33
1 ج ج ج ل ا ن ي ب ج ي ج ر لت ا اب ب س ا: دمة ق م ف! " ش و كا ة، ا ي" ف ى ع م"د ل ا حل ل ا! ش" من ي ئ ا ض" ق م حك ض"دار ت س لا ة ي" ن و ن ا ق ل ا لة ب" س و ل وى ا ع ر الد ت ت ع ت ن م د لاب" ذP اع، ا ر ت" ل وع ا " ض و م ح لء ا ا ض"U ت ف ا ى ع م"د ل ول ا " ح يء، لاذع"الا رذ ا " ج م . و ح ل ا ا ه"د ل ام ر ت" للا ا اب ب"! نP ، ا ي ئ و ن ا ق" ل ا دا ب م ل ل ا ق ب ط ت اب ب! نP لا ل ا ب وسا ف ل ت خ م ن م ة،! ي ب ب ن ما ب ب ل لط ا ز ي ر ع ت ل ض ف ل ا ى ف ة ي ل ع وص ص ت م ل ة، وا ي ع ى مد عل399 .ل.ع. ق ن م ة ي" ن و ن ا ق ل ا ة ي" ج ا ب ل ا ن م ق ح ل ا وع"دما، ف" وذا " ج ع"ة و دور م ، ب" حل ل ي ئ ا ج" يلا ة ا وج" ل ا اب ب"! نP لا ل ا ك! " ش ي ر ت " غ ا ق" ح ى ق ب ن ب ب ا! ب" ل ر ا ت " غ ح ل ة، وا ي" ب! ب ن م"ا ع"دام ت ا م ب ئ ا ر ف" ت " غ ر ت " ت ع ت ة، و ي" ب! ب ن وذ م"ا " ج و ن وذا " ج و م ر ت " ت ع ت ر مت " ض ي لP ه ا د ب" ف بU ن " ول ك و م و ي ئ ذ لا وا ى ف لا ح لا ام ا ر ت" للا ا زه " ي ذا ى ف ى ق ب ن ، و ة ي" ن و ن ا ق ل ا ة ماي" ح ل ا ز ب ي د ح" اب ب"! نP لا ل ا ب ح"دى وس"اP ي ا لP ء ا ا ج"U ت للا ا ن عي ب ن وى، ع وع ال"د " ض و م ح ل ا اب ب"! نP ة. ولا م ي" مل ل ا ض ف ل ا ى ف ا وب" ن ا ف ه"ا لي ع "وص ص ت م ل ا404 اذه ه! " ش، ة ي" ن ا ب ك ل ا ة ج" ج لار،ا ر" قP لا : ا ى ه .ل.ع و ق ن م ي لP وء ا " حل ل ا ن ك م ب ، لا ة "ري حص ل ب وس" ا ل ه ا ر ه" د ت " ت ع ت ه" ا. و عي " ول ك ب ل وا ن مي ي ل ،ا ة ي" نر لق وذ،ا ه! " ش ل ا ة ر ي" ح اع" ده ف ق " ب ط ت! ث ي ج، رى " ح ر ل ا دان ب" م ل ا ى ف اب ب"! نP لا ا لاف ح ل، ب وس" ا ل ا ن م ره" ا ت غ ى ف لاP ، ا ة ى ذرج" عل ا م"ة ك ج م ن م ل ذ ى ف ة ي" ل ع ة اي" ، ولا رف ى " ض ا ق ل ل ي ئ دا وح" لع ا ا ب" تU فلا وا اب ب"! نP لا ا

أسباب الترجيح بين الحجج

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: أسباب الترجيح بين الحجج

1

أسباب الترجيح بين الحجج

مقدمة:

تعتبر الدعوى الوسيلة القانوني��ة الستص��دار حكم قض��ائي منش��أ للحق الم��دعى في��ه، أو كاش��ف له��ذا الح��ق. ومج��رد االدع��اء، ال يخ��ول المدعي اقتض��اء الح��ق موض��وع ال��نزاع، إذ الب��د من تعزي��ز الطلب بم��ا يتبثه، من مختلف وسائل اإلثبات تطبقا للمبدأ القانوني، إثب��ات االل��تزام

من ق.ل.ع.399على مدعيه، والمنصوص عليه في الفصل

يشكل اإلثبات الوجه االيجابي للحق، يدور معه وجودا وعدما، ف��الحق من الناحية القانونية يعت�بر موج�ودا بوج�ود م�ا يثبت�ه، ويعت�بر غ�ير ق�ائم بانع��دام م��ا يثبت��ه، والح��ق غ��ير الث��ابت يبقى حق��ا غ��ير ج��دير بالحماي��ة القانوني��ة، ويبقى في دائ��رة االل��تزام األخالقي واألدبي وموك��ول تنفي��ذه إلى ضمير الملزم به. وإلثب��ات الح��ق موض��وع ال��دعوى، يتعين االلتج��اء

من404إلى إحدى وسائل اإلثبات المنصوص عليها قانونا في الفص��ل ق.ل.ع وهي: اإلق��رار،الحج��ة الكتابي��ة، ش��هادة الش��هود،القرني��ة،اليمين والنكول عنها. وتعتبر هذه الوسائل حصرية، ال يمكن اللج��وء إلى غيره��ا من الوسائل، خالف اإلثبات في المي��دان الزج��ري، حيث تطب��ق قاع��دة حرية اإلثبات واالقتناع الوجداني للقاضي، وال رقاب��ة علي��ه في ذل��ك من محكم��ة أعلى درج��ة، إال في ج��انب التعلي��ل وتبي��ان كيفي��ة اس��تخالص قناعت���ه، من خالل أدل���ة وقعت مناقش���تها بمحض���ر المتهم ومكن من

اإلطالع عليها، وتقديم وسائل دفاعه بخصوصها.

إذا كان اإلثب��ات بتنازع��ه ثالث��ة م��ذاهب، وهي الم��ذهب الح��ر، ال��ذي يسمح لألطراف بتقديم أي�ة وس�يلة إثب�ات، ويمل�ك في�ه القاض�ي حري�ة تكوين قناعته من أي دليل يقدم إلي��ه، م��ع الت��دخل االيج��ابي للقاض��ي، بحث الخص���وم على الكم���ال م���ا في أدلتهم من نقص، وث���اني ه���ذه الم�ذاهب، هي الم�ذهب الق�انوني، ال�ذي يت�دخل في�ه المش�رع لتحدي�د طرق اإلثبات بالنسبة لكل رابطة قانونية معينة، يتقيد بها الخصوم وك��ذا القاض��ي. والم��ذهب الث��الث ه��و ال��ذي ح��اول الم��زج بين الم��ذهبين الس��ابقين، وه��و الم��ذهب المختل��ط، حيث يطل��ق حري��ة اإلثب��ات في المسائل الجنائي�ة، وتتقلص ه�ذه الحري�ة في المي�دان التج�اري، ل�تزداد القي���ود في المس���ائل المدني���ة، حيث ال يس���مح إال بط���رق إثب���ات

Page 2: أسباب الترجيح بين الحجج

2

وهذا االتجاه، هو الذي أخد1محددة ،تضييق وتتسع من واقعة إلى أخرى به المشرع المغربي، حيث اعتم�د اإلثب�ات الح�ر في المي�دان الزج�ري، وقيده في الميدان المدني بوسائل حصرية، مع التقليل من ه��ذا التقيي��د

في الميدان التجاري.

