‌أ‌

مسلممسلم صحيحصحيح يفيف اإلشارةاإلشارة لغةلغة

اللغة علم يف املاجستري درجة لنيل تكميلي حبث

:الطالبة من مقدمة

املصلح عبدهللا حنان

43188376 :الجامعي الرقم

:الدكتور األستاذ إشراف

األقطش الحميد عبد

هـ1436-1437

العربية اللغة كلية

العربية العليا الدراسات قسم

‌ب‌

‌ج‌

‌العربية باللغة البحث ملخص

لغة وخبايا أسرار عن للكشف محاولة اللغة، علم موضوع في البحث هذا يعتبر •

جادة محاولة يعتبر كما العامة، مباحثه خالل من اإلنسان، عند املتنوعة اإلشارة

اإلمام نقلها التي وسلم عليه هللا صلى النبي إلشارات تحليلية استقصائية لدراسة

.صحيحه خالل من خاصة، مسلم

أهمية فيهما تناولت وتمهيد بمقدمة املولى من العون طلب بعد فيها بدأت •

هذا وإرساء ب، العر لغة في التاريخي وبعده املعنى، تشكيل في اللفظي غير التعبير

. العربية علماء عند املعرفة من النوع

في مهمة ومفاهيم مصطلحات إلى باإلضافة .بالفكر اللغة عالقة تناولت كما •

املجال، هذا

عموما الجسد لغة املتعددة، البحث محطات عبر الدراسة شملت كما •

واألصابع، واليد، كالعين، وتفاوتها، تعددها، على أعضائه، مختلف واستنطاق

.وغيرها والفم، والرأس، والوجه،

وأنساق والنطق، الكتابة في وتقنياتها اإلشارة لغة مباحثه عبر تناولت كما •

وأفعالها، وأدواتها، ، واإليماءات الحركات وتقسيم الداللة، وإيحاءات اإلشارة

ختمت ثم ووظائفها، وسياقاتها، وظروفها، ومظاهرها، واتجاهاتها، وأمثلتها،

للمصادر فهرس إلى إضافة والدراسة، البحث خالل إليه التوصل تم ملا بخالصة

تي واملراجع هلل والحمد منها، واستقت اعتمدتها ال

ا أوال

ا . وآخرا

‌

‌

‌د‌

‌اإلنجليزية‌باللغة الرسالة ملخص

This research describes or express the knowledge of linguistics; it attempts

to explore the secrets of the sign language in different humanity through

the public chapter. It also considered as a serious attempt to analyzing

studies of the signs of the prophet PBUH that has passed on especially from

Immam Muslim. I started this research "after I seeked help from Allah" with

an introduction which explains the importance of non-verbal expression in

the formation of meaning, and establishing this kind of the knowledge with

Arab scholars. I also focused on the relationship between thought and

language, and I added some of the important concepts in this area. In

addition, the study included the general movement of the body to

examine the various senses. The variety and diversity such as eyes, hands,

fingers, head, and mouth, etc. The research also addressed through the

studies the sign language and the technical of writing and pronunciation.

"And I divided the movements and gestures, tools, actions, trends,

manifestations, conditions, contexts, and functions. I concluded with a

summary of what has been researched through the research and study, also

I added a catalog of sources and references, which I took advantage of it.

Thanks God before and after.

‌ه‌

والتقدير الشكر

الليل يطيب ال إلهي

النهار يطيب وال بشكرك إال

اللحظات تطيب وال..بطاعتك إال

إال

اآلخرة والتطيب..بذكرك

الجنة تطيب وال..عفوكب إال

لئن"تعالى قال برؤيتك، إال

له والشكر هلل فالحمد "ألزيدنكم شكرتما

، أوالا :وبعد وأخيرا

ذي الفاضل ألستاذي االمتنان وعظيم الشكر بخالص أتوجه أن ويسرني يسعدني مما

ونعم املشرف نعم ووقته،فكان بعلمه علي يبخل لم النير،الذي الواسع،والعقل القلب

املعين،

.األقطش عبدالحميد: الدكتور األستاذ

وتقيـيم فحـص عـبء تحملهـا علـى املناقشـة لجنـة ألعضـاء موصـول الشـكر وكـذلك

الدراسـات قسـم رئـس القرني،وسـعادة ناصـر عبـدهللا:الـدكتور الكليـة الرسـالة،عميد

ـــي الغامدي،وأعـــــدهما إبـــــراهيم:العربيةالـــــدكتور العليـــــا مـــــن ســـــ فيد أننــ

.الجزاء خير العلم عن هللا فجزاهما.ملحوظاتهما

العلمـي ،الصـر القـر أم جامعـة إلـى التقـدير وعظـيم بالشـكر أتوجـه أن واليفـوتني

خــر طاملــا الحرام،والــذي البلــد فــي الشــام ا

البصــر ذوي مــن العلمــاء مــن أجيــاال

.واملعرفة العلم درب في للسائرين منارة هم والبصيرة،والذين

‌و‌

اإلهداء

املتواضع العمل هذا أهدي

من ش يء،إلى أي مثل أكون ودونه انا أكون به من إلى.. والوقار بالهيبة هللا كلله من إلى

مني عاتقي عن ويزيل الغد ابتسامات لي يرسم من إلى..مقابل انتظار بدون العطاء عل

في والسعادة..عينه في التفاؤل وأر ..بوجوده باألمان أشعر من إلى ..الزمن آالم

أحمل من األبد،إلى وإلى الغد وفي اليوم بها أهتدي نجوم كلماتك ستبقى..ضحكته

افتخار بكل اسمه

العزيز والدي

من إلى..الوجود سر إلى..والتفاني الحنان معنى وإلى الحب معنى إلى..الحياة في مالكي إلى

حملت أن أن منذ رافقتني من إلى..جراحي بلسم وحنانها..نجاحي سر دعائها كان

بخطوة خطوة الدرب سرت ومعك.. الصغيرة الحقيبة

الحبسبة أمي

وتشرق سعادة سمائي تمطر ومحبتها سعادتها من إلى..اعتمد وعليها أكبر بها من إلى

أكتسب بوجودها من إلى..جديد من شمس يا طهرا

ا وقوة

ا ..لها الحدود ومحبة

لمى الجميلة ابنتي

أود مشواري نهاية في..األمل بنظرات لنجاحي تطلعت من إلى..دربي ورفيق صديقي إلى

..النبيلة مواقفك على شكرك

أحمد خالي

حياتي ونبض..الجميالت وزهراتي..أيامي عطر إلى..العمر وصديقات..الدرب رفيقات إلى

والعسش حقوقهم؛إلرضائي عن ويتنازلون ويساندوني الطريق لي يضسئون كانوا من إلى..

..هناء في

أخواتي

‌ز‌

الرسالة مقدمة

غير ذي عو ، ال ي تيه ا عربيا

االحمد هلل الذي تكفل بحفظ كتابه، وأنزله قرآنا

الباطل من بين يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، والصالة والسالم على

أفصح البلغاء، وإمام الفصحاء، من أوتي جوامع الكلم، سيدنا محمد وعلى آله

وصحبه أجمعين.

وبعد :

ال يخفى على كل ذي لب سليم، ونظر صحيح قويم، ما للغة من أهمية في فإنه

الحياة، ذلك أنها رابطة من أهم الروابط االجتماعية تصل اإلنسان بغيره، وتعينه

على تحقيق أهدافه وتلبية احتياجاته، وهي إما منطوقة مسموعة، أو منقوشة

ما وضعت له، فاإلنسان ال مكتوبة، أو رموز بيانية معبرة توصل الفكرة وتشير إلى

يستطيع أن يعبر عما يدور في خلده من فكر أو مضمون ما لم يجد اللغة الدالة

عليه، ولذلك علم هللا اإلنسان وألهمه هذه اللغة التي يتفاهم الناس بها، فهي هبة

واب األرض قال هللا للبشر، وأعز نعمة منحها لهم، وميزهم بها عن غيرهم من د

، على أن للغة العربية مزيتها وخصوصيتها فهي (1آدم االسماء كلها") تعالى: "وعلم

لغة غنية بالدالالت واإلشارات، تتسع مساحتها باتساع فهم اإلنسان وتعبيره، وتتنوع

-بتنوع أعضائه وجوارحه وشعوره، حتى أصبح مستودع التعبير اللغوي يحمل

رات غير اللفظية، فاللغة إذن كما كما هائال من التعبي -باإلضافة إلى الكالم املنطوق

بها إلى املقاصد يهتد كذلك إشارات وعالمات أنها ألفاظ وكلمات منطوقة، فهي

أعضاء البدن من رفع، وخفض، وقبض، وبسط، واملعاني، كالحركات التي تصدرها

وغيرها من تعبيرات الجسد. وتمعر، ونظر، ومد، وإيحاء، وإيماء، وإشارة،

"لغة اإلشارة" وما توحي به من الدالالت وما توصله من اللغة ونظرا ألهمية هذه

املعاني واألفكار، ونظرا ملا للسنة النبوية من أهمية في حياة املسلم، وما تتطلبه من

والغوص في معانيها، والتعرف على مراد صاحبها عليه أفضل الصالة فهم مقاصدها

‌ح‌

وقوة اإلشارة، ير، وعمق الداللة،من شرف التعب -كذلك–وأتم التسليم، وملا تحويه

وتمام املعنى، فقد أوتي صاحبها جوامع الكلم.

دراسة التي هي بعنوان" لغة اإلشارة في صحيح ال لهذه األسباب وغيرها، جاءت هذه

مسلم" لتنال شرف التعرف على األبعاد الداللية لإلشارة بمختلف أنواعها

وري رحمه هللا، خدمة لسنة ومضامينها في صحيح مسلم بن الحجا النسساب

الحبسب املصطفى صلى هللا عليه وسلم، وإسهاما في التعرف على ش يء من كنوز

ا لباب البحث والنظر في لغة اإلشارة في اللغة العربية لغة تراث هذه األمة، وفتحا

القرآن والسنة.

هذا وما كان من صواب فمن هللا الهادي إلى الصراط املستقيم، وما كان من خط

ذ باهلل من شرها وشر الشيطان الرجيم، وهللا من وراء القصد. و فمن نفس ي، وأع

:املوضوع أهمية

اهتماما وأدواتها، جوانبها مختلف في اللغة لقيت لقدا والدارسين الباحثين من كبيرا

ا، قديما

ا وشغلت وحديثا

ا عبر املمتد تاريخها خالل اإلنساني الفكر من واسعا حيزا

والدرس البحث هذا عن بمعزل وال بمن اإلنساني الجسم يكن ولم واملكان، الزمان

وكشف درسه على كثيرة أمم واشتغلت وافرة، علوم تضافرت بل ،املتنوع اللغوي

اإلشارة لغة أدت فقد هنا ومن ومراميه، مقاصده واستكناه وغوامضه، أسراره

الجسدي والتواصلا دورا

ا بني بين االجتماعي والتفاهم الترابط تحقيق في مميزا

باالعتماد مقصده على والوقوف كنهه معرفة إلى يتوصل ال قد املعنى أن على اإلنسان،

ه وذلك األم، املرموز أنه مع فقط، اللفظية اللغة مرموز على يكون ال كثيرة أحايين في أن

ا وسيطا

ا، وال مثاليا

ا فيكون شفافا

ا واملتعددة الكثيرة الذهنية املقاصد حمل عن قاصرا

:مثل األخر اللفظية غير الرموز اعتماد الضروري من يصبح هنا ومن اإلنسان، عند

اللغة أن إلى تشير وكلها اإلشارة، لغة من وغيرها والعقد، والنصبة، والخط، اإلشارة،

.البشر بين والتواصل اإلبالغ هدف لتحقيق جانبية روافد إلى محتاجة اللفظية

‌ط‌

معلوم هو وكماا البشر بين هو مثلما املباشر منه بعامة، االجتماعي التواصل فإن أيضا

هناك الحالين كال وفي وخالقهم، البشر بين هو مثلما املباشر غير ومنه بينهم، فيما

بالنظام التواصل ويعد .االجتماعي للتواصل معتمدة ووسائط متاحة، أنظمة

عند للترك أسهل فهو االستعمال؛ في واألفش ى األهمية، في األعلى هو (الكالم)الصوتي

، البشر لد املعاني كثرة مع يتناسب بما والتركيب للتقطيع وقابل إليه، الحاجة عدم

نظم من غيرها وعلى املكتوبة اللغة على املنطوقة اللغة في التواصل هيمنة بذلك يشهد

.التواصل

دون حائال تكن لم التواصل؛ عملية في باعه وعلو الصوتي النظام أهمية أن على

صوتية وغير لغوية غير أخر بوسائط مقترنا باستعماله أو حينا، بالكلية عنه الخرو

تواصل فثمة أولهم، منذ كذلك تزال وما البشر رافقت قد الوسائط وتلك آخر، حينا

أشياء على يحيل مما ذلك ونحو اإلشارية، أو السلوكية، أو التصويرية، بالرموز

الدخان، إطالق :مثل كالم أو صوت بون ولكن وتفاهمات، معان على ويدل معنية،

والرسوم، والنصب الطرق، وعالمات املرور، وأضواء اإلنذار، وصفارة الطبول، وقرع

منفردة البشر يمارسها لغوية غير تواصل أنظمة وأمثالها فهذه والبكم، الصم ورموز

ال قد إذن الصوتية فاللغة،اآلوان ذات في الكالمية العملية مع مقترنة أو لوحدها،

أن من أوسع هنا فالفكرة اللفظية؛ غير اللغة إلى فيلج باملراد، تفي وال الفكرة، تسعف

.اللفظية اللغة وتحملها تستوعبها

‌:الدراسة هدف

أحاديث في للكالم المصاحبة"اإلشارة لغة" أهمية تبيان إلى الدراسة هذه تهدف

‌:لـ مسلم،وذلك

.مسلم أحاديث حولها تتمحور التي اإلشارية، الوظائف تعيين •

.مسلم أحاديث في مادي نسق المحتملة،بكل الداللية اإليحاءات إلى الوقوف •

‌ي‌

التواصل لعملية المختلفة المادية األنساق رصد خالل من ذلك وسيجري

ستعرض الدراسة طوايا وفي مسلم، أحاديث في الصوتي النظام بغير االجتماعي

:الموالية األسئلة من مجموعة عن إجابة

‌:البحث أسئلة

مسلم؟ أحاديث في اإلشارة لغة وظائف ماهي

مسلم؟ أحاديث في الواردة لإلشارة المادية األنساق في الداللة ايحاءات ماهي

وتلك مسلم، أحاديث في المتحصلة اإلشارية الوظائف بين التقاطع مدى ما

المحدثين؟ عند اإلشارة نظرية في لها المقعد الوظائف

الذهنية؟ صوره من المعنى مقضتيات بكل الوفاء عن قاصرة اللفظية اللغة هل

؟ اللغوي الدرس من النوع هذا مبادئ إرساء في دور العرب لقدماء كان هل

؟ اللغوي الدرس هذا في المحدثين العرب دور ما

اللغوي الدرس هذا تجاه والمعاصر العربي الدارس تقاعس في العلة ما

الغربي؟ نظيره مع مقارنة الحديث،

اإلشارة؟ لغة فيها ترد التي المقامات ما

اإلشارة؟ لغة تقدمها التي الداللة ما

اإلشارة؟ لغة إلى اللفظية اللغة عن اللغة ابن يعدل لماذا

اللغة بأن شعور ثمة اإلشارة،وهل ولغة اللفظية اللغة بين المزواجة قيمة ما

اللغة؟ ابن يريدها التي الداللية الشحنات تحمل ال اللفظية

اللغة دور وما ، اللغة سيميائية أو الحركة بعلم العربية اللغة علم عالقة ما

السيميائية؟ في العربية

‌:السابقة الدراسات

‌ك‌

عليها االطالع أمكن والتي.الموضوع في السابقة الدراسات من.

:الرسائـل

عبدالغني،رسالة جميل أسامة.الكريم القرآن في الجسد لغة •

الدين،جامعة أصول عبداهلل،قسم عودة.ماجستير،إشراف،د

لغة:فصول؛األول ثالثة من رسالة وهي.(م2010)فلسطين.النجاح،نابلس

االتصال في الجسد لغة:والثاني.القرآني السياق في ومفهومها الجسد

.القرآن في العيون لغة:والثالث.اإلنساني

ظالل في)قطب سيد المرحوم أسلوب مع واضح تناص لها.قرآنية دراسة وهي

عرض وعلى.الجسد لغة خالل من اإلسالمية الشخصية بإبراز وتعتني.(القرآن

قيمة لها فالعيون.والعقاب الحساب من اآلخرة الحياة مشاهدة خالل من صوره

الداللي الجانب ناحية في الرسالة وستفيد.النظر البصر،وكذلك وداللة،وكذلك

‌.الجسد للغة

الخطيب،رسالة محمد.موضوعية النبوية،دراسة السنة في الجسم لغة •

كليةالشريعة،الجامعة.القضاة دشرف.ماجستير،إشراف،أ

الوجه إيماءات في األول. فصول وثالثة تمهيد من والرسالة.(م2006)األردنية

والضحك،والثالث والنطق والبصر السمع داللة في والعنق،والثاني والرأس

.العام والمظهر األرجل حركات داللة في

المستخلصة والتربوية الفقهية األبعاد على تركز الموضوعات في دراسة وهي

لغنة خنالل منن غينره عنن إيماءاتنه منن المسنلم تميينز وكيفينة .الجسنم لغنة منن

ذههن أن واليبندو .المسنلم للجينل الندعوي البعند فني دراسنة فهني وبعامنة .الجسنم

،فمراجعهنا اللغوينة الدراسنات فني اإلشنارة لغنة علم مفاهيم من تستفيد الدراسة

في غيرها منها فالمقصدية وعليه فقهية مراجع وأغلبها لغوية غير مراجع كلها

.الجسم لغة ألبعاد الداللي التوظيف في ستفيد كانت وإن.دراستنا موضوع

،رسالةوترتيبا النبوي،جمعا الحديث في المادية اإليضاح وسائل •

الشريعة،الجامعة القضاه،كلية شرف.د.القاضي،إشراف هناده: ماجستير،إعداد

.م2001)األردنية،

‌ل‌

وتركز متعددة إيضاح وسائل في فصول،األول وثالثة تمهيد من رسالة وهي

من ومايواجهه المسلم للجيل بالنسبة أهمية ذات وتعليمية تربوية نواح على

.دراستنا مقصد من ذلك وليس.الدعوي البعد في كسابقتها فهي.تحديات

ماجستير،جامعة قرقز،رسالة أنس:القرآني التعبير في الجسد لغة •

.م2007)اليرموك، ياسين،جامعة بني أحمد رسالن.إشراف،د.اليرموك

اللغة قضايا تناول األول فصول،الفصل وأربعة تمهيد من تتكون رسالة وهي

في الجسد لغة عن تحدث الثاني والفصل والداللة، والسيميلوجيا اإلشارة ولغة

النبوي،والفصل الحديث في الجسد لغة في الثالث اللغوي،والفصل التراث

‌ .الكريم القرآن في الجسد لغة في الرابع

بطريقة أمثلة تختار أنها يجد ومباحثها الرسالة هذه خطة على والمطلع

أدبيا تحليال عليها وتجري العرب كالم ومن السنة ومن القرآن من عشوائية

القيام بصدد نحن التي الماثلة الدراسة مع تتقاطع ال فهي وبذلك. لغويا منه أكثر

من وحيثياتها تصنيفاتها بجميع اإلشارة لغة باستخدام معنية بها،فدراستنا

يكشف مما ذلك ،أوغير صمت ،أو خط ،أو إشارة كانت سواءا مسلم صحيح

.والبحث االستقراء عنه

:الكتـب

الثقافنة دار.أحمند األمنين محمند :تنأليف .الكنريم القرآن في اللفظي غير االتصال •

.م(2003)الشارقة،.واإلعالم

للكننالم والفنيننة األدبيننة النننواحي يتننناول فهننو الكتنناب فهرسننة ضننوء فنني

فني ويعنرض .كثينرة مباحنث فني ويتوسنع .الكنريم القنرآن خنالل اإلنسناني،من

مننه واإلفنادة .الفظني غينر االتصنال وسنائل منن وغيرهنا الجسند للغنة األثنناء

.الجسد لغة عن الحديثة الملحوظات بعض من مباشرة غير بصورة ستكون

.م2007)(بيروت،.عرار أسعد مهدي:تأليف.لسان بال البيان •

بالغينة منن وسنائلها أننواع بجمينع الجسند لغنة عنن الكتناب محتوينات تنتكلم

والسننة،وأدب القنرآن منن ومشناهد صنور خنالل منن وذلنك .ولغوينة ومعجمينة

يتنحنى وهنو . تعاسنة ،أو غضنب سنعادة،أو وجوه من ذلك عن العشاق،وماينجم

التقاط في ستكون منه واإلفادة.المباحث عرض في التصويري األدبي األسلوب

‌.المعرفية أو الثقافية األبعاد بعض

‌م‌

القننرآن ضننوء فنني اإلنسننانية العالقننات بننناء فنني وأثننره الكننالم أدب •

.م2005)(النفائس دار.عبداهلل،عمان عودة:تأليف.الكريم

مسنألة وهني .الكنريم القنرآن فني الصنامت اإلتصنال عنن مباحثنه أحند فني تكلنم

‌.مسلم أحاديث في الجوانب تلك تلمس في الدراسة ستخدم

.م1999)(بيروت، طبع.راغب نبيل:تأليف ،بالجسد التعبير لغة •

فنني اليوميننة الحينناة فنني الجسنند بحركننات التعبيننر كيفيننة عننن يننتكلم

لغنة أهمينة التقناط فني ستكون منه واإلفادة...المسرح،والبيع،والشراء،واإلدارة

أحادينث فني ذلنك ورود ومدى الناس بين لحيا االجتماعي التواصل في الجسد

‌.مسلم

منن تفيند سوف الدراسة هذه أن شك غير:السابقة الدراسات عن اإلخبار صفوة •

بصندد نحنن النذي الموضوع يخدم أن يمكن مما غيرها ومن السابقة الدراسات

فني والخطنط البحنث خطنة بين التقاطع أن إلى ههنا يشار أن والمهم.عنه التكلم

وهنو منها واحد فصل مباحث في ومحدودا جزئيا يكون يكاد السابقة الدراسات

الجانب هذا في وحتى اإلشارة علم وظائف من الداللي بالجانب المتعلق الفصل

نظرينة فني عليهنا المنصنوص والتقنينات التقعيندات منن التنطلق دراسات فهي

إمنا أنهنا بعامنة ،ويالحن المحندثين اللغنة علمناء عنند المتداولنة اإلشنارة علنم

القنيم علنى تركنز فقهينة أو الجمنالي األدبني األسنلوب تنتحني أدبينة دراسنات

بطريقنة مسنوقة الدراسنات هنذه فني األمثلنة أن عنن فضنال اإلسالمية والمفاهيم

لألمثلنة اإلحصنائي بالجاننب ،والتعتنني خاصة األمثلة جهة من عامة اعتباطية

الماثلنة الدراسنة أن يعنني ،ممنا غيرهنا من أكثر داللية وظيفة في يتركز وكونه

يسنبق لنم مدوننة فني محصنورة أساسنا وهني الكينف وفني الكنم فني مختلفة ههنا

وفني بنفسنها ومسنتقلة .التمهيند بمباحث كلية تنفرد ،وهي .بنفسها منفردة درسها

.درسها يسبق لم مدونة

‌:الدراسة منهج

وإبرازها ، أهدافها لتحقيق تعالى اهلل بإذن الدراسة هذه عليه ستقوم الذي المنهج إن

ماورد على وتعتمد نظرية، التحليلي الوصفي المنهج اعتماد هو ومفيد، واضح بنحو

.تطبيقيا أنموذجا مسلم صحيح في

‌ن‌

االجتماعي التواصل لعملية املختلفة املادية األنساق رصد خالل من ذلك وسنتناول

على الدراسة هذه تشتملهللا،و شاء إن مسلم صحيح أحاديث في الصوتي النظام بغير

.ومراجع خاتمة ثم فصول وثالثة وتمهيد مقدمة

‌:المقدمة

.فيه التطبيق ومادة واسئلته ومنهجه البحث هدف وتتناول

:التمهيد

-:ويتناول

(نظرية أفهام)المعنى وتشكيل اإلشارة لغة-أ

‌:من كل عند اللغوي التراث في المعنى وتشكيل اإلشارة لغة-ب

الجاح

.جني ابن

.الثعالبي

.حزم ابن

.سيدة ابن

.رشيق ابن

:األول الفصل

‌(نظرية أفهام)اللفظي غير المعنى تقنيات

:المكتوب في التقنيات:أوال

‌س‌

.الترقيم عالمات-أ

.والرسومات الصور-ب

.النص بنية عن الخارجة العالمات-ج

:المنطوق في التقنيات:ثانيا

.والنبر التنغيم -أ

.الصمت -ب

.والهمس الجهر -ج

.والتفخيم الترقيق -د

:الثاني الفصل

‌.مسلم أحاديث في الداللة وإيحاءات اإلشارة أنساق

.اليد لغة:أولا

.اإلشارة صور-1

.اإلشارة حركة-2

. العين لغة:ثانيا

.اإلشارة صور-1

.اإلشارة حركة-2

. الفم لغة:ثالثا

.اإلشارة صور-1

.اإلشارة حركة-2

.الرأس لغة:رابعا

.اإلشارة صور-1

.اإلشارة حركة-2

‌ع‌

:الثالث الفصل

:مسلم أحاديث في اإلشارة لغة وظائف

.توضيحية وظيفة:أولا

.تصويرية وظيفة:ثانيا

.تنظيمية وظيفة:ثالثا

.جمالية وظيفة:رابعا

تأكيدية وظيفة:خامسا

التورية:سادسا

‌

‌

‌

‌

‌

‌

‌

‌

‌

1‌

‌

:التمهيد

(:نظرية أفهام) املعىن وتشكيل اإلشارة لغة-أ

لغة اإلشارة وتشكيل املعىن يف الرتاث اللغوي العربي عند -ب كل من:

الجاحظ.

ابن جني.

الثعالبي.

ابن حزم.

ابن سيدة.

ابن رشيق.

‌

‌

‌

‌

2‌

اإلشارة وتشكيل املعىن"أفهام نظرية"لغة -أ

لم تقم دراسة متخصصة للغة الجسد في التراث اللغوي العربي،ولكن وجدت

إشارات تدل على تطرق علماء العربية إلى لغةاإلشارة،ودورها في التواصل

أول من طرق الباب ،وذلك في معرض من اللغوي،ويعد الجاحظ في هذا املجال

جسد وقفة املدقق كالمه عن وسائل التعبير وخوضه غمار البيان،واقفا من لغة ال

في سياق روايات أو أشعار لم يقصد منها الدرس والتحليل كما هو في ا،وعرضا

امرة

املوقف األول.

ظهر املدلول خالل الحركة عين وت

وتنقل مفهوم اإلشارة من حقل إلى آخر،فهي ت

الجسدية في الحقل اللغوي،وقد نتج من املفهوم اللغوي مفهوم"العالمة"

نها تتكون من دال ومدلول،أما في الحقل الفكري فبرز مفهوم "السمة"؛وذلك أ

الداللة الذي يوازي مفهوم اإلشارة في نظريات التواصل، واإلشارة عند الجاحظ

التقتصر على حركة أعضاء الجسم،بل تمتد إلى استعمال بعض األدوات التي

حجة،وهذه يستعملها املتكلم،كالعصا والسيف والسوط.مثل:العالمة والدليل وال

وأمثالها تصلح أن تكون إشارات تواصل لسانية وغير لسانية.

لغة اإلشارة وتشكيل املعىن يف الرتاث اللغوي العربي عند -ب اجلاحظ:

إن أول جهد تصنيفي يجده الباحث في أنواع الدالالت التي هي إشارات نوعية

تقتصر على استقى منها الباحث مادة دراسته.لغة اإلشارة عند الجاحظ حيث ال

إلى استعمال بعض األدوات التي كما مر مسبقا –حركة أعضاء الجسم،بل تمتد

يقول الجاحظ:"وجميع أصناف ها املتكلم،كالعصا والسيف والسوط، يستعمل

الدالالت على املعاني من لفظ وغير لفظ خمسة أشياء التنقص والتزيد:أولها

سمى نصبةوالنصبة هي الحال اللفظ،ثم اإلشارة ثم العقدثم الخط ثم الحال التي ت

،إن دالالت البيان كما يذكر الجاحظ (2)الدالة التي تقوم مقام األصناف"

أما الدالالت األربع األخر فهي وسائل ،خمسة:مختصة بالكالم وهي اللفظ وآلته

3‌

اتصال غير لفظية،فاإلشارة كما يقول الجاحظ:"وحسن اإلشارة باليد والرأس من

ي تمام حسن ثنلوالت فت كل والت البيان باللسان،مع الذي يكون مع اإلشارة الدل والش

،فعماد اإلشارة عند الجاحظ اليد (3)واستدعاء الشهوة،وغير ذلك من األمور"

مكملة للكالم ومحسنة له،ولسست لغة بذاتها قائمة اوالرأس،واإلشارة عنده أيضا

فإذا افترقت اإلشارة عن العبارة،حصل برأسها،ولغة اإلشارة قرينة لغة العبارة

النقض والعجز عن بلوغ العبارة، ثم بعد هذا ذكر الجاحظ أمثلة عن أشخاص

منهم من كان يبتعد عن اإلشارة،ومنهم من كان اليستغني عنها،ك بي شمر وجعفر بن

كان إذا نازع لم يحرك -أحد أئمة القدرية املرجئة-يحي البرمكي،فيرو أن أبا شمر

ما يخر من يديه والمنكبيه ولم يقلب عينيه،ولم يحرك رأسه،حتى ك ن كالمه إن

،ومذهبه أن املنطق لس من حقه أن يستعان عليه بغيره،وبقي أبو (4)صدع صخرة

شمر على هذه الحال إلى أن كلمه إبراهيم بن سيار النظام فاضطره

على البيان واإلفهام،وغدا بالحجة،وبالزيادة في املس لة،فصار يستردفها،ويستعين بها

(5.)يحرك يديه ويحل حبوته

على حسن استخدام اإلشارة مع اوهذا حال جعفر بن يحي الذي ذكره الجاحظ مثاال

إذ كان من أنطق الناس،فقد جمع الهدوء والتمهل،والجزالة "شقيقتها العبارة،

يغنيه عن اإلعادة،ولو كان في األرض ناطق يستاغني بمنطقه عن والحالوة،وإفهاما

(6".)اإلشارة الستغنى جعفر عن اإلشارة كما استغنى عن اإلعادة

الجاحظ،الذي عمل على صقل نظرية لد دالالت البناء على ماسبق يمكن تفسير

دالئلية تجمع األفكار البالغية واللغوية،والفكرية والفلسفية،لتصبح الدالالت

صل)اللسانية وغير اللسانية(.أصنافا إشارية توازي مايعرف بإشارات التوا

رحمه -وبعد اإلشارة وأمثلتها البد من استكمال أنواع الدالالت التي ذكرها الجاحظ

م وما فالخط آلته القلم،وبه نزل القرآن الكريم فقال تعالى:"-هللالق

ن وال

4‌

رون ،كما أن اللسان أكثر (7)"يسط

ا،والقلم أحد اللسانين ،وهو أبقى أثرا

"هذر ا.وأما العقد فهو الحساب دون اللفظ والخط،وآلته اليد وحركات (8)ا

صبة،فهي الحال الناطقة بغير اللفظ واملشيرة بغير اليد األصابع،والداللة األخيرة الن

،ومقيم وذلك ظاهر في خلق السموات واألرض وفي كل صامت وناطق وجامد ونام

ألرض فقل: من شق أنهارك،وغرس ،ومن مثالها:قوله:سل ا(9)وظاعن وزائد وناقص

،وقول خطيبوقف على ا،أجابتك اعتبارا

اأشجارك،وجنى ثمارك؟فإن لم تجبك حوارا

ت:"اإلسكندر كان أم أنطق منه اليوم،وهو اليوم أوعظ سرير اإلسكندر وهو مي

(10.)"منه أم

ها قد تقع ولعله يحسن توضيح آالت اإلشارة بعد أن تم ذكر أقسامها،إذ إن

نكبإذا تباعد الشخصان،وبالثوب باليد،وبالرأس،وبالعين وبالحاجب،وبامل

،ويكون ا ومانعا ورادعا

اد رافع السيف والسوط،فيكون ذلك زاجرا وبالسيف،وقد يتهد

ا،فاملت مل في هذه اآلالت يجد أنه يقصد بها لغة الجسد،وقد (11)وعيدا وتحذيرا

جعلها قسمين:

سم كاليد والرأس.األول:عضوية صادرة عن الج

الثاني:إشارة بش يء آخر كاملسافة والسوط والسيف والثوب.

أمر آخر ذكره الجاحظ ونسبه إليه وهو أهمية اإلشارة ومرتبتها من اللفظ،فالسبق

للفظ والبيان،و"كلما كانت الداللة أوضح وأفصح،وكانت اإلشارة أبين وأنور،كان

فع وأنجع والداللة الظاهرة على املعنى الخفي هو البيان الذي سمعت هللا عزوجل أن

يمدحه،ويدعو إليه ويحث عليه،بذلك نطق القرآن وبذلك تفاخرت العرب

(12.)وتفاضلت أصناف العجم"

5‌

وفي أحايين تكون اإلشارة شريكة اللفظ وقرينته،ونعم العون هي له،ونعم الترجمان

تكون اإلشارة سباقة لرتبة (13)هي عنهااللفظ"وفي اإلشارة بالطرف والحاجب ،وتارة

وغير ذلك من الجوار ،مرفق كبير ومعونة حاضرة في أمور يسترها بعض الناس من

بعض،ويخفونهامن الجلس وغير الجلس ،ولوال اإلشارة لم يتفاهم الناس معنى

باب تتقدم اخاص الخاص،... وهذا مبلغ اإلشارة أبعد من مبلغ الصوت،فهذا أيضا

الصوت فيه .(14)اإلشارة

رحم هللا الجاحظ على لطف تعبيره ودقة لفظه في قوله: "معنى خاص

الخاص"،فالكالم يتوقف والجوار تتحرك وتتكلم باإليحاءات،والحركات واللفتات

(15) .وتبادل النظرات،مااليعبر عنه بآالف الكلمات

العني:م عليه،ويكون في مجل ال

عاشقين في حضرة األهل أو العين ترحب بالحبسب وتسل

األشخاص الذين يتحر منهم،ساعتها تقوم العين بالكالم نيابة عن اللسان،ومن

(16) ذلك قول عمر بن أبي ربيعة:

وملا التقينا بالثنية أومضت

م مخافة عين الكاشح املتنم

أهلها‌أشارت بطرف العين خيفة

محزون ولم م إشارة

تتكل

ا قد قال:مرحبا

رف

ف يقنت أن الط

م تي بالحبسب امل

ا وسهال

اهال

وأ

ف بردت طرفي نحوها بتحية

مفحم وقلت لها قول امرئ غير

6‌

فهذا الطرف يرحب بالحبسب ويسلم عليه،ويرد الطرف اآلخر التحية بمثلها أو

تنطق اللغة الصائتة كلمة واحدة.أحسن منها،وكله كان بلغة الجسد ولم

(17:)وشبيه قوله قول شوقي

وتعطلت لغة الكالم وخاطبت عيني في لغة الهو عيناك

يبين سبب عدول املرأة عن الكالم باللسان إلى الكالم بالطرف؛والسبب هو فالشاعر

تها منهم،وقد صور الحركة ب نها سريعة إذ وصفها بإضاف الحر من األهل والخوف

،وعاد ليؤكد أن الكالم ماوقع منها بل سريعة وقصيرة(18)"محزون "إشارة إلى الذعر

،وكل هذا وقع من تبادل أدرك بعينيه أن عينيها قد ألقت السالم ورحبت به

النظرات.

تعبر عما يجول في خلجات النف ،من حب أو كره أو غير شوقيفي بست والعين أيضا

(19:)الشاعرقول ك ذلك،ومن ذلك

العين تبد الذي في نف صاحبها

مـــــن املحبة أو بغض إذا كانــــا

والعين تنطق واألفواه صامتـــة

حتى تـــر من ضمير القلب تبيانــا

العين تتكلم واألفواه تصمت؛ألنها التستطيع التعبير بصدق وأحاسس كما هو حال

خر إلى أن تر مايسرها ويؤكدها أنها أبلغت العين،وتستمر العين تخاطب األ

على رسالتها وبريدها.ا،وقد تلقت ردا ب مانة

الرسالة

: وتقول على سجيتها وتتجاوز اللسان في صدق خبرها والعين تخبر بطريقتها

متى تك في عدو أو صديق

تخبرك العيون عن القلوب

(20:)الشاعرومن تبادل نظرات البغضاء والعداوة قول

7‌

يزيل مواطئ األقداما يتقارضون إذا التقوا في موقف نظرا

ومما سبق يبدو أن جل ماذكره الجاحظ عن لغة العيون يدور في فلك التحية

والسالم والتعبير عن املشاعر،كما أن األمثلة اقتصرت على الطرف أو العين،ولم

أخا ر من العين أو أجزائها.يذكر الحاجب أو الرمش أو املقلة،أو ألفاظا

:اليد يغني عن ألفاظ متكاثرة،كاملكان أو الجهة،أو

الليد فضل في تعيين املقصود تعيسنا

الشخص املشار إليه،أو صفة للتداخل كتشابك أصابع اليد....وقد أورد الجاحظ

ا قدم أمثلة عن اإلشارة باليد منها ماورد في خطبة مصعب بن الزبير مل

العراق،فاستفتح خطبته بآيات ثالثة من التنزيل الكريم،قصد في كل آية وصف بلد

بإشارة اليد في تعيين املكان املقصود من اوأهله،ولم يصر بذكر اسم البلد،مستعينا

يك و عل

تل

بين* ن

كتاب امل

ك آيات ال

:بسم هللا الرحمن الرحيم"طسم * تل

ااملعنى قائال

ها من هل

رض وجعل أ

في األ

حق لقوم يؤمنون* إن فرعون عال

ى وفرعون بال بإ موس

ن

ان من ه ك بناءهم ويستحيي نساءهم إن

ح أ ب

منهم يذ

اائفة

ط

ا يستضعف شيعا

فسدين" ذين استضعفوا في نحو الشام،(،وأشار بيده 21)امل

ى ال

من عل

ن ن

ريد أ

"ون

وارثين"هم ال

جعل

ون

اة ئم

هم أ

جعل

رض ون

(23)،وأشار بيده جهة الحجاز.(22)األ

ري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما ك

رض ون

هم في األ

ن ل

مك

وا "ون

ان

رون" (25.)،وأشار بيده نحو العراق(24)يحذ

إن اآليات التي أشار بها ناحية الشام التتحدث في األصل عن بني أمية حكام الشام

آنذاك،بل استخدم مصعب اآليات من باب املجاز،مشبها حال عبدامللك بن مروان

8‌

ه يتوعدهما كما الخليفة ووزيرة،بحال فرعون في تجبره وإفساده ووزيره هامان،وأن

لسست اتوعد هللا أعداءه،أما اآليات التي قرأها وأشار بعدها ناحية الحجاز فهي أيضا

مختصة ب ناس دون غيرهم،أو منطقة دون أخر ،ولكنه وظفها ليدل على أنه وأهل

الحجاز هم املستضعفون الذين سيرثون األرض)اإلمامة والخالفة(،أما اآليات التي

بن أشار باى أخاه مصعبا

عدها قرأها ناحية العراق،فتلك إشارة إلى أن عبدهللا كان ول

إلى انتصر الحجا بن 67الزبير والية البصرة سنةاهـ أثناء فترة خالفته،وقد بقى واليا

يوسف الثقفي)وزير األمويين( على عبدهللا وأخيه،وتم إخضاع العراق إلى حكم

(26)األمويين.

الوجه:الجاحظ أن إيماءة الوجه لها ش نها في تبادل أطراف الحديث متنقلة بصاحبها ذكر

ر إلى القبض والحزن والكمد،

وألن "من حال إلى حال،فمن البسط واألن والبش

العرب تجعل الحديث والبسط والت نس والتلقي بالبشر من حقوق القر ومن تمام

ال عند أول وهلةاإلكرام به،وقالوا:من تمام الضيافة الط

.(27)قة

:عروة بن الوردقال

أتاني بين ناري ومجزري سلي الجائع الغرثان ياأم منذر إذا ما

ه أول القر وأبذل معروفي له دون منكري هل أبسط وجهي أن

:(28)وقال إسحاق بن حسان الخزيمي

أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله

ويخصب عندي واملحل جديب

26 .‌2/333السابق،‌المصدر‌-‌

9‌

ومالخصب لألضياف أن يكثر القر

ولكنما وجه الكريم خصسب

،أن الوجه إما موحش وإما مؤن ،وقد روي عن اوذكر الجاحظ غير مرة أيضا

:"ياعمرو...لك رض ي هللا عنهم جميعا عبدهللا بن عباس أنه قال لعمرو بن العاص

وجهان:وجه مؤن ووجه يدان:يد التبسطها إلى خير،ويد التقبضها عن شر.و

(29)".موحش

وقد تظهر لغة تتكاتف مجموعة من أعضاء الجسد لتكوينها ورسم صورتها،ومن

هذه طريقة الجلوس،وقد التفت الجاحظ إلى شكلين من الجلسات وهما جلسة

املزدري بمن يقف أمامه،وجلسة الخائف،أما األولى فقد روي عن عمرو بن العاص

ه قال-رض ي هللا عنه– إحد رجليه أن

ا على يساره،واضعا

ا:"مارأيت معاوية قط متكئا

رحمت الذي إحد عينيه،يقول للذي يكلمه:ياهناه،إال

اعلى األخر ،كاسرا

(30)يكلمه".

ت على انتقاصة من قيمة من هو -رض ي هللا عنه -عينا معاوية"وطريقة جلوسه دل

ه لعدل هيئته،،وألنزل رجليه إحداهما عن األخر ،وملا أمامه،ولو كان يحترمه ويجل

نظر إليه بعين واحدة.

أما الجلسة الثانية التي رسمها الجاحظ بريشة كلماته كان عمادها الجلوس في

دخل على امرأته ا أ

عن النواك األحمق:"مل

اناحية البست مع االنقباض واالشتمال،قائال

ا فرأت منه مارأت من الجفاء والجهل وجل في ناحية منقبضا

ا (31".)مشتمال

هذا األحمق قد انقبضت أعضاؤه،ولب شملته واتخذ من زاوية البست مكانا يجل

منها اه كان خائفا

فيه،وكل هذا للداللة على عدم رغبته في مجالسة امرأته،أو أن

واليدري مايصنع بها.

ومن األمور التي التفت إليها الجاحظ في تعرجته على"اإلشارة باليد

جب واملنكب،إذا تباعد الشخصان،وبالثوب وبالسيف،وقد يتهدد رافع وبالعين،والحا

ا،وقد يكون وعيدا

ا ورادعا

ا ومانعا

االسيف والسوط،فيكون ذلك زاجرا

13‌

"ا،ويمكن اعتبار هذه اآلالت من املتممات للغة الجسد،وهذه املتممات (32)وتحذيرا

ضاء الجسد تمد املخاطب والدارس بمعان مخصوصة؛ذلك أن بعضها توابع ألع

تممات املؤمنة،وكواشف للحاالت النفسية والذهنية التي تعتري صاحبها،ومن هذه امل

خاصري من مرافق الخطبة،وهو أمر عيب فيه (33)التي ذكرها الجاحظ:امل ،والعص

هم املخصرة والقناة والقضسب واإلشارة على العرب بكالم مستكره يطول ذكره،أخذ

(34".)به

ظ ولم يكتف بالدفاع،بل ذكر أصول الخطابة وآدابها وسننها،وبين لقد دافع الجاح

من العيوب التي قد يقع فيها الخطيب،كاإلغراق في النظر في عيون ابعضا

عدة والبهر واإلفراط في الحركة وكان (، 35)الناس،وم اللحية واالرتعاش والر

فيها.خير محام ونعم املدافع عن وجهة نظره -رحمه هللا -الجاحظ

ووجاهة استعانة العرب بها في اإلبانة والبيان،وأن العرب كانت تشير بالعصا والقنا

ل على ذلك بقول الشاعر ب شياء أخر ،ودل

ا (36:)لتقوم مقام اليد،وقد تكون موحية

ضوا في األمر وحي املخاصرهم إذا ماق

مجالسهم خفض الحديث وقول

: ميت بن زيد وقال الك

التجاوب في املحا فل واملقاول باملخاصر أهل

فهم كذلك في املجا ل واملحافل واملشاعر

اا خر يريد العراق واليا

ل عليه بالحجا مل

أما طر العمامة وكشف اللثام،فقد مث

:عليها،بدا باملسجد فدخله،واعتلى املنبر،ووقف أمامهم كا عن وجهه قائال

ا اشفا

ع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني

(37)أنا ابن جال وطال

11‌

وماأراده الحجا ورمى إليه ومن قبله)الشاعر(هو التهديد والوعيد املتحققان من

وقد غدا صاحبها حاسر الرأس للداللة على الجد -طر العمامة-حركة جسدية

والتشاغل عنها بهم.

عند ابن جني:إلى روافد املعنى ومحدداته، اللفظية منها وغير التفت ابن جني في مواضع متفرقة

يخفى أن الروافد اللفظية مما ينتسب إلى اللغة الصائتة،وغير اللفظية اللفظية،وال

لغة الجسد ودورها في اإلبانة -أعني بها هنا -ينتسب إلى اللغة الصامتة

والتوصيل،واللطيف في ااألمر أن ابن جني قد استشرف في مواضع متعددة بعدا

للغة غير املنطوقة،وسنر بعض األمثلة التي ساقها في كتابه الخصائص.ا (38)جماليا

أوال:امياءة العني:

عندما وقف عند "باب القول على الفصل في بداية كتاب الخصائص جني أورد ابن

على تقاليب كا)القول والكالم(،فمعنى )ق و ل(أينما بين الكالم والقول"كالما ل واحد

ما للخفة وجدت، وكيف وقعت، من تقدم حروفها على بعض وت خره إن

،و)ك ل م(حالها حال صاحبتها،وذلك أنها حيث تقلبت فمعناها الداللة (39)والحركة

،والظاهر أن القول يقع موقع الكالم كما يقرر،وأثناء هذا (40)على القوة والشدة

12‌

لحظ التفت إلى اللغة الصامتة التي قد تؤدي معاني الكالم،وفي ثني عرضه لهذا امل

بقول الشاعرا :(41)كما هو حال شقيقتها الصائتة مستشهدا

وأبدت كمثل الدر ملا يثقب وقالت له العينان:ا وطاعة

ا سمعا

لى سبيل الحقيقة فهيئة العينين استوقفته في هذا السياق،وهو يؤكد أن قولهما الع

ولكن أوقع التعبير بلغة الجسد عامة،القول الصامت،املؤكد على الطاعة )الصوت(

:وقالت له العينان والوالء الصادر عن العينين،ويشر ابن جني البست "ف ما قوله

وطاعة فإنه وإن لم يكن منهما صوت؛فإن الحال آذنت ب ن لو كان لها جارحة

اسمعا

عنترة بقوله:أوضحه ،عا وطاعة وقد حرر هذا املوضع و نطق لقالتا:سم

مي –لو علم الكالم -لو كان يدري ماملحاورة اشتكى ولكان (42)مكل

ومعلوم أن عنترة يقصد فرسه،وهو غير قادر على الشكو من خالل الكالم.

