83
مس ب له ل ا ن م ح ر ل ا م ي ح ر ل ا ى ل ا وة خ الإ ن مي ئ ا ق ل ا ى عل ا هذ ع ق و م ل ا لإم س ل ا م ك ي ل ع و مه ح ر له ل ا ى ل عا ت و ه ركات ب م ك ي ل ا ة هذ ب ت ك ل ا ن م ات ق ل ؤ م ور ت ك الذ الذ خ ر يL ب كإل ل ع، ن م ذة ي ع ا ي ص خT ش ادة ق ت س لإ ه ردت لف ا ى ف ع ق و م ل ا و ه ارج خ ،و لإ ور ج ي ها ل لإ ع ت س ا راض غ لإ ل ه ارت جd ت ل ا، و لإم س ل ا م ك ي ل ع و مه ح ر له ل ا ى ل عا ت و ه ركات ب.

قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

الرحيم الرحمن الله بسم الموقع هذا على القائمين اإلخوة إلى

بركاته و تعالى الله رحمة و عليكم السالم من ، عالل كبير خالد الدكتور مؤلفات من الكتب هذه إليكم

شخصيا عنده استغاللها يجوز ال ،و خارجه و الموقع في الفردية الستفادة و تعالى الله رحمة و عليكم السالم و ، التجارية لألغراض

. بركاته

Page 2: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

الصحابة مواقف عن هادفة نقدية دراسات الكريم)ص(- الرسول وفاة -بعد

ين-بين موقعة في التحكيم قضية صّف) األباطيل- و الحقائق

ه(37سنة)

عالل كبير خالد الدكتور

من اإلسالمي التاريخ في دولة هدكتورا على حاصل-الجزائر- جامعة

األولى الطبعة البالغ دار-الجزائر- -

م-1423/2002

3

Page 3: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

الرحيم الرحمن الله بسم

المقدمة أشرف على السالم و الصالة و ، العالمين رب لله الحمد

: دراسات سلسلة من السادس البحث هو : هذا بعد ،و المرسلين الله صلى– الرسول وفاة بعد ، الصحابة مواقف عن هادفة نقدية ، خطيرة و هامة حادثة لدراسة خصصته بحث هو و - ، سلم و عليه علميا منهجا فيه اتبعت قد . و قضاياها و الكبرى الفتنة حوادث من

لها جمعها- و على قدرت التي– الروايات كل فيه جمعت ، موضوعيا أبي الصحابيين بين ، صفXين موقعة في التحكيم بقضية عالقة

قد عنهما- و الله رضي– العاص بن عمرو و األشعري موسى قدر متنا-على و إسنادا العلمي للنقد الروايات تلك أخضعت

بالجديد جاء قد البحث أن – أعلم الله أحسب-و المستطاع- و و ، الحق عن الباحثين قلوب الله- سيثلج شاء إن– أنه و ، المفيد. الكرام الصحابة في الطاعنين مفتريات و شبهات عن يكشف

و ، المثقفين و المختصين لدى إقباال البحث هذا يجد أن أرجو و أفاقا يفتح أن ،و الصحابة خصوم منها تسلل طالما ثغرة يسد أن

تاريخ و ، خاصة الصحابة تاريخ عن ، الموضوعي العلمي للبحث لوجه خالصا يجعله جل- أن و عّزX– الله أسأل . و عامة المسلمين

إلصدار التوفيق و العون يمدني أن ،و قارئه به ينفع أن ،و الكريم. مجيب سميع تعالى إنه ، السلسلة بحوث باقي

عالل كبير خالد جامعي- -أستاذ

4

Page 4: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

القتال مسألة في األول: التحقيق الّفصل ه( 37 - 36 صّفين) و الجمل موقعة في

أهل قتال على – عنه الله عليX-رضي عّزم عندما

رضي– عائشة و الّزبير و طلحة أن سمع ،و الشام إلى توجXهوا قد ، مكة أهل معهم و – عنهما الله

الطرفان التقى . فلما إليها ليسبقهم أسرع ، البصرة قتلة لكن ، بالصلح توXجت مساع بينهما جرت ، هناك

إلى دفعوهم ،و صلحهم عليهم افسدوا عثمان موقعتي في المؤمنتان الطائفتان فتقابلت ، االقتتال

Xن-على الجمل-بالبصرة- ،و دجلة نهر شاطئ صفي بين القتلى حصيلة فكانت الشام- ، بالد شرق

ذكرته ما حسب ، ألفا60 من اكثر ، الجانبين و ؟ القتال هذا سبب هو . فما 1 التاريخية الروايات

. ؟ منه الصحابة مواقف هي ما

و الجمل موقعتي في القتال : سبب أوال : صّفي)ن

عثمان-رضي الخليفة قتلة قضية في الخالف يعتبر بين القتال حدوث في السبب عنه- هو الله

Xن و الجمل موقعتي في المسلمين فأهل ، صفي جعلوه و عثمان قتلة من باالقتصاص طالبوا الشام مكة أهل .و طالب أبي بن علي لبيعة شرطا

الخليفة بدم للمطالبة ، جمعوهم و الناس استنفروا يرى كان و ، هؤالء خالف علي اإلمام . لكن المقتول على أصر و ، عثمان قتلة من القصاص تأخير ضرورة

ص:7 ،ج1981 المعارف مكتبة ،3ط ، النهاية و : البداية كثير : ابن مثال انظر 1 للنشر موفم ، الجّزائر ، الجوهر معادن و الذهب : مروج المسعودي و .275 ،245

420-419ص: 2 ج1989

5

Page 5: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

لم و خالفه من تجاه القوة استخدام على ،و موقفه. 1 يبايعه طلبوا قد المنورة بالمدينة الصحابة كبار كان و

أمير بدم لألخذ الحدود إقامة علي اإلمام من على قدرته بعدم فاعتذر ، عفان بن عثمان المؤمنين

– طلحة و الّزبير منه طلب عندما . و اآلن تنفيذها أحدهما- الّزبير- على يولي أن – عنهما الله رضي

من بالجنود ليأتيانه ، البصرة على اآلخر و الكوفة و عثمان قتلة على بهم فيتقوXى ، المدينتين هاتين أنظر حتى : مهال لهم قال ، معه الذين األعراب جهلة

فلو ، باألخذ جدير و وجيه هذا رأيهما و2. األمر في مقدوره في عنه- لكان الله رضي– علي اإلمام تبناه

. لكن منهم به يقتص و الفتنة لدعاة حدا به يضع أن يبدو- هو ما ذلك-على فكان لهما يستجب لم عليا

أبي بن علي استئذان إلى دفعهما الذي السبب و بها فالتحقا ، المكرمة مكة إلى للخروج طالب. عثمان بدم للمطالبة الناس جمعها

قرار أن ، المودودي األعلى أبو الباحث يرى و عثمان قتلة من القصاص بتأخير طالب أبي بن علي تعصب إلى يؤدي قد مباشرة تطبيقه ألن ، صوابا كان

تأخير في المصلحة تكون قد . نعم 3 لهم القبائل . لكن منهم يتمكXن ريثما ، هؤالء شر لدفع القصاص

المجرمين هؤالء من االقتصاص أن ننس ال أن يجب أنه و ،(201 ص:3دج السابق تيمية: المصدر )ابنشرعي واجب

بدم المطالبين مقاتلة فيه-أيضا- أن شك ال مما

: منهاج تيمية ابن .و230 ،229 ،228ص: 7 ج المصدر : نفس كثير : ابن انظر1 . 2 ،1 ص: 3ج ت د ، العلمية المكتبة بيروت ، النبوية السنة

ص:2 نج1997 ، العلمية الكتب دار بيروت ، الملوك و األمم : تاريخ الطبري2 . 229 ،228 ص: 7 ج السابق : المصدر كثير ابن ،و703

.49 ص: 1988 ت د الشهاب دار الجّزائر ، الملك و المودودي: الخالفة3

6

Page 6: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

المحبذ باألمر هو ليس و الهين باألمر ليس عثمان و ، شرعي بمطلب يطالبون فهم ، عقال ال و شرعا

قبائلهم- فمجموع ورائهم من جدا-و كبير عددهم حين في ، شخص2500: عن يّزيد ال عثمان قتلة كان . لذا 1 جندي الف30 من أكثر هؤالء جيش عدد عثمان- ان قتلة من موقفه في– علي اإلمام على

لكن ، منهم لالقتصاص يخطط ،و إلضعافهم يسعى الشام أهل قتال قرار اتخذ عندما أنه هو حدث الذي

و جيشه في المجرمين- كانوا صالح في هو و– يدري ال او يدري حيث من– هو فساهم ، معه حاربوا

هم و ، لهم الحماية توفير ،و شوكتهم تقوية في –زوا بدورهم Xبعضهم صار ،و عسكره في مواقعهم عّز

. 2جبلة بن حكيم ،و النخعي كاألشتر ، قادته كبار من يقتص أن علي اإلمام عل جدا الصعب من فأصبح

. منهم يقتص لم أنه على شاهد التاريخ و ، منهم من

: القتال من الصحابة مواقف : تباين ثانيا موقعتي في القتال من الصحابة مواقف تباينت

Xن و الجمل اعتّزل من فمنهم ، واضحا تباينا صفي و ، العراق أهل مع قاتل من منهم و ، كلية الفتنة فالذين ز الشام و مكة أهل مع قاتل من منهم

بن :عمران منهم ، كبيرا عددهم كان القتال اعتّزلوا ،و زيد بن أسامة ،و وقاص أبي ابن سعد و ، حصين هريرة أبو و ، عمر بن الله عبد و ، مسلمة بن محمد

الله عبد و ، زيد بن سعيد ،و األشعري موسى ابو و ،– 3ثابت بن زيد ،و السلمي برزة ابو ،و مغفل بن

. بعدها ما و238 ص: 7 ج السابق : المصدر كثير انظر: ابن1. 274 ،236 ،223 ص: 7 ج السابق : المصدر كثير ابن2 البر: عبد ابن .و219ص: 2ج ،و145ص: 1 ج السنة : منهاج تيمية : ابن انظر3

Xر الذهبي . و171 ص: 1ج ، االستيعاب بيروت3 ،ط النبالء أعالم : سي 445 ،128 ،23ص: 3 ج375ص: 2ج ،103 ،93ص: 1 ج1985 ، الرسالة مؤسسة

7

Page 7: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

و يوالونه و عليا يحبون هؤالء و – عنهم الله رضي في خالفوه عثمان- لكنهم الخالفة-بعد في يقدمونه ليس ، فتنة قتال أنه اعتقدوا فقد ، القتال من موقفه حديثية نصوص معهم كانت ،و بمستحب ال و بواجب

السالم- تحذXر و الصالة عليه– الرسول من سمعوهاXر فيها القاعد ، الفتنة في المشاركة من القائم من خيXر فيها القائم ،و Xر الماشي و ، الماشي من خي من خي

. 1 الساعي عنه الله رضي– حصين بن عمران الصحابي كان و ، السالح بيع عن ينهي ،و الحرب اعتّزال على يحث– أبو . وأما 2 الفتنة في السالح بيع : هو يقول و

الناس يجمع عنه- فكان الله رضي– األشعري موسى عن يثبطهم و الفتنة في المشاركة من يحذرهم و

Xرهم ،و القتال عليه– الرسول من سمعه بما يذك )الطبري: الفتنة اعتّزال في – السالم و الصالة

( . و38ن26،28،37ص: 3ج السابق المصدرعلي- باإلمام زيد بن أسامة التقى عندما أنه يروى من إال نعدك كنا علي: ما له قال– عنهم الله رضي

: يا أسامة فقال ؟ معنا تدخل ال فلم أسامة يا أنفسنا بمشفر-الشفة- أخذت لو الله و انك الحسن أبا

أو ، جميعا نهلك حتى ن اآلخر بمشفره ألخذت األسد ال الله فو ، فيه أنت الذي األمر هذا فأما ، جميعا نحيا

. و(361-360ص:2ج السابق : المصدر )الذهبي أبدا فيه أدخل أهل لمحاربة طالب أبي بن علي انطلق عندما

مواقف : تحقيق آمحّزون محمد .و449 ،377 ص: 8ج : البداية كثير ابن . و . 170 ،169 ص: 2ج ن1999 ، طيبة دار الرياض3ط ، الفتنة في الصحابة

بدر . و221-220 ص: 3ج ،و145-144ص: 1 ج السابق : المصدر تيمية ابن1 489ص: ، ت د ، العلمية الكتب دار بيروت ، تيمية ابن فتاوى مختصر : الحنبلي الدين

