156
الواسطية شرح العقيدة كتبهنصاريحميد ا با ن عبد خالد بلم الشرعيتدئ في طلب الع مكتبة المب

شرح العقيدة الواسطية

  • Upload
    -

  • View
    306

  • Download
    11

Embed Size (px)

DESCRIPTION

 

Citation preview

شرح العقيدة الواسطية

كتبه

خالد بن عبد هللا باحميد األنصاري

مكتبة المبتدئ في طلب العلم الشرعي

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

3

ٱ ٻ ٻ ٻاحلمد هلل رب العاملني، والصالة والسالم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه

.أمجعني : أما بعد

أن :ـ عن علم االعتقاد ـ" المدخل إلى دراسة المختصرات"مما ذكرته يف فوعلم أجزم بأنه حق، : معناه" اعتقد بأن اهلل حق: "اجلزم، فقولك: االعتقادهو معرفة قول علماء السلف يف املسائل اليت حدث فيها أقوال : إجماالا االعتقاد

.ضالة من قبل املنتسبني لإلسالماء والصفات، وقليل وأغلب هذه املسائل تتعلق باألخبار؛ مثل مسائل األسم

.منها يتعلق باألحكام؛ مثل مسائل األمر باملعروف والنهي عن املنكر مللكونه ؛عتقاد ألن قول علماء السلف زجزوم بهولعل هذا العلم سمي باال

.خيالف قوهلم إال املبتدعةكتاب علم االعتقادأن من أشهر املختصرات املؤلفة يف : يف املدخلومما ذكرته

بن عبد احلليم بن عبد يف شيخ اإلسالم أيب العباس أمحد تأل" العقيدة الواسطية"

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

4

، املتوىف سنة (ه666)ن من أرض الشام سنة السالم ابن تيمية احلراين، املولود حبرا (.ه827)

فأسأله " العقيدة الواسطية"نه وكرمه إمتام شرح مبيل وقد يسر اهلل عز وجل .سبحانه أن ينفع به كما نفع بأصله

.وصلى اهلل على نبينا حممد وعلى آله وصحبه وسلم

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

5

الكتاب شرحقبل الشروع يف

:تاب سيكون الكالم عن أمرينقبل الشروع في شرح الك

.عنوان الكتاب: األول .حمتويات الكتاب: الثاني

".العقيدة الواسطية"، فهو عنوان الكتابأما .سبق الكالم عنها يف املقدمة" العقيدة"وكلمة وصف للعقيدة، ومصفت بذلك نسبة إىل بلد واسط، حيث " الواسطية"وكلمة

.أحد قضاهتا كتب املؤلف هذه العقيدة إجابة لطلب : يحتوي على قسمين، فهو محتويات الكتابوأما

.اعتقاد أهل السنة واجلماعة يف املسائل اليت تتعلق باألخبار: القسم األول .اعتقاد أهل السنة واجلماعة يف املسائل اليت تتعلق باألحكام: القسم الثاني

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

6

[مقدمة املؤلف]

ٱ ٻ ٻ ٻينه كلهه الحمد لله ره على الد ينه الحق لهيظهه ي أرسل رسوله بهالهدى وده الذه

ا، وأشهد أن ال إهله إهال الل وحده ال شرهيك له إهق راراا بههه يدا وكفى بهالله شهها عبده ورسوله ص دا ا، وأشهد أن محم يدا وصحبههه لى الل عليهه وعلى آلههه وت وحه

ا ا مزهيدا .(1)وسلم تسلهيما (2):أما ب عد

:افتتح املؤلف كتابه هذا مبقدمة تضمنت ثالثة أمور (6) .ناوالشهادتالبسملة واحلمدلة : وهي

:هذه كلمة يمؤتى هبا للداللة على أمرين (2) .االنتهاء من املقدمة: األول .االبتداء يف املقصود: الثاين

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

7

[اعتقاد أهل السنة واجلماعة يف املسائل التي تتعلق باألخبار]

اعةه يةه المنصورةه إهلى قهيامه الس ن ؛ف هذا اعتهقاد الفهرقةه الناجه ةه أهله الس

، :وهو ، والجماعة يمان بهالله ومالئهكتههه وكتبههه ورسلههه والب عثه ب عد الموته اإلهيمان بهالقدره خيرههه وشرهه .(1)واإله

اعتقاد أهل السنة واجلماعة يف :الذي هو ؛هذا القسم األول من الكتاب (6) .املسائل اليت تتعلق باألخبار

.نفسه كتابواملشار إليه ال، هذا اسم إشارة( فهذا): قوله .أي ما تعتقده( اعتقاد الفرقة)

.بكسر الفاء الطائفة من الناس: جتزم به، والفرقة: ومعىن تعتقدهحدث بينهم اختالف يف فهم بعض ذلك أن املسلمني بعد الصحابة و

.ا نتج عنه وجود فرق اختالف مسائل يف الدين؛ .احدةو يقتصر على ذكر اعتقاد فرقة املؤلف يف هذا الكتاب و

اعةه : )قوله يةه المنصورةه إهلى قهيامه الس (الناجه .أي الفرقة اليت يذكر اعتقادها متصفة هبذه الصفات

.أي الساملة من النار يف اآلخرة( الناجية) .أي املنتصرة على من خالفها يف الدنيا( المنصورة)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

8

لن خيلو وقت من أي بقاؤها مستمر إىل أن تقوم الساعة، ف( إلى قيام الساعة) .وجودها

وإمنا ذكر املؤلف ذلك إشارة إىل أن اتصاف هذه الفرقة هبذه الصفات يدل .على احلق دون غريها من الفرقهي اليت على أهنا

والفرقة ، فالفرقة املعرضة للدخول يف النار بسبب اعتقادها ال تكون على احلقوالفرقة ، ليست على احلقاليت تنهزم أمام احلجج الواضحة من الكتاب والسنة

.إذ احلق باق إىل قيام الساعة ؛اليت ال يستمر بقاؤها ال تكون على احلق .ويف ذكر املؤلف لصفات هذه الفرقة ترغيب لالنضمام إليها

نةه والجماعة: )قوله (أهله الس .أي الفرقة اليت يذكر اعتقادها تمسمى هبذا االسم

.يقة اليت كان عليها النيب أي أصحاب الطر ( أهل السنة) .أي وأصحاب االجتماع على هذه الطريقة( والجماعة)

.ويف ذكر املؤلف السم هذه الفرقة ترغيب لالنتساب إليها .وذكر يف آخر الكتاب سبب تسميتها هبذا االسم

.أي اعتقاد هذه الفرقة( وهو: )قولهت واإليمان بالقدر اإليمان بالل ومالئكته وكتبه ورسله والبعث بعد المو )

أي اعتقادها إمجاال يف املسائل اليت تتعلق باألخبار هو اإلميان ( خيره وشره .هبذه األصول الستة

،ويف ذكر املؤلف العتقاد هذه الفرقة دعوة لتحقيق االنضمام واالنتساب إليها .ك يكون مبوافقتها يف اعتقادهاوذل

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

9

[اإلميان باهلل]

يمانه بالله ن اإله (1):ومه

.يف ذكر اعتقادها تفصيال لما ذكر اعتقاد الفرقة إمجاال شرع (6) .فبدأ باألصل األول الذي هو اإلميان باهلل

.مبعىن بعض، أي بعض ما يدخل يف اإلميان باهلل( من( )باللومن اإليمان ) .عن بعض هذه األمور ال كلها يتكلم اإمن وأنه ا،أمور يتضمن باهلل اناإلمي أن :مراده

باهلل؟ ما هي األمور اليت يتضمنها اإلميان: مسألة :اإلميان باهلل يتضمن ثالثة أمور: اجلواب .اإلميان بربوبيته: األول .اإلميان بإهليته: الثاين

.اإلميان بأسائه وصفاته: الثالث ما هو الذي يتكلم عنه املؤلف من هذه األمور؟ :فإذا قيل .يتكلم عن اإلميان بالصفات فقط: فاجلواب

:مبحثني فيما يتعلق بباب الصفاتاملؤلف وذكر .بيان مصادر الصفات اليت يؤمن هبا أهل السنة واجلماعة: املبحث األول .بيان كيفية وصف اهلل لنفسه: املبحث الثاين

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

11

يمان بهما وصف بههه ن فسه فهي كهت د اإله ابههه، وبهما وصفه بههه رسوله محم(1).

.(2)ن غيره تكيهيف وال تمثهيل مه ن غيره تحرهيف وال ت عطهيل، و مه

بيان مصادر الصفات اليت يؤمن هبا أهل السنة :وهو ،هذا املبحث األول (6) .واجلماعة

.أي يف القرآن( اإليمان بما وصف به نفسه في كتابه) .أي يف السنة( به رسوله محمد وبما وصفه )

.أهنم يؤمنون بالصفات اليت مصدرها القرآن والسنة: واخلالصة ژڈ ژ ژ ڑژ : قوله تعاىل: مثال ذلك

فأهل السنة واجلماعة يؤمنون بأن من صفاته تعاىل أنه استوى على العرش .عال وارتفع: بداللة هذه اآلية، ومعىن استوى

در الصفات اليت يؤمن هبا أهل السنة واجلماعة مها القرآن لما ذكر أن مصا (2)والسنة ناسب أن يذكر أن إمياهنم بالصفات خال من التعامل معها هبذه الطرق األربعة، وإمنا ناسب أن يذكر ذلك ألن الفرق األخرى تتعامل مع

.الصفات هبذه الطرق . التحريف :فأما الطريقة األوىل، فهي

.املراد مع إبداله مبعىن آخرنفي املعىن : وهو معناهاستوى : قال بعضهم ژڈ ژ ژ ڑژ : يف قوله تعاىل :مثاله

. مبعىن آخر الذي هو استوىل وأبدله ،وارتفع عال هو الذي املراد املعىن فنفى استوىل، . التعطيل :وأما الطريقة الثانية، فهي

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

11

نون بهأن الل ژٿٹٹٹٿٺٿٿژ :بل ي ؤمه

.(1)[الشورى]

.نفي املعىن املراد مع عدم إبداله مبعىن آخر: وهواهلل مل : قال بعضهم ژڈ ژ ژ ڑژ : يف اآلية السابقة: مثاله

.يستو على العرش، فنفى املعىن املراد ومل يبدله مبعىن آخر . التكييف :وأما الطريقة الثالثة، فهي

.تعيني كيفية الصفة مع عدم ذكر مماثل هلا: وهويفية ك: إذا قال قائل ژڈ ژ ژ ڑژ : يف اآلية السابقة: مثاله

ثلها ،استواء اهلل على عرشه كذا وكذا، فعني كيفية الصفة من تلقاء نفسه ومل ميم .بصفة املخلوقني

ل ادعى معرفة الكيفية، لكن الذي نمق اأن أحد ـفيما أحسب ـل مل يمنق : تنبيهأن بعضهم كان يسأل عن الكيفية، ففي نفي معرفة الكيفية إغالق لباب

.السؤال عنها . التمثيل :فهي ،طريقة الرابعةوأما ال

.تعيني كيفية الصفة مع ذكر مماثل هلا: وهواهلل : قال بعضهم ژڈ ژ ژ ڑژ : يف اآلية السابقة: مثاله

،كما يستوي أحدنا على الكرسي، فعني كيفية الصفة ،استوى على العرش .ومثلها بصفة املخلوقني

ة واجلماعة بالصفات خال من التعامل معهالما ذكر املؤلف أن إميان أهل السن (6)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

12

فون عنه ما وصف بههه نفسه، وال يحرف عههه، وال ضه ون الكلهم عن موافال ي ن فاته فاتههه بهصه فون، وال يمثلون صه دون فهي أسماءه الل وآياتهه، وال يكي ي لحه

.(1)خلقههه

.ناسب أن يذكر طريقتهم يف التعامل مع الصفات ؛بتلك الطرق .تدل على االنتقال( بل)كلمة

.فأوال نفى تعاملهم بتلك الطرق، مث انتقل إىل إثبات الطريقة اليت يتعاملون هبا .فيه نفي املماثلة( ژٺ ٿ ٿ ژيؤمنون بأن الل ) .فيه إثبات صفتني من الصفات( ژٹ ٿ ٹژ )

أن طريقتهم يف التعامل مع الصفات اليت يؤمنون هبا هي نفي املماثلة : مراده .عنها

ژڈ ژ ژ ڑژ : قوله تعاىل: مثال ذلكفأهل السنة واجلماعة يؤمنون بأن من صفاته تعاىل أنه استوى على العرش

ليس ،على العرش استواء يليق جباللهبداللة هذه اآلية، ويؤمنون بأن استواءه .ألنه ليس كمثله شيء ؛مثل استواء املخلوقني

ناسب أن يذكر ؛لما ذكر طريقة أهل السنة واجلماعة يف التعامل مع الصفات (6) .ما يتفرع عن هذه الطريقة أي ينتج عنها

. الفاء تدل على التفريع( ف )هي نفي املماثلة عنها، يتفرع عن يعين كون طريقتهم يف التعامل مع الصفات

.ذلك أهنم ال يتعاملون مع الصفات بالطرق األخرى

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

13

.أي ال يعطلون( ال ينفون عنه ما وصف به نفسه: )فأوال أي ال يصرفون اللفظ عن املعىن الذي ( ال يحرفون الكلم عن مواضعه: )اثاني

.ومضع له :يف األساء واآليات هو اإلحلاد( ال يلحدون في أسماء الل وآياته: )وقوله

عدم إثبات ما دلت عليه من الصفات، :امليل عما جيب فيها، ومن امليلوإما بالتحريف، وعلى ،إما بالتعطيل ؛وكيفية عدم اإلثبات تكون بأحد أمرين

بل هو يتضمن هاتني الطريقتني، وهلذا ،هذا فاإلحلاد ليس هو طريقة مستقلة .ذكره املؤلف بعدمها

.أي ال يـمعيـنمون كيفية ما وصف اهلل به نفسه( ال يكيفون: )اثالث إن صفات اهلل مثل : أي ال يقولون( ال يمثلون صفاته بصفات خلقه: )ارابع

.صفات املخلوقنياألخرى اعتقدوا ابتداء يف ق ر يشري املؤلف هبذا التفريع إىل أن الف : فائدة

فنتج عن ،اثل صفات املخلوقنيا متم أهنالصفات اليت مصدرها القرآن والسنة ،هذا االعتقاد التعامل مع الصفات بطريقة من هذه الطرق، فمنهم من عطل

للهروب من الوقوع يف التمثيل، اقصد ؛ومنهم من كيف ،ومنهم من حرفللتسليم لظاهر القرآن والسنة، وأما أهل السنة واجلماعة اقصد ؛ومنهم من مثل

بتداء أن الصفات يف القرآن والسنة ال متاثل صفات فلكوهنم اعتقدوا ا .نتج عن ذلك عدم التعامل مع الصفات بطريقة من هذه الطرق ؛املخلوقني

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

14

ي له انه وال ي قاس بهخلقههه سبح ،وال نهد له ،له ء وال كف ،ألنه سبحانه ال سمه .(1)وت عالى

لما ذكر ما يتفرع عن طريقة أهل السنة واجلماعة يف التعامل مع الصفات (6) .ناسب أن يذكر التعليل أي السبب على صحة هذه الطريقة

أي السبب يف نفي املماثلة عن صفات اهلل ما ؛م سببيةالال( ألنه سبحانه) : يلي

، كلها هذه األلفاظ معناها متقارب( وال ند له ،وال كفوء له ،ال سمي له) .مبعىن ال مثيل له يف ذاته

ثل، بلقه: ال يقاس( وال يقاس بخلقه) أي يف الصفات، يعين ال : أي ال ميمثل صفاته بصفات خلقه .متم

أن أهل السنة واجلماعة ينفون املماثلة عن صفات اهلل تعاىل، والسبب : مرادهفيلزم من ذلك أن يكون ال مثيل له ؛ذلك أن اهلل تعاىل ال مثيل له يف ذاته يف

.يف صفاتهواحليوان ذات له صفات، وألن ذات ،اإلنسان ذات له صفات: مثال تـقمريميب

أن تكون صفات اإلنسان ليست احليوان؛ يلزم من ذلك كذات ليست اإلنسانكصفات احليوان، فعني اإلنسان ليست كعني احليوان، وقوة اإلنسان ليست

تعاىل كقوة احليوان، ورجل اإلنسان ليست كرجل احليوان، وإذا كانت ذات اهلل ليست مثل تعاىل ليست كذات اإلنسان فيلزم من ذلك أن تكون صفات اهلل

الصفات بني اإلنسان واحليوان ومها صفات اإلنسان، وإذا ثبت اختالف .خملوقان، فمن باب أوىل أن ختتلف الصفات بني اخلالق واملخلوق

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

15

نه أعلم بهن ف يثاا من خلقههه سه فإه ثم رسله ، هه وبهغيرههه، وأصدق قهيالا وأحسن حدهقون ين ي قولون عليهه ما ال ي علمون مصدوقون،صاده الفه الذه :ولههذا قال ،بهخه

حئ مئ ىئ يئ جب حب خب ىئ ىئ ی ی ی ی جئژ

، ل ا وصفه بههه ام ، فسبح ن فسه ع [الصافات] ژمب ىب مخالهفون للرسلهن النقصه والعيبه . (1)وسلم على المرسلهين؛ لهسالمةه ما قالوه مه

ذكر املؤلف يف املبحث األول مصادر الصفات اليت يؤمن هبا أهل السنة (6)واجلماعة، مث بعد أن استطرد يف الكالم عاد إلمتام الكالم عن أصل هذا

.ذه املصادرفذكر التعليل على صحة ه ؛املبحثأي السبب يف إمياهنم بالصفات اليت وصف اهلل هبا نفسه ؛الفاء سببية( فإنه)

: ما يلي ووصفه هبا رسوله أن : مراده( من خلقه ابغيره، وأصدق قيالا، وأحسن حديثا أعلم بنفسه و )

السنة واجلماعة يؤمنون بالصفات اليت وصف اهلل هبا نفسه، والسبب يف أهل :عاىل اجتمع يف حقه ثالثة أمور توجب التسليم لوصفه كما هوذلك أن اهلل ت

.أنه أعلم بنفسه وبغريه: األول .أنه أصدق قيال : الثاين

.من خلقه اأنه أحسن حديث : الثالثاحلسن اللفظي الذي هو الفصاحة، : احلسن يف احلديث يتضمن أمرين: فائدة

. أفصح الكالم وأوضحهواحلسن املعنوي الذي هو اإليضاح، فكالم اهلل تعاىل مراده أن أهل السنة واجلماعة يؤمنون بصفات (صادقون مصدوقون رسله ثم)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

16

، والسبب يف ذلك أن الرسول اجتمع اهلل تعاىل اليت وصفه هبا رسوله حممد :فيه أمران يوجبان التسليم لوصفه

.أنه صادق أي يف قوله: األول .أنه مصدوق أي فيما يموحى إليه: الثاين

. ، وهو بلغ نفس ما أوحاه اهلل إليهاق عين أن اهلل تعاىل أوحى إليه صدي ( بخالف الذين يقولون عليه ماال يعلمون)

من هم الذين يقولون ما ال يعلمون؟ .هم الذين يتكلمون عن صفات اهلل بغري وحي من اهلل

الف حلال الرسل، فالرسل مأن هؤالء حاهل: مراد املؤلف صادقون يف القول خمم .مصدوقون، وهؤالء كاذبون مكذوبون

ألهنم قالوا خالف ما قاله الرسل، مكذوبون أي فيما ؛كاذبون أي يف قوهلم .ألن الشيطان أوحى إليهم خالف ما أوحاه اهلل إىل الرسل ؛إليهم يوحى

ىئ ىئ ی ی ی ی جئ حئ مئ ىئ ژ :ولههذا قال)

ه به المخالفون فسبح نفسه عما وصف ژيئ جب حب خب مب ىب مراد ( للرسل، وسلم على المرسلين لسالمة ما قالوه من النقص والعيب

أن اهلل تعاىل سلم على املرسلني لسالمة ما قالوه من النقص والعيب، : املؤلفوالسبب يف أن قوهلم عنه سامل من النقص والعيب هو أهنم صادقون

فون للرسل، والسبب يف مصدوقون، وأنه تعاىل نزه نفسه عما وصفه به املخالفال بد أن ؛من النقص والعيب ام ذلك هو أنه إذا كان وصف الرسل سال .يكون وصف من خالفهم فيه نقص وعيب

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

17

ى بههه ن فسه ث باته وهو سبحانه قد جمع فهيما وصف وسم .(1)ب ين النفهي واإلها جاء بههه المرسلون نةه والجماعةه عم .(2)فال عدول ألهله الس

.كيفية وصف اهلل لنفسه :وهو ،هذا املبحث الثاين (6) .أي يف القرآن( وهو سبحانه قد جمع)اهلل تعاىل أي أن صفات ( فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي واإلثبات)

.صفات مثبتة، وصفات منفية: حبسب ما وصف به نفسه يف القرآن نوعان كما هو ظاهر كالم املؤلف؟ ،هل أساء اهلل كذلك نوعان مثبتة ومنفية :مسألة

لكن من حيث املعىن ال من حيث ،نعم أساء اهلل نوعان مثبتة ومنفية: اجلواب .اللفظ .أي ليس منها شيء مسبوق بأداة نفي؛ ةمن حيث اللفظ كلها مثبت اهلل فأساء

: وأما من حيث املعىن فنوعان .اليت تدل على معىن مثبت :أساء مثبتة، وهي: النوع األول

.اسم يدل على معىن مثبت، وهو العلم" العليم: "مثاله . اليت تدل على معىن منفي :أساء منفية، وهي: النوع الثاين

: معناه" السالم"ىن منفي وهو النقص، ألن اسم يدل على مع" السالم: "مثاله .أن يكون املقصود من االسم هو التـنمزيمه :وضابط هذا النوع النقص، من السامل

.ناسب أن يذكر ما يتفرع عن ذلك ؛لما ذكر كيفية وصف اهلل لنفسه (2)الفاء للتفريع، أي كون اهلل تعاىل وصف نفسه باإلثبات والنفي تفرع عن ( ف )

: ما يلي ذلك

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

18

نه الصراط المستقهيم ن ؛فإه م مه ين أن عم الل عليهه راط الذه النبهيين صهيقهين هداءه والصاله والصد ين والش .(1)حه

.أي ال ميل هلم( ال عدول ألهل السنة والجماعة) .أي عن الوصف الذي بلغه املرسلون عن رهبم( عما جاء به المرسلون)

م : مراده أن اهلل تعاىل وصف نفسه باإلثبات والنفي، وأن املرسلني بلغوا عن رهب أنه ال ميل ألهل السنة واجلماعة عن وصف: هذا الوصف، فتفرع عن ذلك

.للوصف الذي بلغه املرسلون عن رهبم ااتباع ؛اهلل تعاىل باإلثبات والنفي ا تعاىل باإلثبات والنفي اتباع ملا ذكر أن أهل السنة واجلماعة يصفون اهلل (6)

مللو ناسب أن يذكر السبب يف اتباعهم ؛صف الذي بلغه املرسلون عن رهب .هلذا الوصف

تعاىل باإلثبات ة واجلماعة يصفون اهللالفاء سببية، أي أن أهل السن( ف ) : والسبب يف ذلك ما يلي ،للوصف الذي بلغه املرسلون اوالنفي اتباع

.أي هذا الوصف( إنه) .أي الطريق الذي ال اعوجاج فيه( الصراط المستقيم)أي هذا الصراط املستقيم هو الصراط الذي ( صراط الذين أنعم الل عليهم)

.يهم بسلوكهسلكه من أنعم اهلل علأي الذين أنعم اهلل عليهم ( من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين)

.بسلوكه، هم هؤالء األصناف األربعة

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

19

[شواهد من القرآن تدل على أن اهلل وصف نفسه باإلثبات والنفي]

[سورة تشتمل على صفات مثبتة ومنفية]

هه فهي دخل وقد خالصه :الجملةه هذه التهي ؛ما وصف الل بههه ن فسه فهي سورةه اإله

ل ث لث القرآنه ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ ٱژ :حيث ي قول ،تعده

.(1)[اإلخالص] ژپ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ

ذكر املؤلف يف املبحث الثاين أن اهلل وصف نفسه باإلثبات والنفي، مث بعد أن (6)ن فذكر شواهد م ؛استطرد يف الكالم عاد إلمتام الكالم عن أصل هذا املبحث

. القرآن تدل على أن اهلل وصف نفسه باإلثبات والنفي :وهذه الشواهد اليت ذكرها على مخسة أنواع

.سورة تشتمل على صفات مثبتة ومنفية: النوع األول .آية تشتمل على صفات مثبتة ومنفية: النوع الثاين

.آيات تشتمل على صفات مثبتة فقط: النوع الثالث .على صفات منفية فقطآيات تشتمل : النوع الرابع

.آيات تشتمل على صفات مثبتة فقط: النوع اخلامس

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

21

ومل يدرجه مع النوع الثالث، مع أن ،ملاذا أخر املؤلف النوع اخلامس :مسألة النوعني كليهما آيات تشتمل على صفات مثبتة فقط؟

إمنا أخر هذا النوع ألن اآليات اليت فيه تشتمل على صفات سيوجه : اجلواب .مزيد اعتناء، وذلك لكون اختالف الناس فيها أكثر من غريهاإليها

كيف سيوجه املؤلف إىل هذه الصفات مزيد اعتناء؟ :فإذا قيل .بتخصيص فصول لشرحها: فاجلواب

اليت هي سورة تشتمل على صفات ؛ وبدأ املؤلف بالنوع األول من الشواهد .مثبتة ومنفية

الل به نفسه في سورة ما وصف :وقد دخل في هذه الجملة): قولهوهو سبحانه قد جمع فيما ) :املراد باجلملة ما قاله قبل ذلك( اإلخالص

يعين أن اهلل وصف نفسه يف ( وصف وسمى به نفسه بين النفي واإلثباتسورة اإلخالص باإلثبات والنفي، فتكون هذه السورة داخلة فيما قرره يف هذه

.اجلملة .ة اإلخالص تساوي ثلث القرآنأي سور ( التي تعدل ثلث القرآن)

بأي اعتبار تعدل ثلث القرآن؟ :فإذا قيلا تعدل ثلث القرآن باعتبار املعىن، وذلك أن املختار عند املؤلف أهن: وابفاجل

أخبار عن اهلل، وأخبار عن املخلوق، وأحكام من : أن معاين القرآن ثالثة أنواععن اهلل تعاىل، فعدلت ثلث اهلل للمخلوق، وهذه السورة كلها اختصت باخلرب

.القرآن

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

21

هاتان اآليتان تضمنتا ( ژپ پ .ٱ ٻ ٻ ٻژ : حيث يقول) .والصمدية ،واألحدية ،اإلهلية: ثالث صفات مثبتة، وهي

هاتان اآليتان ( ژٺ ٺ ٺ ٺ ٿ .پ ڀ ڀ ڀ ژ )ين تضمنتا ثالث صفات منفية؛ نفي الولد، ونفي الوالد، ونفي الكفوء يع

.املثيل :معىن الصمد

:للسلف يف تفسري الصمد أقوال، واملشهور منها قوالن .أن الصمد هو الذي ال جوف له: أحدمها

.أنه السيد الذي يمصمد إليه يف احلوائج: الثاينوطائفة من أهل اللغة، والثاين قول طائفة من ،فاألول قول أكثر السلف

.ومجهور اللمغويني ،السلف .هذا مبعناه يف غري هذا الكتابذكر املؤلف

: ابتدأ املؤلف من الشواهد بسورة اإلخالص لسببني :فائدة .لكوهنا سورة، وهلذا فالشواهد اليت بعدها كلها آيات: األوللكوهنا تشتمل على صفات مثبتة ومنفية، وهلذا فالشواهد اليت بعدها : الثاين

ما عدا النوع الذي ،أو منفية فقط ،كلها تشتمل على صفات مثبتة فقط .سيأيت

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

22

[تشتمل على صفات مثبتة ومنفية آية]

ڻ ۀ ۀ ہ ژ :حيث ي قول ؛وما وصف بههه ن فسه فهي أعظمه آية فهي كهتابهه

ۈ ۈ ۆ ۆۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۓھ ھ ھ ے ے ھہ ہ ہ

ى ائ ائ ەئ ەئ وئ ىۉ ۉ ې ې ې ې ۅٴۇ ۋ ۋ ۅ

ژىئ ی ی ی ىئېئ ېئ ىئ ېئۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ۇئوئ ۇئ

ن الله ، ولههذا[255: البقرة] لة لم ي زل عليهه مه هه اآلية فهي لي كان من ق رأ هذه .(1)ان حتى يصبهح حافهظ، وال ي قربه شيط

.اليت هي آية تشتمل على صفات مثبتة ومنفية؛ هذا النوع الثاين من الشواهد (6)املراد باآلية هنا آية ( وما وصف به نفسه في أعظم آية في كتابه): قوله

الكرسي، يعين أن اهلل وصف نفسه يف هذه اآلية باإلثبات والنفي كما هو .احلال يف سورة اإلخالص

هذه اجلملة تضمنت ثالث ( ژڻ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہژ : حيث يقول) .والقيومية ،واحلياة ،اإلهلية: صفات مثبتة، وهي

: هذه اجلملة تضمنت صفتني منفيتني ومها( ژھ ھ ھ ے ےژ ) .النعاس: والنوم، والسنة معناها ،السنة

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

23

،مثبتةهذه اجلملة تضمنت صفة واحدة ( ژۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ژ) .امللك :وهي

هذه اجلملة تضمنت صفة واحدة ( ژۆ ۈ ۈ ٴۇ ۋ ۋ ۅ ژ ) .اإلذن بالشفاعة: وهي ،مثبتة

(ژۇئى ائ ائ ەئ ەئ وئ وئ ۇئ ىۉ ۉ ې ې ې ېژ ) .واملشيئة ،العلم: هذه اجلملة تضمنت صفتني مثبتتني ومها

