26
ار ن ل ا ي ف ار ف ك ل ود ا ل خ كاره ن ت س حد و ا ل م ل ا مد ح ع ا ي# ب د.ر

الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار.docx

  • Upload
    -

  • View
    12

  • Download
    5

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار.docx

الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار

د.ربيع أحمد

الحمد لله رب العالمين ، والصالة والسالم على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعهم

بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

Page 2: الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار.docx

فقد انتشر في عص66رنا م66رض اإللح66اد ، وه66و أح66د األم66راض الفكرية الفتاكة إذ يفتك باإليمان و يعمي الحواس عن أدل66ة وجود الخالق الرحمن ،و تجد المريض يج66ادل في الب66ديهيات و يجمع بين النقيضين ويف66رق بين المتم66اثلين ،ويجع66ل من الظن علما و من العلم جهال و من الحق باطال و من الباطل

حقا .

ومن عوامل انتشار هذا المرض الجهل بالدين و ضعف العقيدة واليقين واالسترسال في الوساوس الكفرية

والسماع والقراءة لشبهات أهل اإللحاد دون أن يكون لدىاإلنسان علم شرعي مؤصل .

ما هي إال أقوال بال دليل وادع6اءات بالوشبهات أهل اإللحاد ،ورغم ضعفها و بطالنها إال أنه66ا ق66د ت66ؤثر في بعضمستند

المسلمين لقلة العلم وازدياد الجهل بالدين ولذلك كان الب66د من كشف شبهات ومغالطات ودعاوي أهل اإللحاد شبهة تلو األخرى و مغالطة تلو المغالطة ودعوى تلو ال66دعوى ح66تى ال

ينخدع أحد بكالمهم وشبههم .

و في هذا المقال سنتناول بإذن الله استنكار المالحدة خلود فيدعي المالحدة أن عقاب الكافر بالخلودالكفار في النار

في النار ليس من العدل و اإلنصاف في شيء ، و يعللون ذلك بأن عصيان الكافر كان في مدة قليلة جدا لكن الخالق جعل عذابه يستمر إلى ما ال نهاية مع أن مقتضى العدل أن

،و يسأل المالحدة : لماذا هذا العقاب يعذب بقدر ما عصى ،و يقولالعظيم األبدي أمام هذا الجرم الصغير المحدود ؟

Page 3: الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار.docx

رغم أن كفره كان مدةخلود الكافر في النار - أحدهم : - كفيل بأن يجعل أي إنسان ال دينيا لو تفكر به بصدققليلة

و تعمق ،و كيف يكون العدل أن يخلد الكافر في النار ؛ ألنه عاما مثال(؟60عصى الله لمدة قصيرة وهي عمره )

Page 4: الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار.docx

العقاب يتناسب مع عظم الجريمة ،وليس معمدة الجريمة

من األمور التي يجب معرفتها أن العقاب البد أن يتناسب مع عظم الجريمة ،وال يشترط أن يتناسب مع مدة الجريم66ة فكم حدثت جرائم بشعة في مدد وج66يزة ج66دا فمثال يمكن إلنس66ان في خالل ثواني يقوم بقتل رج66ل و ام66رأة حام66ل و طف66ل و رض66يع فه66ل نق66ول يع66اقب ه66ذا المج66رم م66دة وج66يزة ؛ ألن جريمته لم تتجاوز الدقيق6ة ؟!!!!!!! ،و ه6ل م6دة عق6اب ه6ذا القاتل الذي قتل رجل و امرأة و طفل ورضيع س66يكون أق66ل من مدة عقاب سارق ظل ساعتين يسرق منزل إذا ك66ان في بلد ال تطبق حكم اإلعدام على القاتل العم66د ؟!!!! ب66الطبع ال

فجريمة القتل أعظم بكثير من جريمة السرقة .

