22
اا اا ار اـ اـ واـ اــ وزارة اس ت - éŠjÖ] Ýç×Âæ íè^’jÎ÷] Ýç×ÃÖ] íé×Ò éŠjÖ] Ýç×Âæ íè^’jÎ÷] Ýç×ÃÖ] íé×Ò éŠjÖ] Ýç×Âæ íè^’jÎ÷] Ýç×ÃÖ] íé×Ò éŠjÖ] Ýç×Âæ íè^’jÎ÷] Ýç×ÃÖ] íé×Ò ون : ووאאאوאאאوאא اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺪوﻟﻲÞìy مــــ مــــ مــــ مــــ 20 21 2009 í×}]‚¹] á]çß اد ا إ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ: ـ ﺎﱂ ﺟﻠ ـ ﻄﻲ[email protected] . ﻋﺒ ـ ﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ א א א א א אد א א אد א א אد א א אد א 134 و אد وא אز אو אد وא אز אو אد وא אز אو אد وא אز א א وא א وא א وא א وא

أخلقة الفكر-الاقتصادي-كآلية-لتجسيد-الحوكمة-العالمية-د.-عبد-الله-بن-منصور-و-غالم-جلطي

Embed Size (px)

DESCRIPTION

 

Citation preview

ا�� ا�������� ا����ر � ا���ا� � ا�� وزارة ا��ـ���ـ� ا����ـ� وا���ـ� ا����ـ�

#�ت !��س$ ��%�&- (�)* �éŠjÖ]<Ýç×Âæ<íè�^’jÎ÷]<Ýç×ÃÖ]<íé×Ò�éŠjÖ]<Ýç×Âæ<íè�^’jÎ÷]<Ýç×ÃÖ]<íé×Ò�éŠjÖ]<Ýç×Âæ<íè�^’jÎ÷]<Ýç×ÃÖ]<íé×Ò�éŠjÖ]<Ýç×Âæ<íè�^’jÎ÷]<Ýç×ÃÖ]<íé×Ò

����ون����:� �� ��א�����و�א���������א�����א�و و������ '&�א%$א#��و�א"��! � ���א���

الملتقى العلمي الدوليÞì��������y

$��������21,�,�,�,�20 +*ــــ�م+*ــــ�م+*ــــ�م+*ــــ�م��#+$��#+$��#+$��#+2009

í×}]‚¹]<á]çßÂ< <

< <

< <

< <

%1 إ!�اد ا���#�

طيـامل جلـغ: األستاذ[email protected]

بن منصور د اهللاـعب. د

���א����د���������������א��� ��א����������א������א������א������א�������א����د���������������א��� ��א���������א����د���������������א��� ��א���������א����د���������������א��� ��א����

134

�א"ز ��א����وא����د���א��و����א"ز ��א����وא����د���א��و����א"ز ��א����وא����د���א��و����א"ز ��א����وא����د���א��و���� �� �� �� �

���وא��� ��א����وא��� ��א����وא��� ��א����وא��� ��א�� �

أخلقة الفكر االقتصادي كآلية لتجسيد احلوكمة العاملية

:امللخصيبدو أن األدبيات االقتصادية املعاصرة بدأت تزخر يف العقدين األخريين مبجموعة من املفاهيم احلديثة اليت عكست يف جمملها ما يشهده

االقتصادي الذي بقي حبيس التأرجح بـني النظريـة اللرباليـة العامل من تغريات بنيوية عميقة، وحتول فكري واسع النطاق، خاصة على املستوى .والنظرية االشتراكية مدة عدة عقود

ية إلدمـاج ولعل استفحال األزمة املالية الراهنة، واكتساحها اال االقتصادي وتراجع احللول التقليدية، وعقم الفكر التنظريي، أعطوا مربرات قوالقريب طروحات غريبة عن الفكر االقتصادي، يف هذا الصدد درج يف السنوات األخرية مفهومي احلوكمـة آليات جديدة كانت تعترب إىل األمس

. العاملية وأخلقة االقتصادلق فهل انفتاح علم االقتصاد على املضامني األخالقية وإجرائية احلوكمة العاملية كفيالن حبل املشاكل اإلنسانية وهي تقاسي أشد ألوان الق يف عامل طغت عليه الرأمسالية املتوحشة والدمار البيئي واجلرائم االقتصادية؟ والتذبذب

:مقدمة

قد تبدو عبارة عالقة االقتصاد باألخالق عبارة متناقضة، فاملعروف، بل الشائع أن األخالق شأن روحي يهتم بعامل لك جند األخالق غائبة يف دنيا املال واملشروعات املثاليات يف حني أن االقتصاد خيتص بدراسة سلوك اإلنسان حيال املادة، لذ

واألعمال واالقتصاد، وال حتظى أصال بسمعة طيبة بل إا تبدو غريبة ومتناقضة يف هذا الوسط الذي يبيح كل شيء حيث أن .الشاغل األساسي للمشروع أو املنظمة هو البقاء لألقوى وفق قانون املنافسة

ض وراء الربح هي املقاييس املتعارف عليها يف عامل املشروع على األرجح، وإذا بدت وإذا كان اجلشع واألثرة والرك ورغم أن الكثري من االقتصاديني يعتقدون أما أمران ال يتعايشان عالقة االقتصاد باألخالق خدعة وزيف ففي غالب األمر،

تصاد يف عامل املال، لقد حتول السؤال األخالقي يف دائما بسالم، فان السؤال األخالقي يطرح نفسه حبدة الفته يف صلته باالق . احلقل االقتصادي مند بضعة أعوام إىل سؤال ملح

منو تيارات فكرية جديدة، اعتراف جبدل :فكل النشاطات االقتصادية يبدو أا تعلن العودة إىل الفلسفة األخالقية إضفاء الصبغة األخالقية على الشؤون العامة، انتشار الوعي أخالقي، تعدد املناقشات حول جدوى األخالق، اتساع الرغبة يف

وما بروز مسألة احلوكمة العاملية إال دليل قاطع على أمهية تفعيل اآلليات .بأمهية املوضوع لدى مسريي ومدراء املشروعات ).اخل...ة واجتماعية وبيئيةاقتصادية ومالية وسياسي: (األخالقية إلنقاذ العامل من املخاطر اليت دده على مجيع األصعدة

خالقية كل شيء جيري كما لو أن السنوات الراهنة أصبحت سنوات التصدع األخالقي وأن الطلب على القيم األ .أصبح ينمو منوا ال حمدودا

ار إن التفجري املستفحل للفضائح املالية والتزويرات الكبرية للفحوصات املالية، والنهب املستمر للقطاع العام واياخلدمة العمومية ألدىن مستوياا، وتفشي البريوقراطية املعرقلة ملصاحل الناس، واالنتشار الالمسبوق للتعامل بالرشوة اليت تعددت

وأصبحت عبارة عن عموالت وحتويالت حتدد مبقاييس حسابية تضاف يف حساب التكاليف، ناهيك عن امصادرها ومنا فدهوصارت احملسوبية والقرابة وتبادل املنفعة . جد يف عمليات اخلصخصة املشوهة مرتعا خصبا لهغسيل األموال أو تبيضها الذي و

مل ، أما التضليل املتعمد لإليقاع باملسامهني1وعنصر الثقة هي معايري التوظيف، ومل يعد التحرش اجلنسي بالنساء بالشيء القذرالواليات املتحدة خري مثال على ذلك، حيث مت بعلم يف ENRONيعد خيفى على أحد و لعل االيار املايل لشركة

مديريتها االتفاق مع مراقب احلسابات بالتالعب يف التقارير املالية إلخفاء اخلسائر وتضخيم األرباح مما أذى إىل ارتفاع أسعار أدت يف النهاية إىل االيار أسهمها يف البورصة قبل أن يدرك املسامهني املوقف املايل احلقيقي للشركة واألرباح الومهية اليت

يف ظل هذه اخلروقات األخالقية وتزايد الفضائح املالية وتفاقمها وبلوغها عتبة اجلرمية االقتصادية، 2املايل للشركة وإفالسها

1 - Problèmes économiques, N°2745, Janvier 2002, Les personnes morales sont-elles immorales, Virginie Leblanc.

، ص 2007ع، الطبعة األولى .م.عبد الوهاب نصر علي ، شحاتة السيد شحاتة، مراجعة الحسابات و حركمة الشركات ، الدار الجامعية، اإلسكندرية، ج - 2127

مل ما الذي حل واتساع االنتقادات لألعمال واملنظمات ومعايريها املتمثلة يف الربح واملردودية املالية دفع النظام االقتصادي للتأبه ومل يعد باإلمكان الصمت إزاء ذلك وصار من احلكمة أن تقابل الكفاءة املادية يف النموذج االقتصادي برؤية أخرى هي الرؤية القائمة على أخالقيات إدارة األعمال ومعايريها اخلاصة اليت ال تقل أمهية عن معايري الربح والكفاءة يف منوذج جديد هو

.ماعي األخالقيالنموذج االجتيف هذا الصدد أصبحت هناك جدوى اقتصادية حقيقية من تلك التوجهات اجلديدة اليت حتاول فرض نفسها، وتتمثل

دالئل مثل وجود هذه اجلدوى يف االهتمام املتزايد بإتباع القيم األخالقية يف التعامالت االقتصادية وكذلك التنامي السريع جتاه اتمع، وفوق كل ذلك تزايد حجم املستهلكني اظمات اليت تتعامل جبدية مع مسؤوليتهللمشروعات االستثمارية واملن

وسعيا منها للتكيف مع املستجدات وضمان البقاء يف بيئة األعمال . الذين يتخذون قرارام الشرائية وفقا لدوافع قيمة وأخالقيةائن حاجام مبعلومات وفرية ومقاييس مأمونة بشكل يتماشى مع تعتمد املؤسسات واملنظمات املقومات األخالقية كتسليم الزب

مضامني العمل األخالقي، مبا جيعل الزبائن مطمئنني ومقتنعني من أن هذه املنظمة قد اختذت من األبعاد األخالقية معيارا مييزها .يف ميدان تنافسي شديد وبشكل يضمن دميومة تعامل الزبائن معها

األخرية ما ميكن تسميته أخالقيات املنشأة و هي عبارة عن معايري حتسن صورة املنشأة وقد درجت يف السنوات لقد كانت موجة الفضائح اليت عرفها عامل . داخليا و خارجيا عن طريق تأسيس عقلية أخالقية لدى كل من له عالقة باملؤسسة

فتت انتباه مفكرين ومنظرين وخرباء ومراكز حبث قي علم االقتصاد واملال يف اية القرن املاضي مبثابة الضارة النافعة اليت لاالقتصاد وإدارة األعمال إىل درجة خطورة ما حيدث يف املمارسات االقتصادية والتجارية واملالية حىت وصل األمر بأحد

". األعمال التجارية يف غابة": أن ألف كتابا مساه Victor Sherrerاالقتصاديني

يفكرون جبدية يف وأصبح رواد القطاع االقتصادي من ممارسني وأكادمييني ترت االهتمامايف ظل هذه الظروف كث .إعادة بعث البعد األخالقي وتفعيله وإسقاطه على الواقع مع ضرورة التفكري يف صياغة و حتديد مسؤولية املشروع

ق، فكثرت حالقات دراسة هذا وهكذا أصبح كل شيء يف عامل املال واألعمال واالقتصاد يعلن العودة إىل األخال املوضوع وعن طريق تزايد اهتمامات مراكز البحوث، وفتح كليات االقتصاد لفروع ودراسات متخصصة يف املوضوع،

وبدأت املؤمترات والندوات العلمية توىل أمهية فائقة ملوضوع عالقة االقتصاد باألخالق، وجتند يات و صيغ لتجسيد األخالقيات عمليا يف املؤسسات عن طريق تنظيم مسابقات ومدراء املنشأت يف البحث عن آل ناألكادمييو

مت فتح مركز التفكري : مثال Wall Streetودورات تدريبية وإصدار كتب ودوريات يف أخالقيات إدارة األعمال، ففي 40.000أكثر من درس يف معاهد وكليات التجارة األمريكية، اكتتب فيها 500 وقدم أكثر من 1980األخالقي سنة

وقد امتدت هذه . طالب وصار ألكثر من ثالثة أرباع املشروعات الكربى يف الواليات املتحدة مدونات سلوك وجلان أخالقيةاملبادرات األخالقية إىل بقية دول أوربا وكندا واليابان، ففي بريطانيا مثال أسست الكلية امللكية مركز حبوث يف األخالق

يف معاهد التجارة تعليما اختياريا وأحدثت املدرسة العليا للتجارة منصب أستاذ كرسي األخالق النظرية النظرية التجاريةكل هذه االنشغاالت تكشف بوضوح أن األعمال واالقتصاد واملال، هذا اال احليوي وقلب احلضارة املعاصرة . التجارية

مسؤولية األعمال، مل تعد تقتصر على تعظيم الربح مبعناه الضيق النابض، مل يعد باإلمكان تركه لرجال األعمال وحدهم، أنيف املدى القصري ومبعايري أحادية اجلانب بل جيب توسيع املسؤولية لتشمل مصلحة األطراف األخرى اليت تعمل يف حميط املنظمة

توازن والتكامل والتطوير املتبادل يف إطار معايري متعددة ومتكاملة جتد يف أخالقيات األعمال وقيمها وقواعدها ما حيقق ال .3لألعمال واألخالقيات على حد سواء

إن جتدد التفكري يف املضامني األخالقية والسلوكية ومنظومة القيم االجتماعية واإلنسانية للنشاط االقتصادي وإدارة حياة اليت حتثه على للالكلية هغري نظرتاألعمال، يؤكد أن ما حتتاج إليه البشرية هو السمو األخالقي لألفراد من خالل عقيدة ت

التصرف الصحيح طبقا لقيم أخالقية سامية ويتعني أن تعزز هذه القيم األخوة اإلنسانية، واملساواة االجتماعية بني كافة بين

3 - Problèmes économiques N°2778, 02/10/2002, Crise de confiance à Wall street, Source : The economist 08 Juin 2002.