. تيمية ابن . و364ص: 2 ج ت د المعارف دار ن مصر ط ، السابق الذهبي: المصدر2

. 219ص: 2 ج السابق : المصدر

8

Page 8: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

Xم بن عبد الجليل الصحابي له اعترض الشام – سال قرار عن بالرجوع نصحه و عنه- الطريق الله رضي بعض نصيحته تعجب لم لما .و له يسمع فلم ، القتال

Xوه ، علي أصحاب فنعم علي: دعوه لهم فقال ، سب .1سلم- و عليه الله صلى– النبي أصحاب من الرجل

الله رضي–ه( 73)ت عمر بن الله عبد أما و و ، أبدا الفتنة من يقترب أال على حرص عنهما- فقد

علي اإلمام بويع . فعندما2أحد قتل في سببا يكون الXر عمر ابن المنورة- كلXف بالمدينة– بالخالفة بالسي

وجد و ، موقفه على أسرX و فأبى ، الشام بالد إلى ) الذهبي: المصدر مكة إلى هرب بأن لنفسه حال

اإلمام أن روي ( . و228 ،224 ص: 3ج السابق في وقاص أبي بن سعد ،و عمر ابن يغبط كان علي

عبد نّزله منّزل : )) لله بقوله ، الفتنة من موقفهما وقاص- لئن أبي مالك-ابن بن سعد ،و عمر بن الله لعظيم إنه حسنا كان لئن و ، مغفور لصغير ذنبا كان

.3(( مشكور– يردد البصري صفي بن أهبان الصحابي كان و عليه– الرسول فيه له قال للفتنة- حديثا اعتّزاله في

من سيفا اتخذ الفتنة السالم-: )) في و الصالة عندما أنه يروى .و الترمذي و احمد ((رواه خشب عدم على عاتبه و طالب أبي بن بعلي التقى

و فتركه ، السابق الحديث له ذكر ، إليه االنضمام عبد )ابن الله رسول به أوصاه ما طاعة على حثه

قيل عندما و ( ،205ص: 1ج السابق البر:المصدر .234 ص: 7 ج السابق : المصدر كثير ابن1 تحديد في عنه اختلفت الروايات لكن ، الباغية الفئة يقاتل لم انه حياته آخر في ندم أنه يروى2

ابن طائفة هي قيل و ، عليا حاربت التي فقيل ، قصدها التي الباغية الفئة هي من ص:3ج السابق : المصدر . الذهبي طائفته و يوسف بن : الحجاج هي قيل ،و الّزبير . 172-171 ص: 1ج السابق البر: المصدر عبد ابن .و232-،229

. 120ص: 1 ج المصدر : نفس الذهبي3

9

Page 9: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

الله األنصاري-رضي مسلمة بن محمد للصحابي لي : قال قال ؟ األمر و للنهي تخرج عنه- : أال و فرق سلم- ستكون و عليه الله صلى– الرسول

،و وترك اقطع و ، سيفك فأكسر ، اختالف و فتنة فيه قال الذي هو الصحابي هذا . و بيتك في اجلسه : )) ال الله رسول Xو داود ابو رواه1(( الفتنة تضر . عمرو بن الحكم للصحابي علي أرسل عندما

منه عنهما- يطلب الله ه(-رضي51)ت الغفاري : بقوله عليه رد ، الشام ألهل حربه في إليه االنضمام

سلم- و عليه الله صلى– الله رسول سمعت )) إني (( خشب من سيفا اتخذ هكذا األمر كان : إذا يقول

الصحابي كاد .و (340 ص: 2 ج مصر ط– السابق : المصدر ) الذهبي– عنه الله ه(-رضي51البجلي)ت الله عبد بن جرير

يقول كان و ، اعتّزلها و تراجع ثم الفتنة في يدخل أن ندب عندما .و 2 الله إال إله ال يقول من أقاتل : ال

يوافقوه لم ، للقتال معه للخروج المدينة أهل علي شخصيا عمر بن الله عبد فكلXم ؛ معه الخروج أبوا و

. ثم المدينة من رجل : انا له فقال ، معه للخروجXر دعوته عليهم كرر بخروج سمع عندما معه للسي و ، أكثرهم عنه فتثاقل ، البصرة إلى مكة أهل

: المصدر كثير )ابن البدريين من7-4: مابين له استجاب

.( 231،234ص:7ج السابق ، العراق أهل مه قاتلوا الذين الصحابة أما و بن الله عبد و ، طالب أبي بن : علي مقدمتهم ففي

و ، حنيف بن سهل و ياسر، بن عمار و ، مسعود بن جابر ،و الحسين و الحسن و ، حنيف بن عثمان

ابن .و339 ص: 3ج الكبرى : الطبقات سعد ابن .و268 ص: 2 ج المصدر نفس 1 .416 ص: 8ج بيروت المعرفة دار ط السابق المصدر: كثير

ص:8 ج السابق : المصدر كثير ابن .و384 ص: 2 ج السابق : المصدر الذهبي2447 .

10

Page 10: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

-رضي جبير، بن خوات و ، حاتم بن عديX و ، الله عبد أعلن قد فإنه علي، اإلمام . فبخصوص1- عنهم الله

مجرد هو الشام ألهل قتاله في موقفه ان لجنده وحدة و الطاعة يحقق انه فيه رأى ، شخصي اجتهاد

من سمعها نصوصا معه ان يدع لم و ، الجماعة كانت قد . و2السالم- و الصالة عليه– الله رسول ، واجهته التي الصعاب لتذليل خيارات عدة أمامه ال و المدينة في بالبقاء نصحه الحسن ابنه : أن منها

كثير .)ابن األمصار كل بيعة تصله حتى يغادرها هذه في ( . و230،231ص:7ج السابق :المصدر

أهل مع اتصاالته يكثف أن إمكانه في كان الحالة قتلة من لالقتصاص مشتركة خطة لوضع الشام بين السلمي االتفاق يكون ذلك بعد ثم ، أوال عثمان

بدم المطالبين امتناع مبرر زوال بعد ثانيا الطرفين أيضا- – الخيارات تلك من . و للبيعة كشرط عثمان

عنهما-قد الله الّزبير-رضي و طلحة الصحابيين أن ليأتيانه واليين يعينهما علي- ان على عليه-أي اقترحا

على بهم فيتقوى ، الكوفة و البصرة من بالعساكر ال و ، دابرهم يقطع و منهم فيقتص ، عثمان قتلة كان . و له بيعتهم عدم في حجة الشام ألهل يبقى فيهم يثق مثال- من– يرسل مقدوره-أيضا- ان في وضع من بهم فيتمكن ، بالجنود ليأتوه األمصار إلى ك عن عددهم يّزيد ال المجرمين من لشرذمة حد

.( بعدها ما و238ص: 7ج السابق :" المصدر كثير _) ابن فرد2500 أيضا فهو ، واجب هو كما هؤالء قتال أن العلم مع

الجيل دار ، بيروت1 ط القدسي الدين حسام حققه ، الراشدون الذهبي: الخلفاء1 4ج ،و221 ،220 ،156 ص: 3ج السنة : منهاج تيمية ابن .و389 ،329 ص: 1992

.121ص: 4ج ،و221 220 ،156/:3 : نفسه تيمية ابن .و390 ،389 ،388 الذهبي:الخلفاء: 2

.121ص:

11

Page 11: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

علي اإلمام لكن ؛ الشام أهل قتال من أسهل و أولى الشام أهل قضية حل أن العتقاده ، آخر خيارا اتبع ، عثمان قتلة من االقتصاص قضية من أسبق هي

نوا الذين الفتنة رؤوس لرأي موافقا رأيه فجاء Xحس بن الله عبد حذXره قد و ، العراق إلى الخروج له

يسمع لم و طاوعهم لكنه ، هؤالء موافقة من عباس الجماعة و الطاعة به تحصل القتال أن منه ظنا1. له و ، شدة األمر فّزاد ، تماما انعكس األمر لكن ،

قت Xجانب تقوى ،و علي جانب ضعف ،و األمة تفر ص:4ج السابق تيمية: المصدر ) ابن األمر نهاية في قاتله من

المطاف- يظهر نهاية -في جعله ذلك . كل(121 القتال وقف قبول إلى يسارع ،و حصل ما على ندمه يغبط الثاني( ،و الفصل صفXين) أنظر موقعة في

. 2 الفتنة اعتّزلوا الذين كان من الصحابة من وجد أنه إلى هنا أشير و

في له موافقا يكن لم و ، علي اإلمام معسكر في : ابنه منهم ، الشام أهل و الجمل ألصحاب قتاله

و ، للقتال كارها كان فقد - ، عنه الله الحسن- رضي ، هذا دع أبتي :يا له قال للخروج والده تأهب عندما

، بينهم اختالف ،و المسلمين لدماء سفكا فيه فإن ص:7 ج : البداية كثير ) ابن القتال على صمم و منه يقبل فلم

المسير في انطلق عندما النصيحة له كرر ثم(230 هو و معه خرج ذلك مع و ، له يستجب فلم ، للقتال

-بعد الخالفة تولى عندما وجدناه لذلك ، للقتال كاره الله سفيان-رضي أبي بن معاوية - صالح والده

3 الخالفة عن له تنازل عنهما- و

. 229 ص: 7 ج السابق : المصدر كثير ابن1 .120 ص: 1 ج النبالء أعالم : سير الذهبي2-235 ص: 7 ج كثير:البداية ابن . و264 ن261 ص: 3 ج السابق الذهبي: المصدر3

. 12-11ص:3ج السابق المصدر الطبري: .و236

12

Page 12: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

،و عباس بن الله عبد الصحابيان أيضا منهم و عنهما- الله -رضي األنصاري البدري عمرو بن عقبة

من حذXره ،و للقتال الخروج بعدم عليا نصح فاألولنوا الذين الفتنة رؤوس موافقة Xإلى الخروج له حس كثير: ) ابن له يستجب فلم ، القتال أجل من العراق

على لعليX واليا كان الثاني . و (229ص: 7 ج السابق المصدر كان صفين موقعة في القتال نشب فلما ، الكوفة

عندما ،و الصلح إلى يدعوا ،و للقتال رفضه يعلن أعداءه هلك الله : إن يقولون علي شيعة بعض سمع

أعده ما الله و : إني المؤمنين. قال أمير أظهر و ، األخرى،ز على الطائفتين إحدى تظهر أن ظفرا– يقول كان . و : الصلح قال ؟ تريد :ماذا له فقالوا

بينهم يصلح و دماءهم الله يحقن أن الفتح أيضا- : إن في كلXمه ،و طالب أبي بن علي به سمع عندما . و

. 1الكوفة والية عن عّزله موقفه على أصرX ،و األمر مكة أهل مع قاتلوا الذين للصحابة بالنسبة أما و – الّزبير و : طلحة فأشهرهم ، الجمل موقعة في

قتلة تهديد تحت عليا بايعا فقد – عنهما الله رضي بالجنود ليأتيانه واليين تعيينهما منه وطلبا ، عثمان

من االقتصاص في بهم ليتقوى البصرة و الكوفة من في استأذناه عندها ، لهما يستجب فلم ، المجرمين

في شرع و بها فالتحقا ، لهما فأذن مكة إلى الخروج – علي على سابقا اقتراحاها خطتهما- التي تنفيذ

هما . و عثمان بدم للمطالبة الناس فاستنفرا إنما و ، 2 الخالفة في علي حق ينكرا لم هذا بعملهما

لالقتصاص تحقيقها في سعيا نظر وجهة لهما كانت مقدور في كان هذا عملهما . و عثمان قتلة من

Xر . و403: ص الراشدون الذهبي: الخلفاء1 353 ص: 2ج مصر ط النبالء أعالم سي. . بعدها ما و230 ،229 ،228 ص: 7 ج السابق : المصدر كثير ابن2

13

Page 13: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

معهما االتفاق طريق عن ، منه االستفادة علي اإلمام تم الذي الشيء هو و ، الشهيد الخليفة بدم لألخذ

موقعة في ذلك على معهما تصالح عندما بالفعل ) ابن صلحهم عليهم افسدوا عثمان قتلة لكن الحمل،

الشيء لكن( بعدها ما و 238 ص: 7ج السابق : المصدر كثير بين التعاوني العمل هذا أن جدا الغريب و المؤسف أخرى مرة حدث انه نسمع لم ، المؤمنتين الطائفتين

باألمر ليس امر هو و ، عثمان قتلة دابر لقطع القتال من أسهل و أولى ،و واجب فهو ، الصعب

صفXين موقعة في جرى الذي ، الشام أهل مع قاتلوا الذين الصحابة أما و

بن فضالة ،و العاص بن عمرو و : معاوية فمنهم بن النعمان ،و مخلد بن مسلمة ،و األنصاري عبيد غادية أبو ،و الكندي خديج أبي بن معاوية ،و بشير

السلمي األعور أبو ،و مسلمة بن حبيب ،و الجهني عامر بن عقبة ،و العامري أرطأة بن بشر ،و

