ليس طالب الغريب أبي بن علي بن الحسين بن علي العابدين زين لإلمام

قصيدة

ثم

مقتطفات من كتابأهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور

للحافظ أبي الفرج زين الدين عبدالرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي البغدادي الدمشقي

ليس الغريب

اقتباس طفيف من الباب الرابع من كتاب

اإلنسان في القرآن الكريمللمفكر اإلسالمي األستاذ محمد الشيخ عايد

الطبيشات

يليها

إعداد وإخراج: محمد غانم

ليس الغريبغريب الشام واليمن

إن الغريـبغريب اللحد

والكفــن

فـــي المقيمينـــ علـــى

كن ــ ــ والسـ ـــان ــ األوطــ

ــوت والم ضعفـت ي وقوـت

يطلبنــــــــــــــــــــــــي

ر السـ فـي يعلمهـــا اللـه

ـ والعلنــــــــــــــــــــــــ

ــبي ذن فــي تمـــاديت وقد

ترني ويســــــــــــــــــــــ

وال والخــــوف بكاءـــ وال

حــــــــــــــــــــــــــــزن

لغربحقـلهـالغريبـإنـ

تـــــــــــــــــــــــــــــه

ـ لن وزادي بعيد فري سـ

يبلغنــــــــــــــــــــــي

ـ ــ ذنوب ـــا بقايــ ــي ولـ

أعلمهــــــــا ت لســــــــ

ــي عن ــ الله ــ أحلم ــا مـ

أمهلنـــــــي حيثـــــــ

ــامي أيـ ـــاعـات س تمر

ندمــــــــــــــــــــــ بال

ـ الله وعينـ ي المعاصـ عـلى

ـــــــــــــــــــــــــي تنظرن

فـــي بقيتـــ رة حســـ يــــا

تحرقنــــــــي القلبــــــــ

بالتذكيــــر الدهر ــ وأقطعـ

ـ والحزنـــــــــــــــــــــــــ

ـ وأيديهمـ ــ الفراش ــى عل

ــــــــــــــــــــــــــي تقلبن

ــوم الي ــذا ه الطبـ أر ولمـ

ينفعنــــــــــــــــــــــــــي

وال رفقـ بال عرـق كلـ مـن

ـ هونـــــــــــــــــــــــــــــ

األبوابـ أغلقـ الذي أنــا

مجتهدا

ـ غفلة ي ـف كتبـت زلةـ ــا ي

ـ ذهبتـــــــــــــــــــــــــ

نفـسي عـلى أنوحـ دعـني

وأندبـــــــــــــــــــــــهـا

ــ األهل تلــك بينــ كأننــي

منطرحــــــــــــــــــــــا

ــي كـ ــبيب بط أتوا ــد وق

ــــــــــــــــــــــي يعالجن

ار ــ وصـ ــي نزعـ ــد واشتـ

يجذبــــــــها الموتـــــــ

ــ حين مريرا ريقــي وصــار

غرغرنــــــــــــــــــــــــي

فـــي وجدوا اإلياســـ بعد

ـ الكفنــــــــــــــــــــ شرا

يأتينـــــي ل المغســــ نحو

لنــي يغســـــــــــــــــــــــ

ــا ــ عارفـ ــا ــ لبيبـ أريبا حرا

ـ فطنـــــــــــــــــــــــــــ

ــي من ــ وح الر واســتخرج

تغرغرهــــــــا فــــــــي

ــ الكل وراحــ وغمضونــي

رفوا وانصــــــــــــــــــــ

ــ حب ــ كان ــ من ــام وقـ

ـ ــ ــ عجل ــي ــ فـ ــ ــ لناسـ

نبغــي قومــ يـــا وقــــال

حذقا ال غاســـــــــــــــــ

وأعرانـــي ـــاب الثيــ ــ منـ

وأفردنــــــــــــــــــــــــي

منهمــ ــ رجل ـــاءني فجـ

دنــــــــــــــــــــــي فجر

ـ الماء خرير فوقـي وصــار

ينظفنــــــــــــــــــــــــي

األلواحـ ى عـل ي وأودعوـن

منطرحـــــــــــــــــــــا

ـ القومـ ونادى ثالثا ال ــ غس

ـ بالكفنــــــــــــــــــــــــ

فوقي من الماء وأسكب

لني وغســــــــــــــــــــ

حيــن حنوطـي زادي وـصار

ــــــــــــــــــــــــي حنطـن

كمامـ ال ثيابــا وني وألبسـ

لهــــــــــــــــــــــــــــا

زاد بال رحيــل الدنيـــا يبلغنيعـلى منــ وأخرجونــي

فا أســــــــــــــــــــ فوا

ـ من وخلفـي ــال ج الر منـ يشيعنــــــــــــــــــــــــي

ــم ث لى فصـ اإلمــام خلفـودعنــــــــــــــــــــــــــي

ــه اللــ ــ لعلـ جـود ــ سـ واليرحمنـــــــــــــــــــــــــي

األكتــاف عـلى وحملوـنيـ أربعةــــــــــــــــــــــــ

المحرابـ إـلى وقدموـنيرفوا وانصــــــــــــــــــــ

ركوعـ ال الة صـ عليـ لوا صــــــــــــــــــــــــــــــا له

منهـــــــــم واحدا وقدموادنـــــــــــــــــــــــــي يلح

ــبري ق ــى إلـ ــي وأنزلونـ مهلـــــــــ علــــــــــى

ـ عينيه منـ الدمعـ كب وأسـ أغرقنــــــــــــــــــــــــي

عـــن الثوبـــ فـــ وكشــي ــ ــ لينظرن ــي ــ ــ وجه

فوقـي منـ اللبنـ ف ف وصـ وفــــــــــــــــــــــارقني

