تجمع دول الساحل والصحراء

مقدمة

المنظمات اإلقليميةواحدا من "تجمع دول الساحل والصحراء"،يعد %نشئت في القارة األفريقية، بهدف رعاية الفرعية ذات الطابع الحكومي، التي أ

النشاط االقتصادي والتكاملي، بين دولها؛ بمعنى أنه تنظيم أو اتحاد اقتصادي شامل، يسعى إلى تنفيذ مخططات تنموية متكاملة مع الخطط التنموية الوطنية في الدول األعضاء، وذلك من خالل توظيف الموارد واإلمكانات

المتاحة في تلك الدول، وفي المجاالت المختلفة، كوسيلة للتعامل الفعال واإليجابي مع الحاضر والمستقبل، ولضمان وجود مؤثر في إطار العالقات

T على المستوى االقتصادي. منظمة الوحدة منظمة وكانتالدولية، خصوصا ، وكذلك الجماعة االقتصادية األفريقية المنبثقةأقرت في وقت سابقاألفريقية

عنها، إقامة مثل هذه التجمعات االقتصادية األفريقية الفرعية، على اعتبار أنها يمكن أن تصل، في النهاية، إلى إحداث التكامل والوحدة االقتصادية الشاملة القارية؛ ومن ثم، فإن "تجمع دول الساحل والصحراء" ال يعمل بمعزل، عن

منظمة الوحدة األفريقية، أو األمم المتحدة، أو المنظمات األخرى ذات الصلة بالشؤون األفريقية، وإنما تربطه بجميع تلك المنظمات، عالقات وأوجه تعاون

متنوعة.

1

"تجمع دول الساحلوفي البداية تجدر اإلشارة إلى أن دراسة ستلزم دراسة األسس، أو الركائز، التي يقوم عليها بنيان هذاتوالصحراء"،

التجمع، من حيث التعريف به، وتتبع مراحل نشأته، واستعراض المعاهدة، التي بموجبها تم تأسيسه، واألهداف والمبادئ ذات الصلة به. وعلى جانب أخر، فإن

دراسة "تجمع دول الساحل والصحراء" تتطلب، اإلحاطة ببعض المسائل األساسية، المرتبطة به، مثل العضوية، والهيكل التنظيمي. ولكي تكتمل بعض

جوانب المعرفة بهذا التجمع، فال بد من اإلشارة إلى بعض ممارسته، والعوامل المؤثرة على مدى فعاليته، وبعض جوانب التحديات والمعوقات، التي تعترضه؛

وذلك في ظل مواجهه بعض المصاعب، أثناء استعراض األطر الوظيفية،ومحاولة التقييم، بسبب حداثة هذا التنظيم.

المبحث األول

األسس التي يقوم عليها تجمع "دول الساحل والصحراء"

أوال.: تعريف "تجمع دول الساحل والصحراء" ونشأته

2

T من التجمعات اإلقليمية، أو %عد تجمع دول الساحل والصحراء واحدا ي الفرعية، العديدة التي شهدتها القارة األفريقية، مثل السوق المشتركة للشرق

والجنوب األفريقي "الكوميسا"، والجماعة االقتصادية، كدول غرب أفريقيا"ايكواس"، واتحاد دول المغرب العربي "االتحاد المغاربي"، وغيرها.

%عرف، كذلك، بأنه منظمة إقليمية فرعية، للتكامل االقتصادي بين كما ي دوله األعضاء، سواء كانت من الدول المؤسسة أو المنظمة. وقد تضمنت المعاهدة، الم%نشئة لهذا التجمع، بأنه: اتحاد اقتصادي شامل، يستند على إستراتيجية تنفذ من خالل مخطط تنموي متكامل، مع مخططات التنمية

وفي إطار الثقافة السياسية، المتداولة فيما يتعلق الوطنية للدول األعضاء. بالمنظمات اإلقليمية الفرعية، يلزم التمييز بين معنيين مختلفين لمصطلح

يتعلق بالسوق المشتركة للشرق والجنوب األول:. Comesaكوميسا .Common Market for Eastern and Southern Africa COMESAاألفريقي يتعلق بذلك التجمع، الذي دعت الجماهيرية الليبية إنشائه عاموالثاني:

T في1998 ، والمعروف بتجمع دول الساحل والصحراء، ويضم في عضويته دوال - The Community of Sahelالشمال والغرب والوسط والقرن األفريقي

Saharan States COMESSA .

ليبيا أربع دولوقد كانت البداية بالنسبة لنشأة التجمع من خالل دعوة داخلية، ال سواحل بحرية لها، وتمثل الظهر الخلفي للدول العربية األفريقية،

، اجتمع زعماء كلs من ليبيا وتشاد1997في شمال الصحراء. ففي يوليه والنيجر ومالي و بوركينا فاسو، واتفقوا ـ من حيث المبدأ ـ على تشكيل تجمع اقتصادي إقليمي، في إطار منظمة الوحدة األفريقية، وتعزيز آليات التعاون،

T أمام دول نيجيريا لدعم االستقرار السياسي واألمني؛ وأن يكون التجمع مفتوحا والجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا ومصر والسودان وإريتريا. وفي سبتمبر

، اجتمع وزراء الخارجية في تلك الدول، لصياغة مشروع الميثاق1997 ، جرى االتفاق على إنشاء ما1998المقترح. وفي األسبوع األول من فبراير

مى "تجمع دول الساحل والصحراء"، بحضور كل من: ليبيا وتشاد والنيجر س%T مؤسسة. وشارك في اجتماع التأسيس، ومالي وبوركينا فاسو والسودان، دوال

بصفة مراقب، وفد من مصر، وآخر من وتونس.

التصور، أو المشروع المقترح، يتمثل في إنشاء تكتل، أو تجمع،وقد كان T في القارة األفريقية، ويشمل دول منظمة االنتقال بين أفريقيا يمتد أفقيا

الغربية في الشمال، ودول أفريقيا جنوب الصحراء، وهى دول تعج وتمتلئ بالصراعات السياسية، أو المسلحة، منذ أوائل التسعينيات، مثل: تشاد والنيجر

ومالي وموريتانيا. وهي صراعات تدور بين شعوب وأقليات متنوعة، مثل: الطوارق والعرب واألزواد والبيضان. الخ، وقد تدخلت السياسة الفرنسية،

T للتهدئة وللتفاوض، من أجل تسوية سياسية، بين المتمردين والجزائرية، مرارا 1997المسلحين والحكومات، ومنها ما تم في النيجر خالل شهر نوفمبر

T، تلك الصراعات، الدائرة في بوساطة جزائرية. وما يمكن اإلشارة إليه، أيضا

3

المنطقة، مثل: مشكلة الصحراء الغربية، والحرب في السودان، والعالقات بين السودان ودول الجوار الجغرافي. وإذا كان اإلعالن عن تشكيل "تجمع دول الساحل والصحراء"، قد ذكر مبدأ التعاون، من أجل دعم االستقرار السياسي واألمني، فإن ذلك ـ بالضرورة ـ يعني معالجة عوامل وأسباب عدم االستقرار والصراعات، في المنطقة ، خاصة أن السياسة الليبية سبق اتهامها، من قبل

دول أوروبية وأمريكية وأفريقية، بالتدخالت لزعزعة األمن واالستقرار.

االسباب التي دفعت لبيبا لتبني المبادرة

لمشروع هذا التجمع، في المنطقةلتبني ليبيا إن االسباب التي دفعت األفريقية شمال خط االستواء، وعلى طول الخط الغربي إلى ساحل المحيط

األطلسي، وعلى طول الخط الجنوبي إلى منطقة البحيرات العظمي حيث: 1منابع نهر النيل، ربما ترجع إلى ما يلي

1T . صدور قرار مجلس األمن بتعليق العقوبات الدولية عنها، تمهيدا لرفعها، ومن ثم يكون مثل هذا المشروع، بداية انفتاح ليبي على البيئة

اإلقليمية األفريقية، عساها تجد منه فرصه انطالقه، بعد مرحلة العزلة التي عاشتها في الحصار، الذي فرض عليها من جانب مجلس األمن الدولي،

بسبب أزمة لوكيربي.

القذافي عن التوجه الليبي األفريقي في السابق. إعالن الرئيس2 ، وصدور قرار قمة منظمة الوحدة األفريقية، بشأن العقوبات1998سبتمبر

، وما تال هذا1998الدولية، في اجتماعها في عاصمة بوركينا فاسو في يونيه اإلعالن من زيارات ومباحثات للرؤساء األفارقة مع الرئيس القذافي، في

مدينة سرت، إضافة إلى زيارات األطراف غير الحكومية والشعبية.

. حالة العالقات الدولية و اإلقليمية، وما تتسم به من سيولة وتغير3 بعد انتهاء الحرب الباردة، و ما صاحبها من انفجار في النزاعات الداخلية

المسلحة وفي ص�راعات الحدود السياسة، في القارة األفريقية.

. انعقاد قمة منظمة الوحدة األفريقية في الجزائر، خالل شهر يوليه41999T ، ولرغبة السياسة الليبية في حضورها المؤتمر، وقد أحدثت إنجازا

T في أهم قضايا القارة، وهى: حفظ السالم وتطويق النزاعات إيجابيا المسلحة، وتنسيق السلم واألمن في مناطق الجوار الجغرافي واإلقليمي،

وهو ما يتيح لها الفرصة الكاملة للتجاوب مع منظمة الوحدة األفريقية،، والداعم للموقف الليبي. 1998وإلعالنها الصادر عام

وإذا كان "تجمع دول الساحل والصحراء"، قد بدأت نواته بست دول، هي: ليبيا وتشاد، والنيجر، ومالي، وبوركينا فاسو، والسودان، فقد ازداد عدد

خالد حنفي علي، "اإلقليمية الجديدة في أفريقيا، أسباب التعسر مع التطبيق على تجمعي الساحل- 1 ، مركز الدراسات السياسية واإلستراتيجية)القاهرة:في السياسة الدولية، والصحراء والساداك"،

.34(، 2001 ، القاهرة، أبريل 144باألهرام، العدد

4

الدول األعضاء، لتصل إلى ست عشرة دولة، بانضمام كل من: جيبوتي، وأفريقيا الوسطي، وجامبيا وإريتريا، والكونغو الديموقراطية، والسنغال،

. 2000ومصر، وتونس، والمغرب، ونيجيريا، بحلول عام

ثانيا.: معاهدة إنشاء "تجمع دول الساحل والصحراء"

تنقسم معاهدة إنشاء "تجمع دول الساحل والصحراء" إلى ديباجة، وإحدى عشرة مادة، وتتضمن المعاهدة اإلشارة إلى أن قادة ورؤساء دول كل

من: الجماهيرية العربية الليبية الشعبية االشتراكية العظمى، وجمهورية السودان، وجمهورية تشاد، وجمهورية مالي، وجمهورية النيجر، وجمهورية

بوركينا فاسو "يأخذون في االعتبار المصالح المشتركة والروابط الجغرافية والتاريخية والعرقية، التي تجمع شعوبهم، وأنه إدراكا لضخامة وتعقد المشاكل،

التي تواجه العالم، بصفة عامة، وأفريقيا بصفة خاصة، واعتزاما منهم على مجابهة العوامل الداخلية والخارجية، للتخلف االقتصادي وعدم االستقرار، فقد

وصلوا إلى قناعة بأن العمل المشترك، في إطار التكامل، هو أفضل الطرق الندماج دولهم وشعوبهم؛ وكذلك، للحفاظ على األمن واالستقرار، في منطقة الساحل والصحراء، وأن تجسيد إرادة التكامل االقتصادي والثقافي والسياسي

واالجتماعي، إنما يتم بما يتوافق مع أحكام ميثاق األمم المتحدة، ومنظمة الوحدة األفريقية، ومنظمة المؤتمر اإلسالمي، ومعاهدة أبوجا، الموقعة عام

، والمنظمات اإلقليمية، التي تنتمي إليها الدول األعضاء، وأنه على ضوء1991ما سبق فقد تم إقرار إقامة تجمع دول الساحل والصحراء.

T، فتلك الديباجة تؤكد على أولويته الجزرين، األفريقي واإلسالمي، في إذا النشأة والنشاط، وتؤكد على أهمية الروابط الجغرافية والتاريخية والعرقية

التي تجمع شعوب الدول األعضاء، وأن أساس التجمع والتكامل هو التوافق معمواثيق المنظمات الدولية واإلقليمية، التي تنتمي إليها هذه الدول.

ومع أن هذه المعاهدة، الم%نشئة للتجمع، أشارت في ديباجتها، إلى توافق أحكامها مع أحكام كل من مواثيق األمم المتحدة، ومنظمة الوحدة

األفريقية، ومنظمة المؤتمر اإلسالمي، وكذلك مع أحكام معاهدة أبوجا،1991Tالموقعة عام � أن شكل العالقة القانوني، بين التجمع بوصفه تنظيما ، إال

T، وبين منظمة األمم المتحدة، منظمة دولية عالمية، غير واضحة T إقليميا دولياT يكتنف مستقبل التجمع، بعد دخول االتفاق بشكل كاف، كذلك فإن ثمة غموضا

الخاص بإنشاء االتحاد األفريقي حيز النفاذ.

ثم تنتقل المعاهدة، المنشئة لتجمع دول الساحل والصحراء، إلى توضيح%قيم هذا االتحاد االقتصادي، واإلستراتيجية، الهدف الرئيسي، الذي من أجله أ

التي يستند عليها في تنفيذ المخططات التنموية، في إطار متكامل مع مخططات التنمية الوطنية للدول األعضاء. وكذلك إزالة كافة العوائق، التي تحول دون وحدة الدول األعضاء، وتشجيع التجارة الخارجية، وزيادة وسائل

%رجى تحقيقها على أساس النقل واالتصاالت، وغيره من األهداف، التي ي

5

المبادئ الموضوعة والمحددة في تلك المعاهدة، ومنها: ضرورة التزام الدول األعضاء بوضع ميثاق لألمن، من أجل ضمان السالم واالستقرار، مع التزام تلك

الدول تقديم المساعدات إلى بعضها، في حالة الضرورة، والتعاون في جميعالمجاالت، بروح التضامن واألخوة.