عدد أن روي قد و – عنهم الله -رضي1الجهني ، صحابي300 بلغ معاوية مع قاتلوا الذين الصحابة

Xن إسنادها الرواية هذه لكن علم في بها يحتج ال لي الدين شمس المؤرخ ذكر .و 2 الحديث مصطلح من يسيرة جماعة معاوية مع قاتل قد أنه الذهبي

و التابعين من كبير عدد معه قاتل و ، الصحابةXر الفضالء ( .128 ص:3النبالءج أعالم )سي

في اختلفت قد الروايات أن إلى هنا أشير و - الفتنة في شاركوا -الذين الصحابة عدد تقدير

،و صحابيا24 علي مع قاتل أنه فقيل ، كبيرا اختالفا

Xر .و331ص: الراشدون الذهبي: الخلفاء1 334 ص: 2 ج مصر ط النبالء أعالم سي 91ص: 3 وج

الجّزائر ، الحديث مصطلح : تيسير الطحان محمود .و157 ص: 3 ج الذهبي:السير2 . 153ص: رحاب دار

14

Page 14: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

،و 3 صحابي800: قيل و ، صحابيا150: قيل ،و صحابي1100ب: اليعقوبي المؤرخ قدXرهم . و 2 صحابي2800ب: المسعودي المؤرخ حددهم

بلغ الشام أهل مع قاتلوا الذين الصحابة عدد أن رويXر صحابي300: في .و (157 ص: 3ج أعالم ) الذهبي: سي

يوم شاركوا الذين الصحابة مجموع أن أخرى روايات واحد قيل و ، فقط األصحاب من أربعة بلغ الجمل يصل لم مجموعهم أن قيل . و بدرا شهد ممن فقط قدرهم و ، ( صحابيا30ثالثين) يبلغ لم بل ،100 إلى

في صحابي100: بنحو تيمية بن الدين تقي الشيخ.3المجموع

عمومها- في– تعكس المتضاربة األرقام فهذه عدد تضخيم في فالمبالغون ، رواتها نوايا و خلفيات على التأكيد بذلك يقصدون ، علي صف في الصحابة

قاتلوه الذين أن ،و معه قاتلوا الصحابة من كثيرا أن في المقلون . و المنحرفين معظمهم- من في– هم

الغالبية أن على التأكيد إلى يهدفون العدد تقدير القتال أن و ، الفتنة اعتّزلوا الصحابة من العظمي

. و الرعاع و األوباش و األشرار و العوام بين جرى ب: حددتهم التي الروايات قبول يمكن ال أنه الحقيقة

من أعالما أن تاريخيا الثابت من ألنه ،10 ،و4 ،و1 عشرة عن عددهم يّزيد ، الفتنة في شاركوا الصحابة

. 4 صحابيا35 عددها بلغ طائفة منهم أحصيت قد و ،

. وخليفة255 ص: 7ج كثير: البداية ابن .و330 ،329ص: الراشدون الذهبي: الخلفاء1.180ص:1ج خياط خليفة : تاريخ خياط

ص:2 ج الذهب مروج .و134 ص: 2 ج1956 الفكر دار بيروت ، اليعقوبي تاريخ2421 .

Xر الذهبي3 ابن .و186ص: الراشدون الخلفاء . و157 ص: 3 ج النبالء أعالم : سي .و253ص: 7 ج السابق : المصدر كثير ابن . و186 ص: 3 ج السنة : منهاج تيمية

.466 ص:2ج : السنة الخالل بكر أبو و اآلخر الطرف مع الباقي ( و329) الذهبي:الخلفاءص: علي مع صحابيا21 منهم4

. سابقا ذكرناهم قد

15

Page 15: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

المؤرخان ذكره ما فإن ذلك مقابل في و هو ه( ،346المسعودي)ت ه( ،و292اليعقوبي)ت

أن ،و تعارضه أخرى روايات ألن ، جدا فيه مبالغ عدد هذا تذكر لم للفتنة أرXخت التي األخرى المصنفات

القتال، في المشاركين الصحابة من الكبير العدد . أسمائهم حيث من ال ،و اإلجمالي عددهم حيث من

، المؤرخان هذان رواه ما جدا استبعد شخصيا أنا و المغالية الشيعية نّزعتهما ورائه من العدد تضخيم ألن

،و لرواياتهم وزن ال المحقيقين عند الشيعة و ، الكذب) ابن يتعمدون ألنهم ، عنهم األخذ من حذXروا كانت قد ( .و13ص: 1 ج السابق : المصدر تيمية إنسان كل تلطيخ على جدا حريصة الكوفة شيعة

(.467 ص:2ج السابق : المصدر ) الخالل الفتنة في بمشاركته

لم المسعودي و اليعقوبي أن علينا يخفى ال كما . رجاله ننقد لكي زعماه- إسنادا للخبر- الذي يذكرا

عدد فإن روياه ما فرضنا-جدال- صحة إذا حتى و ، قليال يبقى الفتنة في شاركوا الذين الصحابة

أآلف10ب: المقدر اإلجمالي عددهم إلى بالمقارنة من صحابي2800 فأين 1الفتنة بداية عند صحابي من القريب العدد أن لي يبدو . و آالف10 مجموع أنه من تيمية ابن الشيخ إليه ذهب ما هو الصحة. مائة من قريب

من الصحابة مواقف عن ذكرناه مما يتبين و من منهم ،و معه قاتل و عليا بايع من منهم ان الفتنةقاتله- و بايعه من منهم ،و معه يقاتل لم و بايعه

أهل– قاتله و يبايعه لم من منهم الّزبير- و و كطلحة قد الصحابة من الساحقة الغالبية أن الشام- . مع

.و186ص: 3ج السنة : منهاج تيمية ابن .و466ص: 2ج السابق : المصدر الخالل1 ن د1ط الخطيب الدين محب ،حققه القواصم من : العواصم العربي بن بكر ابو

.187 نص: 1986

16

Page 16: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

الباحث ذهب قد .و فيها تشارك لم و الفتنة اعتّزلت المعتّزلين بان القول إلى المودودي األعلى أبو

أن غير ، درئها في أمال حسنة نواياهم كانت للفتنة في الشك وبث ، تفاقمها إلى أدى منها موقفهم

علي مع تتعاون أن األمة على كان ،و الناس قلوب . و1للخالفة السالم و األمن الستعادة ، طالب أبي بن

إليه ذهب ما عكس على األمر عليه- : إن أقول-ردا بأحاديث احتجوا للفتنة المعتّزلين ألن ، المودودي

سلم- مدحهم و عليه الله الرسول-صلى عن صحيحة يحتجوا لم خاضوها الذين . لكن 2رأيهم صوXب و فيها

إنما و ، – السالم و الصالة عليه– للنبي باحاديث مشاركة أن . كما 3اجتهاداتهم و آرائهم على اعتمدوا

كانت ما علي مع الحرب في للفتنة المعتّزلين أطراف كل ألن ضراوة تّزيدها بل الحرب لتوقف عدم . أليس مواقفها على مصرة كانت الحرب

الناس من كثيرا جنXب ،و أضعفها فيها خوضهم اعتّزالهم أن يقال أن هذا بعد يصح فهل ؟ بها االكتواء المعتّزلين أن العلم مع ؟ تفاقمها في زاد للفتنة

لها أهليته و الخالفة في علي حق ينكروا لم للحرب لم هم ،و القتال على عّزم عندما خالفوه إنما ،و

و المسلمين دماء في للخوض استعداد على يكونوا الله الرسول-صلى من سمعوه ما ،و قناعاتهم ترك فيه خالفه ، رآه رأي في عليا يتبعون سلم- ،و و عليه القتال على إصراره في هو .و الصحابة كبار من كثير

قتلة من اقتص هو فال ، يرجوه كان ما يحقق لم

.77-76ص: الملك و الخالفة1 8ج الشهاب دار ، الجّزائر ، البخاري : صحيح : البخاري انظر و ، قريبا ذكرها سيأتي2

92ص: ،156ص: 3ج السنة : منهاج تيمية ابن . و389ص: الراشدون الذهبي: الخلفاء3

220-221.

17

Page 17: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

في تحكXم ال ،و الشام أهل على انتصر ال ،و عثمان اإلمام على كان -أيضا- إنه يقال ال لماذا .و جيشه مع يتعاون ،و للحرب المعتّزلين مع يده يضع أن علي

و ، المجرمين من ليقتص ، عثمان بدم المطالبين األمن يعود ،و باالقتصاص المنادين حجة تسقط بذلك

. ؟ اإلسالمية للخالفة السالم و

في القتال في الشرعي : الحكم ثالثاين و الجمل موقعتي : صّف)

يجب ، حديثية و قرآنية نصوص توجد شرعية كضوابط استخدامها ،و تدبرها و استحضارها

و الفتنة لحوادث دراستنا عند ، الطريق لنا تنير من طائفتان إن : )) و تعالى قوله . منها مالبساتها إحداهما بغت فإن ، بينهما فأصلحوا اقتتلوا المؤمنين

أمر إلى تفيء حتى تبغي التي فقاتلوا ، األخرى على الله إن اقسطوا و بينهما فاصلحوا فاءت فإن ، الله

بين فاصلحوا اخوة المؤمنون إنما ، المقسطين يحب ترحمون((-سورة لعلكم الله اتقوا و أخويكم

المقتتلين سمى قد جل و عّزX - فالله9،10الحجرات/ بغي من بينهم حدث ما رغم اخوة جعلهم ،و مؤمنين

طائفتين وجود على اآليتان هتان نصت قد .و قتال و فإن ، بينهما باإلصالح ثالثة طائفة أمرت و ، مقتتلتين

وجب ، القتال في استمرت و الصلح إحداهما أبت ال الحالة هذه . و الله أمر إلى تفيء حتى قتالها

العراق أهل بين جرى ما على االنطباق تمام تنطبق ، الشام أهل من تأت لم بالقتال . فالمبادأة الشام وج السنة تيمية: منهاج ) ابن أصحابه و علي من جاءت إنما و

قرر الشام أهل يبايعه لم فعندما ، (202،204،205: ص2 حمل الذي الباغي بقتال أمرت اآلية .و قتالهم

18

Page 18: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

الباغي بقتال تأمر لم ،و يضعه أن أبى و السالح قتال بأن القول إلى العلماء أكثر ذهب لذلك ، مطلقا حدث كما بالقتال االمام يبدءوا أن إال يجوز ال البغاة

متفق لهم قتاله فإن ، للخوارج علي اإلمام قتال فيالرسول- عن الصحيحة باألحاديث العلماء بين عليه ، صفين في قتاله بخالف – السالم و الصالة عليه عن امتنعوا بل ، بقتاله يبدؤوا لم الشام أهل فإن

)) أئمة كان عثمان- و قتلة من يقتص مبايعته-حتى قتاله أن يقولون ، غيرهما و أحمد و كمالك السنة

صفين و الجمل في قتاله أما ،و به مأمور للخوارج فإذا ،(204 ص:4ج السابق تيمية: المصدر (( ) ابن فتنة قتال فهو

،و الّزكاة آتوا ،و الصالة أقاموا و اإلسالم قوم التّزم أكثر عند قتلهم له يجّز لم لإلمام دفعها عن امتنعوا بكر أبو قاتل إنما ،و أحمد و حنيفة كأبي ، العلماء

امتنعوا ألنهم الّزكاة عنه- مانعي الله الصديق-رضي عن صاحبه يخرج ال البغي . و مطلقا دفعها من

. 1الجنان يمنعه ال ،و النار له يوجب ال ،و اإليمان الصالة النبي-عليه أن البخاري صحيح في جاء و

من خير فيها القاعد فتن : )) ستكون السالم- قال و الماشي ،و الماشي من خير فيها القائم ،و القائم

، تستشرفه لهل تشرXف من ، الساعي من خير فيها ص:8ج البخاري (( ) صحيحبه فليعذ معاذا أو ملجأ وجد فمن

و الفتنة اعتّزال على الحث في صريح .فالحديث (92 عنها القاعدين أن و ، فيها الخوض من التحذير أبو الصحابي كان قد . و فيها الخائضين من أحسن عنه- يجمع الله رضي–ه( 44األشعري)ت موسى

.205 ،204 ص: 4ج السابق تيمية: المصدر ابن1

19

Page 19: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

Xرهم ،و شوارعها و الكوفة بمسجد الناس بهذا يذك. 1الفتنة عن القعود على يحثهم ،و الحديث

عن قال ص- أنه– الرسول عن داود أبو روى و ه ه(- : )) ال43)ت مسلمة بن محمد الصحابي Xتضر

و بدرا شهد ، الصحابة نجباء من هو .و2(( الفتنة اعتّزل ،و(266 ص:2ج ) الذهبي: السيراألخرى المشاهد

و الصالة عليه– الرسول مدحه لذلك ، كلية الفتنة واجبا يكن لم القتال أن على فيه قوله دلX السالم- و

هذا ترك يكن لم كذلك كان لو إذ ، مستحبا ال و فعل كان بل ، به يمدح مما ، للقتال الصحابي.3 تركه من أفضل المستحب أو الواجب

عليه الله صلى– الرسول أن مسلم عند ثبت و من فرقة حين على مارقة قال: )) تمرق – وسلم

رواية (( ،و بالحق الطائفتين أولى تقتلهم المسلمين (( . فالحديث الحق إلى الطائفتين )) أدنى أخرى

بين فرقة حين على – طوائف ثالث ذكر ، مارقة ثالثة ،و مسلمتان اثنتان – المسلمين

المارقة ،و الشام أهل و العرق أهل هما فالمسلمتان رضي– علي اإلمام على مرقوا الذين الخوارج هم من لكل أن الحديث-أيضا- على دل عنه- و الله

علي طائفة لكن ، بالحق تعلXق المسلمتين الطائفتين هي علي طائفة ألن ، معاوية طائفة من إليه أقرب ،

. 4 المارقين الخوارج قاتلت التي

. 38 ،37 ،28 ،26 ص: 3 ج السابق الطبري: المصدر1Xر .و145-144 ص: 1ج السابق : المصدر تيمية ابن2 2ج النبالء أعالم الذهبي: سي

. 268ص: . 145 ص: 1ج : نفسه تيمية ابن3 ما و290 ن280 ،279 ص: 7 ج : البداية كثير ابن .و220 ص: 2 ج المصدر نفس 4

: ص : العواصم العربي ابن . و489ص: السابق الحنبلي: المصدر الدين بدر و. بعدها123.

