1

. أ. أناهيد السميري(اللقاء الثاني)

األحد : يوم هـ1434\8\12ألقي

2

�مـــــراض القــــلـوب أ

بسم الله الرحمن الرحيمبسم الله الرحمن الرحيم

أ. أناهيد السميري

(اللقاء األول)

السبت : يوم هـ1434\8\20ألقي

بسم الله الرحمن الرحيم سلسلة تفــاريغ من دروس أخواتنا الفاضالت، إليكم

أســتاذتنا الفاضــلة أناهيــد الســميري حفظهــا اللــه، وفــق اللــه بعض األخــوات لتفريغهــا، وســمحت لهن األستاذة بنشرها، ونســأل اللــه أن ينفــع بهــا، وهي

(عـلـم يـنـتـفــع بــهتنشر في مدونة )http://tafaregdroos.blogspot.com/!#/

تنبيهات هامة:- منهجنا الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح.

- هذه التفاريغ من اجتهاد الطالبات ولم تطلع عليه األستاذة حفظهــا اللــه، أمــا الــدروس المعتمــدة من األستاذة فهي موجــودة في شــبكة مســلمات قســم

)شذرات من دروس األستاذة أناهيد(http://www.muslimat.net/

- الكمال لله عــز وجــل، فكتابــه هــو الكتــاب الوحيــد الكامل السالم من الخطأ، فما ظهر لكم من صواب فمن الله وحده، وما ظهــر لكم فيــه من خطــأ فمن

أنفسنا والشيطان، ونستغفر الله..والله الموفق لما يحب ويرضا.

3

من عناصر اللقاء :

:طرق عالج القلبــالح1 ــه على ص ــتعانة بالل ( االس

القلبــاة القلب حــال مرضــه،2 ( مراع

بخطوتين: . مالحظة القلب 1. تشخيص المرض2ط3 ــ ( تتبع الحـــاالت الـــتي ينشـ

فيها هذا القلب المريض.ــود القلب،4 ــرص على جنـ ( الحـ

وهذا القلب له جندان:. جند يرى باألبصار.1. جند ال يرى إال بالبصائر.2 ( مالحظــة المعركــة الــتي البــد5

أن تنتصر فيها التقوىبر وا }يــا أيهــا الذين آمنــوا اصــ

الحمد لله رب العالمين و الصالة و السالم على سيدنا محمد و على آله وصحبه أجمعين.

ــدارس هــذا الموضــوع المهم, ــاني ونحن نت ــا الث موضــوعهــذا هــو لقاؤن وقد مر علينا في اللقاء الماضي أحوال القلوب و كيف ,أمراض القلوب

أن هناك: قلب صحيح أال و هو القلب السليم..1القلب الميت..2القلب المريض الذي فيه حياة و فيه علة..3

و نبتدئ لقاءنا هذا بإكمال طرق عالج القلب::الطريقة األولى هي

أن الواجب علينا تجاه قلوبنا أن نعتني بإصالحها.الخطوة األولى األساسية في اإلصالح:

االستعانة بالله على صالح القلبت �ب ــا مق�لب القلــوب ث والنبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من قــول : ي

ــانقلبي على دينك, وفي الحديث الذي فيه هذا الدعاء, ــال: ك عن أنس قت م يكثر أن يقول: ((يــا مقلب� القلــوب ثب ل ه ع�ليه وس� ه ص�لى الل سول الل ر�ا بــك� وبمــا جئت� بــه فهــل تخــاف )) فقلت: يا نبي اللــه آمن ق�لبي على دينك�بهــا كيــف� علينا؟ قــال: ((نعم إن القلــوب� بين� أصــبعين من أصــابع اللــه يقل

.1شاء�)) وهذا معناه أن العبد عليه أن يخاف من نفسه, و يعتمــد على ربــه، و ممــاــاء و ــدي األنبي ـر إلى ه ــا أن ننظـ ــر معن ــا م ــتعانة كم ــاعدنا على االس يس الصاحين, فيتــبين لنــا كيــف كــان ذلهم وانكســارهم! وكيــف عــاملهم اللــه

