طفلك؟دب ؤتكيف سيطمة ات بم س خطوم يف خم

جويس ديفيناي

العربية إىلنقله

حممد سعيد دباس/ د

©حقوق النشر األلكتروني محفوظة انترناشيونال هوم أف أيديز انكوربوريتد

كيف تؤدب طفلك؟

2

0220النشر األلكتروني

©حقوق النشر األلكتروني محفوظة

انترناشيونال هوم أف أيديز انكوربوريتد

2102سجلت حقوق نشر هذا الكتاب أليكرتونيا عام

أمريكا-يف شيكاغو

يا وماليا وجزائيانملؤلف كافة املسؤليات اخلاصة بامللكية الفكرية قانويتحمل ا

يف بلدهوحسب األصول املعمول بها عاملية

الناشر ومزودي اخلدمات ال يتحملون أية مسئوليات قانونية أو قانونية أو جزائية

ز نشر أو اقتباس أي جزء من هذا الكتاب، أو اختزان مادته بطريقة االسرتجاع أو نقله ال جيو

على أي وجه إلكرتوني أو ميكانيكي، أو بالتسجيل الصوتي أو املرئي، أو بغري ذلك من

الوسائل األلكرتونية دون احلصول على إذن خطي من الناشر

International Home of Ideas, Inc. Literary Agency – Middle East

9923 S Ridgeland Ave.STE 209 Chicago Ridge, IL.60415 USA

Email: Info@judymedia.com

Website: www.judymedia.com

كيف تؤدب طفلك؟

3

مقدمة املرتجم

واكتشف ، كثريا يف العقود الثالثة األخرية (الرتبية التقليدية)لقد تطور مفهوم

، والعلوم، يف جمال الفضاءخطوات عمالقة اإلنسان اكتشافات هائلة، وخطا

.والتقنية، واإلعالم، واالقتصاد

وقد تعددت املؤثرات التي ترتك بصامهتا الواضحة عىل الرتبية الفردية، فمن

الوالدين، واألشقاء والشقيقات يف البيت الواحد، ومن العائلة، واألعراف

واملدرسة، والتقاليد، والرتاث التارخيي، والدين، واملوروثات الشعبية األصيلة،

نطاق اإلعالم الواسع : إىلالقرآن الكريم ق لم اإلدارة، واملعلم، واملريب، وح و

ئناهتا وشائناهتا، واالنفتاح املسموع واملرئي واملكتوب، وعرص تقنية اإلنرتنت بزا

العامل اخلرير وغريه، واالطالع عىل ثقافات الشعوب واألمم األخرى عىل

األبوين ومستوامها االقتصادي وبقدر متفاوت حسب ثقافة بمستويات خمتلفة

.واالجتامعي

ونحن نود أن نكون فاعلني مؤثرين، ، وكان ال بد من التأثر، وال بد من التأثري

احلكمة ضالة املؤمن أنى وجدها التقطها، أو أنى وجدها )ونحن نعتقد كذلك أن

.(فهو أحق هبا

يف طريقته، غريب يف ر يف موضوعه، مبتكم غني (العبيكان)والكتاب الذي تقدمه

، تربوية ه، فيه أفكار ثرية، وطرق ، عريب يف لغتأسلوبه إن مبتكرة، كثري منها نافع

كيف تؤدب طفلك؟

4

املشكالت، يف جمال تربية األطفال واملراهقني الذين يواجهون بعض شاء اهلل

كام أن الكتاب يربط ، السلوكية املبكرة، قبل أن تستفحل ويستفحل معها الرش

ك أولئإن السمع والبرص والفؤاد كل ): دماغ، وصدق ربناالسلوك باملشاعر وال

، وهذا الربط الدقيق يدل عىل وجوب اهتاممنا بمشاعر أطفالنا (كان عنه مسؤوال

وجعلهم يدركون أن تقديرنا هلم هو عامل إجيايب يعزز السلوك السليم وتعلم

نافعني يف األخالق الفاضلة واملبادئ اهلامة السليمة يف احلياة ليكونوا أعضاء

.املجتمع، وهذا ما نريده هلم بدافع حبنا هلم وسعادتنا هبم

يل، وإنني أشكر للعبيكان اختيارها هذا املوضوع لرتمجته، كام أشكر هلا اختيارها

وثقتها بطلبها مني شخصيا أن أقدم حماولة جادة يف تعريبه وتقديمه بلغة سهلة

دارين، وتقديم مادة مفيدة للمربني مبسطة واضحة للقراء أبتغي فيه األجر يف ال

.واآلباء والعاملني يف جمال اإلدارة والرتبية بشكل عام

وإنني أهيب بكافة إخواننا وأساتذتنا قراء هذا الكتاب أن ال يبخلوا علينا بدعوة

صاحلة يف ظهر الغيب، وأن يقدموا لنا النصح فيام قرصنا فيه، ويغفروا لنا ما وقعنا

بمن ترجم؟ كم ، ومن ألف فقد استهدف، فام بال م لم فيه من زلة قم

أسأل اهلل أن يوفقنا مجيعا ملا فيه خري أبناء جمتمعنا وصالحه، وآمل أن يكون هذا

.الكتاب لبنة يف الرصح الرتبوي احلديث لنفع أبناء أمتنا

الدكتور حممد سعيد دباس والسالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته،،،

استشاري تعريب وتدريب

كيف تؤدب طفلك؟

5

املؤلف مقدمة

ال واملراهقون أن جيلبوا الكثري من السعادة يمكن، بل ويستطيع، األطف

وال شك أهنم متعة خاصة عندما يكونون سعداء، ، حلياة الكبار الذين حييطون هبم

ويبدو أهنم عادة سعداء، وترصفاهتم سليمة أساسا عندما ، وذوي سلوك جيد

، والعطف، واالحرتام، والضبط اجليد ن إال أننا نشعر أحيانا أ، يشعرون باحلبر

ضبط سلوك األطفال واملراهقني قد يكون واحدا من أصعب األمور واألعامل

وقد تكون أمور تعليمهم كيف جييبون عىل أسئلة الكبار ، حتقيقا عىل وجه األرض

وتوجيهاهتم باحرتام، وكيف يضبطون سلوكهم وترصفاهتم اخلاصة، وكيف

م الواجبات واملسؤوليات خيتارون املفيد والنافع هلم، قد تكون هذه األمور من أه

تكون من أكرب التحديات قد التي يقوم هبا ويتحمل أعباءها وينهض هبا الكبار، و

، وأهم الواجبات هلم

هناك خس خطوات بسيطة يمكن أن تقدم أسلوبا غري :التأديب الفعال

مألوف وال واسع االنتشار، إال أنه قد يكون فعاال جدا ملساعدة األطفال عىل

وتدور ، م األمور التي جيب أن يتعلموها ليكونوا ناجحني وسعداء يف حياهتمتعل

وجدت هذه إنام، إذ أن التأديب هذه اخلطوات اخلمسة البسيطة حول موضوع

إال أن هناك مشكلة ، (التعليم)لتعلرم، بل إن معناها األسايس يف احلقيقة هو

؛ال حتقق النتائج املرجوة منهاوهي أهنا غالبا ما ها،تواجهنا أثناء التعامل مع

وسنبني من خالل ، مفروضة (عقوبة)هنا غالبا ما يساء فهمها عىل أهنا ألوذلك

كيف تؤدب طفلك؟

6

، للتأديب الفعالليست عىل اإلطالق مماثلة (العقوبة)مناقشتنا يف هذا الكتاب أن

.وليست كذلك بديال عنه

؛(التأديب)و (وبةالعق)ومن األخطاء العامة الشائعة بني الناس اخللط بني

جعل األطفال يندمون، ويتأسفون عىل ترصفهم اليسء، بينام إىلفالعقوبة هتدف

واملحاكمة (ضبط النفس)م األطفال كيفية تطوير واستخدام تعلي (التأديب)عني ي

، العقلية السليمة، وذلك بتعليمهم املهارات الالزمة واألساسية لتحصيل ذلك

بة تبنى أساسا عىل االعتقاد بأنه إذا تأمل األطفال ومن ناحية أخرى، فإن العقو

ونحن نفرتض أنه إذا ، بسبب أخطائهم فإهنم لن يعيدوا األخطاء ذاهتا مرة ثانية

ر مرتني قبل أن يفعل العمل ندفع اإلنسان ثم غلطته التي ارتكبها فإنه سيفكر

فة األعامل أن نفرتض أيضا أن كا إىلكام أننا نميل ، اخلاطئ ذاته مرة أخرى

ونحن نعتقد كذلك أن كل واحد منا، بام يف ، (التفكري)السلوكية هي ناجتة عن

، ام يفعل، قبل أن نفعله، وأثناء الفعل، وبعد الفعل أيضا بذلك األطفال، يفكر

.وليس هذا أمرا صحيحا بالرضورة

فكري إنام يصدر عن املشاعر بدال من الت إن قدرا كبريا من السلوك اإلنساين

وسيتسبب هذا يف مشكلة حقيقية عندما نعاقب األطفال عىل ، والعمل الفكري

:ثة أمور للعقوبة كي تغري السلوكوال بد من توفر ثال، أخطائهم التي يرتكبوهنا

التي تدفعه خلرق القواعد للمشاعرال بد أن يكون الشخص مدركا :أوال

، وعدم املباالة هبا

كيف تؤدب طفلك؟

7

بام سيقوم به من عمل، وما قادرا عىل التفكريخص جيب أن يكون الش :ثانيا

.هي النتيجة التي ستحدث جراء قيامه هبذا العمل

وهو األهم، جيب أن يكون الشخص قادرا عىل معرفة كيفية منع نفسه :ثالثا

.فقط مشاعرهمن الترصف بناء عىل

تيب، فإذا مل يكن الشخص قادرا عىل حتقيق هذه األمور الثالثة، وهبذا الرت

.فمن غري املحتمل أن يكون للعقوبة أي أثر فعال عىل مثل هذا الشخص

من احلوادث الذي جيري يف وال هيتم كثري من الكبار هبذا التسلسل البسيط

ويتمكن هذه األمور الثالثة بشكل تلقائي، لقد تعلموا كيف يعاجلون الدماغ،

، حلوادث برسعة كبريةدماغ الشخص البالغ من املرور خالل هذه السلسلة من ا

ويمكن أن نرضب مثاال عىل هذه احلالة االستيقاظ يف الصباح الباكر، وذلك

بأن يسكتم رننيم (الشعور)عندما يرن جرس املنبره ويشعر أحدنا برغبة جاحمة

املنبره ويغط يف نوم عميق من شدة النعاس والتعب، واللذة باالستمتاع بدفء

ر)ا خافتا يعتلج يف الرأس إال أن صوت .الرسير وينشط للعمل، فيبدأ (الدماغ املفكر

كاحلسم من الراتب، أو ربام التوبيخ أو ، ..املرء بحساب نتائج التغيب عن العمل

، الترسيح من العمل، وعدم التمكن من سداد قسط البيت أو السيارة، وهكذا

ماذا يفعل، ينهض ءروستجري يف الذهن حماورة ذاتية قصرية، وقبل أن يدرك امل

، ويميض .عمله إىلمن الفراش، ويستحم

كيف تؤدب طفلك؟

8

بدو غري تآنفا اي أرشنا إليهالتالعمل -التفكري –املشاعر إن سلسلة أحداث

وضعية إىل املشاعرتطلب أن ينتقل الدماغ من وضعية ت اجدا، إال أهن ة معقد

سلة من األحداث وإن هذه السل، بطريقة رسيعة العملوضعية إىلومنها التفكري،

ال حتدث عادة عند األطفال واملراهقني، وذلك ألن دماغهم مل يتطور تطورا كامال

كام أهنم مل يتعلموا بعد املهارات الرضورية حتى يعلموا كيف يقنعون ، بعد

أنفسهم بعمل اليشء الصحيح والسليم يف الوقت املناسب، بل إهنم يستمرون

.غبة بالقيام به يف تلك اللحظةبر يشعرونبالقيام بالعمل الذي

سينتج عن هذا العمل، –التفكري -املشاعروعندما ختتلط سلسلة أحداث

التوجيه، ينتج عن املشاعروعندما تتوىل ، أمر التوجيه والقيادةاملشاعر أن تتوىل

التحكم بل إن هناك بعض البالغني الذين مل يستطيعوا بعد ، ..(عمل فوري)هذا

وقد ، بأعامهلم الناجتة عن املشاعر املبارشة متحكال يةكيفط ضببمشاعرهم، و

-املشاعرنتعرض مجيعا الضطراب يف تسلسل أحداث هذا التسلسل املنطقي

وليس بناء عىل مشاعرناما بني فرتة وأخرى، فنعمل بناء عىل العمل -التفكري

با ما يكون وأما األطفال فغال، مهاراتنا الفكرية وحماكمتنا وتفكرينا باألمور

إىل، وهذا ما يقود البالغني العمل -املشاعرتسلسل أحداث العمل لدهيم بناء عىل

، (؟عندما طلبت منك القيام بالعمل بامذا كنت تفكر): (السؤال األزيل)توجيه

زعج الكبار يف مثل هذه ـوين.(!ال أدري): واإلجابة عىل هذا السؤال عادة هي

واألطفال، ال يان واملراهقني، بام يف ذلك الفتاحلالة، وال يصدقون أن أي شخص

كيف تؤدب طفلك؟

9

فام الذي يسبب حدوث هذه احلالة من ، يدرون ماذا يفكرون أو ماذا يعملون

.نزعاج؟ ويكمن اجلواب يف طريقة تنظيم الدماغاال

أجزاء أو إىلفالدماغ مقسم ،عمل الدماغ إن الرس يكمن يف طريقة

ددة خاصة به وعمل حمدد يقوم فصوص، ولكل جزء من أجزاء الدماغ وظيفة حم

أو العواطف، خيتلف باملشاعروإن جزء الدماغ الذي يمكننا من اإلحساس ، به

وإن القدرة عىل التفكري باألمور التي يمكن ،التفكريعن اجلزء الذي يمكننا من

تتطلب أن يتواصل معا كل من اجلزء الذي يمكننا ( النتائج)أن حتدث يف املستقبل

وقد خيرج أحيانا ف واجلزء الذي يمكننا من التفكري،بالعواط من اإلحساس

حددة له وينحرف عن املسار التواصل بني هذين اجلزأين من الدماغ عن السكة امل

،وغالبا ما حيدث هذا االنحراف يف املسار لدى األطفال واملراهقني الصحيح،

وكلام نام ، (فسهمإلنقاذ هؤالء الشباب من أن)وجيب عىل الكبار عندئذ التدخل

األطفال وتطورت ملكاهتم وإمكاناهتم الفكرية والعاطفية والعقلية تقوم أدمغتهم

بإجراء املزيد واملزيد من الرحالت والتواصل بني أجزاء الدماغ املتعلقة

بالعواطف واملشاعر والتفكري، وبالتايل يصبحون أقدر عىل تقييم النتائج التي تنتج

وتتطور يف النهاية املسارات العصبية وتقل ، وسلوكهم عن أعامهلم وترصفاهتم

.فعل مبارش عىل ترصفات اآلخرين تدرجييا األعامل التي حتدث كردر

ويمكن أن تتدخل أمور عديدة يف موضوع تطور هذه املسارات العصبية

وقد تنشأ هذه ، يف انفالت سلوك الطفل وعدم انضباطه وتقيده وتتسبب

كيف تؤدب طفلك؟

01

من ظروف معينة يف حياة الطفل، بينام تكون يف أحيان أخرى التدخالت أحيانا

ناجتة عن خلل يف عمل بعض العنارص الكيميائية العصبية، ويف أغلب احلاالت،

تكون نتيجة لإلرشاف غري املناسب والتدريب غري الكايف حيث ال يتلقى الطفل

وعندما ، يهاالطريقة املناسبة لالطالع عىل سلوكه وترصفاته اخلاصة واحلكم عل

يرتك احلبل عىل الغارب لألطفال، ويرتكون ألوقات طويلة يترصفون كام حيلو هلم

وبطريقتهم اخلاصة، وعندما ال يتعلم الطفل طريقة السلوك والترصف املناسبتني،

تطور أيضا القدرة عىل االنتقال تفلن تتطور أدمغتهم بالشكل املناسب، ولن

.بالشكل املناسب والسليم هلم العمل -لتفكري ا -املشاعرخالل مراحل أحداث

كيف تؤدب طفلك؟

00

(العمل –التفكري -املشاعر)سلسلة أحداث

يف العمل -التفكري -املشاعراألطفال عىل تطوير سلسلة أحداث د ساع

كام أن ،ونالحظ أن العقوبة فقط لن يكون هلا األثر أو الفاعلية ذاهتا، أدمغتهم

أخرى، ولفرتة قصرية إىلأثر إجيايب من فرتة العقوبة تسبب األمل، وقد يكون هلا

يف العمل -التفكري -املشاعرإال أهنا ال تضمن حدوث سلسلة أحداث ، فقط

وسنجد ، الدماغ عندما يمر الطفل أو املراهق بسلسلة األحداث ذاهتا يف املستقبل

هنا أن عملية اخلطوات اخلمسة البسيطة التي سنتحدث عنها هنا ستوفر البديل

وإن توجيه انتباه األطفال واملراهقني بشكل مستمر ، فعال للعقوبة وحدهاال

ستعلم األطفال كيف يمكنهم أن العمل -التفكري -املشاعرلسلسلة أحداث

وبالتايل، ، يامرسوا هذه الطريقة بأنفسهم وألنفسهم يف احلاالت التي متر هبم

ي حيتاجونه الذ سيصبحون بدورهم قادرين عىل تطوير مستوى ضبط النفس

علم األطفال واملراهقني كيف يمكنهم أن ي التأديبوإن للنجاح يف حياهتم،

يفكروا بالنتائج التي سيؤول إليها األمر، وما هي البدائل من اخليارات املتاحة هلم

د أن يفعلوا شيئا ما خمالفا للقواع امها عندما يشعرون بأنه جيب عليهمالستخد

-التفكري -املشاعرم أن يمروا بمراحل سلسلة أحداث فال بد هل العامة للسلوك،

أن يقوموا بعمل ما، قبل اأن يتمكنوا من تطبيقه إىلمرارا، وبشكل متكرر العمل

.القيام بذلك العمل بعدبدال من تطبيقه

كيف تؤدب طفلك؟

02

اخلطوات اخلمسة البسيطة

إن هذه اخلطوات اخلمسة هي اسرتاتيجيات تواصل وإرادة بسيطة تساعد

، وهي أيضا العمل –التفكري -املشاعرعىل تطوير تسلسل أحداث األطفال

وذلك بتعزيز تسلسل ،تساعد عىل تطوير مهارات التفكري وضبط النفس

وسيساعدهم هذا عىل تنفيذ العمل بشكل مناسب ، األحداث املناسب للدماغ

وإنني أعتقد أنك ال حمالة ، حتى وإن كانوا يرغبون بالقيام بعمل غري مناسب

وذلك إذا ركزتم عىل ،تلحظ تغريا إجيابيا حتى عىل السلوك األكثر صعوبةس

.اسرتاتيجيات هذه اخلطوات اخلمسة البسيطة

هنا ال تعني ( البساطة)أن إىل –عزيزي القارئ –وجيب أن تنتبه

، إذ أن بعض هذه االسرتاتيجيات ستتطلب التزاما صادقا وأصيال (السهولة)

طبيعية (عادة)أن تصبح إىلكام جيب التدرب عليها ، ستمراريةبمبدأ الثبات واال

وإن املحافظة عىل مبدأي الثبات واالستمرارية ليس ، لكل من الطفل والبالغ معا

أمرا سهال دائام، إذ أن هذا التسلسل قد يضطرب حتى يف أذهان الكبار أحيانا

مما نعرف أنه الترصف وذلك عندما نترصف بناء عىل مشاعرنا وعواطفنا بدال

وإن إدراك هذه اخلطوات اخلمسة البسيطة سيساعد ، األفضل يف مثل تلك احلالة

املرء عىل ضبط املشاعر ومنعها من التسبب بإصدار ردود أفعال تتسبب بإحداث

املرء كيف يعلرم أطفاله طريقة الترصف يعلرم وإن هذا ، نتائج خاطئة عىل اآلخرين

.تى عندما تفشل العقوبة يف حتقيق ذلكوالسلوك الصحيحتني ح

كيف تؤدب طفلك؟

03

وإن اخلطوات اخلمسة البسيطة لإلرادة الفعالة ستساعدك عىل فهم سبب

معاقبة األطفال عىل ترصفاهتم غري املقبولة واستمرارهم يف فعل األمور ذاهتا التي

كام ستساعدك هذه اخلطوات عىل ، يف املرات السابقة املشكالتأوقعتهم يف

التأديب وضعية إىليق وضعية العقوبة غري الفعالة واالنتقال التحول من تطب

وال شك أن أفضل طريقة لتعليم احرتام القواعد وضبط النفس هو أن ، الفعال

جيعل اإلنسان من نفسه القدوة احلسنة الصاحلة التي حترتم هذه املبادئ وتطبقها

.وتلتزم هبا أمام األطفال

سيشعر - دون ريب - سرتاتيجيات فإنهوإذا التزم املرء بمامرسة هذه اال

بالرىض واالطمئنان والراحة، وسيكون مثل معلم للصف األول االبتدائي طلب

من أحد تالميذه مرة أن يفكر بالترصف الذي تسبب له يف مشكلة، وكتب املعلم

عىل اجلدار بحيث يتذكر الطالب دائام كيف العمل -التفكري -املشاعركلامت

مور عىل ترصفاهتم وسلوكهم، وأنه جيب عليهم أن يفكروا تنعكس هذه األ

اختاذ القرارات السليمة واملوفقة إىلبالنتائج وتسلسل األحداث الذي يؤدي

أن يفكر بام ،ثم طلب املعلم من التلميذ الصغري بعد حادثة غري سعيدة له، الصائبة

-املشاعر)ار ووقف التلميذ الصغري أمام العبارة املكتوبة عىل اجلد، حدث له

وتأملها كثريا، وظهرت للتور عىل وجهه عالمات الدهشة (العمل –التفكري

ومتالك املعلم ،(التفكري)سبق (العمل)أظن أن : املعلم وقال إىلواحلرية، ثم نظر

أعتقد أن هذا هو ما حدث ): نفسه من الضحك، وأجاب التلميذ الصغري قائال

كيف تؤدب طفلك؟

04

، وبدأ ( املرات القادمة إذا مررت بمثل هذه املشاعر؟واآلن، ماذا ستفعل يف، متاما

وقد شعر هذا املعلم بسعادة غامرة، ورىض تام عام رآه النقاش من تلك النقطة،

وذلك ألنه رأى هذا الطفل الصغري يقفز قفزة عمالقة يف ؛من التلميذ الصغري

اته لقد بدأ هذا الطفل إدراك ترصف ،االجتاه الصحيح عىل طريق ضبط النفس

، وهذا أمر يف منتهى (العمل)بالعمل قبل تنفيذ (التفكري)والتعرف عىل رضورة

.اخلطورة واألمهية

إن تعليم الطريقة السليمة لضبط النفس لألطفال الذين يترصفون بناء عىل

وجيب أن تكون ، مشاعرهم وبدافع من عواطفهم فقط جيب أن يتم عىل مراحل

وإن هذه املرحلة هي بداية تعلم ، إدراك الذاتاملرحلة األوىل هي مرحلة تعليم

وهي أيضا ، دائام (العقوبة)اإلرادة اجليدة، وال تتطلب هذه املرحلة استخدام

إال أننا إذا مل نقم بتعليم هذه املهارة اهلامة جدا ألطفالنا فإننا ، عملية سهلة دائام

أو عقوبتهم سنجد أن معظم املحاوالت التي نتخذها مع األطفال لتأديبهم

.وسنكتشف أهنا غري مثمرة بتاتا ت فشلها وعدم جدواها عىل اإلطالق، ستثب

هو أمر أسايس جدا للنجاح يف ليم الطفل إدراك ذاته، وضبط نفسه، إن تع

معظم جماالت احلياة املستقبلية، إال أن عملية التعليم هذه قد تكون واحدة من

التي سيحصل هذه احلياة، بيد أن اجلوائز أكرب التحديات التي يواجهها املعلم يف

ستكون كثرية ال حرص هلا، بعون كل من املعلم واملتعلم، : عليها األطراف مجيعا

.اهلل وتوفيقه

كيف تؤدب طفلك؟

05

ر باملشاعر : اخلطوة األوىل فك

يطلب من الكبار دائام تعليم األطفال واملراهقني كيف يفكرون

حديات األساسية بطريقة واضحة وحكيمة، وهذا هو أحد الت

وغالبا ما يتم الرتكيز األكرب عىل ، التي تواجههم يف احلياة دائام

هي األخرى جزء هام جدا، (املشاعر)إال أن ، فقط (التفكري)

بل أسايس، ونجد له دورا أساسيا يف عملية اختاذ القرار اجليد

وغالبا ما نالحظ لدى األطفال واملراهقني كيف ، واملناسب

، عىل عملية التفكري (املشاعر والعواطف)مراكز تتغلب

من إدراك كيف د ولفهم سلوك كل من األطفال واملراهقني الب

حتدث هذه العملية بحيث يمكننا أن نعلمها لألطفال واملراهقني

وإن األساليب التي ، الذين نرعاهم ونربيهم وهنتم بأمورهم

ىل الطرق سنناقشها ونعرضها هنا ستساعدهم عىل التعرف ع

ن، بعون التي تتغلب فيها املشاعر عىل التفكري، إذ أن هذا سيحس

، اهلل، قدرتم عىل التفكري بوضوح وبشكل حكيم ومناسب

وسنناقش يف هذا الفصل بعض الطرق التي يمكن أن نعلمها

لألطفال واملراهقني لتساعدهم يف اختاذ القرارات احلكيمة

كيف تؤدب طفلك؟

06

من ( املشاعر)خالل فهم جزئية ؛ وذلك من واملناسبة اجليدة

.العمل –التفكري -عملية املشاعر

ويركز معظم الكبار عىل إفهام األطفال أهنم ، إن املشاعر هي التي تقود السلوك

، أكثر األحيانالسلوكية يف املشكالتغالبا ما ال يرون أن املشاعر هي التي تسبق

جارة وحتديا بعضهام من يرمي فعىل سبيل املثال، إذا بدأ طفالن يلعبان برمي احل

ويبدو يف ،حجره مسافة أبعد من اآلخر، وهذا أمر يستمتع به األطفال الصغار

، البداية أهنام مدركان متاما ملا حييط هبام وحريصان أين تقع احلجارة التي يرموهنا

وقبل أن ينتبها ملا يفعالن، وبعد أن حتمى املنافسة، وتشتد اإلثارة واحلامس للعب

ينهام، يقع حجر فجأة عىل نافذة أحد اجلريان بطريقة مل يتوقعاها، وينكرس زجاج ب

وحيقق اآلباء الغاضبون مع الطفلني بعد قليل، ويدعي األوالد أهنم ال ، النافذة

ويبدو الوالدان ، يعرفون كيف وقعت احلادثة، وكيف انكرس زجاج نافذة اجلار

الد يعرفون أنه ال حيق هلم رمي زعجني ألهنم متأكدون أن األوـغاضبني ومن

واحلق أن األوالد يعرفون ذلك متاما، إال أهنم ، احلجارة عىل النوافذ وكرسها

انساقوا وراء عواطفهم ومحاسهم أثناء املنافسة والشعور بنشوة نرص الفوز،

تغلبت املشاعر وهنا نالحظ أن ، وبالتايل فقد نسيا، بطريقة أو بأخرى، ماذا يعرفان

.وهذا ما أمىل عليهم الترصف بالطريقة التي ترصفا هبا ،فكريالتعىل

وال شك أن كل والد أو معلم لديه العديد من مثل هذه األمثلة، ويود

مور، وأهنم إذا علرموا الكبار أن يعتقدوا بأنه إذا تعلم األطفال أمرا من األ

كيف تؤدب طفلك؟

07

ولقد ، لكفإهنم سيتذكرون ذلك عىل الدوام، وسيترصفون بناء عىل ذ الصواب

أربكت حوادث ترصفات األطفال غري املقبولة كثريا من البالغني من اآلباء

وذلك ألهنم كانوا واثقني ومتأكدين أن أطفاهلم يعرفون الصوابم من ؛وغريهم

يف مثل تلك نيواستنتج أمثال هؤالء البالغ، اخلطأ، وأن عليهم أن يتجنبوا اخلطأ

ان وخمالفة عن قصد من األطفال، وبالتايل األحوال أن ذلك السلوك إنام هو عصي

وال غرو أن هذا االفرتاض هو غالبا افرتاض ، فإن هذا السلوك يستحق العقوبة

خاطئ، فالزجاج املكسور مل يك نتيجة عصيان مقصود لألوامر، بل كان نتيجة

فمت أصحاهبا قليال عن املسار السليم الصحيح مشاعر رم وقد أصبح تسلسل ، جم

–العمل -املشاعر: عىل النحو التايل العمل -التفكري -املشاعروادث املعروف احل .التفكري

غالبا ما وهلذا السبب بالذات ا باحلاجات؛ترتبط املشاعر ارتباطا وطيد

التميز عن إىلالربح، وبحاجة إىلفاملرء بحاجة ؛التفكريتتغلب املشاعر عىل

وإن هذه ، يربهن عىل أنه هو األفضل وبأن يكون األفضل، أو أن ،اآلخرين

، أعىل مستويات النجاح إىلاحلاجات قوية وجاحمة جدا، ويمكن أن تدفع الناس

د حت أعامل ال إىلويبدو أحيانا أن هذه احلاجات ذاهتا يمكن أن تدفع صغار السنر مم

إىلجارة عقباها، كام الحظنا يف مثال كرس نافذة اجلريان بسبب املنافسة يف رمي احل

اعر التي وليست املشكلة يف احلاجة ذاهتا، بل وليست أيضا يف املش، مسافة أبعد

كها بل ألن معظم الصغار مل يتعلموا بعد املهارات الالزمة ؛يمكن أن تثريها وحترر

كيف تؤدب طفلك؟

08

، وينطبق هذا بشكل صحيح عندما تكون املشاعر التفكري إىل املشاعرلالنتقال من

عندما باملشاعرمن املهم جدا أن يفكر الكبار فب بالذات، وهلذا السب ،قوية جدا

.يؤدبون األطفال

وإذا استطعنا أن نأخذ بعني االعتبار سلوك الطفل ضمن نطاق مشاعره،

فيمكننا أن نرى بشكل أرسع وأوضح رضورة تركيز عملية التأديب عىل العالقة

التفكريم قيمة عملية فالطفل يعل ، لدى الطفل املعاقمباملشاعر والتفكري بني

بالنتائج، بل ويعلم أيضا االستمرار يف املحافظة عىل عملية التفكري حتى عندما

كام جيب أن يعلم الطفل أنه إذا ، ألمر ما ه تتغلب عواطفه ومشاعره ويزداد محاس

ز عىل ومهام كانت النتائج، فإنه قد ال يدرك أين الفوز مهام كان الثمن مشاعررك

ولدى مناقشة مثل هذا األمر مع الطفل ، د أعامله، وأين تبدأ حقوق اآلخرينحدو

ضمن خطة حتدد للطفل ماذا جيب أن يفعله عندما يريد أن املشاعر جيب أن توضع

وستكون اخلطوة األخرية يف ، مسافة أبعد مثال إىلينافس زميله يف رمي احلجارة

للطفل املتسبب بكرس نافذة اجلريان، هذه اخلطة طبعا نوع من الثمن أو الغرامة

، وهو أن يعتذر منهم اعتذارا الئقا

إن التأديب، يف هذا املثال، هو تعليم الطفل كيف يفكر باألحداث التي

ل رمي احلجارة عىل قب يفكروااحلادث، وليس ما جيب عىل األطفال أن إىلأدت

يقا جدا، ولكن جيب أن نفكر وقد يبدو هذا التمييز خطا فاصال دق نافذة اجلريان،

كيف تؤدب طفلك؟

09

بطبيعة العالقة والتعامل بني الصغري والكبري إذا انصب االهتامم والرتكيز عىل

.وضعية العقوبة مبارشة

سلوك الطفل يف كرس زجاج نافذة اجلريان يف املثال السابق إىلوإذا نظرنا

إىلموجهة ، فستكون حمارضة الوالدين (اإلرصارعصيان إرادي مع سبق )عىل أنه

، بل إن بعض اآلباء يفكرون برضورة تأديب (الالمباالة)و (انعدام التفكري)

فإذا ، الطفل برضبه، وأن هذه العقوبة ليست خارجة عن نطاق التأديب السليم

وحيتمل أن يعلمه ، سلمنا بوضعية العقوبة، فال بد أن يتحمل الطفل نتيجة خطئه

، ، كيف يتجنب مثل هذه املشكلة يف املرة القادمةهذا، كام حيتممل أال يعلمه أيضا

إنني ): األب أو األمولعل هذا األسلوب هو أحد األسباب التي تؤدي أن يقول

، وهذا يعني أن املرة الواحدة (!إذا قلت لك مرة واحدة فكأنني قلت لك ألف مرة

مألوفا لدى تكفي لتعليم الطفل قواعد السلوك السليمة واملناسبة، أليس هذا أمرا

كثري من اآلباء واألمهات؟ ويصبح األمر مزعجا جدا للكبار، بل ومضنيا، عندما

بل وقد يكون هلذا ، يبدؤون بالتفكري بأنه ال بد أن يكرروا كل أمر مرارا وتكرارا

إذ أن هذا قد يتيح للطفل أال حلميدة، يف بعض األوقات بعض اآلثار غري ا

وينتج عن هذا التطور أنه جيب إعادة ، ي بعد حنييستجيب لألوامر والنواه

، الطفل (يسمعها)معينة كي صوت التوجيهات بشكل متكرر، أو إعادهتا بنربة

بعدم سامع ما ال (اخلروج من املأزق)ونالحظ هنا مهارة األطفال واملراهقني يف

كيف تؤدب طفلك؟

21

ر الكبار وهلذا السبب بالذات، من املهم جدا أن يستم امعه من الكبار؛يريدون س

.يف وضعية التعليم إذا أرادوا مساعدة األطفال عىل تغيري سلوكهم

أن هناك فارقا ملحوظا بني أن تقول ألحد شيئا ما، وبني إىلوجيب االنتباه

، وليس (اختاذ القرار)مناقشة عملية التعليمويتطلب ، أن تعلرمم أحدا أمرا ما

يتحدث املعلم عن كيفية عمل أمر ما، وهذا يعني أنه جيب أن، فحسب (النتيجة)

خيتلف عن ،ويعني كذلك الرتكيز عىل موضوع ما، وليس إخبارا عام حدث فقط

كام تتطلب عملية التعليم ، النتيجة غري املرضية التي نتجت عن اختاذ قرار خاطئ

ي أوقتا وجهدا الزمني ملساعدة الطفل عىل الرتكيز عىل كيفية عمل كل من جز

.، وكيفية تعاملهام مع بعضهامالتفكريو املشاعراللذين خيتزنان كال من الدماغ

إن أحد األهداف األساسية من التأديب، وتربية األوالد، والتعليم هو

نهم من السيطرة عىل إىلالتوصل عىلمساعدة األطفال مرحلة يف حياهتم متكر

، ا يصبحون كبارا أنفسهم وضبط مشاعرهم واختاذ القرار املناسب بأنفسهم عندم

ل كيفية اطففهي ال تعلم األ ،وإن وضعية العقوبة وحدها هلا حدودها وقيودها

، بل وهم يف حقيقة ذلك ضبط النفس، بقدر ما تعلمهم فقط أن الكبار يمكنهم

وهذا هو أحد ، األمر يسيطرون عىل سلوك الطفل ويتحكمون به نيابة عنه

زل أشد العقوبات عىل األطفال الذين ـاألسباب التي تفرس أن الربامج التي تن

يستمر انحرافهم السلوكي فرتة طويلة حتى يصبح مزمنا، كام هي احلال يف دور

كيف تؤدب طفلك؟

20

األحداث، واملعسكرات أو الربامج الشبيهة هبا، واجهت، وال زالت تواجه

.مصاعب كثرية يف حتقيق النتائج املرجوة من إنشائها وإدارهتا

أنواع العقوبة هي منع الصغار من تكرار إن النتائج املرجوة من كافة

ولقد أثبتت دور رعاية األحداث من األطفال ، السلوك والترصف السلبيني

واملراهقني أن بإمكاهنا أن تضع مثل هؤالء الصغار والناشيئن املنحريف السلوك

حتت السيطرة، إال أهنا فشلت يف تعليمهم املهارات الداخلية الرضورية ملنعهم من

ويالحظ أن ، الترصفات والسلوكيات اخلاطئة مرة ثانية وأخرى وثالثة إىل العودة

اإلدارة اخلارجية الصارمة التي يوفرها الكبار هي التي تفرض عىل األحداث

وليس هذا بالرضورة ، املوجودين يف مراكز األحداث االلتزام بسلوك معني

الداخلية الالزمة لضبط مشاهبا عىل اإلطالق لتعليم األطفال واملراهقني املهارات

ولسوء احلظ، ففي غالب ، أنفسهم والتحكم السليم بترصفاهتم وسلوكهم

احلاالت، لدى إخالء سبيل األحداث من مراكز رعاية األحداث ستبقى الوسائل

واملهارات التي تم استخدامها عليهم أثناء وجودهم داخل املراكز، ستبقى يف

اإلداريني املرشفني عىل دور األحداث وعقوهلم، مكاهنا داخل املراكز، ويف قلوب

وال يستفيد منها األحداث الذين أطلق رساحهم وأعيدوا للحياة العادية يف

.املجتمع، بال رقابة وال إدارة وال رقيب وال حسيب

التي استدعت سلوكا أو ترصفا غري مقبول املشاعروعندما يركز الكبار عىل

وكه، ثم يمكن عندئذ تعليم األطفال املهارات يمكن أن يبدأ الطفل بفهم سل

كيف تؤدب طفلك؟

22

الالزمة ليتمكنوا من ضبط سلوكهم وترصفاهتم وردود أفعاهلم وطريقة

.استجاباهتم للمواقف واحلاالت الصعبة

املثل الذي رضبناه آنفا عن الطفل الذي رضب احلجارة عىل إىلوعودا

عاجا بكثري من األطفال نافذة اجلريان فكرسها، فقد جيد اآلباء أنفسهم أشد انز

، ..أنفسهم، بل وقد يوجهون السؤال املألوف، والذي ربام ال خيطر ببال أحد

عىل ذلك ، (بامذا كنت تفكر عندما فعلتم ذلك؟) وسيأيت الرد املزعج واملحرير

، (!ال أدري): مألوفا، كام نسمعه من األطفال املذنبني مجيعا، وربام دون استثناء

يف تلك (الصدق)ف يف هذا األمر أن الطفل فعال قد يكون يقول ولعل املخي

، بل هلا التفكريويبدو أنه ال عالقة هلذه احلادثة عىل اإلطالق بموضوع ، !..احلالة

يكون التأديبوهلذا السبب بالذات، فإن ، املشاعرالعالقة، كل العالقة، بموضوع

ويركزون عليه بدال من الرتكيز ؛املشاعرأكثر فاعلية عندما يفكر الكبار بموضوع

.الذي نتج عنهام التفكري أو العملعىل

مشاكل مستمرة بسبب املوضوع ولنأخذ مثاال آخر عىل الطفل الذي يقع يف

وقد تقع يف شجارات ، فالفتاة املراهقة تبدو غاضبة يف معظم األوقات ذاته؛

فهي تفقد ة مثال،يف املدرسغالبا مع أمها وعدة مدرسات ت كالميةومشادا

وهي تتلقى حدى الكبار اللوايت يتعاملن معها،سيطرهتا عىل نفسها وتسب إ

عقوبة صارمة يف كل مرة تفقد سيطرهتا عىل نفسها وتسب واحدة من هؤالء

وهي كذلك تتسبب لنفسها باحلرمان من بعض املزايا، بام يف ذلك الكبار،

كيف تؤدب طفلك؟

23

وال شك أن هذه النتائج ، هتن غري ذلكاالتصال مع زميالهتا باهلاتف، أو زيار

وأما يف املدرسة، فغالبا ما ترسل املعلامت مثل ، أليمة جدا بالنسبة ملعظم املراهقات

مثال، وقد تتلقى عقوبات خمتلفة كإحضار الويل، أو اإلدارة إىلهذه املراهقة

ة يف عقوب (درس)أو (حمارضة)الفصل املؤقت، أو غريه، ويصاحب هذا بالطبع

وال تبدو الفتاة مشاكسة أو حمبة (عدم االحرتام، وفقدان السيطرة عىل النفس)

إال أهنا، ، للمشاكسة، بل عىل النقيض من ذلك، تبدو متأسفة ونادمة عىل ما تفعل

.ولألسف، تعود ثانية إلعادة ما فعلته يف املرة األوىل واستحقت العقوبة عليه

:لدة مثل هذه الطالبة املراهقةوغالبا ما يدور احلوار التايل مع وا

بيت صديقتي هيا بعد املدرسة إىلهل تسمحني يل بالذهاب

اليوم؟

:الفتاة

:األم .البيت وتكتبي واجباتك أوال إىلجيب أن تعودي ، ال

:الفتاة .البيت إىللن أبقى طويال عندها، وسأكتب واجبايت فور عوديت

ال، لن أسمح لك ، تفعيل ذلكهذا ما قلتيه يف املرة املاضية، ومل

ال تطلبي هذا ، بيت صديقتك بعد املدرسة لزيارهتا إىلبالذهاب

.مني مرة ثانية

:األم

إنك ال : وتقول( ترصخ الفتاة بعد عدة حماوالت مع أمها) :الفتاة

كيف تؤدب طفلك؟

24

كل ما تريدينه مني أن أفعل ، تسمحني يل أن أفعل أي يشء أريده

...إين أكرهك ،..إنك، الواجبات، الواجبات، الواجبات: هو

، انتهينا من املوضوع(: بصوت مرتفع هي األخرى، تقول)

استخدام اهلاتف خالل لن أسمح لك ب، سأعاقبك عىل ما تقولني

...وجيب أن تتعلمي كيف تضبطي لسانك، وإال هذا األسبوع،

:األم

، ويف هذا املثال، نالحظ أن االسرتاتيجية الوحيدة لألم أن تستخدم العقوبة

ولو أن ، ألن هذا احلوار متكرر غالبا بني األم وابنتها ؛والعقوبة ال حتقق هدفها

تقبل جواب األم بالنفي، إذا ملأنه درك العقوبة كانت فعالة لكان عىل الفتاة أن ت

بل إن العقوبة ، وفقدت سيطرهتا عىل نفسها، فإهنا ستتلقى العقوبة دون أدنى شك

إذ يمكن أن يصبح لدى املراهقني مناعة ،ا هي عليهأحيانا جتعل احلالة أسوأ مم

، ضد العقوبة، ويتعودون عىل احلياة دون احلصول عىل أية مزايا يف حياهتم

دارة ليتلقوا التوبيخ أو اإل إىلويبدون وكأهنم أصبحوا غري عابئني بالذهاب

.العقوبة الزاجرة عىل ترصفاهتم السيئة أو املشينة أحيانا

أن بعض املراهقني واملراهقات يف املدارس املتوسطة ونالحظ أحيانا

ألهنم ؛والثانوية يفضلون حرماهنم من حضور احلصص الدراسية يف املدارس

يشعرون أهنم ليسوا بحاجة للغضب أو االنزعاج يف بيئة مدرسية شديدة التزمت

بل إهنم يشعرون أن البقاء حمرومني من احلضور خري من التعامل مع، واالنضباط

كيف تؤدب طفلك؟

25

وبغض ، طالب خيافون من خياهلم طيلة اليوم الدرايسمع مدرسني مزعجني أو

النظر عام إذا كان مثل هؤالء املراهقني يفضلون ما يسمى العقوبة، فإن هذا

األسلوب ال يعلمهم املهارات الالزمة والرضورية لضبط أعصاهبم والتحكم

يف مشاكل ال حتمد الوقوع إىلؤدي هبم مجيعا مما يغضبهم ومتالكبسلوكهم

وتشبه هذه احلالة مثال الفتاة الذي أرشنا إليه آنفا والتي ، عقباها يف املقام األول

طلبت من أمها زيارة زميلتها بعد املدرسة ورفضت أمها وعاقبتها، والتي مل تتعلم

عىل اإلطالق املهارات الالزمة لضبط نفسها ومتالك غضبها، فنالحظ أن لغتها

ال أثر هلا بتاتا عىل (العقوبة)حسن بتاتا يف كل مرة ختاطبها فيها، وأن مع أمها مل تت