اء والفقراء البشر ورفع الظلم عن الطبقات احملرومة واملهمشة وإزالة التوزيع الغري عادل للثروة وتضمن التكافل بني األثريوحماصرة االحنرافات االقتصادية وما تسببه من مآسي اقتصادية واجتماعية ألن جتريد علم االقتصاد من أبعاده األخالقية يعترب

.مبثابة وصفة لاليار احلضاري

حول طبيعة علم االقتصاد واألخالق: الفصل األول

متهيد

نقص شيئا فشيئا بفعل ضغوط اجلرائم االقتصادية من جهة أوىل، ما انفك التباعد بني علم االقتصاد وعلم األخالق يوعدم قدرة االقتصاد اهلندسي أو اللوجسيت على استيعاب املشاكل واألزمات االقتصادية اليت تعاين منها البشـرية كانتشـار

% 80على % 20يستحوذ ااعة رغم الفائض العاملي من إنتاج األغذية وتفاقم ظاهرة الفقر املدقع والغىن الفاحش، حيث .من الثروات العاملية، وزيادة االختالالت والفوارق االجتماعية من جهة أخرى

يف ظل هذه الظروف أصبح موضوع حبث ترسيخ العالقة بني علم االقتصاد واألخالق ضرورة ملحة تستند عليهـا .التوظيف الفعال للبعد األخالقي يف علم االقتصادالظروف العاملية، والتوصل إىل إجياد حلول اقتصادية ناجعة لن يتأتى إال ب

لقد أصبح من القناعات الراسخة اليوم أن السلوك الفعلي للكائنات البشرية يتأثر باالعتبارات األخالقية، والتأثري يف كن أن تشـكل وبذلك مي. التصرف اإلنساين أصبح أحد املتغريات االقتصادية اليت ميكن استغالل آثارها يف النماذج القياسية

األخالق والنظرة املؤسسة على علم الرياضيات أصلني متكاملني لعلم االقتصاد احلديث الذي قد ميلك يف املستقبل قدرة إقناع .قوية، وحيل قدرا كبريا من املعضالت االقتصادية اليت يعاين منها العامل املعاصر

I - املنابع التقليدية للمعرفة االقتصادية:

؛ املصدر األول تقين "االقتصاد السياسي"يان سامها يف تكوين ما كان يسمى إىل بعض عقود خلت مصدران أساس حبت، وهو قدمي للغاية، جنده يف املدنيات القدمية من غربية وشرقية، وهو يركز على إدارة املوارد الطبيعية الزراعيـة أي إدارة

يستهان بأمهية هذا املصدر يف إطالق الثورة الزراعية يف إجنلترا الـيت وجيب أال. املمتلكات الزراعية لكي تعطي العائد املناسبمهدت الطريق إىل الثورة الصناعية، واجلدير باإلشارة ما قام به كبار اإلقطاعيني يف اململكة الربيطانية لتحسني عائد ممتلكام

.الزراعيةــادئ ــن مب ــزيج م ــو م ــدا، فه ــعبا وتعقي ــر تش ــاين األكث ــدر الث ــا املص ــوار أم ــفة األن فلس

)Philosophie des lumières( وما سبقها من أعمال فكرية حول احلق الطبيعي لإلنسان فرديا ومجاعيا )Ecole

du droit naturel(4. اليت امتدت عرب حوايل قرنني، اعتبارا من أوائل القرن السابع عشـر " التنوير"لقد تأثرت املعرفة االقتصادية تأثرا كبريا حبركة

يف شكله " عصر العقالنية"وكان مصطلح التنوير، الذي كثريا ما كان يستخدم كمرادف لعبارة . أوائل القرن التاسع عشر حىتعلى أنه من املؤكد أن أحد هذه األسباب يعود . رفضا للكثري من املعتقدات املسيحية، ونقيضا هلا من بعض اجلوانب"املتطرف

ن يوجد الكثري من االحنالل األخالقي بني رجال الدين حيث أنه ميكن االستشهاد بألف إىل فساد الكنيسة واستبدادها؛ فقد كاومن سوء احلظ أن هذا الشعور املعادي لرجال الدين قد زعزع أيضا الثقة بالدين السماوي مما ". حالة وحالة للداللة على ذلك

.أدى إىل اعتبار كل ما متثله الكنيسة ال ميكن الدفاع عنه

2005- 11-28: ، تحت عنوان اقتصاد سياسي أم علوم اقتصادية في ثقافة اإلنسان الحديث، تاريخ النشر george comمقال من شبكة اإلنترنت، - 4

http// georgecorm.com/ar/articles/articles detail/article 18.HTML

كبار مفكري عصر التنوير العقل البشري سلطانا مطلقا على الشؤون البشرية مكان اإلميان واحلـدس، وقد نصب وأسندت لقوة العقل وحده ثقة عظيمة يف قدرته علـى إرسـاء . كانوا يقولون إن املعرفة ال تستمد إال من املدركات احلسية

-)Locke(السلسـلة الكالسـيكية مـن الفالسـفة لـوك واكتسـبت . املطلقة) امليتافيزيقية(احلقائق ما وراء الطبيعة )Berkcley(- )Hume(- )Kant ( االحترام لدى الصفوة ولعبت دورا هاما يف إثارة الشك باهللا بوجه عام، وخبلود

تلك املعتقدات بأـا ) Hume( فقد وصف. الروح البشرية والقيم األخالقية واحلياة بعد املوت وغريها من املفاهيم الدينية . غالطة ووهمم

وهكذا تضاءلت قوة تأثري الدين الذي يوفر الرادع األخالقي ويرسي قواعد األخوة البشرية والذي يشكل بالتـايل .أساس احلياة

لقد ولد إنكار التنوير لألفكار الدينية يف العلوم االجتماعية حماولة لتفسري السلوك الفردي واالجتماعي على غرار مبادئ الفيزياء .أن األفعال البشرية هي أيضا تعود كليا إىل أسباب وعمليات فيزيائية أو كيميائية La mettrie تونية، فقد أفـــادالنيو

وتوطدت دعائم الفلسفة الوضعية اليت كانت تنكر وجود أو إمكان فهم القوى أو األشياء اليت ال ميكـن إثباـا بالتجربـة .أن تدرك حدود كل منها واملالحظة، ورفعت من شأن العقل والعلم دون

وأدى هذا اجلهد الرامي إىل تفسري وظائف البشر تفسريا آليا إىل جعل العلوم االجتماعية علوما مادية وحتمية تتميـز بالدقـة .كالرياضيات والفيزياء

لى تكـوين لقد أدى إدخال هذه األفكار يف االقتصاد إىل نشوء عدد من املفاهيم اليت عملت بشكل شعوري أو ال شعوري ع .أساس هذا العلم وصياغة مبادئه الرئيسية

I����1 قوانني علم االقتصاد:��������

كان أوهلا االعتقاد، املبين على النظرة اآللية للكون، القائل بأن املعرفة يف جمال العلوم االجتماعية ال ختتلف عن املعرفة وقد . بالسلوك البشري كما هو احلال بالنسبة للعامل املادي يف جمال العلوم الفيزيائية، وأنه ميكن من حيث املبدأ التنبؤ والتحكم

عن الفيزياء النيوتونية النظرة اليت مفادها أن احلياة االجتماعية واالقتصادية شأا يف ذلك شأن الكون املادي هي Smithأخذ اردة والفلسفية مثل آلة ضخمة اتمع البشري يبدون حني نتأمله من إحدى الزوايا"مجال ونظام وانسجام ال مثيل له وأن

واقعون حتت التـأثري " ومنذ ذلك احلني وعلماء االقتصاد . تنتج حركاا املنتظمة واملنسجمة ألوفا من اآلثار احملببة إىل النفستصادية متاثل القوي لصورة مهيبة لقوانني الفيزياء كما أم يساقون أحيانا وراء األمل يف وجود جمموعة من قوانني احلركة االق

.يف قوا قوانني نيوتنوكانـت . الرشيد، الذي أصبح حمور علم االقتصاد احلديث" اإلنسان االقتصادي"وكان ثاين هذه املفاهيم مفهوم

آلية املنفعة واملصلحة الذاتية، Jevons املصلحة الذاتية تعترب املنبع الذي تصدر عنه أفعاله، كما كان سلوكه مطابقا ملا دعاهسوت النظرية احملضة بني التصرف الرشيد فقد . Friedeman مسؤوليته االجتماعية الوحيدة هي أن يزيد رحبه كما قالو

إن املبدأ األول لعلم االقتصاد وهو أنه كل عامل ال حتركه "أعلن بفخارة Edgeworth والعمل للمصلحة الذاتية، بل إن .نماذج االقتصادية احلديثة تقريبا على هذا املبدأوقد قامت مجيع ال". إال املصلحة الذاتية

وكان البد من إزالة هذه الوصمة حـىت . ن السعي احملموم وراء املصلحة الذاتية اقترن بوصية اجتماعية ودينيةأغري د الضمري الفردي ميكن ملذهب السوق احلرة أن حيظى بالقبول االجتماعي وحىت ينظر إليه اتمع املسيحي، الذي مل ميت فيه بع

.واالجتماعي، نظرة جديةوأضفي على . ولكن كيف السبيل إىل إزالة هذه الوصمة؟ لقد مت ذلك بإظهارها مبثابة قوة بناءة تعمل ملصلحة الرفاهية اجلماعية

. دور املصلحة الذاتية غري املقيدة أمهية تعادل يف اتمع البشري دور قوة اجلاذبية يف الطبيعة

إن اجلاذبية تولد حركة منسقة بني الكواكب، فكذلك احلال بالنسبة للمصلحة الذاتية اليت تعمل على تنظيم حركـات فكما . البشر يف اتمع تنظيما بناء

لقوى السوق أن تعمل من " اليد اخلفية"وكان آدم مسيث يقول إنه ما سعى كل واحد إىل حتقيق مصلحته اخلاصة فإن من شأن لضبط الذي تولده املنافسة، على تعزيز مصلحة اتمع كله، مما حيقق االنسجام بني املصاحل اخلاصة واخلري العام لذا فإن خالل ا

لقد كان أكرب إسهام قدمه آدم مسيث للفكر االقتصادي هو القدسية . غري املقيدة سوف ختدم أهداف اتمع 5املصلحة اخلاصة ا املصلحة اخلاص ة، مبعدا بذلك األنظار عن النوايا األخالقية وااللتزامات االجتماعية لألفراد، وموجها بدال مـن اليت أحاط

. ، أي النتيجة االجتماعية النهائية ألفعاهلم"غري املقصودة"ذلك األنظار إىل النتائج اء النيوتونية على علم االقتصاد، من الذي كان نتيجة هامة لتطبيق قوانني الفيزي J.B.Sayأما املفهوم الثالث فيمثل بقانون

حيث التأكيد على أن االقتصاد، شأنه يف ذلك شأن الكون، يبلغ حد الكمال إذا ما ترك وشأنه، فمن شأن اإلنتاج أن يوحد بطالة وأي ميل من جانب االقتصاد لإلفراط يف اإلنتاج أو ال. الطلب اخلاص عليه، ولن يكون هناك إفراط يف اإلنتاج أو البطالة

وال تستطيع احلكومة إذا أن تفعل معها أي شـيء . فالقوانني االقتصادية قوانني قوية وال تطيق التدخل. سوف يصحح تلقائياولذلك يتعني عليها أن متتنع عن التدخل، فمن شأن قوى السوق نفسها أن توجد النظام واالنسجام والكفاءة والعدالة، وأي

السوق اليت تقوم بالتكيف التلقائي ال متكن إال أن يؤدي إىل حاالت من التشويه وعدم الكفاءة جهد تبذله احلكومة للتدخل يف .وهكذا فقد أدى املفهوم اآليل للكون واإلنسان إىل نشوء إميان أعمى بكفاءة قوى السوق

I-2 اقتحام الرياضيات واملدارس الوضعيةEcoles positivistes للمعارف االقتصادية :

لطموح جيعل علم االقتصاد يضاهي العلوم الرياضية والطبيعة يف دقتها هو طموح قدمي كرسه بعض العلماء وقد إن ا présentation des théories et models"يف مؤلفه Cournotمت ذلك ألول مرة على يد االقتصادي الفرنسي

