الكوثري زاهد محمد الشيخ عند التنزيلي االجتهاد : ضوابط الكتابالله رحمه الكوثري االمام حول مؤتمر في مقاالت و كتب

الكوثري زاهد محمد الشيخ عند التنزيلي االجتهاد ضوابطوجدة/ المغرب األول محمد جامعة المصلح محمد : الدكتور إعداد الدين له الله جمع من أن إال بالجديد، العتيق اصطدام على الله سنة جرت "وقد

وهو االثنين، من باألصلح يأخذ بل جديد، كل يؤاخي وال قديم كل يعادي ال العقل مع…الشرع". يصادم ال الذي

الكوثري زاهد الشيخ سيدنا للعالمين، رحمة المبعوث على والسالم والصالة العالمين، رب لله الحمدالدين. يوم إلى وااله ومن وصحابته آله وعلى محمد

األحكام تنزيل في االجتهاد مسألة حول يتمحور الورقات هذه موضوع فإن بعد، أما العالمة الشيخ وإسهامات جهود من انطالقا والمستجدات، الوقائع على الشرعية

فيه. الكوثري زاهد محمد في أتناول أساسين، ومحورين مدخل خالل من الموضوع عن حديثي وسيكون أوضح األول المحور وفي التنزيلي، واالجتهاد البياني االجتهاد بين العالقة المدخل المحور وفي ذلك، إلى دفعته التي والدواعي بالموضوع، الكوثري الشيخ اهتمام لها تطبيقية نماذج الكوثري،مع الشيخ عند التنزيلي االجتهاد ضوابط أتناول الثاني

واألصولية. الفقهية وأبحاثه مقاالته منالتنزيلي. واالجتهاد البياني االجتهاد : بين المدخل

الشريعة نصوص مع التعامل أن االجتهاد بموضوع المهتمين على يخفى ال النصوص هذه معاني إدراك ، أوالهما اثنتين مرحلتين على يتأسس وأحكامهاوالبعيدة. القريبة والكلية، الجزئية أبعادها ووعي ودالالتها، واألحكام تصرفاتهم وتقويم عالقاتهم، مختلف لضبط الناس واقع على تنزيلها ثانيهما،

وسلوكهم. النصوص فهم على أساسا القائم البياني االجتهاد إطار في : تنجز األولى المرحلة

وترتيبها. منها، الشرعية األحكام واستدرار واستنطاقها، المحل بتحديد يتكفل الذي التنزيلي االجتهاد نطاق في : تعالج الثانية والمرحلةمنه. الشرعي المقتضى وفق وتطبيقه الحكم، لتوظيف المناسب

(1/1)

حتى وبحثا دراسة أشبع قد األولى المرحلة فيه تنجز الذي البياني االجتهاد كان وإذا قريبة خاصة مصنفات في ومجموعة مضبوطة ومجاالته وشروطه مقوماته غدت

تلك من يحظ لم الثانية المرحلة فيه تصاغ الذي التنزيلي االجتهاد فإن ، التناول معظم فإن به الفقهاء عناية من الرغم على إذ بالقليل، إال والبحث الدراسةواألصولية، الفقهية الكتب ثنايا في مشتتا يزال ال المنهجية ومكوناته ضوابطه

تمييز : "الفروق" و"اإلحكام" في كتابيه في القرافي اإلمام كتبه ما فباستثناء مصالح في األحكام : "قواعد كتابه في السالم عبد بن األحكام" والعز عن الفتاوى

: كتابه في الجوزية قيم "الموافقات" وابن كتابه في الشاطبي إسحاق األنام" وأبو في النجار المجيد عبد الدكتور مثل المعاصرين بعض كتبه الموقعين" وما "إعالم

زيد والدكتور أبحاثه، بعض في القرضاوي يوسف والدكتور األمة كتاب سلسلة هذه باستثناء أقول األحكام"، تغيير "عوامل الدكتوراه لنيل رسالته في بوشعرا لالجتهاد المنهجية المكونات وبعض الضوابط بعض جمع أهلها حاول التي الكتابات الفقهية الكتب في متفرقة تزال ما الموضوع في األخرى الجهود فإن التنزيلي،

واألصولية. خالل من فيه البحث وأهمية عموما، الموضوع في البحث أهمية تظهر هنا ومن

الخصوص. على الكوثري الشيخ إسهامات األحكام بين الدائم االنسجام تحقيق على الحفاظ هو الموضوع في ما أهم ولعل

والتبشير التيسير أن يخفى ال إذ وحكم؛ مصالح من أجله من وضعت وما الشرعية أو المكلفين يرهق ما فيها ليس الشرعية األحكام ألن اإلسالم، في أصيالن مبدآن المفاسد ودفع مصالحهم لجلب أصال موضوعة ألنها الحقيقية، مصالحهم مع يتنافى(.1عنهم)

__________.1/139 الشاطبي إسحاق ألبي الموافقات، ( - أنظر1)

(1/2)

تنزيل ضوابط بمراعاة إال بجالء تنكشف ال للشرع المقصودة المعاني وهذه مقصود مع تتنافى أحكام تنزيل إلى يقينا يفضي الضوابط هذه وإهمال األحكام،

: الله رحمه الشاطبي اإلمام قال وقد وحرج، ضيق في الناس وإيقاع منها الشرع المعنى ذلك في الشرع مقاصد اعتبار عن الغفلة عند تكون ما أكثر العالم زلة "إن

(.1فيه") اجتهد الذياالهتمام. هذا ودواعي التنزيلي باالجتهاد الكوثري : اهتمام األول المحور

: التنزيلي باالجتهاد : اهتمامه أوال مطلقا- في االجتهاد حول الكوثري الشيخ كتبه ما يتابع وهو – صعوبة القارئ يجد

بأن ذلك التنزيلي، باالجتهاد يرتبط عما االستنباطي االجتهاد إلى ينتمي ما عزل واالستنباط، الفهم في خطأ على ترتب قد التنزيل في الخطأ أن أحيانا يرى الشيخ

في مثال له وقع كما التنزيل، تصحيح إلى ينتقل ثم أوال الفهم بتصحيح يبدأ ثم ومن األهرام مجلة من نصا أورد فقد (،2وعلته) حكمته وبيان الزوجات تعدد مسألة التعدد، على قيود وضع تقتضي والدينية االجتماعية الضرورة أن صاحبه فيه يدعي

أولهما بشرطين التعدد ربط الذي نفسه القرآني النص من مأخوذة القيود هذه وأن "ولن تعالى قوله بدليل التحقق مستحيل وهو الزوجات، بين العدل : تحقق

على : القدرة . والثاني129 حرصتم" النساء ولو النساء بين تعدلوا أن تستطيعوااإلنفاق.

