يحمل ال بنفسه فالتحضر قيمة، وليس ( وصف )التحضر أن إلى اإلشارة أود ابتداًء�� المتحضرة الشعوب تكون أن يمكن بل الخير، كل يصير حين البشرية، على وباال

لحريتها.. كما وتقييد الشعوب، لثروات ونهب واستعباد استعمار وسيلة التحضر )الركب حتى بالدماًء وخاضوا الحروب، أشعلوا من هم المتحضرين أن األيام علمتنا

إلى وسلعها بثرواتها يهبطون الفقيرة، العالم بشعوب يتالعبون ومازالوا (، العالم سكان % من20 استحوذ حتى يومي�ا، بضائعهم ويرفعون سافلين، أسفل

األغنياًء ازداد حتى وساق، قدم على والسلب النهب ومازال ثرواته، % من80 علىا. وديون الفقراًء ازداد كما غنى، عاجزة اليوم فهي شاهد، خير الثالث العالم فقر�.الفوائد دفع عن حتى

أود المرات. لذا ألوف الفقير من بأكثر المتحضر، نصيب -اليوم- من البيئة وتلويث في المؤثرة العناصر جمع حاولت قيمة. وقد وليس وصف التحضر بأن أكرر أن

العامل (، العرق) الجنس مثل: عامل عناصر عشرة من أكثر فجمعت التحضر، الفتوحات المـعرفــة، عامــل العـقيـدة، عــامـل الجغرافي، العامل االقتصادي، الثقافة عامل االجتماعية، العالقات شبكة المجتمع، أم البطـل الفـرد العسكـرية،

هذه أستعرض للتحضر. وسوف الطبيعية البيئة التحضر، في الرغبة والفكر، بعد أتحول ثم والمناقشة، واإلطالة االختصار من البحث به يسمح بما العوامل،

.تعالى الله بإذن ومساراتها، التحضر حركة إلى ذلك

:التفسير اتجاهات

حركة وضبط التاريخ، تفسير في مدرستين لوجود أشير أن المفيد من لعلا، بعضها يكمل متعاونة، مترادفة العوامل من مزيد�ا تريد مدرسة: التحضر بعض�

.الحضارة مسار به وتضبط التاريخ، به لتفسر واحد، أساس بعامل تكتفي ومدرسة وجعله عامال�، اختار كل بل واحد، عامل على يتفقوا لم المدرسة، هذه أتباع ولكن.المخل غير االختصار من بشيًء عليها سأمر لذا رحاه، قطب

(:)العرق الجنس أوال�: عامل

وأنها بعض، عن بعضهم يتميز مختلفة، أجناس من تتكون البشرية أن أحد يجادل ال األمة أبناًء بل الجنس، أبناًء حارب كما بعضــها، ضد وصـراعـات حـروبًـا خـاضتا بعضهم .بعض�

فرصة واتته جنس وكل والقناعات، الفكر في واإلبداع، الرضى في يتفاوتون فهم والثامن عشر السابع القرنين في شاع عصره. وقد وتناسب تناسبه، حضارة أقام يصعب الذي لكن بعض، من وأفضل أرقى بعضها وأن األجناس، اختالف فكرة عشر يستطيع ال آخر شعب�ا وأن حضارة، لبناًء الوحيد المؤهل بأنه شعب ينادي أن قبوله.الفرص كل واتته ولو ذلك،

أبخرة منها تتصاعد التي الغريبة التصورات بعض مع األقوال، بعض وسأستعرض.الغليظة والنرجسية العنصرية،

عدم حول ( رسالة م1882) عام ( المتوفى1( ) )جوبينو الفرنسي كتب لقد )وهو عليها والمحافظون الحضارة، بناة وحدهم اآلريين وأن (، األجناس) تساوي(. نهار ليل به تبشر والفاشية، النازية ماكانت

في الساميين على يتفوقون اآلريين أن ( فيرى2( ) المس )كريستيان أما.وخواصهم عقولهم

( )الراقية األجناس من الشعوب بعض أن ( فيرون3( ) وهوستن آرثر، جوزيف) أما العنصري. بميراثها وثقافي�ا اجتماعي�ا محكومة أخرى أجناس تظل حين على تتقدم،

فقد النازية اآلريين. أما عمل من الحضارات كافة أن -كالعادة- إلى انتهوا وقدنw أقوى تكون xالعناصر بين االختالط معتبرة (، العنصري )النقاًء فكرة طرح م

.وإفسادها الحضارة على للقضاًء سبب�ا المختلفة واألجناس

معجبون فهم اليهود، يذكر أن البد غيره، على جنس تفوق عن يتحدث من وكلا ويعيشون الحدود، أبعد إلى بأنفسهم ا وهم� قد تعالى الله أن يعتقدون حين مخيف� بالعالم لحل ولوالهم واألقدر، األذكى وأنهم الشعوب، كافة بين من اختارهم

.البشر دماًء عن تختلف دماًءهم حتى كارثة،

شعب اإلسرائيليين (: )إن1اجتماع-) ورجل جامعة، مدير ( -وهو بوير )مارتن يقول شعب�ا، يعتبر الذي الوحيد الشعب فهو األخرى، الشعوب بقية عن يختلف فريد، هذين بين العالقة يقطع من وكل ديني�ا، مجتمع�ا يعتبر نفسه الوقت وفي

هذا؟ صحة على الدليل (.. والسؤال: ما نفسها إسرائيل حياة يقطع العنصرين،

واليمن، وسيرالنكا الهند ويهود أثيوبيا، من والفالشة وأوروبا روسيا يهود وهلواحد�ا؟ شعب�ا يشكلون

(: )من2() )أشرغنزبرغ الروسي للكاتب مستعار اسم ( وهو هعام آحاد) ويقولا الخليقة سلم في كثيرة درجات وجود بحقيقة نسلم أن الطبيعي بظهور مرور�

جميع�ا يتقدمها النطق، على القادرة والمخلوقات فالنباتات، العضوي، غير الكائن(. اليهودي الجنس

ذلك؟ على العلمي الدليل ما

عن ( يتساًءل بريبر حييم )يوسف الصهيوني للكاتب بنص( )النقول هذه وأختم اليهود جانب من االحتقار هذا أتى أين (: )من3فيقول) الغريبة،( )النرجسية هذه

ا؟ الشعور عديم اليهودي كان هل عليهم؟ بالسمو والشعور لألغيار، إلى وميت�ا حق�� وأكثر غنى، اليهود- أكثر غير -أي األغيار حياة أن معها يشعر لم درجة من جماال

لألغيار، احتقار هناك كان فإذا هذا، نصدق أن نستطيع وال مستحيل، هذا إن حياته؟ تجاه والرهبان األغنياًء، تجاه الفقراًء به يشعر طبيعي، حسد سوى ذلك يكن فلم