وماذا لو شنق رجل طفال ال يتجاوز العاشرة من عمره ،ومدة ه66ذه الجريم66ة ال تتج66اوز خمس دق66ائق بينم66ا رجال آخ66ر ظ66ل ساعتين يعت66دي على ام66رأة بالض66رب أي الجريم66تين س66تكون مدة عقابه أكبر إذا كان في بل66د ال تطب66ق حكم اإلع66دام على القاتل العمد ؟ ب6الطبع س6يكون عق6اب جريم6ة قت66ل الطف6ل

.شنقا أكثر بكثير من جريمة االعتداء على امرأة بالضرب

على منو يوج66د الكث66ير من ال66دول تطب66ق الس66جن المؤب66د منه66ا القت66ل و االغتص66اب و التجس66سي66رتكب بعض الج66رائم

والخيانة العظمى وتج66ارة المخ66درات فه66ل نق66ول م66دة ه66ذه ،والجرائم مدة وجيزة فكيف نحكم عليه بالسجن مدى الحياة

Page 5: الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار.docx

هل نقول م6دة ه6ذه الج6رائم م6دة وج6يزة فكي6ف نحكم على ، ومن ؟ بأن يقضي ما تبقى من حيات66ه في الس66جنالمجرم

عظم هن66666ا ن66666درك أن التناس66666ب يك66666ون بين م66666دى ،وليس بين م66دة الجريم66ة والمس66تحقة العقوب66ة و الجريم66ة

العقوبة المستحقة .

عظم إثم الكفر والشرك

إن الكافر يعيش في ملك الله و في ظل نعمه وتحت سمائه وفوق أرضه ،ومع ذلك ينكر وجوده سبحانه أو يتكبر عن

وهذا غاية المعاندة والمشاقةعبادته أو يصرف العبادة لغيره فأي إثم أعظم من هذا اإلثم ،وأي - سبحانه و تعالى - لله

.جرم أعظم من هذا الجرم ؟!

وما زال الناس يعتبرون إساءة األدب مع كبرائهم وسادتهم أكبر عيب وأعظم خرق، فلما كان تبارك وتعالى أكبر من كل كبير، كانت إساءة األدب إليه، واإلشراك معه عيبا ليس فوقه

.1عيب، وخرقا ال يفوقه خرق

كw لwظyلxمu عwظvيمu ﴿ و قال تعالى : xر zن} الشv( ،و13 لقمان : )﴾إ الظلم في األصل : وضع الشيء في غير موضعه، والشرك معناه: وضع العبادة في غير موضعها، وهذا أعظم الظلم،

ألنهم لما وضعوا العبادة في غير موضعها، أعطوها لغيرا الضعيف بالقوي xا المخلوق بالخالق، سو}و xمستحقها، وسو}و

.2الذي ال يyعجزه شيء، وهل بعد هذا ظلم؟

90رسالة التوحيد المسمى ب6 تقوية اإليمان للدهلوي ص - 1

57إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ص - 2

Page 6: الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار.docx

و عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الذنب أكبر عند الله

،و ال فرق بين من3؟ قال : » أن تدعو لله ندا� وهو خلقك «كفر بالله و من أشرك مع الله أحدا .

و ال أفظع وال أبشع ممن سوى المخلوق من تراب بمالك الرقاب، وسوى الذي ال يملك من األمر شيئا� بمالك األمر كله وسوى الناقص الفقير من جميع الوجوه بالرب الكامل الغني

من جميع الوجوه، وسوى من ال يستطيع أن ينعم بمثقال ذرة من النعم بالذي ما بالخلق من نعمة في دينهم ودنياهم

وأخراهم وقلوبهم وأبدانهم إال منه وال يصرف السوء إال هو. فهل أعظم من هذا الظلم شيء؟ وهل أعظم ظلما� ممن

خلقه الله لعبادته وتوحيده، فذهب بنفسه الشريفة فجعلها� .4 في أخس المراتب؟ جعلها عابدة لمن ال يسوى شيئا

vثxما� عwظvيما� و ى إ wرwت xاف vد wق wف vاللهvب xكvر xشyن يwمwقال تعالى : و ﴾ ﴿ أي افترى جرما كبيرا وأي ظلم أعظم ممن ( 48)النساء :

سوى المخلوق -من تراب الناقص من جميع الوجوه الفقيربذاته من كل وجه الذي ال يملك لنفسه- فضال عمن عبده -

ا- بالخالق لكل شيء �ا وال موت�ا وال حياة وال نشور نفع�ا وال ضر� الكامل من جميع الوجوه الغني بذاته عن جميع مخلوقاته الذي بيده النفع والضر والعطاء والمنع الذي ما من نعمة

بالمخلوقين إال فمنه تعالى فهل أعظم من هذا الظلم5شيء؟

86 ، و رواه مسلم في صحيحه رقم 4477 البخاري في صحيحه رقم رواه - 3

648 - تفسير السعدي ص 4181 - تفسير السعدي ص 5

Page 7: الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار.docx

والشرك يتضمن ظلما؛ ألنه اعتداء على المستحق للعبادة وحده، وهو فساد في النفوس. و )افترى( هنا تضمن قوال