.حياة مثل هذه املراهقة

سريكزون فإهنم ملشاعرباهذه الفتاة ومعلامهتا فكروا مثل ي دم ولو أن وال

ذلك السلوك والترصف السلبيني للفتاة املراهقة، إىلعىل املشاعر التي تؤدي

فتاة املراهقة إلجياد الطرق املناسبة واملقبولة للتعبري عن ولكان هذا مساعدا لل

التي تتسبب يف مشاعرهاواألهم من ذلك فهم سيساعدوهنا عىل فهم ، غضبها

الذي يتملكها كل مرة، وما جيب عليها أن تفعله لتحول دون فقد الغضب

وقد ال يتطلب هذا األمر أكثر من وقت ، أعصاهبا وضبطها لنفسها ومشاعرها

معاجلة طبية أو نفسية، إىلإن ظاهرة الغضب املستمر لدى املراهقني غالبا ما تكون نتيجة إلحباط مريض حيتاج

فإذا استمر الغضب عىل مدى عدة أسابيع متتالية عند املراهقني، وبدا أن أيا من املراهق أو الكبري كان مدركا

مر فمن األفضل مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود حالة إحباط أو مرض نفيس لسبب هذا الغضب املست

.أو جسمي

كيف تؤدب طفلك؟

26

ليل، إال أن الصرب، واملداومة، واألسوة احلسنة الصاحلة التي يقدمها الكبار ق

مرحلة إىلستفيد املراهق وتساعده عىل التخلص من هذه املشاعر املركزة وتنقله

:السليم الفعال حيث يمكن أن جيري بني االثنني حوار مشابه ملا ييل التفكري

غاضبة يف يبدو يل أنك، !..إنني قلقة عليك يا بنيتي

كثري من األوقات، وإين آمل أن أمتكن أنا وأنت من

ويبدو يل أن هناك شيئا ما ، معرفة ما يزعجك

فهل يمكنك أن ختربيني عام يزعجك؟، يزعجك

:األم

:الفتاة !...ال أدري يا أماه

ريحاويل، وتذكري، أو ال بد لنا من ، ما هو فكر

يطرة عىل معرفة هذا األمر الذي جيعلك تفقدين الس

، وسيصبح األمر أسهل بكثري لنا مجيعا كثريا نفسك

هل ، غضبك إىلوما يؤدي مشاعركإذا عرفنا

ألنك ؛باألذى أو االمتعاض والكراهية تشعرين

تفكرين أين غري عادلة أو حمقة يف ترصيف معك؟

:األم

إنك دائام تسمحني ألختي الكربى أن تفعل ما نعم،

نني كلام طلبت منك أن أفعل تشاء وما تريد، إال أ

:الفتاة

كيف تؤدب طفلك؟

27

.شيئا رفضت أن تسمحي يل بذلك

رارايت جائرة أو غري يؤسفني يا بنيتي أن تكون ق

فام رأيك أن تقويل يل هبدوء يف املرة حمقة وعادلة،

ري يبدو يل أن هذا غ): التالية عندما تشعرين بذلك

وعندئذ يمكننا أن ، (عادل، وأنه يزعجني جدا

هذا املوضوع دون مشاجرة ورفع نتحدث عن

وقد نتفق أو ال ، أصوات وألفاظ فظة غري مناسبة

وقد ال حتبني القرار الذي أختذه يف ، نتفق عىل نتيجة

من املهم جدا أن تتمكني من هالنهاية، إال أن

وجيب أن نفعل هذا قبل أن ، التحدث عام يزعجك

النقطة التي ال تتمكنني معها من إىل مشاعركتصل

إنني ): ويمكنك أن تقويل، السليم السوي تفكريال

ولكنني ال بد أن ، ، وسأسمع منك(غاضبة جدا

أقول لك ابتداء أن من الصعب عيل جدا أن أسمع

ألي يشء تقولينه إذا كنت ترصخني بصوت

فهل يمكننا أن نتفق عىل هذا؟، مرتفع

:األم

كيف تؤدب طفلك؟

28

: تقل مثال شيئا مشاهبا ملا ييلالحظ أن األم يف هذا املثال مل تكن مدافعة، ومل

لو أنك تفعلني أكثر ما أطلبه منك فربام أكون أكثر ليونة معك ! حسنا يا ابنتي)

تركيزها عىل موضوع تعامل فقد أبقت األم (.وأسمح لك أن تفعيل ما ترغبني

الفتاة مع مشاعرها، وليس عىل السبب الظاهر للغضب، إذ أنه إذا اختذ الكبري

إىلا دفاعيا، أو بدأ بإلقاء املحارضات عن املوضوع فسينرصف الرتكيز فورا موقف

حيث يدور الشخصان ، (اجلدل)املجادلة، وتبدأ سلسلة ال تنتهي من حمتويات

ويف هذا املثال ، هنااحل للمشكلة التي يواجه إىلوال يتوصالن (دائرة مفرغة)يف

ميل الفتاة للخروج عن طورها )عىل الذي بني أيدينا، حترص األم عىل الرتكيز

إال أهنا يف الوقت ذاته حتاول أن تعلمها طريقة (وفقد هدوئها واتزاهنا وأعصاهبا

كام حتاول األم أيضا أن تساعد ابنتها يف التعرف عىل ، مشاعرهابديلة للتعامل مع

ب وال حتاول األم أيضا أن تستجي، ا وقت الغضبهب التي تشعر املشاعرحقيقة

البيت لتقوم إىللرغبتها يف الدفاع عن قرارها يف اإلرصار عىل ابنتها أن تعود

.بواجباهتا أوال

، أخرى مشاعردائام هو مشاعر ثانوية، وهو عادة تعبري عن الغضبإن

ويف هذا املثال أيضا فإن منشأ غضب ،فاملشاعر عادة تنبع من احلاجة أو الرغبة

فعندما سألت األم ؛تمكن أن تفعل ما ترغب أن تفعلههذه الفتاة ليس ألهنا مل ت

، فام بالك بمن جيادل وهو غري حمق؟..لتاركه بيتا يف ربض اجلنة، وهو حمق الذي ضمن النبي

كيف تؤدب طفلك؟

29

تلف عن ، كان اجلواب أن األم تعامل أختها الكربى بطريقة ختمشاعرهاابنتها عن

ففي هذه احلالة، نرى أن الشعور الذي يبطن الغضب يف الطريقة التي تعاملها هبا،

حتب ابنتها الغرية، واحلسد، أو ربام القلق من أن األم إىلأغلب الظن يعود

فيمكن أن تتطور املشاعر فإذا مل يتم االعرتاف بمثل هذه ، األخرى أكثر من هذه

، فورة غضب عارمةفتصبح

ويمكننا أن نقول ببساطة، إن معاقبة األطفال عىل التعبري اخلاطئ عن

لن أنه ولن يعينهم يف حلها، كام يف التعرف عىل املشكلة، الغضب لن يساعدهم

؛يفعلوا الترصف السليم الصحيح املناسب يف املرات التالية يساعدهم عىل أن

اهلمنفعاأو همجانزعاأو هم غضبلموا ما هو الترصف السليم عندما ألهنم مل يتع

.أعصاهبم هموفقد

وربام كل ما حتتاجه هذه الفتاة هو أن تتأكد من أن نية األم أن تعامل

م، حتى ولو مل يكن األمر أوالدها مجيعا بشكل واحد متساو وأن تعدل بينه

وربام حتتاج األم أيضا أن تدرك بعض اجلور الذي تفعله بني بناهتا وما ، كذلك

ومهام كانت املشكلة، فهي أكثر من ، تلحقه ببعضهن من ظلم أو إجحاف بحقهن

وحقيقة املشكلة هي األمر الذي يتسبب ، مزاج يسء، وترصف يسء البنة مع أمها

كيز عىل سيبدؤون بالرتاملشاعر ار فكروا بموضوع بالغضب، ولو أن الكب

، كون لدهيم فرصة أكرب لتغيري السلوك اخلاطئ للصغاراألسباب املبطنة له، وست

كيف تؤدب طفلك؟

31

ه املشاعرومهام كانت وعندما يتم التعامل ، حاجة جيب االهتامم هبا إىلفإهنا توجر

.واحلاجات سيتغري السلوك تلقائيا املشاعرمع هذه

اإلدارة لعدة أسباب ويف إىلطفال يف مدرسة، فيمكن إرساهلم إذا كان األ

ولو أن شخصا استغل كل مناسبة من هذه املناسبات التي ، عدد من املناسبات

أعداد األطفال قل فست حاجاتهو مشاعرهمعه اإلدارة وناقش إىليأيت هبا الطفل

، لسبب ذاتهاإلدارة لتوجيههم ومعاقبتهم بشكل ملحوظ ل إىلالذين يرسلون

معرفة طريقة تعاملهم مع إىلوحيتاج األطفال الذين يكررون الترصفات ذاهتا

ولعل أحد العوائق التي حتول دون تطبيق هذه العملية البسيطة نسبيا ، مشاعرهم

بل إن ،املشاعرهي أن بعض الكبار ال يشعرون براحة تامة عندما يتحدثون عن

الق، أو أنه يستغرق عىل اإلط ديث عنها غري جمد اما بأن احلبعضهم اآلخر مقتنع مت

سيكون له أثر واضح املشاعر ونحن نقرتح بشدة هنا أن احلديث عن وقتا طويال،

.عىل سلوك األطفال

، مثاال عىل حالة يمر هبا املعلمون واإلداريون يف كل مكان ونبني فيام يأيت

يف احلصة الدراسية اخلامسة يف سوء سلوكه واضح ل ج الطفل له س إذا كان ف

؛اإلدارة ألنه يزعج املدرس وبقية طالب الفصل إىل وغالبا ما يتم إرساله، يوميا

ووالدا الطفل ، بل لقد تم فصل هذا الطالب سابقا بسبب سلوكه املزعج واليسء

املشكالتيدعامن ويؤيدان إدارة املدرسة، بل ومها يعاقبان ولدمها أيضا بسبب

اإلدارة عىل األقل مرة إىلويستمر هذا الطفل يف احلضور ، تسبب هبا لنفسهالتي ي

كيف تؤدب طفلك؟

30

ونبني فيام ييل حوارا بني ، يف األسبوع بسبب سوء سلوكه يف احلصة اخلامسة

الطفل والوكيل يف املدرسة الذي حاول أن يتفهم سبب هذا السلوك اليسء

:للطفل

ها نحن يف احلصة اخلامسة مرة ثانية، وها أنت

ما مشكلة احلصة : أخربين يا بني! ورين ثانيةتز

اخلامسة؟

:الوكيل

:الطفل .ال يشء

:الوكيل هل تعني أنك حتب مادة احلصة اخلامسة؟

:الطفل .ال

:الوكيل ما هي مادة احلصة اخلامسة؟

:الطفل .اجتامعيات

:الوكيل .إذن، أنت ال حتب االجتامعيات

:الطفل .ال، إهنا مملة

ك لن تكون الشخص األول الذي يعتقد أعتقد أن

من ماذا تفعل عندما تكون ماال : ينأخرب، أهنا مملة

موضوع ما؟

:الوكيل

:الطفل .ال أدري

يبدو يل أنك تفعل أشياء جتعل احلصة ممتعة :الوكيل

كيف تؤدب طفلك؟

32

أليس هذا ما تفعله يا بني؟، بإزعاجك للمدرس

:الطفل .نعم

يف يشء تفعله ما رأيك لو أقوم أنا وأنت بالتفكري

عندما متل من احلصة بدال من إزعاج املدرس

والفصل؟ وال حاجة أن حتب مادة االجتامعيات،

وبام أنك ، ولكن ال بد من اجتياز املقرر بنجاح

وال ،حل إىلطالب ممتاز وذكي، فيمكننا أن نصل

إىلداعي أن أجدك أمامي يف كل مرة أستدير فيها

...الباب يف احلصة اخلامسة

:لوكيلا

:الطفل .حسنا

أحيانا أرسم عىل الورق إذا مللت من الدراسة أثناء

وأظن أنه يمكنك أن ، كتابة مالحظات عن الدرس

ما رأيك؟ فإذا استطعت ، ترسم وتسمع يف آن معا

أن ترسم بعض األشياء املناسبة أثناء إلقاء األستاذ

للدرس فربام تتغلب عىل امللل الذي تشعر به يف هذا

فامذا ، املادة، وبالتايل فلن تقع يف مشاكل مع اإلدارة

تقول؟

:الوكيل

وقد حاولت ، ال أظن أن األستاذ سيحب ما أفعل :الطفل

كيف تؤدب طفلك؟

33

مرة أن أرسم عندما كان املدرس يتكلم، فأخذ

.املدرس الورقة التي رسمت عليها ورماها

ما رأيك لو أنني كلمت املدرس أن يرتكك تفعل

أو للفصل؟ هل تسبب بإزعاج لهأنك ال تهذا طاملا

تعتقد أنك ستقدر عىل هذا؟ ال شك أن كال منا

وذلك ألن هناك ؛يتململ من فعل أشياء معينة

الكثري من األمور التي متلل اإلنسان يف هذه احلياة،

يعملها، جيب عليه أن يتعامل معها ويقبل أنإال أنه

يف التغلب الرسم ينجح ملإذا و، ولو عىل مضض

امللل، أو أن املدرس مل يقبل فكريت، فاطلب منه عىل

، أن تراين، وسنحاول أن نفكر يف عمل يشء آخر

يف احلصة املشكالتوأرجو أن حتاول االبتعاد عن

.حل مناسب إىلاخلامسة حتى نتوصل معا

:الوكيل

:الطفل .سأحاول

اإلدارة بعد انتهاء احلصص إىلآمل أن تأيت

كيف كان هذا احلل للحصة الدراسية غدا وختربين

.اخلامسة

:الوكيل

كيف تؤدب طفلك؟

34

ز هو أيضا عىل إىلالتي أدت املشاعرالحظ هنا أيضا أن وكيل املدرسة رك

السلوك اليسء املزمن يف احلصة الدراسية اخلامسة للطفل، ومل يتطرق لتفاصيل ما

ن عىل وكان هدفه تغيري السلوك اليسء، ومل يرد أن يربه، حدث فعال مرة ثانية

وقد اكتشف العديد من املدرسني أن احتواء ، قدرته وصالحيته عىل العقوبة

حتسن ملحوظ يف سلوكهم إىلحاجات األطفال اخلاصة واالستجابة هلا يؤدي

.العام واخلاص

وجيب أن ، فالعقوبة رضورية والزمة أحيانا وجيب أال نيسء الفهم هنا،

كون النتائج مرتبة وجيب أن ت، ميتحمل األطفال واملراهقون مسؤولية أعامهل

وقد يكون من املناسب جدا أن يعاقب الطفل أو املراهق عىل حسب األولويات،

سوء أدبه مع اآلخرين وعدم احرتامه هلم، وبخاصة سوء معاملة الوالدين أو

إال أن علينا أن نتذكر أن العقوبة بذاهتا لن تعلم الطفل أو املراهق كيف ، املدرسني

فلن تساعد ، ع احلالة التي يتعرض هلا، وكيف يضبط نفسه ومشاعرهيتعامل م

، بغضر التفكريمركز إىليف الدماغ، املشاعرالعقوبة الطفل عىل االنتقال من مركز

ل العقوبة هبذا الطفل أو املراهق بسبب أخطائه النظر عن عدد املرات التي تنزم

يف التفكري إىل املشاعرزمة لنقل وسلوكه اليسء، وال بد له أن يتعلم املهارة الال

الدماغ، وإال فسيستمر هذا الطفل أو املراهق يف تكرار اخلطأ السلوكي الذي وقع

.به يف املقام األول

كيف تؤدب طفلك؟

35

وقد تستدعي اخلطة التأديبية العامة للمدارس التي تتبناها إدارة التعليم أو

يسء السلوك الوزارة بشكل عام أن يتم إرسال هذا الطفل أو املراهق الذي ي

عىل إدارة املدرسة ليتلقى العقوبة املناسبة إىلوالترصف مع زمالئه وأساتذته مثال

وما مل يقم أحد يف إدارة املدرسة، أو البيت برشح املشاعر التي ، الترصف ذلك

هذا الترصف اليسء الذي يقوم به مثل هذا الطفل أو املراهق، فسيستمر إىلتؤدي

إىلالتي أدت املشاعروإن التدرب عىل الرتكيز عىل ، اطئتكرار هذا السلوك اخل

مع الطفل يمكن أن يكسب الطفل املشاعروقوع السلوك اخلاطئ، ومناقشة هذه

بعدا قويا وفعاال ألي جهد لتعليمه التحكم بضبط نفسه ومشاعره ومزاجه

.وكيفية احرتام القواعد واألنظمة والقوانني املرعية

عني االعتبار أن املحاولة األوىل ملثل هذه املحادثة قد ال متر وجيب أن نأخذ ب

بسهولة كام هي احلال يف املثال الذي نوهنا إليه أعاله عن السلوك اليسء املستمر

للطالب يف احلصة الدراسية اخلامسة وكيفية معاجلة وكيل املدرسة ملثل تلك

تؤيت أكلها الفعال وتصلح إال أن املحاولة اجلادة واملخلصة قد تثمر و، احلالة

وعىل األقل، فإهنا لن جتعل هذه احلالة أسوأ مما هي ، اخللل الواقع يف سلوك الطفل

إساءة السلوك يف : وهي)واملهم هنا هو االنتقال من املشكلة الواضحة ، عليه

إىل( كام هي حال الفتاة مع أمها يف املثال السابق)أو الفرح باجلدل ( الفصل

ففي حالة الفتاة وأمها فاملشكلة الواضحة ؛تكمن وراء احلادثة ذاهتاالتي املشاعر

ي يبدي عدم االحرتام ألوامر هي املزاج احلاد لدى الفتاة والسلوك اليسء الذ

كيف تؤدب طفلك؟

36

وقد ظهر هذا السلوك فقط عندما منعت الفتاة من عمل يشء ترغب القيام األم،

.به

تسلسل نتيجة إىلواهلدف هنا هو نقل النقاش من السلوك غري املقبول

إىلالغضب احلادة التي أدت بالتايل مشاعراملشاعر أو األحداث التي ولدت

وعندما تستطيع الفتاة الرتكيز عىل إدارة مشاعرها والتحكم هبا، ، السلوك اليسء

، فيصبح بإمكان الوالدين أو املعلامت يف املدرسة تعملوكيف جيب عليها أن

يف إجياد الطريقة السليمة للتعامل مع تلك املراهقة أو مساعدة مثل هذه الطفلة

كام يمكنهم أيضا تعليمها الطريقة املناسبة لتغيري تلك املشاعر بعد ، املشاعر

.التحكم هبا، وبالتايل فسيتغري السلوك اخلاطئ ملثل هؤالء األطفال

الحظ املعلمني واآلباء الذين يبدو أن لدهيم أطفاال جيدي السلوك

املعلمون )فهم ال هيتمون جدا بأهنم هم والحظ كيف يعاملوهنم،، ديبوالتأ

فهم يعلمون الطفل كيف ، إهنم يعلمون يف مجيع األحوال، (واآلمرون والناهون

وتصبح ، يترصف بشكل صحيح، وهم ال يعاقبون أطفاهلم بشكل متكرر غالبا

جديدة أو خاطئ فرصة لبيسلوك س إىلكل حادثة من احلوادث التي تؤدي

.لتعليم األطفال اخلطأ الكامن يف ذلك الترصف أو السلوك

فعىل اء مع أطفاهلم يف األماكن العامة،وإنني أراقب دائام كيفية تعامل اآلب

إن األطفال ال يعبؤون غالبا بحال من األحوال بالناس الذين :سبيل املثال

؛د اآلباء يؤدب طفلهوبالتايل، فليس من املستغرب أن نالحظ أن أح ،حييطون هبم

كيف تؤدب طفلك؟

37

فقد يأخذ أحد اآلباء طفله من يده، ويرشح له ، ألنه ارتطم بشخص ما دون انتباه

م بشخص آخر أثناء امليش أو الركض،وعينه يف عينه، أنه ليس من املقبول أن يرتط

، األسلوب اوقد يأخذ شخص آخر أسلوبا خمتلفا متاما عن هذ

ا والدان عندما يرتطم ولدمها طريقتي ترصف يترصف هب إىلولننظر

:بشخص آخر وهو يميش يف السوق مثال

أال ترى أنك ترتطم بالناس؟ إنك ال ! انتبه

إنني أتعب لكثرة ما أكرره ، تنتبه أبدا ملا تفعل

ولن نتوقف ألشرتي لك احللوى من ، لك

السوق إذا فعلتم هذا ثانية قبل أن نخرج

.اليوم من السوق

(أ)الوالد

:هذاويقابل

أن تقول هلذه ماذا جيب! انتبه يا بني

هبا؟ السيدة التي ارتطمت

(ب)الوالد

:الطفل .إنني آسف

:الوالد وماذا أيضا؟، صحيح

:الطفل .ساحميني

:الوالد واآلن، ماذا جيب أن تفعل؟

جيب أن أنتبه كي ال أصطدم بأحد مرة :الطفل

كيف تؤدب طفلك؟

38

.ثانية

نا أنك كنت مطمئ، شكرا جزيال يا بني

واآلن، لنمش، ، ستقدر أن تفعل كل هذا

.وانتبه جدا أال ترتطم بأحد

:الوالد

للطفل عىل اخلطأ العام الذي (أ)خذ بعني االعتبار الفارق بني معاقبة الوالد

والشك أن قصدم ، يرتكبه اجلميع دون قصد، والتأديب الذي أنزله الوالد بالطفل

وال ريب أهنام يريدان أن يعلام الطفل ، اخلري للطفلالوالدين حسن وأهنام يريدان

أي الطريقتني يف رأيك ، االنتباه للناس أثناء امليش بحيث ال يرتطم هبم ويزعجهم

هي األصوب؟

ر باملشاعر بتأديبه (أ)ما هو يف رأيك شعور الطفل حينام هدده الوالد ، فك

دون انتباه أو قصد؟ وما هو ومعاقبته يف املرة التالية التي يرتطم فيها مع شخص

؟ أي الطفلني يف رأيك سيكون (ب)يف رأيك شعور الطفل حينام كلمه الوالد

يقظا ملن حوله، وأشد انتباها ملا حوله؟ إن الوالدين غالبا ما يتسببان يف جعل

وإن ، أطفاهلم يشعرون بأهنم أغبياء، وغري قادرين عىل الترصف بشكل سليم بتاتا

وإننا مجيعا نترصف ، غباء يمكن أن يتسبب بالترصف الغبي األبلهالشعور بال

ومن األحسن أن نجعل ، بشكل حسن عندما ال نشعر بأننا أغبياء أو بلهاء

كام أن ، األطفال يشعرون بأهنم أذكياء وقادرون عىل الترصف بشكل سليم دائام

فيها أخطاء األطفال يمكن أن يكون هلا أث ر كبري عىل ما إذا كان الطريقة التي نبنير

كيف تؤدب طفلك؟

39

الطفلم م االنتقاد البناء للترصف اخلاطئ سيحقق النتيجة املرجوة، وهي تعلر

الطفل أثناء تعليمه طريقة بمشاعرإذا اهتممتم ، واملناسب السليمم السلوكم

.السلوك الصحيحة يف كل مرة فإنك ستحصل عىل نتيجة أفضل دون شك

ثر احتامال أن يطيع؟ أال تشعر باالرتياح أي طفل برأيك يف املثال السابق أك

التباع إرشادات الشخص الذي يظن فيك خريا، ويفرتض أن لديك النية احلسنة

وإن األطفال بالغو ، والقدرة عىل القيام بالعمل؟ إن كثريا منا يعتقدون ذلك

ت وإذا تأذى الطفل يف مشاعره فستقل احتامال ،احلساسية يف أال تؤذى مشاعرهم

، رغبته يف أن يطيع األوامر

، وما ال هيمني كثريا شعور الطفل): ولعيل أسمع بعض القراء يقولون اآلن

ذ ما أقوله له وأطلبه منه، كل ما هيمني اآلن هو أن إذا كان حيب ما أمليه عليه، ينفر

األحسن يل أن وقد عرفت أنه من ،مل يطرق ببال والدي يشء فيام يتعلق بمشاعري

إال أنه ال يعني بحال أنه ، وقد يكون هذا صحيحا لغالبيتنا، (ل ما يطلب منيأفع

األصلح واألمثل يف هذه احلالة، بل وليست بالرضورة هي احلالة الوحيدة املتاحة

وإننا يف هذا الوقت من تاريخ اإلنسانية ، لنا لتأديب أوالدنا وأطفالنا بشكل عام

ف عام كان يفعله آباؤنا، علام بأننا نحب نعمل كثريا من األمور بطريقة ختتل

لقد اختلف العامل كثريا عام كان عليه ، ونحرتم ما حاول آباؤنا أن يفعلوه من أجلنا

وقد يكون أسلوب تعامل الوالدين الذي خيتلف عام ، عندما كنا صغارا وأطفاال

ويميل اآلباء ، درجة كبرية إىلتعامل به آباؤنا معنا أثناء طفولتنا مساعدا للطرفني

كيف تؤدب طفلك؟

41

اتباع األساليب املتبعة يف التأديب والعقوبة التي نفعتهم عندما إىلواملعلمون غالبا

وال شك أن هذا كله جيد ومقبول ال اعرتاض عليه إذا كانت هذه ، كانوا صغارا

فهل يتبع الطفل اإلرشادات؟ وهل يتعلم ، االسرتاتيجيات حتقق النتائج ذاهتا

الك غضبه ومشاعره؟ وهل يطور فهام سليام الحرتام الطفل ضبط نفسه ومت

نشاهد كثريا من اآلباء نحن الذات؟ وهل نالحظ أن الطفل سليم عاطفيا؟ و

نشاهد أننا كام طون ترصف أوالدهم وسلوكهم بسهولة،املستبدين الذين يضب

وذلك ألهنم والتوجيهات؛ أطفاال يطيعون والدهيم برسعة وينقادون لألوامر

ومع ذلك، فيمكن أن يظهر مثل هؤالء اآلباء ، ون أن تتعرض حياهتم للخطرخياف

قادرين عىل املحافظة عىل السيطرة عىل أوالدهم، إال أهنم بكل تأكيد يدمرون

وإن هذا األسلوب السلبي، ، صحتهم العاطفية والنفسية واملشاعر التي حيملوهنا

فة لدى األطفال، بل وقد وغري التعليمي يتسبب يف كثري من السلوكيات املنحر

.تنتج عنه سلوكيات اجتامعية عدوانية

إن حتقيق أفضل النتائج من التأديب يتطلب من الكبار أن يفكروا بأمرين

يدفع الطفل أن األول أن يفكروا بالشعور الذي، خمتلفني من مشاعر األطفال

ال بأس أن و ،والثاين أن يفكروا بمشاعر الطفل بعد التأديب يترصف هبذا الشكل،

فال يمكن أن ،يشعر الطفل بعدم الرىض والسعادة بعد حصوله عىل التأديب

وجيب أال ينشأ ، نتوقع أن يكون الطفل سعيدا أو راضيا وهو يتلقى العقوبة

قد أيسء إليهم، وأذلوا، وأشعروا مشعورهم بعدم الرىض ألهنم يشعرون أهن

كيف تؤدب طفلك؟

40

الشديد لن يولد إال السلوك السلبي بأهنم أغبياء أو جبناء، إذ أن الشعور السلبي

ومن املهم جدا أن يكون الشخص البالغ متنبرها متاما ملشاعر الطفل أثناء ،فقط

وليس من املفيد عىل اإلطالق تعليم األطفال الطاعة واحرتامها ، إنزال العقوبة به

أن كام، واالمتثال لألوامر عىل حساب تدمري ثقتهم بأنفسهم أثناء عملية التعليم

وحتى نحن ، الثقة بالنفس هي أحد األمور األساسية للتأديب الذايت واالنضباط

الكبار، إذا أردنا أن نضبط سلوكنا، ال بد لنا من وجود قدر كاف من الثقة بالنفس

وإن األطفال الذين هيانون ويشعرون بأهنم ، والقدرة عىل عمل اليشء السليم

يهم يف املستقبل أن يتعلموا كيف سيصعب علأغبياء يف كل مرة يرتكبون فيها خطأ

األطفال أو نجعلوليس من الرضوري بتاتا أن ،كون لدهيم ثقة بأنفسهمت

املراهقني يشعرون بكراهية أنفسهم وترصفاهتم كي نساعدهم عىل التعلم من

.لدهيم (ضبط النفس)أخطائهم وتطوير عامل

:الحظ الفارق يف األمثلة التالية

ولدي أنك مل ترتب غرفتك اليوم كام الحظت يا

.طلبت منك

(أ)الوالد

املراهق ، إنني ذاهب اآلن لرتتيبها يا والدي

(أ)الوالد ومتى يمكن أن يتم هذا يا ولدي؟

املراهق .بعد انتهاء هذا املسلسل الذي أشاهده

بها اآلن يا ولدي، رجاء (أ)الوالد .أرجو أن ترتر

كيف تؤدب طفلك؟

42

ينتهي، يا والدي، وأريد املسلسل عىل وشك أن

.أن أشاهد اخلامتة

املراهق

(أ)الوالد (.ويغلق الوالد التلفاز)، اآلن، رجاء يا والدي

ليس من الرضوري أن نناقش موضوع املشاعر يف كل مرة، ولكن من

، رضورة عدم التهجم عىل شخصية الطفل إىلالرضوري جدا أن ننتبه يف كل مرة

ال ال يستمثنون من هذا، يشعرون بامتعاض واستنكار إن معظم الناس، واألطف

كام أن األطفال، وبخاصة املراهقني، ، سلبي جدا جتاه أي شخص يتهجم عليهم

من املحتمل جدا أن يتعاونوا مع من يوجههم ويطيعوا أوامره إذا اعتقدوا

.وأدركوا أهنم حيبوهنم ويفعلون ذلك من أجل سعادهتم ونجاحهم

:ل التايل بعني االعتبارولنأخذ املثا

لقد الحظت يا ولدي أنك مل ترتب غرفتك

إين تعبت من تكرار هذا الطلب ! اليوم مرة ثانية

.منك

(ب)الوالد

إهنا عىل جدول أعاميل يا والدي، وسأفعل

.ذلك

املراهق

إذا ! لقد مللت من سامع هذه العبارة اجلوفاء

فال ال وغري مرتب م ه كنت حتب أن تعيش م

.يعني هذا أننا سنرىض هبذا

(ب)الوالد

كيف تؤدب طفلك؟

43

املراهق .قلت لك سأرتبها يا والدي

بها اآلن، وإال فلن أسمح لك بزيارة اذهب ورتر

ال أدري من يرغب ، اتفقنا صديقك الليلة كام

، بمصادقة شخص مهمل غري مرتب

(ب)الوالد

غرفتي، وال يعيش إىلإن صديقي ال يدخل

.معي

املراهق

إنني أحتدث ، إنني ال أتكلم عن هذا املوضوع

عن إمهالك وعدم ترتيبك وعدم شعورك

.باملسؤولية

(ب)الوالد

نالحظ يف املثال األول أن املوضوع انحرص يف ترتيب الغرفة ضمن نحن و

ومن املحتمل أن الطفل مل يكن سعيدا جدا ، النطاق الزمني الذي حدده الوالد

وإغالق التلفاز الذي كان يشاهد من خالله مسلسله بالقيام برتتيب غرفته

وإن شعور ، ولكن املراهق يف هذه احلالة كان جيدا، إال أنه كان غاضبا ، املفضل

إال ، مثل هذا املراهق بالغضب يف هذه احلالة يمكن أن يفهم، بل هو أمر عادي هنا

ين بالغضب، أنه شعور بالغضب خيتلف متاما عن شعور املراهق يف املثال الثا

فاحلوار يف املثال الثاين بني الوالد واملراهق حتول ملهامجة شخصية املراهق، ومل يركز

بإهانة ولده املراهق، بل حظ هنا أيضا أن الوالد مل يكتف ونال، عىل ترتيب الغرفة

تعدى ذلك ليتناول احرتام اآلخرين له أيضا بسبب إمهاله وسوء ترتيبه يف حياته

كيف تؤدب طفلك؟

44

مثل هذه اإلهانة تولد شعورا باألذى والكراهية يف قلب املراهق، بل إن، البيتية

.وكراهية أن يستمع املراهق ويطيع طلبات والده وتوجيهاته يف املستقبل

إن كثريا من اآلباء واألمهات يظنون أنه بام أن مسؤولية تكوين شخصية

ترصفات أطفاهلم الطفل تقع عىل عاتقهم، حيق هلم أن يعلقوا تعليقات سلبية عىل

وسلوكهم، بل حيق هلم أن يتامدوا يف املذلة واإلهانة ألطفاهلم ومشاعرهم، وقد

إىلقوله عىل يظنون أن من حقهم أن يقولوا ألطفاهلم ما ال يمكنهم أن يتجرؤوا

إال أنه جيب أن ندرك أن اإلهانةم هي إهانة مهام كانت، ومن أي شخص ، اآلخرين

تعرض هلا ملرارة وأمل وكراهية، بل قد تشعرهم شعر املوإن اإلهانة ت، صدرت

فام الفائدة التي ترجى من إثارة غضب شخص ما إذا أردتم أن أحيانا بالغضب،

تطلب منه القيام بعمل ما؟ وثق بأن الشعور بالغضب سيقف حائال أمام تنفيذ

.الطلب

حتى من قبل ونحن نالحظ تبادل مثل هذه احلوارات كل يوم يف املدارس،

:ما ييل إىلولنستمع ، املعلمني املحرتمني الذين يريدون اخلري لطالهبم وأبنائهم

املعلم أين الواجب يا بني؟

الطالب .مل أجده يف حقيبتي ال أدري يا أستاذ،

نا سابقا يا بني عن سوء ترتيبك وعدم متكللقد

شعورك باملسؤولية، أليس كذلك؟ إن إحضار

، قت املحدد هو مسؤوليتكالواجب يف الو

املعلم

كيف تؤدب طفلك؟

45

وإنك إذا مل ترتب أمورك وتأيت بواجباتك يف

الوقت املحدد فال تتوقع أن أشعر باحلزن

واألسى عليك وخاصة عندما يريد والداك أن

إن هذا ، يعرفوا سبب تدين درجاتك الدراسية

!بالتأكيد ليس غلطي

ويعتقد كثري من ، لبهال شك أن املعلم إنام يقصد اخلري، كل اخلري، لطا

املعلمني واملدرسني أن من مسؤوليتهم أن يساعدوا طالهبم عىل تطوير

بل إن هذا األمر يزداد أمهية يف كل يوم يف األنظمة والقواعد ،شخصياهتم

ولعل هذا يتيح لكثري من املعلمني سية يف كل املجتمعات دون استثناء، املدر

شخصية )قضية إىلمور والقضايا املدرسية واملدرسني أن حيولوا كثريا من األ

بل إنه حيلو ، (غري مبال )إذا أضاع الطالب واجبه، هذا يعني أن الطالب ، (الطالب

(املسؤولية)أفضل طريقة لتعليم األطفال معنى يعتقدوا أن لبعض املعلمني أن

ذكري وإن الت، وال جيدوهنا حيث جيب أن توجد (يفقدوهنا)هي أن يبيرنوا هلم أهنم

وال ريب أن هذا أمر ، الدائم باألخطاء يشعر الناس بالغضب أو األمل عىل األقل

(التشجيع)استخدام إىلومن املستحسن أن يلجأ الكبار ، اإلحباط إىليؤدي

ألطفاهلم ومراهقيهم أثناء تعليمهم كيفية التعامل مع أخطائهم وترصفاهتم غري

.السليمة

:عني االعتبارولنأخذ احلوار التايل أيضا ب

كيف تؤدب طفلك؟

46

املعلم أين واجبك يا بني؟

الطالب .مل أجده يف حقيبتي، ال أدري

أنت تعلم أن الواجب ! أنا آسف ملا حدث يا بني

ماذا تعتقد أن ، جيب تقديمه اليوم يف هذه احلصة

عليك أن تفعل كي جتده وتقدمه غدا، بدل

اليوم؟

املعلم

بالطال .أعتقد أنه جيب عيل أن أبحث عنه

يمكنك أن تطلب مساعدة من أحد يف البحث

.عنه

املعلم

أعتقد أن والديت ستساعدين يف البحث عنه يف

.البيت

الطالب

إذن، يمكنك أن تطلب منها أن تساعدك ، حسنا

أيضا يف تأمني احلصول عليه وتقديمه إيل يف الغد،

أعتقد أنك طالب ذكي وممتاز ، إذا شاء اهلل

عىل الدرجات العالية التي وأريدك أن حتصل

والبد من خصم بعض الدرجات كي ، تستحقها

ين الذين قدموا أكون عادال مع الطالب اآلخر

واألمر املهم بالنسبة ، عد املحددواجباهتم يف املو

املعلم

كيف تؤدب طفلك؟

47

وإذا استطعت ، يل هو أنك فعال فعلتم الواجب

احلصول عىل املساعدة الالزمة لتكون أكثر ترتيبا

عيد تقديم الواجبات فستربهن والتزاما بموا

لوالديك أنك ذكي وقادر عىل االلتزام بأعاملك

يف املستقبل، وأنك ال تضيع أمواهلم وأوقاهتم

.سدى يف تعليمك

ومل حيرج املعلم الطالبم يف املثال الثاين إطالقا ألنه مل يأت بالواجب، ومل

، ة يف أساس شخصية الطالبجيعل من املشكلة التي يواجهها مع الطالب مشكل

بل عىل النقيض من ذلك، أكد املعلم للطالب ذكاءه وقدرته، واقرتح عليه أن

يكون أكثر تنظيام حلاجاته يف املستقبل، وكذلك إمكانية احلصول عىل املساعدة

أليس هذا ما جيب يف الواقع أن تقوم به معظم ، الالزمة من الوالدين يف الدار

وجيب أال نفهم من املثال الثاين أن الطالب كان مرتاح ! ة؟املؤسسات التعليمي

البال ومطمئن اخلاطر بعد حمادثة املعلم وتوجيهه بذلك الشكل اللبق اهلادف، بل

لعله كان أكثر تصميام وعزما عىل البحث عن واجبه وإحضاره للمعلم، بينام لنا أن

.نالحظ أن الطالب يف املثال األول كان له شعور مغاير

وال ريب أن الطالب يف املثالني عانى من النتائج، إال أن املعلم يف املثال

الثاين جعل النتائج ترسي يف مشاعر الطالب تلقائيا، ومل يشعر أنه جيب عليه أن

وعىل النقيض ، يبني تلك النتائج للطالب عىل شكل حمارضة ولوم وتوبيخ وتقريع

كيف تؤدب طفلك؟

48

ه به، ورعايته له، وحرصه عىل من ذلك، فقد أبدى املعلم للطالب اهتامم

مصلحته، وجعله يكسب الثقة بنفسه عندما أعلمه عن قدراته وذكائه وحرصه

.عىل التعلم

فإذا شعر األطفال بحب ،إن العطف والثقة وسيلتان فعالتان للتأديب

الكبار هلم وأن للكبار ثقة فيهم وبقدرهتم عىل اختاذ القرار السليم، فإهنم دون

وماذا حيتاج عاملنا أكثر ، تطوير هذه املعتقدات بأنفسهم وغريهمريب يبدؤون ب

شك أن كل فرد منا من التجديد الدائم للحب والعطف واألفراد الشجعان؟ وال

وإن تقدير هذه املشاعر ال يعني بالرضورة املوافقة عليها ،حيب أن تقدر مشاعره

ففي املثال ،(فهمهانعم، إنني أقدر مشاعرك وأ): كام هي، بل أن نقول ببساطة

أسفه عىل عدم إحضار الطالب واجبه يف املوعد املحدد الطالبم املعلم غ ل ب أعاله، ي

، دون أن ينتقده انتقادا حادا أو (شك أين سأتأثر من هذا ال): لتقديمه قائال له

وال ريب أن هذه االسرتاتيجية يف الرتبية تأيت بثامر أفضل بكثري من ، جارحا

رشكة التقسيط شيئا مثل يأال نرغب، نحن الكبار، أن نسمع من موظف ،غريها

هذا مثال عندما نتصل هبم لنخربهم أننا قد تأخرنا يف تسديد قيمة القسط عدة أيام

عىل عدم (غرامة تأخري)ألننا سهونا عنه ونسينا موعد السداد؟ وسواء أدفعنا

كون أكثر استجابة وجتاوبا مع سداد القسط يف موعده أم ال، فإننا بكل تأكيد سن

، الناس الذين يعاملوننا باحرتام وتقدير ملشاعرنا، سواء أكنا نستحق ذلك أم ال

كيف تؤدب طفلك؟

49

رة اإن القدرة عىل االستامع واالنتباه واإلصغاء ملشاعر اآلخرين هي مه

مكتسبة يتعلمها اإلنسان يف هذه احلياة، وتبدأ أساسا من إدراك املشاعر الذاتية

يفعلون ذلك (الشعوري احلس ): ل الذين يطورون ما يسمىن األطفاوإ، أوال

، املشاعرفهم يدركون، منذ نعومة أظفارهم، أمهية ، (املشاعر)بتعلمهم معنى

جيب أال تتحكم املشاعرويتعلمون أيضا أن , اآلخرين مشاعرويتضمن هذا أيضا

هي مؤرشات املشاعر أن كام يتعلمون كذلك ، بالشخص، وال باحلالة التي هو فيها

الحظ نفسك عندما ترى أحيانا حالة من ، هامة جدا للداللة عىل ما جيري

احلاالت التي تشعر بأهنا ليست سليمة، إذ أن جمرد اإلحساس بذلك يريك بعدا

(ماذا جيري هنا؟): وسرتى نفسك أنك ستبدأ بالتفكري هبا فورا ، جديدا للمشكلة

يف الدماغ (جهاز اإلنذار األول)م مشاعره الذاتية ألهنا هي ويبدو أن اإلنسان حيرت

إن احلس ): (منحة اخلوف)وكام يقول الكاتب جافن دي بيكر يف كتابه ، البرشي

ويمكن أن ، هو صادق جدا يف حتسس املخاطر (احلدس(الشعوري الذي نسميه

مشاعرهم ن تتغلب عىلعملية تفكريهم أليتعرض الناس لألذى إذا سمحوا دائام

، (وربام سيؤدي هذا الستنتاجات خاطئة بأنه ال توجد هناك أية خماطر باخلوف،

، وإنني أستخدم هذه األمثلة للتأكيد عىل أمهية العامل الشعوري لدماغنا

، للتفكريفهناك أجزاء ، وتتألف األدمغة مجيعها من الرتكيبة احلقيقة ذاهتا تقريبا

جلزء املتعلق باملشاعر جتنب أمهية ا إىلا نميل ونحن يف حضارتن، للمشاعروأجزاء

.املشاعرشعر بارتياح عندما نتعامل بلغة نألننا ال يف دماغنا،

كيف تؤدب طفلك؟

51

وقد تعلمنا أن هذا يساعد ، ومن السهل نسبيا أن نعرتف بمشاعر الطفل

مشاعروكأن ، التفكريوضعية إىل املشاعرالطفل بشكل كبري لنقله من وضعية

فنا عليها،نتهي إال إالطفل ال يمكن أن ت وقبل أن نستطيع ذا أشعرناه بأننا تعر

فإن العمل -التفكري -املشاعرتغيري سلوك الطفل أو املراهق بتعليمه عملية

ف عىل مشاعر الطفل أو املراهق يبقى يف املركز الثاين، التفكري كام أن عملية التعر

وجياهد التعرف عىل املشاعر،عىل عملية ولنرضب هنا مثالني ، ليست أمرا صعبا

.الطفل أو املراهق يف كل من املثالني حماوال إهناء واجباته البيتية

إن معلمنا يظن أن ! إنه سخيف! إنني أكره هذا

الواحد منا ليس لديه أية أمور يعملها يف حياته

، ..واجبات، ..واجبات، سوى الواجبات

!علمهذا ما يريده امل، ..واجبات

الطفل من مكانه دون أن ينهي وينهض هذا )