هذه (ژی ىئ ی ىئېئ ېئ ىئ ېئۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ژ )وصفة واحدة منفية، أما الصفات املثبتة ،اجلملة تضمنت ثالث صفات مثبتة

.التعب: األود، ومعناه: والعظمة، وأما املنفية فهي ،والعلو ،احلفظ: فهي ،ولهذا كان من قرأ هذه اآلية في ليلة لم يزل عليه من الل حافظ): قوله

.الم السببية( ولهذا): الالم يف قوله( وال يقربه شيطان حتى يصبحلسبب يف أن الوصف الذي وصف به نفسه يف هذه اآلية هو ا: مراد املؤلف

.وال يقربه شيطان ،اأن من قرأها يكون حمفوظ ،ألن تلك سورة ؛سورة اإلخالص عنآية الكرسي ذكر أخر املؤلف :فائدة

لكوهنا تشتمل على صفات ؛وهذه آية، وقدمها على ما بعدها من اآليات ،ثبتة ومنفية، وهلذا فالشواهد اليت بعدها كلها تشتمل على صفات مثبتة فقطم

.أو منفية فقط

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

24

[فقطتشتمل على صفات مثبتة آيات]

[واآلخرية، والظهور، والباطنية ،األوليةصفات إثبات ]

ژىئ ىئ ی ی ی ىئۈئ ۈئ ېئ ېئ ېئژ :وق وله سبحانه .(1)[الحديد]

[إثبات صفة احلياة]

.(2) [58: الفرقان] ژٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤژ :انه ح وق وله سب

.النوع الثالث من الشواهد آيات تشتمل على صفات مثبتة فقط (6) ،األولية: وبدأ املؤلف هبذه اآلية اليت قصد هبا إثبات أربع صفات، وهي

.واآلخرية، والظهور، والباطنية األنه خصص هلا موضع ؛ذه اآلية إثبات صفة العلماملؤلف هب ال يقصد: تنبيه

. مجع فيه بعض اآليات املتعلقة هبا :معاين األساء األربعة اليت تضمنتها اآلية

معناه الباقي الذي ال : اآلخر، معناه املوجود الذي ال بداية لوجوده: األول .معناه القريب بعلمه :الباطن، معناه العايل بذاته: الظاهر، هناية لبقائه

.قصد املؤلف هبذه اآلية إثبات صفة احلياة (2)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

25

[إثبات صفة العلم]

ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ژ ،[2: التحريم] ژڤ ڤ ڦ ژ :وق وله

ڄ ڄ ڃ ڄٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ

ىئۈئ ۈئ ېئ ېئ ېئ ۆئەئ ەئ وئ وئ ۇئ ۇئ ۆئ ژ ،[سبأ] ژڃ

ىئ يئ جب حب خب مب ىب يب ىئ ىئ ی ی ی ی جئ حئ مئ

ژڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ژ :، وقوله [ألنعاما] ژجت حت خت

مت ىت يت جث مث ىث يث حج مج جح ژ :، وق وله [11: فاطر] [47: فصلت]

.(1)[12:الطالق] ژمح جخ حخ مخ

[الرزق، والقوة، واملتانة صفات إثبات]

.(2)[58: الذاريات] ژڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ژ :وق وله

.قصد املؤلف هبذه اآليات إثبات صفة العلم (6)باالسم، مث ذكر بقية " العليم"ذكر املؤلف أوال اآلية اليت فيها لفظ : فائدة

بالوصف، فلعله يريد بقية اآليات كالشرح لآلية األوىل، مث ،اآليات بالفعلعنده مفاتح : يعلم ما يلج يف األرض إخل، ومعناه: عليم معناه: ه يقولفكأن

.الغيب ال يعلمها إال هو، وهكذا وهي ثالث ،لعل املؤلف قصد هبذه اآلية إثبات مجيع الصفات اليت دلت عليها (2)

.أي الشدة ؛الرزق، والقوة، واملتانة: صفات

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

26

[صفتي السمع والبصر إثبات]

:، وق وله [11:الشورى] ژٿ ٹ ٹ ٿٺ ٿ ٿژ :وق وله .(1)[58: النساء] ژوئ ۇئ ۇئ ۆئ ۆئ وئى ائ ائ ەئ ەئ ژ

[إثبات صفتي املشيئة واإلرادة]

،[39: كهفال] ژڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ڌژ :وق وله :هوق ول ،[253: البقرة] ژڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ :وق وله

ں ں ڻ ڻ ڱک ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱژ

ڀ ڀ پٱٻٻ ٻ ٻ پ پ پژ :، وق وله [1: المائدة] ژڻ

.(2)[125: األنعام] ژٺ ٿ ٿ ٿ ٿڀ ڀ ٺ ٺ ٺ

.والبصر قصد املؤلف هباتني اآليتني إثبات صفيت السمع (6) .واإلرادة ،قصد املؤلف هبذه اآليات إثبات صفيت املشيئة (2)

آية يف صفة املشيئة خاصة، مث ذكر آيتني يف صفة اإلرادة أوال املؤلف ذكر :فائدة .وآييت اإلرادة بآية حتتوي على الصفتني املشيئة آية بني أعين بينهما وفصل خاصة،

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

27

[إثبات صفة احملبة واملودة]

ۇ ۇ ۆ ڭڭژ ،[195: البقرة] ژھ ھ ے ے ھھژ :وق وله

ٹ ٹ ٹ ٿٺ ٺ ٿ ٿ ٿژ ،[9: الحجرات] ژۆ

: البقرة] ژۆ ۈ ۈ ٴۇ ۋ ۋ ژ ،[7: التوبة] ژٹ

،[31: آل عمران] ژڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڦ ڦ ڦ ژ :، وق وله [222ے ے ۓ ژ :، وق وله [54: المائدة] ژۀ ۀ ہ ہ ہ ہژ :وق وله

:، وق وله [الصف] ژۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ .(1)[البروج] ژے ے ۓ ۓ ژ

.احملبة واملودة قصد املؤلف هبذه اآليات إثبات صفة (6) : معىن املودة

.املودة هي احملبة .هو احلبيب: -قال ابن عباس وغريه-والودود :هتفسري يف ابن كثري قال

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

28

[إثبات صفة الرمحة]

ژۋ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ ژ ، ژٻ ٻ ٱ ٻ ژ :وق وله

ٿ ٹ ژ ،[43: األحزاب] ژجث مث ىث ژ ،[7: فرغا]

،[54: األنعام] ژڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ژ ،[156: األعراف] ژٹ ٹ ٺ ٿ ٺڀ ٺ ٺ ژ ،[117: يونس] [8: ألحقافا] ژڌ ڌ ڎژ

.(1)[64: يوسف] ژٿ

[الرضىإثبات صفة ]

[22: المجادلة] [111: التوبة] [119: المائدة] ژمت ىت يت جث مثژ :ه وق ول

.(2) [8: البينة]

.قصد املؤلف هبذه اآليات إثبات صفة الرمحة (6) .قصد املؤلف هبذه اآلية إثبات صفة الرضى (2)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

29

[إثبات صفة الغضب وما يف معناه]

گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ژ :وق وله

ې ې ې ى ژ :، وق وله [93: النساء] ژڱ ڱ ڱ ں

ہ ہ ھژ :،وق وله [28: محمد] ژىائائ ەئ

: التوبة] ژےۓۓڭڭ ژ :، وق وله [55 :لزخرفا]ژھ .(1)[الصف] ژۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ژ :، وق وله [46

[إثبات صفة اإلتيان واجمليء]

ەئەئ وئ وئ ۇئ ۇئ ۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ېئ ېئ ژ :وق وله

پ ڀ ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ ژ :، وق وله [211: البقرة] ژېئ

ۉۉېېېې ى ى ائ ژ ،[158: األنعم] ژڀ ڀڀٺ

ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ،[الفجر] ژائ ەئ ەئ وئ

.(2)[الفرقان] ژژ

،من السخط ؛عناهوما يف م ،قصد املؤلف هبذه اآليات إثبات صفة الغضب (6) .واملقت ،والكره ،واألسف

.قصد املؤلف هبذه اآليات إثبات صفة اإلتيان واجمليء (2)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

31

[إثبات صفة الوجه]

ڳ ڳ ڳ ژ ،[الرحمن] ژڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ :وق وله

.(1)[88: القصص] ژڱڳ

[إثبات صفة اليدين]

ۉ ې ژ :، وق وله [75: ص] ژۋ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ ې ژ :وله وق

.(2)[64: المائدة] ژې ېېىائائ ەئەئوئ ۇئ ۇئ ۆئ ۆئۈئ

ما وجه الداللة يف اآلية األخرية؟ :مسألةوجه الداللة أن تشقق السماء بالغمام يكون مقدمة إلتيان اهلل تعاىل : اجلواب

.بدليل اآلية األوىل .إثبات صفة الوجهقصد املؤلف هباتني اآليتني (6)

إثبات البقاء لصفة الوجه يدل على إثبات البقاء للموصوف الذي هو :فائدة .اهلل عز وجل

.قصد املؤلف هباتني اآليتني إثبات صفة اليدين (2)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

31

[نيلعينإثبات صفة ا]

ڌ ڎ ڎ ڈ ژ ،[48: الطور] ژی جئ حئ مئ ىئژ :وق وله

ٹ ٹ ڤ ڤ ژ ،[القمر] ژڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک

.(1)[39: طه] ژڤ ڤ ڦ

[إثبات صفتي السمع والرؤيا]

ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ژ :وق وله

ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ ژ :، وق وله [المجادلة] ژٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٺٺ

ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ژ :، وق وله [181: آل عمران] ژ ڀپ پ پ پ ڀ ڀ

ۅ ۉ ژ :، وق وله [لزخرفا] ژڎ ڈ ڈ ژ ڎ ڌڍ ڌ

ڳ ڳ ژ ،[العلق] ژۆ ۈ ۈ ٴۇ ۋ ۋ ژ :، وق وله [46: طه] ژۉ ې

ۋ ژ ،[الشعراء] ژڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀ

.(2)[115: التوبة] ژۅ ۅ ۉ ۉ ې ې

.قصد املؤلف هبذه اآليات إثبات صفة العينني (6)على املؤلف هنا يسوق اآليات دون األحاديث، ففي هذه اآليات دليل :تنبيه

.ا اثنتان فمأخوذ من السنةمإثبات صفة العني، وأما الدليل على عدد العني أهن .قصد املؤلف هبذه اآليات إثبات صفيت السمع والرؤيا (2)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

32

[إثبات صفة املكر وما يف معناه]

ڀ ڀ ژ :، وقوله [13: الرعد] ژمئ ىئ يئ ژ :ق وله و

ڳ ڳ ڳ ڱ ژ :، وق وله [آل عمران] ژٺ ٺ ٺ ٿ ٺڀ

ژگ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ژ :وق وله ،[النمل] ژڱ ڱ ڱ ں

.(1)[الطارق]

ذكر آيات يف مث ،ذكر املؤلف هنا أوال آيات يف صفة السمع خاصة :فائدة .صفة الرؤية خاصة، وفصل بينهما بآية حتتوي على الصفتني

ذكر املؤلف صفيت السمع والرؤية من قبل، ولكن ذكرمها يف ذلك املوضع :تنبيه .ويف هذا املوضع بلفظ الفعل ،"بصري" "سيع"بلفظ االسم

.من املماحلة والكيد ؛وما يف معناه ،قصد هبذه اآليات إثبات صفة املكر (6) :معىن املكر

ظاهره النفع إيصال الضرر من حيث يمظن النفع، يعين أن يفعل فعال : املكر .ولكن يريد به اإلضرار

.مكر مبن ال يستحق: والثاين، مكر مبن يستحق: األول :وهو نوعانوالنوع الثاين صفة ذم، وله ، فالنوع األول صفة مدح، وهو الثابت هلل تعاىل

.اسم خاص وهو اخليانة، وهذا النوع منفي عن اهلل تعاىل ألنه من الظلم

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

33

[إثبات صفتي العفو واملغفرة]

ژٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ٿ ٿژ :وق وله

: النور] ژگ گ گ کژ ڑ ڑ ک ک ک ژڈ ڈژ ،[النساء]

22](1).

[إثبات صفة العزة]

، وق وله عن [8: المنافقون] ژگ گ ڳ ڳژ :وق وله

.(2)[82: ص] ژجح مح جخ ژ :إهبلهيس

.واملغفرة ،يتني إثبات صفيت العفوقصد املؤلف هباتني اآل (6) :معىن العفو واملغفرة

أي سرته، : أي أزاله، غفر الذنب: الذنب عفاالعفو واملغفرة معنامها متقارب، .وكالمها مبعىن جتاوز عن العقاب بالذنب

.أي الغلبة ؛قصد املؤلف هباتني اآليتني إثبات صفة العزة (2)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

34

[إثبات االسم هلل تعاىل]

پ ژ :، وق وله [الرحمن] ژڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ژ :وله وق

.(1)[65: مريم] ژڀ ڀ ڀ ڀ پپ پ

.ات االسم هلل تعاىلقصد املؤلف هباتني اآليتني إثب (3) .واملراد باالسم املثبت هلل تعاىل هي مجيع األساء احلسىن

:ژڀ ڀ ڀ ڀ ژ معىن أي ليس له سي، ؛هذا استفهام يراد به النفي ژڀ ڀ ڀ ڀ ژ : قوله

.يعين ال أحد يستحق أن يسمى مبثل اسه

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

35

[آيات تشتمل على صفات منفية فقط]

ۈ ۈ ٴۇ ۋ ژ ،[اإلخالص] ژٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ژ

چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ژ :، وق وله [22: البقرة] ژۋ ۅ

ڻ ۀ ۀ ہ ہ ہ ژ :، وق وله [165: البقرة] ژڎ ڌ ڌ ڎ

،[اإلسراء] ژۇ ۆ ۆ ۇہ ھ ھ ھ ھ ے ے ۓ ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ژٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٺڀ ڀ ڀ ڀ پٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پژ

ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ٴۇ ژ :، وق وله[التغابن]

ۅ ۉ ۉ ې ې ې ې ى ى ائ ائ ەئ ەئ ۋ ۋ ۅ

پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ژ :، وق وله [الفرقان] ژوئ وئ ۇئ ۇئ

ڤ ڦ ڦ ڦ ڤٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ٺٺ ٺ

ٺ ٿ ژ ،[المؤمنون] ژڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ

ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ژ ،[النحل] ژڤ ڤ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ٿٿ ٿ

ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ڳ ڳ

.(1)[األعراف] ژڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ

.ت تشتمل على صفات منفية فقطاليت هي آيا؛ هذا النوع الرابع من الشواهد (6)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

36

:وتضمنت هذه اآليات من الصفات ما يلي ژٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ژ : اآلية األوىل

.املثيل :فيها نفي الكفء، يعين ژۈ ۈ ٴۇ ۋ ۋ ۅ ژ :اآلية الثانية

.املثيل :ومعناه ،مجع ند :فيها نفي األنداد، واألنداد ژڌ ڌ ڎ ڎ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍژ : اآلية الثالثة

.افيها نفي األنداد أيض ڻ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ۓ ۓ ژ : اآلية الرابعة

ژۇ ۆ ۇڭ ڭ ڭ ڭ: فيها نفي اختاذ الولد، ونفي الشريك يف امللك، ونفي الويل من الذل، والويل

الحتياجه اب أحد أن اهلل ال يقر : ، واملعىنهو االحتياج: ب، والذلر هو املق .إليه

ٺ ٺ ٺڀ ڀ ڀ ڀ پٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پژ : اخلامسة اآلية

ژٺ ٿ ٿ يـمنـزه، والتـنمزيمهم يكون عن : معناه ژٱژ : ألن قوله ؛فيها نفي النقص

.النقص

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

37

ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ژ : اآليتان السادسة والسابعة

ۅ ۉ ۉ ې ې ې ې ى ى ائ ائ ۋ ۋ ۅ .ۈ

ژەئ ەئ وئ وئ ۇئ تعاىل وتعاظم، :معناه ژڭژ : ألن قوله ؛يف هاتني اآليتني نفي النقص

نفي الولد، ونفي الشريك يف اعاظم يكون عن النقص، وفيهما أيض والتعايل والت .امللك

ٿ ٺٺ ٺ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ژ : اآليتان الثامنة والتاسعة

ڄ .ڤ ڦ ڦ ڦ ڤٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ

ژڄ ڄ ڄ ڃ ڃ .فيهما نفي اختاذ الولد، ونفي الشريك يف اإلهلية، ونفي النقص

ژٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ٿٺ ٿ ٿ ٿژ : اآلية العاشرة .لفيها نفي املثيل، ألن النهي عن ضرب األمثال يدل على انتفاء املثي

ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ژ : اآلية األخرية

ژڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ .فيها نفي الشريك

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

38

[إثبات صفة العلو]

فهي ژک ک ک گژ ، [طه] ژڈ ژ ژ ڑ ڑ ژ :وق وله

ع ستة [4: السجدة] [59: الفرقان] [3: الرعد] [3: يونس] [54: األعراف] مواضه

ڳ ژ ،[55: آل عمران] ژٹ ٹ ٹ ٹ ڤژ :وق وله ، [4: الحديد]

ې ې ى ى ائ ائ ژ ،[158: النساء] ژڳ ڳ ڳ

ک ک ک ک گ گ گ گ ڳ ژ، [11: فاطر] ژەئ

:، وق وله [37-36: غافر] ژڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ںڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ژ

.(1)[الملك] ژژ ژ ڑ ڑ ڈڎ ڎ ڈ

.النوع اخلامس من الشواهد آيات تشتمل على صفات مثبتة فقط (6)لكوهنا تشتمل على وتقدم التنبيه على أن املؤلف أخر ذكر هذه اآليات

. صفات سيوجه إليها مزيد اعتناء :وهذه اآليات اليت سيذكرها املؤلف كالتايل

.آيات قصد هبا إثبات صفة العلو: أوال .آيات قصد هبا إثبات صفة املعية: ثانيا

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

39

.وأن القرآن كالم اهلل ،آيات قصد هبا إثبات صفة الكالم: ثالثا .املؤمنني يرون اهلل يف اآلخرةآيات قصد هبا إثبات أن : رابعا

فبدأ هبذه اآليات اليت قصد هبا إثبات صفة العلو؛ أي أن اهلل عال على مجيع .ال يعلوه شيء ،خملوقاته

حبسب اآليات -داللة القرآن على علو اهلل متنوعة، ذكر املؤلف منها :فائدة :ثالثة أنواع -اليت ساقها

ش، ألن العرش أعلى املخلوقات، فإذا اإلخبار بأنه استوى على العر : األول .فهو أعلى من مجيع املخلوقات ؛كان هو سبحانه استوى على العرش

ألن اإلخبار بذلك يدل على ؛اإلخبار برفع األشياء وصعودها إليه: الثاين .علوه

.العلو :ألن السماء يف اللغة معناها ؛اإلخبار بأنه يف السماء: الثالثک ک ک ک گ ژ: يف قوله تعاىل عن فرعونما وجه الداللة :مسألة

ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ .گ گ

؟ژںفهم من السياق أن موسى أخرب فرعون أن اهلل يف يم وجه الداللة أنه : اجلواب

.السماء، وهلذا طلب بناء الصرح لالطالع عليه :معىن استوى على العرش

عال، : تقاربة يف املعىن، وهيبأربعة ألفاظ م" استوى"فسر السلف كلمة .وارتفع، وصعد، واستقر

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

41

[إثبات صفة املعية]

ٺ ٺ ٺ ٺ ڀٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀژ

ڄ ڄ ڄڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڤٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ

ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ژ :وق وله ،[الحديد] ژڃ ڃ ڃ

ڃ ڃ ڃٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ

ۇ ۆ ۆ ۈ ژ ،[7: المجادلة] ژڇ ڇ ڇ ڇ ڍ چڃ چ چ چ

ی ژ ، [46: طه] ژۅ ۉ ۉ ې ژ :، وق وله [41: التوبة] ژۈ

ڀ ڀ ٺ ڀڀژ ،[النحل] ژىئ يئ جب حب خب جئ حئ مئ

ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ،[46: األنفال] ژٺ

.(1)[249: البقرة] ژک ک ک ڑژ ڑ

.قصد املؤلف هبذه اآليات إثبات صفة املعية؛ أي أن اهلل تعاىل مع خلقه (6)إشارة إىل عدم جواز تفسري ؛ذكر املؤلف صفة املعية بعد صفة العلو :فائدة

ال جيوز ف ،أي إذا ثبت أن اهلل تعاىل عال على خلقه ،املعية مبعىن يناقض العلو .ألن هذا التفسري يناقض إثبات صفة العلو ؛تفسري املعية بأنه خمتلط مع خلقه

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

41

:يستفاد من زجموع هذه اآليات أن معية اهلل خللقه نوعان :فائدة أخرى .أنه مع مجيع الناس: معية عامة، ومعىن عامة: النوع األول

أي معكم ژڦ ڦ ڦ ڦ ڄژ : وهذه املعية هي اليت مبعىن العلم، كقوله .بعلمه

.أنه مع بعض الناس: معية خاصة، ومعىن خاصة: النوع الثاين .وهذه املعية هي اليت مبعىن احلفظ والتأييد وحنو ذلك

:مث هذه املعية أيضا أعين اخلاصة نوعانأليب بكر معية مقيدة بشخص، كقوله عن خطاب النيب : النوع األول

: ژۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ژ. ی جئ حئ مئ ىئ يئ جب ژ : معية مقيدة بوصف، كقوله: اينالنوع الث

.ژحب

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

42

[إثبات صفة الكالم]

ٿ ٿ ٿ ٹ ژ ،[87: النساء] ژٺ ٺ ٺ ٿ ٿژ :وق وله

،[116: المائدة] ژچ چ ڇ ڇ ڇ ڇژ ،[122: النساء] ژٹڃ چ چ ژ :، وق وله [115: األنعام] ژھ ھ ھ ھ ےژ

ے ۓ ژ ،[253: البقرة] ژپ ڀ ڀ ڀژ ،[164: النساء] ژچ

ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ ژ ،[143: األعراف] ژۓ ڭ ڭ ڭ

ژڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀژ :، وق وله [مريم] ژپ پ پ

:، وق وله [22: األعراف] ژحب خب مب ىب يب جت حت ژ ،[الشعراء]ڄ ڃ ڃ ژ ، [القصص] ژڻ ڻ ۀ ۀ ہ ہ ہ ژ

.(1) [74: القصص] [62: القصص] ژڃ ڃ چ چ چ

.أي أن اهلل تعاىل يتكلم ؛قصد املؤلف هبذه اآليات إثبات صفة الكالم (6)يستفاد من زجموع هذه اآليات أن صفة الكالم هلل تعاىل ثابتة بعدة :فائدة

.التحدث، والقول، والتكلم، والنداء: ألفاظ؛ منها

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

43

[إثبات أن القرآن كالم اهلل]

،[6: التوبة] ژې ې ى ى ائ ائ ەئ ەئ وئ وئ ژ

ەئ ەئ وئ وئ ۇئ ۇئ ۆئ ۆئ ۈئ ې ى ى ائ ائ ژ

ېئ ېئ ىئ ېئۇئ ۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ژ ،[75: البقرة] ژۈئ

ىئ ىئ ی ی ی ی ژ ،[15: الفتح] ژىئ ىئ ی ی ی

جب حب خب مب ىب يب ژ :، وق وله [27: الكهف] ژمئ ىئ يئ حئجئ

ژڍ ڌ ڌ ڎژ ، [النمل] ژجت حت خت مت ىت يت جث

ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ ژ ،[92 :األنعام]

ۉ ۉ ې ۅۈ ٴۇ ۋ ۋ ۅژ ،[21: الحشر] ژگ

ائ ەئ ەئ وئ وئ ۇئ ۇئ ۆئ ۆئ ۈئ ائې ې ې ى ى

ٱ ۈئ ېئ ېئ ېئ ىئ ىئ ىئ ی ی

پ ڀ ڀ ڀ ڀ پٻ ٻ ٻ ٻ پ پ

.(1)[النحل] ژٺ ٺ ٺ ٺ ٿ

صد املؤلف هبذه اآليات إثبات أن القرآن كالم اهلل؛ أي أن القرآن كالم، وأن ق (6) .اهلل تعاىل هو الذي تكلم به

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

44

إشارة إىل ؛أثبت املؤلف أن القرآن كالم اهلل بعد أن أثبت أن اهلل يتكلم :فائدةألنه مما تكلم به، وهلذا ؛أنه يلزم من إثبات الكالم هلل إثبات أن القرآن كالمه

ألهنم يقولون إن اهلل ال ؛إمنا قالوا ذلك ،ين قالوا إن القرآن ليس كالم اهللفالذ .يتكلم

:الداللة يف هذه اآليات على أن القرآن كالم اهلل نوعان :فائدة أخرى .داللة منطوقة، حيث أخرب اهلل تعاىل أن القرآن كالمه: النوع األول أن القرآن ممنـزل منه، فيمفهم داللة مفهومة، حيث أخرب اهلل تعاىل: النوع الثاين

.من ذلك أنه هو الذي تكلم بهعن مجيع الكتب المممنـزلة أو ،هل يريد املؤلف الكالم عن القرآن فقط :مسألة

ا كالم اهلل تعاىل؟ أهن، وهلذا ذكر اوالقرآن خصوص ،االم عن الكتب المممنـزلة عموم يريد الك: اجلواب

ى ائ ائ ەئ ەئ وئ وئ ۇئ ې ى ژ : قوله تعاىل

.واملراد بكالم اهلل هنا التوراة ،ژۇئ ۆئ ۆئ ۈئ ۈئ جب حب خب مب ىب يب ژ :ما وجه الداللة يف قوله تعاىل :مسألة أخرى

؟ژجت حت خت مت ىت يت أن اهلل تعاىل أخرب أن القرآن يقص، والقصص ال يكون : وجه الداللة: اجلواب

ۓ ۓ ڭ ژ : بد من قائل، وقال سبحانه يف موضع آخرإال قوال ، وال

فدل على أن [3:يوسف] ژڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ .القائل هو اهلل تعاىل

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

45

[ؤمنني يرون اهلل يف اآلخرةإثبات أن امل]

ے ۓ ژ ،[القيامة] ژپ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ژ :وق وله

: يونس] ژٻ ٻ ٻ ٻ ژ ،[35: المطففين] [23: المطففين] ژۓ

.(1)[ق] ژحس خس مس حص مص جض حض ژ :، وق وله [26

.قصد املؤلف هبذه اآليات إثبات أن املؤمنني يرون اهلل يف اآلخرة (6)إشارة إىل أن الذين آمنوا بصفات ؛ختم املؤلف آيات الصفات بالرؤية :فائدة

. يف الدنيا هم الذين يستحقون رؤيته يف اآلخرةاهلل وجه الداللة يف اآلية األوىل ظاهر، فما وجه الداللة يف بقية اآليات؟ :مسألة

فوجه الداللة أن املراد ينظرون إىل ژے ۓ ۓژ :أما قوله: اجلواب، ژڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈژ :ألنه قال قبل ذلك عن الفجار ؛رهبم

فوجه الداللة أن املراد بالزيادة النظر ژٻ ٻ ٻ ٻ ژ :وأما قولهحس خس مس حص مص ژ : ، وأما قولهإىل اهلل تعاىل كما فسرها بذلك النيب

.فوجه الداللة يف هذه اآلية كوجه الداللة يف اآلية اليت قبلها ژجض

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

46

ب ر القرآن طالهباا لهلهدى منه ت ب ين له من تد ،وهذا الباب فهي كهتابه الله كثير .(1)طرهيق الحق

بات لما ذكر املؤلف شواهد من القرآن تدل على أن اهلل وصف نفسه باإلث (6) : ناسب أن يذكر بعد ذلك تنبيهني ،والنفي

في كتاب )، اا وإثبات أي باب الصفات نفي ( وهذا الباب: )قوله: التنبيه األول .اصفات املثبتة واملنفية كثرية جد يعين اآليات املتضمنة لل( الل كثير

اطالبا )أي تأمل فيه ليفهم معناه، ( من تدبر القرآن: )قوله: التنبيه الثاينأي ( تبين له طريق الحق)أي يقصد بذلك التوصل للهدى منه، ( للهدى منه

إثبات ما أثبته اهلل :الذي هو ؛اتضح له املنهج الصحيح يف باب الصفات .ونفي ما نفاه عن نفسه ،لنفسه

: ويستفاد من هذا التنبيه أن طريق احلق يتبني بأمرين .قالنية يف طلب احل: تدبر القرآن، والثاين: أحدمها

: ويفهم من ذلك أن طريق احلق ال يتبني بأحد أمرينبل تكون نيته يف التدبر ؛إما بعدم تدبر القرآن، وإما بعدم النية يف طلب احلق

.أن يأخذ ما يوافق رأيه ويرتك ما سواه

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

47

[السنةشواهد من ]

.فهي سنةه رسوله الله ثم : فصل

نه، وتدل عليهه ر القرآن وت ب ي نة ت فس ر عنه ،فالس .وت عب يثه الصحاحه التهي تلقاها وما وصف الرسول بههه ن األحاده ربه عز وجل مه

يمان بهها كذلهك .(1)أهل المعرهفةه بهالقبوله وجب اإله

أراد أن يذكر شواهد من السنة، ولكن ذكر ،لما ذكر املؤلف شواهد من القرآن (6) : ن عن السنةقبل ذلك أمري

،وتدل عليه ،وتبينه ،فالسنة تفسر القرآن)عالقة السنة بالقرآن : األمر األول : أي أن عالقة السنة بالقرآن تتضمن ثالثة أشياء( وتعبر عنه

