و حيوان و إنس

قدر ما يشكل حاجة ال بد منها ، و من دوا ال ميكن استمرار بحالة يشك ل نوعه و جنسه و فصيلته ، ال بد له من . فالكائن احلي أيا كان احلياة على األرض

ني أن يعمل على مدار الساعة على تأمني استمراريته يف البقاء على قيد احلياة و تأم تكاثره و تناسله ليضمن بقاء جنسه على كوكب األرض و ي خت ص يف هذا السياق

هذه العملية يلزمها احتياجات و متطلبات للقيام بأودها ، أمهها .. اإلنسان . بأية وسيلة كانت إذا اضطر األمر ، تأمني الغذاء الذي ال بد من التحص ل عليه

و املسكن الذي يؤم ن الوقاية من عوامل للبقاء على قيد احلياة .. كذلك املأوى و هجوم احليوانات املفترسة .. كذلك األمر تأمني اللباس لوقاية اجلسم و الطبيعة

تأمني درجات حرارة مناسبة . و تأيت بعد ذلك املستلزمات و االحتياجات أو الدفاع عن النفس و غريها . األخرى ، كأدوات االستخدام للزراعة أو الطعام

.. البحث و التقص ي . و األوله بدورها حتتاج أمرين اثنني ال ثالث هلما ، و هذ

113

و التعاضد االجتماعي و اجلماعي يف آن معا . فال و التكامل .. التعاون الثاين ميكن ألي إنسان فرد مهما عال شأنه و متي ز عن أقرانه من بين البشر ، سواء يف

الذكاء الفطري املكتسب ، أو قدرات خارقة كالقوة البدنية أو املقدرات العقلية حمل اجلماعة يف قدراا و معينة و ما إىل ذلك .. ال ميكن هلذا الشخص أن حيل

منافعها و ميزاا . كما أنه ال ميكنه االستغناء عنها يف الوقت نفسه .

القرآن الكرمي .. جاء يف ، فقد أيدا وهذه القضية أقرت ا األديان

. ]١٠٥: عمران آل[ } ال ب ي ن ات ج اء ه م م ا ب ع د م ن و اخ ت ل ف وا ت ف ر ق وا ك ال ذ ين ت ك ون وا و ل ا{

] .٤٦: األنفال[ } ر حي ك م و ت ذ ه ب ف ت ف ش ل وا ت ن از ع وا و ل ا{

] .٢: املائدة[ } و ال ع د و ان م ال إ ث ع ل ى ت ع او ن وا و ل ا و الت ق و ى ال ب ر ع ل ى و ت ع او ن وا{

و يف التوراة جاء ..

ق د يس ني ت ك ون ون : ل ه م و ق ل إ س ر ائ يل ب ن ي ج م اع ة ك ل ك ل م [ أل ن ي ق د وس الر ب إ هل ك م [ ) . ٢: ١٩ الالويني(

هؤ ال ء [ ه م م ش اه ري ، ال ج م اع ة ر ؤ س اء أ س ب اط آب ائ ه م . ر ؤ وس أ ل وف إ س ر ائ يل [ )١٦: ١ العدد . (

) . ٥: ٣٤ حزقيال( ] ت ش ت ت ت و ال ح ق ل ، و ح وش ل ج م يع م أ ك ال و ص ار ت ر اع ب ال ت ش ت ت ت ف [

و يف اإلجنيل ..

األ م ر ا هذ ف ي ل ي ن ظ ر وا و ال م ش ايخ الر س ل اج ت م ع ف [ . ) ٦: ١٥ الرسل أعمال( ]

114

أما مفهوم التطور ، فهو أيضا مسة رديفة أساس لزمت اإلنسان العاقل و اختصت على قيد من الكائنات األخرى . و بنظرنا .. فإن موضوع البقاء هبه أكثر من غري

لحة ، قد ارتبطا بعامل آخر هو ( املصو التطور حنو األفضل احلياة و استمراريتها و ( املصلحة اجلماعية ) أيضا . و ال ميكن فصلهما بعضهما الفردية الشخصية )

ضمن الشروط املعيارية االفتراضية ، و هي قضية حتدثنا عنها يف مبحث عن بعض سابق من هذا الكتاب .

فإن هذه القضية من الناحية املعيارية العمومية ، هلا معيارين اثنني ، أيضا و بنظرنا و غري أخالقي . و هذه املعايري و ر شرعي أخالقي ، و معيار آخر ال شرعي معيا

قد حددها اتمع و أعرافه باإلضافة إىل األديان . و هي قضية متاهت الضوابط مع قضية التطور االجتماعي لإلنسان العاقل ، من مستوى الفرد إىل مستوى أيضا

ترافقت معها . فتطور مفهوم و اجلماعة إىل مستوى اتمع و نظام الدولة إىل املصلحة الشخصية اإلنسانية مترافقا مع التطور السابق ، من املصلحة املصلحة

إىل مصلحة اتمع و من مث العشرية ... اخل ) –اجلماعية ( مصلحة القبيلة مصلحة الدولة .

شخصية لكن سويات هذه املصاحل مجيعا ارتبطت يف النهاية باملصلحة الفردية ال، مبعىن أا يف الوضع االفتراضي الشرطي املعياري ، هي خلدمة الفرد يف لإلنسان

. و يف أسوأ األحوال ي فتر ض أا ال تتعارض بعضها اجلماعة و اتمع و الدولة األديان السماوية و دعت إليه . أو تلغي بعضها بعض .. هذا ما أقرته مع بعض

الفلسفية الوضعية و منها و أمهها نظرية ( العقد كذلك النظريات االجتماعية و . فحسب الذي تطرقنا إليها يف مبحث سابق االجتماعي ) أو ( احلق الطبيعي )

115

االفتراضي ، من غري املعقول أن تتعارض مصلحة اجلماعة مع الشرط املعياري في يف النهاية هو أساس اجلماعة و اتمع و الدولة . فمصلحة الفرد ألن الفرد

و خضوعه لنظامها ما على سبيل املثال ، ال يؤمن الفرد بانتمائه لقبيلته نظام القبيلة و ن له القبيلة شروط معينة كاحلماية مثال و املأوى و احلفاظ على الكرامة م مل تؤ

، و هو ما ينسحب على نظام اتمع العدل و املساعدة عند الوقوع يف مأزق ما و املذهب أو احلزب السياسي أو أي جمتمع أو تكل آخر . و الدولة أو الطائفة

أو ديين ففي النهاية ، هنالك مصاحل متبادلة ال ميكن ألي نظام و تكتل اجتماعي أو سياسي أن يتجاهلها و إال فإنه يعر ض نفسه للتفكك و االحنالل و من مث

. الزوال

و األحزاب و حىت و إذا نظرنا يف تاريخ نشوء احلضارات و الدول و املمالك هذه األنظمة مجيعا ، لوجدنا ما املذاهب و األديان ، و تفكك و احنالل و زوال

. فأهم عامل من عوامل سقوط نظام و كيان اجتماعي يوافق القول املذكور آنفا و أخطاء أو زواله ، هو حصول خلل أو فساد و مشاكل أو سياسي أو ديين

اعية النفعية املتبادلة فيما بني الفرد و النظام أو الكيان فادحة يف بنية اهليكلية االجتم . التابع له

فبمجرد أن يشعر فرد ما أو جمموعة أفراد ، بعدم قدرة النظام أو الكيان الذي ، على تلبية احتياجام و حىت اقتصاديا أ و دينيا أ ينتمون إليه اجتماعيا أو سياسيا

بح عبئا عليهم أكثر مما ينبغي ، حىت يفكرون الضرورية و األساسية و أنه قد أصإذا مل يستطيعوا فعل ذلك ، فإم أو التخلي عنه ، و بأحسن األحوال باستبداله

به و حياولون قدر اإلمكان التملص من القيام يعتربون أنفسهم غري معنيني

116

ث . هذا كله يندرج ضمن إطار مظاهر حياتية شرعية قانونية حتدبواجبام جتاهه صل يف الدول الدميقراطية املتقدمة املتحضرة ذي حياليف عصرنا هذا كاالنتخاب

مبوجب مصلحة ذات التعددية السياسية حيث يقوم الناخبون بانتخاب مرشحهم ، نفعية شخصية دومنا حياء أو حرج ، و ي سقطون مرشح آخر انتخبوه سابقا

أي حرج . فكم حصل يف بنفس الطريقة أو املعيار و ال يبالون أو يشعرون ب رد، و ع م د بلديات البلدان األوروبية أن سقطت حكومات و وزارات و نواب

إىل ما ، زيادة بسيطة يف الضرائب أو خفض نسبة ضئيلة يف الضمان االجتماعي حبتة متس بالدرجة األوىل حياة املواطن الشخصية و منافعه هنالك من أمور حياتية

، و هو حق شرعي لإلنسان ال جيرؤن أحد على انتقاصه فردية الذاتية و مصاحله ال. ، حىت األديان السماوية تطرقت إىل هذه القضية أو حىت معنويا أو النيل منه أدبيا

املشركني ) أو ( الكفار ) بصيغ و ( كثريا ما خاطب من ي سمو ن فالقرآن الكرمي ملصلحة الشخصية الذاتية بني اهللا و اأساليب عدة ، منها صيغة املفاضلة و املمايزة

جل و عال ، و بني اآلهلة اليت أشركها هؤالء يف عبادم ، معه . عندما سأهلم عن هلم و طالبهم أن يتخذوه إهلا و معبودا و من مثال ذلك ..األنفع و األجدر

. ]١٧: النحل[ } ت ذ ك ر ون أ ف ل ا ي خ ل ق ل ا ك م ن ي خ ل ق أ ف م ن {

ال م ي ت م ن ال ح ي ي خ ر ج و م ن و ال أ ب ص ار الس م ع ي م ل ك أ م ن و ال أ ر ض الس م اء م ن ي ر ز ق ك م م ن ق ل { . ]٣١ : يونس[ } ت ت ق ون أ ف ل ا ف ق ل الل ه ف س ي ق ول ون ال أ م ر ي د ب ر و م ن ال ح ي م ن ال م ي ت و ي خ ر ج

ب ر ه ان ك م ه ات وا ق ل الل ه م ع أ إ ل ه و ال أ ر ض الس م اء م ن ي ر ز ق ك م و م ن ي ع يد ه ث م ال خ ل ق ي ب د أ أ م ن { . ]٦٤: النمل[ } ص اد ق ني ك ن ت م إ ن

117

. ]٦٦: األنبياء[ } ي ض ر ك م و ل ا ي ئ ا ش ي ن ف ع ك م ل ا م ا الل ه د ون م ن أ ف ت ع ب د ون ق ال {

ن املعايري إقوله يف هذا املبحث ، ميكن القول من هنا و من خالل كل ما سبق مصاحل الشخصية و املنافع العرفية للاألخالقية و الضوابط الشرعية القانونية

و تبادلة . ، يتراوح مداها حصرا ضمن إطار املصاحل االجتماعية الفردية املالفرديةتقييم أي تصرف فردي شخصي ينم عن مصلحة فردية و طار يتم ضمن هذا اإل

نطاق األخالق ، أم أنه منفعة شخصية إذا ما كان تصرفا مقبوال يقع ضمن أنانية و جشع و انتهازية يقع يف نطاق العيوب اخل لقية . تصرف معيب ينم عن

. فبمقدار ما تكون املنافع و املصاحل العالقة طردا فيما بني الطرفني و تتناسب و حمترمة ، مبقدار ما تكون الضوابط و القيود اجلماعية ، متبادلة و قوية –الفردية

شديدة و صارمة و تصبح االنتهازية للمصاحل الشخصية و املنفعة الفردية األخالقية اضحا جليا يف هنا أمرا معيبا ال ميكن تربيره حبال من األحوال . و هو أمر يبدو و

جيدا مبواطنيها و تسهر على عىن فيها الدولة الدميقراطية املتحضرة و اليت ت الدول و رعايتهم و تأمني كافة مستلزمام املادية العينية و االعتبارية حيث أمنهم

املرء هناك على أدىن عمل أو تصرف يدل على بوادر املصلحة الشخصية ي حاسب و التهرب أ، سواء بالنسبة الستغالل املنصب الشرعية غريو املنفعة اخلاصة

تطالعنا يف أو غريه من الواجبات حنو الدولة و اتمع . و ما الفضائح اليت الضرييب الصحف و االت و قنوات التلفزة من فضائح لنواب و وزراء أو رؤساء

بهم أو يف أوروبا و غريها ، عن استغالهلم ملناصحكومات أو حىت رؤساء دول يف بسيطة ، إال شيء بسيط ضئيل ال يكاد ي ذك ر ، مما حيصل قبوهلم هلدايا معينة

أماكن أخرى كدول العامل الثالث ، مع أن ذلك ي عد فضيحة بالنسبة إليهم !!!.

118

قد يتبادر إىل ذهن القارئ ، سوآل عن دور الوعي االجتماعي و التوعية وطنية ، يف التخفيف من حدة شبق الاالجتماعية الوطنية و حس املسؤولية

شرعية ، و يقع البالطرق غري ل على املنافع الشخصية و املصاحل الفردية التحص أن ذلك بالوجه ارد املطلق ، هو االعتقاد يف صحة ذلك و وجوبه . و الواقع

. و السبب يف ذلك جماف للحقيقة متاما و ال يصح يف الواقع اليومي العمليايت االجتماعية هو نتيجة ال مقدمة .. هو و هو أن مبدأ الوعي و التوعية ا بسيط جد

عرب الدساتري و نتيجة ملقدمات التكافل و التعاضد االجتماعي العملي اسد القانوين للدولة أو القوانني الناظمة تمع من اتمعات سواء اليت يشترعها املشرع

األحداث و الوضعية الناجتة عن تراكم تلكم اليت تشترعها األعراف االجتماعية اليومية يف هذا اتمع و تطورها ، من نظام األسرة مرورا بنظام اجلماعة و الوقائع

و كياا السياسي الذي هو الصورة األخرية الناظمة اتمع وصوال إىل نظام الدولة الدينية و على نظام األحزاب السياسية و لكل ما سبق . و هو أمر ينطبق أيضا

هيكليتها ، متاما .

ففي . فهي تعود يف أصوهلا اللغوية إىل فعل ( ز ) ، كداللة و فعل أما االنتهازية " النهز هو التناول باليد و النهوض للتناول مجيعا . و النهزة هي الشيء ١املعجم

هو هي الفرصة . و انتهاز الشيء الذي لك معرض ، كالغنيمة . و النهزة أيضا التمكن منه قبل الفوت . و انتهز الفرصة أي بادر وقتها . و انتهزها أي تناوهلا من

" ( انتهى ) . قرب و بادرها و اغتنمها

انظر معجم ( لسان العرب ) مادة / ز / . ١

119

و اغتنام الفرص و انتهازها ، هو يف الوضع االفتراضي أمر مشروع ال غبار عليه الشعبية و أقرت به مجيع األعراف و جرت يف قوله و تناوله األمثالأو إشكال فيه

. جاء يف احل ك م و األقوال املأثورة . كذلك األديان السماوية اعترفت به و أيدته القرآن ..

. ]٦٩: األنفال[ } ر ح يم غ ف ور الل ه إ ن الل ه و ات ق وا ط ي ب ا ح ل ال ا غ ن م ت م م م ا ف ك ل وا{

و يف التوراة جاء ..

ال س ف ه اء ب ي ن [ ت ر ق ب ال ف ر ص ة و ب ي ن ال ع ق الء ك ن م و اظ ب ا [ )١٣: ٢٧ سرياخ ( .

. ) ٣٤: ١٥ األول املكابيني( ] اب ائ ن ا م ي ر اث اس ت ر د د نا ال ف ر ص ة اص ب ن ا ف ل م ا[

ن ( االنتهازية )كمفهوم و توصيف ، قد أخذت الصفة السلبية و وضعت إعلى تتخذ شيمة ملعايب اخل لقية . فأصبحت صفة االنتهازية صفة سلبية موضع ايف

االستغالل و الطمع و األنانية . و غالبا ما يتم ربط منطق االنتهازية مبنطق املصاحل الشخصية و املنافع الفردية .

االنتهازية و منطقها ، عن مبدأ و منطق املصلحة الشخصية أمبد على إن ما يفر ق عدم ارتباطها باملفهوم االجتماعي كما هو احلال يف املصاحل الفردية الفردية ، هو

الشخصية . فاالنتهازية هي يف أساسها ، صفة شخصية فردية قبل كل شيء .

، و لكتاب ااملعيار االفتراضي املذكور يف مبحث سابق من هذا بالعودة إىل منطق إن املظاهر الثاين يقول .. بإسقاط ما مت ذكره يف مبحثنا هذا عليه ، فإن املنطق

السلبية املعيبة و اجلوانب الالأخالقية ملفهوم املصلحة الفردية و املنفعة الشخصية ،

120

االفتراضي هلذه املصاحل أال و هو العالقة تتحدد حتما و حصرا مبوجب املعيار رد و أو الف.. التبادلية الصحيحة الكاملة و غري املنقوصة فيما بني الفرد و اجلماعة

و إن أو الفرد و احلزب أو الطائفة ... اخل . .. أو الفرد و الدولة .. اتمع املسؤول األول عن هذه العالقة يف حال وجودها هو الطرف الثاين أي اموع أو

و هو الذي يتحم ل أوال و أخريا أي خلل أو أو احلزب و الطائفة ... اخل . الدولة ذه العالقة كونه هو الطرف صاحب السلطات و و تقصري يف هأفساد أو خطأ

و أدبيا و اعتباريا . و هو الذي تتجمع يف الصالحيات و القوانني القاهرة ماديا و هو املسؤول األول عن تنظيم و إدارة املوارد املادية و االقتصادية و البشرية يديه

األفراد اخلاضعني لسلطانه االجتماعي .

عندما يتم فقدان أواصر الروابط االجتماعية و النفعية بني تلكم ، فإنه و تبعا لذلك املوجبات السلبية الالأخالقية ، ملبدأ السابقة و بني األفراد ، تتالشى تلقائيا األنظمة

مطلقة ( إن صح املصلحة الشخصية الفردية اليت تتحول بدورها إىل قيمة جمر دة دورها يف تصحيح مسار قية التوصيفية و بالتايل تفقد املعايري األخالالتعبري )

الفردية الشخصية لألفراد . و تصبح االنتهازية أمرا مربرا مشروعا املصاحل و املنافع األواصر و الروابط و يصبح من حق الشخص الفرد أن ينسلخ حال فقدان تلك

أخرى تؤمن له عن رابطته االجتماعية القدمية و يربأ منها و يبحث عن رابطة أية رابطة واضعا منافعه و مصاحله احله الفردية الشخصية أو أن يبقى خارج مص

الشخصية فوق أي اعتبار .

االجتماعي الطبعي ذو املصاحل النفعية املتبادلة ، هو نظام األسرة الذي إن النظام الوالدة و ينشأ طبعيا على قوانينه و مبادئه . و أول يوجد فيه الفرد تلقائيا عند

121

ة و منفعة شخصية يشعر ا املرء ، هي من نظام األسرة اجلماعي الذي مصلح و امللبس و املأوى و العالج و احلماية و التعليم جمانا دون أي يقدم يقدم له الطعام

هو ( أي املرء ) أية منفعة ت ذك ر إال يف وقت الحق يستغرق سنني عدة . و هذا إن يشعر به اإلنسان هو شعور االنتماء دل على شيء فإنه يدل على أن أول شعور

الفردي . و هذا بدوره يستجلب نقطة اجلماعي لألسرة ، قبل شعوره باالنتماء اللقيط أو هامة جدا و خطرة جد اخلطورة يف الوقت عينه . و هي أن اإلنسان

ي ال أسرة له ، قد ينشأ يف غالب األحيان دومنا شعور بالرابطة ذاليتيم الإلغراء و أهواء مصاحله الشخصية ال ينظر و بالتايل يصبح مقيدا االجتماعية .

و املصلحة اجلماعية ، و ال يتملك حس الوالء غريها و ال يعترب مفهوم اجلماعة هذا الشخص للدولة و اتمع أو أي تكتل حزيب آخر . و تبعا لذلك يصبح

يصبح عرضة لالنقياد لكل ، و جمهول األب أو األم أو االثنني معا أ اليتيم أواللقيط من حيقق له شروط مصلحته النفعية الشخصية أيا كانت األهداف و الوسائل اليت يريدها هذا الطرف منه ، دومنا اعتبار ألية معايري و ضوابط شرعية و أخالقية

فاقد مليزة حتسس و إدراك الرابطة اجلماعية و املصلحة النفعية كونه هو باألساس ، و لألسف الشديد يقول املنطق الثاين .. إن هذا الشخص حمق يف كل املرتبطة ا

تأمني أقصى منفعة اتمع و يسعى لأ فيها من ر ب تصوراته و كل أعماله اليت ي و شرير . و هلذا قد يوصف الشخص السيء األخالق و اخلصال شخصية له

حيانا أكثر منه بأنه ( ابن حرام ) أو ( ابن زنا ) و هو تعبري جمازي أالفعال ( حسب العرف االجتماعي ) يفعل أي شيء ألي شخص موضوعي حقيقي

، فالكثري من األيتام ألجل مصاحله الشخصية الفردية دومنا أي اعتبار للمجتمع

122

لأليتام دومنا أب هلم أو أم ، هم على درجة عالية من اخل لق الذين يربون يف ملجأ . نسب ألب و أم و الفضيلة أكثر بكثري ممن هلم هوية

أن تناولتها األديان السماوية و أولتها غاية اهتمامها و بلغ من خطورة هذه القضية . جاء يف القرآن الكرمي .. نظرا خلطورا الشديدة

. ]١٥٢: األنعام[ } أ ش د ه ي ب ل غ ح ت ى أ ح س ن ه ي ب ال ت ي إ ل ا ال ي ت يم م ال ت ق ر ب وا و ل ا{

. ]٨: اإلنسان[ } و أ س ري ا و ي ت يم ا م س ك ين ا ح ب ه ع ل ى الط ع ام و ي ط ع م ون {

. ]١٧: الفجر[ } ال ي ت يم ت ك ر م ون ل ا ب ل ك ل ا{

. ]٩: الضحى[ } ت ق ه ر ف ل ا ال ي ت يم ف أ م ا{

. ]٢: املاعون[ } ال ي ت يم ي د ع ال ذ ي ف ذ ل ك {

. ]٢١٥: البقرة[ } و ال م س اك ني و ال ي ت ام ى و ال أ ق ر ب ني ف ل ل و ال د ي ن خ ي ر م ن أ ن ف ق ت م م ا{

م ن ال م ف س د ي ع ل م و الل ه ف إ خ و ان ك م ت خ ال ط وه م و إ ن خ ي ر ل ه م إ ص ل اح ق ل ال ي ت ام ى ع ن و ي س أ ل ون ك { . ]٢٢٠: البقرة[ } ل ح ال م ص

.. جاء التوراة يف و

ت س يء ال [ أ ر م ل ة إ ل ى م ا و ال ي ت يم [ )٢٢: ٢٢ اخلروج ( .

. ) ١٩: ٢٧ التثنية( ] ي ت يم و ال ال غ ر يب ح ق ي ع و ج م ن م ل ع ون [

ال غ ر ب اء ي ح ف ظ الر ب [ . ي ع ض د ي ت يم ال [ )٩: ١٤٦ املزامري ( .

123

أثبتا أثرمها يف تطور و ، لقد أثبت مبدأ املصاحل الشخصية الفردية و مبدأ االنتهازية ذلك ازدهار اتمع و بالذات ، حال ارتباطهما مببدأ البقاء لألصلح . و فضال عن

.. و فساد اتمع النخب أسوأ و الفرد و ذاك ، فإن فساد اتمع أسوأ من فساد و املصاحل الشخصية للمأل يعود ضررها على أخطر بكثري من فساد األفراد ..

على املأل . األفراد أكثر بكثري مما تعود به مصاحل األفراد الشخصية

و خيتم املنطق الثاين هذا املبحث بالقول .. كل انتهازية و كل مصلحة شخصية ا لغري صاحبها ، هي حق مقصودا مباشرا من ق ب ل صاحبه فردية ال تسبب ضررا

ال غبار عليه و ال إشكال فيه و ال حياء و ال خجل . مشروع طبعي مكتسب

124

العاقل منذ وجوده و إدراكه ملظاهر ما حوله من طبيعة و فضاء و سعى اإلنسان سباا . ألظواهر خفية أو مادية عيانية مل يدرك و مالحظته جغرافية و كائنات .

، سعى للكشف مل يتسىن له سرب أغوارها و معرفة خباياها و أخرى داخلية نفسية ، و الكون املمتد أمامه إىل ما ال اية . و عندما اصطدم عن سر الوجود احمليط به

بقوى الطبيعة و آثارها النافعة و الضارة معا ، املفيدة و املميتة يف آن واحد ، مفهوم .. التابو و املقدس و الذي ترافق معه فيما بعد ظاهرة أو مامه أبرزت

. مفهوم ( الطوطم )

عند اإلنسان ، كحل للمعضالت اآلنفة الذكر املقدس أو التابو مفهوم ظهر و قد االجتماعية ، و من مث الناظم لبعض أو كل شؤون اإلنسان احلياتية بالدرجة األوىل

طار ما ع رف يف بعض جزئياته بـ ت إمنها و االقتصادية و حىت السياسية ، حت فيما بعد ، دورا سلطويا امتد به إىل الفترة الراهنة من عصرنا الدين ) و ليتخذ (

احلايل .

125

و التابو املقدس يعود جبذوره إىل مصدرين اثنني .. مصدر إنساين بشري وضعي اوي . و مصدر وصف نفسه بأنه إهلي مسحالة افتراضية كاخترعه اإلنسان لنفسه

يف حيثيات بنوده و مضامينه املكتوبة و املقروءة . علما أن أداته و عب ر عن ذلك و فإن التابو و املقدس كمفهوم و بنظرنا أيضا يف ذلك كانت اإلنسان نفسه .

