5

Click here to load reader

بصائر القرآن1: العلم وفيوض الرحمات

Embed Size (px)

DESCRIPTION

عن

Citation preview

Page 1: بصائر القرآن1: العلم وفيوض الرحمات

!!اتالرحم فيوضا منالعلم كيف يتحول: بصائر القرآن نورالدين مشاط. ذ

..نقلة من الظلمات إلى النور .. سورة الكهف

على قبر طريدنقلة يتحول منها الفرار إلى هللا بفرار من المكان إلى عبور بوابة الزمن ليقف الشريد ال

رحمة شاملة تلف الناس لم نقلة يتحول من خاللها الع ... ؟؟؟دار طفمن الم ..دطار وتركة الجبار الم

تحول المعرفة المبتورة المنحصرة في زاوية واحدة وت .. احاني ابلسم همبؤسهم ويأسوتحول لحظات

.. وتكشف عن أطيافه المختلفة من كل زواياه وبكل أبعاده لتصبر أغوارهرحمة تلف وتحيط الشيء

فتنقلب من آلة بطش إلى رحمة تبني قيادات مؤمنةحينما تكون في أيدي ح القوةنقلة ترسم مالم

وإحساس بالغرور إلى شكر للمنعم تنقلب من غطرسة .. العمران وتهدم أركان الظلم في كل مكان

.على المحرومين تهانشر رحمفت

الرحمة.. واحدة جمع بينها تيمةت.. فنحن أمام مشاهد مختلفة

فتية فارين بدينهم.. يرسم المشهد األول

فارين إلى هللا.. وخرجوا إلى الفالت .. تركوا أهليهم ومناصبهم وأموالهم

تركوا ما نحسبه ملكا .. هكذا بتجرد تام

..وما يتركه اإلنسان حينما يكون ذاهبا لقبره

.. وأقبروا نفوسهم في كهف مختبئين

وافتقروا إلى ما عند هللا ..ركوا الدنيا وراءهم وت.. آووا إليه

فناموا.. وآواهم إليه .. فنشر لهم ربهم بساط رحمته

..!وأية نومة تلك

إ ذ ) م و لت م وه ز ا اعت م ون و عب د وا هللا إ ل ي هف إ ل ى ف أو نش ر الك م ي م ل ك ك ب ن ر ت ه م حم يئ ر ي ه م و ن ل ك ك م م مر أ

رف قا (سورة الكهف) ((61) م

على بساط رحمة هللا.. لم يكن نومهم إل عبورا لبوابة الزمن

يوما واحداأجل لم يكن نومهم الذي قضوا فيه كما هو في إحساسهم سوى

.وفي عد اآلخرين ثالثمائة سنين وتسعا

..كان المشهد من حولهم قد تغير تماما.. فنهضوا .. وأذن المؤذن للنهوض

Page 2: بصائر القرآن1: العلم وفيوض الرحمات

..إيمان مملكةوقامت بدل عنها .. وتهدمت مملكة كفره .. مات الطاغية وبليت جثته

.. التحول احلمر لهم ساروا في األزقة لتحكي

..وتسعا لتصبح ثالثمائة ة كيف تمددت ليلة واحد.. فباهلل وتا هللا

.. وأوته قبور منزوية .. وكيف تبخر الطاغية وجنوده

..وصهيل خيلهم وسياطهم.. وطوي جبروتهم .. تماثيلهمكيف تكسرت

..!و أكثرأ.. مما نعد سنة كألف.. يوم عند ربك .. معضلة الزمن هكذا هي

.. لو تملينا المشهد قليال

؟ وقون أصناف العذابذوهم يت بماذا أحسوا.. كم من المؤمنين ماتوا تحت سياط الطاغية الحاكم أنذاك

قبل أجسادهم كيف تهاوى؟؟ أم قضتهل شهدوا ما شهده أهل الكهف؟؟ هل شهدوا عرش الطغيان ف

؟؟ذاك

التي ( نساء وأطفال وشيوخ)الجثث حينما نشاهد أكوام ..ويضيق صدرنا .. نحزن ونرغي ونزبد نحن

الحزن وتطوي معهم.. كيف تطويهم قدرة هللا لنرى نا الزمنلل يتسع و تحصدها آلت بطش الجبابرة