اإلثبات لغة هو الدليل الذي يستبين به الحق ويظهر، وفي االص��طالح القانوني، هو إقامة الدليل أمام القض��اء ب��الطرق ال��تي ح��ددها الق��انون

، والقاضي الب��د ل��ه من الرك��ون2على وجود واقعة قانونية ترتبت آثارها إلى وسائل اإلثبات، وال يمكنه الحكم بعلمه الشخصي بخص��وص واقع��ة معينة. واإلثبات ال ينصرف إلى الحق في ذاته، وإنم��ا إلى الواقع��ة ال��تي تعتبر مصدرا له. فمح�ل اإلثب�ات ه�و الواقع�ة، ال الح�ق، ف�المكري مثال، الذي يطالب بواجب الكراء في مواجه��ة المك��تري، يك��ون ملزم��ا فق��ط بإثبات التصرف القانوني مصدر الحق في الكراء، وهو عقد الكراء الذي يرتب التزاما في مواجهة المكتري بأداء الك��راء. ويش��ترط في الواقع��ة محل اإلثبات، أن تكون محل نزاع، محددة، متعلقة بالحق المن��ازع في��ه،

.3منتجة في اإلثبات، وجائزة القبول

أثناء س��ريان ال��دعوى، ينقلب ع��بئ اإلثب��ات بين الم��دعي والم��دعى عليه، ف��إذا أثبت الم��دعي وج��ود االل��تزام،ك��ان على الم��دعي علي��ه، إذا ادعى انقضاء هذا االلتزام بأية وسيلة من وسائل االنقضاء المشار إليه��ا

فإنه يقع عليه عبئ إثبات ه��ذا االنقض��اء.4 من ق.ل.ع 317في الفصل وفي المثال السابق، إذا اثبت المكري العالقة الكرائية للمطالبة بواجب الكراء، كان على المكتري إثبات الوفاء أو انقضاء التزامه هذا. وه��و م��ا يسمى بقلب عبئ اإلثبات، ويخض��ع اإلثب��ات لبعض القواع��د، منه��ا مب��دأ

حياد القاضي، ومبدأ ال يجوز إجبار شخص على تقديم دليل ضد نفسه.

يمكن تقس��يم ط��رق اإلثب��ات من حيث قوته��ا االثباتي��ة، إلى ط��رق إثبات ذات قوة مطلقة، تصلح لإلثبات جميع الوقائع، سواء ك��انت وق��ائع

1. . . . المحمدية فضالة مطبعة المغربي المدني التشريع اإلثبات وسائل العبدالوي العلوي إدريساألولى .12ص 1977الطبعة

2 . ج المدني القانون شرح في الوسيط السنهوري أحمد الرزاق .2عبد العربي . التراث إحياء دارص .14بيروت

3 . . ص س العبدالوي،م العلوي .25إدريسالفصل 4 : 319ينص . . يأتي بما االلتزامات تنقضي ع ل ق - اإلبراء3-استحالة التنفيذ-2الوفاء-من

- اإلقالة االختيارية..8- التقادم-7- اتحاد الذمة -6- المقاصة-5االختياري- التجديد-

Page 3: أسباب الترجيح بين الحجج

3

مادية، أو تصرفات قانونية، وبغض النظر عن قيمة الحق الم��راد إثبات��ه، ومثالها الكتابة. وهناك طرق ذات قوة محدودة في اإلثب��ات، وهي ال��تي تص���لح إلثب���ات بعض الوق���ائع القانوني���ة دون البعض،وهي الش���هادة، والقرائن القضائية، واليمين المتممة. أما الط��رق المعفي��ة من اإلثب��ات،

فهي اإلقرار، واليمين الحاسمة، والقرائن القانونية.

هذا التقسيم يخص تصنيف مختلف وسائل اإلثبات،غير أنه قد يقع أن يت��وفر ك��ل ط��رف في ال��نزاع على نفس وس��يلة اإلثب��ات، كالحج��ة الكتابية، أو شهادة الشهود. وكل حجة تنس��ب الح��ق لط��رف دون آخ��ر، مم��ا يس��تلزم اللج��وء إلى ال��ترجيح بين الحجج. وهي تقني��ة يلج��أ إليه��ا القاضي عند تعارض حجتين من نفس الصنف والقوة االثباتية. ودراستنا ستقتص��ر على وس��ائل ال��ترجيح بين الحجج في مي��دان العق��ار غ��ير المحف��ظ، من حيث إثب��ات الملكي��ة، باعتب��اره المث��ال األك��ثر ت��داوال في الميدان القض��ائي، س��واء في مج��ال مس��طرة التحفي��ظ حين البث في التعرضات، أو في إطار دعاوي االستحقاق، والحيازة، م��ع اإلش��ارة إلى أن أول خطوة في مي��دان ال��ترجيح بين الحجج، ه��و النظ��ر في إمكاني��ة الجمع بين الحجتين، فإذا أمكن الجمع فال إش��كال، حيث ينمحي التن��ازع بين الحجتين،ومثال ذلك رسم إراث��ة يتض��من بعض الورث��ة،ورس��م آخ��ر يتضمن نفس الورثة مع إضافة وارث أو وارثتين آخ��رين، هن��ا يجم��ع بين االراثات لعدم التعارض، وتصبح االراثة المتضمنة ألكبر ع��دد من الورث��ة هي الصحيحة، سيما وأن اإلشهاد في االراث��ة يك��ون ب��العلم، ال ب��القطع. حيث جاء في قرار للمجلس األعلى:" ال مخالفة بين االراثة التي تش��هد بكون المطل��وب من جمل��ة أبن��اء الهال��ك، وبين االراث��ة ال��تي ت��دلي به��ا الطاعنة أرملة الهالك النافية لوجوده ضمن ورثت��ه،فك��ل منهم��ا ش��هدت

5بما في علم شهودها..."

وال��ترجيح بين الجج هن��ا يختل��ف عن ال��ترجيح بين األدل��ة الش��رعية، ال��ذي يج��د مجال��ه في م��ادة علم أص��ول الفق��ه، ال��تي ت��درس ال��دليل

.6الشرعي الكلي من حيث ما يثبت به من األحكام الكلية

فما هي أسباب الترجيح بين الحجج؟ وكيف يتم إعمالها؟

رقم 5 رقم 17/12/1985بتاريخ 14789قرار شرعي عدد – 2385ملف األعلى المجلس 39قضاء6 . . . عشرة الحادية الطبعة القلم دار الفقه أصول علم خالف الوهاب 12ص 1977عبد

Page 4: أسباب الترجيح بين الحجج

4

هذا ما سنتناوله في دراستنا، مع اإلشارة إلى أننا سنقتص��ر على بعض هذه الوسائل فق��ط وال��تي يك��ثر اس��تعمالها من ط��رف المح��اكم، دونإمكانية تناولها كلها، لعدم استيعاب البحث لها، وذلك من خالل مبحثين:

المبحث األول:أسباب الترجيح الشكلية

المبحث الثاني: أسباب الترجيح الموضوعية

المبحث األول: أسباب الترجيح الشكلية

إذا تع��ذر الجم��ع بين الحج��تين المتعارض��تين، وجب االنتق��ال إلى الترجيح بينهما، حتى يمكن تغليب أحدهما على األخ��رى،وتتع��دد أس��باب الترجيح بين أسباب شكلية، وأخرى موضوعية. وفي كل صنف نجد عدة أسباب، فأسباب الترجيح الشكلية، يمكن أن تش��تمل الس��بب المعتم��د على التاريخ، كم��ا ي��دخل ض��منها س��بب ال��ترجيح المس��تند على عدال��ة

شهودها، أو عددهم.