كما تتناول المعاهدة المنشئة لتجمع دول الساحل والصحراء،�ر أعماله، فتشير إلى خمسة أجهزة، هي: مجلس %سي المؤسسات التي ت

الرئاسة، والمجلس التنفيذي، واألمانة العامة، ومصرف التنمية، والمجلس االقتصادي والثقافي واالجتماعي. وتمثل هذه المؤسسات تلك التي في غالبية

المنظمات الدولية واإلقليمية. كما يتناول الميثاق بعض الجوانب األخرى المتعلقة به، وبتفسيره، وتطبيقه، وتعديله، ونظام العضوية وعوارضها، وغيرهاT لها التعامل التنظيمي، والوظيفي، في من األحكام االنتقالية، التي تجري وفقا

نطاق التجمع، باعتباره منظمة إقليمية فرعية، وفي نطاق الدول األعضاء، ومع العالم الخارجي. وكذلك تضمنت المعاهدة، المؤسسة لتجمع دول الساحل

والصحراء، الكيفية التي يمكن بموجبها، تعديل أحكامها، ومنها أن لكل دولة عضو أن تقدم إلى مجلس الرئاسة اقتراحات، تهدف إلى التعديل قبل ثالثة أشهر، على األقل، من انعقاد القمة. وتدخل هذه التعديالت حيز التنفيذ، إذا

وافقت عليها القمة، بعد المصادقة عليها من جميع الدول األعضاء حسباإلجراءات الدستورية لكل دولة.

وعلى الرغم من أن معاهدة اإلنشاء، جاءت متوافقة في معظم� أنها لم تتوافق مع مثل تلك نصوصها، مع مواثيق المنظمات الدولية، إال

المنظمات في بعض المسائل، مثل اإلجراءات الجزائية والعقابية، التي يمكن أن تطبق على الدولة، إذا خرجت عن النصوص وااللتزامات الواردة في

المعاهدة. كما يالحظ عدم وجود جهاز قضائي، أو آلية لفض وتسوية النزاعات،%الحظ عدم وجود آلية ترعى الهدف األمني، فيما بين الدول األعضاء. وكذلك، ي

T للمعاهدة المنشئة. الذي صدر ملحق خاص به، وع%د� مكمال

ثالثا.: أهداف "تجمع دول الساحل والصحراء" ومبادئه

على الرغم من وجود بعض المالمح العامة، التي تميز واقع الدول� أن المعاهدة، T على غيرها من الدول األخرى، إال األعضاء في هذا التجمع، قياسا

T عليها، قد %برمت الحقا المنشئة للتجمع، وكذلك المالحق المرفقة بها، وقد أ أخذت بما جرى عليه العمل في قانون المنظمات الدولية، من حيث تحديد

: 2األهداف عموما، ومنها يلي

)القاهرة:"،"تجمع دول الساحل والصحراءلملك عودة، أحمد الرشيدي، - عبد ا21 برنامج الدراسات المصرية ـ األفريقية،،كلية االقتصاد والعلوم السياسية ، جامعة القاهرة

. 22(،ص 2001أغسطس

6

%نفذ من خالل1 . إقامة اتحاد اقتصادي شامل، يستند على إستراتيجية ت مخطط تنموي متكامل مع مخططات التنمية الوطنية للدول األعضاء،

وتشمل االستثمار في الميادين الزراعية والصناعية واالجتماعية والثقافيةوميدان الطاقة، متطلعة بكل ثقة إلى المستقبل النقدي لهذا التجمع.

. إزالة كافة العوائق، التي تحول دون وحدة الدول األعضاء، من2طريق اتخاذ اإلجراءات الالزمة لضمان األتي:

أ. تسهيل تحرك األشخاص، ورؤوس األموال، ومصالح مواطني الدولاألعضاء.

ب. حرية اإلقامة والعمل والتملك، وممارسة النشاط االقتصادي.

ج. حرية تنقل البضائع والسلع، ذات المنشأ الوطني، والخدمات.

. تشجيع التجارة الخارجية، من طريق رسم وتنفيذ سياسة االستثمار،3في الدول األعضاء.

. زيادة وسائل النقل واالتصاالت األرضية والجوية والبحرية، بين الدول4األعضاء، من طريق تنفيذ مشاريع مشتركة.

. موافقة الدول األعضاء، على إعطاء مواطني الدول األعضاء5 األخرى، الحقوق واالمتيازات والواجبات نفسها، المعترف بها لمواطنيها،

وفقا لدستور كل دولة.

. تنسيق النظم التعليمية، في مختلف مستويات التعليم، والتنسيق في6المجاالت الثقافية والعلمية والتقنية.

%الحظ وجود هدف سياسي وأمنى، من وراء إقامة هذا وعلى ذلك، يT للمعاهدة التجمع، ويتضح ذلك من مضمون الميثاق األمني، الذي صدر الحقا

.ومكمال لها

إذن فالهدف األساسي للتجمع، كما هو واضح من المعاهدة المنشئة له، هو إقامة اتحاد اقتصادي شامل، ومخطط تنموي متكامل، وإزالة العوائق أمام

حركة األشخاص، ورأس المال، وحريات اإلقامة والعمل والتملك، وتدفق التجارة والخدمات، وتشجيع وسائل النقل واالتصاالت، مع موافقة دول التجمع

على إعطاء مواطني الدول األعضاء الحقوق واالمتيازات والواجبات نفسها، المعترف بها لمواطنيها. وقد أنشئت لتحقيق هذا الهدف االقتصادي مؤسسات، مثل: المصرف األفريقي للتنمية، والمجلس االقتصادي والثقافي واالجتماعي، وصندوق التضامن، وشركة طيران مشتركة. وبالتدقيق والتحليل لهذا الهدف

األساسي، فإنه يعبر عن قاعدتين أساسيتين: السعي إلى النجاح، وثانيهما: العمل على إزالة الصعوبات والمشكالت، التي يمكن أن تواجه هذا التجمع في

7

الحاضر والمستقبل. كما أن هناك تيارين متنافسين، داخل التجمع، يرىT لبناء أحدهما التمسك وااللتزام بمفهوم وأساليب التكامل االقتصادي، تمهيدا

(، ومن أنصار هذا التيار1991الجماعة االقتصادية األفريقية )معاهدة أبوجا جمهورية مصر العربية، التي ارتأت ضرورة التأكيد على موضوعات زيادة

اإلنتاج، وتوسيع حجم التجارة البينية، وتحديث البنية األساسية وغيرها.

بينما رأى التيار الثاني، ومن أنصاره جمهورية السودان، في التجمع وسيلة لبناء تحالف� سياسي ووضع مخطط سياسي إستراتيجي، لتفعيل العمل

الثوري للقارة األفريقية. وقد حدث اختالف في مثل تلك الرؤى، وانقسمتT لمفهوم الحلول أراء الدول األعضاء في االنحياز إلى أي من التيارين. ووفقا

الوسط، صدر "بيان الخرطوم" بالرؤى والمواقف السياسية، بينما جرى تخصيص قرارات دول التجمع، بشأن أهداف وأساليب التكامل االقتصادي،

T لما ورد بمعاهدة التأسيس. طبقا

أما عن مبادئ هذا التجمع، فإن المعاهدة تتضمن مجموعة من المبادئ المرشدة، التي تسير على منوالها كل الدول األعضاء، ومؤسسات هذا التجمع

: 3وأجهزته. وهى في سبيلها إلى تحقيق أهدافه. ومن تلك المبادئ ما يلي

. تلتزم الدول األعضاء بمنع استخدام أراضيها في أي نشاط، ضد1 سيادة ووحده أراضي أي دولة عضو في التجمع. ويعد هذا المبدأ قاعدة

أساسية لالستقرار، يجب أن تقوم عليه العالقات بين األعضاء، حتى يمكن إتاحة المجال والبيئة المناسبة للنشاط وللتكامل االقتصادي. ومن ثم، كان

T التحرك نحو نشر األمن التأكيد على ضرورة االلتزام بهذا المبدأ، يعنى ضمنا واالستقرار والسالم في المنطقة المستهدفة، كمقدمة للتوجهات

والسياسيات االقتصادية.

. تلتزم الدول األعضاء في التجمع، بوضع ميثاق لألمن، من أجل2الم واالستقرار، وهما الشرطان الضروريان لتحقيق أهداف ضمان الس�

ابق، وهو يتمثل في إعادة T للمبدأ الس� التجمع. وقد جاء هذا المبدأ مكمال التأكيد على ضرورة األمن، من أجل تحقيق السالم واالستقرار في المنطقة

المستهدفة بالنشاط والتكامل االقتصادي، بل ع%د� عنصري السالمT واالستقرار، شرطان الزمان لتحقيق األهداف المنشودة، وهو ما يعنى ضمنيا

انتفاء األهداف، إذا لم يتوافر هذان الشرطان. ولذلك كان هناك حرص من�ن ذلك، من خالل الميثاق األمني. جانب المؤسسين للتجمع، أن يقن

. تلتزم الدول األعضاء بضمان األمن على حدودها، وأن تمتنع كل3 دولة عن التدخل في الشؤون الداخلية، أو االعتداء، على دولة عضو في التجمع. وهذا المبدأ يعزز المبدأين السابقين، حيث التأكيد على ضرورة

التزام الدول األعضاء بضمان األمن، كمسؤولية فردية لكل دولة عضو على

32 ص السابق، المرجع- 3

8

حدود إقليمها. وال يقتصر األمر على ذلك، ولكن يتالزم معه ضرورة امتناع كل دولة عضو أيضا -في سبيل تحقيق هذا األمن ـ على عدم التدخل في الشؤون الداخلية، بإثارة الفتن وإحداث القالقل، أو أن تعتدي على دولة

عضو أخرى في التجمع، بأي صورة من صور العدوان، لما في كل ذلك منإخالل بقاعدة األمن والسالم واالستقرار.

. تلتزم الدول األعضاء في التجمع بتقديم المساعدات لبعضها، في4 حالة الضرورة، كما تلتزم بالتعاون في جميع المجاالت، بحكم روح التضامن

واألخوة. وجاء هذا المبدأ متناسبا مع الظروف والمشكالت الصعبة، التي تمر بها الدول األعضاء؛ فلكل دولة عضو مشكالتها، التي تتنوع وتتباين باختالف

T، في مواجهة األزمات ظروفها، وهو األمر الذي يتطلب تكاتف تلك الدول معا%عد هذا والمشكالت، من خالل االلتزام الجماعي لتقديم المساعدات. وي

المبدأ على درجة من األهمية، في بث روح التضامن واألخوة، لمنع تراجع أو انهيار دولة عضو خالل األزمات والشدائد، التي تمر بها. إال أن معاناة جميع الدول األعضاء، من العديد من المشكالت واألزمات المزمنة، كالصراعات

والحروب األهلية واالنقالبات العسكرية والمشكالت االقتصادية واالجتماعية، يجعل من الصعوبة على الدول األعضاء كلها، االستمرار في االلتزام الحقيقي بهذا المبدأ، على األقل في الوقت الحاضر، وفي المستقبل

المنظور.

ويالحظ أن إشارة معاهدة التجمع لهذه المبادئ، إنما تستهدف حث الدول األعضاء على وضع ميثاق لألمن، يضمن السالمكز� على االلتزام بمنع استخدام األراضي للدول واالستقرار. ولذلك، ر%

األعضاء، للقيام بأي نشاط يؤثر على السيادة والوحدة اإلقليمية لدولة أخرى. وفي االجتماع الثاني لرئاسة التجمع في نجامينا، عاصمة تشاد، خالل

، جرى التوقيع على ميثاق األمن، الذي تضمن التأكيد على ما2000فبراير T أخرى تتعلق بحرية الحركة واالنتقال، سبق من مبادئ، كما تضمن نصوصا

على مستوى األفراد والممتلكات، ومحاربة اإلرهاب، وتعزيز األمن ولكن لم يتضح من نصوص المعاهدة أي إشارة، إلى إقامة آلية.واالستقرار

T من الجماعة خاصة بفض المنازعات وحفظ األمن، على الرغم من أن كال االقتصادية لدول غرب أفريقيا "ايكواس"، والجماعة التنموية لدول الجنوب

األفريقي "سادك" لديها آلية خاصة بفض المنازعات وحفظ السالم، وأن لهاتين اآلليتين عالقات مع التصور األوروبي واألمريكي، لحفظ السالم

األفريقي.