(.واجبه

الطفل

ال ريب أنني أكره لك ! تعالم إيل يا ولدي! يا إهلي

أن تقوم هبذه الواجبات مجيعها، بل إنني أعتقد

أهنا كمية كبرية من الواجبات يعطيها لكم املعلم

إلنجازها يف ليلة واحدة، إال أنني أعتقد أنك إذا

زت اهتاممك وتفكريك، وأ رسعت يف الكتابة رك

الوالد

كيف تؤدب طفلك؟

50

واحلل ستتمكن من إهناء الواجبات خالل فرتة

.قصرية بعون اهلل

:مقابل احلوار التايل

إن معلمنا يظن أن ! إنه سخيف! إنني أكره هذا

الواحد منا ليس لديه أية أمور يعملها يف حياته

، ..واجبات، ..واجبات، سوى الواجبات

!علمهذا ما يريده امل، ..واجبات

وينهض هذا الطفل من مكانه دون أن ينهي )

(.واجبه

الطفل

أرى يا بني أنه جيب عليك أن تكف عن التذمر

إن الواجبات ليست ، وحاول أن تنهي واجباتك

وال تافها، وجيب أن تتذكر هذا عندما أمرا سخيفا

.ستقوم بامتحان

الوالد

:أو

درجة يف اختبار 98لقد حصلت عىل

ولو أنني أخذت درجة أخرى ، الرياضيات

أال تظن يا والدي ، (ممتاز)واحدة لكان تقديري

أن املعلم يتشدد علينا أحيانا؟

الطفل

كيف تؤدب طفلك؟

52

ال شك أنك متأثر يا بني، ولكن ! يا له من متشدد

عليك أن جتتهد وحتاول االنتباه أثناء االمتحان

وال شك أنني رأيت ، أكثر قليال يف املرات القادمة

.جهدا كبريا وبذلتم م اجتهدتم ك

الوالد

:مقابل احلوار التايل

الوالد ما هي درجتك يف امتحان الرياضيات يا بني؟

الطفل .98

لقد طلبت منك أن ! أرأيت! تسعة وثامنون فقط

تدرس بجد وانتباه، أليس كذلك؟ ولكنك

انشغلت بمشاهدة املسلسالت، والقنوات

س كام ينبغي، الفضائية، وألعاب الفيديو، ومل تدر

وال شك أن هذه ، فلذلك مل تأخذ العالمة التامة

األمور كلها لن تفيدك يف االمتحان، ولن حتسن

...درجاتك

الوالد

ز عىل دراسته أكثر يف املرات التالية؟ وقد الحظنا ى، أي الطفلني سريكر ترم

ز عىل ما فعله الطفل أن الوالد يف املثال األول اعرتف بتأثر الطفل ومشاعره، ورك

ز عىل األمر السلبي، وأتى ، بشكل جيد وسليم وأما الوالد يف املثال الثاين فقد رك

وال شك أن اآلباء واملعلمني أحيانا ميالون الستنتاج ، معه بنتيجة سلبية أيضا

كيف تؤدب طفلك؟

53

للطفل، (إنذار)فهم يعتقدون أهنا تعمل كوسيلة ، النتائج السلبية والرتكيز عليها

كام -فاالستنتاجات ، ة ما تعمل عكس ذلكيف احلقيقة أهنا عادإال أهنم جيدون

يمكن أن تتشكل عىل شكل توقعات غري مرضية عىل اإلطالق، وكأن هذه -نعلم

(!...إنني أتوقع منك أن تتخبط كام تريد): االستنتاجات السيئة تقول للطفل

ن يكونوا كام إما أ ، فهمولقد تعلمنا مجيعا أيضا أن لألوالد طريقتهم اخلاصة

.نتوقعهم، أو أن يكونوا دون توقعاتنا

ف عىل حتى عند مشاعر الطفل أو املراهق فعاال ويمكن أن يكون التعر

اصطدام الكبري والصغري يف مشادة كالمية، وذلك بغضر النظر عام إذا كان الكبري

:يلاحلوار التا إىلولنستمع ، يوافق الصغري عىل وجهة نظره أو خيالفه فيها

:الوالد .الذي قلت لك هذا اأن

:الطفل ...إال أنك قلتم يل يمكنني أن أذهب إذا فعلت

:الوالد .ليس هذا ما قلته لك

:الطفل ...إن أصدقائي مجيعا سيذهبون

أعلم أن هذا مزعج لك، وإين أكره أن يكون هذا

لن (ال)األمر هبذا الشكل، ولكن اجلواب هو

.لذلكوإين آسف ، أسمح لك

:الوالد

:واحلوار املقابل

:الوالد .ال تسألني مرة ثانية، (ال)لقد قلت لك

كيف تؤدب طفلك؟

54

إال أنك قلتم يل أنني يمكنني أن أفعل هذا إذا

.فعلت ما طلبتمه مني

:الطفل

ف ما أقول مل أقل ! لكإنك حتب أن تلوي وحترر

كام أنك مل تفعل ما لك إنه يمكنك أن تذهب،

،اك من تلومه غري نفسكوليس هن، طلبته منك

...حاول أن تنسى املوضوع، لألسف الشديد

:الوالد

ال شك أنه من الصعب الرتكيز عىل التخاطب الفعال أثناء اشتداد حرارة

، أصبح املشاعر: بـ التفكريوقد تبني لنا أنه كلام تدربنا عىل ، االختالف بالقول

وهي ، تتحكم بحياتنا وتديرها بدقةهي التي املشاعر املوضوع عاديا ومألوفا، فإن

كام أن االنتباه ، التي يمكن أن تضع عالمة البداية والنهاية يف سلسلة من األحداث

املشاعر التي تتسبب بحدوث سلوك أو ترصف معني بعد حدوثه يمكن أن إىل

حدوث ذلك إىلجتعل هناك فارقا مماثال لالنتباه واالهتامم باملشاعر التي أدت

وبغضر النظر عام إذا كان البحث عن هذه ، أو الترصف يف املقام األولالسلوك

حد بعيد يف تعليم إىلاملشاعر بعد احلادثة أو قبلها فيمكن أن تزيد نجاحك

رتم بمشاعرهم األطفال ضبط النفس ومساعدهتم يف تطوير الثقة بالنفس إذا فك

.أوال

كيف تؤدب طفلك؟

55

ملخص

حيث يسمح ألجزاء خمتلفة منه الدماغ منظام بشكل دقيق ب خلق اهلل

ن جزء من الدماغ اإلنسان ، بتحقيق الواجبات واألعامل املختلفة أيضا فبينام يمكر

نه جزء آخر من التفكري وإن التفاعل ما بني هذين ، من الشعور بام حوله، يمكر

اجلزأين من أجزاء الدماغ هو الذي جيعل الناس يترصفون بالطريقة التي

بدو أنه من املحتمل جدا أن األطفال واملراهقني يترصفون بناء وي، يترصفون هبا

.تفكريهموليس بناء عىل مشاعرهم عىل

،أحيانا تفكري عىل اإلطالقبل إن األطفال واملراهقني يترصفون دون أي

التي حماكمتهم املنطقيةويبدو أيضا أن مشاعرهم القوية اجلارفة قد تتغلب عىل

وعندما يرتكب األطفال اخلطأ ذاته لتفكري من الدماغ،با توجد يف اجلزء املتعلق

بشكل متكرر، حتى بعد أن تتم معاقبتهم عليه بشكل متكرر، يصبح من األمهية

تكرار اخلطأ ذاته إىلالتي تؤدي املشاعريربوهنم التعرف عىل نبمكان للكبار الذي

ثم جيب عىل ، بهعىل الرغم من املعاقبة التي حصل عليها لقاء اخلطأ الذي ارتك

السليم التفكرير واملراهقني كيفية اموا هؤالء الصغالكبار بعد ذلك أن يعلر

والتعبري عنها بشكل املشاعربالطرق املختلفة املقبولة األخرى للتحكم بتلك

.سليم

من التأديب هو تعليم األطفال كيفية التحكم بسلوكهم األسايسإن اهلدف

إال أن هناك اختالفا كبريا وبيرنا ، طوير ضبط النفسوترصفاهتم، ومساعدهتم عىل ت

كيف تؤدب طفلك؟

56

، وإال فلن يكون ، التأديب والعقوبةبني كل من وقد جتعل ، تأديبا فالتأديب تعليم

الطفل نادما وآسفا عىل ما بدر منه من سلوك أو ترصف خاطئ، إال أهنا ال العقوبة

التالية التي حتدث فيها تعلمه بالرضورة كيف يتعامل مع حالة مشاهبة يف املرة

وجيب أن ينحرص تركيز الكبار وينصب اهتاممهم عىل كيفية تعليم ، احلادثة ذاهتا

وال داعي أن يشعر ، األطفال كيفية القيام باألعامل الصحيحة بالشكل السليم

الطفل باخلزي واهلوان واملذلة أو الغباء عندما يرتكب خطأ ما، حتى عندما تكون

.ومناسبة العقوبة رضورية

يتعامل الكبار التي قوية جتاه الطريقة مشاعرإن األطفال واملراهقني هلم

التي تنتاب األطفال واملراهقني املشاعر إىلومن األفضل دوما أن ننتبه ، هبا معهم

ألنه من املحتمل جدا أن يتخذوا قرارات أفضل، ؛الذين نتعامل معهم وهنتم هبم

ومل يشعروا باإلزعاج أو مشاعرهمإذا احرتمت وسيترصفون بسلوك أفضل قطعا

األطفال عند معاقبتهم هلم، بل إن مشاعر وال حاجة أن يؤذي الكبار ، اإلغضاب

ذلك غري جمد بتاتا، وإذا شعر األطفال واملراهقون باألذى والغضب فستقل

عىل احتامالت طاعة الكبار واملربني واملعلمني كام ستقل أيضا فرصتهم للتدرب

.ضبط النفس

إن التنبه املستمر ملشاعر األطفال واملراهقني سيجعل معظم اسرتاتيجيات

سيساعدان مشاعرهمكام أن احلب الصادق، والتعرف عىل ، التأديب أكثر فاعلية

وسيتعلم األطفال واملراهقون ، اخلاصة مشاعرهم إىلأيضا عىل تعليمهم االنتباه

كيف تؤدب طفلك؟

57

ية اختاذ القرار اجليد لمهام ورضوري يف ع رياملشاعر والتفككيف أن كال من

كام سيتعلم األطفال واملراهقون كذلك كيف يصبحون أكثر انتباها ،واملناسب

واهتامما باآلخرين ومشاعرهم، وهذا ما يمكن أن يعطيهم بدوره أفضل

.إمكانيات النجاح يف احلياة يف مستقبلهم

كيف تؤدب طفلك؟

58

اسأل: اخلطوة الثانية

وهناك جانبان لتأديب هو توجيه األسئلة،ين لتفعيل عملية ااملبدأ الثا

شجع عىل التغيري اإلجيايب للسلوك؛لتوجيه األسئلة التي ت

استخدام أسئلة تعلرم إدراك الذات وإعادة توجيه السلوك يف االجتاه : األول

، الصحيح

وهذا يعني أن يتم توجيه ، وأما الثاين فهو توجيه األسئلة بقصد التقييم

وسنناقش يف هذا الفصل ، التفكريونامذج املشاعرأسئلة يتم من خالهلا اكتشاف

:همني عن استخدام التأديب كوسيلة فعالةهذين اجلانبني امل

...تعلم إدراك الذات اسأل أسئلة

إن تعليم األطفال كيف يتحكمون بسلوكهم أو يضبطون أنفسهم

ولعل أحد أسباب ،أن تكونوترصفاهتم ليس بالسهولة التي يتمنى كل منا

صعوبة تعليم هذه املهارات هو أننا، نحن الكبار، ننسى، أو نتناسى أحيانا، أن

ونحن نعلم أن ، ما جيري حوهلم يف املقام األول إىلة قاألطفال نادرا ما ينتبهون بد

من الصعوبة بمكان أن يتعلم اإلنسان أي يشء عىل اإلطالق إذا مل يكن منتبها ملا

لنفسه منتبها وما ال ندركه وال نتصوره دائام أن الطفل قد ال يكون ، لمهيتع

فاألطفال قادرون بشكل عجيب أن يتعاموا ! بالذات، وليس فقط ملا يدور حوله

عن الواقع متاما ويتناسوا كل ما حييط هبم وال ينتبهوا ألي يشء يدور حوهلم عىل

كيف تؤدب طفلك؟

59

ا يفعلونه يف أي ملعني بتاتا ملا جيري واإلطالق، بل يمكن أحيانا أن يكونوا غري وا

.حلظة من حلظات حياهتم

وإن اخلطوة األوىل لتعليم األطفال انتقاء اخليار السلوكي األفضل هو

وهناك ،ما يفعلونه يف ذلك الوقت وأمهيته بالنسبة هلم وملن حوهلم إىلتنبيههم

مها باستمرار أن تذكري :طريقتان يمكن استخدامهام لتحقيق هذا اهلدف، إحدامها

وقد جتدي هذه الطريقة ، ينتبهوا ملا يفعلون، ثم اطلب منهم أن يفعلوا شيئا غريه

فعندما يكون املراهنات املتوفرة عىل اإلطالق، أحيانا ويمكن أن تكون أحسن

الطفل يف مأزق حرج، أو خطر حمدق، فمن املهم بمكان أن يكون قد تعلم فيام

وكثريا ما ينجو الطفل من كارثة إذا تعلم األمر ، وامرسبق كيف يستجيب لأل

ومن املفيد جدا أن يتم تعليم الطفل كيف يستجيب ، (!انتبه )أو ! (قف )البسيط

وينبغي أن يتم تعليم األطفال هذه ، بشكل صحيح لألوامر باإلشارة والكالم

ن ينهض الوالد أو املهارة يف سن مبكرة جدا، بل إن مثل هذا التعليم يقيض بأ

الوالدة من املكان وجيري خلف الطفل الذي يتجاهل األمر الذي يعطى له بعد

وجيب أن يتم توجيه الطفل ، املرة األوىل وال يستجيب ألمر الوالد وتوجيهاته

وال يقتيض هذا بالرضورة أن تتم معاقبة ، بالفعل ليفعل ما طلبم منه أن يفعله

مر بشكل سليم، ولكن جيب أن يعلم الطفل أنه ال الطفل ألنه مل يستجب لأل

حاجة لتكرار الطلب أو األمر مرتني، بل وال داعي أن يرجى الطفل ويستعطف

ويقلقنا جدا، ، أن يفعل ما يريده الوالد قبل أن يتخذ الوالد إجراء آخر نحو الطفل

كيف تؤدب طفلك؟

61

العملية اهلامة نحن املربني، أن نرى أن قليال من اآلباء فقط هيتمون هبذه الناحية

.والرضورية

وهناك طريقة أخرى لتعليم األطفال كيفية االنتباه واالستجابة لتوجيهات

وتتطلب األسئلة ، الكبار، وهي أن يسأهلم الكبار العديد من األسئلة باستمرار

.التفكريإجابات، وتستدعي اإلجابات تنشيط عملية

:بالطريقة التاليةإن توجيه األسئلة بدال من إلقاء األوامر يعمل

:فتقول األم، جيري الطفل يف البيت جيئة وذهابا

ماذا جيب عليك أن تفعل يف البيت؟ :األم

.أميش :البنت

هل يمكنك أن تفعيل ذلك، رجاء؟ :األم

:ويقابل هذا احلوار التايل بني األم وابنتها

مفهوم؟! توقفي اآلن، ال تركيض بتاتا ، توقفي عن الركض :األم

وهي ،أن احلوار األول يستغرق وقتا أطول، إال أن له فائدة إضافية ال شك

ويف الوقت ذاته يتعرف الطفل ، رضورة االهتامم بام يفعل إىلأن نلفت انتباه الطفل

(إدراك الذات)وإن مثل هذا العمل يؤسس ما يسمى ، عىل اخلطأ الذي يرتكبه

ه وقد يبدو املثال الثاين، ويعلرم الطفل املسؤولية عمليا أكثر ألنه مبارش متاما وموج

النقطة التي جيب االهتامم هبا فورا، إال أنه يضع مسؤولية سلوك الطفل عىل إىل

كيف تؤدب طفلك؟

60

ومع أن الطفل قد يتوقف ويكف عن ، كاهل األم أكثر مما يضعها عىل الطفل

تطلب من الطفل زل يف كلتا احلالتني، إال أن احلالة يف املثال الثاين ال تـاجلري يف املن

ما هو أهم من ذلك، وهو إىلأن يبذل أي اهتامم بام يفعل، أو ال يلفت انتباهه

، التفكري بام جيب أن يفعل بشكل صحيح

وكذلك، ينطبق اليشء ذاته أيضا عىل أنه إذا تدرب األطفال عىل االنتباه ملا

تواجههم بعض سلطة خارجية أخرى، فس ةيمليه عليهم الوالد، أو الوالدة، أو أي

الصعوبات أحيانا حني تعلم موضوع تطوير اإلدراك الداخيل ملا يفعلون إذا مل

وال شك أن من الرضورة واألمهية بمكان أن يتعلم ، يكن هناك من يرشف عليهم

األطفال االستجابة للسلطة اخلارجية التي قد تكون منقذة للحياة أحيانا من خطر

ق، إال أنه ال يقل هم املهارات الالزمة لتطوير مفهوم أمهية عن هذا تعليم حمق

السلطة الداخلية، وذلك بأن يصبحوا مدركني لذاهتم ومسؤولني عن أعامهلم التي

فيجب عليهم أن يتعلموا أنه جيب عليهم أن ينتبهوا ملا يفعلونه من ، يقومون هبا

يل والوعي للذات أعامل كي يتخذوا قراراهتم الذاتية بناء عىل االنضباط الداخ

وحتمل املسؤولية بحيث يترصفون الترصف املناسب يف الوقت املناسب

وبالوضعية املناسبة للحالة التي يتعرضون هلا، واإلجراء األمثل الذي جيب عليهم

، أن يقوموا به دون أن يتدخل يف شؤوهنم شخص كبري مسؤول عنهم يف كل مرة

.لسلطة الداخليةإن إدراك الذات إنام هو بداية تطوير ا

كيف تؤدب طفلك؟

62

رهم بأن إىلوعندما يأيت األطفال الصغار إدارة املدرسة مثال، جيب أن نذكر

يرفعوا أرجلهم فال يضعوا أحذيتهم التي قد تكون وسخة عىل الكرايس

وال شك أن الوالدين حياوالن جاهدين يف البيت أن يعلرام أوالدمها ، والكنبات

إحلاق األرضار أو األذى هبا، كام رضورة احرتام ممتلكات اآلخرين وعدم

.حياوالن تعليمهام كيفية السلوك املناسب خارج البيت الذي يعيشون فيه

أنزل رجلك عن ): وقد يعطي بعض اآلباء أمرا بسيطا جدا ألوالدهم

بينام يأمر بعض اآلباء اآلخرين ، (ال تضع حذاءك عىل الكنب): أو، (الكنبة

ون عليها بعض الدروس والتوجيهات فكنهم يضيأوالدهم بأوامر معينة، ول

إنك ! هذا إنك تعلم كيف تترصف أحسن من): فقد يقول بعضهم، األخرى

لقد أعلمتكم أنه جيب عليك أال تضع حذاءك عىل مفروشات ، !يف بيتك لستم

.(اآلخرين فتوسخها

، عفوا ): الطفل ويقولون ببساطة إىلإال أن بعض اآلباء اآلخرين ينظرون

(أين تضع رجليك؟! ين يا بنياعذر

إال أهنم يف ، ويستجيب األطفال آلبائهم وأمهاهتم يف هذه األحوال مجيعها

زل قدميه عن الكنب ـ يكتف الوالد أو األم بتوجيه الطفل أن ينملاملثال األخري

م ذاته وإدراكها واالنتباه ملا لدى الناس الذين يزوروهنم، بل ساعد طفله عىل تفه

هو يعلم طفله االنتباه لنفسه وجسده، فال يكفي أن ينتبه لوجود أبيه أو ف، يفعل

ولعل أفضل ، م كيفية االنتباه ملا يفعلونتعل إىلعه فقط، فاألطفال بحاجة أمه م

كيف تؤدب طفلك؟

63

طريقة لتعليم مثل هذه األمور هي توجيه األسئلة لدى إعطاء التوجيهات أو

.(ال تفعل )أو (افعل )األوامر

بل واالستجابة التفكريالطفل تضع الطفل يف حالة إىلل فعند توجيه سؤا

وعندما تقتيض اإلجابة أن يقول الطفل شيئا ما عن حاله يف تلك اللحظة ،أيضا

.هم ضبط النفسبدوره يعلرموهذا ، سلوكه إىلسيبدأ باالنتباه

إن هناك أربع خطوات أساسية لتعليم إدراك الذات، وبالتايل تعليم

:ذاتية باستخدام أسلوب األسئلة، وهي كام ييلاملسؤولية ال

ح مقاييس السلوك اإلجيايب املتوقع .وضر

ه األسئلة التي تلفت النظر واالنتباه .السلوك إىلوجر

انتظر للحصول عىل اجلواب من الطفل.

السلوك املناسب إىلأعد توجيه الطفل.

ح مقاييس السلوك اإلجيايب: اخلطوة األوىل وض

عىل إبقاء القواعد إجيابية حافظ

متاما يف ذهن الطفل تأكد أن مقاييس السلوك اإلجيايب املقبول واضحة : أوال

وغالبا ما يظن الكبار أنه إذا عرف األطفال القواعد، وعرفوا ما الذي توجهه؛

م سيفعلون جيب عليهم أن يفعلوه، أو عرفوا ما جيب عليهم أال يفعلوا، فإهن

وضوع يتطلب أكثر من املعرفة ولسوء احلظ، فإن امل واملناسب،اليشء الصحيح

كيف تؤدب طفلك؟

64

فليست معرفة القواعد العامة للسلوك كافية بالرضورة، إذا أن السلوك فقط؛

اجليد يقتيض املامرسة والتدرب، بل قد يتطلب أحيانا تكرار تلك القواعد مرات

صغار، حتى عملية تدريب ال يفولذا، فإن تكرار الدروس أمر أسايس ،ومرات

الذهن أهنم قد تعلموا املوضوع متاما، إال أن طريقة التكرار أيضا إىلولو تبادر

وسنناقش هذا املوضوع بيشء من التفصيل يف الفصل اخلامس من هذا ، هامة جدا

.الكتاب

حاول الرتكيز عىل السلوك اإلجيايب أثناء تعليم األطفال قواعد السلوك

القواعد أو األوامر والتوجيهات، بقدر االستطاعة، أمل ،األساسية الصحيحة

إن ، ..ال تفعلوا، بدال من إعالمهم أو أمرهم يفعلوا كذاواطلب من األطفال أن

الرتكيز اإلجيايب املحدد الغاية واهلدف أكثر فعالية وتأثريا بكثري من التوجيه

ر ما جيب(ال تفعل)السلبي عليه أن يفعله ، وهو أيضا يساعد الطفل عىل تذك

.ويعلرمه ما جيب عليه أن يفعله يف ذلك الوقت

ويعني هذا أن عىل املرء أن يكرر بعض القواعد األساسية للسلوك واألوامر

.والتوجيهات بشكل إجيايب، وبطريقة إجيابية أيضا

أن الطفل ال حيق له جمادلة املنـزلفعىل سبيل املثال، إذا كنت قد قررتم يف

ه، فيجب أن تأخذ يف االعتبار إمكانية عرض ما تتوقعه من األطفال أبيه أو أم

:ولنأخذ األمثلة التالية، بشكل إجيايب

كيف تؤدب طفلك؟

65

:األمر السلبي

وغالبا ما يكرر الوالد هذه العبارة مرارا )، اسمع ، ال ترد عىل كالمي

(.وتكرارا عىل مسامع أطفاله يف خمتلف األعامل

:الوالد

:الوالد ما ييلفمن األفضل أن يقول

:الوالد :أو، جيب أن تفهم هذا، هي اجلواب (ال)! يا بني

:أو، قم وافعل ما طلبته منك، اآلن

.أرجو أن تفعل ما طلبته منك، اآلن، فورا

هإن أحد األوامر السابقة بينام تطلب ، ما ال جيب أن يفعله إىلالطفل يوج

، األمر األسايس إىلمنه، أو تلفت نظره منه األوامر األخرى أن يفعل ما يطلب

املكان إىلوتعالج األوامر الثالثة املوضوع ذاته، إال أن واحدا فقط يوجه الطفل

، الذي تريده أن يذهب إليه، بينام يبني األمران اآلخران ما ال جيب أن يفعله الطفل

ح توجيهاتك وأوامرك التي تعطيها لألطفال واملراهقني ، وضر م بالتحديد ما هل بنير

وإذا كانت املهمة ، تريد منهم أن يفعلوا، حتى إذا كنتم غاضبا، أو متعبا، أو ثائرا

املطلوب حتقيقها هي تعليم األطفال طريقة السلوك السليم فمن األفضل متاما

.الرتكيز دوما عىل السلوك اإلجيايب

الرتكيز عىل وقد ينسى أحيانا كثري من أفضل اآلباء واملدرسني أمهية

إن القواعد رضورية ال ريب، إال أهنا يف كثري من األوقات ، التوقعات اإلجيابية

القاعدة إن فعىل سبيل املثال، ف، ما ال جيب فعله، بدال مما جيب فعله إىلتشري

كيف تؤدب طفلك؟

66

، يمكن إعادة صياغتها (ال تتكلم عندما يتكلم املدرس): الذهبية يف املدرسة

، أليس كذلك؟ (!جيب أن يتكلم شخص واحد فقط) :بسهولة عىل النحو التايل

ن هذا الطفلم من الرتكيز عىل ما جيب عليه أن يفعله، كام يؤكد عىل قواعد وسيمكر

.السلوك املثالية الرضورية للتعليم يف الفصل الدرايس مثال

ونبني يف اجلدول التايل بعض األمثلة التي تركز عىل قواعد السلوك اإلجيابية

:ن السلبيةبدال م

:بدال من، كن لطيفا مع اآلخرين

.ال تكن فظا وال ساخرا وال تسخر من اآلخرين

:بدال من، جانبيك إىلأبقم يديك

.ال تلمسني بيدك

:بدال من، تكلم بأدب واحرتام مع اآلخرين

.ال ترد يف وجه الكبار وال جتادهلم

م العمل يف املوعد :بدال من ،قدر

.ال تتأخر

:بدال من، افعل ما أطلبه منك يف املرة األوىل

.تكرار األمر عدة مرات إىلال حتجني

:بدال من، امش هبدوء يف املمرات أو الصالة

.ال تركض يف املمرات أو الصالة

كيف تؤدب طفلك؟

67

امتالك القدرة عىل وضع القواعد يساعد عىل استجابة األطفال

ل يكون توضيح مقاييس السلوك أكثر فعالية عندما يمتلك األطفاقد

وذلك ألنه ؛وأحب أن أفعل هذا كلام أمكن واملراهقون القدرة عىل تطويرها،

وعادة ما أخرب ، يعطي األطفال بعض القدرة عىل ترصيف األمور بشكل حسن

بعض األطفال بأن لدي عمال ما أريد أن أنجزه، وما إذا كانوا يوافقون عىل

وحسب ما تكون ، يد للجميعالتوجيهات العامة بحيث يستمر العمل بشكل ج

سواء أكانت املجموعة التي أتعامل معها كبرية، أم أهنا فصل درايس، أم الوضعية

ة، وأبني ما دجمموعة خاصة، وأناقش معهم مجيعا ما سأقوم به من عمل يف تلك امل

إنجاز ما نريد إنجازه من أعامل خالل جيب عليهم القيام به كي نتمكن مجيعا من

ا كانوا يوافقون عىل عىل تلك القواعد أو ذثم أسأهلم ما إ، تلك الفرتة املحددة

وغالبا ما يكونون عىل استعداد للموافقة عليها، وأقول هذا ، املقاييس البسيطة

وا أحد الكبار الذين يتعاملون معهم أن يترصف يسأهلمببساطة ألهنم مل يتعودوا أن

.يأمرهم ويقرسهم عىل ذلك قرسا بشكل مناسب وحمرتم، بل عادة ما

ون مسؤولني عن أعامهلم وبعد أن أحصل عىل موافقتهم عىل طلبي يصبح

التي املوافقةفإذا مل ترس األمور بشكل حسن، يمكنني أن أسأهلم عن وترصفاهتم،

.أعطوها، أو أسأهلم عن حقيقة ما يعملون

:ا يف مقاطعتي، فقد أقول ما ييلم طفل مر تفإذا اس

كيف تؤدب طفلك؟

68

:الشخص البالغ ماذا كانت اتفاقيتنا؟، اسمح يل، عفوا

:املراهق/الطفل .أن يتكلم شخص واحد فقط، بينام ينصت ويستمع اآلخر

:الشخص البالغ .واآلن أنصت ، إذن، سيأيت دورك يف الكالم، شكرا

حاجة أن يتم احلصول عىل وأما إذا كانت هذه الوضعية يف عائلة، فال

وال غرو أن ، اتفاقيات مع األطفال عىل كافة القواعد واألنظمة الواجب اتباعها

، ن عن وضع القواعد العامة وأن يتأكدوا أن أطفاهلم يتبعوهناالالوالدين مسؤو

لألطفال هي إحدى الطرق التي تستخدم توجيه أسئلةومع ذلك، فإن طريقة

ولتذكريهم ، واعد العامة الواجب اتباعها يف البيتاألطفال بتلك الق لتذكري

ملاذا جيب اتباع القواعد )كام أن مناقشة موضوع ، بمسؤوليتهم التباعها وتطبيقها

وال يعني هذا بحال من ، مع األطفال هو أمر صحي وسليم (والتوجيهات؟

األحوال أن عىل الوالد أو الوالدة احلصول عىل إذن مسبق من األطفال لوضع

اعدة من القواعد، إذ أن تدريب األطفال عىل اتباع القواعد والتعليامت يعمل ق

بشكل أفضل عندما يسمح لألطفال باملسامهة يف عملية وضع تلك القواعد

وذلك ألن هذه املسامهة تساعدهم عىل فهم رضورة إجياد هذه ؛والتعرف عليها

الك بعض املسؤولية كام أن امت، القواعد أصال ووضعها موضع التطبيق العميل

لوضع القواعد العامة الواجب اتباعها يف البيت يساعد األطفال عىل تعلم كيفية

كيف تؤدب طفلك؟

69

االلتزام هبا وباالتفاقيات النامجة عنها كي يتمكن أفراد األرسة من التعايش مع

.بعضهم واالهتامم ببعضهم

التوجيه التفصييل عامل مساعد

الواجب اتباعه لعمل والنظام العامتعطينا القواعد عادة اهليكل األسايس ل

الكثري من اهلياكل العامة إىلمن األطفال واملراهقني حيتاجون وإن كال ،لتنفيذه

واهليكل العام يعني ببساطة وجود توجيهات حمددة ، واخلطوط العريضة للعمل

وكلام ازدادت صعوبة ، (ضوابط عامة)و (حدود)وواضحة التعريف، ووجود

ب عىل الطفل واملراهق اتباعه، ازدادت احلاجة للمزيد من جي السلوك الذي

إىلالوضوح والتحديد للتوجيهات الواجب إعطاؤها له، وازدادت احلاجة أيضا

.رضورة عرض هذه التوجيهات بشكل إجيايب مؤثر

تركيز االنتباه والذين إىلوأثناء عميل مع جمموعة من األطفال املفتقرين

ترتاوح أعامرهم ما بني وكانت املجموعة من األوالد - يعانون من فرط النشاط

وجدت بشكل رسيع أهنم حيتاجون أكثر من غريهم من األطفال -سنة 1 -5

املزيد من التوجيهات التفصيلية إىلالعاديني الذين ال يعانون من هذه الظاهرة،

.املحددة

مكانه، ليجلس كل واحد يف ): فعىل سبيل املثال، إذا أردت أن أقول هلم

، فكان عيل أن أحدد توجيهايت إليهم أكثر بكثري من هذه (وليستمع إيل جيدا

وليضع ، هليجلس كل منكم عىل مقعد): فمثال، كان جيب عيل أن أقول، اجلملة

كيف تؤدب طفلك؟

71

وليبق أرجل الطاولة األربعة عىل األرض وال حيركها من ، رجليه عىل األرض

تكلم شخص واحد فقط، بينام يستمع ولي، وركزوا أعينكم عيل ، مكاهنا

.(اآلخرون

مثل هذا التفصيل اململر دائام، إال أنه إىلطبعا، ال حاجة، يف اعتقادي،

حد كبري عندما تستخدمه مع أطفال ال يدركون ما يفعلون بشكل إىليساعد

أن يفعله الرتكيز عىل ما جيبكام يساعد هذا التفصيل اململ أيضا عىل ، مستمر

.ما جيب عليهم أن يتجنبوا فعلههؤالء األطفال، بدال من أن تقول هلم

وباستخدام طريقة التوجيهات التفصيلية جتنبت مثال أن أقول بشكل

انظروا إيل عندما أتكلم، ، ال حتركوا أيديكم، ال تستلقوا عىل طاوالتكم): مستمر

ول أكثر فعالية وتأثريا عىل فقد كان السيناريو األ، (وال تتكلموا عندما أتكلم أنا

املزيد من الطاقة واجلهد الالزمني يف إىلهذه املجموعة من األطفال، وأنه ال حيتاج

.السيناريو الثاين

كيف تؤدب طفلك؟

70

السلوك إىلاستخدم األسئلة التي تلفت النظر : اخلطوة الثانية

يمكن أن يكون األطفال فارغي الذهن متاما

تلميذي يعرف القواعد، /إن طفيل! نا حس): كأين أسمع أحد القراء يقول

وقد يكون هلذه املقولة يشء من الصحة، إال ، (إال أنه ال يبايل هبا وال يقيم هلا وزنا

أن معرفة القواعد يشء، وإدراك أمهيتها، وإدراك ما يفعله الشخص يف األوقات

قة من ما يقومون به يف أي دقي إىلوجيب أن يلفت نظر األطفال ، مجيعها يشء آخر

وإن أفضل طريقة لتعليم األطفال أمهية االهتامم بالذات هي ، أوقات حياهتم

وال تتطلب هذه الطريقة اإلحلاح املستمر ، تذكريهم بشكل دائم بأمهية ما يفعلون

عىل األطفال أو تعذيبهم، بل إن كل ما تتطلبه هو توجيه املزيد من األسئلة إليهم

.عن أعامهلم وأمهيتها

وستكون (ماذا تعمل؟! عفوا ): ون أكثر األسئلة تكرارا هووجيب أن يك

النتيجة غالبا مدهشة متاما إذ يقف الطفل أو املراهق املسؤول مشدوها، وحياول

، هذا النوع من التذكري املستمر إىلأن يتذكر ماذا يفعل حقيقة، فهم حيتاجون

وقد رأيت ، يفعلون ويمكن أن يكونوا عارفني، بل عىل الغالب، ال يدركون ماذا

ون حتت املقاعد أو الكرايس والطاوالت دون أن يدركوا أهنم ـببعض األطفال حيم

.فعال يفعلون ذلك، وقد يصدق هذا حتى عىل الكبار أحيانا

كيف تؤدب طفلك؟

72

، من األطفال واملراهقني عىل رضورة االنتباه ملا يفعلون وجيب تدريب كل

هو (غري املدرك ملا جيري حوله)فل وغالبا ما يفرتض اآلباء واملعلمون أن الط

بل من املحتمل جدا أن يكون مثل هذا الطفل ال يدرك ، عديم االهتامم وال مبال )

هو أداة (ماذا تفعل؟): وإن سؤال مثل هذا الطفل، ما يفعل يف تلك اللحظة

م اويستحسن أال يتم توجيه هذا السؤال عىل شكل اهت، تدريب وتعليم هلذا الطفل

لطفل الفاعل أو عىل شكل نربة ازدراء وسخرية بام يفعل، إذ أن نربة ه ليوج

التي ينعت هبا (عدم اإلدراك التام)أو (البالهة)الصوت التي تتضمن معنى

كام أن النربة ، الطفل أو املراهق جتعله يريد الدفاع عن نفسه ومعاندة الكبري

فل أثناء توجيه مثل هذا التي يستخدمها الكبري مع الط (العدائية)أو (السلبية)

السؤال ستجعل الرتكيز ينصب عىل الكبري، وليس عىل الطفل الذي يوجه السؤال

.السلوك الذي يقوم به يف ذلك الوقت إىلإليه، ولن تلفت نظره

من مراهق يبدو عليه سيامء العنف - بني فرتة وأخرى - وقد أطلب

ما يفعله إىلمن الزمن وينظر اجلسدي والتهديد لآلخرين أن يتوقف برهة كافية

يواجهون )وكثريا ما ال يشعر هؤالء وال يدركون أهنم مه من حركات خميفة،جس

، وأالحظ أهنم غالبا ما (شخصا آخر وخييفونه بحركات أجسادهم القوية

إن أمثال هؤالء مل يتعلموا بعد ، يرتاجعون عادة عندما يدركون خطورة ما يفعلون

وإهنم إذا مل يدركوا، ولو بدرجة تقريبية، ماذا يفعلون ، (لذاتمالحظة ا)ما نسميه

كيف تؤدب طفلك؟

73

يف أي حلظة من اللحظات، فإن من الصعوبة بمكان بالنسبة هلم أن يغريوا طريقة

.وقد يكون هذا حقيقيا أكثر لدى األطفال الصغار، سلوكهم

فعىل سبيل املثال، إذا ركض الطفل عندما جيب عليه أن يميش بتؤدة ومتهل،

بينام قد يكون مفيدا يف ، (!امش بتمهل يا بني): الرضوري جدا تذكريه بام ييل فمن

أوقات أخرى أن نبني له ماذا يفعل، ونطلب منه إجراء التصحيح املناسب

ماذا تقعل يا ): ويمكن أن يكون توجيه سؤال تذكريي بسيط للطفل مثل، لسلوكه

التأكد مما إىلألن هذا سيدفعه ؛هو ما حيتاجه الطفل فعال لتقويم سلوكه (بني؟

.يفعل، وليس طاعة األوامر العمياء فقط بغضر النظر عن صحة األوامر مثال

ل املسؤولية األسئلة تعلم حتم

(إدراك الذات)وهناك فائدة أخرى الستخدام األسئلة لتعليم األطفال

، ة أعامهلموإعادة توجيه السلوك وهي إتاحة الفرصة لألطفال تعلم حتمل مسؤولي

وهي ، هي من الكلامت املفضلة لكل من اآلباء واملربني (املسؤولية)وإن كلمة

، وهي خصلة هامة من (قدرة االستجابة)تعني ببساطة القدرة عىل االستجابة، أو

خصال الشخصية التي جيب تنميتها وتبنيها لدى األطفال، إال أنه ال يمكن

اذا يفعلون، وماذا جيب عليهم أن يفعلوا يف تعليمها هلم إال إذا أدرك األطفال م

الطفل هو اخلطوة األوىل يف الذي يقوم به العملإن التعرف عىل ، تلك اللحظة

وإن تعليم الطفل حتمل املسؤولية يؤدي أفضل أغراضه إذا ترك ،حتمل املسؤولية

.املجال للطفل أن يفعل ذلك فقط؛ أي يتعلم حتمل املسؤولية النامجة عن أفعاله

كيف تؤدب طفلك؟

74

ويمكن أن يتطوع الكبار عن غري قصد بتحمل مسؤولية أفعال األطفال

:بقوهلم

وقد أرصخ بأعىل صويت إذا مل تسمع ما ! لقد أخربتك يا بني أال تفعل هذا)

وإين لن أتسامح معك إذا فكرت يوما ما أنك ، وجيب أن تسمع ما أقول، أقول

.(يمكنك أن تتجاهلني وتتجاهل ما أقول لك

، من دون قصد طبعا، أن الشخص البالغ يف هذه احلالة خيرب وهذا يعني

الطفل بأنه ليس قادرا عىل التحكم باملوقف، إال أنه يعتقد أنه سيكره الطفل أن

إنك لن تستطيع إجبار الطفل عىل القيام ): وحقيقة األمر، يفعل اليشء الصحيح

حكم باملوقف هو يف يد ويبني هذا املثال أيضا أن ما يتعلق بالت، (بسلوك معني

الطفل عىل قدرة إىلوجيب أن تتم إعادة توجيه الرتكيز بري، وليس بيد الطفل،الك

ونالحظ أن طريقة السؤال تضع الرتكيز حيث جيب التحكم بسلوكه الشخيص،

.أن يكون

كام أن تعليم املسؤولية الشخصية يكون يف أحسن أحواله عن طريق توجيه

ق وإبقاء الرتكيز عىل السلوك الشخيص هلام، وليس عىل أسئلة للطفل أو املراه

.التي يتمتع هبا الكبار (الصالحية)أو (السلطة)

:الكبري ماذا تفعل يا بني؟

:الطفل .أشاهد التلفاز

:الكبري ماذا قلت لك يا بني؟

كيف تؤدب طفلك؟

75

:الطفل .أغلق التلفاز

:الكبري إذن، ماذا جيب عليك أن تفعل يا بني اآلن؟

:الطفل .أغلق التلفازجيب أن

:الكبري .رجاء ، إذن، افعل هذا اآلن يا بني

ونالحظ هنا أن الرتكيز منصب عىل سلوك الطفل، وال داعي ملهامجة

.شخصيته عىل اإلطالق

حد كبري بسلطتهم وصالحياهتم وأن هلم كل إىلوعندما يتمسك الكبار

ون، وأن يأمروا فيطاعوا، والصالحيات عىل أن يفعلوا ما يريد ةالقوة والقدر

فيمكن أن يتحملوا املسؤولية، عن غري قصد، عن أعامل أطفاهلم وسلوكهم بدال

فإذا حدث هذا، يميل ، من تعليم األطفال طريقة حتمل مسؤولية أعامهلم شخصيا

نسيان ما يفعلون أو تناسيه، إن صح التعبري، أو ما جيب عليهم إىلاألطفال تلقائيا

أن يسأهلم الشخص الكبري ويطلب إىله، ويستمر األمر عىل هذه احلال القيام ب

وإن مثل هؤالء األطفال يف الواقع يعملون ، منهم أن يفعلوا ما جيب عليهم فعله

أن يضبمطوا بأهنم يفعلون ما ال يقبل منهم أن إىلما يرغبونه ويودون القيام به

.نتائج أفعاهلميفعلوه، وإهنم ال يتحملون مسؤولية أعامهلم و

كيف تؤدب طفلك؟

76

...انتظر اجلواب: اخلطوة الثالثة

ألنه ال يكفي ؛سؤالك نال تنسم أن تعطي األطفال فرصة كافية لإلجابة ع

ه، ولكن جيب عليهم كذلك أن يعي األطفال ويدركوا ما جيب عليهم أن يفعلو

وهلذا السبب بالذات جيب عىل ،ولية أعامهلم ونتائج أفعاهلم وسلوكهمحتمل مسؤ

فليس املقصود من السؤال ، هانلكبار أن ينتظروا الرد عىل أسئلتهم واإلجابة عا

(اجلواب)كام أن ،فحسب، بل ال بد من جواب عليه (اإلعالم)أو (اخلطابة)