بالعزمــ محترمــــا فقامــ مشتمال

حمنـ الر منـ الثوابـ ن حســ المننـــــــــــــــــــــ ذي

التربـ عليـه هلوا وقالـ واغتنموا

ـ أخـــ وال شفـــــيق أبــــنــي يؤنســــــــــــــــــــــ

ـ ــ عمل بال ــ الفراقـ ــى علـ يزودنـــــــــــــــــــــــــي

كان قد ـما مطلعـ هولـ منـأدهشنــــــــــــــــــــــــي

ــ أم ال القــبر ظلمةــ فــيوال هنـــــــــــــــــــــاك

يـــــا القـــبر، وحيد فريدفـا أســــــــــــــــــــــــ

ــي فـ ورة ــ صـ ــي وهالنــ نظرتــــــ إذ العينـــــــ

جدا ــ أمرهمـ ـــالني هــ قدفأفزعنـــــــــــــــــــــــي

ـ من إلهــي واك سـ مــاليني يخلصــــــــــــــــــــــــ

ـ بالذنبــ موثقـــ فإننـــيـــــــــــــــــــــــــــن مرته

مـــــا ونكير منكر منــــلهــــــــــم أقولــــــــــ

فــي وجدوا وأقعدونــيؤالهـم ســـــــــــــــــــــ

منــك بعفو عليــ فامننــأملـــــــــــي يـــــــــــــا

ظهري علــى وزري ار وصــــي فـ ــ وحكمتهـ ــي فأثقلنـ

كـن والســـــــ األموالـــــــبال ال حــ م لـه ــالي م ار وصـ

ـ ثمنــــــــــــــــــــــــــــــفــي ـــا فعلهـ ــى إل وانظر

ـ والوطنــــــــ األهلــــــــــ الحنط بغير ا منـه راحـ هلـ

ـ والكفنــــــــــــــــــــــــــ راحةـ إال ــ لك ــ يكن ــم ل لو

ـ البدنــــــــــــــــــــــــــــعلـى موقوفـ ر الش زارعـ

ـ الوهنـــــــــــــــــــــــــــلعلـ جميال فعال بي واكتســ اللهــــــــــــــــــــــــــــــ

الموتـ بعد تجازينـ ى عـسن بالحســـــــــــــــــــــــــ

ــي مالـ ــ األهلـ ــم تقاسـرفوا انصـــــــ بعدمـــــــا

بعال ــي زوجت ــتبدلت واسبدلـــــــــــي لهــــــــــــا

عبدا ولدي يرت وصـــــــــليخدمهـــــــــــــــــــــــا

ـــا ــ ــ الدنيـ ــ ــ ــ نك تغر فالوزينتهـــــــــــــــــــــــا

حوى ــ ــ من ــى ــ إل وانظربأجمعهــــــــا الدنيــــــــا

دنياك منـــ القنــــاعة خذبهــــــــــا وارضــــــــــ

د ــ تحصـ الخير ــ زارعـ يــــايـــــــــا ثمرا بعدهـــــــــ

ـ ــ عن ــي كفـ ــ نفسـ ــا يــيرحمنـــــي يان العصـــــ

ــي توب ــ ويحك ــ نفس ــا ي نا حســـــــ واعملـــــــي

امـ ش فـي البرقـ ــا وض مـاـ يمنـــــــــــ وفــــــــــــي

والعفو بالخيرـ والمننــــ واإلحســـــــان

ــار المخت ى عـل الـصالة ثمـيدنـا ســـــــــــــــــــــــــ

ينـا ــ ــ ممس للــــه والحمدبحنا ومصــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من كتابأهوال القبور وأحوال أهلها

إلى النشورللحافظ أبي الفرج زين الدين عبدالرحمن بن

أحمد بن رجب الحنبلي البغدادي الدمشقي

قال الله تبارك وتعالى

ولو ترى إذ الظالمون في

غمرات الموت والمالئكة

باسطو أيديهم أخرجوا

أنفسكم اليوم تجزون عذاب

الهون بما كنتم تقولون على

الله غير الحق وكنتم عن

آياته تستكبرون

األنعام، سورة93اآلية

في ذكر حال الميت عند نزوله القبروسؤال الملكين له، وما يفسح له

في قبره أو يضيق عليهوما يرى من منزله في الجنة أو النار قال الله تعالى

)يثبتـ اللهـ الذـين آمنوا بالقولـ الثابتـ ـفي الحياة الدنـيا وـفي ة اآلخرة، ويـضل الـله الظالمينـ ويفعلـ الـله ـما يشاء(. براهيم، آـي سـورة ـإ

27.

ت ه وسـلم: )نزـل ه علـي ه صـلى الـل قال رسـول الـلفي عذاب القبر(.

رواه وـفي رواـية قال: ”ويأتـيه ملكان فيــجلسانه فيقوالن ـله: ـمن رـبك؟ فيقول: رـبي .1369، حديث رقم 86البخاري في كتاب الجنائز، باب

الـله، فيقوالن: ـما ديـنك؟ فيقول: ديـني اإلـسالم، فيقوالن ـله: ـما هذا الرـجل الذي ا ه: وـم ه وسـلم، فيقوالن ـل ه علـي ه صـلى الـل و رسـول الـل م؟ فيقول: ـه بعثـ فيـكيدرـيك؟ فيقول: قرـأت كتاب الـله، فآمـنت ـبه وـصدقت“. وـفي رواـية: ”فذـلك قول اللـه عـز وجـل: )يثبـت اللـه الذيـن آمنوا بالقول الثابـت فـي الحياة الدنيـا وفـي

اآلخرة(. ه بابا ة، وافتحوا ـل ن صـدق عبدي فافرشوه مـن الجـن قال: فينادى فـي السـماء ـأي ه ـف ح ـل ا ويفـس ا وطيبـه ن روحـه ه ـم ة، قال: فيأتـي ن الجـن وه ـم ة وألبـس ى الجـن إـل

قبره مد بصره.