المطلب األول: من حيث التاريخ

يعتبر تاريخ الوثيقة المعتمدة كحجة في اإلثبات، بيانا جوهريا يرجع إليه حال وجود تعارض بين حجتين من نفس الق��وة، ويمكن أن يش��كل ه��ذا السبب مرجحا ألحد الوثيق��تين، س��واء من جه��ة ك��ون إح��دى الوثيق��تين مؤرخة واألخرى غير مؤرخة، أو من جهة كونهما معا مؤرخ��تين، فيعتم��د

مبدأ قدم التاريخ.

Page 5: أسباب الترجيح بين الحجج

5

الفق,,رة األولى: البين,,ة المؤرخ,,ة تق,,دم على العاري,,ة منالتاريخ

إذا أدلى كل من الخصمين بحجة، وكانت الحجتان متعارض��تان، إال أن إحداهما مؤرخة فتقدم هذه األخيرة على البينة التي لم تؤرخ، وال س��يما في عقود المعاوضة، أو النكاح، أو التبرعات عند تع��دد الت��برع، ألن��ه م��ع عدم تحديد التاريخ، ال يعلم السابق من الالحق منها.أما إذا لم تؤرخا، أو

.7ذكرتا وقتا واحدا، فهما ساقطتان معا، ويبقى الشيء في يد حائزه

ومن نماذج الترجيح استنادا إلى وجود التاريخ من عدمه، حالة وجود نزاع بين شخصين أو أك��ثر ح�ول ملكي��ة عق�ار معين، وك��ل منهم يت��وفر على رس��م ملكي��ة يفي��د ملكيت��ه ل��ه.كم��ا ل��و افترض��نا أن شخص��ا معينا (أ) يزعم تملكه لعق��ار اس��تنادا إلى رس��م ملكي��ة م��ؤرخ في ف��اتح

، يشهد شهوده أنه يض��ع ي��ده على العق��ار، ويتص��رف في��ه2000يوليوز بشروط الملك الخمسة، من يد، ونسبة، وطول، وعدم علم معارض وال منازع وال تفويت. فعارضه في ذلك شخص آخر(ب) الذي ي��دعي ب��دوره الملكية على العق��ار الم��دعى في��ه، مس��تندا ب��دوره على رس��م ملكي��ة، يشهد شهوده انه يضع يده على العقار، ويتص��رف في��ه بش��روط المل��ك

المذكورة أعاله، باستثناء ذكر مدة التصرف، وكذا تاريخ الوثيقة.

ففي حالة عرض مثل هذا النزاع على القضاء كيف سينظر فيه؟

طبعا إن الترجيح بين الحجج يشترط ويقتضي، وجود وثيقتين موضوع الترجيح- متوفرتان على كامل ش��روطهما الش��رعية، والقانوني��ة. أي أن ال��ترجيح يك��ون بين وثيق��تين س��ليمتين من ه��ذه الزاوي��ة ،إنم��ا ت��رجح إحداهما عن األخرى، ليس لعلة فيه�ا،ب�ل لش�مول المرجح�ة على بعض

التفصيالت، أو التدقيقات، التي ال تتوفر في الوثيقة األخرى.

ويت��بين لن��ا من ذل��ك، إن رس��م ملكي��ة يفتق��د إلى أح��د ش��روطه األساس��ية ال��تي ذكرناه��ا في حينه��ا يك��ون ب��اطال، وال يمكن أن يص��بح

موضوع ترجيح برسم ملكية آخر سليم من الوجهة القانونية.

وب���الرجوع إلى النازل���ة أعاله، يت���بين أن���ه ال يمكن ال���ترجيح بين ملكي��تي (أ) و(ب) على اعتب��ار أن ه��ذه األخ��يرة، ال تت��وفر على ركن

7 . الحجج، بين الترجيح وأسباب لإلثبات والشكلية الموضوعية القواعد الحجبوجي المعطيص البيضاء الجديدة،الدار النجاح .170مطبعة

Page 6: أسباب الترجيح بين الحجج

6

أساسي من أركانها، وه��و ذك��ر م��دة الحي��ازة ووض��ع الي��د، ورب��ط ذل��ك بتاريخ الوثيقة. أي أن الملك الذي أثبتته، جاء ناقص��ا من حيث الت��اريخ.

8فالنتيجة إذن هي الحكم لفائدة (أ) بملكية العقار

الفقرة الثانية:قدم التاريخ

المقصود هنا ليس تاريخ تحرير البينات، وإنما تاريخ الشيء المشهود ب��ه، والم�راد بق��دم الت��اريخ، م��ا يكش��ف عن ط��ول م��دة الحي��ازة. ف��إذا

،وش��هدت أخ��رى ب��ان2000شهدت بينة بان حيازة صاحبها ترجع لع��ام ،ك��انت ه��ذه الثاني��ة، أق��دم تاريخ��ا،1990حي��ازة ص��احبها ترج��ع لع��ام

ورجحت بق��دم الت��اريخ. وال��ترجيح بق��دم الت��اريخ موض��وع زل��ل، الن الكثيرين يظنون أن الم��راد بق��دم الت��اريخ، ه��و الت��اريخ األق��دم بالنس��بة

،والثاني��ة في ع��ام1980للوثيقتين، فإذا أرخت إحدى البينتين في ع��ام ،اعتبرت األولى هي األقدم تاريخا، وهو خط��أ ش��ائع، الن الم��راد1985

بق��دم الت��اريخ، ه��و م��دة الحي��ازة بالنس��بة للوثيق��تين، وليس ت��اريخ تحريرهم��ا،ووض��ع الي��د على الم��دعى في��ه قرين��ة على الملكي��ة تؤي��د

باليمين، ويستحق صاحبها مع يمينه، عمال بقول صاحب التحفة

واليد مع مجرد الدعوى وأن تكافأت بينتان فاستبن.

ومن ثم إذا استدل الخص��مان بحجج متبادل��ة، وك��ان ت��اريخ إح��داهما س��ابقا على األخ��رى، ف��ترجح ذات الت��اريخ الس��ابق على ذات الت��اريخ الحديث، أو المؤرخة بتاريخ إجمالي،أو تقري�بي، ف��إذا ك��ان ت�اريخ إح�دى البينتين أقدم فهي مقدمة على حديثة الت��اريخ، إال أن يك��ون الق��ائم أي المدعي بحديثة التاريخ، حائز يتصرف تصرف المالك في ملكه بمحض��ر المدعي، وال عذر له في س�كوته عن�ه، فتق�دم بنيت�ه، وإن ك�انت أح�دث

تاريخا، الن تركه بيده يتصرف فيه وهو ينظر إليه قاطع لحجته.

