1

المصريون واالنتخابات واألحزاب

مركز الدراسات السياسية واإلستراتيجية

د. جمال عبد الجواد

فرد، شملت جمع محافظات مصر ماعدا 0022تعرض هذه الدراسة لنتائج البحث المدان الذي تم تنفذه على عنة قومة حجمها

.0222و والثان عشر من أغسطس المحافظات الحدودة ف الفترة بن التاسع والعشرن من ول

المزاج العام للمصريين

واقعون وقلقون، لكن متفائلن. هكذا مكن وصف المزاج العام للمصرن ف المرحلة الراهنة. فالمصرون لس لدهم أوهاما كبرة

%، فإن 9.0تصادي الراهن إجابا عن . فبنما ال تزد نسبة المصرن الذن عتبرون الوضع االقبشأن الوضعن االقتصادي والساس

%. فاألقلة فقط من المصرن ه الت تعتبر الوضع 02.6نسبة المصرن الت ترى الوضع الساس الراهن إجابا تصل إلى

للوضع االقتصادي.االقتصادي أو الساس ف البالد إجابا، وإن كان التقم اإلجاب للوضع الساس زد كثرا عن التقم اإلجاب

2

من المنطق أن نعكس التقم السلب لألوضاع االقتصادة والساسة الراهنة ف انتشار مشاعر القلق، وهو ما عبرت عنه النسبة الغالبةو

بالقلق لدى المصرن من خالل النظر ف إجابتهم على السؤال المتعلق مكن التعرف على أسباب الشعور %(. 20.2من المصرن )

بالقضة األكثر أهمة وإلحاحا ف مصر ف المرحلة الراهنة، فبال منازع جاءت قضاا االقتصاد واألمن ف مقدمة القضاا الت اعتبرها

ضة األمن واستعادته أهم ما واجه مصر ف هذه % من المصرن ق0..0المصرون أكثر إلحاحا وأهمة من غرها. فقد اعتبر

% منهم أن البطالة تمثل أخطر ما 00.6% منهم أن ضبط األسعار هو القضة األكثر إلحاحا، فما رأى 06.2المرحلة، بنما اعتبر

، وعندما تركز اهتمام اهنةمصرن ف المرحلة الرواجه مصر من قضاا. فاألمن واالقتصاد ه االحتاجات األكثر أساسة بالنسبة لل

الناس على االحتاجات األساسة إلى هذا الحد، فإن شعورهم بالقلق صبح مبررا ومفهوما.

3

أن تحدث أضا، فإن شعور المصرن بالقلق صبح مفهوما ومبررا عندما ننظر آلرائهم فما مكن اعتباره أسوأ السناروهات الت مكن

عتبرون أن سنارو الفوضى هو أسوأ ما مكن أن حدث لمصر ف إشارة واضحة إلى %(2..2أغلبتهم )ف مصر، حث نجد أن

% اعتبروا الحكم اإلسالم أسوأ 29.6، أما أسوأ السناروهات ف رأي البقة من المصرن فقد توزعت بن أولوة االحتاجات األمنة

حدث ف أسوأ ما مكن أن% آخرن اعتبروا أن وقوع ا لبالد تحت حكم عسكري هو 22.0ث ف الفترة المقبلة، وما مكن أن حد

.ف هذه المرحلة مصر

4

غر أن التقم السلب لألوضاع الراهنة وكذلك انتشار مشاعر القلق ال منعان المصرن من الشعور بالتفاؤل تجاه مستقبل مصر، وهو

% من المصرن بأن مستوى معشة الجل القادم سكون 6..2% من المصرن، وهو ما انعكس أضا ف اعتقاد 22.9ما عبر عنه

غر أن التفاؤل الممز لمشاعر المصرن ف هذه المرحلة تمز بأنه تفاؤل واقع وبال مبالغة أفضل من مستوى معشة الجل الحال.