داد. �عظم االستعانة يقترب الس واستجاب لهم، فكلما ت : "ليس بين العبــد وبينسهل بن عبدالله التســتريوقد مر معنا قول

ربه طريق أقرب إليه من اإلفتقار"؛ بمعنى أن الفقر أقرب طريــق يوصــل�ســتعين إال �عين ال ي العبد إلى الله, والفقر هو أساس االستعانة؛ ألن المســت

ع�ر بفقره. إذا ش�

الخطوة الثانية من خطوات إصالح القلب: :باب ماجاء أن القلوب بين أصبعي الرحمن،7 سنن الترمذي – أبواب القدر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم – 1

صححه األلباني.

4

مراعاة القلب حال مرضهـه من المعلـوم أن رض, ألن ـراعي قلبـك وقت المـ� ممـا يصـلح القلب, أن ت�سـير ر و ي �سـير الحـ� المريض يؤذيه ما ال يؤذي الصحيح, فـالمريض يضـره ي�سير العمل؛ ألن المريض ال يقوى على هذا فبسبب مرضه يصــبح البرد و ي ضعيفا, بمعنى أن المرض بالجملة يضعف المـريض ويجعــل قوتـه ضـعيفا,حة تحفــظ بأخــذ فال يطيق بدنه مــا يطيقــه القــوي, ومن المعلــوم أن الصــل األســباب الــتي تقــوي فيــه المناعــة وتمنــع من حلــول المــرض، إذا ح�صــ�

المرض للمريض سيزيد ض�عف قوته وربما يهلكه. أننــا وقت مــا نكتشــف أن قلوبنــا مريضــة بــأي مــرض من أمــراضالحل

القلوب، بعدما تشخص المرض مثال مريض (فيه رياء, فيه كبر, فيه عجب, فيه حسد, فيه علو في األرض, فيه حب للرياسة), لــو شخصــنا واكتشــفناــه, القلب ــد أن نكــون حريصــين علي ــذا المــرض, الب أن القلب مــريض به

المريض يقع مباشرة في المرض على حسب ضعفه, فمثال: لو إنسان لديه حالة من الكبر (مريض بالكبر) فأي نجاح بسيط جــدا أو أي�ضــاع�ف عليــه �ت ثناء عليه ولو كان من أحــد ليس لــه قيمــة, يجعلــه ينتفخ وتــل آفته ومرضه, والسبب أنه مريض، والمريض يؤذيه أقل األشياء ليس مث الصحيح الذي ليس لديه هــذا المــرض، فعلينــا أن نكــون شــديدي الحــرص على اكتشاف أمراضنا وشــديدي الحــرص على إبعــاد أنفســنا عن األجــواء

التي تسبب لنا المرض.ساء أو آفته هذه الشهوة فالمفروض أن يكون شديد ولو هذا رجل آفته الن الحرص على بصره وعلى خلطته وعلى كالمه من أجل أن ال يقع في هذه

المصيبة العظيمة. والحقيقة أن القلب كلما كان أبعــد من اللــه، كــانت اآلفــات عليــه أســرع,

,فالغفلة تبعد العبد عن اللهوكلما اقترب من الله بعدت عنه اآلفات, البعد عن الله مراتب وبعضها أشد من بعض:و هذا أول بعد!.

5

تبعد العبد عن الله.فالغفلة

لكن المعصي

أعظم من بعد الغفلة.ة

أعظم من بعد المعصية.والبدعة

والنفاق ـر والش

أعظم من ذلك كله.ك

فمعنى هذا: أن اإلنسان بعــده عن اللــه مــراتب ويــترتب عليــه, وأمراضــهأيضا ستكون مراتب!.

