77
ي م لا س لا ر ا ك ف ل ا رس ه ف ل ا ر ك ف ل ا ف ي ر ع ت: ي م لا س لا را كي ف ت ل ا ي م لا س لا را ك ف لدر ا صا م1 : ة ي للا. ودر ا صا م ل ا: 1 اب ت لك ا6 ا ؟ ي ن: را لق صا ن ل ا> ن م د ت ف ت س ن ف ت ك: ر سي ف ت ل ا> ج ه ا ت م: ر سي ف ت ل ا: ل ي و6 ا ت ل ا: ر سي ف ت ل ا ي ف ي ن: را لق ا> ج ه من ل ا: ول ر لي ا1 اب1 ت س6 ا: ة ي مل ع واب ط خ: - رةّ مطه ل ا ةّ ي س ل ا1 ب: ل ف لع ا> ج: ماع1 جلا ا د2 : ة وي ن اc ت لدر ا صا م ل ا ي م لا س لا را ك ف ل صا6 ئ صا خ1 : ي ل ف لعةا ا1 ج تلا ا2 : ول مc ش ل وا سعة ل ا3 : ة ي ك ر ح ل وا ة ي عل ا ف ل ا

الفكـر الإسلامـي

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: الفكـر الإسلامـي

الفكـر اإلسالمـي

الفهرس

تعريف الفكر  

التفكير اإلسالمي:  

مصادر الفكر اإلسالمي  

ـ المصادر األولية:1 

أ ـ الكتاب:  

كيف نستفيد من النص القرآني؟  

مناهج التفسير:  

التفسير:  

التأويل:  

المنهج القرآني في التفسير:  

أسباب النزول:  

خطوات عملية:  

;ة المطه;رة:   ب - السن

ج ـ العقل:  

د ـ االجماع:  

ـ المصادر الثانوية: 2  

خصائص الفكر اإلسالمي  

ـ االتجاه العقلي: 1  

ـ السعة والشمول: 2  

ـ الفاعلية والحركية: 3  

ـ االلتزام: 4  

ـ األصالة: 5  

من أجل تحقيق األصالة الفكرية  

ـ الخصوبة وقابلية النمو: 6  

ـ الوحدة والترابط: 7  

لمحة من تاريخ الفكر اإلسالمي  

منهج البحث والتفكير اإلسالمي  

استخدام منهج االستقراء في الفقه اإلسالمي:  

كيفية االستفادة من الدليل االستقرائي:  

استخدام القياس في تطبيقات أصول الفقه:  

مرتكزات أساسية في منهج االستنباط الفقهي:  

النظرية اإلسالمية  

مثال تطبيقي  

المصطلح وأثره في الفكر اإلسالمي 

تعريف المصطلح:  

عوامل التخلف واالنحراف الفكري في العالم اإلسالمي  

مشاكل الفكر اإلسالمي المعاصر  

عوامل اليقظة والتحريك في العالم اإلسالمي  

الهوامش  

Page 2: الفكـر الإسلامـي

تعريف الفكر

يراجع قواميس اللغة والدراسات المنطقية والعلمية التي منفت الفكر وتحدثت f عر; f وتعريفا f واضحا عنه، يجد أن للفكر تحديدا

f في هذه الدراسات والعلوم، ومن المفيد هنا أن نعرض عد;ة دقيقا:الفكر والعلم واللغة تعاريف للفكر كما وردت لبعض أعالم

إلى المعلوم، قال الراغب االصفهاني: " الفكرة قو;ة مطرقة للعلم;ر جوالن تلك القو;ة بحسب نظر العقل، وذلك لإلنسان دون والتفك

; فيما يمكن أن يحصل له صورة في القلب ".الحيوان، وال يقال إال:ولهذا روي

f أن يوصف) ها ;روا في الله، منز; ;روا في آالء الله، وال تفك تفك(.بصورة

:قال تعالي;رون{. )البقرة /} ;م تتفك }م} اآليات لعلك ;ن} الله} لك }بي (219كذلك ي

.ورجل فكير: كثير التفكير بعض األدباء: " الفكر مقلوب عن الفرك، لكن يستعمل الفكر قال

f للوصول إلى حقيقتها" ) في المعاني وهو فرك األمور وبحثها طلبا(.2اعمال الخاطر في شيء" ) (، وقال ابن منظور: "الفكر1

ف المرحوم الشيخ عباس القم;ي الفكر بقوله: " إعلم ان; وعر;;ر طلب علم غير بديهي من مقدمات موصلة إليه .حقيقة التفك

;ر سير الباطن من المبادئ إليى المقاصد، وهو قريب وقيل التفك; بهذا السير" ) من النظر، وال يرتقي أحد من النقص إلى الكمال إال

3.) مما سبق مح;مد رضا المظف;ر الفكر بقوله: "تعرف وعر;ف الشيخ

المقصود منه إجراء عملية عقلية في _ ان; النظر _ الفكر".المطلوب المعلومات الحاضرة ألجل الوصول إلى

والمطلوب هو: العلم بالمجهول الغائب؛ وبتعبير آخر أدق: أن; الفكر(.4هو حركة عقلية بين المعلوم والمجهول )

يضع هذا الفريق من األعالم بين أيدينا اإليضاح والتعريف وهكذا;ر، وتشخيص لكلمة )الفكر والتفكر(. وهكذا تتضح حقيقة التفك

وقو;ة مدركة يكتشف اإلنسان عن معناها، وبأنها: حركة عقلية عنها ويستهدف طريقها القضايا المجهولة لديه والتي يبحث

.تحصيلها، فتنمو معارفه وعلومه وأفكاره في الحياة ذلك إلى نتيجة هام;ة وهي: ان; اإلسالم حينما دعا إلى نخلص من

;ما دعا إلى العلم والمعرفة واكتشاف قوانين الفكر التفكر إن الحياة والحضارة والطبيعة والمجتمع والحياة. وبذا أعطى

والمعرفة اإلسالمية صفة الحركية وهي سر النمو والتطور والفاعلية والبقاء المؤثر في مسيرة البشرية، كما إنه;ا حصانة من

.والتوقف والغياب التاريخي السقوط

:التفكير اإلسالمي

;ر بصورة عام;ة، وان نتاج عملية التفكير وإذا كان هذا هو التفك يمكن أن نسميها )الفكر( فلنقف إذن عند قضية ومحصلته العلمية

اإلسالمية وأجيالها المتعاقبة وفي حياة أساسية في حياة األم;ة اإلسالمي (و) الفكر اإلسالمي ( البشرية، وهي قضية )التفكير

:وماذا نقصد بكل منهما:أ _ التفكير اإلسالمي

على ما قدمنا من تعاريف للفكر والتفكر نأتي هنا فنعر;ف وبناء وبما ان; لكل عمل عقلي ونشاط فكري منهجه التفكير اإلسالمي،

;نا قد فهمنا ان; التفكير حركة عقلية تبدأ ومنطلقاته وأهدافه، وبما أن فإذن ان; هذه الحركة من المعلوم لتنتهي إلى اكتشاف المجهول،

العقلية إذا ما مارست دورها في مجال المعارف اإلنسانية كالفلسفة والتشريع وعلم األخالق والتوحيد ونظريات االقتصاد

واألدب وعلم النفس االجتماعي وفلسفة التأريخ ... الخ، والسياسة:ستمارس عملها كاآلتي

تنطلق من مبادئ ومقد;مات محدودة المعالم حسب المجال ـ 1ك فيه .الفكري الذي تتحر;

Page 3: الفكـر الإسلامـي

;ر ـ 2 تسير وفق منهج وطريقة معينة تتناسب ونظرة المفك.وطريقته في التفكير

;ة محدودة الصفة والهوية ـ 3 .تنتهي إلى نتائج فكري كانت هذه العملية الفكرية تنطلق من منطلقات ومقد;مات فان

منسجمة مع الخط اإلسالمي، وسارت وفق فكرية إسالمية أو نتائج وفق هذه المقدمات منهج تفكير اسالمي، واستهدفت تحصيل

نتائج وطريقة التفكير التي اعتمدتها، مستهدفة الحصول علىفكرية ذات طابع وهوية

f f. وأما إذا لم يجر إسالمية، سيكون هذا التفكير تفكيرا إسالميا;ه تفكير التفكير وفق تلك المبادئ اإلسالمية الثالثة، فلن نصفه بأن

;ه انطلق من مقدمات غير إسالمية، وتحر;ك وفق منهج إسالمي، ألن.تفكير غير إسالمي، وانتهى بصورة حتمية إلى نتائج غير إسالمية

;ه: " كل حركة عقلية ف التفكير اإلسالمي بأن وإذن نستطيع أن نعر;".تجري على أسس إسالمية مستهدفة تحصيل فكر إسالمي ملتزم

:ب ـ الفكر اإلسالميف الفكر فنا التفكير اإلسالمي نستطيع أن نعر; وبعد أن عر;

;ه :اإلسالمي بأن مجموعة العلوم والمعارف القائمة على أسس وموازين)

(.إسالمية وبهذا يكون الفكر اإلسالمي: )هو الفكر الذي انتجه التفكير

(.اإلسالمي الملتزم باألسس والموازين اإلسالمية ننتهي إلى نتيجة أساسية في مسألة تحديد هوية وصفة وهكذا

;ها إسالمية أو غير الفكر والثقافة والحضارة والمعرفة، ووصفها بأن;ه إسالمية، فليس كل ما أنتجه المسلمون يصح أن نصفه بأن

;ما يوصف الفكر الملتزم باإلسالم فقط ;ه إسالمي، إسالمي، إن بأنf كما ;ي وأدبي أيضا انطبقت وتنطبق هذه الحقيقة على كل إنتاج فن

;ه أدب إسالمي، على كل إنتاج فكري. فال نسم;ي اإلنتاج األدبي بأنf طابع f بالقيم والموازين اإلسالمية، وحامال f ملتزما ; إذا كان أدبا إال

.اإلسالم وروحهf ;ا ;انون المسلمون فن ; وكذلك ال نسم;ي كل; فن; ينتجه الفن f، إال إسالمياf ;را f بالقيم والموازين اإلسالمية ومعب f ملتزما ;ا عنها. قال إذا كان فن

:تعالى صبغة الله ومن أحسن} من الله صبغةf ونحن} اله} عابدون{}

(138)البقرة/

مصادر الفكر اإلسالمي

المصدر الذي تؤخذ منه األفكار والمفاهيم والمبادئ والقيم يحدد وهويته وخصائصه وقدرته على النمو والعطاء والتأثير طبيعة الفكر

f والفاعلية.وبقدر ما تكون ;ة وغنية معطاءة، يكون الفكر حيويا حيf في بنيته ووحدته f ومتماسكا العضوية. ويمتاز الفكر اإلسالمي وغنيا

ة غنية أكسبته كل عناصر بأنه فكر يصدر عن منابع ومصادر ثر; يمكننا أن القوة واإلبداع والنمو المستمر. ومصادر الفكر اإلسالمي

:نقسمها إلى قسمين هما:مصادر أولية وهي - 1

.أ _ الكتاب;ة .ب _ السن .ج _ العقل

.اإلجماع _ د:مصادر ثانوية وتشمل - 2

.أ - آراء الفقهاء;رين اإلسالميين الملتزمين .ب - آراء المفك

:المصادر األولية ـ1:الكتاب أ ـ

Page 4: الفكـر الإسلامـي

القرآن الكريم مصدر الفكر ومنبع الفهم والمعرفة والتشريع يعتبر الخطأ والصواب، وعلى أساسه يبني والحضارة ومقياس

ومعارفهم في المسلمون فكرهم وحضارتهم وثقافتهم وعلومهم;ى الفقه والتشريع والعقيدة والفلسفة واألخالق والفن; واألدب وشت

.صنوف المعرفة والفكر والثقافة العربية على الرسول لقد كان نزول الوحي في أرض الجزيرة

والحضاري الكريم محم;د)ص(بداية التغير واالنقالب الفكريf والعقائدي واالجتماعي الشامل،فقد شكل نزول القرآن منعطفا;ر القرآن عن f.عب f جديدا f في حياةالبشرية،ومنطلقا f حاسما تأريخيا

;ه إخراج من الظلمات هذا االنقالب الحضاري والتأريخي الشامل بان.الجهل إلى العلم،ومن الموت إلى الحياة إلى النور،ومن

�خرج الناس من الظلمات إلى قال تعالى:}الركتاب أنزلناه} إليك لت(1النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد{ )ابراهيم/

;اس كمن} f يمشي به في الن f فأجييناه} وجعلنا له} نورا أومن كان ميتا}ه} ين للكافرين ما كانوا مثل في الظ�ل}مات ليس بخارج منها كذلك ز}

(122األنعام/{.) يعملون ومفهومه ان السعة والشمول واالستيعاب القرآني القائم في نصه

وسعة أفق معالجته، مصدر ثر للفكر ومادة أساسية لصناعة.وتسديد المعرفة اإلنسانية ووضعها على طريق االستقامة وتقويم

ان; العالقة بين القرآن والفكر اإلسالمي تتلخص في مجالين:أساسيين هما

ان القرآن منبع ومصدر للفكر والثقافة والحضارة اإلسالمية؛ _ 1f لما حوى من السعة والشمول، ومن مادة فكرية وثقافية نظرا

العامة واإلطار الشامل للفكر وعلمية، فقد وضع األسس والقواعد.اإلسالمي ولخط الحياة والمعرفة اإلسالمية

وقد نص الوحي على سعة أفق القرآن وعموم معالجته وشموله.لكليات وأسس التشريع والفكر والمعرفة اإلسالمية

f لكل; شيء وه}دىf ورحمة{ لنا عليك الكتاب تبيانا قال تعالى:} ونز; (89)النحل/

}ل; مثل { )االسراء/} ;اس في هذا الق}رآن من ك فنا للن ولقد صر;89)

وتحدث األمام علي بن الحسين )عليهما السالم( عن ثراء المحتوى:القرآني وغنى نصوصه فقال

آيات القرآن خزائن، فكل;ما فتحت خزينة ينبغي لك أن تنظر فيها()(5.)

:ووصف األمام علي )ع( القرآن فقالf ال يخبو ثم) f ال تنطفئ مصابيحه،وسراجا أنزل القرآن نورا

f ال يدرك f ال يظلم توقده،وبحرا f ال يضل نهجه، وشعاعا قعره، ومنهاجاf ال يخمد f ال تهدم أركانه( ) ضوؤه، وفرقانا (.6برهانه، وبيانا

;ه قال:]سئل األمام وروي عن األمام علي بن موسى الرضا)ع(ان يزداد على الدرس جعفر بن محمد الصادق)ع(:ما بال القرآن ال

f؟ فقال: )ألن; الله تبارك وتعالى لم يجعله ; غضا لزمان والنشر إال دون زمان، وال لناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد، وعند كل

([.إلى يوم القيامة قوم غض;ه يجري كما وروي عن الصادق )ع(:)إن; القرآن حي لم يمت، وان

يجري الليل والنهار، وكما تجري الشمس والقمر، ويجري على(.7يجري على أولنا( ) أخرنا كما

االستيعاب الفكري وتحدث األمام أبو جعفر محمد الباقر )ع( عن الشامل واالمتداد الواسع لمضمون القرآن، وغنى الخزين

:المستبطن في أعماقه فقالf تحتاج) ; أنزله في إن; الله تبارك وتعالى لم يدع شيئا إليه األم;ة إال

;نه لرسوله )ص( ، وجعل لكل شيء f، وجعل على من كتابه، وبي حد;ا( )f (.8تعد;ى ذلك الحد حد;ا

الصادق )ع(: )وما من أمر يختلف فيه وعن األمام جعفر بن محمد; وله أصل في كتاب الله عز; وجل; ولكن ال تبلغه عقول اثنان إال

(.9الرجال( )(:وروي عن األمام جعفر بن محمد الصادق )ع

الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن تبيان كل; شيء، حتى والله إن;)f يحتاج إليه العباد، حتى ال يستطيع عبد يقول: لو كان ما ترك شيئا

Page 5: الفكـر الإسلامـي

} انزل في القرآن ; وقد أنزله الله فيه( ) هذا (.10إال; وفيه كتاب أو f:)ما من شيء إال وروي عنه ) عليه السالم( أيضا

;ة (.سن نصل إلى تشخيص الموقف القرآني في الفكر اإلسالمي، وهكذا

;ه المعين الذي ال ;ه قاعدة وان ينضب، والمنبع الذي ال يجف، وان.والثقافة الفكر والحضارة، واساس المعرفة

إن; القرآن الكريم قد وضع األسس والكليات العامة للتفكير اإلسالمي الملتزم، والمادة الفكرية المحررة من قيود الزمان

.قواعد التفكير اإلسالمي الملتزم والمكان، وأرسى والمعرفة من كتاب الله يحتاج وإن فهم القرآن، واستنباط الفكر

ومدركة لمحتواه إلى عقلية إسالمية مستوعبة لروح القرآن، الفكري، وقادرة على استبطان العمق وبلوغ األغوار البعيدة

لخزائن القرآن، والربط بين األفكار والمفاهيم الواردة في كتاب.واستنتاج المطلوب الله

;ه مقياس وباإلضافة إلى إن القرآن مصدر للفكر والمعرفة، - 2 فان .للفكر اإلسالمي وميزان لضبط الصواب، وتسديد الفكر وتقويمه فعلى أساس القرآن يجري تقويم الفكر والمعرفة والثقافة، وبه

}عرف الصواب من ;ه مصدر للفكر والثقافة فهو ي الخطأ، فكما انf مقياس للصواب واألصالة .أيضا

:قال تعالى}م في شيء فردوه} الله والر;سول{ )النساء } (59فإن تنازعت;اس فيما اختلفوا فيه{.} �م بين الن وأنزل مع}ه}م الكتاب بالحق; ليحك

(213)البقرة جاءه�م أمر من األمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه} إلى وإذا}

االمر منهم لعلمه} الذين يستنبطونه} منه}م ولو الر;سول وإلى أولي}ه} }م ورحمت f{.)النساء الفضل} الله عليك ; قليال يطان إال ;بعتم} الش; (83الت

{; نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكذر إن وما أرسلنا من قبلك إال}ر ب ;نات والز� }م ال تعلمون * بالبي }نت وأنزلنا إليك الذكر لتبين للنذاس ك

;رون }زل إليهم ولع;لهم يتفك (44 - 43النحل {. ) ما نإن; الله تبارك وتعالى في كل; ذلك يثبت لنا وجوب الرجوع إلى

كمقياس وميزان للفكر ويالمعرفة ومفاهيم الحياة القرآن والقانون.الخ،صيانة للتفكير السالمي ومحافظة على والتشريع

;ة يعضد هذا المبدأ األساسي روح الشريعة ونقائها،وما جاء في السن;ده.عن ابي عبد الله _ جعفر الصادق _ عن آبائه عن علي )ع( ويؤك

:قالf، فما وافق كتاب على كل حق حقيقة، وعلى كل صواب إن) نورا

;ة رسول الله فاتركوه وقال(.11( )الله فخذوه، وما خالف سن الصادق )ع( لمحمد بن مسلم:)يا محمد ما جاءتك من رواية من بر

(.12من فاجر تخالف القرآن فال تأخذ بها( ) أو والسنة كأساس ومقياس وأداة فحص إن مبدأ االلتزام بالكتاب

لضمانة أكيدة لتحقيق وتقويم للفكر والمعرفة والثقافة والحضارة، والذوبان، وان االصالة الفكرية وحفظها من التشويه واالندساس

f وموازين ال في هذين المصدرين لغنى وثروة فكرية ال تنفد، وأسسا تقصر في أي مجال من مجاالت الفكر والمعرفة عن الفحص

.وتشخيص الخطأ والصواب والضبط والتقويم اإلسالميون وقد أغنى العلماء والفالسفة والمفكرون والباحثون

وأصحاب الفن واألدب اإلسالميين آفاق الفكر اإلنساني بالفكر والمعرفة والعطاء اإلسالمي الملتزم في كل مجال وفن،

ومحاكمة األفكار والنظريات والفلسفات واستطاعوا مناقشة الكتاب والسنة وقواعد والمذاهب المخالفة لإلسالم على اساس

إفراز العقل، فأنتجوا ثروة فكرية إسالمية فريدة، واستطاعوا;ة والمنحرفة، وشخ;صوا الفكر الغريب والنظريات واآلراء الضال

والصواب في النتاج الفكري فاكتمل البناء وتحدد منهاج الخطأ.واالستنباط والتثبيت القويم البحث والتفكير

كيف نستفيد من النص القرآني؟

الواضح لدى الباحثين اإلسالميين والعلماء والمفسرين ان من بمفرداته وجمله وهيءته وسياقه يحتاج إلى دراسة النص القرآني

Page 6: الفكـر الإسلامـي

.وتحليل وفهم دقيق وعميقf ومناهج متعددة لفهم القرآن وإيضاح وقد وضع المفسرون أسسا

علماء األصول األسس والقواعد األصولية لفهم معانيه، كما وضع.وتحليله واستنباطه القرآن والتعامل مع محتواه

علماء أصول وقد بلغ المنهج األصولي ذروة الكمال واالتقان عند تناولوا الفقه في كيفية استفادة األفكار والمفاهيم القرآنية، فقد

;ة، كيفية في بحثهم لأللفاظ واألدلة اللفظية ولعالقة الكتاب بالسن تنظيم العمل االستنباطي من القرآن الكريم، وحل معضالت

طريق الفقيه والباحث في المفاهيم االستنباط التي تعترض األلفاظ، والتعارض، وطريقة واألفكار والمحتوى القرآني، كداللة

والمطلق والمقيد، استفادة المفاهيم، والعالقة بين العام والخاص، ...والمجمل والمفصل، والناسخ والمنسوخ، والمحكم والمشابه

الخ. وشادوا نظريتهم في فهم القرآن على أساس )حجية الظواهر وبذا اختلف هذا المنهج عن مناهج بعض المفسرين ، (القرآنية

د عن الدليل، الذين لجأوا إلى التفسير والتأويل الباطني المجر; الموضح، كما بحث علماء كالسنة الصحيحة، أو النص القرآني

وتخصيصها األصول عالقة القرآن بالسنة، كتقييدها لمطلق القرآن، لعامه، وغير ذلك من المجاالت التي بحثها علماء أصول الفقه في

.مجال استفادة األحكام واألفكار واستنباطها من القرآن الكريم الباحث والمفكر اإلسالمي الذي يريد اكتشاف األفكار وال يستغني

مجال االقتصاد والسياسة واالجتماع والمفاهيم والنظريات في التفسير والتأويل، وعن فهم والنفس والفكر...الخ عن فهم مناهج

.القواعد األصولية المتعلقة بفهم القرآن أن نشير هنا إلى أن التفسير والتأويل القرآني ينبغي أن ال وينبغي

الطريقة المألوفة، وهي شرح المفردات أو تفسير يقتصر علىf لكل آية في موضعها وبحدود عطائه الجزئي، بل اآليات تفسيرا

والبحث المستهدف ينبغي أن نتجاوز ذلك إلى الدراسة الموسعة اجتماعية انتاج قضية فكرية متكاملة كأن تكون قضية سياسية أو

الموضوع أو ثقافية او أخالقية أو عقائدية أو قانونية ... الخ، فنتناولf نفاعل فيه بين اآليات ذات العالقة بعضها مع بعض، ونبحثه بحثا

f باالضافة إلى االستفادة من سبب النزول، فهو يشكل مصدراf للفكرة والمفهوم، لذا ينبغي الرجوع إليه واغناء ايضاحيا

السنة من إيضاحات تتعلق واالستفادة منه، وربط ما ورد في نظرية أو بموضوع البحث مع هذا العطاء القرآني لنحصل على

.فكر متكامل في ذلك الموضوع

:مناهج التفسير

(.13النهج : الطريق الواضح( ))ر في فهم القرآن ومنهج التفسير هو الطريقة التي يتبعها المفس;

.واكتشاف محتواه لدينا ان التفسير ومنهج المفسر له الدور البارز في وواضح

f ما الحصول على المحتوى القرآني والحفاظ على اصالته، فكثيرا النص والمفهوم القرآني يتجنى المفسر ومنهج التفسير على

.ويتالعب به حسب هواه ورأيه الشخصي هنا ان نوضح معنى التفسير والتأويل، ونشير إلى ومن الضروري

يختلفون فيما بينهم حول مفهوم ان الباحثين في علوم القرآن والتأويل وبعضهم ال التفسير والتأويل فبعضهم يميز بين التفسير

(.14يميز بينهما )

:التفسير

ف الشيخ الطبرسي التفسير بقوله: )كشف المراد عن اللفظ عر;(.15المشكل ( )

فه السيد أبو القاسم الخوئي بقوله: ) هو إيضاح مراد الله وعر;(.16تعالى من كتابه العزيز( )

;مة الطباطبائي التفسير بقوله: ) وهو بيان معاني وعر;ف العال(.17اآليات القرآنية، والكشف عن مقاصدها ومداليلها( )

Page 7: الفكـر الإسلامـي

:التأويل

فه الطريحي بقوله: ) والتأويل إرجاع الكالم وصرفه عن فقد عر; معنى أخص; منه وهو مأخوذ من : آل _ يؤول _ معناه الظاهري إلى

(.18إذا رجع وصار إليه ( )فه الشيخ الطبرسي بقوله: ) رد أحد المحتملين إلى ما يطابق وعر;

(.19الظاهر( ) كان القرآن هو المصدر والمنبع للفكر والمعرفة اإلسالمية، ولما

أن كل صاحب فكر ومعرفة يلجأ إلى القرآن فكان من الطبيعي.يغترف من عطاء بحره ليسند رأيه باياته ومفاهيمه أو