% منهم فقط رون أن مصر ستصبح بعد عام من الثورة دولة دمقراطة، فما ترى 02.2م أن ف التوقعات، فالمصرن متفائلن رغ

ما النسبة الغالبة منهم أن النظام الساس المصري سكون شبه دمقراط، أو أنه قد عود إلى ما كان عله قبل الثورة، أو حتى إلى أسوأ م

المصرون لقضة الدمقراطة.منحها الت تأخرة نسبا األولوة المكان عله قبلها، وربما ؤشر هذا على

5

القيم السياسية واالتجاهات اإليديولوجية بين المصريين

% من المصرن حنما 20.3م إدولوجا، وهو ما عبر عنه مثلهم مثل أي شعب آخر، فإن األغلبة من المصرن رفضون تصنفه

إدولوجا. لكن النسبة الباقة من المصرن والت تقترب من نصف المصرن ال تتوزع نتمن أو ملتزمن وصفوا أنفسهم بأنهم غر م

% منهم 3.2أنهم لبرالن، فما صف % من المصرن أنفسهم ب0بشكل متوازن بن التارات اإلدولوجة المختلفة، فبنما صف

الذن وتتماثل هذه النسبة الكبرة من المصرن % من المصرن صفون أنفسهم بأنهم إسالمون.02.2أنفسهم بأنهم اشتراكون، فإن

األفضل الذي جب %( اعتبرت المملكة السعودة ه نموذج الدولة 02.0مع نسبة تكاد تكون مماثلة منهم ) صفون أنفسهم كإسالمن

على مصر االحتذاء به.

6

فإن الكتلة األكبر من المصرن، والذن تبلغ نسبتهم أما فما تعلق بطبعة الدولة المصرة كما تمناها المصرون ف المرحلة القادمة،

% من المصرن أن تصبح مصر دولة إسالمة، أما النسبة 02.0مدنة دمقراطة، فما تمنى %، ردون لمصر أن تصبح دولة22.6

إلى هشاشة واضحة للمكون نتائج وتشر هذه ال % فإنها ترد لمصر أن تصبح دولة قوة حتى لو لم تكن دمقراطة.2.0الباقة والبالغة

كن أن تكون له مخاطر كبرة ف مرحلة االنتقال الراهنة، وخاصة ف ظل الدمقراط ف الثقافة الساسة المصرة، وهو وضع م

االنقسام الحادث بن القوى الساسة واإلدولوجة المختلفة.

7

دولوجة ونموذج الدولة ومن المفد هنا لفت النظر إلى أن المواطنن المصرن ال ملون ف هذا االتجاه أو ذاك فما خص الهوة اإل

المرغوبة بشكل متساوي، بل توجد هناك تمازات مهمة بنهم على أساس النوع ومستوى التعلم والدخل. فعلى سبل المثال فإن االنقسام

ة حول هوة الدولة المصرة هو ف جانب منه انقسام بن الحضر والرف، حث تصل نسبة سكان الحضر المؤدن للدولة المدن

% ...0ما تصل نسبة تأد الدولة اإلسالمة ف الرف إلى ف%، 00.0%، بنما تنخفض هذه النسبة ف الرف إلى 62الدمقراطة إلى

%...32فما تنخفض ف المناطق الحضرة إلى

حدد هوته اإلدولوجة. نفس االنقسام بن الحضر والرف نجده أضا فما خص الطرقة الت حب المواطن أن صف بها نفسه لت

، وكذلك فإنه %..0%، فإن النسبة نفسها تنخفض ف الرف إلى ..2فبنما تصل نسبة من صفون أنفسهم باللبرالن ف الحضر إلى

%.33.2%، فإن النسبة نفسها ال تزد ف المدن عن 02.2بنما تصل نسبة من صفون أنفسهم باإلسالمن ف الرف إلى

8

9

وصف أنفسهم باإلسالمن ال عن أن هذه الكتلة الكبرة تتسم باالنسجام فما خص القم بكبر من المصرن قام قسم غر أن

طبعة النسق تتبنى نموذجا إسالما ف الساسة بقدر ما عن وصفا تعلق بالمعتقد وبهذه الكتلة عن أن كما ال، والتفضالت الساسة

. فالهوة اإلسالمة الت عبر عنها هؤالء ال تعكس نفسها بنفس القدر فما خص قضاا الساسة الت تهمنا ف هذا البحثالسائداألخالق

