49
ة ي و ب ن ل ا رة سي ل ا2 ث ل ا ث ل الدرس ا

السيرة النبوية2

Embed Size (px)

DESCRIPTION

السيرة النبوية2. الدرس الثالث. من الأسس التي أقام النبي صلى الله عليه وسلم مجتمع المدينة عليها نظام المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار. - PowerPoint PPT Presentation

Citation preview

Page 1: السيرة النبوية2

2السيرة النبويةالدرس الثالث

Page 2: السيرة النبوية2

من األسس التي أقام النبي صلى الله عليه وسلم مجتمع المدينة عليها نظام المؤاخاة

بين المهاجرين واألنصارآخى رس��ول الل��ه ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم بين ق��ريش واألنص��ار ، ومن النم�ا�ذ�ج ال�فري�دة� ال�ت�ي ت�دل ه�ذ�ه الم�ؤاخ�اة�، م�ا� ح�دث بين س�عد �بن الرب�ي�ع األنص�ا�ر�ي وع�ب�د �ال�رحمن ب�ن� ع�وف المه�ا�جر، �حيث� ق�ال ل�ه� س�عد �: إن لي� م�ا�اًلG ف�ه�و ب�ي�ني وبي�ن�ك ش�طران�، �ولي �امر�أت�ان ف�انظ�ر أيه�م�ا أحب �إلي�ك� فأن�ا أطلق�ه�ا، ف�إ�ذ�ا حل�ت فتزو�ج�ه�ا"�، ق�ال:� "ب�ارك ا�ل�ل�ه ل�ك� في أ�هل�ك ومال�ك،

" �ف�لم ي�رج�ع� �ح�تى� رج�ع ب�س�من و�أق�ط� ق�د أفض�له. ق�ال دل�و�ن�ي على الس�و�قا�ل�راوي:� -عل�ى ل�س�ان� عب�د ال�ر�حمن� بن� ع�وف-�: "لق�د� رأى� رس�ول �الل�ه �-ص�لى ا�ل�ل�ه عل�ي�ه وس�ل�م�- �ع�لي] أ�ث�ر ص�ف�رة،� ف�ق�ال�:� �مهي�م)م�ا ش�أ�نك�(�؟ فقلت�: ت�زوجت

(. 6/137ا�مرأة �من� األنصار، ف�ق�ال: �أو�لم� ولو بشاة�". )�سنن الن�سائي ، �ولق�د ط�ابت نف�وس األنص�ار بم�ا س�يبذلونه إلخ�وانهم المه�اجرين من ع�ون

ملتز�مين بنظام �المؤا�خاة ، متف�انين في ت�نفيذه.

Page 3: السيرة النبوية2

إبطال التوارث بين المتآخين من المهاجرين واألنصار بنص

القرآن الكريماًل شك أن التوارث بين المتآخين كان لمعالجة ظروف استثنائية •

مرت بها الدولة الناشئة، فلما ألف المهاجرون جو المدينة، وعرفوا مسالك الرزق فيها، وأصابوا من غنائم بدر الكبرى ما

كفاهم -رجع التوارث إلى وضعه الطبيعي المنسجم مع الفطرة البشرية، على أساس صلة الرحم، وأبطل التوارث بين

المتآخين، وذلك بنص آيات القرآن الكريم،

Page 4: السيرة النبوية2

إبطال التوارث بين المتآخين من المهاجرين واألنصار بنص

القرآن الكريمهtمs : حيث يق�ول ربن�ا -س�بحانه وتع�الى- tض�sعu v ب ام uح� sر

u وا األ tل�sوt }وuأ

}vه�y uاِبv الل� vت� uعsٍض} فvي ك vب uى ب وsل�u (. ه�ذ�ه اآلي�ة -كم�ا ه�و 75 )األن�ف�ال: أ

واض�ح م�نه�ا- نس�خت ال�ت�وا�رث بم�وجب ن�ظ�ام ا�لمؤاخ�اة، وي�رى دuانv ابن� عب�اس أ�ن آي�ة:� vال�uوs كu ال uر uا ت� yم�vم uيv وuال uا م� uن�s vك�tل�� جuع�uل }وuل

}sمtهu يب vص�u tوهtم�s ن آت uف� sمt tك� ان uم�s يu دuتs أ uق�uع uين�vذyال�uو uون�tب� uرsقu )النس�اء: وuاأل

(، ي�رى أن� ه�ذه اآلي�ة هي ال�تي ن�س�خت الت�وارث� بالمؤاخ�اة�، 33دuتs ف��ال�موالي في رأي��ه ه�م الورث��ة ب��الرحم، � uق��uع uينvذ yال��uو{

}sمt tك ا�ن uم�s يu هم المه�اجر�ون ال�ذين ك�انوا يرث�ون بنظ�ام المؤاخ�اة، أ

وذك�ر ابن عب�اس�: أ�ن م�ا ألغي من� نظ�ام المؤا�خ�اة ه�و اإلر�ث، ، يمكن أن يوص�ى ببعٍض أم�ا الن�ص�ر والرف�ادة و�النص�يحة �فباقي�ة�

الم�يرا�ث بين ا�لمت�آخين،� ودون وص�ية اًل ي�رث، و�ه�ذا ق�د وردت اإلشار�ة إل�يه في )صحيح� البخا�ري(

Page 5: السيرة النبوية2

إبطال التوارث بين المتآخين من المهاجرين واألنصار بنص

القرآن الكريموذهب اإلم��ام الن��ووي أيض��ا أن الم��يراث اًل •

يك�ون بين المت�آخين دون وص�ية فق�ال: "أم�ا م�ا يتعل�ق ب�اإلرث فيس�تحب في�ه المخالف�ة عن�د جم�اهير العلم�اء، وأم�ا المؤاخ�اة في اإلس�الم، والمحالف�ة على طاع�ة الل�ه تع�الى، والتناص�ر في ال��دين، والتع��اون على ال��بر والتق��وى،

أش�ار إلى ه�ذا في )ص�حيح وإقام�ة الح�ق، فب�اق} لم ينس�خ".

. في الحاشية1960مسلم( في الجزء الرابع رقم

Page 6: السيرة النبوية2

إبطال التوارث بين المتآخين من المهاجرين واألنصار بنص

القرآن الكريمإذان المؤاخ��اة ال��تي ش��رعت بين المؤم��نين باقي��ة لم •

تنس�خ�، اللهم �م�ا ي�ترتب ع�ليه�ا من ت�وار�ث، فإن�ه منس�وخ، و�بوس�ع المؤ�م�نين �في ك�ل عص�ر أن يت�آخوا بينهم على رتف�اق والنص�يحة، وي�تر�تب على مؤاخ�اتهم ا�لموا�س�اة وااًل�حق���وق أخ�ص من الم�ؤاخ���اة ا�لعام���ة بين المؤم���نين

وuة�{ المق�ررة بق�و�ل الل�ه -ع�ز وج�ل sخ�v sمtؤsمvن�tونu إ ا ال uم�y vن -:� }إ(.�10)الحج�رات: من اآلية:

و تتمث��ل اس��تجابة المس��لمين ألوام��ر الل��ه -س��بحانه •و�تع����الى- في� انخالعهم عن عالق����اتهم ااًلجتماعي����ة

والم�كانية، إذا اقت�ضت ذلك مصل�حة العقيدة.�

Page 7: السيرة النبوية2

آصرة العقيدة هي األساس األول في تآلف الناس

إن آص�رة العقي�دة هي أس�اس ااًلرتب�اط بين الن��اس في مجتم��ع المدين��ة المن��ورة ال��ذي أقام�ه رس�ول الل�ه -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- فالرواب��ط ال��تي تجم��ع بين الن��اس مختلف��ة، وهم يجتمع���ون بش���كل قبائ���ل، وش���عوِب، وأوط���ان، وقومي���ات، وق���د يجتم���ع أبن���اء القومي�ات المختلف�ة تحت ل�واء واح�د بس�بب ال�دين أو المص�الح المش�تركة، وتعت�بر آص�رة الق�رِب أو ال�دم وااًلنتم�اء إلى أص�ل ع�رقي من أق��دم الرواب��ط ال��تي ك��ونت المجتمع��ات