رابعا.: العالقات الخارجية التي يتم وضعها في االعتبار عندالتأسيس

T من منظومة العالقات، في يعد تجمع دول الساحل والصحراء واحدا إطار المنظمات الدولية، التي تشمل المنظمة العالمية والمنظمات اإلقليمية

9

وشبه اإلقليمية، وغيرها من المنظمات والهيئات ذات الصلة بالتعاون والتكامل االقتصادي، على المستويين الدولي واإلقليمي. ومن ثم، فإن هذا التجمع لم

T عن منظومة عالقاتها، وإنما ينشأ بمعزل عن مثل تلك المنظمات، وليس بعيداT ألهدافه هو جزء منها. فقد تأسس التجمع في ظل التنظيم الدولي، ووفقا

ومبادئه، حتى وإن كان يعمل في نطاق محدد داخل القارة األفريقية.وبغضT من T معينا النظر عن كونه منظمة شبه إقليمية، على أساس أنه يخدم عددا

الدول األفريقية، في بعض المناطق المحددة من القارة األفريقية، فإن تلك المنظمة تسعى للتوافق، وتحقيق أهداف، كل من األمم المتحدة، باعتبارها المنظمة العالمية، التي يندرج تحت مظلتها ما عداها من منظمات إقليمية

وشبه إقليمية، ومنظمة الوحدة األفريقية "االتحاد األفريقي"، باعتبارها المنظمة القارية األفريقي، وكذلك الجماعة االقتصادية ألفريقيا، المنبثقة عن منظمة الوحدة األفريقية من قبل، في إطار من التنسيق والتعاون المشترك

والمتكامل، لتحقيق األهداف والمصالح المتنوعة لجميع الدول األعضاء،T ما يتعلق منها بالمجاالت االقتصادية. خصوصا

وتبدو العالقة، بين "تجمع دول الساحل والصحراء" والمنظمات الدوليةواإلقليمية، الوثيقة االرتباط بالتجمع على النحو اآلتي:

. عالقة تجمع "دول الساحل والصحراء" باألمم المتحدة1

T في ميدان T كبيرا تؤدي المنظمات اإلقليمية وشبه اإلقليمية دورا التنظيم الدولي، وعلى مستوى المجتمع العالمي المعاصر. وهذا لدور أكد

T في الفصل الثامن منه، الخاص عليه ميثاق األمم المتحدة، خصوصا بالمنظمات اإلقليمية، باعتبارها من ضروريات تحقيق السلم واألمن

الدوليين، كل في منطقتها. فهذه المنظمات تعبر عن تضامن وثيق بين دولها األعضاء، وهو تضامن تظهر فاعليته عند وضع قواعد قانونية خاصة،

تحكم العالقات بين تلك الدول، وتعكس المعطيات السياسية واألمنية واالقتصادية واالجتماعية، المرتبطة بواقعها. فمن هذا المنطلق، فإن

المنظمات شبه اإلقليمية، مثل "تجمع دول الساحل والصحراء" التي تعبر،T عن تضامن اجتماعي - اقتصادي، لمجموعة من الدول متجاورة جغرافيا

وتسير على سياسة حسن الجوار، ومنع األعمال العدوانية، وتعترف بحقوق اإلنسان وحرياته األساسية، تكون أقدر من غيرها على الوقاية من حدوث

المنازعات، وإيجاد التسويات السلمية، عند حدوث مثل هذه المنازعات. وقد اعترف ميثاق األمم المتحدة بمثل هذه المنظمات اإلقليمية، وأهمية دوره.

: 4وكان تفسيره لذلك ينصب على ما يلي

T، في الدفاع عن السلم واألمن T محددا أ. إعطاء النظم اإلقليمية دوراT الحتوائها على الخصائص الالزمة لتسوية المنازعات الدولي، نظرا

اإلقليمية.

43 ص السابق، المرجع- 4

10

ب. إن الجماعة اإلقليمية ينبغي أن تتعاون، لتسوية مشكالتهاالسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية المشتركة.

على ذلك فإن أوجه التعاون، بين األمم المتحدة، كمنظمة عالمية، و"تجمع دول الساحل والصحراء"، كمنظمة شبه إقليمية، إنما

تدخل في إطار التعاون األساسي، بين منظمة الوحدة األفريقية "االتحاد األفريقي"، باعتبارها المنظمة القارية، على المستوى اإلقليمي األفريقي.%قر T عندما أ ويالحظ أن ميثاق "تجمع دول الساحل والصحراء"، كان واضحا

في صدر معاهدة إنشائه، أن إصرار قادة ورؤساء "تجمع دول الساحل والصحراء"، على تجسيد إرادة التكامل االقتصادي والثقافي والسياسي واالجتماعي، إنما يتم بما يتوافق مع أحكام ميثاق األمم المتحدة. ويتضح من هذه اإلشارة أن التجمع عازم على تدعيم عالقته بالمنظمة العالمية،%تح بعد لرصد عالقات محددة، أو ممارسات فعلية،ن وإن كان الوقت لم ي

يرجع وذلك، بدرجة أساسية، إلى حداثة إنشاء هذا التجمع .

. العالقة بين "تجمع دول الساحل والصحراء" ومنظمة2الوحدة األفريقية "االتحاد األفريقي"

تعد "منظمة الوحدة األفريقية"، ومن بعدها، "االتحاد األفريقي"، المنظمة القارية، التي ترعى أهداف ومصالح الدول األفريقية األعضاء فيها، في مختلف المجاالت. ويالحظ أن المنظمة القارية األفريقية حرصت، منذ

تأسيسها، على تشجيع إقامة منظمات شبه إقليمية، ترعى النشاط والتعاون والتكامل االقتصادي، بين جماعات الدول األفريقية، كيفما يكون الحال.

T، اتفاقية تأسيس "الجماعة االقتصادية وأكدت على هذا المعنى أيضا ، على أساس أن أي تجمع،1991األفريقية"، الموقعة في أبوجا بنيجريا عام

أو تكتل اقتصادي، بين أية مجموعة من الدول األفريقية، إنما هو بمثابة لبنة أساسية في الصرح االقتصادي األفريقي، بشكل عام، على أساس أن

"اإلقليمية" تتمشى مع "القارية" األفريقية، وأنها مكملة لها. ولم يكتف� بهذه العالقة بينهما، التي أوضحها قرار مجلس وزراء منظمة الوحدة األفريقية،

، عندما انعقد هذا المجلس في أول دورة عادية1963الصادر في أغسطس له، وإنما وضع ذلك المجلس قواعد عامة، إلخضاع المنظمات شبه اإلقليمية

إلى منظمة الوحدة األفريقية. ومن هذه القواعد ما يلي:

أ. وجوب أن تقوم التجمعات اإلقليمية األفريقية على حقائق جغرافية، وعلى عناصر اقتصادية واجتماعية وثقافية مشتركة، بين دول

تتعاون في إطار تلك المنظمات اإلقليمية.

%علن المنظمات شبه اإلقليمية األفريقية، التي ستقام ب. وجوب أن تT، خضوعها لمبادئ وأهداف ميثاق منظمة بين الدول األفريقية، رسميا

الوحدة األفريقية.

11

ج. على المنظمات شبه اإلقليمية األفريقية الجديدة، أن تودع نسخةمن نظامها األساسي، لدى األمانة العامة لمنظمة الوحدة األفريقية.

وعلى ضوء ذلك، يتضح أن عالقة منظمة الوحدة األفريقية، بالمنظمات شبه اإلقليمية األفريقية، تحث على مزيد

من التداخل والترابط بين مختلف أنواع تلك المنظمات، لما يترتب على ذلك من فوائد ومصالح متنوعة، إضافة إلى منع

التخبط واالرتباك والفوضى، في المشروعات التنموية والتكاملية على مستوى القارة األفريقية، وبين دولها، خصوصا.

في المجال االقتصادي.

وتجدر اإلشارة إلى أن "تجمع دول الساحل والصحراء"، باعتباره أحد تلك المنظمات األفريقية شبه اإلقليمية الحديثة التأسيس، قد أقر بتبعيته للمنظمة القارية األفريقية، وذلك عندما تضمنت ديباجة معاهدة

إنشائه اإلشارة إلى توافق أهداف ومبادئ التجمع، مع أحكام ميثاق منظمة. 1991الوحدة األفريقية ومعاهدة أبوجا الموقعة عام

. عالقة "تجمع دول الساحل والصحراء" بالمنظمات شبه3اإلقليمية

يالحظ أن العديد من الدول األفريقيــة األعضــاء في تجمــع دول الســاحل والصحراء، هم أعضاء، كذلك، في منظمات شــبه إقليميــة أخــرى. فهنــاك دول أعضاء في اتحاد دول المغــرب العــربي "االتحــاد المغــربي"، ودول أعضــاء في السوق المشتركة للشرق والجنوب األفريقيــة "الكوميســا"، و دول أعضــاء فيــاك "منظمة اإليجاد"، التي ترعى التعاون بين دول القرن األفريقي. كمــا أن هنT دول T أعضاء في الجماعة االقتصادية لدول غرب أفريقيا "ايكواس"، وأيضــا دوال أعضاء في منظمة دول وسط أفريقيا وغيرهــا، إضــافة إلى وجــود دول أعضــاء في جامعــة الــدول العربيــة، باعتبارهــا منظمــة إقليميــة " أفريقيــة - آســيوية". وهنــاك دول أعضــاء في الجماعــة الفرانكفونيــة، وكــذلك في منطقــة الفرانــك األفريقي، ودول أخرى أعضاء في الجماعة األنجلوفونية. وعلى الرغم من عدمــدخول ــة، عن ال وجود نصوص تمنع الدول األعضاء في المنظمات شبه اإلقليمي في منظمات شبه إقليمية جديدة، فإن على كل دولة، أن تــدرس مــدى جــدوى،T تعدد العضوية في مثل تلك المنظمات شبه اإلقليمية، ومدى فاعليتها اقتصادياــذ الفعلي، وهل هي غير قادرة على اتخاذ قرارات وتوصيات توضع موضع التنفي أم أنها غير قادرة على تحقيق أهداف ومصالح محددة خاصة بهــا؟ حــتى تكــون

هناك جدوى تعود على الدول المشتركة في أكثر من منظمة شبه إقليمية.

12

المبحث الثاني

العضوية والهيكل التنظيمي لتجمع دول الساحل والصحراء

أوال.: العضوية وشروطها

تنقسم العضوية في "تجمع دول الساحل والصحراء" إلى:

،عضوية الدول المؤسسة، وهي خمس دول أفريقية: السودان والنيجر، وتشاد، ومالي، وبوركينا فاسو. وقد اجتمعت الدول الخمس؛

إضافة إلى ليبيا، الدولة الداعية للتجمع والمضيفة له، في العاصمة ، لبحث تجمع إقليمي1998 فبراير 6 إلى 4طرابلس، خالل الفترة من

جديد. وانتهى االجتماع بالتوقيع على ما سمي: "المعاهدة المنشئة لتجمع دول الساحل والصحراء". وعدت الدول الست المشار إليها بمثابة الدول

األعضاء، المؤسسة لهذا التجمع.

العضوية المنظمة أو المشروطة: وهى الدول التي لم تشارك في األعمال التمهيدية والتحضيرية واإلنشائية، للتجمع، وإنما انضمت بعد ذلك

بموجب نص المادة السابعة، من المعاهدة المنشئة للتجمع، التي تنص على "إن هذه المعاهدة مفتوحة النضمام دول أفريقية أخرى، بموافقة كافة

الدول األعضاء." ويتضح من مضمون هذا النص أنه يستلزم النضمام أيT، أن تستوفى الشروط، التي أقرها ميثاق دوله جديدة، وقبولها عضوا

التجمع والسلطة المختصة، ومنها ضرورة الموافقة على المعاهدة المنشئة للتجمع والمالحق التابعة لها، وأن تكون الدولة الجديدة أفريقية، وأن يوافق

على انضمامها جميع الدول األعضاء في التجمع.

13

ويالحظ أنه قد حدث زيادة واتساع في الخريطة الجيوبوليتيكية، لتجمع دول الساحل والصحراء. فمنذ التوقيع على المعاهدة المنشئة، انضمت عشر

دول أفريقية أخرى، جاء انضمامها تباعا على النحو اآلتي:

ست دول، هي: جيبوتي، وأفريقيا الوسطي، وجامبيا، وإريتريا، والكونغو، والسنغال، أثناء مؤتمر قمة التجمع الثاني، الذي انعقد في نجامينا عاصمة

.1999تشاد عام

ثم أربع دول هي: مصر، وتونس، والمغرب، ونيجيريا، أثناء انعقاد قمة.2000التجمع الثالث بالخرطوم، عاصمة السودان عام

وبذلك حقق التجمع احتواءT لبعض دول حوض النيل، ودول التخومT في عالقات الجوار مع دول ساحل الغربية للحوض، كما أنه حقق ترابطا المحيط األطلسي، مثل دولة جامبيا ودولة ليبيريا، وهما دولتان متهمتان

بالتدخل في الحرب األهلية في سيراليون وغينيا بيساو. وهذه القاعدة، بمعانيها السياسية الجغرافية، أعطت السياسة الليبية قوة دفع وتقدم، في مشروعها

لحفظ السالم في هضبة البحيرات العظمى، مع الكونغو الديموقراطية، وأوغندا ورواندا، ثم إقدامها على إرسال قوات ليبية للفصل بين المتحاربين

في المنطقة، على الحدود الفاصلة بين الدول الثالث، األمر الذي دعا مجلس األمن واألمم المتحدة، إلى توجيه الشكر للمبادرة الليبية في هذا المجال. من

ناحية أخرى، فإن اتساع دائرة عضوية ونشاط "تجمع دول الساحل والصحراء"، يجعل لمفهوم الحوار معنى آخر، ألن هذا الحوار يصل، اآلن، إلى

مناطق االنتقال في أفريقيا، بمعناه السياسي والعرقي. ومن ثم تكون دول الجوار، التي لم تنضم حتى اآلن للتجمع، هي: إثيوبيا وكينيا وأوغندا والكيان،

الذي يسمى نفسه جمهورية أرض الصومال، في القرن األفريقي؛ وفي الغرب األفريقي: الكاميرون والكنغو برازافيل وبنين وساحل العاج وغينيا. ومن جانب

أخر، توجد في داخل امتداد منطقة التجمع دولتان لم تنضما، هما الجزائر وموريتانيا، وموقعهما يشبه الجزيرتين في البحر المحيط. وإن كانت الجزائر

قد أبدت رغبتها في االنضمام إلى هذا التجمع.