: يعين توضح املعىن املراد منه، كما يف قوله ؛أهنا تفسر القرآن وتبينه: األول .إىل اهلل تعاىل الزيادة بالنظر فسر النيب ژٻ ٻ ٻ ٻژثل ما دل عليه القرآن، كالصفات اليت أهنا تدل عليه، يعين تدل مب: ثاينال

.ذكرت يف القرآن ويف األحاديثتعرب عنه، يعين تستقل بتعبري جديد عنه، كالصفات اليت ذكرت يف : الثالث

.ومل تذكر يف القرآن ،األحاديث وما وصف الرسول به ربه)لسنة املوقف من الصفات الواردة يف ا: األمر الثاين

عز وجل من األحاديث الصحاح التي تلقاها أهل المعرفة بالقبول وجب

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

48

ل ]وز [إثبات صفة الن

ن ذلك ثل ق ولههه : فمه لة حه س الي نزهل ربنا إهلى ": مه نيا كل لي ين ماءه الد

قى ر، ف ي قو الليله ث لث ي ب يب يدعونهي من :ل اآلخه ؟ يه له؟ من يسألنهي فأعطه فأستجهفق عليهه "له؟ من يستغفهرني فأغفهر . (1)[758: ، ومسلم1145: البخاري] مت

أي املوقف من الصفات الواردة يف السنة وجوب اإلميان ( اإليمان بها كذلك .هبا، بشرط أن تكون األحاديث اليت وردت هبا صحيحة

.شواهد من السنةلما ذكر املؤلف أمرين عن السنة شرع يف ذكر ال (6) :وهذه الشواهد على نوعني

.ر يف القرآنذك تم أحاديث تتضمن صفات مل : النوع األول .رت يف القرآنك أحاديث تتضمن صفات ذم : النوع الثاين

وتقدم التنبيه على أن املؤلف أخر ذكر بعض اآليات لكوهنا تتضمن صفات حاديث لكوهنا تتضمن سيوجه إليها مزيد اعتناء، وهكذا هنا أخر ذكر هذه األ

.نفس الصفات اليت سيوجه إليها مزيد اعتناء : اختار منها ما يلي ؛ر يف القرآنذك تم واألحاديث اليت تتضمن صفات مل

.يف إثبات صفة النـزمومل احديث : أوال .يف إثبات صفة الفرح احديث : اثاني .حديثني يف إثبات صفة الضحك: اثالث .إثبات صفة القدم والرجليف احديث : ارابع

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

49

[إثبات صفة الفرح]

هه لله أشد ": وق وله ا بهت وبةه عبده نه التائبه ف رحا لتههه المؤمه "من أحدهكم بهراحه

فق عليهه .(1)[2657: ، ومسلم6319: البخاري] مت

[إثبات صفة الضحك]

يضحك الل إهلى رجلينه ي قتل أحدهما اآلخر كهالهما يدخل ": وق وله

فق عليهه "ة الجن ب ربنا من ": وق وله ، [1891: ، ومسلم2826: البخاري] مت عجههه، وق ربه باده رههه، ي نظر إهليكم أزلين قنهطيهن، ف يظل يضحك ي علم أن خي ق نوطه عه

يث حسن "فرجكم قريب . (2)[281: هابن ماج] حده

.فبدأ هبذا احلديث الذي قصد به إثبات صفة النـزمومل .قصد املؤلف هبذا احلديث إثبات صفة الفرح (6) .قصد املؤلف هبذين احلديثني إثبات صفة الضحك (2)

عنم أيب رزين قال قال رسمولم الله صلى: ولفظ احلديث الثاين يف سنن ابن ماجهاللهم عليمه وسلم ضحك ربـنا منم قـمنموط عباده وقـمرمب غريه قال قـملمتم يا رسمول الله أو

.يضمحكم الرب قال نـعمم قـملمتم لنم نـعمدم منم رب يضمحكم خيـمر ا

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

51

[ت صفة القدم والرجلإثبا]

ي ت قول ": وق وله هل من مزهيد؟ حتى : ال ت زال جهنم ي لقى فهيها، وهه

ها قدمه يضع رب العهزةه فهيها رهجله زوهي ب عضها إهلى وفهي رهواية علي ؛ ف ي ن فق عليهه م "قط قط : ب عض، ف ت قول . (1)[2848: ، ومسلم4848: البخاري] ت

[إثبات صفة الكالم]

ي بهصوت : ف ي قول ،يا آدم : ي قول ت عالى": وق وله يك وسعديك، ف ي ناده : لب

فق "إهن الل يأمرك أن تخرهج من ذريتهك ب عثاا إهلى الناره ، 3348: البخاري] عليهه مت

نه ": وق وله ، [222: ومسلم نه وب ي ن أحد إهال سيكلمه ربه، وليس ب ي ما منكم مه . (2)[1116: ، ومسلم1413: البخاري] "ت رجمان

.قصد املؤلف هبذا احلديث إثبات صفة القدم والرجل (6) : اختار املؤلف منها ما يلي ؛رت يف القرآنك األحاديث اليت تتضمن صفات ذم (2)

.حديثني يف إثبات صفة الكالم: أوال .أحاديث يف إثبات صفة العلو: اثاني

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

51

[إثبات صفة العلو]

يةه المرهيضه س اسمك، أمرك ال رب نا الل ": وق وله فهي رق ماءه ت قد ي فهي الس ذه

، كما السماءه فهي ، اغفهر رحمتك واألرضه ، اجعل رحمتك فهي األرضه ماءه فهي السن فاءا مه ن رحمتهك وشه لنا حوب نا وخطايانا، أنت رب الطيبهين، أنزهل رحمةا مه

ف ين ": وقوله ، [3892] د رواه أبو داو "هذا الوجعه على ك ئاشه أال تأمنوني وأنا أمهن ماءه فهي مه يث "الس يح حده والعرش " :وق وله ،[1164 :، ومسلم3344 :البخاري] صحه

، وهو ي علم ما أ ،ذلك ف وق والترمذي رواه أبو داود "ن تم عليهه والل ف وق العرشهره "من أنا؟": قال. فهي السماءه : قالت "أين الل؟": وق وله للجاريةما، وغي

نة ": أنت رسول الله، قال : قالت ن ها مؤمه . (1)[537] رواه مسلهم "أعتهقها؛ فإه

.أحاديث يف إثبات صفة املعية والقرب: اثالث .يف إثبات أن املؤمنني يرون اهلل يف اآلخرة احديث : ارابع

.ديثني اللذين قصد هبما إثبات صفة الكالمفبدأ هبذين احل .قصد املؤلف هبذه األحاديث إثبات صفة العلو (6)

مل "، واهللم فـومق المعرمش، وهمو يـعملمم ما أنـمتممم عليمه ذلكوالمعرمشم فـومق "وحديث .641: ا، وهو يف التوحيد البن خزمية موقوف والرتمذيأيب داومد أجده يف

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

52

[املعية والقرب إثبات صفتي]

يث حسن "أفضل اإليمانه أن ت علم أن الل معك حيثما كنت ": وق وله ،حده

ن قن إهذا قام أحدكم إهلى الصالةه فال ي بص ": وق وله هه وال عن يمينههه؛ فإه قهبل وجهههه، و هه الل قهبل وجهه فق عليهه "لكهن عن يسارههه أو تحت قدمه ، 416: البخاري] مت

، ": وق وله ، [547: ومسلم يمه بعه ورب العرشه العظه ماواته الس اللهم رب السوراةه ،رب نا ورب كل شيء وى، منزهل الت ، فالهق الحب والن يله والقرآنه نجه واإله

لك شيء يتهها، أنت األول ف ليس ق ب ذ بهناصه ن شر كل دابة أنت آخه أعوذ بهك مهر ف ليس ف وقك شيء وأنت ر ف ليس ب عدك شيء وأنت الظاهه وأنت اآلخه

ن ف ليس دون ن الفقره ك شيء، اقضه عن الباطه ين وأغنهنهي مه رواه مسلهم "ي الدعوا أي ها الناس، اربه ": أصواتهم باهلذكره أصحابه ع ا رف لم وق وله ،[2713]

نكم ال تدعون أصم وال غائهباا، إهنما تد كم؛ فإه يعاا قرهيباا، إهن على أن فسه عون سمهلتههه ن عنقه راحه رب إهلى أحدهكم مه ي تدعونه أق فق عليهه "الذه ، 2992: البخاري] مت

. (1)[2714: ومسلم

.قصد املؤلف هبذه األحاديث إثبات صفيت املعية والقرب (6) .(108)البيهقي يف األساء والصفات واحلديث األول رواه

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

53

[إثبات أن املؤمنني يرون اهلل يف اآلخرة]

لة البدره ال تضامون فهي إنكم ست رون ربكم كما ت رو ": وق وله ن القمر لي

، وصالة ق بل مسه ن استطعتم أن ال ت غلبوا على صالة ق بل طلوعه الش رؤيتههه، فإهعلوا فق عليهه "غروبهها فاف . (1)[633: ، ومسلم554: البخاري] مت

وجه الداللة ظاهر يف احلديثني األول والرابع، فما وجه الداللة يف :مسألة احلديثني الثاين والثالث؟

أي " الل قبل وجههفإن : "فالشاهد فيه قوله ؛أما احلديث الثاين: اجلواب .أمامه، وهذا يدل على معيته سبحانه وقربه من املصلي

" وأنت الباطن فليس دونك شيء: "فالشاهد فيه قوله ؛وأما احلديث الثالثليس أقرب منك شيء، وهذا يدل على معيته :القرب، واملعىن: املراد بالدون

.سبحانه وقربه من خلقه .أن املؤمنني يرون اهلل يف اآلخرة قصد املؤلف هبذا احلديث إثبات (6)

ال تشبيه ،هذا تشبيه الرؤية بالرؤية" كما ترون القمر ليلة البدر: "قوله :تنبيهليس املراد تشبيه اهلل تعاىل بالقمر، بل املراد تشبيه رؤية :املرئي باملرئي، يعين

.املؤمنني هلل برؤيتهم للقمر من حيث اتضاح الرؤية .كذلك ختم األحاديث ،ف ختم آيات الصفات بالرؤيةكما أن املؤل :فائدة

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

54

هه ا يثه التهي يخبهر فهيها رسول الله إهلى أمثاله هذه عن ربهه بما يخبهر ألحادهنون بهذلهك نةه والجماعةه ي ؤمه ية أهل الس ن الفهرقة الناجه نون بما ؛بههه، فإه كما ي ؤمه

ن غيره تحرهيف وال ت ع ن غيره تكيهيف وال أخب ر الل بههه فهي كهتابههه، مه طيل، ومه .(1)تمثهيل

ذكر بعد ذلك موقف أهل ؛لما ذكر املؤلف بعض األحاديث يف الصفات (6) .الواردة يف األحاديث االسنة واجلماعة من الصفات عموم

،االصفات الواردة يف اآليات متام فموقفهم من هذه الصفات كموقفهم منالتعامل معها بالطرق الباطلة، فهم ال يفرقون بني ما اإلميان هبا مع عدم :وهو

.وما جاء يف السنة ،جاء يف القرآن

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

55

[موقف أهل السنة واجلماعة يف عامة أبواب الدين]

ي الوسط فهي األممه ،بل هم الوسط فهي فهرقه األمةه . (1)كما أن األمة هه

سواء الواردة يف ـ لما ذكر املؤلف موقف أهل السنة واجلماعة يف باب الصفات (6) .ناسب أن يذكر موقفهم يف عامة أبواب الدين ـ اآليات أو األحاديث

أي هم الوسط بالنسبة للفرق األخرى ( رق األمةبل هم الوسط في ف): قوله .يف هذه األمة

أي كما أن هذه األمة هي الوسط ( كما أن األمة هي الوسط في األمم) .بالنسبة لألمم األخرى

لكن فضيلة الوسطية ال ،أن هذه األمة أفضل من بقية األمم بالوسطية: مرادهاليت هي فرقة أهل ؛دة فقطتناهلا مجيع فرق هذه األمة، بل تناهلا فرقة واح

.السنة واجلماعة ما معىن الوسط والوسطية؟ :مسألة

تطبيق الدين كما هو من : معناها االعتدال، وضابط هذا االعتدال: اجلواب .غري إفراط وال تفريط

ملاذا هذه الفرقة هي اليت تنال فضيلة الوسطية دون بقية الفرق؟ :فإذا قيل .ملعتدلة اليت طبقت الدين كما هوألهنا هي الفرقة ا: فاجلواب

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

56

فاته الله سبحانه وت عالى يةه ف هم وسط فهي بابه صه يله الجهمه عطه ب ين أهله الت عاله الله ب ين ا جبرهيةه والقدرهيةه، ل وأهله التمثهيله المشبهةه، وهم وسط فهي بابه أف

م، وفهي ن القدرهيةه وغيرههه يةه مه يده ئةه والوعه يده الله بين المرجه بابه وفهي بابه وعهينه ب ين الحرورهيةه والمعتزهلةه وب ين ا يمان والد يةه، وفهي أصحابه لاإله ئةه والجهمه مرجه

.(1)والخوارهجه وافهضه ب ين الر رسوله الله

لما ذكر املؤلف أن أهل السنة واجلماعة هم الوسط يف عامة أبواب الدين، (6) ،مثل بعد ذلك بمسة أبواب من أبواب الدين تدل على وسطيتهم فيها

.واحنراف الفرق األخرى عن هذه الوسطية .ها ما سيفصل فيهاومن ،ألن منها ما قد فصل فيها ؛وإمنا مثل هبذه األبواب

سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل اللفهم وسط في باب صفات ): قوله ( الجهمية وأهل التمثيل المشبهة

.باب الصفات :هذا الباب األول تنفى عنه؟ أو هلل تمثبت والسنة القرآن يف الواردة الصفات هل :الباب هذا وموضوع

: املنحرفة يف هذا الباب قسمان قم ر والف .أهل التعطيل: القسم األول

.وهم الذين نفوا الصفات عن اهلل .أهل التمثيل: القسم الثاين

.لكن شبهوها بصفات املخلوقني ،وهم الذين أثبتوا الصفات هللإثبات الصفات مع : وقد تقدم ذكر مذهب أهل السنة واجلماعة، وخالصته

.نفي املماثلة

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

57

" التعطيل"أن لفظ إىل إشارة ؛"تحريفال" دون "التعطيل" على املؤلف نص :فائدة، "التحريف"و" التعطيل"فإنه يشمل " التحريف"ر غري مقرتن بلفظ ك إذا ذم .أو من غري إبدال ،بإبدال معىن ؛النفي: هذا فالتعطيل هنا معناه وعلى

.ألهنا هي أول من اشتهر عنها القول بالنفي" اجلهمية"ونص على فرقة .قد يكون ذلك ألجل قلتهمو " أهل التكييف"ومل يذكر

( وهم وسط في باب أفعال الله بين الجبرية والقدرية): قوله .باب أفعال اهلل :هذا الباب الثاين

أو تنسب إىل اهلل؟ ،هل أفعال العباد تنسب إليهم: وموضوع هذا الباب :والفرق املنحرفة يف هذا الباب قسمان

.اجلربية: القسم األولإن اهلل خلق أفعال العباد، وهو : ال العباد إىل اهلل، فقالواوهم الذين نسبوا أفع

.الفاعل ألفعاهلم حقيقة .القدرية: القسم الثاين

إن العباد خلقوا أفعاهلم، وهم : وهم الذين نسبوا أفعال العباد إليهم، فقالوا .الفاعلون ألفعاهلم حقيقة

.وسيأيت ذكر مذهب أهل السنة واجلماعة ( ه بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهموفي باب وعيد الل )

.هذا الباب الثالث؛ باب وعيد اهلل .ما توعد اهلل به الفاسق: واملراد بالوعيد .املسلم الذي يرتكب الكبرية غري املكفرة: والفاسق هو

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

58

ما حكم الفاسق يف اآلخرة؟ : وموضوع هذا الباب : وهذا يتضمن مسألتني

اسق يستحق الدخول يف النار؟هل الف: املسألة األوىل إذا دخل النار هل خيلد فيها؟: املسألة الثانية

: والفرق املنحرفة يف هذا الباب قسمان .املرجئة: القسم األول

.املراد هبم الغالة الذين هم اجلهميةو فإنه ال يستحق دخول إن الفاسق إذا مات ولو من غري توبة: هم الذين قالواو

.االنار مطلق .الوعيدية: م الثاينالقس .ا فيهاإن الفاسق إذا مات من غري توبة فإنه يدخل النار خملد : الذين قالوا وهم

.وسيأيت ذكر مذهب أهل السنة واجلماعة ( وفي باب اإليمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية)

.هذا الباب الرابع باب اإلميان والدين ما حكم الفاسق يف الدنيا؟ : وموضوع هذا الباب

:وهذا يتضمن مسألتني هل يقال إن الفاسق مسلم أو يقال إنه كافر؟: املسألة األوىل هل يقال إنه مؤمن أو يقال إنه ليس مبؤمن؟: املسألة الثانية

: والفرق املنحرفة يف هذا الباب قسمان .احلرورية واملعتزلة: القسم األول

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

59

.سق ليس مبسلم وال مؤمنإن الفا: وهم الذين قالوا ولكن اختلفوا هل هو كافر أو ال؟

.كافر: فقالت احلرورية .بني الكفر واإلسالم ،بل هو يف منمزلة بني الممنمزلتني ،بكافر ليس :املعتزلة وقالت

. احلرورية هم اخلوارج: تنبيه .املرجئة واجلهمية: القسم الثاين

. هو مسلم ومؤمن كامل اإلميان إنه ليس بكافر، بل: وهم الذين قالوا .وسيأيت ذكر مذهب أهل السنة واجلماعة

( بين الروافض والخوارج وفي أصحاب رسول الله ) .هذا الباب اخلامس باب أصحاب رسول اهلل

من حيث ما هو املوقف من أصحاب رسول اهلل : وموضوع هذا الباب احملبة والبغض وغري ذلك؟

: والفرق املنحرفة يف مسألة احملبة والبغض قسمان .الروافض: القسم األول

وأبغضوا أكثر من سواهم من ،وآل البيت ذين غلوا يف حمبة عليوهم ال . الصحابة

.اخلوارج: القسم الثاين .ومنهم علي ،وهم الذين أبغضوا أكثر الصحابة

.يت ذكر مذهب أهل السنة واجلماعةوسيأ

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

61

[الكالم عن صفتي العلو واملعية]

ن : فصل : اإليمانه بهالله وقد دخل فهيما ذكرناه مه

اإليمان بما أخب ر الل بههه فهي كهتابههه وت وات ر عن رسولههه وأجمع عليهه سلف ن ؛ةه م األ هه مه علهي على خلقههه، وهو سبحانه ،أنه سبحانه ف وق سماواتهه على عرشه

لون معهم أي نما كا ٱ ژ : كما جمع ب ين ذلهك فهي ق وله ،نوا ي علم ما هم عامه

ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ڀٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ

ڄ ڄ ڃ ڃ ڄڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڤٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ

ن أنه مخ ژڦ ڦژ : وليس معنى ق ولههه ، [الحديد] ژڃ ؛ فإه تلهط بهالخلقهبه اللغة الف ما أجمع عليهه سلف األمةه ،هذا ال توجه الف ما فطر ،وهو خه وخه

ن أصغره مخلوقاتههه،ل الل عليهه ا ن آياته الله مه وهو خلق، بل القمر آية مهماءه .، وهو مع المسافهره وغيره المسافهره أي نما كان موضوع فهي الس

م ،رقهيب على خلقهه ه،وهو سبحانه ف وق عرشه م، إمطلهع ،مهيمن عليهه ليههن معانهي ربوبهيتههه . إهلى غيره ذلهك مه

ي ذك ن أنه ف وق العرشه وأنه معنا ره الل وكل هذا الكالمه الذه حق على مه .حقهيقتههه ال يحتاج إهلى تحرهيف

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

61

بةه ولكهن يصان عنه .الظنونه الكاذهر ثل أن يظن أن ظاهه له ژڻ ڻژ :هه ق وله مه له أو تقه ماء تظه وهذا ،أن الس

ل جماعه باطه يمانه العهلمه أهله بهإه ن الل قد ؛واإله ژۆئ ۆئ ۈئ ۈئژ فإه

ٺ ژ ،[41:فاطر] ژگ گ گ ڳ ڳژ ، وهو [255:البقرة]

ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ ژ ،[65:الحج] ژٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ

.(1)[25:الروم] ژپ پ

م التنبيه على أن املؤلف أخر ذكر بعض اآليات لكوهنا تتضمن صفات تقد (6)سيوجه إليها مزيد اعتناء، وكذلك أخر ذكر بعض األحاديث لكوهنا تتضمن

.نفس هذه الصفاتبتخصيص :هو ؛على أن كيفية االعتناء هبذه الصفات اوتقدم التنبيه أيض

.فصول لشرحها :بعض الصفات كالتايلوهذه الفصول اليت خصصها املؤلف لشرح

.خصصه للكالم عن صفيت العلو واملعية: الفصل األول .خصصه للكالم عن صفيت القرب واإلجابة: الفصل الثاين

.خصصه للكالم عن القرآن: الفصل الثالث .خصصه للكالم عن رؤية املؤمنني لرهبم يوم القيامة: الفصل الرابع

.فيت العلو واملعيةوبدأ بالفصل األول الذي خصصه للكالم عن صالذي ذكره املؤلف من اإلميان ( ذكرناه من اإليمان بالله فيما دخل وقد): قوله أن الشيء الذي سيذكره اآلن يدخل يف :اإلميان بالصفات، ومراده :هو باهلل

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

62

.اإلميان بالصفاتوأجمع عليه ،وتواتر عن رسوله ،اإليمان بما أخبر الله به في كتابه)

دل على اإلميان به أنواع األدلة ،أي الشيء الذي سيذكره (سلف األمة .الكتاب والسنة واإلمجاع ؛الثالثة

من أنه سبحانه فوق سماواته على عرشه علي على خلقه وهو سبحانه )وهو يدخل ،أي الشيء الذي سيذكره( معهم أينما كانوا يعلم ما هم عاملون

صفتا العلو :مها ؛اع األدلة الثالثةودل على اإلميان به أنو ،يف اإلميان بالصفات .واملعية

ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ ژ كما جمع بين ذلك في قوله)

ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڀپ ڀ ڀ ڀ

أي أن اهلل تعاىل مجع لنفسه (ژڄ ڄ ڃ ڃ ڄڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڤڤدال على ژپ ڀ ڀ ڀ ژ: قولهيف هذه اآلية بني صفيت العلو واملعية، ف

.دال على املعية ژڦ ڦ ژ: العلو، وقولهأي هذه الكلمة ( أنه مختلط بالخلق ژڦ ڦ ژ: وليس معنى قوله)

.اليت يف اآلية ال تدل على االختالطوخالف ،وهو خالف ما أجمع عليه سلف األمة ،فإن هذا ال توجبه اللغة)

فاء السببية، أي والسبب ( فإن هذا: )لفاء يف قولها( ما فطر الل عليه الخلق :يف أن هذه الكلمة ال تدل على االختالط هو هذه األوجه الثالثة

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

63

يف اللغة " مع"ن كلمة أن هذا املعىن ال توجبه اللغة، يعين أ: الوجه األولأن تكون مبعىن االختالط، ويمفهم من كالم املؤلف أن هذه اليست واجب

أهنا لو :تكون مبعىن االختالط، والفرق بني الوجوب واجلواز الكلمة جيوز أنال ف امبعىن االختالط، ولو كانت جائز نجزم يف أي موضع أهناف اكانت واجب

هل هي مبعىن ،بل يمنظر يف موضعها من الكالم ،جنزم أهنا مبعىن االختالط .؟االختالط أو ال

ة، أي أن السلف أمجعوا أنه خالف ما أمجع عليه سلف األم: الوجه الثايناجلزم بأن كلمة :لقه، ويستفاد من هذا اإلمجاعخمالطة اهلل تعاىل خلعلى عدم

.يف هذه اآلية ليست مبعىن االختالط" مع"وهم ،أنه خالف ما فطر اهلل عليه اخللق، يعين أن الناس خملقموا: الوجه الثالث

تفاد من هذا الوجه لخلق، ويسمقرون يف أنفسهم أن اهلل عال غري خمالط ل .نفس ما يستفاد من الوجه الذي قبله اأيض

وهو موضوع في ،صغر مخلوقاتهمن أ ،بل القمر آية من آيات الله) ،أي أن القمر عال( أينما كان ،وغير المسافر ،وهو مع المسافر ،السماء

.ومع ذلك هو مع الناس، فاجتمعت فيه صفتا العلو واملعية .ال توجب االختالط" مع"يدل على أن كلمة أن يضرب مثال :مراده

،مطلع إليهم ،مهيمن عليهم ،رقيب على خلقه ،وهو سبحانه فوق عرشه)على ايلزم من كونه الرب أن يكون عالي أي ( إلى غير ذلك من معاني ربوبيته

ال خيفى عليه شيء من ،وأن يكون معهم ،ال يعلوه شيء من خملوقاته ،خلقه .أعماهلم

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

64

،أنه إذا كانت صفتا العلو واملعية قد جتتمعان يف خملوق صغري كالقمر: مراده .ألن اجتماعهما فيه من لوازم ربوبيته ؛فمن باب أوىل أن جتتمعا يف اخلالق

حق ؛وأنه معنا ،من أنه فوق العرش الذي ذكره الل وكل هذا الكالم ) .وهو معنا حقيقة ،أي هو فوق العرش حقيقة( على حقيقته

وأنه معنا ال حيتاج إىل ،أي الكالم بأنه فوق العرش( يحتاج إلى تحريف ال) .حتريف

حقيقة، ولكن ليس فوق العرش ،إنه فوق العرش: فأما التحريف فهو أن يقال .ولكن ليس معنا حقيقة ،إنه معنا: ويقال

.مث تمفسر الفوقية واملعية مبعىن آخر غري املعىن املرادفينفون الصفة اليت ،تـنمزيه اهلل تعاىل عن النقص :التحريف احملرفني من قصمدم و

ويفسروهنا بصفة أخرى يظنون أن إثباهتا ال ،ايظنون أن إثباهتا يوجب نقص .ايوجب نقص

أن إثبات الفوقية :وأما السبب يف عدم احتياج هذا الكالم إىل التحريف فهوبل معناه ،االختالط وأن إثبات املعية ليس معناه إثبات ،كمال وليس بنقص

. كمال ليس بنقص، فال حاجة للتحريف اوهذا أيض ،إثبات اإلحاطة بالعلمأي هذا الكالم بأن اهلل فوق العرش ( ولكن يصان عن الظنون الكاذبة)

مى من األوهام املخالفة للواقع ؛وأنه معنا حقيقة ،حقيقة . جيب أن حيم ( ماء تظله أو تقلهأن الس ژڻ ڻژ : مثل أن يظن أن ظاهر قوله)

.ترد يف ذهن اإلنسان قد هذا ضرب مثل لظن من الظنون الكاذبة اليت

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

65

.أي حتمله: أي تعلوه، ومعىن تقله: ومعىن تظله ما هو الشيء الفاسد الذي يقتضيه هذا الظن؟ :فإذا قيلأما الظن بأن السماء تعلوه فإنه يقتضي وجود شيء من خملوقاته : فاجلواب

ا الظن بأن السماء حتمله فإنه يقتضي أن اهلل حمتاج إىل السماء أعلى منه، وأم .حبيث لو مل حتمله لسقط؛ تعاىل اهلل عن ذلك

.أي هذا الظن باطل باإلمجاع( وهذا باطل بإجماع أهل العلم واإليمان)ن الل قد ) گ گ ژ وهو ژۆئ ۆئ ۈئ ۈئژ فإه

ٱ ژ ژٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹژ ژگ ڳ ڳ

فاء السببية؛ ( فإن الل: )الفاء يف قوله( ژٻ ٻ ٻ ٻ پ پ .أي والسبب يف اإلمجاع على بطالن هذا الظن هو وجود األدلة املخالفة لهأن : أما اآلية األوىل فهي دليل على امتناع أن السماء تعلوه، ووجه الداللة

ن كرسيه وسع السماوات واألرض، وهذا يدل على أن الكرسي أكرب م ،وأعلى منهما، فإذا كان الكرسي أعلى من السماوات ،السماوات واألرض

!فكيف تكون السماء أعلى منه؟ ،وهو سبحانه أعلى من الكرسيوأما بقية اآليات فهي دليل على امتناع احتياجه للسماء أن حتمله، ووجه

افكيف يكون هو حمتاج ،أن السماوات واألرض حمتاجة إليه لبقائها: الداللة !إىل شيء منها؟

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

66

[الكالم عن صفتي القرب واإلجابة]

:وقد دخل فهي ذلهك : فصل

يمان بهأنه قرهيب ن خلقههه اإله يب مه :كما جمع ب ين ذلهك فهي ق ولههه ؛مجهإهن " ، وق وله [186:البقرة] اآلية ژى ائ ائ ەئ ەئ وئژ

ي تدعونه أق رب إه لتههه الذه ن عنقه راحه : ، ومسلم2992: البخاري] "لى أحدهكم مه

2714]. هه ن علو ن ق ربههه ومعهيتههه ال ي نافهي ما ذكهر مه نةه مه وما ذكهر فهي الكهتابه والس

نه ؛وف وقهيتهه يعه نعوتههه، وهو علهي فهي فهي ژٺ ٿٿ ژ سبحانه فإه جمههه قرهيب فهي علو .(1)هه دن و

.هذا الفصل الثاين الذي خصصه املؤلف للكالم عن صفيت القرب واإلجابة (6) .أي يف اإلميان بالصفات( وقد دخل في ذلك): قوله

أن اإلميان بقربه وإجابته : مراد املؤلف( اإليمان بأنه قريب من خلقه مجيب) .داخل يف اإلميان بصفاته