لنصيبنا استسالم سوى يكن لم االحتقار هذا إن القادر، تجاه والعاجز الفرسان، أسنان، صرير يتلوه اآلخر، العالم في آلمالنا العزاًء من نوع وأحيان�ا الدنيا، في

(. وعي دون أو وعي عن داخلي، وغضب

:االستعمار وتبرير العنصرية تسويق

يحجبها أو ويغطيها العالـم، في نظـريــته يسـوق أن العنصـريـيـن بعـض حـاولالنظرية) اإلنسان.. تقول ألخيه اإلنسان استعمار ليفلسف ثم المغالطات، ببعض

: يلي ( ما1

.غيره عن تميزه التي المحددة، صفاته ولكل متباينة، مختلفة العروق- 1

يمكن بحيث والعقلية، والروحية الجسدية الصفات بين وثيق ارتباط هناك- 2.األخرى الصفات على الجسمية، الصفات من االستدالل

العرق وأنقاها وأرقاها أفضلها متفاوتة، بل فقط، مختلفة ليست العروق- 3.السود األفارقة وأحطها وأدناها (، النورديكي ( )الفرع )اآلري

:تحفظ من أكثر النظرية هذه على ولي

.مستحيل شبه يختلط لم عرق عن والبحث سبب، من ألكثر اختلطت أوال�: العروق

له، أساس ال والعقلية، والروحية البدنـية الصــفات بين الربــط أو االرتباط: ثاني�ا ذكاؤه فيختلف والمعارف، العلوم من الكثير ويكتسب بالبيئة، يتأثر فاإلنسان أسود كل وال ذكي، أبيض كل فليس بينهما، الفصل يصعب حتى بثقافته، الفطري

.تصديقها أو إثباتها يستحيل قضية تلك بليد،

أخرى قضية وأنقاها، أرقاها اآلري العرق وكون قضية، األعراق ثالث�ا: اختالف األفريقي يعيشها التي الظروف عاش لو اآلري واألبيض بها، التسليم يصعب.منه أسوأ لكان وأميته بفقره

لتجـاوز والتخلف، واألمية الفقر عن بعيد�ا آخر، مجال في األسود عاش ولو.يومي�ا ذلك يثبتون الغرب في البعثات وطالب عليه، وتفوق األبيــض،

(:)دارون تالميذ لدى العنصرية تسويق

ا الطنبور في زادوا لكنهم العنصرية، النظريات درسوا دارون تالميذ -كما نفخ�(:1التالي) الوجه على نظريتهم طرحوا يقال- وقد

.والعقلية البدنية سماتهم ذلك تثبت كما مختلفون، البشر- 1

.شأن�ا وأرفع أرقى فهم ولذا بالطبع، أصلح ( منهم )البعض إن- 2

.وأرفع أرقى فهم ولذا بالطبع، أصلح واألمم األجناس بعض- 3

العناصر بعض فإن ولذا الشاكلة، هذه على البشر، صنعا والتطور الطبيعة إن- 4.وخادمة مسودة تكون أن ( يجب و)البعض تسود، أن يجب واألمم

ا تصنع لم العمياًء الطبيعة ا وال بشر� هكذا ذلك، يصنع لم والتطور ضفدعة، وال فأر�.السماوية الديانات وأتباع أصحاب جميع يعتقد

وكان األنوف، تزكم والتي العفنة، االستعمار روائح منها فأشم األخيرة الفقرة أما أن والمتحضرة، المتقدمة األمم واجب من )... لذا هكذا العبارة تكون أن باإلمكان

.ومواردها خيراتها وتنهب تستعبد أن ( ال بيدها وتأخذ الثانية، األمم وتعاون تساعد

دليل ال إذ بالطبع، وأصلح أرقى أممـًـا هــنـاك أن نـصــدق األخــرى: ال القضية درست ولو وتقدم، اهتبلها تحضر فرصة أمة- واتته -وكل جنس وكل ذلك، على

.ذلك مصداق لوجد وحديثها، قديمها العالم حضارات

مقياس ال إذ وضيعة، وأخرى شريفة أعـراق بوجود نصـدق وال نسلم ال كذلك بالوضاعة. وعدوها بالشرف، نفسها تصف أن يمكن أمة وكل والوضاعة، للشرف

(؟ )دارون المعلم تالميذ لدى والوضاعة، الشرف مقياس فما

:الجغرافي ثانيا�: العامل

ا اإلنسان حيواناته ويسقي منه ليتزود الماًء، من قريبًـا ويعيش يسكن كان قديم�

حمل القديم الواقع أن ويبدو بعيد�ا، بالماًء تدفع آالت فلديه اليــوم أما وزرعه، والموقع التحضر بين للربط للتحضر، الراصدين ومن التاريخ، مفسري من البعض

يعتبر من فجاًء األنهر، أحواض في قامت القديمة الحضارات فجل الجغرافي، وتضاريسها، األرض يدرس راح هنا ومن التحضر، في بالغ أثر ذا الجغرافي العامل

هذه أن إلى النهاية في ليصل المناخ، على البعض عرج وحجمها. ثم والموارد على تفرض وهـي التــمــدن، وسبل التحضر، طريق ألصحابها تشق العوامل

العامل هذا وبفضل مؤخرتها، أو الــقافلـة مقدمــة فــي الســير القـطر أهـــل.الحضارات اختلفت

� الصحراًء طبيعة كانت ولما كذلك.. تختلف فحضارتها لذا السهول، عن تختلف مثال تساهم كذلك حضارتهما، فتختلف السهلة األرض عن الجبلية البالد تختلف وهكذا.ورطوبتها...إلخ جفافها وبرودتها، األرض حرارة وشحها، المياه وفرة

المناخ، قدم من فمنهم فاختلفوا، عادوا لكنهم الجغرافي، العامل على ركزوا لقد يتعلق من ليأتي وخصبها، وجدبها األرض قدم من ومنهم األول، العامل فجعله

...والمسالك بالطرق

العيب لكن الحضارة، وتلوين تكوين في الجغرافي العامل أثر إنكار يمكن وال� فالحضارة الحضارة، صانع وهو اإلنسان، بتجاهل هنا يتمثل الكبير بشري، جهد أوال

أحواض جميع في الحضارة تقم لم لذا المتوفرة، المواد اإلنسان فيه يستخدم الموارد، غنية األمطار، كثيرة بالد�ا نجد كذلك بعض، دون بعضها في بل األنهر،

الحضارة، في دورها تنتظر مازالت ذلك ومع العام، طوال فيها مشرقة الشمس.قرون�ا يطول قد والذي

