ها في أورب�ا ـــ د.عمر الدقاق الع!لوم العربي�ة في األندلس وأثر

*المدخل: منذ أن خلق الله اإلنسان، وأودع في جبلته قبســا- من نــوره الكشــاف، ثم منــذ أن جعل الله الناس شعوبا- وقبائل ليتعارفوا، بدأت في ذلــك الــوقت عمليــة التفاعــل الثقــافي والتبادل المعرفي بين البشر.و هكذا اكتسبت الحضارات اإلنسانية غنى ومضاء عبر العصور، وكان ذلك بفضل هجرة األفكار إلى األفكــار، ورحلــة العقــول إلى العقــول. و كــان من أهم المثاقفات الكبرى في التاريخ مـا حــدث من تمــازج فعــال بين ثقافــة العــرب وبين ثقافــات شــعوب الفــرس واإلغريــق والهنــد والصــين... وذلــك إبــان العهــود العباســية في العصــور الوسطى, ثم ما حدث من هذا القبيل عبر موجة تالية من المثاقفــة الواســعة بعــد حين في أثر االحتكاك المباشر بين العرب والفرنجة إبان الحروب الصليبية. وماتم أيضا- من المثاقفـة بين الشعوب عبر موجة ثالثة كانت تفعل فعلها خالل زمــان مــواز للحقبــة العباســية، وعلى صعيد آخر في أقصى العالم القديم من الغــرب األوروبي، والســيما في شــبه جزيـرة إيبريـا

وربوع األندلس.

على أن هــذا التالقي العــربي اإلســباني في العصــر األمــوي لم يكن أول لقــاء بين العــربــبانيا ــواحل إس ــة إلى س ــورية القديم ــون من س ــل مالح ــد وص ــاريخ، "فق ــبانيا في الت وإس والبرتغال والجزر القريبة منها بقصد التجارة منذ أواخر األلف الثاني من قبل الميالد. ففي قادس ومالقة وقرطاجنة وجزيرة إيبيزا وغيرها، نزلت جماعـات من الكنعـانيين الفينيقـيين

(، من القــدس وانطاكيــة2(" الذين أبحــروا من مــدن فلســطين وســورية )1ومن البونيين") وصور وبيروت ودمشق وجبيل وأوغاريت وأرواد. وهنــاك في شــواطئ شــبه جزيــرة إيبريــا، تشكلت في أثر تلك الموجات النازحة جاليات سورية ناشطة حيث أقــامت مســتوطنات لهــا، تاركة مياسمها فوق تلك األرض من أسمائها وأســماء أربابهــا منقوشــة على الحجــر األصــم

وعلى شواهد القبور.

"وكان بعض هذه األسماء واألفعال عربيا- من مثل )عز، عـزة، ملـك، بعـل، عشـترت(، ومثـل (، وينبئ عن وجود3)فعل، نذر، حد�ث...(، وأقدمها يرجع إلى نحو سبعة قرون قبل الميالد")

ــادي ــديني واالقتص ــعيد ال ــا على الص ــرة إيبري ــبه جزي ــأن في ش ــاني ذي ش ــاري كنع حضواالجتماعي.

كان هذا التفاعل الحضاري الغابر أول الغيث، قبل االنهمار الكبير بعد قرون أخرى، حين تمالفتح اإلسالمي لألندلس محدثا- ذلك المنعطف التاريخي البارز في خارطة العالم القديم.

لقد استمر الوجود العربي في األندلس قرابة ثمانيـة قــرون، كـان خاللهـا ظلهم السياسـي والثقـافي المنبسـط على تلـك الربـوع يـتراوح بين مـد وجــزر، قبـل أن ينحسـر عن األفــق الغــربي، وينكفئ إلى الشــاطئ األفــريقي في نهايــة المطــاف، لتســقط بــذلك تلــك الــدرة

النفيسة من تاج الملك العربي.

*االنصهار والتمازج:

غير أن سيل المــاء قــد ينحسـر، ومـع ذلـك فــإن آثـاره تبقى طــويال- بعــده وتتجلى في تلـك األخاديد المنتشرة على كل صعيد، وخالل كل مسيل، كما أن تلك الميــاه الــتي تغيب وتتبــدد من على سطح األرض هي باقية على نحو ما في الداخل، نافــذة على نحــو غــير ظــاهر إلى باطن التراب، منسربة على مهل في األعماق. وهذا ماكان من حال حضارة العرب واإلسالم

في تلك الربوع في العالم الغربي...

ــاريخ اإلســالمي "لقد ازدهرت هذه الحضارة ازدهارا- هائال-، بحيث تركت بصماتها على كل الت بل والعالمي. ثم ضعفت وتراجعت حتى اندثرت، ثم خل�فت وراءها بعض الرواسب أو البقايا والمخل�فات الثقافية في المجتمع اإلسباني حتى الوقت الحاضر، ولم تكن حضــارة األنــدلس حضارة بسيطة التركيب، وإنما كانت تتــألف من عناصــر متعــددة ومتباينــة أشــد التبــاين فيــامال- من ــات ع أصولها البشرية والثقافية. وكان هذا التباين وذلك التعدد في وقت من األوق عوامل قوة تلك الحضارة وثرائها وعمقهــا، ولكنهمــا كانــا يحمالن في الــوقت نفســه بــذور

(.4الضعف وأسباب التدهور واالضمحالل")

ــذين ففي أعقاب فتح األندلس امتزج أولئك الوافدون من عرب وبربر بالسكان األصــليين ال يــدينون في معظمهم بالمســيحية، وفيهم الكلت القــادمون من أوروبــا والرومــان والقــوط والفاندال والجرمان وبعض العناصر األوربية الشمالية، الــتي تعــرف باســم النورمانــديين أو

الفايكنغ، ثم الصقالبة وجماعات يهودية قديمة....

وكانت بداية التخالط السكاني والتمازج الثقــافي جنــوح الكثــيرين من الســكان إلى اعتنــاقــذين ــد واألســرى ال ــواج غفــيرة من العبي ــدين أف ــدة اإلســالمية، إذ دخلت في هــذا ال العقي استعبدهم القوط والجرمان من قبل، فتحولوا إلى أحـرار بحكم اعتنـاقهم اإلسـالم. يضـاف إلى هؤالء وأولئك كثيرون من المضطهدين الــذين اســتردوا اثــر الفتح أمالكهم وعقــاراتهم المصادرة واستعادوا مكانتهم. وكان من نتائج هــذا الواقــع الجديـد تحسـن الزراعــة ونشـاط التجارة وازدهار االقتصاد. وكان في جملة المستفيدين من الفتح اليهود، إذ تمتعوا بالحماية ونعموا بالرعاية وأعيدت إليهم حقوقهم، وفسح لهم المجال لتــولي المناصــب الرفيعــة في

(.5الدولة اإلسالمية)

( أن قرطبة كــانت بلــدا- نصــف عــربي،6ومما أورده المستشرق اإلسباني غارسيا غوميس ) يتحدث أهله العربية وعجمية أهل األنــدلس، ويختلــط فيــه رنين األجــراس بــأذان المــؤذنين.

م�ح جميل، وجــو حضــاري متــألق ونجم عن تخالط األجناس وتجاور الديانات مناخ إنساني سرفيع.

وقـد نجم عن زواج العـرب باإلسـبانيات عنصـر مسـلم جديـد عـرف باسـم المولـدين الـذين أصبحوا بمرور الزمن يؤلفون معظم سكان األندلس. وكان البد لهؤالء أن يكتسبوا كثيرا- من عناصر الثقافة اإلسبانية من لغة وعادات وسلوك... وربما كان أخطــر مثـل لهــذا التـأثر هــو ازدواج اللغة، حيث انتشرت لغة الرومانس إلى جانب لغة العرب، وهذا يكشف عن مدى قوة

ذلك االحتكاك الثقافي بين الحضارة العربية الوافدة والحضارة اإلسبانية السالفة.