.يتطلب من األطفال التعرف عىل ما يفعلونه يف ذلك الوقت وإدراكه متاما

ض يف باحة املدرسة، فسيقول فعىل سبيل املثال، إذا أوقف معلرم تلميذا يرك

:له ما ييل

:املعلم عفوا يا بني؟ ماذا تفعل؟

.انتظر حتى تسمع جواب التلميذ

:التلميذ .إنني أركض يف باحة املدرسة

ونبني فيام ييل مثاال آخر عن االنتظار للحصول عىل اجلواب عندما يتم

:الطفل عن سلوك غري مناسب يقوم به إىلتوجيه سؤال

:املعلم أين يدك؟، ا يا بني؟ توقف يف مكانك حلظةعفو

.انتظر حتى تسمع جواب التلميذ

:التلميذ .إهنا عىل وجه زمييل

كيف تؤدب طفلك؟

77

:املعلم أين جيب أن تكون يدك يا بني؟

:التلميذ .جانب جسمي إىلجيب أن تكون مكاهنا،

:املعلم !هل يمكنك أن تضعها يف مكاهنا، من فضلك

.جواب التلميذانتظر حتى تسمع

:التلميذ .نعم يا أستاذ

يف دماغه ولو للحظة جزء التفكرييستدعي أن يستخدم الطفل اجلوابإن

، قصرية

ر األطفال فيام يعملون وإذا مل يعطم الطفل فرصة لإلجابة عىل ، جيب أن يفكر

السؤال، فكأنك تطلب منه أن يقف ويكف عام هو فيه من عمل، أو يمكنك أن

تعطيهم فرصة ،إن إجابتهم الشخصية، عىل حمك الواقع الفعيل، طيه أمرا آخرتع

ر ما يفعلون، واالنتباه كام تذكرهم أيضا أن ، ما جيب عليهم أن يفعلوا إىلتذك

مهم د منه (التأديب)وبام أن ، سلوكهم وترصفهم هو خاضع إلرادهتم وحتك يقصم

ية ستستمر يف الرتكيز عىل األطفال ، فإن هذه االسرتاتيج(ضبط النفس)تعليم

بدال من االعتامد عىل الكبار ( داخليا )للتحكم بسلوكهم وأفعاهلم وترصفاهتم

(.خارجيا )لتوجيهها والتحكم هبا

كيف تؤدب طفلك؟

78

السلوك الصحيح إىلأعد توجيه الطفل : اخلطوة الرابعة

سلوكه الشخيص، وتوجيه السؤال إىلإن توجيه الطفل أو املراهق لالنتباه

له واالنتظار فرتة كافية للحصول عىل اجلواب منه يعطي الكبري فرصة مناسبة

للكبري كام تتيح.وتقويمه بالشكل املناسب إلعادة توجيه السلوك غري املناسب

أيضا معاجلة موضوع السلوك دون إيقاع عقوبة بالطفل أو املراهق خلرقه للقواعد

.واملتبعة ت املرعيةاموالتعلي

السؤال جييب عناجلواب من الطفل أو املراهق، وبعد أن وبعد انتظار

ض عليه أن املطروح، يمكن أن يطلب الكبري من ذلك الطفل أن يفعل ما يفرتم

ويمكن أن نبني أفضل األسئلة التي يمكن استخدامها ، يفعله يف ذلك الوقت

تباعها، ملتابعة سلوك األطفال لتعليمهم رضورة االنتباه للتوجيهات والتعليامت وا

:وهي كام ييل

ض أن تفعل اآلن؟ :الكبري عفوا يا بني؟ ماذا يفرتم

.انتظر حتى تسمع جواب التلميذ

:الطفل .جيب أن أميش يف باحة املدرسة

.انتظر حتى تسمع جواب التلميذ

:الكبري !شكرا جزيال يا بني

كيف تؤدب طفلك؟

79

مله هو أكثر إن سؤال األطفال عام يفرتض أن يقوموا بع: ومرة أخرى نقول

وقد يكون طلب تنفيذ أمر عىل ،فاعلية من إعطائهم األوامر أن يفعلوا شيئا ما

شكل سؤال أكثر قبوال لدى بعض األطفال واملراهقني من توجيه أمر إليهم

وإن األطفال امليالني للعناد واملعارضة بطبيعتهم غالبا ما ، بالقيام بعمل ما

ويف ، بعمل ما أكثر من استجابتهم لتنفيذ أمر مايستجيبون لتلبية السؤال للقيام

فالسؤال أو ، وليس سؤاال (أمر)املبني أعاله إنام هو (الطلب)احلقيقة، فإن

، وإنك ال تعطيهم اخليار لالستمرار يف (األمر)الطلب هو طريقة أخرى لعرض

، ومع ذلك، فال حاجة يف كثري من األحيان الستخدام القوة أوهعمل ما يرغبون

وعندما يستخدم ، التهديد لطلب تنفيذ عمل ما من قبل األطفال أو املراهقني

الكبري طريقة السؤال واجلواب فإنه يوضح بشكل ال غموض معه أنه يتوقع أن

فالتوقعات ذات قوة سيفعلون ما يطلب منهم أن يفعلوه؛ األطفال أو املراهقني

ومن املهم ، تتوقع منهم التي (التوقعات)وعادة ما حيقق األطفال تلك ، خاصة

، عىل أن يكون هذا جزءا (إجيابية)جدا أن تكون توقعاتنا من األطفال واملراهقني

.عاديا من سلوكنا وترصفاتنا اليومية العادية معهم

الحظ الفارق بني الطريقتني عندما يتم توجيه بعض األسئلة التي حتمل يف

:طياهتا التوقعات السلبية

ض أن تفعل اآلن؟عفوا يا بني؟ :الكبري ماذا يفرتم

...ال ينتظر حتى يسمع اجلواب

كيف تؤدب طفلك؟

81

ملاذا ال تفعل عىل اإلطالق ما يطلب منك أن تفعله؟ إن

!..عيل أن أخربك دوما ما جيب أن تفعله ألنك ال تسمع

:الكبري

ال غرو أن العبارة املبينة أعاله صحيحة إذ جيب عىل الكبري أن خيرب الصغري

أهنا ال تركز عىل السلوك املقبول، ولعلها إال أن يفعله،وتكرارا ما جيب عليه مرارا

وإن ؛جتعل الرتكيز عىل السلوك املرفوض أو غري املقبول - بدال من ذلك -

رون تالميذهم ز تنمو وتزداد، فاملعلمون الذين يذكر األمور التي تتلقى االنتباه املرك

هم غالبا ما جيدون أن لدهيم فعال تالميذ ال يستمعون إلي (اليستمعون)دائام بأهنم

.أوامرهم وتوجيهاهتم إىلإليهم أو

وقد نجد أن الرتكيز عىل التوقعات اإلجيابية، وجيد بعض الكبار صعوبة يف

حد كبري إىلمن غري املستغرب من بعض اآلباء واألمهات الذين حيبون أوالدهم

ادرون عىل اتباع أكيد اعتقادهم بأن األطفال قغري قادرين عىل الثناء عليهم أو ت

ومع ذلك، فهناك كثريون من املراهقني يتخذون قرارات الترصفات احلسنة؛

جيدة، إال أهنا صعبة، إال أهنم يتمكنون من جتنب السلوكيات غري الالئقة أو غري

ن أن وغالبا ما يفعل هؤالء مثل هذا ألهنم يريدو، الرشعية التي يقوم هبا زمالؤهم

حيققوا التوقعات اإلجيابية التي يتوقعها منهم آباؤهم وأمهاهتم مثال، فهم يدركون

أن آباءهم يتوقعون منهم اختاذ السلوك السليم، وهم ال يريدون أن خييبوا آمال

ل ، ب(اخلشية من الوقوع متلبسا بالذنب مثال )وهذا العمل ال يشبه ، آبائهم فيهم

فإذا كان السبب الوحيد لعدم ارتكاب احلامقة بكثري،هو أقوى وأحسن وقعا منه

كيف تؤدب طفلك؟

80

أو السلوك اخلاطئ هو خشية الوقوع متلبسا به، فقد تكون املخاطرة أو املغامرة

وإذا كان سبب املحافظة عىل السلوك اجليد هو ، (رضبة احلظ)بفعله من باب

إلجيابية الرغبة واحلاجة لتحقيق توقعات الوالدين وثقتهم بك، وبسبب توقعاهتم ا

.التي يتوقعوهنا من أطفاهلم، سيصعب عليهم جدا ختطي تلك اخلطوط احلمراء

إدراك )وبعد أن تم حتديد اخلطوات الالزمة الستخدام األسئلة لتعليم

وإعطاء التعليامت والتوجيهات واألوامر، فمن املفيد أن نراجع مرة (الذات

.(التأديب)و (العقوبة)أخرى الفارق بني

دع جماال للعقوبة أن تعرتض طريق التأديبال ت

إذا جتاوز األطفال واملراهقون احلدود املسموح هلم هبا، أو رفضوا طاعة

إال أن العقوبة ، األوامر التي تعطى إليهم فقد تبدو العقوبة رضورية يف هذه احلالة

بل إن ر،يها الكباجتاألداة القوية إلدارة السلوك وحتسينه والتي يرهي ليست دائام

العقوبة قد تعرتض سبيل التأديب الفعال أحيانا إذ أن مهمة التأديب الفعال ال

ما جيب أن يقوموا به، ثم إىلتطلب سوى إعادة توجيه انتباه األطفال واملراهقني ت

وإلعادة (إدراك الذات)وإن توجيه األسئلة لتعليم ، تعليمهم كيفية القيام به

شكل خاص عندما تفقد العقوبة قدرهتا عىل حتقيق توجيه السلوك هو أمر هام ب

، النتائج املرجوة منها

كيف تؤدب طفلك؟

82

وتقيض وضعية العقوبة أن تتم املعاقبة عىل األخطاء وخرق القواعد

إال أن ما يرجى من العقوبة ، املرعية، وقد يقع الفرد أحيانا يف مثل هذه األمور

ما ال نحصل عىل وغالبا تغيري السلوك نحو األحسن واألصلح،بشكل عام هو

وقد يتطلب منا تطبيق العقوبة الكثري من الوقت ، هذه النتيجة بتطبيق العقوبة

الوقت املستقطع للمناقشة، وسحب الصالحيات : واجلهد واألعامل املختلفة مثل

العادية من الشخص املعاقب، والرتدد عىل املدرسة مثال للتأكد من املوضوع

كام أن رفض ، تكرار العقوبة لألطفال مثال وحتسني السلوك، كل هذا لتجنب

الكبار متابعة نتائج العقوبة يساعد األطفال، وخاصة من املولودين بحب

فهم يظنون ؛ ، يساعدهم عىل االستمرار يف سلوكهم السلبي(املغامرة أو املقامرة)

.م سينجون من العقوبةهنيف كل مرة أ

وهو أن ،لتأديب الفعالوهناك أيضا سبب آخر العرتاض العقوبة طريق ا

الكثري إىلاألطفال واملراهقني الذين يعانون من مشاكل سلوكية مزمنة حيتاجون

ويتصور الكبار مثل هؤالء األطفال ، من التوجيه واإلرشاد، وليس العقوبة فقط

ال هيتمون بيشء عىل )، وأهنم (يعيشون يف عاملهم الصغري)واملراهقني أهنم

ويبدو للكبار أن ترصفات أمثال هؤالء ، ن أن يفعلوهودسوى ما يري (اإلطالق

ولذا فهم يتلقون العقوبة عىل ترصفاهتم ؛العقوبة إىلاألطفال واملراهقني حتتاج

االعتقاد إىلويميل الكبار ، هذه املرة تلو املرة، ويعاقبون عىل األخطاء ذاهتا مرارا

كيف تؤدب طفلك؟

83

دقائق مثال، فيمكن أن بأنه إذا مل ينفع الوقت املستقطع املحدد للعقوبة بخمس

.يضاعفوا وقت العقوبة، وتنجح احلالة هبذا الشكل

ويف املدارس مثال، يمكن أن نعترب أن إرسال مثل هؤالء األطفال

اإلدارة املرة تلو املرة هو األمر املناسب، حتى ولو مل يتغري سلوكهم إىلواملراهقني

راهق كام هو، مما يزعج ويبقى سلوك هذا الطفل أو امل، السلبي عىل اإلطالق

كام يشعرهم بعجزهم، مما قد جيعلهم ،الكبار ويوقعهم يف امللل واحلرج واإلحباط

دائرة مفرغة ال جدوى من األمور رسيعي الغضب، وبالتايل ستنشأ عن هذه

ازداد سوء سلوك األطفال يالحظ أنه كلام ازداد غضب الكبريوتكرارها،

وبالتايل نالحظ أن العقوبة قد اعرتضت سبيل واملراهقني الذين يتعامل معهم،

.تعليم الطفل واملراهق طريقة السلوك اجلديدة التي نريده أن يتعلمها

طف يف الدماغ، وهذا ما اويف هذا الوقت يترصف اجلميع من مركز العو

وعندما تصبح هذه ، يصعب إجياد احلل املناسب للمشاكل، إن مل جيعله مستحيال

إىلالكبار نفسيا خطوة بح من الرضوري جدا أن يرتاجعالدورة واقعية يص

وجيب أال ، التفكريوجيب أن يضع الشخص الكبري نفسه يف وضعية الوراء،

مثل هذايف يكام أنه من الرضور ؛ملشاعر اإلحباط واالنزعاج العاطفي يستسلم

تخدام من اس الثاين من توجيه األسئلة ليتمكناملظهر إىل الوقت أيضا أن ينتقل

تسمح بالبدء التفكريوإن وضعية ؛طريقة التأديب الفعال بشكل مناسب وعميل

.بعملية حل املشكلة وتقييمها

كيف تؤدب طفلك؟

84

ه األسئلة التي تدف لتقييم احلالة وج

إن توجيه األسئلة أمر رضوري جدا لدى التعامل مع األطفال واملراهقني

ة هي مفاتيح النجاح أثناء بل إن األسئل ين يعانون من مشاكل سلوكية مزمنة،الذ

التعامل مع األطفال واملراهقني الذين تستمر مشاكلهم السلوكية بعد إيقاع

كان الكبري حياول التعرف عىل حقيقة ما يعاين منه أوسواء ،العقوبة املتكررة هبم

القدرة عىل التحكم بأفعاله، فإن يريد تعليمه كيفية امتالك ماهق، أالطفل أو املر

ومن املناسب أحيانا أن يبدأ الكبري ،سئلة املناسبة يبقى أمرا رضوريا توجيه األ

:بتوجيه األسئلة التالية لنفسه أوال

ترى ما الذي جيري هلذا الطفل؟

هل هناك ما يؤكد يل أن هذا الطفل يمكنه أن يتحكم بأفعاله

وسلوكه؟

ما الذي يشعر به هذا الطفل حاليا؟

حاليا؟ كيف جيعلني هذا الطفل أشعر

ما الذي أحتاجه عندما أشعر بمثل هذا الشعور؟

يتمتع األطفال واملراهقون بقدرة عجيبة عىل نقل مشاعرهم للكبار الذين

وعندما يعاين الكبري من اضطراب داخيل فيام يتعلق بام يشعر به ،حييطون هبم

ك احلالة؛ سه وذاته ومشاعره يف تلاألطفال واملراهقون داخليا، جيب أن ينظر يف نف

كيف تؤدب طفلك؟

85

وقد يشعر الكبري باالنزعاج التام والضيق وحالة من التربم واإلحباط، بل قد

وبغض النظر عن نوعية ضب ويشء من األسى واحلزن الداخيل،يشعر بالغ

املشاعر، فإن األطفال واملراهقني يمكن أن يعانوا من املشاعر ذاهتا تقريبا، فإذا

شاعر هؤالء األطفال واملراهقني الذين تكونت لديك فكرة تقريبية معقولة عن م

تتعامل معهم يمكنك ابتكار الطريقة املناسبة التي تساعدهم بالتعامل مع تلك

.املشاعر بطريقة مقبولة

ر أن األطفال الصغار خاصة نادرا ما يعرفون كيف يصفون مشاعرهم ،تذك

طوا األدوات التي إال أهنم إذا قدمت هلم املساعدة املناسبة، يمكن أن يع، اآلنية

وقد ال يستطيعون يف البداية أن جييبوا تعلم كيفية وصف مشاعرهم، متكنهم من

، وال ( كيف تشعر اآلن؟يلقل ): ، أو(قل يل ماذا تشعر اآلن؟): عىل أسئلة مثل

إنني أشعر بالغباء يوميا ألنني ال أستطيع ): يمكن أن تتوقع أن تكون اإلجابة مثال

وقد يكون أفضل جواب يمكن ،(ه بقية زمالئي يف هذا الفصلأن أفعل ما يفعل

، أو يكون اجلواب (!ال أدري): أن يتوقعه املعلم يف مثل هذه احلالة ابتداء هو

وبام أن املشاعر هي التي حترك السلوك فمن الرضوري ، (أنا زعالن): خمترصا جدا

التي يشعروهنا يف جدا أن نساعد األطفال واملراهقني أن يتعرفوا عىل مشاعرهم

ولعل من أفضل الطرق لتعليمهم هذا هو أن تساعدهم ، كل وقت من األوقات

.تلك املشاعر (خيمنوا)أو (حيزروا)بأن

:ويمكن توجيه أسئلة مشاهبة ملا ييل

كيف تؤدب طفلك؟

86

زعجا ألنك ال تستطيع أن تفهم املادة ـهل يمكن أن تكون من

التي تدرسها يف هذا الفصل؟

عدد اإلجابات هل تستطيع اختيار أقرب إذا أعطيتك سؤاال مت

ا اآلن؟هب كلمة لتصف املشاعر التي تشعر

هل تشعر بالضغط، أو الغضب، أو االضطراب؟

ماذا تفعل به؟ (حيوانا )لو أن هذا الشعور كان

إن هناك العديد من الطرق التي يمكن بواسطتها حتديد املشاعر، وغالبا ما

عليها بعض األلفاظ ت بم ت ك ا، لوحة أعرض لألطفال، ولبعض الكبار أيض

ثم أطلب ،عليها بعض الوجوه املعربة التي تصف املشاعر وتعرب عنها ت مم س ور

ي تعرب عن مشاعرهم يف تلك اللحظة،اللفظة والصورة الت إىلمنهم اإلشارة

ويمكن حماولة كافة ،وغالبا ما تعمل هذه الطريقة يف كل مرة تقريبا

وتعتمد هذه مجيعها عىل عمر الطفل، وهي ، املشار إليها أعالهاالسرتاتيجيات

كام أن التفكري املبدع للكبار يف هذه ،تعمل مجيعها بشكل جيد وهلا مفعول عجيب

اهقني يف تلك اللحظة، احلالة يساعدهم كثريا يف التعرف عىل مشاعر األطفال واملر

اول الكبار مساعدة وجيب أن حي ،عىل إعطائهم احلل املناسب هلم مما يساعد

أطفاهلم ومراهقيهم يف التعرف عىل مشاعرهم لتقديم احلل املناسب ملساعدهتم يف

ونعتقد أنه حتى ولو كان ،التي تواجههم يف حياهتم املشكالتالتعرف عليها حلل

كيف تؤدب طفلك؟

87

لدى األطفال واملراهقني فكرة أو تصور عن املشاعر التي يشعروهنا يف حلظة ما،

ا، فقد ال يكون لدى الكثريين منهم القدرة عىل التعبري عنها بل وحتى الكبار أيض

ولذا يأيت دور الكبار املتمرسني يف ؛بشكل دقيق وبكلامت معربة تفصح عنها

هذه املشاعر بإعطاء الكلامت واأللفاظ والصور املعربة املناسبة (ختمني)أو (حزر)

ن ا بشكل مقبول يمكر ة والتعبري عنهلتساعدهم يف التعرف عىل مشاعرهم احلقيقي

.من مساعدهتم عىل إجياد احلل املناسب هلا

إن فكرة توجيه األسئلة عن املشاعر التي يشعرها األطفال واملراهقون يف

مثال إنام هي ملساعدهتم عىل تطوير خطة مناسبة للتعامل مع أو قلق ضب غحلظة

يف مشاكل ال وقوعهم مشاعرهم يف املستقبل بطريقة مقبولة بحيث حتول دون

وإن اهلدف املنشود من التأديب هو تعليم األطفال واملراهقني حتمد عقباها،

طريقة بديلة أكثر فاعلية للتعامل مع مشاعرهم والتعبري عنها بشكل مقبول ال

كام أن توجيه مثل هذه ، التي قد يندمون عليها الحقا املشكالتيوقعهم يف

جابات املناسبة عليها من األطفال األسئلة عن املشاعر واحلصول عىل اإل

واملراهقني بل والكبار أيضا، يساعد عىل التعرف عىل ما حيتاج إليه هؤالء لتغيري

سلوكهم، إذ أن العقوبة فقط تعلمهم أن سلوكهم غري مقبول، وهذا بطبيعة احلال

وا إن التأديب الفعال يعلم هؤالء مجيعا ماذا جيب عليهم أن يفعل، ال يكفي لتغيريه

.ليصبح سلوكهم مقبوال يف املستقبل

كيف تؤدب طفلك؟

88

: وهلذا السبب فإن أهم سؤال جيب أن يسأله الكبار يف مثل هذه احلالة هو

مه للطفل أو املراهق بحيث يتعلم كيف يفعل يف املرة ما الذي يمكنني أن أعلر )

(التالية ما جيب أن يتوقعه الناس منه؟

لشكل املناسب يوميا يف تعهدت أم مرة أن تتأكد من أن طفلها يترصف با

ها القواعد املدرسية وأن حيصل ولد موكانت هذه األم مصممة أن حيرت، املدرسة

إال أن هذا الطفل استمر يف الوقوع يف ،عىل ثقافة جيدة مناسبة تفيده يف املستقبل

وكانت املدرسة تتصل باألم وتشتكي عن وضع ، مشاكل سلوكية يوما بعد يوم

إال أن ، ما بعد يوم، وكانت األم تعاقب طفلها بشدة كل يومسلوك هذا الطفل يو

يف املشكالتيف الوقوع يف الطفل استمر يف ترصفاته السلوكية اخلاطئة واستمر

ما الذي يمكنني أن أفعله إلصالح ): ثم سألت األم إدارة املدرسة املدرسة،

وكان ، (كالتاملشسلوك ولدي وحتسينه؟ إنني أستمر يف معاقبته، وهو يستمر يف

ملاذا يترصف هبذا الشكل؟ وما ألسئلة البنك،ابدئي بتوجيه ا): جواب اإلدارة

(؟املشكالتالذي يزعجه يف املدرسة حتى يترصف هبذا الشكل ويقع يف

التي املشاعرلقد كان رضوريا هلذه األم وملعلمي املدرسة أن حياولوا معرفة

وما الذي جيب عىل الطفل القيام طئة، الترصف بتلك الطريقة اخلا إىلتدفع الطفل

السلوكية املتكررة؟ وإذا أخذنا بعني املشكالتبه ليبقى يف منأى عن مثل تلك

االعتبار ثبات جهد األم وتصميمها وعزمها وإحلاحها عىل حتسني سلوك ابنها يف

املدرسة، فهذا يعني أن هناك احتامال كبريا أن هذا الطفل يعاين من مشاكل عاطفية

كيف تؤدب طفلك؟

89

وإذا صدق هذا االحتامل فإن ضبط هذا الطفل لنفسه قد يكون ، أو عصبية

وكان البد من احلصول عىل إجابات عىل هذه التساؤالت قبل ، حيال تقريبا تمس

.وضع خطة فعالة لتغيري سلوك هذا الطفل

املشكلة التي يعاين منها ف عىل رالنتائج قبل التع إىلوغالبا ما يقفز الكبار

أن األطفال وقد يكون من الصعب أحيانا عىل الكبار أن يدركوا األطفال،

بل قد حيتاج األمر يف غري قادرين عىل تغيري سلوكهم، واملراهقني قد يكونون

بعض األحيان تدخل طبيب نفيس حلل املشكلة التي يعاين منها هؤالء األطفال

الدواء إىلج الطفل وقد يرفض الكبار دائام تقريبا قبول فكرة احتيا ،واملراهقون

ويرفض اجلميع ، ملعاجلة موضوع تركيزه الذهني عىل الدراسة والسلوك السليم

فة من ،بالطبع فكرة إعطاء الدواء للطفل دونام حاجة وال شك أن هناك آالفا مؤل

األطفال واملراهقني الذين يمكن أن ينجحوا كثريا يف حياهتم العلمية والعملية

.واء املناسببتناول يشء من الد

، (تناول الدواء عندما كنا صغارا إىلإننا مل نحتج ): وغالبا ما يقول الناس

وقد كان كافيا أن خيربنا آباؤنا بام جيب علينا أن نفعله، وقد فعلنا ما طلبوه منا، وها

إال أن العامل قد ،سبة لكثري مناومع أن هذا األمر صحيح بالن، خري نحن بألف

ثالثني أو أربعني وظا يف اآلونة األخرية عام كان عليه من قبل شهد تغريا ملح

طريقة تربية األطفال واملراهقني، والبيئة التي يعيشون ويتضمن هذا التغري ،عاما

ويمكن ، فيها، والطريقة التي يلعبون هبا، وهذه بعض التغريات فقط وليست كلها

كيف تؤدب طفلك؟

91

وليس ، رها عىل تطور دماغ الطفلأن يكون ألي من هذه العوامل، أو هلا مجيعا، أث

لام كنا ثم)من املناسب عىل اإلطالق أن نفرتض أن أطفال هذا اجليل سيكونون

ومل يبق إال القليل عىل حاله من األجيال السابقة يف هذا العامل ، (نحن يف جيلنا متاما

.الذي نعيش فيه

،عاطفيةويعاين عدد متزايد من أطفال هذا اجليل من اختالالت عصبية و

ومن املناسب جدا احلصول عىل املساعدة املتخصصة لنقرر ما إذا كان رفض

الطفل أو املراهق لالستجابة لتطبيق القواعد واألنظمة املرعية هو إرادي أو غري

وهل يستطيع األطفال واملراهقون طاعة األوامر واتباع التوجيهات ، إرادي

م يبدو أهنم غري قادرين عىل ذلك ابتداء؟ والتعليامت إذا أرادوا ذلك ورغبوا فيه، أ

فرتة ليقرروا أحيانا ما إذا كان إىلوال شك أن اخلرباء املتخصصني حيتاجون

إىلجيب االنتباه ، األطفال واملراهقون قادرين عىل الترصف بشكل سليم أم ال

ىل إن إيقاع العقوبة باألطفال واملراهقني ع، النتائج إىلرضورة عدم القفز الرسيع

، أمور ال يمكنهم التحكم هبا والسيطرة عليها غري جمد، بل غري مفيد إطالقا

مشاكل )جيب تعليم كثري من األطفال الذين يصنفون عىل أهنم يعانون من

، أو مهارات املشكالتمهارات ضبط النفس، أو حل (التأديب إىلسلوكية حتتاج

غالبا ما يفرتض الكبار أن الطفل وكام أرشنا سابقا، ف، التفكري السليم بشكل عام

الطفل ةولكن معرف، يعرف ماذا جيب عليه أن يفعله، إال أنه ال يريد أن يفعله

ده الدرايس يف الفصل ىل مقعوحدها للقاعدة العامة للتعامل مع األمور كالبقاء ع

كيف تؤدب طفلك؟

90

املدرسة عىل الوقت، إال أن معرفة ما جيب عليه أن يفعل إىلمثال، أو املجيء

بالرغبة من القيام من مقعده الدرايس، أو ما جيب عليه القيام به (يشعر) عندما

.املدرسة يف الوقت الصحيح إىلللحضور

فكرة عن تعاطي األدوية

إن إعطاء األدوية اخلاصة بالصعوبات السلوكية التي يعاين منها األطفال

وجيب أن ملزمنة،السلوكية ا املشكالتعاجلة واملراهقون هي اخليار الوحيد املتاح مل

، يتم التفكري جديا بتعاطي هذه األدوية يف بعض احلاالت املستعصية اخلاصة

واخلطوة األوىل لتنفيذ هذا األمر هي عرض احلالة عىل خبري متخصص ذي

ولدى إعطاء الطفل دواء معينا ، تدريب عال يف هذا املجال قبل اختاذ القرار بذلك

عن كثب من قبل طبيب خمتص، وبشكل دقيق، ملثل هذه احلاالت جيب مراقبته

وقد ال حتصل ي مثل هذه األدوية،عىل اآلثار التي قد تنشأ عن تعاط للتعرف

النتائج الالزمة إال بعد عدد من املحاوالت، أو تغيري يف اجلرعات واألدوية التي

ة وجيب أن يتأكد الوالدان من توجيه كاف اوهلا من قبل الطفل قيد املعاجلة،يتم تن

األسئلة التي يودان احلصول عىل إجابات عنها، وبخاصة عن اآلثار اجلانبية التي

قد يتعرض هلا الطفل املعالمج، وكيف يمكن التعرف عىل أن الدواء يؤدي دوره

.بشكل سليم وفعال أم ال

كيف تؤدب طفلك؟

92

إننا ال نعني هبذا الدفاع عن الدواء الذي يعطى يف احلاالت السلوكية

اعا للقول بأن مشكلة سلوكية خاصة من مشاكل الصعبة، وليس كذلك اندف

وذلك ألن معظم ؛معاجلة دوائية حللها والتغلب عليها إىلالطفل السلوكية حتتاج

اآلباء الذين يشعرون بمسؤولية تربية أوالدهم ال يشعرون بارتياح لدى إعطاء

باء إال أن الكثريين من هؤالء اآل، أطفاهلم األدوية التي قد تؤثر عىل عقوهلم

واألمهات ال يدركون أنه إذا تم التشخيص السليم حلالة الطفل أو املراهق،

وأعطي الدواء الناجع املفيد الذي يساعد يف حل املشكلة السلوكية التي يعاين

منها فإن بعض األطفال سيشعرون بالفارق الكبري بعد تعاطي الدواء بشكل

اآلباء بأنه ليس هناك أي حل فإذا شعر ، منتظم حسب توجيهات الطبيب وإرشافه

مفيد للطفل أو املراهق الذي هيتمون به، وأهنم مل حيصلوا عىل إجابة مقنعة عن أي

تساؤالهتم الكثرية، فتصبح احلاجة ملحة لعرض هذا الطفل أو املراهق عىل من

املعاجلة الطبية إىلطبيب متخصص إلعطاء تقييم كامل عن حالته، قبل اللجوء

ية، إذ أن هذه اخلطوة قد تعالج املشكلة من جذورها وتتم معاجلة وإعطاء األدو

.السلوك اخلاطئ لدى األطفال واملراهقني

ومهام كان الدواء والعالج رضوريا ومساعدا ملعاجلة حاالت السلوك

، (التأديب)املستعصية لدى األطفال واملراهقني إال أهنام لن يكونا بديال عن

الدواء والعالج ملساعدهتم يف التغلب عىل مشاكلهم إىل فاألطفال الذين حيتاجون

جانب هذا أيضا مساعدة كافية للتعرف عىل إىلالسلوكية والتعامل معها حيتاجون

كيف تؤدب طفلك؟

93

فالدواء له أثر يف التحكم ، كيفية التعامل مع مشاعرهم ودوافعهم ورغباهتم

الذي ببعض سلوك الطفل فقط، وليس كله، وهو ال يساعده يف تعلم األسلوب

إىلالالزم للعمل دون احلاجة (االنضباط الداخيل)يستطيع من خالله تطوير

، إرشاف ومراقبة من الكبار يف كافة األوقات

توجيه أسئلة عن املدارس العامة

واجب املعلم أليس من): غالبا ما نسمع األسئلة التالية عن املدارس العامة

ملاذا جيب عيل أن أساعدهم عىل األطفال واملراهقني؟ أو املدرسة ضبط سلوك

(الدوام يف القيام بواجباهتم وأعامهلم؟

جيب أن يدرك املعلم أن الطفل ال يمكن أن ): وقد يعلرق بعض اآلباء كام ييل

وال شك أن هذه األمثلة من األسئلة ، (يعني نفسه، وال بد له من وجود من يعينه

وإن ، ن معلمي املدارس العامةوالتعليقات هي غري واقعية وال يمكن توقعها م

أمور ال تتوفر يف املدارس العامة إىلكثريا من األطفال واملراهقني حيتاجون

العادية، فهناك بعض احلاجات اخلاصة باألطفال واملراهقني الذين يعانون من

اهلدوء، : نذكر منها هنا عىل سبيل املثال وليس احلرص ،مشاكل سلوكية مزمنة

للمدرسة، والسالمة من التهديدات اخلارجية، واألمن من واهليكل الصارم

االحتقار واإلذالل، والبعد عن الشدة أو اإلحراج واإلخجال بسبب السلوك

اخلاطئ، والتعامل عىل شكل فرد مع فرد فقط، والتدريبات البدنية الرياضية

كيف تؤدب طفلك؟

94

لها، وقد ال تكون هذه ك، املتخصصة، واحلركة املستمرة، وطرق التدريس البديلة

.أو حتى بعضها، متوفرة يف املدارس العامة

وتعاين املدارس العامة من حتديات كبرية يف تلبية احتياجات كافة الطالب

فالنظام الدرايس يف املدارس العامة مصمم بحيث يلبي االحتياجات ؛بشكل عام

وهو ليس مصمام بحيث يعالج تعليمية ملعظم الطالب، وليس كلهم،ال

والتي ترافق الكثري من الطالب لعاطفية التي ال يمكن تلبيتهات ااالحتياجا

وكذلك، فإن نظام املدارس العامة ليس املدارس العامة احلكومية؛ إىلدين الواف

مصمام أيضا ملعاجلة االختالالت العصبية والعاطفية التي يعاين منها بعض

نحن نعلم أن كال من ومع كل هذا، ف ،املدارس العامة أيضا إىلالطالب الوافدين

بشكل عام؛ (السلوك)مها اللذان يدفعان ويوجهان (املشاعر)و (االحتياجات)

وهلذا، فيمكن أن يتعاون كل من اآلباء واألمهات واملدرسني واملدرسات عىل

الترصف بشكل إىلالتي تدفع الطفل (االحتياجات)و (املشاعر)اكتشاف

حد كبري يف تعليم الطفل واملراهق إىلء يساعد اوإن مثل هذا التعاون البن ، خاطئ

ويمكن ، طريقة جديدة أحسن للتعامل مع تلك املشاعر واالحتياجات اخلاصة به

أن نلحظ هنا تغيريا إجيابيا عىل سلوك مثل هؤالء األطفال واملراهقني باتباع هذه

.الطريقة من التعاون بني املدرسة العامة والبيت

عض األسئلة التي يمكن أن يوجهها كل من اآلباء ويمكن أن نبني هنا ب

:واملدرسني

كيف تؤدب طفلك؟

95

ماذا حيدث يف البيئة التي يمكن أن تكون هي املسامهة يف

السلوك السلبي لألطفال واملراهقني؟

هل هناك أماكن أخرى، وأطفال آخرون، ال يعاين الطفل أو

املراهق من أية مشاكل لدى التعامل معهم؟

اج الطفل تعلمها للتعامل مع ما هي املهارات التي حيت

متطلبات البيئة املدرسية التي يعيش فيها؟

من يمكنه املساعدة يف تعليم املهارة الالزمة ملثل هؤالء

األطفال؟

وال غرو أن املدرسني يعانون من مشاكل كبرية يف التعامل مع هذه

من اآلباء والبيت العملية دون احلصول عىل الدعم املناسب والكايف

فريق إىلإن األمر حيتاج ، س بالعكس أيضا عام، والعك بشكل

متكامل من األشخاص املدربني لتعليم األطفال واملراهقني

ن بشكل فعال عىل بحيث يصبح الطفل واملراهق قادري (التأديب)

ويمكن أن يتعاون كل من املدرسني واآلباء، تعلم سلوك جديد،

نه ليس بإمكان طرف بشكل مثايل، لتحقيق مثل هذا األمر، إال أ

واحد منهام فقط توجيه األسئلة واحلصول عىل اإلجابات الالزمة

، ملساعدة األطفال واملراهقني، دون دعم وتأييد من الطرف اآلخر

كيف تؤدب طفلك؟

96

والغاية املنشودة بالطبع هي أن يتم حتديد كيفية مساعدة الطفل أو

ألفضل للتعامل مع عواطفه ومشاعره،املراهق عىل تعلم الطريقة ا

هي اجلواب (العقوبة)وغالبا ما يعتقد كل من املدرسني واآلباء أن

السلوكية التي يعاين منها املشكالتالشايف لكافة الصعوبات و

وليس هذا األمر صحيحا بالرضورة، بل إن ، األطفال واملراهقون

.هي العامل األسايس يف التأديب الفعال (توجيه األسئلة)

طريقة توجيه األسئلةتعليم األطفال واملراهقني

ن ال بد من تعلمه للكبار والصغار،ال غرو أن توجيه األسئلة املناسبة هو ف

إال أن ،كام أن توجيه األسئلة ليس الطريقة العادية املألوفة للتعامل مع األطفال

العادات تتطور وترتسخ بالتكرار، فهو يعلم األخيار والشطار، وبالتايل فإن عملية

هي عادة ليست بمنأى عن بقية العادات، فال بد هلا إذن من (ةتوجيه األسئل)

املحاولة والتكرار والرتسيخ يف األذهان كي تستقر وتصبح جزءا من احلياة

وبازدياد تكرار توجيه األسئلة تصبح العملية أكثر سالسة وقبوال وراحة ،املألوفة

كام أن ،سئلة وعدمهللطرفني، وبخاصة إذا شعر اإلنسان بالفارق بني توجيه األ

الصغار، وهو إىل (توجيه األسئلة)هناك شيئا مفيدا آخر يكسبه الكبار من عادة

أن توجيه األسئلة يصبح قاعدة أساسية للصغار أنفسهم تعلمهم كيف يوجهون

كيف تؤدب طفلك؟

97

وجيب أن يتساءل كل من األطفال واملراهقني أنفسهم أيضا، إىلسئلة املناسبة األ

.الشخصيةعن سلوكهم وترصفاهتم

:جيب أن يصبح األطفال واملراهقون قادرين عىل أن يسألوا أنفسهم

ما هو شعوري اآلن؟

ماذا أفعل اآلن؟

ماذا جيب عيل أن أفعل؟

ما الذي سيحدث يف املستقبل إذا فعلت ما أرغب فعله اآلن؟

وبعد أن يصبح األطفال واملراهقون قادرين عىل التعرف عىل فكرة توجيه

ذاتية، وقادرين عىل املالحظة الذاتية، سيصبحون أكثر قدرة عىل األسئلة ال

وإن تعليم األطفال واملراهقني كيفية ، التحكم بسلوكهم وضبطه والسيطرة عليه

.هو أحد األهداف املنشودة من تربية اآلباء لألبناء (ضبط النفس)

ملخص

قت وبه يف ن بام هم يعملونه ويقومون وغالبا ما ال يشعر األطفال واملراهق

صبحوا غري واعني بتاتا يغرقون فيام يعملون حتى تمن األوقات، بل وغالبا ما يس

ولعل اخلطوة األوىل لتذكريهم وجلب ، تقريبا لسلوكهم وملا جيري حوهلم

ما يعملون هي توجيه السؤال املناسب إليهم عام يقومون به من إىلانتباههم

ماذا جيب عليك أن )و (ذا تفعل يا بني؟ما): ويمكن توجيه أسئلة كام ييل، عمل

كيف تؤدب طفلك؟

98

، أي يبدأ (املالحظة الذاتية): وسيعلمهم هذا األسلوب ما يسمى بـ (تفعل يا بني؟

عملية ، الطفل بمالحظة ما يفعله وما يدور حوله من أمور املالحظة )وتعتمربم

مهارة من مهارات التعلم، أي هي مهارة مكتسبة يكتسبها اإلنسان (الذاتية

ملامرسة والتطبيق العميل والتعلم من اآلخرين، وهي اخلطوة األوىل عىل طريق با

.، كام سنرى الحقا (ضبط النفس)تعلم عملية

يساعدهم عىل (املالحظة الذاتية)كام أن تعليم األطفال واملراهقني عملية

معرفة أهنم مسؤولون عن سلوكهم وترصفاهتم، وهذه هي بداية تعلم هذه املهمة

وغالبا ما يقيض الكبار أوقاتا ليست بالقصرية يف إعالم الطفل واملراهق ، ةالصعب

أن يتوقف عن عمله حلظة ويتفكر بانتباه ملا يقوم به من عمل يف تلك اللحظة

أكثر فعالية من إخبار األطفال هي (توجيه األسئلة)إال أن عملية ، بالذات

إن ، أن يفعلوه يف وقت ماعليهم (ال جيب)عليهم وما (جيب)واملراهقني ما

تستدعي الرتكيز عىل السلوك ذاته، وبالتايل يصبح (توجيه األسئلة)عملية

ومدركني ألنفسهم وملا يفعلون من عمل، بدال من واعنياألطفال واملراهقون

اعتامدهم بشكل كامل عىل الكبار ليخربوهم بام جيب عليهم أن يفعلوه يف كل

.وقت

م هم املالكون احلقيقيون لسلوكهم هنواملراهقون أوعندما يدرك األطفال

م هم املسؤولون عن نتائجها فعليا، يصبح من املحتمل جدا أن وأهنوترصفاهتم،

القواعد ويتبعوا اإلرشادات والتعليامت التي تعطى ايتعاونوا مع الكبار ويطيعو

كيف تؤدب طفلك؟

99

عام إذا كانوا األطفال واملراهقني إىلومن املساعد واملفيد أيضا توجيه سؤال ، هلم

يوافقون عىل مقاييس السلوك الرضورية لكل فرد من األفراد، ثم حماولة االلتزام

رضورة بوبعد املوافقة عليها يمكن أن يذكرهم الكبار ، هبا بعد املوافقة عليها

إذ أن هذه (عىل ماذا اتفقنا يا شباب؟): االلتزام هبا بتوجيه أسئلة مناسبة عنها مثل

هم وتعلمهم إدراك أن القواعد والتعليامت إنام توضع لسبب هام، دالطريقة تساع

كام أهنا تتيح هلم إدراك أن طاعتهم لتلك األوامر والتعليامت إنام هي مسؤوليتهم،

.وليست مسؤولية الشخص الكبري املسؤول عنهم فقط

طأ وأهنم هم املسؤولون اخلوعندما يتعلم األطفال واملراهقون كيفية إدراك

ه الكبار انتباههم عن ترص ما إىلفاهتم وسلوكهم وما يعملون، فيمكن أن يوجر

عل الرتكيز منصبا عىل جيإن توجيه األسئلة ، جيب عليهم القيام به بشكل سليم

، رضورة اتباع الترصف السليم إىلاألطفال واملراهقني ه ويوجر ،السلوك الصحيح

با عىل السلوك السليم الذي جيب ومن املفيد جدا أن جيعل الكبري جل اهتاممه منص

تعلرم الطفل كيف يفعل التأديبوإن عملية هقني أن يفعلوه،عىل األطفال واملرا

، التأديبوحدها قد تعرتض أحيانا عمل العقوبةاألمور السليمة، بينام نالحظ أن

أو نتيجة خرق القوانني والتعليامت العقوبةكام أن االندفاع فورا أحيانا لتطبيق

املطلوب من السلوك اإلجيايبنتيجة ارتكاب سلوك خاطئ قد يرصف الرتكيز عن

أمرا رضوريا ال مفر منه، فمن املهم جدا توجيه العقوبةوعندما تصبح الطفل،

كيف تؤدب طفلك؟

011

له مرة ةسؤال للطفل أو املراهق عام جيب عليه أن يقوم به كي ال تتكرر هذه العقوب

.السلوكي ذاتهأخرى يف املستقبل إذا ارتكب اخلطأ

وإذا مل يتعلم األطفال واملراهقون طرقا بديلة للتعامل مع احلاالت التي

يؤثر انحراف سلوكي مزمنيتعرضون هلا يف حياهتم فيمكن أن يبدؤوا تطوير

والرس الذي يكمن فيه توقيف االنحراف السلوكي ، قبل حياهتمتعليهم يف مس

ولعل السؤال األول الذي يفرض ، اسبةاملن توجيه األسئلةاملزمن يبدأ من عملية

ا لالنحراف وال ريب دائام أن هناك سبب (ما الذي حيدث هلذا الطفل؟): نفسه هو

وجيب ،الالواعيةهذا السبب هو متعلق عادة باملشاعر السلوكي املزمن، وأن

وإذا بدأ ، ض الوعي الكامن لديهيتذكري الطفل بام جيب عليه القيام به لتحر

ل لدهيم انحراف سلوكي مزمناملراهقون تطوير األطفال و مناعة قويةفقد تتشك

.العقوبةضد

فإذا حدث مثل هذا األمر يصبح من املهم جدا أن يوجه الكبار األسئلة

الترصف بمثل ذلك السلوك اخلاطئ، إىلاملناسبة عن املشاعر التي دفعت الطفل

العصبية، أو غريها من أو األمراض املشكالتفالطفل الذي يعاين من بعض

األمراض النفسية، كاالكتئاب مثال، قد ال يكون قادرا عىل ضبط سلوكه

األطفال واملراهقني عىل السلوك تكرار معاقبةوإن ، وترصفاته بالشكل املطلوب

ينشئ لدى السيطرة عليها والتحكم هباوالترصفات اخلاطئة التي ال يستطيعون

وإن إجراء فحص ، عليه مشاعر الكراهية الشديدةكل من الطفل والكبري املرشف

كيف تؤدب طفلك؟

010

طبي شامل ملثل هؤالء األطفال واملراهقني هو الطريقة األفضل لتحديد ما إذا

كانوا حيتاجون الدعم الطبي الذي حيتاجه الطفل ليساعده عىل ضبط سلوكه

.وترصفاته اخلاصة

ن سلوكهم املناسبة ع (توجيه األسئلة)وأخريا، فإن تعليم األطفال طريقة

بل إن تعليم مثل هؤالء األطفال هذه ، (ضبط النفس)سيساعدهم عىل تعلم

الطريقة حتى بعد حدوث احلادث يمكن أن يساعدهم عىل إدراك السبب الذي

ما فعلوه، وما الذي جيب عليهم أن يترصفوا به يف املرات التالية يف من أجله فعلوا

هي، دون أدنى شك، (وجيه األسئلةت)وهبذا نرى أن عملية ، احلاالت املامثلة

وهي أداة تشخيص هامة (التأديب الفعال)إحدى الطرق الفعالة جدا من طرق

.وفعالة جدا

كيف تؤدب طفلك؟

012

املهارات م عل : اخلطوة الثالثة

إن اجلزء اخلاص بتعليم التأديب للطفل غالبا ما ال يؤخذ بعني االعتبار، أو

ويتطلب التأديب الفعال أن يعطي الكبار كال ، االنتباهال يعطى كثريا من األمهية و

من األطفال واملراهقني املساعدة الالزمة لتطوير املهارات التي حيتاجون إليها

ويعني هذا أنه جيب تعليمهم ، ليسلموا من تكرار السلوك السلبي أو اخلاطئ

كريكيف يترصفون بناء عىل مشاعرهم وعواطفهم فقط، وتعليمهم كيفية التف

ي ال أنفسهم عىل القيام باألعامل الت بالنتائج والعواقب، وكيف يساعدون

ونالحظ أن بعض األطفال واملراهقني يطورون هذه يشعرون بالرغبة بالقيام هبا،

ن الرتبية ين اللذين يقدمان اجليدي دم املهارات بشكل طبيعي بسبب توفر الوال

تتوفر هذه ولألسف الشديد، ال إال أنه، ، اجليدة واللعب الصحي السليم هلم

وسنبني يف هذا الفصل العملية ن األطفال واملراهقني،م األمور للغالبية العظمى

.التي يمكن من خالهلا تعليم األطفال مثل هذه املهارات الالزمة هلم

كيف تؤدب طفلك؟

013

م األطفال مهارات التأقلم عل

دهتم عىل اعيعني مس (ضبط النفس)ة استخدام إن تعليم األطفال كيفي

وإن مهارات التأقلم هي املهارات ، تطوير مهارات التأقلم واملهارات االجتامعية

ويتعلم معظم الكبار هذه ، التي نستخدمها لنتعامل مع عواطفنا ومشاعرنا

فيتعلم الكبار الطرق التي تساعدعم يف ، املهارات أثناء عملية البلوغ واإلدراك

إىل، والوصول (رد الفعل العاطفي)ىل، أو التغلب عىل الدفقة الشعورية األو

ففي اليوم اجليد يعرف ؛عملقرار أو القيام بأي قبل اختاذ أي (وضعية التفكري)