ثانيا:قراءة الشفتني:"اإلمشام"وهو أن "،(43)كة يقف عند اإلشمام عند كالم ابن جني وحديثه عن اختالس الحر

،ومايظهر من هذا (44)تضم شفتيك من غير صوت،وهذا يدركه البصير دون الضرير

حركة الشفاه؛ التي يراد االتعريف أن اإلشمام ضرب من حركات الجسد،وتحديدا

منها إعالم السامع بحركة الحرف األخير من الكلمةدون نطق صوت الحركة،وذكر

ا ليؤكد على مايريد: ابن جني مثاال

طي والأسمع أجراس امل

ار ليال

ني الك

متى أنام اليؤرق

13‌

ما هو للعين ال لألذن؛ألن بإشمام القاف في "يؤرقني" ومعلوم أن هذا اإلشمام إن

؛إذ (45)اإلعمال للشفتين في اإلشماما،ويصر على عدم وجود الحركة على القاف نهائيا

ويكثر ،(46)اختالل الوزن وتحويله من الرجز إلى الكاملإن وجودها يؤدي إلى

‌يا‌اإلشمام في القرآن الكريم،ومن ذلك مااستشهد به ابن جني في قوله تعالى:" قالوا

‌لناصحون ‌له ‌وإنا ‌يوسف ‌على ‌تأمنا ‌لا ‌لك ‌ما الضمة في نون (47)"أباناا،مختلسا

غير (48)"فتوبوا‌إلى‌بارئكملضمير،وكذلك قوله تعالى:""ت منا"األولى،ال نون اا،مختلسا

مسكن كسر الهمزة،مع أن القارئ يضايق نفسه ليخفف عن لسانه،وذلك أنهم

نوها في أماكن كثيرة ولم ،وأخفوها فلم يمك

ااختلسوا الحركات اختالسا

.(49")يشبعوها

الحركة اإلعرابية وعن إشمام الحركة تتضافر الصوامت والصوائت لتطر

،ولتقوم الشفاه مانعة الصوت من الخرو واكتفائها بالداللة وحدها على اأوال

بدليل،"فإذا قنعوا من الحركة ب ن

الحركة املحذوفة،واليتم حذف الحركة إال

ستعمل في النطق بها من غير أن يخرجوا إلى يومئوا عليها باآللة التي من عادتها أن ت

ما وال مختلسة،أعني إعمالهم الشفتين لإلشمام ح السمع شسئا

ان الحركة،مشبعة

في املرفوع بغير صوت يسمع هناك،لم يبق وراء ذلك ش يء يستدل به على غايتهم

بهذا األمر،أال تر إلى مصارفتهم)انصرافهم عن استيفاء الحركة(أنفسهم في الحركة

مة للعين ال على قلتها ولطفها حتى يخرجوها تارة مختلسة غير مشبعة،وأخ

ر مش

.(50)لألذن"

ثالثا:التنغيم وحركات اجلسد:

14‌

ا تكلم ابن جني عن الحذف في باب"في شجاعة العربية"تطرق ملس لة جليلة القدر مل

عظيمة الش ن في حذف الصفة،وهي اإلجابة بالحركة الجسدية والتنغيم وتبدل

م قرائن ودالئل نبرات الصوت بدل من الكالم املنطوق،فعند حذف الصفة تقو

هادية يلمح إليها وتكشف أستارها في سياق الحال،وخير مثال على حذف الصفة

وقيام القرائن املتضافرة مقامها،التنغيم ،والحركة الجسدية التي اليقل ش ن داللة

ن الصوت مك

!وت

اإحداهما عن داللة املنطوق"،وكذلك تقول:س لناه فوجدناه إنسانا

مه،فخ

أو نحو "بإنسان" وت

ا أو جوادا

ا سمحا

افتستغني بذلك عن وصفه بقولك:إنسانا

"،وبهذا فإنه يمكن التعبير عن املحذوف بالحركة الجسدية كحركة الكف (51)ذلك

مع الذراع،أو تعابير الوجه والجبين وهي كفيلة ب ن تعطى املعنى املقصود من الصفة

ك تقول في مد إنسان املحذوفة ،وشبيه بهذا ماساقه على نبر الصوت ونغمته"أن

ن في !فتزيد في قوة اللفظ بـ)هللا(هذه الكلمة وتتمك

اوالثناء عليه فتقول:كان وهللا رجال

ا أو كريما

ا أو شجاعا

ا فاضال

ا .(52)تمطيط الالم وإطالة الصوت بها)وعليها(أي رجال

على كما أن املحذوف قد يكون بالضد،وعندئذ تغدو الحركات الجسمية دالة

الوجه وزويه وماأشبه ذلك،وعندئذ يقال:"لسان خر غير املتقدمة كتقطيب صفات أ

بين من لسان املقال"،وكذلك إن ذممته ووصفته بالضيق قلت:س لناه (53)الحال أ

!احزا أو وكان إنسانا

،أو ل

ا لئيما

ابه،فيغني ذلك عن قولك:إنسانا

وتزوي وجهك وتقط

ال أو نحو ذ (54.)لك"مبخ

رابعا:اخلرب واملعاينة: )العني واألذن(.ف

عن مقابلة العين،ولس في هذا تكل

اي بى ابن جني أن يكون استماع األذن مغنيا

وتحمل مشقة ولس من باب النقص أو التقصير في عبارة املتكلم؛بل من باب ضبط

م إلى تقديم الخبر ب دق وصف وأبهىحلة،ومن بدهي القول اللغة ودقتها يعمد املتكل

15‌

أن معاينة الحدث الكالمي)الحال(وأقطابه تؤذن بتحقق داللة الحدث الكالمي قد

ولسان الحال اليوافق هذا املدلول،اخبر لس ال":روي ولذلك يعطي مدلوال

عاين" على مافي (55)كامل

ا بالقصود،بل حالفة

ا،ذلك أن من األحوال شاهدة

الشاعر نعيم بن الحارث بن يزيد السعدي:ك قول ،ومن ذل(56)النفوس"

بعلي هذا بالرحى املتقاع -وصكت وجهها بيمينها -تقول أ

ق ابن جني على هذا القول استشعر ت ثير الحركة الجسدية ودورها في تعزيز ا عل

ومل

ت( كاملنبهة على فرط التعجب واالستغراب،ويمكن فالحركة"املعنى وتجليته،)صك

للحدث الكالمي ذاته،فهل يمكن القول إن التا للحدث،وأن معاينا

اصور أن مخبرا

خبر؟فاملعاين سمع املتحدث داللة الحدث الكامنة في نف املعاين هي كالتي عند امل

ه على الوصف والتمثيل من الصامت،"فلو قال وعاينه،أما املخبر فقد اقتصر حظ

عنها:أبعلي هذا بالرحى املتامن غير أن يذكر صك الوجه،ألعلمنا –قاع حاكيا

ا حكى الحال فقال: )وصكت وجهها(علم بذلك وأنها كانت متعجبة منكرة،لكنه مل

ك سامع لحكاية الحال غير مشاهد بذلك قوة إنكارها وتعاظم الصورة لها،هذا مع أن

مالحال في نف تلك املرأة وصار أبين،وقد لها،ولو شاهدتها لكنت بها أعرف،ولعظ

خبر كاملعاين،ولو لم ينقل إلينا هذا الشاعر حال هذه املرأة بقوله: قيل:لس امل

.(57")وصكت وجهها،لم نعرف به حقيقة تعاظم األمر لها

ذن اليغني عن مقابلة وحول هذا يدور حديث ابن جني،ويؤكد على أن سماع األ

ف صاحبه اإلقبال العين،وال يجزئ عنه،ولو كان كذلك ملا تكلف القائل،وملا كل

:(58)عليه،واإلصغاء إليه وعلى ذلك قول القائل

العين تبدي الذي في نف صاحبها من العداوة أو ود إذا كانا

16‌

عند ابن جني تتحدث بما يكمن في خلجات النف وتعبر أصدق تعبير،"أفال فالعين

على مافي االنفوس،وعلى ذلك تر إلى اعتباره بمشاهد الوجوه،وجعلها دليال

أنا ال " :-رحمه هللا –قالو:"رب إشارة أبلغ من عبارة"......وقال لي بعض مشايخنا

م كل

حسن أن أ

في الظلمة"أ

ا .(59)إنسانا

،وللعين وشاية تدحض القول فتجعله بالضد نعم،ا معسوال

اقد يسمع املرء كالما

ولسان الحال يقول:

تخبرك العيون عن القلوب متى تك في عدو أو صديق

:(60)ويصدقه قول ابن الفارض

عنه يطربني هذا إذا غابا أو هذا إذا حضرا

حديثه أو حديث

سر به لكن أحالهما ماوافقالنظرا كالهما حسن عندي أ

أبو منصور الثعالبي وابن سيده:لعرب دور حري بالباحث أن يقف عنده؛ للثعالبي وابن سيده كما ألئمة اللغة ا

العربية" فصوال في ذلك ف ورد فصال في "فقه اللغة وسر فالثعالبي أفرد في كتابه

أخر في الحاجب ومحاسن العين اتقسيم اإلشارات وفصوال

عن البكاء اومعايبها،وعوارضها،وفصال في كيفية النظر وهيئاتها،وتحدث أيضا

عن أعضاء لغة الجسد،وهي أشياء تستحق النظر والضحك،وغير ذلك مما يصدر

والوقوف عندها،إن أبرز مايمكن الت مل فيه هو ماساقه من كالم العين،وربما ألن

في التواصل اإلنساني الفعال،كما كانت صاحبة تلك ا هاما

االعين قد شكلت جزءا

17‌

ات في اللغة الخاصة من لغات الجسد التي ساعدت على التواصل غير اللفظي وبالذ

(61)العربية.

ويالحظه في هذا السياق سيقف عنده الباحث فالعين لد الثعالبي هي أول ما

(62)؛ذلك أن كل هيئة من هيئات النظر لها داللتها الخاصة بها.

صنيع ابن سيدة في "مخصصه" عن صنيع الثعالبي في الكالم اواليقل أهمية وقدرا

لتكتمل ألفاظ العين على العين ومايعلق بها، وقد جعلت الكالماعنهما معا

(63)عندهما،فما فات األول أكملها الثاني،ومالم يذكره الثاني ذكره األول.

ق:م

أوال:الر

سان إلى الش يء بمجامع "وهو إحد إشارات العين،ويكون بالنظر من اإلن

قة وفيه الداللة على العداوة: يقال:"رام"،(65")ويكون من إطالة النظر"،(64")عينيه

نظر العداوةا (66".)إذا نظر إليه شرزا

حظ: ثانيا:الل

حا:مؤخر العين مما يلي "،(67")النظر إلى الش يء من جانب األذن:"وهو والل

حظدغ،وجمعه ل أن –صلى هللا عليه وسلم –،ومما يرو في وصف النبي (68")الص

18‌

حظ على الغضب(69)جل نظره املالحظة" من ،وهو أشد (70)،ويدل الل

االتفاتا

.(71")الشزر

صبي الرائي (72")شاهد اللحظ أصدق"ومما ورد في األمثال قولهم:.واللحظة قد ت

خر من عناصر لغة الجسد يصوره إذا تعاضدت مع أعضاء أ

اوخصوصا

(73)الصنوبري:

صبي بلحظتها وكم ثنايا تسبي بنكتهتها وكم عيون ت

خفاء نظــــرتها تسارق الغمز غمزخائفة رقيبها من

ح:م

ثالثا:الل

،لك ن الناظر يفتح عينه إلى الش يء يختل النظر ثم يطبقها،وربما (74)النظر بعجلة "

البرق،وملحته حة

أمال وجهه مع الحركة السريعة،قال الزمخشري: "ورأيته مل

ع واللمح يدل على "،(75")ببصري:اختلست النظر إليه،وهو أسرع من ملح البصر مل

،وربما يكون استخدامها ملا هو غير مرغوب)ممنوع(كالنظر إلى املحرمات (76")الش يء

والعورات وماشابه؛ألن النظر بعجلة واختالس إنما يكون للمنوعات وماهو مشابه

لها.

19‌

ح:و رابعا:الل

(77")نظر اإلنسان إلى الش يء كاللمحة،ثم خفي عنه قيل له:الحه "إذا

صحيحاأغلبه مقاربة باب اللمعان"ملادة وير ابن فارس أنا (78"))ل و (أصال دالليا

ويصدقه قول األعش ى:

حرق عمري لقد الحت عيون كثيرة إلى ضوء نار في يفاع ت

(79)ل

.(80)أي نظرت إلى نار بعيدة

ه من األولى ربط املعنى الداللي بلمعان ش يء يختفي،إما لسرعة ذلك املنظور،أو ولعل

ما هي نظرة عجلى لبعده،مع عدم إطالة النظر إلى املنظور إليه والتركيز فيه،إن

االيمكن منها تحديد أدق الصفات للمرئي،بل هي نظرة سريعة ملحة بصر تعطي وصفا

للخطوط العريضة للمرئي.ا عاما

ج:د خامسا:احل

–بن مسعود ،وفي حديث ا(81)الحد هو أن يرمي املرء ببصره غيره مع حدة نظره

ث القوم ماحدجوك ب بصارهم"–رض ي هللا عنه ،واملعنى املقصود هنا أي (82)"حد

ماأطالوا النظر إليك،فإذا مارأيتهم يغيرون أنظارهم،فدعك من حديثهم،ويكون

رمنه،أو في مايرتاب به،وينك .(83")التحديج بعد روعة وفزع

23‌

شق واإلسفاف: سادسا:الر

ماتتبدل كيفيةاالنظر إلى اآلخرين،ويعود ذلك للحالة النفسية التي يكون عليها كثيرا

النظر

قه وأسف

رشه يقال:أ

الرائي،فإذا نظر املرء إلى غيره بشدة وحدة،فإن

الرجل النظر إلى أمه أو ابنته أو ،وروي عن الشعبي أنه كره(84")إليه

أن يسف

م ببصري أي:طمحت ببصري وأرشقت،إذا أحددت النظر،ورشقت القو "،(85")أخته

.(86")فنظرت

ر:ز سابعا:الش

،وقال (88")ويكون بمؤخر العين"،(87")ينظر املرء إلى غيره بلحظ العداوة"وهو أن

بغض"الليث:على االنفتال يدل"،وهو (89")الشزر:نظر فيه إعراض كنظر املعادي امل

أكثر مايكون في حال ،ويمكن القول إن الشزر (90")في الش يء عن الطريقة املستقيمة

الغضب،أو النظر إلى األعداء:

ز فيتبعها من رأيه نظر شزر أن يراها ممي

ومابي إال

(91:)ويصدر البغض صراحة من النظر الشزر كما يقول ابن الرومي

يدل على بغضائها النظر الشزر ناءة

يظل يراعيني بعيني ش

21‌

عند ابن زيدون،إذ كان ا والحال نفسه تقريبا

ا جافا

افي مجل يسمع كالما

،ونظرة القوم إليه تؤذيه من شدتها وكرهها،ثم خفف الكالم بنوعية املنطوق اخشنا

(92:)فيقول باللسان،واملنطوق بالعين فصارت حدته تخف وتفتر

ر نحوي ذلك النظر الشزر ن منهم ويفت

يلين كالم كان يخش

ونه ويوجهونه إلى فتاة جميلة ظهرت وماأصعب النظر من قوم مجتمعين يصوب

الهروب منهم مع صمت لسانهم،وكالم عيونهم،كما

مفاتن جسمها فما كان منها إال

:(93)يقول أبو نواس

بدا محاسن مابين الجبين إلى النحريد قد صادنا منه إذ

وذي غ

ر رميناه باألبصار من كل جانب فرا ،وقد نلنـاه بالنظر الشــــز

ن:ف ثامنا:الش

لس يخفى أن اإلنسان اليعجبه كل ماينظر إليه،فقد ير مااليحب رؤيته،أو

الشفن "مايسسئه ويؤذيه،أو مايتعجب منه،وله في كل نظرة هيئة وطريقة،ولذا فإن

"،(94")نظر في اعتراضا وتعجبا

اه "وقيل ،(95")ويكون بمؤخر العين كالشزر،كراهة

ب ن

رف للنظر إلى الش يء كاملتعجب أو الكاره،أي أنه لس بمتعجب يكون برفع الط

نف:وهو شدة البغض

فون:الغيور "،(96")والكاره ولكنه شبيه بحالهما،ومثله الش والش

.(97)الذي اليفتر طرفه عن النظر من شدة الغيرة والحذر قال رؤبة

قب فون يقتلن باألطراف والجفون كل فتىا مرت

"ش

(98"))شفن(مايدل على مدوامة النظر"وير ابن فارس أن أصل

22‌

ويتبين مما سبق أن العين تتخذ وضعية غير عادية،دفعها لذلك الكره أو

التعجب،والبد أن يصحب النظر طول زمان لس بالقصير إلى املرئي.

و :س، أو الشوصتاسعا:الش

في شق العين التي ينظر وهو أن ينظر الرجل بإحد عينيه،مع "إمالة وجهه

وس يكون ب حد شقي (99)بها"

،ويكون ذلك من الكبر،والحقد والغضب،وقيل ب ن الش

ه يقوم بتصغير عينه "ويضم أجفانه لينظر"،و"الشين والواو (100)العين،أي أن

(.101)والسين أصل واحد يدل على نظر بتغيظ"

ميج:ح

عاشرأ:الت

أازعا

"وهو أن "يفتح عينه ف

ادا وقد يؤثر في الوجه عند الغضب (102)و مهد

ا،أو خائفا

ر عليه آثار التحميج"،وير الفيروز أبادي أن التحميج: "شدة النظر وغؤور (103)"فت

العين وتغير في الوجه من الغضب أو إدامة النظر مع فتح العينين، وإدارة الحدقة

"ا وهزاال

ا أو وعيدا

االعين،فتصغر،وهذا األخير ،ويكون التحميج من هزال (104)فزعا

قة" (105)عيب فيها،"اليكون حركة إرادية بل خل

ق":لالق"مح

احلادي عشر:احلم

23‌

"الحمالق:باطن الجفن األحمر،وقيل:الحماليق:بياض العين أجمع ماخال السواد

،وقال أبو عبيدة:"عين محملقة:هي التي يكون حول مقلتها بياض لم يخالط (106)منها

السواد،والحمالق:ماولي املقلة من جلد الجفن،فإن انقلب حمالق عينيه

ق" (107)قيل:حمل

ر:ز الثاني عشر:اخل

،ويعد من املعايب التي تصسب العين إذا كان (108)الخزر:أن ينظر املرء "بمؤخر عينه"

خلقة،"وإن املرء الذي ينظر بهذه الهيئة ك نما هو حال من ينظر ب حد شقي

،وعند ابن سيده أن من ينظر بمؤخر عينيه (109)جفنه ليحدد النظر" عينه،وضيق

،وإذا "فعل الشي الكبير السن ذلك فإنما يفعله (110)ثم "يغمضها يقال له :األخزر"

ر عينيه فإنما يتداهى" (111.)ليجمع الضوء،أما الشاب فإذا خز

ديق:ح

الثالث عشر:الت

ما يكون ذلك (112)ه لشدة النظر"وتتم هذه الهيئة إذا "فتح اإلنسان جميع عيني،وإن

بغية النظر واإلحاطة باملنظر،جاء في استعمال العرب:"وقد أحدقوا به إذا أحاطوا،

،"وكل ش يء أحاط بش يء فقد أحدق به،وربما (113)"وتكلمت على حدق القوم"

سميت الحدقة)في العين(بهذا االسم آلن السواد الغالب املحيط بالناظر)البؤبؤ(

24‌

،ومن ذلك أن "الحديقة تطلق على البستان الذي له حائط،ومالم يكن عليه (114)"

،وبناءا على هذا يمكن القول إن التحديق إنما يدل على (115)حائط فلس ببستان"

اإلحاطة والشمول.

ض:ف الرابع عشر:الن

فض:نظر الرائي إلى جميع مافي املكان حتى يعرفه" (116)"النا،قال زهير يصف بقرة

:(117)فقدت ولدها

الغوث من كل مرصدنفض عنها عيب كل خميلة وتخش ى رماة

وت

عن ولدها املفقود مع ش يء من اوالبقرة إذا فقدت ولدها تنظر نظرة املتفحص بحثا

ه رف

الخوف أوالحذر،ويؤيد هذا ماورد في استعمال العرب قولهم:"فالن يستنفض ط

(119:)،ورفد هذه املعاني قول العجير السلولي(118)هم لهيبته"القوم أي:يرعد

رير زئير ه له فوق أعواد الس إلى ملك يستنفض القوم طرف

وتبدو حاجة العين إلى الصوت واضحة أو أنه يريد ت كيد مايدل عليه النفض

فضت األرض،إذا بعثت،من قولهم:"ن

اينظر بوصفه"يزأر"، ومما يغذي الداللة أيضا

املنطقة مع الحذر والحيطة من العدو.ا متبصرا

اخلامس عشر:شخوص البصر:

25‌

تحصل هذه الهيئة عندما "يفتح املرء عينيه والتطرف أجفانه،يقال له

ص"خ

خص به،وقد يستوي نطق ،ويقال للرجل "إذا أتاه مايقلقه(120)ش

:قد ش

،وقد (121)حنك األعلى"الفم،نحو ال شخصت الكلمة في اللسان بنطق العين فيقال:

"فإذا هي شاخصة أبصار الذين وردت املادة في القرآن الكريم منها قوله تعالى:

"فداللة شخوص البصر تكون للتعبير عن الفزع والخوف ،(122)كفروا"

(123.)والحيرة"

و:ن السادس عشر:الر

رف،ويكون إلى الحديث مع اإلعجاب الرنو: "إدامة النظر مع سكون الط

(125:)،وشغل القلب،قال الشاعر(124)به"

فهان نه بالت

نا فصل ألهله حديث الر

إذا هن فصلن الحديث

وناة:الك س الدائمة على ن ناء:الجمال،الر ومن املادة اللغوية: "الر

مع املتعة واإلعجاب باملرئي.(126)الشرب"و اليكون إال

،والظاهر من هذا أن الرن

:الر سابع عشر:الز

26‌

،وروي عن األصمعي "أن (127)الزر: "حركة يؤديها املرء تتضيق فيها العين وتتوقد"

اد،الذي تبرق عيناه"رازر:الوق ،والعين تضيق عندما يصيبها الوهن من كثرة (128)الز

النظر،وبذلك تخبر عن حالها بلسان شكلها وهيئتها،ومن املجاز قولهم: "خر يزر

ها"الكتائب صيل يدل على (129)بالسيف يشل

،وعند ابن فارس أن"الزاي والراء أ

" ،وربما تفسر الحركة ب ن العينين قارتان في مركز محوري من الجسم،ثم (130)شدة

إن إنسان العين ينقبض إذا ماغضب الشخص،أو خاف من ش يء ما.

:ض

الثامن عشر:الغ

رف،"يحصل إذا دانى الشخص بين،وهو النقصان من (131)جفنيه ونظر فتور في الط

رف والصوت" بالعين وحدها،بل يقال:غض (132)الط

ا،ألن اللفظ لس مختصا

(133:)غض الصوت وغض البصر،ومن الشعر قول جرير-صوته،وقد وردا في القرآن

بلغت والكالباامير فال كعبا

ك من ن رف إن

ض الط

غ

ف

م. واالستخدام في البست إلرادة التهك

ص:و التاسع عشر:اخل

ؤرها مع ؛ألن خوص العين غ

ا غائرا

اوص ضيقا

الخوص: "يصير وضع العين عند الخ

ض من ،(134)الضيق"وص على تضسيق العينيين،بل يكون فيه غ

واليقتصر الخ

27‌

:ويرفد هذا املعنى قولهم:ا"ضربتهم الريح البصر مع التحديق،ك ن الرائي يقوم سهما

"الخوصاء وهي الشا متخاوصا

وص (135)ديدة الحر،التنظر فيها إال

،ويتضح أن "الخ

يدل على غض ش يء من البصر عند النظر،ألسباب كالخوف أو الفزع أو الخجل،أو

الضعف كمن ينظر إلى الشم تنكسر عينه فال يقدر على االستمرار في النظر،أو

.(136)التعب وقد يكون خلقة"

العشرون:اإلزالق:اإلزالق:"هيئة تعتري العين بسبب السخط،فإذا أحد النظر إلى املرئي نظر

، قال تعالى:"(137)متسخط،قيل:أزلقه ببصره

يكادون (138)"ا،وحقيقة معناه أنه من حدة نظرهم حسدا

ج ش يء عن مقامه"(139)عن مكانكينحونك .(140)،وأصل الداللة لـــ)ز ل ق( هو تزل

يد في تواصل اإلزالق مع املرئي،فإذا ماتبدت عالئمه على عينه فإن ولهذه اإليماءة

ذلك سيكون بمنزلة ماينضاف إلى ألفاظ السخط والحسد الصادرة عن العين،قال

الكفار من شدة إبغاضهم لك أبو إسحاق"مذهب أهل اللغة في مثل هذا:أن

كاد ي كلني ارا

ظ

وعداوتهم يكادون بنظرهم إليك نظر البغضاء أن يصرعوك؛يقال:ن

(141:)وكاد يصرعني:قال الشاعر

يزيل مواطيء األقدام ا يتقارضون إذا التقوا في موطن نظرا

28‌

احلادي والعشرون:تربيق العينني:

قال وفتحهما من شدة النظر، ،(142)ألأل عينيه أطلق الثعالبي هذه الصفة على من

: الشاعر

ا نحو األمير تبتغي تطليقا

ا وطفقت بعينها تبريقا

.(143)ويكون "تبريقها من شدة توسعها وحدة النظر"

بين من برق عينيه ومن برق بصره،إذ الثاني "يكون بغياب سواد اوالفرق واضح جدا

نسان إذا بقي كاملتحيز قيل:برق بصره،فهو برق فزع ،"واإل(144)العين من الفزع

،ويؤكد ابن فارس أن لـ ")برق(أصلين دالليين تتفرع منهما الفروع (145)مبهوت"

أحدهما:ملعان الش يء كالبرق،واآلخر:اجتماع السواد والبياض في الش يء،ومابعد ذلك

له مجاز ومحمول على هذين األصلين،وبرق الرجل وأبرق:تهد د وأوعد،وبرق فك

(147:)،قال ذو الرمة(146)البصر:دهش فلم يبصر،وقيل:تحير فلم يطرف

،كاد يبرق ا ولو أن لقمان الحكيم تعرضت لعينيه مي سافرا

(، 148)وفي املثل قولهم: "برقي ملن اليعرفكيضرب ملن يتهدد ويتوعد ولس عنده نكير"

ما يكون بسبب توسعهما،ويبرق البصر من وخالصة القول إن تبريق العينين إن

الخوف والفزع.

29‌

الثاني والعشرون:خشوع البصر:،"وخشـع (149)فيما يوجـد علـى الجـوار " الخشوع:الضراعة،"وأكثر مايستعمل الخشوع

أن يكــــــون مــــــع (150)بصره:انكســــــر،أي رمــــــى ببصــــــره نحــــــو األرض"ا،"وقــــــد يحــــــدث أحيانــــــا

تطامن الـرأس إلـى األرض يالزمه ويقتضيه،إذ أن "رمي البصر نحو (151)ط ط ة الرأس"

،ومايلحظ أن جمال الخشوع إنمـا تـم (152)األسفل ،وهو األصل الداللي ملادة )خشع( "

.(153)بحركة مساندة من الرأس والعنق"

قد التفتا إلى هذه املتممات كمن "الثعالبي وابن سيده" ويبدو أن العاملين:

كاالستكفاف قد تقع باليد وبالثوب: سبقهم،ومن ذلك تعريجهما على اإلشارة التي

وسنتكلم عليهما واالستشراق واالستشفاف،

أوال:االستكفاف:"االستكفاف:هيئة تتحصل بوضع اليد على الحاجب كالذي يستظل بها من الشم

:(155)،ومما ورد في الشعر قول ابن مقبل"(154)ليتحقق ويستبين املنظور إليه

بدا،والعيون املستكفة تلمح إذا رمقته من معد عمارة

:ا وأيضا

روبنا إلى مستكفات لهن غ

للنا إلى كهف وظل رحال

ظ

‌

33‌

قر التي في العيون"–"فاملستكفات:عيونها ألنها في كفف (156)وهي الن

،"واستكف

(157.)استشرف وبمعنى استوضح"

وثقى في مساعدةالعين على الرؤية،ولم يتم مما سبق يتضح أن اليد كانت لحمة

تحديد معنى اللفظة إال بواسطة اليد.

ثانيا:االستشفاف: وهي حركة خصصوها برفع الثوب ليتفحصه وينظر في أمره إذا كان فيه عيب أم ال؟

فقالوا: "استشف الثوب إذا نشره في الهواء ورفعه لينظر إلى صفاقته أو

إن كانا أو ير عوارا

ا،وتتم هذه الحركة عندما يتم (158)فيه" سخافته،يطلب عيبا

ه ينظر الش يء في الهواء،"ومعناها البحث عن عيب في املنظور ك ن

االطرف عاليا

أي –،وير الثعالبي أن "االستشفاف:أن يرفع الرائي كفه على جبهته لينظر (159)إليه"

ع اليد أن يرفعها أكثر من الحالة التي كان رفعها في االستكفاف،وإن زاد أكثر في رف

.(160)عن الجبهة فهو االستشراف"

صص للغة العيون،يحسن إتمام املوضوع بإعطائه بقية ملا سبق من كالم خ

اوإتماما

لم يتطرقا لحركة الجفون والحواجب ودورهما في -رغم أن الثعالبي وابن سيده-حقه

للترابط الوثيق والتالزم األكيد،ذلك ما سنراه عند اابن حزم الت ثير واإلبانة،ونظرا

األندلس ي رحمه هللا.

31‌

لغة العيون عند ابن حزم األندلسي:خر من لغة الجسد أ حين

نتقل من لغة العيون عند الثعالبي وابن سيده إلى أعضاء أ

لفة ،أر أن أذكر ماأثبته ابن حزم عن لغة العيون في كتابه"طوق الحمامة في األ

ف"

ال ع واأل

ا لى رصف بناء متعاقب.كي يظل املوضوع في هيئته قائما

لقد بدأ أبو محمد ابن حزم كالمه عن الدور الرائد للعين تجاه املحبين،وفضلها على

حتى إن كالمه أعذب من ماء البارق. فاخبر"أن العين تنوب عن سائر الحواس،

الرسل ويدرك بها املراد،والحواس األربع أبواب إلى القلب،ومنافذ نحو النف ،والعين

،وهي رائد النف الصادق،أبلغها اودليلها وأصحها داللة وأوعاها عمال

الهادي،ومرآتها املجاورة التي بها تقف على الحقائق،وتميز الصفات وتفهم

املحسوسات"......"

وحسبك فضلها على سائر الحواس،فالذوق واللم اليدركان إال

من بعيد،ويكفيك أن

صوت قبل باملجاورة والسمع والشم اليدركان إال

ك تر امل

سماع الصوت،ا ملا تقدمت وإن تعمدت إدراكهما معا

ا،وإن كان إدراكهما واحدا

وذكر املواضيع التي تطرقها العين،وينطقها الطرف،وينفثها ،(161)العين السمع"

ويؤمر اللحظ،وتنطقها املقلة،فبها يقطع ويتواصل،ويوعد ويهدد،وينتهر ويبسط،

ضرب بهاويس ل ويجاب،ويمنع الوعود،وينبه على الرقيب،ويضحك ويحزن، وينهى،وت

(162.)ويعطى"

للعين تعتريها ملوقف ما،فتدل على أمر يعرفه ذوو ا أو هيئة

ا وبعد هذا كله يذكر وصفا

فباإلشارة بمؤخر العين الواحدة نهى عن األمر،وتفتيرها إعالم األلباب،

،(163")واألسف،وكسر نظرها آية الفر بالقبول،وإدامة نظرها دليل على التوجع

، خفية -ال واحدة - فإذا كانت اإلشارة بمؤخر العينين وللعين عالئم تتبعها دالئل،"

وق بسرعة شاهد علم منها السؤال،إذا قلبت الحدقة من وسط العين إلى امل

32‌

ه تنبيه على مشار إليه،و إذا املنع،أما قلب الحدقة إلى جهة ما ثم صرفها بسرعة فإن

(164".)أردت التهديد فعليك إطباقها،وترعيد الحدقتين من وسط العينين نهي عام

والظاهر من هذا أن ابن حزم رحمه هللا قد ذكر بعض هيئات العين،وماتدل عليه

كل هيئة،واليخفى أن الحركة العينية قد تكون واحدة ولكنها مختلفة في

ملا يقتضيه الحال واملقاام،والسيما إذا عضدت العين أعضاء الداللة؛وذلك تبعا

أخر من الجسد كالوجه أو اليد،وبما أن ابن حزم قد ذكر موضوعات كثر

ه اعتذر عن "للعين؛كالقطع والوصل والوعيد والبسط،واألمر والنهي،وغير هذا،ثم إن

باملشاهدة"

:"وسائر ذلك اليدرك إالا

(165.)ذكر بقية أحوال العين وماتدل عليه قائال

فبعد أن ذكر الثعالبي أحوالها،تكلم على أقسام اإلشارة في فصل،وفصل في تفصيل

في تحريكات مختلفة،منها: "اإلنغاض:وهو تحريك احركات اليد،وذكر فصال

،(167)،نحو الغير كاملتعجب"(166)الرأس

:(168)قال العجا يصف الظليم

اليني اغضا

جا أصك ن ت رسومه سفن

مستهدجاواستبدل

إذا مش ى رجف رأسه وحرك أسنانه،أما الحركة الجسمية في اإلنغاض فهي "فهو

،ويكون شكل الحركةا،وإما استهزاء وسخرية،وإما إنكارا

ا ،تحريك الرأس إما تعجبا

(169.)برفع الرأس إلى فوق وإلى أسفل"

ون من ي وجاء ذكر اإلنغاض في كتاب هللا في قوله عزوجل:"سيقول

ذي ف

ل ال

ا ق

عيدن

ون ن يك

ى أ ل عس

ون متى هو ق

وسهم ويقول

يك رؤ

سسنغضون إل

ة ف ل مر و

م أ

رك

ط

ف

اريبا

(170.)"ق

33‌

،"ويكون الرأس أو اليد فيها كما (171)و"يصدر عن الرأس حركة أخر هي اإليماء"

دم للداللة على الرفض"،يومئ املريض برأسه للركوع والسجود،ويستخ

قال ذو الرمة:

تذب البق عن نخراتها بنهز كإيماء الرؤوس املوانع ا صياما

بعد هذه التعريجة على الرأس ينتقل محور الكالم إلى اليد وماتصدره من لغات:

،واليد املقصودة هي الجزء املمتد من أطراف األصابع إلى (172)"أشار بيده أولها:

"

(173).الكف

والعين والحاجب،أنشد ثعلب

:(174)وتقع "اإلشارة بالكف

شير األصابع" أن ت

إشارة حاجب هناك،وإال

نسر الهو إال

ورد في الحديث أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "كان يشير في الصالة؛أي ي مر

ها،فما كان من ذكر افه أشار بها كل

ار بك

لتوحيد وينهى باإلشارة،وكان إذا أش

فه حة وحدها،وماكان في غير ذلك كان يشير بك سب

ه كان يشير بامل

والتشهد،فإن

(175.)كلها،ليكون بين اإلشارتين فرق"

ه عن الكالم حتى إن

اواليد أداة الدماغ،ووسيلة لالتصال يعز نظيرها،وقد تكون بديال

ليقال:يتحدث بيديه.

وثانيها:"صبع بفالن على فالن،إذا أشار ا،بعيب أو أراده (176)نحوه ب صبعه مغتابا

" ،"وفي هذه الحالة تكون اإلشارة بالسبابه املمدودة،وهي حركة (177)بشر

34‌

وعند استخدام هذه الهيئة من ،إذ يعبر املشير عن عداوته وتهديده،(178)عدائية"

قبل أحد الوالدين تجاه أبنائهم،يظهر تحرك األصبع املشير،وك ن التهديد يكون

مايصاحبها حركات مساندة من الوجه أوالعينين أو الرأس،وقد أخف و ا،وغالبا

اطئا

على ش يء اتتعاضد جميعها ألداء املطلوب،وقد يشار باألصبع لتدل شخصا

ما،كالتمثال أو عصفور أو سفينة،.....فعندئذ تكون بقية أعضاء الجسد السابقة

سكينة،فتقصر داللة األصبع ساكنة هادئة توحي بالهدوء وال )الوجه،العينين،الرأس(

:(180)،يصدق ذلك قول ابن الرومي(179)على اإلشارة

أشارت بالخضاب إلى الخضاب كناظرة إلى ش يء عجاب

ي أو اإللواء،وهو تحريك السبابة وحدها عن الثعالبي"ي أو (181)وثالثها:"الل

،"ويكون الل

ي أحسن من اإل(182)اإللواء إشارة باليدلواء،وذلك أن الثانية تطلق على الكالم ،والل

ي لليد (183)إذا خالفته عن جهته"ي على الكالم،واألفضل إذا جعل الل

،"واليطلق الل

ي باألصبع واألصبع ،واإللواء للكالم؛لتكون التفرقة واضحة بينهما.ويستخدم الل

:(184)للسالم على الحبسب كقول البحتري"

ولا خضسبا

اروبالوت بالسالم بنانا

حظا يشوق الفؤاد الط

ومن خالل الثانية والثالثة ير الباحث أن الثعالبي جعل إشارة األصبع للغيبة

والسبابة للسالم،وهما حركتان لهما أكثر من داللة كما ذكرت قبل قليل.

سمى هذه أصابعها،وت

ا بكفه قابضا

اوثالثه: "حركات اليد أن يدعو الشخص إنسانا

،ممن (185)البي اإليماء"الحركة عند الثعا وتفصيال

ا وضبطا

اة

،وهذا القول أكثر دق

35‌

،إذ اإليماء ههنا التتضح كيفيته،بل ذكرت آلته (186)يقول إن اإليماء يكون باليد

وتكون بيد واحدة، وأداته وهي اليد،وسبب هذه الهيئة هو دعوة للشخص املقابل،

ماتكون راحتا اليدين متجهاالداخل،وهي طريقة تين نحوفإذا كانت باثنتين فغالبا

يرغب في احتضانها .(187)الجتذاب املرء إليه الشخص املخاطب،كما لو كان تقريبا

وهيئة رابعة من أوضاع لغة اليد،يقوم الشخص فيها ببسط كفه أمام الناس

ألن ،وفي الحديث: "(188)يس لهم املساعدة،"ويطلق على هذه الهيئة اسم التكفف

( 189)خير من أن تتركهم عالة يتكففون"تترك أوالدك أغنياء

،"واملستكف

به الناس إذا أحدقوا بالصدقة،أي الباسط يده يعطيها،من قولهم:

"استكف

وفي التكفف تكون راحة اليد إلى أعلى،وتستخدم كإيماءة مطيعة،غير (،190")به

دة عالوة على استخدامها للتوسل" (191.)مهد

ضروب املشي وإمياءاته:

مشسته الخاصة به إلى حد ما،يكاد يعرف بها عند ذويه،وبعض خصائص لكل واحد

املش ي قد تعود إلى البنية الجسدية،وطبيعة البسئة التي يسكنها،"فمن يسكن املناطق

تجده يشد جسمه،وتكون خطواته قوية وسريعة،إذا ماقورن االجبلية الوعرة مثال

السن آثار وعالئم تقوس وانحناء بمن يسكن املناطق السهلة،ويظهر بعد تقدمه في

فإن اتساع الخطوة وسرعة السير ووضع الجسم كلها عوامل تت ثر افي ظهره،وعموما

،أو (، 192)بالحالة العاطفية"ا"والنفسية التي نجد أنفسنا فيها فقد يكون حزينا

كثير،وربما اعتضدت أعضاء الجسد مع ،أو مشغول البال،فيكون السير ببط

اامقبط

36‌

ين كالذراعين املتراخيتين،أو وضعهما في جيبه،والنظر إلى الرجل

.(193)األرض)الرصيف("

ومن ضروب مش ي اإلنسان التي ذكرها الثعالبي:

اب فإنها -1

اب باهتزاز ونشاط،وإذا لم تكن للش ران:وهي مشية الشط

"الخ

أالن ،ويقال للمتبختر في (195)،يحرك املاش ي يده أثناء املش ي(194)الد

ه يبغي في مشيه من 196مشيه:الخاطر أالن:مش ي الذي كان تل،والد

أل،فهو الخ ،أما الد

شاط"تل إنما هو الخداع،ثم إن املاش ي (197)الن

،"فالخ

ا،والظاهر أن في الكالم تناقضا

يريد النشاط ويظهره،مع أنه قد يكون ضعيف البنية غير قادر على هذه

مع الرجلين لتشكيل بقية أجزاء هذه املشية،وتترافد أعضاء لغة الجسد

،وتتسع الخطوات،وتت رجح الذراعان،والشخص الذي ااملشية،فالذقن يكون مرفوعا

عن نفسه،وعما يصسبه ومايريدها،ويكون فعله (198)يمش ي هذه املشية يكون راضيا

.(199)هذا إلثارة إعجاب اآلخرين"

ر،ومد اليدين2طيطاء:مشية التبخت

د ،وأصل امل(200).امل

:امل

،وذكرت هذه الهيئة (201)ط

ى"،وهيئة هذه املشية 202في القرآن الكريم في قوله تعالى:"ثم ذهب إلى أهله يتمط

رانط

أن التركيز ههنا على ضرورة مد اليدين واسترخاء شبيهة بالخ

أالن،إال والد

37‌

ه شدق

ه م خوذ من قولهم:مط

ء مددته مدده في كالمه،وكل ش ي-األعضاء،وقيل ب ن

.(203)فقط مططته

بيه :مشية الرجل املتكبر،واملرأة املعجبة بجمالها -3 االختيال والتبختر والت

.(205)،والتبختر مشية حسنة في خيالء"(204)وكمالها

ران واملطيطاء إالط

وهذه األحوال والهيئات واحدة:التفترق عما سبقها من الخ

من بقية أعضاء الجسد،يضاف إلى هذا أن واألعضاء املساعدة بالحركات الرافدة،

الرجال 206املرأة في مشيتها هذه يغلب عليها تحريك عجيزتها واهتزازهااهم جميعا

،وحال

ساء يحبون أجسامهم منتصبة،ين أن ذلك يظهرهم والن

أوداجهم،ظان

ومنتفخة

بغلظة 207مظهر الشخص املهما،ورؤوسهم مرفوعة،ثاقبي النظر،والفم مزموقا

قل في الخلفواأل ،والساق التي تحمل الث

ا،والثانية ممدوة قدر اإلمكان نف مرفوعا

ويستطيع املرء أن ير كل جانبه املفتو ،أما حال اليدين فمنسبلتان على جانبي

.(208)الجسم ومنفرجتان"

ثقليقول الثعالبي: ".4ه يمش ي "،(209")الهدجان:مشية امل

طلقت على الشي فإن

وإذا أ

في ا،والخالصة في الهد :أنه (210)ضعف،يقارب الخطو ويسرع من غير إرادةرويدا

.(211")مش ي وسعي عدو،بشرط أن اليخلو من االرتعاش

ويمكن تخيل من يمش ي هذه املشية ب ن يضع قدميه بحذر وهدوء،واتجاه حركته

يميل إلى األرض،ا،ذراعاه مسبلتان "إجماال

اويبدو الجزء األعلى من الجسم منكمشا

ما يستعملهما في مشستهعلى ج (212".)انبيه،وقل

38‌

،والقدمان مثلقتين،وتعضدهما العينان الغامضتان "وتكون الساق مجرجرة

املبهتان،وربما رفدتهما اليدان على الجبين وانخفضت الكتفان...،إن الشخص بهذه

الهيئة واملشية يكون غير مرتا في الحياة بحيث اليسعه تحريك جسمه؛بسبب

.(213")تي تثقل عليه وتحرمه من كل طاقة في جسمهالهموم الا حزينا

ا ،فيبدو مكتئبا

الت الن بالتاء ال "،وقال الثعالبي:(214)."الن الن:بالنون عند ابن سيده وغيره5

بالنون،وهو ضرب من املش ي ك ن املاش ي ينهض برأسه ويحركه إلى فوق عند املش ي

من يعدو وعليه حمل ينهض به" (215.)ك

اإلهطاع:وهي مشية املسرع الخائف وبصره إلى السماء في ذل ظور: وقال ابن من."6

.(216)وخشوع"

ضرب من تعبريات الوجه:فاالبتسامة في "الوجه بعد العين،أداة لها خطرها وش نها في التواصل واالتصال،

والكشرة في معنى الحزن،وتقطيب الوجه في معنى الغضب،وبسط معنى الفر ،

ر،ويعد الوجه واالوجه رسالة

رأس أغنى أنظمة الرموز عند اإلنسان،ويعد لبش

بعضهم الوجه مفتا األحاسس ويتحدث عن إمكانية إصدار الجهاز العضلي

،وقام فريق من (217)(مئتي ألف تعبير وجهي مختلف200,000الوجهي لنحو)

لجسم (إيماءة وتعبيرا على الوجه وحركة بالرأس وا135الباحثين بتصنيف وتمييز)

(218".)(حركة محددة بالوجه والرأس80ومن بينها كانت)

ا من تعبيرات الوجه،فإن املحدثين قد أثبتوا كثيرا

اوإذا كان القدماء قد ذكروا عددا

مما لم يذكره القدماء،والحظ العلماء أن شقائق الرجال يكثرون من استخدام

39‌

ت الوجه بصورة حركات الوجه،ويتفوقن في ذلك على الرجال،فهن يستخدمن حركا

الهدوء في نف

أكثر تعبيرية للداللة على الحرارة،أو الصداقة أو البهجة،أو لبث

أن املرأة تنتج نماذ أكثر من التقطيب والعبوس وغيرهما،مما االسامع،وثبت أيضا

،كما أثبتت األبحاث الحديثة أن (219)يدخل تحت التعبير الوجهي أو السلبي

البهجة والحزن واالشمئزاز،والخوف " :اإلنسان ستة هي الت األساسية لد االنفعا

،ولس يخفى أن الدراسات تتعاقب في هذا املوضوع،ومن (220)والغضب والدهشة

تلكم الدراسات ماقام به"بول إكمان"للتحقق من شمولية أو عمومية التعبيرات

ص فيها إلى أن)%(يكون التعبير عن البهجة و 93الوجهية على الجنسين خل

%(للتعبير عن 83(بالنسبة إلى التعبير عن الدهشة،و)88%)

%(للتعبير عن الخوف،أما التعبير عن 76%(للتعبير عن الحزن،و)81االشمئزاز،و)

.(221")%(72الغضب فكانت نسبته)

في حياة اإلنسان،وقد تكون هذه اوملا كان الغضب والعبوس ظاهريانوي خذان حيزا

للشخصية، االنفعاالت وانعكاساتها على تعبيراتايلحظ على الثعالبي الوجه انعكاسا

ا

-للعبوس جاء فيه: أنه عقد فصال

،ويكون بجمع الغضون (222)زو الشخص مابين عينيه فهو قاطب وعاب ".إذا 1

،وعادة ماتكون الحواجب متجهة (223")في الجبين،ومابين الحاجبين )تثني الجلد(

األعصاب والعضالت التي ،وذلك أن (224")لألسفل وخاصة من األطراف الداخلية

والتبعد إال سنتيمترات قليلة عن مركز اتنتشر تحت بشرة الوجه كثيرة جدا

،ويستجيب ألدنى سائل االدماغ،وبذلك تظهر حركات الوجه التعبيرية مباشرة وسريعا

عصبي فتكشف أضعف أثر لالنفعال،حتى لو حاول الشخص املعني ببذل املستحيل

(225)."إلخفاء تلكم التعبيرات

43‌

.املرحلة الثانية تتواصل مجموعة من أعضاء الوجه فيها إلبراز صورة 2

ص الشفتان عن (226)الكالح،وتكون هذه الهيئة بعبوس مع تكشير األنياب،فتتقل

،وهذه الهيئة كما يتضح هي (227)األسنان،وتتشمر الشفاه،وتبدو األسنان للناظر

(228)."كسابقتها ولكن بزيادة ظهور األنياب

،وزيد على ماسبق أنه يكون (229)د العبوس عما سبق فهو باسر ومكفهر .إذا زا3

ا،كقوله (230)العبوس نظر بكراهة شديدة،أو تقطيب من شدة الخوف كالعذاب مثال

أن األصل الداللي ملادة)بسر(يتفرع إلى فرعين (231)تعالى:"ووجوه يومئذ باسرة"ا،علما

ة حركتهأحدهما الطراءة وأن يكون الش يء قبل إناه،والث ،(232)اني وقوف الش يء وقل

ظ وبالرجوع إلى املادة اللغوية للمكفهر يتبين أنه يطلق على السحاب الذي يغل

،وعلى الوجه غير املنبسط الذي الطالقة فيه،يضرب اويسود ويركب بعضه بعضا

ر ر وال ف

برة،والير فيه أثر بش

(233)لونه إلى الغ

العبوس تتبد بكثرة على الوجه ف ولها العبوس وانزواء الظاهر مما سبق أن عالئم و

مابين الحاجبين وتجمعهما،بسبب الت ثيرات العصبية ثم يقوم الفم بفتح الشفتين

لتبدو األسنان خاللهما،وتنضاف إليهما العينان بنظرة الكراهية والقسوة،واضطراب

من الزفير،ثم يشحب لون الو اجه؛ألن الدم التنف ،فالشهيق يكون أكثر طوال

ينسحب إلى العضالت والدماغ،وذلك الستعداده للهجوم على من يقف أمامه.