في ذكر حال الميت عند نزوله القبروسؤال الملكين له، وما يفسح له

في قبره أو يضيق عليهوما يرى من منزله في الجنة أو النار

وذكر ـصلى الـله علـيه وـسلم الكاـفر، فقال: ”وتعاد روـحه إلى جـسده ويأتـيه ملكان ــا ــه: م ــك؟ فيقول: هاه هاه ال أدري، فيقوالن ل ــه: مــن رب فيجلســانه فيقوالن لــن كذب عبدي ــ ــماء أ ــ ــن الس ــ ــك؟ فيقول: هاه هاه ال أدري، فينادي مناد م ــ دينفافرشوه ـمن النار وافتحوا ـله بابا إـلى النار، قال: فيأتـيه ـمن حرـها وـسمومها“.

قال: ”ويضيـق عليه قبره حتى تختلف أضالعه“. و د ـل ن حدـي ــة ـم ه مرزب م مـع ى أبـك ه أعـم ض ـل م يقـي د: ”ـث ة لإلمام أحـم ي رواـي وـفن المشرق والمغرب إال ا بـي ة يـسمعها ـم ه ضرـب ار ترابا، فيضرـب ل لـص ا جـب ضرب بـه

الثقلين )اإلنس والجن(، فيصير ترابا“. قال: ”ثم تعاد فيه الروح“. و اجتـمع د، ـل ه بمــرزبة ـمن حدـي ه وـسلم ـفي رواـية ”فيضرباـن ه علـي وقال ـصلى الـل

عليها ما بين الخافقين لم يقدروا على قلبها“.

ع رسـول ا ـم ه قال: شهدـن ه عـن بي هريرة رضـي الـل ث ـأ ن حدـي وخرج الطـبراني ـمالـله ـصلى الـله علـيه وـسلم جنازة فلـما فرغ ـمن دفنـها وانـصرف الناس، قال ـنبي اللـه صـلى اللـه عليـه وسـلم: إنـه اآلـن يسـمع خفـق نعالهـم، أتاه منكـر ونكيـر، أعينهمــا مثــل قدور النحاس، وأنيابهمــا مثــل صــياصي البقــر، وأصــواتهما مثــل د ن يعـب ن كان مـم بيه؟ فـإ ن كان ـن د؟ وـم ا كان يعـب د، فيجلسـانه فيسـأالنه: ـم الرـعبينات ا باـل لم، جاءـن ه وـس ه علـي د ـصلى الـل ــي محـم ه، ونبي د الـل ت أعـب ه، قال: كـن الـلوالهدى فآمنـا واتبعنـا، فذلـك قول اللـه تعالـى: )يثبـت اللـه الذيـن آمنوا بالقول الثاـبت(، اآلـية، فيقال ـله: عـلى اليقـين حيـيت وعلـيه ـمت وعلـيه تبـعث، ـثم يفـتح ـله ن أهـل الشـك قال: ال أدري، ن كان ـم ي حفرته. وـإ ه ـف ة ويوسـع ـل ى الجـن باب إـلســمعت الناس يقولون شيئا فقلته. فيقال لــه: علــى الشــك حييــت وعليــه مــت و نفـخ ن ـل ه عقارب وتنانـي ى النار ويسـلط علـي ه باب إـل ح ـل م يفـت ث، ـث ه تبـع وعلـيأحدهـم فـي الدنيـا مـا أنبتـت شيئا، تنهشـه، وتؤمـر األرض فتنضـم حتـى تختلـف

أضالعه“.

كالم القبر عند نزول الميت إليهة افي، ـفي كتاب ـصفة القياـم د الوصـ ه ـبن الولـي د الـل خرج الترمذي ـمن حدـيث عبـي

م 26باب ث رـق ه 2578، حدـي ول الـل ل رـس عيد، قال: دـخ بي ـس ن ـأ ة، ـع ن عطـي ، ـعو يضحكون فقال: م يكتشرون ـأ ى أناسـا كأنـه اله فرـأ لم مـص ه وـس ه علـي لى الـل ـص، فأكثروا ا أرى: الموتـ م عـم ر هاذم اللذات ألشغلـك ن ذـك م ـم و أكثرـت م ـل ا إنـك ”أـم

ذكر هاذم اللذات، فإنه لم يأت يوم على القبر إلى يتكلم فيه فيقول:بيت أنا الوحدة، بيت أنا الغربة، بيت أنا

الدود بيت أنا التراب،

فإذا دفن العبد المؤمن قال له القبر: مرحبا وأهال، أما إن كنت ألحب من يمشي على ظهري، فإذا وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنيعي بك، فيتسع له مد

بصره، ويفتح له باب إلى الجنة. وإذا دفن العبد الكافر أو الفاجر قال القبر: ال أهال وال مرحبا. أما إن كنت ألبغض من يمشي على ظهري، فإذا وليتك اليوم

وصرت إلي فسترى صنيعي بك. قال: فيلتئم عليه القبر حتى تلتقي وتختلف أضالعه“. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصابعه وأدخلها بعضها في

جوف بعض.