فنحن نعرف كيف نتعامل ،معظمنا كيف هيدئ نفسه ويعمل ما ال يرغب بعمله

مع األفراد اآلخرين يف املجموعة التي نعمل معها مثال، كيف يكون الفرد منا

وهذه هي ، ، وكيف حيرتم كل منا مكان اآلخرين وأشياءهم اخلاصةمؤدبا

جزء إىليف الدماغ، (املشاعر)رات الالزمة لينتقل الفرد منا من وضعية اامله

وال شك أننا نحن الكبار ، املناسبة (األعامل)وضعية إىلفيه، ثم بالتايل (التفكري)

أو يف استخدام املهارات (ضبط النفس)نمر بأيام نفشل خالهلا يف عملية

ويف أغلب األحيان، يمكن أن يقوم األشخاص البالغون ، االجتامعية التي نعرفها

أو (ضبط النفس)األصحاء بتوجيه سلوكهم حتى ولو مروا بحاالت قد تفقدهم

وعادة ما ال نشعر نحن الكبار هبذه املهارات، بل ، االنغالق التام إىلتوصلهم

، فيها (تفكريال) ننحن نستخدمها دو

كيف تؤدب طفلك؟

014

حل )إن األشخاص البالغني األصحاء يمكنهم أيضا أن يستخدموا طريقة

، فيمكنهم أن يعللوا ماذا جيب عليهم أن يفعلوا يف مواجهة حالة (املشكالت

وإن حتقيق ، صعبة كي يتمكنوا من التأقلم مع تلك احلالة عندما تتأزم األمور

كام ،جدا لكي نعيش حياة سليمة ومنتجة املعرفة التامة هبذه املهارات هو أمر هام

أن األشخاص الذين مل يستطيعوا تعلم هذه املهارات قد تكون حياهتم مضطربة

وهلذا السبب بالذات فإن اآلباء اجليدين ، بل وقد تكون بائسة أيضا، واهلل أعلم

.(ضبط النفس)مصممون عىل تعليم أوالدهم كيفية السلوك السليم و

لتحقيق هذا املوضوع هي أن يتبع الوالدان ذاهتام ولعل أفضل وسيلة

شخصيا نموذج السلوك املثايل املطلوب الذي يريدان تعليمه ألوالدمها أثناء

التأديب إال أن أحسن مستويات ، يقدماهنا هلم عملية الرتبية والتأديب التي

هارات واحلب والرتبية ال تعلم األطفال وحدها بشكل آيل مهارات التأقلم، أو امل

ويصدق هذا بشكل خاص عندما ال يطبق الكبار اآلخرون الذين ، االجتامعية

، حييطون هبم نموذج السلوك املثايل املطلوب الذي يريد الوالدان تعليمه ألطفاهلم

(القدوة) ومن املخيف واملنذر باخلطر أن نرى كثريا من األمثلة التي تلعب دور

رات، كام نرى من خالل وسائل اإلعالم ال متلك تلك املها (املثال املحتذى)

فاألطفال يشاهدون هذه األمثلة ويتعلمون منهم كيف يستخدمون ، املختلفة

وبالتايل، فإن هذا ليب االحرتام واملجاملة األساسية،أو أسا (ضبط النفس)مهارة

وعندما ،سيجعل تعليم األطفال هذه املهارات من أكثر األمور أمهية يف حياهتم

كيف تؤدب طفلك؟

015

بار عىل تعليم األطفال والناشئني مهارات التأقلم فستصبح عملية يركز الك

فالشخص البالغ الفعال يوفرر للطفل اإلرشادات ،التأديب أسهل وأكثر فعالية

لتعليمه كيفية ضبط نفسه وسلوكه بشكل (بخطوة -خطوة)التي تتبع أسلوب

.مناسب يف كافة األحوال

ابدأ بتوجيه األسئلة أوال

األمور واضحة يف بعض األحيان للتعرف عىل املهارات التي قد ال تكون

ويميل االجتاه يف مثل هذه ،عىل األطفال تعلمها ليتعلموا بشكل أفضل جيب

الرتكيز عىل السلوك غري املقبول بدال من الرتكيز عىل األمور التي جيب إىلاحلالة

املهم جدا حتديد وهلذا السبب بالذات فمن، عىل األطفال تعلمها أو القيام هبا

املهارات اخلاصة التي حيتاجها كل طفل عىل حدة كي نتمكن من مساعدهتم يف

اخلطوة األوىل يف هذه هي (توجيه األسئلة)طريقة وإن ، حتسني سلوكهم عملية

.العملية

إذا الحظنا أن طفال ما يترصف بشكل غري مقبول، فيجب أن توجه األسئلة

فعىل سبيل املثال، إذا سألت ، تعلمها إىلتاج الطفل منطقة املهارات التي حي إىل

، (خالف مع صاحبيعىل إنني ): ، وكان اجلواب يف كل مرة(ماذا تعمل)الطفل

، فهو (ضبط النفس)تعلم مهارة إىلفمن الواضح جدا أن مثل هذا الطفل حيتاج

، دون أن يترصف بشكل خاطئ (اخلالف)تعلم كيفية التعامل مع إىلحيتاج

كيف تؤدب طفلك؟

016

أن الشخص البالغ الذي يرشف عىل تربية هو لذي حيدث يف أغلب األحوال وا

وحيتمل أن ، (العقوبة املبارشة)مثل هذا الطفل غالبا ما خيتار استخدام أسلوب

ذاهتا هي التي تعلم الطفل السلوك (العقوبة)يقع الكبار يف اخلطأ إذ يعتقدون أن

،لعمل ذاته الذي عوقب من أجلهالسليم، إال أهنم يستغربون من تكرار الطفل ل

، وماذا جيب ماذا جيب عليه أن يفعل (يعرف متاما )فبعض الكبار يعتقد أن الطفل

ويفرتض هؤالء مبارشة أن مثل هذا الطفل اختار أن ال يفعل ما عليه أال يفعل،

نعم، إن معاقبة الطفل عىل ، !..جيب عليه أن يفعل، علام بأنه يعرفه متام املعرفة

جار مع زميله يف الفصل مثال ال تعلمه أن رضب زمالئه أمر خاطئ، علام بأن الش

ورسعان ما نالحظ فوق ذلك، أن ،هذا األمر هو رضوري جدا بالنسبة للطفل

(ضبط النفس)م مثل هذا الطفل أي مهارة عىل اإلطالق متكنه من علر العقوبة مل ت

لشجار مع األطفال اآلخرين يف ، وبالتايل عدم ا(الغضب الك النفس عندمت)و

مع اآلخرين، هو أمر خاطئ (الشجار)وإن جمرد تعليم الطفل أن ،املستقبل

وخمالف للقواعد العامة، فال يعني هذا أن الطفل سيتعلم كيف هيدئ نفسه

هذا احلني املهارات، واملعرفة، إىلإنه ال يملك ، ويتاملك مشاعره عندما يغضب

يعها كي يتمكن من االبتعاد عن مكان الشجار الذي ال والقدرة التي حيتاجها مج

.داعي له

تلك املهارات، وقد يتطلب األمر تكرار تعليمها همن تعليم البد إذن

يتمكنوا من جتنب تكرار األخطاء ولألطفال واملراهقني كي تستقر يف أذهاهنم

كيف تؤدب طفلك؟

017

كبار مع ويقتيض تعليم هذه املهارات أن يراجعها ال، التي يرتكبوهنا باستمرار

وكيف جيب عليه أن ،الصغار بحيث يتاح للطفل التدرب عىل ما جيب أن يفعله

يترصف بشكل سليم يف املرات التالية، كام جيب أن حيصل الكبري عىل موافقة

الصغري عىل أن يفعل ما يعلمه إياه، إذ أن كثريا من األطفال يعيدون ارتكاب

فون بشكل صحيح، ومل يوجد من ألهنم ال يعرفون كيف يترص ؛األخطاء ذاهتا

بل قد ال يدرك الطفل أو املراهق أحيانا أن هناك ، يعلمهم طريقة السلوك السليم

وتعترب هذه ، يف حالة الغضب أو الشجار واخلالف (رضب اخلصم)بدائل عن

، طريقة تأديب ممتازة للسلوك البديل (احلل البديل)الطريقة البسيطة يف تقديم

بل حتى عندما تكون العقوبة رضورية فإن م بدال من أن تعاقب،ألهنا تعلر ملاذا؟

مراجعة السلوك اخلاطئ للطفل وتعليمه طريقة بديلة أخرى للتعامل مع حالة

فالتأديب هو ، مشاهبة يف املرة التالية هي طريقة تأديب حقيقية وواقعية مفيدة

، أمرا فعاال ومفيدا (التأديب)تعليم بحدر ذاته، كام أن تعليم املهارات جيعل

ي يمكن تعليمها توإن هناك الكثري من املهارات واالسرتاتيجيات ال

وإن م أن يغريوا سلوكهم الشخيص اليسء،لألطفال والتي تعلمهم كيف يمكنه

تعليم هذه املهارات يقتيض أن يعلرم الكبار الصغارم هذه املهارات ويرشحوا هلم

، بل ويساعدوهم عىل عمل ذلك يف املرة يفعلوهيف يفعلون ما جيب عليهم أن ك

مهارات التأقلم العاطفي : ضمن فئتني مها (ضبط النفس)وتقع مهارات ، األوىل

.أو املهارات االجتامعية

كيف تؤدب طفلك؟

018

:األطفال واملراهقني كيف يقومون بام ييل وتعلم مهارات التأقلم العاطفي

كيف هيدئون أنفسهم عندما يشتد غضبهم أو

.ينزعجون

(األفعال)بدال من (الكالم)يستخدمون كيف

.للتعبري عن املشاعر

أو ال اكيف يتبعون القواعد واألنظمة التي ال حيبوهن

.يوافقون عليها

كيف ينتبهون ملشاعر اآلخرين.

كيف هيتمون بأمكنة اآلخرين.

زون باستمرار عىل ما يفعلون .كيف يركر

أن كيف يتوقفون عن عمل ما، حتى عندما ال حيبون

.يتوقفوا عنه

كيف جيربون أنفسهم عىل القيام بعمل ما حتى وإن

.كانوا ال يرغبون به

كيف يتعاملون مع اإلحباط واالنزعاج والضيق.

التي ال يتوقعوهنا (خيبة األمل)كيف يتعاملون مع.

كيف يتعاملون مع النجاحات التي حيققوهنا.

:واملراهقني ما ييلفهي تعلرم األطفال وأما املهارات االجتامعية

كيف تؤدب طفلك؟

019

كيفية االستجابة لألشخاص الذين هلم صالحية

.معينة

كيف يعملون مع اآلخرين بشكل جيد ومقبول.

كيف يأخذ كل منهم دورا يف العمل.

كيف حيرتم اآلخرين ويكون لبقا يف التعامل معهم.

كيف حيرتمون اآلخرين حتى إذا وجدوا منهم وقاحة

.أو فظاظة يف التعامل معهم

لزمالئهم (ال)كيف يقولون.

كيف يطلبون املساعدة عندما حيتاجون إليها.

فقط من املهارات وما هذه املهارات التي أرشنا إليها هنا إال قليال

يصبح تعلمها عندما إىلالتي حيتاجها األطفال واملراهقون وحيتاجون

تطلب معظم هذه املهارات نقل تو سلوكهم صعبا أو غري مقبول،

، بحيث (التفكري)مرحلة إىل (املشاعر)فل واملراهق من مرحلة الط

هبذا العمل -التفكري -املشاعريصبح قادرا عىل التعامل مع نموذج

يف اللحظة التي التفكري - العمل -املشاعرالرتتيب، بدال من ترتيب

.اختاذ قرار سليم وجيد إىلحيتاجون فيها

كيف تؤدب طفلك؟

001

األطفال يتعلمون من خالل اللعب

هبم والتأقلم معها من لم األطفال أيضا كيفية التعامل مع البيئة املحيطة يتع

مع اآلخرين، بأثناء اللع (دوره)وقد تعلم الكثري منا كيف ينتظر خالل اللعب،

وقد تعلمنا بمزاجنا عندما نلعب مع أصدقائنا، بل وقد تعلمنا أيضا كيف نتحكم

ضا كيف ننشئ فريقا خاصا لمنا أيكام تعضا كيف نعمل ضمن الفريق الواحد، أي

يرضينا، دما وجدنا أن األمور غري منظمة متاما بالشكل الذينلعب سوية عبنا لن

وكيف نستخدم خيالنا الواسع ،كيف نلعب خارج البيوت اكام تعلم الكثري من

وأما أطفال هذا العرص فهم زمالئنا الذين نواجههم يف اللعب، لنتغلب عىل

أوقاهتم يف ممارسة أنشطة سلبية مضيعة للوقت كمشاهدة التلفاز أو يقضون جل

األلعاب الرقمية الفيديو وألعاب الكمبيوتر واإلنرتنت أو األلعاب الفردية أو

ومن الصعب جدا أن نفهم كيف يمكن أن يتعلم أطفال هذا بمختلف أنواعها،

لتعامل االجتامعي العرص مهارات التأقلم مع اآلخرين والتعامل معهم ومهارات ا

ونالحظ أن أطفال هذا اجليل ،التي يمكن أن يدرسها هلم أبناء األجيال السابقة

يقضون كثريا من الوقت يف ممارسة األنشطة السلبية أو الفردية، وهذا رش كبري بدأ

.يستفحل عىل األطفال

وال شك أن مهارة بسيطة مثل تعلم انتظار الدور مثال، ال يمكن أن يتم

وعندما نريد تعليم األطفال إال من خالل التعامل مع اآلخرين، تعلمها

مثال فمن املهم جدا أن ندرك أهنم مل يتعلموا (ضبط النفس)واملراهقني موضوع

كيف تؤدب طفلك؟

000

فإذا مل يكن لدهيم تصور واضح عن مهارات ،أيا من تلك املهارات البسيطة ابتداء

الترصف إىلمقبول فإهنم يميلون التأقلم والتعامل مع اآلخرين بشكل اجتامعي

وهلذا ؛بشكل غري مناسب، ويقعون يف مشاكل سلوكية، وال يتأثرون بالعقوبة

السبب بالذات جيب أن ترافق العقوبة باألنشطة املنمية لتلك املهارات األساسية

.الالزمة لكل من األطفال واملراهقني ليتمكنوا من تصحيح سلوكهم

سنةاجعل من نفسك القدوة احل

يمكن أن يعلرم الكبار الصغارم أحيانا كيف يفعلون بعض األشياء التي ال

فمدرب السباحة املاهر يمكن أن يدرب طفال ؛يستطيعون هم أنفسهم القيام هبا

أو فتى ليصبح بطال ماهرا ومتفوقا يف السباحة، علام بأنه هو نفسه ال يستطيع أن

واألم مثال قد تشجع ابنتها عىل تعلرم سباحة،نفسه كيف يكون بطال يف ال يعلرم

إال أنه غري ممكن عىل ،مهارات هي نفسها ال تعرفها أو ال جتيدها وال متلكها

إذا كان الشخص البالغ (ضبط النفس)اإلطالق أن يعلرم أحد أحدا مهارات

ات ونحن قد تعلمنا أول املهار، (ضبط النفس)املعلم ذاته ال يملك القدرة عىل

استمعنا ملختلف الناس الذين األساسية كامليش والكالم هبذه الطريقة، إذ

وكذلك األمر، فإننا ن ويتحركون،يتكلمون من حولنا، وشاهدنا كيف يمشو

التي تواجهنا من خالل املشكالتنتعلم كيف نتعامل مع مشاعرنا وكيف نحل

.العرض العميل أيضا

كيف تؤدب طفلك؟

002

ضبط )اآلباء الذين ال يملكون مهارات ومن املمكن أيضا أن يواجه بعض

والصعوبات يف تعليمها ألوالدهم، إذ أن التعليم املشكالتبعض (النفس

أصعب من التطبيق ذاته، كام أن هناك العديد من العوامل التي تلعب أدوارا

ومهام كان األمر، فال تزال هناك فرصة كبرية فة يف عملية التعليم ذاهتا أيضا،خمتل

ضبط )إذا رغب اآلباء يف تعليم أوالدهم هذه املهارة البرشية الرائعة وهي للنجاح

إال أنه من املحتمل أن ال يتمكن اآلباء أو الكبار من وصمموا عىل ذلك، (النفس

شخصيا وال عىل (ضبط النفس)املعلمني الذين ال يملكون القدرة الذاتية عىل

ل حياهتم من تعليم هذه خال اعرهم وسلوكهم الشخيص، ال يتمكنونضبط مش

، مهام تقدمت هإال أن، والدهماملهارات أل من املفرح أن نعلم أنه ال يوجد أحد

، سنه، غري قادر عىل تعلرم مهارة التأقلم مع اآلخرين ومع البيئة التي يعيش فيها

كام أن اآلباء واملربني امللتزمني واجلادين يف تعليم صغارهم ومن حتت إرشافهم

مكنهم احلصول عىل املساعدة الالزمة يف هذا املجال لتعليم الصغار مثل ي كيف

وال غرو أن هذا ،تلك املهارات اهلامة جدا هلم يف مستقبلهم وحياهتم العملية

املساعدة يف هذا املجال، وال إىليتطلب أن يدرك أمثال هؤالء أهنم حيتاجون

كام ، اعدة الالزمة هلمحصول عىل املسليتوقفون عند هذا احلد، بل يسعون ل

يتطلب هذا األمر أيضا صدقا يف مواجهة الكبار ألنفسهم وواقعهم، وقد يكون

هذا األمر صعبا وقاسيا بعض اليشء، إال أنه لن يكون أصعب من جماهدة الكبري

.اآلخرين يف الوقت ذاته إىلوهو يريد أن يعلرمها (ضبط النفس)نفسه عىل ممارسة

كيف تؤدب طفلك؟

003

م األطفال طريقة عمل الدماغ عل

هي تعليمهم أوال (ضبط النفس)إن اخلطوة األوىل يف تعليم األطفال مهارة

وال شك أن كال من األطفال لدماغ ذاته،ا كيف يعمل - وقبل كل يشء -

فنحن نتوقع أن ، والبالغني هم بحاجة شخصيا إلدراك طريقة سلوكهم اخلاص

وكلام تي استودعها اهلل يف أجسامهم،ة النعلم األطفال كيف تعمل خمتلف األجهز

وكيف ،عمل خمتلف أعضاء اجلسمعن تقدم األطفال يف العمر تعلموا املزيد

ونادرا ما ، تتضافر مجيعها بحيث يعمل جسم اإلنسان بالطريقة التي يعمل هبا

الذي حباهم اهلل به، وهو من أكرب [ أو العقل]نعلم األطفال كيف يعمل الدماغ

التفكري -املشاعروإن تعليم نموذج ، [بعد اإليامن] اإلنسان يف احلياة نعم اهلل عىل

الذي يعمل به الدماغ يساعد األطفال بأبسط طريقة ممكنة عىل إدراك العمل -

وهذه املعرفة هي نقطة البداية يف تعليم ، (التفكري)و (املشاعر)الفارق الكبري بني

.هم، وأعامهلممشاعرهم، وتفكري: األطفال كيف يتحكمون بـ

ويمكن تعليم األطفال من خمتلف األعامر والبيئات هذا النموذج البسيط

، لعمل الدماغ، كام يالحظ أن أكثر األطفال يرغبون يف تعلرم املزيد عن أنفسهم

اخلامسة نالحظ أن دماغهم مل ينم بالقدر إىلفعندما يكون األطفال ما بني الثانية

ل إهنم يف مثل هذه السنر غري قادرين عىل تعلم هذا الكايف للتحكم بأنفسهم، ب

وهلذا السبب بالذات، جيب عىل الكبار ؛الرشح البسيط عن طريقة عمل الدماغ

الفرتة الزمنية التي يصبح األطفال فيها قادرين عىل إىلمراقبتهم بدقة واالنتباه

كيف تؤدب طفلك؟

004

بشكل إصدار أحكامهم اخلاصة عىل األمور واالستجابة لألوامر والتعليامت

إال أنه يمكن تعليمهم يف هذه الفرتة كيف يدركون أهنم حزينون، أو ، سليم

.غاضبون، أو متعبون، أو غري ذلك من املشاعر األخرى

والسادسة من العمر يصبح قادرا وعندما يصبح الطفل ما بني اخلامسة

وغالبا ما يساعد ،ل عام عىل إدراك الرشح البسيط عن طريقة عمل الدماغكشب

، (غري الطبيعي)هذا الرشح البسيط األطفال واملراهقني عىل إدراك سلوكهم

يمكنهم التحكم بسلوكهم ولعل هذه هي اخلطوة األوىل يف تعليمهم عندئذ كيف

فإذا أدرك األطفال واملراهقون أنه حتى األذكياء والعاقلون من الناس الشخيص؛

تاملكوا مشاعرهم، فيمكن عندئذ يمكن أن يترصفوا بطريقة خرقاء أو محقاء إذا مل ي

تعليم األطفال واملراهقني املهارات التي حيتاجون إليها ليتعلموا كيف يمكنهم أن

مرحلة إىل، ثم من هذه املرحلة التفكريمرحلة إىل املشاعرينتقلوا من مرحلة

.املناسب الذي جيب أن يقوم به الشخص يف تلك احلالةالعمل

العمل -التفكري -املشاعر : كيف تعلم األطفال نموذج

نبني فيام ييل تفسريا مبسطا يمكن استخدامه لتعليم األطفال نموذج

ويمكن تعديل مستوى لغة )، لطريقة عمل الدماغ التفكري -العمل -املشاعر

(.الرشح برفعه أو خفضه حسب عمر الطفل

كيف تؤدب طفلك؟

005

و بالغ التعقيد يف جسم اإلنسان، إن الدماغ يا بني هو عض

ل طريقة لفهمه هي أن نفهم أبسط طريقة لكيفية ولعل أسه

:وسأبني لك يا بني فيام ييل كيف يعمل الدماغ ،عمله

ويمكن أن يف الدماغ بأعامل متباينة،تقوم األجزاء املختلفة

أعطيك مثاال عىل الدماغ وهو أحد املحالت التجارية الكبرية

التي تشتمل عىل العديد من األقسام أحدها للمالبس،

وهذه ، لثاين للمناشف، والثالث الحتياجات األطفالوا

.األقسام مجيعها موجودة يف هذا املحل التجاري الكبري ذاته

ننا من الشعور ه قسم ، إن أحد أقسام الدماغ يمكر ولنسمر

زن ويمكننا هذا القسم من الشعور بالفرح واحل ،املشاعر

قسم هو هام وهذا ال والغضب واخلوف والشوق وغريها،

ألنه يمكننا من الشعور باخلطر مثال، دا من أقسام الدماغ؛ ج

وخيربنا بأن هناك خلال ما بحيث يمكننا أخذ االحتياطات

ا من األخطار التي قد حتدق الالزمة لوقاية أنفسنا وأجسامن

كام أن هذا القسم من الدماغ هام أيضا ألنه يمكننا من بنا،

.ألننا أحياء ؛الشعور بالسعادة

كيف تؤدب طفلك؟

006

ه قسم التفكريك قسم آخر من الدماغ يمكننا من وهنا ، ولنسمر

وهو اجلزء الذي يمكننا من حل ، التفكري يف الدماغ

واملعضالت واملسائل املختلفة وإعطاء اإلجابات املشكالت

.األسئلة التي توجه إلينا نع

، العملكام أن هناك قسام ثالثا من الدماغ يمكننا من اختاذ

رر ماذا سنفعل يف أي حالة من احلاالت وهو اجلزء الذي يق

، التي تواجهنا يف احلياة

كابالتأو جسوروتربط بني هذه األقسام الثالثة من الدماغ

حد ما، أو شبيهة إىلشبيهة بكابالت خطوط اهلاتف

بمجموعات الرفوف التي تفصل بني أقسام املحل التجاري

ن الدماغ من التواصل، الكبري والرتابط وهذه اجلسور متكر

.والتخاطب بني خمتلف أقسامه الثالثة

وهناك يشء آخر يمكننا الدماغ من القيام به أيضا، إال أنه

ليس له قسم حمدد يف الدماغ، وهو يشء يمكن أن يفعله

الدماغ إذا كانت أقسامه مجيعها تعمل بشكل سليم، وهو

ولعل هذا هو أحد أهم ، القدرة عىل التفكري باملستقبل

ألنه يتيح لنا التفكري بات التي جيب أن يقوم هبا الدماغ؛ الواج

كيف تؤدب طفلك؟

007

رنا قد تكون سبب نجاحنا يف املستقبل، األمور التيب وهو يذكر

أيضا أن هناك أعامال إذا فعلناها بناء عىل ما متليه علينا

، حتى ولو علمنا أن هذا العمل خطأ، سيتسبب لنا املشاعر

ا أنه ال حيسن عمل مثل الحقا، ويذكرنا أيض املشكالتهذا ب

.هذه األشياء التي قد نعاقب نتيجة لفعلها

واعلم يا بني أنه حتى إذا كانت كافة أقسام الدماغ تعمل معا

جتربنا عىل فعل بعض األمور مشاعربشكل سليم فإن هناك

الذي يربط بني اجلرسإال أننا إذا سلكنا ، التي نعلم أهنا خطأ

يف الدماغ سوف نبدأ بالتفكري يف التفكريوقسم املشاعرقسم

إن القيام بمثل هذا العمل ): العواقب والنتائج فنقول ألنفسنا

ثم نبدأ بالتفكري يف املستقبل، ، (اليسء ليس فكرة صحيحة

دون املشاعرا نوما الذي يمكن أن حيدث إذا فعلنا ما متليه علي

أال وهبذا، يمكننا أن نقرر عندئذ ، بالعواقب والنتائج التفكري

نفعل ما نشعر برغبة يف عمله، ونتخذ القرار السليم ونعمل

العمل الصحيح املناسب الذي جينبنا العواقب الوخيمة أو

الطريقة التي تعمل هبا هي وهذه ،غري السارة عىل األقل

أقسام الدماغ بشكل عام إذا كانت مجيع أقسام الدماغ سليمة

، معافاة

كيف تؤدب طفلك؟

008

انا، ومن املحتمل أن وقد تتعطل بعض أقسام الدماغ أحي

عىل الدماغ وتسيطر عليه املشاعرحيدث هذا عندما تطغى

-املشاعرفعندما تقوى مشاعرنا قد ينفصل الرابط بني متاما،

املشاعروبالتايل سيعمل اإلنسان عمال بناء عىل ،التفكري

فقط، وقد ال يعمل مثل هذا العمل إذا كان يف مرحلة

الواصل بني املشاعر والتفكري يف إذ يتعطل اجلرس التفكري،

مرحلة التفكري بأثر هذا إىلمثل هذه احلالة وال يتوصل املرء

.العمل عىل مستقبله

حالة إىلوهلذا السبب فمن املهم جدا أن ينتبه اإلنسان

، فإذا مل حيرص اإلنسان وينتبه فسيعمل أعامال دون مشاعره

.وهذا لن يفيدنا أو ينفعنا كثريا ،تفكري

وال شك أن هناك طرقا كثرية يمكننا أن نرشح من خالهلا هذه الفكرة

البسيطة، كام يمكن استخدام الكلامت والعبارات واألمثلة التي تعتقد أهنا هي

واملهم جدا يف األمر هو أن نعلم الطفل الفارق ، األفضل لفهم الطفل أو املراهق

املراهقني أهنم إذا اتبعوا وجيب أن نعلرم األطفال و، بني املشاعر والتفكري

.قد يقعوا يف مشاكل ال حتمد عقباها يف املستقبل مشاعرهم

كيف تؤدب طفلك؟

009

راجع مع الطفل السلوك غري املقبول

فالطفولة بأكملها هي ل بطبيعته ميال للوقوع يف اخلطأ؛ال غرو أن الطف

كام أن افرتاض عدم اخلطأ لدى األطفال واملراهقني ، مرحلة كبرية لعملية التعلم

وجيب ، واعلم أنه ال بد من وقوع أخطاء،عىل اإلطالقللجميع و أمر غري عادل ه

، فالكامل هلل كاملونأن يتعلم األطفال أيضا أنه جيب عليهم أال يتوقعوا أهنم

وجيب أن يكونوا عىل قدر مكن أن يعتقدوا أهنم أذكياء فحسب،ي مإال أهن، وحده

واهلدف هنا أن يتعلموا ي يرتكبوهنا،علموا من أخطائهم التمن الذكاء بحيث يت

ات نرى أن من وهلذا السبب بالذ ئا ما من األخطاء التي ارتكبوها؛ويستفيدوا شي

وإن اجع معهم األخطاء التي وقعوا هبا،مع األطفال ونر املهم جدا أن نناقش

مناقشة اخلطأ ال تعني توجيه اللوم والتعنيف واالنتقاد وتصنيف الطفل أو املراهق

، إذ أن هذا غري بأنه خمطئ، وأنه ال يفهم، وأنه سخيف وغري ذلك من التصانيف

شعرون بالبالهة أو وقد جيعل هذا التصنيف األطفال واملراهقني ي جمد بتاتا،

.يتأذون من ذلك ،عىل األقلالغضب أو أهنم،

بحيث ال جيد التفكريوضعية إىلإن هدف التأديب اجليد هو نقل الطفل

وإن احلديث عن السلوك غري املقبول هو ،فقط املشاعرمعزوال يف وضعية نفسه

وإن مراجعة سلوك الطفل معه وجها لوجه هي عملية مراجعة مفيدة للجميع،

وجيب علينا مساعدة األطفال أن يأخذوا بعني ،مراجعة لسبب اخلطأ الذي ارتكبه

نب يترصفوا ملحاولة جتوكيف جيب عليهم أن ،االعتبار ما جيب عليهم أن يفعلوا

كيف تؤدب طفلك؟

021

يتجزأ وإن عملية املراجعة هذه هي جزء أسايس ال تكرار اخلطأ ذاته يف املستقبل،

إهنا تساعد الطفل عىل التعرف عىل أعامله، وهي من عملية التأديب السليم،

رعملية أكثر إنتاجية بكثري إذ أهنا جتعل الطفل بام فعل يشعربام فعل، وليس يفك

هي الوسيلة الوحيدة فقط التي يمكن أن يستخدمها املشاعرت وإذا كان، فقط

.الطفل للتعبري عن نفسه فسيبتعد متاما عن أي مكان يريد أن جيده فيه اآلخرون

د املهارة املفقودة لدى الطفل حد

التعرف عىل إىلهتدف مراجعة السلوك غري املقبول مع األطفال واملراهقني

فإذا ترصف أحدهم ،لذي أوقعهم يف املشكلةارتكاب اخلطأ ا قبلما حدث

بشكل خاطئ، وبخاصة إذا كرر هذا اخلطأ أو ما يشبهه مرارا وتكرارا، فيجب أن

إال أن وقت املراجعة ليس الوقت ، يطلب الكبري منهم أن يفكروا بام حدث

إىلاملناسب للتفكري أو الرتكيز عىل احلادثة ذاهتا، بل عىل األشياء التي أدت

استنتاج إىلتبه أال تقفز ابدأ بتوجيه األسئلة املناسبة وان، ها وذلك ملعاجلتهاحدوث

فاهلدف هنا هو التعرف عىل األمر الذي دعا الختاذ ذلك السلوك أو ما حدث،

:اسأل خمتلف أنواع األسئلة مثل ،الترصف اخلاطئ وليس اخلطأ ذاته

كيف حدث هذا األمر؟

ما هو شعورك قبل حدوث هذا األمر؟

ما الذي كنت تفكر فيه؟

كيف تؤدب طفلك؟

020

ما هو شعورك بعد حدوث هذا األمر؟

ذكي، غبي، : هل شعرت بعد هذا الترصف أنك

قوي، أو أمحق؟

أين كنت عندما حدث هذا األمر؟

متى شعرت بأنك ارحتت؟

متى كانت األمور جتري عىل ما يرام؟

:عىل تسلسل األحداث عىل النحو التايل ز اآلن، ركر و

وقت كانت األمور تسري عىل ما ما الذي حدث من

الوقت الذي وقعت فيه يف املشكلة؟ إىليرام

هل تعرف ما كان يمكن أن تفعله بشكل آخر خيتلف

عام فعلت؟

ما الذي تظن أنك يمكنك أن تفعله يف املرة التالية إذا

؟املشكالتذاته، كي تتجنب شعور كان لديك ال

عدك يف حتديد املهارات التي هذه األسئلة وأمثاهلا سيسا نإن اإلجابات ع

فعىل سبيل املثال، إذا مل يكن لدهيم أي ،تعلمها إىلحيتاج األطفال واملراهقون

، فيجب عليك (ملاذا حدث)أو (كيف حدث هذا األمر) :فكرة عىل اإلطالق عن

وعندئذ يمكنهم أن يتعلموا تفصيل ما حدث،يف هذه احلالة أن ترشح هلم بال

كيف تؤدب طفلك؟

022

ويمكن تعليمهم ، رف عىل سري األمور يف املستقبلالرابط الرضوري للتع

ن الكبري من جعل األطفال ،بعد وقوع احلادثة (املالحظة الذاتية) وإن متك

وقوعهم يف املشكلة إىلواملراهقني يتعرفون عىل كل خطوة يف العملية التي أدت

يعرفوا وإذا مل لسلوكهم وللخطأ الذي ارتكبوه، (املالحظة الذاتية)يعلمهم طريقة

يرشحها هلم وأمشاعرهم يف ذلك الوقت، فيمكن للكبري أن يعرفهم عليها

.ليتعرفوا عليها

ن وحتزر قدر اإلمكان هل يا ترى كنت تشعر ): قل مثال ، حاول أن ختمر

؟ كام أن السؤال عن مكان وجودهم ومتى شعروا بأهنم عىل ما يرام يمكن ...كذا

ومات املفيدة إذ أنه يمكن أن يعطيك فكرة عن أن يكون جيدا للحصول عىل املعل

وسنبني يف املثال التايل كيف يمكن ، السلوكية املشكالتاألمر الذي سبب تلك

مها ليستفيد من هذه تعل إىلت التي حيتاج الطفل د األسئلة املبينة آنفا املهاراأن تفي

:التجربة

:ملدرسةاحلوار التايل بعد مشاجرة بني طالبني يف ا إىلانتبه

:املعلم هل تعرف كيف حدث اخلالف بينكام؟

:التلميذ !ال أدري

:املعلم هل تعرف كيف كان شعورك قبل احلادثة؟

:التلميذ ...وقد بدأ بدفعي عىل صدري! كنت غاضبا

كيف تؤدب طفلك؟

023

:املعلم بم كنت تفكر يف ذلك الوقت؟

:التلميذ !ال أدري

:املعلم بامذا شعرت بعد احلادثة؟

:التلميذ !ألنني وقعت يف مشكلة كنت خائفا

جانب إىلهل شعرت بأنك ذكي أيضا، أم غبي، أم قوي، أم أمحق،

كونك خائفا من الوقوع يف املشكلة؟

:املعلم

:التلميذ .إنه هو الذي جعلني غاضبا متاما

:املعلم أين كنت عندما وقعت هذه احلادثة؟

:التلميذ .لقد كنت يف باحة املدرسة

:املعلم شعرت بأن األمور عىل ما يرام؟متى

:التلميذ .عندما جلست يف حصة مادة الرياضيات

:املعلم هل تعرف متى كانت األمور عىل ما يرام بالنسبة لك؟

:التلميذ .قبل أن يقرع اجلرس

ر يف تسلسل تلك األحداث :واآلن، فكر

الوقت ىلإماذا حدث من الوقت الذي كانت فيه األمور عىل ما يرام

؟املشكلةفيه الذي وقعت

:املعلم

كان أستاذ الرياضيات يعنفني أمام الطالب مجيعا لدى خروجنا من

.الفصل

:التلميذ

كيف تؤدب طفلك؟

024

إذن، لقد بدأت الشجار مع زميلك ألنك كنت غاضبا بسبب تعنيف

أستاذ الرياضيات لك؟

:املعلم

:التلميذ !أظن ذلك، نعم

التالية إذا كنت منزعجا من األستاذ، ماذا تظن أنك ستفعل يف املرة

بدال من الشجار مع زميلك؟

:املعلم

:التلميذ !ال أدري

وال حاجة أن تبني لآلخرين مدى ، زعجنـربام خترب أحدا بأنك م

انزعاجك، بل يمكن أن تعرب عن ذلك فقط بالكالم، فإذا فعلت

ذلك سيقل انزعاجك ولن تشعر بالرغبة يف رضب شخص آخر أو

مكن أن حتاول فعل هذا يف املرة التالية يهل تعتقد أنك ،يذاء أحدإ

التي تشعر فيها مثل هذا الشعور باالنزعاج؟

:املعلم

وقد أقول هذا لألستاذ ذاته ، نعم، أظن أنه يمكنني أن أفعل مثل هذا

.فهو إنسان طيب وممتاز، إال أنه رسيع الغضب

:التلميذ

، فلن تقع يف مشاكل بسبب وهكذا! ال شك أن هذه فكرة جيدة

، ألن األستاذ قد عنفك أو أنبك عىل عمل ما ؛الشجار مع زمالئك

أليس كذلك؟

:املعلم

وبعد احلوار الذي سية هلذا التلميذ شجاره مع زميله،كانت املشكلة األسا

دار عىل شكل سؤال وجواب تبني أن التلميذ مل يعرف كيف يعرب عن غضبه

كيف تؤدب طفلك؟

025

ألشخاص الكبار الذين يتعامل معهم، ثم أوقع وانزعاجه من ترصف أحد ا

ولو أن عملية ، انزعاجه عىل أقرب وأسهل هدف قريب منه، وهو أحد زمالئه

التأديب عىل هذا السلوك اخلاطئ انحرصت بموضوع املشاجرة فقط، فلن يتعلم

، الطفل كيفية التعامل مع حاالت الغضب واالنزعاج مع الكبار عامة يف املستقبل

الكبار يف حاالت االنزعاج ا من الصغار ال يعرفون كيفية التعامل مع وإن كثري

فإهنم سيستمرون يف التعبري عن ،مهم نحن الكباروإذا مل نعلر والغضب،

.انزعاجهم وغضبهم بشكل غري سليم

إىلإن اهلدف من توجيه األسئلة يف هذه احلالة هو حتديد ماذا حيتاج الطفل

.تعلمه من مهارات اجتامعية

:إذا وقع الطفل يف مشكلة بسبب :جيب أن يتعلم ما ييل

جيب أن يتعلم كيفية االنتباه

.اآلخرين إىل

االرتطام باألطفال اآلخرين

.أثناء اجلري يف باحة املدرسة

جيب أن يتعلم كيفية اهلدوء

.واالنتظار

االنزعاج بسبب انتظار دوره

.يف العمل

جيب أن يتعلم كيفية

م بدال من استخدام الكال

الرضب للتعبري عن

.املشاعر

رضب اآلخرين بسبب

.وبدون سبب

كيف تؤدب طفلك؟

026

:إذا وقع الطفل يف مشكلة بسبب :جيب أن يتعلم ما ييل

إىلجيب أن يتعلم االنتباه

.احرتام مشاعر اآلخرين

السخرية واالستهزاء

.باآلخرين

ومهام كانت املشكلة التي يقع فيها الصغار فإن هناك مهارة مطابقة

ب األخطاء أو تكرارها يف ها يمكن أن يتعلمها الصغار لتجنب ارتكاومناسبة حللر

واملشكلة احلقيقية التي يعاين منها املجتمع أنه يف أكثر األحيان يتوقف ، املستقبل

(ما هو اخلطأ فيه؟)و (ماذا حدث)عند مناقشة (الكبري والصغري)التخاطب بني

النقطة التي تليها وهي مساعدة الطفل إىلونادرا ما يتجاوز النقاش هذه النقطة

م مهارة جديدة الزمة له يف حياته كي يتجنب الوقوع يف املشكلة ذاهتا يف عىل تعل

.املستقبل

كيف تعلم املهارات؟

تعلمه من مهارات التأقلم أو املهارات إىلإن كل ما حيتاج الطفل واملراهق

ثم أن ، االجتامعية هو أن ترشح له هذه املهارات بشكل سليم وواضح مفهوم

ذه املهارات يف املرة التالية التي يواجه فيها مشكلة حتتاج يطلب إليه أن يامرس ه

وأن يرشح له الكبري ما جيب عليه أن يفعله للتغلب ،ممارسة هذه املهارات إىل

رضورة التدرب عىل هذا لوجيب أن يتم التأكيد عىل األطفال واملراهقني ، عليها

د مهارة من املهارات من فقينفإذا رشح الكبري أو املعلم للطفل الذي يعا األمر،

كيف تؤدب طفلك؟

027

ة عىل النفس، واالندفاع وراء املشاعر دون متييز، وأنه راالجتامعية كفقدان السيط

جيب عليه عندما يشعر بمثل هذا الشعور أن هيدئ نفسه، ويتنفس تنفسا عميقا،

ملاذا أغضب هبذا الشكل؟، فيجب عىل الكبري أن يمثرل هذا العمل : ويسأل نفسه

راهقني شخصيا بحيث يستوعبونه، وأن يطلب منهم أن يطبقوه أمام األطفال وامل

كام جيب أن ، شخصيا، بأن يفعلوا كام يفعل الكبري، أو ينفذوا معه مثل ما يفعل

ينهي الكبري مثل هذه املحادثة وهذا التدريب العميل والرشح باحلصول عىل

يف املرات القادمة، من الطفل أو املراهق بأنه يتعهد أن يفعل ما تعلمه (املوافقة)