مر معنا ماذا يعني أن القلب مريض؟ و ماذا يحصل لو كان مريض؟دائما تصوروا هذا المثل :

لو عين مريضة يتعذر عليها اإلبصار، لو يد مريضة يتعذر عليها أعمــال اليــدماع. من البطش واألخذ و المنع، لو أذن مريضة يتعذر عليها الس

ماذا لو القلب مريضا؟ يتعذر عليه فعل ما من أجله خلق؛ يعــني لــو القلبد, وهــذا القلب كثــير الظنــون, كثــير التفكــير في هذا فيه غل وحقد وح�ســ� الناس وأحوالهم, كثير المقارنة, هذه كلهــا أمــراض. وهــذه األمــراض مــاذا

ستفعل به في قلبه؟ من المؤكد أنها ستمنعه مما خلق ألجله! من أجل ماذا خلــق القلب هــذا؟ ألجــل العلم, ألجــل المعرفــة, ألجــل حبهوة, فــالقلب هــذا الله, ألجل التلذذ بذكر الله, ألجل إيثــاره على كــل الشــ

خلق للعبادة، ومن مرض قلبه استخدم قلبه لغير العبادة!.

تالحظه في المواقف وأنت على ذلك عليك أن تدرس أمــراض القلــوب وتفاصيلها؛ لكي تتصور مقياس تقيس به قلبك, هل هو مصاب بالكبر أو

مصاب بالحسد, هذا يحتاج له دراسة للنصوص. المقصد أني أراعي قلبي حال مرضه, أول شيء أشــخص مرضــه، هــلخص مرضــه, تشعر أنه بعيد منقطع؟! إذن هو مريض. ماذا أفعل؟! أشــ�ــا �فه كم �ل بعد تشخيص مرضه, أراعي القلب, بمعنى ال أعرضه ألسباب ت أني ال أع�رض بدني ألسباب التلــف. فكمــا أن مــريض الزكــام يســتخدمــا؛ ــارد منه ج والب ــد عن المثل ــروبات ويبتع ــدافيء من المش ــار و ال الح والسبب أن ال يزداد مرضه, هـذا فيمـا يتداولـه النـاس ألبـدانهم و ربمـا يخالف أحد. لكن المقصـود أن هــذه الطريقـة الطبيعيـة الـتي يعيشـون�د�ن من أســباب المــرض، أنت اآلن عنــدما عليها الناس؛ أنهم يحمون الب شخصت مرضك, بقي عليك أن تحميه من أســباب المــرض، وال تكــذب على نفسك و تقول أن هذا المدح الذي يمدحونني إياه ليس بشيء, أو6

ـمـراـعـاـة اـلـقـلـب ـحـاـل ـمـرـضـه ـفـيـه

ـخـطـوتيـنـ:

ـتـشـخـيـص ـالـمـرـض

ـماـلـحـظـة ـالـقـلـب

ــده ــؤادك, ودخلت رواف أنا ال أشعر به, ويكون هذا المدح قد امتد إلى ف في قلبك وأصبحت تدمنه و تتطلبه وتحزن إذا ف�ق�دت هذا المدح! فــأنت ماذا تفعل عنــدما تكــون مريضــا بهــذا المــرض؟ ال تســمح أبــدا بــدخول

المدح إلى حياتك, تراعي قلبك ألن ال يفسد. أنت مصاب بالرياء تبذل جهودك أن تحفظ قلبك و أعمالك من الرياء.

أحد مصـاب بفتنــة النسـاء, يبعـد تمامـا في عملـه وفي أي أمـر لـه عنالنساء.

أو مثال مفتونين بفتنة المرد�ان, بمعنى االنحــراف الجنســي, يبعــد تمامــاعن أي وضع أو أي تصرف يثير فيه هذا االنحراف و هكذا.

الخطوة الثالثة : ط فيها هذا القلب المريض. �نش� ع الحاالت التي ي �ب �ت ت

معناه : أن قلوبنا مثل أبداننا لما نحافــظ عليهــا ونحميهــا من األمــور الــتيــدأت تكون سببا في إهالكها تبدأ تدب فيها الحياة، لما تدب الحياة (كـأنها بــه تمت ــق أن �ث ــا وال ن تعود إلى الصحة) ماذا نفعل؟ ال نسارع في ترك قلوبن صــحتها بــل نكــون في حــال حــرص واختبــار لهــا, نختبرهــا هــل هي حقــا استقامت أم ال؟! وأيضا نكون حذرين من أن نشذ و نحن نريد من نفوسنا

أن تستقيم, نحذر أن نشذ شذوشا يجعل نفوسنا ال تستقيم.في أبسط مثال :

إنسان بخيل بذل جهوده في عالج نفسه، و�ص�ل أن يكون مبذر, نقــول لــه:ال لم تسر في الطريق الصحيح نحن نريد األمر الوسط.