économiques " متمما بذلك مسامهات 1834سنةW. Petty وBernouli وLaplace وهكذا جند التيـارالقائل بأن االقتصاد علم ال خيتلف عن العلوم الدقيقة اختالفا جوهريا، قد تطور مع تطور الرياضيات احلديثة الـيت سـخرت إلعادة متثيل الواقع االقتصادي عرب معادالت ووظائف رياضية معقدة، وطرق احلساب احلديث، ومما شجع هذا االجتاه صعود

، وساعده على ذلك بطبيعة احلال تطور علم اإلحصاء بدءا من تعداد السـكان La pensée positiveالوضعي الفكر .وكل ما يتعلق بتوزيعهم، وطريقة عيشهم من ملبس وتغذية وتعليم واستهالك السلع واخلدمات

م يعمل فيهـا اآلالف مـن العمـال إن تطور فن اإلحصاء وتطور املنشأة االقتصادية احلرفية الطابع إىل مؤسسة كبرية احلجواملوظفني، كل هذه العوامل أدت جذورها إىل استعمال اإلحصاء على نطاق واسع ومت استنباط أساليب رياضـية جديـدة خاصة باالقتصاد، تسهل تقدمي التحليل االقتصادي وتوجز النظريات يف معادالت ومناذج خمتصرة وقصرية وظهر بذلك فـرع

أو االقتصاد اهلندسي والرياضي واللوجسـتيكي Econométrieتصاد السياسي هو االقتصاد القياسي جديد يف علم االق

لعواطف األخالقية ال ينفصل عن االنضباط الذاتي، وكما يقول سميث نفسه أن اإلنسان ينبغي أن يعتبر نفسه ليس فيما يخص ا A.Smithفي الواقع إن فهم -5

يكون راغبا في كشيء منفصل ومنعزل ولكن كمواطن في العالم كعضو في كومونويلث الطبيعة ومن أجل مصلحة مجتمعه الكبير هذا ينبغي في كل األوقات أنوحتى بالرغم من أن التعقل يتخطى تماما حد تعظيم المصلحة الذاتية، فقد اعتبره سميث بوجه عام فقط بوصف كونـه . ه الضئيلة الخاصة بهالتضحية بمصلحت

. األكثر نفعا من أجل اآلخرينبينما اإلنسانية، والعدالة، الكرم أو السماحة النفس، والروح العامة، هي الصفات "من كل الفضائل األكثر عونا من أجل الفرد "صلحة ذاتية وأن بعض هذه ومن المؤكد أنه من الصحيح أن سميث أعتبر، كما كان يمكن في الواقع أن يفعل أي واحد، إن كثيرا من أفعالنا في الحقيقة موجهة بم

ال نتوقـع أن يكـون : تنقوا آدم سميث يستشهدون بها في وقتنا، وهي التاليةاألفعال تنتج بعض النتائج الجيدة، وواحدة من نصوص آدم سميث التي ما انفك معخاطب إنسانيتهم ولكـن عشاؤنا ناتجا من النزعة إلى عمل الخير لدى الجزار أو صانع الخمر أو الخباز، ولكن من اهتمام هؤالء بمصالحهم الخاصة بهم وال ت

.الخاصة بنا ولكن عم استفادتهمحب ذاتهم، وال نتحدث إليهم عن حاجاتنا هذا الـنص يمكـن أن ومع أن المعجبين كثيرين بآدم سميث ال يبدو أنهم يذهبون إلى خارج حد هذا النص القصير عن الجزار وصانع الخمر، فإن قراءة حتى

.ة بالسوق، ولماذا وكيف يعمل تقسيم العملتشير إلى أن ما يفعله سميث هنا هو أنه يعين صراحة لماذا وكيف تنجز الصفقات العادي ه.وفي الحقيقة أن سميث الحظ بعناية أن الصفقات المتداولة الفائدة والنفع شائعة جدا ال تشير أنه اعتقد بحب الذات لوحد

وهي كلها مصطلحات تدل على االستعمال املكثف للتقنيات الكمية املعتمدة على علم الرياضيات واإلحصـاء يف تفسـري .6الظواهر االقتصادية

قتصادية الشائكة ميكن أن تحل ليس بـالتفكري املتـأين وبـالنظر إىل وهكذا منت هذه الفكرة ومفادها أن حل املعضالت االخصوصيات أوضاع كل جمتمع من معتقداته وأخالقه وثقافته وموروثه احلضاري والقيم اجلماعية السائدة وأوضاعه املاديـة

طبيق آليات اقتصادية أثناء الفترة اليت تلت والثروات املتاحة إىل آخره من املعطيات االقتصادية، مثال عندنا يف اجلزائر عندما مت تاالستقالل كانت عبارة عن آليات تسيريية ومناذج اقتصادية مستنبطة من واقع وحميط خيتلف جذريا عن واقعنا االجتمـاعي

.واحلضاري والثقايف والعقائدي ... االشتراكي للمؤسسات وغريهاهذه السياسات االقتصادية نذكر على سبيل املثال ال احلصر الثورة الزراعية، التسيري

كل السوسيولوجني واملهتمني بالدراسات اإلنسانية أكدوا غرابة هذه النماذج وعدم انسجامها مع واقعنا جبميع أبعاده فلـم وال طبائعها وسلوكياا من األبعاد احلضرية والبدوية، وأعراقها ومزاجها وإىل ذلك 7تراعى خصوصيات هذه التركيبة البشرية

.من املعطيات اليت م طبيعة اإلنسان كمؤثر يف الكون باعتباره خليفة يف األرضيف ظل هذه الظروف املتميزة بتصاعد االجتاه االقتصادي الرقمي على اجتاه االقتصاد السياسي األصيل أصـبحت األسـاليب

قتصاد فتصبح الرياضيات مفتاح النجاح الذي الرياضية اخلاصة تغزو تدرجييا املعارف اإلنسانية األخرى مثل السسيولوجيا واال .ال بد من امتالكه يف مجيع املعارف والرياضيات هي األداة اليت تضمن حتقيق النظرة اآللية للكون

II - املضامني األخالقية والرياضية لعلم االقتصاد:

تعريفه تعريفا موضوعيا حمايدا بعيدا عن الغائية إن القضية األوىل اليت ينبغي أن يركز عليها البحث يتعلق بطبيعة علم االقتصاد و .والتحيز والنظرة اليت ال جتمع كل املؤثرات اليت لها دور يف حتديد املضامني احلقيقية هلذا العلم

يف احلقيقة يف هذه القضية يثور اجلذل حول طبيعة علم االقتصاد ويكاد البحث ينحصر فيما إذا كان هذا العلم ينطوي علـى أخالقية ومعيارية إىل جانب القضايا احلسابية والرياضية، فريتكز على مواقف حكمية مسبقة تنسجم مع طبيعة الرؤية مضامني

يبحث فيما هو كائن positifالفكرية والعقائدية للباحث، فهم علم قيمي يبحث فيما ينبغي أن يكون، أم أنه علم وضعي ىل فريقني، فريق يرى أن علم االقتصاد وضعي ويقصدون بذلك أنه ال عالقة له ويف هذا الشأن ينقسم االقتصاديون إ. بالفعل

. بالقيم واألخالق وفريق آخر يرى أنه علم يقوم على القيمة واملضامني األخالقية

II-1 .الفريق القائل بوضعية علم االقتصاد:

Friedmanاالقتصاد ونذكر منهم على سبيل املثال هناك عدد كبري من رواد علم االقتصاد ممن قالوا بوضعية علم Samuelson ،Ms Robinson ،Robins وغريهم ويذهب املؤيدون لفكرة الوضعية إىل درجة الفصـل بـني

الغايات والسلوك، فينظرون إىل التفضيل املفصح عنه، على أنه نوع من املوضوعية، مصرحني بأن االختيار البعدي مسألة تتعلق أنه ال ميكن ربط االقتصاد باألخالق، هذه الفرضية جتعل من االقتصاد Robinsئن، ال مبا ينبغي أن يكون؛ فحسب مبا هو كا

.علما وصفيا باألصل وليس خلقيا يرمي إىل تفسري أي تفسري العامل وليس إىل حتويله

د بعضهم ببعض من خالل إنتاج واستهالك وتوزيع إن االقتصاد السياسي في مجمل تعاريفه يهتم بتفسير ودراسة تطور العالقات التي تنشأ بين األفرا -6

عبث المبالغة في هذا الثروات، ونحن إذ نحبذ استعمال اإلشارات والتعابير والمعادالت والنماذج القياسية والرياضية في التحليل االقتصادي نالحظ أنه من ال .فات اإلنسانية تجاه القضايا االقتصاديةاالستعمال وإهمال المتغير األساسي في على االقتصاد وهي السلوكات والتصر

والتعرف على طبائع التركيبة البشرية وأمزجتها وسلوكياتها ونقاط القوة والضعف فيها 1830من باب تعظيم نتائج الحملة االستعمارية على الجزائر سنة -7 Gregoir. أمر قائد الحملة العسكرية الفرنسية

.حتويه هذا المؤلف من معطيات وحقائق إنسانية بترجمة تهم المنطقة على وجه التحديدمقدمة ابن خلدون وكتاب العبر لما ي

دف أو ذاك ويبدي رأيه حـول واالقتصادي أيضا ال يتخذ قرار إال على أساس الوسائل اليت استعملها لبلوغ هذا اهل تطور متطلبات النظام واهلياكل املوجودة، وعلى أية حال فاالقتصادي ال يقرر األهداف املراد الوصـول إليهـا ألن القـرار

. السياسي ال يعود إليه بل إىل السياسيني، الذين يقررون بأنفسهم أهدافهم

صاد يرون من الضروري إبطال الفرضيات اخلارجية عن إعـداد فبالنسبة لالقتصاديني املدافعني عن وضعية علم االقت .النماذج الرياضية ذات الطبيعة الرياضية

II-2 .الفريق القائل بقيمية علم االقتصاد:

من اخلطأ أن نتصور أن دراسة سلوك األفراد كما هو دون أن يتدخل يف مساره، ودون أن يصدر عليـه حكمـا هذا التصور يكمن يف أن سلوك اإلنسان الواقع حتت تأثري وضـغط النظـام أو املـذهب شخصيا أو قيميا؛ ووجه اخلطأ يف

.االجتماعي إمنا خيفي يف طياته افتراضات حكمية أو قيمية مسبقة هي اليت قام عليها ذلك النظام أو املذهب

من غري اجلائز اإلدعاء رغم أا من القائلني بوضعية علم االقتصاد تقرر أنه Mrs Robinsonيف هذا املعىن تقول بأننا نستطيع أن نناقش املشكالت اإلنسانية دون أن ندخل يف اعتبارنا القيم األخالقية، وال شك أن كالم الباحثة ينطبق متاما

.على علم االقتصادية إن أية نظرية اقتصادية ال ميكن أن تكون خالية من الصيغة العقائد Arthul Smithiersيف نفس املعىن يقول

واإليديولوجية وهذا يصدق بطبيعة احلال على النظريات الوضعية املعاصرة ويهيب هذا الباحث باالقتصاديني أن يكفوا عـن وذلك مبحاولة عزله عن القيم وحبسه يف قفص التحليل ارد بـل إن -علميا -حماوالت ال طائل من ورائها جلعل االقتصاد

أن أية نظرية اقتصادية ال ميكن أن تكون مربأة مـن ملسـات عقائديـة : "القيم ويقول النظرية االقتصادية نفسها ال ختلو من . إيديولوجية وأن وضع حد فاصل مميز من التحليل ومن معطياته حلساسية أمر صعب االلتزام به

تـها يطرح التساؤالت الشائكة اليت طاملا حاول عدد من االقتصاديني التهرب مـن مواجه Robert Heilbronerأما مباشرة، ويعلن منذ البداية بأن مهمته تنحصر يف ختطئة مفهوم حياول البعض إقحامه يف علم االقتصاد وهو أن مهمـة العلـم تنحصر يف تعريف أو شرح أو توضيح األشياء اليت توجد مستقلة بذاا عن قيم االجتاهات اليت يعتنقها املالحظ احمللـل أي أن

.وليس ملا جيب أن يكونالعلم هو دراسة كما هو كائن ال ميكن أن يكون خاليا بشكل كامل من االعتبارات القيميـة أو Helbornerإن التحليل االقتصادي كما يراه

األحكام املنهجية، ويستطرد قائال إن وجود األحكام القيمية أي على أساس القيم ليس عيبا يف علم االقتصاد بل على العكس وجيب أن نعترف بأن القيم الزمة وتعترب جزءا ال ينفصم عن عملية البحث االجتماعي، ذلك ألن إن وجودها يعين االقتصاد

عالقة الباحث االجتماعي باملوضوعات اليت يناقشها ليست عالقة جامدة صماء منا هي احلال بالنسبة لعالقة الباحث يف العلوم ي ال يتفق وال جيب أن يتفق مع سلوك عقرب البوصلة إذ أن الطبيعية مع موضوعاته، إن سلوك الوحدات يف التحليل االجتماع

من خصائص الوحدات االجتماعية االختبار واإلحساس بالذات واإلدراك والفرضية واملزاجية كذلك، وهذه اخلصائص هـي .مرا يف غاية الصعوبةاليت تتطلب أن يكون التحليل االقتصادي مثقال باألحكام القيمية وهي اليت جتعل التنبؤ بالسلوك اإلنساين أ