.وأن يقلع عن الترصفات السابقة اخلاطئة

ويمكن أن نطلع عىل املثال التايل حيث يبني احلوار ما دار بني شخص كبري

:وطفل أو مراهق كان يقع يف مشاكل بسبب شجاره املتكرر مع اآلخرين

:املعلم أليس كذلك؟، حسنا، لقد فقدتم أعصابك عندما دفعك زميلك

:التلميذ .يكن له احلق أن يلمسني بتاتا مل، أجل

إال أنه كان بإمكانك أن تقول له ذلك ، ليس له احلق يف ذلك، نعم

إذا حدث لك مثل هذا األمر مرة ثانية ! رجاء يا بني، دون أن ترضبه

قل له بشكل حسن، وبصوت مرتفع : أريدك أن تفعل ما ييل

م متاما أنك واضح، وال حاجة للرصاخ بأعىل الصوت، بحيث يفه

استخدم ، (ال حيق لك أن تلمسني ،ال تلمسني بيدك): تعني ما تقول

، فال حيق لك أن ترضب كل شخص يلمسك بيده! فقط (الكالم)

:املعلم

كيف تؤدب طفلك؟

028

وال شك أن لك احلق يف املطالبة بام هو حق لك دون أن ترضب

دعنا اآلن نتدرب عىل ما جيب أن تفعله يف املرة ! حسنا ، اآلخرين

ختيل أن ، ..لك مثل هذا املوقف، وآمل أال حيدث التالية إذا حدث

ر ما قلته لك، وقل العبارة كأنك تعنيها متاما ،أحدا ارتطم بك كرر

.بصدق وتصميم

، ال تلمسني، أبعد يدك عني)(: بصوت منخفض)يقول الطفل

، ليس لك احلق أن تلمسني

:التلميذ

:املعلم .ناأعد العبارة مرة ثانية مثلام قلتها أ

:التلميذ ، ال تضع يدك عيل (: بصوت أعىل)

واآلن، هل يمكننا أن نتفق عىل هذا وأنه جيب ، هذا أفضل، نعم

عليك أن تفعل مثل هذا يف كل مرة يلمسك شخص آخر؟

:املعلم

:التلميذ ولكن، ماذا أفعل إذا دفعني مرة أخرى؟

، الوراء إىل مرتاجعا إذن، تكرر هذه العبارة ثانية، ثم تبتعد قليال

وجيب أال يبدو اخلوف عىل صوتك، وإذا مل يتوقف عن دفعك بيده،

.إذن امش يف شأنك، وابتعد عن املكان

:املعلم

:التلميذ تبعني هذا الشخص؟ وماذا إذا

ر العبارة التالية وال شك أنك ، ، ثم تعال إيل(!ابتعد عني): إذن، كرر

الشخص، ولكن جيب أن تبقى يف رضب هذا إىلستشعر بحاجة

:املعلم

كيف تؤدب طفلك؟

029

يف العواقب بحيث تتذكر أنك إذا رضبته سيكون (التفكري)مرحلة

هو صاحب الكلمة يف تلك احلالة، وقد تقع أنت يف مشكلة أكرب من

يف (أو املرشف االجتامعي أو املدير املراقب)مشكلته، وقد ال يصدق

أراك مفصوال وال أريد أن ،املدرسة أنه هو الذي بدأ بدفعك أوال

وجيب أن ، املشكالتمن املدرسة بسبب هذا الولد الذي يبحث عن

تتذكر أن كل شخص حياول أن يفقدكم هدوءك وأعصابك يريد أن

سيد )وتذكر أيضا أنك ستبقى أنت ، (سيد املوقف)يكون هو

فإنك بذلك ستجد احلل (التفكري)إذا بقيت يف وضعية (املوقف

وإنني واثق ، يه من مواجهة هذه املشكلةاملناسب الذي تتخلص ف

وإن مثل هذا الشخص املشاكس ال ، بأنك تستطيع أن تفعل هذا

ر قول، يستحق أن تضيع معه وقتك وجهدك ال حول وال قوة ): كرر

د نفسك عىل الصرب، وابقم يف مرحلة التفكري (!إال باهلل وعور

.ضبط مشاعرك عىلبالعواقب، وسيساعدك هذا

قد يبدو هذا املثال سخيفا أو تافها لبعض األشخاص، إال أن األمر حيتاج

وقد ،والتأديب هو عملية تعليم أديبي عندما يرضب طفل طفال آخر؛إجراء ت إىل

ال يتسنى لبعض املراهقني واألطفال شخص عاقل كبري يعلمهم كيف يتخذون

ون هذا األمر بشكل الترصف السليم، وال بد هلم من شخص يرهيم كيف يفعل

وقد ال يستطيعون تنفيذه بشكل صحيح من املرة األوىل، إال أن هذا يعطي ،سليم

كيف تؤدب طفلك؟

031

الكبري فرصة مراجعة املوضوع معهم مرة ثانية وتفهيمهم كيف جيب أن يترصفوا

وقد تكون معاقبة مثل هذا الطفل خلرقه للقواعد ، بشكل سليم يف املرات التالية

رضوريا، إال أن العقوبة وحدها لن تعلمه الطريقة األمثل واألنظمة املتبعة أمرا

.للتعامل مع احلاالت الصعبة التي تواجهه يف حياته

ال شك أن تعليم مهارة من املهارات بشكل عام ليس حتديا صعبا مثل الذي

:رشنا إليه آنفا، بل يمكن أن يكون بالبساطة التاليةأ

:الوالد ؟هل هذا صحيح، الفصلأخربين األستاذ أنك تقاطعه كثريا يف

:الطفل .إال أنه ال يسألني عىل اإلطالق! نعم

ال شك أن هذا مزعج جدا، إال أن مقاطعة األستاذ يف الفصل أثناء

الدرس هبذا الشكل ليس الطريقة السليمة للتعامل مع االنزعاج

هل تستطيع أن تفكر ، وجيب أن جتد طريقة أخرى ،الذي تشعر به

آخر؟بحل

:الوالد

:الطفل .يمكن أن أرفع يدي ألطلب اإلجابة أو الكالم

ولكن جيب علينا أيضا أن نفكر بيشء ما ، ال شك أن هذا أمر حسن

يمكن أن تفعله عندما ال يوجه إليك األستاذ سؤاال يف الفصل

ما رأيك أن تكتب السؤال الذي تريد طرحه ، لتشارك يف الدرس

بة عىل السؤال املطروح، عىل ورقة أمامك، ثم عىل األستاذ، أو اإلجا

ع أن تفعل هذا، فيمكن أن ا مل تستطاألستاذ فيام بعد؟ وإذ إىلتعطيه

:الوالد

كيف تؤدب طفلك؟

030

لقد فعلت هذا أنا شخصيا ، تضع يدك عىل فمك فرتة من الزمن

، مرارا عندما شعرت بأين أرغب أن أقول شيئا جيب عيل أال أقوله

هل يمكنك أن تفعل هذا؟

:الطفل .عم يا أبتن

سأسأل األستاذ عنك فيام بعد ألرى إذا حتسنت ومل تعد ! حسنا

شكرا لك يا ولدي وبارك ، تقاطعه باألسئلة وكثرة احلركة يف الفصل

.اهلل فيك

:الوالد

أشعر الطفل بفهم مشاعره أوال

وجيب، عندما يمكنه التعبري عنهاالطفل بأنك فهمت مشاعره، وذلك ر ع أش

أن فهم مشاعر شخص ما ال يعني عىل اإلطالق املوافقة عىل أن له إىلأن نشري

احلق يف أن يترصف بالطريقة التي ترصف هبا، بل إنه تعبري عن املشاركة الوجدانية

ملا يعاين منه الشخص اآلخر، أو تفهم لوضعه وحالته ومشاعره، وقد يساعد هذا

، ل عنادا وحتديا وغضبا ومدافعة عن نفسهالفهم الطفل أو املراهق مثال بجعله أق

ومن املعروف يف أي جدل أو خالف بني اثنني، إذا أصبح الشخص متمسكا برأيه

، (حل املشكلة)وضعية إىلفرصة إعادة هذا الشخص ومعاندا ومدافعا عنه ستقل

ف املبني أعاله استخدم أسلوب التعاط أن الوالد يف احلوار إىلاإلشارة وجتدر

ال شك أن هذا مزعج جدا، إال أن ): وعرب عن تفهمه ملشاعر ولده بأن قال له

مقاطعة األستاذ يف الفصل أثناء الدرس هبذا الشكل ليس الطريقة السليمة

كيف تؤدب طفلك؟

032

س أيضا وأن عدم مشاركة الطالب يف الدر ،(للتعامل مع االنزعاج الذي تشعر به

و (التعاطف)أن كال من وهلذا جيب أن ندرك أمر مزعج وحمبط للطالب؛

للحالة وسيلتان هامتان ملساعدة األشخاص من كافة األعامر واألجناس (التفهم)

كام أن من املهم يف الدماغ، (التفكري)مرحلة إىل (املشاعر)لالنتقال من مرحلة

إذا أرادا أن يتعلام (التفكري)من الطفل والكبري أن يكونا معا يف وضعية جدا لكل

.ام مهارة من املهاراتلر عم أو ي

تساعده عىل (خطة )إن تعليم الطفل مهارة ما هو ببساطة متناهية إعطاؤه

دى املوستساعد هذه االسرتاتيجية الطفل عىل ، املشكالتالبقاء بعيدا عن

طويل بحيث متكنه أن يفعل شيئا ما خيتلف عام يفعله عادة من أخطاء سلوكية ال

ونادرا ما نرى هذه العملية عند تأديب األطفال رة تلو املرة،امل املشكالتتوقعه يف

.واملراهقني، ومع ذلك فإن التدريب هو األساس املتني للتأديب

(املهارات اململة)علم الطفل

لعل ما نالحظه غالبا هو فقدان القدرة عىل معرفة املهارات اململة لدى كثري

و (الضجر)قدرة عىل التعامل مع من األطفال واملراهقني بحيث تكون هلم ال

ونالحظ أيضا أن أطفال هذا اجليل قد تعودوا ، بشكل عام، (الطفش)و (امللل)

فهم يشاهدون برامج التلفاز ، عىل أنواع التسلية املثرية جلميع املشاعر واحلواس

كام أن ألعاب ،وتتغري صور التلفاز كل بضعة ثوان ،منذ سن مبكرة جدا

كيف تؤدب طفلك؟

033

وبالتايل، لعاب مثرية جدا للحواس واملشاعر،لف أنواعها هي أالكمبيوتر بمخت

فإن األطفال الذين يامرسون هذه األلعاب يتعودون عىل الرسعة والتقلب والتغري

وعدم الكالم أو (الدراسة)أو (االستامع)ويصبحون غري قادرين عىل ،الرسيع

.اللعب لفرتة طويلة

درجة كبرية إذا إىلواملراهقني ويمكننا أن نفيد أمثال هؤالء األطفال

قطعا، ليس هذا ، استطعنا تعليمهم كيفية التعامل مع امللل والضجر والطفش

ومع ذلك، فإن امللل والضجر والطفش تودي بكثري من األطفال ،باألمر السهل

كية وغريها أكثر من للوقوع يف مشاكل سلو -بل وحتى الكبار أيضا -واملراهقني

اء الالمعني وكثريا ما نالحظ العديد من الطالب األذكي أي يشء سواها؛

وال يمكننا أن ،يرسبون يف بعض املواد بسبب مللهم فقطاملوهوبني بشكل عام

كام لل والضجر والربم والطفش أحيانا؛حد امل إىلننكر أن احلياة الرتيبة قد تصل

ي لينا القيام هبا هنالحظ أن كثريا من الواجبات واألعامل الروتينية التي جيب ع

ولكن، ال بد لنا من تنفيذ هذه األعامل اململة أعامل يمكن تصنيفها بأهنا مملة،

وال بد من تعليم غري اململة التي نحبها ونرغب هبا،لنتمكن من تنفيذ األعامل

األطفال واملراهقني كيفية التعامل مع املهارات اململة إذ أهنا تساعد اإلنسان يف

وليس من املقبول ،لضجر وامللل والطفش من الروتني اململ الرتيبالقضاء عىل ا

ا بسبب امللل والضجر والطفش بتاتا أن يقع اإلنسان يف مشاكل سلوكية أو غريه

.فهذا أمر غري مقبول عىل اإلطالق فحسب،

كيف تؤدب طفلك؟

034

ويمكن اقرتاح بعض االسرتاتيجيات للتعامل مع الضجر وامللل والطفش

:وهي عىل النحو التايل

اطلب من التلميذ أن يقف عىل قدميه ويتحرك كلام :الفصل الدرايس يف

ز...زركر ): استطعت، واطلب منه أن يكرر لنفسه عبارة ز...ركر عندما تراه قد (!ركر

رسح بذهنه أو مل أو طفش من الدرس، أو اطلب منه أن يتصور صورا للكلامت

.التي تتحدث عنها يف الدرس مثال

استمع للمذياع، أو إذا جلست يف غرفة : قل للتلميذ :اجباتأثناء كتابة الو

اجللوس فأبق التلفاز يعمل، ولكن انتبه ملا تعمل من واجبات، ومع أن هذه

إال أننا نرى أن كثريا من الطالب املشكالتاالسرتاتيجية قد تسبب بعض

من حل الواجبات ومشاهدة أجزاء : يستطيعون الرتكيز عىل أمرين يف وقت واحد

الربامج التلفزيونية التي يفضلوهنا مثال، علام بأن مثل هذا األمر قد ال يكون جمديا

مئة باملئة، إال أنه قد يفيد بعض الطالب يف بعض األحيان فقط، وال يمكن إطالقه

، وقد يصعب تفسري هذا األمر هنا علام بأنه حقيقة ال مراء فيها، عىل عالته

ن يعمل عىل حل واجباته عىل فرتات قصرية عىل أن واطلب من التلميذ أيضا أ

ومن املهم أيضا أن ، ة ثم يعود إلنجاز الواجباتينوالف ينةيأخذ اسرتاحة بني الف

يكافئ الطالب نفسه، أو أن يكافئه والداه عىل استمراره يف حل واجباته ومواظبته

أن يعد واطلب منه كذلك ، ومثابرته إذا استطاع إنجازها يف الوقت املحدد

إذا وموعده له يوم واحد قبل حلول أج إىل يؤخره الواجب فور احلصول عليه وال

كيف تؤدب طفلك؟

035

كان األجل بعيدا مثال، بحيث يمكنه القيام بأعامل حيبها ويرغب القيام هبا إذا

.أنجز واجباته مبكرا

اطلب منه أن يستمع :أثناء املشاوير ومتابعة األعامل التي يقوم هبا الطالب

من أرشطة القرآن الكريم، أو األرشطة اهلادفة احلامسية، أو األناشيد التي يشء إىل

حترك العواطف وتثري اهلمم، واطلب منه أن يكافئ نفسه مرة أخرى عند إهناء

(ألعاب مسلية)األعامل عىل شكل هاملهام والواجبات التي يكلف هبا، ولتكن هذ

.يقوم هبا الطالب، وليست أعامال روتينية مملة

...أمور ال بد من القيام هبا

إذا كان ال مفر من القيام بأمر ما، ،أبني فيام ييل أحد األمور املفضلة لدي

ف مثل هذا األمر عىل أنه سواء أكان ممال أم غري ممتع عىل اإلطالق، فيمكن أن نعرر

وقد تكون أمثال هذه أمر ال مناص من القيام به بتاتا،وهو (...رش ال بد منه)

، إال أنه ال بد من القيام (صعبة التنفيذ)األمور مملة للغاية، أو قد تكون جمرد أمور

وهناك الكثري من (...وأمرها حمسوم، ..ال جدال فيها)وهذه أمور أيضا ، هبا

، بل وجيب عليه أن يفاوضه عىل األمور التي يمكن أن يفاوض فيه الكبري الصغريم

،، القيام هبا مفاوضون بارعون، وبغضر النظر عن هذا، فإن واألطفال، بحق

تعليم األطفال واملراهقني متى حيسن التفاوض عىل أمر ما مع الكبار، ومتى ال

يصلح التفاوض، وما هي األمور التي يمكن التفاوض عليها معهم، هي أمور

كيف تؤدب طفلك؟

036

إن وضع عالمة عىل األمور ، هامة جدا، بل هي جزء من عملية التأديب ذاهتا

هو إحدى الطرق التي تعلرم ال تفاوض فيها عىل اإلطالق جبات التي والوا

كام أهنا قد توفر عىل الكبار كثريا من التعب ،(املحاكمة العقلية لألمور)األطفال

واجلهد واإلحلاح، وليس هذا فحسب، بل قد يعجب اإلنسان مستقبال من هترب

بون القيام هبا جمرد أهنا مملة أو األطفال واملراهقني من تنفيذ األمور التي ال يرغ

فإذا أخرب الكبري الصغريم ، غري سارة هلم، جمرد اعرتاف الكبار فعال بأهنا كذلك

، فهو بذلك يعلمه ال مفر من القيام به وتنفيذهابتداء بأن هذه الواجب هو أمر

.ن ويمقتون القيام بمثل هذا األمرإنه يفهم أهنم يكرهو: أمرين، أوال

.فاوض معهم بتاتا عىل عدم تنفيذ هذا األمر أو الواجبتإنه ال يقبل ال: انيا ث

كيف تؤدب طفلك؟

037

ملخص

، أو (املهارات اململة)إن تعليم األطفال واملراهقني كيفية التعامل مع

وجيب أن يعلرم اآلباء هو لب عملية التأديب الفعال، (املهارات االجتامعية)

قني املهارات التي حيتاجون إليها ليتمكنوا من تغيري والكبار األطفال واملراه

وجيب أن ندرك أن ، املشكالتسلوكهم وترصفاهتم بحيث يتجنبون الوقوع يف

طويلة يف القيام بأنشطة فردية وغري ا كثريا من أطفال اجليل احلارض يقضون أوقات

ورون وإن أطفال اليوم غالبا ما ال يط، مفيدة أكثر من أطفال أي جيل مىض

كام أن ،املهارات الالزمة للتعامل مع اآلخرين، أو للتعامل مع مشاعرهم اخلاصة

التعامل مع اآلخرين لدى أطفال اجليل احلارض هي أقل بكثري مما كانت عليه يف

حيث كان يقيض األطفال يف األجيال السابقة معظم أوقات ،األجيال السابقة

.طلق خارج البيوتلعبهم مع األطفال اآلخرين يف اهلواء ال

، ولعب األدوار (التمثيل)وال شك أن األطفال أيضا يتعلمون كثريا من

وإن هناك الكثري من مهارات التأقلم واملهارات االجتامعية التي ،املختلفة يف احلياة

ال يمكن أن يطورها أو يتعلمها األطفال ما مل تتزاوج عملية التعليم مع التمثيل

وحياط األطفال يوميا من خالل تعرضهم ،ات اهلامة لألطفالالفعيل هلذه املهار

عامل مع خمتلف ملشاهدة التلفاز، واألفالم، واملرسحيات، وأفالم الكرتون، والت

شخاص الذين تتاح هلم إمكانية التعامل معها، حياطون مواقع اإلنرتنت لأل

فمن الرضوري جدا لذا، ،بمشاهدة أدوار متثيلية غري مناسبة بل وعدوانية أحيانا

كيف تؤدب طفلك؟

038

عملية )وجيب أن تشتمل ؛أن يمثرل الكبار املهارات التي يريدون تعليمها للصغار

بخطوة، تبني -عىل تعليامت تفصيلية خطوة (التأديب عىل السلوك غري املناسب

.الترصف السلوك الصحيح املطلوب من األطفال واملراهقني االلتزام به وتطبيقه

مع الصغار التفاصيل املحددة لألحداث التي تؤدي جيب أن يناقش الكبار

التي كان املشاعرويتضمن هذا فات اخلاطئة والسلوك غري الصحيح،الترص إىل

يشعرها األطفال واملراهقون أثناء قيامهم بتلك املخالفات السلوكية، وليس فقط

نات وإن احلصول عىل هذه املعلومات والبيا ،جمرد مناقشة تفكريهم بتلك األعامل

سيساعد اآلباء والكبار يف حتديد املهارات املحددة التي جيب تعليمها لألطفال

.واملراهقني بحيث يتجنبون تكرار مثل تلك املخالفات يف املستقبل

وإن أحد أهم األمور التي جيب أن يتعلمها األطفال واملراهقون هو كيفية

أحد هذه األقسام فيجب أن يفهموا أن الدماغ له أقسام، وأن عمل الدماغ،

،باألعامل والترصفات، والثالث يتحكم بالتفكري، والثاين يتحكم باملشاعريتحكم

بط ما بني هذه األقسام يف تر جسور اتصالوجيب أن يدركوا أيضا أن هناك

ن قسم الدماغ، من التخاطب مع قسم التفكريوإن هذه اجلسور هي التي متكر

اختاذ القرارات السليمة عىلي تساعد الناس ، وأن هذه الروابط هي التاملشاعر

.إجراءات فورية إىلومع القرارات التي حتتاج مشاعرهمعندما يتعاملون مع

كيف تؤدب طفلك؟

039

كام أن اختاذ القرارات اجليدة السليمة مرتبط أيضا بقدرة الدماغ عىل التفكري

جسور التخاطب فإذا مل تعمل ، بالعواقب، وبام يمكن أن حيدث يف املستقبل

التفكريعىل الناس القيام بأعامل دون املشاعربشكل سليم فقد تفرض اغيةالدم

العمل -كام أن تعليم األطفال واملراهقني نموذج املشاعر، بعواقبها نتيجة أعامهلم

إىلو مشاعرهم إىلالتفكري الذي يعمل الدماغ بموجبه يساعدهم عىل االنتباه -

ي عمل قد يندمون عليه يف ا بأتائج بشكل سليم قبل أن يقوموبالن التفكري

.املستقبل

إن بناء املهارات وتطويرها هو تعليم الطفل ماذا جيب عليه أن يفعل بالضبط

وإن األطفال ، مستقبال املشكالتبالقيام بيشء قد يوقعهم يف يشعرعندما

واملراهقني قد ال يعرفون بالرضورة اخليارات السلوكية البديلة املتاحة هلم يف وقت

يف املستقبل نتيجة املشكالتج، حتى ولو أدركوا أن سلوكهم سيتسبب هلم بحر

وكا بديال ال تعلمهم سل العقوبةوإن ، أعامهلم وترصفاهتم السلوكية اخلاطئة

وإن تعليم األطفال واملراهقني الطريقة البديلة للسلوك حيتاجون التعرف عليه،

ية التعامل مع كل حالة من من خالل وصفها وتعريفها والتدريب عليها، وكيف

احلاالت التي تواجههم، وممارسة هذه االسرتاتيجية معهم سيعطيهم فرصة

أفضل بكثري لتعلم خيارات سلوكية جديدة، وبالتايل يعلمهم كيفية تغيري السلوك

.السلبي أو اخلاطئ الذي يكررونه نتيجة جهلهم هبذه اخليارات املتوفرة هلم

كيف تؤدب طفلك؟

041

ر العبارات القصرية: اخلطوة الرابعة كر

إن تكرار القواعد، والتعليامت، واألوامر، والتوقعات هو أمر هام

كي يساعده يف تثبيت التكرار إىلإن الدماغ حيتاج ، ورضوري يف عملية التأديب

من تكرار الطلب إال أن اآلباء واملعلمني قد يملون ،العادات اجليدة وتشكيلها

ر أن املراهقني بخاصة قد يصبحوندهى من ذلك واألمبل األ ،ذاته من األطفال

متمرسني جدا بعدم املباالة، وكأن هلم أذنا من طني، وأخرى من عجني، مما يزعج

، الكبار وحيبطهم جدا

التكراروكيف يكون التكراروسنبني يف هذا الفصل اإلطار العام متى جيب

. يكون كذلكليصبح مساعدا لألطفال واملراهقني، ومتى ال

كيف تؤدب طفلك؟

040

رالعبارات القصرية كر

التكرار ليصبح السلوك املطلوب ترسيخه فيه منحيتاج الدماغ كمية معينة

فال ولعل هذا هو السبب يف إعادة األمر ذاته مرارا وتكرارا عىل األط ،عادة

ألن ؛وحيتاج األطفال واملراهقون هذا التكرار، واملراهقني يف بعض األحيان

اخلاليا واملسارات الدماغية العصبية الفتية الزالت قيد التطور والنمو، وستتيح

هلم املسارات العصبية اجلديدة يف هناية املطاف أن يترصفوا بشكل سليم، بمحض

.اختيارهم وإرادهتم، ودون احلاجة لتوجيه وإرشاف من الكبار

راهقني السلوك وبام أن اهلدف من التأديب السليم هو تعليم األطفال وامل

اجلديد السليم املناسب لكل حالة من احلاالت، فغالبا ما يكون من الرضوري

رهم بامذا جيب عليهم أن يفعلوا يف كل حالة ووقت وال بد ، البحث عن طرق تذكر

العمل دون أن جيعلوا الصغار يسدون آذاهنم ويولونللكبار من القيام هبذا

زعجوا ـام جيب عىل الكبار أن حيرصوا أال ينك، وجوههم عن طلباهتم وتوجيهاهتم

وكثريا ما جيد، أو يغضبوا بسبب تكرارهم هذه التعليامت واألوامر عىل الصغار

لقد ): أو (أمل أقل لك هذا سابقا يا بني؟): اآلباء أنفسهم يقولون بشكل تلقائي

من ي أل ه ليسويف اعتقادي أن، (!تعبت من تكرار هذا األمر ذاته عليك يا ولدي

ن هاتني العبارتني املكرورتني له أي أثر عىل جعل األطفال واملراهقني يستجيبو

تعبري عن ولعل هاتني العبارتني وأمثاهلام لتنفيذ ما يطلب منهم بشكل أفضل،

بدال من أن تكونا من العبارات اإلجيابية الدالة عىل االنزعاج وعدم االرتياح،

كيف تؤدب طفلك؟

042

تفهم حالة التعبري عن هذا االنزعاج وإصدار وال شك أنه يمكن ، السلوك اجليد

مثل هذه العبارات الرسيعة الدالة عىل ذلك، إال أن هذا ال حيقق هدف مساعدة

األطفال واملراهقني عىل تطوير السلوك اجليد املطلوب، وما حيتاجه األطفال يف

مثل هذه احلالة هو مؤرش السلوك الفعيل الذي يساعدهم عىل تغيري ترصفاهتم

.سني طريقة سلوكهموحت

:يساعدا يف مثل هذه احلالة الصعبةوهناك أمران يمكن أن

املرة تلو املرة، بشكل متكرر، بدال عبارات توجيهية قصريةاستخدام : أوهلام

، (أو حتى القصرية)من إعطاء املحارضات الطويلة

أن تقول توقف متاما عن الكالم بعد ، اجلملتني فقطااللتزام بقاعدة : والثاين

وغالبا ما يكون املؤرش الفعيل رضوريا بحيث يوجه الطفل أو ، هاتني اجلملتني

الكالم أثناء استخدام هذا وال حاجة للكثري من ،املراهق أن يفعل ما يطلب منه

بل إن كثرة الكالم الذي يستخدمه الكبار لتوجيه األطفال واملراهقني يف املؤرش،

جتاهل الطفل واملراهق لكالم الكبار بأكمله، ويسد االجتاه الصحيح قد يتسبب يف

.مع ملا يقولونه عىل اإلطالقت يسأذنيه، أو ال

كيف تؤدب طفلك؟

043

ر العبارات القصرية كر

ر أن اهلدف من توجيه الطفل أو املراهق للقيام بعمل ما إنام هو تعليمه تذك

مل ذاته يف توجيه الكبري ووجوده شخصيا للقيام بالع إىلبحيث ال حيتاج الصغري

وإن الدمج بني كل من تكرار اجلمل القصرية اإلجيابية مع مهارة ية،املرات التال

ل عادة التذكر تعل إىلمن املهارات التي حيتاج األطفال واملراهقون مها يشكر

الداخيل الشخيص لدهيم بحيث يتذكرون ما جيب عليهم أن يفعلوه إذا واجهوا

كلام ازدادت إجيابية العبارات القصرية التي يكرروهنا و، املشكلة ذاهتا يف املستقبل

ويفضل الدماغ الرسائل للسلوك السليم املقبول اجتامعيا،ازداد تطوير الدماغ

ومن األفضل استخدام العبارات التي توجه ،اإلجيابية بدال من الرسائل السلبية

ه الكف عن العمل الطفل أو املراهق للقيام بالعمل السليم، بدال من أن تطلب من

من األفضل واألكثر فاعلية أن نقول هونالحظ نحن الكبار بأنفسنا أن، اخلاطئ

مل أمسع ! عفوا يا أمينداءك يل يف املرات

...األربعة األوىل

كيف تؤدب طفلك؟

044

جيب ): ، أو(جيب تناول الطعام السليم): ألنفسنا يف حالة مراقبة الوزن مثال

.(ال تأكل مزيدا من الشوكالته): ، بدال من أن نقول(املحافظة عىل الوزن

،سلوب النهي، ازددنا رغبة يف القيام بذلك العملوإننا كلام زدنا استخدام أ

،ونالحظ أن األطفال أكثر عرضة بشكل خاص هلذه اخلاصية من الطبيعة البرشية

، بحيث تصبح هذه الرسائل وكأهنا (ال تفعل )ويتعود األطفال عىل سامع رسائل

وري ومن الرض بسهولة تامة، (يتم اإلعراض عنها متاما )أمور روتينية، وبالتايل

ساعده عىل تطوير متكررة ت (إجيابية)جدا أن يسمع الطفل واملراهق رسائل

هي ببساطة رسائل قولية توجيهية (اإلجيابية)وهذه الرسائل السلوك اإلجيايب،

خترب الطفل واملراهق ما جيب عليه أن يقوم به، بدال من إخباره ما جيب عليه أن

مع األطفال واملراهقون هذه الرسائل وعندما يس، يتوقف عن فعله أو ال يفعله

اإلجيابية تتكرر عىل مسامعهم عدة مرات سيبدؤون بتكرار هذه العبارات

اعدهم هذه العملية يف هناية املطاف بحيث يتمكنون من عمل ما سوست ،شخصيا

وقد يستغرق هذا بعض الوقت إال أنه ، جيب عليهم فعله دون طلب خارجي

فيام يفعل، أو ما جيب عليه أن يفعله، ريفكتبالطفل يبقي الرتكيز عىل تشجيع ال

كام أن هلذه الطريقة فائدة إضافية إذ أنه التفكري فيام جيب عليه أال يفعله،بدال من

.ال تتطلب املزيد من الطاقة من اآلباء واملعلمني املرشفني عىل األطفال واملراهقني

ة، ومركزة عىل سلوك وجيب أن تكون العبارات القصرية توجيهية، وإجيابي

القصرية وجيب أال تزيد هذه العبارات ،معني جيب عىل الطفل واملراهق أن يتعلمه

كيف تؤدب طفلك؟

045

ر هذه عن كلمتني أو ثالث كلامت، وقد تكفي كلمة واحدة أحيانا، وجيب أن تذكر

رات ضبط النفس أو وسائل التأقلم ابمهارة من مه أو املراهقم العبارات الطفلم

شاخصات )وتصبح مثل (املؤرشات)ذه العبارات عمل وتعمل ه، االجتامعي

.التي توضع عليها هلداية السالكني من الفتيان (الطرق

ر العبارة التوجيهية بنربة إجيابية توجيهية وإذا تغريت هذه النربة من ، كرر

نربة غاضبة وحادة فمن املحتمل جدا أن يكون لدى إىلالنربة اهلادئة واألكيدة

فاهلدف من هذه تجابة التفكريية العاقلة؛ل عاطفي بدال من االسالطفل رد فع

اغ، وليس اجلزء املتعلق بالتفكري يف الدمرات التوجيهية القصرية هو حتريك العبا

ويالحظ األطفال واملراهقون برسعة تغري مشاعر الكبار، اجلزء املتعلق باملشاعر،

املرحلة مل يعودوا قادرين عىل وسيغري األطفال مشاعرهم أيضا، فإذا بلغوا هذه

هو حث الصغار عىل التفكري، -كام أرشنا قبل قليل- واهلدف، التفكري بوضوح

وهكذا، فيجب عىل الكبري يف مثل هذه ، أو متابعة وضعية التفكري عىل األقل

احلالة، وهو خيتار العبارات التي يريد استخدامها بدقة ومهارة، ويكررها كلام

ذلك، جيب عليه أن يتذكر أن حيافظ عىل نربة صوته اإلجيابية إىلاحتاج األمر

.وال يظهر عليها أي انفعال عاطفي مهام كان السبب أو الظرف ،الرصينة اهلادئة

جتنب استخدام أي عبارة توجيهية ختتارها إذا كانت ذات صلة بمالحظة

؛لشخصيةعىل شخصية الطفل أو املراهق، أو ذات صلة بإمكانياته وقدراته ا

وكذلك جيب أال تعلق يف هذا الوقت عىل عدم القدرة احلالية للطفل بأن يعمل

كيف تؤدب طفلك؟

046

وال حتتاج قصرية جدا فالعبارة القصرية هي ،بشكل صحيح معتمدا عىل نفسه

ويمكن أن تفهم هذه العبارة بنفسها ، التطويل أو الغمز واللمز لشخصية الطفل

ويمكن أن يلزم األمر تكرار هذه ، دونام حاجة ألي عبارة تفسريية أخرى معها

العبارة القصرية مرتني متتاليتني أو أكثر، بل ويمكن تكرارها عدة مرات يف يوم

وللحصول عىل أفضل النتائج السرتاتيجية استخدام العبارات ، من األيام

بأي كلامت أخرى، أو جيب أال تكون هذه العبارات مرتبطة و، التوجيهية القصرية

ألهنا إذا ارتبطت بأي من هذه األمور ستفقد أو تعليقات أخرى؛ بأية حمارضات،

معناها وقوهتا وقيمتها التوجيهية والرتبوية عىل السلوك املرجو لألطفال

.ناجحة لعملية التأديبني، ولن تكون عندئذ وسيلة فعالة وواملراهق

م يف نبني فيام ييل عبارة توجيهية نموذجية للوالد أو الوالدة مثال ألوالده

:املساء عند حل الواجبات البيتية

لن أسمح لك باخلروج للعب إال بعد ! دراستك يا ولدي إىلعد

إذا ركزت جهودك عىل الواجبات ، االنتهاء من حل الواجبات

! ب األمر عىل نفسك يا بنيإنك تصعر ،ستنتهي خالل فرتة قصرية

.الواجبات لر ابدأ العمل، وال تقم من مكانك إال بعد االنتهاء من ح

:الوالد

كيف تؤدب طفلك؟

047

، وال شك أن الطفل لديه الكثري مما يقوله ردا عىل هذه التوجيهات املطولة

ويبدأ رصاع طويل بني الوالد وولده من أجل حل الواجبات، ويتم بذل كثري من

.الوقت واجلهد يف تبادل العبارات، وال يتم حل كثري من الواجبات

:ىل النحو التايلوالبديل، يف اعتقادنا، قد يكون ع

:الوالد :أو، تابع عملك! يا عبد اهلل

ز ! يا عبد اهلل .رك

وإذا أردنا أن ينجح املثال الثاين ويؤدي عمله العجيب، ال بد أن يتم تدريب

، وماذا جيب عليه أن (العبارة القصرية)الطفل أو املراهق مسبقا عىل فهم معنى

فعىل سبيل املثال، يمكن أن يقول الوالد أو فعله عندما يسمع مثل هذه العبارة،ي

:املعلم

، فهذا يعني (تابع عملك): من اآلن فصاعدا، إذا قلت لك! يا بني

العمل الذي تقوم به وحماولة إهنائه يف إىلأنه جيب عليك العودة

وقد ينجح هذا األمر بشكل ، أقرص وقت ممكن، وبشكل صحيح

وهذا يعني أننا ،(ع عملكتاب): أفضل إذا قلت األمر ذاته لنفسك

ن العمل لن نحتاج دائام ملناقشة هذا األمر يف كل مرة تنرصف فيها ع

ومن السهل جدا أن ينرصف تركيز املرء الذي جيب عليك القيام به،

عام يعمل، ولكن يمكن إعادة االنتباه والرتكيز ببساطة بمثل هذه

:الوالد

كيف تؤدب طفلك؟

048

ن فصاعدا سنستخدم هذه العبارة من اآل، (تابع عملك): العبارة

هل ، كمنبه أو مؤرش يذكرنا برضورة إهناء العمل الذي نقوم به

يمكننا أن نفعل هذا يا بني؟

يف كل مرة حتاول أن املوافقةتذكر أن تطلب من األطفال واملراهقني

وا بالتحديد تعلمهم فيها سلوكا جديدا بحيث يعرفون ما جيب عليهم أن يفعل

وإن احلصول عىل موافقتهم تعني وتتضمن مزيدا من ك،عندما تطلب منهم ذل

سبتهم عىل خمالفاهتم يف املسؤولية وااللتزام من قبلهم، وبالتايل تكون أقدر عىل حما

ز قدرة الطفل عىل إمكانية حتقيق ما يتوقع الكبار منهم تنفيذه املستقبل، كام أهنا تعزر

إذا أجاب عبد اهلل ح أعالهففي املثال املوض، والقيام به من أعامل وواجبات

ال بأي عذر من األعذار لرتك عمله وواجباته، فيجب عىل الوالد فقط أن متعلر

وهبذا يتذكر ، (تابع عملك): يكرر تلك العبارة القصرية التوجيهية املخترصة

ولعل هذا يتطلب جهدا وطاقة أقل من الوالد أو ،الطفل ماذا جيب عليه أن يفعل

ر العمل أو السلوك اخلاطئ الذي يقوم به، وهو املعلم، كام ي ساعد الطفل عىل تذك

.انرصاف تركيزه عن حل الواجبات

كيف تؤدب طفلك؟

049

حاول اختيار أفضل العبارات

د أفضل العبارات التي تتامشى مع احلالة التي تتعامل معها انتبه ملا ، حدر

ر أن بعض العبارات هي أك ثر تأثريا من حيتاج الطفل أو املراهق أن يتعلمه، وتذك

يف املثال املبني (تابع عملك)فعىل سبيل املثال، فعبارة ، سواها يف حاالت معينة

آنفا يمكن استخدامها بشكل جيد من قبل اآلباء واملعلمني، وبخاصة مع األطفال

حيث أن أمثال هؤالء األطفال ،الذين يعانون من مشاكل يف تركيز االنتباه

حتى ولو كانوا يتعاطون بعض األدوية املساعدة يفقدون تركيزهم بشكل رسيع

وال بد ألمثال هؤالء األطفال من ؛هلم عىل املحافظة عىل تركيزهم عىل العمل

ما جيب إىلتعلم املهارات التي تساعدهم عىل جذب انتباههم وحتويل تركيزهم

، ن بهعليهم القيام به من عمل كلام رسحوا بأذهاهنم بعيدا عن العمل الذي يقومو

مرات عديدة، حسب اللزوم، وبلهجة صارمة (تابع عملك)وإن تكرار عبارة

حانية فيها الصدق وعدم التذمر من وضعية األطفال واملراهقني الذين يعانون من

الرتكيز عىل العمل الذي يقومون إىلهذه املشكلة سيساعدهم قطعا عىل العودة

.به، وبالتايل سينصلح سلوكهم اخلاطئ

ن تطبيق هذه العبارة حتى عىل املعلم، أو الشخص الكبري املعالج ويمك

الرتكيز عىل العمل والسلوك شخصيا، وسيجد أن هلا أثرا كبريا عىل حتسني نسبة

فقد يعاين املرء من فقدان الرتكيز عىل العمل عندما ال يروق له العمل معا،

ده عىل الرتكيز عىل العمل ساعست (تابع عملك): شخصيا، وهبذا فإن هذه التذكرة

كيف تؤدب طفلك؟

051

الذي يقوم به وبالتايل فهو يعدل سلوكه املطلوب، بدال من أسلوب املحارضة

وبالتايل فقد ترصف هذه املحارضة الذاتية الداخلية، ، التي تركز عىل اخلطأ ذاته

ترصف املرء عن متابعة العمل املطلوب بدال من متابعة العمل املطلوب، ويزيد

إىلفستعيد املرء مبارشة (تابع عملك)وأما استخدام عبارة ، بلة هذا األمر الطنيم

ل سلوك األطفال واملراهقني يالعمل املطلوب، وهذا الذي نحاول إنجازه لتعد

وتعليمهم العادات االجتامعية السليمة املناسبة التي جيب ،وتصحيح سلوكهم

م يف عتمدون عىل أنفسهعليهم تعلمها ليستخدموها يف املستقبل بأنفسهم عندما ي

، كبارا عندما يصبحونوذلك ،احلياة العملية

عملية ات ممارسة وتدريب إىلوال شك أن تطوير هذه املهارات حيتاج

اإلجيابية أمر مفيد جدا يف (العبارات القصرية)وهلذا نالحظ أن تكرار ؛ةمستمر

ر (دربنيم)الرتكيز عىل هذه املهارات، وسيصبح الكبار يف هذه احلالة ، حيث يذكر

املدربون الناجحون أعضاء فرقهم الرياضية بام يعرفونه من مهارات جيدة إما

متعارف عليها بني (بإشارات يدوية)أو (العبارات اهلادفة القصرية)باستخدام

بمثابة (العبارات القصرية)ويمكن أن تصبح هذه ، املدرب وأعضاء الفريق

ة لبناء املسارات الدماغية وتثبيت املهارات القوة الالزم: أي (عبارات قوة)

ويمكن أن ينشئ الكبار من اآلباء واملعلمني املربني ، والعادات احلسنة يف الدماغ

وبعد أن يتم ، العبارات اخلاصة هبم حسب احتياجات األشخاص الذين يرعوهنم

اختيار عبارة ما، جيب عىل الكبري أن يرشح معنى هذه العبارة للصغار الذين

كيف تؤدب طفلك؟

050

يرعاهم، وجيب أن حيدد هلم متاما ماذا يتوقع منهم أن يفعلوا عند سامع هذه

، العبارة

ونبني فيام ييل بعض األمثلة العملية عىل العبارات القصرية وكيفية

.استخدامها للرتكيز عىل سلوك جديد لدى األطفال واملراهقني

العبارات القوية

استخدم هذه العبارة لتذكري األطفال

هقني إلعادة تركيزهم عىل العمل أو واملرا

.املهمة التي يقومون هبا

(تابع عملك)