كذبا، وفعال ظالما، وتضمن أعظم ذنب في الوجود؛ ألنه وإذا كان من أشرك مع الله غيره ،6اعتداء على رب العالمين

رغم أنه مقر بوجود الله - سبحانه و تعالى - قد أفترى إثماعظيما فكيف بمن أنكر وجوده ؟

إن الكافر يجحد وجود الله - سبحانه و تعالى - وربوبيته وألوهيته،وهذا أظلم الظلم ففيه إنكار للحقائق الواضحة

وضوح الشمس إذ دالئل وجوده سبحانه قد ملئت الكون كله - سبحانه و تعالىتوحيد الله  ،وفيه إنكار ألعظم حق ،وهو

. وأن ال يyشركw بهv شيئا -

و يجحد الكافر نعم الله وفضله وهذا إنكار للجميل ،وإنكار لفضل صاحب الفضل ،وظلم ما بعده ظلم ،والنفوس

الطيبة تشكر من أسدى لها معروفا ،وتمتن بمن أسدى لها معروفا ،والنفوس الخبيثة تجحف فضل صاحب

الفضل ،وعدم عرفان الجميل من سوء الخلق فهل جزاءاإلحسان إال اإلحسان ؟!!.

ولو أن رجال ربي ابنه أحسن تربية و أغدق عليه بالهدايا والعطايا ومع ذلك رفض االبن طاعة أبيه و استنكر أبوته

ماذا تقلون في شأن هذا االبن ؟!! انظروا أيها األخوة لمدى بشاعة وشناعة فعل الكافر فالله قد خلقه وأنعم

عليه بأجل النعم وسخر له ما في األرض جميعا كي

4/1710 - زهرة التفاسير 6

Page 8: الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار.docx

يستعين بذلك على عبادته و بدال من أن يعبده ترك عبادته وأنكر وجوده .

ولو أن رجال جاء إلى بلد ليس معه شيء ال كسوة وال طعام و ال شراب و ال مال فوجده شخص فألبسه وأطعمه وسقاه وأعطاه المال أال يستحق هذا الرجل االعتراف له بالجميل

والفضل ،ولله المثل األعلى جئنا الدنيا بال كسوة وال طعام و ال شراب و ال مال ،ورزقنا الله من فضله الكسوة

- سبحانه ووالطعام والشراب والمال أال يستحق الشكر . ؟!!!تعالى -

إن الكافر قد تمرد على خالقه إذ ال يعبده و ال يوحده وال في هذايؤدي حقه و ينكر وجوده وربوبيته وألوهيته،و

- و إساءة األدب معه اعتداء على حقه - سبحانه و تعالى - ، فأي جرم أعظم من هذا الجرم ،وأيسبحانه و تعالى -

ذنب أعظم من هذا الذنب ؟!!!!

عاش في مملكة وينعم بهوائها ومياههاولو أن رجال وطعامها وشرابها ،وتعلم في مدارسها وجامعاتها ثم لما

أصبح ذي شأن أنكر فضلها و تمرد على قوانينها وأساء ماذا تقلون في شأن هذا الرجل أال يستحق أشداألدب إليها العقاب ؟!!

فقد خلق اللهو ترك عبادة الله مناقض للمقصود بالخلق تyقال تعالى :اإلنس و الجن لعبادته سبحانه xقwل wا خ wمwو ﴿

Page 9: الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار.docx

vونyدyبxعwيvال} لvإ wنسv xاإلwن} و vجxفهذه الغاية ( 56﴾ ) الذاريات : ال التي خلق الله الجن واإلنس لها ، و بعث جميع الرسل

يدعون إليها ، و هي عبادته المتضمنة لمعرفته ومحبته و .اإلنابة إليه و اإلقبال عليه ، و اإلعراض عما سواه

