280
1 ة والتشيع الشيعق وتاريخ فرستاذ تأليف اي ظه إحسان إهور باكستان ديثن االة تر رير رئيس السنةر ترجمان دالتي أصدرتهان الطبعة ا عخطاء لبعض ا مع التصويبولى الطبعة ا1404 هـ1984 مثون ألف ثذ٠ ف ة خ ا٠ رؾسد ص ف ىزبة فزا ا ك١غر ر أفخ١فغخ ا١جؾجىخ ا 1431.12.4

التشيع_إحسان_ ظهير

Embed Size (px)

DESCRIPTION

التشيع_ إحسان_ ظهير

Citation preview

1

الشيعة والتشيع فرق وتاريخ

تأليف األستاذ

إحسان إهلي ظهري

رئيس حترير جملة ترمجان احلديث الهور باكستان مع التصويب لبعض األخطاءعن الطبعة التي أصدرتها دار ترجمان السنة

الطبعة األولى

م 1984هـ 1404

ثالثون ألف

ر رغ١ك زا اىزبة ف ف سد ص رؾ٠خ ا ف ة ٠ذ

أف

ؾجىخ اج١خ اغف١خ

1431.12.4

2

بسم اهلل الرحمن الرحيم

ا٢بمد هلل رب العا٤بب ، الربن الرحيم ، مالك يـو الدين ، والصبلة والسبلـ على أشرؼ األنبياء وخاب ا٤برسلب وعلى أىل بيتو أمهات ا٤بؤمنب وآلو الغر ا٤بيامب وأصحابو الربرة ا٤بقربب ومن تبعهم

: بإحساف إىل يـو الدين وبعد

الربيلوية ػ )فإنب بدأت ب بع الكتب عن اإل٠باعيلية ولئل٠باعيلية بعد ما فرغت من كتايب واشتغلت ب ترتيب وتصفيف ووضعت ا٣بطة وخططت ا٣بطوط والتخطيط للكتابة (عقائد وتاريخ

عنهم وبوبت األبواب ورتبت الفصوؿ وجاوزت النصف من العمل حب وصلتب الدعوة من االخوة ا٤بخلصب الغيورين لدين اهلل وبلتو لزيارة أمريكا وإلقاء ا٣بطب واحملاضرات ب عديد من والياهتا ب

مراكز الطبلب و٦بامعهم وأنديتهم و٧بافلهم أندية الطهارة و٧بافل التقوى ب تلك الببلد الكافرة ا٤بنحطة ب حضيض النجاسة والرذالة كالبساتب الوردية واألشجار الوارفة الظل واليانعة األبار ب

. صحراء عطشانة حامية فيحاء والب ىي كمنارة النور ب ليلة ظلماء مطبة حالكة سوداء

االخوة العرب ا٤بسلموف الذين ذىبوا إىل تلك البقاع لطلب العلم بدءوا يعلموهنم العلم ، علم األخبلؽ وعلم اآلداب وعلم ا٢بضارة والثقافة وعلم الروح علم القرآف وتعاليم الرسوؿ الكرن صلوات

اهلل وسبلمو عليو وإنب بعد ما رأيت وبعد ما شاىدت رأيت التحمس لدين اهلل والعمل بو والغبة ٢بملتو أصحاب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وأسبلؼ ىذه األمة وشاىدت العفاؼ والعفة

والطهارة والتقوى واحملافظة على الصلوات وا٣بضوع وا٣بشوع فيها التشوؽ واالستماع إىل األحاديث أيقنت أف اهلل سيعلى . الدينية والكلمات العلمية واحملاضرات اإلسبلمية وبصرت أنديتهم و٧بافلهم

كلمتو ويرفع رايتو ويظهر دينو على األدياف كلها ، وينشر صيت نبيو وا٠بو وذكره ب تلك الببلد النائية عن ببلد ا٤بسلمب ا٤ببامية األطراؼ هبذا ا١بيل ا٤بيموف ا٤ببارؾ وتيقنت أهنم ىم الذين قاؿ فيهم

وب أنديتهم الشاعر العريب القدن

وفيهم مقامات حساف وجوىهم وأندية ينتاهبا القوؿ والفعل

وإف جئتهم ألفيت حوؿ بيوهتم ٦بالس قد يشفي بأحبلمها ا١بهل

3

فلبيت دعوهتم وسافرت إليهم وشاركت مؤبرىم وحاضرت ب وسائل عديدة ٨بتلفة والكبلـ ذو شجوف وألواف وا٢بديث ذو جوانب وأطراؼ وكاف من بينو حوؿ اختبلؼ األمة وسبب ا٣ببلؼ

ومنشئو ومبناه وحوؿ الفرؽ الب حدثت ونشأت بب ا٤بسلمب وتشتت وتفرقت وذىب بعضها بعيدا ب التفرؽ واالختبلؼ كما قرب البعض منها ومن بب الفرؽ الب ذىبت إىل الشأو البعيد واختلفت

مع األمة اختبلفا جذريا وب األصوؿ واألساس الشيعة فكثر الكبلـ وكثرت األسئلة ب األجوبة عليها وكانت كتيب الثبلثة عن ىذه النحلة ب متناوؿ الكثبين من الطبلب وا٤بستمعب وا٢باضرين ب تلك

والرحى كانت تدور على عقائد . اجملالس ولذلك كاف البحث جديا واألسئلة ب صميم ا٤بوضوع القـو ومعتقداهتم الب كشفت النقاب عنها وعن تاريخ ىذه الطائفة ومنشئها والتطورات الب طرأت

عليها والفرؽ الب تفرعت عنها واقتناع االخوة با ذكرتو ب كتيب من عقائد القـو واالكتفاء هبا واالحتياج الشديد إىل معرفة تاريخ القـو ومنشئهم والتغبات الب وقعت حب جعلتهم يبعدوف كل ىذا البعد عن ا١بماعة واألمة وكاف ينتهي الكبلـ وا١بلسات على مطالبات وضع الكتاب فوريا ب ذلك ا٣بصوص ليكمل البحث ويتم ا٤بوضوع وماداـ يكتب الكتاب عن التاريخ والتطورات وا٤بنشأ فبلـز أف يشمل الفرؽ الب انبثقت من التشيع فرجعت من تلك الببلد وأنا مقتنع بقضاء ما طلبوا

ومصمم على ما أظهروا االحتياج إليو فلم أصل إىل ببلدي ب السادس والعشرين من سبتمرب إال وقد ولكن . اشتغلت ب ىذه ا٤بوضوع مؤجبل كتابب ب اإل٠باعيلية مع شدة حرصي على إكما٥با وإبامها

. ما شاء اهلل كاف وما مل يشأ مل يكن ولكل شيء أجل

فصرفت فيو جدي وجهدي ومل أعمل شيئا ب ىذه ا٤بدة كلها ليلها وهنارىا إال البحث . والتنقيب والبتيب و التسويد والتبييض ب ىذا

اللهم إال ا٣بطب واحملاضرات ب ا٤بدف ا٤بختلفة ب باكستاف اجملاورة لبلىور والبعيدة عنها والب ىي الزمتب والحقتب كل حب وكل آف وكل ظرؼ وكل مكاف وال ومل ولعلي لن أستطيع التخلص

عنها رغم هتريب وفراري ب اآلونة األخبة لكثرة مبلحقتها يل وتسلطها علي ومطاردهتا إياي ولزومها يل ، ولكثرة العناء واألسفار وا٤بشقة وقلة الراحة والطمأنينة والسكوف القليب والذىب والفكري ب

فأبد اهلل على إنعامو علي بأين استطعت حسب مقدوري وطاقب وقدر استطاعب . سبيلها وبضاعب أف أكمل البحث ب ىذا ولعلو يستفيد منو القارئ ويستمتع بو الناظر ويسر بو الباحث

ويفرح بو ا٤بؤرخ ألنو قلما كتب عن الشيعة والتشيع بالبتيب التارٱبي والتسلسل الزمب بتنقية ا٤بطالب

4

وا٤بباحث من األغراض واألىداؼ ا٤بشبوىة وبتصفيتها من القصص واألساطب ومن النسيج ا٤بدسوس . ا٤بدخوؿ

كما ندر من نبو على تطور التشيع األوؿ وتقلب الشيعة األوىل واألسباب وا٢بوادث الب . اللهم إال بعض اإلشارات الب ال تسمن وال تغب من جوع . سببت ىذا التغيب والتبديل

. فنحن بدأنا الكتاب ببياف بدء التشيع ونشأتو وبياف الشيعة األوىل

ب عقبنا ذلك الباب بالباب الثاين بينا ب السبئية ومؤسسها عبد اهلل بن سبأ وأفكاره وعقائده الب أراد تروٯبها بب الشيعة األوىل وبينا مع ذلك الفضائح والقبائح الب ارتكبها ىو وأنصاره وأعوانو وا٤بخدوعوف بو والواقعوف ب حبائلو وبا قاموا من السعي بالفتنة والفساد واألحداث الب حدثت

. بسبب مؤامراهتم و٨بططاهتم

كما بينا ب الباب الثالث اندماج السبئية ب صفوؼ الشيعة وإيقاع بعضهم ب شراكهم وفخهم ب خبلفة علي و٧باربة علي رضي اهلل عنو أفكار ىؤالء و٧باولتو منع شيعتو من الركوف إليهم

وإىل عقائدىم كما يتضمن ىذا الباب وقائع حرب ا١بمل وصفب خالية من األباطيل ومتضمنة ا٢بقائق الب طا٤با خفيت على الكثبين من الناس وحب السنة ولعلو أوؿ مرة هبذا الوضوح والتفصيل

.

ب ذكرنا ب الباب الرابع تطور التشيع األوؿ وتبديل الشيعة األوىل وتسلط السبئيب على التشيع وغلبتهم على الشيعة ومقاومة ا٢بسن أفكارىم وعقائدىم ب حدوث بعض فرؽ الشيعة األخرى ا٤بتطرفة عنهم ب ذكرنا وقائع شهادة ا٢بسب باالختصار والنتائج الب نتجت بعد ىذه

الشهادة وتطور التشيع من الفكر السياسي إىل الفكر الديب وتغب الشيعة من ا٢بزب السياسي إىل . ا٢بزب ا٤بذىيب

وب الباب ا٣بامس ذكرنا ببعض االختصار وبعض التفصيل أىم فرؽ الشيعة الب حدثت ب . ٨بتلف األياـ والعهود وزمن أوالد علي بن أيب طالب العشرة منهم ومعتقداهتم و٨بتصر عقائدىم

5

وا١بدير بالذكر أننا مل نذكر فرقة منهم مل تذكر ب كتب القـو وذكرت ب كتب السنة فمدارنا ومعولنا قيل عنا ومل نقلو ، بل عكس : واعتمادنا مل يكن إال على كتب القـو أنفسهم كي ال يقوؿ قائل

. قلتم فقلناه : ذلك نقوؿ

وأما الباب السادس فخصصناه لذكر الفرقة اإلثب عشرية أو اإلمامية وىي الفرقة ا٤بوجودة حاليا ب العامل اإلسبلمي بكثرة وىي الب يطلق عيها اسم الشيعة وال يقصد عند إطبلقو أحد غبىم ب ذكرنا ب ذلك الباب وجهة نظر الشيعة باه إمامهم الثاين عشر أمولود وغائب أو موىـو ومعدـو

؟

وضمن ذلك بينا عقيدهتم ب اإلمامة وشروط اإلماـ الب تلزمو مع بياف فرؽ اإلثب عشرية الب . انبثقت منها مع ادعاء كل واحدة منها كوهنا من اإلثب عشرية أو اإلمامية أو ا١بعفرية

والباب األخب خصصناه لبياف الروابط العقائدية الب تربطها بالعقائد السبئية ا٤بنقولة من ب الكتب 1اليهودية وا٤بأخوذة منها وهبذا لقد أوشكنا على االنتهاء من ىذا ا٤بوضوع حيث تكمل

الب ألفناىا ب الشيعة هبذا الكتاب ولعلنا ال نكوف ٨بطئب وال مبالغب عندما نقوؿ إف ىذه الكتب األربعة تغب الكثب من الناس ب معرفة الشيعة والتشيع ومن كتبهم أنفسهم ومعرفة عقائدىم وتارٱبهم

1 زا ؽغت ظب إال فىؾف اؾمبئك ٠ؾزبط وزت وض١شح ال وب وب زلغ عبثمب ثأ اخزقش٠ ٠ىف١ب زؼش٠ف

ام ث١ب ؽمبئم ب ؾ زجغ اىزبة األي ثؼذ اىزبة اضب اضبش ثبىزبة اشاثغ ػذ اؾظبد األخ١شح

إ٠شا ؽبي فبؽج اشد ػ١ب ف امغ (ؽغذ اصب ػؾش )ف إ١ب وزبة عذ٠ذ ف اغخ افبسع١خ ثبع

األخ١ش اىج١ش اىزبة ى اخزف رؾذ االع اغزؼبس ثذ اإلؽبسح اـ ػ ؽخق١ز ٠ز خفب

افن١ؾخ رشثب اخغ اذ ب ٠ش رخبر ػغض ػ ام١ب ثبشد اؼ ػ اطبت از

. اجبؽش از هشؽبب أب امبس اجبؽش اغخ اؾ١ؼخ (اؾ١ؼخ اغخ )أسدبب ف وزبثب

إ ع١ؼط١ب عبئضح إ : رؾذاب شاد ػذ٠ذح لبي (ؽمى ـ أ امبئ ثبؾك ) اطشائف أ زا اجشلغ ثجشلؼ

خطأب ف سأ٠ ف١ب وزت أصجزب غط ػذ إفبثز اقاة ص ال ٠ىزت ػ اىزبة داخ ال خبسع ال اع

ال سع ، ع رخف ثطؾخ اؾك أ ٠غزطغ روش اطجؼخ از هجؼذ زا اىزبة ال اإلداسح

. از ؾشر ال اغخ از فذسر فز عشأح ام ز ؽم١مز

فز اؾم١مخ ااؽذح از رىف إلؽمبق اؾك إصبق اجبه ـ ازفش٠ك ث١ ازخبري اضجبد ث١ اقذق

. اىزة

فبؾبف أب ال ذس أ٠ى زا اىزبة آخش وزبة ف زا امع أ ٠غجشب ام ػ افخ ازؼم١ت

ازم١ت اجؾش ازفز١ؼ العزطالع االعزىؾبف وؾف امبة ػ اؾمبئك األخش اخبف١خ اخف١خ ػ أػ١

اىزت : إب ش أ٠نب ف و شح شعغ إ وزت ام أب ػ لغ١ . ابط اغخ ؽز اؾ١ؼخ أفغ

فبىزت اذػبئ١خ وضشد ف اؼقس . از وزجذ فمو ذػب٠خ وزت زنخ ؼمبئذ األف١خ اؼزمذاد اؾم١م١خ

ازأخشح ب أوضش ب اعزؼ قفب اىزة اخذاع زغط١خ األس أب اغ١ اغخ فب أؽط اغخ إ

ؼشفخ اضس اخذاع اقذق اؾك فى فىشب ف إفذاس وزبة ٠زن مذ ز اىزت ب سد ف١ب

ى اىزبثخ ف اام١غ األخش رؾي ث١ب ث١ (ث١ ٠ذ اىزت )اىش اخذاع افبق ازؼ١خ ثؼا

ال ذس ب ف غ١جبد األس هللا ٠ؼ األعشاس . ره

6

وفرقهم وحب الشيعة أنفسهم ٯبدوف فيها ما يدعوىم إىل التفكب والتعقل والتبصر ودقة النظر لتمييز . ا٢بق من الباطل والصواب من ا٣بطاء

وألفت أنظار القراء والباحثب إىل أننا حاولنا ب كتابنا ىذا كدأبنا ب الكتب األخرى أف ال نكرر شيئا أوردناه ب كتاب آخر وحب عند االحتياج نبحث عن شيء آخر ٩باثل لذلك الشيء الذي أوردناه فيما سبق بنبا للتكرار وزيادة ب الفائدة اللهم إال ما ال بد منو لتشابك ا٤بواضيع

. وترادفها وبذلك صارت ىذه الكتب خالية من التكرار ا٤بشب ولكل قيمتو

وعلى تلك األصوؿ والقاعدة مل نذكر تربة من نقلنا عنو عبارة أو اقتبسنا من كتابو كبلما وقد ذكرنا تربتو ب الكتب الثبلثة السابقة واكتفينا بذكر تعريف موجز مناسب للمقاـ بالرجاؿ

. اللذين مل ترد ترابهم قبل ذلك

وميزة ىذا الكتاب أنو يشتمل مع تاريخ التشيع والشيعة وتغيب التشيع األوؿ وتبدؿ الشيعة األوىل والفرؽ الب حدثت ونشأت هبذا االسم وانقرضت أو بقيت على مطاعن الشيعة على أصحاب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وخاصة عثماف ومعاوية وغبٮبا رضواف اهلل عليهم أبعب والرد عليها

ردا علميا ومنطقيا وإنب ألرجو اهلل العلي القدير أف ينفع بو ا٣ببلئق األحباء واألباعد وأف يتقبلو خالصا لوجهو الكرن وٯبعلو ذخبة يل ب الدين والدنيا وب ا٢بياة وبعد ا٤بمات واف بشرين ب زمرة أصحاب نبيو العظيم واف يوفقب للدفاع عن حوزة شريعتو وكرامة نبيو صلى اهلل عليو وسلم وعظمة

أصحابو ورفاقو وتبلمذتو وأزواجو أمهات ا٤بؤمنب وعن أسبلؼ ىذه األمة وعلمائها و٧بسنيها وجعلنا منهم إنو ٠بيع ٦بيب

وأخبا ال يسعب إال أف أشكر بيع األخوة واألحياء الذين ساندوين وساٮبوا ب إخراج ىذه الكتاب وناصروين ب مواصلة الكتاب ب مثل ىذه ا٤بواضيع فبارؾ اهلل فيهم ويشكر مساعيهم وتقبل

أعما٥بم وجزاىم عنا وعن اإلسبلـ خب ا١بزاء وصلى اهلل على رسولو وعلى آلو وصحبو وأصحابو ومن . اىتدى هبديهم وسلك مسلكهم إىل يـو الدين

إحساف إ٥بي ظهب

7

. ىػ 1404 ٧بـر احملـر 30

ـ 1983 نوفمرب 6

الباب األوؿ

التشيع األوؿ والشيعة األولى

فالف من شيعة فالف أي ممن : إف لفظة الشيعة ال تطلق إال على اتباع الرجل وأنصاره فيقاؿ كل قـو اجتمعوا على أمر فهم الشيعة وكل من عاوف إنسانا : يهووف ىواه كما قاؿ الزبيدي

. وتحزب لو فهو شيعة لو وأصلو من المشايعة وىي المطاوعة والمتابعة

8

فلم يكن استعماؿ ىذه اللفظة في العصر األوؿ من اإلسالـ إال في معناه األصلي والحقيقي ىذا كما لم يكن استعمالها إال ألحزاب سياسية وفئات متعارضة في بعض المسائل

التي تتعلق بالحكم والحكاـ ، وقد شاع استعمالها عند اختالؼ معاوية مع علي رضي اهلل تعالى عنهما بعد استشهاد عثماف رضي اهلل عنو فكاف يقاؿ عن أنصار رضي اهلل عنو الخليفة الراشد الرابع واألحق بالخالفة من معاوية وغيره وكانوا يشايعونو ويناصرونو في حروبو مع معاوية رضي

اهلل عنو كما كاف شيعة معاوية يروف األمر بالعكس للجوء قتلة عثماف بن عفاف إلى معسكر علي رضي اهلل عنو وتحت كنفو حسب زعمهم وما داـ ىؤالء كذلك لم يكونوا معتقدين

بثبوت الخالفة وأحقيتها لعلي بن أبي طالب رضي اهلل عنو فإف قتل القتلة ونفذ فيهم حد السيف رجعوا إليو وإلى التسليم بخالفتو واالنقياد ألمره كما نقلو المؤرخوف أف معاوية رضي اهلل

عنو قاؿ لمن بعث إليو من قبل علي رضي اهلل عنو من عدي بن حاتم ويزيد بن قيس : األرحبي وشبيث بن ربعي وزياد بن حفصة يدعونو إلى الجماعة والطاعة

أما بعد فإنكم دعوتموني إلى الجماعة والطاعة ، فأما الجماعة فمعنا ىي ، وأما " الطاعة فكيف أطيع رجال أعاف على قتل عثماف وىو يزعم أنو لم يقتلو ؟ ونحن ال نرد ذلك

ولكنو آوى قتلة عثماف فيدفعهم إلينا حتى نقلتهم ثم نحن نجيبكم إلى 1عليو وال نتهمو بو . 2"الطاعة والجماعة

وقاؿ بمثل ىذه المقولة ألبي الدرداء وألبي أمامة المبعوثين أيضا من قبل علي رضي اهلل : عنو

" فليقدنا من قتلة عثماف ثم أنا أوؿ من بايعو من أىل الشاـ : اذىبا إليو فقوال لو "

" وقبل ذلك حينما أرسل علي رضي اهلل عنو جرير بن عبد اهلل إلى معاوية يدعوه إلى بيعتو طلب معاوية عمرو بن العاص ورؤوس أىل الشاـ فاستشارىم فأبوا أف يبايعوا حتى يقتل قتلة

" عثماف أو أف يسلم إليهم قتلة عثماف

1اظش إ امي اؼذي از فذس سع ٠قت ػ١ اؾ١ؼخ ٠الر دفبئ ؽمذ ثغن ثذػ أ لبي -

ف ػ و١ذ و١ذ فبظش إ١ و١ف ٠قشػ ثأب ال ز ثمز ػضب ث قذق ل ف ثشاءر د ال مي

. ثب ٠ىش ػ سم هللا ػ 2. 290 ؿ3 ، اىب ط6 ؿ5 ه ث١شد اطجش ط257ؿ7اجذا٠خ اب٠خ ط -

9

وإف المؤرخين ذكروا أيضا أف أبا الدرداء وأبا أمامة عندما رجعا إلى علي قاال لو ذلك ، : فقاؿ

1"كلنا قتلة عثماف فمن شاء فليرمنا : ىؤالء الذين ترياف فخرج خلق كثير فقالوا

ىذا ولسنا اآلف بصدد بياف أسباب الحروب التي دارت بين علي رضي اهلل عنو وبين معاوية رضي اهلل عنو وغيره ولكننا نريد أف نبين ىنا أف فئتين عظميتين من المسلمين ػ كما عبر عنها

الرسوؿ العظيم عليو الصالة والسالـ في مدحو الحسن رضي اهلل عنو ػ انحاز كل واحدة منهما إلى جانب وشايعت وناصرت من رأوا الحق معو فسميت كل طائفة من ىاتين الطائفتين شيعة

علي وشيعة معاوية ولم يكن الخالؼ بينهما إال خالفا سياسيا محضا طائفة كانوا يروف عليا رضي اهلل عنو خليفة صاحب حق شرعي حيث انعقدت لو الخالفة بمشورة أىل الحل والعقد

وقـو رأوا أحق الناس بها معاوية بن أبي سفياف رضي اهلل عنهما حيث 2من المهاجرين واألنصارأنو يريد الثأر لدـ اإلماـ المظلـو صهر رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وخليفتو للمسلمين

الذي أخذ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم البيعة المشهورة ألخذ الثأر عنو يـو الحديبية . 3وسميت فيما بعد ىذه البيعة بيعة الرضواف حيث أنزؿ اهلل رضاه لكل من بايع ألجلو

وكذلك أطلقت ىذه اللفظة على حزب سياسي موحد لبني علي وبني العباس بتركيب شيعة آؿ محمد مقابل شيعة بني أمية ولم يكن إطالقها إال لبياف رأي سياسي في من تولى الحكم وفي

: من يحق أف يتواله وقد صرح بذلك شيعي مشهور ناقال عن كتاب الزينة للسجستاني

ثم بعد مقتل عثماف وقياـ معاوية وأتباعو في وجو علي بن أبي طالب وإظهاره الطلب بدـ عثماف واستمالتو عددا عظيما من المسلمين إلى ذلك صار أتباعو يعرفوف بالعثمانية وصار أبتاع علي يعرفوف بالعلوية مع بقاء إطالؽ اسم الشيعة عليهم واستمر ذلك مدة ملك بني أمية

."4

- 1 ه ث١شد 259- 253ؿ 7اجذا٠خ اب٠خ ط

2وب اعزؾذ ػ سم هللا ػ ػ أؽم١زب إب اؾس بعش٠ األقبس فئ اعزؼا ػ سع -

ع إبب وب ره هلل سم فئ خشط ثطؼ أ ثذػخ سد إ ب خشط فئ أر لبر ػ ارجبػ

( 367ظ اجالغخ ؿ )غ١ش عج١ اؤ١ ال هللا ب ر3

"". مذ سم هللا ػ اؤ١ إرا ٠جب٠ؼه رؾذ اؾغشح } ثم ع ػال -

4

.12اغضء األي امغ األي ؿ / أػ١ب اؾ١ؼخ ؾغ األ١ -

10

: ونقل أيضا من نقيب الشيعة بحلب

: كل قـو أمرىم واحد يتبع بعضهم رأي بعض فهم شيعة وشيعة الرجل أتباعو وأنصاره ويقاؿ شايعو كما يقاؿ وااله من الولي والمشايعة وكأف الشيعة لما اتبعوا ىؤالء القـو واعتقدوا فيهم

ما اعتقدوا سموا بهذا االسم ألنهم صاروا أعوانا لهم وأنصارا وأتباعا ، فأما من قبل حين أفضت الخالفة من بني ىاشم إلى بني أمية وتسلمها معاوية بن صخر من الحسن بن علي

وتلقفها من بني أمية ومالوا إلى بني ىاشم وكاف بنو علي وبنو عباس يومئذ في ىذا شرع فلما انضموا إليهم واعتقدوا أنهم أحق بالخالفة من بني أمية وبذلوا لهم النصرة والمواالة والمشايعة سمو شيعة آؿ محمد ولم يكن إذ ذاؾ بين بني علي وبني العباس افتراؽ في رأي وال مذىب فلما ملك بنو العباس وتسلمها سفاحهم من بني أمية نزغ الشيطاف بينهم وبين بني علي فبدا

1"منهم في حق بني علي ما بدا فنفر منهم فرقة من الشيعة

وقد كررنا لفظ السياسة حيث نقصد من ورائها أنو لم يكن بين القـو خالؼ ديني يرجع إلى الكفر واإلسالـ كما أقر بذلك سيدنا علي رضي اهلل عنو حيث قاؿ مخاطبا جنده عن

. معاوية وعساكره

أوصيكم عباد اهلل تقوى اهلل فإنها خير ما تواصى بو العباد بو وخير عواقب األمور عند ". 2اهلل وقد فتح باب الحرب بينكم وبين أىل القبلة

ىذا وقد زاد علي رضي اهلل عنو المسألة وضوحا وبيانا في كتاب لو كتبو إلى أىل األمصار يقص فيو ما جرى بينو وبين أىل صفين ويبين فيو حكم من ناضلوه وقاتلوه وموفقو

: منهم

وكاف بدء أمرنا التقينا والقـو من أىل الشاـ والظاىر أف ربنا واحد وبنينا واحد ودعوتنا في اإلسالـ واحدة وال نستزيدىم في اإليماف باهلل والتصديق برسولو صلى اهلل عليو وسلم األمر

". 3واحد إال ما اختلفنا فيو من دـ عثماف ونحن منو براء

1. غب٠خ االخزقبس ف أخجبس ث١ربد اؼ٠خ اؾفظخ اغجبس غ١ذ ربط اذ٠ ث ؽضح اؾغ١ م١ت ؽت - 2

. ه ث١شد 367 ظ اجالغخ ؿ - 3 . 448 اقذس اغبثك

11

وألجل ذلك منع أصحابو من سب أىل الشاـ وأنصار معاوية وشتمهم إياىم أياـ حربهم : بصفين

إني أكره لكم أف تكونوا سبابين ولكنكم لو وصفتهم أعمالهم وذكرتهم حالهم كاف اللهم احقن دمائنا ودمائهم " أصوب في القوؿ وأبلغ في العذر وقلتم مكاف سبكم إياىم

". 1وأصلح ذات بيننا وبينهم

عن جعفر بن محمد (الكافي ) ويؤيد ذلك حديث شيعي مشهور رواه الكليني في صحيحو ينادي مناد من السماء أوؿ : الباقر ػ اإلماـ السادس المعصـو حسب زعم الشيعة ػ أنو قاؿ وينادي مناد آخر النهار أال إف : النهار إال إف عليا صلوات اهلل عليو وشيعتو ىم الفائزوف قاؿ

. 2"عثماف وشيعتو ىم الفائزوف

ومن طريف ما ذكرنا أف أبا العالية وىو تابعي مشهور أدرؾ النبي صلى اهلل عليو وسلم وىو شاب ولكنو لم يسلم إال بعد وفاة النبي صلى اهلل عليو وسلم في عهد أبي بكر الصديق رضي

لما كاف زماف علي ومعاوية وإني : قاؿ أبو العالية : اهلل عنو فإف روى عنو أبو خلدة أنو قاؿ لشاب القتاؿ أحب إلى من الطعاـ الطيب فجهزت بجهاز حسن حتى أتيتهم فإذا صفاف ما

أي : يرى طرفاىما إذا كبر ىؤالء كبر ىؤالء وإذا ىلل ىؤالء ىلل ىؤالء فراجعت نفسي فقلت ". 3فما أمسيت حتى رجعت وتركتهم : الفريقين أنزلو كافرا ؟ ومن أكرىني على ىذا ؟ قاؿ

وال ننكر أنو كاف ىناؾ أناس تأثروا بدسائس يهودية وأفكار مدسوسة وخرجوا عن الجادة المستقيمة وأعطوا ىذا الخالؼ صبغة دينية أمثاؿ السبأيين وغيرىم ممن وقعوا في حبائل

اليهودية المبغضة لإلسالـ وىم الذين كانوا يؤججوف نار الحرب كما خبت نيرانها كما سنفصل . القوؿ فيما بعد إف شاء اهلل ولكن عامة الناس كانوا على منأى عنها

1 . 323 اقذس اغبثك 2 . 209 ؿ 8 اىبف ف افشع ط 3 . 114 ؿ 7 هجمبد اث عؼذ ط 210 ؿ 4 ع١ش أػال اجالء إلب ازج ط

12

فهذه ىي بداية استعماؿ ىذه اللفظة ثم اختص بكل من يوالي عليا وأوالده ويعتقد االعتقادات المخصوصة والمستقاة من دسائس عبد اهلل بن سبأ اليهودي وغيره من الذين أرادوا

: ىدـ عمارة اإلسالـ وكيانو وتشويو عقائده وتعليماتو كما قاؿ ابن األثير في نهايتو

وأصل الشيعة الفرقة من الناس وتقع على الواحد واالثنين والجمع والذكر والمؤنث أنو يتولى عليا رضي اهلل . (؟)بلفظ واحد ومعنى واحد وقد غلب ىذا االسم على كل من يزعم

عنو وأىل بيتو حتى صار لهم اسما خاصا فإذا قيل من الشيعة عرؼ أنو منهم وفي مذىب الشيعة كذا أي عندىم وتجمع الشيعة علي شيع وأصلها من المشايعة وىي المتابعة والمطاوعة

"1 . "

وأما ادعاء من يدعي بأف ىذه اللفظة كانت شائعة في عهد النبي صلى اهلل عليو وسلم كما كاف التشيع موجودا في عصره والشيعة موجودوف في زمنو فال ينهض بو دليل وال يقـو بو

. (أصل الشيعة وأصولها )برىاف كما قاؿ محمد الحسين في

إف أوؿ من وضع بذرة التشيع في حقل اإلسالـ ػ ىو نفس صاحب الشريعة ػ يعني أف بذرة التشيع وضعت مع بذرة اإلسالـ جنبا إلى جنب وسواء بسواء ولم يزؿ غارسها يتعاىدىا

". 3 ثم أثمرت بعد وفاتو 2بالسقي والعناية حتى نمت وازدىرت في حياتو

1

. 244 ؿ 2 اب٠خ الث األص١ش ط - 2اعزؾذ ػ ره ثشا٠بد ا١خ مػخ ىزثخ ػ سعي هللا ف هللا ػ١ ع ال رقؼ ب -

أ أف : ػ ره لبي اث اؾذ٠ذ اؾ١ؼ اغب (أ ػ١ب ؽ١ؼز افبئض )ال سا٠خ اؽذح ض

األوبر٠ت ف أؽبد٠ش افنبئ وب عخ اؾ١ؼخ فئ مؼا ف ثذء األش أؽبد٠ش خزفخ ف فنبئ أئز

( . 783ؿ 1ؽشػ ظ اجالغخ ط )ؽ ػ مؼب ػذاح خق

أػغت اؼغبئت أ سعال وزا ٠ىزة ثى لبؽخ ال ٠غزؾ ؽ١ش ٠غت سا٠خ ثبهخ مػخ أال

: سا٠خ اط١ش ف اقؾ١ؾ١ ال عد ب ف١ب

وزه ػذ ػذدا وج١شا أفؾبة اج ف هللا ػ١ ع ف ؽ١بر أهك ػ١ ثأ وبا "

ؽ١ؼخ ػ ض ؾغ األ١ ؾذ ؽغ١ اض٠ آي وبؽف اغطبء غ١ش فال ذس ثبرا ٠غ١ج ػ أؽبد٠ش

وض١شح ش٠خ ف فؾبؽ از رؾى ػ اسرذاد ع١غ أفؾبة سعي هللا ف هللا ػ١ ع إال اضالصخ عب

ف ؤالء وبا وفشح غ و ؽ١ؼخ ػ ص " اظش رفق١ ره ف وزبثب اؾ١ؼخ اغخ "أث رس امذاد

وب " . 780ؿ2ؽ١بح امة غغ ط" و١ف لج عب إبسح لج ػش ث اخطبة سم هللا ػ ؟

(. 67ؿ7اث وض١ش ط )أؽذ امبدح از٠ أسع افبسق فزؼ اذائ

13

إف التشيع ظهر في أياـ نبي اإلسالـ األقدس الذي كاف " وبمثل ذلك القوؿ قاؿ اآلخر يغذى بأقوالو عقيدة التشيع لعلي عليو السالـ وأىل بيتو ويمكنها في أذىاف المسلمين ويأمر

". 1بها في مواطن كثيرة

: ولم يظن المظفري الشيعي ىذا كافيا فقاؿ

إف الدعوة إلى التشيع ابتدأت من اليـو الذي ىتف فيو المنقذ األعظم محمد صلوات فكانت الدعوة للتشيع ألبي ... اهلل عليو صارخا بكلمة ال إلو إال اهلل في شعاب مكة وجبالها

". 2الحسن عليو السالـ من صاحب الرسالة تمشي منو جنبا لجنب مع الدعوة للشهادتين

وال يخفى ما فيو من المجازفة بالقوؿ والغلو ألف معناه أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم لم يدع إلى اإلسالـ وإلى وحدانية اهلل عز وجل واإلقرار برسالتو وطاعتو وإلى االتحاد واالتفاؽ

والتآلف والمحبة والمودة بل كاف يدعو إلى التحزب والتفرؽ والتشيع لعلي دوف غيره كما أنو حسب دعوى المظفري كاف يجعل عليا شريكا لو في نبوتو ورسالتو مع أف كالـ اهلل المحكم

الذي ال يأتيو الباطل من بين يديو وال من خلفو والذي أنزلو الرحمن وضمن حفظو قرآنو وبيانو بل ويعكس ذلك أنو مليء بالدعوة إلى طاعة اهلل عز وجل وطاعة رسولو 3خاؿ من كل ىذا

صلى اهلل عليو وسلم واالعتصاـ بحبل اهلل وحده والتمسك بالقرآف والسنة والتجنب لما سواىما كما أمر المسلمين باالتفاؽ واالتحاد والتسمي باسم اإلسالـ والمسلمين وكذلك

ال تشتمل وال تصرح إال بهذا 4األحاديث الصحيحة الثابتة عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلميا أيها الذين أمنوا أطيعوا اهلل ورسولو وال تولوا عنو وأنتم }: كلو ال غير فلقد قاؿ اهلل عز وجل

1 . 87أف اؾ١ؼخ أفب ؿ -

. 29اؾ١ؼخ ف ازبس٠خ ؾذ ؽغ١ اض٠ ؿ - 32

. ه ل 9 ، 8 ربس٠خ اؾ١ؼخ ؾذ ؽغ١ اظفش ؿ - 3ؼ زا أ داػ إىبس امشآ االػزمبد ف١ ثبزغ١١ش ازؾش٠ف امقب لج اؾ١ؼخ أل ال -

٠غذ ؤاصسا بفشا ث و ب ف١ ٠خبف ازؾ١غ ػمبئذ ثأفب فشػب ٠فذ ضاػ ٠غف

(اؾ١ؼخ امشآ ) (اؾ١ؼخ اغخ )فبظش زفق١ ره ؼشفز وزجبب . ػم آساء أفىبس 4

اؼغت و اؼغت أ اؾ١ؼخ از٠ ٠ىش األؽبد٠ش اقؾبػ شعي هللا ف هللا ػ١ ع اضبثزخ ػ -

أل ساح ز األؽبد٠ش ؽزب أفؾبة سعي هللا ف هللا ػ١ ع و اسرذا ـ ػ١برا ثبهلل ؽغت

. صػ ـ ٠ضم ثشا٠بد ؤالء ش٠بر

ال ذس و١ف أ اؾ١ؼخ ٠زغى ثبشا٠بد امػخ اجبهخ األؽبد٠ش اا١خ اىزثخ ػ سعي هللا

ف هللا ػ١ ع ؟ أل اخزك ز اشا٠بد اخزشػب سعبي أ مؼب سار اذػبح إ أثبه١

. أمب١

. لب رغذ اؾ١ؼخ ٠زغى ثؾذ٠ش فؾ١ؼ أ ٠ؼزمذ ث و ثنبػز امػبد أ األعبه١ش امقـ

14

ما أتاكم الرسوؿ فخذوه وما } وقاؿ { أطيعوا الرسوؿ وال تبطلوا أعمالكم } وقاؿ {تسمعوف ومن يشاقق الرسوؿ من بعد ما تبين لو الحق ويتبع غير سبيل } وقاؿ {نهاكم عنو فانتهوا

وما كاف لمؤمن وال مؤمنة إذا } وقاؿ {المؤمنين نولو ما تولى ونصلو جهنم وساءت مصيرا فال وربك ال يؤمنوف حتى } وقاؿ {قضى اهلل ورسولو أمرا أف يكوف لهم الخيرة من أمرىم

} وقاؿ جال وعال {يحكموؾ فيما شجر بينهم ثم ال يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت واعتصموا بحبل اهلل جميعا وال تفرقوا واذكروا نعمة اهلل عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم

إف ىذه } وقاؿ { وال تنازعوا فتفشلوا وتذىب ريحكم } وقاؿ {فأصبحتم بنعمتو إخوانا وال تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم } وقاؿ {أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقوف

إف الدين عند اهلل اإلسالـ وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إال من بعد ما } وقاؿ {وكانوا شيعا ومن يبتغ غير } وقاؿ {جاءىم الحق بغيا بينهم ومن يكفر بآيات اهلل فإف اهلل سريع الحساب

. {اإلسالـ دينا فلن يقبل منو وىو في اآلخرة من الخاسرين

وأخيرا أخبر الكوف ومن في الكوف بأنو لم يرسل نبيو وال رسولو صلى اهلل عليو وسلم قل ما كنت بدعا }خاتم النبيين إال بما أرسل بو الرسل واألنبياء من قبل حيث أمره أف يقوؿ

وكما {من الرسل وما أدري ما يفعل بي وال بكم إف أتبع إال ما يوحى إلي وما أنا إال نذير مبين شرع لكم من الدين ما وصى بو نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا بو إبراىيم موسى }قاؿ

وعيسى أف أقيموا الدين وال تتفرقوا فيو كبر على المشركين ما تدعوىم إليو اهلل يجتبي إليو من {يشاء ويهدي إليو من ينيب

وما أرسلنا }ولقد بين جال وعال سبحانو وتعالى مجمال بما أرسل الرسل من قبلو حيث قاؿ . {قبلك من رسوؿ إال نوحي إليو أنو ال إلو إال أنا فاعبدوف

كما فصل في مواضع عديدة من القرآف بذكر كل واحد منهم برسالتو وبمثل ذلك تماما . وردت أحاديث رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم الصحيحة الثابتة

وأما القـو فهم على خالؼ ما بينو الرب جل وعال وبينو رسولو العظيم عليو الصالة والسالـ حيث يزعموف أنو لم يرسل الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم إال للدعوة إلى التشيع

والتفرؽ وإلى اإلشراؾ في ذات اهلل وصفاتو وإشراكو عليا وأوالده في النبوة والرسالة واإلطاعة

15

ثم يسردوف إلثبات ذلك روايات كلها باطلة وموضوعة رواية ودراية رواية حيث إف الرواة الذين رووا تلك األحاديث شيعة ضالوف ووضاعوف كذابوف ولم ترد ىذه الروايات في كتب موثوقة

معتمدة ودراية حيث تعارض القرآف ونصوصو كما تخالف العقل ألف العقل يقتضي أف ال يكوف الشرائع مقصودىا ومهمتها الدعوة إلى الحب ألشخاص والوالية لهم وبسبب ىذه الوالية

دخولهم في الجنة ونجاتهم من النار كما أف اآليات القرآنية تنفي ذلك نفي باتا حيث لم يجعل قل إف كنتم }الحب وحتى حب اهلل كافيا للفوز والنجاح في اآلخرة حيث قاؿ اهلل عز وجل

. {تحبوف اهلل فاتبعوني يحببكم اهلل ويغفر لكم ذنوبكم

وما االتباع إال اإليماف باهلل والعمل الصالح حسب أوامر اهلل ونبيو صلى اهلل عليو وسلم إف الذين آمنوا وعملوا الصالحات }واالجتناب عن نواىي اهلل ورسولو صلى اهلل عليو وسلم

إف الذين آمنوا } وقاؿ {يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم األنهار في جنات عدف . {وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها األنهار ذلك الفوز العظيم

ولقد اضطربت أراء القـو أنفسهم في بد نشأة التشيع وتكوينو حيث قاؿ إماـ الشيعة : " في الفرؽ النوبختي أف نشأتو لم تكن إال بعد وفاة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم كما كتب

قبض رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو في شهر ربيع األوؿ سنة عشر من الهجرة وىو ابن ثالث وستين سنة وكانت نبوتو عليو السالـ ثالثا وعشرين سنة وأمو آمنة بنت وىب بن عبد مناؼ بن

(فرقة منها )زىرة بن كالب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ، فافترقت األمة ثالث فرؽ سميت الشيعة وىم شيعة علي بن أبي طالب عليو السالـ ومنهم افترقت صنوؼ الشيعة كلها ،

ادعت اإلمرة والسلطاف وىم واألنصار ودعوا إلى عقد األمر لسعد بن عبادة " وفرقة منهم " مالت إلي بيعة أبي بكر بن أبي قحافة وتأولت فيو أف النبي صلى اهلل عليو " وفرقة " الخزرجي

وآلو لم ينص على خليفة بعينة وأنو جعل األمر إلى األمة تختار ألنفسها من رضيتو واعتقل قـو منهم برواية ذكروىا أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو أمره في ليلتو التي توفي فيها بالصالة

بأصحابو فجعلوا ذلك الدليل على استحقاقو إياه وقالوا رضيو النبي صلى اهلل عليو وآلو ألمر ديننا ورضيناه ألمر دنيانا وأوجبوا لو الخالفة بذلك فاختصمت ىذه الفرقة وفرقة األنصار

وصاروا إلى سقيفة بني ساعدة ومعهم أبو بكر وعمر وأبوعبيدة بن الجراح والمغيرة بن شعبة الثقفي وقد دعت األنصار إلى العقد لسعد بن عبادة الخزرجي واالستحقاؽ لألمر والسلطاف

16

فتنازعوا ىم واألنصار في ذلك حتى قالوا منا أمير ومنكم أمير فاحتجت ىذه الفرقة عليهم بأف اإلمامة ال تصلح إال في : وقاؿ بضعهم أنو قاؿ : األئمة من قريش : النبي عليو السالـ قاؿ

فرجعت األنصار ومن تابعهم إلى أمر أبي بكر غير نفر يسير مع سعد بن عبادة ومن : قريش اتبعو من أىل بيتو فإنو لم يدخل في بيعتو حتى خرج إلى الشاـ مراغما ألبي بكر وعمر فقتل

قتلتو الجن فاحتجوا بالشعر المعروؼ وفي روايتهم أف : ىناؾ بحوراف قتلو الرـو وقاؿ آخروف : الجن قالت

ورميناه بسهمين فلم نخطئ فؤاده **** قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة

وىذا قوؿ فيو بعض النظر ألنو ليس في التعارؼ أف الجن ترمي بني آدـ بالسهاـ فتقتلهم فصار مع أبي بكر السواد األعظم والجمهور األكثر فلبثوا معو ومع عمر مجتمعين عليهما راضين

" 1بهما

: فيرى أف تكوين الشيعة لم يكن إال يـو وقعة الجمل حيث قاؿ 2وأما ابن النديم الشيعي

علي رضي اهلل عنو وأبيا إال الطلب بدـ عثماف وقصدىما علي عليو 3ولما خالف طلحة والزبير". السالـ ليقاتلهما حتى يفيئا إلى أمر اهلل تسمى من اتبعو على ذلك باسم الشيعة

". 4اشتهر اسم الشيعة يـو صفين: ومنهم من قاؿ

وبمثل ذلك القوؿ قاؿ ابن حمزة وأبو حاتم وغيرىما من الشيعة وىذا يؤيد ما ذىبنا إليو وبمثل وغيره الكثيروف 6 من المتقدمين وأحمد أمين 5 (الفصل )ىذا القوؿ قاؿ ابن حـز في

. الكثيروف من المتأخرين

1 . 24-23فشق اؾ١ؼخ اثخز ؿ -

2 اث افشط ؾذ ث إعؾبق اذ٠ اىبرت افبم اخ١ش ابش ازجؾش اؾ١ؼ اإلب قف وزبة -

" 426-425ؿ 1اى األمبة م ط" ـ 385ـ ازف عخ 297افشعذ اد عخ 3 249افشعذ الث اذ٠ ؿ -

4 88سمبد اغبد خاغبس ؿ -

5 79ؿ4افق ف ا األاء اؾ ط -

6 8 ه266فغش اإلعال ؿ -

17

إف استقالؿ االصطالح الداؿ على التشيع إنما كاف بعد مقتل : ويقوؿ شيعي معاصر . 1الحسين حيث إف التشيع أصبح كيانا مميزا لو طابع خاص

: وألجل ذلك اضطر محسن األمين إلى أف يقوؿ

سواء كاف إطالؽ ىذا االسم في حياة الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم أو بعد الجمل فالقوؿ بتفضيل علي عليو السالـ ومواالتو الذي ىو معنى التشيع كاف موجودا في عهد الرسوؿ

". 2صلى اهلل عليو وسلم واستمر بعده إلى اليـو

: و المظفري أف يقوؿ

. 3 فكاف التجاىر بالتشيع أياـ عثماف

وال األحزاب قبل الخالفات [ألف األسماء ال توجد قبل المسميات ] وىو الصحيح فلما وجد الخالؼ تحزب لكل رأي حزب وتعصبوا جماعات وفرقا فآنذاؾ وجدت الجماعات ووجدت لها األسماء ولم يكن ىناؾ خالؼ بين المسلمين ولم يتعصب لو أشخاص قبل مقتل

عثماف ذي النورين رضي اهلل عنو وقبل النتائج التي نتجت من قتلو وبعد تولية علي رضي اهلل عنو إمرة المؤمنين وخالفة المسلمين وعندئذ نشأ الخالؼ فمنهم من رأى رأي علي رضي اهلل عنو وأنصاره ومنهم ومن رأى رأي طلحة والزبير ثم رأي معاوية وأتباعو وىناؾ تحزب حزباف

سياسياف كبيراف بين المسلمين شيعة علي وشيعة معاوية وكل واحد من ىؤالء يرى رأيو في تولية . الحكم وتدبير األمور ودينهما واحد وعقائدىم واحدة متفقة كما بيناه آنفا

نعم كاف ىناؾ خالؼ قبل شهادة عثماف رضي اهلل عنو والذي جر إلى قتل عثماف ولكنو لم يكن إال بين قادة اليهود والمخدوعين المغترين الواقعين في حبائل الدسائس اليهودية

األثيمة وبين المسلمين وإمامهم كما سيأتي بيانو في باب مستقل كما أنو وقعت الخالفات البسيطة الطفيفة ولكنها لم تبقى إال للحظات لرجوع الفريق الثاني إلى كتاب اهلل وسنة رسوؿ

1. 23اقخ ث١ ازقف ازؾ١غ ىب قطف اؾ١ج ؿ -

2 . 13أػ١ب اؾ١ؼخ امغ األي اغضء األي ؿ -

3 15ربس٠خ اؾ١ؼخ ؾذ ؽغ١ اظفش ؿ -

18

وإف تنازعتم في شيء فردوه إلى اهلل }اهلل صلى اهلل عليو وسلم امتثاال لقوؿ اهلل عز وجل {والرسوؿ إف كنتم تؤمنوف باهلل واليـو اآلخر ذلك خير وأحسن تأويال

كالخالؼ الذي وقع بين األنصار والمهاجرين يـو السقيفة حيث رجع األنصار عن رأيهم إلى رأي المهاجرين وبايعوا أبا بكر اتفاقا واتحادا ولم يكن ىناؾ فريق ثالث كما يزعمو

الشيعة ولم يقدـ اسم رجل ثالث للخالفة واإلمارة غير سعد بن عبادة وأبي بكر وعلى ذلك لم لهذه اآلراء واألحزاب كما شهد بذلك علي [زعماء وال قادة ]يكن ىناؾ خالؼ وال نزاع وال

رضي اهلل عنو حينما دخل عليو عمرو بن الحمق وحجر بن عدي وحبة العرني والحارث األعور وعبد اهلل بن سبأ بعد ما افتتحت مصر وىو مغمـو حزين كما رواه عبد الرحمن بن

: جندب عن أبيو جندب فقالوا لو

وىل فزعتم لهذا : بين لنا ما قولك في أبي بكر وعمر ؟ فقاؿ لهم علي عليو السالـ " ؟ وىذه مصر قد افتتحت وشيعتي بها قد قتلت ؟ أنا مخرج إليكم كتابا أخبركم فيو عما سألتم

وأسألكم أف تحفظوا من حقي ما ضيعتم فاقرؤوه على شيعتي وكونوا على الحق أعوانا وىذه نسخة الكتاب من عبد اهلل علي أمير المؤمنين إلى من قرأ كتابي ىذا من المؤمنين والمسلمين

. السالـ عليكم فإني احمد إليكم اهلل الذي ال إلو إال ىو :

أما بعد إف اهلل بعث محمدا صلى اهلل عليو وسلم وآلو نذيرا للعالمين وأمينا على التنزيل وشهيدا على ىذه األمة وأنتم يا معشر العرب يومئذ على شر دين وفي شر دار منيخوف على

حجارة خشن وحيات صم وشوؾ مبثوث في البالد تشربوف الماء الخبيث وتأكلوف الطعاـ [بينكم ]الجشيب وتسفكوف دماءكم وتقتلوف أوالدكم وتقطعوف أرحامكم وتأكلوف أموالكم

وال يؤمن أكثرىم [واآلثاـ بكم معصوبة ]بالباطل سبلكم خائفة واألصناـ فيكم منصوبة باهلل إال وىم مشركوف فمن اهلل عليكم بمحمد صلى اهلل عليو وسلم وآلو فبعثو إليكم رسوال من

ىو الذي بعث في األميين رسوال منهم يتلو عليهم آياتو : أنفسكم وقاؿ فيما أنزلو من كتابو لقد جاءكم : ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإف كانوا من قبل لفي ضالؿ مبين وقاؿ

ذلك فضل :رسوؿ من أنفسكم عزيز عليو ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤؼ رحيم وقاؿ اهلل يؤتيو من يشاء واهلل ذو الفضل العظيم فكاف الرسوؿ إليكم من أنفسكم بلسانكم وكنتم أوؿ

19

المؤمنين تعرفوف وجهو وشيعتو وعمارتو فعلمكم الكتاب والحكمة والفرائض والسنة وأمركم بصلة أرحامكم وحقن دمائكم وصالح ذات البين وأف تؤدوا األمانات إلى أىلها وأف توفوا

بالعهد وال تنقضوا األيماف بعد توكيدىا وأمركم أف تعاطفوا وتباروا و تباذلوا وتراحموا ونهاكم عن التناىب والتظالم والتحاسد والتقاذؼ وعن شرب الخمر وبخس المكياؿ ونقص الميزاف

أال تزنوا وال تربوا وال تأكلوا أمواؿ اليتامى ظلما وأف تؤدوا : وتقدـ إليكم فيما أنزؿ عليكم األمانات إلى أىلها وال تعثوا في األرض مفسدين وال تعتدوا إف اهلل ال يحب المعتدين وكل خير

. يدني إلى الجنة ويباعد من النار أمركم بو وكل شر يباعد من الجنة ويدني من النار نهاكم عنو

فلما مضى لسبيلو صلى اهلل عليو وآلو تنازع المسلموف األمر بعده فوا اهلل ما كاف يلقى في روعي ، وال يخطر على بالي أف العرب تعدؿ ىذا األمر بعد محمد صلى اهلل عليو وآلو عن أىل بيتو وال أنهم منحوه عني من بعدي ، فما راعني إال انثياؿ الناس على أبي بكر وإجفالهم إليو ليبايعوه ، فأمسكت يدي ورأيت أني أحق بمقاـ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو في الناس

ممن تولى األمر من بعده فلبثت بذاؾ ما شاء اهلل حتى رأيت راجعة من الناس رجعت عن اإلسالـ يدعوف إلى محق دين اهلل وملة محمد صلى اهلل عليو وآلو وإبراىيم عليو السالـ

فخشيت إف لم أنصر اإلسالـ وأىلو أف أرى فيو ثلما وىدما يكوف مصيبتو أعظم على من فوات والية أموركم التي إنما ىي متاع أياـ قالئل ثم يزوؿ ما كاف منها كما يزوؿ السراب وكما يتقشع السحاب ، فمشيت عند ذلك إلى أبي بكر فبايعتو ونهضت في تلك األحداث حتى

. ولو كره الكافروف " كلمة اهلل ىي العليا " زاغ الباطل وزىق وكانت

فتولى أبو بكر تلك األمور فسير وسدد وقارب واقتصد فصحبتو مناصحا وأطعتو فيما ". 1أطاع اهلل جاىدا

: لألشعري (مقاالت اإلسالميين ) ومثل ذلك في

وأوؿ ما حدث من االختالؼ بين المسلمين بعد نبيهم صلى اهلل عليو وسلم اختالفهم في اإلمامة وذلك أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم لما قبضو اهلل عز وجل ونقلو إلى جنتو

1 سد ض ره ف ؽشػ ظ اجالغخ الث اؾذ٠ذ اؾ١ؼ ا١ض 307– 302ؿ1اغبساد ضمف ط-

اجؾشا اؾ١ؼ ف بعخ ازاس٠خ ف غغ اجؾبس غغ غ١شب أساد ازفق١ ف ره ف١شعغ إ

. (اؾ١ؼخ أ اج١ذ )وزبثب

20

ودار كرامتو اجتمعت األنصار في سقيفة بني ساعدة بمدينة الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم وأردوا ػقصدا نحو [فػ ]عقد اإلمامة لسعد بن عبادة وبلغ ذلك أبا بكر وعمر رضواف اهلل عليهم

مجتمع األنصار في رجاؿ من المهاجرين فأعلمهم أبو بكر أف اإلمامة ال تكوف إال في قريش واحتج بقوؿ النبي صلى اهلل عليو وسلم اإلمامة في قريش فأذعنوا لذلك منقادين ، ورجعوا إلى

الحق طائعين ، بعد أف قالت األنصار منا أمير ومنكم أمير وبعد أف جرد الحباب بن المنذر سيفو وقاؿ أنا المحكك وعذيقها المرجب من يبارزني بعد أف قاـ قيس بن سعد بنصرة أبيو

سعد بن عبادة حتى قاؿ عمر بن الخطاب في شأنو ما قاؿ ، ثم بايعوا أبا بكر رضواف اهلل عليو واجتمعوا على إمامتو واتفقوا على خالفتو وانقادوا لطاعتو فقاتل أىل الردة على ارتدادىم كما

قاتلهم رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم على كفرىم فأظهره اهلل عز وجل عليهم أجمعين وأوضح اهلل بو الحق المبين وكاف االختالؼ بعد الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم في اإلمامة ولم يحدث خالؼ غيره في حياة أبي بكر رضواف اهلل عليو وأياـ عمر إلى أف ولي عثماف بن عفاف رضواف اهلل عليهم وأنكر قـو عليو في آخر أيامو أفعاال كانوا فيما نقموا عليو من ذلك مخطئين ، وعن

سنن المحجة خارجين ، فصار ما أنكروه عليو اختالفا إلى اليـو ، ثم قتل رضواف اهلل عليو كاف رضواف اهلل عليو مصيبا : وكانوا في قتلو مختلفين ، فأما أىل السنة واالستقامة فإنهم قالوا

في أفعالو قتلو قاتلوه ظلما وعدوانا ، وقاؿ قائلوف بخالؼ ذلك ، وىذا اختالؼ بين الناس إلى . اليـو

ثم بويع علي بن أبي طالب رضواف اهلل عليو فاختلف الناس في أمره فمن بين منكر إلمامتو ومن بين قاعد عنو ومن بين قائل بإمامتو معتقد لخالفتو ، وىذا اختالؼ بين الناس إلى

. اليـو

ثم حدث االختالؼ في أياـ علي في أمر طلحة والزبير رضواف اهلل عليهم وحربهما إياه " . 1وفي قتاؿ معاوية إياه وصار علي ومعاوية إلى صفين

1 . 39ؿ1ـ مبالد اإلعال١١ ألؽؼش ط

21

ومثل الخالفات األخرى كالخالؼ في موضع دفن الرسوؿ وقتاؿ مانعي الزكاة وغيرىا ، فلم تكد تظهر ىذه الخالفات حتى تالشت بعد عرض األمور على كتاب اهلل وسنة رسوؿ اهلل

. صلى اهلل عليو وسلم والرجوع إليهما

ولكن الخالؼ الذي لم ينحل والنزاع الذي لم ينتو كاف ىو ذلك االختالؼ الذي شتت شمل المسلمين وفرؽ جمعهم وجعلهم فريقين كبيرين يرأس األوؿ منهما علي رضي اهلل

عنو والثاني معاوية رضي اهلل عنو ، ونكرر القوؿ بأف ىذا الخالؼ لم يجر واحدا منهما إلى تكوين مذىب جديد واعتناؽ عقائد جديدة وال إلى إنكار ما ثبت في كتاب اهلل أو في سنة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وال االنحراؼ عن الجادة المستقيمة التي سلكها رسوؿ اهلل

صلى اهلل عليو وسلم ومن بعده أبو بكر وعمر وعثماف الخلفاء الراشدوف المهديوف من بعد كما لم يكن ىناؾ مباغضة للسابقين األولين من المهاجرين واألنصار والذين قضوا نحبهم قبل كما

اختلقها شيعة اليـو ف وال إثارة إلى الضغائن القبلية والمبنية على الحسب والنسب ، وخاصة لم يكن ألنصار علي رضي اهلل عنو ، الخلص منهم ، عقائد الشيعة اليـو ، المنطوية على بغض

السلف الصالح وعلى األخص أبو بكر وعمر وعثماف وأزواج رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم أمهات المؤمنين ، والمبنية على إنكار القرآف الموجود بأيدي الناس ، وال سنة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ، التي أخذوىا عن عبد اهلل بن سبأ وتوارثوىا عن اليهودية البغيضة كما سنبرىن ذلك قريبا إف شاء اهلل بل ، كانوا محبين ألصحاب محمد صلى اهلل عليو وسلم وعلى رأسهم

أبو بكر وعمر وعثماف وأزواج النبي الطاىرات المطهرات ، والمقتفين آثارىم والمقتدين ىداىم ، وعلى رأسهم علي رضي اهلل عنو أمير المؤمنين وخليفة رسوؿ اهلل األمين الراشد الرابع حيث

كاف يحبهم حبا جما ويظهر مواالتو لهم ويعاند كل من يعارضهم ، ويعاقب كل من يتكلم فيهم ، كما كاف يحارب بكل قوة وشدة تسرب أفكار السبئية واليهودية في أتباعو وأنصاره وشيعتو ،

ويطرد كل من يشك فيو بتسممو من ىذه العقائد المسمومة

فلقد ذكر الشيعة أنفسهم بأف عليا رضي اهلل عنو سمى أبناءه بأسماء الخلفاء الراشدين 1 وابنو الحسين كذلك سمى أبناءه بأي بكر وعمر1السابقين الثالثة ، بأبي بكر وعمر وعثماف

1 ، مبر اطبج١ 119ؿ 2 ، ربس٠خ ا١ؼمث ط 186 ، اإلسؽبد ف١ذ ؿ 203أػال اس طجشع ؿ -

. 582 ، عالء اؼ١ غغ ؿ64ؿ2 ، وؾف اغخ ألسث ط 142ألث افشط األفجب ؿ

22

وكذلك اآلخروف من أبناء علي وأبناء الحسين سمو أبناءىم بأسماء ىؤالء األخيار البررة تحببا . 2إليهم وتبركا بهم

وال نريد (الشيعة وأىل البيت ) وأما االقتداء واالتباع فلقد ذكرنا عنو كثيرا في كتابنا تكرار ما قلناه ىناؾ فليرجع إلى ذلك ، ولكنا نثبت ىاىنا عبارة عن ألد أعداء السنة وأكبر

السبابين اللعانين الشيعة ، عن المال باقر المجلسي الشيعي اإليراني الذي يلقب بخاتمة فهو يكتب في (بحار األنوار )المحدثين ، والذي ألف أكبر مجموعة في الحديث باسم

أف حسين بن علي بن أبي طالب (جالء العيوف في حياة ومصائب أربعة عشر معصوما )كتابو صالح معاوية بن أبي سفياف على أنو يعمل بين الناس بكتاب اهلل وسنة رسولو صلى اهلل عليو

وأف ال يعين أحدا بعده وأف يؤمن الناس أينما كانوا في الشاـ 3وسلم سيرة الخلفاء الراشدين والعراؽ والحجاز واليمن وأف يؤمن شيعة علي بن أبي طالب وأصحابو في أنفسهم وأموالهم

". 4وأزواجهم وأوالدىم وأخذ على ىذه الشروط العهود المغلظة باليمين

فجعل الحسن بن علي ػ وىو اإلماـ الثاني عند الشيعة ػ أحد شروط الصلح مع معاوية أف يكوف متبعا لسيرة الخلفاء الراشدين ، ولم يكن ىؤالء إال أبا بكر وعمر وعثماف وعليا ، كما أنو لم يجعل العمل بسيرة ىؤالء شرطا من أىم الشروط إال ألنو كاف يحسن فيهم الظن ويعتقد

. فيهم الخير ويؤمن بتقواىم وطهارتهم زيادة على إيمانهم وإسالمهم الصحيح الخالص

. رضي اهلل عنهم ورحمهم أجمعين 5 ىذا ومثل ىذا كثير لمن تتبع أخبار علي وأوالده

ونريد أف نضيف إلى ذلك أف الخالؼ الذي وقع بين علي ومعاوية رضي اهلل عنهما لم يؤد إلى التكفير والتفسيق فيما بينهم وال إلى المقاطعة الدائمة والمباغضة األبدية والهجراف

1 ، مبر اطبج١ ألث افشط األفجب ؿ 228ؿ3 ، ربس٠خ ا١ؼمث ط213أػال اس طجشع ؿ -

. 240ؿ1 ، ز ا٢بي ط119ؿ78ؿ2 . 582 ، عالء اؼ١ غغ ؿ263ازج١ اإلؽشاف غؼد اؾ١ؼ ؿ -

3ف١الؽع فع اخفبء اشاؽذ٠ أل از٠ أػ هللا أثقبس ال ٠غزؾ١ رأ٠الد عخ١فخ سو١ىخ وب -

. ػشك ػ١ د١ أ ثشب ضجذ ف وزج ػ أػ١ب 4 163ـ ، افقي اخ ف ؼشفخ أؽاي األئخ ؿ1398 ه هشا 293 ؿ1عالء اؼ١ غغ ط -

. 314ه هشا ، ز ا٢بي ؼجبط ام ؿ

5. أساد ره ف١شعغ إ١ (اؾ١ؼخ أ اج١ذ )جزح غ١ش ٠غ١شح عدح ف وزبثب -

23

والقطيعة كما تصوره القـو في العصور المتأخرة وكما وضعت األساطير والقصص ، بل كل واحد من الحزبين كاف يعتقد بإيماف اآلخر وإسالمو ويحب اإلصالح بينهما ويسعى إلى التوافق

والتصالح ، وعلى ذلك صالح الحسن بن علي معاوية رضي اهلل عنهم أجمعين وبايعو ، ولم يكن يظنو كافرا خارجا عن اإلسالـ لما اتفق معو ولم يصالحو ولم يبايعو ولم يأمر ولم يأمر أخاه

الحسين وال قائد جيشو قيس بن سعد أف يبايعاه كما ثبت ذلك في كتب الشيعة وىذه ىي : ألفاظ الكشي

حدثنا محمد بن عبد : جبرائيل بن أحمد وأبو إسحاؽ حمدويو وإبراىيم ابنا نصير قالوا سمعت أبا : الحميد العطار الكوفي عن يونس بن يعقوب عن فضل غالـ محمد بن راشد قاؿ

إف معاوية كتب إلى الحسن بن علي صلوات اهلل عليهما أف أقدـ : عبد اهلل عليو السالـ يقوؿ يا قيس قم فبايع ، فالتفت : األنصاري وقدموا الشاـ فأذف لهم معاوية وأعد لهم الخطباء فقاؿ

1إلى الحسين عليو السالـ ينظر ما يأمره فقاؿ يا قيس إنو إمامي ػ يعني الحسن عليو السالـ ."

وقبل ذلك أبوه علي بن أبي طالب ػ وىو اإلماـ المعصـو األوؿ عند الشيعة ػ خاطب : معاوية بقولو في رسالتو التي أرسلها جوابا لو ػ حسب زعم القـو

لم يمنعنا قديم عزنا وعادي طولنا على قومن أف خلطناكم بأنفسنا فنكحنا وأنكحنا " ". 2فعل األكفاء

وكذلك لو كاف ىناؾ مسألة الكفر والنفاؽ لما تزوجت رملة بنت علي بن أبي طالب ". 3رضي اهلل عنو من معاوية بن مرواف بن الحكم

وابنتو الثانية 4عروة بن مسعود الثقفي [بنت ]بنت علي كانت أـ سعيد (رملة ) و ". 5خديجة كانت متزوجة من عبد الرحمن بن عامر األموي

1. 395ؿ1 ، عالء اؼ١ غغ ط316 ، أ٠نب ز ا٢بي ؿ102سعبي اىؾ ؿ -

2. ه ث١شد 387 ، 386ظ اجالغخ رؾم١ك فجؾ فبؼ ؿ -

3 . 87 ، عشح أغبة اؼشة ؿ45غت لش٠ؼ ؿ -

4 . 203 ، إػال اس طجشع ؿ186اإلسؽبد ف١ذ ؿ -

5. 68عشح أغبة اؼشة الث ؽض ؿ -

24

وكاف أبوه عامر بن كريز األموي أميرا على البصرة من قبل معاوية وشريكا في حرب وأف خديجة بنت علي كانت " رضواف اهلل عليهم جميعا "الجمل مع طلحة والزبير ضد علي

". 2 والمفيد في اإلرشاد1من أـ ولد لو كما ذكرىا الطبرسي في األعالـ

. 3 كما أف إحدى بناتو تزوجت من عبد الملك بن مرواف الخليفة األموي

وكما أف بنات الحسن وبنات الحسين زوجن من األمويين وبنات األمويين زوجن من أبناء ولقد ذكرنا ىذه المصاىرات بين بني أمية وبين بني . الهاشميين ومن أوالد علي باألخص

ومن أراد التفصيل فليرجع إلى ذلك ولكن نذكر ىاىنا (الشيعة وأىل البيت )ىاشم في كتاب فلقد تزوجت سكينة بنت الحسين . واحدة من بنات الحسن وواحدة من بنات الحسين

زيد بن عمرو بن عثماف : وحفيدة علي من حفيد عثماف بن عفاف

وزيد بن عمرو بن عثماف ىذا ىو الذي كانت عنده سكينة بنت الحسين فهلك عنها فورثت ". 4عنو

وكذلك نفيسة بنت زيد بن حسن بن علي تزوجت من الخليفة األموي الوليد بن عبد الملك بن مرواف ، قد ذكر ىذا الزواج شيعي نسابة مشهور أيضا في كتابو وما أقبحو في التعبير

:

وكاف لزيد بن الحسن بن علي ابنة اسمها نفيسة خرجت إلى الوليد بن عبد الملك بن " وكاف زيد يفد إلى الوليد بن عبد الملك ويقعده على .... مرواف فولدت لو منو وماتت بمصر

". 5سريره ويكرمو لمكاف ابنتو ودفع لو ثالثين ألف دينار دفعة واحدة

1 203ؿ -

2 186ؿ -

3 ه ث١شد 69ؿ9اجذا٠خ اب٠خ ط -

4 86ؿ1 ، عشح أغبة اؼشة الث ؽض ط94 ، اؼبسف الث لز١جخ ؿ120ؿ4غت لش٠ؼ ضث١ش ط -

. 349ؿ6، هجمبد اث عؼذ ط5 . 234ؿ5 ، هجمبد اث عؼذ ط70ػذح اطبت ف أغبة أث هبت ؿ -

25

والجدير بالذكر أف زيد بن الحسن ىذا كاف ممن حضر كربالء مع عمو الحسين رضي اهلل عنو زينب بنت الحسن المثنى أيضا كاف متزوجة من الوليد بن : ، كما أف حفيدة الحسن بن علي

. 1عبد الملك األموي

وأبوىا الحسن بن المثنى أيضا ممن حضر كربالء مع عمو وصهره الحسين وجرح جرحا شديدا ونلفت األنظار إلى أف الستة من حفيدات الحسن من أبناء مختلفين كن متزوجات من .

أكثر [و ىذه المصاىرات عدد منها أصحاب األنساب ]األمويين من قادتهم وزعمائهم ، وقع بين علي ومعاوية وبعد حروب [وكلها حصلت بعد الخالؼ الذي ]من عشرين مصاىرة

وكذلك تزوج كثير من الهاشميين من بنات األمويين ومن األسرة الحاكمة 2الجمل وصفينبالذات كما كاف بينهم الصالت والهبات ولقاء وزيارات وخاصة بين أئمة اإلثني عشرية

ومنازعة ملكهم غير الحسين بن علي [بمحاربة األمويين ]وعوائلهم حيث لم يقم واحد منهم وأما حروب والده العظيم علي بن أبي طالب مع معاوية فمشهورة معروفة ، . رضي اهلل عنهما

كما أف مصالحة أخيو األكبر مع معاوية أمر مشهور ال يستطيع إنكاره أحد ، وأما ما روي عن يروي في [حيث ]ابن الحسين زين العابدين علي ، والراوي ىو بخاري القـو الكليني ،

ىو أحد الكتب األربعة التي عليها " صحيحو الذي قاؿ فيو محدث الشيعة النوري الطبرسي وإذا تأمل .... وكتاب الكافي بينها كالشمس بين نجـو السماء . تدور رحى الفرقة اإلمامية

فيها المنصف يستغني عن مالحظة حاؿ آحاد رجاؿ سند األحاديث المودعة فيو وتورثو الوثوؽ ". 3ويحصل لو االطمئناف بصدورىا وثبوتها وصحتها

أنا عبد مكره ، فإف شئت فأمسك وإف شئت : " أف علي بن الحسين قاؿ ليزيد بن معاوية ". 4فبع

وكذلك كاف البقية ممن أدركوا بني أمية ، وعلى منوالهم من أدركوا الدور العباسي اللهم إال الذين حاربوا ونازعوا الملك فلم يكن حظهم حليفهم حيث حوربوا ممن حاربوا وقتلوا ، كما لم

1. عشح أغبة اؼشة -

2ال ذس أ٠ عبء اؾ١ؼخ ثز االػزمبداد أ ؾبسثخ ػ وفش ، اؾبسة ؼ وبفش ، فؤالء أالد -

. أ ث١ز ٠ىزث ز األلب٠ ٠فذ ز اضاػ 3. ـ 1321 ه ىزجخ داس اخالفخ هشا 546ؿ3غزذسن اعبئ طجشع ط -

4 . 235 ؿ 8وزبة اشمخ اىبف ط -

26

يكن معاملة الشيعة وخاصة اإلثني عشرية مع أئمتهم طيبة حيث رفضوىم وكفروىم ، فقوتلوا من ادعى اإلمامة : بدعوى (األحياء )وكفروا ورفضوا من قبل (األعداء )وحوربوا من جانب

. 1وليس من أىلها فهو كافر

ويـو ترى : جعلت فداؾ : قلت ألبي عبد اهلل عليو السالـ : وعن الحسين بن المختار قاؿ 3كل من زعم أنو إماـ وليس بإماـ ، قلت وإف كاف فاطميا علويا : الذين كذبوا على اهلل ؟ قاؿ

."

وحصيلة البحث أف التشيع األوؿ لم يكن مدلولو العقائد المخصوصة واألفكار المدسوسة ، كما لم تكن الشيعة األولى إال حزبا سياسيا يرى رأي علي رضي اهلل عنو دوف معاوية رضي اهلل

وأما بعد استشهاده وتنازؿ الحسن عن الخالفة فكانوا مطاوعين لمعاوية . عنو في عصر علي أيضا ، مبايعين لو ، كما حصل مع إمامهم الحسن وأخيو الحسين وقائد عساكره قيس بن سعد ، ولم يكن بينهم خالؼ ديني وال نزاع قبلي وال عصبية الحسب والنسب ، وكانوا يفدوف على الحكاـ ويصلوف خلفهم ، كما كاف الحسن والحسين ىما ابنا علي وفاطمة وسبطا رسوؿ اهلل

. صلى اهلل عليو وسلم يفداف على معاوية

فلما استقرت الخالفة لمعاوية كاف الحسين يتردد إليو مع أخيو الحسن فيكرمهما معاوية " مرحبا وأىال ، ويعطيهما عطاء جزيال وقد أطلق لهما في يـو واحد : إكراما زائدا ، ويقوؿ لهما

خذاىا وأنا بن ىند ، واهلل ال يعطيكماىا أحد قبلي وال بعدي ، فقاؿ : مائتي ألف ، وقاؿ ولما توفي الحسن . واهلل لن تعطي أنت ال وأحد قبلك وال بعدؾ رجال أفضل منا : الحسين

". 2كاف الحسين يفد إلى معاوية في كل عاـ فيعطيو ويكرمو

وكذلك ذكر المجلسي عن جعفر بن الباقر ػ اإلماـ السادس عند الشيعة ػ أنو قاؿ اإلماـ الحسن يوما لإلماـ الحسين وعبد اهلل بن جعفر إف ىدايا معاوية ستصل في أوؿ يـو من الشهر

]القادـ ولم يأت ىذا اليـو إال وقد وصلت األمواؿ من معاوية وكاف اإلماـ الحسن بن علي من ذلك الماؿ وقسم الباقي بين أىلو وشيعتو ، وأما اإلماـ الحسين [مدينا بديوف كثيرة فأداىا

1 . 373 ؿ1اىبف ف األفي ط - 2 ه ث١شد 151، 150ؿ8اجذا٠خ اب٠خ ط -

27

فبعد أداء الديوف قسم مالو إلى ثالث حصص قسما لشيعتو وخاصتو وقسمين ألىلو وعيالو ، ". 1وكذلك عبد اهلل بن جعفر

وكذلك ذكر الكليني أف مرواف بن الحكم فرض لعلي بن الحسين ماال كما فرض لشباب : المدينة اآلخرين

استعماؿ معاوية مرواف بن الحكم على المدينة وأمره أف يفرض لشباب قريش ، ففرض لهم علي بن الحسين ، : ما اسمك ؟ فقلت : فأتيتو فقاؿ : فقاؿ علي بن الحسين عليهما السالـ

". 2ففرض لي

وكذلك عم الحسين واألخ األكبر لعلي رضي اهلل عنو ، عقيل بن أبي طالب كاف يفد على ". 3أعطاه مائة ألف درىم "معاوية رضي اهلل عنهما ويأخذ منو الهدايا والهبات ومرة

: وقد أقر بذلك ابن أبي الحديد الشيعي حيث كتب

ومعاوية أوؿ رجل في األرض وىب ألف ألف ، وابنو يزيد أوؿ من ضاعفو ، كاف يجيز الحسن والحسين بن علي في كل عاـ لكل واحد منهما بألف ألف درىم وكذلك كاف يجيز عبد اهلل بن

". 4عباس وعبد اهلل بن جعفر

: وكذلك أبو مخنف الغالي

في كل سنة ألف ألف دينار سوى الهدايا من كل (أي إلى الحسين )وكاف معاوية يبعث إليو ". 5صنف

كما كانوا يصلوف خلف الحكاـ وأمراء معاوية ، وقد ذكر جعفر بن محمد الباقر عن أبيو علي ". 6أف الحسن والحسين كانا يصلياف خلف مرواف وال يعيدانها ، ويعتداف بها" زين العابدين

1. 376عالء اؼ١ غغ ؿ - 2 . 19 ؿ6اىبف ف افشع ، وزبة اؼم١مخ ثبة األعبء اى ط - 3ه اغف 334 ؿ 2ا٢ب طع ط- 4 .823 ؿ2ؽشػ اث أث اؾذ٠ذ ط- 5. 7مبر أث خف ؿ- 6

ه ث١شد 258ؿ8اجذا٠خ اب٠خ ط -

28

وكاف مرواف أميرا آنذاؾ على المدينة كما أف أباف بن عثماف أمير المدينة من قبل عبد الملك بن مرواف األموي قدـ إلى الصالة من قبل علي بن محمد بن علي المشهور بمحمد بن الحنفية

: حيث قاؿ لو أبو ىاشم بن محمد بن علي

". 1نحن نعلم أف اإلماـ أولى بالصالة ولوال ذاؾ ما قدمناؾ فتقدـ فصلى عليو

". 2كما صلى على ابن أخي علي عبد اهلل بن جعفر الطيار

وكما صلى أبوه على جدىم عم النبي صلى اهلل عليو وسلم وعم علي رضي اهلل عنو ف علي : عباس بن عبد المطلب

توفي العباس في يـو الجمعة لثنتي عشرة ليلة خلت من رجب وقيل من رمضاف سنة ثنتين ". 3وثالثين ، عن ثماف وثمانين سنة ، وصلى عليو عثماف بن عفاف ودفن بالبقيع

. ىذا ومثل ىذا لكثير

وبعد ىذا العصر تطور التشيع وتغيرت الشيعة ، وتأثر وتأثروا من أفكار يهودية ومجوسية ونصراني ، وبعقائد مدخولة مدسوسة ، نقمة على الحكاـ ومخدوعين بالتزويرات اليهودية والدسائس المجوسية ، ومتأثرين من الذين تظاىروا باإلسالـ تسترا على مكايدىم الخبيثة

وتدابيرىم الهدامة ، ومن االختالط بالفرس والبابليين ، ومن الموالي الكارىين للعرب ، . الحاكمين عليهم والفاتحين بالدىم ، واآلخذين زماـ أمورىم

والذي تولى كبر ىذه العقائد واألفكار كاف عبد اهلل بن سبأ مبعوث اليهود المتستر وراء اسم اإلسالـ ، والمؤجج نار الفتنة ، والنافخ فيها ضد أمير المؤمنين وخليفة المسلمين المنتخب باالتفاؽ ، صاحب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وزوج ابنتيو وابن عمتو ، الجواد الكريم ،

السخي ذي النورين عثماف بن عفاف رضي اهلل عنو ، كما سنتحدث عنو في الباب اآلتي مفصال وباألدلة والبراىين إف شاء اهلل تعالى

1 . 86 ؿ 5هجمبد اث عؼذ ط - 2 3 ، أعذ اغبثخ الث األص١ش ط 281 ؿ 2 ، اإلفبثخ الث ؽغش ط 267 ؿ 2االعز١ؼبة الث ػجذ اجش ط -

. 135ؿ 3 . 100 ؿ 3 ، االعز١ؼبة ط 162ؿ 7اجذا٠خ اب٠خ ط -

29

وال شك أف كثيرا من أتباعو ػ أي عبد اهلل بن سبأ ػ السبئيين والمجوس واليهود والمنافقين دخلوا في معسكر علي رضي اهلل عنو تحت ستار شيعة علي ، كما دخل بعض منهم في

معسكر معاوية رضي اهلل عنو ولكنهم لم يكونوا ال من شيعة وال من شيعة معاوية ، بل ىم كانوا كتلة مستقلة وفئة باغية ، لها أفكارىا وعقائدىا ، ولها أغراضها وأىدافها ، وىم الذين كانوا

يسعوف بالفساد ويضرموف نار الحرب كلما أراد الطرفاف لصلح واالتحاد بينهما ، ومنهم نشأت فتنة الخوارج الذين كفروا عليا وعثماف ومعاوية معا ، ألنو لم يكن ىمهم إسقاط خالفة عثماف

وال تحريض الناس عليو ، بل كاف كل ما يقصدوف ىو القضاء على دولة اإلسالـ وسد باب فتوحاتهم وغزواتهم ، ولذلك عندما نجحوا بإيقاع الفتنة بين المسلمين وتأليبهم على خليفة رسوؿ اهلل الراشد الثالث وتفريق كلمة المؤمنين والتشتيت بينهم ، تألبوا على علي كما تألبوا

. عليو وىذا مما ال ينكره إال مكابر أو مجادؿ بال حق وعلم وبصيرة

ومما ال شك فيو أف الشيعة األولى المخلصين كانوا من ىؤالء براء ، كما كاف إمامهم وقائدىم نعم ولكن الشيعة ػ أي شيعة علي كاف يغلب عليهم التخاذؿ . يتبرأ منهم ويطردىم ويقتلهم

والتكاسل والجبن وعدـ االستقامة والعزيمة والنجدة والجلد والمروءة عكس ما كانوا عليو شيعة عثماف أو شيعة معاوية رضي اهلل عنهما ، كما كاف يغلب عليهم عدـ الوفاء واإلخالص واألمانة والصدؽ عكس مخالفيهم ، وعلى ذلك كاف علي رضي اهلل عنو يشكو منهم ويواجو

الصعاب والمتاعب مع شجاعتو النادرة وجرأتو المشهورة وإقدامو المعروؼ وتفوقو على األقراف : ، وألجل ذلك كاف يقوؿ لهم

يا أشباه الرجاؿ وال رجاؿ ، حلـو األطفاؿ ، وعقوؿ ربات الحجاؿ ، لوددت أني لم أركم ولم ، قاتلكم اهلل لقد مألتم قلبي قيحا ، [سقما ]أعرفكم معرفة ػ واهلل ػ جرت ندما وأعقبت

وشحنتم صدري غيضا ، وجرعتموني نغب التهاـ أنفاسا ، وأفسدتم علي رأيي بالعصياف . إف ابن أبي طالب ال علم لو بالحرب : والخذالف ، حتى قالت قريش

هلل أبوىم وىل أحد منهم أشد لها مراسا ، وأقدـ فيها مقاما مني لقد نهضت فيها وما بلغت ". 1العشرين ، وىا أنا ذا قد ذرفت على الستين ، ولكن ال رأي لمن ال يطاع

1 67ظ اجالغخ ؿ-

30

: ويقوؿ مقارنا بينهم وبين شيعة معاوية

أما والذي نفسي بيده ، ليظهرف ىؤالء القـو عليكم ، ليس ألنهم أولى بالحق منكم ولكن ولقد أصبحت األمم تخاؼ ظلم رعاتها ، . إلسراعهم إلى باطل صاحبهم ، وإبطائكم عن حقي

وأصبحت أخف ظلم رعيتي ، استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا ، وأسمعتكم فلم تسمعوا ، أشهود كغياب وعبيد كأرباب : ودعوتكم سرا وجهرا فلم تستجيبوا ، ونصحت لكم فلم تقبلوا

، أتلو عليكم الحكم فتنفروف منها ، وأعظكم بالموعظة البالغة فتفرقوف عنها ، وأحثكم على جهاد أىل البغي فما آتي على آخر قولي حتى أراكم متفرقين أيادي سبا ، ترجعوف إلى

مجالسكم ، وتتخادعوف عن مواعظكم ، أقومكم غدوة وترجعوف إلى عشية ، كظهر الحنين ، . عجز المقـو وأعضل المقـو

أيها القـو الشاىدة بأبدانهم ، الغائبة عنهم عقولهم المختلفة أىواءىم ، المبتلى بهم . أمراؤىم ، صاحبكم يطيع اهلل وأنتم تعصونو ، وصاحب أىل الشاـ يعصي اهلل وىم يطيعونو

لوددت واهلل أف معاوية صارفني بكم صرؼ الدينار بالدرىم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني . رجال منهم

يا أىل الكوفة منيت بكم بثالث واثنتين ، صم ذوو أسماع ، وبكم ذوو كالـ ، وعمى ذوو أبصار ، ال أحرار صدؽ عند اللقاء وال إخواف ثقة عند البالء ، تربت أيديكم يا أشباه اإلبل غاب عنها رعاتها ، كلما جمعت من جانب تفرقت من آخر ، واهلل لكأني بكم فيما

أخالكم أف لو حمس الوغى ، وحمي الضراب قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج المرأة عن ". 1قبلها

وأكبر دليل على خذالف الشيعة عليا أف أخاه الحقيقي وكبير شيعتو وابن أبيو عقيل بن أبي طالب تركو والتحق بمعاوية رضي اهلل عنو وحارب تحت لوائو ضده كما أقر بذلك مؤرخ

: شيعي كبير

". 2 إف عقيال فارؽ أخاه عليا في أياـ خالفتو وىرب إلى معاوية وشهد صفين معو

1. ه اذ 15ػذح اطبت ف أغبة آي أث هبت ؿ - 2 . 237 ؿ 1األفي اىبف ط -

31

وأما ما فعلوه بالحسن وبعده بالحسين فهذه ودائع في التاريخ ال يمكن التستر عليها ، . ولو سردنا كل ذلك لطاؿ بنا الكالـ

صدقهم وصفائهم فقد أقر بذلك جعفر بن الباقر الملقب [عدـ ] وأما عدـ أمانتهم و: حيث ذكر أمامو أحد تالمذتو عبد اهلل بن يعفور قاؿ [الصادؽ ]بػ

إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقواـ ال يتولونكم : قلت ألبي عبد اهلل عليو السالـ فاستوى أبو عبد اهلل عليو السالـ جالسا : قاؿ . ليس لهم تلك األمانة وال الوفاء وال الصدؽ

ال دين لمن داف اهلل بوالية إماـ ليس من اهلل وال عتب على : فأقبل علي كالغضباف ، ثم قاؿ ". 2من داف بوالية إماـ من اهلل

وأما النقاط على الحروؼ فسنضعها في . فهذا كل ما أردنا أف نثبتو في ىذا الباب . الباب الثاني إف شاء اهلل تعالى

32

الباب الثاني

التشيع والسبأية

إف الشيعة األولى مع ما كاف فيهم من التخاذؿ عن الحق والتكاسل عن مناصرة قائدىم علي ػ رضي اهلل عنو ػ وجبنهم وغدرىم وخيانتهم وحبهم الدنيا وما فيها وإيثار الحياة على

: الموت في سبيل الحق كما وصفهم علي ػ رضي اهلل عنو ػ مخاطبا إياىم

وإني واهلل ألظن أف ىؤالء القـو سيدالوف منكم باجتماعهم على باطلهم ، وتفرقكم عن حقكم ، وبمعصيتكم إمامكم في الحق ، وطاعتهم إمامهم في الباطل ، وبأدائهم األمانة إلى

صاحبهم وخيانتكم وبصالحهم في بالدىم وفسادكم ، فلو ائتمنت أحدكم على قعب ". 1لخشيت أف يذىب بعالقتو

كانوا مع ذلك كلو ال يختلفوف عن اآلخرين في العقائد واألفكار كإنكار القرآف واالعتقاد بتحريفو وتغييره ، وإنكار السنة النبوية على صاحبها أفضل الصالة والسالـ ، كما لم يكونوا مكفرين ألصحاب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ومنكرين فضلهم ، وبخاصة الخلفاء

الراشدوف الثالثة ، أبو بكر وعمر وعثماف ، وأزواج النبي صلوات اهلل عليو وسالمو عليو أمهات مذىبا خاصا غير مذىب المسلمين ، العامة وال عبادات وشعائر [يكن لهم ]المؤمنين ولم

وطقوسا مخصوصة ، فكانوا يصلوف بصلواتهم وخلفهم ، ويحجوف بحججهم وتحت إمرتهم ، كما كانوا يصاىرونهم ، يزوجونهم ويتزوجوف منهم قبل الحروب وبعدىا ، وقبل الحوادث

األليمة وبعدىا كما بيناه سابقا وكما سنبينو مفصال إف شاء اهلل ، إال من تأثر باألفكار المدخولة والدسائس اليهودية واألفكار غير اإلسالمية من السبئيين المتظاىرين باإلسالـ ، والمتسترين بو

، وخرج بذلك عن الجادة المستقيمة ، وعن جماعة علي وشيعتو ، كالسبئيين والخوارج وغيرىا من الفرؽ المنحرفة الضالة الباغية الذين ليس لهم عالقة ال بعلي وال بأوالده ، وىو والطيبوف

1. ه ث١شد 67ظ اجالغخ ؿ -

33

من أوالده منهم براء ، وقد اخترعوا في الدين وباسم الدين ما لم ينزؿ بو القرآف ولم يتكلم بو . رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم

فكاف األولوف على ذؿ ولم ينقل عن واحد منهم خالؼ ىذا ولكنهم بعد ذلك بزماف وخصوصا بعد شهادة الحسين ػ رضي اهلل عنو ػ تمسكوا بنفس األفكار التي كانت تحملها السبئية وبث سمومها اليهودية والمجوسية وغيرىا من الفرؽ الباطلة الهدامة المعاندة لألمة

اإلسالمية ، فاعتنقوىا وعلى قدر اإلغراؽ والتمسك واالعتصاـ بهذه األفكار زادوا في الضالالت والسفاىات ، وافترقوا بفرؽ ، فمنهم من غالى وجازؼ وتجاوز جميع الحدود ،

فسموا المغالين ، ومنهم من توسط ال في الحق ولكنو في األخذ عن الباطل فسموا المتوسطين ، ومنهم من أخذ أشياء يسيرة واغترؼ غرفة أو غرفتين ولم ينزؿ في قعرىا ولم

يسبح في وسطها فسموا المعتدلين والمنصفين ، ولكن كل ىؤالء يجمعهم التلمذة على اليهودية األثيمة والتشبث بأذياؿ عبد اهلل بن سبأ ، ابن سوداء اليهودي الخبيث الماكر ، فكل

أخذ بقدره واكتفى بحظو ، اللهم إال من تبرأ منهم علنا وجهرا ومن أفكارىم ، فرفضوه على ، وكانت ىذه األفكار واآلراء التي دست بين المسلمين وخصوصا بين الموالين 1تبرئو الكامل

وأوالده بعد مؤامرة دبرت واحكم نسيجها من قبل يهود اليمن باشتراؾ اآلخرين على يد 2لعليعبد اهلل بن سبأ ، تتكوف من تفريق كلمة المسلمين وتشتيت شملهم وإيقاع الفتن وسل

السيوؼ بينهم وإفساد الدين على المسلمين ونشر اإلباحية واإللحاد ، ولقصد تبديل الشريعة . بعد ذكر جميع فرؽ الشيعة 3السماوية وتغييرىا وتعطيلها ، وعلى ذلك قاؿ اإلسفراييني

وأعلم أف جميع من ذكرناىم من فرؽ اإلمامية متفقوف على تكفير الصحابة ويدعوف أف القرآف قد غير عما كاف ووقع فيو الزيادة والنقصاف من قبل الصحابة ويزعموف أنو ال اعتماد على القرآف األوؿ وال على شيء من األخبار المروية عن المصطفى صلى اهلل عليو وسلم ،

1وأرجبع ص٠ذ ث ػ ث اؾغ١ اقف ، أ ثؼنب ٠ذػ ارجبػ ثظ ف١ظ اظ ٠غه -

. فظ اغه وب ع١أر ث١ب فقال إ ؽبء هللا 2أل اعزؼا اع ػ أ ث١ز ـ وزثب صسا ـ زغزش ػ ا٠ب اخف١خ مبفذ اخج١ضخ ، زه اغزش -

. ث ل ٠ذػ االح ػ أ ث١ز ـ سما هللا ػ١ أعؼ١ 3 أث اظفش ؽبس ث هبش ث ؾذ اإلعفشا١٠ اؾبفؼ افغش ، إب ثبسع ، فف ازفغ١ش اىج١ش -

فف ف األفي عبفش ف هت اؼ ؽق اىض١ش ، اسرجط ظب اه ثطط ، فألب ثب ع١ دسط ثب

. ـ 471اؼ أفبد اىض١ش ، اعزفبد ابط ، ؤفبد ػذ٠ذح ب وزبة ازجق١ش رف عخ

34

ويزعموف أنو ال . ويزعموف أنو قد كاف في القرآف النص على إمامة علي فأسقطو الصحابة عنو اعتماد على الشريعة التي في أيدي المسلمين ، وينتظروف إماما يسمونو المهدي يخرج

ويعلمهم الشريعة وليسوا في الحاؿ على شيء من الدين ، وليس مقصودىم من ىذا الكالـ تحقيق الكالـ في اإلمامة ، ولكن مقصودىم إسقاط كلمة تكليف الشريعة عن أنفسهم ، حتى

يتوسعوا في استحالؿ المحرمات الشريعة ، ويعتذر عند العواـ بما يعدونو من تحريف الشريعة ، وتغيير القرآف من عند الصحابة ، وال مزيد على ىذا النوع من الكفر ، إذ ال بقاء فيو على

". 1شيء من الدين

ىذا وبما أننا ذكرنا ونريد أف نذكر ونثبت أف تطور التشيع األوؿ وتغيير الشيعة األولى لم يكن إال إلدخاؿ األفكار اليهودية والمجوسية ، والمتمثلة في عبداهلل بن سبأ أو السبئية

واعتناؽ الشيعة لها واعتقادىا ، فال بد لنا أف نذكر عبد اهلل بن سبأ وجماعتو السبئيين ومساعيهم لنشر الفتنة والفساد وبث سمـو المعتقدات غير اإلسالمية في نفوس الضعفاء

. والجهلة من الناس ألف الكالـ إال على الكالـ حولهم وحولها أي السبئيين وأفكارىم

عبد اهلل بن سبا والسبئية

وقد كاف عبد اهلل بن سبأ " أمو سوداء . إف عبد اهلل بن سبأ كاف يهوديا من أىل صنعاء ىذا يهوديا في قلبو حفيظة على الدين الجديد الذي أزاؿ ما كاف اليهود يتمتعوف بو من الهيمنة

والسلطاف على عرب المدينة والحجاز عامة ، فأسلم في أياـ عثماف ، ثم تنقل في بالد الحجاز ، ثم ذىب إلى البصرة ، ثم إلى الكوفة ، ثم إلى الشاـ ، وىو يحاوؿ في كل بلد ينزؿ بها أف يضل ضعاؼ األحالـ ، ولكنو لم يستطع السبيل إلى ذلك ، فأتى مصر فأقاـ بين أىلها

عن أصوؿ دينهم ، ويزيد لهم بما يزخرفو من القوؿ حتى وجد مرتعا خصيبا / ، وما فتئ يلفتهمإني ألعجب كيف تصدقوف أف عيسى بن مريم يرجع إلى ىذه الدنيا : ، وكاف مما قالو لهم

وما زاؿ بهم حتى انقادوا إلى القوؿ بالرجعة وقبلوا ذلك . وتكذبوف أف محمدا يرجع إليها ؟ منو ، فكاف ىو أوؿ من وضع ألىل ىذه الملة القوؿ بالرجعة وقبلوا ذلك منو ، إنو قد كاف

وليس في ! لكل نبي وصي ، وأف علي بن أبي طالب ىو وصي محمد صلى اهلل عليو وسلم

1. ه ثغذاد 43ازجق١ش ف اذ٠ ألعفشا١٠ ؿ -

35

الناس من ىو أظلم ممن احتجر وصية رسوؿ اهلل ولم يجزىا ، بل ىو يتعدى ذلك فيثب على الوصي ويقتسره على حقو ، وإف عثماف قد أخذ حق على وظلمة ، فانهضوا في ىذا األمر ،

وليكن سبيلكم إلى إعادة الحق ألىلو الطعن على أمرائكم وإظهار األمر بالمعروؼ والنهي عن المنكر ، فإنكم تستميلوف بذلك قلوب الناس ، واتخذ لهذه الدعوة وأنصار بثهم في األمصار

، وما زاؿ يكاتبهم ويكاتبونو حتى نفذ قضاء اهلل ، وكاف الضحية األولى لهذه المؤامرة ذلك الخليفة الذي قتل مظلوما ، وبين يديو كتاب اهلل واعتدى على منزلو وحرمو ، وكاف قضاء اهلل

". 1قدرا مقدورا

كاف عبد اهلل بن سبأ يهوديا من أىل :" ولقد ذكره أقدـ المؤرخين الطبري عنو بقولو صنعاء أمو سوداء فأسلم زماف عثماف ثم تنقل في بلداف المسلمين يحاوؿ ضاللتهم فبدأ بالحجاز ثم البصرة ثم الكوفة ثم الشاـ فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أىل الشاـ

فأخرجوه حتى أتى مصر فاعتمر فيهم فقاؿ لهم فيما يقوؿ لعجب ممن يزعم أف عيسى يرجع إف الذي فرض عليك القرآف لرادؾ إلى معاد }ويكذب بأف محمد يرجع وقد قاؿ اهلل عز وجل

فمحمد أحق بالرجوع من عيسى قاؿ فقبل ذلك عنو ووضع لهم الرجعة فتكلموا فيها ثم قاؿ {لهم بعد ذلك أنو كاف ألف نبي ولكل نبي وصي وكاف علي وصي محمد ثم قاؿ محمد خاتم األنبياء وعلى خاتم األوصياء ثم قاؿ بعد ذلك من أظلم ممن لم يجز وصية رسوؿ اهلل صلى

اهلل عليو وسلم ووثب على وصي رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وتناوؿ أمر األمة ثم قاؿ لهم بعد ذلك إف عثماف أخذىا بغير حق وىذا وصي رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم فانهضوا في ىذا األمر فحركوه وابدءوا بالطعن على أمرائكم وأظهروا األمر بالمعروؼ والنهي عن المنكر

تستميلوا الناس وادعوىم إلى ىذا األمر فبث دعاتو وكاتب من كاف استفسد في األمصار وكاتبوه ودعوا في السر إلى ما عليو رأيهم وأظهروا األمر بالمعروؼ والنهي عن المنكر وجعلوا يكتبوف إلى األمصار بكتب يضعونها في عيوب والتهم ويكاتبهم إخوانهم بمثل ذلك ويكتب

أىل كل مصر منهم إلى مصر آخر بما يصنعوف فيقرأه أولئك في أمصارىم وىؤالء في أمصارىم حتى تناولوا بذلك المدينة وأوسعوا األرض إذاعة يريدوف غير ما يظهروف ويسروف غير ما يبدوف فيقوؿ أىل كل مصر إنا لفي عافية مما فيو الناس وجامعو محمد وطلحة من ىذا المكاف قالوا