. البشرية

Page 8: السيرة النبوية2

آصرة العقيدة هي األساس األول في تآلف الناس

وي�وم أن ظه�ر اإلس�الم ك�انت تجمع�ات الن�اس تظه�ر بش�كل قب�ائ��ل كم��ا� في �جزي��رة ال�ع��رِب، و�كم��ا في �أم��اكن أخ��رى، وت�ظه�ر في� ش�ك�ل قوم�ي�ات، ك�م�ا في �ب�الد ف�ا�رس، أ�و في ش�كل مجتمع��ا�ت ديني��ة، كم��ا� في اإلم�براطوري��ة الب�يزنطي��ة، لكن ول في� ارتب�اط اإلس�الم جع�ل� رابط�ة الع�قي�دة هي األس�اس األ�خ�رى إذا انض�وت الن�اس� وت�آلفهم، �وإن أق�ر بعٍض األو�اص�ر األ�تح�ت ه��ذا األص��ل، �مث��ل األرح��ام �ال��تي ح�ث اإلس��الم على وص���ل�ها، ورتب� على ذل���ك األحك���ام ال�متعلق���ة بالتكاف���ل ااًلج�تم�اعي واإلرث، ومث�ل ص�لة الج�وار، وم�ا ي�ترتب عليه�ا من حق�وق ال�ج�ار، ومث�ل� الص�لة ب�ين أف�راد العش�ير�ة، �وم�ا ي�ترتب علي�ها من ت�ضام�ن في الدي�ات، ومث�ل الصل�ة بين أ�بناء المدينة،

Page 9: السيرة النبوية2

آصرة العقيدة هي األساس األول في تآلف الناس

وجعلهم أولى من س��واهم بزك��اة أغني��ائهم، لكن ه�ذه الص�الت ينبغي أن تن�درج تحت آص�رة العقي�دة، ف�إذا خالفته�ا وأض�رت به�ا لم يب�ق له�ا أي ل�ون من أل�وان ااًلعتب�ار، فأس�اس ااًلرتب�اط في اإلس�الم ه�و العقي�دة، ال�تي تقتض�ي مص�لحتها التفري�ق بين الم�رء وأبي�ه، وبين الم�رء وابن�ه، وبين الم�رء وزوجت�ه، وبين الم�رء وعش�يرته، وهك�ذا قات�ل أب�و عب�ادة -رض�ي الل�ه عن�ه- أب�اه ال�ذي ك�ان يمج�د األص�نام، فقتل�ه عن�دما التقى ب�ه في معرك�ة ب�در الك�برى، ورأى أب�و حذيف�ة -رض�ي الل�ه عن�ه- أب�اه المش�رك وه�و يس�حب ل�يرمى Gا من ذلك. في القليب بب�در دون أن ينك�ر قلب�ه ش�يئ

. 75هذا ورد في )سيرة ابن هشام( في الجزء الثاني صفحة

Page 10: السيرة النبوية2

وق�د أوض�ح الق�رآن الك�ريم ذل�ك فيم�ا قص�ه عن ن�وح -علي�ه م- و�ابن�ه، ق�ال� الل�ه تع�ال�ى vنy : الس�ال� ِب� إ uر uالuق�uف tهy ب� uوح� ر�tى �ن�uادu }�وuن�

الu ي�uا uق� uينvمv اك uح�s uمt ال uحsك sتu أ uن ق� و�uأ uح�s vنy وuع�sدuكu �ال uهsلvي وuإ vي مvنs أ sن ابا uي م�v sن uل أ sس�u vح�} فuال� ت ال uص� tر sي�uل�� غ� uم�uع� tه� yن�v ك�u إ vل�sهu sَس�u م�vنs أ uي هt ل yن�v وحt إ� tن�

} uينv ا�هvل uج�s uك�tونu مvنs ال uنs ت كu أ� tظ�vعu �ي أ� vن� sم� �إ هv عvل� vب�� uك uل� uَس�s uي� )ه�ود: ل�]ن� الح�ق �-س�بحانه� �وتع�ا�لى- أن �ا�بن �ن�وح� و�إن 46، �45 (�. هك�ذا بي

ا ف�ارق� ك�ان� من� أهل�ه� ب�اعت�ب�ار ال�قر�اب�ة،� لكن�ه� ل�م يع�د� من� أهل�ه �لم�]ا ن�بي ا�ل�ل�ه، و�ص�رح ال�ق�ر�آن � Gالح�ق،� وكف�ر با�لل�ه،� و�لم� �يت�ب�ع ن�و�ح�

ص�رة� بي�ن ن�و�ح �وابن�ه �بقول�ه�: ل� ا�لك�ري�م �بعل�ة �ا�نقط�ا�ع� اآل� uم�uع tهyن�v }إ} vح} sرt صuال غuي

Page 11: السيرة النبوية2

فإذا ك���انت القراب���ة من الدرج���ة األولى تنبت] •عن��دما تص��طدم بالعقي��دة، ف��األحرى أن تنبت] ص��الت ال��دم، والع��رق، وال��وطن، والل��ون إذا

. اصطدمت بمصلحة العقيدةوق���د حص���ر اإلس���الم األخ���وة والم���وااًلة بين •

ا المؤم��نين فق��ط، فق��ال -ع��ز من قائ��ل-: uم��y vن }إوuة�{ sخ�v sمtؤsمvن�tونu إ (, وق�د قط�ع -10)الحج�رات: ال

س��بحانه وتع��الى- الواًلي��ة بين المؤم��نين وبين الك��افرين من المش��ركين واليه��ود والنص��ارى، ح�تى ل�و ك�انوا آب�اءهم، أو إخ�وانهم، أو أبن�اءهم، ووصف من يفعل ذلك من المؤمنين بالظالمين.

Page 12: السيرة النبوية2

و ق��د وض��ع الق��رآن الك��ريم مص��الح المس��لم ، وعالقت�ه الدنيوي�ة كله�ا في كف�ة ، ووض�ع حب الل�ه vف��ة ورس��وله والجه��اد في س��بيل العقي��دة في كyب��وا أخ��رى، وح��ذر المؤم��نين وتوع��دهم إن هم غلمص��الحهم وعالق��اتهم ااًلجتماعي��ة على مص��لحة

انu -: العقي��دة، فق��ال -ع��ز من قائ��ل uك�� sنv لs إ tق��{ sمt tك ت uير vش�uعuو sمt وuاجtك sزu tمs وuأ tك وuان sخ�v tمs وuإ اُؤtك uن�s uب tمs وuأ اُؤtك uآب�ادuهuا uس��u وsنu ك uش��sخu ة� ت uار uج��v ا وuت uوه��tمt فsت uرu وuال� اقsت sم��u وuأ vهv ول tس�� uرuو vه yالل�� sنvم sمt sك uي vل uحuبy إ uهuا أ وsن uض�� sرu اكvنt ت uس��uمuو vهvرsم

u أ vب� tه yالل� uيv sت أ uى ي�y ت uوا ح tص�y ب uرu vهv فuت vيل ب uي س�vاد} ف uه�vجuو}uينvق vاس��uفs وsمu ال uق��s دvي ال sه��u هt اًل ي yالل��u(, 24 )التوب��ة: و

وق��د ن��زلت ه��ذه اآلي��ات في الحٍض] على الهج��رة إلى المدين�ة المن�ورة؛ لل�دفاع عن الدول�ة اإلس�المية ال�تي نش�أت فيه�ا، وق�د نجح الص�حابة الك�رام في امتح���ان العقي���دة، فف���ارقوا األه���ل واألم���وال والمس���اكن ال���تي يحبونه���ا، وه���اجروا إلى الل���ه

ورسوله والجهاد في سبيله.

Page 13: السيرة النبوية2

: أن المجتم�ع الم�دني ال�ذي أقام�ه خالص;ة الق;ول�ا يرتب�ط باإلس�الم، واًل ا عقي�دي Gاإلس�الم ك�ان مجتمع�يع�رف الم�وااًلة إاًل الل�ه ولرس�وله وللمؤم�نين، وهي أعلى أن�واع ااًلرتب�اط وأرقاه�ا، إذ إن�ه يتص�ل بوح�دة العقي�دة والفك�ر وال�روح، ف�المؤمنون بعض�هم أولي�اء بعٍض، تتكاف��أ دم��اُؤهم، ويس��عى ب��ذمتهم أدن��اهم، وهم ي�د على من س�واهم، وه�ذا المجتم�ع مفت�وح لمن أراد أن ينتمي إلي�ه مهم�ا ك�ان لون�ه أو جنس�ه، على أن ينخل���ع من ص���فته الجاهلي���ة، ويكتس���ب الشخص���ية اإلس���المية؛ ليتمت���ع بس���ائر حق���وق