هذا مؤرش من كلمة واحدة ليجلب انتباه

ه انتباه الطفل ، الطفل النظر أو إىلوجر

ويمكن أن ، االستامع بدقة ملا يقال له

تستخدم هذه العبارة القصرية أيضا للرتكيز

تتطلب عىل املهمة التي يقوم هبا الطفل و

.مزيدا من الرتكيز واالهتامم

(زرك )

يتوقع الكبار أن ينفذ األطفال واملراهقون

األعامل التي تطلب منهم من املرة األوىل،

ارشح هلم ، إال أهنم غالبا ما ال يفعلون ذلك

أن هذه العبارات القوية ستذكرهم أن

(افعل العمل من أول مرة)

كيف تؤدب طفلك؟

052

عليهم تنفيذ ما يطلب منهم فورا، ودون

جي واملامطلة، كأن يقول مناقشة، ودون الرت

ني أن أفعل هذا رجاء، هل يمكن): أحدهم

يمكنني أن أفعل هذا بعد األمر الحقا؟ هل

فإذا كررت هذه العبارة فإهنا (قليل؟

ستذكرهم بأن العمل املطلوب منهم تنفيذه

ال يمكن تأجيله، وهو من األعامل التي

جيب عليهم القيام هبا سواء أحبوها أم مل )

.(حيبوها

التي يمكن أن تقطع هذه العبارة الضجة

جمتمعني يصدرها األطفال عندما يكونون

أخربهم أن هذه العبارة تعني أنه جيب ، معا

عليهم الكف عن الكالم والضجيج

وإن تكرار هذه ، واإلصغاء ملا يقال هلم فورا

العبارة بدال من الرصاخ بأعىل الصوت

كمية أقل من الطاقة، كام أهنا تعطي يستهلك

اإلشارة املناسبة لألطفال واملراهقني أن

، بدال من (االستامع)يفعلوا شيئا ما وهو

(اسمع جيدا )

كيف تؤدب طفلك؟

053

عدم القيام بعمل ما كالكالم والضجيج )

.(مثال

هناك عدد ، هذه عبارة قصرية لقاعدة ذهبية

قليل جدا من األمور التي جيب أن يتعلمها

طفال واملراهقون يمكن أن تكون أكثر األ

،أمهية من كيفية التعامل بلطف مع اآلخرين

تعريف إىلوقد حيتاج هذا األمر أحيانا

فالطيبة ؛واضح وحمدد للطيبة واللطف

تعني مساعدة اآلخرين، واالنتباه ملشاعرهم

بحيث ال يؤذهيا بغمز أو ملز أو سخرية أو

ولو م لطيفا حتىإزعاج، وأن يكون معه

.سبب من األسباب عه أليماختلفوا

وجيب أن خترب األطفال أنك عندما

كن طيبا )تستعمل هذه العبارة القصرية

فإنه جيب عليهم أن يتأكدوا مما (ولطيفا

يفعلون مع اآلخرين، وأن يتأكدوا أهنم

يساعدون اآلخرين، ويالطفوهنم،

.مشاعرهم إىلويتساحمون معهم وينتبهون

(كن طيبا ولطيفا )

كيف تؤدب طفلك؟

054

هذه العبارة هي عبارة قوية وال شك أن

ويمكنك أن ترشح هلم أنك قد ال ،وفعالة

هم تستطيع إجبار الناس اآلخرين الذين

ليسوا حتت إمرتك أن ال يؤذوا مشاعر

الناس حوهلم، إال أنك جيب أن تتأكد من أن

كل أفراد عائلتك، أو فصلك الدرايس

.يعاملون بلطف واحرتام

العبارة أن تعرب عن شعورك تعني هذه

بالكالم بدال من استعامل اليد أو الرجل أو

كام تعني أيضا ، غريمها للتعبري عن املشاعر

رضورة استخدام الكالم بدال من العنف

والرضب والركل بالرجل أو الرصاخ أو

رمي األشياء عىل اآلخرين إذا اختلفت

بني لألطفال واملراهقني رضورة ، معهم

ام الكالم للتعبري عن غضبهم استخد

وانزعاجهم أو أي شعور آخر يمرون به أو

ويمكن استخدام هذه العبارة ، يفكرون فيه

يف كل مرة حيصل شجار أو خالف بني

(استخدم الكالم)

كيف تؤدب طفلك؟

055

أخربهم بأنه جيب ، األطفال واملراهقني

عليهم أن جيلسوا، إذا كانوا واقفني،

ويناقشوا هذا اخلالف، بدال من الرصاخ،

ركل باألرجل، فهذا ليس من والرضب، وال

أخالق البرش املتحرضين عند التعامل مع

ساعدهم عىل التعرف ، اخلالف مع اآلخرين

عىل الكلامت املناسبة إذا مل يستطيعوا أن

: قاموس كلامهتم العامة املتداولة جيدوها يف

: مثال بلغاضاللشخص فيمكن أن تقول

! ما الذي أغضبك كلاجلس وارشح لزمي)

وبعد ،(ك هو ملاذا فعل الذي فعلوسيخرب

مرات، يمكنك أن أن تنفذ هذا العمل عدة

، (استخدم الكالم): تقول هلم ببساطة

وستكون هذه العبارة القصرية إشارة هلم

، لتشغيل جزء التفكري يف أدمغتهم

ويميل الكبار عادة يف حال حدوث خالف

العقوبة فورا نظرا ملشاجرهتم إىلبني الصغار

وقد يكون العقاب رضوريا ، بينهمفيام

كيف تؤدب طفلك؟

056

أحيانا، إال أنه جيب املزاوجة بني العقوبة

والتأديب بحيث يتم الشجار بطريقة مقبولة

اجتامعيا بني الناس باستخدام الكالم

وال توجد هذه ، للتعبري عن مشاعر اخلالف

؛املهارة لدى الكثري من األطفال واملراهقني

ن تعلمهم هذه حاول أ، ألهنم مل يتعلموها

.املهارة الرضورية

تعني (استعامل الكالم)وال شك أن عبارة

الكالم املناسب املقبول لأيضا استعام

السب، والشتيمة، )والفعال، وليس

ولألسف الشديد، لقد وغريها، (واللعن

والشتم واللعن أصبحت عبارات السبر

رشة جدا بني أبناء املجتمعات املتمدنة تمن

ئة وغري السواء، وهي ظاهرة سيوغريها عىل

تعرض األطفال يوصحية بتاتا، غريسليمة و

يف الشارع، ويف : هلذه الظاهرة كل يوم

البيت، ويف املدرسة، وعىل التلفاز، ويف

فضائية وأفالمها املاجنة القنوات ال

كيف تؤدب طفلك؟

057

لذا، جيب عىل الكبار تعليم السخيفة؛

األطفال واملراهقني أنه حتى مع انتشار

البطال، والسب والشتم واللعن الكالم

وغريه بني خمتلف فئات الناس وأنواعهم،

ويف خمتلف الشعوب الراقية منها والبدائية،

التي املشكالتإال أنه ليس قادرا عىل حل

فهذا النوع من الكالم ؛تنشأ بني الناس

واخلالفات املشكالتالبذيء ال حيل أيا من

يمكن تبيني و ،املنترشة بني الناس يف املجتمع

وال فعالة هذه الطريقة عىل أهنا غري جمدية

كام أن تعليم األطفال عىل اإلطالق؛

الكلامت )واملراهقني كيفية استخدام

سيزيد فعالية ختاطبهم (الصحيحة واملناسبة

وهذا ما ، وتعاملهم مع اآلخرين بشكل عام

.جيب أن يدركوه ويتعلموه

البسيطة التي يتم تكرارها املرة تلو املرة ما هي إال وسائل إن هذه العبارات

كام أهنا قني عادات وسلوكا جيدا وصحيحا،تأديب فعالة تعلرم األطفال واملراه

،وهناك الكثري من األمثلة التي تعمل أيضا كوسائل تعليم، توفر الوقت واجلهد

كيف تؤدب طفلك؟

058

اربط )و (!انتبه ): نقول مثال وغالبا ما نستخدم العبارات القصرية تلقائيا، فنحن

كام أن اختيار ، وغريها من العبارات القصرية الفعالة (الزموا اهلدوء)و (احلزام

استخدام عبارة إرشادية أو تنبيهية قصرية ما، بعد رشح معناها وما يتوقع الكبار

ا هو أمر عادي ومألوف بالنسبةهنمن األطفال واملراهقني أن يفعلوا عندما يسمعو

وأما األمر غري املألوف فهو اختيار بعض للكبار الذين يتعاملون مع الصغار،

ويمكن استخدام هذا ،العبارات اجلديدة هبدف تعليم مهارات سلوكية جديدة

جدا يف خمتلف البيئات واألحوال األسلوب للتعرف عىل مدى فعاليته، فهو فعال

وحتتل هذه ، عها بشكل عامعىل خمتلف الرشائح العمرية التي يتم التعامل مو

ويف أسوأ (الرصاخ عىل األطفال)و (املحارضات)العبارات القصرية مكان

.(الغضب واالنزعاج)األحوال

التزم بالقواعد القصرية التي ال تتجاوز مجلتني

قد ال يتمكن املرء من التعبري عام يريد باستخدام عبارة أو مجلة قصرية

اختاذه،كبري أن يرشح للصغري أو املراهق قرارا تم وقد يضطر ال أو مجلتني، واحدة

إال أن رشح أمر ما ال يقتيض بالرضورة تعليله، بل وال يعني أيضا أن عىل الكبري

،قبوله واملوافقة عليه وأنه عادل ومقبول هلملاألطفال واملراهقني إىلأن يتوسل

فذوا ما يطلب منهم، وأن وكثريا ما يرغب الكبار من األطفال واملراهقني أن ين

أال يكفي ، وهذا ليس مقبوال أو عادال بالرضورة، حيبوه أيضا، وليس فقط ينفذوه

فيجب عىل الكبري يف مثل هذه ! أن يكره األطفال واملراهقون عىل تنفيذ أمر ما؟

كيف تؤدب طفلك؟

059

وهذا يعني ؛أو املراهق اإلذن بأال حيب بالرضورة ما يفعل لاحلالة أن يعطي الطف

ح هلم بأن يعربوا عن متلملهم، وعدم رغبتهم، وكرههم ملا يطلب منهم أن أن تسم

، يفعلوا، إال أهنم مضطرون أن يفعلوا ما يطلب منهم عىل أي حال، وهذا يكفي

تمتاع بوقته بالطريقة التي فكم يكره أحدنا أن يعمل عمال ممال بدال من االس

.طلب منهم تنفيذه بشكل سليمفليشعروا كام يشاؤون، إذا نفذوا ما ي !تروقه

كام أن إحدى طرق جتنب مثل هذه املجاهدة والرصاع القويل غري الرضوري

.مع األطفال واملراهقني هي االلتزام بالقواعد القصرية التي ال تتجاوز مجلتني

ماذا تعني القواعد القصرية التي ال تتجاوز مجلتني؟

،استخدام مجلتني قصريتني فقطقل ما تريد أن تقوله لألطفال واملراهقني ب

قل فقط ما يلزم ، جتنب أي مناقشة أو جدل معهم، ثم توقف عن الكالم

ر العبارة مرتني إذا لزم األمر، واصمت جتنب اخلوض يف حوار يوصلك يف ، كرر

إن األطفال ، لتتخلص من الورطة التي أنت فيها (االستسالم) إىلالنهاية

يف مهارات اجلدل واملامحكة وال يستسلمون لألمر واملراهقني ماهرون جدا

فإذا انتهى األمر بحصوهلم عىل ما يرغبون، ورأيت نفسك ؛الواقع بسهولة

تستسلم لرغباهتم وإرادهتم وتتخىل عن األمر الذي طلبته منهم فإهنم سيتعلمون

برسعة عالية كيف يستخدمون هذا األسلوب يف كل مرة تطلب منهم تنفيذ أمر

ومع ،فيجب االنتباه هلذا وعدم الرتاجع أو االستسالم لرغباهتم وإرادهتم ،ما

كيف تؤدب طفلك؟

061

هذا، فإن فعلوا مثل هذا األمر، واتبعوا هذا األسلوب فهذا ال يعني بحال من

إن هذا يعني ، تأديب إىلاألحوال أهنم سيئون، وأن لدهيم مشكلة سلوكية حتتاج

وإن واجب الكبار أن ،ن طبيعيونيف الواقع أهنم برش عاديون متاما وأطفال عاديو

ويمكن أن ،يتأكدوا أن حماولة األطفال واملراهقني ال تنطيل عليهم مرة تلو املرة

:يساعدك االلتزام بالقواعد القصرية التي ال تتجاوز مجلتني عىل تنفيذ ما ييل

زيارة إىلأرجو أن ترتب غرفتك قبل الذهاب ! يا بني

.صديقك

:الوالدة

سأرتبها ليس لدي وقت كاف،! ن يا أميع اآلال أستطي

أعدك بذلك يا ، البيت، وقبل أن أنام إىل يتفور عود

لقد تأخرت، وسيأيت زمييل ليأخذين الساعة ! أمي

ب الغرفة لن أنتهي قبل ذلك فإذا بدأت برتتي، 7::0

وما الفرق إذا رتبتها اآلن أو رتبتها فيام بعد؟ لن الوقت،

! يراها أحد

:املراهق

ويؤسفني أن ! سفني أن أراك مشغوال يا بنييؤ

صاحبك سيأيت يف موعد حمدد، ولكن جيب أن ترتبها

نفسك برسعة، وسيكون معك متسع من الوقت لتعد

.للذهاب مع صديقك

:الوالدة

:املراهق ...ولكن يا أمي العزيزة، لقد أخربتك

كيف تؤدب طفلك؟

060

رجاء، رتب ( تقول وهي تغادر غرفة ابنها غري املرتبة)

!كغرفت

:الوالدة

:ويقابل هذا أحيانا ما ييل

زيارة إىلأرجو أن ترتب غرفتك قبل الذهاب ! يا بني

.صديقك

:الوالدة

سأرتبها ، ليس لدي وقت كاف ! ال أستطيع اآلن يا أمي

! أعدك بذلك يا أمي، البيت، وقبل أن أنام إىل يتفور عود

ا فإذ 7::0لقد تأخرت، وسيأيت زمييل ليأخذين الساعة

وما الفرق ، بدأت برتتيب الغرفة لن أنتهي قبل ذلك الوقت

! إذا رتبتها اآلن أو رتبتها فيام بعد؟ لن يراها أحد

:املراهق

ال أعرف ! إنني سأراها أنا، ولن أكون سعيدة بذلك بتاتا

يؤسفني أن أراك ! كيف يمكنك أن تعيش هبذه الطريقة

موعد ويؤسفني أن صاحبك سيأيت يف! مشغوال يا بني

حمدد، ولكن جيب أن ترتبها برسعة، وسيكون معك متسع

ولقد ، من الوقت لتعد نفسك للذهاب مع صديقك

أخربتك أن ترتبها قبل أن تنام، إال أنك تعللت بأنك كنت

وإنك لو مل تؤجل ما جيب ! وليس هذا ذنبي يا بني، نعسان

ولو أنك مل تتأخر ، عليك عمله ملا كنت يف مثل هذا املأزق

:الوالدة

كيف تؤدب طفلك؟

062

النوم، ونمت يف وقت مبكر معقول، لكان معك مزيد يف

.من الوقت لتفعل ما تريد

وأنت دائام ، مل أستطع إنجاز ما عيل ، إنني مل أتأخر بإراديت

تقولني يل إنه جيب عيل إنجاز كافة أعاميل، وها أنذا عندما

.أتأخر إلنجازها ال هتتمني بام أفعل

:املراهق

أدرك ظرفك وأقدر أعاملك، إال أن هذا ال إنني! يا بني

وجيب أال ، يعني أن ترتك غرفتك هبذا الشكل دون ترتيب

.تكون غرفتك هكذا يف املقام األول

:الوالدة

كان عيل دراسة ليلة البارحة، وأنت تعلمني أن عيل اختبارا

.صعبا، وأنت التي تطلبني مني الرتكيز عىل الدراسة

:املراهق

:الوالدة كان جيب عليك أن تدرس، أليس كذلك؟إذن،

وهكذا نالحظ هنا أن األم قد قالت العديد من اجلمل والعبارات، )

وناقشت املوضوع مع ابنها، وبذلت جهدا كبريا يف إقناعه، وتعبت معه، دونام

ويمكننا أن نستنتج بكل تأكيد يف املثال الثاين أن األم سترتاخى وترتاجع ...( طائل

:ول لولدها املراهقوتق

:الوالدة .تأكد يا ولدي أنك سرتتب الغرفة غدا ! حسنا، حسنا

كيف تؤدب طفلك؟

063

األطفال واملراهقني أطول بكثري من نفس آبائهم (نمفمسم )وال شك أن

أكرب بكثري هي وال شك أن الطاقة التي يملكوهنا ،وأمهاهتم عند النقاش واجلدل

تعامل مع األطفال واملراهقني أمر واحلقيقة أن ال، من طاقة الوالدين الكبريين

مرهق للغاية ويتطلب كثريا من الصرب، والثبات، والتضحية، والنفس الطويل،

والصرب، واملصابرة، واملجاهدة، والرصاع حتى يتمكن الوالدان واملربون من

تعليمهم وتدريبهم عىل السلوك والعادات احلميدة السليمة التي حيتاجون إليها يف

وال بد من التنويه بأن استخدام العبارات القصرية التي تتألف من ،مستقبلهم

وحبذا لو يستطيع ، مجلتني عىل احلد األقىص يساعد اجلميع جدا يف هذا املجال

اآلباء واملربون استخدام قاعدة اجلملتني والعبارات التوجيهية القصرية فهي دون

.ريب مؤثرة وفعالة

K j

كيف تؤدب طفلك؟

064

ملخص

ومساعدهتم عىل جعل هذه (ضبط النفس)ملراهقني إن تعليم األطفال وا

املهارة مهارة ذاتية داخلية يتطلب أحيانا من الكبار تكرار توجيهات حمددة أو

يساعد الدماغ عىل (التكرار)وإن ، أوامر معينة مرارا وتكرارا دون ملل أو كلل

يمكن أن و، (ضبط النفس): تطوير العادات السليمة، وخاصة العادات املتعلقة بـ

يستخدم الكبار واملربون عبارات إجيابية مؤثرة وفعالة يكرروهنا املرة تلو األخرى

وإن ، لتوجيه سلوك األطفال واملراهقني ملا جيب عليهم أن يفعلوا يف وقت حمدد

هذه اإلشارات الفعلية البسيطة تساعد األطفال واملراهقني عىل تطوير املسارات

ابية عىل تغيريات إجي إىلية التي تؤدي يف هناية املطاف أو السياالت العصبية الدماغ

كام أن تكرار هذه العبارات التوجيهية القصرية ذاهتا يساعدهم أيضا عىل السلوك،

وبعد أن يتم تطوير ، (ضبط النفس)تأكيدها ألنفسهم، وهذه هي بداية تطوير

الكبار أن لدى األطفال واملراهقني لن حيتاج املربون و (ضبط النفس)مهارة

ألهنم سيتعودون عليها ؛يطلبوا من األطفال واملراهقني تنفيذ كثري من األعامل

.وسينفذوهنا تلقائيا

تابع ): ويمكن أن يستخدم الكبار واملربون عبارات قصرية مشاهبة ملا ييل

ز)أو (عملك أو (اسمع جيدا )أو (افعل ما يطلب منك من املرة األوىل)أو (رك

إىلفهي عبارات مصممة لتجلب الرتكيز (استخدم الكالم)و (ولطيفا كن طيبا )

، بدال من إعطائه الرسالة (اعمل )وهي تعطي الدماغ رسالة ، السلوك اإلجيايب

كيف تؤدب طفلك؟

065

أو إهنا خترب األطفال واملراهقني أن يفعلوا شيئا ما بدال من ، (ال تفعل)السلبية

.إخبارهم أن يكفوا عن عمل يشء ما

ري واملهم أن تتم مناقشة هذه العبارات التوجيهية القصرية مع ومن الرضو

األطفال واملراهقني، كام جيب إعطاؤهم توجيهات حمددة جيب عليهم تنفيذها وما

، يتوقع منهم الكبار أن يفعلوا عندما يسمعوا هذه العبارات التوجيهية القصرية

املوافقة عىل ويستحسن أن يطلب املربون والكبار من األطفال واملراهقني

استخدام هذه العبارات القصرية وقبوهلا، وال يعني هذا أهنم يطلبون منهم اإلذن

هلم بالسامح باستخدامها، فهذا ليس رضوريا من جهة، وليس طريقة تربوية

ني املوافقة عىل هذه وإن الطلب من األطفال واملراهق، مقبولة من جهة أخرى

يف حتميلهم مسؤولية خمالفتها يف طريقة -من جهة أخرى -العبارات هو

يب أو الكبري عند تذكري الطفل أو املراهق بام جيب روتقف مسؤولية امل، املستقبل

عليه أن يفعله يف حالة ما أو يف موقف معني، واستخدام العبارة القصرية هو جمرد

وتقع مسؤولية تنفيذ العمل عىل األطفال ، لعملية التذكري املطلوبة (مؤرش)

.اهقني بمجرد سامع هذا املؤرش، وهو العبارة القصرية التوجيهيةواملر

والطريقة األخرى التي تساعد األطفال واملراهقني عىل االستجابة

وتعني هذه القاعدة أنه بعد ، (قاعدة اجلملتني)للمؤرشات الفعلية هي استخدام

د املريب أو إعطاء الطلب أو األمر للطفل أو املراهق لتنفيذ عمل ما، جيب أال يزي

وإن االلتزام هبذه القاعدة يوفرر عىل ، الكبري عىل استخدام مجلتني فقط بعد ذلك

كيف تؤدب طفلك؟

066

املربني والكبار االنخراط يف جدل عقيم متعب يف حماولة إقناع األطفال واملراهقني

فإذا تعود املربون والكبار عىل تقديم ما يريدونه باختصار يف ، بوجهة نظرهم

املراهقني سيتعلمون كيفية االستجابة برسعة لألوامر مجلتني فإن األطفال و

ه إليهم وسيقومون بتنفيذها دون تردد تعلمون يكام أهنم س، والتوجيهات التي توج

ومن املساعد ، أن املريب والكبري غري قابل بتاتا للمجادلة أو التفاوض أو اإلقناع

ملراهقني بالتعبري عنح لألطفال واواملفيد أثناء استخدام هذه األساليب أن نسم

.مشاعرهم وانزعاجهم، دون أن نلقي هلا باال يف ذلك الوقت

قون ونالحظ أن كثريا من املربني والكبار يريدون أن يفعل األطفال واملراه

بتنفيذه فورا، ويف الوقت ذاته يتوقعون منهم أن ما يطلب منهم أو ما يؤمرون

يمكننا أن ننكر أن بعض األطفال وال، يظهروا قبوهلم ورضاهم بام يفعلون

أحيانا عندما جيرب عىل فعل يشء ال واملراهقني قد يشعر باالنزعاج وعدم الرىض

وال هيمنا أبدا أن يعرب األطفال واملراهقون عن عدم رضاهم يف ، يرغبه أو ال يريده

أحيانا أن بل من املفيد اية املطاف ما طلب منهم تنفيذه،هذه احلالة إذا نفذوا يف هن

ونفهمهم أن هلم احلق يف الغضب واالنزعاج، ،نعرتف هلم بحقهم يف هذه املشاعر

إال أنه أمر ال مفر من القيام به، وأنه واجب حيب عليهم القيام به رغبوا ذلك أم

ولكن، جيب عىل املربني والكبار االلتزام بقاعدة اجلملتني وبخاصة عندما ، كرهوه

صيل أو األمر املطلوب تنفيذه، بغضر النظر عن املشاعر يتعلق األمر بالطلب األ

.املصاحبة للتنفيذ، وهذا أمر يمكن التعامل معه الحقا

كيف تؤدب طفلك؟

067

ز عىل اإلجيابيات : اخلطوة اخلامسة رك

وإن بعض األطفال ، إن قيمة التفكري اإلجيايب هي فكرة مقبولة عامليا تقريبا

يمكنهم أن - سلوكية حادة ومزمنةوبخاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل -

يمتحنوا آباءهم ومربيهم امتحانات شاقة وقاسية جدا يف املحافظة عىل املظهر

، اإلجيايب املخلص

يف هذا الفصل أمهية االعرتاف بنقاط قوة الشخصية والسلوك وسنناقش

وسيبني هذا النقاش كيف يمكننا أن نساعد األطفال واملراهقني ،اجليد لألطفال

.ىل استخدام نقاط قوهتم اإلجيابية للتغلب عىل السلوك السلبي أو إيقافهع

كيف تؤدب طفلك؟

068

ضبط )يبدو األمر يف بعض األحيان أثناء تعليم الفنون اجلميلة لعملية

أخطائهم ومثالبهم إىللألطفال واملراهقني وكأنك ال تنفك تشري (النفس

ضا أنه ال جمال لتعليمهم أي ويبدو األمر يف أحيان أخرى أي، ومشاكلهم باستمرار

انطباع لدى املربني أو الكبار بأن هذا إىلوقد يؤدي هذا ، يشء آخر غري ذلك

وستصبح تلة من األخطاء والعيوب السلوكية،الطفل أو املراهق ليس إال ك

م املشكالت تركيز اجلميع واهتاممهم، ط السلوكية ملثل هذا الطفل أو املراهق حمم

ه: صلح، أوفالكل يريد أن ي .الكل يريد أن ينتقد ويوجر

ويمكن أن حيدث مثل هذا األمر مع بعض اآلباء واملربني الذين يظنون بأن

كون لدهيم مواهب خاصة، أو مزايا إجيابية الدهم، أو من يعلموهنم، جيب أن توأ

متيزهم عن غريهم، أليس األطفال مجيعا مؤهلني لذلك؟ وال نستغرب أن يكون

نعم، ): واملربني الذين يكنون أفضل النوايا عن أبنائهم ومن يربوهنم جواب اآلباء

أخطائهم إىلفهؤالء يعتقدون بصدق نية أن أطفاهلم حيتاجون أن ينبهوا (...ولكن

ويستطيعون بعد ،بحيث يتمكنون من تصحيح سلوكهم غري املقبول اجتامعيا

إال أن بعض ، املستقبلذلك تطوير الشخصية السليمة اجليدة التي حيتاجوهنا يف

أو حتديا كبريا، عندما حياولون حتديد أي موهبة إجيابية صعوبة الكبار يواجهون

، لدى األطفال، أو أي مهارة أو عنرص من عنارص قوة الشخصية يتمتع به الطفل

املشكالتفهم يصبون جل اهتاممهم وتركيزهم وجهودهم يوما بعد يوم عىل

.نها الطفلالسلوكية التي يعاين م

كيف تؤدب طفلك؟

069

ومع كل هذا، فإن هناك أمورا هامة جدا يف عملية التأديب الفعال، هي أهم

والشخصية اإلجيابية من الرتكيز عىل نقاط القوة واملهارات واملواهب اخلاصة

إن وجود هذه املهارات واملواهب واالعرتاف هبا هو الذي و، لدى األطفال

جيب عليهم تعلمها واحلصول عليها يساعد األطفال عىل تعلرم مهارات جديدة

كام أن هذه املهارات واملواهب ونقاط القوة املتوفرة ،لتغيري سلوكهم أو حتسينه

ر ،معرتك احلياة احلقيقية إىلالدخول إىللدهيم هي التي تساعدهم أيضا وكلام بك

ة األطفال واملراهقون يف احلصول عىل التأكيدات اإلجيابية عن مواهبهم ونقاط قو

هذه املواهب شخصياهتم ومهاراهتم الطبيعية من املربني والكبار، ستنمو

.وتزهر وتثمر برسعةواملهارات

خاصة يتطلب التعامل مع السلوك الصعب مهارات

يالحظ أن املواهب الطبيعية واملهارات ونقاط قوة الشخصية هي التي

بل إن ،ريهاالسلوكية وغ املشكالتيمكن أن توقع األطفال بشكل عام يف

التسبب يف بعض اإلزعاجات اخلاصة للمربني واآلباء بحد ذاته يتطلب مهارة

زعج اآلباء واملربون ـفعىل سبيل املثال، ين ائقة وموهبة خاصة يف بعض األحيان؛ف

وقد حيدث هذا ،من األطفال واملراهقني الذين ال يكفون عن اجلدل واملناقشة

اخلربة واملامرسة أن مثل هذا اجلدل والنقاش ألهنم تعلموا وأدركوا ب ؛أحيانا

ويف أحيان أخرى يبدو أن هذا اجلدل ، حتقيق مآرهبم وغاياهتم إىليوصلهم

املامحكة وحب املناقشة نابع من الذكاء الفطري الذي يتمتع به هؤالء األطفال و

كيف تؤدب طفلك؟

071

خمتلفني يف وأن لدهيم القدرة األصيلة عىل رؤية األمور من جانبني ،واملراهقون

يستطيعون عرض حجتهم بطريقة مقنعة متاما بل أقوى وهم بذلك ،الوقت ذاته

وإن هذا النوع من ، من حجة املربني والكبار الذين يربوهنم أو يرشفون عليهم

السلوك الصعب بالذات هو الذي يمكن يف الوقت ذاته أن يثبت وجود الذكاء

.واملوهبة احلقيقية لدى األطفال واملراهقني

ال هؤالء األطفال واملراهقني أنفسهم يمكن أن يكونوا عنيدين جدا وإن أمث

إن العند، وهو الصرب والثبات والتصميم عىل البقاء ، وال يقبلون اهلزيمة بسهولة

عىل الرأي والصمود يف وجه كافة التحديات، هو بحد ذاته أمر رائع ونقطة قوة

املراهقني مولودون هبذه ونالحظ أن بعض األطفال و، من مزايا الشخصية القوية

الصفة القوية املتميزة، وال شك أن هناك الكثري من األمثلة عىل هذه احلالة، بل إننا

نالحظ بعض األطفال احلادي املزاج هلم قلوب ومشاعر رقيقة جدا عندما يتعلق

وهكذا، فإن األطفال واملراهقني الذين يبدون ،األمر بأشياء هيتمون هبا وحيبوهنا

االهتامم والرغبة بأشياء وأمور هتم آباءهم ومربيهم هم غالبا أشخاص عديمي

.هادئون وسهلو القياد حيب صحبتهم كثري من األشخاص حوهلم

قناعة إىلولو أننا أنعمنا النظر هبذا األمر لوجدنا أن معظم الكبار وصلوا

تاملشكالبأن بعض مزايا قوة شخصيتهم التي يفخرون هبا قد تتسبب هلم ببعض

فقد يستمتع شخص ما بقدرته عىل التخاطب ،مع اآلخرين ما بني فرتة وأخرى

الفعيل مع اآلخرين، واخلطابة، واحلديث عىل املأل أمام اجلمهور، بينام جيد آخرون

كيف تؤدب طفلك؟

070

جمموعة صغرية من الناس وخماطبتهم،الوقوف أمام واصعوبة بالغة جدا إذا أراد

أحيانا املشكالتديث قد يواجه بعض كام أن الشخص القادر واملوهوب عىل احل

وهكذا نالحظ أن بعض املواهب ونقاط احه الكثري وكثرة كالمه،بسبب انفت

.القوة الشخصية أحيانا يمكن أن تصبح مصدر ضعف طبيعي أيضا

السلوكية املشكالتإذا استطاع املربون واآلباء أن يتصوروا أن معظم

من نوع خاص، فإن هذا سيساعدهم عىل قدرة وموهبة ومهارة إىلالصعبة حتتاج

تصور وجهة نظر جديدة عندما يعانون من اإلزعاجات واإلحباطات التي يسببها

كام أن هذا قد حيول دون واملراهقون من ذوي السلوك الصعب، هلم األطفال

،تطوير مواقف سلبية ضد األطفال واملراهقني الذين يرشفون عليهم أو يربوهنم

بحون قادرين عىل التعرف عىل ما هو صحيح وسليم عند ل هؤالء يصافأمث

األطفال واملراهقني بأن يقولوا ألمثال هؤالء األطفال واملراهقني بأهنم

ومتميزون، بل واألحسن من كل هذا هو أن مثل هذا التعرف املبكر (موهوبون)

.سيساعد عىل الرتكيز عىل التوقعات اإلجيابية لألطفال واملراهقني

تحسسون من توقعات الكباراألطفال ي

مزاياه اإلجيابية ونواياه احلسنة، ه منإن إيامن الطفل الذي تراه وتؤمن به بأن

وإذا أراد الكبار واملربون أن ،هو أحد أقوى األدوات التي تؤثر يف فعالية التأديب

يكون ألعامهلم التأديبية األثر املرغوب عىل األطفال واملراهقني، فإن أول سؤال

كيف تؤدب طفلك؟

072

ا ملهل يعتقد هذا الفتى، وهل يدرك أنني أنا شخصيا مدرك ): أن يسألوه هوجيب

(هو سليم وجيد عنهم؟

وقلام يستخدم الكبار واملربون هذه األداة، بل غالبا ما يبدو لألطفال

واملراهقني أن الكبار ال يعتقدون أن هؤالء األطفال واملراهقني يعملون أي عمل

بق هذا أيضا حتى عىل األطفال الذين ال يشكون وقد ينط يم أو جيد،بشكل سل

: فلو سألت أمثال هؤالء األطفال واملراهقني مثال ، عىل اإلطالق بحب آبائهم هلم

إال ، ، دون أي تردد(نعم): لكان اجلواب (هل تعتقدون أن آباءكم حيبونكم؟)

رى ما ت ): أو (ترى ما الذي تعتقدون أن آباءكم حيبون فيكم؟): أنك إذا سألتهم

، فسيكون جواهبم عىل (الذي تعتقدون أن معلميكم حيبون فيكم بالتحديد؟

.(!أظنهم ال حيبون شيئا مما نفعل، ..ال أدري): ذلك

وهذا أيضا صحيح وينطبق عىل كثري من اآلباء وغريهم ممن يرشفون عىل

قني فهم قد ال يرتددون بأهنم حيبون األطفال واملراه ،تربية األطفال واملراهقني

إال أنك إذا سألتهم ق العلم؛الذين عندهم، وأن أولئك األطفال يعلمون ذلك ح

(ترى ما الذي تعتقدون أنكم حتبون يف هؤالء األطفال واملراهقني؟): السؤال ذاته

دهم يرتددون يف اجلواب وال يستطيعون حتديد اليشء الذي حيبون يف فستج

إهنم طيبون، ! حسنا ): عىل ذلكأولئك األطفال واملراهقني، وسيكون جواهبم

، (وهم يعلمون أننا نحبهم

كيف تؤدب طفلك؟

073

وقد تم تطبيق هذا التمرين عىل كثري من اآلباء واملعلمني، وكان ال بد من

يب عدد كبري من هؤالء يف كل مرة ليتمكنوا من حتديد يشء حمدد صحيح رتد

هلم وعند التعامل مع جمموعة من اآلباء وأطفا، وجيد أو مقبول عن طفل معني

سيكون باإلمكان بمنتهى السهولة حتديد األطفال الذين مل يسمعوا من آبائهم

وقد ينطبق هذا أيضا ،كلمة إجيابية عن ترصفاهتم وأفعاهلم وأعامهلم وشخصيتهم

الذي أصبح يسبب عىل املعلمني الذين تناقش معهم سلوك األطفال واملراهقني

ما أية مزية إجيابية من مزايا أمثال إن أمثال هؤالء ينسون متا مشكلة لفرتة ما،

.هؤالء األطفال واملراهقني

عىل ذلك هو شدة تركيز املعلمني مثال إىلولعل أحد األسباب املؤدية

التعليم والتصحيح، وهو األسهل بالنسبة هلم بحيث يسهل عليهم إعطاء الطفل

ا يفوت عىل إال أن م، يف أي وقت (ارتكاب خطأ)االنطباع بأهنم يتوقعون منهم

األخطاء التي ارتكبها هؤالء ) :بـاآلباء واملعلمني هو أن يذكروهم، أكثر من مرة،

دون شعور أو دون قصد، كام أنه من السهل عليهم أيضا أن (نواألطفال واملراهق

سلبية )هلؤالء األطفال بأن توقعاهتم منهم هي (دماغية)يرسلوا رسائل وإشارات

.(جدا

:حو التايلمر عىل النوقد حيدث هذا األ

هل فعلت ما طلبته منك يا بني؟ إنك ال تفعل ما أطلبه :(أ)الوالد

كيف تؤدب طفلك؟

074

ولو أنك تنتبه ملا أقول، وتفعل ما ! منك من املرة األوىل

.يطلب منك فلن تراين أتذمر وأشتكي منك دائام

والبديل هنا هو الوالد الذي يعرب عن التوقعات اإلجيابية من ولده

:بقوله

ا متأكد من أنك فعلت ما طلبته منك يا بني؟ جيب أن أن

نني موقن إ! تركز اآلن وحتاول االنتهاء من هذا العمل

.عليك يا بني -بعد اهلل -بأنني يمكنني االعتامد

الوالد

:(ب)