ژى ائ ائ ەئ ەئ وئژ كما جمع بين ذلك في قوله )أي ( "إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته: "اآلية وقوله

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

67

أن اهلل تعاىل مجع لنفسه يف هذه اآلية بني صفيت القرب واإلجابة، وكذلك .وصف اهلل تعاىل يف هذا احلديث هباتني الصفتني النيب

ۇئ ۇئ ژ :دال على القرب، وقوله ژەئ وئژ : فقوله يف اآلية

.دال على اإلجابة ژۆئوعلى اإلجابة باملفهوم؛ ،دال على القرب باملنطوق" أقرب: "وقوله يف احلديث

.ألن اإلخبار بأنه قريب من الداعي يفهم منه أنه جييبهال ينافي ما ذكر من علوه ،وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته)

ال يعارض كونه ،عاىل قريبا أي ال يعارض، يعين كونه ت: ال ينايف( وفوقيته .وفوق العرش ،عاليا

فإنه : )الفاء يف قوله( في جميع نعوته ژٺ ٿٿ ژفإنه سبحانه )أنه سبحانه ليس :أي والسبب يف عدم هذا التنايف هو ؛فاء السببية( سبحانه

.كمثله شيء يف مجيع صفاتهفال يلزم من ،املخلوقتنايف اجتماع هاتني الصفتني يف فـمرتمض يشري إىل أنه لو ا

.ذلك تنايف اجتماعهما يف اخلالق؛ ألنه ليس مثل املخلوق :لعدم وجود التنايف؛ فهو أي نتيجة ( قريب في علوه ،وهو علي في دنوه)

.اوقريب مع كونه عالي ،انه قريب عال مع كو

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

68

[الكالم عن القرآن]

يمانه بهالله وكتبههه ن اإله : ومه

نه بدأ وإهليهه ي عود، وأن ر مخلوق، مه يمان بهأن القرآن كالم الله من زل غي اإلهي أن زله د الل تكلم بههه حقهيقةا، وأن هذا القرآن الذه هو كالم الله على محم

كاية عن كالمه الله أو حقهيقةا ال كالم غيرههه، وال يجوز إهطالق القوله بهأنه حهفه بارة، بل إهذا ق رأه الناس أو كتبوه فهي المصاحه يخرج بهذلهك عن أن لمعه

ن الكالم إهنما يضاف حقهيقةا إهلى من قاله ؛ت عالى حقهيقةا الله الم يكون ك فهإهئاا ال إهلى من قاله مب لغاا مؤدياا .مبتده

، ليس كالم الله الحروف دون المعانهي، وال هه وهو كالم الله حروفه ومعانهي .(1)لمعانهي دون الحروفه ا

.هذا الفصل الثالث الذي خصصه املؤلف للكالم عن القرآن (6) ".فصل"كلمة إال أنه مل يذكر

أن اإلميان بالقرآن داخل يف اإلميان : مراده( ومن اإليمان بالله وكتبه): قولهفهو داخل يف اإلميان باهلل، وأنه ،أن القرآن كالم اهلل: باهلل وكتبه، وجه ذلك

. فهو داخل يف اإلميان بكتبه ،كتاب من كتبه أي( وإليه يعود ،منه بدأ ،اإليمان بأن القرآن كالم الله من زل غير مخلوق)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

69

:أن اإلميان بالقرآن يتضمن مخسة أشياء .اإلميان بأنه كالم اهلل، يعين هو الذي تكلم به: األول .اإلميان بأنه ممنـزل، يعين من عنده: الثاين

.اإلميان بأنه غري خملوق، يعين لكونه كالمه: الثالث ، تعاىل غري خملوقفالكالم صفة، والصفة تتبع املوصوف، فكما أن اهلل

.فكذلك صفته .اإلميان بأنه منه بدأ، يعين هو الذي تكلم به ابتداء : الرابع

.اإلميان بأنه إليه يعود، يعين يرجع: اخلامسوال يف ،فال يبقى منه شيء يف الصدور ،وذلك بأن يرفع يف آخر الزمان

.الصحفهو على محمد وأن الله تكلم به حقيقة، وأن هذا القرآن الذي أنزله)

ال كالم غيره، وال يجوز إطالق القول بأنه حكاية عن ،كالم الله حقيقةهذا الذي قاله املؤلف مفهوم مما قاله قبل ذلك، لكن ( أو عبارة ،كالم الله

.بالقول املضاد لها ملخالفة من قال نص عليه قصد أي . كالم غريه ، بلإن القرآن ليس كالم اهلل حقيقة: املضاد فهو فأما القول

خلق القرآن، وغريه تكلم به، وما جاء من مل يتكلم بالقرآن، بل أن اهلل تعاىل .تكلم بالقرآن فعلى سبيل اجملاز اهلل تعاىل األدلة يف أن

:فرق ثالث وأما القائلون هبذا القول فهم ".خملوق إن القرآن : "الذين قالوا: الفرقة األوىل

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

71

".إن القرآن حكاية عن كالم اهلل: "االذين قالو : ةنيالفرقة الثا ".إن القرآن عبارة عن كالم اهلل: "الذين قالوا: ةثالثالفرقة ال

به، وغريه يتكلم مل ،كالم نفسه يف تعاىل اهلل أن :والثالثة الثانية الفرقتني هاتني ومراد .حيكي بذلك كالم اهلل، أو يعرب بذلك عما يف نفس اهلل من الكالم ،تكلم به

أن الفرق الثالثة متفقون على أن القرآن خملوق، واالختالف بينهم : صةاخلال: القرآن خملوق، والفرقتان الثانية والثالثة يقولون: لفظي، فالفرقة األوىل يقولون

القرآن غري خملوق ويقصدون املعىن، وأما من حيث اللفظ فهو عندهم خملوق، .وهذا هو نفسه مراد الفرقة األوىل

لم يخرج بذلك عن أن ؛أو كتبوه في المصاحف ،ه الناسبل إذا قرأ)فإن الكالم إنما يضاف حقيقة إلى من قاله ؛يكون كالم الل تعالى حقيقة

على أولئك قصد املؤلف هبذا القول الرد ( ال إلى من قاله مبلغاا مؤدياا ،مبتدئاا عون أنويد " لكن ليس كالمه حقيقة ،إن القرآن كالم اهلل: "القائلنيالفرق

ژڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ژ : وحيتجون بقوله تعاىل ،الذي تكلم به جربيل

أن الناس إذا قرؤوا القرآن مل خيرج بذلك عن أن : ، ووجه الرد عليهم[التكوير]يكون كالم اهلل حقيقة، وكذلك لو كتبوه يف املصاحف مل خيرج بذلك عن أن

أي وسبب ؛فاء السببية( لكالمفإن ا: )يكون كالم اهلل حقيقة، والفاء يف قولهأن الكالم يف احلقيقة :عدم خروجه بذلك عن أن يكون كالم اهلل حقيقة هو

ا هو مبلغ مؤد فقط، وعلى هذا تدئ به، فإذا تكلم به غريه فإمنكالم املبفإضافة القول بالقرآن إىل جربيل ليس ألنه تكلم به ابتداء ؛ ألن الذي تكلم به

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

71

عاىل، وإمنا أضيف إىل جربيل ألنه أداه وبلغه بعد ما سعه من ابتداء هو اهلل ت .اهلل تعاىل

أي أن اإلميان بأن القرآن كالم اهلل ( حروفه ومعانيه ؛وهو كالم الل): قوله .واملعاين من كالم اهلل ،يشمل احلروف واملعاين، يعين احلروف من كالم اهلل

.دلت عليه هذه األلفاظ ما: ألفاظ القرآن، واملعاين: واملراد باحلروفهذا ( دون الحروف ،وال المعاني ،دون المعاني ،ليس كالم الله الحروف)

لمخالفة من قال اقبل ذلك، لكن نص عليه قصد الذي قاله مفهوم مما قاله :بغري هذا القول، أعين خمالفة فرقتني

".عايندون امل ،إن القرآن كالم اهلل احلروف: "الذين قالوا: الفرقة األوىلسواء كالم اهلل أو كالم ـ وقول هذه الفرقة متفرع عن القول بأن تعريف الكالم

.اللفظ دون املعىن :هوـ غريه ".إن القرآن كالم اهلل املعاين دون احلروف: "الذين قالوا: الفرقة الثانية

لكن ليس كالمه ،أن القرآن كالم اهلل"وقول هذه الفرقة متفرع عن القول بـ ".حقيقة

:مل يـرمد املؤلف على هاتني الفرقتني: تنبيهفلم يرد عليها التضاح خطئها، ألن الكالم عند العرب : أما الفرقة األوىل

.والعجم يتضمن اللفظ واملعىنوهو أن اهلل ،فلم يرد عليها ألن قوهلا متفرع عن أصل باطل: وأما الفرقة الثانية

على هذا األصل، وإذا بطل األصل تعاىل مل يتكلم بالقرآن، وقد سبق الرد .بطل الفرع

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

72

[عن رؤية املؤمنني لربهم يوم القيامةالكالم ]

يمانه بههه وبهكتبههه وبهمالئهكتههه وبهرسلههه ن اإله :وقد دخل أيضاا فهيما ذكرناه مه

نهين ي رونه ي وم القهيامةه عيانا يمان بهأن المؤمه مس اإله م، كما ي رون الش ا بهأبصارهههلة البدره ال يضامون فهي رؤيتههه، ا ليس دون ها سحاب وكما ي رون القمر لي صحوا

اء ي رونه سبحانه وهم فهي عرصاته القهيامةه، ثم يرونه ب عد دخوله الجنةه كما يش .(1)الل ت عالى

هذا الفصل الرابع الذي خصصه املؤلف للكالم عن رؤية املؤمنني لرهبم يوم (6) .القيامة

".فصل"مل يذكر كلمة اإال أنه أيض (فيما ذكرناه من اإليمان به وبكتبه وبمالئكته وبرسله اوقد دخل أيضا )

.اإلميان الستة أصول من أصول أربعة يف داخل لرهبم املؤمنني برؤية اإلميان أن :مرادهأن املرئي هو اهلل تعاىل، فاإلميان برؤيته داخل يف اإلميان باهلل، وأن : وجه ذلك

فاإلميان برؤيته داخل يف اإلميان بالكتب، وأن املالئكة ،الكتب أخربت بذلكئكة، وأن فاإلميان برؤيته داخل يف اإلميان باملال ،أنزلت الكتب إىل الرسل

.فاإلميان برؤيته داخل يف اإلميان بالرسل ،الرسل بلغوا ذلك للناس لكونه ؛أدخل املؤلف اإلميان بالرؤية يف اإلميان باملالئكة والكتب والرسل :فائدة

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

73

لن يتكلم عن هذه األصول الثالثة، فاكتفى بذكر أن اإلميان بالرؤية داخل .فيها

مع أن الرؤية ،بالرؤية يف اإلميان باليوم اآلخرلماذا مل يمدخل اإلميان :مسألة تكون يف ذلك اليوم؟

.ألنه سيتكلم عن هذا األصل: اجلواب (بأبصارهم المؤمنين يرونه يوم القيامة عيانا اإليمان بأن ا): قوله

.أي معاينة ومشاهدة( اعيانا ) .أي بواسطة أبصارهم( بأبصارهم)

.حقيقيةفيستفاد من ذلك أن رؤيتهم لرهبم رؤية وكما يرون القمر ليلة ،ليس دونها سحاب اكما يرون الشمس صحوا )

(ال يضامون في رؤيته ،البدراحلسرة، يعين ال :أي ال يصيبهم ضيم، والضيم هو( ال يضامون في رؤيته)

.تتضح رؤيته لبعضهملو مل تصيبهم حسرة .اأن رؤيتهم لرهبم رؤية واضحة جد فيستفاد من ذلك

أي ( ثم يرونه بعد دخول الجنة ،وهم في عرصات القيامة ،نهيرونه سبحا) :رؤيتهم لرهبم تكون يف موضعني

.يعين يف ساحات القيامة ،يف عرصات القيامة: املوضع األول .بعد دخول اجلنة: املوضع الثاين

.أي كيفية الرؤية كما يشاء اهلل تعاىل( كما يشاء الله تعالى)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

74

[اإلميان باليوم اآلخر]

ره : فصل يمان بهاليومه اآلخه ن اإله : ومه

ا يكون ب عد الموته اإليمان بهكل ما أخب ر بههه النبي م .(1)مه

شرع يف التفصيل يف ،التفصيل يف األصل األوللما انتهى املؤلف من (6) .اإلميان باليوم اآلخر :الذي هو ؛األصل اخلامس

.وتقدم التنبيه على أنه لن يتكلم عن األصل الثاين والثالث والرابع ( ومن اإليمان باليوم اآلخر): قوله

.أي وبعض ما يدخل يف اإلميان باليوم اآلخر ؛مبعىن بعض( من) ( ما أخبر به النبي اإليمان بكل )

.هذا يشمل ما أخرب به مباشرة، وما أخرب به بواسطة القرآنا سيتكلم عن بعض ا، وأنه إمنآلخر يتضمن أمور أن اإلميان باليوم ا: مراد املؤلف

.هذه األمور ال كلها ما هي األمور اليت يتضمنها اإلميان باليوم اآلخر؟ :مسألة

:ميان باليوم اآلخر يتضمن أمرينظاهر كالم املؤلف أن اإل: اجلواب .اإلميان مبا يكون يف املوت: األمر األول .اإلميان مبا يكون بعد املوت: األمر الثاين

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

75

نةه القب نون بهفهت هه ره ف ي ؤمه .، وبهعذابه القبره ونعهيمهن الناس ي فأما نة فإه م فت الفهت من ربك؟ وما : ف ي قال لهلرجل ؛نون فهي ق بورههه

نيا ين آمنوا بهالقوله الثابهته فهي الحياةه الد ينك؟ ومن نبهيك؟ فيثبت الل الذه دهن رةه، ف ي قول المؤمه د الل ربي: وفهي اآلخه ينهي، ومحم سالم ده وأما ،نبهيي ، واإله

،عت الناس ي قولون شيئاا ف قلته مه هاه هاه، ال أدرهي، س : المرتاب ف ي قول نسان و ف يضرب بهمرزب يح صيحةا يسمعها كل شيء إهال اإله يد، ف يصه ن حده لو ة مه

نسان لص عها اإله نةه ، عهق سمه هه الفهت إما نعهيم وإهما عذاب إهلى أن ت قوم :ثم ب عد هذهرى، ف تعاد األرواح إهلى األجساده .(1)القهيامة الكب

ما هو األمر الذي سيتكلم عنه املؤلف من هذين األمرين؟ :فإذا قيل .كما نص هو على ذلك ،سيتكلم عن اإلميان مبا يكون بعد املوت: فاجلواب

:علق باإلميان مبا يكون بعد املوت أمرينوسيذكر فيما يت .اإلميان مبا يكون يف القرب: األمر األول .وما يكون فيها ،اإلميان بالقيامة الكربى: األمر الثاين

.هذا األمر األول، الذي هو اإلميان مبا يكون يف القرب (6) .اقرب اختبار عين يؤمنون بأن يف الاالختبار، ي: الفتنة( القبر بفتنة فيؤمنون) :قوله

، وأن امليت اا وعذاب يعين يؤمنون بأن يف القرب نعيم (وبعذاب القبر ونعيمه) .وإما معذب ،فيه إما منعم

أن يسأل امليت هذه :أي كيفية الفتنة يف القرب هي( إلخ… فأما الفتنة ) .وإما أن ال جييب ،األسئلة الثالثة، مث هو إما أن جييب

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

76

لى لهسانه رسولههه، وأجمع وت قوم القهيامة التهي أخب ر الل بهها فهي كهتابههه، وع ها المسلهمون .(1)علي

،إلى أن تقوم القيامة الكبرى ،نعيم وإما عذابثم بعد هذه الفتنة إما ) :هذه اجلملة تضمنت ثالثة أمور (فتعاد األرواح إلى األجساد

.أن النعيم والعذاب يكونان بعد الفتنة: األول .ويستفاد من ذلك أن النعيم والعذاب يتعني أحدمها حبسب نتيجة الفتنة

.مة الكربىأن النعيم والعذاب يستمران إىل وقت القيا: الثاين .للقيام ائ اح تعاد إىل األجساد، يعين هتي أن األرو : الثالثالقول بأن النعيم والعذاب يستمران إىل وقت القيامة الكربى، هل املراد :مسألة

به أن كل من ابتمدئ به النعيم أو العذاب يستمر به الشيء الذي ابتمدئ به إىل وقت القيامة؟

بأن يكون ،د، بل املراد أن امليت ال خيلو من أحدمهاليس هذا هو املرا: اجلواب .اا وال معذب ال منعم .إىل وقت القيامة اابتمدئ به النعيم فيستمر منعم فأما من

:وأما من ابتمدئ به العذاب، فال خيلو من حالتني .أن يستمر به العذاب إىل وقت القيامة: احلالة األوىل

.الذي يستحقه فقط هذا يكون لسبب، كأن العذاب عنه ينقطع أن: الثانية احلالة .وما يكون فيها ،هذا األمر الثاين الذي هو اإلميان بالقيامة الكربى (6)

:وسيذكر املؤلف عن هذا األمر سبعة مباحث .بيان أنواع األدلة على القيامة الكربى: املبحث األول

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

77

ين م لهرب العالمه ن ق بورههه هم ؛ف ي قوم الناس مه ن حفاةا عراةا غرالا، وتدنو مهمهم العرق مس، وي لجه .(1)الش

عند انتظارهم بيان حال الناس عند قيامهم من القبور، و : املبحث الثاين .للحساب

.بيان مشهدين من املشاهد اليت تكون بعد اإلذن باحلساب: املبحث الثالث .بيان كيفية احلساب: املبحث الرابع

.بيان مشاهد تكون بعد االنتهاء من احلساب: املبحث اخلامس .يف ذلك اليوم بيان الشفاعات اليت يقوم هبا النيب : املبحث السادس ،بيان املصادر اليت تمعرف هبا أنواع ما جيري يف الدار اآلخرة :املبحث السابع .وتفاصيل ذلك

.بيان أنواع األدلة على القيامة الكربى :الذي هو ؛وبدأ باملبحث األول .أي قيام مجيع الناس من قبورهم أحياء ( وتقوم القيامة): قوله

. أي يف القرآن( التي أخبر الل بها في كتابه) .أي يف السنة( سولهوعلى لسان ر ) .أي العلماء وغريهم( وأجمع عليها المسلمون)

.القرآن والسنة واإلمجاع :أن أنواع األدلة على القيامة الكربى هي: اخلالصةبيان حال الناس عند قيامهم من القبور، وعند :وهو ؛هذا املبحث الثاين (6)

.انتظارهم للحسابهذا هو ( غرالا ،عراةا ،حفاةا ،المينفيقوم الناس من قبورهم لرب الع): قوله

.حاهلم عند القيام

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

78

ۇئ ۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ژ باده ف توزن بها أعمال العه ،ف ت نصب الموازهين

ېئ ېئ ېئ ىئ ىئ ىئ ی ی ی ی جئ

واوهين ، [المؤمنون] ژحئ مئ ي صحائهف األعماله ،وت نشر الد ذ ،وهه فآخهن وراءه ظهرههه مالههه أو مه ذ كهتابه بهشه ينههه وآخه :كما قال سبحانه وت عالى ؛كهتابه بهيمه

ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ۀں ں ڻ ڻ ڻ ڻژ

.(1)[اإلسراء] ژھ ے ے ۓ ۓ ڭ ڭ ڭ

.أي من غري أحذية( حفاة) .أي من غري ثياب( عراة) .أي غري خمتونني( غرالا )

هذا هو حاهلم عند انتظارهم ( ويلجمهم العرق ،وتدنو منهم الشمس): قوله .للحساب

.أي تقرب منهم( تدنو منهم الشمس)رق إىل أفواههم، فيصري كاللجام الذي يوضع أي يصل الع( ويلجمهم العرق)

يف فم الفرس؛ وذلك نتيجة القرتاب الشمس منهم، واملراد بوصول العرق إىل مث يرتفع حىت ،أفواههم هو أن العرق يتصبب منهم حىت يصل إىل األرض

.يصل إىل أفواههمذن بيان مشهدين من املشاهد اليت تكون بعد اإل :وهو ؛هذا املبحث الثالث (6)

.باحلساب .نصب املوازين: املشهد األول

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

79

.نشر الدواوين: املشهد الثاين .أي توضع( فتنصب الموازين): قوله

واألعمال السيئة يف ،أي األعمال احلسنة يف كفة( فتوزن بها أعمال العباد) . كفة

ېئ ىئ ىئ ىئ .ۇئ ۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ېئ ژ )

آلية األعمال املراد باملوازين يف ا (ژی ی ی ی جئ حئ .احلسنة

.أي رجحت أعماله احلسنة ژۇئ ۆئ ۆئ ژ .أي خفت أعماله احلسنة ژېئ ىئ ىئژ

. إثبات الوزن لألعمال يف ذلك اليوم: والشاهد من اآلية .أي تفتح( وتنشر الدواوين): قوله

.هذا تفسري للدواوين( وهي صحائف األعمال) .بادأي هي الصحائف اليت كمتبت فيها أعمال الع

( أو من وراء ظهره ،فآخذ كتابه بيمينه، وآخذ كتابه بشماله) :أي الناس عند أخذهم لصحائفهم على نوعني

.من يأخذ كتابه بيمينه: األول .من يأخذ كتابه بشماله أو من وراء ظهره: الثاين :ظاهر كالم املؤلف أن النوع الثاين صنفان: تنبيه

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

81

ب الل الخالئهق :ويحاسهه ال خيو نةه لو بعبده ف ذلك فهي الكهتاب والس نه فهيقرره بذنوبه كما وصه .مؤمه

زن حسناته وسيئاته؛ فإنه ال وأما الكفار فال يحاسبون محاسبة من تو لهم، ولكن ت عد أعمالهم فتحصى فهيوقفون عليها وي قررون بها ته حسنا

.(1)هابه ويجزون

.منهم من يأخذ كتابه بشماله .من يأخذه من وراء ظهرهومنهم

واملعروف عن السلف أن الذي يأخذ كتابه بشماله هو نفسه يأخذه من وراء .ظهره

ۀ ہ ہ ۀں ں ڻ ڻ ڻ ڻژ : كما قال سبحانه وتعالى)

(ژھ ے ے ۓ ۓ ڭ ڭ .ہ ہ ھ ھ .ثبات نشر الدواوين يف ذلك اليومإ: الشاهد من اآلية

.بيان كيفية احلساب :وهو ،هذا املبحث الرابع (6)فيذكرهم بأعماهلم اليت ،أي يكلمهم بنفسه( ويحاسب الل الخالئق): قوله

.قدموها يف الدنياكما وصف ذلك في الكتاب ،فيقرره بذنوبه ،ويخلو بعبده المؤمن)

( والسنة : أي كيفية حماسبته للمؤمن تتضمن أمرين

ا يسمع ما يكلمه به؛ وذلكل أحد فال جيع ،ه، يعين ينفرد بهأنه خيلو ب: األول

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

81

.عليه اسرت افيجعله يعرتف هبا؛ وذلك إظهار ،يقرره بذنوبه، يعين يعرض عليه ذنوبه: الثاين

.ويغفرها له يف ذلك اليوم ،ملنته عليه، حيث سرتها عليه يف الدنياآته فإنه ال وأما الكفار فال يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسي)

(حسنات لهم .أي حماسبته تعاىل للكفار ليست كمحاسبته للمسلمني

أي والسبب يف ذلك أن الكفار ال ؛فاء السببية( فإنه: )والفاء يف قولهحسنات هلم، يعين ألن هلم سيآت وليست هلم حسنات ال يكون حساهبم

.مثل الذين هلم سيآت وحسنات حسنات؟ملاذا الكفار ليست هلم :فإذا قيل .ألن الكفر حيبط مجيع احلسنات: فاجلواب

ويجزون ،ويقررون بها ،فيوقفون عليها ،وتحصى ،ولكن تعد أعمالهم) ( بها

:أي كيفية حماسبته للكفار تتضمن مخسة أمور .تعد أعماهلم، يعين تعدد عليهم؛ فتذكر السيئة بعد السيئة: األول .ء منها، فال يرتك شيحتصى، يعين جتمع كلها: الثاين

.يوقفون عليها، يعين يستمعون إليها كلها: الثالث .يقررون هبا، يعين يطلب منهم االعرتاف هبا: الرابع

.جيزون هبا، يعين يعاقبون بسببها: اخلامس

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

82

ن اللبنه ، القهيامةه الحوض المورود لهلنبهي ةه ص ر وفهي ع ماؤه أشد ب ياضاا مهن العسله ، طوله شهر وأحلى مه ماءه وعرضه شهر، من ،، آنهيته عدد نجومه الس

نه شربةا ال ب يشر ا يظمأ مه .ب عدها أبداي ب ين الجنةه والناره ،والصراط منصوب على متنه جهنم سر الذه ،وهو الجه

هم من يمر الناس علي ن هم من يمر كلمحه البصره، ومه ن م، فمه هه على قدره أعمالههههم ن ، ومه هم من يمر كالفرسه الجواده ن ، ومه هم من يمر كالريحه ن ، ومه يمر كالب رقه

هم من ي ن ، ومه بهله هم من يمر كرهكابه اإله ن ي مشياا، ومه هم من يمشه ن عدو عدواا، ومههم من يخطف ن ا، ومه سر ؛وي لقى فهي جهنم خطفاا من ي زحف زحفا ن الجه فإه

م .نة فمن مر على الصراطه دخل الج ،عليهه كاللهيب تخطف الناس بهأعمالهههن م مه هه ذا عب روا عليهه وقهفوا على ق نطرة ب ين الجنةه والناره، ف ي قتص لبعضه فإه

ن لهم فهي دخوله الجنةه بوا ون قوا أذه ذا هذ . ب عض، فإهد ن األممه وأو ،وأول من يست فتهح باب الجنةه محم ل من يدخل الجنة مه

.(1)أمته

.بيان مشاهد تكون بعد االنتهاء من احلساب :وهو ؛هذا املبحث اخلامس (6) :فذكر املؤلف أربعة مشاهد

.احلوضورود : املشهد األول .املرور على الصراط: املشهد الثاين

.الوقوف على القنطرة: املشهد الثالث .دخول اجلنة: املشهد الرابع

.أي يف ساحة اجتماع الناس يوم القيامة( وفي عرصة القيامة): قوله

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

83

مع فيه املاء( الحوض) .أي زجمع املاء، يعين الشيء الذي جيم .لشرب منهأي الذي يورد، يعين يؤتى ل( المورود) .له اإكرام أي الذي أعطاه اهلل عز وجل النيب ( للنبي )

:مث ذكر املؤلف فيما يتعلق هبذا احلوض أربعة أمورمن اماؤه أشد بياضا : )صفة مائه من حيث اللون والطعم، فقال: األول (.وأحلى من العسل ،اللبن (.السماءآنيته عدد نجوم : )عدد آنيته اليت يشرب هبا، فقال: الثاين

(.وعرضه شهر ،طوله شهر: )مساحته طوال وعرضا ، فقال: الثالث (.اال يظمأ بعدها أبدا ،من يشرب منه شربة: )أثر الشرب منه فقال: الرابع .أي الطريق الذي مير الناس عليه بعد االنتهاء من احلساب( والصراط): قوله

.أي موضوع على ظهر جهنم( منصوب على متن جهنم) .ألعلى وجهنم أسفل منهفهو با

.أي مممتد وفاصل بني اجلنة والنار( وهو الجسر الذي بين الجنة والنار) .وكيفية هذا الفصل أن النار أسفل منه واجلنة هنايته

أي صفة مرور الناس عليه من حيث ( يمر الناس عليه على قدر أعمالهم) .السرعة حبسب أعماهلم اليت قدموها يف الدنيا

مث ،، يملمحم حملة بالبصراا جد سريع أي مير ( يمر كلمح البصر فمنهم من) .خيتفي من شدة سرعته

ألن مدة مشاهدة الربق ؛أي أبطأ من الذي قبله( ومنهم من يمر كالبرق) .أكثر من مدة ملح البصر

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

84

.أي كاهلواء، واملراد يف شدة سرعته( ومنهم من يمر كالريح) .كالفرس اجليد أي( ومنهم من يمر كالفرس الجواد) .وهي دون الفرس اجلواد بكثري( ومنهم من يمر كركاب اإلبل) .اا سريع أي يركض ركض ( اومنهم من يعدو عدوا ) .بال إسراع اا عادي أي مشي ( اومنهم من يمشي مشيا ) .أي ميشي على مقعدته بدل رجليه( اومهم من يزحف زحفا ) ،لجسر عليه كالليبفإن ا ؛فيلقى في جهنم ،اومنهم من يخطف خطفا )

هو أخذ الشيء بسرعة، يعين منهم من ال : اخلطف( تخطف الناس بأعمالهم .ويلقى يف جهنم ،بل يؤخذ بسرعة ،يستطيع املرور حىت بالزحف

أي والسبب يف ذلك أن اجلسر ؛فاء السببية( فإن الجسر: )والفاء يف قوله .وها يف الدنياعليه كالليب ختطف الناس بسبب أعماهلم السيئة اليت قدم

.مجع كلوب، وهي حديدة معكوفة الرأس: والكالليبأي من انتهى من املرور على الصراط ( فمن مر على الصراط دخل الجنة)

وسلم من السقوط يف جهنم فمصريه اجلنة، وليس املراد أنه يدخل اجلنة مباشرة .ألنه بقي مشهد آخر

.أي على الصراط( فإذا عبروا عليه): قوله .أي أمروا بالوقوف( فواوق) .مكانه بني اجلنة والنار ،أي على جسر صغري( على قنطرة بين الجنة والنار) .أي يأخذ املظلوم حقه من الظامل( فيقتص لبعضهم من بعض) .أي طمهروا من املظامل( فإذا هذبوا ونقوا)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

85

:فهي القيامةه ثالث شفاعات وله فاعة األولى ن هم ب عد أن : أما الش ف يشفع فهي أهله الموقهفه حتى ي قضى ب ي

يم فاعةه ي ت راجع األنبهياء آدم ونوح وإهب راهه يسى ابن مريم عن الش وموسى وعهي إهليهه .حتى ت نتهه

فاعة الثانهية ف يشفع فهي أهله الجنةه أن يدخلوا الجنة، وهاتانه : وأما الشفاعتانه خاصتانه له .الش

فاعة الثالهثة فاعة له ولهسائهره ف : وأما الش هه الش يشفع فهيمن استحق النار، وهذهم، ف يشفع فهيمن استحق النار أن ال يدخلها، ويشفع يهقهين وغيرههه النبهيين والصد

ها ن .(1)فهيمن دخلها أن يخرج مه

.أي سح هلم بالدخول( أذن لهم في دخول الجنة)غري القصاص الذي يكون يف ،يكون على القنطرةهذا القصاص الذي :تنبيه

فتؤخذ من ،احلشر، فالقصاص الذي يكون يف احلشر فيه استنفاد احلسناتوتوضع يف حسنات املظلوم، وأما القصاص الذي يكون على ،حسنات الظامل

أن الصدور تطهر من :فليس فيه استنفاد احلسنات، واملقصود منه ،القنطرة .وليس يف صدر أحد غل على أحد ،فيدخلون اجلنة ،الغل .يطلب فتح الباب أي :يستفتح ( محمد الجنة باب يستفتح من وأول) :قوله

د دخول الرسل، يعين كما أن أي بع( وأول من يدخل الجنة من األمم أمته) .من يدخل اجلنة من األمم أول فأمته ،الرسل من اجلنة يدخل من أول احممد

.يف ذلك اليوم النيب هبا يقوم اليت الشفاعات بيان :وهو ؛السادس املبحث هذا (6)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

86

مجع شفاعة، :الشفاعات( في القيامة ثالث شفاعات وله ): قولهيف أن النيب : أي توسط له، فاملعىن: التوسط للغري، شفع لفالن: ومعناها

.ذلك اليوم يتوسط للناس عند ربه تعاىل ثالث وساطاتأي الذين يشفع هلم النيب ( ع في أهل الموقفأما الشفاعة األولى فيشف) هبذه الشفاعة هم مجيع أهل املوقف.