.وربما يكون العبوس بسبب الهم،وعندئذ يقال ملن يتصف بهذه 4

فهو "الحالة:اساهم،وإذا كان عبوسه من الغيظ وكان مع ذلك منتفخا

.(235")،والبرطمة تكون بتدلية الشفتين من الغضب(234)مبرطم

41‌

داعى تفاصيل أخر لتساند الغضب والبرطمة كارتعاش املنخرين وتت

وقسوة النظرة الصادة واتساعهما،وهبوط الحاجبين وقطوبهما نحو وسط الجبين،

وربما كان عندهما االستعداد للخرو من عن عينين نصف مغمضتين،

(236.)محجريهما،وتدفق الدم إلى وجهه وأذنيه

،وقيل إن املخرنطم يرفع أنفه (237)ورفع رأس.االخرنطام:وهو غضب مع تكبر 5

ا،وأظن أن األمر فيه تركيز على األنف واستعارته من خرطوم الفيل أو (238)أيضا

،أي إن املقصود هو زيادة التقبيح ملن يفعل هذا الفعل،والسيما إذا االحيوان عموما

(239.)كان هذا تصويرا قرآنيا للكفرة"سنسمه على الخرطوم"

يظ:وهو غض".6شفيالغ

ا ‌،ومن ذلك قوله تعالى:"(240)ب كامن للعاجز عن الت

وإذ

يظ غ

امل من ال

ن م األ

يك

وا عل وا عض

لا خ

ا وإذ وا آمن

ال

م ق

قوك

،وفي هذه الكيفية (241)"ل

تتكئ راحة اليد على العنق،وتكشف هذه الحركة اإلحباط،طاملا أنها تبدو موقوفة في

ف اندفاعها،وتس (242".)ندها أعضاء أخر كالعينين والحاجبين وتسارع الن

بعد ذلك يذكر ما هو أبعد الغيظ حرد وهو أن يغتاظ االنسان فيتحرش بالذي

غاضه ويهم به،ثم الحنق وهو:شدة االغتياظ مع الحقد،ثم االختالط وهو: أشد

ا غيظا

(243.)"الغضب،واهماك الرجل،وازماك واصماك إذا امتال

وهذه األحوال والهيئات كسابقتها من الغضب املكبوت في داخل الشخص،والعالئم

الحرد ففيه هم وتحريش بمن يغيضه،ك ن لهذه األحوال تميزها عن سواها،إال

يضرب ك ن يضرب كل مافي متناول يده،أو يمد قبضة يده،ويرمي أو يحطم أشياء

شخاص،ولكن الغضب في مثل وبحسب األ أمامه،وكل هذه تكون بحسب الظروف،

42‌

–هذه األحوال اليمكن إصابته باالنهيار العصبي مقارنة بالغيظ والحنق واالهمماك

(244.)أي الذين يبطنون غيظهم

هـ:654ابن رشيق القريوانيبحث ابن رشيق القيرواني في كتابه "العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده"اإلشارة

وبين منزلتها وذكر اأقسامها،واملالحظ أن مفهوم اإلشارة عنده جاء فضفاضا

،يتسع للغة الجسد ولغيرها من املباحث اللغوية،فهي اتشتمل عنده -اإلشارة–واسعا

ة،وهي اختصار،وتلويح،ومن أنواعها عنده حه،وهي ملحة دال

على غرائب الشعر،ومل

ز،واللمحة واللغز،وهذا التفخيم واإليماء،والتعريض والكناية،والتمثيل والرم"أيضا:

األخير من أخفى اإلشارات وأبعدها،وقصد به أن يكون للكالم ظاهر عجب

(245")اليمكن،وباطل ممكن غير عجب

اللحن والتعمية،والحركة الجسدية،والحذف كذلك:"ومن اإلشارات

،إن ماسبق من كالم ليدل على أن املفهوم عنده لس محددا كما هو (246")والتورية

الثعالبي وابن سيده،ويبدو أنه جعل الحركة الجسدية في شطرين:أولهما الحال عند

أعني اللغة الجسدية ال اللغة -حركة مصاحبة آللة اللغة،وهي عند أكثرهم معيبة

نواس: يك نها حشو واستعانة على الكالم،نحو قول أب- اللسانية

ا وشرقا

ا قال إبراهيم ب ملا لكذا غربا

واس ماويؤكد ابن رشيق أن أبا نا في كالمه؛ولكن بيانا

اأتى بها حشوا

ا لعبدهللا وسلم عليه هللا صلى–،واستشهد على ذلك بقول رسول هللا (247)وتثقيفا

مرجت الناس،وقد من حثالة في بقيت إذا بك العاص: " وكيف بن عمرو بن

أفصح يديه" ،والأحد أصابع بين هكذا؟وشبك فكانوا وأمانتهم،واختلفوا عهودهم

43‌

أبعد وسلم،وال عليه هللا صلى هللا رسول منا-، (248)والتكلف الحشو من منه كالما

وسي تي عليه كالم في بابه من هذه الرسالة.

ومن األمثلة التي ساقها ابن رشيق،وجعل الجسد اليد آلة بليغة ذات ش ن في

طباء لبيعة ولده يزيد،إذ قا بن سفيان الخ

ا أقام معاوية

م رجل التواصل والخطاب مل

-من ذي الكالع فقال:"هذا أمير املؤمنينوأشار -فإن مات فهذا،-وأشار بيده إلى معاوية

من أبى فهذا،-بيده إلى يزيد "هذا"لم تختلف داللتها ة.فكلم(249)وأشار إلى السيف"-ف

في أي استخدام،وإنما الذي قررالداللة وحددها هو اإلشارة باليد،مرة على شخص

اوية،وأخر على ولده يزيد،وثالثة على السيف.أمير املؤمنين مع

44‌

الفصل األول‌

‌تقنيات املعىن غري اللفظي)أفهام نظرية(:

‌‌

ا

االتقنيات في املكتوب:-أول

عالمات الترقيم. -أ

الفراغات. -ب

الرسومات. -

ا االتقنيات في املنطوق:-ثانيا

التنغيم والنبر.-أ

الصمت. -ب

الجهر والهم . -

الترقيق والتفخيم. -د

‌

‌

املعىن غري اللفظي)أفهام نظرية(: تقنيات

45‌

ــا اليمكــن أن يــ تي معناهــا املقصــود باأللفــاظ والتراكيــب اــا منطوق الجملــة بوصــفها كالما

اللغويــة فحســب،بل هنــاك وســائل وأداءات جانبيــة تشــارك فــي تحديــد املعنــى وتســهم

وتـؤثر فــي تغييـر الداللــة ،ويتنـاول هــذا الفصـل األداءات الجانبيــة التـي تســهم فـي تقويتــه

ا أكانـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت مكتوبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة مثل:)عالمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات فـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي تقويـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة املعنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــواءا

ـــر، م الترقيم،والفراغات،والرســــــــــــــــــــومات(أ منطوقــــــــــــــــــــة كمــــــــــــــــــــا هــــــــــــــــــــو الحــــــــــــــــــــال فــــــــــــــــــــي )النبـــــــــــــــــ

.والتفخيم(،والتنغيم،والصمت ،والجهر والهم ،والترقيق

ب::التقنيات يف املكتوأوال

‌عالمات الرتقيم:-أ

به على املواضع التي"نينبغي إن عالمات الترقيم تحدد مواقع الفصل و الوصل ، و ت

، أو اسهل الفهم و اإلدراك عند سماع الكالم ملفوظا

فيها تغيير النبرات الصوتية ، و ت

غني عن اإلشارة بالوسائل األخر التي . فهي في الكتابة ت

ايستخدمها قراءته مكتوبا

(250".)املتحدث للتعبير عما في نفسه

فعالمات الترقيم عبارةعن رموز متفق عليها توضع في النص املكتوب لتنظيمه "

وتسسير قرائته و فهمه،فعالمات الترقيم التعتبر حروفا وهي غير منطوقة،و تختلف

تطور تلك اللغة عبر الزمن.وبصور اة أدق استخداماتها وقواعدها حسب اللغة وأيضا

لح عليها، توضع بين أجزاء الكالم نقول :أن عالمات الترقيم هي عبارة عن رموز اصط

مواضع الوقف لتمييز بعضه من بعض، ولتنويع الصوت به عند قراءته ، ليعرف

(251".)من مواضع الوصل ، ولتحديد نبرة لهجته عند قراءته جهرا

االتصال الفكري بين اللغة منفوائد استعمال عالمات الترقيم تحقيق غرض "ومن

الكاتب والقارئ كذلك،وك ن الكاتب يصطحب القارئ شعورا وحسا فيعلمهه أن

يستفهم هنا،ويتعجب هناك، ويستفهم متعجبا في هذه العبارة ويتابع حديثه على

46‌

مض ، وينقل له كالم غيره بنصه،ويستغني عن بعض طوله،ويفسر له هنا ما غ

لك،ويعلل هنا إلى غير ذلك من مشاعر وأحاسس ال تترجم كالمغيره فسشير إلى ذ

فصح عن غرض الكاتب ، اللغوية فتقوم عالمات الترقيم بهذه املهمة فت باأللفاظ

وتعينه على الفهم والتـ ثر بعواطف الكاتب وانفعاالته وتصطحبه في وترشد القارئ

.(252")شعوره وأحاسسسه

عالمات الرتقيم واستعماالتها: 1-الفاصلة)،(:

:وتستعمل للفصل بين الجمل، ومواضع استعمالها سبعة وهي

بين الجمل داخل الفقرة الواحدة ،وبين الجمل القصيرة املترابطة التي تكون -1

جملة طويلة مركبة، مثل:

عمر بن أبي ربيعة ، شاعر أموي ، ولد في مكة ، ومات فيها...

: ك مثلتوضع بين الصفات ، واألفعال ، وغير ذل -2

املعلم يقرأ الدرس ، يشر ، يراقب الطلبة ، يستمع إليهم ، يجيب عن أسئلتهم

3- بين أنواع األشياء ، مثل:

.أنواع الفعل ثالثة : ماض ، ومضارع ، وأمر

:بعد املناد ، مثل-4

يا محمد ، اتق هللا

بين القسم وجوابه ، كقوله تعالى:-5

روالعصر ، إن االنسان لفي خس " "

: بين الشرط وجوابه ، مثل-6

إن تذاكر، تنجح.

: بين البدل واملبدل منه ، مثل-7

عمر بن الخطاب ، الخليفة العادل ، أقام العدل، ونشر األمن.

2-الفاصلة املنقوطة ) ؛(:

47‌

ا في األخر ، مثل :وتستعمل بين جملتين تكون إحدهما سببا

نجح محمد في االمتحان ؛ ألنه اجتهد في دروسه.

3-النقطة) . (:

وهي عالمة الوقف التام ، وتوضع في نهاية كل جملة تم معناها ، بحيث تحمل

ا غير املعنى السابق، مثل :الجملة التي تليها معنىجديدا

من العار والفقر . وعندما جاء اإلسالم اكانت العرب في الجاهلية يئدون بناتهم خوفا

، رفع من ش ن املرأة....

4-النقطتين( : ):

وتستعمالن في:

: مواضع التوضيح وتفصيل املجمل ، مثل-1

الكلمة ثالثة أنواع : اسم ، وفعل ، وحرف

:بعد القول ، مثل-2

قال محمد : السالم عليكم

وقال أحمد : وعليكم السالم

.....قال رسول هللا صلى اله عليه وسلم : كلمتان خفيفتان على اللسان

5-الشرطة(-):

:في املواضع اآلتية تستعمل

:توضع بين العدد واملعدود ) العدد رقما ( مثل-1

:الجمل نوعان

الجملة االسمية -أ

الجملة الفعلية -ب

توضع بين العدد واملعدود )العدد لفظا ( مثل: -2

أنواع الخبر ثالثة:

ا.املفرد –أوال

ا الجملة. –ثانيا

ا اشبه الجملة. –ثالث

48‌

ل:الجملة إذا طال الركن األول مثتوضع بين ركني -3

اليوم الذي نعسش فيه ساعات سعيدة ونكون فيه إخوة متحابين ونتعاون في العمل

ال يعوض. -بيننا

)اليوم( مبتدأ وهو الركن األول،و)ال يعوض ( الخبر وهو الركن الثاني وما بينهما

محددات وحشو يستغنى عنه.

هل أنت مسافر ؟ -أسماء املتحاورين ، مثل : في الحوار ، اذا أريد االستغناء عن -4

-نعم

-وإلى أين ؟

-إلى مكة بإذن هللا.

6 -عالمة االستفهام ) ؟):

وتوضع في نهاية الجمل االستفهامية،سواء كانت أداة االستفهام مذكورة أم محذوفة

غرضه استنكار الفعل ،،سواء أكان االستفهام غرضه السؤال عن جهلاأو كان سؤاال

ل:للوم على ارتكابه،مثوا

(.متى تسافر إلى األسكندرية ؟ ) أداة االستفهام موجودة وهي متى

ا؟ ال بعد غد ) أداة االستفهام تقدر بهل (.تسافر إلى األسكندرية غدا

السؤال في املثالين األولين كان عن جهل ، وأردنا منه إزالة هذا الجهل.

(.ي الهمزةأتسب أباك ؟ ) أداة االستفهام موجودة وه

(.تفطر في رمضان ؟ ) أداة االستفهام مقدرة بـ "هل أو الهمزة "

.والسؤال في املثالين السابقين كان غرضه التعجب، واإلنكار،والدهشة

7-عالمة الت ثر أوالتعجب ( ! ):

ما ، كالفر والحزن والدعاء والتمني والترجي ا

وتوضع بعد الجمل التي تحمل انفعاال

سف واملد والذم ... إلى غير ذلك من انفعاالت نفسية تعتري املتكلم والدهشة والت

وتؤثر في طريقة أدائه

مثل : ما أجمل صنع الخالق!

يا فرحتاه !، وامعتصماه ! ، الويل ألعدائنا ! .... إلخ

وفي هذا قصور من مجمع اللغة العربية فقد جعل لكل هذه األشياء واالنفعاالت

املتضادة عالمة

49‌

واحدة، فكيف لعالمة واحدة أن تعبرعن الفر وتعبر عن الحزن في نف الوقت ؟

8-عالمة االعتراض( - - ):

تكون الجملة املعترضة بين شرطتين مثل:

: ال تجال رفاق السوء.... -أطال هللا في عمره -قال أبي

...: عينان ال تمسهما النار –صلى هللا عليه وسلم –قال النبي

:.......-رحمه هللا – اإلسالم ابن تيمية قال شي

9-عالمة بداية الفقرة:

آيات __:وهي عبارة عن فراغ بحجم كلمة يتركه الكاتب في بداية كل فقرة جديدة مثل

ا كثيرة في القرآن الكريم ...( ا كبيرا ، __ إن اإلسالم قد أعلى من ش ن املرأة علوا

ويتضح ذلك..

10- عالمة التنصيص ( " " ):

ويوضع بينهما كل كالم ينقله الكاتب من كالم غيره بنصه وحرفه ، لالستشهاد

بكالمه ، أو دعم وجهة نظره،أو ملناقشته والرد عليه ، وعدم وجود هذه العالمة

تعني سرقة للكالم ، وهذا هو الفرق بين الكاتب الجاد والسارق ، وهو استعمال

عالمة التنصيص هذه، وذلك مثل:

لى هذه النتيجة بعد بحث وعناء ووافقني فيه الكاتب الكبير )فالن ( ولقد توصلت إ

"وقد قال ذلك في مواضع كثيرة " كذا وكذا ... إلى آخر كالمه

11-عالمة الحذف (... ):

:وتستخدم في

يريد أن يستشهد بسطرين من -1اا عن كاتب آخر وهو مثال عندما ينقل الكاتب كالما

نهاية الصفحة وما بينهما ال فائدة منه ؛ فيكتب أول بداية الصفحة وسطرين من

سطرين ، ويكتب آخر سطرين ، ويضع بينهما هذه العالمة ) ...( ، وهي ثالث نقاط

.فقط ال أكثر

عند السب والشتم ، مثل:-2

......وقد قال له يا ابن الـ

-3:عند السؤال ب كمل ما ي تي ، مثل

53‌

..و...من أسماء اإلشارة هذا و...و...و.

وتكون ثالث نقاط فقط ال أكثر.

12- القوسان املكوفان أو املعقوفان( [ ] ):

بها كالم اويستخدمه املحققون لكتب التراث عندما يجدون في املخطوطات جمال

ا من الناسخ عن غير عمد ؛ فيزيدون هذا الكالم من عندهم ناقص ، قد سقط سهوا

يقول الكاتب : ذهبت مكة ويضعونه بين هذين القوسين للداللة على ا

ذلك ،فمثال

في ا

،ثم ي تي املحقق ويقول: ذهبت ]إلى[مكة؛ليدل على أن إلى لم تكن موجودة أصال

النسخة املخطوطة.

:والرسومات الصور-ب

،إن الثقافا واحدا

اب نواعها تتخاطب بلغات البشرية اتلس الصوت واللغة شسئا

ى و مختلفة، "لكل إشارة يقول سوسير: صوتي،في شكل بعض هذه اللغات تتجل

لغوية معنى يفصل اختالفها عن اإلشارات األخر واليوجد في نظام علم اللغة إال

في اإلشارة اللغوية ولكنه وظيفي،ينتج عن اختالف ااالختالف،املعنى لس كامنا

.(253)االشارات األخر "

كز على الكالم الفعلي ولم أن علم اللغة قد يقع في ورطة إذا مار " واعتقد سوسير:

يهتم ب قوال الناس،بل اهتم بالتركيب املوضوعي لإلشارات والتي تجعل كالمهم

قبل كل ش يء.وقد دعاها سوسير باللغة ولم يهتم سوسير باألشياء الحقيقة اممكنا

التي تكلم عنها الناس.ولغرض دراسة اللغة يجب إهمال ماتشير إليه الشارات أي

(254.)تعبر"األشياء التي

ومن تلك اللغات لغة الصورة،وإن من أكبر دواعي اهتمام العربية بالصورة هي صلة

في اللغة اأساسي اقرابة الصورة بالبحث اللساني،كما أن الصورة أصبحت ركن

نا أصبحنا محاطن يبسياق جديد في العصر الحديث ،وأقصد بالسياق الجديد،أن

51‌

كان في البست حيث نجد التلفزيون ومالعب اليوم بالصورة فهي موجودة في كل م

الكرة ووسائل املواصالت واإلعالنات الثابتة واملتحركة،املضسئة وغير املضسئة ،لقد

حضارة الصورة،ولم يعد بإمكاننا أن نفكر في كثير من أمور اأصبحنا نعسش فعال

حياتنا السياسية واالقتصادية والتربوية والترفيهية من دون أن نفكر في

لصورة،ويندر االهتمام بالصور في سياق توسيع البحوث في مجال السيميائيات ا

(255.)البصرية

إعادة إنتا طبق األصل أو تمثيل مشابه لكائن أو "يعرف "روبيرت" الصورة ب نها

ش يء.ويحيل أصل املصطلح االشتقاقي على فكرة النسخ واملشابهة والتمثيل

(256".)واملحاكاة

ورة بمعناه اللغوي إلى محاكاة ش يء،وبعبارة أخر إلى موجود يشير مصطلح الصوقد

ب.أي إلى إيجاد ماهو موجودالصورة هي املادة و ،(257)بذاته وبمعناه البنائي إلى مرك

حقيقة معقدة للغاية،وهي في الرسم

األساسية للرسم،وهذه املادة األولية ماهي إال

،بمعنى أن قول الرسم هو قول تت س على معان مهمة تلزمنا بنقل العالم اصوريا

ل واملعرفة مجتمعة إلى صورة ثم تتحول بصري حيث تتحول وسائل اإلدراك والتخي

(258.)هذه الصورة إلى حسية"ايقونيةتطابقية"

والرسم اولس هناك فرق بين الصورة والرسم سو أن الصورة مصنوعة آليا

لغة والصورة خاصة في مفاهيم مثل مصنوع باليد،أما القاسم املشترك بين ال

العالقة والدال واملدلول والرسالة،والدالالت التي يمكن الكشف عنها داخل الصورة

والرسومات البصرية .

اوظائف الصورة وسماتها:

52‌

:فالعمل الفني يملك باإلضافة إلى وظيفته كعالمة مستقلة "وظيفة تعبيرية

التوصيلية،وتظهر هذه الوظيفة التوصيلية وظيفة أخر هي وظيفة العالمة

(.259")بجالء في بعض الفنون ذات املوضوع

أما مايتغير منها فهو مجموع قراءتها ثيرية،إن االعمال الفنية ثابتة،"وظيفة ت

وت ويلها عبر مختلف العصور والثقافات أي أن الذي يتغير هو اإلدراك

(.260")الجمالي للنصوص واألعمال الفنية

ه يقوم بدور "فالشكل واملضمون، تدامجيبدو املوضوع للوهلة األولى وك ن

هذه الوظيفة التوصيلية،والواقع أن جميع العناصر املكونة للعمل الفني

حتى أكثرها شكلية تملك قيمتها التوصلية الخاصة املستقلة عن

.فالعمل الفني عالمة ااملوضوع،فالخطوط واأللوان في صورة ما تعني شسئا

(261.)ة وقيمة في الوقت نفسه"وبني

عاملها النقد على أساس أنها "كما عبرت عنها غالية خوجه: "الصورة إن

املتلقية أو تنطبق عليه الرؤ االبداعية،القارئة أو بمفهوم ما،"نص

النسق من ملوضوعية والفنية،واختالفاتها في املشاهدة مستغورة في األبعاد ا

واإلشارة واحتماالت املعاني والهدف،حيث التوظيف والداللة

الصورة لها فضاء زماني التتراكم فيها العناصر األساسية من فواالنزيا .

احدث وزمن وشخصية درامية أو تراجيدية،وانفتا أو انغالق،بل أيضا

هذه الصورة أو اللقطة أو يتراكم فيها بعد زمني آخر وهو الزمن املقصود من

ة بال كلمات..بكاء بال عبرات،أو ريشة تخــــط فالصورة...لغاملشهد،

الصورة لغــــة أو لوحــــة تجسد اآلهات،و أخر تصيغ املسرات،،الهمسات

.(262)حين تغيب الكلمـــــات" الكائنــات

53‌

.النص بنية عن اخلارجة العالمات-جالعتبات النصية، أو العالمات اللغوية الخارجة ير خرفي محمد صالح أن: "تعدد

عن بنية النص األصلي، أصبحت الزمة من لوازم بناء املؤلفات املكتوبة بل هي

مفاتيح هامة للدخول إلى عالم النص ،بل تعد االهتمام به إلى العناية باملكان

أو الطباعي، أو مكان النص ،وتدعيم النص بعالمات غير لغوية داخل الحديث

خارجه، لتقريب ما يحمله الحديث من معان ودالالت للقارئ وفك غموضه، وهذا

التعدد ناتج عن تعدد التجارب وتنوعها ومحاولة لتسسير فهم الحديث ،فكل عالمة

لغوية لها داللتها وأهدافها حتى يض يء طريق الحديث للقارئ ويوجه فهمه حتى ال

.(263")يضيع في مجاهل اللغة

على القارئ ي صالح: "ثم يقول خرفايمارس الخار النص ي مع الداخلي ت ثيرهما معا

من حيث ال يدري ،حيث ت خذ األحاديث حركتها و رسالتها وهدفها من بنيتها اللغوية

وصورتها الكتابية، وطول الحديث من قصره، وبناء الجمل، والتشكيالت الخطية،

ن، وطريقة إخرا الكتاب، ومكان وتناسق الخطوط املستعملة في العنوان وفي املت

كتابة الحديث النبوي من الورقة، وتخصيص رقم لكل حديث ،واستعمال

ستعمل لتقديم الهوامش ،وتوظيف العتبات النصية،...وغيرها من التقنيات التي ت

دالالت الحديث الشريف في أبسط الصور البصرية؛ فالح البصري له دور في

إذا امنح النص معنى ودالل

ى إالجتمعت عناصر البصر ة ألن فهم النص ال يت ت

الفضاء النص ي: هي الطريقة التي تشغل بها الكتابة باعتبارها والسمع والعقل، ف

من تشكيل الغالف، ووضع العبارات االفتتاحية، ا طباعية ورقية بدءا

اأحرفا

بالهوامش، ثم االرسوم، واألشكال، وتغييرات الكتابة املطبعية، والفهارس، مرورا

وبناء على هذا التحديد وبالعودة إلى صحيح مسلم نجد أن معمار فضائها النص ي ذو

54‌

بالغالف،اثم النظر إلى تصميم الكتاب الشكلي ألن جميع طابع خاص ومحدد بدءا

(.264)مؤشرات داللية غير لغوية"ذلك

على عدة اوت وتتفينش الفضاء النص ي من خالل وجهات نظر متعددة تتعايش ف

وهو الرسول عليه الصالةا، والسالم، مستويات:يعسشه القائل أوال

ا والراوي ثانيا

ا (265.) واملتلقي آخرا

وهكذا يمكننا النظر إلى املكان داخل النص بوصفه شبكة من العالقات التي تتعانق

،التي تقدم للمسلم كل لتشكيل فضاء األحاديث النبوية مع بعضها البعض

مايعينه على أمور دينه ودنياه.

يف املنطوق: التقنيات

:النرب و التنغيم-أحالة الصوت عند نطق ب نه التنغيم يصف السيد الدكتور حمدان أبو عاص ي: "

لها معان ا

أو غيرذلك،فجملة)صبا الخير(مثالا أو تنغيما

ا أو انخفاضا

ااأللفاظ ارتفاعا

ة إذا قيلت بتنغيمات مختلفة،فقد ا،أو عد ا،أو تحقيرا تكون تحية،أو لوما

ا،أومحبة،أو ا،أو عدم اكتراث"تعظيماا .(266)استخفاف

وجاء في البيان والتبيين :"والصوت هو آلة اللفظ والجوهر الذي يقوم به

بالتقطيع

إالا وال كالما

االتقطيع،وبه يوجد الت ليف ولن تكون حركات اللسان لفظا

والرأس،ومن حسن البيان باللسان مع الذي يكون والت ليف وحسن اإلشارة باليد

.(267)مع اإلشارة من الدل والشكل والتفتل والتثني"

55‌

دليل على أهمية التنغيم في السياقات التنظيمية للمتكلم،وهي وإشارة الجاحظ ل

بعد ذلك التفاتة واضحة املعالم إلى الجرس الصوتي الذي يرافق الحركة أثناء ت دية

(.268)يسميه الدكتور"إبراهيم أنس "موسيقى الكالمو الفعل الكالمي.

التنغيم في الكالم املنطوق ويماثله من حيث األهمية تمام حسان ويقرن الدكتور

بالترقيم في الكالم املنطوق ويماثله من حيث األهمية بالترقيم في الكالم املكتوب

:"غير أن التنغيم أوضح من الترقيم في الداللة على املعنا

ى الوظيفي قائال

(.269")للجملة

وقد أكد تمام حسان هذا بقوله عندما تحدث عن التنغيم :"وربما كان له وظيفة

نحوية هي تحديد اإلثبات والنفي في جملة لم تستعمل فيها أداة االستفهام فتقول

عنه وتختلف طريقة رفع ا ذلك ومستفهما

املن يكلمك وال تراه : أنت محمد ، مقررا

(.270)ي اإلثبات عنها في االستفهام"الصوت وخفضه ف

التنغيم غير مسجل والمدروس،ومن ثم تخضع دراستنا "ذهب تمام حسان إلى أن يو

إياه في الوقت الحاضر لضرورة االعتماد على العادات النطقية في اللهجات

،ولكننا نجد عند "ابن جني"إشارة إلى بعض آثاره في الكالم للداللة على (271")العامية

،فلقد فطن إلى دور التنغيم في تحديد الداللة فيقول في (272)املعاني املختلفة

كتابه:"الخصائص تحت عنوان:"باب في نقض األوضاع إذا ضامها طارئ عليها":"ومن

ذلك لفظ االستفهام إذا ضامه معنى التعجب استحال خبرا،وذلك قولك:مررت

ما كان ذلك الن أصل االستفهام الخبر،والتعجب برجل أيما رجل ألن ما زائدة،وإن

ا طرأ على االستفهام ما أعاده إلى أصله من ضرب من الخبر،فك ن التعجب مل

إن

(273.)"الخبرية

56‌

كذلك تطرق ابن جني إلى التنغيم في كتابه الخصائص عندما تعرض لقضية حذف

لذلك حين قال:"أن تكون في مد إنسان والثناء عليه ا

الصفة في وذكر مثاال

ن في تمطيط فتقول ! "فتزيد في قوة اللفظ بـ)هللا(هذه الكلمة،ولتمك

ا:"كان وهللا رجال

ا أو نحو ا أو كريما أو شجاعاا

فاضالا

الالم،وإطالة الصوت بها أو عليها،أي كان رجال

ا!وتمكن الصوت بإنسان ذلك.وكذلك نقول :س لناه فوجدناه إنسانا

!ابه،فيغني وتفخمه،فتستغني بذلك عن وصفه بقولك:إنسانا

وتزوي وجهك وتقط

ا...الخ" نذلك ع ا لئيما (274.)قولك:إنسانا

"وللنغمة (،275)يقول تمام حسان :"التنغيم ارتفاع الصوت وانخفاضه أثناء الكالم "

داللة وظيفية على معاني الجمل تتضح في صالحية الجمل الت ثيرية املختصرة

متعددة ويتغير معناها النحوي نحو:"نعم،ال،ياسالم،هللا،إلخ"ألن تقال بنغمات

والداللي مع كل نغمة بين االستفهام والتوكيد واالثبات ملعان مثل الحزن والفر

والشك والت نسب واالعتراض والتحقير وهلم جرا،حيث تكون النغمة هي العنصر

الوحيد الذي تسبب عنه تباين هذه املعاني ألن الجملة لم تتعرض لتغيير في بنيتها

إليها أو يستخر منها ش يء،ولم يتغير فيها إال التنغيم وماقد يصاحبه من ولم يضف

(276.)تعبيرات املالمح وأعضاء الجسم مما يعتبر من القرائن الحالية"

ويقول تمام حسان:"إن الكالم ال يجري على طبيعة صوتية واحدة بل يرتفع الصوت

ا يعرف باسم التنغيم عند بعض مقاطع الكالم أكثر مما يرتفع عند غيره وذلك م

"(.277)

يعد إبراهيم أنس أول من أدخل مصطلح التنغيم في الدراسات اللغوية العربية

املعاصرة ، وسماه "موسيقى الكالم "، حيث ذكر: "أن اإلنسان حين ينطق بلغته ال

يتبع درجة صوتية واحدة في النطق بجميع األصوات ، فاألصوات التي يتكون منها

57‌

حد ، تختلف في درجة الصوت وكذلك الكلمات قد تختلف فيها .... املقطع الوا

.(278)ويمكن أن نسمي نظام توالي درجات الصوت بالنغمةاملوسيقية"

ويقول الدكتور أحمد مختار عمر:"ونوع يسمى بالتنغيم وهنا تقوم درجات الصوت

(.279)"املختلفة بدورها املميز على مستو الجملة او العبارة أو مجموعة الكلمات

ير الدكتور أحمد مختار،أن معظم أمثلة التنغيم في العربية ولهجاتها من النوع

غير التمييزي الذي يعك إما خاصية لهجية أو عادة نطقية لألفراد؛ولذا فإن

،وير أن التنغيم هو الذي يغير معنى الجملة من ا

ا يكاد يكون مستحيال تقعيده أمرا

(.280)،إلى انفعال،إلى تعجب في شكل الكلمات املكونةخبر إلى استفهام إلى توكيد

ه ير القدماء أشاروا إلى بعض "ن أأما بالنسبة للدكتور رمضان عبد التواب،فإن

نا النعدم عند بعضهم اإلشارة إلى بعض آثاره في آثار التنغيم،ولم يعرفوا كنهه،غير أن

(.281")الكالم للداللة على املعاني املختلفة

من الترقيم فباإلمكان أن نتابع الكالم املكتوب دون اونر أن التنغيم أكثر أهمية

ترقيم،ولكن مع الكالم املنطوق تبرز أهمية التنغيم في إبراز القيم الداللية في الفعل

في الوحدة الداللية مهما ا وارتفاعا

االكالمي،فالتنغيم تنويع في درجات الصوت خفضا

رها ضمن سياق الكالم. تنوعت مقاطعها وظهو

كل جملة أو كلمة ينطق بها البد أن تشتمل على درجات مختلفة من درجة "ف

دي الصوت ، ما بين عالية ، ومنخفضة ، ومستوية ، ومنحدرة تتناسق وتتناغم لتؤ

الكلمة والجملة . فاختالف درجة الصوت في الكلمة وتباينها من مقطع إلى مقطع

له جميع اللغات . إذ أنه من املستحيل أن نجد لغة آخر قاعدة عامة تخضع

تستعمل نغمة واحدة في الكلمة أو الجملة وتجعلها سائدة في كل أجزاء الجملة ،

58‌

وقد أشار العلماء إلى مات متآلفة متناسبة في الكلمة . فالبد أن تكون هنالك عدة نغ

(.282")مستوية أنواع النغمات ما بين هابطة إلى أسفل وصاعدة إلى أعلى وثابتة

ينبغي أن تلقن أس ومعايير،دونها العلماء ، ، ونطقها لهيح للغةواألداء الصح

إلى ،وتعرف . فاالنحراف عن النطق املتعارف عليه عند أصحاب اللغةايؤدي غالبا

اختالف املعاني وتباين املقاصد،ناهيك عن عدم وضو املعنى،فمعرفة طرق األداء

ي أهميته عن معرفة علم النحو،وللسانيات قدم راسخة والنطق الصحيح، ال يقل ف

في دراسة أساليب األداء في اللغات، كان من ثمراتها استحداث واستنباط

والتزمين والتنغيم إلى ، في مجال دراسة األصوات كاملماثلة، والنبرمصطلحات علمية

(.283")هم يعبر بها كل قوم عن أغراضل في اللغة أن تكون منطوقة ،"واألصغير ذلك.

ا التراكيب املقروءة فقد استعاضت عنه والتنغيم يقتصر على التراكيب املسموعة أم

ببعض رموز وعالمات الترقيم لتدل بها على االستفهام والتعجب واالستغاثة

والتنغيم في الكالم يقوم بوظيفة الترقيم في الكتابة غير ،(284)والدهشة وغير ذلك

في الداللة على املعنى الوظيفي للجملة،أو ربما كان أن التنغيم أوضح من الترقيم

مما يستعمله الترقيم من عالمات: ذلك ألن مايستعمله التنغيم من نغمات أكثر

كالنقطة والفاصلة والشرطة وعالمة االستفهام وعالمة الت ثر وربما كان ذلك سبب

لغة العربية آخر،إذ لم يكن للعرب نظام الترقيم كالذي نعرفه اآلن،فلقد كانت ال

الفصحى في عصرها األول ككل لغات العالم وربما أهملت أن تذكر األدوات في

أن نفهم معنى الدعاء:"ال، ا على التعليق بالنغمة،فكان من املمكن مثال

االجملة اتكاال

على مافي تنغيم الجملة من وقفة واستئناف،ومع اوشفاك هللا"، بدون الواو اتكاال

بهذه األدوات بسبب ذلك لم يكن ثمة مفر املن دونوا التراث من االحتفاظ دائما

عدم وجود ذلك الترقيم أو التنغيم في الكتابة فكان البد لهم من ضمان أمن اللب

(.285املعنى بواسطة اطراد ذكر األدوات")في

59‌

فمن مظاهر التنغيم أنه يزيل اللب عن معنى الجملة وبه يدرك الفرق بين املعاني.

بإتقان مجموعة طرق األداء في النطق تتمثل في النبر، والوقف، والسكت وهذا يت تى

واإليقاع، ووصل بعض الكالم، واختالس بعض األصوات واالستغناء عن بعضها

مات بارزة وهي ما يكون ومد بعضها لتكون واضحة . هذه األمور هي عال

، فاملتكلم قد يهدف بحديثه وتتابع نغمات كالمه العتاب التنغيم،"

، أو االستحثاث

(.286")أو لفت النظر ، أو االمتعاض إلى غير ذلك

يعتبر التنغيم من الفونيمات فوق التركيبية أو اإلضافية التي تصاحب نطقنا "و

للكلمات والجمل،ويعني املصطلح االرتفاع أو االنخفاض في طبقة أو درجة

الصوتيين اللذين ينالصوت،ويرتبط هذا االرتفاع واالنخفاض بتذبذب الوتر

يحدثان النغمة املوسيقية،أي أن التنغيم بهذا املفهوم يدل على العنصر املوسيقي

(.287")في نظام اللغة

النرب:)أو إبراز الصوت(يتميز به صوت،أو النبر في عرف علماء اللغة املحدثين وضو نسبي

التركيبية،ويسخر مقطع من بقية األصوات أو املقاطع األخر التي تجاوزه في البنية

أعظما عضليا

اويعد )الضغط (الذي (، 288)املتكلم لتحقيق هذه الحالة جهدا

ا من بين مجموعة عوامل أخر ،لكنه يبقى مساعداا

يصاحب عملية النبر،عامال

األقرب،ألن النبر في حد ذاته يعرف بدرجة الضغط على الصوت أكثر مما يعرف ب ي

ورتيه:صورة الضغط وصورة النغمة يتسع مجال ش يء آخر،أو ألن الضغط في ص

سع مجال العوامل األخر (.289)تطبيقه على النبر أكثر مما يت

في اللغات الغربية منه في العربية،بحيث يمكن أن يتغير اعو شيكثر يعتبر النبر أو

معنى الكلمة في تلك اللغات بتغيير موقع النبر فيها؛ولذلك يهتم اللغويون بتحديده في

ر املعنى،ولكنه يساعد السامع "وامس تلك اللغات.أما في العربية فإن ق النبر اليغي

63‌

لذلك ير جل الدارسين املعاصرين أن العرب القدامى لم يهتموا ؛(290")على الفهم

وبالرغم من أن النبر في (، 291)بهذا النوع من الدراسة،وأن اللغة العربية غير منبورة

ا اليمكن العربية اليؤثر غال أن له دورا

ا في تحديد معاني الكلمات من الجمل إال با

إهماله في ذلك.ولعل من أبسط األمثلة وأوضحها التي تبين طبيعة النبر وأهميته في

تحديد املعاني أن التقطيع العروض ي لتركيب)مدرس العربية(،وتركيب )مدرسو

)جاء مدرسو العربية(،هو تقطيع جاء مدرس العربية(،و : ( العربية( من قولنا

دون -واحد،وهو)م در رسل ع ر بي ي ة(فإذا قلت لشخص )جاء مدرسو العربية(

ك تتحدث عن جمع من املدرسين،بل يظنك تتحدث -استعمال النبرفلن يعلم أن

عن مدرس واحد.وهنا ي تي النبر ليفرق بين الجملتين:فإذا أردت األولى أي املفردة

"،أما إذا أردت في "وربما يضعه البعض على"ر جب أن يكون النبر على مقطع"در

الجملة الثانية أي الجمع فيجب أن يكون النبر على املقطع)سل(؛ليدل على

)سل( أصلها)سول(،ولكن حذفت الواو ملنع توالي الساكنين على الواو والالم،فتلفظ

في الجملة.

تركيبي(أي لس من جرم الصوت نفسه،بل صفة النبر ملمح في جرس الصوت)فوق

مصاحبة له،جراء اهتزاز الوترين الصوتيين،ومايصحب ذلك من تغيير في عدد

،وقوة الجهد املبذول املرتبطة بارتفاع الصوت الذبذبات الصوتية،)درجة الصوت(

فتلك عوامل )شدة الصوت(،والفترة الزمنية النتشاره أو امتداده )كمية الصوت(

أكثر من غيره ولس ثمة لغة خالية من تجعلا سمعيا

امقطعا من الكلمة واضحا

االنبر،وهو في اللغات األوربية وظيفي وداللي،ف ما في العربية فلس وظيفيا

بسبب النبر.ا،فلس باليد ثنائيات لغوية اكتسب كل منها معنى مختلفا

اعلى ودالليا

لكلمة يحدث تغيرات في نسيج ا صدي من ش نه أنأن النبر غير العفوي أي الق

العربية،فتطول بسبب موضع للنبر في إحد مقاطعها،وقد نقصر للعلة نفسها.ومن

وخلق تنوعات صرفية ،ثم يتحول النبر ههنا إلى أداة من أدوات التوليد اللغوي

مختلفة ولكل منها وزنها الصرفي الخاص بها.ومن ذلك أن املد والقصر في القراءات

ما يفسر بسبب تغير موقع النبر من الكلمة القرآنية،و مثله التخفيف والتثقيل إن

61‌

ك،ملك،مليك(،فهي في ونسوق ههنا قراءةك( )مل

عل( وزن )مل

قراءة تخفيف من )ف

عل( قراءة تثقيل من )ملك( مقطع واحد ونبر على عين البنية.وهي فيوزن )ف

قراءة تثقيل بانتقال النبر )فعيل( وزن (مقطعين ونبر على فاء البنية،وهي في )مليك

ا يتغير بتغير النبر، . إلى الوراء فطال املقطع وقصراا

ومعنى ذلك أن حجم الكلمة طوال

خصائص لهجية تمتاز بها قبيلة عن غيرهاافهم أحيانا

. وفي هذا التغير ت

-من أمثلة أثر النبر:

ا" - مامارة في سو 6/154تقصير مقطعي في الكلمة: "ت

"ا"،"ومدادا

امتما

ت"ت

رئ

"،انتقل النبر من 18/109األنعام،ق

ات "مددا

رئ

في الكهف،ق

الثاني إلى األول)تقدم(فقصر املقطع.

ت "مليك"،و"معار " 1/4تطويل مقطعي قراءة"ملك" -رئ

اس،ق في 70/33في الن

ت"معاريج"،ت خر النبر فطال املقطع. املعار ،رئ

(292)ق

وباملحصلة فكالهما التنغيم والنبر تقنيات صوتية فوق تركيبية أي لسسا من جرم

البنية الصرفية،ويصح القول هما من تطريزات الكالم ومن اللغة غير اللفظية

املقاربة من لغة اإلشارة في بعض استعماالتهما.

الصمت:-ب

يشغل حيزا مهما من إن موضوع الصمت في اللغة موضوع ذو أهمية بالغة، لكونه

اللغة التعبيرية )لغة الجسد( بتنوعها ودالالتها، فالصمت يعد أداة تعبيرية مهمة من

لغة اإلنسان التي تستعمل األدوات املختلفة لتوصيل املعاني من وسائل التعبير

اللفظية وغير اللفظية.

62‌

اصل الناس وإذا كانت للغة املنطوقة نظام يتكون ويتشكل من مستويات تعبيرية يتو

بها ويحصل اإلفهام والتفاهم بينهم بقواعد وضوابط صوتية محددة، فإن األشكال

التعبيرية األخر من رموز وإشارات صامتة والتي نطلق عليها "لغة البدن" ما هي إال

ترميز وتصوير للمنطوق ي تي منفردا ومصاحبا ومساعدا ومبسنا يقول دي سويسر:

ومن ، (293)"والكتابة الشكل امللموس لهذه الصور "اللغة مخزن للصور السمعية

هنا يمكن لإلنسان أن يستخدم القالب الذي يراه مناسبا للتعبير عن أفكاره

ومشاعره وأحاسسسه وكل ما يختلج بصدره ونقله من الداخل إلى الخار ، سواء

نقلها ناطقا أو صامتا، املهم أن يعبر عن غرضه ومقصوده بما يفهمه الناس من

: "أصوات يعبر بها كل -رحمه هللا-ه وهذه هي وظيفة اللغة كما يراها ابن جني حول

نظام دي سوسير في تعريفه للغة ب نها: "وكما صر به (، 294)"قوم عن أغراضهم

(.295" )إشارات تعبر عن األفكار

جم اللغة يمكن القول ه من خالل جولة من التصفح والتتبع لكتب الداللة ومعاإن

وسيلة للتعبير عن نقل الداللة النفسية، والحالة التعبيرية التي هو ب ن الصمت:

يعسشها الصامت حال صمته، سواء كان الصمت سكوتا وانقطاعا مطلقا عن

الحديث ، أو تعبيرا عن حالة نفسية مؤقتة من الدهشة والغلبة، أو كان منعا

. زا للنف عن الكالم خالل موقف ماوحج

ال يناسبها وال يعبر عنها إال حالة بيانية من الصمت وترك وهناك بعض املقامات التي

نها " النطق مطلقا أال تر إلى قوله صلى هللا عليه وسلم في ش ن البكر:وإذ

م ""،صماتهاا ث رعا

جعل صمات البكر إيذانا بموافقتها ش

نها، ف

أي صمتها عن الكالم إذ

م ق

ا ث ا مجازا نا

جعل إذ

اة

غ

م مبال (296" .)د

هو وإذا كان الغاية من اللغة بيان املراد والتعبير عما في الضمير، وكان البيان

، فقد اعتبر األدباء والبالغيون الصمت من أهم وسائل الكشف عن املعنى املقصود

63‌

التعبير عما في الضمير وإفهام اآلخر مطابقة ملقتض ى الحال بالنسبة لبعضهم،أو على

ل بالنسبة آلخرين، وقد حفلت كتب األدباء والبالغيين واستطراداتهم كل حا

وأشعارهم وأقوالهم بمد الصمت،والتمد به والتنويه بش نه تصريحا ، أو تلميحا

عن طريق ذكر جنايات اللسان،وكلومه،وطسشه،حتى قال بعضهم إن الصمت

ه وسلمأفضل من الكالم مطلقا،واستدل لذلك بقول النبي صلى هللا علي

وال يزال األدباء ،(297)"

والبالغيون يسترسلون في ذكر محاسن الصمت وبالغته،يقول الجاحظ: "واعلم أن

الصمت في موضعه ربما كان أنفع من اإلبالغ باملنطق في موضعه، وعند إصابة

(298)فرصته.

ن الصمت عما -رحمه هللا- عبد القاهر الجرجاني الكبير البالغة أستاذوقد اعتبر " أ

يدرك بالقرائن أو اإلشارات، مما يرفع مستو الكالم إلى مراتب عالية في البالغة

مت عن اإلفادة دالئل اإلعجاز واإلبداع والجمال البياني، قال في كتابه " ":"والص

نطق لإلفادةأزيد م ت

ا ل

ق ما تكون إذ

ط

إذا لم ، وتجدك أن

ا، وأتم ما تكون بيانا

بين" (299.)ت

ستاذ عبد الرحمن حبنكة امليداني يشير إلى بعض دواعي الصمت، ودالالته، نر األ و

عند ة الكالم،وإيثار الصمت إال

وأسبابه فيقول: " تجد بعض الناس ميالين إلى قل

الحاجة املاسة، بسبب

ضابط حكيم من عقولهم،أو بسبب شعورهم بالعجز عن استدعاء الكلمات

ساعدهم ذاكرتهم على اختيار الكلمات رات عما يريدون من املعاني،املعب ال ت

إذ

غبة أو حصر في مواقف الرعى وال

املناسبات ملا يريدون التعبير عنه، أو يصابون بال

رون في الكالم"قها ألمر ما، فيتعث

لهبة، أو اضطراب النف وق (300.)الر

64‌

في استنطاق الصامت من البشر، وقد تبار الشعراء واألدباء من قديم الزمان،

واآلثار وعدوا ذلك من أبلغ وسائل البيان واإليضا والديار، واألزمنة،

الداللة من النطق،فالصامت بطبعه والتعبير،معتبرين أن الصمت أبلغ في املعنى و

بليغ موجز يعجبك صمته فتستحسنه، كما تغبطه على تمكنه من قلبه، ولسانه

،وتعقله، وإنما تظهر زيادته أو نقصانه عن غيره عند خروجه عن صمته كما قال

(301.)زهير

ر من صامت لك معجب قصه في ال وكائن ت

ه أو ن

م زيادت

لك ت

ؤاده ف

ونصف

م لسان الفتى نصف حم والد

الل

م يبق إال صورة

ل ف

كما اعتبر كثير من الشعراء والبالغيين الصمت أبلغ تعبير عن كمال

الفطنة،ورجحان العقل،وخير ملج تهرب إليه النفوس والعقول السليمة،من سقط

هذا قال علي ابن أبي طالب رض ي هللا عنه: " إذا تم العقل القول وسفه التعبير؛ ول

كما اعتبروا الصمت واالقتصاد في الكالم،من شروط الرشد في (،302)نقص الكالم"

األقوال،واألفعال في العبادات واملعامالت .