وعلم الكالم ونتيجة لنشوء المعارف والعلوم المتعددة، كالفلسفة والتصو;ف والمذاهب الباطنية والظاهرية تعد;دت المناهج

التفسيرية، كما نشأت في عصرنا الحاضر العلوم الطبيعية وما فيها كما نشأت المذاهب السياسة واالقتصادية من فلسفات،

المستجدات والقناعات التي واالجتماعية المختلفة، فكان لكل هذه القرآن يحملها أصحابها تأثير في منهج التفسير وطريقة فهم

واكتشاف محتواه، وقد تجنت مذاهب واتجاهات تفسيرية عديدة القرآن، وغابت الموضوعية والواقعية عند دراسة القرآن على واقع

االضطراب الفكري والمنهجي. لقد كان وتفسيره في خضم هذا القرآن أو يلجأون في المسلمون في عصر الصحابة يتبعون ظاهر

المأثور تفسير القرآن إلى آيات أخرى من القرآن، أو باللجوء إلى;ة، وسار التابعون على المنهج ذاته في فهم وتفسير من السن

.باالضافة إلى المأثور عن الصحابة القرآن القرآن على ما أثر عن الصحابة أما المحدثون فاعتمدوا في تفسير

اللغوية المعهودة، والتابعين من رواية فيما أشكل عليهم بالطريقةك فيها .ولم يعطوا العقل أي دور او مساحة يتحر;

:المنهج القرآني في التفسير

إن; المنهج الذي ينبغي أن يختطه ويلتزم به اإلنسان المسلم هو:المنهج الذي حدده القرآن نفسه، فالقرآن

;ه - 1 ;ه قرآن عربي; مبين، وأن ;سر تحدث عن نفسه وأوضح بأن مي;ه يخاطب للذكر، وأن

:الناس بلغتهم ولسانهم، قال تعالى {f ;ا أرسلناه} ق�رآنا }م تعقلون {.) يوسف/ إن ;ك f لعل (2عربيا;ن له}م {.)إبراهيم/} }بي ; بلسان قومه لي (4وما أرسلنا من رسول االرنا الق}رآن للذ;كر فهل من م}د;كر{.)القمر/} (17ولقد يس;;ة في بيان وتوضيح ما - 2 يتحدث القرآن عن مهمة الرسول والسن

:اشتبه على المسلمين من معاني القرآن وغيرهسول {.)النساء /} د;وه} إلى الله والر; }م في شيء فر} فإن تنازعت

59) هذا النهج سار الصحابة الذين عاصروا الرسول الكريم وعلى

في فهم القرآن ـ كل;ما أشكل عليهم )ص(؛ فقد كانوا يرجعون مراد القرآن شيء ـ إلى رسول الله)ص(ويستوضحون منه

.ومقاصده ومعانيه :فقال تعالى

}لها{.)محمد/ } ;رون الق}رآن أم على ق}لوب أقفا (24أفال يتدب; العالمون {.} ;اس وما يعق�لها إال �ها للن وتلك األمثال} نضرب

(43)العنكبوت/ ;رون{ .)البقرة/ } }م تتفك ;ك }م} اآليات لعل ;ن} الله لك }بي (219كذلك ي;رون{.) الحشر/ } ;ه}م يتفك ;اس لعل �ها للن (21وتلك األمثال} نضرب

نصل إلى المنهج اإلسالمي الملتزم في تحديد فهم القرآن وهكذا وهذا المنهج يجعلنا نرفض المحاوالت الشاذة واكتشاف معانيه،

المناهج التي تحاول أن والمقحمة على روح القرآن. وهي كل غير تخرج بالقرآن عن مراده الحقيقي إلى الفكري والمذهبي

.المقصود للقرآن معانيه فالقرآن يرفض التحج;ر والجمود والتوقف في فهم

واكتشاف محتواه، ويدعو للتد;بر واالستنتاج واالكتشاف من مناهجه

Page 8: الفكـر الإسلامـي

واالستخراج من منابعه، كما يرفض الذين يفسرون القرآن.رغباتهم بأهوائهم ووفق

ه}ن قال تعالى :} هو ال;ذي أنزل عليك الكتاب منه} آيات مح}كمات;;بعون ما }خر} م}تشابهات فام;ا ال;ذين في ق}لوبهم زيغ فيت أم� الكتاب وا

; الله} تشابه منه} ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم} تأويله} إال; ;ر} إال ;نا وما يذ;ك }ل; من عند رب ;ا به ك اسخون في العلم يقولون أمن والر;

}و األلباب{.)آل عمران/ (7أول; بدليل ومسوغ شرعي، فان أخطر فال يصح التفسير أو التأويل إال

هوى النفس ما يهدد الفكر القرآني هو تفسير القرآن وتأويله وفق.والرؤية الشخصية

f هذه الحقيقة بقوله: قال السيد أبو القاسم الخوئي موضحا االعتماد )التفسير هو مراد الله تعالى من كتابه العزيز، فال يجوز

;ه حجة فيه على الظنون واالستحسان، وال على شيء لم يثبت ان، العقل، من طريق ;باع الظن; او من طريق الشرع للنهي عن ات

:الله بغير إذنه. قال تعالى وحرمة اسناد شيء إلى(59قfل آلله أذن لكم أم على الله تفترون{.) يونس/}

:وقال تعالى(36وال تقف ما ليس لك به علم{. ) االسراء/}

إلى غير ذلك من اآليات والروايات الناهية عن العمل بغير علم،والروايات الناهية عن التفسير بالرأي مستفيضة من الطريقين( )

20.)ر المنهج وإذن فال يصح التفسير والتأويل إال إذا اعتمد المفس;

:القرآني في التفسير وهور القرآن أو يؤول باالعتماد على آيات أخرى من القرآن1 ـ أن يفس;

(.نفسه ) تفسير القرآن بالقرآن;ة الصحيحة المعتبرة2 ر القرآن أو يؤول بالسن .ـ أن يفس;;ة3 .ـ االستنباط العقلي الملتزم بالكتاب والسنf ـ4 إتباع الظواهر القرآنية التي يفهمها العربي الصحيح، اعتمادا

( وباالعتماد على ) منهج التفسير21حجية الظهور ) على قاعدة من مشكلتين خطيرتين وقع فيهما القرآني( نستطيع أن نتخلص

:وهما الكثير من المفسرين والباحثين في رحاب القرآن ـ التخلص من ظاهرة الجمود والتحج;ر الفكري والتوقف عن1

.الفهم واالستنباط الذي دعا إليه الظاهريون مشكلة تفسير القرآن وفق الرأي الشخصي، والميل المذهبي ـ2

وتحميل القرآن بالتأويل والتحمل ما لم واالعتقادي للمفسر الخاص. ان التوقي من يقصده، واخضاعه للذوق والفهم الشخصي

ورد في كل ذلك يحصل عن طريق االلتزام بالروح القرآني، وبما;ة من بيان وتفسير وباالعتماد على الذوق والفهم العربي السن

وينبغي اإلشارة هنا إلى أن الفهم اللغوي للقرآن يجب أن الصحيح، االلفاظ واستعماالتها في عصر النزول، دون أن تراعى فيه معاني

االستعمالي للكلمة عبر العصور في يدخل تاثر االلفاظ بالتطور العرب بااللفاظ خاطب الفهم واالستنتاج، فان القرآن قد

والصياغات واالساليب المستعملة لديهم في تلك المرحلة، لذلك.ينبغي أن يفهم القرآن وفق تلك الكيفيات والمناهج اللغوية

السياق قضية تفسير مفردات القرآن بمفردات ويرتبط بهذا الشيء الذي يجب االنتباه إليه هو مرادفة لها في االستعمال فان;

القدرة على تصوير ان; المترادفات ليست متساوية جميعها في من مراد القرآن؛ لذلك فان اختيار القرآن لمفرد لغوي دون غيره المفردات المرادفة كان لغرض الدق;ة في التعبير واالتقان في

المعنى المراد، وليست قضية عفوية أو جمالية مجردة. لذا تصوير اللغوية بدقة واستعمالها ومدلولها وفق ينبغي فهم المفردة

الدراسات اللغوية إطالقها في عصر التنزيل. وقد ساهمت رحبة المعم;قة وتحليل الفاظ القرآن واستعماالتها في فتح آفاق

;ر والمستنبط، فاستعمال لفظ مع;ين دون غيره امام الباحث والمفكf من أخرى، وكل هذه المعاني ال االلفاظ يعطي معنى أو افكارا

; والدراسات اللغوية المعم;قة عن طريق البحوث يمكن فهمها إال واالساليب القرآنية. كما ساهم الباحثون لاللفاظ والصيغ والتراكيب

ورفع الغموض عنه، وبذا في القرآن في إيضاح المراد القرآني غنية، صار بين يدي الباحث والمفكر والمستنبط مادة فكرية

Page 9: الفكـر الإسلامـي

ووسائل علمية للفهم وكيفية استفادة االفكار والمفاهيم من.الكريم القرآن

:أسباب النزول

f لنزول بعض اآليات من الواضح في علم التفسير أن; هناك أسباباf، أو تجيب القرآنية ;نا f معي f أو واقعا الكريمة، فهي نزلت لتعالج حدثا

;ن، أو توضح قضية حادثة على سؤال معينة. وقد أفرد العلماء معيf لتدوين أسباب النزول، كما ذكر المعنيون بالدراسات القرآنية كتبا

;وها للناس. المفسرون أسباب نزول اآليات في كتب التفسير وبين الرواية والنقل لذا نجد وبما أن; بيان أسباب النزول يعتمد على

f بين المفسرين في ذكر بعض أسباب النزول، تارة لميل اختالفاf إذا كانت شخصي وتركيز رأي خاص، أو للدفاع عنه، خصوصا

بمكرمة ومنقبة أو ذكر خطأ وتصور موقف سلبي. وتارة ترتبط.إلى الضبط واالشتباه ... الخ لدوافع وأسباب أخرى تعود

مشكلة الخلط بين وثمة مشكلة أخرى ترتبط بأسباب النزول وهيf للنزول. ان تطبيق اآلية على مصاديقها وبين اعتبار المصداق سببا

كل ذلك خاضع للبحث والتحقيق الموضوعي النزيه وتجب مراعاته.البحث والدراسة في القرآن الكريم عند

ودوره في الفهم والحديث هنا يرتبط بقيمة سبب النزول واكتشاف االفكار وإغناء الفكر والثقافة والمعرفة اإلسالمية،

;ر عن ;ما تعب فواضح أن; اآلية عند نزولها تكشف ظاهرة وحالة رب;ة وقانون عام، وأن هذه الظاهرة تتكرر وتتكرر أسبابها. لذلك سن(.22خصوص المورد ال يخصص الوارد( ) ) قاعدة وضع العلماء

يوف;ر لنا الحقائق التي عالجها والخالصة : ) إن; دراسة سبب النزول الظاهر القرآني القرآن، ويمدنا بفكر ومعرفة جديدة ليس بوسع

(أن يزودنا بها

:خطوات عملية

ان المفاهيم واألفكار والمعارف اإلسالمية مبثوثة في أفق القرآن.الكريم وبحر آياته الواسع

ولكي نستطيع أن نحصل على الفكر المراد الحصول عليه من:القرآن علينا أن نتبع الطرق اآلتية

f قد يكون فكرة ناقصة لقضية سياسية 1 ـ ان; لآلية معنى ومفهوما اقتصادية أو قانونية أو نفسية أو غير ذلك. وقد يشكل أو أخالقية أو

الحاالت، الفكرة الكاملة للموضوع الذي نريد هذا المعنى في بعض} من هذا الموضوع، وفي بحثه. وقد يشكل في حاالت أخرى جانبا

لنستطيع تحقيق هذه الحالة يجب االنتقال إلى الخطوة الثانية التكامل واستنباط األسس والعناصر المتكاملة، للفكر والنظرية

.التي نريد اكتشافها الفكر أو النظرية ـ أم;ا الطريقة الثانية التي نلجأ إليها الستنباط 2

التي تعالج أحد الموضوعات الحياتية فهي نهج التفسير الموضوعي، ويعتمد على استقراء اآليات التي تعالج ذلك الموضوع

ربط مفاهيم اآليات ومعالجاتها وتحليالتها واألفكار جميعها، ومن ببعض نستطيع أن نستنبط منها الفكرة المستوعبة فيها بعضها

.والنظرية التي نستهدف اكتشافها وقد ال نستطيع اكتشاف الفكرة والنظرية بصورة كاملة من ـ 3

f، خالل الوحدة الفكرية f معينا لمجموع اآليات التي عالجت موضوعاf أو f اقتصاديا f، لذا نحتاج إلى الربط كأن يكون موضوعا f مثال سياسيا

ترتبط بالتوحيد أو االخالق أو والتنسيق بينها وبين آيات أخرى قد غير ذلك. وبالمفاعلة العبادات أو المفاهيم العام;ة عن الحياة أو

نستطيع أن والربط بين األفكار المختزنة في هذه اآليات وتلك،.نفهم ونستنتج الفكر والنظرية التي نبحث عنها

;جاه ونستطيع أن نستظهر من مجمل الفكر والمعالجات واالتf ومفاهيم تساهم في بناء الفكر والنظرية في أي القرآني افكارا

;ر مجال من مجاالت الحياة اإلنسانية. ان هذا المنهج يساعد المفك منطوق والباحث على االستفادة من النص القرآني وما حوى من

Page 10: الفكـر الإسلامـي

ومفهوم، واالعتماد عليه في استنباط الفكر والنظرية التي يراد اكتشافها وبناؤها. ان هذه الطرق الثالث هي المنهج العملي الذي

;باعه عند محاولة اكتشاف فكرة أو مفهوم أو نظرية من ينبغي ات.القرآن الكريم

رة :ب - السن9ة المطه9

;ة في اللغة هي ) الطريقة المسلوكة ( ، وفي االصطالح هي : السن(.23) كل ما يصدر عن المعصوم من قول أو فعل أو تقرير ( )

المصدر الثاني من مصادر الفكر والتشريع بعد القرآن، ومنبع وهي الهداية واالصالح، وعالقتها بالقرآن الكريم تتحد;د أساس من منابع

;نة وموض;حة ;ها مبي للقرآن وكاشفة عن محتواه ومترجمة في انf شاق;ة ومنظمة لحفظها له.وقد اعتنى العلماء بالسنة، وبذلوا جهودا

;ة وتنقيحها وضبطها وتدوينها ونقلها.وقد مر;ت عملية حفظ السن:ونقلها بمرحلتين هما

.أ ـ مرحلة الحفظ في الصدور والنقل عن الرواة مشافهةنة في كتب خاص;ة .ب ـ مرحلة التدوين والكتابة، واستيداع الس;

حوت هذه الكتب آالف األحاديث والروايات التي عالجت وقد}سس األحداث والوقائع المختلفة، ويسلك الكثير منها كقواعد وا

واجتماعية وسياسية واقتصادية تشريعية وفكرية وتربوية وأخالقية وربط بعضها ببعض عام;ة، وبضم;ها إلى ما جاء في القرآن الكريم،

.نحصل على ثروة فكرية ضخمة وعطاء معرفي وثقافي ال يضاهىf f أساسيا نة النبوية في الحياة الفكرية للمسلمين دورا وتحتل الس;

:يتلخص في;ها مصدر للفكر والتشريع والمعرفة اإلسالمية .أ ـ ان

;رون ب ـ انها مقياس لتحقيق الصح;ة والصواب لما ينتجه المفك.والباحثون اإلسالميون، وأداة لتوضيح الخطأ والصواب

إلى الكتاب والسنة والمفاعلة بين محتوييهما استطاع وبالرجوع هذا الصرح الفكري والثقافي والمعرفي الفكر اإلسالمي أن يبني

االجتماعية والفكرية والتشريعية اإلسالمي الشامخ، ويمد الحياة.فكرية وتشريعية ويغطي ما استجد واستحدث من مسائل ووقائع;ة االمطهرة بينابعها الثالثة ) القول والفعل والتقرير (، قد والسن

الرجال تناولها العلماء بالدرس والتحليل والتحقيق، وأسسوا علم وعلم الحديث الثبات الصحيح، وإلقاء المدسوس منها، ولتصنيفها

بعض الروايات على بعض في مقام العمل واالستنباط، وتقديم دراسة السنة وفهمها واستنباط ويساهم علم أصول الفقه في

واالستنباط. وهكذا بذلوا محتواها، وحل معضالتها كمنهج للفهمf شاق;ة للحفاظ على أصالتها وصيانتها من التشويه وتحقيق جهودا

.فهم سليم لها التحريف والتزييف وهو وإذا كان القرآن قد حفظه الله سبحانه من

وان; المشكلة ، (اآلن بين أيدينا كما جاء به رسول الله محمد ) ص بمعاني التي تواجه اإلنسان هي مشكلة التفسير والتأويل والتالعب

القرآن وبأسباب نزوله وبإيراد الروايات المكذوبة والمشكوكة القرآن، وإسناد هذا الرأي الخارج عن إطار الصواب أو لتفسير

.ذاك;ة هي :فان المشكلة التي تواجهنا عند دراسة السن

.ـ صح;ة الرواية وعدم صح;تها 1.ـ كيفية فهم الرواية واالستفادة منها 2

;د من صح;ة لذا ;ر اإلسالمي أن يتأك f على الباحث والمفك كان واجباf الرواية ومن داللتها. كما يجب عليه أن يفسر ويفهم القرآن تفسيرا

f f موضوعيا f وفق األسس والمدارك العلمية المسوغة وفهما ونزيها.للفهم والتفسير

;ة النبوية بما فيها من تطبيق وممارسة عملية وقد أمد;تنا السن.بأحكام ومفاهيم وقيم ال تنفد

إلى اإلحاديث والخطب والمحاورات الصادرة عن باالضافة العملية في حياته الشخصية المعصوم نجد السلوك والممارسة

f من الفكر والتشريع وتجسد الصيغة التطبيقية، التي توض;ح لنا جانبا وبضم أقوال المعصوم واالفعال والسلوك الشخصي إلى

التقريرات والموافقات الصادرة عنه لما عايش من حياة الفرد

Page 11: الفكـر الإسلامـي

على الصورة الناصعة للفهم التطبيقي ولصيغة والجماعة، نحصل اإلسالم. والعالقات المتوازنة الحياة والمجتمع المبني على أساس

المعضالت التي بين االحكام والمفاهيم تحل معضلة هام;ة من تجابه الفكر والتشريع اإلسالمي عند التعامل معه كمنهج للحياة

.العملية ودليل لاللتزام وتوجيه السلوك

:ج ـ العقل

;اء صرح الفكر اإلسالمي بما حوى من للعقل دور أساس في بن ثر وبناء، فالعقل هو االداة الفع;الة التي آفاق وأبعاد واسعة وعطاء

والمفكرون في اكتشاف العلوم استخدمها العلماء والفالسفة وبناء صرح والمعارف واألفكار والمفاهيم الحضارية المختلفة

الحضارة. وما عملية االجتهاد، أو عملية اكتشاف واستنباط االحكام والمفاهيم واألفكار اإلنتاج ممارسة العقل دوره في الفهم والربط

.واالستنتاج والتحليل لقد أطلق القرآن حرية العقل وحرره من الركود والجمود ودعاه

:إلى التفكر والتأم;ل والفهم واالستنباط كما في قوله تعالى;رون القرآن أم على قلوب أقفالها} {.افال يتدب

في اآليات العديدة التي تحدثت عن ضرورة الفهم والتفكير وكما واالستفادة، مما يضع بين أيدينا الدليل على مشروعية واالستنباط

ينتج عنه من أحكام ومفاهيم شريطة أن الفهم واالستنباط وما صحيحة، وينتهي إلى يجري هذا العمل على أساس منهج ومقدمات

.نتائج صحيحة وقد ورد عن األمام جعفر بن محمد الصادق )ع( ما يوض;ح دور

(:العقل، ويحث على الفهم واالستنباط كما في قوله )ععوا( )) (.24انما علينا إلقاء األصول وعليكم أن تفر;

(:وورد عن األمام علي بن موسى الرضا )ع(.25علينا إلقاء األصول إليكم وعليكم التفريع( ))

f في مجال الفهم واالستنباط وكما f كبيرا هو واضح فان; للعقل دوراf على القوانين والمدركات الفكري،فهو يمارس دوره اعتمادا

عنها بمعزل عن الكتاب والسنة تارة، او العقلية األولية والمتفرعة;ة تارة بالقيام بعملية الفهم واالستنباط من النص)الكتاب والسن

;ة تارة ثالثة،وفي أخرى،أو بالفهم واالستنباط بتوس;ط الكتاب والسن; كل مرحلة من مراحل عمله الثالث،ال يقر عمله،وال تقبل نتائجه،إال

;ة،وجارية وفق منطقهما إذا كانت متطابقة مع الكتاب والسن.وال تخالفه الشرعي

;ما ونحن عندما نتحدث عن العقل كمصدر للفكر اإلسالمي، ان نتحدث عن النشاط العقلي الملتزم بالقرآن والسنة،وال بد لنا

هذه االداة العلمية لتحصيل العلوم والمعارف ونحن نتحدث عن يمارس دوره المقر من قبل القرآن واألفكار ان نوض;ح أن; العقل

;ة المطه;رة في مستويين :الكريم والسن مستوى العقيدة والفكر: وهو مستوى إثبات العقيدة وما يشمل ـ 1

على وجود الله،وإثبات الوحي والنبوة وحجتهما، من االستدالل;صل بالعقيدة من ووجود اآلخرة، ووجوب طاعة الله، وما يت

الكالمية دراسات وبحوث واستدالالت ومناقشات، كالدراسات والفلسفية الواسعة اآلفاق والمجاالت وما يرتبط بها أو تتوق;ف

عليه، كتحديد منهج البحث واكتشاف قوانين التفكير ) علم المنطق.ذلك من الدراسات واالبحاث وأسس المعرفة (، وأمثال

f في هذا وقد مارس العلماء والفالسفة f بارزا اإلسالميون دورا اإلسالمية، النظرية المجال، وأغنوا الفكر اإلسالمي والحياة

;صل بهذين العلمين، وتأثر بهما من أبحاث وعلوم والعملية، وما ات ودراسات كالفقه واالصول، وعلم االخالق والسياسة واالجتماع

.النفس والسلوك ... الخ وعلمf في f وبارزا f أساسيا اكتشاف األفكار كما مارس العقل دورا

والمفاهيم والنظريات المختلفة من القرآن والسنة في مجال السياسة واالقتصاد والمال واالجتماع والثقافة واالخالق

.والسلوك ... الخf عن األحكام ـ 2 المستوى الثاني: وهو اعتبار العقل كاشفا

f f لدليل الشرعية ومدركا لها، أي اعتبار الدليل العقلي مساويا

Page 12: الفكـر الإسلامـي

.والحجية الكتاب والسنة في القو;ة _ولقد عد; فريق من علماء مدرسة أهل البيت _ وهم األصوليون

f إلى جانب الكتاب f من أدلة األحكام واعتمدوه أساسا العقل دليال عملية االستنباط، وعارضهم فريق آخر وهم والسنة في

f f سلبيا من دور العقل وقدرته على االخباريون، واتخ;ذوا موقفا العقلية( اكتشاف االحكام الشرعية بصورة مستقلة ) المستقالت

من الكتاب والسنة ورفضوا استخدامه، او االعتماد عليه في هذا المجال، واستنكروا حجيته، بسبب عدم وضوح المقصود عندهم

f من أدلة التشريع، فتصو;ر أن الفقهاء من اعتبار العقل دليال يعتمدون العقل كمشرع، والحقيقة المؤمنين بدور العقل التشريعي

الشرعي( فيكون ان المقصود بالعقل هو ) إدراك العقل للحكمf له f عنه، وليس مشرعا f للحكم، وكاشفا .العقل مدركا

مه العلماء والمجال االستنباطي الذي يمارس فيه العقل دوره يقس;:إلى قسمين اثنين هما

( : وهي األحكام التي يستطيع26ـ مجال المستقالت العقلية ) 1 يكتشفها ويدركها بصورة مستقلة عن الشرع ) دون العقل أن

;ة( أي االعتماد على نفسه، توسط بيان شرعي _ الكتاب أو السن النظام والتنظيم كإدراك العقل قبح الظلم، وحسن العدل، وحسن

وقبح الفوضى وحسن العدل والنظام، كما يشخص الشارع ذلك،f على وكحكم العقل بعدم ترخيص المولى في المعصية، اعتمادا

ترخيص المولى في المعصية واستحالة صدور إدراك العقل لقبح.القبيح من الحكيم

المستقالت العقلية: أما المجال الثاني الذي يستطيع ـ مجال غير 2 فهو مجال إدراك األحكام بتوسط بيان العقل أن يمارس دوره فيه

المجال يمارس العقل شرعي ) الكتاب أو السنة (، وفي هذا التالزم اكتشاف األحكام الشرعية غير المبينة، كما في اكتشاف

القائم بين حكم شرعي حدده الشارع، وبين حكم آخر لم يحدده كقدرته على اكتشاف الوجوب الشرعي لمقدمة الفعل الشارع،

الشارع الواجب، بعد أني يحدد له وجوب ذلك الفعل، فهو في هذا المجال يحكم بان الشارع يوجب

لتوقف تحقيق ذلك الفعل الواجب على تحقيقها، كحكمه المقدمة أجل أداء الحج الواجب، ووجوب اعداد بوجوب قطع المسافة من

واجب الجهاد، كما يحكم الخبرات العسكرية التي يتوقف عليها اداء الحرام، بحرمة االتيان بالمقدمة التي تؤدي إلى الوقوع في

كإدراكه لحرمة النظر إلى األفالم الخليعة التي تؤدي إلى تحلل األخالق ونشر الفساد الثابت الحرمة في اإلسالم، وإن كانت

f ال يحرم النظر إليها.وكما يدرك العقل هذه األفالم بذاتها صورا;ه يدرك المالزمات، ويشخص األحكام بواسطة هذا االدراك، فان