اجتماع أعمال الميت عليه من خير وشر

ومدافعتها عنه، وكالمها له، وما ورد من تحسر الموتى على بي انقطاع أعمالهم ومن أكرم منهم تبقى أعماله عليه ن ـأ لمة، ـع بي ـس ة، ـعن ـأ ن علقـم ن عمرو ـب د ـب لمة، ـعن محـم ن ـس روى حماد ـب

هريرة، ـعن الـنبي ـصلى الـله علـيه وـسلم قال: ”والذي نفـسي بيده ـإن المـيت إذا ه ليـسمع خـفق نعالـكم حـين تولون عـنه، فـإن كان مؤمنا، كاـنت وـضع ـفي ـقبره إـنالصــالة عنــد رأســه، والزكاة عــن يمينــه، والصــوم عــن شمالــه، وفعــل الخيرات والمعروف واإلحسـان إلـى الناس عنـد رجليـه، فيؤتـى مـن قبـل رأسـه، فتقول الـصالة: لـيس ـمن قبـلي مدـخل؛ فيؤـتى ـعن يميـنه، فتقول الزكاة: لـيس ـمن قبـلي ن ى ـم م يؤـت ل؛ ـث ي مدـخ س قبـل وم: لـي ه، فيقول الـص ن شماـل ى ـع م يؤـت ل؛ ـث مدـخقبــل رجليــه، فيقول فعــل الخيرات واإلحســان إلــى الناس: ليــس قبلــي مدخل. فيقال ـله: اجـلس، فيجـلس، وـقد مثـلت الشـمس للغروب )ـأي ـقد قرـبت للغروب(، فيقولون ـله: ـما تقول ـفي هذا الرـجل الذي كان بـعث فيـكم؟ يعـني ـنبي الـله ـصلى ا د ربـن ن عـن بينات ـم ا باـل ه، جاءـن ه رسـول الـل ه وسـلم، فيقول: أشهـد أـن ه علـي الـله ت، وعلـي ى هذا ـم ت وعـل ى هذا حيـي ه: صـدقت، وعـل فصـدقناه واتبعناه، فيقال ـلت بحانه: )يثـب ه ـس ك قوـل بره مد بـصره، فذـل ه ـفي ـق ه، فيفـسح ـل ن شاء الـل تبـعث ـإالـله الذـين آمنوا بالقول الثاـبت ـفي الحياة الدنـيا وـفي اآلخرة(، فيقال: افتحوا ـله بابا إـلى النار، فيقال: هذا منــزلك ـلو عـصيت الـله، فيزداد غبـطة وـسرورا. ويقال: افتحوا ـله بابا إـلى الجـنة، فيفـتح ـله، فيقال: هذا منــزلك وـما أـعد الـله ـلك، فيزداد م طـير معـلق ـفي غبـطة وـسرورا، فيعاد الجـسد إـلى ـما بدئ مـنه، وتجـعل روـحه نسـ

شجر الجنة.س ي شيئا، فيجـل ل رأسـه، فال يوجـد –يعـن ن قـب بره ـم ي ـق ى ـف ر فيؤـت ا الكاـف وأـمخائفا مرعوبا فيقال ـله: ـما تقول ـفي هذا الرـجل الذي كان فيـكم وـما تشـهد ـبه؟ فال يهتدى السـمه، فيقال: محمـد رسـول اللـه صـلى اللـه عليـه وسـلم، فيقول: ـسمعت الناس يقولون شيئا فقـلت كـما قالوا، فيقال ـله: ـصدقت، عـلى هذا حيـيت ف ى تختـل بره حـت ه ـق ــق علـي ه تعالى. ويضي ن شاء الـل ث ـإ ه تبـع ، وعلـي ه متـ وعلـيأضالـعه، فذـلك قوـله تعاـلى: )وـمن أعرض ـعن ذكري فـإن ـله معيـشة ضنـكا( ـسورة

. فيقال: افتحوا لــه بابا إلــى الجنــة، فيفتــح لــه باب إلـى الجنــة، 124طـه، اآليــة م ه، فيزداد حسـرة وثبورا، ـث ت أطعـت و كـن ك ـل ه ـل د الـل ا أـع ــزلك وـم فيقال: هذا منا ك، وـم ه: هذا منزـل ا، فيقال ـل ه باب إليـه ح ـل ى النار، فيفـت ه بابا إـل يقال: افتحوا ـل

أعد الله لك، فيزداد حسرة وثبورا.

عذاب القبر وأنواعه

ــة(: ــد )المرزبـ ــن حدي ــبي النوع األول: الضرب بمطراق م ــن أ ــن عثمان ب عى ي، قال: أـت ة الباهـل بي أماـم ن ـأ م، ـع ن القاـس د، ـع ن زـي ي ـب ن عـل ة، ـع العاتـكالنــبي صــلى اللــه عليــه وســلم بقيــع الغرقـــد، فوقــف علــى قــبرين، فقال: د و قال: فالنا وفالنا؟“ قالوا: نعم. فقال: ”ـق ة؟ ـأ ا فالنا وفالـن ــتم هاهـن ”أدفنا ة ـم م قال: ”والذي نفسـي بيده لقـد ضربـ ضرـب أقعـد فالن اآلـن يضرب“، ـثر ـقبره نارا، ولـقد ـصرخ ـصرخة يـسمعها بـقي مـنه عرق إال انقـطع، ولـقد تطاـيــج ـفي ـصدوركم وتزييدـكم ـفي ن الـجن واإلـنس، ولوال تمري ق إال الثقلـي الخالـئالحدـيث لـسمعتم ـما أـسمع“, قالوا: ـيا رـسول الـله، ـما ذنبهـما؟ قال: ”أـما فالن