1. ابؼ ه قش 50 ؿ 1مبالد اإلعال١١ ألؽؼش ط -

36

فأتوا عثماف فقالوا يا أمير المؤمنين أيأتيك عن الناس الذي يأتينا قاؿ ال واهلل ما جاءني إال السالمة قالوا فإنا قد أتانا وأخبروه بالذي أسقطوا إليهم قاؿ فانتم شركائي وشهود المؤمنين فأشيروا علي قالوا نشير عليك أف تبعث رجاال ممن تثق بهم إلى األمصار حتى يرجعوا إليك بأخبارىم فدعا محمد بن مسلمة فأرسلو إلى الكوفة وأرسل أسامة بن زيد إلى البصرة وأرسل

عمار بن ياسر إلى مصر وأرسل عبد اهلل بن عمر إلى الشاـ وفرؽ رجاال سواىم فرجعوا جميعا قبل عمار فقالوا أيها الناس ما أنكرنا شيئا وال أنكره أعالـ المسلمين وال عوامهم وقالوا جميعا

األمر أـ المسلمين إال أف أمرائهم يقسطوف بينهم ويقوموف عليهم واستبطأ الناس عمارا حتى ظنوا أنو قد اغتيل فلم يفجأىم إال كتاب من عبد اهلل بن سعد بن أبي سرح يخبرىم أف عمار

قد استمالو قـو مصر وقد انقطعوا إليو منهم عبد اهلل بن السوداء وخالد بن ملجم و سوداف بن ". 1حمراف وكنانة بن بشر

. 2 وبمثل ذلك قاؿ ابن كثير وابن األثير

: وقاؿ ابن خلدوف في تاريخو عنو

إف عبد اهلل بن سبأ يعرؼ بابن السوداء كاف يهوديا فهاجر أياـ عثماف فلم يحسن " إسالمو ، فأخرج من البصرة فلحق بالكوفة ثم بالشاـ وأخرجوه فلحق بمصر ، وكاف يكثر

وكاف يحرض الناس على القياـ في .... الطعن على عثماف ويدعو في السر إلى أىل البيت ذلك والطعن على األمراء فاستماؿ الناس بذلك في األمصار وكاتب بو بعضهم بعضا ، وكاف

معو خالد بن ملجم وسوداف بن حمراف وكنانة بن بشر ، فثبطوا عمارا عن المسير إلى المدينة ، إخراج أبي ذر من الشاـ ومن المدينة إلى الربذة ، وكاف الذي (وكاف مما أنكروه على عثماف )

دعا إلى ذلك شدة الورع من أبي ذر وحملو الناس على شدائد األمور والزىد في الدنيا ، وأنو ال ينبغي ألحد أف يكوف عنده أكثر من قوت يومو ، ويأخذ بالظاىر في ذـ االدخار بكنز

الماؿ ماؿ اهلل ، ويوىم أف في : الذىب والفضة ، وكاف بن سبأ يأتيو فيغريو بمعاوية ويعيب قولو : ذلك احتجانو للماؿ وصرفو على المسلمين حتى عاتب أبو ذر معاوية ، فاستعتب لو وقاؿ

1 . 99-98 ؿ5اطجش ط -

2 ه ث١شد 167 ؿ 7اجذا٠خ اب٠خ ط -

37

ماؿ المسلمين ، واتى ابن سبأ إلى أبي الدرداء وعبادة بن الصامت بمثل ذلك ، : سأقوؿ ". 1ىذا الذي بعث عليك أبا ذر : فدفعوه ، وجاء بو عبادة إلى معاوية وقاؿ

: عساكر في تاريخو [ابن ] وقد ذكره الحافظ ابن حجر عن

كاف أصلو من اليمن ، وكاف يهوديا فأظهر اإلسالـ وطاؼ بالد المسلمين ليلفتهم عن " ". 2طاعة األئمة ويدخل بينهم الشر ، ودخل دمشق لذلك

: ومثل ذلك قاؿ اإلسفراييني

إف ابن سوداء كاف رجال يهوديا ف وكاف قد تستر باإلسالـ ، أراد أف يفسد الدين على " ". 3المسلمين

وأما سعيو للفتنة والفساد فلقد ورد طرؼ من أخباره فيما ذكرناه وكما ذكره الطبري مفصال في تاريخو أنو كاف يوما في البصرة ويوما في الكوفة ويوما في مصر كما ذكر عن حكيم

. بن جبلة

لما مضى من إمارة ابن عامر ثالث سنين بلغو أنو في عبد القيس رجال نازال على حكيم بن جبلة وكاف حكيم بن جبلة رجال لصا إذا قفل الجيش خنس عنهم ، فسعى في أرض فارس

يغير على أىل الذمة ويتنكر لهم ويفسد في األرض ويصيب ما شاء ف ثم يرجع فشكاه أىل الذمة وأىل القبلة إلى عثماف ، فكتب إلى عبد اهلل بن عامر أف احبسو ومن كاف مثلو فال

يخرجن من البصرة حتى تأنسوا منو رشدا ، فحبسو فكاف ال يستطيع أف يخرج منها ، فلما قدـ ابن السوداء نزؿ عليو واجتمع إليو نفر فطرح لهم ابن السوداء ولم يصرح فقبلوا منو

فأخبر أنو رجل من أىل الكتاب رغب . واستعظموه ، وأرسل إليو ابن عامر فسألو من أنت ؟ ما يبلغني ذلك ، فاخرج عني فخرج حتى أتى الكوفة : في اإلسالـ ورغب في جوارؾ ، فقاؿ

". 4فأخرج منها فاستقر بمصر وجعل يكاتبهم ويكاتبونو ويختلف الرجاؿ بينهم

1. رؾذ ػا ثذا االزمبؿ ػ ػضب 139 ؿ 2ربس٠خ اث خذ ط -

2 . 289 ؿ 3غب ا١ضا ط -

3 . 109ؿ : ازجق١ش ف اذ٠ ألث اظفش اإلعفشا١٠ -

4 90 ؿ5اطجش ط -

38

. ثم كاف في مصر ، ومن مصر جاء مع قتلة عثماف إلى المدينة

خرج أىل مصر في أربع رفاؽ على أربعة أمراء ، المقلل يقوؿ ستمائة والمكثر يقوؿ ألف على الرفاؽ عبد الرحمن بن عديس البلوي وكنانة بن بشر الليثي وسوداف بن حمراف

السكوني وقتيرة بن فالف السكوني وعلى القـو جميعا الغافقي بن حرب العكي ، ولم يجترئوا ". 1أف يعلموا الناس بخروجهم إلى الحرب وإنما خرجوا ومعهم ابن سوداء

: ولقد كتب أحمد أمين المصري عنو

إف ابن السوداء أتى إلى أبي الدرداء وعبادة بن الصامت فلم يسمعا قولو وأخذه " ىذا واهلل الذي بعث عليك أبا ذر ، ونحن نعلم أف ابن السوداء : عبادة إلى معاوية وقاؿ لو

ىذا لقب بو عبد اهلل بن سبأ ، وكاف يهوديا من صنعاء أظهر اإلسالـ في عهد عثماف وأنو حاوؿ -في الحجاز والبصرة : أف يفسد على المسلمين دينهم ، وبث في البالد عقائد كثيرة

والكوفة والشاـ ومصر ، فمن المحتمل القريب أف يكوف قد تلقى ىذه الفكرة من ". 2مزدكية العراؽ أو اليمن

: وكتب أيضا

وىو الذي حرؾ أبا ذر الغفاري لدعوة االشتراكية وىو الذي كاف من أكبر من ألب " والذي يؤخذ من تاريخو أنو وضع تعاليم لهدـ اإلسالـ وألف .... على عثماف في األمصار

جمعية سرية لبث تعاليمو واتخذ اإلسالـ ستارا يستر بو نواياه ، نزؿ البصرة بعد أف أسلم ونشر فيها دعوتو ، فطرده واليها ، ثم أتى الكوفة فاخرج منها ، ثم جاء مصر فالتف حولو أناس من

. 3"أىلها

وقبل أف نستطرد في األسباب التي جعلوىا وسيلة لتفريق كلمة المسلمين وتشتيت شملهم وتمزيق كلمتهم والتآمر على أمير المؤمنين وخليفة المسلمين ، صاحب رسوؿ اهلل

صلى اهلل عليو وسلم وصهره ذي النورين عثماف بن عفاف ػ رضي اهلل عنو ػ نريد أف نذكر العقائد

1 . 104 ، 103 ؿ 5اطجش ط -

2 . 111 ، 110فغش اإلعال ؿ -

3 . 269فظ اقذس ؿ -

39

اليهودية التي نفث سمومها ىذا الخبيث ، الملعوف على لساف علي ػ رضي اهلل عنو ػ وأتقنها القـو ، وفرعت عليو الفروع ، وعليها وبها افترقت فرقهم وذىب كل فريق منهم إلى ما يهوونو

. ويشتهونو

األفكار اليهودية المدسوسة

ولقد أخبرنا عن أفكار ابن السوداء ىذا ، والتي حملها من اليهود المبغضين لرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم الصادؽ األمين وأمتو أشد البغض وما جاء بو عن اهلل تبارؾ وتعالى ،

الناقمين عليو وعليهم ، والمكايدين والماكرين لو ولهم ، من أوؿ يـو دخلوا يثرب وحولوىا إلى المدينة ، وقضوا على يهود قيقناع وبني النضير وبني المصطلق ويهود خيبر وغيرىم ، يخبرنا

عن كل ذلك أقدـ مؤرخ شيعي ، وأوؿ من كتب في الفرؽ من القـو أال وىو النوبختي أبو : محمد الحسن بن موسى من أعالـ الشيعة في القرف الثالث للهجرة فقاؿ

أصحاب عبد اهلل بن سبأ وكاف ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر : السبئية " إف عليا ػ عليو السالـ ػ أمره بذلك ، فأخذه علي فسألو : وعثماف والصحابة وتبرأ منهم ، وقاؿ

يا أمير المؤمنين أتقتل رجال يدعو إلى : عن قولو ىذا ، فأقربو ، فأمر بقتلو ، فصاح الناس إليو . فصيره إلى المدائن. حبكم أىل البيت وإلى واليتك والبراءة من أعدائك ؟

وحكى جماعة من أىل العلم من أصحاب علي ػ عليو السالـ ػ أف عبد اهلل بن سبأ كاف يهوديا فأسلم وولى عليا ػ عليو السالـ ػ وكاف يقوؿ وىو علي يهوديتو في يوشع بن نوف بعد موسى ػ عليو السالـ ػ بهذه المقالة ، فقاؿ بعد إسالمو في علي ػ عليو السالـ ػ بمثل ذلك ، وىو أوؿ من شهر القوؿ بفرض إمامة علي ػ عليو السالـ ػ وأظهر البراءة من أعدائو وكاشف مخالفيو ، فمن ىناؾ قاؿ من خالف الشيعة إف أصل الرفض مأخوذ من اليهودية ، ولما بلغ

كذبت لو جئتنا بدماغو في سبعين صرة : عبد اهلل بن سبأ نعى علي بالمدائن قاؿ للذي نعاه ". 1وأقمت على قتلو سبعين عدال لعلمنا أنو لم يقتل ، وال يموت حتى يملك األرض

1. 1959 ه اطجؼخ اؾ١ذس٠خ غف ثزؼ١ك آي ثؾش اؼ ه 42 ، 41فشق اؾ١ؼخ ثخز ؿ -

40

ويذكر أبو عمرو بن عبد العزيز الكشي من علماء القرف الرابع للشيعة في أقدـ كتاب شيعي في الرجاؿ عديدا من الروايات عن عبد اهلل بن سبأ وعقائده وأفكاره نثبت بعضا منها

: ىاىنا

قاؿ حدثنا يعقوب بن يزيد . حدثني سعد بن عبد اهلل : قاؿ . حدثني محمد بن قولويو " : ومحمد بن عيسى عن علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب األزدي عن أباف بن عثماف قاؿ

لعن اهلل عبد اهلل بن سبأ إنو ادعى الربوبية في أمير : سمعت أبا عبد اهلل عليو السالـ يقوؿ المؤمنين عليو السالـ ، وكاف واهلل أمير المؤمنين عليو السالـ عبدا هلل طائعا ، الويل لمن كذب

". علينا ، وأف قوما يقولوف فينا ما ال نقولو في أنفسنا ، نبرأ إلى اهلل منهم ، نبرأ إلى اهلل منهم

وبهذا اإلسناد عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير وأحمد بن محمد بن عيسى عن قاؿ : أبيو والحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن ىشاـ بن سالم عن أبي حمزة الثمالي قاؿ

لعن اهلل من كذب علينا إني ذكرت عبد اهلل بن سبأ : علي بن الحسين ػ صلوات اهلل عليهما فقامت كل شعرة في جسدي ، لقد ادعى أمرا عظيما مالو لعنو اهلل ، كاف علي ػ عليو السالـ ػ واهلل عبدا صالحا أخا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ، ما ناؿ الكرامة من اهلل إال بطاعتو هلل

ولرسولو صلى اهلل عليو وآلو ، وما ناؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو الكرامة من اهلل إال بطاعتو . هلل

بن ]عن محمد بن خالد الطيالسي عن ابن أبي نجراف عن عبد اهلل : وبهذا اإلسناد قاؿ أبو عبد اهلل ػ عليو السالـ ػ إنا أىل بيت صديقوف ال نخلوا من كذاب : قاؿ [سناف

يكذب علينا ويسقط صدقنا بكذبو علينا عند الناس ، كاف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو أصدؽ الناس لهجة وأصدؽ البرية كلها وكاف مسيلمة يكذب عليو ، وكاف أمير المؤمنين عليو السالـ أصدؽ من برأ اهلل بعد رسوؿ اهلل وكاف الذي يكذب عليو ويعمل في تكذيب صدقو

. ويفتري على اهلل الكذب عبد اهلل بن سبأ

وذكر بعض أىل العلم أف عبد اهلل بن سبأ كاف يهوديا فأسلم ووالى عليا ػ عليو السالـ ػ فقاؿ في إسالمو بعد (وصي موسى بالغلو )وكاف يقوؿ وىو على يهوديتو في يوشع بن نوف

وفاة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو في علي ػ عليو السالـ ػ مثل ذلك ، وكاف أوؿ من أشهر

41

بالقوؿ بفرض إمامة علي وأظهر البراءة من أعدائو وكاشف مخاليفو وكفرىم فمن ىنا قاؿ من ". 1خالف الشيعة إف أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية

: وقاؿ الحلي الشيعي الحسن بن علي في كتابو الرجالي المشهور

عبد اهلل بن سبأ رجع إلى الكفر وأظهر الغلو ، كاف يدعي النبوة وأف عليا ػ عليو " السالـ ػ ىو اهلل ، فاستتابو عليو السالـ ثالثة أياـ فلم يرجع ، فأحرقو في النار في جملة سبعين

". 2رجال ادعوا فيو ذلك

" 3 ومثل ذلك القوؿ قاـ إماـ متأخري الشيعة في الرجاؿ المامقاني كتابو تنقيح المقاؿ

: وذكر مؤرخ شيعي إيراني في تاريخو بالفارسية

(أي عثماف بن عفاف ) إف عبد اهلل بن سبأ توجو إلى مصر حينما علم أف مخالفيو كثيروف ىناؾ ، فتظاىر بالعلم والتقوى ، حتى افتتن الناس بو ، وبعد رسوخو فيهم بدا يروج

مذىبو ومسلكو ، وإف لكل نبي وصيا وخليفة ، فوصى رسوؿ اهلل وخليفتو ليس إال عليا ، إف : المتحلي بالعلم والفتوى ، والمتزين بالكـر والشجاعة ، والمتصف باألمانة والتقى ، وقاؿ

األمة ظلمت عليا ، وغصبت حقو ، حق الخالفة والوالية ، ويلـز اآلف على الجميع مناصرتو ومعاضدتو وخلع طاعة عثماف وبيعتو ، فتأثر كثير من المصريين بأقوالو وآرائو ، وخرجوا على

". 4الخليفة عثماف

: ومثل ذلك قاؿ الرجالي الشيعي اإلسترا آبادي

ىو اهلل تعالى ، فبلغ " ع" إف عبد اهلل بن سبأ كاف يدعي النبوة ويزعم أف أمير المؤمنين فقاؿ لو أمير المؤمنين قد . نعم أنت ىو : أمير المؤمنين ذلك فدعاه وسألو ، فأقر ، وقاؿ

1 . 101 ، 100سعبي اىؾ ؿ -

2. ـ 1383 ه هشا ه 469وزبة اشعبي ؾ ؿ -

3. ه إ٠شا 184 ؿ 2ط -

4. ه هشا [ 292ؿ 2ط ]سمخ اقفب ف اغخ افبسع١خ : ربس٠خ ؽ١ؼ -

42

سخر منك الشيطاف ، فارجع عن ىذا وتب ثكلتك أمك ، فأبى ، فحبسو ثالثة أياـ ، فلم يتب ". 1، فأحرقو بالنار

ولكن ابن أبي الحديد الشيعي الغالي المعتزلي شارح النهج يخالف ذلك بأف عليا أحرقو فإنو يرى أف القوؿ بتأليو علي لم يظهره عبد اهلل بن سبأ إال بعد وفاة علي ػ رضي اهلل عنو

". 2ػ فأظهره واتبعو قـو فسموا السبئية

ويؤيده في ذلك من السنة عبد القادر البغدادي ولكنو يضيف إلى ذلك أف عليا لم : يحرقو خوفا من شماتة أىل الشاـ حيث يذكر ابن سبأ والسبئية

السبئية أتباع عبد اهلل بن سبأ الذي غال في علي ػ رضي اهلل عنو ػ وزعم أف كاف نبيا ، ثم غال فيو حتى زعم أنو إلو ، ودعا إلى ذلك قوما من غواة الكوفة ، ورفع خبرىم إلى علي ػ رضي

: اهلل عنو ػ فأمر بإحراؽ قـو منهم في حفرتين ، حتى قاؿ بعض الشعراء في ذلك

لتـر بي الحوادث حيث شاءت إذا لم تـر بي في الحفرتين

ثم إف عليا ػ رضي اهلل عنو ػ خاؼ من إحراؽ الباقين منهم شماتة أىل الشاـ ، وخاؼ اختالؼ أصحابو عليو ، فنفى ابن سبأ إلى سباط المدائن ، فلما قتل علي ػ رضي اهلل عنو ػ زعم

ابن سبأ أف المقتوؿ لم يكن عليا ، وإنما كاف شيطانا تصور للناس في صورة علي ، وأف عليا كما كذبت اليهود : صعد إلى السماء كما صعد إليها عيسى بن مريم ػ عليو السالـ ػ وقاؿ

والنصارى في دعواىا قتل عيسى كذلك كذبت النواصب والخوارج في دعواىا قتل علي ، وإنما رأت اليهود والنصارى شخصا مصلوبا شبهوه بعيسى ، كذلك القائلوف بقتل علي رأوا

قتيال يشبو عليا فظنوا أنو علي ، وعلي قد صعد إلى السماء ، وأنو سينزؿ إلى الدنيا وينتقم من أعدائو وزعم بعض السبئية أف عليا في السحاب وأف الردع صوتو والبرؽ صوتو ، ومن سمع من

. عليك السالـ يا أمير المؤمنين : ىؤالء صوت الرعد قاؿ

1 . 203ظ امبي ؿ -

2 . 309 ؿ 2ط: ؽشط ظ اجالغخ -

43

: إف عليا قد قتل ، فقاؿ : وقد روى عن عامر بن شراحيل الشعبي أف ابن سبأ قيل لو إف جئتمونا بدماغو في صرة لم نصدؽ بموتو ، ال يموت حتى ينزؿ من السماء ويملك األرض

. بحذافيرىا

وىذه الطائفة تزعم أف المهدي المنتظر إنما ىو علي دوف غيره ، وفي ىذه الطائفة قاؿ إسحاؽ بن سويد العدوي قصيدة بريء فيها من الخوارج والروافض والقدرية منها ىذه األبيات

:

برئت من الخوارج لست منهم من الغزاؿ منهم وابن باب

ولػكػنػي أحب بكل قلبػي وأعلم أف ذاؾ من الصواب

رسوؿ اهلل والصديق حػبػػا بو أرجو غدا حسن الثواب

وقد ذكر الشعبي أف عبد اهلل بن السوداء وكاف يعين السبئية على قولها ، وكاف ابن السوداء في األصل يهوديا من أىل الحيرة فأظهر اإلسالـ ، وأراد أف يكوف لو عند أىل الكوفة سوؽ ورياسة

، فذكر لهم أنو وجد في التوارة أف لكل نبي وصيا ، وأف عليا ػ رضي اهلل عنو ػ وصي محمد صلى اهلل عليو وسلم وأنو خير األوصياء كما أف محمدا خير األنبياء ، فلما سمع ذلك منو

ثم بلغو فيو . إنو مجيبك ، فرفع علي قدره ، وأجلسو تحت درجة منبره : شيعة علي قالوا لعلي إف قتلتو اختلف عليك أصحابك ، وأنت عاـز : فهم بقتلو ، فنهاه ابن عباس عن ذلك وقاؿ لو

على العود إلى قتاؿ أىل الشاـ ، وتحتاج إلى مداراة أصحابك ، فلما خشي من قتلو ومن قتل ابن سبأ الفتنة التي خافها ابن عباس نفاىما إلى المدائن فافتتن بهما الرعاع بعد قتل علي ػ

واهلل لينبعن لعلي في مسجد الكوفة عيناف تفيض : رضي اهلل عنو ػ وقاؿ لهم ابن السوداء . إحداىما عسال واألخرى سمنا ، ويغترؼ منهما شيعتو

إف ابن السوداء كاف على ىوى دين اليهود ، وأراد أف : وقاؿ المحققوف من أىل السنة يفسد على المسلمين دينهم بتأويالتو في علي وأوالده لكي يعتقدوا فيو ما اعتقدت النصارى

44

في عيسى ػ عليو السالـ ػ فانتسب إلى الرافضة السبئية حين وجدىم أعرؽ أىل األىواء في ". 1الكفر ودلس ضاللتو في تأويالتو

". 2ىػ 301وذكر ىذه وعقائده وجماعتو من الشيعة كل من سعد القمي المتوفى

وعباس القمي في تحفة 4 والتستري في قاموس الرجاؿ3 والطوسي شيخ الطائفة و األصبهاني في ناسخ التواريخ وصاحب 6 والخوانساري في روضات الجنات 5األحباب

". 7روضة الصفا في تاريخو

. كما ذكر عقائده علماء من السنة كالبغدادي في الفرؽ بين الفرؽ كما مر آنفا

والرازي في اعتقادات فرؽ المسلمين 8 وبمثل ىذا قاؿ اإلسفراييني في كتابو التبصير . وابن حـز في الفصل وغيرىم 9والمشركين

: وقاؿ الشهرستاني تحت عنواف السبئية

أنت أنت يعني أنت : السبئية أصحاب عبد اهلل بن سبأ الذي قاؿ لعلي ػ عليو السالـ اإللو ، فنفاه إلى المدائن ، وزعموا أنو كاف يهوديا فأسلم ، وكاف في اليهودية يقوؿ في يوشع بن نوف وصي موسى مثل ما قاؿ في علي ػ عليو السالـ ػ وىو أوؿ من أظهر بالفرض بإمامة علي ، ومنو انشعبت أصناؼ الغالة ، وزعموا أف عليا حي لم يقتل وفيو الجزء اإللهي ، وال يجوز أف يستولى عليو ، وىو الذي يجيء في السحاب والرعد صوتو والبرؽ سوطو ، وإنو

سينزؿ بعد ذلك إلى األرض فيمأل األرض عدال كما ملئت جورا ، وإنما أظهر ابن سبأ ىذه ". 10المقالة بعد انتقاؿ علي ػ عليو السالـ ػ

1. ه قش 235 ـ 233افشق ث١ افشق ؿ -

2. 1963 ه هشا 21ؿ : امبالد افشق غؼذ ث ػجذ هللا اؾ١ؼ ام -

3. 1961 ه غف 51سعبي اطع ؿ -

4 .463 ؿ 5ط -

5

184ؿ -6سمبد اغبد -

7. ه إ٠شا 393 ؿ 3ط -

8 109 ، 108ؿ -

9 ه داس اىزت اؼ١خ57ؿ -

10. ثبؼ افق : 11 ؿ 2ا اؾ ط -

45

: وقاؿ ابن عساكر في تاريخو عن جابر قاؿ

أنت : لما بويع علي ػ رضي اهلل عنو ػ خطب الناس فقاـ إليو عبد اهلل بن سبأ فقاؿ لو أنت : أنت الملك ، فقاؿ اتق اهلل ، فقاؿ لو : اتق اهلل ، فقاؿ لو : دابة األرض ، فقاؿ لو

دعو وانفو إلى سابط : خلقت الخلق وبسطت الرزؽ ، فأمر بقتلو ، فاجتمعت الرافضة فقالت ". 1المدائن

: وذكر اآللوسي نقال عن ابن الحكيم الدىلوي

وىم عبارة عن الذين يسبوف الصحابة ، إال قليال منهم كسلماف الفارسي وأبي : السبئية ذر و المقداد وعمار بن ياسر ػ رضي اهلل عنهم ػ وينسبونهم ػ وحاشاىم ػ إلى الكفر والنفاؽ ، و

يتبرأوف منهم ، ومنهم من يزعم والعياذ باهلل تعالى ارتداد جميع من حضر غدير خم يـو قاؿ الحديث ، ولم يف بمقتضاه من بيعة ". من كنت مواله فعلي مواله :" عليو الصالة والسالـ

األمير كـر اهلل وجهو بعد وفاتو عليو الصالة والسالـ ، بل بايع غيره ، وىذه الفرقة حدثت في ". 2عهد األمير رضي اهلل تعالى عنو بإغراء عبد اهلل بن سبأ اليهودي الصنعاني

: وأخيرا ننقل ما كتبو أحمد أمين عنو وعن جماعتو

انتشرت الجماعة السرية في آخر عهد عثماف تدعو إلى خلعو وتولية غيره ، ومن ىذه الجمعيات من كانت تدعو إلى علي ، ومن أشهر الدعاة لو عبد اهلل بن سبأ ػ وكاف من يهود

إنو كاف لكل نبي وصي ، : اليمن فأسلم ػ فقد تنقل في البصرة والكوفة والشاـ ومصر يقوؿ ووثب (صلى اهلل عليو وسلم )وعلي وصي محمد ، فمن أظلم ممن لم يجز وصية رسوؿ اهلل

". 3على وصيو ، وكاف من أكبر الذين ألبوا على عثماف حتى قتل

وأنو وضع تعاليم لهدـ اإلسالـ ، وألف جمعية سرية لبث تعاليمو ، واتخذا اإلسالـ " ستارا يستر بو نياتو ، نزؿ البصرة بعد أف أسلم ونشر فيها دعوتو فطرده واليها ، ثم أتى الكوفة

. الوصاية والرجعة : فأخرج منها ، ثم جاء مصر فالتف حولو ناس من أىلها ، وأشهر تعاليمو

1 . 430 ؿ 7رز٠ت ربس٠خ اث ػغبوش ط -

2 1383 ه قش 6-5خزقش ازؾفخ اإلص ػؾش٠خ ؿ -

3 . 35 4فغش اإلعال -

46

فأما الوصاية فقد أبناىا قبل ، وكاف قولو فيها أساس تأليب أىل مصر على عثماف ، بدعوى أف عثماف أخذ الخالفة من علي بغير حق ، وأيد رأيو بما نسب إلى عثماف من مثالب ، وأما

العجب ممن يصدؽ أف عيسى يرجع ، : الرجعة فقد بدأ قولو بأف محمدا يرجع ، وكاف مما قالو . ويكذب أف محمدا يرجع ، ثم نراه تحوؿ ػ وال ندري ألي سبب ػ إلى القوؿ بأف عليا يرجع

إف ابن سبأ قاؿ ػ لما قتل علي ػ لو أتيتموني بدماغو ألف مرة ما صدقناه موتو ، : وقاؿ ابن حـز وال يموت حتى يمأل األرض عدال كما ملئت جورا ، وفكرة الرجعة ىذه أخذىا ابن سبأ من

صعد إلى السماء ، وسيعود فيعيد الدين (عليو السالـ )اليهودية ، فعندىم أف النبي الياس ". 1والقانوف ، ووجدت الفكرة في النصرانية أيضا في عصورىا األولى

فهذا ىو عبد اهلل بن سبأ وىذه دعوتو وأفكاره وعقائده ، وىذه ىي األفكار التي حملها من اليهودية والمجوسية وغيرىا بخطة مدبرة ومؤامرة محكمة من قبل أعداء اهلل وأعداء رسولو

صلى اهلل عليو وسلم واإلسالـ وأعداء األمة وقادتها وأبطالها لبث سمومها بين المسلمين باسم وسوؼ نرى ونحقق كيف اعتنق الشيعة ىذه األفكار وتمسكوا بهذه العقائد ، وكيف . اإلسالـ

تطور التشيع األوؿ وتغيرت الشيعة األولى وتسربت فيهم نفس األفكار التي كاف يرد عليها ويعارضها علي ػ رضي اهلل عنو ػ وكيف توغل في الشيعة من كاف يطاردىم ويتبرأ منهم ويؤدبهم

. ويقتلهم علي ، ويلعنهم أبناءه وأوالده

وقبل أف نضع النقاط على الحروؼ نريد أف نذكر أف بعض الرجاؿ من مواليد القرف الرابع عشر من الهجرة ػ وأخص الشيعة منهم ػ أنكروا وجود ىذا اليهودي الماكر ، ولكن

إنكارىم ال يستند إلى دليل وبرىاف ، وإنكارىم ىذا ليس إال كإنكار الشمس وىي طالعة ، ألنو لم يذكر ابن السوداء ىذا واحد وال اثناف من المخاصمين والمعاندين ، بل ذكر كل من ألف

في الفرؽ والرجاؿ ، في التاريخ وفي السير كما أثبتناه من أئمة الشيعة في الفرؽ والرجاؿ والتاريخ والنقد غير السنة ومن رجاؿ السنة ، وقد بحثنا ىذه القضية بتحليل منطقي وواقعي

ولكن نقولها " الشيعة وأىل البيت : "وبغربلة الدعاوى التي أطلقت في ىذا المضمار في كتاب ىل يوجد واحد قبل القرف الرابع عشر وحتى من الشيعة من أنكر : ىاىنا كلمة قصيرة أال وىي

وجود ىذا الرجل ؟

1. 270-269فظ اقذس ؿ -

47

ثم وماذا عن الكتب التي تتحدث عن ىذا الرجل من كتب الفرؽ والملل والرجاؿ والتاريخ وىي متفقة لفظا ومعنى تقريبا في ذكره وأوصافو ونعوتو وعقائده وأفكاره ؟

. ثم ولماذا الخوؼ من الفضيحة والعار ؟ وإف كاف ىناؾ عار فلماذا التستر

وىل ال يجر ىذا اإلنكار إلى أف ينكر شخص وجود علي ومعاوية ووقوع الحوادث إف وما أعدلو ما قالو عالم شيعي معاصر قريب ػ مع تعصبو ػ وىو يذكر . كاف ىناؾ مجرد إنكار ؟

إنو بعد تولية أمير المؤمنين على منصب الخالفة ظهر في أيامو قـو : الغلو وتاريخو ، فيقوؿ ولما بلغو " (ع )إلى قالب التأليو لعلي " المواالة والتمسك " وأرادوا إخراجها من قالب

". وحرؽ بالنار جماعة ممن غال فيو . عنهم ذلك أنكره أشد اإلنكار

على ىذه المقالة الغالية وال شملو (وقتئذ ) والظاىر أف عبد اهلل بن سبأ لم يكن استترت ىذه المقالة سنة أو نحوىا ثم ظهر : اإلحراؽ ، وىذا ما يراه ابن أبي الحديد بقولو . فأظهرىا واتبعو قـو فسموا السبئية (ع )عبد اهلل بن سبأ بعد وفاة علي أمير المؤمنين

وإنما أظهر ابن سبأ ىذه المقالة بعد انتقاؿ علي عليو : ويوافقو الشهرستاني بقولو ولكن االسترا بادي يخالفهما بما رواه من أف عبد اهلل بن سبأ كاف يدعي النبوة ويزعم " السالـ

قد سخر منك الشيطاف ، فارجع : فبلغ أمير المؤمنين . ىو اهلل تعالى (ع )أف أمير المؤمنين وال يبعد أف " فأبى فحبسو ثالثة أياـ ، فلم يتب ، فأحرقو بالنار . عن ىذا وتب ثكلتك أمك

يكوف األرجح ما قالو ابن أبي الحديد من أف ابن سبأ لم يشملو اإلحراؽ وأنو أظهر تلك المقالة إف ابن سبأ : " ووافقو الشهرستاني على ذلك وأف قاؿ قلبو . (ع )بعد وفاة أمير المؤمنين

وال ينافي ىذا " قاؿ لعلي ػ عليو السالـ أنت ، أنت ، يعني أنت اإللو ، فنفاه إلى المدائن لكنو قد (أنت ، أنت )القوؿ قولو اآلخر إذ من المحتمل قريبا أف يكوف ابن سبأ قد قاؿ لعلي

فأظهره بعد ذلك بسنة (ع )أياـ منفاه وبعدىا إلى أف توفي علي (ع )أخفاه في حياة علي . أو بأقل

وإف شك . وعلى كل حاؿ فإف الرجل ػ أي ابن سبأ ػ كاف في عالم الوجود وأظهر الغلو بضعهم في وجوده وجعلو شخصا خياليا شخصتو األغراض الشخصية ، أما نحن بحسب

48

نعم غال ابن سبأ في دينو وتسربت بدعتو ىذه ..... االستقراء األخير فال نشك بوجوده وغلوه وأخذت بعد ذلك بالتطور السريع حتى . إلى أفكار جماعة غير قليلة ، قد سميت باسمو

تجاوزت عن القوؿ بإلهية فرد من المخلوقين إلى القوؿ بإلهية اثنين أو ثالثة أو أربعة أو خمسة . 1أو أكثر من أىل البيت عليهم السالـ

. 2وقد أقر بوجوده من أعالـ الشيعة المتأخرين المظفري في كتابو تاريخ الشيعة

. 3 وكذلك كبير القـو السيد محسن األمين في موسوعتو

. وغيرىم الكثيروف ، الكثيروف

فهذا ىو عبد اهلل بن سبأ ، وىذه العقائد التي حملها إلى المسلمين وإلى الشيعة من ]بالذات بتعبير صحيح ودقيق ، ألنهم ىم كانوا الحقل الصالح لبذر ىذه البذور ، ومنهم

كاف يتوقع أف يجد آذانا صاغية وقلوبا واعية ، وباسم قائدىم كاف يتوقع إثارة الضغائن [. واألحقاد

وفعال استطاع جذب الكثير منهم إليو وإلى معتقداتو خصوصا بعد ما كاف مظفرا منصورا 4في إتاحة حكم اإلماـ المظلـو عثماف بن عفاف لو اختالؽ قصص باطلة وأساطير كاذبة

وتكوينو جمعية سرية تعتقد في علي ػ رضي اهلل عنو ػ وصابة النبي صلى اهلل عليو وسلم ووراثتو ، وإيجاد رجاؿ يقدسونو ويؤلهونو ويصفونو بأوصاؼ ونعوت ىي هلل خاصة ، فدخل ىؤالء كلهم تحت رايتو في شيعة علي ػ رضي اهلل عنو ػ واندمجوا معهم ، وبدأوا ينفثوف السمـو إلى رفاقهم ومصاحبيهم ومجالسيهم ، فتأثر من تأثر وكتم من كتم وظهر من ظهر ، فنكل اإلماـ علي بن

أبي طالب ػ رضي اهلل عنو ػ بمن اكتشف وأظهر عقيدتو األصلية الخافية وعذبهم أشد العذاب ، وطرد بعضا منهم وقتل البعض اآلخرين سيفا وحرقا ، وأعلن في مأل من الناس أنو ليس إال عبد

اهلل طائعا ، وأف من يكتشف أنو من السبئيين يعمل بو ما عمل بالمحرقين ، ومن وجده متأثرا

1 1979 ه داس ا٢صبس ـ ث١شد اطجؼخ اضب١خ 213 ـ 212ؿ : اؾ١ؼخ ف ازبس٠خ ؾذ ؽغ١ اض٠ - 2

. ل . ه 10اظش ربس٠خ اؾ١ؼخ ؾذ ؽغ١ اظفش ؿ - 3. اظش أػ١ب اؾ١ؼخ خبفخ اغضء األي امغ األي -

4خقـ ز امقـ اجبهخ األعبه١ش امػخ ثبثب غزمال ف زا اىزبة ب ب ػاللخ ص١مخ -

ثؾ١ؼخ ا١ ، أ ٠أخزا ز از إال ػجذ هللا ث عجأ ، وب أخزا اؼمبئذ عج١ زا و فقال إ

. ؽبء هللا ثبجشا١ األدخ

49

منهم وعلم أنو يفضلو على الشيخين أو يتكلم فيهم فيجلده حد المفتري كما روى زيد بن . وىب أف سويد بن غفلة

إني مررت بنفر يذكروف أبا بكر وعمر يروف أنك : دخل على علي في إمارتو فقاؿ تضمر لهما مثل ذلك منهم ، عبد اهلل بن سبأ ، وكاف عبد اهلل بن سبأ أوؿ من أظهر ذلك ،

معاذ اهلل أف أضمر لهما إال الحسن : مالي ولهذا الخبيث األسود ، ثم قاؿ : فقاؿ علي ال يساكنني في بلدة أبدا : الجميل ، ثم أرسل إلى عبد اهلل بن سبأ فسيره إلى المدائن ، وقاؿ

وال : ، ثم نهض إلى المنبر حتى اجتمع الناس ، فذكر القصة في ثنائو عليهما بطولو وفي آخره ". 1يبلغني عن أحد يفضلني عليهما إال جلدتو حد المفتري

ىػ ىذه الرواية أيضا ولكن فيها من الفوائد ما 415 وذكر الهمداني المعتزلي المتوفى إف : وكاف ابن سبأ ىذا يقوؿ ألصحابو : ليست في غيرىا ، فنريد أف نثبتها ىاىنا ، فإنو يقوؿ

إنو يدخل دمشق ويهدـ مسجدىم حجرا ، حجرا ، ويظهر على أىل : أمير المؤمنين قاؿ لي . األرض ويكشف أسرارا ويعرفهم أنو ربهم ، وليس لهذا كأبي بكر وعمر وعثماف

ولقد أتى أمير المؤمنين ػ رضي اهلل عنو ػ سويد بن غفلة ، وكاف من خاصتو وكبار يا أمير المؤمنين ، مررت بنفر من الشيعة يتناولوف أبا بكر وعمر بغير الذي : أصحابو ، فقاؿ لو

أعوذ باهلل أعوذ : ىما من األمة لو أىل ، ويروف أنك تضمر لهما على مثل ما أعلنوا ، فقاؿ باهلل مرتين ، أف أضمر لهما إال الذي أتمنى المضي عليو ، لعن اهلل من أضمر لهما إال الحسن الجميل ، أخوا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وصاحباه ووزيراه ػ رحمة اهلل عليهما ػ ثم نهض

ثم قاـ فتشهد . دامع العينين يبكي ، قابضا على لحيتو ، وىي بيضاء ، حتى اجتمع الناس ما باؿ أقواـ يذكروف سيدي قريش وأبوي المسلمين بما أنا عليو : بخطبة موجزة بليغة ، ثم قاؿ

متنزه ، ومما قالوا برئ ، وعلى ما قالوا معاقب ، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، ال يحبهما إال مؤمن تقي ، وال يبغضهما إال فاجر رديء ، صحبا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم على

الصدؽ والوفاء يأمراف وينهياف ، ويقضياف ويعاقباف فما يجاوزاف فيما يصنعاف رأي رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ، وكاف ال يرى مثل رأيهما رأيا ، وال يحب كحبهما أحدا ، مضى رسوؿ

1. ه ث١شد 290 ؿ 3غب ا١ضا الث ؽغش اؼغمال ط -

50

اهلل صلى اهلل عليو وسلم وىو عنهما راض ، ومضيا والمؤمنين عنهما راضوف ، أمر رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم أبا بكر على صالة المؤمنين فصلى بهم تلك األياـ في حياة رسوؿ اهلل

صلى اهلل عليو وسلم فلما قبض اهلل نبيو عليو السالـ واختار لو ما عنده ، مضى مفقودا صلى اهلل عليو وسلم ، واله المؤمنين ذلك ، وفوضوا إليو الزكاة ألنهما مقرونتاف ، ثم أعطوه البيعة

طائعين غير مكرىين ، أنا أوؿ من سن لو ذلك من بني عبد المطلب وىو لذلك كاره ، يود لو أف بعضنا كفاه ، فكاف واهلل خير من بقي رأفة ، وأرحمو رحمة ، وأيبسو ورعا ، وأقدمو سلما

وإسالما ، شبهو رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم بميكائيل رأفة ورحمة ، وبإبراىيم عفوا ووقارا ، فسار فينا سيرة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ، حتى قبضو اهلل على ذلك ، ثم ولى األمر

بعده عمر ، واستأمر في ذلك المسلمين ، فمنهم من رضي منهم ومنهم من كره ، فلم يفارؽ الدنيا حتى رضي بو من كاف كرىو ، وأقاـ األمر على منهاج النبي صلى اهلل عليو وسلم ، يتبع أثرىما كاتباع الفصيل أثر أمو ، وكاف واهلل رفيقا رحيما لضعفاء المسلمين ، وبالمؤمنين عونا وناصرا على الظالمين ، ال تأخذه في اهلل لومة الئم ، ضرب اهلل بالحق على لسانو ، وجعل الصدؽ من شانو ، حتى إف كنا لنظن أف ملكا ينطق على لسانو ، أعز اهلل بإسالمو اإلسالـ وجعل ىجرتو للدين قواما ، ألقى اهلل لو في قلوب المؤمنين المحبة وفي قلوب المشركين المنافقين الرىبة ، شبهو رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم بجبريل فظا غليظا على األعداء ،

وبنوح حنقا مغتاضا على الكفار ، والضراء على طاعة اهلل آثر عنده من السراء على معصية اهلل فمن لكم بمثلهما ػ رحمة اهلل عليهما ػ ورزقنا المضي على سبيلهما ، فإنو ال يبلغ مبلغهما إال

بالحب لهما ف واتباع آثارىما ، فمن أحبني فليحبهما ف ومن لم يحبهما فقد أبغضني وأنا منو بريء ، ولو كنت تقدمت إليكم في أمرىما لعاقبت على ىذا اشد العقوبة ، فمن أوتيت بو بعد

ىذا اليـو فإف عليو ما على المفتري ، أال وخير ىذه األمة بعد نبيها أبو بكر وعمر ، ثم اهلل ". 1أعلم بالخير أين ىو ، أقوؿ قولي ىذا وأستغفر اهلل لي ولكم

وأورد ىذه الخطبة كثير من الشيعة والسنة ، ويؤيد ذلك ما ذكره النوبختي الشيعي من . ىمو البطش بمن يتكلم في أبي بكر وعمر كما مر

1. ه ث١شد 548 – 546 ؿ 2رضج١ذ دالئ اجح زا ط -

51

" 1فكتم السبئيوف أمرىم وبدأوا يعملوف في السر والخفاء وتقنعوا بقناع التقية

وىكذا حاوؿ واستطاع علي ػ رضي اهلل عنو ػ الحفاظ على شيعتو ، وحاؿ بينهم وبين العقائد اليهودية المجوسية ولكنو لم يكد يقضي عليو ويستشهد بيد ابن ملجم المرادي

الخارجي حتى ظهرت السبئية بكل قوة ، وعبد اهلل بن سبأ بكل صراحة ، حتى قاؿ لمن نعاه : بشهادتو

كذبت عدو اهلل لو جئتنا ػ واهلل ػ بدماغو في صرة فأقمت على قتلو سبعين عدال ما صدقناؾ ولعلمنا أنو لم يمت ولم يقتل وأنو ال يموت حتى يسوؽ العرب بعصاه ويملك األرض

، ثم مضوا من يومهم حتى أناخوا بباب علي ، فاستأذنوه عليو استئذاف الواثق بحياتو الطامع سبحاف اهلل ، ما علمتم أف : في الوصوؿ إليو ، فقاؿ لهم من حضره من أىلو وأصحابو وولده

إنا نعلم أنو لم يقتل وال يموت حتى يسوؽ العرب بسيفو : أمير المؤمنين قد استشهد ؟ قالوا وسوطو كما قادىم بحجتو وبرىانو ، وإنو ليسمع النجوى ويعرؼ تحت الدثار الثقيل ويلمع في

". 2ظالـ كما يلمع السيف الصقيل الحساـ

وادعت ىذه الفئة الخبيثة وىذه الفرقة المارقة عن الدين وعلى رأسهم عبد اهلل بن سبأ أف علي بن أبي طالب ػ رضي اهلل عنو ػ ىو الذي لقنهم ىذه التعاليم ، وىم لم يتلقوا ىذه

ويؤيد ذلك . األفكار إال منو كما أشار إلى ذلك الكثيروف من المؤرخين وأئمة الرجاؿ والفرؽ ما ذكره النوبختي أف عبد اهلل بن سبأ كاف يقوؿ في حياة علي ػ رضي اهلل عنو ػ أف عليا ىو

. 3الذي أمره باللعن والطعن على أبي بكر وعمر ػ رضي اهلل عنهما

فانخدع بو كثير من الشيعة ومالوا إليو وإلى أقوالو والعقائد التي اخترعها واختلقها ، وبذلك تطور التشيع األوؿ وتغيرت الشيعة األولى ، فصار التشيع مذىبا دينيا بعد أف كاف

. سياسيا محضا ، وصارت الشيعة حزبا دينيا بعد أف كانوا حزبا سياسيا خالصا

1ؼ ػم١ذح ازم١خ أ٠نب ازمذ إ اؾ١ؼخ ؤالء ابط أل أي اعزؼب خفب ػمثخ ػ ـ -

. سم هللا ػ ـ طبسدر 2 . 549 ؿ 2امبالد افشق غؼذ ث ػجذ هللا اؾ١ؼ ام ، رضجذ دالئ اجح ط -

3. 44فشق اؾ١ؼخ ثخز ؿ -

52

أيضا حيث يذكر الشيعة األولى " ولهوزف" ولقد قاؿ بهذا القوؿ المستشرؽ األلماني . بأنهم تمكنوا أوال في العراؽ

. ولم يكونوا في األصل فرقة دينية ، بل تعبيرا عن الرأي السياسي في ىذا اإلقليم كلو فكاف جميع سكاف العراؽ ، خصوصا أىل الكوفة ، خصوصا القبائل ورؤساء القبائل ، وال

. لقد كاف علي في نظرىم رمزا لسيادة بلدىم المفقود . يالحظ بينهم إال درجات في التشيع ومن ىنا نشأ تمجيد شخصو وآؿ بيتو ، تمجيدا لم يرتح لو أثناء حياتو ، على أنو ما لبث أف

". 1تكونت في أحضاف مذىب سري عبادة حقيقية لشخصو

وىذا ىو القوؿ الحق ألف عليا ػ رضي اهلل عنو ػ لم ينقل في الصحيح عنو أنو كاف يعد نفسو أو أىل بيتو مختلفين عن أبي بكر وعمر وعثماف ، بل كاف يفضلهم عليو وعلى أوالده ، وكاف ينتهج منهجهم ويسلك سبيلهم ، وكاف يعد خالفتو امتدادا لخالفتهم كما ذكر ذلك في

: خطبتو المشهورة المنقولة عنو أنو قاؿ مخاطبا معاوية في كتاب لو إليو

إنو بايعني القـو الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثماف على ما بايعوىم عليو ، فلم يكن للشاىد أف يختار والغائب أف يرد ، وإنما الشورى للمهاجرين واألنصار ، فإف اجتمعوا على

رجل وسموه إماما كاف ذلك هلل رضى ، فإف خرج عن أمرىم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما . خرج منو ، فإف أبى قاتلوه على اتباعو غير سبيل المؤمنين وواله اهلل ما تولى

ولعمري ، يا معاوية ، لئن نظرت بعقلك دوف ىواؾ لتجدني أبرأ الناس من دـ عثماف ، ولتعلمن ". 2والسالـ . أني كنت في عزلة عنو إال أف تتجنى فتجن ما بدا لك

: وعلى ذلك قاؿ ولهوزف

فكاف . كاف القدماء من أنصار علي يعدونو في مرتبة مساوية لسائر الخلفاء الراشدين يسلك مع أبي بكر وعمر وكذلك مع عثماف ػ طالما كاف عادال في خالفتو ػ في سلك واحد ،

وحقو . وكاف يوضع في مقابل األمويين المغتصبين للخالفة بوصفو استمرارا للخالفة الشرعية

1 .. 113اخاسط اؾ١ؼخ ؿ -

2 . 367– 366ظ اجالغخ ؿ -

53

في الخالفة ناشئ عن أنو كاف من أفاضل الصحابة وأنهم وضعوه في القمة وتلقى البيعة من أىل المدينة ، ولم ينشأ ىذا الحق ػ أو على األقل لم ينشأ مباشرة ػ عن كونو من آؿ بيت

". 1الرسوؿ

. وىذه الحقيقة الثابتة الناصعة ال ينكرىا إال لجاىل أو المتجاىل المكابر المعاند

ثم ولم يجد التشيع ىذا والسبئيوف طريقا للتقدـ أمامهم إال لضعف الحسين بن علي ػ رضي اهلل عنو ػ في لم األمور وجمعها أو السيطرة الكاملة على جماعة أبيو ، والمؤامرات

الكامنة وراء األستار من قبل اليهودية وانظماـ المجوسية ، إليها الندحارىا أماـ زحف اإلسالـ والجيوش اإلسالمية الظافرة المنصورة ، وتكالب الموالي الفرس ضد العرب المسلمين الهازمين

قوتهم وشوكتهم ، والمدمرين حضارتهم ، وأيضا تكاتف المنتفعين اآلخرين ومن أبناء األمم المدحورة األخرى الذين كانوا يتحينوف الفرص المواتية لالنتفاضة ضد الفاتحين والحكاـ

الباعثين البعوث ، والمرسلين العساكر ، والمجندين الجنود للقضاء على بقيتهم الباقية وعلى . الوثنيات والشركيات ، وظلم الظلمة وغلبة الطغاة المستبدين

فلم يجد الحسن ػ رضي اهلل عنو وعن أبيو ػ قوة كافية لردع ىؤالء والحيلولة بينهم وبين تسرب أفكارىم إلى شيعتو وشيعة أبيو المخلصين ، خصوصا بعدما تسرب في قلوب شيعتو

الوىن والضعف ، وازداد جبنهم وتخاذلهم ، فكثر الكذب باسم أىل البيت ، وفشت العقائد المدسوسة كما أقر بذلك الشيعي المشهور السيد محسن األمين في موسوعتو نقال عن واحد

: من أئمتو أنو قاؿ

: قاؿ السيد علي خاف في كتاب الدرجات الرفيعة في طبقات اإلمامية من الشيعة " يا فالف ما : روى عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ػ عليهما السالـ ػ أنو قاؿ لبعض أصحابو

(ص)لقينا من ظلم قريش إيانا وتظاىرىم علينا وما لقي شيعتنا ومحبونا من الناس أف رسوؿ اهلل قبض وقد أخبر أنا أولى الناس بالناس ، فماألت علينا قريش حتى أخرجت قريش األمر عن معدنو واحتجت على األنصار بحقنا وحجتنا ثم تداولتها قريش واحد بعد واحد حتى رجعت فنكثت بيعتنا ونصبت الحرب لنا ولم يزؿ صاحب األمر في صعود كؤود حتى قتل ، فبويع

1 171اخاسط اؾ١ؼخ ؿ -

54

الحسن ابنو وعوىد ثم غدر بو وأسلم ووثب عليو أىل العراؽ حتى طعن بخنجر في جنبو وانتهب عسكره وعوجلت خالخل أمهات أوالده ، فوادع معاوية وحقن دمو ودـ أىل بيتو وىم وقليل حق قليل ، ثم بايع الحسين أىل العراؽ عشروف ألفا غدروا بو وخرجوا عليو وبيعتو في

أعناقهم فقتلوه ف ثم لم نزؿ أىل البيت نستذؿ ونستضاـ ونقصى ونمتهن ونحـر ، نقتل ونخاؼ وال نأمن على دمائنا ودماء أولياءنا ، ووجد الكذابوف الجاحدوف لكذبهم وجحودىم موضعا يتقربوف بو إلى أوليائهم وقضاة السوء في كل بلدة ، فحدثوىم باألحاديث الموضوعة

". 1المكذوبة ورووا عنا ما لم نقلو وما لم نفعلو ليبغضونا إلى الناس

فكذب الكذابوف ووضعوا أقواال وروايات مختلقة ومخترعة لترويج باطلهم ونشر ضالالتهم ، وعلي وأوالده الطيبوف منها براء ، وعلى رأس الوضاعين الدجالين والسعاة

السبئيوف وقائدىم عبد اهلل بن سبأ ، فنجح ونجحوا أيما نجاح حيث استطاعوا وبعد مدة طويلة وحوادث عديدة أف يفتنوا كثيرا من الناس وأف يخدعوىم ويخرجوىم عن اإلسالـ الصحيح الصريح ، عن دين اهلل إلى المذىب األجنبي الغريب ، أف يخرجوىم عن العقائد اإلسالمية الساذجة البسيطة ، الخالية من شوائب الشرؾ والوثنية ، وعن وحدانية اهلل عز وجل ، وعن

والعدؿ وعن كرامة اإلنساف بعدـ التفريق بينو وبين اآلخر في ! الحرية والجهاد والديمقراطيةالحسب والنسب والجاه والحكومة والرئاسة ، نعم أخرجهم عن ىذا كلو وألزمهم العقائد الفلسفية الكالمية المعقدة المأخوذة عن التفلسف اليهودي والوثنية المجوسية والغوامض

المسيحية ، وإلى اإلشراؾ باهلل والعبودية واالستغالؿ والتفرقة بين بني آدـ بالحسب والنسب والجاه والحكم والرئاسة ، وأف شخصا أفضل ألنو ولد في بيئة فالنية ، وليس لو شرؼ سواه ،

وأف فالنا أرذؿ ألنو لم يولد في تلك األسرة األرستقراطية ولو حاز جميع أوصاؼ الشرؼ والمكرمة وغير ذلك من السخافات والترىات ، فصار السبئيوف أصال لكل فرقة خرجت عن الشيعة ، وصارت أفكار ابن السوداء عقائد لجميع تلك الفرؽ ، فافترقوا حسب اختالفهم باألخذ عنهم وعنها ، فمن أخذىا بحذافيرىا سمي بذلك ومن أخذ بعضها وترؾ بعضا منها سمي بأولئك ، ومن أخذ األكثر وترؾ القليل سمي بهذا االسم ، وىكذا ولكنها وال واحدة منها سلكت مسلكا غير مسلكهم ، وال انتهجت غير منهجهم ، وال مشت غير ممشاىم ،

- 1 . 34 ؿ 1 أػ١ب اؾ١ؼخ ط

55

وسوؼ ترى كل ذلك بعينيك وتشاىدىا بنفسك بكتب موثوقة معتمدة وباألدلة والبراىين كما . سنبينو في باب الفرؽ في الباب المستقل من ىذا الكتاب حوؿ فرؽ الشيعة

. وعلى ذلك قاؿ الحكيم الدىلوي عند بحثو عن فرؽ الشيعة وبعد ذكر الصحابة وىذه الفرقة ىم رؤساء الروافض وأسالفهم ومسلمو الثبوت عندىم فإنهم وضعوا بناء دينهم

وأيمانهم في تلك الطبقة على رواية ىؤالء الفساؽ المنافقين ومنقوالتهم ، فلذا كثرت روايات وقد ذكر المؤرخوف سبب . ىذه الفرقة عن األمير ػ كـر اهلل تعالى وجهو ػ بواسطة ىؤالء الرجاؿ

دخوؿ أولئك المنافقين في ىذا الباب ، وقالوا إنهم قبل وقوع التحكيم كانوا مغلوبين لكثرة الشيعة األولى في عسكر األمير وتغلبهم ولما وقع التحكيم وحصل اليأس من انتظاـ أمور

الخالفة وكادت المدة المعينة للخالفة تتم وتنقرض وتخلفها نوبة العضوض رجع الشيعة األولى من دومة الجندؿ التي كانت محل التحكيم إلى أوطانهم لحصوؿ اليأس من نصرة الدين

وشرعوا بتأييده بترويج أحكاـ الشريعة واإلرشاد ورواية األحاديث وتفسير القرآف المجيد كما أف األمير ػ كـر اهلل تعالى وجهو ػ دخل الكوفة واشتغل بمثل ىذه األمور ، ولم يبق في ركاب األمير إذ ذاؾ من الشيعة األولى إال القليل ممن كانت لو دار في الكوفة فلما رأت ىاتيك الفرقة الضالة المجاؿ في إظهار ضاللتهم أظهروا ما كانوا يخفونو من إساءة األدب في حق

األمير وسب أصحابو وأتباعو األحياء منهم واألموات ، ومع ىذا كاف لهم طمع في المناصب أيضا ألف العراؽ وخراساف وفارس والبالد األخر الواقعة في تلك األطراؼ كانت باقية بعد في

تصرؼ األمير وحكومتو ، واألمير ػ كـر اهلل تعالى وجهو ػ عاملهم كما عاملوه كما وقع ذلك ". 1لموسى عليو السالـ مع اليهود ولنبينا محمد عليو الصالة والسالـ مع المنافقين

: وقد أقر بذلك النوبختي حيث كتب

التي تثبت على إمامتو فصاروا فرقا [الناس ]فلما قتل علي ػ عليو السالـ افترقت " فرقة منهم قالت إف عليا لم يقتل ولم يمت وال يقتل وال يموت حتى يسوؽ العرب : ثالثا

بعصاه ويمأل األرض عدال وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، وىي أوؿ فرقة قالت في اإلسالـ بالوقف بعد النبي صلى اهلل عليو وآلو من ىذه األمة ، وأوؿ من قاؿ بالغلو ، وىذه الفرقة

1 . 58- 56خزقش ازؾفخ اإلص ػؾش٠خ ؿ -

56

تسمى السبئية أصحاب عبد اهلل بن سبأ ، وكاف ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثماف إف عليا ػ عليو السالـ ػ أمره بذلك ، فأخذه علي فسألو عن قولو : والصحابة وتبرأ منهم وقاؿ

ىذا فأقر بو ، فأمر بقتلو فصاح الناس إليو يا أمير المؤمنين أتقتل رجال يدعو إلى حبكم أىل البيت وإلى واليتك والبراءة من أعدائك فصيره إلى المدائن ، وحكى جماعة من أىل العلم من أصحاب علي ػ عليو السالـ ػ أف عبد اهلل بن سبأ كاف يهوديا فأسلم ووالى عليا ػ عليو السالـ ػ

وكاف يقوؿ وىو على يهوديتو في يوشع بن نوف بعد موسى عليو السالـ بهذه المقالة ، فقاؿ في إسالمو بعد وفاة النبي صلى اهلل عليو وآلو في علي ػ عليو السالـ ػ بمثل ذلك ، وىو أوؿ من شهر القوؿ بفرض إمامة علي ػ عليو السالـ ػ وأظهر البراءة من أعدائو وكاشف مخالفيو ، فمن ىناؾ قاؿ من خالف الشيعة أف أصل الرفض مأخوذ من اليهودية ولما بلغ عبد اهلل بن سبأ نعي

كذبت ، لو جئتنا بدماغو في سبعين صرة وأقمت على قتلو : علي بالمدائن قاؿ للذي نعاه ". 1سبعين عدال لعلمنا أنو لم يمت ولم يقتل ، وال يموت حتى يملك األرض

. ومثل ذلك ذكره الكشي وغيره ممن تقدـ ذكرىم

وقصدا أعدنا ىذه العبارة لما لها من عالقة مباشرة بالموضوع ، ولما لها أىمية كبيرة في فهم . التشيع والشيعة ، ولنعيد إلى ذىن القارئ ما لعلو قد غاب عنو

فكاف ىذا أوؿ حدث عقائدي في التشيع وتغيير جذري غير منهج الشيعة في الفكر والرأي عبر القروف ، ومن ىنا بدأت تتزعم اليهودية وتترأس أفكار التشيع والشيعة كما أقر

بذلك النوبختي وبعده الكشي وقبلو سعد القمي وغيرىم الكثيروف ، الكثيروف ، وإليو ذىب كل من حقق ودقق وغربل التاريخ من المسلمين وغير المسلمين من المؤرخين والرجاليين

وأصحاب المقاالت في الفرؽ والعقائد من السنة والشيعة والمستشرقين من اليهود والنصارى : وغيرىم فيقوؿ ولهوزف وىو يذكر السبئية

وكما يتضح . ومنشأ السبئية يرجع إلى زماف علي والحسن وتنسب إلى عبد اهلل بن سبأ ويقاؿ أيضا أنو كاف . من اسمو الغريب ، فإنو أيضا يمنيا ، والواقع أنو من العاصمة صنعاء

(اليهودي )والمسلموف يطلقوف . وىذا يقود إلى القوؿ بأصل يهودي لفرقة السبئية . يهوديا

1. 44-43فشق اؾ١ؼخ ثخز ؿ -

57

بيد أنو يلوح أف مذىب الشيعة ، الذي ينسب إلى عبد اهلل بن . على ما ليس في الواقع كذلك ". 1سبأ أنو مؤسسو ، إنما يرجع إلى اليهود أقرب من أف يرجع إلى اإليرانيين

وسوؼ نتكلم عن السبئية وعقائدىا التي سلحهم بها اليهود وغيرىم في باب آخر حيث نضطر إلى إعادة القوؿ عن السبئية ىناؾ ، وقبل أف نأتي إلى آخر القوؿ نريد أف نذكر

ىاىنا أف جماعة من الشيعة األولى ال زالوا على عقائدىم األصلية والتي ليس بينهما وبين عقائد المسلمين األولين أي فرؽ إلى أف حصلت التغييرات األخرى وعلى رأس ىؤالء كاف أوالد علي ػ رضي اهلل عنو ػ من الحسن والحسين ومحمد وأبي بكر وعمر وعثماف والعباس

من أبناء العباس وعقيل وجعفر وطالب وغيرىم من .وغيرىم من أبناء علي وبقية الهاشميين . أبناء عمومة الحسنين وأبناء أعماـ أبيهم

و ىو يشتمل . وىذا آخر ما أردنا إيراده في ىذا الباب ، ومن ثم ننتقل إلى باب آخر على التهم الباطلة واإليرادات الواىية والمطاعن المختلفة التي اخترعها السبئيوف للقضاء على دولة اإلسالـ وأميرىا خليفة المسلمين عثماف بن عفاف ػ رضي اهلل عنو ػ ألنو خلف بعد الشيعة األولى خلف تبنوا ىذه األفكار وتركوا سبيل علي وأىل بيتو ، فسلطوا ألسنتهم وأقالمهم تبعا

لسلفهم غير الصالح على ذلك اإلماـ المظلـو الذي قتل ظلما وبغيا وجورا ، كما أف لو عالقة بالموضوع حيث إف قتلتو أو من ساعد قاتليو على قتلو ىم الذين أيدوا السبئية ، ومنهم تكونت

وبآرائهم اعتنقوا وبأفكارىم تضللوا وانحرفوا عن جادة الحق والهدى ، والضغائن ، وثبت التفرقة واالنشقاؽ ، وتثير اآلالـ وتقشر الجراحات وتحيي األوجاع ، وبهذا نمشي أيضا مع مجرى التاريخ وثمراتو ونتائجو وباهلل التوفيق ونسألو العدؿ في القوؿ ، واإلصابة في الحق ،

. وىو لي القبوؿ

1 . 171-170اخاسط اؾ١ؼخ ؿ -

58

59

الباب الثالث

الشيعة ومطاعنهم على ذي النورين رضي اهلل عنو

والسبأية وفتنهم أيامو

قبل أف نتكلم في ىذا الموضوع نريد أف نكشف الحجاب عن بعض الحقائق الواقعة ومنها أف الشيعة عامة جعلوا . التي طالما خفيت على كثير من الناس وحتى على الخاصة منهم

: الكذب شعار لهم وأصبغوا عليو صبغة دينية باسم التقية حيث قالوا

". 1 ال إيماف لمن ال تقية لو

. ونسبوا ىذه الرواية إلى محمد الباقر زورا وبهتانا

حتى اشتكى منهم ومن أكاذيبهم الكثيرة والجريئة ، علي وأىل بيتو الذين يعدونهم أئمة : لهم ، اشتكوا منهم كثيرا لهذا ، فقد ذكر الكشي كبيرىم في الرجاؿ عن ابن سناف

إنا أىل بيت صادقوف ال نخلو من كذاب يكذب علينا ، فيسقط (ع) قاؿ أبو عبد اهلل كاف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم أصدؽ البرية لهجة وكاف . صدقنا بكذبو علينا عند الناس

أصدؽ من برأ اهلل من بعد رسوؿ اهلل وكاف (ع)مسيلمة يكذب عليو ، وكاف أمير المؤمنين قد ابتلي (ع)الذي يكذب عليو عبداهلل بن سبأ لعنو اهلل ، وكاف أبو عبد اهلل الحسين بن علي

كانا يكذباف على علي بن : ثم ذكر أبو عبد اهلل الحارث الشامي وبناف ، فقاؿ . بالمختار ، ثم ذكر المغيرة بن سعيد وبزيغا والسري وأبا الخطاب ومعمرا وبشار األشعري (ع)الحسين

لعنهم اهلل ، إنا ال نخلو من كذاب يكذب علينا ، كفانا : وحمزة اليزيدي وصائد النهدي فقاؿ ". 2اهلل مؤنة كل كذاب وأذاقهم اهلل حر الحديد

1. ه إ٠شا 19 ؿ 2اىبف ف األفي ثبة ازم١خ ط -

2 . 258 ، 257سعبي اىؾ ؿ -

60

أف أكثر الرواة الذين ذكروا تلك التهم والمطاعن التي جرت إلى قتل عثماف أمير : ثانيا المؤمنين ، وفتح باب الفتنة بين المسلمين ىم من الشيعة ، وقد كبروا الصغير وفخموا الحقير

ونفخوا في الكير ، وعنهم نقل المؤرخوف كل ما ىب ودب بدوف تنقية وتحقيق وبدوف نقد وتدقيق ، ولم يميزوا الصدؽ من التلفيق والباطل من الحق والغث من السمين ، وأدرج

المؤرخوف والنقلة منهم كل ما اخترعوىا واختلقوىا دعاية لباطلهم وتأييدا لمذىبهم وتصديقا . ألىدافهم وأغراضهم

ولم ينقلوا ىذه الوقائع عمن شاىدوىا ، بل كاف سمعا ، على سمع وكذبا على : ثالثا وكثيرا ما يروي الراوي الحادثة والواقعة وبينو وبينها بعد عشرات . كذب ، وباطال على باطل

. السنين كما سنبين

الرواة مع كذبهم ودجلهم وكونهم دعاة إلى مذىبهم ىم طرؼ في تلك الوقائع : رابعا والحوادث حيث يتبعوف تلك الشلة والطائفة التي نفخت في الرماد وسعرت نار الفتنة ، فهم

على شاكلتهم يعملوف نفس العمل ويسعوف بنفس الفساد بالقلم واللساف ، الذي سعى بو فعلى ذلك يجب التحرز على كل منصف يريد أف يعرؼ الحقائق . أسالفهم بالجسد والروح

فيحتاط في . عن قبوؿ رواياتهم ومروياتهم، مغمضا العينين ، معرضا عن الشكوؾ والشبهات. كل رواية التؤيده رواية أخرى من الثقات المعتمدين غير المنحازين الى طرؼ في الموضوع

. ولذلك اليلفت الى ماتفرد بو أبومخنف والواقدي والكلبياف لالستنباط واالستنتاج والحكم

ومن سوء الحظ أف ىؤالء ىم العمدة للرواية عن ىذه الوقائع والوقيعة في أصحاب النبي صلى اهلل عليو وسلم وسادة ىذه األمة وقادتها ، وىم خلف لسلفهم الذين كانوا قادة

البغاة والطغاة وعمالء اليهودية العالمية التي كانوا يعتقدونها ، وحاملين نفس األفكار التي كانوا " : جوئبلز"مسومين بها ، سالكين نفس األسلوب الذي عرؼ في الزمن األخير بأسلوب

أكثر الكذب قدر ما تستطيع حتى تظنو صدقا بدوف خجل وال وجل وال حياء ، فما ونحن تعودنا أف ال نتكلم إال مستندين إلى . أكثر ما كذبوا وما أشنعو ، وما أجراءىم على ذلك

61

[بل ]باألدلة الناصعة والبراىين القاطعة ، وال نتفوه بالظن والتخمين [متثبتين ]الحقائق : وىاىي الوثائق . بالوثائق الموثوقة والمصادر المعتمدة

تحت عنواف مؤلفي (أعياف الشيعة )فقد ذكره محسن األمين في كتابو : أبو مخنف : الشيعة في السير والتاريخ والمغازي ، فيقوؿ

من أصحاب األخبار : قاؿ النجاشي . أبو مخنف لوط بن يحيى األزدي الغامدي فتوح الشاـ ، العراؽ ، خراساف ، الجمل ، صفين ، : بالكوفة ووجههم وصنف كتبا كثيرة منها

قرأت بخط : وغيرىا ، وقاؿ ابن النديم في الفهرست (ع)النهر ، الغارات ، مقتل الحسين أبو مخنف بأمر العراؽ وأخبارىا وفتوحها يزيد على : أحمد بن الحارث الخزاز قالت العلماء

وقد اشتركوا في . غيره ، والمدائني بأمر خراساف والهند وفارس والواقدي بالحجاز والسيرة ". 1أبو مخنف ، والواقدي : فتوح الشاـ واثناف من الثالثة شيعة

ولقد ذكره النجاشي كما عرفت في مصنفي الشيعة ، وزاد على كتبو التي ذكرىا كتاب السقيفة ، وكتاب الشورى ، وكتاب قتل عثماف ، وكتاب الحكمين ، ومقتل : المحسن

أمير المؤمنين ، وقتل الحسين ، ومقتل الحسين حجر بن عدي ، وأخبار المختار ، وأخبار الزيات ، وأخبار محمد بن أبي بكر ، ومقتل محمد ػ وغيره من الكتب ػ كما ذكر أنو شيخ أصحاب األخبار بالكوفة ووجههم ، وكاف يسكن إلى ما يرويو ، روى عن جعفر بن محمد

". 2عليهما السالـ

وذكر الطوسي أف أباه كاف من أصحاب علي كما ذكره في رجالو وقد ذكره الحلي في ". 3الثقات ، أبوه كاف من أصحاب الباقر وىو من أصحاب جعفر

: وقد ذكره القمي في كتابو فقاؿ

لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم األزدي شيخ أصحاب األخبار الكوفة ويروى عنو ىشاـ بن الكلبي (ع) ىػ يروى عن الصادؽ 157ووجههم كما جش ، وتوفي سنة

1 . 127أػ١ب اؾ١ؼخ اغضء األي امغ اضب ؿ -

2. ه ل 225- 224فشعذ أعبء قف اؾ١ؼخ غبؽ ؿ -

3 . 282اظش سعبي اؾ ؿ -

62

حامال راية األزد ، (ع)وجده مخنف بن سليم صحابي شهد الجمل في أصحاب علي فاستشهد في تلك الوقعة سنة

ىػ ، وكاف أبو مخنف من أعاظم مؤرخي الشيعة ومع اشتهار تشيعو اعتمد عليو علماء 36السنة في النقل عنو كالطبري وابن األثير وغيرىما ، وليعلم أف ألبي مخنف كتبا كثيرة في

الذي نقل منو أعاظم العلماء المتقدمين ، (ع)التاريخ والسير ، منها كتاب مقتل الحسين ". 1واعتمدوا عليو

ىذا ما صرح بو علماء الشيعة بتشيعو وتنبئ أسماء كتبو عن مغاالتو وإغراقو في التشيع . كما عددناىا من النجاشي

: وأما السنة فقد قالوا فيو كما نقل عنهم اإلماـ ابن حجر العسقالني

. إخباري تالف ، ال يوثق بو ، تركو أبو حاتم وغيره : لوط بن يحيى أبو مخنف

ليس بشيء : وقاؿ مرة . ليس بثقة : وقاؿ يحيى بن معين . ضعيف : وقاؿ الدارقطني .

روى عن الصعقي بن زىير : وقاؿ ابن عدي ، شيعي محترؽ صاحب أخبارىم ػ قلت روى عن ابن المدائني وعبدالرحمن بن مغراء ، ومات قبل السبعين . وجابر الجعفي و مجالد

أحد يسأؿ عن ىذا ؟ : سألت أبا حاتم عنو فنفض يده ، وقاؿ : ومائة ػ وقاؿ أبو عبيد اآلجري ". 2وذكره العقيلي في الضعفاء .

. 3 ومثل ذلك ذكر الذىبي في ميزانو

من منهاج السنة عن شيخ اإلسالـ ابن تيمية تحت (المنتقى ) كما ذكره الذىبي في : المعروفين بالكذب وعقب ذكره بقوؿ األشهب بن عبد العزيز القيسي أنو قاؿ

1 . 149-148 ؿ 1اى األمبة ط -

2 . 493 – 492 ؿ 4غب ا١ضا ط -

3 . 360 ؿ 2اظش زه ١ضا االػزذاي زج ط -

63

ال تكلمهم وال ترو عنهم ، فإنهم : سئل مالك رضي اهلل عنو عن الرافضة ؟ فقاؿ لم أر أحد : سمعت الشافعي رضي اهلل عنو ػ يقوؿ : يكذبوف ، وعن حرملة بن يحي أنو قاؿ

سمعت يزيد بن ىاروف يقوؿ : أشهد بالزور من الرافضة ، وعن مؤمل بن إىاب الربعي أنو قاؿ يكتب عن كل مبتدع ػ إذا لم يكن داعية ػ إال الرافضة ، فإنهم يكذبوف ، وعن محمد بن :

أحمل العلم عن كل من : سمعت شريك بن عبد اهلل النخعي يقوؿ : سعيد األصفهاني أنو قاؿ سمعت : وعن أبي معاوية أنو قاؿ . لقيتو إال الرافضة ، فإنهم يضعوف الحديث ويتخذونو حديثا

ثم قاؿ نقال عن (يعني الروافض )أدركت الناس وما يسمونهم إال الكذابين : األعمش يقوؿ : شيخ اإلسالـ

ومن تأمل كتب الجرح والتعديل رأي المعروؼ عن مصنفيها بالكذب في الشيعة أكثر ". 1والرافضة يقروف بالكذب حيث يقولوف بالتقية. منهم في جميع الطوائف

فتلك ىي آراء أئمة الجرح والتعديل ومهرة الفن في نقد الرجاؿ في أبي مخنف ، وىذه . ىي أقواؿ األئمة والحفاظ والمحدثين في االعتماد عليهم

وخالصة ما ذكرنا أف أبا مخنف متفق على تشيعو عند الطرفين ، الشيعة والسنة ، غير ومع اشتهار تشيعو اعتمد عليو علماء النقل من السنة : وأما قوؿ القمي . معتمد وموثوؽ فيو

كالطبري ، فليس إال كذب عادة قومو وذويو ، ألنو من المعروؼ عند كل من قرأ الطبري ونظر وقد صرح في . فيو بأنو لم يشترط إدراج كل ما صح عنده في تاريخو ولم يلتـز صحة ما نقل

: مقدمة كتابو حيث قاؿ

فما يكن في كتابي ىذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئو أو يستشنعو سامعو من أجل أنو لم يعرؼ لو وجها في الصحة وال معنى في الحقيقة فليعلم أنو لم يؤت في ذلك من قبلنا ، وإنما أتى من قبل بعض ناقليو إلينا ، وإنما أدينا ذلك على نحو ما

". 2أدى علينا

1. ه اطجؼخ اغف١خ امبشح 23 ، 22 ، 21ازم بط االػزذاي زج ؿ -

2. مذخ اىزبة ه ث١شد 5 ؿ 1ربس٠خ األ ان طجش ط -

64

وأما ابن األثير فإنو صرح أيضا في مقدمة كتابو أنو ناقل عن الطبري ومعتمد عليو في : نقلو كما يقوؿ

إني قد جمعت في كتابي ىذا ما لم يجتمع في كتاب واحد ، ومن تأملو علم صحة ذلك فابتدأت بالتاريخ الكبير الذي صنفو اإلماـ أبو جعفر الطبري إذ ىو الكتاب المعوؿ عند

الكافة عليو ، والمرجوع عند االختالؼ إليو ، فأخذت ما فيو من جميع تراجمو لم أخل بترجمة ". 1واحدة منها

. فهذه ىي حقيقة أبي مخنف واالعتماد عليو من الطبري وابن األثير

: وأما الواقدي فلقد قاؿ فيو الحسن الشيعي

كاف يتشيع ، حسن المذىب ، يلـز التقية : ومحمد بن عمر الواقدي ، قاؿ ابن النديم (ص)كالعصا لموسى (ص)، وىو الذي روى أف عليا عليو السالـ كاف من معجزات النبي

عالما بالمغازي والسير . وإحياء الموتى لعيسى بن مريم عليو السالـ وغير ذلك من األخبار قمطر كتبا كل حمل رجلين وقبل ذلك بيع لو كتب بألفي دينار ، 600والفتوح واألخبار خلف

وكاف لو غالماف مملوكاف يكتباف الليل والنهار لو التاريخ الكبير ، المغازي ، المبعث ، أخبار مكة ، فتوح الشاـ ، فتوح العراؽ ، الجمل ، مقتل الحسين عليو السالـ ، السيرة ، إلى غير

". 2ذلك من الكتب الكثيرة في السير والتاريخ

: وذكره القمي

كاف إماما عالما ، لو التصانيف والمغازي : أبو عبد اهلل محمد بن عمر بن واقد المدني وكتاب مغازيو لو . وفتوح األمصار ، ولو كتاب الردة وغير ذلك ، كاف من أقدـ مؤرخي اإلسالـ

وكاف ... مقدمة وشروح باللغة اإلنجليزية يروى عنو كتابو محمد بن سعد وجماعة من األعياف الواقدي مع ما ذكرناه من سعة علمو وكثرة حفظو ال يحفظ القرآف ، ثم روى عن المأموف أنو

ال بد من ذلك ، فقاؿ : فامتنع ، قاؿ : أريد أف تصلي الجمعة غدا بالناس قاؿ : قاؿ للواقدي

1. مذخ 5 ؿ 4اىب الث األص١ش ط -

2 . 128أػ١ب اؾ١ؼخ امغ األي اغضء األي ؿ -

65

ال واهلل يا أمير المؤمنين ما أحفظ سورة الجمعة حتى يبلغ النصف منها ، فإذا حفظو ابتدأ : بالنصف الثاني ، فإذا حفظ النصف الثاني نسى األوؿ فاتعب المأموف وتعس ، فقاؿ لعلي بن

: يا علي احفظو أنت ، فذكر أنو مثل المأموف لم يقدر على أف يحفظو ، فقاؿ المأموف : صالح صليت خلف الواقدي صالة : اذىب فصل بهم واقرأ أي سورة شئت ، وروى عن غساف قاؿ

كاف يتشيع حسن .. وموسى 1"عيسى " إف ىذا لفي الصحف األولى صحف : الجمعة فقرأ كاف من معجزات النبي صلى اهلل عليو وآلو (ع)المذىب يلـز التقية ، وىو الذي روى أف عليا

". 2وغير ذلك من األخبار (ع)وسلم كالعصا لموسى وإحياء الموتى لعيسى بن مريم

. ولقبو باإلماـ العالـ 3وقد ذكره الخوانساري في كتابو

ىذا ما أقر بو الشيعة بأنو شيعي سيء الذاكرة ، غير ضابط لم يكن القرآف يستقر في ذاكرتو . وقلبو

: وأما ما ذكره أئمة الرجاؿ وجهابذة الجرح والتعديل من السنة فإليك بيانو ، قاؿ ابن حباف ..... وكاف أحمد بن حنبل يكذبو ... كاف يروي عن الثقات مقلوبا وعن األثبات معضالت

". 4الواقدي يضع الحديث : وكاف يقوؿ المديني

". 5كاف يضع الحديث: مجمع على تركو ، وقاؿ النسائي : وقاؿ الذىبي

الواقدي مدني سكن : وأما ابن حجر فجمع أقواؿ العلماء فيو ، فذكر أف البخاري قاؿ بغداد ، متروؾ الحديث ، تركو أحمد وابن المبارؾ وابن نمير وإسماعيل بن زكريا ، وقاؿ معاوية

: قاؿ لي أحمد بن حنبل : بن صالح

. الواقدي كذاب

1ال ذس و١ف ٠ؼزمذ ام ف١ األبخ ف ازبس٠خ األخجبس م اؾادس البئغ از ال ٠غزط١غ -

أ . مجو عسح لق١شح امشآ ، ف ض زا ٠ؼزذ ػ١ أ ٠نجو البئغ اؾادس ثبزبس٠خ ازفق١ ؟

اؾ١ؼخ )٠ى ٠غزط١غ ؽفع امشآ أل ٠ى ام از٠ ٠ؼزمذ ف١ ؟ وب أصجزب ػم١ذر ف امشآ ف وزبثب

أساد ؼشفخ ره ف١شاعغ (اغخ 2 . 232 ، 231 ، 230 ؿ 3اى األمبة ط -

3 . 268 ؿ 7سمبد اغبد ط -

4. ه دو 284 ؿ 2وزبة اغشؽ١ الث ؽجب ط -

5 . 619 ؿ 2اغ زج ط -

66

الهيثم : قاؿ ابن المديني ... وقاؿ مرة ليس بشيء . ضعيف : وقاؿ لي يحيى بن معين قاؿ الشافعي كتب الواقدي كلها ... بن عدي أوثق عندي من الواقدي ، وأرضاه في الحديث

. كذب

الكذابوف المعروفوف بالكذب على رسوؿ اهلل صلى اهلل : (الضعفاء ) وقاؿ النسائي في الواقدي في المدينة ، ومقاتل في الكوفة ، ومحمد بن سعيد المصلوب : عليو وسلم أربعة

. أحاديثو غير موثوقة : بالشاـ ، وذكر الرابع ، وقاؿ ابن عدي

عندي عشروف ألف حديث ما لها أصل ، وإبراىيم بن يحيى كذاب : قاؿ ابن المديني . وىو عندي احسن حاال من الواقدي

ال أكتب حديثو وال أحدث عنو ، ما اشك أنو كاف يفتعل الحديث : وقاؿ أبو داود . ما رأيت أكذب منو : وقاؿ بندار .....

: وحكى ابن العربي عن الشافعي قاؿ . ىو عندي ممن يضع : وقاؿ إسحاؽ بن راىويو كاف بالمدينة سبعة رجاؿ يضعوف األسانيد أحدىم الواقدي ، وقاؿ أبو زرعة وأبو بشر الدوالبي

. متروؾ الحديث : والعقيلي

..... وجدنا حديثو عن المدنيين عن شيوخ مجهولين مناكير : وقاؿ أبو حاتم الرازي ولقد حدث بعد ذلك ابن حجر قصة . كاف يضع : وحكى ابن الجوزي عن أبي حاتم أنو قاؿ

: تنبئ عن جرأتو على الكذب والدجل

تحفظ عن الثوري عن ابن خيثم عن : قلت للواقدي : حدثنا عمرو الناقد قاؿ ......عبد الرحمن بن نبهاف عن عبد الرحمن بن حساف بن ثابت عن أبي في لعن زوارات القبور ،

حدثنا سفياف ، فقلت أملو علي ، فأماله علي بالمسند ، فقاؿ نا عبد الرحمن بن ثوباف : فقاؿ الحمد هلل الذي أوقعك ، أنت تعرؼ أنساب الجن ومثل ىذا يخفى عليك ؟ قاؿ : فقلت

الواقدي ضعيف : والحديث حديث قبيصة ما رواه عن سفياف غيره ، وقاؿ النووي : الساجي استقر اإلجماع على وىن الواقدي ، وتعقبو بعض : باتفاقهم ، وقاؿ الذىبي في الميزاف

. مشايخنا بما ال يالقي كالمو

67

". 1لم يكن مقنعا : الضعف يتبين على حديثو ، وقاؿ الجوزجاني : وقاؿ الدارقطني

فهذا ىو الواقدي ، وىذا ىو شأنو عند العلماء األعالـ من السنة ، وىذا مع تشيعو باعتراؼ الشيعة أنفسهم بأنو شيعي وليس شيعيا فحسب ، بل من الذين يلزموف التقية أي

. الكذب بتعبير صحيح

وأما محمد بن السائب وابنو ىشاـ فلقد ذكرىما محسن األمين في طبقات المؤرخين من ". 2الشيعة

. كما ذكرىما ابن النديم الشيعي في فهرستو

: وكما ذكر النجاشي ىشاـ بن محمد بقولو

ىشاـ بن محمد بن السائب بن بشير بن زيد بن عمرو بن الحارث بن عبد الحارث بن عزى بن امرئ القيس عامر بن النعماف بن عامر بن عبد ود بن عوؼ بن كنانة بن عوؼ بن زيد

الناسب العالم باألياـ ، المشهور بالفضل : الالت وقيده بن ثور بن كلب بن وبرة المنذر اعتللت علة عظيمة نسيت : والعلم ، وكاف يختص بمذىبنا ، ولو الحديث المشهور ، وقاؿ

علمي ، فجلست إلى جعفر بن محمد عليو السالـ فسقاني العلم في كأس فعاد إلي علمي ، كتاب مثالب ثقيف : وكاف أبو عبد اهلل عليو السالـ يقربو ويدينو ويبسطو ، ولو كتب كثيرة منها

، كتاب مثالب بني أمية ، كتب مقتل عثماف ، كتاب مقتل أمير المؤمنين ، كتاب حجر بن عدي ، كتاب الحكمين ، كتاب مقتل الحسين عليو السالـ ، كتاب أخبار محمد بن الحنفية

". 3وغيرىا

وكما ذكره أباه ابن داود الحلي في القسم األوؿ من رجالو ، وذكر أنو من أصحاب ". 4الباقر

1 خقب خزقشا ض روش ازج ف 368 إ 363 ؿ 9رز٠ت ازز٠ت إلب اث ؽغش اؼغمال ط -

. 110 ؿ ١3ضا االػزذاي ط2. 128-127 ؿ 1أػ١ب اؾ١ؼخ ط -

3 . 306 ، 305سعبي اغبؽ ؿ -

4 . 312سعبي اث داد اؾ ؿ -

68

". 1 وذكر ابنو ىشاـ و ذكر أنو كاف يقربو جعفر ويدنيو

". 2 وعد شيخ الطائفة الطوسي محمد بن السائب في رجالو من أصحاب الصادؽ

". 3 وأيضا من أصحاب الباقر

". 4وكاف غاليا في التشيع ، أخباره في األغلوطات أشهر من أف يحتاج إلى اإلغراؽ

: ولقد ذكرىما عالم الشيعة في الرجاؿ العباس القمي بقولو

الكلبي النسابة ، ويقاؿ لو ابن الكلبي أيضا أبو المنذر ىشاـ بن أبي النضر محمد بن السائب بن بشر الكلبي الكوفي ، كاف من أعلم الناس بعلم األنساب ، وقد أخذ بعض

األنساب عن أبيو أبي النضر محمد بن السائب الذي كاف من أصحاب الباقر والصادؽ عليهم السالـ ، وأخذ أبو النصر نسب قريش عن أبي صالح عن عقيل بن أبي طالب ، قاؿ ابن قتيبة

وكاف جده بشر وبنوه السائب وعبيد الرحمن شهدوا الجمل وصفين مع علي بن أبي طالب : عليو السالـ ، وقتل السائب مع مصعب بن الزبير ، وشهد محمد بن السائب الكلبي

الجماجم مع ابن األشعث ، وكاف نسابا عالما بالتفسير ، وتوفي بالكوفة وعن السمعاني أنو قاؿ في ترجمة محمد بن السائب أنو صاحب التفسير ، وكاف من أىل الكوفة قائل بالرجعة ،

ىشاـ بن محمد بن : (الرجاؿ الكبير )وانو ىشاـ ذا نسب عاؿ وفي التشيع غاؿ ، وفي السائب أبو المنذر الناسب العالم ، المشهور بالفضل والعلم ، العارؼ باألياـ ، كاف مختصا

فسقاني (ع)بمذىبنا ، قاؿ اعتللت علة عظيمة نسيت علمي ، فجئت إلى جعفر بن محمد حكى : يقربو ويدنيو وينشطو ، قلت (ع)العلم في كأس ، فعاد إلي علمي ، وكاف أبو عبد اهلل

ال بدع في ذلك ، : المعاني وغيره ، عن قوة حفظو أنو حفظ القرآف في ثالثة أياـ ، وأنا أقوؿ 206العلم في كأس يحفظ القرآف بأقل من ثالثة أياـ ، توفي سنة (ع)فإف من سقاه الصادؽ

". 5 204أو

1 . 369-368أ٠نب ؿ -

2 289سعبي اطع ؿ -

3. 136أ٠نب ؿ -

4 . 59 ؿ 1أػ١ب اؾ١ؼخ ط -

5 . 96 – 95 – 94 ؿ 3اى األمبة ط -

69

وأنا أظن بأنو يكفي ىذا لبياف حقيقة أحواؿ ىشاـ وأبيو محمد حيث أنهما من أسرة . شيعية بحتة من قديم الزمن

كاف بالكوفة كذاباف : وأما ما قالو السنة فنقل عن معمر بن سليماف عن أبيو أنو قاؿ أحدىما الكلبي ، وقاؿ ليث بن أبي سليم كاف بالكوفة كذاباف أحدىما الكلبي ، واآلخر

: ليس بشيء ، وقاؿ معاوية بن صالح عن يحيى : وقاؿ الدوري عن يحيى بن معين . السدي ما سمعت يحيى وال عبد الرحمن يحدثاف عن سفياف عنو بشيء ، : ضعيف وقاؿ أبو موسى

قيل : وقاؿ البخاري تركو يحيى وابن مهدي وقاؿ الدوري عن يحيى بن يعلى المحاربي قاؿ ثالثة ال تروي عنهم ابن أبي ليلى وجابر الجعفي ، والكلبي ، قاؿ أما ابن أبي ليلى : لزائدة

فلست أذكره وأما جابر فكاف واهلل كذابا يؤمن بالرجعة ، وأما الكلبي وكنت أختلف إليو فسمعتو يقوؿ مرضت مرضة فنسيت ما كنت أحفظ فأتيت آؿ محمد فتفلوا في في فحفظت

سمعت الكلبي يتكلم بشيء من تكلم : ما كنت نسيت فتركتو ، وقاؿ األصمعي عن أبي عوانة جلس إلينا أبو جزء : بو كفر فسألتو عنو فجحده ، وقاؿ عبد الواحد بن غياث عن ابن مهدي

على باب أبي عمرو بن العالء ، فقاؿ أشهد أف الكلبي كافر قاؿ فحدثت بذلك يزيد بن زريع كاف جبريل يوحي إلى : أشهد أنو كافر قاؿ فماذا زعم ؟ قاؿ سمعتو يقوؿ : فقاؿ سمعتو يقوؿ

: النبي صلى اهلل عليو وآلو وسلم فقاـ النبي لحاجتو وجلس علي فأوحى إلى علي ، فقاؿ يزيد قاؿ العقيلي ىم . أنا لم أسمعو يقوؿ ىذا ولكني رأيتو يضرب صدره ويقوؿ أنا سبئي أنا سبئي

صنف من الرافضة أصحاب عبد اهلل بن سبأ ، وقاؿ ابن فضيل عن مغيرة عن إبراىيم أنو قاؿ ما دمت على ىذا الرأي ال تقربنا وكاف مرجئا وقاؿ زيد بن الحباب : لمحمد بن السائب إف : فقلت ألبي : عجبا لما يروى عن الكلبي ، قاؿ ابن أبي حاتم : سمعت الثوري يقوؿ

كاف ال يقصد الرواية عنو ويحكي حكايتو تعجبا فيعلقو من حضره : الثوري روى عنو ، فقاؿ أني لم أقرأ : ويجعلونو رواية ، وقاؿ علي بن مسهر عن أبي جناب الكلبي حلف أبو صالح

: قاؿ الكلبي : زعم لي سفياف الثوري قاؿ : على الكلبي من التفسير شيئا ، وقاؿ أبو عاصم ما حدثت عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب فال ترووه ، وقاؿ األصمعي عن قرة بن

كانوا يروف أف الكلبي يزخرؼ يعني يكذب ، وقاؿ يزيد بن ىاروف ، كبر الكلبي وغلب : خالد الناس مجمعوف على ترؾ حديثو ىو ذاىب الحديث ال يشتغل : عليو النسياف ، وقاؿ أبو حاتم

70

ليس بثقة وال يكتب حديثو ، وقاؿ ابن عدي ، لو غير ما ذكرت أحاديث : بو ، وقاؿ النسائي صالحة وخالصة عن أبي صالح وىو معروؼ بالتفسير وليس ألحد أطوؿ من تفسيره وحدث

عنو ثقات من الناس ورضوه في التفسير وأما في الحديث ففيو مناكير ولشهرتو فيما بين كتب البخاري في موضع آخر محمد بن بشر : الضعفاء يكتب حديثو وقاؿ ابن أبي حاتم

ىو الكلبي ، : سمع وعمرو بن عبد اهلل الحضرمي وعنو محمد بن إسحاؽ قاؿ ابن أبي حاتم ساؽ ابن : قلت . بالكوفة سنة ست وأربعين ومائة : قاؿ محمد بن عبداهلل الحضرمي مات

وكاف شهد جده بشر وبنوه السائب الجماجم مع ابن : سعد نسبو إلى كلب بن وبرة قاؿ األشعث وكاف عالما بالتفسير وأنساب العرب وأحاديثهم توفي بالكوفة سنة ست وأربعين

ليس ذاؾ ، في روايتو ضعيف جدا ، وقاؿ علي بن الجنيد : أخبرني بذلك ابنو ىشاـ ، قالوا كذاب ساقط ، وقاؿ ابن حباف ، : متروؾ وقاؿ الجوزجاني : والحاكم أبو أحمد والدارقطني

وضوح الكذب فيو أظهر من أف يحتاج إلى اإلغراؽ في وصفو روى عن أبي صالح التفسير وأبو متروؾ الحديث وكاف : صالح لم يسمع من ابن عباس ال يحل االحتجاج بو ، وقاؿ الساجي

ضعيفا حدا لفرطو في التشيع ، وقد اتفق ثقات أىل النقل على ذمو وترؾ الرواية عنو في ". 1روى عن أبي صالح أحاديث موضوعة : األحكاـ والفروع ، قاؿ الحاكم أبو عبد اهلل

فهذا ىو الرجل وىذا ىو مقامو وشأنو ، وىذه ىي أقواؿ العلماء فيو ، وىذا ىو وضعو . من التشيع والكذب إلى حد الكفر

". 2 وأما ابنو ىشاـ فهو ، يروي عنو وىو مثلو ، رافضي متروؾ كما ذكره الذىبي وغيره

وأما الكلبي ىذا فلقد صنف كتابا في مثالب الصحابة كما ذكره ابن المطهر الحلي في ". 3كتابو منهاج الكرامة

: وقاؿ اإلماـ ابن تيمية فيو وأيضا نقل كالـ األئمة األعالـ في كتابو

1. 180181-179-178رز٠ت ازز٠ت الث ؽغش ؿ -

2 . 305 ، 304اظش زه ١ضا االػزذاي ؿ -

3. اؾك ثىزبة بط اغخ الث ر١١خ 58ؿ -

71

وىو من أكذب الناس وىو شيعي يروي عن أبيو وعن أبي مخنف لوط : ىشاـ الكلبي ما ظننت أف أحدا يحدث عنو ، إنما : بن يحيى ، وكالىما متروؾ كذاب ، وقاؿ اإلماـ أحمد

ىشاـ الكلبي : ىو متروؾ ، وقاؿ ابن عدي : ىو صاحب سمر ونسب ، وقاؿ الدارقطني الغالب عليو األسمار ، وال أعرؼ لو في المسند شيئا وأبوه أيضا كذاب ساقط ، وقاؿ زائدة

ليس بشيء كذاب ساقط ، وقاؿ ابن : ىو كذاب ، وقاؿ يحيى : والليث وسليماف التميمي ". 1وضوح الكذب فيو أظهر من أف يحتاج إلى اإلغراؽ في وصفو : حباف

فهؤالء األربعة ىم العمدة للمؤرخين في سرد الروايات والحكايات والخزعبالت عن الحوادث والكوارث التي وقعت أياـ عثماف رضي اهلل عنو والحروب التي حلت بين علي وبين

المطالبين بثأر عثماف وقصاصو إلى شهادة الحسين وما ترتب عليها من األمور والنتائج ، فصبغوىا بصبغة خاصة واستغلوىا لنشر السبئية وعقائدىم من مدخل التاريخ بعدما خدعوا كثيرا من الناس باسم العقائد وحب أىل البيت ، ففتحوا مدخال جديدا للطعن والتشنيع في

أصحاب محمد صلى اهلل عليو وسلم ، في األخيار البررة ، وإلدخاؿ السذج الغفلة من الناس في دينهم الذي لم يأت بو إال عبد اهلل بن سبأ وأنصاره وأشياعو ، ولم يؤسس قواعده وأصولو

ولذلك قدمنا الكالـ في ىؤالء الناس قبل ذكر . ولم يكوف أسسو وضوابطو إال ىم ومن واالىم الوقائع والمطاعن لكي يعرؼ قيمة الروايات بقدر الرواة ، ويعلم أف كل واقعة وحادثة يتفرد

بروايتها ىؤالء السبئيوف والشيعة ال يعتمد عليها وال يكوف لها اعتبار

إف السبئيين خططوا خطة ودبروا مؤامرة للتفريق : وبعد بياف ىذه األمور الهامة نقوؿ بين المسلمين وتمزيق كلمتهم وتشتيت شملهم وىدـ كياف اإلسالـ والقضاء على الخالفة

. اإلسالمية

بنشر العقائد اليهودية والمدخولة األجنبية بين المسلمين ، ثم بنشر األكاذيب : فأوال فنعيد عبارة ابن جرير الطبري ، التي ذكرناىا في مبحث . واألراجيف عن الحكاـ ووالة األمور

السبئية لتبيين الحقائق عن المطاعن التي اخترعوىا على خليفة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم الراشد الثالث عثماف بن عفاف رضي اهلل عنو ، وأف عثماف ىو عثماف المعروؼ بالكريم الحليم

1 . 19 ؿ 3بط اغخ ط -

72

، الجواد السخي ، الشريف الحيي ، ابن بنت عمة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وزوج ابنتيو ". 1، والممدوح من قبل النبي صلى اهلل عليو وسلم وأىل بيتو وعلي وأوالده

وليعرؼ كيف حكيت ضده المؤامرات وكيف أحكم نسيجها وكيف أثيرت ضده الفتن : فيقوؿ الطبري . ومن كاف وراءىا

كاف عبد اهلل بن سبأ يهوديا من أىل صنعاء أمة سوداء فأسلم زماف عثماف ثم تنقل في بلداف المسلمين يحاوؿ ضاللتهم فبدأ بالحجاز ثم البصرة ثم الكوفة ثم الشاـ فلم يقدر على

: ما يريد عند أحد من أىل الشاـ فأخرجوه حتى أتى مصر فاعتمر فيهم فقاؿ لهم فيما يقوؿ إف }: لعجب ممن يزعم أف عيسى يرجع ويكذب بأف محمد يرجع وقد قاؿ اهلل عز وجل

فقبل : فمحمد أحق بالرجوع من عيسى ، قاؿ {الذي فرض عليك القرآف لرادؾ إلى معاد إف كاف ألف نبي ولكل نبي : ذلك عنو ووضع لهم الرجعة فتكلموا فيها ثم قاؿ لهم بعد ذلك

محمد خاتم األنبياء ، وعلى خاتم األوصياء ، ثم قاؿ : وصي وكاف علي وصي محمد ، ثم قاؿ من أظلم ممن لم يجز وصية رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ووثب على وصي : بعد ذلك

إف عثماف أخذىا بغير : رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وتناوؿ أمر األمة ثم قاؿ لهم بعد ذلك حق وىذا وصي رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم فانهضوا في ىذا األمر فحركوه وابدءوا بالطعن