األولوية وقياس األحكام ويكتشفها عن طريق القياس ) قياس من (. وقد اعتمد العلماء دور العقل في هذا المجال27المساواة()

القياس ووظ;فوه بشكل دقيق وواسع. وتحتل هذه األحكام العقليةf f من المساحة التشريعية، وتغطي حاجة مهمة من مجاال واسعا

f المستجد منها حاجات الفرد والمجتمع .التشريعية، وخصوصا

:د ـ االجماع

ناقش العلماء قضية االجماع في علم اصول الفقه وعد;وه وقدf للتشريع، وبما أن موضوعنا هو مصادر الفكر اإلسالمي فان مصدرا

;ه قد االجماع رغم ضيق مساحته في مجال الفكر والتشريع فانf بالفكر في المسائل التي يسلك كمصدر تؤخذ عنه. يمد;نا أحيانا

f للفكر في تلك القضايا التي يمكن ان تؤخذ عنه ;م وبذا يعد; مصدرا ث نسبة ما أخذ عنه إلى اإلسالم، ذلك ألن; نسبة أي فكر إلى اإلسالم

; فيما أخذ من مصدر إسالمي ال تصح .إال

:ـ المصادر الثانوية 2

Page 13: الفكـر الإسلامـي

فيما سبق أن; هناك مصادر أساسية للفكر اإلسالمي تمدنا أوضحنا;ة بصورة مباشرة، بما نحتاجه من فكر وثقافة كالكتاب والسن

اإلسالمي. ونحن اليوم إذا ما وتشكل االساس والقاعدة لبنية الفكر أخالقية أو فلسفية حاولنا البحث في قضية سياسية أو اقتصادية أو

مصادر أو عقائدية، وجدنا باالضافة إى المصادر األولية أن هناك ثانوية قد أخذت منها، كالفقه والدراسات واالبحاث الفقهية التي

f للفقهاء والباحثين في مجال الفقه تمثل f متفاعال f علميا جهدا األسس والمصادر األولية تمدنا بمادة والتشريع وأصوله مع

f أن f من النصوص والدراسات اساسية للفكر اإلسالمي، فمثال كثيرا والملكية نستطيع أن التحليلية الفقهية المتعلقة بالعمل واالجارة

التي نستنتج منها نظرية العمل والقيمة. ومن مجموع األحكامf أو مفاهيم هام;ة تتعلق بالحكم الشرعي نستطيع أن نستنبط أفكارا

.النظرية السياسة فيf علمية وهكذا تساهم هذه الدراسات واالبحاث التي تمثل جهودا

في بناء الفكر اإلسالمي، وكما تساهم الدراسات الفقهية في بناء الفكر اإلسالمي، تساهم كذلك الدراسات الفلسفية والكالمية صرح

في اكتشاف نظرية علم النفس وتفسير واألخالقية وغيرها.والسياسة والخ السلوك والتأريخ وفلسفة األخالق

سياسية فالباحث والمفكر اإلسالمي إذا ما أراد البحث في نظرية أو اقتصادية أو مسألة حضارية أو غير ذلك، يستطيع بالرجوع إلى

والسنة والفقه وأصوله وقواعده ودراساته التحليلية وما القرآن والمفكرون في مجال الفلسفة والكالم وعلم األخالق انتج الباحثون

وأسس وضوابط علمية ومنهجية ان يحصل على مادة فكرية المختلفة بشكل يوف;ر لتنظير ومعالجة القضايا والمشاكل الحضارية

.تنضب له االلتزام واالصالة الرسالية ويمده بثروة فكرية ال

خصائص الفكر اإلسالمي

الفكر اإلسالمي بخصائص وصفات نوعية واضحة ومحددة يمتاز;زه عن غيره من األفكار والنظريات، وتمنحه الحيوية والقدرة تمي

ومواجهة مشاكل الحياة المختلفة، على العطاء والنمو األصيل،.وتقديم الحلول لها

:ويمكننا ان نلخ;ص أهم هذه الخصائص بما يأتي

:ـ االتجاه العقلي 1

;ه نشاط يقوم على أسس يمتاز الفكر، والتفكير اإلسالمي، بأن ألن اإلسالم يؤمن بدور العقل في مجال ومنطلقات عقلية، ذلك

f على مبدأين أساسيين في هذا المجال المعرفة اإلنسانية، معتمدا:هما

(.أ ـ االطالق في الحقيقة بمعنى ) مطابقة الصورة الذهنية للواقع.ب ـ اإليمان بقدرة العقل على اكتشاف الحقيقة

f في الفكر اإلسالمي، ومهمة أساسية، وقد f بارزا أعطي العقل دورا الفهم واالستنباط، واكتشاف المعارف والعلوم فللعقل حق

والسنة، واسنادها إلى الله والمفاهيم والنظريات من القرآن اسالمي؛ فيقال هذا تعالى، ويصح القول عندئذ أن هذا الفكر فكر

االجتماعي... رأي اإلسالم االقتصادي، أو الفلسفي، أو السياسي أو;ه ال يصح نسبة شيء إلى اإلسالم _ أي إسناده الخ، فواضح لدينا ان

; بعد إلى الله تعالى- فيقال هذا إسالمي، وهذا غير إسالمي، إال التأكد من صدوره عن الله، وتبليغه بواسطة الرسول الكريم، وما

تأكدنا من ان; اإلسالم قد أذن لنا أن نستخدم العقل في دمنا قد واالكتشاف ونوظف طاقة العقل في كل مجال، الفهم واالستنباط

ونستنتج األفكار والمفاهيم في مجال التشريع والفكر والمعرفة، واالجتماعية... الخ، من السياسة واالقتصادية واألخالقية والفلسفية

المستفاد عن مصادرها األساسية، استطعنا القول عندئذ أن الفكر.طريق العقل بهدى الشرع، فكر إسالمي

Page 14: الفكـر الإسلامـي

:ـ السعة والشمول 2

;ه فكر واسع وشامل لكل جوانب ومن خصائص الفكر اإلسالمي ان.الحياة ونواحيها

ان; السبب األساسي لهذه السعة والشمول، هو سعة وشمول.آفاق المصادر التي يعتمدها الفكر اإلسالمي في مادته وقوامه

بين أيدينا من فكر ومعرفة وثقافة إسالمية، شاهد ودليل على وما العلماء والفالسفة والمفكرون والباحثون كل ذلك. فقد تناول

نظرية المعرفة، ومنهج البحث شؤون الحياة ونواحيها، ابتداء من والكون، وحتى أصغر والتفكير، وفلسفة الوجود وتفسير الحياة

.قضية في حياة اإلنسان والنظام واألخالق والنفس والسلوك لقد درسوا قضايا العقيدة

المعارف والعلوم والتشريع وفلسفة التأريخ وما دق; وجل; من األسس والفنون، حتى استوعبت كل المجاالت واآلفاق، وثبتت لها

والقواعد والكليات التي بامكانها أن تستوعب كل جديد في الحياة، له الحل، بل ان الفكر اإلسالمي بأسسه وكلياته يملك وتقدم.السبق

الحياة، وال يسير وراءها. ولئن شاهدنا بعض المساحات فهو يقود والمعرفة، فأن السبب في ذلك تأخ;ر الباحثين الشاغرة في الفكر

لالنتكاسة الفكرية والحضارية التي والمفكرين اإلسالميين، نتيجة وليست بسبب عجز مني بها المسلمون، في المرحلة األخيرة،

في الفكر اإلسالمي والمعارف اإلسالمية الذاتي.لذا فإن; الباحث أي باب وأفق من آفاق الفكر والفن; واألدب والمعارف والعلوم

يجد مادة فكرية، وثروة عظيمة تمده بما يحتاج، لتغطية اإلنسانية،.المجال وذلك الموضوع البحث والنظرية في هذا

:ـ الفاعلية والحركية 3

;ه يمتاز بالتأثير والفاعلية في حياة ومن خصائص الفكر اإلسالمي ان والجماعة، ويمنحها قو;ة حركية، وطاقة حرارية، تدفع طاقة الفرد

النفسية والمادية، نحو السمو; والتكامل وتصنع الفرد، وقوى األمةf. فهو فكر f متحركا يستهدف بناء الحياة وتحريكها، كما منها واقعا

إلى سلوك وعمل يستهدف تفجير طاقات اإلنسان، وتحويلها.ومواقف وعطاء

قدرته على تحريك ان قيمة الفكر في حياة اإلنسان تكمن في األيجابية، اإلنسان، والتأثير في نفسه، وتفجير طاقاته الحركية

.ليصنع منها حياة وحضارة إنسانية متسامية;ه فكر والفكر اإلسالمي، كما يشهد تأريخه، وواقعه العملي، فان

اإلنسان في دائرة الحركة يملك القابلية الكاملة على وضع;ه فكر يرفض التحجر والتوقف والجمود، من الناحية والعطاء، ألن

f عن الجانب f بعيدا f أكاديميا النظرية، كما يرفض أن يكون فكرا العملي من حياة اإلنسان، ويريد أن يصنع من اإلنسان قوة

ذاتية، يؤثر فيما حوله، ويتفاعل مع العالم المحيط متحركة، وحركة واإلنسان.أن مشكلة اإلنسان المسلم به، عالم الطبيعة والحياة

ما هي مشكلة اليوم، هي ليست مشكلة فكرية نظرية، بقدر تحريك وانبعاث وحركية، وتحويل للطاقة الفكرية والمادية

.والنفسية إلى صيغة حياة وعطاء وإنتاج وعمل ومتى ما تجاوز اإلنسان المسلم هذه العقبة، فسيتحول إلى قو;ة

;ر فيما حوله من ركود وتخل;ف ;اء، يؤث حركية، وإنسان مبدع وبن.وجمود

حركي استطاع الفكر اإلسالمي بما فيه من قو;ة واتج;اه فقد ارتقائية، واتج;اه تكاملي، ان يصنع من المجتمع وعملي، وقدرة

والتخلف والعفوية، أم;ة قوية متحركة، الجاهلي الغارق في الركود اليوم على تفجير وتحريك وقوة دافعة، في حركة التأريخ.وهو قادر

.والعمل واالبداع وتنظيم وتوجيه طاقة اإلنسان، وإغنائها بالعطاء

Page 15: الفكـر الإسلامـي

:ـ االلتزام 4

:قال تعالى}م} بل فتفرق بك ;بعوه} وال تتبع;وا الس; f فات وان; هذا صراطي م}ستقيما

{.عن سبيله{.صبغة الله ومن أحسن من الله صبغةf ونحن} له} عابدون}

;ه فكر له أصوله ومن الخصائص التي يمتاز بها الفكر اإلسالمي ان وموازينه وضوابطه التي تحفظ له أصالته وبنيته المنطقية

.المتماسكة والمفكر اإلسالمي عندما يبحث أو يفكر في قضايا والباحث

والنفس والجمال والتربية وتفسير مستجدة، كقضايا االجتماع والعالقات الدولية ومسائل التأريخ واألخالق والمال واالقتصاد

ماد;ه فكرية إسالمية الحياة الحضارية كالحرية وأمثالها؛ يجد أمامه التي ومقاييس وضوابط تحدد مسار تفكيره ومنهج بحثه والنتائج

يتوصل إليها عندما يثبت التعريف العلمي، وعندما يطرح أي مسألةf ألية فكرية، f ألية قضية، وعندما يضع تنظيما وعندما يكتشف تفسيرا

f بأسس وموازين تنظم تفكيره وبحثه قضية، فهو يجد نفسه ملتزما وبذا يستطيع أن يحقق األصالة وتعاريفه وتفسيره لألشياء،

واالستنتاج والبناء الفكري حول دائرة البحث وااللتزام وتتسع أمامه.تلك األسس والمحاور

:وتتلخص هذه المقاييس والضوابط بما يأتي.ـ العقيدة والمفاهيم 1.ـ القيم واألخالق 2.ـ األحكام 3

f عندما يثبت نظرية لتفسير السلوك والتأريخ يجب أن ال فهو مثال وتفسيره وتنظيمه وتعريفه للسلوك والتأريخ مع يتعارض تحليله

مصاديقها ) ان اإلنسان حر; مختار ( ، قاعدة العدل االلهي التي من أنواع السلوك ألن; الحرية أي يملك القدرة على اختيار أي نوع من

يقع جزاء تعارض مفهوم العدل، فالجزاء من العقاب والثواب ال; مع القدرة على االختيار f إال .عادال

يبحث قضية الحرية يربط بينها وبين والمفكر اإلسالمي عندما يتركها للفوضى واالنحالل. االلتزام بالقيم واألحكام اإلسالمية وال

االقتصادية ال والباحث في االقتصاد عندما يفسر سبب المشكلةf _ إلى عدم قدرة الطبيعية على توفير حاجة يمكن أن يردها _ مثال

;ه يعلم أن ذلك ينافي حكمة الله وعلمه وعدله .اإلنسان، ألن;ما يردها إلى مشكلة التوزيع الكامنة في اإلنسان ذاته، اإلنسان وان

نزعة الجشع والشره والظلم، تلك النزعة التي الذي تغلب عليهf وقوانين ظالمة للتوزيع االقتصادي، تدفعه إلى أن يضع نظما

f بين االخالق وبين والباحث اإلسالمي في علم األخالق يجد ربطا االتجاه إلى الكمال اإللهي المطلق ))تخل;قوا بأخالق الله(( من

العدل والرحمة والحكمة والعفو والصدق ... الخ، ويربط بينهما كما أوضحنا في المثل االقتصادي، فتكون األخالق وبين الواقع

;انية عملية بهذا .المعنى، وبذا يثبت أفكاره ونظرياته عنده رب وهكذا يتحرك المفكر اإلسالمي في بحثه واستنتاجه ونمو;ه ضمن

.األطر والمقاييس والضوابط المحددة في أصول العقيدة ومداراتها تسلك األسس العقائدية اإلسالمية كضوابط ومقاييس وكما

والفكر والنظرية واإلنتاج األدبي للحفاظ على إسالمية البحث;ي وصيانته من االنحراف واالضطراب والتناقض وتسرب والفن

وتشكل األفكار والمفاهيم واالتجاهات الغريبة وغير اإلسالمية،f تسري في كل أرجاء f تدور عليه األفكار والنظريات وروحا محورا

.بحيث يصبح البناء الفكري بنية متكاملة متناسقة البحوث العقائدية التي هي عبارة عن مجموعة األفكار وكما تسلك األفكار

واإلنسان والوجود كقاعدة أساسية والمفاهيم عن الكون والحياة والسلوكي وأنشطة اإلنسان تشاد عليها كل لبنات البناء الحضاري

األحكام ) الواجب الثقافية من المعارف والفنون واآلداب، تسلك والحالل والحرام ( كمقاييس وموازين للفكر، فكل انتاج فكري

وثقافي وفني; وأدبي يخضع لاللتزام بمقاييس الحالل والحرام تسلك العقيدة واألفكار كمقاييس وضوابط لاللتزام والواجب، وكما

Page 16: الفكـر الإسلامـي

f. الفكري، تسلك األخالق كمقياس وضابط لاللتزام الفكري أيضا.اإلنتاج اإلنساني وتؤثر; فيها فاألخالق روح تسري في كل; أبعاد

وبذا يتم االلتزام ويحكم البناء وتستقيم مسيرة الفكر على أسس.إسالمية واضحة

:ـ األصالة 5

;ون األصالة بقولهم: ) ورجل أصيل: له اصل، ورأي عر;ف اللغوي أصيل: ثابت الرأي، عاقل، وقد أصل أصالة، أصيل: له أصل. ورجل

;ه مثل ضخم ضخامة، وفالن أصيل الرأي، وقد أصل رأيه أصالة، وان(.28...( )ألصيل الرأي والعقل، ومجد أصيل، أي ذو أصالة

وهكذا يتحدد لنا معنى األصالة في اللغة، أما في االصطالح فيستعمل المعنى ذاته في المجاالت التي يستعمل فيها؛ فيقال

وثقافة إسالمية أصيلة، أي لهما أصول إسالمية فكر إسالمي أصيل، وجودهما، فال هجانة فيهما ولم يقومان عليها ويستمدان منها

.يخالطهما فكر غريب عن األصول والمنابع:وسر; أصالة الفكر اإلسالمي تكمن في عناصر هي

ـ أصالة المصدر وغناه واستغناؤه عن التلفيق واالستعارة وطلب 1.التكامل من غيره

ـ وجود منهج الضوابط واألطر التي تحفظ هوية الفكر اإلسالمي 2.وتحصنه

ـ وجود وطريقة للبحث والتفكير اإلسالمي، تقتضي اإلنتاج 3 التعامل مع المصادر األساسية للفكر األصيل الملتزم عند

واإلبداع، أو النقد والمعرفة، ومحاولة االكتشاف والتأسيس األخرى. قال والتمحيص واالستفادة من اإلنتاج والتجارب الفكرية

:تعالىصبغة الله ومن أحسن} من الله صبغة ونحن} له} عابدون{.}

(138) البقرة/}م} بل فتقرق بك ;بعوا الس; ;بعوه} وال تت f فات وان; هذا صراطي م}ستقيما

(153عن سبيله{.االنعام/ (:وروي عن رسول الله )ص

يحمل هذا الدين في كل; قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين،)) وتحريف الغالين، وانتحال الجاهلين، كما ينفي الكير خبث الحديد((

(29.) األصالة نستطيع أن نفرز ونميز الفكر الفلسفي أساس وعلى

واالجتماعي واألخالقي والقانوني وغيره، واالقتصادي والسياسي;ه إسالمي وأصيل، ونسلب هذه فنصف الملتزم منه باإلسالم، بأن

;ه إسالمي، الصفة عن الفكر غير الملتزم منه باإلسالم، فال نصفه بأن;ر يعتنق دين اإلسالم، فشخصية وهوية وإن أنتجه كاتب أو مفك

الفكر الذاتية هي التي تمنحه الصفة، وليس هوية الكاتب العقائدية، زالت ال تتجسد في اإلنتاج الفكري أو األدبي أو الفني;.وهكذا ما

الفكري وحفظ األصالة وانتاج الفكر الملتزم من يكون االلتزام;رين ;اب والمفك واألدباء والفنانين والعلماء اإلسالميين مسؤولية الكت

والفن; واألدب والثقافة وعليهم أن يحافظوا على أصالة الفكر من ال اإلسالمية.ولذا أفتى الفقهاء بحرمة كتب الضالل على

يستطيع الرد عليها، وكذا حفظها أو نشرها، ومن هنا كانت حماية أبناء أم;تنا من االنحراف الفكري، ومن أن المسؤولية في

الفكري، ومن ضياع الهوية العقائدية نتيجة يفقدوا األصالة والنقاء والنظريات واآلداب والفنون غير لتناولهم المفاهيم واألفكار

وفي المدارس اإلسالمية المطروحة في السوق الفكرية، بل والجامعات ومعاهد الفكر والفن; واألدب والمعرفة ووسائل الدعاية واألعالم، الخ، غير الملتزمة بالخط اإلسالمي األصيل، من هنا كان

;خذ الوسائل الوقائية واألساليب التحصينية التي تحفظ علينا أن نت.والثقافي اإلسالمي أصالة التيار الفكري

:إن; األصالة الفكرية المطلوب توف;رها تتحدد في ثالث مراتب هي ـ مرتبة التمييز بين ما هو إسالمي، وما هو غير إسالمي، وما هو 1

غير صحيح، وهي أدنى مراتب األصالة الفكرية التي صحيح وما هو الفكرية والمعرفة اإلسالمية، فاإلنسان تحفظ سالمة الشخصية

Page 17: الفكـر الإسلامـي

بين يديه من اقتصاد أو المسلم عندما يتعامل مع الفكر الذي فلسفة أو اجتماع أو سياسة أو علم نفس أو نظرية فن; أو أدب أو

قانون أو غير ذلك، يستطيع أن يفرز ويميز، أن; هذا الفكر فكر إسالمي قائم على أسس إسالمية، وان; ذلك الفكر فكر غير

والموازين واألسس اإلسالمية، بما يملك إسالمي، ومخالف للقيم.وموازين مبدئية من أسس فكرية، ومنطلقات عقائدية،

األصالة ـ مرتبة النقد والمحاكمة: والمرحلة الثانية من مراحل 2 والنقاء الفكري، هي مرحلة النقد والمحاكمة لألفكار والمفاهيم

.والنظريات الغريبة على روح اإلسالم وأسسه الفكريةf إن; لهذه المرحلة من f وهام;ا f اساسا مراحل األصالة الفكرية، دورا

والشخصية الفكرية اإلسالمية في حماية التفكير اإلسالمي.والحضارية لألم;ة اإلسالمية واألصالة الرسالية والحياة االجتماعية

ب الفكري والحضاري األجنبي في منتصف ومنذ أن بدأ التسر; القرن األول الهجري،كنشوء فكرة الجبر والتفويض،ونشوء فكرة

المرجئة،وعندما بدأ االحتكاك فيما بعد بالفكر اليوناني المترجم من ومنطق وعلم األخالق.الخ،والفكر الفارسي والهندي،وحاول فلسفة

اليهود والنصارى واتباع النحل من دخلوا اإلسالم من األسطورية المختلفة،إدخال مذاهبهم الفكرية ومعتقداتهم

ومفاهيمهم عن الحياة والكون.بدأ الصراع مع هذا الوافد الفكري الغريب،ومع تلك المحاوالت التخريبية الهد;امة بدأ النقد والتمحيص

الحاسم من قبل األم;ة والعلماء والمفكرين اإلسالميين،فكان والرد; والجهد التمحيصي دوره واثره في حفظ األصالة للعمل النقدي اإلسالمي من االختالط والتشويش والتفكير وحماية الفكر

f واالنحراف.وعلى امتداد مسيرة الفكر اإلسالمي كان النقد منهجاf في حفظ علوم الشريعة ومبادئها وحماية f أساسا الحضارة علميا

.والثقافة والحياة اإلسالمية فقد مارس األئمة )ع( والعلماء والفالسفة والمفكرون هذا المنهج

:النقدي والدفاعي في دائرتين اثنتين هما ـ في الدائرة غير اإلسالمية، وذلك بالرد; على األفكار والنظريات 1

المتسللة إلى الكيان الفكري اإلسالمي؛ كالفلسفات والشبهات والمعتقدات الوافدة الغريبة على الفكر والنظريات والمفاهيم

.واألصالة اإلسالميين إطار الدائرة اإلسالمية فقد اعتمد األئمة )ع( ـ أما في 2

فقهاء وعلماء حديث ومفسرين والمفكرون اإلسالميون من النقدي للحفاظ وفالسفة وكالميين وأصوليين وغيرهم، هذا المنهج

على اصالة الشريعة اإلسالمية وحمايتها من المدسوسات واألهواء والشطحات المقصودة وغير المقصودة، كما أنشأوا علم الرجال

الخالف الفقهي، وعقدوا الدراسات المقارنة في والحديث وعلمf مجال الفلسفة والكالم وعلم أصول الفقه، واعتمدوا النقد منهجا

f للبحث والتفكير. للبحث وتثبيت اآلراء. فغدا هذا المنهج أساسا والحديث فترى الباحث في الفقه واألصول والكالم والفلسفة

وفلسفة األخالق والتأريخ والتفسير، بل وحتى في اللغة، ال يثبت; بعد أن يستعرض اآلراء رأيه ويناقشها بدق;ة وإمعان نظر، إال

المختار، أو المستنبط المستقل، حتى ليفهم ليخلص إلى الرأي الدقيق أن الرأي العلمي للباحث المتتبع لهذا المنهج العلمي

مجاالت المعرفة والمفكر اإلسالمي في أي فن; وعلم ومجال من هو خالصة التأم;ل والنقد والتمحيص، وبهذا المنهج العلمي حقق

العلماء والمفكرون اإلسالميون األصالة والنقاء للفكر اإلسالمي، عليه أو يعلق به أو يدس فيه من خارجه، أو ما أفرزته مما يفد

التفكير غير الملتزم، أو شطحات شطحات العقل وتجاوزات الحقيقة وااللتزام الباحث في إطار اإلسالم العاجز عن اكتشاف

ودفاعية بموازين األصالة والنقاء، فنشأت حركة فكرية نقدية.نشطة وفع;الة، حققت أهدافها الرسالية الملتزمة بدق;ة وفع;الية

هو واضح لكل باحث ومتتبع، ان; الصراع الفكري والحضاري وكما اإلسالم وخصومه لم يهدأ منذ نشأته وحتى اليوم، والعقائدي بين

;ي عمله وفعله التخريبي والحضاري لذا كان للغزو الفكري األورب وحضارته، وكان هذا الغزو أشد; المخطط ضد اإلسالم ورسالته

f من محاوالت الغزو الفكري والحضاري في المرحلة خطرا اإلسالمية األولى، حيث كان المجتمع اإلسالمي في تلك المرحلة

Page 18: الفكـر الإسلامـي

المناعة والحصانة الفكرية بشكل أقوى مم;ا كان عليه يملك;ي، وكان المسلمون في المسلمون في مرحلة الغزو الفكري األورب

الدولية المنتصرة والمتفو;قة، المرحلة األولى هم القو;ة السياسة والمتصدين وهم حاملي مشعل الحضارة والدعوة إلى اإلسالم،

لقيادة البشرية، فكان الشعور بالتفو;ق، وكانت المنعة والحصانة النفسية إحدى دعائم تحقيق األصالة، باإلضافة إلى قو;ة الفكر،

والعلماء والمفكرين اإلسالميين الملتزمين. فانهزم وتصدي األئمة;ار الغريب الوافد، وتخلص الفكر اإلسالمي من أثره ودوره التي