ك الجنة ، وباعدك غ

س ل حفص بن سالم عمرو بن عبيد عن البالغة : فقال ما بل

وبصرك مواقع رشدك ، وعواقب غيك ، قال : لس عن هذا أس ل ، عن النار ،

فقال كانوا يخافون من فتنة القول ، ومن سقطات الكالم ، وال يخافون من فتنة

، وقد عبر عن هذا املعنى اإلمام محمد بن سالم (303)السكوت وسقطات الصمت

(:304)الحفني بقوله

صامم مع مني ت ض وفي منطقي صمت إذا لم يكن في الس

وفي بصري غ

ما من صومي الجوع والظ

اي إذا

ني صمت ما صمت فحظ إن

ات يوما

ل فإن ق

65‌

أساسية وتتسع دالالت الصمت لتشمل مفاهيم مختلفة يشكل فيها الصمت بنية

برياء، والوقار، أو للتعبير عن معاني متعددة تنضوي داخل الصمت كالغموض، والك

الت مل، والذكريات، والحنين. أو العزلة، والخوف، وغيرها من الرموز الداللية

العديدة، من هنا كان للعرب أمثال وأقوال وأشعار كثيرة تتعلق بالصمت ودالالته

")الصمت أوجد للمراد من النطقو"(،305")الصمت حكمة"منها،وفوائده306

)،

")الصمت حبسةو"،"الصمت عالمة الرضاو" ،(307")الصمت أجلب للمودةو"308

)،

ند للقول في الكشف عن املعنى، كما ألنهوما ذلك إالتبعات وأخف كلفة ه أقل أن

على اإلنسان من القول، ولهذا أرشد إليه النبي صلى هللا عليه وسلم كنظير للقول

خيرا أو من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فليقل : " ومقابل له في التعبير بقوله

(309.)"ليصمت

وقداشتهرت الحكم واآلثار املشهورة عند الناس عن الصمت على ألسنة العلماء

مت من : "والزهاد والوعاظ كقولهم الصة ف

م من فضال

ك

ان ال

إن ك

هب إذا اجتمعت اإلشارة والعبارة تعتبر " :وكقول أبي حنيفة رحمه هللا،(310")ذ

قصة مغزاها كبير، ومعانيها الحكم واآلثار تدل على أن للصمت وهذه،(311")اإلشارة

فهو القصيدة في جوف شاعر، وهو الحكمة عند من جرب، وهو الكلمة التي جمة.

عجزت الشفاه عن البو بها.

وقد يكون للصمت واإلمساك عن الكالم داللة واضحة على معنى املوافقة والقبول

ال ملا يعرض من رأي أو مس لة ومن هذام ق

يه وسل

ه عل

ى الل

بي صل القبيل قول الن

66‌

نها صماتها":فسها ، وإذ

ن في ن

ذ

ست

ر ت

بك

ها ، وال حق بنفسها من ولي

م أ ي

قال ،(312")األ

رق بينهما " ابن نجيم الحنفي رحمه هللا: ف

تراط -يعني األيم والبكر –ال

في اش

وت ن سك

ير أ

غ

اة

ل

ون دال

د يك

ا ، وق ون صريحا

د يك

ان والرضا وإن رضاهما ق

االستئذ

ب س لحيائها دون الث

ة

ل

ا دال ر رضا

بك

(313".)ال

والتوجه وقد يدل الصمت داللة أخر وذلك على العزلة الكالمية من أجل التعبد

وله ر ق س

إلى هللا تعالى والتربص عند إرابة األمر وعندئذ يطلق عليه الصوم: وبه ف

ى حكاية عن مريم عليها السالمعال

يوم :"ت

م ال

لكن أ

لا ف حمن صوما رت للر

ذ

ي ن

إن

ا سي (314".)صمتاقال ابن عباس رض ي هللا عنهما:""،إن

ك داللة أخر تصب في التقو والخوف من اللسان وعطب وقد يدل الصمت كذل

الجوار أو لحوق األذ بالنف أو باآلخرين، ولهذا نجد أن كثيرا من العباد والزهاد

يتحدثون عن الصمت ويحثون عليه ويبرزون أهميته ويعدونه من صفات الحكمة

ستخدمونه في والحلم وحسن الخلق والشجاعة، معتبرين أنه باب يطرقه العقالء و ي

حياتهم الشخصية بطرق شتى، ويرونه قفل الحكمة، إذ أنه يولد لد اآلخرين

الذين هم أعداء اإلنسان شعورا بالغيظ ألنهم يرون فيه هجوما مستترا فيكون هو

األقو من دون كالم أو تعب.

ا

ا في ملكوت السماوات واألرض وفكرا في بديع واعتبارا ومن الصمت ما يكون ت مال

ع هللا في خلقه وتصريف الليل والنهار، فيكون الصمت عندها دليال على النظر صن

(315:)واالتعاظ والشعور بالفناء ومن هذا املنحى قول الشاعر

نام وعرف

ديارك

ينا

د رأ

من عفاتكم مهجور ق

ا أثرا

ومن الصمت واعظ ونذير وس لنا أطاللكم ف جابت

67‌

الصمت أحيانا داللة على العجز عن املواجهة والخوف وانقطاع الحجة، وقد يكون

وذلك حين ال يجد اإلنسان جوابا مقاوما وال مقاما مناسبا أو حاال مسعفة فيبقى

حائرا صمتا ال يحير جوابا، وما حال الكافر الذي حا إبراهيم في ربه حين انقطعت

ال " ن الصمت قال هللا تعالى:حجته وصمت بين يديه إال مثال من هذا املعنى مق

ذي بهت ال

رب ف

غ ت بها من امل

رق ف

ش

م من امل تي بالش

ه ي

إن الل

إبراهيم ف

فر ة قال الشي رشيد رضا: ،(316")ك حج

صوع ال

حصر من ن

ه ال

ذ

خ

وأ

حيرة

ته ال

درك

"أ

ا م يحر جوابالوعها ف

وقال األلوس ي رحمه هللا: "أي غلب وصار مبهوتا ،(317)"وسط

منقطعا عن الكالم متحيرا الستيالء الحجة عليه ، فغلبه إبراهيم عليه السالم

(318.)وأسكته"

وأخيرا فإن الحديث عن لغة الصمت هو حديث عن لغة اإلنسان والزمان واملكان،

يين أخر، فهي اتظهر أحيانا وتخفى أحومعاني متعددة ومتنوعة،دالالت لغة ذات

ومرة شير إلى الحكمة واإليمان والعقل،فمرة تك ي لغة لها مدلوالتها ومعانيها،لغة

فهي ها لغة الشجاعة والحلم والقوة،وكما أن ى الوحدة والعزلة والتحنث،تدل عل

رموز واإلشارات ذلك عبر ال كل ر عن العجز والطسش والضعف،كذلك قد تعب

ا من الذهنية الصامتة، وعن طريق األساليب الصمتية املتنوعة التي تفتح بابا مهما

اللغة التعبيرية لفهم اإلنسان والحياة أال وهو باب اللغة التي نسميها "لغة اإلشارة

الصامتة".

ه لكثير ما يواجه اإلنسان في حياته اليومية مواقف ونختم هذا املقام بالقول إن

ا أبلغ من التعبير باللفظ، وبذلك أصبح الرمز الصامت ا تعبيرا يكون الصمت فيها معبرا

يعبر أحيانا بشكل أعمق وأدق من الكالم.

68‌

:اجلهر واهلمس-ج

تندر مس لتا"الجهر والهم "ضمن مسائل التنوعات الصوتية النغمية الجرسية،ال

ساعد في تتميم وتكميل الصوتية الوظيفية،من تلك التي تؤدي دالالت مصاحبة،ت

عملية التواصل االجتماعية.ووجودها له تعلق بكال طرفي

التخاطب)املتكلم،واملتلقي(،فاألول منتج له وعنده املقصدية في إبرازها وتنشيط

(.319) فعلها،واآلخر عنده املقبولية في فك رموزها بالنحو الذي يرتئيه ويفهمه

هكــــــــــــــذا الحــــــــــــــال فــــــــــــــي مجموعــــــــــــــة املظــــــــــــــاهر الصــــــــــــــوتية املصــــــــــــــاحبة للمبــــــــــــــاني الصــــــــــــــرفية

ـــة،األساســــــــــــــية،والتي يكثــــــــــــــر وصــــــــــــــفها بالعناصــــــــــــــر"فوق التركيبية"وتشــــــــــــــتمل على:اإلمالـــــــــــ

والقلقلـــــــــــــة، والجهـــــــــــــر والنبـــــــــــــر، واإلشـــــــــــــباع]التطويل[، واملفصـــــــــــــل]الوقف[، والتفخـــــــــــــيم،

لعمــــل اللســــانيات اإلشــــاريفعمــــل الجميــــع مقــــارب كثيــــ والهمــــ ،اة املصــــاحبة للنطــــق را

وأدنـــاه ســـوف نـــتكلم وبـــاقي األفعـــال الســـلوكية غيـــر اللفظيـــة، والبكـــاء، مثـــل الضـــحك،

. (320)بشكل أوسع عن الجهر والهم

الحديث عن الجهر والهم في علم الصوتيات يقتض ي الغوص في أبعاد داللية إن

محوران متنوعة، وحقب تاريخية متفاوتة، من خالل تاري اللغة وأطوارها، فهما

كما أنهما أثران صوتيان اللغوية في كل اللغات اإلنسانية،أساسيان في علم األصوات

صوات العربية وكيفية مهمان اعتمد عليهما كل من القدماء واملحدثين في توزيع األ

يقول الدكتور أحمد حساني: "من املعروف أن علم الصوتيات هو أحد تتبع النطق،

العربي ما يدل على عناية العلماء بالصوتيات منذ عهد شعب اللسانيات، وفي تراثنا

الخليل بن أحمد وتلميذه سسبويه إلى عهد ابن جني الذي عني بعلم األصوات عناية

خاصة وعقد لها كتابا خاصا سماه "سر صناعة اإلعراب"، الذي تضمن مباحث

(321".)متنوعة تناولت الصوت من الناحية العضوية والناحية الوظيفية

69‌

:تعريف اجلهر

يقول الزمخشري: "جهر الش يء إذا ظهر، وأجهرته أنا، وأجهر فالن ما في صدره،

. وجهر بكذا: أعلنه. وقد جهر بكالمه وقراءته: رفع بهما ا أي عيانا

اورأيته جهرة

بع االعتماد 322صوته")

شنها حروف أ

(، ويقول سسبويه : " معنى الجهر في الحروف أ

ن يجري معه حتى ينقض ي االعتماد ويجري في موضعها حتىف أ منع الن

(،وهذه الحروف كما يقول الرض ي: "يحصل فيها إشباع االعتماد 323الصوت")

وارتفاع الصوت،والجهر هو ارتفاع الصوت ولذلك سميت باملجهورة، ومن عالمتها

اد أن تر الصوت فيها يجري وال ينقطع وال يجري النف إال بعد انقطاع االعتم

وسكون الصوت، وأما مع الصوت فال يجري ذلك ألن النف الخار من الصدر

يحتب إذا اشتد اعتماد الناطق على مخر الحرف إذ االعتماد على موضع من

(، ومصطلح الجهر من 324الحلق والفم يحب النف وإن لم يكن هناك صوت")

ل فقد قال الزجا : مصطلحات سسبويه إال أن الزجا نسب هذا املصطلح إلى الخلي

"وهذا يحتا صاحبه إلى أن يعرف الحروف املجهورة واملهموسة وهي فيما زعم

فاملجهور حرف أشبع االعتماد عليه في موضعه ومنع النف أن ׃الخليل ضربان

(325يجري معه واملهموس أضعف االعتماد في موضعه وجر معه النف " .)

هم ال يختلفون كثيرا في تصنيفهم لألصوات وإذا ماتناولنا الجهر عند املحدثين: فنجد

املجهورة واملهموسة مع القدماء إال في أصوات محددة هي:

)الطاء(،و)القاف(،و)الهمزة(،أما إذا اتجهنا إلى اصطالحات علماء اللغة فالجهر

عندهم: هو اهتزاز الوترين الصوتيين عند النطق بالصوت، والصوت املجهور هو

ان الصوتيان ؛فالحروف املجهورة إذن هي التي يهتز معها الوتران الذي يهتز معه الوتر

الصوتيان في الحنجرة، ولهذا فالجهر من الصفات القوية وحروفه مجموعة في

ب" )لم وزن قارئ ذي غض جد ط

(.326قولك: "عظ

73‌

ولذا فقد كرر العلماء ,مفهوم القدماء في تعريفهم للجهر كان غامضا عسير الفهم

صور طويلة تعريف سسبويه للجهر دون تبديل في العبارة. أما املحدثون فلم عبر ع

وقد ساعدتهم في ذلك وسائل التقنية ,يضيفوا إال عبارة اهتزاز الوترين الصوتيين

ومن ,من خبرات علمية وآالت حديثة استعملت للكشف عن األصوات ,املستجدة

)تسوند بيرجيت(. فالوتران هذه اآلالت آلة تستعمل إلثبات الجهر تعرف بآلة

(.327الصوتيان هما املتسببان في إنتا النغمة املوسيقية التي تسمى )الجهر( )

داللة اجلهر وما يشري إليه:وإذا كان الجهر من أصله واشتقاقه يدل على اإلظهار واإلعالن واملبالغة في ذلك كما

ه من الناحية اإلشارية الداللية ال يخر عن عموم مر معنا في التعريف اللغوي،فإن

داللة أصله،ومفهوم اشتقاقه،وإن توسعت معانيه ودالالته،واختلفت مفاهيمه

وإشاراته، سواء كان ذلك عن طريق النطق الصوتي بالحرف ولغة اللسان،أو عن

واملفهوم الدائر في طريق إشارات من لغة الجسد األخر التي تعبر عن الفكرة

سواء كان ذلك التعبير حرفا أو كلمة أو إشارة يقتض ي التعبير الذهن،فالجهر بالتعبير

واإلعالن عن فكرة ما،كما يدل على أهمية وتكبير الفكرة ذاتها التي يراد إعالنها

ورفعها من خالل التعبير عنها بلغة الجهر التي تتضح لكل الناس،فلغة الجهر في

ا يخفى على الناس وال يدركونه إال املقام األول تقتض ي في داللتها املكاشفة واملعاينة مل

-عليه السالم-بعد الجهر به واإلعالن عنه أال تر قول بني إسرائيل لنبي هللا موس ى

("اه جهرة

ا الل

رن

ومن داللة الجهر كذلك اإلفصا عما (،أي اكشف مابيننا وبسنه،328"أ

كاشف الناس في القلب وكشف خفاياه ومنه قول العرب : "جاهر بالعداوة" إذا

وصارحهم بما في قلبه من الضغينة والعداوة،وال يشترط أن يكون ذلك عن طريق

القول باللسان،بل قد يكون ب ي لغة تقتض ي ذلك وتدل عليه،ومن ذلك قولهم في

(،وهو يضرب للتنكر وإظهار العداوة وكشفها،ومن 329املثل: "لب له جلد النمر")

71‌

ك إذا رأيت الرجل وأكبرته داللة الجهر ومعناه كذلك العظم وحسناملنظر،فإن

وعظمته واستحسنت منظره وهيئته فقد جهرته،ومن هذا املعنى كما قال ابن األثير

قول علي رض ي هللا عنه في وصف النبي صلى هللا عليه وسلم: "من رآه جهره"، "أي

ه : إذا رأيته عظيم م في عينه . يقال جهرت الرجل واجتهرت

نظر")عظ

(، ومن 330امل

داللة الجهر ومعناه ما يتعلق برفع الصوت مطلقا، وهو إشهاره وإعالنه حتى يتبينه

الناس ويرتفع بينهم، وبهذا املعنى فهو ند وضد للمخافتة ويقابله اإلسرار،وأدناه

حينئذ إسماع اإلنسان غيره،كما أن أدنى املخافتة إسماع نفسه ومنه الجهر

جهر بالصالة،والقراء ة،والدعاء،أي رفع الصوت به .وبه فسر قوله تعالى: "وال ت

لك سبيال")خافت بها وابتغ بين ذ

(،وهو يطلق حديثا على جهاز 331بصالتك وال ت

ة جهيرة بفعل بات صوتيبذ

منظار لرؤية األجسام البعيدة وتكبيرها تصدر عنه ذ

هربائي بات الك

بذ

(.332ة )الذ

تعريف الــهمس:تعريف الهم في معاجم لغة العرب كلها تشير إلى أن الهم هو الصوت نفسه

ولكنه مخفي بحيث ال يكاد يسمع،والهم لغة وكالم، إذ الصوت جزء من الكالم،

والكالم جزء من اللغة، فهو تعبير داخل اللغة ولكنه قد يكون في املنطوقة

فهومة املتجسدة من لغة اإلشارة.املسموعة،وقد يكون في املفى مايكون من صوت

في،وأخ

ل خ

في وك

قال الفيروزآبادي:"الهم :الصوت الخ

راب

ا الإش وت في الفم مم ،وح الص تور ير بالليل بال ف القدم،ومضغ الطعام،والس

في امل

در وال جهارة ء على 333نطق" )له من صوت الص

(.والهموس األسد الشديد الوط

(334األرض،ومنه قول رؤبة:)

72‌

هبين الفيل والجاموسا يدق األسد الهموسا واألق

يث

ل

والقدماء حين تحدثوا عن الهم كان ذلك من خالل مالحظة الحرف وطريقة

في املهموس اعتمادا كما في النطق به مع النظر إلى ضده،اعتبر سسبويه أن

الجهر،ولكنه اعتماد ضعيف ألنه يقول: "ف ما املهموس فحرف أضعف االعتماد في

(،قال بعض النحويين:وأنت تعتبر ذلك ب نه قد 335موضعه حتى جر معه النف ")

يمكنك تكرير الحرف مع جري النف نحو: )سسس ، كككك، هههه(،ولو تكلفت

ذي ذلك في املجهور ملا أمكنكوت ال الهم فإن الص

ا حروف م

،وقال ابن جني:ف

(. سال

ر من

ما يخ

در،إن س من صوت الص

ف ،ول

ر معه ن

(336يخ

التي تحدث القدماء من خاللها عن الهم وتتبعوا طريقة هموسة

امل

والحروف

يجمعها ت"، وإنما قولك: " -كما معروف-النطق بها عشرة

سك

ص ف

خ

ه ش

حث

سميت مهموسة أخذا من الهم الذي هو اإلخفاء.

أما الهم في اصطالحي املحدثين فهو:عدم اهتزاز الوترين الصوتيين،فالصوت

املهموس هو الذي ال يهتز معه الوتران الصوتيان،وال يسمع لهما رنين حين النطق

ا(337ه".)ص، ط، ف، ق، ك، به،"واألصوات املهموسة:ت، ث، ،خ، س، ش،

داللة اهلمس وما يشري إليه:

نا إذا نظرنا إلى الهم وداللته وما يشير إليه ويدور حوله من خالل ما مر معنا في إن

التعريف، ومن خالل استنطاق اإلشارات الداللية املتنوعة، واستكناه املعاني

نجد أنها ترجع كلها إلى واإليحاءات املختلفة ألبعاد الهم في كتب اللغة العربية

مجموعة من املعاني تدور على الخفاء وعدم الظهور،سواء كان ذلك في الصوت

والكالم،أو في الحركة واملالحظة،فالهم أحيانا يعني التخافت بالكالم واإلسرار به

دون جهر وإظهار للصوت، وفي هذه الحال قد يشير ويدل الهم على الخوف

73‌

الخشوع والسكينة،فال يجرؤ اإلنسان أن يرفع صوته والرهبة في موقف يقتض ي

فيه، وال أن يتكلم إال همسا،خوفا من ظهور كالمه،ومن هذا املقام قوله تعالى

والذي هو في األصل مظنة للضوضاء -واصفا موقف املحشر املمتلئ بالجماهير

سمع -وارتفاع األصواتال ت

حمن ف صوات للر

عت األ

ش

(،ومن لغة : )وخ

ا همسا

إال

الهم كذلك إشارة هامسة بصوت أو حركة إيمائية ال يصحبها الكالم،ومع ذلك

فهي ذات داللة مهمة توحي بكتمان الش يء وعدم إعالنه أو البو به، فسستعاض عن

العبارة اللسانية باإلشارة الخفية لحاجة في نف الهام ،ومن هنا سميت النميمة

(،وقد يقصد 338ه : "النميمة صوت هم الكالم الذي ال يفهم")همسا قال ابن سيد

تي فيها رض ال

بل في األ

فاف اإل

خ

صوت أ

دام أو غيرها من الجوار ، ك

ق به صوت األ

بات،أو ح املضغ الذي ال يفغر به الفم،وهذا كله من داللة الهم في ياب الن

ال اجز:صوت الجوار ق الر

ا سسا نك مل

ير ن

صدق الط

ا إن ت وهن يمشين بنا همسسا

وهذا النوع من الهم هو صوت الحركة الخفي الذي ال يظهر وال يدرك إال

ان في يط باالنتباه له ويبقى خفيا كالسر،ومن هذا املعنى هم الش

در:وهو ما يوسوسه في صدور الناس،ومن هذا املعنى:تهام القوم: الص

(339تساروا فيما بينهم،قال الشاعر:)

س مئنة بغير معر وقالوا عرسوا ** في غير ت

اتهامسوا سرا

ف

الفرق بني اجلهر واهلمس بني القدماء واحملدثني:ق بين الجهر مفرقا بين الجهر والهم :"وأنت تعرف الفر -رحمه هللا -يقول سسبويه

والهم إذا اعتبرت فرددت الحرف مع جر النف ، ولو أردت ذلك في املجهورة لم

تقدر عليه ، فإذا أردت إجراء الحروف ف نت ترفع صوتك إن شئت بحروف اللين

74‌

(،أما الدكتور إبراهيم أنس فيقول:"الكثرة 340واملد بما فيها ، وإن شئت أخفيت")

ي كل كالم مجهورة،ومن الطبيعي أن تكون كذلك وإال الغالبة من األصوات اللغوية ف

فقدت اللغة عنصرها املوسيقى ورنينها الخاص الذي نميز به الكالم من الصمت

(.341والجهر من الهم واإلسرار")

ومن هنا نشير إلى أن الجهر عند املحدثين قد اتخذ مفهوما مختلفا عن الهم

فهوم كل منهما بحركة الوترين ولكنهما اتفقا من حيث املضمون،إذ ارتبط م

الصوتيين من عدمهما ولهذا يقول الدكتور إبراهيم أنس مستخلصا ومعرفا الجهر

:"الصوت املجهور هو الذي يهتز معه الوتران الصوتيان. وعك الجهر في االصطال

(.342الصوتي هو الهم . فالصوت املهموس هو الذي ال يهتز معه الوتران الصوتيان")

أن أقــــول فــــي الختــــام إن محاولــــة ســــسبويه ومــــن تبعــــه مــــن علمــــاء التــــراث تفســــير وال بــــد

ــا سـار عليـه جميــع مـن جـاء بعـده مــن النحـاة والقـراء ،إلــى أن الجهـر والهمـ ظـل قانونا

جاءت بحوث املحدثين فصدقت كثيرا مما ذكروه في هـذا البـاب،مع إضـافتها لحقيقـة

ين الصــوتيين فــي حالــة الجهر،وعــدم ارتبــاط الجهــر والهمــ بــالحنجرة ،وتذبــذب الــوتر

تذبذبها في حالة الهم . الرتقيق والتفخيم:-د

الرتقيق يف املعاجم:صبا الترقيق في اللغة مصدر رقق املضعف وأصله من الرقة، قال الفيومي في امل

هو رقيق " ف

ظ

ل غ

ف

من باب ضرب خال

يء يرق

الش قيق ضد (343)املنير: "رق ،"والر

رق

ق واست

رق

رقيقا وت

قه ت

ورق

اة

الغليظ والثخين وقد رق الش يء يرق بالكسر رق

75‌

الش يء ضد استغلظ ومراق البطن بفتح امليم وتشديد القاف ما رق منه والن وال

لوالرقيق كذلك املاء القليرقيق: الدقيق اللطيف من األشياء،وال(،344)واحد له"

قيق الخفيف في البحر أو في الوادي،واألرض اللينة املتسعة، قال ابن منظور: "الر

ر ة فهو رقيق ورقاق وأ

رق

يرقظ رق

ضد الغل

ة

خين والرق

ليظ والث

ه نقيض الغ

ق

،ورق جلد العنب الش يء نقيض استغلظ

،واسترقنثى رقيقة

قه واأل

ورق

،

فط

أي ضعف ومنه قول يقال رجل فيه رقق وفي عظامه رقق:والضعف ل

(345:)الشاعر

ارة رقيقه وه من ناقة خ

رات روق

رميهم ببك

ت

:املعاني االصطالحية للرتقيق

ا عن نا لن نخر إذا أردنا أن نتعرف على الترقيق في معانيه االصطالحية فإن بعيدا

فيعلى معان عدة متقاربة -حسب املعاجم -يدور الذي، وي دائرة التعريف اللغ

اقة،واللين،والتحسين، واللطف والدقالنحافة،املعنى، متفاوتة في الداللة، أهمها

فالنحافة ضد السمن وهو في األصل االصطالحي (،346)والحزن والتزيين،والضعف،

والدقاقة عبارة عن إنحاف ذات الحرف ونحوله حال خروجه والنطق به، واللطافة

و يدل على يدالن على الرأفة والرفق مع النحافة، وغير بعيد من ذلك: اللين،فه

والتحسين والتزيين يدالن كذلك على تجميل وتهذيب السهولة وسالسة النطق،

قوة،وهو يدل وكذا الضعف فهو نقيض الالصوت وحسن إخراجه عند النطق به،

على رقة القلب ن الت ثر تدلوالحزن كذلك حالة نفسية معلى الرقة والهزال،

وأبعاده الداللية يشير إلى فإن الترقيق في معانيه املتنوعة،وهكذا وضعفه حال ت ثره،

لنا ما يسوقه علماء وإذا ت م(،347)لطيفة اإليحاءتلك املعاني إشارة دقيقة املعنى،كل

نجد ترقيق والتفخيم وخصائص كل منهما،في سياق الحديث عن ال اللغة والقراء

أنهم بسنوا أن صفتي التفخيم والترقيق لسستا صفتين أصليتين في الصوت اللغوي

في حالة -مثال–ف كالالم ألنهما تحمالن جرسا مختلفا في حال نطق بعض الحرو

76‌

فاعتبروهما من العالمات التي تتصل ب وصاف الحروف وتحفظ لنا السكون،

لصوت اللغوي بطبيعته وهكذا فا(،348)صورتها كما هي، دون تدخل في جوهر الكلمة

وهذا يجعل الترقيق ه الصوتية الخاصة،سواء كان ترقيقا أو تفخيما له هويته وقيمت

ه صفة تتصف بها كل أصوات العربية ما عدا أصوات اإلطباق ذو أهمية قصو ألن

(349.)واالستعالء

ن في ذلك زيادة حتى يكو القراءاتوال ب س هنا أن نورد تعريف الترقيق عند علماء

ألنه ال ينفك عن تعريفات اللغويين واصطالحاتهم.يان وقب إيضا ،ب

تطرأ على الحرف فال يكون تعريفات الترقيق عندهمإن من أشمل ة

حال

هو أنه: "ن

ق بتضسيق التجويف الداخلي للفم مع انخفاض اللسان من ،له صد ا في الفم" بويط

،فم، وفتح ما بين الشفتين أقصاه إلى قاع الافعندئذ إذا خر الصوت من أفقيا

إلى الخار ،فال يصطدم بش يء،مخرجه فإنه يجد الطريق أمامه سالاوال يحدث كا

" (350.)صد ا

وقد انقسمت الحروف الهجائية من حيث الترقيق والتفخيم إلى ثالثة أقسام كان

النصسب األكبر منها للترقيق وهي:

يجمعها التي االستعالء حروف وهي: حال كل وفي دائما تفخم حروف-1

.قظ( ضغط قولك: )خص

والم والراء، املقام :كاأللف، حسب أخر تارة وترقق تارة تفخم حروف-2

اإلخفاء. وغنة الجاللة، لفظ

باقي الحروف فال: وهيساالست حروف وتسمى دائما مرققة حروف-3

بعض في والراء الالم إال منها ش يء تفخيم اليجوز مرققة الهجائية،فكلها

ا(351.)أحوالهما

املعىن الداليل واإلشاري للرتقيق:

77‌

دها املتنوعة،ودالالتها اإذا أردنا أن نتوسع في املعاني الحقيقية واملجازية للترقيق وأبع

املتفاوتة حسب املقام والهيئة فإننا سنجد أن النحافة والخفة واللطافة من األمور

فإذا أردت التعبير عن دقة عظام معانيها،ترقيق والدائرة في معظم الجلية في داللة ال

جسمه،أو هو اإلنسان أو الحيوان أو نحافته أو لطافة جسمه أو عظامه تقول: "رق

(352.)دقيقة" أو عظامه رقيقة،عظامه ذو جسم رقيق، ورقت

لهمبرت ومن هذا املعنى قول عمر رض ي هللا عنه: "ال

ي،ورق ك بضني سن

مي،فاق

عظ

يك ير إل

" عاجز غ وم

اعتبارا تقال الرقة لكن كالدقة ، قال املناوي: "والرقة(353)والمل

الصفاقة يضادها جسم في الرقة كانت فمتى بعمقه اعتبارا والرقة جوانبه ملراعاة

ومن ،والقسوة الجفوة يضادها نف في كانت وصفيق،ومتى رقيق ثوب نحو

(354)استعمالها في املحسوس قول الشاعر:

لحاف ومصقول الكساء رقيق فبات له دون الصبا وهي قرة

وغير بعيد من هذا املعنى قول النبي صلى هللا عليه وسلم في ابن مسعود رض ي هللا

من امليزان في أثقل إنهما بيده نفس ي ساقيه؟والذي دقة من عنه:"مايضحككم

كما استعمل في املجاز وهكذا يستعمل في كالرقة وزنا ومعنى، فالدقة " ،(355)أحد"

خفيف الحال والهيئة ملعاني فهو لطيف امل خذ والسماع،فكل رقيق من االحقيقة،

الحال الدين،ورقيق رقيق حاله. وهو رقيق،.ورقت ومن هذا املعنى قولهم: عسش

يصف فيه ،وقد جمع أبو نواس بين هذين االستعمالين في بست واحد(356")واملال

(357):الخمر

رقيق رقيقتين بين مائها ... والعسش نم مذقة ورقت رقت

عنى ذلك متقارب امل فكل كذلك التحسين والتزيين والتليين،ومن داللة الترقيق

رقيق الكالم والصوت متداخل في الداللة والفحو ،يشير إلى حقل داللي واحد،فت

رجه فإذا حسن صوته وزينه وحبره و بمعنى تحسسنه وتليسنه وتنغيمه،خ

أحسن أ

78‌

ر ق" وهو مثل يضرب صبو رققه،ومنه املثل العربي املشهور: "أعن فقد مخ

رق

ت

الترقيق يكني ألن وإنما يرقق،أي بذكره واليصر به فيعرض الش يء يريد لإلنسان

يء عن كنست وإذا تحسين وتزيين

صبو عن: قيل فك نه التصريح من ألطف فهو ش

ومن هذا املعنى كذلك رقة القلب (، 358)الرقيق" الغزل في للشعر لقي ثم ،ومنتكني

خفيف القلب يقال رجل رقيقوحسن خلقه، وخفة الرو أي لطفه ولينه

ومنه قول النبي ،وهو الذي يميل إلى الرفق بالناس والشفقة واللطف بهمالرو ،

ب رقيق رحيم صلى هللا عليه وسلم في وصف أهل الجنة: "ورجل قل

ل ال

ربى ذي لك

ق

وتنفذ إليه شفاف لطيف يتملكه الرفق والشفقة،فك ن قلبه ،(359)" ومسلم

وهذا معنى يمتزجان به امتزا املاء باللبن،الرحمة والرأفة بالخلق أكثر من اآلخرين، و

لطيف وجميل من معاني الترقيق والتليين.

إلى الضعف والحزن وهو حالة من البث وداللته كذلك ما يرجع ومن معاني الترقيق

تصسب القلب فتعبر عما في النف من الحزن واألس ى نتيجة لخوف أو طمع وغير

ق به رجل دريد"يقال ا يرق له القلب ويتحرك له الوجدان،قال ابنذلك مم أي رق

مه ضعف،وفيق عظ

ة أي رق

عف" رق ى رقةوهذان املعنيان راجعان إل(، 360)الض

أو يخافه أو زن القلب على ش يء فقده أو يطلبه،ومنه كذلك حالقلب وحزن النف ،

رقق بها،و صوته إذا رقق قراءته في القارئ ومن هذا املعنى قولهم "حزن ،يطمع فيه

ق قال(، 361") فالنا أحزنه فنا،أي : رق و

القرآن لنا اللحياني : خ

حتى والحديث

خاف في عما عند الشعراء ما يكون حالة تعبيريةومن معنى ترقيق الحزن ،(362)ن

ف ،تجعل الشاعر يرق على املندوب فينادي من الن

ليبثه القبر مشاعر الرثاء والبث

حزنه ومشاعره في حالة من الترقيق تنتقل من الشاعر إلى السامع بالعدو كقول

الشاعر:

واريت جوده

يفبر معن ك

يا ق

ف

ان منه وق

د ك

ارعا

بحر مت

بر وال

ال

79‌

يف اللغة التفخيمنا حين نتصفح معاجم اللغة العربية بحثا عن املعاني التي أو ردوها للتفخيم نجد

إن

أن عباراتهم وإشاراتهم تدور أساسا حول معان لغوية متعددة راجعة كلها إلى

الفخامة وهذه املعاني هي : خمسة معان لهذا املعنى الذي هو مشتق من

الجزالة،والعظم،والتبجيل،واالستعالء،والرفع، قال ابن فارس "الفاء والخاء وامليم

م: جزل خ

م. يقال: منطق ف

م من أصل صحيح يدل على جزالة وعظ

. ويقولون: الفخ

جل (،363)الكثير لحم الوجنتين"الرجال: م الرخ

، ويقال "ف

اامة

خ

فهف

م: عبل ن

خ

بيل. و ف

ه.ل :أي يبج

ام فالنا

ع:وفالن يفخ

ف م الكالم. والر

: ويفخ

ة مي

فخيم.والفخ م الت

عظ من الت

م ويقول ،(364)واالستعالء"خ

م الفيروزآبادي في قاموسه: "ف

م . والفخ

ككرم : ضخ

نطق ومن القدر العظيم :عظيم .: الجزل امل فخيم:الت رك والت

مان وت

اإلمالة،والفيخ

م :كزعفران عظ

ع رأيه عن يصدر امل

أمر واليقط

ه"فخيم (365)دون عظيم :،والت سنا:يقال ،الت

تا أ النا

مناه ف فخ

مناه :أي ف

عنا عظ

من ورف

نه" (366.)ش

فخيم :الجوهري وقال عن عبارة هو الحرف ،وتفخيم(367)إمالته" خالف: الحرف "وت

صفة الغليظة،وهي األصوات على تطلق صفة وتسمينه وتكبيره، وهو الحرف تغليظ

مفخمة واإلطباق االستعالء أصوات كل فإن واإلطباق،ولذلك االستعالء عن ناتجة

املقرئ علماء ... ظ(،وقد عرفهالعربية،وهي: )خ...ص ... ض ... غ ... ط ... ق في دائما

ه:"ق بصداه أي الفم فيمتلئ الحرف يدخل على سمن عن عبارةب ن ب

صوته، ويط

الحنك إلى أقصاه من اللسان استعالء مع للفم الداخلي التجويف بتوسيع

ه مخرجه من الصوت خر إذا فعندئذ الشفتين، فتحة األعلى،وتضسيق يصطدم فإن

بمعنى والشفتين،والتفخيم،والتسمين،والتغليظ الفم تجاويف في باللسان،فيتجه

(368.)واحد"

83‌

ااملعىن الداليل واإلشاري للتفخيم:

لم يستخدم القدماء مصطلح التفخيم في تناولهم لعلم األصوات إال قليال وعلى رأس

هؤالء سسبويه، فقد استخدم سسبويه مصطلح التفخيم مرة واحدة عند تعداده

املستحسنة فذكر منها ألف التفخيم، لكن سسبويه وإن لم يكرر هذا لألصوات

املصطلح إال أنه تحدث عن األصوات املطبقة واملستعلية والتي هي أصوات مفخمة

قال سسبويه:" ف ما املطبقة فالصاد والضاد والطاء والظاء...." وأما االستعالء فذكره

ها حروف مستعلية إلى يقول: "ألن سسبويه عند حديثه عن األصوات املمانعة لإلمالة

(.369)الحنك األعلى"

إن املت مل في معاني ودالالت التفخيم حسب ما توردها كتب اللغة كما مر معنا،

وحسب ما تشير إليه تلك الدالالت من املعاني واالصطالحات فسيجد أنها تدور على

ة التي مرت بنا مجموعة متقاربة من املعاني تدور في معظمها على املعاني الخمس

وهي: الجزالة،والعظم،والتبجيل، واالستعالء، والرفع، فالتفخيم ضد التوفيق الذي

الش يء وجزالته مر معنا في بداية املبحث، وهو يدل في املقام األول على تغليظ

أوتعظيمه وتبجيله، وهي معان متقاربة تشير وتوحي كلها بتفخيم الش يء وتكبيره في

الفم ، فإذا أردت تغليظ الش يء سواء كان حرفا أو كلمة من النف أو العين أو

مه الكالم خمته أو رأيته فخما قال الزبيدي: "وف أو هيئة من الهيئات تقول فخ

مه فخه وت

مه" أجل

(370):ومن هذا املعنى قول كثير وعظ

هى ذي حرب ابن وبين بسنه املكارم عد إذا ف نت م الن تفخ

امل

وغير بعيد من هذا املعنى حديث هند ابن أبي هالة في وصف النبي صلى هللا عليه

ا(،371)وسلم: "كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فخما مفخما ي : عظيماا أ ما

معظ

دور في مهيبا والعيون الصا

ن ولم. في النفوسا مبجالك

قته ت

جسمه في خل

امة

امة،وقيل :الفخ

خ ه في الض

بل

ه وجهه:ن

(372".)واملهابة الجمال مع وامتالؤ

81‌

الناس عيون ومن معاني التفخيم كذلك ودالالته: الجزالة فإذا جزل الش يء في

متا سواء كان محسوسا ملموسا كقولهم:"وعظم ش نه وقدره عدوه مفخمخ

ف

،أي الداراخامة

:ومن هذا املعنى قول الشاعر ،(373")جزل ،أيفخم جزلت،ومنطق ف

ا ويهاا لقدر ف هاك ويها

تير إذ ل

حل في اخ

ب جزل امل

الحط

ومن هذا املعنى املعنوية كعظم القدر ورفعة الش ن الهيئات كذلك من كان أو

جزل قولهم: "فالن الرأي. وامرأة

ة

جزل

ة،إذا بسنة

(374.)رأي" ذات كانت الجزال

وهما: معنيان متقاربان يدل والرفع، كما مر معنا ومن معاني التفخيم االستعالء

ما استعليت به ورفعته على عليهما التفخيم فإذا فخمت الش يء فك ن

م يضارع الواو، ومن هذا ؛"غيره مفخ

فخيمه، وألففاالستعالء: هو رفع الكالم وت

لبني ة

ن اإلمال

ة في الحروف وهو لغة أهل الحجاز ، كما أ

رك اإلمال

املعنى كذلك : ت

عظيم واالستعالء : وهي التة مي

، ومنه الفخ ميم

(375".)ت

82‌

:الثاني الفصل‌

ا:مسلم أحاديث يف الداللة وإحياءات اإلشارة أنساق ا

لغة اليد.-أوال

الصور واالغراض.-

ا لغة العين.-ثانيا

واالغراض. الصور -

اا لغة الفم.-ثالث

واالغراض. الصور -

83‌

ا لغة الرأس.-رابعا

واالغراض. الصور -

.مسلم أحاديث يف الداللة وإحياءات اإلشارة أنساقمما ال شك فيه أن هناك ثمة عالقة بين االهتمام يقول ناصر صال الدين: "

وطبيعة النظام السياس ي في الحضارة اإلسالمية على مختلف بدراسة الجسد

مراحل تطور الدول والدويالت التي شكلت أساسها من أموية وعباسية وفاطمية

وغيرها. وهذه العالقة وإن لم تكن واضحة للعيان ولكن بتتبع مسار دراسة الجسد

ته أن استدعاء مفهوم الجسد وطبيع عامة نجد في الفكر اإلنساني بصفة

وخصائصه إلى دائرة الفكر واملعرفة اإلنسانيين يستدعي استحضار مفهوم العقل

وإشكالية العالقة بينهما من خالل فعل اإلحالة املستمر، وذلك في محاولة اإلنسان

(376)."تفسير طبيعة األنا املتجسدة وعالقتها باهلل والعالم واآلخر

اهيم الزمة حتى يتم استدعاء مف فإن البحث في طبيعة هذه العالقة يتدر "كذلك و

إلى املنظور التي بدورها تحيل املنظور الشخص ي أوتسقطهمثل اإلرادة والحرية.

؛فاملنظور الديني واآلخر الجمعي، من خالل البحث عن طبيعة اآلخرالـ''االجتماعي''،

أو إهماله يؤثر على تشكيل لتالي فإن التعمق في دراسة الجسد وباثم السياس ي،

الشخص ي والثقافي االجتماعي والديني والسياس ي ألي حضارة وبصورة غائية الوعي

بحصيلة املعرفة التراكمية حول الجسد، وحتى الجانب اتنطلق من األنطلوجي مرورا

في ال محور إشكالية إهمال الجسد في الفكر اإلسالمي وخصوصا

األخالقي الذي يمث

84‌

من يوناني ومسيحي واملراحل التي مراحل تطوره واضطالعه على الفكر السابق له

(377)."تلت ذلك

علم اإلشارة:يصدر عن اإلنسان بتحليل والذي يعنى بدراسة وتفسير ماهو أحد العلوم الحديثة

سالة الحوار ر و وهيقة في التراث العربي واإلسالمي وهذا العلم ذو جذور عر لغة بدنه،

بر عما لغة يستطيع الجسد أن يبو بها عما في نفسه ويع غير املنطوقة أي أنه

اإلطار الذي يضم مختلف صور التواصل باستخدام بداخله دون أن يتكلم.أو هو

ا

من األصوات.حركات البدن أو اإليماءات بدال

له لغة قائمة بحد ذاتها،لها اتصال غير شفهي،" :ب نهافؤاد إسحاق الخور ويعبر عنها

تقلة عن لغة اللسان وإن ترافقت معها في كثير من األحيان.حيث نماذجها املس

يستعمل الناس اإلشارات والحركات الجسدية إما كمرادف ملا يقولونه شفهيا،أو

م بها إلخفاء شعور باطني،أو لإليحاء باتجاه معين.أو هي تلك الحركات التي يقو

و نبرات أصواتهم أو مهم أهم أو تعبيرات الوجه أو أقدابعض األفراد مستخدمين أيدي

تصل ليفهم املخاطب بشكل أفضل املعلومة التي يريد أن هز الكتف أو الرأس؛

(.378)إليه"

واستخداماتها لسست بالش يء الجديد،فقد وجدت مع أول "إن لغة اإلشارة في أصلها

وجود وحوار بين البشر،حيث وردت الكثير من اإلشارات إلى ذلك في نصوص القرآن

والسنة،وفي لغة الخطاب بين البشر على كافة األصعدة،لكن االهتمام بها كعلم لم

ي،حيث أطلق عالم يظهر إال في منتصف القرن املاض

م،1952مسمى علم حركات وإيماءات الجسد وذلك عام (يردويستلباألنثروبولوجيا)

85‌

وليوس فاست في مطلع دجوأول كتاب في هذا العلم كان بعنوان لغة الجسد ألفه

(.379" )م1970عام

لغة الجسد هي كل مايصدر عن الجسد من حركات وإيماءات وإشارات ومن هنا ف

حالة النفسية واملزاجية.عن ال وأوضاع وأصوات غير لفظية يمكن تفسيرها،وتعبر

ف دوات الجسم بالتواءاته وانفعاالت الوجه واأليدي واألصابع والدموع،جميع هذه

األدوات تتشارك في التعبير ولس الصوت فقط وهذا مايطلقون عليه لغة الجسد أو

لغة اإلشارة.

ـــاث وتشـــــــــير بعـــــــــض لغـــــــــة الجســـــــــد هـــــــــي الجـــــــــزء األهـــــــــم "املتـــــــــوفرة أن والدراســـــــــات األبحــــــ

وهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي

حتوي:العينان،الحاجبان،األنف،واألذن،الجبين،الكتفان،األصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــابع،الدموع،ات

لوجنتـــــــــــــــــــــــــان،مالب الشـــــــــــــــــــــــــخص،ونظراته،وتوتره،وانفعاالته، ومـــــــــــــــــــــــــاإلى ذلك.وتشـــــــــــــــــــــــــير

%لنبــــــــــــرات 3دراســـــــــــة بريطانيــــــــــــة إلـــــــــــى أن لغــــــــــــة الجســـــــــــد لهــــــــــــا أكبـــــــــــر األثــــــــــــر للمتلقـــــــــــي فـــــــــــــ

(380".)%لتعبيرات الجسد93%ملضمون الحديث7صوته و

واإلمياءات إىل فطرية ومكتسبة :تنقسم احلركات أو هي بمثابة الجوهر أصيلة في اإلنسان مغروسة فيه وهي الحركات الفطرية:-1

ا متميزا

ا مفضال

ا . الذي يؤلف حقيقة اإلنسان ليصير كائنا

وعلى ضوء ذلك يتبين لنا أن الفطرة ش يء نح به داخلنا ولكننا ال نفهم كنهه

كما أنها لسست موهوبة على لسست مكتسبة على إطالقها ، يماءات والحركات فاال

86‌

إطالقها ، وإنما تتضافر الفطرة السليمة مع داللة العقل التام السوي في إدراك

.(381)وتقرير جانب من األخالق ثم ي تي دور الشرع ليكمل الفطرة

دلت أحاديث كثيرة أن الناس يتباينون فيما بينهم ويتمايزون ويتفاضلون في وقد

اس "أصل تكوينهم،ومنها مارواه أبو هريرة عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال: الن

ا ة خيارهم في اإلسالم إذ جاهلي

ة ،خيارهم في ال فض

هب وال

معادن الذ

معادن ك

قهوالف اخت ائتلف،وماتناكر منها منها مجندة،فماتعارف جنود واألروا ،ف

–الرسول يثبت وفيه الخلقية، الفطرية الهبات فروق على دليل الحديث هذاف،(382)"

خلقا،وهذا أكرمهم هم الفطري التكوين في الناس خيار أن –وسلم عليه هللا صلى

أحواله. جميع على ويصاحبه اإلنسان يرافق الخلقي التكوين

"هناك ماهو فطري،الحركات املكتسبة:وكما أن هناك من الحركات وااليماءات -2

والحركات ماهو مكتسب وقد كان للشرع،والحضارة العريقة،والفتوحات اإلسالمية،

ما إنسان يستطيع والطبيعة املجاورة،السياسية، أكبر األثر على الشعراء واألدباء،ف ي

بالتربية املقترنة وباإلرادة والقيم.والناس في ذلك أن يكتسب حركاته ولغته الجسدية

بمد سبقهم وارتقائهم في سلم الفضائل كلهم بما وهبه هللا من استعداد متفاوتون

(383م لتعلم الفنون العلمية والعملية".)عا

العا بعدوفي أحاديث املصطفى، ظرالنا ثم إن تفسيرها،يدرك بكل على الط

لغة الجسد،يقول الدكتور مهدي على الدالة املصطلحات من وضو ،ورود الكثير

القارئ في التنزيل العزيز آيات كريمات على أوصاف من الحركات العرار:"يلقى

من سبل وصف املعنى االجسدية املؤدية إلى معان،وقد تكون الحركة سبيال

وتشكيله،ويكون سبيلها الكناية كتقليب الكفين في مقام الندم في التنزيل،أو تقديم

خر في مقام الحيرة والتردد في كالمنا اليو (،يقول الدكتور 384)مي"رجل وت خير أ

بإثبات أن قناة آن الكريم حافل باألمثلة الكفيلة "تبين أن القر :أسامة ربابعة

87‌

االتصال غير اللفظي التي هي قيد الدرس،يمكن فهمها من خالل القرآن

الكريم،بمعزل عن الدراسة الحديثة، ففي بعض األحيان يزودنا القرآن الكريم بنواة

وماذكر عن لغة الجسد (،385)اتصالية غير لفظية بعينها" ملعجم عن مفردات قناة

الواردة في القرآن الكريم ينطبق تماما على الحديث الشريف في صحيح مسلم الذي

.حث عنه فكالهما لهما صفة القدسيةنحن بصدد الب

عما جاء في ال: "ربابعةكما يقول لغة الجسد من املنظور العصري و اتبتعد كثيرا

تعالى،فإن الباحث في هذا الفن يجد التقارب واالتفاق بين املنظور كتاب هللا

القرآني واملنظور العصري في الكالم عن دالالت لغة الجسد،وتجد الباحثين في كال

االتجاهين يبحثون وينقبون للوصول إلى مدلوالت الحركات الجسدية سواء أكانت

لعلماء الذين تكلموا في لغة مستقلة في الهيئة أم مرافقة للغة املنطوقة.فتر ا

غير ساني وتوصيل املعلومة واملعاني الجسد يؤكدون على أهميتها في التواصل اإلن

(386".)للمتلقي نطوقةامل

ه أمر اليمكن تحاشيه أو إن من أهم خصائص االتصال عن طريق لغة الجسد،أن

ه في الحقيق،فإن

ا ويظل صامتا

اة لم ينقطع عن الهروب منه؛فعندما اليقول املرء شسئا

ه من نماذجه،وإذا استطاع أن يكف عن الكالم فإن

ااالتصال،بل هو عك نموذجا

اليستطيع أن يكف عن الحركة وعن التعبير عن ذاته بوسائل أخر .كحركات

الجسم واليدين وتعبيرات الوجه.