على أمرائكم وأظهروا األمر بالمعروؼ والنهي عن المنكر تستميلوا الناس وادعوىم إلى ىذا األمر ، فبث دعاتو وكانت من كاف استفسد في األمصار وكاتبوه ودعوا في السر إلى ما عليو

رأيهم وأظهروا األمر بالمعروؼ والنهي عن المنكر وجعلوا يكتبوف إلى األمصار بكتب يضعونها في عيوب والتهم ويكاتبهم إخوانهم بمثل ذلك ، ويكتب أىل كل مصر منهم إلى مصر آخر

بما يصنعوف فيقرأه أولئك في أمصارىم وىؤالء في أمصارىم حتى تنالوا بذلك المدينة وأوسعوا إنا : األرض إذاعة وىم يريدوف غير ما يظهروف ويسروف غير ما يبدوف ، فيقوؿ أىل كل مصر

لفي عافية مما ابتلي بو ىؤالء إال أىل المدينة فإنهم جاءىم ذلك عن جميع األمصار فقالوا إنا يا : لفي عافية مما فيو الناس وجامعو محمد وطلحة من ىذا المكاف قالوا فأتوا عثماف فقالوا

فإنا : ال واهلل ما جاءني إال السالمة ، قالوا : أمير المؤمنين أيأتيك عن الناس الذي يأتينا ؟ قاؿ قاؿ فأنتم شركائي وشهود المؤمنين فأشيروا علي ، : قد أتانا وأخبروه بالذي أسقطوا ، إليهم

1 . (اؾ١ؼخ أ اج١ذ )اظش زفق١ ره وزبثب -

73

قالوا نشير عليك أف تبعث رجاال ممن تثق بهم إلى األمصار حتى يرجعوا إليك بأخبارىم ، فدعا محمد بن مسلمة فأرسلو إلى الكوفة وأرسل أسامة بن زيد إلى البصرة وأرسل عمار بن

ياسر إلى مصر وأرسل عبد اهلل بن عمر إلى الشاـ وفرؽ رجاال سواىم فرجعوا جميعا قبل عمار األمر : أيها الناس ما أنكرنا شيئا وال أنكره أعالـ المسلمين وال عوامهم ، وقالوا جميعا : فقالوا

أمر المسلمين إال أف أمرائهم يقسطوف بينهم ويقوموف عليهم ، واستبطأ الناس عمار حتى ظنوا أنو قد اغتيل فلم يفجأىم إال كتاب من عبد اهلل بن سعد بن أبي سرح يخبرىم أف عمارا قد استمالو قـو بمصر وقد انقطعوا إليو منهم عبد اهلل بن السوداء وخالد بن ملجم وسوداف بن

". 1حمراف وكنانة بن بشر

: وإتماما للفائدة نذكر ما ذكره الطبري من رد فعل عثماف رضي اهلل عنو على ذلك

ثم كتب عثماف إلى أىل األمصار أما بعد فأتى آخذ العماؿ بموافاتي في كل موسم وقد سلطت األمة منذ وليت على األمر بالمعروؼ والنهي عن المنكر فال يرفع علي شيء وال على أحد من عمالي إال أعطيتو وليس لي ولعيالي حق قبل الرعية إال متروؾ لهم وقد رفع إلى أىل المدينة أف أقواما يشتموف وآخروف يضربوف فيا من ضرب سرا وشتم سرا من ادعى شيئا من ذلك فليواؼ الموسم فليأخذ بحقو حيث كاف مني أو من عمالي أو تصدقوا فإف اهلل يجزي

إف األمة لتمخض : المتصدقين ، فلما قريء في األمصار أبكى الناس ودعوا لعثماف وقالوا بشر وبعث إلى عماؿ األمصار فقدموا عليو ، عبداهلل بن عمار ومعاوية و عبد اهلل بن سعد

ويحكم ما ىذه الشكاية وما ىذه اإلذاعة ؟ إني : وأدخل معهم في المشورة سعيدا وعمرا فقاؿ ألم تبعث ألم نرجع إليك : واهلل لخائف أف تكونوا مصدوقا عليكم وما يعصب ىذا األبي فقالوا

الخبر عن القـو ألم يرجعوا ولم يشافههم أحد بشيء ؟ ال واهلل ما صدقوا وال بروا وال نعلم لهذا األمر أصال وما كنت لتأخذ بو أحدا فيقيمك على شيء وما ىي إال إذاعة ال يحل األخذ بها

ىذا أمر مصنوع يصنع في : فأشيروا علي ؟ فقاؿ سعيد بن العاص : وال االنتهاء إليها ، قاؿ فما دواء ذلك ؟ : السر فيلقى بو غير ذي المعرفة فيخبر بو فيتحدث بو في مجالسهم قاؿ

: طلب ىؤالء القـو ثم قتل ىؤالء الذين يخرج ىذا من عندىم ، وقاؿ عبد اهلل بن سعد : قاؿ قد : خذ من الناس الذي عليهم إذا أعطيتهم الذي لهم فإنو خير من أف تدعهم ، قاؿ معاوية

1 . 99 ، 98 ؿ 5اطجش ط -

74

: فالرأي ؟ قاؿ : وليتني فوليت قوما ال يأتيك عنهم إال الخير والرجالف أعلم بناحيتيهما قاؿ فما ترى يا عمر وقاؿ أرى أنك قد لنت لهم وتراخيت عنهم وزدتهم على : حسن األدب قاؿ

ما كاف يصنع عمر فأرى أف تلـز طريقة صاحبيك فتشد في موضع الشدة وتلين في موضع اللين إف الشدة تنبغي لمن ال يألوا الناس شرا واللين لمن يخلف الناس بالنصح وقد فرشتهما

كل ما أشرتم بو علي قد سمعت : جميعا اللين ، وقاـ عثماف فحمد اهلل وأثنى عليو وقاؿ ولكل أمر باب يؤتى منو إف ىذا األمر الذي على ىذه األمة كائن وأف بابو الذي يغلق عليو فيكفكف بو اللين والمؤاتاة والمتابعة إال في حدود اهلل تعالى ذكره التي ال يستطيع أحد أف

يبادي بعيب أحدىا فإف سده شيء فرفق فذاؾ واهلل ليفتحن وليست ألحد على حجة حق وقد علم اهلل أني لم آؿ الناس خيرا وال نفسي و واهلل إف رحى الفتنة لدائرة فطوبى لعثماف إف مات

ولم يحركها كفكفوا الناس وىبوا لهم حقوقهم واغتفروا بهم وإذا تعوطيت حقوؽ اهلل فال تدىنوا ". 1فيها

وأما اإليرادات التي أوردوىا عليو والمطاعن التي اخترعوىا لتمزيق دولة اإلسالـ ، فهي التي ذكرىا واحدا بعد واحد وردىا عثماف ذو النورين في خطبتو التي ذكرىا جميع المؤرخين

: أنو حمد اهلل وأثنى عليو ، ثم قاؿ

إف ىؤالء ذكروا أمورا قد علموا منها مثل الذي علمتم إال أنهم زعموا أنهم يذاكرونيها أتم الصالة في السفر وكانت ال تتم ، أال وإني قدمت : ليوجبوىا على عند من ال يعلم وقالوا

اللهم نعم ، وقالوا ؟ وحميت حمى ؟ : بلدا فيو أىلي فأتممت لهذين األمرين ، أو كذلك قالوا وإني واهلل ما حميت حمى قبلي واهلل ما حموا شيئا ألحد ما حموا إال ما غلب عليو أىل

المدينة ثم لم يمنعوا من رعيو أحدا واقتصروا لصدقات المسلمين يحمونها لئال يكوف بين من يليها وبين أحد تنازع ما منعوا وال نحوا منها أحد إال من ساؽ درىما ومالي من بعير غير

راحلتين ومالي ناغية وال راغية وأني قد وليت وإني أكثر العرب بعيرا وشاء فما اليـو شاة وال اللهم نعم ، وقالوا كاف القرآف كتبا فتركها إال واحدا : بعير غير بعيرين لحجي ، أكذلك ؟ قالوا

: ، أال وإف القرآف واحد جاء من عند واحد وإنما أنا في ذلك تابع لهؤالء ، أكذلك ؟ قالوا نعم ، وسألوه أف يقتلهم ، وقالوا أني رددت الحكم وقد سيره رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم

1 . 100 ، 99 ؿ 5اطجش ط -

75

والحكم مكي سيره رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم سيره ورسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم رده استعملت األحداث ولم أستعمل إال مجتمعا محتمال : اللهم نعم ، وقالوا : أكذلك ؟ قالوا

مرضيا وىؤالء أىل عملهم فسلوىم عنو وىؤالء أىل بلده ولقد ولي من قبلي أحدث منهم وقيل في ذلك لرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم أشد مما قيل لي في استعمالو أسامة ، أكذلك

أني أعطيت ابن أبي سرح ما أفاء : اللهم نعم ، يعيبوف للناس ما ال يفسروف ، وقالوا : ؟ قالوا اهلل عليو وأني إنما نفلتو خمس ما أفاء اهلل عليو من الخمس فكاف مائة ألف وقد أنفذ مثل

فزعم الجند أنهم يكرىوف ذلك فرددتو عليهم وليس " رضي اهلل عنهما"ذلك أبو بكر وعمر أني أحب أىل بيتي وأعطهم فأما حبي فإنو لم يمل : ذاؾ لهم ، أكذلك ؟ قالوا نعم ، وقالوا

معهم على جور بل أحمل الحقوؽ عليهم وأما إعطاؤىم فإني ما أعطيهم من مالي وال أستحل أمواؿ المسلمين لنفسي وال ألحد من الناس ولقد كنت أعطي العطية الكبيرة والرغيبة من

صلب مالي أزماف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وأبي بكر وعمر رضي اهلل عنهما وأنا يومئذ شحيح حريص أفحين أتيت على ما قالوا ، وإني واهلل ما حملت على مصر من األمصار فضال فيجوز ذلك لمن قالو ، وإني واهلل ما حملت على مصر من األمصار فضال فيجوز ذلك لمن قالو ، ولقد رددتو عليهم وما قدـ على إال األخماس وال يحل لي منها شيء فولى المسلمين

وضعها في أىلها دوني وال يتلف من ماؿ اهلل بفلس فما فوقو وما أتبلغ منو ما آكل إال من مالي أعطيت األرض رجاال وإف ىذه األرضين شاركهم فيها المهاجروف واألنصار أياـ : ، وقالوا

افتتحت فمن أقاـ بمكاف من ىذه الفتوح فهو أسوة أىلو ومن رجع إلى أىلو لم يذىب ذلك ما حوى اهلل فنظرت في الذي يصيبهم مما أفاء اهلل عليهم فبعتو لهم بأمرىم من رجاؿ أىل عقار

وكاف عثماف قد قسم مالو وأرشو في . ببالد العرب فنقلت إليهم نصيبهم فهو في أيديهم دوني بني أمية وجعل ولده كبعض من يعطى فبدأ ببني أبي العاص فأعطى آؿ الحكم رجالهم عشرة آالؼ فأخذوا مائة ألف وأعطى بني عثماف مثل ذلك وقسم في بني العاص وفي بني العيص

وفي بني حرب ، والنت حاشية عثماف ألولئك الطوائف ، وأبى المسلموف إال قتلهم وأبى إال تركهم ، فذىبوا ورجعوا إلى بالدىم على أف يغزوىم مع الحجاج كالحجاج ، فتكاتبوا وقالوا

". 1موعدكم ضواحي المدينة في شواؿ

1 . 103 ، 102فظ اقذس اغبثك ؿ -

76

ىػ خرج أىل مصر في أربع رفاؽ على أربعة أمراء ، المقلل 35 ولما كاف شواؿ سنة يقوؿ ستمائة والمكثر يقوؿ ألف ، على الرفاؽ عبد الرحمن بن عديس البلوي وكنانة بن بشر والليثي وسوداف بن حمراف السكوني وقتيرة بن فالف السكوني وعلى القـو جميعا الغافقي بن

حرب العكي ، ولم يجترئوا أف يعلموا الناس بخروجهم إلى الحرب وإنما خرجوا كالحجاج ومعهم ابن السوداء وخرج أىل الكوفة في أربع رفاؽ ، وعلى الرفاؽ زيد بن صوحاف العبدي

واألشتر النخعي وزياد بن النضر الحارثي وعبد اهلل بن األصم أحد بني عامر بن صعصعة وعددىم كعدد أىل مصر وعليهم جميعا عمرو بن األصم ، وخرج أىل البصرة في أربع رفاؽ وعلى الرفاؽ حكيم بن جبلة العبدي وزريح بن عباد العبدي وبشر بن شريح الحطم بن ضبيعة

القيسي وابن المحرش بن عبد عمر والحنفي وعددىم كعدد أىل مصر وأميرىم جميعا حرقوص بن زىير السعدي سوى من تالحق بهم من الناس ، فأما أىل مصر فإنهم كانوا يشتهوف عليا ،

وأما أىل البصرة فإنهم كانوا يشتهوف طلحة ، وأما أىل الكوفة فإنهما كانوا يشتهوف الزبير ، فخرجوا وىم على الخروج جميع وفي الناس شتى ال يشك في كل فرقة إال أف الفلج ، معها وأف أمرىا سيتم دوف اآلخرين ، فخرجوا حتى إذا كانوا من المدينة على ثالث تقدـ ناس من

أىل البصرة فنزلوا ذا خشب ، وناس من أىل الكوفة فنزلوا األعوص ، وجاءىم ناس من أىل مصر وتركوا عامتهم بذي المرؤة ومشى فيما بين أىل مصر وأىل البصرة زياد بن النضر وعبد

ال تعجلوا وال تعجلونا حتى ندخل لكم المدينة ونرتاد فإنو بلغنا أنهم قد : اهلل بن األصم وقاال عسكروا لنا فوا اهلل إف كاف أىل المدينة قد خافونا واستحلوا قتالنا ولم يعلموا علمنا فهم إذا

علموا علمنا أشد وإف أمرنا ىذا لباطل ، وإف لم يستحلوا قتالنا ووجدنا الذي بلغنا باطال لنرجعن إليكم بالخبر قالوا اذىبا فدخل الرجالف فلقيا أزواج النبي صلى اهلل عليو وسلم وعليا

إنما نأتم ىذا البيت ونستعفي ىذا الوالي من بعض عمالنا ما جئنا إال : وطلحة و الزبير وقاال لذلك بالدخوؿ ، واستأذناىم للناس بالدخوؿ ، فكلهم أبى ونهى وقاؿ بيض ما يفرخن ، فرجعا

إليهم فاجتمع من أىل مصر نفر فأتوا عليا ومن أىل البصرة نفر فأتوا طلحة ومن أىل الكوفة نفر فأتوا الزبير وقاؿ كل فريق منهم إف بايعوا صاحبنا وإال كدناىم وفرقنا جماعتهم ، ثم كررنا

حتى نبغتهم فأتى المصريوف عليا وىو عسكر عند أحجار الزيت عليو حلة أفواؼ معتم بشقيقة حمراء يمانية متقلد السيف ليس عليو قميص وقد سرح الحسن إلى عثماف فيمن اجتمع إليو ،

فالحسن جالس عند عثماف وعلي عند أحجار الزيت ، فسلم عليو المصريوف وعرضوا لو ،

77

لقد علم الصالحوف أف جيش ذي المرؤة وذي خشب ملعونوف : فصاح بهم واطردىم وقاؿ نعم فانصرفوا من عنده : على لساف محمد صلى اهلل عليو وسلم فارجعوا ال صحبكم اهلل قالوا

على ذلك وأتى البصريوف طلحة وىو في جماعة أخرى إلى جنب علي وقد أرسل ابنيو إلى عثماف فسلم البصريوف عليو وعرضوا لو فصاح بهم واطردىم وقاؿ لقد علم المؤمنوف أف جيش

ذي المروة وذي خشب واألعوص ملعونوف على لساف محمد صلى اهلل عليو وسلم، وأتى الكوفيوف الزبير وىو في جماعة أخرى وقد سرح ابنو عبد اهلل إلى عثماف فسلموا عليو وعرضوا

لو فصاحبهم واطردىم وقاؿ لقد علم المسلموف أف جيش ذي المروة وذي خشب واألعوص ملعونوف على لساف محمد صلى اهلل عليو وسلم، فخرج القـو وأروىم إنهم يرجعوف فانفشوا

عن ذي خشب واألعوص حتى انتهوا إلى عساكرىم وىي ثالث مراحل كي يفترؽ أىل المدينة ثم يكرا راجعين، فافترؽ أىل المدينة لخروجهم فلما بلغ القـو عساكرىم كروا بهم فبغتوىم فلم يفجأ أىل المدينة إال والتكبير في نواحي المدينة فنزلوا في مواضع عساكرىم وأحاطوا

بعثماف، وقالوا من كف يده فهو آمن، وصلى عثماف بالناس أياما ولـز الناس بيوتهم ولم يمنعوا أحدا من كالـ فأتاىم الناس فكلموىم وفيهم علي فقاؿ ما ردكم بعد ذىابكم ورجوعكم عن

رأيكم، قالوا أخذنا مع بريد كتابا بقتلنا، وأتاىم طلحة فقاؿ البصريوف، مثل ذلك وأتاىم الزبير فقاؿ الكوفيوف مثل ذلك وقاؿ الكوفيوف والبصريوف فنحن ننصر إخواننا ونمنعهم جميعا كأنما

كيف علمتم يا أىل الكوفة ويا أىل البصرة بما لقي أىل : كانوا على ميعاد فقاؿ لهم علي مصر وقد سرتم مراحل ثم طويتم نحونا ىذا واهلل أمر أبـر بالمدينة، قالوا فضعوه على ما شئتم

" 1" ال حاجة لنا في ىذا الرجل ليعتزلنا

أىل بيتو وطلحة والزبير مع أبنائهم للدفاع عنو "2"فحاصروا بيتو محاصرة شديدة وجاء على : فقاؿ مخاطبا إياىم

إني واهلل ال . يا أىل المدينة إني أستودعكم اهلل وأسألو أف يحسن عليكم الخالفة من بعديأدخل على أحد بعد يومي ىذا حتى يقضي اهلل في قضاه وألدعن ىؤالء وراء بابي غير معطيهم

شيئا يتخذونو عليكم دخال في دين اهلل أودنا حتى يكوف اهلل عز وجل الصانع في ذلك ما

1. 105-103ؿ: 5طاطجش -

2 . رهإ أساد ف١ظش (اؾ١ؼخ أ اج١ذ) و زا وزت ام أفغ ف وزبثب أصجزبمذ -

78

وأمر أىل المدينة بالرجوع وأقسم عليهم فرجعوا إال الحسن ومحمد بن طلحة وابن . أحب". 1"الزبير وأشباىا لهم، فجعلوا بالباب عن أمر آبائهم وثاب إليهم ناس كثير ولـز عثماف الدار

حصر عثماف اثنين وعشرين يوما ثم أحرقوا الباب وفي الدار أناس كثير فيهم عبد اهلل بن الزبير ومرواف فقالوا ائذف لنا، فقاؿ إف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم عهد إلي عهدا فأنا صابر عليو

وإف القـو لم يحرقوا باب الدار إال وىم يطلبوف ما ىو أعظم منو فأحرج على رجل يستقتل ويقاتل وخرج الناس كلهم ودعا بالمصحف يقرأ فيو والحسن عنده فقاؿ أف أباؾ اآلف لفي أمر عظيم فأقسمت عليك لما خرجت وأمر عثماف أبا كرب رجال من ىمداف وآخر من األنصار أف يقوما على باب بيت الماؿ وليس فيو إال غرارتاف من ورؽ فلما أطفئت النار بعدما ناوشهم ابن الزبير ومرواف وتوعد محمد بن أبي بكر ابن الزبير ومرواف فلما دخل على عثماف ىربا ودخلوا

عليو فمنهم من يجؤه بنعل سيفو وآخر يلكزه وجاءه رجل بمشاقص معو فوجأه في ترقوتو فساؿ الدـ على المصحف وىم في ذلك يهابوف في قتلو وكاف كبيرا وغشي عليو ودخل

آخروف فلما رأوه مغشيا عليو جروا برجلو فصاحت نائلة وبناتو وجاء التجيبي مخترطا سيفو ليضعو في بطنو فوقتو نائلة فقطع يدىا واتكأ بالسيف عليو في صدره وقتل عثماف رضي اهلل عنو

قبل غروب الشمس ونادى مناد ما يحل دمو ويحرج مالو فانتهبوا كل شيء ثم تبادروا بيت وذكر محمد بن عمراف . الماؿ فألقى الرجالف المفاتيح ونجوا وقالوا الهرب ىذا ما طلب القـو

عبد الرحمن بن عبد العزيز حدثو عن عبد الرحمن بن محمد أف محمد بن أبي بكر تسور على عثماف من دار عمرو بن حـز ومعو كنانة بن بشر بن عتاب وسوداف بن حمراف وعمرو بن

الحمق فوجدوا عثماف عند امرأتو نائلة وىو يقرأ المصحف في سورة البقرة فتقدمهم محمد بن أبي بكر فأخذ بلحية عثماف فقاؿ قد أخزاؾ اهلل يا نعثل فقاؿ عثماف لست بنعثل ولكني عبد اهلل وأمير المؤمنين قاؿ محمد ما أغنى عنك معاوية وفالف وفالف وفالف فقاؿ عثماف يا ابن

أخي دع عنك لحيتي فما كاف أبوؾ ليقبض على ما قبضت عليو فقاؿ محمد لو رآؾ أبي تعمل ىذه األعماؿ أنكرىا عليك وما أريد بك أشد من قبضي على لحيتك قاؿ عثماف أستنصر اهلل عليك وأستعين بو ثم طعن جبينو بمشقص في يده ورفع كنانة بن بشر مشاقص كانت في يده فوجأ بها في أصل أذف عثماف فضت حتى دخلت في حلقو ثم عاله بالسيف حتى قتلو فقاؿ

1 . 126 ؿ5ط: اطجش -

79

عبد الرحمن سمعت أبا عوف يقوؿ ضرب كنانة بن بشر جبينو ومقدـ رأسو بعمود حديد فخر قاؿ محمد بن عمر حدثني . لجبينو فضربو سوداف بن حمراف المرادي بعدما خر لجبينو فقتلو

عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث قاؿ الذي قتلو كنانة بن بشر بن عتاب التجيبي وكانت امرأة منظور بن سيار الفزاري تقوؿ خرجنا إلى الحج وما علمنا لعثماف بقتل

: حتى إذا كنا بالعرج سمعنا رجال يتغنى تحت الليل

أال إف خير الناس بعد ثالثة قتيل التجيبي الذي جاء من مصر

قاؿ وأما عمر بن الحمق فوثب على عثماف فجلس على صدره وبو رمق فطعنو تسع طعنات قاؿ عمرو فأما ثالث منهن فإني طعنتهن إياه هلل وأما ست فإني طعنتهن إياه لما كاف في

". 1"صدري عليو

فهذه ىي القصة، اختصرناىا من تاريخ الطبري ومروج الذىب للمسعودي الشيعي بدوف تغيير وىكذا فاز السبئيوف في تفريق كلمة المسلمين وإيقاع الخالؼ والشقاؽ بينهم . لفظ وتحريفو

: الذي ال ينتهي إلى يـو القيامة كما تنبأ عن ذلك عثماف رضي اهلل عنو مخاطبا األشتر وغيره

فواهلل إف قتلتموني ال تتحابوف بعدي أبدا وال تصلوف جميعا بعدي أبدا وال تقاتلوف بعدي جميعا ". 2"أبدا

ولقد أطلنا النقل في ىذا الخصوص لما أف لو عالقة مباشرة بهذا . فهذا ىو الذي حصلفهي كما تلي، بلساف أحد . الموضوع وىي المطاعن التي استغلها السبئيوف لقلب نظاـ الحكم

: فيقوؿ ابن المطهر الحلي. أخالفهم

وأما عثماف فإنو ولى أمور المسلمين من ال يصلح للوالية، حتى ظهر من بعضهم الفسوؽ ومن واستعمل الوليد . بعضهم الخيانة، وقسم الواليات بين أقاربو، وعوتب على ذلك مرارا فلم يرجع

بن عقبة حتى ظهر منو شرب الخمر وصلى بالناس وىو سكراف، واستعمل سعيد بن العاص وولى عبد اهلل بن أبي سرح . على الكوفة، فظهر منو ما أدى إلى أف أخرجو أىل الكوفة منها

1

132-131 ؿ5ط: اطجش- 2 118 ؿ5ط: اطجش ربس٠خ -

80

مصر حتى تظلم منو أىلها، وكاتبو أف يستمر على واليتو سرا، خالؼ ما كتب إليو جهرا، وأمره وولى عبد اهلل بن . وولى معاوية الشاـ، فأحدث من الفتن ما أحدث. بقتل محمد بن أبي بكر

وولى مرواف أمره، وألقى إليو مقاليد أموره، ودفع إليو . عامر العراؽ، ففعل من المناكير ما فعلوكاف يؤثر أىلو . خاتمو، فحدث من ذلك قتل عثماف، وحدث الفتنة بين األمة ما حدث

باألمواؿ الكثيرة من بيت ماؿ المسلمين، حتى إنو دفع إلى أربعة نفر من قريش زوجهم بناتو وكاف ابن مسعود يطعن عليو ويكفره، . أربعمائة ألف دينار، ودفع إلى مرواف ألف ألف دينار

فتق، وقد قاؿ النبي صلى اهلل عليو [بو]وضرب عمارا حتى صار. ولما حكم ضربو حتى ماتعمار جلدة بين عيني، تقتلو الفئة الباغية، ال أنالهم اهلل شفاعتي يـو القيامة؛ وكاف عمار : وآلو

. يطعن عليو

وطرد رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو الحكم بن أبي العاص عم عثماف عن المدينة، ومعو مرواف، وأبي بكر وعمر، فلما ولي عثماف . فلم يزؿ طريدا ىو وابنو في زمن النبي صلى اهلل عليو وآلو

ال تجد }: آواه ورده إلى المدينة، وجعل مرواف كاتبو، وصاحب تدبيره؛ مع أف اهلل تعالى قاؿ. اآلية [22: سورة المجادلة] {قػوما يػؤمنوف باللو واليػوـ اآلخر يػوادوف من حاد اللو ورسولو

ما : ونفى أبا ذر إلى ربذة، وضربو ضربا وجيعا، مع أف النبي صلى اهلل عليو وآلو قاؿ في حقو: أقلت الغبراء وال أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدؽ من أبي ذر، وقاؿ صلى اهلل عليو وآلو

: من ىم يا رسوؿ اهلل؟ قاؿ: إف اهلل أوحى إلي أنو يحب أربعة من أصحابي، وأمرني بهم، قيل لو. علي عليو السالـ سيدىم، وسلماف، ومقداد، وأبو ذر

وضيع حدود اهلل فلم يحد عبيد اهلل بن عمر حين قتل الهرمزاف مولى أمير المؤمنين عليو السالـ بعد إسالمو، وكاف أمير المؤمنين عليو السالـ يطلب عبيد اهلل إلقامة القصاص عليو،

وأراد أف يعطل حد الضرب في الوليد بن عقبة، حتى حده أمير المؤمنين عليو . فلحق بمعاويةوزاد األذاف يـو الجمعة وىو بدعة، وصار سنة . ال يبطل حد اهلل وأنا حاضر: السالـ وقاؿ

فهذه ىي تركة السبئيين تلقفها الشيعة منهم وتوارثها "1"وخالفو المسلموف كلهم حتى قتل. اآلفآباء آبائهم قبل، وىذه أحد األدلة بأف شيعة اليـو لم يكونوا مذىبهم ولم يؤسسوا قواعده

1. 67-66 ثبط اغخ ؿاؾكبط اىشاخ -

81

وأركانو إال على األسس التي وضعها السبئية، وليس لهم عالقة بالشيعة األولى، شيعة علي . وأوالده، ال من قريب وال من بعيد وكما سنبينو قريبا إف شاء اهلل في موضعو

فاإليرادات ىذه التي اخترعها واختلق بعضها السبئيوف رد عليها ذو النورين في حينها كما ذكرناه آنفا من الطبري وغيره، ولم يكن لبعض منها وجود آنذاؾ، وقد تصدى للرد على جميع ىذه األكاذيب واألباطيل أعياف ىذه األمة وأسالفها، وأئمة السنة وأعالمها، مثل شيخ اإلسالـ

وكذلك . ابن تيمية حيث ذكر واحدا واحدا منها ثم رد عليها باألصوؿ الثابتة والبراىين الساطعةتلميذه الذىبي حيث لخص كتابو، والقاضي أبو بكر بن العربي وغيرىم من العالء والمتكلمين

وفي شبو القارة الهندية الباكستانية انبرى لها الكثيروف وعلى رأسهم الحكيم الدىلوي . والفقهاءإزالة الخفاء عن )و (قرة العينين في تفضيل الشيخين)و (حجة اهلل البالغة)ولي اهلل صاحب

وابنو عبد العزيز الدىلوي الذي لخص كتابو اآللوسي الصغير وغيره الكثيروف (خالفة الخلفاءالكثيروف، ولكن القـو تعودوا على الكذب واإلصرار عليو، ويكثروف كيما ينطلي على السذج

. والمغفلين من الناس

ولكن ألننا بدأنا في البحث عن السبئية وأفكارىم والفرؽ التي تفرعت من الشيعة وتاريخها وتبنيها أفكارىم دوف أفكار الشيعة األولى أردنا ذكر ىذه المطاعن، وعالوة على ذلك نبتغي من الرد عليها بأسلوبنا الخاص وذكرنا االستشهادات من كتب القـو ابتغاء مرضاة اهلل للدفاع عن حمى اإلسالـ والذود عن أصحاب محمد صلى اهلل عليو وسلم، الذين نحبهم لحب نبينا

. إياىم ولحبهم إياه، ونرجو اهلل القبوؿ والتوفيق

إنو آثر القربى، وذكر أيضا : فأوؿ إيراد أوردوه على سيدنا عثماف رضي اهلل عنو أنهم قالوا: المؤرخ الشيعي المشهور اليعقوبي حيث قاؿ

". 1"آثر القربى: ونقم الناس على عثماف بعد واليتو بست سنين وتكلم فيو من تكلم وقالوا"

فلننظر ما حقيقة ىذا اإليراد وىذا الطعن؟ ىل حقيقة قسم الوالية بين أقاربو أـ ىذه من أكاذيب السبئية التي اخترعوىا لتأليب الناس على عثماف، وتبنتها الشيعة وحتى اليـو لتأييد

1 174-173 ؿ2ط: ا١ؼمث ربس٠خ -

82

فها ىو ذا المؤرخ الشيعي . السبئيين في خروجهم وبغيهم وإظهارا للوالء لهم والوفاء بهم: المشهور اليعقوبي بذكر عماؿ عثماف على الواليات، فيقوؿ

وكاف لعثماف على اليمن يعلى بن أمية التميمي، وعلى مكة عبد اهلل بن عمرو الحضرمي، وعلى "ىمذاف جرير بن عبد اهلل البجلي، وعلى الطائف القاسم بن ربيعة الثقفي، وعلى الكوفة أبو

موسى األشعري، وعلى البصرة عبد اهلل بن عامر الكريز، وعلى مصر عبد اهلل بن سعد بن أبي " . 1"السرح، وعلى الشاـ معاوية بن أبي سفياف بن حرب

وقد ذكر الطبري وابن األثير أسماء بقية العماؿ الذين كانوا على الواليات وعلى المناصب : العليا فذكر الطبري وابن األثير

وعلى حمص عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وعلى قنسرين حبيب ابن مسلمة، وعلى األردف أبو األعور السلمي، وعلى فلسطين علقمة بن حكم الكنعاني، وعلى البحر عبد اهلل بن قيس

أبو الدرداء، وعلى الخراج جابر بن فالف المزني، وعلى حربها (الشاـ)الفزاري، وعلى القضاء القعقاع بن عمرو، وعلى قرقيسياء جرير بن عبد اهلل البجلي، وعلى آذربيجاف األشعث بن قيس

الكندي، وعلى حلواف عتيبة بن النهاس، وعلى ماه مالك بن حبيب، وعلى الري سعيد بن قيس، وعلى أصبهاف السائب بن األقرع، وعلى ما سبذاف حبيش، وعلى بيت الماؿ عقبة بن

". 2"عامر، وعلى القضاء زيد بن ثابت

ونائبو في الحج سنة كاف عبد الرحمن بن عوؼ، وفي السنة األخيرة كاف عبد اهلل بن عباس كما ". 3"ذكر اليعقوبي في تاريخو

ومثل ىذا ذكر كل من ابن سعد في طبقاتو وابن كثير وابن األثير في تاريخهما وابن عبد البر . في االستيعاب وغيرىم في غيرىا

1 .176 ؿ2ط: ا١ؼمثربس٠خ -

2، سد ثؼل ز األعبء ف اجذا٠خ اب٠خ 95 ؿ3ط، اث األص١ش 149-148 ؿ5ط: ربس٠خ اطجش -

322ؿ3 176ؿ 2ط -

83

ويظهر من ىذا الفهرست بداىة وألوؿ وىلة كذب السبئيين المعلنين لسبئيتهم والمفتخرين بها وكذب المتخلفين والوارثين في أفكارىم ومطاعنهم والمتسترين المتخفين تحت اسم التشيع

. خوفا من افتضاح ما ىو مفضوح

فهذه ىي الواليات وىؤالء ىم العماؿ، وىذه ىي المناصب وىؤالء ىم الحائزوف عليها بثبت . التاريخ وبشهادة القـو أنفسهم

: فالمناصب العليا في الدولة كانت ىي

القضاء، ولم يكن يتوالىا أحد من أقاربو، بل كاف يتوالىا زيد بن ثابت األنصاري رضي اهلل : أوال . عنو

. وبيت الماؿ كاف عليو عقبة بن عامر: ثانيا

. وعلى إمارة الحج عبد اهلل بن عباس: ثالثا

. وعلى الخراج جابر بن فالف المزني وسماؾ األنصاري: رابعا

. وعلى الحرب القعقاع بن عمرو: خامسا

". 1"وقد ذكر بعض المؤرخين أف رئيس الشرطة في أيامو عبد اهلل بن قنفذ من بني تيم: سادسا

فهذه ىي المناصب الستة العليا في الدولة لم يكن واحد منها من بني أمية أو أقارب عثماف . رضي اهلل عنو وعن باقي الصحابة أجمعين

وأما عماؿ الواليات ووالتها فلم يكن مع كثرتهم إال الثالثة من بني أمية، وواحد من : سابعاىؤالء الثالثة لم يولو عثماف على واليتو، بل كاف قد ولى من قبل أبي بكر ثم أثبتو على تلك الوالية عمر مع كثرة عزلو العماؿ والوالة أال وىو معاوية بن أبي سفياف رضي اهلل عنهما كما

" . 2"ذكر مؤرخ شيعي معاوية من عماؿ عمر

1 157 ؿ1ط: اث خ١بهخ١فخربس٠خ -

2 161 ؿ2ط: ا١ؼمث اظش ربس٠خ -

84

ولم يكن أبو بكر واله على تلك الوالية إال نائبا ألخيو يزيد بن أبي سفياف رضي اهلل عنهما كما استعمل أباىم، أبا سفياف رضي اهلل عنو على "1"رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم على تيماء

". 2"نجراف

. عبد اهلل بن سعد بن أبي سرح، وعبد اهلل بن عامر بن كريز: ولم يبق إال االثناف

والجدير بالذكر أف عبد اهلل بن سعد بن أبي سرح أيضا ليس من بني أمية، بل ىو من بني عامر ولكن المرضعة التي أرضعت عثماف رضي اهلل عنو كاف أـ عبد اهلل ىذا، فهذه حقيقة القرابة

. كلها

ثم فهل كاف تولية عبد اهلل بن عامر بن كريز وأضف إليو عبد اهلل بن سعد من بين العماؿ . الكثيرين فيها مأخذا ومطعنا في سيدنا عثماف بن عفاف رضي اهلل عنو؟

فهل من المحرـ شرعا أف يولى الخليفة واألمير أحدا من أقاربو يستأىلو فقط ألنو من أقاربو أو فهل ورد بذلك الكتاب أـ السنة، وىل صرح بذلك أحد من الصحابة وأىل . قبيلتو وعشيرتو

. البيت وحتى علي وأوالده؟

. وىل ىذا من المطاعن؟

أحق وأولى حيث ولى أياـ – فإف كاف ىذا طعنا فوقوعو في علي بن أبي طالب رضي اهلل عنو وولى عبد اهلل بن عباس على "3"خالفتو فثم بن عباس على مكة وعبد اهلل بن عباس على اليمن

" . 4"البصرة وولى ربيبو محمد بن أبي بكر على مصر

وولى صهره وابن أختو جعد بن الهبيرة على خراساف، كما كاف على عساكره محمد بن " 5"الحنفية

1 [.24 ؿ7، اجذا٠خ ط130 ؿ4ط: ربس٠خ اطجش -

2، غت لش٠ؼ قؼت اضث١ش، وزبة 62 ؿ1ط: هللاسعيربس٠خ خ١فخ اث خ١به رؾذ ػا ػبي -

ػا أشاء سعي هللارؾذ 126ؿ: اؾجش ألث عؼفش اجغذاد3 179 ؿ2ط: اؾ١ؼربس٠خ ا١ؼمث -

4 .شط ازت -

5 اماف، بط اغخ الث ر١١خ اؼاف 351 ؿ2غؼد اؾ١ؼ طي شط ازت يزه اظش -

85

ىػ 38ىػ فثم بن العباس، وسنة 37ىػ عبد اهلل بن عباس، وسنة 36وقد ناب عنو في الحج سنة ". 1"عبيد اهلل بن العباس

وىم لم يجعلوا – ثم من أين لقـو أف يعترضوا على عثماف لتوليتو أقاربو وىو لم يوؿ كما أثبتناه عليا رضي اهلل عنو وصى رسوؿ اهلل إال لقرابتو منو، ولم يجعلوا اإلمامة في أوالده إال ألنهم من

. أوالده

وعػار عليػك إذا فعلػت عظيػم

ثم ولوال أف يطوؿ بنا الحديث ألثبتنا أف عمل عثماف رضي اهلل عنو كاف أقرب لسنة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ممن جاء بعده، ولم يعترض على عملو وعمالو أحد من أصحاب رسوؿ اهلل وال علي والهاشميوف اآلخروف غيره، وال أىل األمصار والواليات الذين أمر عيهم ىؤالء

. العماؿ كما ىو ثابت في التاريخ

وىذه ىي الحقيقة وىذه . فهذا كل ما يدندف حولو القـو من السبئيين إلى شيعة عصرنا الحاضرىي الحقائق، وىذه ىي التهمة الكبيرة والمطعن األكبر الذي استعملو السبئيوف قديما،

. ويستعملو الشيعة حديثا

: جوابا على ىؤالء (المنتقى)وأخيرا ننقل ىاىنا ما ذكره الذىبي في

إف نواب علي قد خانوه وعصوه أكثر مما خاف عماؿ عثماف لو وعصوه وذىب بعضهم إلى وقد ولى علي رضي اهلل عنو زياد بن أبي سفياف أبا عبيد اهلل بن زياد قاتل الحسين وولى . معاوية

ومن العجب أف الشيعة . األشتر، وولى محمد بن أبي بكر، ومعاوية خير من ىؤالء كلهمينكروف على عثماف ما يدعوف أف عليا كاف أبلغ فيو من عثماف، فيقولوف إف عثماف ولى أقاربو من بني أمية وعلي ولى أقاربو من قبل أبيو وأمو كعبد اهلل وعبيد اهلل ابني عمو العباس وقػثم بن

وولى على مصر ربيبو محمد بن أبي بكر الذي رباه في حجره وولد . العباس وثمامة ابن العباسومن المعلـو أنو إف ... أختو أـ ىانئ ثم إف اإلمامية تدعي أف عليا نص على أوالده في الخالفة

وإذا ادعي لعلي العصمة ونحوىا مما ... كاف تولية األوالد أقرب إلى اإلنكار من تولية بني العم

1 213ؿ: ا١ؼمثربس٠خ -

86

يقطع عنو ألسنة الطاعنين كاف ما يدعى لعثماف من االجتهاد الذي يقطع ألسنة الطاعنين أقرب وأما عثماف فلو أسوة في استعماؿ بني أمية بالنبي صلى اهلل عليو وسلم . إلى المعقوؿ والمنقوؿ

فقد استعمل عتاب بن أسيد األموي على مكة، وأبا سفياف على نجراف، واستعمل خالد بن ... سعيد بن العاص، حتى إنو استعمل الوليد بن عقبة

أنا لم أستعمل إال من استعملو النبي صلى اهلل عليو وسلم ومن جنسهم ومن : "فيقوؿ عثمافقبيلتهم، وكذلك أبو بكر وعمر بعده، فقد ولى أبو بكر يزيد بن أبي سفياف بن حرب في فتوح

وىذا النقل عن النبي صلى اهلل عليو وسلم . الشاـ، وأقره عمر، ثم ولى عمى بعده، أخاه معاويةفي استعماؿ ىؤالء ثابت مشهور عنو، بل متواتر عند أىل العلم، فكاف االحتجاج على جواز االستعماؿ من بني أمية بالنص الثابت عن النبي صلى اهلل عليو وسلم أظهر عند كل عاقل من

عوى كوف الخالفة في واحد معين من بني ىاشم بالنص، ألف ىذا كذب باتفاؽ أىل العلم وأما بنو ىاشم فلم يستعمل النبي صلى اهلل عليو . بالنقل، وذاؾ صدؽ باتفاؽ أىل العلم بالنقل

" . 1"وسلم منهم إال عليا على اليمن وجعفر على غزوة مؤتة مع مواله زيد وابن رواحة

: وأما توليتو الوليد بن عقبة على الكوفة فليس فيو شيء، ألف الوليد كاف من أعياف قريش

ثم رسوؿ اهلل صلى اهلل "2"وكاف من رجاؿ قريش ظرفا وحلما وشجاعة وأدبا، وكاف شاعرا شريفا : عليو وسلم نفسو أمره على صدقات بني المصطلق

". 3"أسلم يـو الفتح وبعثو رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم على صدقات بني المصطلق

المنتقى من )وأما سعيد بن العاص فنثبت ىاىنا ما ذكره الخطيب محب الدين على ىامش : (منهاج السنة

كاف سعيد بن العاص في الذروة العليا من فصحاء قريش، وندبو عثماف عند كتابة القرآف "فأقيمت عربية القرآف على لسانو، ألنو كاف أشبههم لهجة برسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وبلغ من صدؽ إيمانو أف قاؿ لو عمر يوما أنا لم أقتل أباؾ، وإنما قتلت خالي العاص بن ىشاـ فقاؿ

1 383-382ؿ: ازم زج -

2 .143ؿ 11ط: رز٠ت ازز٠ت -

3 126ؿ: ، وزبة اؾجش142ؿ 11ط: رز٠ت ازز٠ت -

87

وسعيد بن العاص ىو فاتح طبرستاف . ولو قتلتو لكنت على الحق وكاف على الباطل: لو سعيدوحسبو شرفا ما رواه عبد اهلل بن . وغزا جرجاف وكاف في عسكره حذيفة وغيره من كبار الصحابة

إني نذرت أف : عمر بن الخطاب أف امرأة جاءت إلى النبي صلى اهلل عليو وسلم ببردة فقاؿوىو . أعطيها لهذا الغالـ: أعطي ىذه البردة ألكـر العرب، فقاؿ لها صلى اهلل عليو وسلم

فإف لم تكن إقامة القرآف على لساف سعيد بن العاص مفخرة عند الرافضة فشهادة " 1. "واقفالنبي صلى اهلل عليو وسلم لو بأنو أكـر العرب من أعظم مفاخر الدنيا والدين، إال أف لو عيبا

وىو أنو أحد الذين أخرجوا إيراف من المجوسية إلى اإلسالـ بتسجيل التاريخ لو أنو فاتح وأحاديثو في صحيح مسلم وسنن النسائي . طبرستاف وقائد كبار الصحابة في غزو جرجاف

ولكن الرافضة ال تعبأ بصحيح مسلم وال بجميع دواوين السنة المحمدية . وجامع الترمذيومن مفاخر سعيد بن العاص التي . مادامت مكتفية بأكاذيب كتابهم الذي يسمونو الكافي

يموت الرافضة بسببها كمدا وحنقا ما أخرجو الطبراني من طريق محمد بن قانع بن جبير بن رأيت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم عاد سعيد بن العاص، فرأيتو : مطعم عن أبيو عن جده قاؿ

وىو أيضا – وأراد بعضهم أف يصرؼ ىذه المنقبة إلى جد سعيد بن العاص . يكمده بخرقةلكن ذلك ال يمكن أف يكوف إال في مكة قبل الهجرة وجد سعيد بن – يسمى سعيد بن العاص

العاص مشرؾ، فإف صح أف النبي صلى اهلل عليو وسلم فعل ذلك بجد سعيد بن العاص األموي وىو مشرؾ فيكوف ذلك من باب المودة في القربى ألنهما من بني عبد المناؼ، وسب الرافضة

لألمويين من بني عبد المناؼ في جاىليتهم وإسالمهم ينافي ما كاف يحتج إليو النبي صلى اهلل عليو وسلم من أسباب المودة في القربى التي تقدـ الكالـ عليها لمناسبة ما كاف النبي صلى اهلل

وعلى ذكر حديث . عليو وسلم يبادؿ بو أبا سفياف في الجاىلية من أسباب ىذه المودة العائليةالبردة التي نذرت إحدى الصحابيات أف تعطيها ألكـر العرب فأمرىا النبي صلى اهلل عليو وسلم أف تعطيها لسعيد بن العاص وكاف غالما بعد، فإف ىذا الحديث من أعالـ النبوة، وقد اكتشف

النبي صلى اهلل عليو وسلم بنور الوحي اإللهي أف سعيدا سيكوف أكـر العرب، روى ابن أبي من : قدـ محمد بن عقيل بن أبي طالب على أبيو فقاؿ لو: خيثمة من طريق يحيى بن سعيد قاؿ

كريم قريش سعيد : أنا وابن أمي، وحسبك بسعيد بن العاص وقاؿ معاوية: أشرؼ الناس؟ قاؿ

1 أ١ش اؤ١ ػضب ثأ ال اشافن وب زا اغال عؼ١ذ ث اؼبؿ اغبذ افبرؼ از ٠ؼ١ش -

اىفخ

88

وكاف مشهورا بالكـر والبر، حتى كاف إذا سألو السائل وليس عنده ما يعطيو كتب لو . بن العاصبما يريد أف يعطيو مسطورا، فلما مات كاف عليو ثمانوف ألف دينار فوفاىا عنو ولده عمرو

وىذا ىو األموي الذي يعير الرافضي أمير المؤمنين عثماف بأنو واله الكوفة، مات .... األشدؽونضيف إلى ذلك أنو كاف يهدي عليا رضي اهلل "1"53سعيد بن العاص في قصره بالعقيق سنة

: عنو وكاف يقبل منو كما ذكره ابن سعد في طبقاتو

إف سعيد بن العاص قدـ المدينة وافدا إلى عثماف، فبعث إلى وجوه المهاجرين واألنصار فإف كاف كما يذكره السبئيوف والشيعة فكيف "2"بصالت، وإلى علي بن أبي طالب فقبل منو

: وأكثر من ذلك أف سعيد بن أبي العاص ىذا. يقبل منو صالت وىدايا؟

". 3"خطب أـ كلثـو بنت علي من فاطمة التي كانت زوجة عمر بن الخطاب فأجابت إلى ذلك"

. فارجع البصر ىل ترى من فطور، ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وىو حسير

: فانظر إلى شهامة عماؿ عثماف وكـر البيت األموي كما يذكره الذىبي وغيره

خطب سعيد بن العاص أـ كلثـو بنت علي بعد عمر، وبعث لها بمائة ألف، فدخل عليها ": أنا أزوجو واتعدوا لذلك، فحضروا فقاؿ سعيد: ال تزوجيو، فقاؿ الحسن: أخوىا الحسين وقاؿ

: نعم، قاؿ: فلعل أبا عبد اهلل كره ىذا، قاؿ: سأكفيك، قاؿ: وأين أبو عبد اهلل؟ فقاؿ الحسن". 4"ال أدخل في شيء يكرىو ورجع ولم يأخذ من الماؿ شيئا

: وأما عبد اهلل بن عامر عامل عثماف على العراؽ فيكفيو شرفا أنو

يشبهنا وجعل يتفل عليو ويعوذه، وجعل : أتى بو النبي صلى اهلل عليو وسلم وىو صغير، فقاؿعبد اهلل يبتلع ريق رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم إنو المستقى، فكاف ال يعالج أرضا إال ظهر

" 5"فكاف كما قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ... لو الماء

1 ابؼ376-375ؿ: بط اغخ زجازم -

2 21 ؿ5ط: هجمبد اث عؼذ -

3 86 ؿ8ط: اب٠خاجذا٠خ -

4 195 ؿ3ط: اجالءأػالع١ش -

5. 191 ؿ3ط: ، أعذ اغبثخ160 ؿ3 طاإلفبثخ، 151 ؿ3االعز١ؼبة ط -

89

: وزاد ابن سعد أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم قاؿ

" 1"ىذا ابننا وىو أشبهكم بنا"

ألف جدتو كانت عمة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وىي أـ حكيم بنت عبد المطلب بن " 2"ىاشم

". 3"وكاف سخيا شجاعا، وصوال لقرابتو ولقومو، محببا فيهم، رحيما

وواله بالد فارس وكاف عمره خمسا وعشرين سنة، فافتتح خراساف كلها وأطراؼ فارس " 4"وسجستاف وكرماف وزابلستاف

كما أرسل العساكر إلى كل من قومس ونسا وابرشهر وجاـ وطوس واسفرائين وسرخس ومرو ". 6"وىو الذي قتل كسرى في واليتو "5"وبوشنج وزرنج

وأرسل العساكر إلى الكارياف والفيشجاف وناشب وبهراة وبيهق وطخارستاف وجوزجاف والفارياف " . 7"والطالقاف وبلخ وخوارـز وبادغيس وأصبهاف وحلواف

وىو أوؿ من اتخذ الحياض "8"وافتتحت ىذه البلداف كلها تحت إشرافو وبأيدي عساكره " 9"بعرفة، وأجرى إليو العين وسقى الناس الماء، فذاؾ جار إلى اليـو

: وعلى ذلك قاؿ شيخ اإلسالـ

" 10"إف عبد اهلل بن عامر لو من الحسنات والمحبة في قلوب الناس ما ال ينكر"

1 [.31 ؿ5ط: عؼذاثهجمبد -

2. 149-148ؿ: قؼت اث اضث١شوزبةاظش -

3 149، وزبة غت لش٠ؼ ؿ352 ؿ2ط: ، االعز١ؼبة الث ػجذ اجش32ؿ 5هجمبد اث عؼذ ط -

4 .33 ؿ5ط: ، هجمبد اث عؼذ119 ؿ3ط: اغبثخأعذ -

5 . ب ثؼذ40ؿ: ١ؼمث اؾ١ؼاجذاوزبة -

6 52 ؿ2ط: ػجذ اجشالثاالعز١ؼبة -

7 .158، 140 ؿ1ط: ربس٠خ خ١فخ اث خ١به -

8 .158، 140 ؿ1ط: ربس٠خ خ١فخ اث خ١به -

9. 88 ؿ8ط: ، اجذا٠خ191 ؿ3ط: ، أعذ اغبثخ34 ؿ5ط: عؼذاثهجمبد -

- 10

.190-189 ؿ3ط: الث ر١١خاغخبط

90

وأنى للشيعة من أولهم إلى أخرىم أف يكوف لهم واؿ مثلو في الجهاد والغزوات وفي الفتوحات . وتقديم الهبات والصالت والبر بالناس وعمل الخيرات

وأما مرواف الذي طالما كثر الكالـ حولو فتفصل فيو القوؿ بعض التفصيل ألنو ىو كاف محور . المطاعن ومركز التجريح، وال زاؿ من قبل السبئية ومن فرؽ الشيعة كلها

فإف أكثر ما روي عنو من المطاعن والتهم من قبيل شتمو وسبابو لعلي، وأخذه خمس أفريقيا، ونفى والده وطرده ىو معو، وكتابتو الكتاب المزعـو لقتل محمد بن أبي بكر وغيرىا من

الروايات لم ترو إال من طريق الواقدي ومحمد بن السائب الكلبي وابنو ىشاـ أو أبي مخنف لوط بن يحيى، وقد ذكرنا أحواؿ جميع ىؤالء الرواة بأنهم من بقايا السبئيين ومن الشيعة مع

االنقطاع في رواياتهم ومروياتهم ألنهم يرووف ممن لم يسمعوا عنو ولم يلتقوا بو، وعلى ذلك ال . يلتفت إلى ما ورد بطرقهم وتفردوا بنقلها مثل الطبري وابن سعد فإنهم لم يروا إال من الواقدي

وأما البقية . فلم يروا إال من ىشاـ الكلبي وابن مخنف (أنساب األشراؼ)وأما البالذري في وألجل ذلك قاؿ القاضي أبو بكر بن العربي وابن . من المؤرخين فلم يأخذوا إال من ىؤالء

: حجر الهيتمي وابن تيمية والذىبي وغيرىم

وبذلك صرح علماء الحديث تحت "1"إف أكثر األخبار في ذلك مختلقة ولم يصح منو شيء ذكر الروايات الموضوعة أف أكثر ما ورد في ىذه الروايات من ذـ معاوية وعمرو بن العاص وبني أمية وكذلك من ذـ الوليد ومرواف بن الحكم فهي موضوعة مكذوبة اختلقها الكذابوف

الدجالوف من الشيعة الذين جعلوا دينهم الكذب، وجعلوا الكذب من أقدس المقدسات عندىم "2 . "

وانظر أيضا األسرار المرفوعة " 3"(الموضوعات)كما صرح بذلك المال علي القاري في كتابو . والمنار المنيف في الصحيح والسقيم البن القيم وغيرىم" 4"في األخبار الموضوعة

1: ، ازم196 ؿ3ط: ، بط اغخ68ؿ، اقاػك اؾشلخ 100اظش اؼاف اماف ؿ -

.اذ. ه. 311ؿ: ، ازؾفخ االصب ػؾش٠خ395ؿ2 . (اؾ١ؼخ اغخ) وزبثب زهاظش -

3 . 106ؿ -

4 ث١شد. ه. 377ؿ -

91

وأما القسم اآلخر فرد عليو المؤرخوف أنفسهم، كما ردوا على الكتب . ىذا قسم من المطاعنالمزورة التي نسبت إلى مرواف بأنو ىو الذي كتبها وختم عليها عثماف ألف الختم كاف عنده

: فقالوا إف ىذا كب على الصحابة

". 1"إنما كتبت مزورة عليهم كما كتبوا من جهة علي وطلحة والزبير كتبا مزورة عليهم"

: وذكر ابن خلدوف

فانصرفوا قليال ثم رجعوا وقد لبسوا بكتاب مدلس يزعموف أنهم لقوه في يد حاملو إلى عامل مصر بأف يقتلهم، وحلف عثماف على ذلك، فقالوا مكنا من مرواف فإنو كاتبك فحلف مرواف

" 2"ليس في الحكم أكثر من ىذا: فقاؿ

وقبل ذلك قد أعلن باختالؽ ىذه الكتب علي بن أبي طالب رضي اهلل عنو دراية وفراسة منو : كما نقلنا كالمو في بداية األمر بأنو قاؿ

كيف علمتم يا أىل الكوفة ويا أىل البصرة بما لقي أىل مصر وقد سرتم مراحل ثم طويتم "فضعوه على ما شئتم ال حاجة لنا في ىذا الرجل، : نحونا، ىذا واهلل أمر أبـر بالمدينة، قالوا

". 3"ليعتزلنا

وأما دراية فهل يعقل أف شخصا كهذا يكوف كاتبا لسيدنا عثماف بن عفاف . ىذا من ناحية الروايةرضي اهلل عنو وال يعترض عليو أحد من كبار الصحابة بما فيهم علي بن أبي طالب حامل راية رسوؿ اهلل يـو خيبر، وسعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرة وفاتح إيراف، والزبير ابن عمة

رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وحواريو، وطلحة الذي وقى رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم من سهاـ مشركي مكة وصار لو كالترس، وغيرىم من أعياف الصحابة وأكابرىم؟ وال يصدر ىذا

. الكالـ الذي يخترعونو ويختلقونو من أعياف الصحابة وأكابرىم

1. 175 ؿ7ط: اب٠خاجذا٠خ -

2 .215ؿ: اؼذمذخ اث خذ افق اضالص ف ال٠خ -

3 105 ؿ5ط: اطجش -

92

ثم وىل يمكن أف يشفع لو الحسن والحسين رضي اهلل عنهما إلى أبيهما أف يطلق سراحو يـو : كاف أسيرا عنده؟ كما ذكره الشيعة أنفسهم، قالوا

أخذ مرواف بن الحكم أسيرا فاستشفع لو الحسن والحسين عليهما السالـ إلى أمير المؤمنين "" 1"عيو السالـ فكلم فيو فخلى سبيلو

وىؤالء الثالثة أي علي وابناه الحسن والحسين معصوموف عند الشيعة حسب زعمهم، وعند فاإللو يقبل الشفاعة ويطلق السراح لشخص يكوف – أي اهلل – السبئيين كاف علي ىو ىو

. متصفا بتلك األوصاؼ التي وصفو بها القـو كذبا ومينا؟

نعم أكثر من ذلك قد ذكر كبير القـو المجلسي حديثا في كتابو عن موسى بن . وأكثر من ذلك: جعفر عن جعفر أنو قاؿ

أي لموسى أو )ألحدىما : كاف الحسن والحسين يصلياف خلف مرواف بن الحكم فقالوا"". 2"واهلل ال، ما كاف يزيد على صالة: ما كاف أبوؾ يصلي إذا رجع إلى البيت؟ فقاؿ: (جعفر

". 3"ومثل ذلك ذكره ابن كثير في تاريخو

: كما ذكر اإلماـ البخاري في تاريخو عن شرحبيل بن سعد قاؿ

". 4"رأيت الحسن والحسين يصلياف خلف مرواف"

ىل بعد ىذا شك لشاؾ بأف ىذه التهم كانت كلها باطلة ومختلقة، ال صحة لها على اإلطالؽ، ولو كاف فيها شيء من الصحة لما كانت معاملة علي وأىل بيتو لو مثل ما ذكر في كتب الشيعة

. أنفسهم

1. ػ ف١ اقالح ػ اجاغال ف خطجخ ػ١ 123ؿ: ظ اجالغخ -

2 139 ؿ10ط: غغاألاسثؾبس -

3 258ؿ 8ط -

4 ازبس٠خ اقغ١ش جخبس -

93

ىذا ولقد ذكر المؤرخوف كثيرا من الوقائع التي تنبئ وتثبت صراحة عكس ما ذكره السبئيوف وما ومنها ما ذكروه أف علي بن الحسين الملقب بزين العابدين . يعيده الشيعة في مختلف األدوار

استقرض من مرواف ستة آالؼ دينار ومائة ألف – وىو اإلماـ المعصـو الرابع عند القـو – درىم، فلما حضرتو الوفاة أوصى ابنو عبد الملك أف ال يسترجع من علي بن الحسين شيئا مما

" . 1"كاف أقرضو

ثم إف ابنة علي رضي اهلل عنو أال وىي رملة زوجت من ابن مرواف ىذا، كما ذكر ىذا الزواج : عديد من النسابين

واسمو عبد اهلل بن سفياف بن أبي الحارث – الهاشمي – كاف رملة بنت علي عند أبي الهياج "بن عبد المطلب ولدت لو وقد انقرض ولد سفياف بن الحارث، ثم خلف عليها معاوية بن

". 2"مرواف بن الحكم

وكذلك زينب بنت الحسن المثنى كانت متزوجة من حفيد مرواف وليد بن عبد الملك، وكانت زينب ىذه نجيبة الطرفين حيث أنها حسنية من قبل أب وحسينية من قبل األـ، فإف أمها كانت

. فاطمة بنت الحسين بن علي

: ولقد ذكر ىذا الزواج أيضا عديد من أصحاب األنساب

وكانت زينب بنت الحسن بن الحسن بن علي عند الوليد بن عبد الملك بن مرواف وىو "". 3"خليفة

أال وىي نفيسة بنت . وكذلك تزوج الوليد بن عبد الملك ىاشمية علوية أخرى نجيبة الطرفينزيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب سبط الرسوؿ، وأـ نفيسة كانت لبابة بنت عبد اهلل بن

: وقد ذكر ىذا الزواج نسابة شيعي مشهور كما ذكرنا من قبل. عباس بن عبد المطلب

". 1"وكاف لزيد ابنة أمها نفيسة خرجت إلى الوليد بن عبد الملك بن مرواف، فولدت منو"

1 .105 ؿ9 ط249 ؿ8ط: اب٠خاجذا٠خ -

2 ؽض، عشح أغبة اؼشة الث 45ؿ: قؼت اضث١ش رؾذ روش أالد ػ ث أث هبتلش٠ؼغت -

. 87ؿ: رؾذ روش ذ شا3 108ؿ: ، عشح أغبة اؼشة52ؿ: رؾذ أالد اؾغ اضلش٠ؼغت -

94

. وىناؾ مصاىرات أخرى ذكرىا أصحاب األنساب

فهذه ىي شهادات التاريخ وشهادات الشيعة أنفسهم بأف الفاطميات والعلويات تزوجن من أبناء مرواف وأحفاده، فإف كاف مرواف كما يصفو الواصفوف، وكما يكذب عليو الكذابوف فكيف

. كاف ىذا؟ وما الجواب عنو؟

والجواب يعلمو المنصفوف ألوؿ وىلة أنو لم يكن ىناؾ شيء إال ما اختلقو السبئيوف أبناء اليهود ومن سلك مسلكهم، وإال فهل يعقل من أوالد علي رضي اهلل عنو بأنهم يزوجوف بناتهم

. من أبناء مرواف وأحفاده إف كاف مرواف كما قيل عنو وكما يقاؿ؟

وأما اتهاـ السبئيين ومن خلفهم بأف عثماف كاف يؤثر أىلو باألمواؿ الكثيرة من بيت الماؿ فال : يثبت في ذلك شيء ألف عثماف رد على السبئيين يـو ذاؾ كما نقلنا مقدما أنو قاؿ

وأما إعطاءىم فإني أعطيهم من مالي وال أستحل أمواؿ المسلمين لنفسي وال ألحد من الناس، "ولقد كنت أعطي العطية الثمينة الرغيبة من صلب مالي أزماف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم

". 2"أفحين أتيت على أسناف أىل بيتي وفني عمري وودعت الذي لي في أىلي

: وقد أقر المخالفوف لعثماف حينما قاؿ لهم

وإني قد وليت وإني أكثر العرب شاة وبعيرا وماال، فمالي اليـو شاة وال بعير غير البعيرين "" . 3"اللهم نعم: لحجي، أكذلك؟ قالوا

ثم كل ما ورد بعد ىذا ليس إال من اختالؽ السبئية الذين تعودوا على تكرار الكذب واإلصرار عليو ليورثوا الضغائن واألحقاد ضد رحماء رسوؿ اهلل وأصهاره وضد رفاؽ رسوؿ اهلل وتالمذتو

. وأحبائو

1 اؾغ، رؾذ أالد ص٠ذ ث 70ؿ: ف أغبة آي أث هبت ثغبي اذ٠ ث ػجخ اؾ١ؼاطبتػذح -

34 ؿ5ط: هجمبد اث عؼذ2 103 ؿ5ط: اطجش-

3 .169ؿ: وض١شالثأ٠نب، ض ره ف اجذا٠خ اب٠خ -

95

والجدير بالذكر أف رواة ىذه األشياء ىم نفس الرواة الذين ينقلوف األكاذيب في أصحاب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم يفخمونها ويكبرونها، بل ويختلقونها ويخترعونها من الواقدي الرافضي، ولوط بن يحيى أبي مخنف الشيعي، ال عن واحد من الثقات ومن رواة السنة، ولقد

قدمنا الكالـ في ىؤالء في بداية البحث، فال التفات إلى رواياتهم الكاذبة الموضوعة وال . اعتبار بها

ال في أوؿ األمر وال في آخره، وال جاء الصحابة بمنكر، وكل ما . فلم يأت عثماف بمنكر. سمعت من خبر باطل إياؾ أف تلتفت إليو

: ومثل ذلك قاؿ أمير المؤمنين في الحديث اإلماـ البخاري عن الحسن بن علي أنو قاؿ

عمل أمير المؤمنين عثماف ثنتي عشرة سنة ال ينكروف من إمارتو شيئا حتى جاء فسقة فداىن "" . 1"واهلل في أمره أىل المدينة

وبذلك شهد محمد بن مسلمة وأسامة بن زيد وعبد اهلل بن عمر أنو لم يكن ىناؾ شيء، بل كاف ما كاف ىو مؤامرة دبرىا عبد اهلل بن سبأ بمؤامرة خالد بن ملجم وسوداف بن حمراف وكنانة

". 2"بن بشر وغيرىم

وجمعوا حولهم قوما ألحقاد اعتقدوىا ممن طلب أمرا فلم يصل إليو، وحسد حساد أظهر ". 3"داؤىا، وحملو على ذلك قلة دين وضعف يقين، وإيثار العاجلة على اآلجلة

والجدير بالذكر أف سوداف بن حمراف وخالد بن ملجم كانا من الذين نظر إليهم عمر بن "إني : مالك ولهؤالء؟ فقاؿ: الخطاب في إمرتو فأعرض عنهم ثم أعرض ثم عرض حتى قيل

" . 4"عنهم لمتردد، وما مر بي قـو من العرب أكره إلي منهم

وأما ضربو ابن مسعود وعمارا ونفيو أبا ذر إلى الربذة فلم يثبت شيء منو، كلها أباطيل وأكاذيب، اللهم إال أنو اختلف مع ابن مسعود على حملو الناس على مصحف واحد حيث إف

1 . بد ف خالفخ ػضبروش رؾذ 32ؿ: ازبس٠خ اقغ١ش إلب اجخبس -

2 138، ربس٠خ اث خذ رؾذ روش ثذء االزفبك ػ ػضب ؿ99 ؿ5ط: اطجشربس٠خ -

3 111ؿ: اؼشثالثاؼاف اماف -

4 .86 ؿ4ط: اظش زه اطجش-

96

ابن مسعود كاف يعارضو، واألمة قاطبة وعلى رأسهم أصحاب رسوؿ اهلل كانوا مع عثماف، وال فلم ينقل عن الثقات أنو ضرب ابن مسعود حتى مات، . زاؿ مصحفو ىو متداوال بين الناس

. ولم يذكره السبئيوف فيما ذكروا من تهمهم على عثماف

وأما قضية عمار فقد كاف كل ما فيو كما ذكره المؤرخوف أنو كاف بينو وبين عباس بن عتبة بن أبي لهب خالؼ فأدبهما عثماف بالضرب ولم يكن بينهم شيء، وألجل ذلك أرسل أمير

المؤمنين عثماف عمارا فيمن أرسل الستخبار أحواؿ المسلمين واكتشاؼ أمورىم كما مر ذلك ". 1"مقدما

نعم استغل السبئيوف وجوده في مصر والتفوا حولو وأثاروا حفيظتو ليستميلوه إليهم، فلما وصل : المدينة عاتبو عثماف على مماألتو السبئيين وقاؿ لو

وغضبت على أف أخذت لك بحقك ولو بحقو، ... يا أبا اليقظاف قذفت ابن أبي لهب قذفك"اللهم قد وىبت ما بيني وبين أمتي من مظلمة، اللهم إني متقرب إليك بإقامة حدودؾ في كل

". 2"أحد وال أبالي

وأما أمر أبي ذر فنذكر لبياف الحقيقة عبارة من تاريخ ابن خلدوف حيث يذكر مطعن السبئيين : على سيدنا عثماف لقلب حكم المسلمين ويذكر حقيقة ىذا الطعن بقولو

وكاف مما أنكروه على عثماف إخراج أبي ذر من الشاـ ومن المدينة إلى الربذة وكاف الذي دعا إلى ذلك شدة الورع من أبي ذر وجعل الناس على شدائد األمور والزىد في الدنيا وأنو ال ينبغي ألحد أف يكوف عنده أكثر من قوت يومو ويأخذ بالظاىر في ذـ االدخار بكنز الذىب والفضة

وكاف ابن سبأ يأتيو فيغريو بمعاوية ويعيب قولو الماؿ ماؿ اهلل ويوىم أف في ذلك احتجانو للماؿ وصرفو على المسلمين حتى عتب أبو ذر معاوية فاستعتب لو وقاؿ سأقوؿ ماؿ المسلمين،

وأتى ابن سبأ إلى أبي الدرداء وعبادة بن الصامت بمثل ذلك فدفعوه وجاء بو عبادة إلى معاوية وقاؿ ىذا الذي بعث عليك أبا ذر ولما كثر ذلك على معاوية شكاه إلى عثماف فاستقدمو وقاؿ لو ما ألىل الشاـ يشكوف منك؟ فأخبره، فقاؿ يا أبا ذر ال يمكن حمل الناس على الزىد وإنما

1 . ؿ5ط: اطجشربس٠خاظش -

2 429 ؿ7ط: الث ػغبوشدؾكربس٠خ -

97

علي أف أقضي بينهم بحكم اهلل وأرغبهم في االقتصاد، فقاؿ أبو ذر ال نرضى من األغنياء حتى يبذلوا المعروؼ ويحسنوا للجيراف واإلخواف ويصلوا القرابة، فقاؿ لو كعب األحبار من أدى

! الفريضة فقد قضى ما عليو فضربو أبو ذر فشجو، وقاؿ يا ابن اليهودية ما أنت وىذافاستوىب عثماف من كعب شجتو فوىبو، ثم استأذف أبو ذر عثماف في الخروج من المدينة

وقاؿ إف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم أمرني بالخروج منها إذا بلغ البناء سلعا، فأذف لو ونزؿ بالربذة وبنى بها مسجدا وأقطعو عثماف صرمة من اإلبل وأعطاه مملوكين وأجرى عليو رزقا وكاف

". 1"يتعاىد المدينة فعد أولئك الرىط خروج أبي ذر فيما ينقمونو على عثماف

: وقد ثبت بذلك أشياء منها

أف أبا ذر رضي اهلل عنو لشدة ورعو وزىده وسذاجتو انطلى عليو أكاذيب عبد اهلل بن سبأ، : أوال . وىو الذي كاف يحرضو

كاف رضي اهلل عنو يقوؿ بأقواؿ ويدعوا الناس إلى آراء لم يأخذ بها أحد من الصحابة ولم : ثانيا. يعمل بها أحد من حكاـ المسلمين وحتى علي لم يعمل بها في إمرتو

. كاف معاملة عثماف معو معاملة الرفق والرفيق: ثالثا

. شدة أبي ذر بآرائو وأفكاره، وضربو كعب األحبار وجرحو إياه: رابعا

. شفاعة عثماف إلى كعب األحبار لعدـ االقتصاص منو وطلبو العفو والسمح: خامسا

. استيذاف أبي ذر عثماف في الخروج من المدينة امتثاال بقوؿ رسوؿ اهلل: سادسا

. نزولو الربذة برضاه، ال نفيا وال طردا من عثماف: سابعا

لم يكن الربذة خالء وال صحراء كما يصورىا األعداء، بل كاف فيها عمراف حتى بني بها : ثامنا. مسجدا

. إقطاع عثماف إياه صرمة من اإلبل وإعطاؤه إياه مملوكين للخدمة، وإجراء األرزاؽ عليو: تاسعا

1 139 ؿ2ط: خذاث -

98

. لم يكن منفيا ومطرودا حيث كاف يتعاىد المدينة: عاشرا

فتػػلػػػػك عػشػرة كػػامػػلػػة

: والجدير بالذكر أف الربذة لم تكن بعيدة من المدينة ألف بنيهما ثالثة أمياؿ فقط، وقاؿ ياقوت". 1"وكانت في أحسن منزؿ في طريق المدينة

: وعلى ذلك قاؿ أبو بكر ابن العربي

". 2"وأما نفيو أبا ذر إلى الربذة فلم يفعل"

: ونقل الذىبي عن الحسن البصري أنو قاؿ

". 3"معاذ اهلل أف يكوف أخرجو عثماف"

: ومثل ىذا روي عن زوجة أبي ذر أنها قالت

". 4"واهلل ما سير عثماف أبا ذر إلى ربذة"

وأما عدـ أخذه القصاص من عبيد اهلل بن عمر على قتلو ىرمزاف فالغريب أف الشيعة يقولوف بهذا القوؿ، الذي يدعوف مواالة علي رضي اهلل عنو ومشايعتو، وأنى لهم تلك وىم أنفسهم

. يذموف كل من طالب عليها قصاص عثماف ممن قتلو؟

ولقد ثبت أف الهرمزاف كاف واحدا ممن دبروا اغتياؿ الفاروؽ األعظم رضي اهلل عنو وقتلو، : ثانيا: وىاىو عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي اهلل عنهما يذكر غداة طعن عمر

مررت بأبي لؤلؤة عشي أمس، ومعو جفينة والهرمزاف وىم نجي، فلما رىقتهم ثاروا وسقط منهم خنجر لو رأساف، نصابو في وسطو، فانظروا بأي شيء قتل وقد تخلل أىل المسجد وخرج في

1 380ؿ: اؼ ازم-

2 73ؿ: اظش اؼاف اماف-

3 قش. ه. 396ؿ: ازم-

4. فظ اقذس اقفؾخ -

99

طلبو رجل بني تميم، فرجع إليهم التميمي وقد كاف ألظ بأبي لؤلؤة منصرفو عن عمر حتى أخذه ". 1"فقتلو وجاء بالخنجر الذي وصفو عبد الرحمن

إف القمازباف بن الهرمزاف عفى عنو وغفر لو قتل أبيو، وىاىو النص كما رواه أبو المنصور : ثالثا: أنو قاؿ

كانت العجم بالمدينة يستروح بعضها إلى بعض، : سمعت القماذباف يحدث عن قتل أبيو قاؿ: فقاؿ. ما تصنع بهذا في ىذه البالد؟: فمر فيروز بأبي ومعو خنجر لو رأساف فتناولو منو وقاؿ

رأيت ىذا مع الهرمزاف دفعو إلى فيروز، فأقبل عبيد : فلما أصيب عمر قاؿ. ابس بو، فرآه رجليا بني ىذا قاتل أبيك وأنت أولى بو : اهلل فقتلو، فلما ولى عثماف دعاني فأمكنني منو، ثم قاؿ

نعم، وسبوا : إلى قتلو؟ قالوا: وما في األرض أحد إال معي إال أنهم يطلبوف إلي فيو، فقلت لهمفواهلل ما . ال وسبوه، فتركتو هلل ولهم، فاحتملوني: أفلكم أف تمنعوه؟ قالوا: عبيد اهلل، فقلت

". 2"بلغت المنزؿ إال على رؤوس الرجاؿ وأكفهم

: أف عثماف دفع ديتو من مالو: رابعا

". 3"أنا وليو وقد جعلتها دية واحتملتها في مالي : قاؿ عثماف

. أو بعد ىذا مجاؿ لقائل أف يقوؿ، وطاعن أف يطعن؟

وأما قضية األذاف الثاني في الجمعة فلم يكن مما اعترضو عليو السبئيوف، وىذا من زيادات . ىل علي أزاؿ ىذا األذاف حينما تولي الخالفة؟: أسالفهم، وعلى ذلك نقوؿ لهم

ولم الطعن . والثابت أنو لم يزؿ طيلة خالفتو، فلماذا سكت على ىذا المنكر إف كاف منكرا؟. على عثماف دوف علي إف كاف ىذا من المطاعن؟

: وبذلك قاؿ الذىبي

1. 42 ؿ5ط: اطجش-

2 44-43 ؿ5ط: اطجش-

3 41 ؿ5ط: اطجش-

100

وأما زيادات األذاف الثاني يـو الجمعة فعلي ممن وافق على ذلك في خالفتو ولم يزلو وإبطاؿ فإف قيل إف الناس ال يوافقونو على إزالة . ىذا كاف أىوف عليو من عزؿ معاوية وغيره من قتالهم

فهذا دليل على أف الناس وافقوا عثماف على االستحباب حتى مثل عمار وسهل بن : األذاف قلنا". 1"وإف اختلفوا فهي من مسائل االجتهاد . حنيف والسابقين

ىذا ما قالو السبئية وطعنوا لو على عثماف المظلـو أمير المؤمنين عثماف بن عفاف ذي النورين رضي اهلل عنو حتى ألبوا الناس عليو وقتلوه خدعة ومكرا، غدرا وطغيانا، بعدما أراد علي وسبطا

رسوؿ اهلل الحسن والحسين وطلحة والزبير وزيد بن ثابت وعبد اهلل بن عمر وأبو ىريرة وعبد اهلل بن الزبير الدفاع عنو والمقاتلة دونو، وغيرىم الكثيروف حتى جاءه زيد بن ثابت األنصاري

ال : إف شئت كنا أنصار اهلل مرتين، فقاؿ لو عثماف: إف ىؤالء األنصار بالباب يقولوف: فقاؿ لو". 2"حاجة لي في ذلك، كفوا

: وقد ذكر ذلك ابن أبي الحديد الشيعي المعتزلي

ومانعهم الحسن بن علي وعبد اهلل بن الزبير ومحمد بن طلحة ومرواف وسعيد بن العاص ". 3"أنتم في حل من نصرتي فأبوا: وجماعة معهم من أبناء األنصار، فزجرىم عثماف وقاؿ

وأيضا نهى علي أىل مصر وغيرىم عن قتل عثماف قبل قتلو مرارا، نابذىم بيده وبلسانو وقد ذكر ذلك المؤرخ الشيعي المسعودي ببعض التفصيل وقد ذكرناه من قبل، ": 4"وبأوالده

ونعيد عبارتو في آخر الكالـ ألف فيو تذكرة لمن يتذكره وإف في ذلك لذكرى لمن كاف لو قلب : أو ألقى السمع وىو شهيد

فلما بلغ عليا أنهم يريدوف قتلو بعث بابنيو الحسن والحسين مع مواليو بالسالح إلى بابو لنصرتو، وأمرىم أف يمنعوه منهم، وبعث الزبير ابنو عبد اهلل، وبعث طلحة ابنو محمدا، وأكثر

أبناء الصحابة أرسلهم آباؤىم اقتداء بمن ذكرنا، فصدوىم عن الدار، فرمى من وصفنا

1 399ؿ: ازم-

2 73 ؿ5ط: جالرساألؽشافأغبة -

3 رؾذ ؾبفشح ػضب ؼ ابء197 ؿ1ط: الث أث اؾذ٠ذاجالغخؽشػ ظ -

4. رؾذ أ ثب٠ؼ ام از٠ ثب٠ؼا أثب ثىش449 ؿ3طفظ اقذس -

101

، وجرح الحسن، وشج قنبر، وجرح محمد بن طلحة، فخشي القـو أف بالسهاـ، واشتبك القـويتعصب بنو ىاشم وبنو أمية، فتركوا القـو في القتاؿ على الباب، ومضى نفر منهم إلى دار قـو

من األنصار فتسوروا عليها، وكاف ممن وصل إليو محمد بن أبي بكر ورجالف آخراف، وعند يا : عثماف زوجتو، وأىلو ومواليو مشاغيل بالقتاؿ، فأخذ محمد بن أبي بكر بلحيتو، فقاؿ

محمد، واهلل لو رآؾ أبوؾ لساءه مكانك فتراخت يده، وخرج عن الدار، ودخل رجالف فوجداه قد قتل أمير : فقتاله وكاف المصحف بين يديو يقرأ فيو، فصعدت امرأتو فصرخت وقالت

المؤمنين، فدخل الحسن والحسين ومن كاف معهما من بني أمية، فوجدوه قد فاضت نفسو رضي اهلل عنو، فبكوا، فبلغ ذلك عليا وطلحة والزبير وسعدا وغيرىم من المهاجرين واألنصار،

، ودخل علي الدار، وىو كالوالو الحزين، وقاؿ البنيو كيف قتل أمير المؤمنين : فاسترجع القـوولطم الحسن وضرب صدر الحسين، وشتم محمد بن طلحة، ولعن عبد . وأنتما على الباب؟

. فهل لهم أف ينتهوا؟" 1"اهلل بن الزبير

لقد أسمعت لو ناديت حيا

ولكن ال حياة لمن تنادي

: ونختم ىذا الباب على حديث رواه البخاري

عن أنس رضي اهلل عنو أف النبي صلى اهلل عليو وسلم صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثماف، صحيح " اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيداف : فرجف بهم فضربو برجلو فقاؿ

". البخاري

: وعلى حديث آخر رواه البخاري ومسلم أيضا

كنت مع النبي صلى اهلل عليو وسلم في حائط من : عن أبي موسى األشعري رضي اهلل عنو قاؿافتح لو وبشره بالجنة، : فقاؿ النبي صلى اهلل عليو وسلم. حيطاف المدينة، فجاء رجل فاستفتح

ففتحت لو فإذا أبو بكر فبشرتو بما قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم، فحمد اهلل، ثم جاء افتح لو وبشره بالجنة ففتحت لو فإذا عمر : رجل فاستفتح فقاؿ النبي صلى اهلل عليو وسلم

1. 345-344 ؿ2ط: غؼد اؾ١ؼازتشط -

102

افتح لو : فأخبرتو بما قاؿ النبي صلى اهلل عليو وسلم فحمد اهلل، ثم استفتح رجل فقاؿ ليفإذا عثماف فأخبرتو بما قاؿ النبي صلى اهلل عليو وسلم، فحمد . وبشره بالجنة على بلوى تصيبو

". متفق عليو"اهلل المستعاف : اهلل، ثم قاؿ

: وأخيرا ما رواه الترمذي وابن ماجة عن مرة بن كعب قاؿ

ىذا : سمعت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ذكر الفتن فقربهما، فمر رجل مقنع في ثوب فقاؿأي النبي – فأقبلت عليو بوجهو : يومئذ على الهدى فقمت إليو فإذا ىو عثماف بن عفاف، قاؿ

نعم : فقاؿ. ىذا؟: فقلت– صلى اهلل عليو وسلم

". ىذا حديث صحيح: رواه الترمذي وابن ماجو وقاؿ الترمذي"

فهذا ىو عثماف بن عفاف رضي اهلل عنو على لساف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم، وىذا ىو شأنو، وىذا ىو ما فعلو السبئيوف والمخدوعوف بهم، وىذه ىي المطاعن المزورة التي اخترعوىا

ولبث سمـو الفتنة بين المسلمين وتزحزحهم عن " 1"لقلب نظاـ الحكم اإلسالمي الراشد العقائد اإلسالمية الصحيحة وردىم بالمرحلة األولى بقتل أمير المؤمنين وخليفة المسلمين

والتفريق بين الجماعة الواحدة واألمة المرحومة، ثم تخطوا بعد ذلك بخطوة أخرى أال وىي اإليقاع بين المسلمين وإشعاؿ نيراف الحرب بينهم وإثارة الفتن والبغضاء، ثم إبعادىم عن

العقائد اإلسالمية الصحيحة وإدخالهم في العقائد اليهودية المدسوسة والفكر الالإسالمي، وفعال نجحوا في المرحلة الثانية أيضا أال وىي إيقاع الفتن بين المسلمين والهرج والمرج حتى

ينفلتوا عن الجهاد في سبيل اهلل ويرجعوا لضرب بعضهم بعضا، وينحصر القتاؿ فيما بينهم . ويدور بين فئاتهم وأحزابهم بعدما كانت تدور رحاىا على ثغور الكفر وبالد الشرؾ والوثنياتوسنلخص القوؿ في الباب القادـ ما حصل فعال بأف الرقاع اإلسالمية التي اتسعت في عهد

عثماف امتدادا التساع الفاروؽ والصديق انحصرت على ما كانت عليو في عهد علي رضي اهلل : عنو، وبدأ علي رضي اهلل عنو يشكو ويقوؿ متأسفا

1 إ اغخ رأصشا دػب٠بد اغجبئ١خ اىض١شح اىشسح ف االزغبة اؤعف عذا ثأ وض١شا ٠ذػ -

اغجبئ١خ األوبر٠ت اجبه أهما ػب ألال م ز اخشافبد اخضػجالد د اظش إ اؾك٠فشلا ث١

ب أثؼذ ػ اؾك – ب أوضش – ب وزجا وزجاأثبه١ب، د از١١ض ث١ اغش اغ١ فمبا ب لبا

اذ١٠خاضػبخاقاة غ ازغبث إ اؼ

103

أوصيكم عباد اهلل بتقوى اهلل، فإنها خير ما تواصى بو العباد وخير عواقب األمور عند اهلل، وقد )" . 1"(فتح باب الحرب بينكم وبين أىل القبلة

فبدؿ أف يتوجو المسلموف إلى أعداء اهلل وأعداء رسولو وأعداء ىذه األمة بدأت سيوفهم تتفلل . وىذا ما كانت تريده اليهودية البغيضة وىذا ما حصل كما نحن بصدد بيانو وذكره. فيما بينهم

تطور التشيع األوؿ والشيعة األولى

ودور السبأية بعد مقتل عثماف رضي اهلل عنو وأياـ علي رضي اهلل عنو

لم يكن قصدنا من كتابة ىذا الكتاب أف نسرد وقائع تاريخية حدثت، بل ما قصدنا ىو سرد تاريخ السبئية وما قاموا بها من شنائع واقترفوا من الجرائم والمآثم وارتكبوا من الفضائح

والوقاحات ولكنو لما كنا نحتاج لسرد تاريخ ىذه الفئة الباغية التي أسست في اإلسالـ عقائد خاصة، وكونت فرقا مخصوصة، اضطررنا لسرد بعض الحوادث التاريخية التي حدثت وللسبئية

فيها دخل كبير بل لم تكن لتقع لوال دسائسها ومؤامراتها، وليكوف لنا بتوفيق اهلل وتقديره وتيسيره في ىذه الحوادث والوقائع كتاب مستقل ومنزه عن الخرافات والسخافات، وخاؿ من

القصص واألساطير، ومجرد عن األكاذيب واألباطيل التي طالما استعملها أعداء اإلسالـ . وما ذلك على اهلل بعزيز. وأعداء أمة محمد صلى اهلل عليو وسلم للنيل من أسالفها وأكابرىا

ويكوف بحثنا مقتصرا على الحوادث التي تتعلق بموضوعنا فقط، ونتجنب وقائع أخرى لعدـ : عالقتها بموضوعنا عالقة مباشرة قاصدين االختصار دوف اإلطناب والتطويل، فنقوؿ

بقيت المدينة خمسة أياـ ال أمير – رضي اهلل عنو – لما قتل اإلماـ المظلـو عثماف بن عفاف أو أميرىا واحد من قتلة عثماف ىو الغافقي بن حرب وحولو السبئيوف وقتلة عثماف، . لها

1. ث١شد. ه367ظ اجالغخ ؿ-

104

وأىواؤىم مختلفة فيمن يجعلونو خليفة بعد عثماف أمير المؤمنين، اللهم إال السبئية منهم فإنهم ولم يتستروا إال وراءه وىو منهم بريء، ولقد مر – رضي اهلل عنو – لم ينادوا إال باسم علي

مقدما أف عبد اهلل بن سبأ اليهودي الماكر الخبيث الذي كاف وراء كل ىذه المؤامرات كاف مع ، فقـو يريدوف طلحة، وقـو "1"المصريين، فاختلفت آراء البغاة والطغاة واألوباش السفلة

يريدوف الزبير، وقـو يريدوف عليا، وكل واحد منهم يأبى وينكر لما يعرؼ منهم الخبث والطغياف واالشتراؾ في مؤامرة مدبرة لهدـ كياف اإلسالـ والقضاء على الدولة اإلسالمية، المترامية

األطراؼ، التي لم تتسع رقعتها إال في عصر عثماف الذىبي، والعصر الذي يندر مثيلو في تاريخ اإلسالـ في كثرة الغزوات والفتوحات، ثم ييئسوف من ىؤالء الثالثة ويذىبوف إلى سعد بن أبي

ومن ثم إلى ابن الخليفة الفاروؽ األعظم عبد اهلل بن عمر، فلم يكن . وقاص فاتح إيرافوإليك ما ذكره أقدـ المؤرخين الطبري . جوابهما إال ما أجاب بهم الثالثة من العشرة المبشرة

: ووافقو عليو كل من ابن كثير وابن األثير وابن خلدوف وغيرىم

بقيت المدينة بعد : حدثنا محمد بن عبد اهلل وطلحة بن األعلم وأبو حارثة وأبو عثماف قالواخمسة أياـ وأميرىا الغافقي بن حرب يلتمسوف من يجيبهم إلى – رضي اهلل عنو – قتل عثماف

يأتي المصريوف عليا فيختبئ منهم ويلوذ بحيطاف المدينة، فإذا لقوه . القياـ باألمر، فال يجدونوباعدىم وتبرأ منهم ومن مقالتهم مرة بعد مرة، ويطلب الكوفيوف الزبير فال يجدونو فأرسلوا إليو حيث ىو رسال فتبرأ من مقالتهم، ويطلب البصريوف طلحة فإذا لقيهم باعدىم وتبرأ من مقالتهم مرة بعد مرة وكانوا مجتمعين على قتل عثماف، مختلفين فيمن يهووف، فلما لم يجدوا ممالئا وال

ال نولي أحدا من ىؤالء الثالثة، فبعثوا إلى : مجيبا جمعهم الشر على أوؿ من أجابهم وقالواإنك من أىل الشورى فرأينا فيك مجتمع فأقدـ نبايعك، فبعث : سعد بن أبي وقاص وقالوا

: إليهم أني وابن عمر خرجنا منها فال حاجة لي فيها على حاؿ، وتمثل

ال تخلطن خبيثات بطيبة

واخلع ثيابك منها وانج عريانا

1 . ثز األعبء و اث اؼشث اث ر١١خ غ١شعبمذ -

105

إف لهذا األمر : أنت ابن عمر فقم بهذا األمر، فقاؿ: ثم أنهم أتوا ابن عمر عبد اهلل فقالوا". 1"انتقاما واهلل ال أتعرض لو فالتمسوا غيري، فبقوا حيارى ال يدروف ما يصنعوف واألمر أمرىم

ولم تكن حيرتهم إال لمعرفتهم أنو لو قاـ قائم دوف مشورتهم وبغير رأي منهم لحكم فيهم السيف وأخذ منهم القصاص لإلماـ المظلـو وخليفة رسوؿ اهلل وزوج ابنتيو وابن بنت عمتو،

ولقد صرح بذلك ابن – رضي اهلل عنو – القائم بالحق، ذي الجود والحياء عثماف بن عفاف : كثير في روايتو التي ساقها أف القـو لما يئسوا من الجميع وحاروا في أمرىم قالوا

". 2"إف نحن رجعنا إلى أمصارنا بعد قتل عثماف بغير إمرة اختلف الناس في إمرتهم ولم نسلم"

: ثم جاءوا إلى أىل المدينة وجمعوىم

فوجدوا سعدا والزبير خارجين ووجدوا طلحة في حائطو، ووجدوا بني أمية قد ىربوا إال من لم "يطق الهرب، وىرب الوليد وسعيد إلى مكة في أوؿ من خرج وتبعهم مرواف وتتابع على ذلك

أنتم أىل الشورى وأنتم تعقدوف : من تتابع، فلما اجتمع لهم أىل المدينة قاؿ لهم أىل مصرفقد أجلناكم يومين ... اإلمامة وأمركم عابر على األمة فانظروا رجال تنصبونو ونحن لكم تبع

: فواهلل لئن لم تفرغوا لنقتلن غدا عليا وطلحة والزبير وأناسا كثيرا، فغشي الناس عليا فقالوارضي اهلل – فرد عليهم علي "3"نبايعك فقد ترى ما نزؿ باإلسالـ وما ابتلينا بو من ذي القرب

وقد نقل ىذا القوؿ في أقدس كتاب شيعي حسب زعم القـو أال وىو نهج : - بقوؿ– عنو -: البالغة

دعوني والتمسوا غيري، فإنا مستقبلوف أمرا لو وجوه وألواف، ال تقـو لو القلوب وال تثبت عليو "العقوؿ، وإف اآلفاؽ قد أغامت، والمحجة قد تنكرت، واعلموا أني إف أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، ولم أصغ إلى قوؿ القائل وعتب العاتب، وإف تركتموني فأنا كأحدكم، ولعلي أسمعكم

" . 4،1" وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزيرا خير لكم مني أميرا

1 151 ؿ2ط: ، اث خذ99 ؿ3ط: ، اث األص١ش226 ؿ7ط: ، اث األص١ش155 ؿ5ط: اطجش-

2 226 ؿ7ط: اب٠خاجذا٠خ -

3. 151 ؿ2ط: ، اث خذ99 ؿ3ط: ، اىب156 ؿ5ط: اطجش-

4ب أوجش د١ سغ أف ٠ش خالف ره أ ػ١ب سم هللا ػ ٠ى ٠ؼذ فغ زاف - قثب إب

ف سد اإلبخ اخالفخ ػذب عبءد اخ١بس لج هللا ػض ع ال قفب ػ١ أل وب وزه ب وب

106

ولكنهم ". 3"وابن األثير في الكامل". 2" وذكر ذلك من مؤرخين السنة الطبري في تاريخو : أكرىوه على ذلك وأجبروه

". 4"–من بايعو – وأخذ األشتر بيده فبايعو وبايعو الناس

ذلك أيضا فيما ينقلو الشيعة عنو في رسالتو التي أرسلها إلى – رضي اهلل عنو – كما ذكر علي : أىل مصر أو خطبة ألقاىا

حتى إذا نقمتم على عثماف أتيتموه فقتلتموه، ثم جئتموني لتبايعوني، فأبيت عليكم، وأمسكت يدي فنازعتموني ودافعتموني، وبسطتم يدي فكففتها، ومددتموىا فقبضتها، وازدحمتم علي

بايعنا ال نجد غيرؾ، وال نرضى إال : فقلتم. حتى ظننت أف بعضكم قاتل بعضكم أو أنكم قاتلي فبايعتكم ودعوت الناس إلى بيعتي، فمن بايع طوعا . بك، بايعنا ال نفترؽ وال تختلف كلمتنا

". 5"قبلتو، ومن أبى لم أكرىو وتركتو

" 6"تحت عنواف أمر البيعة (نهج البالغة)ومثل ذلك نقل الشريف الرضي في

وممن امتنع عن بيعتو من كبار . فبايعو من بايعو ولم يبايعو من لم ير الجو والوقت مناسبا: الصحابة كما ذكر المؤرخين

ب }: إ١ رغؼ ثمي هللا ػض ع شا أ وب سع أ خ إرا لن هللاه ؤ ال ؤ ٠ى خ١شح ا

سع ـ هللاه ٠ؼ ش ج١بفمذ أ ه مالال [. 36: األؽضاة] { م

ف ألذط وزج ىال فق لنبء جش امؼ فش٠ؼ ث١ب امي اىال اقبدس ػ ػ سم هللا ػ فزا

: ػ ػ ره لبي اث أث اؾذ٠ذ اؾ١ؼ اؼزض غ رؾ١ؼ أ زا اىال ٠ذي زا،ث١ از٠ ٠ش خالف

ثبإلبخ عخ اشعي ف هللا ػ١ ع، إ وب أ ابط ثب ػ١ ػ١ اغال ٠ى قفب أ"

: أ ٠مي عبصب أل وب قفب ػ١ ثبإلبخ عخ اشعي ف هللا ػ١ ع ثضزب،أؽم

ؼ أعؼى أهػى : أ١شا، ال أ ٠ميأب ى ص٠شا خ١ش ى : دػ ازغا غ١ش، ال أ ٠مي

.34-33 ؿ7ط: الث أث اؾذ٠ذاجالغخ ظ ؽشػ ١ز أشو

اؾغخ امبم١خ ػ١، اقؿ ف زا اؼ وض١شح ثؼنب ىب أ غشد ازبػ ػ لجي اخالفخ وب

. لش٠جبآر١خ زوسح

أل األثقبسزوشإ ف ره . قف ٠قف ػبدي ٠ؼذي؟ف1 ث١شد. ه136ؿ: اجالغخظ -

2 156 ؿ5ط-

3 99 ؿ3ط-

4 226 ؿ5ط: اث وض١ش-

5 6ط: هشا، ؽشػ اظ الث أث اؾذ٠ذ اؾ١ؼ. ه311-310 ؿ1ط: اؾ١ؼاىفاغبساد ضمف -

52-51ؿ: ، ثؾبس األاس غغ97-96ؿ6. ث١شد. ه 195ؿ: ظ اجالغخ-

107

وجاءوا بابن عمر . أخلوه: ثم بايعو الناس وجاءوا بسعد فقاؿ لعلي حتى يبايعك الناس، فقاؿ" دعني أنا : دعني أقتلو، فقاؿ: ال أجده، فقاؿ األشتر: ائتني بكفيل قاؿ: فقاؿ كذلك، فقاؿ

كفيلو، وبايعت األنصار وتأخر منهم حساف بن ثابت، وكعب بن مالك، ومسلمة بن خالد، وأبو سعيد الخدري، ومحمد بن مسلمة، والنعماف بن بشير، وزيد بن ثابت، ورافع بن خديج،

وتأخر من المهاجرين عبد اهلل . وفضالة بن عبيد، وكعب بن عجرة، وسلمة بن سالمة بن وقشوأما . بن سالـ، وصهيب بن سناف، وأسامة بن زيد، وقدامة بن مظعوف، والمغيرة بن شعبة

النعماف بن بشير فأخذ أصابع نائلة امرأة عثماف وقميصو الذي قتل فيو ولحق بالشاـ : وأما طلحة فقاؿ"1"صريخا

". 2"بايعت والسيف فوؽ رأسي

: وقاؿ الزبير

جاء القـو بطلحة : "وفي رواية"3"جاءني لص من لصوص عبد القيس فبايعت واللجة في عنقي"". 4"ثم جيء بالزبير فقاؿ مثل ذلك... إني أبايع كرىا: بايع فقاؿ: فقالوا

". 5"إنما بايعا على شرط إقامة الحدود في قتلة عثماف : وقاؿ قـو

". 6"إنو قد بايع طلحة ولم يبايع الزبير وال سلمة بن سالمة وال أسامة بن زيد : وقيل

: والمدائني نقل عن الزىري

". 7"ىرب قـو من المدينة إلى الشاـ ولم يبايعوا عليا

واستتر السبئيوف والمخدوعوف بهم من – رضي اهلل عنو – فهكذا انعقدت البيعة لإلماـ علي واختلفوا خلف المشايعين لو وأحاطوه من – رضي اهلل عنو – قتلة عثماف وراء المبايعين لعلي

1. 226 ؿ7ط: ، اث اىض١ش98 ؿ3ط: ، اث األص١ش151 ؿ2ط: خذ اث -

2 154 ؿ5ط: اطجش-

3. 99ؿ: اىب، 154 ؿ5ط: اطجش-

4 151 ؿ2ط: ، اث خذ157ؿ: أ٠نب-

- 5- 158ؿ: أ٠نب

6 98 ؿ3ط: األص١شاىب الث -

7- 226ؿ: اجذا٠خ اب٠خ -

108

لما خطب بخطبتو األولى بعد بيعتو ثم – رضي اهلل عنو – كل جانب كما ذكر الطبري أف عليا : أراد الذىاب إلى بيتو قالت السبئية

خذىا إليك واحذرا أبا الحسن

إنما نمر األمر إمرار الرسن

صولة أقواـ كأسداد السفن

بمشرفيات كغدراف اللبن

ونطعن الملك بلين كالشطن

حتى يمرف على غير عنن

فقاؿ علي وذكر تركهم العسكر والكينونة على عدة ما منوا حين غمزوىم ورجعوا إليهم فلم : يستطيعوا أف يمتنعوا حتى

إني عجزت عجزة ال أعتذر

سوؼ أكيس بعدىا وأستمر

أرفع من ذيلي ما كنت أجر

وأجمع األمر الشتيت المنتشر

إف لم يشاغبني العجوؿ المنتصر

أو يتركوني والسالح يػبتدر

واجتمع إلى علي بعدما دخل طلحة والزبير في عدة من الصحابة فقالوا يا علي إنا قد اشترطنا "يا أخوتاه : إقامة الحدود وإف ىؤالء القـو اشتركوا في دـ ىذا الرجل وأحلوا بأنفسهم، فقاؿ لهم

