البيان الشيوعي

اتحدوا العالم ياعمال

! اتحدوا العالم ياعمال

ماركسأنجلس

بيان

الحزب

الشيوعي

2

عبقريين ودقة بوضوح يعرض الكتاب هذا "إن التي المتماسكة المادية يعرض للعالم، الجديد المفهوم

/ تشمل والديالكتيك، االجتماعية، الحياة ميدان أيضا النضال ونظرية للتطور، واألعمق األوسع العلم بوصفه

التاريخ في به تضطلع الذي الثوري والدور الطبقي المجتمع الجديد، المجتمع خالقة البروليتاريا، العالمي

الشيوعي".

لينين


1872مقدمة الطبعة األلمانية عام

ان "عصبة الشيوعيين"، وهي جمعية عمال أممية لم يكن من الممكن بحكم الظروف في ذلك العهد إال أن تكون جمعية سرية، كلفت الموقعين أدناه، في مؤتمر لندن المنعقد في تشرين الثاني

، بوضع برنامج مفصل للحزب، نظري وتطبيقي،1847)نوفمبر( عام قصد نشره. هذا هو منشأ هذا "البيان" الذي أرسلت نسخته الخطية

بعدة أسابيع. وقد نشر "البيان" بادئ*لتطبع في لندن قبل ثورة شباط األمر باأللمانية وصدر منه في هذه اللغة ما ال يقل عن اثنتي عشرة

طبعة مختلفة في ألمانيا وانكلترا وأميركا. ثم نقلته إلى اإلنكليزية في لندن1850المس هيلين ماك فارلن، ونشر للمرة األولى عام

ظهر1871" )"ريد ريببليكان"(. وفي عام Red Republicanبجريدة " منه في أميركا ما ال يقل عن ثالث ترجمات مختلفة باالنكليزية.

وظهرت الترجمة الفرنسية للمرة األولى في باريس قبيل انتفاضة Le، ونشرته في اآلونة األخيرة جريدة "1848حزيران )يونيو( عام

Socialisteالسوسياليست"( في نيويورك. واآلن تهيأ له ترجمة"( " أخرى. وصدرت منه طبعة باللغة البولونية في لندن بعد ظهور الطبعة

األلمانية األولى بمدة وجيزة. ثم صدر باللغة الروسية في جنيف فيالعقد السابع، وترجم كذلك إلى اللغة الدانماركية بعيد نشره.

/ خالل السنوات الخمس والعشرين ورغم أن الظروف تبدلت كثيرا األخيرة، فالمبادئ العامة الواردة في هذا "البيان" ال تزال باإلجمال

محافظة حتى اليوم على كل صحتها، وان كان يجب إدخال بعض التعديل على عدد من الفقرات. إن "البيان" نفسه يوضح أن تطبيق

/ وفي كل مكان بالظروف واألوضاع التاريخية هذه المبادئ يتعلق دائما في وقت معين، فال تعلق أهمية قائمة بذاتها على التدابير الثورية المذكورة في نهاية الفصل الثاني. ونحن لو عمدنا إلى إنشاء هذا

المقطع اليوم، الختلف في أكثر من نقطة عن األصل. وقد شاخ هذا/ للرقي العظيم في الصناعة البرنامج اليوم في بعض نقاطه، نظرا الكبرى خالل السنوات الخمس والعشرين األخيرة وما رافق هذا

/ للتجارب الرقي من تقدم الطبقة العاملة في تنظيمها الحزبي، ونظرا/، ثم على الخصوص كومونة الواقعية التي تركتها ثورة شباط أوال

باريس حين كانت السلطة السياسية ألول مرة بين أيدي البروليتاريا

الناشر.–فرنسا. في1848 )فبراير( عام شباط ثورة *

4

الشيوعي الحزب بيان

لمدة شهرين. فقد برهنت الكومونة بصورة خاصة أن " الطبقة العاملة ال يمكنها أن تكتفي باالستيالء على جهاز الدولة القائم

Der Burgerkrieg in'واستخدامه في غاياتها الخاصة" )راجع Frankreich, Adresse des Generalrats Der Internationalen

Arbeiterassoziation' حيث بسطت هذه19 ،الطبعة األلمانية، ص ، / أن نقد األدب االشتراكي*الفكرة بصورة أكمل ( ومما ال ريب فيه أيضا

. ومن المفهوم كذلك1847هو اآلن غير كامل، إذ أنه يتوقف عند عام أن المالحظات بشأن موقف الشيوعيين من مختلف أحزاب المعارضة

/ من حيث مبادئها، إال أنها4)الفصل (، وإن كانت صحيحة اليوم أيضا أصبحت عتيقة من حيث تفاصيلها، لمجرد كون الحالة السياسية قد

تغيرت بتمامها، والتطور التاريخي قد قضى على معظم األحزابالمذكورة فيها.

و"البيان" ، مع كل هذا، وثيقة تاريخية ال نعتبر من حقنا تعديلها، وربما نتوفق ونرفق إحدى طبعاته المقبلة بمقدمة تستطيع ملء

وأيامنا هذه. أما الطبعة الحالية من "البيان" ،1847الفراغ بين عام فقد فوجئنا بها مفاجأة، ولم يكن لدينا الوقت لمثل هذا العمل.

كارل ماركس . فريدريك أنجلس حزيران34لندن،

.1872)يونيو(

مقدمة الطبعة الروسية الثانية عام1882

صدرت الطبعة الروسية األولى لـ"بيان الحزب الشيوعي" بترجمة *باكونين عن مطبعة "كولوكول" في السنوات األولى من العقد السابع

ولم تكن الطبعة الروسية "للبيان" في ذلك الحين لتنال من المكانة

الشغيلة لجمعية العام المجلس فرنسا. نداء في األهلية ماركس. الحرب كارل راجع *الناشر.–العالمية.

للطبعة أنجلس مقدمة . وفي1869 عام صدرت انما عنها المنوه الطبعة ان */ خاطئة بصورة ورد ،1888 عام اإلنكليزية الروسية الطبعة هذه صدور تاريخ أيضا

الناشر.–الحالية(. الطبعة من18 الصفحة "البيان" )راجع لترجمة

5


واألهمية في عالم الغرب أكثر مما تناله طرفة أدبية. أما اليوم فقد اليمكن القول بمثل هذا الرأي.

/ عند صدور / جدا إن ميدان انتشار الحركة البروليتارية كان ضيقا ،1847"البيان" للمرة األولى في كانون األول )ديسمبر( عام

/ من الفصل األخير من "البيان": "موقف ويستدل على ذلك تماما الشيوعيين من مختلف أحزاب المعارضة" الذي لم يرد فيه ذكر روسيا

وال الواليات المتحدة. ففي ذلك العهد كانت روسيا آخر قوة احتياطية كبيرة للرجعية األوروبية بأسرها، كما كانت المهاجرة إلى الواليات

المتحدة تمتص ما يطفح ويفيض من قوى البروليتاريا األوروبية. كان هذان القطران يزودان أوربا بالمواد األولية ويقدمان لها في الوقت

/ لتصريف منتجاتها الصناعية. وعليه كان كل منهما بطريقة نفسه سوقاأو بأخرى، بمثابة دعامة للنظام القائم في أوربا.

ولشد ما تبدل كل ذلك اآلن! فالهجرة األوروبية هي التي، على وجه الدقة، مكنت أميركا الشمالية من تطوير زراعتها بهذا الشكل العظيم، حتى أصبحت هذه الزراعة تزعزع بمزاحمتها أسس ملكية األرض في أوروبا سواء في ذلك الملكية الكبيرة أو الصغيرة. وهذه

/ الواليات المتحدة من الشروع في الهجرة نفسها هي التي مكنت أيضا استثمار مواردها الصناعية الغنية بمقاييس وهمة من شأنهما أن تحدا حدا، في وقت قصير، لالحتكار الصناعي الذي تتمتع به أوروبا الغربية/ في أميركا / ثوريا وخاصة انكلترا. ويؤثر هذان العامالن، بدورهما، تأثيرا

نفسها، فأن الملكية الصغيرة والمتوسطة لدى المزارعين، هذه الملكية التي هي قاعدة كل النظام السياسي األميركي، تتغلب عليها

/ بعد يوم مزاحمة المزارع الجبارة، في حين تتشكل ألول مرة في يوما المقاطعات الصناعية بروليتاريا كبيرة العدد، ويتمركز الرأسمال

/ يشبه حكايات األساطير. تمركزا ، كان1849- 1848ولننتقل اآلن إلى روسيا! فعند وقوع ثورة

ملوك أوروبا وكذلك برجوازيتها، يرون في تدخل روسيا الوسيلة الوحيدة للنجاة من البروليتاريا التي بدأت تستيقظ، فكانوا يعلنون

القيصر زعيم الرجعية في أوروبا. أما اليوم فالقيصر في غاتشينا أسيرحرب الثورة، وأصبحت روسيا في طليعة الحركة الثورية في أوروبا. كان "البيان الشيوعي" يستهدف إعالن الزوال المقبل والمحتوم للملكية البرجوازية الحالية. ولكن في روسيا، إلى جانب الرأسمالية

التي تتطور بسرعة شديدة، وإلى جانب ملكية األرض البرجوازية التي أول ما بدأت تنشأ وتتطور، نرى أن أكثر من نصف األرض هو ملك مشاع بين الفالحين. فالمسألة تنحصر، إذن، في أن نعرف: أبوسع

6


/–الملكية المشاعية عند الفالحين الروس التي هي شكل متفكك جدا أن تنتقل بصورة مباشرة إلى–من ملكية األرض المشاعية البدائية

شكل أعلى، شيوعي لتملك األرض، أم ينبغي أن تتبع في بادئ األمرطريق االنحالل الذي عاناه التطور التاريخي في الغرب؟

أن الجواب الوحيد الذي يمكن إعطاؤه على هذا السؤال في الوقت الحاضر هو: إذا أدت الثورة الروسية إلى نشوب ثورة

بروليتارية في الغرب، وكانت الثورتان احداهما تتمم األخرى، فأن ملكية األرض المشاعية الحالية في روسيا يمكن أن تكون نقطة

انطالق لتطور شيوعي.

كارل ماركس . فريدريك أنجلس كانون الثاني21لندن، .1882)يناير(


، لسوء الحظ، أن أوقع وحدي مقدمة هذه الطبعة؛ فأن علي� ماركس، الرجل الذي تدين له الطبقة العاملة في أوروبا وأميركا بأكثر مما تدين ألي امرئ غيره، ماركس يرتاح اآلن في مقبرة هايغيت، وقد أخذت األعشاب الخضراء األولى تنبت على قبره. وبعد وفاة ماركس،

لم يعد ثمة مجال إلعادة إنشاء "البيان" أو إتمامه، وإنما أحسب منالضروري أن أؤكد مرة أخرى ما يلي.

أن الفكرة الرئيسية السائدة في "البيان"، وهي ان اإلنتاج االقتصادي والبناء االجتماعي، الذي ينشأ بالضرورة عنه، يؤلفان في كل عهد تاريخي أساس التاريخ السياسي والفكري لهذا العهد؛ ولذا فالتاريخ بأسره )منذ انحالل الملكية البدائية المشاعية لألرض( كان

تاريخ نضال بين الطبقات : الطبقات المستثم�رة والطبقات المستثم�رة، الطبقات المسودة والطبقات السائدة، في مختلف

مراحل التطور االجتماعي؛ ولكن هذا النضال قد وصل في الوقت الحاضر إلى مرحلة أصبحت فيها الطبقة المستثم�رة المرهقة )وهي/ أن تتحرر من نير الطبقة التي تستثمرها البروليتاريا( ال تستطيع أبدا

وترهقها )وهي البرجوازية( دون أن تحرر في الوقت نفسه، وإلى األبد، المجتمع بأسره من االستثمار واإلرهاق، ومن نضال الطبقات،-

7


هذه الفكرة الرئيسية السائدة في "البيان" تعود بصورة مطلقة إلى . ماركس، وإليه وحده

/، ولكن من الواجب أن يظهر وقد أعلنت ذلك وصرحت به كثيرااآلن هذا التصريح مرة أخرى، في رأس "البيان".

فريدريك أنجلس حزيران28لندن،

.1883)يونيو(

علم في ستفعل - التي اإلنكليزية، الطبعة مقدمة في ذكرت - كما الفكرة، هذه "أن كالنا إليها، اقتربنا انما البيولوجيا، علم في داروين نظرية فعل رأيي، حسب التاريخ،

،/ بنفسي أنا سرت حد أي إلى أعوام. أما بعدة1845 عام قبل تدريجية، بصورة معا في العاملة الطبقة "حالة كتابي في الوضوح أشد في يبدو ذلك فأن االتجاه، هذا في

كان ،1845 ربيع في بروكسل، في جديد من بماركس التقيت عندما انكلترا" . ولكن،/ علي� وعرضها الفكرة، هذه وضع أتم قد هنا". به أوردتها الذي الوضوح بنفس تقريبا

(.1890 عام األلمانية للطبعة أنجلس )مالحظة

8


1888مقدمة الطبعة اإلنكليزية عام

صدر "البيان" بوصفه برنامج "عصبة الشيوعيين"، وهي رابطة للشغيلة، كانت في بادئ األمر ألمانية صرف، ومن بعد عالمية، وكانت

/ جمعية سرية بحكم األوضاع السياسية في القارة قبل عام حتما . وفي مؤتمر للعصبة انعقد في لندن في شهر تشرين الثاني1848

، عهد إلى ماركس وأنجلس بإعداد برنامج مفصل1847)نوفمبر( للحزب، نظري وتطبيقي، قصد نشره. وقد كتب النص في ألمانيا، في

، وأرسلت المخطوطة باللغة األلمانية1848شهر كانون الثاني )يناير( إلى الناشر في لندن قبل ثورة الرابع والعشرين من شباط )فبراير( في فرنسا ببضعة أسابيع. وفي باريس صدرت ترجمة فرنسية قبيل

. وصدرت الترجمة اإلنكليزية األولى،1848انتفاضة حزيران )يونيو( " )"ريد"Red Republicanللمس هيلين ماك فارلن، في صحيفة

.1850ريببليكان"( لصاحبها جورج جوليلن هارني، في لندن، عام كذلك صدرت ترجمة دانماركية وأخرى بولونية.

وكانت– 1848أن هزيمة االنتفاضة الباريسية في حزيران )يونيو( نح�ت من جديد إلى–أول معركة كبيرة بين البروليتاريا والبرجوازية

الظل لمدة من الوقت مطامح الطبقة العاملة األوروبية في الميدانين االجتماعي والسياسي. ومذ ذاك تجدد النضال في سبيل الزعامة، كما كان الحال قبل ثورة شباط، بين مختلف فئات الطبقات المالكة، بوجه الحصر؛ واضطرت الطبقة العاملة إلى النضال في سبيل حرية العمل السياسية وإلى لزوم موقف الجناح األقصى من الراديكاليين، ممثلي

الطبقة المتوسطة. وحيثما ظلت الحركات البروليتارية المستقلة تظهر عليها دالئل الحياة، فقد كان يقضي عليها بعنف وقسوة. فهكذا

كشف البوليس البروسي المجلس المركزي لعصبة الشيوعيين، وكان مقره آنذاك في كولونيا. وقد اعتقل أعضاؤه، وأحيلوا إلى المحكمة

/.1852في تشرين األول )أكتوبر( ، بعد سجن دام ثمانية عشر شهرا وقد دامت "محاكمة شيوعيي كولونيا" الشهيرة هذه من الرابع من تشرين األول حتى الثاني عشر من تشرين الثاني )نوفمبر(. وحكم

// تتراوح بين سنوات3على سبعة من المتهمين باألشغال الشاقة مددا/. ومذ ذاك،6و /، حل األعضاء الباقون العصبة رسميا . وبعد الحكم فورا

./ / منسيا على ما بدا، غدا "البيان" أمرا

9


وحين استعادت الطبقة العاملة األوروبية من القوى ما يكفيها لشن هجوم جديد على الطبقات الحاكمة، انبثقت جمعية الشغيلة

. ولكن هذه الجمعية استهدفت صراحة أن تحشد عموم٭العالمية البروليتاريا المناضلة في أوروبا وأميركا وتجعلها كرجل واحد، لم

تستطع من الوهلة األولى أن تجهر بالمبادئ الواردة في "البيان". فقد كان يتعين على األممية أن يكون لها برنامج واسع بحيث تقبله

النقابات اإلنكليزية، ويقبله أتباع برودون في فرنسا، وبلجيكا، وايطاليا، في ألمانيا. إن ماركس، الذي وضع بنفسه هذا ٭واسبانيا، والالساليون

البرنامج، لما فيه رضى جميع هذه األحزاب، كان يثق كل الثقة بنمو الطبقة العاملة الفكري الذي البد� أن يؤدي إليه العمل المشترك

وتبادل اآلراء. إن كثرة األحداث والتقلبات التي عرفها النضال ضد/ أكثر من االنتصارات، كان ال بد� لها أن تبين الرأسمال، والهزائم أيضا للناس مختلف أنواع الوصفات المفضلة لديهم والتي كانوا يعتبرونها

دواء لكل داء، وان تمهد السبيل أمام إدراك أكمل عند العمال للشروط الحقيقية لتحرر الطبقة العاملة. وكان ماركس على حق.

، في حالة تختلف1874فأن األممية تركت العمال، عند انحاللها عام / عن الحالة التي وجدتهم فيها عند تأسيسها عام .1864كليا

فالبرودونية في فرنسا، والالسالية في ألمانيا كانتا بسبيل االحتضار، وحتى النقابات اإلنكليزية المحافظة، وإن كانت أكثرها قد قطعت

/ نحو هذا صالتها باألممية قبل ذلك بزمن طويل، شرعت تتقدم تدريجيا الموقف الذي استطاع أن يقول منه رئيس مؤتمرها باسمها، في

السنة الماضية، في سوانسي، أن "االشتراكية القارية لم تعد تخيفنا". وفي الواقع، انتشرت مبادئ "البيان" إلى حد كبير بين صفوف

الشغيلة في جميع البلدان. وهكذا عاد "البيان" نفسه إلى مكان الصدارة من جديد. وابتداء

/ عديدة في سويسرا1850من عام أعيد طبع النص األلماني مرارا/ إلى األنكليزية في1872وانكلترا وأميركا. وفي عام ترجم مجددا

Woodhull and Claflin's"نيويورك، حيث صدرت الترجمة في صحيفة Weekly"عن هذه الترجمة / )"وودهول اند كالفلنس ويكلي"(. ونقال

"Le Socialisteاإلنكليزية صدرت ترجمة فرنسية في جريدة "

. -المعرباألولى. األممية ٭ في يقف لهذا وأنه ماركس تالمذة من أنه نفسه عن لنا يقول بنفسه السال كان ٭٭

1864- 1862 أعوام في التحريضي نشاطه في يتجاوز لم "البيان". ولكنه نطاق )مالحظةباالعتمادات. بمدها الدولة تدعمها تعاونية إنتاج جمعيات بإنشاء المطالبة

أنجلس(.