. المسلمين

Page 14: السيرة النبوية2

قيام المجتمع المدني على أساس الحب والتكافل بين

أفرادهوإذا ك��انت العقي��دة هي آص��رة الن��اس في المجتم��ع اإلس�المي، ف�إ�ن الحب �ه�و أس�اس ب�ني�ة �المجتم�ع الم�دني؛ ألن� اإلس�الم� أق�ام� مجتمع�ه الم�دن�ي على �أس�اس الحب والتك�اف�ل، �كم�ا في الح�ديث الش�ريف ال�ذي يعرف�ه الن�اس ا �تقريب�Gا، وه�و �ق�ول الن�بي -ص�ل�ى الل�ه علي�ه وس�لم-: Gجميع�"مث�ل� المؤ�م�نين في� ت�وادهم �وت�راحم�هم �وتواص�ل�هم مث�ل ا�لجس�د ا�لواح�د�، إذ�ا اش�تكى �من�ه عض�و� ت�داعى ل�ه س�ائر ا�لجس�د بال�س�هر والحمى".� ف�التو�اد وال�رحم�ة والتواص�ل أس�اس �العالق�ة ب�ين أف�ر�اد ا�لمج�تم�ع، ك�ب�ير�هم وص�غيرهم،

غنيه�م وفقي�رهم، حاكمهم و�محكومهم،

Page 15: السيرة النبوية2

وق�د تكفلت تع�اليم اإلس�الم بت�دعيم الحب وإش�اعته في •المجتم�ع، ففي الح�ديث النب�وي: "اًل ي�ؤمن أح�دكم ح�تى يحب ألخي�ه م�ا يحب لنفس�ه". فيعيش المؤمن�ون بعي�دGا عن األث�رة وااًلس�تغالل، وهم يتع�اونون في مواجه�ة أعب�اء

الحياة، فمن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، لق�ول الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم-: "والل�ه في ع�ون •

ج��اء ه��ذا في العب��د م��ا ك��ان العب��د في ع��ون أخي��ه". أخرج�ه اإلم�ام الترم�ذي، واإلم�ام أب�و داود الح�ديث ال�ذي

. -رضي الله عنهم أجمعينعالق��ة المؤم��نين قائم��ة على ااًلح��ترام المتب��ادل، فال •

يس�تعلي غ�ني على فق�ير، واًل ح�اكم على محك�وم، واًل ق�وي على ض�عيف؛ "بحس�ب ام�رئ من الش�ر أن يحق�ر

أخاه المسلم" رواه مسلم.

Page 16: السيرة النبوية2

وق�د تف�تر العالق�ة بين المس�لم وأخي�ه، وق�د تنقط�ع •س��اعة غض��ب، لكن انقطاعه��ا اًل يس��تمر ف��وق

، )اًليح�ل لمس�لم أن يهج�ر أخ�اه ف�وق ثالث لي�ال} كما جاء في )الصحيحين(ثالثة أيام(,

)ته�ادوا وت�دعم أس�َس الحب بالص�لة والص�دقة، • ويض�ع الغ�ني أموال�ه في خدم�ة المجتم�ع، تح�ابو(,

وس�د الثغ�رات ال�تي تظه�ر في بنائ�ه ااًلقتص�ادي ، فيخ�رج زك�اة بس�بب التف�اوت في توزي�ع ال�ثروة

أموال��ه فريض��ة من الل��ه، ويواس��ي المحت��اجين بأموال�ه، ح�تى إنهم ليفرح�ون إذا ك�ثرت ثروت�ه، إذ Gا تع�ود عليهم ب�الخير والمواس�اة ال�ذي يك�ون س�بب

في تكثير الزكاة،

Page 17: السيرة النبوية2

وك��ان أغني��اء الص��حابة يعرف��ون أنهم مس��تخلفون على الم�ال ال�ذي اكتس�بوه، ف�إذا وج�دوا ثغ�رة تعج�ز الدول�ة عن س�دها، أو اًل تتنب�ه له�ا، ب�ذلوا أم�والهم في س��دها، وق��د ثبت في الت��اريخ أن عثم��ان بن عف�ان -رض�ي الل�ه عن�ه- تص�دق بقافل�ة ض�خمة أل�ف بع�ير ، تحم�ل ال�بر وال�زيت وال�زبيب، تص�دق به�ذه القافل�ة الض�خمة ال�تي يحمله�ا أل�ف بع�ير على فق�راء المس���لمين عن���دما حلت الض���ائقة ااًلقتص���ادية بالمدين�ة المن�ورة في خالف�ة الص�ديق -رض�ي الل�ه عن�ه- وق�د ع�رض علي�ه تج�ار المدين�ة خمس�ة أض�عاف ا، فق��ال: "أعطيت أك��ثر من ذل��ك"، Gثمنه��ا ربح��

: "من ال�ذي أعط�اك، وم�ا س�بقنا إلي�ك أح�د، فق�الواونحن تج��ار المدين��ة؟"، ق��ال: "إن الل��ه أعط��اني عش����رة أمثاله����ا"، ثم قس����مها بين الفق����راء

المسلمين.

Page 18: السيرة النبوية2

هذا ه�و موق�ف أغني�اء المس�لمين في المجتم�ع الم�دني، •ا- في Gفه�ل لض�عفاء المس�لمين وفق�رائهم موق�ف -أيض�

هذا المجتمع المدني؟

لق�د وق�ف األغني�اء والفق�راء في ص�ف جه�ادي واح�د؛ •فالعقي��دة ال��تي منعت ظه��ور الص��راع الطبقي، وآخت بين األغني��اء والفق��راء، ووح��دت الص��ف ال��داخلي، هي

العقيدة نفسها التي طالبتهم بالجهاد.

وتل�ك ص�ورة من المجتم�ع الم�دني، توض�ح كي�ف عاش�ت •مجموع�ة من أفق�ر المس�لمين في عص�ر الس�يرة النبوي�ة uينvذyال� vاء uر uق�tلفv المبارك�ة، يق�ول ربن�ا -س�بحانه وتع�الى-: }ل vضsر

u Gا فvي األ ب sر uض� uونtيعvطu ت sس�u vيلv الل�yهv اًل ي ب uي س�vوا ف tر vص�sحt أ sمtاهuيم vس�v رvفtهtمs ب sع�u فv ت yعuف�� vي�uاءu مvنs الت uغsن لt أ vاه�uجs tهtمs ال ب uس�sحu ي uهyالل� yنv إ uر} ف�sي� uخ sنvوا م tق�vنفt ا ت uم�uا و Gاف�uحs vل tونu الن�yاسu إ uل أ sس�u اًل ي

vيم�{.)البقرة: vهv عuل (، 273ب

Page 19: السيرة النبوية2

فة، وذك��ر • أن ه��ذه اآلي��ة ن��زلت في أه��ل الص���الط�بري في )تفس�يره( في الج�زء الخ�امَس في

من تحقي�ق الش�يخ محم�ود محم�د ، 291ص�فحة : أنه�ا ن�زلت ش�اكر، بأس�انيد عن مجاه�د والس�دي

في فقراء المهاجرين، عقب هج��رة المس��لمين من مك��ة إلى المدين��ة •

المن���ورة ظه���ور مش���كلة تتعل���ق بمعيش���ة المه���اجرين ال���ذين ترك���وا بي���وتهم وأم���والهم ا ب���دينهم من طغي���ان Gومت���اعهم بمك���ة ف���رار

المشركين،

Page 20: السيرة النبوية2

وق��د وض��ع األنص��ار إمكاني��اتهم المادي��ة في خدم��ة •ا Gالمه�اجرين، لكن ت�دفق بعٍض المه�اجرين بقي محتاج�

دا�ئم إلق��امتهم، خ�اص��ة بع��د مو�قع��ة � ال��إلى ا�لم��أوىالخندق

وق�د عم�ل ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم على إيج�اد الم�أوى •له�ؤ�اًلء ال�مه�اجرين ا�لفق�راء وال�وف�ود الط�ا�رقين، وهن�ا ت��أت�ي فرص��ة ظه��و�ر أ�ه��ل الص��ف�ة، و�ح��انت �الفرص��ة عن�دما تم تح�وي�ل �القبل�ة من ب�يت المق�دس إلى الكعب�ة

ا من� هجرت�ه ك�ان ذل�ك� المش�رفة، Gبع�د س�تة عش�ر� ش�هر- �إلى �المدين�ة الم�نورة-�صلى ا�لله� عليه وسلم

Page 21: السيرة النبوية2

حيث بقي حائ�ط القبل�ة األولى في م�ؤخر المس�جد النب�وي، •ف�أمر� الن�ب�ي �-ص�لى �الل�ه �عل�ي�ه و�س�لم- �ب�ه�، �فظل�ل �أو س�قف�، و�أ�طل�ق ع�لي�ه اس�م� الص�ف�ة أو� الظ�ل�ة، و�ل�م ي�كن له�ا م�ا �يس�تر

وي��ذك�ر� ابن �جب��ير في� رح�لت��ه �أن الص��فة �دار ف�ي ج�وا�نب�ه��ا، آخ�ر قب�ا�ء �يس�ك�ن�ه�ا أه�ل� ال�ص�فة�، وت�أ�ول� الس�مهود�ي ذ�ل�ك ب�أن من� ذك�ر� من� أ�ه�ل� �الص�ف�ة �أنه�م �اتخ�ذ�وا� تل�ك� �ال�دار �فيم�ا� بع�د

فا�ش�ته�رت� بذلك�،� بمعن�ى �أن ال�م�كان الذي ذ�كره ا�بن جب�ير

tس��ب فق��راء المه��اجرين • إلى ص��فة المس��جد النب��وي ونبالمدينة المنورة، فسموا أهل الصفة.