.. ة الرحمننشر رحمتل غسل األرض من األذرانتوالطغيان و

قادم؟ ويغيب عن تصورنا ما هو ونتحسر عليها ر في الحاضر وآلمه صننح

وبعد طغيان الكفر انكسارا ( سورة الشرح) (العسر يسرا معإن : )يقول الرحيم إذ منأفال نطمئن للرح

..وذل

؟(سورة المعارج) (إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا: )ألم نفقه بعد قوله

..وتنكشف معها اآللم وتعلو البتسامة والرحمات.. فتنكشف حجب الزمن

ويمسح دموع الثكالى وأناة .. لنرى كيف يطوي القهار عروش الطغاة .. ونصعد ربوة القدر العالية

!..المظلومين

..........

..وخفيت عنا أشياء وانتظرنا..علمنا منها أشياء وتعلمنا.. هلل في ملكه أسرار

فتحادثنا مع بعضنا على بعد .. كيف نستثمر الهواء في نقل الصوت والصورة من مكان إلى مكان عرفنا

..!وتعرفنا أحوال الناس من مختلف أركان المعمور.. آلف الكيلومترات

..كما طارت الطير في الهواء..وطرنا

د تاهم بالخبر ونعتوه ولكالوا التهم لمن أ.. موا ولو رآنا األقدمون وسمعوا بما وصلنا إليه لص

!..بالحمق

يوم (كيف تحولت ليلة قضاها الفارون إلى هللا من .. منها سر ثالثمائة سنين وتسعا..هلل في كونه أسرار

..!ثالثمائة سنين وتسعا.. لتتمدد في الكون )أو بعض يوم

..! ويستمر في بقعة أخرى يغير المالمح واألحداث.. كيف يتوقف الزمن في بقعة

..!!كيف تحفظ األمعاء واألجهزة الداخلية كلها والخارجية في غياب اإلطعام

فلك الحمد والمنة يا صاحب األسرار.. أسرار وأسرار

..!!ففيوض رحمتك غطت الوجود.. لك الحمد من كل ما هو موجود

راها أبناؤنا في أو ي.. سنراها في المستقبل المنظور .. ت رى ماذا يخبئ لنا قدر هللا وقدرته من أسرار

..!المستقبل المسطور

كيف .. فيرسم لنا أنوار أطياف العلم وكيف تتحول إلى بلسم شاف للحيارى .. وأما المشهد الثاني

..!تتحول فيوضا من الرحمة حينما تكون موصولة باهلل

Page 3: بصائر القرآن1: العلم وفيوض الرحمات

..!إنها رحلة موسى التعلمية

إذ ): لكنها رحلة إصرار على التعلم.. رحلة شاقة ى ق ال و اه م وس ح ل ل ف ت تى أ بر ع أ بل غ ح جم ين م حر الب

ي أ و ق با أ مض (سورة الكهف( ))( ح

سيضع عصاه ويجلس .. موسى المتواضع للعلم .. موسى كليم هللا .. موسى الرسول عليه السالم

.. ه عبد آتاه هللا من عنده علماولكن.. بصيغة مجردة .. عبد .. القرفصاء ليتعلم من عبد من عباد هللا

:من شموليته استحال رحمة حانية.. علما لدنيا خالصا .. لم يؤته أحدا من العالمين

ا) د ج ن عبدا فو ا م ن اد ب اه ع ين ة آت حم ن ر ا م ن ند اه ع لمن ع ن و نا م لما لد (ع

!!ونتعرف شروط ذلك !! ما سنقف عليه من خالل الرحلة لنستكشف كيف استحال العلم رحمة وهو

ى ل ه ق ال ): وبأدب المتعلم يقف موسى أمام المعلم إجالل ويقدم طلبه ل م وس ك ه ل ى أ تب ع ن أ ن ع لم ما ت ع م

لمت شدا ع !..يستوجب آدابا وخدمة وطاعة إتباع.. إتباع بهدف التعلم ( .. (11) ر

توجيها رحيما للمتعلم مبينا أن هذا العلم ( الخضر عليه السالم)العبد الصالح يقدم .. وبرحمة المعلم

متين وأن عليه أن يتوقع مفاجآت لن يستطيع موسى صبرا عليها ويفصل له في السبب كي ل يشعر