10


)"السوسياليست"( الصادرة في نيويورك. وبعد ذاك صدرت في أميركا، على األقل، ترجمتان انكليزيتان، مشوهتان إلى هذا الحد أو

ذاك، وأعيد طبع واحدة منهما في انكلترا. أما الترجمة الروسية األولى التي قام بها باكونين، فقد أصدرتها دار "كولوكول" التابعة لهرتسن،

/، صدرت عام 1863في جنيف، حوالي عام 1882؛ وفي جنيف أيضا . ثم ظهرت٭ترجمة روسية أخرى، قامت بها البطلة فيرا زاسوليتش

"Socialdemokratisk Bibliothekطبعة دانماركية جديدة في " ؛1885)"سوسيال ديموقراطيسك بيبليوتيك"(، كوبنهاغن، عام

" )"السوسياليست"(،Le Socialisteوترجمة فرنسية حديثة في "/ عن هذه الترجمة الفرنسية، صدرت**1886باريس، عام . ونقال

. أما الطبعات األلمانية فال حاجة1886ترجمة إسبانية في مدريد، عام طبعة12إلى تعدادها، وقد بلغت في نهاية األمر ما ال يقل عن

باألجمال. وهناك ترجمة أرمنية، أعدت للنشر في القسطنطينية منذ بضعة أشهر، ولكنها لم تر النور، كما قيل لي، ألن الناشر خاف أن

/ يحمل اسم ماركس، حين رفض المترجم أن ينتحل الكتاب ينشر كتابا فيصدر على أنه من تأليفه. وقد سمعت عن ترجمات الحقة بلغات أخرى، ولكني لم أرها. وهكذا يعكس تاريخ "البيان"، إلى حد كبير،

تاريخ الحركة العمالية المعاصرة؛ وال ريب أنه في الوقت الراهن أوسع/، وأكثرها أممية، بل هو البرنامج العام المطبوعات االشتراكية انتشارا

الذي يتبناه ماليين العمال من سيبيريا إلى كاليفورنيا. . االشتراكيومع ذلك لم نستطع أن نسميه عند وضعه بالبيان

كان يسمى باالشتراكيين، من جهة، أتباع مختلف1847ففي عام النظم الطوبوية: االووينيون في انكلترا والفورييريون في فرنسا، وكل

من الفريقين كان قد تحول إلى فئة ضيقة، مغلقة، وبسبيل الزوال/، ومن جهة أخرى، المشعوذون االجتماعيون من كل شاكلة تدريجيا وطراز، ممن كانوا يعدون بشتى وسائل التمويه بأن يقو�موا شتى

المظالم االجتماعية، دون أي مساس بالرأسمال والربح. وفي كلتا/ سوى أناس يقفون خارج حركة الطبقة الحالتين، لم يكن هؤالء جميعا العاملة وينتظرون، باألحرى، العون والتأييد من الطبقات "المثقفة". أما ذلك القسم من الطبقة العاملة الذي اقتنع بعدم كفاية االنقالبات

السياسية الصرف ونادى بضرورة إجراء تغيير اجتماعي جوهري كامل،

في االجتماعية "العالقات لمقال خالصة في حق، وعن بنفسه، أنجلس أشار بعد فيما ٭الناشر.–بليخانوف. هو الترجمة هذه صاحب روسيا" ان

"Le Socialiste" في نشرت أنجلس ذكرها التي الفرنسية خاطئ. فالترجمة التاريخ ** الناشر.–. 1885 عام في

11


/ من فأطلق على نفسه إذ ذاك اسم الشيوعيين. وكان هذا نوعا/؛ إال أنه اقترب من النقطة / صرفا /، غير مصقول، وغريزيا الشيوعية، فجا�نته من الرئيسية، وبلغ درجة من القوة بين صفوف الطبقة العاملة مك

إحداث الشيوعية الطوبوية التي نادى بها كابه في فرنسا، وويتلينغ في حركة من الحركات1847ألمانيا. وهكذا كانت االشتراكية في عام

البرجوازية، والشيوعية حركة من حركات الطبقة العاملة. وكانت/ لالحترام"؛ بينا الشيوعية على االشتراكية، في القارة على األقل، "أهال/. وبما أننا كنا نعتبر منذ البدء، أن "تحرير الطبقة العاملة نقيضها تماما� أن يكون من صنع الطبقة العاملة نفسها"، فلم يكن في ال يمكنه إال

استطاعتنا أن نردد في االسم الذي ينبغي لنا أن نختاره بين االسمين،/ عن ذلك، لم يخطر لنا قط منذ ذلك الوقت أن ننبذ هذه وفضال

التسمية. ومع أن "البيان" جاء ثمرة عملنا المشترك، إال أني أرى من

واجبي أن أعلن أن فكرته الرئيسية التي تشكل جوهره، إنما هي فكرة ماركس، وهي الفكرة التالية: أن األسلوب االقتصادي السائد في اإلنتاج والتبادل يشكل، في كل حقبة تاريخية معينة، مع التنظيم

االجتماعي المنبثق بالضرورة عنه، األساس الذي يقوم عليه تاريخ هذه الحقبة السياسي والفكري، والذي يمكن باالعتماد عليه فقط تفسير هذا التاريخ؛ وبالتالي، فأن كل تاريخ اإلنسانية )منذ انحالل المجتمع

البدائي القبلي، والملكية المشاعية لألرض( قد كان تاريخ النضال بين الطبقات، بين الطبقات المستثم�رة والمستثم�رة، بين الطبقات

الحاكمة والمحكومة؛ وإن تاريخ هذه النضاالت الطبقية يؤلف سلسلة من المراحل المتعاقبة بلغت اليوم مرحلة ال يمكن فيها للطبقة

المستثم�رة والمضطه�دة - أي البروليتاريا- أن تحرر نفسها من نير الطبقة المستثم�رة والحاكمة - أي البرجوازية، - دون أن تحرر معها

المجتمع بأسره، في الوقت نفسه وإلى األبد، من كل استثمارواضطهاد، من كل الفوارق الطبقية والنضاالت الطبقية.

إن هذه الفكرة، التي ستفعل في علم التاريخ، حسب رأيي، فعل/، بصورة نظرية داروين في علم البيولوجيا، أنما اقتربنا إليها، كالنا معا

بعدة أعوام. أما إلى أي حد سرت أنا بنفسي1845تدريجية قبل عام في هذا االتجاه، فأن ذلك يبدو في أشد الوضوح في كتابي "حالة

. ولكن، عندما التقيت بماركس من جديد٭الطبقة العاملة في انكلترا"

By . ""The Condition of the Working Class in England in 1844 ٭Frederick Engels. Translated by Florence K. Wischnewetsky, New York, Lovell-

London. W. Reeves, 1888 . أنجلس(. )مالحظة

12


، كان قد أتم وضع هذه الفكرة، وعرضها1845في بروكسل، في ربيع / بنفس الوضوح الذي أوردتها به هنا. علي� تقريبا

، أورد ما يلي:1872ومن مقدمتنا المشتركة للطبعة األلمانية عام / خالل السنوات الخمس "ورغم أن الظروف تبدلت كثيرا

والعشرين األخيرة، فالمبادئ العامة الواردة في هذا "البيان" ال تزال باإلجمال محافظة حتى اليوم على كل صحتها، وإن كان يجب إدخال بعض التعديل على عدد من الفقرات. وإن "البيان" نفسه يوضح أن/ وفي كل مكان بالظروف واألوضاع تطبيق هذه المبادئ يتعلق دائما التاريخية في وقت معين، فال تعلق أهمية قائمة بذاتها على التدابير

الثورية المذكورة في نهاية الفصل الثاني. ونحن لو عمدنا إلى إنشاء هذا المقطع اليوم، الختلف في أكثر من نقطة عن األصل. وقد شاخ

/ للرقي العظيم في الصناعة هذا البرنامج اليوم في بعض نقاطه، نظرا الكبرى خالل السنوات الخمس والعشرين األخيرة وما رافق هذا

/ للتجارب الرقي من تقدم الطبقة العاملة في تنظيمها الحزبي، ونظرا/، ثم على الخصوص الواقعية التي تركتها ثورة شباط فبراير أوال

كومونة باريس حين كانت السلطة السياسية ألول مرة بين أيدي البروليتاريا لمدة شهرين. فقد برهنت الكومونة بصورة خاصة أن "الطبقة العاملة ال يمكنها ألن تكتفي باالستيالء على جهاز الدولة

The Civil War in"القائم واستخدامه في غاياتها الخاصة" )راجع -France; Address of the General Council of the international

Working- men's Association". London.Truelove,1871 ,؛** 15 ص / أن حيث بسطت هذه الفكرة بصورة أكمل(. ومما ال ريب فيه أيضا

نقد األدب االشتراكي هو اآلن غير كامل، إذ أنه يتوقف عند عام . ومن المفهوم كذلك أن المالحظات بشأن موقف الشيوعيين1847

(، وإن كانت صحيحة اليوم4من مختلف أحزاب المعارضة )الفصل / من حيث مبادئها، إال أنها أصبحت عتيقة من حيث تفاصيلها، أيضا

لمجرد كون الحالة السياسية قد تغيرت بتمامها، والتطور التاريخي قد قضى على معظم األحزاب المذكورة فيها. و"البيان"، مع كل هذا،

وثيقة تاريخية ال نعتبر من حقنا تعديلها". أن الترجمة الحالية هي للسيد صموئيل مور، مترجم القسم األكبر/، وأضفت من مؤلف ماركس "رأس المال". وقد أعدنا النظر فيها معا

إليها بعض المالحظات التفسيرية لإلشارات التاريخية.

الشغيلة لجمعية العام المجلس فرنسا. نداء في األهلية ماركس. الحرب كارل راجع **. -الناشرالعالمية.

13


فريدريك أنجلس كانون الثاني30لندن، .1888)يناير(


أصبح إصدار طبعة جديدة من "البيان"٭منذ أن كتبت ما تقدم/. ومن المهم أن نستعيد هنا ذكر الحوادث / ضروريا باللغة األلمانية أمرا

التي ترتبط "بالبيان" نفسه: في جنيف طبعة ثانية باللغة الروسية ترجمتها1882صدرت عام

فيرا زاسوليتش، وقد وضعنا ماركس وأنا مقدمتها؛ ولسوء الحظ أضعت النسخة الخطية األلمانية األصلية لهذه المقدمة، وعلي أن

أترجمها من جديد عن اللغة الروسية، مما ال يعود بفائدة على النص وهذه هي المقدمة المذكورة: .**نفسه

"صدرت الطبعة الروسية األولى لـ)"بيان الحزب الشيوعي" بترجمة باكونين عن مطبعة "كولوكول" في السنوات األولى من العقد

السابع. ولم تكن الطبعة الروسية "للبيان" في ذلك الحين لتنال من المكانة واألهمية في عالم الغرب، أكثر مما تناله طرفة أدبية. أما

اليوم فقد ال يمكن القول بمثل هذا الرأي. / عند / جدا أن ميدان انتشار الحركة البروليتارية كان ضيقا ،1847صدور"البيان" للمرة األولى في كانون األول )ديسمبر( عام

/ من الفصل األخير من "البيان": "موقف ويستدل على ذلك تماما الشيوعيين من مختلف أحزاب المعارضة" الذي لم يرد فيه ذكر روسيا

وال الواليات المتحدة. ففي ذلك العهد كانت روسيا آخر قوة احتياطية كبيرة للرجعية األوروبية بأسرها، كما كانت المهاجرة إلى الواليات

المتحدة تمتص ما يطفح ويفيض من قوى البروليتاريا األوروبية. وكان هذان القطران يزودان أوروبا بالمواد األولية ويقدمان لها في الوقت

/ لتصريف منتجاتها الصناعية. وعليها كان كل منهما، نفسه سوقابطريقة أو بأخرى، بمثابة دعامة للنظام القائم في أوروبا.

ولشد ما تبدل كل ذلك اآلن! فالهجرة األوروبية هي التي، على وجه الدقة، مكنت أميركا الشمالية من تطوير زراعتها بهذا الشكل

. -الناشر. 1883 عام األلمانية للطبعة مقدمته أنجلس يقصد ٭ - الماركسية معهد أرشيف في محفوظة وهي بعد، فيما النسخة هذه وجدت **

الناشر. –السوفيتي. االتحاد في الشيوعي للحزب المركزية اللجنة لدى اللينينية

14


العظيم، حتى أصبحت هذه الزراعة تزعزع بمزاحمتها أسس ملكية األرض في أوروبا سواء في ذلك الملكية الكبيرة أو الصغيرة. وهذه

/ الواليات المتحدة من الشروع في الهجرة نفسها هي التي مكنت أيضا استثمار مواردها الصناعية الغنية بمقاييس وهمة من شأنهما أن تحدا/، في وقت قصير، لالحتكار الصناعي الذي تتمتع به أوروبا الغربية حدا/ في أميركا / ثوريا وخاصة انكلترا. ويؤثر هذان العامالن، بدورهما، تأثيرا

نفسها؛ فأن الملكية الصغيرة والمتوسطة لدى المزارعين، هذه الملكية التي هي قاعدة كل النظام السياسي األميركي، تتغلب عليها

/ بعد يوم مزاحمة المزارع الجبارة، في حين تتشكل ألول مرة في يوما المقاطعات الصناعية بروليتاريا كبيرة العدد، ويتمركز الرأسمال

/ يشبه حكايات األساطير. تمركزا ، كان1849- 1848ولننتقل اآلن إلى روسيا! فعند وقوع ثورة

ملوك أوروبا وكذلك برجوازيتها، يرون في تدخل روسيا الوسيلة الوحيدة للنجاة من البروليتاريا التي بدأت تستيقظ، فكانوا يعلنون

القيصر زعيم الرجعية في أوروبا. أما اليوم فالقيصر في غاتشينا أسيرحرب الثورة، وأصبحت روسيا في طليعة الحركة الثورية في أوروبا. كان "البيان الشيوعي" يستهدف إعالن الزوال المقبل والمحتوم للملكية البرجوازية الحالية. ولكن في روسيا، إلى جانب الرأسمالية

التي تتطور بسرعة شديدة، وإلى جانب ملكية األرض البرجوازية التي أول ما بدأت تنشأ وتتطور، نرى أن أكثر من نصف األرض هو ملك مشاع بين الفالحين. فالمسألة تنحصر، إذن، في أن نعرف: أبوسع

/–الملكية المشاعية عند الفالحين الروس التي هي شكل متفكك جدا من ملكية األرض المشاعية البدائية - أن تنتقل بصورة مباشرة إلى

شكل أعلى، شيوعي لتملك األرض، أم ينبغي أن تتبع في بادئ األمرطريق االنحالل الذي عاناه التطور التاريخي في الغرب؟

ان الجواب الذي يمكن أعطاؤه على هذا السؤال في الوقت الحاضر هو: إذا أدت الثورة الروسية إلى نشوب ثورة بروليتاريا في

الغرب، وكانت الثورتان أحداهما تتمم األخرى، فأن ملكية األرض المشاعية الحالية في روسيا يمكن أن تكون نقطة انطالق لتطور

شيوعي.

كارل ماركس . فريدريك أنجلس كانون الثاني21لندن، ".1882)يناير(

15


وقد صدرت طبعة جديدة "للبيان" باللغة البولونية في هذا العهد" Manifest Kommunistycznyنفسه في جنيف بعنوان: "

Socialdemokratiskوبعدئذ صدرت طبعة جديدة بالدانماركية عن "Bibliothek, Kjobenhavn 1885،المكتبة االشتراكية الديموقراطية" "

"(، ولكنها، مع األسف، غير كاملة. فهناك مقاطع1885كوبنهاغن / هنا وهناك هامة أوقفت المترجم، كما يظهر، فأهملها، ويلمس أيضا

بعض آثار اإلهمال التي يؤسف لوقوعها، إذ ان الترجمة، كما يبدو من/ أوفى من االنتباه. القسم الباقي، كانت تكون رائعة لو نالت نصيبا

Le صدرت ترجمة فرنسية جديدة في جريدة "1886وفي عام Socialisteالسوسياليست" الباريسية، وهي حتى اآلن أحسن" "

ترجمة. وعن هذه الترجمة الفرنسية، ظهرت في العام نفسه ترجمة

/ في جريدة " " في مدريد، ثمEl Socialistaباللغة اإلسبانية نشرت أوال ,"Manifesto del Partido Comunista"صدرت في كراس بهذا العنوان:

por Carlos Marx yf. Engels. Madrid. Administracion de "El Socialista". Hernan Cortes 8 .

وأذكر هنا من باب الفضول أن ترجمة "البيان" باالرمنية قدمت إلى أحد الناشرين في القسطنطينية، ولكن هذا الرجل1887عام

المحترم لم يجرؤ على طبع كراس يحمل اسم ماركس ورأى ان من األفضل أن يضع المترجم اسمه مكان اسم المؤلف، إال أن المترجم

./ / باتا رفض رفضا وطبعت عدة مرات في إنكلترا بعض الترجمات األميركية وكلها

غير صحيحة إلى هذا الحد أو ذاك. ثم ظهرت ترجمة صحيحة تامة/ قبل طبعها وهي1888بقلم صديقي صموئيل مور عام وراجعناها معا

Manifesto of the communist Party, by Karl Marx and"بعنوان: Frederick Engels. Authorized English Translation, edited and

annotated by Frederick Engels. 1888. London, William Reeves, 185Fleet st. E.C".

وقد أوردت في هذه الطبعة الحالية بعض المالحظات الواردة فيالترجمة اإلنكليزية هذه.

لقد عاش "البيان" حياة خاصة به، فاستقبلته عند صدوره طليعة/، بتحيات الحماسة االشتراكية العلمية، وكانت إذ ذاك قليلة العدد جدا

)وتشهد على ذلك الترجمات المذكورة في المقدمة األولى(، ثم قذفت به الرجعية إلى مركز ثانوي عقيب انكسار العمال الباريسيين

16


/1848في حزيران )يونيو( ، وفي آخر األمر أصبح "البيان" محرما "بمقتضى القانون" عند صدور الحكم على شيوعيي كولونيا في

. ومنذ زوال حركة العمال التي1852تشرين الثاني )نوفمبر( عام قامت في ثورة شباط )فبراير( عن مسرح الحياة االجتماعية، غاب

./ "البيان" أيضا ولما استعادت الطبقة العاملة األوروبية قواها لهجوم جديد على

سلطة الطبقات الحاكمة، نشأت جمعية الشغيلة العالمية، وكان هدفها أن تصهر جميع القوى المناضلة في الطبقة العاملة األوروبية

. فلم يكن في استطاعتها، إذن، أنواحدواألميركية في جيش جرار من المبادئ المعروضة في "البيان"، إذتنطلق بصورة مباشرة

/ ال يقفل الباب أمام النقابات اإلنكليزية وال كان عليها أن تضع برنامجا أمام البرودونيين الفرنسيين والبلجيكيين واإليطاليين واإلسبانيين، وال

. وهذا البرنامج - الذي هو توطئة النظام٭أمام الالساليين األلمان - وضعه ماركس بمهارة اعترف بها حتى باكونين **الداخلي لالممية

والفوضويون. وكان ماركس يؤمن اإليمان كله باالنتصار النهائي/ وبوجه الحصر للمبادئ الواردة في "البيان"، وهو يعتمد في ذلك كليا

/ عن على التقدم الفكري للطبقة العاملة، الذي كان يجب أن ينتج حتما النشاط المشترك والمناقشة. ولم يكن من الممكن أن تمر الحوادث

وتتابع االنتصارات واالندحارات في النضال ضد الرأسمال، واالندحارات أكثر من االنتصارات، دون أن تشعر المناضلين بأن

/ الشروط / عميقا عالجاتهم الشافية غير كافية، وتجعلهم يدركون إدراكا/ فيما يذهب الحقيقية الضرورية لتحرير العمال. وكان ماركس محقا

، بعد حل األممية كانت1874إليه. فأن الطبقة العاملة في عام / عن تلك التي كانت في عام / كليا عند تأسيس1864تختلف اختالفا

األممية. فالبرودونية في البالد الالتينية، والالسالية الموصوفة في ألمانيا، كانتا في دور االحتضار وحتى النقابات اإلنكليزية نفسها

/ من اللحظة التي كان / فشيئا المغرقة في الرجعية كانت تقترب شيئا أن1887يستطيع فيها رئيس مؤتمرها المنعقد في سوانسي عام

يصرح باسمها: "أن االشتراكية القارية لم تعد تخفينا". إال أن/ يؤكد السال كان ٭ كان النحو هذا وعلى "تلميذ" لماركس، أنه معنا عالقاته في دائما

لم الذين أنصاره بعض مع كذلك يكن لم األمر بالطبع. ولكن "البيان"، موقف يقف قسموا والذين باالعتمادات الدولة تمدها تعاونية إنتاج جمعيات عن برنامجه يتجاوزوا

على االعتماد وأنصار الحكومة على االعتماد قسمين: أنصار إلى العاملة الطبقة كل أنجلس(. )مالحظةالنفس.