20

Page 20: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

– النبي أن ، غيرهما و مسلم و البخاري روى و الفئة تقتله عمارا : )) إن السالم- قال و الصالة عليه

أهل مع – عنه الله عمار-رضي كان (( و الباغية فالحديث ، صفXين في الشام أهل قتله قد و ، العراق

Xمن و ، عمارا تقتل التي هي الباغية الفئة أن على دل وإنما ، الشام أهل كل يشمل ال الحديث أن المحتمل

عمار على حملت العصابة- الفئة- التي تلك به أريد أن روي .و 1 العسكر من طائفة هي ،و ، قتلته حتى

هي بأنها عمارا قتلت التي الطائفة تأوXل معاوية : بقوله علي عليه فردX ، به جاءت التي الطائفة

ليس و حمّزة قتلوا الذين هم إذن فالمسلمون معاوية غليه ذهب ما أن تيمية ابن عند .و المشركون

و الصواب) الخالفة هو علي قاله ما ان ،و ضعيف في أن البال عن يغيب ال (( . لكن90ص: الملك

من هم و بغاة عمارا قتلوا فالذين ، بغاة الطائفتين بغيا أعظم عثمان الخليفة قتلوا الذين ،و الشام أهل

مما ، العراق جيش مع هم و ، هؤالء من جرما و من وجه له سفيان أبي بن معاوية إليه ذهب ما يجعل

و عمار مجيء في السبب هم عثمان فقتلة ، الصحة الدين محب الباحث يرى األمر هذا في . و غيره

فكل ، الباغية الفئة هم عثمان قتلة ان الخطيب هم ألنهم عليهم فإثمه صفين و الجمل يوم مقتول بعثمان ابتداء ، المسلمين بين الفتنة نار أججوا الذين

– عمار و الّزبير و بطلحة مرورا ،و بعلي انتهاء و .2- عنهم الله رضي

، باغيا كان عليا قاتل من ان تيمية ابن يرى و ،و النار له يوجب ال ،و اإليمان من يخرجه ال بغيه لكن

الدين بدر .و90ص: الشهاب دار ، الجّزائر ، الملك و : الخالفة تيمية ابن1 .486ص: الحنبلي:المختصر

. 124: ص هامش السابق العربي: المصدر ابن2

21

Page 21: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

بتأويل كان إذا البغي ألن ، الجنان من يمنعه ال ال أنه على السنة أهل اتفق قد ،و مجتهد فصاحبه إحداهما كانت إن ،و الطائفتين من طائفة أية تفسXق المخطئ المجتهد و ، مجتهدون متأوXلون ألنهم ، باغية

من ذنب فهو البغي تعمد إن ،و يفسXق ال و يكفXر ال ،و الماحية الحسنات و بالتوبة عقابه يرفع ، الذنوب

دعاء ،و الرسول شفاعة ،و المكفرة المصائب. 1المؤمنين

عليه– الرسول أن البخاري صحيح في جاء و : )) إن علي بن الحسن عن السالم- قال و الصالة

من فئتين بين به يصلح الله لعل و سيد هذا ابني ( ،99-98 ص: 8ج البخاري (( )صحيح المسلمين

مدح يدل و ، الشام و العراق أهل بين به الله فأصلح الطائفتين بين باإلصالح للحسن الله رسول

كان لو و ، المحمود هو اإلصالح أن على ، المسلمتين. 2 محمودا تركه يكن لم مستحبا أو واجبا القتال و كمالك ، السنة أهل أئمة أن إلى هنا أشير و

موقعتي في القتال يصوXبوا لم ، أحمد و األوزاعي به مأمور غير ، فتنة قتال كان ألنه ، صفXين و الجمل

بقتال ملّزما يكن لم . فعلي 3 فعله من خير تركه ،و كونهم مع ، بيعته عن امتناعهم لمجرد ، الشام أهل

، شرعي بحق يطالبون ،و اإلسالم بشعائر ملتّزمين بيعته عن يمتنعوا أن لهم يكن لم الشام أهل أن كما

يدهم يضعوا و يبايعوه أن عليهم كان بل ، طاعته و مؤمنتان الطائفتين فإن كل على . و يده في

لقوله ، عليهم يترحXم و كلهم لهم يستغفر متأولتان اغفر ربنا يقولون بعدهم من جاؤوا الذين تعالى: )) و

. 220 ص: 2ج السنة : منهاج تيمية ابن1 . 220 ص: 2ج نفسه2 .281ص:4ج ،144ص:1 ج المصدر نفس3

22

Page 22: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

في تجعل ال ،و باإليمان سبقونا الذين إلخواننا و لنا ((-سورة رحيم رؤوف إنك ربنا آمنوا للذين غال قلوبنا

-.10الحشر/

الفتنة من تتحقق لم أنه علينا يخفى ال أنه كما بل ، دنياهم في ال و دينهم في ، للمسلمين مصلحة

قويت و الدماء سفكت و ، الشر ازداد و الخير نقص على تجتمع لم و األمة تفرXقت البغضاء،و و العداوة

كانت التي علي اإلمام طائفة ضعفت و ، واحد إمام : تيمية ) ابن الشام أهل طائفة قويت ،و الحق إلى أقرب

الذي الفعل ان معلوم .و(156،223ص:2ج السابق المصدر من به يحصل ، مفسدته على راجحة مصلحته تكون القتال فترك ، عدمه من يحصل مما اعظم الخير في يرى علي كان قد .و أخير و أصلح و أفضل كان

في فاجتهد ، الطاعة و الجماعة إلى طريقا القتال أمر و ، األموال في عثمان الخليفة اجتهد كما الدماء أضعاف الشر من بها فحصل ، أعظم و أخطر الدماء

لو عليا أن لي يبدو .و 1األموال إعطاء من حصل ما سالحه وجه ثم الشام، و مكة أهل لكسب أكثر اجتهد

، منهم جيشه تطهير و ، عثمان قتلة من لالقتصاص األمر به انتهى لما و ، المآسي من كثير تجنب ألمكنه

. المعروفة المأسوية نهايته إلى

Xن و قد الشرعية النصوص أن ، ذكرناه مما يتبيXفت و ، اعتّزالها على حثXت ،و الفتنة من حذXرت صن

و ، القتال اعتّزلت أولها ، طوائف أربع إلى المسلمين على – السالم و الصالة عليه– الرسول مدحها قد

عن اقتتلتا مسلمتان طائفتان ثالثها و ثانيها .و موقفها العراق طائفة لكن ، بالحق تعلق منها لكل ، اجتهاد

. 237 ،175ص: 3ج ن204،223 ص: 2ج السابق : المصدر تيمية ابن1

23

Page 23: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

رابعها . و الشام أهل طائفة من الحق إلى أقرب كانت قاتلها قد و ذمها في األحاديث جاءت ، مارقة طائفة المبايعين للفتنة المعتّزلين أن العلم . مع علي اإلمامقوا ألنهم ، معه يقاتلوا لم لعلي Xو إمامته صحة بين فر، قتاله صحة إماما كونه يلّزم فال ، معه القتال وجوب بين

المتعلقة األحاديث و اآليات أما . و 1الشام و مكة ألهل تعصم شرعية ضوابط ،و هادية معالم فهي بالفتنة

السقوط من تمنعه ،و الجادة عن االنحراف من اإلنسان أهل طريق له تنير ،و النصب و الرفض مهاوي في

القتال في الشرع حكم معرفة من تمكنه و ، السنة صفين و الجمل موقعتي في المسلمين بين جرى الذي

.

. 169 ص: 2 ج السابق : المرجع آمحّزون محمد1

24

Page 24: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

: الثاني الّفصلين موقعة في التحكيم مسالة ه( 37 ) صّف)

أهل دعوة من العراق أهل : موقف أوال: الصلح إلى الشام

الطائفتين بين صفXين حرب طالت لما أهل على الحال اشتد ه( ،و37المسلمتين)سنة:

بن عمرو اقترح العراق، أهل كفة ترجXحت ،و الشام عنهما- رفع الله رضي– معاوية على العاص

فرفعها ، برفعها جيشه أمر و فوافقه ، المصاحف . فما 1الله كتاب إلى االحتكام إلى دعوا و الشام أهل إلى هؤالء دعوة من أصحابه و علي اإلمام موقف هو

؟ القتال وقف اتفاق مضمون هو ما ،و ؟ القتال وقف .

وقف من أصحابه و علي اإلمام موقف ( )أالقتال:

رواها - التي -الشائعة الرواية تّزعم يحي بن لوط مخنف أبي اإلخباري عن 2 المؤرخون

، المصاحف الشام أهل رفع لما أنه ه( ،157)ت األمر في : إن ألصحابه – عنه الله رضي– علي قال

رؤوس أن و ، القتال في االستمرار يجب و مكيدة أبي ابن ،و العاص بن عمرو ،و كمعاوية ، الشام أهل

،و سرح أبي ابن ،و مسلمة بن حبيب ،و معيط ،و قرآن ال و دين بأصحاب ليسوا ، قيس بن الضحاك

و أطفال شر فكانوا ، رجاال و أطفاال صحبهم قد أنه : ما له قالوا و ، يوافقوه لم أصحابه . لكن رجال شر

. ثم نقبله أن فنأبى ، الله كتاب إلى ندعى أن يسعنا

.134 ص: 2ج السابق : المصدر اليعقوبي . و101 ص: 3 ج السابق : المصدر الطبري1 كثير ابن و ، الذهبي ،و الجوزي ابن ،و األثير ابن ،و المسعودي ،و اليعقوبي ،و : الطبري منهم2 .