:باإلحباط

يع ل ن إ نك ق ال ) ست ط ي ت ع برا م يف ( 16) ص ك صب ر و ل ى ت ا ع برا ب ه ت ح ط ل م م ((16) خ

وستبقى معطيات توجد في المناطق !! والسبب هو أن موسى لن يحيط بالخبر من جميع جوانبه

..!!لرؤية لن يستطيع تعرفها فتجعل تقييم الحدث ناقصا أو مغلوطا بالكاملالمظلمة من زاوية ا

لم نحاول بكل ما أوتينا من طرق للتواصل أن نتغلب على مساحات كبيرة منه من إن.. وهو ديدننا

خالل العتراف بالقصور والجلوس للتثاقف والمعرفة التشاركية مثلما جلس من هو خير منا موسى

.عليه السالم

..!!دائرة كاملة بل كرة محيطة باألبعاد كلها !!درجة )013)إنه مشكل عدم القدرة على اإلحاطة بالخبر

.. ولنمر إلى األحداث وسنضعها في جدول نقابل فيه كل حدث كما رآه موسى عليه السالم يتمدد أمامه

..!ونقف على ما خفي منه أو وجه التكملة الناقص فيه كما أتمه الخضر عليه السالم

كما فسره الخضر عليه السالم الحدث ردود فعل موسى عليه السالم( موسى)الحدث

عندما و. يركب اإلثنان سفينةذ الخضر يصالن إلى الشاطئ يأخ :أداة حادة ويعيب السفينة

ل ق ا) تى ف انط ا ح ا إ ذ ب ك ة ف ي ر السف ين ا ق ه ر (خ

ـ ثارت ثائرة موسى قال ) للحق عليه السالم

ه ا قت ر ق أ خ ا ل ت غر أ هل ه يئا ج ئت ل ق د (إ مرا ش

ة أ ما) ان ت السف ين ين ف ك اك س ل ون ل م عم ي حر ف ي دت الب ا أ ن ف أ ر ه يب ان أ ع ك و

م ه اء ر ل ك و ذ م أخ ل ي ة ك ف ين صبا س (غ

ل ق ا) تى ف انط ا ح ا إ ذ ما ل ق ي ال ل ه غ ت لت ق ال ) (ف ق فسا أ ق ت ية ن ك ز ير فس ب غ ج ئت ل ق د ن يئا (ن كرا ش

أ ما) م و ال ان الغ اه ف ك و ين أ ب ن ؤم م ا ين ش ا أ ن ف خ ق ه م انا ي ره غي فرا ط ك و

ا( 63) دن ا أ ن ف أ ر ل ه م ا ي بد به م يرا ر خ

نه اة م ك ب ز أ قر حما و ((66) ر

ل ق ا) تى ف انط ا ح ا إ ذ ي ة أ هل أ ت ق ري ا م طع ا است وا أ هل ه أ ن ف أ ب

ا م ف وه ي ا ي ض د ج ارا ف يه ا ف و يد ج د ي ر نق ض أ ن ه ي (ف أ ق ام

ئت ل و ق ال ) ذت ش تخ ل ل يه (أ جرا ع

أ ما) ار و ان الج د ين ف ك م ال ين ل غ ت يم ف ي ي ة ين د ان الم ك ه و حت نز ت ا ك ان ل ه م ك و ا م ال حا أ ب وه اد ص بك ف أ ر ا أ ن ر بل غ ي ا م ا أ ش ده ج خر ست ي ا و م ه نز ة ك حم ن ر م

بك ..(ر

ا..)وليختتم م لت ه و ن ف ع ي ع مر ل ك أ يل ذ أو ا ت ع ل م م سط ل يه ت برا ع (ص

!..ولننظر اآلن كيف كانت رؤية موسى لألحداث على أساس أنها منكرة ظالمة صادمة

Page 4: بصائر القرآن1: العلم وفيوض الرحمات

شملت المساكين الذين يعملون في البحر كي ل وكيف تحولت حينما اكتملت زاوية الرؤية إلى رحمة

واليتيمين كي ل يؤخذ منهما .. واألبوين كي ل ينزلقا إلى الكفر بعد اإليمان . .تؤخذ منهم سفينتهم

..!كنزهما غصبا

(!!قيل الجد السابع)ولم تكن إل رحمة لفهما هللا بها إكراما ألبيهما الصالح .. أجل غصبا كذلك