أن يبدأ اهلل تعاىل :أي املقصود من هذه الشفاعة( حتى يقضي بينهم) .يعين الفصل واحلساب ،بالقضاء بينهم

آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم عن ؛بعد أن يتراجع األنبياء)أي أن أهل املوقف يطالبون أوال هؤالء األنبياء أن ( نتهي إليهحتى ت ،الشفاعة

يشفعوا هلم، فيرتاجع األنبياء يعين يعتذرون، مث يطلب أهل املوقف الشفاعة من .فهو الذي يقوم هبا حممد

م النيب أي الذين يشفع هل( وأما الشفاعة الثانية فيشفع في أهل الجنة) .ا دخول اجلنةالذين استحقو :ذه الشفاعة همهبأن يدخلوا اجلنة، وذلك ألهنم :هلم الشفاعة من املقصود أي( أن يدخلوا الجنة)

ولكن جيدون ،بعد االنتهاء من الوقوف على القنطرة يؤذن هلم بدخول اجلنة .فيشفع هلم، فتفتح األبواب، مث يدخلون حىت يأيت النيب ،األبواب مغلقة

.ال يقوم هباتني الشفاعتني غريه أي( وهاتان الشفاعتان خاصتان له) هلم النيب يشفع الذين أي (النار استحق فيمن فيشفع :الثالثة الشفاعة وأما)

.املسلمون أصحاب الكبائر: هم الذين استحقوا النار، واملراد هبم الشفاعة هبذه

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

87

واماا بهغيره شفاعةويخرهج الل ن الناره أق .(1)بل بهفضلههه ورحمتههه ،مهن يام وي بقى فهي الجنةه فضل ع ن أهله الد واماا ،ن دخلها مه ئ الل لها أق ف ي نشه

لهم الجنة . (2)ف يدخه

أي هذه الشفاعة ( ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم ،وهذه الشفاعة له) .وغريه ممن هم أهل للشفاعة ا النيب عامة يقوم هب

فيشفع فيمن استحق النار أن ال يد خلها ويشفع فيمن دخلها أن يخرج )أن من مل يدخل النار يشفع له بأن ال :أي املقصود من هذه الشفاعة( منها

.يدخلها، وأن من دخلها يشفع له بأن خيرج منهان يشفع الشافع فيمن دخل النار بأن لما ذكر املؤلف أن من الشفاعة العامة أ (6)

.ناسب أن يذكر أن اخلروج من النار له سبب آخر غري الشفاعة ،خيرج منها .نيأي مسلم( اويخرج الل من النار أقواما ): قوله

.أي ليس بسبب الشفاعة( بغير شفاعة) .من غري واسطة ،فضل اهلل ورمحته زجرد هو السبب بل أي( بل بفضله ورحمته)

،بغري شفاعة بل بفضله ورمحته اخيرج من النار أقوام ما ذكر املؤلف أن اهلل ل (2)كان من املعلوم أن هؤالء هم آخر أهل الدنيا دخوال اجلنة، فناسب أن يذكر

.بعد ذلك أن دخول اجلنة ليس ألهل الدنيا فقط .أي متسع( ويبقى في الجنة فضل): قوله

.أن يدخلها سكاهنا من أهل الدنياأي بعد ( عمن دخلها من أهل الدنيا) .أي خيلقهم يف ذلك الوقت( الها أقواما اللفينشئ ) .أي من غري عمل سابق منهم( فيدخلهم الجنة)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

88

ار اآلخه وأصناف ما نته الد سابه والث وابه والعهقابه والجنةه تضم ن الحه رة مهن العهلمه ماءه واآلثاره مه ن الس يل ذلهك مذكورة فهي الكتبه المن زلةه مه والناره وت فاصه

د ،المأثوره عن األنبهياءه ن ذلهك وفهي العهلمه الموروثه عن محم ي مه ما يشفه .(1)ويكفهي فمن اب ت غاه وجده

ا أنواع ما جيري يف الدار بيان املصادر اليت تمعرف هب :وهو ؛هذا املبحث السابع (6) .وتفاصيل ذلك ،اآلخرة

من الحساب والثواب والعقاب ،رةوأصناف ما تضمنته الدار اآلخ): قوله (والجنة والنار

.أي أنواع، يعين أنواع ما جيري يف الدار اآلخرة: أصناف .أي تفاصيل ما جيري من هذه األنواع( وتفاصيل ذلك) (من العلم المأثور عن األنبياء واآلثار ،السماء من المن زلة الكتب في مذكورة)

: أي تعرف بطريقني .الكتب المممنـزلة من السماء، يعين كالم اهلل تعاىل: الطريق األوىلاآلثار املنقولة عن األنبياء، يعين كالم األنبياء صلوات اهلل : الطريق الثانية

.وسالمه عليهم .أي املنقول عنه( وفى العلم الموروث عن محمد ) .أي مما جيري يف الدار اآلخرة( من ذلك) .أي يمغين عن غريه: يمريح، ويكفيأي : يشفي( ما يشفي ويكفي)، أي أراده، واملراد به العلم املنقول عن حممد : ابتغاه( فمن ابتغاه وجده)

.ألنه يف الكتاب والسنة ؛أي أدركه، يعين أنه قريب ليس ببعيد: وجده

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

89

[اإليـمان بالقدر]

ية ن الفهرقة الناجه ن وت ؤمه نةه والجماعةه بهالقدره خيرههه وشرهه أهله مه .السيمان بهالقدره على درجت ينه ن شيئ ؛واإله (1):ينه كل درجة ت تضم

شرع يف التفصيل يف األصل ،لما انتهى املؤلف من التفصيل يف األصل اخلامس (6) .اإلميان بالقدر :هو الذي ؛السادس

: فذكر فيما يتعلق باإلميان بالقدر أمرين .اعتقاد أهل السنة واجلماعة بالقدر إمجاال : األمر األول .اعتقاد أهل السنة واجلماعة بالقدر تفصيال : األمر الثاين

.أي الطائفة الساملة من النار يف اآلخرة( وتؤمن الفرقة الناجية): قوله ( لجماعةمن أهل السنة وا) .هنا لبيان اجلنس، أي الفرقة الناجية الذين هم أهل السنة واجلماعة( من) .هذا هو اعتقادهم بالقدر إمجاال ( بالقدر خيره وشره)

ا حيدث يف اإلميان بأن تقدير اهلل تعاىل مل :هو يعين اعتقادهم بالقدر إمجاال .الكون يشمل اخلري والشر

( كل درجة تتضمن شيئينواإليمان بالقدر على درجتين، ) .هذا هو اعتقادهم بالقدر تفصيال

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

91

رجة األولى يمان بهأن الل ت عالى عله : فالد هه م اإله لون بهعهلمه ما الخلق عامهن الطاعاته م مه يع أحوالههه ا، وعلهم جمه ي هو موصوف بههه أزالا وأبدا يم، الذه القده

ي واألرزاقه واآلجال ير الخلقه ثم ،والمعاصه ،كتب الل فهي اللوحه المحفوظه مقادهاكتب ما هو : ما أكتب؟ قال : قال ،اكتب : فأول ما خلق الل القلم قال له

ئه، وم ،كائهن إهلى ي ومه القهيامةه نسان لم يكن لهيخطه ا أخطأه لم فما أصاب اإلهيبه، جفته األقالم، وطوهيته الصحف ڻ ڻ ژ :كما قال ت عالى ؛يكن لهيصه

ژۓ ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ےھ ھ ھ ے ھڻ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہے ۓ ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ژ :، وقال[الحج]

.(1)[الحديد] ژې ۅ ۉ ۉ ې ې ۅٴۇ ۋ ۋ

،أن اإلميان بالقدر ينقسم إىل درجتني :هو يعين أن اعتقادهم بالقدر تفصيال .ق شيئنيييعين مرتبتني ومنمزلتني، وكل درجة ال تتحقق إال بتحق

:وسيذكر فيما يتعلق بالدرجة األوىل من اإلميان بالقدر ثالثة مباحث .بيان الشيئني اللذين تتضمنهما هذه الدرجة: بحث األولامل

.بيان أنواع التقدير يف هذه الدرجة: املبحث الثاين .بيان املنكرين هلذه الدرجة: املبحث الثالث

.بيان الشيئني اللذين تتضمنهما هذه الدرجة :وهو ؛هذا املبحث األول (6) ( بعلمه القديم ،عاملوناإليمان بأن الله تعالى علم ما الخلق ): قوله

.أن اهلل علم بالعمل قبل حدوثه: هذا الشيء األول، وخالصته

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

91

.أي علم بعملهم( علم ما الخلق عاملون) .أي بعلمه السابق على العمل( بعلمه القديم) ( االذي هو موصوف به أزالا وأبدا )

.هذا فيه بيان نوع العلم الذي هو سبحانه موصوف به .ية له، يعين ليس جاهال بالشيء مث علمهأي ال بدا( أزالا ) .أي ال هناية له، يعين الشيء الذي علمه ال ينساه( اأبدا ) ( من الطاعات والمعاصي واألرزاق واآلجال ،وعلم جميع أحوالهم)

.هذا فيه بيان نوع العمل الذي علمه سبحانه .أي أعماهلم( وعلم جميع أحوالهم)أي سواء ما يصدر منهم ( واآلجال من الطاعات والمعاصي واألرزاق)

.أو ما حيدث هلم كاألرزاق واآلجال ،كالطاعات واملعاصي ( ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق)

.أن اهلل كتب العمل قبل حدوثه: هذا الشيء الثاين، وخالصته .أي دون وسجل( ثم كتب الل)يمكتب فيه، واهلل أعلم بنوع هو الشيء الذي : اللوح( في اللوح المحفوظ)

.أي املصان من التغيري: هذا اللوح الذي كتب اهلل فيه، واحملفوظ .أي ما قدره عليهم من األعمال( مقادير الخلق)اكتب ما : ما أكتب؟ قال: قال ،اكتب: فأول ما خلق الله القلم قال له)

.هذا فيه بيان كيفية حصول الكتابة( هو كائن إلي يوم القيامة

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

92

.فكيفية حصوهلا أن اهلل تعاىل عندما أمت خلق القلم أمره أن يباشر الكتابةوما أخطأه لم يكن ليصيبه؛ جفت ،فما أصاب اإلنسان لم يكن ليخطئه)

.هذا فيه بيان نتيجة حصول الكتابة( األقالم وطويت الصحفأي ما وقع لإلنسان ال سبيل لعدم ( فما أصاب اإلنسان لم يكن ليخطئه)

.هوقوع .أي ما مل يقع فيه فال سبيل لوقوعه فيه( وما أخطأه لم يكن ليصيبه)يعين قد فمرغ من الكتابة فلن يقع شيء ( وطويت الصحف ،جفت األقالم)

.خالف املكتوبھ ھ ھ ھڻ ڻ ڻ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہژ :كما قال تعالى)

ڭ ڭ ۇ ے ۓ ۓ ڭ ڭ ژ :، وقالژۓ ۓ ڭ ڭ ڭ ےے

( ژۅ ۉ ۉ ې ې ۅۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ٴۇ ۋ ۋ .لما ذكر الشيئني اللذين تتضمنهما هذه الدرجة ذكر بعد ذلك الدليل عليهما

دليل ژڻ ڻ ڻ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہژ : فقوله يف اآلية األوىل .على العلم

.دليل على الكتابة ژھ ھ ے ژ :وقولهے ۓ ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ژ : يةوقوله يف اآلية الثان

وعلى العلم ،دليل على الكتابة باملنطوق ژۈ ۈ ٴۇ ۋ ۋ .يفهم منه أنه قد علم ما سيقع ،باملفهوم، فكونه كتب الشيء الذي سيقع

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

93

يالا ع جملةا وت فصه هه سبحانه يكون فهي مواضه ير التابهع لهعهلمه قده :وهذا الت .ف قد كتب فهي اللوحه المحفوظه ما شاء

ا، ف ي ؤمر بهأربعه وإهذا خلق جسد الجنهينه ق بل ن فخه الروحه فهيهه ب عث إهلهيهه مل كا .(1)سعهيد، ونحو ذلهك م اكتب رهزقه وأجله وعمله وشقهي أ : كلهمات؛ ف ي قال له

.بيان أنواع التقدير يف هذه الدرجة :وهو ؛هذا املبحث الثاين (6) .بالكتابةأي التقدير ( وهذا التقدير): قوله

أي التقدير بالكتابة تابع للعلم؛ ألنه سبحانه كتب ما سيقع ( التابع لعلمه) .وقد علم قبل ذلك ما سيقع

أي التقدير بالكتابة له مواضع زجموعة ( يكون في مواضع جملة وتفصيالا ) :يف نوعني

.التقدير اإلمجايل: النوع األول .التقدير التفصيلي: النوع الثاين

الكتابة :هذا التقدير اإلمجايل، وهو( اللوح المحفوظ ما شاء فقد كتب في) .يف اللوح احملفوظ، وسي بالتقدير اإلمجايل ألنه شامل لكل شيء

فيؤمر بأربع ،بعث إليه ملكاا ،وإذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه)هذا التقدير ( اكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد: فيقال له ،كلمات

.يلي، وهو كتابة ما يتعلق بالفرد يف عمرهالتفص .وسي بالتقدير التفصيلي ألن فيه تفصيال لبعض ما كمتب يف اللوح احملفوظ

.يشري املؤلف إىل أن التقدير التفصيلي أنواع( ونحو ذلك) ما هي أنواع التقدير التفصيلي؟ :فإذا قيل

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

94

ا ومنكهروه الي وم قلهيل يما ير قد كان ي نكهره غالة القدرهيةه قده قده .(1)ف هذا الت رجة الثانهية وأما ا يئة الله : لد ي مشه لة فهه امه .النافهذة، وقدرته الش

يمان بهأن ما شاء الل كان وما :وهو يكن، وأنه ما فهي لميشأ لماإلهن حركة وال سكون إهال بهمشه ماواته وما فهي األرضه مه يئةه الله سبحانه، ال الس

ن الموجوداته إال يكون فهي ملكههه ير مه ما يرهيد، وأنه سبحانه على كل شيء قدهماءه إهال الل ،والمعدوماته ن مخلوق فهي األرضه وال فهي الس خالهقه فما مه

واه سبحانه، ال خالهق . (2)غي ره، وال رب سه

:التقدير التفصيلي ثالثة أنواع: فاجلواب .كتابة ما يتعلق بالفرد يف عمره :التقدير العمممري، وهو: النوع األولوادث السنة، وهذه يتعلق حب كتابة ما :التقدير السنوي، وهو: النوع الثاين

.الكتابة تكون يف ليلة القدر .كتابة ما يتعلق حبوادث اليوم :التقدير اليومي، وهو: النوع الثالث

.ين هلذه الدرجةبيان املنكر :وهو ؛هذا املبحث الثالث (6) .الكتابةو لعلمباأي ( فهذا التقدير): قوله

.أي يكذب به( قد كان ينكره) .أي املبالغون يف التكذيب بالقدر( غالة القدرية) .أي يف وقت أواخر عصر الصحابة ( اقديما ) .أي يف وقت املؤلف( ومنكروه اليوم قليل)

.واوقد نص غري واحد من أهل العلم على أهنم قد انقرض :ذكر املؤلف فيما يتعلق بالدرجة الثانية من اإلميان بالقدر ثالثة مباحث (2)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

95

.بيان الشيئني اللذين تتضمنهما هذه الدرجة: املبحث األول بيان هل أفعال العباد تنسب إليهم أو إىل اهلل؟: املبحث الثاين

.بيان املنكرين هلذه الدرجة: املبحث الثالث .بيان الشيئني اللذين تتضمنهما هذه الدرجة :ذي هوال ؛وبدأ باملبحث األول

.هذا الشيء األول( النافذة اللفهي مشيئة ): قوله .أي الواقعة اليت ال راد هلا( النافذة)ومعىن

.هذا الشيء الثاين( وقدرته الشاملة) .أي يف اخللق واإلجياد( وقدرته) .أي العامة لكل شيء( الشاملة)

: ة من القدر تتضمن شيئنيأن هذه الدرج: اخلالصة .أن اهلل شاء كل شيء قبل حدوثه: األول .أن اهلل خلق كل شيء كما شاءه: الثاين

وأنه ما في ،وما لم يشأ لم يكن ،اإليمان بأن ما شاء الل كان :وهو)ال ،السماوات وما األرض من حركة وال سكون إال بمشيئة الل سبحانه

( يكون في ملكه إال ما يريد .ا فيه بيان كيفية االعتقاد بالشيء األولهذ

باإلميان بأن وقوع األشياء :أن كيفية االعتقاد مبشيئة اهلل النافذة هو: واخلالصة .تابع ملشيئته سبحانه، فجميع األشياء اليت تقع إمنا وقعت بعد مشيئته

يشري إىل السبب الذي( يكون في ملكه إال ما يريد وال: )ويشري املؤلف بقوله

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

96

يتههه وهو ، ومع ذلهك ف قد أمر العهباد بهطاعتههه وطاعةه رسلههه ون هاهم عن معصهب ا ين آمنوا ل سبحانه يحه ين وي رضى عن الذه طه نهين والمقسه متقهين والمحسه

لوا الص قهين، وال وعمه ب الكافهرهين وال ي رضى عن القومه الفاسه الهحاته وال يحهب الفساد هه الكفر وال يحه .(1)يأمر بهالفحشاءه وال ي رضى لهعهباده

فال يقع يف ملكه ،أن الكون ملكه :ن أجله وقوع األشياء تابع ملشيئته، وهوم .إال ما يريد

فما من ،من الموجودات والمعدومات ،وأنه سبحانه على كل شيء قدير) ،ال خالق غيره ،مخلوق في األرض وال في السماء إال الل خالقه سبحانه

(وال رب سواه .يء الثاينهذا فيه بيان كيفية االعتقاد بالش

باإلميان بأنه سبحانه قدير :االعتقاد بقدرة اهلل الشاملة هو كيفية أن: واخلالصة .على خلق املوجودات واملعدومات، وأن مجيع املوجودات هو خالقها وحده

يشري إىل أن املوجودات خلقها ( من الموجودات والمعدومات: )ويشري بقولهوليس السبب خلقها، على قدير توجد مل اليت األشياء أي املعدومات وأن بقدرته،

.بل السبب أنه مل يشأ خلقها ،يف عدم خلقها أنه ال يقدر على خلقهاوكيفية ،لما ذكر املؤلف الشيئني اللذين تتضمنهما هذه الدرجة من القدر (6)

.ناسب أن يذكر الفرق بني القدر والشرع من حيث احملبة ،االعتقاد هباونهاهم عن ،قد أمر العباد بطاعته وطاعة رسلهف ،ومع ذلك): قوله

( معصيته

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

97

م عالههه لون حقهيقةا، والل خالهق أف ن والكافهر والعبد هو ،والعهباد فاعه المؤمهر والمصلي والصائهم م ،والب ر والفاجه م و ولهلعهباده قدرة على أعمالههه والل إهرادتههه

م م وإهرادتههه ى ى ائ ائ ەئ ەئ ژ :كما قال ت عالى ؛خالهقهم وخالهق قدرتههه

.(1)[التكوير] ژۈئ ۈئ ېئ وئ وئ ۇئ ۇئ ۆئ ۆئ

فقد أمرهم ،ر أفعال العباد من الطاعات واملعاصيد أي مع كون اهلل تعاىل ق .وهناهم عن املعاصي ،بالطاعات

ويرضى عن الذين ،وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين)يرضى عن القوم وال ،وال يحب الكافرين ،آمنوا وعملوا الصالحات

ويرضى عنه، وال حيب من ،أي أن اهلل تعاىل حيب من امتثل الشرع( الفاسقين .وال يرضى عنه ،خالف الشرع

أي أن ( وال يحب الفساد ،وال يرضى لعباده الكفر ،وال يأمر بالفحشاء)وال يرضاها، ويمفهم من ذلك أنه ،اهلل تعاىل ال حيب األفعال اليت هنى عنها

.ويرضاها ،ل اليت أمر هباحيب األفعاأن اليت قبلها تتعلق بالذين فعلوا :الفرق بني هذه اجلملة واليت قبلها :تنبيه

.وأن هذه اجلملة تتعلق بنفس األفعال ،األفعالبه، وأن الشرع خيتص مبا : اخلالصة به اهلل تعاىل وما ال حيم أن القدر يشمل ما حيم

.عاصي ال حيبها، وكلها مقدرةحيبه، فالطاعات حيبها اهلل تعاىل، وامل بيان هل أفعال العباد تنسب إليهم أو إىل اهلل؟ :وهو ؛هذا املبحث الثاين (6)

( خالق أفعالهم والل ،والعباد فاعلون حقيقة): قوله

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

98

:أي أفعال العباد .فهم الفاعلون ألفعاهلم حقيقة ،من جهة الفعل تنسب إليهم

.الق أفعاهلمفهو خ ،ومن جهة اخللق تنسب إىل اهللأي العبد ( والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلى والصائم)

ومن كفر ،فمن آمن فهو املؤمن ،هو الذي يوصف بالفعل الذي صدر منه .فهو الكافر

: أي العباد هلم قدرة على األمرين( وللعباد قدرة على أعمالهم وإرادتهم) .األعمال منهم األعمال، فلهم قدرة على صدور: األول .اإلرادة، فلهم قدرة على إرادة ما سيعملون: الثاين

كوهنا :يشري املؤلف إىل أن السبب يف أن األفعال تنسب إىل العباد حقيقة . صدرت منهم عن قدرة على األعمال واإلرادة

أي اهلل خالق العباد أنفسهم، وخالق ( والل خالقهم وخالق قدرتههم وإرادتههم) . األعمال وإرادهتم هلا قدرهتم على

:يشري املؤلف إىل أن السبب يف أن أفعال العباد تنسب إىل اهلل من جهة اخللق .وخالق قدرهتم وإرادهتم ،كونه تعاىل هو خالقهم

وئ وئ ۇئ ۇئ ۆئ ۆئ ۈئ .ى ى ائ ائ ەئ ژ : كما قال تعالى)

وأن اهلل ،يقةلما ذكر املؤلف أن العباد هم الفاعلون ألفعاهلم حق( ژۈئ .وأشار إىل السبب، ذكر بعد ذلك الدليل ،خالق أفعاهلم

.فيه إثبات القدرة على املشيئة للعباد ژى ى ائژ : فقوله

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

99

اهم النبهي ين سم ب بهها عامة القدرهيةه الذه ن القدره يكذ رجة مه هه الد :وهذههه األمةه " ث باته حتى [4691: أبو داود] "مجوس هذه ن أهله اإله ، وي غلو فهيها ق وم مه

كمها سلبوا العبد قدرت هه حه عاله الله وأحكامه ه واختهياره، ويخرهجون عن أف .(1)ومصالهحها

.فيه إثبات القدرة هلم على العمل ألن االستقامة عمل ژائ ەئ ژ: وقولهفيه إثبات أن هذه املشيئة ژوئ وئ ۇئ ۇئ ۆئ ۆئ ۈئ ۈئژ : وقوله

.يئة اهللتابعة ملشفإثبات القدرة للعباد على املشيئة والعمل يدل على أهنم هم الفاعلون ألفعاهلم حقيقة، وإثبات أن مشيئة العباد تابعة ملشيئة اهلل سبحانه يدل على أن اهلل هو

.خالق أفعاهلمفهم الفاعلون هلا ،أن أفعال العباد من جهة الفعل تنسب إليهم: اخلالصة

.فهو خالقها ،لق تنسب إىل اهللحقيقة، ومن جهة اخل .بيان املنكرين هلذه الدرجة :وهو ،هذا املبحث الثالث (6)

.أي املتضمنة للمشيئة واخللق( وهذه الدرجة من القدر): قوله .أي مجيعهم( يكذب بها عامة القدرية)

.ومل خيلق أفعال العباد ،إن اهلل مل يشأ: يعين يقولونأن : سبب هذه التسمية( هذه األمةمجوس الذين سماهم النبي )

ألن اجملوس يعتقدون أن للحوادث خالقني ؛العتقاد اجملوساعتقادهم مشابه والظالم خالق الشر، والقدرية يعتقدون أن ،النور والظالم؛ فالنور خالق اخلري

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

111

والعباد خالقوا الطاعات،فاهلل خالق ،خالقني اهلل والعباد ألفعال العباد .املعاصي

ومن جهة ،أن القدرية ينسبون أفعال العباد إليهم من جهة اخللق: صةاخلال .وفعلوا أفعاهلم حقيقة ،إن العباد خلقوا أفعاهلم: الفعل، فيقولون

أي يبالغون يف إثبات هذه الدرجة من ( ويغلو فيها قوم من أهل اإلثبات) .القدر

.واملراد هبم اجلربية .ولكنهم يبالغون يف هذا اإلثبات ،لعباديعين يثبتون أن اهلل شاء وخلق أفعال ا

أهنم :أي وجه املبالغة يف هذا اإلثبات( حتى سلبوا العبد قدرته واختياره) .نفوا عن العبد قدرته واختياره ملا يفعل

إن العبد زجبور على فعله، أي يصدر منه الفعل بال قدرة وال : يعين يقولون .اختيار

أي مذهب هؤالء ( كمها ومصالحهاوأحكامه ح اللويخرجون عن أفعال )أنه إذا : يلزم منه نفي احلكم والممصالح عن أفعال اهلل وأحكامه، وجه ذلك

فال حكمة وال مصلحة من ،كان العبد ليس له قدرة وال اختيار على ما يفعل .ومن الثواب والعقاب ،األوامر والنواهي

ومن جهة ، من جهة اخللقأن اجلربية ينسبون أفعال العباد إىل اهلل: اخلالصة .وفعل أفعاهلم حقيقة ،إن اهلل خلق أفعال العباد: الفعل، فيقولون

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

111

[ووعيد اهلل انالدين واإلمي]

ن أصوله :فصل يةه ومه (1):الفهرقةه الناجهين واإله ، وعمل القلبه ق ول القلبه واللسانه ؛مان ق ول وعمل ي أن الد .(2)واللسانه والجوارهحه

شرع يف الكالم عن ،لما انتهى املؤلف من الكالم عن بعض األصول الستة (6) .بعض األصول املتفرعة عن األصول الستة

( ومن أصول الفرقة الناجية): قوله .الفرقة الناجية مبعىن بعض، أي بعض أصول( من)

.واملراد باألصول هنا األصول املتفرعة عن األصول الستة ما هو األصل الذي سيبدأ املؤلف بالكالم عنه؟ :فإذا قيل .وباب وعيد اهلل ،باب الدين واإلميان ؛سيبدأ بالكالم عن أصلني: فاجلواب

:وسيذكر فيما يتعلق هبذين البابني ثالثة مباحث .واإلميان الدين اسا يتضمنه فيما واجلماعة السنة أهل اعتقاد بيان: املبحث األول .بيان اعتقادهم يف زيادة اإلميان ونقصانه: املبحث الثاين

.بيان اعتقادهم يف حكم الفاسق يف الدنيا واآلخرة: البحث الثالث .بيان اعتقادهم فيما يتضمنه اسا الدين واإلميان :وهو ؛هذا املبحث األول (2)

الدين يتضمن القول والعمل، أي ( وعمل قول واإليمان الدين أن): قوله .للدين سمإ ؛ ألنهوكذلك اإلميان يتضمن القول والعمل

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

112

يةه ،يمان يزهيد بهالطاعةه إلوأن ا قص بهالمعصه .(1)وي ن ي والكبائهره، كما ي فعله لةه بهمطلقه المعاصه رون أهل القهب وهم مع ذلهك ال يكف