والراجح أن الحجة ذات التاريخ القديم، تق��دم مطلق��ا، س��واء ك��انت الحجة ذات التاريخ الحديث مصحوبة بالي��د أم ال،وه��و م��ا ج��اء في بعض أجوبة ابن رشد المنقولة في المعيار،إنه يقضي بأقدم التاريخين،وس��واء كان هذا الملك، بيد إحداهما أو بأيديهما، وإنم��ا يف��ترق الحكم، إذا تح��دد

ص 8 الرباط الثبات ومكتبة مطبعة للعقار المنظمة اإلسالمي الفقه مبادئ بعض في مداوي خالد106.

Page 7: أسباب الترجيح بين الحجج

7

تاريخ العقدين، واستوت البينة في العدالة،فإن كان بيد أحدهما ثبت ل��ه،.9وإن كان بأيديهما، أو بأيدي غيرهما، قسماه بعد أيمانهما أو نكولهما

وتطبقا لذلك جاء في قرار للمجلس األعلى: "إن قدم الت��اريخ ال��ذي يقع به الترجيح بين البينات، يع��ني ق��دم ت��اريخ الش��يء المش��هود ب��ه، ال تاريخ تحرير البينات، فإذا ما ش��هدت بين��ة ب��أن فالن��ا تص��رف من��ذ أرب��ع وأربعين سنة، وأخرى شهدت بان خصمه تصرف منذ أربعين سنة، ف��إن

.10األولى مرجحة بقدمها

وفي قرار آخر أورد المجلس األعلى:"... كم��ا أن المحكم��ة من جه��ة أخرى، قبلت تعرض السيد ناظر أحباس وزان اعتم��ادا على حج��ة ع��دد

،بدعوى أن شهودها يشهدون بأن أحباس وزان كان يتصرف في1232 البقعة محل النزاع مدة أربعين سنة سلفت، مع العلم انه ب��الرجوع إلى

،بينم��ا الحج��ة ع��دد24/12/1970هذه الحجة، نجد أنها ح��ررت بت��اريخ ،وان5/5/1956 التي استند عليها طالبوا التحفيظ، حررت بت��اريخ 228

شهودها يشهدون لمورثهم بالتصرف في حيات��ه م��دة عش��رين س��نة ثم 10تركها لورثته طالبي التحفيظ الذي استمروا في التصرف فيه��ا م��دة

سنوات، وال زالوا يتصرفون فيها لح��د اآلن. وبمقارن��ة ت��اريخي الحج��تين ببعضهما، ومدة التصرف فيهما، نجد أن حجة طالبي التحفيظ أق��دم من

س��نة إلى44حجة أحباس وزان،كما أن مدة تص��رف األولين اس��تمرت تاريخ تحرير الحجة األولى، وهو أطول من تصرف أحب��اس وزان، األم��ر الذي يجعل حجة طالبي التحفيظ طبقا للقواعد الفقهية، أقدم من حج��ة

".11المتعرض

غ��ير أن��ه ال يعت��بر ال��ترجيح بق��دم الت��اريخ، إال إذا ك��انت البينت��ان مع��ا مستوفيتين لجميع الشروط المتفق عليها، أما إذا كانت إحداهما ناقص��ة فال. فق��د ج��اء في مب��دأ ق��رار ص��ادر عن مجلس االس��تئناف الش��رعي األعلى، أن البين��ة المس��توفية لش��روط المل��ك، ال ت��رجح عليه��ا البين��ة الناقصة، ولو ك��انت قديم��ة الت��اريخ. ألن��ه ال يلج��أ إلى ال��ترجيح، إال عن��د

.12تساوي البينتين

9 . ص س الجبوجي،م .171المعطيعدد 10 رقم 14/1/1985 48قرار مدني عدد 971348ملف األعلى المجلس 19،ص 53/54قضاءعدد 11 . 4/1/1985بتاريخ 84قرار الجزء األعلى المجلس 445،ص 91-2/83قضاءرقم 12 الشريفة 15/3/1941بتاريخ 33حكم باألعتاب األعلى الشرعي االستئناف مجلس عن

رقم في 3915قضية األعلى الشرعي االستئناف مجلس عن الصادرة األحكام بمجلد منشور. الرباط ادكل مطبعة الثامن المجلد الشخصية األحوال مادة وفي العقارية المادة

Page 8: أسباب الترجيح بين الحجج

8

المطلب الثاني: من حيث العدالة والعدد

إذا تعذر الترجيح بين البيانات بسبب كون إحداهما مؤرخة واألخرى غير مؤرخة، أو لسبب كون إحداهما أقدم تاريخا من األخ��رى،فإن��ه يلج��أ إلى سبب آخر للترجيح، وهو البحث فيما إذا كانت إحدى البينات تتضمن ع��دوال أحس��ن م��روءة وتق��وى، من ع��دول البين��ة األخ��رى، أو أن أح��د

البينتين تتضمن شهودا عدوال أكثر في العدد من البينة األخرى.

الفقرة األولى: سبب الترجيح استنادا الى العدالة

إذا وق��ع وك��انت إح��دى البين��ات المتعارض��ة المس��توفية لش��روطها الشكلية، تتضمن عدوال يش��هد لهم ب��المروءة والتق��وى أك��ثر من ع��دول البينة المعارضة، فإن األولى ترجح على الثانية، استنادا الى م��ا لع��دولها من خاص��ية إض��افية، تنتفي في ع��دول البين��ة األخ��رى. وتبقى خاص��ية المروءة والتق�وى، نس�بية ويص�عب الرك�ون إليه�ا في ال�وقت الحاض�ر، لص��عوبة إيج��اد ش��هود ع��دول ،فم��ا بال��ك بش��هود ع��دول أك��ثر تق��وى و

، بتكلي��ف13مروءة. ولعل هذا ما دفع بالمشرع إلى تنظيم خطة العدال��ة رجالها بتلقي الشهادات االسترعائية، أو تدوين الش��هادات األص��لية، بم��ا علم به العدول أنفسهم ،مع ما يعرفه ه��ذا المي��دان من مش�اكل تتمث��ل أساسا في حجية شهادة اللفيف، التي تبقى خاضعة لتقدير المحكم��ة، بالنظر لخطورة آثار األخذ به��ا في بعض المج��االت، خاص��ة في مي��دان العقار غ��ير المحف��ظ. أم��ا إذا ك��ان ال��ترجيح بين البين��ة المش��تملة على شهادة العدول على قلتهم، وبين بينة مشتملة على شهادة الع��وام على كثرتهم، فإنه في جميع الحاالت ترجح بينة شهادة العدول، مهما بلغ عدد

شهود شهادة العوام.