إني لست أجهل ما تعلموف ولكني كيف أصنع بقـو يملكوننا وال نملكهم، ىاىم ىؤالء قد ثارت معهم عبدانكم وثابت إليهم أعرابكم وىم خاللكم يسومونكم ما شاءوا، فهل تروف

فال واهلل ال أرى إال رأيا ترونو إف شاء اهلل، : ال، قاؿ: موضعا لقدرة على شيء مما تريدوف؟ قالوا

109

إف ىذا األمر أمر جاىلية وإف لهؤالء القـو مادة وذلك إف الشيطاف لم يشرع شريعة قط فيبرح األرض من أخذ بها أبدا إف اليأس من ىذا األمر إف حرؾ على أمور فرقة ترى ما تروف وفرقة

ترى ما ال تروف وفرقة ال ترى ىذا وال ىذا حتى يهدأ الناس وتقع القلوب مواقعها وتؤخذ الحقوؽ فاىدؤوا عني وانظروا ماذا يأتيكم ثم عودوا، واشتد على قريش وحاؿ بينهم وبين

واهلل لئن : الخروج على حالها وإنما ىيجو على ذلك ىرب بني أمية، وتفرؽ القـو وبعضهم يقوؿازداد األمر ال قدرنا على انتصار من ىؤالء األشرار لتركوا ىذا إلى ما قاؿ علي أمثل، وبعضهم

". 1"نقضي الذي علينا وال نؤخره، وواهلل أف عليا لمستغن برأيو وأمره عنا: يقوؿ

وألجل ذلك منعو ابن عمو عبد اهلل بن عباس عن أخذ البيعة، كما منعو ابنو الحسن من قبل عن : بقائو في المدينة والسبئيوف يفعلوف ما يفعلوف ويعملوف ما يعملوف

أطعني وادخل دارؾ، والحق بمالك بينبع، وأغلق بابك عليك، فإف العرب : "فقاؿ ابن عباستجوؿ جولة وتضطرب وال تجد غيرؾ، فإنك واهلل ألف نهضت مع ىؤالء اليـو ليحملنك الناس

" . 2"دـ عثماف غدا، فأبى علي

. أيضا" 3"وأما منع الحسن إياه عن بقائو في المدينة يـو استولت السبئية فذكرىا المؤرخوف

– وبدأ السبئيوف يتقووف ويجمعوف حولهم الموالي واألعراب إلى أف فحل أمرىم، فأراد علي أف يضعف قوتهم ويكسر شوكتهم بالحيلولة بين السبئية والعبيد واألعراب – رضي اهلل عنو

: والتفريق بينهم، فنادى في الناس

لنا غدا : برئت الذمة من عبد لم يرجع إلى مواليو، فتذامرت السبائية واألعراب وقالوا"". 4"مثلها

: وفي اليـو الثالث من بيعتو خرج علي على الناس فقاؿ

1 158 ؿ5ط: اطجش-

2 .151 ؿ2ط: خذ، اث 101 ؿ3ط: ، اث األص١ش160 ؿ5ط: اطجش-

3 ؿ 5ط: اطجش-

4 100 ؿ3ط: اث األص١ش. 158 ؿ5ط: اطجش-

110

يا معشر األعراب الحقوا بمياىكم، فأبت السبئية : يا أيها الناس أخرجوا عنكم األعراب، وقاؿ"" . 1"وأتاىم األعراب

ولما رأى الناس وفي مقدمتهم رؤوس الصحابة وأكابرىم أف السبئية يزدادوف يوما فيوما في ، وىم زيادة على ذلك يريدوف أف يلفوا غلوائهم وطغيانهم، وأيديهم متلطخة بدـ اإلماـ المظلـوحولهم أوباشا من الناس والفسقة والفجرة، كما أنهم بدءوا يبثوف العقائد األجنبية بينهم، طالبوا

أف يقتص منهم لعثماف بأف يحكم فيهم بالسيف، ولكن أمير المؤمن – رضي اهلل عنو – عليا عليا ىاب من نفوذىم، وخاؼ من سلطتهم، فماطل الصحابة وطلب منهم المهلة الزدياد نفوذ

تبريرا لقصوره عن – رضي اهلل عنو – السبئية وقوتهم، فلقد ذكر المؤرخوف ألفاظا عديدة منو : أخذ الثأر وإقامة الحد، فقد ذكر الحافظ ابن كثير في تاريخو

– رضي اهلل عنهم – ولما استقر أمر بيعة علي دخل عليو طلحة والزبير ورؤوس الصحابة "وطلبوا منو إقامة الحد واألخذ بدـ عثماف، فاعتذر إليهم بأف ىؤالء لهم مدد وأعواف وأنو ال يمكنو ذلك يومو ىذا، فطلب منو الزبير أف يواليو على إمرة الكوفة ليأتي لو بالجنود، وطلب

منو طلحة أف يواليو إمرة البصرة ليأتي لو منو بالجنود ليقضي على شوكة ىؤالء الخوارج وجهلة مهال علي حتى أنظر : فقاؿ لهما– رضي اهلل عنو – األعراب الذين كانوا معهم في قتل عثماف

" . 2"في ىذا األمر

: وعبارة الطبري

يا علي إنا قد شرطنا إقامة الحدود وإف ىؤالء القـو قد اشتركوا في دـ ىذا الرجل وأحلوا . يا إخوتاه إني لست أجهل ما تعلموف ولكني كيف يملكوننا وال نملكهم: بأنفسهم، فقاؿ لهم

ىاىم ىؤالء قد ثارت معهم عبدانكم، وثابت إليهم أعرابكم، وىم خاللكم يسومونكم ما ". 3"شاءوا، فهل تروف موضعا لقدرة على شيء مما تريدوف

: وأما ابن األثير فنقل عنو أنو قاؿ

- 1

. 151 ؿ2ط: خذ، اث 101ؿ: اث األص١ش. 159 ؿ5ط: اطجش

2 . 228-227ؿ 7ط: اجذا٠خ اب٠خ الث وض١ش-

- 3- 158 ؿ5ط: اطجش

111

". 1"كيف أصنع بقـو يملكوننا وال نملكهم

: وأما ابن خلدوف فذكر أنو قاؿ في جوابهم

" . 2"ال قدرة لي على شيء مما تريدوف حتى يهدأ الناس وننظر األمور فتؤخذ الحقوؽ

" . 3"فافترقوا عنو وأكثر بعضهم المقالة في قتلة عثماف

– رضي اهلل عنو – وىذا الذي جعل الزبير وطلحة يقنطاف من اقتصاص اإلماـ المظلـو عثماف ومن طرؼ آخر – رضي اهلل عنها – ويخرجاف من المدينة، وىناؾ التقيا أـ المؤمنين عائشة

رضي اهلل – ألف عليا عزؿ معاوية – رضي اهلل عنهما – بدأت الرسائل تتبادؿ بين علي ومعاوية : فقاؿ ابن عباس– رضي اهلل عنهما – عن الشاـ وأمر عبد اهلل بن عباس – عنهما

1 100 ؿ3ط: األص١ش اث -

2 اؤ١ ػ١ب سم هللا ػ أ ٠غزؼغ ف إلبخ اؾذ ػ اث أ١ش اؤ١ أ١ش ال أدس أ ؽء عؼ -

أ امن١خ عاد، ػ ػج١ذ هللا از لز اشضا غ أ ن ػ ره اؾبدصخ أوضش ػؾش افبسق،

أخز امقبؿ ػ ػضب أ١ش اؤ١ فوبذ لن١خ خزف ف١ب ػذح ع وب ش، غ رأع١ رأخ١ش

ػذ٠ فغ؟ اغجط١إب اغ١ خ١فخ سعي هللا فش خبي

ػجذ هللا ث عجأ اغجئ١خ؟ ػش شضا ػضب أ٠ ػج١ذ هللا ث أ٠

هللا ػ ف ره ان١ك األش أ ٠غزؼغ ػضي ػبي سمال ذس ب از عؼ اإلب ػ١ب : صب١ب

أثبء ػ ألبسث؟ ػبػضب أ ٠غزجذي ث

ؼب٠خ أ١ش اؾب لذ ػ١ ػ ره اقت خ١فخ سعي هللا ػضيوب أب ال ؼ أل ؽء اعزؼغ : صبضب

٠شفغ ػ فق و ره . ره ؽذ٠ذ ف أش هللا افبسق، ص اخ١فخ اشاؽذ اضبش ػضبػاقذ٠ك، ص ألش

اث ػ ألشة امشث١ إ١ ػجذ ق١ؾخؽى اؽذح غ وضشح اؾىب ػ اؼبي اؾىب االح، زا غ

ثبإلػشاك ػ ػض إصجبر ػ ػ وب ٠ش٠ اث ػجبط إ٠بهللا ث ػجبط دا١خ اؼشة اغ١شح ث ؽؼجخ

: سم هللا ػ فغ

خال ثه لبي عبء ثؼذ مز ػضب ث١١ فمبي أخ ففؼذ أ١ش اؤ١ أخجش ػ ؽأ اغ١شح ٠ب

إ١ ػضب ػبه زا فبوزت ي أذ ثم١خ ابط إ ه بفؼ إ أؽ١ش ػ١ه ثشد ػبسخ١ـفمبي إ اقؼ

هللا ال أد : أؽججذ، فمذ ثئصجبر ػ أػب فئرا ثب٠ؼا ه اهأ األش ه ػضذ أؽججذ ألشسد

ه ف أش لبي ه فبضع ؽئذ ارشن ؼب٠خ، فئ ؼب٠خ عشأح لذفئ وذ : ف د٠ ال أػط اذ أث١ذ ػ

ال هللا وب، فمذ ال اؾب ه ؽغخ ف إصجبر، وب ػش ث اخطبة لذ ال ٠غغ اؾب ف أ

أؽشد ػ١ه ثب أؽشد ث فأث١ذ إ: أعزؼ ؼب٠خ ١٠ أثذا فخشط ػذ ػ ب أؽبس ث ص ػبد فمبي

= =

ه ص ظشد ف األش فئرا أذ ق١ت ال ٠جغ = = أ رأخز أشن ثخذػخ ال ٠ى ف أشن دغخ، لبي هػ

ب أؽبس ث ػ١ه فمذ قؾه أب ا٢خش فغؾه أب أؽ١ش ػ١ه ثأ رضجذ أيأب : فمذ ؼ: فمبي اث ػجبط

أ ألؼ ضثب٠غؼب٠خ فئ : ثزا اج١ذرضال هللا ال أػط١ إال اغ١ف لبي ص : لبي ػ. ه فؼ

ب ١زخ إ ب ز غ١ش ػبعض

غب افظ إرا ب غبذ ثؼبس

. (اطجش)" ثبؾشةثأسة ٠ب أ١ش اؤ١ أذ سع ؽغبع غذ : فمذ

ب، فى اعزبد، لذ ٠خطئ لذ ٠ق١تؽ١ئب ذس زا و، ال غزط١غ أ مي ال - ا إال أ ٠ى ؼق3 .151 ؿ2ط: خذاث -

112

ما ىذا برأي، معاوية رجل من بني أمية وىو ابن عم عثماف وىو عامل الشاـ ولست آمن أف "". 1"يضرب عنقي لعثماف

وبينا ىم في ذلك بدأت السبئية يشتغلوف ويثيروف الفتن والقالقل . فاعتذر إليو وأعفاه منهاويسعوف فسادا، ويثيروف األحقاد والضغائن، وينفخوف في الرماد، ويحاولوف إسعار الحرب بين

– المسلمين، ويحرضوف شيعة علي ضد كل من يطالب بثأر عثماف وقصاصو، وخاصة معاوية والتسليم بإمارتو – رضي اهلل عنو – الذي بدأ يمتنع من الخضوع لخالفة علي – رضي اهلل عنو

بدعوى أف بيعة علي لم تنعقد، ألنو لم يحصل الشورى ولم يبايعو أىل الحل والعقل، ولم وفوؽ ذلك كلو قتلة . ينتخبو إال رجاؿ معدودوف من المهاجرين واألنصار ومن أىل المدينة

. عثماف والسبئية التجئوا في معسكره واكتنفوا بكنفو

فبينا ىم . ولقد أشرنا إلى تلك األمور كلها في الباب األوؿ بثبت من عبارات التاريخ والمؤرخينآمن أنا؟ : فقاؿ– رضي اهلل عنو – كذلك في الجواب وجواب الجواب إذ جاءه رسوؿ معاوية

-: رضي اهلل عنو – قاؿ علي

إني تركت قوما ال يرضوف إال بالقود، ثم بلغ الرسالة، فاستأذف : نعم إف الرسوؿ ال يقتل، فقاؿ"". 2"وأنت آمن: قاؿ. وإني آمن؟: اخرج، قاؿ: بالخروج، فقاؿ لو علي

فاشتغل السبئية لزيادة التوتر والحدة وإخراج الحرب من الكالـ إلى السيوؼ، وإليك النص ما : ذكره المؤرخوف

يا لمضر، يا لقيس الخيل : ىذا الكلب رسوؿ الكالب، اقتلوه، فنادى: وصاحت السبئية"والنبل، إني أحلف باهلل جل اسمو ليردنها عليكم أربعة آالؼ خصي فانظروا كم الفحولة

ال واهلل ال يفلح ىؤالء : اسكت، فيقوؿ: والركاب وتعاووا عليو ومنعتو مضر وجعلوا يقولوف لولقد حل بهم ما يحذروف انتهت واهلل : اسكت، فيقوؿ: أبدا فلقد أتاىم ما يوعدوف، فيقولوف لو

". 3"أعمالهم وذىبت ريحهم، فواهلل ما أمسوا حتى عرؼ الذؿ فيهم

1 160 ؿ5ط: اطجش-

2 104 ؿ3ط: الث األص١شاىب اظش -

3 163 ؿ5ط: ، اطجش104 ؿ3ط: األص١شاث -

113

وىذه العبارة وىذه األلفاظ الصادرة عن السبئية تدؿ وتنبئ صريحا عما كانوا يسعوف ألجلو، فبدءوا ينشروف األراجيف ويشيعوف األكاذيب حتى يستل سيوؼ المسلمين ما بينهم ويقع

االصطداـ ويحصل الحرب ويشتغلوف بها ويضرب بعضهم رقاب بعض، وينسى ىؤالء ويعرض . عنهم وعن فعلتهم، ويكثر الشقاؽ واالختالؼ، ويزداد االبتعاد ويمتد بينهم الجداؿ والقتاؿ

. ىذا كل ما كانوا يقصدونو، وىذا كل ما يرجونو

رضي اهلل – مع أـ المؤمنين عائشة – رضي اهلل عنهما – ولما سمعوا باجتماع طلحة والزبير وعليا نفسو على محاربة أىل – رضي اهلل عنو – في مكة بدءوا يحرضوف شيعة علي – عنها

الناس بالمسير إلى – رضي اهلل عنو – الشاـ، قبل أف يعظم األمر ويستفحل الخطر، فأمر علي أىل الشاـ، فتثاقل أىل المدينة، كما أف ابنو الحسن سبط رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم منعو

: عن ذلك قائال

يا أبت دع ىذا فإف فيو سفك دماء المسلمين ووقوع االختالؼ بينهم فلم يقبل منو ذلك بل "" 1"صمم على القتاؿ ورتب الجيش، فدفع اللواء إلى محمد بن الحنفية

: كما منعو عن ذلك زياد بن حنظلة التميمي

. يا زياد تيسر، فقاؿ ألي شيء؟: وكاف منقطعا إلى علي، فجلس إليو ساعة ثم قاؿ لو علي: األناة والرفق أمثل، وقاؿ: لغزو الشاـ، فقاؿ زياد: فقاؿ

ومن لم يصانع في أمور كثيرة

يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم

، فعرفوا ما ىو فاعل: فقاؿ. ما وراءؾ؟: فخرج زياد والناس ينتظرونو فقالوا" ". 2"السيف يا قـو

ولم يخرج إلى الشاـ حتى جاءه خبر خروج أـ المؤمنين وطلحة والزبير إلى البصرة يطالبوف بدـ : عثماف، فبادر إليهم بناس من المدينة ليمنع أولئك من دخولها

1 .104 ؿ3ط: ، اث األص١ش163 ؿ5ط: اب٠خاجذا٠خ -

2 104 ؿ3ط: األص١شاث، 163 ؿ5ط: اطجش-

114

ما نهض معو في ىذا األمر : فتثاقل عنو أكثر أىل المدينة، واستجاب لو بعضهم، قاؿ الشعبي"كاف : وذكر ابن جرير وغيره قاؿ. وقاؿ غيره أربعة. غير ستة نفر من البدريين، ليس لهم سابع

ممن استجاب لو من كبار الصحابة أبو الهيثم بن التيهاف، وأبو قتادة األنصاري، وزياد بن رضي اهلل – ليس بذي الشهادتين، ذاؾ مات في زمن عثماف : قالوا. حنظلة، وخزيمة بن ثابت

وسار علي من المدينة نحو البصرة على تعبئتو المتقدـ ذكرىا، غير أنو استخلف على – عنو المدينة تماـ بن عباس وعلى مكة قثم بن عباس وذلك في آخر شهر ربيع اآلخر سنة ست – وثالثين، وخرج علي من المدينة في نحو من تسعمائة مقاتل، وقد لقي عبد اهلل بن سالـ

ال تخرج منها، ! يا أمير المؤمنين: عليا وىو بالزبدة، فأخذ بعناف فرسو وقاؿ– رضي اهلل عنو : فواهلل لئن خرجت منها ال يعود إليها سلطاف المسلمين أبدا، فسبو بعض الناس، فقاؿ علي

دعوه فنعم الرجل من أصحاب النبي صلى اهلل عليو وسلم وجاء الحسن بن علي إلى أبيو في إنك ال تزاؿ : لقد نهيتك فعصيتني تقتل غدا بمضيعة ال ناصر لك، فقاؿ لو علي: الطريق فقاؿ

ألم آمرؾ قبل مقتل عثماف أف : تحن على حنين الجارية، ما الذي نهيتني عنو فعصيتك؟ فقاؿتخرج منها لئال يقتل وأنت بها، فيقوؿ قائل أو يتحدث متحدث؟ ألم آمرؾ أف ال تبايع الناس

بعد قتل عثماف حتى يبعث إليك أىل كل مصر ببيعتهم؟ وأمرتك حين خرجت ىذه المرأة أما : وىذاف الرجالف أف تجلس في بيتك حتى يصطلحوا فعصيتني في ذلك كلو؟ فقاؿ لو علي

قولك أف أخرج قبل مقتل عثماف فلقد أحيط بنا كما أحيط بو، وأما مبايعتي قبل مجيء بيعة فتريد . األمصار فكرىت أف يضيع ىذا األمر، وأما أف أجلس وقد ذىب ىؤالء إلى ما ذىبوا إليو

مني أف أكوف كالضبع التي يحاط بها، ويقاؿ ليست ىاىنا، حتى يشق عرقوبها فتخرج، فإذا لم فكف عني يا بني، ولما انتهى إليو . أنظر فيما يلزمني في ىذا األمر ويعنيني، فمن ينظر فيو؟

خبر ما صنع القـو بالبصرة من األمر الذي قدمنا كتب إلى أىل الكوفة مع محمد بن أبي بكر، ومحمد بن جعفر، إني قد اخترتكم على أىل األمصار، فرغبت إليكم وفرغت لما حدث،

فكونوا لدين اهلل أعوانا وأنصارا، وانهضوا إلينا فاإلصالح نريد لتعود ىذه األمة إخوانا، فمضيا، ". 1"وأرسل إلى المدينة فأخذ ما أراد من سالح ودواب

1 157 ؿ2، اث خذ ط169 ؿ5، اطجش ط114-113 ؿ2، اث األص١ش ط334-333 ؿ7 طوض١ش اث -

115

فاجتمع الناس حوؿ الفريقين من المدينة ومكة والكوفة والبصرة، كما اعتزؿ أكثر أصحاب النبي الموجودوف، األحياء منهم آنذاؾ عن الطرفين، فنزلت أـ المؤمنين مع من كاف معها

القعقاع بن – رضي اهلل عنو – بذي قار، ثم دعا علي – رضي اهلل عنهما – بالبصرة ونزؿ علي عمرو وبعثو رسوال إلى طلحة والزبير بالبصرة يدعوىما إلى األلفة والجماعة ويعظم عليهما

: فقاؿ. الفرقة واالختالؼ فذىب القعقاع إلى البصرة فبدأ بعائشة أـ المؤمنين

اإلصالح بين الناس، فسألها أف تبعث إلى ! أي بني : ما أقدمك ىذا البلد؟ فقالت! أي أماه"إني سألت أـ المؤمنين ما أقدمها؟ : طلحة والزبير ليحضروا عندىا، فحضروا فقاال القعقاع

فأخبراني ما وجو ىذا : ونحن كذلك قاؿ: فقالت إنما جئت لإلصالح بين الناس، فقاالاإلصالح؟ وعلى أي شيء يكوف؟ فواهلل لئن عرفناه لنصطلحن، ولئن أنكرناه ال نصطلحن،

قتلتما قتلتو من أىل البصرة، وأنتما : قتلة عثماف، فإف ىذا إف ترؾ كاف تركا للقرآف، فقاؿ: قاال، قتلتم ستمائة رجل، فغضب لهم ستة آالؼ قبل قتلهم أقرب منكم إلى االستقامة منكم اليـو

فاعتزلوكم، وخرجوا من بين أظهركم، وطلبتم حرقوص بن زىير فمنعو ستة آالؼ، فإف تركتموىم وقعتم فيما تقولوف، وإف قاتلتموىم فأديلوا عليكم كاف الذي حذرتم وفرقتم من ىذا األمر

يعني أف الذي تريدونو من قتل قتلة عثماف مصلحة، – أعظم مما أراكم تدفعوف وتجمعوف منو وكما أنكم عجزتم عن األخذ بثأر عثماف من – ولكنو يترتب عليو مفسدة ىي أربى منها

حرقوص بن زىير، لقياـ ستة آالؼ في منعو ممن يريد قتلو، فعلي أعذر في تركو اآلف قتل قتلة عثماف، وإنما أخر قتل قتلة عثماف إلى أف يتمكن منهم، فإف الكلمة في جميع األمصار

. مختلفة، ثم أعلمهم أف خلقا من ربيعة ومضر قد اجتمعوا لحربهم بسبب ىذا األمر الذي وقعأقوؿ إف ىذا األمر الذي وقع دواؤه : قاؿ. فماذا تقوؿ أنت؟: فقالت لو عائشة أـ المؤمنين

التسكين، فإذا سكن اختلجوا، فإف أنتم بايعتمونا فعالمة خير وتباشير رحمة، وإدراؾ الثأر، وإف أبيتم إال مكابرة ىذا األمر واثتنافو كانت عالمة شر وذىاب ىذا الملك، فآثروا العافية ترزقوىا،

وكونوا مفاتيح خير كما كنتم أوال، وال تعرضونا للبالء فتتعرضوا لو، فيصرعنا اهلل وإياكم، وأيم اهلل إني ألقوؿ قولي ىذا وأدعوكم إليو، وإني لخائف أف ال يتم حتى يأخذ اهلل حاجتو من ىذه

األمة التي قل متاعها، ونزؿ بها ما نزؿ، فإف ىذا األمر الذي قد حدث أمر عظيم، وليس كقتل قد أصبت وأحسنت فارجع، فإف : فقالوا. الرجل الرجل، وال النفر الرجل، وال القبيلة القبيلة

116

فرجع إلى علي فأخبره فأعجبو ذلك، وأشرؼ : قدـ علي وىو على مثل رأيك صلح األمر، قاؿالقـو على الصلح، كره ذلك من كرىو ورضيو من رضيو، وأرسلت عائشة إلى علي تعلمو أنها

إنما جاءت للصلح، ففرح ىؤالء وىؤالء، وقاـ علي في الناس خطيبا فذكر الجاىلية وشقاءىا وأعمالها، وذكر اإلسالـ وسعادة أىلو باأللفة والجماعة، وأف اهلل جمعهم بعد نبيو صلى اهلل

عليو وسلم على الخليفة أبي بكر الصديق، ثم بعده على عمر بن الخطاب، ثم على عثماف ثم حدث ىذا الحدث الذي جرى على األمة، أقواـ طلبوا الدنيا وحسدوا من أنعم اهلل عليو بها،

". 1"وعلى الفضيلة التي من اهلل بها، وأرادوا رد اإلسالـ على أدبارىا، واهلل بالغ أمره

". 2"عشروف ألف – رضي اهلل عنهما – وكاف مع أـ المؤمنين ثالثوف ألف، كما كاف مع علي

ىذا والسبئية وعلى رأسهم عبد اهلل بن سبأ وقتلة عثماف مترقبوف كل صغيرة وكبيرة بكل دقة وما يجري بين الفريقين من السعي إلى الصلح واإلصالح والوفاؽ واالتحاد، وينظروف كيف تفشل ا لم خطتهم ومؤامرتهم للفتنة والفساد وإقامة الحروب بين المسلمين إلى أف وصل األمر حد

– رضي اهلل عنو – يكن في تصورىم أف يصل إليو، وخاصة عندما قاـ أمير المؤمنين علي : خطيبا في معسكره وقاؿ

أال إني مرتحل غدا فارتحلوا، وال يرتحلن أحد معي أعاف على قتل عثماف بشيء من أمر "". 3"الناس

وىنا نرجع إلى ما سطر في التاريخ، . فما أف سمعت السبئية بهذا القوؿ إال وعرفوا مصيرىمجماعة كاألشتر – أي قتلة عثماف – فلما قاؿ ىذا اجتمع من رؤوسهم : "واأللفاظ البن كثير

النخعي، وشريح بن أوفى، وعبد اهلل بن سبأ المعروؼ بابن السوداء، وسالم بن ثعلبة، وغالب ما ىذا الرأي : بن الهيثم، وغيرىم في ألفين وخمسمائة، وليس فيهم صحابي وهلل الحمد، فقالوا

وعلي واهلل أعلم بكتاب اهلل ممن يطلب قتلة عثماف، وأقرب العمل بذلك، وقد قاؿ ما سمعتم، غدا يجمع عليكم الناس، وإنما يريد القـو كلهم أنتم، فكيف بكم وعددكم قليل في كثرتهم؟

، فإف كاف قد : فقاؿ األشتر قد عرفنا رأي طلحة والزبير فينا، وأما رأي علي فلم نعرفو إلى اليـو

-1 .162 ؿ2ط: ، اث خذ192-191 ؿ5ط: اطجش. 238-237 ؿ7ط: وض١شاث

- 2 - 202ؿ 5ط: اطجش

3 120 ؿ3ط: ، اث األص١ش194 ؿ5ط: ، اطجش238 ؿ7ط: اب٠خاجذا٠خ -

117

اصطلح معهم فإنما اصطلحوا على دمائنا، فإف كاف األمر ىكذا أحلقنا عليا بعثماف، فرضي بئس ما رأيت، لو قتلناه قتلنا، فإنا يا معشر قتلة : القـو منا بالسكوت، فقاؿ ابن السوداء

عثماف في ألفين وخمسمائة، وطلحة والزبير وأصحابهما في خمسة آالؼ، ال طاقة لكم بهم، دعوىم وارجعوا بنا حتى نتعلق ببعض البالد : وىم إنما يريدونكم، فقاؿ غالب بن الهيثم

بئس ما قلت، إذا واهلل يتخطفكم الناس، ثم قاؿ ابن السوداء : فنمتنع بها، فقاؿ ابن السوداءيا قـو إف عيركم في خلطة لناس فإذا اتقى الناس فانشبوا الحرب والقتاؿ بين الناس : قبحو اهلل

ا من أف يمتنع، ويشغل اهلل طلحة والزبير ومن وال تدعوىم يجتمعوف فمن أنتم معو ال يجد بدمعهما عما يحبوف، ويأتيهم ما يكرىوف، فأبصروا الرأي وتفرقوا عليو، وأصبح علي مرتحال ومر

بعبد القيس فسار ومن معو حتى نزلوا بالزاوية، وسار منها يريد البصرة، وسار طلحة والزبير ومن وقد سبق علي . معهما للقائو، فاجتمعوا عند قصر عبيد اهلل بن زياد، ونزؿ الناس كل في ناحية

جيشو وىم يتالحقوف بو، فمكثوا ثالثة أياـ والرسل بينهم، فكاف ذلك للنصف من جمادى اآلخرة سنة ست وثالثين، فأشار بعض الناس على طلحة والزبير بانتهاز الفرصة، من قتلة

إف عليا أشار بتسكين ىذا األمر، وقد بعثنا إليو بالمصالحة على ذلك، وقاـ : عثماف، فقاالعلي في الناس خطيبا، فقاـ إليو األعور بن نيار المنقري، فسألو عن إقدامو على أىل البصرة،

فإف لم : اإلصالح وإطفاء الثائرة ليجتمع الناس على الخير، ويلتئم شمل ىذه األمة، قاؿ: فقاؿدفعناىم عن أنفسنا، قاؿ فهل لهم : قاؿ. تركناىم ما تركونا، قاؿ فإف لم يتركونا؟: يجيبونا؟ قاؿ

ىل لهؤالء القـو : وقاـ إليو أبو سالـ الداالني فقاؿ! نعم: في ىذا األمر مثل الذي لنا، قاؿفهل لك من : قاؿ! نعم: حجة فيما طلبوا من ىذا الدـ، إف كانوا أرادوا اهلل في ذلك؟ قاؿفهل لك من : قاؿ! نعم: حجة فيما طلبوا من ىذا الدـ، إف كانوا أرادوا اهلل في ذلك؟ قاؿ

إني ألرجو أف ال : قاؿ فما حالنا وحالهم إف ابتلينا غدا؟ قاؿ! نعم: حجة في تأخيرؾ ذلك؟ قاؿ" 1"يقتل منا ومنهم أحد نقي قلبو هلل أدخلو الجنة

فهكذا جرت األمور، وىكذا تقدـ كل من الطرفين إلى اإلصالح وتخطى إلى الصلح بخطوات سريعة، وكذلك بدأ عبد اهلل بن سبأ وأعوانو يخططوف خطوط المؤامرة ويحكموف نسيجها وإف

المؤمنين المخلصين من شيعة عثماف ومن شيعة علي كانوا في الخفاء عما يجري وراء األستار،

1 .161-160 ؿ3ط: ، اث خذ130 ؿ3ط: ، اث األص١ش195 ؿ5ط: ، اطجش238 ؿ7ط: وض١شاث -

118

وكاف المتآمروف في يقظة تامة عما يجري أمامهم مكشوفا ظاىرا، فنزؿ الفريقاف وتراسلوا ما : بينهم، فبعث علي إلى طلحة والزبير يقوؿ

إف كنتم على ما فارقتم عليو القعقاع بن عمرو فكفوا حتى ننزؿ فننظر في ىذا األمر، فأرسال "إنا على ما فارقنا القعقاع بن عمرو من الصلح بين الناس، فاطمأنت : إليو في جواب رسالتو

" 1"واجتمع كل فريق بأصحاب من الجيش. النفوس وسكنت

". 2"فلم يجدوا أمرا ىو أمثل من الصلح، ووضع الحرب حين رأوا األمر أخذ في االنقشاع : وبات الناس على الصلح كما قاؿ الطبري

فباتوا على الصلح وباتوا بليلة لم يبيتوا بمثلها للعافية من الذي أشرفوا عليو والنزوع عما "اشتهى الذين اشتهوا وركبوا ما ركبوا، وبات الذين أثاروا أمر عثماف بشر ليلة باتوىا قط قد

". 3"أشرفوا على الهلكة وجعلوا يتشاوروف ليلتهم كلها

: وقاؿ ابن كثير

" 4"وبات الناس بخير ليلة وبات قتلة عثماف بشر ليلة

فكانت الليلة ىذه حاسمة لم ينم فيها عيوف اليهودية البغضاء وعيوف أبنائها الحاقدين على : اإلسالـ وعلى الملة اإلسالمية، والمخدوعين بهم، لم تنم وال للحظة، وإليك ألفاظ التاريخ

وبات الناس بخير ليلة، وبات قتلة عثماف بشر ليلة، وباتوا يتشاوروف وأجمعوا على أف يثيروا "الحرب من الغلس، فنهضوا من قبل طلوع الفجر وىم قريب من ألفي رجل فانصرؼ كل فريق إلى قراباتهم فهجموا عليهم بالسيوؼ، فثارت كل طائفة إلى قومهم يمنعوىم، وقاـ الناس من منامهم إلى السالح، فقالوا طرقتنا أىل الكوفة ليال، وبيتونا وغدروا بنا، وظنوا أف ىذا عن مأل

ما للناس؟ فقالوا، بيتنا أىل البصرة، فثار كل فريق إلى : من أصحاب علي فبلغ األمر عليا فقاؿ

1 .241ؿ 7ط: اث وض١ش-

2 203ؿ 5ط: اطجش-

3 - 123 ؿ3ط: ، اىب202ؿ 5ط: اطجش

4. 162 ؿ2ط: ، اث خذ239 ؿ7ط: اجذا٠خ اب٠خ-

119

سالحو ولبسوا لألمة وركبوا الخيوؿ، وال يشعر أحد منهم بما وقع األمر عليو في نفس األمر، وكاف أمر اهلل قدرا مقدورا وقامت الحرب على ساؽ وقدـ، وتبارز الفرساف، وجالت الشجعاف، فنشبت الحرب، وتواقف الفريقاف وقد اجتمع مع علي عشروف ألفا، والتف على عائشة ومن معها نحو من ثالثين ألفا، فإنا هلل وإنا إليو راجعوف، والسبئية أصحاب ابن السوداء قبحها اهلل

أال كفوا أال كفوا، فال يسمع أحد، وجاء كعب بن : ال يفتروف عن القتل، ومنادي علي ينادييا أـ المؤمنين أدركي الناس لعل اهلل يصلح بك بين الناس، فجلست : سوار قاضي البصرة فقاؿ

في ىودجها فوؽ بعيرىا وستروا الهودج بالدروع، وجاءت فوقفت بحيث تنظر إلى الناس عند على جريح، وال [جهز]وقد كاف من سنتهم في ىذا اليـو أنو ال يػ. حركتهم، فتصاولوا وتجاولوا

". 1"يتبع مدبر، وقد قتل مع ىذا خلق كثير جدا

: وقد زاد الطبري وابن األثير في روايتهما

قاؿ ذلك . ما ىذا؟: وقد وضع السبئية رجال قريبا من علي يخبرىم بما يريد، فقاؿ علي"" 2"ما فجئنا إال وقـو منهم بيتونا، فرددناىم فركبونا وثار الناس: الرجل

رضي اهلل – فهكذا وقعت تلك الكارثة التي ذىب ضحيتها آالؼ من الناس حتى جعل علي : يقوؿ البنو الحسن– عنو

. يا أبت قد كنت أنهاؾ عن ىذا: يا بني ليت أباؾ مات قبل ىذا اليـو بعشرين عاما، فقاؿ لو": قاؿ علي يـو الجمل: قاؿ سعيد بن أبي عجرة عن قتادة عن الحسن عن قيس بن عبادة قاؿ

يا : يا أبت قد كنت أنهاؾ عن ىذا، قاؿ: يا حسن ليت أباؾ مات منذ عشرين سنة، فقاؿ لو" 3"بني إني لم أر أف األمر يبلغ ىذا

وانتهى الحرب بسقوط الجمل الذي كاف عليو ىودج أـ المؤمنين بعدما قتل ممن أخذ خطامو : (الكامل البن األثير)ونسرد آخر ما في ىذا من . سبعوف رجال

1 124-123 ؿ3ط: ، اىب203-202 ؿ5ط: ، اطجش240-239 ؿ7ط: اجذا٠خ اب٠خ- 2

.203 ؿ5ط: ، اطجش124 ؿ3ط: األص١ش اث - 3. 240 ؿ3ط: اجذا٠خ اب٠خ-

120

لما سقط الجمل أقبل محمد بن أبي بكر إليو ومعو عمار فاحتمال الهودج فنحياه فأدخل "يا أخية ىل أصابك : عقق، قاؿ: قالت. أخوؾ البر: فقاؿ. من ىذا؟: محمد يده فيو فقالت

كيف : بل الهداة، وقاؿ لها عمار: قالت. فمن إذا الضالؿ: قاؿ. ما أنت وذاؾ: شيء؟ قالتفخرتم أف : قالت. بلى وإف كرىت: قاؿ. لست لك بأـ: قالت. رأيت ضرب بنيك اليـو يا أمو؟

ظفرتم وأتيتم مثل الذي نقمتم ىيهات واهلل لن يظفر من كاف ىذا دأبو فأبرزوا ىودجها فوضعوىا . يغفر اهلل لك: قاؿ. بخير: قالت. كيف أنت يا أمو؟: ليس قربها أحد، وأتاىا علي فقاؿ

إليك : ولك، وجاء أعين بن ضبيعة بن أعين المجاشعي حتى اطلع في الهودج فقالت: قالتىتك اهلل سترؾ وقطع يدؾ وأبدى عورتك : فقالت لو. واهلل ما أرى إال حميراء: فقاؿ. لعنك اهلل

فقتل بالبصرة وسلب وقطعت يده ورمي عريانا في خربة من خرابات األزد، ثم أتى وجوه الناس إني رأيت باألمس رجلين اجتلدا وارتجزا : عائشة وفيهم القعقاع بن عمرو فسلم عليها فقالت

أعق أـ نعلم، وكذب، إنك ألبر أـ نعلما : نعم ذاؾ الذي قاؿ: بكذا فهل تعرؼ كوفيك؟ قاؿفأقاـ علي بظاىر ... واهلل لوددت أني مت قبل ىذا اليـو بعشرين سنة: قالت. ولكن لم تطاعي

البصرة ثالثا وأذف للناس في دفن موتاىم فخرجوا إليهم فدفنوىم وطاؼ علي في القتلى فلما أزعمتم أنو خرج معهم السفهاء وىذا الخبر قد تروف، وأتى على : أتى علي كعب بن سور قاؿواجتمعوا على – يعني أنهم كانوا يطيفوف بو – ىذا يعسوب القـو : عبد الرحمن بن عتاب فقاؿ

إنا ! لهفي عليك يا أبا محمد: الرصافة لصالتهم، ومر على طلحة بن عبيد اهلل وىو صريع فقاؿ: هلل وإنا إليو راجعوف، واهلل لقد كنت أكره أف أرى قريشا صرعى، أنت واهلل كما قاؿ الشاعر

فتى كاف يدنيو الغنى من صديقو

إذا ما ىو استغنى ويبعده الفقر

زعم من زعم أنو لم يخرج إلينا إال الغوغاء وىذا العابد : وجعل كلما مر برجل فيو خير قاؿالمجتهد فيهم، وصلى علي على القتلى من أىل البصرة والكوفة، وصلى على قريش من ىؤالء

وىؤالء، وأمر فدفنت األطراؼ في قبر عظيم، وجمع ما كاف في العسكر شيء وبعث بو إلى ". 1"مسجد البصرة

1 131-130 ؿ3ط: األص١شاث -

121

ثم جهز علي عائشة بكل شيء ينبغي لها من مركب أو زاد أو متاع وأخرج معها كل من نجا "ممن خرج معها إال من أحب المقاـ واختار لها أربعين امرأة من نساء أىل البصرة المعروفات

تجهز يا محمد فبلغها، فلما كاف اليـو الذي ترتحل فيو جاءىا حتى وقف لها، وحضر : وقاؿيا بني تعتب بعضنا على بعض استبطاء : الناس فخرجت على الناس وودعوىا وودعتهم، وقالت

واستزادة فال يعتدين أحد منكم على أحد بشيء بلغو من ذلك، إنو واهلل ما كاف بيني وبين علي يا : وقاؿ علي . في القديم إال ما يكوف بين المرأة وأحمائها، وإنو عندي على معتبتي من األخيار

أيها الناس صدقت واهلل وبرت، ما كاف بيني وبينها إال ذلك، وإنها لزوجة نبيكم صلى اهلل عليو وشيعها علي أمياال وسرح 36وخرجت يـو السبت لغرة رجب سنة . وسلم في الدنيا واآلخرة

" 1"بنيو معها يوما

ىذا آخر ما أردنا ذكره من مؤامرات السبئية ومن مخططاتها وألجل ذلك دخل اليهودي الملعوف في اإلسالـ وتستر بالكفر وتظاىر بالحب لعلي وآؿ بيتو، وفعل ىو وجماعتو السبئيوف

ىذه الشناعات المنكرة التي جرت إلى أف تتمنى أـ المؤمنين حبيبة رسوؿ اهلل عائشة وأمير . المؤمنين ربيب رسوؿ اهلل علي أف كانا أمواتا قبل وقوع ىذه الحوادث

لم – رضي اهلل عنو – وقبل أف نأتي إلى خاتمة ىذا الكالـ في الحرب نريد أف نذكر أف عليا يكن يعد محاربيو كفارا كما نقلنا الكالـ عن جميع المؤرخين آنفا، ولقد أقر بذلك الشيعة

: أنفسهم حيث أوردوا نفس الرواية التي أوردىا أىل السنة في كتبهم

إنا لم نقاتلهم على التكفير لهم : عن جعفر عن أبيو أف عليا عليو السالـ كاف يقوؿ ألىل حربو"". 2"ولم يقاتلونا على التكفير لنا، ولكنا رأينا أنا على حق ورأوا أنهم على حق

: وروى الحيري الشيعي رواية أخرى عن جعفر عن أبيو محمد الباقر

إف عليا عليو السالـ لم يكن ينسب أحدا من أىل حربو إلى الشرؾ وال إلى النفاؽ ولكن ". [إيراف. ط45ص: قرب اإلسناد للحميري الشيعي]" ىم إخواننا بغوا علينا: يقوؿ

1. ، رؾذ رغ١ض ػ ػبئؾخ اجقشح225ؿ 5ط: اطجش-

2 إ٠شا. ه45ؿ: ؾ١ش اؾ١ؼاإلعبدلشة -

122

وىذه نفس الرواية التي رواىا شيخ اإلسالـ ابن تيمية والذىبي وابن عساكر وغيرىم عن جعفر : بن محمد عن أبيو الباقر قاؿ

ال تقولوا إال خيرا، إنما ىم قـو : سمع علي يـو الجمل ويـو صفين رجال يغلو في القوؿ فقاؿ"". 1"زعموا أنا بغينا عليهم وزعمنا أنهم بغوا علينا فقاتلناىم

من حرب الجمل لم تمتنع السبئية عن إظهار – رضي اهلل عنو – فلما انتهى علي : وأخيراخبثهم وسريرتهم وما يكنونو في صدورىم، فلقد نقل اإلماـ ابن كثير بعد ذكر مجموع من قتل

: يـو الجمل

وكاف مجموع من قتل يـو الجمل من الفريقين عشرة آالؼ، خمسة من ىؤالء وخمسة من "ىؤالء، رحمهم اهلل ورضي عن الصحابة منهم، وقد سأؿ بعض أصحاب علي عليا أف يقسم

كيف يحل لنا : فيهم أمواؿ أصحاب طلحة والزبير، فأبى عليهم، فطعن فيو السبئية وقالواأيكم يحب أف تصير أـ المؤمنين في : فبلغ ذلك عليا فقاؿ. دماؤىم وال تحل لنا أموالهم؟

، ولهذا لما دخل البصرة فض في أصحابو أمواؿ بيت الماؿ، فناؿ كل سهمو؟ فسكت القـولكم مثلها من الشاـ، فتكلم فيو السبئية أيضا ونالوا منو وراء : رجل منهم خمسمائة، وقاؿ

" 2"وراء

وأما حرب صفين فلم يكن سعي السبئية فيها أقل من حرب الجمل إلثارة الفتن والقالقل يؤذونو بآرائهم – رضي اهلل عنو – واالضطرابات، وال زالوا على دأبهم ىذا طيلة أياـ علي

الشاذة وأفكارىم الغريبة وعقائدىم األجنبية، وبتجميعهم المجرمين وتحزبهم وتكتلهم وتجمعهم وإيقاع الفرقة بين المسلمين حتى لم يمتنعوا من إيقاعها بين علي وأصحابو، وإبعاد

المخلصين عنو، ألنهم لم يكن قصدىم من إظهار الوالء لعلي والبراءة من أصحاب رسوؿ اهلل حب علي وأوالده، بل جعلوا ىذا التظاىر بالحب والوالء سترا على مقاصدىم الخبيثة

وبين – رضي اهلل عنو – ومطامعهم الحقيقية للنيل في اإلسالـ والمسلمين حتى حالوا بين علي

1 ف، ض 73 ؿ1ط: ، رز٠ت اث ػغبوش135ؿ: ، ازم61 ؿ3ط: اغخ الث ر١١خبطاظش -

- 173 ؿ8ط: اغ اىجش2. 223 ؿ5ط: ، اطجش244 ؿ7ط: الث وض١شاب٠خاجذا٠خ -

123

أخلص المخلصين لو كرئيس عساكره وكبير مستشاريو وابن عمو عبد اهلل بن عباس التهامهم ". 1"إياه بغصب األمواؿ وأخذىا بغير حق

. وكذلك زياد أمير فارس وغيرىم الكثيرين الكثيرين

. وىذه مساعيهم غير المحمودة– رضي اهلل عنو – فهذه كانت أحواؿ السبئية في أياـ علي مزحزحة أركاف اإلسالـ – رضي اهلل عنو – وقبل ذلك ذكرنا سعيهم بالفتنة والفساد أياـ عثماف

والدولة اإلسالمية ببعض اإليجاز واالختصار من كتب التاريخ اعتمادا على أصح الروايات . وموقفنا من الشيعة أنفسهم أيضا

العامة منهم كانوا على جانب عن – رضي اهلل عنو – ونريد أف نلفت األنظار أف شيعة علي ىؤالء كما يالحظ من خالؿ الروايات التي سردناىا لذكر ىذه الوقائع، وعلى ذلك كانوا دائما يسعوف إلى الصلح واجتناب القتاؿ والجداؿ، قدر االستطاعة وحسب المقدور، ولو أف قليال

منهم تأثروا بأفكار ىؤالء المخبثين، وانخدعوا بأباطيلهم وأكاذيبهم ووقعوا في شراكهم ولذلك لم يكن شيعة علي األولى يطعنوف في أصحاب محمد صلى اهلل عليو وسلم . وحبائلهم

وال يسبونهم وال يشتمونهم سواء نازعوا عليا في خالفتو أو حاربوه في مطالبة القصاص لإلماـ بل أكثر من ذلك كانوا يقدموف أبا بكر وعمر على – رضي اهلل عنو – المظلـو عثماف بن عفاف

: كما نقل شيخ اإلسالـ ابن تيمية– رضي اهلل عنو – علي

كانت الشيعة المتقدموف الذين صحبوا عليا أو كانوا في ذلك الزماف لم يتنازعوا في تفضيل "أبي بكر وعمر، وإنما كاف نزاعهم في تفضيل علي وعثماف، وىذا مما يعترؼ بو علماء الشيعة

" 2"األكابر من األوائل واألواخر

: ثم نقل عن واحد من الشيعة األولى شريك بن عبد اهلل أنو سألو سائل

1 ، غ١ش184-183 ؿ2ط: اث خذازبس٠خاظش زه وزت -

2. 4-3 ؿ1ط: بط اغخ الث ر١١خ-

124

تقوؿ ىذا وأنت شيعي؟ : أبو بكر، فقاؿ لو السائل: أبو بكر أـ علي؟ فقاؿ لو. أيها أفضل؟"أال خير : نعم، من لم يقل ىذا فليس شيعيا، واهلل لقد رقي ىذه األعواد علي، فقاؿ: فقاؿ لو

". 1"واهلل ما كاف كذابا. ىذه األمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، فكيف نرد قولو وكيف نكذبو؟

: ثم يقوؿ

– وكيف ال تقدـ الشيعة األولى أبا بكر وعمر وقد تواتر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "خير ىذه األمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، وقد روي ىذا عنو من : أنو قاؿ– رضي اهلل عنو

[. 4-3 ص1ج: منهاج السنة البن تيمية]" طرؽ كثيرة قيل إنها تبلغ ثمانين طريقا

وكذلك كاف أوالد علي وأىل بيتو وكانوا على نفس ىذا االعتقاد، وىذه وجهة كانوا يحملونها تجاه أصحاب النبي صلى اهلل عليو وسلم والخلفاء الراشدين الثالثة، وأكثر من ذلك لم يكونوا يعتقدوف محاربة معاوية وأصحابو خروجا عن اإلسالـ وطغيانا وظلما وعدوانا، وألجل ذلك بايع

ووافقو على – اإلماـ المعصـو حسب زعم الشيعة – معاوية أكبر أبناء علي سبط رسوؿ اهلل ذلك أبناؤه اآلخروف مع ما فيهم الحسين ومحمد بن الحنفية وعبد اهلل بن عباس وغيرىم كما

سيأتي بيانو، وصاىروه وأسرتو وعاونوه على أمور الخير والبر، وقبلوا منو الهدايا والصالت كما رضي – ذكرنا قريبا، إال من تأثر من السبئية أو دخل في ذلك الحزب الملعوف على لساف علي

. وأبنائو– اهلل عنو

ثم ولم يكن الشيعة عامة آنذاؾ يشتموف أصحاب النبي صلى اهلل عليو وسلم وال الخلفاء الراشدين الثالثة وال يطعنوف فيهم وال ينقصونهم، فلقد ذكر ابن خلكاف في ترجمة يحيى بن

". 2"كاف شيعيا من القائلين بتفضيل أىل البيت من غير تنقيص لغيرىم: معمر

: ولقد أقر بذلك شيعي معاصر حيث قاؿ

إني خالؿ مراجعتي تب التاريخ لم أر في الفترة التي تمتد من بعد وفاة النبي حتى نهاية خالفة "الخلفاء من عمد إلى الشتم من أصحاب اإلماـ، وإنما ىناؾ من قيم الخلفاء وقيم اإلماـ وحتى

1 4-3 ؿ1ط: الث ر١١خاغخبط -

2 269 ؿ2ط: األػ١بف١بد -

125

يضاؼ ... في أشد جمحات عاطفة الوالء لم نجد من يشتم أحدا ممن تقدـ اإلماـ بالخالفةلذلك أنو حتى في الفترة الثانية أي في عهود األمويين كاف معظم الشيعة يتورعوف عن شتم أحد

" 1"من الصحابة أو التابعين

فرؽ الشيعة، تاريخها وعقائدىا

اجتمع شيعة علي رضي اهلل عنو بعد استشهاده حوؿ ابنو الحسن رضي اهلل عنو، وجعلوه إماما ". 2"لهم في اليـو الثالث بعد انتقاؿ أبيو من دار الدنيا إلى دار اآلخرة

". 3"وأوؿ من بايعو كاف قيس بن سعد بن عبادة

وعند ذاؾ ظهرت السبئية من جديد بكل قوة وأظهروا العقائد التي طالما أخفوىا خوفا من بطش علي رضي اهلل عنو، وحذرا من يقظتو ومراقبتو األفكار الهدامة ومن يريد بثها في صفوؼ

: شيعتو، ومعاقبتهم معاقبة شديدة، ولقد ذكر مؤرخ شيعي حيث قاؿ

- رضي اهلل عنو-إف بدعة السبئية في الغلو ظهرت على عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طاب أسفر أنتم أـ مرضى؟ قالوا ال وال : عندما مر بقـو يأكلوف في شهر رمضاف نهارا، فقاؿ لهم

فما باؿ : قاؿ. ال: فمن أىل الكتاب أنتم فتعصمكم الذمة والجزية؟ قالوا: واحدة منهما، قاؿفاستتابهم واستأنى ووعدىم . أنت أنت، يومئوف إلى ربوبيتو: األكل نهارا في رمضاف؟ فقالوا لو

: فحفر لهم حفرا دخن عليهم فيها طمعا في رجوعهم، فأبوا فحرقهم وقاؿ. فأقاموا على قولهم: أال تروني قد حفرت لهم حفرا

إني إذا رأيت شيئا منكرا

أوقدت ناري ودعوت قنبرا

1. 41ؿ: اائ٠خ ازؾ١غ ألؽذ -

2 426 ؿ2 غؼد اؾ١ؼ طازتشط -

- 3 - 91 ؿ6ط: اطجش

126

ثم استترت عنهم المقالة سنة أو نحوىا، . فلم يبرح عليو السالـ من مكانو حتى صاروا حمما– رضي اهلل عنو – ثم ظهر عبد اهلل بن سبأ وكاف يهوديا يتستر باإلسالـ بعد وفاة أمير المؤمنين

". 1"إف عليا لم يمت: "فأظهرىا واتبعو قـو فسموا السبئية، وقالوا

: وبمثل ذؾ القوؿ قاؿ أقدـ من كتب عن الفرؽ من الشيعة النوبختي حيث قاؿ

فلما قتل علي عليو السالـ افترقت التي ثبتت على إمامتو وأنها فرض من اهلل عز وجل ورسولو : عليو السالـ فصاروا فرقا ثالثة، فرقة منهم قالت

إف عليا لم يقتل ولم يمت وال يقتل وال يموت حتى يسوؽ العرب بعصاه ويمأل األرض عدال وقسطا كما ملئت ظلما وجورا وىي أوؿ فرقة قالت في اإلسالـ بالوقف بعد النبي صلى اهلل

أصحاب (السبأية)عليو وسلم من ىذه األمة وأوؿ من قاؿ منها بالغلو وىذه الفرقة تسمى وكاف ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثماف والصحابة وتبرأ منهم " عبد اهلل بن سبأ"

وقاؿ إف عليا عليو السالـ أمره بذلك فأخذه علي فسألو عن قولو ىذا فأقر بو فأمر بقتلو فصاح أتقتل رجال يدعو إلى حبكم أىل البيت وإلى واليتك والبراءة من ! يا أمير المؤمنين: الناس إليو

أعدائك فصيره إلى المدائن، وحكى جماعة من أىل العلم من أصحاب علي عليو السالـ أف عبد اهلل بن سبأ كاف يهوديا فأسلم ووالى عليا عليو السالـ وكاف يقوؿ وىو على يهوديتو في

يوشع بن نوف بعد موسى عليو السالـ بهذه المقالة، فقاؿ في إسالمو بعد وفاة النبي صلى اهلل عليو وسلم في علي عليو السالـ بمثل ذلك، وىو أوؿ من شهر القوؿ بفرض والية علي عليو السالـ وأظهر البراءة من أعدائو وكاشف مخالفيو، ؟؟ وىناؾ قاؿ من خالف الشيعة أف أصل

: الرفض مأخوذ من اليهودية، وقد بلغ عبد اهلل بن سبأ نعي علي بالمدائن قاؿ للذي نعاهكذبت لو جئتنا بدماغو في سبعين صرة وأقمت على قتلو سبعين عدال لعلمنا أنو لم يمت ولم

". 2"يقتل وال يموت حتى يملك األرض

كما ذكرناه . وأورد مثل ىذا كل من ألم بتاريخ التشيع وفرقو سواء كاف من الشيعة أـ من السنة. فيما قبل من مؤلفي الشيعة وكتبهم

1 309 ؿ2، اث أث اؾذ٠ذ ط55-54 ازبس٠خ ؾذ ؽغ١ اض٠ اؾ١ؼ ؿفاؾ١ؼخ -

2 اغف. ه44-43 ثخز ؿاؾ١ؼخفشق -

127

ولقد ذكر ظهور السبئية من جديد والمجاىرة بعقائدىم الخبيثة بعد مقتل علي رضي اهلل عنو " 1"من كتب علماء السنة في الفرؽ من عبد القاىر البغدادي في كتابو الفرؽ بين الفرؽ

" 3"والرازي في اعتقادات فرؽ المسلمين والمشركين" 2"واألشعري في مقاالت اإلسالميين وابن حـز الظاىري في الفصل " 5"والشهرستاني في الملل والنحل "4"واألسفرائيني في التبصير

. والمقريزي في الخطط" 8"والجرجاني في التعريفات " 7"وأبو الحسن البلطي في التنبيو" 6"

فذكر كل واحد منهم أف عبد اهلل بن سبأ رجع بعد شهادة علي رضي اهلل عنو من منفاه وأظهر : عقائده في علي آنذاؾ، فيقوؿ األسفرائيني

ثم إف عليا رضي اهلل عنو خاؼ من إحراؽ الباقين منهم شماتة أىل الشاـ، وخاؼ اختالؼ "أصحابو عليو، فنفى ابن سبأ إلى سباط المدائن، فلما قتل علي رضي اهلل عنو زعم ابن سبأ أف

". 9"المقتوؿ لم يكن عليا

: وكذلك قاؿ الشهرستاني

". 10"واجتمعت عليو جماعتو– رضي اهلل عنو – إنما أظهر عبد اهلل بن سبأ بعد انتقاؿ علي "

فحاربو الحسن رضي اهلل عنو وحارب أفكاره وعقائده دأب أبيو كما ذكر ابن أبي الحديد : الشيعي

ثم ظهر عبد اهلل بن سبأ وكاف يهوديا يتستر باإلسالـ بعد وفاة أمير المؤمنين عليو السالـ "إف عليا عليو السالـ لم يمت، وإنو في السماء، : فأظهرىا، واتبعو قـو فسموا السبئية، وقالوا

! السالـ عليك يا أمير المؤمنين: والرعد صوتو والبرؽ ضوئو؛ وإذا سمعوا صوت الرعد، قالوا

1 233 225ؿ-

2 85ؿ 1ط-

3 57ؿ-

4 109-108ؿ-

5 ااؼ11 ؿ2ط-

6 180 ؿ4 ط-

7 148 25ؿ-

8 79ؿ-

9 233افشق ث١ افشق ؿ-

10 ااؼ11 ؿ2طافق -

128

وقالوا في رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم أغلظ قوؿ، وافتروا عليو أعظم فرية، فقالوا كتم تسعة أعشار الوحي، فنقض عليهم قولهم الحسن بن علي بن محمد بن الحنفية رضي اهلل عنو في رسالتو، التي يذكر فيها اإلرجاء، رواىا عنو سليماف بن أبي شيخ، عن الهيثم بن معاوية، عن

شهدت الحسن بن علي بن محمد : عبد العزيز بن أباف، عن عبد الواحد بن أيمن المكي، قاؿىدينا لوحي ضل عنو : ومن قوؿ ىذه السبئية: بن الحنفية يملي ىذه الرسالة، فذكرىا وقاؿ فيها

الناس، وعلم خفي عنهم؛ وزعموا أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم كتم تسعة أعشار الوحي؛ تػبتغي }: ولو كتم صلى اهلل عليو وسلم شيئا مما أنزؿ اهلل عليو لكتم شأف امرأة زيد، وقولو تعالى

" 1" {مرضات أزواجك

ولكن لم يكن محاربتو إياىم مثل محاربة أبيو، فبدأ السبئية يزرعوف بذور الفتنة والفساد ويبثوف سمـو الخالؼ والشقاؽ والفرقة بكل حرية وانطالقة، وخاصة بعد أف تخاذؿ الشيعة عن

الحسن وبعد تفرقهم عنو ودخوؿ بعضهم في السبئية وميوؿ بعضهم إلى معاوية والتحاؽ البعض اآلخرين بالخوارج وغيرىم، ولقد صور ىذه األحواؿ شيخ الشيعة المفيد واألربلي الشيعي

: والمجلسي في كتبهم وىم يذكروف تحرؾ معاوية إلى العراؽ

وسار معاوية نحو العراؽ ليغلب عليو فلما بلغ جسر منبج تحرؾ الحسن عليو السالـ وبعث "حجر بن عدي يأمر العماؿ بالمسير واستنفر الناس للجهاد فتثاقلوا عنو ثم خفوا ومعو أخالط

من الناس بعضهم شيعة لو ولبيو، وبعضهم محكمة يؤثروف قتاؿ معاوية بكل حيلة، وبعضهم أصحاب فتن وطمع في الغنائم، وبعضهم شكاؾ، وبعضهم أصحاب عصبية اتبعوا رؤساء

قبائلهم ال يرجعوف إلى دين، فسار حتى أتى حماـ عمر ثم أخذ إلى دير كعب فنزؿ ساباط دوف أف يمتحن أصحابو ويستبرئ أحوالهم – رضي اهلل عنو – القنطرة وبات ىناؾ فلما أصبح أراد

في الطاعة لو ليتميز بذلك أولياءه من أعداءه ويكوف على بصيرة من لقاء معاوية وأىل الشاـ : فأمر بهم أف ينادى بالصالة جامعة فاجتمعوا فصعد المنبر فخطبهم فقاؿ

الحمد هلل كلما حمده حامد وأشهد أف ال إلو إال اهلل كلما شهد لو شاىد وأشهد أف محمدا . عبده ورسولو أرسلو بالحق وائتمنو على الوحي صلى اهلل عليو وسلم

1. داس إؽ١بء اىزت. ه120 ؿ8 الث أث اؾذ٠ذ طاظؽشػ -

129

فواهلل إني ألرجو أف أكوف قد أصبحت بحمد اهلل ومنو وأنا أنصح خلق اهلل لخلقو، : أما بعد"وما أصبحت محتمال على مسلم ضغينة وال مريدا لو بسوء وال غائلة، أال وإف ما تكرىوف في

الجماعة خير لكم مما تحبوف في الفرقة، أال وإني ناظر لكم خيرا من نظركم ألنفسكم فال . تخالفوا أمي وال تردوا علي رأيي غفر اهلل لي ولكم وأرشدني وإياكم لما فيو المحبة والرضا

نظنو واهلل يريد أف : فنظر الناس بعضهم إلى بعض وقالوا ما ترونو يريد بما قاؿ؟ قالوا: قاؿكفر واهلل الرجل، ثم شدوا على فسطاطو وانتهبوه حتى : يصالح معاوية ويسلم األمر إيو، فقالوا

أخذوا مصاله من تحتو، ثم شد عليو عبد الرحمن بن عبد اهلل بن جعاؿ األزدي فنزع مطرفو عن عانقو، فبقي جالسا متقلدا السيف بغير رداء، ثم دعا بفرسو فركبو وأحدث بو طوائف من

ادعوا إلي ربيعة وىمداف فدعوا فطافوا بو ودفعوا : خاصتو وشيعتو ومنعوا منو من أراده فقاؿالناس عنو رضي اهلل عنو وسار ومعو شوب من غيرىم، فلما مر في مظلم ساباط بدر إليو رجل من بني أسد يقاؿ لو الجراح بن سناف فأخذ بلجاـ بغلتو وبيده مغوؿ وقاؿ اهلل أكبر أشركت يا

كما أشرؾ أبوؾ من قبل، ثم طعنو في فخذه فشقو حتى بلغ العظم ثم اعتنقو الحسن ! حسن– رضي اهلل عنو – عليو السالـ وخرا جميعا إلى األرض، فوثب إليو رجل من شيعة الحسن

يقاؿ لو عبد اهلل بن خطل الطائي فانتزع المغوؿ من يده وخضخض بو جوفو فأكب عليو آخر يقاؿ لو ظبياف بن عمارة فقطع أنفو فهلك من ذلك، وأخذ آخر كاف معو فقتل، وحمل الحسن

عليو السالـ على سرير إلى المدائن فأنزؿ بو على سعد بن مسعود الثقفي وكاف عامل أمير المؤمنين عليو السالـ بها فأقره الحسن عليو السالـ على ذلك، واشتغل الحسن عليو السالـ بنفسو يعالج جرحو، وكتب جماعة من رؤساء القبائل إلى معاوية بالسمع والطاعة لو في السر واستحثوه على المسير نحوىم وضمنوا لو تسليم الحسن رضي اهلل عنو إليو عند دنوىم من عسكره أو الفتك بو، وبلغ الحسن رضي اهلل عنو ذلك وورد عليو كتاب قيس بن سعد رضي

اهلل عنو وكاف قد أنقذه مع عبيد اهلل بن العباس عند مسيره من الكوفة ليلقى معاوية ويرده عن إف أصبت فاألمير قيس بن سعد، فوصل كتاب قيس : العراؽ وجعلو أميرا على الجماعة، وقاؿ

بن سعد يخبره أنهم نازلوا معاوية بقرية يقاؿ لها الحبوبية بإزاء مسكن وإف معاوية أرسل إلى عبيد اهلل بن العباس يرغبو في المسير إليو وضمن لو ألف ألف درىم يعجل لو منها النصف

ويعطيو النصف اآلخر عند دخولو إلى الكوفة، فانسل عبيد اهلل في الليل إلى معسكر معاوية في خاصتو، وأصبح الناس قد فقدوا أميرىم، فصلى بهم قيس بن سعد رضي اهلل عنو ونظر في

130

أمورىم فازدادت بصيرة الحسن عليو السالـ بخذالف القـو لو وفساد نيات المحكمة فيو بما أظهروه لو من السب والتكفير لو واستحالؿ دمو ونهب أموالو، ولم يبق معو من يأمن غوائلو إال خاصتو من شيعة أبيو وشيعتو، وىم جماعة ال تقـو ألجناد الشاـ، فكتب إلى معاوية في الهدنة

والصلح، وأنفذ إليو بكتب أصحابو الذين ضمنوا لو فيها الفتك بو وتسليمو إليو، فاشترط لو على نفسو في إجابتو إلى صلحو شروطا كثيرة وعقد لو عقودا كاف الوفاء بها مصالح شاملة،

ا من – رضي اهلل عنو – فلم يثق بو الحسن وعلم باحتيالو بذلك واغتيالو غير أنو لم يجد بدإجابتو إلى ما التمس من ترؾ الحرب وإنفاذ الهدنة لما كاف عليو أصحابو مما وصفناه من

ضعف البصائر في حقو والفساد عليو والخلف منهم لو، وما انطوى عليو كثير منهم في استحالؿ دمو وتسليمو إلى خصمو، وما كاف من خذالف ابن عمو لو ومصيره إلى عدوه وميل

لنفسو من معاوية – رضي اهلل عنو – فتوثق . الجمهور منهم إلى العاجلة وزىدىم في اآلجلةبتوكيد الحجة عليو واألعذار فيما بينو وبينو عند اهلل تعالى وعند كافة المسلمين واشترط عليو

والعدوؿ عن القنوت عليو في الصالة وأف يؤمن – رضي اهلل عنو – ترؾ سب أمير المؤمنين شيعتو رضي اهلل عنهم وال يتعرض ألحد منهم بسوء، ويوصل إلى كل ذي حق منهم حقو فأجابو

". 1"معاوية إلى ذلك كلو وعاىد عليو وحلف لو بالوفاء

: وزاد على ذلك ابن أبي الحديد الشيعي

أيها الناس؛ إنكم بايعتموني : لما أراد الحسن أف يرتحل إلى المدائن قاـ فخطب الناس فقاؿعلى أف تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت، وإني واهلل ما أصبحت محتمال على أحد من

ىذه األمة ضغينة في شرؽ وال غرب، ولما تكرىوف في الجماعة واأللفة واألمن وصالح ذات ال : البين خير مما تحبوف في الفرقة، والخوؼ والتباغض والعداوة، وإف عليا أبي كاف يقوؿ

. ثم نزؿ. تكرىوا إمارة معاوية؛ فإنكم لو فارقتموه لرأيتم الرؤوس تندر عن كواىلها كالحنظل

ما قاؿ ىذا القوؿ إال وىو خالع نفسو ومسلم األمر لمعاوية، فثاروا بو فقطعوا : فقاؿ الناسكالمو، وانتهبوا متاعو، وانتزعوا مطرفا عليو، وأخذوا جارية كانت معو، واختلف الناس فصارت

اللهم أنت المستعاف، وأمر بالرحيل، فارتحل الناس، وأتاه : طائفة معو؛ وأكثرىم عليو، فقاؿ

1. ه65 ؿ2 ب ثؼذ، وؾف اغخ ألسث ط90، عالء اؼ١ غغ ؿ191-189 ؿف١ذاإلسؽبد -

431، شط ازت ؿ215-214 ض ره ف ربس٠خ ا١ؼمث اؾ١ؼ ؿث١شد،

131

رجل بفرس، فركبو وأطاؼ بو بعض أصحابو، فمنعوا الناس عنو وساروا، فقدمو سناف بن الجراح األسدي إلى مظلم ساباط، فأقاـ بو فلما دنا منو تقدـ إليو يكلمو، وطعنو في فخذه بالمعوؿ

". 1"طعنة كادت تصل إلى العظم، فغشي عليو وابتدره أصحابو

ولقد صرح المؤرخوف والكتاب من الشيعة بأف الذين غصبوا الحسن وانتهبوا مضاربو وما فيها وجرحوه كانوا من ساباط المدائن، وىي المحل الذي نفي إليو عبد اهلل بن سبأ من قبل علي

رضي اهلل عنو، وكانوا متأثرين بأفكاره وعقائده والساعين في الفرقة واالختالؼ، ومن بينهم كاف فريسة السبئية المختار بن أبي عبيد الثقفي الذي كاف لو شأف فيما بعد والذي أظهر نفس

العقائد التي تلقنها من عبد اهلل بن سبأ اليهودي الماكر الخبيث ومن السبئية الماكرة الخبيثة، ولقد ذكر المؤرخوف أف السن بن علي رضي اهلل عنو دخل المدائن ونزلها وىو جريح على علم

: المختار

تأخذ الحسين : وما ذاؾ؟ قاؿ: ىل لك في الغنى والشرؼ؟ قاؿ: فقاؿ لو المختار وىو شاب"قبحك اهلل وقبح ما جئت بو، أأغدر بابن بنت : بن علي وتقيده وتبعثو إلى معاوية، فقاؿ لو عمو

" 2"رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم

ولما رأى الحسن ذلك ومعاملة السبئية من جانب، وتخاذؿ الشيعة من جانب، وإراقة الدماء : من ناحية أخرى رأى الصلح خيرا، ولقد ذكر المؤرخ الشيعي اليعقوبي

وحمل الحسن إلى مدائن وقد نزؼ نزفا شديدا، واشتدت بو العلة، فافترؽ الناس عنو، وقدـ معاوية إلى العراؽ، فغلب على األمر، والحسن عليل شديد العلة، فلما رأى الحسن أف ال قوة

بو، وأف أصحابو قد افترقوا عنو فلم يقوموا لو، صالح معاوية، وصعد المنبر فحمد اهلل وأثنى أيها الناس إف اهلل ىداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا، وقد سالمت معاوية، وإف : عليو، وقاؿ

". 3"أدري لعلو فتنة لكم ومتاع إلى حين

1 36 ؿ16 الث أث اؾذ٠ذ طاظؽشػ -

2 .، افع 14 ؿ8 طوض١ش، اث 203 ؿ3، اث األص١ش ط92 ؿ6اطجش ط-

3 215 ؿ2 طا١ؼمثربس٠خ -

132

ولم يكتف الحسن بصلحو مع معاوية وتسليمو األمر لو، بل وأكثر من ذلك بايعو على رؤوس األشهاد وبمن معو من إخوانو وقادة جيشو كما ذكر الرجالي الشيعي المشهور، الكشي عن

: جعفر بن الباقر أنو قاؿ

إف معاوية كتب إلى الحسن رضي اهلل عنو أف اقدـ أنت والحسين وأصحاب علي، فخرج معو ": قيس بن سعد بن عبادة األنصاري وقدموا إلى الشاـ فأذف لهم معاوية وأعد لهم الخطباء فقاؿ

يا قيس قم : قم فبايع، فقاـ فبايع، ثم قاؿ: يا حسن قم فبايع، ثم قاؿ للحسين رضي اهلل عنويعني – يا قيس إنو إمامي : فبايع، فالتفت إلى الحسين رضي اهلل عنو ينظر ما يأمره فقاؿ

" 1"الحسن رضي اهلل عنو

وثقة محدثي " 2"الفارسي (جالء العيوف)وذكر مثل ىذا شيعي متعصب المجلسي في كتابو وكذلك ابن أبي الحديد " 3"الشيعة العباس القمي في تاريخو الفارسي الكبير منتهى اآلماؿ

". 4"الشيعي في كتابو شرح نهج البالغة

: وعندئذ افترؽ الشيعة بفرؽ أخرى

لما وادع الحسن معاوية وأخذ منو الماؿ الذي بعث بو إليو وصالح معاوية الحسن طعنوا فيو "وخالفوه ورجعوا عن إمامتو فدخلوا في مقالة جمهور الناس وبقي سائر أصحابو على إمامتو إلى أف قتل، فلما تنحى عن محاربة معاوية وانتهى إلى مظلم ساباط وثب عليو رجل من ىناؾ يقاؿ لو الجراح بن سناف فأخذ بلجاف دابتو ثم قاؿ اهلل أكبر أشركت كما أشرؾ أبوؾ من قبل وطعنو

بمعوؿ في أصل فخذه فقطع الفخذ إلى العظم، فاعتنقو الحسن وخرا جميعا فاجتمع الناس على الجراح فوطئوه حتى قتلوه ثم حمل الحسن على سرير فأتي بو المدائن، فلم يزؿ يعالج بها في منزؿ سعد بن مسعود الثقفي حتى صلحت جراحتو ثم انصرؼ إلى المدينة فلم يزؿ جريحا من طعنتو كاظما لغيظو متجرد طريقو على الشجا واألذى من أىل دعوتو حتى توفي

1 .102سعبي اىؾ ؿ-

2 395 ؿ1ط-

3 316ؿ-

4 - 38 ؿ16 طاظؽشػ

133

رضي اهلل عنو في آخر صفر سنة سبع وأربعين وىو ابن خمس وأربعين سنة وستة أشهر، وقاؿ ". 1"بعضهم أنو ولد سنة ثالث من الهجرة من شهر رمضاف وإمامتو ست سنين وخمسة أشهر

ففرقة ثبتوا مع الحسن بعد ىذا الصلح وبايعوا معاوية رضي اهلل عنو معو، وأطاعوا وأخلصوا لو الوفاء طيلة حياتهم من سنة إحدى وأربعين إلى سنة ستين من الهجرة، وكاف على رأس ىؤالء

أوالد علي رضي اهلل عنو وأىل بيتو من الحسين ومحمد بن الحنفية وعبد اهلل بن العباس وأبناء عقيل وجعفر وغيرىم من الهاشميين الكبار من أسرة النبي صلى اهلل عليو وسلم يعتقدوف نفس االعتقادات التي كاف يعتقدىا المسلموف عامة من أصحاب النبي صلى اهلل عليو وسلم بدوف

تكفير أحد وتفسيق أحد من المسلمين، متحدين متفقين، ناسين الخالفات التي حدثت، ومعرضين عن الوقائع التي وقعت، متآخين متزوجين فيما بينهم كما ذكرنا ذلك مفصال فيما سبق، وفرقة مالت عن الحسن والحسين وقالت بإمامة محمد بن الحنفية وعرفت بعد ذلك

بالكيسانية وقويت بعدما صالح الحسن معاوية وازدادت قوتها وشوكتها وحملت نفس األفكار التي كانت تحملها السبئية، وتطورت فيما بعد تطورا سريعا، وتشعبت منها فرؽ شيعية كثيرة

أخرى كما سنذكرىا فيما بعد، ولقد ذكرىا النوبتي الشيعي في الفرؽ التي نشأت بعد قتل علي : رضي اهلل عنو وعدىا من إحدى الثالث التي كانت في عهد الحسن، فإنو قاؿ

: فصاروا فرقا ثالثا، أوال ... فلما قتل علي رضي اهلل عنو افترقت التي ثبتت على إمامتو"فرقة قالت بإمامة محمد بن الحنفية ألنو كاف صاحب راية أبيو يـو البصرة دوف : السبئية، وثانيا

أخويو فسموا الكيسانية، وإنما سموا بذلك ألف المختار بن أبي عبيد الثقفي كاف رئيسهم وكاف يلقب كيساف وىو الذي طلب بدـ الحسين بن علي رضي اهلل عنهما وثأره حتى قتل من قتلتو

وغيرىم من قتل وادعى أف محمد بن الحنفية أمره بذلك وأنو اإلماـ بعد أبيو، وإنما لقب المختار كيساف ألف صاحب شرطتو المكنى بأبي عمرة كاف اسمو وكاف أفرط في القوؿ والفعل ا، وكاف يقوؿ أف محمد بن الحنفية وصي علي بن أبي طالب وأنو اإلماـ والقتل من المختار جد

وأف المختار قيمو وعاملو، ويكفر من تقدـ عليا ويكفر أىل صفين والجمل، وكاف يزعم أف جبرائيل عليو السالـ يأتي بالوحي من عند اهلل عز وجل فيخبره وال يراه، وروى بعضهم أنو سمي

1 46ؿاثخز -

134

بكيساف مولى علي بن أبي طالب عليو السالـ وىو الذي حملو على الطلب بدـ الحسين بن " 1"علي عليو السالـ ودلو على قتلتو وكاف صاحب سره ومؤامرتو والغالب على أمره

: وبذلك صرح الشهرستاني

إنما نص على : ومن قالوا إف اإلماـ تثبت بالنص اختلفوا بعد علي عليو السالـ فمنهم من قاؿوأما من لم يقل بالنص على محمد بن الحنفية ... ابنو محمد بن الحنفية وىؤالء ىم الكيسانية

". 2"اإلمامة في األخوين الحسن والحسين: فقاؿ بالنص على الحسن والحسين وقاؿ

الشيعي الفاطمي أو االثنا عشري على اختالؼ )" 3"وبذلك القوؿ قاؿ القاضي النعماف (األقواؿ

: واختلفوا وكثر الكالـ، فقاؿ قـو

إنو اإلماـ بعد علي والوصي بنا

وأسقطوا الحسن والحسينا

لم يمت : ثم غلوا فيو فقالوا

بل ىو في شعب برضوى قد ثبت

بين أسود فيو وكلوا بو

" 4"يأتيو قالوا رزؽ من ربو

واألشعري في مقاالت " 1"وقد ذكر الكيسانية من السنة كل من البغدادي في الفرؽ بين الفرؽ " 4"والرازي في اعتقادات فرؽ المسلمين والمشركين " 3"والملطي في التنبيو " 2"اإلسالميين

- 1 .117 ف سعبي اىؾ ؿسد، ض ره 45-44فشق اؾ١ؼخ ثخز ؿ

2 ااؼ29-28 ؿ1 طاؾا - 3

ػبػ ف اغشث، ؽ١فخ اؼب ث أث ػجذ هللا ؾذ ث قس ث أؽذ ث اؾ١ا از١ أث -

ـ، ف ػ١ اإلب افبه اؼض ذ٠ 634اقف األي امش اشاثغ اغشح، رف ثبمبشح عخ

افبه١١، ػ أعجم لذر، ػبفش أسثؼخ اخفبء اذػبحهللا، األػال اضالصخ

اذػبئمذخ رأ٠ ) ؤعظ اذخ افبه١خ ف اغشة إ اؼض ذ٠ هللا ف قش اذافبه١١

(اظش غزذسن اعبئ س اطجشع غ١ش) هبئفز إ اؾ١ؼخ االصب ػؾش٠خ ٠غج (.13، 12ؿ4 ه225-224 مبم اؼب ؿاخزبسحاألسعصح -

135

. والمقريزي وغيرىم" 7"وابن حـز في الفصل " 6"وابن خلدوف " 5"واإلسفرائيني في التبصير

وفرقة تركت التشيع مطلقا بعد صلح الحسن مع معاوية رضي اهلل عنو ولم يعدوا أنفسهم من : الشيعة فيما بعد

لما واعد الحسن معاوية وأخذ الماؿ الذي بعث بو إليو وصالح معاوية الحسن طعنوا فيو "" 8"وخالفوه ورجعوا عن إمامتو، فدخلوا في مقولة جمهور الناس

: وأما السبئية فلقد انتشرت انتشارا فظيعا في ىذا العصر، كما أقر بذلك مؤرخ شيعي بقولو

ثم ذكر أسباب – فقد ظهرت ىذه البدعة الضالة وسرت سرياف الوباء إلى نفر من أىل العراؽ "كانوا من ركاكة البصائر وضعفها على حاؿ – انتشارىا فيهم نقال عن ابن أبي الحديد ألنهم

رضي اهلل عنو – التي رأوىا من علي – مشهور فال عجب من مثلهم أف تستخفهم المعجزات وقد قيل إف جماعة من ىؤالء من . ، فيعتقدوا في صاحبها أف الجوىر اإللهي قد حل فيو-

نسل النصارى واليهود، وقد كانوا سمعوا من آبائهم وسلفهم القوؿ بالحلوؿ في أنبيائهم، ويجوز أف يكوف أصل ىذه المقالة من قـو ملحدين . فاعتقدوا فيو رضي اهلل عنو مثل ذلك

". 9"أرادوا إدخاؿ اإللحاد في دين اإلسالـ

الشيعة أياـ الحسين رضي اهلل عنو

ولما توفي الحسن رضي اهلل عنو واجتمع الشيعة حوؿ أخيو الحسين رضي اهلل عنو حدثت حادثة كبيرة، ووقعت كارثة عظيمة، أال وىي خروج الحسين على يزيد بن معاوية بعد وفاة أبيو

ونقف برىة يسيرة قبل أف نذكر تفرؽ الشيعة بعد ىذه الكارثة لسرد وبياف . وقتلو في كربالء

1 38ؿ-

2 89 ؿ1ط-

3 148 29ؿ-

4 62ؿ-

5 35ؿ-

6 198ؿ-

7 179 ؿ4ط-

8. 46ؿفشق اؾ١ؼخ ثخز -

9 105 ؽغ١ اض٠ ؿؾذ ف ازبس٠خ ؾ١ؼخا-

136

تخاذؿ الشيعة وغدرىم عن الحسين، فلقد ذكر اليعقوبي المؤرخ الشيعي الغالي أف يزيد بن معاوية لما تولى الخالفة بعد أبيو كتب إلى عاملو بالمدينة الوليد بن عقبة بن أبي سفياف أف

: يأخذ البيعة من الحسين بن علي رضي اهلل عنهما ولما طلب الوليد منو ذلك

فخرج الحسين إلى مكة، فأقاـ بها أياما، وكتب أىل العراؽ إليو، ووجهوا بالرسل على أثر الرسل، فكاف آخر كتاب ورد عليو منهم كتاب ىانئ بن أبي ىانئ، وسعيد بن عبد اهلل

: الخثعمي

بسم اهلل الرحمن الرحيم، للحسين بن علي من شيعتو المؤمنين والمسلمين، أما بعد فحي ىال، "". 1"فإف الناس ينتظرونك، ال إماـ لهم غيرؾ، فالعجل ثم العجل والسالـ

: والمؤرخ الشيعي اآلخر المسعودي يكتب

أف قد حبسنا أنفسنا على : "إلى الحسين بن علي" 2"ولما مات معاوية راسل أىل الكوفة "". 3"بيعتك، ونحن نموت دونك، ولسنا نحضر جمعة وال جماعة

". 4"فقد اخضرت الجنات، وأينعت الثمار، فإذا شئت فأقبل على جند لك مجندة: وكتبا أخرى". 4"مجندة

: ولما تواترت الرسائل وكثرت، واشتد طلب الكوفيين

1 ره ف اإلسؽبد ف١ذ ؿ242، 241 ؿ2 طا١ؼمثربس٠خ - 32ؿ 2 وؾف اغخ ألسث ط203، ض

- 2: شوضا ؾ١ؼخ شرؼب خقجب ؽز لبا ف١بد از وباىفخؼ

. أب اجقشح فؼضب١خ رذ٠ ثبىف. هبتأث اىفخ عادب فبن ؽ١ؼخ ػ ث أب

أب أ .... ف١ظ ٠ؼشف إال آي أث عف١ب هبػخ ث شااؾبأب أ . اغض٠شح فؾشس٠خ بسلخأب

. (مال ػ اؾ١ؼخ ف ازبس٠خ– ػ١ األخجبس شمب ) غت ػ١ب أث ثىش ػش فمذىخ اذ٠خ

: ػ عؼفش أ لبيسا

. ( اجبة اؼبؽش2ثقبئش اذسعبد ط) اىفخ أ إال ٠مجب هللا ػشك ال٠زب ػ أ األقبس ف إ

: ا١ذ اىذهللا ب سا اى١ ف وبف١ ػ ػجذ أ٠نب

ب ثذح : أ اىفخ، فمبي: أز؟ فمب: ص شا، فمبيفدخب ػ أث ػجذ هللا ػ١ اغال : لبي

ابط أؽججزب ع ؾجب ب أ اىفخ، ال ع١ب ز اؼقبثخ، إ هللا ع روش ذاو ألش أوضشاجذا

اشمخ ) فأؽ١بو هللا ؾ١بب أبرى برب ابط،أثغنب ابط ارجؼزب خبفب ابط، فذلزب وزثب

[ ( اىبف3 54 ؿ3شط ازت ط -

4 220 اإلسؽبد ف١ذ ؿ1، 223 طجشع ؿاسإػال -

137

وجو إليهم مسلم بن عقيل بن أبي طالب وكتب إليهم، وأعلمهم أنو إثر كتابو، فلما قدـ مسلم الكوفة اجتمعوا إليو، فبايعوه وعاىدوه وعاقدوه، وأعطوه المواثيق على النصرة والمشايعة

". 1"والوفاء

" 2"فبايعوه وىم يبكوف، وتجاوز عددىم ثمانية عشر ألفا: "وزاد المفيد

: وبعد أياـ وصل إليو من مسلم بن عقيل

". 3"أف لك مائة ألو، وال تتأخر"

فتحرؾ نحو الكوفة، فأتاه ابن العباس من بني ىاشم وقائد جيوش علي رضي اهلل عنو ومستشاره الخاص والرجل المجرب المحنك الذي كاف يعرؼ شيعة زمانو حق المعرفة فقاؿ لو

-: كما نقل المسعود الشيعي –

يا ابن عم، قد بلغني أنك تريد العراؽ، وإنهم أىل غدر، وإنما يدعونك للحرب، فال تعجل، "وإف أبيت إال محاربة ىذا الجبار وكرىت المقاـ بمكة فاشخص إلى اليمن، فإنها في عزلة،

واكتب إلى أىل الكوفة وأنصارؾ بالعراؽ أف : ولك فيها أنصار وإخواف، فأقم بها وبث دعاتكيخرجوا أميرىم، فإف قووا على ذلك ونفوه عنها، ولم يكن بها أحد يعاديك أتيتهم، وما أنا

لغدرىم بآمن، وإف لم يفعلوا أقمت بمكانك إلى أف يأتي اهلل بأمره، فإف فيها حصونا وشعوبا، يا ابن عم، إني ألعلم أنك لي ناصح وعلي شفيق، ولكن مسلم بن عقيل كتب : فقاؿ الحسين

إنهم من : إلي باجتماع أىل المصر على بيعتي ونصرتي، وقد أجمعت على المسير إليهم، قاؿما أصدقو وما أحنك بو – خبرت وجربت، وىم أصحاب أبيك وأخيك وقتلتك غدا مع أميرىم

إنك لو قد خرجت فبلغ ابن زياد خروجك استنفرىم إليك، وكاف الذين كتبوا – وأخبر بهم إليك أشد من عدوؾ، فإف عصيتني وأبيت إلى الخروج إلى الكوفة فال تخرجن نساءؾ وولدؾ

" 4"معك، فواهلل إني لخائف أف تقتل كما قتل عثماف ونساؤه وولده ينظروف إليو

1 242 ؿ2 طا١ؼمثربس٠خ -

2 220اإلسؽبد ؿ-

3 220 ؿف١ذاإلسؽبد -

4 55 ؿ3 طازتشط -

138

ىذا ما قالو عبد اهلل ابن عباس رضي اهلل عنهما، ولو من المنزلة والمقاـ عند علي رضي اهلل عنو : ما ال يخفى على أحد حتى كتب مفيد الشيعة

كاف أمير المؤمنين يتعشى ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند عبد اهلل بن "". 1"العباس

لوددت أف : وىذا ما كاف يحمل من الشيعة، وكيف ال وقد قاؿ فيهم علي رضي اهلل عنو نفسو". 2"معاوية صارفني بكم صرؼ الدينار بالدرىم، فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجال منهم

ثم أيد ابن عباس أبو بكر بن ىشاـ في وصف الشيعة بالغدر والخيانة وعدـ الخروج إليهم كما يا ابن عم، : دخل أبو بكر بن الحارث بن ىشاـ على الحسين فقاؿ: نقلو الشيعي المسعودي

يا أبا بكر ما أنت ممن : إف الرحم يظائرني عليك، وال أدري كيف أنا في النصيحة لك، فقاؿكاف أبوؾ أقدـ سابقة، وأحسن في اإلسالـ أثرا، وأشد : يستغش وال يتهم، فقل، فقاؿ أبو بكر

بأسا، والناس لو أرجى، ومنو أسمع وعليو أجمع، فسار إلى معاوية والناس مجتمعوف عليو إال أىل الشاـ وىو أعز منو، فخذلوه، وتثاقلوا عنو، حرصا على الدنيا، وضنا بها، فجرعوه الغيظ،

وخالفوه حتى صار إلى ما صار إليو من كرامة اهلل ورضوانو، ثم صنعوا بأخيك بعد أبيك ما صنعوا، وقد شهدت ذلك كلو ورأيتو، ثم أنت تريد أف تسير إلى الذي عدوا على أبيك وأخيك

تقاتل بهم أىل الشاـ وأىل العراؽ ومن ىو أعد منك وأقوى، والناس منو أخوؼ، ولو أرجى، فلو بلغهم مسيرؾ إليهم الستطغوا الناس باألمواؿ، وىم عبيد الدنيا، فيقاتلك من وعدؾ أف

جزاؾ : ينصرؾ، ويخذلك من أنت أحب إليو ممن ينصره، فاذكر اهلل في نفسك، فقاؿ الحسينإنا هلل وعند اهلل نحتسب : اهلل خيرا يا ابن عم، فقد أجهدؾ رأيك، ومهما يقض اهلل يكن، فقاؿ

يا أبا عبد اهلل، ثم دخل على الحارث بن خالد بن العاص بن ىشاـ المخزومي والي مكة وىو : يقوؿ

كم نرى ناصحا فيعصى

وظنين المغيب يلفي نصيحا

1 14 ؿف١ذاإلسؽبد -

2 اجالغخظ -

139

" 1"نصحت لو ورب الكعبة: وما ذاؾ؟ فأخبره بما قاؿ للحسين، فقاؿ: فقاؿ"

فيذكر . ثم وننقل القصة بكاملها من الشيعة أنفسهم كي يعرؼ ويدرؾ خيانة القـو وجبنهم: المسعودي

واتصل خبر مجيء مسلم الكوفة بيزيد فكتب إلى عبيد اهلل بن زياد بتولية الكوفة؛ فخرج من "البصرة مسرعا حتى قدـ الكوفة على الظهر، فدخلها في أىلو وحشمو وعليو عمامة سوداء قد

تلثم بها، وىو راكب بغلة والناس يتوقعوف قدـو الحسين فجعل بن زياد يسلم على الناس قدمت خير مقدـ، حتى انتهى إلى القصر وفيو ! فيقولوف؛ وعليك السالـ يا ابن رسوؿ اهلل

يا ابن رسوؿ اهلل مالي وما لك؟ وما : النعماف بن بشير، فتحصن فيو، ثم أشرؼ عليو، فقاؿلقد طاؿ نومك يا نعيم، وحسر اللثاـ : حملك على قصد بليد من بين البلداف؟ فقاؿ ابن زياد

ابن مرجانة، وحصبوه بالحصباء، ففاتهم ودخل : عن فيو، فعرفو، ففتح لو، وتنادى الناسالقصر، ولما اتصل خبر ابن زياد بمسلم تحوؿ إلى ىانئ بن عروة المرادي، ووضع ابن زياد الرصد على مسلم حتى علم بموضعو، فوجو محمد بن األشعث ابن قيس إلى ىانئ، فجاءه

إف لزياد أبيك عندي بالء : فسألو عن مسلم، فأنكره فأغلظ لو ابن زياد القوؿ، فقاؿ ىانئوما ىو؟ قاؿ تشخص إلى أىل : حسنا، وأنا أحب مكافأتو بو، فهل لك في خير؟ قاؿ ابن زياد

الشاـ أنت وأىل بيتك سالمين بأموالكم، فإنو قد جاء حق من ىو أحق من حقك وحق أدنوه مني، فأدنوه منو، فضرب وجهو بقضيب كاف في يده حتى كسر : صاحبك، فقاؿ ابن زياد

أنفو وشق حاجبو، ونثر لحم وجنتو، وكسر القضيب على وجهو ورأسو، وضرب ىانئ بيده إلى قائم سيف شرطي من تلك الشرط، فجاذبو الرجل، ومنعو السيف، وصاح أصحاب ىانئ

قتل صاحبنا، فخافهم ابن زياد، وأمر بحبسو في بيت إلى جانب مجلسو، وأخرج : بالبابإليهم ابن زياد شريحا القاضي، فشهد عندىم أنو حي لم يقتل، فانصرفوا، ولما بلغ مسلما ما

وكانت شعارىم، فتنادى أىل الكوفة بها، " يا منصور"فعل ابن زياد بهانئ، أمر مناديا فنادى فاجتمع إليو في وقت واحد ثمانية عشر ألف رجل، فسار إلى ابن زياد، فتحصن منو، فحصروه

في القصر فلم يمس مسلم ومعو غير مائة رجل، فلما نظر إلى الناس يتفرقوف عنو سار نحو

1. 56 ؿ3 شط ازت ط-

140

أبواب كندة، فما بلغ الباب إال ومعو منهم ثالثة، ثم خرج من الباب فإذا ليس معو منهم أحد، فبقي حائرا ال يدري أين يذىب، وال يجد أحدا يدلو على الطريق فنزؿ عن فرسو ومشى متلددا في أزقة الكوفة ال يدري أين يتوجو، حتى انتهى إلى باب موالة لألشعث بن قيس، فاستسقاىا ماء فسقتو، ثم سألتو عن حالو، فأعلمها بقضيتو، فرقت لو وآوتو، وجاء ابنها فعلم بموضعو،

" 1"فلما أصبح غدا إلى محمد بن األشعث فأعلمو، فمضى ابن األشعث إلى ابن زياد فأعلمو

: فقتلو وقتل ىانئ بن عروة وىو يصيح

يا آؿ مراد، وىو شيخها وزعيمها، وىو يومئذ يركب في أربعة آالؼ دارع وثمانية آالؼ "راجل، وإذا أجابتها أحالفها من كندة وغيرىا كاف في ثالثين ألف دارع، فلم يجد زعيمهم منهم

". 2"أحدا فشال وخذالنا

أين تريد يا ابن رسوؿ اهلل؟ : فلما بلغ الحسين القادسية لقيو الحر بن يزيد التميمي فقاؿ لوارجع، فإني لم أدع خلفي : أريد ىذا المصر، فعرفو بقتل مسلم وما كاف من خبره، ثم قاؿ: قاؿ

واهلل ال نرجع حتى نصيب بثأرنا أو نقتل : خيرا أرجوه لك، فهم بالرجوع فقاؿ لو أخوة مسلم". 3"ال خير في الحياة بعدكم: كلنا، فقاؿ الحسين

: ثم قاؿ للناس

أما بعد فإنو قد أتانا خبر فظيع قتل مسلم بن عقيل وىانئ بن عروة وعبد اهلل بن يقطر وقد "خذلنا شيعتنا فمن أحب منكم االنصراؼ فلينصرؼ في غير حرج ليس معو ذماـ فتفرؽ الناس عنو وأخذوا يمينا وشماال حتى بقي في أصحابو الذين جاءوا معو من المدينة ونفر يسير ممن

علم أف األعراب الذين اتبعوه إنما اتبعوه – رضي اهلل عنو – انضموا إليو وإنما فعل ذلك ألنو وىم يظنوف أنو يأتي بلدا قد استقامت لو طاعة أىلو، فكره أف يسيروا معو إال وىم يعلموف على

ما يقدموف، فلما كاف السحر أمر أصحابو فاستقوا ماء وأكثروا ثم ساروا حتى مر ببطن العقبة فنزؿ عليها فلقيو شيخ من بني عكرمة يقاؿ لو عمرو بن لوذاف فسألو أين يريد فقاؿ لو الحسين

1 58، 57 ؿ3 طغؼد شط ازت -

2 59شط ازت ؿ-

3 61، 60ؿشط ازت -

141

الكوفة فقاؿ الشيخ أنشدؾ لما انصرفت فواهلل ما تقدـ إال على األسنة – رضي اهلل عنو – وحد السيوؼ وإف ىؤالء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوؾ مؤنة القتاؿ ووطئوا لك األشياء

فقدمت عليهم كاف ذلك رأيا فأما على ىذه الحالة التي تذكر فإني ال أرى لك أف تفعل فقاؿ لو ". 1"يا عبد الو ليس يخفى علي الرأي وإف اهلل تعالى ال يغلب على أمره

ثم ارتحل إلى الكوفة فلقي في الطريق واحدا من أىل الكوفة وأخبره عن غدرىم وتخاذلهم : وجبنهم قائال

". 2"ليس لك بالكوفة ناصر وال شيعة بل نتخوؼ أف يكونوا عليك"

ولما عارضو ورفاقو جيش الكوفة ورأى منهم عكس ما كتبوا وقالت رسلهم، وتنكروا ما كتبوا : إليو قاؿ لبعض أصحابو

". 3"اخرج الخرجين اللذين فيهما كتبهم إلي، فأخرج خرجين مملوئين كتبا فنشرت بين يديو

: فأنكروا عليو ىذه الكتب والرسائل، ثم سار حتى وصل كربالء

اللهم احكم بيننا وبين قـو : فلما كثرت العساكر على الحسين أيقن أنو ال محيص لو فاؿ"وكاف جميع من ... دعونا لينصرونا ثم ىم يقتلوننا، فلم يزؿ يقاتل حتى قتل رضواف اهلل عليو

حضر مقتل الحسين من العساكر وحاربو وتولى قتلو من أىل الكوفة خاصة، فلم يحضرىم ". 4"شامي

إف أىل الكوفة لما قتلوه، "– كما يسميو ولهوزف – ثم يذكر اليعقوبي الشيعي المتحمس انتهبوا مضاربو وابتزوا حرمو، وحملوىن إلى الكوفة، فلما دخلن إليها خرجت نساء الكوفة

". 5."ىؤالء يبكين علينا فمن قتلنا؟: يصرخن ويبكين، فقاؿ علي بن الحسين

: وىنا نريد أف نثبت ما ذكره ولهوزف المستشرؽ األلماني المتعاطف على الشيعة

1 540 ؿ2، عالء اؼ١ غغ ط232، 231، إػال اس طجشع ؿ223ؿاإلسؽبد ف١ذ -

2 222اإلسؽبد ؿ-

3 542-541، عالء اؼ١ ؿ225، اإلسؽبد ؿ232 ؿاسإػال -

4 61 ؿ3 طازتشط -

5 235 ؿ1ط ا١ؼمثربس٠خ -

142

ولم يكن جمهور أىل الكوفة حريصا على مساعدة الحكومة، ولكنو مع ذلك لم ينضم إلى وحتى أولئك الذين بعثوا بالكتب إلى الحسين وأقسموا على اإلخالص لو تخلوا . صف أعدائها

عنو في المحنة ولم يقدموا لو يد المعونة، وقصارى ما فعلوه أنهم راقبوا المعركة من بعيد ا ىم أولئك الذين تجاسروا على اللحاؽ بو ومشاركتو في . ومصرعو األخير ثم بكوا وقليلوف جد

وعدا ىذا فإف بعض الذين . مصيره، مثل أبي ثمامة الصائدي خازف بيت الماؿ، وابن عوسجةشاركوه في مصرعو إما أنهم كانوا من أولئك الذين التقطهم عرضا في الطريق أو من أولئك

الذين دفعتهم الحمية اإلنسانية في اللحظة األخيرة إلى االنضماـ إليو وإف لم يكن لهم من قبل وقد أبرز المؤرخوف ىذا التعارض بين المكلفين، الذين لم . شأف بو أو لم يكونوا من شيعتو

. يعملوا شيئا، وبين غير المكلفين الذين أخجلوا األولين، أبرزوه وعرضوه أحيانا عرضا درامياومما ىو جدير باالعتبار أف األنصار أيضا، ال القرشيوف وحدىم، قد تخلوا عن الحسين، فلم