ومثال إنسان سريع التعلق بغــير اللــه نقــول لــه: التعلق بغــير اللــه مــرض,ــتي ــة ال سواء بدفع منفعة أو بجر مفسدة أو التعلق بمعنى المحبة , المحب تجر وراءها البالءات, فهو اآلن يصل لحال خاطئة, يرفض أن يكــون عالقــة توصله إلى الــدار اآلخــرة وإلى طريــق اللــه، نقــول لــه: التعلق بغــير اللــه مرض من أشد األمراض على القلوب, تشغلها عما خلقت لــه, فتجــد هــذا ساهـي غافل عاصي بعيد عن الله بسبب تعلق قلبه بغير الله، لكن هــذا الــات ه ليس هناك حالة مستقيمة بل يمكن أن يكون مع الناس عالق يعني أن دون أن يتعلق. لكن من هنا إلى هنا يجب أن يمــر اإلنســان بفــترة صــحة, بمعنى أن هذا مصاب بــالتعلق وعــالج� نفســه؛ في فــترة العالج يجب أن ال�دخل حياته ألنه مازال مريضــا؛ فأقــل كالم وأقــل تصــرف �سم�ح ألحد أن ي ي يسبب له زيادة المرض, والبد أن يردد في أن (من تعجل شيء قبل أوانه عوقب بحرمانه!) فهذا الذي تريده سواء كــان مشــاعر أو منــافع تريــد أن تصل إليها, ال تتعجلها فتحرمهــا, فيبقى يكــرر على نفســه إلى أن يتــأدب!.

7

إذا أصبح صحيحا وأصبحت هذه الثغرة مـع الـدعاء واالسـتعانة واالسـتعاذة�قلبون قات, ورأى الناس الذين يتعلق بهم كيف ي عل مسدودة, أو ذاق مر الت عليه وكيف يكشفون ستره, فلما يرى هذا ويكاد قلبه يقترب من الشــفاء,

فال يثق تماما أن قلبه شفيبل يختبره فإذا وجد أي عالمة على أنه الزال متعلق يعود للعالج.

ــا أما إذا اعتدل وضعه وأصبح يرى نفسه استقامت، وهي تستقيم لم يكثر من الدعاء ويسأل الله ويطلب الشفاء لقلبه فيستقيم اإلنســان وال ييأس من روح الله، من عاش هــذه المعايشــة والحمــد للــه ربنــا شافاه, فنقول له: احذر أن تسلك مسلكا شــاذا فتقطــع عالقــات وال

يصبح عندك عالقات خوفا من التعلق. المريض نقول له ال تصاحب أحدا, إذا أصبح صحيحا نقول له ال بــأس كــون

عالقات وهذه األخوة تنفعك عن الله.

الخطوة الرابعة من عالج القلب: الحرص على جنود القلب

فلله سبحانه وتعالى في القلوب واألرواح جنود. وهذا القلب له جندان: جند يرى باألبصار..1جند ال يرى إال بالبصائر..2

الجنود الــذين تشــاهدهم بقلبك وال تنسوا أن الجنود خ�د�م وأعــوان، وهم أعــوان للقلب (عينــك, يــدك, رجلــك, أذنــك, لســانك, ســائر األعضــاء سواء الظاهرة أو الباطنة) هذه جميعها خادمــة للقلب ومســخرة لــه؛ فهــو المتصرف فيها وقد خلقت مجبولة على طاعتــه, ال تســتطيع لــه خالفــا والــر العين باالنفتــاح انفتحت, وإذا أمــر الرجــل �م� عليــه تمــردا, فــالقلب إذا أ بالمشي مشت, وإذا أمر اللسان بـالكالم تكلمت, وهــذا الكالم على ســائر