..أليست هذه فيوض رحمة

فمتى ينقلب علمنا ليصبح رحمة؟؟

ولكن بيقين نؤمن .. نلمسهانراها ول وإن كنا ل .. ولننظر إلى كل ابتالء على أن في طياته رحمات

..بها

(األنعامسورة ( )ةكتب ربكم على نفسه الرحم): فقد كتب ربنا على نفسه الرحمة

(سورة البقرة) (لكم شر وهو شيئا تحبوا أن وعسى لكم خير وهو شيئا تكرهوا أن وعسى) : وبين لنا

تيقن من رحمة هللاسقبول المؤمن الم.. بله بقبول.. فنتلقى البتالء بصبر

..أما المشهد الثالث

!!هو يحكي كيف تتحول السلطة والقوة من آلة قاهرة إلى رحمة شاملةف

!!وهو ما يغيب عن العديد من الملوك واألباطرة حينما ل يكونون موصولين باهلل

يملكه جبار مقتدر .. وينسوا كم هم صغار في كون هائل رحيب .. حينما يتضخم ملكهم في أعينهم

!!..(سورة يس) (كن فيكون: )يقول للشيء.. رحيم

وكم حجم األرض التي يعيشون فيها .. أما الموصولين باهلل فيعلمون حق العلم كم حجمهم في ملك هللا

وتتحول .. فتنحني األعناق إجالل .. فيرتعدون من بارئه وبارئهم .. وحجم الكون المحيط بهم ..

!!إعصارساعة إذا ما دقت.. عسى أن تستدر بدورها رحمة القهار .. السلطة رحمة

!!الجبار يحتاجها.. د يومئذفال جن

..!كان نتفشين بنشوة السطوة خبراتحيل المل.. واحدة الصيحة ال إذ تكفي

!!أجل يا صاح

يتبع األسباب والطرق الموصلة لينشر العدل والرحمة فوق ما .. الملك الصالح .. هذا ذو القرنين

..!وصلت إليه يده وما وطئته أقدام خيله

..!!لشمس إلى مغربهامن مشرق ا

.. (سورة الكهف( )ل يكادون يفقهون قول)تختلف ألسنتهم .. من مشارب شتى .. فيتعرف أقواما

(..!!لم نجد لهم من دونها سترا)وعاداتهم .. وألوانهم

!!مع وجوب اإلذعان للشرط.. هكذا بالمطلق.. فيقيم فيهم الرحمة

ن أ ما ق ال ) ل م م وف ظ ب ه ف س ذ د ث م ن ع ه إ ل ى ي ر ب ب ه ر ذ ابا ف ي ع ذ أ ما( 66) ن كرا ع ن و ن م ل آ م م ع ال حا و ف ل ه ص

اء ز سن ى ج ق ول الح ن س ن ل ه و ا م ن مر ((66) ي سرا أ

!!ولم يكن الشرط أن يأخذ مال أو خرجا

..!!المنبهرين بتفاهاتها.. المنقطعين إلى زخرفها .. فذلك شرط أهل الدنيا

ا ق ال وا) ا ي ين ذ وج إ ن الق رن أج وج ي أج م ون و د فس ل ف ه ل األ رض ف ي م جع رجا ل ك ن ل ى خ ل أ ن ع جع ا ت ن ين ب

ه م ين ب ا و د ا ق ال ( 49) س كني م بي ف يه م ير ر ين ون ي خ ل ب ق وة ف أ ع م أ جع ك ين ه م ب ين ب دما و ..!((49) ر

ليبني لديهم العزم ويحسسهم بدورهم المحوري في بناء .. بل أشركهم .. ولم ينهض بالعمل وحده

!..نهضتهم فيما بعد بأنفسهم مسترشدين بما كان لهم من أحداث ومواقف

..وكذلك كان ملك سليمان عليه السالم

Page 5: بصائر القرآن1: العلم وفيوض الرحمات

..كانت رسالة محمد عليه السالم بأجملها.. وكذلك

.. ينقل األحداث من مآسي تقطر حزنا .. هكذا هو العلم يا صاح

..!!إلى فيوض من الرحمة تضفي سكينة وأمنا

..والقدرات والطاقات من السلب إلى اإليجاب

..قدماارتقاء وترؤية شاملة تحيل المعرفة