جبلية، أرضها أرباع ثالثة العربية، البالد بعض مساحة بقدر مساحتها اليابان هذها، حار قاري، مناخها (125) من أكثر فيها يعيش شحيحة، مواردها شتاًء�، بارد صيف� هذا فكان المصاعب، كل تخطى فقد الياباني، اإلنسان البشر.. وبفضل من مليون

� البلد .المصاعب على المتغلب المنتج الجاد لإلنسان مثاال

كل تملك شعوب وهناك بلده، موارد في نقص كل الياباني اإلنسان عوض لقد ألن المنــاخ، وقبـل األرض، قبل فاإلنسان.. الفقر خط تحت وتعيش الموارد،

.آخـر شيـئًـا تكون أن قبل بشـريـة، صناعة الحضـارة

:االقتصادي ثالثًـا: العامل

ومنها لألحداث، والموجه المؤثر هو االقتصادي، العامل أن الماركسيون يعتقد تتأثر كلها والدين، والنظم والتشريعات االجتماعية العالقات فكل التحضر،ا، نشوًء�ا االقتصادي، بالعامل الفكرية المجتمع، مكونات ( لكل )الباعث وهو وتطور�

.ثانوي فهو آخر عامل وكل والمادية،

في تغير وكل األساس، هي اإلنتاج أساليب بها تتمثل التي االقتصادية فالعالقات لشيًء وليس اإلنتاج، وسائل في تبدل إلى أصله في عائد فهو الحضارة أشكال

.آخر

وما فكره، خالصة تصور م1846 ( عام )ف.أنتكوف إلى رسالة( )ماركس كتب وقد (: )... ما1فقال) اإلنتاج لقوى واختياره، وحريته اإلنسان بشأن إليه توصل

(. الناس به يقوم الذي المتبادل النشاط وليد إنه شكله؟ كان أي�ا المجتمع

تأكيد.. بكل ال، ألنفسهم؟ المجتمع من ذاك أو الشكل هـذا اختيار حرية لهم وهل

معين شكل لديك ( كان اإلنتاج )قوى في التطور من معينة حالة وجود فرضت إذا لألسرة وتنظيم اجتماعي، نظام يطابقه واالستهالك، التجارة أشكال من

الشكل... ومن وهذا يتفق مدني، مجتمع لديك كان موجزة، وبعبارة والطبقات، األساس ( وهي )اإلنتاجية قواهم اختيار في أحرار غير الناس أن نضيف أن العبث هي أي مكتسبة، قوة هي إنتاجية قوة كل ألن ( كله، تاريخهم) عليه يقوم الذي....سابق ونشاط فعل ثمرة

من التغيرات كافة تعود- -تحديد�ا وإليها المؤثر، العامل هي اإلنتاج وسائل إن أدمغة في ()ال1البحث) ينبغي وفكرية. وفيها وتشريعية وسياسية اجتماعية

)أساليب في بل وللعدل، األزلي للحق اإلنسان إدراك تحسن في وال البشر،(. فلسفته في ال عصر، كل اقتصاديات في عنها يبحث أن يجب اإلنتاج( والتبادل،

:يلي بما القارئ يخرج أن ( يمكن )النص هذا وبقراًءة

.االقتصادي النشاط ويشكله وجهته يرسم البشري، المجتمع أ- إن

فهي اإلنتاج، لقوى متروك ذلك بل مجتمعه، شكل اختيار حرية لإلنسان ب- ليس.ذلك تستطيع وحدها

الطبقات، ونظام األسرة، ونظام الدين، ومنها االجتماعية، األنظمة كافة- جـ اإلنتاج )قوى تصوغها وإنما اإلنسان، يختارها ال كلها والسياسي، المدني والنظام

.)

!!!جبار جديد إله اإلنتاج د- قوى

نشاط ثمرة هي إذ ذلك، يملك ال ألنه بنفسه، اإلنسان يختارها ال اإلنتاج هـ- قوىذلك؟ من الهرب فلم إنساني، نشاط سابق. لكنه

اإلنسان دور فما يخــتارها، وال اإلنتاج وسائل يملك ال اإلنســان كان والسؤال: إذاذلك؟ في حريته وما مجتمعه؟ صورة رسم في

يقيمون نراهم الناس، يزاوله الذي االجتماعي، اإلنتاج (: )في1() ماركس) يجيب هنا اإلنتاج وعالقات إراداتهم، عن مستقلة وهي عنها، غنى ال محدودة، عالقات لهذه الكلي والمجموع اإلنتاج، في المادية قواهم تطور من محددة مرحلة تطابق

عليه تقوم الذي الحقيقي األساس وهو للمجتمع، االقتصادي البناًء يؤلف العالقات الشعور من محددة أشكال تطابقها والتي والسياسية، القانونية النظم

للعمليات العامة الصفة يعين المادية، الحياة في اإلنتاج االجتماعي. فأسلوب يعين الذي هو شعورهم وليس الحياة، في والروحية والسياسية االجتماعية.. (.شعورهم يعين الذي هو وجودهم إن بل وجودهم،

وأيهما األصل، وأيهما والدجاجة، البيضة ( عالقة )الجدلية العالقات هذه تشبه أال ومنها كافة المجتمع نظم تصوغ التي ( هي اإلنتاج )وسائل كانت إذا الفرع؟الواحدة؟ األسرة داخل بل بلد، كل في دين من أكثر وجود نفسر فكيف ،( )الدين

الشر إله هو الشمال، في الخير وإله دين، ثالثمائة من أكثر يوجد وحدها الهند فيواحدة؟ اإلنتاج األمم- ووسائل لهيئة إحصائية تقول -كما الجنوب في

أن دون التحضر، في جد�ا مهم االقتصادي العامل بأن نقول أن األنسب من أليسا، منه نجعل لها؟ مثيل ال مطلقة جبرية في يريد، ما البشر على يملي إله�

:االقتصادية غير االجتماعية رابع�ا: العوامل

يرى من الماركسية- فهناك فعلت -كما االقتصادي العامل على التركيز جرى إذا التاريخ فهم في بالعناية األجدر االقتصادية- هي -غير االجتماعية العوامل أن

في اإلنسانية النزعة جعل من فمنهم اختلفوا، التحضر.. وهؤالًء سير خط ومعرفةا األصل، هي والسيطرة الذات إثبات للتاريخ، المحرك ( هو البقاًء )تنازع معتبر�

ا ألحداثه، والصانع .الخصوص ( بهذا )دارون آراًء إلى مرتكز�

ا للتعاون، البشر توجه على وليركز األمر، ليعكس فريق قام ثم وأن خصوص�ا العالم كان بينما المكاني، البعد تجاوزت واالتصاالت، المواصالت كجزر يبدو قديم�

.غيرها عن ويفصلها مكان، كل من الماًء بها يحيط كبير، محيط في

بعد إال بموته فرنسا تعلم لم منفاه، في نابليون مات قائــال�: حين بعضـهم ويجادل في صورتـه ونرى به نسمع حتى مكان في حدث يقع ال واليوم أشهر، ستة