الفقرة الثانية:معيار العدد عند التساوي في العدالة

عند تساوي درجة العدالة في المروءة والتقوى، بالنسبة للبين��تين المتعارضتين، واختلف عدد الشهود في ك��ل بين��ة،ف��ان المعي��ار الع��ددي

رقم 13 رقم 16.03قانون ظهير بتنفيذه الصادر العدالة بخطة بتاريخ 1.06.56المتعلق14/2/2006

Page 9: أسباب الترجيح بين الحجج

9

يلعب دور الترجيح بين البينات، حيث ترجح البين��ة المش��تملة على أك��بر عدد من الشهود العدول. مع أن الواقع العملي يفترض الح��د األدنى في بعض الش��هادات، حيث يش��ترط في ش��هادة اللفي��ف المثبت��ة للحق��وق

ش��اهدا،12المالية، بما في ذلك الملكية، والحيازة، واإلرث، على ع��دد ويمكن أن يزداد هذا العدد عندما يتعل��ق األم��ر باألهلي��ة وعوارض��ها، من

شاهدا، ومنهم16تحجير، وتسفيه، حيث يشترط الفقهاء ما ال يقل عن من زاد عن ذلك.

إضافة إلى أسباب الترجيح الشكلية التي تناولنا بعضها، فإن هناكأسباب ترجيح موضوعية تشمل صلب البينة و موضوعها.

المبحث الثاني: أسباب الترجيح الموضوعية

إن أسباب الترجيح الموضوعية متعددة، ويختل�ف ويص�عب حص�رها. وس���نتناول أهمه���ا من خالل س���بب ال���ترجيح المس���تند على التمل���ك،

والمستند على التفصيل، واإلثبات مع النفي.

المطلب األول: سبب الترجيح من حيث التملك

في هذا المطلب يمكن أن نتن��اول أس��باب ال��ترجيح الموض��وعية من حيث التملك، اعتم��ادا على س��بب التمل��ك، أو أص��ل المل��ك، أو اعتم��ادا

على الترجيح بين بينة الملك وبينة الحوز.

الفقرة األولى: سبب التملك أو أصل المدخل

المقصود بسبب التملك، أو أصل الم��دخل، ه��و جمل��ة الوث��ائق ال��تي توضح الطريقة التي توصل بها الحائز إلى حيازة ه��ذا المل��ك، وه��و غ��ير

Page 10: أسباب الترجيح بين الحجج

10

أص��ل المل��ك، ال��ذي يرص��د التط��ورات ال��تي لحقت��ه، من غ��رس وبن��اءوالزيادة والنقصان.

ولما كان البيع من العقود ال��تي تنص��ب على الملكي��ة طبق��ا للفص��ل من ق.ل.ع ،فقد أوجب القانون على البائع، أن يكون مالكا ملكي��ة478

تامة للمبيع، ويرجع في ذل��ك إلى مختل��ف الوث��ائق الرس��مية والعرفي��ة. من ق.ل.ع "ويش��مل بي��ع العق��ار ك��ذلك519فق��د ورد في الفص��ل

الخرائط وتق�دير المص�روفات والحجج والوث�ائق المتعلق�ة بملكيت�ه،وإذا تعلقت حجج الملكي��ة ب��المبيع وبغ��يره من األش��ياء ال��تي ال ت��دخل في المبيع، لم يكن البائع ملتزما إال بان يسلم نسخة رسمية للجزء المتعلق

28/10/2008 من مرس��وم 19منها بالعين المبيعة" .كم��ا نص الفص��ل بتطبيق أحكام قانون خطة العدالة، في فقرته الس��ابعة، على أن��ه، ينص في الشهادة على المستندات الالزمة طبقا للقواع��د المعم��ول به��ا، م��ع ذكر رقمها، وتاريخها، وال��دائرة ال��تي أقيمت فيه��ا، ومراج��ع التس��جيل،

،على أنه ترفق أصول المستندات التي أسس�ت30كما جاء في المادة عليها الشهادة مع وثيقتها وتسلم ألص��حابها. وه��و نفس المقتض��ى ال��تي

المتعل���ق بتنظيم مهن���ة09/32 من ق���انون رقم 36تض���منته الم���ادة التوثيق، والتي ورد فيها، وج��وب تض��مين العق��ود ال��تي يتلقاه��ا الموث��ق مجموعة من البيانات، منها بيان المراجع الكاملة للوث��ائق ال��تي اس��تند عليها في إب��رام العق��د. ومن الط��بيعي الق��ول أن��ه ال يمكن للموث��ق، أو العدل، استنساخ جميع األصول السابقة. وفي هذه الحالة، يجب التمي��يز بين العقار غير المحفظ، حيث ت��واتر الع��دد بخصوص��ه على ثالث��ة، وفي هذه الحالة يقول الصنهاجي (والذي جرى به العمل بفاس من��ذ أواس��ط القرن الهج��ري ح��تى اآلن ه��و االكتف��اء بثالث ش��راءات لألص��ل الم��بيع، فيطالب البائع بدفعها للمش�تري، أو إعطائ�ه نس�خة منه�ا مس�جلة على

.14القاضي

واألم��ر هن��ا يتعل��ق بالعق��ار غ��ير المحف��ظ، إذ أن رس��وم الملكي��ة واالس��تمرار هي ال��تي تفي��د المل��ك في ه��ذا الن��وع من العق��ارات، أم��ا بخصوص العقار المحفظ، فإن القوة الثبوتية للرسم العقاري تغ��ني عن

اإلدالء باألصول السابقة.

ط 14 الرباط األمنية مطبعة العدلية الوثائق تحرير على الترتيب ني الحس الغازي الشتاء 1أبو.208ص 1ج 1964سنة

Page 11: أسباب الترجيح بين الحجج

11

وعلى ضوء هذه النصوص، ف��إن الم��وثقين يعمل��ون على استحض��ار أصل الملكية في العق��ود ال��تي يتول��ون كتابته��ا، بغي��ة إثب��ات مش��روعية الحيازة، وتبيان صحة سبب التملك من خالل أدراج مراجع هذا الس��بب، من حيث التاريخ، والرقم، ومراجع التسجيل بالوثيقة المثبت��ة للتص��رف،

الذين يتولون اإلشهاد عليه.

ومن المق��رر في الفق��ه، أن االس��تظهار برس��وم األش��رية، ال تفي��دالملك، وال ينتزع بها من يد حائز. ونظم ذلك في العمل الفاسي بقوله:

ال ت��وجب المل��ك عق��ود األش��رية ب��ل ترف��ع ال��نزاع عن��دالتسوية.

والحكم المستمد من هذه القاعدة، أن رسم الش��راء، ال يفي��د المل��ك، وال يدل عليه ما لم يثبت الملك للبائع بشروطه، الن الشراء المج��رد، ال يثبت به الملك للمشتري، وسببه أن الشراء يك��ون من المال��ك وغ��يره، فالشهادة به ال توجب الملك للمشتري، ولكنها توجب له الحوز، بش��رط أن يكون المبيع بيد البائع وقت العقد حتى قبضه المشتري من��ه، وإال لم يوجب ملكا، وال حوزا، وإذا لم يوجب الشراء المجرد المل��ك للمش��تري، فهو يرفع النزاع بين البائع والمشتري عن��د تنازعهم��ا في ال��بيع، ويك��ون النزاع المجرد حجة على البائع المنكر للبيع.وبالتالي فاالشرية المجردة،

ال حجة لها إال على البائع.