مصطلح ، قد اختذت حالة شبيهة حبالة اتمع و النظام االجتماعي من حيث جتة عن تراكم األحداث و تطورات احلياة امللحة النااحلاجة و الضرورة املاسة

. من نظام األسرة إىل نظام اجلماعة إىل نظام اتمع و من مث ، نظام الدولة اليومية متوافقة ملا هو احلال عليه يف قضية التطور االجتماعي . فشك ل التابو حالة مشاة

رة املشاعي ، ظهر لدى اإلنسان عندما كان هذا األخري ضمن نظام األسفالتابو حيث مل يكن هنالك مجاعة بعد ، و هو ما دعمته األديان أي اإلنسان الفرد عندما خلقه و اليت قالت إن اإلنسان العاقل األول و هو ( آدم ) السماوية بدورها

، ألقى إليه بأمور دينه و دنياه و علمه إياها ، و قد أدرك آدم قداسة اهللا وحيدا . و مناطقها و علمه األشياء و مسمياا ظة اليت خلقه ا ربه و خالقة ، من اللح

جاء يف القرآن الكرمي ..

ك ن ت م إ ن ه ؤ ل اء ب أ س م اء أ ن ب ئ ون ي ف ق ال ال م ل ائ ك ة ع ل ى ع ر ض ه م ث م ك ل ه ا ال أ س م اء آد م و ع ل م { . ]٣١: البقرة[ } ص اد ق ني

. ]١١٥: طه[ } ع ز م ا ل ه ن ج د و ل م ف ن س ي ق ب ل م ن آد م إ ل ى د ن ا ع ه و ل ق د {

.. جاء التوراة يف و

ب أ س م اء آد م ف د ع ا[ ج م يع ال ب ه ائ م و ط ي ور الس م اء و ج م يع ح ي و ان ات ال ب ر ي ة [ )٢٠: ٢ التكوين . (

126

. ) ٢: ٥ التكوين( ] خ ل ق ي و م آد م اس م ه و د ع ا و ب ار ك ه ه ، خ ل ق و أ ن ث ى ذ ك ر ا[

إن هذا املقدس الذي ظهر لإلنسان كفرد ، كان البد لإلنسان من أن يقوم نظام اجلماعة من نظام املشاعة الفردي إىل نفسه عندما تطور هو بتطويره و حتديثه

النظام االجتماعي ، كان يقابلها يفلقائي ففي كل عملية تطور تو ما تالها . عملية حتديث ملفهوم التابو املقدس ليواكب النظام االجتماعي اجلديد . و هذا التحديث بدوره كان له مصدرين اثنني .. اإلنسان نفسه ، و اهللا اخلالق الذي

، أصحاب الرساالت خالل فترات زمنية متوالية و باألخص منهم أرسل األنبياء ألديان السماوية الثالث .. اليهودية و املسيحية و اإلسالم . و بالنظر الكربى أو ا

األديان السماوية ( و حىت غري السماوية منها ) يتضح لنا أن إىل مضامني تلكم ، و خاطبت الفرد إىل هذه األديان قد جاءت بالدرجة األوىل إىل اموع ال

اجلماعة أكثر منها األفراد .

ابو أو املقدس ، ساير منذ نشأته األمر و املفهوم االجتماعي عند إذن .. فمفهوم الت. و حىت نفهم قضية التابو أو املقدس ، جيب معرفة اإلنسان و رافقه يف تطوراته

زيه ـ.. التقديس هو التطهري و التربيك و هو التن ١. جاء يف املعجم املعىن جيدا و النقائص ( انتهى ) . و املقدس . و القدوس هو الطاهر املرته عن العيوب أيضا

أيضا على اجلبل العايل الصعب الوصول إليه ، و تطلق أيضا هو املكان العايل . صعب املرتقى

انظر معجم لسان العرب مادة ( قدس ) . ١

127

ينحصر فقط ضمن دوائر الدين أو إن املقدس أو التابو كمفهوم و مصطلح ، مل ة أو املادية الغيبيات املاورائية ، بل تعدى ذلك إىل املفاهيم و املصطلحات االعتباري

األخرى . فكل شيء عزيز على اإلنسان هو بالنسبة إليه شيء مقدس . و أي به اإلنسان و خيتص به و ال يريد ألحد انتهاكه أو املساس به ، هو شيء يهتم

شيء مقدس بالنسبة إليه . فهنالك من يعترب بعض األشياء املادية أمرا مقدسا أيضا و األحجار أو بعض احليوان كاألفعى و البقرة شجار و بعض األأكالنار أو القبور

. و هنالك ما هو غري ذلك ( الطوطم ) و هي يف غالبها ذات منشأ عقائدي ديين بعض املفاهيم أيضا كاملال أو الذهب و ما إىل ذلك . و هنالك أيضا من يعترب

مثال .. شيء مقدس بالنسبة إليه كاالشتراكية أو القومية أو الوطنية أو اجلنس و الشعوب ، كان يف فترة من الفترات لدى بعض القبائل على سبيل املثال فاجلنس

حالة مقدسة ال جتوز ممارسته إال يف فترات معينة و أماكن حمددة . و هنالك أيضا عضاء مقدسة ألا أاألعضاء التناسلية هي من كان يعتقد يف فترة من الفترات أن

ء و االستمرارية . كما أن هنالك من يعد ب احلياة و تؤمن البقا بعض املفاهيمو الكرم و حنوها . و العمل و العلم االعتبارية األخرى ، أمرا مقدسا كاألخالق

ال جيوز املساس به أو انتهاكه . فالكرم عند العرب يف اجلاهلية كان أمرا مقدسا . لوب لديهم بثأر كذلك محاية املستجري حىت و لو كان عدوا لدودا أو مط

فبمجرد أن يدخل فناءهم طالبا اإلجارة و احلماية ، كانوا جيريونه و حيمونه حىت خيرج من عندهم و ال يعودون لطلب ثأرهم منه إال بعد انقضاء مدة أو مسافة

. و هي أمور ي طل ق عليها باألحوال كافة .. التابو . معينة

الذي املقدس أو التابو بأنه .. الشيء إذن .. و من خالل ما سبق ، ميكن تعريفو أال جيوز املساس به نفسه الوقت يفال ميكن املساس به أو الوصول إليه . و

128

و جمموعة أشياء طاهرة أإن كان ميكن ذلك و هو بالوقت عينه شيء الوصول إليه من الشوائب و النقائص . و جيب أن تبقى كذلك و أن يتم احلفاظ نقية خالية

لكي تبقى كذلك . فالتابو إذا .. هو الشيء العزيز لدى شخص محايتها وعليها احتراما و أمهية و عناية و خوفا يف آن معا . و كل شيء يعد ه اإلنسان ما يكن له . تابو.. بالنسبة إليه هو خط أمحر

بالنسبة لإلنسان وضعني اثنني .. األول هو التابو الذي سعى إليهلقد اختذ التابو مث اختذه لنفسه . و الثاين هو التابو الذي سعى هو إىل من تلقاء نفسه اإلنسان و عر ف عن نفسه متخذا السمة اإلهلية . و الفرق فيما بني االثنني ، هو اإلنسان

و لو بشكل غري مباشر ، بينما الثاين هو أن اإلنسان قد وضع شروطه على األول و منهج ( إن ى شكل مبادرة أو صفقة من وضع شروطه على اإلنسان و كان عل

صح التعبري ) .

كال املقد سني و اختذاملطاف ، قد ايةلكن ما حصل بعد ذلك ، هو أن اإلنسان كارتل . و قام بدجمهما معا ضمن سخ رمها ملصاحله الشخصية و ضمن شروطه هو

و ذلك لسهولة االستخدام . واحد أو جممع

للتابو بالنسبة لإلنسان ، بدأت من عامل ورة التارخيية ن السرييتضح أمما سبق ، منه و حماولة معرفته و و أذاه مث التقربو اتقاء ضرره اخلوف من اهول اخلفي

و فيما بعد .. السيطرة لتعريفه للتعامل معه و حلول افتراضية وضع أسس معينة االقتصادي أو عليه و التحكم به و وضعه موضع اخلدمة امليدانية و االستثمار السياسي أو االجتماعي ، و هو ما نراه اليوم يف عصرنا الراهن .

129

له املتبلورة جيمل كل ذلك ، فإن التابو املقدس يف الصورة النهائية باختصار شديد . و الثبت التارخيي البشري ) النفع –جدلية ثنائية طرفية قوامها ( الضرر قد اختذ

القرآن الكرمي ..طاب الديين السماوي . جاء يف يدعم هذه املقولة . كذلك اخل

. ]٤٩: يونس[ } الل ه ش اء م ا إ ل ا ن ف ع ا و ل ا ض ر ا ل ن ف س ي أ م ل ك ل ا ق ل {

. ]١٠٦: يونس[ } ي ض ر ك و ل ا ي ن ف ع ك ل ا م ا الل ه د ون م ن ت د ع و ل ا{

م ن ي ش اء م ن ب ه ي ص يب ل ف ض ل ه ر اد ف ل ا ب خ ي ر ي ر د ك و إ ن ه و إ ل ا ل ه ك اش ف ف ل ا ب ض ر الل ه ي م س س ك و إ ن { . ]١٠٧: يونس[ } ع ب اد ه

و يف التوراة جاء ..

. ) ٣٩: ٣٩ (سرياخ س اع ت ه ا ] ف ي ف ائ د ة ك ل ف ت ؤ ت ي ص ال ح ة ال ر ب أع م ال ج م ي ع [ إن

. ) ٣١: ٣٦ (أيوب ب ك ث ر ة ] ال ق وت ي ر ز ق و الش ع وب ، ي د ين ب هذ ه أل ن ه [

شيء ال ينفعه و ال يضره . و فمن غري املنطقي و املعقول أن يقد س اإلنسان ما رآه يشكل خطرا أو ضررا مباشرا أن اإلنسان قد اجته إىل تقديس الثابت تارخييا

، أو أحدمها ، إما ضررا أو نفعا . يه أو منفعة و فائدة مباشرة يف آن معا عل

إن كل مقد س أو تابو لدى بناء عليه و عليه بناء ، فإن املنطق الثاين يقول .. . و كل مقد س يتم طرحه على اإلنسان أيا كان هذا اإلنسان و أيا كان هذا التابو

بالنسبة لإلنسان .. الضرر احلتمي شرطني إنه مقد س ، جيب أن حيقق هذين الو كل ما ال حيقق هذين املؤكد أو النفع احلتمي املؤكد ، أحدمها أو كالمها معا .

الشرطني ، ال يصح أن ي طلق عليه مقد س .

130

خطرية جدا و هي .. املقد س الومهي أو بوجه ىل قضية إهذا األمر يقودنا مباشرة قدس . و خطورة هذه القضية تنبع من أمور ثالثة .. من وجوهها .. توهم املآخر

بساطة انتشارها الواسع لدى شرحية واسعة من الناس .. قوة ثباا لديهم .. و طبقا لذلك ، يكفي أي أسباا و افتقارها ألدىن دليل و إثبات عقلي منطقي .

هنا شخص ما أن يتوهم شيئا ما بأنه مقدس ، حىت يعطيه صفة القداسة و هي و بالتايل يتحول ، و حىت يتعامل معه على هذا األساس بالغالب األعم تكون دينية

لقبول قداسة هذا الشيء و . أما األسباب اليت دعته هذا الشيء إىل ( طوطم ) إىل تستند إىل أدىن دليل ال اعتمادها ، فهي أسباب واهية كاذبة طوطميته و

ه عن إما أن تكون نسبة إىل منام رآ و ال إىل ركن وثيق . فهيمنطقي عقالين صوتا أو مساعه و األمكنة أو أحد مجادات الطبيعة و أحد القبور أأأحد األشخاص

جهة معينة أو ، أو شيء ما يتحرك أو ضوء ما من من مكان ما غريبا يصدر . فيسارع إىل تحقق أسباا ، و أحيانا يكون متومها ذلك كله ظاهرة فيزيائية مل ي

اء القداسة عليها و االعتقاد ا و من مث اإلميان املطلق الذي ال يتزعزع فيها . إضفو تلك احلادثة مع تقدمي مث ينتقل إىل اخلطوة التالية و هي إشاعة هذه القداسة

و تكون من نسج خياله و وحي أوهامه و ختيالته براهني و دالئل كاذبة خمتل قة اص اخلاضعني لسلطانه االجتماعي على األشخ . فيقوم أوال بالتأثري ذهانه ث ضغ

أو سلطانه االقتصادي أو الديين أو السياسي . و أحيانا ال قبيلته ) –أسرته (يكون هؤالء األشخاص خاضعني له بأي شكل أو وجه ، لكن يتقبلون كالمه و

و حملك أ، و يصدقونه فيما يفتريه من قول دومنا تبيان حلقيقة ادعاءه بكل بساطة . و يصل ؤالء مجيعا إىل ما يعتقدون الدعاء أو حىت جمرد جتربة ق و صحة صد

131

بقداسة ذلك الشيء ، و هي قضية ناقشتها و تناولتها األديان اليقني املطلق هأن . جاء يف القرآن الكرمي ..و حتدثت فيها عن هؤالء الرهط و أشباههم السماوية

. ]١٨: البقرة[ } ون ي ر ج ع ل ا ف ه م ع م ي ب ك م ص م {

. ]٤٠: الزخرف[ } م ب ني ض ل ال ف ي ك ان و م ن ال ع م ي ت ه د ي أ و الص م ت س م ع أ ف أ ن ت {

ت ع م ى ل ا ف إ ن ه ا ب ه ا ي س م ع ون آذ ان أ و ب ه ا ي ع ق ل ون ق ل وب ل ه م ف ت ك ون ال أ ر ض ف ي ي س ري وا أ ف ل م { . ]٤٦: احلج[ } الص د ور ف ي ال ت ي ال ق ل وب ت ع م ى و ل ك ن ال أ ب ص ار

. ]٥٠: القصص[ } الظ ال م ني ال ق و م ي ه د ي ل ا الل ه إ ن الل ه م ن ه د ى ب غ ي ر ه و اه ات ب ع م م ن أ ض ل و م ن {

.. جاء التوراة يف و

. ) ٢٢: ١ االمثال( ] ال ج ه ل ت ح ب ون ال ج ه ال ا أ ي ه م ت ى إل ى[

ال ح ك م اء ل س ان [ ي ح س ن ، ال م ع ر ف ة و ف م ال ج ه ال ي ن ب ع ح م اق ة [ )٢: ١٥ االمثال ( .

. ) ٣: ٢٦ ثالاالم( ] ال ج ه ال ل ظ ه ر و ال ع ص ا ل ل ح م ار ، و الل ج ام ل ل ف ر س ا لس و ط [

.. جاء اإلجنيل يف و

. ) ١٩: ٢٣ مىت( ] ال ق ر ب ان ؟ ي ق د س ال ذ ي ال م ذ ب ح أ م أ ل ق ر ب ان أ ع ظ م أ ي م ا! و ال ع م ي ان ال ج ه ال أ ي ه ا[

التالية ، توضح ذلك .. كان هنالك صياد مسك الشعبية الصينيةو لعل القصة و عاد إىل مرتله . و يف الطريق ، انتابه التعب مسكات ألطفاله اجلياع اصطاد ثالث

و قام بوضع فاستراح حتت شجرة قدمية ذات جذع ضخم ذو أفحوص كبري . ا يزلن على قيد احلياة لكن على شفري املوت السمكات يف ذلك األفحوص و مل

132

مطر غزير لكنه مل يلبث أن استفاق على مث أغمض عينيه ليحظى بغفوة قصرية سرع العدو راكضا إىل املرتل و قد نسي مسكاته الثالث يف أفحوص مفاجئ ، فأ

صباح الذي امتأل مباء املطر فعادت احلياة للسمكات الثالث . و يف اجلذع الكبري الصياد و قد تذكر مسكاته ، استيقظ الذي كان صحوا مشمسا اليوم التايل

عندما وصل هناك ، فوجئ جبمع غفري من فأسرع اخل طى إىل الشجرة و، الثالثو ينظرون بتعجب إىل السمكات املزارعني متجمعني حول الشجرة اليابسة املهترئة

الثالث و هي تسبح بنشاط ، مستغربني وجود هذه السمكات فيها ، و قد جثا ، بينما سجد بعضهم خبضوع إىل الشجرة املباركة املقدسة بعضهم على ركبتيه

و آخرون رفعوا أيديهم يبتهلون إليها خبشوع و هم يصيحون بأا اآلخر هلا ،منهم و أخربهم القصة احلقيقية الصحيحة الواقعية شجرة مقدسة . فاقترب الصياد

الذين مل و أن هذه السمكات هي ملكه و أنه جيب أن يأخذها ألطفاله اجلياع إياه بالكفر و و هجموا عليه متهمني يأكلوا منذ أمس . فجن جنون اجلمهور

رافعا و مهوا بقتله ، فأطلق الرجل ساقيه للريح العصيان و التجديف و الكذب يديه إىل السماء سائال النجاة جبلده ( انتهى ) .

كافية ألن تكون قضية ال يف سياق هذا السرد ، ي طر ح سوآل هو .. هل هذه اخلطورة ليست إن ؟؟ اإلجابة هي .. عنها مبوضع اخلطورة و الضرر املزمع

يف نتيجتها و بالتأكيد موجودة بالضرورة يف منت هذه القضية و سريورا ، لكنها مادية و تصرفات عملية تكون من أفعال ما ميكن أن يتأتى عنها صريورا ، أي

عمليات قتل و تصفية و مدعاة للمشاكل و الفنت و املظامل االجتماعية ، و أحيانا ، أما من اجلسديحروب أهلية .. هذا من جانب األذى إىلا رمبا يصل األمر

أداة لالستغالل املادي و السلطوي كرب أاملعنوي فقد ثبت أا املادي جانب األذى

133

النفعية املتبادلة و و النفعي على حساب أشخاص آخرين حيث انتفت منها اقتصرت على النفع من جانب واحد .

على ما يسمى بـ ( أصحاب ة هذا األمر ينسحب بدوره و بكل بساط، صحاب اخلوارق و املعجزات ) . فاملعجزات و الكرامات أ) أو ( الكرامات

ال الدعوي هللا جل و عال السماوية كانت مرتبطة حصرا بالعامل حىت يف األديان ال م و ت ى ي ت ح ي ك ي ف أ ر ن ي ر ب إ ب ر اه يم ق ال و إ ذ {اليقني اإلمياين تثبيت و ألجل إىل غريه

اج ع ل ث م إ ل ي ك ف ص ر ه ن الط ي ر م ن أ ر ب ع ة ف خ ذ ق ال ق ل ب ي ل ي ط م ئ ن و ل ك ن ب ل ى ق ال ت ؤ م ن أ و ل م ق ال و ، ]٢٦٠: البقرة[ } ح ك يم يز ع ز الل ه أ ن و اع ل م س ع ي ا ي أ ت ين ك اد ع ه ن ث م ج ز ء ا م ن ه ن ج ب ل ك ل ع ل ى

..و الذي ال ميكن دحضه املادي العياين الذي يشاهده اجلميع مدعومة بالدليل

ط ي ر ا ف ي ك ون ف يه ف أ ن ف خ الط ي ر ك ه ي ئ ة الط ني م ن ل ك م أ خ ل ق أ ن ي ر ب ك م م ن ب آي ة ج ئ ت ك م ق د أ ن ي{ ت د خ ر ون و م ا ت أ ك ل ون ب م ا و أ ن ب ئ ك م الل ه ب إ ذ ن ال م و ت ى و أ ح ي ي و ال أ ب ر ص ال أ ك م ه و أ ب ر ئ ل ه ال ب إ ذ ن

. ]٤٩: عمران آل[ } ل ك م ل آي ة ذ ل ك ف ي إ ن ب ي وت ك م ف ي

. ]١٠٧: عرافاأل[ } م ب ني ث ع ب ان ه ي ف إ ذ ا ع ص اه ف أ ل ق ى{

. ]٦٣: الشعراء[} ال ع ظ يم ك الط و د ف ر ق ك ل ف ك ان ف ان ف ل ق ال ب ح ر ب ع ص اك اض ر ب أ ن م وس ى إ ل ى ف أ و ح ي ن ا{

و و هي معجزات و خوارق عيانية شاهدها اجلميع حسب اخلطاب القرآين . موضع .. فليوضع كل ما هو ثاين بدوره و متاشيا مع ما سبق ، يقول املنطق ال

االختبار النفعي النسب للقداسة و الكرامات اإلعجازية ، فليوضع على حمكعلى مبدأ اآلية و حمك املنطق العقالين السليم التباديل و اختبار التنفيذ احلقيقي

إمنا تصح . و إن الثابت عرب التاريخ ، أن القداسة } ق ل ب ي ل ي ط م ئ ن و ل ك ن {القرآنية

134

على املفاهيم ( كالعمل أو العلم أو األخالق أو املال ... اخل ) أو الدعوة إىل العقيدة ) و ال تصح على األمكنة أو األشخاص –الدين –( اهللا اخلالق مفاهيم

من هذه . و كل قداسة ن سبت تارخييا و ت نس ب اآلن إىل واحد بعض األشياء أو ا موضع االستغالل و التصي د ألجل التسي د . الثالث .. كانت حتماألطراف

135

إن أهم مسة من مسات الكون الذي حنن فيه و األرض اليت نعيش عليها الدقة و البصر . ال حاجة إىل كثري عناء ملعرفة ذلك ، فيكفي النظر على امتداد التنظيم

، و انتظامها و دوريتها حىت ندرك ذلك بداهة . من حركة الكواكب و النجومو تنظيمه . كذلك األمر النظر إىل و دورية حدوثها إىل مظاهر الطبيعة يف األرض

و طبائعها و نظامها الكائنات احلية أمجع و دورة حياا و معاشها و تصرفااالفيزيولوجي . ذلك كله أظهر التنظيم و التدبري السائد و املهيمن على نظام

قات اليت تعيش فيه . الكون و املخلو

املتكررة بشكل دائم ضمن شروط معينة ثابتة ، املتراتبة إن عملية التنظيم و الدقة هي جتسيد ملبدأ و مفهوم االفتراضية املعيارية و وجه من وجوهها . و االفتراضية

هي قضية حتدثنا عنها يف مبحث سابق من هذا الكتاب . لكن ما نريد املعيارية ترابطية ، حلقية هو االفتراضية املعيارية التراتبية اليت تشكل متوالية إضافته هنا ،

مرتبطة به مبعىن أن العامل االفتراضي الكلي ، يولد جمموعة عوامل افتراضية جزئية من افتراضيا ، و هذه العوامل االفتراضية بدورها يولد كل منها جمموعة أخرى

التأثري احلاصل بني تلك العوامل و العوامل االفتراضية الفرعية و هكذا . و ليس تأثري تباديل بل ذو اجتاه واحد ، و حصرا من األعلى إىل املولدات ، هو

136

أو من األعم إىل األخص أو من الكلي إىل اجلزئي . و ال ميكن للجزئي أن األسفل ، أو أن يؤثر الفرعي على الرئيس يف هذه القضية لكن العكس يؤثر على الكلي

يح متاما . هو الصح

، ظهرت جممل القوانني يف الكون و الطبيعة و تلك و من هذه االفتراضية املعيارية بالكائنات املوجودة فيها .. اجلامدة منها و احلية . و أيضا تلكم اليت املتعلقة

اختصت ببين البشر . فالقوانني اليت شر عوها و سن وها ، و األعراف اليت وضعوها ، هي يف جمموعها و مضموا ، من رحم الواقع جمتمعام و ساروا عليها يف

، الوضعيةمنها و السماويةاالفتراضي املعياري . حىت األديان اليت اعتنقوها .. تناولت جاءت أيضا من ضمن ذلك الواقع االفتراضي الكوين . و السماوية منها

لقرآن الكرمي ... جاء يف ا هذه القضية و أيدا و عب رت عنها يف مضامينها

. ]٢٣: الفتح[ } ت ب د يل ا الل ه ل س ن ة ت ج د و ل ن ق ب ل م ن خ ل ت ق د ال ت ي الل ه س ن ة {

ف ع ي ن ب م ا ال ب ح ر ف ي ت ج ر ي ال ت ي و ال ف ل ك و الن ه ار الل ي ل و اخ ت ل اف و ال أ ر ض الس م او ات خ ل ق ف ي إ ن { و ت ص ر يف د اب ة ك ل م ن ف يه ا و ب ث م و ت ه ا ب ع د ال أ ر ض ب ه ف أ ح ي ا م اء م ن الس م اء م ن الل ه أ ن ز ل و م ا الن اس . ]١٦٤: قرةالب[ } ي ع ق ل ون ل ق و م ل آي ات و ال أ ر ض الس م اء ب ي ن ال م س خ ر و الس ح اب الر ي اح

عملية التكامل على و لعل اإلصحاح األول من سفر التكوين يف التوراة يدل أيضا فيه .. حيث جاء االفتراضية فيما بني السماء و األرض و خملوقاا

ال ب د ء [ف ي خ ل ق اهللا و األ ر ض الس م او ات ... و ق ال اهللا و ف ص ل ... ن ور ف ك ان ،" ن ور ل ي ك ن : " اهللا اهللا و د ع ا٥ . و الظ ل م ة الن ور ب ي ن اهللا و ق ال ... . ل ي ال د ع اه ا و الظ ل م ة ن ه ار ا، الن ور ل ي ك ن : "

اهللا ف ع م ل ٧ ". و م ي اه م ي اه ب ي ن ف اص ال و ل ي ك ن . ال م ي اه و س ط ف ي ج ل د ال م ي اه ب ي ن و ف ص ل ال ج ل د ،

137

اهللا و د ع ا٨ . ك ذل ك و ك ان . ال ج ل د ف و ق ال ت ي و ال م ي اه ال ج ل د ت ح ت ال ت ي س م اء ال ج ل د . اهللا و ق ال ٩... الس م اء ت ح ت ال م ي اه ل ت ج ت م ع " : م ك ان إ ل ى ، و اح د و ل ت ظ ه ر ال ي اب س ة ." و ك ان اهللا و د ع ا١٠ . ذل ك ك اهللا و ق ال ... . ب ح ار ا د ع اه ال م ي اه و م ج ت م ع أ ر ض ا، ال ي اب س ة ل ت ن ب ت : "

