http://www.shamela.ws تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة

الكتاب : فضل علم الوقف واالبتداءومسائل تتعلق بالوقف

فضل علم الوقف واالبتداءو

حكم الوقفعلى رؤوس اآلي

جمعهد/عبد الله علي الميموني المطيري

Abd2001@uqu.edu.saو

Mimoni01@gmail.comبسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب مهيمنا على الكتب، ولم يجعل له عوجا، أحمده عدد كل شيء وملء

كل شيء ، بكل حمد حمده به أولياؤه المقربون ، و عباده الصالحون حمدا ال ينقضي أبدا ، والصالة والسالم

على محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسانأما بعد

فإن االهتمام بعلوم الكتاب و السنة، وتعلمها ، والجد في تحصيلها ، واإلنصاف فيها ، سبب خير كثير ،

واألمور بعواقبها منوطة . ولن يخيب الله تعالى من صدق، وصدق. وإن علم الوقف واالبتداء من أجل علوم

الكتاب الحكيم، ألنه يستعان به على فهم القرآن والغوص على درره وكنوزه، وتتضح به الوقوف التامة، والكافية، والحسان، فتظهر للسامع المتأمل، والقارئ المتدبر، المعاني على أكمل وجوهها وأصحها، وأقربها

لمأثور التفسير، و معاني لغة العرب، فإن اعتماد علماء الوقف واالبتداء في وضع الوقوف وتفصيلها، وبيان

وجوهها، مبني على النظر في معاني اآليات، وكالمهم في المعاني، وفي بيان وجوه الوقف، وتفضيل بعضها

على بعض مأخوذ من المنقول والمعقول. فال ريب أن علم الوقف واالبتداء من العلوم التي تسفر

بها وجوه المعاني القرآنية، إذ المقصود منه بيان مواضع الوقف بحيث يراعي القارئ المعاني ، فيقف

ويبتدأ على حسب ما يقتضيه المعنى واللفظ ، وال يكون ذلك إال بتدبر واهتمام بالمعاني ؛ فالنظر في الوقوف

معين على التدبر .

(1/1)

وإذا قرأ القارئ وابتدأ بما ال يحسن االبتداء به ، أو وقف عند كالم ال يفهم إال بأن يوصل بما بعده ، فقد

خالف أمر الله تعالى بتدبر القرآن .. قال تعالى: ) أفال يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه

( وقال تعالى : )كتاب أنزلناه82اختالفا كثيرا( )النساء:ر أولو األلباب( )سورة إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذك

( . فإن في القرآن الهدى ، والذكرى ، والعلم ،29ص:والتزكية ، و الرحمة ، والنور ،كما قال تعالى :

ر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون )وذك (. وقال : ) هذا70الله ولي وال شفيع()األنعام: من اآلية

ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم ال يعلمون ( . وقال :24الحق فهم معرضون( .)األنبياء: من اآلية

ر بالقرآن من يخاف وعيد(. )ق: من اآلية ( .45) فذك (2) ذلك الكتاب ال ريب فيه هدى للمتقين( )البقرة:

لت وقال : )ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لوال فص آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء

والذين ال يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى ( . ) ولقد44أولئك ينادون من مكان بعيد( )فصلت:

لناه على علم هدى ورحمة لقوم جئناهم بكتاب فص( إلى غير ذلك من اآليات .52يؤمنون( )األعراف:

فهذا العلم من علوم الكتاب المبارك ومع ما قدمت من جاللته ، و اعتناء قراء السلف به فقد كاد أن يصبح

اليوم مهجورا .

(1/2)

ثم إن مسألة الوقف على رؤوس اآلي من المسائل التي رأيت أنها تحتاج إلى بحث ، وترجيح وبخاصة وقد اشتهر فيها القول الذي هو خالف الراجح ، إذ الراجح

فيها التفصيل ال اإلطالق ، كما سيتبين إن شاء اللهتعالى .