قاط وهلذا ميكن اإلشارة إىل أهم مزايا االتصال عن طريق لغة اجلسد يف الن

ة:اآلتي

88‌

:اــــــه يعبــــــر عــــــن معلومات)وجدانيــــــة(في مقابــــــل تعبيــــــر لغــــــة الجســــــد عــــــن معلومــــــات أوال

أن

قــة تتصــل باملضــمون،يمكن مــن خاللهــا ايصــال الحب،والبغض،والكره،واالهتمام،والث

(387.)والرغبة،والدهشة،واملوافقة

:اأن االتصال عن طريق لغة الجسد ينطوي أيضا على معلومات متصلة ثانيا

وينطبق لة اللفظية،فهو يمدنا ب دوات لتفسير الكلمات التي نسمعها،بمضمون الرسا

والتوكيد اه يوفر املعلومات التي تفيد في فهم ذلك على نبرة الصوت مثال

فضال عن أن

(388)طبيعة العالقة بين األطراف املشتركة في عملية االتصال.

:الى نماذ كثيرة رسائل لغة الجسد تتميز بصدقها،ويحتا اإلنسان عادة إ ثالثا

إن " :ول لتي يصدرها اآلخرون حتى يثق بهم، ومن هنا يمكن القللسلوك غير اللفظي ا

وتتوزع موظفة مفردات الخطاب غير املنطوق في أحاديث صحيح مسلم تتنوع

(389)الحركة الجسمية بتفاصيلها، منظورة وغير مرئية، بفعل إرادي أو بغير إرادي.

لغة اليد:- أوال

جعل هللا مجموعة من وسائل التواصل بين بني البشر للتعبير عن رغباتهم لقد

املتنوعة وايصال رسائل داللية إلى اآلخرين لتحقيق مايجول في أعماقهم ومن تلك

شارات اليدين من أوضح حركات لغة ير لغة اليد بما تحمله من دالالت، وإالتعاب

بينا واستعماال

ا، تعميما

االناس. لذا، علينا أن نتقنها من الجسد وأكثرها وضوحا

89‌

فاليد لها ،منطلق السيطرة على تعبيرنا الشخص ي وفهم أفكار وطروحات اآلخرين

حركات داللية لتبليغ رسائل يفهمها املتلقي في أحوال مختلفة.

اليد أكثر ا يدل داللة معينة، ولكنتعتبر أعضاء الجسم وهيئات وضعها، كلها تعبر و

:أعضاء البدن تعبيرا عما يراد، جاء في "لغة الجسد أسرار وحكايات" تفصيل جميل

عندما يمسك الشخص يده، فهو يقيد نفسه إلتاحة الفرصة للشخص "...افمثال

غاضبا يتبع تلك الطريقة للتوقف عن القتال، فعندما اآلخر للتكلم،وعندما يكون

خر فهو يقاوم الرغبة بضرب يقبض الشخص يده ويمسكها بيده األ

أحدهم،واألشخاص الكاذبون يحاولون عدم تحريك أيديهم أو وضعها خلف

ظهورهم،وعندما يضع الشخص يده على فمه أثناء التكلم قد يكون ذلك داللة على

الكذب،أو عدم الت كد من صحة ما يقوله،حك الوجه داللة على الشعور

التفكير ومحاكمة األمور ومحاولة اتخاذ بالقلق،حك األنف أو الذقن داللة على

قرار،وشبك األصابع معا أيضا يشير إلى أن الشخص يفكر،وإذا وضع يده على ذقنه

أو فمه قد يكون ذلك إشارة إلى أنه ينوي أن يقول شسئا ما، لكنه غير مستعد حاليا

اء للبو بذلك الش يء، وفرك اليدين يشير إلى االنتظار أو التوتر،وحك العين أثن

الحديث يشير إلى الشك، ومل األنف مع إغماض العينين إشارة إلى تقييم سلبي،

وكثرة مل الشعر تدل على الشعور بعدم االطمئنان وفقدان األمان،و مل األذن

يشير إلى التردد والحيرة،ووضع اليد فوق الشفة العليا دليل على أنه يحاول إخفاء

ف الشديد،مسح الجبين يشير إلى الشعور ش يء ما،وتعرق الجبين يشير إلى الخو

بالخوف،حك الجبين ببطء يشير إلى حالة من التفكير العميق حك الصدغين يشير

إلى القلق، ،ووضع اليدين خلف الظهر أو في الجيب أو تحت الطاولة يشير إلى عدم

الرغبة بالتواصل،أو عدم املوافقة على ما يقال وقد تشير إلى أن الشخص يريد

(390اء ملا يقال وال يرغب بالكالم".)اإلصغ

ا من غيرها ويتجلى ذلك في عدة مظاهر سواءا من حيث واإلشارة باليد هي األكثر بروزا

:الصور أم األغراض بل من حيث اتجاه حركة اليد بنحو مايعرضه الجدول املرفق

93‌

ا

اليد.أفعال الحركة املوضعية العامة إلشارة -1

األغراض واملضامين. -2

ا

ا حركة إشارة اليد واتجاهاتها.-3

أفعال الحركة الدالة على اتجاه اليد إلى أعلى.-أ

أسفل. اليدإلى اتجاه الدالةعلى الحركة أفعال-ب

هاب. أفعال حركة اليد اإلشارية - الدالة على الذ

الجمع. على الدالة اإلشارية اليد حركة أفعال -د

عامة ومختلفة الداللة. ةأفعال وصور إشاري-ه

أهم مظاهر الحركة اإلشارية.-4

أفعال احلركة املوضعية العامة إلشارة اليد:-1

اليــد باشــتراكها فــي ثالثــة مظــاهر دالليــة إلشــارة العامــة املوضــعية الحركــة تتميــز أفعــال

، وكونهـــا باليـــد ، ثـــم تــــ تي إلـــى جانـــب ذلـــك مظــــاهر أساســـية هـــي: الحركـــة ، واملوضــــعية:

يلــــــي مســــــرد وفيما دالليــــــة أخــــــر للتمييــــــز بــــــين كــــــل فعــــــل مــــــن أفعــــــال هــــــذه املجموعــــــة،

باألفعـــال الدالـــة علـــى الحركـــة املوضـــعية لـــدالالت اليـــد املختلفـــة وهـــي: )أعطى:أعطـــاني

ـــه) (،ضرب:فضــــــــــــــــــــــرب عمــــــــــــــــــــــر بيــــــــــــــــــــــده بــــــــــــــــــــــين 156(،ذهب:اذهــــــــــــــــــــــب بنعلــــــــــــــــــــــي)156نعليـــــــــــــــــــ

(،أدخل:أدخـل يـده 190(،أشار:أشار بيده صلى هللا عليه وسـلم نحـو الـيمن)156ثديي)

(ا

ـــجد)(،مـــــــد:ثم مـــــــد يـــــــده إ295فيهـــــــا فنالـــــــت أصـــــــابعه بلـــــــال (،بسط:فبســـــــط 321لـــــــى املســــ

ـــه) صــــــلى هللا عليــــــه -(،ضرب:فضــــــرب رســــــول هللا336(،قبض:فقبضــــــت يــــــدي)336يمينـــ

91‌

(،أشار:أشـار لنـا 433(،أخذ:ثم أخذ بيدي فعر بي)398بيده بين عنقي وكتفي)-وسلم

ـــه) فيـــــك (،تقول:774ســـــفيان بـــــن عيسنــن يك

قـــــول أ

ا بيـــــديك ت

ـــــذ

:844)هك

ـــــر .. (،خط

خ

ف

ي وهــــــو ــــــط

يــــــه خ

رض فــــــي برجل

يهم (،أشار:964)األ

ــــــارإل

ش

ــــــه رســــــول ف

عليــــــه هللا صــــــلى–الل

ـــلم ن بيــــــــــــــــــده -وســـــــــــــــــــــــــــــــــوا أ تم

م أ

ك

تــــــــــــــــــار (،أشار:971) صــــــــــــــــــال

ش

ــــــــــــــــــى بيــــــــــــــــــده وأ

جــــــــــــــــــانبين إل

ال

م (،وضع:9980)ه وضع ث ف

م بين صدري في ك

،ث ديي

ال ث

ل : "ق حـو

وضـعها"ت

هـري فـي . ف

ظ

تفــي بــين ــار (،أشــار: 1078) ك

ش

ــى بيــده وأ

فــه عل

نــان (،فر :1126) أ

ا ك

ى إذ

ــر صــل

بــين ف

ى يديه يه بياض يبدو حتع (،دفع:1133) إبط

دف

عاد في ف

حره... ف

ع ن

دف

في ف

ـد حـره ن

ش

أ

ــى الدفعــة مــن ول

ا(،غمز:1157) األ

ــإذ

مزنــي ســجد ف

قبضــت غ

ــي ف

ــام رجل

اق

تهما وإذ

بســط

ي 1173) نـ ك

لــر (،اختلف:ف

ظ

نـى أ

ف إل

ــتال

صـابع اخ

ـه رســول أ

-وســلم عليـه هللا صــلى–الل

راهم ــــــــــ

قــــــــــوم فرمــــــــــاني(،رمى:1219) ف

بصــــــــــارهم ال

وا(،ضــــــــــرب:1223) ب

جعل

يضــــــــــربون ف

يديهم ى ب

اذهم عل

خ

ف

سســـــر يـــــده ووضـــــع (،وضع:1227 ) أ

ـــــى ال

بتـــــه عل

سســـــر رك

ال

يمنـــى يـــده ووضـــع ـــى ال

خـــذه عل

يمنـــى ف

ـــار ال

ش

(،أوم :1335) بإصـــبعه وأ

ومـــ

ـــي ف

بيـــده هم إل

ن م :أ

ك

ـــــــان

ـــــــار (،أشار:1398) مك

ش

هـــــــا ) بيـــــــده وأ

ل ن (،قـــــــال:2006يقل

ا. بيـــــــده يقـــــــول أ

ـــــــذ

هك

ار

شحة بإصبعه وأ سب

ى(،رأ :2053")امل يه بياض ير حت

ما(،أشار:2113) إبط

يشير ف

ـــى بيـــده احيـــة إل

ن

جـــت إال فر

ضـــرب (،ضرب:2116) ت

ى عمـــر ابـــن ف حصـــ

ـــذي بال

ـــان ال

فـــي ك

رض يـــــــــــــــــده بـــــــــــــــــين (،قـــــــــــــــــال:2238) األ

شـــــــــــــــــمالك وعـــــــــــــــــن يمينـــــــــــــــــك وعـــــــــــــــــن يـــــــــــــــــديك يقول: ف

ــــــــــــــــــــــو جيبــــــــــــــــــــــه فــــــــــــــــــــــي بإصــــــــــــــــــــــبعه يقول (،قــــــــــــــــــــــال:2360)ليتــــــــــــــــــــــه ف

ــــــــــــــــــــــعها رأ ــــــــــــــــــــــع يوس وس

ت وال

ا يجوز (،أشـــار:ال 2407)ـــار مـــنهم هـــذ

ش

ـــى وأ

قـــه إل

د (،أشـــار:2517) حل

بـــل ق

ق–هنـــا منهـــا أ

ـــــــــــــــــــار

شحــــــــــــــــــــو بيـــــــــــــــــــده وأ

ـــــــــــــــــــرق ن

ش

م (،عقــــــــــــــــــــد:2614) امل

ــــــــــــــــــــة فـــــــــــــــــــي إبهامــــــــــــــــــــه عقـــــــــــــــــــد ث

الث

الث

ب (،صوب:2551) عهـــــــا يـــــــده وصـــــــوـــــــاه (،حكى:2593) ورف

ـــــــاد وحك ـــــــال بيديـــــــه حم

يعنـــــــي ق

ــــامع رضاــــار (،أشار:2598) ت

ش

ــــى بيــــده عمــــر ف

ــــى إل

بــــن يعل

ــــة مي

عــــال أ

ــــزع (،نزع:2857) ت

ن ف

ي ــــى زرعل

ــــم األ

ــــزع ث

ي ن ســــفل زر

ــــم األ

ــــه وضــــع ث ف

ــــين ك ــــديي ب

قــــال (،قال:3009) ث

بيــــده ف

عقـــــــد ا ف ك (،شبك:3009) تســـــــعا ـــــــب

ش

ـــــــه رســـــــول ف

ـــلم عليـــــــه هللا صـــــــلى–الل صـــــــابعه -وســــ

أ

اــر ي فــ واحــدة

خ

قــال (،قال:3009) األ

ابة بإصــبعه ف ــب عهــا الس

ــى يرف

ــماء إل تهــا الس

ــى وينك

إل

ــاس يمنــى بيـــده ويقول (،قــال:3009) النوضــع (،وضع:3009) ال

ــه رســـول ف

هللا صـــلى–الل

ى يده -وسلم عليهفضل وجه عل

هو (،3009) ال

ه رسول أ

-وسـلم عليـه هللا صلى–الل

ــــــــــــــى بيـــــــــــــده دينــــــــــــــة إل

(،أخذ:3407) امل

ــــــــــــــذ

خ

ــــــــــــــا ف ف

ضــــــــــــــرب حصــــــــــــــباء مــــــــــــــن ك

رض بــــــــــــــه ف

األ

92‌

ـا(،حصب: 3453) فى مـن ك حصـبه حصـ ا

ـار (،أشار:3783) بـه ف

ش

يـه ف

ن بيـده إل

ضـع أ

ر ـــــــــــــــــــط ـــــــــــــــــــار (،أشار:4067) الش

ش

بـــــــــــــــــــو وأ

ـــــــــــــــــــى بإصـــــــــــــــــــبعيه ســـــــــــــــــــعيد أ

يـــــــــــــــــــه إل

يـــــــــــــــــــه عين

نذ

وأ

ــــى(،طعن:4139) عــــن حتفتــــى وضــــع (،وضع:4235) صــــدري فــــي بإصــــبعه ط

ــــذي ال

ال

يقــــرأ

ـــــــــــــــى يـــــــــــــــده جم آيـــــــــــــــة عل ـــــــــــــــر (،خمر:4533) الـــــــــــــــر م

ـــــــــــــــه خ

بـــــــــــــــي بـــــــــــــــن عبدالل

فـــــــــــــــه أ

ن بردائـــــــــــــــه أ

م (،رفـــع:4769) إصـــبعيه بـــين وجمـــع (،جمع:4760)ـــع ث

ـــى يديـــه رف يـــه بيـــاض رئـــي حت

إبط

قى(،ألقى:4845)لــ مــرات ف

ــن ت

هو و :(،ه5022) يــده فــي ك

ــ يــه ف

ــه رســول إل

صــلى–الل

((.5146) بيده -وسلم عليه هللا

الداللة وضو مسلم،يتبين صحيح أحاديث من ذكرنا التي األمثلة هذه خالل ومن

الدالئل من وسلم عليه هللا صلى النبي عند اليد لغة إليه وترمي تشير فيما

يزيل الذي اإلشاري بالبرهان املقصود وتبين تحدد التي واإليماءات واإليحاءات

.املراد املعنى،وت كيد فهم على الغموض،ويساعد ويكشف اللب

األغراض واملضامني:-2

ومضامينها أغراضها األخر ،لها التعبير ألوان من لون ك ي باليد اإلشارة لغة تعتبر

كان اوغايته،أيا املشير مقصود مع يتماش ى مناسبا، اتعبيرا عنها وتعبر إليها ترمي التي

لتفصح به مهمة،تقترن زائدة وداللة هدفا تعطي فاإلشارة املضمون أو الغرض ذلك

البيان،وهذا أحسن تبين أو تؤكد أو التصديق أحسن تصدق اإلفصا ،أو تمام

:اآلتية والعناوين اإلشارات خالل من ماسنبيه

تصديق. قرينة:األوىل اإلشارة

ه عن أبي هريرة؛ - 156ى رسول الل

ت عل

لبو -صلى هللا عليه وسلم- قال: دخ

قال: أ

ف

ين".). .... في هذا الحديثهريرة

ي هات

هب بنعل

ال: "اذ

يه ق

عل

(391: وأعطاني ن

93‌

إن هذه اإلشارة األولى معنا في هذا الحديث من كتاب اإليمان في صحيح مسلم

النبي صلى هللا عليه وسلم على يد أبي هريرة رض ي هللا عنه، إشارة مهمة أطلقها

وصورتها انه أعطاه نعليه وأرسله بهما بسنة وبرهانا ساطعا على تصديقه صلى هللا

عليه وسلم ألبي هريرة فيما سيخبر به عنه من أمر، وهي إشارة وقرينة حسية ذات

بار البسنة الحسية، قال طابع نفس ي مهم، يدفع املتلقي إلى التصديق املطلق واعت

يه: دليل القرطبي رحمه هللا: "وفي دفع النبي صلى هللا عليه وسلم ـ ألبي هريرة نعل

هم، وفيه : اعتبار لخبره وإن كان ال يتابر الواحد بالقرائن؛ تقوية

خ

على جواز عضد امل

(.392)ل واألحكام"القرائن والعالمات، والعمل على ما تقتضيه من األعما

.الثانية:زجر وتعنيف اإلشارة

156 - فضرب عمر بيده في الحديث اآلنف الذكر: " - عنهرض ي هللا-قال أبو هريرة

ررت خ

ديــي ف

إلستي". بين ث

هذه إشارة أخر من إشارة اليد الصريحة البسنة استخدمها عمر رض ي هللا عنه

من وسيلة لتقوية ما يرمي إليه ويقصده، أال وهو الزجر والنهي عما ينويه أبو هريرة

إعالن القضية التي حمل النعلين من أجلها، كإشارة مجسدة في حركة يدوية وكناية

لتريث فيما يريده، وقد أحدثت له حالة نفسية نفسية مهمة توحي له بالتخلي وا

من اإلرباك والتردد جعلته يرجع مسرعا إلى النبي صلى هللا عليه وسلم عميقة

؛ زجرا ان وكزه في صدره ووقوعه على استهليخبره بما حدث ويـــــبت له في األمر،فك

(.393) وتعنيفا ، وهللا تعالى أعلم

.الثالثة:بيان وتوضيح اإلشارة

94‌

بى -190 ال: " عن أ

ار النبي مسعود رض ي هللا عنه ق

ش

بيده -وسلمصلى هللا عليه -أ

يمن"حو ال

(394).ن

هذه إشارة أخر من إشارات اليد التي أطلقها النبي صلى هللا عليه وسلم بيده

املراد، فكانت ا في ا بيده إلى جهة اليمن إشارة ال تترك بعدها لبسا الشريفة، مشيرا

ا

ا في تحديد الجهة ورفع اللب ا مهما نفسيا تلك الحركة اليدوية عالمة واضحة وعامال

عن املكان املقصود، وإشارة عاطفية مهمة لجهة اإليمان توحي ب نه موجود بتلك

وصورة حية تجسد الغاية، ا، ا مهما ا راقيا الناحية، وهذه اإلشارة بيده تبقي تعبيرا

وتفي باملراد، قال الحافظ ابن حجر: "هذه اإلشارة رد على من زعم وتفسر الداللة،

في إشارته إلى أن املراد بقوله: يمان يعني: األنصار، لكون أصلهم من أهل اليمن ألن

جهة اليمن ما يدل على أن املراد به أهلها حينئذ ال الذين كان أصلهم منها وسبب

(.395)وقبولهم له" الثناء على أهل اليمن إسراعهم إلى اإليمان

.اإلشارةالرابعة:اختبار

ه -295ن رسول الل

رض ي هللا عنه أ

بى هريرة

ى -صلى هللا عليه وسلم-عن أ

مر عل

عام " صبرة ل يده فيه ط

دخ

"ف

اال

صابعه بل

ت أ

نال

(396).ا ف

اإلشارة في هذا الحديث كما وصفها أبو هريرة رض ي هللا عنه هي عبارة عن إدخال إن

النبي صلى هللا عليه وسلم ليده في صبرة الطعام ليجربه ويختبر صالحه من فساده

فطنة وانتباه منه صلى هللا عليه وسلم، ، وقد جاء لفظ األصابع بالجمع الذي أقله

خل الكف كلها، إذ يصدق من الناحية الداللية أن ثالثة، أو كانت أربعة، ولم يد

ا من الكف فقط، وهذه األصابع وجزء يسيرا يقال أدخل يده وهو لم يدخل إال

اإلشارة لها عدة أبعاد ومعان أولها البعد النفس ي حيث نبه وغير هذا املنكر بطريقة

عام هي غير املباشر عن طريق السؤال:"النا يا صاحب الط

م"، والعرض ا هذ

وق والتحضيض: "ته ف

جعل

ال

ف

اس"، أ عام كي يراه الن

هذا األسلوب التنفيري الط

سريرة،لذلك له وقعها وطيب خلق وحسن وما صاحـبه من تواضع التحضيض ي

95‌

النفس ي واالجتماعي في النفوس وله ت ثيره في القلوب، قال الشي عطية محمد سالم

في األسواق لير أحوال الناس؛ ألنه مسئول عن ذلك، ذه جولةرحمه هللا:"ه

ب حكام البيع، والربويات، واملكاييل، واملوازين اويختبر الباعة، فمن وجده جاهال

(.397")علمه ونهيه لذلك

اخلامسة:تأكيد وإثبات. اإلشارة

حسن رحمه هللا: -321ال ال

م "جاء في الحديث ق

سجد" ث

ى امل

هذه (398).مد يده إل

البصري الحسن الكريم التابعي هذا أطلقها قد العامة اليد إشارة من أخر إشارة

يده مد حيث الجليل الصحابي هذا عن روايته خاللها من ليعضد تعالى هللا رحمه

ى تحديثه بعد إل

اسجد مشيرا

للحاضرين امل

ا لهذا سماعه مكان والسامعين مؤكدا

ــون من خالل تلك الحركة نف إلى توحي واإلشارة قرينة الحديث الشريف ليك

الخبر لقبول ا مهما اونفسيا اعاطفيا ادفعا وتدفعه به، ثماحد بصحة السامع

ومقصد. غاية إلى ترمي فيها املضمون الداللة،بسنة واضحة إشارة وهي به، والتمسك

وتبني.السادسة:تثبت اإلشارة

عاص بن عمرو قال -336 : "الحديث هذا في ال

بسط

ال -يمينه ف

قبضت –ق

ف

(399)."يدي

العامة، فاألولى بسط اليدإشارات إن هذا الحديث وردت فيه إشارتان مهمتان من

من الناحية ليمينه قاصدا املبايعة من عمرو، وهي -صلى هللا عليه وسلم-النبي

العاطفية إشارة تودد وقبول منه عليه الصالة والسالم لعمرو، كما أنها توحي في

النفسية بقوة ت كيد العقد وااللتزام بما سيجري بينهما من الناحية من الوقت نف

عنه فهي ذات بعد داللي آخر ومغز هللا ا إشارة عمر بن العاص رض ياملبايعة،أما

ما سيقدم عليه. يقن مننفس ي يحمل معنى التثبت والت

96‌

السابعة:تنبيه وتأديب. اإلشارة

ه -398ى رسول الل

عط

ال أ

ه ق ن

بيه سعد أ

صلى هللا عليه -عامر بن سعد عن أ

ا جال فيهم،.... -وسلمنا وأ

اه "رهط

ضرب رسول الل

بيده -يه وسلمصلى هللا عل-ف

تفىقي بين عن (400".)وك

هذه إشارة مهمة قام بها النبي صلى هللا عليه وسلم لسعد حيث ضرب بين عنقه

تفه بيده الزكية الشريفة،أي في أعلى الكتف بين املنكب وأصل العنق، وهي وك

إشارة تنبيه توحي في املقام األول بضرورة االنتباه لقبول ما صدر من النبي صلى هللا

كما أنها من الناحية النفسية تعتبر م وعدم مراجعته فيما يقول ويفعل،عليه وسل

حركة ت ديبية مهمة للمتلقي حيث جمعت له بين اإلجابة عن السؤال امللح في ذهنه،

والت ديب على مثل هذه املراجعة ألمر هللا ورسوله، فجسد له ذلك بحركة ملموسة

ت به فرب إشارة أبلغ من عبارة، قال بدر ال يبقى بعدها ش يء في النف مما تلبس

الدين العيني رحمة هللا تعالى معلقا على هذا الحديث: "أتقاتل قتاال أي أتعارضني

فيما أقول مرة بعد مرة ك نك تقاتل وهذا يشعر أنه كره منه إلحاحه عليه في

(401".)املس لة

.الثامنة:إرشاد وتوجيه اإلشارة

م : "قال صلى هللا عليه وسلم في هذا الحديث -433 ث

ذ

خ

عرجبي بيدي أ

(402)."ف

هذه حالة تعبيرية أخر من لغة اإلشارة ، فلم يبين كيفية هذا األخذ ولم تذكر يد

جبريل عليه السالم إال ضمنا فيما يفهم من األخذ الذي الغالب فيه أن يكون اليد

ذلك محمول على أن جبريل أخذ يد النبي صلى هللا عليه باليد، ولكن األخذ مع

أن يصطحبه إليها، -سبحانه-وسلم بيده، ليدله ويتوجه به إلى الجهة التي أمره ربه

وكما أن هذا األخذ باليد يوحي بداللة العناية والتمسك والهداية، فهو كذلك يدل

97‌

هذا ي رحمة هللا "وظاهرعلى التهيؤ واالستعداد ألمر ووجهة مهمة خطيرة، قال العين

كان جبريل أن على يدلا

.(403)له" يهديه ماقصد دليال

.التاسعة:توضيح وإفهام اإلشارة

النبي هذا جاء في-774ةت امرأ

لت س

ال

ق

ة

صلى هللا عليه -الحديث: عن عائش

ار " جاء -وسلم

شنا وأ

سفيان بن ل

ى بيده عيسنة

(404".)وجهه عل

في هذا الحديث إشارة يدوية توضيحية مهمة كما نقلها الرواة وقد أراد من خالل

اإلشارة بيده إشارة تدل وتعبر عن بلغة ويبين يقرب أن النبي صلى هللا عليه وسلم

ذلك الحياء واالستتار، عن طريق حجب جزء من وجهه بيده، وفي رواية أخر :

ى هذه الرواية فتعبير النبي صلى هللا عليه وسلم كان وعل"،"فاستحيى وأعرض بوجهه

بإشارة الوجه أي تحويله وصرفه حياء، فعبر سفيان وكني عن ذلك بإشارة يدوية

ا وأحسن كناية النبي صلى هللا عليه وسلم وإشارته ألطف تعبيرا أن لطيفة معبرة، إال

فيه استحباب استعمال إشارة وكل عبارة قال النووي رحمه هللا: "و ا من كل بيانا

عورات"ق بال

كنايات فيما يتعل

.(405)ال

.اإلشارة العاشرة:بيان وتعليم

ال النبي -844فيك : "صلى هللا عليه وسلم في هذا الحديث -ق

قول بيديك يك

ن ت

أ

ا"ذ

(406).هك

اإلشارة ما ال يخفى، حيث بين صلى هللا في هذا الحديث من البيان والتوضيح بلغة

ا بضربة ا حيا عليه وسلم بين طريقة التيمم وجسدها لعمار رض ي هللا عنه تجسيدا

ر عن هذا الفعل بداللة القول باليد عن وعب تين على األرض،بيديه مبسوط واحدة

ية طريق اإلشارة، حيث تعانقت فيه العبارة واإلشارة، فبينت وأكدت املقدار والكيف

والحكم، بطريقة سلسة لطيفة قربت املقصود إلى الذهن حتى فهمه الرائي والسامع

98‌

ا على هذه على حد سواء، قال الشي عطية بن محمد سالم رحمه هللا معلقا

اإلشارة: "أي: أن تفعل هكذا، والقول قد ي تي محل الفعل، يقال: قال بيده هكذا

(407).ل"رأسه هكذا، أي: أشار وفعوفعل، وقال برجله هكذا ودفع األمر، وقال ب

اإلشارة احلادية عشر:توديع ورحيل.

ت -964ال

ة ق

ر : "الحديث هذا في عائش

خ

ه ويد ف

ى ل

فضل عل

اس ال ه ويد بن العب

ل

ىر رجل عل

وهو آخ

ط

يه يخ

رض في برجل

(408)."األ

ة هذا

إشارات ودالالت من لغة اإلشارة تتعلق بمرض النبي صلى هللا في حديث عائش

-ه قد أثقله حتى أوصله إلى هذه الحال عليه وسلم، وهي إشارة إلى شدة املرض، وأن

، كما أنها إشارة توحي أيضا بتوديعه ورحيله عن الدنيا، ولهذا أثرت -ب بي هو وأمي

حابه صلى هللا عليه وسلم كثيرا هذه الهيئة واإلشارة في نفسيات وعواطف أص

وخاصة زوجه الحبسبة الصديقة عائشة التي روت هذه القصة، وقد بلغت هذه

اإلشارة من نفوسهم مبلغا عظيما جعلهم يصفونها وينقلونها ب سلوب باك مؤثر

يدمع العين ويحزن القلب، وكان ذلك الحدث أحق بقول الشاعر:

ها عذر فل ليجل الخطب وليفد األمر كذا ف س لعين لم يفض ماؤ

اإلشارة الثانية عشر:تقديم وتثبيت.

قال-971نص :"الحديث هذا في مالك بن أ

ك

بو ون

ر أ

ى بك

ليصل عقبيه عل

ف ار : "ذلك بعد قال ،ثم "الص

ش يهم ف

ه رسول إل

ن بيده -وسلم عليه هللا صلى–الل

أ

وا تمم أ

ك

ت (409)."صال

األولى من رتين اثنتين هما ما بين القوسين،في هذا الحديث الشريف إشا إن

الصديق رض ي هللا عنه، في إشارة منه إلى النبي صلى هللا عليه وسلم أن يتقدم

ي بالناس، وتعبيرا لنفسه وألصحابه أن

م ه ال ينبغي ألبي بكر وال غيره أن يتقدليصل

99‌

إلى جهة ظهره ي القهقر وصورة النكوص: أن يرجعالنبي صلى هللا عليه وسلم،على

ا بعظمة وعقبيه من غير أن يوجه وجهه عن جهة القبلة، وهذه اإلشارة توحي نفسيا

ا باالغتباط برؤية الحبسب الغائب صلى هللا كما توحي عاطفيا املوقف وهيبة القادم،

الثانية فهي من النبي صلى هللا عليه اإلشارة وأما ، واالطمئنان على حياته،عليهوسلم

ثبات في أماكنهم ومواصلة وسلم حيث أطلق إشارة يدوية للصديق وألصحابه لل

ولوال،"فالتفتوا فج ة والدهشة الفرحة ا جمع لهم بينفكان موقفا مؤثرا الصالة،

(.410إشارته") رأواما إليه التفاتهم

اإلشارة الثالثة عشر:حكاية السالم.

ال – 998 بن جابر ق

ار : " الحديث هذا في سمرة

ش

ى بيده وأ

جانبين إل

(411)."ال

إن اإلشارة هنا تعبر عن املقصود واملراد، حيث أشار جابر بن -رض ي هللا عنه–سمرة

اليمين إشارة مصاحبة توضح كيفية السالم من ا بيده إلىا بلسانه ومشيرا مسلما

حركة تحكي سنة التفات املصلي بوجهه إلى الجهتين إيماء بالخرو من الصالة، وهي

الصالة واالنتهاء منها، وهي من الناحية النفسية توحي برجوع املصلي إلى عالم األرض

تنبغيا إليه، وهذه اإلشارة الا ربه ومتوجها والناس بعد انقطاعه وغيابه عنهم مناجيا

ينة والوقار ، فهي شبيهة بحركات بعض البهائم ا من عدم السكللمصلي ألن فيها شسئا

املراد بيان املقصود مع الهدوء والسكينة وترك اليد في التي ال تعقل وأوضح لهم أن

-أثناء التشهد للسالم-محلها الذي هي فيه اطم نسنة في ا على الخشوع والحفاظ

يها وال غموض، وافية كافية ال لب ف -وسلم عليه هللا صلى-الصالة، فكانت إشارته

ني حصري غاية في الروعة جمعت بين العبارة واإلشارة،ب سلوب بيا

يماءوالجمال."

ارة واإل

ش

:اإلوم

(.412ز")مهمو يومئون وهم إيماء يومئ أ

.اإلشارة الرابعة عشر:عالج مشكلة

بي ابن قال -1078عاص أ

سني: "هذاالحديث في ال

جل

م يديه بين ف

ه وضع ث ف

في ك

م بين صدري ،ث ديي

ال ث

ل"ق حو

وضعها: "ت

هري في . ف

تفي بين ظ

."ك

133‌

النبي صلى هللا عليه وسلم في هذا الحديث الشريف إشارة نبوية مهمة وصورتها أن

ه على صدر عثمان فالثقفي رض ي هللا عنه وبين ثدييه كما يفعل الطبسب وضع ك

باملريض حين يشخصه ويعالجه، وهذه الحركة واإلشارة توحي من الناحية النفسية

باملعالجة التامة من طبسب القلوب صلى هللا عليه وسلم لهذا الصحابي وذهاب ما

نها تؤهله كما أالتقدم أو وسوسة أو كبر أو غيره،يجد في نفسه وقلبه من ضعف عن

لهذه املهمة التي انتدب لها وأريد منه اا قويا ا إيمانيا ا وعاطفيا وتدفعه دفعا نفسيا

ا

وف من القيام بها، قال النووي رحمه هللا محلالخ

راد ال

ملعنى وداللة هذه اإلشارة : "أ

اس ف ى الن

مه عل ه بتقد

عجاب ل

كبر واإل

يء من ال

ة حصول ش

ى ببرك

عال

ه ت

هبه الل

ذ

م يه وسل

ه عل

ى الل

ه صل

رسول الل

ف

(413).ودعائه"ك

اإلشارة اخلامسة عشر:متثيل وبيان.

ار هذا في جاء – 1126

شى بيده الحديث : "وأ

فه". عل

ن (414)أ

في هذا الحديث إشارة مهمة جاءت مصاحبة لتعليم الحكم في هيئة السجود إن

وبيان األماكن واألعضاء التي ينبغي السجود عليها، ومنها الجبهة واألنف، وال تعارض

وجعال ا في أعضاء السجود،ا معا ما قصدا بين العبارة واإلشارة كما قد يتوهم، وإن

عليها بالعبارة، واألنف نص الجبهة قد نص أن بمثابة العضو الواحد في النص، إال

"وأشار بيده على أنفه،عليها باإلشارة، قال الخطيب التبريزي رحمه هللا:ى ه سم فإن

والتسمية إذا تعارضت باإلشارة فالعبرة عند الحنفيةالجبهة وأشار إلى األنف،

(415.)في التعيين" ها أبلغباإلشارة،فإن

اإلشارة إلى األنف فيها من اإليماء النفس ي والشعوري ومن الناحية النفسية كانت

وهما -ب همية إرغامه هلل الواحد األحد، فالجمع بين الجبهة واألنف في السجود

كما فيه من إرغامهما للخالق املعبود ما فيه،فيه من -أشرف وأرفع ما في اإلنسان

وفيه كذلك من له، شريكا ال ا معبودا ا واحدا تمام التذلل واإلقرار بالخضوع له ربا

131‌

الناحية العاطفية والوجدانية إيحاء بعظم املعبود والتفاني في مرضاته والشعور

بعظمته ووحدانسته.

اإلشارة السادسة عشر:كيفية السجود.

1133 - " :ر بين يديه حت قال ابن بحينة

ى ف

ا صل

ان إذ

يه".)ك

(416ى يبدو بياض إبط

ى إن اإلشارة في هذا الحديث تجسدت في مجافاة اليدين واملرفقين، حيث كان صل

هيه الل

قيه عل

م في سجوده يجافي ويباعد مرف

ا في جنبيه إمعانا عن وعضديه وسل

ها من األرض قال الحافظ ابن حجر رحمه هللا:"لم يضم تمكين أعضاء السجود كل

يه بل باعد بينهما، وهذه سنة السجود أي نحى كل يد عن الجنب الذي مرفقيه إل

ا في النف ،وهذه اإلشارة من الناحية النفسية أبلغ في التواضع وأكثر أثرا (417)يليها"

في السجود نشطة مقبلة حيث توحي للساجد ب ن أعضاءه كلها خاشعة مشاركة

فائقة من اإلقبال على هللا وهي إشارة وحركة عاطفية تعبر عن حالة على هللا،

بالقلب والجوار والشعور والوجدان مع التفاني في مرضاته سبحانه قال ابن حجر

قال بعض العلماء: "هو أشبه بالتواضع وأبلغ في تمكين الجبهة في فتح الباري: "

(418.)واألنف من األرض مع مغايرته لهيئة الكسالن"

اإلشارة السابعة عشر:دفع وزجر.

بو قال -1157ان صالح أ م ع فى :" الحديث هذا في الس

دف

عاد ف

حره... ف

ع فى ن

دف

ف

ح ى".ن

ول

د من ... األ

ش

ره أ

في هذا الحديث واضحة الداللة -رض ي هللا عنه-أبو سعيد هااإلشارة التي أطلق إن

أبا سعيد دفع بيده في بسنة املعنى والغاية فيما ترمي إليه وتقصده، وصورتها أن

زجره عن نحر الشاب الذي أراد أن يمر بسنه مع سترته دفعة قوية قاصدا رده و

ظي شرعه الشارع الحكيم وهي تعبير قوي من التعبير غير اللفاملرور واالجتياز أمامه،

إذ الكالم أثناء الصالة محظور أو الكالم،في هذا املقام دون غيره من التعبير اللفظي

132‌

غير مسمو به،و

لغة اإلشارة، وال فلذلك كان هذا من املقامات التي ال يشرع فيها إال

ا سيا ر عنها إال هيئة وحركة بيانية من اإلشارة املغلظة الصامتة، والتي توحي نفيعب

ا إلى قوة االتصال باهلل والشعور كما تشير عاطفيا بعظم ش ن الصالة وحرمتها،

ع قال القاض ي عي بين يديه وبرقابته التي ال تغيب،بالوقوف دف

في اض رحمه هللا :"ف

حره باإلشارة ولطيف املنع في األولى .. . .. ويزيد في دفعه الثانية ، ويشتد في أي : ن

(419.)لظ له ، كما فعل أبو سعيد"مدافعته ، ويغ

.اإلشارة الثامنة عشر: إشعارا" الحديث: هذا في عائشة قالت-1173

إذ

مزني سجد ف

قبضت غ

ي ف

ا رجل

ام وإذ

ق

تهما (420)."بسط

ه كان صلى هللا عليه وسلم هذه إشارة أخر من لغة التعبير باإلشارة وصورتها أن

للصديقة رض ي هللا عنها في إشارة لطيفة حين يريد أن تفسح وتوسع له في ر يعب

املكان لسسجد، فيغمزها بيده أو رجله على خالف بين العلماء في ذلك، قال بدر

(421)الدين العيني: "واملراد ههنا الغمز باليد"،

وسواء كانت اإلشارة باليد أو الرجل إال

نها النبي صلى هللا عليه وسلم أن توسع وتفسح له، ي أراد متها تبقى لها داللتها الأن

وإخبارها بذلك عن طريق لغة اإلشارة ال لغة العبارة، ويشعرها بتلك الحركة

اللطيفة الخفيفة بيده أو قدمه الشريفة، وهي حركة لها أثرها العاطفي بين زو

النفسية مليء بالعطف والرحمة، والعاطفة املتدفقة بالحب والحنان، ومن الناحية

كذلك فهي تشعرها بسعادة غامرة وطم نسنة فائقة لقربه واألن به واالطمئنان

عليه.

قال الحافظ ابن حجر رحمه هللا: "فكان يغمزها لتكف قدميها فسسجد في

موضعهما، فلم يكن يدرك التنبيه منه بإشارة مرئية ونحوها، فلذلك احتا إلى

133‌

اقتضتها تلك الحركة واإلشارة حاجيا ونفسيا غمزها، كل تلك املعاني وغيرها قد

(422".)وعاطفيا

.اإلشارة التاسعة عشر:متثيل

ه قال-1219ر :"مسعود بن عبدالل

ظ

ني أ

ن ك

لى ف

ف إل

تال

صابع اخ

ه رسول أ

صلى-الل

راهم -وسلم عليه هللا (423".)ف

ه رسول هذه إشارة نبوية تعبيرية أطلقها بحضرة عبد -وسلم عليه هللا صلى–الل

وهي إشارة تتعلق بهيئة اها،هللا بن مسعود رض ي هللا عنه فحملها عنه ووعاها وأد

بين الكفين الفخذين،ويجعل على املصلي الذراعين الركوع في الصالة بحيث يجعل

رجليه بين يديه الركبتين مطبقتين، قال بدر الدين العيني رحمه هللا: "وضع

(424.)بيده" وأشار هكذا ركبتي،وقال على يدي وحنى،وضرب

داللة اإلشارة في هذا كان هذا التطبيق قد نسخ بهيئة وصفة أخر إال أن وإن

ا على التعبير بلغة الجسد واليد بالذات متى ما دعت ا مهما الحديث تبقى شاهدا

اختالف أصابع النبي صلى هللا عليه فإن ة إلى ذلك، ومن الناحية النفسية،الحاج

وسلم وتعبيره بهذه اإلشارة بقي عالقا ه ينظر إليه ا في نف وذاكرة ابن مسعود وك ن

ها حركة وإشارة ال يزال في تلك اللحظة التي يحدث فيها، ومن الناحية العاطفية فإن

ل يبلغها فال يزالما حدث عن الركوع وهيئته،كيتذكر بها حبسبه وصاحبه، مسعود ابن

لمها للناس ما وجد إلى ذلك سبيال.ويع

.اإلشارة العشرون:إنكار

ال: - 1227مى ق

ل م الس

حك

بن ال

وا"عن معاوية

جعل

يديهم يضربون ف

ى ب

عل

اذهم خ

ف

(425".)أ

134‌

أنكر هؤالء حيث بها اإلنكار والزجر، إن اإلشارة في هذا الحديث إشارة يقصد

املصلون على معاوية رض ي هللا عنه لتشميته العاط ، فجعلوا يضربون أفخاذهم

يحاؤه في النهي ا عن ذلك، وهذا الضرب لألفخاذ له بعده وداللته وإب يديهم تعبيرا

والزجر واإلسكات.

ولهذا أثرت هذه ء،كما له ت ثيره النفس ي على املنهي والسامع والرائي على حد سوا

ا فصا قائال: ا عظيما في نفسية هذا الصحابي حتى رأ أنه قد أتى جرما الحركة

ياه " مل أ

ك

فكان لذلك أثر نفس ي بالغ استولى عليه وامتأل به كيانه ووجدانه حتى "،واث

جاء إلى النبي صلى هللا عليه وسلم ف زا وأزال عنه كل ذلك برفقه وحسن تعليمه

نة.وأدبه، فمأل قلبه طم نسنة وسكي

.احلادية والعشرين:هيئة وضع اليدين يف الصالة اإلشارةه بن عامر عن-1335

بير بن عبدالل بيه أن رسول عن الز

ه أ

-وسلم عليه هللا صلى-الل

سسر يده وضع "ى ال

بته عل

سسر ووضع رك

يمنى يده ال

ى ال

خذه عل

يمنى ف

ار ال

ش

وأ

(426)."بإصبعه

ا جل في وضع وكيفية الصالة هذه إشارة أخر تتعلق بهيئة وحالة املصلي إذ

ى إ ،الفخذين على اليدينى محلقا وصورتها أن يضع املصلي إبهامه عل

وسط

صبعه ال

سسر وهي التي تلي يشير بإصبعه املسبحة "السبابة "،و بهما،ه ال ف

قم ك

اإلبهام، ويل

عبث، بة منعها من ال

ك مة في وضعها عند الر

حك

بته، قال النووي رحمه هللا: "وال

رك

ى استحبابهوهذا الوضع فيه اإلشارة إلى تمام السكينة ،(427)"وهو مجمع عل

ا نه املناسب لذلك، وأم اذ كل عضو مكوالطم نسنة النفسية في هذا املوقف وأخ

اإلشارة باملسبحة ففيه تعبير وداللة على توحيد هللا تعالى وإفراده بالعبادة وحده،

كما يوحي تحريكها عند اإلشارة بها إلى حالة نفسية وعاطفية مهمة من تكرير اإلقرار

135‌

ملقصود قال النووي رحمه هللا: "ولس احدانية والتسليم هلل والتعلق به،بالو

(428).باإلشارة أنها ثابتة ال تتحرك، بل يحركها في التشهد ويحركها عند الدعاء"

.الثانية والعشرين:تثبيت اإلشارة

عن -1398بي هريرة

ر أ

ال:خ

ه رسول ق

قام -وسلم عليه هللا صلى-الل

"مقامه ف

وم

ف

يهم ن بيده إل

م أ

ك

ان

(429)."مك

في هذا الحديث الشريف أشار النبي صلى هللا عليه وسلم إلى أصحابه وهم أثناء

وذكر للصالة الصالة، وذلك حين كبر مكانكم أن إليهم ف شار يغتسل لم هأن

بإشارته قال ابن بطال رحمه هللا: "فعرفوا،مكانكم بالنصب على اإلغراء أي:الزموا

وذكر للصالة روإشارة،فإنه عليه الصالة السالم،كب نطقه،أي إيماء من عرفونهايم

يغتسل،فصح لم هأن

وقال ابن حجر (،430")النطق من مايعقل اإلشارة من يعقل هأن

أن ويحتمل مكانكم أن بيده فإنه أشار الفعل على القول إطالق رحمه هللا: "فيه

(.431)واإلشارة" الكالم بين جمع يكون

وهذه اإلشارة من الناحية النفسية توحي للصحابة رض ي هللا عنهم ب مره لهم

باالستقرار على ما هم عليه، ورجوعه إليهم، فتدفعهم إلى الطاعة ولزوم تلك

الحالة.

.الثالثة والعشرين:التقليل اإلشارة

ال في حديثه: - 2006 ق

بى هريرة

يوافق " عن أ

ال

ار " ها عبد مسلم ....فيه ساعة

ش

)وأ

ها(.ل (432)بيده يقل

‌

136‌

بذلك ألصحابه عن -صلى هللا عليه وسلم-أشار النبيافي هذا الحديث بيده معبرا

تقليل وتقصير ساعة الجمعة التي يستجاب فيها الدعاء،قال ابن رجب في رواية

(.433")التقليل وهو التزهيد يزهدها من"

ى هللا عليه صل-الناحية النفسية فإن اإلشارة اليدوية التي عبر بها رسول ا من أم

غتنامها نفسية ودالالت عاطفية روحية توحي بضرورة اهنا ذات أبعاد -وسلم

كما توحي من الناحية لتحريها واالستعداد النفس ي لها، كما تنبهوسرعة فواتها،

واغتنام أوقات القرب منه، اهلل والبحث عن أماكنالعاطفية بالحث على التعلق ب

فيها والترغيب لتقليلها "فيه اإلشارةرحمه هللا: املنير ساعات اإلجابة، قال ابن

(434.)فضلها" وغزارة وقتها لسسارة عليها والحض

.اإلشارة الرابعة والعشرين:بيان وتوضيح

عن –2053 بن عمارة

يبة

ال رؤ

ار بيده في حديثه .. "يقول ق

ش

ا. وأ

ذ

بإصبعه هك

حة سب (435)."امل

إن اإلشارة في هذا الحديث، أشار ب بن مفادها هنا أن عمارة

يبة

صبعه املسبحة إرؤ

وحدها إنكارا ابة ب ع الس

رف

لي اإلبهام، ف

التي ت

ا منه على أي التي يسبح بها وهي السبابة

ه خالف البشر بن سنة برفع يديه للدعاء في الخطبة.مروان حين رأ أن

ومن الناحية النفسية كانت هذه اإلشارة لها ت ثيرها ووقعها على السامعين والرائين

قت به من وصف خطبة النبيكما كيف كان يفعل فيها،- عليه وسلمصلى هللا-ملا تعل

137‌

ا يدفعهم إلى ا مهما هم ت ثيرا ت ثر في عواطف ومشاعر السامعين واملسلمين من بعد

االقتداء واالهتداء بهدي النبي صلى هللا عليه وسلم.