األ ر ض ك ج ن س ه ، ث م ر ا ي ع م ل ث م ر ذ ا و ش ج ر ا ب ز ر ا، ي ب ز ر و ب ق ال ع ش ب ا ب ز ر ه ف يه ع ل ى األ ر ض ." األ ر ض ف أ خ ر ج ت ١٢ . ل ك ك ذ و ك ان ك ج ن س ه ، ب ز ر ا ي ب ز ر و ب ق ال ع ش ب ا و ش ج ر ا ي ع م ل ث م ر ا ك ج ن س ه ف يه ب ز ر ه .... و ق ال ١٤ اهللا الس م اء ج ل د ف ي أ ن و ار ل ت ك ن : " ل ت ف ص ل ب ي ن الن ه ار

الس م اء ج ل د ف ي أ ن و ار ا و ت ك ون ١٥ . و س ن ني و أ ي ام أ و ق ات و آلي ات و ت ك ون و الل ي ل ، ل ت ن ري ع ل ى األ ر ض اهللا ف ع م ل ١٦ . ك ذل ك و ك ان ". األ ك ب ر الن ور : ال ع ظ يم ي ن الن ور ي ن و الن ور الن ه ار ، ل ح ك م األ ص غ ر اهللا و ج ع ل ه ا١٧ . ج وم و الن الل ي ل ، ل ح ك م الس م اء ج ل د ف ي ل ت ن ري ع ل ى األ ر ض ، اهللا و ق ال ... . و الظ ل م ة الن ور ب ي ن و ل ت ف ص ل و الل ي ل ، الن ه ار ع ل ى و ل ت ح ك م ١٨ :

األ ر ض ف و ق ط ي ر و ل ي ط ر ح ي ة ، ن ف س ذ ات ز ح اف ات ال م ي اه ل ت ف ض " ج ل د و ج ه ع ل ى الس م اء ." ف خ ل ق ٢١ اهللا ب ه ا ف اض ت ال ت ى الد ب اب ة ال حي ة األ ن ف س ذ و ات و ك ل ال ع ظ ام ، الت ن ان ني ك ج ن س ه ج ن اح ذ ي ط ائ ر و ك ل ك أ ج ن اس ه ا، ال م ي اه . ..و ب ار ك ه ا اهللا و اك ث ر ي أ ث م ر ي: " ائ ال ق

و ام إل ي ال م ي اه ف ي ال ب ح ار . و ل ي ك ث ر الط ي ر ع ل ى األ ر ض اهللا و ق ال ٢٤ ..". األ ر ض ل ت خ ر ج : " ك ج ن س ه ا ح ي ة أ ن ف س ذ و ات :، ب ه ائ م ، و د ب اب ات و و ح وش أ ر ض ك أ ج ن اس ه ا ." و ك ان

اهللا ف ع م ل ٢٥ . ل ك ك ذ األ ر ض و ح وش د ب اب ات و ج م يع ك أ ج ن اس ه ا، و ال ب ه ائ م ك أ ج ن اس ه ا، األ ر ض اهللا و ق ال ٢٦.. . ك أ ج ن اس ه ا ع ل ى ف ي ت س ل ط ون ك ش ب ه ن ا، ص ور ت ن ا ع ل ى اإل ن س ان ن ع م ل : " الس م اء ر ط ي و ع ل ى ال ب ح ر س م ك و ع ل ى ، ال ب ه ائ م و ع ل ى األ ر ض ، ك ل الد ب اب ات ج م يع و ع ل ى األ ر ض ع ل ى ت د ب ال ت ي اهللا ف خ ل ق ٢٧ ". اهللا ص ور ة ع ل ى. ص ور ت ه ع ل ى اإل ن س ان ذ ك ر ا. خ ل ق ه

اهللا و ب ار ك ه م ٢٨ . خ ل ق ه م و أ ن ث ى و ام أل وا و اك ث ر وا أ ث م ر وا: " ل ه م ال و ق ، األ ر ض و أ خ ض ع وه ا، الس م اء ط ي ر و ع ل ى ال ب ح ر س م ك ع ل ى و ت س ل ط وا و ع ل ى ح ي و ان ك ل ي د ب ع ل ى

األ ر ض اهللا و ق ال ٢٩ ". األ ر ض ، ك ل و ج ه ع ل ى ر ا ب ز ي ب ز ر ب ق ل ك ل أ ع ط ي ت ك م ق د إ ن ي: " و ك ل األ ر ض ح ي و ان و ل ك ل ٣٠ . ط ع ام ا ي ك ون ل ك م ب ز ر ا ي ب ز ر ش ج ر ث م ر ف يه ش ج ر ط ي ر و ك ل

138

الس م اء و ك ل د ب اب ة ع ل ى األ ر ض و ك ان ". ط ع ام ا أ خ ض ر ع ش ب ك ل أ ع ط ي ت ح ي ة ، ن ف س ف يه ا . ك ذل ك ]

لشؤون البشر و شرائعهم باالستناد إىل ذلك كله ، صدرت القوانني الناظمة الدينية و غري الدينية و مفاهيم األخالق و معايريها . و أصبحت تلكم القوانني و

يسري عليها الناس ، و كل من خيالفها يتعرض للعقاب الشرائع ، قواعد عامة اآلجل ، قانونيا أو دينيا ، هذا باإلضافة إىل ما يلحقه من مسعة سيئة و العاجل أو

و ي عاب عليه من ق بل الناس و عموم اتمع ، كونه قد أذى اعتباري معنوي يناله االفتراضية املعيارية اليت يسري عليها اتمع و يعاقب مبوجبها شك ل خرقا للوضعية

يق العقاب املالئم املتوافق مع نوع هذا التصرف و بتطبالقانون . و النتيجة تكون و هي العقوبة األشهر تارخييا . أو اجل لد و هو ما يكون عادة احلبس أو السجن

الذي يكون قد أوقع األذى الضرب و اإليذاء مبثل ما تصرف به الشخص املخالف بغريه ، سواء أكان ماديا أم معنويا .

ي عرف اجتماعيا ١اتمعية ع و القواعد االفتراضية أو اخلرق لألوضاهذا التصرف . و الفسق لغة و يف األديان السماوية ع ر ف ذلك بـ ( الفسق ) ) الشذوذ ـ ( ب

االستقامة و اخلروج عن األمر . و الفسق هو العصيان و .. اخلروج عن ٢هو انتهى) . ية (طريق احلق و هو امليل للمعص الترك ألمر اهللا عز و جل و اخلروج عن

يف األديان السماوية . ففي القرآن و قد وردت شواهد كثرية على مفهوم الفسق الكرمي جاء ..

املقصود هنا يف مبحثنا هذا ، هو اإلنسان و اتمع ما مل ي شار إىل خالف ذلك . ١ العرب مادة ( فسق ) . انظر معجم لسان ٢

139

ان إ ب ل يس إ ل ا ف س ج د وا ل آد م اس ج د وا ل ل م ل ائ ك ة ق ل ن ا و إ ذ { ك ن م ن ج ل ا ق س ف ف ن ع ر م أ ه ب ر . ]٥٠: الكهف[ }

. ]٩٩: البقرة[ } ال ف اس ق ون إ ل ا ب ه ا ي ك ف ر و م ا ب ي ن ات آي ات إ ل ي ك ن ز ل ن ا أ و ل ق د {

. ]٤٧: املائدة[ } ال ف اس ق ون ه م ف أ ول ئ ك الل ه أ ن ز ل ب م ا ي ح ك م ل م و م ن {

و يف التوراة ..

. ) ١٢: ١٤ (احلكمة ال ح ي اة ] ف س اد و ج د ان ه ا و س ق ف ال ص ل أ ه و االص ن ام اخ ت ر اع [ ألن

[أل ن األ ر ض ام ت أل ت م ن ف اس ق ني ال . أل ن ه م ن أ ج ل الل ع ن ن اح ت األ ر ض م ر اع ي ج ف ت . . ) ١٠: ٢٣ ميا(إر ل ل ب اط ل ] و ج ب ر وت ه م ل لش ر ، س ع ي ه م و ص ار ال ب ر ي ة ،

الذي هو شاذلا و. اجلمهور عن انفرد ، يشذ و شذ .. ١ فهو ، لغة الشذوذ أما الشاذ و. شاذ هو منفرد شيء كل و. املتن ح هو و يفارقهم مث اجلماعة مع يكون

الذين أي الناس شذ اذ و. قالال أي شذاذ جاؤوا.. ي قال ، أيضا القليل هو. متفرقوهم ، الناس شذاذ و. منازهلم يف ال و قبائلهم من ليسوا مالقو يف يكونون

) . انتهى( منها افترق ما ، اإلبل شذاذ و

أنه .. الفسق باملختصر املفيد أو الشذوذ إذن .. و من كل ما سبق ، ميكن تعريف و الشاذ هو املخالف املنكر القليل ، و املعياري االفتراضياخلروج عن كل جنحة أو جرمية أو عمل بناء عليه ، فإن و . هو االستثناء باختصار ..

فسق و شذوذ . مبرتلةأخالقي شائن ، هو

انظر لسان العرب ، مادة ( شذذ ) . ١

140

و د ل ، فإن عقوبيت السجن و القصاص اجلسدي من ج و كما ذكرنا من قبل ضرب أو إعدام ، كانتا أشهر عقوبتني يف التاريخ ، ملعاجلة ظواهر الفسق و

لكنهما تكمالن بعضهما بعضا ن مثلتا حالتني متباينتني . و هاتان العقوبتاالشذوذ ، و مها .. حالة احلجر و حجز احلرية أو التحفظ على الشخص الشاذ الفاسق

حالة الردع هلذا الشخص و لغريه ممن تسول هلم أنفسهم القيام مبثل ما قام به . و يف آن . و صحيتانمن حيث املبدأ االفتراضي ، صحيحتان ن مها اكلتا احلالت

فالشخص الشاذ الفاسق ، ال بد من حجره و التحفظ عليه و حجز حريته ملدة تلك و يستخدم خالهلا باألعمال الشاقة ، حىت يربأ من فعلته معينة تقصر أو تطول

. و من جهة أخرى ، فإن إنزال العقاب الصارم و يتعظ منها و ال يعود ملثلها أبدا تلك ، بدءا من التعزير مرورا سق و العصيان و املستحق جلنحة الشذوذ و الف

، باجللد و الضرب و انتهاء حبكم املوت ، هو ردع للشخص و ألمثاله و لغريه ارة و بذلك الفعل و خباصة إذا ما كان العقاب يتم تنفيذه أمام النظ من القيام و هو و يف الساحات و امليادين العامة و هذا ما كان حيصل عرب التاريخ اجلمهور

و األديان السماوية و هو ما أيدته و صيانته حتما إجراء يصب يف خدمة اتمع جاء يف القرآن الكرمي ..و تناولته يف مضامينها و شرائعها . أكدت عليه

] . ١٩٤: قرةالب[ } ع ل ي ك م اع ت د ى م ا ب م ث ل ع ل ي ه ف اع ت د وا ع ل ي ك م اع ت د ى ف م ن ق ص اص ال ح ر م ات {

] . ١٧٨: البقرة[ } ب ال أ ن ث ى و ال أ ن ث ى ب ال ع ب د و ال ع ب د ب ال ح ر ال ح ر ال ق ت ل ى ف ي ال ق ص اص ع ل ي ك م ك ت ب {

. ]١٧٩: البقرة[ } ت ت ق ون ل ع ل ك م ال أ ل ب اب أ ول ي ي ا ح ي اة ال ق ص اص ف ي و ل ك م {

141

ت ق ط ع أ و ي ص ل ب وا أ و ي ق ت ل وا أ ن ف س اد ا ال أ ر ض ف ي و ي س ع و ن و ر س ول ه الل ه ي ح ار ب ون ال ذ ين ج ز اء ا إ ن م { ع ذ اب ال آخ ر ة ف ي و ل ه م الد ن ي ا ف ي خ ز ي ل ه م ذ ل ك ال أ ر ض م ن ي ن ف و ا أ و خ ل اف م ن و أ ر ج ل ه م أ ي د يه م

. ]٣٣: املائدة[ } ع ظ يم

.. التوراة يف و

الس م اء م ن أ ن ت ف اس م ع [ ، و اع م ل و اق ض ب ي ن ع ب يد ك ت إ ذ ع اق ب ال م ذ ن ب ف ت ج ع ل ط ر يق ه ع ل ى . ) ٢٣: ٦ الثاين االيام ارأخب( ] ب ر ه ح س ب ت ع ط يه إ ذ ال ب ار و ت ب ر ر ر أ س ه ،

و أ ض ع ال م س ت ك ب ر ين ، ت ع ظ م و أ ب ط ل إ ث م ه م ، ع ل ى و ال م ن اف ق ني ش ر ه ا، ع ل ى ال م س ك ون ة و أ ع اق ب [ . ) ١١: ١٣ إشعياء( ] ال ع ت اة ت ج ب ر

.. اإلجنيل يفو

ال ت ي ف ج ور ه م أ ع م ال ج م يع ع ل ى ف ج ار ه م ج م يع ع اق ب ي و ج م يع ، ال ع ل ى د ي ن ون ة ل ي ص ن ع [ ) . ١٥: ١ يهوذا( ] ب ه ا ف ج ر وا

أن يكون العقاب جاء التأكيد على مفهوم الردع و مفهوم إشاعة الفعل و كما علنيا . جاء يف القرآن ..

. ]١٩: النور[} و ال آخ ر ة الد ن ي ا ف ي أ ل يم ع ذ اب ل ه م آم ن وا ال ذ ين ف ي ال ف اح ش ة ش يع ت أ ن ي ح ب ون ال ذ ين إ ن {

إ ن الل ه د ين ف ي ر أ ف ة ب ه م ا ت أ خ ذ ك م و ل ا ج ل د ة م ائ ة م ن ه م ا و اح د ك ل ف اج ل د وا و الز ان ي الز ان ي ة { . ]٢: النور[ } ال م ؤ م ن ني م ن ط ائ ف ة ع ذ اب ه م ا و ل ي ش ه د ال آخ ر و ال ي و م ب الل ه ت ؤ م ن ون ك ن ت م

ضمن جدلية ثنائية طرفية حالة تقع إن الشذوذ هو .. مما سبق ، ميكن القول تما املعروف ) . و الشذوذ مرتبط ح – االفتراضي ) ، ( املنك ر –قوامها ( الشاذ

142

بشذوذ دومنا وجود . و ال ميكن القول بالعالقة اجلدلية التضادية ، مع االفتراضية فهو باألساس مشتق عن حالة حالة افتراضية تقابله .. يقاس مبوجبها و عليها .

. و الشذوذ الذي هو صيغة من صيغ عدة افتراضية لكن منشق عنها و معاكس هلا الين ، قاملنطقي الع لاالستهجان و عدم القبو من إحداها ما يسمى بـ ( املنك ر )

أي املتعارف عليه املقبول ها يف املقلب االفتراضي ما ي سم ى بـ ( املعروف ) لبايق .. و مها ما جاءا يف القرآن الكرمي مرتبطان بعضهما مع بعض

ه م و أ ول ئ ك ال م ن ك ر ع ن و ي ن ه و ن ر وف ب ال م ع و ي أ م ر ون ال خ ي ر إ ل ى ي د ع ون أ م ة م ن ك م و ل ت ك ن { . ]١٠٤: عمران آل[ } ال م ف ل ح ون

] . ٦٧: التوبة[ } ال م ع ر وف ع ن و ي ن ه و ن ب ال م ن ك ر ي أ م ر ون ب ع ض م ن ب ع ض ه م و ال م ن اف ق ات ال م ن اف ق ون {

] .١١٢: التوبة[ } ال م ن ك ر ع ن اه ون و الن ب ال م ع ر وف ال آم ر ون {

ع ن و ن ه و ا ب ال م ع ر وف و أ م ر وا الز ك اة و آت و ا الص ل اة أ ق ام وا ال أ ر ض ف ي م ك ن اه م إ ن ال ذ ين { . ]٤١: احلج} [ ال م ن ك ر

. ]١٧: لقمان[ } ال م ن ك ر ع ن ه و ان ب ال م ع ر وف و أ م ر الص ل اة أ ق م ب ن ي ي ا{

يف القرآن جاءت اجلنسي شذوذع من الاليت هي نوعلى سبيل املثال اللواطة ف ن اد يك م ف ي و ت أ ت ون الس ب يل و ت ق ط ع ون الر ج ال ل ت أ ت ون أ ئ ن ك م {الكرمي حتت مسمى املنكر .

. ]٢٩: العنكبوت[ } ال م ن ك ر

( املعروف ) قد جاء بصيغة القبول و الوجوب ، بينما املنكر قد جاء ح ظ أنو يال الرفض و النهي . و يف التوراة جاء ..بصيغة

143

. ) ٢٦: ١٣ سرياخ( ] ف ي ب ر ئ ون ه م ن ك ر ات ب ال ي ت ك ل م ك ث ي ر و ن ف ي ع ي ن ه ال غ ن ي ي ز ل [

. ) ١٧: ١٩ االمثال( ] ي ج از يه م ع ر وف ه و ع ن الر ب ، ق ر ض ي ال ف ق ري ي ر ح م م ن [

. ) ٢٦: ٣١ االمثال( ] م ع ر وف ال س ن ة ل س ان ه ا و ف ي ب ال ح ك م ة ، ف م ه ا ت ف ت ح [

ح ك م اء ر ج اال أ س ب اط ك م م ن ه ات وا[ و ع ق ال ء ، و م ع ر وف ني ف أ ج ع ل ه م ر ؤ وس ك م [ )١٣: ١ التثنية . (

يف هذا الكون ، و من تراتيب عيارية كمفهوم ، هي ذات مبدأقلنا أن االفتراضية امل، و القوانني و التشريعات يف األرض ضمنه الطبيعة و الكائنات املوجودة

املوضوعة من قبل اإلنسان و األعراف املتالزمة معها . و إن مبدأ التأثري فيها هو واحد .. من األعلى إىل األسفل . فاملرتبة مبدأ هرمي ، و حامل قوته ذو اجتاه

هي السيدة عليها . و أي تغيري يقع األعلى هي اليت تتحكم مبا دوا من مراتب و عليها ، يقع على ما دوا حتما .

وهلا هي إال من خالل املرتبة األعلى منها و قبفإنه ال يقع و ال يصح أما التغيري فيها أو تغيري فيها . و إذا ما حصل ، أو حصول خلل ما أو شذوذ أو حيثياا لذلك

، أي خلل أو شذوذ فيها دون موافقة و قبول األعلى أو يئة حلدوث هذا التغيري تصحيح هذا الشذوذ ، سواء بقوة القوانني و التشريعات فإنه ي صار إىل إعادة

كم القوانني الطبيعية االفتراضية القاهرة بدورها حب الناظمة ، أوالقاهرة التنفيذية ..على مبدأ اآلية القرآنية

] .٢٣: الفتح[ } ت ب د يل ا الل ه ل س ن ة ت ج د و ل ن ق ب ل م ن خ ل ت ق د ال ت ي الل ه س ن ة {

144

يت ما و فسق عن أعراف اتمع االفتراضية الشخص فعلى سبيل املثال .. إذا شذ هذا اتمع ، فإن قوانني م جبنحة السرقة و قاتقضي حبرمة التعدي على أمالك الغري

، توقع به العقوبة و القصاص الالزمني املستحقني لذلك و شرائعه الدينية و أعرافه و صحيا و ماديا للعودة إىل وضعه و متنعه من تكرار ذلك مستقبال و تؤهله نفسيا

و يف الوقت و األعراف االفتراضية املعيارية . لك القوانني الطبعي املتوافق مع ت و دينيا .. اخل .. املاء و أخالقيا نفسه تردع غريه من القيام ذا الفعل الشاذ عرفيا

فيه درجة احلرارة نالعام الذي تكويف الوضع االفتراضي سائل عن عبارة مثال هو د عند درجة الـ صفر مئوية و ما يتجم أيضا ، لكنه فوق الـ صفر درجة مئوية

. إذا كان الوسط و اجلو احمليط فيه ضمن هذا النطاق من درجات احلرارة دون فإذا كان الطقس حارا أو دافئا و مت وضع املاء يف ثالجة مثال فإنه يتجمد فيها

. و ال يعود املاء إىل وضعه نتيجة شذوذ ميكانيكي حراري ، هو الثالجة نفسها أو السائل إال عندما ي زال هذا الشذوذ كأن يتم إخراجه من الثالجة ضي االفترا

صل مصدر الطاقة عنها . كذلك األمر إذا و ض ع املاء فيتم إيقافها عن التربيد و و ال يلبث أن يعود إىل وضعه على مرجل حراري فإنه يغلي و يتحول إىل خبار ظاهرة هطول األمطار و الثلوج الطبيعي السائل بعد تعرضه للهواء البارد . و ما

املتعلقة باملاء . إال نتيجة هلذه اجلدلية االفتراضية

إذن .. فإن العامل األعلى أو الكلي أو احمليط ، هو الذي يتحكم مبا هو أدىن أو . و يصح القول هنا إن الشذوذ ال ميكن جزء أو حمتوى .. باالفتراض أو بالشذوذ

اضي و قوانينه نتيجة قوة قاهرة أو خلل حادث أن يقع إال نتيجة خرق لالفتر مرتبة و األكرب إحاطة و األكثر كل ية . يعطل الوضع االفتراضي األعلى

145

برمتها و يقول .. إن الشذوذ ال ميكن املنطق الثاين ليناقش القضية يتأمن هنا .. ي أن الوضع و العامل االفتراضي األعلى منه و املهيمن عليه ،أن حيصل طاملا

. و إذا حصل ، فإنه بأسوأ األحوال ال ميكن له أن يستمر . موجودا و قيد التفعيل هذا العامل االفتراضي املذكور سابقا أو مت تعطيله أو حجبه ، لكن ماذا لو أ زيل

من هل وو هل تصح تسميته كذلك ؟؟!! هل يبقى هذا الشذوذ شذوذا ؟؟!! اغتصاب – سرقة( أنواعه بتعدد ، اجلرمي علالف يرتبط أن الالزب الدائم املفترض

و معني جرم توصيف عن احلديث فيتم ، الفاعل الفرد بشخص) اخل.... قتل – ، املباشر مرتكبه أو فاعله على تقع اليت العقوبة حتديد و ، املباشر مبرتكبه حصره املنحى حنا قد الوضعي البشري القانون أن كيف دائما نالحظ ملاذا و!! ؟؟ حصرا

.. بكذا يعاقب ، قتل من.. بنوده و حيثياته يف يالحظ مما و.. آنفا املذكور عينه كذا بفعل شخص قام إذا.. من.. زىن من.. كذا عقوبة عليه تقع سرق من

أشخاص مسؤوليتها يتحمل أو ا يقوم ال اليت احلوادث حىت. بكذا يعاقب و ، منفرد بشكل حمددين أشخاص ىلإ نتائجها و عواقبها ج ي رت.. بعينهم

، كافة باألحوال و.. النخبة أو اجلماعة أو الكثرة حتاشي يتم ، عامة باألحوال من كبرية أو اجلرائم من جرمية يف رئيس دافع أو كمسبب اتمع حتاشي يتم

املساس حتاشت قد ، جمموعها و بعمومها القوانني هذه أن كما!! ؟؟ الكبائر استوجبتها معينة استثنائية حاالت ضمن و ندر فيما إال ، جتماعيةاال باألعراف

من أضحى إذ. القاهرة الظروف أو اخلارجي بالعامل املرتبطة التغيري ضرورة القوة ظرف حتت إال تغيريها يتم ال االجتماعية األعراف أن ، الواضح املعلوم فأصبحت. أحيانا طويلة زمنية لفترات متتد قد عنيدة مقاومة بعد و القاهرة فيها يربز ثنائية عالقة هي ، الوضعية القوانني و االجتماعية األطراف بني العالقة

146

و عوامل كل عن مبتورا يظهر و اجلرم ارتكاب جلهة أوحد كطرف الفرد . اقترفه الذي جلرمه ارتكابه مسببات

بالثنائية نحصرةامل و سالفا املذكورة القانونية الصياغة نتيجة متخضت لقدإذن .. شخص إىل ، بالتاريخ كثرية جرائم جتيري عن ،) فرد شخص – جرم( الطرفية ت فتعل و الزمن مدار على باقية جرائم.. املاليني ضحيتها ذهب جرائم.. واحد

و احلقوق على تعد و اغتصاب و زنا و ب و سرقة و قتل من ، يوم كل ، املباشر الفاعل هو الذي و واحد فرد إىل مسؤوليتها ت حال كلها.. املمتلكات بالتايل و ، الفرد هذا يف ، كلها مسبباا و مفاعليها و أبعادها ختتصر حيث

فإا ، اجلرم مسببات إىل التطرق حال يف و. الرئيسة اجلرم مسببات عن التغافل البحوث و الدراسات حىت. نفسه الشخص تتعدى ال ، القصوى حدودها يف

و ، السابقة العالقة جمال تتخطى ال ، البعض ا يقوم اليت القانونية أو اعيةاالجتم أما. الشاذ الفرد.. مصطلح أو) فرد – جرم( ثنائية نطاق يف حمصورة تبقى

عنه يستعاض بل ي ذك ر ال فإنه ، بذاته منفصل اعتباري طرف أو كوحدة اتمع اليت حصوهلا دوافع و عوامل و اأسبا على الوقوف دون اجتماعية حاالت بذكر . اجتماعية أعراف عن عبارة األحيان بعض يف تكون

عن حتدثت عندما حمذرة و منها منبهة النقطة هذه السماوية األديان تتناول أمل اإلصالح يف ، العامة من أكثر النخبة مسؤولية و الفرد من أكثر اجلماعة مسؤولية

.. الكرمي القرآن يف جاء حيث اتمع يف اإلفساد و

. ]٤٨: النمل[ } ي ص ل ح ون و ل ا ال أ ر ض ف ي ي ف س د ون ر ه ط ت س ع ة ال م د ين ة ف ي و ك ان {

147

. ]٧٧: املائدة[ } الس ب يل س و اء ع ن و ض ل وا ك ث ري ا و أ ض ل وا ق ب ل م ن ض ل وا ق د ق و م أ ه و اء ت ت ب ع وا و ل ا{

] .١٥٩: األعراف} [ ي ع د ل ون و ب ه ب ال ح ق ي ه د ون أ م ة م وس ى ق و م و م ن {

س م يع الل ه و أ ن ب أ ن ف س ه م م ا ي غ ي ر وا ح ت ى ق و م ع ل ى أ ن ع م ه ا ن ع م ة م غ ي ر ا ي ك ل م الل ه ب أ ن ذ ل ك { . ]٥٣: األنفال[ } ع ل يم

. ]١١: الرعد[ } ب أ ن ف س ه م م ا ي غ ي ر وا ح ت ى ب ق و م م ا ي غ ي ر ل ا الل ه إ ن {

. ]٥٨: احلجر[ } م ج ر م ني ق و م إ ل ى أ ر س ل ن ا إ ن ا ق ال وا{

] . ٦٦: األعراف[ } ال ك اذ ب ني م ن ل ن ظ ن ك إ ن ا و س ف اه ة ف ي ل ن ر اك إ ن ا ق و م ه م ن ك ف ر وا ال ذ ين ال م ل أ ق ال {

ل ت ع ود ن أ و ق ر ي ت ن ا م ن م ع ك آم ن وا و ال ذ ين ش ع ي ب ي ا ل ن خ ر ج ن ك ق و م ه م ن اس ت ك ب ر وا ال ذ ين ال م ل أ ق ال { . ]٨٨: األعراف[ } م ل ت ن ا ف ي

] .٢٠: القصص[ } ل ي ق ت ل وك ب ك أ ت م ر ون ي ال م ل أ إ ن {

.. جاء التوراة يف و

ر ؤ س اء ج م يع إ ن ح ت ى[ ال ك ه ن ة و الش ع ب أ ك ث ر وا ال خ ي ان ة ح س ب ر ج اس ات ك ل ، األ م م . ) ١٤: ٣٦ الثاين االيام أخبار( ] أ ور ش ل يم ف ي ق د س ه ال ذ ي الر ب ب ي ت و ن ج س وا

ر ؤ س اء ال ي د و ك ان ت [ و ال و ال ة ف ي هذ ه ال خ ي ان ة أ و ال [ " )٢: ٩ عزرا ( .