فقد أظهرت الغالبة من المصرن، بمن فهم من وصفوا أنفسهم باإلسالمن مال للتمز بن الدن والساس، وهو . أكثر من غرها

بطبعة البرنامج الساس الذي فضلونه، فقد عبر إجابتهم عن السؤال المتعلق فف أكثر من مؤشر، مثلما هو الحال المل الذي ظهر

%، له البرامج الت 02.3القسم األكبر من المصرن عن تأدهم للبرامج الساسة الت تعط األولوة لقضة العدالة االجتماعة بنسبة

%.26.0%، أما البرامج الساسة الت تركز على الدن فلم تحظ بتأد سوى ..30اد والتنمة بنسة تركز على تحدث االقتص

االتجاه نفسه تأكد عند النظر ف اإلجابات الت حصلنا علها عن سؤال تعلق برأي المبحوثن ف الصفات الت جب توافرها ف

% إلى اعتبار القدرة على 00.2وسعة اإلطالع أهم سمات الساس الجد، وذهب % إلى اعتبار الثقافة 09.2الساس الجد، فقد ذهب

% العتبار االنحاز للفقراء هو أهم صفة ف الساس 23.0الموازنة بن مصالح الفقراء واألغناء أهم ما مز الساس الجد، بنا ذهب

ة األهم ف الساس الناجح.% من المصرن أن التدن هو السم..22الجد، فما لم عتبر سوى

على النحو التال: المعنى الذي عطه كثر من المصرن لتوجههم اإلسالمبشأن ة هامات وتوح هذه المؤشرات باستنتاج

كبرنامج ساس شامل غن عن بأن قسما كبرا ممن صفون أنفسهم باإلسالمن ال تعاملون مع اإلسالمتوح هذه النتائج .2

إعطاء األولوة بجوانب غر دنة من شئون المجتمع والدولة، بل إن مفهوم هؤالء لإلسالم والهوة اإلسالمة سمح ب اماالهتم

فالتوجه .دون أن جدوا ف هذا حرجا أو تناقضا مع توجههم اإلسالم لقضاا مثل العدالة االجتماعة والتنمة االقتصادة

ساسة تستبعد ما ان أنصار هذا التوجه هو هوة ثقافة وأخالقة أكثر منه إدولوجاإلسالم لدى قسم كبر من المصر

عداها من التوجهات.

عتبر كثرون ممن وصفوا أنفسهم باإلسالمن أن التوجه اإلسالم عن إطالق عملة كبرى لتحول المجتمع و تغره ف ال .0

فالمجتمع المصري الراهن ف نظر هؤالء .قة تتسم باالنفتاح والمرونةاتجاه محدد، ولكنه عن اإلصالح المتدرج وبطر

ال عن نقل المجتمع من حالة إلى أخرى، فالمجتمع المصري الراهن همالتوجه اإلسالم ف نظرإسالم وسظل كذلك، و

ة تنسجم مع الطبعة اإلسالمة وأن اإلصالح الدمقراط واالقتصادي واالجتماع بمعانه الشائع بدو ف نظر هؤالء إسالما،

الراهنة للمجتمع وتعززها ف المستقبل.

10

أن التوجه اإلسالم لكثر من المصرن ال مكن اعتباره بأي حال توجها ثورا انقالبا، و لكنه توجه إصالح براجمات .3

منفتح وغر استبعادي.

11

% من 6..9تأخذ به، وهو ما عبر عنه على أن الدمقراطة نظام ساس جد ومهم جدا لمصر أن بن المصرن هناك إجماع كبر

المصرن. غر أن الدمقراطة الت جمع علها المصرن تم تعرفها بشكل متنوع جدا بعضها لس له سوى صلة بعدة بالدمقراطة.