العاملية. الشغيلة لجمعية التنظيم والئحة العام الداخلي ماركس. النظام كارل راجع **. -الناشر

17


، تنطبق1887االشتراكية في القارة األوروبية كانت آنذاك، أي عام / على النظرية المشروحة في "البيان". وهكذا يعكس تاريخ كلها تقريبا

. وال1848"البيان"، إلى حد ما، تاريخ حركة العمال الحديثة منذ عام / ريب أنه في الوقت الراهن أوسع المطبوعات االشتراكية انتشارا

وأكثرها أممية، بل هو البرنامج العام للماليين العديدة من العمال فيجميع البلدان، من سيبيريا إلى كاليفورنيا.

ومع ذلك لم يكن في استطاعتنا أن نسميه عند صدوره بالبيان كانت كلمة "االشتراكي" هذه تضم1847. ففي عام االشتراكي

نوعين من الناس: من جهة أتباع مختلف النظم الطوبوية، وأخصهم/ قد "االووينيون" في إنكلترا، و"الفورييريون" في فرنسا، وكانوا جميعا

أصبحوا حلقات بسيطة في دور االحتضار. ومن جهة أخرى المشعوذون االجتماعيون من كل شاكلة وطراز، الذين كانوا يريدون

بواسطة أكداس العالجات، وكل أنواع الترقيع والترميم، أن يمحوا البؤس االجتماعي دون أن يصيبوا الرأسمال والربح بأدنى ضرر. وفي

/ سوى أناس يقفون خارج حركة كلتا الحالتين، لم يكن هؤالء جميعا العمال وينتظرون، باألحرى، العون والتأييد من الطبقات "المثقفة".

وبعكس ذلك، كان هناك قسم من العمال مقتنع بعدم كفاية االنقالبات،/ / كامال / جوهريا السياسية الصرف، ويسعى وراء تغيير المجتمع تغييرا

Aوكان هذا القسم يسمي نفسه إذ ذاك . وكانت شيوعيتهم شيوعيا/ شيء من الخشونة، إال هذه غير مكتملة، شيوعية غريزية، فيها أحيانا

أنه كان فيها، مع ذلك القوة الكافية لتكوين منهجين من الشيوعية الطوبوية: في فرنسا "ايكارية" كابه، وفي ألمانيا منهج ويتلينغ. كانت

على حركة برجوازية، والشيوعية على1847االشتراكية تدل في عام حركة عمالية. وكانت لالشتراكية، في القارة األوروبية على األقل،

مداخلها إلى المجتمع الراقي؛ أما الشيوعية، فكان األمر معها على/! ولما كان رأينا الصريح الواضح منذ ذلك الحين أن عكس ذلك تماما "تحرير الطبقة العاملة ال يمكنه إال أن يكون من صنع الطبقة العاملة

نفسها"، لم يكن في استطاعتنا أن نتردد لحظة في االسم الذي ينبغي لنا أن نختاره بين األسمين. ولم يخطر لنا قط منذ ذلك الوقت أن ننبذ

هذه التسمية. حينما القينا هذه الكلمات في العالم–"يا عمال العالم، اتحدوا!"

لم تجاوبنا سوى بضعة أصوات فقط. وكان ذلك منذ اثنتين وأربعين سنة وكنا إذ ذاك على أعتاب الثورة الباريسية، أول ثورة خاضتها

أيلول )سبتمبر(28البروليتاريا بمطاليبها الخاصة. ولكن لم يحن يوم حتى كان العمال من أكثر أقطار أوروبا الغربية يتحدون1864عام

18


ويؤلفون جمعية الشغيلة العالمية ذات الذكرى المجيدة. ان األممية نفسها لم تعش سوى تسع سنوات. أما التحالف األبدي الذي أنشأته بين عمال جميع البلدان، فليس أدل من يومنا هذا نفسه على أنه ال/، وأنه اآلن أقوى منه في أي وقت مضى. ففي اللحظة يزال موجودا

التي أكتب فيها هذه السطور، تستعرض البروليتاريا األوروبية ،واحدواألميركية قواها الكفاحية التي تنتظم ألول مرة في جيش

- هو تحديد يومواحد، وفي سبيل هدف مباشر واحدوتحت علم /، هذا اليوم الذي طالب به / قانونيا العمل العادي بثماني ساعات تحديدا

، وطالب به من جديد1866مؤتمر األممية المنعقد في جنيف عام . إن مرأى هذا اليوم1889مؤتمر العمال المنعقد في باريس عام

سوف يبين للرأسماليين وكبار أصحاب األراضي في كل األقطار، إن ./ / فعليا / حقيقيا عمال العالم متحدون اآلن اتحادا

أال ليت ماركس إلى جانبي ليرى بعينيه كل هذا!

فريدريك أنجلس لندن، أول أيار

.1890)مايو(

19


1892مقدمة الطبعة البولونية عام

لقد أصبح من الضروري إصدار طبعة بولونية جديدة من "البيان�د مختلف األفكار. الشيوعي"، وهذا الواقع يول

بادئ ذي بدء، تنبغي اإلشارة إلى أن "البيان" قد غدا في المدة األخيرة بمثابة مقياس يدل على تطور الصناعة الكبيرة في القارة

/ التساع الصناعة الكبيرة في بلد معين، تشتد الرغبة األوروبية. وتبعا بين عمال هذا البلد في إدراك موقفهم بوصفهم الطبقة العاملة في

عالقتها مع الطبقات المالكة، وتنتشر الحركة االشتراكية بينهم، ويتعاظم الطلب على "البيان". وهكذا، ان حالة الحركة العمالية،

/، يمكن وليست وحدها وحسب، بل درجة تطور الصناعة الكبيرة أيضا قياسهما بدقة كافية في كل بلد بعدد النسخ المتداولة من "البيان"

بلغة هذا البلد. وعليه، أن الطبعة البولونية الجديدة تدل على مدى تقدم الصناعة البولونية. وال سبيل إلى الشك في أن هذا التقدم قد تحقق في الواقع

منذ الطبعة األخيرة التي صدرت لعشر سنوات خلت. فأن المملكة البولونية، "بولونيا المؤتمر"، قد غدت منطقة صناعية كبيرة في

اإلمبراطورية الروسية. وبينما تقوم الصناعة الروسية الكبيرة بصورة متفرقة - قسم حول خليج فنلندا، وآخر في الوسط )موسكو

وفالديمير(، وثالث على شواطئ البحر األسود وبحر آزوف، وأقسام/ أخرى هنا وهناك - انحصرت الصناعة البولونية في رقعة صغيرة نسبيا من األرض، وتالزمها في آن واحد المزايا واألضرار التي تالزم مثل هذا

التمركز. ولقد قد�ر الصناعيون الروس المزاحمون هذه المزايا حق قدرها حين طالبوا بفرض رسوم الحماية الجمركية ضد بولونيا، بالرغم

من شدة رغبتهم في روسنة البولونيين. أما األضرار - بالنسبة للصناعيين البولونيين والحكومة الروسية - فأنها تبدو بجالء في سرعة

انتشار األفكار االشتراكية بين العمال البولونيين وفي ازدياد الطلبعلى "البيان".

ولكن سرعة تطور الصناعة البولونية هذه، التي تفوق سرعة/ على حيوية / جديدا تطور الصناعة الروسية، تشكل، بدورها، برهانا الشعب البولوني التي ال ينضب لها معين، وضمانة جديدة النبعاثه

الوطني الوشيك. ان انبعاث بولونيا مستقلة قوية ألمر ال يهم/. وال يمكن أن يقوم البولونيين وحدهم وحسب، بل يهمنا جميعنا أيضا

20


أي تعاون أممي مخلص بين األمم األوروبية إال إذا كانت كل من هذه ، التي حملت1848األمم مستقلة كل االستقالل في أرضها. أن ثورة

المناضلين البروليتاريين على أن يقوموا، في آخر المطاف، تحت راية/ استقالل إيطاليا وألمانيا البروليتاريا، بعمل البرجوازية، قد أمنت أيضا

والمجر عبر منفذ�ي وصاياها، لويس بونابرت وبيسمارك. ولكن بولونيا/، قد1792التي فعلت للثورة، منذ ، أكثر من هذه البلدان الثالثة معا

تحت قوة روسية1863تركت لشأنها حين غلبت على أمرها في عام تزيدها عشر مرات. ولم تستطع طبقة النبالء ال أن تحافظ على

استقالل بولونيا، وال أن تستعيده؛ أما اليوم، فأن هذا االستقالل، بنظر البرجوازية، هو، كما يقال، آخر ما تهتم به، شيء غير مادي. ومع ذلك، فهو ضروري النسجام التعاون بين األمم األوروبية. وال يمكن أن يظفر به غير البروليتاريا البولونية الفتية، وهو مضمون في يدها. ان استقالل بولونيا ضروري لعمال سائر أقطار أوروبا بقدر ما هو ضروري للعمال

البولونيين أنفسهم.

فريدريك أنجلس شباط10لندن،

.1892)فبراير(

21


1893مقدمة الطبعة اإليطالية عام

إلى القارئ اإليطالي

، كما يمكن القول، في"بيان الحزب الشيوعي"صادف صدور ، يوم نشوب الثورة في ميالنو والثورة في1848 آذار )مارس( 18

برلين وقد كانت هاتان الثورتان انتفاضتين مسلحتين المتين تقطنان، إحداهما في وسط القارة األوروبية، والثانية في وسط بلدان البحر

األبيض المتوسط؛ أمتين أضفهما حتى ذاك االنقسام والنزاع الداخلي، ووقعتا بالتالي تحت نير السيطرة األجنبية. فبينا إيطاليا تخضع

/ تحت نير قيصر عموم إلمبراطور النمسا، كانت ألمانية تنوء فعال أنقذت1848 آذار 18روسيا، وأن بصورة غير مباشرة. ولكن نتائج

/ من إيطاليا وألمانيا من هذه المحنة. وإذا كانت هاتان األمتان كال 1871 إلى 1848الكبيرتان قد عادتا، بهذا الشكل أو ذاك، من عام

/، فألن أولئك الذين قمعوا / مستقال وتشكلتا في أمتين وانتهجتا نهجا ، كانوا، مع ذلك، كما كان يقول ماركس عادة، منفذي1848ثورة

وصاياها رغم أنفهم. وفي كل مكان كانت هذه الثورة من صنع الطبقة العاملة؛ فأن

الطبقة العاملة هي التي بنت المتاريس وبذلت دماءها سخية. ولكن عمال باريس وحدهم، إذ أسقطوا الحكومة، انما كانوا قد صمموا

/. غير أن إدراكهم للتناحر العزم على إسقاط النظام البرجوازي أيضا المحتم القائم بين طبقتهم بالذات والبرجوازية، لم يبلغ حتى ذاك، ال من حيث تقدم البالد االقتصادي، وال من حيث تطور جماهير العمال

الفرنسيين الفكري، درجة تمك�ن من تغيير األوضاع االجتماعية، ولهذا، كما يبدو في آخر تحليل، قطفت الطبقة الرأسمالية ثمار الثورة. وفي البلدان األخرى - في إيطاليا وألمانيا والنمسا - لم يفعل العمال، منذ

البداية، غير أن رفعوا البرجوازية إلى دفة الحكم. ولكن حكم البرجوازية يستحيل، في أي بلد كان، دون االستقالل الوطني. ولهذا

أن تحمل معها في مجراها الوحدة واالستقالل1848كان على ثورة لألمم التي كانت محرومة منهما حتى ذاك: إيطاليا وألمانيا والمجر.

وستتبعها بولونيا بدورها. ثورة اشتراكية، إال أنها مهدت1848وعليه، إذا لم تكن ثورة

السبيل وفسحت المجال للثورة االشتراكية. وبفضل النهضة التي عرفتها الصناعة الكبيرة في جميع البلدان، أوجد النظام البرجوازي

22


في كل مكان، خالل السنوات الخمس واألربعين األخيرة، بروليتاريا كثيرة العدد، متمركزة وقوية. وهكذا أوجد، كما يقول "البيان"، حفاري قبره. وبدون إعادة الوحدة واالستقالل لكل أمة يستحيل تحقيق اتحاد البروليتاريا من مختلف األمم أو تحقيق التعاون السلمي والواعي بين هذه األمم في سبيل األهداف المشتركة. وبهذا الصدد، لنتصور فقط

لو أن العمال اإليطاليين والمجريين واأللمان والبولونيين والروس قاموا بعمل أممي مشترك في األوضاع السياسية التي سبقت عام

1848!/. وال السنوات الخمس1848وهكذا، فان معارك لم تذهب عبثا

واألربعون التي تفصلنا عن هذه المرحلة الثورية مرت بال أثر. فالثمار بسبيل أن تنضج، وكل ما أتمناه أن يبشر إصدار هذه الترجمة

اإليطالية بانتصار البروليتاريا اإليطالية كما بشر إصدار النص األصليبالثورة العالمية.

إن "البيان" يقر بالدور الثوري الذي اضطلعت به الرأسمالية في الماضي. ان أول أمة رأسمالية كانت إيطاليا. فان نهاية القرون

الوسطى اإلقطاعية وبزوغ فجر العهد الرأسمالي الحالي قد انطبعا بصورة عمالق، هي صورة اإليطالي دانته، الذي كان في آن واحد آخر شاعر في القرون الوسطى وأول شاعر في األزمنة الحديثة. واليوم،

، يقترب عهد تاريخي جديد. فهل تعطينا إيطاليا1300كما في عام /، يؤذن بساعة والدة هذا العهد الجديد، البروليتاري؟ دانته جديدا

فريدريك أنجلس لندن، أول شباط

.1893)فبراير(

23



24


هناك شبح يجول في أوروبا - هو شبح الشيوعية. وقد اتحدت كل قوى أوروبا العجوز في حلف مقدس لمالحقته والتضييق عليه: من البابا والقيصر إلى مترنيخ وغيزو، ومن الراديكاليين في فرنسا إلى

رجال الشرطة في ألمانيا. أي حزب معارض لم يتهمه خصومه القابضون على زمام السلطة

بالشيوعية؟ وأي حزب معارض لم يلصق، بدوره، تهمة الشيوعية -/ منه، أم الدامغة- سواء بأقسام المعارضة التي هي أكثر تقدما

بأخصامه الرجعيين؟ ومن كل ذلك نستخلص شيئين:

/ بها من جميع القوى أولهما: ان الشيوعية أصبحت قوة معترفااألوروبية.

والثاني: ان الشيوعيين قد آن لهم أن يعرضوا أمام العالم بأسره مفهوماتهم وأهدافهم وميولهم، ويدحضوا خرافة شبح الشيوعية ببيان

من الحزب نفسه. ولهذه الغاية اجتمع في لندن شيوعيون من مختلف القوميات

ووضعوا "البيان" التالي الذي ينشر باللغات : اإلنكليزية والفرنسيةواأللمانية واإليطالية والفلمنكية والدانماركية.

25


1

*والبروليتاريون البرجوازيون

إلى يومنا هذا لم يكن سوى تاريخ النضال**إن تاريخ كل مجتمعبين الطبقات.

*فالحر والعبد، والنبيل والعامي، والسيد اإلقطاعي والقن، والمعلم

والصانع، أي باالختصار المضطه�دون والمضطه�دون، كانوا في تعارض دائم، وكانت بينهم حرب مستمرة تارة ظاهرة وتارة مستترة، حرب

/ إما بانقالب ثوري يشمل المجتمع بأسره وأما بانهيار كانت تنتهي دائما ./ الطبقتين المتناضلتين معا

،/ وخالل العهود التاريخية السابقة نجد المجتمع في كل مكان تقريبا/، واألوضاع االجتماعية على مراتب ودرجات / متسلسال / تنظيما منظما متفاوتة. ففي روما القديمة نجد النبالء، ثم الفرسان، ثم العامة، ثم

األرقاء؛ في القرون الوسطى نجد اإلقطاعيين األسياد، ثم اإلقطاعيين

االجتماعي اإلنتاج وسائل مالكي المعاصرين، الرأسماليين طبقة بالبرجوازية نعني * األجراء العمال طبقة بالبروليتاريا المأجور. ونعني العمل يستخدمون الذين

عملهم قوة بيع إلى بالتالي فيضطرون إنتاج وسائل أية يملكون ال الذين المعاصرين(.1888 عام اإلنكليزية للطبعة أنجلس )مالحظةيعيشوا. لكي

الذي االجتماعي النظام تاريخ كان1847 عام : ففيالمكتوب التاريخ األصح وعلى **/ التاريخ، قبل ما عهد أي مكتوب، تاريخ كل سبق /. وبعدئذ مجهوال اكتشف تقريبا

الملكية هذه أن مورير وبرهن لألرض، المشاعية الملكية روسيا في هاكستهاوزن/ منه انطلق الذي االجتماعي األساس كانت المشاعية القبائل جميع تطور تاريخيا/ تبين ثم الجرمانية، / شيئا كانت لألرض الجماعي التملك مع الريفية المشاعة أن فشيئا

إلى الهند من مكان كل في للمجتمع االبتدائي الشكل اآلن تؤلف أو الماضي في/ / اتضح ايرلندا. وأخيرا فيه بما االبتدائي الشيوعي المجتمع لهذا الداخلي التنظيم تماما

للعائلة الحقيقية الطبيعة بين الذي مورغان اكتشاف عقب أساسية، ميزات من يبدأ االبتدائية المشاعة هذه . وبانحاللالقبيلة من ومكانها األولى االبتدائية

سير تتبع حاولت متعارضة. وقد األمر آخر تصبح متمايزة طبقات إلى المجتمع انقسام Der Ursprung der Familie, des Privateigentums und des" كتابي في االنحالل هذا

Staats", 2. Aufl., Stuttgart, 1886 .أصلأنجلس فريدريك )راجع الثانية الطبعة . سنة اإلنكليزية للطبعة أنجلس )مالحظةوالدولة(. الخاصة والملكية العائلة1888.)