وتجعل الحدود، ستكسر بعدها، ( في )العولمة أن يضــاف أن ويمكن. ساعات.فيه من كل ويتأثر فيه يؤثر واحدة، قرية العالم

ا: عامل :العقيدة خامس�

قوية، معارضة دون متطلباتها، عند سينزل فإنه ما، بعقيدة إنسان إقناع أمكن إذاا العقيدة ( عامل )البعض يعتبر هنا من � مهم� يتأثر اإلنسان ألن التحضر، في وفاعال

ا ا تأثير� .ومعتقده بدينه كبير�

يمكن ال أمر بأنه ذلك عليهم الله رد للحجاج، بخدماتهم قريش أهل فاخر وحين وعمارة الحاج سقاية تعالى: }أجعلتم فقال االعتقاد، وسالمة بصحة مقارنته يستوون ال الله، سبيل في وجاهد اآلخر، واليوم بالله آمن كمن الحرام، المسجد

سبيل في وجاهدوا وهاجروا آمنوا الذين الظالمين، القوم يهدي ال والله الله، عند(.20-19{ )التوبة: أعظم وأنفسهم بأموالهم الله

ال هنا من كذلك، وسلوكه للحياة نظرته في تام تغير يعقبه اإلنسان عقيدة فتغير االنقسام من انتقلت فقد دليل، خير العربية وأمتنا العقيدة، عامل في أحد يجادل

إمبراطوريتين أكبر مصارعة ( إلى والغبراًء داحس) حرب ومن الوحدة، إلى التاريخ، خارج لعاشت باألصنام إيمانها على بقيت ولو ،( والبيزنطية )الفارسية

.كثيرة أمم تعيش كما

اإلنسان (: إن1( يقول) ولسن )كولن البريطاني الناقد وجدت الميدان هذا وفي� ليس ومن )القرد(، من أسمى خطوات تتقدم أن للحياة أريد فإذا دين، بدون كامال

قوة تطوير طريق عن إال ذلك يكون فلن الفنان، من وحتى العادي، اإلنسان الدينية(. إن )الشهية في يتمثل الخيال من أعظم لتركيز الشوق وهذا الفهم، وفشل الفهم، أجل من الكفاح في اإلنسان حاجة ورمز البطولة، مقياس الدين الفقري العمود )الدين( بأنه يصف متالزمان. ثم أمران العالمية والحروب الدين

ا للحضارة، .بالدين تؤمن كانت ما السليمة، الحضارة معتبر�

الحضارات وكافة الحيوان، عن اإلنسان يميز ما هو الدين أو العقيدة خير اإلنسان وتاريخ منه، التشريع وتستمد به، تعتز دين لها كان واإلمبراطوريات

.الحاضر العصر في إال رسمي�ا، ( معتقد�ا )اإللحاد يكن دليل. ولم

ا أعرف (: )كنت1فيقول) بعيد�ا، ( يذهب )برناردشو البريطاني الفيلسوف أن دائم�

(. ذلك على يتوقفان موتها أو حياتها أن كما دين، إلى الحضارة( تحتاج)

أشد اإلنسان قوة تكون التي اللحظة في تسقط الحضارة (:) إن2قائال�) يزيد ثم(. الدين قوة من وأكبر

بحيث ( اإلنـسـان، )انفلت فإذا اإلنسان، لسلوك وضابط منظم أنها العقيدة قيمة قد هنا ومن له، يحلو مــا يفـعـل فسـوف عـقـيدة، وال ديــن يضبـطه يعــد لم

تفرط ال أمان، صمام يشكل الديني، وفساد.. فاالنضباط هدم عنصر إلى يتحول.عاقلة أمة فيه

لوجدنا بنفسها، عملت ولو بنفسها، تعمل ال العقائد نقول: إن أن الحق من لكن نجده، ال ما وهذا متقاربة، وحضارة واحدة، حالة على الواحد المعتقد أتباع

وكذلك األفارقة، من وكثير بروتستانت، نصارى واألمريكان، واأللمان فاإلنكليز مستوى في جماهيرها الواحدة العقيدة جعلت فهل مثال�، وسيرالنكا الهند نصارىواحد؟

على جميع�ا منهم الواحدة العقيدة جعلت هل وأمريكا، اليمن ويهود الفالشا ويهودواحد؟ حضاري مستوى

دافعة قوة منها يجعل قد وهو وثقافته، اإلنسان خالل من تعمل العقيدة إن وثقافته، الحضاري، وموقعه وعيه بحسب وذلك فيها، حياة ال باردة أو محركة،.إدراكه وحسن

� صاحبها كان متى كبير، مهم عامل العقيدة أخرى، مرة أثـر ذات وهي واعي�ا، فاعالا صاحبها يكون أو خاملة، تكون حين جد�ا ضعيف .متخلف�

.خاللها من اإلنسان تحريك أحسن إذا المؤثرة، العوامل أقوى من عدها يمكن لكنها

:أمتنا حياة في متميزة، مراحل ثالث إلى أشير أن ويمكن

.اإلسالم انتشار قبل أ- حالها

.به االلتزام وصدق اإلسالم، النتشار األولى القرون في ب- حالها

.باإلسالم االلتزام في التكاسل بعد جـ- حالها

ا: عامل :المعرفة سادس�

دائرة من وخروجها األمة، تحضر في والمعرفة العلم قيمة في أحد يجادل ال.والسقوط التخلف

عمارة تقدم- أن -وقد للحضارة وموجه كمحرك العامل هذا يعد من وجدنا هنا منا تقوم األرض العلوم إليه توصلت ما آخر على بل والمعرفة، العلم على أساس�

ا ( هما والمعرفة )العلم ولكن والمعارف، أما الشعوب، في القلة نصيب من دوم�� يقل الفلسفة، ومثلها والمعرفة للعلم فاكتسابه الجمهور . كثيرا

في ذلك نصيب نجد أين مليارين، إلى يصل شعوبها وعدد والصين، الهند وهذه.واحدة هذه جد�ا، القليلة النخب في إنه شك ال شعبيهما؟

فالمسـلمون للحياة، طريقها تعرف لم (، )نظرية معرفة وجدنا فقد الثانية، وأما الكثير كشف خلدون وابن وحركتها، األرض كروية ومثلها الدمـوية، الدورة عـرفوا

وعلم الفلسفة ذلك.. ورجال من أحد يستفد لم لكن (، )العمران علم قواعد من نهــاية ال ما إلى أم نهــاية، له ما إلى المادة تنقسم يناقشون: هل كانــوا الكالم

ذلك ثقافة به تسمح ما إنسان: هذا يقول يتعدوه. قد ولم ذلك عند وقفوا ثم له؟� زمن المسلمين أن أجيب لكني الزمان، درسوا كما الفلك، درسوا )المأمون( مثال