ثم ظهرت في تلك الربــوع، تبعـا- لــذلك االحتكـاك المباشــر والمتنــوع، فئــات أخرى غدا لها دور هام في حياة المجتمــع األندلســي وثقافتــه، كــان أبرزهــا

وهي العناصر األصــلية الــتي بقيت على دين Mozarabes جماعة المستعربينبت في اللغــة والعــادات والســلوك والتقاليــد، وهــذا مــا المسيح، إال أنها تعــر�

لها ألداء دور ناشط في الحياة العامة. أه�

ــة من الوجــود العــربي وقد أفرز الواقع االجتماعي والسياسي في األندلس خالل حقبة تالي فئات أخرى، في طليعتها جماعة المدجنين، أو المستعجمين ونعني المسلمين الذين وجــدوا أنفسهم عائشين في ديار المسيحيين فتم تدجينهم وصبغهم بالصبغة اإلســبانية، وإن ظلـواــا- لظــروف ــة، وهــؤالء المــدجنون ـ تبع محــافظين على دينهم اإلســالمي وثقــافتهم العربي حياتهم، واختالطهم باإلسبان ـ ساهموا مساهمة كبيرة في نقل الــتراث العــربي اإلســالمي

وكثير من التقاليد والمثل واألفكار والقيم إلى مواطنيهم.

وفي مقابل هؤالء المدجنين كانت هنالك فئة ثالثة تضم المسيحيين الذين اعتنقوا اإلسالم،وإلى جانبهم المسلمون الذين اعتنقوا المسيحية أو الذين ارتدوا عن اإلسالم.

وكانت حصيلة ذلك كله هذا االحتكاك الفريد والتالقي المتميز بين ديانتين وعقيدتين، وأيضا-بين ثقافتين وحضارتين، وذلك على نحو ليس له مثيل بين األمم.

*المثاقفة العربية اإلسبانية:

ولعل أبرز ما تمخضت عنه تلك المثاقفـة الفعالـة بين العـرب والفرنجــة في بالد األندلس هو والدة حركة ترجمة ناشطة كــان عمادهــا في الغــالب فئــات

التي برز منها أناس كثــيرون وجمعــوا Mozarabes  من المستعربين الفرنجة بين لغتهم األصلية واللغة العربية الوافدة. وقد أتقن بعضهم العربية ونبغــوا في أدبها على نحو يذكرنا بمن كان من هذا القبيل أ يضا- في المشــرق مثــلبوا ونبغوا في ابن المقفع وسيبويه وأبي عبيدة.... الذين كانوا فرسا- ثم تعر�

م( واحد من أئمة العلم واألدب والفقــه977 هـ-367العربية. وابن القوطية )ــه والتاريخ، وهو كما يدل عليه لقبه متحدر من أم إســبانية من القــوط، ومثلب وصـار قاضـيا- ألمثالـه من المسـلمين في ة الذي أسلم وتعر� حفص بن البر�

(.7طليطلة من ذوي األصول الفرنجية)

وقد شاركت في حركـة الترجمـة جماعـات المسـتعجمين المسـيحيين الـذين وهم المسلمون الذين بقوا في Los Moriscos أصبحوا يمثلون الموريسكيين

ــراجهم من ــة إلى أن تم إخ ــا بالعربي ــبانية ويكتبونه ــون اإلس ــبانيا يتكلم إس على الرغم من تنصرهم.1614األندلس سنة

لقد بلغ من أمر المستعربين اإلسبان أنهم شغفوا بالعربيــة وأدبهــا، حــتى أن كثــيرين منهم نسوا لغتهم أو تخلوا عنها، وأقبلوا على تعل�م لغة العرب الفاتحين، فراحوا يســتعملونها فيــة، ويصــطنعون مخاطباتهم ومعامالتهم، ويتدارسون آدابها وعلومها، ويرتدون األزياء العربير البــيرو القرطــبي عهدئــذ� عن شــعور مريــر تجــاه هــذه أساليب الحياة اإلســالمية. وقــد عبــ�

(.8األحوال فقال)

"إن إخواني في الدين يجدون لذة كبرى في قراءة شعر العــرب وحكايــاتهم، وي!قبلــون على دراسة مذاهب أهل الدين والفالسفة المسلمين، ال ليردوا عليها وينقضوها، وإنما ليكتسـبوا من ذلك أسلوبا- عربيــا- جميال- صــحيحا-. وأين تجــد اآلن واحــدا- ـ من غــير رجــال الــدين ـ يقــرأ

رجــال الــدين يعكــف على الشروح الالتينية التي كتبت على األناجيل المقدسة؟ ومن سوى دراســة كتابــات الحــواريين وآثــار األنبيــاء والرســل؟ ياللحســرة، إن الموهــوبين من شــبان النصارى ال يعرفون اليوم إال لغة العرب وآدابها، ويؤمنون بها ويقبلون عليها في نهم. وهمحون في كــل مكــان بــأن هــذه اآلداب حقيقــة ينفقون أمواال- طائلة في جمــع كتبهــا، ويصــر� باإلعجــاب، فــإذا حــدثتهم عن الكتب النصــرانية أجــابوك في ازدراء، بأنهــا غــير جــديرة بــأن يصرفوا إليها انتباههم. يالأللم، لقد أ!نسي النصــارى حــتى لغتهم، فال تكــاد تجــد بين األلــف منهم واحدا- يستطيع أن يكتب إلى صاحب له كتابا- ســليما- من الخطــأ، فأمــا عن الكتابــة في لغة العرب فإنك واجد فيهم عددا- عظيما- يجيدونها في أسلوب منمــق، بــل هم ينظمــون من

الشعر العربي ما يفوق شعراء العرب أنفسهم فنا- وجماال-".

وقد أورد المستشرق بالنثيا في هذا الصدد خبرا- من مخطوط يضــم مجموعــة من القــوانين الكنسية التي تمت ترجمتها من اللغة الالتينية إلى اللغــة العربيــة بقلم قس إســباني اســمه )بنجينسيوس( كان يتقن لسان الضاد إتقانا- تاما-، وقد توج الكتــاب المــترجم بإهــداء شــعري موجه إلى أسقف يدعى عبد الملك. وهذا الشعر العربي الذي نظمه القس )بنجينسيوس( ال يفترق في شيء عما ينظمه المسلمون في مثل ذلــك المقــام شــكال- وموضــوعا-، ومن ذلــك

(:9قوله)

كتاب لعبد المالك األسقفالندب

جواد نبيل الرفد في الزمن الجدب

همام ذكي الحدس واحدعصره

عليم كريم ذو حلوم وذو لب

وعم به كل� األنام هدى يجدد فضل الله فينا بفضلهالرب

والكثـير من الكتب الالتينيـة الـتي كتبهـا المسـتعربون تحمـل هوامشـها شـروحا- وتعليقـاتعربية.

*حركة الترجمة:

ــرون ــارة في الق ــة العلم و الحض ــة هي لغ ــك الحقب ــانت في تل ــة ك ــرا- إلى أن العربي ونظ الوسطى، وأنها في موقعها عهدئذ� كانت تمثل التراث األغــنى والثقافــة األرقى، فقــد غــداــة ــة الترجم ــانت حرك ــا، على حين ك ــة إليه ــة متجه ــة الترجم ــون حرك ــبيعي أن تك من الط المعاكسة، أي من الالتينيــة إلى العربيــة دون هــذا المــدى. يضــاف إلى ذلــك أن الفرنجــة أو الالتين الذين تعلموا العربيــة باعتبارهــا لغــة الفــاتحين كــانوا يشــكلون الكــثرة البالغــة، أمــا

المسلمون فكان إقبالهم أقل من أولئك على تعل�م الالتينية بطبيعة الحال.

ومن أشهر المتأثرين بالعلوم العربية وأقدمهم الراهب جيلبرت الذي اعتلى فيما بعد عــرش باسم سلفستر الثاني، وقد وفد إلى قرطبــة في أيــام الخليفــة999البابوية في روما سنة

عبد الرحمن الناصر للتزود بالعلم.