فائدة استحضار الكافر أنه سيخلد في النار إذالم يتب من الكفر

أخبر الله - سبحانه و تعالى - أن من مات على الكفر يكون

wيvنxغyن تwل x وا yر wفwك wينvن} ال}ذvمخلدا في النار ، فقال تعالى: إ﴿

vالن}ار yاب wح xصwأ wكvئwل xو

yأ wو �يxئا wش vالله wنzم مyهyدwالxوwأ wالwو xم yهyال wو xم

wأ xم yهxنwع الvدyونw ) آل عمران : wا خ wيه vف xمyوقال تعالى:، ( 116﴾ه

wينvدvال wخ wن}م wه wج wارwن wار الxكyف} wو vات wقvافwن yمxال wو wين vقvافwن yمxالله ال wدwعwو ﴿ uيم vق مx عwذwابu م� yهwل wالله و yم yهwنwعwل wو xم yهyب xس wح wيvا ه wيه vالتوبة :﴾ف (

ا ، ((68 �عvير wس xم yهwد} لwعwأ wو wينvر vافwكxال wنwعwل wن} الل}هvوقال تعالى: إ﴿ ا �ير vصwن wالwي�ا وvل wو wونyد vجwي wا ال�wبwد ا أ wيهvف wينvدvال w64﴾ ) األحزاب : خ-

65. )

Page 10: الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار.docx

الxفسادو فائدة ذكر wر و xكفxن الwي الن}ار كفهم عvود الكفار فyل yخ ،ولو استحضر الكافر عاقبة 7والعناد والشقاق والنفاق

فقدكفره ،و أن الله - عز وجل – سيصليه نارا خالدا فيها ، و من تابيستيقظ ضميره و ويؤنب نفسه ويتوب إلى الله ،وبذلكإلى الله - سبحانه و تعالى - فإن الله يتوب عليه

لyود الكفار فvي الن}ارذكر يكون yزجر لمن يريد الكفر ، فيه خ و إصالح للكافر واستنقاذهوباعث له على التثبت في األمر

من الكفر، وإرشاده من الضاللة، وكفه عن الكفر وبعثه. على اإليمان

وفي تكرار ذكر خلود الكفار في النار زيادة التحذير من الكفر ،وهذا من رحمة الله بنا و حبه لنا فالله ال يريد لنا

الكفر ،وال يرضى لنا الكفر ،ويريد لنا اإليمان والتوحيدوالعبادة ،ولذلك يحذرنا من الكفر والشرك أشد التحذير .

من العدل تخليد الكافر في النار

إذ الكف6ر اعت66داء على ح6قمن العدل تخليد الك6افر في الن66ار الله في الربوبية و األلوهي6ة واألس6ماء والص6فات،وح6ق الل6ه من األمور الواجبة االحترام فهو الخ6الق المل66ك الجب66ار ،وق6د خلق الله الجن و اإلنس ليعرفوه ويوحدوه ويعبدوه ويخش66وه

،ونصب لهم دالئل وجوده ودالئ66ل توحي66ده وعظمت66هويخافوهوكبريائه ،و أرسل الرسل و أنزل الكتب .

وال يوجد رسول إال وقد حذر قومه من الشرك والكفر ،و ال يوجد رسول إال وقد بين لقومه عقوبة الشرك و عقوبة

231- غاية المرام في علم الكالم لآلمدي ص 7

Page 11: الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار.docx

الكفر والوعيد الشديد على الشرك والكفر لكن الكافر لم - سبحانه و تعالى - ،ولم يعبأ بكالم رسل اللهيعبأ بكالم الله

– عليهم الصلوات والتسليم -،ولم يعبأ بالوعيد الشديد وولى ظهره وهذا استهتار و استهانة واعتداء على حق الله ،وذلك

و من لم يعبأ بكالم الله،يستوجب استحقاقه أشد العذاب .ووعيده فال يلومن إال نفسه

و ليس من العدل في شيء أال ينال الكافر أشد العقاب جزاءا على كفره ، فإن في ذلك إجحافا� في حق الله و

استهانة بحق الله و تشجيعا� للناس على الكفر ، و من يشنع على خلود الكافر في النار نظر للعقوبة و لم ينظر لعظم

الذنب و عظم الجريمة ،وعظم من عصاه.

وج66زاءوالج66زاء من جنس العم66ل ، والج66زاء ثم66رة العم66ل فليخت66ار ك66ل اإليمان الجنة األبدية وجزاء الكفر الن66ار األبدي66ة

إنسان أيهما يريد ،وليتحمل كل إنسان مسئولية اختي66اره لكن أن يكفر اإلنسان ،وال يريد أن يعاقب أشد العقاب فهذا غاي66ة

التبجح و الكبر والغرور .