األ ر ض ، م ل وك ق ام [ ر ؤ س اء ال و ت آم ر م ع ا ع ل ى الر ب [ )٢: ٢ املزامري ( .

.. جاء اإلجنيل يف و

148

األ م ل وك ق ام ت [ ر ؤ س اء ال و اج ت م ع ر ض ، م ع ا ع ل ى الر ب و ع ل ى م س يح ه [ )٢٦: ٤ الرسل أعمال . (

ر ؤ س اء أ س ل م ه ك ي ف [ ال ك ه ن ة و ح ك ام ن ا ل ق ض اء ال م و ت و ص ل ب وه [)٢٠: ٢٤ لوقا ( .

، الدول من دولة أي نظام ضمن اتمعات من جمتمع ألي االفتراضي الوضع إن و مأكل من ، فيه احلياتية الفرد احتياجات من املتوسط احلد تأمني يف يتجسد االحتياجات تأمني و ، حمفوظة كرامة و متوسط دخل و مسكن و مشرب

الشرعية بالطرق الفطرية اإلنسانية الغرائز بقية إشباع و زواج من االجتماعية و االجتماعية العدالة إىل إضافة مكملة جانبية منافع و ترفيه و تسلية من العرفية تعليم و ثقافة توفري و الشخصية و العامة احلريات و ، عداه ما على القانون سيادة

. متوسطني

من جمتمع يف تأمينها و توافرها مت ما إذا ، االفتراضية املتطلبات و العوامل هذه مها حتج األحوال بأسوأ أو ، يهف الشذوذ اهرظم و عوامل تلغي فإا ، اتمعات

شاذ تصرف أي و. احملدودة الضيقة األطر ضمن جتعلها و الدنيا املستويات إىل أو داخلي نفسي خلل نتيجة يكون ، أفراده أحد من يتأتى أو اتمع يف حيصل معه التعامل و معاجلته و تطويقه يتم استثناء كونه يعدو ال و. تربية سوء أو مرض

. الشرعية و القانونية املقتضياتو عرافاأل حسب

بفعل يكون ما األعم بالغالب عادة خلل هو و ، االفتراضي الوضع اختل إذا أما بشكل و ، األنانية و الذات حب و الفساد ملقدمات نتيجة و متعمد قاصد فاعل

السياسي و االجتماعي اهلرم من العليا املستويات و النخب شذوذ.. أدق واضح السيكولوجية و االجتماع علوم يف و. املأل.. بـ اليوم يسمى ما أو لديينا و

و اجلرائم معظم فإن) اجلرمية علم( بـ اليوم يعرف ما إىل باإلضافة ، النفسية

149

ذاتتصبح ، العامة اآلداب و األخالق و باألمن املخلة الشاذة التصرفات و اجلنح و اجلهل و الفقر إىل األوىل بالدرجة اامسبب تعود و. أساسها يف اجتماعي منبت

الشاذة الفعال هلذه الغالب املوطن و. أنواعه باختالف االجتماعي الظلم و الفساد من اهتمام بأدىن حتظى ال اليت و املهم لة التجمعات أو املناطق و الفقرية األحياء هو

تبعا فتكون ، ليميةالتع و الصحية و االجتماعية اخلدمات فيها تتوافر ال و الدولة و منها االجتماعية ، الشاذة املنكرات و اجلنح و اجلرائم لكل بؤرة، كله لذلك

، حد أدىن إىل الثقافة و التعليم سويات فيها تنخفض اليت تلك بالذات و األخالقية يدفع فالفقر. اجلهل و الفقر عاملي السبب كما قلنا .. و البطالة انتشار عن فضال

اجلوع( القائل املبدأ على كانت وسيلة بأية رزقه حتصيل إىل مضطرا اإلنسان و. إرادته بغري أحيانا تكون فعل ردة إىل دفعا املرء يدفع االضطرار ألن) كافر

، األديان حىت و األعراف و القوانني حيثيات ضمن مربرا يكون قد تصرف هو .. القرآنية اآلية مبدأ على

. ]١٧٣: البقرة[ } ر ح يم غ ف ور الل ه إ ن ع ل ي ه إ ث م ف ل ا ع اد و ل ا ب اغ غ ي ر اض ط ر ف م ن {

أو املعروف و الشاذ بني فيما مييز ال املرء جيعل الذي اخلطر فهو ، اجلهل عامل أما الذي و األكرب اخلطر هو و الفساد ، كله ذلك بعد يأيت مث. اخلبيث و الطيب االفتراضي العامل من ، هنا التغيري يكون بالتايل و األعلى املأل من ديدا حت يتأتى

ألنه متاما الصحيح حملها يف هنا هي) معياري( كلمة و. األعلى الكلي املعياري ذلك و. األعلى للوضع طبقا األخرى السويات مجيع معايرة تتم ذلك مبوجب

.. القرآنية اآلية مبدأ على و) وكهامل دين على الناس( القائل املثل مبدا على

. ]٣٤: النمل[ } ي ف ع ل ون و ك ذ ل ك أ ذ ل ة أ ه ل ه ا أ ع ز ة و ج ع ل وا أ ف س د وه ا ق ر ي ة د خ ل وا إ ذ ا ال م ل وك إ ن {

150

أضحى ، حيثياا و دوافعها و عناصرها بكل) الفرد للمجرم( اجلرمية حتميل إن البشرية تعيشه الذي التطور و الرقي و احلضارة معايري بكافة ، يستقيم ال ا أمر اآلن و. ثانية جهة من) مذابح و حروب( األليمة السلبية األحداث و ، جهة من

و املسموعة و املقروءة اإلعالمية لآللة العمودي و األفقي النوعي و الكمي التطور تعىن اليت العاملية االجتماعية اهليئات و نسانيةاإل العاملية املنظمات نشوء و. املرئية

جهة من ، التوعية و الصحة و التعليم و اتمع و القانون و الدولة و باإلنسان احلقيقة املسببات إدراك بداهة يستوجب ، احلاصل التوصيف ذلك ألن. ثالثة

اجلرائم من فالعديد. حوادثه و اتمع حاالت من حالة ألي األصلية و الفعلية دافع و منبع و بيئة ذات أساسها يف هي ، الفردية لبوس تتلبس اليت و ترتكب اليت

. األوىل بالدرجة عنها مسئول اتمع و اتمع تسود اجتماعية أعراف و حاالت ذئب ليس... لكن و بالتأكيد جمرم هو ، قاصر فتاة يغتصب الذي فالشخص

له يوفر مل جنسيا مكبوت شخص هو ةبساط بكل ألنه غريه أو وحش أو بشري جمتمع هو نفسه اتمع ألن املشروعة بالطرق اجلنسية طاقته إفراغ سبل اتمع ما إذ الشخص هذا فعله ما لفعل معرضا يكون قد شخص أي و. جنسي كبت

و. املوبق اجلانح ذلك يعانيه و يعيشه الذي الكبت و الضغوط و للظروف تعرض تنتشر السحاقية و اللواطة أن إىل تشري االجتماعية الدراسات نم العديد هنالك. احلاالت بعض يف جدا مرتفعة بنسب و اجلنسي الكبت ذات اتمعات يف بكثرة

عاطل شاب فالن.. ( مثل مقال الصحف و اجلرائد لبعض احلوادث قسم يف نقرأ أو أبوه طرده و.. بيت له ليس و يتزوج و منه يعيش دخل جيد مل و العمل عن

أغرته و السرقة إىل املريضة نفسه ساقته و الشوارع إىل فلجأ املرتل من عمه أن املصيبة) .. املخدرات أو الفاحشة ارتكاب و الزنا إىل الدنيئة شهواته

151

فلماذا فعلته له يربر كان إذا و ، متاما فعلته للشخص يربر للحادثة ر احملر الصحفي هذا طالت اليت الفاسدة التربية يتجاهل ملاذا و!! ؟؟ قاسية بصفات ينعته و يلومه

إىل مضطرا ساقته اليت االقتصادية احلالة أو االجتماعية األعراف و الشخص السوآل يبقى و. ؟؟ جمرم تمع ضحية جمرم هو أليس!!.. ؟؟ فعلته ارتكاب

و بال و فاسد اجتماعي عرف ألجل يقتل الذي الشخص هل.. هنا الكبري من!! ؟؟ العرف هو ارم أم!! ؟؟ حقا جمرم هو هل.. السنني مئات منذ موجود اتمع أليس ؟؟ ذاك أو الشخص هلذا اإلجرامية الفكرية الدوافع هذه عن املسئول

!! . ؟؟ الفاسدة باألعراف ممثال

ضارة و سيئة اجتماعية حالية أو اجتماعي عرف لتغيري حماولة هنالك يكون عندما ديدها و معينة اجتماعية شرائح جهل و بدعم احملاولة إجهاض يتم و باتمع

ميكن... املقابلة األخرى الشرائح من خوف أو. التغيري حال يف املشاكل بإثارة فيها تسود اليت اتمعات بعض ما و.. إجرامية بيئة و حالة ميثل اتمع أن القول هو ذلك على األمثلة أحد و. جمرم جمتمع حالة إال ، جدا كبري بشكل اجلرمية من مقبولة و شرعية حالة املنظمة اجلرمية فيه تكون الذي املنظمة اجلرمية جمتمع !! .؟؟ األكرب ارم هو و جرمية جمتمع هو اتمع هذا أليس.. الشرائح معظم

اتمع كيلتش تناولت و األفراد عالقات تناولت اليت االجتماعي العقد نظرية إن السلطة.. اثنني طرفني بني تبادلية ثنائية عالقة لألسف كانت التنفيذية السلطة و كانت اليت النظرية هذه.. اتمع عماد و أساس يشكالن اللذان.. الفرد و

األمن و النظام ضمان و أساس متثل كوا البشرية تاريخ يف مهم حدث و ابتكار.. اعتبارية جهة أو حالة بوصفه أيضا اتمع تناولت أن جيب كان ، اتمع يف

152

و حاوي اعتباره مت أن املشكلة لكن.. ثالثا ماديا طرفا اتمع اعتبار جيب كان . املوضوع سر و القضية لب هنا و. طرفا يكون أن من بدال مستوع ب

الشذوذ يصبح ، اخللل و الفساد قمة إىل اتمع يف األعلى املأل فساد يصل عندما( الناس على دين مبوجب املثل القائل منكرا شذوذ املعروف و معروفا عرفا

الفسق و الشذوذ عن تتحدث اليت التالية القرآنية اآلية مصداق هو و ملوكها ) فيه خيالفهم من كل أن فيه اعتربوا الذي احلد إىل مألهم و لوط بقوم وصل الذي

م ن ل وط آل أ خ ر ج وا ق ال وا أ ن إ ل ا ق و م ه ج و اب ك ان ف م ا{ ينهبع الشاذ هو ، عنه ينهاهم و . ]٥٦: النمل[ } ي ت ط ه ر ون أ ن اس إ ن ه م ق ر ي ت ك م

153

بداية وجود إىل يف أصوله األوىل إن مبدأ و مفهوم السرية و التكتم ، يعود بنظرنا واين ، فاإلنسان القدمي يح أنفسه . و لعل القضية يف أساسها ، هلا مبداإلنسان

يالحظ كيف أن احليوانات املفترسة كانالذي كان يصطاد طرائده ، ال بد أنه ، تقوم بإخفائها عن أعني أقراا من احليوانات املفترسة عندما تصطاد فرائسها

كن أو تقوم بسحبها إىل األخرى حال الشبع ، فإما أن تدفنها يف بعض األما خمفية مموهة ال ترى بالعني اردة . األشجار العالية أو جر ها إىل أماكن

و الغاية األساس من ذلك كله ، هي احلفاظ على الفريسة من احليوانات األخرى ، و من مث العودة إليها مرة و منعها مشاركة احليوان املفترس الذي اصطادها

اآلخر هو ضا كان معر ن اإلنسان أمبا و هام ما تبقى منها . أخرى عند اجلوع اللتو املغاور بدوره للهجوم من بعض احليوان املفترس ، فإنه كان خيتبئ يف الكهوف

و خيفي نفسه فيها . و ال بد أنه كان يالحظ كيف تقوم بعض احليوانات أو منه هو بعض احليوانات املفترسة األخرى نباالختباء و التخفي و التمويه م

نفسه ، و تقوم بعملية إخفاء و متويه دقيقة حمكمة . و ال شك أيضا أنه كان إليها و حتجبه عن العامل أ ج تلأوي ميالحظ أن الكهوف و املغاور اليت كان ي

مان و احلماية . اخلارجي ، هي موطن الدفء و األ

154

ارتبطا و بوجه آخر .. اصطالحي معنوي ، فإن ذلك كله ، كان له مسمينيالنفعية ) فالسرية هنا يف هذا –هي ( السرية بعضهما ببعض و شكال ثنائية جدلية

، ميكن ال ألجل شيء آخر و من هنا املقصد ، كانت ألجل النفعية املادية البحتة للسرية و مفهومها و نستطيع القول إن الوضعية رتكاز االط انقإحدى تأسيس

السرية ، كان أحد وجوهها هو .. النفعية املادية فهوم االفتراضية املعيارية ملبدأ و م البحتة .

غري البعد أو ن يكون له ب عد آخر أيضا أغري أن مبدأ السرية هذا ، ال بد من و و هاحمليطة و كائناا املوجودة مع اإلنسان ، اجلانب املادي الوجودي يف الطبيعة

لذي نظر إىل السماء و النجوم و . فهذا اإلنسان ااجلانب الروحي امليتافيزيقي و أراد قوى الطبيعة ، و حبث عن اإلله الذي أحس بوجوده و أحس أنه حباجة إليه

أن يراه لكنه مل يستطع إىل ذلك سبيال . مث جاءت األديان السماوية لتطرح هذه إله واحد خفي ال ي رى املقولة و تصرح عنها جهارا عندما أعلنت عن وجود

ردة و ال ميكن حىت تصوره أو ختيله و ال ميكن تشبيهه بشيء و من بالعني ا .. ذلك يف القرآنمصداق

] .١١: الشورى[ } ال ب ص ري الس م يع و ه و ش ي ء ك م ث ل ه ل ي س {

. ]١٠٣: األنعام[ } ال خ ب ري الل ط يف و ه و ال أ ب ص ار ي د ر ك و ه و ال أ ب ص ار ت د ر ك ه ل ا{

ف س و ف م ك ان ه اس ت ق ر ف إ ن ال ج ب ل إ ل ى ان ظ ر و ل ك ن ت ر ان ي ل ن ق ال إ ل ي ك أ ن ظ ر أ ر ن ي ر ب ق ال { و أ ن ا إ ل ي ك ت ب ت س ب ح ان ك ق ال أ ف اق ف ل م ا ص ع ق ا م وس ى و خ ر د ك ا ج ع ل ه ل ل ج ب ل ر ب ه ت ج ل ى ف ل م ا ت ر ان ي ] . ١٤٣: األعراف[ } ال م ؤ م ن ني أ و ل

155

و يف التوراة جاء ..

) . ٢٠: ٣٣ اخلروج( ] و ي ع يش ي ر ان ي ال اإل ن س ان أل ن و ج ه ي، ت ر ى أ ن ت ق د ر ال : و ق ال [

جه آخر و االستكشاف ، هو حبد ذاته و و فضال عن ذلك ، فإن عامل الفضول . نه يعين البحث عن اهول و املخفي و الكشف عن املستور من وجوه السرية أل

البدايات هي هذه كانتميثل خصيصة من خصائص النفس البشرية . و ذلك كله إليه بالنسبة شك ل و نفسه اإلنسان ظهور مع ظهر الذي السرية ملفهوم األوىل . ) املنفعة – فاءاإلخ – اخلوف( هي مبدأية اصطالحية أثاف

طور قد ترافق و ت، يف بداية أمره لكن و على ما يبدو ، فإن مفهوم السرية هذا البشري ، مع منظومتني اثنتني .. املنظومة االجتماعية و املنظومة عرب التاريخ

. و من مث ترافق بعد ذلك مع كل تطور آخر رافق مسرية الفكرية لإلنسان يف ذلك ، واحد بسيط و هو أن السرية هي صفة التاريخ البشري . و السبب

. أساس من الطبيعة البشرية ، بدأت مع اإلنسان و الزمته

فالتطور الفكري الذي طرأ على اإلنسان باختراعه اللغة و من بعدها الكتابة ، احلال مع التطور كذلك . تطور ملفهوم السرية و ارتباطه ما رافقه أيضا

، جلماعة و من مث اتمع و الدولةعلى اإلنسان بظهور نظام ااالجتماعي الذي طرأ تطور مفهوم السرية و ارتباطه معه . و من هذين املفهومني انسحب رافقه أيضا

. السياسيو رية إىل األمرين الديين هوم السمف

د اإلنسان إىل السرية يف مواقف معينة و ذلك باختاذه مفمن الناحية الفكرية ، عالكتابة أداة للسرية فاخترع لذلك الرموز الصوتية و الرموز املكتوبة ضمن و اللغة

156

أو ما ع رف فيما بعلم ( السيمياء ) . كذلك األمر نطاق ما ي عر ف بـ ( التشفري ) و املنظمات أفرز التطور االجتماعي منظومات اجتماعية سرية كبعض اجلماعات

شكل تلقائي بالعامل الديين ألن هذه السرية ، و هو أمر ارتبط بالغالب األعم و بعقيدة هلا . أما من اجلماعات أو التنظيمات السرية قد اختذت اجلانب الديين

الناحية السياسية ، فقد فرضت السرية نفسها من باب العداوات و اخلصومات .. اخل . و االستخبارات السياسية و احلروب و الغزوات و الصراعات العسكرية

اختذ اإلنسان السرية ، من تفاعل العوامل اخلارجية اليت احتك ا و إذن .. لقد اليت اعتملت يف داخله و شكلت جزءا من تأثر فيها مع العوامل الداخلية النفسية

نفسيته السيكولوجية .. من تصرفات احليوانات اليت يراها أمامه إىل خوارق فية األسباب جمهولتها ، إىل و اخلالطبيعة و مظاهرها اخلارجية املؤثرة القاهرة

البحث عن ماهية القوى اخلفية أو اآلهلة و انتهاء بغرائزه و كوامنه النفسية و .. من كاألنانية و حب الذات و احتكار األشياء و اخلوف من اآلخر العاطفية

إال وجه بطشه و ظلمه أو حىت من عدله . و ما مفهوم اخلصوصية لدى اإلنسان ، فاإلنسان بطبعه يعمل على إضفاء السرية على كل ما يشكل من وجوه السرية

بالفطرة و بواقع احلياة و . فضال عن أن كل إنسان هوخصوصية بالنسبة له اليت ال يريد أن اليومية و حوادثها االجتماعية و غريها ميتلك أسراره الشخصية

عن ماهيتها . بغض النظر يعرفها الغري رمبا سوى قلة قليلة ،

و مع تطور احلوادث و الوقائع البشرية تطور مفهوم و مبدأ السرية حىت أضحى يدخل يف كل مفصل من مفاصل حياة اإلنسان و أعماله و تصرفاته على أي

.. الفردي أم اجلماعي أم املؤسسايت أم احلكومي أم الدويل أم مستوى كان

157

و ال يقتصر . الفكري أم التجاري و الصناعي و املايل و حىت الديين واالقتصادي جممل األنظمة و بل تعدى األمر إىل أن انتفاء السرية عن األمر عند هذا احلد

الكيانات و بعض املنظمات أو التنظيمات ، يؤدي إىل زواهلا و تدمريها مباشرة . كيانات و تنظيمات ال ميكن أن تنشأ منطقيا و شرعيا و حىت كما أن هنالك

، فإنه من أهم . و يف علوم احليوان و احلشرات على السرية قانونيا و عرفيا إالو التمويه . كذلك األمر العوامل احليوية للبقاء على قيد احلياة ، هو عامل التخفي

يف العلوم العسكرية و يف احلروب ، يكون عامل السرية و الكتمان و التخفي و لى األقل اتقاء شر اهلزمية و عأإلحراز النصر و أوهلا التمويه ، من أهم العوامل

التنظيمية األجهزة قدم أهي من و علومها االستخبارات . كما أن أجهزة املنكرة و التنظريية يف تاريخ البشرية ، و نشأت تقريبا مع نشوء نظام اجلماعة و العلوم

. اتمع

األمن مبفهوم آخر هو .. مفهوم السرية و أصبح مرتبطا ر ، تطو و مع مرور الزمن و أو األمان و هو مفهوم أصبح اآلن علما قائما حبد ذاته و له فروع و أقسام

ألجله و تؤ س س تقومبرامج و كتب و مباحث و مناهج و مراكز أحباث تنظريية . صبح يدخل يف كل مفاصل احلياة اليومية و املفاهيم ألدرجة أنه ر له ، و تطو

من الشركات و أمن الدولة و أألشخاص و فأصبح هنالك أمن املعلومات و أمن ا و أمن البيئة ... اخل . أمن اتمع و أمن املنشآت

است خد مت لدى اإلنسان كنوع من إضفاء أيضا يضاف إىل ذلك ، أن السرية ، فقدميا كان الكاهن اهلالة و الرهبة على طقوس دينية معينة أو مجاعات معينة

و اإلنسان ، كان يتم احترامه ألنه يعرف أسرارا الذي هو صلة الوصل بني اآلهلة

158

كذلك كانذو عمولة لقاء ذلك . معينة ال يعرفها غريها ختوله العمل كوسيط يتم يف جو من الطقوس السرية التكريس االجتماعي يف بعض القبائل اإلفريقية

ع رف مر فيما ، كذلك األو االحترام له و التقيد به إلضفاء مزيد من اهليبة عليه القائم على أن حيتكر شخص ما ، معرفة صناعة شيء ما و بيعه مببدأ ( سر املهنة )

دون أن يتمكن غريه من القدرة على تصنيعه ، ما يتيح له إمكانية االستفادة املادية . من سر صناعته إىل احلد األقصى

عض نوع من النظام و التنظيم على ب كما أن السرية قد كر ست يف الوقت عينه ي عزى إىل أن اإلنسان . و السبب يف ذلك دينية و غريهاالروابط االجتماعية و ال

بطبعه خياف من اهول و ينقاد له و يف أسوا األحوال ال يتخذ منه موقفا ال ميلك و يتضح له منه بينة معلومة موثوقة . فاهول يف فيه عد ة أو قوة ، حىت جيلو أمره

نهج و امل ذا. و هعلوم أي اهول امل، و السري هو غري أحد تعريفاته هو السري ال يزال ساري املفعول حىت اآلن . اتبعته هذه القبائل و التنظيمات الذيصراط ال

لضمان اهلدوء و عدم اإلزعاج من قبل اآلخرين أو تخذ أيضا كما إن السرية قد ت قلب ، يرتاد املكان و الفالشخص الذي يروم اهلدوء و راحة البال املتطفلني ..

أو الذي ال ميكن الوصول ) األرض حتت مقر أو قلعة( املغلق أو املعزول اهلادئ . كما إن أو حرش ) ( قمة جبل أو شاهق وعر ) أو اخلايل من الناس ( غابة إليه

ملنع األشياء عن غري مستحقيها أو الذين ي خشى أن يسيئوا السرية يتم انتهاجها داء ون باألذية هلم و لغريهم ، أو أن يسيئوا فهمها فيناصبوا العاستخدامها فيتسبب

. و هو ما ورد مصداقه يف األديان السماوية . جاء يف عن جهل و غري علم القرآن الكرمي ..

159

ع د و ن س ان ل ل إ الش ي ط ان إ ن ك ي د ا ل ك ف ي ك يد وا إ خ و ت ك ع ل ى ر ؤ ي اك ت ق ص ص ل ا ب ن ي ي ا ق ال { . ]٥: يوسف[ } م ب ني

ع ل يم و الل ه ر س ول ه ع ل ى الل ه أ ن ز ل م ا ح د ود ي ع ل م وا أ ل ا و أ ج د ر و ن ف اق ا ك ف ر ا أ ش د ال أ ع ر اب { . ]٩٧: التوبة[ } ح ك يم

. ]٨٨: األنعام[ } د ه ع ب ا م ن ي ش اء م ن ب ه ي ه د ي الل ه ه د ى ذ ل ك {

. ]٥٦: القصص[ } ب ال م ه ت د ين أ ع ل م و ه و ي ش اء م ن ي ه د ي الل ه و ل ك ن أ ح ب ب ت م ن ت ه د ي ل ا إ ن ك {

. ]٢٨: غافر[ } إ مي ان ه ي ك ت م ف ر ع و ن آل م ن م ؤ م ن ر ج ل و ق ال {

و يف التوراة جاء ..