فأردت أن أبين الراجح فيها بدليله وتعليله وأنقل مالمحققي العلماء من الكالم فيها .

فإن النظر في دالئل المسائل العلمية والبحث عن مذاهب األئمة والعلماء فيها حق على أهل العلم

وطالبي التحقيق وإن قنع بمجرد التقليد من قنع. وأما التسور على العلوم والتسرع في الترجيح ،

وإهمال النظر في كالم العلماء بمجرد الوقوف على بعض األدلة من غير جمع وال تأني، فذلك عالمة قلة

البصيرة العلمية وضعف الهيبة اإليمانية . وإذا ما بحثت المسائل العلمية على وفق القواعد

المعتبرة وتبين للباحث القول الراجح فال شك أن ذكرهلوجه رجحانه ولو ببسط األدلة أمر مفيد .

وبهذا البحث يتبين جواب سؤال مهم و هو : هل الوقف على رؤوس اآلي سنة وإن اشتد تعلق اآلية بما

بعدها ؟ . وبه يظهر مرتبة الحديث الوارد في هذه المسألة ،

ويعرف قول المحققين من علماء الوقف واالبتداء فيالوقف على رؤوس اآلي .

وسأقدم قبل ذلك مقدمة مهمة تتعلق بفضل علم الوقف واالبتداء وبأهميته . وبعد ذلك يكون الكالم إن

شاء الله مفصال على الحديث الوارد في مسألة الوقف على رؤوس اآلي بتخريجه و بيان ألفاظه و الكالم على

طرقه ورجاله، و أقوال العلماء فيه ثم في مسألة الوقف على رؤوس اآلي وأقوال علماء الوقف فيها

وبيان الراجح من ذلك .. وبالله التوفيق.معنى الوقف والسكت والقطع

الوقف، والسكت، والقطع، عبارات يختلف مقصود القراء بها ، والصحيح عند المتأخرين التفريق بينها .

فالقطع : ترك القراءة رأسا . فإذا قلنا قطع القراءة فمعنى ذلك انتقاله إلى حالة أخرى غير القراءة كترك القراءة بالكلية أو الركوع أو الكالم بغير القرآن . وهذا

يستعاذ بعده للقراءة.

(1/3)

والوقف : ) قطع الصوت زمنا يتنفس فيه عادة بنيةاستئناف القراءة ( .

وهو المقصود بهذا البحث وهوالمراد في فن الوقف واالبتداء . فال يقصدون بقولهم الوقف هنا : تام أو كاف أو حسن أو قبيح ، القطع للقراءة بالكلية وال

يقصدون بذلك السكت الذي هو : عبارة عن وقف بال تنفس، وزمن السكت دون زمن الوقف عادة فهو :

)قطع الصوت زمنا يسيرا ، ومقداره حركتان من غير(1تنفس، بنية العود إلى القراءة في الحال (. )

وفي الشاطبية :س *** وبعضهم في األربع وسكتهم المختار دون تنف

هر بسمال ) (2الز قال اإلمام أبو شامة المقدسي : ) اإلشارة بقولهم

)) دون تنفس (( إلى عدم اإلطالة المؤذنة ( وقد يكون السكت في3باإلعراض عن القراءة ( . )

وسط الكلمة كالسكت على : )) شيء (( في قراءةحمزة . ويكون في آخر الكلمة نحو السكت على :

( و ) بل ران على قلوبهم ( ) سورة4)) عوجا قيما (( ) ( و14المطففين – آية –

( في قراءة52) من بعثنا من مرقدنا ( ) يس – حفص .قال الشاطبي :

وسكتتة حفص دون قطع لطيفة ### على ألفالتنوين في عوجا بال

و في نون من راق و مرقدنا وال ### م بل ران والباقون ال سكت موصال

__________ ( و المنح الفكرية شرح243 – 238 /1( النشر : ) 1)

المقدمة الجزرية للمال القاري الحنفي : (.275) صـ

( الشاطبية باب البسملة و إبراز المعاني من حرز2)66األماني ألبي شامة ص

و من فسر قوله : دون67( إبراز المعاني ص3) تنفس : بأنه من غير قطع :كصاحب التيسير أعني