األعضاء.ــوم فسبحان الله كيف أن أعضاءنا وحواسنا مسخرة لقلوبنا وتشهد علينا يــك القيامة! وهذا من تسخير الله عز وجل لنا األشياء, يعني كل شيء حول

مسخر حتى بدنك مسخر لقلبك!اد, فلــو القلب يفتقر إلى الجنود مثلما يفتقـر المسـافر إلى المـركب والـز

ائرتصورنا قوله تعالى : بيل و�منه�ا ج� ه ق�صد الس ـ ــا2{‌}و�ع�ل�ى الل ن لن �ي �ب �ت ي , س�فر إلى اللــه ســبحانه تقطــع منازلــه للقلب, وألجــل أننــا في ســفر, فالســت األبــدان خر� فر إلى اللــه خلقت القلــوب ومن أجــل هــذا الســفر ســ الســ

�قت الجن:تعـالىللقلوب، ولهذا عندما تريـد أن تفهم أحـد قولـه ل ا خ� }و�مـ�9 سورة النحل -2

8

ــدون{ �عب معناهــا أن أبــداننا خلقت لطاعــة قلوبنــا الــتي هي,3و�اإلنس� إال ليـه البــدن وزاده العلم, فــإذا تعلم ـ �ب مــوطن العبــادة، فاإلنســان اآلن مرك اإلنسان امتأل قلبه وعمل بدنه العمل الصــالح، والــدنيا -كمــا هــو معــروف- مزرعة اآلخرة, وما سميت دنيا إال ألنها أدنى المنزلــتين! فنحن نضــطر أنلنا إلى اآلخــرة, فــإذا �بنا التي توصــ �تزود منها من أجل أبداننا التي هي مرك نــذاء, وأن أردنا أن نحافظ على أبداننا جلبنا إلى أبــداننا مــا يوافقهــا من الغ

ندفع عن أبداننا ما ينافيها من أسباب الهالك.د أداة وقلبــك انظري األمر العجيب اآلن: بدنك متعلق بقلبك, وبــدنك مجــرك. بدنك ربنا خلقه على خلقة معينة, فمن أجل أن يبقى مركبك هو المحر سليم وال يتلف؛ وضــع ربنــا شــهوات في القلب من أجــل أن نــأتي بصــالح

أبداننا, فمثال: في القلــوب شــهوة التناســل ولـو مــافي هــذه الشــهوة مــابقي النســل

البشري. في القلوب شــهوة الطعــام والشــراب ولــو مــا كــانت موجــودة مــابقي

البدن. فالله عز وجل خ�ل�ق في القلب من الشهوات ما احتاج إليهــا، فال تزيــد في تغذية هذه الشهوات من أجل أن ال تهلك، يعــني الشــهوات الموجــودة في القلب عليــك أن تأخــذها باألســباب الصــحيحة، فتأكــل حالال وتشــرب حالال وتفعل كل ما يوصلك إلى شهواتك عن طريــق الحالل, وال تصــبح الشــهوةــدن (فقــط ــوم الب ــتي تق ــا الشــهوة الموجــودة هي ال هي مقصــودك, إنم

.للجند الظاهرتقومه). هذا بالنسبة هذا هــو مــا فينأتي إلى الجند الباطن الذي ال يرى إال بالبصائر,

ــاطن فهم ــا البـ ــاء, أمـ ــاهر هم األعضـ ــد الظـ القلب من إدراك؛ ألن الجنـ البواعث واإلرادات، باعث ومستحث القلب, ماذا يفعل؟ إمــا يجلب النــافعــد الموافق, وإما يدفع الضار, هذا جند خفي في داخل اإلنسان, وهــذا الجن

الخفي فيها لطائف من الله.