ولو أن دولة من الدول جرمت فعال معينا ،وحذرت منه في وسائل اإلعالم أن من يفعله سيعاقب مدى حياته ثم لم يعبأ

م ،وال wرجال بهذا التجريم والتحذير ففعل هذا الفعل المجر يريد أن يعاقب مدى حياته و أدعى أن ذلك ظلم هل يلتفت

لكالم هذا الرجل ،وهل يخفف عنه العقاب ؟!!

Page 12: الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار.docx

حقيقة الكافر هو الذي ظلم نفسه بأن حرم نفسه من نعم66ة اإليم66ان و ل66ذة مناج66اة ال66رحمن ،وأش66قى نفس66ه ب66الكفر والعص666يان ،وت666رك الطري666ق المس666تقيم ،وال666تزم بطري666ق

المغضوب عليهم أو الضالين .

الكافر عاش حياته الدنيا كافرا بالله فاستحق أنيعيش حياة اآلخرة في عذاب الله

إن الك66افر ق66د ع66اش حيات66ه ال66دنيا في الكف66ر والعص66يان واإلعراض عن توحيد الرحمن فاستحق أن يعيش حياة اآلخرة

موافقا� ألعماله من غير أن يظلمفي عذاب الله جزاءا وفاقا ، وهذا من تمام عدل الله حيث لم يسو بين من ع66اش حيات66ه الدنيا في اإليمان والطاعة والتوحيد ،ومن عاش حياته ال66دنيا في الكفر و المعاصي والشرك ،ولو أن طالبا ذاكر بج66د خالل فترة الدراسة حتى نجح في االمتحان بتفوق فتمتع باألج66ازة الصيفية ،وزميله لم ي66ذاكر خالل ف66ترة الدراس66ة فرس66ب في

Page 13: الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار.docx

االمتح66ان ،وقض66ى األج66ازة الص66يفية في الم66ذاكرة لي66دخل امتحان الدور الثاني ،ولم يتمتع باألج66ازة ه66ل تالم المدرس66ة على عدم تمتع الطالب باألجازة الصيفية مث66ل زميل66ه أم يالم

هذا الطالب المستهتر ؟

وال66دنيا امتح66ان للجن و اإلنس في اإليم66ان بالل66ه وتوحي66ده وطاعت66ه فمن آمن ووح66د و أط66اع نجح في االمتح66ان و ف66از ب66الخلود في الجن66ة ومن كف66ر وأش66رك و عص66ى رس66ب في

االمتحان و عوقب بالخلود في النار ،وال يلومن إال نفسه .

الكافر يعزم على الكفر مهما طالت به حياتهالدنيا فاستحق العذاب في حياة اآلخرة

الكافر يعزم على الكفر مهما طالت به حياته الدنيا فاستحق نيت66ه دوام و الم66ؤمنج66زاءا وفاق66االعذاب في حياة اآلخ66رة

اإليمان بالله وطاعته مهما طالت ب6ه حيات6ه ال6دنيا فاس6تحق في الجنة فضال من الله وكرما .الخلود

وسر خلود أهل الجنة في الجن66ة، وأه66ل الن66ار في الن66ار، أنا على ما هو علي66ه، فأه66ل الجن66ة � كال من الفريقين كان مصر كانوا مريدين اإليمان والطاعة مهما طالت بهم الحياة وامتد

Page 14: الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار.docx

بهم العمر، وأهل النار كانوا مص66رين على الكف66ر والعص66يان ول66و عاش66وا ماليين الس66نين، فك66ان الج66زاء للف66ريقين على اإلرادة والني66ة، وبمقتض66ى ه66ذه اإلرادة والتص66ميم، ك66ان الخلود، إذ أن اإليمان والكفر وما يستتبعانه من أعمال ، ق66د

تمكن من النفس تمكن�ا ال يزول .

ولقد صور القرآن ه66ذا التمكن، ف66ذكر أن الكف66ار ل66و رجع66وا إلى الدنيا بعد معاينتهم العذاب لعادوا إلى ما كانوا عليه من

الكفر وسوء العمل .