وكذلك وفدت على منطقة ابــرو اإلســبانية في الشــمال مجموعــة من طالب بفرنسة وقاموا بنشاط ملحوظ في ترجمــة Chartre العلم من مدرسة شارتر

في مقاطعة S.M.de Ripoll الكتب العربية. وما لبث دير سانتا ماريا دو ريبولــة وخاصــة كاتالونيا اإلسبانية أن أصبح مركزا- هاما- لحركة نقل العلــوم العربي

في الفلك والحساب والزراعة.

وجملة القول أن حركة الترجمة في المقاطعات األندلسية قد ازدهرت إلى حـد كبـير، وممـا(10قاله شارل هاسكينس في هذا الصدد: )

"إن مراكــز الترجمــة نشــطت في إســبانيا وفرنســا وغــربي أوربــا، والســيما في برشــلونة وطرزونة وسيكوفيا وليون وبامبالونة ومرسية، ثم كان المركــز الرئيســي في نهايــة األمــر مدينــة طليطلــة"، حيث ضــمت مجموعــة كبــيرة من أســاقفة إســبانيا مــالبثت بعــد اســترداد الفونسو السادس لها أن اشتهرت باسم مدرسة المترجمين الطليطلــيين الــتي تم بفضــلها

ــاقفة )11نقل المؤلفات العربية في مختلف العلوم بإشراف األسقف رايموند) (، كبير األس هـ(، "وقد عهد إلى يحــيى اإلشــبيلي وهــو يهــودي اعتنــق المســيحية بترجمــة1158 ـ 1130

ــير الشمامســة والمــترجمين دومنغــو ــد من كتب العــرب في العلــوم، وكلــف معــه كب العدي غونديسلفي ليتوليا نقل الكتب العربية في الرياضيات والفلــك والتنجيم والفلســفة، وعــددــز ــد العزي ــاب عب من رســائل الخــوارزمي ورســالة العمــل باالصــطرالب البن الصــغار، وكتالقابسي في التنجيم، وكتاب مقاصد الفالسفة للغزالي وكتاب السماء والعالم البن ســينا".

(12.)

الذي عاش في القرن الثاني عشر Plato de Tivoli  كذلك كان بالتو التيفولي من أقدم النقلة الذين كان لهم كما يقول الــدكتور محمــد السويســي فضــل تعريف الغرب بالعلوم اليونانية ـ العربية مثل كتاب الهندسة التطبيقية. وهو

ــنة 13ناقل رسالة الفلك للبتاني ) . ومعظم1237(، ونشرت في نورمبرغ س(.14ترجماته أنجزها في برشلونة، وكان يؤرخها بالتقويم الهجري)

على أن واسطة عقد المترجمين على اإلطالق كان جيرار القرموني، وكان على رأس فريق ترجم أكثر من سبعين مؤلفــا- ترجمــة حســنة منهــا ملخص لكتــاب الخــوارزمي الموجــود في أكسفورد. ومن أبــرز المــترجمين أبــو الوفــاء الــذي تــرجم كتــاب المجســطي، وقــد نشــرت

، وكتــاب جــابر بن أفلح اإلشــبيلي في إصــالح المجســطي1515الترجمة في البندقية ســنة ، ومن هذه المترجمات زيج الزرقالي، وتوجد عدة نســخ1537الذي نشر في نورمبورغ سنة

منه مكتوبة بالالتينية. ومن هؤالء غوندي سلفو وهوغو سانتا ليسنسيس وبالتــو تيــبرتينوسوروبيرتو كاتينانسيس.

وقد ظهر في األندلس عدد من العلماء والشعراء اليهود الذين كتبوا وأل�فوا بلغـة العـرب، أو بالعبرية، في بعض األحوال. غير أن ثقافة يهود إسبانيا، كمـا يـرى المستشـرق بالنثيـا "قـد

(". وأشــهر هــؤالء المفكــرين موســى15نبعت من موارد الثقافة اإلسالمية بصورة مباشرة)بن ميمون القرطبي الذي نحا منحى مفكـري اإلسـالم في التوفيـق بين الفلسـفة والـدين)

غــير أن كــل� جهــود اليهــود انصــرفت بعــد ذلــك إلى الترجمــة، إلى العبريــة في بعض (.16 األحيان وإلى الالتينيـة في أغلب األحيـان. وكـان أكـثر مـترجميهم يعيشـون في مقـاطعتي كاتالونيا اإلسبانية وبروفانس الفرنسية، باإلضــافة إلى كــثرتهم في طليطلــة وســائر مــدن األندلس الكبرى. ويدل استنطاق التاريخ على أن أولئك "اليهود كانوا دائمــا- يتعــاطفون مــع

(. وهــؤالء يعيــدون إلى األذهــان17الفرنجة ويميلــون إليهم حين يتغلبــون على المســلمين) على نحو ما جماعة السـريان الـذين اهتمـوا بالترجمـة في المشـرق إبـان العهـد العباسـي. وأشهرهم إبراهيم برحي�ا وموسـى بن طبـون اليهـودي الفرنسـي الـذي أقـام في مونبلييـه

كتاب الحساب والجــبر لمحمــد الحصـار الـذي يعــد تلميـذا- البن البنـاء1270ونقل فيها سنة المراكشي صاحب كتاب تلخيص أعمال الحســاب. وابن شــلومون وإبراهــام بن صــموئيل بن

(.18حسداي وليفي بن غرسون وموسى األربوني)

ثم استمرت حمى الترجمة على هذا النحو وسرت إلى سائر الحواضر األوروبيــة في فرنســا وإيطاليا وألمانيا، وتواصلت حتى القرن الخامس عشر، "وكان من أبرز المترجمين في هذه المرحلة المتأخرة علماء في البندقية وبيزا مثل ليونارد فيبوناتشــي ومثــل لوقــا دو بورغــو

الكتــاب العــربي: خالصــة الحســاب والهندســة1484من مقاطعة توسكانا الــذي نشــر ســنة (.19والنسبة والمناسبة)

ويمكن القول في ضوء ما تقدم من شذور متناثرة في مجال النقــل والســيما عن العربيــة، أن األندلس وما جاورها من البلدان شهدت حركة ترجمة موارة، وازدهرت ازدهارا- لم تشــهد مثله تلك البالد في القــرون الوســطى، وكــانت بــذلك رافــدا- كبــيرا- لنظيرتهــا في المشــرق العربي في إبان العصر العباسي، ثم في أعقاب الحروب الصليبية. وذلك كله ساهم إلى حد

بعيد في بعث النهضة العلمية في أوروبا وإغناء الحضارة اإلنسانية.

*تفتح العقل العربي:

في الطور األول من حياة العرب العلمية كــان التطلــع منصــبا- على كشــف أســرار الطبيعــة مثــل: كشــف األســرار أو وسبر أغوار الكون. لذلك كثرت في مؤلفاتهم وبحــوثهم عنــاوين

(، ولكن هــذه النزعــة المغشــاة بالماورائيــة أخــذت تنحســر عن20رفع الحجاب أو نحو ذلــك)العقل العربي ليحل محلها النزوع الفكري إلى معرفة وإدراك الحقائق.