الذي وقع لفترة من الزمن حتت وطأة سحر علم االقتصاد البحث وتبين Gunnar Myrdalمن نفس املنطلقات يتراجع يتخلـل " يقول"ففي مقدمة الترمجة االجنليزية لكتابه العنصر السياسي يف النظرية االقتصادية Robbinsموقفا مماثال ملوقف

أننا إذا ختلصنا كلية من العناصر الغيبية فإنه سيتوفر لنا بعد كيان صحي من النظرية االقتصادية الوضعية كتايب هذا فكرة تدعي تلك النظرية اليت تتمتع باستقالل تام عن كل القيم لكن هذا االعتقاد الضمين املستمر الذي يدعي بأن هناك معرفة علمية ميكن

.اتاستخالصها بصورة مستقلة عن القيم واالعتبارإىل نفس املوضوع ويطرح رأيه بصراحة كاملـة يف " مريدال"هذا االعتقاد كما أراه اآلن مفرط يف السذاجة ويعود

إن االعتراف بأن أفكارنا يف جوهرها حبلى بالقيم معناه أا غري قابلة للتعريف والتحديد إال مـن : "كتاباته الالحقة إذ يقول

إا متثل اخللفيـات املثاليـة . الثقة العلمية تستدعي أن تعلن وتربز هذه القيم بوضوح إن مقتضيات. خالل تقييمات سياسيةللتحليل العلمي وخالفا لالعتقاد السائد فإن هذه اخللفيات املثالية ليست الزمة للوصول إىل نتائج عملية فحسب أي رسـم

.سياسات اقتصادية، بل إن التحليل النظري نفسه يعتمد بالضرورة عليها

III - الف بني دعاة النمدجة ودعاة األخلقة لعلم االقتصاداخل مسح:

ميثل االهتمام بالعالقة اليت ميكن أن تنشأ وتتطور بني علم االقتصاد احلديث واألخالق، أحد القضايا الشائكة قـدميا ه أصبحت تثري نقاشات عميقـة بـني وحديثا ملا هلذه القضية من أمهية بالغة، ما انفكت تتعاظم، يوما بعد يوم، واملسألة هذ

مفكرين وباحثني اقتصاديني من مؤيد إلدماج العنصر األخالقي كأحد املتغريات يف التحليل االقتصادي، والـرافض لـذلك؛ واألمر هذا ليس سهال وميسرا، بل إن إدماج العنصر األخالقي يستلزم إجياد آليات وأدوات جتسد تطبيق األخالق ميدانيا يف

دورها الرياضي واهلندسي عن طريق استنباط تصـورات la modélisationالقتصادي؛ وبالتايل تلعب النمذجة احلقل ايف إطار عملية وظيفية متبادلة األثر والتأثري ليتسىن ) أي األخالق واالقتصاد(ومقاربات أو إسقاطات تفاعل املزج بني املفهومني

التجربة املاليزية كانت سباقة يف هذا اال عندما خصصت يف اخلطة التنمويـة استغالهلا على املستوى اجلزئي والكلي، ولعل .فصال كامال حتت عنوان إدماج القيم األخالقية يف إدارة األعمال 2020لسنة

إن التوصل إىل مناذج اقتصادية موظفة للعنصر األخالقي، سوف يرفع من نسبة األداء االقتصادي، وحيسن آليـات الثروة، وخيفف من حدة االختالالت االجتماعية، وحياصر ظاهرة الفقر وااعة ويبدأ يف استئصال كل أنـواع توزيع وإنتاج

لقأخاجلرمية االقتصادية، وتتحول العقالنية االقتصادية إىل سلوك اقتصادي م.

قتصاد وفلسـفة األخـالق إن حتقيق هذه األهداف جيعل استدراك التباعد والتنافر الذي ما انفك يعمق بني علم اال .والذي قد يشكل إثراء كبريا للنظرية االقتصادية

لكن ولألسف رغم سلسلة املآسي واآلفات االقتصادية اليت عرفها اتمع البشري قدميا وحديثا بسبب البعـد عـن واالتصال بني األخالق األخالق، جند عدد كبري من رواد الفكر االقتصادي ما زالوا مصرين وبشكل قطعي على رفض التفاعل

..وعلم االقتصادألنه يف تقديرهم هي عملة غري جمدية لذلك ما زالت كتابام متيل للمقاالت يف استخدام التقنيات الرياضية يف مجيع

. القضايا االقتصاديةة صعبة داخل عالقات وال ميكن إنكار اهودات املعتربة اليت بدهلا دعاة هذا االجتاه من أجل حل مشاكل فنية عديد

اقتصادية حبتة مثل املسائل املتعلقة بأداء السوق لوظائفها، ودراسة مبدأ األمثلية داخل املؤسسة االقتصادية، ومشاكل التـوازن ، Econométrieالعام، وتوازن املستهلك وتأثري العوامل االقتصادية على بعضها البعض اليت يدرسها االقتصاد القياسـي

هندسية ولوجستية تعتمد يف جوهرها على تثبيت عوامل معينة ودراسة تأثري عوامل أخـرى علـى الظـاهرة كلها مقاربات .املدروسة

لتقدمه كرائد يف جمال 17 يف القرن W.Pettyولقد جاءت اإلسهامات األوىل اليت تصب يف هذا االجتاه على يد يت تصب يف االجتاهني معا حيث بدأنا نلمس كلتا الوجهتني، أي املقاربة االقتصاد الرقمي الرياضي مث توالت بعد اإلسهامات ال

.الرياضية واملقاربة األخالقية لعنصرين أساسيني يف التحليل االقتصاديهكذا بدأنا نلمس إدماج البعد األخالقي بنسب متفاوتة يف كتابات كبار االقتصاديني فنجدها بشيء من التفصيل يف A. Smith8 J. S MILLمسامهات الذين اهتمـوا بتكـريس Leonel Robbins9و Leon walrasو David Ricardoعلى عكس

.املقاربة اهلندسية يف علم االقتصاد ودافعوا عنها بشدة

.وكان أيضا موضوع علم االقتصاد لفترة طويلة يعتبر كفرع من فروع علم األخالق Glusconبروفيسور في فلسفة األخالق في جامعة A. Smith شغل -8

ولعل شغوف االقتصاديني اللذين تبعوهم باملقاربة الكمية جعلهم ينشغلون ا بشكل ملفت لالنتباه على حنو جعل حون بإمكانية قياس كل املنافع بالطرق احلسابية الرياضية عن طريق ما يعرف بالتحليل احلدي؛ رغم ذلك فـإن احلديون يصر

قد أحدث فجوة فكرية كبرية يف الفكر النيوكالسيكي ميسامهاته يف اإلصالح االجتماعي اليت Jeavonsاالقتصادي احلدي ، والذي جاء فيه إن الدولة خمولة الختاذ the state in relation to Labourظهرت يف كتابه عالقة الدولة بالعمل

أي إجراء أو إصدار قانون يف سبيل رفع مستوى السعادة للمجموع الكلي من الناس ولكن على شرط أال يكون لسياسـتها .عواقب غري مرغوبة فيما بعد

ن توضع قيود على مبدأ احلريـة مسألة احلرية على املستوى االجتماعي حيث يرى أنه البد أ Jeavonsأثار أيضا .حىت ال تستفيد طبقة أو جمموعة على حساب طبقة أو جمموعة أخرى داخل اتمع Laissez- faireاملطلقة

ألول مرة يف تاريخ الفكر الليربايل ليقف إىل جانب الطبقة العاملة حيث مل يهاجم االحتـادات Jeavonsتعرض .ت إال رد فعل للظلم الذي تتعرض له أثناء ممارسة أعماهلاالعمالية، بل يقرر أن تصرفام ليس

مما سبق نستدل على أن رغم اعتماد النظرية الوضعية على تكريس البعد الكمي القائم على أساسا الرياضيات إال أا أن الثمن الذي يتكون تنطوي على قدر كبري من القيمية األخالقية، وعلى سبيل املثال تقوم نظرية القيمة املعاصرة على أساس

يف سوق املنافسة التامة إمنا يتكون على حنو موضوعني إذ ال دخل إلرادة اإلنسان بعينه يف حتديده وبالتايل فإنه ميثـل القيمـة .احلقيقية للسلعة وهذا الكالم ينطوي على مغالطة واضحة

املنفعة، وهذه مسألة شخصية يقدرها فالثمن يتكون يف السوق حتت تأثري عوامل العرض والطلب، والطلب يتحدد ب .10ويقررها املستهلك نفسه

فاملنفعة متغرية ختتلف من شخص آلخر وتتغري باختالف ظروف الزمان واملكان واألذواق وحىت املعتقدات واألخالق شخص آخـر فمثال هناك من يرى أن بعض السلع هلا منفعة كبرية عند استهالكها نفس السلعة ليس هلا اعتبار وتقدير لدى

العتبارات عقائدية فاخلمر مثال هلا أيضا قيمة تبادلية واستعمالية معتربة عند بعض املستهلكني وال تساوي شيء عند مستهلكني .آخرين وهذا ما يؤكد أمهية العقائد والثقافات واألخالق يف مجيع العمليات االقتصادية

يف علم االقتصـاد، ولعـل ) الرياضية واألخالقية(والقيمية أو من هذا املنطلق تربز أمهية تكامل املقاربتني الوضعيةاالعتماد املتبادل يف فهم املسائل االقتصادية واألخالقية ميكن أن يكون ذو أمهية بالغة يف إجياد احللول لـبعض اإلشـكاالت

.االقتصادية اليت حتدث على املستوى اجلزئي والكلي

وخنلص للقول أن املقاربة األخالقية ال مل الوسائل الكمية الرياضية ألن وهذا ما يؤكد عمق االتصال بني األصلني .كل مقاربة هلا قدرة اإلقناع اخلاصة ا

على هذا األساس ميكن اادلة من منطلقات واقعية على أن السلوك الفعلي لألفراد يتأثر باالعتبـارات األخالقيـة ذا التأثري النظرية االقتصادية مهما حاولنا فيها التمـاس التجـرد مـن البعـد والقناعات الروحية وبطبيعة احلال لن يستثين ه

.األخالقي

IV - دور املصفاة األخالقية يف التحليل االقتصادي:

االقتصادية تكمن أساسا يف املصادقة اجلماعية اليت يوفرها الدين للقيم األخالقية، مبا -مبا أن أمهية الدين االجتماعية االقتصادية والسياسية، فقد كان فقدان السند الديين للقيم مأساة كبرية، -العفوي كأساس للقرارات االجتماعيةيضمن قبوهلا

Essay on the nature and significance of Economic sciaceفي كتابه L. Robbinsيثير -9

ا البعض، فإنه بأنه ال يبدو من الممكن منطقيا أن نوحد ذهنيا الموضوعين علم االقتصاد وعلم األخالق بأية صيغة أو شكل ولكن مجرد وضعهما بجانب بعضهم . بعيد كان يتبنى موقفا لم يكن دارجا ومألوفا حينذاك بالرغم من أنه مألوف اآلن وإلى حد

.26، ص 1986، أبرل 57حسين غانم، حسم الخالف حول طبيعة علم االقتصاد، مجلة االقتصاد اإلسالمي، العدد -10

أي آلية الصطفاء القيم وحتديد األولويات تكون مقبولـة علـى (وأصبح اتمع حمروما من آلية تصفية متفق عليها اجتماعيا ).الصعيد االجتماعي

ملصلحة الذاتية واألسعار واألرباح بوصفها املعايري اإلنسانية لتخصيص وتوزيـع املـوارد وصارت آلية التصفية هي اومع أن الضمري الفردي املغروس يف أعماق النفس البشرية قد يكون باقيا ليعمل . وحتقيق املساواة بني إمجايل العرض والطلب

صفاة األخالقية املقبولة على الصعيد االجتماعي والالزمة بصفة مصفاة أخالقية على صعيد الفرد، فإنه ال يكفي ألداء مهمة امل .لتحقيق االنسجام بني املصلحة الذاتية للفرد واملصلحة االجتماعية

فإذا ما أخذنا باالعتبار األحجام عن استخدام املصفاة األخالقية اليت توفرها األحكام القيمية املسـتندة لألخـالق، عي الذي يعمقه الدين، فإنه من املتعذر حتقيق حلم جمتمع ما يكون فيه الناس إخوة يرجعون وضعف الشعور بااللتزام االجتما

إىل خالق واحد هو اهللا، وحيث ال تستخدم املوارد النادرة لتلبية حاجات اجلميع فحسب بل تستخدم أيضا إلجياد توزيع عادل سعة للتاريخ، أنه ال ميكن حتقيق السمو األخالقي حبق، بعد الدراسة الوا Toynbeeو Durantللدخل والثروة وقد خلص

. والتضامن االجتماعي بدون التأييد األخالقي الذي يوفره الدين

أن األديان تلني إىل تعزيز الشعور بااللتزام األخالقي بدال من تقويضه لدى أتباع تلك األديان Toynbeeويؤكد وهي حقيقة تنطوي على الفكرة املقابلة بأنه إذا ما غفلت األسرة البشرية وأن أخوة البشر تفترض باألصل أن اخللق عيال اهللا

.11بني البشر) التماسك(عن اهللا سبحانه فلن تستطيع إجياد رابطة بديلة بشرية حمض تكفي حبد ذاا لإليالف