رئيسه. ال المشغل داخل في معلم الحرفة، في الحقوق كامل : عضوالمعلم *(.1888 سنة اإلنكليزية للطبعة أنجلس )مالحظة

26


/ داخل كل االتباع، ثم المعلمين، ثم الصناع، ثم األقنان، ونجد تقريباطبقة من هذه الطبقات مراتب ودرجات خاصة.

أما المجتمع البرجوازي الحديث الذي نشأ على أنقاض المجتمع اإلقطاعي؛ فانه لم يقض على هذا التناحر بين الطبقات، بل أقام/ جديدة لالضطهاد / من القديمة، وأوجد ظروفا طبقات جديدة بدال

/ جديدة للنضال. وأشكاال اال أن الذي يميز عصرنا الحاضر، عصر البرجوازية هو أنه جعل التناحر الطبقي أكثر بساطة: فان المجتمع آخذ في االنقسام أكثر فأكثر، إلى معسكرين فسيحين متعارضين، إلى طبقتين كبيرتين،

العداء بينهما مباشر - هما البرجوازية والبروليتاريا. فمن أقنان القرون الوسطى نشأت عناصر المدن األولى؛ ومن

هؤالء السكان المدنيين خرجت العناصر األولى للبرجوازية. ثم كان اكتشاف أميركا والطريق البحري حول شواطئ أفريقيا

/ للعمل. فان أسواق الهند / جديدا الذي قدم للبرجوازية الصاعدة ميدانا والصين واستعمار أميركا والتبادل مع المستعمرات وتعدد وسائل التبادل وتدفق البضائع بوجه عام، كل هذه األمور دفعت التجارة

والمالحة والصناعة إلى األمام بقوة لم تكن معروفة إلى ذلك الحين/ للعنصر الثوري في المجتمع اإلقطاعي اآلخذ / سريعا وأمنت بذلك نموا

في االنحالل. ولم يعد في استطاعة أسلوب اإلنتاج الصناعي القديم، اإلقطاعي

أو الحرفي، أن يلبي الحاجات التي كانت تزداد مع افتتاح األسواق الجديدة، فحلت المانيفاكتورة محله، وأخذت الفئة الصناعية

المتوسطة مكان المعلمين، واختفى تقسيم العمل بين هيئات الحرفالمختلفة أمام تقسيم العمل في قلب الورشة نفسها.

إال أن األسواق كانت تتسع وتتعاظم دون انقطاع، والطلب يزداد باستمرار، فأصبحت المانيفاكتورة نفسها غير وافية بالحاجة. وعندئذ/ في اإلنتاج الصناعي، وحلت الصناعة / ثوريا أحدث البخار واآللة انقالبا

الكبرى الحديثة محل المانيفاكتورة، وأخلت الفئة الصناعية المتوسطة الميدان لرجال الصناعة أصحاب الماليين، لقواد الجيوش الصناعية

الحقيقية أي لبرجوازيي العصر الحاضر. وخلقت الصناعة الكبرى السوق العالمية التي هيأها اكتشاف أميركا. وأدت السوق العالمية إلى توسع التجارة والمالحة وتقدم

المواصالت البرية بصورة هائلة. ثم عاد هذا التوسع فأثر بدوره في مجرى الصناعة؛ وكلما كانت الصناعة والتجارة والمالحة والسكك

الحديدية تتقدم وتنمو، كانت البرجوازية كذلك تنمو وتتعاظم وتضاعف

27


رساميلها وتدفع إلى الوراء جميع الطبقات التي خلفتها القرونالوسطى.

فالبرجوازية المعاصرة نفسها، كما نرى، هي نتيجة تطور طويلوسلسلة من الثورات في أساليب اإلنتاج والتبادل.

وكانت كل مرحلة من مراحل التطور التي مرت بها البرجوازية يقابلها رقي سياسي مناسب تحرزه هذه الطبقة. فقد كانت

البرجوازية في بادئ األمر فئة مضطهدة تحت عسف االقطاعيين واستبدادهم، ثم كانت جماعة مسلحة تدير نفسها بنفسها في

هنا جمهورية مدنية مستقلة، وهناك فئة ثالثة ضمن،*الكومونة المملكة تدفع الجزية للملك، ثم في عهد المانيفاكتورة كانت

البرجوازية قوة توازن رجحان قوة النبالء في الممالك ذات الحكم/ المقيد أو المطلق وحجر الزاوية للممالك الكبرى بوجه عام، وآخرا

منذ أن توطدت الصناعة الكبرى وتأسست السوق العالمية استولت البرجوازية على كل السلطة السياسية في الدولة التمثيلية الحديثة.

فالحكومة الحديثة ليست سوى لجنة إدارية تدير الشؤون العامةللطبقة البرجوازية بأسرها.

/ للغاية. / ثوريا لقد لعبت البرجوازية في التاريخ دورا فحيثما استولت البرجوازية على السلطة سحقت تحت أقدامها

جميع العالقات اإلقطاعية والبطريركية والعاطفية، وحطمت دون رأفة الصالت المزخرفة التي كانت في عهد اإلقطاعية تربط اإلنسان

"بسادته الطبيعيين" ولم تبق على صلة بين اإلنسان واإلنسان إال صلة/". وأغرقت الحمية الدينية / وعدا المصلحة الجافة والدفع الجاف "نقدا

وحماسة الفرسان ورقة البرجوازية الصغيرة في مياه الحساب الجليدية المشبعة باألنانية، وجعلت من الكرامة الشخصية مجرد قيمة

تبادل ال أقل وال أكثر، وقضت على الحريات الجمة، المكتسبة ، هذه الحرية القاسيةوحدهاوالممنوحة، وأحلت محلها حرية التجارة

التي ال تشفق وال ترحم. فهي، باالختصار، استعاضت عن االستثمار

من تنتزع أن قبل حتى الناشئة المدن فرنسا في تسمى كانت هكذا–"الكومونة" * "للفئة السياسية والحقوق الذاتية المحلية اإلدارة اإلقطاعيين وأسيادها مالكيها

/ هنا إنكلترا أخذت عام، الثالثة". وبوجه وأخذت االقتصادي البرجوازية لتطور نموذجا/ فرنسا اإلنكليزية للطبعة أنجلس )مالحظةالسياسي. البرجوازية لتطور نموذجا

(. 1888 عام المدينية، مجموعتهم يسمون وفرنسا إيطاليا في المدن سكان كان هكذا- الكومونة

ذاتية. إدارة في األولية حقوقهم اإلقطاعيين سادتهم من شرائهم أو انتزاعهم فور(. 1890 عام األلمانية للطبعة أنجلس )مالحظة

28


المقنع باألوهام الدينية والسياسية باستثمار مكشوف شائن مباشرفظيع.

وانتزعت البرجوازية عن المهن واألعمال التي كانت تعتبر إلى ذلك العهد محترمة مقدسة، كل بهائها ورونقها وقداستها، وأدخلت

الطبيب ورجل القانون والكاهن والشاعر والعالم في عداد الشغيلةالمأجورين في خدمتها.

/ على ومزقت البرجوازية الحجاب العاطفي الذي كان مسدالالعالقات العائلية وأحالتها إلى عالقات مالية صرف.

وبينت البرجوازية كيف أن الكسل والخمول في القرون الوسطى كانا التتمة الطبيعية لذلك المظهر الفظ للقوة الجسمانية التي تعجب بها الرجعية ايما إعجاب. والبرجوازية هي أول من أظهر ما يستطيع

إبداعه النشاط اإلنساني، فقد خلقت عجائب تختلف كل االختالف عن أهرامات مصر واألقنية الرومانية والكنائس الغوطية، وقادت حمالت ال

تشابه في شيء هجرات الشعوب والحروب الصليبية. ان البرجوازية ال تعيش إال إذا أدخلت تغييرات ثورية مستمرة على

أدوات اإلنتاج، وبالتالي على عالقات اإلنتاج، أي على العالقات االجتماعية بأسرها. وبعكس ذلك، كانت المحافظة على أسلوب اإلنتاج القديم، الشرط األول لحياة الطبقات الصناعية السالفة. فهذا االنقالب المتتابع في اإلنتاج، وهذا التزعزع الدائم في كل العالقات االجتماعية، وهذا التحرك المستمر وانعدام االطمئنان على الدوام، كل ذلك يميز

عهد البرجوازية عن كل العهود السالفة؛ فأن كل العالقات االجتماعية التقليدية الجامدة، وما يحيط بها من مواكب المعتقدات واألفكار، التي

/ محترمة مقدسة، تنحل وتندثر؛ أما التي تحل محلها كانت قديما/ / ثابتا فتشيخ ويتقادم عهدها قبل أن يصلب عودها. وكل ما كان تقليديا

/ يعامل باحتقار وازدراء يطير ويتبدد كالدخان، وكل ما كان مقدسا ويضطر الناس في النهاية إلى النظر إلى ظروف معيشتهم وعالقاتهم

المتبادلة بعيون يقظة ال تغشاها األوهام. وبدافع الحاجة الدائمة إلى أسواق جديدة تنطلق البرجوازية إلى

جميع أنحاء الكرة األرضية. فينبغي لها أن تدخل وتتغلغل في كلمكان، وتوطد دعائمها في كل مكان، وتقيم الصالت في كل مكان.

وباستثمار السوق العالمية تصبغ البرجوازية اإلنتاج واالستهالك في كل األقطار بصبغة كوسموبوليتية. وتنزع من الصناعة أساسها

الوطني، بين يأس الرجعيين وقنوطهم، فتنقرض الصناعات الوطنية التقليدية القديمة أو تصبح على وشك أن تنقرض. وتحل محلها

صناعات جديدة يصبح إدخالها وتعميمها مسألة حيوية لكل األمم

29


المتمدنة، صناعات لم تعد تستعمل المواد األولية المحلية وحسب بل/ المواد األولية اآلتية من أبعد مناطق العالم وال تستهلك منتجاتها أيضا

/ في جميع أنحاء المعمورة. في داخل البالد نفسها فحسب بل أيضا/ من الحاجات القديمة التي كانت تكفيها المنتجات الوطنية، وتتولد، بدال

حاجات جديدة تتطلب لكفايتها منتجات أقصى األقطار ومختلف المناخات. ومكان االنعزال المحلي والوطني السابق واالكتفاء الذاتي،

تقوم بين األمم صالت شاملة وتصبح األمم متعلقة بعضها ببعض في/� على اإلنتاج كل الميادين. وما يقال عن اإلنتاج المادي ينطبق أيضا

/ لجميع / مشتركا الفكري. فثمار النشاط الفكري عند كل أمة تصبح ملكا األمم. ويصبح من المستحيل أكثر فأكثر على أية أمة أن تظل

محصورة في أفقها الضيق ومكتفية به. ويتألف من مجموع اآلدابالقومية والمحلية أدب عالمي.

وتجر البرجوازية إلى تيار المدنية كل األمم، حتى أشدها همجية،/ لسرعة تحسين جميع أدوات اإلنتاج وتسهيل وسائل المواصالت إال تبعا

ما ال حد له. فان رخص منتجاتها هو في يدها بمثابة مدفعية ضخمة تقتحم وتخرق كل ما هنالك من أسوار صينية، وتنحني أمامها رؤوس/ لألجانب. وتجبر البرجوازية كل األمم، تحت أشد البرابرة عداء وكرها

طائلة الموت، أن تقبل األسلوب البرجوازي في اإلنتاج وأن تدخل إليها المدنية المزعومة، أي أن تصبح برجوازية. فهي، باالختصار، تخلق

/ على صورتها ومثالها. عالما وأخضعت البرجوازية الريف للمدينة، فأنشأت المدن الكبرى

وزادت سكان المدن زيادة هائلة بالنسبة لسكان األرياف، وانتزعت/ من السكان من بالدة الحياة القروية. وكما أنها / كبيرا بذلك قسما أخضعت الريف للمدينة، كذلك أخضعت البلدان الهمجية ونصف

الهمجية للبلدان المتمدنة، األمم الفالحية - لألمم البرجوازية، الشرق -للغرب.

وتقضي البرجوازية أكثر فأكثر على تبعثر وسائل اإلنتاج والملكية والسكان. وقد كدست السكان ومركزت وسائل اإلنتاج وجمعت

الملكية في أيدي أفراد قالئل. وكانت النتيجة المحتومة لهذه التغييرات نشوء التمركز السياسي. فالمقاطعات المستقلة التي كانت العالقات

بينها تكاد تكون عالقات اتحادية، والتي كانت لها مصالح وقوانين وحكومات وتعرفات جمركية مختلفة، انما جمعت كلها ودمجت في

، ومصلحة قومية واحدة، وقوانينواحدة مع حكومة واحدةأمة.واحد، وراء حاجز جمركي واحدةطبقية

30


وخلقت البرجوازية، منذ تسلطها الذي لم يكد يمضي عليه قرن واحد، قوى منتجة تفوق في عددها وعظمتها كل ما صنعته األجيال

السالفة مجتمعة. فان إخضاع قوى الطبيعة، واستخدام اآلالت وتطبيق الكيمياء في الصناعة والزراعة، ثم المالحة البخارية والسكك الحديدية

/ والتلغراف الكهربائي، وهذه القارات الكاملة التي كانت بورا فأخصبت، وهذه األنهار والترع التي أصلحت وراحت البواخر تمخر

عبابها، وهذه الشعوب التي كأنما قذفتها من بطن األرض قوة سحرية، - أي عصر سالف وأي جيل مضى كان يحلم بأن مثل هذه القوى

المنتجة العظيمة كامنة في قلب العمل االجتماعي! وهكذا تبين لنا أن وسائل اإلنتاج والتبادل التي قامت البرجوازية

على أساسها، نشأت داخل المجتمع اإلقطاعي، ثم، لما بلغت هذه/ من التقدم والرقي، لم تعد الظروف التي كان / معينا الوسائل حدا المجتمع اإلقطاعي ينتج ويبادل ضمنها، لم يعد التنظيم اإلقطاعي

للزراعة والصناعة، أي بكلمة واحدة، لم يعد النظام اإلقطاعي للملكية يتفق مع القوى المنتجة في ملء تقدمها، بل أصبح يعرقل اإلنتاج/ عن تطويره، ثم تحول إلى قيود تكبله، وأصبح من الواجب عوضا

تحطيم هذه القيود، فحطمت. وحلت محلها المزاحمة الحرة، يرافقها نظام اجتماعي وسياسي

يناسبها، وقامت معها السيطرة االقتصادية والسياسية للطبقةالبرجوازية.

وتجري اآلن أمام عيوننا حركة مماثلة لهذه. فان عالقات اإلنتاج والتبادل البرجوازية وعالقات الملكية البرجوازية، أي كل هذا المجتمع البرجوازي الحديث الذي خلق وسائل اإلنتاج والتبادل العظيمة الهائلة أصبح يشبه الساحر الذي ال يدري كيف يقمع ويخضع القوى الجهنمية التي أطلقها من عقالها بتعاويذه. فليس تاريخ الصناعة والتجارة منذ بضع عشرات السنين سوى تاريخ تمرد القوى المنتجة الحديثة على عالقات اإلنتاج الحديثة، على عالقات الملكية التي يقوم عليها وجود

البرجوازية وسيطرتها. ويكفي ذكر األزمات التجارية التي تقع بصورة دورية وتهدد أكثر فأكثر وجود المجتمع البرجوازي بأسره. فكل أزمة من األزمات ال تكتفي بإتالف كمية من المنتجات المصنوعة الجاهزة

/ على قسم كبير من القوى المنتجة القائمة نفسها. بل تقضي أيضا وينقض على المجتمع وباء لم يكن ليعتبر في جميع العهود السابقة

سوى خرافة غير معقولة، - هذا الوباء، هو فيض اإلنتاج. فيرتمي المجتمع فجأة في حالة همجية حتى ليخيل للمرء أن هناك مجاعة أو/ طاحنة تقطع عن المجتمع وسائل معيشته وموارد رزقه، وكأنما حربا

31


الصناعة والتجارة أتى عليهما الخراب والدمار. ولم ذلك؟ ذلك ألنه أصبح في المجتمع شيء كثير من المدنية، وكثير من وسائل العيش، وكثير من الصناعة والتجارة. ولم تعد القوى المنتجة الموجودة تحت

تصرف المجتمع تساعد على نمو عالقات الملكية البرجوازية وتقدمها،/ بالنسبة لهذه العالقات بل بالعكس أصبحت هذه القوى عظيمة جدا

/ في سبيل تقدمها وتوسعها. وكلما البرجوازية التي أضحت عائقا شرعت القوى المنتجة تتغلب على هذا العائق رمت المجتمع

البرجوازي بأسره في االضطراب واالختالل وهددت وجود الملكية البرجوازية باالنهيار. لقد أصبحت العالقات البرجوازية أضيق من أن تستوعب الثروات الناشئة في قلبها. فكيف تتغلب البرجوازية على

هذه األزمات؟ تتغلب بالتدمير القسري لمقدار من القوى المنتجة من جهة، وباالستيالء على أسواق جديدة وزيادة استثمار األسواق القديمة

من جهة أخرى. بماذا إذن؟ بتحضير أزمات أعم وأهول، وتقليلالوسائل التي يمكن تالفي هذه األزمات بها.

فاألسلحة التي استخدمتها البرجوازية للقضاء على اإلقطاعية ترتداليوم إلى صدر البرجوازية نفسها.

ولكن البرجوازية لم تصنع فقط األسلحة التي سوف تقتلها، بل/ الرجال الذين سيستعملون هذه األسلحة: وهم العمال أخرجت أيضا

.البروليتاريونالعصريون، أو / لتطور البرجوازية، أي لتطور الرأسمال، تتطور البروليتاريا، تبعا

/، وال طبقة العمال العصريين الذين ال يعيشون إال إذا وجدوا عمال يجدونه إال إذا كان عملهم هذا ينمي الرأسمال. وهؤالء العمال

المجبرون على بيع أنفسهم بالمفرق هم بضاعة، هم مادة تجاريةكغيرها، يعانون كل تقلبات المزاحمة وكل تموجات السوق.

ونتيجة التساع استعمال اآلالت ولتقسيم العمل، فقد� عمل البروليتاريين كل صبغة شخصية، وأضاع بذلك كل جاذب، وأصبح

العامل عبارة عن ملحق بسيط لآللة ال يطلب منه إال القيام بعملية بسيطة رتيبة سهلة التلقين. وبذلك أصبح ما يكلفه العامل اليوم هو

/ ما تكلفه وسائل المعيشة الالزمة لالحتفاظ بحياته وتخليد نوعه. تقريبا كثمن كل بضاعة يساوي تكاليف إنتاجه. إذن كلما*إال أن ثمن العمل

/ على االشمئزاز، هبطت األجور. وفوق ذلك ينمو، مع أصبح العمل باعثا استخدام اآللة وتقسيم العمل، مجموع الجهد المصروف في العمل،

الصدد بهذا عمله. راجع قوة بل عمله، يبيع ال العامل أن بعد فيما ماركس بين وقد *. -الناشروالرأسمال". المأجور "العلم ماركس لكتاب أنجلس مقدمة

32


أما بازدياد ساعات العمل، وإما بزيادة الجهد المطلوب في مدة معينةمن الزمن، أو بتعاظم سرعة حركة اآلالت، إلخ..