وبــرغم إقــرار مفكــري العــرب في القــرون الوســطى بقصــور العقــل البشــري عن إدراك المعرفة الكلية، وأنه ليس بوسع اإلنسان أن يجيب عن كل سؤال ويحل كل معضــلة، فــإنهم- ثابتا-، وأنه بوسع اإلنسان أن كانوا يدركون في الوقت نفسه أن للحقيقة الموضوعية وجودا

(، والسيما في العلوم البحتة من فلــك وحســاب21يقترب إلى أبعد مدى من بؤرة الحقيقة) وفالحـة... ويجسـد هـذا المنحى العـالم الفلكي الرياضـي أبـو علي الحسـن المراكشـي من رجال القرن السـابع الهجـري، الثـالث عشـر الميالدي، وهـو صـاحب كتـاب )جـامع المبـادئ والغايات( الذي وصفه مؤرخ العلوم جورج سارتون بقوله: "إن هــذا المصــنف أهم مســاهمة

(، هــذا22للجغرافيا الرياضية، ليس في ديــار اإلســالم، بــل في خارجهــا، وفي كــل مكــان") العالم الجليل فطن إلى شأن ينطوي على أهمية بالغــة في مضــمار البحث العلمي، إذ قــال

(:23في مقدمة كتابه "جامع المبادئ والغايات بصدد الرصد الفلكي)

"إن الطرق التي نذكرها صحيحة في نفس األمر. وما ي!توصل بها إليه من المقــادير الجزئيــة قد يوجد فيها تقريب. وأسباب هذا التقريب كثيرة، منهــا ضــعف حواســنا عن إدراك األجــزاء

الدقيقة، وعدم ثبات األجرام السماوية، ودوام تغير آالت الرصد، وأشباه ذلك".

وفحوى هذا القول هو نسبية المعرفة اإلنسانية ومحدوديتها وأنها ال تتسـم دومـا- بالحتميـة. والمعرفــة ومنطلــق أساســي لمن يطمح إلى بلــوغ حقــائق وهــذا منطلــق ركين في العلم

الكون والحياة جنح إليه الجاحــظ من قبــل ثم ديكــارت من بعــد في صــدد المعرفــة اليقينيــةوالبحث التجريبي.

كان القرن الرابع الهجري، العاشر الميالدي منطلق النهضـة العلميـة العربيـة في األنـدلس، وإذا التي بلغت شأوا- كبيرا- من النضج واالزدهار في هذا العصر أيضـا- بالمشـرق اإلسـالمي.

كانت الفنون، ومنها الشعر، تتأبى أحيانـا- على حتميـة التطـور وتتمـرد على منطـق الـزمن، فإن العلوم تبعا- الرتباطها بتطور العقل وتسلســل معطيــات المعرفــة البــد لهــا من معــايير

وأسس تتنامى في ضوئها وتزدهر على هديها.

*في الفلك والرياضيات:

، القائم على الرصد و الحساب يبتعــد عنAstronomie  وهكذا أخذ علم الفلك القـائم على التـوهم والغيبيـة. وكـان من نتـائج سياسـة Astrologie  التنجيم

ــا التسامح ورعاية العلم التي بدأها الخليفة عبد الرحمن الناصر، ورفع لواءه عاليا- ولده الحكم المستنصر "أن ظهرت المدارس واجتمــع المشــتغلون بكـل علم من العلــوم بعضــهم إلى بعض. وكــان الحكم نفســه من المشــغوفين بالدراسة، وكان يحيط نفسه بالعلماء، وقد جمــع في القصــر مكتبــة عظيمــة

زاخرة، واجتهد في الحصول على كتب علوم اإلغريق.".

ومن أوائل ثمار هذه الحركــة الناشــطة نبــوغ العــالم الرياضــي والفلكي أبي م(، وفي طليعــة مؤلفاتــه في علم الفلــك1004هـ-394القاسم المجريطي)

ــون ــ ــة جـ ــ ــا إلى الالتينيـ ــ ــد ترجمهـ ــ ــطرالب(، "وقـ ــ ــالة في االصـ ــ )رسـJoan هيسبالنســيس Hispalensisوقــام رودولــف اف بــورغس ." Rodolf of

Burges(وهــو24بترجمة شروحه على كتاب بطليموس إلى اللغــة الالتينيــة ،) ،1536(، الذي تم نقله إلى الالتينيــة ســنة Planisphaerium كتاب )قبة الفلك

(". وقد عرف المجريطي في األوساط العلمية25في مدينة بازل بسويسرا)بأنه إقليدس األندلس.

عددا- من تالميذه النبهاء أنشأ بعضهم مدارس في قرطبــة ودانيــة كــأبي وأنجب المجريطيار ار، وابن الصــف� السمح الغرناطي وأبي القاسم المهري والزهراوي وأبي القاسم بن الصف�

(، من أبرع علمــاء الرياضــيات والفلــك. وعبــد الــرحمن بن زيــد المعــروف1034 ـ 980هذا )باإلقليدس، كان مهندسا- ذا شهرة.

أما الزرقالي القرطبي أحد علمـاء القـرن الخــامس الهجــري، الحــادي عشـرــدة من خالل ــة جي ــة معرف ــة األوربي ــه األوســاط العلمي ــد عرفت الميالدي فق

( "أنــه يعتــبر أعظم أهــل26مؤلفاته الحسنة. ويورد بالنثيا رأيا- فيــه يقــول ) الفلك من العرب، وهو من طبقة أكابر علماء هذا الفن في العصور القديمة. فقــد وضــع جــداول فلكيــة ورك�ب اســطرالبا-، واخــترع أجهــزة دقيقــة منهــا

. وقــد)27("Asafia )الزرقالية( و)الصفيحة( وهذه معروفة في الغرب تسمى م بأكثر من أربعمئة عملية رصــد فلكي في1029 سنة  قام الزرقالي حوالي

طليطلة بهدف تحديد أوج الشمس، ومحاولة الضبط الدقيق لنقطة االعتــدال (. وكان طبيعيا- أن تحظى أعماله باهتمام معاصريه وأمثالهم من28الربيعي)

بعدهم، وإن تلقى كتبه اهتمام محب العلم الملــك ألفونســو العاشــر والــذين (. كما29حوله من العلماء، إذ كان اعتماد هؤالء على مؤلفاته وأدواته كبيرا- )

عني الغرب بكتابه )زيج الزرقالي( وعمدوا إلى نقله إلى الالتينية في جملــةما نقلوه من كتب جمة مماثلة.

إلى عصر تال متجاوزين عددا- وافرا- من العلماء، قد ينتهي بنا السير عند أبي وإذا ما قفزناــر الميالدي )30الحسن القلصادي ) ـ815(، أبرز علماء القرن التاسع الهجري، الخامس عش

وهو عالم بالحســاب وفقيــه، ويعــد آخــر أئمــة العلم من أصــحاب م(.1486 ـ 1412هـ، 891 التصانيف في األندلس. وكتابه الهام هو في الحساب واسمه: )شــرح األرجــوزة الياســمينة( وقد لقي عناية علماء أوربا، باإلضافة إلى كتابيــه )قــانون الحســاب( و)شــرح ايســاغوجي(. ومن أفضال القلصادي في علم الرياضيات إيجاده ظاهرة االخــتزال واعتمــاده على الرمــوز

في الحساب والجبر والمعادالت والمجاهيل.

ــي ) ــازي المكناسـ ــد بن غـ ــره أحمـ ـ1477هـ، 919 ـ 841ثم مضـــى في أثـ م( فزاد في هــذا المجــال، وهكـذا رمــز للشــيء وهــو العـدد المجهــول1512

ــتعمله إلى ــا نس بحرف ش = شيء الذي تم اختزاله ليغدو بعده )س(، وهو م كما رمــز ، والرمز: ك = مكعبX أو  S اليوم، واستعمل الغرب مقابله حرف

للمجموع بحرف ل وهــو مختصــر من اصــطالح )المــال( الــذي يعــني حصــيلة الجمع عند العلماء العرب. كذلك اتخذ حرف ج = الجذر التربيعي، وكان يوضع

(، بعــد أن31في أعلى العدد. ثم طرأ تعديل على حــرف جـ أي رمــز الجــذر ) انتقل إلى فرنسا فحــو�ل علمــاء الغـرب زاويتــه إلى األعلى وزاد عليــه خطـا-

(، وبذلك استقر هذا الرمز وغدا عالميا-.9أفقيا- على هذا النحو)

*في علوم الزراعة والنبات واألعشاب:

وعلى صعيد آخر من تقدم العلــوم في األنــدلس وامتــداد تأثيرهــا إلى شــعوب أوربــا، خطت العلوم الزراعية خطوات واســعة، إذ الزراعــة ومـا يتصـل بهــا من صـناعة الزيـوت والخمــور واألنسجة... كانت عماد الحياة االقتصادية في تلك البالد. ولما كــان للفلــك والحســاب صــلةــت وثيقة بأحوال المناخ والحرارة والرطوبة وبشؤون الفالحة والحصاد والقطاف فقد اقتض حياة األندلسيين تــأليف كتب في األنــواء والنبــات ومــا إليهــا. من هــذا القبيــل أبــو الحســن القرطبي الــذي ألــف )كتــاب األنــواء( وهــو من أعالم القــرن الرابــع الهجــري. وفي طليعــة العلماء في هذا المجال عبـد الـرحمن بن وافــد الـذي ألـف رســالة هامـة في علم الفالحـة،

(. وابن وافد هــذا كــان المشـرف الرســمي على32مالبثت أن ترجمت إلى اللغة الكاتالونية)(.33الحدائق الملكية في طليطلة بعد أن عادت إلى حوزة الفرنجة)

ــالم األديب وقد تكاثرت كتب الفالحة األندلسية بعد ذلك، من مثل ما ألفه الع هـ،575 ـ 502أبو بكر بن خير اإلشبيلي أحد أعالم القرن السادس الهجــري )

( اإلشــبيلي34م(، ثم معاصره وتلميذه أبــو زكريــا بن العــوام)1885 ـ 1108 م(، وتمت ترجمة كتاب الفالحة هذا البن العــوام مــرتين1885 هـ-580أيضا- )

.J.A  في القــرن التاســع عشــر، إذ نشــر بــانكويري Banqueri نصــه العــربي في مدريد. كذلك عمد إلى1802مصحوبا- بترجمته إلى اإلسبانية وصدر سنة

ــية خالل ــ ــه إلى الفرنس ــ ــه1867 ـ 1864ترجمت ــ ــان مولي ــ Clement   كليمMullet ( وهذا الكتاب كما يقول آنخــل بانيثــا "يعطينــا35وصدر في باريس ،)

فكرة عن ازدهار الفالحة في األنــدلس اإلســالمية، وكــان مؤلفــه نفســه من المشتغلين بالزراعة في ناحية إشبيلية. وهــو أشــبه بــدائرة معــارف تاريخيــة

G.A.de  عن الفالحــة، وكــان لــه أثــر كبــير فيمــا بعــد في كتابــات ج.أ.هريــراHerrera

والطب والجراحة: *في الصيدلة

وإذا كان طبيعيا- أن ينشط التأليف في الفلك واألنواء والفالحــة ضــمن زمــرة متآلفــة، فمن الطبيعي أيضا- أن تظهر كتب أخرى تمت بصالت إلى علوم الزراعة والنبات واألعشاب، وهي كتب الصيدلة أو الصيدنة كما كان يسميها العرب، إذ أنها بطبيعتها رافد كبير للعلوم الطبية. وفي هذا المجال برع أبو جعفر الغافقي، من علماء القرن السادس الهجري ـ الثـاني عشـر الميالدي ـ فألف )كتاب األدوية المفردة( عن العقاقير واألعشاب. ومن مزايا كتابه أنه "ذكر

(". كما أل�ف كتابا- آخر اسمه )المرشد36أسماء النباتات باللغات العربية والالتينية والبربرية) في الكحل( وهو في مداواة العيون، وقد نهض بترجمته ماكس مايرهوف، وهو القائل فيــه:

(".37 أعلم أطباء المسلمين في العصور الوسطى في األدوية واألعشاب) "إن الغافقي

(".38ويبقى العالم ضياء الدين بن البيطار "أعظم علماء النبــات في المشــرق في عصــره)ــر الميالدي ) ــالث عش ــري، الث ــابع الهج ــرن الس ــو من أعالم الق ـ1197هـ، 646 ـ 593وه

م(. وقد ولـد بمالقــة وســكن إشــبيلية، ثم رحــل إلى مصـر، وتـوفي بدمشـق. وكتابـه1248 الرئيسي اسمه "كتاب الجامع لمفردات األغذية واألدوية". وهو موسوعة طبية رتبها مؤلفها على حروف الهجاء. ويعد "أكمل ما ألف العرب في ذلك الباب وأكثر تفصيال-، وهو يضم أكثر

مادة جمع فيها كل ما ذكره سابقوه من اليونان والعرب عن األدويــة، وزاد عليهم2330من (". وآخر من عني بكتــاب الجــامع البن البيطــار هــو39بثالثمئة دواء لم يشر إليها أحد قبله )

مؤرخ العلوم لوكليرك، إذ نهض بترجمته إلى اللغة الفرنسية.

علم النبات واألعشاب وثيقة بالتداوي والصيدلة، فــإن صــلة الصــيدلة أوثــق وإذا كانت صلة العلماء األوائــل يجمعــون بعلم الطب، وهي جميعا- تدخل في زمرة العلوم الطبية التي كان

ــذكر، على بينها، على قدر كبير من البراعة، إذ قلما اقتصر عالم كبير، ممن ذكرنا ومن لم نعلم دون علم أو فن دون فن، فكان أولئك األفذاذ متنوعي الجوانب متعددي المواهب.

ـ937( أحد هؤالء األفــذاذ في العلــوم الطبيــة، )40وأبو القاسم الزهراوي ) (، وهــو41( وقد وصفه ابن أبي أصيبعة بأنه أعظم أطباء ذلك العصــر )1013

. وكان الزهــراوي من العلمــاء العــربAbulcasis  المعروف عند الالتين باسم األوائل الذين اعتمـدت أوربـا على مؤلفـاتهم في تـدريس الطب وممارسـته مـدة تزيـد على خمسـة قـرون. وكتابـه "التصـريف لمن عجـز عن التـأليف"،

: "إنBrown  ويعرف بـ"الزهراوي" اختصارا-، أشهر كتبه إطالقا-. قــال بــراون الزهراوي أشهر جراح عربي أنجبه العالم اإلسالمي على مر العصــور". وهــو مبدع آالت حديثة ومبتكر عمليات لم يسبقه إليها أحد، ورفــع شــأن الجراحــةــل، ــة من قب وقفز بها، كما اكتشف فنونا- جديدة في الجراحة لم تكن معروف والسيما في الجراحة النسائية، بعد أن شكا من قلــة الطبيبــات والممرضــات

لــنزف مــرض في عصره، وهو أول من وصــف االســتعداد الجســدي الخــاص ( أن فضــل هــذا العــالم41ويرى الدكتور محســن الخــير) Hemophilia الناعور

الجليل والجراح الفذ يتجلى في أنه أول من ابتكر عملية رفع حصــاة المثانــة عن طريق المهبل، وأول من استعمل الســنارة الستئصــال الزوائــد اللحميــة من األنف، وأول من وصـف المحقنـة الشـرجية والمس الشـرجي، وأول منــه استعمل المقحنة المعدنية لزرق المحاليل الطبية إلى داخل المثانة. كما أن أول من استخدم اآللة التي تستعمل لخفض اللســان أثنــاء عمليــة استئصــال

اللوزتين. وأول من ربط األوعية الدموية بخيوط الحرير.