وقد و%ضعت شروط العضوية وإجراءاتها في هذا التنظيم، بحيث أشارت اتفاقية اإلنشاء إلى أن العضوية مفتوحة النضمام دول أفريقية أخرى، بموافقة كافة الدول األعضاء. بمعنى أن القرار الخاص بقبول انضمام دولة جديدة إلى

عضوية التجمع، يتعين أن يصدر باإلجماع. وعلى الرغم من أن المعاهدة المنشئة، لتجمع دول الساحل والصحراء، تتفق، من هذه الناحية، مع بعض

المواثيق، المنشئة لمنظمات دولية إقليمية أخرى، كتجمع دول المغرب العربي، � غير مقبول� � أن اإلصرار على قاعدة اإلجماع، بات أمرا "االتحاد المغاربي"؛ إال اآلن، في ظل التطورات الراهنة على صعيد العالقات الدولية. لذلك، كان من

T، إلمكان األفضل اشتراط صدور القرار باألغلبية الموثوقة "أغلبية الثلثين"، مثال

14

قبول انضمام دول جديدة إلى عضوية التجمع، في ظل قدر أكبر من المرونة.T على ذلك، فإن شروط العضوية في التجمع تتمثل في اآلتي: وترتيبا

. أن يكون طالب العضوية دولة، ومعنى ذلك أن الكيانات، التي1T، ال يجوز قبولها في T وال إقليميا T دوليا T، وال تحوز اعترافا تسمى نفسها دوال

%سمى "جمهورية أرض الصومال"، عضوية هذا التجمع. ومن أمثلة ذلك ما يT ألن هذه T لعدم االعتراف بها؛ وما يسمى "الجمهورية الصحراوية" نظرا نظرا

%حل، بشكل نهائي. القضية لم ت

. أن يكون طالب االنضمام دولة أفريقية، بمعنى أنه يمتنع على دول2 أخرى غير األفريقية، مثل الدول اآلسيوية أو األوروبية أو غيرها، التقدم إلى

عضوية هذا التجمع، باعتباره منظمة أفريقية تعمل في النطاق اإلقليمياألفريقي، وليس منظمة مفتوحة العضوية.

. ضرورة أن تتقدم الدول األفريقية الراغبة في االنضمام بطلب3T، وليس T، بمعنى أن يكون كتابيا T وملموسا العضوية، وأن يكون الطلب مادياT، وذلك من خالل القنوات الحكومية الرسمية، مع مراعاة الشروط شفويا السابق ذكرها، والشروط المتضمنة في متن المعاهدة، والمتعلقة بقبول

األعضاء الجدد.

. أن يحو�ل طلب االنضمام للعضوية، من األمانة العامة للتجمع، إلى4 مجلس الرئاسة في دورة انعقاده، للنظر في الطلب المقدم، وأن يصدر

قرار القبول باالنضمام إلى التجمع، بإجماع الدول األعضاء.

. أن تودع وثائق التصديق، أو وثائق االنضمام، لدى األمانة العامة،5 التي تتولى، بدورها، إعالن بقية الدول األعضاء األخرى؛ وأن تدخل هذه

المعاهدة حيز التنفيذ لكافة الدول التي تنضم إليها، من تاريخ تسليم وثائق االنضمام. وال يتعارض ذلك مع ما أشارت إليه المادة الخامسة من المعاهدة

نفسها، من أنها تدخل حيز التنفيذ من تاريخ المصادقة عليها، من قبلاألعضاء الموقعين، حسب التنظيم المعمول به في الدول األعضاء.

وفيما يتعلق بالحاالت التي توقف العضوية، فإن المعاهدة المنشئةT، عن عوارض العضوية؛ بمعنى أنها لم T تفصيليا للتجمع، لم تتضمن توضيحا

تتحدث عن إمكان تعليق عضوية دولة في التجمع، أو تجميدها؛ إنما تضمنتT لنص المادة الخامسة، فقط اإلشارة إلى "إنهاء العضوية باالنسحاب"؛ فطبقا

الفقرة الثانية، من المعاهدة، "يمكن ألي عضو من األعضاء االنسحاب من هذه،T المعاهدة، بعد تقديم إشعار بذلك قبل سنة". والواقع أن هذا النص قريب جدا،T من النص المماثل، الوارد في ميثاق جامعة الدول العربية، الذي اشترط، أيضا

ضرورة مرور فترة سنة إلعمال قرار االنسحاب. والشيء نفسه، يذكر، فيما يتعلق بشؤون االنسحاب من عضوية "السوق المشتركة للشرق والجنوب

األفريقي" "كوميسا"، الذي ذهب إلى أن كل دولة عضو تود االنسحاب، عليها

15

T بذلك قبل سنة إلى السكرتير العام، توضح فيه نيتها في T كتابيا أن تقدم إخطارا%سحب هذا اإلخطار، تتوقف عضوية االنسحاب، وفي نهاية هذه السنة إذا لم ي

الدولة في الكوميسا. ويبدو أن اشتراط تقديم الدولة مثل هذا اإلخطار%تقرر االنسحاب، هو تقنين مقصود من الكتابي، وأن يظل لمدة سنه حتى ي واضعي المعاهدة، إلتاحة المزيد من الوقت أمام تلك الدولة، حتى تراجع

موقفها، أو إتاحة الفرصة أمام الدول األعضاء وأجهزة المنظمة، لبذل الجهودT إذا كان المناسبة لحث الدولة على العدول عن قرارها باالنسحاب، خصوصا

االنسحاب بسبب مسائل يمكن تسويتها، أو بسبب مسائل غير جوهرية.

ثانيا.: الهيكل التنظيمي لتجمع دول الساحل والصحراء

تضمنت المادة الرابعة من معاهدة إنشاء "تجمع دول الساحل والصحراء"، أنه لتنفيذ المبادئ واألهداف المحددة من الدول األعضاء، يتشكل

: 5التجمع من خمسة أجهزة أساسية

. مجلس الرئاسة1

هو الجهاز األعلى لتجمع دول الساحل والصحراء، ويتكون من قائدة ورؤساء دول التجمع. وينعقد هذا المجلس مرة في السنة، ويجوز له

عقد اجتماعات غير عاديه، بناء على طلب أحد األعضاء، وال تكون اجتماعات الرئاسة صحيحة، إال بحضور ثلثي األعضاء. وتكون رئاسة المجلس دورية بالتناوب، في عواصم الدول األعضاء. واجتماعات المجلس مغلقة، ويجوز

أن تعقد بعض الجلسات علنية، إذا رأى المجلس ذلك. واللغات، التي يعمل بها في التجمع وجميع مؤسساته، هي اللغات األفريقية واللغات األخرى المعمول بها في منظمة الوحدة األفريقية. ويقرر المجلس، أثناء انعقاد دورته العادية، مكان وتاريخ انعقاد دورته القادمة. وينتخب المجلس في

.� T له، يتكون من رئيس ونائب للرئيس ومقرر� عام بداية كل دورة عادية مكتبا ويتخذ المجلس قراراته بأغلبية أصوات الحاضرين، وإذا تساوت األصوات

رجح الجانب، الذي فيه رئيس المجلس.

ويختص المجلس بتنفيذ المهام اآلتية:

أ. إصدار القرارات المتعلقة بالسياسات العامة المنفذة للمعاهدةوأهدافها.

5 - www.moqatel.com

16

ب. اعتماد القرارات المتخذة من قبل األجهزة األخرى، وتوجيههالتنفيذ قرارات المجلس.

ج. التصديق على القرارات المتعلقة بالمسائل، التي يعرضهاالمجلس التنفيذي واألمانة العامة.

د. إصدار القرارات واللوائح والتوجيهات الالزمة، لتنفيذ برامجالتجمع وأهدافه.

هـ. يوجه الرئيس الدعوة لعقد االجتماع، ويفتتح الجلسات ويرفعها، ويعرض جدول، األعمال ويدير المناقشات، ويعمل حسن سيرها، ويعطى

الكلمة لألعضاء، حسب ترتيب طلبها.

%عين األمين العام واألمين العام المساعد، لمدة أربع سنوات و. يقابلة للتجديد.

ز. االستعانة بمن يرى االستعانة به، لمناقشته وأخذ رأيه في بعض المسائل المعروضة عليه. وتتولى األمانة العامة إخطار من يتقرر

استدعاؤه، للحضور في الموعد المحدد.

ح. يوافق على الميزانية، ويحدد نسبة مساهمة الدول األعضاء فيميزانية األمانة العامة، ويصدر الالئحة المالية لألمانة العامة.

� بموافقة ط. ال يتم تعديل أحكام النظام الداخلي ألجهزة التجمع، إالثلثي أعضاء مجلس الرئاسة.

. المجلس التنفيذي2

يتشكل من:

أ. أمين اللجنة الشعبية العامة بالجماهيرية العظمى، ورؤساءالوزراء بالدول األعضاء.

ب. اللجنة الشعبية العامة لالتصال الخارجي والتعاون الدولي،ووزراء الخارجية والتعاون.

ج. أمين اللجنة الشعبية العامة للتخطيط والمالية واالقتصاد، ووزراءالتخطيط والمالية واالقتصاد.

د. أمين اللجنة الشعبية العامة لألمن، ووزراء الداخلية.

T كل ستة اشهر، وله أن T دوريا ويعقد المجلس التنفيذي اجتماعا يعقد اجتماعات غير عادية، بدعوى من رئيس مجلس الرئاسة، أو بناء على

17

T إال طلب أحد الدول األعضاء، وال يكون اجتماع المجلس التنفيذي صحيحا باستكمال النصاب وهو ثلثا الدول األعضاء، وتترأس الدولة المضيفة�نتخب المجلس اجتماعات المجلس التنفيذي، وعند افتتاح كل دورة ي

التنفيذي مكتبا له يتكون من: رئيس، ونائب الرئيس، ومقرر عام.

ويكون لكل دولة عضو بالمجلس التنفيذي صوت واحد، وتتخذجميع القرارات باألغلبية البسيطة ألعضاء المجلس الحاضرين.

T أمام مجلس الرئاسة. وهناك ويكون المجلس التنفيذي مسؤوال لجان وزارية متخصصة ومنبثقة عن المجلس التنفيذي، تتكون من: األمناء/ الوزراء المكلفين بالقطاعات، التي تدخل في دائرة مهام كل منهم، وتعمل اللجان الوزارية المتخصصة تحت سلطة المجلس التنفيذي، وتكون رئاسة

تلك اللجان للدول المضيفة.

: 6ويختص المجلس التنفيذي بالمهام اآلتية

أ. وضع البرامج والخطط التكاملية، وعرضها على مجلس الرئاسة.

ب. تنفيذ قرارات مجلس الرئاسة، في المجاالت المنصوص عليهافي المعاهدة، وفيما يصدره مجلس الرئاسة من توجيهات.

ج. التحضير الجتماعات مجلس الرئاسة.

د. النظر في مقترحات ونتائج أعمال اللجان الوزارية المتخصصةورفع توجيهاتها وبرامجها لمجلس الرئاسة العتمادها.

هـ. دراسة جميع القضايا، التي يكلفه بها مجلس الرئاسة.

يفتتح رئيس المجلس التنفيذي ويختتم كل جلسة منو. جلسات المجلس التنفيذي، ويدير المناقشات، ويعطي الحق في

الحديث، وطرح األسئلة، وإعالن القرارات، ويبت في النقاط النظامية؛ وله أن يقترح على المجلس، أثناء النقاش، تحديد الوقت المسموح به

لكل عضو، وفق قائمة المتحدثين.

تترأس الدولة المضيفة اجتماعات المجلس التنفيذي. ز.

. األمانة العامة3

45 ص ،كرهذ سبق مرجع علي، حنفي خالد- 6

18

كما هو الحال في المنظمات الدولية/اإلقليمية، فاألمان العامة هي الجهاز اإلداري والدائم في المنظمة، كما أنها أحد األجهزة األساسية

: 7فيها. وتنحصر قواعد عملها وأساليبه، في اآلتي

أ. تتكون من األمين العام، واألمين العام المساعد، وعدد من%عين األمين العام، واألمين العام T للحاجة. وي الموظفين، يعينون، طبقا

المساعد، للسنة األولى، من ق�بل رئيس مجلس الرئاسة، العقيد معمر القذافي، باعتباره رئيس الدورة األولى لمجلس الرئاسة. كما يعين

مجلس الرئاسة، األمين العام واألمين العام المساعد، لمدة أربع سنوات، قابلة للتجديد. ويقدم األمين العام تقريره السنوي، حول نشاط التجمع

والتقدم في بنائه.

ويعين موظفو ومستخدمو األمانة العامة، بقرار من أمين عام%شغل الوظائف العليا بالتنسيق، من الدول األعضاء، مع التجمع، كما ت مراعاة توزيع جغرافي عادل لها، بقدر اإلمكان. ويتمتع األمين العام

والعاملون باألمانة العامة، بالحصانات واالمتيازات الالزمة، ألداء مهامهم، كما يتمتع العاملون باألمانة العامة، أثناء تنقلهم بين دول التجمع، في

T مهام وظيفية، بالتسهيالت واالمتيازات، الالزمة ألداء مهامهم، وفقا للتشريعات اإلقليمية، واالتفاقات الدولية، المعمول بها في كل دولة عضو

من النظام الداخلي ألجهزة التجمع،53في التجمع. وقد أشارت المادة أنه "على موظفي األمانة العامة تأدية أعمالهم بأمانة وإخالص، وأن

يحافظوا على كرامة وظائفهم وشرفها، وأن يظهروا بالمظهر الالئق بها، وال يفصحوا بمعلومات أو أي إيضاحات عن المسائل، التي ينبغي أن

تكون سرية".

ب. فيما يختص بمقر األمانة، أشارت المادة الرابعة من معاهدة%حدد مقر األمانة العامة، إنشاء "تجمع دول الساحل والصحراء"، إلى أن ي

بقرار من مجلس الرئاسة. وكانت المادة الحادية عشر من تلك المعاهدة، قد تضمنت اعتماد مدينة طرابلس، بالجماهيرية العربية

T لألمانة العامة. وفي قرار T مؤقتا الشعبية الليبية االشتراكية العظمى، مقرا مجلس الرئاسة، الصادر بخصوص تحديد مهام األمانة العامة للتجمع، تضمنت المادة الثالثة التأكيد على أن تكون مدينة طرابلس "الليبية" مقرا لألمانة العامة، وتنظيم اتفاقية خاصة، بين دولة المقر واألمانة العامة، تتعلق بالحصانات واالمتيازات والتسهيالت الضرورية، للقيام

بمهامها على أكمل وجه. وأشارت المادة الثانية من قرار تحديد مهام األمانة العامة للتجمع، بأن تتمتع األمانة العامة بالشخصية االعتبارية،

وبالذمة المالية المستقلة.