فمثال في شهر رمضان لما تف�تح الجنان وتغلق أبواب النيران ينادي مناد يال ــ باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر. فهذا المنادي الذي ينادي, يحصــديث كة للقيام بالعمل, كما في ح النداء في القلوب, وهي البواعث المحر عبد الله بن مسعود قال: قال رسول اللــه صــلى اللــه عليــه وســلم: ((إنر ــاد بالشــ �ان ف�إيع� يط �مة الشــ �ما ل �مة ف�أ ــك ل � ــابن آد�م� و�للم�ل �مة ب �ان ل يط للشــــالح�ق ف�م�ن و�ج�ــد� ديق ب �صــ ير و�ت ــالخ� �ك ف�إيع�ــاد ب �مة الم�ل �ما ل �كذيب بالح�ق و�أ و�ت

56 سورة الذاريات - 3

9

ه من� ــوذ بالل �ع� �ت ى ف�لي ــد� األخــر� ه� و�م�ن و�ج� �حم�د الل ه ف�لي ه من� الل �ن �م أ �عل ذ�لك� ف�لياء{)) �أمركم بالف�حش� �عدكم الف�قر� و�ي �ان ي يط � }الش أ جيم ثم ق�ر� �ان الر يط .4الش

يعدكم هنا اللمة. أين داللة الحديث على مــانقول –على الجنــود الباطنــة-؟ الجنود الباطنة هي البــواعث الــتي تحث اإلنســان وفيهــا من ألطــاف اللــهمة كأنه صوت مة : الل مافيها, فالشيطان له لمة والم�ل�ك له لمة, ومعنى اللك مـافي وجدانـه من رغـائب الخـير إن يسمعه اإلنسان، فهذا الصوت يحرر إن كان من الشيطان، فاللمة هذه مثل كان من الم�ل�ك, ومن رغائب الش اإللهام إن كانت من الم�ل�ك, ومثل و�سو�سة القلب إن كانت من الشيطان، لذلك فالشيطان يخوفكم "يعــدكم الفقــر" يعــدكم أنــه سيحصــل ويحصــل

حتى يكون اإلنسان عبد له في مخاوفه!.�م�رنا بأمر صريح, وعلينا أن نكــون مالحظين فالنبي صلى الله عليه وسلم أ

فليعلم أنــه من اللــه فليحمــد- لمة الملك– فمن وجد من ذلك ((له, قال: فليتعوذ من الشيطان)).– وسوسة الشيطان –الله ومن وجد من اآلخر

فهذا معنــاه أن هــذه جنــود البــد من مالحظتهــا, أنت اآلن عليــك أن تكــون شديد المالحظة لثغراتك, لجنودك؛ فأما الجنود الــذين تبصــرهم الــذين هم سمعك وبصــرك وبــدنك ويــدك هــذه كلهــا جنــود أنت تتحكم فيهم, وقلبــكون إال بالبصــائر فهي ــر� يتحكم فيهم، وأما الجنود الــذين مــر معنــا أنهم ال يكن حواســنا, نســكنها بمــا تلــك البــواعث الــتي في القلب. فعلينــا أن نســ�ــع يجعلها تدرك الحقائق, نأمرها بصدق من قلوبنا أن نغض أبصارنا، أن نمن آذاننا, وكل واحد على حسب مرضه, فكلما زادت عنايــة اإلنســان بثغراتــه

كلما كان هذا أولى في نجاحه و فالحه.

الخطوة الخامسة : مالحظة المعركة التي البد أن تنتصر فيها التقوى

وهذا معناه أن هناك معركة, مبــدؤها القلب والجنــود تبــع لــه، نحن نعــرف جميعا أن الله سبحانه وتعالى ابتالنا بعدو ال يفارقنا طرفة عين, ال ينـام وال يغفل, يرانا هو وقبيله من حيث ال نراه, يبـذل جهـده في معاداتنـا في كــل حال، أي أمر يمكنه أن يكيدنا فيه يكيدنا، ويســتعين بــذلك ببــني جنســنا أو بني جنسه (إما شياطين الجن أو اإلنس) له حبائل وغوائــل نصــبها ونصــب