25

Page 25: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

- 3 القراء من علي- جماعة إلى أي– إليه تقدمت ،و القتال وقف على بالموافقة طالبوه - و الخوارج

، يوافق لم إن خصمه إلى يدفعونه أو بالقتل هددوه فعلهم مغبة من حذXرهم بعدما وافقهم و لهم فرضخ

اختار عندما . ثم2 القتال بوقف قادته أمر و ، هذا ، التحكيم في عنهم ممثال العاص ابن الشام أهل

أو عباس : ابن الرجلين أحد أصحابه على عليX اقترح بن األشعث يوافقه لم ، عنه كممثل النخعي األشتر أبا اختاروا القتال- و وقف القراء-دعاة و قيس

يقبل فلم ، العراقيين عن ممثال األشعري موسى إلى اضطره موقفهم على إصرارهم لكن ، علي

في للعراقيين ممثال موسى أبا تعيين على الموافقة كتب . ثم الحكمين اجتماع عند المرتقب التحكيم

تم فيها ه( ،و37 )صفر الصلح وثيقة الطرفانالجندل- دومة ببلدة الحكمان يلتقي أن على االتفاق

من رمضان المدينة- في و دمشق بين الطريق على إلى ذلك أرادا إن اللقاء يؤخرا أن لهما ،و ه37 سنة بادية أذرح-جنوب ببلدة اللقاء يكون و المقبل العام

يحتكما أن عليهما و السعودية- ، و األردن بين الشام. 3 السنة و الكتاب إلى وقف عن المشهورة الرواية موجّز هو ذلك

وثيقة كتابة و الحكمين اختيار و صفXين، في القتال

. الطبري: المصدر الطائي حصين بن زيد ،و التميمي فذكي بن : مسعر منهم1 .101ص: 3 ج السابق

.و103،105،106،107 ،102 ،101 ص: 3ج المصدر : الطبري: نفس انظر2 ص:2 ج السابق : المصدر اليعقوبي .و469ص: 2ج السابق : المصدر المسعودي

: األثير ابن . و295 ،291 ،195 ،192 ،191 ص: 7 ج : البداية كثير ابن .و134 122 ،121 ص: 5ج المنتظم ك الجوزي ابن .و193 ص: 3ج التاريخ في الكامل

: سير الذهبي .و220 221 ص:5 ج التاريخ و : البدء المقدسي طاهر . ابن123 . 284 ،283 ص: 2ج النبالء أعالم

ص:1ج ، موفم ، الجّزائر ، السياسة و قتيبة: اإلمامة ابن ،و السابقة : المصادر انظر3 .197 ن196

26

Page 26: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

إلظهار متنا و اسنادا سأنقدها التي هي و ، الصلح . ففيما البطالن و الصحة حيث من التاريخية قيمتها بن لوط مخنف : أبو رواتها من فإن إسنادها يخص

التعديل و الجرح علماء عنه قال ه( ،157يحي)ت و بثقة ليس ضعيف ، به يوثق ال تالف هو: إخباري

أخبارهم صاحب محترق شيعي انه و ، بشيء ليس و ، موضوعي غير و ، فيه مطعون إذن الرجل .فهذا1

اإلسناد. حيث من مرفوضة روايته أن يعني هذا : أولها ، جوانب عدة من فسأنقده متنها أما و

– فهي ، التحكيم و القتال وقف من القراء موقف على وافقوا القراء أن الطبري-ذكرت ذكره ما على هذه . لكن موافقتهم على عليا اجبروا و القتال وقف

أنه ذلك فمن ، يناقضها و يدفعها ما يوجد الرواية صفين من رجع عندما – عنه الله عليا-رضي أن روي– القراء من جماعة عنه انفصلت الكوفة إلى

و عليه خرجت ،و بحروراء يعرف الخوارج- بمكان هذا و ،(105ص: 3ج السابق الطبري: المصدربالحرب) آذنته القتال وقف على موافقين يكونوا لم هؤالء ان يعني

أبي بن علي على خرجوا لذلك ، البداية منذ الصلح و روي انه – إليه ذهبت لما دفعا– يقال قد . و طالب

، عباس ابن إليهم أرسل عليا اعتّزلوا لما القراء أن غير اآلن : نحن له فقالوا ناظرهم و به التحق ثم

قد أننا و ، التحكيم و القتال وقف على موافقين طالبوه ثم ، نتوب و بذنوبنا نعترف نحن ها ،و كفرنا

معه دخلوا و فبايعوه ، عنه صدر عما فتاب بالتوبة غير خبر هذا . و (105ص: 3ج السابق ) الطبري:المصدر الكوفة و علي بين المّزعوم االتفاق هذا ألن ، صحيح

ج ، العربية الكتب احياء دار بيروت ، البجاوي محمد حققه االعتدال : ميّزان الذهبي 1 420-419 ص: 3

27

Page 27: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

حدثت الطرفين ان أولهما ، أمران ينقضه الخوارح عليا أن ثانيها .و1الشهيرة النهروان معركة بينهما

و ينقضه لم و ، الشام اهل مع عهده على استمر )الطبري: الجندل بدومة التحكيم إلى ممثله أرسل

( .111ص: 3 ج السابق المصدر

الخوارج أن على يدل ،و وضوحا األمر يّزيد مما و صفXين بعد يرفضوه لم ،و ابتداء للصلح رافضين كانوا

أجبر الذي أن أولها ، ذلك ذكرت روايات هناك ان ، قيس بن األشعث هو الصلح و القتال وقف على عليا -و هم إنما و القراء ليس و اليمن، أهل من كثير ،مع

على الراسبي- أنكروا وهب بن الله عبد رأسهم على أوصلتنا : إنك له قالوا و ، التحكيم قبوله علي اإلمام

، اآلخرة و الدنيا في الذل و المعصية و الفرقة إلى قتيبة: المصدر ) ابن عدوهم قتال إلى دعوه ثم

أنه فيها ، الثانية الرواية ( .و190 ص: 1ج السابق على ليقرأه الصلح كتاب قيس بن األشعث حمل لما

، عليهم قرأه و تميم بني من بطائفة مر ،و الناس في : )) تحكXمون أدية بن بعروة يعرف رجل له قال شد ثم ، لله إال حكم ال ، الرجال جل و عّز الله أمر

اندفعت و خفيفة ضربة دابته عجّز ضرب و بسيفه (( ، فرجع ، يدك أملك : أن أصحابه به صاح و ، الدابة

كاد و ، اليمن من كثير أناس و قومه لألشعث فغضب )الطبري: العقالء تدخل لوال فتنة إلى يؤدي ان األمر

أن في صريحة الرواية . فهذه (104ص: 3ج السابق المصدر الخوارج- ألنه– القراء من هو للصلح الرافض الرجل

كانت الحادثة هذه .و لله إال حكم : ال شعارهم رفع. صفين معركة من االنتهاء قبل

. بعدها ما و115 ص: 3 ج السابق : الطبري: المصدر انظر 1

28

Page 28: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

إرسال أراد لما عليا أن مفادها الثالثة الرواية و الخوارج من رجالن ،أتاه عليه المتفق للتحكيم ممثله

زهير بن حرقوص و الطائي برج بن : زرعة هما ، بالرجوع ،و خطيئته عن بالتوبة طالباه ،و السعدي

فقال ، عدوهم مقاتلة إلى الخروج ،و التحكيم عن قد أنه و ، البداية في عصيتموني قد : إنكم لهما

تشير الرواية .فهذه 1 نكثه يستطيع ال و العهد اعطى يجتمع أن قبل للصلح رافضين كانوا الخوارج أن إلى

اتفق عليا ان دعوى نقض – أيضا– فيها ،.و الحكمان الخوارج ان ،و منه صدر عما تاب أنه ،و الخوارج مع

. الكوفة إلى معه دخلوا ،و جديد من بايعوه اإلمام رواها ، صحيح إسنادها الرابعة الرواية و أهل أرسل لما انه مفادها و ، شيبة أبي ابن و أحمد

أبي بن علي وافق ،و العراق ألهل مصحفا الشام القراء هم و – الخوارج جاءته ، عرضهم على طالب

بالنهوض طالبوه و ، فعلته عليه أنكروا أنذاك- و خبر هي السادسة الرواية . و 2الشام أهل لقتال شرح إلى يحتاج و ، البخاري اإلمام ذكره ، موجّز : قال ثابت أبي بن حبيب التابعي أن مفاده و ، لفهمه رجل فقال ، بصفين فقال: كنا ، أسأله وائل أبا أتيت

كتاب إلى يدعون الذين إلى تر معاوية- : ألم أرسله–- حنيف بن سهل . فقال : نعم علي فقال ، الله

رأيكم : اتهموا رواية في ،و أنفسكم -: اتهموا للقراءXرهم و ، الذي الصلح عارضوا عندما الحديبية بيوم ذك

سلم- وبين و عليه الله الرسول- صلى بين تم 3لرسوله تأييدا الفتح سورة الله فأنّزل ، المشركين

للقراء ، الحديبية حديث الصحابي هذا ساق قد . و .113 ص: 3ج السابق : المصدر الطبري1 2 ج السابق : المرجع آمحّزون محمد . و291 ص: 7ج السابق : المصدر كثير ابن2

.217-216ص:

29

Page 29: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

على أصروا و التحكيم و الصلح رفضوا عندما علي إمامهم مطاوعة إلى فدعاهم ، القتال مواصلة

Xرهم و ، منهم بالمصلحة اعلم ألنه يخالفونه ال ،و ذك ثم ، للصلح الصحابة بمعارضة الحديبية يوم جرى بما

أمحّزون: ) محمدصواب على كان الله رسول أن لهم ظهر

( .218 ص:2ج السابق المرجعXن و رافضين كانوا الخوارج أن ، ذكرناه مما يتبي

الرواية وان ، البداية منذ التحكيم و القتال لوقف وقف إلى دعوا الذين هم أنهم من عنهم الشائعة

هي ، الموافقة على عليا اجبروا ،و الصلح و القتال بعض به قال الرأي . وهذا صحيحة غير رواية

اسحاق : ابو منهم ، المعاصرين اإلباضيين الخوارج ذكر فاألول ، يوسف بن داود بن سليمان ،و اطفيش

رضوخه عليX على أنكروا ،و التحكيم أبوا الخوارج أن رأسهم على ،و التحكيم و القتال وقف لدعاة

،7: ص ت د دم ، الخوارج و اإلباضية بين ) الفرق قيس بن األشعث

ألّزموا الذين هم الخوارج يكون أن أنكر الثاني و (.8 قال ،و رأيهم عن تراجعوا ثم التحكيم قبول على عليا قيس بن األشعث أن ،و له سند ال باطل زعم هذا إن على عليا أرغموا الذين اليمن- هم أهل من– قومه و

. و 1األشعري موسى أبي اختيار و التحكيم قبول القراء بأن الّزعم أن أمحّزون محمد الباحث يرى

تعيين و التحكيم و القتال وقف مسؤولية يتحملون )) فرية إال هو ما ، حكما األشعري موسى أبي

كان الذين الشيعة اإلخباريون اخترعها تاريخية عنه- بمظهر الله رضي– علي يظهر أن يّزعجهم

في يرغب أن ،و الشام أهل و معاوية مع المتعاطف كتاب: اإلعتصام و الشجرة تحت يبايعونك : إذ باب ، التفسير كتاب البخاري صحيح 3

. السنة و بالكتاب . 107 ن106 ،105 ،104ص: البعث دار ، الجّزائر ، علي اإلمام أنصار هم الخوارج1

30

Page 30: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

أخرى جهة من .و التقليديين أعدائهم مع الصلح يتخلXصون و الخوارج أعدائهم المسؤولية يحمXلون

فهم ، نفسها تناقض الخوارج دعوى يجعلون ،و منها الذين هم و ، التحكيم قبول على عليا أجبروا الذين أن المالحظ . لكن1(( التحكيم بسبب عليه ثاروا

يعترف فلم ، بالحقيقة يعترفوا لم الخوارج و الشيعة عن و طواعية الصلح قبل عليا ان منهم واحد أي

ذلك على أجبروه الخوارج أن قالوا فالشيعة ، اقتناع هم قومه و قيس بن األشعث أن قالوا الخوارج ،و

. الصلح قبول على حملوه الذين الطبري لرواية نقدنا في الثاني الجانب أما و

رفض عليا أن من روته ما يخص فهو ، ذكرها السابق مجبرا ذلك على وافق إنما ،و التحكيم و القتال وقف

رواه ، صحيح خبر ينقضه المشهور الخبر هذا و ، انه مفاده ، شيبة أبي ابن و البخاري و حنبل بن احمد

أبي بن علي إلى بمصحف الشام أهل أرسل لما و : بيننا له قالوا ،و إليه اإلحتكام إلى دعوه ،و طالب من نصيبا أتوا الذين إلى تر : )) ألم الله كتاب بينكم

ثم بينهم ليحكم الله كتاب إلى يدعون ، الكتاب آل ((-سورة معرضون هم و منهم فريق يتولى

بيننا ، بذلك أولى أنا : نعم علي - . فقال23/ عمران و – القراء- الخوارج . فجاءه الله كتاب بينكم و

علي اإلمام أن هذا من . فيتبين 2 فعلته عليه انكروا ، ضغط أي عن بعيدا نفسه تلقاء من التحكيم قبل

و الكتاب إلى الرجوع من الشرع يوجبه ما مع تماشيا. السنة

. 215 ص: 2ج الفتنة في الصحابة مواقف تحقيق1 ابن .و الشجرة تحت يبايعونك إذ باب ، التفسير كتاب ، البخاري : صحيح البخاري2

.217-216 ص: 2ج السابق : المرجع أمحّزون محمد .و291ص: 7ج البداية: كثير

31

Page 31: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

، المشهورة للرواية نقدنا في الثالث الجانب و أهل رؤوس عن قال أنه من علي عن روته ما يخص ،و معاوية المصاحف- : )) فإن رفعوا -لما الشام بن حبيب ،و معيط أبي ابن و ، العاص بن عمرو

ليسوا ، قيس بن الضحاك و ، سرح أبي ابن ، مسلمة قد ، منكم بهم أعرف أنا ، قرآن ال و دين بأصحاب أطفال شر فكانوا ، رجاال صحبتهم و أطفاال صحبتهم