إن الصناعة الحديثة حولت ورشة المعلم الحرفي البطريركي الصغيرة إلى مصنع كبير للصناعي الرأسمالي، وأخذت جماهير العمال

المتكدسين في هذا المصنع يخضعون لتنظيم أشبه بالتنظيم العسكري. فهم جنود الصناعة البسيطون الخاضعون لسلسلة كاملة

من كبار الضباط وصغارهم كأنهم في جيش عسكري. وهم ليسوا/ في عبيد الطبقة البرجوازية والدولة البرجوازية فحسب، بل هم أيضا كل يوم وكل ساعة عبيد لآللة وللمناظر وللبرجوازي، صاحب المعمل

نفسه بوجه خاص. وكلما تبين بصراحة أن الربح هو الهدف الوحيد/ وإثارة للسخط لكل هذا االستبداد، ازداد هذا االستبداد بشاعة وقبحا

والحفيظة. وكلما قل تطلب العمل اليدوي للمهارة والقوة، أي كلما ترقت

الصناعة الحديثة، استعيض عنه عمل الرجال بعمل النساء واألوالد. وال تبقى للفروق في الجنس أو السن أهمية اجتماعية بالنسبة للطبقة العاملة، فليس ثمة سوى أدوات للعمل تتغير كلفتها حسب العمر

والجنس. ومتى انتهى العامل من مقاساة استثمار صاحب المعمل، وحسبت

له أجرته، أصبحت فريسة لعناصر أخرى من البرجوازية: مالك البيتوالبائع بالمفرق والمرابي، إلخ..

أما صغار الصناعيين التجار وأصحاب االيرادات والحرفيون والفالحون، أي الدرجات السفلى من الطبقة المتوسطة، فيتدهورون إلى صفوف البروليتاريا، وذلك ألن رساميلهم الضعيفة ال تسمح لهم

باستعمال أساليب الصناعة الكبرى، فيندحرون ويهلكون في مزاحمتهم لكبار الرأسماليين، وألن مهارتهم الفنية تفقد قيمتها

وأهميتها تجاه أساليب اإلنتاج الجديدة، وعلى هذه الصورة تتجندالبروليتاريا من كل طبقات السكان.

وتمر البروليتاريا في تطورها بمراحل مختلفة، ويبدأ نضالها ضدالبرجوازية منذ نشأتها.

يقوم بالنضال، بادئ األمر، عمال فرادى منعزلون، ثم يتكاتف عمال معمل واحد، ثم يضم النضال كل عمال الفرع الصناعي الواحد في محلة واحدة ضد البرجوازي الذي يستثمرهم بصورة مباشرة. وال

يكتفي العمال بتوجيه ضرباتهم إلى عالقات اإلنتاج البرجوازية، بل/ إلى أدوات اإلنتاج نفسها، فيتلفون البضائع األجنبية التي يوجهونها أيضا تزاحمهم، ويحطمون اآلالت ويحرقون المصانع ويسعون إلى استعادة

33


الوضع المضاع الذي كان يتمتع به العامل في القرون الوسطىباستعمال القوة.

وفي هذه المرحلة يكون العمال عبارة عن جماهير مبعثرة في البالد تفتتها المزاحمة. وإذا اتفق أن ضم العمال صفوفهم في جموع

متراصة، فال يكون ذلك في هذا الدور نتيجة لوحدتهم الخاصة بهم، بل نتيجة لوحدة البرجوازية التي ينبغي لها، لكي تبلغ مراميها السياسية، أن تحرك البروليتاريا بأسرها، وهي ما تزال تملك القدرة على ذلك.

وفي هذه المرحلة ال يحارب البروليتاريون أعداءهم بل أعداء أعدائهم، أي بقايا الحكم الملكي المطلق وكبار أصحاب األراضي والبرجوازيين

غير الصناعيين وصغار البرجوازيين. وهكذا تكون الحركة التاريخية كلها متمركزة في أيدي البرجوازية، وكل انتصار في هذه الظروف، يكون

/ للبرجوازية. انتصارا إال أن الصناعة، عندما تتقدم وتنمو، ال تضخم عدد البروليتاريين/ وتضمهم في جماهير أوسع وأعظم، فتنمو فقط، بل تمركزهم أيضا

/ مصالح / فيوما قدرتهم ويدركون مدى هذه القوة. وتتساوى يوما/ لما تقوم به اآللة من محو كل البروليتاريين وظروف معيشتهم، تبعا/ إلى مستوى فرق في العمل ومن إنزال األجرة في كل مكان تقريبا

/ لنمو التزاحم فيما بين البرجوازيين، وماهمتماثل في انخفاض . ونظرا/ بعد يوم ينتج عن ذلك من األزمات التجارية، تصبح أجور العمال يوما

/؛ ويؤدي استمرار اإلتقان في صنع اآلالت / وأقل استقرارا أكثر تقلبا بسرعة متزايدة على الدوام إلى جعل حالة العمال أكثر فأكثر عديمة

االستقرار، غير مضمونة؛ وتصطبغ المصادمات الفردية بين العامل/، بصبغة المصادمات بين طبقتين. ويبدأ / فشيئا والبرجوازي، شيئا

العمال في تأليف الجمعيات ضد البرجوازيين من أجل الدفاع عن أجورهم. ويتقدمون في هذا السبيل ويؤلفون جمعيات دائمة لكي يؤمنوا وسائل العيش ألنفسهم في حال وقوع اصطدامات؛ وهنا

وهناك ينفجر النضال بشكل انتفاضة. /، ولكن انتصارهم يكون قصير األمد. وقد ينتصر العمال أحيانا والنتيجة الحقيقية لنضالهم في هذا التضامن المتعاظم بين جميع الشغيلة، ال ذلك النجاح المباشر الوقتي. والذي يسهل تقدم هذا

التضامن واشتداده هو نمو وسائل المواصالت التي تخلقها الصناعة الكبرى والتي تسمح للعمال، في مختلف الجهات والمناطق، باتصال

بعضهم ببعض. ويكفي هذا االتصال بين العمال لتحويل النضاالت المحلية المتعددة ذات الصبغة المتماثلة في كل مكان، إلى نضال

طبقي واحد يشمل القطر بأسره. غير أن كل نضال طبقي هو نضال

34


سياسي. واالتحاد الذي كان سكان المدن في القرون الوسطى/ لطرقهم الوعرة االبتدائية، تحققه / لتحقيقه نظرا يقضون قرونا

البروليتاريا الحديثة خالل بضع سنين فقط بفضل السكك الحديدية. إال أن انتظام البروليتاريا في طبقة، وبالتالي، في حزب سياسي، يحطمه بصورة مستمرة تزاحم العمال فيما بينهم. ولكن هذا االنتظام

/ أشد قوة وأكثر صالبة ال يختفي حتى يعود فيولد من جديد وهو دائما/، ويستفيد من انقسامات البرجوازيين فيما بينهم، وأقوى بأسا

/ بها فيجبرهم على جعل بعض مصالح الطبقة العاملة مشروعة معترفا/، مثل قانون جعل مدة العمل اليومي عشر ساعات في انكلترا. قانونيا

القديم تساعد بصورة عامة،عان المصادمات التي تقع في المجتم وبشتى الصور واألشكال، على تطور البروليتاريا وتقدمها. فان

البرجوازية تعيش في حالة حرب مستمرة، في بادئ األمر، ضد االرستقراطية، ثم ضد تلك الجماعات من البرجوازية نفسها التي تتناقض مصالحها مع رقي الصناعة، وبصورة دائمة ضد برجوازية

/. وترى البرجوازية نفسها مضطرة، في كل األقطار األجنبية جميعا ميادين النضال هذه، إلى االلتجاء للبروليتاريا وطلب معونتها، فتجرها

بذلك إلى مضمار الحركة السياسية. وهكذا تقدم البرجوازية بيديها إلى البروليتاريين عناصر ثقافتها، أي أنها تسلمهم السالح الذي

سيحاربونها به. أضف إلى كل ذلك ما رأيناه من أن جماعات كاملة من الطبقة

الحاكمة تتدهور، بنتيجة تطور الصناعة وتقدمها، إلى طبقة البروليتاريا، أو تكون على األقل مهددة في ظروف معيشتها وشروط حياتها. فهذه/ من عناصر الثقافة. / عديدا الجماعات تحمل كذلك إلى البروليتاريا عددا

/، عندما يقترب نضال الطبقات من الساعات الحاسمة وأخيرا/ الفاصلة، يتخذ انحالل الطبقة الحاكمة والمجتمع القديم بأسره طابعا/ من هذه الطبقة الحاكمة نفسها / صغيرا يبلغ من حدته وعنفه ان جزءا ينفصل عنها وينضم إلى الطبقة الثورية، إلى الطبقة التي تحمل في قلبها المستقبل. وكما انتقل فيما مضى قسم من النبالء إلى جانب

البرجوازية، كذلك في أيامنا هذه ينتقل قسم من البرجوازية إلى/ القسم المؤلف من البرجوازيين جانب البروليتاريا، وخصوصا

المفكرين الذين تمكنوا من اإلحاطة بمجموع الحركة التاريخية وفهمهابصورة نظرية.

/ وليس بين جميع الطبقات التي تقف اآلن أمام البرجوازية وجها/، هي البروليتاريا. فأن جميع الطبقات لوجه إال طبقة واحدة ثورية حقا

35


األخرى تنحط وتهلك مع نمو الصناعة الكبرى، أما البروليتاريا فهي،على العكس من ذلك، أخص منتجات هذه الصناعة.

ان الفئات المتوسطة، من صغار الصناعيين والباعة بالمفرق والحرفيين والفالحين، تحارب البرجوازية من أجل الحفاظ على

وجودها بوصفها فئات متوسطة. فهي ليست إذن ثورية، بل محافظة،/، أنها رجعية، فهي تطلب أن يرجع التاريخ وأكثر من محافظة أيضا

القهقري ويسير دوالب التطور إلى الوراء. وإذا كنا نراها تقوم بأعمال ثورية، فما ذلك إال لخوفها من أن تتدهور إلى صفوف البروليتاريا،

وهي إذ ذاك تدافع عن مصالحها المقبلة، ال عن مصالحها الحالية، وهيتتخلى عن وجهة نظرها الخاصة لتتخذ لنفسها وجهة نظر البروليتاريا.

أما رعاع المدن، هذه الحشرات الجامدة، حثالة أدنى جماعات المجتمع القديم، فقد تجرهم ثورة البروليتاريا إلى الحركة، ولكن

/ لبيع أنفسهم ظروف معيشتهم وأوضاع حياتهم تجعلهم أكثر استعداداإلى المكائد الرجعية.

أن ظروف معيشة المجتمع القديم قد اضمحلت ولم يبق لها أثر في ظروف معيشة البروليتاريا. فالبروليتاري محروم من الملكية،

وليست هناك أية صفة مشتركة بين عالقاته العائلية وعالقات العائلة البرجوازية. والعمل الصناعي الحديث الذي يضم في طياته استعباد

العامل من قبل الرأسمال، قد جرد العامل، سواء في إنكلترا أو فرنسا أو أميركا أو ألمانيا، من كل صبغة وطنية، وما القوانين

والقواعد األخالقية واألديان بالنسبة إليه إال أوهام برجوازية تستترخلفها مصالح برجوازية.

إن كل الطبقات التي كانت تستولي على السلطة فيما مضى، كانت تحاول تثبيت أوضاعها المكتسبة بإخضاع المجتمع بأسره

ألسلوب التملك الخاص بها. وال تستطيع البروليتاريا االستيالء على القوى المنتجة االجتماعية إال بهدم كل أسلوب التملك الخاص بها

/، وبالتالي بهدم كل أسلوب للتملك مرعي اإلجراء إلى يومنا هذا. حاليا/ بها حتى تصونه وتحميه، فعليها إذن أن / خاصا وال تملك البروليتاريا شيئا

تهدم كل ما كان يحمي ويضمن الملكية الخاصة. وكانت الحركات إلى يومنا هذا كلها حركات قامت بها أقليات أو جرت في مصلحة األقليات. أما حركة البروليتاريا فهي حركة قائمة

بذاتها لألكثرية الساحقة في سبيل مصلحة األكثرية الساحقة. والبروليتاريا، التي هي طبقة سفلى في المجتمع الحالي، ال يمكنها أن

تهب وتقوم عودها إال إذا نسفت كل الطبقات المتراكب بعضها فوق الرسمي. عبعض والتي تؤلف المجتم

36


وبالرغم من أن نضال البروليتاريا ضد البرجوازية ليس في أساسه/، فهو مع ذلك يتخذ هذا الشكل في بادئ األمر. إذ ال حاجة / وطنيا نضاال

للقول أن على البروليتاريا في كل قطر من األقطار أن تفضي قبلكل شيء على برجوازيتها الخاصة.

أننا، إذ وصفنا مراحل تطور البروليتاريا، بخطوطها الكبرى، قد أوردنا في الوقت نفسه تاريخ الحرب األهلية، المستترة إلى حد ما

والتي ال تنفك تأكل المجتمع وتنخره حتى الساعة التي تنفجر فيها هذه الحرب بشكل ثورة علنية، وتؤسس البروليتاريا سيطرتها بعد القضاء

على البرجوازية بالشدة والعنف. ان كل المجتمعات السالفة قامت، كما رأينا، على التناحر بين الطبقات المضطه�دة والمضطه�دة. ولكن ألجل اضطهاد طبقة ما

ينبغي على األقل أن يكون في االستطاعة تأمين شروط معيشة لها تمكنها من الحياة تحت وطأة االستعباد واالضطهاد. فقد كان القن في

/ في إحدى الكومونات، وكذلك عهد القنانة يتوصل ألن يصبح عضوا ( حتى تحت أشد أنواع االستبدادKleinburgerالبرجوازي الصغير )

اإلقطاعي، كان يتوصل إلى مرتبة البرجوازي. أما العامل في عصرنا/ عن أن يرتفع ويرقى مع رقي /؛ فعوضا فهو على عكس ذلك تماما

، إلى أن ينزل إلى مستوى هوطالصناعة، ال ينفك يهوى في انحطا أدنى وأحط من شروط حياة طبقته نفسها. ويسقط الشغيل في مهاوي الفاقة، ويزداد الفقر واإلمالق بسرعة تفوق سرعة ازدياد

السكان ونمو الثروة. فمن البين إذن أن البرجوازية ال يبقى بوسعها أن تقوم بدورها كطبقة حاكمة وأن تفرض على المجتمع شروط حياة طبقتها وأوضاع حياتها كقانون أعلى. أنها لم تعد تستطيع أن تحكم، إذ

لم يعد في إمكانها أن تؤمن لعبدها حتى معيشة تتالءم مع عبوديته، وهي مجبرة على أن تدعه ينحط إلى درجة يصبح معها من واجبها هي

/ من أن تطعم نفسها بواسطته. فلم يعد من الممكن أن تطعمه بدال أن يحيا المجتمع تحت سيادتها وسيطرتها، أي بعبارة أخرى أصبح/ غير متالئم مع وجود المجتمع. وجود البرجوازية منذ اآلن فصاعدا

أن الشرط األساسي للوجود والسيادة بالنسبة للطبقة البرجوازية هو تكديس الثروة في أيدي بعض األفراد وتكوين الرأسمال وإنماؤه. وشرط وجود الرأسمال هو العمل المأجور. والعمل المأجور يرتكز، بصورة مطلقة، على تزاحم العمال فيما بينهم. ورقي الصناعة الذي

/ على خدمته يستعيض / له ومقسورا / منفعال ليست البرجوازية إال خادما عن انعزال العمال الناتج عن تزاحمهم، باتحاد ثوري بواسطة

الجمعيات. وهكذا ينتزع تقدم الصناعة الكبرى من تحت أقدام

37


البرجوازية نفس األسس التي شادت عليها نظام إنتاجها وتملكها. ان البرجوازية تنتج قبل كل شيء حفاري قبرها، فسقوطها وانتصار

البروليتاريا كالهما أمر محتوم ال مناص منه.

38


2

والشيوعيون البروليتاريون

ما هو موقف الشيوعيين بالنسبة إلى مجموع البروليتاريا؟ / ألحزاب العمال / معارضا / خاصا ان الشيوعيين ال يؤلفون حزبا

األخرى. وليست لهم مصالح منفصلة عن مصالح البروليتاريا بمجموعها.

وهم ال يدعون إلى مبادئ خاصة يريدون تكييف الحركةالبروليتارية في قالبها.

ان الشيوعيين ال يتميزون عن بقية األحزاب البروليتارية إال فينقطتين هما: في النضاالت التي يقوم بها البروليتاريون من مختلف-1

األمم، يضع الشيوعيون في المقدمة ويبرزون المصالحالمستقلة عن الجنسية والعامة الشاملة لمجموع البروليتاريا.

في مختلف مراحل التطور التي يمر بها النضال بين-2/، المصالح البروليتاريين والبرجوازيين يمثل الشيوعيون دائما

العامة للحركة بكاملها. فالشيوعيون هم إذن، من الناحية العملية، أحزم فريق من أحزاب

العمال في جميع البلدان وأشدها عزيمة، الفريق الذي يدفع إلى األمام كل الفرق األخرى. وهم من الوجهة النظرية يمتازون عن بقية

البروليتاريين بادراك واضح لظروف حركة البروليتاريا وسيرها ونتائجهاالعامة.

أما هدف الشيوعيين المباشر فهو الهدف نفسه الذي ترمي إليه جميع األحزاب البروليتارية، أي: تنظيم البروليتاريين في طبقة وهدم

سيادة البرجوازية واستيالء البروليتاريا على السلطة السياسية. / على أفكار أو ومفهومات الشيوعيين النظرية ال ترتكز مطلقا

مبادئ اكتشفها أو اخترعها مصلح من مصلحي العالم. فما هي سوى التعبير اإلجمالي عن الظروف الواقعية لنضال

طبقي موجود ولحركة تاريخية تتطور من ذاتها أمام عيوننا وليس هدمعالقات الملكية القائمة هو الطابع المميز للشيوعية.

39


فقد كابدت عالقات الملكية تغييرات متتابعة وتقلبات تاريخيةمستمرة.

/ قضت على الملكية اإلقطاعية لمصلحة فالثورة الفرنسية مثالالملكية البرجوازية.

فليس الذي يميز الشيوعية هو محو الملكية بصورة عامة، بل هومحو الملكية البرجوازية.

غير أن الملكية الخاصة في الوقت الحاضر، أي الملكية البرجوازية، هي آخر وأكمل تعبير عن أسلوب اإلنتاج والتملك، المبني

على تناقضات الطبقات واستثمار بعض الناس لبعضهم اآلخر. وعلى هذا، باستطاعة الشيوعيين أن يلخصوا نظريتهم بهذا الصدد

في هذه الصيغة الوحيدة وهي: القضاء على الملكية الخاصة. ويأخذون علينا، نحن الشيوعيين، أننا نريد محو الملكية المكتسبة

/ بالعمل، هذه الملكية التي يصرحون أنها أساس كل حرية وكل شخصيانشاط وكل استقالل فردي.