Page 22: السيرة النبوية2

عدد أهل الصفة وذكر أسمائهم

فة: • Gسكان الصأول من ن�زل الص�فة هم المه�اجرون؛ ل�ذلك نس�بت إليهم، •

، �وه�ذا �موج�و�د عن�د� �أبي د�اود في فق�ي�ل: ص�فة �المه�ا�جرين�،� وك�ذلك361)ال�سنن( �في ا�لجزء الثان�ي صف�حة�

و باإلض�افة إلى المه�اجرين ك�ان يس�كنها أو ي�نزل به�ا بعٍض •ال�غرب�اء م�ن ال�وف�ود ا�ل�تي �ك�انت �تق�دم� ع�لى ا�لن�بي -�ص�لى ا�لل�ه عل�ي�ه وس�لم-� �مع�لن�ةG �إ�س�المه�ا و�طاع�ته�ا، و�ك�ان� ا�لرج�ل �إ�ذ�ا �ق�دم� على� �ال�ن�ب�ي �-�ص�ل�ى� �الل�ه� علي�ه� �وس�لم�- وك�ا�ن ل�ه� ع�ر�ي��ف ن��ز�ل� عل�ي��ه،� وإذا� �لم �ي�كن �ل��ه� ع�ري��ف �ن��زل� �م��ع� �أ�ص��ح�اِب� ا�لص��فة،� �والع�ري��ف: �ه��و ا�لن�قيب� أو �ا�لقيم ب��أمو�ر �

القبيلة أو الجماعة،

Page 23: السيرة النبوية2

كان أب�و هري�رة -رض�ي الل�ه عن�ه- عري�ف من س�كن الص�فة من الق�اطنين، ومن نزله�ا من الط��ارقين، فك��ان الن��بي -ص��لى الل��ه علي��ه وس�لم- إذا أراد دع�وتهم عه�د إلى أبي هري�رة ف�دعاهم، لمعرفت�ه بهم، وبمن�ازلهم وم�راتبهم

، كم�ا ذك�ر أب�و نعيم في في العب�ادة والمجاه�دة. 376)الحلية( الجزء األول صفحة

Page 24: السيرة النبوية2

و إلى المه���اجرين و الغرب���اء ن���زل بعٍض األنص���ار في ا ل�حي�اة ا�لزه�د وا�لفق�ر،� ر�غم اس�تغ�نائه�م عن ال�ص�فة�؛ حب��ذل���ك، و�وج���ود دور له�م �في الم�دين���ة، ومنهم� كعب بن� مال�ك �األن�ص�اري، �وحنظل�ة بن� أبي� ع�ا�مر األنص�ار�ي، غس�يل �

نص��ا�ري و�غ��ير ه��ؤ�اًلء؛� ال�مالئك��ة�، وح�ارث��ة� بن �ال�نعم��ا�ن األ�Gا م�ن �ق�بائ�ل� ش�تى؛ �فس�م�اه�م ط� ن �أه�ل الص�فة� �ك�ان�و�ا� أخ�ال� و�أل�ال�ن�بي� -ص�لى� �الل�ه� عل�ي�ه �وس�ل�م-� ا�ألوف�ا�ض،� و�قي�ل ف�ي س�ب�ب ا:� �أن �ك�ل� واح�د� �من�هم �ك�ا�ن مع�ه �وف�ض�ه، Gه�ذه �ا�ل�تس�مية أي�ض�و�ه�و� ش�يء� مث�ل �الك�ن�ان�ة �ا�لص�غي�رة �يض�ع� �ف�يه�ا طعا�م�ه، ل�كن� ا�ل�ق�و�ل� �األول �ه�و� األج�ود كم�ا� ي�ق�ول� ب�ع�ٍض �العل�م�اء، و�كم�ا

و�رد ع�ن�د اإلم�ام أ�حمد� �بن ح�نب�ل في )�المسند( �

Page 25: السيرة النبوية2

ماذا عن عددهم؟ وماذا عن أسمائهم؟

كان ع�ددهم يختل�ف ب�اختالف الطبق�ات، فهم يزي�دون إذا ق�دمت الو�ف�ود إلى ا�لمدين�ة، �ويقل�ون إذا ق�ل� الط�ارق�ون من الغرب�اء، على أ�ن ع��دد� المقيمين منهم� في الظ��روف ا�لعادي��ة ك��ان في ح��دود ، كم�ا ح�د�د ذ�ل�ك أب�و �نعيم في )الحلي�ة( في الج�زء G الس�بعين رجال�

ا، �ح�تى إن س�عد 341 و �339 األول ص�فحة Gوق�د� يزي�د ع�ددهم كث�ير ،ب�ن عب�ا�دة �ك�ان ي�ست�ض�يف و�ح�ده ث�م�انين� م�نهم، �فض�الG �عن اآلخ�رين } �س�رد ا�ل�ذي�ن يت�وز�عهم ب�ق�ي�ة الص�حاب�ة، وي�ذكر ا�لس�م�هودي: أ�ن أب�ا نعيمأ�س�ما�ءه�م� ف�ي ا�لح�لي�ة ف�ز�ادو�ا ع�ل�ى �المائ�ة، ل�كن ع�دد� م�ن س�ماه�م أ�ب�و �نعيم� اث�ن�ان �وخ�م�س�و�ن� �فق�ط�، م�نه�م� خ�مس�ة �نف�ى �أب�و� نعيم� نفس�ه أن� ي�ك�ون�و�ا من� أ�ه�ل �ال�ص�ف�ة، �و�أب�و �ن�عيم� �وح�د�ه ه�و� ال�ذي� يق�د�م� لن�ا قا�ئم�ة� ط�وي�ل�ة �ب�أس�ما�ء� �ا�لمش�ه�وري�ن� �من �أ�ه�ل ا�لص�فة، �مض�افا� إليه�م

من� ذ�كرتهم� بقية ال�مصا�در مم�ن ل�م ي�ذكرهم أ�بو نع�يم :

Page 26: السيرة النبوية2

أب�و هري�رة -رض�ي الل�ه عن�ه- حيث نس�ب نفس�ه •إليهم

أب�و ذر� الغف�اري -رض�ي الل�ه عن�ه- حيث نس�ب •نفسه إليهم كذلك

أما ثالث هؤاًلء فهو واثلة بن األسقع•الراب��ع: قيَس بن طهف��ة الغف��اري حيث نس��ب •

ا، ثم كعب بن مال�ك األنص�اري، Gنفس�ه إليهم أيض�كم�ا ج�اء في كت�اِب )الج�رح والتع�ديل( اًلبن أبي

، وبع�د كعب بن 160ح�اتم الج�زء الث�الث ص�فحة مال�ك األنص�اري ي�أتي س�عيد بن ع�امر بن ح�ذيم الجمحي، ثم س�لمان الفارس�ي -رض�ي الل�ه عن�ه- ثم أس��ماء بن حارث��ة بن س��عيد األس��لمي، ثم حنظل�ة بن أبي ع�امر األنص�اري غس�يل المالئك�ة، ثم ح���ازم بن حرمل���ة، فحارث���ة بن النعم���ان األنص�اري النج�اري، فحذيف�ة بن أس�يد أب�و س�ريحة

األنصاري،

Page 27: السيرة النبوية2

ثم حذيف�ة بن اليم�ان -رض�ي الل�ه عن�ه- وه�و من المه�اجرين، ح�الف� األنص�ار� فع�tد في �جملته�م، ثم جاري�ة بن جمي�ل بن ش�بة بن ق�رط، ثم ج�عي�ل بن� س�راقة �الض�مري، ثم� جره�د بن خويل�د ا�ألس��لمي، �ثم رفاع��ة أب��و لباب��ة ا�ألنص��ار�ي، ثم عب��د الل��ه ذو البج�ادين�، ثم د�كين بن �س�عيد الم�زن�ي، وق�ي�ل: الخثعمي، ثم خ�بيب� بن يس�اف بن عنب�ة، �ثم خ�ريم� بن أوس �الط�ائي، ثم خ�ريم بن فات�ك �األس�دي، ث�م خ�نيَس بن� حذاف�ة �الس�همي، ثم رت، ثم ا�لحكم بن عم�ير الث�ملي، ثم حرمل�ة بن خب�اِب بن األ�

: �ه�و حر�مل�ة بن عب�د� الل�ه العن�بري، ثم زي�د بن إ�ي�اس، وقي�لالخط�اِب، ثم عب�د� الل�ه بن مس�عود، ثم� الطف�وي� الدوس�ي، ثم

طلح�ة بن� عمرو �النضري،�

Page 28: السيرة النبوية2

ثم ص�فوان بن بيض�اء الفه�ري، ثم ص�هيب بن س�نان ال�رومي، ثم ش�د�اد بن أس�يد�، ثم ش�قرا�ن م�ولى ا�لن�بي -�ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم-، ثم� �الس��ائ�ب بن �خ�الد، �ثم س��الم بن �عم��ير� من ا�ألوس من ب��ني ثعلب��ة بن ع�م��رو بن ع��و�ف، ثم �س��الم بن �عب�ي��د األش��ج�عي، ثم س�فين�ة� م�ولى ا�ل�ن�بي -ص�ل�ى الل�ه� علي�ه� وس�لم�-�، ثم �س�الم� م�ولى أبي ح�ذيف��ة،� ثم �أبي رزي�ن�، ثم� األغ��ر� الم��ز�ني، �ثم ب�الل ب�ن رب��اح، ثم ا�ل�براء� بن �مال�ك األن�ص�اري، ثم ثو�ب�ان م�ول�ى ال�ن�بي -ص�ل�ى ال�ل�ه علي�ه وس�ل�م-، ث�م ث�ابت� بن و�اد�ع�ة� األنص�ا�ري�، ثم ثقي�ف� ب�ن عم�رو �بن الش�مي�ط� األس�دي�، ث�م س�ع�د �بن ما�ل�ك �أب�و س�عيد� الخ�د�ري -�رض�ي �ا�ل�ل�ه عن�ه�-، �ثم ا�لعرب�ا�ض �بن� س�اري�ة، ثم غ�رف�ة �األزدي، ي�أتي بع�ده

. عب�د� الرحمن �بن �قرط، �ث�م عبا�د �بن� خالد ا�لغ�فا�ري

Page 29: السيرة النبوية2

انقطاع أهل الصفة للعبادة، ومشاركتهم في أحداث المجتمع والجهاد و صفة مالبس أهل الصفة وطعامهم ، ومواساة النبي صلى الله

عليه وسلم لهم.

كان أه�ل الص�فة المس�تقرين في ص�فتهم في مس�جد رس�ول الل�ه -ص�لى الل�ه عي�ه وس�لم- ك����انوا ينقطع����ون للعلم، ويعتكف����ون في المس���جد للعب���ادة، وي���ألفون حي���اة الفق���ر والزه����د؛ فك����انوا في خل����وتهم يص����لون، ويق����رءون الق����رآن، ويتدارس����ون آيات����ه، وي���ذكرون الل���ه -س���بحانه وتع���الى- ويتعلم بعض�هم الكتاب�ة، ح�تى أه�دى أح�دهم قوس�ه لعب�ادة بن الص�امت -رض�ي الل�ه عن�ه-؛ ألن�ه

ذك�ر ذل�ك أب�و داود في ، ك�ان يعلمهم الق�راءة والكتاب�ة

، وابن ماج�ه في )الس�نن( 237)الس�نن( في الج�زء الث�اني ص�فحة . 730الجزء الثاني صفحة

Page 30: السيرة النبوية2

واش�تهر بعض�هم ب�العلم وحف�ظ الح�ديث عن الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه رف بك�ثرة تحديث�ه، و�س�لم- م�ث�ل أب�ي هر�ي�رة tر�ض�ي الل�ه ع�ن�ه- ال�ذي ع�-

ومث�ل حذ�يفة ب�ن ال�يمان ا�لذي اهتم �بأحادي�ث الفت�ن. لكن انقط�اع أه�ل الص�فة للعلم والعب�ادة لم يع�زلهم عن المش�اركة في س�هام في ا�لجه�اد ف�ي س�بيل الل�ه -ع�ز وج�ل-، و ك�ان أح�داث ا�لمجتم�ع واإل�منهم� الش�هدا�ء بب�در،� مث�ل�: ص�ف�وان بن �بيض�اء، وخ�ريم بن فات�ك األس�دي، وخ�ب�يب بن ي�س�اف، و�س�الم� بن عم�ير، و�حارث�ة �بن النعم�ان األنص�اري، ومن�هم من �استش��هد� بأح��د مث��ل�: حنظل��ة الغس��يل، ومنهم من ش��هد ال�حديبي��ة مث��ل: جرح��د بن� خويل��د، �وأبي ص��ريحة الغف��اري، ومنهم من استش�هد بخي�بر م�ث�ل: س�قف� بن عم�رو، ومنهم من استش�هد بتب�وك مث�ل: ع�ب�د الل�ه ذي� الب�ج�ادين،� ومنهم من� استش�هد باليمام�ة مث�ل: س�الم م�ولى G في اللي�ل، لكنهم ك�انوا أ�بي حذيف�ة،� وزي�د بن الخط�اِب. ه�ك�ذا ك�ا�نوا ر�هبان�ا

Gا في النهار.� -�أيضGا- ف�رسان

Page 31: السيرة النبوية2

صفة مالبس أهل الصفة وطعامهم، ومواساة النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم

ولم يكن أله�ل الص�فة من المالبَس م�ا يقيهم من ال�برد أو يس�ترهم ، فك�انوا G، �فليس�ت عن�دهم� أرد�ي�ة، وم�ا �ألح�د �منهم �ث�وِب ت�ام] ا ك�ا�مال Gس�ت�ريربط��ون� في �أعن��اقهم� األكس��ية �أو ال��برد،� أو ي��أتزرو�ن ب��األزر أو ال�كس��اء، فمن�هم م�ن تغ�ط�ي م��ا� يبل��غ� نص��ف الس��اقين، ومنهم من� يغ�ط�ي لب�اس�ه، �وق�د اًل يص�ل ح�ت�ى يبل�غ �الرك�ب�تين�،� وت�ذكر ال�مص�ادر أنه�م ك�ا�نوا� يلبس�و�ن م�ا يس�مى بالح�وي�تيكي�ة،� وهي� عم�ة �ي�تعم�م به�ا، كم�ا� ذك�ر

،� 128ذل�ك� �اإلم�ام �أ�حم�د في )مس�نده�( في �الج�ز�ء الراب�ع ص�فحة� ا� وهي� ب�رد ش�به ي�من�ي�ة، تع�م�ل �من ن�وع غ�لي�ظ� من أ�ردأ Gوا�لحن�ف� أي�ض�ا� م�ا ك�ا�نوا �يخ�جل�ون من� الظه�ور � Gا�ل�كت�ان، ك�انوا ي�س�تخدم�و�نها�، وك�ث�ير

G،� وس�رعان� م�ا� ك�ا�نت تتس�خ ا �ك�امال� Gبم�البس�هم�؛ �ألنه�ا اًل تس�تر�ه�م س�تر�م�الب�س�هم، �فج�وا�نب �الص�فة م�كش�وفة ل�له�واء �وال�ت�ر�اِب، ح�ت�ى �اتخ�ذ ا �من �الغب�ار،� ك�م�ا ور�د في )�الحلي�ة( ألبي Gا�لع�رق م�ن جل�ود�هم �طوق�

. 341الجز�ء األول� صفحة نعي�م

Page 32: السيرة النبوية2

أم��ا طع��امهم فك��ان جل��ه -يع��ني معظم طع��امهم- من •التم�ر، ك�ان الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- يج�ري لك�ل رجلين منهم م�د�ا من تم�ر في ك�ل ي�وم، وق�د اش�تكوا من

أكل التمر، وقالوا له: أحرق بطونهم، لكن الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- لم يس�تطع أن ي�وفر •

]رهم وواس��اهم، كم��ا ج��اء في ا غ��يره، فص��ب Gلهم طعام�� ، 487)مس�ند اإلم�ام أحم�د( في الج�زء الث�الث ص�فحة

ا- في )وف�اء الوف�ا( الج�زء األول Gوعن�د الس�مهودي -أيض�، لكن الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- ك�ان 323ص�فحة

ا م�ا ي�دعوهم إلى تن�اول الطع�ام في بيت�ه، لكن�ه لم Gكث�يريتمكن من تق��ديم الطع��ام الجي��د لهم، فلم يكن يوس��ع على نفس�ه وأهل�ه بالنفق�ة، ففي بعٍض الم�رات س�قاهم ا، وم��رة أطعمهم جشيش��ةG، وهي طع��ام يص��نع من Gلبن��طحين ولحم أو تم�ر مطب�وخ، وم�رة أخ�رى حيس�ة، وهي طع�ام من التم�ر وال�دقيق والس�من، وم�رة ثالث�ة ش�عير محمص، لكنهم ن�الوا في إح�دى الم�رات الثري�د، كم�ا ذك�ر