محترمة، نتائج إلى ووصلوا وارتفاعه، الجوي والغالف وحركتها، األرض محيط. يتجاوزوه ولم النظري الفكر دائرة في يدورون بقوا أخرى ميادين في لكنهم

عندهم المعارف أن بحجة كلي�ا، ذلك اليهود رفض أمريكا، إلى الناس وصل وحين وغيرها الجراثيم، وجود الكاثوليكية الكنيسة رفضت جديدة. كما قارة وجود ترفض

.كثير

ا كانت والمعارف العلوم إن دائرتها تتسع اليوم لكنها قليلة، نخبة نصيب من دائم�ا من والخروج التحضر، في العامل هذا قيمة في أحد يجادل ولن يوم، بعد يوم�

.التخلف دائرة

المجتمع؟ أم التحضر.. الفرد يصنع سابع�ا: من

أم المبدع الفرد ذلك، يصنع من والسؤال إنسانية، صناعة التحضر أن خالف الالمجتمع؟

الذين هم العظام القادة ومنهم المبدع، الفرد أن يعتقد من فهناك قديمة، قضية يــرى من وهنــاك عليه، بصماتهم ويتركون التاريخ، ويصنعون التحضر، يصوغون

طريقها البشرية عرفت لمــا ولــواله كــله، ذلك يصنــع من هو المجتــمع أن.للتحضر

بأن يوصي كما الكــبار، لهــؤالًء يترجم نراه لذا وجهــوده، بالفرد يؤمــن الغرب� كان التحضر ا أوال عرفت لما ولوالهم إبداعهم، وقوة عبقريتهم، صنع من وأخير�.هي حيث ولبقيت التحضر، البشرية

واألخالقية والعقلية المادية الخيرات جميع (: )إن1بوضوح) أنشتاين( يقول) وهذا كاريل )توماس كان الخالقون... (.. وربما األفراد مصدرها العصور- كان مر على-

ا، ( األكثر (.2البطولة) وعبادة األبطال، دور ملل دون يكرر فهو حماس�

صاحبة فهي للجماهير، الفاعلية فيرى المعاكس، االتجاه في يذهب من وهناك.التغيير في وكذلك التحضر، في األعظم األثر

للفرد تعريف )ماركس( أغرب عن نقل وقد للفرد، دور أي تنكر مثال�، فالماركسية (:4فيقـــول) ذلــك ويشـــرح (، االجتماعية عالقاته مجموع (: )الفرد3يقول) إذ حضارة، إطار في إال أبد�ا نفسه يعني -تاريخــي�ا- ال الفــرد أن هــذا إلى ونضيف)

(. جماعة قلب في أي

تعتبر بينما الكل، في الكل ويعتبره الفرد، يؤله الغرب رأينا المنطلقات هذه من في صغيرة ذرة باعتباره إال للفرد، قيمة وال شيًء، كل هو المجتمع الماركسية

.كبير مجتمع

في ويختفي يذوب وال الفرد، يؤله فال والمجتمع، الفرد بين موازنة اإلسالم وفي تحدث المجتمع. وقد في ويموت يعيش أنه إال مستقل، كائن فالفرد المجتمع،

وهامان فرعون وجنودهم: }إن الوزير وهامان القائد، فرعون عن القرآن(.28{ )القصص: خاطئين كانوا وجنودهما

.الكل جمع بل وحـــدهم، للجــنود أو وحدها، للقيــادة حصل ما ينسب فلم

(: إن1فقال) مع�ا التوجهين فرفض المسألة، البريطاني المؤرخ درس وقد أعمالهم، مجاالت اتفاق على تقوم العالقة وهذه أفراده، بين عالقة هو المجتمع

ا . بالمجتمع نسميه ما هو مشترك، صعيد على يجمعها اتفاق�

بذرة لكل تكون نبت، فإذا الحقل، في البذر يبذر بالفالح، هذه لنظريته ويمثل وهذا (، الفرد )مثل والهواًء الغذاًء من نصيبها تأخذ وهي وأوراق، وساق جذور

المجتمع مثل )وهذا متجانس حصاد على الحصول بهدف فالح، قبل من زرع الحقل يمثل الحقل مافي وكل فرد�ا، تمثل الحقل في نبتة فكل جيد، مثال (. وهو

.المجتمع

(، )الجيش لذلك مثال وخير المبدع، وكذلك لوحده، يعمل ال أخيرة: البطل قضية عن يستغنون ال والجنود جنوده، في خططه يطبق فالقائد وجنود، قيادة فهو

يطبقون مطيعين، وجنود�ا مبدعة، واعية قيادة يتطلب معركة أي وكسب قيادتهم،.والتفنيذ التخطيط في فردي�ا يكن لم ما العمل، يكون وهكذا قيادتهم، خطط بدقة

(:1العضوي) والكائن ثامن�ا: الحضارة

هذا ومن (، )عضوية كيانات اإلنسانية والمجتمعات الحضارة بأن يعتقد من هناك� نشوًء�ا والتغير، التبدل أن يرون المنطلق حتمية، عوامل تحكمه وزواال�، واكتماال

� العضوية. ويضربون الكائنات في تفعل التي كتلك طفال�، يولد فهو باإلنسان مثال.كذلك والحضارة ويموت، ويهرم يشيخ ثم فرجال�، فشاب�ا صبي�ا يصير ثم

التصور، هذا عن يعدل أحيان�ا لكنه بذلك، المؤمنين ( أشهر اشبنجلر )أوزولد ولعل عنها تشذ ال التي( )الحتميات من ذلك ويرى السنة، بفصول الحضارة فيشبه

يعقب الروحية، بالفاعلية المتسم ربيعها حضارة لكل (: )إن2يقول) فهو حضارة، تكــون وشتاًء العقلي، التحليل يسودها حيــث خــريف ثم فيــه، تنضج صيف ذلك المــادية، االحتماالت إلى فتتحول الداخلية، إمكاناتها جميع استنفذت قد فـيه

(. واالنهيار االنحالل على شارفت قد تكون وعندها الخارجية، والفتوحات

من خليط فهي كذلك، أصلها- ليست في- الحضارة ولكن جد�ا، واضحة الحتمية في يجتمع الكم هذا كل مادية، ومنشآت وفنون، وآداب وعقائد وأفكار ماديات

.معينة حضارة مكون�ا ومكان، زمان

تؤثر أن ما والذي المترابط، المتماسك العضوي الكائن أو اإلنسان يشبه ال وهذا.الباقي يتأثر حتى فيه جزًء على

حياتها فتجدد ومعالجتها، تجاوزها في فتنجح قاتلة، أخطاًء في تقع قد الحضارة.شبابه تجديد عن يعجز اإلنسان لكن وديمومتها،