ة اإله الخوارهج، بل األ يي خو كما قال سبحانه فهي آيةه ؛مانهية ثابهتة مع المعاصه :، وقال [178:البقرة] ژڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ڻژ :القهصاصه

ڻ ڻ ڻ ۀ ۀ ڻڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ںژ

ۇ ۇ ڭے ۓ ۓ ڭ ڭ ڭ ےہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ

.(2)[11-9:الحجرات] ژۈ ٴۇ ۋ ۋ ۅ ۅ . ۆ ۆ

واإلميان يتضمن الدين أي القول الذي يدخل يف ( قول القلب واللسان) :شيئني .التصديق :قول القلب، واملراد به: األول .الشهادتان :التصديق؛ الذي هوالتلفظ ب :قول اللسان، واملراد به: الثاين

الدينأي أن العمل الذي يدخل يف ( وعمل القلب واللسان والجوارح) :واإلميان يتضمن ثالثة أشياء

.والرجاء ،واخلوف ،واحملبة ،عمل القلب، وذلك كالنية: األول .والدعاء ،والتالوة ،عمل اللسان، وذلك كالذكر: الثاين

.واجلهاد ،واحلج ،صالةعمل اجلوارح، وذلك كال: الثالث .بيان اعتقادهم يف زيادة اإلميان ونقصانه :وهو ؛هذا املبحث الثاين (6)

باء السببية، يعين أن ( بالمعصية: )وكذلك يف قوله( بالطاعة: )الباء يف قوله .وينقص بسبب فعل املعصية ،اإلميان يزيد بسبب فعل الطاعة

.م يف حكم الفاسق يف الدنيا واآلخرةبيان اعتقاده :وهو ؛هذا املبحث الثالث (2)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

113

:وذكر املؤلف فيما يتعلق حبكم الفاسق يف الدنيا مسألتني إنه كافر؟: هل يقولون: املسألة األوىل إنه ليس مبؤمن؟: هل يقولون: املسألة الثانية

وبدأ باملسألة األوىل اليت هي هل يقولون إن الفاسق كافر؟ .قول وعمل الدينإن : يقولونأي مع كوهنم ( وهم مع ذلك): قوله

إن :أي ال يقولون ؛أهل القبلة املراد هبم املسلمون( ال يكفرون أهل القبلة) .املسلمني كفار

إهنم كفار :أي ال يقولون ؛الباء باء السببية( بمطلق المعاصي والكبائر) .معصية وكبرية بسبب فعلهم أي

.لق املعاصي والكبائرأي أن اخلوارج يكفرون مبط( كما يفعله الخوارج)قول وعمل، الدينإن :أن أهل السنة واجلماعة مع كوهنم يقولون: مراد املؤلف

؛معصية وكبرية فصدر منه أي ،إن املسلم إذا قصر يف العمل :فإهنم ال يقولون .أنه كافر

يشري إىل أن املعاصي ( بمطلق المعاصي والكبائر: )ويشري املؤلف بقولهمكفرة وغري مكفرة، فاخلوارج يكفرون مبطلق املعاصي والكبائر : والكبائر نوعان

يعين ال يفرقون بني املكفرة وغري املكفرة، وأهل السنة واجلماعة ال يكفرون مبطلق املعاصي والكبائر يعين يفرقون بني املكفرة وغري املكفرة؛ فيكفرون من

.وال يكفرون من فعل كبرية غري مكفرة ،فعل كبرية مكفرة .إن الفاسق ليس بكافر: أن أهل السنة واجلماعة يقولون: الصةاخل

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

114

تقدم أن اخلوارج واملعتزلة متفقون على أن الفاسق ليس مبسلم، ولكن :تنبيهليس مبسلم : كافر، وقالت املعتزلة: اختلفوا هل هو كافر أو ال؟ فقالت اخلوارج

ؤلف يف هذا املوضع اخلوارج دون الممنمزلتني، وذكر امل بني منمزلة يف هو بل وال كافر .إن الفاسق كافر؛ واملعتزلة مل تقل ذلك: ألن الكالم هاهنا عمن قال؛ املعتزلة

.أي بني املسلمني( بل األخوة اإليمانية): قوله .أي باقية( ثابتة) .أي مع صدور املعاصي منهم( مع المعاصي)

طلق املعاصي والكبائر يشري إىل أن السبب يف عدم القول بأن املسلمني كفار مبيعين إذا كان مع صدور املعاصي منهم، ،أهنم ال يزالون إخوة يف اإلميان :هو

.فهذا مانع من احلكم عليه بالكفر ،لنا يف اإلميان االفاسق ال يزال أخ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ژ : كما قال سبحانه في آية القصاص)

ڻ ڻڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ںژ :، وقال ژڻ

ے ۓ ۓ ےڻ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ڻ

ۈ ٴۇ ۋ ۋ ۅ .ۇ ۇ ۆ ۆ ڭڭ ڭ ڭ

لما أشار املؤلف إىل أن السبب يف عدم القول بأن املسلمني كفار ( ژۅمبطلق املعاصي والكبائر هو أهنم ال يزالون إخوة يف اإلميان مع صدور املعاصي

.ذلك الدليل على أن األخوة اإلميانية ثابتة مع املعاصي منهم، ذكر بعديف هذه اآلية أثبت اهلل ژڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ڻژ : فقوله

.املقتول مع أن القتل معصيةويل تعاىل األخوة اإلميانية بني القاتل و

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

115

لي اسم اإله ق المه ،مانه بهالكليةه، وال يخلدونه فهي الناره ي وال يسلهبون الفاسهيمانه ق يدخل فهي اسمه اإله زلهة، بل الفاسه :كما فهي ق ولههه ؛كما ت قوله المعت

؛مطلقه ل مانه اي ، وقد ال يدخل فهي اسمه اإله [92:النساء] ژٺ ٺ ٺ ژٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ژ :كما فهي ق ولههه ت عالى

ين ي زني ": وق وله ،[2:األنفال] ژڦ ڄ ڄ ڄ ال ي زنهي الزاني حهاره ن، وال يسرهق الس ن، وال يشرب الخمر وهو مؤمه ين يسرهق وهو مؤمه ق حه

ين يشرب ب ن هاحه ن، وال ي نتهه هبةا ذات شرف ي رفع الناس إهلهيهه فهيها وهو مؤمهن ب ها وهو مؤمه ين ي نتهه هو : ون قول ،[57: ، ومسلم2475: البخاري] "أبصارهم حه

ق بهكبهيرتههه، فال ي عطى االسم يمانههه فاسه ن بهإه ، أو مؤمه يمانه ن ناقهص اإله مؤمه .(1)المطلق، وال يسلب مطلق االسمه

ڻ ڻ ڻ ۀ ڻڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ںژ : وقوله

ے ۓ ۓ ڭ ڭ ےۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ

يف ژۈ ٴۇ ۋ ۋ ۅ ۅ .ۇ ۇ ۆ ۆ ڭڭلطائفتني املقتتلتني، وأثبت أثبت اهلل تعاىل األخوة اإلميانية بني ا تنياآلي اتنيه

.هذه األخوة بني هاتني الطائفتني وبني املصلحني اأيض ؟إن الفاسق ليس مبؤمن: وهي هل يقولون ،هذه املسألة الثانية (6)

.وأدرج يف هذه املسألة حكم الفاسق يف اآلخرة: الفاسق امللي املراد به( اإليمان بالكلية اسم الملي الفاسق يسلبون وال): قوله

.مكفرة غري لكن ،كبرية فعل لكونه وذلك ،اإلسالم ملة على يزال ال الذي الفاسق

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

116

.أي ال ينفون عنه( ال يسلبون)إنه ليس مبؤمن؛ لكن ال يريدون بذلك :أي يقولون( اسم اإليمان بالكلية)

.النفي الكلي لإلميانإن اإلميان قول :م يقولونأن أهل السنة واجلماعة مع كوهن: فمراد املؤل

فصدرت منه معصية ،إن املسلم إذا قصر يف العمل :وعمل، فإهنم ال يقولون .اأنه ليس مبؤمن كلي ؛غري مكفرة

.إن الفاسق يف اآلخرة خملد يف النار: نأي ال يقولو ( وال يخلدونه في النار)أن أهل السنة واجلماعة لكوهنم ال ينفون عن الفاسق اسم اإلميان : مراد املؤلف

.فيلزم من ذلك أهنم ال خيلدونه يف النار ،بالكلية .إن الفاسق خملد يف النار: أي املعتزلة يقولون( كما تقوله المعتزلة)

إن الفاسق خملد يف النار، ومل يذكر املؤلف : نو قولي مهاخلوارج واملعتزلة كل :تنبيهفيمفهم من ذلك ؛اخلوارج هنا ألنه ذكر من قبل أن اخلوارج يكفرون الفاسق

.م حيكمون عليه باخللود يف النار، وهلذا مل يذكرهم هناأهنلما ذكر أن أهل السنة واجلماعة ( إلخ...بل الفاسق يدخل في اسم اإليمان)

ذكر ؛ ينفون عنه اسم اإلميان بالكليةلكن ال ،سق اسم اإلميانينفون عن الفا .بعد ذلك السبب

.اأي الفاسق يسمى مؤمن ( بل الفاسق يدخل في اسم اإليمان) .يعين يف الكتاب والسنة

على أن الفاسق دلت يةاآل هذه أي( ژٺ ٺ ٺژ: قوله في كما)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

117

العبد :منة هنا باإلمجاع هوأن املراد بالرقبة املؤ : ، ووجه الداللةايسمى مؤمن .اأو فاسق ،كان امطيع ؛املسلم

.اأي وقد ال يسمى الفاسق مؤمن ( وقد ال يدخل في اسم اإليمان المطلق)ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ژ : كما في قوله تعالى)

ال يزنى الزاني حين يزنى : "وقوله ژڦ ڦ ڄ ڄ ڄ على أن الفاسق قد ال يسمى حلديث دالأي اآلية وا( إلخ..."وهو مؤمن

.امؤمن أن اهلل تعاىل حصر صفات أهل اإلميان بصفات : فأما اآلية فوجه الداللة فيها

معينة، وهذا يدل على أن من مل يتصف هبذه الصفات فليس مبؤمن، فاملسلم ، فخالصة املراد من اال جيل قلبه إذا ذكر اهلل ليس مبؤمن مع كونه مسلم الذي .اأن املسلم قد ال يسمى مؤمن :اآلية هذه

أخرب عن الفاسق كالزاين والسارق أن النيب : وأما احلديث فوجه الداللة فيه .ارب اخلمر واملنتهب أنه ليس مؤمن وشا

فال ،أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته ،هو مؤمن ناقص اإليمان: ويقولون)اسق تيجة لكون الفأي ن( وال يسلب مطلق االسم ،يعطى االسم المطلق

فأهل السنة واجلماعة ؛اوقد ال يسمى مؤمن ،ايف الكتاب والسنة يسمى مؤمن : يعربون عنه بأحد تعبريين

فيه إثبات أصل اإلميان ( مؤمن: )فقوهلم( مؤمن ناقص اإليمان: )التعبري األول .فيه نفي كمال اإلميان عنه( ناقص اإليمان: )له، وقوهلم

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

118

أي مؤمن ( مؤمن بإيمانه( )فاسق بكبيرته ،ؤمن بإيمانهم: )التعبري الثاينأي فاسق بسبب ما عنده من ( فاسق بكبيرته) ،بسبب ما عنده من اإلميان

.الكبائرأي ال يثبت له اسم اإلميان باإلطالق، يعين ال ( فال يعطى االسم المطلق)

" مؤمن"هو مؤمن؛ هكذا باإلطالق من غري تقييد، والسبب أن اسم : يقال .اإلطالق يراد به كامل اإلميان، والفاسق ليس كامل اإلميانبليس : م، يعين ال يقالأي ال ينفى عنه مجيع االس( وال يسلب مطلق االسم)

.يكون للكافر، والفاسق ليس بكافر، ألن نفي اإلميان بالكلية إمنا امبؤمن كلي

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

119

[أصحاب النبي ]

نةه والجماعةه : فصل ن أصوله أهله الس (1):ومه

صول املتفرعة عن األصول لما انتهى املؤلف من الكالم عن أصلني من األ (6) .شرع يف الكالم عن أصل آخر ؛الستة

ما هو األصل الذي سيتكلم عنه املؤلف هنا؟ :فإذا قيل .سيتكلم عن باب أصحاب النيب : فاجلواب

:وسيذكر فيما يتعلق هبذا الباب مثانية مباحث .بغض وسب الصحابة من واجلماعة السنة أهل موقف بيان: املبحث األول

. بيان موقفهم من فضائل ومراتب الصحابة: بحث الثاينامل . بيان موقفهم من الشهادة باجلنة للصحابة: املبحث الثالثومن ،؛ من حيث التفضيل بيان موقفهم من اخللفاء األربعة: املبحث الرابع .حيث اخلالفة

.بيان موقفهم من أهل البيت: املبحث اخلامس .من أزواج النيب بيان موقفهم: املبحث السادس، ومن بيان موقفهم من طريقة الروافض مع الصحابة: املبحث السابع

.طريقة النواصب مع أهل البيت . يان موقفهم عما شجر بني الصحابةب: املبحث الثامن

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

111

م و نتههم ألصحابه رسوله الله سالمة ق لوبههه كما وصفهم الل بههه فهي ؛ألسهٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ژ :ق ولههه ت عالى

ژڀڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺٿ ٿٿ ٿٹٹٹ ڀ

ي بهيده ": فهي ق ولههه النبهي ة ، وطاع [الحشر] ي ن فسه هه ال تسبوا أصحابهي؛ فوالذهيفه م وال نصه هه ثل أحد ذهباا ما ب لغ مد أحده : البخاري] "لو أن أحدكم أن فق مه

.(1)[2541: ، ومسلم3673

. بيان موقفهم من بغض وسب الصحابة :وهو ؛هذا املبحث األول (6) .أي من البغض( سالمة قلوبهم): قوله

.أي من السب( ألسنتهمو ) .أي كما وصف اهلل أهل السنة هبذا املوقف( كما وصفهم الل به)ٻ ژ)املراد هبم التابعون بإحسان، ( ژٱ ٻژ في قوله تعالى)

ٻ پ پ پ پ ژ )، أي بعد الصحابة( ژٻ

فيه سالمة ألسنتهم للصحابة حيث إهنم يدعون (ژڀ ڀ ڀفيه سالمة قلوهبم (ژڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ژ)هلم ال يسبوهنم،

يعين البغض للمؤمنني، ويدخل يف ذلك الصحابة من باب أوىل ،من الغل .ألهنم خري املؤمنني

ذا الوصف مع أن اهلل وصف أهل السنة هبملاذا ذكر املؤلف أن اهلل :مسألة تعاىل إمنا وصف به الذين اتبعوا الصحابة بإحسان؟

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

111

م م ومراتهبههه ن فضائهلههه جماع مه نة واإله .(1)وي قب لون ما جاء بههه الكهتاب والس

.هل السنة هم الذين اتبعوا الصحابة بإحسانألن أ: اجلوابيف أي مبوقفهم هذا حققوا طاعة الرسول ( في قوله وطاعة النبي )

.قوله الذي قاله يف هذا احلديثوعن بغضهم ،فيه النهي عن سب الصحابة باملنطوق( ال تسبوا أصحابي)

.ألن السب إمنا يكون عن بغض ؛باملفهوملبعض الصحابة الذين تأخر اكان موجه هذا النهي من النيب :تنبيه

.إسالمهم، ولكن يوجه لغري الصحابة من باب أوىل .بيان موقفهم من فضائل ومراتب الصحابة :وهو ؛هذا املبحث الثاين (6)

.أي ال يردون( ويقبلون): قوله .أي ما دلت عليه هذه األدلة( ما جاء به الكتاب والسنة واإلجماع) .أي فيما يتعلق بفضائل ومراتب الصحابة( تبهممن فضائلهم ومرا)

مجع فضيلة، وهي اخلصلة احلميدة اليت يفضل هبا صاحبها على : والفضائلمجع مرتبة، وهي الممنمزلة اليت يعلو هبا صاحبها على غريه، : واملراتب. غريه

.فاملعىن بني اللفظني متقارب :أربعة أنواعوسيذكر املؤلف فيما يتعلق بالتفضيل بني الصحابة

.التفضيل بينهم من حيث زمن اإلنفاق واملقاتلة: النوع األول .التفضيل بينهم من حيث اهلجرة والنصرة: النوع الثاين

.التفضيل بينهم من حيث املشاركة يف غزوة بدر: النوع الثالث .بينهم من حيث البيعة حتت الشجرةالتفضيل : النوع الرابع

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

112

لون من ن ق بله الفتحه وي فض وقاتل على من وهو صلح الحديبهيةه أن فق مههه وقاتل ن ب عده .(1)أن فق مه

رهين على األنصاره مون المهاجه .(2)وي قدنون بهأن الل قال ألهله بدر اعملوا ما ": عة عشر ائة وبهض ثمه وكانوا ثال وي ؤمه

ئتم ف قد غفرت لكم .(3)[2494: ، ومسلم3117: البخاري] "شه

.التفضيل بينهم من حيث زمن اإلنفاق واملقاتلة :وهو ؛هذا النوع األول (6) .أي من ماله( ويفضلون من أنفق): قوله

.أي قبل زمن الفتح( من قبل الفتح) :هذا تفسري للمراد بالفتح، واملراد بصلح احلديبية( وهو صلح الحديبية)

وأصحابه وبني املشركني يف مكان يسمى الصلح الذي مت بني النيب .احلديبية

.أي بنفسه( اتلوق) .أي بعد الفتح( على من أنفق من بعد وقاتل)

.التفضيل بينهم من حيث اهلجرة والنصرة :وهو ؛هذا النوع الثاين (2)وانتقلوا مع النيب ،الذين تركوا بلدهم مكة :املراد هبم( ويقدمون المهاجرين) إىل املدينة.

من هاجر معه يف بلدهم و الذين ناصروا النيب :املراد هبم( على األنصار) .األوس واخلزرج :املدينة، وهم

.التفضيل بينهم من حيث املشاركة يف غزوة بدر :وهو ؛هذا النوع الثالث (3)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

113

جرةه كما أخب ر بههه النبهي ؛ وبهأنه ال يدخل النار أحد بايع تحت الشهم ورضوا عن ،[2496: مسلم] ي الل عن ن ألف بل قد رضه ه، وكانوا أكث ر مه

ائة .(1)وأربعهمه

أي للصحابة الذين شاركوا يف غزوة ( قال ألهل بدر اللويؤمنون بأن ): قوله .بدر

.أي عددهم يف تلك الغزوة( وكانوا ثالثمائة وبضعة عشر) .أي مهما عملتم فقد غفرت لكم( ا شئتم فقد غفرت لكماعملوا م)

إمنا يستفاد منه ،ال يستفاد من هذا القول إباحة ارتكاب احملرمات :تنبيهيوفقون إىل اختاذ فإهنم ؛حبيث لو صدر منهم حمرم ،البشارة حبسن اخلامتة

.أسباب املغفرة .حتت الشجرةالتفضيل بينهم من حيث البيعة :وهو ؛هذا النوع الرابع (6)

.أي ويؤمنون بأنه( وبأنه): قوله .اوال مؤقت ،امؤبد أي ال( ال يدخل النار)أي شارك يف البيعة اليت متت حتت الشجرة، اليت ( أحد بايع تحت الشجرة)

.تسمى بيعة الرضوان .أي بعدم دخوله النار( كما أخبر به النبي ) .عةأي بسبب هذه البي( بل قد رضي الل عنهم) .أي مبا أعطاهم من الفضل والثواب( ورضوا عنه) .أي عددهم يف تلك البيعة( وكانوا أكثر من ألف وأربع مائة)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

114

د له رسول الله ،[3747: الترمذي] كالعشرةه ويشهدون بهالجنةه لهمن شههاس ن الصحابةه [119: مسلم] وثابهته بنه ق يسه بنه شم م مه .(1)، وغيرههه

.بيان موقفهم من الشهادة باجلنة للصحابة :وهو ؛هذا املبحث الثالث (6) .أي بدخوهلا( ويشهدون بالجنة): قوله

.أي شهد له بعينه( لمن شهد له رسول الل ) .أي العشرة املبشرون باجلنة( كالعشرة)

وسعد بن أيب ،والزبري بن العوام ،وعلي ،وعثمان ،وعمر ،أبو بكر: وهموعبد الرمحن بن عوف، وأبو ،وطلحة بن عبيد اهلل ،وسعيد بن زيد ،وقاص

.، عبيدة بن اجلراح ملاذا سي هؤالء بالعشرة املبشرين باجلنة؟ :مسألة

.زجلس واحد بشرهم فيه باجلنةذكرهم يف ألن النيب : اجلوابأي ممن شهد له النيب ( وغيرهم من الصحابة س،وثابت بن قيس بن شما) بذلك. :الشهادة للصحابة باجلنة نوعان :تنبيه

.شهادة عامة، فأهل السنة يشهدون باجلنة لعموم الصحابة: النوع األولالصحابة شهادة خاصة، فأهل السنة يشهدون باجلنة لبعض : النوع الثاين

.بذلك بأعياهنم الذين شهد هلم النيب .وكالم املؤلف يف هذا املبحث يتعلق بالنوع الثاين

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

115

يره ويقهرون بما ت وات قل عن أمه نهين علهي بنه أبهي طالهب ر بههه الن المؤمهها أبو بكر ثم عمر، وي ث لثون بهعثمان ؛وغيرهه هه األمةه ب عد نبهي ر هذه ن أن خي مه

يم كما دلت عليهه اآلثار، وك وي رب عون بهعلهي ما أجمع الصحابة على ت قدهعةه .عثمان فهي الب ي

ي الل نةه كانوا قد اخت لفوا فهي عثمان وعلهي رضه مع أن ب عض أهله السهما م على ت قده عن م ق وم أي هما أفضل م أبهي بكر وعمر ي ب عد ات فاقههه ؟ ف قد

م ق وم علهيا، وق وم ت وق فوا، لكهن است قر أمر وأعثمان وسكتوا ، وقد رب عوا بهعلهييمه عثمان ثم علهي نةه على ت قده .أهله الس

هه المسألة ن األصوله التهي علهي مسألة عثمان و وإهن كانت هذه ليست مهنةه ند جمهوره أهله الس .يضلل المخالهف فهيها عه

نون أن ل مخالهف ال ا التهي يضلل فهيها مسألة لا لكهن الفةه؛ وذلهك أن هم ي ؤمه خه، ومن طعن فهي كر ثم عمر أبو ب د رسوله الله ع الخلهيفة ب ثم عثمان ثم علهي

ماره أهلههه ن حه ن هؤالءه ف هو أضل مه الفةه أحد مه .(1)خه

؛ من حيث بيان موقفهم من اخللفاء األربعة :وهو ؛هذا املبحث الرابع (6) .التفضيل، ومن حيث اخلالفة

.أي يعرتفون( ويقرون): قولهالذي نقله مجع عن :بالتواتر، وهو أي باخلرب الذي نمقل( بما تواتر به النقل)

.مجع أي اخلرب نمقل( وغيره ،عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الل عنه)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

116

.وعن غريه من الصحابة ،عن علي .هذا هو اخلرب( من أن خير هذه األمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر) .أي جيعلونه يف املرتبة الثالثة( ويثلثون بعثمان) .أي جيعلونه يف املرتبة الرابعة( ليويربعون بع) .أي على التثليث بعثمان والرتبيع بعلي( كما دلت عليه)تدل على أن عثمان أفضل من يعين أن األخبار املنقولة عن النيب ( اآلثار)

.عليوكذلك إمجاع أي ( وكما أجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة)

البيعة باخلالفة يدل على أنه أفضل الصحابة على تقدمي عثمان على علي يف .منه

مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الل )يعين أن أهل ( اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر أيهما أفضل عنهما بعد

تلف بعض أهل السنة ال السنة مل خيتلفوا يف تقدمي أيب بكر وعمر، إمنا اخ .علي فقط، واختالف هؤالء من حيث األفضلية فقطيف عثمان و اكلهم قدمي

( ، وقوم توقفوااأو ربعوا بعلي، وقدم قوم عليا ،فقدم قوم عثمان وسكتوا) :أي كيفية االختالف يف عثمان وعلي هو أهنم انقسموا على ثالثة أقسام

صنف سكتوا يعين مل يعينوا قدموا عثمان، وهؤالء صنفان،: القسم األول .ربعوا بعلي، وصنف ارابع

.وعثمان الرابع ،، أي جعلوه الثالثاقدموا علي : القسم الثاين

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

117

.توقفوا، أي مل يفضلوا بني عثمان وعلي: القسم الثالث .أي بعد هذا االختالف( لكن استقر أمر أهل السنة)والرتبيع ،أي على االتفاق بالتثليث بعثمان( على تقديم عثمان ثم علي)

.بعليأي من حيث التفضيل ( لمسألة مسألة عثمان وعليوإن كانت هذه ا)

.بينهما( ليست من األصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة)

.إنه ضال :أي ال يقال ملن خالف يف ذلك .ويشري إىل أن السبب يف عدم التضليل هو وجود اخلالف بني أهل السنة

أي املسألة اليت يقال (لكن المسألة التي يضلل فيها المخالف الخالفة) .مسألة اخلالفة :هي ؛إنه ضال :فيها ملن خالف

،ثم عمر ،أبو بكر وذلك أنهم يؤمنون بأن الخليفة بعد رسول الله )أن السبب يف تضليل املخالف يف مسألة : مراد املؤلف( ثم على ،ثم عثمان

.اخلالفة هو اتفاق أهل السنة يف هذه املسألة .أي قدح( ومن طعن): خالفة أحد هؤالء باطلة، أو يقول: أي كأن يقول( في خالفة أحد هؤالء)

.أحد هؤالء أحق أن يقدم على من قمدم عليه .أنه ضال: أي حكمه( فهو أضل من حمار أهله)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

118

بون أهل ب يته رسوله اللهه ية رسوله وي ت ولونهم، ويحه م وصه ويحفظون فهيههيره خم حيث الله ركم الل فهي أهله ب يتهي": قال ي وم غده ،[2418: مسلم] "أذك

هه م وقال أيضاا لهلعباسه عم وقد اشتكى إهليهه أن ب عض ق ريش يجفو بنهي هاشهب ": ف قال نون حتى يحه هه ال يؤمه ي بهيده ي ن فسه : الترمذي] "وكم لهلهه ولهقرابتهيوالذه

يل ": وقال ،[3758 ن بنهي إهسماعه يل، واصطفى مه إهن الل اصطفى بنهي إهسماعهم، واصطفانهي ن ق ريش بنهي هاشه ا، واصطفى مه ن كهنانة ق ريشا كهنانة، واصطفى مه

م ن بنهي هاشه .(1)[2276: مسلم] "مه

.بيان موقفهم من أهل البيت :وهو ؛هذا املبحث اخلامس (6) .أي قرابته( ويحبون أهل بيت رسول الل ) .احملبة :وهي ؛أي حيبوهنم، من الوالية بفتح الواو( ويتولونهم)

.ليس لغريهم، وهو حمبتهم حمبة زائدة األهل البيت حق أن: مراد املؤلف .أي يصونون( ويحفظون) .أي يف أهل البيت( فيهم) .أي ما أوصى به أمته يف شأن أهل البيت( وصية رسول الل )

.تنفيذ حمتواها: وحفظ الوصية معناهأي يوم وصل مع أصحابه إىل الغدير الذي ( قال يوم غدير خم حيث)

.وذلك عند عودته من حجة الوداع ،ايسمى مخ .أي أذكركم ما أمر اهلل به يف حق أهل البيت( أذكركم الل في أهل بيتي)

.ليس لغريهم اأثبت ألهل البيت حق أن النيب : الشاهد من احلديث .أي أخربه مبا يكره( تكى إليهوقد اش ،للعباس عمه اوقال أيضا )

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

119

نون بهأن هن أزواجه فهي وي ت ولون أزواج رسوله الله نهين، وي ؤمه أمهاته المؤمهرةه، خصوصاا خده هه وأول من آمن بههه ي اآلخه ها أم أكثره أوالده ي الل عن جة رضه

نه المنزهلة العالهية وعاضده على أم ي ،رههه وكان لها مه يقه رضه يقة بهنت الصد والصدهما التهي قال فهيها النبهي فضل عائهشة على النساءه كفضله الثرهيده ": الل عن

.(1)[2431: ، ومسلم3411: البخاري] "على سائره الطعامه

.يعين الغلظة ،أي يتعامل معهم باجلفاء( إن بعض قريش يجفو بني هاشم)أي ال ( ولقرابتي للال يؤمنون حتى يحبوكم والذي نفسي بيده :فقال)

م بوكم ألمرين ،يكمل إمياهنم : حىت حيم .هلل، يعين لكونكم مؤمنني: األول .مين لقرابيت، يعين لقرابتكم: الثاين

.حق أهل البيت، وسبب هذا احلق بني ما هو النيب أن احلديث من الشاهدحمبتهم حمبة زائدة، وأما السبب فألنه اجتمع فيهم أمران :فأما حقهم فهو

.والقرابة من النيب ،اإلميان: يوجبان ذلك ،واصطفى من بني إسماعيل كنانة ،إن الل اصطفى بني إسماعيل: "وقال)

واصطفاني من ،واصطفى من قريش بني هاشم ،من كنانة قريشاا واصطفى ("بني هاشم

؛بنو هاشم :أثبت أن أهل البيت هم أن النيب : الشاهد من احلديث .لقرابتهم منه

.بيان موقفهم من أزواج النيب :وهو ؛هذا املبحث السادس (6) .أي حيبون( ويتولون): قوله

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

121

.تهأي مجيع زوجا (أزواج رسول الل )أي أمهاهتم يف املقام ال يف النسب، فيحبوهنن كمحبة األم ( أمهات المؤمنين)