: 8ج. تحتوي األمانة العامة على اإلدارات والمكاتب، اآلتيةنفسه. السابق - المرجع 7نفسه. السابق - المرجع 8

19

( إدارة البحوث والشؤون القانونية، وهى تختص بما1)يلي:

)أ( إبداء الرأي فيما يعرض عليها من مسائل قانونية.

)ب( إعداد مشاريع اللوائح والقرارات، المتعلقة باألمانة العامة.

)ج( إعداد الدراسات والبحوث القانونية، ومتابعة تطور القانونالدولي.

)د( المشاركة في المؤتمرات واللجان القانونية الدوليةواإلقليمية.

( إدارة الشؤون اإلدارية والمالية، وهى تضم األقسام2)التالية:

)أ( قسم شؤون الموظفين، وهو يختص بما يلي:

معالجة كافة ما يتعلق بشؤون الموظفين، من تعيينات وترقيات وإجازات وإنهاء الخدمة.

جمع وحصر االحتياجات الوظيفية لألمانة العامة، فيما يختص بالموارد البشرية.

حفظ الملفات الشخصية والسجالت، التي تقتضيها قواعد للموظفين.

اإلشراف على حضور وانصراف الموظفين، وتعميم المنشورات والتعليمات اإلدارية.

)ب( قسم الشؤون اإلدارية، ويختص بما يلي:

.حصر احتياجات األمانة العامة من معدات العمل

اإلشراف على صيانة المباني، وإصالح وصيانة األجهزة والمعدات.

.القيام بأعمال النشر، واإلشراف على الطباعة

.اإلشراف على تنظيم االستقباالت واالستعالمات

)ج( قسم الشؤون المالية، ويختص بما يلي:

.إعداد مشروع الميزانية

20

.مراجعة المصروفات الشهرية

،للتعليمات المالية T اإلشراف على المشتريات، طبقاومراقبة حركة المخازن من واقع السجالت.

.إعداد المرتبات الشهرية

إنهاء كافة اإلجراءات المالية، المتعلقة بسفر وعودة وفود موظفي األمانة العامة.

مبحث الثالثال

نشاط وأداء "تجمع دول الساحل والصحراء"

21

يمكن النظر إلى تطور نشاط وأداء تجمع دول الساحل والصحراء من:9خالل المؤشرات التالية

أوال: المؤثرات الداخلية والخارجية على أداء التجمع:

. إن الصياغات والمصطلحات المرتبطة بتجمع دول الساحل1 والصحراء، بعد إنشائه، تعبر عن معان متنوعة، إذا قيست بمعايير علم

السياسة وعلم االقتصاد السياسي، مثل: تجمع االتحاد، والتعاون والتكامل، وإنشاء منطقة تجارة حرة. ومن ناحية أخرى، فإن هدف تحقيق وحدة القارة

األفريقية المعلن، يتداخل مع هدف "معاهدة إنشاء الجماعة االقتصادية األفريقية"، و"السوق األفريقية المشتركة". كما أن اعتبار االتحاد الجديد،

T، يجعله يتداخل في عمل عدد من المنظمات T إقليميا T اقتصاديا تجمعا األفريقية الفرعية، التي تنتشر بالمنطقة، وبعض الدول المؤسسة أعضاء

فيها، مثل "الجماعة االقتصادية لدول غرب أفريقيا" "ايكواس"، و"السوق المشتركة للشرق والجنوب األفريقي" "كوميسا"، و"الجماعة االقتصادية

لدول أفريقيا الوسطي"؛ إضافة إلى ذلك، توجد عدة تجمعات فرانكفونية، اقتصادية ونقدية وثقافية. ومعنى هذا، أن الحاضر والمستقبل، يحتاجان إلى

ترتيب وتنسيق كبيرين، لتفعيل هذا التجمع.

. على الرغم من أن تأسيس التجمع كان على أساس أنه تجمع أو2T داخله، ترى ضرورة � أن بعض الدول، التي تمثل تيارا تكتل اقتصادي، إال

الليبيرئيسإضفاء الطابع السياسي عليه. ومن ذلك ـ مثال ـ ما أعلنه ال معمر القذافي، من أن هذا التجمع يمثل حجر األساس للوحدةالسابق

األفريقية، والواليات المتحدة األفريقية، وأن علي المزيد من الدول األفريقية أن تنضم إلي هذا التجمع، الذي يمتد من المحيط األطلسي إلي المحيط الهندي. ويضيف الزعيم الليبي، أن التجمع يغطى مساحة أكبر من نصف

مساحة القارة األفريقية، ويزيد عدد سكان دوله على ثالثمائة مليون نسمة. كما يشير إلي أن التجمع يمثل قاعدة الهرم لالتحاد األفريقي، وأنه مجتمع

مفتوح، أمام كل الدول األفريقية، وأنه يتعامل مع جميع القضايا، التي ترتبط بالتكامل، بمفهومه الواسع، ليس فقط في المجالين السياسي و االقتصادي

T، على نحو أكثر خصوصية باالتحاد األفريقي. للدول األعضاء، ولكن، أيضا

. العرض الليبي بدعوة الدول المؤسسة إلى استخدام المواني3 الليبية، على البحر المتوسط، لتجارة التصدير واالستيراد. وهذه مبادرة

تحتاج إلى جهود كبيرة لتنفيذها. ذلك أن األوضاع االقتصادية واالستثمارية، في بعض هذه الدول، ترتبط بموانئ دول على المحيط األطلسي، مثل:

اتفاقية إلنشاء أنبوب نقل النفط، إلى1998تشاد التي وقعت في مطلع موانئ دولة الكاميرون؛ والنيجر، التي تستثمر شركات، فرنسية وأوروبية،

. مرجع سبق ذكره خالد حنفي علي،- 9

22

خام اليوراونيوم في أراضيها، وتتجه به إلى أوروبا، عبر المحيط األطلسي. ومن ثم، فإن هناك العديد من الصعوبات، التي تعترض نشاط التجمع. من

هذه الصعوبات، كذلك، ما يرتبط بموضوع خزان الحجر النوبي الرملي للمياه الجوفية، الذي يمتد تحت صحراء مصر الغربية، إلى خارج الحدود

غربا ليغطى مساحة أكبر من مليوني كيلومتر مربع، وله مناطق تغذية تاريخية في مرتفعات تشاد، والنيجر، وشمال وغرب السودان، األمر الذي يثير التساؤل، حول مدى دخول هذا الموضوع في مجاالت تنمية االستثمار

والتعاون، بين دول التجمع.

. استقلت الدول الداخلة في هذا التجمع، في النصف الثاني من4 القرن الماضي، ومارست سياسات وعالقات خارجية على مستويات ثنائية،

وعلى مستويات جماعية، إقليمية أو عالمية؛ كما أن المنطقة، بوجه عام، في المغرب العربي، وفي الغرب األفريقي، وفي منطقة الساحل

T، بين الواليات المتحدة T وتنافسا والصحراء، شهدت، ومازالت تشهد، صراعا األمريكية والدول األوروبية، في فترة الحرب الباردة، وفي الفترة

المعاصرة، بعد انتهاء الحرب الباردة. بمعنى أن ميدان نشاط "تجمع دول الساحل والصحراء"، هو ميدان لتنافس القوى الفاعلة في المجتمع الدولي،

T، حول المدى، الذي ستسمح به تلك الدول لهذا وهو ما يثير التساؤل، أيضاT عن ضغوطها. التجمع، بأن يتوسع، ويمارس أنشطته، بعيدا

كما أن الدافع إلثارة مثل هذا التساؤل، هو طبيعة األهداف والمصالح والممارسات األمريكية واألوروبية في المنطقة األفريقية، التي

تجعل الدول األفريقية، من دون استثناء، تشعر بمستويات من القلق، تدعو 20إلى ضرورة متابعة األحداث، ومراقبة اآلثار والنتائج. فخالل الفترة من

، جرت المناورات العسكرية لقوات حفظ1998فبراير إلى أول مارس السالم األفريقي، في منطقة الحدود المشتركة بين دول مالي وموريتانيا

T لمشروع فرنسي، وبدعم عسكري أمريكي وبريطاني. والسنغال، طبقا ووصل عدد القوات إلى ثالثة آالف وخمسمائة مقاتل، من عشر دول

أفريقية، غير ناطقة باللغة العربية.

إن أهداف تلك الدول، ومصالحها وممارساتها، في القارة األفريقية، متنوعة ومتعاظمة، ومن ثم فإن توجهات وسياسات "تجمع دول

الساحل والصحراء"، قد تصل إلى مرحلة التصادم، أو االحتكاك، ضد توجهات ومصالح وأهداف تلك الدول، وهو موقف يمكن أن تنعكس تأثيراته

T إذا خرج عن النطاق على مدى استمرار هذا التجمع وفاعليته، خصوصااالقتصادي التكاملي.

. على الرغم من التطلعات والطموحات، التي اقترنت بإنشاء "تجمع5 دول الساحل والصحراء"، الذي اتسع، ليشمل مساحة تغطي أكثر من نصف مساحة القارة األفريقية، وقناعة بمدى أهميته نواة لالتحاد األفريقي وقاعدة

23

� أن كل ذلك ال يمنع من وجود بعض التحديات، للواليات المتحدة األفريقية؛ إالأو العوائق اإلقليمية، التي يمكن أن تؤثر على هذا التجمع، ومنها ما يلي:

أ. تعتمد معظم الدول األفريقية على حصيلة التعريفة الجمركية،T في قبولها االنتظام في اتحاد جمركي، أو إقليمي، قد لذلك تتردد كثيرا يحرمها من هذه الموارد، أو يقللها في الوقت الذي تكون فيه عاجزة،

عن انتهاج سبل، قد تعوضها عن مثل هذه الخسارة، بسبب عدم المعرفة، أو قلة الخبرة، أو عدم وجود مؤسسات وأجهزة كافية، للقيام

بهذه المهام.

ب. التباين في مستويات التطور االقتصادي واالجتماعي، في أكثر دول التجمعات األفريقية، وهو ما يؤدي إلى سيطرة دول قوية على

T، إلى نشوب مشكلة في اقتسام التكاليف االتحاد. كما يؤدى، أيضا المالية، والعوائد المتحصلة من التعريفات الجمركية، بين الدول األعضاء.

ج. انعكاسات برامج اإلصالح االقتصادي السلبية. فبعض جوانب وأهداف البرامج المطبقة في أفريقيا، تسير في اتجاه مضاد للتكامل اإلقليمي، خاصة أنها ذات توجه وطني، وتهدف إلى زيادة فورية في

الصادرات؛ ما يؤدى إلى ازدياد دافع هدف المنافسة، بين الدول األفريقية، التي تسعى إلى تنظيم صادراتها، في السلعة الدولية نفسها؛

T على جهودها اإلقليمية للتعاون. كما أن برامج اإلصالح ما يؤثر سلبيا االقتصادي، المطبقة في البلدان األفريقية، تفتقر إلى قدر من االنسجام

اإلقليمي.

د. ضعف االلتزام السياسي، والتعددية في االنتماءات اإلقليمية، يؤديان إلى مشاكل نتيجة تعارض األهداف، وتعدد الوالءات. فهناك دول عضو� في ثالثة تجمعات، وهو أمر، بالضرورة، يؤثر على التزاماتها تجاه

التجمعات الثالثة.

هـ. هناك تأثيرات سلبية على اقتصاديات أفريقيا، من عمليات تحرير التجارة، خاصة على صادراتها، التي من المتوقع أن تصل نسبتها إلى

. كما أن االستفادة من اتفاقية الجات ستكون2005%، عام 72محدودة، ألن مساهمة القارة في التجارة الدولية ضعيفة.

و. تبعية بعض الدول األفريقية للغرب، بسبب رغبتها في االستفادة من مزايا التكتالت الدولية، وتشجيع االستثمارات األجنبية فيها؛ ولذا

،T تسعى كل دولة منها إلى عقد اتفاقية شراكة مع االتحاد األوروبي، مثالوهو ما يؤثر على التزاماتها في التجمع.

في نشاط التجمع: الدور الليبي ثانيا.:

24

، استطاعت السياسة الليبية تأكيد1998. منذ عام 1 نجاحها، في إقامة "تجمع دول الساحل والصحراء"، ليكون

بمثابة مجال عمل لتطلعاتها وطموحاتها، مستهدفة من وراء: 10ذلك

أ. اختراق عدد من المنظمات األفريقية الفرعية. فقد اجتذبت ثالث�، في دول من منظمة اإليقاد في القرن األفريقي، وهى دول أعضاء، أيضا

"منظمة السوق المشتركة للشرق والجنوب األفريقي" "كوميساT، أعضاء في "منظمة دول غرب أفريقيا" األولى". كما اجتذبت، أيضا

"ايكواس"، ومن اتفاقية لومي، التي تدخل مرحلة جديدة من تطورها، باتفاق الشراكة بين االتحاد األوروبي ومجموعة دول أفريقيا وآسيا والبحر

T من T من أعضاء الجماعة العربية، وعددا الكاريبي. كما اجتذبت عدداأعضاء الفرانكفون األفريقي، ومنظمة الفرنك األفريقي.

ب. تطويق الظهر الجنوبي لدول المغرب العربي، وهى الدول التي يتطلع إليها المشروع األمريكي المعروف باسم خطة "ايزينستات"، ويهدف إلى إنشاء شراكة اقتصادية، وسوق مشتركة، بين الواليات

المتحدة وتونس والجزائر والمملكة المغربية مع استبعاد ليبيا وموريتانيا من المرحلة األولى إلنشاء هذا المشروع. وكما هو معلن، فإن الهدف

األمريكي هو كسر الهيمنة واالحتكار األوروبي، لمنطقة المغرب العربي.