اإلشارة اخلامسة والعشرين:إيضاح وتعبري.

ال -2113 ق

نيه في حديثه .. " عن أ

ى ير بياض إبط ."حت

عليه هللا صلى هللا -هذه إشارة في هذا الحديث نقلها أن بن مالك خادم رسول

الصدر عنه حين يلح في الدعاء واالستسقاء، وذلك حين يرفع يديه فوق -وسلم

؛قال الحافظ ابن حجر رحمه هللا: وحذوا مستسقيا

امد "املراد به األذنين داعيا

عاء،واملبالغة في عند وبسطهما اليدين حذو في اليدان صارت إلى أن الدعاء الد

بياض ير ينئذح به هو بياض ابطيهأمكن بذلك حينئذ أن ير حتى الوجه

(436.)إبطيه"

وهي توحي من الناحية النفسية بالتفاني في مرضاة هللا وقوة اإللحا في دعائه

رمه سبحانه وعظمته والتضرع إليه، كما تشير من الناحية العاطفية قوة الشعور بك

ب العمل،هو "وذلكقال ابن بطال:غ قول معنى وهو الر

ا:"هللا،تعالى اورهبا ا"ويدعوننارغبااا" ،أي خوف (437.)وطمعا

.اإلشارة السادسة والعشرين:استصحاء

ال - 2116 بن مالك ق

ن في حديث االستسقاء:" عن أ

احية إال

ى ن

ما يشير بيده إل

ف

جت فر (438)."ت

هأشار إلى نوا -وسلم ههللا علي صلى-إن اإلشارة في هذا الحديث الشريف مفادها أن

وهذه اإلشارة من الناحية الداللية وجهات مختلفة من نواحي املدينة،متعددة،

باإلشارة املعبرة عن القصد منها اهو "استصحاء املطر عن طريق الدعاء مصحوبا

138‌

أو النواحي التي يريد أن يسوقه هللا إليها من نواحي التي يوجد فيها هذا املطر،ال

ومن الناحية النفسية كانت هذه (، 439)راب واألودية ومنابت الشجر"اآلكام والظ

الحركة واإلشارة هنا عامال مهما يخفف وط ة الخوف، ويوحي إلى نفوس أصحابه

والناس عموما باالنفرا والصحو بعد الشدة والكرب الذي عانوه من املطر

وقوة الرجاء املتواصل، كما يوحي من الناحية العاطفية بقرب استجابة الدعاء

(440.)لقربه من ربه

اإلشارة السابعة والعشرين:ندم وحتسر.

2238 - بي هريرة

ذي رض ي هللا عنه وفي حديثه .. "عن أ

ى ال حص

ضرب ابن عمر بال

ف

رض ان فى يده األ

(441)."ك

بلغه خبر عن حين -رض ي هللا عنهما-عبد هللا بن عمر هذه إشارة أخر عبر بها

ا على ما فاته لم يكن وصله من قبل أطلقها نادما -صلى هللا عليه وسلم-رسول هللا

مما أعد هللا من األجر للمصلي على الجنازة واملتبع لها، فكانت داللتها الحسرة

والت سف على فوات ذلك األجر العظيم والخير العميم الذي فاته، فرمى بالحص ى

وهي حركة نفسية توحي بالندم واألس ى على ما فات، كما إشارة وعبارة عن ذلك،

توحي بالحرص والعزم على استدراك ما ي تي، كما تشير من الناحية العاطفية إلى

والوقوف على ترغيبه ولزوم -صلى هللا عليه وسلم-حب ابن عمر امتثال أمر النبي

ابن فضيلة ىعل داللة العيني:"فيه الدين سنته وهديه فيما أرشد إليه،قال بدر

(442.)الصالح" العمل من مافاته على وت سفه العلم على حرصه من عمر

اإلشارة الثامنة والعشرين:بذل وتفريق.

139‌

ه -2360 -صلى هللا عليه وسلم-عن جابر رض ي هللا عنه في حديثه .. أن رسول الل

ال:ا "ق

ذ

هك

رابتك ش يء ف

ضل عن ذي ق

إن ف

اف

ذ

(443".)وهك

إلى تنوع الصدقة وتفريق املال في -صلى هللا عليه وسلم-في هذا الحديث أشار النبي

ا ا إلى جهات متعددة مسبيل هللا مشيرا ن بين يديه وعن يمينه وعن شماله،رامزا

ا كما تقتض ي اإلشارة ه في أوجه الخير والبر املختلفة،بذلك عن تفريقه وتبديد ومعبرا

قال رة وسخاء ملا يقتضيه تكرر اإلشارة وتعدد جهاتها وأنحائها، كذلك إنفاقه بكث

عها النووي رحمه هللا: ن ينوع أ و

ط ة الت

ضل في صدق

ف ن األ

"ومن فوائد هذا الحديث أ

ينحصر في جهة بعين

حة ، والصل

بر بحسب امل

ير ووجوه ال

خ

(444.)ها"في جهات ال

هذه لها ت ثيرها النفس ي -صلى هللا عليه وسلم-ومن الناحية النفسية فإن إشارة النبي

فوس وحب املال، كما أن ح الن قلل في نفوس الناس من شوبعدها الروحي حيث ت

كذلك من الناحية العاطفية إشارة تدفع الناس إلى حب الخير والبذل واملواساة كما

قها هو واقعيا في حياته، قال املناوي:"كنى-هللا عليه وسلمصلى -طبابتلك أمرا

الجهات هذه حقيقة املراد ولس جهاتها وتنويع الصدقة تكثير اإلشارة عن

(445.)املخصوصة"

اإلشارة التاسعة والعشرين:جتسيد ومتثل.

ال - 2407 رض ي هللا عنه ق

بى هريرة

يت في حديثه .. " عن أ

ه رأ

صلى هللا -رسول الل

ع -عليه وسلم وس ت

عها وال يته يوس

و رأ

ل (446)."يقول بإصبعه في جيبه ف

حيث -صلى هللا عليه وسلم-إن اإلشارة في هذا الحديث كانت إشارة تمثيلية من النبي

أراد أن يحكية

وسع بإصبعه في جيبه هيئ

بخيل ة ت

التي يلبسها من البخل ال

ة جن

ال

السع،وهذا ضرب للمثل ف

ت وضاق شحت بالصدقة نفسه حدث إذا بخيل برجل ت

حديث،يداه وغلت صدرهى جاء قال القاض ي عياض رحمه هللا : "ال

مثيل عل ى الت

عل

ال

113‌

برخ

ائن،واإلشارة هنا تمثيل منه صلى عن ال

هللا عليه وسلم بالعيان للمثل الذي ك

(447".)ضربه

ومن الناحية النفسية فإن هذه اإلشارة لها وقعها في نفوس الناس حيث صور لهم

النبي صلى هللا عليه وسلم البخيل مغلول اليدين ضيق الصدر بخيل الكف، فجمع

ولهذا لهما بين الصورتين الحسية واملعنوية مما كان له األثر البالغ في نفوسهم،

كجزء مهم به بقيت صورة اإلشارة وهيئتها عالقة في نف وذهن أبي هريرة يحدث

من هذا الحديث.

اإلشارة الثالثون:تأكيد وبيان.

ه -2517ب بن عن عبيدالل

ا "رافع في حديثه.. يأ

يجوز هذ

سنتهم ال

لحق ب

ون ال

يقول

ار إ منهم

شقه"وأ

ى حل

(448).ل

رض يا بذلك -عنه هللا إن في هذا الحديث إشارة صورتها أن عليا

اأشار إلى حلقه مبسنا

ا( وأداتها الغالبة فيها التي هي اليد في نف الوقت،ومشيرا باسم اإلشارة )هذ

اموجها

عليه صلى هللا -كل ذلك إلى حلقه ولسانه ليؤكد في نف السامع والرائي قول النبي

ذي سمعه ووعاه حق الوعي وهو: أن الحق الذي يقوله هؤالء الخوار -وسلمال

صلى هللا عليه -ب لسنتهم ال يتجاوزها،وال يلب على من عرف وصفهم من املصطفى

ذي الينطق عن الهو ، ومن األبعاد النفسية لهذه اإلشارة كذلك تثبيت -وسلمال

ى هللا عليه-اإليمان بالنبيعجزاته الصادقة التي ال تزال تشاهد وم-وسلم صل

وتتحقق.

احلادية والثالثون:إيضاح. اإلشارة

ى - 2614وف

بى أ

ال في حديثه .. -رض ي هللا عنه -عن ابن أ

د "ق

يل ق

يتم الل

ا رأ

إذ

بل من ها هنا ق

ار -أ

ش

رق " وأ

ش

حو امل

(449).بيده ن

111‌

بيده الشريفة -صلى هللا عليه وسلم-ة في هذا الحديث إشارة أطلقها النبيإن اإلشار

ن وي ف شار بيده نحو مشرق الشم قائال: ؤكد من خاللها وقت إفطار الصائم،ليبي

ي "يتم الل

ا رأ

بل من ها هنا"إذ

ق

د أ

فاصطحبت في تعبيره العبارة واإلشارة، ليوضح ل ق

الظلمة ت تي من جهة الشرق أول ما ت تي،وأن الليل يقبل من تلك من خاللهما أن

اء وأقبل فذلك وقت إفطار الصائم.الجهة والناحية، فإذا ج

وهذه اإلشارة والحركة من الناحية النفسية تعتبر عامال نفسيا مهما يزيل الوسوسة

إيماءة توحي التي قد تصسب املتحير الذي لم يت كد من حلول الليل بعد، كما أنها

للتوقيت يعرف ابالنظر إلى تلك الجهة والناحية، فجعل النظر إليها ورؤيتها مقياسا

.من خالله متى يفطر الصائم ويحل الليل على الناس

اإلشارة الثانية والثالثون:حساب وبيان.

ا "عن ابن عمر رض ي هللا عنهما أ في حديثه .. - 2551ذ

ا وهك

ذ

ا وهك

ذ

هر هك م -الش

ث

ة "عقد إبهامه فى الث

(450).الث

ح -صلى هللا عليه وسلم-في تعبير النبي وضباإلشارة في هذا الحديث دالالت مهمة ت

ن قدر وعدد أيام الشهر العربي وكيف تدور بين ثالثين بيوعشرين؛ف طلق وتسع وت

قال وضحة التي يفهمها عنه كل الناس،وسلم تلك اإلشارة البيانية املصلى هللا عليه

أي الثالثين تمام يعني ثالثين ومرة وعشرين تسعة مرة حجر:"يعني الحافظ ابن

أشارا

وهذا الثالثة املرة في اإلبهام وقبض مرتين اجميعا العشر ب صابع يديهأوال

عنه املعبر وهو مرات ثالث بهما أخر مرة وأشار وعشرون تسع بقوله عنه املعبر

(451.)ثالثون" بقوله

ومن الناحية النفسية كانت اإلشارة تقريرا ا

اس لحالة من ا وحال في نفوس النامهما

التردد تقع دائما للمسلمين إزاء الشهور التي تلقت بها عباداتهم ومعامالتهم، فهي

: "في إشارته بيدهعياض رحمه هللا ذات داللة حكمية ونفسية مهمة قال القاض ي

112‌

ة وعشرين وتسع ثالثين إلى النطق في الطالق مقام تقوم باإلشارة،وأنها الحكم حج

ل والوصايا والبيوع (452.)بها" االعتداد صحة على وغيرها،ويد

.اإلشارة الثالثة والثالثون:توضيح وبيان

ا " في حديثه .. -رض ي هللا عنه -عن ابن مسعود - 2593ذ

ن يقول هك

س أ

ل

ا ذ

-وهك

ب يده ورف ا" -عها وصو

ذ

ى يقول هك ر بين إصبعيه.حت

(453). وف

ى-إن حركة اليد التي قام بها النبيفي هذا الحديث إشارة -وسلم عليه هللا صل

ب يده واضحة مقصدها ومفادها التمييز بين الفجرين األول والث اني حيث "صو

عهار "،ورف

بذلك إلى تباين الفجرين والفرق بين وف

اقال بينهما، إصبعيه مشيرا

هللا: "والذي يطلع رحمه القرطبي ا

الفجر الكاذب،وأما املسمى: بالفجر هو طويال

حة حيث وضع-وسلم عليه هللا صلى-إليه النبي أشار الذي الصادق:فهو على املسب

ه: يطلع إلى إشارة يديه،وهو املسبحة،ومد ا،ثم أن ا األفق عم معترضا ا فيه ذاهبا عرضا

(454.)ويستطير؛أي : ينتشر"

يزيل ما ا مهما

اومن الناحية النفسية تعتبر هذه الحركة وهذا البيان اإلشاري حافزا

فمقتض ى اإلشارة يخطر في النف من الوسوسة من ذلك الفجر األول الكاذب،

والعبارة النبوية أن يلتفت إليه، ومن الناحية العاطفية كانت اإلشارة توحي برحمته

ه للخير والرفق بها، وشفقته صلى هللا عليه ذلك ما اقتضته داللة اإلشارة ب مته وحب

حديث "في:هللا رحمه النووي والعبارة، قالفجر بيان هذا ال

ذي ال

ق ال

به يتعل

ام،وفيهحك

ا األ يضا

يضا أ

ارة اإل

ش

بيان لزيادة باإل

عليم في ال (455".)الت

اإلشارة الرابعة والثالثون:جتسيد وحكاية.

113‌

بن جندب -2598ستطيل في حديثه: " -رض ي هللا عنه -عن سمرة

ق امل

ف بياض األ

وال

هك

ا"ذ

ذ

ى يستطير هك ا.ا حت رضا

ال يعنى معت

اد بيديه ق اه حم

(456)،وحك

من حيث إن اإلشارة في هذا الحديث هي من قبيل اإلشارة في الحديث السابق

املضمون والشكل العام،

فيقال فيها مايقال فيها فال داعي لتكرار ما قيل من قبل، إال

،زيد هو املشير هنا وقد حكى اإلشارة بيديه بن أن حمادعتراض ه يصف بذلك اك ن

الفجر ينفجر أو الفجر يبرق حتى ويقول ال يغرنكم هذاالبياضالصبح في األفق،

ا هذا والذي قال ابن رجب رحويتضح وينتشر ضوءه، على الحديثين معاامه هللا معلقا

ب ن فرق بينهما الفجرين،فإنه بين-وسلم عليه هللا صلى-النبي تفريق "وأماقبله:

؛ولهذامد أصابعه في مستطيل،ي خذ األول ا وط ط هاوق ف إلى ورفعها السماء طوال

والثاني،أسفل،فينتشر في مستطير،ي خذ

ا (457.)والشمال" اليمين عن السماء عرضا

اخلامسة والثالثون:نداء. اإلشارة

ى بن - 2857 عن صفوان بن يعل

ة مي

ى بن قال في حديثه: " أ

ى يعل

ار عمر بيده إل

ش

ف

عال ت

ة مي

(458)."أ

في هذا الحديث إشارة أخر من لغة اإلشارة خاطب بها عمر الفاروق يعلى بن أمية

منها تنبيهه على أن النبي رض ياقد جاءه -صلى هللا عليه وسلم-هللا عنهما قاصدا

سؤاله الذي س له ف شار إليه عمر: أن على -سبحانه وتعالى-من هللاالوحي والجواب

تعال لتر وتسمع الجواب، وفيها إيحاء من عمر رض ي هللا عنه إلى نف السامع

ذي ينتظر، -صلى هللا عليه وسلم-والرائي ب ن النبيعنده الجواب الشافي والكافي ال

ه عضالت واملسائل؛ألن

ل عويصات امل

تنزل عليه األجوبة من لدن فهو حال

مرسل ت

ه سي تي ال محالة، قال الحافظ ابن أن

، إال

احكيم خبير، ولو ت خر الجواب قليال

ه فانظر تعال حينئذ عمر له حجر: "فقال صلى النبي على اليشق أن ذلك علم وك ن

(459.)وسلم" عليه هللا

114‌

السادسة والثالثون:مالطفة. اإلشارة

بيه عن - 3009د عن أ ي قال في حديثه: "جعفر بن محم زع زر

م ن

ى ث

عل

ي األ زع زر

نف

دي ه بين ث ف

م وضع ك

سفل ث

(460).ي"األ

أن اإلشارة هنا عبارة عما قام به جابر بن عبد هللا رض ي هللا عنه مع جعفر بن

ره بين ثدييه في إشارة مفادها وغايتها محمد رحمه هللا حيث وضع كفه في صد

بسب املصطفى التعبير عن فرحه به وترحيبه وتقريبه وتقديره له لقرابته من الح

صلى هللا عليه وسلم.

ومن الناحية النفسية تعد إيماءة مهمة للحاضرين والسامعين بضرورة تقدير آل

مة.تعظيمهم في نفوس الخاصة والعاو -صلى هللا عليه وسلم-النبي

ومن الناحية العاطفية كذلك كان لهذه الحركة بعدها العاطفي حيث تذكر جابر بن

عبد هللا حبسبه ومعلمه وقدوته،ومن داللة هذه اإلشارة ما ذكره النووي في تعليقه

ه ص هل بست رسول الل

رام أ

يه عليها قال النووي رحمه هللا : "فيه إك

ه عل

ى الل

ل

م،ائر وسل فة الز

ط

نسسه ،ومنها مال

د بما يليق به وت ي محم ا سبب حل جابر زر

وهذ

(461.)"عليهبن علي ووضع يده

السابعة والثالثون:حساب اإلشارة

ال - 3009بيه ق

د عن أ احديثه: " في عن جعفر بن محم عقد تسعا

قال بيده ف

(462".)ف

إن اإلشارة هنا تعبر عن املقصود واملراد حيث إن جابر بن عبد هللا رض ي هللا عنه

عدد السنين التي مكثها النبيا عليه هللا صلى–عقد بيده تسعة أصابع قاصدا

إلى املدينة مليحج فيها -وسلماه اإلشارة العددية وهذ،باملدينة بعد مجيئه مهاجرا

رؤوس األنامل وصفها السيوطي رحمه هللا بقوله: "وهوالعقداملشهورب ن تضم

في السبابة رأس وتضع اليمنى كفه راحة بوسط والوسطى والبنصر الخنصر الثالث

(.463)اإلبهام" أصل

115‌

اومن الناحية النفسية تعتبر حركة مصاحبة للخبر الذي أخبر به جابر تعطي بعدا

همه السامع والرائي على حد سواء.ا يفا مؤكدا ا مهما نفسيا اوإيحاءا

-صلى هللا عليه وسلم-كما أنها من الناحية العاطفية توحي كذلك بحب جابر للنبي

وتتبعه له وإحصائه لسنته باملدينة التي لم يحج فيها، وقبضه ليده على تلك

ليه االحتمال أو املعلومة وذلك العدد بدقة متناهية وتفاصيل محققة ال يتطرق إ

النسيان.

الثامنة والثالثون:تالحم. اإلشارة

ال - 3009ه ق

ه في حديثه: " عن جابر بن عبد الل

ك رسول الل ب

ش

صلى هللا عليه -ف

ر -وسلمخ

في األ

اصابعه واحدة

(464)."أ

ي الذي حملته داللتها إن اإلشارة في هذه الحديث للت كيد املعنوي والتمثيل الحس

قال النووي رحمه هللا: حد سواء،وصورتها إلى القارئ والسامع والرائي على

ه

شعمرة في أ

زعمه من امتناع ال

ة ت جاهلي

ت ال

ان

ال ما ك

قصود بها بيان إبط

حج، "امل

ر ال

قيامةى يوم ال

حج إل

عال ال

ف

ت في أ

لعمرة دخ

(.465")وبيان أن ال

فسية كان لهذه اإلشارة وقعها وت ثيرها فقد أزالت ما في نفوس ومن الناحية الن

الناس من امتناع العمرة في أشهر الحج، وأنهما متداخالن ومتشابكان اشتباك

ا وقعها النفس ي والعاطفي في ذلك املوقف العظيم والجم الغفير األصابع، كما كان له

، قالاالتبريزي: "فيه الخطيب والجو الرباني الذي امتألت منه النفوس هيبة وإجالال

إشارة إلى اشتراك كل األعوام في ذلك بدون اختصاص، ويدل عليه تشبيك

(466)."األصابع

116‌

اإلشارة التاسعة والثالثون:تبليغ وإشهاد.

ه بن جابر عن -3009ال عبدالل

قال في حديثه:" ق

ابة بإصبعه ف ب عها الس

ى يرف

إل

ماء تها السى وينك

اس إل (467".)الن

ه لل

ى–في هذا الحديث إشارة مهمة أطلقها رسوال

-وسلم عليه هللا صل

ا دالليا

اتعبيرا

ا بيانيا

التبليغه وأدائه األمانة التي حمله هللا تعالى إياها وأشهد هللا رب وت كيدا

ا عن وتعبيرا االعاملين والناس على ذلك، وأشار بسبابته إلى السماء وإلى الناس إيحاءا

ا أي بالسبابة أشار أي بإصبعه قال الخطيب التبريزي رحمه هللا: "فقالك،ذل رافعا

ضرب األرض،والنكت بها يضرب كالذي إليهم ابه يشير الناس،أي إلى اها،وينكتهاإي

(468.)األرض" إلى األنامل رأس

ومن الناحية النفسية والعاطفية كانت اإلشارة إيماءة لكمال الدين وتمام الوحي

ى وتبليغ الرسالة، ولهذا أثرت ت ثير بالغا في أصحابه ومحبيه املصطفى هللا عليه صل

إليهم، قال وسلم، ففهموا منها كل ذلك حين ااستشهدهم ب صبعه وقلبها مشيرا

بها النووي رحمه هللا: "معناه دها يقل ى ويرد

اس إل ا الن يهم" مشيرا

(.469)إل

األربعون:صرف نظر. اإلشارة

ال بن جابر عن -3009ه رض ي هللا عنهما ق

وضع في حديثه:" عبدالل

ه رسول ف

صلى-الل

ى يده -وسلم عليه هللافضل وجه عل

ل ال حو

فضل ف

ى وجهه ال

ق إل

ر الش

ر اآلخ

ينظ

ل حوه رسول ف

ى– الل

(470".)يده -وسلم عليه هللا صل

إن اإلشارة في هذا الحديث من التعبير النبوي البليغ والبيان بلغة اإلشارة التي قد

أبلغ من التعبير الكالمي والخطاب اللساني، حيث صرف وجه الفضل رض ي تكون

هللا عنه بيده الشريفة ليصرف نظره خوفا عليه من الوقوع في الفتنة وما حرم هللا

عليه، ومن داللة هذه اإلشارة كذلك: تغييره للمنكر بيده الشريفة بطريقة لطيفة ال

117‌

ى-هللا رسول "ووضععنف فيها وال صخب، قال النووي رحمه هللا عليه هللا صل

ما وجه يده على-وسلما كان الفضل : إن

ا (471.)عليه" الفتنة من خوف

ومن الناحية النفسية والعاطفية كانت هذه الحركة إيحاء وإشارة إلى ضرورة صرف

النظر عن متع الدنيا وإيثار أمر هللا، فطبق رسول هللا صلى هللا عليه وسلم اللطف،

وجمع كل ذلك بإشارة من يده الشريفة.رفق، وأمر هللا، والتغيير باليد،والوالحكمة،

واألربعون:حتديد وتأكيد. اديةاإلشارة احل

ه - 3407هو رسول الل

ال:)أ

ى -صلى هللا عليه وسلم-عن سهل بن حنيف ق

بيده إل

دينة(. (472)امل

صلى هللا -بيانيةتوكيدية،أطلقها النبي توضيحيةفي هذا الحديث الشريف إشارة

بها مدينته الحبسبة املنورة،بيده الزكية الشريفة قاص-عليه وسلما بها دا

اموضحا

هيبتها وحرمكانتها بين قر ومدن األرض كلها،م تها عند هللا ورسوله.مبسنا

ظل ومن الناحية النفسية والعاطفية كان لهذه اإلشارة وقعها وت ثيرها فقد

املسلمون يعظمون املدينة النبوية ويقدسونها ويحبونها ويقصدونها لجوار الحبسب

املصطفى صلى هللا عليه وسلم، فظلت مكانتها وهيبتها ومكانتها تزداد على مر الليالي

.واأليام، كل ذلك انطالقا من داللة ومعنى تلك اإلشارة وتلك العبارة

.وبيان ة واألربعون:حتديدنياإلشارة الثا

بي عن -3453 :"سعيد الخدري قال في حديثهأ

ذ

خ

ا ف ف

ضرب حصباء من ك

به ف

رض م األ

ال: ث

م هو " ق

ا مسجدك

(473)."هذ

-صلى هللا عليه وسلم-في هذا الحديث النبوي إشارة لها مدلولها ، حيث عبر بها النبي

الذي أس على التقو حين سئل عنه، ف جاب بهذه عن تعيسنه وت كيده للمسجد

اإلشارة املصحوبة بالعبارة، فعبر بتلك الحصباء وضرب األرض بها عن تحديده

118‌

لذلك البيان ا مهما

اوتعيسنه ملا سئل عنه، كما تعتبر تلك الضربة والحركة ت كيدا

ن الذي أراده صلى هللا عليه وسلم.والتعيي

له وقعه وأثره على السامع واملشاهد يقوي كما تعد من الناحية النفسا مهما

اية دليال

ويؤكد في نفسه أن املسجد النبوي أول مسجد أس على التقو قال النووي

القرآن في املذكور التقو على أس الذي املسجد أن نصب رحمه هللا: "هذا

فاملراد األرض في وضربه الحصباء-وسلم عليه هللا صلى-أخذه املسجد النبوي،وأما

ه لبيان في اإليضا املبالغة به (474.)املدينة" مسجد أن

.واألربعون:زجر واعرتاضالثاثلة اإلشارة

عبي رحمه هللا قال في حديثه عن -3783 : "الش

ذ

خ

سود ف

ا يزيد بن األ ف

ى من ك حص ا

حصبه (475".)به ف

سود ي هذا الحديث إشارة من نوع ف يزيد بن لغة اإلشارة السابقة، حيث أخذ األ

ا فى من ك رمى به الشعبي رحمهما هللا تعالى، وتلك إشارة لها معناها حص ا

وذلك ،ف

ه أراد بذلك أنه حين داخله شك مما حدث به رماه بكف الحصباء ذلك، وك ن

ه رأ ه مخالف لكتاب هللا اإلنكار عليه أو تنبيهه للتثبت مما يحدث به، وك ن

أن

ن الصحابية رض ي هللا عنهم جميعا.تعالى،أو أنه خط أو غلط منه أو م

ومن الناحية النفسية والعاطفية كذلك كان لها من الداللة ما ال يخفى حيث وقعت

ا يعني التثبت والتيقن والتمحيص ملا تلك اإلشارة من السامع والرائي موقعا مهما

أو غيره التحديث به وبثه بين الناس وتبليغه عن النبي صلى يريد الشعبي رحمه هللا

هللا عليه وسلم، حتى ال يتهاون ويتجرأ على التحديث بكل ش يء عنه، فكان في ذلك

ا مهما

ا نفسيا

ا وتهيسبا وردعا

ا .زجرا

.واألربعون:طرح وصلحالرابعة اإلشارة

119‌

عب بن مالك قال في حديثه – 4067ر من " :عن ك

ط ن ضع الش

يه بيده أ

ار إل

ش

ف

(476)."دينك

بها إلى صاحبه اهذه إشارة من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم واضحة بسنة مشيرا

من خاللها نقص النصف من دينه الذي اكعب بن مالك رض ي هللا عنه وطالبا

، وهي واضحة املعنى بسنة يطالب به ابن أبي حدرد، حتى يتمكن األخير من أدائه

الداللة فيما ترمي إليه، ولهذا فهم كعب رض ي هللا عنه مقصد النبي صلى هللا عليه

رحمه وسلم ومراده منها، وهي من خطاب لغة اإلشارة دون العبارة، قال القرطبي

همت؛ألنها إذا الكالم بمنزلة أن اإلشارة هللا:"فيه دليل: على الكالم على داللة ف

(477".)واألصوات كالحروف

وهي من الناحية النفسية والعاطفية حركة وإشارة فيها إيحاء بالدعوة إلى الصلح

والتقارب النفس ي بينهما ولو اقتض ى ذلك ترك ش يء من املال بالنسبة لكعب مقابل

واسطة وصلح الحبسب النبي صلى هللا عليه وسلم، ومقابل قبول ابن أبي حدرد

و ابدون ت خير، فكانت إشارة صلح وحب وإخالص، ولذلك استجاب ألداء دينه فورا

إلى اإلرشاد جهة على أمر وسلم عليه هللا صلى منه لها كل منهما، "وهذا

(.478")الصلح

واألربعون:تأكيد وبيان.اخلامسة اإلشارة

بي سعيد – 4139ار الخدري قال في حديثه: " عن أ

ش

بو وأ

ى بإصبعيه سعيد أ

إل

يه يه عين

نذ

(479".)وأ

إن اإلشارة في هذا الحديث الشريف إشارة ت كيد وبيان وتبليغ الخبر الذي نقله عن

رسول هللا صلى هللا عليه وسلم، وإن كان ال يتهم في ش يء ذلك، ولكنه مع ذلك أشار

يه وفي ذلك ت كيد وبيان لرؤيته وحضوره ى عين

صلى هللا -وسماعه للنبيبإصبعيه إل

123‌

حال روايته عنه، ومن داللة هذه اإلشارة كذلك تمام العلم والوعي -عليه وسلم

(480) .والضبط واالنتباه ملا نقله

أراد أن يقع هذا الحديث وما -رض ي هللا عنه-ومن الناحية النفسية فإن أبا سعيد

يتضمنه من األحكام وضرورةا من نفوس تجنب الربا في املعامالت موقعا

ابليغا

ا بين القول باللسان واإلشارة باليد، مخبرا

االناس حتى ينتبهوا للربا وخطورته، جامعا

بذلك عن تمام إدراكه بحواسه ملا أخبر به ونهى عنه الحبسب املصطفى صلى هللا

عليه وسلم.

.واألربعون:عالج شكالسادسة اإلشارة

ح - 4235لبى ط

عن معدان بن أ

عن بإصبعه في قال في حديثه:"ة

ى ط حت

(481).ي"صدر

عن النبي -صلى هللا عليه وسلم-تعتبر اإلشارة من التعبير النبوي البليغ حيث ط

وألح عليه في ش ن -رض ي هللا عنه-بإصبعه فى صدر الفاروقاحين راجعه كثيرا

ه محل العلم وعليه بالالكاللة، وقد وقعت اإلشارة إلى القلب تحديد، ألن

قال القرطبي رحمه هللا: ردد واإلدراك واالنتباه وكل ذلك،ومحل الشك والتوالقبول،

عن "هذا النظر على الحث في مبالغة الط

ن مع السؤال إلى يرجع والبحث،وأال

التمك

ف صاب طلب من أجر االجتهاد،ولينال رتبة على ليحصل واالستدالل البحث من

(482.)املراد" لحكم،ووافقا

ومن الناحية النفسية كان في هذه اإلشارة داللة على زوال ما نفسه وقلبه من

في هذا األمر الذي رابه كثيرا واستغلق عليه، ف زالت تلك اإلشارة ،الشك والتردد

في النف من شبهات، ومن حيث العاطفة فإن مل يد ا ما بقي عالقا

اوالعبارة معا

وقربه وتعليمه ولطفه فيه من الرحمة وتنمية -صلى هللا عليه وسلم-وإصبع الحبسب

وظلت إشارة الحبسب وعبارته ال يخطر على بال وال يدور بخيال،العاطفة ومنحها ما

121‌

ساء "تجول في صدره وخياله: تي في آخر سورة الن

يف ال الص

فيك آية

ال يك

يا عمر ! أ

(483".)؟

واألربعون:جحود وعاطفة.السابعة اإلشارة

التور " عن بن عمر قال في حديثه:-4533ذي يقرأ

فتى اليهودي ال

ى وضع ال

اة يده عل

جم" ...." حجارة بنفسه آية الريته يقيها من ال

قد رأ

ل (484)."ف

فتى لغة إشارة اليد وهي: " أوالهما منإن في هذا الحديث إشارتين اثنتين وضع ال

التوراةذي يقرأ

جم"، اليهودي ال ى آية الر

والثانية من لغة البدن العامة وهي يده عل

حجارة بنفسه"يقيه هودي الذي رجم مع اليهودية كان: "كون الي، ففي اإلشارة ا من ال

ضع يده جم التي في التوراة من خالل و ر في آية الاألولى أراد الفتى اليهودي أن يخ

يطلع عليها النبيعلى موقعها من التوراة، لئاوالحاضرون -صلى هللا عليه وسلم-ال

وأدرك مقصده ولكن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وعبد هللا بن سالم عرفمعه،

والتي فيها حكم لتي أخفاها ومراده، ف مره أن يرفع يده ليتضح األمر وتتبين اآلية ا

إلى ما -صلى هللا عليه وسلم-"أشار عليهم رسول هللاهللا،قال الخطابي رحمه هللا:

كتموه من حكم التوراة ثم حكم عليهم بحكم اإلسالم على شرائطه الواجبة

(.485)فيه"

أما اإلشارة الثانية فقد تجسدت في انحناء اليهودي على اليهودية ليقيها ببدنه

جارة التي تنهال عليهما من الرامين لها، فكلما رأ الحجارة وجسمه من رجم الح

مصوبة إلى جهة حاول التعرض لها بنفسه حتى ال تصل إليها، وفيها من العاطفة

والحنو من اليهودي على اليهودية ما ال يخفى، حيث كان يفديها بنفسه ويموت دونها

حتى آخر نف ورمق.

122‌

اق.واألربعون:كرب ونف الثامنة اإلشارة

بن -4760سامة

فه بردائه قال في حديثه:"عن أ

نبى أ

ه بن أ

ر عبد الل م

"خ

ال ال

م ق

، ث

ينا.روا عل ب

غ

(486)ت

في هذا الحديث من لغة اإلشارة إشارة فريدة وحيدة من نوعها فيما مر بنا من لغة

الراوي هي عبارة عن تغطية عبد هللا بن أبي اإلشارة، وهذه اإلشارة كما وصفها

وأما داللتها باملجل الذي هو فيه،-عليه وسلم صلى هللا-ألنفه بردائه حين مر النبي

صلى هللا عليه -فهي تدل في املقام األول على الكبر وفساد الفطرة،وذلك أن النبي

وعرفا من املسك ال -وسلم من كل مسك.ذكي بل كان عرقه أطيب كان أطيب ريحا

وال شك أن هذه اإلشارة لها أبعادها النفسية وداللتها العاطفية فمن أبعادها

النفسية: الكبر الذي هو بطر الحق وغمط الناس، فال ير ابن أبي إال نفسه ونفسه

لعزة وحده،ومنها امتالء نفسه وروحه بالحقد والضغينة على اإلسالم وأهله ودعواه ا

ومن الناحية العاطفية كانت عاطفة ابن أبي جافة يابسة اذبة،والكرامة الزائفة الك

كالصفوان ال تت ثر بما يؤثر في النفوس من املواقف أو العالقات واإلحسان أو

ه باق على كفره ونفاقه الروائح الزكية بحال،ولو أسلم أبناؤه وبناته وعشيرته، فإن

وفساد طويته وخبث حركاته واختياره ينبئ عن سوء ذوقه وشقاقه، كما أن

سريرته، كل ذلك جعله يغطي أنفه املرغمة عما مر بمجلسه من رائحة اإليمان

عن باطن ا كافيا

ا وافيا

اوالخير واليمن والبركة، فجاءت تلك الحركة واإلشارة تعبيرا

عليه هللا صلى –هللا رسول على والحقد الحسد هذا املنافق املوتور الذي منعه

(487.)العاملين رب هلل للحق،واإلسالم اداالنقي من –وسلم

:إزالة لبس.واألربعون التاسعة اإلشارة

عن -4769مة

وع بن سل

كال في حديثه: األ

ب "ق

ذ

هإن من ك

ال

ه ق

جرين ل

بين . وجمع "أل

(488)إصبعيه.

في إشارة تعبيرية من في هذا الحديث جمع النبي صلى هللا عليه وسلم بين إصبعيه

لغة اإلشارة املبسنة املؤكدة أراد النبي صلى هللا عليه وسلم من خاللها أن يؤكد

123‌

األجرين الذين صر بهما في صريح الكالم، فجاءت اإلشارة بالجمع بين اإلصبعين

ليبين من خاللها أن ذينك األجرين اجتمعا لعامر بن األكوع رض ي هللا عنه في آن

بين إصبعيه إيحاء نفس ي مهم للناس -صلى هللا عليه وسلم-النبي واحد،وفي قرن

ن عامة، وخاصة الذين زعمواا أ عامرا

ه، فجاءت اإلشارة من النبي حبط

صلى -عمل

-هللا عليه وسلما

للشك، وتزيل ما مصحوبة بالعبارة لت كد وتبين بما ال يترك مجاال

ركة لطيفة من يده الشريفة الزكية، لها نفوس العامة والخاصة، فهي إيماءة وح

العيني الدين وقعها في نفوس الناس ومدلولها في ضمائرهم وواقع حياتهم، قال بدر

سبيل في املجاهدة وأجر الطاعة في الجهد أجر هما ألجرين رحمه هللا "قوله إن له

(489.)للت كيد" فيه والالم هللا

اإلشارة اخلمسون:تبليغ وتنفري.

ال عن -4845اعدي ق الس بي حميد

م في حديثه:" أ

ع ث

ى رئي بياض يديه رف حت

يه (490)."إبط

إن اإلشارة التي في هذا الحديث الشريف بسنة الداللة واضحة املعنى وهي عبارة عن

هللا والناس ا إلى ربه لسشهد ليديه إلى السماء متجها -صلى هللا عليه وسلم-رفع النبي

له حتى ظهر بياضعلى تبليغ ما أمر به معلنا امن رفعه إبطيه ا ذلك للناس، ومؤكدا

حكم بلغت -يعني من هذه اإلشارة-قال الحافظ بن حجر رحمه هللا: "واملرادليديه،

ا

األمم سؤال من القيامة في مايقع بلغ،وإشارة إلى له تعالى لقوله هللا إليكم امتثاال

(491)إليهم" به ماأرسلوا ياؤهمأنب بلغهم هل

للناس من اومن الناحية النفسية تعتبر هذه اإلشارة املصاحبة لهذا األسلوب ترهيبا

أمام الراوي ا من مثله، ولهذا بقي املوقف ماثال

اأكل الحرام والتجرؤ عليه، وتنفيرا

ه بصرته عينه وسمع ته أذنه يرويه كما هو، ويصفه كما شاهده وعاينه فيقول إن

على ضبطه له وتمام تذكره،تامرحمه هللا: النووي قال كيدا

عل

ا "معناه: أ

م هذ

ال

ك

ال

124‌

ا بصرت يقينابي عيني وأ ى الن

ه صل

يه الل

م عل

م حين وسل

لك به،وسمعته ت

ال

ني،ف

ذ

أ

ك

مي في ش (492)به" عل

.واخلمسون:حتمس اديةاحل اإلشارة

ال -5022ن في يده في حديثه:" عن جابرا بن عبد هللا رض ي هللا عنه ق

مرات ك

قى ت

ل "ف

تل.ى ق ل حت

ات

م ق

(493)ث

ة ومبسنة، توحي جاءت الحركة واإلشارة في هذا الحديث كما وصفها الراوي معبر

فاإلشارة هنا عبارة عن أبعاد نفسية وعاطفية مهمة،ا ذات ، كما أنهبكثير من املعاني

إلقاء التمرات وقذفه بها حتى ال تشغله عن لقاء العدو والنزال معه، كما أنها توحي

يه بزهده في الدنيا وما يتعلق بها، وتشير إلى قطع العالقة مع كل فان زائل ورم

والبحث عن الخلود وثمار الجنة.

لنفسية على قوة شجاعته وبطولته ورباطة ج شه كما أنها تدل من الناحية ا

وإيمانه وتصديقه للنبي صلى هللا عليه وسلم، ومن الناحية العاطفية فيها داللة على

حب عمير رض ي هللا عنه لدينه وحبسبه صلى هللا عليه وسلم، ورغبته فيما عند ربه،

مبادرة على الحديث: دليل هذا قال الشي محمد ابن عثيمين رحمه هللا: "في

ش نهم وهذا فيها اليت خرون وأنهم الصالحة األعمال إلى عنهم هللا رض ي الصحابة

(.494)اآلخرة" وفي الدنيا في العزة لهم كانت ولهذا

125‌

.واخلمسون:مد وجزر الثانية اإلشارةال -5146

اس رض ي هللا عنهما ق ه بن عب

ع رسول في حديثه:" عن عبد الل

رف

ه ف

-الل

(495".)يده -صلى هللا عليه وسلم

ران بتعبيرين مختلفين في في هذا الحديث الذي بين أيدينا إشارتان اثنتان تعب

:األولى منهما تجسدت في مد النبي صلى هللا عليه وسلم يده إلى الطعام، حيث املعنى

التناول منه، قبل أن تتبانه لحم ن له حقيقته وأيصوب يده اليمنى نحوه، قاصدا

ه صلى هللا عليه وسلم أرقى أن

ضب مشوي، وهذه الصورة معروفة عند الناس، إال

، وإذا أردنا سبرها وما تدل عليه لن ن تي بش يء من ا وتواضعا

ا ووقارا

اوأسمى أدبا

حقيقتها ملا تدل عليه من مزايا وأخالق وقيم يحملها صاحبها صلى هللا عليه وسلم،

حيث ي كل كما ي كل الناس ومع أصحابه مما قدم إليه، ها تدل على تواضعهإال أن

فال يخص نفسه بش يء، وأما اإلشارة الثانية فإنها تجسدت في رفعه صلى هللا عليه

وسلم ليده ورده لها عندما علم بحقيقة اللحم وأنه لحم ضب، وهي حركة وإشارة

الحافظ بن توحي بتركه لذلك اللحم، وتدل على أنه يعافه ويكرهه بطبعه، قال

(.496)الطباع تختلف في النفور عن بعض امل كوالت" حجر رحمه هللا: "فيه أن

ومن الناحية النفسية فقد ت ثر جلساؤه صلى هللا عليه وسلم برفعه ليده فتعجبوا

(497.)حتى س لوه أحرام هو ف جابهم بحليته وعلل لهم رفعه ليده وتركه األكل

:صور حركة إشارة اليد واجتاهاتها-3ا:أسفل أفعال اإلشارة الدالة على اتجاه اليد إلى-أ

تتميز أفعال اإلشارة الدالة على االتجاه إلى األسفل باشتراكها في ثالثة مظاهر داللية

أساسية كسابقتها وهي: الحركة، واالنتقال، واالتجاه إلى أسفل، ثم ت تي إلى جانب

ل هذه املجموعة، وفيما يلي ذلك مظاهر داللية أخر للتمييز بين كل فعل من أفعا

126‌

م ركة اليد واتجاهها إلى مسرد باألفعال الدالة على حه وضع أسفل وهي:)وضع:"ث ف

ك

"،رمى:"فرماني بين صدري في دييقوم ث

ب ال بصارهم"،صوب:"صو

يده ب

هو عها"،أهو :"أ

ه رسول ورف

ى بيده -وسلم عليه هللا صلى-الل

إل

قىل دينة"،ألقى:"ف

مرات امل

ن ت

(498)يده"في ك

اأفعال اإلشارة الدالة على اتجاه اليد إلى أعلى:-ب

تتميز أفعال اإلشارة الدالة على االتجاه إلى أعلى باشتراكها في ثالثة مظاهر داللية

لى أعلى، ثم ت تي إلى جانب ذلك مظاهر أساسية هي: الحركة، واالنتقال، واالتجاه إ

داللية أخر للتمييز بين كل فعل من أفعال هذه املجموعة، وفيما يلي مسرد

قال ركة اليد واتجاهها إلى أعلى باألفعال الدالة على حابة بإصبعه وهي:)رفع:"ف ب الس

عهاى يرف

ماء"،عقد:"ثم عقد إل افي إبهامه الس

ة،فر :"إذ

الث

ى الث

ر صل

بين ف

م ى يده مد يديه،مد:"ث

سجد"(. إل

(499)امل

اأفعال حركة اليد اإلشارية الدالة على الذهاب:-ج

تتميز أفعال اإلشارة الدالة على الذهاب باشتراكها في ثالثة مظاهر داللية أساسية

واالنتقال، والذهاب، ثم ت تي إلى جانب ذلك مظاهر داللية أخر هي: الحركة،

، وفيما يلي مسرد باألفعال اليدوية ةللتمييز بين كل فعل من أفعال هذه املجموع

هاب وهي: )ذهب:"أعطانييه والدالة على الذ

عل

هب ن

ي وقال: اذ

ع: بنعل

ين"،دف

هات

ع دف

حره... في "ف

عاد ن

ع ف

دف

حره في ف

د ن

ش

ا الدفعة من أ

ى"،فر : "إذ

ول

ى األ

ر صل

ف

م بين يديه"،أخذ:" ث

ذ

خ

عر بيدي أ

م ف

ى يده مد بي"،مد:"ث

سجد"،بسط:" إل

امل

بسط

ايمينه "(. ف

ا

الجمع: أفعال حركة اليد اإلشارية الدالة على-د

تتميز أفعال اإلشارة الدالة على الجمع باشتراكها في ثالثة مظاهر داللية أساسية هي:

الحركة، واالنتقال، واإلياب، ثم ت تي إلى جانب ذلك مظاهر داللية أخر للتمييز بين

127‌

الدالة على موعة، وفيما يلي مسرد باالفعال اليدوية كل فعل من أفعال هذه املج

ل )الجمع وهي:دخ

ت فيها يده أدخل:"ف

نال

صابعه ف

قبضت أ

"،)قبض:" ف

اال

بل

عها بين يدي"،جمع:"وجمع ى إصبعيه،نكت:"يرف

ماء إل تها الس

ى وينك

اس"(. إل (500)الن

االدللة: ومختلفة عامة إشارية وصورا أفعال-هـ

تتميز أفعال اإلشارة الدالة على مطلق اإلشارة وعمومها باشتراكها في ثالثة مظاهر

داللية أساسية هي: الحركة، واالنتقال، والداللة على اإلشارة ، ثم ت تي إلى جانب

املجموعة، وتحتوي ذلك مظاهر داللية أخر للتمييز بين كل فعل من أفعال هذه

اليدوية ذات التعبيرات الداللية هذه املجموعة على مجموعة األفعال

يه...."،ضرب:"فضرب املختلفة:)أعطى:"أعطانيعل

ار عمر ن

ش

ار:"أ

ش

النبي بيده"،أ

في وسلم عليه هللا صلىن بيده،قال:"يك

قول ك

ا بيديك ت

إذ

مز:"ف

ا"،غ

ذ

سجد هك

ر ظ

نمزنى"،اختلف:"أ

ى غ

ف إل

تال

ى اخ صابع"،رأ :"حت

بياض ير أ

اه يه"،حكى:"وحك

اد إبط ال بيديه حم

ك يعني ق ب

ش

ا"،شبك:"ف رضا

ه رسول معت

ى الل

صل

ا عليه هللا فى من وسلم"،حصب:"ك حصبه حص ا

ى ف عن:"حت

عن به"،ط

يف بإصبعه ط

ر مر:"خ م

ه صدري"،خ

بي أ بن عبدالل

فه أ

(501)بردائه"(. ن

اإلشارية: مظاهر احلركة أهم-6 إن لكل حركة من حركات اإلشارة مظهرها وبعدها الداللي الذي تحدد من خالله،

وإن تتبع ذلك ومعرفته هي التي تساعد على فهم معنى تلك اإلشارة وداللتها ، كما

د لها، ومن أهم مظاهر تحديد تساعد على تحديد األلفاظ املعبرة عن مجالها املحد

الحركة:

الفراغ الذي تتم فيه اإلشارة: -1

ونعني بذلك الحيز الذي تتم فيه الحركات بمعنى أن جميع الحركات تتم في حيز من

املوقف الفراغ، والفراغ هنا نوعان: فراغ خاص يقصد به الفراغ املتا للجسم في

128‌

السكوني، ويكون هذا في الحركات املوضعية، مثل: االلتفات واإليماء، والقبض

والبسط ونحوه. والنوع الثاني: الفراغ العام، وهو كل املساحة التي يتحرك خاللها

ويكون هذا في الحركات االنتقالية التي يقوم مظهر املسافة "الجسم إلتمام حركته،

ناها مثل: الذهاب واإلياب والدخول والخرو فيها بدور بارز في تحديد مع

(.502")ونحوهاالتجاه، أو املسار:-2

يعتبر اتجاه اإلشارة أومسارها مظهرا ذو دور كبير ومهم في تحديد العديد من

اإلشارات وتمييزها، وذلك من خالل تحديد اتجاه حركة الجسم املتحرك؛ فقد تكون

األمام أو الخلف، أو قد تكون دالة على اإلشارة متجهة إلى أعلى أو أسفل، أو إلى

بل، يكون مظهر االتجاه ، هو ق األفعال: ، ذهب، دخل،أ

االذهاب أو اإلياب؛ فمثال

املميز الداللي في تحديد معناها وما ترمي إليه، كما أن مسار اإلشارة يعد مظهرا

ملظهر اتجاهها إذ يقوم املسار بالتمييز بين حركات اإلشارة ااملستقيمة وحركاتها مكمال

املنحنية. السياق:-3

إن سياق اإلشارة يعتبر مظهرا مهما كذلك حيث يتضح من خالله أن معنى املفردة

مرهون بوضعها في سياقها الذي ت تي فيه، سواء كان هذا السياق لغويا أم غير

لغوي.