انون وحقوق اإلنسان والتمثل الساس والفصل بن السلطات أهم شروط الدمقراطة، فإن الكتلة فبنما تعتبر قضاا الحرات وسادة الق

%( ترى أن الحق ف التعلم هو الحق األساس الواجب توافره ف نظام دمقراط، ل ذلك كتلة كبرة 36األكبر من المصرن )

أهم ما جب توافره ف الدمقراطة، أما حقوق اإلنسان فإنها لم تحظ %( ترى أن المساواة بن األغناء والفقراء هو32.9أخرى )

%، ثم حرة التعبر والنشر بنسبة 2.2% من المصرن، وجاءت المساواة أمام القانون ف المرتبة الرابعة بنسبة ..22باختار سوى

0.6 .%

رقة تركز على العدالة االجتماعة واإلصالح بشكل عام، أكثر من عرف الدمقراطة بطوتبن هذه النتائج أن القسم األكبر من المصرن

ومكن اعتبار هذه المؤشرات انعكاسا لقدر من هشاشة والحقوق والحرات والعامة. تركزها على البعد المتعلق بتنظم السلطة الساسة

كن مالحظتها أضا ف اإلجابة الت حصلنا علها عن المكون الدمقراط ف الثقافة الساسة السائدة ف مصر، وه الهشاشة الت م

% من 32.0سؤال تعلق بالموقف من نتجة االنتخابات إذا أسفرت عن وصول حزب ساس ختلف معه الموطن ف الرأي، حث قال

المصرن بأنه لن قبل نتجة االنتخابات ف هذه الحالة.

السياسة الموقف من

من أهم هتمام بالساسة هاالزادة لساسة. هكذا مكن وصف موقف المصرن من الساسة ف الفترة الراهنة. فاهتمام، لكن سلب با

% من المصرن عتبرون أنفسهم مهتمن جدا 06فهناك التطورات اإلجابة الت ترتبت على ثورة الخامس والعشرن من نار.

% من المواطنن الذن ال وجد لدهم 02.2من بالساسة، وبحث ال تبقى سوى ما نسبته % منهم أنفسهم مهت23.3بالساسة، فما عتبر

أي اهتمام مهم بالساسة.

فالنسبة الكاسحة المراقب أكثر منه االهتمام المشارك الفعال.اهتمام غر أن اهتمام المصرن بالساسة مازال من نوع االهتمام السلب أو

% منهم تعتبر أن متابعة األخبار والبرامج اإلخبارة على التلفزون واإلذاعات هو المظهر األهم 9.3.تبلغ من المصرن، والت

وربما كان الهتمامهم بالساسة، فما تتوزع النسبة القللة الباقة بن أشكال مختلفة من االهتمام ندرج كله تقربا ف فئة االهتمام السلب.

اإلشارة إلى االتهام الذي عادة ما وجه للنشطاء الساسن من أنهم ركزون اهتمامهم على الظهور ف وسائل مناسبا ف هذا الساق

12

اإلعالم، لكن من الواضح أن وسائل اإلعالم ه النافذة الت لجأ إلها الغالبة من المصرن لإلطالع على ما جري ف ساحات الساسة،

لق الساسن باإلعالم أكبر كثرا من مجرد كسل النشطاء وملهم الستسهال الظهور اإلعالم. ومع هذا بتعخاصة وبالتال فإن الظاهرة ال

فإن اإلقرار بهذه الحققة ال نف أن النشطاء ف بالدنا مازال علهم جذب الجمهور ألشكال أخرى من االهتمام بالساسة والمشاركة

الساسة.

كس ف انخفاض عضوة المنظمات الساسة، وكذلك ف انخفاض نسبة المشاركة ف األنشطة الساسة االهتمام السلب بالساسة نع

%، أما أعضاء الجمعات األهلة فقد وصلت نسبتهم إلى 2.0فأعضاء األحزاب الساسة بن المصرن ال تزد نسبتهم عن بإجابة.

انت نسبة أعضاء األحزاب الساسة تزد عن نسبة أعضاء الجمعات %، وهو ما ختلف عن الوضع السابق على الثورة حث ك0.0

أما فما تعلق األهلة، وربما أمكن تفسر ذلك بحل الحزب الوطن الذي كان ضم ف عضوته مئات اآلالف من المصرن.