وفي صدد الطب النسـائي كـان الزهـراوي أول من أشـار إلى إمكـان حـدوث الحمـل خـارج الرحم وأول من شق جيب المياه أثناء المخاض لتعجيل الوالدة. وهو مكتشف ملقط الجنين. وكان اعتماده كبيرا- على الشــق والكي في مجــال األورام حين ال يجــدي التــداوي المعهــود، ومن ذلك أنواع من الدمل وأورام الرحم. وقد بين الزهراوي أن أورام الرحم نوعان، سليمة وتعالج باالستئصال، وخبيثة ال فائدة من عالجها. وإليه ينسب الفضـل في اســتعماله للعديـد من أدوات الجراحة التي شاعت من بعده، مثل السنارة، المبضع، المنشار، الملقط، الكال�ب،

(.42لولب المهبل وعنق الرحم، المشرط، المثقب، المكواة، القثطرة)

والزهراوي أصبح رائدا- في فن الجراحة حين أفلح في شق القصبة الهوائية، (. وهــذا إنجــاز علمي كبــير43وإيقاف نزيف الدم بربــط الشــرايين الكبــيرة)

Amproise  ادعى الجــراح الفرنســي أمــبرواز باريــه Pare من أطبــاء القــرن السادس عشر أنه حققه ألول مرة، مع أن أبا القاسم الزهــراوي حقــق تلــك

(. كذلك كان الزهراوي سباقا- حين أوصى ـ لدى44العملية قبله بستة قرون) إجراء جراحة في النصف السفلي لإلنسان أن يتم رفع الحوض واألرجل قبل كل شيء. وهذه الطريقة كما تقول زيغريد هونكة، "اقتبسها الغربيــون منــه واستعملوها كثيرا- حتى قرننا العشرين، حين عرفت باسـم الجــراح األلمـاني

(.45فريدريك ترندلنبورغ")

لقد تمت ترجمة القسم األخير من كتاب الزهــراوي الشــهير )التصــريف لمن في عجز عن التأليف(، أي القسم الجراحي، إلى اللغة الالتينية في طليطلة

بفضــل )جــيرا ردو Chirurgia  القــرن الثــالث عشــر تحت اســم الجراحــة الكريموني، أو القرموني(، ومن الالتينية نقله )شائين توب( إلى العبرية. ثمــك أي انتقل هذا الجزء المترجم من الزهراوي إلى صقلية بفضل روجار الملــاليرمي( ثم آل إلى فرنســا بفضــل الجــراح )شــولياك(، ثم إلى ــه الب )روجي

. كما أعيدت ترجمــات أقســام أخــرى من الكتــاب على1778أوكسفورد سنة طبع منه جزء بعنوان "كتــاب1519مراحل، إلى العبرية والالتينية. وفي عام

ــاريخ الطب كلــه)46النظــر والعمــل") (.47(، فكــان أهم وأذيــع كتــاب في ت (. وبعــد ذلــك طبــع القســم48)1815وبعدئذ� طبع في مدينــة غوتنــبرغ ســنة

،1908الجراحي من كتاب الزهراوي بنصه العربي في حيدر آباد بالهند ســنة وأخيرا- صدر النص العربي مرة أخرى بطبعة أنيقة في جامعة كاليفورنيا سنة

... كل ذلك)Spink Lewis)49  مع ترجمة إنكليزية بفضل سبينك لويس1973(.50رفع الزهراوي في أعين الشرق والغرب إلى طبقة أبقراط وجالينوس)

ثم بلــغ الطب العــربي أوجــه في األنــدلس خالل القــرن الســادس الهجــري ـ الثــاني عشــر الميالدي، أي في ذلك العصر الذي جمع الفالسفة فيـه بين الفلسـفة والطب كــأبي الصـلت أمية الداني وابن باجه، وكذلك أبو الوليد ابن رشد صاحب كتــاب "الكليــات"، وقــد جعلــه في مقدمة وسبعة أجزاء، تنــاول فيــه أعضــاء الجســد والتشــريح، وأحــوال الصــحة والمــرض، ثم

(.51الطب الوقائي والعالجي)

"بيد أن زعامة الطب في ذلك العصر عقدت بلواء بني زهر، تلــك األســرة العالمــة الشــهيرة م(، ثم أعظمهم1131 هـ-525التي أنجبت أبا مروان عبــد الملــك بن زهــر وابنــه أبــا العالء )

ــر)ـ ــك بن أبي العالء بن زه ــد المل ــروان عب ــو م ــو أب ــا- وه ــل1162هـ-557جميع م(، من أه(".52إشبيلية)

في الطب عديدة، منها كتابــه: "االقتصــاد"، وهــو Avizohr ومؤلفات ابن زهر في الطب عامة، وكتاب "في األغذية و األدوية"، ثم كتابه "التيســير". ولعلــه أجل كتبــه، وقــد أهــداه إلى ابن رشــد، وفيــه تتجلى شخصــيته بكــل وضــوح، ويعتبر خير ما ألفه العرب في الطب العملي. وتثــوي أهميــة ابن زهــر أيضــا- في أنه جنح إلى تطــبيق مبــدأ االختصــاص في الطب، وقــد صــرف همــه إلى الطب البــاطني، وابتعــد بــه عن الجراحــة من جهــة، وعن الصــيدلة من جهــة أخرى. ومؤلفاته هذه وتجاربه كانت كأمثالها موضع احتفــال أوســاط الغــرب

على هذا الصعيد.

هبة األرقام:

ولعل� أظهر المؤثرات العربية في أوروبــا وســائر العـالم على صـعيد العلــوم البحتة إنمــا يتجلى في اســتخدام سلســلة األرقــام في العلم والحيــاة، وهي نمطـان، نمـط يعـرف باألرقـام الهنديـة وهـو المتـداول بين عـرب المشـرق العربي وبعض بلدان الشرق، ونمط يسمى األرقام الغباريــة، وكالهمــا انبثــق

الغباريــة فقــد انتقلت إلى بالد المغــرب على األرجح من الهند. أما األرقــام   وبفضل المعامالت التجارية والرحالت التي قــام بهــا بعض (،53واألندلس )

علماء العرب، والسفارات التي كانت تجري بين الحكومات اإلســالمية وبعضــا ) ــام إلى أوربـ ــذه األرقـ ــة، دخلت هـ ــام54البالد األوربيـ (، وأزاحت األرقـ

الرومانية التي كان يرمز إليها بالحروف األبجدية. وهكــذا عــرفت أوربــا هــذه األرقام الجديــدة "الغباريــة" وأطلقت عليهــا التســمية الجديــدة الــتي تعــرف

".Chiffres Arabes اليوم في العالم، وهي "األرقام العربية

واألهم من ذلك هو دخــول العــدد )صــفر( إلى أوروبــا بفضــل الحضــارة العربيــة اإلســالمية،وبفضل الخوارزمي على وجه التحديد. وبذلك أمكن إيجاد طريقة الحساب العشري.

ــق ــ ــدا ينط ــ ــه، وغ ــ ــع مفهوم ــ ــا- م ــ ــه أيض ــ ــل بنص ــ ــفر( انتق ــ ــظ )ص ــ ولف باإليطاليــة، Sifera باإلسبانية وسيفيرا Cifra بالبرتغالية، وسيفرا Cifer سيفر

...Chiffre باإلنكليزية، وشيفر بالفرنسية Cipherوسيفر

ثم طرأ اختصار وتحريــف على الكلمــة، إذ يبــدو أنــه اكتفي بــالحرفين األول (، وبفضل هذا الــرقم )صــفر( أصــبحتZero  والثاني، فأصبحت الكلمة )زيرو

ــعة ) ــدال- من تس ــرة ب ــام عش ــية55األرق ــوم الرياض ــورة في العل ــذه ث (، وه والفلكيــة أدت إلى تيســير العمليــات األربــع الحســابية والمســائل الرياضــيةــيفرا المعقدة. وعلى صعيد آخر أصبحت الكلمة العربية )صفر( المنطوقة )س أو شيفرا( رمزا- عاما- لنظام التخاطب السري باألرقام، وهو الذي بات يعرف

في المصطلح الغربي باسم )الشيفرة(.

وهكــذا يســجل التــاريخ أن العــرب الســالفين في مملكــة أوغــاريت الســورية الــذين منحــوا الحضارة اإلنسانية حروف الهجاء هم الذين حملوا أيضا- إليها في عهود تاليــة نظــام األرقــام

الغبارية.

*في اللغة والمصطلح:

ولعل أهم الدالئل على مدى ما بلغه التأثير الحضاري العــربي بمشــرقه ومغربــه في العــالمــات الغربي هو تلك المعطيات الباقية في لغاته األوروبية، والسيما في الالتينية وســائر اللغــة، ــية واإليطالي ــة، ومن ثم الفرنس ــبانية والبرتغالي ــدمتها اإلس ــا، وفي مق ــدرة منه المتح

باإلضافة إلى بعض اللغات األخرى كاإلنكليزية واأللمانية واليونانية...