فخاخه وشباكه، هذا عدوك!. يقابل ذلك أعطانا عسكر وجنود نرد بهــؤالء العســكر على العــدو, وقــامت هنا سوق الجهاد, مدة عمرنا, ومدة عمرنا البد أن نتصور أننــا لــو أضــفناها�ف�س واحــد من أنفــاس اآلخــرة! فالقتــال, هــذه ســاحة المعركــة �ن لآلخرة ك

�بو عيس�ى ه�ذ�ا3فسير, عن رسول الله صلى الله عليه و سلم – سنن الترمذي – أبواب الت4 :و من سورة البقرة. ق�ال� أ�حو�ص. �بى األ من ح�ديث أ �مه م�رفوعا إال �عل � ن �حو�ص ال �بى األ ن غ�ريب و�هو� ح�ديث أ ح�ديث ح�س�

10

ــلط العظيمة التي هي قلبك دائمة, والبد أن نعرف أن الله ال يمكن أن يس علينا هذا العدو إال ألن يبقى سوق الجهـاد قــائم, والجهـاد أحب شـيء إلى

الله, وأهل الجهاد أرفع الخلق عند الله وأقربهم إليه وسيلة. فاآلن عدو على عبده المؤمن والمــؤمن أحب الخلــق إلى اللــه, والمــؤمنــو خالصــة ــذي ه ــاد) في القلب ال ــه (الجه ــادات إلى الل ــأحب العب يقــوم ب مخلوقات الله، فالقلب هو محل معرفة اللــه ومحــل محبــة اللــه وعبوديــة الله واإلخالص له و التوكــل عليــه، فاللــه عــز وجــل ولى القلب أمــر هــذهــده بجنــود ال يفارقونــه, فهــؤالء المالئكــة وهــذا الــوحي وهــذا المعركة، وأي الرسول وهذه اآليات الكثــيرة الــتي حولــه وهــذا اليقين الــذي يكشــف لــهــاؤه ــالى أولي حقائق األمور حتى أن يقينه يوصله كأنه يعاين ما وعد الله تع

هوحزبه الصالحين ـ ئك� حزب الل ـ� ه هم المفلحــون�{ }أول ـ �ال� إن حزب� الل 5 أ وعلمنا الله سبحانه وتعالى كيفية هــذه الحــرب والجهــاد, فجمعهــا لنــا فيــام آل عمــران, أربع كلمات, كما ذكر ذلك ابن القيم, األربع كلمات هي خت بعدما ذكر أولي األلباب آخر آل عمـران كــان وصـف كيفيــة هــذه الحــرب،

فقال سبحانه تعالى:ذين� آم�نوا ه�ا ال �ي �ا أ ــه}ي وا اللـ كماصبر وا وصابر وا ور ابطــوا واتقــ �ع�ل ل

} فسبحان الله!6تفلحون�ك �مة للم�لـ� لماذا؟ أنت اآلن لن تهزم العدو إال عندما تصبر , قلبك هــذا بـه ل�مة للشيطان, ففي كل موقف وكل حالــة تســمع صــوت يــأمرك بــالخير ول

وصوت يأمرك بالشر، فتصير معركة من صوتين: يصــبح صــوت الخــير أعلى من صــوت الشــر, لكن ليس تتعلم فإن كنت

مجرد التعليم هو الذي يــأتي بالنتيجــة، يجب أن تكــون وقت اتخــاذ القــرارــابر ــابرة, وليس الصـــبر فقـــط إنمـــا ال يتم الصـــبر إال ص العـــدو بمص

(المصابرة: المقاومة , الــدفاع), إذا صــابر العــدو تحتــاج إلى أمــر آخــر أنتبقى فــأنت يجب عليــك أن تكــون على ثغــرات قلبــك وتحرســه، مرابطا

فهنا عين وهنا عين وهنا لسان وبطن وهنا يد وهنا فرج, كــل هــذه ثغــرات منها تـدخل الهـزائم, العــدو يـدخل من هــذه الثغــرات فيثــير هـذه األشـياء عليك, ويفسد ما استطاع أن يفســده, فــأنت عليــك أن تبقى على ثغــرات

قلبك، عليك بالمرابطة. المرابطةو المصــابرةو الصبر: هذه الثالث التي هي إلى اآلن

هذه هي التقوى اآلن؛ فال ينفــع الصــبر والتقيا.إذا أفلحت فنجحت تصبح المصابرة وال المرابطة إال بالتقوى.