االقوة:-4

اهرها الداللية، كما أن نوع الحركة اإلشارية ومقدارها وسياقها يعتبر من أهم مظ

فكذلك قوتها وت ثيرها هي األخر عامل مهم ومؤثر في نوع اإلشارة وداللتها، فهناك

إشارات قوية تحتا إلى طاقة وتوكيد وجهد أكبر مما تحتاجه اإلشارات الضعيفة،

فبمظهر القوة يكون التمييز بين بعض أفعال اإلشارات ودالالتها، مثل: ضرب،

ظاهر التي ذكرنا تتضح وتتبين من التتبع والتحليل للدالالتجذب، ونزع. ، وكل امل

واملظاهر واإليحاءات واإليماءات

129‌

ثانيا:لغة العني:

إنسان في كل زمان الوعناية اهتمام تاري البشرية محل عبر الباصرة العين تعتبر

فهي، القلبإلى بوابة الوألنها جمالية،عمالو الجسد اءـأعضومكان،ذلك نها من أهم

خـل اإلنسان من خلجات ومشاعر، فما كان في القلب ظهر في دا ضمريعما تنبئ

.العين

تكشف من مدلوالت الرسائل الرؤية البصرية إن "سمية املنصور تقول الدكتورة و

%من محتو الرسالة 87ما ال تفي به األلفاظ، فقد بينت األبحاث العلمية أن

ة املتكلم تتيح متابعة تقلصات عضالت تنتقل إلى اآلخرين عبر البصر. فمشاهد

الوجه وما يصاحبها من شد وبسط متوافق مع جرس الصوت ومحتو داللة

ويعول ابن جني كثيرا على عامل املشاهدة فينقل عن أحد مشايخه:"أنا ال ،"اللفظ

في الظلمة"ا .(503)أحسن أن أكلم إنسانا

ما يتعلق ب طراف الحديث للتبادل البصري ضوابط توجه األداء الحركي، منها "و

ونوع العالقة بينهما رسمية أم حميمة، واملستو االجتماعي والثقافي لهما، ومنها ما

لغايات فاعلها، ففعل ايرتبط بمكان الحديث، وتتعالق آلة النظر بفعلها وفاقا

املشاهدة يعزز العملية االتصالية، والنظر إلى املتحدث يكمل ما تقصر عنه

في املوقف اللغوي الكلمات، فالا: ، حواس تعمل معا

اقي العمليتين معا

والبد من تل

السماع والرؤية، حتى يتحقق التفاعل بين املرسل واملستقبل. فإظهار الوجد تكشفه

(504)."الصب تفضحه عيونهفنظرة العين

البصر والرؤية )نظر(: أفعال-أ آللته، فيذكر

االثعالبي الفروق الداللية بين تفرق اللغة بين مستويات النظر وفاقا

أفعال كثيرة كرمق ظ

ق، كما يستعرض في مدونته أفعال التي ولحـ

رش

وحد وأ

133‌

الرؤية التي تقترن بفعل الرؤية" فنظر، وأبصر، ورأ ، ورنا ، وغيرها من أمهات هذا

ه، الباب، وما يرافقها ويتنج عنها من أفعال تنحو منحاها وتدل عليها كاست فك

ه، وغيرها"رق

ش

(505.)واستوضحه واست

كلمة نظر من املعجم"لسان العرب". معىن-ب

النظر:ح العين نظره ينظره نظرا ومنظرا ومنظرة ونظر إليه، واملنظر : مصدر

نظر، تقول نظرت إلى كذا وكذا من نظر العين ونظر القلب،وقد نظرت إلى الش يء،

إلى الش يء،أي يرونه،والنظر:ت مل الش يء بالعين ورؤيته والنظارة:القوم ينظرون

رون")-ومشاهدته،ومنه قولهنظ

نتم ت

نا آل فرعون وأ

رق

غ

(،أي وأنتم 536عز وجل: "وأ

تشاهدونهم يغرقون،والنظر والتناظر:التقابل فالعرب تقول:داري تنظر إلى دار فالن،

ر.يقال:نظرت فالنا وانتظرته بمعنى ودورنا تناظر أي تقابل،والنظر:االنتظا

( 537واحد،ومنه قول عمرو بن كلثوم : )

أبا هند فال تعجل علينا وأنظرنا نخبرك اليقينا

والنظر كذلك:الفكر في الش يء تقدره وتقسسه منك، والنظرة:اللمحة بالعجلة،ومنه

ر الدهر إلى (،ونظ538لعلي:"ال تتبع النظرة النظرة ") -صلى هللا عليه وسلم-قول النبي

-عز وجل-بني فالن ف هلكهم ، والعرب تقول: انظرني أي اصغ إلي، ومنه قوله

ا واسمعوا")رن

انظ

وا

ول

(،والنظرة:الرحمة.ومنه قوله تعالى:"وال ينظر إليهم يوم 509:"وق

(،أي ال يرحمهم.ومن هذا املعنى حديث:"إن هللا ال ينظر إلى صوركم 510القيام ")

(،قال ابن األثير:"معنى النظر هاهنا 511ن إلى قلوبكم وأعمالكم")وأموالكم ولك

131‌

اإلحسان والرحمة والعطف ألن النظر في الشاهد دليل املحبة وترك النظر دليل

البغض والكراهة وميل الناس إلى الصور املعجبة واألموال الفائقة،والنظر يقع على

كان بالبصائر كان األجسام واملعاني،فما كان باألبصار فهو لألجسام،وما

(.512للمعاني")

صحيح مسلم: يف النظر ومشتقاته فعلترد مادة نظر ومشتقاتها في األحاديث النبوية في صحيح مسلم تارة باملعنى املجازي

وتارة أخر باملعنى الحقيقي، ومن هنا البد أن نعر على املعنيين الذين يتحدان

واملعاني، وقد حاولت حصرها بجميع صورها بالحروف ولكنهما يختلفان في الصور

مرة 206ومعانيها من صحيح مسلم، فوجدت أن فعل نظر بمادته وصيغه قد ورد

في صحيح مسلم، فحذفت املكرر منها واكتفيت بالنماذ املعبرة عن مختلف الصيغ

والدالالت وتطرقت إلى تلك املعاني باالعتماد على السياق وعلى معجم لسان العرب

بن منظور،وعلى كتاب املنها شر صحيح مسلم للنووي رحمهما هللا، وقسمت ال

فمن هللاا النظر إلى تسعة أنواع مستعينة باهلل تعالى، فما كان صوابا

اوما كان خط

فمن نفس ي والشيطان.

وأغراضها: العني إشارة صور املتلقي أو للرائي توحي حيث وداللة معنى اإلشارات أغنى من العين إشارة تعتبر

نابس كما والهدف،فالنظرة السياق والهيئة،أو املقام حسب مختلفة داللية بإيحاءات

وصورها،وهذا أنواعها ومضامينها،وتتباين أغراضها تتعدد املختلفة تقسيماتها في

نظرة على الدالة األفعال من نماذ خالل من وذلك منه وشواهد أمثلة ماسنورد

:هللا،وهي رحمه مسلم صحيح أحاديث من املختلفة العين

132‌

رت )ظ

رت ):ن

نظ

ا ف

إذ

رت .)(2908) حمار ف

رت (:نظ

ظ

ى ن

بى إل

في يزول جهل أ

اس رت (4668).(النظ

رت ): ن

ظ

ى ون

قوم إل

ا ال

إذ

د هم ف

عوا ق

لر )(4719).ط

ر ) ينظ

ينظ

ف

يمن منه أ

ال

رت (7512).( ير ف

ظ

رت ):ن

نظ

يه ف

د إل

وق

صرف

ة من ان

بح صال الص

ر (2826).(ظ

ر ) :ن

ظ

ه رسول ن

رت (4687).( وسلم عليه هللا صلى-الل

ظ

رت ) :ن

نظ

ى ف

إل

دينة ها امل ل لفي وإن

ليل مث

رت (2117).(اإلك

ظ

ى :(ن رت حت

ظ

ى إسرائيل بنو ن

ة إل

سوأ

ى ر (796).(موس ظ

نا) :أ

نر وأ

ظ

نباب صائر من أ

ق – ال

باب ش

ر (2204).(ال

نظ

و ( ت

ل

م عل

ك أ ن

ر أ

نظ

عنت ت

رون ) (5765).عينك في به ط

نظ

م ) :ت

ك

ن

رون ماش

نظ

ت

ى ر (3009).(إل

فق ) :ينظ

ط

فضل ف

ر ال

يهن ينظ

ر (1227).(إل

ظ

نى ) :أ ستطيع حت

ن ماأ

أ

ر ظ

نيها أ

ر (3575).(إل

ه من ) :ينظ ن سر

ر أ

ى ينظ

رت (1397).(رجل إل

ظ

رت ) :ن

نظ

ا ف

إذ

ف

ر (4754).( جبريل فيهار ) :ينظ

ينظ

يهم وال

يهم إل

يزك

ر (306).(وال

ر ) :ينظ

ينظ

امي ف ى الر

إل

ر (6931).(سهمه ظ

م ) :ن

لري أ

ن ت

ا أ زا ر مجز

ظ

ا ن (6770).آنفا

تعددامن شمل ودالالته،قد سياقاته بمختلف النظر على املوزعة األفعال هذه

اللماحة النظرة :هي متفاوتة أغراض تسعة في وردت اإلشارات،حيث

نظرة إلى ما،باإلضافة حال معرفة عامة،أو فكرة ألخذ شاملة وااللتفات،والنظرة

التعرف واإلكبار،وكذلك اإلعجاب نظرة النظر،ثم واختالس التجس

ارا الرضا،وأخي وعدم الغضب من النظر كف على تدل أخر واالستكشاف،ونظرة

. عليها والكالم بيانها في أونبد والتمعين التفحص نظرة

احة. إلشارةاألوىل: ا إلشارةا اللم

قال في حديثه: - 2908تادة

بى ق

"عن أ

"ف ا حمار وحش

إذ

رت ف

(513).نظ

إن النظرة اإلشارة في هذا الحديث نظرة إملا ، حيث نظر أبو قتادة رض ي هللا عنه

طول ح ولحظ عابرة لس فيها تركيز وال ببصره حمار الوحش، وهي نظرة ملفلمح

ت مل.فهي نظرة فجائية، ولهذا قال "فإذا أنا بحمار وحش".

133‌

حمن بن عوف قال في حديثه: - 4668 ب:" عن عبد الر

شنم أ

لبى ف

ى أ

رت إل

ظ

ن ن

أ

اس (514".)جهل يزول في الن

حمن بن عوف كسابقتها وهي ملح منه ألبي جهل يجول على هذه ال نظرة من عبد الر

قال النووي رحمه هللا: "معناه ،فرسه أثناء الحرب يوم بدر، وهي نظرة إملاحة سريعة

(.515)لم ألبث"

عن أبيه قال في حديثه: - 4719مة

ا"عن إياس بن سل

إذ

قوم ف

ى ال

رت إل

ظ

د ون

هم ق

ر خ

ة أ ني

عوا من ث

ل (516)."ط

عتبر هذه نظرة أخر من النظرة اللماحة املفاجئة أطلقه سلمة حيث ملح القوم ت

وهم طالعون من الثنية بطريقة فجائية خاطفة.

الثانية:االلتفات. اإلشارة

ال في حديثه: -7512ر "عن عدي بن حاتم ق

ينظ

م من ف د

ما ق

ير إال

ال

يمن منه ف

أ

ار تل الن

ير إال

ال

ر بين يديه ف

م وينظ د

ما ق

ير إال

ال

م منه ف

ش

ر أ

قاء عمله وينظ

(517)."وجهه

م الواقف بين هذه أيضا تعتبر نظرة التفات حيث وصف النبي صلى هللا عليه وسل

يدي ربه أنه يلتفت ذات اليمين وذات الشمال.

حال ما. معرفة الثالثة:نظرة شاملة ألخذ فكرة عامة أو اإلشارةفيحديثه: -

ال

بن مالك ق

نل "عن أ

ها لفي مث دينة وإن

ى امل

رت إل

نظ

ف

ليل (518)."اإلك

134‌

أن رض ي هللا عنه على املدينة حين استسقى رسول هذه نظرة عامة شاملة ألقاها

عنها رفعب بها وأحاط وطوقها السحاب بها هللا صلى هللا عليه وسلم ألهلها فدار

بهذا التعبير.

بى سعيد الخدري -2826ال في حديثه:" -رض ى هللا عنه -عن أ

د ق

يه وق

رت إل

نظ

ف

ة من صال

صرف

ا وماءا ان بح ووجهه مبتل طينا (519)."الص

من خالل البلل من الطين واملاء بان لهنظرة -عنه رض ي هللا -هنا ينظر أبو سعيد

وسلم، وكانت نظرة شاملة أدرك من خاللها الطين عليه هللا على وجه الحبسب صلى

واملاء وت كد من ماهيتهما.

اس - 4687 ال عن ابن عبه "حديثه: في ق

ر رسول الل

ظ

ى -صلى هللا عليه وسلم-ن

إل

فلركين وهم أ

ش

(520)."امل

هذه النظرة كذلك في هذا الحديث من النظرة العامة، حيث ألقى عمر رض ي هللا

هللا عنه ناظريه إلى املشركين واستطاع أن يحزر عددهم ويقدرهم باأللف من خالل

الشاملة. تلك النظرة

.:التجسس واختالس النظرلرابعةا اإلشارةال -796

ة "حديثه: في عن أبي هريرة رض ي هللا عنه ق

ى سوأ

رت بنو إسرائيل إل

ظ

ى ن حت

ى (521)."موس

هذه نظرة اختالس من بني إسرائيل، حيث استرقوا النظر إلى سوءة نبيهم موس ى

واختالس.عليه السالم، فهي نظر تجس

135‌

ت في حديثها: -2204ال

رض ي هللا عنها ق

ة

باب "عن عائش

ر من صائر ال

ظ

نا أ

نق - "وأ

)ش

باب(. (522)ال

هذه كذلك نظرة اختالس وحياء من عائشة رض ي هللا عنها، حيث كانت تختل

الباب: شق أي تريد عائشة بصائر :"النظر من صائر الباب، قال الخطيب التبريزي

(523".)الباب بفتح الشين املعجمة أي املوضع الذي ينظر منه

ال -5765عنت به في :"حديثه في عن سهل بن سعد األنصاري ق

ر ط

نظ

ك ت ن

م أ

عل

و أ

ل

(524)."عينك

إن هذه النظرة املتحدث عنها هنا تعتبر نظرة تجس واختالس، وهي غير مسمو بها

ألنها من نظر وتتبع عورات الناس، وإطالق البصر في املحرمات وغيار م ذونة شرعا

ولهذا قال نبي صلى هللا عليه وسلم فيها هذا الكالم.

اخلامسة:نظرة تنبيه وإشارة وتلميح لشيء ما. اإلشارةال -1227

مى ق

ل م الس

حك

بن ال

م "حديثه: في عن معاوية

ك

ن

ي ما ش

رون إل

نظ

(525)."ت

بن هذه نظرة تنبيه واستغراب أطلقها بعض الصحابة إشارة وإنكارا على معاوية

م حين شمت للعاط أثناء الصالة، فاستغربوا منه ذلك ومل

حك

حوا له بعدم ال

.مشروعية ذلك، لسستغرب هو كذلك األمر منهم، فكانت نظرة تنبيه واستغراب

136‌

ادسة:نظرة إعجاب.الس اإلشارةه -3009

ر رض ي هللا عنهما قال في حديثه: " عن جابر بن عبد الل

فضل ينظ

فق ال

ط

ف

ه وضع رسول الل

يهن ف

فضل -صلى هللا عليه وسلم-إل

ل ال حو

فضل ف

ى وجه ال

يده عل

ر ي وجهه ق اآلخ

ى الش

ر"إل

(526).نظ

فضل نظرهب ال به، مررن اللواتي النساء إلى هذه نظرة إعجاب وتعلق حيث صو

ه ف عجب بهن فكرر النظر إليهن مما جعل رسول يضع يده -وسلم عليه هللا صلى-الل

ىفضل وجه عل

قال الحافظ ابن ،إليهن النظر فرصة له يترك العباس،ولم بن ال

ا نظرا إليهن ينظر لم الفضل القول،ولعل منالنهي أبلغ في ذلك حجر:"فعله في

-السالم عليه-ينكره النبي نزول قبل هذا كان أو لبعض بعضهم فتنةخش ي مافإن

(527.)عليهن" الجالبسب بإدناء اآلية

ال -3575 رض ي هللا عنه ق

نستطيع "حديثه: في عن أ

ى ما أ مت في صدري حت

عظ

ه ن رسول الل

يها أ

ر إل

ظ

نن أ

رها -صلى هللا عليه وسلم-أ

ك

(528)."ذ

هذه كذلك مثل سابقتها نظرة إعجاب وإجالل من زيد بن حارثة رض ي هللا عنه

حيث ما استطاع أن إلى زينب لشدة إجالله وتعظيمه لها حين علم أن رسول هللا

وي رحمه هللا:"معناهصلى هللا عليه وسلم يذكرها،قال النو من واستجلها هابها هأن

هللا صلى تزوجها من معاملة فعاملها تزوجها وسلم عليه هللا صلى النبي إرادة أجل

(.529)واملهابة" واإلجالل اإلعظام في وسلم عليه

ف واالستكشاف. اإلشارة السابعة:التعر

ه عنه -1397ي الل ، رض

بي هريرة

ال في حديثه:عن أ

ى رجل "ق

ر إل

ن ينظ

ه أ من سر

اى هذ

ر إل

ينظ

لة ف جن

هل ال

(530)."من أ

137‌

هذه النظرة هنا في هذا الحديث توحي باالستكشاف والتعرف على حال هذا الرجل

إن امتثل ما أمره به النبي صلى هللا عليه وسلم واستمر عليه حتى املمات، ويحتمل

أن يكون هللا أطلع نبيه على حال هذا الرجل وأنه مكتوب في أهل الجنة، ف رشد إلى

النظر إليه كاشفا حاله للناس للتعرف على حاله ومآله.

ت في حديثها: رسول هللا صلى هللا عليه وسلم: - 4754ال

رض ي هللا عنها ق

ة

عن عائش

ا"إذ

ا ف

ند أظلتني بسحابة أ

رت ق

نظ

ا ف

إذ

(531)."جبريل فيها ف

النبي صلى هللا عليه وسلم نظر إلى هذه كذلك نظرة تعريف وتعرف حيث إن

قال يل عليه السالم مؤيدا وظهيرا له،السحابة التي أظلته مستكشفا حالها فرأ جبر

صورته في يكن لم حينئذ وجبريل قبله: فجائية وفيما فيه الشافعي "إذا البكري

ملاجاء األصلية فيها يره لم هأن

(.532)املنتهى" سدرة وعند الرسالة بدء في إال

اإلشارة الثامنة:كف النظر من الغضب وعدم الرضا.

ر عن -306بي ذ

ال: -وسلم عليه هللا صلى-عن النبي أ

"ق

ة

ثال

مهم ث

ليك

ه ال

يوم الل

قيامة ر ال

ينظ

يهم وال

يهم إل

يزك

هم وال

اب ول

ليم عذ

(533".)أ

هذا النظر املنفي في هذا الحديث نظر هللا سبحانه وتعالى إلى هؤالء الذين أعرضوا

اإلعراض ذلك عن ربهم فال ينظر هللا إليهم، قال النووي رحمه هللا:"قيل: معنى

(534.)عليهم" وعطفه لهم رحمته لعباده هللا إليهم،ونظر الينظر معنى والغضب،وهو

138‌

اإلشارة التاسعة:نظرة تفحص ومتعني.

دري سعيد عن -6931خ

بي سمعت ال الن

ال: وسلم عليه هللا ىصل

ر "ق

ينظ

امي ف الر

ى (535)."سهمه إل

هذه نظرة ت مل وتفحص حيث ينظر الناظر الرامي موضع السهم الذي يرمى

يتمار م من بها علق هل نتيجة رميه في به،ف ش يء، فيدرك ذلك بعد بحث الد

وتمعن

6770- ة

ه عنها -عن عائش

ي الل ت إن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم -رض

ال

ق

ا"قال: ر آنفاظ

ا ن زا ن مجز

ري أ

م ت

ل (536)."أ

سابقتها فهي نظر ت مل وتفحص، حيث نظر مجزز املدلجي أقدام إن النظرة هنا ك

أسامة وزيد رض ي هللا عنهما،فت كد وأخبر بالعالقة بينهما وأن بعضهما من بعض،

فكان ذلك نتيجة تلك النظرة الفاحصة املتمعنة من هذا األعرابي، قال العيني

ا.(537)العلم" أو اإلخبار هنا بالرؤية رحمه هللا: "واملراد

ا

ا

ا

139‌

ا:لغة الفم ثالث

الجسد املعبرة عن املراد واملقصود، وقد انتظمت لغة الفم ة الفم من أهم لغاتلغ

في هذا املبحث الذي انضوت تحته أربع عشرة إشارة متنوعة الداللة والغاية،

مختلفة الفعل والحركة، تعبر كلها ب غراضها ومضامينها عن مراد املشير وقصده،

حالة أخر أو أو الصمت،اللسان تحريك سواء كان ذلك عن طريق حركة الفم أو

يطلقها وصف وأنستشفها ونستخلصها من النص سواء كان فعال أو اسما أو هيئة

ااملشير عن طريق الحركة أو عن طريق الكالم.

ـــار :"أشــاروفيمــا يلــي مســـرد لألفعــال الــواردة فـــي حركــةالفم بــداللتها املختلفـــة وهي:)

ش وأ

ـــــــــى :"خلـــــــــف(،924")لســـــــــانه إل

ـــــــــوف

لخ

ـــــــــم ل

ـــــــــائم ف عـــــــــض :"عـــــــــض (،2764")الص

حـــــــــدهما ف

أ

ـــيطان مــــــــن اؤب:"التثــــــــتثاءب(،4459)صــــــــاحبه ارتضــــــــاعه يحكــــــــى:"يحكــــــــي(،7682")الشـــــ

:"لهــــــــــــــــــــــــــث(،6673")بإصــــــــــــــــــــــــــبعه

هــــــــــــــــــــــــــثــــــــــــــــــــــــــل يل

كــــــــــــــــــــــــــر ي

يحــــــــــــــــــــــــــرك:"حــــــــــــــــــــــــــرك(،5996")الث

ـــفتيه ـــــع (،1033")شـدل

ـــــع :"أ

دل

ه أ

جعــــل لســـــان

ـــــه ف

:"ضـــــحك(،6550")يحرك

يقظ

وهـــــو اســـــت

ـــــــــــــــــى(،5043")يضـــــــــــــــــحك ـــــــــــــــــر :"بك

ظ

ـــــــــــــــــى شـــــــــــــــــماله قبـــــــــــــــــل ن

م(،433")بك بس

ون ،"ت

يضـــــــــــــــــحك

ف

م ((.2651")أنيابه بدت حتى:"بدت(،6179")ويتبس

صور إشارة الفم وأغراضها:

الذي وسياقها مدلولها ي تي سد املعبرة،حيثمن لغة الج الفم إشارة تعتبر

أعضائه من جزء أو الفم هي التي أدواتها خالل املتلقي،من ويفهم املعنى يحد

في املتنوعة اإلشارات تلك ومضامين أغراض عن تعبر التي وت ثراته وتوابعه

عليها ماسنتعرف السياقات،وذلك و املضامين في والدالالت،املختلفة الصور

:اآلتي النحو على وعرضها بسطها خالل من

143‌

النهي عن النياحة.األوىل: اإلشارة

ا - 924ب بهذ

كن يعذ

ال في حديثه: " ول

ه بن عمر ق

ى لسانه -عن عبد الل

ار إل

ش

-وأ

و يرحم (538)."أ

هذا الحديث يتضمن حركة إشارية بسيطة ولكنها تحمل معاني كثيرة ودالالت إن

ياحة اللسان قد يؤدي بصاحبه إلى املهالك،ومن تلك املهالك الن خالصتها أن ،متنوعة

هذه األمة، كما أن هذه اإلشارة لها أثر قوي في ثبات ت الذي نهى عنه نبي على املي

ليه وسلم إلى املعنى و الدالالت في نف املتلقي،أال وهي إشارة الرسول صلى هللا ع

:على ،عذب بدمع العين والبحزن القلب""وقوله:"إن هللا الي لسانه،قال القرطبي: يدل

.(539)أن البكاء الذي اليصحبه صوت والنياحة جائز قبل املوت وبعده "

.اخللوفالثانية: اإلشارة2764 -

بى هريرة

"حديثه: في جاء -رض ي هللا عنه -عن أ

وف

لخ

م ل

ائم ف الص

يب ط

ه عند أ

سك ريح من الل

(540)."امل

الحديث إشارة جسدية يطلقها بها فم في معنا التي اإلشارة تتضمن هذه

حيث ينتج عنه الخلوف وهي رائحة كريهة في الفم حال صيامه املؤمن

هو "ظاهريا، ولكنها طيبة عند هللا ألنها نتا التقرب إلى هللا تعالى، قال البرقي:

(.541)الطعام"تغيير طعم الفم وريحه لت خر

:خشونة.الثالثة اإلشارة

عض -رض ي هللا عنه -عن عمران بن حصين - 4459جاءفيحديثه: "ف

ته". نسزع ث

نمه ف

زع يده من ف

تان

حدهما صاحبه ف

(542)أ

141‌

اختصم رجالن إلى الرسول عليه أفضل الصالة والتسليم،فغضب أحدهما

اآلخر واستعان في التعبير عن ذلك االنفعال بردة فعله الجسدية عندما من

انقض على الرجل وأمسك يده ب سنانه وشد عليها،كما تنقض وتعض البهائم

فريستها بغية أكلها،فانتزع اآلخر يده من فم العاض فسقطت إثر تلك

الصالة االنتزاعه أسنانه فطالب بالدية،فرد عليه رسول هللا عليه أفضل

في قولهافي آخر والتسليم باالستفهام على جهة اإلنكار والتوبي متمثال

( 543دية له".):"أيعض أحدكم كما يعض الفحل ال الحديث

.الكسل واالسرتخاء:اإلشارة الرابعة

(544)"التثاؤب من الشيطان".حديثه: في جاء عنه هللا رض ي عن أبي هريرة -7682

يحذرنا الحبسب محمد عليه أفضل الصالة والتسليم من الكسل واالسترخاء،ويخبرنا

من الشيطان، ويتجسد ذلك املعنى

يفحقيقة أن ذلك الكسل والفتور لس إال

التثاؤب وهي حركة الإرادية يقوم بها املرء باستخدام فمه عن طريق الفتح واإلطباق

متتالية،تلك اإل ا لي خذ أنفاسا

اشارة الجسدية هي أصدق من الحديث في الداللة مرارا

ر منه رسول هللاوإنما جعله "وسلم، عليه هللا صلى على الكسل والفتور وهذا ماحذ

نه إنما يكون من ثقل البدن وامتالئه واسترخائه وميله إلى له أل

اراهية

يطان ك من الش

سل والنوم (545".)الك

حال. حكاية:اخلامسة اإلشارة

6673 - بى هريرة

وهو يحكى ارتضاعه " حديثه: في جاء-هللا عنه رض ي -عن أ

مه".ابة فى ف ب (546)بإصبعه الس

142‌

م في املهد،واملحاكاة لرضاعة يحاكي الرسول في هذا الحديث رضاعة الصبي الذي تكل

املتلقي عيني أمام أحداثها تقع القصة وك ن الفائدة، وزيادة الخبر لبيان الصبي

املتلقي، قال القاض ي عياض:"وفي تمثيل النبي رضاع ذهن في الخبر صورة فترسخ

الصبي ودعاء أم جريج له،جواز حكايات األحوال؛إذا لم يكن على طريق السخرية

(547.)واملجون،وكان لبيان علم وزيادة فائدة"

وتعب.عطش :اإلشارة السادسة

5996 - بى هريرة

ب " حديثه: في جاء –رض ي هللا عنه -عن أ

لا ك

إذ

ف

ث ه

ل ل ي

كي

ر ."الث

ر من خاللها عن هذا الحديث يقوم الكلب باستخدامه فمه كلغة جسدية يعب في

يلهث وي كل التراب كما رآه هذاا شدة شعوره بالعطش واإلعياء، فقد تراه حينا

قال القرطبي: "أي:يخر لسانه من شدة إلى الخار ،الرجل ،أو تبصره يدلع بلسانه

العطش والتعب،قال الخليل:لهث الكلب عند اإلعياء وعند شدة الحر،وهو دلع

(548.)اللسان من العطش"

‌

.باإلنصات العجلة،واألمر عن النهي:السابعة اإلشارةيحــــرك شــــفتيه. .... "كــــان: حديثــــه فــــي جــــاء -عنــــه هللا رضــــ ي- عــــن ابــــن عبــــاس -1033

(549".)قال سعيد: أنا أحركهما.... فحرك شفتيه

كــــان الرســــول عليــــه الصــــالة والســــالم عنــــدما ينــــزل عليــــه الــــوحي يالقــــي ذلــــك ويصــــارعه

؛لعظـــــم مايالقيـــــه مـــــن هيبـــــة امللك"جبريل"وماي خـــــذ عنـــــه"القرآن"،فكان عليـــــه الصـــــالة

قــــرآن وحفظــــه الــــذي يلقنــــه جبريــــل فيحــــرك والســــالم آنــــاء الــــوحي يســــتعجل فــــي أخــــذ ال

شــــفتيه ولســــانه بـــــه لي خــــذ ذلــــك عنـــــه ويحفظــــه؛ف نزل هللا هــــذه اآليـــــة ينهــــاه فيــــه عـــــن

العجلـــة ألخــــذ القــــرآن وحفظــــه،وأمره باإلنصــــات، قـــال القاضــــ ي عيــــاض:"إن ذلــــك كــــان

143‌

يعجــــل بــــه لي خــــذه

تحريــــك النبــــي صــــلى هللا عليــــه وســــلم شــــفتيه ولســــانه وأنــــه أمــــر أال

(550.)حفظه" وضمن له

اهلجاء. ا يفالتباهي لذع:اإلشارةالثامنة

رض ي - 6550ة

جعل وجاء في حديثها:" -هللا عنها عن عائش

ه ف

ع لسان

دل

م أ

ث

ه (551)."يحرك

بذلك وتوجيهه حتى وجه -عليه الصالة والسالم–قال القاض ي عياض:"أمر النبي

النكاية فيهم، حين آذوا هللا ورسوله، وقوله::"قد آن لكم":أي لحسان فكلمه في طلب

حان لكم"أن ترسلوا إلى هذا األسد الضارب بذنبه"يريد:لسانه.وشبهه في انتقامه

وبطشه باألسد إذا ضرب واغتاظ، وحينئذ يضرب بذنبه جنبيه كما مثل حسان

ة إلى شدة الشفتين "وهذا إشار عن أخرجه لسانه":أي ذلك بلسانه،ومعنى"أدلع

(552)البطش واالنتقام"

.البشارة معرفة بعد السرور:التاسعة اإلشارة

ـــ عـــن – 5043نـــم " -عنـــه فـــي قصـــة أم حـــرام هللا رضـــ ي مالـــك بـــن أ

ث

يقظ

وهـــو اســـت

ت ، يضحك ال

ت : ق

قل

ك ف

(553".)مايضحك

الســـــرور والبشـــــارة ألمـــــة هـــــذا الحـــــديث يتضـــــمن إشـــــارة جســـــدية تجســـــدت فيهـــــا معـــــاني

وســـلم فـــي مســـتقبلهم، وكانـــت تلـــك اإلشـــارة ضـــحك النبـــي عليـــه عليـــه هللا محمـــد صـــلى

الصــالة والســالم وســروره بعــدما رأ الرؤيــا فــي منامــه،قال القاضــ ي عيــاض: ":ضــحكه

144‌

ملا بشر به من أمر أمته،وغزوهم البحر،وسروره بما يفتح هللا عليه فـي الدنيا،ويدخلـه

(554.)في األخر " عليه من األجر

واحلزن. :السرورالعاشرة اإلشارة

عن – 433نحديث اإلسراء في وصف آدم عليه في عنه هللا رض ي مالك بن أ

ا"السالم: إذ

ر ف

ظ

ا ضحك يمينه قبل ن

ر وإذ

ظ

ى شماله قبل ن

ا (555".)بك

الحديث عن حال سيدنا آدم عندما يخبرنا الرسول عليه الصالة والسالم في هذا

ير ذريته من أهل الجنة ،وحاله اآلخر والنقيض عندما ير الجزء اآلخر من ذريته

لغة إشارية أو آدم سيدنا من أهل النار، الضحك والبكاء من

عليه السالم لس إال

جسدية تشاركت العين والفم في تقديم تلك املعاني املختلفة واملحددة، ف ما

الضحك فكان يحمل في طياته معاني الفر والسرور عندما يبصر ذريته يتنعمون

عن شدة حزنه اويسعدون في جنان الخلد جزاء بما كسبوا، وأما البكاء فكان تعبيرا

ه عاجز عن إنقاذهم فكل نف بما كسبت رهينة،قال : القاض ي وشفقته عليهم وأن

قال: إذا الجنة،فلذلك أهل اليمين لبنيه،ف ه نسم األسودة أن الحديث في ذكر

إليهم نظر قال:"إذا النار،فلذلك أهل الشمال أهل ضحك"وذكر إليهم نظر

(556)."بكى

.مشاركة واستئناسة:اإلشارة احلادية عشر بن جابر عن – 6179

ون " حديثه: في عنه..... وجاء هللا رض ي سمرة

ذ

خ

ي

مـر في ف

أ

ة جاهليون ال

يضحك

م ف (557)".ويتبس

يجســـد داللـــة مشـــاركة الرســـول صـــلى هللا عليـــه وســـلم عليـــه هللا تبســـم الرســـول صـــلى

وســـلم أصـــحابه واستئناســـه بحـــديثهم واســـترجاع ذكريـــاتهم فـــي الزمـــان الســـابق، وذكـــر

145‌

فـــي حـــديث عائشـــة اأنهـــا لـــم تـــر ماكـــانوا عليـــه مـــن ضـــالل فـــي الجاهليـــة،وكما ذكرنـــا آنفـــا

فيا. الرسول مجدا

ا ضحكه بل كان ضحكه تبسما

وموافقة. عشرة:إقرار الثانية اإلشارةى هللا عليــه فضــحك النبـي صــل"حديثــه: فـي عـن أبــي هريــرة رضـ ي هللا عنــه قــال -2651

(558)وسلم حتى بدت أنيابه".

ـــلم عليـــــه هللا ضـــــحك الرســـــول صـــــلى إقـــــرار حتـــــى تبـــــدوا أنيابـــــه إشـــــارة وداللـــــة علـــــى وســ

الرســـول وموافقتـــه فـــي أن يكـــون عـــرق التمـــر مـــن نصـــسب أهـــل بستـــه والـــدليل علـــى ذلـــك

قوله:"اذهب ف طعمه أهلك"، كما أن هذا الضحك يحمل بين طياتـه تعجـب الرسـول

وســــــــلم مــــــــن رد الرجل،ورحمتــــــــه وشــــــــفقته علــــــــى حالــــــــه،قال القاضــــــــ ي عليــــــــه هللا صــــــــلى

من عياض:"وضحك النبي صلى هللا عليه وسلماحاله ومقاطع كالمه،وإشـفاقه تعجبا

،ثم طلبـه ذلـك لنفسـه،وقد تكـون مـن رحمـة هللا وتوسـعته عليـه وإطعامـه لـه هـذا اأوال

(559.)الطعم وإحالله له بعد أن كلف إخراجه"

.الرضا والقبولعشر: الثالثة اإلشارة

اس رض ي هللا عنه - 4610 نهاما وجاء في حديثه في ش ن البكر: "عن ابن عب وإذ

(560)صماتها".

الرضا عن في الحديث ذكر النبي صلى هللا عليه وسلم أن صمت البكر وسكوتها يعبر

والقبول.وقد مض ى الحديث الرضا واضحة وداللة على ويعتبر قرينة الرفض وعدم

عنها والكالم عليها في مبحث الصمت من هذا البحث فليرجع إليه.

146‌

الغة الرأس -رابع

جعل هللا في الرأس مناطق تعبيرية تكاد تكون لغتها أرقى وأعلى وسائل إيصال ما

لرأس بشكل عام حركاته التعبيرية في القبول والرد ليريده اإلنسان إلى الناس،و

هذه الحركات مارسها اإلنسان بطبعه البشري والنفور، و والرض ى والكره واإلعجاب

بها اإلنسان إلى جم عظيم وكم كبير دربة واملران ويتوصل ا عن طريق القاهتلوربما

. من املعاني ملن يتلقى هذه اإلشارات

" ه يقول فخفض الرأس وتجنب النظر إلى الشخص اآلخر، داللة على الخضوع وك ن

قد يكون داللة على التحدي أو االستخفاف أو كما أنه ال أتجرأ على النظر إليك،

رفع الرأس فج ة قد يكون داللة على االهتمام خاصة إن ترافق و الحيطة أو الحذر،

ذلك مع رفع الحاجبين،ورفع الرأس والنظر لألعلى داللة على الشعور بامللل، أو على

التفكير وتصور بعض األمور، وأحيانا يتجنب الشخص النظر لآلخرين للتركيز على ما

م أو الفضول أو يقال،وميل الرأس للجانب قد يكون داللة على االهتما

147‌

الشك،وإرجاع الرأس للخلف فج ة يشير إلى عدم التصديق،وسند الرأس على اليد

قد يكون داللة على االستمتاع واالهتمام بما يقال،وهز الشخص لرأسه أثناء

الحديث قد تكون داللة على أنه غير مقتنع بما يقوله،وعدم تحريك الشخص

خص جدي ويحب السيطرة على لرأسه أثناء الحديث، داللة على أنه ش

اآلخرين،عندما ال يحرك رأسه وال يركز نظره على أي ش يء، فهو منعزل ب فكاره عن

العالم الخارجي،إذا انحنى الشخص رأسه لألسفل مع عبوس، فتلك داللة على

الحيرة أو عدم الرغبة بسماع ما قد قيل،ميل الرأس للخلف يعني أن الشخص

(561".)يشعر بامللل

يلي األفعال الواردة في أحاديث صحيح مسلم لحركات الرأس بصورها وفيما

سر :"ححسروأغراضها املختلفة وهي:)برن

سه عن ال

عت :"رفع(،289")رأ

رف

رأس ي ف

اإذ

ك ف

ل ع :"رفع(،425")امل

رف

ي ف س

حمد رأ

ى ف ا:"أوم (،495")رب

نسمعه وأ

أ

مئ يو يقرأ

سه ا:"رفع(،1234")برأ م

لع ف

سه رف

عت :"رفع(،1595")رأ

رف

ي ف س

يت رأ

رأ

دموعه ف

سيل :"1903")ت

ط

ه (،ط

ط

ط

ى ف سه لي بدا حت

ت :"أشار(،2946")رأ

قال

ارت ف

ش

عم. وأ

ن

سهاع :"رفع(،4454")برأ

رف

سه ف

يه رأ

((.5031")إل

صور إشارة الرأس وأغراضها:

إيصال وسائل وأعلى أرقى لغتها تكون أن تكاد تعبيرية مناطق الرأس في هللا جعل لقد

في عام بشكل الرأس حركات أغراض نلخص أن الناس،ويمكن إلى اإلنسان مايريده

،واإلعجاب والرض ى،والكره الرد والرفض،أو القبول على الدالة التعبيرية حركاته

خالل من الرأس،وسنعرضها بها يقوم التي التعبيرية الحركات أهم هي ،تلك ،والنفور

:اآلتية النماذ

.انتباه:األوىل اإلشارة

148‌

بجلي عن جندب -289ه ال

بن عبد الل

ا دار رض ي هللا عنه... وجاء في حديثه أن

ه مل

يه إل

حديث

م عن ال

برك

خ

ن أ

ريد أ

أ

م وال

ستك

تى أ

قال إن

سه" ف

عن رأ

برن

"حسر ال

م.ك بي

(562)ن

في هذا الحديث كذلك جاءت اإلشارة بقول الراوي "حسر برن

سه" يعني عن ال

رأ

املوضوع املحدث جندب بن عبد هللا حين حدث بهذا الحديث، وذلك إيذانا ب همية

من الناحية النفسية فيه ا بوعيه وإتقانه لهذا الخبر من جهة، كما أن به، وإشعارا

ا

ا بخطورته والتخويف منه من جهة أخر ، لذلك كشف هذا الصحابي وإعالما تهويال

(.563)الثوب عن رأسه

استكشاف.:ةلثانيا اإلشارة

ه رض ي هللا عن-425ال فى حديثه:... -ه عن جابر بن عبد الل

بسن "ق

ى مف مش

ا أ

نا أ

ى ا عل ذي جاءني بحراء جالسا

ك( ال

ل ا امل

إذ

عت رأس ي ف

رف

ماء )ف ا من الس سمعت صوتا

رض ماء واأل (564".)كرس ي بين الس

هللا عليه وسلم "فرفعت ر عنها بقوله صلى إن في هذا الحديث إشارة أخر عب

عليه هللا رأس ي"، وذلك حين سمع صوتا تردد وتحير في أمره ، وكان رفعه صلى

ش نه، فرفع رأسه إلى أعلى لير ويسمع، وهي وسلم لرأسه لسستيقن األمر ويعرف

149‌

فسية إشارة إلى جهة الصوت الذي رابه وأصابه منه الرعب، وكانت من الناحية الن

ا لثبات القلب وسكون النف .واستشراق استشعارا للطم نسنة

.استجابة وقبول:ثالثةال اإلشارة

ه هللا عن أن رض ي-495ال رسول الل

ال في حديث الشفاعة الطويل، ق

-عنه ق

ي " -صلى هللا عليه وسلم س ع رأ

رف

ع. )ف ف

ش

فع ت

ه اش

عط

سمع سل ت

ل ت

سك ق

ع رأ

ارف

ى منيه رب ى( بتحميد يعل حمد رب

(565)."ف

إن اإلشارة في هذا الحديث ذات أبعاد داللية خطيرة حيث جاء تعبيره صلى هللا

ا باالستجابة وقبول الطلب، وهي مع عليه وسلم برفع الرأس إيحاء بالقبول وإعالما

ذلك توحي بالسرور والقرب من هللا سبحانه وتعالى.

.االنتهاء والكف:رابعةاإلشارةال

يومئ -1234سمعه يقرأ

ا أ

نال في حديثه: .... "وأ

عن جابر رض ي هللا عنه ق

سه". (566)برأ

في اإليماء بالرأس في هذا الحديث إشارة إلى االنتهاء والكف عن السالم الذي كرره

أثناء الصالة ، ألن من كان في الصالة فهو في الصحابي والنبي صلى هللا عليه وسلم

شغل عن رد السالم، فمنعه ذلك من الرد بالكالم ف وم برأسه، قال ابن رجب

153‌

إليه إيماءه أن على رحمه هللا : "هذه اإلشارة تدل كان ماإن

تلك في كالمه عن ليكف

(567.)الحال"

.استيقاظ وتبني:اخلامسة اإلشارة

ه -1595 رسول الل

يقظ

ال في حديثه.... است

عن عمران بن حصين رض ي هللا عنه ق

سه " -صلى هللا عليه وسلم-ع رأ

ا رف م

لال: "ف

ت ق

د بزغ

م ق الش

وا ورأ

حل

" ارت

".(568)

النبي صلى هللا عليه وسلم في هذا الحديث إشارة تعبيرية عبر عنها بالرأس حيث رفع

رأسه من النوم إشارة إلى استيقاظه ونظره للوقت حتى يتبينه، حيث رأ أن

.الشم قد ظهرت وأن وقت الصالة قد فات

.استبيان حال:ةلسادسا اإلشارةي -1903 س

عت رأ

رف

ال في حديثه.... "ف

ه بن مسعود رض ي هللا عنه ق

عن عبد الل

سيل".يت دموعه ت

رأ

(569)ف

151‌

هذه اإلشارة هنا في هذا الحديث برأس ابن مسعود، حيث رفع رأسه بعد أن كان

مط ط له بين يدي النبي صلى هللا عليه وسلم يتلو القرآن، فكان رفعه إيحاء منه

استكناه حال النبي صلى هللا عليه وسلم الذي أمره بالتوقف عن القراءة، ب

ت ثير القرءان فيه. واستبيان

.بيان وتعليم:ةلسابعا اإلشارة

وب -2946 يبو أ

وضع أ

ال في حديثه.... "ف

ه بن مسعود رض ي هللا عنه ق

-عن عبد الل

سان يصب -رض ي هللا عنه ال إلن

م ق

سه( ث

ى بدا لي رأ ه حت

ط

ط

وب )ف

ى الث

يده عل

س ك رأ م حر

سه ث

ى رأ

صب عل

يته اصبب. ف

ا رأ

ذ

ال هك

م ق

دبر ث

بل بهما وأ

ق

ه بيديه ف

(570)."يفعل -صلى هللا عليه وسلم-

وب يبو أ

ا من خاللها بيان كيفية قاصدا –رض ي هللا عنه -هذه إشارة أخر أطلقها أ

ة الرأساغسل النبي صلى هللا عليه وسلم، و ط

بدا جميعه ىحت ستخدم في ذلك ط

(571.)ورائه" من رأسه الرسول لير طامنه للرائي قال في تسسير العالم: "ط ط ه: أي

.تثبت وبيان:ةلثامنا اإلشارةال -4454

بن مالك رض ي هللا عنه ق

نتل الجارية حديثه في عن أ

في قصة ق

ها ال ل

م ق

ث

ن ال

سها أ

ارت برأ

ش

"ف

ة

الث

ها الث

لم س

ث

ن ال

سها أ

ارت برأ

ش

ف

انية

الث

سها(".ارت برأ

ش

عم. وأ

ت ن

قال

(572))ف

152‌

في هذا الحديث إشارة مهمة أطلقتها هذه الجارية التي عجزت عن النطق باللسان،

ولهذا اعتبرها النبي ف شارت برأسها إشارة فهمها الناس، وأدركوا معناها ومغزاها،

صلى هللا عليه وسلم من املثبتات وعمل بمقتضاها خاصة حين اختلفت داللتها

املعنى عن رحين تكررت، فمرة بال، ومرة بنعم، قال البطليوس ي "فهي إشارة تعب

(573.)نعم " قولها بمنزلة برأسها إشارتها القول،ألن كمعنى فمعناها بها قصد الذي

.تباه وعنايةان:ةلتاسعا اإلشارةال -5031

ى األشعري رض ي هللا عنه ق بى موس

يه" في عن أ

سه إل

ع رأ

رف

-حديثه... "ف

ن أ

يه إال

سه إل

ع رأ

اوما رف ائما

ان ق

(574).ه ك

توحي ب بعاد -وهي رفع النبي صلى هللا عليه وسلم لرأسه-اإلشارة في هذا الحديث

أهمية السؤال وما يتعلق به من جواب أهم، كما توحي ب همية هذا مهمة منها

ا على الناس فكان السؤال موفقا جدا، كما توحي املوضوع بالذات اللتباسه كثيرا

ب همية اإلقبال على املخاطب وإشعاره أدبا ا على املتكلم إقبال ا،وفيها واحتراما ا وأخالق

(575.)يخاطبه من

153‌

:الثالث الفصل

اإلشارة في أحاديث مسلم:وظائف لغة ا

ا

وظيفة توضيحية:)أداة اإلشارة،مجاالتها،تكرارها،أهميتها(.-أوال

ا وظيفة تصويرية:)أداة اإلشارة،مجاالتها،تكرارها،أهميتها(.-ثانيا

ا اوظيفة تنظيمية:)أداة -ثالث

اإلشارة،مجاالتها،تكرارها،أهميتها(.

وظيفة جمالية:)أداة -ارابعا

اإلشارة،مجاالتها،تكرارها،أهميتها(.

ا وظيفة ت كيدية:)أداة -خامسا

اإلشارة،مجاالتها،تكرارها،أهميتها(.