فكان ال يستبرئ من البول، وأما فالن أو فالنة فكان يأكل لحوم الناس“.وروى الاللكاـئي بإـسناده ـعن محـمد ـبن المنكدر، قال: بلغـني ـأن الـله ـعز وـجل ل د، رأـسها مـث ا ـسوط ـمن حدـي ة عمياء بيدـه بره داـب ر ـفي ـق ى الكاـف يـسلط عـل

غرب الجمل، تضربه إلى يوم القيامة ال تراه وال تسمع صوته فترحــمه.: ـعن ـأبي هريرة، ـعن الـنبي ـصلى الـله النوع الثاـني: تـسليط الحيات والعقارب

ا( ه معيـشة ضنـك ن ـل ة )فـإ ت هذه اآلـي ا أنزـل ه قال: ”أتدرون فيـم ه وـسلم أـن علـي. تدرون مــا المعيشــة الضنــك؟ قالوا: اللــه ورســوله أعلم. 124”ســورة طــه،

قال: عذاب الكافــر فــي قــبره، والذي نفســي بيده إنــه ليســلط عليــه تســعة وتـسعون تنــينا، أتدرون ـما التنــين؟ قال: تـسعة وتـسعون حـية، لـكل حـية ـسبعة رؤوس“. وفـــي روايـــة ”تســـعة رؤوس، ينفخون فـــي جســـمه ويلســـعونه ويخدشوـنه إـلى يوم يبعثــون“. رواه اـبن حبان ـفي ـصحيحه، كتاب الجناـئز، باب

.782، حديث رقم 34 النوع الثالث: رض رأس الميت بحجر وشق شدقه.

ويمكـن النوع الرابـع: تضييـق القـبر علـى الميـت حتـى تختلـف فيـه أضالعه. االستزادة من كتاب أهوال القبور.

نعيــم القبـرعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

”إن المؤمن في قبره لفي روضة خضراءويرحب له قبره سبعون ذراعا، وينور له

وـعن مورق العجـلي، ـعن عبـيد ـبن عمـير، قال: قال عبادة ـبن الـصامت: إذا حضرت فيه كالقمر ليلة البدر“. الوفاة –يعنــي المؤمــن المجتهـد بالقرآـن- جاء القرآـن فوقـف عنـد رأســه، وهــم بره ي ـق ع ـف ه، فإذا وـض دره وكفـن ن ـص ار بـي ى ـص ل حـت ه دـخ يغسـلونه، فإذا فرغ مـنوجاء منكر ونكير، خرج حتى ـصار بينه وبينهما، فيقوالن له: إليك عنا، فإنا نريد أن ه بشـيء فشأنكم. ـثم ا فـي ا أمرتـم ن كنتـم ه، وـإ ا بمفارـق ا أـن ه ـم نـسأله؛ فيقول: والـلينـظر إلـيه، فيقول: ـهل تعرفـني؟ فيقول: ال. فيقول: أـنا القرـآن الذي أـسهر ليـلك، ن األخالء خليلـ ك، وسـمعك، وبصـرك، فسـتجدني ـم ك شهوـت أ نهارك، وأمنـع وأظـمم يخرجان ، وال حزن، ـث ن همـ ر ـم ر ونكـي د مسـألة منـك ك بـع ا علـي ر، فـم دق، فأبشـ صـعـنه، فيـصعد القرـآن إـلى رـبه، فيـسأله فراشا ودثارا، قال: فيؤـمر ـله بفراش ودثار ماء ي الـس ن مقرـب ك ـم ف مـل ا أـل ة، فيحملـه ن الجـن مين ـم ة، وياـس ن الجـن ل ـم وقندـيالدنيا. قال: فيـسبقهم إلـيه القرـآن، فيقول: ـهل اـستوحشت بعدي؟ فإـني ـلم أزل برـبي حـتى أـمر ـلك بفراش ودثار ـمن الجنة. قال: فتدـخل علـيه المالئـكة، فيحملوـنه د صـدره، ه، والياسـمين عـن ت رجلـي ك الفراش، ويضعون الدثار تـح ه ذـل ويفرشون ـلثم يحملونه حتى يضعونه على شقه األيمن، ثم يصعدون عنه، فيستلقي عليه، فال يزال ينـظر إـلى المالئـكة حـتى يلجوا ـفي الـسماء، ـثم يدـفع القرـآن ـفي قبـلة الـقبر، ة: و عبدالرحـمن: وكان ـفي كتاب معاوـي ه ـمن ذلك. قال أـب ا شاء الـل ه ـم ع علـي فيوسـفيوـسع ـله مـسيرة أربعماـئة عام، ـثم يحـمل الياـسمين ـمن عـند ـصدره، فيجعـله عـند أنـفه، فيشـمه غضــا إـلى يوم القياـمة، ـثم يأـتي أهـله ـكل يوم مرة ـأو مرتـين، فيأتـيه بـخبرهم، ويدـعو لـهم بالخـير واإلقبال، فـإن تعـلم أـحد ـمن ولده القرـآن بشــر بذـلك،

قال وـإن كان عقـبه ـسوءا، أـتى الدار بكرة وعشيا، فبـكى إـلى ـأن ينـفخ ـفي الـصور. بي الحافـظ أبـو موسـى المدينـي: هذا خـبر رواه اإلمام أحمـد بـن حنبـل، وأبـو خيثمـة، وطبقتهمـا مـن المتقدميـن، عـن ـأ

عبدالرحمن المقري.