استفاد الفكر اإلسالمي السلبي، بعد فرزه وتشخيصه ورفضه. كما;سعت دائرته، نتيجة هذا التالحم والتفاعل، قو;ة وفاعلية وعطاء، فات

الدفاع وكثرت موضوعاته ومعالجاته، وقويت مناهجه وقدراته على.والرد وتثبيت معالم الشخصية اإلسالمية للفكر والثقافة والحضارة

الفكر اإلسالمي أن يذيب ويهضم ويمتص ويتمثل واستطاع الفكر اإلسالمي وإدخاله في بنيته المناسب من الفكر الوافد على

صياغته وهندسته على اإلسالمية بعد أن نقح وغربل، وأعيدت.أسس إسالمية ملتزمة

المخطط والمدروس وفي مرحلة الغزو الفكري الغربي والمستهدف محو الشخصية الفكرية اإلسالمية وتغييب هويتها،

عملت المؤسسات الفكرية األوربية، كالجامعات ومؤسسات الدعائية المضللة كالصحافة والمسرح ودور البحث والمؤسسات

السياسة التي تحمل الفكر النشر والسينما واألحزاب والحركات;ي والنظريات األوربية كالديمقراطية والشيوعية واالشتراكية األورب

والنظريات والقومية والعنصرية واإلقليمية، على نشر الفكر.والمفاهيم األوربية

الرأسمالية، والفكر فطرحت النظرية الماركسية، والنظرية التأريخ. العنصري واإلقليمي في مجال السياسة واالقتصاد وفلسفة

ر الوجود والمعرفة كما طرحت النظريات الفلسفية التي تفس; واألخالق والطبيعة والمعارف اإلنسانية المختلفة، كعلم والسلوك

ونظريات األدب والفن; والثقافة ... الخ كبديل النفس واالجتماع والحضارة اإلسالمية، وإفراغ اإلنسان للفكر والمعرفة والثقافة

اإلسالمي من محتواه الرسالي، المسلم والمجتمع المسلم والفكرf له ;ي بديال .وطرح الفكر األورب

;اب اإلسالميون الملتزمون وقد صمد المفكرون والعلماء والكت والحركات السياسة اإلسالمية ومؤسسات العلم والحوزات العلمية

;ار، فتمكنوا من فرز وإيجاد نهضة فكرية اإلسالمية بوجه هذا التي والثقافية، والحفاظ على إسالمية، وتحقيق األصالة الحضارية

ة أخرى. قال الهوية اإلسالمية للفكر والمعرفة وفلسفة الحياة مر;:تعالى

بل نقذف} بالحق; على الباطل فيدمغ}ه} فإذا هو زاهق{.)األنبياء/} 18)

;م نوره}} }ت ; أن ي }طفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله} إال يدون أن ي ير}(32ولو كره الكافرون{. )التوبة/

نجد قو;ة وحيوية الفكر اإلسالمي، وقدرته على اإلبداع وهكذا واستقالل الهوية، رغم الزوابع والعواصف والعطاء وحفظ األصالة

.واالستبدال الهوجاء، ومحاوالت المسخ:مرحلة االستنباط وتأسيس النظرية _ 3

أم;ا المرحلة العليا من مراحل األصالة الناضجة والمكتملة،فهي.مرحلة االستنباط والتأسيس واالبتكار

الفكر والنظرية واستنباطها من أصولها اإلسالمية، وأمام تأسيس اليوم مهام نظرية وحضارية كبرى ينبغي أن الفكر اإلسالمي

والحضاري القائم على أسس غير تتناسب وحجم اإلنتاج الفكري والحياتية التي إسالمية، وتتجاوب مع الحاجة الفكرية والحضارية

واالقتصاد يواجهها اإلنسان اليوم، في مجال الفلسفة واألخالق والسياسة والنفس واألعالم والرأي العام واالجتماع وفلسفة

والفن; واألدب والمسائل والقضايا االجتماعية التي تواجه التأريخ .الخ . اإلنسان اليوم

ان استنباط وصياغة النظرية اإلسالمية الملتزمة بالنقاء واألصالة;ر وتأسيسها في مثل تلك المجاالت ال يمكن أن يتوف;ر إال للمفك

:يملك عدة مؤه;الت أساسية هي اإلسالمي الذي

Page 19: الفكـر الإسلامـي

اإلسالمي، وبما أفرزه الفكر ـ اإلحاطة بمصادر الفكر والتشريع 1 الموضوع الذي اإلسالمي في مجال البحث والتنظير الخاص بذلك

يريد الشروع بتأسيس واستنباط النظرية المتعل;قة به، وأن تكون احاطته بالمستوى الذي يمكنه من استنباط النظرية المراد

.استنباطها ـ االطالع على البحوث والدراسات والنظريات التي طرحها 2

.الباحثون والمتخصصون في ذلك المجال من غير اإلسالميين;نه من االستنباط وبناء 3 ـ منهج علمي وطريقة تفكير إسالمية تمك

.البحث والنظرية.ـ ملكة استنباطية وقدرة علمية على الفهم واالستنباط 4

من أجل تحقيق األصالة الفكرية

من السهل على المتعل;م والقارئ، ومن يسعى لتحصيل ليس وغيرهم من أبناء اإلسالم، أن يحقق وكسب الفكر والمعرفة

التراكمات واالطروحات لنفسه األصالة الفكرية في خضم تلك;ها وسائل النشر الفكرية والحضارية التي تزخر بها الكتب وتبث

والدعاية والمدارس واألحزاب والحركات غير اإلسالمية. فالكثيرf من من اولئك يواجه خطر التشويش واالضطراب الفكري خصوصا

الذاتي في اكتساب المعرفة، وال يتلق;اها على يد يلجأ إلى التحصيل;ة أصيلة، ويتلق;ى أساتذة إسالميين ملتزمين، أو من مصادر نقي

ومعرفية صحيحة من أي األفكار والمفاهيم كمسل;مات علمية على مصدر يتلق;اها. ان لهذا النمط من تحصيل المعرفة مخاطر

األصالة والنقاء الفكري والثقافي، لذا يجب على من يبحث ويسعىf من الوقوع في لتحصيل الفكر والمعرفة والثقافة أن يكون حذرا

;ها المؤسسات شراك المخططات والسموم الفكرية التي تبث.والمصادر الفكرية غير اإلسالمية

إن; هناك مبادئ أساسية تحقق لنا األصالة الفكرية وتحمي الفهم.والفكر من خطر االنحراف واالضطراب

:وهذه المبادئ هي ـ االنطالق من اإليمان بوجود مدرسة فكرية إسالمية وشخصية 1

.ثقافية إسالمية مستقل;ة المبدأ جعل المسلم يبحث عن الفكر والرأي اإلسالمي وهذا

;ز من بين اآلراء، عندما يقرأ أو يدرس أو يبحث في أي مجال المتمي.من مجاالت الفكر والثقافة

أن يبدأ عندما يريد تكوين ثقافة ومعرفة إسالمية بالفكر ـ 2 األصيلتين،ليكو;ن لنفسه األسس والمنطلقات والثقافة اإلسالمية

تمكنه من حفظ أصالته الفكرية والموازين الفكرية األساسية التي.والثقافية

لما يقرأ ويتلق;ى، ليكون تلقيه للفكر ـ القراءة النقدية الواعية 3f على f، قائما f واعيا أسس وموازين فكرية أصيلة، والمعرفة تلقيا

اإلسالمية من أن ليستطيع على ضوء األسس واألصول والموازين; النقي المنسجم مع ;ل إال عقيدته يحاكم األفكار واآلراء، وال يتقب

.ومبادئه اإلسالمية.وهكذا يحقق لنفسه األصالة والنقاء الفكري

:ـ الخصوبة وقابلية النمو 6

يشهد تأريخ الفكر اإلسالمي والحضارة اإلسالمية بل وتأريخ الفكر.اإلنساني بهذه الحقيقة الرائعة

نستطيع أن ندرك هذه الصفة _ صفة الخصوبة - والقابلية ونحن في الفكر اإلسالمي، إذا عرفنا أن; مصدر هذا على النمو; والعطاء

وهو كتاب الله والوحي الذي الفكر، هو المعين الذي ال ينضب، ص( وان جميع )أنزل على معل;م البشرية وهادي اإلنسانية محم;د

العلوم والمعارف التي أنتجها الفكر اإلسالمي ترد إلى القرآن.الكريم، فهو أصلها ومنبعها ومقياس الضبط وااللتزام لها

Page 20: الفكـر الإسلامـي

وتحليل هذه البنية العلمية لصرح الفكر اإلسالمي بما عند دراسة والفقه وأصوله، وعلم النفس وعلم التأريخ حوى من علم التفسير

واالقتصاد ومعارف أخرى، وعلم االجتماع ونظريات السياسة والنمو نشاهد ظاهرة التوالد الموضوعي والفكري وصفة الخصوبة

المستمر والقدرة على العطاء والمواجهة وحماية التراث وتغطية اإلنسان بامتداداتها العقلية واتساعها االجتماعي حاجة

هذا النمو في الفكر اإلسالمي وفي ) الموضوعي( ، ويكمن سر;:أهمها الحضارة اإلسالمية في أسباب عديدة نذكر

.ـ شمولية األسس واألصول الفكرية وغناها العلمي 1 اإلسالم لعملية االجتهاد ورضاه بنسبة ما ينتج عن االجتهاد ـ إباحة 2

;ه يشكل إلى اإلسالم، واعتباره اسالمي المذهب واالتجاه وانf على االمتداد الفكري لألصول واألسس اإلسالمية، ما دام محافظا

f وفق منهج صحيح في الفهم .والطرق واالستنباط االلتزام، وجارياك، وتحريك ـ اهتمامه بتطوير الحياة وتنميتها، ودعوته إلى 3 التحر;

العقل، ورفضه للجمود والتوقف. فهذه العناصر مجتمعة قد وهبت الفكر اإلسالمي تلك القابلية وذلك العطاء المتحرك، فلم تعد هناك

يعاني منها الفكر اإلسالمي ، كتلك التي تعاني منها مشكلة الوضعية، وهي عقمها وعدم قدرتها على النظريات والمبادئ

نظرتها، في حين نجد العطاء والنمو، لضيق أفقها، ومحدودية استيعاب الخصوبة والقدرة االمتدادية في الفكر اإلسالمي على

.الحركة العقلية واالجتماعية بشكل واسع وعميق واألصول اإلسالمية التي حواها كل من القرآن ان غنى األسس

ينضب من األفكار والمفاهيم، هو والسنة، واستيعابهما لخزين ال الفكر اإلسالمي المادة األساسية لكل ذلك النمو والعطاء في

وقدرته على تغطية المساحات الحياتية الشاسعة من نشاط اإلنسان ونمو حياته. ولوال اعتراف الرسالة اإلسالمية بدور العقل،

;ها ;ر والتأمل واالستنتاج، وإقرارها لعملية االجتهاد وحث على التفك األسس واألصول والمصادر األساسية ) الكتاب واالستنباط من

والمفكر المسلم، ان يمتد والسنة( لما أمكن للفكر اإلسالمي في مجال بنشاطه إلى كل جانب ومسألة ومشكلة تواجه اإلنسان

العقيدة والتفكير والتشريع ونظام الحياة وفنونها المختلفة،.ليعالجها عن طريق االجتهاد واالستنباط واالستفادة

والباحث المسلم أمامه مادة فكرية أساسية، وهكذا وجد المفكرf في البحث f شرعيا واالستنباط وإضافة النتائج إلى اإلسالم، وتخويال

.مسألة اجتماعية أو حضارية كل;ما واجهته مشكلة فكرية، أو

:ـ الوحدة والترابط 7

;ه منظومة فكرية ومن الخصائص التي يتميز بها الفكر اإلسالمي ان;ر بعضها ببعض، ويكمل بعضها تشكل وحدة بنائية متكاملة يؤث

f فلسفة األخالق وقيمها ترتبط بعقيدة التوحيد البعض اآلخر، فمثال.وبصفات الله وتتأثر بها

;ر في الجانب القانوني والتنظيمي، األخالق وهذه وقيمها تؤث;ر بالفكر التعبدي، ومفهوم العبادة، والجانب االقتصادي يرتبط ويتأث

وتفكير يقوم به اإلنسان على أسس روح تسري في كل; نشاط;ه ال يمكن التفكيك بين مجاالت الفكر المختلفة إسالمية، لذا فإن

.ومساحات نشاطه من الناحية النظرية والتطبيقيةf ملكة العدالة األخالقية التي دعا إليها اإلسالم، واعتبرها فمثال

f في سلوك اإلنسان، تؤثر; بشكل فع;ال في سلوك الفرد أساسا.بأفراد أسرته ومجتمعه االجتماعي والسياسي، وعالقته

وفريضة الزكاة التي أوجب اإلسالم أداءها يتجل;ى فيها الترابط.والتفاعل بين العبادة وأخالقية الكرم والرحمة والتنظيم االقتصادي

تساهم هذه الصفة، صفة الوحدة والترابط في الفكر وهكذا للتطبيق وتوفير المناخ المناسب اإلسالمي في مجال األعداد

اإلنسان لقبول الجانب لاللتزام، فكل جانب يهيئ المجال ويعد.اآلخر، ويساعد على إنجاحه

f تهيئ المجال لنجاح النظام السياسي فاألخالق والتقوى مثال.واالقتصادي والعالقات االجتماعية

Page 21: الفكـر الإسلامـي

واإليمان بالله وبعالم اآلخرة يهيئ اإلنسان الحترام القانون واالبتعاد.عن الجرائم والمعاصي

وهكذا نشاهد الترابط والتكامل والتأثير بين مجاالت الفكر.المختلفة

لمحة من تاريخ الفكر اإلسالمي

يلق نظرة استقرائية على تاريخ الفكر اإلسالمي، نشأته ونمو;ه من يحلل بنية هذا الفكر ويرد;ه إلى عناصره األولية وتطو;ره ثم;

جانب من جوانبه، كالفلسفة وعلم ومصادره األساسية في كل وتفسير التاريخ وعلم الكالم، واالقتصاد والسياسة واالجتماع

الفقهية األخالق والنفس، وعلم أصول الفقه، والتفسير والدراسات وغير ذلك من العلوم والمعارف التي تناولها المفكرون والعلماء

والباحثون اإلسالميون، منذ نشأة الفكر اإلسالمي وحتى يومنا أن يشخص من خالل ذلك حركة الخط البياني الحاضر، يستطيع

.اإلسالمي وتطوره ونضجه التصاعدي في مسيرة نمو الفكر الوحي على الرسول ففي بداية الحياة اإلسالمية التي بدأت بهبوط

الكريم محم;د )ص( وانطالق الدعوة اإلسالمية في محيط من الجهل والتخلف واألمية، لم يكن لدى المسلمين من معارف

حوى كتاب الله تعالى وسنة نبيه الكريم، وهما وعلوم وفكر غير ما الفكري الذي ال ينضب، واألساس كما هو واضح يشكالن المعين

اإلسالميين نتيجة والقاعدة اللذين استنبط منهما الفكر والمعرفة;د عليهما صرح البناء الفكري حركة التفكير واالجتهاد واالبتكار، وشي

والحضاري للمسلمين وللبشرية أجمع والتي أصبحت مدينة في تطورها العلمي والمدني لإلسالم ورسالته. ونستطيع القول أن أول

اإلسالمي تمثلت بعلم التفسير، فقد كان المسلمون فاتحة للفكر يلجأون إليه )ص( لفهم القرآن الكريم( على عهد رسول الله )ص

النبوي هو جزء من السنة ومعرفة دالالت اآليات، وهذا العطاء بدأت واساس من أسس الفكر. وبما أن حركة الفكر والمجتمع

تنمو بوحي من حركة الرسالة نفسها، وكانت بداية هذه الحركة القرآن التي تمثلت في محاولة فهمه واستخراج معانيه في إطار

نشأت بدايات علم التفسير والتأويل وتفسير دالالته، لذا فقد ومقصود القرآن وأسباب المعاني واالختالف في الفهم واستنباط

.نزوله فهم القرآن إلى فكان المسلمون بعد رسول الله )ص( يلجأون في

f ومعرفة بالقرآن، وكان في أبرز صحابة رسول الله )ص( علما طليعتهم األمام علي بن أبي طالب )ع( الذي وعى القرآن

f للعارفين الذي وصفه واستوعب معانيه، f للمفسرين ودليال إماما:رسول الله )ص( بقوله

أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت من)) (30الباب((.)

;اس، وعبد الله بن ثم; f عبد الله بن عب كان في تلك الفترة أيضا}بي بن كعب، وعبد الله بن عمر وآخرون أمثالهم من مسعود، وا

;سر له من فهم جيل الصحابة، كل قد ساهم في التفسير بما تي الباكورة واالنطالقة واستيعاب للقرآن ومضامينه. وإلى جانب هذه

واالقتصادية الفكرية، كانت حياة المجتمع تتطو;ر، وحاجته السياسة واالجتماعية والمالية التي تتعلق بشؤون الحكم والمال والتجارة والصرف والقضاء والمواريث والزواج والطالق. الخ، كما كانت

تتعل;ق بشؤون العبادة، كالطهارة والنجاسات والحضر تحدث قضايا وغيرها، وكان المسلمون في هذه والسفر والشك في الصالة

التوسع في الفقه، الحاالت يحتاجون إلى األحكام والفتاوى، فبدأ.وبدأت بواكير االستنباط عند بعض الصحابة

وفي هذه الفترة بدأت بدايات أولية لتدوين الفقه، فقد روي أن أباf في المواريث .رافع مولى رسول الله )ص( كان قد كتب كتابا

بدأت بدايات االجتهاد واإلنتاج الفكري في هذين الحقلين بعد وهكذا الكريم )ص(، ثم; أخذ االجتهاد في فهم القرآن وفاة الرسول

;ة عند بعض يفرز أخطاء ويقود إلى تصورات متباينة في والسن من مسائل تتعلق شؤون العقيدة والتوحيد وما يرتبط بهذا الجانب

Page 22: الفكـر الإسلامـي

والثواب بالهدى والضالل والجبر واالختيار والقضاء والقدر والعقاب... الخ

فنشأت بدايات وبذور االختالف في الفتوى ومسائل العقيدةf ومنطلقات لمدارس فكرية وفقهية والتفسير، لتكون اصوال

وأخذت آفاق الفقه والتفسير ومسائل العقيدة. وتفسيرية فيما بعد بواكير مذهب المرجئة تتسع وتأخذ مدارات أوسع؛ فبدأت

جانب والمعتزلة في النصف الثاني من القرن األول الهجري إلى الخط الفكري الذي كان يلتزمه اهل البيت )ع( ومن تابعهم على

.ذلك ثم; أخذ اإلنتاج الفقهي والتفسير وتدوين الحديث والسير والمغازي

f f وتطورا f أكثر نضجا .وأصول الفقه يأخذ شكال أطلع المسلمون على فكر أهل الكتاب من اليهود وعندما

بدأ النقاش والحوار والرد، وبدأت والنصارى، ومفاهيم الالهوت، الشبهات وتصحيح االعتقاد الحركة الفكرية العقائدية تأخذ طابع رد

ليتطور فيصل إلى وتثبيت األصول، فنشأ الكالم والجدل العقائديf f مرحلة علم الكالم، ثم بدأ التصنيف والتأليف األكثر تطورا ونضجا

f في مادته ومسائله في علم من الناحية الفنية، واألوسع شموال.والتفسير وأصول الفقه الفقه

والنقل عن وفي القرن الثاني الهجري، وعندما بدأت الترجمة األمم والحضارات غير اإلسالمية، كترجمة الفلسفة والمنطق عن اليونان وبدأت هذه األفكار تأخذ طريقها إلى المجتمع اإلسالمي،

العلماء المسلمون بالنقد والمناقشة والتقويم، باالضافة إلى تناولها;ها جعلت أئمة العلم والعلماء والمفكرين يلجأون إلى وضع أن

حلقات الدرس بالمعرفة األسس الفكرية وتاليف الكتب وملء الحيوي في والفكر اإلسالميين.وبدأت االنطالقة الفكرية بشكلها

أواخر القرن األول وبدايات القرن الثاني الهجريين.وهكذا بدأ صرحf بمرحلة الوالدة والنمو ا واالكتمال، عبر الفكر اإلسالمي يتكو;ن، مار;

:أساليب هي عد;ة;ة 1 .ـ التلق;ي عن رسول الله )ص( ما بل;غه للبشرية من قرآن وسنf لديهم من شؤون 2 ـ السؤال واالستفسار عم;ا كان مجهوال

.التفسير واألحكام والعقيدة وغيرها ـ الخطب التي كانت تلقى من قبل بعض الصحابة بعد حياة 3

وقد بلغت ذروتها في خطب الصحابة، ومن ،(الرسول محم;د )ص بكتاب تحت اسم )نهج أبرزها خطب األمام علي )ع( التي جمعت

f من مصادر f فريدا f غنيا الفكر البالغة(، والذي شكل مصدرا.والمعرفة اإلسالمية

ـ حلقات الدرس والمناقشة التي كان يقيمها الصحابة والتابعون 4.واألئمة )ع( والعلماء في المساجد

.ـ الكتابة والتأليف 5.ـ التبني الواعي الملتزم لما نقل عن األمم األخرى 6.ـ بناء الجامعات والمدارس 7.ـ تأسيس العلوم والمعارف 8

كان رسول الله )ص( أول من اعتنى بتعليمهم العلم والقراءة ولقد يرسل ممثلين عنه لتعليم المسلمين والدعوة إلى والكتابة، فكان

عمير إلى المدينة قبل هجرته، وبعث اإلسالم، فقد بعث مصعب بن ويعل;م الناس المعارف معاذ بن جبل إلى اليمن ليدعو إلى اإلسالم

.والعلوم;ه طلب ممن يعرف القراءة وقد روي عن رسول الله )ص( أن

والكتابة من أسرى معركة بدر، من مشركي مكة أن يعلم كل منهم عشرة من أبناء المسلمين، لتكون فدية إطالقه من واحد

;ه أراد بذلك تحرير العقول من الجهل مقابل تحرير األسر، ألن.األيدي من قيد األسر

f علمية ضخمة فأسسوا لقد بذل العلماء المسلمون بعد ذلك جهودا العلمية، ووضعوا فضبطوا أصوله وقواعده منهاج البحث العلمي

والمراجع المفهرسة المعاجم ودوائر المعارف والموسوعات علمية المنظمة، واقاموا الدراسات العقلية واإلنسانية على أصول

منظمة، كما وضعوا مناهج البحث ونظرياته وأصوله في مجال.المادية والطبيعية والحياتية المختلفة الدراسات

ومن ثروة فكرية منظمة إن ما لدينا من صرح علمي شامخ،

Page 23: الفكـر الإسلامـي

اإلسالمي دقيقة، لتشهد بجهود العلماء اإلسالميين وبقدرة الفكر على العطاء والنمو واإلنتاج واألصالة وسالمته من العقم والتوقف

.والجمود والتبعية وااللتقاط في مجال الفكر وصحيح أن المسلمين استفادوا من تجارب األمم

والثقافة، كالفلسفة والكالم والمنطق وعلم االجتماع والنفس;هم لم يستلموا هذا اإلنتاج اإلنساني ; أن واألخالق والتاريخ وغيره، إال

كمسل;مات علمية، بل نقدوه وناقشوه وصححوه وأضافوا إليه يتناسب وما لديهم من فكر ومعتقد وفهم وتوسعوا فيه بشكل

أصالة اإلسالم، ونموه إسالمي ورأي أصيل، فحافظوا بذلك على واكتشفوا وإثرائه في آن واحد، باإلضافة إلى ما ابتكروا وأسسوا

;د في وضع األسس العلمية للعلوم في هذا المجال. فكانوا الروا والمعارف اإلنسانية، وتأسيس مناهج البحث والتفكير العلمي وفق

ونظرة إسالمية. وهذا الضبط والتنظيم في بنية منهج عقائدي وتنسيق البناء لهو من متطلبات الفكر ومنهاج البحث والتفكير.وضرورات التفكير اإلسالمي

ويمكننا أن نسجل الخدمات العظيمة التي قام بها العلماء:والمفكرون اإلسالميون، والمهام التي نهضوا بها كاآلتي

.ـ االستنباط واالبتكار وتأسيس العلوم والمعارف 1 ـ الدفاع عن الفكر اإلسالمي ورد; الشبهات لتحقيق األصالة 2

.والنقاء واالستقامة للفكر اإلسالمي ـ النقد والمحاكمة لألفكار غير اإلسالمية وكشف أخطائها 3

.وعجزها ـ االستفادة من الفكر اإلنساني الذي يتفق وأسس وأصول الفكر 4

اإلسالمي وال يخالفه، بعد غربلته وتنقيحه وهضمه والتفكير اإلسالمي للتأكد من إزالة كل غريب عن وامتصاصه من قبل الفكر

يفقد عناصر الغربة في روح اإلسالم واتجاهه في الحياة، بحيثf مع الفكر اإلسالمي وضمن بنية فكرية شخصيته ويدخل متجانسا

.واحدة

منهج البحث والتفكير اإلسالمي

البحث أو الطريقة التي يتبعها الباحث في تنظيم وإجراء منهج النتائج التي يستهدف الوصول إليها ببحثه، بحوثه للحصول على

f على f مباشرا ;ر تأثيرا النتائج واإلنتاج العلميين، فبقدر ما يكون تؤثf على أساس منهج سليم، ومناسب للموضوع الذي البحث قائما

f إلى نتائج f، وموصال صحيحة سليمة يبحث فيه، يكون البحث منتجاf على اكتشاف القواعد واألسس من الناحية العلمية، ومساعدا