زمننا تمع اليوجد مثال هام يف التاريخ، قبل" أيضا بقوة أنه ) will and Ariel Durant(والحظ املؤلفان . جنح يف احملافظة على احلياة األخالقية بدون عون من الدين

:االهتمام املتزايد بتأكيد ضرورة احترام األخالق يف التصرف االقتصادي-

إن حمور االهتمام يتركز على مادة أصـبحت تـدرس يف . يربز هذا االهتمام بأشكال خمتلفة يف الدول األكثر تقدما . Business ethicsأي " أخالقيات األعمال االقتصادية: "ت عنوانبعض اجلامعات حت

ويف احلقيقة أن هذا االجتاه حيل حمل الفراغ الكبري الذي أحدثه زوال الفكر النقدي وانكفاء العلوم االقتصادية علـى ية رجال األعمال وكبار مـوظفي ويهدف هذا االجتاه إىل توع. ذاا وعلى األساليب الكمية الرياضية الشكلية املهيمنة عليها

الشركات اخلاصة بأن العمل االقتصادي له طابع اجتماعي وهو يؤدي وظيفة جوهرية يف اتمع، ولذلك ال ميكن هلذا العمل .أن جيري يف الفراغ األخالقي وأن يسيء إىل بعض فئات املواطنني أو إىل املسامهني املمولني للشركات مثال أو إىل سالمة البيئة

يف االقتصاد وتدخلها ملنع إساءة التصرف يف اال االقتصادي، فإن اللجوء إىل مفهوم 12ويف غياب االتفاق على دور الدولةاألخالق واألدب يصبح السالح الوحيد يف أيدي من يريد اإلصالح وجلم امليل الطبيعي عند اإلنسان يف استغالل كل الفرص

.حساب سائر فئات املواطنني االقتصادية لإلثراء السريع ولو على

واحلقيقة إن هذا االجتاه يكمل اجتاها آخر كائنا بشكل خاص يف الرأمسالية األمريكية، وهو يتجسد يف تقاليد عريقة يف احلؤول دون حتول نظام احلرية االقتصادية إىل رأمسالية وحشية الطابع، وذلك عرب مكافحة التصرفات االحتكارية أو عرب زيادة

ة السوق من ناحية توفر املعلومات الصادقة للمواطنني قبل االجنرار إىل شراء أسهم أو سندات يف السوق املاليـة مـثال شفافيواحملاكم يف أمريكا مشهورة بقوة تدخلها يف كل نواحي احلياة االقتصادية لتأمني التصرف األخالقي يف عامل االقتصاد واملال يف

.يفة احلرة اليت جيب أن تسود يف اال االقتصاديإطار مفهوم متطور للمنافسة الشر

11- Arnold Toynbec, A study of History, p 495

.مرجع سابق 54نقال عن اإلسالم والتحدي االقتصادي لـ محمد عمر شبرا، ص قيادة الحياة االقتصادية وأدائها لبعض السياسات التي تصب في تحقيق العدالة االجتماعية كضمان النقل والتعليم والوقاية الصحية لقد فتح تراجع الدولة عن - 12

.معاناةبأسعار مدعمة وزهيدة، فتح الباب على مصراعيه لهيمنة قوى السوق واالحتكار على ضروريات الحياة، وهو ما جعل الفئات الفقيرة في أشد ال

وكما نعلم، فإن الساحة األمريكية شهدت يف السنوات األخرية تعاظم احلركات من أجل احلفاظ على البيئة ومـن أجل حتقيق الشفافية يف حسابات الشركات واملصارف واملؤسسات املدرجة أسهمها على البورصة والـدفاع عـن حقـوق

وكذلك من أجل محاية املستهلك من املنتوجات املسيئة إىل الصحة، وهذا االجتاه هو نابع من تنازل الدولـة عـن املسامهني،دورها التقليدي يف التنظيم والضبط واملراقبة واحلماية يف اال االقتصادي واالجتماعي، وذلك حتت الضربات املتتالية للفلسفة

وحنن نتوقع املزيد من تصاعد تلـك احلركـات يف . االقتصاد كما يف األمور االجتماعية الليربالية اجلديدة يف السياسة كما يفواجلدير باملالحظة أننا جند نفس االجتاه يف أوربا وهو برز أوال يف إيطاليا عرب حتـرك األجهـزة . استمرار غياب دور الدولة

افيا أو بعض رجال األعمال املستغلني لصداقتهم مع القضائية ضد فساد رجال السياسة وسوء استغالل النفوذ أو عالقتهم باملوانتقلت احلركة ذاا إىل فرنسا حيث برز القضاة يف السنني األخرية كقوة ردع ال يسـتهان ـا يف جمـال . رجال السياسة

ل القيمني عليها األخالق االقتصادية واملالية ويف جمال مكافحة سوء استعمال أموال وممتلكات الشركات العامة واخلاصة من قبكما تشهد تطورا يف التشريعات االقتصـادية ). abus de bien sociaux(ملصلحتهم أو ملصلحة كبار رجال السياسة

كما حصل يف فرنسا يف اال املصريف مع القانون الذي (حلماية حقوق املواطنني الذين قد يتعرضون إىل االبتزاز واالستغالل لفعلية اليت ميكن أن تطبقها املصارف جتاه عمالئها ومع اإلجراءات املتخذة إلعادة النظر يف الفوائد حدد احلد األقصى للفائدة ا

).احململة إىل الفئات غري املقتدرة

وإذا البد من أن نثين على مثل هذه االجتاهات، يتوجب علينا استغراب فراغ أساس العلوم االقتصادية كما تطورت .من أي منحى يأخذ بعني االعتبار هذه اجلوانب اجلوهرية من احلياة االقتصاديةيف العقود الثالثة األخرية

V-1 .السلوك االقتصادي والعواطف األخالقية:

من املعروف أن علم االقتصاد يهتم بأناس حقيقيني، ومن الصعب تصديق أن الناس احلقيقيني لديهم القـدرة علـى عنه االستبطان الذايت والذي يعرب عنه التساؤل الذي طرحه سقراط وهـو التخلص من سطوة املشاعر واألحاسيس أو ما يعرب

كيف جيب أن يعيش املرء؟ وهو سؤال حمفز أساسي لعلم اخلالق، وهل ميكن للناس الذين يدرسهم علم االقتصاد أن يكونـوا الكمية اليت عزيت إليهم من قبل فعال غري متأثرين إىل حد بعيد ذا السؤال املرن وأن ينغرزوا على حنو حصري يف الدراسات

.علم االقتصاد احلديث ؟

ومثة معطية أخرى أساسية من التناقض بني الطابع املستبعد لعلم األخالق املطبق يف علم االقتصاد احلديث وبني تطور خالق؟ أبو علم االقتصاد احلديث بروفيسور يف فلسفة األ Adam Smithاالقتصاد كفرع من علم األخالق، أو مل يكن

وإىل عهد كجزء قريب جلزء من متطلبـات Cambridgeبل إن علم االقتصاد بذاته يبقى ولفترة طويلة يدرس يف جامعة .درجة الشرف يف علم األخالق

إن علم االقتصاد على الرغم من أنه يرتبط مباشرة مبتابعة والسعي وراء الثروة، يرتبط على مستوى أعمق باملواضيع قدير أمهية أهداف رئيسية أكثر، فإذا كانت حياة صناعة املال ومجعه هي واحدة يباشرها املرء بتأثري دافـع األخرى ويتضمن ت

غريزي ال يقاوم فإن آليات مجعها ختتلف من فرد آلخر، فقد ال يقف أحدهم عند أي اعتبار على أساس أن املال ال تنبعث منه ا يرى آخرون ضرورة مجع املال على شرط حتري األساليب والطرق اليت تتفق مـع مبـادئهم ومعتقـدام بينم 13أية رائحة .وأخالقهم

والثروة على حنو واضح ليست هي اخلري الذي نسعى إليه يف حد ذاته ألا تتحول إىل وسيلة خري أو شر يف أيـدي األخالق؛ مادام أن استعمال الثروة يغلب عليه السلوك الداخلي مالكيها، وبذلك يرتبط علم االقتصاد يف النهاية مبوضوع علم

.للبشر

13- L'argent n'a pas d'odeur.

فال يوجد جمال يف كل هذا لفصل موضوع علم االقتصاد عن موضوع علم األخالق، ونستنتج من هـذه املقاربـة "Approche" بطة بالسـؤال مسألتني أساسيتني على حنو استثنائي بالنسبة لعلم االقتصاد؛ أوال هناك مسألة اإلنسان املرت

األخالقي على حنو عام كيف جيب أن يعيش؟ واملسألة الثانية تتعلق باحلكم بشأن اإلجناز االجتماعي وربطها بغاية حتقيق اخلري .ألجل اإلنسان، ويكون األمر جديرا بالثناء إذا مت حتقيق اخلري للمجموعة البشرية

األخالق، أصبح غري قابل لالختزال أو االسـتغناء عنـه ن األصل األول من أصلي علم االقتصاد الذي ارتبط بعلمإباعتباره يسعى لتحقيق غايات نبيلة يف معظم األحيان، أما األصل الثاين املرتبط باملقاربة اهلندسية والذي مت تطويره على يـد

ض بالبحث إىل الطابع ينتهي إىل حبث أمناط معرفة أكثر عملية لكنها تفتقر إىل التعر Leon Walrasمهندسني فعليني مثل .الودي، الطيب، واخلري الذي ميكن استغالله كعواطف إجيابية يف سلوك اإلنسان االقتصادي

وبالطبع فإن التساؤالت اليت تثريها وجهة النظر املرتبطة بعلم األخالق عن الدافع الذايت للخري الكـامن يف الـنفس ولكن يف الوقت نفسه فإنه من املستحيل أن ننكر املقاربة اهلندسية 14حلديثالبشرية البد أن جتد مكانا مهما يف علم االقتصاد ا

ألنه لديها الكثري مما تقدمه إىل علم االقتصاد احلديث، غري أن املقاربة اهلندسية قد طغت على حبوث علم االقتصاد احلديث مما .خانة العلوم الدقيقةحدا ببعض االقتصاديني أن يصرحوا إمكانية تصنيف هذا النوع من املعرفة يف

واملالحظة اجلديرة باالهتمام تتعلق باخلسارة الناجتة عن زيادة اتساع املسافة بني االقتصاد واألخالق وما خلفته مـن .آثار سيئة على هذا العلم، لذلك جاءت ردة فعل قوية تطالب بضرورة العودة إلدماج األخالق يف علم االقتصاد احلديث

االقتصاد السياسي قد مثل يف النظار الرأمسايل والنظام االشتراكي الرافدان األساسيان إلثرائـه وال أحد ينكر أن علمونظريات التجارة الدولية والريـع Adam Smithوتطويره وتقدمي البحوث املستفيضة فيه من خالل نظريات القيمة لـ

من عمالقة علم االقتصاد الذين كان وغريهم Karl Marxونظريات فائض القيمة لـ David Ricardoالفرقي لـ هلم التفاتات قيمة حول طبيعة علم االقتصاد وعالقته بالعلوم األخرى ومنها العلوم األخالقية باعتبارهـا تضـفي املصـداقية

. واإلنسانية على بقية العلوم األخرى

.أمهية املوائمة بني األخالقيات وإدارة األعمال: الفصل الثاين

متهيد

بح الفكر االقتصادي مييز بني املؤسسات املتنصلة من مسؤولياا األخالقية واالجتماعية عن تلك اليت يثقون لقد أص ومتنحهم األمان واالطمئنان وتفي بالتزاماا وهي سلوكات متثل قمة املعامالت األخالقية، لذلك ففرص التداخل ونقط 15فيها

Leي التدبريي أو ما يصطلح عليه إدارة األعمـال يف املصـطلح االقتصـادي التقاطع بني احملور األخالقي واحملور التسيري

management، ،يرتكز على مبدأ العالقة بني القيادة العليا والعاملني يف وضع السياسات واخلطط تبعا ملتغريات البيئـةعاد عن أي أذى حمتمل، ودعم مدخل وتزويد العاملني باالجتاهات واملداخل األخالقية، عن طريق التدريب والتعلم لغرض االبت

العدالة، وااللتزام بالواجبات وبالصالحيات واملمارسة احلسنة، وإشراك املوردين، ورجال التسويق وكل العـاملني بقـرارات النوعية بتوفري اإلمكانيات والتسهيالت الالزمة للعمل ومشاركة كافة العاملني يف عمليات التخطـيط ووضـع األهـداف

.يف العمل وحتري املصداقية واحترام اآلراء لطلبات اجلمهور بإعالمهم وتوجيههم بكل شفافيةواإلنصاف

سابها ونسب على الرغم من أن المقاربة الرياضية أو الهندسية الرقمية تفيدنا باإلحصائيات والدراسات الكمية من تطور ظاهرة الفقر ودرجة قياسها وح - 14

أننا نلتجئ في غالب األحيان إلى استجداء ذوي الثروات المتضررين منها وتتوصل هذه الدراسات إلى استنتاج معادالت وموديالت ونماذج إحصائية وقياسية إالعد اإلنساني وأصحاب األموال ونستعطفهم فنخاطب فيهم العواطف األخالقية التي تأمرهم وتسترقق قلوبهم لبذل أموالهم وتقديم المساعدات للمساهمة بالب

.واألخالقي في تخطي هذه األزمات ذات الطابع االقتصادي15 - Problèmes Economiques, hebdomadaire N=02778, 2/10/2002, P 16, L′éthique est devenue un outil majeur de

management, Entretien avec Patrick du Besset par L′aurence Marchal

املميزات الطبيعية أو املكتسبة يؤكد على مبـدأ التعـاون أما بالنسبة للعمال فمدخل حتقيق العدالة يف إطار جمموعة د، ومعاقبة املتكاسل، الغري مستعد لتحسني مستواه العملي ومتييز العاملني كحق االفتخار واالعتزاز ومكافأة املبتكر اجلاد وا

والتعاملي الداعي إىل التكيف مع تكريس النوعية الشاملة أخالقيا وإنتاجيا ونشر الثقة املتبادلة مع كل اجلهات والتفاهم بـني احلسنة من خالل بدل السـلوك األقسام والوحدات اإلنتاجية واإلدارية، والتسويقية من أجل حل كل املشاكل بأداء اخلدمة

جتنبها كل أساليب الغش واالحتيال مع ...والتصرفات اليت تعظم متوقع املؤسسة يف السوق أخالقيا وماليا ومردودية إنتاجية، اخلحيث يوضح أصحاب املصلحة بالنسبة للشركة وارتباطام ) 1(مجيع مكونات حميطها االقتصادي كما يظهر يف الشكل رقم

.ا )1(كل رقم الش

.يوضح أصحاب املصلحة بالنسبة للشركة ومصاحلهم املتوقعة

Source: Roger Bennett (1996): Corporate Strategy and Business Planning, Pitman Publishing, London, p 34.