والثورة . يخرج من المدينة واحد منهم معو ولم يكن منهم بين شيعة الكوفة إال أفراد قالئل جداىػ لم تكن من أجل آؿ علي، كما أف علي بن الحسين نفض 63التي قامت في المدينة سنة

. يديو منها

وفي مقابل الجبناء وغير المخلصين كاف أعداء الشيعة الصرحاء وىم أتباع حكومة بني أمية "" 1"ولم يكن الجداؿ يدور حوؿ أمور دينية إيمانية. وموظفوىا

: وعلى ذلك قاؿ البغدادي

أبخل من : روافض الكوفة موصوفوف بالغدر، والبخل، وقد سار المثل بهم فيهما، حتى قيل: كوفي، وأغدر من كوفي، والمشهور من غدرىم ثالثة أشياء

أنهم بعد قتل علي رضي اهلل عنو بايعوا ابنو الحسن، فلما توجو لقتاؿ معاوية غدروا : أحدىما"بو في ساباط المدائن، فطعنو سناف الجعفي في جنبو فصرعو عن فرسو، وكاف ذلك أحد أسباب

. مصالحتو معاوية

1. 134ؿ اخاسط اؾ١ؼخ -

143

أنهم كاتبوا الحسين بن علي رضي اهلل عنو، ودعوه إلى الكوفة لينصروه على يزيد بن : والثانيمعاوية فاغتر بهم، وخرج إليهم، فلما بلغ كربالء غدروا بو، وصاروا مع عبيد اهلل بن زياد يدا

. واحدة عليو، حتى قتل الحسين وأكثر عشيرتو بكربالء

غدرىم بزيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب بعد أف خرجوا معو على يوسف بن : والثالث". 1"عمر، ثم نكثوا بيعتو وأسلموا عند اشتداد القتاؿ حتى قتل وكاف من أمره ما كاف

فهؤالء كانوا الشيعة، شيعة علي والحسن والحسين، وىذه ىي كانت معاملتهم ألئمتهم . وقادتهم

ولقد فصلنا في ذلك القوؿ ألنو بعد ىذه الحادثة حصل في التشيع تطور كبير، وبدأ يتجو إلى اتجاه ديني ويصبغ بصبغة مذىبية بعد أف كاف سياسيا بحتا، يرى رأي علي وأوالده مقابل معاوية

وبذلك صرح ولهوزف بكل وضوح حيث يذكر مقتل الحسين وبعده قياـ المختار . وبني أمية: باسم الثأر، فيقوؿ

وقد عرفنا من قبل المعنى الذي كاف يدؿ . كاف التشيع في الكوفة آنذاؾ قد لبس ثوبا جديدا". لقد كاف تعبيرا عن االتجاه السياسي العاـ لمعارضة العراؽ لسلطاف الشاـ. عليو في األصل

ولكن حينما . وفي بادئ األمر كاف األشراؼ صفا واحدا مع سائر الناس ويتولوف قيادتهمثم استخدموا (حكومة األمويين في الشاـ)أحدث الخطر تراجعوا واستالنوا إلغراء الحكومة

وبهذا انفصلوا عن الشيعة، فتحدد نطاؽ التشيع واتخذ شيئا . للقضاء على الثورات الشيعيةفشيئا صورة فرقة دينية في تعارض مع األرستقراطية ونظاـ العشائر، وأصبح بفضل استشهاد

وكاف أنصار سليماف بن صرد يرموف إلى الثورة على . زعمائو وأوليائو ذا طابع مثالي خيالي. ولكن المختار كاف أوؿ من نفذ ىذا الغرض وحققو عمليا. أرستقراطية العشائر في الكوفة

وىؤالء كاف اجتذابهم سهال ألنهم كانوا ذوي نزعة . وإلى ىذه الحركة اجتذب الموالي أيضاواضحة إلى الحكم الديني، ال القومي الشعوبي، وإف كاف العرب ىم الذين كانوا يتولونو حتى

. يكرىوف المتعصبين لسيادة العرب– أعني الموالي – ذلك الحين، كما كانوا

37 افشق ؿث١ افشق - 1

144

فلما ارتبطت الشيعة بالعناصر المضطهدة تخلت عن تربية القومية العربية وكانت حلقة االرتباط ". 1"ولكنو لم يكن ذلك اإلسالـ القديم، بل نوعا جديدا من الدين. ىي اإلسالـ

وصار "وبدأ التشيع يحمل األفكار األجنبية المدسوسة، كما بدأ يحصل فيو التفرؽ الكثير، مأوى وملجأ لكل من أراد ىدـ اإلسالـ لعداوة أو حقد، ومن كاف يريد إدخاؿ تعاليم آبائو من يهودية ونصرانية وزرادشتية وىندية، ومن كاف يريد استقالؿ بالده والخروج على مملكتو، كل ىؤالء كانوا يتخذوف حب أىل البيت ستارا يضعوف وراءه كل ما شاءت أىواؤىم، فاليهودية

إف النار محرمة على كل شيعي إال قليال، كما : ظهرت في التشيع بالقوؿ بالرجعة، وقاؿ الشيعة: لن تمسنا النار إال أياما معدودات، والنصرانية ظهرت في التشيع في قوؿ بعضهم: قاؿ اليهود

إف الالىوت اتحد بالناسوت في اإلماـ، : إف نسبة اإلماـ إلى اهلل كنسبة المسيح إليو، وقالواوإف النبوة والرسالة ال تنقطع أبدا، فمن اتحد بو الالىوت فهو نبي، وتحت التشيع ظهر القوؿ بتناسخ األراوح وتجسيم اهلل والحلو، ونحو ذلك من األقواؿ التي كانت معروفة عند البراىمة

والفالسفة والمجوس من قبل اإلسالـ، وتستر بعض الفرس بالتشيع وحاربوا الدولة األموية، وما ". 2"في نفوسهم إال الكره للعرب ودولتهم، واسعي الستقاللهم

: كما نقل عن المقريزي أنو قاؿ

إف الفرس كانوا ذوي سعة وعلو يد على جميع األمم وجاللة الخطر في أنفسها بحيث إنهم كانوا يسموف أنفسهم األحرار واألسياد، وكانوا يعدوف سائر الناس عبيدا لهم، فلما امتحنوا بزواؿ الدولة عنهم على أيدي العرب، وكاف العرب عند الفرس أقل األمم خطرا، تعاظمهم

األمر، وتضاعفت لديهم المصيبة، وراموا كيد اإلسالـ بالمحاربة في أوقات شتى، وفي كل ذلك منهم اإلسالـ واستمالوا أىل ... يظهر اهلل الحق فرأوا أف كيده على الحيلة أنجع، فأظهر قوما

التشيع بإظهار محبة أىل البيت واستبشاع ظلم علي، ثم سلكوا بهم مسالك شتى حتى ". 3"أخرجوىم عن طريق الهدى

168-167 ؿاؾ١ؼخ اخاسط - 12 277-276 ؿأ١ فغش اإلعال ألؽذ -

3 77ؿمال ػ فغش اإلعال – اخطو مش٠ض -

145

ونرجع اآلف إلى تفرقهم واختالفهم بعد ذكرنا إياىم وخذالنهم مناصرة زعمائهم ومن كانوا يدعوف حبهم ومواالتهم، فبعد قتل الحسين رضي اهلل عنو افترقت الشيعة ثالث فرؽ كما يذكر

: النوبختي

الػػػػكػػػػػيسػػػػػانية

قد اختلف علينا فعل الحسن وفعل : فلما قتل الحسين حارت فرقة من أصحابو وقالتالحسين ألنو إف كاف الذي فعل الحسن حقا واجبا صوابا من موادعتو معاوية وتسليمو لو عند

عجزه عن القياـ بمحاربتو مع كثرة أنصار الحسن وقوتهم فما فعلو الحسين من محاربتو يزيد بن وكثرة أصحاب يزيد لعنة اهلل عليو حتى قتل وقتل . معاوية مع قلة أنصار الحسين وضعفهم

أصحابو جميعا باطل غير واجب ألف الحسين كاف أعذر في القعود عن محاربة يزيد وطلب وإف كاف ما فعلو الحسين حقا . الصلح والموادعة من الحسن في القعود عن محاربة معاوية

واجبا صوابا من مجاىدتو يزيد بن معاوية حتى قتل وقتل ولده وأصحابو فقعود الحسن وتركو مجاىدة معاوية وقتالو ومعو الكثير باطل فشكوا لذلك في إمامتهما ورجعوا فدخلوا في مقالة

. العواـ وبقي سائر أصحاب الحسين على القوؿ األوؿ بإمامتو حتى مضى

قالت بإمامة محمد بن الحنفية وزعمت أنو لم يبق بعد (ففرقة): ثم افترقوا بعده ثالث فرؽالحسن والحسين أحد أقرب إلى أمير المؤمنين عليو السالـ من محمد بن الحنفية فهو أوى الناس باإلمامة كما كاف الحسين أولى بها بعد الحسن من ولد الحسن فمحمد ىو اإلماـ بعد

. الحسين

قالت إف محمد بن الحنفية رحمو اهلل تعالى ىو اإلماـ المهدي وىو وصي علي بن (وفرقة)"أبي طالب عليو السالـ ليس ألحد من أىل بيتو أف يخالفو وال يخرج عن إمامتو وال يشهر سيفو

إال بإذنو وإنما خرج الحسن بن علي إلى معاوية محاربا لو بإذف محمد ووادعو وصالحو بإذنو وإف الحسين إنما خرج لقتاؿ يزيد بإذنو ولو خرجا بغير إذنو ىلكا وضال وإف من خالف محمد

بن الحنفية كافر مشرؾ وأف محمدا استعمل المختار بن أبي عبيد على العراقين بعد قتل

146

الحسين وأمره بالطلب بدـ الحسين وثأره وقتل قاتليو وطلبهم حيث كانوا وسماه كيساف لكيسو " 1"الكيسانية: ويدعوف (المختارية)ولما عرؼ من قيامو ومذىبو فيهم فهم يسموف

ولقد ذكرنا قبل ذلك أف الكيسانية وجدت بعد قتل علي رضي اهلل عنو ولكن غلب ىذا االسم على المختارية، ومن الكيسانية تفرعت فروع كثيرة، وتفرقت فرؽ متعددة مثل الكرابية والحربية

". 2"والرزارمية والبيانية والرواندية وأبو المسلمية والهاشمية والحارثية وغيرىا الكثيرة الكثيرة

ويجمع ىذه الفرؽ كلها القوؿ بإمامة محمد بن الحنفية واالعتقاد بالعقائد التي زرع بذورىا : السبئية وعبد اهلل بن سبأ، الغيبة والرجعة والتناسخ وغيرىا، وفي ذلك قاؿ شاعرىم

أال إف األئمة من قريش

والة الحق أربعة سواء

علي والثالثة من بنيو

ىم األسباط ليس بهم خفاء

فسبط سبط إيماف وبر

وسبط غيبتو كربالء

وسبط ال يذؽ الموت حتى

يقود الخيل يقدمها اللواء

تغيب ال يرى فيهم زمانا

" 3"برضوى عنده عسل وماء

". 4"(الفرؽ بين الفرؽ)وقد أجاب على ىذه األبيات البغدادي في كتابو

1 .48-47 فشق اؾ١ؼخ ثخز ؿ-

2 افشق افشق ث١ 89 ب ثؼذ مبالد اإلعال١١ ؿ48 ره فشق اؾ١ؼخ ثخز ؿؼشفخاظش -

إلعفشائ١، ازجق١ش ؿ ، 1 ب ثؼذ، ا اؾ ؾشعزب ط157 ب ثؼذ، اؾس اؼ١ ؿ38ؿ

قش. ب ثؼذ ه199مذخ اث خذ ؿ3 41 ؿافشق افشق ث١ -

4 42 اظش ؿ-

147

: وقاؿ أحد الكيسانين أيضا

أال حي المقيم بشعب رضوى

وأىد لو بمنزلو السالما

أضر بمعشر والوؾ منا

وسموؾ الخليفة واإلماما

وعادوا فيك أىل األرض طرا

مقامك عنهم سبعين عاما

لقد أمسى بجانب شعب رضوى

تراجعو المالئكة الكالما

وما ذاؽ ابن خولة طعم موت

ال وارث لو أرض عظاما

وإف لو بو لمقيل صدؽ

"1"وأندية تحدثو كراما

: وأجابو البغدادي أيضا بقولو

لقد أفنيت عمرؾ بانتظار

لمن وارى التراب لو عظاما

فليس بشعب رضوى من إماـ

تراجعو المالئكة الكالما

وأشربة يعل بها الطعاما وال من عنده عسل وماء

1 51ؿ فشق اؾ١ؼخ -

148

وقد ذاؽ ابن خولة طعم موت

كما قد ذاؽ والده الحماما

ولو خلد امرؤ لعلو مجد

" 1"لعاض المصطفى أبدا وداما

والجدير بالذكر أف من الكيسانية انتقلت اإلمامة إلى بني العباس ألف بعض فرقها اعتقدت انتقاؿ اإلمامة من أبي ىاشم بن محمد بن الحنفية إلى محمد بن علي بن العباس، ومنو إلى ابنو إبراىيم، ومن إبراىيم إلى أبي العباس، ومن أبي العباس إلى أبي جعفر المنصور المؤسس للدولة

" 2"العباسية

ومن بين ىذه الفرؽ كلها اشتهرت فرقة المختار بن أبي عبيد الثقفي لما كاف لو من صولة (رجالو)وجولة باسم القصاص بدـ الحسين رضي اهلل عنو، وقد ذكر المختار ىذا، الكشي في

خالد بن يزيد العمري [حدثني]: حدثني ابن أبي علي الخزاعي قاؿ: عن محمد بن مسعود قاؿرضي اهلل عنو – أف المختار أرسل إلى علي بن الحسين : عن الحسن بن زيد عن عمر بن علي

ثم : قاؿ. بعشرين ألف دينار فقبلها وبنى بها دار عقيل بن أبي طالب ودارىم التي ىدمت– إنو بعث إليو بأربعين ألف دينار بعدما أظهر الكالـ الذي أظهره فردىا ولم يقبلها، والمختار ىو

الذي دعا الناس إلى محمد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفية وسمو الكيسانية، وىم المختارية، وكاف لقبو كيساف ولقب بكيساف لصاحب شرطتو المكنى أبا عمرة وكاف اسمو

وىو الذي – رضي اهلل عنو – وقيل إنو سمي كيساف بكيساف مولى علي بن أبي طالب . كيسافحملو على الطلب بدـ الحسين ودلو على قتلتو، وكاف صاحب سره والغالب على أمره، وكاف

أنو في دار أو موضع إال قصده وىدـ – رضي اهلل عنو – ال يبلغو عن رجل من أعداء الحسين الدار بأسرىا وقتل كل من فيها من ذي روح، وكل دار بالكوفة خراب فهي مما ىدمها، وأىل

: حتى قاؿ فيو الشاعر" دخل أبو عمرة بيتو"الكوفة يضربوف بو المثل فإذا افتقر إنساف قالوا

1 43 ؿافشق افشق ث١ -

2 .199، مذخ اث خذ ؿ69 اؾ١ؼخ ؿفشق اظش -

149

إبليس بما فيو خير من أبي عمرة

"1"يغويك ويطغيك وال يعطيك كسرة

: كما ذكره النوبختي الذي نقلنا عنو آنفا

ولقد ذكره ولهوزف أيضا بالتفصيل، ولعل الحديث عنو أطوؿ حديث في كتابو نقطع منو ىذا : الجزء لتصوير الرجل وتحليلو الذي حلل بو شخصيتو

وىذا الوصف ". الكذاب"ويوصف عادة بػ"1"الدجاؿ"، وأنو "2"كاف المختار ينعت بأنو سحار حقا إنو لم يسم نفسو . ال ألنو زعم أنو مكلف من قبل ابن الحنفية، بل ألنو تبدى على أنو نبي

وكاف يتكلم . بهذا االسم، ولكنو أتى أفعاال من شأنها أف تعطي عنو ىذه الفكرة، فكرة أنو نبيويريد أف . وكأنو جالس في الحضرة اإللهية، يعلم الغيب، ويسجع سجع الكهاف بطالقة ومهارة

يفرض شخصيتو على الناس، وأفلح في ىذا أيضا وإف كاف نجاحو لدى الخاصة والعقالء أقل فلما مني بالهزيمة . وطالما حالفو النصر اتسعت دوائر المؤمنين بو. منو لدى العامة والدىماء

في البدء كانت تذمو . وراحت الروايات تطلق سهامها على ذكراه بعد مقتلو. أدبرت عنو الدنيا. ولكنها راحت بعد ذلك في مرحلة متأخرة تنعتو بنعوت أمالىا الحقد. دوف أف تشوه صورتو

ال " دوزي"و . وىذه النعوت نفسها ىي التي تسود الصورة التي كونتها عنو األجياؿ التاليةفيقوؿ ": مقالة في تاريخ اإلسالـ"يستخدـ غيرىا لرسم الصورة التي عملها للمختار في كتابو

عنو إنو ىو الذي أمر بإطالؽ الحماـ البيض، وأنو كاف خارجيا ثم زبيريا ثم شيعيا، وأنو ابتدع ولكن ال يحق للمرء أف يجعلو . القوؿ بالبداء في اهلل كيما يبرر تقلبو ىو من مذىب إلى مذىب

الطبري " تاريخ"ولحسن الحظ كاف لنشر . معرضا للسخرية من أجل أف يفهمو على حقيقتو. الفضل في وضع حد لهذا النحو من تصوير الرجل

فال - ىل كاف المختار نبيا صادقا أو متنبئا كاذبا؟ : فإف كاف البد من اإلجابة عن السؤاؿأكاف المختار مخلصا أـ غير مخلص؟ قد يأخذ عليو المرء : مناص من تعديلو إلى ىذه الصيغة

ولكن ىذا المأخذ عينو قد يؤخذ على محمد، وعلى . أنو استعاف بالتنبؤ للوصوؿ إلى الحكم

1 117ؿسعبي اىؾ -

2 7 ط686ؿ، 13 ط730ؿ 2 اطجش ط-

150

ولكن . المرء أف يالحظ أف اإلسالـ دين سياسي وأف أي نبي مسلم البد أف يسعى إلى الحكمىو محمد )ما ىو أشد من ذلك المأخذ خطرا وأكبر وزنا ىو أنو تستر وراء شبح وناطور خيالي

فلم يكن ضميره نقيا . لم يعرؼ عن أمره شيئا ولم يشأ أيضا أف يعلم عن أمره شيئا (بن الحنفيةأف – بوصفو مسلما وشيعيا – من ىذه الناحية، ولكن الظروؼ في ذلك الحين لم تسمح لو وإف ... للمهدي المستتر" أمين"يظهر باسمو ىو الخاص، بل كاف عليو أف يخلق لنفسو مركز

والسبئية ". السبئية"المختار اتخذ نقطة ابتدائو من بدعة غريبة غامضة اختط بها المختار وىي كانت قد اتخذت اتجاىا أنشأ يسيطر على طبقات واسعة بحيث اضطرت الشيعة بوجو عاـ

. إلى اتخاذ موقف أشد حدة بإزاء اإلسالـ السني وازداد إبراز الخالفات بين الشيعة والسنةوكاف كيساف زعيما للموالي، فإف كاف في نفس الوقت زعيما " الكيسانية"والسبئية يسموف أيضا

واعتمادا على ىذا ". 1"للسبئية، فيستنتج من ىذا أف السبئية والموالي كانوا شيئا واحدا تقريبا االستنتاج مضى البعض فزعم أف التشيع كمذىب ديني إيراني األصل، ألف غالبية موالي الكوفة

كانت الشيعة في حقيقتها فرقة فارسية، وفيها يظهر أجلى ما ": "2"قاؿ دوزي. كانوا إيرانيينيظهر ذلك الفارؽ بين الجنس العربي، الذي يحب الحرية، وبين الجنس الفارسي الذي اعتاد

، ألنهم لم . الخضوع كالعبيد لقد كاف مبدأ انتخاب خليفة للنبي أمرا غير معهود وال مفهـويعرفوا غير مبدأ الوراثة في الحكم، لهذا اعتقدوا أنو ماداـ محمد لم يترؾ ولدا يرثو، فإف عليا

ومن ىنا فإف . ىو الذي كاف يجب أف يخلفو وأف الخالفة يجب أف تكوف وراثية في آؿ عليوقوي . كانوا في نظرىم مغتصبين للحكم ال تجب لهم طاعة– ما عدا عليا – جميع الخلفاء

ىذا االعتقاد عندىم كراىيتهم للحكومة وللسيطرة العربية، فكانوا في الوقت نفسو يلقوف وىم قد اعتادوا أيضا أف يروا في ملوكهم أحفادا منحدرين . بأنظارىم النهمة إلى ثروات سادتهم

" لإلماـ"فالطاعة المطلقة . من أصالب اآللهة الدنيا، فنقلوا ىذا التوقير الوثني إلى علي وذريتوكانت في نظرىم الواجب األعلى، حتى إذا ما أدى المرء ىذا الواجب، – الذي من نسل علي

استطاع بعد ذلك بغير الئمة ضمير أف يفسر سائر الواجبات والتكاليف تفسيرا رمزيا وأف فالخضوع . عندىم ىو كل شيء، إنو اهلل قد صار بشرا" اإلماـ"لقد كاف . يتجاوزىا ويتعداىا

وعلى نحو مشابو يتحدث " ذلك ىو األساس في مذىبهم– األعمى المقروف بانتهاؾ الحرمات

1 2 ط651، ؿ14ط 623 ؿ-

2 ب ١٠ب220 آفب، ؿازوس ف وزبث -

151

تحت تأثير – ، ويضيف إلى ىذا أف الفرس كانوا 327 ص1ملر في كتابو المذكور سابقا ج. أيميلوف إلى القوؿ بأف الشاىنشاه ىو تجسد لروح – األفكار الهندية قبل اإلسالـ بعهد طويل

. اهلل التي تنتقل في أصالب الملوؾ من اآلباء إلى األبناء

فهذا أمر ال سبيل إلى الشك فيو، أما كوف ىذه – أما أف آراء الشيعة كانت تالئم اإليرانيين " 1"اآلراء قد انبعثت من اإليرانيين، فليست تلك المالءمة دليال عليو

وأما عقائدىم الباقية فإنها لمبسوطة موجودة في كتب الفرؽ، ولقد ذكرنا ما فيها الكفاية وتفي ولقد طولنا الكالـ في ىذه الفئة من الشيعة وىذا الرجل ألنو ىو وطائفتو ىم تركة . بالمطلوب

السبئية الحقيقية، ومنهم أخذ باألفكار وتمسك باآلراء من جاء من الشيعة بعدىم، وعندئذ بدأ وعلى رأسهم أوالد علي . التشيع األصلي يذوب، والشيعة األولى ينقرضوف إال القليل القليل

وبنو ىاشم، وبدأت أفكار السبئية تتسرب إليهم وتتغلب عليهم، خصوصا شهادة حسين رضي اهلل عنو جعلت الموالين لعلي وأوالده، وحتى بعض الطالبيين أيضا يحسوف بالحرماف الكبير

واليأس الكثير، ويجدوف أنفسهم تواقة إلى االنتقاـ وخصوصا قلب نظاـ الحكم القائم المتهم بقتل الحسين وأىلو في كربالء، وبدأ بعض الجهلة والمغفلين ينقموف كل ما يتصل بالحكاـ

ويبغضوف كل ما يرى برأيهم وحتى العقائد والمعتقدات، فلما رأى ىؤالء أف والة األمر يعظموف أبا بكر وعمر وعثماف وبقية أصحاب النبي صلى اهلل عليو وسلم وأزواجو أمهات المؤمنين

ال ألنهم يجدوف عليهم شيئا، بل كرىا لكل ما يسمعونو . بدءوا يتبرؤوف منهم ويتكلموف فيهم: وعلى ذلك نقل الذىبي عن شيخ اإلسالـ ابن تيمية. على المنابر وفي المحاريب

وروى ابن بطة . كاف السلف متفقين على تقديم أبي بكر وعمر حتى شيعة علي رضي اهلل عنوحدثنا محمد بن حميد حدثنا جرير عن سفياف : عن شيخو المعروؼ بأبي العباس بن مسروؽ

: قدـ أبو إسحاؽ السبيعي الكوفة، قاؿ لنا شمر بن عطية: عن عبد اهلل بن زياد بن حدير قاؿخرجت من الكوفة وليس أحد يشك في : فقاؿ أبو إسحاؽ. قوموا إليو، فجلسنا إليو، فتحدثوا

فضل أبي بكر وعمر وتقديمهما، وقدمت اآلف وىم يقولوف ويقولوف، وال واهلل ما أدري ما أدركت : سمعت ليث بن أبي سليم يقوؿ: وعن ضمرة عن سعيد بن حسن قاؿ... يقولوف

1. 169 إ 165 ؿاؾ١ؼخ اخاسط -

152

وقاؿ أحمد بن حنبل حدثنا سفياف بن . الشيعة األولى وما يفضلوف على أبي بكر وعمر أحدا. حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة: عيينة عن خالد بن سلمة عن مسروؽ قاؿ

وكيف . وقد روى ذلك عن ابن مسعود... ومسروؽ من أجل تابعي الكوفة وكذلك قاؿ طاووسال تقدـ الشيعة األولى أبا بكر وعمر وقد تواتر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اهلل

وقد روي ىذا عنو من طرؽ كثيرة قيل . خير ىذه األمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر: عنو أنو قاؿالذين ىم – وقد روى البخاري عنو في صحيحو من حديث الهمدانيين . إنها تبلغ ثمانين طريقا

: أخص الناس بعلي حتى كاف يقوؿ

ولو كنت بوابا على باب جنة

لقلت لهمداف ادخلي بسالـ

فقد رواه البخاري من حديث سفياف الثوري وىو ىمداني، عن منذر وىو ىمداني عن محمد : يا أبت من خير الناس بعد رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم؟ فقاؿ: قلت ألبي: بن الحنفية قاؿ

وىذا يقولو البنو بينو . عمر: ثم من؟ قاؿ: فقلت. أبو بكر: قاؿ. ال: يا بني أو ما تعرؼ؟ فقلتوعنو أنو كاف . وقالو على المنبر. ويرويو عن أبيو خاصة. وبينو، ليس ىو مما يجوز أف يقولو تقية

" 1"ال أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إال جلدتو حد المفتري: يقوؿ

وكتب محب الدين الخطيب في الهامش ىذا نص تاريخي عظيم في تحديد تطور التشيع، فإف "أبا إسحاؽ السبيعي كاف شيخ الكوفة وعالمها، ولد في خالفة أمير المؤمنين عثماف قبل

. ، وكاف طفال في خالفة أمير المؤمنين علي127شهادتو بثالث سنين، وعمر حتى توفي سنة . رفعني أبي حتى رأيت علي بن أبي طالب يخطب أبيض الرأس واللحية: وىو يقوؿ عن نفسو

ولو عرفنا متى فارؽ الكوفة ثم عاد فزارىا لتوصلنا إلى معرفة الزمن الذي كاف فيو شيعة الكوفة علويين يروف ما يراه إمامهم من تفضيل أبي بكر وعمر، ومتى أخذوا يفارقوف عليا ويخالفونو

فيما كاف يؤمن بو ويعلنو على منبر الكوفة من أفضلية أخويو صاحبي رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو ومن العجيب أف الخوارج واإلباضية . وسلم ووزيريو وخليفتيو على أمتو في أتقى وأطهر أزمانها

ثبتوا على عقيدتهم األولى في أبي بكر وعمر كما كانوا عليو مع علي إلى مدة الحكم، والشيعة

1. امبشح ثزؾم١ك اغ١ذ ؾ اذ٠ اخط١ت. ه361، 360 ؿزج ازم -

153

نقضوا ىذه العقيدة وعصوا فيها إمامهم بعد القرف األوؿ، أي في أواخر حياة أبي إسحاؽ ". 1"السبيعي

ىذا وبلغ األمر بعد تطور الشيعة إلى حد أنهم بدءوا ينكروف المسلمات واألسس التي عليها فقط ألف الحكاـ يتمسكوف بها . يقـو المذىب اإلسالمي الحنيف والشريعة السماوية السمحاء

ويعتقدونها، مثل القرآف، الكتاب الذي ال يأتيو الباطل من بين يديو وال من خلفو، وسنة رسوؿ " 2"اهلل التي جعلها اهلل بيانا لهذا القرآف

ثم وبعد شهادة الحسين رضي اهلل عنو كثرت الخزعبالت والخرافات في الشيعة حتى إف المخلصين من األشراؼ ومن الشيعة األولى حاولوا إقامة السد في طريق ىذه السخافات ومنع

الناس عن اعتناقها ولكنهم فشلوا في ذلك، ثم اضطروا إلى التباعد عنها وعن التشيع بعدما قنطوا ويئسوا من رجوع القـو إلى الحق وانتهائهم عن الغي والضالالت، فهذا ىو ابن األشتر

إبراىيم يذكره ولهوزف ضمن تسلط المختار على الشيعة وامتناع إبراىيم عن االنضماـ إليو : حيث يقوؿ

فكاف على المختار أف يكسب رجال آخر في الكوفة نفسها ال يستطيع من دونو أف يلقى ىذا الرجل ىو إبراىيم بن األشتر زعيم قبلة النخع . رؤساء الشيعة نجاحا ضد األشراؼ والوالي

وكاف بارعا ماكرا مستقل الرأي، وكاف كأبيو مخلصا لعلي، وكاف على اتصاؿ بابن . من مذحجلم يشأ . ولكنو لم يكن يؤمن بالتشيع على الصورة التي استحاؿ إليها في ذلك العهد. الحنفية

ولم تفلح . االنضماـ إلى سليماف بن صرد كما لم يرغب في أف يعرؼ شيئا عن المختاروأخيرا وصلو كتاب يطلب فيو ابن الحنفية نفسو منو أف يعترؼ . المحاوالت في اكتسابو

ولكنو تضايق من كوف ابن الحنفية يلقب نفسو في ىذا الكتاب بلقب . بالمختار بن أبي عبيدولكن الذين قدموا . وىو أمر لم يعهد منو، فحاؾ في صدره الشك في صحتو" المهدي"

عامر بن : بالكتاب، والمختار نفسو أكدوا صحة الكتاب، إال اثنين لفتا نظره بتحفظهم، وىمافانتحى بعامر ناحية وسألو ىل . وأبوه شراحيل. شراحيل الشعبي الراوي الفقيو المحدث الكبير

-1 361، 360 ابؼ ؿزجازم

2 .إ١ب أساد ؼشفخ ره ف١شعغ (اؾ١ؼخ اغخ) (اؾ١ؼخ امشآ) ف وزبثب زا مذ فقب امي ف -

154

سادة "معاذ اهلل فإنهم : فقاؿ عامر الشعبي. يشك في أمانة ىؤالء الشهود على صحة الكتاب". 1!"القراء ومشيخة المصر وفرساف العرب وال أرى مثل ىؤالء يقولوف إال حقا

فلما اطمأف قلبو بهذا . فسألو ابن األشتر أف يكتب لو أسماءىم وكتب محضرا صوريا بما وقع". 2"امتثل لما ورد في الكتاب ووضع نفسو في خدمة المختار بن أبي عبيد

ولما تقلب المختار وبدأ يظهر ما كاف يكنو من األفكار السبئية من عداوة السلف الصالح : والطعن في أصحاب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم

أخذوا يعتبوف على المختار أنو تأمر عليهم بغير رضى منهم وال بإذف من ابن الحنفية وأنو "". 3"البراءة من أسالفهم الصالحين (ببدع ابتدعها في اإلسالـ)أظهر ىو وسبئيتو

واحتل ىؤالء األشراؼ المراكز الرئيسية في الكوفة وحصروا المختار في القصر والمسجد "وحتى يفسد عليهم تدبيرىم اقترح عليهم أف يبعثوا من . وقطعوا االتصاؿ بينو وبين الخارج

قبلهم وفدا إلى ابن الحنفية ويرسل ىو من قبلو وفدا إليو لسؤالو في تأييد ابن الحنفية لو، " . 4"ولكن لم ينجح في ىذا التدبير

فالشيعة العرب من الجيل القديم . كاف المختار في الذروة، وكاف أيضا أماـ الهاوية: "ويقوؿ". 5"كانوا ال يثقوف بو حتى اعتزلوه جانبا

وىذا القدر يكفي لبياف الصراع الذي حدث بين الشيعة في التطور والتغير من المنهج األوؿ القديم، وبدأ الشيعة أكثرىم يعتقدوف بمثل ىذه الخرافات والسخافات عن الحمامات البيض

. بأنها مالئكة، وعن الكرسي المقدس والنبوءات وأخبار الغيب

: ثم حصلت التفرقة في الشيعة مرة ثانية بعد قتل المختار

1 2/612 اطجش -

-2 148، 147 ؿاؾ١ؼخاخاسط

3 155 ؿاؾ١ؼخ اخاسط -

4 .156اخاسط اؾ١ؼخ ؿ-

5 159اخاسط اؾ١ؼخ ؿ-

155

ففرقة قالت بإمامة علي بن الحسين، وكاف يكنى بأبي محمد ويكنى بأبي بكر وىي كنيتو الغالبة عليو فلم تزؿ مقيمة على إمامتو حتى توفي بالمدينة في المحـر في أوؿ سنة أربع وتسعين وىو

ابن خمس وخمسين سنة، وكاف مولده في سنة ثماف وثالثين وأمو أـ ولد يقاؿ لها سالفة وكانت تسمى قبل أف تسبى جهانشاه وىي ابنة يزدجرد بن شهريار بن كسرى ابرويز بن ىرمز

. وكاف يزدجرد آخر ملوؾ فارس

قالت انقطعت اإلمامة بعد الحسين إنما كانوا ثالثة أئمة مسمين بأسمائهم استخلفهم (وفرقة)رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وأوصى إليهم وجعلهم حججا على الناس وقوما بعده واحدا

. بعد واحد فلم يثبتوا إمامة ألحد بعدىم

قالت إف اإلمامة صارت بعد مضي الحسين في ولد الحسن والحسين فهي فيهم "(وفرقة)خاصة دوف سائر ولد علي بن أبي طالب وىم كلهم فيها شرع سواء من قاـ منهم ودعا لنفسو فهو اإلماـ المفروض الطاعة بمنزلة علي بن أبي طالب واجبة إمامتو من اهلل عز وجل على أىل بيتو وسائر الناس كلهم فمن تخلف عنو في قيامو ودعائو إلى نفسو من جميع الخلق فهو ىالك

كافر ومن ادعى منهم اإلمامة وىو قاعد في بيتو مرخى عليو ستره فهو كافر مشرؾ وكل من ". 1"اتبعو على ذلك وكل من قاؿ بإمامتو

. وفرؽ أخرى كثيرة، منها من قالت بإمامة أبناء الحسن ومن قالت بغيره

ومنهم من ذىب إلى إثبات النبوة بعد النبي صلى اهلل عليو وسلم لغيره، ومنهم من أوجب : اإللهية لغير اهلل عز وجل كما ذكرىم ابن حـز في فصلو

فالطائفة التي أوجبت النبوة بعد النبي صلى اهلل عليو وسلم فرؽ، فمنهم الغرابية وقولهم أف محمدا صلى اهلل عليو وسلم أشبو بعلي من الغراب بالغراب، وأف اهلل عز وجل بعث جبريل

وفرقة قالت بنبوة علي، وفرقة قالت بأف .. عليو السالـ بالوحي إلى علي، فغلط جبريل بمحمدعلي بن أبي طالب والحسن والحسين رضي اهلل عنهم وعلي بن الحسين ومحمد بن علي

1 74فشق اؾ١ؼخ ثخز اؾ١ؼ ؿ-

156

وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي والحسن بن محمد . والمنتظر ابن الحسن أنبياء كلهم

. وفرقة قالت بنبوة محمد بن إسماعيل بن جعفر فقط وىم طائفة من القرامطة

وىم طائفة من . وفرقة قالت بنبوة علي وبنيو الثالثة الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية فقطالنبوة لنفسو وسجع أسجاعا وأنذر بالغيوب عن [ادعاء ]الكيسانية وقد حاـ المختار حوؿ

. اهلل تعالى واتبعو على ذلك طوائف من الشيعة الملعونة وقاؿ بإمامة محمد بن الحنفية

وقالت فرقة منهم بنبوة منصور العجلي وىو الملقب ... وفرقة قالت بنبوة المغيرة بن سعيد {...وإف يروا كسفا من السماء ساقطا}: بالكسف، وكاف يقاؿ إنو المراد بقوؿ اهلل عز وجل

والقسم الثاني الذين يقولوف باإللهية لغير اهلل عز وجل فأولهم قـو من أصحاب عبد اهلل بن سبأ الحميري لعنو اهلل أتوا إلى علي بن أبي طالب فقالوا مشافهة أنت ىو فقاؿ لهم ومن ىو قالوا أنت اهلل فاستعظم األمر وأمر بنار فأججت وأحرقهم بالنار فجعلوا يقولوف وىم يرموف في النار

: اآلف صح عندنا أنو اهلل ألنو ال يعذب بالنار إال اهلل وفي ذلك يقوؿ رضي اهلل عنو

لما رأيت األمر أمرا منكرا

أججت نارا ودعوت قنبرا

يريد قنبرا مواله وىو الذي تولى طرحهم في النار نعوذ باهلل من أف نفتتن بمخلوؽ أو يفتتن بنا مخلوؽ فيما جل أو دؽ فإف محنة أبي الحسن رضي اهلل عنو من بين أصحابو رضي اهلل عنهم كمحنة عيسى صلى اهلل عليو وسلم بين أصحابو من الرسل عليهم السالـ وىذه الفرقة باقية إلى اليـو فاشية عظيمة العدد يسموف العليانية منهم كاف إسحاؽ بن محمد النخعي األحمر

الكوفي وكاف من متكلميهم ولو في ذلك كتاب سماه الصراط نقض عليو البهنكي والفياض لما ذكرنا، ويقولوف أف محمدا رسوؿ علي، وقالت طائفة من الشيعة يعرفوف بالمحمدية أف محمدا

وفرقة قالت بإالىية آدـ عليو السالـ والنبيين ... عليو السالـ ىو اهلل، تعالى اهلل عن كفرىمبعده نبيا نبيا إلى محمد عليو السالـ ثم بإالىية علي ثم بإالىية الحسن ثم الحسين ثم محمد

بن علي ثم جعفر بن محمد ووقفوا ىاىنا وأعلنت الخطابية بذلك نهارا بالكوفة في والية

157

عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد اهلل بن العباس فخرجوا صدر النهار في جموع لبيك جعفر قاؿ ابن عياش ! عظيمة في ازرواردية محرمين ينادوف بأعلى أصواتهم لبيك جعفر

وغيره كأني أنظر إليهم يومئذ فخرج إليهم عيسى بن موسى فقاتلوه فقتلهم واصطلمهم، ثم زادت فرقة على ما ذكرنا فقالت بإالىية محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد وىم القرامطة وفيهم من قاؿ بإالىية أبي سعيد الحسن بن بهراـ الجبائي وأبنائو بعده، ومنهم من قاؿ بإالىية

أبي القاسم النجار القائم باليمن في بالد ىمداف المسمى بالمنصور، وقالت طائفة منهم بإالىية عبيد اهلل ثم الوالة من ولده إلى يومنا ىذا، وقالت طائفة بإالىية أبي الخطاب محمد بن أبي زينب مولى بني أسد بالكوفة وكثر عددىم بها حتى تجاوزوا األلوؼ وقالوا ىو إلو وجعفر بن محمد إلو إال أف أبا الخطاب أكبر منو وكانوا يقولوف جميع أوالد الحسن أبناء اهلل وأحباؤه

وكانوا يقولوف أنهم ال يموتوف ولكنهم يرفعوف إلى السماء وأشبو على الناس بهذا الشيخ الذي تروف، ثم قالت طائفة منهم بإالىية معمر بائع الحنطة بالكوفة وعبدوه كاف من أصحاب أبي

الخطاب لعنهم اهلل أجمعين، وقالت طائفة بإالىية الحسن بن منصور حالج القطن المصلوب ببغداد بسعي الوزير ابن حامد بن العباس رحمو اهلل أياـ المقتدر، وقالت طائفة بإالىية محمد

بن علي ابن الشلمغاني الكاتب المقتوؿ ببغداد أياـ الراضي وكاف أمر أصحابو أف يفسق األرفع قدرا منهم بو ليولج فيو النور كل ىذه الفرؽ ترى االشتراؾ في النساء، وقالت طائفة منهم

بإالىية شباش المغيم في وقتنا ىذا حيا بالبصرة، وقالت طائفة منهم بإالىية أبي مسلم السراج ثم قالت طائفة من ىؤالء بإالىية المقنع األعور القصار القائم بثار أبي مسلم واسم ىذا القصار ىاشم وقتل لعنو اهلل أياـ المنصور وأعلنوا بذلك فخرج المنصور فقتلهم وأفناىم إلى لعنة اهلل،

وقالت الرنودية بإالىية أبي جعفر المنصور، وقالت طائفة منهم بإالىية عبد اهلل بن الخرب الكندي الكوفي وعبدوه وكاف يقوؿ بتناسخ األرواح وفرض عليهم تسعة عشر صالة في اليـو

والليلة في كل صالة خمسة عشر ركعة إلى أف ناظره رجل من متكلمي الصفرية وأوضح لو براىين الدين فأسلم وصح إسالمو وتبرأ من كل ما كاف عليو وأعلم أصحابو بذلك وأظهر التوبة فتبرأ منو جميع أصحابو الذين كانوا يعبدونو ويقولوف بإالىيتو ولعنوه وفارقوه ورجعوا كلهم إلى القوؿ بإمامة عبد اهلل بن معاوية بن عبد اهلل بن جعفر بن أبي طالب وبقي عبد اهلل بن الخرب

على اإلسالـ وعلى مذىب الصفرية إلى أف مات وطائفتو إلى اليـو تعرؼ بالحزبية ومن السبابية القائلين بإلهية علي، وطائفة تدعي النصرية وقد غلبوا في وقتنا ىذا على جند األردف والشاـ

158

وعلى مدينة طبرية خاصة ومن قولهم لعن فاطمة بنت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ولعن الحسن والحسين ابني علي رضي اهلل عنهم وسبهم بأقذع السب وقذفهم بكل بلية والقطع

بأنها وابنيها رضي اهلل عنهم ولعن مبغضيهم شياطين تصوروا في صورة اإلنساف وقولهم في عبد الرحمن بن ملجم المرادي قاتل علي رضي اهلل عنو عن علي ولعنة اهلل على ابن ملجم فيقوؿ ىؤالء أف عبد الرحمن بن ملجم المرادي أفضل أىل األرض وأكرمهم في اآلخرة ألنو خلص روح الالىوت مما كاف يتشبث فيو من ظلمة الجسد وكدرة فأعجبوا لهذا الجنوف واسألوا اهلل

العافية من بالء الدنيا واآلخرة فهي بيده ال بيد أحد سواه جعل اهلل حظنا منها األوفى، واعلموا أف كل من كفر ىذه الكفرات الفاحشة ممن ينتمي إلى اإلسالـ فإنما عنصرىم الشيعة والصوفية

فإف من الصوفية من يقوؿ إف من عرؼ اهلل تعالى سقطت عنو الشرائع، وزاد بعضهم واتصل باهلل تعالى، وبلغنا أف بنيسابور اليـو في عصرنا ىذا رجال يكنى أبا سعيد أبا الخير ىكذا معا من

الصوفية مرة يلبس الصوؼ ومرة يلبس الحرير المحـر على الرجاؿ ومرة يصلي في اليـو ألف " . 1"ركعة ومرة ال يصلي ال فريضة وال نافلة وىذا كفر محض ونعوذ باهلل من الضالؿ

وقد ذكر ىذه الفرؽ جلها كل من األشعري والبغدادي والملطي واإلسفرائيني وغيرىم من . األعالـ

وجل ىذه الفرؽ حدثت بعد قتل الحسين رضي اهلل عنو وفي أياـ علي بن الحسين الملقب . بزين العابدين

الشيعة بعد علي بن الحسين

توفي علي بن الحسين وىو على والء كامل ووفاء تاـ لحكاـ بني أمية وخلفائو حتى إنو تجنب " 2"مساعدة ومناصرة كل من قاـ ضدىم في المدينة أو في مكة

1 . ب ثؼذ183 اؾ الث ؽض ؿاألاء افق ف ا -

2. اظش زه وزت ازبس٠خ ؾ١ؼخ اغخ -

159

الزيػػػػػػدية

وخلف علي بن ا٢بسب أوالدأ كثبين ، منهم ٧بمد ا٤بكب بأيب جعغر الباقر وزيد وعمر وغبىم ، فاختلف الشيعة ب أمر ٧بمد بن علي وزيد بن علي ، فقـو إتبعوا ٧بمدا ، وقـو منهم زيدا كما ذكر

: ا٤بؤرخ الشيعي إف الزيػديػة قالػوا بإمامة علي ب ابنو ا٢بسن ب أخيو ا٢بسيػن ب ابنو زين العابػدين ، ب ابنو زيد بن علي

. ، وىو صاحب ىذا ا٤بذىب ، وخرج بالكوفة داعيا إىل اإلمامة ، فػقتل وصػلب بالكناسة وقاؿ الزبدية بإمامة ابنو بب من بعده ، فمضى إىل خراساف وقتل با١بوزجاف بعد أف أوصى إىل ٧بمد

. بن عبداهلل بن حسن بن ا٢بسن السبط فخرج با٢بجاز فػقتل ، وعهد إىل أخيو إبراىيم ، فقاـ بالبصرة ومعو عيسى بن زيد ، فوجو إليهم

وذىب آخروف من الزيدية ، إىل أف اإلماـ بعد بب ىو .... ا٤بنصور عساكره ، فقتػل إبراىيم وعيسى أخوه عيسى ، ونقػلوا اإلمامة ب عقبو ، وقاؿ آخروف منهم أف اإلماـ بعد ٧بمد بن عبداهلل ىو أخوه

. إدريس الذي فر إىل ا٤بغػرب ومات ىناؾ ، وقاـ بأمره ابنو إدريس واختط مدينة فاس . وكاف عقبو ملوؾ ا٤بغرب ، وكاف منهم الداعي الذي ملك طربستاف ، وأخوه ٧بمد

. 1ب قاـ هبذه الدعوة ب الديلم ، الناصر األطروش منهم ، وأسلموا على يده: وأما النوبب فكتب

. الزيدية ، األقوياء منهم والضعفاء فأما الضعفاء منهم فسموا العجلية ، وىم أصحاب ىاروف سعيد العجلي ، وفرقة منهم يسموف الببية ، وىم أصحاب كثب النواء وا٢بسن بن صاحل بن حي وسامل بن أيب حفصة وا٢بكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل وأيب ا٤بقداـ ثابت ا٢بداد ، وىم الذين دعوا الناس إىل والية علي عليو السبلـ ، ب خلطوىا بوالية أيب بكر وعمر ، فهم عند العامة أفضل ىذه األصناؼ ، وذلك أهنم يفضلوف عليا ، ويثبتوف إمامة أيب بكر ، وينتقصوف عثماف وطلحة والزبب ، ويروف ا٣بروج مع كل ولد علي عليو السبلـ ،

يذىبوف ب ذلك إىل األمر با٤بعروؼ والنهي عن ا٤بنكر ، ويثبتوف ٤بن خرج من ولد علي اإلمامة عند خروجو ، وال يقصدوف ب اإلمامة قصد رجل بعينو حب ٱبرج ، كل ولد علي عندىم على السواء ،

. من أي بطن كاف

.34ؿ .، ض ره ف ؽ١ؼخ داس عال فبسع ؾذ ؽغ١ اطجبهجبئ ه ل72 ،71 ،70 اؾ١ؼخ ف ازبس٠خ ؾذ ؽغ١ اض٠ ؿ 1

160

)وأصحاب (أيب خالد الواسطي )وأصحاب (أيب ا١بارود )وأما األقوياء منهم فمنهم أصحاب " . منصور بن أيب األسود "و (فضيل الرساف

من دعا إىل اهلل عز وجل من آؿ ٧بمد ، : فإهنم يقولوف (ا٢بسينية )الذين يدعوف (الزيدية )وأما إماما ب وقت ما دعا الناس وأظهر أمره ، ب كاف (علي بن أيب طالب )وكاف . فهو مفبض الطاعة

إماما عند خروجو وقبل ذلك إذا كاف ٦بانبا ٤بعاوية ويزيد بن معاوية حب قتل ، ب " ا٢بسب " بعد ب بب بن زيد بن علي ا٤بقتوؿ براساف . زيد بن علي بن ا٢بسب ا٤بقتوؿ ب الكوفة ، أمو أـ ولد

وأمو ريطة بنت أيب ىاشم عبداهلل بن ٧بمد بن ا٢بنفية ، ب ابنو اآلخر عيسى بن زيد بن علي ، وأمو أـ ولد ، ب ٧بمد بن عبداهلل بن ا٢بسن وأمو ىند بنت أيب عبيدة بن عبداهلل بن زمعة بن األسود بن

ا٤بطلب بن أسد بن العزي بن قصي ، ب من دعا إىل طاعة اهلل من آؿ ٧بمد صلى اهلل عليو وآلو فهو . 1" إماـ

: ولقد ذكر الشهرستاين عند ذكر فرؽ الشيعة واختبلفهم ب اآلراء

الزيدية ، أتباع زيد بن علي بن ا٢بسب بن علي عليو السبلـ ، ساقوا اإلمامة ب أوالد فاطمة عليها السبلـ ومل ٯبوزوا ثبوت اإلمامة ب غبىم ، إال أهنم جوزوا أف يكوف كل فاطمي عامل زاىد شجاع

سخي خرج باإلمامة يكوف إماما واجب الطاعة ، سواء كاف من أوالد ا٢بسن أو من أوالد ا٢بسب ، وعن ىذا قالت طائفة منهم بإمامة ٧بمد وإبراىيم اإلمامب ابب عبداهلل بن ا٢بسن بن ا٢بسب الذين

. خرجا ب أياـ ا٤بنصور ، وقتبل على ذلك . وجوزوا خروج إمامب ب قطرين يستجمعاف ىذه ا٣بصاؿ ، ويكوف كل واحد منهما واجب الطاعة

وزيد بن علي ٤با كاف مذىبو ىذا ا٤بذىب ، أراد أف بصل على األصوؿ والفروع حب يتحلى بالعلم ، فتتلمذ ب األصوؿ واصل بن عطاء الغزاؿ رأس ا٤بعتزلة ، مع اعتقاد واصل بأف جده علي بن أيب

طالب ب حروبو الب جرت بينو وبب أصحاب ا١بمل وأصحاب الشاـ ، ما كاف على يقب من . الصواب ، وأف أحد الفريقب منهما كاف على خطأ ال بعينو

. فاقتبس منو االعتزاؿ ، وصارت أصحابو كلها معتزلة كاف علي بن أيب طالب أفضل : وكاف من مذىبو جواز إمامو ا٤بفضوؿ مع قياـ األفضل ، فقاؿ

الصحابة ، إال أف ا٣ببلفة فوضت إىل أيب بكر ٤بصلحة رأوىا ، وقاعدة دينية راعوىا من تسكب ثائرة

80 إ 77فشق اؾ١ؼخ ثخز ؿ 1

161

الفتنة ، وتطييب قلوب العامة ، فإف عهد ا٢بروب الب جرت ب أياـ النبوة كاف قريبا ، وسيف أمب ا٤بؤمنب علي عليو السبلـ عن دماء ا٤بشركب من قريش مل ٯبف بعد ، والضغائن ب صدور القـو من

طلب الثأر كما ىي ، فما كانت القلوب بيل إليو كل ا٤بيل وال تنقاد لو الرقاب كل االنقياد ، وكانت ا٤بصلحة أف يكوف القياـ هبذا الشأف من عرفوه باللب والتودد ، والتقدـ بالسن ، والسبق ب اإلسبلـ

. ، والقرب من رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم أال ترى أنو ٤با أراد ب مرضو الذي مات فيو تقليد األمر عمر بن ا٣بطاب رضي اهلل عنو ، زعق الناس

لقد وليت علينا فظا غليظا ، فما كانوا يرضوف بأمب ا٤بؤمنب عمر لشدة وصبلبة وغلظة لو ب : وقالوا . الدين ، وفظاظة على األعداء ، حب سكنهم أبو بكر رضي اهلل عنو

وكذلك ٯبوز أف يكوف ا٤بفضوؿ إماما واألفضل قائم ، فبجع إليو ب األحكاـ ، وبكم بكمو ب و٤با ٠بعت شيعة أىل الكوفة ىذه ا٤بقالة منو ، وعرفوا أنو ال يتربأ من الشيخب ، رفضوه ، . القضايا

وجرت بينو وبب أخيو ٧بمد الباقر مناظرة ال من ىذا الوجو ، . حب أتى قدره عليو ، فسميت رافضة بل من حيث كاف يتلمذ لواصل بن عطاء ، ويقتبس العلم ٩بن ٯبوز ا٣بطاء على جده ب قتاؿ

ومن حيث إنو . الناكثب والقاسطب ، ومن يتكلم ب القدر على غب ما ذىب إليو أىل البيت على قضية مذىبك والدؾ ليس بإماـ : حب قاؿ لو يوما . يشبط ا٣بروج شرطا ب كوف األماـ إماما . ، ألنو مل ٱبرج قط ، وال تعرض للخروج

فزيد بن علي قتل ... و٤با قتل زيد بن علي ، قاـ باإلمامة بعده بب بن زيد ، ومضى إىل خراساف

بكناسة الكوفة ، قتلو ىشاـ بن عبدا٤بلك ، وبب بن زيد قتل ب خراساف ، قتلو أمبىا ، و٧بمد ومل . األماـ قتلو با٤بدينة عيسى بن ماىاف ، وإبراىيم اإلماـ قتل بالبصرة ، أمر بقتلهما ا٤بنصور

ينتظم أمر الزيدية بعد ذلك حب ظهر براساف ناصر األطروش ، فطلب مكانو ليقتل ، فاختفى واعتزؿ إىل ببلد الديلم ، وا١ببل مل يتحلوا بدين اإلسبلـ بعػد ، فدعى الناس دعوة اإلسبلـ على

. مذىب زيد بن علي ، فدانوا بذلك ، ونشأوا عليو وبقيت الزيدية ب تلك الببلد ظاىرين ، وكاف ٱبرج واحد بعد واحد من األئمة ، ويلي أمرىم ،

وخالفوا بب أعمامهم من ا٤بوسوية ب مسائل األصوؿ ، ومالت أكثر الزيدية بعد ذلك عن القوؿ : بإمامة ا٤بفضوؿ ، وطعنت ب الصحابة طعن اإلمامية ، وىم أصناؼ ثبلثة . جارودية و سليمانية و ببية ، والصا٢بية منهم والببية على مذىب واحد

162

ا١بارودية ، أصحاب أيب ا١بارود ، زعموا أف النيب صلى اهلل عليو وسلم نص على علي عليو السبلـ

بالوصف دوف التسمية ، واإلماـ بعده علي ، والناس قصروا ، مل يتعرفوا الوصف ومل يطلبوا ا٤بوصوؼ وقد خالف أبو ا١بارود ب ىذه ا٤بقالة ، إمامو زيد . ، وإ٭با نصبوا أبا بكر باختيارىم ، فكفروا بذلك

. ين علي ، فإنو مل يعتقد هبذا االعتقاد

واختلف ا١بارودية ب التوقف والسوؽ ، فساؽ بعضهم اإلمامة من علي إىل ا٢بسن ب إىل ا٢بسب ب إىل علي بن ا٢بسب زين العابدين ، ب إىل زيد بن علي ، ب منو إىل اإلماـ ٧بمد بن عبداهلل بن

إنو مل يقتل وىو : والذين قالوا بإمامة ٧بمد اإلماـ إختلفوا ، فمنهم من قاؿ ... ا٢بسن بن ا٢بسب بعد حي ، وسيخرج فيمؤل األرض عدال ، ومنهم من أقر بوتو وساؽ اإلمامة إىل ٧بمد بن القاسم

وقد أسر ب أياـ ا٤بعتصم ، وبل إليو ، فحبسو . بن علي بن ا٢بسب بن علي بن صاحب الطالقاف . ب داره حب مات

ومنهم من قاؿ بإمامة بب بن عمر صاحب الكوفة ، فخرج ودعا الناس ، واجتمع عليو خلق كثب ، : وقتل ب أياـ ا٤بستعب ، وبل رأسو إىل ٧بمد بن عبداهلل بن ظاىر ، حب قاؿ فيو بعض العلوية

وجئػتػك استلينك في الكالـ ××× قػتلت أعػز من ركب المطايا

وفػيػمػا بػيػنػنا حػد الحػساـ ××× وعػػػز عػلي أف ألػقػػػػاؾ إال

. وىو بب بن عمر بن بب بن ا٢بسب زيد بن علي

٠باه بذلك أبو جعفر ٧بمد بن علي الباقر رضي اهلل عنو . وأما أبو ا١بارود ، فكاف يسمى سرحوب . 1" وسرحوب ، شيطاف أعمى يسكن البحر .

: وذكر القاضي النعماف الزيدية ب أرجوزتو بقولو مقالة مل تػك با٤برضية ××× وقالت الطائفة الزيدية

، افشق ث١ افشق 179 بثؼذ ، مذخ إث خذ ؿ28 ؿ1 بثؼذ ، ض ره ف مبالد االعال١١ ط207 ؿ1ا اؾ ط 1

. بثؼذ 127 ، مبر اطبج١١ ألففب اؾ١ؼ ؿ179 ؿ4 ، افق ط 32 ، ازجق١ش ؿ 29ؿ

163

نسل ا٢بسب بن علي وا٢بسن ××× بأف كل قائم يقـو من فهو اإلماـ دوف من مل يقػم ××× بسيفو يدعو إىل التقدـ

مستبا قد انزوى ب بيتو ××× منهم ومن كل إمرئ ب وقتو من الدعاوي ، وإليو نسبوا ××× واتبعوا زيدا على ما رتبوا مع ا٢بسب ، حب قاـ وحده ××× حب إذا قػػتػل قامػوا بعػده ب تػػولػوا بعػده ٧بػمػدا ××× واتبعوا بب بن زيد إذ بدا

وكلهم ظل قتيبل مرهتن ××× أعب ابن عبداهلل من نسل حسن ومن يقـو بعدىم لؤلمة ××× فهؤالء عندىم أئمة

. 1كسائر األمة بالسوية ××× وكل من سواىم الرعية

الكوفة الب . وقبل أف ننتهي من الكبلـ فيهم ، نريد أف نذكر شيعة الكوفة ، وجبنهم وباذ٥بم القدن : وضعوا فيها روايات ٨بتلقة كثبة عن علي رضي اهلل عنو أنو قاؿ

كأين بك يا كوفة بدين مد األدن العكاظي ، تعركب بالنوازؿ ، وتركبب بالزالزؿ ، وإين ألعلم أنو " . 2" ما أراد بك جبار سوء إال ابتبله اهلل بشاغل ، أو رماه بقاتل

: وقاؿ : وقولو عليو السبلـ . أنو بشر من ظهورىا يـو القيامة سبعوف ألفا ، وجوىهم على صورة القمر

. ىذه مدينتنا و٧بلتنا ، ومقر شيعتنا . اللهم اـر من رماىا ، وعاد من عاداىا : وقوؿ جعفر بن ٧بمد عليو السبلـ

. 3" تربة ببنا و٫ببها : وقولو عليو السبلـ

نذكر ب ىذه الكوفة ، عبارتب عن إمامي الشيعة الكبار ، فإف ا٤بسعودي روى أف زيد بن علي بن : ا٢بسب الذي استشهد ب سنة إحدى وعشرين ومائة ، أو إثنتب وعشرين ومائة

. وذا – ه زش٠بي 214األسعصح اخزبسح مبم اؼب ؿ 1 . 197 ؿ3 ؽشػ ظ اجالغخ الث أث اؾذ٠ذ ط 2 . 198 أ٠نب ؿ 3

164

شاور أخاه أبا جعفر بن علي إبن ا٢بسب بن علي ، فأشار عليو بأف ال يركن إىل أىل الكوفة ، إذ " هبا قتل جدؾ علي ، وهبا طعن عمك ا٢بسن ، وهبا قتل أبوؾ : كانوا أىل غدر ومكر ، وقاؿ لو

. 1" وأعما٥با شتمنا أىل البيت ،ا٢بسب : وأما الثاين ، فهو ا٤بفيد يكتب وىو يذكر زيد بن علي

فلما وصل إىل الكوفة ، إجتمع إليو أىلها ، فلم يزالوا بو . إنو مل يكره قـو قط حد السيف إال ذلوا حب بايعوه على ا٢برب ، ب نقضوا وأسلموه فقتل ، وصلب بينهم أربع سنب ال ينكر أحد منهم وال

2" عينوه بيد ولساف ي. وىؤالء كانوا ىم 3ىذا كاف أمر الزيدية

وىناؾ فرؽ أخرى افبقوا وتفرعوا إىل فرؽ وفروع أخرى غب الزيدية ، مثل الذين قالوا بإمامة عبداهلل

بن ٧بمد بن عبداهلل بن حسن ا٤بثب بن علي بن أيب طالب ا٤بقتوؿ هبا ، وزعموا أنو القائم وأنو اإلماـ ا٤بهدي وأنو قتل ، وقالوا إنو حي مل ٲبت مقيم ببل يقاؿ لو العلمية ، "

وىو ا١ببل الذي ب طريق مكة و٪بد ، ا٢باجز عن يسار الطريق وأنت ذاىب إىل مكة ، وىو ا١ببل القائم ا٤بهدي : الكبب ، وىو عنده مقيم فيو حب ٱبرج ، ألف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو قاؿ

. إ٠بو إ٠بي ، واسم أبيو إسم أيب ٧بمد بن عبداهلل )خرج بالبصرة ، ودعا إىل إمامة أخيو (إبراىيم بن عبداهلل بن ا٢بسن ) وكاف أخوه

ا٤بغبة بن ) وكاف . واشتدت شوكتو ، فبعث إليو ا٤بنصور با٣بيل ، فػقػتل بعد حروب كانت بينهػم (قاؿ هبذا القوؿ ٤با توب أبو جعفر ٧بمد بن علي ، وأظهر ا٤بقالة بذلك ، فربئت منو الشيعة (سعد

عليهما السبلـ ، ورفضوه ، فزعم أهنم رافضة وأنو ىو الذي (أيب عبداهلل جعفر بن ٧بمد )أصحاب ٠باىم هبذا االسم ، ونصب أصحاب ا٤بغبة إماما ، وزعم أف ا٢بسب بن علي أوصى إليو ب أوصى

إليو علي بن ا٢بسب ، ب زعم أف أبا جعفر ٧بمد بن علي عليو السبلـ وعلى آبائو السبلـ أوصى إليو . ، فهو اإلماـ إىل أف ٱبرج ا٤بهدي

وأنكروا إمامة أيب عبداهلل جعفر بن ٧بمد عليو السبلـ ، وقالوا ال إمامة ب بب علي بن أيب طالب بعد )إىل خروج ا٤بهدي ، وىو عندىم (ا٤بغبة بن سعيد )أيب جعفر ٧بمد بن علي ، وأف اإلمامة ب

. 206 ؿ3 شط ازت ط 1 .269 اإلسؽبد اف١ذ ؿ 2. مذ اخزقشب امي ف اض٠ذ٠خ مقذب افذاس وزبة غزم إ ؽبء هللا 3

165

، ( ا٤بغبية ) وىو حي مل ٲبت ومل يػقػتػل ، فسموا ىؤالء (٧بمد بن عبداهلل بن ا٢بسن بن ا٢بسن ب ترقى األمر با٤بغبة ، إىل أف زعم أنو . بإسم ا٤بغبة بن سعيد ، موىل خالد بن عبداهلل القسري

فأخذه خالد بن عبداهلل القسري فسألو عن ذلك . رسوؿ نيب ، وأف جربئيل يأتيو بالوحي من عند اهلل ، فأقر بو ، ودعا خالدا إليو ، فاستتابو خالد ، فأىب أف يرجع عن قولو ، فقتلو وصلبو ، وكاف يدعي

. 1"أنو بيي ا٤بوتى، وقاؿ بالتناسخ ، وكذلك قوؿ أصحابو إىل اليـو

2وطائفة إعتقدت اإلمامة حملمد الباقر بن علي زين العابدين ، وقالوا إنو ىو اإلماـ بعد أبيو بنص منو .

وبعد وفاة ٧بمد الباقر سنة أربعة عشرة بعد ا٤بائة ، إجتمعت الشيعة حوؿ إبنو جعفر ، البقية الذين : بقوا على إمامتو ألف البعض منهم رجعوا ومالوا عن إمامتو كما ذكر النوبب

وأما الذين ثبتوا على إمامة علي بن أيب طالب ب ا٢بسن ب ا٢بسب ، ب لعلي بن ا٢بسب عليو " السبلـ ، ب نزلوا إىل القوؿ بإمامة أيب جعفر ٧بمد بن علي بن ا٢بسب باقر العلم عليو السبلـ ،

عمر بن )فأقاموا على إمامتو إىل أف توب ، غب نفر يسب منهم ، فإهنم ٠بعوا رجبل منهم يقاؿ لو زعم أنو سأؿ أبا جعفر عليو السبلـ عن مسألة ، فأجابو فيها بواب ، ب عاد إليو ب عاـ (رياح

ىذا : آخر فسألو عن تلك ا٤بسألة بعينها فأجابو فيها ببلؼ ا١بواب األوؿ ، فقاؿ أليب جعفر . إف جوابنا ربا خرج على وجو التقية : خبلؼ ما أجبتب ب ىذه ا٤بسألة العاـ ا٤باضي ، فقاؿ لو

. فشك ب أمره وإمامتو إين سألت أبا جعفر عن : فقاؿ لو (٧بمد بن قيس )فلقي رجبل من أصحاب أيب جعفر يقاؿ لو

مسألة فأجابب فيها بواب ، ب سألتو عنها ب عاـ آخر فأجابب فيها ببلؼ جوابو األوؿ ، فقلت لو مل فعلت ذلك فقاؿ فعلتو للتقية ، وقد علم اهلل أين ما سألتو عنها إال وأنا صحيح العـز على

فلعلو حضرؾ من : فقاؿ لو ٧بمد بن قيس . التدين با يفتيب بو ، فبل وجو التقائو إياي وىذه حايل ما حضر ٦بلسو ب واحدة من ا٤بسألتب غبي ، ال ، ولكن جوابيو بيعا خرجا : فقاؿ لو . اتقاه

. على وجو التبكيت ، ومل بفظ ما أجاب بو ب العاـ ا٤باضي فيجيب مثلو

.84 ، 83، 82 فشق اؾ١ؼخ ثخز ؿ 1. 304 ؿ1 اىبف ى١ ط 2

166

ال يكوف إماما من يفب بالباطل على شيئ بوجو من الوجوه ، وال ب حاؿ : فرجع عن إمامتو وقاؿ من األحواؿ ، وال يكوف إماما من يفب تقية بغب ما ٯبب عند اهلل ، وال من يرخي سبه ويغلق بابو ،

. وال يسع اإلماـ إال ا٣بروج واألمر با٤بعروؼ والنهي عن ا٤بنكر . 1" فماؿ بسببو إىل قوؿ الببية ، وماؿ معو نفر يسب

الشيعة أيػاـ جعػفػر بن الباقػر

وب أيامو كمل التطور ب التشيع والتغب ا١بذري والتبدؿ التاـ الذي مشل عامة الشيعة ، و الذي كاف بدؤه بعد مقتل ا٢بسب رضي اهلل عنو و على أيدي السبئية ، فإهنم استطاعوا بعد ستب سنة من قتلو

وبعد تسعب سنة من نشأهتم ، فصل طائفة من الناس عن ا٤بسلمب ب معظم ا٤بعتقدات و جل الطائفة الكاملة الب تنسب إىل التشيع لعلي و أوالده رضي اهلل عنهم بميع فرقها و . العقائد

طوائفها مع اختبلؼ القادة و الزعماء و اباىاهتم و مطامعهم ، أغراضهم و أىدافهم ، من حيث استغلوا النقمة ا٤بتوارثة و الغضب الشديد ا٤بتنقل من اآلباء إىل األبناء من احملن و اآلالـ و األوجاع

نتيجة معارضة ا٢بكاـ و ٨بالفة والة األمور ، و ا٤بقاتلة ضدىم وا٣بروج عليهم و التشريد و التػقتيل ، زيادة على ذلك الدسائس وا٤بؤامرات الب تدبر و بكم نسيجها من وراء األستار و التسميم الذىب

و الفكري ، و االختبلط مع الشعوب األجنبية بأفكارىا و آرائها ، ا٤بقهورة و ا٤بهزومة و ا٤بتغلب عليها و على ببلدىا وأمورىا ، وا٤بوتورة على الوالة و عساكرىا الغازية ا٤بنصورة و جيوشها ا٤بظفرة

ا٤بتغلبة ، ب و اجتماع الفرس و ا٤بوايل من البابليب و العاشوريب و الكلدانيب و غبىم من أصحاب واحتياجهم إىل منظمة ثائرة على ا٢بكم و - حسب زعمهم - ا٢بضارات القدٲبة و الثقافات الراقية

ا٢بكاـ ، و الناقمة على كل ما صدر منهم أو يصدر من اآلراء و األفكار وحب العقائد و . ا٤بعتقدات

ىذه األشياء كلها جعلت التشيع يتقلب ب قالب جديد ، والشيعة تكوف كتلة ٨بتلفة عن ا٢بكاـ و اآلخذين ب زماـ األمور ، إختبلفا كامبل ب بيع ما يذىبوف إليو و يعتقدوف بو ، وتشهد على ذلك

فسألو . إف كل حكم ٱبالف العامة يؤخذ بو و يبؾ ما يوافقهم : رواية مروية عن جعفر أنو قاؿ

.81 ، 80 فشق اؾ١ؼخ ثخز ؿ 1

167

جعلت فداؾ ، أرأيت إف كاف فقيهاف عرفا حكمو من الكتاب و السنة ، و وجدنا أحد : سائل ا٣بربين موافقا للعامة و اآلخر ٨بالفا ٥بم ، بأي ا٣بربين يؤخذ ؟

. ماخالف العامة ففيو الرشاد : قاؿ جعلت فداؾ ، فإف وافقهما ا٣برباف بيعا ؟ : فقلت

. 1"ينظر إىل ما ىم إليو أميل ، حكامهم و قضاهتم ، فيبؾ ويؤخذ باآلخر: قاؿ

فيجب أف يكوف ىناؾ خبلفا ، وٯبب أف تكوف ٨بالفة و لو على حساب القرآف و السنة ، و لو و٤با كانت األفكار السبئية و العقائد ا٤بختلقة منهم تناوئ اإلسبلـ و . على حساب الدين و ا٤بذىب

تعاليمو ، و كانت تلك العقائد و األفكار ا٤بختلقة ا٤بخبعة صادرة من الذين ادعوا التشيع لعلي ، فكاف األجدر و األليق أف تػتبب و يتمسك هبا ، ألهنا بالف معتقدات العامة وصدرت من الذين

. انتحلوا حب علي و مودتو وبدأ الشيعة يتجاىػروف ، وبدأت الشيعة تصوغ و تصنع ب ضوء العػقائد السبػئية ا٤بسائل و الفتاوى ب العبادات وا٤بعامبلت ، وتشرع ب العقائد و ا٤بعامبلت ، وتنسبها إىل أئمة أىل بيت علي رضي

اهلل عنو ، لتأسيس مذىب جديد و تكوين دين مستقل ، لو تشريعو و فقهو ، و أصولو و أسسو ، و قواعده و قوانينو ، منفصلة عن الدين الذي جاء بو ٧بمد صلى اهلل عليو وسلم وقدمو للبشر كافة ، و

اعتػنقو أوؿ ما اعتػنق بو أصحابو األخيار و رفاقو الكراـ الربرة ، و نقلوه عنو وتعاليمو الب أعطاىا . إياىم من القرآف و إرشادات الرسوؿ الناطق بالوحي

وصار التشيع قائما على أقاويل الرجاؿ و أفعا٥بم سواء صدرت ىذه األقواؿ منهم أـ ال ولكنها . تكفي بأهنا نسبت إليهم

مل يكن ىذا إال : وإف عارضها أو ناقضها أي ىذه األقواؿ واألفعاؿ قوؿ و فعل ثابت عنهم قالوا و إف . إف الكتاب حصل فيو التغيب و التبديل : و إف خالفها الكتاب ا٤بنزؿ من السماء قالوا . تقية

ألف أصحاب الرسوؿ كلهم - عياذا باهلل - إهنا مل تنقل إال عن ا٤برتدين :عارضتها السنة الثابتة قالوا ألف . فالقرآف مغيػر و مبدؿ ، و ا٢بديث رواتو كفرة مرتدوف ، فبل عربة هبما 2ارتدوا بعده إال ثبلثة

. القرآف و ا٢بديث يناصراف العامة و ٫بن على خبلؼ ما يقولو العامة

. 68 ؿ1 األفي اىبف ، وزبة فن اؼ ، ثبة اخزالف اؾذ٠ش ط 1 . (اؾ١ؼخ امشآ ) (اؾ١ؼخ أ اج١ذ ) (اؾ١ؼخ اغخ ) اظش زفق١ ره وزبثب 2

168

وألجل ذلك نبو أوالد علي رضي اهلل عنو ، الطيبوف منهم ، على كذب و افباء ىؤالء ا٤بنتحلب . ا٤بدعب حبهم

لقد أمسينا وما : " أنو قاؿ – اإلماـ السادس ا٤بعصـو عند الشيعة – كما روي عن جعفر بن الباقر . 1"أحد أعدى لنا ٩بن ينتحل مودتنا

: عنو أيضا أنو قاؿ إنا أىل بيت صادقوف ، ال ٬بلوا من كذاب يكذب علينا ، فيسقط صدقنا بكذبو عند الناس ، "

أصدؽ من (ع)كاف رسوؿ اهلل أصدؽ اهلل ٥بجة و كاف مسيلمة يكذب عليو ، و كاف أمب ا٤بؤمنب برأ اهلل من بعد رسوؿ اهلل ، و كاف الذي يكذب عليو من الكذب عبداهلل بن سبأ لعنو اهلل ، و كاف

قد ابتلي با٤بختار ، ب ذكر أبو عبداهلل ا٢بارث الشامي و البناف (ع)أبو عبداهلل ا٢بسب بن علي ، ب ذكر ا٤بغبة بن سعيد و بزيعا و السري و أبا (ع)كانا يكذباف على علي بن ا٢بسب : فقاؿ

و بشار األشعري و بزة اليزيدي و صائب النهدي : فقاؿ - أي أصحابو - ا٣بطاب و معمرالعنهم اهلل ، إنا ال ٬بلوا من كذاب يكذب علينا ، كفانا اهلل مؤنة كل كذاب و أذاقهم اهلل حر ا٢بديد

"2 . كاف بناف يكذب على : أنو قاؿ - اإلماـ الثامن ا٤بعصـو حسب زعمهم - وعن حفيده علي الرضا

(ع)فأذاقو اهلل حر ا٢بديد ، و كاف ا٤بغبة بن سعيد يكذب على إبن جعفر (ع)علي بن ا٢بسب (ع)فأذاقو اهلل حر ا٢بديد ، و كاف ٧بمد بن بشر يكذب على إبن ا٢بسن علي بن موسىالرضى

فأذاقو اهلل حر ا٢بديد ، و (ع)فأذاقو اهلل حر ا٢بديد ، وكاف أبو ا٣بطاب يكذب على أيب عبداهلل . 3الذي يكذب علي ، ٧بمد بن الفرات

لعن اهلل بناف البياف ، وإف بناف لعنو اهلل كاف يكذب على أيب : " وعن أيب جعفر ٧بمد الباقر أنو قاؿ . 4"، أشهد أف أيب كاف عبدا صا٢با

وبدءوا يتربءوف منهم ، وٲبنعوف متبعيهم من الوقوع ب شراكهم وحبائلهم ، كما نقل الكشي عن أنو صار إليهم يبدد وقاؿ : جعفر أنو ذكر عنده جعفر بن واقد ونفر من أصحاب أيب ا٣بطاب فقيل

: فيهم

. رؾذ رشعخ أث اخطبة 259 سعبي اىؾ ؿ 1 . 258 ، 257 أ٠نب ؿ 2 . 256 أ٠نب ؿ 3. 255 سعبي اىؾ ؿ 4

169

ال واهلل ال : (ع)وىو الذي ب السماء إلو ، وب األرض إلو ، قاؿ ىو اإلماـ ، فقاؿ أبو عبداهلل يأويب وإياه سقف بيت أبدا ، ىم شر من اليهود والنصارى واجملوس والذين أشركوا ، واهلل ما صغر

عظمة اهلل تصغبىم شيئا قط ، وإف عزيرا جاؿ ب صدره ما قالت اليهود ، فمحى اهلل إ٠بو من النبوة واهلل لو أف عيسى أقػر با قالت فيو النصارى ، ألورثو اهلل صمما إىل يـو القيامة ، واهلل لو أقررت با .

يقوؿ ب أىل الكوفة ألخذتب األرض ، وما أنا إال عبد ٩بلوؾ ال أقدر على ضر شيئ وال نفع شيئ .

حدثب ٧بمد بن أبد بن بب عن ٧بمد بن : حدثب علي بن ٧بمد قاؿ : ٧بمد بن مسعود قاؿ قـو : " يقوؿ (ع)٠بعت أبا عبداهلل : عيسى عن زكريا عن ابن مسكاف عن قاسم الصبب قاؿ

يزعموف أين ٥بم إماـ ، واهلل ما أنا ٥بم بإماـ ، ما٥بم لعنهم اهلل كلما سبت سبا ىتكوه ، ىتك اهلل . 1"سبىم ، أقوؿ كذا ، يقولوف إ٭با يعب كذا ، أنا إماـ من أطاعب

ولكن باءت ا١بهود ا٤بخلصة بالفشل ، وزادت الشيعة ب غلوائهم وغيهم لكثرة ما وجد ب ذلك

الزماف من الكذابب ومن ا٤بنتحلب مودة أىل البيت ، وا٤بدعب مواالهتم ومشايعتهم من أيب ا٣بطاب . وأيب البصب ا٤برادي وزرارة بن أعب وجابر ا١بعفي ومغبة بن سعيد وا٥بشامب وأيب ا١بارود وغبىم

فكثرت اآلراء وتشعبت ، وزادت الفرؽ وتفرقت ، ذىب بعضها إىل ا٤بذاىب البعيدة ، وزاد حب على السبئية مؤسسي بنياهنا وواضعي نواهتا ، وقربت البعض منها ، وأحصرت على تلقي ما لقنتو السبئية

: وألقتو إليهم ، وقلل األخذ بعض منها وأكثر البعض ، ولقد أقر بذلك مؤرخ شيعي حيث قاؿ على أف يناظرىم غالبا - ب تلك الظروؼ القاسية الب ظهرت فيها الزيدية - ومل يتمكن الصادؽ "

ب شيئ من أمر اإلمامة ، ألنو كاف يتكتم فيها ، ويتقي ملوؾ عصره ، وبذر من وشاهتم قتلب اهلل إف مل أقتلك ، : وجواسيسهم الكثبة ، ومع تكتمو الشديد قد أحضره ا٤بنصور وقاؿ لو

واهلل ما فعلت وال أردت ، وإف كاف بلغك ، فمن : (ع)أتلحد ب سلطاين ؟ فقاؿ لو الصادؽ . 2" كاذب

: فمن الذين اختلفوا أوؿ األمر على جعفر وأخذوا عليو ب حياتو ، من ذكرىم النوبب

. 255 ، 254سعبي اىؾ ؿ 1 . 108 ، 107 اؾ١ؼخ ف اازبس٠خ ؿ 2

170

وأما الفرقة األخرى من أصحاب أيب جعفر ٧بمد بن علي عليو السبلـ ، فنزلت إىل القوؿ بإمامة " أيب عبداهلل جعفر بن ٧بمد عليو السبلـ ، فلم تزؿ ثابتة على إمامتو أياـ حياتو غب نفر منهم يسب ،

فإهنم ٤با أشار جعفر بن ٧بمد إىل إمامة إبنو إ٠باعيل ، ب مات إ٠باعيل ب حياة أبيو ، رجعوا عن إمامة جعفر ، وقالوا كذبنا ومل يكن إماما ، ألف اإلماـ ال يكذب وال يقوؿ ماال يكوف ، وحكموا

وا٤بشيئة من اهلل ، " البداء "إف اهلل عز وجل بدالو ب إمامة إ٠باعيل ، فأنكروا : على جعفر أنو قاؿ ومقالة سليماف بن جرير ، وىو الذي قاؿ (الببية )وقالوا ىذا باطل ال ٯبوز ، ومالوا إىل مقالة

ألصحابو هبذا السبب أف أئمة الرافضة وضعوا لشيعتهم مقالتب ال يظهروف معهما من أئمتهم على فأما البداء فإف أئمتهم ٤با أحلوا أنفسهم من شيعتهم . كذب أبدا ، وٮبا القوؿ بالبداء وإجازة التقية

٧بل األنبياء من رعيتها ب العلم فيما كاف ويكوف ، واإلخبار با يكوف ب غد ، وقالوا لشيعتهم أنو أمل : سيكوف ب غد وب غابر األياـ كذا وكذا ، فإف جاء ذلك الشيئ على ما قالوه ، قالوا ٥بم

نعلمكم أف ىذا يكوف ، فنحن نعلم من قػبػل اهلل عز وجل ما علمتو األنبياء ، وبيننا وبب اهلل عز وإف مل يكن ذلك الشيئ الذي . وجل مثل تلك األسباب الب علمت هبا األنبياء عن اهلل ما علمت

. قالوا إنو يكوف على ما قالوا لشيعتهم ، بدا هلل ب ذلك بكونو وأما التقية ، فإنو ٤با كثرت على أئمتهم مسائل شيعتهم ب ا٢ببلؿ وا٢براـ وغب ذلك من صنوؼ أبواب الدين ، فأجابوا فيها ، وحفظ عنهم شيعتهم جواب ما سألوىم وكتبوه ودونوه ، ومل بفظ أئمتهم تلك األجوبة لتقادـ العهد ، وتفاوت األوقات ، ألف مسائلهم مل ترد ب يـو واحد وال ب

فوقع ب أيديهم ب ا٤بسألة . شهر واحد ، بل ب سنب متباعدة ، وأشهر متباينة ، وأوقات متفرقة فلما وقفوا على ذلك منهم ، . الواحدة عدة أجوبة ٨بتلفة متضادة ، وب مسائل ٨بتلفة أجوبة متفقة

من أين : ردوا إليهم ىذا اإلختبلؼ والتخليط ب جواباهتم ، وسألوىم عنو ، وأنكروا عليهم فقالوا إ٭با أجبنا هبذا للتقية ، ولنا أف ٪بيب با : ىذا اإلختبلؼ ؟ وكيف جاز ذلك ؟ قالت ٥بم أئمتهم

أجبنا ، وكيف شئنا ، ألف ذلك إلينا ، و٫بن نعلم با يصلحكم ومافيو بقاؤكم ، وكف عدوكم عنا . وعنكم

. فمب يظهر من ىؤالء على كذب ؟ ومب يعرؼ ٥بم حق من باطل ؟

171

فماؿ إىل سليماف بن جرير ىذا ٥بذا القوؿ ، باعة من أصحاب أيب جعفر ، وتركوا القوؿ بإمامة . 1"جعفر عليو السبلـ

وىنا آخراف من أىل البيت إدعيا اإلمامة ب حياة جعفر ، وٮبا عبداهلل بن ا٢بسن بن ا٢بسن بن علي . ، وأمو فاطمة بنت ا٢بسب بن علي

. 2"ولدين رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو مرتب : وىو الذي كاف يقوؿ : والذي قاؿ عنو األصفهاين الشيعي

كاف عبداهلل بن ا٢بسن بن ا٢بسن شيخ بب ىاشم وا٤بقدـ فيهم ، وذا الكثب منهم فضبل وعلما " . 3" وكرما

والثاين إبنو ٧بمد بن عبداهلل بن ا٢بسن ا٤بلقب بالنفس الزكية ، ىو الذي كتب فيو األصفهاين الشيعي :وكاف ٧بمد بن عبداهلل ا٢بسن ، من أفضل أىل بيتو ، وأكرب أىل زمانو ب زمانو ب علمو بكتاب "

اهلل ، وحفظو لو ، وفقهو ب الدين ، وشجاعتو ، وجوده ، وبأسو ، وكل أمر ٯبمل بثلو ، حب مل يشك أحد أنو ا٤بهدي ، وشاع ذلك لو ب العامة ، وبايعو رجاؿ من بب ىاشم بيعا ، من آؿ أيب

. 4" طالب ، وآؿ العباس ، وسائر بب ىاشم إدعاءٮبا اإلمامة زمن جعفر ودعوهتما إياه إليهما ، حيث ذكر أف (كافيو )وقد ذكر الكليب ب

قد علمت جعلت فداؾ أف السن يل عليك ، : " عبداهلل بن ا٢بسن دخل على جعفر بن الباقر وقاؿ وأف ب قومك من ىو أسن منك ، ولكن اهلل عز وجل قد قدـ لك فضبل ليس ىو ألحد من قومك

إنك إذا أجبتب مل يتخلف عب أحد من - فديتك - ، وقد جئتك معتمدا ٤با أعلم من برؾ ، واعلم إنك : فقاؿ لو أبو عبداهلل عليو السبلـ . أصحابك ، ومل ٱبتلف علي إثناف من قريش وال غبىم

بد غبي أطوع لك مب وال حاجة لك ب ، فواهلل إنك لتعلم أين أريد البادية أو أىم هبا فأثقل عنها ، وأريد ا٢بج فما أدركو إال بعد كد وتعب ومشقة على نفسي ، فاطلب غبي وسلو ذلك وال تعلمهم

إف الناس مادوف أعناقهم إليك ، وإف أجبتب مل يتخلف عب أحد ، ولك أف : فقاؿ لو . أنك جئتب جعلت : وىجم علينا ناس فدخلوا وقطعوا كبلمنا ، فقاؿ أيب : قاؿ . ال تكلف قتاال وال مكروىا

على ما بب : فقاؿ . أليس على ما أحب ؟ : فقاؿ . نلتقي إف شاء اهلل : فقاؿ . فداؾ ما تقوؿ ؟

. 87إ 84فشق اؾ١ؼخ ثخز ؿ 1 .181مبر اطبج١١ ألففب ؿ 2 .180، مبر ؿ205 ؿ1األغب ألث فشط األففب ط 3. 233مبر ؿ 4

172

يا ابن عم ، إين أعيذؾ باهلل من : فقاؿ لو أبوعبداهلل عليو السبلـ ... إف شاء اهلل من إصبلحك فجرى الكبلـ بينهما ، . التعرض ٥بذا األمر الذي أمسيت فيو ، وإين ٣بائف عليك أف يكسبك شرا

بأي شيئ كاف ا٢بسب أحق هبا من ا٢بسن ؟ فقاؿ : وكاف من قولو . حب أفضى إىل ما مل يكن يريد ألف ا٢بسب : رحم اهلل ا٢بسن ، ورحم ا٢بسب ، وكيف ذكرت ىذا ؟ قاؿ : أبو عبداهلل عليو السبلـ

فقاـ أيب ٯبر ثوبو ... عليو السبلـ ، كاف ينبغي لو إذا عدؿ أف ٯبعلها ب األسن من ولد ا٢بسن أخربؾ أين ٠بعت عمك وىو خالك يذكر أنك : مغضبا ، فلحقو أبو عبداهلل عليو السبلـ ، فقاؿ لو

وبب أبيك ستػقتلوف ، فإف أطعتب ورأيت أف تدفع بالب ىي أحسن فافعل ، فواهلل الذي ال إلو إال ىو عامل الغيب والشهادة الربن الرحيم الكبب ا٤بتعاؿ على خلقو ، لوددت أين فديتك بولدي وبأحبهم

إيل بأحب أىل بيب إيل ، وما يعدلك عندي شيئ ، فبل ترى أين ب أتى ٧بمد بن عبداهلل بن حسن ، فأخرب أف أباه ... فخرج أيب من عنده مغضبا أسفا . غششتك

إال حسن بن جعفر وطباطبا وعلي بن ابراىيم وسليماف بن - قتلهم أبو جعفر- وعمومتو قتلوا فظهر ٧بمد بن عبداهلل عند ذلك ، و دعى الناس لبيعتو ، : داوود بن حسن وعبداهلل بن داود ، قاؿ

فكنت ثالث ثبلثة بايعوه و استوثق الناس لبيعتو ، ومل ٱبتلف عليو قرشي وال أنصاري وال عريب : قاؿ و شاور عيسى بن زيد وكاف من ثقاتو وكاف على شرطو ، فشاوره ب البعثة إىل وجوه قومو ، : ، قاؿ

إف دعوهتم دعاء يسبا مل ٯبيبوؾ ، أو تغلظ عليهم ، فخلب وإياىم ، فقاؿ : فقاؿ لو عيسى بن زيد يعب أبا عبداهلل جعفر - إبعث إىل رئيسهم و كببىم : إمض إىل من أردت منهم ، فقاؿ : لو ٧بمد

فإنك إذا أغلظت عليو علموا بيعا أنك ستمرىم على الطريق الب أمررت - بن ٧بمد عليو السبلـ فواهلل ما لبثنا أف أتى بأيب عبداهلل عليو السبلـ حب أوقف بب : عليها أبا عبداهلل عليو السبلـ ، قاؿ

أحدثت نبوة بعد : أسلم تسلم ، فقاؿ لو عبداهلل عليو السبلـ : يديو ، فقاؿ لو عيسى بن زيد ال ، ولكن بايع تأمن على نفسك ومالك وولدؾ وال : ٧بمد صلى اهلل عليو و آلو ؟ فقاؿ لو ٧بمد

ما ب حرب وال قتاؿ ، ولقد تقدمت إىل أبيك : تكلفن حربا ، فقاؿ لو أبوعبداهلل عليو السبلـ وحذرتو الذي حاؽ بو ، ولكن ال ينفع حذر من قدر ، يابن أخي عليك بالشباب ، ودع عندؾ

إين : ما أقرب ما بيب و بينك ب السن ، فقاؿ لو أبوعبداهلل عليو السبلـ : فقاؿ لو ٧بمد . الشيوخ . ال واهلل البد من أف تبايع : فقاؿ لو ٧بمد . مل أعازؾ ومل أجيئ ألتقدـ عليك ب الذي أنت فيو

ما ب ياابن أخي طلب و ال حرب ، وإين ألريد ا٣بروج اىل البادية : فقاؿ لو أبوعبداهلل عليو السبلـ فيصدين ذلك و يثقل علي حب تكلمب ب ذلك األىل غب مرة ، وال ٲبنعب منو إال الضعف ، و اهلل

173

يعب أبا - يا أبا عبداهلل قد واهلل مات أبو الدوانيق : فقاؿ لو . والرحم أف تدبر عنا ونشقى بك أريد ا٢بماؿ بك ، : وما تصنع يب و قد مات ؟ قاؿ : فقاؿ لو أبو عبداهلل عليو السبلـ - جعفر

: قاؿ . ما إىل ما تريد السبيل ، ال واهلل ما مات أبو الدوانيق إال أف يكوف مات موت النـو : قاؿ . فأىب عليو إباء شديدا ، و أمر بو إىل ا٢ببس . واهلل لتبايعب طائعا أو مكرىا وال بمد ب بيعتك

أما إف طرحناه ب السجن و قد خرب السجن و ليس عليو اليـو غلق ، : فقاؿ لو عيسى بن زيد ال حوؿ وال قوة إال باهلل العلي : فضحك أبو عبداهلل عليو السبلـ ، ب قاؿ . خفنا أف يهرب منو

نعم والذي أكـر ٧بمد صلى اهلل عليو و آلو بالنبوة ، ألسجننك و : العظيم ، أوتراؾ تسجنب ؟ قاؿ فقاؿ لو أبو - و ذلك دار ريطة اليـو - إحبسوه ب ا٤بخبأ : فقاؿ عيسى بن زيد . ألشددف عليك

لو تكلمت لكسرت : فقاؿ لو عيسى بن زيد . أما واهلل إين سأقوؿ ب أصدؽ : عبداهلل عليو السبلـ أما واهلل يا أكشف يا أزرؽ ، لكأين بك تطلب لنفسك : فقاؿ لو أبوعبداهلل عليو السبلـ . فمك

جحرا تدخل فيو ، وما أنت ب ا٤بذكورين عند اللقاء ، و إين ألظنك إذا صفق خلفك ، طرت مثل فقاؿ لو أبو عبداهلل عليو . إحبسو و شدد عليو وأغلظ عليو : فنفر عليو ٧بمد بانتهار . ا٥بيق النافر

أما واهلل لكأين بك خارجا من سدة أشجع إىل بطن الوادي وقد بل عليك فارس معلم ب : السبلـ يده طرادة نصفها أبيض و نصفها أسود ، على فرس كميت أقرح ، فطعنك فلم يصنع فيك شيئا

وضربت خيشـو فرسو فطرحتو ، وبل عليك آخر خارج من زقاؽ آؿ أيب عمار الدئليب عليو غديرتاف مضفورتاف ، و قد خرجتا من بت بيضة ، كثب شعر الشاربب ، فهو واهلل صاحبو ، فبل

وقاـ إليو السراقي بن سلخ . يا أبا عبداهلل ، حسبت فأخطأت : فقاؿ لو ٧بمد . رحم اهلل رمتو ا٢بوت ، فدفع ب ظهره حب أدخل السجن و اصطفى ما كاف لو من ماؿ و ما كاف لقومو ٩بن مل

. 1"ٱبرج مع ٧بمد

ىذا ما حصل ب حياة جعفر بن الباقر من افباؽ الشيعة وبزهبم بأحزاب ٨بتلفة ، و تشعبهم بفرؽ . متعددة

الشيعػة بعد وفاة جػعػفػر

. بثؼذ 358 ؿ1 األفي اىبف ، وزبة اؾغخ ط 1

174

وأما بعد وفاتو سنة باف وأربعب ومائة ، حصل اإلختبلؼ العظيم، وافبؽ الشيعة إىل فرؽ عديدة ،

ولقد عدىا الكاتب الشيعي ا٤بشهور النوبب ، وىو األوائل من كتب ب الفرؽ من القـو ، ست فرؽ : فقاؿ

ودفن ب ... فلما توب أبو عبداهلل جعفر بن ٧بمد عليهما السبلـ ، إفبقت الشيعة بعده ست فرؽ " وأمو أـ فروة بنت القاسم بن ٧بمد بن أيب بكر وأمهما ... القرب الذي دفن فيو أبوه وجده ب البقيع

. 2" بنت عبدالربن بن أيب بكر . 1أ٠باء

: والفرؽ الستة الب عدىا ، األوىل منها

وىي الب قالت إف جعفر بن ٧بمد حي مل ٲبت وال ٲبوت حب يظهر ويلي أمر الناس : الناووسية " إف رأيتم رأسي قد أىوى عليكم من جبل فبل : وزعموا أهنم رووا عنو أنو قاؿ . ، وأنو ىو ا٤بهدي

إف جاءكم من ٱبربكم عب أنو مرضب وغسلب وكفنب ، : وإنو قاؿ ٥بم . تصدقوه ، فإين صاحبكم . فبل تصدقوه ، فإين صاحبكم صاحب السيف

و٠بيت بذلك لرئيس ٥بم من أىل البصرة يقاؿ لو فبلف بن فبلف . وىذه الفرقة تسمى الناووسية . 3" الناووس

وانظم إىل . وزعم قـو أف الذي يتبدى للناس مل يكن جعفرا، وإ٭با تصور لناس ب تلك الصورة " ىذه الفرقة قـو من السبئية ، فزعموا بيعا أف جعفرا كاف عا٤با بميع معامل الدين من العقليات

ماتقوؿ ب القرآف أو ب الرؤية أو ب غب ذلك من أصوؿ الدين : والشرعيات ، فإذا قيل للواحد منهم . 4" أقوؿ فيها ما كاف يقولو جعفر الصادؽ ، يقلدونو : أو ب فروعو ؟ يقوؿ

ىذا ما حصل ب حياة جعفر بن الباقر من افباؽ الشيعة و بزهبم بأحزاب ٨بتلفة وتشعبهم ب فرؽ

. متعددة

( 161ؿ2وؾف اغخ ألسث اؾ١ؼ ط )مذ ذ أث ثىش شر١ : ػ ره وب ٠مي 1 78فشق اؾ١ؼخ ثخز ؿ 2 88- 87أ٠نب ؿ 3، ا اؾ ؾشعزب 53 ، إػزمبداد فشق اغ١ اؾشو١ شاص ؿ97ؿ1 ، مبالد اإلعال١١ ط61افشق ث١ افشق ؿ 4

ؿ 4، افق ف ا األاء اؾ إلث ؽض ط40، ازجق١ش إلعفشائ١ ؿ162 اؾس اؼ١ ؿ3،2ؿ2ط

. 174ؿ 4، اخطو مش٠ض ط 180

175

وىم القائلوف إف اإلماـ بعد جعفر بن ٧بمد إبنو ٧بمد بن : السمطية أو الشميطية : والفرقة الثانية

إنو يشبو أيب ٧بمد الباقر و جدي : جعفر ، وذلك ألف أباه جعفر وصي لو ب صباه ، و كاف يقوؿ . رسوؿ اهلل ، فجعل ىؤالء اإلمامة ب ٧بمد بن جعفر وولده من بعده

. 1" وىذه الفرقة تسمى السمطية و تنسب إىل بب بن أيب السميط أو أيب الشميط و بايع لو أىل : وا١بدير بالذكر أف ٧بمد بن جعفر ىذا خرج أياـ ا٤بأموف ، و دعا الناس إىل نفسو

. 2" ا٤بدينة بإمرة ا٤بؤمنب . فحصلت بينو و بب جيوش ا٤بأموف بقيادة ىاروف بن ا٤بسيب معارؾ عديدة

ب وجو إليو ىاروف خيبل فحاصرتو ب موضعو ، ألنو كاف موضعا حصينا ال يوصل إليو ، فلما بقوا ب ا٤بوضع ثبلثا ونفد زادىم وماؤىم ، جعل أصحابو يتفرقوف ويتسللوف ٲبينا ومشاال ، فلما رأى ذلك

لبس بردا ونعبل ، و صار إىل مضرب ىاروف فدخل إليو و سألو األماف ألصحابو ، ففعل ىاروف ذلك "3 .

وذكر ا٤بفيد بأنو كاف يرى رأى الػزيديػة ب ا٣بروج بالسيف ، و لذلك اتبعو كثب من الػزيديػة ا١بارودية 4 .