.العلمية وصياغتها;ه: ) الطريقة التي يتبعها العلماء لقد عر;ف منهج البحث العلمي بأن

في وضع قواعد العلم، وفي استنتاج معارفه على ضوء تلك(.31القواعد( )

األفكار وللمنهج أثره ودوره الكبير في اصالة الفكر وسالمة والمعلومات والنظريات والمفاهيم المستنتجة. فما لم يكن منهج

f التجاهه، فان النتائج البحث f او موافقا لن تكون والتفكير إسالميا.مع روح اإلسالم صحيحة ومنسجمة

إن; مناهج البحث في العلوم والمعارف بصورة عامة تقسم:بطبيعتها إلى قسمين هما

ـ المناهج العامة ) المناهج المنطقية(: وهي الطرق العامة للبحث1.العلمي التي تشمل كل العلوم والمعارف البشرية

ـ المناهج الخاصة ) المناهج الفنية(: وهي الطرق الخاصة للبحث 2 تختص بعلم معين، كالتاريخ والفيزياء والعقيدة العلمي التي

.والفلسفة وأصول الفقه. الخ من الواضح أن هناك مبادئ أساسية تشترك فيها العلوم إن;

جميعها، وهي القواعد المنطقية الكلية التي والمعارف البشرية}در;س فيه يدرسها علم المنطق. لذا عر;ف ;ه: ) علم ت المنطق بأن(.القوانين العامة للتفكير السليم

األساسيات في منهج التفكير العلمي المشترك بين كافة ومن العلمية هو االنطالق من مبدأ التوقف في كل البحوث والدراسات

Page 24: الفكـر الإسلامـي

والتسليم بمبدأ السببية والتعليل قضية حتى تثبت صحتها بالدليل، بطبيعته يجري على أسس القائم على أساس ان التفكير البشري

.وقوانين منطقية قوانين المنطق أو التفكير السليم _ وحينما نستخدم تلك القوانين

مجاالت التفكير، _ في البحث العلمي، وفي كل علم ومجال من.فستجري البحوث على أسس صحيحة وتعطي نتائج صحيحة

f أن لكل علم ومعرفة من العلوم كما أن; من الواضح أيضاf له، يستخدمه والمعارف البشرية منهج f به ومناسبا بحث خاصا

فمنهج البحث في العلوم العلماء والباحثون في ذلك الموضوع، جوانبه عن المادية، كالطب والفيزياء والكيمياء يختلف في بعض

.منهج البحث في التاريخ وعلم االجتماع والفلسفة والعقيدة الخ عندما نبحث في الفكر اإلسالمي، كالعقيدة والفقه وأصوله ونحن

واالقتصاد واالجتماع وعلم األخالق والتاريخ والتفسير والسياسة العلمية، لمنهج البحث لنصل إلى والرواية، البد وان نحدد األسس

وسليمة من حيث صفتها نتائج علمية دقيقة من الناحية العلمية اإلسالمية، أي البد من أن نحقق في البحوث والنظريات

:والدراسات اإلسالمية جانبين هما.ـ العلمية والواقعية 1.ـ االلتزام واألصالة اإلسالميان 2

f علمية عامة تشترك فيها وبعد هذا التقديم نعرف أن هناك أسسا والنظريات العلمية كافة؛ المادية منها البحوث والدراسات

أو اإلنسانية كاالقتصاد واألخالق كالفيزياء والطب والفلك والكيمياء،.والقانون والتاريخ ... الخ والفلسفة والعقيدة واالجتماع والفقه

أساسية، كالتسليم فكل تلك العلوم تشترك في مبادئ ومسل;مات وكاالنطالق من بالسببية وقانون العلية، وكالتسليم بعدم التناقض،

.مبدأ التوقف في كل قضية حتى تثبت صحتها بالدليل ... الخ والمعارف جميعها تنطلق من تلك المسل;مات واألسس، فالعلوم

بالله والدراسات التاريخية والفقهية كبحوث الفيزياء واإليمان الحقيقة جملة من العلماء والهندسية والطبية... الخ.وقد أكد هذه

واإلنسانية على حد والباحثين في علوم الطبيعة والعلوم اإللهية.سواء

:ننقل من هذه اآلراء يستخدم فكرة اآللية بوصفها إحدى وسائله حقيقة ان رجل العلوم)

f عن آلية الجسم، ولكنه يجري بحوثه على أو أدواته، فهو يتكلم مثال أساس وحدة أساس مبدأ السببية، مبدأ السبب والنتيجة، على

الكون وما يسوده من القانون والنظام، وهو كأي أنسان آخر يتخذ(.32قرار، ويفكر في كل أمر على أساس مبدأ السببية( ) كل

f في )وليس من العجيب أن تجد أن قانون السببية الذي يعد أساسا يتحكم في النبات والحيوان، فهم ظواهر الكون المادي، والذي

القانون الذي والذي يتكون العقل اإلنساني بمقتضاه، هو ذاته نستطيع أن نصل به إلى إدراك قيم القانون األخالقي الطبيعي

القائم على المحبة والعدل والرحمة والحقوق والمسؤوليات القانون الذي يوصلنا إلى إدراك وجود الله...( والجمال، بل هو ذاته

إلى طريقة األستدالل التي (. ) أحب أن ألفت األنظار33) الهندسة، نستخدمها في علوم الرياضة، فمن المعروف في علم

f من النظريات على عدد قليل من ;نا نستطيع أن نبني كثيرا أن البديهيات، أو تلك الفروض التي نسل;م بها، ونقبلها دون مناقشة أو

f بالبديهيات، ثم يتتبعون جدال حول صحتها، فالعلماء يسلمون أوال النتائج التي تترتب عليها، وعند إثبات نظرية نجد أن مقتضياتها، أو

النهاية على مسلمات أو أمور بديهية، وكذلك برهانها يعتمد في فوجوده تعالى أمر بديهي من الحال فيما يتعلق بوجود الله،

الله ـ كما في الوجهة الفلسفية، واألستدالل باألشياء على وجود بها، االثبات الهندسي ـ ال يرمي إلى إثبات البديهيات، ولكنه يبدأ

فإذا كان هنالك اتفاق بين هذه البديهية، وبين ما نشاهده منf على صح;ة البديهية التي حقائق هذا الكون ونظامه يعد دليال

(.34اخترناها...( ) الحقيقة هي أن األسس المنطقية التي تقوم عليها كل وهذه)

المستمدة من المالحظة والتجربة،هي نفس االستدالالت العلمية االستدالل على إثبات الصانع األسس المنطقية التي يقوم عليها

Page 25: الفكـر الإسلامـي

;ر لهذا العالم عن طريق ما يتصف به العالم من مظاهر المدب الحكمة والتدبير،فان هذا االستدالل كأي استدالل علمي آخر ـ

استقرائي بطبيعته ـ وتطبيق للطريقة العامة التي حددناها للدليل.االستقرائي

بين أمرين: فهو إما أن يرفض االستدالل العلمي ككل، فاإلنسان العلمي، ويعطي االستدالل االستقرائي وإما ان يقبل االستدالل

يمنحها لالستدالل العلمي. الصانع نفس القيمة التي على إثبات أساسهما وهكذا نبرهن على أن العلم واإليمان مرتبطان في

المنطقي االستقرائي، وال يمكن ـ من وجهة النظر المنطقية(.35الفصل بينهما() لالستقراء ـ

;ى المجاالت وهكذا نفهم أن منهج البحث والتفكير اإلسالمي في شت يشترك مع العلوم الطبيعية والمادية في األسس العامة ويبتني

.عليها اإلسالمي الذي يستهدف دراسة العقيدة اإلسالمية أو فالباحث

او االقتصاد والفن; واالجتماع والسياسة اكتشاف نظرية في األخالق:أن يسير وعلم النفس والسلوك... الخ، عليه

.ـ وفق األسس العامة لمنهج البحث المنطقي 1 ـ وفق األسس الخاصة لذلك العلم وتلك المعرفة، كالتفسير 2

.والتاريخ والرواية والعقيدة بين األسس العامة والخاصة، يستطيع أن يوفر لنفسه فبالتنسيق

f للبحث f سليما والتحقيق العلمي، وبناء النظرية اإلسالمية منهجا.أسس علمية صحيحة والفكر اإلسالمي المستنتج على

إن منهج البحث والتفكير اإلسالمي يبتني على االنطالق من:اساسين اثنين هما

.ـ البديهات العقلية المسل;م بها1 ـ األسس والكليات اإلسالمية الثابتة لديه، كاآليات القرآنية أو 2

.السنة الصحيحة ... الخ إن المفكر اإلسالمي والباحث في العلوم والمعارف اإلنسانية على

:أسس إسالمية يجد أمامه المجاالت والموضوعات اآلتية ـ دراسة الواقع اإلنساني واالجتماعي وما يحتاجه اإلنسان في 1

.حياته الفردية واالجتماعية ـ الدين ) القرآن والسنة واالستنباط منهما(، وعليه أن يقيم 2

ونظرياته على أساس الرؤية اإلسالمية الواردة في دراسته وأبحاثه الحقيقة العلمية للنظام والحياة القرآن والسنة المعبرة عن

ودراستها، نجد أن الدين اإلنسانية، فبالتأمل في هذه الحقائق تنظم اتجاه مجموعة من القوانين واألفكار والقيم والمفاهيم التي

.التفكير والنفس والمجتمع، وتوج;ه حركتها ونشاطاتها المختلفة األفكار والنظريات والدراسات اإلسالمية المتعلقة بالواقع إن;

;ها تقع في دائرة الدين اإلسالمي، وعلى اإلنساني واالجتماعي كلرها هذا الدين العظيم ضوء األسس والمقررات .الفكرية التي يقر;

وقد أسس علماء اإلسالم المناهج العلمية، وطرق البحث والتفكير.الموصلة إلى النتائج واألفكار اإلسالمية الملتزمة

استخدم العلماء منهجي االستقراء والقياس كأداة لالستنباط وقد بشكل واسع ودقيق. ومن الجدير بالذكر والنتائج واكتشاف األفكار

;بعان ) أن هذين المنهجين االستقراء والقياس ( هما المنهجان المت.واإلنسانية كل;ها في العلوم والمعارف المادية

وفيما يلي نذكر أمثلة تطبيقية الستخدام الباحث والمفكر اإلسالميين منهجي االستقراء والقياس للحصول على أفكار

:ومفاهيم إسالمية.ـ االستقراء القائم على اساس المالحظة والتجربة 1(.ـ اكتشاف النتيجة العلمية والفكرية ) اكتشاف القانون العام 2 ـ وبعد أن تتم عملية اكتشاف القانون العام تبدأ مرحلة استخدام 3

القياسي، والمنهج القياسي هو عبارة عن تطبيق القانون المنهج.الجزئية المتماثلة العام على الحاالت

f كيف أن فالخطوة األولى هي االستقراء، وقد مر; علينا آنفا االستقراء هو األساس في منهج إثبات وجود الله سبحانه، القضية

:األساسية في الفكر اإلسالمي هذا االثبات يعتمد على لو أخذنا مسألة إثبات وجود الله لوجدنا _ 1

استقراء جزئيات الكون والموجودات عن طريق المالحظة

Page 26: الفكـر الإسلامـي

والتجربة، وهذا االستقراء هو الذي يقود إلى اكتشاف نتيجة علمية وهي:) قانون السببية(، وبتطبيق القياس _ أي قياس أساسية

جزئياته _ نصل إلى تفسير نشوء الكون الكون والعالم، ككل على السببية(، فنثبت بذلك أن وفق هذا القانون الكلي ) قانون والعالم

f أول تنتهي إليه األسباب وهو (.الله سبحانه ) للعالم والكون سببا والعلوم وكما يستخدم منهجا االستقراء والقياس في العقيدة _ 2

العقلية، يستخدمان كذلك في دراسات ونظريات العلوم االقتصادية والنفس واكتشاف القوانين والعلوم والمعارف االجتماعية

.المجتمع والتاريخ والسلوك البشري... الخ والنفسية لتفسيرf أن نكتشف قوانين علم االقتصاد السياسي، ونفسر فإذا أردنا مثال

اإلسالمي ) الذي يطبق النظام الظواهر االقتصادية في المجتمع واإلنتاج واألسعار اإلسالمي( كقانون العالقة بين العرض والطلب،

االقتصادية هذه الظواهر واألجور والبطالة...الخ، فعلينا أن ندرس في المجتمع اإلسالمي، الذي يظبق نظريات االقتصاد اإلسالمي

;ه ال يمكن أن نكتشف قوانين علم االقتصاد السياسي ذلك ألن; في ظل ;ها إفراز لوضع المجتمع اإلسالمي إال التطبيق اإلسالمي، ألن

واألحكام اإلسالمية _ أي يعيش في ظل; بصيغته العامة ، األخالق والمصانع وعالقة العمال النظام اإلسالمي _ فتتابع حركة السوق

الخ، وندرسها على... برب; العمل وقضية اإلنتاج واألسعار والبطالة أساس المالحظة والتجربة اليومية، عن طريق متابعة جزئياتها

لنتمكن من اكتشاف القانون ثم; تعميمه عن طريق ) القياس (، على القوانين المتعلقة بهذه الموضوعات، ونحدد وبالتالي نحصل

اإلسالمي من خالل تطبيق منهجي قوانين علم االقتصاد السياسي.االستقراء والقياس العلميين

أردنا أن ندرس المجتمع اإلسالمي لنؤسس نظرية لعلم وإذا _ 3 وكيفية تفسير المجتمع والنشاطات االجتماعية، االجتماع اإلسالمي،

f إذا أردنا أن نكتشف قانون التغيير والتحول االجتماعي مثال واالضمحالل في المجتمع والحضاري والنمو والتطور والسقوط

القائم على والحضارات من وجهة النظر اإلسالمية، فان; االستقراء أساس المالحظة ودراسة الحوادث االجتماعية الجزئية والفردية

.والجماعية هي الطريق إلى اكتشاف قوانين علم االجتماع المحاولة االكتشافية علينا أن ندرس الوضعية ففي مثل هذه

الذي يعيش في ظل تطبيق النظم االجتماعية القائمة في المجتمع المجتمع وعناصر تكوينه االجتماعية اإلسالمية، وتحليل بنية ذلك

بمالحظة جزئيات وتشكيله وظواهره وأنماط الحياة والعالقات فيه،f _ الحوادث والممارسات والظواهر والعالقات االجتماعية، اعتمادا

كما أوضحنا _ على منهج االستقراء القائم على أساس المالحظة والتجربة واالحصاء، ثم االستنباط واالستنتاج، فالقياس والتعميم،

هيكل وقواعد النظرية في علم االجتماع اإلسالمي على وصياغة.اإلسالمية أساس الرؤى والمفاهيم

:استخدام منهج االستقراء في الفقه اإلسالمي

منهج االستقراء والقياس العلميين مساهمة فع;الة في ويساهم االستنباط.واالستقراء هو:)عبارة عن متابعة عد;ة حاالت عملية

(.كلية تنطبق على الحاالت المماثلة جزئية الكتشاف قاعدة العلوم والمعارف كافة، فهو وهذا المنهج _ كما عرفنا _ يطبق في

كما يطبق في يطبق في علم الطب والكيمياء والفيزياء واللغة، إثبات وجود الله والفقه وأصوله والنظريات اإلسالمية، كاالقتصاد واالجتماع ... الخ .ونريد في هذا البحث الموجز أن نوضح كيفية

االستقراء والقياس العلمي في الفقه واالستنباط استخدام منهج;ه يساهم في بناء الفقهي ونظريات الفكر اإلسالمي، وكيف أن

يستنبطها الفقهاء والمفكرون وتكوين النظريات اإلسالمية التيf باالستقراء،فيحصل اإلسالميون.والعمل العلمي المنهجي يبدأ أوال

الباحث والمفكر على قاعدة عامة وقانون كل;ي،نتيجة لمتابعة حاالت وجزئيات عديدة،وبعد أن يكتشف القاعدة العامة ينتقل إلى

.القياس مرحلة(.والقياس هو: ) عبارة عن تطبيق القاعدة العامة على مصاديقها

Page 27: الفكـر الإسلامـي

:كيفية االستفادة من الدليل االستقرائي

المفكر اإلسالمي الكبير الشهيد السيد محم;د باقر الصدر عر;ف األسس المنطقية لالستقراء " بقوله: )هو " االستقراء في كتابه

(.جزئية كثيرة استنتاج قانون عام من تتبع حاالت وقد ذكر الشهيد الصدر تطبيقات لمنهج االستقراء في مجال

f عن الشيخ يوسف البحراني أحد استنباط األحكام الشرعية نقال(.رضوان الله عليهم )الفقهاء الماضين

قاعدة فقد اكتشف الشيخ البحراني قاعدة فقهية عامة، هي ) معذورية الجاهل بالحكم الشرعي في كل الحاالت ( من خالل

جزئية متعددة تصرح جميعها بأن الجاهل بالحكم تتبع حاالت.سبحانه الشرعي معذور أمام الله

f جزئية في الحج والزواج وشرب الخمر وقصر فقد رأى أحكاما:الصالة، وهذه هي الحاالت التي نص;ت عليها األدلة الشرعية

f ما دل; من الشرع في أحكام الحج على أن الجاهل معذور،: أوالf منه بالحكم ال _ فمن لبس _ وهو محرم f ال يجوز له لبسه جهال ثوبا

.شيء عليهf في أحكام الصوم على أن الجاهل معذور، فمن صام ما دل; : ثانيا

الصوم في السفر غير جائز صح صومه في السفر وهو ال يدري أن.وال شيء عليه

f : ما دل; في أحكام النكاح على أن الجاهل معذور، فمن تزوج ثالثاf منه بحرمة ذلك، لم تحرم عليه بالحرمة امرأة في عدتها جهال

f إلى جهله، بل كان له أن ;دة نظرا يتزوجها من جديد بعد انتهاء المؤب.عد;تها

f:ما دل; في أحكام الحدودعلى أن الجاهل معذور،فمن شرب رابعاf منه بحرمته ال يحد .الخمر جهال

f f وهو : خامسا ما دل; في أحكام الصالة على أن من صل;ى أربعاf منه بوجوب القصر صح;ت صالته ولم يجب عليه مسافر جهال

إثبات ناقصة بالنسبة إلى القضاء.فكل حالة من هذه الحاالت قرينةf في جميع الحاالت. القاعدة العامة القائلة بمعذورية الجاهل شرعا

العامة وبتجمع تلك القرائن يقوى في نفس الفقيه احتمال القاعدة.ووثوقه بها

وتصرح بأن الجاهل بالحكم ال شيء عليه. لذلك استنتج قاعدة كلية.(، وبذا انتهج المنهج االستقرائي36تقول بأن: ) كل جاهل معذور()

اعتمد الشهيد الصدر الدليل االستقرائي الستنتاج قاعدة فكرية وقد ان; العمل في الثروات الطبيعية هو: )اإلسالمي تقول في االقتصاد

f ذلك من حاالت عديدة كان قد تتبعها في اساس الملكية( مستنتجا:الفقه اإلسالمي

.ان; العمل في إحياء األرض ينتج ملكيتها.والعمل في إحياء ) استخراج( المعدن ينتج ملكيته

.والعمل في حيازة الماء ينتج ملكيته.والعمل في اصطياد الطائر ينتج ملكيته

فاستدل باستقراء هذه الحاالت على قاعدة عامة في االقتصاداإلسالمي وهي: ) أن; العمل في الثروات الطبيعية أساس الملكية(.

(37) يساهم منهج االستقراء في اكتشاف بعض األحكام وهكذا

;ى صنوف الفكر اإلسالمي والقوانين والمفاهيم والنظريات في شت .والسياسة واالجتماع والتجارة كاالقتصاد وعلم النفس واألخالق

.الخ:كيفية االستفادة من الدليل القياسي في المجال الفقهي

الحديث عن القياس واستخدامه البد; من توضيح قضية هام;ة وفي قضية استخدام القياس كأساس يعتمد عليه في هذا المجال، وهي.في االستنباط الفقهي

مذهب أهل البيت )ع( ال يعتمدون على القياس الجزئي ففقهاء الحنفي وفقهاء آخرون من بعض المذاهب الذي يعتمده المذهب

القياس ال يعتمد على الصيغة اإلسالمية، ذلك ألن هذا اللون من تطبيق قاعدة كلية العلمية للقياس، فالقياس العلمي هو عبارة عن

على مصاديقها.ويشترط في القياس الفقهي أن تكون عل;ة

Page 28: الفكـر الإسلامـي

f عليها وليست مستنبطة من قبل الفقيه .التشريع منصوصا مثال على ذلك ما ورد في الشريعة من ان; اإلسكار هو عل;ة تحريم

الخمر، لذا أمكن القياس على هذه العل;ة والحكم بحرمة كل;.مسكر

:استخدام القياس في تطبيقات أصول الفقه

هو واضح فان أولى مراحل االستنباط هي تطبيق القواعد وكما الواقعة تحتها، وهذه العملية هي عملية األصولية على الجزئيات

.العلمي المعتبر عند العلماء قياسية، وتعتمد على قوانين القياسf بعد أن يثبت عند الفقيه ان; النهي يفيد الحرمة، وعندما يواجه فمثال

f فيه نهي، كقوله تعالى: الفقيه أو الباحث السياسي اإلسالمي نص;ا;ه38} وال تركنوا إلى ال;ذين ظلموا فتمس;كم النار{) يطبق ( فان

:بعض القواعد األصولية مثل أ ـ قاعدة حجية الظهور: أي أن المعنى المستفاد من ظاهر اللفظ

(.حج;ة لطرفي الخطاب وعليهما ) المتكلم والموجه إليه الكالم ـ قاعدة ظهور صيغة النهي في الحرمة: أي أن صيغة النهي ب

ما لم ترد قرينة يستفاد منها الترخيص بفعل ) تفيد االلزام بالكف;(.النهي الكراهة المنهي عنه، فعندئذ يستفاد من

وعندما تترتب المعادلة االستنباطية على أسس قياسية يستطيع المستنبط والباحث أن يحصل على حكم شرعي وموقف سياسي

.وأخالقي العملية يجري وفق اآلية الكريمة التي نهت عن الركون إلى فسير

دال على الحرمة ، فينتج من ذلك أن الركون إلى الظلمة، والنهي.في هذه اآلية الظلمة حرام، ألنه منهي عنه

وهكذا فان; تطبيق المنهج االصولي على موضوعاته يجري وفق منهج القياس العلمي، حتى أن بعض األعالم االصوليين كالمحقق

أن: ) القاعدة األصولية يجب أن تقع كبرى في قياس النائيني يقرر االجتهادي يعتمد بطبيعته على هذا اللون من االستنباط ألن; العمل

(.القياس وهكذا استخدم القياس المنطقي كمنهج عملي في تطبيق أصول

.الفقه وعملية االستنباط لألحكام والفكر اإلسالميين

:مرتكزات أساسية في منهج االستنباط الفقهي

استنباط األحكام والقوانين واألحكام اإلسالمية من ولدراسة;ة وتحديد f الكتاب والسن وظائف المكل;فين، وضع العلماء منهجا

f للبحث واالستنباط، الكتشاف القوانين واألنظمة، سم;وه وعلما ينظم عملية ) علم أصول الفقه (، ويمثل هذا العلم المنهج الذي

سير التفكير االستنباطي واكتشاف القوانين اإلسالمية من.وهو من أعقد العلوم اإلسالمية وأدقها مصادرها

على المسلمات الشرعية منهج يعتمد وهذا العلم عبارة عن لأللفاظ والمعاني، والمبادئ العقلية والعرفية، والفلسفة اللغوية

للتطبيق، وصياغتها بشكل نظرية متكاملة، وقوانين وقواعد جاهزة.يعتمدها الفقيه في عملية االستنباط

f عندما نريد أن نعرف ;ة تتعل;ق بالعبادات، أو بشؤون فمثال حكم قضي العالقات السياسة... الخ، يلجأ األسرة، أو المال والملكية، أو

;ة، فان حصل على الحكم الشرعي الفقيه إلى القرآن أو السنf ال يحتاج الحصول عليه إلى جهد علمي استنباطي، ;نا f بي واضحا

اكتفى بذلك ، واعتمد عليه، كحكم جاهز محدد، مثل قوله تعالى:با{، ) } أحل; الله م الر; ( وكقول الرسول )ص(39البيع وحر;

; لجأ إلى عملية االستنباط، ))العارية مؤداة، والزعيم غارم((، وإال:وعملية االستنباط تتركز في

أ ـ فهم الدليل واالستفادة منه، كاالستفادة من عموم النص.وإصالقه، و كاستخدام القياس المنصوص العل;ة... الخ

ب _ وإن لم يحصل على دليل للحكم الشرعي لجأ إلى األصول

Page 29: الفكـر الإسلامـي

العملية؛ كاالستصحاب والبراءة وإجرائها لتحديد الموقف العملي.للمكل;ف

أم;ا خطوات منهج البحث واالستنباط، فهي تسير بصورة عامة وفق:المراحل اآلتية

;د من إثبات جواز عملية االجتهاد واالستنباط في الرسالة 1 ـ الب وهل النتائج التي تتوصل إليها عملية االستنباط التي اإلسالمية،

نتائج مقبولة عند الله، وتمثل الحكم الشرعي يمارسها الفقهاء هيf المبرئ للذمة، من حيث التنجيز .واالعذار، أو ال

f f وانتهوا لذلك قام الفقهاء بمناقشة هذه القضية وإشباعها بحثا وبيانا النتائج إلى جواز عملية االستنباط للفكر واألحكام الشرعية، ونسبة

.االستنباطية إلى اإلسالم والخطوة الثانية التي يجب: ـ تحديد مصادر االستنباط الفقهي 2