__________.4/170 نفسه، ( - المصدر1) السالم دار . ط172: ص أيضا الزوجات تعدد : حول الكوثري ( - مقاالت2)

والتوزيع. والنشر للطباعة

(1/3)

التي الحكمة انتقد كما اآلية، في الوارد للعدل الفهم هذا الكوثري الشيخ انتقد وقد تعدد عند المطلوب : "والعدل يقول التعدد، لتقييد النص صاحب إليها استند

يستطاع ال الذي الحب ال والسكنى والكسوة النفقة في التسوية هو الزوجات في ( ويقول1الشهرة") من غاية أملك" في فيما قسمي "هذا وحديث فيه، العدل

من النسل كثرة هي إليها يلمح التي االجتماعية الضرورة : "... ثم الحكمة تلك نقد العاملة لأليدي أعمال إيجاد الشأن أصحاب على الهين ومن يعولهم، من وجود غير

خوفا الزواج من الناس منع وأما الناهضة، لألمة خير كل مفتاح النسل كثرة فتصبح من ذلك في لما العمليون، اإليجابيون الرجال يأباه سلبي فسعي النسل كثرة من

(.2األمة") ينهض مما التهرب�الحظ� وقد يصح ال االستنباط محل النص لكن صحيح، الحكم استنباط أن أحيانا ي

: ذلك من منه، المستنبط المنزل الحكم ينتقد ثم النص فينتقد عليه، التعويل صالة عن تكفي العيد صالة أن يرى من على رد فقد والجمعة، العيد اجتماع

(.3نظره) في به االحتجاج يصح ال واه ذلك في الوارد الحديث ألن الجمعة، كثيرة معا والتنزيل االستنباط عمليتي على للفتوى المنتسبين لبعض ومؤاخذاته

حين الشيخ أن بوضوح. ويبدو ذلك يلحظ الفقهية مقاالته لبعض والقارئ عنده، ويشير الفهم، تصحيح على غالبا يركز والتنزيل، : الفهم األمرين على يعقب

صحيحا يكن لم إذا الفهم أن السبب يكون وقد التنزيل، تصحيح إلى باقتضاب من أكثر الفهم تصحيح على التركيز ينبغي ثم ومن خطأ، سيكون حتما فالتنزيلالحكم. تنزيل على التركيز

__________.174: ص نفسه، : المقال الكوثري ( - مقاالت1).172: ص نفسه، ( - المقال2).133-128: ص والجمعة، : العيد الكوثري ( - مقاالت3)

(1/4)

وأن عليه غبار ال واضح منه المستنبط والحكم صحيح النص فهم أن يرى وحين بعرضه وذلك التنزيل، تصحيح إلى يتجه حينئذ فقط، التنزيل في وقع إنما الخطأ الضوابط، بهذه إلمامه مدى يظهر وهنا اإلسالم، فقهاء عند المعتبرة ضوابطه على

الحقا. ذلك عن البحث سيكشف كما وتوظيفها، إليها االحتكام على قدرته ومدىالتنزيلي. االجتهاد بضوابط اهتمامه : دواعي ثانيا تجاوزات يرى أن يؤرقه الذي المسلم الداعية هموم يحمل كان الكوثري الشيخ إن

أن مضجعه يقض الذي العالم هموم يحمل كان كما الدعوة، مجال في وانحرافات لمن تصدى لذلك أهلها؛ من ليسوا من يتوالها الدين في الفتوى مهمة يرى

على الخارجين اإلفتاء على المجتهدين( المتطاولين ( )بدل1المتمجهدين) يسميهم وتناقضاتهم وتخبطهم خلفياتهم عن فكشف الفقه، مجال في المتوارث المألوف

عن وأبان الناس، وقائع على الشرع أحكام تنزيل في المتبعة مسالكهم في في اإلسالم فقهاء لدى المعتبرة للضوابط توظيفه خالل من اإلفتاء في هفواتهم

األحكام. تنزيل

: اآلتية النقط في األحكام تنزيل بموضوع الكوثري اهتمام دواعي تلخيص ويمكن الفقهية والمذاهب اإلسالمي الفقه على الفتوى إلى المنتسبين بعض - تجرؤ1

المتوارثة.__________

.135: ص الكوثري، ( - مقاالت1)

(1/5)

عليه التطاول وأن وفهمه، الدين معرفة هو جوهره في الفقه أن الكوثري يرى أن يرى كما (،1للدين) الدين علم مغايرة نظره في يتصور ال إذ الدين، على تطاول

: يقول مطلقا، الفقه حرمة انتهاك أبدا يسوغ ال المسائل بعض في الفقهاء تنازع األحكام، أدلة لتجاذب الفقه أبواب مسائل من الربع في الفقهاء تنازع "وأما

حرمة انتهاك يسوغ فال المسائل، أرباع ثالثة على اتفاقهم بعد األفهام، وتفاوت مأجور، الذمة بريء المخطئ المجتهد أن على ينص الدين بل مطلقا، الفقه

: نفسه السياق في أيضا ويقول (،2األجر") له يضاعف المصيب والمجتهد شهوة تحملهم العلماء أزياء في أناس وجود من األسف كل المسلم "ويأسف محاولة وعلى األول، الصدر فقهاء على االستدراك بمظهر التظاهر على الظهور المنهاج الواضح الشرع ويجعلون مواضعه، عن الكلم يحرفون بها أساليب ابتداع

(.3الزمن..." ) مع يتقلب األحكام الصريح عنه يتطاول من بالمروق ورميه الدرجة، هذه إلى للفقه الكوثري تقدير أن ويبدو

عن الفقه فصل البعض محاولة من يالحظه كان عما أساسا ناتج حرمته وينتهكوتجاوزه. انتقاده له يتسنى حتى تراث مجرد الفقه واعتبار الدين،

__________.76: ص والفقه، : الدين الكوثري ( - مقاالت1).77: ص نفسه، : المقال الكوثري ( - مقاالت2).81: ص المسلم، نظر في الله : شرع الكوثري ( - مقاالت3)

(1/6)

أيضا ينتقد فإنه عليه، والتطاول الفقه حرمة انتهاك بشدة ينتقد الكوثري كان وإذا المذاهب أصحاب خصوصا الفقهاء، على التطاول والصرامة الشدة وبنفس

: ".... الرسالة مجلة في المفتين أحد على معلقا يقول سلف، عن خلفا المتوارثة عدم من حل المذاهب- في تلك األمة- أتباع يجعل األربعة بالمذاهب تقيده عدم ثم

والتجرؤ المروق إلى الطريق تعبيد وليس األربعة، لألئمة المخالفة بآرائه األخذ : "وأما نفسه السياق في (. ويقول1الحازم") العالم شأن المتوارث الفقه على

�بدوا أن ال جديدة، نوازل في يتكلموا أن إال لهم فليس الفقهاء من المتأخرون آراء ي أهل هم الذين األول الصدر رجال النصوص من فهمه ما خالف على الشرع في