ورس��وم االش��رية المج��ردة من س��بب التمل��ك، ال ين��تزع به��ا من ي��د الحائز الذي يدعي التملك، إال إذا كان الحائز ه��و الب��ائع، أو ك��ان الح��ائز وارثا للبائع، فينزع الشيء من يده ويعطي للمدعي كان بينهما ح��وزا أو ال. الن من قال بان رسوم االشرية ال تفيد الملك وال يستخرج بها من يد حائز، مراده الحائز مدعي الملكية غير المشهود عليه بالبيع،أما إن ك��ان الح��ائز، ه��و الب��ائع فتق��وم علي��ه وعلى ورثت��ه الحج��ة برس��م الش��راء،

ويستخرج به المبيع من يده.

نخلص في ذل��ك إلى قاع��دة ال��ترجيح مفاده��ا، أن��ه إذا ش��هدت بين��ة بالمل��ك م��ع بي��ان س��بب التمل��ك من ش��راء أو هب��ة أو ص��دقة أو غ��يره، وشهدت بينة الخصم بالملك دون بيان سبب التملك، ت��رجح األولى على

الثانية.

Page 12: أسباب الترجيح بين الحجج

12

الفقرة الثانية: بينة المل,ك أرجح من بين,ة الح,وز والحي,ازة بشروطها مرجحة على بينة الملك

15 لقد تناول المشرع المغربي في مدونة الحقوق العيني��ة الجدي��دة ، ويبقى263 إلى 239الحيازة كسبب لكس��ب الملكي��ة في الم��واد من

نطاقه��ا محص��ورا في العق��ارات غ��ير المحفظ��ة، دون المحفظ��ة، ال��تي تعت��بر فيه��ا رس��وم الملكي��ة نقط��ة االنطالق الوحي��دة للحق��وق العيني��ة، والتكاليف العقارية المترتبة على هذا الصنف من العقار دون م��ا ع��داها

من ظه�ير التحفي��ظ63من الحقوق غير المس�جلة، حيث ينص الفص�ل العقاري، على أن التقادم ال يكسب أي حق عيني على العق��ار المحف��ظ في مواجه��ة المال��ك المس��جل اس��مه، وال يزي��ل أي ح��ق من الحق��وق

العينية المسجلة برسم الملك.

170 إلى 166 وقد وضع قانون المسطرة المدنية في الفص��ول من شروط وإجراءات الدعاوي المدنية لحماي��ة الحي��ازة المادي��ة، وال يحمي الحق العيني في ذاته، إذ خول لمن حاز العقار سنة على األق��ل، حي��ازة هادئة علنية مستمرة وغير مشوبة باللبس، أن يحمي حيازته، إما بإقامة دعوى منع التعرض، أو دعوى استرداد الحيازة، أو دعوى وقف األعم��ال الجديدة بحسب طبيعة األعمال التي تهدد حيازت��ه. وإن الحكم القاض��ي برد الحيازة لصاحبها، ال يكون حجة على انه مال��ك ل��ذلك العق��ار، وإنم��ا

يعني منع الغير من القيام بعمل يضر بحيازة الحائز.

أما في الفقه فالحيازة تنقسم إلى قسمين، حي��ازة مكس��بة للملكي��ة،وحيازة قاطعة لحق المالك السابق.

فالحيازة تكون مكسبة للملكية، بالنسبة للعقارات التي ال مالك له��ا، من مدونة الحقوق العينية وهي:240بشروط نصت عليها المادة

- أن يكون واضعا يده على الملك.1

-أن يتصرف فيه تصرف الملك في ملكه.2

- أن ينسب الملك لنفسه والناس ينسبونه إليه كذلك.3

- أال ينازعه في ذلك منازع.4

ظهير 39.08قانون 15 بتنفيذه الصادر العينية الحقوق بمدونة منشور 22/11/2011المتعلقعدد الرسمية 5998بالجريدة

Page 13: أسباب الترجيح بين الحجج

13

-أن تستمر الحيازة طول المدة المقررة في القانون.5

- وفي حال��ة وف��اة الح��ائز يش��ترط باإلض��افة إلى ذل��ك ع��دم العلم6بالتفويت.

وهي نفس الشروط التي لخصها الزقاق في قوله:

يد نسبة طول كعشرة أشهر وفعل بال خصم به��ا المل��كيجتلي

وهل عدم التفويت في علمهم كما ل أم ص��حة للحي للميتذا أجعال

وتك��ون الحي��ازة س��ببا من أس��باب نق��ل الملكي��ة من مال��ك إلى آخ��ر، ويسمى هذا النوع عند المالكية، بالحيازة القاطعة لحق الغير أو الحيازة المبطلة لملكية الغير، كما تسمى بالحيازة الدالة على الملكية، وتسمى في التشريعات الوضعية بالتقادم المكسب، وهي تكون مقترنة باالدع��اء بالتملك، ومحلها ما جهل أصل مدخل الحائز، أو علم وكان ينقل الملكية عن األول، كالبيع والتبرع. وبالتالي فمتى تنازع شخص حول ملكية أرض مثال، وأدلى المدعي بملكي��ة ص��حيحة، تش��هد ل��ه ب��ان تل��ك األرض على ملكه، وأدلى الحائز بحجة مستوفية أيض�ا لش�روط الحي�ازة، ف�إن حج�ة الحيازة الطويلة األمد مع شروطها، تقدم على حجة الملك. وه��ذا يع��ني

أن للحيازة اثرين:

-احدهما: أنها تعتبر مثبت��ة لح��ق الح��ائز، ومس��قطة ل��دعوى الغ��ير في ملكية الشيء المح��از، الن الحي��ازة نقلت ملكيت��ه له��ذا الح��ائز، وأزالت

ملكية المالك السابق.

- ثانيها:أنها تعتبر مطهرة للملكية من العي��وب ال��تي تش��وبها قب��ل ت��وفر شروط الحيازة، بحيث لو فرضنا أن شخصا ملك عق��ارا بمقتض��ى عق��د بيع غير مستوف لشروط البيع، ثم حاز ذلك العقار طيلة المدة المعتبرة في الحيازة، وتوفرت له شروطها، فإنه يصير مالكا لذلك العق��ار ملكي��ة

صحيحة،ويتطهر له العقد من العيوب التي شابته.

وإذا لم يدفع إال بوضع اليد مقابل الملكية الصحيحة، فإن بينة الملكية تقدم على بينة الحوز، الن الحوز قد يكون عن مل��ك أو ك��راء أو رهن أو

Page 14: أسباب الترجيح بين الحجج

14

غصب، فكونه بيده هو أعم من كونه ملكا له. والمل��ك أخص من الح��وزوأقوى منه،وثبوت األعم ال يستلزم ثبوت األخص، والعكس صحيح.