كان وإن قبوله، يصعب أمر عضوي، كائن وكأنها الحضارة تصور فإن وبالجملة،ا تؤثر أن يمكن فالعقيدة ببعض، يتأثر مكوناتها بعض ا تأثير� لكن اآلداب، في كبير�

.أقل سيكون مثال�، الصناعة على تأثيرها

اليونان، معارف عن الترجمة باشروا حين العرب أن أذكر أن يمكن الخصوص بهذا

جمالها- ألنها -مع اليونانية اآلداب يترجموا لم لكنهم والمنطق، الفلسفة اختاروا يتحاشون وجعلهم بها، المسلمين زه�د وهذا اآللهة، بتعدد تعتقد وثنية، كانت

.ترجمتها

:العسكرية تاسع�ا: االجتياحات

الحضارة تسقط فهل العسكرية، االجتياحات وتقلبها تسقطها والنظم الدول كان ماذا الصليبية؟ والحمالت والمغول، التتار، حمالت مثل عسكري، باجتياحكلها؟ أوروبا العثمانيون فتح لو سيحدث

النظام ( أسقطوا )الردة ثوار أن لو والمنطقة، العرب تاريخ سيكون ماذا الجنسية ( المصري الملك عبد أنور) للدكتور دولة؟ لإلسالم تقم فلم اإلسالمي،

بينما وتقدمت، صعدت أوروبا (: أن1ملخصها) فكرة اليابان، في جامعي وأستاذ ذلك وحصل عشر، الخامس القرن منذ المشرق، في الكبرى المراكز اضمحلت

باالستعمار وانتهاًء الصليبية، الحروب من ابتداًء للشرق، األوروبي الغزو بسبب بغزوها العربية. فأوروبا البالد قلب في كإسفين إسرائيل وزرع الغربي،

وكذلك اقتصادي�ا، واستنزفتها المشرق، في القوة مراكز حطمت االستعماري.والنهوض التحرك حرية للمشرق تترك ولم وثقافي�ا، وسياسي�ا اجتماعي�ا

الخارجية، االعتداًءات صد عن العجز أن ويرى ذلك، ( يرفض )توينبي المؤرخ لكن حصل قد سابق انهيار ثمة ولكن السقوط، في السبب هو ليس حضارة، كيان على.الرومانية اإلمبراطورية بسقوط لذلك نفسها.. واستشهد الحضارة قلب في

توينبي، لنظرية سلمنا إليهم، التتار وصول قبل العباسيين، إلى فكري�ا انتقلنا فإذا ذلك التتار هجوم وكشف األخير، النزع في وحضارة-كانت -دولة العباسيين فحال

.األمر وانتهى الهجوم صد مصر، إلى الزحف هذا وصل فقط. ولما

ما لديها يبقى فال وجودها، مبررات وتستوفي تشيخ، الدولة أن يظهر: كما والذي ما لديها يبقى فال لديها، ما كل تعطي أن بعد تشيخ، الحضارة فكذلك تعطيه، تبني وشبابية، قوة أكثر قادمة، لحضارة الطريق إفساح من بد فال وإذن تعطيه،

القافلة تسير الحياة. وحين نظم في وتجدد البناًء، في وتزيد ، الموجود على ذيلها إلى القافلة أول جدل- من -دون يتحول يمرض، أو يتعب من فكل طويال�،

.القانون هو تابع.. هذا مجرد إلى قيادتها ومن ونهايتها،

ا: فساد :العالقات شبكة عاشر�

الحضارة ملخصها: أن فكرة يطرح الله، ( يرحمه نبي بن مالك) اإلسالمي المفكر فإذا قوية، سليمة االجتماعية العالقات شبكة دامت ما وتستمر وتعيش تبقى

.كتبه جل في النظرية هذه وسقطت.. يكرر الحضارة تدهورت فسدت

)شبكة خيوط في التوتر يرتخي (: .. عندما1قائال�) كتب( مجتمع )ميالد ففي فعــالة، وبصــورة المشترك، بالنشاط القيام عن عاجزة فتصبح العالقات(،

. نهايته إلى ماض� )مريض( وأنه المجــتمع أن عــلى أمـارة فــذلك

غير منه يبقى ال وحينئذ المجتمع، بهالك إيذان فذلك نهائي�ا، الشبكة تفككت إذا أما.التاريخ كتب في مدفونة ذكرى،

كان كما واألشياًء، واألفكار باألشخاص متخم والمجتمع النهاية، هذه تحين وقد في المغرب، وفي العباسي، العصر نهاية في المشرق، في اإلسالمي المجتمع

.الموحدين عصر نهاية

أصبح اإلسالمي- حين المجتمع في والتمزق التحلل -من الحالة هذه كانت وربماا عليه الله صلى الله رسول قول إليها أشار التي هي مشترك، نشاط أي عن عاجز�

قالوا: أو قصعتها، إلى األكلة تداعى كما عليكم األمم تداعى أن (: )يوشك1وسلم) السيل، كغثاًء غثاًء ولكنكم كثير، أنتم بل ال،: قال الله؟ يارسول يومئذ نحن قلة من

الوهـن، قلوبكم في وليقذفن منكم، المهابة أعدائكم قلوب من الله ولينزعن(. الموت وكراهية الدنيا، حب: قال الله؟ يارسول الوهن قيل: وما

ا كبيرة، عناية القضية هذه يولي الله يرحمه ومالك (: )...2فيقول) وتفصيال�، شرح�� المجتمع يتحلل أن فقبل هيئة في االجتماعي، جسده يحتل المرض فإن كلي�ا، تحلال

ا ذكرناها، التي لألسباب االجتماعية، شبكته في انفصاالت ا، كم� الحالة وهذه وكيف�� تستمر قد المرضية ا أو قليال وتلك تام، انحالل صورة في نهايتها، تبلغ أن قبل كثير�

جميع أن االجتماعي. بيد الجسد في يسري الذي البطيًء التحلل مرحلة هي... (.العالقات شبكة في كامنة التحلل هذا أسباب

يرى) العسكري، االجتياح رفضه فبعد الحضارة، انحالل عن فكرة توينبي وللمؤرخ يطرأ جذري وتغير الناس، أرواح في يدب كبير، فساد يزامنه الحضارة انحالل (أن1

والقوى الجيدة، الصفات مكان فيحل كلها، وحياتهم ومشاعرهم سلوكهم على ( )ثنائية مكانها يحل لحضارتهم، النمو دور في بها، يتحلون كانوا التي المبدعة،

الفساد ويتعرى ينكشف وهنا المتناقضة، العقيمة والمواقف النزعات منا الروحي، اآلداب يشمل وانحطاط والعادات، األخالق تعم فوضوية، عن كاشف� دين أو خاصة، فلسفة فرض ( إلى المسيطرة )األقلية تسعى قد ثم والفنون،