، وه نسبة غر % من مجموع المصرن3.0، فلم شارك فها سوى السابق باالحتجاجات المختلفة الت شهدتها البالد منذ سقوط النظام

مرتفعة إال أن عدم االستقرار الساس وضعف السلطات وحالة االنفالت العامة السائدة ف المجتمع تعط االنطباع بأن النسبة المشاركة

.ف االحتجاجات المختلفة تزد عن ذلك بكثر

رغم اهتمامهم بالساسة فإن اإلحجام عن المشاركة الفعالة ف الساسة لس ظاهرة عارضة، ولكنه ف الحققة موقف صلب ومتبلور. ف

عندما سألنا المبحوثن عما إذا كانوا نوون المشاركة واألغلبة الساحقة من المصرن لدهم موقف قوي برفض المشاركة ف الساسة،

األمر الذي شر إلى أن الفجوة التارخة الت % منهم بالنف القطع،6.9.، أجاب بأسالب أكثر إجابة فترة المقبلةف الساسة ف ال

قامت بن المصرن والساسة مازالت على حالها بعد الخامس والعشرن من نار. ومع ذلك فإنه جب مالحظة وتثمن األقلة الت

عن نتهم االنضمام ألحزاب ساسة، األمر الذي عن أنه المصرن % من2..عبر ا الساسة، فقد عبرت عن نتها تعمق مشاركته

مازال وجد هناك بن المصرن رصد لم تتمكن األحزاب من ضمه لصفوفها.

عمال التطوعة، فهناك انخفاض جاذبة األحزاب والجمعات األهلة بالنسبة للمصرن ال عن امتناع المصرن عن المشاركة ف األ

% من 39.2للمحتاجن، وهو ما قال مادةالمساعدات ال% تقوم بأعمال تطوعة متنوعة بخالف تقدم 9.3بلغ تنسبة من المصرن

ة ف استعداد مناسب بن المصرن للمشارك تشر هذه البانات إلى وجودونهم قومون به. أالمبحوثن الذن تمت مقابلتهم ف هذا البحث

ه الجفوة الت تجعلهم فضلون عمل المؤسس، والف مصر وبن بن المواطنناألعمال التطوعة، ولكنه شر أضا إلى وجود جفوة

.إطار تنظممرتبطة بالتقدم المساعدات المادة غر التطوع و

13

تقييم المؤسسات السياسية

مؤسسات النظام الرئسة خاصة الرئاسة والمؤسسة التشرعة، وتوقف نجاح مصر سقط النظام السابق بعد أن فقد المصرون الثقة ف

ف اجتاز المرحلة االنتقالة على مدى رضا المواطنن عن أداء المؤسسات القائمة. وحظى المجلس األعلى للقوات المسلحة بالمستوى

%، أما أدى مستوات الرضا عن األداء فتحظى 2.ة وصلت إلى األعلى من الرضا بن مؤسسات النظام الساس االنتقال الراهن بنسب

%. 03.3بها الشرطة الت توقف مستوى الرضا عنها عند

وألن مصر المرحلة االنتقالة توقف إلى حد كبر على أداء المجلس األعلى للقوات المسلحة، وأضا نظرا ألن المهمات الملقاة على

األعلى، فتبن لنا أن المواطنن نا التعرف على آراء المواطنن فما خص جوانب مختلفة من أداء المجلس عاتقه عددة ومتنوعة فقد حاول

ثقون ف حرص المجلس األعلى على تحقق الدمقراطة وتسلم إدارة البالد لحكومة مدنة منتخبة وتنظم انتخابات نزهة وحرة بنسب

الذي انخفضت فه ثقة المواطنن ف المجلس األعلى عن التسعن بالمائة، فلم تصل إال إلى تزد عن التسعن بالمائة. الجانب الوحد

%، فكان هو الجانب المتعلق بمدى حرص المجلس األعلى على محاكمة رموز النظام السابق.6.2.

14

االنتخابات القادمة

وحول ترتب األولوات بن االنتخابات والدستور واألمن هو أعمق االنقسام بن القوى الساسة حول توقت إجراء االنتخابات القادمة،

انقسام ساس تتعرض له مصر ف هذه المرحلة. غر أن هذا االنقسام ال بدو عمقا ف المجتمع بالطرقة الت بدو فها على سطحه بن

% من المواطنن، ف ..0.ه لإ، وهو ما ذهب موعدهاالنخب الساسة. فاألغلبة من المصرن تفضل إجراء االنتخابات البرلمانة ف