، وابن 119 و 68البخ��اري ذل��ك في كتاب��ه )الص��حيح( ، وغير هؤاًلء. 256سعد في الجزء األول

Page 33: السيرة النبوية2

كان -علي�ه الص�الة والس�الم- يق�دم لهم م�ا يس�تطيع، لكن�ه •ك�ان يعت�ذر إليهم إذا لم يكن الطع�ام جي�دGا، فق�د ق�دم لهم م�رة ص�حفة فيه�ا ص�نيع من ش�عير، وق�ال: "وال�ذي نفَس محم�د بي�ده، م�ا أمس�ى في آل محم�د طع�ام ليَس

Gا ترون�ه"، ه�ذا في )طبق�ات ابن س�عد( في الج�زء ش�يئ. 256األول صفحة

اًل ش�ك أنهم ك�انوا ين�الون طعام�Gا أج�ود عن�دما يستض�يفهم •ا م�ا ك�ان الص�حابة Gأح�د أغني�اء الص�حابة في داره، وكث�يريفعل�ون، ولكنهم في كث�ير من األحي�ان م�ا ك�انوا يحص�لون على م�ا يمس�ك رمقهم؛ ف�أثر ذل�ك فيهم، فك�انوا يخ�رون في الص�الة، لم�ا بهم من ج�وع، ح�تى ق�ال األع�راِب: إن ه�ؤاًلء مج�انين، وك�ان أب�و هري�رة -رض�ي الل�ه عن�ه- يص�رع بين المن�بر وحج�رة عائش�ة -رض�ي الل�ه عنه�ا- لم�ا ب�ه من

و 339كم�ا ج�اء في )الحلي�ة( في الج�زء األول الج�وع، 378 .

Page 34: السيرة النبوية2

لكن قل�ة طع�امهم م�ا ك�انت لت�ؤدي بهم إلى الش�ره والمغالب�ة على الطع�ام، ب�ل ك�انت حق�وق األخ�وة، وك�انت آدابه�ا تحكم عالق�اتهم ببعض�هم، وق�د حكى أب�و هري�رة -رض�ي الل�ه عن�ه-: أنهم ك�انوا إذا اجتمع�وا ا ق��ال Gعلى أك��ل التم��ر وأك��ل أح��دهم تم��رتين مع��ألص��حابه: إني ق��د ق��رنت ف��أقرنوا؛ لئال ين��ال من ا موج��ود في Gالتم��ر أك��ثر مم��ا معهم، وه��ذا أيض��

. "الحلية" في نفَس الموضع السابق

Page 35: السيرة النبوية2

رعاية النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ألهل

الصفةلكن الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- ك�ان ي�رعى أه�ل الص�فة، فق�د

-ص�ل�ى ال�ل�ه ع�لي�ه وس�لم�- وك�ا�ن يتعه�ده�م ك�ان�وا موض�ع ر�عا�ي�ة ال�ن�بيب�ن�فس�ه ف�ي�زورهم،� �ويت�فق�د أ�ح�وا�له�م، ويع�ود مر�ض�ا�هم�،� كم�ا �ك�ان يك�ثر� مجا�ل�س�تهم،� وير�ش�ده�م و�ي�واس�ي�هم، وي�ذك�رهم ويقص� �عليهم، وي�و�جههم إل�ى� ق��راءة �ال�ق��رآن الك��ر�يم ومد�ا�رس��ته�، وذك��ر� ا�لل��ه� و�التطل��ع إلى اآلخ�رة، �وي�ش�جع�هم� �على �ا�حتق�ا�ر �ا�ل�دني�ا� وع�دم ت�م�ني �ا�لحص�و�ل� ع�لى Gا، � م�تا�عه�ا،� و�ك�ا�ن إ�ذا� أتت�ه� ص�د�قة �ب�عث به�ا� إ�ل�يهم�، و�لم �يتن�او�ل �منه�ا ش�ي�ئ�

ا م�ا Gو�إذ�ا �أتت�ه �هدي�ة �أ�رس�ل �إ�لي�هم�،� وأ�ص�اِب �م�ن�ه�ا� وأ�ش�رك�ه�م �في�ه�ا، و�كث�ي�رك�ان� �ي�د�عو�ه�م إ�لى ا�ل�طع�ا�م� في �إ�ح�دى �ح�ج�رات� �أز�وا�ج�ه� �-رض�ي �الل�ه� ا�، �ب�ل ك�ا�ن�ت ح�ا�ل�ت�ه�م م�اث�ل�ة أما�م�ه، Gعن�ه�ن- و�لم� ي�كن �يغف�ل �عنه�م� مط�ل�ق�وق�د �طلب� م�ن� ابن�ت�ه� فا�طم�ة -رض�ي �الل�ه ع�نه�ا- �أن ت�ت�ص�دق ع�ل�يهم ل�م�ا

ولد�ت الحس�ن -رض�ي ا�ل�له ع�نه-� بوزن� ش�عره� من� �الفض�ة

Page 36: السيرة النبوية2

وق�د أوص�ى الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- الص�حابة بالتص�دق على أه�ل الص�فة، فجعل�وا يص�لونهم بم�ا اس�تطاعوا من خ�ير، فك�ان أغني�اء ق�ريش يبعث�ون

-ص��لى الل��ه علي��ه بالطع��ام إليهم، وك��ان الن��بيوس�لم- ي�وزع أه�ل الص�فة بين أص�حابه بع�د ص�الة العش�اء؛ ليتعش�وا عن�دهم، ويق�ول: "من ك�ان عن�ده طع�ام اث�نين فلي�ذهب بث�الث، وإن أرب�ع فخ�امَس أو س�ادس"؛ فيأخ�ذ الص�حابة بعض�هم، ومن بقي منهم يص�حبهم الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- إلى داره،

فيتعشون معه -صلى الله عليه وسلم.

Page 37: السيرة النبوية2

ويب�دو أن األم�ر ك�ان ك�ذلك في بداي�ة الهج�رة، فلم�ا ج�اء الل��ه ب��الغنى �لم �تع��د هن��اك حا�ج��ة ل�ت��وزيعه�م على دور ال�ص�حابة، وق�د اس�تثارت� حال�ة أه�ل ال�ص�فة س�بعين من األنص�ار� يق�ال� لهم� الق�راء، وهم �ال�ذين� استش�هدوا ي�وم ب�ئر م�عون��ة، �ف�ك��انوا� يق��رء�ون� الق��رآ�ن،� ويت�دارس��ونه �باللي��ل ويتع�لم��ون،� وك��انوا� بالنه��ار� يج��يئون بالم��اء فيض��عونه بالمس�جد، ويحت�طب�ون ف�يبيعون�ه وي�ش�ترون� ب�ه الطع�ام

وه�ذ�ا موج�و�د �في )ص�ح�يح مس�لم( �في ،� أله�ل� الص�فة� �والفق�را�ءم��ارة� ح��ديث �رقم� ، و�ف�ي� )مس��ن�د� اإلم��ا�م أح�م��د�( ا�لج��ز�ء 147ك�ت��اِب� اإل�

، و�عن��د ابن �س��عد في� )الطب�ق��ات� الك��ب�رى( ال�ج��زء 270ا�لث��ال�ث ص��فحة �514الثالث صفحة

Page 38: السيرة النبوية2

و ينهى األس�تاذ أك�رم ض�ياء العم�ري -ج�زاه ا- حديث��ه عن أه��ل الص��فة به��ذه Gالل��ه خ��يرالكلم�ات النهائي�ة ح�ول ه�ذا الموض�وع: "رحم الل����ه الق����وامين الص����وامين المجاه����دين الزاه�دين أه�ل الص�فة، وص�دق الل�ه العظيم sمtهtفvرsع�u yعuف��فv ت uاءu مvنs الت vي� uغsن sجuاه�vلt أ tهtمs ال ب uس�sحu }ي

}G sحuاف�ا vل tونu الن�yاسu إ uل أ sس�u يمuاهtمs اًل ي vس�v )البق�رة: ب272 .)