الملكية، ثمرة العمل والكفاءة! هل يعنون بذلك هذا الشكل من الملكية، السابق للملكية البرجوازية، أي ملكية البرجوازي الصغير

والفالح الصغير؟ إن كانت هذه الملكية التي يعنونها، فليس لنا، نحن الشيوعيين، أن نمحوها ونزيلها، ألن رقي الصناعة قد محاها أو يمحوها

/ بعد يوم. يوماأم تراهم يعنون الملكية الخاصة البرجوازية الحالية؟

ولكن هل يخلق العمل المأجور ملكية للبروليتاري؟ كال! بل هو يخلق الرأسمال، أي الملكية التي تستثمر العمل المأجور، والتي ال

/ لتستثمره / مأجورا / عمال / وأيضا يمكن أن تنمو إال بشرط أن تنتج أيضا من جديد. فالملكية في شكلها الحالي تتحرك بين هذين الطرفين

/ من طرفي هذا المتناقضين: الرأسمال والعمل المأجور. فلنبحث كالالتناقض.

/ فحسب، / شخصيا / يعني أنه ال يشغل مركزا ان كون المرء رأسماليا/ في اإلنتاج. الرأسمال هو نتاج جماعي، فهو / اجتماعيا بل كذلك مركزا

ال يمكن أن يدار ويشغل إال بجهود متضافرة يبذلها كثير من األفراد، بل هو في آخر تحليل ال يدار ويشغل إال بالجهود المشتركة لجميع أعضاء

المجتمع.فليس الرأسمال قوة شخصية إذن، بل هو قوة اجتماعية.

وعليه، إذا تحول الرأسمال إلى ملك مشترك يخص جميع أعضاء المجتمع، فال يكون معنى ذلك أن ثمة ملكية شخصية قد تحولت إلى

40


ملكية اجتماعية، بل كل ما هنالك أن الصفة االجتماعية للملكية تكونقد تغيرت، أي تفقد الملكية صفتها الطبقية.

ولننتقل اآلن إلى العمل المأجور. ان الثمن المتوسط الذي يشترى به العمل المأجور، هو الحد

األدنى لألجرة، أي مجموع وسائل المعيشة الالزمة للعامل لكي يعيش كعامل. وينتج من ذلك أن ما يستملكه العامل المأجور بجهده وكده ال يساوي إال ما يلزمه بالضرورة لالحتفاظ بوجوده الهزيل ولإلبقاء على

/ وال بشكل من األشكال، محو هذا التملك نوعه. فنحن ال نريد أبدا الشخصي لمنتجات العمل، هذا التملك الضروري لحفظ الحياة

البشرية وتكثيرها؛ فأن هذا التملك ال يترك أقل فائض يتسلط المرء بواسطته على عمل غيره. أما الذي نريده فهو محو أسلوب التملك الكئيب المظلم الذي يجعل العامل ال يحيا إال ألجل إنماء الرأسمال،

وال يحيا إال بمقدار ما تتطلبه مصالح الطبقة الحاكمة فقط. في المجتمع البرجوازي ليس العمل الحي إال وسيلة إلنماء العمل المتراكم. أما في المجتمع الشيوعي فليس العمل المتراكم إال وسيلة

لتفريج حياة الشغيلة واغنائها وترفيهها. وهكذا، في المجتمع البرجوازي: الماضي يسيطر على الحاضر.

وفي المجتمع الشيوعي: الحاضر يسيطر على الماضي. في المجتمع البرجوازي الرأسمال مستقل وشخصي في حين أن الفرد الذي يعمل

تابع لغيره ومحروم من شخصيته. فهدم هذه الحالة تعيبه وتشجبه البرجوازية وتزعم أنه هدم

للشخصية والحرية! وهي على حق فيما تزعم، ألن هذا الهدم هو في الحقيقة هدم للشخصية البرجوازية ولالستقالل البرجوازي وللحرية

البرجوازية. انهم يعنون بالحرية، في الظروف الحالية لإلنتاج البرجوازي، حرية

التجارة، حرية الشراء والبيع./. غير أن ولكن إذا تالشت التجارة، تالشت التجارة الحرة أيضا

جميع الكلمات الضخمة التي ترددها برجوازيتنا عن حرية التجارة وكل تصلفها وأنتفاخها وغطرستها حول الحريات، ال معنى لها إال إذا قوبلت

بالتجارة المقيدة والبرجوازي المستعبد في القرون الوسطى، وال يبقى لها أقل معنى أو داللة عندما تدور المسألة حول ما ترمي إليه الشيوعية من إزالة التجارة وعالقات اإلنتاج البرجوازية والبرجوازية

نفسها. يهو لكم ويروعكم أننا نريد محو الملكية الخاصة! ولكن في

مجتمعكم هذا ذاته تسعة أعشار أعضائه محرومون من أية ملكية

41


خاصة، وإذا كانت هذه الملكية موجودة فألن هؤالء األعشار التسعة محرومة منها. فأنتم تأخذون علينا أذن أننا نريد محو شكل للملكية،

شرط وجوده أن تكون األكثرية الساحقة محرومة من كل ملكية./ هذا الذي أي بكلمة، تتهموننا بأننا نريد محو ملكيتكم أنتم. وحقا

نريد. وما أن يغدو من المستحيل أن يتحول العمل إلى رأسمال ونقد

وريع عقاري، أي إلى قوة اجتماعية قابلة لالحتكار، أو بعبارة أخرى، ما أن يصبح من المستحيل أن تتحول الملكية الفردية إلى ملكيةبرجوازية، حتى تزأرون وتصيحون بأن الفرد قد أمحى وأبيد.

فأنتم تعترفون إذن أنكم، عندما تتكلمون عن الفرد، ال تعنون بكالمكم إال البرجوازي، أي المالك البرجوازي. وبالفعل ان هذا الفرد

./ يجب أن يباد ويمحى نهائيا/ القدرة على تملك منتجات اجتماعية، ان الشيوعية ال تسلب أحدا

انها ال تنزع سوى القدرة على استعباد عمل الغير بواسطة هذاالتملك.

ويعترضون علينا بقولهم: ان محو الملكية الخاصة يؤدي إلى توقفكل نشاط وانتشار كسل يعم العالم بأسره.

ولو كان ذلك كذلك، لكان المجتمع البرجوازي قد سقط منذ أمد طويل في بؤرة الكسل والخمول، ما دام الذين يشتغلون في هذا

المجتمع ال يمتلكون، والذين يمتلكون ال يشتغلون. وهكذا يؤول كل اعتراضهم إلى تكرار ممل للحقيقة التالية وهي: حيث ال يبقى

الرأسمال، ال يبقى عمل مأجور. وجميع التهم الموجهة إلى األسلوب الشيوعي في إنتاج واستمالك

/؛ المنتجات المادية وجهت إلى إنتاج واستمالك منتجات الفكر أيضا فكما أن زوال الملكية الطبقية يعادل بالنسبة للبرجوازي زوال كل

إنتاج، كذلك زوال الثقافة الطبقية يعني بالنسبة إليه زوال كل ثقافة. غير أن هذه الثقافة التي يبكى البرجوازي وينتحب على فقدها، ما

/ على عمل مثل اآللة. هي عند األكثرية الساحقة إال تدريبا ولكن ال فائدة من مماحكتكم لنا، إذا كان قصدكم من ذلك أن

تطبقوا على محو الملكية البرجوازية معيار مفهوماتكم البرجوازية عن الحرية والثقافة والحق، الخ.. ان أفكاركم نفسها ناتجة عن عالقات اإلنتاج البرجوازية وعالقات الملكية البرجوازية، كما أن الحق لديكم

ليس إال إرادة طبقتكم مخطوطة بشكل قانون، هذه اإلرادة التي تحددفحواها ومبناها ظروف الحياة المادية لطبقتكم.

42


ان مفهوماتكم المغرضة تدفعكم إلى جعل العالقات االجتماعية هذه العالقات–المتولدة عن أسلوبكم في اإلنتاج وعالقات الملكية

التاريخية التي يمحوها سير اإلنتاج نفسه -قوانين طبيعية وعقلية، خالدة أبدية. ولستم منفردين بهذه المفهومات، بل سبقتكم إليها كل الطبقات الحاكمة التي زالت اليوم. ولكن ما تقبلونه وتقرونه بالنسبة للملكية القديمة، ما تقبلونه وتقرونه فيما يتعلق بالملكية اإلقطاعية،

لم يعد في إمكانكم أن تقبلوه بالنسبة للملكية البرجوازية./ تسخطهم نية هدم العائلة! حتى أشد الراديكاليين تطرفا

الشيوعيين هذه، الفاضحة المرذولة. ولكن، على أية قاعدة ترتكز العائلة البرجوازية في الوقت

الحاضر؟ انها ترتكز على الرأسمال والربح الفردي. وهي، بكامل كيانها وتمام بنيانها، ليست موجودة إال عند البرجوازية فقط. ولكن

تتمتها هي اإللغاء القسري للعائلة بالنسبة للبروليتاري، ثم البغاءالعلني.

/ باضمحالل تتمتها هذه. إن العائلة البرجوازية تضمحل طبعاوكلتاهما، العائلة البرجوازية وتتمتها، تتالشيان بتالشي الرأسمال.

أتأخذون علينا أننا نريد القضاء على استثمار األبناء من قبل أهلهموذويهم؟ إن كان ذلك فنحن نعترف بهذه الجريمة.

وتزعمون أننا نحطم أقدس األواصر والصالت بإبدالنا التربية فيالعائلة بالتربية في المجتمع.

/ هو الذي يحددها؟ أليست ولكن تربيتكم أنتم، أليس المجتمع أيضا تحددها العالقات االجتماعية التي تربون فيها أوالدكم؟ أال يحددها

تدخل المجتمع بصورة مباشرة أو غير مباشرة بواسطة المدرسة، الخ.؟ ان تدخل المجتمع في التربية ليس من ابتكار الشيوعيين. فكل

ما يفعله الشيوعيون أنهم يغيرون طبيعة التربية ويحورون صفتهاوشكلها وينتزعونها من تأثير الطبقة الحاكمة ونفوذها.

ان تشدق البرجوازيين الفارغ عن العائلة والتربية وعن األواصر والصالت العذبة التي تربط الولد بأهله، أصبحت تقز� منه النفس أكثر

فأكثر، إذ أن الصناعة الكبرى تهدم كل صلة عائلية عند البروليتارياوتحول األوالد إلى مواد تجارية بسيطة وأدوات عمل صرف.

واآلن اسمعوا البرجوازية تصيح من كل جانب: "انكم أيهاالشيوعيون تريدون إشاعة المرأة".

ليست امرأة البرجوازي عنده سوى أداة إنتاج بسيطة، وهو يسمع أن أدوات اإلنتاج يجب أن تكون مشتركة، فيستنتج من ذلك بالطبع أن

النساء أنفسهن سوف يسري عليهن ذلك.

43


،/ وال يدخل في وهم البرجوازي أن المسألة هي على العكس تماما/ غير هذا الدور الذي تقوم به اآلن كأداة وأننا نريد إعطاء المرأة دورا

إنتاج بسيطة. ولشد ما يضحكنا هذا الذعر فوق األخالقي الذي توحيه إلى

البرجوازيين إشاعة النساء الرسمية التي يزعمون أن الشيوعيين يدعون إليها. ليست بالشيوعيين حاجة إلى إدخال إشاعة النساء، فهي

/ موجودة. / كانت دائما تقريبا وال يكتفي البرجوازيون بأن تكون تحت تصرفهم نساء

البروليتاريين وبناتهم ـ هذا عدا البغاء الرسمي ـ بل يجدون لذة خاصةفي إغواء بعضهم لنساء بعض.

ليس الزواج البرجوازي في الحقيقة والواقع سوى إشاعة النساء المتزوجات. فقصارى ما يمكن أن يتهم به الشيوعيون إذن هو أنهم يريدون، كما يزعم، االستعاضة عن إشاعة النساء المستترة بالرياء

والمغطاة بالمداجاة، بإشاعة صريحة رسمية. ولكن من البديهي الواضح أن محو عالقات اإلنتاج الحالية يؤدي، بطبيعة الحال، إلى محو/ أم غير إشاعة النساء التي تنتج منها، أي أن البغاء، سواء أكان رسميا

رسمي، يضمحل ويزول. ويتهمون الشيوعيين، عدا ذلك، بالرغبة في إلغاء الوطن والقومية.

ليس للعمال وطن، فليس في االستطاعة إذن سلبهم ما ال/ على السلطة يملكون. وبما أن على البروليتاريا أن تستولي أوال

السياسية، وأن تشيد نفسها بحيث تغدو الطبقة القائدة لألمة، وأن تصبح هي األمة، فهي ال تزال بعد اذن وطنية، ولكن ليس بالمعنى

البرجوازي لهذه الكلمة./ وها هي الفواصل الوطنية والتناقضات بين الشعوب تزول يوما

/ لتطور البرجوازية، وحرية التجارة، والسوق العالمية، بعد يوم تبعاوتشابه اإلنتاج الصناعي وشروط المعيشة الناجمة عن ذلك.

./ وعندما تستولي البروليتاريا على الحكم تعمل إلزالتها أكثر أيضا/ يشمل األقطار المتمدنة على / مشتركا فان نضال البروليتاريا نضاال

األقل، هو أحد الشروط األولية لتحررها.أزيلوا استثمار اإلنسان لإلنسان، تزيلوا استثمار أمة ألخرى.

وعندما يزول تناحر الطبقات في قلب كل أمة يزول في الوقتنفسه العداء والحقد بين األمم.

أما التهم األخرى الموجهة إلى الشيوعية من وجهات نظر دينية/ وفلسفية، وبوجه عام، من وجهات نظر فكرية، فهي ال تستحق بحثا

./ / مستفيضا عميقا

44


إذ هل يحتاج المرء إلى تعمق كبير ليدرك أن نظرات الناس ومفهوماتهم وتصوراتهم الفكرية، أو باالختصار إدراكهم، يتغير مع كل

تغيير يطرأ على ظروف حياتهم وعالقاتهم االجتماعية وشروطمعيشتهم االجتماعية؟

وهال يبرهن تاريخ األفكار على أن اإلنتاج الفكري يتبدل ويتحور مع تبدل اإلنتاج المادي وتحوره؟ فاألفكار واآلراء السائدة في عهد من

العهود لم تكن سوى أفكار الطبقة السائدة وآرائها./ في مجتمع بأسره، إنما / ثوريا وحينما يتحدثون عن أفكار تؤثر تأثيرا

يعبرون في الحقيقة عن هذا الحادث وهو أنه تشكلت في قلب المجتمع القديم عناصر مجتمع جديد، وان انحالل األفكار القديمة يسير

/ إلى جنب مع انحالل ظروف المعيشة القديمة. جنبا فحينما كان العالم القديم على أعتاب السقوط والزوال، انتصر الدين المسيحي على األديان األخرى القديمة، وحينما تركت األفكار

المسيحية محلها في القرن الثامن عشر ألفكار الرقي الجديدة، كان المجتمع اإلقطاعي يقوم إذ ذاك بمعركته األخيرة ضد البرجوازية التي

كانت حينذاك ثورية، ولم يكن ظهور األفكار القائلة بحرية المعتقدوالحرية الدينية إال إيذانا بسيطرة المزاحمة الحرة في ميدان العقائد.

وقد يقولون: "نعم، ان األفكار الدينية واألخالقية والفلسفية والسياسية والحقوقية وما اليها قد طرأ عليها التعديل خالل التطور

التاريخي، ولكن الدين واألخالق والفلسفة والسياسة والحقوق كانت/ على بقائها خالل هذا التحول المستمر. مع ذلك تحافظ دائما

وهنالك فوق ذلك حقائق أبدية، مثل الحرية والعدالة، الخ.، وهي واحدة مشتركة في جميع مراحل التطور االجتماعي. أما الشيوعية

/ عن تجديدها؛ فهي تلغي الحقائق األبدية، تلغي الدين واألخالق عوضافهي تناقض إذن كل التطور التاريخي السابق".

ففيم تتلخص هذه التهمة؟ ان تاريخ كل مجتمع حتى اآلن قائم/ مختلفة حسب على التناحر بين الطبقات. وقد اتخذ التناحر أشكاال

العهود. ولكن مهما كان الشكل الذي اتخذه هذا التناحر، فقد كان هنالك

/ شئ مشترك بين جميع العصور السالفة، وهو استثمار قسم من دائما المجتمع لقسم أخر منه. فال غرابة إذن في أن نرى اإلدراك االجتماعي

في جميع العصور، رغم كل اختالف وكل تنوع، يتطور ضمن أشكال/ إال بزوال التناحر بين مشتركة معينة، أشكال لإلدراك لن تنحل تماما

./ / تاما الطبقات زواال

45


ان الثورة الشيوعية تقطع من األساس كل رابطة مع عالقات/، أثناء الملكية التقليدية؛ فال عجب إذن أن هي قطعت بحزم أيضا

تطورها، كل رابطة مع األفكار واآلراء التقليدية. / ما تبديه البرجوازية من االعتراضات على ولكن لندع اآلن جانبا

الشيوعية. ان الخطوة األولى في ثورة العمال هي، كما رأينا، تحول

البروليتاريا إلى طبقة سائدة، والظفر بالديموقراطية. وستستخدم البروليتاريا سيادتها السياسية ألجل انتزاع الرأسمال

/، ومركزة جميع أدوات اإلنتاج في أيدي / فشيئا من البرجوازية شيئا الدولة، أي في أيدي البروليتاريا المنظمة في طبقة حاكمة، وزيادة

كمية القوى المنتجة وإنمائها بأسرع ما يمكن./ في بادئ األمر إال بخرق حق التملك وعالقات وال يتم ذلك طبعا

اإلنتاج البرجوازية بالشدة والعنف، أي باتخاذ تدابير تتراءى من الوجهة االقتصادية غير كافية وال مأمونة البقاء، ولكنها تتعاظم وتتجاوز نفسها

بنفسها خالل الحركة وتكون ضرورية ال غنى عنها كوسيلة لقلبأسلوب اإلنتاج بأسره.