تزد % منهم بتأجل تنظم االنتخابات حتى تم استعادة األمن، ف حن أن المطالبن بإعطاء األولوة لكتابة الدستور لم20.2حن طالب

شعورا باالرتاح فإنه ال جب لهؤالء المبالغة ف نسبتهم عن الثالثة بالمائة. وبنما قد تمنح هذه النتائج ألنصار إجراء االنتخابات أوال

الشعور بالثقة ألن الساسة ف مصر مازالت تجري ف أوساط النخب الساسة والجزء من الجمهور المتحلق حولها، األمر الذي عن أن

موازن القوى الفعلة لست بالضبط على نفس الشكل الذي تعكسه استطالعات الرأي العام.

15

رة النخب الساسة ف ذهن المواطنن ومدى ثقتهم فها هو أحد العوامل المهمة ف بناء نظام ساس دمقراط فعال. فبنما تقترب صو

البالد من تنظم أول انتخابات بعد الثورة تبدو صورة النخب الساسة لدى الغالبة من المواطنن غر إجابة، األمر الذي ضع قودا

%( ترى أن أغلب الساسن الموجودن ف ساحات 39.0تحول دمقراط عمق ف البالد. فالكتلة األكبر من المواطنن ) على إمكانة

% رى ف الساسن المصرن ..20الساسة ف مصر لده مصالح خاصة سعى ورائها. وهناك قسم آخر من المواطنن تبلغ نسبته

% من المواطنن رون أن االنقسام والعجز عن االتفاق هو السمة 00ناك باإلضافة إلى ذلك الحالن مجموعة من محب الظهور، وه

الممزة للنخب الساسة المصرة. أما القسم من الرأي العام الذي حمل صورة إجابة عن النخب الساسة المصرة فال تزد نسبته عن

على الساحة هم مواطنون مخلصون سعون لتحقق الصالح العام. %، وهم الذن رون أن النشطاء الساسن الموجودن00

16

التحدي األهم ف هذا المجال هو أن الصورة غر اإلجابة للنخب المصرة تنعكس على األحزاب الساسة الت تعمل هذه النخب ف

دة لمصر، حث تذهب الكتلة األكبر من المواطنن إطارها وهو ما مكن مالحظته ف رأي المواطنن فما إذا كانت التعددة الحزبة مف

%( إلى أن التعددة الحزبة لها تأثر سلب على الوضع الساس ف البالد، قابلها على الجانب اآلخر كتلة أقل حجما بكثر تبلغ 0..0)

% قف ف موقع متوسط بن 00.0% ترى أن األحزاب الساسة تقوم بدور إجاب، وبنهما فرق ثالث بلغ حجمه 02.2نسبتها

الفرقن.

حث ذهبت االتجاه نفسه تكرر ف استجابات المواطنن لسؤالنا عما إذا كانت األحزاب الساسة تقوم بدور فعال ف الحاة الساسة،

عم، ف حن وقفت كتلة أخرى %( أجابوا بن00.2%( لإلجابة بال، ف مقابل أقل من ربع المواطنن )06.2الكتلة األكبر من المواطنن )

وبالتأكد فإن هذه المشاعر السلبة تجاه النخب الساسة واألحزاب ال تمثل عامال % ف موقف وسط بن الفرقن.32.2بلغ حجمها

لمنشود. مواتا لتطور دمقراط سلم، بل إنها قد تفتح الباب لتطورات معاكسة تماما وبعدة كل البعد عن المستقبل الدمقراط ا

17

ثقة المصرن ف األحزاب الساسة تقف عند مستوى منخفض جدا، وهو ما مكن مالحظته ف استجابات المواطنن لسؤال مفتوح حول

رة والعدالة ف مقدمة % منهم بأنهم ال ثقون ف أي حزب، فما جاء حزب الح69.6الحزب الذي مكنهم أن منحوه ثقتهم، حث أجاب

%، له 3، ثم ائتالف شباب الثورة، وهو تجمع ساس ولس حزبا، بنسبة 2.0%، له ف ذلك حزب الوفد بنسبة 22.2األحزاب بنسبة

%. والمرجح أن 2.0%، وأخرا الحزب الناصري بنسبة 2.2%، ثم حزب المصرن األحرار بنسبة 0.6حزب النور السلف بنسبة