ويق��دم الح��وز المج��رد على مج��رد ال��دعوى، ويكفي الم��دعى علي��ه الحائز الجواب بحوزي وملكي، وال يكلف بإثبات حيازته، وال أنها مت��وفرة على شروطها، وال من أين صار له ذلك الشيء. فإذا كانت الدار في ي��د شخص عدة أعوام، وهو يدعي تملكها، فأقام عليه شخص دع��وى، ف��إن لم يكن لهذا الم��دعي إال مج��رد ال��دعوى، أو بين��ة س��ماع، فليس ل��ه إال اليمين على الحائز، أي تحليفه، الن بينة السماع ال ينزع بها من يد حائز، كما ال ينزع مجرد الدعوى. أم��ا إن ج��اء الم��دعي بالبين��ة التام��ة، وعج��ز الح��ائز عن الطعن فيه��ا، فال ترده��ا إال بين��ة الش��راء من الم��دعي، أو

موروثه ولو بالسماع.

ومع ذلك، فإن الحيازة ال يمكن أن تك�ون س�ببا لكس�ب الملكي�ة، وال دليال عليها، بين األصول والفروع، وبين األزواج، والشركاء، وبين الن��ائب الشرعي ومن هم إلى نظره، وكذا بين أطراف الوكال��ة، وبين المكل��ف بإدارة األموال العقارية وأصحاب هذه األم��وال، كالح��ارس القض��ائي، أو المسير، والسنديك. وهو ما أكدته مدونة الحق��وق العيني��ة في الم��ادتين

،وتطبيقا لذلك جاء في قرار للمجلس األعلى: خلو اللفي��ف256 و255 من اإلش��ارة إلى ملكي��ة المش��هود ل��ه للمش��هود ب��ه بش��روط المل��ك

. كما ورد في ق��رار آخ��ر:16المعتبرة شرعا، يفقد اللفيف قيمته الثبوتية أن المنصوص عليه فقه��ا أن��ه ال يقض��ي بس��قوط البين��تين إال إذا تعادلت��ا وتعذر الترجيح بينهما بأي وجه من أوجه الترجيح، وأن مج��رد وض�ع الي��د وحده، غير كاف لسماع دع��وى الم��دعي المع��ززة بالملكي��ة.وم��ا دامت ملكية المتعرضين مستوفية لكل شروط الملك، وحجة طالب التحفي��ظ مجرد موجب تصرف، ال يشمل كل شروط الملك، فإنه كان يتعين على

.17المحكمة إعمال قاعدة الترجيح بين الحجتين"

وفي قرار آخر ورد انه لما كان المدعى عليه قد أثبت حيازته للعقار المدعى فيه ألكثر من عشر سنوات، ف�إن ه�ذه الحي�ازة تكس�به المل�ك

عمال بقول المتحف:

عدد 16 ع 13/3/1999في 1407قرار األعلى للمجلس اإلخبارية و 7ص 2000/ 7النشرعدد 17 عدد 24/11/98في 7097قرارا األعلى المجلس قضاء 22ص 55مجلة

Page 15: أسباب الترجيح بين الحجج

15

واألجنبي إن يحز أصال بحق عشر سنين فالتملك استحق وانقطعت.18حجة مدعيه

المطلب الثاني: من حيث التفصيل و اإلثبات معالنفي

قد يكون سبب الترجيح بين البين�ات يرج�ع إلى ك�ون إح�داهما أك�ثر تفصيال من األخرى التي تبقى مجملة وواردة على سبيل العم��وم، كم��ا قد يكون سبب الترجيح يرجع إلى ك��ون إح��دى البين��ات مثبت��ة واألخ��رى

نافية.

الفقرة األولى: ترجيح البينة المفصلة على المجملة

اإلجمال عند الفقه�اء ه��و احتم�ال اللف�ظ لمعن��يين ف��أكثر، وقي��ل ان�ه الشهادة الخالية من التفص��يل المش��ترط في ص��حة الش��هادة الموص��ل

إلى غالب الظن. فقد قال ابن عاصم: وغالب الظن به الشهادة.

فق��د يق��ع اإلدالء بحجج متعارض��ة من ط��رفي ال��نزاع، غ��ير أن حج��ة إحداهما مفصلة في مض��مونها، واآلخ��ر مجمل��ة، فتق��دم المفص��لة على الحج��ة ال��تي أجملت، الن اإلجم��ال ق��دح من الق��وادح ال��تي ت��رد ب��ه الشهادات ،فمع اإلجمال يأتي االحتم�ال، ومن القواع�د المتداول�ة أن�ه ال قضاء مع االحتمال، وإن ما احتمل واحتم��ل س��قط ب��ه االس��تدالل،وفي

من ق.ل.ع أن��ه ال يج��وز إثب��ات403نفس هذا اإلط��ار ورد في الفص��ل االلتزام إذا كان يرمي إلى إثبات وقائع غير منتجة.

وفي ذل��ك ص��در ق��رار عن مجلس االس��تئناف الش��رعي األعلى ورد فيه، أن البينة المفصلة تق��دم على المجمل��ة، والش��هادة ب��المعين تق��دم

. كم���ا ج���اء في ق���رار للمجلس األعلى أن19على الش���هادة ب���المطلق اإلجمال في بيان مدة الحيازة، واقتصار الشهود على الق��ول بأنه��ا م��دة تزيد على أمد الحيازة المعت��برة ش��رعا، يع��د عيب��ا في الرس��م، وتك��ون

عدد 18 عدد 79 11/12بتاريخ 722قرار األعلى المجلس 28قضاءرقم 19 القضية 42حكم الصادرة 4/8/1942بتاريخ 3708في لألحكام الثامن بالمجلد منشور ،

ص سابق، ،مرجع األعلى الشرعي االستئناف مجلس .298عن

Page 16: أسباب الترجيح بين الحجج

16

المحكمة على ص��واب لم��ا قض��ت بع��دم ص��حة تع��رض الط��اعنين على مطلب التحفيظ، لعدم توافر شروط ممارسة حق الشفعة التي يتعرض بها، الن موجب االستمرار الذي استدل به إلثبات التمل��ك على الش��ياع،

.20غير عامل إلجماله في بيان مدة الحيازة

الفقرة الثانية: البينة المثبتة أرجح من النافية

الحجة المثبتة للحقوق واألشياء تقدم على الحجة النافي��ة له��ا، ف��إذا أدلى ك��ل من الخص��مين بحج��ة، وك��انت إح��دى الحج��تين تثبت بالنس��بة للمدعى فيه، والبينة األخرى تنفي بالنسبة لنفس الموض��وع، ك��البيع في االثباث وعدم البيع في النفي،فإن الحجة المثبت��ة لل��بيع مثال ت��رجح على النافي��ة لل��بيع، وك��ذلك في س��ائر المع��امالت، الن الحج��ة المثبت��ة علم شهودها ما ال يعلمه شهود النفي. فشرط الصحة مثال في التبرعات ه��و الحوز.وقد يحدث أن ينازع من له مصلحة بعد موت المتبرع، بعدم ح��وز المتبرع عليه، في حين يتمسك المتبرع عليه بالحوز قبل حصول الم��انع وهو الموت، وأدلى كل منهم��ا بم��ا يثبت ادع��اءه، بحج��تين متعارض��تين. طبعا ففي مثل هذه الحالة، تقدم وترجح حجة الح��وز على عدم��ه، وفي ذلك صدر قرار عن المجلس األعلى، جاء فيه أن شهادة ش��هود اإلثب��ات مقدمة على شهادة النفي، والواقعة موضوع ال��نزاع هي القس��مة ال��تي وقع الدفع بها لرد دعوى الشفعة، وليست الشفعة التي ال نزاع فيها بين