ص:3ج السابق (( ) الطبري: المصدر رجال شر و ، بطالنه دليل طياته في يحمل النص هذا ( . و101 ق20أو18) ولدسنة طالب أبي بن علي كان إذا ألنه طفولته في يصحب أن جدا الطبيعي من فإنه ه(،

العاص)ولد بن عمرو ه( ،و ق17)ولدسنة: معاوية ان يمكن ال لكن ، سنه من ه( ألنهما ق20سنة:

بن الضحاك و مسلمة، بن حبيب طفولته في يصحب و األول ألن ، معيط أبي بن عقبة بن الوليد ،و قيس

ه ق4نحو: أو ه8سنة: ولد الثاني ،و ه ق2 سنة لد كبير علي و ،1 مكة فتح عند صبيا كان الثالث و ،

ذكرت أنها بطالنا الرواية هذه يّزيد مما ! . و متّزوXج بن سعد بن الله : عبد الشام أهل رؤوس بين من يبايع لم فاألول ، معيط أبي بن عقبة ،و سرح أبي بفلسطين التحق ،و الفتنة اعتّزل ،و معاوية ال و عليا . و صفين معركة قبل ه36: سنة بها توفي أن إلى

أية إلى ينظم لم و الفتنة اعتّزل اآلخر هو الثاني. 2طائفة

Xر1 الحنبلي: العماد ابن .و189 ،162 ص: 3 ج النبالء أعالم انظر: الذهبي: سي بن سيرة : مختصر هشام ابن .و222 ص:1ج ، كثير بن دار ، دمشق ، الذهب شذرات

. أحمد643 ص: 8ج كثير: البداية ابن .و262ص: النهضة مكتبة ، الجّزائر ، هشام ج البيهقي : سنن . البيهقي 32: ص4 ج16426: الحديث رقم : المسند حنبل بن . 55-54ص: 9 210 ص: 1 ج :شذرات العماد ابن .و318ص: الخلفاء .و35 ،33 ص: 3 ج :السير الذهبي2

: حبان ابن .و96: العواصم: العربي ابن . و647 ص: 2ج السابق الطبري: المصدر .و .430 ص: 3 ج الثقات

32

Page 32: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

: الصلح وثيقة ) ب( :مضمون كتاب لوط- أن مخنف أبي عن نقال– الطبري روى

الله كتاب إلى الحكمان يحتكم أن على نص التحكيم .و المفرقة غير الجامعة فبالسنة فيه يجدا لم فإن ،

ألمة يختارا و القرآن إلى يحتكما أن أخرى رواية في السالم- ) الطبري: المصدر و الصالة عليه– محمد

و اليعقوبي ذكر ( .و105 ،103 ص: 3ج السابق كتاب إلى يحتكما أن الحكمين على أنه المسعودي

و هوى إلى عنه يحيدان ال ،و يتجاوزانه ال و الله مروج .و135ص: 2اليعقوبي: ج ) تاريخ مداهنة لهذه نقدي سينصب ( . و472-471ص: 2ج الذهب

األولى الطبري فرواية ، أوال اإلسناد على الروايات اخباري هو و ، يحي بن لوط مخنف أبو إسنادها في

-419ص:3ج اإلعتدال : ميّزان ) الذهبي به يوثق ال متعصب تالف

بن الله : عبد إسنادها ففي الثانية روايته أما .و(420 الثاني ،و ثقة غير فاألول ، يّزيد بن سليمان ،و أحمدالمصدرج ) الذهبي: نفس به يحتج ال بالقوي ليس

و اليعقوبي رواية أما ( .و228،390،391ص:2 من و ، إسنادا أورداه لما يذكرا لم فهما ، المسعودي

العلم مع ، اإلسناد حيث من ذكراه لما قيمة فال ثم في الوحيد الراوي منهما كل اعتبار علينا يجب أنه

ال فإنه ، شيعيان مؤرخان أنهما بما و ، روايته إسناد أن على اتفقوا بالنقل العلم أهل ألن ، بهما يوثق

،و قديم فيهم الكذب ،و الطوائف أكذب هم الشيعة و الحديث يضعون ألنهم ، عنهم األخذ من حذXروا

. 1دينا يتخذونه

،558 ،420 ص: 3ج االعتدال ميّزان الذهبي و13 ص: 1ج : المنهاج تيمية ابن1 .304 ص:4 ج559

33

Page 33: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

على تتفق لم الروايات هذه فإن ، ثانيا أما و نصت فاألولى ، الحكمان إليه يحتكم الذي المصدر

. ثانيا السنة ثم ، أوال الكتاب إلى يحتكمان أنهما على .و آخر لشيء ذكر دون الكتاب بذكر اكتفت الثانية و

القرآن إلى االحتكام ضرورة على أكدت الثالثة . أفال عنه يحاد ال و يتجاوز فال ، غيره دون الكريم في الشك على الغريب الواضح التباين هذا يبعث تالعب على ذلك يدل أال و ؟ الروايات هذه صحة

. ؟ بها اإلخباريين إلى أشارت قد الروايات هذه أن ثالثا و

ضربت لكنها ، الحكمان إليه يحتكم الذي المصدر . ، فيه يبتان و يناقشانه الذي الموضوع عن صفحا النّزاع موضوع يذكر ال أن جدا الغريب من أليس الرواية . لكن ! ؟ حل عن الحكمان له يبحث الذي

: قالت حين غامضة بطريقة لذلك لمXحت الثالثة ما يخفضا ،و القرآن رفع ما يرفعا أن )) فاشترطا

الله صلى– محمد ألمة يختارا أن و ، القرآن خفض يختار ماذا لنا تقل لم . لكنها1سلم- (( و عليه

لقضية حال لها يختاران فهل ، محمد ألمة الحكمان أم ، االقتتال إلى المسلمين أوصلت التي عثمان قتلة

. ليس ؟ الناس أمر يتولى جديدا خليفة لها يختاران على يدل مما ، اإلشكال هذا عن إجابة الروايات لتلك

رواية أزالته اإلشكال هذا . لكن بها الرواة تالعب صراحة التحكيم موضوع حددت الذهبي رواها أخرى

نصا عنهما- قد الله رضي– معاوية و عليا أن فيها و ، الخالفة الحكمان واله من ان على الصلح وثيقة في هذا . لكن2خلع خلعه على اتفقا من ،و الخليفة فهو

. 105 ص: 3 ج السابق الطبري: المصدر1 . 332ص: الراشدون : الخلفاء الذهبي2

34

Page 34: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

،و اإلسناد إلى يفتقد أنه أولها ، أمور فيه تطعن الخبر سبب كان وقت في الخالفة لقضية تعرXض أنه ثانيها

ليس و عثمان قتلة من االقتصاص قضية هو الخالف أحقية ينكر يكن لم الشام فجيش ، الخالفة مسألة يطالب كان إنما و ، الخالفة في علي اإلمام

ثالثها . و للبيعة كشرط عثمان قتلة من باالقتصاص لكي قوة موقف في يكونوا لم الشام أهل أن

أن يكفيهم فهم ، الخطير الشرط ذلك يشترطوا ترجXحت سيوفهم- بعدما العراقيون عنهم يرفع

من العراق أهل أن كما ، بأنفسهم لينجوا – كفتهم بمعاوية علي تغيير بإمكانية يقبلوا أن جدا المستبعد

الخالفة موضوع . فإقحام لصالحهم الحرب كفة و و الحوادث سياق مع ينسجم ال الصلح وثيقة في

يؤكد الذي األمر ؛ صفين و الجمل في النّزاع أسباب. التالعب و للتحريف تعرXضت قد الرواية هذه أن

بأن الّزعم أن منه لنا يتبين المبحث لهذا ختاما و على أجبر عنه-قد الله رضي– طالب أبي بن علي و ، باطل زعم هو الصلح قبول و القتال وقف

طواعية عليه وافق الذي هو عليا أن هو الصواب ال و ، قومه و قيس بن األشعث من ال ، إكراه دون ال القتال مواصلة على أصروا الذين الخوارج من

يؤكد الصلح وثيقة مضمون أن . كما وقفه على. التالعب و للتحريف تعرضها

: الحكمين قرار مسألة في :التحقيق ثانيا عمرو ،و األشعري موسى : أبو الحكمان اجتمع ه37بأذرح) قيل و ، الجندل رض- بدومة– العاص بن الصلح اتفاق عليه نص الذي التحكيم في للبت ( ، من جماعة معهما حضر ،و صفين موقعة في

35

Page 35: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

عبد و عمر، بن الله كعبد للحرب المعتّزلين الصحابة أهل من رجل800: نحو حضور مع الّزبير، بن الله

بين دار .فماذا 1التحكيم على كشهود العراق و الشام ؟ اتفقا ماذا على و ؟ الحكمين

الحكمين اجتماع عن المشهورة (: الرواية 1 ):

أن ، يحي ين لوط مخنف أبي عن الطبري روى اقترح العاص بن عمرو أن الحكمين بين دار مما

أبي بن معاوية تولية األشعري موسى أبي على أبو فرفض ، شخصيا هو يتوالها أو ، الخالفة سفيان المسلمين بين شورى األمر هذا :إن له قال و موسى

عبد تعيين عليه اقترح ثم ، الفضل و الدين ألهل ،و هو اقترح ،و العاص بن عمرو فأبى ، عمر بن الله

، الصالح و بالفضل وصفه ،و الله عبد ابنه بدوره غمسته لكنك ، صدق رجل : ابنك موسى أبو فقال

الحكمان اتفق األمر نهاية في . و الفتنة هذه في شورى األمر يجعل وأن ، علي و معاوية خلع على االتفاق، ليعلن موسى أبو فنهض ، المسلمين بين

يخدعه أن من حذXره و عباس بن الله عبد إليه فتقدمألنه- الكالم في عليه يتقدم ال بأن أمره ،و العاص ابن خالفك األول أنت تكلمت إذا ، غادر عمرو- رجل أي أبا حذXر عباس ابن ان الرواية تقول .و ذلك بعد

قال و موسى أبو تقدم ثم ، مغفال كان ألنه موسى األمة هذه أمر في نظرنا قد : )) إنا الحاضرين أمام قد أمر من لشعثها ألم ال ،و ألمرها أصلح نر فلم

عليا نخلع أن هو ،و عليه عمرو رأي و رأيX أجمع منهم فيولوا ، األمر هذا األمة هذه تستقبل و ومعاوية

ص:2ج السابق : المصدر اليعقوبي .و105،106 ،101 ص: 3ج السابق الطبري: المصدر1 . 475 ص:2: ج المسعودي .و135

36

Page 36: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

، معاوية و عليا خلعت قد إني و ، عليهم أحبوا من لهذا رأيتموه من عليكم ولوا و أمركم فاستقبلوا

مقامه فقام العاص ابن أقبل و تنحى ثم ، أهال األمر ما قال قد هذا : إن قال و عليه أثنى و الله فحمد ،

،و خلعه كما صاحبه اخلع أنا و ، صاحبه خلع و سمعتم و عفان بن عثمان ولي فإنه ، معاوية صاحبي اثبت

أبو فقال (( ، بمقامه الناس أحق و بدمه الطالب ! إنما فجرت و غدرت ، الله وفقك ال : مالك موسى

تتركه ،و يلهث عليه تحمل إن الكلب كمثل مثلك يحمل الحمار كمثل مثلك : إنما عمرو . فقال يلهث

،و معاوية إلى الشام أهل مع انصرف ثم ، أسفاراXح عباس ابن قال . و بالخالفة عليه سلXموا الله : قب

. عقل فما بالرأي أمرته و حذXرته ، موسى أبي رأي غدرة عباس ابن : حذرني يقول موسى أبو فكان

يؤثر لن أنه ظننت ،و إليه أطمأننت لكنني ، الفاسق. 1األمة نصيحة على شيئا

أن المسعودي و قتيبة البن أخرى رواية في و عبد تعيين و ، معاوية و علي خلع على اتفقا الحكمين

للمسلمين) اإلمامة خليفة الخطاب بن عمر بن اللهص:2ج الذهب مروج .و203ص: 1ج السياسة و

الحنبلي- أن العماد البن– رواية في (.و478،479 فخلع ، صاحبه واحد كل يخلع أن على اتفقا الحكمين

معاوية العاص بن عمرو يخلع لم و ، عليا موسى أبو. 2سفيان أبي بن

.و333ص: . الذهبي: الخلفاء112،113 ،111 ص: 3 ج السابق الطبري: المصدر1 2ج المسعودي:مروج .و194 ص: 4ج ،و24ص: 1 ج الكبرى الطبقات : سعد ابن