ديدة يف الواليـات لقد أصبحت األخالقيات أحد األدوات املهمة يف إدارة األعمال بعدما ظهرت هذه الطريقة اجل

املتحدة األمريكية، بدأت تعرف انتشارا واسعا يف الدول املتقدمة الباقية وهي تفرض نفسها بقوة مع بروز ما يعرف باجلرميـة االقتصادية واستفحاهلا على مجيع األصعدة وأصبح عامل املال واألعمال واالقتصاد مطالب منذ أكثر من أي وقت مضـى أن

بادئ األخالقية ومبادئ التسيري ومجع الثروة وتوزيعها، يف هذا السياق توصل االحتاد األوريب إىل تأسيس جيمع ويصاحل بني املفلم يعد بوسـع أي مؤسسـة " Le cercle Européen des déontologues"الدائرة األوربية خلرباء األخالق

عن براجمها وخططها حتت ضغط تطلعـات احلمـالت اقتصادية يف الدول املتقدمة أن تغفل أو مل السلوكيات األخالقية اإلعالمية وإحلاح املستهلكني وترقب املسامهني فهؤالء املتشاركني مع املؤسسة يراقبون حبذر ما مدى اتساق وتطابق تصرحيات

سات تشـريف وخطب املسريين ومدراء املنظمات مع الوقائع والنتائج احملققة ميدانيا، هذه املعطيات اليت أصبحت تلزم املؤسوعودها تندرج ضمن السلوكيات األخالقية املؤسسية وأي احنراف عنها أو عدم اإليفاء ا تفقد املنظمـة مبوجبـه موقعهـا

.التنافسي وقدرا التحويلية وبالتايل اإلنتاجية حبكم سحب املسامهني ألمواهلم

I - أخالقيات املؤسسات واملزايا التنافسية:

سية األخالقية أحد االنشغاالت الرئيسية لدى املؤسسات واملنظمات املعاصرة وخاصة يف واقـع ميثل موضوع التناف األسواق احمللية والعاملية اليت تسعى فيها املنظمات إىل البقاء واالستمرار من خالل امتالك امليزات التنافسية ذات البعد األخالقي

.شاركني أو املتعاملني مع املنظماتسواء اجتاه الزبائن أو العاملني أو أية جهة من املإن اهلدوء واالعتقاد الراسخ يف ضرورة اإلصالح واملنفعة املتبادلة وشرعية التصرفات االقتصادية واملالية والتجاريـة،

ون واعتماد مبادئ املسؤولية االجتماعية متثل مداخل أساسية للتوجهات األخالقية ملنظمات األعمال، كما أن أخالقيات العاملوالقيادة واهلياكل واألنظمة األخالقية تؤثر يف امتالك املنظمة لقدرات ومزايا اإليفاء مبتطلبات زبائنها وهو ما يعـد األسـاس

.النظري لتقدمي أساليب الربط بني أبعاد املنظمة األخالقية واملزايا التنافسيةاألعمال واملال واالقتصاد تشهد يف الوقت احلاضـر، مما ال خيتلف عليه اثنان من أهل التخصص أو غريهم، أن بيئة

الكثري من اخلروفات االقتصادية املتنافية مع األخالق واألعراف وحىت القوانني املعمول ا، واليت نتجت عن ضعف االهتمـام لتفكري باحملددات والرمـوز باملعايري األخالقية يف ممارسات الكثري من املنظمات ألنشطتها واالبتعاد نوعا ما عن النظر أو حىت ا

األخالقية، فضال عن انتشار األعمال اإللكترونية اليت تعتمد إىل حد كبري على األنترنيت وما صاحبه من خروقات أخالقيـة كبرية ومتزايدة لكون الشبكة الدولية حيزا أو مرفأ غري خاضع للقانون، وما حيصل فيها من أعمال يوصف الكثري منها بأـا

ردة من املبادئ، كل تلك التجاوزات أثارت اهتمام املهتمني بضرورة التفكري بالطرق املناسبة لضمان سيادة األبعـاد أعمال جمواملقومات األخالقية، مما دفعها إىل التفكري بضرورة عوملة براجمها األخالقية وتعظيم األسس األخالقية القريبة مـن أعماهلـا؛

بيئة األعمال بواسطة جمموعة مزايا تنافسية تعتمد املقومات األخالقية كتسليم الزبـائن وذلك سعيا للتكيف وضمان البقاء يف حاجام اليت يستحقوا وتزويدهم مبنتوجات مأمونة، ومعلومات دقيقة بشكل يتماشى مع مضامني العمل األخالقي بشـكل

ألخالقية معيارا مييزها يف ميدان تنـافس شـديد جيعل الزبائن مطمئنني ومقتنعني من أن هذه املنظمة قد اختذت من األبعاد ا .وبشكل يضمن دميومة تعامل الزبائن معها

I-1 .املزايا التنافسية األخالقية:

توجهت جهود الباحثني يف هذا اال حنو حتديد ما مييز املنظمة أو املؤسسة األخالقية عن نقيضها من املؤسسات، خالقية من املؤسسات أو اهليئات املتميزة باالستقامة األخالقية العاليـة والـيت متتلـك فقد أشار البعض إىل أن املنظمات األ

:خصائص متميزة تتمثل يف النقاط األساسية التالية .احتفاظ املؤسسة برؤية واضحة عن االستقامة حنو اجلهات اخلارجية -* .حتديد أنظمة املكافأة والتشجيع طبقا لرؤية االستقامة يف املؤسسة -* .تسود املنظمة ثقافة اختاذ القرارات اإلدارية املتضمنة أبعادا أخالقية -* .الوصول إىل إمجاع وائتالف مينع الصراع بني القيم اليت حيملها املشاركون -*

:مبادئ أخرى أساسية كمواصفات للمنظمة األخالقية وهي 04ويف االجتاه ذاته هناك من يضيف ليا مع املشاركني، وإن القاعدة األساسية هلذا النوع من املنظمات هي القيام بتنفيذ كل ما هو جيد إا هادئة يف تفاعلها داخ*

.لتلك األطراف كجزء من اجلودة اخلاصة اليت متتلكها .تركز على مسألة جوهرية تتمثل يف أن اآلخرين ينتفعون منها مثلما تنتفع هي من اآلخرين -*مجاعية، وتنشأ بتفويض األفراد للمسؤولية الفردية عن األعمال اليت يقومون ـا، وتكمـن املسؤولية فيها فردية وليست -*

.القاعدة األساسية هلذا النوع من املنظمات يف هذا اال يف شرعية أن األفراد مسؤولني عن أنفسهمالسليم للعمليات اليت ميارسـها إا ترى أن أنشطتها تتم يف إطار األغراض احملددة سلفا، وإن هذه األغراض هي الطريق -*

.األعضاء الذين ميتلكون القيم العالية كما أن هذه األغراض تستخدم لتحديد موقع املنظمة يف بيئتها

فاملنظمات أو املؤسسات ذات اخلصائص احملددة أعاله ميكن أن توصف بأا أخالقية ألا تركز يف ذلك على ضمان .خمتلف جوانب بنائها األبعاد واملبادئ األخالقية يف

: األخالقيات الفردية. 1-1-1

وميثل املدراء ورؤساء شركات الفئات الرئيسية من األفراد املكونني لألساس األول من أسس املنظمة األخالقية، وهنا لك لثقة بقية جيب اإلشارة إىل أمهية اتصاف هؤالء بالصدق واالستقامة وأن تنعكس تلك السمات يف قرارام وسلوكيام، وذ

األفراد من داخل وخارج املنظمة باملدراء كوم أداة لتنفيذ املعايري األخالقية، واملعاملة الصـادقة، ويكونـون أخالقيـون يف ويترتب عن ذلك حتديـد . تعامالم العادلة مع اآلخرين، وهم الذين يبذلون اجلهود للوصول إىل مستويات أخالقية متطورة

على القيم األخالقية داخل املنظمة، وإجياد البيئة املؤسساتية اليت تشجع وترشد وتدعم السلوك األخالقـي طرق تركيز االنتباه .لكل العاملني

I-1-2 .أخالقيات القيادة :

توصلت دراسة السياسات واملمارسات األخالقية يف العديد من املنظمات الناجحة حقيقة أن الدور الذي ميارسـه ظمات يف جمال حتديدها حيويا، فالقدوة تعترب أساسية عند القيادة بل إن الشريعة اإلسالمية أي عمل حممـود القادة يف هذه املن

.جيب أن مير أوال عن طريق تفعيلة وتوظيفه عن طريق القدوةية أعماهلا ويرى البعض أن عملية صياغة أو نسج القيم األخالقية يف املنظمة يتم يف إطار الثقافة التنظيمية ويف استمرار

إلعادة جتديد أو حتديث القيم األخالقية غري الثابتة، وأن األفراد العاملني هم الذين يدعمون تلك القيم اجلوهريـة يف إطـار األفعال والتصرفات اليت ميارسوا، كما أن أنظمة التقييم واملكافأة املعتمدة يف املنظمة، ميكن أن تقود إىل اكتشاف االرتباط يف

.اليت يقوم ا كل املدراء والعاملني مبالمسة األخالق والقيم يف أعماهلم وتصرفام اليوميةالكيفية وإن استخدام أنظمة املكافأة ومراجعة األداء بشكل فاعل ميكن أن يكون طريقا فاعال يعتمده املدراء يف االستدالل

.على أثر األخالقيات يف منظمة األعمال واالقتصادمكافأة السلوك األخالقي وترقيته، ومعاقبة السلوكيات املناقضة ويف مستويات املنظمة مجيعها يعد من إن اإلقبال على

.املكونات احلامسة لبناء القادة األخالقيون يف منظمات األعمال

I-1-3 .األنظمة واهلياكل املنظمية .