/، في مختلف األقطار. وستختلف هذه التدابير، طبعا/ في أكثر غير أنه يمكن تطبيق التدابير التالية، بصورة عامة تقريبا

:/ / ورقيا البالد تقدما نزع الملكية العقارية وتخصيص الريع العقاري لتغطية-1

نفقات الدولة.2-./ فرض ضرائب متصاعدة جداإلغاء الوراثة.-3مصادرة أمالك جميع المهاجرين والعصاة المتمردين.-4 مركزة التسليف كله في أيدي الدولة بواسطة مصرف-5

وطني رأسماله للدولة ويتمتع باحتكار تام مطلق.مركزة جميع وسائل النقل في أيدي الدولة.-6 تكثير المصانع التابعة للدولة وأدوات اإلنتاج وإصالح-7

األراضي البور وتحسين األراضي المزروعة حسب منهاج عام./ للجميع على السواء وتنظيم جيوش-8 جعل العمل إجباريا

صناعية، وذلك ألجل الزراعة على الخصوص. الجمع بين العمل الزراعي والصناعي واتخاذ التدابير-9

/ إلى محو الفرق بين المدينة والريف. المؤدية تدريجيا

46


جعل التربية عامة ومجانية لجميع األوالد ومنع تشغيل-10 األحداث في المصانع كما يجري اليوم، والتوفيق بين التربية

وبين اإلنتاج المادي، إلخ.. وما أن تختفي الفوارق الطبقية وتزول خالل سير التطور، ويصبح

/ في أيدي جمعية واسعة تشمل األمة بأسرها، حتى كل اإلنتاج متمركزا تفقد السلطة العامة صبغتها السياسية. إذ أن السلطة السياسية

بالمعنى الصحيح هي السلطة المنظمة لطبقة من أجل اضطهاد طبقة أخرى. فإذا كانت البروليتاريا، في نضالها ضد البرجوازية، تبني نفسها/ في طبقة، وإذا كانت تجعل نفسها بواسطة الثورة طبقة حاكمة، حتما ثم بصفتها طبقة حاكمة، تهدم بالعنف والشدة عالقات اإلنتاج القديمة،

فانها بهدمها عالقات اإلنتاج القديمة تهدم في الوقت نفسه ظروف وجود التناقض والتناحر بين الطبقات وتهدم الطبقات بصورة عامة،

/ سيادتها ذاتها من حيث هي طبقة. وبذلك تهدم أيضا وعلى أنقاض المجتمع البرجوازي القديم بطبقاته وتناقضاته

الطبقية يبرز مجتمع جديد تكون حرية التطور والتقدم لكل عضو فيه/ لحرية التطور والتقدم لجميع األعضاء. شرطا

47


3

والشيوعي االشتراكي األدباالشتراكية الرجعية - 1

أ- االشتراكية اإلقطاعية / من الرسائل كتبت االرستقراطية الفرنسية واإلنكليزية كثيرا

الهجائية في ذم المجتمع البرجوازي الحديث، مدفوعة إلى ذلك بحكم وضعيتها التاريخية، إذ أنها في الثورة الفرنسية في تموز )يوليو( عام

وكذلك في حركة اإلصالح اإلنكليزية، كانت قد غلبت على1830 أمرها مرة أخرى وتداعت تحت ضربات الوافد الجديد البغيض

المكروه. فلم يعد في إمكانها القيام بنضال سياسي جدي، لم يبق لها/ لم يعد يقام وزن سوى النضال األدبي؛ ولكن في الميدان األدبي أيضا

للعبارات المبهرجة الفارغة التي كانت سوقها رائجة في عهد عودة . فلكيما تتمكن االرستقراطية من إيجاد من يعطف عليها، كان*الملكية

عليها أن تتظاهر بأنها ال تهتم بمصالحها الخاصة، وأنها توجه اتهاماتها إلى البرجوازية غيرة منها على مصلحة الطبقة العاملة المستثمرة

فحسب، وعلى هذه الصورة كانت تؤمن لنفسها لذة السخر بسيدها الجديد والدمدمة في أذنه بنبوءات النحس والشؤم عن مستقبل

أيامه. / من الشكاوى واالهاجي، وهكذا نشأت االشتراكية اإلقطاعية مزيجا من ذكريات الماضي وأخطار المستقبل. وإذا كان انتقادها المر الالذع/ في صميم قلبها، فان عجزها المطلق البارع يصيب البرجوازية أحيانا

/ من السخافة عن فهم سير التاريخ الحديث كان يسبل عليها دوماوالسخرية.

وقد لوح االرستقراطيون بجراب البروليتاريا الشحاذي واتخذوه/ لهم لكي يقودوا الشعب وراءهم. ولكن ما أن تراكض الشعب علما

نحوهم حتى رأى الشعارات اإلقطاعية القديمة تزين مؤخرتهم، فتولىعنهم وهو يقهقه قهقهة السخر واالستخفاف.

– 1814 فرنسا في بل ،1689 - 1660 انكلترا في الملكية عودة هنا المقصود ليس * (. 1888 عام االنكليزية للطبعة أنجلس )مالحظة. 1830

48


وقد مثل هذا المشهد أمام العالم قسم من الليجيتيميين.*الفرنسيين وكذلك "انكلترا الفتاة"

وعندما يبرهن اإلقطاعيون أن أسلوب االستثمار اإلقطاعي كان/ هو أن / واحدا غير أسلوب االستثمار البرجوازي، ال ينسون إال شيئا

اإلقطاعية كانت تستثمر ضمن شروط وظروف أخرى تالشت اليوم ومضى زمانها. وكذلك عندما يالحظون أن البروليتاريا الحديثة لم تكن

/ هو أن / واحدا / إال شيئا موجودة في ظل حكمهم، ال ينسون أيضا البرجوازية الحديثة نفسها ليست سوى الوليدة الضرورية لنظامهم

االجتماعي. وتظهر، من جهة أخرى، الطبيعة الرجعية النتقاداتهم في كون أهم

ما يلومون البرجوازية عليه أنها خلقت في عهدها طبقة سوف تهدمكل النظام االجتماعي القديم.

انهم ال يجرمون البرجوازية ألنها أنتجت البروليتاريا، بمقدار مايجرمونها الن هذه البروليتاريا التي أنتجتها هي ثورية.

وعليه فانهم في النضال السياسي يساهمون في جميع تدابير العنف والشدة ضد الطبقة العاملة. وتراهم كذلك في حياتهم العادية

بالرغم من عباراتهم المبهرجة المنتفخة، ينحنون اللتقاط الثمار الذهبية التي تنثرها شجرة الصناعة، ويبيعون الشرف والحب والوفاء

.*بالصوف وسكر الشمندر وكأس الخمرة/ بيد، كذلك تسير وكما كان الكاهن واإلقطاعي يسيران دوما يدا

/ لجنب مع االشتراكية اإلقطاعية. االشتراكية الكهنوتية جنبا وليس أسهل من أن يطلى النسك والزهد المسيحي بطالء من/ ضد الملكية الخاصة والزواج االشتراكية. أفلم تدع المسيحية أيضا

/ عنها، بالمحبة واإلحسان واألسمال الرثة والدولة؟ ألم تبشر، عوضا

آل عودة أنصار األراضي، مالكي النبالء من حزب–)"الشرعيون"( الليجيتيميون * الفتاة" . "انكلترا1830)يوليو( تموز ثورة بعد تأسس فرنسا، في الحكم إلى بوربون

من نفرا تضم وكانت1842 حوالي نشأت االنكليز االرستقراطيين من جماعة– وتوماس ديزرائيلي أعضائها أبرز المحافظين. ومن حزب مؤيدي من واألدباء الساسةالناشر. –كارليل.

وكبار الزراعيون االرستقراطيون حيث ألمانيا، على األولى بالدرجة ينطبق، وهذا * األكبر القسم في االقتصادية الشؤون إدارة على يشرفون األلمان األراضي أصحاب

ذلك، على عالوة ويملكون، الوكالء، بواسطة الخاص حسابهم على أراضيهم من فلم منهم، أغنى هم الذين االنكليز االرستقراطيون والخمور. أما للسكر كبيرة معامل

/ هم يعرفون أنهم إال بعد؛ الدرجة هذه الحال بهم تبلغ هبوط عن يعوضون كيف أيضا ذاك. أو الحد لهذا فيها مشكوك مساهمة شركات لمؤسسي أسمائهم بتقديم الريع،

(. 1888 عام االنكليزية للطبعة أنجلس )مالحظة

49


والتبتل وقتل الجسد والتقشف والرهبانية والكنيسة؟ ان االشتراكية المسيحية ليست سوى الماء المقدس الذي يسكبه الكاهن على نار

الغيظ المتأججة بين جوانح االرستقراطية.

االشتراكية البرجوازية الصغيرة–ب ليست االرستقراطية اإلقطاعية الطبقة الوحيدة التي هدمتها البرجوازية وال الطبقة الوحيدة التي تنحل ظروف معيشتها وتفنى

/ في المجتمع البرجوازي الحديث. كان سكان المدن وصغار / فشيئا شيئا الفالحين في القرون الوسطى أسالف البرجوازية الحديثة. وفي البالد

المتأخرة صناعتها وتجارتها ال تزال هذه الطبقة تحيا حياة الضيقوالشقاء إلى جانب البرجوازية المزدهرة النامية.

لقد تألفت في البالد، التي ازدهرت فيها المدنية الحديثة، برجوازية صغيرة جديدة تتذبذب بين البروليتاريا والبرجوازية. ولما كانت هذه/ للمجتمع البرجوازي فانها تتكون بدون انقطاع؛ / مكمال الطبقة جزءا

ولكن األفراد الذين يؤلفون هذه الطبقة يتدهورون على الدوام، بنتيجة المزاحمة، إلى صفوف البروليتاريا. وفوق ذلك يشعرون، مع سير

/ الصناعة الكبرى إلى امام، باقتراب الساعة التي ينقرضون فيها كليا/ من المجتمع الحديث، ليحل محلهم في التجارة / متميزا بوصفهم قسما

والصناعة والزراعة، النظار والمستخدمون. وكان من الطبيعي في أقطار مثل فرنسا، يؤلف فيها الفالحون أكثر بكثير من نصف السكان أن يعمد بعض الكتاب الذين يناصرون

البروليتاريا ضد البرجوازية، إلى انتقاد النظام البرجوازي والدفاع عن العمال من وجهة نظر خاصة بصغار البرجوازيين والفالحين. وعلى

هذه الصورة تشكلت االشتراكية البرجوازية الصغيرة. وكان سيسموندي زعيم هذا األدب ال في فرنسا فحسب، بل في انكلترا

./ أيضا وقد حللت هذه االشتراكية، بكثير من التعمق، التناقضات المالزمة

لعالقات اإلنتاج الحديثة وكشفت القناع عن تقاريظ االقتصاديين/ وأثبتت، بشكل مفحم ال يدحض، النتائج القتالة المملوءة رياء ونفاقا

إلدخال اآللة في الصناعة ولتقسيم العمل، وتمركز الرساميل والملكية العقارية، وفيض اإلنتاج، واألزمات، وانحطاط البرجوازيين الصغار والفالحين وتدهورهم المحتوم، وبؤس البروليتاريا، والفوضى في

اإلنتاج، والتفاوت الفاحش في توزيع الثروة، والحرب الصناعية المبيدة المهلكة بين األمم، وانحالل األخالق القديمة والعالقات العائلية القديمة

والقوميات القديمة.

50


ولو رحنا نحكم على هذه االشتراكية حسب مضمونها الحقيقي، وتوطدهاةلرأينا أما أنها تبغي أن تعيد وسائل اإلنتاج والتبادل القديم

من جديد وتعيد معها عالقات الملكية القديمة والمجتمع القديم، وأما أنها تبغي أن تحصر بالقوة وسائل اإلنتاج والتبادل الحديثة في نطاق

عالقات الملكية القديمة، هذا النطاق الضيق الذي حطمته، وكان ال بد/ هذه الوسائل الحديثة نفسها. وفي الحالتين تكون أن تحطمه حتما

هذه االشتراكية رجعية وطوبوية في آن واحد. فكلمتها األخيرة هي إدخال النظام الحرفي في الصناعة، وإدخال

النظام البطريركي في الزراعة. وفيما بعد، تحول هذا االتجاه إلى هراء حقير.

جـ- االشتراكية األلمانية أو االشتراكية "الصحيحة" ان اآلداب االشتراكية والشيوعية الفرنسية، وقد نشأت تحت

ضغط البرجوازية الحاكمة المسيطرة وكانت التعبير األدبي عن التمرد على هذه السيطرة، دخلت ألمانيا حين كانت البرجوازية األلمانية في

بدء نضالها ضد االستبداد اإلقطاعي المطلق. وقد تهافت الفالسفة وأنصاف الفالسفة والمتأدبون األلمان

بشراهة ونهم على هذه اآلداب، ولكن سها عن بالهم ان استيراد اآلداب الفرنسية إلى ألمانيا لم يرافقه في الوقت نفسه استيراد

الظروف واألوضاع االجتماعية الفرنسية إليها. فقد فقدت هذه اآلداب الفرنسية كل داللة عملية مباشرة بالنسبة للظروف االجتماعية

األلمانية واتخذت صبغة أدبية محضة. ولذا ما كانت لتبدو، بطبيعة الحال، إال كعبث فكري ال طائل تحته حول تحقيق الطبيعة البشرية.

وهكذا لم تكن مطالب الثورة الفرنسية األولى في نظر الفالسفة األلمان في القرن الثامن عشر، سوى مطالب "العقل العملي" بوجه عام، ولم تكن مظاهر إرادة البرجوازيين الثوريين الفرنسيين تعبر في

نظرهم إال عن قوانين اإلرادة الخالصة النقية، اإلرادة كما يجب أن/ إنسانية. تكون، اإلرادة التي هي حقا

/ على التوفيق بين أما عمل األدباء األلمان الخاص فكان مقتصرا األفكار الفرنسية الجديدة وإدراكهم الفلسفي القديم أو، على األصح،

على استيعاب األفكار الفرنسية بجعلها مطابقة لفلسفتهم الخاصة. وقد تم استيعاب هذه األفكار كما يستوعب المرء لغة أجنبية، أي

بالترجمة.

51


ومعروف كيف اخذ الرهبان مخطوطات المؤلفات الكالسيكية في العهد الوثني القديم وغطوها بخرافات وأساطير سخيفة عن

القديسين الكاثوليك. أما األدباء األلمان فكان شأنهم مع اآلداب/. فقد دسوا غباواتهم الفرنسية الجاحدة على عكس ذلك تماما

/ اخذوا االنتقاد الفرنسي الفلسفية تحت األصل الفرنسي. فأنهم مثال لنظام المال وكتبوا تحته "انتزاع الطبيعة البشرية"، وتحت االنتقاد

الفرنسي للدولة البرجوازية كتبوا - "انخالع سلطان الكونية المجردة"، ./ وهلم جرا

وبعد ما أبدلوا الشروح الفرنسية بهذه العبارات الفلسفية المبهرجة الفارغة، أطلقوا على عملهم هذا مختلف األسماء مثل

"فلسفة العمل" و"االشتراكية الصحيحة" و"علم االشتراكية األلماني"/"، الخ.. و"وتبرير االشتراكية فلسفيا

وعلى هذه الصورة جردوا اآلداب االشتراكية والشيوعية الفرنسية/ من الصفات التي كانت جوهر قوتها وسلبوها رجولتها. / تاما تجريدا

وبما أنها أصبحت بين أيدي األلمان بعد هذا العبث والتشويه في حالة�ر معها عن نضال طبقة ضد أخرى، فقد أخذ سادتنا األلمان ال تعب يهنئون أنفسهم بأنهم ارتفعوا فوق "المستوى الفرنسي المحدود

الضيق" وبأنهم دافعوا ال عن حاجات حقيقية بل عن حاجة الحقيقة، وال عن مصالح البروليتاريا بل عن مصالح الكائن اإلنساني، مصالح

اإلنسان على العموم، اإلنسان الذي ال ينتمي إلى أية طبقة وال يرتبط بأي واقع، اإلنسان الذي ال تجده إال بين الغيوم السابحة في سماء

األهواء الفلسفية. إال أن هذه االشتراكية األلمانية التي كانت تنظر بكثير من االحتفال

والجد إلى تطبيقاتها غير البارعة الشبيهة بتمارين تالميذ المدارس، وترفع بها عقيرتها وتنادي بها في أبواقها بشعوذة مدوية صاخبة، قد

/ السذاجة البريئة المتصفة بمباهاة أدعياء العلم / فشيئا فقدت شيئاوالمعرفة.

فقد أصبح كفاح البرجوازية األلمانية وال سيما البرجوازية البروسية ضد اإلقطاعيين والملكية المطلقة، أو بعبارة أخرى أصبحت الحركة

الليبيرالية، ذات صبغة جدية أكثر من ذي قبل. وبذلك سنحت لالشتراكية "الصحيحة" الفرصة المنشودة لمعارضة

الحركة السياسية بالمطالب االشتراكية، فأسرفت في كيل اللعنات التقليدية للنزعة الليبيرالية والدولة التمثيلية والمزاحمة البرجوازية وحرية النشر البرجوازية والحقوق البرجوازية والحرية البرجوازية

والمساواة البرجوازية، واستطاعت أن تبث الدعوة بين الجماهير بأنها

52


/ بل بالعكس تخسر كل شئ من وراء هذه الحركة ال تربح شيئا البرجوازية. وهكذا نسيت االشتراكية األلمانية في الوقت المناسب

للغاية ان االنتقاد الفرنسي الذي لم تكن هي ذاتها سوى صداه الحقير، كان يفرض مقدما وجود المجتمع البرجوازي الحديث مع ما

يرتبط به من ظروف المعيشة المادية ومن دستور سياسي موافق له وما إلى ذلك من الشؤون التي كان ال يزال على ألمانيا أن تعمل

لتحقيقها والحصول عليها. أما الحكومات المطلقة في ألمانيا، بحاشيتها الضخمة من

القسس والكهنة واألساتذة المربين واإلقطاعيين والبيروقراطيين، فقد أصبحت هذه االشتراكية في أيديها، الفزاعة المنشودة التي تخيف بها

البرجوازية المهددة المهاجمة. وهكذا أضافت هذه االشتراكية رياءها التافه الحالوة إلى الرصاص

والبسياط التي كانت هذه الحكومات نفسها تسلطها بقساوة وشراسةعلى العمال األلمان المتمردين.

وعدا أن هذه االشتراكية "الصحيحة" أصبحت، على هذه الصورة،/ ضد البرجوازية األلمانية في أيدي الحكومات، فانها كانت، سالحا زيادة على ذلك، تمثل بصورة مباشرة مصلحة رجعية هي مصلحة

البرجوازية الصغيرة األلمانية. والبرجوازية الصغيرة هذه التي خلفها القرن السادس عشر والتي ما انفكت منذ ذلك الحين تتولد وتتولد

دون انقطاع تحت أشكال مختلفة تؤلف األساس االجتماعي الحقيقيللنظام القائم في ألمانيا.

فالمحافظة عليها معناها المحافظة على النظام القائم في ألمانيا. وواضح ان السيادة الصناعية والسياسية للبرجوازية تهدد هذه

البرجوازية الصغيرة بالسقوط األكيد بنتيجة تمركز الرساميل من جهة، ونمو البروليتاريا الثورية من جهة أخرى. ولذلك تراءى لهذه البرجوازية

الصغيرة ان االشتراكية "الصحيحة" تستطيع إصابة عصفورين بحجرواحد، فانتشرت انتشار الوباء.

/ وقد صنع االشتراكيون األلمان من شفوف نظرياتهم المهلهلة ثوبا/ بانداء العواطف / بأزهار دقيقة من فصاحتهم ومبلال / مزركشا فضفاضا الرقيقة الحارة، وأسبلوه على الهيكل العظمي "لحقائقهم األبدية"،

األمر الذي ما كان إال ليزيد في رواج بضاعتهم بين جمهور كهذا./ بعد يوم، انها قد وقد أدركت االشتراكية األلمانية من جهتها، يوما

ألهمت وأوحي إليها أن تكون هي الممثل الباذخ لهذه البرجوازيةالصغيرة.