واألحكام أن يحددها المستنبط والمكتشف للقوانين واألفكار;ة اإلسالمية، هي مصادر هذا االستنباط، هل هي الكتاب والسن

هناك مصادر أخرى يمكن االعتماد عليها في االستنباط، فقط، أم والمصالح المرسلة والقياس والعمل بالرأي كالعقل واإلجماع

المصادر المسلم بمصدريتها واالستحسان... الخ، وما حدود تلك صالحية مصدريتها وداللتها أو المحتملة التي يدور النقاش حول

.واالحتجاج بهاق العلماء في منهج االستنباط 3 الفقهي بين أسلوب ـ لقد فر;

;ة، من حيث أن التعامل مع القرآن، وأسلوب التعامل مع السن القرآن قطعي الصدور عن الله سبحانه، وال يوجد أدنى ريب، أو

f من الزيادة شبهة في صدوره عن الله، ووصوله إلينا محفوظا الله سبحانه ال يحتاج إلى إثبات والنقصان، لذا قصدق صدوره عن

.من جانب الفقيه;ة فقد عر;ضت للد;س والوضع فهي مورد توقف حتى تثبت أم;ا السن

الشك; في صدق الرواية هذه، أي صح;تها بالدليل. فالفقيه يبدأ منf: هل الذي بين يديه من يبدأ بطرح السؤال اآلتي على نفسه أوال

f ثابت الصدور عن المعصوم ليعتبره ;ة حديث ورواية، هو حقا سنf، ثم; يقوم بمهمة االثبات وتحقيق صح;ة الصدور عن ومصدرا

ضوء النتائج التي يتوص;ل إليها، يتعامل مع المعصوم، وعلى.يديه الروايات واألخبار التي بين

ـ ثم; ينظم منهج االستنباط بعد ذلك على أساس أن ال اجتهاد مع 4f، كقوله تعالي: } أحل; f نصيا f شرعيا النص، فإذا وجد الفقيه حكما

م الربا{ فال يمكن أن يكون هناك اجتهاد مخالف لهذا الله البيع وحر;م البيع }حر; .أو يبيح الربا النص، ي

قضية تحتاج ـ بعد ذلك يبدأ الفقيه عمله االستنباطي، فإذا واجه 5;جه إلى إلى حكم شرعي في أي مجال من مجاالت الحياة إت

;ة العقل ... الخ، مصادر االستنباط الثابتة لديه، كالكتاب والسنة وأدل الحكم الشرعي من تلك المصادر، فقد أنجز فان حصل على

; فيتحو;ل إلى البحث عن وظيفة المكل;ف مهمته العلمية، وإال العملية، أي الشرعية، وتحديدها في ذلك المجال من األصول

:يجيب على سؤال التي لم يحصل الفقيه ماذا يعمل اإلنسان المكل;ف في هذه القضية

فيها على حكم شرعي بعد إن فحص النصوص والمفاهيم التييمكن الحصول على الحكم الشرعي منها ؟

حكمها هي : ) هل التدخين فإذا فرضنا أن القضية المبحوث عن فلم يعثر على والنصوص، جائز أو حرام؟ ( واستقرأ القضية واألدلة

أي : ) دليل الحرمة، عندئذ يلجأ إلى العمل باألصل وهو االباحة;ه لم يرد دليل على الحرمة في هذا براءة الذمة من التكليف ، ألن

;ية (المجال f على أصل االباحة ، فيحكم بحل التدخين، اعتمادا.الشرعية أو العقلية

;ز عملية االستنباط بشكل أساس على فهم الدليل 6 ـ وتترك واالستفادة منه ) بعد إثبات صح;ة صدوره عن المعصوم، إن كان

(.رواية من العملين: إثبات الصدور عن المعصوم، وفهم الدليل ولكل

;ة ( منهجه وأسسه، فلفهم النص التشريعي من ) الكتاب أو السن وفق قوانين اللغة وعلى يلجأ الفقيه إلى تحليل األفكار وفهمها

ضوء الظروف التي أحاطت بصدور النص ) القرائن والعرف

Page 30: الفكـر الإسلامـي

االجتماعي ( والتي تساهم بفهم النص إن وجدت، وفهم مالزمات غير المباشرة على ضوء قوانين العقل والمنطق النص وإيحاءاته

f بكل ذلك اصطالحات الشريعة واعتباراتها السليم، مراعيا يلمسه الشرعية، إن كان للشريعة مصطلح أو اعتبار خاص

.المستنبط في ذلك المورد لالستنباط الفقهي، ويشكل علم أصول الفقه المنهج العلمي _ 7

يريد بحث فهو عبارة عن نظرية متكاملة يعتمد عليها الفقيه عندما;ه ;ة قضية واستنباط حكمها، لذلك ع}ر;ف علم أصول الفقه بأن : )أي

العلم بالعناصر المشتركة في عملية استنباط الحكم الشرعي( ) العناصر المشتركة في عملية االستنباط حج;ية (، وكمثل على40

وان; األمر يفيد الوجوب ما لم تكن هناك ، ( خبر الثقة ) خبر اآلحاد النهي يفيد الحرمة ما لم تكن قرينة تصرفه إلى االستحباب، وأن

اللفظي اللغوي، هناك قرينة تصرفه إلى الكراهة. وكحج;ية الظهور االستنباط أي ما يفهم من ظاهر اللفظ، فهو حج;ة، يعتمد عليها في

.وكحج;ية االستصحاب... الخ يواجهها الفقيه والمفكر فكل; القضايا الكلية والجزئية التي

f للتعامل معها اإلسالمي في عملية االستنباط يجد أمامه منهجا لضبط األصالة والنقاء، واكتشاف الحكم الشرعي، والفكر

; يشذ; التفكير االجتهادي، اإلسالمي وفق منهج علمي صحيح لئال العلمية والشرعية في عملية البحث وينحرف فيخرج عن

.واالكتشاف

النظرية اإلسالمية

ل على النبي الكريم محم;د اإلسالم ;اني منز; شريعة إلهية، ووحي رب في كتاب الله وورد في السنة المط;هرة، فهو )ص(، وكل; ما جاء

.الواقعي الحقيقة المطلقة والقانون العلمي والكتاب والسنة هما كل القانون الواقعي للحياة اإلنسانية والصيغة

.المشخصة لحقائقها يرى أن لكل موضوع يتعلق بالحياة اإلنسانية صفة ذاتية، فاإلسالم

f، فكل f ذاتيا f ووصفا موضوع في الحياة اإلنسانية: ام;ا أن يكون خيراf بذاته ويحقق وجوده f ونافعا f وضررا ا مصلحة، وأم;ا أن يكون شر;

هو ) جلب المصالح بذاته، يجر; وجوده مفسدة. وهدف الشريعة(.ودرء المفاسد

الحكم المناسب لكل وقد تكف;لت الشريعة اإلسالمية بتشخيص موضوع في الحياة، ووصفت كل شيء بوصفه الواقعي، لذا قال

أي الراجح ( بمبدأ ) التخطئة( ، ومعناه أن لله في العلماء ) في الر;f كل يشخص حقيقة ذلك الموضوع الذاتية من الحسن واقعة حكما

والمصلحة والمفسدة، وإن العمل والشر، والقبح، والخيرf، وقد يخطئ االجتهادي قد يصيب فيكشف ذلك الحكم f واقعيا كشفا

العلمية كعمل فال يكشفه.فيكون عمل الفقيه والباحث من الناحية .عالم الطب والفلك والفيزياء، هو ممارسة االكتشاف القانوني

لذلك فإن; العمل االجتهادي هو عمل معرض للخطأ وعدم إصابة وتشخيصه.وكما هو واضح فان; موضوعات األحكام هي الواقع

والنشاطات البشرية المختلفة.وإن; األفعال اإلنسانية والعالقات استوعبت األحكام اإلسالمية األحكام تقوم بتنظيمها وتقنينها، وقد

صغيرة كما هو مثبت في كتب الفقه والموسوعات الفقهية كل:وكبيرة في الحياة اإلنسانية وفي كل مجال

العبادة، السياسة، المال، االقتصاد، األسرة، القضاء، نظام األرض،.قوانين العمل ... الخ

وقد درس الفقهاء الفقه اإلسالمي على اربعة محاور أساسية:تستوعب كل نشاط اإلنسان وموضوعات الحياة االجتماعية، وهي

.ـ العبادات 1.ـ العقود 2(.ـ االيقاعات ) كالطالق 3 ـ سائر األحكام ) كالقضاء والمواريث واألطعمة وأحكام 4

(.الجهاد ... الخ;ما هو قانون وينبغي أن نعرف أن ما ورد في الكتاب والسنة إن

Page 31: الفكـر الإسلامـي

نسميه نظرية، وأن مجال النظرية اإلسالمية واقعي، وال يصح أن عندما نطلق مصطلح )النظرية هو االستنباط واالجتهاد .ونحن

يتوصل إليها المفكر اإلسالمية ( نقصد به ) اآلراء والتفسيرات التيf f اجتهاديا بالفعل لتفسير أو تنظيم قضية تتعلق اإلسالمي توصال

واالجتماع والتاريخ والنشاط اإلنساني، كالسياسة واالقتصاد(.واألخالق والسلوك الشخصي والعالقات العائلية وغيرها

واألحكام والقيم اإلسالمية الثابتة التي تعالج وتمثل النظريةf،المذهب f معينا f مجموعة موضوعا اإلسالمي في ذلك المجال، فمثال

االجتهادية )أي النظرية (التي تتعلق اآلراء والمبادئ االقتصادية والملكية، تشكل هي واألحكام بشؤون التوزيع والتداول واالستهالك

تعالج شؤون والقيم الثابتة، كحرمة الربا ووجوب العدل، التي الحياة االقتصادية والتي تسعى بمجموعها إلى تحقيق العدالة

االقتصادية، تسمى المذهب االقتصادي اإلسالمي، في حين تسمى عن تطبيق المذهب االقتصادي اإلسالمي بـ)علم القوانين الناتجة

وهكذا الحال في السياسة ،(االقتصاد السياسي اإلسالمي.واالجتماع وغيرهما

f وفق منهج البحث والمكتشف للنظرية يمارس f اجتهاديا عمال والمفكر اإلسالمي أن يحد;د والتفكير اإلسالمي، فإذا أراد الباحث

والسياسة والنفس النظرية اإلسالمية في ذلك المجال، كاالجتماع يوفر واالقتصاد واألخالق وتفسير التاريخ وأمثالها، فعليه أن

المعلومات والمادة الفكرية الخاصة ببحثه والتي تساعده على النظرية، وفق أسس منهج البحث العلمي الذي أشرنا إليه صياغة

f وبمستوييه (.المنهج العام والمنهج الخاص بذلك البحث )آنفا

مثال تطبيقي

f أن يكتشف نظرية إسالمية في فلسفة االخالق إذا أراد الباحث مثال األخالقي، فعليه أن يجمع المعلومات المناسبة، وتفسير العمل

للبحث األخالقي الذي يختلف في كثير ويسير وفق المنهج المالئم الفيزيائي والكيميائي،أن; من جوانبه عن البحوث المادية،كالبحث

:على الباحث هذا أن يسلك الخطوات التالية أن يستقرئ النصوص اإلسالمية من الكتاب والسنة، ويبوبها أ ـ

ويالحظ الخط الجامع والهدف المستبطن فيها، حسب موضوعاتها،;ه من الضروري أن يط;لع على الدراسات واألسس الكلية لها، كما أن

االطالع على الدراسات اإلسالمية في هذا المجال، باإلضافة إلى.النقدية غير اإلسالمية وأن يخضع الدراسات جميعها للمالحظات

ب ـ أن يستقرئ عن طريق المالحظة والتجربة الطبيعة البشرية والوضع السلوكي لإلنسان من خالل تحليل تكوينه الفطري

ويدرس الظروف اليومية والتاريخية، وممارسته االجتماعية كالمؤثرات الطبيعية والمؤثرات الخارجية التي تؤثر على سلوكه

.والتكوين الجسمي...الخ لألخالق اإلنسانية من خالل التجربة ج- وتحديد القيم العملية

باعتماد)منهج االستقراء (عن البشرية، ويستطيع أن يكتشفها والمشاكل طريق المالحظة االجتماعية، واإلحصاء للظاهرات

االجتماعية والوضع االجتماعي لمجتمعين؛ بشريين؛ أحدهما يؤمن باألخالق ويلتزم بها، وثانيهما يتنكر لألخالق ويكفر بها، كما في

.اإلسالمي، والمجتمعين الماركسي والرأسمالي المجتمع الفلسفة العامة والنظرة الكلية د- أن يربط بين األخالق وبين العقائدية،كنظرتها لإلنسان والحياة للرسالة اإلسالمية والمفاهيم

النفسية الفطرية الباطنة بين والعدل والحكمة اإللهيين، والعالقة الكمال اإللهي اإلنسان وخالقه، وهي عالقة نزوع ال شعوري نحو

f أن نحدد بعض األسس العامة المطلق، وعندئذ نستطيع مثال:للنظرية األخالقية في اإلسالم، مثل

.إن; األخالق تتأثر بالوراثة والبيئة والتعليم واالكتساب-1 إن; هناك خصائص نفسية إنسانية مشتركة بين أفراد النوع- 2

،f وتتمثل في االستعداد الداخلي عند اإلنسان لفعل اإلنساني جميعا.والرذيلة ...الخ الخير أو الشر، والفضيلة

هناك فروق بين األفراد تختلف من شخص آلخر، لذا يتفاوت- 3

Page 32: الفكـر الإسلامـي

.الناس في مراتبهم األخالقية اإلنسان يملك اإلرادة والقدرة على تغيير وضعه األخالقي- 4

f على مفهوم فلسفة الحرية واالختيار في اإلسالم، واستبعاد اعتمادا.اإللهي الجبرية التي تنافي العدل

إن; النفس اإلنسانية تنطوي على نزوع ال شعوري نحو الكمال- 5;ه يتخذ طريق الرذيلة متى ; أن المطلق قابل للتوجيه والتكامل، إال

f:}وهديناه النجدين{. ) وج;ه } منحرفا ;ا هديناه} السبيل41توجيها (} إنf f{.) إم;ا شاكرا (42وإم;ا كفورا

إن المثل األخالقي اإللهي )األسماء الحسنى( هو المثل األعلى- 6((.في حياة اإلنسان،لقول الرسول الكريم:)))تخل;قوا بأخالق الله

التسليم بدور الغريزة، وإعطائها حق اإلشباع الطبيعي،- 7.وضرورة خضوعها للعقل واإلرادة

مالحظة دور اللذة واأللم في السلوك اإلنساني سواء ما كان- 8f، وضرورة خضوعهما للقيم والموازين f أو نفسيا f أو عقليا ماديا

.األخالقية ـ ال يمكن تربية الفرد تربية أخالقية فاضلة بمعزل عن الحياة 9

االجتماعية، ذلك ألن مجال األخالق، والظلم والغضب والحلم والشهوة والعفة وااليثار واألنانية كالعدل

االجتماعية، وبذا تكون األخالق اإلسالمية أخالقا عملية هو الحياة.أخالقا فردية ذات جانب واحد فقط اجتماعية وليست

هكذا يسير البحث عندما يراد تنظير قضية أو تثبيت معالم نظرية.في الفكر اإلسالمي

المصطلح وأثره في الفكر اإلسالمي:تعريف المصطلح

;ن ليدل على) هو اللفظ الذي يضعه أهل عرف أو اختصاص معي;ن يتبادر الى الذهن عند اطالق ذلك اللفظ (.معنى معي

الرسالة اإلسالمية بأنها رسالة تغييرية استهدفت تغيير الواقع تمتاز فيه من أفكار ومفاهيم وعقائد ونظم وقوانين وقيم الجاهلي، بما

وسلوك، واعادة بناء ذلك كله على اساس وأخالق وطريقة تفكير االلهية. وكان طبيعيا أن تكون العقيدة والفكر والتشريع والقيم

وفكرا جديدا هذه الرسالة العظيمة التي حملت مفاهيم جديدة;يات ومضمونا متميزا، كان طبيعيا أن تكون لها مصطلحات ومسمي

خاصة بها، تحمل فكرها ومضمونها، وتميز شخصيتها وهويتها محتواها وأهدافها في مجال العقيدة واألخالق الفكرية، وتعبر عن

واالقتصادي واالجتماعي والثقافي والتشريع والفكر السياسي ومسمياتها الخاصة العام.فأصبحت للرسالة اإلسالمية مصطلحاتها

:التي تعبر عن محتواها وتميز هويتها وشخصيتها، كمصطلح التوحيد، والرب، والوحي، والقيامة، والصوم، والوضوء، والزكاة،

، واألمامة، والمستضعفين، والمستكبرين، والصالة، والحج; واالرتداد، والكفر، والوالية، والطاغوت، والشيطان، والنفاق،

والخالفة، وحزب الله، وحزب واألمة، والملة، والجهاد، والشهادة، بالمعروف، والنهي الشيطان، والحرام، والحالل، والدعوة، واألمر

والخاشع، عن المنكر، واالستبدال، والمفسد، والمحارب والمعاهد، والمتقي، والمؤمن، والفاسق، والشريعة، واإلسالم، والغيب،

والد�ين، والشورى، وغيرها من المصطلحات التي نطق بها القرآن، وأفكارا خاصة تختلف عن المعاني واألفكار وحملها معاني

مجيء اإلسالم، والتي ما زالت والمفاهيم التي كانت تحملها قبل ويحتفظ بها، قواميس اللغة وتراث العرب قبل اإلسالم يحملها

وفق معانيها اللغوية التي وضعت لها قبل أن تتحول الى اسالمية خاصة، وعندما كانت العرب تستعملها مصطلحات

معاني عامة، فأصبحت تلك األلفاظ وتطلقها ضمن فهمها، وتحملها ومعانيها الجديدة ومفاهيمها مصطلحات اسالمية خاصة لها مداليلها

اإلسالمية ومفاهيمها، الواضحة، والتي تعبر عن مقاصد الرسالة الرسالي، وتحمل أهدافها وروحها، وتساهم في بناء الفكر والفهم

الذي حملته الدعوة اإلسالمية، واستهدفت تغيير الحياة واحداث وانقالب فكري وسلوكي فيها، فاصبحت تلك المصطلحات حركة

Page 33: الفكـر الإسلامـي

خاصا، وتترك أثرا فكريا ونفسيا الجديدة تحمل للناس فكرا.وروحيا

والعلمية اإلسالمية: كالتفسير ثم نشأت المصطلحات الفكرية والفلسفة وعلم الحديث والعقيدة، والفقه وأصوله، وعلم الكالم،

.الخ... واألخالق، وعلم النفس واالجتماع، والسياسة، والمال وهكذا نشأت مصطلحات اسالمية في كل مجال وعلم وفن

الفكر اإلسالمي والمفاهيم اإلسالمية، وتحفظ ومعرفة، لتعبر عن بمفاهيم اإليمان، وتعمق الوعي اإلسالمي، األصالة والنقاء، وتوحي

.وتحمل الطابع اإلسالمي المتميز للمصطلح في كل فن; وعلم ومعرفة بشرية فعله وأثره في إن

االتجاه المدرسي الخاص، وحمل الروح نقل األفكار، وتكوين الفكري، فللسياسة واالقتصاد العامة للعقيدة واالتجاه والمذهب

والفقه والقانون والفلسفة وعلم النفس واالجتماع واألدب والفن; وغيرها من العلوم والمعارف البشرية، مصطلحاتها الخاصة بها،

ة عن فلسفتها واتجاهها المذهبي في كثير من األحيان، لذا والمعبر; اإلسالمي مصطلحه الخاص، كما كان للفكر الماركسي كان للفكر

;ر والرأسمالي والوجودي وغيرها. وإذن فالبد; للكاتب والمفك البد; لهم عندما يستعملون واألديب والباحث اإلسالمي، وكل مسلم،

وغيرها، من المصطلحات الفكرية والعلمية والسياسة واالقتصادية أن يستعملوا المصطلح اإلسالمي، الذي يحوي روح اإلسالم،

على أصالة الفكر اإلسالمي ونقائه، ويحمية من التبعية ويحافظ.وضياع الهوية المتميزة واالنحالل والذوبان،

الحياة لجأ العلماء وألهمية المصطلح وقيمته الفكرية والعلمية في;ى الفلسفات والمذاهب ;رون والمختصون في شت الفكرية والمفك

الى وضع كتب المصطلحات والقواميس والموسوعات والتعاريف هويات القضايا، ويعرف;وا المفاهيم وفق آرائهم ونظرياتهم ليحدد;وا

عرض فيها الفكر اإلسالمي الى المخاطر وغياب الى الدرجة التي.الفكرية والثقافية المعاصرة مصطلحه الخاص في المجاالت

األلفاظ والمصطلحات- ولقد درس علماء اإلسالم- منذ قرون أفكارها، وتحديد دراسة وافية دقيقة، لعالقتها بفهم الشريعة ونقل

المفاهيم والموضوعات وإيضاحها وترتيب اآلثار والمواقفموا األلفاظ الى حقيقة والتكاليف والمسؤوليات عليها، فقس;

;ها ) استعمال اللفظ في معناه ومجاز، وعرفوا الحقيقة بأن(.43الموضوع له( ) كلفظ الماء، والحجر ليدل على معنى معينى، فكل لفظ وضع

والحزب واألمة، والقياس، والتناقض، والصوم، والحج، والسياسة،.والغريزة، والنفس...الخ والدعوة، والجهاد، والبغي، والنفاق،

م علماء أصول الفقه الحقيقة الى ثالثة أقسام، وهي :وقس; الحقيقة الشرعية: ويقصدون بها المصطلح الشرعي، وهو- 1

f ليدل على اللفظ الذي استعمله f خاصا الشارع المقدس استعماال مقصودة له، فصار يدل على معنى خاص، يعرف بحقيقة محدودة

f: كلمة الصالة كانت تعنى عند ذلك المعنى الشرعي الخاص، فمثال العرب قبل اإلسالم: الدعاء، وعندما استعملها اإلسالم كاسم

للعبادة المعروفة، أصبح يتبادر الى الذهن عند إطالق هذا اللفظ بهيئتها المعروفة، وليس الدعاء . وكذا الصوم، والحج، معنى الصالة

والكفر، والنفاق، والفسوق، واالرتداد، والزكاة، والنبوة، األلفاظ تستعمل في لغة العرب في واألمامة...الخ. فقد كانت هذه

اإلسالم فيها، ولكنها ال معاني قريبة من المعاني التي استعملها فيه، تحمل ذلك المضمون الذي حم;له القرآن لها واستعملها

;ر عنها .فأصبحت بعد استعماله لها تدل على تلك المعاني وتعبف الشيخ المشكيني الحقيقة الشرعية بقوله: ) هو اللفظ وقد عر;

f من قبله، فإذا ثبت أن الشارع الذي كان وضعه بيد الشارع، وثانتاf لمعنى كلفظ الصالة للهيئة المعهودة، والصوم لإلمساك وضع لفظا

بتنصيصه بأن وضعت هذه المعلوم، والزكاة للصدقة المعروفة، اماf، ثم; األلفاظ لهذه المعاني، أو باستعماله لها في تلك المعاني مجازا

حقيقة: صيرورتها حقيقة بكثرة االستعمال؛ يقال أن هذه األلفاظ شرعية في هذه المعاني، والحقيقة الشرعية فيها ثابته، واذا لم

وضعه لها بأحد النحوين يقال: أنه لم يثبت الحقيقة الشرعية يثبت(.44بالنسبة الى هذه المعاني( ) في هذه األلفاظ

Page 34: الفكـر الإسلامـي

f لمعنى الحقيقة اللغوية: ويقصدون بها اللفظ- 2 الموضوع لغويا األلفاظ دال;ة من المعاني، كلفظ القتل والكذب...الخ، فان هذه

.على معانيها الحقيقية بالوضع اللغوي وإليضاح هذه الحقيقة بنبغي أن نذكر أن هناك: الحقيقة العرفية- 3

;ة في اللغة فنقلها المجتمع أو بعض األلفاظ لها معاني معين وأصحاب األعمال المختصون كالعلماء والسياسيين واالقتصاديين

والحرف...الخ، الى معاني خاص;ة، وراحوا يطلقونها على تلك المعاني، ويستعملونها فيها، فأصبح لها معنى وداللة خاصة يفهمها

أصحاب االختصاص، يختلف عن المعنى اللغوي الذي المجتمع أوf )لفظ السياسة( يعني في اللغة الترويض وضعت له، فمثال

أي يرو;ضها، فأصبح والعناية، وهو مأخوذ من ساس الخيل يسوسهاf عند السياسيين والمجتمع، f خاص;ا يعني لفظ السياسة مصطلحا

رعاية شؤون األمة وتدبيرها، وكلفظ ) القياس(، فانه يعني في التقدير(، ولكن علماء المنطق وأصول الفقه، وعلماء ) اللغة

كمصطلح علمي ويطلقونه كاسم لمنهج المناهج والبحث استعملوه اللغة من الغرز، بحث واستنباط. ولفظ ) الغريزة( مأخوذ في

والغريزة في اللغة على وزن فعيلة وهي اسم لكل مغروز في األرض أو في األجسام، ولكنها استعملت كمصطلح علمي يعني

ولد اإلنسان أو الحيوان وهو مزو;د بها، كغريزة القوى الفطرية التي.حب; الذات والجنس...الخ

:ويقسم العرف الى قسمين العرف العام: أي العرف االجتماعي، فتكون الحقيقة العرفية أـ

العرف العام، هي عبارة عن المصطلح االجتماعي، التي مصدرها اللغوي الى معناه االصطالحي وهو اللفظ المنقول من معناه

العروس( الذي ) الخاص والمتعارف عليه لد المجتمع، كمصطلح يستعمله المجتمع كاسم للمرأة أيام زواجها االولى، في حين أن