لتشكيل القيم وتعزيز السلوكيات األخالقيـة وهي عبارة عن جمموعة األدوات اليت يستخدمها املدراء يف املنظمات :والتحول باملنظمة لتصبح منظمة أخالقية وتتضمن هذه اموعة ما يأيت

:الثقافة املنظمية -أتوصف الثقافة املنظمية بأا من القوى األساسية املسامهة يف تكوين أو بناء املنظمة األخالقية وتشـتمل املرجعيـة

16 :أبعاد هي 03غالب األحيان على الثقافية للمنظمة يف

وهو االجتاه الذي يركز على الثقافة عرب األبعاد الفكرية غري امللموسة بل هي معنوية كالدين، والقيم : جوهر الثقافة* .واملعتقدات، والفلسفات املقدسة، وااليديولوجيا والتوقعات واملواقف املشتركة اليت تربط أعضاء املنظمة

وهو االجتاه الذي يركز على البعد الثقايف يف مظهره مثل الرموز والطقوس وأمناط السلوك واألبنيـة : مظاهر الثقافة* .واهلياكل واألنظمة أو مظاهر السلوك

.111ص 2002) 1(المجلد ) 3(لوم اإلدارية العدد العنزي سعد والساعدي مريد أخالقيات اإلدارة مداخل التكوين في منشآت األعمال، المجلة العراقية للع - 16

ويتمثل التأثري األساسي للنسيج الثقايف يف صياغة أخالقيات األعمال وحتول املنظمـة إىل مؤسسـة :النسيج الثقايف* .اإلدارة العليا لتعزيز التصرف األخالقي من خالل ممارسة التصرفات والسلوكات الصحيحةأخالقية وهنا يأيت دور

: الرموز األخالقية -ب

وهي عبارات أساسية تعكس قيم املنظمة املتعلقة باجلوانب األخالقية واالجتماعية، ومتيل تلك الرموز األخالقية إىل ة للمبدأ يف هذا اإلطار يطلق عليها العقيدة الكلية للمنظمة، وميكن هلذه الرموز أن تكون مستندة إما إىل املبادئ والعبارة العام

.األخالقية أن تكون مستندة إىل السياسات والتقيد بالقواننيونتيجة ألمهية الرموز األخالقية يف املنظمات جند أن اإلدارات يف املنظمات اليت توصف بأا أخالقية تلجأ إىل تقوية

األخالقية من خالل مكافأة األفراد الطائعني املنضبطني ومعاقبة األفراد املنتهكني واملتمردين عن الرموز األخالقية، ودعم الرموز ويتحقق ذلك من خالل استخدام السلوك السوي، كالصدق بني أعضاء املؤسسة ومع زبائنها وجمتمعاا، واالستقامة يف القول

وض واالتصاالت والعالقات، وتوفر جو الثقة واألمانة على املستوى الفردي وعلى مستوى واملعاين والوعود، واالحترام يف التفا .فرق العملويتجه األمر حديثا إىل التعامل مع قضايا تشغيل األطفال وحماربة األجور املنخفضة وبيئات العمـل غـري املأمونـة

).SA 8000(بة االجتماعية حبساسية كبرية لذلك نشأت بعض املقاييس العاملية املتعلقة باحملاس)Social Accountability ( معيـار دعواليت تتشابه إىل حد بعيد مع املعايري املتعلقة باملواصفات الدولية، وميكن أن ي)SA 8000 ( مة بتطبيقه لغرض التأكدل معيار للتدقيق االجتماعي يف العامل والذي بدأت بعض املنظمات يف الدول املتقدأو

ى توافر املواصفات اليت حيددها هذا املعيار يف مصانعها وجمهزي موادها األولية هلا، وهو ما يتطلب اللجوء إىل ترمجـة من مدرموزها األخالقية لتكون صاحلة االستخدام يف اإلطار العاملي بسبب التنوع واالختالف الشديد فيما بني القـيم السـائدة يف

.اتمعات املختلفة :خالقيةاهلياكل األ -جـ

وتشتمل هذه اهلياكل على جمموعة اللجان األخالقية املؤلفة من جمموعة من مـدراء األقسـام املعنـيني بتحصـل األخالقيات وحتديد األحكام املالئمة للتساؤالت اليت تثار حول املوضوعات األخالقية يف املنظمة كما تقوم هذه اللجان بتقدير

ولية اجلهة احملاسبة عنها، ويعد وجود هذه اللجان ضروريا ألمهيتها يف تأسيس سلوك أخالقي مسؤولية املخالفات املرتكبة ومسؤ . يف املنظمة أو اهليئة االقتصادية

:وتشمل الوظائف األساسية هلذه اللجان ما يأيت . تنظيم اللقاءات ألغراض مناقشة املوضوعات األخالقية - .على املعايري األخالقيةالتعامل مع احلاالت اليت تشهد جتاوزا - .إبالغ الرموز األخالقية بكل فرد من أفراد املنظمة - .تأثري وحتديد االنتهاكات احملتملة للرموز األخالقية يف املنظمة - .وضع الرموز األخالقية موضع التنفيذ - .مكافأة السلوك األخالقي ومعاقبة االنتهاكات األخالقية احلاصلة - :قيةاملكاتب األخال -د

وهو إجراء تقوم به بعض املنظمات ويتمثل بتخصيص مكاتب أخالقية يف إطار اهليكـل التنظيمـي ومسـتوياته وختصيص كوادر تعمل بوقت كامل يف هذه املكاتب، وتتلخص مهمة هذه املكاتب يف التأكد من مـدى تكامـل املعـايري

.هليئاتاألخالقية مع عمليات ونشاطات ووظائف املنظمات واملؤسسات وا : التدريب األخالقي -هـ

تساعد برامج التدريب األخالقي على حسن التعامل الذي يرتبط به العمال مع املسؤولني وترمجة الرموز األخالقيـة إىل سلوكيات يومية، ويف هذا اال تؤكد املنظمات على ضرورة مرور أفرادها العاملني يف حصص تدريبية لعدة مـرات يف

رح يف هذه الدورات التدريبية صياغة احللول للمشكالت األخالقية، كالصراعات اليت قد تنشأ أو املمارسات السنة، حيث تطولكي تصبح عملية التدريب األخالقي مفيدة . الالأخالقية والتجاوزات يف املسؤوليات اليت قد تطرأ بني العاملني وأرباب العمل

التدريبية األخالقية بشكل يتالءم ويرتبط باملضامني احمللية يف البلد الذي يتم البد من التأكيد على ضرورة حتديد االحتياجات فيه التدريب األخالقي، مع ضرورة تطوير الربامج التدريبية بشكل يتناسب مع البلد أو اإلقليم واملعتقدات الدينيـة السـائدة

.. والثقافة والعادات السائدة اخل :آليات اإلبالغ -و

رسيخ الوسائل اليت ميكن من خالهلا محل األفراد لإلفصاح عن كل املمارسات غري القانونية وغـري وهي تكمن يف ت األخالقية وغري املنطقية وتصرفام وسلوكيام، ويف هذا الصدد يؤكد البعض أن املؤسسة ستعاين من حالة عـدم الثقـة يف

.تستدعيه الشهادة االحتفاظ باألسرار، ويف عدم التأكد من اإلدالء بالشهادات كمالذلك يتوجب على املنظمة حتديد أفراد أهل ثقة وأمانة عالية لتلقي البالغات واملعلومات وعدم اإلدالء ـا إال يف

حاالت املعاجلة وللجهات املخول هلا هذه املعاجلة، دون إحلاق األذى بالعامل أو املسؤول املبلغ وذلك ليتسنى هلـذه اآلليـة .قارير اإلبالغ لتحديد األعمال والتصرفات اخلاطئة وعرضها أمام اجلهات املعنيةالتوصل إىل ت

وافتتاح خطوط هاتفية موثوق ـا 17ومن أجل ذلك جلأت العديد من اهليئات واملنظمات إىل إنشاء برامج مبتكرة .غري األخالقية لتشجيع ودعم عمليات اإلبالغ داخل املنظمة للتدخل والتصرف بكيفيات وقائية ضد التصرفات

II- إدارة اجلودة الشاملة كأداة لترسيخ احلوكمة:

على أنها طريقة منظمة لضمان فعاليات الشركات الصناعية أو اخلدمية، اهلدف " إدارة النوعية الكلية"ميكن تعريف . منها منع حدوث املشاكل بواسطة خلق سلوك إداري منظم يراعي األدائية جلميع وظائف املنظمة

ومع ازدياد أمهية النوعية اإلستراتيجية تزداد اهتمام مدراء املنظمات العاملية باتجاه تغير أسلوب إدارم، إذ ما أرادوا بناء أرضية تنافسية، إذ أصبح من الواضح أن معظم املدراء يف العامل ينظرون لألخالقيات طريقا ملواجهـة مشـكلة النوعيـة

.ألعمال كقضية إستراتيجية وهذا األمر يتطلب تغيريات جذرية يف أسلوب توجه املديرين حنو النوعيةواالتجاه حنو أخالقيات امن القيادات اإلدارية قـد %80من أكثر من ) ASQC(تأكيدا لذلك تشري اجلمعية األمريكية للسيطرة النوعية

.اليت أشارت ذه النسبة ما بني النوعية واإلنتاجيةأدركت بأن هناك عالقة بني النوعية واألخالقيات وهي نفس الدراسات يتضح مما سبق أن أهداف العمليات يف التكلفة األقل والتسليم اجليد والسريع واستخدامه أنظمة وتقنيات إنتاج قـد

ج وسلوكيات قيمية تقنية منها أم بأا العملية اليت من خالهلا يكتسب الفرد مناذ" إدارة النوعية الكلية"يتحقق من تأثري ودور امتالك توليفه تظهرها وحدات تنظيمية إدارية على حد سواء يصبح قادر على التخلص من بعض االتجاهات اليت تبعده بأنـه

.يكون شيطان طبيعي اليت حيملها من بيئته اخلارجية واليت ال تنسجم مع توجهات املنظمةطرائق جديدة يف التفكري من أجل خدمة املستهلكني فعليهم أن خيتاروا أو يستنبطوا وبذلك أصبح املديرون حباجة إىل

.بعد أو جمموعة من األبعاد اليت بواسطتها يناقشون النوعية كإستراتيجية أخالقية :وهذا يتسق مع اهتمام منظمات األعمال لتحقيق األهداف اآلتية

.هحتقيق وتعزيز رغبات املستهلك وإشباع حاجات -*

يهيأ مجسم لكبار المسؤولين في المنظمات مربوط بأجهزة قياس جد دقيقة تسجل قوة الضربات ومواقعها ثم توضع هذه المجسمات في : مثال في اليابان -17

مجسم لكبار المسؤولين بالنزول ضربا في هذا التمثال وفي نهاية األسبوع تقدم مخافر سرية يلتجأ إلها العمال والموظفون وهناك من يصب جم غضبه عن ال .الالنتائج المسجلة على األجهزة للجنة األخالقية فتحلل المعطيات وتحلل النتائج لتعرض التقرير على المعني باألمر ليصحح سلوكه مع العم

.اكتساب وتعزيز القدرة التنافسية -* .حتقيق أهداف إستراتيجية للشركة على املديات البعيدة -* .حتقيق مسؤولية جمتمعة من خالل ترويج املنتوج -*

وتواصال مع هذه األفكار ميكن القول بأن النوعية تبدأ مع معرفة ما حيتاجه املستهلك من خالل أحبـاث التسـويق جاه دراسة األخالقيات، العمل والتركيز على املبادئ وحتديد األبعاد اليت ميكن االعتماد عليها يف تصميم وبناء نظام والتطوير بات

.أخالقي يرضي الناسويرى بعض الباحثني يف التركيز على املتطلبات اخلاصة باملستهلكني قاعدة ميكن االنطالق منها يف حتديـد األبعـاد

ون مقياسا ملدخل إدارة النوعية الكلية وطريقا حنو القدرة التنافسية، ويعد مثل هذا التصور منسـجما إىل النوعية املالئمة لتك .وما بعدها) 1950(حدود واسعة مع ما ذهب إليه غالبية الشركات الصناعية اليابانية منذ عام

إطار نظرا للنوعية مل تفترق عن يف) ASQC(ويف الوقت نفسه جند أن تصور اجلمعية األمريكية للسيطرة النوعية التصور السابق من كون النوعية ليست إال الشكل والصفات الشاملة للمنتوج املالئمة للحاجات احملددة وهي بتأكيدها على أن

ة الـيت تبنـت حاجات املستهلكني ليست إال القوة الدافعة للخيار اإلستراتيجي النوعي ممثال باألبعاد التنافسية، وأن الشـرك إستراتيجية تنافسية عليها أن تستنبط أبعادها النوعية من خالل إدراك واع ألخالقيات األعمال والقيم اخلاصة لتحقيق متطلبات

.املستهلكني وتوقعاموما مـدى مما تقدم ذكره ميكن أن نستنتج أن هناك نقاط مشتركة وإمجاع من طرف معظم الباحثني يف نظام اجلودة الشاملة

:تكيفها ومواءمتها مع اإلستراتيجيات األخالقية واليت ميكن إجنازها فيما يلي

II-1 .حمتوى النوعية للبيئة الداخلية:

احملتوى كما يعبر عنه عادة بأنه املناخ السائد يف الشركة والذي ميثل فلسفتها وثقافتها التنظيمية، وهـي الدراسـة ومن املوقف كيفية التصرف يف أكثر األوقات شركة املبنية على القواعد األساسية اليت توضح للناسالكاملة للبيئة السائدة يف ال

.أو االتجاه األخالقي العام للتصرفويف هذا اخلصوص نستخلص بأن على املدراء أن يدركوا بأن مهما أوصلتهم التقنية واألجهزة املتطـورة فإنهـا ال

م واملعتقدات السائدة يف الشركة من قبل العاملني والناس بأمهية تفضل النوعية احلسنة املقدمة للمستهلك، تكفي إذ مل تعرب القيخاصة عندما يكون العاملني املفتاح احلقيقي للنوعية، كما أن درجة تطور وحتسني بلوغ النوعية ونتائجها املميزة تتحقق عندما

.يف قيامه بإسهاماته وإبداعاته يف العمل النوعيتثق اإلدارة العليا يف كفاءة كل عامل يف ضوء ذلك على الشركة أن تنتبه إىل أن النوعية هي عنصر قوة أساسي يف إستراجتيتها الداخلية ما بني مواردهـا

ملستويات عالية البشرية املتمثلة باعتناق األفراد العاملني للمواقف والقيم، واالبتكار من أجل حتديد كل ما هو ممكن أن يتحقق

من النوعية األخالقية ألن األمر يتطلب توليد مستويات عالية من التعاون والتماسك ألن هذا املوقف سيحدث التزاما تنظيميا فضال عن الرغبة يف إتباع التعليمات واإلجراءات املنصوص عليها، ناهيك عن العالقات اإلنسانية اليت تأكد عليها نظريـات

.تسيري املنظمة

II-2. متكني العاملني من إبداء رأيهم:

التمكني هو إعطاء العاملني الصالحية يف تنفيذ األعمال املطلوبة كال حسب موقعه ضمن اهليكل التنظيمي، لذا يعتمد ت اإلداريـة على قدرة التأثري بالسلوك املنظمي وحتقيق التوازن اإلجيايب، ولكي تصبح املمارسـا " اإلدارة النوعية الكلية"جناح

األخالقية الناجحة فعالة يف دعم إستراتيجيات النوعية لتحسني القدرة التنافسية جيب السهر على مسامهة الفرد العامل يف دعم

نشاطات النوعية من خالل ما يكتسبه من مهارة وخربة عن طريق التدريب، وتزويده باملعلومات والدعم املعنوي لتساعده يف 18ي إىل تطوير نشاطات النوعيةحتقيق إسهامات تؤد.