22 سورة المجادلة 5200 سورة آل عمران 6

11

إذن يجب أن تنجح في اتخاذ القرار فأنت تهــاجم العــدو وتصــبر في قتالــهــة األمــر تتصــرف ــه, وفي نهاي ــك من ــدخل ل وتبقى على الثغــور حــتى ال ي التصرف السليم، هذه الثالثة تقوم على التقوى , بمعنى ال ينفع الصــبر وال

المصابرة وال المرابطة إال بالتقوى . ومعناها أنه ال تقوم التقوى إال على ساق الصبر , اصبر و صــابر و رابــط و

ستجد إن شاءالله تقوى الله. كل ثغرة من هذه الثغرات (العين و األذن و اللســان و اليــد), كــل واحــدة منها علينا أن نرابط فيها. فإذا دخل عدوك من هذه الثغــرات تصــبح قــتيال

أنت موجــود فيمــاذا عليــك أن تفعــل؟أو تصــبح مثقال بالجراحــات، الحياة من أجل هذا الجهاد, تبقى على هذه الثغرات و تســتعين على هــذه الثغرات بأمر مهم, و هذا األمر المهم هو دعم نفســك بــالعلم. و اعلم أن أخطر شيء عليك هو أن تكون جاهــل وصــاحب هــوى؛ ألن الهــوى يحــرك ــركب الخطــأ تركيبــا اإلنسان, فلما يكون اإلنســان جاهــل وصــاحب هــوى يــنعا و شاد, فيعيش طوال حياته يحسب نفسه أنه يحسن ص يجعله هدى ور� هو في الحقيقة بسبب جهله وهواه الذي يعمي ويصم إذا تمكن من القلب

ال يرى حقا إال ما وافق هواه, وال يرى باطال إال ما ينكره هواه. ــتخدم فالعلم يجب أن يأتي معه مجاهدة الهوى, ألن اإلنسان يمكن أن يس

العلم في تأييد هواه. معنى ذلك أن النقطــة األخــيرة في الكالم عن إصـالح القلب هــو مالحظــةــام ــة القلب و االهتم ــتي نعيشــها , و مالحظ ــة النقطــة ال ــور و معرف الثغ

.بالنقاط األربعة التي هي في أواخر آل عمرانت المــرآة من الصـدأ فالقلب كـالمرآة و الهـوى كالصـدأ فيهـا, فــإذا خ�لصـ� انطبعت فيهــا صــور الحقــائق كمــا هي, لكن إذا صــدأت ال تنطبــع صــورةصا و ظنونا. اتباع الهوى يطمس نور العقــل الحقائق؛ إنما يصبح األمر تخر�ــك ويخــرج و يصبح اإلنسان يرتب األحداث و األوضاع على مــا يهــوى. فيهل

من المعركة خاسرا, ويصبح أحد جنود إبليس وهو ال يشعر. المقصود أن صالح قلوبنا مبني على مالحظتنا قلوبنا وخوفنا من هوانا.

�ن ما ت الفت فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحفظنا من مضالر الشيطان و شركه و ر نفسنا و ش� �ط�ن, و أن يكفينا ش� ظ�ه�ر منها و ما ب

أن نقترف على أنفسنا سوء أو نجره إلى مسلم.و صلى الله و سلم على سيدنا محمد.

12 االستعانة بـالله علـى صالح

القـلب

مراعاة القـلب حال مرضـه

ع الحاالـت التي �ب �ت تط فيها هذا �نش� يالقلب المريض (مالحـظةالقلب وتشخيص مـرضه)

الحرـص على جنود القلب (ـجند يـرى

باألبصار، وجند يرـى بالبصائر)

مالحظة المعركة التي البد أن تنتـصر

فيها التقوـى