ج. دعم المركز التفاوضي للدولة الليبية، تجاه مجموعة دول برشلونة واالتحاد األوروبي، خاصة بعد قرار المفوضية األوروبية تأجيل دعوة الرئيس القذافي زيارة مقر االتحاد األوروبي، بدعوى أن ليبيا لم

تقبل رسميا كل مبادئ إعالن برشلونة، الخاص بالديموقراطية والتعاون، الموق�ع بين جميع دول حوض البحر المتوسط وأوروبا. وهذا القول ينطبق

على العالقات الليبية األمريكية، حيث مازلت السياسة األمريكية تتردد في اتخاذ خطوات إيجابية، تجاه العالقات المتبادلة مع ليبيا، بعد تجميد

العقوبات.

د. الوجود المؤسسي المنظم في منطقة جنوب البحر األحمر؛ فدول القرن األفريقي الثالث، وهى السودان وإريتريا وجيبوتي، هي

T على قضايا أعضاء في المنظمة، وهذا يعطى التجمع كلمة، وتأثيراالمنطقة، الواقعة جنوب الحدود المصرية في البر والبحر.

. على الرغم من هذا الدور الليبي الكبير في التجمع، فإنه2يظل مرتهنا بما يلي:

المرجع السابق نفسه.- 10

25

ياسات األوروبية واألمريكية أ. ضرورة مراعاة حاضر ومستقبل الس� واألفريقية والعربية المهتمة بالمنطقة، وردود أفعالها، إما في صورة

منفردة أو في صور مشتركة. ذلك أن الدولة الداعية، والمؤسسة للتجمع، قررت أن الهدف األساسي للمنظمة، هو االندماج السياسي

واالقتصادي والثقافي، بين الدول األعضاء؛ كما أن السياسة الليبية تسعىإلنشاء الواليات المتحدة األفريقية.

ب. من الصعب استمرار التجمع، إذا طغى التوجه السياسي على التوجه االقتصادي، الذي من أجله كان إنشاؤه. كما أنه إذا لم يترتب على

وجود هذا التجمع نتائج ملموسة، لجميع الدول األعضاء، فسوف يلبسيخبو حتى يتالشى، أو أن يكون إنقاذه بتحوله إلى اتحاد، أو تكتل.

إن حرص الجماهيرية الليبية على القيام بالدور الزعاميج. لهذا التجمع، قد يترك أثارا سلبية على ممارسات وأنشطة التجمع، ومن

ثم فإن الزعامة الليبية مطالبة بتوخي الحرص والحذر تجاه هذه المسألة،يادة T، بشأن مسألة الس� T أن الدول األفريقية جميعها تتحفظ دائما خصوصا

واالستقاللية.

26

المبحث الرابع

، في تجمrع دول الساحل2002تطورات األوضاع، منذ عام والصحراء

دول الساحل والصحراء، منذالتطور التنظيمي لتجمrع أوال.: 2002عام

. ظاهرة تزايد أعضاء التجمع1

تزايد العضوية في تجم�ع دول الساحل والصحراء، ظاهرة الفتة،يمثل جديرة بالمتابعة واالهتمام، ليس لتزايد عدد دوله األعضاء فقط؛ وإنما

لجدوى ذلك العدد المطرد، وانعكاسها كذلك على فاعلية التجمع، وهو الذي أوشك أن يمر على تأسيسه عقد من الزمان، وما زالت أهدافه الرئيسية،

المتعلقة بالنشاط االقتصادي، تراوح مكانها، من دون إنجازات اقتصاديةحقيقية، تخدم أهداف الدول األعضاء ومصالحها.

تطورت العضوية في تجم�ع دول الساحل والصحراء، منذ أوائللقد T. ففي ق�مة سرت، عام T ملحوظا ، انضمت كل�2002األلفية الثالثة، تطورا

T، والبنين. ومن توجو، T مراقبا وإلى جانب ساحل العاج، التي لم تكن عضوا عامكامل العضوية في فئة "سين صاد" أوضح منظمو الق�مة، المنعقدة في

¡ من دولة أفريقية، أن15، والتي شارك فيها رؤساء 2004 غانا وليبيريا كالT مراقبة، من قبل، ق%بل�ت أعضاء كاملي العضوية وغينيا بيساو، التي كانت دوال

�م، فقد أصبح التجمع يضم في عضويته دولة، هي: ليبيا23في الفئة. ومن ث ومصر والسودان وتونس والمغرب والصومال وجيبوتي والنيجر واريتريا

ونيجيريا والسنغال وغامبيا وأفريقيا الوسطى وتشاد ومالي وبوركينا فاسووتوجو وبنين وغينيا بيساو وساحل العاج وليبيريا وغانا وسيراليون.

وقد انضمت دولتان جديدتان، هما: غينيا وجزر القمر، إلى تجم�ع دول�ق�مته التاسعة، في الساحل والصحراء )سين صاد( خالل الجلسة االفتتاحية ل

ليرتفع بذلك عدد؛ 2007 خالل األسبوع األول من يونيه مدينة سرت الليبية، دولة. وافتتح الق�مة الرئيس الحالي للتجمع، الزعيم الليبي،25أعضائه إلى

رئيس دولة، وعشرة رؤساء حكومات ووزراء.14معمر القذافي، بحضور األهمية على حد� زعمه، وقد رح�ب بالحضور الرفيع المستوى، الذي يعكس،

T إلى التي تعلقها الدول األعضاء على تجم�ع دول الساحل والصحراء؛ مشيرااألهمية المتزايدة لهذه المنظمة في أفريقيا.

27

كم شرق طرابلس( ثالثة عشر رئيس450حضر إلى سرت )كان قد و دولة عضو في التجمع، هي: السودان وتشاد والصومال ومالي وبوركينا فاسو وساحل العاج والسنغال وأفريقيا الوسطى وتوجو وبنين وليبيريا

حضر الق�مة رئيس جزر القمر، أحمد عبدالله كما وسيراليون وغينيا بيساو. سامبي، إثر انضمام اتحاد جزر القمر إلى التجمع؛ بخالف الرئيس الغيني،

�ل باقي الذي انتدب رئيس وزرائه، ليمثله في الق�مة.، النسانا كونتي ومث الدول رؤساء حكوماتها أو وزراء خارجيتها. ولم يحضر الق�مة الرئيس

المصري، حسني مبارك، الذي مثله وزير الزراعة.

نتيجة لهذا التوسع في عضوية التجمع، فقد ازدادت مساحتهو مليون كيلومتر512مساحة دوله اإلقليمية، وارتفع عدد سكانه، إذ بلغت

بالمائة من سكان القارة48 مليون نسمة، أي 400عدد سكانها ، ومربع بالمائة75الدول )ي لتلك والزراعة هي المورد االقتصادي األساس األفريقية.

بالمائة من اليد العاملة. وفي هذا65من الناتج اإلجمالي(؛ ويعمل فيها اإلطار، قال القذافي، في كلمة، خالل الجلسة االفتتاحية، إن "تجم�ع دول

الساحل والصحراء مختلف عن باقي التجمعات اإلقليمية؛ ألنه يعمل كقاعدةT، التجمع األكبر بين كل� تجمعات القارة. وفي هذه لالتحاد األفريقي"؛ فهو، إذا

T؛ األمر الذي الق�مة، كان الملف االقتصادي هو أهم الملفات، وأكبرها شأنا جعل رئيس جزر القمر، أحمد عبدالله سيمبي، يعزو انضمام بالده إلى هذا

11التجمع إلى أسباب اقتصادية.

ال ترتهنعضوية مفتوحة، دول الساحل والصحراء تجم�ع في عضويةوال عابرة لإلقليمية؛ فهو ال يقتصر علىبمنطقة إقليمية محددة، بمعنى أنها السوق المشتركة للشرق والجنوبالدول الخاصة بإقليم محدد )كتجمع

( ـسادكالجماعة التنموية للجنوب األفريقي )– ( كوميسا األفريقي ) ( ـ الجماعة االقتصاديةإيكواسالجماعة االقتصادية لدول غرب أفريقيا )

أفريقيا، والهيئةاتحاد المغرب العربي في شماللدول وسط أفريقيا، وى ذلك إلىالحكومية للتنمية )إيجاد( في منطقة القرن األفريقي %ع¤ز� (. وي

طموحات القذافي األفريقية؛ فهو يرغب في أن يمتد التجمع من المحيط�د االنضمام إليه بشروط %ق�ي T؛ لذا، لم ي T إلى األطلسي غربا الهندي شرقا

%في بموافقة الدول األعضاء، معقدة، كشرط االنتماء إلى اإلقليم؛ وإنما اكتباإلجماع، على طلبات عضويته.

تتوقفمأن طموحات القذافي، في ما يتعلق بهذا التجمع، لونالحظ عند حد� معين من الدول. فهو يذهب تارة إلى وجوب أن يكون هناك تجم�عان اثنان في القارة: أحدهما، الجماعة التنموية للجنوب األفريقي )السادك( فيT عن منطقة الجنوب؛ واآلخر، تجم�ع دول الساحل والصحراء، ويكون مسؤوال باقي مناطق القارة. كما يرتئي ضرورة أن يكون هذا التجمع، هو األساس،

11 - http://www.libya-alyoum.com

28

T لجميع �م، ناسخا الذي تبنى عليه الواليات المتحدة األفريقية؛ فيكون، من ثالمنظمات داخل القارة، بما فيها االتحاد األفريقي.

ثاني أكبر تجم�ع أفريقي، من حيثوسرعان ما أصبح التجمع هو العضوية، بعد الكوميسا. وفاق اإليكواس ذاتها، التي اقتصرت عضويتها، عند

T، وانضمت إليها دولة1975تأسيسها، عام ، على خمس عشرة دولة عضوا واحدة فقط، في العام التالي، هي الرأس األخضر؛ لتعدم على مدار أكثر

أم�ا تجم�ع الساحل، فقد تأسس بست من ربع قرن، انضمام أي� دولة أخرى. دول، أمست اثنتي عشرة دولة، في القمة الثانية؛ وأصبحت ست عشرة

؛ لتبلغةخامسدولة، في القمة الثالثة؛ ثم ثماني عشرة دولة، في القمة ال واته األولى.سن. الشك أن التجمع، ال يزال في دولة، في القمة التاسعة25

T في الكم� واالنتشار فقط، على حساب الكيف. فلم تتخذ وأن هناك تركيزا خطوات ملموسة، في مختلف األصعدة؛ ما يعني أن حلم التجمع، ما برح

بعيد المنال.

. انتظام قsمم التجمع2

التأسيسية، ق�مته منذ التجمع، ق�مم انعقاد انتظم( 1998عام من. ) ، تشاد أنجامينا ق�مة 5إلى 4وتلتها

وجيبوتي؛ . 2000فبراير وغامبيا السنغال انضمام وشهدتالتجمع . 11ليضم وتبعتها عضوا4 الخرطومق�مة بلدا4

) يوم8ي) ، انضمام. 2001فبراير 13و 12السودان وشهدتليصبح والصومال؛ ونيجيريا وتونس والمغرب مصر من كل<

التجمع، أعضاء الدول، . 16عدد ثم سرتق�مة بلدا4 ) يوم8ي) ، من. 2002مارس 7و 6ليبيا كل خاللها وانضمت

األعضاء الدول عدد ليصبح وبنين؛ بلدا، 18توجو( ق�مة والتأمت يوم8ي ) ، النيجر .2003مايو 15و 14نيامي

( ق�مة وعقدت مايو ) في ، مالي وانضمت. 2004باماكوو بيساو وغينيا ليبيريا كوت )لحاسخاللها العاج

؛( األعضاء ديفوار عدد . 21ليصبح وأعقبتها ق�مةبلدا4( جادوجوا يونيه ) من والثاني األول في فاسو بوركينا و

عدد 2005 ليرتفع وغانا؛ سيراليون خاللها انضمت التي ، إلى . 23األعضاء ثم ( بلدا4 يونيه ) ليبيا في سرت ق�مة

2007 : القمر. وجزر غينيا هما دولتان، خاللها .وانضمت

التجمع. 3 داخل المؤسسات، تطور

داخل سلطة، أعلى هو القمة يسهم مؤتمر التجمع؛وتسيير توجهاته، رسم في ورئيسيا4 محوريا4 إسهاما4

. وللتجمع وممارساته من سياساته يتكون تنفيذي، مجلسوالمالية واالقتصاد الخارجية المكلفين الوزراء

29

. . أشهر ستة كل< ينعقد العام واألمن والداخلية والتخطيط

. الق�مة مؤتمر على ويعرضها وخططه، االندماج برامج ويZع�د<الواردة بالمجاالت المتعلقة الق�مم قرارات تنفيذ ويرعى

مقترحات دراسة جانب إلى التأسيسية؛ المعاهدة فيأ وتقديمها عمونتائج القطاعية، الوزارية اللجان ال

. وي القمة مؤتمر ( تإلى . عامة، ) بأمانة ص س تجم<ع متع .) يعاونه ) عام، أمين ويديرها ليبيا طرابلس مقرها

مساعد عام أهداف . أمين وتنفيذ متابعة مكلفة وهيالقمة مؤتمرات وقرارات التأسيسية زZو<�د8كما. المعاهدة

) . لالستثمار ) ص س مصرف هي اقتصادية، بذراع التجمع . ويبلغ له مؤقتا4 مقرا4 طرابلس من يتخذ الذي والتجارة،

اليوم، . 250رأسماله، المصرف ويمو<ل يورو مليون . ويضطلع األعضاء الدول داخل التنموية، المشاريع

والتجارية: والمالية المصرفية يمثلكما. باألنشطةاالقتصاد من ي المجلس يتخذ الذي والثقافي، واالجتماعي

) للتجمع ) األخرى الذراع له مقرا4 مالي مهمته. باماكو ) . وإعداد ) ، ص س تجم<ع أجهزة مساعدة في تتمثل استشارية،

االقتصادي الطابع ذات التنمية وبرامج وخطط سياسات . ويضم والثقافي كل< خمسة واالجتماعي عن مختارين أعضاء

عضو فأربع،. دولة لجانه، التخطيط: أم<ا لجنة هيوالعلوم والثقافة التربية ولجنة والمالية، واالقتصاد

االجتماعية الشؤون ولجنة الريفية، والتنمية واإلعالم . والطاقة واالتصاالت النقل ولجنة والبيئة، والصحة

التنظيمية، مؤسساته استكمال إلى التجمع ويسعىطيران: وشركة اإلنسانية، للتدخالت التضامن صندوق مثل

. العامة أمانته أن بيد األعضاء الدول بين داخليةتشغيل تعرقل التي والمعوقات، الصعوبات عانت طالما

. تلك عن اإلفصاح إلى وتضطر وتفعيلها المؤسسات تلكمؤتمرات أثناء ممكنة، الفرصة كانت كل<ما العراقيل، . تلك التنفيذي الجهاز على عرضها خالل أو الق�مة،

اشتراكاتها دفع عن األعضاء الدول تواني المعوقاترؤوس في اكتتاباتها دفع الستكمال وإغفالها السنوية،

. والتجارة للتنمية األفريقي بالبنك الخاصة األموال،القطاعات عمل أداء في القصور إلى يؤدي التقاعس، وهذا

االقتصادي المجلس نشاط لتفعيل المقررة واللجان، . العامة األمانة طالبت ولهذا، والثقافي واالجتماعي

وحداتها وتشغيل لتفعيل المالئمة الظروف توفير بضرورةالتنظيمية.