. كم�ا ج�اء21الطرفين، في الحكم الشرعي الذي يرتبه على حالة الشياع في حكم مجلس االستئناف الشرعي األعلى، أن ت��رجيح البين��ة العدلي��ة على اللفيفية ال يعمل به إذا كانت اللفيفية مثبتة والعدلي��ة نافي��ة، إذ من المعلوم أن المثبت مقدم على النافي من غير نظر لمزيد عدالة، وألن��ه ال تعارض في الحقيقة بين تينك اللفيفية والعدلية إلمكان الجمع بينهم��ا،

لقول خليل:

وإن أمكان الجمع بين البينتين جمع.

رقم 20 عن 8/5/85بتاريخ 110قرار عدد 72015ملف األعلى قضاء 37/38مجلةرقم - 21 رقم 5/6/1985بتاريخ 1392قرار مدني عدد 719/84ملف األعلى المجلس قضاء مجلة

39.

Page 17: أسباب الترجيح بين الحجج

17

فإن قول العدلية ال تعلم للهالك عاصبا سوى بيت المال، ال يقتضي عدم وج��ود عاص��ب النس��ب، ألن��ه يفي��د نفي العلم بوج��وده، ال نفي وج��وده،

.22لمزيد علمها ،وحيث أمكن الجمع بينهما، فال محل للترجيح أصال

عدد 22 عدد 1943مارس 13بتاريخ 47حكم الشرعي 3516قضية االستئناف مجلس أحكامص سابق، ،مرجع .338األعلى

Page 18: أسباب الترجيح بين الحجج

18

خاتمة :

إن المعرف��ة بأس��باب ال��ترجيح بين الحجج تش��كل البوص��لة ال��تي يسترشد بها القاضي عند فص��له في الحق��وق وإدالء ك��ل ط��رف بحج��ة تنسب الح�ق إلي�ه وفي غي�اب العلم به�ا يخب�ط القاض�ي خب�ط عش�واء ويتأرجح بين حجة هذا وبينة ذاك ال يعلم ما يقدم وال ما يؤخر ويستعصي عليه أي من الحجتين هي األولى بالتطبيق وأي منها ت��وجب اإلبع��اد وان دراستنا حاولت مالمس��ة بعض تل��ك القواع��د دون اإلحاط��ة به��ا لكثره��ا

ونشير في الختام إلى بعضها والتي لم تتناوله الدراسة وهي:

-شهادة التجريح تقدم على شهادة التعديل.

-شهادة الضرر تقدم على عدم الضرر.

-النقل عن االستصعاب.

-تقدم بينة األصالة على الفرعية.

-بينة اإلكراه مقدمة على بينة الطوع.

-بينة الصحة مقدمة على بينة المرض.

-بينة السفه مقدمة على بينة الرشد.

-بينة اليسر مقدمة على بينة العدم.

-البينة بالمعرفة أولى من البينة بالتعريف أو الوصف.

Page 19: أسباب الترجيح بين الحجج

19

الئحة المراجع

الكتب:

إدريس العل��وي العب��دالوي، وس��ائل اإلثب��ات في التش��ريع الم��دني .1977المغربي. مطبعة فضالة. المحمدية. الطبعة األولى.

المعطي الحجبوجي، القواعد الموضوعية والشكلية لإلثبات وأس��باب الترجيح بين الحجج ،مطبعة النجاح الجديدة. الدار البيضاء.

،خال��د م��داوي. في بعض مب��ادئ الفق��ه اإلس��المي المنظم��ة للعق��ار مطبعة ومكتبة الشباب،الرباط.

،أبو الشتاء الغازي الحس�يني، الت�دريب على تحري�ر الوث�ائق العدلي�ة .1964مطبعة األمنية الرباط،الطبعة األولى

.عبد الرزاق احمد السنهوري. الوسيط في شرح القانون الم��دني، ج دار إحياء التراث العربي بيروت.2

عب��د الوه��اب خالف. علم أص��ول الفق��ه. دار القلم الطبع��ة الحادي��ة .1977عشر

المجالت:

مجلد األحكام الص��ادرة عن مجلس االس��تئناف الش��رعي األعلى في المادة العقارية وفي مادة األحوال الشخصية. المجلد الثامن. مطبعة

ادكل. الرباط. 38-37 -28-55-53/54 -39مجلد قضاء المجلس األعلى،أعداد- 1991-1983قضاء المجلس األعلى، الجزء الثاني، المادة المدنية 2000 سنة 7النشرة اإلخبارية للمجلس األعلى عدد.

Page 20: أسباب الترجيح بين الحجج

20

المقدمة......................................................................1

المبحث األول: أس,,,,,,,,,,,,,,,,باب ال,,,,,,,,,,,,,,,,ترجيح5الشكلية......................................

المطلب األول: من حيث5التاريخ.............................................

الفقرة األولى: البين,,ة المؤرخ,,ة تق,,دم على العاري,,ة5من التاريخ.................

الفق,,,,,,,,,,,,,,,رة الثاني,,,,,,,,,,,,,,,ة: ق,,,,,,,,,,,,,,,دم7التاريخ..................................................

المطلب الث,,,,,,,,,,,,,,اني: من حيث العدال,,,,,,,,,,,,,,ة9والعدد......................................

الفق,,,,رة األولى: س,,,,بب ال,,,,ترجيح اس,,,,تنادا إلى9العدالة............................

الفق,,رة الث,,اني:معي,,ار الع,,دد عن,,د التس,,اوي في10العدالة..........................

المبحث الث,,,,,,,,,,اني: أس,,,,,,,,,,باب ال,,,,,,,,,,ترجيح11الموضوعية................................

المطلب األول: س,,,,,,,,,,بب ال,,,,,,,,,,ترجيح من حيث11التملك..............................

الفق,,,,,,رة األولى: س,,,,,,بب التمل,,,,,,ك أو أص,,,,,,ل11المدخل................................

الفقرة الثانية:بينة الملك أرجح من بينة الحوز والحيازة بشروطها مرجحة على بينة

الملك............................................................13

المطلب الث,,,,اني: من حيث التفص,,,,يل واإلثب,,,,ات17والنفي.........................

الفق,,,,رة األولى: ت,,,,رجيح البين,,,,ة المفص,,,,لة على17المجملة........................

الفق,,,رة الثاني,,,ة: البين,,,ة المثبت,,,ة مرجح,,,ة على18النافية..........................

الخاتمة.......................................................

Page 21: أسباب الترجيح بين الحجج

21

.............20 الئح,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,ةالمراجع.......................................................

......21الفهرس......................................................

.............22الفهرس