) . ٩: ١٢ دانيال( الن ه اي ة ] و ق ت إ ل ى و م خ ت وم ة م خ ف ي ة ال ك ل م ات أل ن د ان يآل ي ا اذ ه ب : " ق ال [ ف

و يف اإلجنيل ..

األ م ر هذ ا و ك ان ش ي ئ ا، ذل ك م ن ي ف ه م وا ف ل م ه م و أ م ا [ م ا ي ع ل م وا و ل م ع ن ه م ، م خ فى ) . ٣٤: ١٨ (لوقا ق يل ]

العلوم مفهوم على تدل رمبا.. ما نوعا مبهمة عبارة وردت أيضا اإلجنيل يف و هوية عطاءإ و ما شيء يف عضوية إىل تشري و فقط يستحقها ملن املوجبة السرية ..تدل على شيء ما جديدة سرية

ب ي ض اء ، ح ص اة و أ ع ط يه ال م خ ف ي ن ال م م ن ي أ ك ل أ ن ف س أ ع ط يه ي غ ل ب م ن [ و ع ل ى ح ص اة ال ) . ١٧: ٢ يوحنا رؤيا( ] يأخذ ال ذ ي غ ي ر أ ح د ي ع ر ف ه ال م ك ت وب ج د يد اس م

160

أيضا هنالك أمور و أشياء تستوجب يف حيثيات حدوثها ، إضفاء شيء من ، يف القضايا اليت و طرحها على العلن و بالذات املؤقتة عليها حلني إعالا السرية

الفكرية اختراع و التصنيع و حقوق امللكية براءاتالتجارية و تدخل فيها املنافسة فالشركات خل يف جماله سرقة املعلومات و االجتار ا و ما شابه ذلك . دا يو م

فترة التصنيع ، و اء منتجاا أثنمنتج من الصناعية غالبا ما تلقي بظالل السرية على و ذلك بالتزامن مع عند االنتهاء من ذلك يتم طرحه يف األسواق و اإلعالن عنه

يف بعض الدراسات و البحوث و محلة إعالمية دعائية لتسويقه . كذلك األمر الكتب و املؤلفات اليت ال يعلن مؤلفها عنها إال حني اكتماهلا . فعلى سبيل املثال

ي هو اآلن بني يدي القارئ الكرمي ، قد أ ضفيت السرية عليه .. هذا املخطوط الذو تنسيقه و من مث إخراجه بنسخته الورقية و حلني االنتهاء من تأليفه و إعداده

بشكل علين . االنترنت و األسواق لك ط ر ح يف ذااللكترونية تلك . و بعد

ما يكون يف خبصوص السرية و مفهومها ، حيدث عندإن أول ما يواجه اإلنسان سن الطفولة املبكرة . فمن ضمن ما يتعلمه الطفل من أشياء و مفاهيم حتيط به ،

تم مطالبته بعدم إفشاء معلومات عن أسرته و احترام حيث يهو السرية املرتل ، و يتم شرح مفهوم السرية له بشكل خصوصيات ما يسمعه و ما يراه يف

و فكرة ، قد دخلت إىل عقلية و . فالسرية كمفهوم عام طفيف اإلسهاب مبسط منذ نعومة أظفاره و مع أوىل املفاهيم و األفكار اليت يتلقاها عقله و ذهنية اإلنسان

. و نتيجة ذلك بكل بساطة ، هي أن هذا الطفل تلقى له من الوسط اخلارجي دومنا أي إشكال أو اعتراض ، بغض عندما يكرب ، سوف يتقبل مفهوم السرية

هذه السرية و مضموا و غاياا . النظر عن وجه

161

بالوضع االفتراضي و يف بداياته األوىل على أن السرية و إن دخلت عقل اإلنسان ت مبوجباا احملبذة اليت أقرت ا القوانني و األعراف و األديان ، فإا و جاء

يف وجه من وجوهها بالسلب و النهي و املكروه و كذلك يف الوقت عينه جاءت أو وسيلة للتآمر و الشر و بشكل أدق .. إخفاء احلقائق و قول تبارها كأداة مت اع

و أعرافها االجتماعية و كذلك القوانني البشرية هو ما ت عاق ب عليه الزور و األديان ، أو إخفاء املعلومات و احلقائق اهلامة املفيدة للناس و اتمع و منها

على تلك اليت نبهت األديان السماوية عليه . و هو ما أكدت احلقائق اإلهلية و عدم التالعب يف هذه احلقائق و وجوب إشهارها لعامة الناس و جمموعهم

. جاء يف القرآن الكرمي .. احلقائق و تغيريها و هو ما يسمى ( الزور )

] .٣٠: احلج[ } الز ور ق و ل و اج ت ن ب وا ال أ و ث ان م ن الر ج س ف اج ت ن ب وا{

] .٧٢: الفرقان[ } الز ور ي ش ه د ون ل ا و ال ذ ين {

. ]٨ : اادلة[ } و ال ع د و ان ب ال إ ث م و ي ت ن اج و ن ع ن ه ن ه وا ل م ا ي ع ود ون ث م الن ج و ى ع ن ن ه وا ال ذ ين إ ل ى ت ر أ ل م {

. ]١٠: ةاادل[ } الش ي ط ان م ن الن ج و ى إ ن م ا{

. ]٢٨: األنعام[ } ل ك اذ ب ون و إ ن ه م ع ن ه ن ه وا ل م ا ل ع اد وا ر د وا و ل و ق ب ل م ن ي خ ف ون ك ان وا م ا ل ه م ب د ا ب ل {

. ]٣٧: األحزاب[ } م ب د يه الل ه م ا ن ف س ك ف ي و ت خ ف ي الل ه و ات ق {

. ]٤٢: البقرة[ } ت ع ل م ون و أ ن ت م ال ح ق و ت ك ت م وا ب ال ب اط ل ح ق ال ت ل ب س وا و ل ا{

. ]١٤٠: البقرة[ } الل ه م ن ع ن د ه ش ه اد ة ك ت م م م ن أ ظ ل م و م ن {

. ]١٤٦: البقرة[ } ي ع ل م ون و ه م ال ح ق ل ي ك ت م ون م ن ه م ف ر يق ا و إ ن {

162

ي ل ع ن ه م أ ول ئ ك ال ك ت اب ف ي ل لن اس ب ي ن اه م ا ب ع د م ن و ال ه د ى ال ب ي ن ات م ن أ ن ز ل ن ا م ا ي ك ت م ون ال ذ ين ن إ { . ]١٥٩: البقرة[ } الل اع ن ون و ي ل ع ن ه م الل ه

.. جاء التوراة يف و

) . ٧: ١٢ (طوبيا ك ر ام ة ] ب ه ا االع ت ر اف و ف إذ اع ت ه ا ال ل ه اع م ال ام ا و ي ك ت م ان ف خ ي ر ال م ل ك س ر [ام ا

) . ١٣: ٢٨ (االمثال ي ر ح م ] و ي ت ر ك ه ا ب ه ا ي ق ر و م ن ي ن ج ح ، ال خ ط اي اه ي ك ت م [م ن

م ن : " و ي ق ول ون الظ ل م ة ، ف ي أ ع م ال ه م ف ت ص ري الر ب ، ع ن ر أ ي ه م ت م وا ي ك ل ي ت ع م ق ون ل ل ذ ين [و ي ل ) . ١٥: ٢٩ (إشعياء ي ع ر ف ن ا؟ ] و م ن ي ب ص ر ن ا

) . ٢٤: ٦ (احلكمة أس ر ار ] ال ع ن ك م ك ت م أ ال و ص د ر ت ك ي ف و ال ح ك م ة م ا اخ ب ر ك م ان ا [و

) . ١١: ١٢ طوبيا( ] م س ت و را ام را ع ن ك م ا اك ت م م ا و ال ح ق ل ك م ا ف اع ل ن ان ا ام ا[

) . ١٦: ٢٢ االول امللوك(] الر ب ب اس م ال ح ق إ ال ل ي ت ق ول ال أ ن اس ت ح ل ف ت ك م ر ة ك م [

بدأ السرية ، وجهني .. واحد شرعي منطقي قانوين لقد ثبت تارخييا أن ملفهوم و مو الشمول خلري اتمع و موجب األسباب متضمن املربرات ، و هو بالعموم

. أما اآلخر فهو األفراد و صيانتهم و ذو فائدة ، و بأقل األحوال ال ضرر فيه البتة اتمع ووجه ال شرعي و ال قانوين و ال أخالقي حيمل صفة الشر و األذى للناس

. و ليس فيه أدىن فائدة إال ألصحابه حصرا

، يكون حكما ضمن ضوابط شرعية دينية أو قانونية . و الوجه اإلجيايب األولو يتميز هذا الوجه بأمرين اثنني يفترضان و يستوجبان سريته . طبيعته و وظيفته

،أطرافه ككل .. األول أنه أمر متعارف عليه من قبل أفراد اتمع و فئاته و

163

.. أن يكون الشيء أو املفهوم جيب أن يكون سريا . الثاين فاجلميع يعرف أن هذا ، مبعىن أن ط و لو باجلزئي املبس ن عنه و عن وجوده بشكل من األشكال معل

معلن ) و النسبية بني طريف هذه اجلدلية –هي ( سري يشك ل جدلية ثنائية و اليت يعلم السرية كأجهزة االستخبارات مثال حيددها قوام هذا الشيء و وظيفته

، أو كبعض اجلمعيات و التنظيمات اليت ال تعلن كل اجلميع بوجودها و يقبل ا من قبل الدولة أو ، لكنها تكون معروفة و معترف ا مبادئها و ماهيتها للجمهور

مرخص هلا قانونيا .

لسري الذي ال يريد أن يفصح عن ، فهو الوجه اخلفي اأما الوجه اآلخر السليب به هو حصرا ال بغريه و ألن ذلك ي لح ق األذى نفسه و ال بأي شكل من األشكال

و عليه هو يستوجب تدمريه أو إزالته أو تطبيق العقوبات القانونية و الشرعية حبقه السرية على نفسه و ال يقبل بالبوح و لو عن جزء يسري حصرا ، و هو يضفي

و لو بطريقة اعتبارية أو جمرد تلميح .. عن وجوده يقبل حىت باإلعالن منها و الوثائق قانونية أو شرعية ألنه و هو ليس له مكان ي ستدل به عليه و ال حىت جمرد

، و هو من ق بل اتمع و األفراد و الدولة بكل بساطة يعلم أنه م نك ر مستهج ن داع إلخفاء نفسه ، فهو مرفوض التورية و التمويه و اخليستخدم شىت وسائل

.. ال ميكن من اتمع و الدين و ليس له أدىن مقومات الشرعية ، وبالتايل مرذول . له أن يعلن و لو عن جزء يسري من ماهية و هوية و طبيعة أعماله و مشاريعه

إال يف الظالم و اخلفاء .. فاللص الذي يريد أن كما أنه ال يستطيع أن يقوم بعمله يريد أن يرتكب جرميته ، يفعل ذلك يف . وارم الذي ، يفعل ذلك باخلفاء يسرق

. أما املنفعة املتحصلة من آبق موب ق شخصأو جهةاخلفاء . كذلك الزاين أو أي فهي حصرا للشخص القائم ا و العامل عليها و ليست ألحد غريه و هذه السرية

164

و ختريب أو هتك أو حرق أو سرقة أالضرر ألطراف آخرين من قتل يقابلها حتما . و إماطة اللثام عنه هو فائدة للمجتمع و الدولة ، على عرض و ما إىل ذلك

الذي يكون كشفه و إماطة اللثام عنه ، ضرر األول السري عكس الوجه و واألفراد . للمجتمع و الدولة

ثاين .. أن حسب املنطق البني السرية الشرعية و السرية احملرمة و يبقى الفرق معلن على مبدأ اآلية القرآنية ..الشرعية ال تتأتى شرعيتها إال بقبوهلا لشيء السرية

. ]٢٦٠: البقرة[ } ق ل ب ي ل ي ط م ئ ن و ل ك ن ب ل ى ق ال ت ؤ م ن أ و ل م ق ال {

فاملخفي الكلي ال يثري االطمئنان الكايف الوايف من قبل اإلنسان الذي بطبيعته الكلي املطلق . أما السرية احملرمة ، فهي اليت ال تقبل بأي شكل من ى اهول خيش

. و بالتايل .. فكل سرية ال تعلن عن شيء ن حتت أي ظرف أي معل ، األشكال و ال تطمئن عموم اجلمهور بشيء من مقوماا و مظهر بسيط من مظاهر وجودها

. غري جائز هي حرام منك ر، من ذلك

السري و بصرف النظر عن سوياته من حيث اإلجياب أو األمر يبقى يف اية هذا املعياري املذكور يف بداية متموضعا حسب املفهوم االفتراضي ، السلب

املنفعة مبختلف أنواعها ، الفردية الشخصية املبحث ، يبقى متموضعا ضمن نطاق املنفعة أيضا . و هي بدورهامنها أم اجلماعية . و ما حيدد سلوكياته و شرعيته

أمر ما موضع السرية ، إال ملنفعة ما وضع مرة أخرى يعود املنطق الثاين للقول .. أو ضرر .

165

و مأوى و أإىل األفضل ، من طعام و مكان تسعىالكائنات احلية مجيعها إن افتراضي تقوم بشكل تلقائي مسكن .. اخل و يف حال توفر البدائل املتعددة ، فإا

بانتقاء األفضل و األمثل ، فيقع اختيارها عليه و تقوم باعتماده . و هو ما يسمى و هي عملية تقوم ا الكائنات احلية كافة دومنا استثناء حىت بعملية ( املفاضلة )

، فبعض األشجار و النبات تقوم بالتمدد و االجنذاب حنو الضوء أو النباتات منها هلا لناحية اهلواء أو الرطوبة من املكان اليت يكون أكثر مالئمة كان قريب معني م

هي فيه .. حىت جذورها متتد إىل تربة أخرى قريبة يتواجد فيها املاء أكثر من التربة اجلراثيم أو على اليت تتموضع فيها الشجرة نفسها . ال بل إن ذلك يقع أيضا

لي إىل من وسط حميط حمهرية اليت تنتقل بعض الكائنات ا دات اخللية أويوح. و إذا مل يتيسر هلا وسط حميط حملي آخر تراه أكثر مالئمة لوجودها و تكاثرها

حىت تتغري شروط البيئة و املكان ذلك ، فإا تقبع يف مكاا و تنغلق على نفسها . اليت هي فيه ، من رطوبة و درجة حرارة و ضوء أو محوضة .. اخل

له بدوره يقع بالطبع على اإلنسان العاقل الذي هو أرقى الكائنات و أكثرها هذا كلديه يدخل فيه عنصر . و نظرا لكونه كذلك ، فإن عامل املفاضلة مهارة و تعقيدا

166

أو أو األصلي األصيلجديد ال يوجد لدى بقية الكائنات األخرى أال و هو .. أساس ) . احلقيقي . و كلمة ( أصل ) مرادفة لكلمة (

اليت يرتبط ا .. و األساس أيضا هو و أصل الشيء هو أساسه أي منبته و جذوره حجارة ضخمة توضع يف ما يبىن عليه ، ي قال .. أساس احلائط أو البناء و هي

أو املرتل . و األصيل األرض حتت مستواها و تبىن عليها من مث ، حجارة احلائط كانتماء مادي أو ص فيه هو حصرا بعالقة ما ، أصل يرتبط به و خيتله هو الذي

. فـ ( األصيل ) هو التعبري عن عالقة انتماء حقيقة عضوي أو اعتباري .. اخل أو ذو مصداقية أكثر و ما إىل ذلك . و بني شيء و شيء آخر أقدم منه أو أمشل

يستمد مصداقيته أو تعريفه أو وجوده أو حيثياته من بتعريف آخر .. هو شيء أو منطقية أو حىت وجودية أو قبوال عند الناس . كثر ثباتا أيء آخر ش

و اتمع كافة بدءا من إن قضية األصالة كمفهوم ، تنتشر يف نواحي احلياة اليومية عند اإلنسان ذات احلساسية العالية و األمهية الكربى قضية احلسب و النسب

) صفاء العرق ) أو ( الدم امللكي( أو حيث تلعب ما تسمى بـ ( شجرة العائلة ) و االجتماعية يف السويات .. اخل ، تلعب تلك العناصر و املفاهيم دورا هاما

و السياسية و حىت الدينية ، لفئات معينة من البشر ال تزال تلقي بظالهلا إىل اآلن . و عب رت عنه . جاء يف القرآن الكرمي .. هو ما تناولته األديان السماوية

. ]٢٤٨: البقرة[ } ه ار ون و آل م وس ى آل ت ر ك م م ا ب ق ي ة و {

. ]٥٤: النساء[ } ع ظ يم ا م ل ك ا و آت ي ن اه م و ال ح ك م ة ال ك ت اب إ ب ر اه يم آل آت ي ن ا ف ق د {

. ]٦: مرمي[ } ي ع ق وب آل م ن و ي ر ث ي ر ث ن ي{

167

. ]٣٤: عمران آل[ } ع ل يم س م يع و الل ه ب ع ض م ن ب ع ض ه ا ذ ر ي ة {

و يف التوراة ..

ج اء الس ابع الش ه ر [ و ف ي إ س م اع يل ب ن ن ث ن ي ا ب ن أ ل يش م ع م ن الن س ل [ ال م ل ك ي ٢٥:٢٥ الثاين (امللوك . (

) . ٣٢: ٣ األول (املكابيني ي ] ال م ل ك ال ن س ل م ن ش ر ي ف ر ج ل [ه و

من املنظور اإلنساين طبعا ) تنسحب على بعض فصائل احليوان ( و هي أيضا قضية ت قاس بالنسبة لبعض البشر و اهلواة فاخليول و الكالب و بعض احليوانات و الطيور

. و ي قاس على ذلك ألجلها األموال الطائلة بذل حسب سالالا و أعراقها و ت أن الشخص اهول األب أو الوالدين ، تنخفض أسهمه االجتماعية و أيضا

، والكثري من هؤالء يعانون االعتبارية و مكانته يف اتمع إىل حد كبري جدا د ق و. أحيانا يف اتمع مع أم ال ذنب هلم يف جميئهم إىل هذه الدنيا األمر ين

لكنه ال يستطيع و نباهة و علما خ لقا خ لقا وكثر الناس الواحد منهم أن يكو الفكاك من كعبه األخيل هذا .. كعب إثبات اهلوية و األصالة .

و ينسحب ذلك أيضا على املصنوعات و املنتجات بأنواعها كافة و اليت تتبع أو قية عالية يف ذات مصداتعود يف إنتاجها إىل شركات تصنيع شهرية متخصصة

مسعتها و شهرا التجارية كما حترص الناقة على فصيلها . منتجاا و حترص علىإىل وضع شارة معينة مميزة تدل على حيث يعمد هذا الصانع أو تلك الشركة

و أصالتها العائدة لذلك املصنع أو تلك الشركة . و جودة هذه السلعة و هويتها أمرين اثنني املاركة التجارية ) و دف هذه العملية إىلتسمى تلك الشارة بـ (

كما ذكرنا و إثبات هو اإلشارة إىل أصالة هذه السلعة األولال ثالث هلما ..

168

من املمكن أن يقع على هو منع التزوير الذي الثاين.. هويتها احلقيقية و جودا الفائدة و كسب املال على حساب السلعة طمعا يف الغري هذه السلعة من ق بل

أداؤه و أمانة دق الذي بذل جهده و خربته و تعبه و ص األصلية و الصانع احلقيقي . عطاؤه

أو عملية التزييف أو املز يف إذن .. فعملية األصالة و مفهوم األصيل ، يقابلها التزييف هي بالتعريف عملية تقليد لشيء أصيل أو حماكاته و من الدعي . و عملية

تعاريف و املصطلحات هي هذه المث ادعاء أنه هو األصيل أو ميثل األصل . و ١ لغويا قد وردت داللة على السيء أو السليب أو الرديء الفاسد . جاء يف املعجم

املشاة، تعين احملاكاة و ، القبيح يف يستعمل ما أ كثر و حاك اه،.. امل حاكاة .. و فالنا حك ي ت.. يقال و. ي حاك يها و ح سنا الشمس ي ح كي فالن: تقول: احلديث يف و. أ جاوزه مل سواء ق و له مثل ق ل ت أ و ف ع له مثل ف عل ت أي ي ت ه حاك

مثل ينوبين و فعله مثل فعلأ أ ي كذا و كذا يل أ ن و إنسانا ح ك ي ت أ ن ي س ر ين ما أ ي د راه م ه عليه زاف ت : يقال. ديء الر هو و الزائف.. أيضا جاء و. نابه ما

. ( انتهى ) رديء أي زيف درهم يقال و. فيها لغ ش ر د ودة م صارت

و القضية هنا برم تها هي عبارة عن عالقة جدلية متضادة بني أصيل جيد و مزيف .. بني حق و باطل . و ال تقف عند هذا احلد بل تتعداه إىل احلرب و سيء

أنه أو املز يف منهما املتضادين ، و ادعاء السيءالصراع فيما بني هذين املفهومني بلغ من خطورة هذه و قد و هي يف وجه من وجوهها عملية تزوير . اآلخر

انظر لسان العرب ، مادة ( حكي ) و ( زيف ) . ١

169

األديان السماوية و أكدت على خطورا . عليها ركزت القضية أن تناولتها و جاء القرآن الكرمي ..

] .٤٢: البقرة[ } م ون ت ع ل و أ ن ت م ال ح ق و ت ك ت م وا ب ال ب اط ل ال ح ق ت ل ب س وا و ل ا{

] .٨: األنفال[ } ال م ج ر م ون ك ر ه و ل و ال ب اط ل و ي ب ط ل ال ح ق ل ي ح ق {

] .٥٦: الكهف[ } ال ح ق ب ه ل ي د ح ض وا ب ال ب اط ل ك ف ر وا ال ذ ين و ي ج اد ل {

] .٧٥: عمران آل[ } ون ي ع ل م و ه م ال ك ذ ب الل ه ع ل ى و ي ق ول ون {

] . ٢٤: غافر[ } ك ذ اب س اح ر ف ق ال وا{

] . ٦: املاعون[ } ي ر اء ون ه م ال ذ ين {

و يف التوراة جاء ما مفاده ..

) . ٨: ٣٠ االمثال( ] و ال ك ذ ب ال ب اط ل ع ن ي أ ب ع د [

األ ن ب ي اء ع ل ى ي د ي و ت ك ون [ ال ذ ين ي ر و ن ، ال ب اط ل و ال ذ ين ي ع ر ف ون ب ال ك ذ ب [ )٩: ١٣ حزقيال . (

األ ن ب ي اء ق ل ب ف ي ي وج د م ت ى ح ت ى[ ال م ت ن ب ئ ني ب ال ك ذ ب ؟ ب ل ه م أ ن ب ي اء خ د اع ٢٦: ٢٣ إرميا( ] ق ل ب ه م . (

و األعراف البشرية و حىت القوانني من خطورا أيضا أن تناولتها بلغ كما ، و ذلك نظرا خلطورا الشديدة على اتمع الكتب و املؤل فات وضعت ألجلها

و األمور املالية النقدية (تزوير العمالت ) و األفراد . ففي جمال املنتجات الصناعية ، ملضنية و ب ذ لت اجلهود ا ر ص دت ألجل حماربتها أو احلد منها ، األموال الطائلة

بسببها كما ش ك لت ألن إلغاؤها أو اجتثاثها هو صعب مستصعب على ما يبدو .

170

و لكشفها ، األجهزة التقنية ألجلهات ن ع هيئات و مؤسسات لتعق بها . و ص يشكالن خطورة كبرية على املعقدة و املكلفة . فالتزييف و التزوير املتطورة

احلد د و العلم . و ال تقف خطورا عند هذا و االقتصااتمع و األفراد و الدولة أو التقليد ، هو يف قوة و مستوى بل إن مكمن اخلطورة يف التزييف أو التزوير

اقترب املزيف من صفات و هيئة األصيل إتقانه ، فكلما كانت عالية مرتفعة كلما يف أصالة املزيف الدعي و مصداقيته و ذلك على الناظرين و زي ن هلم ل و أشك

اآلية القرآنية ..الوقت نفسه صعوبة كشفه ، ما مصداقه

] .١٠١: التوبة[ } ن ع ل م ه م ن ح ن ت ع ل م ه م ل ا الن ف اق ع ل ى م ر د وا ال م د ين ة أ ه ل و م ن {

التوراة فقد حذرت من هؤالء الرهط معتربة إياهم فئة خطرة ضارة على أما و مما جاء يف ذلك .. ال يستهان ا .اتمع

) . ٣٥: ١١ سرياخ( ] ال م س او ئ ي خ ت ر ع ال ذ ي اخلبيث م ن اح ذ ر [

) . ١٠: ١٢ احلكمة( ] غ ر ي ز ي خ ب ث ه م ان و ش ر ي ر ج ي ل ه م ان ع ل ي ك ي خ ف ل م ان و [

) . ١٠: ١٢ سرياخ( ] الن ح اس ص دأ ك خ ب ث ه ف ان ب د ا أ ب ع د و ك ت ث ق ال[

كذا اإلجنيل تطرق إىل هذه الفئة و حذر من مداهنتها و صدأ النحاس متماه معه . حيث جاء .. و خداعها و غشها الصعب االكتشاف على اإلنسان العادي .

) . ١٨: ٢٢ مىت( ] م ر اؤ ون ؟ ي ا ت ج ر ب ون ن ي ل م اذ ا و ق ال خ ب ث ه م ي س وع ف ع ل م [

يف الوضع االفتراضي هلا ، أو التزوير لقد اتضح بالثبت التارخيي أن عملية التزييف ال تقع إال على شرطني اثنني ال ثالث هلما و ال بد من توفرمها معا . و أي إخالل

171

بأحدمها أو عدم توفره ، يؤدي إىل انتفاء مربرات عملية التزييف و التزوير و القيام . فال فعال و األصيل حقا ال يقع إال على األصلي .. هو أن التزييف األول ا .