: فلقد ذكرىا الكشى بت عنواف الفطحية بقولو : الفطحية : والفرقة الثالثة ىم القائلوف بإمامة عبداهلل بن جعفر بن ٧بمد ، و ٠بوا بذلك ألنو قيل أنو كاف أفطح الرأس ، "

: إهنم نسبوا إىل رئيس من أىل الكوفة يقاؿ لو : كاف أفطح الرجلب ، وقاؿ بعضهم : وقاؿ بعضهم عبداهلل بن فطيح ، والذين قالوا بإمامتو عامة مشائخ العصابة وفقهائها ، مالوا إىل ىذه ا٤بقالة

اإلمامة ب األكرب من ولد اإلماـ إذا : فدخلت عليهم الشبهة ٤با روى عنهم عليهم السبلـ أهنم قالوا ب إف عبداهلل مات بعد أبيو بسبعب يوما، فرجع الباقوف إال شاذا منهم عن القوؿ ... مضى إماـ

إف اإلمامة ال يكوف ب : ورجعوا إىل ا٣برب الذي روى (ع)بإمامتو إىل القوؿ بإمامة أيب ا٢بسن . 5 "(ع)اآلخوين بعد ا٢بسن و ا٢بسب

، اؾس 41 ، ازجق١ش ؿ54 ، إػزمبداد شاص ؿ62، 61 ، افشق ث١ افشق ؿ 99 ؿ1، مبالد اإلعال١١ ط98أظش فشق اؾ١ؼخ ؿ 1

.3 ؿ2، ا إلث ؽض ط163اؼ١ ؿ .114 ؿ2 ، ربس٠خ ثغذاد ط286 ، اإلسؽبد ؿ 357 مبر ألففب ؿ 2 .286 ، اإلسؽبد ؿ 540 مبر ؿ 3 .286اإلسؽبد ف١ذ ؿ 4 219 سعبي اىؾ ؿ 5

176

: وذكر مثل ىذا النوبب الشيعي وزاد

وماؿ إىل ىذه الفرقة جل مشائخ الشيعة وفقهائها ، و مل يشكوا ب أف اإلمامة ب ٧بمد بن جعفر " . 1"وب ولده من بعده ، فمات عبداهلل ومل ٱبلف ذكرا

: وأما ا٤بفيد فقاؿ

وكاف عبداهلل بن جعفر أكرب إخوتو بعد إ٠باعيل ، ومل تكن منزلتو عند أبيو كمنزلة غبه من ولده ب " اإلكراـ ، وكاف متهما با٣ببلؼ على أبيو ب اإلعتقاد ، ويقاؿ أنو كاف ٱبالط ا٢بشوية ، وٲبيل إىل

وادعى بعد أبيو اإلمامة ، واحتج بأنو أكرب إخوتو الباقب ، فاتبعو على قولو باعة . مذىب ا٤برجئة ب رجع أكثرىم بعد ذلك إىل القوؿ بإمامة أخيو موسى عليو . من أصحاب أيب عبداهلل عليو السبلـ

وأقاـ نفر . ، وداللة حقو وبراىب إمامتو (ع)السبلـ ، ٤با تبينوا ضعف دعواه وقوة أمر أيب ا٢بسن . 2" يسب منهم على أمرىم ، ودانوا بإمامة عبداهلل بن جعفر ، الطائفة ا٤بلقبة بالفطحية

. 3وقد ذكرىم األربلي أيضا ب كشف الغمةنسبة إىل رئيس ٥بم يعرؼ (مقاالت اإلسبلميب )ويسموف العمارية أيضا كما ذكره األشعري ب

. 4بعماروا١بدير بالذكر أف الشيعة يرووف روايات عن أئمتهم ا٤بعصومب حسب زعمهم بأف اإلمامة ب أكرب

: األبناء كما روى الكليب . 5"إف األمر ب الكبب ما مل تكن بو عاىة : عن أيب عبداهلل عليو السبلـ أنو قاؿ "

واحتج بأنو أكرب اإلخوة الباقب ، فاتبعو باعة من أصحاب أيب " وبذلك استدؿ على إمامتو . 6" عبداهلل عليو السبلـ

ب ومع ىذا كيف يعدلوف عنو ومل يكن بو عاىة ؟ . 7اللهم إال أهنم يذكروف أنو كاف ٱبالف أباه ب العقائد

.99 فشق اؾ١ؼخ ثخز ؿ 1. 286، 285اإلسؽبد ؿ 2 .393 ؿ2ط 3 .99ؿ1ط 4 .357ؿ1وزبة اؾغخ اىبف ف األفي ط 5 .285اإلسؽبد ف١ذ ؿ 6 .393ؿ2وؾف اغخ ألسث ط 7

177

ونريد أف نلفت األنظار ، إىل أف ابن جعفر اآلخر وىو٧بمد أيضا ، كاف منكػرا إلمامة أبيو جعفر . 1و٨بالفا ألفكاره وآرائو ، كما ذكره الطوسي وا٤بفيد

الذين قالوا بإمامة موسى بن جعفر، وأنكروا إمامة عبداهلل ، وخطؤوه ب فعلو : والفرقة الرابعة

. 2وجلوسو ٦بلس أبيو ، وادعائو اإلمامة . فسنذكر تفاصيل واختبلفات ىؤالء فيما بعد ، بت أياـ موسى ا٤بلقب بالكاظم

اإلسػماعػيلػيػة

فأوال نذكرىم . وأما الفرقة ا٣بامسة والسادسة الب حدثت ونشأت من بب الشيعة ، فهي اإل٠باعيلية : من الشيعة أنفسهم ، فيقوؿ النوبب

وفرقة زعمت أف اإلماـ بعد جعفر بن ٧بمد إبنو إ٠باعيل بن جعفر ، وأنكرت موت إ٠باعيل ب "كاف ذلك على جهة التلبيس من أبيو على الناس ألنو خاؼ فغيبو عنهم ، : حياة أبيو ، وقالوا

وزعموا أف إ٠باعيل ال ٲبوت حب ٲبلك األرض يقـو بأمر الناس ، وأنو ىو القائم ، ألف أباه أشار فلما . إليو باإلمامة من بعده ، وقلدىم ذلك لو ، وأخربىم أنو صاحبو ، واإلماـ ال يقوؿ إال ا٢بق

وىذه الفرقة ىي اإل٠باعيلية ا٣بالصة . ظهر موتو ، علمنا أنو قد صدؽ ، وأنو القائم ، وأنو مل ٲبت "3 .

أوالد أيب عبداهلل وعددىم : فذكر ا٤بفيد بت عنواف . ب ٥بم فرؽ كثبة ، نذكر بعضها باإلختصار : وأ٠باؤىم وطرؼ أخبارىم

وكاف إ٠باعيل أكرب األخوة ، وكاف أبو عبداهلل عليو السبلـ شديد احملبة لو واإلشفاؽ عليو ، وكاف " قـو من الشيعة يظنوف أنو القائم بعد أبيو وا٣بليفة لو من بعده ، إذ كاف أكرب إخوتو سنا ، و٤بيل أبيو

فمات ب حياة أبيو عليو السبلـ بالعريض ، و بل على رقاب الرجاؿ إىل أبيو . إليو ، وإكرامو لو . با٤بدينة حب دفن بالبقيع

.286، اإلسؽبد ف١ذ ؿ291أظش أػال اس ؿ 1 .100فشق اؾ١ؼخ ثخز ؿ 2 .89،88أ٠نب ؿ 3

178

وروي أف أبا عبداهلل عليو السبلـ جزع عليو جزعا شديدا ، وحزف عليو حزنا عظيما ، وتقدـ سريره بغب حذاء وال رداء ، وأمر بوضع سريره على األرض قبل دفنو مرارا كثبة ، وكاف يكشف وجهو

وينظر إليو ، يريد بذلك بقيق أمر وفاتو عند الظانب خبلفتو لو من بعده ، وإزالة الشبهة عنهم ب . حياتو

، إنصرؼ عن القوؿ بإمامتو من بعد أبيو من كاف يظن ذلك فيعتقده (ربو اهلل )و٤با مات إ٠باعيل من أصحاب أبيو ، وأقاـ على حياتو شرذمة مل تكن من خاصة أبيو ، وال من الرواة عنو ، وكانوا من

. األباعد واألطراؼ فلما مات الصادؽ عليو السبلـ انتقل فريق منهم إىل القوؿ بإمامة موسى بن جعفر عليو السبلـ ، وافبؽ الباقوف فريقب ، فريق منهم رجعوا عن حياة إ٠باعيل وقالوا بإمامة إبنو ٧بمد بن إ٠باعيل ،

. لظنهم أف اإلمامة كانت ب أبيو ، وأف اإلبن أحق بقاـ اإلمامة من األخ وىذاف الفريقاف . وفريق ثبتوا على حياة إ٠باعيل ، وىم اليـو شذاذ ال يعرؼ منهم أحد يومى إليو

وا٤بعروؼ منهم اآلف من يزعم أف اإلمامة بعد إ٠باعيل ب ولده وولد ولده إىل . يسمياف باإل٠باعيلية . 1"آخر الزماف

الشيعة )و (أعياف الشيعة )و (شرح إبن أيب ا٢بديد )وذكر مثل ذلك ب كتب الشيعة األخرى مثل

. (ب التاريخ

ولقد ذكر اإل٠باعيلية من السنة ، كل من األشعري والبغدادي واألسفرائيب والرازي والشهرستاين وغبىم من ا٤بتقدمب ، كما ذكرىم كثب من ا٤بتأخرين السنة ، ولكن نذكر ما ذكره ابن خلدوف ،

: فيقوؿ فأما اإل٠باعيلية فقالوا بإمامة إ٠باعيل اإلماـ بالنص من أبيو جعفر ، وفائدة النص عليو عندىم "

وإف كاف قد مات قبل أبيو ، إ٭با ىو بقاء اإلمامة ب عقبو ، كقصة ىاروف مع موسى صلوات اهلل ب انتقلت اإلمامة من إ٠باعيل إىل إبنو ٧بمد ا٤بكتـو ، وىو أوؿ األئمة ا٤بستورين ، : عليهما ، قالوا

ألف اإلماـ عندىم قد ال يكوف لو شوكة فيستب ، وتكوف دعاتو ظاىرين إقامة للحجة على ا٣بلق ، وبعد ٧بمد ا٤بكتـو إبنو جعفر الصادؽ وبعده إبنو : وإذا كانت لو شوكة ، ظهر وأظهر دعوتو ، قالوا

.285،284اإلسؽبد ف١ذ ؿ 1

179

٧بمد ا٢ببيب ، وىو آخر ا٤بستورين ، وبعده إبنو عبداهلل ا٤بهدي الذي أظهر دعوتو أبو عبداهلل الشيعي ب كتامة ، وتتابع الناس على دعوتو ، ب أخرجو من معتقلو بسجلماسة ، وملك القبواف

ويسمى ىؤالء نسبة إىل القوؿ . وا٤بغرب ، وملك بنوه من بعد مصر ، كما ىو معروؼ ب أخبارىم ويسموف . بإمامة إ٠باعيل ، ويسموف أيضا بالباطنية ، نسبة إىل قو٥بم باإلماـ الباطن ، أي ا٤بستور

و٥بم مقاالت قدٲبة ، ومقاالت جديدة دعا إليها . أيضا ا٤بلحدة ، ٤با ب ضمن مقاالهتم من اإل٢باد ا٢بسن بن ٧بمد الصباح ب آخر ا٤بائة ا٣بامسة ، وملك حصونا بالشاـ والعراؽ ، ومل تزؿ دعوتو فيها

. 1"إىل أف توزعها ا٥ببلؾ بب ملوؾ البؾ بصر ، وملوؾ التب ب العراؽ

: وذكرىم الشهرستاين بقولو

إف اإلماـ بعد جعفر إ٠باعيل نصا عليو باتفاؽ من أوالده ، إال أهنم اختلفوا ب : اإل٠باعيلية قالوا " مل ٲبت إال أنو أظهر موتو تقية من خلفاء بب العباس ، : موتو ب حاؿ حياة أبيو ، فمنهم من قاؿ

. وعقد ٧بضرا وأشهد عليو عامل ا٤بنصور با٤بدينة ا٤بوت صحيح ، والنص ال يرجع القهقري ، والفائدة ب النص بقاء اإلمامة ب أوالد : ومنهم من قاؿ

ب . ا٤بباركية : ا٤بنصوص عليو دوف غبه ، فاإلماـ بعد إ٠باعيل ٧بمد بن إ٠باعيل ، وىؤالء يقاؿ ٥بم ومنهم من ساؽ اإلمامة ب . منهم من وقف على ٧بمد بن إ٠باعيل ، وقاؿ برجعتو بعد غيبتو

. 2" ا٤بستورين منهم ، ب ب الظاىرين القائمب من بعدىم : ب ساؽ أدلتهم إلثباهتم إمامة إ٠باعيل بن جعفر بقولو

مل يتزوج الصادؽ على أمو : إ٠باعيل بن جعفر وىو إبنو األكرب ا٤بنصوص ب بدء األمر ، وقالوا "بواحدة من النساء ، وال اشبى جارية ، كسنة رسوؿ اهلل ب حق خدٯبة ، وكسنة علي ب حق فاطمة

إنو مات ، وإ٭با فائد النص عليو ، : وذكرنا اختبلفهم ب موتو ب حاؿ حياة أبيو ، فمنهم من قاؿ . انتقاؿ اإلمامة منو إىل أوالده خاصة ، كما نص موسى إىل ىاروف عليهما السبلـ ، ب مات ىاروف

ب حاؿ حياة أخيو ، وإ٭با فائدة النص انتقاؿ اإلمامة منو إىل أوالده ، فإف النص ال يرجع القهقري ، والقوؿ بالبدأ ٧باؿ ، وال ينص اإلماـ على واحد من ولده إال بعد السماع من آبائو ، والتعيب ال ٯبوز

. على اإلهباـ وا١بهالة

201 مذخ إث خذ ؿ 1 5 ؿ2ا اؾ ؾشعزب ط 2

180

و٥بذا القوؿ . إنو مل ٲبت ، لكن أظهر موتو تقية عليو ، حب ال يقصد بالقتل : ومنهم من قاؿ منها أف ٧بمد كاف صغبا ، وىو أخوه ألمو ، مضى إىل السرير الذي كاف إ٠باعيل نائما : دالالت

عاش أخي ، عاش : عليو ، ورفع ا٤ببلءة ، فأبصره وىو قد فتح عينو ، وعاد إىل أبيو مفزعا وقاؿ وما السبب ب اإلشهاد : قالوا . إف أوالد الرسوؿ كذا يكوف حا٥بم ب اآلخرة : قاؿ والده . أخي

. على موتو ؟ وعن ىذا ٤با رفع إىل ا٤بنصور أف إ٠باعيل بن جعفر رؤي بالبصرة على مقعد فدعى فربئ بإذف اهلل ،

بعث ا٤بنصور إىل الصادؽ أف إ٠باعيل ب األحياء ، وأنو رؤي بالبصرة ، أنفذ السجل إليو وعليو . شهادة عاملو با٤بدينة

ب ابتدى منو باألئمة . وبعد إ٠باعيل ، ٧بمد بن إ٠باعيل السابع التاـ ، وإ٭با ب دور السبعة بو : قالوا ولن بلوا األرض قط من : ا٤بستورين الذين كانوا يسبوف ب الببلد ، ويظهروف الدعاة جهرا ، قالوا

فإذا كاف اإلماـ ظاىرا ، ٯبوز أف يكوف حجتو . إماـ حي ، إما ظاىر مكشوؼ ، وإما باطن مستور إ٭با األئمة تدور : مستورة ، وإذا كاف اإلماـ مستورا فبلبد أف يكوف حجتو ودعاتو ظاىرين ، وقالوا

والنقباء تدور أحكامهم . أحكامهم على سبعة كأياـ األسبوع والسموات السبع والكواكب السبع وعن ىذا وقعت الشبهة لئلمامية القطعية حيث قرروا عدد النقباء لؤلئمة ، : على أثب عشر ، قالوا

ب بعد األئمة ا٤بستورين كاف ظاىر ا٤بهدي والقائم بأمر اهلل و أوالدىم نصا بعد نص على إماـ بعد ومذىبهم أف من مات ومل يعرؼ إماـ زمانو ، مات ميتة جاىلية ، وكذلك من مات ومل يكن . إماـ

وأشهر ألقاهبم الباطنية ، وإ٭با لزمهم ىذا اللقب ٢بكمهم ... ب عنقو بيعة إماـ ، مات ميتة جاىلية . بأف لكل ظاىر باطنا، ولكل تنزيبل تأويبل

. و٥بم ألقاب غب ىذا من القرامطة وا٤بزدكية وا٤بلحدة ب أصحاب الدعوة ا١بديدة .. ٫بن إ٠باعيلية ألنا بيزنا عن فرؽ الشيعة هبذا اإلسم : وىم يقولوف

تنكبوا ىذه الطريقة ، حب أظهر ا٢بسن بن الصباح دعوتو وقصر عن اإللزامات كلمتو واستظهر وكاف بدؤ صعوده إىل قلعة ا٤بوت ب شعباف سنة ثبلث وبانب وأربعمائة ، . بالرجاؿ وبصن بالقبلع

فعاد ودعا الناس أوؿ . وذلك بعد أف ىاجر إىل ببلد إمامو ، وتلقى منو كيفية الدعوة ألبناء زمانو دعوة إىل تعيب إماـ صادؽ قائم ب كل زماف ، وبييز الفرقة الناجية من سائر الفرؽ هبذه النكتة ،

. 1" وىو أف ٥بم إماما وليس لغبىم إماـ

.33،32 ؿ2ا اؾ ط 1

181

الػقػرامػطػة

: وتفرعت على اإل٠باعيلية فرؽ عديدة ، وا٤بشهور منها القرامطة ا٤بنسوبوف إىل بداف األشعث ا٤بعروؼ بقرمط لقصر قامتو ورجليو وتقارب خطوه ، ب سنة

وكاف ظهوره بسواد الكوفة ، فاشتهر مذىبو بالعراؽ ، وقاـ بببلد الشاـ . ىػ 264أربع وستب ومائتب وقاـ أبو سعيد ا١بنايب بالبحرين ، وعظمت دولتو ودولة بنيػو ، حب . صاحب ا٢باؿ ، وا٤بدثرا٤بطوؽ

أوقعػوا بعػساكر ا٣بلفاء العػباسيب ، وغزوا بغػداد والشاـ ومصر وا٢بجاز ، وانتشرت دعاهتم بأقطار . األرض

فدخل باعة من الناس ب دعوهتم ، ومالوا إىل قػو٥بم الذي ٠بوه علم الباطن ، وىو تأويل شرائع . اإلسبلـ ، وصرفها عن ظواىرىا إىل أمور زعموىا من عند أنفسهم ، فضلوا وأضلوا عا٤با كثبا

ظهر ب أياـ خبلفة " وقيل غب ذلك ب تاريخ ظهور بداف ىذا ب تسمية بقرمط ، يقوؿ الوطواط ىػ من سواد الكوفة ، رجل أبر العينب يسمى كرميتو ، فاستػثػقػلوا ىذه اللفظة ، 278ا٤بعتمد سنة

ب ذكر أنواع تعاليمو وبدعػو الفاسدة ، وذكر أف ا٤بػعػز الفاطمي وقائده جوىػر . فخػفػفوىا وقالوا قرمط " . ىػ 362، قػد حاربا الػقرامطة حروبا دامية سنة

والقرامطة نسبتهم إىل رجل من سواد الكوفة ، يقاؿ لو قػرمط بكسر القاؼ ، : " ويقوؿ إبن خلكاف

ىػ ب خبلفة ا٤بعػتضد ، وقيل كاف ظهورىم ب 281و٥بم مذىب مذمـو ، وكانوا قػد ظهروا ب سنة " . ىػ 278سنة

ىػ ب سواد الكوفة ، و أف الرجل 278أف ظهورىم كاف ب ىذه السنة أي سنة " ويرى أبو الفداء

الذي دعاىم إىل مذىبو كاف شيخا و قد برض بقرية من سواد الكوفة ، فحملو رجل من أىل القرية فلما تعاب الشيخ ا٤بذكور ٠بي بإسم . يقاؿ لو كرميتو ٢بمرة عينيو و ىو بالنبطية إسم ٢بمرة العب

ودعا قوما من أىل البادية ٩بن ليس ٥بم دين . ب خفػف فقالوا قػرمط . ذلك الرجل الذي آواه ومرضو " . وال عقل إىل دينو ، فأجابوه

182

واليهمنا أكاف الرجل الذي دعا القرامطة ىو نفس الرجل ا٤بسمى بقرمط أو غبه ، و لكنو ٠بي بإسم قرمط ، و إ٭با يهمنا أف نعرؼ تاريخ ظهورىم ب أي سنة كاف ، لنعرؼ أكاف ب زمن األئمة من أىل

واألرجح أنو كاف ب سنة . و قد رأيت إختبلؼ الروايات ب بديد زماف ظهورىم . البيت أـ ال . 1" ىػ ، أي بعد انقضاء زمن األئمة ا٤بيامب ، وب أثناء الغػيبة الصغرى لئلماـ الثاين عشر 278

: وقد ذكرىم األشعري بقولو

القرامطة يزعموف أف النيب صلى اهلل عليو وسلم نص على علي بن أيب طالب ، و أف عليا نص " على إمامة إبنو ا٢بسن ، و أف ا٢بسن بن علي نص على إمامة أخيو ا٢بسب بن علي ، و أف ا٢بسب بن علي نص على إمامة إبنو علي بن ا٢بسب ، و أف علي بن ا٢بسب نص على إمامة إبنو ٧بمد بن علي ، و نص ٧بمد بن علي على إمامة إبنو جعفر ، و نص جعفر على إمامو إبنو ٧بمد بن إ٠باعيل

، و زعموا أف ٧بمد بن إ٠باعيل حي إىل اليـو مل ٲبت ، و ال ٲبوت حب ٲبلك األرض ، و أنو ىو ا٤بهدي الذي تقدمت البشارة بو ، و احتجت ب ذلك بأخبار رووىا عن أسبلفهم ، ٱبربوف فيها أف

. 2"سابع األئمة قائمهم

: كما ذكرىم اآلخروف : ومنهم ا٤بباركية و غبىا ، و ا٤بوجود ا٤بشهور منها فرؽ ثبلثة

. اآلغاخانية أو النزارية أتباع آغاخاف ، و البهرة أو ا٤بستعلية و السليمانية

ولكل واحدة منها عقائد و آراء متفقة ب بعضها و٨بتلفة ب البعض األخرى منها ، ولنا فيهم ب بيع فرقهم و عقائدىم ، آرائهم و أفكارىم و األسس الب قامت عليها معتقادهتم ، و ب تارٱبهم و ب بداية أمرىم ، كبلـ مستقل طويل ناقشنا فيو آراء ا٤بستشرقب و الكتاب ا٤بصريب و اإل٠باعيليب ،

السوريب منهم و ا٥بنديب ، و فندنا بعض اآلراء الب ابتنوىا عن ىؤالء القـو و أثبتنا أخطاءىم كما أوردنا ب بثنا ذاؾ معلومات جديدة حقيقية عن . الفاحشة ، التارٱبية منها والعقائدية

و أثبتنا فيو . معتقدات القـو األصلية من كتبهم العػتيقة القدٲبة ، ا٤بخطوطة منها و ا٤بطبوعة

.234- 231 اؾ١ؼخ ف ازبس٠خ ؿ 1 98 ؿ1 مبالد اإلعال١١ ط 2

183

جهاالت كثبة لؤل٠باء الكببة و لؤلشخاص ا٤بشهورة ا٤بعروفة ، و حب من يببع على زعامة . 1اإل٠باعيلية ويدعي أنو من أكابرىا ، و ىذا ب كتاب مستقل

وألجل ذلك بنبنا إطالة القوؿ ب كتابنا ىذا عنهم و عن عقائدىم ، و اكتفينا بنقل األقواؿ و سرد العبارات عمن كتب ب الفرؽ من الشيعة و السنة ، كيبل ٬برج عن أصل ا٤بوضوع و ال يطوؿ بنا

. ا٢بديث

الػػدروز

. ومن الفرؽ الب تفرعت وخرجت من اإل٠باعيلية ومنها أخذت أفكارىا وعقائدىا طائفة الدروز ىػ وكاف 386وكانت نشأهتا أياـ ا٢باكم بأمر اهلل الفاطمي الذي توىل ملك مصر بعد وفاة أبيو سنة

. 2ىػ بعد قتل أحد األوصياء عليو 390عمره آنذاؾ أحد عشر عاما ، واستقل بو سنة فاستغل صغر عمره وطموحو وشذوذه ب ا٤بأكل وا٤بشرب والسكن والقياـ وا٥بالة ا٤بقدسة الب كانت بيطو بعض دعاة اإل٠باعيلية ا٤ببلحدة مرسلوا الفرس واجملوس ، فأحاطوا بو ، وزيػنوا لو فكرة ألوىيتو

وكاف من أبرزىم بزة بن علي أبد الزوزين ، و٧بمد بن إ٠باعيل الدرزي ، وا٢بسن بن . وربوبيتو . 3حيدرة الفرغاين ، وغيػرىم ا٤بشهور باألخـر أو األجدع

. فذىبوا شأوا بعيدا ب اإل٫براؼ واإل٫ببلؿ

. 4ىػ 408إف بداية الدعوة إىل ألوىية ا٢باكم كانت سنة : ويقوؿ ا٤بؤرخوف

: ومن أىم عقائدىم ، ألوىية ا٢باكم كما ورد ب مصحف الدروز ميثاؽ للدرزيب أف يقولوا

ع١قذس زا اىزبة ػب لش٠ت إ ؽبء هللا ثؼذ فذس زا اىزبة ، وب افذاس لج زا ؽ١ش وب لذ عؼب و ؽئ ػ االعبػ١١خ 1

ىب رأخشب ثؼذب عؼب ثعد ثؼل اخطهبد األخش از ؾق ػ١ب ؽز ا٢ ، فأسدب أ ال ٠مقب ؽئ ره ، ٠ى اجؾش

. وبال ؽبال عبؼب بؼب لذس االعزطبػخ ب ره ػ هللا ثؼض٠ض إب ش ثأ زا اىزبة ع١ض١ش مغخ وجش ف األعبه اؼ١خ اؼب١خ ؽ١ش اوزؾفب ف١ ثؼل اؾمبئك اغزسح از ٠زذ إ١ب اؽزش

ػشف ف اؼب ثزخقق اغزؾشل١ اقش١٠ ، ؽز اإلعبػ١١خ أفغ ، وب وؾفب ف١ امبة ػ ثؼل اجذ١٠بد از خف١ذ

.ػ ؤالء افئخ ابط فبن ف١ ازم إ ؽبء هللا ف ازفق١ .414ؿ2أظش عو اغ اؼا ط 2. 75أظش هبئفخ اذسص ؾذ وب ؽغ١ ؿ 3. أماء ػ اؼم١ذح اذسص٠خ ألؽذ فصا ، هبئفخ اذسص ؾذ وب ؽغ١ 4

184

آمنت باهلل ، ريب ا٢باكم ، العلي األعلى ، رب ا٤بشرقب ، ورب ا٤بغربب ، وإلو األصلب والفرعب ، " منشئ الناطق واألساس ، مظهر الصورة الكاملة بنوره ، الذي على العرش استوى ، وىو باألفق

. األعلى ، ب دنا فتدىل ، وآمنت بو ، وىو رب الرجعى ، ولو األوىل واآلخرة ، وىو الظاىر والباطن وآمنت بأوىل العـز من الرسل ، ذوي مشارؽ التجلي ا٤ببارؾ حو٥با وباملي العرش الثمانية ، وبميع ا٢بدود ، وأؤمن عامبل قائما بكل أمر ومنع ينزؿ من لدف موالنا ا٢باكم ، وقد سلمت نفسي وذاب وذواب ، ظاىرا وباطنا ، علما وعمبل ، وأف أجاىد ب سبيل موالنا سرا وجهرا بنفسي ومايل وولدي

. وما ملكت ٲبيب ، قوال وعمبل ، وأشهدت على ىذا اإلقرار بيع ما خلق بشارقي ومات بغاريب وقد التزمت وأوجبت على ىذا نفسي وروحي بصحة من عقلي وعقيدب ، وإين أقػر هبذا غب مكره أو

منافق ، وإنب أشهد موالي ا٢بق ا٢باكم ، من ىو ب السماء إلو وب األرض إلو ، وأشهد موالي ىادي ا٤بستجيبب ، ا٤بنتقم من ا٤بشركب ا٤برتدين ، بزة بن علي بن أبد ، من بو أشرقت الشمس

أنب قد برئت وخرجت من بيع األدياف وا٤بذاىب : األزلية ، ونطقت فيو ولو سحب الفضل وا٤بقاالت واإلعتقادات قدٲبها وحديثها ، وآمنت با أمر بو موالنا ا٢باكم الذي ال أشرؾ ب عبادتو

. 1"أحدا ب بيع أدواري

: التناسخ وا٢بلوؿ : ومن عقائدىم . 2كلما مات إنساف إنتقلت روحو ٤بولود جديد

كما أف من أىم عقائدىم الغيبة والرجعة ، ويقولوف بأف ا٢باكم بأمر اهلل غاب عن األبصار ،

. وسبجع ب آخر الزماف وسيحل عند الركن اليماين من الكعبة . وغبه من العقائد ا٤بشبكة بينهم وبب الشيعة

: ولقد ذكرىم شيخ اإلسبلـ إبن تيمية ، ىؤالء والنصيػرية ، ب جواب سائل سألو

الدرزية ىم أتباع ىشتكب الدرزي ، وكاف من موايل ا٢باكم ، أرسلو إىل أىل وادي تيم اهلل بن " وىم من اإل٠باعيلية . ويسمونو البػاري ، العبلـ ، وبلفوف بو . ثعلبة ، فدعاىم إىل إالىية ا٢باكم

يقولوف . وىم أعظم كفرا من الغالية . القائلب بأف ٧بمد بن إ٠باعيل نسخ شريعة ٧بمد بن عبداهلل

.108 ،107ػشف اؼذ ا١ضبق ؿ: قؾف اذسص 1 .34اذسص اضسح اغس٠خ ىش٠ صبلت ؿ 2

185

وىم من القرامطة الباطنية الذين ىم . بقدـ العامل ، وإنكار ا٤بعاد ، وإنكار واجبات اإلسبلـ و٧برماتو وغايتهم أف يكونوا فبلسفة على مذىب أرسطو وأمثالو . أكفر من اليهود والنصارى ومشركي العرب

. ، أو ٦بوسا" . واهلل أعلم . وقو٥بم مركب من قوؿ الفبلسفة واجملوس ، ويظهروف التشيع نفاقا

: فقاؿ شيخ اإلسبلـ ردا عليو

ال ىم بنزلة . كفر ىؤالء ٩با ال ٱبتلف فيو ا٤بسلموف ، بل من شك ب كفرىم فهو كافر مثلهم " بل ىم الكفرة الضالوف ، فبل يباح أكل طعامهم ، وتسىب نساؤىم ، . أىل الكتاب وال ا٤بشركب

فإهنم زنادقة مرتدين ال تقبل توبتهم ، بل يقتلوف أينما ثقػفوا ، ويلعنوف كما وصفوا . وتؤخذ أموا٥بم ، وال ٯبوز استخدامهم للحراسة والبوابة وا٢بفاظ ، وٯبب قتل علمائهم وصلحائهم ، لئبل يضلوا

. وبـر النـو معهم ب بيوهتم ، ورفقتهم ، وا٤بشي معهم ، وتشييع جنائزىم إذا علم موهتا . غبىم وبـر على والة أمور ا٤بسلمب إضاعة ما أمر اهلل من إقامة ا٢بدود عليهم بأي شيئ يراه ا٤بقيم ا٤بقاـ

. 1" عليو

فهذه ىي الفرؽ الب افبقت وحدثت ونشأت بعد موت جعفر بن الباقر ، وتفرقت آراؤىم ، . واختلفت أقوا٥بم مع اتفاقهم على توارث األفكار السبئية

فػرؽ الشيػعة أياـ موسى الكاظػم

كما ذكر . ب الذين قالوا بإمامة موسى بن جعفر أيضا تفرقوا إىل فرؽ عديدة ب حياتو وبعد ٩باتو

: النوبب الشيعي ب إف باعة من ا٤بؤبب بوسى بن جعفر مل ٱبتلفوا ب أمره ، فثبتوا على إمامتو إىل حبسو ب ا٤برة "

الثانية ، ب اختلفوا ب أمره ، فشكوا ب إمامتو عند حبسو ب ا٤برة الثانية الب مات فيها ب حبس 2" الرشيد ، فصاروا بس فرؽ

. وذلك ب سنة ثبلث و بانب ومائة

.162،161 ؿ35فزب ؽ١خ اإلعال ط 1 .100فشق اؾ١ؼخ ثخز ؿ 2

186

: فالفرقة األوىل قالت

أنو مات ب حبس السندى بن شاىك ، وأف بب بن خالد الربمكي ٠بػو ب رطب وعنب بعثهما إليو وأف اإلماـ بعد موسى ، علي بن موسى الرضا ، فسميت ىذه الفرقة القطعػية ، ألهنا قطعت . فقتلو

على وفاة موسى بن جعفر وعلى إمامة علي إبنو بعده ، ومل تشك ب أمرىا وال ارتابت ومضت على . ا٤بنهاج األوؿ

: وقالت الفرقة الثانية

أف موسى بن جعفر مل ٲبت ، وأنو حي وال ٲبوت حب ٲبلك شرؽ األرض وغرهبا وٲبؤلىا كلها عدال . وزعموا أنو خرج من ا٢ببس ، ومل يره أحد هنارا ومل يعلم بو . كما ملئت جورا ، وأنو القائم ا٤بهدي

ورووا . وأف السلطاف وأصحابو إدعوا موتو وموىوا على الناس وكذبوا ، وأنو غاب عن الناس واختفى ىو القائم ا٤بخبأ ، فإف يدىده : "ب ذلك روايات عن أبيو جعفر بن ٧بمد عليهما السبلـ أنو قاؿ

. 1" رأسو عليكم من جبل فبل تصدقوا ، فإنو القائم . 2" و٠بيت ىذه الفرقة با٤بوسوية النتظارىا موسى بن جعفر

. 3ألهنم نسبوا إىل رئيس ٥بم يقاؿ لو ا٤بفػضل بن عمر ، وكاف ذا قدر فيهم: كما تػسمى ا٤بػفضلية واهلل ما أنتم إال كبلب ٩بطورة ، : ألهنم ٤با أظهروا ىذه ا٤بقالة ، قاؿ ٥بم قـو : ويقاؿ ٥بم ا٤بمطورة

. 4يعب أهنم من الكبلب ا٤ببتلة با٤بطر ، من غاية ركاكة ىذه ا٤بقالة . 5 وألف الناس يطردوهنم ويتحرزوف منهم

. 6وقد ذكرىم إين حـز ب الفصل

: والفرقة الثانية قالت

.101أ٠نب ؿ 1 .63افشق ث١ افشق ؿ 2. 101ؿ1مبالد اإلعال١١ ألؽؼش ط 3 .54إػزمبداد فشق اغ١ اؾشو١ ؿ 4 .41 ازجق١شؿ 5 .179 ؿ4ط 6

187

أنو القائم وقد مات ، وال تكوف اإلمامة لغبه حب يرجع فيقـو ويظهر ، وزعموا أنو قد رجع بعد " واعتلوا ب . موتو ، إال أنو ٨بتف ب موضع من ا٤بواضع حي يأمر وينهى ، وأف أصحابو يلقونو ويرونو

. 1"٠بي القائم ألنو يقـو بعد ما ٲبوت : ذلك بروايات عن أبيو أنو قاؿ

: والفرقة الثالثة قالت أنو مات وأنو القائم ، وأف فيو شبها من عيسى بن مرن صلى اهلل عليو ، وأنو مل يرجع ولكنو يرجع "

إف فيو شبها من عيسى بن : ب وقت قيامو ، فيمؤل األرض عدال كما ملئت جورا، وأف أباه قاؿ . 2" مرن ، وأنو يػقتل ب يدي ولد العباس ، فقد قػتل

: والرابعة قالت

ال ندري أىو حي أـ ميت ،ألنا قد روينا فيو أخبارا كثبة تدؿ على أنو القائم ا٤بهدي ، فبل ٯبوز "تكذيبها ، وقد ورد علينا من خرب وفاة أبيو وجده وا٤باضب من آبائو عليهم السبلـ ب معب صحة

فهذا أيضا ٩با ال ٯبوز رده وإنكاره لوضوحو وشهرتو وتواتره من حيث ال يكذب مثلو، وال . ا٣برب ٯبوز التواطؤ عليو ، وا٤بوت حق واهلل عز وجل يفعل ما يشاء ، فوقفنا عند ذلك على إطبلؽ موتو وعلى اإلقرار بياتو ، و٫بن مقيموف على إمامتو ال نتجاوزىا ، حب يصح لنا أمره وأمر ىذا الذي

فإف صحت لنا إمامتو كإمامة - يعنوف علي بن موسى الرضا - نصب نفسو مكانو وادعى اإلمامو أبيو من قبلو بالدالالت والعبلمات ا٤بوجبة لئلمامة باإلقرار منو على نفسو بإمامتو وموت أبيو ، ال

. 3"بأخبار أصحابو سلمنا لو ذلك وصدقناه

5واألشعري ب مقاالت اإلسبلميب . 4ومثل ذلك ذكر الرازي ب اعتقادات فرؽ ا٤بسلمب وا٤بشركب 9 وا٤بفيػد ب اإلرشاد 8 والبغدادي ب الفرؽ بب الفرؽ 7 واإلسفرائيب ب التبػصب6 وا٤بلطي ب التنبػيو 5

. 1 والشهرستاين ب ا٤بلل والنحػل 9اإلرشاد

. 101فشق اؾ١ؼخ ؿ1 . 102أ٠نب ؿ 2. 104، 103أ٠نب ؿ 3 .54ؿ 4 .88 ؿ1ط 5 .38ؿ 6 .42ؿ 7 .63 ؿ 8 .302ؿ 9

188

: البشريػة ، ذكرىا النوبب بقولو : وكانت ىناؾ فرقة أخرى سادسة وىي

: أصحاب ٧بمد بن بشب موىل بب أسد من أىل الكوفة ، قالت (البشرية )إف موسى بن جعفر مل ٲبت ومل ببس، وإنو حي غائب ، وإنو القائم ا٤بهدي ، ب وقت غيبتو "

استخلف على األمر ٧بمد بن بشب ، وجعلو وصيػو ، وأعطاه خابو ، وعلمو بيع ما بتاج إليو رعيتو فمحمد بن بشب اإلماـ بعده ، وأف ٧بمد بن بشب ٤با توب . ، وفوض إليو أموره ، وأقامو مقاـ نفسو

فهو اإلماـ ا٤بفبض (٠بيع )أوصى إىل ابنو ٠بيع بن ٧بمد بن بشب فهو اإلماـ ، ومن أوصى إليو الطاعة على األمة إىل وقت خروج موسى وظهوره ، فما يلـز الناس من حقوقو ب أموا٥بم وغب ذلك

وزعموا أف علي بن . ٩با يتقربوف بو إىل اهلل عز وجل ، فالفرض عليهم أداؤه إىل ىؤالء إىل قياـ القائم موسى ، ومن ادعى اإلمامة من ولد موسى بعده فغب طيب الوالده ، ونفوىم عن أنساهبم ،

وكفروىم ب دعواىم اإلمامة ، وكػفروا القائلػب بإمامتهم ، واستحلوا دماءىم وأموا٥بم ، وزعموا أف وأنكروا الزكاة وا٢بج وسائر . الفرض من اهلل عليهم ، إقامة الصلوات ا٣بمس ، وصـو شهر رمضاف

أو يزوجهم " واعتلوا ب ذلك بقوؿ اهلل عػز وجل .وقالوا بإباحة احملاـر من الفروج والغلماف . الفرائض وقالوا بالتناسخ ، وأف األئمة عندىم واحد ، إ٭با ىم منتقلوف من بدف إىل (50- 42 )ذكرانا وإناثػا

وا٤بساواة بينهم واجبة ب كل ما ملكوه من ماؿ ، وكل شيئ أوصى بو رجل منهم ب سبيل اهلل . بدف . 2"فهو لسميع بن ٧بمد وأوصيائو من بعده

: ولقد ذكر ٧بمد بن بشب ىذا ، الكشي ب رجالو ، بقولو وكاف - ووقف عليو الواقفة ، جاء ٧بمد بن بشب (ع )أف ٧بمد بشب ٤با مضى أبو ا٢بسن "

ىو كاف (ع)فادعى أنو يقوؿ بالوقف على موسى بن جعفر– صاحب شعبذة و٨بارؽ معروفا بذلك ظاىرا بب ا٣بلق يرونو بيعا ، يباءى ألىل النور بالنور ، وألىل الكدرة ب مثل خلقهم باإلنسانية

ب حجب ا٣بلق بيعا عن إدراكو ، وىو قائم فيهم موجود كما كاف ، غب أهنم . والبشرية اللحمانية . ٧بجوبوف عن إدراكو كالذي كانوا يدركونو

أف موسى بن : وكاف ٧بمد بن بشب ىذا من أىل الكوفة ، من موايل بب أسد ولو أصحاب ، قالوا جعفر مل ٲبت ومل ببس ، وأنو غاب واستب ، وىو القائم ا٤بهدي ، وأنو ب وقت غيبتو استخلف على األمة ٧بمد بن بشب ، وجعلو وصيو ، وأعطاه خابو، وعلمو بيع ما بتاج إليو رعيتو ب أمر

ابؼ . 4،3 ؿ2ط 1 .105،104فشق اؾ١ؼخ ؿ 2

189

وكفروا ... دينهم ودنياىم ، وفوض إليو بيع أمره وأقامو مقاـ نفسو ، فمحمد بن بشباإلماـ بعده وزعموا أف كل من انتسب إيل ٧بمد فهم ثبوت .... القائلب بإمامتهم واستحلوا دماءىم وأموا٥بم

وطروؽ ، وأف ٧بمدا ىو رب حل ب كل من انتسب إليو ، وأنو مل يلد ومل يولد ، وأنو ٧بتجب ب . ىذه ا٢بجب

وزعمت ىذه الفرقة وا٤بخسمة والعلياوية وأصحاب أيب ا٣بطاب ، أف كل من انتسب إىل أنو من آؿ وأهنم الذين قاؿ اهلل تعاىل فيهم أهنم يهود . ٧بمد فهو مبطل ب نسبتو ، مفب على اهلل كاذب

بكم بذنوبكم }: ونصارى ب قولو وقالت اليػهود والنصارى نحن أبػناء اللو وأحباؤه قل فلم يػعذب مذىب العلياوية فهم ٩بن " علي " ب مذىب ا٣بطابية ، و" ٧بمد " { بل أنػتم بشر ممن خلق

. خلق ىؤالء كاذبوف فيما ادعوا ، إذ كاف ٧بمد عندىم وعلي ىو رب ال يلد وال يولد وال يستولد ، تعاىل

. اهلل عما يصفوف وعما يقولوف علوا كببا

وكاف سبب مقتل ٧بمد بن بشب لعنو اهلل ألنو كاف معو شعبذة و٨باريق ، فكاف يظهر الواقفة أنو ٩بن وكاف . ، وكاف يقوؿ ب موسى بالربوبية ، ويدعي لنفسو أنو نيب (ع)وقف على علي بن موسى

من ثياب حرير ، وقد طبلىا (ع)عنده صورة قد عملها وأقامها شخصا كأنو صورة أيب ا٢بسن وكاف يطويها، فإذا أراد . باألدوية ، وعا١بها بيل عملها فيها ، حب صارت شبو صورة إنساف

عندي ، فإف أحببتم أف تروه (ع)إف أبا ا٢بسن : فكاف يقوؿ ألصحابو . الشعبذة نفخ فيها فأقامها : وكاف يدخلهم البيت والصورة ا٤بطوية معو ، فيقوؿ ٥بم . وتعلموا أين نيب ، فهلموا أعرضو عليكم

فاخرجوا ،فيخرجوف من البيت ، فيصب : ىل تروف ب البيت مقيما أو تروف غبي وغبكم ؟ فيقوؿ ىو وراء السب بينو وبينهم ، ب يقدـ تلك الصورة ، ب يرفع تلك السب بينهم وبينو ، فينظروف إىل صورة قائمة وشخص كأنو شخص أيب ا٢بسن ، ال ينكروف منو شيئا ، و يقف ىو معو بالقرب

فبيهم من طريق الشعبذة أنو يكلمو ويناجيو ويدنو منو كأنو يساره ، ب يغمزىم أف يتنحوا فيتنحوف ، . ويسبل السب بينو وبينهم فبل يروف شيئا

. وكانت معو أشياء عجيبة من صنوؼ الشعبذة ما مل يروا مثلها ، فهلكوا هبا أحسبو ىاروف أو غبه ٩بن كاف بعده - فكانت ىذه حالو مدة ، حب رفع خربه إىل بعض ا٣بلفاء

يا أمب ا٤بؤمنب ، استبقب ، فإين أبذ : أنو زنديق ، فأخذه وأراد ضرب عنقو ، فقاؿ لو - من ا٣بلفاء

190

لك أشياء يرغب ا٤بلوؾ فيها ، فأطلقو ، فكاف أوؿ ما ابذ لو الدوايل ، فإنو عمد إىل الدوايل فسواىا وعلقها وجعل الزيبق بب تلك األلواح ، فكانت الدوايل بتلئ من ا٤باء وبلي األلواح ، وينقلب الزيبق

من تلك األلواح فيتسع الدوايل لذلك ، فكانت تعمل من غب مستعمل ٥با ، وتصب ا٤باء ب البستاف ب إنو يوما . ، فأعجبو ذلك مع أشياء عملها ، يضاىي اهلل هبا ب خلقو ا١بنة ، فقواه وجعل لو مرتبة

من األياـ ، إنكسرت بعض تلك األلواح ، فخرج منها الزيبق ، فتعطلت فاسباب أمره ، وظهر عليو . 1"التػعطيل واإلباحات

ىذا وقد إدعى اإلمامة ب عهده آخراف من بب عمومتو ، أحدٮبا حسب بن علي بن ا٢بسن بن فلقد . وأمو زينب بنت عبداهلل بن ا٢بسن بن ا٢بسن بن علي . ا٢بسن ا٤بثب بن ا٢بسن بن علي

. 2إدعى اإلمامة أياـ أيب موسى ا٥بادي العباسي حفيد أيب جعفر ا٤بنصور وبايعو على إمامتو بب وسليماف وإدريس بنو عبداهلل بن ا٢بسن بن ا٢بسن ، وعبداهلل ا٢بسن

األفطس ، وإبراىيم بن إ٠باعيل الطباطبا ، وعمر بن ا٢بسن بن علي بن ا٢بسن بن ا٢بسب ، وعبداهلل بن إسحاؽ بن إبراىيم بن ا٢بسن الثاين ا٤بثب ، وعبداهلل بن جعفر بن ٧بمد ، وعبداهلل بن جعفر بن

3الباقر ، وعبداهلل وعمر إبنا إسحاؽ بن ا٢بسن بن علي زين العابدين ، وغبىم : حب قاؿ األصفهاين

. ومل يتخلف عنو أحد من الطالبػيب إال ا٢بسن بن جعفر بن حسن ا٤بثب فإنو استعفاه ومل يكرىو " : قاؿ عنيزة القصباين - اإلماـ السابع ا٤بزعـو عند الشيعة - وموسى بن جعفر بن ٧بمد

رأيت موسى بن جعفر بعد عتمة ، وقد جاء إىل ا٢بسب صاحب فخ ، فانكب عليو شبو الركوع ، " أحب أف بعلب ب سعة و حل من بلفي معك ، فأطرؽ ا٢بسب طويبل ال ٯبيبو ، ب رفع : وقاؿ

. 4" أنت ب سعة : رأسو إليو ، فقاؿ

: حيث قاؿ (كافيو )وقد ذكر ىذا الكليب ب ٤با خرج ا٢بسب بن علي : حدثنا عبداهلل بن ا٤بفضل موىل عبداهلل بن جعفر بن أيب طالب قاؿ "

ياابن عم ال : ا٤بقتوؿ بفخ واحتوى على ا٤بدينة ، دعا موسى بن جعفر إىل البيعة ، فأتاه فقاؿ لو تكلفب ما كلف إبن عمك أبا عبداهلل ، فيخرج مب ما ال أريد ، كما خرج من أيب عبداهلل مامل يكن

.407،406،405 سعبي اىؾ ؿ 1 .أظش شط ازت اطجش اث وض١ش غ١شب اىزت 2 .456،446أظش مبر اطبج١١ ألففب اؾ١ؼ ؿ 3 .447 أ٠نب ؿ 4

191

إ٭با عرضت عليك أمرا فإف أردتو دخلت فيو ، وإف كرىتو مل أبلك عليو : يريد ، فقاؿ لو ا٢بسب . 1"واهلل ا٤بستعاف

و قد ذكره الكليب أيضا حيث . والثاين الذي ادعى اإلمامة أيامو ، بب بن عبداهلل بن ا٢بسن ا٤بثب

: قاؿ خربين من ورد علي من أعواف اهلل على دينو ونشر طاعتو با : كتب إىل موسى بن جعفر يدعوه "

وقد احتجبتها واحتجبها أبوؾ من قبلك ، وقدٲبا ادعيتم ماليس .. كاف من بننك مع خذالنك لكم ، و بسطتم أعمالكم إىل ما مل يؤتكم اهلل ، فاستهويتم و أضللتم ، وأنا ٧بذرؾ ماحذرؾ اهلل من

ذكرت أين ... من موسى بن جعفر : فكتب إليو أبو ا٢بسن موسى بن جعفر عليو السبلـ . نفسو و أحثك على بره و طاعتو 2و أحذرؾ معصية ا٣بليفة ... ثبطت الناس عنك لرغبب عما ب يديك

، و أف تطلب لنفسك أمانا قبل أف تأخذؾ األظفار ويلزمك ا٣بناؽ من كل مكاف ، فبوح إىل النفس من كل مكاف و ال بده ، حب ٲبن اهلل عليك بنو وفضلو ورقة ا٣بليفة أبقاه اهلل ، فيؤمنك

. 3"ويربك ، و بفظ فيك أرحاـ رسوؿ اهلل ، و السبلـ على من اتبع ا٥بدى

فهذه ىي الفرؽ الشيعية أياـ موسى و بعده ، وىذه ىي عقائدىم وأفكارىم ا٤بثبتة من كتب الشيعة و : السنة أيضا ، و الذي قيل

ب شخص ىاروف للحج و بلو معو ، . بلو الرشيد من ا٤بدينة و قد قدـ إليها منصرفا من العمرة " ب انصرؼ على طريق البصرة ، فحبسو عند السندي بن شاىك ، فتوب ب حبسو بغداد ٣بمس لياؿ

بقب من رجب سنة ثبلث و بانب ومائة وىو ابن بس أو أربع و بسب سنة ، و دفن ب مقابر . 4" قريش

الشيعة أياـ علي بن موسى الملقب بالرضا

.366 ؿ1 األفي اىبف ط 1 أظش إ اقذق و١ف ٠زطغ ؽز اىزاث١ ، إب ؼق ؾ١ؼخ ٠غ ابط ػ ؼق١خ اخ١فخ اؼجبع اخشط ػ١ ، ف بن ؽه 2

.ثأ ٠ى أالد ػ ٠ذػ ف أفغ ب ٠غت إ١ ؤالء ام .367 ؿ1 األفي اىبف ط 3 .106- 105 فشق اؾ١ؼخ ؿ 4

192

وحصل اإلختبلؼ ب الشيعة الذين اجتمعوا حوؿ علي بن موسى الرضا خب ا٤بأموف على ابنتو بعد

. وفاتو : ففرقة قالت بأف اإلماـ بعده أخوه أبد بن موسى بن جعفر

فهي ا٤بؤلفة ، فقطعوا على إمامة علي . أوصى إليو و إىل الرضا عليو السبلـ و أجازوىا ب أخوين " . بن موسى

وفرقة منهم تسمى احملدثة ، كانوا من أىل اإلرجاء و أصحاب ا٢بديث ، فدخلوا ب القـو بإمامة موسى بن جعفر ، وبعده بإمامة علي بن موسى ، و صاروا شيعة رغبة ب الدنيا و تصنعا ، فلما توب

. علي بن موسى عليو السبلـ رجعوا إىل ما كانوا عليو وفرقة كانت من الزيدية األقوياء منهم و البصراء ، فدخلوا ب إمامة علي بن موسى عليو السبلـ

عندما أظهر ا٤بأموف فضلو و عقد بيعتو تصنعا للدنيا و استكانوا الناس بذلك دىرا ، فلما توب علي 1"بن موسى عليو السبلـ رجعوا إىل قومهم من الزيدية

: وفرقة أخرى قالت

. 2إف اإلمامة بعد علي بن موسى عليو السبلـ إلبنو ٧بمد بن علي عليو السبلـ ، و مل يكن لغبه وكانت ىناؾ فرؽ أخرى غب ىذه الفرؽ إتبعت فريقا من الطالبيب الذين ادعوا اإلمامة ب أياـ الرضا و دعوا الناس إليهم ، فمنهم ٧بمد بن إبراىيم بن إ٠باعيل بن إبراىيم بن ا٢بسن ا٤بثب بن ا٢بسن بن

. علي بن أيب طالب ، و ىو ا٤بعروؼ بإبن طباطبا . و٧بمد بن بب بن بب بن زيد بن علي بن ا٢بسب بن علي

. و٧بمد بن جعفر عم علي الرضا . وإبراىيم بن موسى بن جعفر أخو علي الرضا

. و حسب بن ا٢بسن بن علي بن علي زيد العابدين و غبىم وقد ذكرىم بيعا و دعوهتم الناس إليهم و خروجهم على ا٤بأموف و تسلطهم على بعض ا٤بدف

، و 3وا٤بناطق و معاركهم مع عساكر العباسيب من الشيعة ، األصفهاين ب مقاتل الطالبيب

107 أ٠نب ؿ 1 106 أ٠نب ؿ 2 . ب ثؼذ 513 ؿ 3

193

ولقد نقل عنو خروج ىؤالء العلويب وادعاءىم اإلمامة بإٯباز و . ا٤بسعودي ب كتابو مروج الذىب : اختصار ، فيقوؿ

وب سنة تسعة و تسعب ومائة خرج أبو السرايا السرى بن منصور الشيباين بالعراؽ ، و اشتد أمره ، و معو ٧بمد بن إبراىيم بن إ٠باعيل بن إبراىيم بن ا٢بسن بن ا٢بسن بن علي إبن أيب طالب ، و ىو إبن طباطبا ووثب با٤بدينة ٧بمد بن سليماف بن داود إبن ا٢بسن بن ا٢بسن بن علي ربهم اهلل ،

ووثب بالبصرة علي بن ٧بمد بن جعفر بن ٧بمد بن علي بن ا٢بسن بن علي عليهم السبلـ ، وزيد . بن موسى بن جعفر بن ٧بمد بن علي بن ا٢بسب بن علي ، فغلبوا على البصرة

وب ىذه السنة مات إبن طباطبا الذين كاف يدعوا إليو أبو السرايا ، و أقاـ أبو السرايا مكانو ٧بمد بن . ٧بمد بن بب بن زيد بن علي بن ا٢بسب بن علي

إبراىيم إبن موسى بن جعفر بن - وىي سنة تسع و تسعب و مائة - وظهر ب ىذه السنة باليمن ٧بمد بن علي بن ا٢بسن بن علي ، و ظهر ب أياـ ا٤بأموف بكة و نواحي ا٢بجاز ٧بمد بن جعفر بن ٧بمد بن علي بن ا٢بسب ربهم اهلل ، و ذلك ب سنة مائتب ، و دعا لنفسو ، و إليو دعت السبطية

فمنهم من غبل و منهم من قصر و سلك : و قد افبقوا فرقا . من فرؽ الشيعة ، و قالت بإمامتو . طريق اإلمامية

من األمم ا٤باضية " أخبار الزماف " وب كتاب " ا٤بقاالت ب أصوؿ الديانات " وقد ذكرنا ب كتاب واألجياؿ ا٣بالية وا٤بمالك الدائرة ، ب الفن الثبلثب من أخبار خلفاء بب العباس ومن ظهر ب أيامهم

إف ٧بمد بن جعفر ىذا دعا ب بدء أمره و عنفواف شبابو إىل ٧بمد بن : من الطالبيب ، و قيل إبراىيم بن طباطبا صاحب أيب السرايا ، فلما مات إبن طباطبا ، وىو ٧بمد بن إبراىيم بن ا٢بسن بن

ا٢بسن دعا لنفسو ، وتسمى بأمب ا٤بؤمنب ، وليس ب آؿ ٧بمد ٩بن ظهر إلقامة ا٢بق ٩بن سلف وخلف قبلو وبعده من تسمى بأمب ا٤بؤمنب غب ٧بمد بن جعفر ىذا ، وكاف يسمى بالديباجة ،

وظهر ب أياـ ا٤بأموف أيضا با٤بدينة ، ا٢بسب بن ا٢بسن إبن علي بن علي بن ... ٢بسنو وهبائو أنو دعا ب بدء أمره إىل إبن طباطبا ، فلما : وقيل . ا٢بسب بن علي ، وىو ا٤بعروؼ بإبن األفطس

مات إبن طباطبا ، دعا إىل نفسو والقوؿ بإمامتو ، وسار إىل مكة ، فأتى الناس وىم بب ، وعلى ا٢بجاج داود بن عيسى بن موسى ا٥بامشي ، فهرب داود ، ومضى الناس إىل عرفة ، ودفعوا إىل

ب صار إىل . وقد كاف إبن األفطس واب ا٤بوقف بالليل . مزدلفة بغب إنساف عليهم من ولد العباس

194

ا٤بزدلفة والناس بغب إماـ فصلى بالناس ، ب مضى إىل مب ، فنحر ودخل مكة ، وجرد البيت ٩با عليو . 1من الكسوة إال القباطي البيض فقط

. وا١بدير بالذكر أف علي بن موسى ىو الذي جعل ا٤بأموف العباسي فيو والية العهد بعده

وأمر ا٤بأموف ا٢بسن بن سهل والفضل بن سهل وزيريو أف يعرضا ذلك عليو ، فامتنع منو ، فلم يزاال "

فسر بذلك وجلس للخاصة ب يـو بيس ، . بو حب أجاب ، ورجعا إىل ا٤بأموف فعرفاه إجابتو وخرج الفضل بن سهل فأعلم برأي ا٤بأموف ب علي بن موسى عليو السبلـ ، وأنو قد واله عهده ،

. وأمرىم بلبس ا٣بضرة ، والعود لبيعتو ب ا٣بميس اآلخر ، على أف يأخذوا رزؽ سنة . و٠باه الرضا وجلس . فلما كاف اليـو ، ركب الناس على طبقاهتم من القواد وا٢بجاب والقضاة وغبىم ب ا٣بضرة

(ع)ا٤بأموف ووضع للرضا عليو السبلـ وسادتب عظيمتب ، حب ٢بق بجلسو وفرشو وأجلس الرضا ... عليهما ب ا٣بضرة وعليو عمامة وسيف ، ب أمر إبنو العباس بن ا٤بأموف أف يبايع لو أوؿ الناس

فبايعو الناس ووضعت البذر، وقاـ ا٣بطباء والشعراء ، فجعلوا يذكروف فضل الرضا عليو السبلـ ، وما إخطب الناس وتكلم فيهم ، فحمد اهلل : ب قاؿ ا٤بأموف للرضا عليو السبلـ .. كاف عليو من أمره

إف لنا عليكم حقا برسوؿ اهلل ، ولكم علينا حقا بو ، فإذا أنتم أديتم إلينا ذلك ، : وأثب عليو وقاؿ . ومل يذكر عنو غب ىذا ب ذلك اجمللس . وجب علينا ا٢بق لكم

وأمر ا٤بأموف ، فضربت لو الدراىم ، وطبع عليها إسم الرضا عليو السبلـ ، وزوج إسحاؽ بن موسى بن جعفر بنت عمو إسحاؽ بن جعفر بن ٧بمد ، وأمره فحج بالناس ، وخطب للرضا عليو السبلـ

. 2"ب كل بلد بوالية العهد . ولكنو مات قبل أف يناؿ ا٣ببلفة ب حياة ا٤بأموف

و٤با توب الرضا عليو السبلـ ، كتم ا٤بأموف موتو يوما وليلة ، ب أنفذ إىل ٧بمد بن جعفر الصادؽ " عليو السبلـ وباعة من آؿ أيب طالب الذين كانوا عنده ، فلما حضروه ، نعاه إليهم وبكى ، وأظهر

يعػزعلي يا أخي أف أراؾ ب ىذه ا٢باؿ ، : حزنا شديدا وتوجعا ، وأراىم إياه صحيح ا١بسد ، قاؿ ب أمر بغسلو وتكفينو وبنيطو ، وخرج مع . قد كنت أؤمل أف أقدـ قبلك ، فأىب اهلل إال ما أراد

وا٤بوضع دار بيد بن قحطبة ، . جنازتو بملها حب انتهى إىل ا٤بوضع الذي ىو مدفوف اآلف فدفنو

.440،439 ؿ3شط ازت غؼد ط 1 .334 ، أػال اس طجشع ؿ311،310 اإلسؽبد ف١ذ ؿ 2

195

ب قرية يػقاؿ ٥با سناباد ، على قربة من نوقاف بأرض طوس ، وفيها قرب ىاروف الرشيد وقرب أيب ا٢بسن . عليو السبلـ بب يديو ب قبلتو

ومضى الرضا علي بن موسى عليهما السبلـ ، ومل يبؾ ولدا نعلمو إال اإلماـ من بعده أبا جعفر . 1"٧بمد بن علي عليهما السبلـ ، وكانت سنو يـو وفاة أبيو سبع سنب وأشهرا

وكاف ذلك ب صفر سنة ثبلث ومائتب ، ولو يومئذ بسة وبسوف سنة ، وأمو أـ ولد يػقاؿ ٥با أـ . البنب

الشيعػة أياـ محمد بن عػلي

الملقب بالجواد أو التػقي

ولقد حصل اإلختبلؼ الشديد بب الشيعة ب إمامة ٧بمد بن علي ألنو مل يكن بلغ ا٢بلم عند وفاة : أبيو ، ولذلك اختلف الشيعة ب إمامتو وتفرقوا عنو كما مر ، وقالوا

ال ٯبوز اإلماـ إال بالغا ، ولو جاز أف يأمر اهلل عز وجل بطاعة غب بالغ ، ١باز أف يكلف اهلل غب " بالغ ، فكما ال يعقل أف بتمل التكليف غب بالغ ، فكذلك ال يفهم القضاء بب الناس ودقيقو

وجليلو وغامض األحكاـ وشرائع الدين وبيع ما أتى بو النيب صلى اهلل عليو وآلو وما بتاج إليو األمة إىل يـو القيامة من أمر دينها ودنياىا طفل غب بالغ ، ولو جاز أف يفهم ذلك من قد نزؿ عن حد

البلوغ درجة ، ١باز أف يفهم ذلك من قد نزؿ عن حد البلوغ درجتب وثبلثا وأربعا راجعا إىل الطفولية . حب ٯبوز أف يفهم ذلك من طفل ب ا٤بهد وا٣برؽ ، وذلك غب معقوؿ وال مفهـو وال متعارؼ .

ب إف الذين قالوا بإمامو أيب جعفر ٧بمد بن علي بن موسى عليهم السبلـ اختفلوا ب كمية علمو اإلماـ ال يكوف إال عا٤با ، وأبو جعفر غب : فقاؿ بعضهم لبعض . ٢بداثة سنو ضروبا من اإلختبلؼ

: بالغ وأبوه قػد تػوب ، فكيف علم ؟ ومن أين علم ؟ فأجابوه ال ٯبوز أف يكوف علمو من قبل أبيو ، ألف أباه بل إىل خراساف وأبو جعفر إبن أربع : فقاؿ بعضهم

سنب وأشهر ، ومن كاف ب ىذه السن فليس ب حد من يستفرغ تعليم معرفة دقيق الدين وجليلو ، ولكن اهلل عز وجل علمو ذلك عند البلوغ بضروب ٩با يدؿ على جهات علم اإلماـ ، مثل اإل٥باـ

739ؿ2 ، عالء اؼ١ ط72 ؿ3، وؾف اغخ ط247 ؿ2، ػ١ أخجبس اشمب ط313، أػال اس طجشع ؿ304 اإلسؽبد ف١ذ ؿ 1

.1049، ز ا٢بي ؿ

196

والنكت ب القلب والنقر ب األذف والرؤيا الصادقة ب النـو وا٤بلك احملدث لو ووجوه رفع ا٤بنار والعمود وا٤بصباح وعرض األعماؿ ، ألف ذلك كلو قد صحت األخبار الصحيحة القوية األسانيد فيو

. الب ال ٯبوز دفعها وال رد مثلها قبل البلوغ ىو إماـ ، على معب أف األمر لو دوف غبه إىل وقت البلوغ ، فإذا بلغ : وقاؿ بعضهم

علم ، ال من جهة اإل٥باـ والنكت و ال ا٤بلك وال لشيئ من الوجوه الب ذكرهتا الفرقة ، ألف الوحي منقطع بعد النيب صلى اهلل عليو وآلو بإباع األمة ، وألف اإل٥باـ إ٭با ىو أف يلحقك عند ا٣باطر والفكر معرفة بشيئ قد كانت تقدمت معرفتك بو من األمور النافعة فذكرتو ، وذلك ال يعلم بو

األحكاـ وشرائع الدين على كثرة إختبلفها وعللها قبل أف يوقف بالسمع منها على شيئ ، ألف أصح الناس فكرا وأوضحو خاطرا وعقبل وأحضره توفيقا ، لو فكر وىو ال يسمع بأف الظهر أربع

وا٤بغرب ثبلث ، والغداة ركعتاف ، مااستخرج ذلك بفكره ، وال عرفو بنظره ، وال استدؿ عليو بكماؿ وال يعقل أف يعلم . عقلو ، وال أدرؾ ذلك بضور توفيقو ، وال ٢بقو علم ذلك من جهة التوفيق أبدا

. إال بالتوقيف والتعليم ، فقد بطل أف يعلم شيئا من ذلك باإل٥باـ والتوفيق أنو علم ذلك عند البلوغ من كتب أبيو ، وما ورثو من العلم فيها ، وما رسم لو من : لكن نقوؿ

. األصوؿ والفروع وبعض ىذه الفرقة بيز القياس ب األحكاـ لئلماـ ، خاصة على األصوؿ الب ب يديو ، ألنو

معصـو من ا٣بطأ والزلل ، فبل ٱبطئ ب القياس ، وإ٭با صاروا إىل ىذه ا٤بقالة لضيق األمر عليهم ب . علم اإلماـ وكيفية تعليمو ، إذ ىو ليس ببالغ عندىم

اإلماـ يكوف غب بالغ ولو قلت سنو ، ألنو حجة اهلل ، فقد ٯبوز أف يعلم وإف كاف : وقاؿ بعضهم

صبيا ، وٯبوز عليو األسباب الب ذكرت من األ٥باـ والنكت والرؤيا وا٤بلك احملدث ورفع ا٤بنار والعمود . وعرض األعماؿ، كل ذلك جائز عليو وفيو ، كما جاز ذلك عن سلفو من حجج اهلل ا٤باضب

واعتلوا ب ذلك بيحب بن زكريا ، وأف اهلل آتػػاه ا٢بكم صبيا، وبأسباب عيسى بن مرن ، وبكم الصيب بب يوسف بن يعقوب وامرأة ا٤بلك ، وبعلم سليماف بن داود حكما من غب تعليم ، وغب ذلك ،

. 1" فإنو قد كاف ب حجج اهلل ٩بن كاف غب بالغ عند الناس

. 112 ، 111 ، 110فشق اؾ١ؼخ ثخز ؿ 1

197

وولد ٧بمد بن علي ىذا سنة بس وتسعب ومائة با٤بدينة ، وقبض ببغداد سنة عشرين ومائتب ، ولو . 1يومئذ بس وعشروف سنة ، وأمو أـ ولد ، يػقاؿ ٥با ٠بيكة ، وكانت نوبػية

. وكاف متزوجا من إبنة ا٤بأموف أـ الفضل 2" فكانت إحدى األختب بت ٧بمد بن علي بن موسى واألخرى بت أبيو علي بن موسى "

وب أيامو إدعى اإلمامة واحد من ا٢بسينيب ، وىو ٧بمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي زين . 3العابدين بن ا٢بسب بن علي بن أيب طالب

وانقاد إليو وإىل إمامتو خلق كثب من الناس ، ب بلو عبداهلل بن طاىر إىل ا٤بعتصم ، فحبسو ب " . أزج ابذه ب بستاف بسر من رأى

أف أناسا من : أنو قػتػل بالسم ، ومنهم من يقوؿ : وقد تنوزع ب ٧بمد بن القاسم ، فمن قائل يقوؿ شيعتو من الطالقاف أتوا ذلك البستاف ، فتأتوا للخدمة فيو من غرس وزراعة ، وابذوا سبلمل من

. ا٢بباؿ واللبود والطالقانية ، ونقبوا األزج ، وأخرجوه فذىبوا بو ، فلم يعرؼ لو خرب إىل ىذه الغاية – وىو سنة إثنتب وثبلثب وثلثمائة – وقد انقاد إىل إمامتو خلق كثب من الزيدية إىل ىذا الوقت

ومنهم خلق كثب يزعموف أف ٧بمدا مل ٲبت ، وأنو حي يرزؽ ، وأنو ٱبرج فيملؤىا عدال كما ملئت وأكثر ىؤالء بناحية الكوفة وجباؿ طربستاف والديلم وكثب من كور . جورا، وأنو مهدي ىذه األمة

. 4"خراساف

الشيعػة في أياـ علي بن محمد المكػنى بأبي الحسن والملقػب بالهػادي أو الػنػقي

و٤با مات ٧بمد بن علي ، خلف إبنيو عليا وموسى ، وكاف األكرب منهما ال يتجاوز الثامنة من عمره

أوصى أبوٮبا على تركتو من الضياع واألمواؿ " وكانا من الصغر بكاف حب . حسب قوؿ الشيعة 6" ا٢بلم 5والنفقات والرقيق إىل عبداهلل بن ا٤بساور إىل أف يػبلغا

.464 ؿ 3 ، شط ازت ط345 ، 344 ، أػال اس ؿ 316 اإلسؽبد فـ١ذ ؿ 1 . 441ؿ 3 شط ازت ط 2 . ، أ٠نب اطجش اث األص١ش غ١شب 577مـبرـ اطبج١١ ؿ 3 .465 ؿ 3شط ازت ط 4 . ف أش د١ب – إب ؼق ػذ اؾ١ؼخ – ال ذس و١ف ٠ؼزذ ػ فج ف أس اذ٠ ٠ؼزذ ػ١ أث 5 .325 ؿ 1 اىبف ط 6

198

فاختلف الشيعة ب أمرٮبا ، فقـو قالوا بإمامة علي بن ٧بمد ، وقـو ذىبوا إىل إمامة أخيو موسى بن ٧1بمد

النػصػيػريػة

: وب حياة علي بن ٧بمد ا٥بادي ا٤بكب بأيب ا٢بسن ، ظهرت من الشيعة فرؽ أخرى ، قالت بنبوة رجل يػقػاؿ لو ٧بمد بن نصب النمبي ، وكاف يدعي أنو نيب بعثو أبو ا٢بسن العسكري عليو

السبلـ ، وكاف يقوؿ بالتناسخ والغلو ب أيب ا٢بسن ويقوؿ فيو بالربوبية ، ويقوؿ باإلباحة للمحاـر ، وبلل نكاح الرجاؿ بعضهم بعضا ب أدبارىم ، ويزعم أف ذلك من التواضع والتذلل ، وأنو إحدى

وكاف يقوي أسباب ىذا النمبي . الشهوات والطيبات ، وأف اهلل عز وجل مل بـر شيئا من ذلك ٤بن ىذا األمر : فلما توب قيل لو ب علتو وقد اعتقل لسانو . ٧بمد بن موسى بن ا٢بسن بن الفرات

من بعدؾ ؟ . ألبد : فقاؿ

. فلم يدروا من ىو . فافبقوا ثبلث فرؽ

ىو أبد بن موسى بن ا٢بسن بن الفرات ، وفرقة : إبنػو ، وفرقة قالت (أبد )أنو : فرقة قالت . أبد بن أيب ا٢بسب ٧بمد بن ٧بمد بن بشب بن زيد : قالت

. فتفرقوا ، فبل يرجعوف إىل شيئ . 2 وادعى ىؤالء النبوة عن أيب ٧بمد فسمت النمبية أو النصبية

: ولػقد ذكر الشهرستاين النصبية ب مللو ، وذكر مذىبهم أهنم يقولوف

إف اهلل قد ظهر بصورة أشخاص ، و٤با مل يكن بعد رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم أفضل من علي " عليو السبلـ وبعده أوالده ا٤بخصوصوف ىم خب الربية ، فظهر ا٢بق بصورهتم ، ونطق بلساهنم ،

وأخذ بأيديهم ، فعن ىذا أطلقنا اسم األ٥بية عليهم ، وإ٭با أثبتنا ىذا اإلختصاص لعلي دوف غبه ، قاؿ النيب صلى اهلل عليو وسلم . ألنو كاف ٨بصوصا بتأييد من عند اهلل تعاىل ٩با يتعلق بباطن األسرار

.113أظش فـشق اؾ١ؼخ ؿ 1 .116 ، 115فـشق اؾ١ـؼخ ـثخز ؿ 2

199

وعن ىذا كاف قتاؿ ا٤بشركب إىل النيب صلى اهلل عليو وسلم . ، أنا أحكم بالظاىر واهلل يتوىل السرائر ولوال أف يقوؿ الناس فيك ما : وعن ىذا شبهو بعيسى ابن مرن ، وقاؿ . وقتاؿ ا٤بنافقب إىل علي

فيكم من : إذ قاؿ . وربا أثبتوا لو شركة ب الرسالة . قالوا ب عيسى بن مرن وإال لقلت فيك مقاال يقاتل على تأويلو كما قاتلت على تنزيلو أال وىو خاصف النعل ، فعلم التأويل وقتاؿ ا٤بنافقب

. ومكا٤بة ا١بن ، وقلع باب خيرب ال بقوة جسدانية من أدؿ الدليل على أف فيو جزء آ٥بيا وقوة ربانية وعن ىذا قالوا كاف ىو . أو أف يكوف ىو الذي ظهر اإللو بصورتو ، وخلق بيده ، وأمر بلسانو

قاؿ كنا أظلة على ٲبب العرش ، فسبحنا فسبحت ا٤ببلئكة . موجود قبل خلق السموات واألرض بتسبيحنا ، فتلك الظبلؿ وتلك الصور العرية عن األظبلؿ ىي حقيقة وىي مشرقة بنور الرب تعاىل

وعن ىذا قاؿ أنا أبد ، . إشراقا ال ينفصل عنها ، سواء كانت ب ىذا العامل أو ب ذلك العامل قاؿ لو . يعب ال فرؽ بب النورين ، إال أف أحدٮبا أسبق والثاين ال حق بو . الضوء من الضوء

. وىذا يدؿ على نوع شركة . فالنصبية أميل إىل تقرير ا١بزء اآل٥بي

. 1واإلسحاقية أميل إىل تقرير الشركة ب النبوة

. 2وذكر الرازي أف ىذه الطائفة موجودة ب حلب ونواحي الشاـ إىل يومنا ىذا. إهنا موجودة حب اليـو ب سوريا وتركيا ، و يعرفوف بالعلويب : و٫بن نقوؿ

إف ٧بمد بن النصب النمبي مل يدع النبوة ، بل إنو كاف بابا لئلماـ ا٢بادي : وأما النصبية فيقولوف . 3عشر ا٢بسن العسكري

أنو كاف ينافسو رجل ا٠بو أبو يعقوب اسحاؽ بن ٧بمد النخعي ، فادعى ىو الثاين ىو : ويقولوف . الباب للحسن العسكري

كما . فا٢باصل أف ىؤالء الذين يقولوف ويصرحوف بألوىية علي ، وكاف رسوؿ اهلل ىو رسولو ىو : يقولوف

. 26- 25 ؿ 2ا اؾ ؾشعزب ط 1 .61إػزمبداد فشق اغ١ اؾشو١ شاص ؿ 2 .202ربس٠خ اؼ١٠ ط٠ ؿ 3

200

إف عليػا أرسل جابر بن يزيد ا١بعفي ب قضاء غرض لو ، فلما أف وصل إىل الوضع ا٤بقصود ، رأى عن ٲبينو ، (يعب سيدنا ٧بمدا )علي بن أيب طالب جالسا على كرسي من نور ، والسيد ٧بمد

عن مشالو ، ب التفت جابر إىل ورائو فرآه (يعب الصحايب ا١بليل سلماف الفارسي )والسيد سلماف ب نظر إىل السماء فرآه ب السماء وا٤ببلئكة حولو يسبحوف . ب التفت عن ٲبينو فرآه ىكذا . ىكذا

. 1"بمده ويسجدوف لو : وقد دونوا ٥بم قرآنا مستقبل ، ومنها ىذه اآليات

أشهد علي أيها ا٢بجاب العظيم ، أشهد .. ربنا آمنا با أنزلت واتبعنا الرسوؿ فاكتبنا مع الشاىدين "

... علي أيها الباب الكرن ، أشهد علي يا سيدي ا٤بقداد اليمب ، أشهد يا علي أبو الدر الشماؿ بأف ليس إ٥با إال علي بن أيب طالب األصلع ا٤بعبود ، وال حجاب إال السيد ٧بمد احملمود ، وال باب إال السيد سلماف الفارسي ا٤بقصود ، وأكرب ا٤ببلئكة ا٣بمسة األيتاـ ، وال رأي إال رأي شيخنا وسيدنا

أشهد بأف الصورة ا٤برئية الب ظهرت . ا٢بسب بن بداف ا٣بصيب الذي شرع األدياف ب سائر البلداف . ب البشرية ىي الغاية الكلية ، وىي الظاىرة بالنورانية ، وليس إلو سواىا ، وىي علي بن أيب طالب

. وأنو مل باط ومل بصر ومل يدرؾ ومل يبصر أشهد بأين نصبي الدين ، جنديب الرأي ، جنببلين الطريقة ، خصييب ا٤بذىب ، جلي ا٤بقاؿ ،

ميموين الفقو ، وافػر الرجعة البيضاء والكرة الزىراء وب كشف الغطاء وجبلء العماء وإظهار ما كتم وإجبلء ما خفي ، وظهور علي بن أيب طالب من عب الشمس قابض على كل نفس ، األسد من بتو ، وذو الفقار بيده ، وا٤ببلئكة خلفو ، والسيد سلماف بب يديو ، وا٤باء ينبع من بب قدميو ،

ىذا . ىذا موالكم علي بن أيب طالب فاعرفوه وسبحوه وعظموه وكربوه : والسيد ٧بمد ينادي ويقوؿ إشهدوا علي يا أسيادي ، أف ىذا ديب واعتقادي ، وعليو اعتمادي . خالقكم ورازقكم فبل تنكروه

إف السمع . ، وبو أحيا وعليو أموت ، وعلي بن أيب طالب حي ال ٲبوت ، بيده القدرة وا١بربوت . 2"والبصر والفؤاد كل أولئك كاف عنو مسؤوال علينا من ذكرىم السبلـ

. وغب ذلك من ا٣برافات

.87اجبوسح اغ١ب١خ ؿ 1. 26اجبوسح اغ١بخ ؿ 2

201

وولد سنة إثنب عشرة . وتوب علي بن ٧بمد ىذا بسر من رأى ب رجب سنة أربع وبسب ومائتب " . 1"وكاف ا٤بتوكل قد أشخصو مع بب بن أكثم إىل سر من رأى ، فأقاـ هبا وأمو . ومائتب

ىذا ولقد ادعى ب أيامو كثب من العلويب اإلمامة ، وبايعهم خلق من الشيعة ومن أىل بيت علي . 2منهم بب بن عمر بن ا٢بسب بن زيد بن علي زين العابدين. رضي اهلل عنو

فاستوىل على الكوفة وما حو٥با ، و٤با قتل أياـ ا٤بستعب العباسي ، رثاه كثب من الشعراء حب قاؿ : األصفهاين

وما بلغب أف أحدا ٩بن قتل ب الدولة العباسية من آؿ أيب طالب رثي بأكثر ٩با رثي بو بب ، وال " . 3"قيل فيو الشعر بأكثر ٩با قيل فيو

. 4ووافق على ذلك إبن األثب ب تارٱبو الكامل. وكذلك ادعى اإلمامة حسن بن زيد بن ٧بمد بن إ٠باعيل بن ا٢بسن ا٤بثب

. 5ظهر ب ببلد طهرستاف ، وغلب عليهما وعلى جرجاف بعد حروب كثبة وقتاؿ شديد . 6وكذلك حسب بن ٧بمد بن بزة بن عبيد اهلل بن ا٢بسب بن علي سنة إحدى وبسب ومائتب

الشيعػة في أياـ الحسن بن علي العسكري

. و٤با توب أبو ا٢بسن بن علي ا٥بادي ، افبقت الشيعة إىل فرؽ عديدة ففرقة قالت بإمامة إبنو ٧بمد ، وقد كاف توب ب حياة أبيو بسر من رأى ، وزعموا أنو حي مل ٲبت "

، و اعتلوا ب ذلك بأف أباه أشار إليو و أعلمهم أنو اإلماـ من بعده ، و اإلماـ ال ٯبوز عليو الكذب ، وال ٯبوز البداء فيو ، فهو وإف كانت ظهرت وفاتو مل ٲبت ب ا٢بقيقة ، و لكن أباه خاؼ عليو

7" و قالوا فيو بثل مقالة أصحاب إ٠باعيل بن جعفر . فغيػبو ، وىو القائم ا٤بهدي

.754 ؿ 2 ، عالء اؼ١ـ ط166 ؿ 3 ، وؾف اغـخ ط 355، أػال اس طجشع ؿ 327اإلسؽبد ؿ 1

. 63 ؿ 4 ، شط ازت ط 639مبر اطبج١١ ألففب ؿ 2 . 64 ؿ 4 ، ثض ره ف شط ازت ط 465مبر اطبج١١ ؿ 3 . 315 ؿ5ط 4. 68 ؿ 4شط ازت ط 5 . 665 ، مبر اطبج١١ ألففب ؿ 69 ا٠نب ؿ 6 117 ، 116 فشق اؾ١ؼخ ؿ 7

202

وا١بدير بالذكر أف ٧بمدا ىذا وىو ا٤بكب بأيب جعفر كاف وصي أبيو وا٣بليفة بعده حسب تصربات الشيعة ، و لكنو مات قبل أف تصل إليو اإلمامة و خبلفة أبيو ، فشك القـو ب أمره و إمامة أبيو ،

: فقاؿ أبوه علي ا٥بادي ا٤بكب بأيب ا٢بسن بدا هلل ب أيب ٧بمد بعد أيب جعفر عليو السبلـ مامل يكن يعرؼ لو ، كما بدا ب موسى بعد مضي "

ا٠باعيل ماكشف عن حالو ، و ىو كما حدثتك نفسك و إف كره ا٤ببطلوف ، و أبو ٧بمد إبب 1" ا٣بلف من بعدي ، عنده علم ما بتاج إليو و معو آلة اإلمامة

: وقالوا - وىو ا٤بلقب بعفر الكذاب عند الشيعة - وفرقة قالت بإمامة جعفر بن علي

أوصى إليو أبوه بعد مضي ٧بمد ، و أوجب إمامتو و أظهر أمره ، و أنكروا إمامة ٧بمد أخيو ، و " . 2" إ٭با فعل ذلك أبوه اتفاقا عليو ودفاعا عنو ، وكاف اإلماـ ب ا٢بقيقة جعفر بن علي : قالوا

. 3وفرقة قالت بإمامة ا٢بسن العسكري إبن علي ، و كاف يكب بأيب ٧بمد

: وقاؿ ا٤بفيد الجتماع خصاؿ (ع)وكاف اإلماـ بعد أيب جعفر عليو السبلـ إبنو أبو ا٢بسن علي بن ٧بمد "

اإلمامة فيو و تكامل فضلو ، و إنو ال وارث ٤بقاـ أبيو سواه ، وثبوت النص عليو باإلمامة واإلشارة . 4" إليو من أبيو با٣ببلفة

و توب يـو ا١بمعة سنة ستب و مائتب ، و كاف مولده با٤بدينة ب شهر ربيع األوؿ من سنة اثنب و ثبلثب و مائتب ، و دفن ب داره بسر من رأى ، ب البيت الذي دفن فيو أبوه ، و أمو أـ ولد يقاؿ

. ٥5با حديثة . وعمره يومئذ باين وعشروف سنة

: وقاؿ النوبب . سليل ، وقيل غب ذلك : إلمو أصفاف ، وقيل : يقاؿ

.327 ؿ 1 األفي اىبف ، وزبة اؾغخ ، ثبة اإلؽبسح اـ ػ أث ؾذ ط 1 118 ، 117 اثخز ؿ 2 . 117 أ٠نب ؿ 3 .327 اإلسؽبد ؿ 4 .335 أ٠نب ؿ 5

203

وكانت ب سب أمامتو بقية ملك ا٤بعتز أشهرا ، ب ملك ا٤بهتدي . وصلى عليو أبو عيسى بن ا٤بتوكل أحد عشر شهرا وبانية و عشرين يوما ، ب ملك أبد ا٤بعتمد على اهلل بن جعفر ا٤بتوكل عشرين سنة

. 1" وأحد عشر شهرا . 2وب أيامو ادعى كثب من العلويب اإلمامة ، منهم علي بن زيد بن ا٢بسب العلوي

وكذلك الكثبوف الذين ذكرىم األصفهاين ب مقاتل الطالبيب وا٤بسعودي ب مروج الذىب ، وأما . من السنة فذكرىم بيع ا٤بؤرخب

الشػيػعػة بػعػد وفػاة الحسن الػعسكري

توب ومل ير لو أثر ، : " مات ا٢بسن العسكري بدوف خلف وال عقب كما نص على ذلك النوبب . 3"ومل يعرؼ لو ولد ظاىر ، فاقتسم مباثو أخوه جعفر وأمو

فأوجد موتو خبلفا شديدا ب شيعتو ، ألف التشيع بعد تطوره يوجب على مدعي اإلمامة أف يكوف

بعده عقب ، وكذلك أف يكوف عليو نص من الذي قبلو ، وىو الذي يقـو بتجهيزه وتكفينو ، فكيف كل قـو حسب أىوائهم ومزاعمهم . وىنا ال يرى لو أثر، فالتجؤوا لتأويل ذلك إىل سخافات عديدة

. يهووف

: فقاؿ النوبب . فافبؽ أصحابو بعده أربع عشرة فرقة "

: ففرقة قالت أف ا٢بسن بن علي حي مل ٲبت ، وإ٭با ىو غائب وىو القائم ، وال ٯبوز أف ٲبوت وال ولد لو ظاىر ،

.. ألف األرض ال بلو من إماـ

.367أػال اس ؿ 1 .94 ؿ3 ، شط ازت ط675 مبر اطبج١١ ؿ 2 . 119 ، 118اؾ١ؼخ ثخز ؿ 3

204

: وقالت الفرقة الثانية أف ا٢بسن بن علي مات وعاش بعد موتو ، وىو القائم ا٤بهدي ، ألننا روينا أف معب القائم ، ىو أف

يقـو بعد ا٤بوت ، ويقـو وال ولد لو، ألف اإلمامة كانت تثبت لولده ، وال أوصى إىل أحد ، فبل شك .. أنو القائم

: وقالت الفرقة الثالثة

فلما قيل لو أف ا٢بسن .. أف ا٢بسن بن علي توب ، واإلماـ بعده أخوه جعفر وإليو أوصى ا٢بسن وجعفر ما زاال متهاجرين متصارمب متعادين طوؿ زماهنما ، وقد وقفتم على صنائع جعفر وسوء

إ٭با ذلك بينهما ب الظاىر ، : قالوا . معاشرتو لو ب حياتو ، و٥بم من بعد وفاتو ب اقتساـ مواريثو .. . وأما ب الباطن فكانا مباضيب متصافيب ال خبلؼ بينهما

و٩بن قوى إمامة جعفر وأماؿ الناس إليو ، علي بن الطاىر ا٣براز ، وكاف متكلما ٧بجاجا ، وأعانتو . على ذلك أخت الفارس بن حاب بن ماىويو القزويب

: وقالت الفرقة الرابعة

أف اإلماـ بعد ا٢بسن جعفر ، وأف اإلمامة صارت إليو من قبل أبيو ، ال من قبل ا٢بسن ، وأف ا٢بسن وا٢بسن قد توب وال وصية لو . كاف مدعيا باطبل،ألف اإلماـ ال ٲبوت حب يوصي و يكوف لو خلف

وال ولد ، واإلماـ ال يكوف من ال خلف لو ظاىر معروؼ مشار إليو ، كما ال ٯبوز أف تكوف األمامة . ب األخوين بعد ا٢بسن وا٢بسب كما نص عليو جعفر

فإهنا رجعت إىل القوؿ بإمامة ٧بمد بن علي أخي ا٢بسن ا٤بتوب ب حياة أبيو ، : وأما الفرقة ا٣بامسة

. وأما ا٢بسن وجعفر فإهنما ادعيا ما مل يكن ٥بما ، ألف جعفر فيو خصاؿ مذمومة وىو هبا مشهور ومثل ىذا ال يصلح للشهادة على درىم ، فكيف . ظاىر الفسق وغب صائن نفسو ، معلن با٤بعاصي

يصلح ٤بقاـ النيب صلى اهلل عليو وآلو ؟ . وأما ا٢بسن فلقد توب وال عقب لو

: وقالت الفرقة السادسة

205

أف للحسن بن علي إبنا ٠باه ٧بمدا ، وولد قبل وفاتو بسنب ، وزعموا أنو مستور ، ال يرى خائف من . جعفر

: وقالت الفرقة السابعة

بل ولد بعد وفاتو بثمانية أشهر ، وأف الذين ادعوا لو ولدا ب حياتو كاذبوف مبطلوف ب دعواىم ، ألف وال ٯبوز أف ٱبفي ذلك وقد كاف ا٢ببل . ذلك لو كاف مل ٱبف غبه ، ولكنو مضى ومل يعرؼ لو ولد

فيما مضى قائما ظاىرا ثابتا عند السلطاف وعند سائر الناس، وامتنع من قسمة مباثو من أجل ذلك حب بطل ذلك عند السلطاف وخفى أمره ، فقد ولد لو إبن بعد وفاة أبيو بثمانية أشهر ، وقد كاف أمر

. أف يسمى ٧بمدا ، وأوصى بذلك ، وىو مستور ال يرى

: وقالت الفرقة الثامنة أنو ال ولد ٢بسن أصبل ، النا قد أمتحنا ذلك وطلبناه بكل وجو ، فلم ٪بده ، ولو جاز لنا أف نقوؿ ب

مثل ا٢بسن وقد توب وال ولد لو أف لو ولد ، ١باز مثل ىذه الدعوى ب كل ميت من غب خلف ، وكذلك ب عبداهلل بن . و١باز مثل ذلك ب النيب صلى اهلل عليو وآلو أف يقاؿ خلف إبنا نبيا رسوال

جعفر بن ٧بمد أنو خلف إبنا، وأف أبا ا٢بسن الرضا عليو السبلـ خلف ثبلثة بنب غب أيب جعفر أحدىم اإلماـ ، ألف ٦بيئ ا٣برب بوفاة ا٢بسن ببل عقب كمجيئ ا٣برب بأف النيب صلى اهلل عليو وآلو مل

فالولد قد بطل . ٱبلف ذكرا من صلبو ، وال خلف عبداهلل بن جعفر إبنا ، وال كاف للرضا أربعة بنب ال ٧بالة ، ولكن ىناؾ حبل قائم قد صح ب سرية لو وستلد ذكرا إماما مب ما ولدت ، فإنو ال ٯبوز

. أف ٲبضي اإلماـ وال خلف لو ، فتبطل اإلمامة وبلو األرض من ا٢بجة أنكرب علينا أمرا قلتم بثلو ، ب مل تقنعوا بذلك حب أضفتم : واحتج أصحاب الولد على ىؤالء فقالوا

إليو ما تنكره العقوؿ ، قلتم أف ىناؾ حببل قائما ، فإف كنتم اجتهدب ب طلب الولد فلم بدوه فأنكربوه لذلك ، فقد طلبنا معرفة ا٢ببل وتصحيحو أشد من طلبكم ، واجتهدنا فيو أشد من

ألنو قد . اجتهادكم ، فاستقصينا ب ذلك غاية اإلستقصاء فلم ٪بده ، فنحن ب الولد أصدؽ منكم ٯبوز ب العقل والعادة والتعارؼ ، أف يكوف للرجل ولد مستور ال يعرؼ ب الظاىر ويظهر بعد ذلك

ويصح نسبو ، واألمر الذي ادعيتموه منكر وشنيع ، ينكره عقل كل عاقل ، ويدفعو التعارؼ والعادة ،

206

مع مافيو من كثرة الروايات الصحيحة عن األئمة الصادقب أف ا٢ببل ال يكوف أكثر من تسعة أشهر ، . وقد مضى للحبل الذي ادعيتموه سنوف ، وإنكم على قولكم ببل صحة وال بيػنة

: وقالت الفرقة التاسعة

فكما صحت وفاهتم با٣برب . أف حسن بن علي قد صحت وفاة أبيو وجده وسائر آبائو عليو السبلـ واألرض اليـو ببل حجة إال أف يشاء ....الذي ال يكذب مثلو ، كذلك صح أنو ال إماـ بعد ا٢بسن

اهلل ، فيبعث القائم من آؿ ٧بمد صلى اهلل عليو وآلو ، فيحيي األرض بعد موهتا ، كما بعث ٧بمد . صلى اهلل عليو وآلو حب فبة من الرسل

: وقالت الفرقة العاشرة

أف أبا جعفر ٧بمد بن علي كاف ا٤بيت ب حياة أبيو ، وىو الذي كاف اإلماـ بوصية من أبيو ، ب أوصى . ىو إىل غبلـ لو صغب كاف ب خدمتو يقاؿ لو نفيس ، ب بعد موتو نقل ىذا الغبلـ الوصية إىل جعفر

: وقالت الفرقة ا٢بادية عشرة

قد اشتبو علينا األمر ، وال ندري من ىو اإلماـ ، وأف األرض ال بلو من حجة فنتوقف وال نقدـ على . شيئ حب يصح لنا األمر ويتبب

: وقالت الفرقة الثانية عشرة

ليس القوؿ كما قاؿ ىؤالء ، بل ال ٯبوز أف بلو األرض من حجة ، ولو خلت لساخت األرض ومن وأما ىو خائف مستور بسب اهلل ال ٯبوز ذكر ا٠بو وال السؤاؿ عن مكانو ، وليس علينا ، .عليها

. البحث عن أمره ، بل البحث عن ذلك وطلبو حراـ

: وقالت الفرقة الثالثة عشرة أف ا٢بسن بن علي توب ، وأنو كاف اإلماـ بعد أبيو ، وأف جعفر بن علي اإلماـ بعده ، كما كاف موسى

بن جعفر إماما بعد عبداهلل بن جعفر ، للخرب الذي روى أف اإلمامة ب األكرب من ولد اإلماـ إذا وأف ا٣برب الذي روى عن الصادؽ عليو السبلـ ، أف اإلمامة ال تكوف ب أخوين بعد ا٢بسن . مضى

207

وا٢بسب عليهما السبلـ صحيح ال ٯبوز غبه ، وإ٭با ذلك إذا كاف للماضي خلف من صلبو ، فإنو ال وإذا توب وال خلف لو ، رجعت إىل أخيو ضرورة ، ألف ىذا . برج منو إىل أخيو ، بل تثبت ب خلفو

وكذلك قالوا ب ا٢بديث الذي روى أف اإلماـ ال يغسلو إال إماـ ، وأف ىذا . معب ا٢بديث عندىم وأقروا أف جعفر بن ٧بمد عليهما السبلـ غسلو موسى ، وادعوا أف . عندىم صحيح ال ٯبوز غبه

عبداهلل أمره بذلك ، ألنو كاف اإلماـ بعده ، وإف جاز أف ال يغسلو ألنو إماـ صامت ب حضرة عبداهلل .