الداني و صاحب سراج القارئ المبتدئ وتذكار المقرئ المنتهي - وهو علي ابن القاصح – شرح الشاطبية ص

– أقول مقصودهم بذلك : من غير قطع للنفس. كما29 .566أوضحه أبوشامة إبراز المعاني صـ

( .12 – 1( سورة الكهف ) 4)

(1/4)

و من أئمة القراء من يصفها بوقفة خفيفة أو يسيرة ) ( ومنهم من ينعتها : بـ وقيفة كما صنع أبو العالء1

الهمذاني . والكالم على توجيه ما انفرد به حفص هنا من السكت

ليس هذا موضعه .(2و من المعلوم أن السكت مقيد بالرواية والسماع . )

أهمية علم الوقف واالبتداء إن القارئ للقرآن الكريم البد أن يقف النقطاع نفسه ، وحيث وقف مختارا فعليه أن يختار الوقف الذي ال يخلبالمعنى . ووقفه إما وقف اضطرار ، أو وقف اختيار .

فوقف االضطرار ، ال عتب على القارئ فيه ، لكن عليه أن يستأنف ويحسن االبتداء ويتخير حسن الوقف ،

فبذلك تظهر المعانى ويتبين إعجاز القرآن . قال ابنالجزري :

)لما لم يمكن القارئ أن يقرأ السورة أو القصة في نفس واحد ، ولم يجز التنفس بين كلمتين حالة

الوصل ،بل ذلك كالتنفس في أثناء الكلمة وجب حينئذ اختيار وقف للتنفس واالستراحة ، وتعين ارتضاء ابتداء

( .3بعد التنفس واالستراحة ( ) و لقد دلت األدلة على أهمية مراعاة الوقف واالبتداء ؛

وثبت واشتهر اعتناء السلف بذلك . قال تعالى : ( فهذا أمر من الله تعالى4} ورتل القرآن ترتيال { )

بترتيل القرآن ، وندب منه سبحانه للعباد إلى ترتيل كالمه المنزل ؛ ومراعاة الوقوف داخلة في ذلك إن شاء الله تعالى ، قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله : }

ورتل القرآن ترتيال { :__________

( التذكرة في القراءات ألبي الحسن طاهر بن غلبون1)241 / 1 ( والنشر : 507 / 2هـ ) 399: ت :

و اتحاف فضالء البشر243 – 238 / 1( ينظر : النشر 2) .63 – 61للدمياطي

225 / 1( النشر 3)4( المزمل -آية- 4)

(1/5)

( ؛ وقال الحسن : اقرأه قراءة بينة .1)بينه تبيينا ( ) وقال مجاهد : بعضه على إثر بعض على تؤدة وقال

( قال اإلمام ابن كثير2أيضا : ) ترسل فيه ترسال ( . )رحمه الله تعالى

:) اقرأه قراءة على تمهل ، فإنه يكون عونا على فهم(3القرآن ، وتدبره ( اهـ . . )

حمن* علم القرءان *خلق اإلنسن * وقال تعالى : ) الر ( قال ابن النحاس: ) من التبيين4علمه البيان ( )

تفصيل الحروف والوقف على ما تم معناه منها( اهـ )5. )

وقد حكى ابن النحاس وأبوعمرو الداني وغيرهما ، (6إجماع العلماء على أهمية مراعاة الوقف واالبتداء )

واستدلوا على ذلك بقول عبد الله بن عمر رضي اللهعنهما :

__________ ( رواه أحمد بن منيع في مسنده كما في المطالب1)

العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ ابن حجر - [ ( ومختصر اتحاف3777]4النسخة المسندة : ) ج

]8المهرة بزوائد المسانيد العشرة للبوصيري : )ج وابن12/1/127[ ( ورواه الطبري :جامع البيان 6590