مغمور و جمهول اهلوية أ أو منحول أصال أو أبتر األصالة يقع التزييف على زائف و ذو فائدة مشتهرو معتربأن يكون هذا األصلي .. الثايناملعرفة ضئيل الشهرة .

ي األصلي أو األصيل أن يكون أصليا أو و قوة و سوية نفعية عالية ، فال يكفباألصالة و ، بل جيب أن يكون نقيا صافيا حىت يقع عليه التزييف حسب أصيال ف

. و ا املنفعة و حاجة اإلنسان هلا له قيمة مادية أو معنوية أو اعتبارية عالية ترتبط و العمالت أ ال بأس من سوق أمثلة مادية داللية توضيحية كاملاس مثال أو الذهب

الصعبة كالدوالر مثال و ما إىل ذلك .

مفهوم التزوير كذلك الزور بدوره هو وجه من وجوه التزوير و التزويق . و لعل مشتق من كلمة ( الزور ) . فالتزوير هو تلفيق شيء لشيء و ادعاء أنه هو . و

قة . و ال الزور أو قول الزور هو تلفيق قول كاذب و ادعاء أنه هو احلقيشهادة الزور هو من الف عال و األعمال اخلطرة اهلدامة يف اتمع ، ألنه يترتب خيفى أن

أبرياء و سلب ممتلكات و عليه وقوع مظامل كبرية قد تتمثل يف إزهاق حياة أناس ب حقائق و مفاهيم . لهتك أعراض و ق

ه يف الدرجات خطورة مفهوم ( الزور ) أن تناولته األديان السماوية و جعلتو بلغ و اإلمث الفسوق . جاء يف القرآن العليا من املوبقات اجل سام و الكبائر العظام

الكرمي ..

. ]٣٠: احلج[ } الز ور ق و ل و اج ت ن ب وا{

172

] . ٤: الفرقان[ } و ز ور ا ظ ل م ا ج اء وا ف ق د آخ ر ون ق و م ع ل ي ه و أ ع ان ه {

] .٢: اادلة[ } و ز ور ا ال ق و ل م ن م ن ك ر ا ون ل ي ق ول و إ ن ه م {

و يف التوراة ..

) . ١٢: ٢٧ (املزامري ] ظ ل م و ن اف ث ز ور ش ه ود ع ل ي ق ام ق د أل ن ه [

ب األ ك اذ يب ، ي ف وه ز ور [ش اه د . ) ١٩: ٦ (االمثال إ خ و ة ] ب ي ن خ ص وم ات و ز ار ع

) . ٧: ٥١ سرياخ( ز و ر ] ال ك الم و ال د ن س ال ل س ان م ن و ال ج ح ي م ج و ف ع م ق [م ن

و يف اإلجنيل ..

) . ١٨: ١٩ مىت( ز ور ] ب ال ت ش ه د ال ت س ر ق ال ت ز ن ال ت ق ت ل ال ي س وع [ف ق ال

ق هذا املبحث هو .. إذا كان التزوير و بداهة يف سيا إن السوآل الذي ي طرح و املنتجات و تكون التزييف يقع على األشياء املادية يف الطبيعة و املصنوعات

و احلد منه ألقصى و ي صر ف ألجل حماربته . غايته هي املنفعة املادية البحتة ار دة املعقدة املتطورة غ الطائلة اهلائلة و ت صنع ألجل ذلك األجهزة و التقنياتحد ، املبال

و اهليئات و تسن القوانني ألجل ذلك . فهل هو يقع أيضا نشئ املؤسسات ت و على املفاهيم و الرموز العليا يف اتمع و الدولة أو أي كيان و نظام آخر ؟؟ و

و ألجله ؟؟ و ما هي املنفعة اليت ميكن استحصاهلا من هكذا كيف يتم التعامل معه التزوير ؟؟ و ما هي طبيعتها و شكلها ؟؟ و ملاذا يقع مثل و نوع من التزييف

هكذا تزييف و تزوير ؟؟ .

173

يف الواقع إن التزييف و التزوير يقع بشكل مؤكد على املفاهيم و الرموز العليا يف . ال بل إن اتمع و حىت األشخاص الذين ميثلون هذه القيم و املبادئ أو املفاهيم

اس يقع بالدرجة األوىل على هذه القيم و املفاهيم و التزييف احلقيقي و األس. و هو أمر قد ثبت وجوده عرب التاريخ البشري الرموز و األشخاص الذين ميثلوا

. و بذلك . و لعل األديان السماوية خري شاهد على ذلك و امتألت شواهده مفهوم و أمفهوم ( الضالل ) ضمن قد ورد مفهوم تزوير املفاهيم تزييف احلقائق

إضافة إىل مفهوم الزور . جاء يف القرآن الكرمي .. ( التبديل )

. ]١١٩: النساء[ } ال أ ن ع ام آذ ان ف ل ي ب ت ك ن و ل آم ر ن ه م و ل أ م ن ي ن ه م و ل أ ض ل ن ه م {

. ]٧٧: املائدة[ } ب يل الس س و اء ع ن و ض ل وا ك ث ري ا و أ ض ل وا ق ب ل م ن ض ل وا ق د {

. ]٣٨: األعراف[ } الن ار م ن ض ع ف ا ع ذ اب ا ف آت ه م أ ض ل ون ا ه ؤ ل اء ر ب ن ا ل أ ول اه م أ خ ر اه م ق ال ت {

. ]٣٦: إبراهيم[ } الن اس م ن ك ث ري ا أ ض ل ل ن إ ن ه ن ر ب {

. ]٧٩: طه[ } ه د ى م ا و ق و م ه ف ر ع و ن و أ ض ل {

. ]١٧: الفرقان[ } ه ؤ ل اء ع ب اد ي أ ض ل ل ت م أ أ ن ت م {

. ]٢٩: الفرقان[ } ج اء ن ي إ ذ ب ع د الذ ك ر ع ن أ ض ل ن ي ل ق د {

. ]٩٩: الشعراء[ } ال م ج ر م ون إ ل ا أ ض ل ن ا و م ا{

. ]٦٧: األحزاب[ } الس ب يل ا ف أ ض ل ون ا و ك ب ر اء ن ا س اد ت ن ا ن ا أ ط ع إ ن ا ر ب ن ا و ق ال وا{

. ]٦٢: يس[ } ت ع ق ل ون ت ك ون وا أ ف ل م ك ث ري ا ج ب ل ا م ن ك م أ ض ل و ل ق د {

174

. ]٢٩: فصلت[} ال أ س ف ل ني م ن ل ي ك ون ا ق د ام ن ا أ ت ح ت ن ج ع ل ه م ا و ال إ ن س ال ج ن م ن أ ض ل ان ا الل ذ ي ن أ ر ن ا ر ب ن ا{

. ]٥٩: البقرة[ } ل ه م ق يل ال ذ ي غ ي ر ق و ل ا ظ ل م وا ال ذ ين ف ب د ل {

. ]١٨١: البقرة[ } ي ب د ل ون ه ال ذ ين ع ل ى إ ث م ه ف إ ن م ا س م ع ه ب ع د م ا ب د ل ه م ن {

. ]١٥: يونس[} أ ب د ل ه أ ن ل ي ي ك ون م ا ق ل ب د ل ه أ و ه ذ ا غ ي ر ب ق ر آن ائ ت ل ق اء ن ا ي ر ج ون ل ا ذ ين ال ق ال {

و يف التوراة جاء ..

األ ع م ى ي ض ل م ن [م ل ع ون ) . ١٨: ٢٧ التثنية( آم ني ]: الش ع ب ج م يع و ي ق ول . الط ر يق ع ن

ر ؤ س اء ع ق ول ي ن ز ع [ ش ع ب ، األ ر ض .) ٢٤: ١٢ (أيوب ط ر يق ] ب ال ت يه ف ي و ي ض ل ه م

ب أ ك اذ يب ه م ش ع ب ي و ي ض ل ون ي ق ص ون ه ا ال ذ ين الر ب ، ي ق ول ك اذ ب ة ، ب أ ح ال م ي ت ن ب أ ون [ال ذ ين ال ذ ين الر ب ، ي ق ول ك اذ ب ة ، ب أ ح ال م ي ت ن ب أ ون أ م ر ت ه م ال ذ ين و ال أ ر س ل ه م ل م و أ ن ا و م ف اخ ر ات ه م

. ) ٣٢: ٢٣ (إرميا أ م ر ت ه م ] و ال أ ر س ل ه م ل م و أ ن ا و م ف اخ ر ات ه م ب أ ك اذ يب ه م ش ع ب ي و ي ض ل ون ي ق ص ون ه ا

و آثارهم يف عن األشخاص املزيفني و املدعني صراحةمت احلديث و يف اإلجنيل ، حيث جاء .. اتمع و الناس

) . ٥: ٢٤ مىت( ك ث ري ين ] و ي ض ل ون ! ال م س يح ه و أ ن ا: ق ائ ل ني ب اس م ي س ي أ ت ون ك ث ري ين [ف إ ن

أ ن ب ي اء [ و ي ق وم ك ذ ب ة ك ث ري ون و ي ض ل ون [ ك ث ري ين )١١: ٢٤ مىت . (

م س ح اء س ي ق وم [أل ن ه ك ذ ب ة و أ ن ب ي اء ، ك ذ ب ة و ي ع ط ون آي ات ، و ع ج ائ ب ل ك ي ي ض ل وا [٢٢ :١٣ (مرقس . (

الفرق الرئيس و التمايز األساس فيما بني تزييف السلع و املنتجات و بنيلكن و املنتجات و األموال و تزييف املفاهيم و األفكار ، هو أن الذي يقع على السلع

175

و و احللول مكان األصلي األشياء املادية األخرى ، يقع ألجل املنفعة املادية فقط االدعاء به ، لكن مع شرط بقاء األصلي و دوام وجوده ، ألن املزيف يف هذه

. و كلما كان يستمد زيفه من أصالته احلالة ، يعتمد على وجود األصلي و ، كان بقاء املزيف ن عنه و ظاهرا للعيان و معل و موجودا األصلي أصيال متأصال

املزيف تلقائيا ألن بقاؤه يعين افتضاح أمره . . و بانتفاء األصلي ينتفي و منفعته و فائدته ، انعكس ذلك من فوره على كذلك األمر إذا هبطت أسهم األصلي

سحبت إحدى الشركات أحد منتجاا األصلية إذا ، . فعلى سبيل املثال املزيف علنت عن انتهاء تصنيعه و عدم انتاجه مستقبال ، أدى أاملشهورة ، من األسواق و إنتاج و ظهور املزيف بالتزامن معه ، ألن بقاؤه بعد ذلك من فوره إىل توقف

شرائه و ره و عزوف الزبائن عن و افتضاح أمزوال األصلي يؤدي إىل انكشافه و أثر املنتج اخنفضت قيمة و فعالية اإلقبال عليه أو التعاطي معه . كذلك األمر إذا

و فائدته يف السوق ، تنتفي بشكل بدهي عملية تزويره و تزييفه ألا بكل بساطة ال طائل منها و ال جدوى و ال فائدة أو مردود يذكر ، تصبح عملية مكلفة

املعادالتبشكل دائم مستمر أو إلغاء اعتمادها يف يمة عملة معينة كهبوط ق التجارية و البنكية كعملة رئيسة .

املادية ، و العمالت و األمور ، حالة املنتجات و السلع إذن .. يف هذه احلالة يوجد املزيف بوجود األصلي و األصيل و يستمر باستمراره و يعتمد على عالنية

أمام الناس و إعالن وجوده ، و أي أثر أو عارض يلم باألصلي وجوده و إظهاره على املزيف . أما يف حالة تزييف املفاهيم و املصطلحات و ينعكس من فوره

. ، و العملية هنا مغايرة متاما فاألمر خيتلف بشكل جذري ،الرموز و أشخاصها

176

ضرر الذي يتأتى منه ، بل من الفالتزييف يقع هنا ال ألجل منفعة يناهلا من األصلي أو قضية فكرية أخرى . على مفهوم و مصطلح آخر

يف املفاهيم و املصطلحات و األفكار ، غايته و أهدافه إخفاء و التزييف أو التزوير األصلي و التعتيم عليه و إعماء الناس عنه . فالسبب األساس يف وجود مذهب

ألصيل األصلي و اجتثاثه أو منعه املقدرة على إزالة االتزوير و التزييف ، هو عدم عن الناس و منع الناس عنه . فإذا كان ذلك متعذرا ألسباب و ظروف موضوعية و اعتبارية معينة ، كان التزييف و التزوير مها الطريقة األمثل للتعتيم على املفهوم األصلي األصيل و تغييبه و صرف أنظار الناس عنه و إشغاهلم بشيء آخر على

غ ي ر ب ق ر آن ائ ت ل ق اء ن ا ي ر ج ون ل ا ال ذ ين ق ال {صيل أو أنه هو نفسه األصيل . أه نإساس أ . ]١٥: يونس[ } أ ب د ل ه أ ن ل ي ي ك ون م ا ق ل ب د ل ه أ و ه ذ ا

و الواقع أن الثبت التارخيي يشهد بأن عملية تزييف املفاهيم ال يقوم ا اجلهال و العادية منهم أو املتحصلون على الثقافة و حىت ذوو. ناس و بسطاؤهم عوام ال

ال بأس به من العلوم و املعارف و من هم فرادى على شاكلتهم . بل قسط عادي مبختلف و العقائد التزييف و التزوير للمفاهيم و األفكار عملية القائمني على إن

خرى . هم أناس و أشخاص أو الفكرية األأنواعها الدينية منها أم السياسية أم عال من االحترافية الفكرية و الثقافة و االطالع و املعرفة ، بل رعلى قدجهات

اخلرباء و مقدرام حصرا . رمبا هم يف مصاف العلماء و سويام حتما و مرتبة وقوعه هو ال بد مقترن و على أي شيء كان فالتزييف أيا كان وصفه و موضعه

موضوع التزييف املهارة و بالذات خبصائص األصلي الذي سوف يكون باخلربة و و يزور باملصوغات و املصنوعات الذهبية من و التزوير . فمن يريد أن يزي ف

177

يكون لديه خربة كافية وافية بالذهب و شنوف و قروط و غريها ، ال بد من أن . ن كالذهب خصائصه و صناعته لكي يتيسر له إنتاج قالئد و مصوغات مزيفة م

و منحوتات أثرية ذات قيمة عالية ، ألوحات فنية كذلك األمر من يريد أن يقلد وجب أن يكون من أهل الفن و الرسم و النحت و على مستو عال من اخلربة

يتمكن من تقليد اللوحة األصلية . و غالبا ما يكون هؤالء رسامون و حناتون حىت على األمر و اخلربة الفنية . كذلك يقع رافية ماهرون و على درجة عالية من االحت

تزوير العمالت الصعبة اليت تستوجب قدرات و مهارات و خربات غري عادية من و تعقيداا . ق بل أناس و جهات متخصصة يف عملية التزوير و علومها

هذه القضية تنسحب أيضا حبيثياا و مستوجباا على قضية تزوير املفاهيم و و العقائد و اإليديولوجيات ، ال بل و حىت املصطلحات و الشعارات و األفكار

واحدة هي تزوير العقل و تضليله . و ال الرموز ، اليت تندرج مجيعها حتت يافطة م العلوم . و كما و ق ر هم من فطاحل العقولغرو أن من يقوم مبثل هكذا تزوير ،

، كذلك عملية تزوير املفاهيم و و أدوات عملية تزوير األشياء حتتاج إىل معدات و خطوات للقيام ا و أمهها ..األفكار حتتاج إىل أدوات

ـ حذق املفهوم األصلي و الفقه فيه إىل مستوى اجلوهر . )١

و و منظومته التابعة له ـ تزييف األصلي من ضمن نطاق األصلي نفسه )٢ل عملية أو منظومة ألن ذلك ي فشاملختصة به ، ال من نطاق خارج نطاقه

و يعر يها أمام اجلمهور . و يظهرها على حقيقتها التزييف

178

، جلهة الشكل مصداقية أمام عوام مجهورهم ـ توظيف أشخاص ذوي )٣ وم املزيف .املفهلتسويق و ذلك و املظهر و املضمون و حىت املوقع أحيانا

و إذا تعذر ذلك ، يتم استجالب أشخاص مواصفام تطابق مواصفات و يتم زرعهم يف منطقة األصلي اهلدف للقيام مبهام التزييف لقوم هؤالء ا

و التحوير .

و يسمى ( الدعي ) . سم ون بـ ( األدعياء ) و واحدهم ي و هؤالء األشخاص الذي امل ت ب ن ى: الد ع ي .. ١جاء يف املعجم هو أخطر شخص يف عملية التزوير .

ت ب ن ى سلم، و عليه اهللا صلى النيب، كان و غريه، إىل نسب ه و ابن ه فدعاه رجل ت ب ن اه اهللا فأ م ر حارثة بن زيد إىل ي ن س ب وا ال أ ن و آبائهم إىل الناس ي ن س ب أ ن جل و عز ف ي خ و ان ك م ف إ آب اء ه م ت ع ل م وا ل م ف إ ن الل ه ع ن د أ ق س ط ه و ل آب ائ ه م اد ع وه م {فقال ت ب ن اهم م ن

ق و ل ك م ذ ل ك م أ ب ن اء ك م أ د ع ي اء ك م ج ع ل و م ا {قال و . ]٥: األحزاب[ } و م و ال يك م الد ين ما و: تعاىل قوله و. أ بيه غري إىل املنسوب: الد ع ي و. ]٤: األحزاب[ } ب أ ف و اه ك م

و لرجل دعيا الواحد الرجل يكون ال و تتبنونه، من أي أبناءكم أدعياءكم جعل و غري، ال التسمية يف الالصق الدعي و ، النسب يف املعروف هو االبن ألن له ابنا .( انتهى ) أصيل غري و أصيل الشيء يف جيتمع ال

قد تقمص شخصية األصيل األصلي و و خطورة الدعي عرب التاريخ ، جتل ت يف أنه ، أي مبعىن آخر ، فسه استحوذ على صالحياته أزاحه عن الواجهة و يف الوقت ن

يفعل و يقرر كل أنه قد حل مكانه و األهم األخطر من كل هذا و ذاك .. أنه

انظر لسان العرب ، مادة ( دعو ) ١

179

شيء باسم األصلي و خيرج أعماله و فعاله و صنائعه و أفكاره اليت قد تكون كلها باسم األصلي نفسه . لكنها مبجموعتها مغايرة لألصيل األصلي ،

املساعدة املسامهة يف تسويق الزائف الدعي لدى عموم الناس و و من العوامل مال بل و حىت بعض خواصهم و متعلميهم ، هو أن الناس بعمومهدمهاء اجلمهور

. فمن املعروف يف علوم يأخذون بظاهر األشياء و قشورها دومنا األخذ مبضامينها تلعب دورا كبريا اص لألشياء و األشخالنفس و االجتماع ، أن املظاهر اخلارجية

فيما يسمى الفكرة االنطباعية األوىل و من مث األفكار الالحقة هلا . كما أنه من يوجد ما يسمى بـ ( الفن أيضا أنه يف جمال الفن و الرسوميات املعروف

نقل األفكار و و هو مفهوم قائم على مبدأ االنطباعي ) أو ( املدرسة االنطباعية ) ها الرسام ، إىل املشاهد املتلقي و ذلك من خالل االنطباع الذي يريداآلراء اليت

يف حيثياته و غاياته . حىت فن الكاريكاتري هو يتركه مضمون اللوحة الفنية عليه أن يناقش قضية يعتمد على املبدأ املذكور ذاته ، حيث يستطيع رسام الكاريكاتري

ا ، من خالل لوحة واحدة معب رة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو دينية أو غريه تترك أثرها و انطباعها لدى املشاهد .

ينسحب على أشخاص النخب و القيادات الفكرية و الدينية و نفسه مر األهو فيما خيتص السياسية اليت وجب أن يكون أشخاصها ذوي مظهر انطباعي حاد

م مبجال هم و درايتهحذق. يضاف إىل ذلك متربعوناال الذي هم عليه ذا و ذاك ، متوضعهم يف موقع اختصاصهم الفكري الذي هم عليه . و فوق ه

م من سلطة قاهرة معينة .. سياسية عبد متتعهماملسؤولية و الرياسة و الصدارة و و غريها . دينية أم مالية .. حملية أم خارجية كانت أم

180

ع األفكار . مصن ما ميكن أن نسميه و نطلق عليه مسمى .األمور كلها تشكل هذهمع تعديلها أو قولبتها و إعادة صياغتها مبا يتالءم و حتويلها أو أو األيديولوجيات

و دمهاؤه و بعض شرائحه و فئاته الصانع و مبا ميكن أن يقبله عوام اجلمهور ، ويسريوا عليها بكل ترحاب و كثر من ذلك أأو حىت بة أو مرتبتني تاألعلى مبر

. اعتراض سرور دومنا أي شك أو

املعيارية ملا ميكن أن نسميه و نطلق عليه ( تزييف هذه هي الشروط االفتراضية على املفاهيم و األفكار و تقعو هي بالغالب األعم و العقائد ) األفكاراملفاهيم و

دعياء خرباء أجمهودات كبرية ضخمة و العقائد الكبرية احلساسة و اليت حتتاج ، خري قيام . و ما عدا ذلك م مبهامهم املوكولة إليهم متخصصني و مدربني للقيا

ميتلك مؤهالت عادية معينة ، أن يقوم بدور الدعي يف مفهوم فيمكن ألي شخص و و جيد هنالك من يصدقه و يتقبله قبوال حسنا من املفاهيم أو قضية من القضايا

. !!!! انصياعا عجبا ينصاع إليه

تمع مليئة بذلك و متخمة إىل حد و شواهد ا شواهد احلياة اليوميةو لعل يف . و ما عمليات النصب و االحتيال ولئك األدعياء املدعني أاإلشباع ، بوجود

و مثال ذلك .. شخص ، إال عمليات يقوم ا أدعياء مدعون ااالت كافة بشهادة مزيفة . أو شخص يدعي أنه حمامي نه طبيب و ميارس مهنة الطب أيدعي نه روحاين أبشهادة مزيفة و هو ليس كذلك . و آخر يدعي ارس مهنة احملاماة و مي

أنه يرجم بالغيب و يعرف يشفي كذا مرض و كذا علة . و آخر منجم يدعي . و آخر .. و آخر .. إىل آخر السلسلة اليت تلتف احملظور و يدرك فحوى اهول

الدين . و السياسية وحول رقبة كافة وظائف احلياة و اتمع

181

إثبات و وجودها من أو منها التأكد ميكن ال أخرى موجبة هنالك توجد أنه على يكون األصلي تزييف إن.. هي و أال كامل بشكل وجودها منطقية و حقيقتها

يستوجب عليه يقع لكره أو تزويره و وجوده من تتأتى ملنفعة ليس رمبا أحيانا عنهم تغييبه و عنه الناس منع و قطف احتكاره ألجل لكن ، تزويره و تزييفه

هي تنتفع أن أي فقط لنفسها هي تريده معينة فئة ق بل من منه االستفادة الحتكار التعامل و استخدامه صالحية ، حصرا هي هلا يكون و غريها عن دونا به شخصيا

األشياء جوانب على يقع الشيء هذا و. بذلك األحق هي أا رمبا العتقادها به خريطة على شخص عثر إذا فمثال . نفسه الوقت يف االصطالحية املفاهيم و اديةامل

منع الشخص هذا حياول أن الطبعي فمن ، كان مكان يف أو أرضه يف موجود كرت سياج زرع و الكرت وجود مكان عن الوسائل و الطرق بشىت إبعادهم و عنه الناس

زرع أو مثال سياج أو بسور نهمكا تغييب و وجوده حول األباطيل و األوهام من . اخل.. ما إشاعة بإطالق منه االقتراب من الناس نفوس يف الرهبة

، يقابله أصيل أصلي اية األمر .. يقول املنطق الثاين .. إن كل زائف مزور منفعة يناهلا من وجوده فيكون من يستمد زيفه و زوره منه . و هو ال يقع إال ب عل ة

إزالته . و صلي و عدم زواله .. أو ضرر يتقيه منه و ال يستطيع مصلحته بقاء األيعتمد يف كما إن املزيف يستمد وجوده من األصلي ، فإنه يف الطرف املقابل

.. جهلهم باألصلي أو و أحيانا وجوده على جهل الناس به و مباهيته املزي فة . فكار ، و هو ما يقع على املفاهيم و األ جتهيلهم بهبشكل أدق ..

األصيل إذن .. فاملزيف هو مفهوم أو عنصر يندس يف عالقة طرفية فيما بني و ميكن جاهل ) –مزيف –، و اجلاهل فتكون العالقة هي ( أصلي األصلي

182

إال وجود املزيف أصلي + جاهل . و ال يستقيم متثيلها باملعادلة التالية .. مزيف = يستمد اجلهل .. عنصر أصيل أصلي ذين العنصرين ، عنصر األصالة و عنصر

زيفه منه أو يوجد ألجله .. و جاهل يقبل بوجوده و ال يشعر بزيفه .