(.2اللسان..." ) وكان والفقهاء، الفقه على المتطاولين على بشدة حمل قد الكوثري أن والخالصة

إلى المطاف نهاية في يؤدي المتوارثة الفقهية المذاهب عن الخروج أن يرى قنطرة : "الالمذهبية بقوله عنونه الالمذهبية حول مقاال كتب وقد الدين، عن مروق

إمعة واعتبرهم الفقه، في الالمذهبية دعاة على بشدة فيه الالدينية" حمل سمع فإذا الدعوة هذه بمثل ينخدع ال الرزين : "فالمسلم يقول للجمهور، مخادعين

الدين أصول حرسوا الذين الدين أئمة حول من االنفضاض إلى الدعوة نعرة الله صلى النبي عن توارثوه كما اليوم، إلي التابعين عهد من فروعه اإلسالمي

من له بد فال الحق، أهل مذاهب من النيل نعيق سمعه طرق أو وسلم، عليه(.3الفتنة") هذه وكر واكتشاف النعرة هذه مصدر تحقيق

وتغير المصلحة باسم الفقه ألحكام والفتوى للعلم المنتسبين بعض - تجاوز2األوضاع.

__________.183: ص خاص، بشعار الذمة أهل إلزام : منشأ الكوثري ( - مقاالت1).80: ص المسلم، نظر في الله : شرع الكوثري ( - مقاالت2)109: : ص الكوثري ( - مقاالت3)

(1/7)

األحكام تنزيل بضوابط االهتمام إلى الكوثري دعت التي البارزة العوامل من وباسم أحيانا، المصلحة باسم ألحكامه، بالفقه المشتغلين بعض تجاوز الشرعية

أخرى. أحيانا األوضاع وتطور الزمان تغير والمآالت واألحوال واألمكنة األزمنة بتغير الفتوى تغير ينكر ال الكوثري الشيخ إن

لتجاوز مطية العوامل هاته تتخذ أن وبشدة ينكر وإنما الحقا، ذلك سأوضح كماتبعاتها. من والتملص الفقهية األحكام

األحكام تغير تخيل : "وأما مطلقا األزمان بتغير األحكام تغير دعوى عن يقول منزلة الله لشرع فتنزيل الفقهاء قرره ما إلى نظر بدون مطلقا الزمن باختالف(.1الدين") أهل يأباه مما وذلك الوضعية، األحكام األحكام تغير دعوى المسلم" عن نظر في الله "شرع بعنوان مقال في ويقول باسم الشرع تغيير محاوالتهم في المرجفون الله :" فليتق مطلقا األعراف بتغير

على العرف تحكيم : وأما والفقه" يقول "الدين بعنوان مقال ( وفي2العرف)(.3يقع") ولن مسلم من يقع فلم النصوص

الشرع نقض محاولة إال هذا : "وما يقول بالمصلحة األحكام تغير دعوى وعن(.4المصلحة..." ) باسم الشرع حرمه ما بتحليل اإللهي

المصلحة رعاية أن دعواه من الحنبلي الطوفي الدين نجم إلى ينسب ما أورد ثم هذه : إن وقال بشدة عليه رد ثم التعارض، عند واإلجماع النص على مقدمة المسلمين من أحد بها يقل واإلجماع( لم النص على المصلحة تقديم )أي الكلمة

(.5منه) أسقط هو من إال بعده يتابعه ولم الطوفي قبل__________

.77: ص والفقه، : الدين الكوثري ( - مقاالت1).81: : ص الكوثري ( - مقاالت2).78: : ص الكوثري ( - مقاالت3).82: ص نفسه، ( - المصدر4)نفسه. ( - المصدر5)

(1/8)

مقاالته مختلف في مبثوث هو مما وغيرها النصوص هذه خالل من يظهر وهكذا التي بالضوابط التشبث على حريصا كان الكوثري الشيخ أن واألصولية، الفقهية عن الكشف في جهدا يأل ولم األحكام، وتنزيل اإلفتاء في اإلسالم علماء قررها بأساليب ووظفوها معاملها غير علي الضوابط هذه حملوا الذين أولئك تخبط

هذه الشرع. وسأبين باسم شرعية غير معينة أوضاع لتبرير خادعة، ملتويةالحقا. لها الكوثري مراعاة ومدى الضوابط

بعض لتبرير المذاهب في والشواذ للرخص لإلفتاء المنتسبين بعض - تتبع3األوضاع.

أن المناظر بعض على الفتاوى من ينشر ما يتابع وهو الكوثري الشيخ حظه ال مما الشرعية صفة إلضفاء الواهية واألقوال الرخص يتصيدون لإلفتاء المتصدين بعض

بضوابط وعنايته وشروطه، اإلفتاء بقواعد اهتمامه دواعي من ذلك وكان عليها،عموما. األحكام تنزيل الروايات الصالة" أورد في النعال ولبس الرؤوس : "كشف بعنوان له مقال ففي القول مالك إلى عزا المفتين بعض أن وذكر الثياب، طهارة في مالك اإلمام عن

سنة إزالتها وأن إزالتها، على والقدرة العلم مع ولو الثياب نجاسة مع الصالة بصحة من مالك عن يروى ما استغالل محاولة : وأما قائال عليه رد بفرض. وقد وليست

الصريحة لألدلة مخالفتها فعلى الصالة، صحة في بشرط ليست الثياب طهارة أن : عنه وهب ابن عن طاهر أبو رواه ما هو عنه الصحيح بل أصال، مالك عن تصح لم

في مالك عن الروايات أورد ما (. وبعد1فرض...") الصالة في الثياب طهارة "أن أنه الثقات مالك مذهب رجال عن نقلناه ومما ذلك من : فتبين قائال علق الموضوع

عند الثياب طهارة أمر في التساهل في أصال مالك بمذهب للتمسك مجال ال "من ضل" و العلماء شواذ تتبع : "من قال من وصدق صالته، في ربه العبد مناجاة

(.2الشاذ") الرجل إال الشاذ يحمل "ال و كثيرا شرا حمل الشاذ حمل__________

.143: : ص الكوثري ( - مقاالت1).144: : ص الكوثري ( - مقاالت2)

(1/9)

اإلمام إلى يسمه( عزا )لم عصره فقهاء أحد أن ذكر المتعة نكاح عن حديثه وفي الهداية في مالك إلى تجويزها : "وعزو قائال عليه رد ثم النكاح، لهذا تجويزه مالك رواية في المتعة بنكاح وطئ من على الحد وجوب مذهبه بل سبق، كما بحت خطأ ذلك مسعى فيكون الحد، عنه فيسقط بشبهة وطأ ذلك يعد من بخالف نافع، ابن

(.1الخذالن... ") منتهى مالك( في إلى المتعة جواز عزا الذي )يقصد الفاتن : "وال وتصفيتها األوقاف حل فيها يجيز الشيوخ أحد فتوى على تعليقه في وقال عبدوس ابن إلى يعزى بقول األول الصدر من حكمها نفاذ المتوارث األوقاف تحل