ما شوهد من نعيـم القبـرروى أبو الفرج ابن الجوزي في تاريخه أنه في سنة ست وسبعين ومائتين، انفرج ـتل ـفي أرض البـصرة، بعرق ـتل شقـيق، ـعن ـسبعة أـقبر، ـفي مـثل الحوض، وفيـها ا رائـحة المـسك، أحدـهم شاب ـسبعة أنـفس، أبدانـهم ـصحيحة، وأكفانـهم يفوح منـهي ة ـف ه مذـب ه مكحلتان، وـل ن عينـي ه شرب ماء، وكـأ ل، كأـن ه بـل ى شفتـي ة وعـل ه جـم ـلخاصـرته، وأراد بعـض مـن حضـر أـن يأخـذ مـن شعره شيئا، فإذا هـو قوي كشعـر

الحي.وخرج اـبن ـسعد ـفي طبقاـته بإـسناده ـعن ـأبي ـسعد الخدري، قال: كـنت فيـمن حـفر لـسعد ـبن معاذ ـقبره بالبقـيع، وكان يفوح عليـنا المـسك، كلـما حفرـنا ـمن ـقبره ترابا

.ويمكن االستزادة من كتاب أهواـل القبور للدمشقيحتى انتهينا إلى اللحد.

انتفاع أهل القبور بمجاورة الصالحين وتأذيهم من مجاورة الفاسقين

ه ه فينتفعون بمجاورـت ن يشـفع ـفي جيراـن الحين بـأ ه بـعض عباده الـص د يكرم الـل وـقفي قبره.

ع المدـني ن ناـف ه ـب انع ـعن عبدالـل ن موـسى الـص د ـب ا ـعن محـم بي الدنـي ن ـأ وروى اـبقال: مات رـجل ـمن أـهل المديـنة، فدـفن بـها رـجل كان ـمن أـهل النار، فاغتمـ لذـلك، ـثم إـنه بـعد ـسابعة ـأو ثامـنة أري كأـنه ـمن أـهل الجـنة، قال: أـلم تـكن قـلت: إـنك ـمن أهـل النار، قال: قـد كان ذلـك، ألنـه دفـن معنـا رجـل مـن الصـالحين فشفـع فـي

أربعين من جيرانه وكنت منهم.وذـكر أـبو الفرج اـبن الجوزي، ـأن بعضـهم رـأى ـفي مناـمه معروفا الكرـخي لـما دـفن

في قبره شفع في أربعين من كل جانب من جوانبه، فأعتقوا من النار.

محل أرواح المؤمنينل ر أـه ف، وغـي ل تكلـي ى قسـمين، أـه ن سـوى الشهداء، فينقسـمون إـل ن المؤمنـي ـإ

تكليف. وهم األطفال، فالجمهور على أنهم في الجنة.ي م ـف رح بـه ر، تـس ر خـض ي أجواف طـي ن أرواح الشهداء ـف عود قال: ـإ ن مـس ن اـب ـعم افير، تـسرح بـه ي أجواف عـص لمين ـف ن أرواح أوالد المـس ث شاؤوا، وـإ ة، حـي الجـنبي ـصلى ة حـيث شاـءت، فتأوي إـلى قنادـيل معلـقة ـفي العرش. وـعن الـن ـفي الجـن

رواه اـبن حبان الـله علـيه وـسلم قال: ”ذراري المؤمنـين يكفلـهم ـإبراهيم ـفي الجـنة“. (.1826(، حديث رقم )10في صحيحه في كتاب القدر، باب )

ى فـي منامـه ه رـأ ه وسـلم: ”أـن ه علـي بي صـلى الـل ن جندب، عـن الـن عـن سـمرة ـبا حـتى ه: ”فانطلقـن ه، وذـكر حديثا طويال، وفـي ا ـب ه فانطلـق ا ـب جبرائـيل وميكائـيل أتـيخ وصـبيان، وإذا ي أصـلها شـي ة، وـف ا شجرة عظيـم ى روضـة خضراء، فيـه ا إـل انتهيـنرـجل قرـيب ـمن الشجرة بـين يدـيه نار يوقدـها، فـصعدا ـبي ـفي الشجرة، وأدخالـني دارا لــم أــر قــط أحســن منهــا، فيهــا رجال وشيوخ وشباب ونســاء وصــبيان، ثــم أخرجانـي منهـا، فصـعدا بـي الشجرة، فأدخالنـي دارا هـي أحسـن وأفضـل، فيهـا براهيم خ فـي أصـل الشجرة ـإ ه: ”قاال: والشـي ث وفـي شيوخ وشباب“، وذكـر الحدـية: ”فـكل مولود مات ه فأوالد المـسلمين“، وـفي رواـي ه الـسالم، والـصبيان حوـل علـيعـلى الفطرة“، والدار األولى الـتي دخـلت دار عاـمة المؤمنـين، وأـما هذه الدار فدار

(.1386(، حديث رقم )93رواه البخاري في كتاب الجنائز، باب )الشهداء“.

اإلنسان في القرآن الكريم

للمفكر اإلسالمي األستاذ محمد الشيخ عايد الطبيشات

الباب الرابعالمصيــــر

الوجــود والخلــود

قال الله تبارك وتعالى

إن إليــنا إيابهم ثم إن علينـا حسابهــم

سورة الغاشية، اآليتين 25-26

الفصل األولالمـــــــوت

قال الله تبارك وتعالى

وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون

ر كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشسورة األنبياء، اآليتين والخير فتنة وإلينا ترجعون34-35

تــعد حياة اإلنسـان علـى هذه األرض مرحلـة مـن مراحـل وجوده، بـل إـن مرحلـة حياتـه علـى األرض تعـد أقصـرها زمنا، وقـد ذكـر القرآـن الكريـم ــذ ســيتبع هذه ــه الكثيرة بالحديــث عنهــا، إ المراحــل األخرى وحفلــت آياتة الحسـاب م مرحـل ث، ـث ة البـع م مرحـل ة الموت، ـث ى األرـض مرـح الحياة عـل

