Upload
aeleraqi
View
623
Download
1
Embed Size (px)
Citation preview
المرأة المصرية ما بين نار التحرش وجحيمالبطالة
إليه��ا بال�� وق��د ك��ان الهل��عدخولابتسم لها عامل المصعد مشيرا يب��دو على وجهه��ا نظ��رت إلي��ه وهى متوجس��ة، ثم ج��رت نح��و
والعشرين الموازية لعمرهااالثنتينالسلم، نزلت درجات السلم ، فى عامه��ا العاش��ر عن��دمافه��اهيوفى كل درج��ة تت��ذكر ش��يئا
جاءت فى رحلة لزيارة معالم القاهرة وعن��دها وقعت فى غ��رام العاص��مة، وقفت لتس��تريح وهن��ا ت��ذكرت تخرجه��ا بتف��وق من الجامعة، أخذت تجفف عرقها مت��ذكرة محاوالته��ا إلقن��اع وال��ديها
دراستها العليا وإيجاد فرص��ة عم��ل،الستكمالبالمجيء للقاهرة عادت مهرولة بالنزول مرة أخ��رى إلى أن وص��لت إلى الش��ارع، وكلم��ات رب العم��ل أو يس��ارا ع��برت غ��ير عابئ��ة ب��النظر يمين��ا فى أذنيها “إحنا وافقنا نعين��ك علش��ان حل��وة ومش تحدث طنينا هتتثب��تي فى الش��غل إال إذا ق��دمتي تن��ازالت”، ركض��ت قب��ل أن تنقض��ي س��اعات عم��ل يومه��ا األول، حملت نحيبه��ا المكت��وم واندفعت نح��و الش��ارع، ولم تع��د تت��ذكر فرحته��ا بالحص��ول على تل��ك الي��د الغليظ��ة فرصة عمل من بعد عناء لكنه��ا تت��ذكر جي��دا للعم��ل، وتق��ول التى التفت حولها وهى تنظم أوراقه��ا اس��تعدادا متأثرة “بستعيد ذكريات سيئة لما بروح نفس المكان م��رة تاني��ة ولما بش��وف نفس األش��خاص ببقي عارف��ة إن ش��غلي هيتعط��ل وإن��ه علش��ان يتقب��ل الزم أق��دم تن��ازالت، بس أن��ا مش هبط��ل
أشتغل”
وبالفعل أخذت “نسرين” تبحث عن عمل من بعد آخر وفى ك��ل األبط��ال وس��ياق المش��هداختالفمرة يتك��رر ذات المش��هد م��ع
فت��ارة تأتيه��ا نظ��رة خادش��ة للحي��اء وت��ارة مغازل��ة ذات مغ��ذى جنسي وفي كثير من األحيان يصل األم��ر إلى لمس��ات متعم��دة، وكعادتها فى عدم االستسالم جاء عدم استسالمها أيضا جراء م��ا يح��دث له��ا، فهى دائم��ا م��ا تتج��ه بالش�كوى إلى اإلدارة قب��ل أن
على تترك العم��ل، وفى ك��ل م��رة تج��د التجاه��ل والالمب��االة رداشكواها.
أرقام كاشفة
ولم يكن قرار ترك العمل قرار “نسرين” بمفردها، فهى واح��دة % من بين ثالثين ام���رأة عامل���ة ش���اركوا فى80من ض���من
ع��ام ق��د30 إلى 20% منهم م��ا بين 75استطالع للرأي يتراوح هي أك��دوا على أن أك��ثر أش��كال التح��رش الجنس��ي ش��يوعا التع��رض اللفظي عن طري��ق اإليح��اءات الجنس��ية والمغ��ازالت،
% وجاء فى48حيث بلغت نسبة التحرش اللفظي ما يقرب من % بينم��ا س��جلت40المرتب��ة الثاني��ة التح��رش البص��ري بنس��بة
%، كم���ا كش���ف االس���تطالع عن زي���ادة11.8ح���االت اللمس التحرش فى الدرجات الوظيفية المنخفض��ة حيث س��جلت نس��بة
% بينم��ا س��جلت ال��درجات اإلداري��ة77.8التحرش بالموظف��ات %، وقد أوض�ح االس�تطالع م�دى تخ�وف الموظف�ات22.2العليا
من اإلفصاح عن التحرش حيث س�جلت نس�بة الموظف��ات ال�تى % وبنس��بة11.8 بشأن حاالت التحرش بهم إدارياتخذن موقف
% كان موقف إدارة الشركة سلبي تجاه تلك الشكاوى.83.3
االضطراريالصمت
اإلفص��احومن بين النسبة المرتفعة التى فضلت الص��مت وع��دم برأس��ها رافض��ة فظننته��ا بكم��اء، مض��يتvأوم��أتعن األم��ر،
واالستمارة فى ي��دي بع��د أن رفض��ت أن تمأله��ا، تق��دمت لع��دة خط�وات فاس�توقفتني منادي�ة: “لن أمأله�ا لكن�ني س�أحكي” ثم بدأت تفصح عن أن هذا النوع من التحرش الجنس��ي يح��دث فى أم��اكن مغلق��ة من قب��ل ش��خص لدي��ه س��لطه على مرؤوس��ه، وقوعها ال يؤدي إلى أزمات ومعاناة نفسية وفقدان للثقة وشعور
بالدونية فحسب بل يمتد إلى الرزق ومصادره، وهو ما أكد علي��ه الدكتور أحمد عبد الله الطبيب النفسي ” التحرش الجنس��ي في من أنواع القهر على من يقع عليه “ولعدم أماكن العمل هو نوعا م��ا ي��ؤدى التح��رش الوعي واإلحاطة بطبيعة الفع��ل ه��ذا فكث��يرا
واض��طرابالجنسي الشفوي على وجه الخصوص إلى تش��ويش أن��ه لم ي��رقى لمس��توىاعتب��ار في ذهن ض��حاياه على وارتب��اك الملموس مما قد يضع من وق��ع علي��ه االعت��داء فريس��ةاالعتداء
لحالة من عدم التأكد والخوف من اللجوء إلى الش��كوى، مض��يفا م��ا يق��ع من الق��وي على إلى إن ه��ذا الن��وع من التح��رش غالب��ا
وأبش��عه في مص��دراالستغالل أنواع أسوأالضعيف وهو ما يعتبر م��ا يقابل��ه الص��مت أو التض��حية رزق اإلنس��ان وقوت��ه وغالب��ا
بالمرتب والعمل كوسيلة للنجاة.