Page 39: السيرة النبوية2

)صحيفة المدينة( الوثيقة التي حددت الحقوق والواجبات ورسمت العالقات

بين طوائف السكان في المدينة المنورة

كم�ا ج�اء في )س�يرة ابن هش�ام( الج�زء الث�اني يق�ول ابن إس�حاق •Gا بين 119ص�فح�ة :� "كتب� رس�ول الل�ه -ص�لى �الل�ه ع�لي�ه �وس�لم- كتاب�

الم�ه��اجري�ن وا�ألنص��ار، �وادع في��ه يه��ود وعاه��دهم، �وأق��رهم على دي�نهم �وأم�واله�م، واش�تر�ط عليهم، وش�رط لهم� أي: لم�ا امتنع�وا من �اتباع��ه، وذل��ك �قب��ل اإلذن بال�قت��ال، و�أخ��ذ الجزي��ة ممن أبى

م، اإلسال�نس�خة الكت�اِب في نح�و ورق�تين من غ�ير إس�ناد وذك�ر ابن إس�حاق •

م��ا ، 123 إل�ى ص��فحة 119ف�ي )س��ي�رة ابن هش��ام( من ص��فح�ة ر�واه أب�و عب�ي�د القاس�م� بن س�الم الل�غ�وي ال�فقي�ه األديب، في كتاب�ه )األم�وال( بس�ند جي�د عن الزه�ري،� وفي�ه ي�ذكر ابن� عبي�د� نص ه�ذه

- بين�ه وبين الوثيق�ة� ال�تي ع�ق�ده�ا الن�بي -ص�ل�ى الل�ه� علي�ه وس�ل�مال�يهود �وسكان ا�لمدين�ة المن�ورة.

Page 40: السيرة النبوية2

قال أب�و عبي�د: "ح�دثني يح�يى بن عب�د الل�ه بن بك�ير، وعب�د الل�ه بن ص�الح، ق�ااًل: ح�دثنا الليث بن س�عد ق�ال: ح�دثني عقي�ل بن خال�د عن ابن ش�هاِب الزه�ري أن�ه ق�ال: بلغ�ني أن رس�ول الل�ه -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- كتب به�ذا الكت�اِب:

ه�ذا كت�اِب من محم�د الن�بي رس�ول الل�ه بين المؤم�نين )والمس�لمين من ق�ريش وأه�ل ي�ثرِب ومن تبعهم، فلح�ق بهم، فح��ل معهم وجاه��د معهم، إنهم أم��ة واح��دة دون الن�اس، المه�اجرون من ق�ريش على رب�اعتهم، يتع�اقلون بينهم مع��اقلهم األولى، وهم يف��دون ع��انيهم ب��المعروف والقس��ط بين المؤم��نين والمس��لمين، وبن��و ع��وف على رب��اعتهم، يتع��اقلون مع��اقلهم األولى، وك��ل طائف��ة منهم

ن�ذكر ". تف�دي عانيه�ا ب�المعروف والقس�ط بين المؤم�نينالنص كم�ا ج�اء، ثم ن�ذكر ش�رح الش�راح ل�ه بع�د ذل�ك -إن

- ثم ذك�ر الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- ه�ذا ش�اء الل�هعلى رب�اعتهم، يتع�اقلون مع�اقلهم األولى، وك�ل الش�رط: "

طائف���ة منهم تف���دي عانيه���ا ب���المعروف والقس���ط بين ". المؤمنين

Page 41: السيرة النبوية2

وق�د ذك�ر الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- ه�ذا لك�ل بطن من بط�ون األنص�ار، وأه�ل ك�ل دار، وهم بن�و الح�ارث بن الخ�زرج، وبن�و س�اعدة، و�بن�و جش�م، �وبن�و� النج�ا�ر، وبن�و عم�رو �بن ع�وف، وبن�و الن�بي�ت، وبن�و

ا �األوس، إلى �أن ق�ال: " Gوإن المؤ�م�نين اًل ي�تركون� مفرح� G -يع�ني مثقالأن يعين�وه �ب�المعروف في ف�داء �أو ع�ق�ل، وأن المؤ�م�نين بال�د�ين منه�م-

-أي: عطي�ة المتق�ين أي�ديهم عل�ى ك�ل من بغى أو� ابتغى منه�م دس�يعة Gا �أو فس��ادGا بين� المؤم��ن�ين- ا� أو ع��دوان Gوأن أي��دي�هم علي��ه ظلم، أو إثم��

ا �في ك�افر، واًل Gجميعهم، و�ل�و ك�ان ول�د �أح�دهم، و�اًل يقت�ل م�ؤمن� مؤ�من�ا على م�ؤ�من، وال�مؤمن�ون بعض�هم� م�و�الي بعٍض دون� الن�اس، Gينص�ر ك�ا�فرس�وة، غ�ير� مظل�ومين واًل وإن�ه من� تبعن�ا� من �يه�ود ف�إن ل�ه المع�روف واأل�مت�ناص��ر� علي�هم، وإ�ن س��لم الم�ؤم��نين� واح��د،� واًل يس��الم م��ؤم�ن دون

مؤمن في قتال� في سبيل� الله، �إاًل على س�واء ع�دل بينهم،�

Page 42: السيرة النبوية2

ا، وإن المؤم�نين Gوأن ك�ل غازي�ة غ�زت يعقب بعض�هم بعض�بعض�هم عن بعٍض بم�ا ن�ال دم�اءهم في -بمع�نى يك�ف- يب�يئ

س��بيل الل��ه، وإن المؤم��نين المتقين على أحس��ن ه��دى ا واًل يح�ون دون�ه Gا واًل نفس�G وأقوم�ه، وإن�ه اًل يج�ير مش�ركGا قتالG عن بين�ة، فإن�ه ق�ود على م�ؤمن، وإن�ه من اعتب�ط مؤمن�ب��ه، إاًل أن يرض��ى ولي المقت��ول بالعق��ل، وإن المؤم��نين ة، واًل يح��ل لهم إاًل قي��ام علي��ه، وإن��ه اًل يح��ل علي��ه كاف��]لم�ؤمن أق�ر بم�ا في�ه ه�ذه الص�حيفة، أو آمن بالل�ه والي�وم Gا أو يئوي�ه، فمن نص�ره أو آواه -ف�إن اآلخ�ر أن ينص�ر مح�دثعلي��ه لعن��ة الل��ه وغض��به إلى ي��وم القيام��ة، اًل يقب��ل من��ه ص�رف واًل ع�دل، وأنكم م�ا اختلفتم في�ه من ش�يء، ف�إن حكم��ه إلى الل��ه والرس��ول، وإن اليه��ود ينفق��ون م��ع

المؤمنين ما داموا محاربين، ...

Page 43: السيرة النبوية2

وإن يه�ود ب�ني ع�وف وم�واليهم وأنفس�هم أم�ة م�ع المؤم�نين، لليه�ود دينهم�، وللمؤم��ن�ين دينهم، إاًل من� ظلم أو أثم، فإن��ه اًل يوت��غ إاًل نفس��ه وأه�ل بيت�ه، وإن ل�يه�ود ب�ني �النج�ا�ر مث�ل� م�ا ليه�ود �ب�ني �ع�وف، ك�ذلك ليه�ود ك�ل �م�ن ب�ني� ال�ح�ارث،� و�ب�ن�ي جش�م�، وب�ن�ي س�اع�د�ة، �و�األوس،� وإن�ه اًل يخ�ر�ج �أح�د م�نهم �إ�اًل ب�إ�ذ�ن� م�ح�م�د -�ص�ل�ى �الل�ه ع�ل�ي�ه و�س�لم-�، وإن�ه اًل� ينحج�ز ع�ل�ى �ث�أر� ج�رح�،� وأ�ن�ه م�ن ف�ت�ك ف�بنف�س�ه فت�ك� �وأه�ل� �بيت�ه� إاًل �من ظuلم، وإن� الل�ه ع�لى �أب�ر� �ه�ذا، و�إن� ع�ل�ى� اليه�ود نفقت�هم،� وعل�ى� ال�مس�لمين نفقتهم، وإن� �بينه�م �النص��ر على �من ح��ار�ِب أ�ه��ل� ه��ذه� ال�ص��حي�فة، وإ�ن ب�ينهم �

الن�ص�ح� والنص�يح�ة، وال�بر د�و�ن اإلث�م، وإن�ه �لم ي�أثم ام�رُؤ� بحلي�ف�ه، وإ�ن ال�نص�ر� للمظ�ل�وم،� وإن �ا�ل�مد�ين�ة ج�و�فه�ا ح�رم �أله�ل �ه�ذه ال�ص�حي�فة، و�إ�ن ا�لج�ا�ر ك�ا�لنف�َس �غ�ير مض�ا�ر واًل� آث�م، �وإن�ه� �اًل تج�ا�ر حرم�ة� إاًل� ب�إذ�ن �أهله�ا، �

وإن�ه �م�ا ك�ا�ن من ب�ين� أه�ل �ه�ذه �الص�حيفة من� ح�دث �أ�و �ا�ش�تجار� يخ�اف فساده،