. فهؤالء الفطحية ا٣بلص الذين ٯبيزوف اإلمامة ب أخوين ، إذا مل يكن األكرب منهما خلف ولدا . واإلماـ عندىم جعفر بن علي ، على ىذا التأويل ضرورة

: وأما الفرقة الرابعة عشرة فقالت

إف اإلماـ بعده إبنو ٧بمد ، وىو ا٤بنتظر ، غب أنو مات ، وسيجئ ويقـو بالسيف ، وسيمؤل األرض . 1قسطا وعدال كما ملئت ظلما وجورا

فهذه ىي الفرؽ ا٤بشهورة للشيعة ، ذكرناىا من كتب القـو أنفسهم ، مع سرد الروايات والعبارات من

. كتب السنة أيضا تأييدا وتوثيقا ، ال أصبل واستدالال غب أف ىنالك فرقا شيعية أخرى ، ذكرىا أصحاب الفرؽ من السنة من البيانية وا١بناحية والرزامية وا٤بقنعية وا٢بلمانية وا٣ببلجية واألزافرة وغبىم ، مل نذكرىا النقراضها ، ولعدـ ورود ذكرىا ب كتب

: الشيعة ، وكي ال يقوؿ قائل يعلم اهلل أف ىذه األ٠باء كلها مل نسمع هبا ومل نرىا ب كتب الشيعة ، وما ىي إال ٨بتلقة ال يقصد من

وىي أ٠باء ببل مسميات ، ومل يذكرىا أحد من ا٤بؤرخب ، وال نقلها من . ذكرىا غب التشنيع والتهجب كتب ب ا٤بلل والشيعة كالشيخ أيب ٧بمد ا٢بسن بن موسى النوبب من أىل القرف الرابع ب كتاب

. 2الفرؽ وا٤بقاالت ا٤بتكفل بذكر فرؽ الشيعة وغبه : وبقيت ىناؾ فرؽ أخرى ، أال وىي

األثنا عشر أو ا١بعفرية اإلمامة ، فإهنا ذكرت ضمن األربع عشرة فرقة الب افبقت بعد موت ا٢بسن العسكري ، ولكن ٤با ٥با من أٮبية ، وإف ىذا السرد الطويل مل يكن إال ألجلها ، ألنو عند إطبلؽ لفظ

. ب ثؼذ 119خقب فشق اؾ١ؼخ ثخز ؿ 1 .24أػ١ب اؾ١ؼخ غ١ذ ؾغ أ١ امغ األي اغضء األي ؿ 2

208

فنخصص ٥با بابا مستقبل ب تارٱبها وعقائدىا . الشيعة ال يتبادر إىل الذىن اآلف إال ىذه الفرقة كما سنذكر . وعبلقتها بالسبئية ، وتوارثها بيع األفكار ا٤بوجودة ب الفرؽ البائدة من الغبلة وا٤بتطرفب

. الفرؽ الب تفرقت منها ، وىي موجودة حب اآلف ونلفت ىهنا أنظار القرآء والباحثب إىل أمر ىاـ ٯبب اإلنتباه إليو، وىو اف كل فرقة من فرؽ الشيعة

الب ذكرناىا ب ىذا الباب سيجد القارئ من مطالعة موجز ا٤بعتقدات والعقائد الب بلها أؤلئك ، أف كل واحدة منها أخذ حظا وافرا من السبئية أبناء اليهود ، واغبفت غرفا كثبة من األدياف الباطلة

األخرى من النصرانية واجملوسية واألفكار ا٤بدسوسة من ا٥بندوس والبابليب والعاشوريب والكلدانيب وغبىم ، كما أف الشيعة بعد تطور التشيع األوؿ ب بيع أدوارىم وعصورىم ، التزموا بقوؿ الرجعة . والغيبة والوالية والرباءة والوصاية والتوارث ، كما أرسخها مؤسس القـو عبداهلل بن سبأ وشلتو ا٤باكرة

الباب السابع

الشيعػة اإلثنا عشرية والعػقػائد السبئػيػة

ونضطر إىل أف نعيد ذكر السبئية واألفكار . إننا ذكرنا السبئية وقائدىا عبداهلل بن سبأ فيما مضى بالتفصيل الب بلوىا والعقائد الب روجوىا بب الناس ، وعارضها علي وأوالده الطيبوف منهم رضواف اهلل عليهم ،

ولكنها تسربت فيما بعد بب الذين يزعموف أهنم شيعتهم . وردوىا عليها ، وقاوموىا بكل عنف وشدة . وا٤بوالوف ٥بم بإسم حب أىل البيت ، وأىل البيت منهم براء

نضطر إىل إعادهتا ، لوضع النقاط على ا٢بروؼ ، وإلثبات أف الشيعة وخصوصا اإلثب عشرية منهم الذين يعدوف أنفسهم معتدلب ، وقد ٱبدع هبم الكثبوف من ا٤بغفلب من الناس ، ليسوا إال ورثة أولئك القـو الذين

ضلوا وأضلوا ، وال يوجد ب أيديهم إال تركتهم الب تركوىا للفرقة واإلختبلؼ بب ا٤بسلمب ، وإلبعاد بعض الناس عن العقائد الصحيحة الب نزلت من السماء ، وجاء هبا جربئيل ، وبلػغها رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو

. وسلم ، وكبلـ اهلل القرآف ، وسنة رسوؿ اهلل الثابتة ، خالية من ذكرىا وتذكرهتا

209

و٫باوؿ ب ىذا الباب أيضا أف ال نكوف إال منصفب ، وال نلـز القـو ماال يلتزموف بو ، وال ننسب إليهم ما ال . يثبتونو ب كتبهم أنفسهم ، كما تعودنا ذلك بفضل اهلل ، وكما الحظ القارئ ب ىذا الكتاب وب غبه

وبنبا لسرد العبارات الب سقناىا من قبل ، نلخص ما كاف يقـو بو من ا٤بخططات ويروجو عبداهلل بن سبأ ، وما كانت تنشره السبئية من عقائد وآراء ، ب نقارف تلك العقائد واآلراء بأفكار الشيعة اإلثب عشرية

: فنقوؿ .. ا٤بوجودين حاليا وعقائدىم ، وىل ىي موجودة فيهم أـ ال؟

. قياـ السبئية بتكوين بعيات سريػة يهودية بإسم اإلسبلـ ، بت راية عبداهلل بن سبأ : أوال

. إظهار ا٢بب والوالء وا٤بشايعة وا٤بواالة لعلي وأوالده ، واإلنظماـ إىل شيعتهم : ثانيا

ا٢بقد والبغض ألصحاب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ، والرباءة من أيب بكر وعمر وعثماف ، : ثالثا . خلفاء نيب اهلل ب أمتو ، الثبلثة الراشدين ا٤بهديب ، والطعن فيهم وتفسيقهم وتكفبىم

تأليب الناس وبريضهم على عثماف ، وإهتامو بتهم باطلة ، إليقاع الفرقة بب األمة الواحدة والشقاؽ : رابعا

ب ا٤بسلمب ، والتشنيع على العماؿ ، وتشويو ٠بعة ا٢بكاـ ، وخصوصا الذين قادوا ا٤بعارؾ ا٢با٠بة وفازوا . فيها

ترويج العقائد اليهودية والنصرانية واجملوسية بب ا٤بسلمب ، الب ال بت إىل اإلسبلـ بصلة ال قريبة : خامسا

والكتاب ا٤بنزؿ من السماء على ٧بمد رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم خاؿ منها ، وكذلك . وال بعيدة تعليمات الرسوؿ الناطق بالوحي نزيهة وبريئة من التلوث هبا ، مثل قو٥بم بالوصاية والوالية والعصمة والرجعة وعدـ ا٤بوت وملك األرض وا٢بلوؿ واإلباد وتأليو ا٣بلق وإتصافهم بصفات اهلل ، وجرياف النبوة بعد ٧بمد

. صلى اهلل عليو وسلم ، و نزوؿ الوحي

فهذه ىي األفكار السبئية الب اقتبسناىا من عبارات الشيعة وأئمتهم حوؿ عبداهلل بن سبأ ، والعقائد الب دعوا إليها وروجوىا بب ا٤بسلمب ، والعبارات والنصوص الب سردناىا ب الباب الثاين ، حيث ذكرنا عبداهلل

. بن سبأ والسبئية بالتفصيل

210

. وىذه ىي خبلصة أقوا٥بم الب قالوىا واألعماؿ الب قاموا هبا

: واآلف لنضع النقاط على ا٢بروؼ ونقوؿ أي تكوين اليهود بعيات بت قيادة عبداهلل بن سبأ للدس والفتنة ، فبل ٫بتاج إلثباهتا إىل أي : أما األوؿ

شيئ ، بعدما أثبتناىا من أئمة الشيعة ب الفرؽ والرجاؿ والتاريخ والنقد ، غب السنة ، وتصرباهتم ، وبعد ما . أطنبنا القوؿ فيو فيما مػر

أي إظهار ا٢بب والوالء وا٤بواالة لعلي وأوالده ، فهذا ىو الذي جعلو الشيعة شعارا ٥بم وما أكثر ما : والثاين

حب جعلوا الدين كلو مواالة لعلي وأوالده ، دوف – كذبا وزورا – قالوه ب ىذا وتقولوا بو على علي وأوالده اإلٲباف بالقرآف والسنة ، بل ودوف اإلٲباف باهلل ورسولو واإلمتثاؿ بأوامرٮبا ، والتجنب عن النواىي ، وبدوف

. العمل الصاحل والسعي إىل ا٤بكاـر والفضائل وا٢بسنات : فلقد قالوا فيما قالوا ، وما أكثره وما أشنعو ، عن أيب جعفر أنو قاؿ

. 1" ىل الدين إال ا٢بب " فا٢بب ىو الدين ، ال الصبلة وال الزكاة وال ا٢بج وال الصـو ، وال غب ذلك من العبادات الب أمر اهلل بإتياهنا

وأدائها ، وال األمر با٤بعروؼ والنهي عن ا٤بنكر ، وال التجنب للبغي والفحشاء ، وال التقيد بالقيود ب ا٤بعامبلت ، وال ا٤براعاة الب أمػر هبا اإلنساف للتعايش مع ذويو وعشبتو وجبانو و٦بتمعو ، وال ا٢بقوؽ وال

. الفرائض ، وال الواجبات وال احملرمات ، فإف الدين ىو ا٢بب وحده : وىواإلٲباف أيضا كما نقلوه عن أيب جعفر ٧بمد الباقر ، اإلماـ الرابع ا٤بزعـو

. 2" حبنػا إٲباف ، وبغضنا كفػر " ال اإلٲباف باهلل وال بالرسل وال بسيد األنبياء وخاب ا٤برسلب ، وال بالكتاب ا٤بنزؿ عليو، وال بالتعاليم الب

منحها ألصحابو وتبلميذه ، ألنو ما أرسل الرسل ، وما نزلت الكتب ، ومل يأت األنبياء إال للدعوة إىل علي . وأوالده ، وحبهم وا٤بواالة ٥بم

ولقد ذكر ا٤بفسر الشيعي الكبب البحراين ، ب مقدمة تفسبه الكبب عن واحد من أصحاب علي ، حبة : العوب ، أنو قاؿ

. هشا . ه80 ؿ 8وزبة اشمخ اىبف اى١ ، ثبة ف١خ اج أل١ش اؤ١ ط 1 . 188 ؿ1األفي اىبف ط 2

211

إف اهلل عز وجل عرض واليب على أىل السموات وعلى أىل األرض ، أقر : قاؿ أمب ا٤بؤمنب عليو السبلـ " . 1" هبا من أقر هبا ، وأنكرىا من أنكرىا ، أنكرىا يونس ، فحبسو ب بطن ا٢بوت حب أقر هبا

: عن ٧بمد بن مسلم ، أنو قاؿ (البصائر )وذكر عن إف اهلل أخذ ميثاؽ النبيب على والية علي ، وأخذ عهد النبيب على : ٠بعت أبا جعفر عليو السبلـ يقوؿ "

. 2" والية علي : وليس ىذا فحسب، بل وأكثر من ذلك ، كما قاؿ

وب كنز الفوائد نقبل من خط الشيخ الطوسي من كتاب مسائل البلداف ، عن جابر ا١بعفي عن رجل من " يا سليماف : دخل سلماف على علي ، فسألو عن نفسو ؟ فقاؿ : أصحاب أمب ا٤بؤمنب عليو السبلـ ، قاؿ

، أنا الذي دعيت األمم كلها إىل طاعب ، فكفرت فعذبت ب النار ، وأنا خازهنا عليهم ، حقا أقوؿ يا سلماف إنو ال يعرفب أحد حق معرفب إال كاف معي ، أخذ اهلل على الناس ا٤بيثاؽ يل فصدؽ من صدؽ ،

لقد وجدتك يا أمب ا٤بؤمنب ب التوراة كذلك ، وب اإل٪بيل كذلك ، بأيب : قاؿ سلماف . وكذب من كذب أنت حجة اهلل الذي تاب بو على آدـ ، وبك أ٪بى يوسف من ا١بب ، وأنت ! أنت وأمي يا قتيل كوفة

اهلل أعلم : قاؿ . أتدري ما قصة أيوب ؟ : فقاؿ أمب ا٤بؤمنب . قصة أيوب ، وسبب تغب نعمة اهلل عليو ىذا خطب : ٤با كاف عند االنبعاث للمنطق ، شك أيوب ب ملكي ، فقاؿ : قاؿ . وأنت يا أمب ا٤بؤمنب يا أيوب ، أتشك ب صورة أقمتو أنا ؟ إين ابتليت آدـ بالببلء ، فوىبتو لو : فقاؿ اهلل . جليل ، وأمر جسيم

، وصفحت عنو بالتسليم عليو بإمرة ا٤بؤمنب ، فأنت تقوؿ خطب جليل وأمر جسيم ، فوا عزب و جبليل يعب أنو تاب وأذعن . ب أدركتو السعادة يب . ألذيقنك من عذايب أو تتوب إيل بالطاعة ألمب ا٤بؤمنب

. 3" بالطاعة لعلي عليو السبلـ

: وغب ىذا أيضا ٠بعت أبا عبداهلل عليو السبلـ : ففي سرائر إبن إدريس من جامع البزنطي ، عن سليماف بن خالد قاؿ "

: يقوؿ

.25إ٠شا مال ػ رفغ١ش اجشب ، مذخ ؿ . ه10 ؿ 2ثقبئش اذسعبد ط 1 .26أ٠نب ؿ 2 .27رفغ١ش اجشب جؾشا ، مذخ ؿ 3

212

ما من نيب ، وال من آدمي وال من إنسي وال جب وال ملك ب السماوات واألرض إال و٫بن ا٢بجج عليهم ، وما خلق اهلل خلقا إال وقد عرض وال يتنا عليو ، واحتج بنا عليو ، فمؤمن بنا وكافر جاحد ، حب السموات

. 1" واألرض : وتتمة ىذا ا٣برب ب مناقب إبن شهر آشوب ، عن ٧بمد بن ا٢بنفية عن أمب ا٤بؤمنب عليو السبلـ قاؿ

عرض اهلل أمانب على السموات السبع بالثواب والعقاب ، فقػلن ربنا ال بملنا بالثواب والعقاب ، لكننا و إف اهلل عرض واليب وأمانب على الطيور ، فأوؿ من آمن هبا البزاة البيض . ٫بملها ببل ثواب وال عقاب

والقنابػر ، وأوؿ من جحدىا البـو والعنقاء ، فلعنهما اهلل من بب الطيور ، فأما البـو فبل تقدر أف تطب وإف اهلل عرض أمانب على األرض ، فكل . بالنهار لبغض الطب لو ، وأما العنقاء فغابت ب البحار ال ترى

وكل بقعة . بقعة آمنت بواليب جعلها طيػبة زكيػة ، وجعل نباهتا وبرىا حلوا عذبا ، وجعل ماءىا زالال جحدت إمامب وأنكرت وال يب ، جعلها سبخا وجعل نباهتا مػرا وعلقما ، وجعل برىا العوسج وا٢بنطل ،

. 2" وجعل ماءىا ملحا أجاجا : أنو قاؿ – اإلماـ السادس عندىم – وأما باريهم الكليب ، فروى ب صحيحو عن أيب عبداهلل جعفر

. 3" واليتنا والية اهلل الب مل يبعث نبيا قط إال هبا " : أنو قاؿ - ٧بمد الباقر - وعن أبيو أيب جعفر

واهلل إف ب السماء لسبعب صفا من ا٤ببلئكة ، لو اجتمع أىل األرض كلهم بصوف عدد كل صف منهم " . 4" ما أحصوىم ، وإهنم ليدينوف بواليتنا

: وعنو أيضا أنو قاؿ . 5" إف اهلل أخذ ميثاؽ شيعتنا بالوالية لنا ، وىم ذر "

: وأخبا ، روى الكليب عن إمامو ا٤بعصـو ، عن أيب ا٢بسن أنو قاؿ . 6" والية علي عليو السبلـ مكتوبة ب صحف بيع األنبياء "

: وكما روى أيضا عن سامل ا٢بناط ، قاؿ نزؿ بو الروح األمب على قلبك لتكوف : أخربين عن قوؿ اهلل تبارؾ وتعاىل : قلت أليب جعفر عليو السبلـ "

. 7" ىي الوالية ألمب ا٤بؤمنب عليو السبلـ : من ا٤بنذرين بلساف عريب مبب ، قاؿ

. 26أ٠نب ؿ 1 .أ٠نب 2 .437 ؿ1وزبة اؾغخ اىبف ط 3 .437 أ٠نب ؿ 4 .438أ٠نب ؿ 5 .437 ؿ1وزبة اؾغخ اىبف ط 6 .312 ؿ1أ٠نب ، ثبة ف١ ىذ ازض٠ ف اال٠خ ط 7

213

ولو أهنم أقاموا التوراة واإل٪بيل وما أنزؿ إليهم من رهبم ، قاؿ : وكذلك سػئػل أبو جعفر عن قوؿ اهلل عز وجل . 1" الوالية :

: وابنو جعفر قاؿ . 2"والية أمب ا٤بؤمنب عليو السبلـ ، إف ىذا لفي الصحف األوىل صحف إبراىيم وموسى "

: وروى الكليب عن الصومايل فاستمسك بالذي أوحينا إليك : أوحى اهلل إىل نبيػو صلى اهلل عليو وآلو : عن أيب جعفر عليو السبلـ قاؿ "

. 3"إنك على والية علي ، وعلي ىو الصراط ا٤بستقيم : إنك على صراط مستقيم ، قاؿ . وإف مل يأت العبد بوالية علي، مل يسألو عن شيء ، وأمر بو إىل النار

: وعلى ذلك قاؿ البحراين ، مفسر الشيعة . 4"إف اهلل مل يبعث نبيا قط إال بعد ما أقر بالوالية ألىل البيت ، وإف بعثة األنبياء كانت لذلك أيضا "

فمن واىل عليا وأوالده . وإف ىذه ا٤بواالة ىي سبب دخوؿ ا١بنة والنجاة من النار ، ال األعماؿ وال ا٢بسنات : كما نقلوا عن جعفر أنو قاؿ . فهم من أىل ا١بنة ، وغبه يدخل النار ولو صاـ وصلى

" إنو ب النار ، إنو ب النار . سواء على من خالف لنا أىل البيت ال يباىل صلى أو صاـ ، أو زين أو سرؽ " 5 .

: وكذبوا على رسوؿ اهلل أنو قاؿ لعلي رضي اهلل عنو من أحبك كاف مع النبيب ب درجتهم يـو القيامة ، ومن مات يبغضك فبل يبايل مات يهوديا أو نصرانيا " "6 .

: وىو كذوهبم – وكذلك روى صدوقهم يا علي إف اهلل تعاىل قد غفر لك وألىلك ولشيعتك و٧بيب شيعتك و٧بيب ٧بيب : (ص)قاؿ رسوؿ اهلل "

. 7" شيعتك ، فأبشر: وذكر العياشي ب تفسبه عن أيب عبداهلل جعفر أنو قاؿ

. 8" ا٤بؤمنوف بعلي ىم ا٣بالدوف ب ا١بنة وإف كانوا ب أعما٥بم مسيئة "

.413أ٠نب ؿ 1. 418أ٠نب ؿ 2. 417أ٠نب ؿ 3. إ٠شا . ه339أظش اجشب ف رفغ١ش امشآ غ١ذ بؽ اجؾشا ، مذخ ؿ 4 .21أ٠نب ، افق اضب ف ث١ب فشك ال٠خ أ اج١ذ ؿ 5 .هشا . ه. 85 ؿ 2ػ١ أخجبس اشمب ط 6 .47 ؿ2أ٠نب ط 7 .139 ؿ 1 رفغ١ش اؼ١بؽ ط 8

214

. 2 وبغضو معصية ال تنفع معها حسنة 1حب علي حسنة ال تضر معها سيئة: وأخبا ، ما كذبوه على رسوؿ اهلل أنو قاؿ

: ٠بعت اهلل عز وجل يقوؿ " علي بن أيب طالب حجب على خلقي ، ونوري ب ببلدي ، وأميب على علمي ، ال أدخل النار من عرفو وإف

. 3"عصاين ، وال أدخل ا١بنة من أنكره وإف أطاعب فالقضية واضحة بأف طاعة اهلل ليست بطاعة ، ومعصية اهلل ليست بعصية ما داـ ا٢بب والوالء لعلي وأوالده

وىذا ما كاف يقصده اليهودية البغضاء إلبعاد أمة ٧بمد صلى اهلل عليو وسلم عن الشريعة السماوية . موجود الب ال تفرؽ بب شخص وشخص ، وال بعل مدار العز والشرؼ إال على العمل والتقوى ، كما قاؿ جل

: من قائل . 4 { إف أكرمكم عند اللو أتػقاكم }

. 5 { (91)وبػرزت الجحيم للغاوين (90)وأزلفت الجنة للمتقين }: وقاؿ

والذين ىم عن اللغو معرضوف (2)الذين ىم في صالتهم خاشعوف (1)قد أفػلح المؤمنوف }: وقاؿ إال على أزواجهم أو ما ملكت (5)والذين ىم لفروجهم حافظوف (4)والذين ىم للزكاة فاعلوف (3)

ر ملومين والذين ىم ألماناتهم (7)فمن ابػتػغى وراء ذلك فأولئك ىم العادوف (6)أيمانػهم فإنػهم غيػالذين يرثوف (10)أولئك ىم الوارثوف (9)والذين ىم على صلواتهم يحافظوف (8)وعهدىم راعوف

. 6 { الفردوس ىم فيها خالدوف را يػره }: وقاؿ . 7 { (8)ومن يػعمل مثػقاؿ ذرة شرا يػره (7)فمن يػعمل مثػقاؿ ذرة خيػ

. 1 { وال تزر وازرة وزر أخرى }: وقاؿ

لذ سدد ز اشا٠بد . ٠غت االزجب أ ٠ش ز اشا٠بد إال امـبػ اذعب اؾ١ؼخ از٠ ٠م ػ دعبعخ وزاث١ ض 1

ثطشق اؾ١ؼخ اىزاث١ أ٠نب ف ثؼل وزت اغخ از٠ ٠زضا ثئ٠شاد اشا٠بد اقؾ١ؾخ ، ٠ضا أفغ رم١ذ اشاح رم١ؼ أؽا ، فال

هلل اؾذ اخ أ ػذ اغخ ؼ١بسا ل٠ب ؾىب . ٠ؼزذ ػ ره اش٠بد ، ألب مخ ش٠خ اؾ١ؼخ زش٠ظ ثبه ؾش أثبه١

فال رمج اشا٠بد . وب ػذ أفي ماثو لاػذ مـذ اشعبي عشؽب رؼذ٠ال. فبؾب زم١خ ز اشا٠بد رم١ؾب ، ز١١ض اؾك اجبه

.اشاح ػذ إال اقبدلخ ػ اقذق ، ال ٠زفذ إ انؼفبء امغ امبع ، إ األوبر٠ت اىزثخ . 110 ؿ8 ظ اقبدل١ ط 2 . 13اجشب ، مذخ ؿ 3 .13عسح اؾغشاد ا٠٢خ 4. 90عسح اؾؼشاء آ٠خ 5 .11 إ ا٠٢خ 1عسح اؤ ا٠٢خ 6 .8،7عسح اضضخ ا٠٢خ 7

215

وأما من بخل (7)فسنػيسره لليسرى (6)وصدؽ بالحسنى (5)فأما من أعطى واتػقى }: وقاؿ

. 2{ (11)وما يػغني عنو مالو إذا تػردى (10)فسنػيسره للعسرى ( 9 )وكذب بالحسنى (8)واستػغنى

عن (40)في جنات يػتساءلوف (39)إال أصحاب اليمين (38)كل نػفس بما كسبت رىينة }: وقاؿ ولم نك نطعم المسكين (43)قالوا لم نك من المصلين (42)ما سلككم في سقر (41)المجرمين

ين (45)وكنا نخوض مع الخائضين (44) فما (47)حتى أتانا اليقين (46)وكنا نكذب بيػوـ الدفعهم شفاعة الشافعين . 3 { (48 )تػنػ

نعم الشريعة الب مل تفرؽ بب شخص وشخص ٢بسبو ونسبو ، فلم تفرؽ بب أيب ٥بب بأنو يدخل ا١بنة ألنو

عم النيب صلى اهلل عليو وسلم ، ومل تقتصر على البياف بأنو من أىل النار ، بل قرف ذكره باللعن ب الكتاب : حيث قاؿ . الذي يبقى أبد الدىر

وامرأتو (3)سيصلى نارا ذات لهب (2)ما أغنى عنو مالو وما كسب (1)تػبت يدا أبي لهب وتب } الة الحطب . 4 { (5 )في جيدىا حبل من مسد (4)حم

ومل تفرؽ تلك الشريعة السمحاء بب ببلؿ وغبه ألنو حبشي وغب عريب وقرشي ومكي ، جاء إىل مكة وىو . ٩بلوؾ لغبه ، بل بشػر با١بنة بلساف الناطق بالوحي ، ألف أعمالو أىلتو لذلك

وىم الذين كانوا يروف اإلٲباف باهلل وبالرسوؿ وبالكتاب الذي نزؿ عليو ، واألعماؿ الصا٢بة حسب أوامر كانوا يقوموف ليبل ، ويصوموف هنارا ، و يرفعوف رايات . الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم سببا لدخوؿ ا١بنة

وىم الذين كانوا . ا١بهاد ، وينزؿ عليهم النصر من فوؽ السماء ، ويؤيدىم مبلئكة الرب وجنود الرباف وىم الذين كانوا . يروف ا١بنة بت ظبلؿ السيوؼ إلحقاؽ ا٢بق وإبطاؿ الباطل ، وإلظهار دين اهلل كلو

يقهروف سبلطب األمم وملوكها وجبابرة األرض وطغاهتا ، وىم الذين اندحرت أمامهم فلوؿ اليهودية وجيوش النصرانية وعساكر اجملوسية ، وىم الذين أريد هبم وبأخبلفهم أف يبعدوا عن ىذه الشريعة ا٢بية احمليية لؤلموات

. ، والباعثة فيهم األرواح

.164 عسح األؼب ا٠٢خ 1 .9عسح ا١ ا٠٢خ 2 .48 إ ا٠٢خ 38 عسح اذصش ا٠٢خ 3 .(اغذ )عسح رجذ 4

216

أرادوا إماتة ىذه األمة ا٤بقدامة ، لردىم عن دينهم ، وإبعادىم عن تعاليم اإلسبلـ ا٢بقيقية ، عن اإلٲباف . والعمل وا١بد وا١بهاد

: فقالوا ال بتاج لدخوؿ ا١بنة ، وإرضاء الرب إىل كل ىذه ا٤بشقة والعناء ، بل يكفي ٥با حب أشخاص و الوالية ٥بم

. ففازوا ب مقاصدىم ا٣ببيثة بعض الفوز ، وانطلت مكايدىم على بعض السذج الغفلة من الناس ،

. وا٤بغرورين وا٤بخدوعب بأ٠باء أشخاص مل يكونوا إال عبادا هلل ا٤بتقب ، العاملب ا٤بؤمنب فبدؿ أف يكوف أماـ أعينهم أف أوؿ ما يسأؿ العبد عنو الصبلة ، كي ال يصلوا وٯبتهدوا ب التقرب إىل اهلل

: بالركوع والسجود والقياـ إليو ، قالوا . 1" أوؿ ما يسأؿ عنو العبد ، حبنا أىل البيت " – اإلماـ الثامن عندىم – قاؿ أبو ا٢بسن عليو السبلـ

وعلى ذلك جعلت الوالية أىم من الصبلة والزكاة ، ومن كل شيء ذكرناه آنفا ، وكما ورد ب الكاب : للكليب ، عن أيب جعفر أنو قاؿ

" بػب اإلسبلـ على بس ، على الصبلة والزكاة والصـو وا٢بج والوالية ، ومل يناد بشيء كما نودي بالوالية " 2 .

: بل وىي ا٤بقصود ، كما كذبوا على النيب صلى اهلل عليو وسلم أنو قاؿ فرضت الصبلة ووضعتها عن : يا ٧بمد ربك يقرئك السبلـ ، ويقوؿ : أتاين جربيل عليو السبلـ وقاؿ "

ا٤بريض ، وفرضت الصـو ووضعتو عن ا٤بريض وا٤بسافر ، وفرضت ا٢بج ووضعتو عن ا٤بقل ا٤بدقع ، وفرضت " الزكاة ووضعتها عن من ال ٲبلك النصاب ، وجعلت حب علي بن أيب طالب عليو السبلـ ليس فيو رخصة

3 . . ولذلك جعلوىا مدار الكفر واإلٲباف ، كما ىو ظاىر من ىذه الروايات ، وكما بيػناه آنفا

، بأف االعتقاد بالوالية ليس بالضروري ، وأنو بعدـ االعتقاد هبا ال ٱبرج 4وأما من قاؿ من الشيعة ا٤بعاصرين

وال يتفوه بثل ىذه الكلمات إال ب كتب الدعاية ، وإليقاع . عن كونو مسلما ، ليس إال خداعا وتزويرا

.22 ، أ٠نب اجشب ، مذخ ؿ 65 ؿ 2 ػ١ أخجبس اشمب ط 1 .18 ؿ 2 اىبف ف األفي ، ثبة دػبئ اإلعال ط 2 . 22 اجشب ، مذخ ؿ 3 ، وزه 1960 اطجؼخ ازب عؼخ ث١شد 104، 103ؿ (أف اؾ١ؼخ فشػب ) أال اؾ١خ ؾذ اؾغ١ آي وبؽف اغطبء ف وزبث 4

.69 ؿ1ط (أػ١ب اؾ١ؼخ )اغ١ذ ؾغ األ١ ف وزبث

217

وإال فهم ال يعتقدوف بثل ىذه االعتقادات كما ذكر وصرح بو . السذج من ا٤بسلمب ب شراكهم وحبائلهم . أئمة الشيعة

ولقد ذكر السيد البحراين عن عديد من أئمة الشيعة ، بأف ىذه العقيدة اليهودية الب أوجدىا وأنشأىا عبداهلل بن سبأ اليهودي لتعطيل الشريعة ، وإبعاد ا٤بسلمب عنها ، ىي مدار اإلٲباف ، وىي مدار النجاة ،

. وا٤بنكر هبا ال يعد مؤمنا : ونذكر ىهنا ، عن إمامهم وشيخهم ا٤بفيد ، أنو ذكر ب كتاب ا٤بسائل

اتفػقت اإلمامية على أف من ينكر إمامة إماـ ، وجحد ما أوجبو اهلل تعاىل لو من فرض طاعتو ، فهو كافر " ال ٯبوز ألحد من أىل اإلٲباف ، أف يغسػل ٨بالفا للحق ب الوالء ، : وقاؿ ... ضاؿ مستحق ا٣بلود ب النار

. 1" وال يصلي عليو ونقل مثل ذلك عن بابويو القمي شيخ الطائفة الطوسي ، وا٤ببل باقر اجمللسي ، والسيد شريف ا٤برتضى ،

. وغبىم من الكثبين مثلو

وأما البغض وا٢بسد ألصحاب النيب صلى اهلل عليو وسلم ، فيهم والعيب عليهم وشتمهم ، فصار من لواـز بل ولقد خصص . مذىب الشيعة ، وقلما يوجد كتاب من كتبهم إال وىو مليء بالطعن والتعريض هبم

أبواب مستقلة لتكفب وتفسيق أصحاب النيب صلى اهلل عليو وسلم ، وال يذكرىم أحد من القـو إال ويسبق . ذكرىم بالشتيمة ويلحق بالسباب

كما فصلنا القوؿ ب ىذا ا٣بصوص ب . ب الباب األوؿ منو (الشيعة والسنة )ولقد مثلنا ٥بذا ب كتابنا فلبجع . ب الباب الثاين منو ، وال نريد أف نعيد ما ذكرناه ىناؾ بنبا لئلطالة (الشيعة وأىل البيت )كتابنا

. القارئ ب معرفة ذلك إىل ىذين الكتابب . (كشف األسرار )ونقتصر على ما كتبو إماـ شيعة اليـو السيد ا٣بميب ب كتابو

يذكر بكل – والسياسة تتطلب بعض ا٤ببلينة وا٤بهادنة وا٤براعاة لآلخرين – وىو مع كونو رجبل سياسيا : صراحة ووضوح

أف أبا بكر وعمر وعثماف ، مل يكونوا خلفاء رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ، بل وأكثر من ذلك أهنم غبوا . 2أحكاـ اهلل ، وحللوا حراـ اهلل ، وظلموا أوالد الرسوؿ ، وجهلوا قوانب الرب وأحكاـ الدين

.20اجشب ، مذخ ؿ 1 . ب ثؼذ ه فبسع 110ؿ (وؾف األعشاس ) خـ ب لب اغ١ذ اخ١ ف وزبث 2

218

٤باذا مل يذكر إسم اإلماـ ب : وبعد ذلك يذكر عقيدتو ، عقيدة الشيعة ب اإلمامة ، فيقوؿ بت عنواف : القرآف صربا

وأف اهلل قد . ولقد ظهر ٩با ذكر ، أف اإلمامة أصل من األصوؿ ا٤بسلمة اإلسبلمية بكم العقل والقرآف " ماداـ ىذا ، فلماذا مل يذكر : فيمكن أف يسأؿ سائل . ذكر ىذا األصل ا٤بسلم ب عديد من مواضع القرآف

إسم اإلماـ ب القرآف ، لكي ال تقع خبلفات وحروب حولو كما وقعت ؟ إف كل ا٣ببلفات الب حلت : فا١بواب على ذلك بوجوه ، وقبل حل ىذا اإلشكاؿ ، نريد أف نقوؿ جهرا ولو مل يكن ذلك اليـو ، مل . بب ا٤بسلمب ب بيع أمورىم وشئوهنم ، مل تقع بينهم إال من أثر السقيفة

لو ذكر إسم اإلماـ ب القرآف فرضا ، مل يكن يرفع : فنقوؿ . يكن بب ا٤بسلمب خبلؼ ب القوانب السماوية النزاع بب ا٤بسلمب ،ألف الذين مل يدخلوا اإلسبلـ إال طمعا ب الرئاسة ، وبمعوا وبزبوا لنيلها ، مل يكونوا

بل كاف من ا٤بمكن أف يزدادوا . ومل يكونوا منتهب عن أطماعهم وأغراضهم . مقتنعب بنصوص القرآف وآياتو ألف الطامعب ب الرئاسة والطالبب ٥با لو رأوا مقصودىم ال . ب مكرىم ، ويصلوا إىل ىدـ أساس اإلسبلـ

وآنذاؾ مل يكن لعلي بن أيب طالب . بصل بإسم اإلسبلـ ، لشكلوا آنذاؾ حزبا معارضا لئلسبلـ و٨بالفو . أف يسكت ، فكاف من نتيجة ذلك أف بصل النزاع وا٣ببلؼ الذي يقػلع جذرة اإلسبلـ ، ويقطع دابره

. وعلى ذلك كاف ذكر إسم علي بن أيب طالب ب القرآف خبلؼ مصلحة أصل اإلمامة وأيضا لو كاف إسم اإلماـ مذكورا ب القرآف ، مل يكن مستبعدا من الذين مل تكن عبلقتهم باإلسبلـ و القرآف

غب الدنيا والرئاسة ، الذين جعلوا القرآف وسيلة إلجراء نياهتم الفاسدة ، مل يكن مستبعدا منهم أف بذفوا . تلك اآليات من القرآف ، وبرفػوا كتاب اهلل ، ويبعدوه عن أنظار الناس إىل األبد

وأيضا لو مل بدث من ىذا شيء على الفرض والتقدير ، مل يكن من غب ا٤بتوقع من ذلك ا٢بزب الطامع ا٢بريص على الرئاسة ، أف ٱبتلقوا حديثا كاذبا على رسوؿ اهلل أنو قاؿ قبيل وفاتو إف اهلل خلع علي بن أيب

. طالب من منصب اإلمامة ، وجعل األمر شورى بينكم لو ورد ذكر ذلك اإلماـ ب القرآف ، ٤با استطاع الشيخاف أف ٱبالفاه ، ولو خالفاه : وال ينبغي ألحد أف يقوؿ

إنو ال ينبغي القوؿ هبذا ، ألننا نعرؼ أهنما خالفا : فنحن نقوؿ . فرضا ، مل يقبلو ا٤بسلموف ، وقاموا ضدٮبا . 1" صريح القرآف جهرا وعلنا والناس مل يردوا عليهما ، بل قبلوا ٨بالفتهما للقرآف

٨بالفة أيب )ب مثل بأمثلة كثبة حسب زعمو إلثبات ٨بالفة أيب بكر وعمر رضي اهلل عنهما القرآف بعنواف . 2( " ٨بالفة عمر قرآف الرب ) و (بكر النصوص القرآنية

.فبسع . ه114،113،112ؿ (*)وؾف األعشاس غ١ذ اخ١ 1. وؾف األعشاس – 117 114 أظش ؿ 2

219

: وأخبا قاؿ بعد ذكر ىذه ا٤بخالفات ا٤بزعومة

ويعلم هبذا كلو ، ٨بالفة أيب بكر وعمر القرآف ب حضور ا٤بسلمب ومل يكن ىذا األمر ذا باؿ عندىم ، بل " ويعرؼ هبذا كلو ، أنو لو ورد ذكر . كانوا ىم معهما ، وب حزهبما مناصرين مساعدين ٥بما ب نيل ا٤بقصود

وكما أف أبا بكر . اإلماـ ب القرآف، مل يكونوا تاركب للرئاسة لقوؿ اهلل عز وجل ، وال معطب لو أي اىتماـ الذي كاف خداعو ظاىرا وزائدا ، استطاع أف بـر ابنة رسوؿ اهلل من إرثها الثابت بالقرآف والعقل ، باختبلؽ

حديث مكذوب ، مل يكن مستبعدا من عمر أف يقوؿ بأف اهلل أو جربيل أو الرسوؿ أخطئوا ب ذكر إسم اإلماـ ب القرآف وآياتو ، ولذلك ال ينظر إليو ، وال يعمل بو ، وآنذاؾ قاـ حزب السنة وتابعوه على قولو ،

كما أهنم تابعوه ب بيع التغيبات الب أتى هبا ب دين اإلسبلـ ،ورجحوا قولو على . وتركوا القرآف مهجورا 1"القرآف وآياتو، وقدموه على أحاديث رسوؿ اإلسبلـ وأقوالو

. وىناؾ كثب وكثب من ىذا القبيل

ىذه ىي عقيدة القـو ب أيب بكر وعمر وعثماف ، وب أصحاب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم رضي اهلل

قد ذكرناىا من رجل سياسي بارز ، يعد نائب اإلماـ الغائب عند الشيعة ، ومصلح األمة . عنهم ورضوا عنو عند بعض السنة ، طبق ما توارثو من السبئية وعبد اهلل بن سبأ ، وعليها يػقاس عقيدة اآلخرين من القـو

الذين مل ٲبارسوا السياسة ، ومل يستلموا الزعامة الدينية ، ومل يتسلطوا على الببلد الب يسكنها كثب من . السنيب الذين بتاجوف إىل ا٤بداىنة وا٤براعاة

وأما الطعن ب عثماف ذي النورين رضي اهلل عنو ، واللعن عليو وعلى أعمالو ، فإهنا أمور ال بتاج إىل البياف ، وخصوصا بعد ما ذكرناه ب الباب األوؿ والثاين من ا٤بثالب وا٤بطاعن ا٤بنقولة من كتب القـو أنفسهم ، بذكر

. الصفحات واجمللدات

افشك أ ٠غ زا اىزبة وؾف أعشاس اخ١ ، ال وؾف األعشاس غ١ذ اخ١ ، أل فؼال ٠ىؾف األعشاس ػ زا اشع صػ١ (*)

أر أ . اؾ١ؼخ قؼ األخ وب ٠ضػ ثؼل اغف١ اغزط أ اغخ ف خزف ثمبع األسك اؼب اإلعال غ١ش اإلعال ٠م ثزشعخ زا اىزبة أؽذ اؼبسف١ ، رى ؼشفخ ثبغخ افبسع١خ ، ف١م إ اغبد اؼب١خ األخش ، ؽز رى أعشاس اغ١ذ اخ١

. ىؾفخ ػذ

. اغذ٠ش ثبزوش ، أ زا اىزبة ال صاي ٠طجغ ف إ٠شا ٠صع لج اؾىخ اإل٠شا١خ ف اذاخ اخبسط ، ثذ أ رغ١١ش أ رجذ٠ ف١

و١ف ٠طك ز . اػغجب عذ٠ األػزاس ، از٠ ٠خزمب ػذ أفغ ، اىبرت اؤف ؽ ال ٠طك ثجذ ؽفـخ ف زا امع

.إ ف ره ؼجشح أل األثقبس . اؼـمبئذ از ٠جز ػ١ب زج غى ، ز األعظ از ٠م ػ١ب د٠ لـف .120،119وؾف األعشاس ؿ 1

220

. (الشيعة وأىل البيت )و (الشيعة والسنة )ومن أراد االستزادة ، فلبجع إليهما ، وإىل كتابنا

وا١بدير بالذكر ، أف كتب الشيعة اإلثب عشرية ، ال ٱبلو كتاب من كتبهم سواء كاف ب التفسب أو ا٢بديث أو التاريخ أو السبة أو الرجاؿ أو الكبلـ أو العقائد أو غب ذلك ، من نفس ا٤بطاعن الب كاف يرددىا

السبئيػوف ضد عثماف رضي اهلل عنو وحكػومتو وعمالو ، ال فرؽ بب ىؤالء وأولئػك ، إال اإلضافات والزيادات . الب اختارىا شيعة اليـو ، ومل تكن معروفة أياـ السبئية

وأما الوصاية والغػيػبة والرجعة الب نادى هبا عبداهلل بن سبأ وشلتو ، وكذلك العقائد األخرى ا٤بنافية لئلسبلـ ، واألجنبية على ا٤بسلمب ، وا٤بروجة من قبل اليهػودية واجملوسيػة ، من اتصاؼ الػخػلق بأخبلؽ ا٣بالق ، وتأليو العباد ، وا٢بلوؿ ، واالباد ، والتناسخ ، وجرياف النبوة بعد ٧بمد صلى اهلل عليو وسلم ، ونزوؿ الوحي على أحد ، وإتياف الكتاب وغبىا من األمور ، ىي عب تلك العقائد الب انتقػلت إىل شيعة اليـو ، وإىل الشيعة

. اإلثب عشرية خاصة

: (تنقػيح ا٤بقاؿ )وعلى ذلك قاؿ كبب الشيعة ب الرجاؿ ، ا٤بامقاين ب كتابو . 1" إف ما كاف يعد يومئذ غلوا ، صار يػعد اآلف من ضروريات ا٤بذىب "

وصحيح ما قالو ا٤باقماين ، فإنو مل يكن يعرؼ ىذه األمور ب التشيع األوؿ لدى الشيعة األوىل ، فإف القـو إف عليا رضي : أخذوىا من السبئية ، وجعلوىا عقائد ٥بم و معتقدات ، وملئوا هبا كتبهم ورسائلهم ، فقالوا

اهلل عنو كاف وصي رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ، واختلقوا لذلك روايات موضوعة كثبة ، منها ما رواه : الكليب ب كافيو عن جعفر أنو قاؿ

كاف حيث طلقت آمنة بنت وىب ، وأخذىا ا٤بخاض بالنيب صلى اهلل عليو وآلو، حضرهتا فاطمة بنت " : قالت . ىل ترين ما أرى ؟ : أسد ، امرأة أيب طالب فلم تزؿ معها حب وضعت ، فقالت أحداٮبا لؤلخرى

فبينما ٮبا كذلك ، إذ دخل عليهما أبو طالب فقاؿ ٥بما . ىذا النور الذي قد سطع ما بب ا٤بشرؽ وا٤بغرب أال أبشرؾ ؟ : مالكما ، من أي شيء تعجباف ؟ فأخربتو فاطمة بالنور الذي رأت ، فقاؿ ٥با أبو طالب :

. 2" أما إنك ستلدين غبلما يكوف وصي ىذا ا٤بولود : بلى ، فقاؿ : فقالت

.193رم١ؼ امبي بمب مال ػ بؼ ازم زج ؿ 1. 302 رؾذ ػا إخجبس أث هبت ثالدح ػ ، أ ف اج ؿ8اشمخ اىبف ى١ ط 2

221

: وأنذر عشبتك األقربب : وأيضا ما اختلقوه ، بأنو ٤با نزؿ قولو تعاىل

فأكلوا ومل يبب ٥بم ب الطعاـ إال أثر أصابعهم ، وكانوا ٫بوا من أربعب رجبل ، (ص )دعاىم رسوؿ اهلل " إين واهلل ما أعلم : فلما فرغوا ، قاؿ ٥بم ب آخر كبلمو . وشربوا شنة من قدح ، كفاىم بيعا وزاد عنهم

شابا من العرب جاء قومو بأفضل ٩با جئتكم بو ، فآيكم يؤازرين على أمري ىذا ، على أف يكوف أخي أنا يا رسوؿ اهلل أؤآزرؾ عليو ، فأخذ رسوؿ : وقاؿ (ع)ووصي وخليفب فيكم ؟ فسكتوا بيعا ، فقاـ علي

فقاموا يضحكوف . إف ىذا أخي ووصيي وخليفب فيكم ، فا٠بعوا لو وأطيعوا : برقبتو وقاؿ (ص )اهلل . 1" قد أمرؾ أف تسمع البنك وتطيع : ويقولوف أليب طالب

: ب قالوا بنفس ما قالو عبداهلل بن سبأ ، وبألفاظو كذبا على أيب جعفر ٧بمد الباقر أنو قاؿ

وأن اهلل ، ما مات آدـ إال ولو وصي ، . وأن اهلل ، لقد نزؿ الروح وا٤ببلئكة باألمر ب ليلة القدر على آدـ " وأن اهلل ، إف كاف النيب ليؤمر . وكل من جاء بعد آدـ من األنبياء قد أتاه األمر فيو ووضع لو وصيا من بعده

. 2" فما يأتيو من األمر ب تلك الليلة من آدـ إىل ٧بمد صلى اهلل عليو وآلو أف أوصي إىل فبلف : وعن جعفر أنو قاؿ

فلم تزؿ الوصية ... أوصى موسى عليو السبلـ إىل يوشع بن نوف ، وأوصى يوشع بن نوف إىل ولده ىاروف " . ب عامل بعد عامل حب دفعوىا إىل ٧بمد صلى اهلل عليو وآلو

فلما بعث اهلل عز وجل ٧بمدا صلى اهلل عليو وآلو ، أسلم لو العقب من ا٤بستحفظب ، وكذبو بنو إسرائيل ، : ب أنزؿ اهلل عز وجل ذكره عليو أف أعلن فضل وصيك ، فقاؿ . ودعا إىل اهلل عز وجل ، وجاىد ب سبيلو

رب ، إف العرب قـو جفاة ، مل يكن فيهم كتاب ، ومل يبعث إليهم نيب ، وال يعرفوف فضل نبوات األنبياء وال بزف : فقاؿ اهلل جل ذكره . عليهم السبلـ وال شرفهم ، وال يؤمنوف يب إف أنا أخربهتم بفضل أىل بيب

فذكر من فضل وصيو ذكرا ، فوقع النفاؽ ب قلوهبم ، فعلم رسوؿ اهلل . عليهم ، وقل سبلـ فسوؼ تعلموف يا ٧بمد ، ولقد نعلم أنك يضيق صدرؾ با : صلى اهلل عليو وآلو ذلك ما يقولوف ، فقاؿ اهلل جل ذكره

. يقولوف ، فإهنم ال يكذبونك ، ولكنك الظا٤بب بآيات اهلل ٯبحدوف ، ولكنهم ٯبحدوف بغب حجة ٥بم

، 67 ؿ4، س اضم١ ط 124ؿ 2، رفغ١ش ام عضء 227ؿ 2، اقبف ط 162 ، أػال اس طجشع ؿ 11األسؽبد اف١ذ ؿ 1

.209، أػ١ب اؾ١ؼخ اغضء األي ؿ 487 ؿ6ظ اقبدل١ ط .إ٠شا . ه250 ؿ 1 وزبة اؾغخ ط 2

222

وكاف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو يتألفهم ، ويستعب ببعضهم على بعض ، وال يزاؿ ٱبرج ٥بم شيئا ب فضل وصيو ، حب نزلت ىذه السورة ، فاحتج عليهم حب علم بوتو ، ونعت إليو نفسو ، فقاؿ اهلل جل

إذا فرغت فانصب علمك ، وأعلن : يقوؿ { وإلى ربك فارغب (7)فإذا فػرغت فانصب }: ذكره : وصيك ، فأعلمهم فضلو عبلنية ، فقاؿ صلى اهلل عليو وآلو

ألبعثػن رجبل : ب قاؿ – ثبلث مرات – من كنت مواله فعلي مواله ، اللهم واؿ من وااله ، وعاد من عاداه وقاؿ صلى اهلل عليو وآلو . بب اهلل وببو اهلل ورسولو ، ليس بفرار يعرض بن رجع ، وٯببػن أصحابو وٯببػنونو

ىذا ىو الذي يضرب الناس بالسيف على ا٢بق : وقاؿ . علي عمود الدين : وقاؿ . علي سيد ا٤بؤمنب : . 1" ا٢بق مع علي أينما ماؿ : وقاؿ . بعدي

: وعنو أيضا أنو قاؿ

إف الوصية نزلت من السماء على ٧بمد كتابا ، مل ينزؿ على ٧بمد صلى اهلل عليو وآلو كتاب ٨بتـو إال " فقاؿ رسوؿ اهلل . يا ٧بمد ، ىذه وصيتك ب أمتك عند أىل بيتك : الوصية ، فقاؿ جربائيل عليو السبلـ

٪بيب اهلل منهم وذريتو ، لبثك علم النبوة كما ورثو : أي أىل بيب يا جربائيل ؟ قاؿ : صلى اهلل عليو وآلو ففتح : وكاف عليو خواتيػم ، قاؿ : قاؿ . إبراىيم عليو السبلـ ، ومباثو لعلي عليو السبلـ وذريتك من صلبو

ب فتح ا٢بسن عليو السبلـ ا٣باب الثاين ومضى ٤با أمر بو فيها . علي عليو السبلـ ا٣باب األوؿ ومضى ٤با فيها ، فلما توب ا٢بسن ومضى ، فتح ا٢بسب عليو السبلـ ا٣باب الثالث ، فوجد فيها أف قاتل ، فاقتل و تػقتل ،

فلما مضى دفعها إىل علي بن . ففعل عليو السبلـ : قاؿ . واخرج بأقواـ للشهادة ال شهادة ٥بم إال معك فلما . ا٢بسب عليو السبلـ قبل ذلك ، ففتح ا٣باب الرابع ، فوجد فيها أف أصمت وأطرؽ ٤با حجب العلم

توب ومضى ، دفعها إىل ٧بمد بن علي عليو السبلـ ، ففتح ا٣باب ا٣بامس ، فوجد فيها أف فسػر كتاب اهلل ، وصدؽ أباؾ وورث ابنك ، واصطنع األمة ، وقم بق اهلل عز وجل ، وقل ا٢بق ب ا٣بوؼ واألمن ، وال بش

. 2" ب دفعها إىل الذي يليو . إال اهلل ، ففعل

: وأخبا ما رواه عن أيب جعفر قاؿ ٤با قضى ٧بمد نبوتو ، واستكمل أيامو ، أوحى اهلل تعاىل إليو أف يا ٧بمد قد قضيت نبوتك واستكملت "

أيامك ، فاجعل العلم الذي عندؾ واإلٲباف واالسم األكرب ومباث العلم وآثار علم النبوة ب أىل بيتك عند

.294، 293 ؿ 1 وزبة اؾغخ اىبف ط 1 ..280 ؿ1أ٠نب ، ثبة إ األئخ ٠فؼا ؽ١ئب ال ٠فؼ إال ثؼذ هللا ط 2

223

علي بن أيب طالب ، فإين لن أقطع العلم واإلٲباف واالسم األكرب ومباث العلم وآثار علم النبوة من العقب . 1" من ذريتك ، كما مل أقطعها من ذريات األنبياء

وإف . أف يوشع بن نوف وصي موسى ، وعلي وصي رسوؿ اهلل : ىذا عب ما قالو عبداهلل بن سبأ والسبئية

. 2إمامة علي لفرض من اهلل عز وجل

الغػيػػػػبػة

وأما القوؿ بالغيبة والرجعة ، فلقد تلقفو الشيعة من السبئية منذ تطور الشيعة وانقراض الشيعة األوىل ، فلقد . قالوا ب كل من زعموا إمامتو من علي رضي اهلل عنو إىل الغائب ا٤بوىـو الذي مل يولد

ولقد ذكرنا فيما مر من أقوا٥بم ب واحد واحد من أئمتهم ونقتصر ىاىنا على ما يقولو الشيعة االثنا عشرية إنو ولد للحسن العسكري ولد ، على اختبلؼ مقوالهتم ب ذلك كما سبق : ب غائبهم ا٤بوىـو ، فيقولوف

. الغيبة الصغرى ، والغيبة الكربى : أنو غاب عن األعب ، ولو غيبتاف : ذكره ب الباب السابق ، ب يقولوف : كما كذبوا على جعفر أنو قاؿ

الغيبة األوىل ال يعلم بكانو فيها إال خاصة شيعتو ، . للقائم غيبتاف ، إحداٮبا قصبة ، واألخرى طويلة " . 3" واألخرى ال يعلم بكانو فيها إال خاصة مواليو

: وعنو أيضا أنو قاؿ ىلك ، ب أي واد سلك ؟ : لصاحب ىذا األمر غيبتاف ، إحداٮبا يرجع منها إىل أىلو ، واألخرى يقاؿ "

. 4" إذا ادعاىا مدع ، فاسألوه عن أشياء ٯبيب فيها مثلو : كيف نصنع إذا كاف كذلك ؟ قاؿ : قلت

5وعن أبيو مثلو

.293 ؿ 1 أ٠نب ، ثبة اإلؽبسح اـ ػ أ١ش اؤ١ ط 1 ؿ 2 اؼشاق ، رم١ؼ امبي بمب ط–اغف . ه44،43اؼشاق ، فشق اؾ١ؼخ ثخز ؿ - وشثالء . ه109أظش زه سعبي اىؾ ؿ 2

. إ٠شا غ١شب اىزت . ه143 .طجؼخ اقذق هشا . ه170، وزبة اغ١جخ ؾذ ث إثشا١ اؼب ؿ 340وزبة اؾغخ اىبف ؿ 3. 340وزبة اؾغخ اىبف ؿ 4 .173وزبة اغ١جخ ؼب ؿ 5

224

ال بتلف اإلمامية . أما غيبتو الصغرى منهما ، فهي الب كانت فيها سفراؤه موجودين ، وأبوابو معروفب " القائلوف بإمامة ا٢بسن بن علي ، فهم منهم أبو ىاشم داود بن القاسم ا١بعفري ، و٧بمد بن علي بن ببلؿ ،

وأبو عمر وعثماف بن سعيد السماف ، وابنو أبو جعفر ٧بمد بن عثماف ، وعمر األىوازي ، وأبد بن إسحاؽ ، وأبو ٧بمد الوجناين ، وإبراىيم بن مهزيار ، و٧بمد بن إبراىيم ب باعة أخرى ربا يأب ذكرىم عند

. ا٢باجة إليهم ب الرواية عنهم وكاف أبو عمر وعثماف بن سعيد العمري بابا ألبيو وجده من . وكانت مدة ىذه الغيبة ، أربعا وسبعب سنة

. ب توىل الباقية من قبلو ، وظهرت ا٤بعجزات على يده . قبل ، وثقة ٥بما ومضى على منهاج أبيو ب آخر بادى . و٤با مضى لسبيلو ، قاـ ابنو ٧بمد مقامو ربهما اهلل بنصو عليو

. اآلخرة من سنة أربع أو بس وثبلبائة وقاـ مقامو أبو القاسم ا٢بسب بن روح من بب نوبت ، بنص أيب جعفر ٧بمد بن عثماف عليو وأقامو مقاـ

. نفسو ، ومات ب شعباف سنة ست وعشرين وثبلبائة وقاـ مقامو أبو ا٢بسن علي بن ٧بمد العمري بنص أيب القاسم عليو ، وتوب لنصف من شعباف سنة باف

. وعشرين وثبلبائة كنت بدينة السبلـ ب السنة الب توب فيها علي بن : فروي عن أيب ٧بمد ا٢بسن بن أبد ا٤بكتب أنو قاؿ

بسم اهلل الربن الرحيم ، : ٧بمد السمري ، فحضرتو قبل وفاتو بأياـ ، فخرج وأخرج إىل الناس توقيعا نسختو يا علي بن ٧بمد السمري ، أعظم اهلل أجر إخوانك فيك ، فإنك ميت ما بينك وبب ستة أياـ ، فابع أمرؾ ، وال توص ألحد يقـو مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة ، فبل ظهور إال بعد أف يأذف اهلل تعاىل ذكره ، وذلك بعد طوؿ األمد وقسوة القلوب وامتبلء األرض جورا ، وسيأب شيعب من يدعي ا٤بشاىدة ،

أال فمن يدعي ا٤بشاىدة قبل خروج السفياين والصيحة ، فهو كذاب مفب ، وال حوؿ وال قوة إال باهلل العلي . العظيم

: فلما كاف اليـو السادس ، عدنا وىو بنفسو ، فقيل لو . فانتسخنا ىذا التوقيع ، وخرجنا من عنده : قاؿ . هلل أمر ىو بالغو ، فقضى : قاؿ . من وصيك ؟

. فهذا آخر كبلـ ٠بع منو . 1"ب حصلت الغيبة الطوىل الب ٫بن ب أزماهنا ، والفرج يكوف ب آخرىا بشيئة اهلل تعاىل

. 445أػال اس طجشع ؿ 1

225

فيقولوف إنو مستقر ب سرداب سامراء ، كما يروي القطب الراوندي . وأما أين يستقر غائبهم ، وماذا يعمل أف العباسيب بعثوا عسكرا ، فلما دخلوا الدار ، ٠بعوا من السرداب قراءة القرآف ، فاجتمعوا على بابو "

وحفظوه حب ال يصعد وال ٱبرج ، وأمبىم قائم حب يصل العسكر كلهم ، فخرج من السكة على باب ما : أليس ىو قد مر عليك ؟ فقاؿ : إنزلوا عليو ، فقالوا : السرداب ومر عليهم ، فلما غاب ، قاؿ األمب

. 1" إنا حسبنا أنك تراه : ومل تركتموه ؟ قالوا : رأيت ، وقاؿ

. 2أو با٤بدينة . 3أو ب مكػة

ا١ببل الذي يقولوف فيو أنو غاب فيو ٧بمد بن ا٢بنفية ، كما نقلنا عن السيد ا٢بمبي شاعر – أو برضوى

: الشيعة أنو قاؿ . 4برضوى عنده عسل وماء *** تغيب ال يرى فيهم زمانا

. ب ذي طوى : ويقولوف

: كما يذكر النوري الطربسي أف للشيعة دعاءا مشهورا رووه عن األئمة عليهم السبلـ ، يعرؼ بدعاء الندبة ، أمروا بقرآءتو ب األعياد

: األربعة ، وفيو ما ٱباطب بو إماـ زمانو ا٢بجة عليو السبلـ بل أي أرض تقػلك أو ثرى *** ليت شعري استقرت بك النوى

. 5أبرضوى أـ بغبىا ، أـ بذي طوى

. 6أو ب اليمن بواد يػقاؿ لو مشروخ . 7أو ا١بزيرة ا٣بضراء

293هشا ، افقي اخ ؿ . ه211 وزبة اخشائظ شا مال ػ وؾف األعزبس ػ ع اغبئت ػ األثقبس س اطجشع ؿ 1

.ه ؾساد االػ هشا .292 ، افقي اخ ؿ 328 ؿ1 اىبف ف األفي ، وزبة اؾغخ ط 2 .215وؾف األعزبس ؿ 3 .273فغش اإلعال ألؽذ أ١ ؿ 4 . 215 وؾف األعزبس ؿ 5 . 65 ؿ 2األاس اؼب١خ غضائش ط 6 . ثبة عض٠شح اخنشاء 13 ثؾبس األاس غغ ط 7

226

: وأما ا١بزائري ، فقد ذكر قصة طويلة غريبة عجيبة ، أنو يذكر ا١بزر الب مسبة مدهتا سنة

سبلطينهم أوالد .. ال يوجد ب أىل تلك ا٣بطط والضياع غب ا٤بؤمن الشيعي ا٤بوحد، القائل بالرباءة والوالية" إمامهم ، بكموف بالعدؿ وبو يأمروف ، ولو بع أىل الدنيا لكانوا أكثر منها على اختبلؼ األدياف

. 1" وا٤بذاىب

. إنو ب جابػلقاء ، أو ب جابلساء ، وغبىا من ا٣برافات : وكذلك يقولوف

: وأما ماذا يعمل ، فيقولوف . 2"فباىم ، وال يرونو (ا٢بج )إنو يشهد ا٤بوسم "

: ويرووف أف خادمة إبراىيم بن عبدة ، قالت كنت واقفة مع إبراىيم على الصفا ، فجاء عليو السبلـ حب وقف على إبراىيم ، وقبض على كتاب "

. 3" مناسكو ، وحدثو بأشياء : فيقوؿ - وىو أبو عبداهلل الصاحل - ويكذب آخر

. 4"ما هبذا أمروا : إنو رآه عند ا٢بجر األسود والناس يتجاذبوف إليو ، وىو يقوؿ " : ويقوؿ اآلخر

آنفا بسر من رأى وقد كسر باب الدار ، فخرج عليو (إسم رجل من أتباع السلطاف )شاىدت سيماء " إف جعفرا زعم أف أباؾ مضى وال ولد لو ، فإف : ما تصنع ب داري ؟ فقاؿ سيماء : وبيده طربزين ، فقاؿ لو

. 5" كانت دارؾ فقد انصرفت عنك ، فخرج عن الدار : وبكي اآلخر

كنت حاجا مع رفيق يل ، فوافينا إىل ا٤بوقف ، فإذا بشاب قاعد عليو إزار ورداء ، وب رجليو نعل صفراء ، " قومت اإلزار والرداء بائة وبسب دينارا ، وليس عليو أثر السفر ، فدنا منا سائل فردناه ، فدنا من الشاب ، فسألو ، فحمل شيئا من األرض وناولو ، فدعا لو السائل واجتهد ب الدعاء وأطاؿ ، فقاـ الشاب وغاب عنا

وبك ، ما أعطاؾ ؟ فأرانا حصاة ذىب مضرسة ، قدرناىا عشرين مثقاال ، : فدنونا من السائل ، فقلنا لو .

. ب ثؼذ 58 ؿ 2 أظش األاس اؼب١خ ؾذس اؾ١ؼخ اغضائش ، ثبة س ف الدح ػ١ اغال ط 1 . 338 ؿ 1 األفي اىبف ، وزبة اؾغخ ، ثبة ف اغ١جخ ط 2 . 331أ٠نب ، ثبة ف رغ١خ سآ ؿ 3. أ٠نب 4 .أ٠نب 5

227

ب ذىبنا ب طلبو ، فدرنا ا٤بوقف كلو ، فلم نقدر عليو ، فسألنا كل . موالنا و٫بن ال ندري : فقلت لصاحيب . 1" شاب علوي ، بج ب كل سنة ماشيا : من حولو من أىل مكة وا٤بدينة ، فقالوا

: ب بكوف وينسبونو إىل علي الرضا أنو قاؿ

. 2" ال يرى جسمو ، وال يسمى ا٠بو "

: كما نقلوا عن ا٢بسن العسكري أنو قاؿ قولوا ، ا٢بجة من آؿ : فكيف نذكره ؟ فقاؿ : إنكم ال تروف شخصو ، وال بل لكم ذكره با٠بو ، قيل "

. 3" ٧بمد

: ويقوؿ األربلي . 4"إنو حي موجود ، بل ويربل ، ويطوؼ ب األرض ببيوت وخيم وخدـ وحشم وإبل وخيل وغب ذلك "

: ب حكى قصة ، أف مشس الدين ا٥برقلي قاؿ مقدار قبضة (بثرة متقيحة )على فخذه األيسر توثػة - وىو شاب - حكى يل والدي أنو خرج فيو "

اإلنساف ، وكانت ب كل ربيع تشقشق ، وٱبرج منها دـ وقيح ، ويقطعو أ٤بها عن كثب من أشغالو ، وكاف مقيما هبرقل ، فحضر ا٢بلة يوما ، ودخل إىل ٦بلس السعيد رضي الدين على بن طاووس ربو اهلل ، وشكا

ىذه التونة فوؽ : أريد أف أداويها ، فأحضر لو أطباء ا٢بلة وأراىم ا٤بوضع ، فقالوا : إليو ما ٯبده منها ، وقاؿ فقاؿ لو السعيد رضي . العرؽ األكحل ، وعبلجها خطر ، ومب قطعت ، خيف أف يػقطع العرؽ فيموت

فأصعد . أنا متوجو إىل بغداد ، وربا كاف أطباؤىا أعرؼ وأحذؽ من ىؤالء ، فاصحبب : الدين قدس روحو إف الشرع قد فسح لك : فقاؿ لو السعيد . معو ، وأحضر األطباء ، فقالوا كما قاؿ أولئك ، فضاؽ صدره

ب الصبلة ب ىذه الثياب ، وعليك االجتهاد ب االحباس ، وال تغرر بنفسك ، فاهلل تعاىل قد هنى عن ذلك إذا كاف األمر على ذلك ، وقد وصلت إىل بغداد ، فأتوجو إىل زيارة ا٤بشهد : فقاؿ لو والدي . ، ورسولو

. ب أ٫بدر إىل أىلي ، فحسن ذلك . الشريف بسر من رأى ، على مشرفة السبلـ

. 332أ٠نب ؿ 1 .333 أ٠نب ؿ 2 .333 ،332 أ٠نب ثبة ا ػ اإلع ؿ 3 .283 ؿ3 وؾف اغخ ألسث ط 4

228

فلما دخلت ا٤بشهد ، وزرت األئمة عليهم السبلـ : قاؿ . فبؾ ثيابو ونفػقتو عند السعيد رضي الدين وتوجو ونزلت السرداب ، واستغثت باهلل تعاىل وباإلماـ عليو السبلـ ، وقضيت بعض الوقت ب السرداب ، وبت ب

ا٤بشهد إىل ا٣بميس ، ب مضيت إىل دجلة واغتسلت ولبست ثوبا نظيفا ، وملئت إبريقا كاف معي ، . وصعدت أريد ا٤بشهد

. فرأيت أربعة فرساف خارجب من باب السور ، وكاف حوؿ ا٤بشهد قـو من الشرفاء يرعوف أغنامهم فرأيت شابب أحدٮبا عبد ٨بطوط ، وكل واحد منهم متقلد بسيف ، وشيخا . فحسبتهم منهم ، فالتقينا

. بيده رمح واآلخر متقلد بسيف ، وعليو فرجية ملونة فوؽ السيف ، وىو متحنك بعذبتو فوقف الشيخ صاحب الرمح ٲبب الطريق ، ووضع كعب ب األرض ، ووقف الشاباف عن يسار الطريق ،

. وبقي صاحب الفرجية على الطريق مقابل والدي ، ب سلموا عليو ، فرد عليهم السبلـ تقدـ حب أبصر ما يوجعك : نعم ، فقاؿ لو : أنت غدا تروح إىل أىلك ؟ فقاؿ : فقاؿ لو صاحب الفرجية

أىل البادية ما يكادوف ببزوف من النجاسة وأنا قد خرجت : فكرىت مبلمستهم وقلت ب نفسي : قاؿ . ب إين بعد ذلك تقدمت إليو فلزمب بيده ومدين إليو ، وجعل يلمس جانيب من . من ا٤باء وقميصي مبلوؿ

. كتفي ، إىل أف أصابت يده التوثة فعصرىا بيده فأوجعب ، ب استوى ب سرجو كما كاف . أفلحنا وأفلحتم إف شاء اهلل : فعجبت من معرفتو بإ٠بي ، فقلت . أفلحت يا إ٠باعيل : فقاؿ يل الشيخ

. فتقدمت إليو فاحتضنتو وقبلت فخذه . ىذا ىو اإلماـ : فقاؿ يل الشيخ : قاؿ . ا٤بصلحة رجوعك : فقاؿ . ال أفارقك أبدا : ارجع ، فقلت : ب أنو ساؽ وأنا أمشي معو ٧بتضنو ، فقاؿ

يا إ٠باعيل ، ما تستحي يقوؿ لك اإلماـ مرتب إرجع وبالفو : فقاؿ الشيخ . فأعدت عليو مثل القوؿ األوؿ إذا وصلت بغداد ، فبل بد أف يطلبك : فتقدـ خطوات والتفت إيل وقاؿ . ؟ فجبهب هبذا القوؿ ، فوقػفت

أبو جعػفر ، يعب ا٣بليفة ا٤بستنصر ربو اهلل ، فإذا حضرت عنده وأعطاؾ شيئا فبل تأخذه ، وقل لولدنا . الرضى ليكتب لك إىل علي بن عوض ، فإنب أوصيو يعطيك الذي تريد

. ب سار وأصحابو معو فقعدت إىل األرض ساعة ، . فلم أزؿ قائما أبصرىم ، إىل أف غابوا عب ، وحصل عندي أسف ٤بفارقتو

: قالوا . ال : نرى وجهك متغب، أوجعك شيء؟ قلت : فاجتمع القـو حويل ، وقالوا . ومشيت إىل ا٤بشهد ال، ليس عندي ٩با تقولوف خرب ، لكن أسألكم ، ىل عرفتم الفرساف الذين كانوا : قلت . أخاصمك أحد ؟

. ىم من الشرفاء أرباب الغنم : فقالوا . عندكم ؟

229

ىو : اإلماـ ىو الشيخ أو صاحب الفرجية ؟ فقلت : فقالوا . ال ، بل ىو اإلماـ عليو السبلـ : فقلت ىو قبضو بيده وأوجعب ، ب كشف رجلي فلم : أريتو ا٤برض الذي فيك ؟ فقلت : فقالوا . صاحب الفرجية

. 1" أر لذلك ا٤برض أثرا ، فداخلب الشك من الدىش ، فأخرجت رجلي األخرى فلم أر شيئا

كما حكى ، أف أبا عطوة ، كاف بو أدرة ، وكاف زيدي ا٤بذىب ، وكاف ينكر على بنيو ا٤بيل إىل مذىب فيربئب من ىذا - يعب ا٤بهدي - ال أصدقكم وال أقوؿ بذىبكم حب ٯبيء صاحبكم : اإلمامية ، ويقوؿ

ا٤برض ، وتكرر ىذا القوؿ منو ، فبينا ٫بن ٦بتمعوف عند وقت عشاء اآلخرة ، إذا أبونا يصيح و يستغيث بنا فخرجنا ، فلم نر أحدا ، فعدنا إليو ، . أ٢بقوا صاحبكم ، فالساعة خرج من عندي : ، فأتيناه سراعا ، فقاؿ

أنا صحب بنيك ، : من أنت ؟ فقاؿ : يا عػطوة ، فقلت : أنو دخل إيل شخص ، وقاؿ : وسألناه ، فقاؿ : قاؿ يل ولده . ب مد يده فعصر قروب ومشى ، ومددت يدي فلم أر ٥با أثرا . قد جئت ألبػرئك ٩با بك

. وبقي مثل الغزاؿ ليس بو قلبو واألخبار عنو عليو السبلـ ب ىذا . واشتهرت ىذه القصة ، وسألت عنها غب ابنو ، فأخرب عنها ، فأقر هبا

2" وأنو رآه باعة قد انقطعوا ب طرؽ ا٢بجاز وغبىا ، فخلصهم ، وأوصلهم إىل حث أرادوا . الباب كثبة .

. فهذا ىو غائبهم ، وىذه ىي األساطب والقصص الب بكوهنا عنو غيػبػتو لػرجػػعػػػة ا

بفرؽ أنو قاؿ ب علي رضي اهلل . وأما الرجػعة ، فقاؿ هبا الشيعة اإلثب عشرية طبق ما قالو عبداهلل بن سبأ . عنو ، وىؤالء قالوا ب معدومهم

وا١بدير بالذكر ، أف ىذه العقيدة من العقائد الب فشت وانتشرت ب بيع فرؽ الشيعة ب ٨بتلف العصور .غب الشيعة األوىل ، كما ذكرناىا ب األبواب السابقة

.1244، ز ا٢بي ؼجبط ام ؿ 285، 284، 283 ؿ 3 وؾف اغخ ألسث ط 1 .287 ؿ 3وؾف اغخ ألسث ط 2

230

ب مل يكتف الشيعة االثنا عشرية بالقوؿ إف معدومهم الغائب ىو الذي سبجع ، بل قالوا أكثر من ذلك ، وىناؾ روايات وأكاذيب . وىو أنو يرجع ويرجع اآلخروف من الشيعة وأئمتهم وأعدائهم حسب زعمهم

. ال تعد وال بصى ب ىذا ا٤بعب فنختار من األساطب ا٤بضحكة والقصص ا٤ببكية أخبارا . وقد صنفت ب ىذا ا٣بصوص كتب مستقػلة عديدة

وإىل أي . قليلة ، لوضع النقاط على ا٢بروؼ ، ولتمييز ا٢بقائق عن أف القػـو ماذا يقػولوف ، وماذا يعتػقدوف حد ينقموف قـو رسوؿ اهلل وقبيلتو ، أصحابو وأزواجو ، أمتو وشريعتو الب جاء هبا من اهلل عز وجل ، والقرآف

. الذي نزؿ عليو ، واألمر الذي أعطاه متبعيو وا٤بؤمنب بو والب . عقيدة الشيعة الب توارثها من اليهودية وعمبلء عبداهلل بن سبأ وطائفتو ، وتناقلوىا جيبل بعد جيل

بعد سرد األخبار الكثبة عن (بار األنوار )قاؿ عنها كببىم وخابة ٧بدثيهم ا٤ببل باقر اجمللسي صاحب : الرجعػة

اعلم يا أخي ، أين ال أظنك ترتاب بعد ما مهدت وأوضحت لك بالقوؿ ب الرجعة الب أبعت عليها " وكيف يشك مؤمن بأحقية األئمة ... الشيعة ب بيع األعصار، واشتهرت بينهم كالشمس ب رابعة النهار

األطهار فيما تواترت عنهم من مائب حديث صريح رواىا نيف وأربعوف من الثقات العظاـ والعلماء األعبلـ . 1" ب أزيد من بسب من مؤلفاهتم

: فبوي القـو عن ا٢بسب بن علي بن أيب طالب أنو قاؿ

لو مل يبق من الدنيا إال يـو واحد ، لطوؿ اهلل ذلك اليـو ، حب ٱبرج رجل من ولدي فيمؤلىا قسطا وعدال " . 2" كما مػلئت جورا وظلما

: وكذبوا على نيب اهلل صلى اهلل عليو وسلم ، أنو قاؿ

يقيم الناس على ملب . القائم من ولدي ، ا٠بو ا٠بي ، وكنيتو كنيب ، ومشائلو مشائلي ، وسنتو سنب من أطاعو أطاعب ، ومن عصاه عصاين ، ومن أنكر غيبتو فقد . وشريعب ، يدعوىم إىل كتاب اهلل ريب

إىل اهلل أشكو ا٤بكذبب يل ب أمره ، وا١باحدين . أنكرين ، ومن كذبو فقد كذبب ، ومن صدقو فقد صدقب 3" وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبوف . لقويل ب شأنو ، وا٤بضلب ألمب عن طريقتو

. اطجؼخ األ 225 ؿ13 ثؾبس األاس ؾغ ط 1 .427أػال اس طجشع ؿ 2 .425 أ٠نب ؿ 3

231

من يكػوف الػمػهػدي ؟

أنو ٤با صاحل معاوية ، دخل عليو الناس ، فبلمو . فلقد كذب الشيعة على ا٢بسن بن علي رضي اهلل عنهما : بعضهم على بيعتو ، فقاؿ

وبكم ، ما تدروف ما علمت ، واهلل الذي عملت خب لشيعب ٩با طلعت عليو الشمس أو غربت ، أال "تعلموف أين إمامكم ، ومفبض الطاعة عليكم ، وأحد سيدي شباب أىل ا١بنة ، بنص رسوؿ اهلل علي ؟

أما علمتم أف ا٣بضر ٤با خرؽ السفينة وقتل الغبلـ وأقاـ ا١بدار كاف ذلك سخطا ٤بوسى : بلى ، قاؿ : قالوا ، إذ خفى عليو وجو ا٢بكمة ب ذلك ، وكاف عند اهلل تعاىل ذكره حكمو وصوابا ؟ أما علمتم أنو ما ما منا

أحد إال ويقع ب عنقو بيعة لطاغية زمانو إال القائم الذي يصلي روح اهلل عيسى بن مرن خلفو ، فإف اهلل عز وجل ٱبفي والدتو ، ويغيب شخصو لئبل يكوف ألحد عنقػو بيعة إذا خرج ذلك التاسع من ولد أخي ا٢بسب بن سيدة اإلماء ، يطيل اهلل عمره ب غيبتو ، ب يظهره بقدرتو ب صورة شاب دوف أربعب سنة ، ذلك ليعلم

. 1" أف اهلل على كل شيء قدير : ومثل ذلك ما رووه عن جعفر أنو قاؿ

من أقر بميع األئمة وجحد ا٤بهدي ، كاف كمن أقر بميع األنبياء وجحد ٧بمد صلى اهلل عليو وآلو وسلم " ا٣بامس ولد السابع يغيب عنكم : يا ابن رسوؿ اهلل ، فمن ا٤بهدي من ولدؾ ؟ قاؿ : فقيل لو . نبوتو

. 2" شخصو وال بل لكم تسميتو

مػنػزلػتػو وشأنػو

: ورووا ب مقامو وشأنو عن علي بن ا٢بسب أنو قاؿ

.427أػال اس طجشع ؿ 1 .429أػال اس طجشع ؿ 2

232

ب القائم منا سنن من ستة من األنبياء عليهم السبلـ ، سنة نوح ، وسنة من إبراىيم ، وسنة من موسى ، " . وسنة من عيسى ، وسنة من أيوب ، وسنة من ٧بمد

فأما من نوح ، فطوؿ ب العمر ، وأما من إبراىيم فخفاء الوالدة واعتزاؿ الناس ، وأما من موسى فا٣بوؼ والغيبة ، وأما من عيسى فاختبلؼ الناس فيو ، وأما من أيوب فالفرج بعد البلوى ، وأما من ٧بمد فا٣بروج

مل يولد بعد ليخرج حب ٱبرج وليس ألحد ب : والقائم منا بفى على الناس والدتو حب يقولوا .…بالسيف . 1"ومن ثبت على مواالتنا ب غيبتو ، أعطاه اهلل أجر ألف شهيد مثل شهداء بدر .. عنقو بيعة

: أنو قاؿ بأف مهديهم يكوف مسندا ظهره إىل بيت ا٢براـ ويقوؿ (غيبتو )وأيضا كما روى النعماين ب . 2" أنا بقية من آدـ ، وذخبة من نوح ، ومصطفى من إبراىيم ، وصفوة ٧بمد "

: ويقوؿ . 3" أنا بقية اهلل وخليفتو وحجتو عليكم "

. 4ويكوف جربائيل بب يديو : ويقولوف

رب اجعلب : نظر موسى بن عمراف ب السفر األوؿ إىل ما يعطى قاـ آؿ ٧بمد من التمكب والفضل ، فقاؿ ب نظر ب السفر الثاين فوجد فيو مثل ذلك ، فقاؿ مثلو . إف ذاؾ من ذرية أبد : قائم آؿ ٧بمد ، فقيل لو

. 5ب نظر ب السفر الثالث ، فرأى مثلو ، فقاؿ مثلو ، فقيل مثلو . ، فقيل لو مثل ذلك

ومتى يػرجػع ؟

: فبوي الكليب ب كافيو عن األصبغ بن نباتة ،أنو قاؿ يا أمب ا٤بؤمنب ، مايل أراؾ : أتيت أمب ا٤بؤمنب عليو السبلـ ، فوجدتو متفكرا ينكت ب األرض ، فقلت "

ال واهلل ما رغبت فيها وال ب الدنيا يوما قط ، ولكب : متفكرا تنكت األرض ، أرغبة منك فيها ؟ فقاؿ فكرت ب مولود يكوف من ظهري ، ا٢بادي عشر من ولدي ، ىو ا٤بهدي الذي ٲبؤل األرض عدال وقسطا ،

. 428،427أػال اس طجشع ؿ 1 . 179 ؿ 13 وزبة اغ١جخ ؼب ، أ٠نب ثؾبس األاس غغ ط 2 .322 افقي اخ ؿ 3 .274 وزبة اغ١جخ طع ؿ 4 . 240 وزبة اغ١جخ ؼب ؿ 5

233

يا أمب : كما مػلئت جورا وظلما، تكوف لو غيبة وحبة ، يضل فيها أقواـ ، ويهتدي فيها آخروف ، فقلت وإف ىذا : قلت . ستة أياـ أو ستة أشهر أو ست سنب : ا٤بؤمنب ، وكم تكوف لو ا٢ببة والغيبة ؟ قاؿ

نعم كما أنو ٨بلوؽ وأىن هبذا األمر يا أصبغ أولئك خيار ىذه األمة مع خيار أبرار ىذه : لكائن ؟ فقاؿ . 1" العبة

: وروي أيضا عن أيب جعفر أنو قاؿ

يا ثابت ، إف اهلل تعاىل قد كاف وقت ىذا األمر ب سبعيػن ، فلما أف قتل ا٢بسب صلوات اهلل عليو ، إشتد " غضب اهلل تعاىل على أىل األرض ، فأخره إىل أربعب ومائة ، فحدثناكم فأذعتم ا٢بديث ، فكشفتم قناع

. 2" السب ، ومل ٯبعل اهلل لو بعد ذلك وقتا عندنا ، وٲبحو اهلل ما يشاء ويثبت ، وعنده أـ الكتاب

: وروى ابنو جعفر أنو قاؿ . 3" وقد كاف ٥بذا األمر وقت كاف ب سنة أربعب ومائة ، فحدثتم بو وأذعتموه فأخػره اهلل عز وجل "

: ورووا عن أيب جعفر أنو قاؿ . 4" ليس بب القائم عليو السبلـ وقتل النفس الزكية أكثر من بس عشرة ليلة "

: وذكر أيضا رواية عن ابنو جعفر أنو قاؿ إذا ىدـ حائط مسجد الكوفة ٩با يلي دار ابن مسعود ، فعند ذلك زواؿ ملك القـو ، وعند زوالو خروج "

. 5" القائم وا٤بعروؼ أف النفس الزكية قتل ، ومضى على قتلو آالؼ الليايل ، كما ىدـ حائط مسجد الكوفة ، وقد

. مضى على ىدمو مئات السنب ، ولكن مل يكن ٤بوىـو أف ٱبرج

: ورووا عن إسحاؽ بن عمار أنو قاؿ . 6" يا أبا إسحاؽ ،إف ىذا األمر قد أخػر مرتب : قاؿ يل أبو عبداهلل عليو السبلـ "

.338 ؿ 1 األفي اىبف ، وزبة اؾغخ ط 1 .368 ؿ1 األفي اىبف ط 2 .هشا . ه 292 وزبة اغ١جخ ؼب ؿ 3 .260 اإلسؽبد ف١ذ ؿ 4 . أ٠نب 5. 295،294 وزبة اغ١جخ ؼب ؿ 6

234

وىكذا كاف الشيعة يعللوف باألماين بروج قائمهم ورجوع مهديهم ، كما أقر بذلك إمامهم السابع موسى بن

كي ال يرجع الشيعة عن تشيػعهم ، فهذا (غيبتو ) ب 1والنعماين (كافيو )كما رواه الكليب ب . جعفر : ىو النص

: عن يقطب ، أنو قاؿ البنو علي بن يقطب " إف الذي قيل لكم : ؟ فقاؿ لو علي - يعب أمر بب العباس - ما بالنا قيل لنا فكاف ، وقيل لكم فلم يكن فأعطيتم ٧بضو فكاف كما ما قيل لكم ، وإف أمرنا مل (وقتو )ولنا من ٨برج واحد ، غب أف أمركم حضر

ولو قيل لنا أف ىذا األمر ال يكوف إال إىل مائب سنة أو ثبلبائة سنة ، لقست . بضر ، فعللنا باألماين " ما أسرعو وما أقربو ، تألفا لقلوب الناس وتقريبا للفرج : ولكن قالوا . القلوب ، ولرجع الناس عن اإلسبلـ

2 .

ولقد نقل ا١بزائري عن اجمللسي ، أنو كاف يرى وقت خروجو أياـ الدولة الصفوية ، مستدال من األحاديث : الثبلثة ، فهذه ىي عبارتو

إعلم أنو قد وردت أخبار ٦بملة ، وقد نقلها األصحاب على إبا٥با ومل يتعرضوا لبياف معناىا ، وذلك أهنا "

و٤با انتهت النوبة إىل شيخنا احملقق رئيس . أخبار متشاهبة ، ٯبب علينا اإلذعاف ٥با من باب التسليم احملدثب وخابة اجملتهدين ا٤بوىل اجمللسي صاحب كتاب بار األنوار أداـ اهلل أياـ إفاداتو ، وأجزؿ ب اآلخرة

مثوباتو وسعادتو ، توجو إىل إيضاحها وتفسبىا ، وطبق بعضها على وقت تعيب ظهور الدولة الصفوية أعلى وطبق البعض اآلخر على تعيب وقت ظهور موالنا صاحب الزماف عليو . اهلل منار بنياهنا ، وشيد رفيع أركاهنا

. ألف سبلـ ، فلننقل تلك األخبار على وجهها ، ب نذكر ما أفاده سلمو اهلل تعاىل من البياف واإليضاح

ما رواه الشيخ األجل احملدث ٧بمد بن إبراىيم النعماين ب كتاب الغيبة بسنده إىل أيب خالد : ا٢بديث األوؿ كأين بقـو قد خرجوا با٤بشرؽ ، يطلبوف ا٢بق فبل يعطونو ، فإذا رأوا : الكابلي عن الباقر عليو السبلـ أنو قاؿ

إ رالزح صمخ . أث ػجذهللا ؾذ ث إثشا١ ث عؼفش اىبرت اؼب ، لذ وب وجبس ؾذص اإلب١خ ف أائ امش اشاثغ " 1

أ ؤفبر . اإلعال ؾذ ث إعؾبق ث ٠ؼمة اى١ ، وب ؤفب ع١ذ اظش ، ؽغ اإلعزجبه ، افش اغ ف ؼشفخ اشعبي أؽبد٠ض

: لبي ف١ اغبؽ . وزبة اغ١جخ

(12، 11مذخ وزبة اغ١جخ ؿ )" اؼب ؽ١خ أفؾبثب ، ػظ١ امذس ، ؽش٠ف اضخ ، فؾ١ؼ اؼم١ذح ، وض١ش اؾذ٠ش .افع - 296 ،295 ، وزبة اغ١جخ ؼب 369 ؿ1 اىبف ى١ وزبة اؾغخ ، ثبة وشا١خ ازل١ذ ط 2

235

ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم ، فيعطوف ما سألوا فبل يػقبلونو حب يقوموا ، وال يدفعوهنا إال إىل . صاحبكم ، قتبلىم شهداء

قاؿ أداـ اهلل أيامو ، أنو ال ٱبفى على أىل البصائر أنو مل ٱبرج من ا٤بشرؽ سوى أرباب السلسلة الصفوية ، ا٤براد : وقولو عليو السبلـ ، ال يدفعوهنا إال إىل صاحبكم . وىو الشاه إ٠باعيل أعلى اهلل مقامو ب دار ا٤بقامة

فيكوف ب ىذا ا٢بديث إشارة إىل اتصاؿ دولة الصفوية بدولة ا٤بهدي عليو السبلـ ، . بو القائم عليو السبلـ . فهم الذين يسلموف ا٤بلك لو عند نزولو ببل نزاع وجداؿ

بينا : ما رواه النعماين أيضا ب ذلك الكتاب بإسناد معترب إىل الصادؽ عليو السبلـ ، قاؿ : ا٢بديث الثاين

أمب ا٤بؤمنب عليو السبلـ بدث ب الوقائع الب بري بعده إىل ظهور ا٤بهدي عليو السبلـ ، فقاؿ لو ا٢بسب ال يكوف : يا أمب ا٤بؤمنب ، ب أي وقت يطهر اهلل األرض من الظا٤بب ؟ فقاؿ عليو السبلـ : عليو السبلـ

ب إنو عليو السبلـ فصل أحواؿ بب أمية وبب العباس ب . ىذا حب تراؽ دماء كثبة على األرض ببل حق إذا قاـ القائم براساف ، وغلب على أرض : حديث طويل إختصره الراوي ، فقاؿ أمب ا٤بؤمنب عليو السبلـ

كوفاف وملطاف ، وتعدى جزيرة بب كاواف ، وقاـ منها قائم بيبلف ، وأجابتو األبر والديلم ، وظهرت لولدي رايات البؾ متفرقات ب األقطار وا٢برمات ، وكانوا بب ىنات وىنات ، إذا خربت البصرة ، وقاـ أمباألمرة ،

إذا جهزت األلوؼ ، وصفت الصفوؼ ، وقتل الكبش : فحكى عليو السبلـ حكاية طويلة ، ب قاؿ ب يقـو القائم ا٤بأموؿ ، واإلماـ اجملهوؿ لو . ا٣بروؼ ، ىناؾ يقـو اآلخر ، ويثور الثائر ، ويهلك الكافر

الشرؽ والفضل ، وىو من ولدؾ يا حسب ال إبن مثلو ، يظهر بب الركنب ب ذر يسب يظهر على الثقلب وال . يبؾ ب األرض األدنب ، طوىب ٤بن أدرؾ زمانو و٢بق أوانو وشهد أيامو

جزيرة بب كاواف جزيرة حوؿ البصرة ، وأىل األبر باعة ب قرب أسبآباد ، : قاؿ ضاعف اهلل أياـ سعادتو والديلم ىم أىل قزوين وماواالىا ، وا٢برمات األمكنة الشريفة ، قولو ىنات وىنات أي حروب عظيمة ووقائع كثبة ب وقت خراب البصرة ، وا٤براد بالقائم ا٤بأموؿ ىو ا٤بهدي عليو السبلـ ، وا٤براد بالركنب ، ركنا الكعبة ،

وقولو ذر يسب ا٤براد بو ا١بماعة القليلة ، وىم . وىو الركن وا٢بطيم ، الذي ىو ٧بل خروجو عليو السبلـ وقولو يظهر على الثقلب ، يعب بو أنو عليو السبلـ ، يغلب على ا١بن واإلنس ، ٠بيا بو ألهنما . شهداء بدر

يثقبلف األرض باإلستقرار فوقها ، أو ألهنما أشرؼ ا٤بخلوقات السفلية ، والعرب تسمى الشريف ثقبل ٢بلمو وقولو األدنب بع أدىن . وقيل إ٭با ٠بيا بو ، ألهنما قد ثقبل بالتكليف ، فهما ثقبلف بعب مثقبلف . ورزانتو

. وا٤براد هبم الظا٤بوف الكافروف . ، وىم أراذؿ الناس وأدناىم

236

الظاىر أف ا٤براد بأىل ا٣بروج من خراساف ىم أمراء البؾ ، مثل جنكيزخاف ، : ب قاؿ سلمو اهلل تعاىل . وىوالكوخاف

. وا٤براد با٣بارج من جيبلف ىو الشاه ا٤بؤيد الشاه إ٠باعيل ، ومن ب أضافو عليو السبلـ إىل نفسو و٠باه ولده وقولو وقتل الكبش ا٣بروؼ . وا٤براد بأمب األمرة ، إما ذلك السلطاف ا٤بذكور أو غبه من السبلطب الصفوية

وقولو . ، الظاىر أنو إشارة إىل ا٤برحـو صفي الدين مبزا ، فإف أباه وىو ا٤برحـو الشاه عباس األوؿ قد قتلو يقـو اآلخر ، ا٤براد بو ا٤برحـو الشاه صفي ، فإنو أخذ دمو ، وأوؿ من قتلو ىو الذي باشر قتل أبيو صفي

وقولو عليو السبلـ ب يقـو القائم ا٤بأموؿ إشارة أيضا إىل اتصاؿ الدولة الصفوية بالدولة ا٤بهدوية على . مبزا . صاحبها السبلـ

رواه الشيخ األجل ٧بمد بن مسعود العياشي ، وىو من ثقات احملدثب ب كتاب التفسب : ا٢بديث الثالث

يا أبا لبيد ، إف : عن أيب لبيد ا٤بخزومي عن الباقر عليو السبلـ ، بعدما ذكر ملك شقاوة بب العباس ، قاؿ حروؼ القرآف ا٤بقطعة لعلما با ، إف اهلل تعاىل أنزؿ أمل ذلك الكتاب ، فقاـ ٧بمد صلى اهلل عليو وآلو حب

: ب قاؿ . ظهر نوره ، وثبتت كلمتو ، وولد يـو ولد وقد مضى من األلف السابع مائة سنة وثلث سنب وتبيانو ب كتاب اهلل ب ا٢بروؼ ا٤بقطعة إذا عددهتا من غب تكرار ، وليس من ا٢بروؼ ا٤بقطعة حرؼ ينقضي

. إال وقياـ قائم من بب ىاشم عند انقضائو ب . األلف واحد ، والبلـ ثبلثوف ، وا٤بيم أربعوف ، والصاد تسعوف ، فذلك مائو وواحد وستوف : ب قاؿ

. كاف بدء خروج ا٢بسب بن علي عليو السبلـ أمل اهلل ، فلما بلغت مدتو ، قاـ قائم ولد العباس عند ا٤بص . فافهم ذلك ، وعو واكتمو . ويقـو قائمنا عند انقضائها بالر قولو عليو السبلـ من األلف السابع ا٤براد بو من ابتداء خلق أبينا آدـ عليو : قاؿ ذلك احملقق أيده اهلل تعاىل

إف ىذا ا٢بديث ب غاية اإلشكاؿ ، وقد ذكرنا لو وجوىا ب كتاب بار : ب قاؿ أيده اهلل تعاىل . السبلـ األنوار ، ولنذكرىنا وجها واحدا ، ولكنو مبب عل بهيد مقدمة ، وىي أف ا٤بعلـو من كتب ا٢بساب ا٤بعتربة ، أف حساب أبد لو اصطبلحات ٨بتلفة ، ومناط حساب ىذا ا٢بديث على اصطبلح أىل ا٤بغرب ، وقد كاف

فالصاد عندىم ستوف ، . شائعا بب العرب ب األعصار السابقة ، وىو ىذا صعفض قرست ثخذ ضغش وباقي ا٢بروؼ على موافقة . والضاد تسعوف ، والسب ثلثمأة ، والظاء با٭بأة ، والغب تسعمأة ، الشب ألف

. ا٤بشهور

237

إذا عرفت ىذه ا٤بقدمة ، فاعلم أف تاريخ والدة نبينا صلى اهلل عليو وآلو ، يظهر من بيع فواتح السور ، ولكن باسقاط ا٢بروؼ ا٤بكررة ، مثبل أمل و الر و حم ، وغبىا من ا٤بكررات ، ال يؤخذ منو ا٢بساب إال

وكذلك ا٢بروؼ ا٤ببسوطة مثل ألف را ، ال بسب منو إال ثبلثة ، وكذا الـ را و٫بو ذلك ، وحينئذ . واحد فألف الـ ميم ، ألف الـ ميم ، صاد ألف الـ ، را ألف الـ ، ميم را ، كاؼ ىا يا عب صاد ، طا ىا ،

. طا سب ، يا سب ، صاد حا ميم ،عب سب قاؼ قاؼ نوف إذا عددت حروفها تكوف مئة وثلثا من وقت خلق أبينا آدـ عليو السبلـ إىل وقت والدة النيب صلى اهلل عليو

واألوؿ من كل ألف سنة (ثلث سنب ظ )وآلو يكوف على وفق ىذا ا٢بديث ستة آالؼ سنة ومئة وثبلثوف وعدد ىذه ا٢بروؼ أيضا يكوف مأة . تاريخ ، وأوؿ كل سابع من آالؼ مائة وثبلث يكوف قد مضت

وثبلثة على ما عرفت ، فيكوف أمل الذي ب أوؿ سورة البقرة ، إشارة إىل مبعث نبينا صلى اهلل عليو وآلو ، . وقولو عليو السبلـ وليس حرؼ ينقضي إال وقياـ قائم من بب ىاشم عند انقضائو واضح على ىذا

ومن ظهور دولة عبدا٤بطلب إىل ظهور دولة نبينا صلى . وذلك أوؿ دولة بب ىاشم ابتداؤىا من عبدا٤بطلب اهلل عليو وآلو إحدى وسبعب سنة تقريبا عدد أمل بساب أبد على ترتيب القرآف بعد أمل البقرة وأمل آؿ

فإنو من ابتداء رواج دولة النيب صلى اهلل عليو وآلو إىل . عمراف ، وىو إشارة إىل خروج ا٢بسب عليو السبلـ وأيضا بسب ترتيب سور القرآف ، أ٤بص ، . وقت خروج ا٢بسب عليو السبلـ إحدى وسبعوف سنة تقريبا

. وىو إشارة إىل خروج بب العباس ، فإهنم من بب ىاشم أيضا ، وإف كانوا غب ٧بقب ب أمر ا٣بروج وبساب أبد على طريق ا٤بغاربة مئة وواحد وثبلثوف ، ومن أوؿ بعثة النيب صلى اهلل عليو وآلو إىل وقت

. ظهور دولتهم مئة وواحد وثبلثوف ، وإف كاف إىل زماف بيعتهم أكثر وبتمل أف يكوف ابتداء ىذا التاريخ من وقت نزوؿ سورة األعراؼ فيكوف مطابقا لوقت بيعتهم وعلى

يبب ا٢بديث ا٤بروي ب كتاب معاين األخبار وسنذكره إف شاء اهلل تعاىل . حساب أ٤بص على طريق ا٤بغاربة .

وأما كوف قياـ القائم عليو السبلـ مبنيا على حساب ألر ، فالذي ٱبطر باطري أف الرقد وقع ب القرآف ب بسة مواضع ، وينبغي لبيانو كما تعرض لبياف أمل و٦بموعة ألف ومئة وبس وبسوف سنة تقريبا ، من سنة برير ىذه الرسالة ، وىو سنة ألف وباف وسبعوف من ا٥بجرة ، فيكوف قد بقى من وقت خروجو عليو السبلـ

بس وستوف سنة ٤با كاف مبدأ ىذه التواريخ من أوائل البعثة ، ىذا ٧بصل كبلمو سلمو (سبعة وسبعوف ظ ) . 1" اهلل تعاىل

.80 إ 76 األاس اؼب١خ ؼذ هللا اغضائش ؿ 1

238

وقد مضى بس وستوف سنة وسبع وسبعوف سنة وأكثرعلى ذلك الوقت ، ومل يأف لقائمهم أف يرجع ،

. وليس ٤بعدـو أف يوجد

: وما أحسن ما قالو قائل

صببوه بزعػمكم إنسانػا *** ما آف للسرداب أف يلػد الذي ثػلثػتم العػنقػاء والغػيػبلنػا *** فعػلى عػقػولكم العػفػاء فإنكم

كيف يرجػػع ، وأيػن يرجػع ؟

: فيعتقد القـو أف جعفرا قاؿ ينادى بإسم القائم ب يـو ستة وعشرين من شهر رمضاف ، ويقـو ب يـو عاشوراء ، وىو اليـو الذي قتل "

لكأين بو يـو السبت العاشر من احملـر قائما بب الركن وا٤بقاـ ، جربئيل بب يديو (ع )فيو ا٢بسب بن علي ينادي بالبيعة لو ، فتسب شيعتو من أطراؼ األرض تطوي ٥بم طيا ، حب يبايعوه ، فيمؤل اهلل بو األرض

. 1" عدال كما مػلئت جورا وظلما

: ب بيػنوا كيف ٯبتمع الشيعة للقائم ، فقالوا لو صحابتو الثبلبائة والثبلثة عشر ، قزع (فانتخب ) فأتيحت 2إذا أذف اإلماـ ، دعا اهلل بإ٠بو العرباين "

منهم من يفقد عن فراشو ليبل فيصبح ب مكة ، ومنهم من يرى . كػقزع ا٣بريف ، فهم أصحاب األلوية جعلت فداؾ ، أيهم أعظم إٲبانا ؟ : قلت . يسب ب السحاب هنارا يعرؼ بإ٠بو وإسم أبيو وحليتو ونسبو

.362،361 ، ض ف اإلسؽبد ف١ذ ؿ 459 أػال اس طجشع ؿ 1 . أال رذي ز افظخ ػ ؼ زاسس ػ ام از٠ ٠زى ثبؼجشا١خ ؟ 2

239

أيػنما تكونوا يأت بكم }وىم ا٤بفقودوف ، وفيهم نزلت ىذه اآلية ... الذي يسب ب السحاب هنارا : قاؿ . 1 { " اللو جميعا

: ويروي الطوسي شيخ الطائفة ينادي منادي من السماء بإسم القائم ، فيسمع من بب الشرؽ والغرب ، فبل يبقى راقد إال استيقظ ، وال "

2وىوصوت جربئيل الروح األمب . قائم إال قعد ، وال قاعد إال قاـ على رجليو فزعا من ذلك الصوت : وزاد النعماين

فبل يبقى شيئ من خلق اهلل فيو إال ٠بع الصيحة ، فتوقظ النائم وٱبرج إىل صحن داره ، وبرج األذراع من " . 3"خدرىا ، وٱبرج القائم ٩با يسمع ، وىو صيحة جربئيل

: وقد رووا عن ا٤بفضل بن عمر أنو قاؿ

ال تراه عب وقت ظهوره إال رأتو كل عب ، : ففي أي بقعة يظهر ا٤بهدي ؟ قاؿ : قلت ١بعفر بن الباقر " ب يظهر ب . وذلك أنو يغيب آخر يـو من سنة ست وستب ومئتب ، وال تراه عب أحد حب يراه كل أحد

مكة ، وواهلل يا مفضل كأين أنظر إليو داخل مكة وعليو بردة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو ، وعلى رأسو عمامتو ، وب رجليو نعل رسوؿ اهلل ا٤بخصوفة ، وب يده عصا النيب صلى اهلل عليو وآلو يسوؽ بب يديو أعنزا

يظهر : يا سيدي ، كيف يظهر ؟ قاؿ : قاؿ ا٤بفضل . عجافا ، حب يصل هبا ٫بو البيت حب ال يعرفو أحد وحده ، ويأب البيت وحده إىل الكعبة ، وٯبن عليو الليل ، وإذا نامت العيوف وغسق الليل ، نزؿ جربئيل

فيمسح يده على . وميكائيل وا٤ببلئكة صفوفا ، فيقوؿ لو جربئيل يا سيدي ، قولك مقبوؿ ، وأمرؾ جار . وجهو ويقوؿ ا٢بمد هلل الذي صدقنا وعده وأورثنا األرض نتبوء من ا١بنة حيث نشاء ، فنعم أجر العاملب

ويقف بب الركن وا٤بقاـ ، ويصرخ صرخة ، يا معشر نقبائي وأىل خاصب ومن خلقهم اهلل لظهوري على وجو . فبد صيحتو عليهم وىم ب بايرىم وعلى فرشهم ب شرؽ األرض وغرهبا . األرض ، إيتوين طائعب

فيسمعونو ب صيحة واحدة ب أذف كل رجل ، فيجيئوف ٫بوه ، وال ٲبضي ٥بم إال كلمحة بصر ، حب يكونوا كلهم بب يديو بب الركن وا٤بقاـ ، فيأمر اهلل عز وجل بنور فيصب عمودا من األرض إىل السماء ، يستضيئ

بو كل مؤمن على وجو األرض ، ويدخل عليو نور ب جوؼ بيتو ، فتفرح نفوس ا٤بؤمنب بذلك وىو ال

.373،372 مال ػ وزبة ربس٠خ ب ثؼذ اظس ؿ 169 اغ١جخ ؼب ؿ 1 . 254 اغ١جخ ؼب ؿ 2 .274 وزبة اغ١جخ طع ؿ 3

240

وىم ثلثمائة وثبلثة عشر رجبل بعدة أصحاب رسوؿ . ب يصبحوف وقوفا بب يديو . يعلموف بظهور قائمنا . 1" اهلل صلى اهلل عليو وآلو ، يـو بدر : ويقوؿ وىومسند ظهره إىل الكعبة

يا معشر ا٣ببلئق ، أال من أراد أف ينظر إىل آدـ وشيث ، فهاأنا ذا آدـ وشيث ، أال من أراد أف ينظر إىل " أال من أراد أف ينظر إىل عيسى ومشعوف ، فها أنا ذا . إبراىيم وولده إ٠باعيل ، فهاأنا ذا إبراىيم وإ٠باعيل

ومن أراد أف . أال من أراد أف ينظر إىل ٧بمد وأمب ا٤بؤمنب ، فها أنا ذا ٧بمد وأمب ا٤بؤمنب . عيسى ومشعوف أال من أراد أف ينظر إىل األئمة من ولد ا٢بسب ، فها . ينظر إىل ا٢بسن وا٢بسب فها أنا ذا ا٢بسن وا٢بسب

. أنا ذا األئمة . أجيبوا مسألب ، فإين أنبئكم با نبئتم بو أو مل تنبئوا بو ، ومن كاف يقرأ الكتب والصحف فليسمع مب

ىذه واهلل الصحف حقا ، ولقد : ب يبتدئ بالصحف الب أنز٥با اهلل آلدـ وشيث ، فتقوؿ أمة آدـ وشيث ب يقرأ صحف نوح وصحف إبراىيم حقا ، ب . رأينا ما مل نعلمو فيها وما كاف أسقط منها وبدؿ وحرؼ

ىذه واهلل التوراة ا١بامعة واإل٪بيل الكامل ، :يقرأ التوراة واإل٪بيل والزبور ، فيقوؿ أىل التوراة واإل٪بيل والزبور . 2" ىذا واهلل القرآف وما حرؼ وما بدؿ : ب يتلو القرآف ، فيقوؿ ا٤بسلموف . وإهنا أضعاؼ ما ترى فيها

: كما كذبوا عن جعفر أنو قاؿ . ويكوف ب صورة شاب مؤنق ، إبن إثنتب وثبلثب سنة لو قد قاـ القائم ألنكره الناس ، ألنو يرجع إليهم شابا مؤنقا ال يثبت عليو إال من قد أخذ اهلل ميثاقو ب "

ب يغيب غيبة ب الدىر ، – القائم يعمر عمر ا٣بليل عشرين ومائة سنة يدري بو : الذر األوؿ ، وب رواية . 3" ويظهر ب صورة شاب مؤنق إبن ثبلثب سنة

: فيبايعو أوؿ من يبايعو جربئيل كما روى الطوسي وغبه : أف جربائيل يأتيو ، ويسألو ويقوؿ لو "

فيمسح . مد كفك : فأنا أوؿ من يبايع ، ب يقوؿ لو : فيقوؿ جربئيل . إىل أي شيئ تدعو ؟ فيخربه القائم . 4"على يديو

.أف جربئيل ينزؿ على ا٤بيزاب ب صورة طائر أبيض ، حب يكوف أوؿ من خلق اهلل جربئيل : وذكر البحراين

5 .