﴿wبzذ w66كyال نwد� و wر y66ا نwنwتxيwا لwوا يyال wق wف vى الن}ارwلwوا ع yفvقyو xذv ى إ wرwت xوwل wو wون y66ف xخyوا يyان w66ا ك wم xم yهwا لwدwب xلwب wينvن vمxؤ yمxال wنvم wونyكwن wا وwنzب wر vاتwآيvب

wونyبvاذ w66كwل xم yن}هv إ wو yه x66نwوا ع y6هyا ن w6مvوا لyاد w6عwد�وا ل yر xو w66ل wو yلxب wق xنvم ﴾( (28- 27األنعام :

واألصل في كون الجزاء على اإلرادة والنية، قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : » إنما األعمال بالنيات ، وإنما لكل

. 9 8امرئ ما نوى «

ا أبد�ا �ا فإنه يستمر كافر �من مات كافر

ا أبد�ا، بمعنى أنه يبقى ح66تى �ا فإنه يستمر كافر � من مات كافر في البرزخ والقيامة والن66ار جاح66د�ا لبعض األش66ياء ال66ذي يyع66د`ا على الخالف والمعصية ل66و وج66د إليه66ا �م zا، ومصم �دها كفر xح wج ، وال يت66وب أب66د�ا، وإن ق66ال بلس66انه فه66و معتق66د بقلب66ه � سبيال

1- رواه البخاري في صحيحه رقم 8308-307العقائد اإلسالمية لسيد سابق ص - 9

Page 15: الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار.docx

خالف ذلك فلذلك - والله أعلم - يخل}د في النار... ويظهر ل66ك هذا مما حكاه الله - عز} وجل} -عن أهل النار من دع66ائهم، وال سيما إذا قرنته بما حكاه عن أهل الجنة ،وقوله - عز} وج66ل} -:

﴿ yه x66نwع xوا y66هyا ن wمvل x x لwعwادyوا د�وا yر xوwل w( ليس ذل66ك -28) األنع66ام: ﴾ و والله أعلم - من باب اإلخبار بالغيب فقط، بل المعنى - واللهع6666ون على ذل6666ك، أي أنهم vم xز yأعلم - أنهم في نفوس6666هم م د`وا إلى ال6دنيا الس6تمروا على yعازمون في أنفس6هم أن ل6و ر

.10كفرهم وعنادهم. والله أعلم

مالزمة الكفر للكفار سبب في مالزمة العذابلهم

و علته سببه مع الحكم يدورالخلود في النار سببه الكفر ،و  � ،والكفار يخلدون في النار ألن صفة الكفروجودا� و عدما

ي اليwماني - 10 vلمwع yي المwي xن يحxد الرحمن بxبwة عwالمwار الشيخ العw24/98آث

Page 16: الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار.docx

فمسألة الكفرمالزمة لهم فلو رجعوا للدنيا لعادوا لكفرهم واإليمان ليست متعلقة بقضية أنهم رأوا الحق أو لم يروا

قالالحق؛ بل هي مسألة استكبار وعناد في نفوس الكفارx﴿ تعالى : د�وا yر xوwل wو yلxب wن قvم wون yف xخyي x ا كwانyوا م م} yهwا لwدwب xلwب

مx لwكwاذvبyون yن}هv إ wو yهxنwع xوا yهyا ن wمvل x بل ظهر لهم يوم ﴾ أي :لwعwادyوا القيامة ما كانوا يعلمونه من أنفسهم من صدق ما جاءت به

الرسل في الدنيا, وإن كانوا يظهرون ألتباعه خالفه. ولو فرض أن أعيدوا إلى الدنيا فأمهلوا لرجعوا إلى العناد

بالكفر والتكذيب. وإنهم لكاذبون في قولهم: لو رددنا إلى فالله يعلم11الدنيا لم نكذب بآيات ربنا , وكنا من المؤمنين

أن هؤالء المكذبين الذين يتمنون في يوم القيامة الرجعة إلى الدنيا أنهم لو عادوا إليها لرجعوا إلى تكذيبهم

. 12وضاللهم

و قال المراغي – رحمه الله - : ) لو ردوا – أي الكفار - لعادوا لما كانوا فيه لفقد استعدادهم لإليمان، وأن حالهم

بلغ مبلغا ال يؤثر فيه كشف الغطاء و رؤية الفزع وواx عwنxهy ﴿ ، و قال أيضا : ) 13األهوال ( yهyا ن wمvل x x لwعwادyوا د�وا yر xوwل wو ﴾

من الكفر والنفاق والكيد والمكر والمعاصي فإن ذلك من أنفسهم، ثابت فيها لخبث طينتهم وسوء استعدادهم، ومن

.14ثم ال ينفعهم مشاهدة ما شاهدوا وال سوء ما رأوا (

و قال الحجازي – رحمه الله - : ) ولو ردوا – أي الكفار - إلى الدنيا لعادوا لما نهوا عنه من الكفر والعناد وعدم