ت المواطنن لهذا السؤال جاءت نتجة لمزج من الثقة واأللفة مع اسم الحزب أو التار الساس، فاإلستجابات وإن كانت ال تعكس استجابا

تعكس إجماال مستوى المشاعر اإلجابة تجاه الحزب.بالضبط الثقة ف الحزب فإنها

18

لمختلفة فإننا توجهنا إلهم بسؤال عن نوع المشاعر الت شعرون بها وللتعرف بدرجة أكثر دقة على مشاعر المواطنن تجاه األحزاب ا

وربما كانت المفارقة ه أن أكثر الكانات فوزا بالمشاعر اإلجابة تجاه األحزاب المختلفة، وما إذا كانت هذه المشاعر إجابة أو سلبة.

عنى المتعارف عله للحزب الساس. وإذا كان لهذه النتجة من % مع أنه لس حزبا ساسا بالم60.2كان ائتالف شباب الثورة بنسبة

داللة فإنها تتعلق بالمشاعر اإلجابة الت حملها المصرون لثورة الخامس والعشرن من نار وللشباب الذن لعبوا دورا أساسا ف

بصورة ائتالفات الشباب مازال أقل من أن طمس تفجرها، كما أن لهذه النتجة داللة أخرى تشر إلى أن التشوه الذي لحق مؤخرا

الدور الكبر الذي قام به ائتالف شباب الثورة ف أحداث الثورة وما بعدها. وظل السؤال قائما حول ما إذا كان الرصد الذي حظى به

االئتالف سوف عكس نفسه ف االنتخابات القادمة.

19

ال تعتبر نوعا من التأد غر المشروط، األمر الذي مكن مالحظته ف استجابات المواطنن غر أن المشاعر اإلجابة ف حد ذاتها

% بأنه ال وجد أي حزب مؤهل 2.9.لسؤالنا حول الحزب المؤهل لحكم مصر، حث أجابت األغلبة الكاسحة من المواطنن، بنسبة

حزب الوحد الذي حاز على قدر من التأد الذي عتد به، بنسبة بلغت لحكم مصر ف المرحلة المقبلة. وكان حزب الحرة والعدالة هو ال

%. 0.2%، له حزب الوفد بنسبة 9.2

الثقة المحدودة الت ولها المصرون لألحزاب الساسة سكون لها أثر كبر على النظام الساس المصري ف المرحلة المقبلة، فضعف

جاال للعناصر والقادات المستقلة، وقد ظهر هذا واضحا ف إجابة المواطنن عما إذا كان من الواجب الثقة ف األحزاب الساسة فسح م

% من المواطنن باإلجاب، كما انعكس 6...نه إتاحة الفرصة للمستقلن للترشح ف انتخابات مجلس الشعب، وهو السؤال الذي أجاب ع

% من المواطنن.62.3تخاب الفردي، وهو الرأي الذي تبناه أضا ف تفضل األغلبة من المواطنن لنظام االن

حققا للقوى الساسة المختلفة ف نفس الوقت الذي ستمثل فه فرصة كبرة واألرجح أن انتخابات مجلس الشعب القادمة ستمثل اختبارا

المشاركة بالتصوت ف االنتخابات القادمة لهذه القوى لتعزز وجودها ف المجتمع. فالنسبة من المصرن الذن عبروا عن نتهم ف

إال أن ،%، وه نسبة لم نشهدها منذ عقود. صحح أن التصوت الفعل سقل كثرا عن تلك النسبة29.0عالة جدا، فقد وصلت إلى

نتخابات، بما ف ذلك نسبة التصوت الفعل ستتوقف إلى حد كبر على التطورات الساسة الت ستجري من اآلن وحتى موعد إجراء اال

االستراتجات الت ستتبعها األحزاب والقوى الساسة ف إدارة حمالتها االنتخابة.