(.2عبدون") أو اجتمعتا إذا الجمعة صالة عن العيد صالة بكفاية أفتى من على رده معرض وفي شاذة، الرواية هاته : "إن قال الحنبلي المذهب في رواية على بناء واحد يوم في

بعض في مدونا يجده أن بمجرد الجمهور عن شاذ بقول يفتي أن لعالم يجوز وال(.3تعبدا") ال تشهيا يكون ذلك ألن الرخص، في سيما وال الكتب

األحكام وتغيير الفقهية، والمذاهب الفقه على : التجرؤ الثالثة العوامل هذه إن الرخص وتصيد األزمنة، واختالف األوضاع وتبدل والتجديد المصلحة باسم الفقهية

ودفعته الكوثري، الشيخ حركت التي الدواعي أهم هي الواهية، الشاذة واألقوالاإلفتاء. بضوابط والعناية األحكام، تنزيل بموضوع االهتمام إلى

غالبا يستعمل المجال هذا في الوقعة التجاوزات يناقش حين الشيخ أن ويالحظ تحمل بصفات التجاوزات تلك مرتكبي ويصف والصرامة، بالشدة متسما أسلوبا

حامية كانت هؤالء مع معركته أن على بوضوح يدل ما اللوم ومن القدح من المخلصين، والدعاة العلماء من أمثاله ومن منه بمستغرب ذلك وليس الوطيس،

نفسه الدين باسم حرماته وانتهاك الدين، حمى باستباحة متعلقا األمر دام ماأحيانا.

__________.196: : ص الكوثري ( - مقاالت1).192: ص نفسه، ( - المصدر2).129: ص والجمعة، : العيد نفسه ( - المصدر3)

(1/10)

عند تطبيقاتها وبعض األحكام تنزيل عند مراعاتها الواجب الثاني: الضوابط المحورالكوثري: الشيخ التي الضوابط احترام إلى بإلحاح يدعو كان الكوثري الشيخ أن إلى اإلشارة سبقت ما وأن الناس، وقائع على لألحكام الصحيح التنزيل لضمان الشريعة علماء وضعها ليس األزمنة، وتغير واألعراف المصلحة مراعاة مثل لبعضها انتقاده من يظهر

من وتوظيفها استعمالها سوء هو بالنقد المقصود وإنما مراعاتها عدم منه مقصودا وتجاوزها الشريعة أحكام من للتحلل آخرين قبل من واستغاللها البعض، قبل

قرره ما إلى نظر بدون مطلقا الزمن باختالف األحكام تغير تخيل يقول: "وأما(1الوضعية.") األحكام منزلة الله لشرع فتنزيل الفقهاء،

سديد فنظر الفقهاء قرره بما منضبطا ذلك كان إذا األزمنة بتغير األحكام فتغير الزمن بتغير األحكام في التغير كان إذا لكن الكوثري، عند التحصيل مطلوب

أن كما عنده، المرفوض العمل هو فذلك الفقهاء قرره بما االنضباط دون مطلقا سلبيا ليس وتحسينها الحياة لتطوير العصر عطاء من واألخذ التجديد من موقفه ومقررات يتعارض ال نافع جديد بكل يرحب ايجابي موقف هو بل بإطالق، رافضا العتيق اصطدام على الله سنة جرت : "وقد ذلك مبينا يقول الحكيم، الشرع

كل يؤاخي وال قديم كل يعادي ال العقل مع الدين له الله جمع من أن إال بالجديد،(.2الشرع") يصادم ال الذي وهو االثنين، من باألصلح يأخذ بل جديد، ضد وال واألحوال، واألمكنة األزمنة بتغير الفتوى تغير –إذن- ضد الشيخ فليس

ضد هو وإنما واألمة، والوطن للناس مصلحة فيه بما األخذ ضد وال بإطالق، التجديدالمجاالت. تلك في اإلسالم فقهاء لدى المقررة الضوابط تجاوز

__________

.77ص ، والفقه الكوثري: الدين ( - مقاالت1).122ص والتاريخ، الحقيقة حرمة الكوثري: انتهاك ( - مقاالت2)

(1/11)

عند المقررة واآلليات الضوابط مختلف عن للحديث متسع غير المجال أن وبما استعملها والتي وتصرفاتهم، الناس وقائع على األحكام تنزيل في اإلسالم علماء فإنني واألصولية، الفقهية الصبغة ذات ومقاالته أبحاثه في الكوثري الشيخ

يحتاج ما وأؤصل الضوابط هذه سأوضح عنده، ورودا وأكثرها أهمها على سأقتصر بها، والتزامه عليها اعتماده تؤكد الكوثري مقاالت من أمثلة مع منها التأصيل إلى

فقيه على مراعاتها الواجب الخاصة بالضوابط أردفها ثم العامة بالضوابط وسأبدأإمامه. مذهب وأقوال روايات تنزيل في الفتيا

تنزيله. أثناء ومراعاتها الحكم مآالت من أوال: التحقق تنزيل قبل منها والتحقق مراعاتها يجب التي الضوابط أهم من الحكم مآل مراعاة الفعل أن الشريعة فقهاء لدى المعلوم من إذ الناس، وقائع على الشرعي الحكم غاية إلى وسيلة هو وإنما ذاته حد في غاية ليس الشرعي الحكم به يرتبط الذي النظر إعادة وجب الغاية هذه تتحقق لم فإذا مفسدة، درء أو مصلحة تحقيق هيوسيلتها. في

لقبح مرة عنه ينهى ما … األفعال : ومن السالم عبد بن العز العلماء سلطان يقول عليه اإلقدام في متقاربة لمصالح تارة ويباح ثمراته لحسن تارة به ويؤمر ثمراته،

األصل في يكون العمل : إن بقوله الشاطبي ذلك عن وعبر (،1عنه) واإلحجام عنه النهي يترك لكن ممنوعا أو مفسدة، من إليه يؤول لما عنه ينهي لكن مشروعا

التكليفية األحكام الواحد الفعل على تتوارد ( وقد2مصلحة) من ذلك في لما إذا اإلنسان على واجبا - يكون مثال – فالزواج المختلفة مآالته إلى بالنظر الخمسة

حراما ويكون يتزوج لم إن الحرام في الوقوع نفسه على وخشي عليه قادرا كان أو مندوبا أو مكروها يكون كما للزوجة، الجنسية الرغبة تلبية عن للعاجز بالنسبة: التحفة في عاصم ابن قال كما مباحا،

. مباح أو مندوب أو ***** واجب النكاح الناكح وباعتبار__________

بيروت- – العلمية الكتب دار ط2/90 األنام مصالح في األحكام ( قواعد1).4/198 لشاطبي ( الموافقات2)

(1/12)