2 ج السابق : المصدر اليعقوبي .و207 ص: 3 ج : الكامل األثير ابن . و280ص: 215 ص: 1ج : شذرات العماد ابن .و136-135ص:

. 215ص: 1 ج الذهب شذرات2

37

Page 37: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

اجتماع عن المشهورة الرواية موجّز هو ذلك على لها نقدي سينصب و ، إليه انتهيا ما و الحكمين

رجالها من فإن اإلسناد يخص ففيما ، المتن و اإلسناد اخباري هو و لوط مخنف الطبري- أبو رواية حسب–

و الجرح علماء عند به يوثق ال ضعيف متعصب حيث من مرفوضة رواياته أن يعني هذا ،و التعديل و االضطراب غاية في فهو متنها أما .و اإلسناد االجتماع على: موضوع له نقدي سينصب ،و الغرابة

الحكمين. قرا و ، الحكمين شخصية و ، صرXحت قد الرواية فإن ، الموضوع فبخصوص

منه اتخذا و الخالفة موضوع ناقشا قد الحكمين أن ،و صحته في مشكوك أمر هذا . و مشتركا موقفا

الخالف سبب ألن ، تصديقه يصعب و جدا مستبعد مسألة ليس و عثمان قتلة قضية هو الطائفتين بين

يكن لم و ، ظهر قد األمر هذا يكن لم إذ ، الخالفة كانوا ما ،و لمعاوية بالخالفة يطالبون الشام أهل

الحكمان يترك أن يعقل . فهل فيها علي حق ينكرون مطروح غير أمرا يناقشان و ، الفتنة سبب في البت اإلخباريين تالعب عالمات من هذا . أليس ! ؟ البتة

فهم و بالرواية X؟ فيها تصر . ، موسى أبي الحكمين لشخصية بالنسبة أما و

المشهورة الرواية عنهما- فإن الله العاص-رضي ابن و ، الرأي ضعيف و مغفل بأنه األول وصفت قد

لهذه فهل ، داهية و مخادع و مكار بأنه وصفته الثاني فإن موسى ألبي فبالنسبة ؟ صحة من المّزاعم

رواية به وصفته ما مع تماما يتنافى عنه المعروف و الصالة الرسول-عليه أرسله فقد ، التحكيم

بن عمر واله ،و جبل بن معاذ مع اليمن السالم- إلى بالفهم عليه أثنى ،و الكوفة و البصرة إمارة الخطاب

38

Page 38: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

.و قواعده و القضاء آداب في الشهير بكتابه خصXه و زمن جاهد و اقضاهم و الصحابة أعلم من كان

و اصفهان مدينتي فتح الذي هو ،و بعده و الرسول أعماله و صفاته هذه من يكون أن يعقل .فهل 1تستر و الجيوش المغفل يقود هل و ؟ الرأي ضعيف مغفال موسى أبو به اتهم ما أليس ؟ اإلمارة و القضاء يتولى

؟ مفضوح كذب و مكشوف بهتان هو العربي بن بكر أبو القاضي ذكر قد و

عندما الركيكة التاريخية الطائفة ه( أن6المالكي)ق: موسى أبا أن الناس بين روXجت التاريخ تّزييف أرادت

بن عمرو أن ،و القوى محدود الرأي ضعيف أبلها كان ذلك كل ، بدهائه األمثال ضربت داهية كان العاص : ص ) العواصم أرادته ما تحقيق لها ليسهل

المدني توفيق الباحث أن له يؤسف مما ( .و127 األدب أساء عندما ، التاريخ مّزيفي تأثير تحت وقع قد بأنه فوصفه ، األشعري موسى أبي الصحابي مع

منه ألتعجب إني .و 2ذلك من يستح لم و درويش الوصف بذلك جليل صحابي وصف على تجرأ كيف

: الخوارج كتاب لمؤلف إرضاء المكذوب، المشين. 3علي اإلمام أنصار هم

التاريخ له شهد فقد ، العاص بن عمرو أما و و الفتح قبل أسلم أنه و ، الحّزم و الذكاء و بالفطنة

الرسول-صلى مدحه و ، طواعية المدينة إلى هاجر : )) أسلم قال عندما سلم- باإليمان و عليه الله

رواه حسن ((- حديث العاص بن عمرو آمن و الناس هامش ، العربي: العواصم ابن .و274،275،279 ص: 2ج : السير انظر: الذهبي1

.127-126ص: لهذا قدXم المدني توفيق .و16علي/: اإلمام أنصار هم داود: الخوارج بن سليمان2

بالكذب المليء الكتاب ، عارضوه الذين هم الخوارج أن ،و طواعية القتال وقف على وافق عليا أن أثبتنا أن و سبق3

! . ؟ أنصاره يكونون فكيف ، فقاتلهم بالسالح عليه خرجوا يوافقهم لم فعندما

39

Page 39: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

ذات غّزوة جيش إمرة واله الترمذي-،و و أحمد حديثه و ، الصحابة كبار إمرته تحت و السالسل

. 1الحديث كتب من غيرهما و الصحيحين في مروى نسب ما عنه يصدر أن جدا المستبعد من فإنه لذا

المحترفون إنما , و كذب و خداع و مكر من إليه للطعن فرصة شخصيته في وجدوا للتاريخ المّزيفون

ليسهل ، دهائه وصف في المبالغة طريق عن فيه. باإلخبار التالعب و التحريف و الكذب لهم

بينهما جرى ما و الحكمين قرار يخص فيما و بين اختالفا هنالك أن أوال عليه فيالحظ ، نقاش من

، الحكمان عليه اتفق الذي األمر في الروايات و ، معاوية و علي خلع على اتفقا أنهما تقول فرواية

تقول أخرى المسلمين. و بين شورى األمر تركا ، للمسلمين خليفة عمر ابن عينا و االثنين خلعا أنهما

واحد كل يخلع أن على اتفقا أنهما تقول ثالثة رواية و هذا يدل أفال ، الخالفة لمصير التطرXق دون ، صاحبه

بتلك الرواة تالعب على الحكمين قرار في االختالف بين جرى فيما للمتدبر يتبين إنه ثانيا ؟.و الروايات

يوحي ما األمر في الروايات- أن الحكمين-حسب غير مسرحية أنه ،و سلفا له مخطط و مدبر بأنه

فمن ، التاريخ تّزوير محترفوا حاكها ، األدوار محبوكة عندما موسى أبا أن زعمت الطبري رواية أن ذلك من حذXره و فنصحه عباس ابن تدخل ، التكلم أراد و يفهم ال طفل موسى أبا كأن و ، العاص ابن مكر و سبق قد ،و حقه في يصح ال باطل هذا و ، أبله غبي

،و مظفرا قائدا ،و متبحرا عالما كان أنه بينت أن. محنكا أميرا ،و فطنا قاضيا

.55،56 ص: 3 ج السابق الذهبي: المصدر 1

40

Page 40: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

قد التحكيم حادثة ذكرت التي الروايات أن ثالثا و ابن جعل الذي األمر ، األول يتكلم من أمر ضخXمت ابن ليسبقه بالتأخر موسى أبا ينصح و يتدخل عباس

يستجب لم موسى أبا أن الرواية أظهرت ثم العاص، مكر و فشله سبب ذلك فكان للحيلة يتفطن لم و

مضحك اعتقادي- تعليل في– هذا . و به عمرو بتلك الرواة تالعب على يدل فارغ كالم ،و سخيف

، التأخر و التقدم في ليست المسألة ألن الروايات، بأبي المكر يريد فعال كان العاص ابن أن افترضنا فإذا

ما يحقق و األول هو يتكلم أن مقدوره ففي ، موسى على موسى أبو وافق مثال- : لقد– فيقول ، له خطط

ال و ، علي خلع على أوافقه أنا و ، معاوية و علي خلع و عثمان ولي فهو ، معاوية عّزل على أوافقه

. أليس منصبه في يخلفه من أولى بدمه،و المطالب أبي أمام كلية الطريق قطع قد يكون التصرف بهذا

؟ موسىالحكمين- بين جرى ما على يالحظ انه رابعا و

،و تشاتما و تسابا الروايات-أنهما قالته ما على بناء ، جدا مستبعد أمر هذا .و بعض في بعضهما طعن

، آدابهم و الصحابة أخالق من المتواتر مع يتنافى ألنه قد . و عليهم أثنى و الكريم القرآن مدحهم قد و

بعدما– هؤالء بان الصحابة في الطاعنون يّزعم و أخالقهم فقدوا ،و الشرع عن انحرفوا – اقتتلوا ، الصحابة على يصدق ال باطل زعم هذا . و آدابهم طالبين متأولين مجتهدين الفتنة في دخلوا ألنهم عن خارجين ظالمين منحرفين يدخلوها لم ،و للحق يصدق ، مقتتلتان مؤمنتان طائفتان فهم ، الدين المؤمنين من طائفتان إن : )) و تعالى قوله عليهم. . .(( . اقتتلوا

41

Page 41: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

قرار في رأيان ، تيمية ابن ،و العربي بن بكر ألبي و : إن يقول فاألول ، التنويه و بالتدبر جديران التحكيم

ال ما فيه )) فقالوا التحكيم أمر في تحXكموا قد الناس دون– المروءة بعين لحظتموه إذا ،و الله يرضاه

في سطرها على حمل سخافة أنها الديانة- رأيتم جهل األقل في و ، الدين األكثر- عدم الكتب- في

الحكمين بين جرى عما روى ما أما و مبين((، إنما و قط حرف منه جرى ما صراح كذب فهو)) كله

التاريخية وضعته ،و المبتدعة به أخبر شيء هو الله بمعاصي الجهارة و المجانة أهل فتوارثه للملوك

عندما الحكمين أن فيرى الثاني أما .و1(( البدع و عن سفيان أبي بن معاوية عّزل على اتفقا التقى لم ألنه ، خليفة كونه عن عّزله ال الشام على واليته اجتماع بعد إال الخالفة لنفسه يدع لم و خليفة يكن

. 2الحكمين للرواية مناقشتنا من يتبين المبحث لهذا ختاما و

غير إسنادها أن ، الحكمين اجتماع عن المشهورة مظاهر ،و فيه مشكوك مضطرب متنها ،و صحيح

و فيها الوثوق يمكن ال لذا ، عليه بادية التحريف يأتي ما يّزيدها ،و إليها االطمئنان و بها االحتجاج

. استبعادا و ضعفا عن المشهورة الرواية تخالف (: روايات 2 )

: الحكمين قرار قرار عن المشهور تخالف روايات ثالث هي

الشهاب عن الطبري رواه ما أولها ، الحكمين حضرت اجتمعا لما الحكمين أن مفادها ، الّزهري أهل وفد ،و للحرب المعتّزلين الصحابة من طائفة

. 128 ،125: ص القواصم من العواصم1 . 222 ص: 3ج ،202 ص:2 ج السنة : متهاج تيمية ابن2

42

Page 42: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

الذي فكان ، العراق أهل وفد يحضر لم ،و الشام ألبي العاص بن عمرو قال أن الحكمين بين جرى

أن على أأنت موسى أبا : )) يا األشعري موسى فإن لي فسمه ؟ األمة هذه أمر يلي رجال نسمي

فلي إال ،و أتابعك أن عليX فلك ، أتابعك أن على أقدر عبد لك : أسمي موسى أبو . قال تتابعني أن عليك معاوية لك أسمي : إني عمرو ..فقال… عمر بن الله ثم ، تسابا حتى مجلسهما يبرحا فلم ، سفيان أبي بن

مثل وجدت : إني موسى أبو فقال الناس إلى خرجا– جل و عّز– الله قال الذين مثل العاص بن عمرو فانسلخ آياتنا أتيناه الذي نبأ عليهم اتل : )) و فيهم أبو سكت فلما - ،175/ األعراف سورة–(( منها

مثل وجدت الناس : أيها فقال عمرو تكلم موسى : )) مثل جل و عّز قال الذي كمثال ، موسى أبي

الحمار كمثل يحملوها لم ثم التوراة حملوا الذين واحد كل كتب - ،و5الجمعة/ ((-سورة اسفارا يحمل . 1(( األمصار إلى لصاحبه ضربه الذي مثله منهما رجاله من ألن ، صحيح غير إسنادها الرواية هذه غير األول ، يّزيد بن سليمان ،و أحمد بن الله : عبد

: )الذهبي به يحتج ال و بالقوي ليس الثاني و ، ثقة هي و ( ،228،390،391 ص:2ج االعتدال ميّزان ، الحكمين بين جرى فيما المشهورة الرواية تشبه فقد المشهورة الرواية في يرد لم ما ذكرت لكنها

أن ،و التحكيم إلى يحضر لم العراق وفد أن ذكرت فلما ، الناس إلى خروجهما قبل تسابا الحكمين