)القيامة(، ثم الوجود الخالد في الجنة أو في النار.وـقد اعتادت الفلـسفات والمذاـهب اإللحادـية ـأن تـسمي الحقيـقة الوجودـية ة )العدم( ورهم الخاـطئ بحقيـق ن تـص ة )الوجود والعدم(، انطالقا ـم بنظرـيلذا يلزم التنوـيه إـلى أـنه ال يـوـجد ـفي القرـآن الكرـيم وـفي معطيات الدـين اإلـسالمي كـكل ـأي فكرة ـعن )العدم( عـلى اإلطالق. ولـيس )الفناء( الوارد ـفي القرـآن الكرـيم بفناء مطـلـق، كـما ـفي آـية )ـكل ـمن عليـها فان(، ـإذ ـأن ــف بالخلود ــه يتص ــى، ألن ــة أعل ــر بدرج ــيلحقه )وجود( آخ هذا )الفناء( س

الدائم.

الوجود والخلود

ــب ــم الغي ــبية.. مــن عال ــة وغي أوال: الموت حقيقــة عيانيوعالم الشهادة

ــد واقعا ــو بهذا االعتبار يع ــة مشاهدة، فه ــة عياني ــة وجودي الموت حقيقمعلوما. وهو نهاية مراحل حياة اإلنسان على وجه األرض.

ة مراحـل الحقـة فـي وجود اإلنسـان، وهذه ة أخرى بداـي والموت مـن ناحـيالمراـحل وـما يتبعـها نعـلم عنـها بالـخبر اليقـين الذي جاء ـبه القرـآن الكرـيم ب الذي م الغـي ص عـل ي تـخ ه وسـلم، فـه ه علـي ث الرسـول صـلى الـل وأحادـيه ن الذي نعلـم ل اليقـي ا جاء، إيمانا يقينيا بمـث ه كـم ن ـب ن نؤـم يلزم شرعا ـأمــن حقيقــة مشاهدة الموت ذاته. والموت مرحلــة وجوديــة فــي ســلسلة ذ ـأن بـعد ة المطلـقة، ولـيس ـهو العدم، ـإ الوجود البشري، ولـيس ـهو النهاـيي و المحـي ت فـه و الممـي ق وـه و الخاـل ه ـه ن الـل ث ـإ الموت حياة أخرى، فحـي

ثانية من بعد الموت. )ذلكـ بأنـ اللهـ هو الحقـ وأنهـ يحيـي الموتـى وأنهـ علـى كلـ شيءـ قدير(.

.6سورة الحج، آية

الوجود والخلودثانيا: الموت ظاهرة إنسانية عامة

فكـل إنسـان يجـب أـن يمـر بهذه الظاهرة، كمـا أـن المـوت ظاهرة عامـة ـسورة ـآـل عمران، تشـمل ـكل المخلوقات. قال تعاـلى )ـكل نـفس ذائـقة الموت(.

ة ونـ منهـ فــإنه 185آـي . فال خلود عـلى هذه األرض. )قلـ إنـ الموتـ الذي تفرم( ا . 8سـورة الجمعـة, آيـة مالقيـك ه مهـم ه بهذا الشمول، فال مهرب مـن ث إـن وحـي

ه الفرد. )أينمـا ه بحـصانة المكان الذي يحتـمي ـب ـصنع اإلنـسان، وال عالـقة ـل .) ــة تكونوا يدرككمــ الموتــ ولو كنتمــ فــي بروجــ مشيدةــ . 78ســورة النســاء، آي

ــه )قــل فادرأوا عــن ــن يســتطيع اإلنفالت من ــي إنســان أ ــه أ ويتحدى اللــة أنفســكم الموت إــن كنتــم صــادقين(. ــاء، آي ــورة النس فالموت ال يرده .78س

.حرـص وال حذر وال يؤجله جـبن واستقرار وأمنثالثا: الموت أجل محدد ومجهول في الزمان والمكان:

فلـكل نـفس أـجل مكتوب، ال ينـقص مـنه يوم وال يزيد. إن الموت أـجل حدده الـله ـسبحانه وتعاـلى، ولـيس لألعراض واألـسباب الظاهرة ـأي ـصلة حقيقـية ن تموت إال بإذن د هذا األجل. قال سـبحانه: )ومـا كان لنفـس ـأ فـي تحدـي

ــة، اللــه كتابا مؤجال(. ــل عمران، اآلي ــورة آ فال عالقــة للصــحة وال للمرض . 145س.بالموت، إنما الموت بانتهاء األجل

رابعا: الموت انتهاء للتكليف والعمل: بموت اإلنـسان يغـلق ـسجل األعمال، ويرـفع إـلى يوم الحـساب حـيث توزن حســناته وســيئاته فــي ميزان العدل اإللهــي ليلقــى مصــيره الخالــد فــي س مـن بعـد الموت تصـحيح لكفـر كافر. قال م، ولـي و فـي الجحـي م ـأ النعـيم ملـء ن أحدـه ل ـم ن يقـب م كفار فـل ن كفروا وماتوا وـه ن الذـي ى: )ـإ تعاـل

.91سورة آل عمران، اآلية األرض ذهبا ولو افتدى به(.