Page 44: السيرة النبوية2

ف�إن م�رده إلى الل�ه، وإلى محم�د رس�ول الل�ه، وإن�ه اًل تج�ار ق�ريش واًل من نص�رها، وإن الل�ه على أتقى م�ا في ه�ذه الص��حيفة وأب��ره، وإن بينهم النص��ر على من دهم ي��ثرِب، وإنهم إذا دع���وا اليه���ود إلى ص���لح حلي���ف لهم ف���إنهم يص��الحونه، وإن دعين���ا إلى مث���ل ذل���ك، ف��إن لهم على المؤم�نين إاًل من ح�ارِب في ال�دين، وعلى ك�ل أن�اس حص�ته من النفق�ة، وإن يه�ود األوس وم�واليهم وأنفس�هم م�ع ال�بر المحس�ن من أه�ل ه�ذه الص�حيفة، وإن ب�ني الش�طبة بطن من جفن�ة، وإن ال�بر دون اإلثم، فال يكس�ب كاس�ب إاًل على نفس�ه، وإن الل�ه على أص�دق م�ا في ه�ذه الص�حيفة وأب�ره، وإن��ه اًل يح��ول ه��ذا الكت��اِب دون ظ��الم واًل آثم، وإن��ه من خ�رج آمن، ومن قع�د آمن بالمدين�ة، إاًل من ظلم وأثم، وإن أواًلهم به�ذه الص�حيفة ال�بر المحس�ن، وإن الل�ه ج�ار لمن

. بر واتقى، ومحمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم

Page 45: السيرة النبوية2

G ش�رح بعٍض الكلم�ات ال�تي وردت • قال أب�و عبي�د مح�اواًلفي هذه الصحيفة:

" الرباع�ة: هي المعاق�ل، بن�و فالن على رب�اعتهمقول�ه: "•وق��د يق��ال: فالن على رباع��ة قوم��ه، إذا ك��ان المتقل��د

ألمورهم والوافد على األمراء فيما ينوبهم، ا في ف�داء أو وق�ولهم: "• Gإن المؤم�نين اًل ي�تركون مفرح�

" المف�رح: ه�و المثق�ل بال�دين، يق�ول: فعليهم أن عق�لا فك��وا إس��اره، وإن ك��ان ج��نى Gيعين��وه وإن ك��ان أس��ير

جناية خطأ عقلوا عنه -يعنى تحملوا الدية عنهG لق�ريش - وقول�ه: • -يع�ني اليه�ود اًل يج�ير مش�رك م�ااًل

ال�ذين ك�ان وادعهم- يقول�ون: فليَس من م�وادعتهم أن يجيروا أموال أعدائه، واًل يعينوهم عليه،

Page 46: السيرة النبوية2

ا قتالG فه�و ق�ودوقول�ه: "• Gااًلعتب�اط أن من اعتب�ط مؤمن� "ا مح�رم ال�دم، وأص�ل ااًلعتب�اط في اإلب�ل أن Gيقتل�ه بريئ�

ترحم بال داء يكون فيها، " جع�ل إاًل أن يرض�ى أولي�اء المقت�ول بالعق�لوقول�ه: "•

الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- الخي�ار في الق�ود أو الدي�ة )ومن قت�ل : إلى أولي�اء المقت�ول، وه�ذا مث�ل حديث�ه اآلخ�ر

ل�ه قتي�ل فه�و بأح�د النظ�رين: إن ش�اء قت�ل، وإن ش�اء أخ�ذ وه�ذا ي�رد ق�ول من يق�ول: ليَس لل�ولي في العم�د الدي�ة(.

أن يأخ��ذ الدي��ة إاًل بطيب نفَس من القات��ل، ومص��الحة منه له عليها،

Gا أو يئوي��هوقول��ه: "• " اًل يح��ل لم��ؤمن أن ينص��ر مح��دثالمح�دث: ه�و ك�ل من أتي ح�د�ا من ح�دود الل�ه، فليَس ألح�د منع�ه من إقام�ة الح�د علي�ه، وه�ذا ش�بيه بقول�ه

)من ح�الت ش�فاعته دون ح�د من ح�دود الل�ه فق�د اآلخ�ر: ضاد] الله في أمره(,

Page 47: السيرة النبوية2

" وإن يه�ود ب�ني ع�وف أم�ة من المؤم�نينوقول�ه: "•إنم��ا أراد نص��رهم المؤم��نين، ومع��اونتهم إي��اهم على ع���دوهم بالنفق���ة على ش���رطها ال���ذي ش�رطناه، فأم�ا ال�دين فليَس من�ه في ش�يء، أاًل

لليه���ود دينهم، ت���راه ق���د بين ذل���ك، فق���ال: "" -اًل يوت�غ إاًل نفس�ه"، وقول�ه: "وللمس�لمين دينهم

ا إذا Gيع�ني اًل يهل�ك غيره�ا- وق�د وق�ع الرج�ل وتغ�وتغ في أمر يهلكه أو قد أوتغه غيره،

وروى اإلم�ام أحم�د والش�يخان عن أبي هري�رة -• -ص�لى رض�ي الل�ه عن�ه- أن�ه ق�ال: ق�ال رس�ول الل�ه

ل�و آمن بي عش�رة من أحب�ار الل�ه علي�ه وس�لم-: "". يهود آلمن بي كل يهودي على وجه األرض

Page 48: السيرة النبوية2

قال ابن إس�حاق: ونص�بت بع�د ذل�ك أحب�ار اليه�ود لرس�ول Gا، الل�ه -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم - الع�داوة بغي�Gا وحس�دGا وض�غن

لم�ا خص الل�ه تع�الى ب�ه الع�رِب من اص�طفاء رس�وله منهم، وك�انت أحب�ار يه�ود هم ال�ذين يس�ألون رس�ول الل�ه -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- ويتعنتون�ه، ويأتون�ه ب�اللبَس ليلبس�وا الح�ق بالباط�ل، وك�ان الق�رآن ي�نزل فيهم، وفيم�ا يس�ألون عن�ه، إاًل G من المس�ائل في الحالل والح�رام، ك�ان المس�لمون قلياليس�ألون عنه�ا، وذك�ر ابن إس�حاق وغ�يره أس�ماء يه�ود، ب�ل ج�اء ذك�ره في كت�اِب تكلمت عن�ه في اليه�ود، وك�انوا ثالث قبائ�ل: قينق�اع، وهم الوس�ط من يه�ود المدين�ة، وقريظ�ة، وه�و أخ�و النض�ير والوس�ط من يه�ود المدين�ة، والنض�ير، وق�د حاربت�ه ه�ؤاًلء الثالث�ة، ونقض�وا العه�د ال�ذي بينهم وبين الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- فمن] على ب�ني قينق�اع، وأجلى ب�ني النض�ير، وقت�ل ب�ني قريظ�ة وس�بى ذريتهم، ون�زلت س�ورة الحش�ر في ب�ني النض�ير، وس�ورة األح�زاِب في ب�ني

قريظة.

Page 49: السيرة النبوية2

ا به�ذه المعاه�دة أو به�ذا الدس�تور ال�ذي عق�ده الن�بي -ص�لى • Gهذا م�ا ج�اء خاص�ال�ل�ه عل�ي�ه وس�ل�م�- بي�ن�ه وبي�ن� الم�ه�اجر�ين و�األنص�ار �واليه�ود �ممن ك�انوا� يقيم�ون في الم�جتم�ع �الم�دني أو�ل� ق�دوم� رس�ول �الل�ه� �-ص�لى �الل�ه �علي�ه� وس�لم- إلى

.� المد�ينة المنورةو لق�د نظم الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- العالق�ات بين س�كان المدين�ة، وكتب •

ه�ذا ال�كت�اِب ال�ذ�ي أو�ردت�ه ا�لم�ص�ادر ا�ل�تاريخي�ة�، وك�ان ال�ه�دف من� وراء ورود ه�ذا ال�كت��اِب� توض��يح �الت�زام��ات جمي��ع ا�ألط��را�ف� داخ��ل� �المدين��ة�، وتحدي��د� حق��وق Gا با�لكت�اِب�، و�و�اج�ب�ات ك�ل� �ط�ر�ف�، و�ق�د س�م]ت� ا�لمص�اد�ر �ا�لقديم�ة �ه�ذا� ال�كت�اِب أح�يان�ا با�لص��حي�فة، �وأط�لقت ا�ألبح��اث الحد�ي�ث��ة عل�ى ه��ذه� ا�لص��حيف�ة �لف��ظ � Gوأحي�ا�ن��

)�الد�ستور(،� ول�فظ )الوث�يقة( اعتم�د الب�احثون المعاص�رون على الوثيق�ة في دراس�ة تنظيم�ات الرس�ول -•

صلى �الله عل�يه وسلم�- في �المدين�ة الم�نورة�.