ومعاجم اللغات األوربية حافلة باأللفاظ العربية الــتي دخلت إليهــا وفرضــت نفســها عليهــا،تبعا- للتفاعل الفكري والتمازج الثقافي الذي تم عبر العصور. ومن هذا القبيل:

ARSENICالزرنيخALAMBICاالنبيق

SAFFRONالزعفرانALCADEالقاضي

,SUCREالسكرALGEBRIالجبر

SIROPالشرابALCAZARالقصر

الطاس،JUPEالجبةالفنجان

TASSE

ALGAZELLEالغزالHAMMAMالحمام

الحساب الخوارزمي

)اللوغاريتمه(

ALGORITHMEالفستقPISTACHE

COTTONالقطنAMIRALأمير البحر

الصفرAPRICOTالبرقوق)الرقم(

CHIFFRE

COFFÉEالقهوةTARIFالتعرفة

CAMPHREالكافورARCENALدار الصناعة

ALCOOLEالكحولRIS, RISOالرز

CUMINالكمونJIRAFEالزرافة

الكوب،  الكأس

COUPE

MOSQÉالمسجدLEMONالليمون

ORANGEالنارنجMAGASINالمخزن

JASMINالياسمينALMANACHالمناخ ـ التقويم

OLEHاللهMINARETالمنارة

والمالحظ في هذه األلفاظ األجنبية وفي المئــات األخــرى الــتي تمأل بطــونــالمقطع الالتيــني ،AL المعاجم والكتب األوربية أن عددا- وافرا- منها مبــدوء ب

وهذا المقطـع في حقيقتــه هــو أل التعريــف المعهــودة في لغـة العـرب، ثم التصقت بكثير من الكلمات في اللغات األوربية، إذ توهم الغربيون أو الالتين أنها من صلب الكلمة العربية، ومن هنا باتت هــذه الكلمــات وأمثالهــا تشــكل

نسبة كبيرة في تلك اللغات والسيما في اإلسبانية والبرتغالية.

- وينبغي أن نالحظ أيضا- أن قسما- من األلفاظ األجنبية ذات األصول العربية ما زال مستخدماــه ــتعيض عنـ ــر واسـ ــم آخـ ــة إلى اآلن، على حين تم التخلي عن قسـ ــات األوربيـ في اللغـ

بمصطلحات جديدة.

وإذا كانت اللغة هي وعاء العقل، واأللفــاظ هي حاملــة األفكــار، وإذا كــان األدنى في ســلم الحضارة ـ وفق قوانين علم االجتماع ـ هو الذي يســتمد معطيــات األرقى، فــإن وجــود هــذه الكثرة البالغة من األلفاظ المنحدرة من اللسان العربي داخل اللغات األوربية، إنما ينبئ عن مدى عمق التأثير األندلسي في نهضة الغرب وحضارته. وقد يكون حصر هذه األلفاظ مهمــة

عسيرة، ولكنها ممكنة في السعي إلى تصنيف معجم مقارن شامل في هذا الموضوع.

ومجمل القول، حين ينضج العقل وتؤتي النهضــة ثمارهــا، فــإن التقــدم العلمي يتجلى على كل صعيد في رحاب المعــارف اإلنســانية المختلفــة، وهكــذا كــان الشــأن في األنــدلس منــذ القرن الرابع الهجري ـ العاشر الميالدي، عندما أخذت العلوم واآلداب، على اختالفها، تغتني وتتنامى على نحو يكاد يكون متوازيا-. لقـد شـهدت البالد األندلسـية تقـدم العلـوم الرياضـية والفلكية، كما عرفت في الوقت نفسه تطــور العلــوم الزراعيــة والطبيــة، ونضــج المعــارف الفقهية والفلسفية. وكان من ذلــك كلــه، ـ وفي موازاتــه ازدهــار الفنــون واآلداب والشــعر والموسيقى، والموشحات واألزجال ـ تألق حضاري أشع من األندلس، كما أشــع من الشــرقــبر مســيرتها ــا اإلنســانية ع ــزمن، نعمت خالله ــدة من ال ــا- مدي ــالم بســناه قرون فأضــاء الع

المتعاظمة بما أكد حقيقتها وأغنى وجودها.

إن فضل عرب األندلس في الحقبة العربية اإلسالمية ال يقتصــر على مــا قــدموه إلى أوربــة وسائر العالم من إبداعاتهم األدبية وإنجازاتهم العلمية في تلك الربوع، بل يتعــدى ذلــك إلىــونهم وآدابهم أنهم قدموا إلى أوربة حصيلة ماكان يؤول إليهم من علوم عرب المشرق وفن وسائر معارفهم، إذ الحضارة العربية اإلسالمية بشطريها كل متالحم متكامــل. على أن تــأثر أوربة بمعطيات األندلسيين كان أظهر، تبعا- لالحتكاك المباشر الذي حدث فوق ربـوع الغــرب األوربي نفسه، وتجلى في التزاوج السكاني والتفاعل العلمي والتمازج الثقافي. وفي رأي كراتشكوفسكي أن التفاعل الحضاري في شبه الجزيرة اإليبريـة كـان متواصـال-، وهـو مثـال

ساطع على عدم ثبات الحدود الفاصلة بين الشرق والغرب على الصعيد الثقافي العالمي.

ــو ولعل من أبرز ما استمده األوربيون من حضارة العرب على صعيد منهج البحث والدرس هما امتاز به العرب من تغليب عنصر المشاهدة على النظر والخبرة على الخبر.

ــة وســواها من ــافتوا على قرطب ــدلس، حين ته ــون في األن ــا لمســه األوربي على أن أهم م الحواضــر للــتزود بــالعلم، مــا لمســوه في الحضــارة العربيــة اإلســالمية من إشــادة بقيمــة اإلنسان. وهذا المفهوم السامي لمنزلة اإلنسان لم يكونــوا يعهدونــه في مجتمعــاتهم، وقــد

كرمه الله تعالى، وتجلى ذلك في آيات قرآنه الكريم.

إن المعارف اإلنسانية قسمة مشتركة بين الشعوب، على تفاوت فيما بينها، وهي لذلك أخذ وعطاء. ومن قبل اطلع العرب على جملة العلوم والفنون واآلداب والصناعات لــدى شــعوب الهند والصين والفرس واإلغريق، وتمثلوا ذلــك كلــه واخــتزنوه، ثم جــاء دورهم في العطــاء

في مشرق العالم القديم ومغربه.

إن العلوم العربية في األنــدلس، ومــا امتــازت بــه من تقــدم وازدهــار، كــانت البــذرة األولىللتطور العلمي في الغرب، والشرارة التي اتقد بها عصر النهضة األوربية.

مصادر البحث:

، إبريــل ـ مــايو ـ12ـ أثر األندلس على أوروبا: د.عباس الجراري. مجلة عالم الفكر. المجلــد .1981يونيو. الكويت

.1970ـ األعالم: خير الدين الزركلي، بيروت

.1955ـ تاريخ الفكر األندلسي: آنخل جنثالث بلنثيا. ترجمة: د.حسين مؤنس، القاهرة

.1963ـ تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك: قدري حافظ طوقان. القاهرة

ــة ــة العربي ـ الثقافة العربية ـ اإلسبانية عبر التاريخ: )الدراسات التي ألقيت في ندوة الثقاف.1991 الثقافة ـ دمشق  اإلسبانية( وزارة

، إبريـل ـ مـايو ـ يونيـو.12ـ حضارة األندلس: د.أحمد أبـو زيـد. مجلـة عـالم الفكـر، المجلـد .1981الكويت

ـ دراسات في تاريخ العلوم عند العرب: حكمت نجيب عبد الرحمن منشورات جامعة الموصل1977.

ـ شمس العرب تسطع على الغرب: زيغريد هونكه.