53


فنادى مناديها بأن األمة األلمانية هي األمة النموذجية وان التافه، الضيق األفق األلماني هو اإلنسان النموذجي. وألصقت بكل رذائل هذا

/، يغير / عاليا /، معنى اشتراكيا اإلنسان النموذجي ونقائصه معنى دفينا/. واندفعت في هذا الطريق إلى نهايته فأعلنت أنها وجهها ويقلبها تماما تقاوم ميل الشيوعية "الهدام الفظيع" وانها تحلق في حيادها السامي

فوق كل نضال طبقي. وكل المؤلفات االشتراكية أو الشيوعية المزعومة المتداولة في ألمانيا، ما عدا القليل النادر منها، تنتمي إلى

.*هذه اآلداب القذرة المثيرة لألعصاب

البرجوازيةاالشتراكية المحافظة أو - 2 يحاول قسم من البرجوازية إيجاد عالج لألمراض االجتماعية ألجل

تقوية دعائم المجتمع البرجوازي. وينتسب إلى هذا الصنف االقتصاديون ورجال الخير واإلنسانيون

والناس الذين يهتمون بتحسين مصير الطبقات الكادحة، وتنظيم أعمال البر واإلحسان، وحماية الحيوانات، وتأليف جمعيات االعتدال

والقناعة، أي باالختصار جميع المصلحين الذين يستوحون آراءهم اإلصالحية من فضاء غرفهم. وقد بلغ بهم األمر إلى صوغ هذه

االشتراكية البرجوازية في نظم كاملة. ونذكر كمثال عن هذه االشتراكية "فلسفة البؤس" لبرودون. ان البرجوازيين االشتراكيين يريدون بقاء ظروف المعيشة في

المجتمع الحديث ولكن على أن تخلو من النضال واألخطار التي تنشأ بالضرورة عن هذه الظروف نفسها. أنهم يريدون بقاء المجتمع

/ وتنخره وتحله. / من العناصر التي تغيره ثوريا الحالي، ولكن مطهرا أنهم يريدون البرجوازية ولكن بدون البروليتاريا. ان البرجوازية تتصور،

بالطبع، العالم الذي تسود فيه وتسيطر عليه كأحسن العوالم، واالشتراكية البرجوازية تنظم هذا التصور المعزي وتسكبه في

مجموعة قواعد ونظم متنوعة، كاملة إلى هذا الحد أو ذاك. وهي عندما تدعو البروليتاريين إلى تحقيق نظمها واتباع قواعدها، والدخول

بذلك إلى أرض الميعاد الجديدة، أنما تدعوهم في الحقيقة إلى القناعة

على وقضت كلها الخسيسة المدرسة هذه1848 عام الثورية العاصفة كنست لقد * غرون كارل السيد االشتراكية. وكان اسم استغالل متابعة إلى أتباعها لدى ميل كل

للطبعة أنجلس )مالحظةالمدرسة. لهذه الكالسيكي والنموذج الرئيسي الممثل(.1890 عام األلمانية

54


واالكتفاء بالمجتمع الحالي، ولكن مع التخلي عن نظرة البغضوالمقت التي ينظرون بها إليه.

/ ولكنه عملي وهناك شكل آخر من هذه االشتراكية أقل انتظاما أكثر، سعى إلى تكريه العمال بكل حركة ثورية بان حاول أن يبرهن لهم أن أي انقالب أو تغيير سياسي ال يعود عليهم بأية فائدة، وانما

تغيير ظروف الحياة المادية، أي العالقات االقتصادية، هو وحده الذي/ يستطيع أن يفيدهم. وتجب المالحظة بان هذه االشتراكية ال تعني أبدا من تغيير ظروف الحياة المادية هدم عالقات اإلنتاج البرجوازية الذي

ال يمكن تحقيقه إال بالثورة، بل تعني فقط تحقيق إصالحات إدارية على أساس عالقات اإلنتاج البرجوازية نفسها، إصالحات ال تمس،

بالتالي، في قليل أو كثير عالقات الرأسمال بالعمل المأجور، بل كل ما تفعله أنها تخفض عن البرجوازية نفقات حكومتها وتسهل لها

إدارتها. وال تبلغ االشتراكية البرجوازية الغاية القصوى في التعبير عن

/ من المجاز / بسيطا كنهها ومراميها بتمامها إال عندما تصبح نوعاواالستعارة.

التبادل الحر! لمصلحة الطبقة العاملة؛ الحماية الجمركية! لمصلحة الطبقة العاملة؛ السجون االنفرادية! لمصلحة الطبقة العاملة

/ الكلمة - هذه هي الكلمة األخيرة لالشتراكية البرجوازية، وهي حقاالوحيدة التي قالتها جادة غير هازلة.

إذ أن االشتراكية البرجوازية، من ألفها إلى يائها، تنطوي عليها هذه العبارة: ان البرجوازيين هم برجوازيون... لمصلحة الطبقة

العاملة.

االشتراكية والشيوعية االنتقاديتان- 3الطوبويتان

ليس موضوع البحث هنا األدب الذي أفصح في كل الثوراتالحديثة الكبرى عن مطالب البروليتاريا )مثل كتابات بابوف وغيره(.

فان المحاوالت األولى المباشرة التي قامت بها البروليتاريا لتحقيق مصالحها الطبقية الخاصة في وقت عم فيه الغليان والثوران،

خالل مرحلة هدم المجتمع اإلقطاعي، انتهت بالضرورة إلى الفشل/ لغياب الظروف / الن البروليتاريا كانت غير متطورة ونظرا نظرا

والشروط المادية الالزمة لتحريرها، هذه الظروف التي ال يمكن أن

55


تنشأ إال في العهد البرجوازي. ومن الواضح أن األدب الثوري الذي رافق حركات البروليتاريا هذه ال بد أن يكون ذا محتوى رجعي. وهو

يدعو إلى زهد عام وسواسية خشنة فظة. أما النظم االشتراكية والشيوعية التي جاء بها سان سيمون

وفوريه واووين وسواهم، فقد ظهرت في المرحلة األولى غير المتطورة للنضال بين البروليتاريا والبرجوازية، وهي المرحلة التي

تكلمنا عنها فيما سبق )راجع فصل "البرجوازيون والبروليتاريون"(. صحيح أن مبتدعي هذه النظم يدركون التناقض والتناحر بين

الطبقات، وكذلك فعل عناصر االنحالل في المجتمع السائد نفسه. غير أنهم ال يرون للبروليتاريا أية مبادرة تاريخية أو أية حركة سياسية

خاصة بها. / إلى جنب مع نمو الصناعة، وبما أن نمو التناحر الطبقي يسير جنبا

فانهم كذلك ال يرون بعد نشوء الظروف المادية الالزمة لتحرير البروليتاريا، ويأخذون في البحث عن علم اجتماعي، عن قوانين

اجتماعية، ألجل خلق هذه الظروف. فتراهم يستعيضون عن النشاط االجتماعي بنشاطهم اإلبداعي،

/ / خيالية، وعوضا وفي مكان الشروط التاريخية للتحرير يضعون شروطا/ / اجتماعيا عن تنظيم البروليتاريا التدريجي في طبقة يضعون تنظيما

كل تفاصيله من مبتكراتهم. ومستقبل العالم في نظرهم يتقرربالدعاية لبرامجهم ومشاريعهم عن المجتمع وتطبيقها.

إال أنهم، عند وضع برامجهم ومشاريعهم هذه، يدركون أنهم يهتمون قبل كل شئ بمصالح الطبقة العاملة، بوصفها أكثر الطبقات

/ /. فليست البروليتاريا بالنسبة إليهم إال أكثر الطبقات تألما / وتعسا تألما/ فحسب. وتأذيا

إال أن الشكل االبتدائي لنضال الطبقات وكذلك وضعيتهم االجتماعية الخاصة، يدفعانهم إلى اعتبار أنفسهم فوق كل تناحر طبقي، فيرغبون في تحسين أحوال جميع أعضاء المجتمع حتى

/. ولذا ال يكفون عن التوجه بندائهم / وتنعما / وأكثرهم امتيازا أحسنهم حاال/ ما يتوجهون إلى المجتمع بأسره دون تمييز وال تفريق، بل أنهم غالبا

إلى الطبقة الحاكمة المسيطرة. إذ يكفي في نظرهم أن يفهم المرء حقيقة مشروعهم ونظامهم ليعترف بأنه أحسن مشروع ممكن لتنظيم

أحسن مجتمع ممكن. فهم يرفضون إذن كل عمل سياسي، وينكرون على الخصوص كل

عمل ثوري ويسعون إلى بلوغ هدفهم بوسائل سلمية، ويحاولون أن

56


يشقوا الطريق إلنجيلهم االجتماعي الجديد بقوة المثال وبالقيام/ اإلخفاق والفشل. / دائما بتجارب على مقياس صغير مصيرها طبعا

/ في عهد تنظر / خياليا وال ريب أن تصوير المجتمع المقبل تصويرا فيه البروليتاريا التي ال تزال ضعيفة التطور، إلى أوضاعها الخاصة بصورة هي ذاتها خيالية، ان هذا التصوير ينشأ عن رغائب العمال

الغريزية األولى في تغيير تام كامل للمجتمع. إال أن هذه الكتابات االشتراكية والشيوعية تحوي كذلك عناصر إنتقادية، فهي تهاجم المجتمع الحالي في قواعده وأسسه، ولذلك

/ إلنارة العمال وتثقيفهم. وكانت قدمت في حينها مواد قيمة جدا التدابير العملية التي اقترحتها لما يجب أن يكون عليه المجتمع

المقبل، مثل محو التضاد بين المدينة والريف وإلغاء العائلة والربح الخاص والعمل المأجور وإعالن االنسجام والتناسق االجتماعي

كل هذه التدابير–وتحويل الدولة إلى مجرد إدارة بسيطة تدير اإلنتاج المقترحة ال تفعل غير ان تعبر عن ضرورة زوال تناحر الطبقات، هذا

التناحر الذي لم يكن إال في بداية ظهوره اذ ذاك، والذي لم يعرف منه واضعو هذه النظم سوى أشكاله األولى المبهمة الغامضة المبلبلة.

ولذا ليس لهذه االقتراحات سوى معنى طوبوي صرف. ان أهمية االشتراكية والشيوعية االنتقاديتين الطوبويتين تتناسب/ / مع التطور التاريخي. فكلما اشتد نضال الطبقات واتخذ شكال عكسا

/، فان هذه الرغبة الخيالية في التعالي عليه، وهذه الطريقة واضحا الخيالية في معارضته، تفقدان كل معنى عملي وكل تبرير نظري.

ولذلك إذا كان واضعو هذه النظم في كثير من النواحي ثوريين، فان/ حلقات ضيقة مغلقة رجعية. فهم يتمسكون تالميذهم يؤلفون دائما أشد التمسك بمفاهيم أساتذتهم القديمة، بصرف النظر عن تطور

البروليتاريا التاريخي المطرد. ولذا يحاولون، وهم بذلك منطقيون مع أنفسهم، أن يخففوا من حدة النضال الطبقي وان يوفقوا بين

التناقضات. وهم ما ينفكون يحلمون بتحقيق تدابيرهم االجتماعية وذلك بإقامة "الفاالنستيرات" المنعزلة،–الخيالية عن طريق التجربة

"[ أو بتأسيسHome-coloniesأو بإنشاء مستعمرات في الداخل ]" صغيرة تكون طبعة جيب عن أرض الميعاد الجديدة، -*"ايكارية"

التي االشتراكية المجتمعات على فوريه أطلقه تعبير–( phalanstere) الفاالنستير * مستعمرة على ثم تخيله، بلد على كابه أطلقه اسم–( Icarie) تخيلها. وايكارية

(.1888 عام االنكليزية للطبعة أنجلس )مالحظةأميركا. في أنشأها شيوعيةHome-coloniesالشيوعية مجتمعاته اووين سمى البالد(. هكذا داخل )مستعمرات

بلد اسم فوريه. ايكارية تخيلها التي االجتماعية القصور اسم هو النموذجية. وفاالنستير

57


وألجل بناء جميع هذه القصور الهوائية الخيالية التي تولدها أحالمهم يرون أنفسهم مجبرين على االستغاثة بقلوب وجيوب "محبي الخير"

/ في عداد االشتراكيين / فشيئا من البرجوازيين. وبذلك يقعون شيئا الرجعيين أو المحافظين الذين سبق الكالم عنهم، وال يتميزون منهم

/، وبإيمان بالمفعول العجيب / وتنسيقا إال بادعاء علمي أكثر انتظاما/ يصل إلى حد الخرافة والتعصب الخارق لعلمهم االجتماعي إيمانا

األعمى. فهم يعارضون إذن بإصرار وعناد كل حركة سياسية للطبقة

العاملة، الن مثل هذه الحركة السياسية ال يتأتى، حسب رأيهم، إال عنكفر أعمى باإلنجيل الجديد.

ان االووينيين في انكلترا يعارضون الشارتيين وأنصار فوريه في.**فرنسا يعارضون االصالحيين

للطبعة أنجلس )مالحظةالشيوعية. مؤسساته كابه به وصف طوبوي خيالي(.1890 عام األلمانية

التي " )"االصالح"(،la Reforme"الريفورم" " جريدة أنصار باإلصالحيين يقصد ** الناشر.–. 1850 – 1843 في باريس في صدرت

58


4

مختلف من الشيوعيين موقف المعارضة أحزاب

حسب قلنا في الفصل الثاني، يتضح موقف الشيوعيين من نفسه/، وبالتالي، فموقفهم واضح من تجاه أحزاب العمال المؤلفة سابقا

الشارتيين في انكلترا ومن المصلحين الزراعيين في أميركا الشمالية. ان الشيوعيين يناضلون في سبيل المصالح واألهداف المباشرة

للطبقة العاملة، إال أنهم في الحركة الحالية يدافعون في الوقت نفسه عن مستقبل الحركة. ففي فرنسا يتحالف الشيوعيون مع الحزب

ضد البرجوازية المحافظة والراديكالية،* الديموقراطي–االشتراكي مع احتفاظهم بحق انتقاد العبارات واألوهام التي خلفتها التقاليد

الثورية. وفي سويسرا يؤيدون الراديكاليين، دون أن ينكروا أن هذا الحزب مؤلف من عناصر متناقضة، قسم منها اشتراكي ديموقراطي بالمعنى

الفرنسي للكلمة، والقسم اآلخر برجوازي راديكالي. وفي بولونيا يؤيد الشيوعيون الحزب الذي يرى في الثورة

الزراعية شرط التحرير الوطني، أي الحزب الذي قام بانتفاضة. 1846كراكوفيا عام

وفي ألمانيا يناضل الحزب الشيوعي باالتفاق مع البرجوازية ما/ ضد النظام الم�ل�كي المطلق / ثوريا دامت تناضل هذه البرجوازية نضاالوضد الم ل�كية اإلقطاعية العقارية، وضد البرجوازية الصغيرة الرجعية. اال أنه ال يتغافل لحظة عن إيقاظ شعور واضح وإدراك صريح لدى

العمال عن التناحر العنيف القائم بين البرجوازية والبروليتاريا، ألجل

وفي بالن، لوي األدب وفي روالن، ليدرو البرلمان في يمثله كان الحزب هذا ان * – "االشتراكي اسم أطلقوا " وقدla Reforme" جريدة اليومية الصحافة

كان الذي الجمهوري، أو الديموقراطي الحزب من القسم ذلك الديموقراطي" على للطبعة أنجلس )مالحظةاالشتراكي. باللون تلك أو الدرجة لهذه يتصف

.(1888 عام االنكليزية السياسية الحياة في يمثله كان فرنسا في الديموقراطي – االشتراكي الحزب ان

الديموقراطية – االشتراكية عن إذن بعيد فهو بالن، لوي األدب وفي روالن، ليدرو عام األلمانية للطبعة أنجلس )مالحظةاألرض. عن السماء بعد الحالية األلمانية1890).

59


أن يتمكن العمال األلمان من االستفادة على الفور من الظروف االجتماعية والسياسية التي ترافق بالضرورة سيادة البرجوازية،

/ ضد البرجوازية بالذات، لكي يمكن إشهار النضال واستخدامها سالحاعلى البرجوازية نفسها، اثر إسقاط الطبقات الرجعية في ألمانيا.

ان انتباه الشيوعيين يتوجه بصورة خاصة نحو ألمانيا، ألنها على أعتاب ثورة برجوازية، وألنها ستقوم بهذه الثورة في ظروف تكون

/، ومع بروليتاريا متقدمة نامية / ورقيا فيها المدنية األوروبية أكثر تقدما أكثر مما كانت عليه في انكلترا في القرن السابع عشر وفي فرنسا

في القرن الثامن عشر. فالثورة البرجوازية األلمانية ال تكون، بالتالي،سوى بداية وتمهيد مباشر لثورة بروليتارية.

والخالصة أن الشيوعيين يؤيدون في كل قطر من األقطار كلحركة ثورية ضد النظام االجتماعي والسياسي القائم.

وفي كل هذه الحركات يضعون في المقدمة مسألة الملكية باعتبار أنها المسألة األساسية في الحركة، مهما كانت الدرجة التي

بلغتها هذه المسألة في تطورها. /، يعمل الشيوعيون على االتحاد والتفاهم بين األحزاب وأخيرا

الديموقراطية في جميع األقطار. ويترفع الشيوعيون عن إخفاء آرائهم ومقاصدهم، ويعلنون صراحة

أن أهدافهم ال يمكن بلوغها وتحقيقها إال بدك كل النظام االجتماعي القائم بالعنف. فلترتعش الطبقات الحاكمة أمام الثورة الشيوعية. فليس للبروليتاريا ما تفقده فيها سوى قيودها وأغاللها، وتربح من

/ بأسره. ورائها عالما

يا عمال العالم، اتحدوا!

المحتويات

. . . . . . . . .1872مقدمة الطبعة األلمانية عام . . .

. . . . . . .1882مقدمة الطبعة الروسية الثانية عام . . . .


60


. . . . . . . . .1888مقدمة الطبعة االنكليزية عام . . .


. . . . . . . . .1892مقدمة الطبعة البولونية عام . . .

. . . . . . . . .1893مقدمة الطبعة االيطالية عام . . .

بيان الحزب الشيوعي . البرجوازيون والبروليتاريون . . . . . . . . . .1

. . . البروليتاريون2

والشيوعيون . . . . . . . . . . . . . األدب االشتراكي والشيوعي . . . . . . . . . .3

. . - االشتراكية1

الرجعية . . . . . . . . . . . . . أ- االشتراكية

اإلقطاعية . . . . . . . . . . . . االشتراكية البرجوازية الصغيرة . . . . . . .–ب

. . ج- االشتراكية األلمانية أو االشتراكية "الصحيحة" . . .

. . . - االشتراكية المحافظة أو2

البرجوازية . . . . . . . . . - االشتراكية والشيوعية االنتقاديتان الطوبويتان . . .3

. . . . موقف الشيوعيين من مختلف أحزاب المعارضة . . . .4. . .

61

Documents

البيان الشيوعي