الوجود والخلودخامسا: الموت هو مفارقة الروح للجسد

يقول اإلمام أبوحامـد الغزالــي فـي كتاب إحياء علوم الديــن: ”إـن معنـى مفارقـة الروح للجسـد، انقطاع تصـرفها عـن الجسـد بخروج الجسـد عـن

ن 493طاعتهـا“. )صـفحة ث ـإ (. فالموت هـو مفارقـة الروح للجسـد، وحـية ي الحافـظ ه، فـه ن روح الـل ــفخة ـم ي ن ذ ـه ي، ـإ ر إلـه ن جوـه الروح ـهي ـملكيان الجســد وهــي المهيمنــة علــى الحياة والحركــة فيــه، وهــي محتوى ى د إـل ة هذه الروح يعود الجـس د مفارـق ان، فبـع ه اإلنـس ز ـب م الذي يتمـي العـلن أعضاء الجـسد ـفي لحـظة الموت و التراب. عـلى الرـغم ـمن ـأ جوهره وـهاب ن عضالت وأعـص ه ـم ة فـي ة وأدوات الحرـك ا كامـل د تكون كلـه بيعي ـق الـطودم، تكون كلهـا سـليمة، إال أنـه بعـد مفارقـة الروح للجسـد يتعطـل كـل ك اللحظـة بالفسـاد ذ تـل ا، ويبدأ مـن ل مظاهرـه د الحياة بكاـم الجسـد. ويفـق

والتحلل إلى تراب كما كان أصال.سادسا: الموت حضور

ي ظ ”الموت“ ـف ن يرد لـف ر“ و ”جاءـ“، حـي ن تكرار لفـظي ”حـض ال ـشك بـأا ان عندـم ى اإلنـس ر“ إـل ة، فالموت ”يحـض ة هاـم ه دالـل ة، ـل ة كريـم ة قرآنـي آـييدـنو أجـله رغم ـأن اإلنـسان يكون ذاـته في جمـيع أ؛واـله الحياتية، فـقد يأتيه الموت فــي الصــحة والمرـض، فــي الطفولــة وفــي الصــبا وفــي الشباب، وـفي الرجوـلة وـفي الكهوـلة، وـفي الشيخوـخة، يحـضر إلـيه الموت ـفي أـية

ة لحـظة، ـمن أـجل ذـلـك قال تعاـلى: )إذا حـضر أحدـكم الموت( ـسورة المائدة، اآلـي

ــم الموت(، 106 ــة )إذا جاء أحدك ــورة األنعام، اآليـ ــي . 61سـ ــبير القرآن وهذا التعينفي أن يكون الموت بسبب ذاتي أو عضوي، كسبب جوهري.

الوجود والخلودسابعا: قبض الروح

ـإن المحـيي والممـيت ـهو الـله ـعز وـجل )الـله يتوـفى األنـفس حـين موتـها(، ة ر، اآلـي ى 12سـورة الزـم ل قـبض األرواح إـل ن يـك ى ـأ ه تعاـل ن اقتـضت حكمـت . ولـك

مـلك مكـلف بهذه المهـمة )ـقل يتوفاـكم مـلك الموت الذي وـكل بـكم ـثم إـلى م ترجعون(. ن اسـمه 11سـورة السـجدة، اآليـة ربـك ض اآلثار ـأ ي بـع د ورد ـف . وـق

”عزرائــيل“، ومعناه: ”عبدالــجبار“، وـقد اشتـهر بهذا االـسم. وقـيل ـأن ـله أعوان ـمن المالئـكة بدلـيل قوـله تعاـلى )حـتى إذا جاء أحدـكم الموت توفــته

.61سورة األنعام، اآلية رسلنا وهم ال يفرطون(. ثامنا: سؤال الملكين:

ف كـل االختالف عـن ق مـا بعـد الموت متعلقـة بنظام آخـر مختـل ن حقاـئ ـإنظام هذا العالـم المرئـي لألحياء. وعـن أخبار مـا بعـد الموت أنـه إذا مات ه وـعن ن الذي عاش علـي ه ملكـين فـسأاله ـعن الدـي ه إلـي اإلنـسان أرـسل الـله علـيه وـسلم. ه، وـهو ”محـمد“ ـصلى الـل علـمه بهذا الرـجل الذي يـسمع عـنفـمن كان ـقد ثبـته الـله بالقول الثاـبت ومات عـلى الـحق وخـتم ـله بالحـسنى ألهمـه اللـه الجواب علـى سـؤال الملكيـن؛ ومـن لـم يكـن معتصـما بحبـل اإليمان فــي حياتــه الدنيــا مألــ اللــه قلبــه فزعا منهمــا، فغاب عــن فكره

الجواب المطلوب.تاسعا: عذاب القبر ونعيمه

إـن مذهـب سـلف األمـة وأئمتهـا أـن الميـت إذا مات يكون فـي نعيـم أـو ه، حـيث ـإن الروح تتـصل بالبدن أحيانا عذاب؛ وـأن ذـلك يحـصل لروـحه وبدـنو العذاب ـثم إذا كان يوم القياـمة الـكبرى أعيدت ويحـصل ـله معـها النعـيم ـأاألرواح إـلى األجـساد وقاموا ـمن قبورـهم لرب العالمين. قال تعاـلى )وـلو م أخرجوا ة باسـطوا أيديـه ي غمرات الموت والمالئـك ذ الظالمون ـف تراى ـإأنفـسكم اليوم تجزون عذاب الهون بـما كنـتم تقولـون عـلى الـله غـير الـحق

.93سورة األنعام، اآلية وكنتم عن آياته تستكبرون(.

الوجود والخلودعاشرا: عدم الرجوع إلى الدنيا

ا ة إليـه ا، فال رجـع ة المـوت، انقطاع وجودي تام ـعن الحياة الدنـي عد مرحـل تــبدليــل قولـــه تعالـــى: )ومــن ورائهــم برزخ إلــى يوم يبعثون(، ســورة

. وبعد مرحلة الموت يكون البعث إلى الحياة اآلخرة.100المؤمنون، اآلية

يمكن االستزادة من الموضوع من الكتاب األصلي.

2003