بحوث مخطوطة1966ـ الشعر األندلسي: غارسيا غوميز، ترجمة: د.حسين مؤنس. القاهرة عبر التاريخ التي انعقدت بدمشق سنة متفرقة مقدمة إلى ندوة الثقافة العربية ـ اإلسبانية

، وهي بقلم د.محمد حرب فرزات، د.عدنان البني، د.روبرت الندا، د.محمد السويسـي،1990د.محسن الخير.

*الحواشي:

دالالت حضارية في قــراءة عربيــة لنصــين بونــيين من إســبانيا. بحث مخطــوط قدمــه ( ـ1) الدكتور محمد حرب فرزات إلى )الندوة العالميـة للثقافـة العربيـة اإلسـبانية عـبر التـاريخ(،

(.1990التي انعقدت في دمشق، كانون األول )ديسمبر

( ـ البونيون، ويسمون أيضا- البونيقيين، هم الفينيقيون الغربيون.2)

( ـ العالقات بين الكنعانيين )الفينيقــيين( واإلســبان في األزمنــة األقــدم، بحث مخطــوط3).1990قدمه الدكتور عدنان البني إلى الندوة العالمية للثقافة العربية اإلسبانية بدمشق

المجلــد الثــاني عشــر،5- 4( ـ حضارة األندلس. د.أحمد أبو زيد، مجلــة عــالم الفكــر، ص 4)، الكويت.1981إبريل ـ مايو ـ يونيو

( ـ كان عدد الفاتحين في جيش طارق نحـو عـدة آالف معظمهم من الـبربر، وكـان بينهم5) بضع مئات من العرب، وحين تولى الداخل حكم األندلس لم يتجاوز عدد المسلمين خمســين

ألفا-، على حين كان السكان المحليون بقومياتهم الكثيرة نحو ستة ماليين.

.1966، القاهرة 35( ـ الشعر األندلسي: ترجمة. د.حسين مؤنس 6)

( ـ التفاعل والتآلف الحضاري في شــبه الجزيــرة اإليبريــة، بحث مخطــوط قدمــه روبــرت7) الندا إلى الندوة العالمية للثقافة العربية اإلسبانية عبر التـاريخ، الـتي انعقــدت في دمشـق،

.1990كانون األول ـ ديسمبر ـ

، مكتبــة485( ـ تاريخ الفكر األندلسي، أنخل جنثالث بالنثيا، ترجمة: د.حســين مــؤنس ص 8).1955دار النهضة المصرية ـ القاهرة:

.486( ـ تاريخ الفكر األندلسي، بالنثيا ـ مؤنس 9)

(10-)CHARLES HSKINS. Studies in the History of Medieval Sciences, P.113, Cambridge. 1924.

المجلـد الثـاني19( ـ أثر األندلس على أوربا، د.عباس الجراري، مجلة عـالم الفكـر، ص 11)، الكويت.1981عشر، إبريل ـ مايو ـ يونيو

قدمه الدكتور13 ـ 12( ـ العلوم العربية باألندلس ونقلها إلى أوروبا، بحث مخطوط ص 12)ــانون األول ـ محمد السويسي إلى الندوة العالمية للثقافة العربية اإلسبانية، في دمشــق. ك

.1990ديسمبر ـ

.11( ـ المرجع السابق 13)

.12( ـ المرجع السابق 14)

.488( ـ تاريخ الفكر األندلسي، ترجمة: د.حسين مؤنس 15)

.502( ـ تاريخ الفكر األندلسي، بالنثيا ـ مؤنس 16)

( ـ أثر األندلس على أوربا، د.عباس الحراري، مجلـة عــالم الفكــر، المجلـد الثـاني عشـر17)1981.

( ـ المرجع نفسه.18)

، د.محمــد13( ـ العلــوم العربيــة باألنــدلس ونقلهــا إلى أوروبــا، بحث مخطــوط ص 19)السويسي.

( ـ المرجع السابق.20)

( ـ العلوم العربية باألندلس ونقلها إلى أوربا، بحث مخطوط، بقلم: د.محمد السويســي.21).4المرجع

.6( ـ المرجع السابق 22)

.5 ـ 4( ـ المرجع السابق 23)

، منشورات211( ـ دراسات في تاريخ العلوم عند العرب، حكمت نجيب عبد الرحمن، ص 24).1977جامعة الموصل

.448( ـ تاريخ الفكر األندلسي، بالنثيا ـ مؤنس 25)

.450( ـ المرجع السابق 26)

.452( ـ المرجع السابق 27)

.6( ـ العلوم العربية باألندلس ونقلها إلى أوروبا، د.محمد السويسي 28)

.452( ـ تاريخ الفكر األندلسي، بالنثيا، مؤنس 29)

.163: 5( ـ ترجم له خير الدين الزركلي في كتابه "األعالم" 30)

.5( ـ العلوم العربية باألندلس وأثرها.....د.محمد السويسي 31)

.7( ـ العلوم العربية وأثرها، د.محمد السويسي32)

.6( ـ العلوم العربية باألندلس وأثرها في أوروبا، د.محمد السويسي 33)

ـ وأيضا- مجلة المقتطــف1957 ـ القاهرة 2، ط208: 9( ـ األعالم، خير الدين الزركلي، 34).194، وأيضا- معجم المطبوعات لسركيس 269: 69

.475( ـ تاريخ الفكر األندلسي، بالنثيا، مؤنس 35)

، حكمت نجيب عبـد الـرحمن. منشـورات211( ـ دراسات في تاريخ العلـوم عنـد العــرب 36).1977جامعة الموصل

. وأصل كتــاب الغــافقي ضــائع، أمــا472، بالنثيا، مؤنس 472( ـ تاريخ الفكر األندلسي، 37).1933 ـ 1932مختصره فقد نشره ماكس مايرهوف وجورج صبحي بالقاهرة في سنتي

.478( ـ تاريخ الفكر األندلسي 38)

ــع في478( ـ المرجع السابق 39) . وابن البيطار أستاذ ابن أبي أصيبعة. وكتابه المذكور طبم.1874هـ ـ 1291القاهرة وصدر في أربعة مجلدات

( ـ الزهراوي: نسبة إلى ضاحية الزهراء بظاهر قرطبة، وقد بناها الخليفة الناصر.40)

(ـ إسهام أبو القاسم الزهراوي في الفكر اإلنساني، بحث مخطوط قدمه الدكتور الخير41)، بدمشق.1990إلى الندوة العالمية للثقافة العربية اإلسبانية، في كانون الثاني

(ـ إسهام أبو القاسم الزهراوي في الفكر اإلنساني، الدكتور محسن الخير.42)

.70 ـ 69(ـ دراسات في تاريخ العلوم عند العرب، حكمت نجيب عبد الرحمن 43)

، منشورات جامعة الموصل.70(ـ المرجع السابق 44)

.278(ـ شمس العرب تسطع على الغرب 45)

.466(ـ تاريخ الفكر األندلسي، بالنثيا، مؤنس 46)

.466(ـ تاريخ الفكر األندلسي 47)

.4(ـ إسهام الزهراوي في الفكر اإلنساني، د.محسن الخير 48)

(49-)University of California Press 1973.

.466(ـ تاريخ الفكر األندلسي 50)

.471 ـ 470(ـ تاريخ الفكر األندلسي 51)

.471(ـ تاريخ الفكر األندلسي 52)

(ـ يقال إن وصف األرقام بأنهــا غباريـة تعــود إلى أن الهنـود كــانوا يـذرون رمـادا- فــوق53)الصحيفة ثم يكتبون بإصبعهم التي تمر على الغبار فتزيله ويتضح المراد.

، القــاهرة ـ48(ـ تراث العــرب العلمي في الرياضــيات والفلــك، قــدري حافــظ طوقــان 54)1963.

.86(ـ دراسات في تاريخ العلوم عند العرب، حكمت نجيب عبد الرحمن 55)

- الســنة49مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العــرب-دمشــق العــدد 1413 - ربيع اآلخر 1992 - تشرين األول "أكتوبر" 13