العنصر اإلضايف املكم ل الذي يعتمد عليه املزيف لالنتشار و .. يبقى و أخريا ، هو دغدغة املشاعر و العواطف ، سواء الغريزية منها أم استمرار الدميومة

اسية و حىت أحيانا االقتصادية . أم العرقية أم السيية الطائفية أم املذهب

183

يف جاء. اخلصام و العداوة لك يبذل الذي الشخص هو و اخلصم هو العدو و األ نثى و اجلمع و االثنني و للواحد يكون ، الص د يق ض د : الع د و .. ١ املعجم و العدوان أصحابهم املعتدون و ، الو ل ي ض د الع د و و. واحد بلفظ الذك ر و ع د اء و ع د وا عليه ع د ا و. الظ ل مهو : الع د وان وأ الت ع د ي و االع تداء و. الظلم بن و ع د ا و. ظ ل مه: ك ل ه ، اع ت د ى و ت ع د ى و ع د و ى و ع د وانا و ع د وانا و ع د و ا و. امل ث ل على جاو ز ه : ق د ر ه و ط و ر ه ع د ا و. ظ ل م وهم أ ي فالن بين على فالن على ت عاو نوا ال: يقول. أي ]٢: املائدة[ } و ال ع د و ان ال إ ث م ع ل ى ت ع او ن وا و ل ا { تعاىل قوله

إ ن ت ع ت د وا و ل ا ي ق ات ل ون ك م ذ ين ال الل ه س ب يل ف ي و ق ات ل وا {: تعاىل قوله و. الظ ل م و امل ع صية: يقال غ ي ر ه، إ ىل الشيء م جاو ز ة : الت ع د ي و. ]١٩٠: البقرة[ } ال م ع ت د ين ي ح ب ل ا الل ه

ع اد ون ال ه م ف أ ول ئ ك ذ ل ك و ر اء اب ت غ ى ف م ن { جل و عز قوله و. ت جاوز أ ي فت ع د ى ع د ي ت ه اض ط ر ف م ن { جل و عز قوله و به، أ م ر وا و هلم ح د ما امل جاو ز ون أ ي. ]٧: املؤمنون[ }

أ صل و الضرورة، من ي غ ن يه و ي ب ل غه ملا م جاو ز غ ي ر أ ي. ]١٧٣: البقرة[ } ع اد و ل ا ب اغ غ ي ر

انظر لسان العرب ، مادة ( عدو ) . ١١

184

أ ي ع د و ته و اع ت د ي ته و احل ق ت ع د ي ت: قالي. احل ق و الق د ر و احلد م جاو زة كله هذا ) . انتهى( س ر ق ه أي ع د وانا و ع داء الل ص عليه ع دا و. جاو ز ته

تعريفه ميكن ، الزمن عرب تراكماته و املصطلح شيوع خالل من و بنظرنا العدو و يتمىن أو يريد ال و الودال و احملبة لك يكن ال الذي اخلصم الشخص هو.. بأنه السوء و الشر لك يطلب و الدوائر بك يتربص بل ، املنفعة و الفائدة أو اخلري لك

من وجه أي على و كان شكل بأي ، نكم اخلري وعنك النعمة زوال و الضرر و و. السويات أدىن ضمن حىت، اتفق كيفما و األذى و السوء ذلك وقع الوجوه الشخص.. شديد باختصارهو . السبيل سواء عن يضلك الذي أيضا هوالعدو االعتبارية أم املعنوية أم االقتصادية أم اجلسدية املادية سواء ، لك حرب هو الذي

و جاء عكسه . و عدوك هو الشخص و عادى الشيء أي خالفه . ذلك غري أم من الداخل و إن بذهلا لك من اخلارج . الذي ال حيبك و ال يضمر لك املودة

، ال يتعلق حبيثيات و توصيفات بسيطة ، و هو ليس ناتج عن العدو كمفهوم و البساطة ، بل هو مفهوم معقد و له تشعباته املتعددة و عالقة ارتباطية تنحو حنو

املختلفة . و ما صورة ذلك العدو بشكله االجتماعي املتداول يف احلياة توصيفاته ط أو أويل إذا صح التعبري ، عن التدرجات ، إال مظهر بدائي بسياليومية يف اتمع

التوصيفية ملفهوم العدو . فقد اتضح حسب املنطق الثاين ، أن كلمة ( العدو ) .. علم قائم حبد ذاته له أصوله و قوانينه و مبادئه و هيو مفهوم كمصطلح

و الضمنية . تفرعاته .. الشكلية منها

عدو و الصديق ) يف كتابنا هذا و قد يتساءل متساءل عن مربر وجود مبحث ( ال. و احلقيقة أن ؟؟!! و ارتباطه باملفاهيم األخرى املوجودة يف الكتاب مدى عالقته

185

كل تلك املفاهيم و املباحث السابق ذكرها يف هذا الكتاب ، هي يف شكل من . فإذا كان حسب املنظور أشكاهلا و حيثيات مضامينها ، تستوجب وجود العدو

م ن إ ن { و عائلته أسرته افراد ميكن احتمال وجود عدو للمرء داخل أنهالقرآين فمن املؤكد أن ذلك ] .١٤: التغابن[ } ف اح ذ ر وه م ل ك م ع د و ا و أ و ل اد ك م أ ز و اج ك م

– ينسحب بدوره على الدوائر األخرى املتتالية و اليت هي أوسع نطاقا .. األقارب احلزب .. اخل . و هي حاالت –الطائفة –الدولة –املدينة –احلي –اجلريان

سليمة متاما . فمن يأ له احتمال أن يكون له عدوا داخل أسرته افتراضية معيارية هلو خليق أن يكون له ،و العاطفية و األخالقية املتينة حيث الروابط االجتماعية

االجتماعية و العاطفية و حىت حيث تبدأ الروابط أيضا خارج نطاق األسرة عدو األخالقية باالضمحالل و الضمور .

املعجم من أنه جماوزة إىل ذلك ما ورد يف آنفا يف تعريف التعدي يف و إذا أ ضيف ، فذاك ينطبق متاما على الشيء إىل غريه و أن املعتدون هم ااوزون ملا ح د هلم

اضي ) املذكور يف بداية الكتاب ، و مبحث ( املبادئ و القيم يف الوضع االفتريف هذا الكتاب . بعده من مباحث يتعلق به . فهذا املبحث يؤسس لكل ما جاء

تستوجب مجيعها وجود عدو ما . حىت يف الواردة يف هذا الكتاب فهذه املباحث م احلياة الدنيا و طبائع س طبعي ي القرآن الكرمي جاء العدو كمفهوم افتراضي

ل ب ع ض ب ع ض ك م اه ب ط وا و ق ل ن ا{مبوجب اآلية القرآنية املخلوقات احلية فيها الكائنات و بصيغ إضافة إىل ذلك ، فإن مفهوم و مصطلح ( العدو ) قد جاء ] . ٣٦: البقرة[ } ع د و

جاء و صور متعددة يف األديان السماوية . ففي القرآن

] . ٣٩: طه[ } ل ه و ع د و ل ي ع د و ي أ خ ذ ه ب الس اح ل ال ي م ف ل ي ل ق ه ال ي م ف ي ف اق ذ ف يه {

186

ن ف س ا ق ت ل ت ك م ا ت ق ت ل ن ي أ ن أ ت ر يد م وس ى ي ا ق ال ل ه م ا ع د و ه و ب ال ذ ي ي ب ط ش أ ن أ ر اد أ ن ف ل م ا{ ] . ١٩: القصص[ } ال م ص ل ح ني م ن ت ك ون أ ن ت ر يد و م ا ال أ ر ض ف ي ج ب ار ا ت ك ون أ ن إ ل ا ت ر يد إ ن ب ال أ م س

) بالدرجة األوىل كحالة موجهة ضد العدو ( م وأما يف التوراة فقد جاء مفه ..اليهود

األ ج اج ه م د اث ا ب ن ل ه ام ان و أ ع ط اه ي د ه م ن خ ات م ه ال م ل ك [ف ن ز ع ) . ١٠: ٣ (أستري ال ي ه ود ] ع د و ي

) . ٣٣: ٨ االول (امللوك ال ع د و ] أ م ام إ س ر ائ يل ش ع ب ك ان ك س ر إ ذ ا [

) . ١٨: ٨ (طوبيا ي ض ط ه د ن ا ] ال ذ ي ال ع د و ع ن ا ح ب س ت و ر ح م ت ك ات ي ت نا ق د ف ان ك [

ال س ر اء ف ي ال ص د ي ق ي ع ر ف ال [ و ي خ ف ى ال ال ع د و ف ي [ ال ض ر اء ٨: ١٢ (سرياخ (.

) . ١٥: ١٢ (سرياخ ال ح ف ر ة ] ف ي ي س ق ط ك ان ت مر أي ق ل ب ه ف ي و ش ف ت ي ه م ن ح الو ة ي ظ ه ر [ ال ع د و

و املعارف يف احلياة ، هو .. معرفة العدو ومالعل أهم أحد فإن ، املبدأ هذا من و

. اعرف عدوكعلى مبدأ احلكمة و املثل الشهري القائل ..

.. منها، أصناف و ضروب عدة كمفهوم و مصطلح إن للعدو

:ـ العدو املباشر ) ١

الذي ختتاره أنت أو خيتارك هو ، و تعرفه أنت و يعرفك نواع عدة .. منها له أو . و ذلك غالبا ما يقع من خالل واجهة حتما مباشرة بينكما هو و تكون امل . و يتعلق بالدرجة األوىل باخلالف فيما بني طريف العداء . التعامل اليومي

187

خيتارك دون أن ختتاره أنت ، و جير د لك العداوة دون العدو الذي و منها أيضا .. أنت دون أن خيتارك تاره له . الصنف الثالث .. هو العدو الذي خت أن جتر دها أنت . و غالبا ما تنشأ العداوة نت له العداوة دون أن جير دها هو لك هو ، و جتر د أ

و األحزاب أو حىت الدول . و يكون أتلك ، بني األفراد أو اجلماعات املباشرة يتحدد حسب نوع الفئات املتعادية .. خالف فردي بالغالب نتيجة خلالف معني

هذه يف هناخالف بالرأي .. خالف عقائدي .. اخل . .. .. خالف أخالقي و عناصرها و آليتها ، واضحة مكشوفة ال و مقوماا العداوة بوادر تكون ، احلالة

حرب مادية لبس فيها .. ضرب .. إيذاء .. قتل .. قذف بالسمعة أو العرض .. داوة مفع لة الع ك. و هذا يف حالة كانت تلأو عسكرية .. حرب اقتصادية .. اخل

مفع لة طريف العداء أو أحدمها على األقل . كما ميكن أيضا أن تكون غريفيما بني أي ال توجد بوادر هجوم و اعتداء ، لكن يوجد خصام و قطيعة صامتة ، و مع

الطرفان متباعدان ذلك تبقى العداوة املباشرة قائمة لكن بصمت كأن يكون ينهما أو توجد قوة قاهرة أعلى منهما ، بعضهما عن بعض أو يوجد ما يفرق ب

، أو ميثل كل منهما لآلخر ثقال مضادا موازيا ... اخل . تردعهما ماديا أو معنويا ميكن أن تكون معلنة فعالة أو معلنة ساكنة . إذن .. فالعداوة املباشرة

:العداوة غري املباشرة -) ٢

داوة اليت يعرف طرفيها بعضهما ضروب عدة منها .. الع و هي أيضا تقع حتت الطرفان وسطاء يتخذ، لكن أساليب العداوة و آلياا غري مباشرة كأن بعض

188

حلرب بعضهما بعض أو ملعاداة بعضهما بعض ، و يعتمدان وكالء ينوبون عنهما يف هذه املهمة .

ا أيضا العداوة اليت تكون من طرف واحد فقط ، كأن يضطر شخص غين هو من، شخص آخر ضعيف فقري لبيع ارضه أو داره أو سلطانو صولة و جولة و نافذ ذ

آخرين يسلطهم عليه في رونه من ضروب تزوجيه ابنته .. اخل . عن طريق أشخاص زعاج و التهديد بالويل و الثبور و عظائم األمور ، أشكاال عدة . املضايقة و اإل

، لكنه ال خمرج ي بتغى فريضخ الرجل لألمر و ليس ليده فيه من حيلة تؤتى و . فالطرف املعادي هنا ال يدخل طرفا مباشرا يف املسبب احلقيقي لذلك يعرف

، لكنه معروف أو ي ظ ن و أحيانا ال يظهر على الشاشة كعدو مباشر العداوة . بوجوده

العداوة اخلفية : – )٣

لعداوة فيها و و هي من أخطر العداوات و أشدها ضررا ، رمبا ألن أحد طريف او تكون عداوته ، يكون طرفا خمفيا ال يظهر على الشاشة أبدا الذي هو موجبها

أي ي ظهر املودة و نه يف بعض األحيان قد يظهر عكس ذلك إخمفية ، البل ةكامنالصداقة و احملبة و الرغبة يف املساعدة و ما إىل ذلك ، لكنه يف باطنه يتصرف

آلية القرآنية التالية ..ما مصداقه ا، كعدو لدود

أ ل د و ه و ق ل ب ه ف ي م ا ع ل ى الل ه و ي ش ه د الد ن ي ا ال ح ي اة ف ي ق و ل ه ي ع ج ب ك م ن الن اس و م ن { ] .٢٠٤: البقرة[ } ال خ ص ام

189

و يف التوراة جاء ..

) . ١٦: ١٢ (سرياخ ال د م ] م ن ي ش ب ع ف ر ص ة ص اد ف ان و ع ي ن اه ت د م ع [ ال ع د و

ه و قوله و لأمام الطرف اآلخر ببدنه و فعا هذا العدو ميكن أن يكون ظاهرا عيانا ال يكون كذلك ، لكن يف كلتا احلالتني تكون عداوته باطنة خمفية ال تظهر أممكن

تكون فعالة إال حني يتوفر هلا الظرف املناسب لذلك ، أي ال تكون فعالة . أوللعيان . و خطورة هذا اجلنس من األعداء هو كون عداوته خمفية ، لكن ال تظهر

و ضررها أكرب . ي ضاف إىل و كلما عمد إىل إخفائها كلما كانت ضراوا أشد . ذلك من خطورة ، أن توافر إمكانيات الغدر فيها أكرب

:االفتراضية العداوة التلقائية –) ٤

نتيجة لظروف تلقائية طبعية ، و تتفاوت اليت تنشأ بشكل تلقائي و هي العداوة ، و أحيانا قد ال تصل إىل حد الكره شدا و ضراوا من أدىن احلدود إىل أعالها

و اإليذاء . و هي عداوة ال يد لطرفيها أو أطرافها يف حدوثها و ال دخل أالشديد ب دورها ، فهي ليس ذات هلم فيها ، لكن نتيجة لظروف خارجية حميطية تلع

باألساس . و من مثاهلا .. عداوة الطفل الصغري مع بعض أشقائه أو كوامن داخلية حول دمية معينة أو تصرف ما .. أو عداوة تاجر صغري مع تاجر آخر أقرانه

بسبب أشياء ثانوية طالب املدارس فيما بينهم يف السوق .. أو عداوة منافس له راهقة و ما إىل ذلك . تافهة تتعلق بأمور امل

190

العداوة املؤقتة : –) ٥

و هي العداوة اليت تنشأ لسبب من األسباب و تشتمل على كل العداوات السابقة القوية الشديدة اليت ميكن أن ت زهق فيها و ختتلف شدا من اخلفيفة البسيطة إىل

العداوات ختتلف عن غريها من هاأو إيذاء و ضرر بالغني ، لكن أرواح و أنف س بأا مؤقتة تزول بزوال أسباا ، كأن يقوم طرف خارجي بالصلح بني طريف

العداء على . أو أن يقوم أحد طرفاالعداء و حيل اإلشكال الناشئ فيما بينهما به أو موت حمتم ، فيتحول عداء ن خطر حمدق مسبيل املثال بإنقاذ الطرف اآلخر

ودة . أو يفعل عامل الزمن فعله يف ذلك ... صداقة و مإىل و بغضه له هذا األخري اخل .

العداوة الدائمة : –) ٦

قى إىل ممات أحدهم أو و هي العداوة اليت تنشأ بني طرفني أو أطراف عدة و تب ثته من بعده . و عداوته إىل وركلهم . و ميكن ألحدهم أو كلهم أن يورث

و غالبا ما تقع تلك العداوة إىل ورثتهم و أبناؤهم و هكذا .. .هؤالء من بعدهم سباب أخرى تتعلق بالظلم االجتماعي و الطبقي أو عمليات أو أألسباب عقائدية

و من أسباب قاهرة قوية ال ميكن التغلب عليها قتل و تصفية .. إىل ما هنالك ة األطراف . يبالتايل ، ال ميكن فصم عرى العداوة بني الطرفني أو بق

191

:عدو االنتماء -) ٧

أو مذهيب .. اخل و هي العداوة اليت تنشأ نتيجة انتماء عقائدي أو ديين أو سياسي للفرد أو أو انتماء عرقي أو إقليمي . و الغالب يف هذه العداوة ، أنه ال يكون

دخل فيها ، فهو مبجرد انتماءه إىل منظومة معينة ، حىت و لو عن طريق الطرف لطرف أو جهة أخرى . داء الوالدة ، يكون قد دخل يف خانة الع

العداوة املكتسبة : –) ٨

.. شخص أو جهة أو مجاعة ما ، نتيجة و هي العداوة اليت تتأتى لطرف معني يقوم هذا الشخص أو . أي مبعىن أن للسوك الذي يقوم به هذا الطرف حصرا

با . لنفسه جلبا و يستحلبها استحال و جيلب العداوة، ه علي غريالالطرف باستعداء ضحلة و ال هذا الشخص أو الطرف ذا سوية فكرية و ثقافية و عادة ما يكون

ميتلك الوعي الكايف إلدراك أن ما يقوم به هو اخلطأ احملض بعينه ، أو أن يكون تابع أو عسس خاضع جمربا على ذلك إجبارا كأن يكون عبد مأمور أو موظف

... اخل .

العدو ) و مصطلح ( العداوة ) هو مفهوم معقد ، أن مفهوم ( ي الحظ مما سبق و من صفة للعدو أن يأخذ أكثر و متداخل بعضه يف بعض حيث ميكن متشابك

. و ي الح ظ آنفا أن تشتمل على أكثر من بند مما ذ ك ر مظهر . و ميكن للعداوة

192

ن جيد أ أيضا أن العداوة هي سهلة املنشأ سريعة املنش ر قوية احملشر و ال ميكن للمرءبل ، فإن اإلنسان منذ والدته و ال عنها بديال . و حسب املنطق الثاين منها فكاكا

طرفا يف معادلة العداء و منذ وجوده جنينا ببطن أمه ، يكون له أعداء و يكون العداوة .

ا حىت يتم اعتمادها تتسم بأا ال حتتاج لقبول أطرافها كافة و العداوة كمفهوم حد إليها حىت يقع اجلميع يف خانة العداء طرف وا ار د ها ، بل يكفي ب و تكريس

، حىت و لو كانوا ال يريدون ذلك . فعندما يتخذ شخص ما من بعضهم لبعض .. شاء أم أىب ، ، فإن هذا األخري يصبح من تلقاء نفسه نفسه عدوا لشخص آخر

إلجياب واحد من فقط عدوا له . إذن .. فعالقة العداوة و معادلتها ، حتتاج أطرافها رغما عن اآلخرين ، حىت يتم تكريسها و قبوهلا . و جند مصداق لذلك

و منها قصة قابيل و هابيل املذكورة يف القرآن الكرمي و يف األديان السماوية التوراة و اإلجنيل . ففي القرآن الكرمي جاء ..

ل أ ق ت ل ن ك ق ال ال آخ ر م ن ي ت ق ب ل و ل م أ ح د ه م ا م ن ف ت ق ب ل ق ر ب ان ا ق ر ب ا إ ذ ق ب ال ح آد م اب ن ي ن ب أ ع ل ي ه م و ات ل { إ ن ي ق ت ل ك ل أ إ ل ي ك ي د ي ب ب اس ط أ ن ا م ا ل ت ق ت ل ن ي ي د ك إ ل ي ب س ط ت ل ئ ن * ال م ت ق ني م ن الل ه ي ت ق ب ل إ ن م ا ق ال

ج ز اء و ذ ل ك الن ار أ ص ح اب م ن ف ت ك ون و إ ث م ك ب إ ث م ي ت ب وء أ ن أ ر يد إ ن ي * ال ع ال م ني ر ب الل ه أ خ اف ] . ٣٠ - ٢٧: املائدة[ } ال خ اس ر ين م ن ف أ ص ب ح ف ق ت ل ه أ خ يه ق ت ل ن ف س ه ل ه ف ط و ع ت * الظ ال م ني

.. جاء التوراة يف و

ح و اء آد م و ع ر ف [ ام ر أ ت ه ف ح ب ل ت و و ل د ت ق اي ني / ث م ع اد ت ف و ل د ت أ خ اه ه اب يل / األ ر ض أ ث م ار م ن ق د م ق اي ني أ ن أ ي ام ب ع د م ن و ح د ث م ن أ ي ض ا ه اب يل و ق د م / ب ل لر ق ر ب ان ا

ل م و ق ر ب ان ه ق اي ني إ ل ى و لك ن / و ق ر ب ان ه ه اب يل إ ل ى الر ب ف ن ظ ر . س م ان ه ا و م ن غ ن م ه أ ب ك ار

193

س ق ط و ل م اذ ا اغ ت ظ ت ؟ ل م اذ ا: " ل ق اي ني الر ب ف ق ال / و ج ه ه و س ق ط ج د ا ق اي ني ف اغ ت اظ . ي ن ظ ر ت ح س ن ل م و إ ن ر ف ع ؟ أ ف ال أ ح س ن ت إ ن / و ج ه ك ؟ ف ع ن د ال ب اب خ ط ي ة ، ر اب ض ة و إ ل ي ك اش ت ي اق ه ا

ع ل ى ق ام ق اي ني أ ن ال ح ق ل ي ف ك ان ا إ ذ و ح د ث . أ خ اه ه اب يل ق اي ني و ك ل م / ع ل ي ه ا ت س ود و أ ن ت ) . ٨ – ١: ٤ التكوين( ] و ق ت ل ه أ خ يه ه اب يل

.. جاء اإلجنيل يف و

ش ر ير ة ، ك ان ت أ ع م ال ه أل ن ؟ ذ ب ح ه و ل م اذ ا. أ خ اه و ذ ب ح الش ر ير م ن ق اي ني ك ان ك م ا ل ي س [ ) . ١٢: ٣ االوىل يوحنا( ] ب ار ة يه أ خ و أ ع م ال

، فإنه و تصنيفات مما ذ ك ر آنفا على إنه إذا كان هنالك للعداوة من توصيفات كذلك األمر هلا آليات عدة خمتلفة ختتلف باختالف أنواعها و طرائقها و حيثياا .

ورا احملض مرو الكره البغض الكامن و تتدرج ضمن سويات متراتبة تبدأ من و كالكيد عند ذي قوة و سلطان ، بالقطيعة دومنا إيذاء ، إىل اإليذاء االعتباري

. من مث اإليذاء اجلسدي املادي بأنواعه كافة و اليت قد تصل إىل التصفية اجلسدية

اليت تقوم على بذل املفاهيم اخلاطئة و هي اآللية أخرى للعداوة لكن هنالك آلية خر . و ذلك للتأثري عليه و جعله يتخذ قرارات اآل املغلوطة للعدو من الطرف

، أو حرفه و خاطئة تودي به إما إىل اهلالك أو الوقوع يف أكرب خسارة ممكنة هذه اآللية أو العملية ، تسمى وتضليله عن اهلدف الذي يريد الوصول إليه .

، يف احلرب و كثريا ما تقوم ا الدول و دوائر االستخبارات املتعاديةالتضليل ) ( و أحيانا يف السلم .