أو المنع إلى الطلب من الحكم لتغيير مهما عامال المآل اعتبار على يدل ومما على أشق أن وسلم: "لوال عليه الله صلى قوله السنة، من له ويؤصل العكس

يؤول لما وسلم عليه الله صلى صالة" فمراعاته كل عند بالسواك ألمرتهم أمتي ذلك ترك بل صالة كل عند االستياك أمته على يوجب لم مشقة من الفعل هذا إليه

واالستحباب. الندب على المرأة إلى ينظر بأن شعبة بن للمغيرة وسلم عليه الله صلى أمره أيضا ذلك ومن أي (،1بينكما" ) يؤدم أن أجدر ذلك : "ألن بقوله ذلك وعلل يتزوجها أن أراد التي

إلى بقصد النظر فتركيز والتساكن، األلفة بينكما به تتحقق أن أجدر النظر ذلك أن فإنه بها، الزواج أجل من النظر كان إذا لكن عنه، منهي األجنبية المرأة محاسن

في النظر وترك الزوجين، بين األلفة تحقيق هو الذي مآله باعتبار مطلوبا يصير يكن لم بما الزوجة أو الزوج يفاجأ قد إذ معاكس مآل إلى يفضي قد الحال هذه

عليهما. مفسدة ذلك فيكون صاحبه من فيه ويرغب يتوقعه كان فإذا تنزيله قبل الحكم مآل إلى دائما ينظر أن المفتي للفقيه ينبغي لذلك

أجله راجحة مفسدة إلى يؤول كان وإذا وأنزله به أفتى راجحة مصلحة إلى يفضيالمآل. ذلك يناسب آخر حكم عن وبحث حين إلى

: أهمها عدة صور له الحكم أو الفعل مآل وتغير ثم به مأمورا الفعل يكون بأن وذلك مفسدة، إلى مصلحة من المآل يتحول أ- أن

مآله. لتغير عنه منهي إلى يتحول__________

يتزوجها. أن أراد إذا المرأة إلى النظر باب النكاح كتاب ماجة ابن ( - سنن1)

(1/13)

فيه لما عنه منهيا الفعل يكون بأن وذلك مصلحة، إلى مفسدة من المآل تغير ب– الغيبة أن ذلك من مصلحة فيه طارئ لمآل المنع صفة عنه تزول ثم مفسدة من

مصلحة فيه آخر مآل عليها طرأ فإذا مفاسد من عليها يترتب لما عنها منهي المصلحة لهذه نظرا مشروعة وصارت النهي صفة عنها زالت محضة شرعية الذي للشخص مثال فيجوز نصيحة، إلى تفضي كانت إذا الغيبة تجوز لذلك الطارئة

يذكر أن منها، الزواج يريد يعرفه رجل في رأيه إبداء منه وطلبت امرأة استنصحته الحال هذه في الغيبة ألن والذميمة، الحميدة الرجل صفات من يعرفه ما لها

نصيحة. تنقلبالشرعي. الحكم معرفة منها المقصود كان إذا المفتي أمام أيضا الغيبة تجوز كما

الكوثري: الشيخ عند الضابط هذا تطبيقات ومن ال طاهرة كانت إذا فصحيحة النعال في الصالة : أما الشيخ النعال: قال في الصالة صلى النبي أن أنس عن ورد ( وقد1األرض) على األصابع رؤوس باطن وضع تمانع في أفتى من فتوى يرتض لم الشيخ لكن النعلين، في يصلي كان وسلم عليه الله

مفسدة فيه الذي لمآلها نظرا المسجد في النعال في الصالة بصحة عصره بنعالهم المساجد في الصالة على الناس حمل أن القول يقول: وصفوة واضحة،

لصلواتهم تعريض المراحض، وتلك األزقة، وهذه الشوارع هذه بها يطؤون التي هذه في السجدة إتمام إمكان وبعدم النعال، تشربتها التي النجاسة بسبب للفساد

بتطييبها أمرنا التي المساجد وتوسيخ الفقهاء، جمهور عند الصلبة المداسات حيث بقعة أقدس إلى القذرة النعال تلك تحملها التي للجراثيم ونشر وتطهيرها،

أحوال على بالسهر المساجد عن إبعاده يجب شر ذلك وكل ربه، المصلي يناجي(.2أسف) بكل ذلك في يتساهل من منهم الذين المساجد أئمة

__________.137 ص الكوثري ( - مقاالت1).137ص الكوثري، ( - مقاالت2)

(1/14)

في الزكاة دفع بجواز أفتى من الشيخ يوافق المساجد: لم بناء في الزكاة إعطاء ناقش وبعدما العام، النفع ذات المؤسسات وسائر والمدارس المساجد بناء

هذه تنزيل إليه يفضي الذي المآل بين مستفيضة مناقشة الفتوى هذه أصحاب الحال... لو يكون قال: فماذا بالجواز، أفتوا ما هؤالء راعاه لو والذي اليوم، الفتوى

بناء من البر وجوه في صرفها باسم الزكاة في حقهم والمعوزون الفقراء حرم أصبح زمن في اقتراحات من له آخر ماال ومستشفيات... إلى ومدارس مساجد بقاع من كثير في والفاقة الفقر شر استفحال دون الحيلولة في يفكرون العقالء شر من ذلك على يترتب وما الفقر لداء اإلسالم في دواء أنجع ويرون العالم،

(.1األغنياء) أموال في حقهم الفقراء إعطاء هو مستطير المصلحة تقتضيه لما األهلي الوقف حل بجواز البعض األهلي: أفتى الوقف إلغاء

وبين الكوثري عليهم رد وقد حنيفة، أبي إلى تنسب رواية على بناء الوطنية أنه جيدا نعلم : "ونحن يقول نزلت، لو فتواهم إليها تفضي التي الفاسدة المآالت

المسلمون، افتتحها منذ موقوف غير شبر موضع العثمانية الخالفة دار في يكن لم العاصمة في يشاء ما وبناء يشاء ما تملك الغريب على يسهل الوقف ألغي فإذا

ألغي فإذا اإلسالمية، البلدان غالب في اإلسالم ميزانية الوقف إن ثم وغيرها، والمعاهد والمدارس والمساجد الجوامع نظام يختل ما فسرعان مدده وقطع

(.2الخير...") وجوه وسائر المعوزين ومساعدة والمستشفيات والمالجئ__________

.151ص المال، زكاة من المساجد الكوثري: عمارة ( - مقاالت1).159ص األهلي الوقف نفسه: حول ( - المصدر2)

(1/15)

يذكر لم الباحثين أحد إلى نسبه اجتهادا الكوثري الشيخ الزوجات: أورد تعدد منع كثرة هي الضرورة وهذه التعدد منع تقتضي االجتماعية الضرورة أن مفاده اسمه، هذه في المراعى المآل بأن الشيخ عليه رد ثم يعولهم، من وجود غير من النسل