ويفرتض يف املثالني املبينني أعاله أن الطفل مل يفعل ما طلب منه يف املرة

أثبت للطفل أكثر بكثري مما توقعه الطفل بسبب عدم (أ)إال أن الوالد ، األوىل

فقد أخرب الوالد الطفل ،إصغائه للتعليامت التي أعطاها إياه والده أو معلمه مثال

األوىل، أو حتى يف املرة بأنه ال يتوقع منه أن ينفذ األوامر التي تطلب منه من املرة

ن تكون حتمل ن املحتمل جدا أفم (دائام )فكلام اشتملت اجلملة عىل كلمة الثانية،

أخطاء األطفال إىلبل إن بعض الكبار يعتقدون أن اإلشارة معنى النقد والتقريع،

وليس هذا األمر بالرضورة صحيحا هقني هو جزء من مسؤوليتهم جتاههم،واملرا

طريقة فعلية للتأديب أيضا، إذ أيضا ولألسف الشديد، ليس، مئة باملئة بشكل عام

، (ضبط النفس)ديب احلقيقي والفعيل هو تعليم الطفل واملراهق معنى أن التأ

، إال (ضبط النفس)الذي يتطلب مساعدة الطفل عىل تطوير مفهوم إجيايب لفكرة

كيف تؤدب طفلك؟

075

واالنتقاد املوجه عليه دائام يمكن أن حيد من تطوير (اخلطأ): أن التذكري الدائم بـ

.(ضبط النفس)مفهوم إجيايب عن

قعات الوالد وتركيزه يف املثال الثاين عىل التعليامت والتو لقد انحرص هم

ولعل أكرب مشكلة يف تبيني األخطاء والرتكيز عليها بشكل دائم هي أهنا اإلجيابية؛

مفهومهم عن )ملاذا؟ ألننا أدركنا اآلن أن األطفال يطورون ، قد ترض أكثر مما تنفع

ونعني ، ربني الذين جيدوهنم حوهلمبناء عىل ما يالحظونه من الكبار وامل (أنفسهم

نفسه وبامذا يقدرها؟ وإن هذا إىلظر املرء نكيف ي: (املفهوم عن النفس)بمصطلح

ضبط )ويتطور مفهوم وفكرته أيضا، (ضبط النفس)هو حجر األساس يف عملية

.إجيابية عن نفسه فكرة ن اإلنسان عند الناس أفضل ما يكون عندما يكور (النفس

ويعتقدون فسهم مقبولني بشكل أسايس وقادرينس الذين يرون أنإن النا

أن الناس ينظرون إليهم هبذا املنظار أيضا هم أقدر عىل اختيار طرق سلوكهم

، إهنم يرغبون أن حيققوا ما يتوقعه الناس منهم ،بشكل أفضل

وقد حيقق املرء ، هي أمر هام دون أدنى ريب (توقعات اآلخرين)إن

وإذا كانت التوقعات التي نتوقعها ، حيققها كلها ن فيه، أو قد التوقعات اآلخري

من األطفال واملراهقني إجيابية فإن مفهومهم عن أنفسهم سيستحق دفعة قوية

.جدا

كيف تؤدب طفلك؟

076

وإنني ال يمكنني أن أنسى طفال يف الثامنة من عمره واجه ظروفا صعبة

سلوكية مزمنة كثرية يف حياته، وقد نتج عن هذه الظروف الصعبة انحرافات

أخربين بأنه ال يستطيع القراءة،وعند مقابلته يف املرة األوىل، وصعوبات يف التعلم

مع د ع ثم طلبت منه أن ي ن هززت رأيس عند سامع هذه اجلملة؛وما كان مني إال أ

بعض اللوحات اجلدارية لتعليقها عىل جدران الفصل جمموعة من زمالئه

ددين إعداد لوحات معينة، وملا وصلت إليه، الدرايس، فطلبت من أطفال حم

أخربين (منطقة حمظورة عىل األطفال): طلبت منه أن يعد لوحة يكتب عليها

الزاوية التي إىلفأخربته أن يذهب ،(قلت لك إنني ال أستطيع القراءة): قائال

يعمل فيها طفل آخر عىل إعداد لوحة مماثلة للتي طلبت منه إعدادها فينسخ من

واتبع هذا الطفل التعليامت التي عمل، ويكرب اخلط أو يغري األلوان،يله ما زم

أخربته بأن ، أعطيته إياها، وعاد إيل بعد فرتة وقد أعد اللوحة وعرضها عيل

وبعد أن علقنا مكننا أن نعلقها سوية عىل اجلدار،اللوحة جيدة ومناسبة وأننا ي

واآلن، قل يل ماذا كتبت عىل ): لاللوحة يف املكان املحدد قلت هلذا الطف

إنك ! ما شاء اهلل): فقلت له، (منطقة حمظورة عىل األطفال): فقال (اللوحة؟

تستطيع القراءة إذن، أليس كذلك؟ لقد أخربتني قبل قليل بأنك ال تستطيع

فابتسم (هل تستطيع القراءة أم ال تستطيع؟: وال أدري ماذا أصدق اآلن! القراءة

.سامة رائعة عريضة وهو يشعر بالزهو والسعادةهذا الطفل ابت

كيف تؤدب طفلك؟

077

ثم تابعت العمل مع جمموعة األطفال ذاهتا يف اليوم التايل، وطلبت من

ومل أرغب إحراج الطفل الذي ، األوالد أن يقرؤوا من الكتاب بصوت مرتفع

فنظر إيل ،الطفل الذي بعده إىل، فلم أطلب منه وانتقلت املشكالتيعاين من

أال تعلم يا أستاذ أنني ): وجهه تعابري االستغراب والتعجب وقالالطفل وعىل

مما ،وبدأ القراءة من الكتاب فعال، وهو حياول بصعوبة بالغة (أستطيع القراءة؟

إال أنني شعرت بأن قراءة الكثري من الكلامت، اضطرين ملساعدته يف تصحيح

.إدراكه لذاته قد تغري نحو األحسن

قدرته عىل القراءة أثر عىل تغيري اعتقاده بأنه ال لقد كان لتأكيد فكرة

وغالبا ما يكون إيامننا بأننا نستطيع القيام بعمل ما هو بمثابة ،يستطيع القراءة

ومن ، اخلطوة األوىل يف التفوق يف عمل ما أو واجب من الواجبات اهلامة يف احلياة

وأننا نتوقع منهم ،قادرون املهم جدا أن نشعر األطفال واملراهقني بأننا نعتقد أهنم

وكان ال بد من تصحيح سلوك هذا الطفل مرارا، إال ، النجاح يف أعامهلم مجيعها

تقدت بأنه عوركزت عىل ما ا ،أنني حافظت عىل صلة ختاطبية إجيابية بيني وبينه

وال شك أن هذا أخطائه املتكررة أو سلوكه املزعج،قادر عىل فعله، وليس عىل

ن السهولة بمكان، فقد كان صعبا أحيانا، وبخاصة عندما يعمل األمر مل يكن م

إال أنني ، املرء مع جمموعة من األطفال يعانون من مشاكل سلوكية متشاهبة

نجاح كان ملحوظا يف ذلك املرشوع،الحظت يف هناية الربنامج التدريبي أن ال

مية عىل التوقعات وقد كان السبب الرئيس هلذا النجاح هو الرتكيز يف األعامل اليو

كيف تؤدب طفلك؟

078

ل التأديب ،اإلجيابية التي كنت أتوقعها من األطفال وعىل بناء املهارات التي تشكر

.اجليد

أكثر من املديح

عمر بأكمله، إال أن إىلقد حتتاج عملية تطوير تقدير الذات بشكل إجيايب

الذين يوجدون كافة ويالحظ أن الكبار، ت هذه العملية تبدأ من الطفولةاأساس

يف حياة الطفل، وليس الوالدين فقط، هلم أثر عىل فكرة تقدير الذات للطفل،

، وهلذا فإننا نالحظ أمهية املعلمني واملدرسني يف حياة األطفال واملراهقني

ع معلميهم مما يقضونه مع م - إن مل يكن أكثر -فاألطفال يقضون وقتا مماثال

األطفال واملراهقني يمكن أن يكون وإن تعامل املعلمني واملدرسني مع والدهيم،

له أثر كبري عىل قدرة األطفال عىل تطوير مفهوم إجيايب لتقدير الذات لدى

األطفال واملراهقني، بل إن األطفال واملراهقني الذين ال يستطيع آباؤهم

أي شخص بالغ عاقل إىلالتخاطب معهم بشكل إجيايب فعال هم أحوج ما يكون

ولعل املعلمني يمتلكون قدرة هائلة يف ،عدهم بشكل إجيايبراشد يمكنه أن يسا

.حتقيق مثل هذه املساعدة البناءة لألطفال واملراهقني

إن إحدى أهم الطرق لتحقيق مثل هذا األمر هي إشعار األطفال

واملراهقني بالتقدير أو الثناء عىل نجاحاهتم املتكررة واختياراهتم الصائبة قدر

فعندما نمدح ،م بخري فقطه رم ك ذم ولعل هذا أفضل من أن ن ، املستطاع وكلام أمكن

كيف تؤدب طفلك؟

079

األطفال عىل يشء قد عملوه، أو نذكر بعض املزايا اجليدة التي يتمتعون هبا، فمن

املحتمل جدا أن يشعروا بالفخر والزهو بذلك والثقة بالنفس بدال من أن

.هبا نمدحهم بشكل عام دون حتديد األعامل أو املزايا التي يتمتعون

وإن معظم األطفال بشكل عام، واملراهقني بشكل خاص، يدركون أن

وهم يدركون أهنم يرتكبون أخطاء، بل قد لوكهم ليس بالرضورة جيدا دائام،س

يرتكبون بعض احلامقات واألخطاء الكبرية أحيانا، إال أهنم يعتقدون أن

ليس السلوك العام، التعليقات اإلجيابية التي توجه نحو إنجازاهتم الشخصية، و

.هي أكثر مصداقية من غريها

امدح العمل وليس الشخص

إن الثناء عىل اإلنجازات الشخصية يمكن أن يستغرق فرتة زمنية طويلة، أو

ويمكن أن يكتفى ، يمكن أن يكون عىل شكل تعليق بسيط وقصري مناسب

.عمل قام به الطفل أو املراهق بشكل سليم وناجح إىلباإلشارة

:كننا أن نعطي األمثلة التالية عىل ذلكويم

لقد الحظتك يا بني وأنت تساعد ذاك الولد الذي كاد

يفقد أعصابه، وقد رأيتك كيف انتزعت منه الضحكة

انتزاعا ورصفته عن حالة الغضب واالنزعاج التي كان

كام الحظت كيف نيس ما كان فيه من انزعاج تقريبا ، فيها

:املعلم

كيف تؤدب طفلك؟

081

لقد كان هذا الترصف ذكيا ، معه بعد أن انتهيت من الكالم

وال شك أن عملك هذا ساعد تالميذ الفصل ، وطيبا منك

!شكرا لك يا بني، مجيعا

:أو

:املعلم .أشكرك عىل ذلك! لقد كانت مساعدتك رائعة يا بني

نالحظ أن كال املثالني ينصب يف خانة الثناء عىل العمل اإلجيايب الذي قدمه

وكالمها يرتكان أثرا طيبا يف نفس ذلك الطفل أيضا ويرسانه ،ذلك الطفل

.ويساعدانه عىل الشعور بتقدير الذات

إن الرتكيز عىل مديح الطفل بدال من العمل الذي قام به له أثر خمتلف عن

:هذا متاما، ولنبني ذلك من خالل املثال التايل

ر لك يا بني أشك ،لقد أسعدتنا مجيعا ! لقد كنت رائعا يا بني

مشاعرك املرهفة جتاه اآلخرين، وال شك أن هذا دليل عىل

.طيب أخالقك

:املعلم

ال ريب أن هدف املعلم جيد يف املثال الثاين، وهو يعرب عن نفسه بشكل

طيب ومناسب، إال أنه يتحدث عن شخصية الطفل بشكل عام بدال من العمل

نية املعلم هي أن يكيل املديحومع أن ، الوحيد الذي جيب أن يركز عليه هنا

إذ قد ال بيشء من عدم الراحة، إال أن هذا املديح قد جيعل الطفل يشعر للطفل،

كيف تؤدب طفلك؟

080

عىل األقل، (جيدا )أو (متميزا )و (رائعا )يرى الطفل أن العمل الذي قدمه كان

مل رفض املديح، أو إغفاله عىل األقل، ألن ،وقد يتسبب هذا الشعور بعدم الراحة

.عليه يؤثر

وأما يف املثال األول، فإن الطفل يشعر بالرىض والسعادة واالفتخار بنفسه

كام يمكنه أيضا أن يفكر بالعمل الذي ،دون الشعور بعدم الرىض واالرتياح

وهكذا، يمكن أن يطور الطفل تدرجييا األثر اإلجيايب من خالل ،أحسن وأجاد فيه

ه يف التعامل مع اآلخرين، وبالتايل يشعر اخلربات املشاهبة التي حتدث له يف حيات

التباع األطفال وكلام ازداد هذا األمر إجيابية ازداد حب، باالفتخار بتقدير الذات

ذلك السلوك اإلجيايب املفيد السليم بحيث يتامشى هذا مع التقدير اإلجيايب

فكلام ازداد شعور الطفل بأنه ، س أيضا هو صحيحولألسف، فإن العك، ذاتلل

.بالنقص والسلبية يف حياته عامة هاشل، وسلبي، وال خري فيه، ازداد شعورف

إىلالصفات احلميدة لدى األطفال واملراهقني و إىلحاول غالبا أن تشري

وكلام ازدادت هذه اإلشارات اإلجيابية التي ، االختيارات اجليدة التي خيتاروهنا

أن خترب الفتيان والفتيات بام حتبه ومن املفيد أيضا ،يتلقاها الطفل كان األمر أحسن

ومن السهولة بمكان أن يشعر األطفال واملراهقون ، من ترصفاهتم وشخصيتهم

؛ ونحن نعتقد أن بأن الكبار الذين يتعاملون معهم ال يرون أيا من مزاياهم اجليدة

هم كالكبار متاما حيبون أن يسمعوا كلامت املديح -وبخاصة املراهقني -األطفال

وكثري من الكبار حيبون عىل تنهال عليهم وعىل أعامهلم الطيبة،والثناء الصادق

كيف تؤدب طفلك؟

082

الغالب أن يسمعوا الكالم الطيب عن شخصيتهم وأعامهلم، وبخاصة من

وعىل هذا، فليس األطفال الذين هيموهنم ويعزون عليهم جدا،األشخاص

.واملراهقون استثناء هلذه احلالة

ملية أن عملية املديح البسيطة واإلقرار بالفضل وإننا نالحظ من اخلربة الع

بل إن بعض الكبار خيشون لكبار،ألهله هي من أصعب األمور عىل بعض ا

الزيادة واملبالغة يف املديح وذكر األمور اإلجيابية لألطفال واملراهقني كي ال

ولكن اخلربة ، يتوقف هؤالء عن بذل اجلهد الكايف ألداء األعامل بشكل سليم

.جربة تثبت العكس متاما والت

رار اإلقويتحفظ بعض الكبار، من جهة أخرى، عىل أن مثل هذا املديح و

بالفضل والصفات احلميدة لألطفال واملراهقني لن يساعد يف بناء الشخصية

ويمكن أن نقبل شيئا من هذه التحفظات، ولكن هذا يكون فقط إذا ،السليمة هلم

مستحق ملثل الفعيل، أو إذا كان الشخص غريكان املديح غري مقرون بالتأديب

أو ألهنم فعلوا ؛فإذا مدح األطفال ألهنم ممتازون ورائعون ذاك املديح والثناء؛

شيئا رائعا، إال أهنم مل يعاقبوا عىل أي سلوك غري مقبول، فإهنم يف مثل هذه احلالة

الذي (سضبط النف)، أو السليم لتقدير الذاتفهوم امللن يستطيعوا تطوير

.حيتاجونه يف مستقبل حياهتم

كيف تؤدب طفلك؟

083

اء أكان لدى الكبار سو (ضبط النفس)، أو إن مفهوم السليم لتقدير الذات

األطفال واملراهقني، يتضمن القدرة عىل التمييز وحتمل املسؤولية عىل أم

تعلم من هذه نوإن هدفنا دوما هو أن ،الترصفات واالختيارات غري السليمة

وليتعلم املرء كيف ،اإلنسان مسؤولية عمله وترصفاته املفاهيم كيف يتحمل

اآلباء وإذا مل يعط ، يتحمل نتيجة أخطائه كخطوة أوىل يف مرحلة التعلم منها

و اختياراهتم اخلاطئة أو أالفرصة ألوالدهم لتحمل مسؤولية أعامهلم وأخطائهم

م لتطوير حيدون فرص أطفاهل - وبدون قصد بتاتا - غري املناسبة فإهنم بذلك

.شخصية قوية سليمة وتقدير إجيايب للذات

إن املديح البسيط يعمل عمل السحر

إن املزاوجة بني املديح البسيط واإلشعار بتفهم الوضع مع التأديب السليم

ممكن لبناء قوة الشخصية التي يرغب الكبار تطويرها يف الصحي هو أفضل مزيج

.ط صورة ممكنة دون مغاالة وال حماباةالصغار، ويمكن أن يكون هذا املزيج بأبس

ونبني فيام ييل بعض العبارات البسيطة التي يمكن استخدامها للمديح

التأييد اإلجيايب القوي للصفاتوالتي يمكن أن تؤيد ،واإلشعار بتفهم الوضع

:الطيبة واألعامل احلسنة التي يقوم هبا األطفال واملراهقون

رائع!

ممتاز!

كيف تؤدب طفلك؟

084

بشكرا لك من القل...

إنني فخور بك يا بني...!

كنت واثقا أنك قادر يا بني، ها أنت قد أكملت العمل، ..ممتاز.

أنت عىل صواب، ..استمر يا بني.

وال شك أن هناك الكثري من أمثال هذه العبارات التشجيعية الرائعة التي ال

لتكن هذه ، تكلف الكبار الكثري، وتفعل فعل السحر يف الصغار واملراهقني

مبدعا وخالقا يف ابتكار ن ك ، لة لديك، وابتعد عن التمثيل فيهاالعبارات أصي

وتذكر أن األطفال ي مفيدة للغاية للصغار والناشئني،أمثال هذه العبارات فه

وإن ادرين عىل إضحاكهم يف ساعة الشدة،واملراهقني يعجبون جدا بالكبار الق

الصعاب للجميع، وليس للصغار ب روح الفكاهة وحب الدعابة الربيئة حتبر

والبرش بغضا،حاول أن تكون مرحا ومألوفا وال تكن فظا وال بغيضا م، فحسب

ن واعلم أن املرح والفكاهة مها أداتا عة واملحبة وجملبة للرمحة واخلري،مدعاة للطا

تفهم ويمكن أن يكون كل من املديح واإلشعار ب هامتان للتأديب القيرم الفعال،

أعىل إىلالوضع للصغار عىل شكل إيامءة باليد فقط أحيانا، أو برفع إهبام اليد

V، أو باإلشارة بالسبابة والوسطى عىل شكل حرف (ممتاز)إشارة عىل حتقيق درجة

حتقيق النرص، أو برضب األكف مع الصغار، داللة عىل الفوز ومشاركة إىلإشارة

مثال، داللة عىل الرسور (بالعني غمزة ): ـالسعادة، بل وقد يكون التعبري ب

كيف تؤدب طفلك؟

085

يمكن اإلشارة بأي يشء، أو قول أي يشء يشعر : أي، والرىض، وهكذا دواليك

رها هلم، عهم، وتراقب أعامهلم وحركاهتم، وتقدر ماألطفال واملراهقني بأنك

.وبخاصة ما يعملونه بشكل صحيح

ساعد األطفال عىل تصور املستقبل

ل واملراهقني بأهنم قد فعلوا اليشء الصحيح هو أفضل إن إشعار األطفا

ز )و (تسقط )كام أهنا أيضا ، طريقة ممكنة لتعزيز السلوك اإلجيايب لدهيم (تعزر

فهي، بشكل عام، من أفضل ، التوقعات اإلجيابية التي يتوقعها الكبار من الصغار

ة ممتازة ، فهي طريقطرق التعبري عن الرىض والسعادة بام يفعل الصغار، وبالتايل

، من طرق التأديب الفعال، إذ أهنا تساعد عىل بناء األهداف وحتقيق األحالم

مرحلة التفكري إىلوجيب أن نتذكر أن األطفال الصغار مل يصلوا يف تطورهم بعد

باملستقبل أكثر من هناية األسبوع القادم مثال، أو من املوعد التايل للنزهة أو

أهنم عىل الناشئني أو املراهقني إىلبينام يمكن أن ننظر ، ة للعباحلديق إىلالذهاب

أصبحوا قادرين عىل تصور املستقبل، ونحن الكبار نتوقع منهم ذلك، وبخاصة

حصوهلم عىل : عندما يتعلق األمر باحلقوق التي يطمعون باحلصول عليها مثل

يهم أن يتصورا للسيارة، إال أهنم يف الوقت ذاته يصعب عل (رخصة قيادة مؤقتة)

.أنفسهم أشخاصا كبارا مسؤولني عن أعامهلم وترصفاهتم بالكامل

كيف تؤدب طفلك؟

086

قادرين عىل قيادة - مثال –ملراهقون أنفسهم أهنم إذا أصبحوا ويتصور ا

فإهنم يصبحون عندئذ قادرين عىل االستقاللية التامة، وأهنم بالغون السيارة

ويتصور كثري من جمال،طيعون الترصف بمفردهم يف أي عاقلون راشدون يست

كام أن ؛املراهقني أهنم حترروا من قيود الوالدين واحلدود التي يفرضاهنا عليهم

يتصورون أهنم قادرون عىل االهتامم بشؤوهنم املراهقني األسوياء األصحاء أيضا

وقد قادرون عىل حتمل مسؤولية أعامهلم،وأهنم ،ورعاية مصاحلهم بأنفسهم

إذ أن جزءا فقط من كيان هؤالء ،مدعاة للخوف والقلقيكون مثل هذا األمر

املراهقني يريد أن يرسع بالنمو، بينام يريد اجلزء اآلخر املزيد من العناية واالهتامم

وإن مثل هذا الرصاع الداخيل الذايت هو جزء طبيعي من ، األبد إىلمن اآلخرين

.اجه اجلميعمرحلة تطور املراهق وقد يكون من أبرز التحديات التي تو

وال شك أن هناك طريقة يمكن أن يستخدمها الكبار ملساعدة املراهقني عىل

النضج، وهي إىلاإلبحار بشكل سليم يف مثل تلك األمواج الصعبة من الطفولة

بأن لديه إمكانات رائعة، وأنه يتوقع أن - عىل الدوام - ر الكبري املراهقم أن يذكر

، متاما وينضج عندما يكرب واهبه وطاقاته وإمكاناتهيراهم قادرين عىل استخدام م

بام يراهم قادرين ددا وواضحا فيام يقول للمراهق، وليخربهموليكن الكبري حم

مواهبهم وملكاهتم املبدعة إىلعىل عمله بشكل حسن أو متميز، وأن العامل حيتاج

.وطاقاهتم الكبرية

كيف تؤدب طفلك؟

087

أن يبدأ الكبري تشجيعه :دةق اجليعل الطريقة التالية هي إحدى الطرول

ـــــــ، : هل تعلم يا بني أن ما أحبه فيك هو): للمراهق الذي يعتني به ويوجهه

وإنني أتصور أن أراك، يا بني، بعد فرتة ليست بالطويلة ـــــــ[ وحتددها له]

إن املراهقني والناشئني والناشئات هم بحاجة أن يشعروا أن ، [وحتددها له]

ة هبم وبإمكاناهتم وبقدراهتم الكامنة التي ال يستطيعون هم بأنفسهم الكبار هلم ثق

:وإليك فيام ييل بعض األمثلة عىل ذلك، رؤيتها بوضوح بعد

:ما أحبه فيك هوأكثر هل تعلم يا بني أن

إرصارك عىل متابعة املوضوع حتى حتله.

أنك قادر عىل انتزاع الضحكة مني دائام.

ية وجياشةأن مشاعرك وأحاسيسك قو.

أنك تشعر بمشاعر اآلخرين ومعاناهتم.

أنك حتب أن تفعل ما هو صواب.

أنك تفكر بام ينفعك ويفيدك.

أنك حتافظ عىل هدوئك ورباطة جأشك مهام كانت األمور من

.حولك صعبة أو قاسية

كيف تؤدب طفلك؟

088

:إنني أتصور أن أراك، يا بني، بعد فرتة ليست بالطويلة أن تصبح

جديدة ومفيدة وذلك ألن اآلخرين يظنون قادرا عىل اخرتاع أشياء

أن ذلك غري ممكن، بينام أنت لديك من اإلرصار عىل متابعة

.املوضوع حتى حتله وتكتشف طريقا لعمله

قادرا عىل استخدام روح الدعابة عندك لتساعد اآلخرين يف

.معاناهتم ومآسيهم يف هذه احلياة

جمتمعك حتاول مساعدة من قادرا عىل أن تكون قياديا وسياسيا يف

.نصيبا يف هذه احلياةحظا وهم أقل منك

قادرا عىل تصميم أمجل السيارات وأحدثها.

قادرا عىل التعامل مع األطفال واملراهقني الذين يعانون من

اضطرابات ومشاكل سلوكية ألهنم يدركون أنك تتفهم أوضاعهم

.متاما أكثر من غريك بكثري

أي عمل من األعامل ختتار أن تعمل فيه مديرا رائعا يف.

ألنك ال تفقد ؛قادرا عىل العمل يف غرفة اإلسعاف والطوارئ

وألنك تعمل بإرصار وتصميم وعزيمة ؛هدوءك عىل اإلطالق

.هي من العمل املطلوب إنجازهتحتى تن

تعمل عىل إجياد طرق جديدة حللر قائدا لفريق أو جمموعة عمل

.واملعضالت املشكالت

كيف تؤدب طفلك؟

089

فمن خالل هذه األمثلة مجيعها يمكنك أن تعطي الشاب أو الفتى الناشئ

من رسيعة عن إمكانية استخدام مواهبه ومقدراته الشخصية اخلاصة ليصبحملحة

كام يمكن أن ترهيم أيضا أن ا؛ريكب هذه احلياة واملجتمع عندما يصبح الناجحني يف

.ومقدراهتم البناءة بعون اهللمواهبهم الواعدة إىلالعامل بأرسه هو بحاجة

فمن السهل أن يفعل ،غري أنه غالبا ما يفعل اآلباء والكبار عكس ذلك

:الكبار هذا، فقد يقولون للصغار والناشئني مالحظات شبيهة بام ييل

وإال فإنك لن تستطيع ن تتعلم كيف تتاملك أعصابك، جيب عليك أ

.االحتفاظ بوظيفة أو عمل عىل اإلطالق

ع نفسك ذاتيا عىل امليض يف العمل وأخذ جيب أن تتعود أن تشجر

ألنك لن جتد من ية للقيام بام جيب عليك أن تفعله؛ املبادرة الذات

.يقوم بأعاملك نيابة عنك عندما تغادر هذا البيت

والرسم وتبدأ بتعلم جيب عليك أن تتوقف عن التصوير

، (مر عىل القلبأكثر من اهل)فالرسامون واملصورون الرياضيات؛

ضلهم ال جيد عمال جمديا ماديا، ولعلك لن جتد الكثري من الذين وأف

.يدفعون مبالغ جيدة عىل الرسم والتصوير

إن األطفال واملراهقني يتحسسون من األفكار ، ولعلك تدرك ما نقول هنا

ا التي يتصورها الكبار عنهم، بل قد ينطلق بعض هؤالء األطفال واملراهقني أحيان

كيف تؤدب طفلك؟

091

ومع هذا فهم ؛غاضبني ليثبتوا آلبائهم ومعلميهم خطأ آرائهم وتصوراهتم عنهم

لن يستطيعوا أن يسهموا بأي يشء يف هذه )عادة يتبنون داخليا االعتقاد بأهنم

.، وسيبدؤون بتطوير حياهتم حول هذا االعتقاد اخلاطئ(احلياة

حاول أن تصف املستقبل بعبارات عاطفية مؤثرة

مرا آخر قد يثري اآلثار اجليدة عن توقع املستقبل اإلجيايب إن هناك أ

أخربهم عن السعادة والرىض واالرتياح واملشاعر اجليدة ، للناشئني والشبان

األخرى التي يشعرها املرء عندما يستخدم مواهبه وقدراته الذاتية بشكل فعال

حاول أن تصف ،ريض ربه ثم أهله وذاتهومثمر يف املجتمع لتحقيق أحالمه فيام ي

هلم الشعور باالفتخار واالعتزاز الذي يمكن أن يشعروا به شخصيا، وليس ما

ستشعر به أنت فقط من فخر واعتزاز وسعادة بأن تراهم حيققون نجاحا تلو

ثهم عن روعة مثل تلك املشاعر ، اآلخر باستخدام مواهبهم وقدراهتم اخلاصة حدر

مة التي حباهم اهلل هبا مقارنة بغريهم ممن هم ومجال اإلحساس هبا والنعمة العظي

علرمهم شكر النعمة، وة وقدرات منهم، وكم كثري هؤالء،أقل حظا وشأنا وق

لهم اهلل به عىل كثري والشكر عىل العافية، والشكر عىل الصحة، والشكر عىل ما فض

رهم، حتى أثناء أداء األعام، من عباده ل اليومية اململة إن من املفيد جدا أن تذكر

أحيانا، والتي البد من القيام هبا، وال غنى عنها للجميع، من واجبات وأعامل

ر إىلزلية غري حمببة ـمن هم بالسعادة والرسور اللذين سيشعران هبام النفوس، ذكر

ما حيبونه بعد إنجاز تلك األعامل واالنتهاء منها ليصبحوا قادرين عىل عمل

كيف تؤدب طفلك؟

090

بل عىل النقيض من ذلك، فإننا نالحظ أن الكبار غالبا ل،ويستمتعون به من أعام

ما خيربون الناشئني بأهنم يطيلون فرتة عذاهبم وأملهم بأيدهيم عندما يتأخرون يف

ومع أن هذا ، النفس إىلإنجاز ما جيب عليهم القيام به من واجبات مملة وغري حمببة

زنا عىل األمر قد يكون حقيقة دون ريب، إال أن األمر سيكو ن أكثر فاعلية إذا رك

.اجلانب اإلجيايب من احلياة وتركنا اجلانب السلبي

النمو واالتساع والزيادة، إىلتذكر أن ما يتلقى تركيزا إجيابيا يميل بطبيعته

يرتكبها األطفال واملراهقون، أو نا بشكل أسايس عىل األخطاء التي ز وأما إذا رك

بشكل مستمر ألننا نريد تأديبهم بشكل فعال عىل ما جيب عليهم تصحيحه

إال ، يف مقدمة اهتاممنا - بطريقة أو بأخرى - فستصبح هذه السلبيات واألخطاء

لنا اهتاممنا ووجهنا تركيزنا يف الرتبية عىل األمور الصحيحة والسليمة أننا إذا حو

هذه األمور التي يفعلها األطفال واملراهقون، وعىل ما هو فريد وحمبب لدهيم، فإن

ىل أن و بالذات هي التي ستزداد نموا وازدهارا يف عادات الطفل الناشئ، وهي األم

.، وتستحق التنميةطى األمهيةم ع ت

إن التأديب احلقيقي هو تعليم األطفال واملراهقني كيف حيمدون اهلل عىل ما

وهبهم من مواهب وقدرات وإمكانات جيدة، وتعويدهم أن يثقوا بأنفسهم

الثقة )وإن هذا هو حجر الزاوية يف بناء ، مهاراهتم وإمكاناهتم التي حباهم اهلل هباو

أنفسهم نظرة إجيابية إىلوإن الناشئني الذين ينظرون ، (الضبط الذايت)و (بالنفس

مصاحبة من حيط من قيمتهم أو يوجههم - واهلل أعلم - خيتارواواثقة واعدة لن

كيف تؤدب طفلك؟

092

بد إذن أن نركز عىل اإلجيابيات املوجودة لدى فال، وجهة مدمرة حلياهتم إىل

الناشئني، وال بد أن نساعدهم قدر اإلمكان عىل أن يركزوا هم أنفسهم أيضا عىل

هذه اإلجيابيات، ولعل هذا هو أفضل جزء يف استخدام التأديب لتعليم األطفال

.، واهلل املوفق لكل خري(ضبط النفس والتحكم الذايت)واملراهقني قواعد

كيف تؤدب طفلك؟

093

ملخص

أعتقد أنه ليس هناك أهم من الرتكيز عىل السلوك اإلجيايب ومزايا الشخصية

وكثريا ما نرى أن السلوك ، القوية الطبيعية لدى األطفال واملراهقني الناشئني

الذي يوقع األطفال واملراهقني يف مشاكل ويوقعهم يف احلرج إنام هو نتيجة وجود

ا يف بيعية اإلجيابية، وهي املزايا التي ستساعدهم يوما ممزايا الشخصية القوية الط

واإلرادة وإن األطفال واملراهقني األقوياء الشخصية ، واهلل أعلم مستقبل حياهتم،

كام ،قادة أقوياء وربام ناجحني يف املستقبل - والعلم عند اهلل أيضا -سيصبحون

صغرهم يمكن أن يصبحوا أن األطفال واملراهقني املزعجني والكثريي احلركة يف

وكثريا ما ، يف املستقبل أكثر إجيابية، وقدرة، وكفاءة، وإبداعا يف املستقبل، بعلم اهلل

نعلم عن كثري من الناجحني املوفقني املوهوبني يف هذه احلياة أهنم كانوا كثريي

، واإلزعاج والعند واملشاكسة والشغب عندما كانوا أطفاال ومراهقني، املشكالت

.هذا ما قد يصفهم به آباؤهم أو معلموهمو

عند األطفال واملراهقني عىل أنه أحد املزايا (السلوك السلبي) إىلإن النظر

توقعات حيدثم التي تشعر بالرسور إذا ما أدركنا حقيقته يف املستقبل، يمكن أن

ون جدا وكام نعلم، فإن األطفال واملراهقني حساس، لدى الطفل أو املراهق إجيابية

الصغار الذين إىلوإن الكبار يرسلون رسائل هامة ، لتوقعات الكبار منهم وعنهم

وبعض هذه الرسائل تقول ، من الكبار والصغار أي هذا يربوهنم، دون أن يدرك

أعتقد أنك ولد مرتب، وأعتقد أنك ستترصف بشكل حسن يف معظم ): مثال

كيف تؤدب طفلك؟

094

كون شابا ناجحا يف حياتك، األوقات، وليس عندي شك عىل اإلطالق أنك ست

إذ يمكن أن يرسل اآلباء واملعلمون ، ..كام أن العكس أيضا هو صحيح، (بعلم اهلل

: األطفال الذين ينشئوهنم ويربوهنم رسائل قوية دون إدراك الطرفني تقول إىل

إنني عىل يقني أنك لن تفلح يف أي أمر، وإنني أتساءل كيف يمكنك أن تنجح يف )

واالعتقاد الراجح أن األطفال واملراهقني سيستجيبون (ا العامل؟حياتك يف هذ

هلذه التوقعات إما سلبا أو إجيابا، بل إهنم يرون أنفسهم مضطرين وجمربين عىل أن

.حيققوا هذه التوقعات، واهلل أعلم

حاول أن جتعل توقعاتك من األطفال واملراهقني إجيابية بالرتكيز املستمر

امدح ما هو جيد وحسن لدى األطفال واملراهقني، ، يد فيهمعىل ما هو حسن وج

حاول و تعل عىل كل صغرية وكبرية ما أمكن،ر من املديح الصادق غري املفبل وأكث

واعلم أن أكثر األطفال ، أن متدح أعامل األطفال واملراهقني وليس نواياهم فقط

هو صواب يف رأهيم واملراهقني حياولون بكل ما أوتوا من قوة أن يفعلوا ما

حاول أن تساعدهم عىل أن يتصوروا مدى السعادة التي سيشعرون ،وتوقعاهتم

صف لألطفال ، هبا إذا حققوا أهدافهم وفعلوا ما هو صواب عىل الدوام

واملراهقني مستقبلهم بمصطلحات إجيابية عاطفية صادقة، حتى ولو بالغت قليال

ولألسف، أن عددا كثريا من الكبار ويالحظ،، يف املديح واملشاعر الطيبة

إنك لن تفلح يف ): يتذكرون آباءهم ومعلميهم يف صغرهم حينام كانوا يقولون هلم

إن ، ونرى احلزن عىل وجوه هؤالء عندما يذكرون ذلك (!أي يشء عىل اإلطالق

كيف تؤدب طفلك؟

095

الكثري من التشجيع خالل إىلالتشجيع الطيب، بل إىلالناس مجيعا حيتاجون

وإن أفضل ما يف ، ل حياهتم، وبخاصة يف مرحلتي الطفولة واملراهقةخمتلف مراح

جتعل عملية التأديب فعالة وناجحة يف حياة األمر هو اخلطوات البسيطة التي

.اجلميع

K j

كيف تؤدب طفلك؟

096

اخلامتة

هو اهلدف األسايس للتأديب إن تعليم األطفال بشكل عام ضبط النفس

لة تعليمهم أن الكبار هلم احلق وقد يضطرب هذا اهلدف أحيانا مع حماو الفعال،

وإن تعليم األطفال رضورة طاعة القواعد ،يف الطاعة والسيطرة عىل األمور أيضا

التي يفرضها الكبار، والتوجيهات التي يصدروهنا، واألوامر التي يطلبوهنا هو

وأما املرحلة األخرية فهي تعليمهم األوىل من مراحل تعليم ضبط النفس،املرحلة

ملون األعامل السليمة والصحيحة دون مراقبة الكبار ومتابعتهم كيف يع

(التأديب)وهلذا السبب بالذات فإننا نرى أن ، ومطاردهتم هلم يف كل مكان

.مستمرة عىل الدوام (تعليم)احلقيقي هو عملية

ويمكن أن ، (العقوبة)أحيانا أخرى مع (التأديب)وقد يضطرب معنى

إذ أهنا ال ،ت التأديب، إال أهنا ال يمكن أن حتل مكانهتكون العقوبة أداة من أدوا

متتلك سوى القوة فقط، يف أفضل الظروف، عىل جعل الطفل يعتذر ويأسف عىل

كام أن العقوبة ال تعلرم األطفال كيفية ارتكبه أو سلوك غري سليم قام به، خطأ

.التعامل مع الظروف ذاهتا بشكل خمتلف يف املرة التالية

األطفال املهارات التي حيتاجوهنا بحيث يمكنهم تعلم سلوك إن تعليم

جديد، أو التعرف عىل كيفية التعامل مع الظروف واحلاالت الصعبة بشكل

وإن أحد أهم األمور التي جيب أن ، أفضل هو صلب موضوع التأديب احلقيقي

كيف تؤدب طفلك؟

097

يفية وإن إدراك ك ،(كيف يعمل الدماغ)يدركها ويفهمها األطفال واملراهقون هو

قبل التفكريمرتبطة مع مشاعرعمل الدماغ سيساعدهم عىل التأكد من أن هناك

دراك وإن هذه العملية من اإل، الذي جيب عليهم أن يعملوه العملأن يقرروا

وإن إدراك طريقة عمل هذه العملية يف الدماغ وقت وجهد وتدريب، إىلحتتاج

ا حيتاجون للخروج من مأزق أو هو أمر مساعد جدا لألطفال واملراهقني عندم

.التفكريوضعية عاطفية تستدعي ترصفا فوريا، ثم الدخول يف وضعية

تعلم الكثري من املهارات األساسية لكي يتمكنوا من إىلوحيتاج الناشئون

إحدى اخلطوات األوىل يف عملية تعلرم وإن نفس لدهيم،تطوير عملية ضبط ال

األطفال واملراهقني إىلوإن توجيه األسئلة ، أوال ضبط النفس هي إدراك الذات

وتتطور عملية ضبط النفس يف ، عن سلوكهم يساعد يف تعليمهم إدراك الذات

أحسن ظروفها وأحواهلا عندما يتعلم األطفال واملراهقون كيف ينتبهون

لترصفاهتم وما يفعلون، وليس بمجرد سامع األوامر والتوجيهات والنواهي من

.الكبار

عندما تكون األوامر والتوجيهات رضورية جدا لألطفال واملراهقني و

ل أن تكون باستخدام مجل وعبارات قصرية مكررة بدال من إعطاء ،يفض

إىلويالحظ أن الكبار قد ينجرون بسهولة ، حمارضات مطولة وتفسريات طويلة

لذين هيتمون حوارات مملة ونقاشات متعبة مع األطفال، وبخاصة مع املراهقني ا

وجيب أن يتذكر الكبار بأن يبذلوا جهدا واعيا وحثيثا ، هبم ويرشفون عىل تربيتهم

كيف تؤدب طفلك؟

098

للحد من عدد الكلامت والعبارات التي يستخدموهنا لتوجيه الطفل أنه جيب عليه

ولعل أفضل طريقة هلذا ،أن يفعل كذا، أو أن يكف عن كذا، أو أن ال يفعل كذا

.ن جيعلوا توجيهاهتم وأوامرهم أقرص ما يكونهي أن حياول الكبار أ

ومن الرضوري جدا أيضا أن يركز الكبار عىل نقاط القوة واملواهب

الذين يرشفون عىل واإلمكانات الطبيعية التي يتحىل هبا األطفال واملراهقون

وإن التأديب الفعال ال يتطلب نقدا دائام، علام بأنه قد يبدو ،رعايتهم وتربيتهم

روا ، لك يف بعض األحيانكذ وجيب أن يبذل الكبار اهتامما خاصا بأن يذكر

األطفال واملراهقني بام يفعلونه بشكل جيد، وبام يتمتعون به من صفات ممتازة،

وكيف يمكنهم استخدام هذه األمور اجليدة ليصبحوا رجاال ونساء جيدين

.ومتميزين يف مستقبل أيامهم

امل هو مساعدة األطفال واملراهقني عىل تطوير إن أهم عمل وأفضله يف الع

وإن هذا سيساعدهم عىل التحكم ، إحساس قوي وشعور إجيايب عن أنفسهم

وال شك أن هذا األمر هو من أكرب التحديات ، بسلوكهم وإدارته بشكل حسن

ر ع ش إال أنه أيضا من أفضل األهداف التي ت ، ألي شخص بالغ يقرر أن يشارك فيه

.السعادة والنشوة واالنتصار إذا ما حتققاإلنسان ب

مجل وال ريب أن األطفال واملراهقني يمكن أن يكونوا من أكرب النعم وأ

اخلطوات اخلمس البسيطة )لذا، فإن استخدام ، وألذر األمور يف هذه احلياة

كيف تؤدب طفلك؟

099

التي أثبتت جدواها يف عامل الرتبية ستساعد اجلميع أن يستمتعوا (للتأديب الفعال

أثناء مشاهدهتم ومراقبة نموهم احلقيقي ل اليومي مع األطفال واملراهقني بالتعام

ليصبحوا ناضجني يف أفضل وأصحر طريقة ممكنة، واهلل املوفق لكل خري، وهو

.سواء السبيل إىلاهلادي

كيف تؤدب طفلك؟

211

ةنبذة عن املؤلف

.مؤلفة هذا الكتاب هي حمارضة ، ومعاجلة نفسانية

ل هذا السؤال من أكثر األسئلة دورانا وترددا عىل لع (بامذا كنت تفكر؟)

ألسنة الكبار الذين حياولون بذل أفضل جهد ممكن لدهيم للتعامل مع األطفال

.الصعبي القياد، وذوي السلوك غري املقبول

م هذه امل جويس : اخلبرية املتمرسة يف موضوع السلوك البرشي ؤلفةوتقدر

م أساسا اديفين باملعرفة تشد احلضور ، مفيدة، زاخرة يقة ش عروض لي، تقدر

وتدعوهم للمشاركة والتفاعل معها يف املوضوعات التي تطرحها لتساعد

حيث جيد هؤالء جوابا مقنعا ،مشارب احلياةخمتلف مجهورها الواسع واملتنوع من

وشافيا عن أسئلتهم وتساؤالهتم عن األمور التي يواجهوهنا يف التعامل مع

.ل واملراهقني ذوي السلوك الصعباألطفا

وتتمتع املؤلفة بخربة واسعة يف جمال التعامل مع األطفال واملراهقني الذين

يعانون من مشاكل سلوكية متنوعة ومتفاوتة احلدة يف خمتلف البيئات، بام يف ذلك

املدارس، والعيادات النفسية اخلاصة، ومرىض املصحات النفسية، والعيادات

.رجية، واملرىض النفسيني املتنوعنيالنفسية اخلا

ومتتلك املؤلفة عيادهتا اخلاصة يف مدينة آتالنتا بوالية جورجيا يف الواليات

املتحدة األمريكية حيث تقدم العالج النفساين لألفراد والعائالت، كام متتلك

كيف تؤدب طفلك؟

210

س جهودها لتحسني (الزاوية اإلنسانية): كذلك رشكتها اخلاصة باسم التي تكرر

.قات اإلنسانية بني أبناء البرشيةالعال

دارس، وحماكم من الدورات التدريبية يف امل الكثريم وقد قدمت املؤلفة

ومراكز العالج النفيس يف خمتلف أرجاء الواليات املتحدة األحداث، والكنائس،

تري سيتي بوالية جورجيا يف وتعيش يف مدينة بيتش األمريكية، وهي أم البنتني

.تحدة األمريكيةالواليات امل

كيف تؤدب طفلك؟

212

نبذة عن املرتجم

عمل مرتجم هذا الكتاب يف جمال الرتبية والتعليم قبل خترجه من جامعة

: ، وساهم يف العملية الرتبوية والتعليمية يف كافة املراحل898 دمشق عام

االبتدائية، واملتوسطة، والثانوية، والتعليم ثنائي اللغات، يف كل من سورية

ات املتحدة األمريكية حيث تلقى دراساته العليا وأقام فيها قرابة خس والوالي

.عرشة سنة

وقد نرش املرتجم العديد من الكتب والكتيبات واملقاالت املرتمجة باللغتني

العربية واإلنجليزية يف جمال الرتبية والدعوة اإلسالمية، كام ساهم بتقديم العديد

يف اململكة العربية السعودية وماليزيا، وشارك من الربامج اإلذاعية والتلفزيونية

.يف العديد من املؤمترات الدعوية والعلمية

دبلوم يف إجازة يف اللغة العربية وآداهبا، ثم عىل وقد حصل املرتجم عىل

من الرتبية من جامعة دمشق، وماجستري يف املكتبات وإدارة مراكز املعلومات

، ودكتوراه يف فقه اللغة اليات املتحدة األمريكيةجامعة كالريون يف بنسلفانيا بالو

والدراسات اإلسالمية، وهو يعمل حاليا يف التوثيق والتعريب، ويقدم

.استشارات تربوية وتدريبية يف خمتلف املجاالت الرتبوية والتقنية

كيف تؤدب طفلك؟

213

الفهرس

0 .................................................................. طفلك؟ بتؤد كيف 3 ....................................................................... المترجم مقدمة 5 ....................................................................... المؤلف مقدمة

11 .........................................................(العمل – لتفكيرا -المشاعر) أحداث سلسلة 02 ............................................................ البسيطة الخمسة الخطوات

11 ...................................................................... بالمشاعر فكر : األولى الخطوة 11 ............................................................................................. ملخص 15 ................................................................................ اسأل: الثانية الخطوة

15 .................................................................... ...الذات إدراك تعلم أسئلة اسأل 36 ....................................................... اإليجابي السلوك مقاييس وضح : األولى الخطوة

36 ......................................................................إيجابية القواعد إبقاء على حافظ 36 ......................................... األطفال استجابة على يساعد قواعدال وضع على القدرة امتالك 36 ....................................................................... مساعد عامل التفصيلي التوجيه 61 .......................................... السلوك إلى النظر تلفت التي األسئلة استخدم: الثانية الخطوة

61 ........................................................... تماما الذهن فارغي األطفال يكون أن يمكن 66 ........................................................................ المسؤولية تحمل تعلم األسئلة 63 ..................................................................... ...الجواب انتظر: الثالثة الخطوة 65 ................................................ الصحيح السلوك إلى الطفل توجيه أعد : الرابعة الخطوة

51 ........................................................ التأديب طريق تعترض أن للعقوبة مجاال تدع ال 58 .................................................................الحالة لتقييم تهدف التي األسئلة وجه

61 .............................................................................. األدوية تعاطي عن فكرة 66 ...................................................................... العامة المدارس عن أسئلة توجيه 63 ........................................................ األسئلة توجيه طريقة والمراهقين األطفال تعليم

66 ............................................................................................. ملخص 012 ..................................................... المهارات علم : الثالثة الخطوة

106 ....................................................................... التأقلم مهارات األطفال علم 101 ............................................................................ أوال األسئلة بتوجيه ابدأ

110 .................................................................. اللعب خالل من يتعلمون األطفال 111 .................................................................... الحسنة القدوة نفسك من اجعل

116 .................................................................... الدماغ عمل طريقة األطفال علم

كيف تؤدب طفلك؟

214

118 ............................................ العمل - التفكير -المشاعر: نموذج األطفال تعلم كيف 116 ............................................................... المقبول غير السلوك طفلال مع راجع 120 .................................................................. الطفل لدى المفقودة المهارة حدد 123 ............................................................................. المهارات؟ تعلم كيف 161 .....................................................................أوال مشاعره بفهم الطفل أشعر 162 ..................................................................... (المملة المهارات) الطفل علم 161 ......................................................................... ...بها القيام من بد ال أمور

166 ........................................................................................... ملخص 041 ................................................. القصيرة العبارات كرر : الرابعة الخطوة

040 ............................................................... القصيرة اتكرر العبار 043 .............................................................. القصيرة العبارات كرر

186 ....................................................................... العبارات أفضل اختيار حاول 050 .................................................................... القوية العبارات

115 ....................................................... جملتين تتجاوز ال التي القصيرة بالقواعد التزم 116 .................................................. جملتين؟ تتجاوز ال التي القصيرة القواعد تعني ماذا

138 ........................................................................................... ملخص 067 ................................................. اإليجابيات على ركز : الخامسة الخطوة 136 .................................................. خاصة مهارات الصعب السلوك مع تعاملال يتطلب

161 .............................................................. الكبار توقعات من يتحسسون األطفال 165 ...................................................................................المديح من أكثر

166 ........................................................................ الشخص وليس العمل امدح 156 ............................................................. السحر عمل يعمل البسيط المديح إن

151 ................................................................ المستقبل تصور على األطفال ساعد 091 .......................................... مؤثرة عاطفية بعبارات المستقبل تصف أن حاول

166 ........................................................................................... ملخص 096 ......................................................................... تمةالخا 211 ................................................................... المؤلفة عن نبذة 212 .................................................................. المترجم عن نبذة

213 ......................................................................... الفهرس