كأحد األبعاد النوعية لكون أن هذا البعد يعين يف مضامينه تفاعـل " متكني العاملني"لقد انعكست عملية البحث يف املهمة يف الفرد العامل ذهنيا ووجدانيا واجتماعيا مع فريق اإلدارة العليا على اإلدارة أن توليه اهتماما مميزا ألنه ميثل أحد احملاور

.عملية التنافس

II-3 .صاالت النوعية وترسيخ احلواراالت:

أبرز من أوضح مفهوم اتصاالت العاملني على أساس واسع حيث أوجزهـا بأنهـا تشـكل ) Ishikawa(لعل قهم يف تسلم املعلومـات ، وهذا يشمل حقو)يؤثر العاملون بالقرارات لكنهم ال يتخذوا يف النهاية(إطارين، أوهلما التعاون

. وتقدمي املشورة واملقترحات واحلق يف املصارحة واالعتراض على القرارات. وهنا تكون حقوقهم يف النقض والرفض املؤقت واملشاركة يف اتخاذ القرارات) احملادثة(أما النوع الثاين، فهو احلوار

.وح الفريق الواحد عندما يكون مضمونه موجها حنو األهداف واخلططفنشاط االتصال بني العاملني يعزز متاسك اجلماعة ور :ولتحقيق ذلك جيب حتديد عمليات االتصال الناجحة يف جمال أخالقيات العمل النوعي وفقا ملا يأيت

هم مـن منح فرصة التفاعل من خالل إقامة فرق مجاعية ومن خالل الشعور الذي يتولد ألعضائها بروح التعاون مبا متكن -* .معرفة مفردات عملهم

توجيه التفاعل بني األفراد لفتح احلوار والنقاش لكل عامل مع العاملني اآلخرين ولكل قسم مع األقسام األخرى لتحليـل -* م للوقوف على املشاكل وإجياد احللول هلا واالتصال ليس دواء شافيا لكل األمراض ولكـنمضامني أعماهلم يف ضوء خربا

:امه أخذ بالتوسع ملا حيققه من مزايا وأغراض، ومن بني مزاياه يف التطبيق ما يأيتاستخدتساعد عملية االتصال الفعالة العاملني يف النوعية على حتقيق اجلوهر اإلنساين الستغراق الفرد يف الشركة وحتسني من كفاءة -

.عملية التخطيطرة العليا ومعارف إدارات األقسام األخرى يف طبيعة نشاطاا باتجـاه خلـق حيدث االتصال عملية توافق بني معرفة اإلدا -

.االنسجام والفهم املشترك حنو النوعيةميكن االتصال من توفري املعلومات املناسبة لربط اجلهود باملكافئات وتطبيق أنظمة احلوافز وهذا ما خيلق طموحات جديدة -

.وحيفز يف مرحلة تطوير النوعية

II-4 .ال ملعاجلة العوارض أمام كل العاملني يف الشركةفسح ا:

إن واحدة من القضايا واحلقائق األساسية يف السلوك النوعي، وجود مشكالت وحمددات وعوائق عـدد التطبيـق، :وتتمثل بعضها مبا يأيت

افحة والتصحيح بعد حدوث اخللـل، جيب اإلشارة إىل أن مسألة اخنفاض مستوى النوعية يعود ربما إىل التركيز على املك -*وهذا يولد ضعف التزام من قبل اإلدارة إزاء نشاطات النوعية، فاملطلوب من اإلدارة التأكيد على منع حدوث اخللل والعمـل

".اجعلها صحيحة من املرة األوىل"وفق مبدأ يح أن النوعية هي مسؤولية مجيع من له عالقة تعد النظرة إىل النوعية من مسؤولية قسم معني، عمال خاطئا ومعوقا، والصح -*

بالعمليات، فالنوعية تضم مسؤوليات متعددة فيها التصنيع واهلندسة والتسويق والشراء وبالتايل فعلى األقسام كلها املسامهة يف .حتقيق مهماا

18-Rosa bet, Moss, canter a Power Failure in Management circuits Harvard Business Review Jaly Aug 1989 p43.

2- Ishikia Kaoru, what is total quality - control, the Japanese way (Enlewood chiffs, NJ, Prentice, Inc, 1985, P 35.

ي عمل إستراتيجي دف مـن خالهلـا إن االعتقاد السائد بأن النوعية تقتصر على التفتيش هو أمر مرفوض فالنوعية ه -* .الشركة إىل حتسني القدرات التنافسية، وهذا األمر يتطلب إدراك اإلدارة العليا مبهمات النوعية وهي من مسؤوليتها

فلسفة ومضـمونا " اإلدارة النوعية الكلية"وهكذا فإن ما متكنا من عرضه سابقا حلصر األبعاد املهمة الالزمة ملدخل عكاس لواقع فعلي ألخالقيات األعمال وحماولة اكتشاف تأثريها على األداء وحتسني القدرة التنافسية قد ال يصل إىل احلد هي ان

املانع اجلامع ملا ميكن أن ينشأ من عوامل وأبعاد أخرى سواء بفعل حركية املتغريات البيئية وتفاعالـا املختلفـة أم بتـأثري .ملنافسةالتطورات التكنولوجية ومحى ا

:اخلامتة

ن ما أوجزناه من اجتهادات الباحثني وما استنتجناه استنباطا أو استقراءا يبقى من وجهة نظرنا عرضا نظريا حمضـا إيكتسب مصداقيته يف املعاجلة امليدانية والقرارات اليت قد تتخذ وفقا للحاالت الطارئة ألن معاجلة املواقف داخل املؤسسـة ال

نستنتج أن آليات احلوكمة العاملية الـيت تقترحهـا من هذا املنطلق .عدم اندراجه يف باب العلوم الدقيقة ميكن تعميمه حبكماهليئات الدولية ال ميكن أن تكون عبارة عن وصفات دقيقة وموحدة صاحلة ملعاجلة االختالالت والتجاوزات األخالقية الـيت

لعاملي، فاملصادر األخالقية املنبثقة من مرجعيات دينية مساوية ووضـعية تضرب عامل االقتصاد واألعمال واملال على املستوى ا .غالبا ما تلتقي وختتلف يف معطيات شىتوتصورات فلسفية والئكية

فالسات بنكية باجلملة وغلق شركات اقتصادية عمالقـة إو اياراتولعل ما أفرزته األزمة املالية العاملية الراهنة من القلق واهتزاز الثقة يف روانتشامفخرة االقتصاد األمريكي وتردي املستويات االجتماعية للطبقة العمالية كانت باألمس القريب

كل هذه املظاهر اليت يطول التفصيل فيها ضربت السياسات االقتصادية التقليدية يف املقتل، وجعلتها كربيات االقتصادية العاملية . ر السياسي واالقتصادي الذين تعقب ختبطهم يف أخطبوط الفساد جبميع أبعادهمسكنات ال طائلة منها، وأحرجت صناع القرا

. يف ظل هذه الظروف تربز املصفاة األخالقية كأداة وحيدة إلرساء حكم عاملي رشيد

:المراجع

.2007ع، الطبعة األوىل .م.درية، جعبد الوهاب نصر علي ، شحاتة السيد شحاتة، مراجعة احلسابات و حوكمة الشركات، الدار اجلامعية، اإلسكن - 2005-11-28: ، حتت عنوان اقتصاد سياسي أم علوم اقتصادية يف ثقافة اإلنسان احلديث، تاريخ النشر george comمقال من شبكة اإلنترنت، -

http// georgecorm.com/ar/articles/articles detail/article 18.HTM . 1986، أبرل 57عة علم االقتصاد، جملة االقتصاد اإلسالمي، العدد حسني غامن، حسم اخلالف حول طبي -

. 2002) 1(الد ) 3(العرتي سعد والساعدي مريد أخالقيات اإلدارة مداخل التكوين يف منشآت األعمال، الة العراقية للعلوم اإلدارية العدد -التنمية ومؤشراتها، دار الشروق، القاهرة، الطبعة األولى، إبراهيم العيسوي، التنمية في عالم متغير، دراسة في مفهوم -

2000 .

أحمد عبد الكريم عبد الرحمن، المسؤولية االجتماعية لمنظمات األعمال مجاالتها، معوقات الوفاء بها، دراسة ميدانية، مجلة - .1997، عمان األردن، 2، عدد 11البحوث التجارية المعاصرة، المجلد

ان، في األخالق وعلم االقتصاد، ترجمة نادر ادريس التل، دار الكتاب الحديث للنشر والتوزيع عمان، الطبعة أمارتيا س - .1998الثانية

.1994ليفين، اإلدارة الحديثة، ترجمة نفين غراب الدار الدولية للنشر والتوزيع، القاهرة، .ت -

.ع.م.ي، الدار الدولية للنشر والتوزيع، القاهرة جتوم بيترز، ثورة في عالم اإلدارة، ترجمة محمد الحديد -

ع، الطبعة .م.جاك دنكان، أفكار عظيمة في اإلدارة، ترجمة محمد الحديدي، الدار الدولية للنشر والتوزيع، القاهرة، ج - .1988األولى،

.2001ان، الطبعة األولى، الفكر األخالقي المعاصر، ترجمة عادل العوا، دار عويدات للنشر، بيروت، لبن جاكلين روس، -

.26، ص 1986، أبرل 57حسين غانم، حسم الخالف حول طبيعة علم االقتصاد، مجلة االقتصاد اإلسالمي، العدد -

دافيد برايبروك، القيم األخالقية في عالم المال واألعمال، ترجمة صالح الدين الشريف، المكتبة األنجلو مصرية، ط األولى، - .1983اني، الجزء األول والث

.58، ص 1986ريتشارد باسكال وانتوني آثوس، فن اإلدارة اليابانية، ترجمة معهد اإلدارة بالرياض، السعودية، الرياض -

ستيفن أكروبد، بول طومبسون، ترجمة عبد الحكم أحمد الخرامي، سوء السلوك التنظيمي، دار الفجر للنشر والتوزيع، - .الطبعة األولى 2002القاهرة

.2001سعاد نايف برنوطي، إدارة الموارد البشرية، إدارة األفراد، دار وائل للنشر، الطبعة األولى، عمان، األردن، -

.الطبعة األولى – 2005طارق عبد العال حماد، حوكمة الشركات المفاهيم، المبادئ التجارب، الدار الجامعية اإلسكندرية -

دراسة ميدانية في شركة نفط : األداء االجتماعي الداخلي وعالقته بدومان العمل طاهر محسن الغالبي ومحمد حسين منهل، - .2004الجنوب، أبحاث اليرموك، المجلد العشرون، العدد األول، بغداد،

طاهر محسن منصور الغالبي، صالح مهدي محسن العامري، المسؤولية االجتماعية وأخالقيات األعمال، دار وائل للنشر، - .2005ن، عمان، الطبعة األولى، األرد

.، دمشق1981عادل العوا، أسس األخالق االقتصادية، الطبعة األولى، مؤسسة الوحدة، -

ع، .م.عبد الوهاب نصر علي، شحاتة السيد شحاتة، مراجعة الحسابات وحوكمة الشركات، الدار الجامعية، اإلسكندرية، ج - .2007الطبعة األولى

أخالقيات الخدمة العامة، ترجمة محمد قاسم القريوتي، الشركة العربية للعلوم اإلدارية، عمان األردن، الطبعة كيرنغهان، . ك - . 1984األولى

.1985مالك بن نبي، المسلم في عالم االقتصاد، دار الفكر، دمشق، الطبعة األولى، -

لخزامي، دار الفجر للنشر والتوزيع القاهرة ج م ع، الطبعة وليام هشاو، أخالقيات منظمات األعمال، ترجمة عبد الحكم أحمد ا - .2005األولى

- Problèmes économiques, N°2745, Janvier 2002, Les personnes morales sont-elles immorales, Virginie Leblanc. - Problèmes économiques N°2778, 02/10/2002, Crise de confiance à Wall street, Source : The economist 08 Juin 2002. - Problèmes Economiques, hebdomadaire N=02778, 2/10/2002, L′éthique est devenue un outil

majeur de management, Entretien avec Patrick du Besset par L′aurence Marchal

-Rosa bet, Moss, canter a Power Failure in Management circuits Harvard Business Review Jaly Aug 1989. - Ishikia Kaoru, what is total quality - control, the Japanese way (Enlewood chiffs, NJ, Prentice, Inc, 1985.