أعمال إيجاد الشأن أصحاب على الهين "من إذ متوهمة ومصلحة فاسد االجتهاد الناس منع وأما الناهضة، لألمة خير كل مفتاح النسل كثرة فتصبح العاملة لأليدي

العمليون، اإليجابيون الرجال يأباه سلبي فسعي النسل كثرة من خوفا الزواج من(.1األمة) ينهض مما التهرب من ذلك في لما

البناء تحرم فتوى عصره علماء بعض عن الكوثري الشيخ القبور: أورد على البناء مناقشتهم وبعد وقباب، مساجد من المقابر على بني ما هدم إلى وتدعو القبر على وأن المسلمين، بين عريضة فتنة نزلت- سيكون -إذا الفتوى هذه مآل أن إلى أشار

يقول: هؤالء يتوهمها التي المصالح من أعظم بسببها مفاسد من سيحدث ما أن اإلسالم بالد في األمور أولياء على يجب التوقيع صاحب من الرأي هذا "فعلى

وصالحي الدين وأئمة الصحابة قباب هدم في ليعملوها الهدم بمعاول يمسكوا ملوك وقباب إليهم، المضافة والمساجد ومغاربها، األرض مشارق في األمة

ذلك خالف من األمة توارثت ما مع قطر، كل في وغيرهم اإلسالم وأمراء اإلسالم واستقصاء التروي العالم على يجب العامة البلوى هذه مثل ففي سلف، عن خلفا

(.2الحرج) يزيل ما بينها ليجد الطبقات جميع في العلم أهل أقوال لرد إليه يحتكم الكوثري الشيخ كان الذي المآل مراعاة من النماذج بعض هذه

مآالت أورعوا للمآل، المراعاة هذه عن أهلها غفل التي واالجتهادات الفتاوى بعضالشرع. مقاصد مع تنسجم ال فاسدة

__________.172 الزوجات تعدد الكوثري: حول ( - مقاالت1).125ص إليها والصالة القبور على مساجد نفسه: بناء ( - المصدر2)

(1/16)

المراعاة المهمة الضوابط من ألنه المآل ضابط عن الحديث في قليال أطلت وقد فيها النظر تدقيق عند التنزيل ضوابط من وكثير الحكم، تنزيل أثناء الفقهاء عندذاتها. حد في ضوابط منها أكثر للمآل وسائل تبدو واألفعال: األحكام مآالت في النظر عليها يتأسس التي المنهجية األدوات أهم ومن

مقومات ضمن األصوليون عنها تحدث وقد الذرائع، وسد واالستصالح االستحسان المجتهدين، األئمة بين فيها المختلف المقومات من واعتبروها بالرأي، االجتهاد

الميدان في أما فحسب، النظري المجال في مالحظ الخالف هذا أن يبدو لكن لألحكام تنزيلهم أثناء المقومات هذه يعتمدون كلهم المجتهدون فالفقهاء التطبيقي واضح هو كما وتوظيفها استعمالها مقدار في إال يختلفون وال الواقع على الشرعية

الفقهية. الفروع كتب فيواألعراف: األزمنة خصوصيات ثانيا: اعتبار

واألماكن العصور جميع في وعام مطلق هو ما منها الشرعية األحكام إن ما ومنها والدوام، العموم على يتحقق منها الشرعي المقصود لكون واألشخاص

المقصود يتحقق ال شخصية أو مكانية أو زمنية بظروف تشريعه أثناء مرتبط هو المقصود فإن انعدمت وإذا يشبهها، ما أو الظروف هذه بوجود إال منها الشرعي لمصالح مفوتا الحال هذه في تنزيلها ويصير يتخلف الحكام تلك من الشرعيشرعا. عنه المرفوعين والحرج الضيق في له وموقعا المكلف،

أن على الفقهاء اتفق : لقد الحكم تنزيل أثناء الزمن خصوصيات - مراعاة1 اعتبار على تشريعه عند المبني الحكم على المؤثرة العوامل من األزمنة اختالف الشرع– يعني – خطابه من علمنا الشاطبي: قد إسحاق أبو يقول الوقت، أحوال

(1واألوقات) واألشخاص األحوال بحسب يتوجه أنه__________

و1/365 القيم البن اللهفان إغاثة أيضا وانظر2/41 للشاطبي ( - الموافقات1).4/220 له الموقعين إعالم

(1/17)

في معروفة تكن لم وظواهر أحوال ما زمن في تظهر أن الزمان بتغير والمقصود ومدعو الزمني التغير هذا بمالحظة مطالب الحكم. والفقيه فيه شرع الذي العهد على ينزله أن قبل الحكم فيها شرع التي واألحوال المالبسات في النظر إلى

بينها يقارن أن لزمه معينة وظروف بأحوال ارتبط قد الحكم أن الحظ فإذا واقعه،

الشروط توافرت إن الحكم بذلك أفتى تقاربت أو تشابهت فإذا زمانه أحوال وبين لظروف المناسب الحكم عن وبحث الفتوى غير واختلفت تباينت وإن األخرى،

الشرع. لمقصود المحقق زمانه الصحابة تصرفات الحكم في مؤثرا عامال الزمن تغير اعتبار صحة على يدل ومما

األئمة من بعدهم جاء ومن – الراشدين الخلفاء خصوصا – عليهم الله رضوان زمن معينة بأحوال المنوطة األحكام من كثير في الفتوى غيروا فقد المجتهدين،

أزمنتهم. في األحوال تلك انتفاء الحظوا حينما تشريعها في الزكاة من قلوبهم المؤلفة لسهم – عنه الله -رضي عمر إسقاط ذلك من

هو الزكاة مال من جزءا المؤلفة هؤالء إعطاء من الشرع مقصود ألن وذلك عهده، من قلوبهم وتثبيت أذاهم وكف أهله مع تعاطفهم وكسب اإلسالم إلى استمالتهم

من مزيد إلى بحاجة اإلسالم كان يوم مطلوبا المقصود هذا وكان منهم، أسلم هذا يعد لم ، الشوكة قوي ظاهرا اإلسالم أصبح وحين والمؤيدين، المناصرين

النتفاء الحكم هذا إيقاف – - ض عمر قرر لذلك التحقيق مطلوب المقصود. ذلك على الصحابة ووافقه شرع أجله من الذي المقصود

: والعادة العرف - مراعاة2رئيسين: شكلين يتخذ وعوائدهم الناس بأعراف عالقته في الشرعي الحكم وذلك ، الندب أو الوجوب جهة على به مأمورا مشروعا العرف يكون أن أولهما،

على والنفقة العورة وستر الطهارة مثل التزامه، على ويحث الشرع يقره بأنه فعلها الشرع بطلب انتقلت يشبهها وما األعراف فهذه … واألبوين واألوالد الزوجة