...فائدة وال جدوى دون ولكن القوة، ذلك في مستعملة جديد،

أو األندلس، في اإلسالمية الحضارة على النظرية هذه يطبق ومن جيد، تصور صحة على الشواهد من الكثير فسيجد العثمانية، وحتى المشرق، في العباسية

.النظرية هذه

:والفكر الثقافة عشر: عامل الحادي

قد لكن وفكر، ثقافة دون أمة نجد ال هنا من الكبير، رأسمالها هو أمة كل ثقافة آسيا في البشر من ماليين نجد المعاصر، عالمنا وفي حضارة، بدون نجدها

( )فضاًء خارج يعيشون لكنهم وفكرهم، ثقافتهم لهم الجنوبية، وأمريكا وأفريقيا(.1منتجاتها) بعض واستهلكوا استعملوا وإن الحضارة،

.األولى القضية أعتبرها كما كبير، لجدل تحتاج ال مسلمة، تقدم ما أعتبر- 1

.إكراه دون طواعية، وتمنحه أوال�، الوالًء تصنع الثقافة- 2

.والواقع الوعي بين انفصال حصل إذا الفكر، ومثــلها تـذبل، أو تموت الثقافة- 3

الحكم في فاالستبداد تجاهـلها، أو تجــاوزها يصـعب الحياة، في قوانين هناك- 4 التربية وتخلف التربية، تخلف إلى يؤدي والتخلف العقل، تخلف إلى عادة يفضي

يجري إذ مفرغة، حلقة في دوران يحصل وهكذا الديني، التراث نقد إلى يقود من مشكلة حسم دون التاريخية، إلى السياسية إلى الثقافية المشاكل من التنقل

.المشاكل هذه

د فإذا ثقافية، وغير ثقافية، صراعات وحديثه- يشهد -قديمه العالم- 5 تدفق و�ج�

المحلية الثقافة وعجزت جبهة، من أكثر وعــلى إعـــالمي(، )قــصف أو ثقــافي:احتماالن فهنا واالستيعاب، المقاومة عن

.األضعف الثقافة تتفكك أ- أن

.نفسها وتكيف آلياتها، من تعدل ب- أن

عليه يصعب البشري فالعقل (، )مــرجــعية من لـه بد ال وفكر ثقـافة كــل- 6ا تمنحه مرجعية، دون العمل وتحولت انقسام، حصل وإال إليها، يستند كي أسس�.أمم إلى األمة

واحدة؟ ثقافة في ودمجها الثقافات، كافة حل يمكن هل- 7

ثقافـة في واندمجت كلي�ا، ثقافتها عن تخلت أمة أن يسجــل لم التاريخ إن.لغتها وغيرت معتقداتها، وكــافة دينــها غــيرت إذا إال غيــرهــا،

)سمسار مجرد إلى تحول فإن أمته، مشاكل لحل العمل المثقف اإلنسان مهمة- 8.والثقافة العلم أمانة يخون كما وأمته، بلده يخون فهو أخرى، لثقافة(

ا والثقافة العلم من اتخذ الثالث، العالم مثقفي بعض إن وضعه، لتحسين سلم�ا المغانم، من قدر أكبر على والحيازة ا السلطة، مع متحالف� لشعبه ظهره مانح�

.وأمته

ا يجري اإلنسان سلوك- 9 كثمرة حضارة تقيم واألمة وثقافة، فكر عن منبثق� فإذا وأنجز، أسرع التحضر كان حية، والثقافة العقيدة كانت وكلما وثقافة، لعقيدة العد فإن كالم، صف أو عرف مجرد الثقافة وصارت أحالم، مجرد إلى الفكر تحول

روح ال جسد إلى تتحول أو الحضارة، تسقط حتى ويستمر، يبدأ للحضارة التنازلي.فيه

كلمات.. راقب إلى تتحول فإنها أفكارك ( )راقب1() أنلو )فرانك يقول- 10 عاداتك عادات.. راقب إلى تتحول فإنها أفعالك أفعاال�.. راقب تصبح فإنها كلماتك

(. مصيرك ظالل فإنها طباعك طباع�ا.. راقب تصبح فإنها

وال نهضة يسجل لم فالتاريخ األمة، على يصدق فهو الفرد، على يصدق هذا كان إذاا الحاكم فيه يشارك جاد، وعمل وتصميم، تخطيط دون صدفة، جاًء تحضر�

.سواًء حد على والمحكوم

من والهدف والوجود للحياة شاملة رؤية والفكر: تكوين بالثقافة المقصود- 11 باألفراد تدفع جامعة، ثقافية وحدة في يتجمع جماعي، سلوك التحضر ألن ذلك، من نوع�ا يتطلب هذا وكل والمادي، المعنوي العمران في مشتركة محصلة نحو

العقيدة العادة في توفره ما وهو ،( الثقافي )اإلجماع بـ تسميته يمكن التجانس عالية، مواصفات ذات (، )كارزمية قيادة فتوفره السياسي، اإلجماع أما الواحدة،.مشتركة سياسية وأهداف

تحضر قيام يصعب وبدونها ( التحضر، )وقود هي األفكار أقول: إن أن ويمكن.مفيد

أو حقيقي غيبي، سماوي مصدر من متأتية دينية، تكون قد والفكر الثقافة- 12ا األكثر ( هو )الدين أن سنجد وهنا بشري، فكر أو أسطوري، لذا واألقوى، دوام�

متطورة أو (، )دين على أساسها في تقوم كانت كلها الكبرى الحضارات وجدنا عدوان دون الدولة، ومثلها الحضارة، سقطت فربما كذلك تكن لم فإن عنه،

.نسبي�ا قصيرة مدة السوفياتي- وفي االتحاد سقط كما- خارجي

ا، فكر أو ثقافة كل ليس لكن للتحضر، شرط أو مقدمة والفكر الثقافة وأخير� بأن لذلك وأمثل فكر، أو ثقافة بدون حضارة ال أنه إال حضارة، تنتج أن بإمكانها

يتوضأ من كل ليس ولكن ( سابق، )وضوًء طهارة وجود على تتوقف الصالة صحة الحضارة، جانبه وعلى يجري، الحياة نهر ( بأن )طلبتي أذكر أن لي ويحلو.. يصلي(. )القيم هي قنطرة الضفتين بين ويربط والثقافة، الفكر اآلخر الجانب وعلى

:الحضاري عشر: الدافع الثاني

وقد اإلمكانات، هذه يستغل وال يتحرك ال لكنه كبيرة، إمكانات لإلنسان تتوفر قد للعمل تدفعه اإلنسان نفس في قوة ولكن كذلك، واإلمكانات قليلة، الفرص تكون