معنى العروس في اللغة مأخوذ من التعريس، وهو النزول فيf، فيكون f في المكان ليال معنى العروس في اللغة هو النازلة ليال

استعمالها على هذا المعنى ذلك المكان، إال أن المجتمع قصر على انتقال لوجود المناسبة بين المعنيين، وهو جريان العادة

f الى بيت زوجها .الزوجة ليال عرف المختصين بعلم أو حرفة ب - العرف الخاص: ويقصدون به

واالقتصاد والفيزياء أو فن...الخ، كعلماء النفس والسياسة والمال والطب والفلسفة والكالم والفقه والتجارة والعسكرية

واللغة...الخ، فلكل علم وفن ومعرفة مصطلحات خاص;ة يستعملها ذلك المجال ويعبرون بها عن أفكارهم المشتغلون في

المصطلح العرفي، وهو ومقاصدهم.وإذن فالحقيقة العرفية تعني وضع المصطلح الذي يضعه العرف االجتماعي أو المتخص;ص.وقد

العلماء المسلمون في مختلف المعارف والعلوم المصطلحات;رة عن الفهم والرؤية اإلسالمية والحاملة للفكر والتعاريف المعب

.فحفظوا أصالة الفكر اإلسالمي واستقالليته والثقافة اإلسالمية،; نصل الى حقيقة أساسية، وهي أن معاني األلفاظ تقسم وأخيرا

:حسب دالالتها الى قسمين.أـ معنى لغوي: وهو معنى اللفظ الذي حد;ده الواضع اللغوي ب - معنى اصطالحي: وهو معنى اللفظ الذي حد;ده أصحاب

.االصطالح والذي يعنينا في هذا البحث هو القسم االصطالحي من األلفاظ،

(.ويشمل: ) المصطلح الشرعي والمصطلح العرفي أوضحنا فان المصطلح الشرعي، هو المصطلح الذي وضعه وكما

;ر به عن معاني خاص;ة ومحد;دة، ليكون قصده من الشارع ليعبf للمخاطبين، لئال ونواهي وصح;ة األفعال وعدم أوامر صح;تها واضحا

شيء أراده تشتبه عليهم المفاهيم والموضوعات، وليكون كلf.وهكذا يتحدد لنا معنى المصطلح الشرعي f ومحد;دا الشارع واضحا

.والعرفي وبما أن المصطلح الشرعي هو مصطلح مختص بالشريعة

ومحد;د المعالم، كمصطلح الحج والجهاد والدعوة اإلسالمية، والصوم والصالة والخمس والغنائم والهجرة والتوبة والزكاة

;ة والبدعة والهدى والضالل تعريضه ...الخ، والكفر والنفاق والسن، فان مجال تريضه للتالعب والتزييف أو استبداله بغيره fضئيل

Page 35: الفكـر الإسلامـي

وبقيت هذه المصطلحات أصلية نقية محافظة على مضمونها، إال من هذه المصطلحات، كمصطلح الهدى والضالل والكفر أن اكثير

واالستكبار واالستضعاف والسنة والبدعة والنفاق والطاغوت الفكرية والسياسة وغيرها من المصطلحات ذات الداللة

السنة(، ما واالجتماعية، التي وضعها الشارع المقدس )القرآن أو;اب والمفكرين زالت غير متداولة بالشكل الواسع والمعبر بين الكت

اإلسالميين أو في المجتمع المسلم، كمصطلحات إسالمية لها وإيحاءاتها الفكرية والعقائدية واألخالقية واالجتماعية مداليلها

التربوية والنفسية على شخصية اإلنسان المسلم والتعبدية وآثارها المصطلحات واستعمال ألفاظ أخرى وسلوكه، لذا فان غياب هذه

والوعي اإلسالمي، قد ساهم في تحجيم مساحة الثقافة اإلسالمية بها هذه وتضييع كثير من المفاهيم واألفكار واإليحاءات التي تشع

المصطلحات، كما ساهم هذا الغياب بإحالل المفاهيم واألفكار غير اإلسالمية التي تحملها المصطلحات الغريبة على روح اإلسالم

كالمصطلحات الشيوعية أو الرأسمالية وأمثالها من وثقافته، المجال العقائدي والسياسي والقانوني المصطلحات المادية في

.واألخالقي...الخ الى استعمال المصطلح الشرعي للحفاظ على لذا فأننا مدعوؤن

الثقافة اإلسالمية والتربية أصالة الفكر اإلسالمي ونقائه وتعميم المصطلح اإلسالمي على مفاهيم اإلسالم عن طريق تعميم ونشر

.الذي يحمل الفكر والمفهوم اإلسالمي العرفية فيعنينا منها أن ندرس المصطلح العرفي أما المصطلحات

f وثقافة f يؤثر في تفكير اإلنسان وسلوكه، الذي يحمل فكرا ومفهوما وكمصطلحات علم النفس كالمصطلح السياسي والعقائدي،

وأمثالها من واالجتماع واالقتصاد والفقه والقانون والثقافة العام;ة المصطلحات ذات االنتماء المذهبي، دون المصطلحات العلمية

f f أو البحتة التي ال تنتمي إلى مذهب فكري، وال تحمل فهما عقائدياf f كمصطلحات علم الفلك والنبات والطب والهندسة فكريا خاص;ا

.والكيمياء وأمثالها نصل الى أن لالسالميين مصطلحات إسالمية ذات صفة وهكذا

وباالضافة الى ذلك فان لبعضها داللة رسالية ومضمون فكري،نة ) الشرع( أو ما إيمانية أو تعبدية، سواء ما وضعه القرآن والس;

اإلسالميون، أو ما شاع تداوله وضعه العلماء والفقهاء والمفكرون للحفاظ على األصالة( العرف اإلسالمي )في المجتمع اإلسالمي

.الفكرية والثقافية في المجتمع اإلسالمي وبإمكاننا أن نقسم المصطلحات ذات االنتماء المذهبي والفكري

:بشكل عام الى ثالثة أقسامf لالسالم، وقد وضعها ـ1 f مخالفا f ومضمونا مصطلحات تحمل فكرا

;ر أصحاب األفكار والنظريات والمذاهب الفلسفية والسياسة، لتعب كمصطلح المادية التاريخية، والعالقات عن أفكارهم وفلسفاتهم،

واليمين، واليسار...الخ، فان الجدلية، والديمقراطية، واالشتراكية،f لروح f مخالفا اإلسالم، وتعبر عن مثل هذه المصطلحات تحمل فكرا

نستعيرها فلسفات ونظريات مخالفة لالسالم، فال نستعملها وال;ها ال تنسجم مع الفكر اإلسالمي للتعبير عن أفكارنا ومفاهيمنا، ألن

;ر عن مفاهيمه وأفكاره .وفلسفته ورسالته، وال تعب االشتراك اللفظي دون االشتراك في ـ مصطلحات يقع فيها2

والروح والنفس المعنى، كمصطلح السياسة والسلطة والعقل والغريزة والحزب واألمة والوطن وكثير غيرها من المصطلحات الفلسفية واالقتصادية والفقهية والثقافية والسياسة...الخ، فمثل

المصطلحات يشترك فيها اإلسالميون مع غيرهم في اللفظ، هذه والمعنى، فمفاهيم السياسة والسلطة والعقل ويختلفون في الفهم

والوطن...الخ، لها مفاهيم في والغريزة والحزب والروح واألمة والنظريات غير اإلسالم تختلف عن مفاهيمها في الفلسفات

اإلسالمية، لذلك وضعت التعاريف وكتب المصطلحات والمعاجم;ز أفكارها وثقافتها الخاصة .والموسوعات لترك

f ما كتبه هاري ويلز( عن فلسفة بافلوف، وهو ) نضرب لذلك مثال المصطلح في عملية يتحدث عن الغريزة كمصطلح، ويوضح دور

والمعتقد، حمل األفكار ودرجة ارتباطه بالمنهج الفلسفي وبالفكر:قال

Page 36: الفكـر الإسلامـي

f، وبعض األفعال المنعكسة غير الشرطية، مثل التي ذكرناها) تو;ا هي أفعال منعكسة بسيطة، وبعضها تبدو مركبة ومتتابعة على

هجرة الطيور لمسافات تقدر بألف ميل، أو مثل حلقات، مثل بها النمل والنحل في بناء خليته( عملية البناء المعقدة التي يقوم

f باسم الغرائز "، ويقول بافلوف " وهذا هو ما كان يعرف تقليديا:في هذا الصدد

المنعكس، ذلك ألنها تعطينا فكرة أوضح إننا نفض;ل كلمة الفعل) ;ه عن الحتمية، وتكشف بصورة أكثر جالء عن عالقة المنب

f أن تفسر السلوك باالستجابة والعل;ة بالمعلول، ويمكن لها أيضا المتشابك للغاية، المتمثل في العمليات ذات الطابع المتتابع

;ة من مكونات بسيطة حيث تكون الحلقات، ومزج النتيجة المركب.لبداية التالي نهاية احداها منبها

فالفعل المنعكس مصطلح علمي محدد بصورة حاسمة، ويمكن الدقيق، هذا عكس مصطلح إخضاعه للتجريب والتبسيط والتفصيل

f عن أنه مشحون " الغريزة " فلم f، فضال f دقيقا f محددا يكن أبدا(.ميتافيزيقية بمعان غيبية وحيوية

أما مفهوم بافلوف عن األفعال المنعكسة فانه يتضمن كل هذا التركيب المعقد من االرجاعات التي تحدث كاستجابة، ومن ثم لن

يضطرنا الى اختالق مجموعة خاصة من الظواهر يبقى شيء(.45 " )نطلق عليها لفظ " الغريزة

خالصة القول: ) أن كل مظاهر السلوك الحيواني يمكن تفسيرها المفهوم الفسيولوجي للفعل المنعكس واالستجابة على ضوء

يقتضينا استخدام مفهوم " الغرائز " هذا بحيث لن يتخلف لنا ما(.46( )المفهوم الغامض الجامع لكل شيء

وهكذا يشرح لنا هذا العرض أن من أسباب تغيير بافلوف لمصطلح الغريزة،هو أن هذا المصطلح يحمل مفاهيم تتصل باإليمان بالله،

في خلقه، فهو إذا ثبت مصطلح الغريزة وأعطاه وتوحي بأثرهf وهو ال يريد إثبات التعريف المعهود ثبت في خلقه، f إلهيا مفهوما

يريد تغيير هذا المصطلح الفكر اإللهي أو االعتراف به، لذلك فهو.واستبداله يوحي لئال بتلك األفكار أو يشعر بها

f من وجهة نظره، f عن أنه يفهم مصطلح الغريزة فهما فهو فضال.عمد الى تغييره لئال يوحي بالمفاهيم الغيبية والميتافيزيقية

آخر مصطلح السياسة، فهو مصطلح مشترك من الناحية وكمثل وغير اإلسالميين، إال أن مفهوم السياسة اللفظية بين اإلسالميين

مفهومها وتعريفها لدى المذاهب وتعريفها في اإلسالم يختلف عن.الفكرية والسياسة األخرى

يعني في المفهوم اإلسالمي: ) رعاية شؤون فمصطلح السياسة المذاهب: ) الصراع على األمة وتدبيرها(، ويعني عند بعض

كما يعني ،(السلطة(، ويعني عند البعض اآلخر: )فن; حكم الدولة(.عند بعضهم: ) فن; حكم المجتمعات اإلنسانية

الفارق بين حقيقة السياسة في الفكر اإلسالمي وواضح كم هو الشؤون العامة لألمة، وبين حقيقتها في التي تعني الرعاية وتدبير

f على د فن; حكم النظريات التي تراها صراعا السلطة أو مجر; هامة عندما الدولة أو المجتمع.وإذا فعلينا أن ننتبه الى قضية

نستعمل هذا النمط من المصطلحات، وهي أن لهذه المصطلحات ومفاهيم عند اإلسالميين، تختلف عن مفاهيمها وتعاريفها تعاريف

;ر عن فهمنا عند غيرهم، فنحن نستعملها ونطلقها في معاني تعب مع المذاهب واالتجاهات الفكرية وأفكارنا اإلسالمية، وال يجمعنا

اللفظي دون جانب اإلسالمية في هذه المصطلحات إال الجانب غير المعنى والمضمون.فمفهوم الغريزة والعقل والسياسة والحزب

والسلطة والجمهورية والدستور والشورى والتناقض، وتعاريفها في اإلسالمي، هي غير مفاهيمها وتعاريفها في األفكار والمذاهب الفكر

.غير اإلسالمية مصطلحات إسالمية، بلفظها ومحتواها، كمصطلح األمامة ـ3

والصوم والحج والزكاة والوالية والنفاق والبغاة والوحي والطاغوت واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد والدفاع والدعوة

والحربي والسنة والبدعة والكفر واالرتداد واالستكبار والمعاهداإلسالمية، ودار الحرب ودار اإلسالم وأمثالها من المصطلحات

f ذات إشعاع عقائدي f إسالميا f ومضمونا فهي مصطلحات تحمل فكرا

Page 37: الفكـر الإسلامـي

أو تعبدي أو أخالقي أو إيماني، وإن استبدالها بغيرها من األلفاظ إيحاءاتها وإشعاعاتها الفكرية والتعبدية والتربوية واإليمانية يضيع

.يضيع اآلثار القانونية والمسؤوليات المترتبة عليها هذه، كما والمرتد ودار الحرب ودار اإلسالم تترتب فمثل مصطلح البغاة

ومواقف سياسية وقانونية عليها آثار شرعية ومسؤوليات جزائيةf على فمصطلح البغاة يطلق من وجهة النظر اإلسالمية؛ مثال

الجماعة الخارجة أو المتمردة على إرادة السلطة الشرعيةf خاصة على هذه اإلسالمية، وهؤالء عندما نسميهم بغاة نرتب آثارا

كوجوب مقاتلتهم وغنم الممتلكات التي أعدو;ها للقتال أو التسمية، ذلك من األحكام واآلثار المترتبة على وصفهم مالحقتهم، أو غير

.بالبغاة وتشخيصهم كبغاةد على فكلمة بغاة توحي في الذهنية اإلسالمية بمفهوم المتر;

الشرعية، وليس بوسع أي مصطلح أو وصف السلطة اإلسالمية.ينوب عن هذا المصطلح من الناحية القانونية اإلسالمية أن

وهكذا الحال في المصطلح ذات الداللة الشرعية أو العرفية.اإلسالمية

لذا كانت المحافظة على المصطلح اإلسالمي، سواء الشرعي منه أو العرفي، ضرورة إسالمية ترتبط بالتشريع والفكر والتربية

.اإلسالمية

عوامل التخلف واالنحراف الفكري في العالم اإلسالمي

من يدرس المرحلة الفكرية والحضارية المتأخرة التي عايشتها إنf في الفكر والوعي والثقافة، كما يجد األمة اإلسالمية، يجد تخلفا

الفكري والتبعية الثقافية للمدارس الشرقية حالة من االنحراف حتى كادت تغيب هوية الفكر والغربية في المفاهيم واألفكار،

ومعارفه بشكل جعل اإلسالمي األصيل، وتختفي من ثقافة المسلم والبعد عن األمة تصاب بحالة من التبعية الفكرية للغرب والشرق،

ثقافتها وفكرها وأصالتها في الجامعات والمدارس واالعالم واألدب;ى العلوم والمعارف اإلنسانية...الخ، والثفافة والفن; والفلسفة وشت

هذه األمة ال تملك أصالة فكرية، وال هوية عقائدية حتى كأنf f، بل وأصبح البعض يتباهى بأنه مستقل;ة، وال كيانا f متكامال ثقافيا

f f بشكل أد;ى الى االنحراف يحمل ثقافة غربية، أو فكرا شرقيا اإلسالمية بين جيل الفكري، واالتجاه المعاكس للحياة والثقافة

والوضعية الشباب والمتعلمين.ولكي تعالح هذه الظاهرة الخطيرة، المنحرفة عن اإلسالم البد; من تشخيص الداء واألسباب التي أدت

هذا االنحراف والتخلف الفكري المرو;ع، بحيث تحول الى إلى صفوف أبناء األمة اإلسالمية، وتمزيق صراع حضاري وفكري في

.وحدتها وبنائها الداخلي ومن يحاول تقص;ي ودراسة األسباب والعوامل الكامنة خلف هذه

:الظاهرة، يجد أن أبرزها قائم بما يلي إن أبرز المشاكل والعقبات التي تعيق نمو وانتشار الفكر ـ1

العالم اإلسالمي اليوم، هي) مشكلة اإلرهاب الفكري اإلسالمي في تمارسه الحكومات والسلطات واالضطهاد السياسي( الذي

ضد العلماء االستكبارية المرتبطة بعجلة الفكر الغربي والشرقي والمفكرين والمثقفين اإلسالميين ودعاة اإلسالم والحركات

والمؤسسات اإلسالمية، فقد ساهمت هذه الجرائم االرهابية من واالعاقة والسجن والقتل والتشريد للكتاب والمفكرين المصادرات

والمثقفين اإلسالميين بإعاقة نمو الحركة الفكرية واألدباء والعلماء;ار الدعوة اإلسالمية، فسح المجال اإلسالمية، والوقوف أمام تي

من الشرق والغرب، أمام انتشار الثقافة والفكر المستوردين.األصيل وتشجيع االتجاه والمنحل والمعادي لالتجاه اإلسالمي

f f كما لعبت القوانين الجائرة وعناصر األجهزة االرهابية دورا كبيرا في كبت حرية الفكر اإلسالمي، ومنع الدعوة إليه، والحيلولة دون

انتشاره، فقد منعت الصحف والمجالت اإلسالمية والكتاب األسواق والمكتبات، أو الدخول الى اإلسالمي من الظهور في

حتى اصبح الكتاب المدارس والجامعات، وتداولها بين الناس،;ة يدان بها أصحابها ويساقون الى المحاكم اإلسالمي وثيقة جرمي

في بعض بلدان المسلمين الخاضعة ألجهزة حكومية معادية

Page 38: الفكـر الإسلامـي

.لالسالم تقوم بعض االنظمة في عدد من البالد اإلسالمية بمنع دخول كما

كما تمنع الدول الحريصة على سالمة اإلنسان الكتاب اإلسالمي،ة من دخول المخدرات والمواد .الضار;

إن هذه الحرب الثقافية، وهذا االرهاب الفكري الذي يشن ضد اإلسالمي، إن هو إال جزء من الخط;ة االستكبارية الجاهلية الفكر

الدعوة اإلسالمية والفكر اإلسالمي لحساب الفكر للوقوف بوجه.والمتمثلة بالثقافة المادية المتحللة الجاهلي والدعوات الجاهلية،

هي إال امتداد لممارسات إن هذه الممارسات العدوانية، إن العدوانية أسالفهم الجاهليين القدماء، الذين وصف القرآن حربهم

}وعدون ضد الدعوة اإللهية بقوله:] وال تقعدوا بكل; صراط تf[ )االعراف/ (.86وتصد;ون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا

ين اإلسالميين هي أن يواصلوا إن مسؤولية الكتاب والمفكر; يتحدوا خصومهم، ولو كل;فهم ذلك التضحية مهمتهم الثقافية، وأن

محنة الصراع االرهابي بكامل باالستقرار والراحة والنفس وخوض;هم مسؤولون عن الدفاع عن الفكر اإلسالمي، أبعادها، فان

:ومكلفون بالنهوض بهذه المهمة المقدسةf إال الله] الذين يبلغون رساالت الله ويخشونه وال يخشون أحدا

f[. )األحزاب/ (.39وكفى بالله حسيبا;بعني) قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن ات

(108وسبحان الله وما أنا من المشركين(. )يوسف/ ومن المخاطر التي يواجهها الفكر اإلسالمي هي ) محاولة ـ2

(، والتآمر على الفكر اإلسالمي عرض اإلسالم بشكل مزيف; المحاوالت وأخبثها، وقد األصيل.إن هذه المحاولة هي من أقدم

f وأساليب مختلفة، تمثلت بوضع الحديث والروايات اتخذت صيغا المكذوبة على رسول الله )ص( وأئمة أهل البيت )ع(، والتالعب

f، وبوضع فا f محر; بمعاني القرآن وتفسير آياته المباركة تفسيرا والنظريات الغريبة على روح اإلسالم، ومحاولة دمجها االفكار

وتلبيسها بلباس إسالمي، وإخراجها بثوب باألصول اإلسالمية،;ف.واليوم تجري محاوالت عرض الفكر المزيف; الذي إسالمي مزي

f عن يحمل العنوان اإلسالمي، أو التظاهر بأساليب ال تختلف كثيرا تلك المحاوالت الخبيثة، ومصالح الحكام الجائرين، والقوى

الطاغوتية العالمية، ومن أبرز هذه المحاوالت التحريفية، هي اإلسالم بالشكل المناسب للحياة الغربية والشرقية محاولة عرض

f في مجال والفكر الرأسمالي الغربي أو االشتراكي وخصوصا وحركة المال السياسة واالقتصاد والملكية وأعمال التجارة

والثروة، ومنها محاولة قتل روح الجهاد والمقاومة في األجيال المسلمة، البقائها خائفة خاضعة لخطط الطواغيت والمستكبرين

مصالحهم.ومنها تكريس فكرة الرضوخ للظلمة ولحماية أنهم والة أمر تجب المتسلطين، وعدم مقاومتهم بدعوى

طاعتهم.ومنها إظهار العمل الحركي اإلسالمي بمظهر العمل.االرهابي، والحيلولة بينه وبين جماهير األمة

.ومنها محاولة الفصل بين الدين والسياسة...الخ وهكذا يواجه الفكر اإلسالمي المحاوالت التحريفية الخبيثة التي

.تستهدف القضاء على نقائه وأصالته وحركيته يتوجب على المفكرين اإلسالميين ودعاة اإلسالم أن يوض;حوا لذا

ويراقبوا الحركة الفكرية، ويترصدوا محاوالت هذه الحقيقة، اإلسالمي للحفاظ على نقائه وأصالته، التحريف والدس; في الفكر.وسالمة حركة األمة ووعيها

باإلسالم: إن من األسباب األساسية لالنحراف الفكري ـ الجهل3 المسلمين هو الجهل باإلسالم، وعدم وضوح والضياع الثقافي لدى

واالقتصاد والسياسة واالجتماع أفكاره ومفاهيمه في العقيدة الذي يشكل محك واألخالق وقضايا الثقافة والحضارة المختلفة،

الحاجة الفكرية والعملية، ويعالج المشاكل والقضايا الحضارية.المستجدة في عالم اإلنسان

المسلمون، ونتج ذلك الجهل عن التخلف العام الذي أصيب به والحالة المتردية التي وصلتها مجتمعاتهم، واألمية التي كانت

مسيطرة عليهم، وعدم اهتمام الحكام والسلطات التي حكمت.اإلسالم، كالحكام العثمانيين وأمثالهم المسلمين باسم

Page 39: الفكـر الإسلامـي

أصيب به الجيل المسلم ـ إن أبرز أسباب االنحراف الذي4 واإلنتاج المعاصر تكمن في ) الفراغ الفكري والتوقف عن االبداع

د الحاجات المعاصرة للفكر اإلنساني، وعدم الفكري(، الذي يس; االهتمام بشؤون الثقافة والمعرفة المصادرتين، وصد; التيارات

المادية، التي غزت البالد اإلسالمية، واالقتصار على الفكرية واألصولية واللغوية والكالمية والفلسفية بشكلها الدراسات الفقهية

دراستها وتدريسها وبحوثها التقليدي، دون أن ينظر في والثقافة وموضوعاتها الى ما استجد من حاجات جديدة للفكر

.والحياة العلمية بحركة الفكر ـ الجامعات والمدارس التبشيرية، والمرتبطون5

f لبث الفكر الغربي التبشيري، فقد شكلت تلك البؤر مصدرا.الذي ساهم بحرف الجيل المسلم، وإرباك تفكيره والمادي

التعليمية في األهداف والنتائج: هي ومثل تلك المؤسسات أنشأتها األنظمة العميلة، المدارس والجامعات العلمانية التي

والحضارة الغربية والحكام العمالء،المرتبطون بعجلة الثقافةf ال يعرف جت تلك المدارس والجامعات جيال والشرقية، فخر;

f f وحضاريا f فكريا .اإلسالم، وال يرتبط به ارتباطا وغير مباشر، على ابعاد الناشئة بل ركز;ت بشكل مباشر

f في نمط والمتعلمين عن المنهج والفكر اإلسالمي، خصوصا.التفكير والسلوك داخل تلك المدارس والجامعات

العمالء واألنظمة المستوردة من الشرق والغرب: لقد ـ الحكام6 البالد اإلسالمية والحكام العمالء في ساهمت األنظمة العميلة في

والثقافة المنحلة، الشرق والغرب باشاعة الفكر المنحرف، المنقولة والحضارة المادية الجاهلية، بتطبيق القوانين واألنظمة

عن الشرق والغرب، وتوجيه االعالم والثقافة والمعرفة وجهة.لالتجاه والمنهج اإلسالميين معاكسة

والجمعيات ـ األحزاب والمنظمات والمؤسسات والنوادي7 المنحرفة القائمة على أساس الفكر المستورد، كالماركسية والديمقراطية الغربية والعنصرية وأمثالها، فقد ساهمت تلك

والثقافية بتربية أجيال من أبناء المسلمين المؤسسات السياسة اإلسالم، بل ومعادية له في بعض تربية منحرفة، بعيدة عن روح

.األحيان واالستكبار العالمي والصهيونية على وقد دآبت قوى الطاغوت

الثقافية والسياسة تأسيس األحزاب والمنظمات والمؤسسات فكري القائمة على الفكر والثقافة غير اإلسالمية إليجاد تيار