%( رفض إظهار االلتزام تجاه أي حزب ساس. 6..2أن القسم األكبر من الناخبن )وتبن النتائج الت كشفت عنها هذه الدراسة

% من المواطنن، 30الذي حصل على تأد ن بن عدد من األحزاب أهمها الحرة والعدالةوتتوزع تفضالت القسم الباق من المواطن

وتبن هذه النتائج أن شرعة اإلسالم وشرعة الثورة هما الشرعتن % من التأد. 26.2له ائتالف شباب الثورة الذي حصل على

ة اإلسالم راسخة وقادرة على تحول التأد الذي تحصل عله إلى األكبر ف الساسة المصرة ف هذه المرحلة. وبنما تبدو شرع

أصوات، فإن شرعة الثورة مركزة ف كان غر حزب قد ال ظهر اسمه ف االنتخابات كلة، مما عن أن شرعة الثورة رغم بقائها

رة.ف الوع الجمع للمصرن فإنها لن تتحول إلى أصوات انتخابة تحصدها القوى الثو

20

انتخابات الرئاسة

فإنها من بن أكثر القضاا اجتذابا الهتمام المواطنن ف المستقبل غر القرب،قع رغم أن انتخابات الرئاسة مازالت حدثا غامضا

نصب الذي ووسائل اإلعالم. فمرشحو الرئاسة هم أشخاص، واألشخاص أكثر جذبا لالهتمام من المؤسسات كاألحزاب أو غرها، والم

حسب ما كشف عنه هذا البحث –المنصب األرفع ف نظامنا الساس، خاصة وأن المصرن -على األرجح–دور عله الصراع هو

% من المصرن، أما الباقن، 26.2% منهم، بنما ال فضل النظام البرلمان سوى 20.2هذا ما عبر عنه ففضلون النظام الرئاس،

% ففضلون نظاما مختلطا جمع بن عناصر من النظامن.32.0 والذن تبلغ نسبتهم

21

، فإن النظر ف طبعة المشاعر الت وقبل أن نتعرف على اتجاهات التصوت المحتملة لمرشح الرئاسة المطروحن ف الوقت الراهن

ركبة الت تساهم ف تحدد اتجاهات التصوت. حملها المواطنون تجاه المرشحن المختلفن للرئاسة تساهم ف التعرف على العوامل الم

وتبن النتائج أن السد عمرو موسى تقدم المشرحن جمعا ف مستوى المشاعر اإلجابة الت ثرها بن المواطنن بنسبة قدرها

ن موسى وكامل توزع باق %، وب20.2%، بنما تثر السدة بثنة كامل على القدر األقل من المشاعر اإلجابة بنسبة قدرها 63.9

المرشحن.

22

. %، مازالت لم تقرر موقفها 00أما فما خص التصوت المحتمل ف انتخابات الرئاسة، فإن الكتلة األكبر من المواطنن، وتبلغ نسبتها

لمائة الباقة من المواطنن تتوزع على ف انتخابات الرئاسة بعد، وإذا استبعدنا هذه النسبة من المواطنن من التحلل فإن تأد الستن با

، بنما تأت السدة بثنة كامل والدكتور عبدهللا األشعل ف مؤخرتهم.نحو ضع السد عمرو موسى ف مقدمة المرشحن الخمسة عشر

حث تضح وجود ناحة أخرى، مفدا النظر ف الصلة بن المشاعر اإلجابة من ناحة والتصوت للمرشحن من كان وأخرا فإنه ربما

عالقة قوة ولكنها غر مباشرة بن المتغرن. وبصفة عامة فإنه مكن القول أنه كلما زادت نسبة المصوتن للمرشح رغم انخفاض

شكل واضح نصبه من المشاعر اإلجابة فإن هذا شر إلى تمتع المرشح بقاعدة من األنصار األقواء المتمسكن بموقفهم، وظهر هذا ب

ف حالة المرشحن عمر سلمان وأمن نور وحازم أبو اسماعل، وه حاالت ثالثة منطقة، فالسد عمر سلمان هو أبرز المرشحن

تمثال للنظام السابق ولخبرة العمل ف جهاز الدولة، خاصة ف األجهزة األمنة، وكلها خصائص تمنحه تأد ال لن من جانب قطاع من

ن. أما المرشحن أمن نور وحازم أبو اسماعل فكل منهما عبر عن تار إدولوج له أنصاره الثابتن على موقفهم رغم تقلبات المواطن

الساسة والرأي العام.

23