فقال: إن بعضهم توهم وقد واألمم، الشعوب في هذا مثل وقل والتشبث، لــذلك، مستعدة غير أخـرى شعوب وثمة بعينــها، شعوب نصيب من هو التحضر

اهتبلها فرصة واتته من فكل ذلك، بغير يشهد التاريخ أن إال الفـرص، وافــتها وإن.حضارة وأقام

تجاوزت قد اليابان، وهذه واألمم، الشعوب على يصدق األفراد، على يصدق وما وبأسرع التحضر، سلم صعود على مصممة كانت ألنها الخيرات، وقلة البالد، شح

أو مكانها، تراوح وهي الخيرات، من الكثير الكثير فيها بالد�ا نجد بينما ممكن، وقت.القافلة مؤخرة وإلى الخلف، إلى ولكن تسير

� النفوس في تحل حين األفكار إن � دافع�ا حلولها يكون إيماني�ا، حلوال قوي�ا نفسيا.المصاعب على والتغلب للتحضر،

مـع الموحـد، العمل إلى بهم فتدفع أصحابها، نفوس على تسيطر قد األفكار إن.المغنـم في والزهد الــذات، إنكـار من شـيًء

روحية تبدأ الحضارة أن من الله ( يرحمه نبي بن )مالك يكرره ما أتذكر وهنـا ثم كبيرة، إنجازات فتحقق ذات، ونكران وإخالص، بجد أصحابها يعمل نشطة، تثور ثالثة، مرحلة ذلك يلي السابقة، المرحلة تفلسف عقالنية، مرحلة ذلك يعقب(.1وتسقط) الحضارة فتتفسخ الغرائز، فيها

ا ينطبق التوصيف وهذا .اإلسالمية الحضارة على عالي�ا انطباق�

نظرنا فإذا والتفاني، الجد منتهى في وجدناهم الغربية، الحضارة لرواد نظرنا وإذا.الجيدة الصفات تلك كل تفتقد (نجدها1() )اإلنشورنس مجتمعات إلى اليوم

)الضمان على للحصول العمل، من بالتهرب ولو تكسب، أن اليوم األول همها إن وذهبت الرواد، ذهب لقد مع�ا، والصغار الكبار من تتوالى، الفساد وفضائح(..

.الذات ونكران التضحيات، معهم

البائس النفر وذلك المؤسسين الرواد بين الكبير الفرق جيد�ا تعرف حضارة وكل.معتبر لكل عبرة األندلس وفي الحضارة، سقوط يشهد الذي المتكاسل،

وخسرناها حضارة، أروع وأقمنا قرون�ا، وحكمناها ( مقاتل،000،12) بـ دخلناها الكارثة عنا رفعت وال القلة، تضرنا فلم مهزوم، مأزوم ماليين أربعة من أكثر ونحن

أما نفعه، وقل وزنه، خف ما معه حمل جاًء متى والسيل ،( )غثاًء صرنا لقد الكثرة،.جرفه في السيل يفلح وال أرضه، في فيبقى النافع

مشروع لديك وهل أمتك، تخلف ويغضبك يزعجك سؤاال�: هل الكريم للقارئ وأوجه!الطوفان؟ ليكن ثم نفسي، شعارك: نفسي أم والنهوض؟ للتحضر

:الطبيعية عشر: البيئة الثالث

متخلفة، أمرها على مغلوبة كانت فإذا األمة، وأرض.. أما أمة في تقوم الحضارة واألمراض بسيوفه، يضربها والفقر شعبها، أغلب نصيب من األمية وكانت

ا، تموت مرة دائم، بشكل تستوطنها الفيضانات، وقراها مدنها تدمر ومرة عطش�:الشاعر قول حد فعلى فكرت وإن بالتحضر، تفكر لن األمة فهذه

ا أراه أن أتمنى لم� المفلس رأسمال والتمني ح�

.التحضر في تفكر ( حتى )كفاية لألمة يكون أن بد فال

للتحضر توينبي جعل فقد ولــذا حد، إلى ولـو سخية األرض تكون أن بد وال� وال اإلنسان، في�قعد قوي�ا يكون ال �(، )تحد بوجود التحضر ربط أن بعد شرطين، سهال

(.1النوعين) كال من أمثلة لنظريته ويضرب يثيره، فال

الحرارة حيث الصحراًء ففي اإلسكيمو، وبالد بالصحراًء الصعب للتحدي فيمثل على حضاري، مشروع نجاح أو حضارة، إقامة يصعب الشحيحة، والمياه العالية ال أن أجل من البرد اإلنسان يصارع ( حيث )األسكيمو بالد ذلك ومثل واسع، نطاق.حي�ا البقاًء أجل من يصارع وهو حضاري بمشروع يفكر فلن لذا به، يفتك

والشمس المعتدل، الجو حيث االستوائية، بالمناطق له فيمثل السهل، التحدي أماا أو جوع�ا الموت اإلنسان يخاف فال الغزيرة، واألمطار المشرقة، .برد�ا أو عطش�

البشر من وتساعده، تعينه التي للعوامل يحتاج لكنه الحضارة، صانع اإلنسان إنا اليوم نرى والطبيعة. ونحن مياه تحلية فهناك العوائق، على للتغلب تجاهد أمم�

المنتوجات وتحسين محمية، بيوت في والزراعة الجوفية، المياه واستخراج البحر، الزراعية األراضي وتسميد المياه، لجمع السدود وإقامة والنباتية، الحيوانية تقدم حصل الصناعي الحقل وفي الزراعي، الحقل في هذا المنتوج، لمضاعفة

.ثمن شيًء لكل كان وإن قبل، من أفضل البيئة في التحكم جعل مما أكبر،

أنها من الرغم على الجغرافية، العوامل (: إن1() )ديورانت بقول تقدم ما وأختما، المدنية تخلق أن يستحيل وتهيًء وجهها، في تبتسم أن تستطيع أنها إال خلق�

.ازدهارها سبل

تضيق. التي هي (، )الكزة الشحيحة النفوس ولكن بأهلها، تضيق ال األرض إن:الشاعر مع أكرر أن وأحب

سنانا القناة في المرًء ركب قناة الزمان أنبت كلما

على العالم خيرات من يسيطرون بالمائة، عشرة العالم في ونسبتهم األغنياًء ويزداد غنى، األغنياًء فيزداد الفقراًء، ونهب سرقة عن يعفون وال بالمائة، تسعين

ا الفقراًء .فقر�

الغني لكن نقي، وماًء وطعام، ودواًء، وجرار، وحاصدة محراث إلى بحاجة الفقير أو فخمة، سيارات أو وتجميل، زينة أدوات أو وصواريخ، دبابة يبيعه أن يفضل

.المعادلة؟ هذه نحل فكيف غازية، مشروبات