اإليمان، وإنهم لقوم طبعهم الكذب وديدنهم العناد، ولو - التفسير الميسر 1127مر األشقر ص القضاء والقدر لع- 127/100- تفسير المراغي 137/102- تفسير المراغي 14

Page 17: الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار.docx

ردوا إلى الدنيا لقالوا: ما هي إال حياتنا الدنيا فقط وليست لنا حياة أخروية أبدا، وما نحن بمبعوثين وهكذا القوم

.15الماديون ال يؤمنون بالغيب، وال يرجى منهم خير أبدا (

و قال الشنقيطي – رحمه الله - في شأن استمرار الكافر في النار : ) سبب هذا االستمرار هو مالزمة الخبث لذلك

الكافر دائما ، وعدم مفارقته له في أي حال من األحوال ؛ فهو منطو عليه ال يزول، وباستمرار السبب الذي هو الخبث

استمر المسبب الذي هو العذاب. والدليل على استمرارالyوا يwا wق wف vى الن}ارwلwوا ع yفvقyو xذv ى إ wرwت xوwل wخبثه: قوله تعالى : و﴿

نvينw بwلx بwدwا vمxؤ yمxال wنvم wونyكwن wا وwنzب wر vاتwآيvب wبzذwكyال نwد� و wرyا نwنwتxيwل

yهxنwوا ع yهyا ن wمvوا لyادwعwد�وا ل yر xوwل wو yلxب wق xنvم wون yف xخyوا يyانwا ك wم xم yهwل مx لwكwاذvبyونw ؛ فبديمومة السبب الذي هو الكفر دام yن}هv إ wو﴾

. 16المسبب الذي هو العذاب (

وقال ابن القيم – رحمه الله - : ) سبب التعذيب ال ي66زول إال إذا كان السبب عارضا كمعاصي الموحدين أما إذا كان الزم66ا كالكفر والشرك فان أثره ال يزول كما ال يزول الس66بب وق66د أشار سبحانه إلى هذه المع6نى بعين6ه في مواض6ع من كتاب6ههy فه6ذا x66نwوا ع y6هyا ن w6مvوا لyاد w6عwد�وا ل yر xو w6ل wمنها قوله تع6الى: و﴾ ﴿ إخبار بأن نفوسهم وطبائعهم ال تقتضي غير الكفر والشركwانwك xنwمwوإنها غير قابلة لإليمان أصال ومنها قوله تعالى : و﴿ بvيال� ف66أخبر w66ل� س wضwأ wى وwمxعwأ vة wر vي اآلخvف wو yه wى فwمxعwأ vهvذ wي هvف﴾ سبحانه أن ضاللهم وعماهم عن اله66دى دائم ال ي66زول ح66تى مع معاينة الحقائق التي أخبرت بها الرس66ل وإذا ك6ان العمى والضالل ال يفارقهم فإن موجبه وأثره ومقتضاه ال يفارقهمxوwل wو xم yهwع wم xألس �يxرا wخ xم vيهvف yالل}ه wمvلwع xوwل wومنها قوله تعالى : و﴿

602- التفسير الواضح للدكتور محمد محمود حجازي ص 15258معارج الصعود إلى تفسير سورة هود للشنقيطي ص - 16

Page 18: الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار.docx

ونw وه66ذا ي66دل على أن66ه y66ضvرxع yم xمyهwا و xو ل66} wوwتwل xم yهwع wم xسwليس﴾أ

فيهم خ66ير يقتض66ي الرحم66ة ول66و ك66ان فيهم خ66ير لم66ا ض66يع. 17 (عليهم أثره

الذى بنعمته تتم الصالحات و الحمد للههذا

مراجع المقال :

عwلمvي yي المwي xن يحxد الرحمن بxبwة عwالمwار الشيخ العwآث اليwماني

إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد صالح بن فوزانبن عبد الله الفوزان

التفسير الميسر

العقائد اإلسالمية لسيد سابق

مر األشقرالقضاء والقدر لع

تفسير السعدي

تفسير المراغي

حادي األرواح إلى بالد األفراح البن القيم

رسالة التوحيد المسمى ب6 تقوية اإليمان للدهلوي

زهرة التفاسير

غاية المرام في علم الكالم لآلمدي

معارج الصعود إلى تفسير سورة هود للشنقيطي

369-368- حادي األرواح إلى بالد األفراح البن القيم ص 17