.من النسب؛ احملبة اليت توجب االحرتام واإلكرام .أي كما أهنن أزواجه يف الدنيا( ويؤمنون بأنهن أزواجه في اآلخرة)

ليس لغريهن، وهو حمبتهن حمبة زائدة احق أن ألزواج النيب : مراد املؤلف .لى غريهنع

:والسبب أنه اجتمع فيهن ثالثة أمور توجب ذلك .اإلميان: األول .لكوهنن زوجاته يف الدنيا واآلخرة صلتهن بالنيب : الثاين

.أهنن أمهات املؤمنني: الثالثبون مجيع أزواج النيب ( خديجة رضي الل عنها اوخصوصا ) أي حيم

.خدجية اوخصوص ها منه المنزهلة وكان ل ،وعاضده على أمره ،به من آمن وأول ،أوالده أكثر أم)

:أهنا متيزت بأمور، منها :أي السبب يف ختصيص خدجية باحملبة( العالية .ماعدا إبراهيم فمن مارية ،فكل أوالده من خدجية( أم أكثر أوالده: )األولأي ( وعاضده على أمره) ،أي على أنه رسول( وأول من آمن به: )الثاين

.وحتمل األذى معه ،والتشجيع ،وذلك باملال ؛أعباء الرسالةأعانه على .أي كان هلا يف نفسه املكانة الرفيعة( وكان لها منه المنزهلة العالية: )الثالث

بون مجيع أزواج النيب ( والصديقة بنت الصديق رضي الل عنهما) ؛ أي حيم .وعائشة بنت أيب بكر رضي اهلل عنهم ،خدجية اوخصوص

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

121

ين ي بغهضون الصحابة ويسبون هم، وطرهيقةه ء ي تب ر و ن طرهيقةه الروافهضه الذه ون مهين ي ؤذون أهل الب يته بهقول به الذه واصه .(1)عمل و الن

فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على : "قال فيها النبي التي ): أهنا متيزت بأمور، منها :أي السبب يف ختصيص عائشة باحملبة "(سائر الطعام

.نص على أهنا أفضل النساء أن النيب ،خدجية :ومها ،، اثنتان توفيتا قبلهةعشر ىإحد عدد أزواج النيب :فائدة

،عائشة بنت أيب بكر :وهن ،، وتسع توفني بعدهوزينب بنت خزمية اهلاللية ،وميمونة ،وصفية ،وسودة ،وزينب بنت جحش ،وجويرية ،وحفصة بنت عمر

.وأم سلمة ،وأم حبيبةسبعة، ثالثة بنني وأربع بنات، أما البنون عدد أوالد النيب :فائدة أخرى

وفاطمة، ،نبوزي ،رقية :وإبراهيم، وأما البنات فهن ،وعبد اهلل ،القاسم :فهم .وأم كلثوم، وكلهم ماتوا قبله إال فاطمة فإهنا ماتت بعده

أيهما أفضل خدجية أم عائشة؟ :مسألة .هذه املسألة فيها خالف، وظاهر تصرف املؤلف التوقف: اجلواب

ومن ،بيان موقفهم من طريقة الروافض مع الصحابة :وهو ؛هذا املبحث السابع (6) .تطريقة النواصب مع أهل البي

( ويسبونهم ،الذين يبغضون الصحابة ؛ويتبرءون من طريقة الروافض): قوله .املراد يبغضون ويسبون أكثر الصحابة

ملاذا الروافض يبغضون ويسبون أكثر الصحابة؟ :مسألة اعتقدوا بال برهان أن علي رضي اهلل عنه أوىل باخلالفة من غريه، وأن: اجلواب

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

122

ا شجر ب ين الصحابةه كون عم .(1)ويمسه

أوالد علي أوىل باخلالفة بعده، وأن أكثر أوصى باخلالفة له، وأن النيب فيكونون بذلك قد ارتدوا، ،بعد موت النيب الصحابة مل ينفذوا الوصية

لةدوماتوا على الكفر، وظلموا آل البيت، وعلى هذا فبالغض والسب من األ .البيت آللعلى والئهم

.أي ويتربءون من طريقة النواصب( وطريقة النواصب) .أي يعتدون عليهم( ل البيتالذين يؤذون أه) .مثل القتل( عمل)مثل السب، و( قول( )بقول وعمل)

ملاذا هؤالء نصبوا العداء ألهل البيت؟ :مسألة .ألغراض سياسية يف ذلك الوقت، وهلذا ليس هلم وجود اآلن: اجلواب

يذكر املؤلف موقف اخلوارج مع الصحابة، مع أهنم يبغضون الصحابة مل :تنبيهأن بغضهم وتكفريهم للصحابة مبين :، والسبب يف عدم ذكره إياهمويكفروهنم

فاكتفى ،التكفري بالكبرية :على أن الصحابة فعلوا كبائر، فأصل مذهبهم هو .باب الدين واإلميان :وهو ،املؤلف بذكرهم يف املوضع الالئق هبم

.بيان موقفهم عما شجر بني الصحابة :وهو ؛هذا املبحث الثامن (6) .وال يتكلمون ،أي يسكتون( ويمسكون): قوله

.يعين االختالف ،أي عما وقع بينهم من الشجار( عما شجر بين الصحابة)وقع بينهم اختالف بعد مقتل عمر بن اخلطاب، واشتد بعد فالصحابة

.مقتل عثمان بن عفان، حىت وصل إىل حد القتال ؟االختالف من بني الصحابة وقعما هو السبب يف اإلمساك عما :مسألة

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

123

هه : وي قولون ب ل اآلثار ا إهن هذه ها ما هو كذه ن م مه ها ما ،مروهية فهي مساوهيهه ن ومهنه هم فهيهه معذورون يح مه هه، والصحه ر عن وجهه إهما ؛قد زهيد فهيهه ونقهص وغي

ئون دون مخطه يبون، وإما مجتهه دون مصه .(1)مجتهه

وسيلة لبغضهم وسبهم، من االختالفبينهم وقعألن الكالم عما : اجلواب .وبغضهم وسبهم حمرم

من بني الصحابة وقعلما ذكر املؤلف موقف أهل السنة واجلماعة عما (6) .؛ ناسب أن يذكر موقفهم من اآلثار املروية يف مساويهماالختالف

.ماعةأي أهل السنة واجل( ويقولون): قوله .أي األخبار( إن هذه اآلثار) .أي املنقولة( المروية) .أي يف األعمال اليت ظاهرها سوء منهم( في مساويهم)

.ما وقع بينهم من اختالف :واملراد .هذا هو القسم األول( منها ما هو كذب) .أي من هذه األخبار( منها) .أي ليس بصحيح، بل هو من صنع الراوي( ما هو كذب) .هذا هو القسم الثاين( وغير عن وجهه ،ونقص ،ما قد زيد فيه ومنها) .أي من هذه األخبار( ومنها) .ولكن الراوي قد زاد فيه ونقص ،أي أصله صحيح( ما قد زيد فيه ونقص) .فخرج عن معناه الصحيح ،بسبب الزيادة والنقصان تغري أي (وجهه عن وغير) وإما مجتهدون ،ن مصيبونإما مجتهدو ،هم فيه معذورون ؛والصحيح منه)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

124

.هذا هو القسم الثالث( مخطئون .اختالفهمأي وما صح من اخلرب يف ( والصحيح منه) .أي الصحابة( هم) .أي فيما صح من هذا اخلرب( فيه) .أي ال يعاقبون( معذورون)أي السبب يف أهنم ( وإما مجتهدون مخطئون ،إما مجتهدون مصيبون)

عين قصدوا احلق، واجملتهد الذي يقصد احلق قد أهنم زجتهدون ي :معذورون هو .يصيب وقد خيطئ

:الصحابة ثالثة أقسام اختالفأن األخبار اليت تنقل يف : اخلالصة .اخلرب املكذوب: األول .اخلرب احملرف: الثاين

.وهذان حكمهما الرداخلرب الصحيح، وهذا حكمه القبول، لكن املوقف من نفس املخرب : الثالث

واقع اختالفهمأن :والسبب ؛اعتقاد أهنم معذورون :الصحابة هو عنهم أعين .عن اجتهاد منهم

عن اجتهاد منهم؟ الصحابة واقع اختالفملاذا يقال إن ما صح من :مسألةأن الصحابة خري :ألنه تعارض لدينا يقني واحتمال، أما اليقني فهو: اجلواب

كون يإما أن اختالفهمأن :الناس بداللة الكتاب والسنة، وأما االحتمال فهوعن تعمد كون عن تعمد، وكوننا ال نعلم أنه وقعيوإما أن ،عن اجتهاد منهم

.ألنه هو املوافق ملا حنن متيقنون به من أهنم خري الناس ؛قدمنا االجتهاد

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

125

ن مع ذلهك وهم د مه الصحابةه معصوم عن كبائهره ال ي عتقهدون أن كل واحهثمه وصغائهرهه، بل نوب فهي الجملةي اإله م الذ .(1)جوز عليهه

اختالفلما ذكر املؤلف أن أهل السنة واجلماعة يعتقدون أن ما صح من (6)ناسب أن يذكر موقفهم من اعتقاد العصمة ؛اد منهمعن اجته الصحابة واقع

للصحابة، أعين هل يعتقدون أن الصحابة ال يذنبون؟ .أي أهل السنة واجلماعة( وهم): قوله

الصحابة واقع اختالفإن ما صح من : أي مع كوهنم يقولون( مع ذلك) .منهم عن اجتهاد

.أي ليس يف اعتقادهم( ال يعتقدون) .أي كل فرد منهم( حابةأن كل واحد من الص) .أي حممي( معصوم) .أي من الوقوع يف اإلمث صغائر وكبائر( من كبائر اإلثم وصغائره) .أي ميكن( بل يجوز) .أي على الصحابة بأفرادهم( عليهم) .أي وقوع الذنوب منهم( الذنوب) .أي من حيث اإلمجال( في الجملة)

وب كسائر البشر يذنبون، أهنم من حيث اإلمجال هم يف الذن: مراد املؤلفوأما من حيث التفصيل فالذنوب اليت تقع منهم ليست كالذنوب اليت تقع من غريهم؛ فهم أهون من غريهم من حيث عظم الذنب وصغره، ومن حيث كثرة

.الذنوب وقلتها، ومن حيث االستمرار يف الذنب واإلقالع عنه، وحنو ذلك

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

126

ن ولهم هم مه ن ب مغفهرة ما يصدر مه وابهقه والفضائهله ما يوجه ى علإهن صدر، السن الحسناته أنه يئاته ما ال يغفر لهمن ب عدهم؛ ألن لهم مه ن الس ي غفر لهم مه

يئاته ما ليس لهمن ب عدهم، وقد ث بت بهقوله رسوله الله أن هم التهي تمحو الس، وأن ر القرونه ن جبله أحد خي ق بههه كان أفضل مه م إهذا تصد هه ن أحده المد مهن ب عدهم م م ذنب مه ثم إهذا كان قد صدر ، ذهباا مه هه ف يكون قد تاب ؛ن أحده

نه، أو أتى بهحسنات تمحوه، أو غفهر له د بهفضله سابه ؛مه قتهه، أو بهشفاعةه محم ن يا كفر بههه عنه ي هم أحق الناسه بهشفاعتههه، أو اب تلهي بهبالء فهي الد .(1)الذه

أن الفرد من الصحابة غري معصوم أن أهل السنة واجلماعة يعتقدون: اخلالصة .من الوقوع يف الذنوب

لما ذكر املؤلف أن أهل السنة واجلماعة يعتقدون أن الفرد من الصحابة غري (6)معصوم من الوقوع يف الذنوب، ناسب أن يذكر موقفهم من الذنوب اليت

صدرت منهم، أعين هل يعتقدون أهنا مغفورة أو ال؟ .اابة خصوص أي للصح( ولهم): قوله

أي األعمال الصاحلة اليت سابقوا إليها، : السوابق( من السوابق والفضائل) .أي اخلصال احلميدة اليت فمضلوا هبا على غريهم: والفضائل

مراد املؤلف أنه لو صدر من ( ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر)جب فلهم سوابق وفضائل عظيمة تو ؛مهما كانت عظمته ،الصحابة ذنب

.مغفرة ذلك .أي زيادة على ما تقدم( على أنه)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

127

.هلم اأي خصوص ( يغفر لهم)ألن لهم من الحسنات التي تمحو ؛من السيئات ما ال يغفر لمن بعدهم)

الصحابة يستحقون غري كان لو أنه :املؤلف مراد( بعدهم لمن ليس ما السيئاتفالصحابة أوىل ،لكثريةمبا عندهم من احلسنات ا ،م سيآهتم الكثريةأن تمغفر هل

.ألهنم أكثر حسنات من غريهم ؛مهما كانت كثرهتا ،أن تغفر هلم سيآهتم .أي فيما يدل على عظم سوابقهم وفضائلهم وكثرة حسناهتم( وقد ثبت)هذا دليل على عظم سوابقهم "(أنهم خير القرون" بقول النبي )

يدل على ،م خري الناسأن اإلخبار بأهن :وفضائلهم، ووجه الداللة على ذلك .أهنم أعظم الناس سوابق وفضائل

وأن المد من أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد ذهباا ممن )"أن اإلخبار :هذا دليل على كثرة حسناهتم، ووجه الداللة على ذلك "(بعدهم

يدل ،من الصدقة الكثرية ممن بعدهم ام أجر أعظ ،بأن الصدقة القليلة منهم .هنم أكثر حسنات ممن بعدهمعلى أ

.أي من أحد الصحابة( ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب) .أي طلب التوبة منه( فيكون قد تاب منه)أي لو افرتض أنه مل يتب فإنه قد يأيت بعد هذا ( حسنات تمحوهأو أتى ب)

.الذنب حبسنات تزيلهنب حبسنات؛ أي لو افرتض أنه مل يأت بعد الذ( أو غفر له بفضل سابقته)

قبل فعل الذنب افإنه يغفر له بسبب ما قدمه سابق كأن يكون عاجله املوت،

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

128

.من األعمال الصاحلةأي لو افرتض أنه ( الذي هم أحق الناس بشفاعته أو بشفاعة محمد )

يوم القيامة، ألن مل يغفر له بفضل سابقته فإنه يغفر له بشفاعة حممد .لكوهنم حتملوا معه أعباء الرسالة ؛يب الصحابة أوىل من يشفع هلم الن

أي وقد ال حيتاج أن يشفع له يوم ( أو ابتلي ببالء في الدنيا كفر به عنه)ألنه قد ابتلي يف الدنيا ببالء كمفر هبذا البالء ـيعين بعدم دخوله النار ـالقيامة . عن ذنبه .رة هلمألن أسباب املغفرة متوف ؛أن ذنوب الصحابة مغفورة: اخلالصة

:وأسباب املغفرة املتوفرة هلم نوعان :أسباب خاصة ال يشاركهم فيها غريهم، ومها سببان: النوع األول

.ما هلم من السوابق والفضائل العظيمة: األول .ما هلم من احلسنات الكثرية: الثاين

أسباب عامة، وهي اليت يشاركهم فيها غريهم، وهي مخسة : النوع الثاين : أسباب

.التوبة من الذنب: لاألو .احلسنات بعد الذنب: الثاين

.األعمال الصاحلة قبل الذنب: الثالث .هلم يوم القيامة شفاعة حممد : الرابع

.االبتالء يف الدنيا: اخلامس

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

129

نوبه ا ذا كان هذا فهي الذ التهي كانوا فهيها األموره في فكيف ؛محققةه ل فإهين ده ، وإهن أخط ؛إهن أصابوا: مجتهه د، والخطأ ؛وائف لهم أجرانه ف لهم أجر واحه

.(1)مغفور

؛لما ذكر املؤلف أن أهل السنة واجلماعة يعتقدون أن ذنوب الصحابة مغفورة (6) .صدر منهم عن اجتهاد الذياالختالف ناسب أن يذكر موقفهم من

أو ال؟ امغفور هلم أيض ا االختالفأعين هل يعتقدون أن هذ .أي احلكم باملغفرة( فإذا كان هذا): قوله

أي يف الذنوب اليت صدرت منهم مع معرفتهم هلا أهنا ( في الذنوب المحققة) .ذنوب

.االختالفاتأي يف ( فكيف في األمور) .ي اليت صدرت منهم عن اجتهادأ( التي كانوا فيها مجتهدين)وأجر على اإلصابة يف ،أي أجر على حسن النية( إن أصابوا فلهم أجران)

.العملأي هلم أجر واحد على ( والخطأ مغفور ،وإن أخطئوا فلهم أجر واحد)

؛حسن النية، واخلطأ يف العمل ال يؤجرون عليه ألنه خطأ، ولكن يغفر هلم فيه .ال عن تعمد ،ألنه صدر منهم عن اجتهاد

زيادة على أنه، صدر من الصحابة عن اجتهاد االختالف الذيأن : اخلالصة .اا واحد وإما أجر ،إما أجرين ،هم فيه مأجورون ؛مغفور هلم

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

131

م قلهيل ن زر مغمور فهي جنبه القدر إن ثم هه ن فهعله ب عضه ي ي نكر مه الذهم نههه ن اإله ؛فضائهله القومه ومحاسه جهاده فهي سبيهلهه، ل ورسولههه، وا مانه بهالله ي مه

، والعمله الصالهحه ل وا جرةه، والنصرةه، والعهلمه النافهعه .(1)ههيرة يرةه القومه بهعهلم وبصه ن الفضائهله ،ومن نظر فهي سه م بههه مه ؛وما من الل عليهه

ر ث لهم، علهم يقهيناا أنهم خي ، ال كان وال يكون مه وأنهم الخلقه ب عد األنبهياءهر األممه وأكرمها على الل ي خي هه األمةه التهي هه ن ق رونه هذه .(2)الصفوة مه

ناسب ،الصحابة اختالفذنوب و من واجلماعة السنة أهل موقف ؤلفامل ذكر لما (6) .ذلك االختالفالذنوب و تلكينكر من فعل بعضهم من الذي القدر يذكر أن

.أي الكمية( ثم القدر): قوله .أي بعض الصحابة( الذي ينكر من فعل بعضهم) .اأي قليل جد : نزر( قليل نزر) .أي مغطى وخمفي( مغمور) .أي ما هلم من الفضائل واحملاسن( في جنب فضائل القوم ومحاسنهم)والعلم ،ة والنصرةوالهجر ،والجهاد في سبيله ،من اإليمان بالل ورسوله)

.هذا تفسري ملا هلم من الفضائل واحملاسن( النافع والعمل الصالحنب ، وهو يف جاالذي ينكر من فعل بعضهم قليل جد أن القدر : اخلالصة

.افضائلهم وحماسنهم ال يعد شيئ ناسب أن خيتم ؛لما ذكر املؤلف القدر الذي ينكر من فعل بعض الصحابة (2)

.بالنظر يف سريهتم وفضائلهم ،بذكر منمزلتهمالكالم عنهم

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

131

.أي تأمل( ومن نظر): قوله .أي يف أحواهلم وقصصهم( في سيرة القوم) .أي مبعرفة صحيحة( بعلم وبصيرة) .أي وما أختصهم به( وما من الل عليهم به) .أي من اخلصال اليت فضلوا هبا على غريهم( من الفضائل) .غري شكأي عرف من ( اعلم يقينا )إال ،حىت على من قبلهم ،أي أهنم خري( أنهم خير الخلق بعد األنبياء)

.األنبياء .أي فيمن قبلهم( ما كان) .أي فيمن بعدهم( وال يكون) .أي يف اخلريية( مثلهم) .أهنم اأي وعلم يقين (وأنهم) .أي املختارة( الصفوة) .أي من أجيال( من قرون) .أي أمة حممد ( هذه األمة)كما أن هذه األمة خري :مراد املؤلف( التي هي خير األمم وأكرمها على الل)

األمم وأكرمها على اهلل، فقرن الصحابة خري قرون هذه األمة وأكرمها على .اهلل

.لى أهنم خري الناس بعد األنبياءأن سريهتم وفضائلهم تدل ع: اخلالصة

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

132

[ياءولكرامات األ]

نةه ن أصوله أهله الس (1):ومهيق بهكر م التصده يهه ، وما يجرهي الل على أيده ن خوارهقه ؛اماته األولهياءه مه

، وأن واعه القدرةه والتأثهيراته ،العاداته .(2)فهي أن واعه العلومه والمكاشفاته

ألصول املتفرعة عن األصول لما انتهى املؤلف من الكالم عن أصل من ا (6) .الستة، شرع يف الكالم عن أصل آخر

ما هو األصل الذي سيتكلم عنه املؤلف هنا؟ :فإذا قيل .سيتكلم عن باب كرامات األولياء: فاجلواب

ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ ژ : أهل اإلميان والتقوى؛ كما قال تعاىل :واألولياء هم

ژپ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ

.[يونس] .يف الفعل والرتك ،التقيد بالكتاب والسنة :وعالمة اإلميان والتقوى

: وسيذكر املؤلف فيما يتعلق هبذا الباب مبحثني .بيان موقف أهل السنة واجلماعة من كرامات األولياء: املبحث األول .بيان زمن وجود هذه الكرامات: املبحث الثاين

.هل السنة واجلماعة من كرامات األولياءبيان موقف أ :وهو ؛األول املبحث هذا (2)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

133

.أي مبا يكرم اهلل به األولياء( التصديق بكرامات األولياء): قولههذه اجلملة معطوفة على ( وما يجري الل على أيديهم من خوارق العادات)

.ما قبلها، واملراد هبا تفسري الكرامات .أي ما يسريه (وما يجري الل) .يدي األولياءأي على أ( على أيديهم) .أي مما هو خالف املعتاد( من خوارق العادات)

:أن الكرامة تتضمن قيدين: اخلالصة .فليس بكرامة ،للعادة اا للعادة، فأما ما كان موافق ا خارق أن تكون أمر : األولكالساحر ؛أن جتري على يد الويل، وأما ما جيري على يد من ليس بويل: الثاين

.كرامةفليس ب ،واملشعوذاملراد هبذه اجلملة ( في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات)

.ذكر أقسام الكرامات .هذا هو القسم األول( في أنواع العلوم والمكاشفات)مجع مكاشفة، وهي ( المكاشفات) ،مجع علم( العلوم) ،مجع نوع( أنواع)

.مبعىن العلم .ال يستطيع أن يعلمه اإلنسان عادة اشيئ أن يعلم الويل : ة هذا القسمخالص

.هذا هو القسم الثاين( وأنواع القدرة والتأثيرات) . مجع تأثري، وهو مبعىن القدرة( التأثيرات) ،مجع نوع( أنواع)

.أن يقدر الويل على شيء ال يقدر عليه اإلنسان عادة: خالصة هذا القسم

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

134

، وغيرهها، وعن فهي األممه سالهفه عن كالمأثوره هه األمةه سورةه الكهفه ؛صدره هذهن ي موجودة فهيها إهلى ي ومه القهيامةه قرونه وسائهره والتابهعهين الصحابةه مه .(1)األمةه، وهه

.كراماتبيان زمن وجود ال :وهو ؛هذا املبحث الثاين (6) .أي املنقول( كالمأثور): قوله

.أي عن األمم السابقة( عن سالف األمم)أي من الكرامات املذكورة فيها؛ كما يف قصة أصحاب ( في سورة الكهف)

.وقصة صاحب موسى ،الكهفمدة ،اأن اهلل تعاىل أبقاهم نيام :ووجه الكرامة يف قصة أصحاب الكهف

.وهذه الكرامة تدخل يف قسم القدرة. ةومل حيصل هلم أي آف ،اطويلة جد أن اهلل عز وجل أطلعه على حال :ووجه الكرامة يف قصة صاحب موسى

وهذه .امللك مع السفن، ومستقبل الصيب، وقصة الكنمز الذي حتت اجلدار .الكرامة تدخل يف قسم العلم

.أي غري سورة الكهف من السور اليت ذكرت فيها كرامات األولياء( وغيرها) .أي واملنقول عن أول هذه األمة( وعن صدر هذه األمة) .هذا تفسري للمراد بصدر هذه األمة( من الصحابة والتابعين) .أي وباقي أجيال األمة( وسائر قرون األمة) .أي يف هذه األمة( فيها) .أي الكرامات( وهي موجودة) .ستمر وجودها إىل أن تقوم القيامةمأي ( إلى يوم القيامة)

أن كرامات األولياء كانت موجودة يف األمم السابقة، ووجدت يف : الصةاخل .وستبقى موجودة إىل يوم القيامة أول هذه األمة وبعده،

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

135

[طريقة أهل السنة واجلماعة يف الدين]

نةه والجماعةه : فصل ن طرهيقةه أهله الس (1):ثم مه

قول :لما انتهى املؤلف من الكالم عن القسم األول من الكتاب؛ الذي هو (6)كالم ناسب أن خيتم ال ،أهل السنة واجلماعة يف املسائل اليت تتعلق باألخبار

.ر طريقتهم يف الدينبذك ؛عن هذا القسم ( ثم من طريقة أهل السنة والجماعة): قوله

.مبعىن بعض، أي بعض طريقة أهل السنة واجلماعة( من)، وهو إمنا سيتكلم عن اأهل السنة واجلماعة تتضمن أمور أن طريقة :مراده

.بعض هذه األمور ال كلها ها طريقتهم؟ما هي األمور اليت تتضمن :فإذا قيل :طريقتهم تتضمن أمرين: فاجلواب

الدين، أي ما هو دينهم؟ما هية طريقتهم يف : األول معرفة الدين، أي كيف يعرفون دينهم؟كيفية طريقتهم يف : الثاين

الدين؟ فدينهم أخبار وأحكام، فاألخبار تكلم ما هية يف ي طريقتهمأما ما هوأما ما هي .م عنها بعد اخلامتةعنها قبل هذه اخلامتة، واألحكام سيتكل

.معرفة الدين فهي اليت سيتكلم عنها يف هذه اخلامتةكيفية طريقتهم يف

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

136

ناا وظا ع آثاره رسوله الله ات با رااهه باطه(1).

ابهقهين األولهين يةه ؛وات باع سبهيله الس رهين واألنصاره، وات باع وصه ن المهاجه مهيين ل خلفاءه الراشدين ال عليكم بهسنتهي وسنةه ا": حيث قال رسوله الله مهده

، وإهياكم ومحدثاته األموره، ذه كوا بهها، وعضوا عليها بهالنواجه ي، تمس ن ب عده مهوابن ،2676 :والترمذي ،4617 :أبو داود] "ضاللة بهدعة كل و بهدعة محدثة فإن كل

.(2)[42 :ماجة

:وسيذكر فيما يتعلق هبا مبحثني .معرفة الدين بالنسبة للمصادركيفية طريقتهم يف : املبحث األول .معرفة الدين بالنسبة لفهم املصادركيفية طريقتهم يف : املبحث الثاين

.معرفة الدين بالنسبة للمصادركيفية طريقتهم يف :وهو ؛هذا املبحث األول (6) .أي سلوك( اتباع): قوله

.يعين ما نقل عنه من القرآن والسنة ،أي ما أمثر عنه (آثار النبي ) .أي فيما يتعلق بأعمال القلوب( اباطنا ) .أي فيما يتعلق بأعمال اجلوارح( اوظاهرا )

الرجوع إىل :يف معرفة الدين بالنسبة للمصادر هوكيفية أن طريقتهم: اخلالصة .الكتاب والسنة

.املصادر لفهم بالنسبة الدين معرفة كيفية يف طريقتهم :وهو ؛الثاين املبحث هذا (2) .أي سلوك طريق( واتباع سبيل): قوله

.أي إىل اإلسالم( السابقين) .أي قبل غريهم( األولين)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

137

د وي علمون أن أصدق الكالمه كالم ر الهديه هدي محم الله، وخي (1).