قا ثم اآلخر في منهما كل طعن إليهم خرجا Xدون تفر – الرواية . فهذه المكر و العّزل و االتفاق لحكاية ذكر لنقد ضعيف كدليل استخدامها ضعفها-يمكن على

. 106-105 ص: 3 ج السابق الطبري: المصدر1

43

Page 43: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

لضرب ، األخرى هي الضعيفة المشهورة الرواية االخباريين تالعب مدى اظهار و ، بالضعيف الضعيف

. فيها تصرفهم و التاريخية بالروايات فيها و ، المسعودي فرواها الثانية الرواية أما و

: موسى ألبي العاس بن عمرو قال ، اللقاء تم لم أنه موسى أبو فسمX ، معك أنظر حتى شئت من X )) سم

، أنا سميت : قد لعمرو قال ثم ، غيره و عمر ابنXو األمة هذه أقوى لك أسمي : نعم قال ، أنت فسم،

أبي بن : معاوية ، بالسياسة اعلمها ،و رأيا أسداها : قال ، بأهل لذلك هو ما الله و : ال قال ، سفيان : أبو قال ؟ هو : من قال ، بدونه هو ليس بآخر فآتيك

أبو علم قالها نفسه- فلما العاص،-أي بن الله عبد لعن ،و الله لعنك : فعلتها فقال ، به يلعب أنه موسى

و الناس على يخطبا لم و فتسابا (( ، أرسلك الذي بن عمرو انصرف ،و بمكة موسى أبو فلحق ، تفرقا

. 1معاوية إلى يذهب لم و منّزله إلى العاص كعادته– إسناد بال المسعودي رواه الخبر فهذا

الرواية مع يتفق هو يرويه- ،و ما معظم في يخالفها لكنه ، الطعن و السب حدوث في المشهورة

انصرفا أنهما ،و شيء على يتفقا لم الحكمين أن في لم العاص ابن أن ،و الناس في يخطبا أن دون

انصرف إنما و بالخالفة لمبايعته معاوية إلى ينصرف يّزيد ، الروايتين بين جوهري خالف هذا . و منّزله إلى

قلته ما يؤكد و ، استبعادا و ضعفا المشهورة الرواية و التحكيم برواية تالعبوا قد الرواة أن من سابقا

فوها Xحر . عن العربي بن بكر أبو رواها الثالثة الرواية و

: علي اإلمام صاحب التابعي إلى بإسناده الدارقطني . 481 ص: 2 ج الذهب مروج1

44

Page 44: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

بن عمرو عّزل لما أنه فيها و ، 2المنذر بن حضين فضرب المنذر بن حضين جاء ، معاوية العاص

خبره فبلغ ، معاوية فسطاط من قريبا فسطاطه أي– هذا عن بلغني : إنه فقال ، إليه فأرسل معاوية و لعلي عّزله أي – كذا و العاص- كذا بن عمرو

.- ثم عنه بلغني الذي هذا ما فانظر معاوية- فأذهب الذي األمر عن اخبرني فقلت -: فأتيته حضين يقول قال: قد ؟ فيه صنعتما كيف ، موسى أبو و انت وليت األمر كان ما الله ،و قالوا ما ذلك في الناس قال في ترى : ما موسى ألبي قلت لكن ،و قالوا ما على توفى الذين النفر في أنه قال: أرى ؟ األمر هذا

عنهم هو سلم- و و عليه الله صلى– الله رسول فقال: إن ؟، معاوية و أنا تجعلني : فأين . قلت راض

، عنكما يستغن إن ،و معونة ففيكما بكما يستعن .2(( عنكما الله أمر استغنى فطالما

يخن لم العاص بن عمرو أن أكدت الرواية فهذه ، يثبته لم و معاوية عّزل أنه و ، األشعري موسى أبا

ما انكر – أنه-أيضا . و بينهما تم الذي لالتفاق وفقا مكر و سب و خداع من ، التحكيم عن الناس أشاعه

أمر ترك اقتراحه في موسى أبا وافق أنه ذكر و ، عنهم هو و الرسول توفى الذين للصحابة الخالف

. فهذا معاوية إلى هو يذهب لم و انصرفا ثم ، راض الحكمين قرار عن المشهورة الرواية يناقض الخبر

مقصود يبين لم لكنه ، عقب على رأسا يقلبها ،و إلى أرجعاه و عليه اتفقا الذي األمر من الحكمين

قتلة أمر هو أم ، الخالفة أمر أهو ، الصحابة كبار

عبد بن يعقوب هو و الفلوسي يوسف أبو ،و همام بن : ابراهيم هم اإلسناد رجال باقي1 هامش : العواصم العربي . ابن مضارب بن الله عبد ،و شيبان بن األسود ,،و جرير بن الرحمن

. 129: ص . 129: ص نفسه2

45

Page 45: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

الدين محب الباحث يرى الشأن هذا في و ؟ عثمان تركه على الحكمان اتفق الذي األمر أن الخطيب

محمد الباحث .لكن 1اإلمامة هو الصحابة ألعيان أمر أن في شك من : )) ليس أنه يرى أمحّزون إلى أو األمة إلى رده الحكمان رأى الذي الخالف

معاوية و علي بين الخالف أمر إال ليس الشورى أهل ذكره على أطبقت ما هو و ، عثمان قتلة حول

فلم الخالفة حول الخالف أما ، اإلسالمية المصادر ،و للخالفة مدعيا معاوية يكن لم و ، عندئذ نشأ يكن

بيعته عن ممتنعا كان إنما و ، فيها علي حق منكرا ال عليها متغلبا كان حيث الشام في أوامره تنفيذ عن و

طاعة من مستفيدا ، القانون بحكم ال الواقع بحكم سنة عشرين زهاء فيها واليا بقي أن بعد ، له الناس بكر أبي القاضي عن رواية الباحث هذا ذكر ((. ثم

خلع على قط اتفقا ما الحكمين أن مفادها الباقالني. 2الخالفة عن طالب أبي بن علي ذهب فيما أمحّزون محمد الباحث أوافق أنا و أرجأ التي هي عثمان قتلة مسألة أن من إليه

هذه ألن ، الصحابة كبار إلى فيها البت الحكمان سياق مع تتفق التي هي ،و القتال سبب هي القضية

و الدارقطني رواية ألن و ، التاريخية الحوادث الخالفة عن عليا عّزال الحكمين أن تذكرا لم الباقالني

، الخالفة موضوع في يتناقشا لم أنهما يؤكد مما ،. فيه عليا ينازع أحد يكن لم ،و محسوما كان ألنه

بتX التي هي عثمان قتلة قضية كانت إذا لكن موضوعا الخالفة أمر يكن لم ،و الحكمان فيها

. ؟ سفيان أبي بن معاوية عّزل ماذا فعن ، للمناقشة

.129ص: هامش السابق : المصدر العربي بن بكر ابو1 . 234-233 ص: 2ج الصحابة مواقف تحقيق2

46

Page 46: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

يبدو لكن ، عّزل ماذا عن الدارقطني رواية تصرXح لم عّزل األول ، معا هما أو أمرين أحد خصX العّزل أن

أن من إبعاده الثاني و ، الشام إمارة عن معاوية في البت يتولون الذين الصحابة كبار ضمن يكون

. األمرين عن عّزله الثالث . و عثمان قتلة مسألة ، جدا مستبعد أمر فهو الشام عن عّزله فبخصوص

– الحكمين اجتماع بموضوع مباشرة عالقة له ليس ما بسبب عمليا حال ليس ألنه عثمان- ،و قتلة هو

و ، الشام أهل و معاوية من أكيدة معارضة من يجده و الوارد هو الثاني فاالحتمال . لذا تعقيدا األمر يّزيد

رواية في العاص بن عمرو قول يدعمه و ، المقصود و أنا تجعلني فأين : )) قلت قال حين الدارقطني

بكما يستعن موسى- إن أبو أي– فقال ؟ معاوية استغنى فطالما عنكما يستغن إن ،و معونة ففيكما

ابن أن إلى إشارة فيه هذا فقوله عنكما((، الله أمر الصحابة جماعة من استبعدا قد معاوية و العاص

. عثمان قتلة في البت أمر تتولى التي

الثابت من فإنه ، الحكمين اتفاق مصير أما و عليا- ألن ربما ، التطبيق إلى طريقه يعرف لم أنه

لم أنه ،و جيشه بمشاكل انشغل عنه- قد الله رضي بعدما عثمان قتلة من االقتصاص مقدوره في يكن

خرج بعدما خاصة ، فيه تموقعوا و جيشه في تغلغلوا بأفكارهم السبئية ،و بسيوفهم الخوارج عليه

يكن لم معاوية أن أخرى جهة من يبدو . و الملحدة الحكمين قرار لتنفيذ الفعالة للمشاركة متحمسا

في بإمارته مشغول فهو ، تنفيذه صعوبة بسبب . و السبئية و الخوارج مع نّزاع في علي ،و الشام

الرضى كل راضيا يكن لم يبدو ما ألنه- معاوية- على

47

Page 47: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

الصحابة جماعة عن عّزاله عندما الحكمين قرار عن ذلك يدعم مما و ، عثمان قتلة أمر في يبتون الذين

إلى يذهب لم موسى أبا فارق عندما العاص ابن أن ببيته التحق إنما و ، الحكمين بقرار ليخبره معاوية

العّزل. ذلك يرضيه ال قد معاوية أن إلحساسه

الروايات أن منه يتبين الفصل لهذا ختاما و خبرها في المشهورة الرواية تخالف األخيرة الثالث

قد اإلخباريين أن أثبتت أنها و ، الحكمين قرار عن رواية أن . و حرفوها و التحكيم برواية تالعبوا

من إسنادها لخلو ، الصحيحة الرواية هي الدارقطني السابقة الروايات حال هو كما– 1بالكذب المعروفين

و المطاعن من خلت ألنها الطبري- ،و كرواية ، السابقة للروايات نقدنا في أثيرت التي الشكوك

الصحابة أخالق مع تتعارض أيضا- ال– ألنها . و الذكر. التاريخية الحوادث سياق مع تتوافق ،و

،251 ص: 1 ج192 القبلة دار جدة ،1ط الخطيب احمد حققه ، : الكاشف انظر: الذهبي1 ج للذهبي االعتدال ميّزان ،و حبان البن المجروحين كتاب ،و للعقيلي : الضعفاء راجع . و340

. 506 ص: 2

48

Page 48: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

الخاتمة

من الكرام الصحابة لمواقف دارستنا من تبين انقسموا أنهم ، صفين و الجمل موقعتي في القتال كلية الفتنة اعتّزلت األولى ، طوائف ثالث إلى حيالها

هي و ، المتاقتلتين الفئتين عن بعيدا بنفسها نأت و و الصالة عليه– الله رسول مدحها هذا بموقفها

اعتّزال أن على دلXت ، عديدة نصوص السالم- في ال و واجبا يكن لم القتال أن األولى،و هو الفتنة

المتقاتلتان الطائفتان هما الثالثة و الثانية .و مستحبا كان قد ،و الشام و مكة أهل من و العراق أهل من

إليه أقرب علي شيعة كانت ، بالحق تعلق منهما لكل. معاوية شيعة من

وافق عنه- قد الله عليا-رضي أن أيضا اتضح و

رغبة ، أحد من إكراه دون طواعية القتال وقف على معارضين كانوا الخوارج أن و ، الدماء حقن في منه اجتماع عن المشهورة الرواية أن .و مسعاه في له

العلمي النقد أمام تصمد لم صحيحة غير الحكمين زادتها أخرى روايات خالفتها قد و ، متنا ال و إسنادا الصحيحة الدارقطني رواية أهمها ، استبعادا و ضعفا

. المتن و اإلسناد

الحمد لله و تم

49

Page 49: قضية التحكيم في موقعة صفّين-بين الحقائق و الأباطيل-

المحتويات فهرس

)-( المقدمة ……………………………………………………3

في القتال مسألة في التحقيق األول )-( الّفصل ين و الجمل موقعتي صّف)

صفين و الجمل موقعتي في القتال : سبب أوال ……4

………… القتال من الصحابة مواقف ثانيا: تباين .5

و الحمل يوم القتال في الشرعي ثالثا: الحكم .16 صفين

) صّفين موقعة في التحكيم مسألة الثاني )-( الّفصل 43 -22( ه37

الشام أهل دعوة من العراقيين : موقف أوال 22 … للصلح

…أصحابه و علي اإلمام : موقف أ …………… 22

الصلح وثيقة ب: مضمون …………………… .29

الحكمين قرار مسألة في ثانيا: التحقيق ………………… 31

32…… …الحكمين اجتماع عن المشهورة أ: الرواية

………… … المشهورة الرواية تخالف ب: روايات38

)-( الخاتمة ……………………………………………………… .44

……: المحتويات )-( فهرس ……………………………… 45

50