.82ؿ 2 األاس اؼب١خ ط 1. 84،83 األاس اؼب١خ ؿ 2 .189 وزبة اغ١جخ طع ؿ 3. ، إوبي اذ٠ إلث ثبث٠ ام غ١ش 265 ؿ2 ، سمخ ااػظ١ ط364 ، اإلسؽبد ف١ذ ؿ 461، 460 أػال اس طجشع ؿ 4 .82 ؿ2 رفغ١ش اجشب ط 5

241

: وىذا مع قو٥بم . السبلـ عليك يا ٧بمد ،ىذا آخر يـو أىبط فيو إىل الدنيا : ، فقاؿ (ص)إىل رسوؿ اهلل (ع)أتى جربئيل

يا ٧بمد اآلف أصعد إىل السماء ، : ٤با حضر أتاه جربئيل ، فػقاؿ (ص)وعن عطاء بن يسار ، أف رسوؿ اهلل فعند ذلك : إىل أف قاؿ ... ٤با حضرت النيب الوفاة : قاؿ (ع)وعن أيب جعفر . وال أنزؿ إىل األرض أبدا

. 1 .يا ٧بمد ، ىذا آخر ىبوطي إىل الدنيا ، إ٭با كنت أنت حاجب فيها: قاؿ جربئيل

: وال جربئيل وحده ، بل ا٤ببلئكة اآلخروف أيضا كما روى ا١بزائري عن جعفر أنو قاؿ ويكوف ... ىذه يد اهلل : إف القائم يسند ظهره إىل ا٢بـر ، وٲبد يده فبى بيضاء من غب سوء ، فيقوؿ "

. 2" أوؿ من يقبل يده جربئيل ، ب يبايعو ا٤ببلئكة ، ب ٪بباء ا١بن ، ب نقباء ا٤بؤمنب

ويؤيد ىذا ، ما ذكره ا٤بفيد والطربسي وابن الفتاؿ والبحراين والنعماين وغبىم كذبا على ٧بمد الباقر أنو : قاؿ

كأين بالقائم على ٪بف الكوفة ، قد سار إليو من مكة ب بسة آالؼ من ا٤ببلئكة ، جربئيل عن ٲبينو ، " 3" ميكئيل عن مشالو ، وا٤بؤمنوف بب يديو ، وىو يفرؽ ا١بنود ب الببلد

كل : وال بسة آالؼ فقط ، بل ينحط عليو ثبلثة عشر ألف ملك وثبلبائة وثبلثة عشر ملكا ، قلت نعم ، الذين كانوا مع نوح ب السفينة ، والذين كانوا مع إبراىيم حب ألقى ب النار ، : ىؤالء ا٤ببلئكة ؟ قاؿ

والذين كانوا مع موسى حب فلق البحر لبب إسرائيل ، والذين كانوا مع عيسى حب رفعو اهلل إليو ، وأربعة آالؼ ملك كانوا مع النيب صلى اهلل عليو وآلو مسومب ، وألف مردفب ، وثبلبائة وثبلثة عشر مبلئكة

و كل ىؤالء ب .. فلم يؤذف ٥بم ب القتاؿ (ع)وأربعة آالؼ ىبطوا يريدوف القتاؿ مع ا٢بسب .. بدريب 4"األرض، ينتظروف قياـ القائم عليو السبلـ إىل وقت خروجو عليو صلوات اهلل والسبلـ

. 5(الغيبة )وأورد مثل ذلك النعماين ب كتاب

.352 مال ػ وزبة ربس٠خ بثؼذ اظس ؿ 19 ؿ1 وؾف اغخ ألسث ط 1 .83 ؿ2األاس اؼب١خ ط 2 ، وزبة اغ١جخ 82 ؿ2 ، اجشب جؾشا ط264 ، سمخ ااػظ١ فزبي ؿ 460، أػال اس طجشع ؿ 362اإلسؽبد اف١ذ ؿ 3

. 334ؼب ؿ . 120وب اض٠بساد إلث ل٠ ؿ 4 .310،109 ؿ 5

242

أف الذي بمل رايتو يـو ذاؾ ، يكوف جربئيل ، ويكوف عمودىا من عمد عرش اهلل تعاىل " وزاد على ذلك "1 .

وأف أربعة اآلالؼ الذين ىبطوا يريدوف القتاؿ مع ا٢بسب فلم يؤذف ٥بم ، بقوا عند قربه شعثا غربا إىل يـو "

فبل يزوره زائر إال استقبلوه ، وال يودعو مودع إال شيعوه ، وال . القيامة ، ورئيسهم ملك يػقاؿ لو منصور . 2" مريض إال عادوه ، وال ٲبوت ميت إال صلوا عليو

ومػاذا يػعػمل بػعػد رجػعػتو ؟

ومن أكاذيب الشيعة الشنيعة ، والكره الذي توارثوه عن اليهودية واجملوسية الذين دمرت شوكتهم ، وقضى ومن شدة نقمتهم . على سلطاهنم وملكهم من قبل مسلمي العرب ، وعلى أيدي قادهتم من قريش

: وحسدىم وحقدىم ، قالوا إف القائم يبدأ أوؿ ما يبدأ بقتل قريش وصلبهم ، األحياء منهم واألموات ، ويضع ب العرب السيف ، فقالوا

:: عن أيب جعفر عليو السبلـ أنو قاؿ "

لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج ، ألحب أكثرىم أال يروه ٩با يقتل من الناس ، أما أنو ال يبدأ إال ىذا ليس من آؿ : بقريش ، فبل يأخذ منها إال السيف ، وال يعطيها إال السيف ، حب يقوؿ كثب من الناس

. 3" ٧بمد ، ولو كاف من آؿ ٧بمد لرحم

: وروى ا٤بفيد والطربسي عن جعفر أنو قاؿ إذا قاـ القائم من آؿ ٧بمد ، أقاـ بسمائة من قريش ، فضرب أعناقهم ، ب أقاـ بسمائة فضرب "

نعم ، : ويبلغ عدد ىؤالء ىذا ؟ قاؿ : قلت . أعنقاىم ، ب بسمائة أخرى ، حب يفعل ذلك ست مرات . 4" منهم ومن مواليهم

.309أظش وزبة اغ١جخ ؼب ؿ 1 .311أ٠نب ؿ 2 .233أ٠نب ؿ 3 .235 ، صض ف وزبة اغ١جخ ؼب ؿ 461 ، أػال اس طجشع ؿ 364اإلسؽبد ف١ذ ؿ 4

243

. 1وأيضا أنو سيف قاطع بب العرب ، وعلى العرب شديد ، ليس شأنو إال السيف ، وال يستتيب أحدا : ومثل ذلك ما رووه عن جعفر أيضا أنو قاؿ

إذا خرج القائم ، مل يكن بينو وبب قريش إال السيف ، ما يأخذ منها إال السيف ، وما يستعجلوف بروج " . 2" وما ىو إال السيف ، وا٤بوت بت ظل السيوؼ ... القائم ؟

وىل ىناؾ شك بعد ذلك ب يهودية القـو . فانظر ا٢بقد والوتر على العرب عامة و على قريش خاصة

و٦بوسيتهم ؟ أو تأسيس اليهودية وتكوين العنصر اإليراين عقائدىم ومعتقداهتم ؟

: عن جعفرأنو قاؿ (البحار )وأخرج اجمللسي ب جعلت : قلت (أي الراوي ، وىو رفيد موىل ابن ىببة )إف القائم يسب ب العرب ب ا١بفر األبر ، قاؿ "

. 3" ىكذا ، يعب الذبح : فأمػر أصبعو على حلقو ، قاؿ : فداؾ ، وما ب ا١بفر األبر ؟ قاؿ : وروي أيضا عنو أنو قاؿ

فأوؿ ما يبدأ ببب . ٯبرد السيف على عاتقو بانية أشهر ، يقتل ىوجاء ... إنو ٱبرج موتورا غضبا أسفا " ب يتناوؿ قريشا فبل يأخذ منها . ىؤالء سراؽ اهلل : شيبة ، فيقطع أيديهم ويعلقها ب الكعبة ، وينادي مناديو

. 4" إال السيف ، وال يعطيها إال السيف

يحػي األموات ويػقػل أصحاب النبي

حسب - وال يكتفي بقتل األحياء منهم ، وال يروي عطشو دـ ىذا القدر من الناس ، بل يبدأ باألموات فيحييهم ب يقتلهم ، كما ذكروا أنو ب عصره بيي يزيد بن معاوية وأصحابو - أساطبىم وأباطيلهم

5.فيػقػتلوف حذو القذة بالقذة : وليس ىذا فحسب ، بل جازفوا ب القوؿ ، حب قالوا

.235 وزبة اغ١جخ ؼب ؿ 1 .234 ،233وزبة اغ١جخ طع ؿ 2 .181 ؿ 13ثؾبس األاس غغ ط 3 .308وزبة اغ١جخ ؼب ؿ 4 .959 ؿ1 ، اقبف ط408 ؿ 2 ، اجشب ط282 ؿ2 ، رفغ١ش اؼ١بؽ ط219 ؿ13أظش ثؾبس األاس ط 5

244

حب ٯبلدىا (أي أـ ا٤بؤمنب الصديقة بنت الصديق رضي اهلل عنهما )لو قاـ قائمنا ، رد با٢بمباء " . 1"ا٢بد ، وينتقم إلبنة ٧بمد صلى اهلل عليو وآلو

وأكثر من ذلك ، بلغوا ب اللـؤ وا٣ببث وا٢بقد ٢باملي رايات اإلسبلـ ، ومعلب كلمتو ، ومبلغي رسالتو ، : ومدمري حضارة اليهود وشوكة اجملوسية ، إىل حد مل يتصوره العقل ، ومل ترض بو اإلنسانية ، فقالوا

أنو إذا فقد الصيب ، وبرؾ ا٤بغريب ، وسار العماين ، وبويع السفياين . أال أنبئك با٣برب : إف القائم قاؿ " فأجيئ إىل الكوفة ، وأىدـ . ، يأذف اهلل يل فأخرج بب الصفا وا٤بروة ب ثبلبائة وثبلثة عشر رجبل سواء

. مسجدىا وأبنيو على بنائو األوؿ ، وأىدـ ما حولو من بناء ا١ببابرة ، و أحج بالناس حجة اإلسبلـ وأجيئ إىل يثرب ، وأىدـ ا٢بجرة ، وأخرج من هبا وٮبا طرياف ، فآمر هبما باه البقيع ، وآمر با٣بشبتب : يصلباف عليهما ، فتورؽ من بتها ، فيفػتب الناس هبما أشد من الفتنة األوىل ، فينادي مناد من السماء

يا : قلت . فيومئذ ال يبقى على وجو األرض إال مؤمن قد خلص قػلبو اإلٲباف . أبيدي ، ويا أرض خذي 2" الكرة الكرة الرجعػة : سيدي ما يكوف بعد ذلك ؟ قاؿ

: إف ا٤بفضل بن عمر روى عن جعفر أنو قاؿ : " وذكر ىذا ا١بزائري بالتفصيل و الصراحة حيث قاؿ

إف بقاع األرض تفاخرت ، ففخرت الكعبة على بقعة كرببلء ، فأوحى اهلل عز و جل إليها أف اسكب يا كعبة وما تفخري على كرببلء ، فإهنا البقعة ا٤بباركة الب قاؿ فيها ٤بوسى عليو السبلـ إين أنا اهلل ، و ىي موضع ا٤بسيح و أمو وقت والدتو ، و إهنا الدالية الب غسل هبا رأس ا٢بسب بن علي عليهما السبلـ ، و

يا سيدي ، يسب ا٤بهدي إىل أين ؟ : و قاؿ لو ا٤بفضل . ىي الب عرج منها ٧بمد صلى اهلل عليو و آلو إىل مدينة جدي رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو و آلو و سلم ، فإذا وردىا كاف لو فيها مقاـ عجيب ، : قاؿ

يرد إىل قرب : ياسيدي ماىو ذاؾ ؟ قاؿ : فقاؿ ا٤بفضل . يظهر فيو سرور ا٤بسلمب و خزي الكافرين جده فيقوؿ يامعشر ا٣ببلئق ىذا قرب جدي ، فيقولوف نعم يا مهدي آؿ ٧بمد ، فيقوؿ و من معو ب

وضجيعاه أبوبكر و عمر ، فيقوؿ عليو السبلـ ، وىو أعلم ا٣بلق (مصاحباه )القرب ، فيقولوف صاحباه من أبو بكر و عمر ، و كيف دفنا من بب ا٣بلق مع جدي رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو و آلو و سلم ، و عسى أف يكوف ا٤بدفوف غبٮبا ، فيقوؿ الناس يا مهدي آؿ ٧بمد ، ما ىاىنا غبٮبا ، و إهنما دفنا معو ألهنما خليفتاه و آباء زوجتيو ، فيقوؿ ىل يعرفهما أحد ؟ فيقولوف نعم ٫بن نعرفهم بالوصف ، ب يقوؿ ىل يشك أحد ب دفنهما ىنا ؟ فيقولوف ال ، فيأمر بعد ثبلثة أياـ و بفر قربٮبا و ٱبرجهما ، فيخرجاف

. غذ وج١ش 359رفغ١ش اقبف ؿ 1 .407 ؿ2اشثب ف رفغ١ش امشآ ط 2

245

طريب كصورهتما ب الدنيا ، فيكشف عنهما أكفاهنما ، ويأمر برفعهما على دوحة يابسة ٬برة ، فيقوؿ ا٤برتابوف من أىل واليتهما ىذه . فيصلبهما عليها ، فتتحرؾ الشجرة وتورؽ و ترفع ويطوؿ فرعها

فينشر خربٮبا فكل من بقلبو حبة خردؿ من . واهلل الشرؼ حقا ، و لقد فزنا بحبتهما و واليتهما ٧ببتهما بضر ا٤بدينة ، فيفتنوف هبما ، فينادي مناد ا٤بهدي عليو السبلـ ىذاف صاحبا رسوؿ اهلل صلى اهلل

فيتجزأ ا٣بلق جزئب ، مواؿ و . عليو و آلو فمن أحبهما فليكن ب معزؿ ، و من أبغضهما يكن ب معزؿ فيقولوف يا مهدي ما كنا نربأ منهما وما كنا نعلم أف ٥بما . فيعرض على أوليائهما الرباءة منهما . معاد

عند اهلل ىذه الفضيلة ، فكيف نربأ منهما و قد رأينا منهما ما رأينا ب ىذا الوقت من نضارهتما و بل واهلل نربأ منك و ٩بن آمن بك و ٩بن ال يؤمن هبما و ٩بن صلبهما ، غضاضتهما و حياة الشجرة هبما فيأمر ا٤بهدي عليو السبلـ ربا فتجعلهم كأعجاز ٬بل خاوية ، ب يأمر . و أخرجهما و فعل ما فعل هبما

بإنزا٥بما فينزالف ، فيحييهما بإذف اهلل ، و يأمر ا٣ببلئق باالجتماع ، ب يقص عليهم قصص فعا٥بم ب كل كور و دور ، حب يقص عليهم قتل ىابيل بن آدـ ، و بع النار إلبراىيم ، و طرح يوسف ب ا١بب ، و

حبس يونس ب بطن ا٢بوت ، و قتل بب ، و صلب عيسى ، و عذاب جرجيس و دانياؿ ، و ضرب سلماف الفارسي ، و إشعاؿ النار على باب أمب ا٤بؤمنب و فاطمة و ا٢بسب عليهما السبلـ و إرادة

إحراقهم هبا ، و ضرب الصديقة الكربى فاطمة الزىراء بسوط و رفس بطنها و إسقاطها ٧بسنا ، و سم ا٢بسن ، و قتل ا٢بسب عليو السبلـ ، و ذبح أطفالو و بب عمو ، و سيب ذراري رسوؿ اهلل صلى اهلل

عليو و آلو و إراقة دماء آؿ ٧بمد ، و كل دـ مؤمن و كل فرج نكح حراما و كل رباء أكل و كل خبث كل ذلك يعدده عليهما و يلزمهما إياه و يعبفاف بو ، . و فاحشة و ظلم منذ عهد آدـ إىل قياـ قائمنا

ب يأمر هبما فيقتص منهما ب ذلك الوقت مظامل من حضر ، ب يصلبهما على الشجرة ، و يأمر نارا . برج من األرض برقهما و الشجرة ، ب يأمر ربا فتنسفهما ب اليػم نسفا

ىيهات يا مفضل ، واهلل لبدف ، وليحضرف السيد : يا سيدي ىذا آخر عذاهبما ؟ قاؿ : قاؿ ا٤بفضل

األكرب ٧بمد رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو و آلو و سلم و الصديق األعظم أمب ا٤بؤمنب و فاطمة و ا٢بسن و ا٢بسب و األئمة عليهم السبلـ و كل من ٧بض اإلٲباف ٧بضا و كل من ٧بض الكفػر ٧بضا ، و ليقتصن

. 1. " منهما بميع ا٤بظامل ، ب يأمر هبما فيقتبلف ب كل يـو و ليلة ألف قتلة و يرداف إىل أشد العذاب

. 87 ، 86 ؿ2 األاس اؼب١خ غضائش ط 1

246

ظلػمػو وقػوتػو

: ومن قسوتو ، أهنم ينقلوف عنو عن جعفر أنو قاؿ أديروه ، فيديروه إىل قدامو ، فيأمر بضرب عنقو ، : بينا رجل على رأس القائم يأمره وينهاه ، إذ قاؿ "

. 1" فبل يبقى ب ا٣بافقب شيئ إال خافو

. 2أنو يقتل ا٤بولػي ، وٯبهز ا١بريح

: وذكروا ب رواية . 3"بعث اهلل ٧بمدا صلى اهلل عليو وآلو ربػة ، وبعث القائم نػقػمػة "

يدعػو إلى أمػر جديد وكتػاب جديػد

ومن عقائد الشيعة اإلثب عشرية ، أف إمامهم ا٤بوىـو وغائبهم ا٤بعدـو ، سيدعو الناس إىل كتاب جديد اإلماـ ا٣بامس – وقد نقلوا فيو روايات عديدة ، منها ما رواىا النعماين عن أيب جعفر . وأمر جديد

: أنو قاؿ - ا٤بعصـو عند الشيعة . 4" يقـو القائم بأمر جديد ، على العرب شديد ، ليس شأنو إال السيف ، وال يستتيب أحدا "

أيسب بسبة ٧بمد صلى اهلل عليو وسلم ؟ : وعنو أف سػئل جعلت فداؾ مل ؟ : ىيهات يا زرارة ما يسب بسبتو ، قلت : قاؿ والقائم يسب بالقتل ، . إف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو سار ب امتو با٤بن ، كاف يتألف الناس : قاؿ

. 5" بذاؾ أمر ب الكتاب الذي معو أف يسب بالقتل وال يستتيب أحدا : وري أيضا عنو أنو قاؿ

. 239وزبة اغ١جخ ؼب ؿ 1 . 232أ٠نب ؿ 2 . غذ وج١ش 359 رفغ١ش اقبف ؿ 3 .233وزبة اغ١جخ ؼب ؿ 4 .231 أ٠نب ؿ 5

247

فواهلل لكأين أنظر إليو بب الركن وا٤بقاـ ، يبايع الناس بأمر جديد شديد ، وكتاب جديد ، وسلطاف " . 1" جديد من السماء

. 2ومثل ذلك روى اجمللسي ب بار األنوار : ورروا أيضا عن أيب عبداهلل أنو سػئل

يصنع كما صنع رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو ، يهدـ ما كاف قبلو ، كما ىدـ : كيف سبتو ؟ فقاؿ " . 3" رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو أمر ا١باىلية ، ويستأنف اإلسبلـ من جديد

وىذه الروايات واضحة ب معناىا ، تنبئ با دست اليهودية األثيمة من الدسائس ا٣ببيثة بب الذين الذين وتوضح معب ىذه الرويات رواية أخرى الب أوردىا النعماين واجمللسي وغبٮبا عن أيب . ينتسبوف لئلسبلـ

: جعفر أنو قاؿ لو قد خرج القائم من آؿ ٧بمد عليهم السبلـ ، لنصره اهلل با٤ببلئكة ا٤بسومب وا٤بردفب وا٤بنزلب "

ويكوف جربئيل أمامو ، وميكائيل عن ٲبينو ، وإسرافيل عن يساره ، والرعب يسب مسبة . والكروبيب شهر أمامو وخلفو وعن ٲبينو ومشالو ، وا٤ببلئكة ا٤بقربوف حذاه ، وأوؿ من يتبعو ٧بمد صلى اهلل عليو وآلو

وعلي الثاين ومعو سيف ٨ببط ، يفتح اهلل لو الرـو و - وب رواية يتبعو وب أخرى يبايعو - وسلم . الديلم والسند وا٥بند وكابل شاه وا٣برز

يا أبا بزة ، ال يقـو القائم عليو السبلـ إال على خوؼ شديد وزالزؿ وفتنة وببلء يصيب الناس وطاعوف قبل ذلك ، وسيف قاطع بب العرب ، واختبلؼ شديد بب الناس ، وتشتت ب دينهم ، وتغب من

حب يتمب ا٤بتمب ا٤بوت صباحا ومساءا من عظم ما يرى من كلػب الناس ، وأكل بعضهم بعضا . حا٥بم . وخروجو إذا خرج عند اإلياس والقنوط .

: والويل كل الويل ٤بن خافو وخالف أمره وكاف من أعدائو ، ب قاؿ . فيا طوىب ٤بن أدركو وكاف من أنصاره يقـو بأمر جديد ، وسنة جديدة ، وقضاء جديد على العرب شديد ، ليس شأنو إال القتل وال يستتيب

. 4" أحدا ، وال تأخذه ب اهلل لومة الئم

. أ٠نب 1 . ب ثؼذ 194 ؿ 13ط 2 .194 ؿ 13 ثؾبس األاس ط 3 .ض ف ثؾبس األاس غغ غ١ش . 235 ، 224 وزبة اغ١جخ ؼب ؿ 4

248

فهذه ىي حقيقة األمر ، وىذا ىو أصل الشيعة اإلثب عشرية ، الذين يدعوف بأهنم من الشيعة ا٤بعتدلب ، وينفوف انتساهبم إىل عبداهلل بن سبأ اليهودي وكوهنم من أصل ٦بوسي إيراين ، الناقمب على اإلسبلـ ،

. والباغب على األمة اإلسبلمية ، والطاعنب على أسبلفهم وأعياهنا ، والشابب قوادىا وسادهتا . وقد بيػناىا من كتبهم أنفسهم ، وبعبارهتم ىم

رجعػة األئمػة مع رجػعػة القائػم

ب إف الشيعة اإلثب عشرية ، ال يعتقدوف برجعة القائم فحسب ، بل وأكثر من ذلك ، يعتقدوف بأف

أئمتهم يرجعوف أيضا إىل الدنيا مثل رجوع قائمهم ، ويبقوف ، وٲبلكوف ، وينتقموف من األعداء ويقتلوهنم .

: كما روى اجمللسي عن جعفر أنو قاؿ . وإف الرجعة ليس بعامة وىي خاصة . أوؿ من تنشق األرض عنو ، ويرجع إىل الدنيا ا٢بسب بن علي "

. 1"ال يرجع إال من ٧بض اإلٲباف ٧بضا ، أو ٧بض الكفر ٧بضا : ورووا عن أبيو الباقر أنو قاؿ

إف أوؿ من يرجع إىل الدنيا ١باركم ا٢بسب بن علي عليو السبلـ ، فيملك حب يقع حاجباه على عينيو " . 2"من الكرب

. 3وال ا٢بسب وحده فحسب ، بل يرجع معو سبعوف رجبل من أصحابو الذين قتلوا معو

وب رواية أف ا٢بسب يرجع إىل الدنيا مع بسة وسبعب ألفا من الرجاؿ ، وٲبلك الدنيا كلها بعد وفاة . 4ا٤بهدي عليو السبلـ ، ثبلث مائة وتسع سنب

. 5ويرجع معو يزيد بن معاوية وأصحابو ، ليأخذ ا٢بسب وأصحابو ثأرىم منهم

. 959 ؿ1 ، اقبف ط 210 ؿ13 ثؾبس األاس غغ ط 1 .102 ؿ7 ، إصجبد اذاح ؼب ط959 ؿ1 ، اقبف ط407 ؿ 2 ، اجشب ط211 ؿ 13 ثؾبس األاس غغ ط 2 . 181 ؿ2 رفغ١ش اؼ١بؽ ط 3 .99،98 ؿ 2األاس اؼب١خ غضائش ط 4 13، ثؾبس األاس ط[ص سددب ى اىشح ػ١ ]: رؾذ ل رؼب 259 ؿ1 ، اقبف ط408 ؿ2 ، اجشب ط282 ؿ2رفغ١ش اؼ١بؽ ط 5

.219ؿ

249

ويساعد ا٢بسب وأصحابو ب أخذ ثأرىم وانتقامهم من يزيد وعساكره سبعوف نبيا ورسوال ، ويكوف : كما حكى ا١بزائري حكاية باطلة بقولو . أحدىم إ٠باعيل

وب األخبار الكثبة عن بريد العجلي أنو سأؿ الصادؽ عليو السبلـ عن قوؿ اهلل تعاىل ب إ٠باعيل أنو " : كاف صادؽ الوعد ، ما ا٤براد بإ٠باعيل ىذا ؟ أىو إبن إبراىيم ؟ فقاؿ عليو السبلـ

فبعث . ال ، بل ىو إ٠باعيل بن حزقيل ، بعثو اهلل إىل باعة ، فكذبوه وسلخوا جلده ووجهو ورأسو " إف اهلل أرسلب إليك با تأمر ب : فأتى إىل إ٠باعيل وقاؿ . اهلل عليهم ملك العذاب ، وىو سطاطائيل

إف كاف لك : فأوحى اهلل سبحانو إليو . ال حاجة يل ب عذاهبم : عذاهبم ، فقاؿ إ٠باعيل عليو السبلـ يا رب ، إنك أخذت علينا معاشر األنبياء أف نوحدؾ ، ونقػر بنبوة ٧بمد : فقاؿ . حاجة إيل فاطلبها

صلى اهلل عليو وآلو ، وبإمامة األئمة عليهم السبلـ ، وأخربت ا٣ببلئق با يفعل الظا٤بوف بولده ا٢بسب ، فحاجب إليك يا رب . ووعدت ا٢بسب عليو السبلـ بالرجوع إىل الدنيا ليأخذ ثأره وينتقم من ظا٤بيو ،

فقبل اهلل حاجتو ، وجعلو من الذين يرجعوف ب . أف ترجعب ب زمانو ، ألجل آخذ ثأري وقتل من قتلب وب رواية أخرى ، أف ا٢بسب عليو السبلـ ، يرجع إىل الدنيا مع بسة . زماف ا٢بسب عليو السبلـ

. 1" وسبعب ألفا من الرجاؿ

: وقالوا . 2إف األئمػة اإلثب عشرية ، كلهم يرجعوف إىل الدنيا ب زمن القائم ، مع باعتهم

ويرجػع علي ونبي أيضا

وال يرجع ا٢بسب وأصحابو ومعاوية ويزيد وأصحابو وسبعوف نبيا ٩بن مضوا ب سالف الزماف وحدىم ، بل ويرجع رسوؿ اهلل صلوات اهلل وسبلمو عليو وعلى علي أيضا ، كما روى اجمللسي عن بكب بن أعب ، أنو

: قاؿ . 3" وعليا سبجعاف (ص)أف رسوؿ اهلل (ع)قاؿ يل من ال أشك فيو ، يعب أبا جعفر "

: ورووا عن جعفر أنو قاؿ

.98 ؿ2 األاس اؼب١خ غضائش ط 1 . 347 ؿ 1 اقبف ط 2 . 210 ؿ 13 ثؾبس األاس غغ ط 3

250

لقد سرى يب ريب عز وجل ، فأوحى إيل من وراء حجاب ما أوحى ، وكلمب : (ص)قاؿ رسوؿ اهلل " . 1" يا ٧بمد ، علي آخر من أقبض روحو من األئمة .. با كلم بو ، وكاف ٩با كلمب بو

: وليس ىذا فحسب ، بل وأكثر من ذلك وأدىى وأمر ، أهنم يرووف عن جعفر أنو قاؿ مل يبعث اهلل نبيا وال رسوال إال ردىم بيعا إىل الدنيا ، حب يقاتلوا بب يدي علي بن أيب طالب عليو "

. 2" السبلـ : وعنو أيضا ، أنو قاؿ

ال يبعث اهلل نبيا وال رسوال إال رد إىل الدنيا من آدـ فهلم جرا ، حب يقاتل بب يدي علي بن أيب " . 3" طالب عليو السبلـ

. مع من فيهم سيد األنبياء وإماـ ا٤برسلب : كما روى ا١بزائري عن الباقر أنو قاؿ

: إف عليا رضي اهلل عنو ، خطب خطبة ذات يـو ، فحمد اهلل فيها ، وقاؿ فيها ما قاؿ ، ومنو " فأما أنا فقد نصرت النيب صلى اهلل عليو . وقد أخذ اهلل ا٤بيثاؽ مب ومن نبيو ، لينصرف كل منا صاحبو

وأما نصرتو يل وكذا نصرة األنبياء عليهم السبلـ ، فلم بصل بعد ، . وآلو با١بهاد معو ، وفتلت أعداءه ألنو ماتوا قبل إمامب ، وبعد ىذا سينصرونب ب زماف رجعب ، ويكوف يل ملك ما بب ا٤بشرؽ وا٤بغرب ،

وٱبرج اهلل لنصرب األنبياء من آدـ إىل ٧بمد ، ٯباىدوف معي ، ويقتلوف بسيوفهم الكفار األحياء ، وأعجب ، وكيف ال أعجب من أموات بييهم اهلل تعاىل ، . والكفار األموات ، الذين بييهم اهلل تعاىل

يرفعوف أصواهتم بالتلبية فوجا فوجا لبيك يا داعي اهلل ، ويتخللوف أسواؽ الكوفة وطرقها ، حب يقتلوف . 4" حب بصل لنا ما وعدنا اهلل تعاىل . الكافرين وا١ببارين والظا٤بب من األولب واآلخرين

: وال ىذا فحسب ، بل عمموا الرجعة ، حيث قالوا ليس أحد من ا٤بؤمنب قػتل إال سبجع حب ٲبوت ، وال أحد من ا٤بؤمنب مات إال سبجع حب يقػتل " "5 .

: وروى الطربسي وا٤بفيد

. 217 ؿ 13 ثؾبس األاس غغ ط 1 .210 ؿ 13 ، ثؾبس األاس ط 359 ؿ 1ط س اضمـ١ 2 .217 ، ثؾبس األاس ؿ 295 ؿ 1، اجشب ط [زؤ ث زقش ] رؾذ لي هللا 281 ؿ 1اؼ١بؽ ط 3 .99 ؿ2 األاس اؼب١خ ط 4 .210 ؿ 13 ثؾبس األاس غغ ط 5

251

. إذا آف قياـ القائم ، مطر الناس ب بادى اآلخرة وعشرة أياـ من رجب ، مطرأ مل ير الناس مثلو " فكأين أنظر إليهم من قبل جهينة ، ينفضوف رؤسهم . فينبت اهلل بو ٢بـو ا٤بؤمنب ب أبداهنم ب قبورىم

. 1" من الباب : وروى ا٤بفيد أيضا

ٱبرج إىل القائم من ظهر الكوفة سبعة وعشروف رجبل ، بسة عشر من قـو موسى الذين كانوا يهدوف " . 2" با٢بق وبو يعدلوف

دابػػػة األرض

ويعتقد الشيعة اإلثنا عشرية أف دابة األرض الب برج قبل قياـ الساعة تكلمهم ، يكوف عليا رضي اهلل

: كما رووا عن جعفر أنو قاؿ . عنو وىو نائم ب ا٤بسجد ، وقد بع رمبل ووضع رأسو عليو ، (ع)إىل أمب ا٤بؤمنب (ص)أتى رسوؿ اهلل "

يا رسوؿ اهلل أيسمي بعضنا بعضا هبذا : فقاؿ رجل من أصحابو . قم يا دابة اهلل : فحػركو برجلو ، ب قاؿ وإذا وقع القوؿ {: ال واهلل ما ىو إال لو خاصة ، و ىو الدابة الب ذكر اهلل ب كتابو : فقاؿ . االسم ؟

يا علي ، : ب قاؿ } عليهم أخرجنا لهم دابة من األرض تكلمهم أف الناس كانوا بآياتنا ال يوقنوف . 3"إذا كاف آخر الزماف أخرجك اهلل ب أحسن صورة ، و معك ميسم تسم بو أعداءؾ

: ب إف عليا ليست لو رجعة واحدة ، بل لو رجعات كثبة كما ذكرنا أنو قاؿ ب إحدى خطبو . 4" أنا صاحب الرجعات وصاحب ا١بوالت . إف يل رجعة بعد رجعة ، وحياة بعد حياة "

. ىذا ، ومثل ىذا فإنو لكثب : ومن غرائب االعتقادات الب يعتقدىا القـو ، أهنم يقولوف

: كما رووا عن جعفر عن أبائو عن علي ، أنو قاؿ . إف بعد قائمهم ، اثب عشر مهديا آخر فأملى . يا أبا ا٢بسن ، أحضر صحيفة ودواة : ب الليلة الب كانت فيها وفاتو (ص)قاؿ رسوؿ اهلل "

يا علي ، إنو سيكوف بعدي إثنا عشر إماما ، ومن : فقاؿ . رسوؿ اهلل وصيتو حب انتهى إىل ىذا ا٤بوضع وليسلمها ا٢بسن : وساؽ ا٢بديث إىل أف قاؿ ... فأنت أوؿ اإلثب عشر إماما . بعدىم إثنا عشر مهديا

. 223 ؿ13 ، ثؾبس األاس ط 363 ، اإلسؽبد ف١ذ ؿ 462أػال اس ؿ 1 .464 ، أػال اس طجشع ؿ 365اإلسؽبد ف١ذ ؿ 2 .213 ؿ 13 ثؾبس األاس غغ ط 3 .99 ؿ 2األاس اؼب١خ غضائش ط 4

252

إىل إبنو ٧بمد ا٤بستحفظ من آؿ ٧بمد صلى اهلل عليو وعليهم ، (يعب اإلماـ العسكري عليو السبلـ )فإذا حضرتو الوفاة ، فليسلمها إىل إبنو أوؿ . ب يكوف من بعده إثناعشر مهديا . فذلك إثنا عشر إماما

إسم كا٠بي ، وإسم أيب وىو عبداهلل ، واإلسم الثالث ا٤بهدي ، وىو أوؿ : لو ثبلثة أسامي . ا٤بهديب . 1" ا٤بؤمنب

: أهنم أحد عشر ، كما حكى عن أىب بزة عن جعفر أنو قاؿ : وروى الطوسي . 2" يا أبا بزة ، إف منا بعد القائم أحد عشر مهديا "

: وإىل ذلك ، تشب رواية النعماين ، حيث بكي عن أيب جعفر أنو قاؿ ومب يكوف : قلت لو : قاؿ . واهلل ليملكن رجل منا أىل البيت ثبلبائة وثبلث عشرة سنة ويزداد تسعا"

وكم يقـو القائم عليو السبلـ ب عا٤بو حب ٲبوت : قلت لو . بعد موت القائم عليو السبلـ : ذلك ؟ قاؿ . 3" تسع عشرة سنة ، من يـو قيامو إىل يـو موتو : فقاؿ . ؟

: ويؤيد ذلك أيضا ، دعاء شيعي يدعونو للمهدي ، فيقولوف ب آخره اللهم صل على والة عهده واألئمة من بعده ، وبلغهم آما٥بم ، وزد ب آجا٥بم ، وأعز نصرىم ، وبم "

. 4"٥بم ما أسندت إليهم من أمرؾ ٥بم ، وثبت دعاهتم ، واجعلنا ٥بم أعوانا ، وعلى دينك أنصارا : وأخبا نأب برواية أوردىا ٧بدث القـو نعمت اهلل ا١بزائري عن جعفر أنو قاؿ

إنك من ا٤بنظرين إىل يـو الوقت ا٤بعلـو ، : قاؿ . رب أنظرين إىل يـو يبعثوف : إف الشيطاف ٤با قاؿ " فيخرج الشيطاف مع بيع عساكره وتوابعو من يـو خلق آدـ إىل يـو الوقت ا٤بعلـو ، وىو آخر يـو رجعة

إف : كم ألمب ا٤بؤمنب عليو السبلـ من رجعة ؟ فقاؿ : فقاؿ الراوي . يرجعها أمب ا٤بؤمنب عليو السبلـ لو رجعات و رجعات ، وما من إماـ ب عصر من األعصار ، إال ويرجع معو ا٤بؤمنوف ب زمانو ،

والكافروف فيو ، حب يستويل أولئك ا٤بؤمنوف على أولئك الكافرين فينتقموف منهم ، فإذا جاء الوقت ا٤بعلـو ، ظهر أمب ا٤بؤمنب عليو السبلـ مع أصحابو ، وظهر الشيطاف مع أصحابو ، فيتبلقى العسكراف

على شط الفرات ب مكاف ا٠بو الروحا قريب الكوفة ، فتػقع بينهم حرب مل يقع ب دنيا من أو٥با وآخرىا ، وكأين أرى أصحاب أمب ا٤بؤمنب عليو السبلـ قد رجعوا منهزمب ، حب تقع أرجلهم ب الفرات ، فعند

. ذلك يرسل اهلل سحابة ٩بلوءة من ا٤ببلئكة ، يتقدمها النيب صلى اهلل عليو وآلو ، وبيده حربة من نور

.137 ؿ13 ثؾبس األاس ط 1 . 285 وزبة اغ١جخ طع ؿ 2 .332 وزبة اغ١جخ ؼب ؿ 3 .542 فبر١ؼ اغب ؿ 4

253

إين أرى ماال : إىل أين تفػر ولك الظفر عليهم ؟ فيقوؿ : فإذا نظر الشيطاف أدبر فارا ، فيقوؿ لو أصحابو فيصل النيب صلى اهلل عليو وآلو ، ويضربو ضربة با٢بربة بب . تروف ، إين أخاؼ من عقاب رب العا٤بب

فعند ذلك يػعبد اهلل على اإلخبلص ، ويرتفع الكفػر . كتفيو فيهلك بتلك الضربة ىو وبيع عساكره وٲبلك أمب ا٤بؤمنب عليو السبلـ الدنيا أربعب ألف سنة ، ويػولد لكل واحد من شيعتو ألف ولد . والشرؾ

وعند ذلك يظهر البستاناف عند مسجد الكوفة الذي قاؿ اهلل تعاىل مد . من صلبو ب كل سنة ولد . 1" ىامػتاف ، وفيهما من االتساع ماال يعلمو إال اهلل تعاىل

و٥بم كتب مستقلة . وىذا آخر ما أردنا ذكره من خرافات القـو ومعتقداهتم ، إنتخبناىا من الكثب الكثب

. ب ىذا الباب

الحلوؿ والتناسخ واتصاؼ الخلػق بأوصاؼ اهلل

وكي ال يطوؿ بنا ا٢بديث ، نذكر فقط رواية واحدة تشتمل على خطبة علي رضي اهلل عنو حسب زعم القـو ، وفيها كل ما يعتقده القـو من ا٢بلوؿ والتناسخ واتصاؼ ا٣بلق بأوصاؼ اهلل ، تعاىل اهلل عما

. يقولوف علوا كببا : يذكر ا١بزائري ىذه ا٣بطبة ب كتابو ا٤بشهور رواية عن ٧بمد الباقر أنو قاؿ

إف : وقاؿ . إف أمب ا٤بؤمنب عليو السبلـ ، خطب خطبة ذات يـو فحمد اهلل ، وأثب عليو بالوحدانية " وتلكم بكلمة أخرى . اهلل سبحانو تكلم بكلمة ، فصارت نورا ، فخلق منو نور النيب ونوري ونور األئمة

. وذلك النور مع تلك الروح ، ركبها ب أبداننا معاشر األئمة . ، فصارت روحا ، فأسكنها ب ذلك النور فنحن نورا . فنحن الروح ا٤بصطفاة ، و٫بن الكلمات التامات ، و٫بن حجة اهلل الكاملة على ا٣بلق

. أخضر ، حيث ال مشس وال قمر وال ليل وال هنار وال ٨بلوؽ وال ٨بلوقات فأخذ اهلل لنا العهد من أرواح األنبياء على اإلٲباف بنا ، وعلى . وكنا نسبح اهلل ونقدسو قبل خلق ا٣بلق

وإذ أخذ اللو ميثاؽ النبيين لما آتػيتكم من كتاب وحكمة ثم }وىذا معب قولو سبحانو . نصرتنا يعب اإلٲباف بحمد صلى : فقاؿ عليو السبلـ { جاءكم رسوؿ مصدؽ لما معكم لتػؤمنن بو ولتػنصرنو

وقد أخذ اهلل ا٤بيثاؽ مب ومن نبيو لينصرف . وىذه النصرة قد صارت قريبة . اهلل عليو وآلو ، ونصرة وصيػو

. 102،101 ؿ 2 األاس اؼب١خ غضائش ط 1

254

وأما نصرتو . كل منا صاحبو ، فأما أنا فقد نصرت النيب صلى اهلل عليو وآلو با١بهاد معو وقتلت أعداءه يل وكذا نصرة األنبياء عليهم السبلـ فلم بصل بعد ،ألهنم ماتوا قبل إمامب ، وبعد ىذا سينصرونب ب زماف رجعب ، ويكوف يل ملك ما بب ا٤بشرؽ وا٤بغرب ، وٱبرج اهلل لنصرب األنبياء من آدـ إىل ٧بمد ،

وأعجب . ٯباىدوف معي ، ويقتلوف بسيوفهم الكفار األحياء ، والكفار األموات الذين بييهم اهلل تعاىل . وكيف ال أعجب من أموات بييهم اهلل تعاىل ، يرفعوف أصواهتم بالتلبية فوجا لبيك لبيك يا داعي اهلل

حب . ويتخللوف أسواؽ الكوفة وطرقها ، حب يقتلوف الكافرين ا١ببارين والظا٤بب من األولب واآلخرين وعد اللو الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات }: ب تلى ىذه اآلية . بصل لنا ما وعدنا اهلل

ليستخلفنػهم في األرض كما استخلف الذين من قػبلهم وليمكنن لهم دينػهم الذي ارتضى لهم لنػهم من بػعد خوفهم أمنا يػعبدونني ال يشركوف بي شيئا { . وليبد

أنا . يعب يعبدونب وال يتقوف من أحد ، ألف يل رجعة بعد رجعة ، وحياة بعد حياة : قاؿ عليو السبلـ أنا حصن . صاحب الرجعات ، وصاحب الصوالت ، وصاحب اإلنتقامات ، وصاحب الدولة العجيبة

ا٢بديد ، وأنا عبداهلل وأخو رسولو ، وأنا أمب اهلل على علمو ، وصندوؽ سره وحجابو وصراطو وميزانو أنا صاحب ا١بنة والنار ، أسكن أىل ا١بنة ب . أنا أ٠باء اهلل ا٢بسب وأمثالو العليا وآياتو الكربى . وكلمتو

وإيل مرجع ىذا ا٣بلق ب القيامة ، وعلي . جنتهم ، وأىل النار ب نارىم ، وأنا الذي أزوج أىل ا١بنة . حساهبم

وأنا ا٤بؤذف على األعراؼ ، وأنا الذي أظهر آخر الزماف ب عب الشمس ، وأنا دابة األرض الب ذكرىا اهلل ب الكتاب أظهر آخر الزماف ، ومعي عصا موسى وخاب سليماف أضعو ب وجو ا٤بؤمن والكافر ،

. فتنقش فيو ىذا مؤمن حقا ، وىذا كافر حقا . وأنا أمب ا٤بؤمنب وإماـ ا٤بتقب ولساف ا٤بتكلمب وخاب أوصياء النبيب ووارثهم وخليفة اهلل على العا٤بب

وأنا الذي سخػر يل الرعد والربؽ . وأنا الذي علمب اهلل علم الببليا وا٤بنايا وعلم القضاء بب الناس أيها الناس ، اسألوين عن . والسحاب والظلمة والنور والرياح وا١بباؿ والبحار والشمس والقمر والنجـو

. 1" كل شيء

فهذه الرواية ، ومثل ىذه الرواية وإهنا لكثبة جدا موجودة منتشرة ب كتب القـو ، يضاىئوف قوؿ الذين . كفروا من قبل ، قاتلهم اهلل أىن يؤفكوف

.100 ، 99 ؿ 2 األاس اؼب١خ ؼذ هللا اغضائش ط 1

255

فهذه العقائد الب تتبناىا الشيعة االثنا عشرية وتعتقدىا ، ويعتقدىا اإلماميوف وا١بعفريوف الذين يعدوف من

وىي عب تلك العقائد الب وضع بذروىا عبداهلل بن سبأ ، ونشرهتا السبئية وروجتها بب . الشيعة ا٤بعتدلة ولوال خوؼ اإلطالة ، ألكثرنا الروايات الب وردت ب كتبهم ا٤بعتربة ا٤بعتمدة . الفئات الشيعية ا٤بختلفة

وكذلك ٤بن أراد أف . ولكننا نرى أف ما ذكر فيو الكفاية ٤بن أراد أف يتثبت ويتحقق . ا٤بوثوقة لديهم . واهلل يهدي من يشاء إىل صراط مستقيم . يتبصر ويهتدي

و٬بتم الكبلـ ب ىذا ا٤بوضوع ، بنقل آراء بعض ا٤بستشرقب ب عبلقة الشيعة بالسبئية ، أو بتعبب صحيح

بالعقائد األجنبية ا٤بدسوسة بب ا٤بسلمب ، يهودية كانت أـ إيرانية ، الب ال بت إىل اإلسبلـ بصلة ال . قريبة وال بعيدة

: فيقوؿ ا٤بستشرؽ دوزي

كانت الشيعة ب حقيقتها فرقة فارسية ، وفيها يظهر أجلى ما يظهر ذلك الفارؽ بب ا١بنس العريب " . الذي بب ا٢برية ، وبب ا١بنس الفارسي الذي اعتاد ا٣بضوع كالعبيد

لقد كاف مبدأ انتخاب خليفة للنيب ، أمرا غب معهود وال مفهـو ، ألهنم مل يعرفوا غب مبدأ الوراثة ب ا٢بكم ، ٥بذا اعتقدوا أنو ماداـ ٧بمد مل يبؾ ولدا يرثو ، فإف عليا ىو الذي ٯبب أف ٱبلفو ، وأف ا٣ببلفة

. ٯبب أف تكوف وراثية ب آؿ علي . كانوا ب نظرىم مغتصبب للحكم ال بب ٥بم طاعة - ماعدا عليا - ومن ىذا ، فإف بيع ا٣بلفاء

وقػوى ىذا االعتقاد عندىم ، كراىيتهم للحكومة وللسيطرة العربية ، فكانوا ب الوقت نفسو يلقوف وىم قد اعتادوا أيضا أف يروا ب ملوكهم أحفادا منحدرين من . بأنظارىم النهػمة إىل ثروات سادهتم

الذي من " لئلماـ " فالطاعة ا٤بطلقة . أصبلب اآل٥بة الدنيا ، فنقلوا ىذا التوقب الوثب إىل علي وذريتو نسل علي ، كانت ب نظرىم الواجب األعلى ، حب إذا ما أدى ا٤برء ىذا الواجب ، استطاع بعد ذلك

. بغبالئمة ضمب أف يػفسر سائر الواجبات والتكاليف تفسبا رمزيا ، وأف يتجاوزىا ويتعداىا فا٣بضوع األعمى ا٤بقروف بانتهاؾ . عندىم ىو كل شئ ، إنو اهلل قد صار بشرا " اإلماـ " لقد كاف

. 1"ا٢برمات ، ذلك ىو األساس ب مذىبهم

. ب ثؼذ 220 مبخ ف ربس٠خ اإلعال ذص ؿ 1

256

: وبثل ذلك ، قاؿ ا٤بستشرؽ ملػر ، وزاد عليو

أف الفرس كانوا بت تأثب األفكار ا٥بندية قبل اإلسبلـ بعهد طويل ٲبيلوف إىل القوؿ بأف الشاىنشاه " . 1"ىو بسيد لروح اهلل الب تنتػقل ب أصبلب ا٤بلوؾ إىل األبناء

: ويذكر ىذه اآلراء ، مستشرؽ أ٤باين متعاطف على الشيعة ، و٥بوزف فيقوؿ

أما أف آراء الشيعة كانت تبلئم اإليرانيب ، فهذا أمر ال سبيل إىل الشك فيو ، أما كوف ىذه اآلراء قد " إذ . بل الروايات التارٱبية تقوؿ بعكس ذلك . انبعثت من اإليرانيب ، فليست تلك ا٤ببلءمة دليبل عليو

تقوؿ أف التشيػع الواضح الصريح كاف قائما أوال ب الدوائر العربية ، ب انتقل بعد ذلك منها إىل ا٤بوايل ، " وبع بب ىؤالء وبب تلك الدوائر ، وأولئك الذين كانوا يتواثبوف حوؿ الكرسي ا٤بقدس يذكروف أهنم

ومل يكونوا من ا٤بوايل ، بل من العرب ، إذ كانوا من ( 11 س 704 ، ص17 س 703ص )" السبئية وىؤالء السبئية كانوا على عبلقات سيئة بعشائرىم ، نتيجة . هند وخارؼ وثور وشاكر وشباـ : عشائر

بينما كانوا على عبلقات وثيقة جدا با٤بختار . ٤بذىبهم الغريب ، خصوصا شباـ بالنسبة إىل قبيلة ٮبداف . ، ومن أجلو خاضوا النار ، ووشوا بقبائلهم

وتذكر أ٠باء بعض . و٪بد حديثا عن بطانة من الشيعة العرب ، كانت بتمع ب منزيل امرأتب بارزتب . ب التنبؤ (ا٤بختار )أفراد ىذه البطانة ، ومنهم إبن نوؼ ا٥بمداين ، الذي كاف ينافس مواله وأستاذه

وكاف أوؿ . لقد كاف يصنع وحيا لدى الكرسي ا٤بقدس ، وكاف أحد عمومة األعشى ٩بن تأثر ٥بذا الوحي . والبيئة ىنا كلها ٲبنية . سادف للكرسي ، ىو موسى بن أيب موسى األشعري ، ب تبله حوشب الرب٠بي

ولكن بة روايات أخرى تقوؿ . ويقاؿ أف ا٤بختار قد أظهر الكرسي على أنو كرسي علي بن أيب طالب وعلى كل حاؿ ، فقد كاف الكرسي ب حوزة . بعكس ذلك ، وىذه الروايات الثانية أقرب إىل التصديق

ومل يكن اخباعا أبدعو ا٥بوى ، بل مثلو مثل ا٢بجر األسود كاف . اليمنييػن ، وأصلو إ٭با يبحث لديهم وكراسي اهلل ا٣بالية ىذه ٪بدىا كثبا . قطعة وثنية ، وب األصل كرسي اهلل ب كرسي علي ،ألهنم أ٥بوا عليا

. ، وإف مل تكن عادة من ا٣بشب وكما يتضح من ا٠بو . ومنشأ السبئية ، يرجع إىل زماف علي وا٢بسن ، وتنسب إىل عبداهلل بن سبأ

. الغريب ، فإنو كاف أيضا ٲبنيا

. 327 ؿ 1وزبة ش ، ط 1

257

" وىذا يقود بالقوؿ بأصل يهودية الفرقة السبئية . ويػقاؿ أنو كاف يهوديا . والواقع أنو من العاصمة صنعاء1 .

: ب يقوؿ يلوح أف مذىب الشيعة الذي ينسب إىل عبداهلل بن سبأ أنو مؤسسو ، إ٭با يرجع إىل اليهود أقرب من "

والدليل على ىذا ما سأحاوؿ ىنا إيراده بطريقة عارضة ، دوف أف أعب ا٤بسألة . أف يرجع إىل اإليرانيب . من األٮبية أكرب ٩با تستحق

ب سلك - كاف القدماء من أنصار علي ، يعدونو ب مرتبة مساوية لسائر ا٣بلفاء الراشدين ب خبلفتو

وكاف يوضع ب مقابل األمويب ا٤بغتصبب للخبلفة بوصفو استمرارا للخبلفة الشرعية ، وحقو ب - واحد . ا٣ببلفة ناشئ عن أنو كاف من أفاضل الصحابة ، وأهنم وضعوه ب القمة ، وتلقى البيعة من أىل ا٤بدينة

عن كونو من آؿ بيت الرسوؿ ، ومع ذلك فيبدو - أو على األقل مل ينشأ مباشرة - ومل ينشأ ىذا ا٢بق وبعد وفاة علي ، كانت . أف آؿ البيت أنفسهم قد ادعوا حق مباث ا٣ببلفة عن رسوؿ اهلل منذ البداية

. ا٤بعارضة ضد األمويب تنظر إىل أبناء علي على أهنم ا٤بطالبوف الشرعيوف للخبلفة وزعم . ولكن ا٤بسألة ىنا كانت مقصورة على دعوى ا٣ببلفة ، وال بد أف ٭بيز بب ىذا وبب دعوى النبوة

. أف النبوة مل تنتو بحمد ، بل استمرت ب علي وبنيو ، كاف ىذا الزعم ىو ا٣بطوة األخبة

. إف الفكرة القائلة بأف النيب ملك ٲبثل سلطاف اهلل على األرض قد انتقلت من اليهودية إىل اإلسبلـ ولكن اإلسبلـ السب يقوؿ إف ٧بمدا خاب النبيب ، وبعد وفاتو حلت ٧بلو الشريعة ، وىي أثر ٦برد غب

فكاف ذلك نقصا ملموسا ، فمن ىنا تبدأ نظريات . مشخص ، ومعوض عنو أقل قيمة بكثب جدا . الشيعة

: وكاف ا٤ببدأ األساسي الذي بدأ منو مذىبهم ىو أف النبوة ، وىي ا٤بعوض الشخصي ا٢بي للسلطة اإل٥بية ، تنتسب بالضرورة إىل ا٣ببلفة ، وتستمر بيا

وقبل ٧بمد وجدت سلسلة طويلة متصلة من األنبياء الذين يتلو بعضهم بعضا ، على ٫بو ما يقوؿ . فيها . (سلسلة دقيقة من األنبياء )اليهود ،

. ػشث . ه170،169اخاسط اؾ١ؼخ ص ؿ 1

258

من أنو مل ٱبل الزماف أبدا من نيب ٱبلف موسى " ثنية اإلشباع " من سفر 18وكما يذكر ب أصحاح وىذا )ولكل نيب خليفتو إىل جانبو يعيش أثناء حياتو . وىذه السلسلة ال تقف عند ٧بمد . ومن نوعو

فكما كاف ٤بوسى خليفة ىو يوشع ، كذلك حملمد خليفة ىو علي (الزميل الثاين ىو أيضا فكرة يهودية " الوصي " بل أطلق عليهم أ٠باء - مل تطلق على علي وبنيو " نيب " على أف كلمة . ، بو يستمر األمر

ولكن إف مل يطلق عليهم االسم ، فإف ا٢بقيقة الفعلية كانت - عامة " اإلماـ " أو " ا٤بهدي " أو . 1" مقصودة بوصفهم عارفب بالغيوب وبسيدات للخبلفة عن اهلل

: وأخبا يذكر

(تناسخ األرواح )أو " الرجعة " وأقيم تأليو بيت الرسوؿ على أساس فلسفي بواسطة مذىب " و ىذا . فاألرواح تنتقل با٤بوت من جسم إىل جسم ، وبة بعث مستمر ب اجملرى الطبيعي للحياة الدنيا

ويستفيد ىذا ا٤بذىب أٮبية عملية ، خصوصا . ب تناقض حاد مع القوؿ ببعث واحد عند زواؿ الدنيا فهذه الروح تنتقل من نيب إىل نيب آخر بعد وفاة . عن طريق رفعو إىل روح اهلل الب بل ب نفوس األنبياء

وتبعا ٥بذا فإف . السابق ، وال يوجد ب الوقت الواحد غب نيب واحد ، ويتتابعوف حب يبلغوا ألف نيب األنبياء بيعا با يبػعث ب كل منهم من روح اهلل ، وا٢بق أف النيب الصادؽ ا٢بق واحد يعود أبدا من

. جديد . وهبذا ا٤بعب قالوا أف ٧بمدا يبعث ب علي وآؿ علي

. 82 من السورة 8 ، واآلية 28 من السورة 85ويبنوف ذلك على اآلية يهودية ، وإف كانت من البدع اليهودية ، الب وردت ب (احملتمل جدا أهنا )وىذا يذكػر كثبا بالفكرة

، فروح اهلل تتحد ب آدـ مع شخص "pscudoclementinen" ا٤بواعظ ا٤بنحولة على كليمانس : راجع . إنساف يظهر بصفة النيب الصادؽ ب صور متعددة ، وقد قدر لو السيادة على ا٤بلكوت الدائم

( 1, 1, p.283''Gieselers KG.( 4. Aufl.) .

على ٫بو آخر ، فقد تصوروىا على ٫بو ديالكتيكي " الرجعة - " فيما يبدو - ولكن ا٤بتأخرين قد فهموا " رجعة " ظهوره من جديد - ب مقابل ذلك - دورية لئلماـ الصادؽ ، ب ٠بوىا " غيبة " فقالوا بفبة . .

. 172 ، 171 اخاسط اؾ١ؼخ ص ؿ 1

259

والسيد ا٢بمبي يؤمن أيضا برجعتو نفسو . وا٤بعب األصيل للرجعة يظهر جليا من مرادفتها لتناسخ األرواح كما يتضح أيضا . ( 8 ص 7ج " األغاين " )، ومن أجل ذلك كانوا يسخروف منو ، ويشنعوف عليو

األغاين )من كوف كثب كاف يعد بيع أبناء ا٢بسن ا٢بسب أنبياء صغارا ، ألنو كاف يؤمن بالرجعة " ونبوتو ( آلو ) ، وكذلك من كوف ٧بمد كاف ينظر إليو على أنو يرجع ، خصوصا ب ورثة دمو ( 8/341 .

(األغاين )ب نقػل ما قالو أبو بزة ا٣بارجي ب خطبة لو على ا٤بنرب با٤بدينة ا٤بنورة عن الشيعػة نقبل عن : أنو قاؿ

شيعة ظاىرت بكتاب اهلل ، وأعلنت الفرية على اهلل ، ال يرجعوف إىل نظر نافذ ب القرآف ، وال عقػل " قد قلدوا أمرىم أىواءىم ، وجعلوا دينهم عصبية ٢بزب . بالغ ب الفقو ، وال تفتيش عن حقيقة الصواب

. لزموه وأطاعوه ب بيع ما يػقولو ٥بم ، غيا كاف أو رشدا ، أو ضبللة أو ىدى ينتظروف الدوؿ ب رجعة ا٤بوتى ، ويؤمنوف بالبعث قبل الساعة ، ويدعوف علم الغيب ٤بخلوؽ ال يعلم

ينقموف ا٤بعاصي على . أحدىم ما ب داخل بيتو ، بل ال يعلم ما ينطوي عليو ثوبو أو بويو جسمو جفاة ب الدين ، قليلة عقو٥بم ، قد قلدوا أىل . أىلها ، ويعملوف إذا ظهروا هبا ، وال يعرفوف ا٤بخرج منها

البيت من العرب دينهم ، وزعموا أف مواالهتم ٥بم تغنيهم عن األعماؿ الصا٢بة ، وتنجيهم من عقاب . 2" األعماؿ السيئة

: وبثل ذلك القوؿ ، قاؿ ىشاـ بن عبدا٤بلك األموي ب كتاب لو إىل يوسف بن عمر

كانوا يعبضوف . إف عبادة الشيعة هلل ، كانت عبادة لبب اإلنساف ، والنتيجة لذلك قيصرية بابوية معا " مل تكن (ذرية آؿ البيت )على إمامة السلطة القائمة ، ولكن إمامتهم الشرعية القائمة على دـ الرسوؿ

فاإلماـ عندىم كاف فوؽ النصوص . أفضل منها ، إذ كانت تفضي إىل إىدار القانوف ، وكسر الشريعة . 3" وكاف يعلم الغيب ، فمن اتبعو وأطاعو ، سقطت عنو التكاليف ، وخبل من ا٤بسؤولية . ا٢برفية

.174 ، 173 أ٠نب 1 .175 اخاسط اؾ١ؼخ ؿ 2 .882 ؿ 2 مال ػ اطجش ط 175 أ٠نب ؿ 3

260

عن الشيعة ، ولو أننا ذكرنا منو جزء فيما مر (فجر اإلسبلـ )وال بأس بنقل ما كتبو أبد أمب ب كتابو : ، فإنو قاؿ

ومن كاف يريد . وا٢بق أف التشيع كاف مأوى يلجأ إليو كل من أراد ىدـ اإلسبلـ لعداوة أو حقد " ومن كاف يريد استقبلؿ ببلده وا٣بروج على . إدخاؿ تعاليم آبائو من يهودية ونصرانية وزرادشتيو وىندية

فاليهودية . كل ىؤالء كانوا يتخذوف حب أىل البيت ستارا يضعوف وراءه كل ما شاءت أىواءىم .٩بلكتو إف النار ٧برمة على الشيعي إال قليبل ، كما قاؿ : وقاؿ الشيعة . ظهرت ب التشيع بالقوؿ ب الرجعة

. لن بسنا النار إال أياما معدودات : اليهود وقالوا إف . إف نسبة اإلماـ إىل اهلل كنسبة ا٤بسيح إليو : والنصرانية ظهرت ب التشيع ، ب قوؿ بعضهم

. وإف النبوة والرسالة ال تنقطع أبدا ، فمن ابد بو البلىوت فهو نيب . البلىوت ابد بالناسوت ب اإلماـ وبت التشيع ، ظهر القوؿ بتناسخ األرواح وبسيم اهلل وا٢بلوؿ ، و٫بو ذلك من األقواؿ الب كانت

. معروفة عند الرباٮبة والفبلسفة واجملوس من قبل اإلسبلـ وتسب بعض الفرس بالتشيع ، وحاربوا الدولة األموية ، وما ب نفوسهم إال الكره للعرب ودولتهم ،

: قاؿ ا٤بقريزي . والسعي الستقبل٥بم واعلم إف السبب ب خروج أكثر الطوائف عن ديانة اإلسبلـ ، أف الفرس كانت سعة ا٤بلك وعلو اليد "

على بيع األمم ، وجبللة ا٣بطر ب أنفسها ، بيث إهنم كانوا يسموف أنفسهم األحرار واألسياد ، وكانوا فلما امتحنوا بزواؿ الدولة عنهم على أيدي العرب ، وكاف العرب عند . يعدوف سائر الناس عبيدا ٥بم

الفرس أقل من األمم خطرا ، تعاظمهم األمر ، وتضاعفت لديهم ا٤بصيبة ، وراموا كيد اإلسبلـ باحملاربة فرأوا أف كيده على ا٢بيلة أ٪بع فاظهر قـو منهم إلسبلـ .. ب أوقات شب ، وب كل ذلك يظهر اهلل ا٢بق

، واستمالوا أىل التشيع بإظهار ٧ببة أىل البيت واستبشاع ظلم علي ، ب سلكوا هبم مسالك شب . أخرجوىم عن طريق ا٥بدى

إىل أف العقيدة الشيعية نبعت من اليهودية أكثر ٩با " Wellhausinو٥بو سن " وقد ذىب األستاذ

دوزي " وٲبيل األستاذ . نبعت من الفارسية ، مستدال بأف مؤسسها عبداهلل بن سبأ وىو يهودي Dozy " لك ، وبالوراثة ب بيت " إىل

أف أساسها فارسي ، فالعرب تدين با٢برية ، والفرس يدينوف با٤ب

ا٤بالك ، وال يعرفوف معب النتخاب ا٣بليفة ، وقد مات ٧بمد ومل يبؾ ولدا ، فأوىل الناس بعده إبن عمو

261

فمن أخذ ا٣ببلفة منو كأيب بكر وعمر وعثماف واألمويب ، فقد اغتصبها من . علي بن أيب طالب . مستحقها

وقد اعتاد الفرس أف ينظروا إىل ا٤بلك نظرة فيها معب إ٥بي ، فنظروا ىذا النظر نفسو إىل علي وذريتو " . إف طاعة اإلماـ أوؿ واجب ، وإف طاعتو إطاعة اهلل : وقالوا

أف التشيع لعلي بدأ قبل دخوؿ الفرس اإلسبلـ ، ولكن معب ساذج ، - كما يدلنا التاريخ - والذي أرى وىو أف عليا أوىل من غبه من وجهتب ، كفايتو الشخصية ، وقرابتو للنيب ، والعرب من قدن تفخر

وجد من بعد وفاة النيب صلى اهلل عليو وسلم ، و٭با - كما رأينا - بالرياسة وبيت الرياسة ، وىذا ا٢بزب برور الزماف وبا٤بطاعن ب عثماف ، ولكن ىذا التشيع أخذ صبغة جديدة بدخوؿ العناصر األخرى ب

. وأف كل قـو من ىؤالء ، كانوا يصبغوف التشيع بصيغة دينهم . اإلسبلـ من يهودية ونصرانية و٦بوسية . فاليهود تصبغ الشيعة يهودية ، و النصارى نصرانية ، وىكذا

. 1" وإذ كاد أكرب عنصر دخل ب اإلسبلـ ىو عنصر الفارسي كاف أكرب األثر ب التشيع إ٭با ىو الفرس

وىذا آخر ما أردنا إثباتو ب كتابنا ىذا ، واهلل يهدينا إىل سبيل الرشاد ، ويوفقنا ٤با ببو ويرضاه من خدمة دينو ، ورفع كلمتو والدفاع عن شريعتو وبلة شريعتو ٧بمد وأصحابو وأىل بيتو أبعب ، و صلى اهلل على نبينا ٧بمد خاب األنبياء وسيد ا٤برسلب ، وعلى آلو الطيبب ، وأصحابو الطاىرين ، ومن تبعهم

. بإحساف إىل يـو الدين

بت طباعة الكتاب وإعداده للنشر على شبكة اإلنبنت ىػ 8/4/1424بمساىمة من شباب منتدى أنا المسلم

فاللهم اغفر لكل من ساىم في نشره وطبعو ولوالديو وذريتو ولمن قاؿ آمين

مصادر الكتاب ومػراجػعػو . ٪بف : ط . إثبات الوصية للمسعودي -1 .إيراف : ط . أبع الفضائح للمبل كاظم -2 .قم ، إيراف : ط . اإلحتاج للطربسي -3

.278 إ 276فغش اإلعال ؿ 1

262

.إيراف : إحقاؽ ا٢بق للشوسبي ط -4 .بغداد : األخبار الطواؿ للدينوري ط -5 . ىػ 1399ببوت : ط . أدوار علم الفقو آلؿ كاشف الغطاء -6 .ـ 1970كندا . مونبياؿ : ط . األرجوزة ا٤بختارة للقاضي النعماف -7 .إيراف : اإلرشاد للمفيد ط -8 .ا٥بند : ط . أساس األصوؿ لدلدار علي -9 .ىػ 1390طهراف طبعة ثالثة : ط . اإلستبصار للطوسي - 10. إيراف : ط . أسرار الشهادة للدربندي - 11. إيراف : ط . األشعثيات لؤلشعث الكوب - 12. ببوت : ط . أصل الشيعة وأصو٥با آلؿ كاشف الغطاء - 13. ببوت : ط . أصوؿ العقيدة ٤بهدي الصدر - 14. القطيف ، السعودية : ط . أصوؿ الفقو حملمد رضا ا٤بظفر - 15. طهراف : ط . اإلعتقادات البن بابويو - 16. دار الكتب اإلسبلمية ، طبعة ثالثة ، إيراف : ط . أعبلـ الورى للطربسي - 17. ببوت : ط . أعياف الشيعة حملسن األمب - 18. ببوت ، لبناف : ط . األغاين لؤلصفهاين - 19. ببوت : ط . األمايل البن بابويو القمي - 20. قم ، إيراف : ط . األمايل للطوسي - 21. ىػ 1387ببوت : ط . أمايل ا٤برتضى - 22. ببوت : ط . اإلماـ الصادؽ وا٤بذاىب األربعة ألسد حيدر - 23. أمل اآلمل - 24. أمب ا٤بؤمنب حملمد جواد الشري - 25. ىػ 1391٪بف ، : ط . اإلنتصار للمرتضى - 26. طهراف ، إيراف : ط . أنساب بيوتات قاين - 27. تربيز : ط . األنوار النعمانية للجزائري - 28. اإليقاف احمللي - 29

263

. ىػ 1381قػم ، إيراف : ط . اإليقاظ من ا٥بجعة للحر العاملي - 30. ببوت : ط . الباكورة السليمانية - 31. قدن ، إيراف : ط . بار األنوار للمجلسي - 32. ٪بف : ط . بشارة ا٤بصطفى أليب جعفر - 33. ببوت ، لبناف : ط . تاريخ اإلمامية لعبداهلل فياض - 34. قػم ، إيراف : ط . تاريخ الشيعة حملمد حسب ا٤بظفري - 35. ببوت : ط . تاريخ ما بعد الظهور حملمد الصدر - 36. إيراف : ط . تاريخ طرازمذىب مظفري - 37. إيراف : ط . تاريخ العلويب للطويل - 38. ىػ 1379ببوت : ط . تاريخ اليعقويب - 39. ببوت : ط . تأسيس الشيعة للعلـو اإلسبلمية للسيد حسن الصدر - 40. ٦بمع الذخائر اإلسبلمية ، إيراف . تبصرة ا٤بعلمب البن ا٤بطهر ا٢بلي - 41. إيراف : ط . تتمة ا٤بنتهى للعباس القمي - 42 .ىػ 1380٪بف : بف العقوؿ عن آؿ الرسوؿ للمراين ط -43 .إيراف : ط . بفة األحباب -44 .قػم ، إيراف : ط . تفسب الربىاف للبحراين -45 .إيراف : ط . تفسب البصائر لرستكار -46 .إيراف : ط . تفسب العياشي -47 .ا٥بند ، القدن : ط . تفسب العسكري -48 .قػم ، إيراف : ط . تفسب فرات الكوب -49 .ىػ 1386٪بف : ط . تفسب القمػي -50 .كبب إيراف : ط . تفسب الصاب للفيض الكاشاين -51 .ببوت : ط . تفسب الكاشف للمغنية -52 .ببوت : ط . تفسب ٦بمع البياف للطربسي -53 .طهراف ، إيراف : ط . تفسب منهج الصادقب لفتح اهلل الكاشاين -54 .ببوت : ط . تفسب ا٤بيزاف للطباطبائي -55

264

.قػم ، إيراف : ط . تفسب نور الثػقػلب للحويزي -56 .إيراف : ط . تلخيص الشاب للطوسي -57 .إيراف : ط . التنبيو واإلشراؼ للمسعودي -58 .ىػ 1403قػم ، إيراف : ط . جامع الرواة لؤلردبيلي ا٢بائري -59 .ببوت : ط . جامع السعادات للباقي -60 .قػم ، إيراف : ط . ا١بامع ب الرجاؿ للز٪باين -61 .طهراف ، إيراف : ط . جبلء العيوف للمجلسي -62 .إيراف : ط . حجة إثنا عشري ٢بقكوفارسي -63 .طهراف ، إيراف : ط . حديقة الشيعة للمقدسي األردبيلي -64 .طهراف : ط . حق اليقب للمجلسي -65 .إيراف : ط . حق اليقب ب معرفة أصوؿ الدين لعبداهلل الشرب -66 .طهراف : ط . حلية ا٤بتػقػب للمجلسي -67 .إيراف : ط . بلة حيدري للمرزة بازؿ -68 .طهراف ، إيراف : ط . حياة القلوب للمجلسي -69 .ا٣ببلصة للحلي -70 . ببوت 1393الطبعة الثانية . دائرة ا٤بعارؼ الشيعية ٢بسن األمب -71 .ببوت : ط . دعوة ا٢بق وقوؿ الصدؽ للصاب -72 .دالئل الصدؽ للمظفر -73 .ببوت : ط . ذخائر العػقػيب -74 .إيراف : ط . ذرائع البياف للنجفي -75 .كرببلء : ط . رجاؿ الكشي -76 ىػ 1380٪بف ، : ط . رجاؿ الطوسي -77 .قػم ، إيراف : ط . رجاؿ النجاشي -78 .رجاؿ أيب داود -79 .ىػ 1385قػم ، إيراف : ط . الرسائل للخميب -80 .قػم ، إيراف : ط . روضة الواعظب للفػتاؿ النيسابوري -81

265

.إيراف : ط . روضة الصفا فارسي -82 .قػم ، إيراف : ط . روضات ا١بنات للخوانساري -83 .إيراف : ط . رياحب الشريعة للمحبلين -84 .رياض العلماء -85 .إيراف : ط . الشاب للشريف ا٤برتضى -86 .إيراف : ط . شرائع اإلسبلـ للحلي -87 .ببوت : ط . شرح هنج الببلغة البن أيب ا٢بديد -88 .إيراف : ط . شرح هنج الببلغة البن ا٤بيثم -89 .إيراف : ط . شرح هنج الببلغة للدنبلي -90 .إيراف : ط . شرح هنج الببلغة لعلي النػقي -91 .إيراف : ط . شرح هنج الببلغة للكاشاين -92 .الكويت : ط . الشيعة ب عقائدىم وأحكامهم للقزويب -93 .ىػ 1399الطبعة الثانية ، ببوت ، : ط . الشيعة ب التاريخ حملمد حسب الزين -94 .ببوت : ط . الشيعة ب ا٤بيزاف للمغنية -95 . إيراف : ط . شيعة در إسبلـ للطباطبائي -96 .ىػ 1397الطبعة الثالثة ، ببوت : ط . الشيعة بب ا٢بقائق واألوىاـ حملسن األمب -97 .الصاب للقزويب ب شرح أصوؿ الكاب -98 .ىػ إيراف 1384الطبعة األوىل : ط . الصراط ا٤بستقيم للنباب -99 .ببوت : ط . الصحيفة الكاملة لزين العابدين -100 .إيراف : ط . الصلح ا٢بسن آلؿ ياسب -101 .بغداد : ط . الصلة بب التصوؼ والشيعة -102 .ىػ 1400قػم ، إيراف : ط . الطرائف ب معرفة مذاىب الطوائف البن طاؤس -103 .إيراف : ط . طرائق ا٢بقائق للحاج معصـو علي -104 . عمدة الطالب ب أنساب آؿ أيب طالب -105 .قػم ، إيراف : ط . عمدة الشريعة ب اإلمامية حملمد باقر الشريعب -106 .ببوت ، لبناف : ط . علل الشرائع البن بابويو القمي -107

266

.ببوت : ط . علل الشرائع للصدوؽ -108 .ببوت : ط . علم أصوؿ الفقو للمغنية -109 .إيراف : ط . عب ا٢بياة للمحلي -110 .طهراف ، إيراف : ط . عيوف أخبار الرضا البن بابويو القمي -111 .ببوت : ط . عيوف األخبار وفنوف اآلثار للقرشي -112 .طهراف ، إيراف : ط . عيوف أخبار الرضا البن بابويو القمي -113 .إيراف : ط . الغارات للثقػفي -114 .كرببلء : ط . فرؽ الشيعة للنوبب -115 .قػم ، إيراف : ط . الفصوؿ ا٤بهمة للحر العاملي -116 .إيراف : ط . الفصوؿ ا٤بهمة ٤بعرفة األئمة البن الصباغ -117 . فضائل أمب ا٤بؤمنب حملمد حسن ا٤بظفر -118 .ىػ 1399قػم ، إيراف : ط . فقو القرآف للراوندي -119 .إيراف : ط . فقو الشيعة للقزويب -120 .ىػ 1386بغداد : ط . الفكر الشيعي والنزاعات الصوفية للشييب -121 .٪بف : ط . الفهرست للنجاشي -122 .ببوت ، لبناف : ط . الفهرست البن الندن -123 .إيراف : ط . فهرست أليب القاسم اإلبراىيمي -124 .إيراف : ط . الفوائد الرضوية للقمي -125 .إيراف : ط . الفوائد الرضزية لئلسبآبادي -126 .طهراف ، إيراف : ط . قرب األسناد للحمبي القمي -127 .إيراف . قصص األنبياء للراوندي -128 .ببوت : ط . قصص األنبياء للجزائري -129 .إيراف : ط . الكاب للكليب -130 .إيراف : ط . كامل الزيارات البن قلوية -131 .ىػ 1400ببوت : ط . كتاب سليم بن قيس العامري -132 .ىػ 1389طهراف ، إيراف : ط . كتاب ا٣بصاؿ البن بابويو القمي -133

267

.إيراف : ط . كتاب الغيبة للطوسي -134 .إيراف : ط . كتاب الغيبة للنعماين -135 .ىػ 1395طهراف طبعة ثانية : ط . كتاب كماؿ الدين والنعمة البن بابويو -136 .إيراف : ط . كتاب ا٣برائج وا١برائح للراوندي -137 .قػم ، إيراف : ط . كتاب ا٤بناقيب البن شهر آشوب -138 .قػم ، إيراف : ط . كتاب ا٣ببلؼ للطوسي -139 .ىػ 1381٪بف : ط . كتاب الرجاؿ للحلي -140 .ببوت ، لبناف : ط . كتاب الشيعة والسنة ب ا٤بيزاف ٤بؤلف ٦بهوؿ -141 .مصر : ط . كتاب البلداف لليعقويب -142 .ببوت : ط . كشف الغمة لؤلردبيلي -143 .ببوت : ط . كتاب صفب البن مزاحم -144 .ىػ 1400قػم : ط . كشف األسرار عن وجو الغائب عن األبصار للنوري الطربسي -145 .ىػ 1402إيراف : ط . كتاب الزىد لؤلىوازي -146 .إيراف : ط . لغت نامو دىخدا -147 .قػم ، إيراف : ط . متشابو القرآف و٨بتلفو البن شهر آشوب -148 .إيراف : ط . ٦بالس ا٤بؤمنب للشوسبي -149 .إيراف : ط . اجملالس السنية البن شهر آشوب -150 .ببوت ، لبناف : ط . ٦بمع البياف للطربسي -151 .قػم ، إيراف ، الطبعة الثانية : ط . احملاسن للربقي -152 .ببوت : ط . مدارج هنج الببلغة لكاشف الغطاء -153 .إيراف . قدن : ط . مرآة العقوؿ للمجلسي -154 .ببوت : ط . مروج الذىب للمسعودي -155 . ا٤براجعات لشرؼ الدين ا٤بوسوي -156 .مكتبة دار ا٣ببلفة ، طهراف : ط . مستدرؾ الوسائل للنوري اجمللسي -157 . مصائب النواصب للشوسبي ، إيراف -158 . مشجر األولياء لنوربش ، باكستاف -159

268

. ـ 1978ببوت : ط . مشارؽ أنوار اليقب للربسي -160 . مصحف الدروز -161 .إيراف : ط . معامل األصوؿ ١بماؿ الدين -162 .إيراف : ط . معراج السعادة للنراقي -163 . معامل العلماء -164 . معاشر األصوؿ -165 .ببوت : ط . معجم ا٤بؤلفب للكحالة -166 .ببوت : ط . مع الشيعة األمامية للمغنية -167 .إيراف : ط . مفاتيح ا١بناف -168 .ـ 1963طهراف : ط . ا٤بقاالت والفرؽ لسعد بن عبداهلل القمي -169 .ببوت : ط . مقاتل الطالبب لؤلصفهاين -170 .ببوت : ط . مقتل أيب ٨بنف -171 .طهراف : ط . من ال بضره الفقيو البن بابويو القمي -172 . منار ا٥بدى لعلي البحراين -173 .طهراف ، إيراف : ط . منتهى اآلماؿ لعباس القمي -174 .ىػ 1396أوفست باكستاف . منهاج الكرامة للحلي -175 .قدن ، إيراف : ط . ناسخ التواريخ للمبزه تقي خاف -176 .٪بف : ط . النجم الثاقب للنوري الطربسي -177 . هناية الدراية -178 .إيراف : ط . نقد الرجاؿ للتفػرشي -179 .إيراف : ط . نقد الرجاؿ -180 .ببوت : ط . هنج الببلغة بتحقيق صبحي صاحل -181 . مصر : ط . هنج الببلغة بتحقيق ٧بمد عػبده -182 .ببوت : ط . ىوية التشيع ألبد الوائلي -183 .ببوت : ط . وسائل الشيعة للحر العاملي -184

269

كػتػب التاريخ والػرجاؿ والػفػرؽ للسنة

. أساس الببلغة للز٨بشري ا٤بعتزيل -185 . أسد الغابة البن األثػيػر -186 . إزلة ا٣بفاء عن خبلفة ا٣بلفاء للشاه ويل اهلل -187 . اإلصابة البن حجػر -188 . أصوؿ الدين للبغدادي -189 . أضواء على العقيدة الدرزية ألبد فوزاف -190 .ىػ 1398. القاىرة . األزىر : ط . إعتقادات فرؽ ا٤بسلمب وا٤بشركب للرازي -191 . اإلكماؿ إلبن ماكوال -192 . األنساب للسمعاين -193 . أنساب األشراؼ للببلذري -194 .ببوت : ط . البداية والنهاية إلبن كثيػر -195 . البابيػة للمؤلف -196 . البهائيػة للمؤلف -197 . التاريخ الصغب -198 . تاريخ بغداد للخطيب -199 . تذكرة ا٢بفاظ للذىيب -200 .حيدر آلباد ، دكن ، ا٥بند : ط . هتذيب التهذيب إلبن حجػر العسقبلين -201 ببوت . تقريب التهذيب -202 . تاريخ إبن عساكر -203 . هتذيب تاريخ إبن عساكر -204 . تاريخ دمشق -205 .ببوت : ط . تاريخ األمم وا٤بلوؾ للطربي -206 . ىػ 1399ببوت : ط . تاريخ إبن خلدوف -207 . تاريخ ا٣بلفاء للسيوطي -208

270

. تاريخ خليفة بن خياط -209 . التبصب ب الدين لئلسفرائيب -210 . تاج العروس للزبيدي -211 . تثبيت دالئل النبوة للهمذاين -212 . بهرة أنساب العرب إلبن حـز -213 . ا٢بور العب -214 . خبلصة هتذيب الكماؿ -215 . ا٣بطط للمقريزي -216 .الىور . أردوط . دائرة ا٤بعارؼ اإلسبلمية -217 . سبة أعبلـ النببلء للذىيب -218 . السبة إبن ىشاـ -219 .باكستاف . الشيعة والقرآف للمؤلف -220 .باكستاف . الشيعة والسنػة للمؤلف -221 . الشيعة وأىل البيت للمؤلف -222 . الصحاح للجوىري -223 . الصواعق احملرقة إلبن حجر ا٤بكي -224 . الطبقات إلبن سعد -225 . طائفة الدروز حملمد كامل حسب -226 . العواصم من القواصم -227 . الفصل بب ا٤بلل والنحل إلبن حـز -228 . فتاوى شيخ اإلسبلـ إلبن تيمية -229 . فجر اإلسبلـ ألبد أمب -230 . فتوح البلداف للببلذري -231 . القاموس للفبوز آبادي -232 . كتاب الكب واأل٠باء للدواليب -233 . كتاب ا١برح والتعديل للرازي -234

271

. كتاب الضعفاء وا٤ببوكب للنسائي -235 . كتاب اجملروحب إلبن حباف -236 . الكامل البن األثيػر -237 . كتاب احملرب للبغدادي -238 . لساف ا٤بيزاف البن حػجػر -239 . لساف العرب البن ا٤بنظور األفريقي -240 . ميزاف اإلعتداؿ للذىيب -241 . مقدمػة إبن خلدوف -242 . منهاج السنة البن تيمية -243 . مقاالت اإلسبلميب لؤلشعري -244 . ا٤بلل والنحل للشهرستاين -245 .ببوت : ط . موسوعة إصطبلحات العلـو اإلسبلمية للتهانوي -246 . ٨بتصر التحفة اإلثب عشرية لآللوسي -247 . معجم مقاييس اللغة -248 . ا٤بخصص البن سيده -249 . النهاية البن األثيػر -250 . النجـو الزاىرة للتغػري الربدي -251 . نسب قريش ٤بصعب الزببي -252 . وفيات األعياف البن خلكاف -253

كػتػب المستػػشرقػين

.تربة عريب . ا٣بوارج والشيعة لو٥بوزف -254 .تربة عريب . عقيدة الشيعة لدونالد سن -255 .تربة عريب . العقيدة والشريعة ١بولد زيهر -256 . مقاالت ب تاريخ اإلسبلـ للدوزي -257 . كتاب ا٤بستشرؽ ملػر -258

272

.فارسي : ط . مقدمة نقطة الكاؼ للرباؤف -259

فهػرست الكػتػػػاب

.ا٤بقدمػة

التشيػع األوؿ والشيعة األولى : الباب األوؿ

التشيع األوؿ والشيعة األوىل . الشيعة لػغة واصطبلحا . شيعة علي وشيعػة معاوية . شروط معاوية لئلعباؼ ببلفة علي . شيعػة آؿ ٧بمد وشيعة بب معاوية . العثمانية والعلويػة . ا٣ببلؼ بب علي ومعاوية مل يكن خبلؼ الكفر واإلسبلـ . مب وجد التشيع ، ومب تكونت الشيعة . ما قالو ا٤بظفري . اجملازفة بالقوؿ والرد من الكتاب والسنة . بسك القـو باألحاديث ا٤بوضوعة . ٨بالفة العقػل والنػقػل . إضطراب آراء القـو وأقوا٥بم . ا٣ببلؼ قبػل مقػتل عثماف وبعد مقػتلو . نوعية ا٣ببلؼ . تسمية علي أبناءه بأ٠باء ا٣بلفاء الراشدين الثبلثة . صلح ا٢بسن مع معاوية إحدى شروط الصلح . مبايعة ا٢بسن وا٢بسب معاوية أمبا وخليفة .

273

أوالد علي نكحوا وأنكحوا بب أميػة . رواية الكاب عن زين العابدين ب حق يزيد. التشيع األوؿ مل يكن مدلولو عقائدا ٨بصوصة. الشيعة األوىل مل تكن إال حزبا سياسيا يرى رأي علي دوف معاوية. تردد ا٢بسن وا٢بسب على معاوية وقبو٥بما ا٥بدايا منو. قبوؿ زين العابدين ا٥بدايا من مرواف. آؿ علي كانوا يصلوف خلف األمويب. تطور التشيػع وتغيب الشيعة. مطاعنهم على – ٧باولة اليهود وا٤بنافقب واجملوس القضاء على اإلسبلـ وعلى ا٣ببلفة اإلسبلمية

.بػاذؿ الشيعة ومعاتبة علي إياىم – براءة الشيعة األوىل منهم – أصحاب النيب

التشػيػع والسػبػئػيػػة : البػاب الثػػاني الشيعة األوىل مع باذ٥بم مل يكونوا ٨بتلفب مع اآلخرين ب العقائد ، ا٤بؤامرات والدسائس لتطوير

.التشيػع وتبديل الشيعة األوىل عبداهلل بن سبػأ والسبئػيػة. ما قالو الطربي وابن خلدوف وابن حجر واإلسفرائيب عن عبداهلل إبن سبأ. سعي إبن سبأ بالفتػنة والفساد. األفكار اليهودية ا٤بدسوسة. ما ذكره النوبب والكشي وا٢بلي وا٤بامقاين وا٤ببزا واآلسب آبادي وابن أيب ا٢بديد عن السبئيػة. ما قالو احملققوف من أىل السنة عن السبئيػة. بعض ا٤بتأخرين من الشيعة أنكروا وجود إبن سبأ. الرد على من أنكر من الشيعة أنفسهم. بأف الشيعة مل تكن فرقػة دينية ب األصل (و٥بوزف )شهادة ا٤بستشرؽ. وإعبلف برآءتو عن قتل عثماف – إعبلف علي بأنو ال يفضل نفسو على ا٣بلفاء الراشدين. وضع الشيعة األحاديث ا٤بوضوعة ا٤بكذوبة.

274

إ٬بداع بعض الشيعة من السبئية واعتناقهم عقائدىم.

. الشيعػة ومػطاعػنهم على ذي النورين ، والسبئيػة وفتػنتهم أيامػو : البػاب الثاػث دين الشيعة الكذب. رواة ا٤بطاعن ىم الشيعة. أبو ٨بنف األزدي من كتب الشيعة والسنة. الواقػػػػػدي. الكذابوف ا٤بعروفوف بالكذب على رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم أربعة. ٨بطط السبئية لتفريق وحدة ا٤بسلمب. إيرادات السبئيب على ذي النورين. رد عثماف عليهم. خطبة ذي النورين لتفنيد مزاعمهم. حوادث وفتػن. ٧باصرة عثماف. قتػل عثماف ظلما وعدوانا. إستشهاد عثماف. مطاعن الشيعة على ذي النورين. الرد على طعن إيثار ذي القرىب. تولية الوليد بن عقبة على الكوفة. سعيد بن العاص. قبوؿ علي ىدايا سعيد بن العاص. خطبة سعيد بن العاص أـ كلثـو بنت علي. عبداهلل بن عامر عامل عثماف على العراؽ. مرواف بن ا٢بكم. نقػلة ا٤بطاعن السبئية.

275

وصبلهتما خلفو – شفاعة ا٢بسن وا٢بسب ٤برواف بن ا٢بكم. زواج إبنة علي من إبن مرواف. زواج حفيدات علي من أحفاد مرواف. الطعن بأف عثماف يؤثر أىلو باألمواؿ ، والرد عليو. قتػلة عثمػاف. إدعاء ضرب إبن مسعود ، وقضية عمار ، ونفي أيب ذر. عدـ القصاص من إبن عمػر. قضية اآلذاف الثاين ب ا١بمعػة. دفاع علي عن عثمػاف. مػقػاـ عثمػاف وشػأنو.

والشيعة األولى ، ودور السبئية بعد مقتػل عثماف وأيػػاـ علي . تطور التشيػع األوؿ : البػاب الػػرابع ا٤بدينة بعد مقتل عثماف. إمتناع الصحابة عن قبوؿ ا٣ببلفة. إمتناع الصحابة عن البيعة – إجباره على قبو٥با – إمتناع علي عن قبوؿ البيعة. إستتار قتلة عثماف وراء ا٤ببايعب لعلي. إجتماع الصحابة إىل علي ومطالبتهم ا٢بد ب قتلة عثماف. منع إبن عباس عليا عن أخذ البيعة ، ومنع ا٢بسن أباه عن البقاء ب ا٤بدينة . بمعات السبئية ومطالبة الصحابة طردىم وإقامة ا٢بد فيهم. قنوط الزبب وطلحة من اقتصاص عثماف ، وعزؿ علي معاوية. سعي السبئية بالفتنة والفساد. منع ا٢بسن أباه من ا٣بروج إىل ٧باربة أىل الشاـ وحرب ا١بمل. تثػاقػل أىل ا٤بدينة عن ا٣بروج مع علي. حرب ا١بمل ، وسعي السبئية ب إشعاؿ نارىػا. ٧باولة الصلح.

276

سعي السبئية لنسف ٧باولة الصلح. صبلة علي على قتلى ا١بمل من الطرفب – وقوع الكارثة. علي ال يرى ٨بالفيو كفارا. خبػث السبئيب. حرب صػفػب. الشيػعػة األوىل.

فرؽ الشيعة وتاريخهػا وعػقائدىػا : البػاب الخامس بدعػة السبئية ب الغػلو – إجتماع الشيعة بعد علي حوؿ ا٢بسن. إفباؽ الشيعة بعد علي. ٦باىػرة إبن سبأ بأفكاره بعد مقتػل علي. ٧باربة ا٢بسن إلبن سبأ وأفكاره. فتػن السبئية أياـ ا٢بسن. خذالف الشيعة للحسن. إمارة معاوية ونصيحة علي. صلح ا٢بسن مع معاوية – جرحهم للحسن – شيعة ساباط ا٤بدائن. إفباؽ الشيعة. الكيػسػػػانػيػة. الشيعة أياـ ا٢بسب. مكاتبة الكوفيب ا٢بسب. خروج ا٢بسب إىل الكػوفػة. خرب مسلم بن عػقػيل. الكػوفػػيػػػوف. الكوفيػوف ىم الذين قتػلوا ا٢بسب. عدد شيػعػة الكوفػة.

277

تطػور التشػيػع. الفرس. الكيسػانيػة. ا٤بخػتػار الثػقػفي. تغب الشيعة األوىل. ا٤بختػار الثػقػفي وحروبػو. إفباؽ الشيعة بعد مقتػل ا٢بسب. الغػرابػيػػػػة ا٤بعتػقدوف بألوىػية العػباد. الزيدية – الشيعة بعد علي بن ا٢بسب. ا١بػاروديػػة. معػتقدات الزيػديػة. الشيعة أياـ جعفر بن الباقػر. التطور التاـ والتغيب ا١بذري. إفباؽ الشيعة أياـ ا١بعفػر. مدعي اإلمامة من أىل البيت ب حياة جعفر. الشيعة بعد وفاة ا١بعفر. الناووسية السمطيػة. الفتحػػػية. اإل٠باعيلػػػػػػػية. موقف اإل٠باعيلية وأدلتهم. القرامطػػػػة. األغاخانيػػة والبهرة. الػػػدروز. عقائد الػػػدروز. كبلـ إبن تيمية ب الػدروز.

278

فرؽ الشيعة أياـ موسى الكاظم. مدعو اإلمامة ب عهد موسى الكاظم من أىل البيت. الشيعة أياـ علي بن موسى. إفباؽ الشيعة أياـ علي بن موسى. الشيعة أياـ ٧بمد بن علي. إفباؽ الشيعة أياـ ٧بمد بن علي. مدعي اإلمامة من أىل البيت أياـ ٧بمد بن علي. النصبية – الشيعة أياـ علي بن ٧بمد. عقػائػد النصبيػة. الشيعة أياـ ا٢بسن العسكري – مدعي اإلمامة أياـ ٧بمد بن علي من أىل البيت. إفباؽ الشيعة أياـ ا٢بسن العسكري. الشيعة بعد وفاة ا٢بسن العسكري. إفباؽ الشيعة أربعة عشر فرقػة.

. الشيعػة اإلثنػا عشريػػة : البػػػاب السػادس اإلمامية – الرافضة – ا١بعفرية – اإلثنا عشرية : أ٠باؤىم. اإلماـ الثاين عشر ولد ومل يولد. ٤باذا قالوا بوالدة ىذا ا٤بعدـو. شروط اإلمامػػػة. لئلماـ عبلمػػػػػػػات. شك الشيعة ب علـو أئمتهم. فقداف بيع الشروط ب ا٢بسن العسكري. قصص وأساطب – حكايات وخرافات. مل يكن واحد منهم معصـو. ٤باذا أوجبوا أئمتهم – اإلماـ ال بايع أحدا.

279

اإلمامة واجبػة. الرد عليهم. كبلـ إبن حـز – األكاذيب ، األكاذيب. الشيخػػية – إفباؽ اإلثنا عشرية. عقػائدىػم. وعقائدىػم – النػوربشػػػية. زعيػم النوربشػية وعقائدىػم. األخػػبارية واألصػػولية أىم كتب الشيعة اإلثب عشرية ورجاالهتػػم.

. الشيعة اإلثنا عشرية والعػقػػائد السبئػية : البػاب السابػع العقائد السبئية و٨بططات إبن سبأ. ىل الدين إال ا٢بػب. الواليػة. القرآف والسنػة. البغػض ألصحاب رسوؿ اهلل. عقيدة السيد ا٣بميب. كتابو كشف األسرار. الغػيبة - روايػات باطلة – الوصػايػػػة. سفراء الغائػب – الغيػبة الكربى والغيػبة الصغرى. تواقيع اإلمػاـ أين اإلمػاـ. ماذا يعمل اإلمػاـ. الػرجعػة .. حكايات وخرافات. من يكػوف ا٤بهػػدي.

280

منػزلػتو وشأنػو. مب يرجػع ا٤بهػػػدي. أضاليػل وأباطيػل. كيف يرجػع ا٤بهػدي وأين يرجػع. أوؿ من يبايعو جربئيل وا٤ببلئكة – يرجػع عند البيت. ماذا يعمل بعد رجعتو. بيي األموات ويقتل أصحاب النيب. يدعو إىل أمر جديد وكتاب جديد – ظلمو وقسوتو. رجعػة األئمة مع رجعة القػائم. رجعة ا٢بسن ويزيد وأنصارٮبا. ويرجع علي والنيب أيضا. دابػة األرض. بعد القػائم سيخرج إثنا عشر مهديا. خرافػة ا١بزائري. ا٢بلوؿ والتناسخ واتصاؼ ا٣بلق بأوصاؼ اهلل. رأي ا٤بستشرؽ دوزي ب عبلقة الشيعة بالسبئيػة. وا٤بستشرؽ و٥بوزف – رأي ا٤بستشرؽ مػلر. تأليو أىل البيت. رأي أبو بزة ا٣بارجي. قوؿ ىشاـ بن عبدا٤بلك. كلمة أبد أميػن.

. مصادر الكتػاب ومراجػعو .فهػرسػػػت الكتػاب