تغييرها يجوز ال الدوام على ملزمة شرعية تكاليف إلى والعوائد األعراف مجرد من. أوضاعهم وتطورت الناس أحوال تبدلت مهما

(1/18)

ذلك راعى قد الشرع يكون أن بمعنى ، للحكم مناطا العرف يكون أن ، ثانيهما أبو يقول معه يتغير الحكم فإن تغير إذا العرف فهذا ، معينا حكما عليه وبنى العرف

بانتقاله ينتقل فإنه عادة على مرتب حكم : كل قواعده في المقري الله عبد(.1إجماعا)

واألعراف، األزمنة لتغير تبعا األحكام بتغير كبير اهتمام الكوثري للشيخ كان وقد على اعتمدوا قد عصره في اإلفتاء لمهمة تصدوا ممن كثيرا أن الحظ أنه ذلك

وقد الشرعية، األحكام بعض من للتحلل والعرف، الزمان : تغير العاملين هذين أن غير األحكام، تنزيل بموضوع اهتمامه دواعي عن الحديث أثناء ذلك بيان سبق

بتغير الشرعية لألحكام التغير دعاة على الشديد إنكاره من بالرغم الكوثري العاملين، هذين شأن في اإلسالم فقهاء قرره ما يتبنى كان فإنه واألعراف األزمنة

تغير إذا تتغير تشريعها أثناء الحال أو العرف فيها روعي التي األحكام أن يرى وكان )أي أحكامه من المصلحة أو بالعرف نيط ما : "وأن الحال. يقول أو العرف ذلك

(.2والمصلحة") العرف تغير عند يختلف الشرع( إنما بدون مطلقا الزمن باختالف األحكام تغير تخيل : وأما الزمن تغير شأن في ويقول

(.3الوضعية") األحكام منزلة الله لشرع فتنزيل الفقهاء، قرره ما إلى نظر األحكام تغير يرى أنه على الفقهاء"يدل قرره ما إلى نظر : بدون النص في فقوله في الفقهاء قرره وما الموضوع، في الفقهاء قرره بما التقيد بشرط األزمنة بتغير

أحوال فيه روعي الذي الحكم هو الزمن بتغير يتغير الذي الحكم أن هو الموضوع وأخذ قلوبهم المؤلفة سهم مثل له، مناطا األحوال تلك وكانت تشريعه، عند الوقتاإلبل. ضوال

__________.154: ص الجيدي، عمر للدكتور والعمل العرف كتاب عن ( - نقال1).191 ص دينه معيار الله شرع إلى المرء الكوثري: نظر ( - مقاالت2).77 ص والفقه الدين نفسه، ( - المصدر3)

(1/19)

االختالف في داخل واألعراف األزمنة بتغير األحكام تغير أن يرى ال الكوثري أن غير تنزيل وظروف األحوال في اختالف هو األحكام،وإنما تبديل باب من أو الفقهي األشباه وكتب الفقه قواعد كتب في الفقهاء أقره ما : "وأما يقول فقط، الحكم

من فليس والمكان، الزمان اختالف حسب حكمه باختالف الفقهية والنظائر في ذلك فإدخال وحال، حال إلى بالنظر للحكم تفصيل هو بل شيء، في االختالف(.1التفكير") في ودخل الموضوع تعقل في خلل من يكون إنما المنبوذ االختالف

تغير عند يختلف إنما أحكامه من والمصلحة بالعرف نيط ما : "وأما أيضا ويقول تفصيل هو وإنما شيء في والتبديل التغير من ليس هذا لكن والمصلحة، العرف

ذلك في الرجال ألهواء دخل فال وحال، حال إلى بالنظر للحكم الحكيم الشارع من(.2أصال") الشريعة أحكام تغيير إلى يسعون الذين أولئك على الطريق الكوثري يقطع وهكذا

بل ذلك، يفعلون كانوا الفقهاء أن بدعوى واألمكنة واألعراف األزمنة تغير على بناءعليهم. الله رضوان الصحابة حتى ذلك يفعل كان

__________.77ص والفقه، الكوثري: الدين ( - مقاالت1).191ص دينه معيار الله شرع إلى المرء نفسه: نظر ( - المصدر2)

(1/20)

داخل النعال في الضابطين: الصالة هذين من الكوثري لدى التطبيقية األمثلة ومن الكوثري الشيخ ألن هنا وأعيده المآل، مراعاة في المثال هذا ذكرت المسجد. وقد

الفتوى، هذه مآالت يراعوا لم هؤالء أن ذكر اليوم، بالجواز المفتين على رد حين ليس يومئذ النبوي والمسجد أهلها ونعال وأزقتها وطرقها المدينة حال أن ذكر كما

األحكام تغير إلى منه احتكام وهذا اليوم، وأحذيتنا ومساجدنا وشوارعنا مدننا كحال عليه الله صلى النبي مسجد ذلك: "وكان موضحا يقول واألمكنة، األزمنة بتغير

في كانت وسلم عليه الله صلى النبي أزواج وحجرات بالحصباء، مفروشا وسلم يطأ يكن لم ألنه أصال، قذر إصابة مظنة السالم عليه نعله تكن فلم المسجد اتصال

واألرجاس األرواث من األزقة طاهرة المنورة المدينة وكانت قذرة، شوارع بها في وسلم عليه الله صلى الرسول ألمر عنهم الله رضي الصحابة من انصياعاالله... بيوت عن فضال وأفنيتها البيوت في الكاملة النظافة مراعاة

وأراضيها األقذار، وطء من المشي في التحفظ من يتمكن فيها الماشي فكان

عن يبتعدون كانوا الماء صب إرادة وعند الرشاش، معها يؤمن رخوة رملية كانت فيها يمكن ال فإنها اليوم ومراحيض اليوم شوارع ... بخالف والمساكن األزقة

حتما ترش صلبة مراحيضها لكون النعال على والرشاش األقذار وطء من التحفظ(.1النعال...") على

__________.138-137 ص الصالة في النعال ولبس الرؤوس الكوثري: كشف ( - مقاالت1)

(1/21)

أمثلة أورد فقد األعراف تغير عن أما واألمكنة، األزمنة بتغير األحكام تغير عن هذا وكذا البلد، في المتعارف الدرهم على العقود في الدرهم مثل: "حمل كثيرة

برؤية الرؤية خيار وزوال لفظا، كالمشروط عرفا المشروط وكون الرطل، دورهم ببناء الناس بين جاريا العرف كان عندما الدار غرف أحدى المشتري واعتبار المذكور، العرف تغير عند المذكور الخيار زوال وعدم الغرف، متساوية

وتنوسي آخر معنى إلى نقل إذا ما بخالف فيه تعورف معنى في صريحا اللفظ(.1األول...") المعنى

وهي النص، هذه في هنا جمعها العرف بتغير الحكم لتغير األمثلة من جملة هذه إذا األعراف على المبينة األحكام تغير جواز يرى كان الشيخ أن على للتدليل كافية