وسياسي عميل، ومرتبط بأعداء األمة اإلسالمية، يمثل تفكيرهاf وحالة من الصراع والتآكل واتجاهها في الحياة، ويشكل انقساما

اإلسالمية، إلشغالها في الصراع والنزاع في صفوف أبناء األمة بؤر انحرافية في أجواء الفكري والسياسي الداخلي، ولتشكيل

.األمة اإلسالمية ذاتها والتضليل: بعد أن تطورت وسائل الدعاية ـ وسائل الدعاية8

f في واالعالم، أصبح هذا الفن من أعقد f وتأثيرا الفنون وأكثرها فتكا.حياة اإلنسان

االستكبارية، واألنظمة المنحرفة واألجهزة ولقد استخدمت القوى واالعالم، كالصحافة والسينما المتسلطة على وسائل الدعاية

واإلشاعة وأمثالها لتزييف والمسرح والتلفزيون والراديو واالذاعة اإلسالمي الثقافة والفكر، وتضليل اإلنسان، وحرف مسار الفكر

واألخالق الفاضلة عن طريق الفنون واآلداب المنحلة والثقافة.المنحرفة...الخ

ت وسائل االعالم والدعاية على تلك األهداف، وبذلت وقد ركز;f مضنية مكنتها من إحداث حالة من الضياع الفكري جهودا

الثقافي، وغرس روح التبعية والتسول المعرفي لدى واالنحسار.الجيل المسلم

من الصحف والمجالت والكتب واالذاعات المرتبطة وكم نشاهد والثقافي، والمعبرة عن هذا التيار المعادي بعجلة الغزو الفكري

.للدعوة اإلسالميةf ـ9 المستشرقون: منذ فترة طويلة والمستشرقون يبذلون جهودا

الفكر والتاريخ والثقافة والحضارة اإلسالمية، متواصلة لدراسة وطبيعة التكوين الفكري والنفسي للتعرف على عناصر القوة،

Page 40: الفكـر الإسلامـي

من جهة، ووضع لهذه األمة، بغية االستفادة من تلك العناصر الخطط وأساليب المحاربة والتشويه، وصرف مسار األمة من جهة

.أخرى وقد نجحت الحملة االستشراقية في تحقيق جزء كبير من أهدافها

التخريبية تلك. ولقد تركز خطرها عندما استطاع المستشرقون أن أفكارهم ومؤلفاتهم وبحوثهم في اإلسالم وتاريخه يجعلوا من

f للثقافة في الجامعات والمدارس، ولدى وحضارته مصدرا;ب ومثقفين، حتى أصبح المتأثرين باتجاههم، من أساتذة وكتا

;ر .البعض منهم يتتلمذ على هذه األفكار، وينقل عنها بكل قناعة وتأث

مشاكل الفكر اإلسالمي المعاصر

كنا قد تحدثنا في النقاط السابقة عن المخاطر العدوانية التي وإذا على الفكر اإلسالمي، فلنتحدث اآلن في المشاكل تسعى للقضاء

والفكر اإلسالميان، ونقاط الضعف الداخلية التي يواجهها المفكر.الحاضرة في تكوين فكرنا وبنيته الفنية في مرحلتنا

ونريد هنا أن نسج;ل بعض المالحظات األساسية في هذا المجال،:فهي

إن من المشاكل األساسية التي ما زال يواجهها الفكر ـ1 تأخره عن تأسيس النظرية، وتركيز اهتمام اإلسالمي، هي مشكلة

التثقيفي والتوجيهي، وحصر الكتاب اإلسالميين في المستوى.الثقافي العام اإلنتاج الكتابي في المقالة أو البحث أو الكتاب

f ما زلنا نفتقد النظريات اإلسالمية في مقابل النظريات فمثال المختلفة للفكر المادي المعاصر بشكل يغطي الحاجة، ويمأل

الصراع الحضاري، ويسد ثغرة الفراغ الفكري الذي يعاني مساحة اليوم.فما زالت أجيال المتعلمين تدرس; في منه المسلمون

المسلمين النظريات الماركسية أو الجامعات القائمة في بالد واالجتماع وفلسفة الغربية في االقتصاد وعلوم السياسة والنفس

اآلن الكتاب المسلمون لحد التاريخ وأمثالها، في حين لم يتوصل الى تأسيس النظريات اإلسالمية بالمستوى العلمي والفني;

الرغم من توفر المادة الفكرية لهذه النظريات المطلوب، على اكتشاف وبلورة وتنظير بشكل غني وعميق، فهي بحاجة الى

المعاصر، وصياغة، لتتمكن من تشكيل العقل الحضاري اإلسالمي وتنظيم البنية الثقافية اإلسالمية، بشكل متكامل ومنسق، يحقق لنا األصالة الفكرية وااللتزام اإلسالمي.إن دراسة مراحل تاريخ الفكر

من حيث النشأة والتطور والتكامل والتعامل مع الفكر اإلسالمي يعطينا صورة مشرقة، ويعكس عبقرية األجنبي الوافد عليه

أس;سوا الفكر اإلسالمي في المفكرين والعلماء اإلسالميين الذين واآلثار العلمية مجاالته المختلفة، وخل;فوا لنا ماليين المؤلفات

.الباهرةf ثقافية2 لم يلجها الكتاب ـ وباالضافة الى ذلك فان هناك أبوابا

والرواية اإلسالميون إال بشكل محدود وضيق، مثال ذلك: القصة والنقد األدبي والفن; والقيم الجمالية ودراسات علم االجتماع

ومسائل حضارية كثيرة يعاني من الحاجة إليها المتعل;مون من أبناء.المسلمين

ويالحظ على كثير من اإلنتاج اإلسالمي التكرار والرتابة وغياب ـ3 واالبتكار في األسلوب والصياغة والعرض واالستنتاج روح االبداع

واالثارات الفكرية واالجتماعية ذات األثر البالغ وتناول الموضوعات قد نجد بعض اإلنتاج الكتابي الرخيص في ثقافتنا اإلسالمية، بل

اإلسالمي، ويقلل من الضحل والمضطرب الذي يسيء الى الفكرf ذلك الذي ينساق الى مستوى السباب قيمته وهيبته، خصوصا

}هم المذهبية، وخوض القضايا التي ال تخدم مصالح والشتائم والت التي تمزق وحدتها، وتبلبل أفكار الجيل المسلم، وتعرض األمة، أو

أو متناحرة شوهاء للفكر اإلسالمي الخصب أمامه صورة متحج;رة،.والمعطاء

يعاني منها الفكر اإلسالمي هي قل;ة الكتاب ـ ومن المشاكل التي4 ذوي المواهب الكتابية والمفكرين اإلسالميين البارزين،

اإلسالمية ومشاكل واالستيعابية ألصول الفكر اإلسالمي والثقافة

Page 41: الفكـر الإسلامـي

;د قطب اإلنسان المعاصر، أمثال الشهيد الصدر والشهيد سي والشهيد المطهري والشيخ أبي األعلى المودودي رحمهم ـ رحم

.الله ـ المشاكل التي تعيق نمو الفكر اإلسالمي وتضيق دائرة االبداع ومن

الثقافي، هي المشاكل التي يعاني مها الكاتب اإلسالمي واالنتشار به، من حيث رعاية مواهبه، ونشر إنتاجه الناشئ، وعدم العناية

د أمامهم الثقافي، فكثير من الكتاب الناشئين وذوي المواهب تس} رعاية إنتاجهم أبواب النمو الكتابي والمشاركة الثقافية بسبب عدم

كثير من الكتابي، من حيث الطبع والتوزيع التشجيع...الخ، بل أصبح اإلنتاج الفكري اإلسالمي سلعة تجارية لمالكي المطابع ودور النشرf f رساليا ووكاالت التوزيع.إن العمل الثقافي اإلسالمي، وإن كان عمال

عن اإلرتزاق واالهتمام بالجانب المادي، إال أن هناك حاجة يترف;ع واألديب اإلسالمي، البد; من رعايتها والصحفي مادية للكتاتب

تنشأ دور ومؤسسات ثقافية مهمتها والعناية بها. فمن الضروري أن بغض النظر عن الربح العناية بنشر الثقافة والفكر اإلسالميين

;اب واألدباء اإلسالميين التجاري، وأن تهتم هذه المؤسسات بالكت الناشئين وتقوم بتشجيع وتنمية مواهبهم ونشر إنتاجهم وسد;

المادية، وتفريغ المؤهلين منهم ليتوجه;وا الى العمل حاجتهمغوا للكتابة والتأليف ومتابعة الحركة الفكرية العالمية الثقافي ويتفر;

المعادية للفكر اإلسالمي واإلنتاج الثقافي ومواجهة االتجاهاتد حاجة اإلنسان المسلم، وتقديم الحلول المناسبة المتواصل لس;

المسؤولية في هذا المجال لمشاكله التي يعاني منها الخ.وتقع الخيرية بصورة أساسية على الدولة اإلسالمية والمؤسسات

اإلسالمية والحوزات العلمية والجامعات اإلسالمية والعاملين بنشر.اإلسالم وترويج دعوته الخالدة

عوامل اليقظة والتحريك في العالم اإلسالمي

غط;ت األمة اإلسالمية في القرون المتأخرة في سبات عميق، لقد عظمة اإلسالم ودوره الرسالي القائد في وذهول مرو;ع عن

والثقافية، فتحولت من أمة قائدة الحياة، وتضييع لمكانته العلمية والدعوة الى عقيدتها رائدة في مجال الفكر والثقافة والحضارة

األفكار والنظريات ومبادئها، الى أمة متخل;فة تقل;د غيرها، وتستوردf f السياسة والثقافية واألنماط الحضارية، فخضعت فكريا وسياسيا

f للغزو الشرقي والغربي، المتمثل بالحضارة f وأخالقيا واقتصاديا المادية الجاهلية المتردية، وأصبحت صيغة الحياة االجتماعية

الثقافية واألخالقية والسياسة واالقتصادية تمثل نمط بأبعادها والشرقية، بعيدة عن الصيغة اإلسالمية التي يرسمها الحياة الغربية

.السنة النبوية المطهرة القرآن الكريم، وتدعو لها المسلمين بعظمة وعلى الرغم من عوامل التخلف والركود وجهل

اإلسالم وقدرته على بناء اإلنسان على أسس الخير واالستقامة.والرقي المادي واألدبي

واليقظة والتحرر على الرغم من كل ذلك، فقد بدأت روح النهضة روح تدب في العالم اإلسالمي منذ بداية القرن العشرين، وبدأت الرفض والمقاومة تبرز لمواجهة الغزو االستعماري بأشكاله

والماركسية والصهيونية والعنصرية...الخ، واتخذت هذه الرأسماليةf f متعددة ومساحات كثيرة المقاومة صيغا .وأشكاال

المقاومة والصراع فهناك المقاومة والصراع الفكري، وهناك العسكري، وهناك المقاومة والصراع السياسي، وهناك المقاومة

.والصراع تلك المدارس والجامعات.األخالقي والسلوكي...الخ، في شتى أنحاء العالم اإلسالمي

الحقيقة، حقيقة الصراع اإلسالمي مع الوجود الوافد والغزو وهذه التي نشاهدها في كل مكان، في الجامعة الفكري والحضاري

والصحيفة والشارع والمدرسة، والمصنع والبيت والمجتمع الى واألحزاب والحركات والمؤسسات الثقافية واالجتماعية، لتشير

أن األمة اإلسالمية تعيش مرحلة الصحوة والتحف;ز والنهوض، وقدها القرآني وضعت قدمها على طريق العودة إلى مجدها وعز;.العظيم

Page 42: الفكـر الإسلامـي

الحقيقة، ويحاول أن يشخ;ص العوامل الكامنة ومن يستقىئ هذه اليقظة، يجد أن هناك عوامل وراء تلك الصحوة الفكرية وبوادر

f أدت إلى تلك النهضة الفكرية والصحوة ;ى وأسبابا اإلسالمية في شتf المجال السياسة، بإقامة والمناداة المجاالت واألصعدة، خصوصا

.النظام اإلسالمي، وتطبيق أحكام الشريعة ومبادئها في الحياة:ويمكننا أن نشخ;ص أبرز تلك العوامل بما يأتي

مواقف علماء اإلسالم والحوزات الدينية: لقد وقف العلماء، ـ1 والمؤسسات الدينية ضد; الغزو االستعماري، ومراجع الشريعة،

المسلمين، وقفة رسالية رائدة، فأعلنوا واالحتالل العسكري لبالد في أعمال المقاومة، الجهاد المقدس، وقادوا جماهير األمة

المواقف والكفاح المسل;ح ضد الغزاة المستعمرين، فتركت تلككت وعي الجهادية األثر البالغ، وأيقظت شعور المسلمين، وحر;

;ى األمة، وروح الرفض والمقاومة ضد المحتل;ين الطغاة في شت في العراق وإيران ومصر والسودان أنحاء العالم اإلسالمي،

المسلمة والهند وأندنوسيا وأقطار المغرب العربي وأقطار أفريقيا اإلسالمي، وبالد وتركيا والباكستان، وغيرها من مناطق العالم

المسلمين الخاضعة للسيطرة الشيوعية، فكان هذا الجهاد والرفض العسكري يستبطن الرفض الفكري والسياسي

f والحضاري، وشكلت تلك المقاومة الجهادية بصورة عامة رفضا;ى صوره، وحاالت f للوجود االستعماري، وبشت وجوده.إن هذه كامال

الجهود نجحت بطرد المستعمرين الغزاة وتنبيه المسلمين، إللقاء.بذرة الوعي واالحساس اإلسالميين في النفوس

المساجد والمنابر المنتشرين في المدن كما كان للعلماء وخطباء اإلسالم، وربط المسلمين والقرى واألرياف، األثر البالغ في حفظ

الفترات بعقيدتهم، وقد لوحظ على هذا النشاط الديني في بعض توقفه عند حدود اقامة الصلوات ونقل الفتوى في الشؤون العبادية واألحوال الشخصية، وضيق اهتمامه بالشؤون السياسة والحضارية

االجتماعية، غير أن هذا االتجاه بدأ يتغير، وأخذ وقضايا المسلمين واالهتمام بقضايا الحضارة يشارك في الشؤون السياسة

f ومنظمات والمجتمع، فأسس بعضهم حركات وجمعيات وأحزابا اسالمية، بل وقاد العلماء في ايران ثورة إسالمية ناجحة، كما يقود علماء آخرون الكفاح السياسي من أجل إقامة اإلسالم في بلدان

.اإلسالمي أخرى من عالمنا ـ االحساس بفشل القوانين واألنظمة المستوردة، وعجزها عن2

مشكلة اإلنسان المسلم، وتزايد ممارسة الظلم والتخل;ف حل ومصادرة الحقوق والحريات والكرامات واالضطهاد السياسي،

المتسلطة وتزايد النفوذ اإلنسانية من جانب الحكام واألنظمة;ز االستغالل االقتصادي والهيمنة االستكباري، وضياع الثروات، وترك

f بعد مأساة المسلمين في السياسة للقوى الكبرى، وخصوصا فلسطين ولبنان وأفغانستان والفلبين وأرتريا ومناطق مختلفة من

اإلسالمي، مما أثار الوعي الفكري، والحس; السياسي لدى العالم للتحرك الفكري والسياسي والجهادي ضد; المسلمين، وحفزهم.أعدائهم المستكبرين

اإلصالحية والمدارس الدينية: بعد أن انتشر الفساد ـ الجمعيات3 البالد اإلسالمية، وتحول التعليم والثقافة الى الفكري واألخالقي في

ك بعض المخلصين فأنشأوا االتجاه المعاكس لالتجاه اإلسالمي، تحر; واالنحطاط األخالقي، الجمعيات اإلصالحية لمكافحة الفساد

اإلسالمية، والمدارس لتعليم أبناء المسلمين، وتثقيفهم بالثقافة;اء في وبث; الوعي اإلسالمي. فكان لتلك المشاريع المخلصة دور بن

إحداث اليقظة والصحوة اإلسالمية، وان كانت محدودة التأثير.والفاعلية

الحركات اإلسالمية: في الكثير من بلدان العالم اإلسالمي، نجد ـ4 اإلسالمية القائمة على أساس اإلسالم، قد أنشأها اآلن الحركات

ون اإلسالميون، للدعوة الى إقامة المجتمع العلماء والمفكر; الغزو الفكري والسياسي اإلسالمي والدولة اإلسالمية، ومقاومة

.لبالد المسلمين;ار فكري، وإنتاج ثقافي وقد نجحت الحركات اإلسالمية بإيجاد تي

والمفكرين اإلسالميين ناضج ومعمق، ذلك ألنها تضم العلماء والدعاة والمثقفين، فكانت قوة رائدة في المجال الفكري

Page 43: الفكـر الإسلامـي

والسياسي والمواجهة القائمة على أساس الوعي العملي فأغنت المكتبة اإلسالمية بالفكر والثقافة، والتخطيط المبرمج،

ة فكرية عنيفة في .األمة وأحدثت هز; ـ الثورة اإلسالمية في إيران: منذ الحرب العالمية األولى في5

أوائل القرن العشرين، والعلماء والمفكرون والمثقفون الواعونf مضنية، ويخوضون اإلسالميون والعاملون لإلسالم يبذلون جهودا

f f ثقافيا وسياسيا f، ويضحون باألنفس واألهل والمال، كفاحا وماديا والتشريد من أجل إقامة ويتحم;لون السجون والعذاب والقتل

وللقوانين واألنظمة اإلسالم، وعودة الدور القيادي للفكر اإلسالمي،;ى صوره، إال أن هذه اإلسالمية، ومقاومة الغزو الحضاري بشت

الجهود رغم الدور الرائد الذي تحم;لته، واألثر الحميد الذي تركته، تستطع أن تسقط الكيانات السياسة الحامية لألوضاع الفكرية لم

المنحرفة عن اإلسالم، والمعادية له، ولم يحالفها والحضارية م، فانطلقت الثورة1979في إيران عام النجاح بهذا المستوى إال

رضوان الله عليه- كحركة- -اإلسالمية بقيادة األمام الخميني وبناء الدولة انقالبية مغيرة تدعو الى إقامة المجتمع اإلسالمي،

ة فكرية وحضارية والفكر والثقافة على أساس اإلسالم، فكانت هز; عنيفة، أيقظت الوعي اإلسالمي، واربكت التيارات والمدارس

لإلسالم، فكان لهذه االنطالقة الحضارية آثار الفكرية المعادية جعلتهم يشعرون بعظمة اإلسالم حركية في أوساط المسلمين،

ويدخلون وقدرته على التحرك واالنطالق الفكري والحضاري،.ميدان الصراع على المستوى العملي وبناء الحياة

هذه الثورة شكلت مرحلة فاصلة في تاريخ األمة، ويمكن القول أن اإلسالم، وبين البدء بإقامته، وعندما بين العمل من أجل إقامة

الالزمة الحداث عملية التغيير تتكامل هذه التجربة، وتوفر الظروف ستفرز صورة الشاملة على أساس المبادئ والنظم اإلسالمية،

;ى ميادينها .واضحة للفكر والثقافة اإلسالمية في شت;رون اإلسالميون ودور النشر والثقافة اإلسالمية6 ;اب والمفك :ـ الكت

ساهم الكتاب والمفكرون اإلسالميون ودور النشر والثقافة لقد فع;الة في نشر الوعي والثقافة ومجابهة الهجمة اإلسالمية مساهمة

;تها عوامل التخل;ف الثقافية المادية والموجة االنحرافية التي سبب وساهموا بوضع الجيل الجديد واالنحراف، فأغنوا الفكر اإلسالمي،

بعناصر اليقظة على طريق األصالة والنقاء اإلسالميين، وزود;وه.والنهوض الفكري

وهكذا تتضح لنا قضايا أساسية في الفكر اإلسالمي المعاصر تتعل;ق.بمشاكله ووسائل النهوض به

;ا إذ نتبين هذه المشاكل وعناصر النهوض ونحددها بوضوح، علينا انن العالج لكل مشكلة تواجه عملية نمو الفكر أن نسعى لوضع

;مي كل عنصر من عناصر نهضة الفكر اإلسالمي، كما علينا أن نن.اإلسالمي ونعمل على اسناده وتوفير الفرص أمامه

(والحمد لله رب; العالمين)

الهوامش

.الراغب االصفهاني/ معجم مفردات الفاظ القرآن/ مادة فكر 1.ابن منظور/ لسان العرب/ مادة فكر 2;اس القمي/ سفينة البحار/ باب الفاء بعدها الكاف 3 .الشيخ عب.3/ ط23/ص1الشيخ محم;د رضا المظفر/ المنطلق/ ج 4ز3/ ط609/ فضل القران/ ص2الكليني/ األصول من الكافي/ ج 5.1/ ط315نهج البالغة/ تنظيم صبحي الصالح/ ص 6-1394/ ط23السيد ابو القاسم الخوئي/ تفسير البيان/ ص 7

.م1974.م1388/ ط59/ ص1الكليني/ األصول من الكافي/ ج 8.م1388/ ط 60/ ص1الكليني/ األصول من الكافي/ ج 9

.م1388/ ط 59/ ص1الكليني/ األصول من الكافي/ ج 10.الطبرسي/ مشكاة األنوار/ األخذ بالسنة ومعنى القرآن 11.الطبرسي/ مشكاة األنوار/ األخذ بالسنة ومعنى القرآن 12.الراغب االصفهاني/ مادة نهج 13

Page 44: الفكـر الإسلامـي

./ المقدمة1الطبرسي/ مجمع البيان/ ج 14./ المقدمة1الطبرسي/ مجمع البيان/ ج 15/ ط421ابو القاسم الخوئي/ البيان في تفسير القران/ ص 16

.م1399./ المقدمة1الطباطبائي/ الميزان في تفسير القرآن/ ج 17.فخر الدين الطريحي 18./ المقدمة1الطبرسي/ مجمع البيان/ ج 19.421 /ص4البيان في تفسير القرآن/ ج 20.421 /ص4البيان في تفسير القرآن/ ج 21ر األمام الصادق )ع( اآلية: ) والذين يصلون ما أمر الله به 22 فس;

لعمر بن يزيد بقوله: ]هذه اآلية نزلت في رحم آل( أن يوصل قرابتك، فال تكونن ممن يقول محم;د )ص( وقد تكون نزلت في

[.للشيء واحدf ويراد بها ما 23 f ويراد بها مقابل البدعة،وتطلق أحيانا وتطلق أحيانا

.واظب رسول الله)ص(على فعله من غير الواجبات;اس القمي 24 .سفينة البحار/ مادة اصل/ الشيخ عب;اس القمي 25 .سفينة البحار/ مادة اصل/ الشيخ عب تدور ادراكات العقل في هذا المجال حول حسن وقبح االفعال 26

أن يعمل أو يترك كالعدل والظلم، والصدق التي هي مما ينبغي;ما يدرك والكذب...الخ، والعقل ال يدرك الجزئيات والفصيالت، ان

f ما تخفى عليه مصاديق والعدل والظلم، لذلك الكليات، فكثيراون ;ها اختلف الناس في نوع القوانين، واألنظمة التي يتصور; ان

تحقق العدالة، عندما آمنوا بالعقل وكفروا بالشرع، لذا فان دائرة.العقل تبقى محصورة في هذا المجال

الى أصولها، أو تطبيق القياس: هو عبارة عن رد; القروع 27 حرام. والنبيذ القاعدة الكلية على مصاديقها، مثل قولنا: كل مسكر

.مسكر فالنبيذ حرام القياس يخلف عن رأي ولعلماء مذهب أهل البيت )ع( رأي في

;ية التي عملت بالقياس. فعلماء مدرسة أهل فقهاء المدراس السن البيت ال يعملون إال بالقياس المنصوص العلة. مثل ثبوت حرمة

لعل;ة االسكار، فتثبت بذلك الحرمة لكل ماد;ة مسكرة، وهذا الخمر المساواة. ويعملون كذلك بقياس األولى: مثل ما يسم;ى بقياس

عن قول الـ)أف( لهما، أي إذا حرمة ضرب الوالدين لنهي القرآنم األدنى من األذى واالهانة، فمن األولى أن يكون كان القرآن حر;

f ما هو أشد أذى وأذى وإهانة. وال يرون لبقية ألوان القياس حراما.حج;ة شرعية

.ابن منظور/ لسان العرب 28.109/ ص8الحر العاملي/ وسائل الشيعة/ ج 29 رواه الحاكم بسنده، عن مجاهد عن ابن عباس،وقال هذا 30

.126/ ص3حديث صحيح االسناد/مستدرك الصحيحين/ج / مطبعة اآلداب123عبد الهادي الفضلي/ خالصة المنطق/ ص 31

.م1385 أندرو كونواء ايفي )عالم فسيولوجي( /الله يتجل;ى في عصر 32

.151العلم/ ص أندرو كونواء ايفي )عالم فسيولوجي(/ الله يتجل;ى في عصر 33

.157العلم/ ص جورج هربرت )أستاذ الفيزياء التطبيقية(/ الله يتجل;ى في عصر 34

.79العلم/ صالشهيد محم;د باقر الصدر/األسس المنطقية لالستقراء / ص 35

469..161الشهيد الصدر/ المعالم الجديدة لألصول / ص 36 المشهور بين العلماء ان نتائج االستقراء ال يكون إال إذا أفادت 37

.القطع.113هود / 38.275البقرة / 39 الشهيد الصدر / دروس في علم األصول / الحلقة األولى /ص 40.1/ ط38.10البلد / 41.3اإلنسان / 42

Page 45: الفكـر الإسلامـي

.2 /ط19/ ص1الشيخ محمد رضا المظفر / أصول الفقه /ج 43.الشيخ المشكيني / مصطلحات األصول 44.بافلوف وفرويد 45.بافلوف وفرويد 46