، و ن كالمه أصنافه الناسه مون هدي ي وي ؤثهرون كالم الله على غيرههه مه قدد .(2)على هديه كل أحد محم

.هذا تفسري للمراد بالسابقني األولني( من المهاجرين واألنصار) .أي ما أوصى به أمته (واتباع وصية رسول الل ): قوله

مراد "( إلخ…عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين : "حيث قال)التمسك بسنة اخللفاء ؛مع التمسك بسنته ،أوصى املؤلف أن النيب

.الراشدينالرجوع :ن بالنسبة لفهم املصادر هومعرفة الديكيفية أن طريقتهم يف : اخلالصة

.اواخللفاء الراشدين خصوص ،اإىل الصحابة عموم معرفة الدين بالنسبة كيفية لما ذكر املؤلف طريقة أهل السنة واجلماعة يف (6)

للمصادر، وبالنسبة لفهم املصادر، ناسب أن يذكر علمهم مبنمزلة املصادر .اللذين مها الكتاب والسنة

.أي يعرفون( ويعلمون): هقول .أي القرآن( أن أصدق الكالم كالم الل) .أي خري الطرق( وخير الهدي) .أي طريق حممد (هدي محمد )

ناسب أن ،لما ذكر املؤلف علم أهل السنة واجلماعة مبنمزلة الكتاب والسنة (2) .يذكر مثرة هذا العلم

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

138

نةه وا أهل الكهتابه والس .(1)ولههذا سموا أهل ها الفرقة، وإهن كان وسم د ي االجتهماع وضه الجماعةه؛ ألن الجماعة هه

عين ا لهن فسه القومه المجتمه .(2)لفظ الجماعةه قد صار اسما

.أي يقدمون( ويؤثرون): قوله .أي القرآن( كالم الل) .أي إذا تعارض معه( على غيره من كالم أصناف الناس) .أي طريقه( ويقدمون هدي محمد ) .اأي أحد، وذلك إذا تعارض معه أيض أي على طريق ( على هدي كل أحد)

أنه لكون أهل السنة واجلماعة يعلمون أن أصدق الكالم كالم : مراد املؤلفر هذا العلم عندهم إيثار كالم اهلل ،وأن خري اهلدي هدي حممد ،اهلل أمثم

.على هدي أي أحد وتقدمي هدي حممد ،على كالم غريهناسب أن يذكر ،لما ذكر مثرة علم أهل السنة واجلماعة مبنمزلة الكتاب والسنة (6)

.سبب تسميتهم بأهل الكتاب والسنة .مون هدي حممد أي لكوهنم يؤثرون كالم اهلل تعاىل ويقد( ولهذا): قوله

لكوهنم يؤثرون كالم اهلل ؛أي سوا أهل الكتاب( سموا أهل الكتاب والسنة)على هدي لكوهنم يقدمون هدي حممد ؛على كالم غريه، وسوا أهل السنة

.أي أحدناسب أن يذكر سبب ،لما ذكر سبب تسميتهم بأهل الكتاب والسنة (2)

.تسميتهم بأهل اجلماعة

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

139

ينه ي ي عتمد عليهه فهي العهلمه والد جماع هو األصل الثالهث الذه . (1)واإله

.أي زيادة على تسميتهم بأهل الكتاب والسنة( أهل الجماعة وسموا): قوله .أي السبب( ألن) .يف لغة العربأي ( هي االجتماع الجماعة)

:الذي هو ،أهنم سوا أهل اجلماعة الجتماعهم على منهج واحد: مراد املؤلف .وعدم تفرقهم إىل مناهج حمدثة، والسنة الكتابالتلقي من

أي يف ( لنفس القوم المجتمعين اصار اسما قد وإن كان لفظ الجماعة) .الناس عمرمف

هذه التعبري فيه إشكال، وذلك أن : إزالة إشكال، ألنه قد يقال: مراد املؤلفأهل : اجملتمعون، وعلى هذا فيكون أهل اجلماعة معناه: لفظ اجلماعة معناه

لفظ: ويزال هذا اإلشكال بأن يقال. اجملتمعني، فاألوىل حذف كلمة أهلاالجتماع، وعلى هذا فيكون أهل اجلماعة : اجلماعة يف لغة العرب معناه

أهل االجتماع، مث صار لفظ اجلماعة يف عرف الناس القوم اجملتمعني، : معناه .والتسمية بأهل اجلماعة بناء على املعىن اللغوي ال املعىن العريف

ماعة ناسب أن يذكر منمزلة أهل السنة واجلعند لما ذكر منمزلة الكتاب والسنة (6) .عندهم اإلمجاع

.أي اتفاق العلماء( واإلجماع): قوله .أي مع الكتاب والسنة( هو األصل الثالث) .أي يرجع إليه وحيتج به( الذي يعتمد عليه)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

141

وال وأعمال ن أق يع ما عليهه الناس مه هه األصوله الثالثةه جمه وهم يزهنون بهذهينه ا له ت علق بهالد م رة مه نة أو ظاهه .(1)باطه

.أي يف املعرفة( في العلم) .أي والعمل( والدين)

حجة ال جيوز خمالفة تتفق هذه األصول الثالثة من حيث احلجية، فكلها :تنبيهأصل منها، وختتلف من حيث إن األصلني األول والثاين أعين الكتاب والسنة

ألنه ال ؛، واألصل الثالث أعين اإلمجاع تابع هلمااستقالال مها مصادر الدين .السنة وأ على ما دل عليه الكتاب إمجاع إالينعقد

ناسب أن يذكر ،يف العلم والدينلما ذكر األصول الثالثة اليت يعتمد عليها (6) .كيفية معرفتهم لما عليه الناس من صواب وخطأ

.أي أهل السنة واجلماعة( وهم): قوله .أي يعرفون( يزهنون) .أي بالكتاب والسنة واإلمجاع( بهذه األصول الثالثة) .أي من حيث الصواب واخلطأ( جميع ما عليه الناس) .هذا تفسري للمراد جبميع ما عليه الناس( ةمن أقوال وأعمال ظاهرة أو باطن) .هذا قيد( مما له تعلق بالدين)

إمنا هي املتعلقة بالدين، ؛أي األقوال واألعمال اليت تعرض على هذه األصول .كاخرتاع اآلالت الصناعية بأنواعها ،وأما األمور الدنيوية فاألصل فيها اإلباحة

صواب وخطأ بعرض أقواهلم وأعماهلم أهنم يعرفون ما عليه الناس من : اخلالصة .على نفس هذه األصول الثالثة

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

141

لف الصالهح، ي ي نضبهط هو ما كان عليهه الس جماع الذه دهم كث ر ب ع إذ واإله .(1)االختهالف وان تشرت األمة

أهل السنة واجلماعة، ناسب أن خيتم عند لما ذكر من قبل منمزلة اإلمجاع (2) .الكالم هنا بذكر اإلمجاع الذي ينضبط

.ووصوله إلينا ،أي الذي جيزم بوقوعه( واإلجماع الذي ينضبط): قولهأي هو اإلمجاع الذي كان عليه السلف ( ف الصالحهو ما كان عليه السل)

.إمجاع الصحابة :الصاحل، واملراد به .أي بعد السلف الصاحل( إذ بعدهم)أن اإلمجاع بعد السلف : مراد املؤلف( وانتشرت األمة ،كثر االختالف)

:الصاحل ال ينضبط هلذين السببني .كثرة االختالف، يعين بني العلماء: األول .انتشار األمة، يعين تباعد أفرادها يف أقطار األرض: الثاين

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

142

[اعتقاد أهل السنة واجلماعة يف املسائل التي تتعلق باألحكام]

هه األصوله : فصل :ثم هم مع هذه

هون عن المنكره رهيعة ،يأمرون بهالمعروفه وي ن به الش .(1)على ما توجه

شرع ،مع خامتته ،لما انتهى املؤلف من الكالم عن القسم األول من الكتاب (6)اعتقاد أهل السنة واجلماعة يف املسائل :الذي هو ؛يف الكالم عن القسم الثاين

.اليت تتعلق باألحكام .ماعةأي أهل السنة واجل( ثم هم): قوله

.أي املسائل اليت تتعلق باألخبار( مع هذه األصول) ( وينهون عن المنكر ،يأمرون بالمعروف)

.طلب الفعل: األمر معناه . ما أمر اهلل به يف القرآن أو السنة: واملعروف ضابطه

.طلب الرتك: والنهي معناه .ما هنى اهلل عنه يف القرآن أو السنة: واملنكر ضابطه

.بأي حبس( على) .أي الطريقة املوافقة ملا توجبه الشريعة( ما توجبه الشريعة)

أهنم يأمرون مبا أمر اهلل به وينهون عما هنى اهلل عنه، وأن طريقتهم يف : اخلالصة .األمر والنهي موافقة ملا توجبه الشريعة

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

143

، واألعياده و ، والجمعه هاده ، والجه مع األمراءه أب راراا كانوا أو ي رون إهقامة الحجاراا .(1)فج

.(2)ويحافهظون على الجماعاته

، ريعةواجلماعة يف األمر والنهي موافقة ملا توجبه الش السنة أهل طريقة أن ذكر لما (6)من ال يرى ناسب أن يذكر رأيهم يف إقامة الشعائر مع األمراء؛ ألن من الناس

.وجيعل ذلك طريقة للنهي عن املنكر ،إقامة الشعائر مع األمراء الفجار .أي أهل السنة واجلماعة( ويرون): قوله

أي وجوب إقامة ( مع األمراء ،واألعياد ،والجمع ،والجهاد ،إقامة الحج) .مع األمراءالشعائر

. معصية أصحاب أو ،طاعة أصحاب األمراء كان سواء أي (افجارا أو كانوا اأبرارا )، لكن ال يرون اعة يـعمدون فجور األمراء منكر أن أهل السنة واجلما: مراد املؤلف

ألن ؛ترك إقامة الشعائر معهم طريقة صحيحة للنهي عما هم فيه من املنكر .ا توجبه الشريعةهذه الطريقة غري موافقة مل

لما ذكر رأي أهل السنة واجلماعة يف إقامة الشعائر مع األمراء، ناسب أن (2)يذكر موقفهم من أداء الصالة مع اجلماعة؛ ألن بعض الناس ال يرى أداء

.الصالة خلف اإلمام الفاجر، ويفوت اجلماعة هلذا السبب .أي يواظبون( ويحافظون): قوله

.على أداء الصالة مع اجلماعة أي( على الجماعات)فويت الشعائر لكون أن أهل السنة واجلماعة كما أهنم ال يرون ت: مراد املؤلف .اتفويت اجلماعة لكون اإلمام فاجر ، كذلك ال يرون ااألمراء فجار

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

144

يحةه لهألمةه، وي عتقهدون معنى ق ولههه ينون بهالنصه ؤمنه المؤمن لهلم ": ويده، 481: البخاري] وشبك ب ين أصابهعههه "كالب نيانه المرصوصه يشد ب عضه ب عضاا

م ": وق ولههه ،[2585: ومسلم م وت عاطفههه هه م وت راحمه نهين فهي توادهه مثل المؤمهنه عضو تداعى له هره كمثله الجسده إهذا اشتكى مه "سائر الجسده بهالحمى والس

.(1)[2586: ، ومسلم6111: البخاري]

لما ذكر من قبل أن أهل السنة واجلماعة يأمرون باملعروف وينهون عن املنكر، (6)نمزلة النصيحة عندهم؛ ألن النصيحة هي مبعىن األمر ناسب أن يذكر م

.إال أهنا أعم ،باملعروف والنهي عن املنكروإرشاده إىل ما فيه مصلحته الدينية ،إرادة اخلري للمنصوح: فالنصيحة هي

،إرادة اخلري للمأمور واملنهي: والدنيوية، واألمر باملعروف والنهي عن املنكر هو .صلحته الدينيةوإرشاده إىل ما فيه م

.أي يروهنا من الدين يتقربون هبا إىل اهلل تعاىل( ويدينون بالنصيحة): قوله .أي جلميع أفراد األمة( لألمة)المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد : "ويعتقدون معنى قوله )

مثل المؤمنين في توادهم : "وشبك بين أصابعه، وقوله " بعضه بعضاا كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر وتراحمهم وتعاطفهم

( "الجسد بالحمى والسهر .أي يؤمنون باملعىن الذي دل عليه هذان احلديثان

.أما احلديث األول فدل على وجوب الرتابط بني املؤمنني

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

145

، والرضى بهمر القضاءه ند الرخاءه كره عه ، والش ند البالءه .(1)ويأمرون بهالصبره عه

،فدل على وجوب التواد ـوهو كالتفسري للحديث األول ـوأما احلديث الثاين .كالتأمل آلالمهم ؛وما ينتج عن ذلك ،املؤمنني والتعاطف بني ،والرتاحم

يشري املؤلف بذكره هلذين احلديثني إىل أن اإلميان بالرتابط بني املؤمنني من .الدوافع إىل بذل النصح لألمة

لما ذكر املؤلف منمزلة النصيحة لكوهنا أعم من األمر باملعروف والنهي عن (6) .يف نفس األمر باملعروف والنهي عن املنكر ناسب أن يفصل بعد ذلك املنكر،

:وسيذكر فيما يتعلق بذلك مبحثني .التفصيل يف املعروف الذي يأمر به أهل السنة واجلماعة: املبحث األول .التفصيل يف املنكر الذي ينهى عنه أهل السنة واجلماعة: املبحث الثاين

.ملعاملة مع اهللبذكر بعض اخلصال املتعلقة با ـاملبحث األول ـوابتدأ .هذه هي اخلصلة األوىل( ويأمرون بالصبر عند البالء): قوله

.املصيبة: التحمل، والبالء معناه: الصرب معناه .أي يأمرون بالتحمل عند املصيبة

.هذه هي اخلصلة الثانية( والشكر عند الرخاء) .النعمة: املقابلة باإلحسان، والرخاء معناه: الشكر معناه

.مبقابلة النعمة باإلحسان أي يأمرون .هذه هي اخلصلة الثالثة( والرضا بمر القضاء)

ما قدره اهلل من األذى كاملرض : ضد الغضب، ومر القضاء معناه: الرضا .والفقر، أي يأمرون بعدم الغضب فيما قدره اهلل من األذى

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

146

، مكارهمه إهلى ويدعون ، وي عتقهد األخالقه نه األعماله : ون معنى ق ولههه ومحاسهنهين إهيماناا أحسن هم خلقاا" .(1)[1162: ، والترمذي4682: أبو داود] "أكمل المؤمه

باملعاملة مع واملتعلقة ،لما ذكر بعض اخلصال اليت يأمر هبا أهل السنة واجلماعة (6)واملتعلقة ،اهلل، ناسب أن يذكر بعد ذلك بعض اخلصال اليت يدعون إليها

.باملعاملة مع عباد اهلل .هذه هي اخلصلة األوىل( ويدعون إلى مكارم األخالق): قوله

.الشيء الطيب: مجع مكرممة بضم الراء، وهي: مكارمأي الشيء الراسخ يف مجع خملمق بضم اخلاء والالم، وهو الطبيعة،: واألخالق

.النفس .يعين يدعون إىل الطبائع الطيبة

.هذه هي اخلصلة الثانية( ومحاسن األعمال) .املعاملة :مجع عمل، واملراد به هنا: األعمال

.أي يدعون إىل املعاملة احلسنة مع اآلخرين" حسن اخللق" :وهي :الغالب يمعرب عن كلتا اخلصلتني جبملة خمتصرة: فائدة

.الناجتة عن األخالق الكرمية ،املعاملة احلسنة: راد هباواملأي "(اا أحسنهم خلقا أكمل المؤمنين إيمانا : "ويعتقدون معنى قوله )

.يؤمنون باملعىن الذي دل عليه هذا احلديث .حسن اخللق :فهذا احلديث دل على أن من عالمات كمال اإلميان

ميان مبا دل عليه هذا احلديث من ذا احلديث إىل أن اإلويشري املؤلف بذكره هل .الدوافع إىل حسن اخللق

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

147

ل أن إهلى وي ندبون ي قطعك، من تصه ن ظلمك من وت عطه .(1)حرمك، وت عفو عمحسانه إهلى ويأمرون بهبهر الوالهدينه واره، واإله ، وحسنه الجه لةه األرحامه ، وصه

، والرفقه باهلمملوكه بهيله .(2)اليتامى والمساكهينه وابنه الس

ناسب أن يذكر ،لما ذكر أن أهل السنة واجلماعة يدعون إىل حسن اخللق (6) .بعض اخلصال اليت يندبون إليها، والدالة على كمال حسن اخللق

.ويرغبون ،أي حيثون( ويندبون): قوله .وىلهذه هي اخلصلة األ( إلى أن تصل من قطعك) .أي تواصل( تصل) .أي الذي قطعك فلم يواصلك( من قطعك)

.وحنو ذلك ،واملساعدة ،والزيارة ،واملواصلة تكون بالسؤال .هذه هي اخلصلة الثانية( وتعطي من حرمك) .أي تبذل( تعطي) .أي الذي حرمك فلم يعطك( من حرمك)

.وغري ذلك ،والتعليم ،والنصح ،والعطاء يشمل بذل املال .هذه هي اخلصلة الثالثة( فو عمن ظلمكوتع) .أي تسامح( تعفو)أو منعك ما جيب ،أي عن الذي ظلمك، سواء اعتدى عليك( عمن ظلمك)

.لك عليهناسب أن ،لما ذكر أن أهل السنة واجلماعة يندبون إىل كمال حسن اخللق (2)

.يذكر بعض اخلصال اليت يأمرون هبا، والدالة على أصل حسن اخللق

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

148

.هذه هي اخلصلة األوىل( ويأمرون ببر الوالدين): لهقو .بكسر الباء معناه التوسع يف فعل اخلري: الرب

.واألم ،األب: والوالدان مها .أي يأمرون بالتوسع يف فعل اخلري لألب واألم

.هذه هي اخلصلة الثانية( وصلة األرحام) .املواصلة: الصلة معناها

.رابةالق: مجع رحم، ومعناه: واألرحام .أي يأمرون مبواصلة األقارب

.هذه هي اخلصلة الثالثة( وحسن الجوار) .معناه اجلمال: احلسن .هو الساكن بالقرب: معناه القرب، واجلار: واجلوار

.أي يأمرون مبعاملة اجلار معاملة مجيلة .هذه هي اخلصلة الرابعة( وابن السبيل ،والمساكين ،اليتامى إلى واإلحسان)

.ان إىل هؤالء األصناف من الناسوهي اإلحس .معناه املعاملة باليت هي أحسن: واإلحسان

.الذي مات أبوه قبل بلوغه :مجع يتيم، وهو: واليتامى .احملتاج :مجع مسكني، وهو: واملساكني

.املسافر :وابن السبيل هو .هذه هي اخلصلة اخلامسة( والرفق بالمملوك)

.اه اللنيبكسر الراء وسكون الفاء معن: الرفق

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

149

هون عنه ، وي ن والب غيه واالستهطالةه على الخلق بهحق أو بهغيره الفخره والخيالءه .(1)حق

.للني يف معاملة اإلنسان اململوكأي يأمرون با .واجلماعة السنة أهل عنه ينهى الذي املنكر التفصيل يف :وهو ؛هذا املبحث الثاين (6)

.وذكر املؤلف يف هذا التفصيل بعض اخلصال املتعلقة باملعاملة مع عباد اهلل .هذه هي اخلصلة األوىل( وينهون عن الفخر): قوله

ويقصد به احتقار ،يعظم به نفسه ،قوال يقول أن :وهو االفتخار، معناه :روالفخ .أنا يل من املال مقدار كذا، وأنا نسيب كذا، وحنو ذلك: غريه، كأن يقول

.هذه هي اخلصلة الثانية( والخيالء) ،يعظم به نفسه ،أن يفعل فعال :بضم اخلاء معناه االختيال، وهو: واخليالء .يف مشيته، وحنو ذلك امتبخرت أو ،رأسه ارافع ميشي كأن غريه، احتقار به ويقصد

.والثاين يكون بالفعل ،أن األول يكون بالقول :والفرق بني الفخر واخليالء .هذه هي اخلصلة الثالثة( والبغي)

.االعتداء، إما بالقول كالسب، أو بالفعل كالضرب :والبغي هو .هذه هي اخلصلة الرابعة( قبحق أو بغير ح ،واالستطالة على الخلق)

.وهي شاملة للخصال الثالث املتقدمة .وقد يكون بغري حق ،أي هذا التطاول قد يكون حبق( بحق أو بغير حق)

أنه من حيث الواقع هو أفضل منهم باملال أو : أما التطاول حبق فاملراد به .له أن حيتقر غريه اب أو غري ذلك، لكن هذا ليس مربر النس

. اه هذا التطاول بالقول فيسمى فخر منفإذا صدر

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

151

هون عن سف ، وي ن .(1)سافههاويأمرون بهمعالهي األخالقهن هذا وغيرههه نما هم فهيهه متبهعون لهلكهتابه ؛وكل ما ي قولونه وي فعلونه مه فإه

نةه .(2)والس

.وإذا صدر منه بالفعل فيسمى خيالء .ويسمى البغي ،االعتداء بالقول أو الفعل: وأما التطاول بغري حق فاملراد به

ويف املنكر ،لما فصل املؤلف يف املعروف الذي يأمر به أهل السنة واجلماعة (6)ك خالصة ما يأمرون به وما ينهون الذي ينهون عنه، ناسب أن يذكر بعد ذل

.مما يتعلق باألخالق ،عنه .أي األخالق العالية( ويأمرون بمعالي األخالق): قوله

.أي عن األخالق الرديئة( وينهون عن سفسافها)ناسب أن ،وما ينهون عنه ،لما ذكر خالصة ما يأمر به أهل السنة واجلماعة (2)

.وامر والنواهييذكر مصادرهم يف تلقي هذه األ . أي تطبيقهم يف كل أقواهلم وأفعاهلم( وكل ما يقولونه ويفعلونه): قوله

.من األوامر والنواهي ،أي الذي تقدم ذكره( من هذا) .أي مما مل يذكر( وغيره) .أي يف كل أقواهلم وأفعاهلم( فإنما هم فيه) .أي مطبقون( متبعون) .تلقاة من الكتاب والسنةأي لألوامر والنواهي امل( للكتاب والسنة)

.أن مصادرهم يف تلقي األوامر والنواهي مها الكتاب والسنة: اخلالصة

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

151

[فضل أهل السنة واجلماعة على بقية الفرق]

ا وطرهيقت دا ي ب عث الل بههه محم سالمه الذه ين اإله ي ده .هم هه

ا أخب ر النبهي أن أمته ست فترهق على ثالث وسبعهين فهرقةا كلها فهي لكهن لمدةا، إهال الناره ي واحه يث ،[4597: أبو داود] الجماعة وهه هم ": عنه أنه قال وفهي حده

ثله على كان من كون صار ؛[2641 :الترمذي] "وأصحابهي الي وم عليهه أنا ما مه المتمسنةه والجماعةه وبه هم أهل الس سالمه المحضه الخالهصه عن الش .بهاإله

ه يقون والش م الصد هم أعالم الهدى ومصابهيح ، داء والصالهحون وفهيهه ن ومهم األبدال جى أولو المناقهبه المأثورةه والفضائهله المذكورةه، وفهيهه م ،الد وفهيهه

م األ دايتههه ين أجمع المسلهمون على هه م ئهمة الذه رايتههه .ودهم النبهي وه ين قال فهيهه ن أمتهي ": م الطائهفة المنصورة الذه ال ت زال طائهفة مه

اعة رهين ال يضرهم من خذلهم وال من خالفهم حتى ت قوم الس "على الحق ظاهه .(1)[(1921: )، ومسلم(3641: )البخاري]

لما انتهى املؤلف من بيان اعتقاد أهل السنة واجلماعة يف املسائل اليت تتعلق (6) .ناسب أن خيتم الكالم بذكر فضلهم على بقية الفرق ،باألخبار واألحكام

.يف األخبار واألحكامأي ( وطريقتهم): قوله .أي هي نفسها دين اإلسالم( هي دين اإلسالم)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

152

هو نفسه الذي بعث اهلل به أي هذا الدين ( االذي بعث الل به محمدا ) . احممد

هذا حرف استدراك للتفريق بينهم وبني بقية الفرق اليت تدعي أن ( لكن) .طريقتها هي دين اإلسالم

ا أخبر النبي ) ستفترق على ثالث وسبعين فرقة كلها في أن أمته لمهم من كان على مثل ما أنا : "النار إال واحدة، وفى حديث عنه أنه قال

صار المتمسكون باإلسالم المحض الخالص عن " عليه اليوم وأصحابيأنه لما أخرب النيب : خالصة مراد املؤلف( الشوب هم أهل السنة والجماعة

وبصفة الفرقة الناجية، صار أهل السنة واجلماعة ،بوجود االفرتاق يف األمة هم الفرقة الناجية، وذلك ألهنم هم املتصفون بالصفة اليت أخرب هبا النيب

.عن الفرقة الناجية .أي يف أهل السنة واجلماعة( وفيهم): قوله

(الصديقون والشهداء والصالحون) .يقالذي بلغ الغاية يف التصد :مجع صديق، وهو: الصديقون .الذي قتل يف سبيل اهلل :مجع شهيد، وهو: والشهداء

.الذي الزم األعمال الصاحلة :مجع صاحل، وهو: والصاحلونالصديقون والشهداء كذلك مالزمون لألعمال الصاحلة، لكن متيزوا عن : تنبيه

.عموم الصاحلني بصفات خاصة .أي من أهل السنة واجلماعة( ومنهم)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

153

هي اجلبال : اجلبل، وأعالم اهلدى :مجع علم، وهو: األعالم( أعالم الهدى)العلماء الذين يهتدى :اليت يهتدى هبا فيعرف هبا الطريق، واملراد هبا هنا

.بعلمهمالذي يستضاء به، :مجع مصباح، وهو: املصابيح( ومصابيح الدجى)

العلماء :الظلمة، واملراد مبصابيح الدجى هنا :مجع دجية، وهي: والدجى .ستضاء بعلمهمالذين ي

.أي أصحاب( أولوا) .اخلصلة اليت ميدح هبا اإلنسان :مجع منقبة، وهي( المناقب) .أي املنقولة( المأثورة) .اخلصلة اليت يفضل هبا اإلنسان على غريه :مجع فضيلة، وهي( والفضائل) .أي اليت تذكرها األلسنة باستمرار( المذكورة) .أي يف أهل السنة واجلماعة( وفيهم)أهل العلم والعمل، وسوا أبداال ألنه :مجع بدل، واملراد هبم: األبدال( األبدال)

.فال تنتفي األرض من وجودهم ،إذا مات بعضهم يسر اهلل بدال عنهم .أي يف أهل السنة واجلماعة( وفيهم) .مجع إمام، وهو الذي يقتدى به( األئمة) .أي كلهم( الذين أجمع المسلمون) .أي على أهنم يف أنفسهم مهتدون، وغريهم يهتدي هبم (على هدايتهم) .أي قوة فهمهم وفقههم يف الدين( ودرايتهم)

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

154

هم، وأن ال يزهيغ ق لوب نا ب عد إهذ هدانا، وأن ي هب لنا نسأل الل ن أن يجعلنا مهاب ن لدنه رحمةا إهنه هو الوه د وآلههه ، والل أعلم ، مه وصلى الل على محم

ا كثهيراا .(1)وصحبههه وسلم تسلهيما

، ومنهم اا عظيم الذين اشتهروا يف الناس اشتهار العلماء العاملون: واملراد هبم .وأمحد ،والشافعي ،ومالك ،أبو حنيفة: األئمة األربعة

.أي أهل السنة واجلماعة( وهم)ال تزال طائفة من أمتي : "لمنصورة الذين قال فيهم النبي الطائفة ا)

على الحق ظاهرين ال يضرهم من خذلهم وال من خالفهم حتى تقوم أي هم الفرقة املنتصرة على من خالفها يف الدنيا، الذين قال فيهم "(الساعة

.هذا احلديث النيب :ختم املؤلف كتابه هذا بثالثة أمور (6)

.الدعاء: األول .تفويض كمال العلم هلل تعاىل: الثاين

.الصالة والسالم على النيب وآله وصحبه: الثالث .واهلل أعلم، وصلى اهلل على نبينا حممد وعلى آله وصحبه وسلم

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

155

ياتاحملتو

3 ................................................................. املقدمة 5 .............................................. الكتاب شرح يف الشروع قبل

6 ......................................................... [املؤلف مقدمة] 8 ................. [باألخبار تتعلق اليت املسائل يف واجلماعة السنة أهل اعتقاد] 1 ........................................................... [باهلل اإلميان] 61 ......... [والنفي باإلثبات نفسه وصف اهلل أن على تدل القرآن من شواهد]

61 ................................ [ومنفية مثبتة صفات على تشتمل سورة]

22 .................................. [ومنفية مثبتة صفات على تشتمل آية]

24 .................................. [فقط مثبتة صفات على تشتمل آيات]

24 ..................... [والباطنية والظهور، واآلخرية، األولية، صفات إثبات]

24 ................................................... [احلياة صفة إثبات]

25 ................................................... [العلم صفة إثبات]

25 ................................... [واملتانة والقوة، الرزق، صفات إثبات]

26 .......................................... [والبصر السمع صفيت إثبات]

26 .......................................... [واإلرادة املشيئة صفيت إثبات]

28 .............................................. [واملودة احملبة صفة إثبات]

27 ................................................... [الرمحة صفة إثبات]

27 .................................................. [الرضى صفة إثبات]

21 ..................................... [معناه يف وما الغضب صفة إثبات]

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

156

21 ........................................... [واجمليء اإلتيان صفة إثبات]

30 ................................................... [الوجه صفة إثبات]

30 .................................................. [اليدين ةصف إثبات]

36 .................................................. [العينني صفة إثبات]

36 ........................................... [والرؤيا السمع صفيت إثبات]

32 ........................................ [معناه يف وما املكر صفة إثبات]

33 ........................................... [واملغفرة العفو صفيت إثبات]

33 .................................................... [العزة صفة إثبات]

34 ............................................... [تعاىل هلل االسم إثبات]

35 ................................. [فقط منفية صفات على تشتمل آيات]

37 .................................................... [العلو صفة إثبات]

40 .................................................... [املعية صفة إثبات]

42 .................................................. [الكالم صفة إثبات]

43 ............................................ [اهلل كالم القرآن أن إثبات]

45 .................................. [اآلخرة يف اهلل يرون املؤمنني أن إثبات]

48 .................................................... [السنة من شواهد]

47 .................................................. [النـزمومل صفة إثبات]

41 ................................................... [الفرح صفة إثبات]

41 ................................................ [الضحك صفة إثبات]

50 ............................................ [والرجل القدم صفة إثبات]

شرح العقيدة الواسطية مكتبة المبتدئ

157

50 .................................................. [الكالم صفة إثبات]

56 .................................................... [العلو صفة إثبات]

52 ............................................ [والقرب املعية صفيت إثبات]

53 .................................. [اآلخرة يف اهلل يرون املؤمنني أن إثبات]

55 ........................[الدين أبواب عامة يف واجلماعة السنة أهل موقف]

60 ........................................ [واملعية العلو صفيت عن الكالم]

66 ..................................... [واإلجابة القرب صفيت عن الكالم]

67 ................................................... [القرآن عن الكالم]

82 ...............................[القيامة يوم لرهبم املؤمنني رؤية عن الكالم]

84 .................................................. [اآلخر باليوم اإلميان]

71 ...................................................... [بالقدر اإليـمان]

606 ........................................... [اهلل ووعيد واإلميان الدين]

601 ................................................. [ النيب أصحاب]

632 ...................................................[األولياء كرامات]

635 ................................. [الدين يف واجلماعة السنة أهل طريقة]

642 ............ [باألحكام تتعلق اليت املسائل يف واجلماعة السنة أهل اعتقاد]

656 ........................... [الفرق بقية على واجلماعة السنة أهل فضل]