30

األمين العام لتجم�ع دول الساحل والصحراء )س.ص(، محمدوكان أكد أن مؤسسات التجمع وهياكله، هي صروح، تعمل قد المدني األزهري،

ألداء الرسالة، التي اختارها لها قادته. وأعلن، في كلمته، في الجلسة االفتتاحية لالجتماع العادي للجمعية العمومية لمصرف الساحل والصحراء

، الذي عقد في طرابلس, أن هذه المؤسسة2007لالستثمار والتجارة، عام المالية، تحتاج إلى المزيد من الجهد، لتحقيق األهداف والغايات، التي

أنشئت من أج¤لها، بصفتها أداة فاعلة إلقامة البرامج المتعددة، والمتنوعة، في مجال التنمية الزراعية، والقضاء على اآلفات، التي تهدد الزراعة؛ وخلق

Tى تحتية، تسهم في حركة انسياب السلع واألشخاص بين دول التجمع. �ن ب وأضاف أن قادة تجم�ع دول الساحل والصحراء، قرروا إنشاء هذا المصرف، وتقديم كل� الدعم له: المادي والمعنوي؛ ليكون إحدى المؤسسات والهياكل الفاعلة في هذا التجمع. ودعا األزهري إلى ضرورة أن يضع المصرف خطة

شاملة، لمكافحة الفقر؛ وتشجيع المشاريع التنموية، وخاصة في األرياف؛وإقامة مشاريع صغرى في الدول األعضاء.

وأكد أمين اللجنة الشعبية العامة للمالية، محمد الحويج، خالل اجتماع حضره عدد من الوزراء وممثلي الدول األعضاء، المساهمة في المصرف،

أن تجم�ع دول الساحل والصحراء، أصبح يستند إلى ركائز ثابتة: سياسية%ؤ�ل§ف بينها الجغرافيا والتاريخ؛، واقتصادية واجتماعية تجم�ع بين دوله، التي ت

التي تسخ§ر إمكانياتها، وخيرات أراضيها، وعقول أبنائها، لتحقيق رفاهية%ع�د� أحد أهم المؤسساتأشعوبها. وأضاف ن مصرف الساحل والصحراء، ي

T للتنمية واالستثمار في دول التجمع، بل في T اقتصاديا المالية، ومحركا أم�ا أفريقيا، بما يسهم في تعزيز بناء هياكل االتحاد األفريقي ومؤسساته.

رئيس مجلس اإلدارة، المدير العام لمصرف الساحل والصحراء لالستثمار والتجارة، الهادي الورفلي، في كلمته، في الجلسة االفتتاحية الجتماعات الجمعية العمومية للمصرف، فقد استعرض البرامج والخطط المصرفية،

وتمويل المشاريعي، التي تشمل النشاط المصرفي، والنشاط االستثمار وافتتاح فروع مصرفية في بنين وبوركينا، لمكافحة الفقر في دول التجمع

فاسو وتشاد وتوجو وليبيا ومالي والنيجر والسنغال والسودان. وأعلن الهادي%فتتح، خالل عام امبيا وغاناجفروع للمصرف في ، 2007 الورفلي، أنه ست

وأفريقيا الوسطي. وأوضح أن المصرف يسعى، في مجال االستثمار، إلى تكثيف نشاطه في القطاعات، التي تسهم في إسناد اقتصاديات الدول

األعضاء، وخاصة في الزراعة والصناعات التحويلية، القائمة على اإلنتاج مليون265وأشار إلى أن تمويالت المصرف، بلغت . الزراعي والحيواني

وأعلن أنه .2005 مليون يورو، عام 185، مقابل 2006يورو، في نهاية تقرر إنشاء شركات للتأمين وإعادة التأمين، في الدول األعضاء؛ لتسويق

T.، هذا النشاط الذي سيؤدي إلى تنمية الحراك المصرفي ونشاط التأمين معا

جمعية العمومية خالل اجتماعها، على مناقشة جدولالعكفت و أعمالها، الذي تضمن العديد من المواضيع، التي تهم المصرف وأنشطته؛

31

تنفيذ؛ ومدى وتقرير مجلس اإلدارة في شأن السنة المالية المنتهية االتفاقات بين المصرف والدول األعضاء ومساهماتها في رأسماله. كما

،تضمن جدول األعمال تقرير مراجعي الحسابات، والتصديق على الميزانيةوطلب انضمام إريتريا إلى هذه المؤسسة المالية.

أنشئ مصرف الساحل والصحراء لالستثمار والتجارة في مدينة سرت الليبية؛ لرعاية الموارد المالية: العامة والخاصة؛ وتوظيفها في تمويل خطط

وبرامج ومشروعات التنمية، في دول )س.ص(. ويبلغ رأسمال هذه مليون يورو؛ ورأس المال،250المؤسسة المصرفية اإلقليمية، المصرح به،

مليون يورو. وتسهم في رأسمال المصرف، حتى نهاية250المكتتب فيه، في المائة(10 في المائة(، والسودان )45، كل من ليبيا )بنسبة 2005عام

امبياجوتوجو و فاسو وتشترك في دفع الباقي أفريقيا الوسطي وبوركينا في المائة لكل� من هذه5والنيجر وبنين وتشاد والسنغال ومالي، بنسبة

الدول.

من أجل تسهيل، اللجان المتخصصةوقد حرص التجمع على تكوين بما يماشي أهدافه: السياسية واالقتصادية واألمنية غير أن، تنفيذ قراراته

� دون حداثته، وانشغاله بالجانب السياسي، دون الجوانب األخرى ـ حاالا الخالفات بين دوله؛ ما أدى إلى عدم تحقيق �ج�ج� تحقيق تلك األهداف، بل أ

T إمعان ليبيا في هيمنتها على التجمع؛ أي� تقدم اقتصادي. وزاد األمر سوءاT ضحهو ما يبدو واو في:ا

– عضوية ليبيا في اللجان الثالث، التي تقرر إنشاؤها )االقتصادية السياسية - األمنية(.

اختيار ليبيا، مرة ثانية، لترأس التجمع، على الرغم من وجود .T مصر ونيجيريا، مثال

تخصيص األوضاع في دول الجوار الليبي باالهتمام )النزاع بين تشاد وأفريقيا الوسطى - األوضاع في السودان - األوضاع في تشاد(.

.جموح قائد الثورة الليبية إلى الزعامة

استئثار ليبيا بمنصب األمين العام للتجمع، منذ تأسيسه حتى الوقت الراهن.

انعقاد معظم ق�مم المجلس التنفيذي ومؤتمراته في ليبيا؛ ما يعزز سيطرتها وهيمنتها على التجمع.

ثانيا.: تطور األداء في تجمrع دول الساحل والصحراء، منذ عام2002

32

نصت المادة األولى من المعاهدة، المنشئة للتجمع، على أنه يستهدف،T، تسهيل حركة رؤوس األموال واألشخاص، وتشجيع انتقال البضائع أساسا

والسلع الوطنية المنشأ، وترويج االستثمار في الدول األعضاء، وتنسيق النظ%مT، هو؛ فوالسياسات: االقتصادية واالجتماعية. تجم�ع الساحل والصحراء، إذا

ى عدم النص على أهداف منظمة إقليمية أفريقية للتكامل االقتصادي. %ع¤ز� وي إلى طغيان السمة االقتصادية عليه؛أمنية في المعاهدة، المنشئة للتجمع،

T عن الخوف من تحو¨له إلى أداة في يد ليبيا؛ للتدخل في شؤون الدولفضال¤ق%ض مبدأ السيادة. ومصداق �ن بعض التجارب اإلقليمية، التيذلك األعضاء؛ ما ي

دولوسعت أهدافها من اقتصادية إلى أمنية، كمنظمة الجماعة االقتصادية ل غرب أفريقيا )إيكواس(، التي صارت أداة في يد نيجيريا للتدخل في شؤونT من T بدال الدول األعضاء. ولذلك، حرصت دول )س.ص( على تسميته تجمعا

"اتحاد"؛ ألن كلمة االتحاد هي أكثر شمولية.

بيد أن المساعدات الليبية السخية للدول األعضاء، والعالقة بين التنميةT عن التوجهات الليبية، الرامية إلىاالقتصادية وتحقيق األمن والسلم؛ فضال

النص على بعض األهدافكفالة وتعزيز إسهام أمني للتجمع، كل� ذلك سو�غ األمنية، التي تماشي مبادئ القانون الدولي، والقواعد المنظمة للعالقات الدولية؛ وذلك خالل القمة الثانية للتجمع، في نجامينا، عاصمة تشاد، عام

؛ حيث كانت الموافقة على الميثاق األمني، الذي ينص على األهداف1999:12التالية

. تعاون الدول األعضاء على حفظ السلم واألمن في كل� منها. 1

. إنشاء مكتب دائم للتنسيق في هذا الشأن. 2

. تطوير التعاون، في مجاالت األمن العام، والتصدي لظواهر3 التهريب، والهجرة غير المشروعة، والجريمة المنظمة، وتجارة المخدرات،

وتهريب األسلحة.

T للسالم، ليس في T عاما ولقد قررت القمة تعيين الرئيس القذافي منسقا منطقة التجمع فقط؛ وإنما خارجه كذلك؛ والتفويض إليه الحديث باسم

التجمع، في هذا الشأن.

تجم�ع دول الساحل والصحراء بالتجمعاتعزمت ليبيا على استبدال . ولم يتردد القذافي،العربية، بما فيها الجامعة العربية، والتي أيقنت فشلها

الذكرى الخامسة والعشرين إلعالن، في خطبته، في 2002مارس أوائل سلطة الشعب الليبي، أن يزدري تلك الجامعة ؛ بل طالب اللجان الشعبية

،1945األمم المتحدة في نصف قرن"، دراسة في تطور التنظيم الدولي منذ حسن نافعة، 12.48(، ص 1995 عالم المعرفة ، )الكويت: المجلس األعلى للثقافة،

33

باتخاذ قرار االنسحاب الليبي منها. وقد حفزت خطبة القذافي المجلس مارس، أثناء إعداده جدول أعمال5 و3التنفيذي، في دورته السابعة، بين

القمة الرابعة لتجم�ع دول الساحل والصحراء، حفزته إلى مناقشة عدة قضايا،:13أبرزها

القضايا االقتصادية: كان من أهمها دراسة سبل إنشاء منطقة تجارة حرة بين دول التجمع. ع%هد إلى األمين العام ببحثها. كما وافق¡ من ليبيا، المجلس على تأليف لجنة اقتصادية، تضم في عضويتها كال

ومصر، وتونس، ونيجيريا؛ إضافة إلى المصرف األفريقي للتنميةوالتجارة، التابع للتجمع واألمانة العامة.

ف�ت متابعة القضايا االقتصادية، الداخلة في نطاق تفعيل§ %ل وكالتعاون االقتصادي المشترك بين دول التجمع.

القضايا األمنية: كان من أبرزها بحث آلية لإلنذار المبكر، لتسوية النزاعات والحيلولة دونها، على غرار اآللية األفريقية، التي أنشئت عام

. وقرر المجلس تأليف لجنة، لبحث هذا الموضوع من جوانبه1993¡ من ليبيا، والسودان، وبوركينا فاسو، إلى جانب المختلفة. وتضم كال

األمين العام. وترفع اللجنة تقريرها إلى الق�مة، فور اكتماله.

:ف�ت لجنة، لمتابعة عالقات الدول األعضاء§ %ل القضايا السياسية: أ¡ من ليبيا، والسودان، وتشاد، والنيجر، البينية والخارجية. وتضم اللجنة كال

وتوجو، والجابون.

ويبدو أن هذه اللجان، ستحتاج إلى لجان فرعية، قوامها خبراء، في مختلف المجاالت؛ وهو االقتراح، الذي تقدمت به مصر، وحظي بالموافقة

عليه.

أم�ا أبرز القضايا، التي عرضت على القمة، فكانت مناقشة تقرير األمين العام، في شأن النزاعات المسلحة، في كل� من تشاد، وأفريقيا الوسطى،

والسودان، والصومال؛ إضافة إلى بحث انضمام كلs من توجو، وبنين، وليبيرياإلى عضوية التجمع.