الشأن. هذا في الفقهاء قرره بما متقيدا وكان األعراف، تلك تغيرتالناس على التيسير : مراعاة ثالثا يقول: ألصحاب الكوثري، الشيخ ومقاالت أبحاث في قوي حضور له الضابط هذا

لألمة أرفق هو بما يأخذوا أن الله دين في الورعين الشرع بأدلة الملمين الشأن يبحث أن ينبغي التيسير أن يرى الشيخ أن ( غير2المجتهدين...") األئمة أقوال من في التساهل يجوز فال خارجها، وليس الثابتة الصحيحة الشريعة أحكام داخل عنه

الناس. على التيسير بدعوى الشريعة أحكاممذهبه أئمة أقوال مع تعامله في الفتيا بفقيه الخاصة الضوابط بعض

__________.81 ص المسلمين، نتظر في الله الكوثري: شرع ( - مقاالت1).192 ص الله شرع إلى المرء الكوثري: نظر ( - مقاالت2)

(1/22)

المذاهب ألرباب كبيرا احتراما يكن كان الكوثري الشيخ أن إلى اإلشارة سبقت سلف، عن خلفا األمة توارثتها التي األربعة المذاهب خصوصا المعروفة، الفقهية

في الصحيح النظر درجة يبلغ لم الذي للمقلد بالنسبة عنها الخروج يجيز ال وكان ( وهذه1مذهبه) بنصوص التقيد عليه الواجب إذ بينها، والترجيح األحكام أدلة

المقلد دليل يقول: "ألن للمجتهد بالنسبة األدلة مثل إليه بالنسبة تعتبر النصوص(.2األحكام") بأدلة إلمام له من بخالف بالحجة يلزم فال إمامه قول أثناء يراعيها التي الضوابط هي فما إمامه مذهب باتباع ملزما المقلد كان وإذا

مذهبه؟ أئمة أقوال من قول تنزيل التي على فقط سأقتصر لذا لذكرها، المجال يتسع وال كثيرة، الضوابط هذه إن

البحث. بموضوع التزاما الكوثري الشيخ ذكرها فإن للمجتهد، بالنسبة األدلة بمثابة للمقلد بالنسبة تعتبر المذهب نصوص أن وبما المآل يراعي أن بد فال السابقة، الضوابط تلك يراعي أن المقلد هذا على

مذهبه. أئمة أقوال من قول تنزيل أثناء واألمكنة األزمنة وتغير واألعرافإمامه: قول تنزيل في للمقلد بالنسبة الكوثري ذكرها التي الضوابط ومن

إمامه. إلى القول نسبة صحة من التأكد هو والراجح المسألة، في خالف وجود حالة في األقوال من الراجح عن البحثغيره. دليل من أقوى دليله يكون الذي القول

__________.128 والجمعة : العيد نفسه ( - المصدر1).132 والجمعة نفسه: العيد ( - المصدر2)

(1/23)

هو والمشهور منها، المشهور عن بحث الخالف، ألقوال ترجيح أي على يقف لم إذا لم وإن بغيرهما، ويفتي والمشهور الراجح يترك أن له يجوز قائله. وال كثر ما

األقوال يعتمد أن فعليه األقوال من والمشهور الراجح معرفة من يتمكن الكوثري الشيخ يقول اإلفتاء، في اعتمادها على مذهبه أئمة نص التي والروايات

القرون، مدى مذاهبهم في الصحيح محصوا قد األئمة هؤالء أصحاب ذلك: "إن في يراجع أن إال المقلد للمفتي فليس مذهب، كل في اإلفتاء في واحدا قوال وعينوا(.1المسألة") في الصحيح بالقول فيفتي عندهم المعتمدة الكتب للمستفتي الخالف يذكر وال التنزيل، في واحد قول على يقتصر أن للمقلد ينبغي

في به المفتى الصحيح بالقول يفتي يقول: "وإنما شاء قول بأي األخذ في ويخيره جواب في الخالف بيان أن المعلوم من ألن اختالف، ذكر بدون واحدا، قوال مذهبه

ال الحيرة من التخلص أجل من اإلفتاء أن مع الحيرة، سوى يفيده ال المستفتي(.2الحيرة...") زيادة في اإليقاع ألجل أئمته، أقوال من قول تنزيل أثناء بها التقيد المقلد يلزم التي الضوابط بعض هذه

مثل الحكم تنزيل في المجتهد يراعيها التي الضوابط تلك يراعي أن وخالصتها نسبته صحة ومن القول، من ويتأكد والمكان، الزمان وتغير والعرف المآل مراعاة

عن بحث يجده لم فإن الراجح، عن يبحث ثم مذهبه، أئمة إلى أو إمامه إلى اإلفتاء، في اعتماده عل مذهبه أئمة نص ما اعتمد ذلك، عليه تعذر فإن المشهور،

حيرة. في يوقعه ال حتى للمستفتي الخالف يذكر ال التنزيل وأثناء__________

.115 ص اإلفناء في التسرع الكوثري: خطورة ( - مقاالت1)( - نفسه.2)

(1/24)

قرره ما وفق التنزيلي االجتهاد بضوابط اهتم الكوثري الشيخ أن القول وصفوة أثناء يحترمها ولم الضوابط هذه تجاوز من بشدة وواخذ شأنها، في اإلسالم فقهاء أنكر كما الضوابط، هذه أهلها يراع لم التي الفتاوى من كثيرا وانتقد الحكم، تنزيل

وتنزيل الشريعة أحكام لتجاوز الضوابط هذه استغالل إلى يسعى من على بشدة االهتمام إلى دفعته التي الدواعي أهم من ذلك كان وقد عنها، غريبة أحكام

بالموضوع. بها االهتمام يجب األحكام تنزيل في اإلسالم فقهاء عند المقررة الضوابط وهذه نتيجة قضاياهم وتشابك الناس، وقائع لتشعب نظرا قبل، ذي من أكثر اليوم

الحياة. مجاالت مختلف في الحديث العصر عرفها التي المذهلة التطورات بالواقع، واسعة خبرة ذا يكون أن لإلفتاء المنتصب الفقيه على يفرض كله وهذا تنزيله يكون حتى الوقع هذا لتشخيص المختلفة التخصصات ذوي معه يشرك وأن

الحرج ورفع الناس مصالح تحقيق في الشرع لمقتضى مناسبا عليه للحكم االنترنيت شبكة وعبر الفضائية القنوات عبر للمفتين ينبغي كما عنهم، والمشقة األمكنة، خصوصيات يراعوا أن الضوابط، هذه يراعوا أن السيارة والصحف في الناس يوقعوا ال حتى وشدة، سعة من أهلها وأحوال فيها، السائدة واألعراف

شرعا. المرفوعين والضيق الحرجالصالحات تتم بنعمته الذي لله والحمد

(1/25)