194

منذ القدم و استخدمها اإلنسان يف أمور و جماالت و عملية التضليل هذه ، ع رفت ى الفرد و حىت اجلماعة و الدولة . كما اليومية ، من مستوعدة من حياته

احليويني . للتعامل مع أعدائها استخدمتها بعض احليوانات و احلشرات

للتعامل مع العدو . كما إن األديان أساسا و عملية ت ستخد م التضليل هإذن .. تناولتها و أكدت عليها و على وجودها و حذرت منها شديد احلذر و السماوية

و قد ورد مفهوم الضالل يف يف املهالك و اخلسران املبني . للوقوع اعتربا أداة حيث جاء .. مواقع كثرية يف القرآن الكرمي و على مستوى عايل األمهية

] .٣٦: إبراهيم[ } الن اس م ن ك ث ري ا أ ض ل ل ن إ ن ه ن ر ب {

ض ل وا ه م أ م ه ؤ ل اء ع ب اد ي أ ض ل ل ت م أ أ ن ت م ف ي ق ول الل ه د ون م ن ي ع ب د ون و م ا ي ح ش ر ه م و ي و م { ] . ١٧: الفرقان[ } الس ب يل

] . ١٠: السجدة[ } ال أ ر ض ف ي ض ل ل ن ا أ إ ذ ا و ق ال وا{

] .٥٠: سبأ[ } ن ف س ي ع ل ى أ ض ل ف إ ن م ا ض ل ل ت إ ن ق ل {

] . ٤٤: النساء[ } الس ب يل ت ض ل وا أ ن و ي ر يد ون الض ل ال ة ي ش ت ر ون {

] . ١٢: احلج[ } ال ب ع يد الض ل ال ه و ذ ل ك ي ن ف ع ه ا ل و م ا ي ض ر ه ل ا م ا الل ه د ون م ن ي د ع و{

] .٢٧: ق[ } ب ع يد ض ل ال ف ي ك ان و ل ك ن أ ط غ ي ت ه م ا ر ب ن ا ق ر ين ه ق ال {

] . ٢٤: نوح[ } ك ث ري أ ض ل وا و ق د {

] . ١١٩: النساء[ } ال أ ن ع ام آذ ان ي ب ت ك ن ف ل و ل آم ر ن ه م و ل أ م ن ي ن ه م و ل أ ض ل ن ه م {

195

] .٧٧: املائدة[ } الس ب يل س و اء ع ن و ض ل وا ك ث ري ا و أ ض ل وا ق ب ل م ن ض ل وا ق د ق و م {

] . ٣٨: األعراف[ } الن ار م ن ض ع ف ا ع ذ اب ا ف آت ه م أ ض ل ون ا ه ؤ ل اء ر ب ن ا{

] .٧٩: طه[ } ه د ى و م ا ق و م ه ف ر ع و ن أ ض ل و {

] .٨٥: طه[ } الس ام ر ي و أ ض ل ه م ب ع د ك م ن ق و م ك ف ت ن ا ق د ف إ ن ا ق ال {

] .٩٩: الشعراء[ } ال م ج ر م ون إ ل ا أ ض ل ن ا و م ا{

] . ٦٧: األحزاب[ } الس ب يل ا ف أ ض ل ون ا و ك ب ر اء ن ا س اد ت ن ا أ ط ع ن ا إ ن ا ر ب ن ا و ق ال وا{

] .٦٢: يس[ } ت ع ق ل ون ت ك ون وا أ ف ل م ك ث ري ا ج ب ل ا م ن ك م أ ض ل و ل ق د {

م ن ل ي ك ون ا أ ق د ام ن ا ت ح ت ا ن ج ع ل ه م و ال إ ن س ال ج ن م ن أ ض ل ان ا الل ذ ي ن أ ر ن ا ر ب ن ا ك ف ر وا ال ذ ين و ق ال { ] . ٢٩: فصلت[ } ال أ س ف ل ني

.. مفاده ما جاء التوراة يف و

) . ٦: ٥ احلكمة( ] ال ح ق ط ر ي ق ع ن ض ل ل ن ا ل ق د [

) . ٦: ٥٣ إشعياء( ] ج م يع ن ا إ ث م ه ع ل ي و ض ع و الر ب ط ر يق ه ، إ ل ى و اح د ك ل م ل ن ا. ض ل ل ن ا ك غ ن م ك ل ن ا[

) . ٢٢: ٤ سرياخ( ] م ص ر ع ه ال ى ت س ل م ه و ت خ ذ ل ه ف ه ي ض الل ال ف ي ذ ه ب اذ ا ام ا و [

) . ١٦: ١١ سرياخ(] ي ش ي خ و ن ل ش ر ا ف ي ال ش ر ال ى ي ر ت اح و ن و ال ذ ي ن ال خ ط اة م ع خ ل قا و ال ظ ل م ة ض الل ال [

.. جاء اإلجنيل يف و

) . ١٤: ٤ أفسس( ] ض ال ل ال م ك يد ة إ ل ى ب م ك ر الن اس ، ب ح يل ة [

196

. ) ٢٠: ٥ يعقوب( ] ال م و ت م ن ن ف س ا ي خ ل ص ط ر يق ه ، ض ال ل ع ن خ اط ئ ا ر د م ن أ ن ف ل ي ع ل م [

األ ر د ي اء ض ال ل ب ت ن ق اد وا أ ن م ن اح ت ر س وا[ ) . ١٧: ٣ الثانية بطرس( ]

) . ١١: ١ يهوذا( ] أ ج ر ة أل ج ل ب ل ع ام ض ال ل ة إ ل ى و ان ص ب وا ق اي ني ، ط ر يق س ل ك وا أل ن ه م ! ل ه م و ي ل [

ت هنالك أمم و شعوب و مجاعات بأكملها و حسب املنطق الثاين ، فإنه إذا كانخطر أقد تكون على طريق الضالل .. و إذا كان هذا الضالل و التضليل من

ما استخدامها ضد شخص أو جهة أو طرف األساليب و األدوات اليت من املمكن . ؟؟!! خطر عدو على املضل ل أ املضل ل هو .. أال يكون

الصداقة ، و ما يقابل العدو هو الصديق . و مفهوم العداوة هو مفهومإن ما يقابل جاءت من الصدق و يف الدالالت اللغوية هلذا كلمة ( الصداقة ) أو ( الصديق )

يف أ عطيته ما: الص د قة و. شيء كل من الكامل : الص د ق .. ١جاء املصطلح ، على به تص د ق ت ما: قة الص د و. الص د ق ة يعطي الذي: امل ت ص د ق و. للفقراء اهللا ذات

تصدق معىن: قيل و علينا، ت ص د ق و: زيلـالتن يف و عليه، ت ص د ق قد و مسكني، على البضاعة هذه قبول لنا امسح يقولون كأ م الرديء و اجلي د بني مبا تف ض ل ههنا

ت ص د ق و الكيل لنا أ و ف ف م ز جاة ب بضاعة ج ئ نا و { تعاىل قوله ر س ف . و قل تها أ و رداءا ف ض لأي علينا ت ص د ق و ، صالح ها يتم مل و غماضإ فيها مزجاة: فقال }علينا

و ص د قا ي ص د ق ص د ق ، الكذب نقيض: الص د قو . ء الردي و اجلي د بني ما األمر نفس يف ملا اخلرب مطابقة هو و الكذب خالف: الصدق و. ت ص داقا و ص د قا

: الصديق و. لك وده صدق و ، غيبتك حفظ عنك غاب إذا من: الصديق و

) . صدق( مادة ، البحرين جممع – العرب لسان – العني كتاب.. معاجم انظر ١

197

أي مصادقة صادقه قد و الصديق، مصدر الصداقة و. النكبات عند يسلمك ال من .( انتهى ) قول ه ق ب ل: ص د قه و. املودة و النصيحة يصدقه

موال و نفائس و طعم اليت ت عطى للفقراء و املساكني من أو بنظرنا فإن الصدقات ملن و لباس و غريها ، قد س ميت بذلك ألن الواهب هلا هو صادق يف إعطائها

مقابلة و ما إىل ذلك . و هو حيتاجها دومنا رياء أو إكراه أو حرج أو طلبا ملنفعة . جاء يف القرآن الكرمي ..و قناعة كاملة يعطيها عن حب و طواعية و رضا

و ف ي و الس ائ ل ني الس ب يل و اب ن و ال م س اك ني و ال ي ت ام ى ال ق ر ب ى ذ و ي ح ب ه ى ع ل ال م ال و آت ى{ ] . ١٧٧: البقرة[ } الر ق اب

] . ٨: اإلنسان[ } و أ س ري ا و ي ت يم ا م س ك ين ا ح ب ه ع ل ى الط ع ام و ي ط ع م ون {

] .٩: اإلنسان[ } ش ك ور ا و ل ا ج ز اء م ن ك م ن ر يد ل ا لل ه ا ل و ج ه ن ط ع م ك م إ ن م ا{

و جاءت كلمة الصديق يف القرآن الكرمي ، كداللة على اإلنسان الصادق الناصح . األمني الذي ال يضل ل .

و أ خ ر خ ض ر س ن ب ل ات و س ب ع ج اف ع س ب ع ي أ ك ل ه ن س م ان ب ق ر ات س ب ع ف ي أ ف ت ن ا الص د يق أ ي ه ا ي وس ف { . ]٤٦: يوسف[ } ي اب س ات

و الشدائد عند صديقه حلماية يتدخل الذي الشخص على كداللة جاءت كما ] . ١٠١ - ١٠٠: الشعراء[ } ح م يم ص د يق و ل ا* ش اف ع ني م ن ل ن ا ف م ا{ املهالك من له منقذا يكون

ع ل ى و ل ا{ الكلفة املرفوع و اجلانب املأمون اإلنسان على لةكدال جاءت كما ب ي وت أ و إ خ و ان ك م ب ي وت أ و أ م ه ات ك م ب ي وت أ و آب ائ ك م ب ي وت أ و ب ي وت ك م م ن ت أ ك ل وا أ ن أ ن ف س ك م

198

م ا أ و خ ال ات ك م ب ي وت أ و أ خ و ال ك م ب ي وت أ و ات ك م ع م ب ي وت أ و أ ع م ام ك م ب ي وت أ و أ خ و ات ك م ] .٦١: النور[ ... } ج ن اح ع ل ي ك م ل ي س ص د يق ك م أ و م ف ات ح ه م ل ك ت م

من كل ما سبق ، يتضح لنا أن الصديق هو اإلنسان الذي يكون معك صادقا و . ون عو الفائدة و ال لك خملصا ، و يبذل لك اخلري

حىت و لو قام به طرف واحد . فإذا هو مفهوم تباديل مفهوم الصداقةكما إن أو أطرافا أخرى و اختذ من نفسه صديقا اختار شخص ما أو طرف ما ، أشخاصا

أو مل سيكونون أصدقاء له حىت و لو مل يبادروه هم بذلك هلم ، فإم بالتايل حرف ون العالقة هنا هي عالقة صداقة و لكن .. و لكن . و تكيبادلوه الصداقة

طرف اآلخر العداوة ، فإن املعادلة هنا تنقلب فورا إىل الاستدراك .. إذا بادله نظور القرآين املحسب ،بالصداقة و لو احتفظ الطرف األول صيغة العداوة ، حىت

ق ت ل ن ف س ه ل ه ف ط و ع ت * ... ل أ ق ت ل ك إ ل ي ك ي د ي ب ب اس ط ا أ ن م ا ل ت ق ت ل ن ي ي د ك إ ل ي ب س ط ت ل ئ ن {.. ] . ٣٠ - ٢٧: املائدة[ } ال خ اس ر ين م ن ف أ ص ب ح ف ق ت ل ه أ خ يه

إن اجتمعت الصداقة مع العداوة ، بناء عليه و عليه بناء .. يقول املنطق الثاين .. و مهما ، مهما كانت درجة الصداقة عالية ة هي العداوة فإن العالقة و املعادل. و حسب علم الرياضيات فإن منخفضة من الطرف اآلخر كانت وترية العداوة

قيمة املليار املوجبة ، مضروبة بالواحد السليب ، هي مليار سليب . حسب العالقة . / ١٠٠٠٠٠٠٠٠٠ -= ١- X ١٠٠٠٠٠٠٠٠٠/ الرياضية التالية ..

يبذل هو يف أخطر سوياته الشخص الذي ( العدو ) كمفهوم و مصطلح أن و مبا، هو لك الضاللة و التضليل و الكذب و اخلداع ، فإن ( الصديق ) كمفهوم

199

الشخص الذي يصد عنك هذه الضاللة و يريك سواء السبيل حسب مصداق .. اآلية القرآنية

أ ول ئ ك و ح س ن و الص ال ح ني و الش ه د اء و الص د يق ني الن ب ي ني م ن ل ي ه م ع الل ه أ ن ع م ال ذ ين م ع ف أ ول ئ ك { . ]٦٩: النساء[ } ر ف يق ا

. ]٤١: مرمي[ } ن ب ي ا ص د يق ا ك ان إ ن ه إ ب ر اه يم ال ك ت اب ف ي و اذ ك ر {

و ن ور ه م أ ج ر ه م ل ه م ر ب ه م ع ن د و الش ه د اء الص د يق ون ه م ئ ك أ ول و ر س ل ه ب الل ه آم ن وا و ال ذ ين { . ]١٩: احلديد[ } ال ج ح يم أ ص ح اب أ ول ئ ك ب آي ات ن ا و ك ذ ب وا ك ف ر وا و ال ذ ين

، هو الصعب املستص عب .. و تبعا لذلك .. فإن ( الصديق ) كمفهوم و مصطلح .ب اإلجياد .. الصعب الدوام .. الصعب احملشر .. النادر عالص

200

شاع استخدامه يف العلوم العسكرية و احلربية ، و اللغم أو األلغام ، هو تعبري شائع وسائل شاع احلديث عنه يف احلروب و مناطق الرتاع و التوتر العاملية ، و تناولته

االستخدام اللغوي هلذه مرتبطة بالعناصر السابقة . و تاريخ اإلعالم ككلمة داللية املاضي أثناء احلروب ، ظهر يف القرن الكلمة هو تاريخ حديث جدا و شبه معاصر

، منسوبا إىل اختراع عسكري هو عبارة عن عبوة ناسفة و بالذات .. العاملية منها أو ت عرف . و مبجرد أن تظهر ت دف ن بالتراب و ي حثى على آثارها أال متفجرة

ذو ثقل مادي معني أو مير فوقها ، فإا تنفجر به خمل فة آثارا يطأها جسم غريب إذا كان مادية جسيمة و أضرارا تدمريية قد تنتهي بإعطاب هذا اجلسم أو تدمريه

وفاة الكائن احلي الذي أو عربة ... اخل ) –شاحنة – ميكانيكيا ( دبابة مجادا ترك عاهة مستدمية تو بأحسن األحوال ، دابة ... اخل ) –وقها ( إنسان عرب من ف بتر أطراف ... اخل ) و هنالك أيضا من األلغام –فقد بصر –حروق –( تشويه

متت ما هو موقوت مؤقت ينفجر من تلقاء نفسه مبجرد مرور فترة زمنية حمددة معايرته ا بواسطة مؤق ت زمين .

201

لغم.. ١( لغم ) يف املعجم على الشكل التايل ة اللغوية لكلمة و قد وردت الدالل. أ يضا مستيقن غري عنه إ خبار ه و يستيقنه ال الشيء عن است خ بار ه هو: ل غ ما ل غ م

و. الس ر : يمغلال و. تستيقنه ال بشيء صاحبك أ خب ر ت إ ذا ل غ ما أ لغ م ل غ م ت و و كالذهب ذو اب جوهر كل و. أرضا به رمى إ ذا ل غ ما ل غامه ي ل غ م البعري ل غ م

.( انتهى ) م ل غ م بالز او وق خ ل ط حنوه

و يف األدبيات احلديثة و علم السياسة و االجتماع احلديثني ، شاع استخدام أو التعابري اليت ختفي وراءها مقاصد املصطلح للداللة على األمور املبهمة اهولة

فحوى هذا اخلطاب كأن يقال .. هذا كالم ملغوم . أو .. و تورية خ بتا خرى أ و يريد شيئا آخرا غري األكمة ما وراءها .. اخل . أي أن صاحبه خيفي وراء ملغوم .

شيء آخر الذي يقوله ظاهرا . و الشيء امللغوم هو الشيء الذي حيوي بداخله و عادة ما يكون بالسلب أو ذو ضرر و خمفي ، ميكن أن يتأت ى منه أثر ما ، و ه

هي ذات معىن سليب أكثر منه إجيايب . . فكلمة ( ملغوم ) أذى

.. و ارتبطت .. فإن اللغم ككلمة و داللة ، قد وقعت على و باألحوال كافة تلك العبوة الناسفة السابق ذكرها و اليت قد تنفجر مبجرد التعامل معها أو انقضاء ب

. و إذا كان اللغم كأداة حربية عسكرية ، يتعلق اصطالحيا فترة زمنية حمددةباجلانب املادي ، فهل ميكن إسقاط هذا املصطلح على اجلانب االعتباري املعنوي أو مبعىن أدق اجلانب الفكري ؟؟ و هل هنالك فعال ما يسمى بـ .. األلغام

الفكرية ؟؟ و ما هو دورها و وظيفتها ؟؟ .

مادة ( لغم ) . لسان العرب انظر ١

202

ما يربز من منظور املنطق الثاين ، فإن األلغام الفكرية هي حالة يف الواقع و حسب الفكري . بالرغم من أا حالة مستترة خمفية واقعة و حاصلة يف التاريخ البشري

ال تظهر للعلن ، إال أن آثارها و نتائجها ال بد ظاهرة للعلن و لكل خبري متمرس و هو أمر و املتخصصة أحيانا متحصل على الثقافات و العلوم و الدراية العالية

حيث ارتبط ذا اال ما موضوع األلغام املادية الناسفة املتفجرة مع متاما يتماهىو ، على دراية كاملة وافية باأللغاميسمى بـ ( خرباء األلغام ) الذين هم

و كيفية التعاطي و التعامل معها و متخصصون بعلومها و تفاصيلها و تركيبها أجهزة متقدمة تقوم بالكشف عن هذه هذه الغايةو يستخدمون ألجل ا تفكيكه

. األلغام و تعطيلها

تتسبب بإشكاليات فكرية و األلغام الفكرية بنظرنا ، هي مفاهيم أو قضايا فكرية كبرية عند تناوهلا أو مناقشتها . و يكون هلذه اإلشكاليات الفكرية تداعيات مادية

بها ، و تتجلى مبظاهر خطرية عدة منها احلروب األهلية و بسبى منها كبرية تتأت . و منها أيضا ( و هو الشائع ) الدموية أو احلروب الطائفية أو املذهبية

عرباالنشقاقات الدينية الطائفية و املذهبية ، و كذا األمر االنشقاقات السياسية . فلدينية و السياسية اليت و الف ر ق و األحزاب ا املذاهب منهنالك الكثري ، التاريخ

نتيجة إلشكاليات فكرية تظهر فجأة و تتسبب يف نشوء نشأت و تشكلت حد كبري يكون من نتيجتها أن خالفات فكرية حادة و وجهات نظر متباينة إىل

املعارك لذلك تبعا و يتحزب ألجلها . و تنشأ جتد كل وجهة نظر من يتعصب هلا االنشقاق تم ترسيخ ياملعارك املادية الدموية و حيان اليت تليها يف غالب األالفكرية ... اخل . و تكريس االنقسام املذهيب أو الديين أو السياسي الفكري

203

ال نريد يف هذا املبحث أن نسمي بعض احلوادث و يف الواقع .. إن ا و إن كنا ، يف .. إذا نظر الباحث املدقق ذو اللب العاقلا نقول األشياء مبسمياا ، فإن

االنشقاقات الدينية و نشوء بعض احلركات املذهبية يف التاريخ ، بدايات كربى كان سببه االرتطام بألغام فكرية و إن ما حصل فإنه يتوصل إىل نتيجة مفادها ..

، و بوجه من ارتطم فيها أو حاول العبث ا ، ما أدى إىل انفجارها املرور فوقها نية الالحقة و انسحب على معظم االنشقاقات أو هو أمر امتد إىل الفترات الزم

الراهنو املذاهب و التيارات الدينية و السياسية . و ال يزال إىل وقتنا أالتكتالت جلية واضحة للعيان و هو أمر قد حذرت منه األديان يفعل فعله و تظهر آثاره

و اذيره جتنبه و االحتراس من حمالسماوية و أبرزته بصورة من الصور داعية إىل جاء يف القرآن الكرمي .. نتائجه املدمرة و ذات األثر السليب يف أحسن أحواهلا

. ]٦: األنفال[ } ت ب ي ن ب ع د م ا ال ح ق ف ي ي ج اد ل ون ك {

. ]١٣: الرعد[ } ال م ح ال ش د يد و ه و الل ه ف ي ي ج اد ل ون و ه م {

. ]٥٦: الكهف[ } ال ح ق ب ه ل ي د ح ض وا ب ال ب اط ل وا ك ف ر ال ذ ين و ي ج اد ل {

. ]٨: احلج[ } م ن ري ك ت اب و ل ا ه د ى و ل ا ع ل م ب غ ي ر الل ه ف ي ي ج اد ل م ن الن اس و م ن {

ال ذ ين ف أ م ا م ت ش اب ه ات و أ خ ر ت اب ال ك أ م ه ن م ح ك م ات آي ات م ن ه ال ك ت اب ع ل ي ك أ ن ز ل ال ذ ي ه و { . ]٧: عمران آل[ } ال ف ت ن ة اب ت غ اء م ن ه ت ش اب ه م ا ف ي ت ب ع ون ز ي غ ق ل وب ه م ف ي

. ]٣٦: اإلسراء} [ م س ئ ول ا ع ن ه ك ان أ ول ئ ك ك ل و ال ف ؤ اد و ال ب ص ر الس م ع إ ن ع ل م ب ه ل ك ل ي س م ا ت ق ف و ل ا{

204

.. جاء و يف التوراة

) . ٩: ١١ (سرياخ ي ع ن ي ك ] ال م ر أ ف ي اد ل جت [ال

م ر اء ي ال و م ن ه ا ي م ت ل ئ ال ش ر يع ة اب ت غ ى [م ن ي ع ث ر [ ف ي ه ا )١٩: ٣٢ سرياخ . (

أن جتد .. كيف ميكن لأللغام الفكرية و السوآل املطروح يف هذا السياق هو إن األلغام الفكرية و أو جتد من يضعها يف جمال أو حقل فكري معني ؟؟ موضعها

ال يف مكان السابقة ، ال جتد موضعها إ اآلياتحسب املنطق الثاين و منطوق الشبهات و العموميات ، و بالتايل حماولة إجياد التفاصيل هلا و خلق آراء متباينة

اهها . اجت

اإلشكال من خالل قبول البعض ا و رفض اآلخر هلا . و القضية و تنبع جذور ذلك اخلالف و يؤول ال يأخذ األمر مداه احلقيقي و تكرب كرته الثلجية إال عندما

هرم ةالقبول و األخذ و الرد ، إىل مأل القوم و رؤسائهم الذين يتربعون على قم جتلت مبا ع رف كون دينيا أو سياسيا ، و هي قضية الذي غالبا ما ياجلسم الفكري

و هي إظهار شيء جديد مل يكن مألوفا أو أو ( البدعة ) باإلسالم بـ ( البدع ) . و يف الفقه اإلسالمي هنالك بدعة موضوعا للنقاش يف عهد الرسول (ص)

س ن م ن « ١عنها مببدأ احلديث النبوي منهي حممودة مصر ح ا و أخرى مذمومة ش ي ئ ا أ ج ور ه م م ن م ن ق وص غ ي ر ات ب ع ه م ن أ ج ور و م ث ل أ ج ر ه ف ل ه ع ل ي ه ا ف ات ب ع خ ي ر س ن ة ص م ن ق و غ ي ر ات ب ع ه م ن أ و ز ار و م ث ل و ز ر ه ع ل ي ه ك ان ع ل ي ه ا ف ات ب ع ش ر س ن ة س ن و م ن لكن املشكلة هي ليست يف نوع و كيفية تلك البدعة . » ش ي ئ ا أ و ز ار ه م م ن

. / ، موسوعة األزهر الشريف ٢٨٩٠سنن الترمذي ، حديث / ١

205

حممودة خي رة أم مذمومة سيئة ، بل يف أن هنالك من ميكن له أن جيعل من االثنتني قابل لالنفجار بالطريقة اليت هو إشكالية فكرية و يتخذ منهما موضعا للغم فكري

. مصمم ألجلها

ل ك م أ ك م ل ت ال ي و م { القرآنية لكرمي قد حسم هذه القضية عندما نزلت و القرآن ا م ا ت ق ف و ل ا{و اآلية . ]٣: املائدة[ } د ين ا ال إ س ل ام ل ك م و ر ض يت ن ع م ت ي ع ل ي ك م و أ ت م م ت د ين ك م

] .٣٦: اإلسراء[ } م س ئ ول ا ع ن ه ك ان أ ول ئ ك ك ل ؤ اد و ال ف و ال ب ص ر الس م ع إ ن ع ل م ب ه ل ك ل ي س

و مها آيتان ميكن ربطهما باآلية لدين إضافته لمبعىن أنه ال يوجد هنالك ما ميكن . ]٧: عمران آل[ } ن ة ال ف ت اب ت غ اء م ن ه ت ش اب ه م ا ف ي ت ب ع ون ز ي غ ق ل وب ه م ف ي ال ذ ين ف أ م ا{ القرآنية السابقة

أما حول ماهية األلغام الفكرية و أنواعها ، فاملنطق الثاين جييب .. أا تقع على أنواع و ضروب عدة ..

تنفجر بعد عشر قد تلقائيا بعد سنة .. و هنالك ألغام بك تنفجر قد فهنالك ألغام فجر بعد أكثر بعد مئة سنة و هنالك من قد ينبك سنوات .. و أخرى قد تنفجر

من ذلك ، إي هي ألغام موقوتة .

تنفجر بك مبجرد االقتراب منها و التعامل معها أي مبعىن أا ألغام و هنالك ألغام غري موقوتة لكنها فقط تنفجر حينما تأيت عليها ، سواء بعد يوم أو سنة أو بعد

ألف سنة .

نفجر إال ا ، متاما كما ال تمعينة و هنالك ألغام خمصصة لقضايا و أمور فكرية هي بعض األلغام احلربية املخصصة إما لألفراد أو العربات أو الدبابات .

206

و كما هنالك ألغام مادية ناسفة تكون خمفية ضمن طرود و حقائب ال تنفجر إال من خالل فتحها ، كذلك األمر هنالك ألغام فكرية ال تنفجر إال من خالل

اولة اخلوض يف تفاصيلها و أمورها الثانوية . و حمالتطرق إليها مباشرة

و حسب العلوم احلربية و الدراسات العسكرية ، فإن أخطر األلغام ، هي تلك اليت تكون مموهة بشكل لعب أطفال أو أدوات استخدام أو زينة مغرية كاألقالم و

، كذلك األمر فإن أخطر األلغام الفكرية هي تلك اليت تكون مموهة حتتغريها قضايا فكرية خي رة و إجيابية متثل أصوال فكرية من مذهب أو فكر معني .

و الصاعق الذي ي شعل تلك األلغام و يفجرها ، هو سهل جدا و ال حيتاج إىل معينة .. هل جيوز عناء جهد و بذل تعب .. رمبا سوآل بسيط بريء حول قضية

ل كذا ؟؟؟ ... اخل أو كذا أم كذا ؟؟؟ هل جيوز فعل كذا ألجل كذا أو يف حا فتح نقاش عادي بسيط .

و أخري .. رمبا نستطيع ضرب مثال بسيط على تلك األلغام الفكرية يف التاريخ و كانت ) اليت ذهب ضحيتها الكثري الكثري . القرآن العريب ، و هي قضية ( خلق

بكل بساطة بسبب سوآل بسيط .

املنطق الثاني .. انتهى بعونه

207

املطبوعات و له ر د ص الالذقية –سف .. كاتب و باحث من سورية نزار يو املنشورات التالية :

ـ الزمن العريب الرديء ( دراسة و حبث ) ـ احلكمة بني اإلله و السلطان ( دراسة و حبث ) .

ـ الوصاية الفكرية ( دراسة و حبث ) . ـ أنا و املالك ( رواية طويلة ) .

ع ( مقاالت ) . ـ من وحي الواق ـ هوية الفكر العريب املعاصر ( دراسة و حبث ) .

www.nizar.elaphblog.comعلى الرابط يف موقع إيالف ب ت ك

أن تساهم بمبلغ ما .. أنت القارئ المحترم .. إذا كنت قد قرأت كتابي هذا و أعجبك ، و أحببت ( نزار تراه مناسبا ، يمكنك مشكورا التحويل إلى حسابي البنكي التالي مع ذكر أسباب التحويل

يوسف )

INTERMEDIARY BANK : BYBLOS BANK SAL BEIRUT LEBANON SWIFT CODE : BYBALBBX BENEFICIARY BANK : BYBLOS BANK SA SYRIA SWIFT CODE : BYBASYDA BENEFICIARY A/C NO : 2200405395001 165089 BENEFICIARY NAME : NIZAR SLEIMAN YOUSEF REASON OF PAYMENT : ( needful ) ي ذكر سبب التحويل

العنوان أعاله للتحویل من خارج سوریة ، أما للتحویل من داخل سوریة ، یكتفى فقط برقم الحساب و االسم .