�ين: أوالهما، تركيزه2002 مارس لقد انماز البيان الختامي لق�مة بميزت ؛ والثانية، مطاولة اهتمامه الدول ذات األبعاد األمنية القضايا السياسيـة،في

�ين في و¤ل�ى الميزت% �ج�ل�ت أ :14غير األعضاء في تجمع )س.ص(. وت

جمال محمد السيد ضلع، "اإلطار القانوني ـ السياسي للسوق المشتركة لشرقي وجنوبي أفريقيا ـ- 13(.2000، العدد األول ، 1 الهيئة العامة لالستعالمات، مج )القاهرة:،في أفاق أفريقيةكوميسا"،

67ص السابق، - المرجع 14

34

مطالبة مجلس األمن بإطالق عبدالباسط المقراحي، المتهمأ. الثاني في قضية لوكيربي، وإلغاء كل� قرارات المجلس القسرية، ذات

الصلة. والموافقة على أن ترأس ليبيا التجمع، خالل دورته المقبلة.

تأييد سياسة الحكومة السودانية الحالية، برئاسة البشير.ب. ومطالبة مصر وليبيا بمواصلة جهود المصالحة، والمناسقة بين

�يهما ومبادرة اإليجاد. مبادرت

مباركة اتفاق السالم، الذي وقعه الرئيس التشادي، ديبي، معج. الحركة من أجل الديموقراطية والعدالة، في يناير الماضي.

اعتماد توصيات ق�مة الخرطوم السابقة، في شأن التدابيرد. الالزمة إلعمار أفريقيا الوسطى وإعادة السالم إليها. واالستعداد لتوحيد

الجهود مع المنظمات: اإلقليمية والدولية ذات الشأن )منظمة الوحدة األفريقية - األمم المتحدة(. والموافقة على تأليف لجنة من التجمع،¤ها الجماعة االقتصادية والنقدية لوسط �ف�ت �ل تندمج في نظيرتها، التي أ

أفريقيا، والمعروفة باسم: "سوماك"؛ للوقوف على األوضاع في تلك المنطقة، والعمل على نشر مراقبين في الحدود بين أفريقيا الوسطى

و¤لى،% وتشاد؛ إضافة إلى نشر القوة التابعة للتجمع في داخل األ

وتخصيصها بإنشاء صندوق دعم.

للنزاع اإلثيوبي – األريتري. واإلشادةهـ. التنويه بجهود التسوية باحترام أسمرا، عضو التجمع، التفاق السالم، المبرم مع أديس أبابا، في

.2000يونيه

تأييد الحكومة الوطنية االنتقالية، في الصومال، بزعامة الرئيسو. عبدالقادر صالد حسن؛ ودعوة الفرقاء لالنضمام إلى جهود المصالحة في ذلك البلد؛ ومطالبة المنظمات: اإلقليمية والدولية، باالضطالع بمساهمة

مهمة، في هذا الشأن.

موافقة دول التجمع على قبول عضوية بنين وتوجو فيه. وإرجاءز. عضوية ليبيريا، لعدم تحقق شرط اإلجماع؛ مع احتفاظها بوضع المراقب

.)في ذلك الحين(

مايو في في عاصمة مالي، باماكو، السادسة للتجمع، ق�مة الأم�ا ، فركزت في مكافحة اإلرهاب، وتحسين التعاون االقتصادي البيني.2004

وتوصلت إلى بروتوكول أمني، في شأن آلية الوقاية من النزاعات وإدارتها. كما قررت إنشاء سلطة للمياه؛ تعالج شحها، الذي عطل قطاع الزراعة.

انضمام أربع دول على التجمع، من بينها ساحل العاج.ووافقت على

35

وأكد الزعيم الليبي، معمر القذافي، في ختام القمة، معارضته ألي� تدخ�ل أجنبي في منازعاتها. ودان تحركات قوى أجنبية للتدخل في النزاع، الدائر في إقليم دارفور، غربي السودان؛ إذ ما هو إال خالف بين القبائل.

وبحضور رئيس ساحل العاج، لوران جباجبو, الذي شارك في الق�مة، ليطلع المشاركين على الوضع في بالده، شدد الزعيم الليبي على ضرورة التوصل

إلى حل في هذا البلد، باالتفاق بين أهله. وكان قد قال في خطبته، في افتتاح الق�مة: إن "شعب ساحل العاج، هو الذي انتخب جباجبو؛ لذلك يعود

إليه تحمل المسؤولية". وأضاف: "أقول ألهل ساحل العاج: انتخبتم جباجبو،فدعوه يعمل إلعادة السالم، بدون تدخ�ل أجنبي".

تجمع،الذي تولى رئاسة ال الرئيس المالي، أمادي توماني توري،ولفت اإلرادة الحسنة ألبناء ساحل العاج، في تسوية األزمة.إلى

التي اختتمتو، 2005دعت ق�مة تجم�ع الساحل والصحراء، عام لقد أعمالها واجادوجو )بوركينا فاسو(، كل� الفصائل المتمردة في السودان إلى

وأعلنت تأليف لجنة،للمساعدة على. التوقيع على اتفاق السالم في دارفور ن المجلسأونص بيانها الختامي على . تحقيق السالم في الصومال

الرئاسي للتجمع، يعلن "تأييده ودعمه التفاق السالم، الموقع بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان، بأبوجا". وأضاف البيان: "يناشد تجم�ع دول الساحل والصحراء األخوة، الذين لم يوقعوا على هذا االتفاق، أن

كما ناشد "المجتمع. "ينضموا إلى مسيرة السالم، في أقرب فرصة ممكنة الدولي تأييد االتفاقية، وتقديم الدعم العاجل لالتحاد األفريقي، حتى يتمكن

".من تطبيقها، حسب الجدول الزمني، الذي تم تحديده

و¤ل�ت ق�مة � في العاصمة، 2006 عام ،دول تجم�ع الساحل والصحراءوأ

T اتفاق السالم،الليبية، طرابلس، اهتمامها أزمة دارفور وتطوراتها، وخصوصا ؛ ولذلك حرص المؤتمرون2006الذي أمكن التوصل إليه، في أبوجا، مايو

دعوة المتمردين السودانيين، في دارفور، إلى تأييد ذلك االتفاق؛على وطالبوا األطراف، التي لم توقعه، بالمسارعة إلى توقيعه.

كما دعت الق�مة إلى دعم الصومال، وتأليف لجنة، إلرساء السالم في هذا البلد، بمشاركة الجامعة العربية، واألمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر

وقال العقيد معمر القذافي، للصحفيين، في ختام الق�مة: إن هذه اإلسالمي.¡ للمشاكل في السودان وأريتريا وإثيوبيا(، 2006)السنة يجب أن تشهد حال

وساحل العاج ودارفور. واتهم الذين يخلقون المشاكل في أفريقيا بالعمالة لالستعمار. أم�ا وزير الشؤون األفريقية في وزارة الخارجية الليبية،

عبدالسالم التريكي، فقال إن القمة قررت إرسال لجنة، إليقاف الحرب في الصومال، مكونة من نيجيريا والسودان وجيبوتي وليبيا ومصر، وبالتنسيق معT سيرسل إلى إثيوبيا وأريتريا لتشجيع مجلس األمن الدولي. وأعلن أن فريقا�ين على ترسيم الحدود، وحل مشاكلهما. وأوضح أن السودان وتشاد، الدولت

36

T. وسترسل لجنة لتقصي الحقائق؛ إلنهاء المشكلة القائمة سيلتقيان قريبابين البلد�ين.

الخاتمة

تأسيسه على اإلنخراط فيذلقد حرص تجمع الساحل والصحراء من قد أقرالتعاون القاري. وباعتباره أحد التجمعات اإلقليمية في القارة فقد

بتبعيته للمنظمة القارية األفريقية، وذلك عندما تضمنت ديباجة معاهدة إنشائه اإلشارة إلى توافق أهداف ومبادئ التجمع، مع أحكام ميثاق منظمة الوحدة

37

وقد شارك العديد من دول. 1991األفريقية ومعاهدة أبوجا الموقعة عام . ذمنظمات شبه إقليمية أخرىالتجمع في

وعلى الرغم من أن معاهدة اإلنشاء، جاءت متوافقة في معظم� أنها لم تتوافق مع مثل تلك نصوصها، مع مواثيق المنظمات الدولية، إال

المنظمات في بعض المسائل، مثل اإلجراءات الجزائية والعقابية، التي يمكن أن تطبق على الدولة، إذا خرجت عن النصوص وااللتزامات الواردة في

المعاهدة. كما يالحظ عدم وجود جهاز قضائي، أو آلية لفض وتسوية%الحظ عدم وجود آلية ترعى النزاعات، فيما بين الدول األعضاء. وكذلك، يT للمعاهدة المنشئة. الهدف األمني، الذي صدر ملحق خاص به، وع%د� مكمال

حقق احتواءT لبعضوبالنظر إلى الدول األعضاء في التجمع نجد أنه قد T في دول حوض النيل، ودول التخوم الغربية للحوض، كما أنه حقق ترابطا عالقات الجوار مع دول ساحل المحيط األطلسي، مثل دولة جامبيا ودولة

ليبيريا، وهما دولتان متهمتان بالتدخل في الحرب األهلية في سيراليون وغينيا إثيوبيا وكينيا. كما أن بعض دول الجوار للتجمع لم تنضم له بعد، مثل بيساو

وأوغندا والكيان، الذي يسمى نفسه جمهورية أرض الصومال، في القرن األفريقي؛ وفي الغرب األفريقي: الكاميرون والكنغو برازافيل وبنين وساحل

العاج وغينيا. ومن جانب أخر، توجد في داخل امتداد منطقة التجمع دولتان لم تنضما، هما الجزائر وموريتانيا، وموقعهما يشبه الجزيرتين في البحر المحيط.

وإن كانت الجزائر قد أبدت رغبتها في االنضمام إلى هذا التجمع.

على الرغم من أن تأسيس التجمع كان على أساس أنه تجمع أو تكتلو� أن بعض الدول، التي T داخله، كانت اقتصادي، إال ضرورةكانت ترى تمثل تيارا

الرئيس الليبيإضفاء الطابع السياسي عليه. ومن ذلك ـ مثال ـ ما أعلنه معمر القذافي، من أن هذا التجمع يمثل حجر األساس للوحدةالسابق

األفريقية، والواليات المتحدة األفريقية، وأن علي المزيد من الدول األفريقية أن تنضم إلي هذا التجمع، الذي يمتد من المحيط األطلسي إلي المحيط الهندي. ويضيف الزعيم الليبي، أن التجمع يغطى مساحة أكبر من نصف

مساحة القارة األفريقية، ويزيد عدد سكان دوله على ثالثمائة مليون نسمة. كما يشير إلي أن التجمع يمثل قاعدة الهرم لالتحاد األفريقي، وأنه مجتمع

مفتوح، أمام كل الدول األفريقية، وأنه يتعامل مع جميع القضايا، التي ترتبط بالتكامل، بمفهومه الواسع، ليس فقط في المجالين السياسي و االقتصادي

T، على نحو أكثر خصوصية باالتحاد األفريقي. للدول األعضاء، ولكن، أيضا

منطقة الدول تواجهأما بالنسبة لمستقبل تجمع الساحل والصحراء ف التي القذافي معمر الراحل العقيد حكم نهاية عقب ازداد كبيرا أمنيا تحديا

تعج منطقة إلى ليبيا جنوب عبر والمقاتلين لألسلحة كبير تدفق في تسببت واإلسالميين الحدود عابري والمهربين المحليين المتمردين من بخليط

الثقة وعدم المنطقة في العديدة القضايا أن من المحللون يحذر و.المتشددين

38

ثورستون أليكس األرض. ويقول على بطيئا التقدم تجعل دولها بين المستمر والمصالح الجديدة الموارد تدفع "ربما الساحل مدونة في مقاالته إحدى في

هي ليست والمال المفاوضات أوثق. لكن تعاون إلى الساحل دول المشتركة التمرد حركات إلى باإلضافة االتجاه". هذا في الوحيدة الضرورية المكونات

لفترات ظلت -التي والصحراء الساحل منطقة فإن السياسي، الطابع ذات%ستخدم طويلة لسلعة ممرا اآلن أصبحت والبشر- واألسلحة السجائر لتهريب ت

أوروبا، إلى الالتينية أميركا من المخدرات وهي تصوره، يمكن ال بما عائدا أكثرالمعنية. األطراف لكل المنطقة وخطورة أهمية من يزيد الذي األمر

قائمة المراجع

الكتب

عبدالملك عودة، أحمد الرشيدي، تجمع دول الساحل.1 برنامج ) القاهرة: كلية االقتصاد والعلوم السياسية، والصحراء،

. (2001الدراسات المصرية ـ األفريقية، أغسطس

جمال محمد السيد ضلع، اإلطار القانوني ـ السياسي للسوق.2، في أفاق أفريقيةالمشتركة لشرقي وجنوبي أفريقيا ـ كوميسا،

.(2000ا 1ع ، 1الهيئة العامة لالستعالمات، ، مج )القاهرة:

دراسة:األمم المتحدة في نصف قرنحسن نافعة، .3 )الكويت: المجلس،1945في تطور التنظيم الدولي منذ

، اكتوبر202األعلى للثقافة الكويتي، سلسلة عالم المعرفة، ع 1995).

المقاالت

39

خالد حنفي علي، "اإلقليمية الجديدة في أفريقيا، أسباب-1 التعسر مع التطبيق على تجمعي الساحل والصحراء

)القاهرة: مركز،السياسة الدولية فيوالساداك"، ،أبريل144الدراسات السياسية واالستراتيجية باالهرام، ع

2001).

بدر حسن شافعي، "الساحل والصحراء.. الحلم ال يزال بعيدا-2.2002 مارس 12"، إسالم أون الين،

اإلنترنت مواقع

http://www.libya-alyoum.comwww.moqatel.com

40