القانون يحمي المتحرشين
وبعكس الصامتين الباحثين عن سبل النج��اة, خ��رجت “نيرفان��ا” الناش��طة النس��وية عن ص��متها حين جاءته��ا رس��الة بريدي��ة من زميلها فى العمل ليسألها إن ك��ان له��ا عالق��ات جنس��ية أم ال؟!، فتوجهت على الفور بطباعة نص الرس��الة ووض��عتها على مكتب
إلى ق��انوناإلدارة فلج��أتالمدير مطالبة باتخاذ موقف حاس��م، من 1981لسنة 137 العمل رقم بندأي فتبين لها إنه خال تماما
يجرم التح��رش الجنس��ي فى أم��اكن العم��ل وك��ذلك لم تتط��رق رغم2003لألمر التعديالت التي طرأت على الق��انون فى س��نة
عن تشغيل النس��اء لكن��ه تغاف��ل عن كامال تخصيص القانون لباباحمايتها من التحرش الجنسي.
الناشط القانوني وعضو منظمة العفو الدوليةيلكن وليد العنتبل أك��د على إن��ه من الط��بيعي أن يك��ون العق��اب ض��من نص��وص كان الشكل الذي اتخذه شفوي أو القانون الجنائي ألن الفعل أيا
. وبالرغم من ذل��ك ف��أن غير شفوي فيجب أن يعاقب عليه جنائيا المش�رع المص��ري ح��تى اآلن لم يتع�رض له��ذا األم��ر ب��التجريم، إلى إن الحاجة باتت ملحة إلجراء تعديل تشريعي لق��انون مشيرا العقوبات يستهدف معاقبة المتحرشين أسوة بما حدث في كث��ير من ال��دول العربي��ة المج��اورة ب��دأت من��ذ م��دة في ط��رق ب��اب التحرش الجنسي في مواقع العمل مثل ت��ونس والمغ��رب، فمن الض��روري الي��وم ط��رح المس��ألة والخ��روج من دائ��رة الص��مت وتناول األمر بالدراسة واقتراح تعديل على التشريع الجنائي بم��ا يكفل تحقيق الحماية منه وتوقي��ع العق��اب على مرتكب��ه بإص��دار
تشريعات لمواجهتها.
“سياسات الحماية” الطريق المختصر
”v وطويال الكلمات بدأتبهذه“إصدار التشريعات سيستغرق وقتا م��نى ع��زت الباحث��ة فى مؤسس��ة الم��رأة الجدي��دة ح��ديثها عن سياس��ات الحماي��ة، حيث أش��ارت إلى إن��ه يتعين على ص��احب العمل أو الشخص المسئول وضع القواع��د والق��وانين المناس��بة على شكل مدونة س��لوك وتش��تمل على إج��راءات فوري��ة ل��ردء
ةمس��ؤولي تحم�ل ص��احب العم��ل إلى باإلضافةالتحرش الجنسي التح��رش عن��دما يرتكب��ه المش��رف على الض��حية أو م��ديرها أو زميله��ا وفى حال��ة علم ص��احب العم��ل ب��أمر ب��التحرش وع��دم �ة مباش��رة لمعاقب��ة المتح��رش إداري��ا اتخ��اذه إج��راءات تص��حيحي وك��ذلك وض��ع آلي��ة مناس��بة لتلقي الش��كاوى تض��من س��رعة الس��رية االستجابة والتحقق من الشكوى المقدمة وتضمن أيض��ا للمش��تكي ب��أكبر ق��در ممكن، كم��ا ش��ددت “م��نى ع��زت” علىق بفص��ل دورات ضرورة توفير بيئ��ة عم��ل مناس��بة في م��ا يتعل��� المياه وغرف تغيير المالبس وذلك بهدف ضمان عدم وجود بيئ��ة معادي��ة للم��رأة في مك��ان العم��ل، كم��ا ينبغي إل��زام الش��ركات وجه��ات العم��ل ذات العمال��ة الكثيف��ة والمتوس��طة على عق��د دورات تدريبي��ة وف��رض انعقاده��ا على الش��ركات الك��برى ذات
األعداد الكبيرة من الع�املين لت��وعيتهم وتثقيفهم ب��األمر، إض�افةإلى حثها على تعيين أخصائي اجتماعي لمواجهة هذه الحاالت.