ا التورية.-سادسا

‌

154‌

مسلم أحاديث يف اإلشارة لغة وظائف

أساليبها وتتباين وظائف ودالالت لغة اإلشارة في صحيح مسلم، كما تتنوع دتتعد

إشارة املشير من وأهدافها،في هيئتها ووضوحها وتصويرها وإيفائها بما تتضمنه

، وبما تقتضيه من إفهام للسامع والرائي معا، ذلك أن الذي يعبر بلغة املعاني

و بعيدة ال يستوعبها السامع بديهة وال اإلشارة يريد منها توضيح وبيان فكرة غامضة أ

يدرك أبعادها ومراميها عن طريق اللفظ ومطلق الكالم، عندها ت تي أدوات اإلشارة

موضحة ومبسنة للمقصود والغاية، أو مصورة ومقربة للحال والهيئة، أو منظمة

ومرتبة للعمل والطريقة، أو محسنة ومكملة للمظهر والحركة، أو مؤكدة ومصدقة

صة والفكرة، وهكذا...، فاإلشارة أخت العبارة وتوأمها، ونائبها أحيانا في البيان للق

والداللة، والوظيفة واملجال واألهمية، وإن اختلفت اللغة والوجهة، وتباينت األداة

والهيئة، ومن هنا نبدأ في التعرف على هذه الوظائف وأهميتها ودالالتها في لغة

اإلشارة من خالل صحيح مسلم.

التوضيحية: الوظيفة-أوال في

ا من وظائف لغة اإلشارة واألكثر ورودا

اإن الوظيفة األولى والكبر واألعم مطلقا

نبهم من الهيئات واألساليب في يلغة الجسد على العموم هي: التوضيح والبيان ملا

الخطاب التعبيري الذي ال يقتصر على بعض أعضاء الجسد دون بعض، بل يتجاوز

دالليا في صحيح مسلم وتتعدد هذه األدوات ورودا وتتنوعذلك إلى عموم البدن،

فيه على اإلطالق من لغة البدن هي ا أن اللغة األكثر ورودا

على وجه الخصوص،إال

التي تنطلق من اليد بجميعها وعمومها أو جزء منها كاألصابع أو أحدها،أو تلك اللغة

أطراف اليدين عموما، فتستخدم اليد للتعبير عن املراد واملقصود، كما تستخدم

مصحوبة باللفظ ومستقلة عنه، وفي كلتا الحالتين فإنها تؤدي الغرض املطلوب

أو ا أو ت كيدا

اغيره،وحين تتعانق اإلشارة والعبارة من وتفي باملراد،سواء كانت توضيحا

155‌

ى وف

بي أ

ه بن أ

املتكلم يضعف احتمال فهم الداللة على غير املراد، كحديث عبدالل

ال:م ق

يه وسل

ى هللا عل

بل من "رض ي هللا عنه أن رسول هللا صل

قد أ

يل ق

يتم الل

ا رأ

إذ

ا-هاهنا

شرق وأ

ش

حو امل

(576)."ر بيده ن

ففي هذه الحال يكون لحركة اإلشارة داللة مبسنة للمعنى زائدة على اللفظ زيادة

بيان تقتض ي من الداللة ما يفهم من القرينة ويحدد من السياق حسب حركة

العبارة ومجالها ونوعها وأهميتها، ففي هذا الحديث اصطحبت وموضعها اإلشارة

لتبين وتؤكد أن النظر واإلشارةاالجهة والناحية التي أشار إليها النبي تلك إلى معا

الشريفة،هو املقصود الغيره ألن كلمة: "ههنا" ظرف مبهم بيده وسلم عليه صلى هللا

ال يعين الجهة املراد الكالم عنها، فهي إشارة مبهمة عامة ال تتحدد إال بالقرينة أو

نة ال يبقى معها في نف املتلقي إشارة البدن، واملتكلم ير يد وضع قرينة واضحة بس

لب وال إبهام.

وقد ت تي اإلشارة مستقلة عن اللفظ منفصلة عنه، وهنا قد يصحبها سياق أو قرينة

يحدد املعنى ويبين الوجهة، وقد ال يصحبها أي نوع من الكالم،وال يكتنفها أي سياق

ب -لفظي محدد، وعندها يستكنهوالرائي تلك اإلشارة ب بعادها السامع -املخاط

مشفرة، تعبيرية أشكال وتحويلها من أبجديتها رموز وداللتها لفك مطبقها وتحليل

يستنطق من خاللها إلى رابط واضح ووسيلة مقصودة صامتة وإشارات ورموز

الجملة الصامتة، وهذا النمط من التعبير هو ما نطلق عليه لغة اإلشارة

نها: "البكر ش ن في وسلم عليه هللا صلى أمثلة هذا قوله الصامتة،ومن "صماتها وإذ

جعل الكالم عن أي:صمتهانها،ف

بموافقتها البكر صمات إذ

اا إيذانا رعا

.(577)ش

فصمت البكر في هذا الحديث حالة تعبيرية اعتبرها الشارع وعلق عليها الحكم

الشفتين وإلمساك عن أي نوع من الكالم، ووظيفتها باإلذن، ف داتها هي: إطباق

اإلذن، فتحويل هذه اإلشارة الصامتة واعتبار املوافقة وداللتها التعبيرية هي: قبول

ا وال إلى حالة توضيحية ال تحتمل إبهاما ا

، وال تبقي مجاال لشك القائمين على جدال

له، وهنا تتجسد صيغة العقد، يوحي ب هميتها وضرورتها فيما ترمي إليه وت س

156‌

األساسية أال وهي: أداتها وحركتها ، وموضعها ومجالها، وداللتها أهمية أبعاد اإلشارة

وأهميتها.

ا التصويرية: الوظيفة-ثاني

لغة اإلشارة كذلك وظيفة التصوير، وهي وظيفة لها ا الوظيفة الثانية من وظائفأم

ا توضيح يكون الهدف منها أحيانا داللتها وميزتها، ذلك أن لغة الجسد املحسوسة قد

موقف وزيادة بيان عن طريق تصوير املقصود واملراد من اإلشارة بيان الهيئة

ا بالقول أو حكاية الفعل فقط، وتجسيدها للمتلقي عن طريق حكاية الفعل مصحوبا

فحكاية الفعل مجسدا للمتلقي عن طريق التصوير والتمثيل هي من وظائف اإلشارة

ا لقصد التقريب واستقرار املعنى في النف ، وإن تفاوت التعبير أحيانا التي تصحبها

اإلشارة التصويرية تبقى أن التصويري بتفاوت أدوات اإلشارة وقوتها ووضوحها، إال

بمدلولها ونوعها ذات طابع خاص من حيث الشكل واملضمون، وإن كانت كل

والدالالت، ومن نماذ فالوظائف اإلشارية متداخلة فيما بينها من حيث الوظائ

ى هذه الخصوصية حكايته النبيا وسلم وإشارته حين يحكى عليه هللا صل بي

من ن

بياء نومه ضربه األ

م يمسح وهو -ق فر رب :"ويقول -وجهه عن الد

هم لقومي اغ إن

ف

مون يعل

تعدد وسلم عليه هللا واحدة املختصرة منه صلى، فهذه اإلشارة ال(578")ال

ها تحمل صورة حاضرة ماثلة ملا جر لذلك النبي، وظائفها ومضامينها،ومن ذلك أن

فيها رسالة مصورة على تلك الجبهة الشريفة، وعلى ذلك الجبين األغر، على أن

صرمفادها الصبر والبذل والكفا والتحمل، ثم االقتداء واالهتداء والرحمة والن

وظيفته إلى باإلضافة يملك فني عمل: "موكار فسكيكما ير "والتمكين، فالصورة

ما يسميه بعضهم وظيفة"العالمة التوصيلية"، هي أخر وظيفة مستقلة كعالمة

، (579)."بجالء في بعض الفنون في ذات املوضوع وتظهر هذه الوظيفة التوصيلية

اس ومن أمثلة هذا النوع أيضا حديث ابن ىالن أن عنه هللا رض ي عبه بي صل

يه الل

عل

ي ن م قال: "ك

ر وسل

ظ

نى أ

ى إل ى موس

ه صل

يه الل

م عل

ا وسل يه في إصبعيه واضعا

نذ

ه أ

ل

ار ى جؤ

ه إل

بية" الل

ل ى(، 580)بالت ففي هذا الحديث تتجسد للمتلقي هيئة وصورة موس

157‌

ا سواه غارق في التلبية وهو مقبل على هللا سبحانه معرض عم عليه السالم

الصورة اإلشارية في شكلها تعك وقد والشعور بعظمة كليمه سبحانه وتعالى،

وتختصر ذلك في غيرها، أو خرافة أو قصيدة أو قصة أو كاملة حكاية ومضمونها

التي الصورة بنية وإيماءات إشارية إيحاءات علىا صورة أو رسم أو كاريكاتير، بناءا

القارئ رموزها، ويحل ألغازها فيصل إلى أبعادها ترسمها ريشة الفنان، فيفكك

ودالالتها وما ترمي إليه.

ا الوظيفة التنظيمية:-ثالث

مرتبة للعمل أوالطريقة التي لغة اإلشارة كذلك أن تكون منظمة أوومن وظائف

يريد املشير التعبير عنها وبيان ترتيبها وتسهيلها للمتلقي عن طريق تنظيم العبارات أو

اللكالم، أو داخل بنية النص ترتسب اإلشارات خالل اإلشارة املنفردة أو أثناء صحبته

تختصر اإلشارة أو الرمز الحكاية كاملة، بحيث الكتابي، فخالل اإلشارة املنفردة قد

ال يبقى للمتلقي مجال أو عذر في عدم فهمها أو تحاوزها كإشارات املرور املثبتة على

الشوارع والعالمات املوضوعة في الطرقات، ب نواعها، واإلشارات املستخدمة في

ا هو متعارف م املدارس لتنظيم الطالب أو في املعسكرات لتنظيم الجند، وغيرها م

عليه من الرموز واإلشارات التنظيمية، ومن الوظائف التنظيمية كذلك أن ت تي

اإلشارة منظمة لحال وهيئة كما تحتا إلى ترتسب ومواالت تضبطها وتبين نظامها

بير ه بن الزفي هيئة وحالة الجلوس في وتحفظ كيفيتها كما في حديث عبد الل

ه رس الصالة، أن بته " -صلى هللا عليه وسلم ول الل

ى رك

سسر عل

وضع يده ال

ار بإصبعه

شيمنى، وأ

خذه ال

ى ف

يمنى عل

سسر ، ووضع يده ال

،فهذه إشارة(581")ال

تنظيمية وكيفية الصالة في الجلوس وحالة بهيئة قفي هذا الحديث الشريف تتعل

لذلك، وهي املناسب من املصلي مكانه عضو كل وأخذ الفخذين على ليدينا وضع

إشارة لها معناها ومغزاها.

158‌

الخارجة اللغوية ومن اإلشارات التنظيمية كما ال يخفى ما يطلق عليه: "العالمات

أو األصلي" والتي تنظم الكالم والسياق داخل بنية النص الكتابي صالن بنية عن

أو الكالم الكتابة أثناء الترقيمية والعالمات املخصصة الرموز املنطوق عن طريق

والوصل، واالستفهام، والتعجب، واالنتهاء، والوفق، والفصل، كعالمات االبتداء،

فهذه العالمات وغيرها،الصوتية، النبرات والتسلسل، والتنقيط، والتنصيص، وأنواع

ظمه للمتلقي والقارئ،وتفهمه ص أو الكالم وبين جمله وأجزائه تنالتي توجد في الن

وترتسب األفكار، فتساعده على إدراك الداللة واستيعاب املعنىالكالمية، األغراض

أو الكالم، ومثاله قولك : نصكل ذلك عن طريق ترتسب وتنظيم البنية الشكلية لل

سبحانه وتعالى: وكقوله،وحرف ، وفعل ، اسم: أقسام ثالثة إلى الكالم ينقسم

(582".)وأخواتكم ، وبناتكم ، أمهاتكم يكمعل حرمت"

ا الوظيفة اجلمالية:-رابع

قبل أن نتحدث عن الوظيفة الجمالية للغة اإلشارة ال بد أن نذكر أن القيمة

ما"في اللغة أصال، الجماليةالكائنة عنها الكشف محددة،يمكن موضوعية هي إن

فالجمال إذن ومكوناتها، خصائصها عن والتحدث صفة

ة

تالزمها اللغة في حال

(.583")بإدراكها، أو ذوق يعبر عنها يقوم عقل يوجد لم ولو فيها وتقوم

من الجمال ووظائفه، والكمال الذي تؤديه اإلشارة ومن هنا نقول: إن في لغة

اللغة نه،ما يجعلها ذات أهمية بالغة، ورسالة مهمة واصلة، وذلك ماتعكسهوتبس

األساليب على تتنوع غايتها باالعتماد التي عملية التعبير خالل عموما من اإلشارية

املتعة تبعث معينة جمالية تخلق اختيارها،والتي ميت التي املختلفة للغة اإلشارة

ا وفي هذه الحال املتلقي، نف في واالرتيا مايكون "غالبا

ا أكثر كلالش علىت ثيرا

ة وأحسن املتلقي لغة اإلشارة بها تشع التي الجمالية والوظائف من املضمون، فاعلي

لغة مختلف مجاالت في ألدواتها ومفرداتها كثيرة تتنوع وتتوزع املبدع استخدام عند

159‌

والتواصل بين واإلبالغ التفاهم الرقي بعمليات في نشيط بشكل تساهم وهي اإلشارة،

تعجال اإلنسانية،وإطالق الحضارة صناعة في أساس ي دور ولها بني اإلنسان،

، (584")أفضل حاالت إلى بها واالرتقاء التقدم

صوير في لغة اإلشارة: الجمال وظائف ومنالدقيقة وإخراجه بالصورة الواقع ت

لة أو حقيقية،الن في املبالغة هو عنصر التصوير وهذا اصعة سواء كانت متخي

ا عبيريةالت من الحيل" :املقصود، وهي على اللةالد اا جد واسعةالتي تفتح آفاق

ى، جمالية وظائف النتقاء حص تق ال -التعبير أغراض زائد من غرض مهم بها فيتحق

هامي بعد إف ق

م مايريد املتل

ي أال وهو: إمتاع -عنه التعبير املتكل ق

كذلك بهذه املتل

في ت ثير اإلمتاع ا،ولهذاالتعبير سواء كان إشارة أو كالما عليها التي يشتمل الجمالية

عليه دل الذي الفكري املضمون لقبول وسيلة ووقع في القلوب يجعله فوس،الن

هاالت اإلشارات من كثيرو"، (585")بمقتضاه التعبير،ثم اعتقاده،والعمل عبيرية جمال

ف فإذا عبير اإلشاري أصال،ه موجود في الت ذاتي، بمعنى أن

شكل تعبيري جميل وظ

أحوال في واأللوان األصلي،من الصور والهيئات واألصباغزائد على ذلك الجمال

أكثر النفوس للتعبير،كانت مالئمةاال تقب

ا الجميلة لها،وكان كاملائدة واستساغة

ف وتستعذبها، أو كإشاراتالعزيز، تميل إليها الن املشكلة اللذيذة املقدمة للضيف

حب من -بإذن هللا-املعبرة عن مطر وشيك املتنوعة في الجو املمطر وتشكيالتها الس

األبعاد في وكثافاتها ألوانها اختالف مع وافتراقها، واجتماعها وتباعدها، تقاربها خالل

عمق" والعرض الثالثة: "الطول .(586)وال

االوظيفة التأكيدية:-خامس

هذه الوظيفة هي األخر تعتبر من أهم وظائف لغة اإلشارة، فكما أنه من وظائف

-ة اإلشارة أن تكون موضحة ومبسنة، أو مصورة ومنظمة، أو مجملة ومحسنة لغ

163‌

ـــقصد في لغة الجسد أو -كما مر معنافإن الوظيفة التوكيدية كذلك كثيرا ما ترد وت

كسابقاتها تمر عبر أدوات متعددة ووسائل متنوعة اإلشارة عامة، وهذه الوظيفة

خط، والرسم، والصورة، والتكرير، والنبر، منها اإلشارة، واإليماء، واإليحاء، وال

والتنغيم، وغيرها، وهذه األدوات تختلف باختالف نوعها، ومجالها، وقوتها،

وأهميتها، فهذه الوظيفة الت كيدية في لغة اإلشارة ت تي لكثير من املعاني التي يصعب

أحاديث في حديثين اثنين من هنا منها نا سنذكر نموذجينحصرها وتفصيلها،إال أن

وسلم خاصة من كتاب صحيح مسلم الذي هو موضوع عليه هللا املصطفى صلى

البحث والدراسة:

ه بن جاء في حديث جابر -األول:ان رض ي هللا عنهما عبدالل

ال:ك

ه رسول ق

صلى-الل

ت " يقول: -وسلم عليه هللاا بعث

ن أ

اعة ين والس

هات

ابة إصبعيه بين ن . ويقر "ك ب الس

ىوسط

(587.)وال

عليه هللا صلى ذات وظيفة توكيدية لبيان توكيد القرب واملرافقة،للنبي فهذه إشارة

بها الشريفة الزكية أطلقها بيده وسلما مؤكدا

اكافل مكانة وبيان توضيح قاصدا

ى ورسوله هللا اليتيم واملحسن إليه عند من وسلم،كذلك عليه هللا صل

ا انطالقا

العبارة. وتلك اإلشارة تلك ومعنى داللة

بي سعيد -الثاني:ار عنهما: " هللا رض ي الخدري جاء في حديث أ

ش

بو أ

سعيد أ

ى بإصبعيه يه إل

يه عين

نذ

قال وأ

بصرت ف

اي وسمعت عيناي أ

نذ

ه رسول أ

هللا صلى-الل

"يقول: -وسلم عليهبيعوا ال

هب ت

هب الذ

بيعوا ، بالذ

تورق وال

ورق ال

بال

إال

اال

مث

ل وا ، بمث شف

تى بعضه وال

بيعوا ، بعض عل

تا وال سئا

ا ش ائبا

بناجز منه غ

ا إال يدا

(588".)بيد

موظفة ألنواع من التوكيد أولها: الشريف الحديث هذا في اإلشارة هكذا جاءت

الخدري أبو سعيد نقله ملا واالنتباه والضبط والوعي العلم لتمام وبيان ت كيد إشارة

ذلك مع ،ولكنهكان اليتهم في ش يء من ذلك وسلم،وإن عليه هللا صلى هللا رسول عن

ى بإصبعيه أشاريه إل

عين

ا للغة اإلشارة، وفيللعبارة وأذنيه،مطلقا

ا ذلك وموظفا

‌

161‌

فيه ،كما أن وسلم عليه هللا صلى للنبي وسماعه وحضوره لرؤيته وتحقيق ت كيد

املعامالت،وضرورة في الربا هي عنالن من عما يتضمنه ا آخر لزجر الناست كيدا

منا بليغا

ا لذلك ينتبهوا حتى اسالن نفوس تجنبه،وليقع موقعا

ا عن لخطورته،مؤكدا

واإلشارة. العبارة بين طريق الجمع

ا وظيفة التورية: -سادس

ومن وظائف لغة اإلشارة التورية والتعمية وقصد الداللة األخر في العبارة أو

اإلشارة، من خالل مشهد اإلشارة املاثل للمتلقي، والذي يختبئ ويستتر داخله املعنى

ع ه بن برغم خالف الظاهر، قال ك

ان رسول الل

صلى هللا -مالك رض ي هللا عنه: "ك

ما -عليه وسلمليرها" قال النووي رحمه هللا: ق

ور بغ

إال

ازوة

وهم "يريد غ

ي أ

أ

يرها، ليعميى غ د األخبار،حت صل التورية في اللغة من الوراء له اليترص

األعداء، وأ

ه،وأظهرت الش يء الذي هو ضد األمام فهي:من وريت : إذاسترت

ان تورية

غيره، فك

هره، وقصد البعيد، واستخدم التوريةعنى الظاهر وراء ظ

(589".)املوري جعل امل

ص، رة املفهومة داخل الن عند العرب نوع من لغة اإلشارة اللطيفة املعب والتورية

إيصال فكرته ومراده بطريقة مبنية على الت مل واإلدراك ر من خاللها يقصد املعب

د العرب كانت العقلي البعيد، قال السيوطي في املزهر:"وقد - وتقصده ذلك تتعم

ورية أرادت إذا -يعني الفطنة التعبير استخدام ، ومن حسن(593)التعمية" أو الت

غالبا لد يقصد امم الداعي املتلقي،وهذا لإلشارة بما تدعو إليه حال التورية

، خفي طرف من الخاصة وإشعار العامة عن املراد كإخفاء البلغاء، أذكياء

ى بما املقصود عن وكالتعبير ذكاء وكاختبار ، إليه الحاجة عند اإلنكار معه يت ت

اإللغاز،عندها حتى مباشر غير إشارة وإيماء من يعجبه بما نفسه في والت ثير املتلقي

162‌

هللا: رحمه الزمخشري قال أهمية التورية ووظيفتها اإلشارية املعبرة املبسنة تظهر

"التر ا .(591)التورية" من والألطف أدق البيان في بابا

والتورية وإن كانت من املصطلحات البالغية املعروفة من جانب البيان والفصاحة،

ها تحمل دائما من داللة اإلشارة والتعبير الضمني ما يجعل لها وظيفتها اإلشارية إال أن

ي بمراده وبغيته ب حسن عبارة وألطف -من خالل إطالقها-املتميزة، والتي تفي للمور

إشارة كما قال الشاعر:

ا عرض عن ها امل ي

عال أ

ه ت

حسبك الل

عال" فيالبست لها معنيان: املعنى القريب املتبادر وهو: الثناء على هللا فكلمة "ت

بترك بالعلو، وهو يالئم لفظ الجاللة "هللا"، واملعنى اآلخر البعيد وهو اإلشارة إليه

ها املعرض عنا" ، ومن (592)اإلعراض والهجر ودعوته للحضور، وهو يالئم عبارة: "أي

ي بن أبي طالب رض ي هللا عنه في صحيح أمثلة هذا النوع من التورية حديث عل

م الذي مر بنا في مبحث لغة الفم: " مسلم في صفة الخوار تك

ث احد

بيني فيما وإذ

م إن وبسنك

حرب ف

") ال

دعة

التورية جواز اض رحمه هللا: "فيهعي القاض ي قال ،(593خ

.ومن هنا أشار القيرواني إلى (594)ىهذا"ى عل الحديث ت ول فإنه الحرب في والتعريض

مبلغ وأحكم من فيها أبلغ على الصوت، ومبلغها ا تتقدم اإلشارة فيهاهناك أبوابا أن

بحركات العين أو اليد ، وتبقى داللتها أقو وأصر سواء كانت اإلشارة(595")النطق

بى سعيد ا في حديث كما أو الرأس أو حملها أي عضو من أعضاء الجسد -لخدري أ

ال: " -رض ى هللا عنه ىق

رت إل

نظ

ف

عليه هللا ىالنبي صل

ة موسل

من صال

صرف

د ان

وق

بح وو ")الص ا وماءا ن النظرة من خالل وتتبي اإلشارة ، فهنا تتضح(596جهه مبتل طينا

163‌

بلل الطين واملاء على جبين الحبسبلرؤياه اوسلم تصديقا عليه هللا ىصل

:املتقدم ،ومن هذا القبيل قول عمر بن أبي ربيعة(597)وخبره

أهلهام أشارت بطرف العين خيفة

لتك

محزون ولم ت

إشارة

ا ف يقن قد قال مرحبا

رفم ت أن الط تي

بالحبسب امل

ا وأهال وسهال

بو به اإلشارة وترسله أو كانت كذلك إشارة ضمنية من التعبير غير املنطوق مما ت

كل داخل النص أو خارجه، موظفة لدالالتها املختلفة في املعنى، املتفاوتة في الش

عالمات املرور باللون األحمر، أو األخضر، أو البرتقالي، فهي داللة إضاءاتوالقوة ك

تفهم من املشهد دون نطق، ك ن تنظر إلى مستشفى فتعرف أن "هناك مرض ى" أو

ر عنها وقد عب (، 598)الجامعة، فتدلك على أن "حضارة األمة تصنع هنا" على أن تمر

(599)نصسب بن ربا بقوله:

هنوا بالذي أنت أهل

.ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب فعاجوا ف ث

طريق وعناية،عن املنتقاة بدقة رةاملعب اإلشارة اختيار بالقول: إن املقام هذا وأختم

، الذوق حسن استشراف مع ، الحركة وترتسب ، العبارة تنقيح الصورة،وت كيد

لغة اإلشارة من الوظائف التي تخر كذلك ، الكمال ونشدان ، الجمال واستشعار

الفائقة التعبيرية وظائفها أداء على قادرة والت ثير تجعلها الجمال من قشسبةفيحله

ممتعة ريةحضا رسالة وتوصيل ، أسلوب تعبير،وأجمل مقصود،وأدق أحسن على

، التفكير أفق تفتح يجعلها كما ، والجمال والقيمة والقوة الوضو مفادها

أسرار للمجتمع يكشف مما ، ومجاالتها وأدواتها اللغة ذات في ، الكلمات ومغاليق

. وهللا أعلم الحضاري والبناء التواصل في وأهميتها اإلشارية اللغة

164‌

اخلامتة:

بخاتمة املبعوث نبسنا على والسالم والصالة ، الصالحات تتم بنعمته الذي الحمدهلل

؛ وبعد ، الرساالت

ةسن في خاللها طفنا "مسلم صحيح في اإلشارة لغة" موضوع في جولة فهذه

اوعرضا ا،جمعا وسلم عليه هللا صلى املصطفىا

من ونقف ،لنستخلص لغويا وتحليال

:يلي كما إليها وصلالت تم التي واملالحظات النتائج أهم على خاللها

.مسلم أحاديث في اإلشارة لغة وظائف وتحديد جمع •

.مسلم أحاديث في الواردة إلشارةا أنساقو الداللة ايحاءات •

165‌

.االذهنية صوره من املعنى مقتضيات بكل الوفاء عن قاصرة اللفظية اللغة •

.اللغوي الدرس من النوع هذا مبادئ إرساء في العرب القدماء دور •

.اإلشارة لغة فيها ترد التي املقامات •

.اإلشارة لغة تقدمها التي الدالالت •

.اإلشارة لغة إلى اللفظية اللغة عن اللغة ابن عدول •

اللغة ب ن شعور وثمة ، اإلشارة ولغة اللفظية اللغة بين املزواجة قيمة •

.اللغة ابن يريدها التي الداللية الشحنات التحمل اللفظية

:النتائج

الظواهر وتجلية لت صيل جديدة قراءات إلى حاجة في اليزال العربي تراثنا إن •

.شعثها ويلم أجزائها يجمع من إلى تحتا التي ، اللغوية وغير اللغوية

في الجسد لغة عن مبثوثة إشارات العربي التراث كتب بطون في يكمن •

، الكريم القرآن تفاسير في مختلفة سياقات وفي وهناك هنا متنوعة شذرات

.األدب و والبالغة ، اللغة وكتب النبوي الحديث وشروحات

كتب بطون في ماوجد • تكاد ، الجسد لغة إشارات من العربي اللغوي راثالت

تكون ا

.وتفسير شر إلى بحاجة الجسد،لكنها لغة لعلم أصوال

مهملة التزال اإلبانة في ودورها "لغةالجسد" الجسمية الحركات ظاهرة إن •

.اإلنسانية الدراسات في املختصين العرب الباحثين قبل من

، والوقائع األدلة حيث من ، الجريمة عالم في ابارزا ادورا الجسد لغة أدت •

.السالم عليه يوسف سيدنا قصة في الحال هو كما

ا يجعله أن تعالى هللا أس ل العمل هذا ختام وفي يهيء وأن ، الكريم لوجهه خالصا

لهذا عن والكشف ووسائله قضاياه دراسة في النية يخلصون من أبنائه من راثالت

.فيه قصالن جوانب وسد محاسنه وإظهار ، كنوزه

166‌

العاملين رب هلل الحمد أن دعوانا وآخر

املصادرواملراجع

املصادر: به هللا نفعنا الكريم تعالى،القرآن هللا كتاب.

كتب السنة :

بن هالل بن حنبل بن محمد بن أحمد هللا عبد أبو :حنبل ابن

مؤسسةالقاهرة، ،1ط ،املسند،)هـ241 ت) الشسباني أسد

.م2001/هـ1421،قرطبة

( هـ911 ت) بكر أبي بن الرحمن عبد الدين جالل: السيوطي،

1ط الدهلو، الحسن ماجه،عبدالغني،وفخر ابن سنن شر

.خانه يكتب قديم ،كراتش ي،دار

أبو اآلملي، غالب بن كثير بن يزيد بن جرير بن محمد: الطبريا

ا تأويل عن البيان جامع ،( هـ310 ت) جعفر ،تحقيقالقرآن آي

م1971 ، املعارف دار ، القاهرة ،2شاكر،ط محمد محمود

العسقالني الفضل أبو حجر بن علي بن أحمد: العسقالني

،1البخاري،ط صحيح بشر الباري فتح ،( هـ852 ت) الشافعي

.م1986 ، للتراث الريان دار القاهرة،

167‌

فر بن بكر أبي بن أحمد بن محمد هللا عبد أبو: القرطبي

الجامع ،(هـ671 ت) القرطبي الدين شم الخزرجي األنصاري

،2ط أطفسش، وإبراهيم البردوني أحمد ،تحقيق القرآن ألحكام

.م1964/هـ1384 ، املصرية الكتب دار القاهرة،

مسلم، صحيح ،( هـ261 ت) النسسابوري حجا بن مسلم: مسلم

طيبة، دار ، م ب ،1ط الفاريابي، محمد بن نظر تحقيق

.م2006/هـ1427

علي بن شعيب بن أحمد الرحمن عبد أبو: النسائي

عبدالفتا الشي الصغر ،باعتناء السنن ،(هـ303ت)الخراساني

.م1986/هـ1406 البشائر، دار ،بيروت، 1ط غدة، أبو

: املصادركتب محمد بن محمد بن املبارك السعادات أبو الدين مجد: األثير ابن

النهاية ،(هـ606ت) الجزري الشسباني الكريم عبد ابن محمد بن

دار بيروت، ،1عويضة،ط صال ،تعليقواألثر الحديث غريب في

.م1997 /ه1418 العلمية الكتب

األندلس ي حزم بن سعيد بن أحمد بن علي محمد أبو: األندلس ي

. د تحقيق ،واآللف األلفة في الحمامة طوقا،(هـ456 ت) القرطبي

للدراسات العربية لبنان،املؤسسة_،بيروت2ط عباس، إحسان

.م1987 والنشر،

تحقيق ،األغاني ،(هـ356ت)‌الحسين بن علي الفر ابو: األصفهاني

.م1935 الفكر، دار بيروت، ،2جابر،ط سمير

ت) الفراء بن محمد بن مسعود بن الحسين محمد أبو :البغوي

زهير محمد و األرناؤوط شعيب تحقيق ،السنة شرح ،(هـ516

.م1983/ه1403 ، اإلسالمي املكتب دمشق، ،2ط الشاويش،

168‌

البكري محمد بن العزيز عبد بن هللا عبد عبيد أبو:البكري

،األمثال كتاب شرح في املقال فصل ،‌(هـ487 ت) األندلس ي

.م1983، الرسالة مؤسسة بيروت، ،3عباس،ط إحسان.د تحقيق

502 ت) الشسباني محمد بن علي بن يحيى زكريا أبو: التبريزي(،‌

بيروت، ،2قباوة،ط الدين فخر تحقيق ،املفضل اختيارات شرح

.م1987 العلمية، الكتب دار

ام أبو ديوان ‌،(هـ231 ت)الطائي أوس بن حبسب : تم

الكتب دار ،م ب ،1ط ، بسج حسن أحمد .د ،تحقيقالحماسة

.م1998/هـ1418 ، العلمية

مجاز،( هـ209 ت) املثنى بن معمر عبيدة أبو :التيمي

الخانجي مكتبة ،سزكين،القاهرة فؤاد محمد ،تحقيقالقرآن

..هـ1381،

الثعالبي منصور أبو إسماعيل بن محمد بن عبدامللك: الثعالبي

م، ب ،2ط املهدي، عبدالرزاق تحقيق ،اللغة فقه ،(هـ429ت)

.ت ب التراث، إحياء دار

الليثي فزارة بن محبوب بن بحر بن عمرو عثمان أبو: الجاحظ

-القاهرة،4 ،طوالتبيين البيان ،( هـ222ت) ‌الكناني

.هـ1384 الخانجي،مصر،

محمد بن الرحمن عبد بن القاهر عبد بكر أبو :الجرجاني (

،(هـ471ت

ق قرأه ، البالغة أسرار - محمد محمود عليه وعل

.م1991 املدني، ،القاهرة،مطبعة1شاكر،ط

القاهرة، ، شاكر محمد محمود : تحقيق ،اإلعجاز دلئل -

. 1992 ، 3ط ، املدني مطبعة

169‌

( هـ816 ت) الشريف الزين علي بن محمد بن علي : الجرجاني،

، العربي الكتاب بيروت،دار ،4األبياري،ط إبراهيم تحقيق ،التعريفات

. م1998

د : ،تحقيق جرير ديوان ،(هـ110ت) الخطفي عطية بن : جرير.

.م1986/هـ1406 ،والنشر للطباعة بيروت دار ،1ط،طه نعمان

( هـ392 ت) عثمان الفتح أبو: جني ابن،

عالم بيروت، ط، ب النجار، علي محمد تحقيق ،الخصائص -

.ت ،ب الكتب

–األوقاف ،وزارة القراءات شواذ وجوه تبيين في املحتسب -

.م1999/هـ1420 ، اإلسالمية للشئون األعلى املجل

الفارابي الجوهري حماد بن إسماعيل نصر أبو :الجوهري

،تحقيق حمدالعربية وصحاح اللغة تاج الصحا ،( هـ393ت)

العلم دار بيروت، ،4طعطار، عبدالغفور

.م1987/هـ1407،للماليين

،ت) هللا عبد بن ياقوت هللا عبد أبو الدين شهاب الحموي

بيروت، ط، عباس،ب احسان تحقيق ، األدباء معجم ،( هـ626

.م1993/هـ1414 االسالمي، الغرب دار

(هـ321 ت) األزدي دريد بن الحسن بن محمد بكر أبو: دريد ابن،

دار ،بيروت،1هارون،ط عبدالسالم تحقيق ، االشتقاق

. م1991/هـ1422الجيل،

بن شداد بن بشير بن إسحاق بن األشعث بن سليمان: داود أبو

،تتحقيقداود أبي سنن ،( هـ275 ت)السجستاني األزدي عمرو

العصرية،ب املكتبة بيروت، ،1ط الحميد، عبد الدين محي محمد

.ت

173‌

بيدي ) الفيض أبو الحسيني، الرزاق عبد بن محمد بن محمد :الز

مجموعة :القاموس،تحقيق جواهر من العروس تا ،( هـ1215 ت

.دارالهداية ، م ب ، ط ب املحققين، من

(هـ538 ت) أحمد بن عمرو بن محمود القاسم أبو: الزمخشري،

، العلمية الكتب دار بيروت، ،2العرب،ط أمثال في املستقص ى -

.م1987

،1محمود،ط الرحيم عبد : البالغة،تحقيق أساس -

. م1998/ه1419 بيروت،داراملعرفة،

دار بيروت، ،3التنزيل،ط غوامض حقائق عن الكشاف -

.هـ1407 العربي، الكتاب

،1ط النعيمي، سليم تحقيق األخيار، ونصوص األبرار ربيع -

.هـ1410 للمطبوعات، الذخائر دار ايران،-قم

ت) املرس ي سيده بن إسماعيل بن علي الحسن أبو: سيده ابن

، بيروت ،1ط جفال، ابراهيم خليل تحقيق ،املخصص،( هـ458

. م1996/هـ1417 العربي، التراث احياء دار

ت 0 االندلس ي هللا عبد بن الرحمن عبد القاسم أبو:السهيلي

والفقه،تحقيق والحديث واللغة النحو في السهيلي أمالي ،(هـ581

. م1979 ، السعادة مطبعة ، ،القاهرة1،ط البنا إبراهيم محمد

دار ،بيروت،3،ط هارون عبدالسالم تحقيق ، الكتاب:سسبويه

.ت ب ، الجيل

بن سعيد بن سهل بن هللا عبد بن الحسن هالل أبو: العسكري

،( هـ395 ت) مهران بن يحيى

171‌

،2ط قميحة، مفيد تحقيق والشعر، الكتابة الصناعتين -

. م1989 ، العلمية الكتب دار ، بيروت

وعبداملجيد إبراهيم الفضل أبو محمد تحقيق ، األمثال جمهرة -

الحديثة العربية املؤسسة القاهرة، ،2ط ، قطامش

.م1964/هـ1384،

حسين بن أحمد بن موس ى بن أحمد بن محمود محمد أبو :العيني

شر القاري عمدة ،(هـ855 ت) العينى الدين بدر الحنفى الغيتابى

.م1972 العربي، التراث احياء دار بيروت، ،1البخاري،ط صحيح

هـ328 ت0 األندلس ي ربه عبد بن محمد بن أحمد: ربه عبد ابن )،

الكتب دار ، بيروت ، الترحيني عبداملجيد تحقيق الفريد، العقد

.م1997 العلمية،

مرشد بن علي بن عمر الدين شرف حفص أبو: الفارض ابن

لبنان،دار -الفارض،بيروت ابن عمر ديوان ،(هـ632ت) الحموي

.م 1962 بيروت، دار و صادر

الحسين أبو الرازي القزويني زكرياء بن فارس بن أحمد: فارس ابن

أبو الدين شهاب : تحقيق ، اللغة في ،املقايس )هـ395 ت)

.م1998 الفكر، دار ، بيروت ،2عمرو،ط

مهدي تحقيق ،العين ،(هـ170 ت) أحمد بن الخليل:الفراهيدي

.الهالل بيروت،دار ط، السامرائي،ب وإبراهيم املخزومي

يعقوب بن محمد طاهر أبو الدين مجد :الفيروزآبادي

في التراث مكتب املحيط،تحقيق ،القاموس)هـ817ت) الفيروزآباد

نعيم محمد بإشراف الرسالة مؤسسة

.م1998 ، الرسالة ،بيروت،مؤسسة6العرقسوس ي،ط

172‌

محمد أبو الدينوري قتسبة بن مسلم بن هللا عبد: قتسبة ابن

،(هـ276ت)

الكتب دار ، بيروت ،1فاعور،ط على الكاتب،تحقيق أدب -

.م1988 ، العلمية

،القاهرة،دار2شاكر،ط محمد أحمد ،تحقيق والشعراء الشعر -

م1998 ، الحديث

بن هارون بن عيذون بن القاسم بن إسماعيل علي أبو:القالي

عبد محمد ،االمالي،رتبها(هـ356: ت) سلمان بن محمد بن عسس ى

.م1987 دارالجيل، بيروت، ،2األصمعي،ط الجواد

ثعلبة بن قس بني من جندل، بن قس بن ميمون : قس ابن

ديوان ،( م 629 ت) قس ب عش ى املعروف بصير، أبو الوائلي،

،1،ط حسين محمد محمد عليه وعلق شرحه الكبير، األعش ى

. م1973 ، الرسالة مؤسسة بيروت،

أبي ديوان ،( هـ 195 ت) الحكمي هانئ بن حسن: نواس أبو

-،بيروت1ط ، العربي الفكر طراد،دار مجيد وتحقيق نواس،شر

.م2003 ، لبنان

جمال املصري االفريقي منظور بن مكرم بن محمد: منظور ابن

،بيروت،دار3،ط العرب لسان ،(هـ711 ت) الفضل أبو الدين

.هـ1414، صادر

( هـ398 ت) سيده ابن إسماعيل بن علي الحسن أبو: املرس ي

هنداوي عبدالحميد : تحقيق األعظم، واملحيط ،املحكم

.م2000/هـ1421 ، العلمية الكتب لبنان،دار-،بيروت1،ط

درويش،ومحمد عدنان ،تحقيقلكلياتا:الكفوي

.م1993 ، 2ط ، الرسالة املصري،بيروت،مؤسسة

173‌

عن املوسوي،نقال الحسن بن محمد الحسن أبو الشريف: الرض ي

محمد تحقيق البالغة، نهج ،على طالب أبي ابن علي

.م1996 ، العربي الفكر ،بيروت،دار1عبده،ط

زهير ديوان شر ،ثعلب الشسباني زيد بن يحي بن أحمد:العباس أبو

اآلفاق دار ، بيروت ،1ط، قباوة الدين فخر ،تحقيقسلمى أبي بن

.م1982 ، الجديدة

املراجع بيروت،دار2املعبود،ط ،عون العظيم الحق شم محمد:آباد،

.ه 1415 العلمية، الكتب

املصرية، األنجلو مكتبة ،6 اللغوية،ط ،األصوات إبراهيم: أنس

.م1981

تمام: حسان ،

لغة_ املصرية الهيئة ،القاهرة، 2ومبناها،ط معناها العربية ال

.م1979 للكتاب، العامة

، القرآني للنص وأسلوبية لغوية دراسة ، القرآن روائع في البيان_

األسرة مكتبة مشروع ضمن الكتب عالم تصدرها خاصة طبعة

.م2002 ،القاهرة،

دار ، بغداد ،1،ط للكتاب العامة املصرية األصول،الهيئة -

. م1996 ، العامة الثقافية الشؤون

املكتب2،ط وتاريخها العربية في الخضر،دراسات محمد:حسين،

. م1960 دمشق ، اإلسالمي

174‌

ين علم أحمد: الجندي ة اللهجات ، الد التراث،تون ، في العربي

ار ليبيا، ة الد .م1978/ ه 1398 ، للكتاب العربي

للطباعة الساقي ،دار1إسحاق،لغةالجسد،ط فؤاد: الخوري

. م 2000، والنشر،بيروت

دار ،1والتقنية،ط العلوم لغة في العربية. عبدالصبور :شاهين

. 1983اإلصال ،الدمام،السعودية،

للعلوم العربية ،الدار ،بيروت1 ،ط الجسد لغة ، ليلى: شحرور ،

.م2007

القرآن إيضا في البيان ،أضواء األمين محمد:الشنقيطي

.م 1983 - ه1403 – الرياض، داراالفتاء، بالقرآن،طبعة

مصر،-،االسكندرية2اللغة،ط علم في عبده،فصول :الراجحي

. م2002 داراملعرفةالجامعية،

الثقافة ،بغداد،مكتبة الفرزدق ديوان ،شر جيم : سايمز

.ت العربية،ب

اللغوي البحث ومنتهج اللغة علم إلى ،املدخل رمضان:التواب عبد

.م2007 ، للكتاب العامة املصرية ،الهيئة ،مصر القاهرة ،2ط ،

مختار أحمد: عمر ،

.م1976 اللغوي، الصوت دراسة_

.م1997، الكتب عالم القاهرة، ،1،ط القرآنية القراءات معجم_

الشر غريب في املنير املصبا علي، بن محمد بن أحمد :الفيومي

م1987 لبنان، مكتبة ،بيروت، الكبير

175‌

املد أصوات في اللغوية،دراسة األصوات في.فاضل املطلبي،غالب

سلسلة ، واإلعالم الثقافة وزارة منشورات العراقية الجمهورية

.م1984 دراسات

الكتب املرتمجة:

ظرية في مقدمة،تيري : ايجلتون جاسم إبراهيم ،ترجمةاألدبية الن

.م1992 ، الثقافية الشؤون دار،بغداد،2طالعلي،

شيخاني ،ترجمةسميرلغةالحركاتناتالي،: باكو

.م 1995الجيل، ،بيروت،لبنان،دار1،ط

رمضان الدكتور ،ترجمةالسامية اللغات فقهكارل،:بروكلمان

.م1977 د، ،الرياض،ب ط ب عبدالتواب،

دمشق،سورية، ،1عياش ي،ط منذر ،ترجمةالدللة علمبيير،:جيرو

.م1992 طالس، دار

سعيد ،ترجمةوالتأويل السيمياءروبرت،:شولتز

.م1994 والنشر، للدراسات العربية ،املؤسسة1الغانمي،ط

كتاب ،ملحقاألساسية باملصطلحات تعريف، اديث :كريزويل

سعاد دارالكويت، ،1ط، عصفور جابر ترجمة البنيوية عصر

.م1993 ، الصبا

ترجمة سيميوطيقية، حقيقة باعتباره الفنجان،:فسكي موكار

.العربي الكتاب دار ، بيروت قاسم، سيزا

ترجمةجديد لغويا بناء نحو الفصحى العربية.هنري،فلسش،

.م2005 ، املشرق دار ، ،لبنان بيروت شاهين، عبدالصبور

176‌

الرسائل.

،الشعر في النص ي الفضاء سيميائية. محمد خرفي صالح

واألدب اللغة قسم ، علمية،جيجل رسالة ، املعاصر الجزائريا

.العربي

ا لسيبويه الكتاب في اللهجات.راشد صالحة:غنيم لآ وبنية أصوات

. م1985 ،1،ط املكرمة مكة ، القر ام ماجستير،جامعة ،رسالة

:اجملالت والدوريات

جريدة الصورة وسر اللقطة غالية،سيميائية:خوجة،

.15333 العدد‌،2010يونيو17الرياض،

جامعة القرآني القصص في اللغوي غير ،التواصل نزيهة:روينة،

اللغة واللغات،قسم اآلداب خيضر،كلية محمد

.2014نوفمبر1وآدابها،الجزائر،

حمدان،:أبوعاص ي

،يونيو عشر السابع ،املجلد اإلسالمية الجامعة ،مجلة

.الثاني ،العدد2009

في التأثيريا وعمقه الصامت التصال. عبدهللا: عودة

.112،العدد2004املعاصر،لبنان، املسلم ،مجلةاآلخرين

177‌

فكر مجلة ، سيميوطيقة مقاربة واللغة الصورة. محمد:املعماري

. 13العدد ، املغرب ، الرباط ، نقد و

الشبكة العنكبوتية:

اإلسالمي العربي الخطاب في الجسد إشكالية،إبراهيم : أحمد،

:رابط، الجزائر بادي بن عبدالحميد جامعة

topic-http://histoirphilo.yoo7.com/t1376

رابط وحكايات أسرار الجسد لغة، الشرابي سما :ترجمة،

: الكتاب

http://www.lahaonline.com/articles/view/%D9%84%D8%

B

رابط ،اآلخرين مع التواصل في ودورها الجسد لغة حولا دراسة :

http://iraq.iraq.ir/vb/showthread.php?t=112902

السياسية السلطة ، الدين ، الجسد جدلية. ناصر: الدين صال

:رابط السودان النيلين جامعة ،

topic-http://histoirphilo.yoo7.com/t1376

كراف) رواية في املكانية البنية سيميائية،صالح:ولعة

:جامعةالجزائر،رابط،(الخطايا

marifah.net-https://articles.e

رابطاألخالق في دورها وما الفطرة هي ما:

topic-http://samaka.ahlamontada.com/t1953

178‌

:الفهارس

الصفحة رقم املوضوع

والتقدير الشكر

ـد اإلهداء

هـ العربية باللغة الرسالة ملخص

و االنجليزية باللغة الرسالة ملخص

ز املقدمة

179‌

1 )نظرية أفهام) املعنى وتشكيل اإلشارة لغة-أ:التمهيد

2 اللغوي التراث في املعنى وتشكيل اإلشارة لغة -ب

2 عندالجاحظ

11 جني عندابن

16 سيده وابن الثعالبي منصور أبو

30 األندلس ي حزم ابن

41 القيراوني رشيق ابن

44 (نظرية أفهام) اللفظي غير املعنى تقنيات:األول الفصل

ا

44 الترقيم عالمات-املكتوب،أ في التقنيات-أوال

49 والرسومات الصور -ب

51 العالمات الخارجة عن بنية النص-

ا:التقنيات في املنطوق،أ 53 التنغيم والنبر-ثانيا

60 الصمت -ب

66 الجهر والهم -

72 الترقيق والتفخيم -د

:أنساق اإلشارة وايحاءات الداللة في أحاديث الفصل الثاني

مسلم

ا11

ا

86 لغة اليد -أوال

ا 124 لغة العين -ثانيا

183‌

‌

اا 134 لغة الفم -ثالث

ا 141 لغة الرأس -رابعا

147 :وظائف لغة اإلشارة في أحاديث مسلمالثالث الفصل

ا

148 الوظيفة التوضيحية -أوال

ا 150 الوظيفة التصويرية -ثانيا

اا 151 الوظيفة التنظيمية-ثالث

ا 152 الوظيفة الجمالية -رابعا

ا 153 الوظيفة الت كيدية -خامسا

ا 154 وظيفة التورية -سادسا

158 الخاتمة

160 املصادر واملراجع

170 الفهارس