وينظر : الدر المنثور في74 /1النحاس القطع .6/277التفسير بالمأثور

ومصنف ابن أبي شيبة490 / 2( مصنف عبد الرزاق 2) والتمهيد في معرفة12/1/127 حامع البيان 525 / 10

و الدر المنثور :141التجويد ألبي العالء الهمذاني : صـ 6/277

.وقيل :إن عليا رضي الله4/363( تفسير ابن كثير 3) عنه سئل عن هذه اآلية فقال : ) الترتيل تجويد

. ولم316 و1/298الحروف ومعرفة الوقوف ( النشر أجده في التفاسير التي تعتني بالمأثور وقد رواه

) مخطوط ( .34الهذلي في الكامل ورقة 4و3و2و1( الرحمن -آية- 4)

1/74( القطع البن النحاس 5) /1 و النشر 135 و المكتفى ص 87/ 1( القطع 6)

225.

(1/6)

) لقد عشنا برهة من دهرنا ، وإن أحدنا ليؤتى اإليمان قبل القرآن ، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم ، فنتعلم حاللها ، وحرامها ، و ما ينبغي أن يوقف

( عنده منها ، كما تتعلمون أنتم اليوم القرآن ، ولقد1) رأيت اليوم رجاال ، يؤتى أحدهم القرآن قبل اإليمان ، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره وال زاجره ، وال ما ينبغي أن يوقف عنده منه ، وينثره نثر

( ( .2الدقل ) (4( وابن النحاس )3رواه الطبراني في األوسط )

والحاكم وقال : صحيح على شرط الشيخين وال أعرف(6( ، والبيهقي )5له علة ، و وافقه الذهبي )

__________ ( في رواية الطبراني والبيهقي :) يقف ( :مجمع1)

.120 / 3 والسنن الكبرى 170 / 1الزوائد ( بفتح الدال المهملة بعدها قاف مفتوحة وهو رديء2)

التمر ويابسه ، و ما ليس له اسم خاص وقيل : هو أردأ 889 / 2التمر : ) غريب الحديث إلبراهيم الحربي

(2/172والنهاية البن األثير /1( مجمع البحرين في زوائد المعجمين للهيثمي 3)

170 / 1 ومجمع الزوائد 209رقم 1/87( القطع البن النحاس 4) وفي طبعة عبد1/35( المستدرك على الصحيحين 5)

196/ 1 ( ج 108السالم علوش برقم : ) و ينظر : اإلتقان3/120( السنن الكبرى للبيهقي 6)

.110/ 1للسيوطيقال الهيثمي بعد أن عزاه للطبراني في األوسط :

) رجاله رجال الصحيح ( اهـ : مجمع الزوائد : . قلت : وهو من طريق عبيد الله بن عمرو170 / 1

الرقي عن زيد بن أبي أنيسة الرقي عن القاسم بن عوف الشيباني البكري ، و رجاله كلهم ثقات روى لهم الشيخان إال القاسم بن عوف فقد روى له مسلم وابن

ماجة وتكلم فيه فتركه شعبة . وقال أبوحاتم : ) مضطرب الحديث ومحله عندي الصدق ( .وقال ابن

عدي هو ممن يكتب حديثه . وذكره ابن حبان في الثقات . وفي التقريب : )صدوق يغرب ( : )) ) الجرح

وتهذيب5/305( و الثقات البن حبان 659/)7والتعديل ( (( .328 – 326 / 8 وتهذيب التهذيب 23/400الكمال

وسنده يدور على عبيد الله بن عمرو وهو صحيح عنه . فقد رواه الطبراني و ابن النحاس من طريق عبد الله

بن جعفر بن غيالن الرقي القرشي عنه وهو ثقة حافظ تغير بأخرة ولم يفحش اختالطه وقد اختلط من سنة

هـ ووثقه يحيى بن معين220 هـ إلى وفاته سنة 218 150 / رقم 5وأبو حاتم : ) التاريخ الكبير للبخاري

/8 وثقات ابن حبان 104 / رقم 5والجرح والتعديل وتهذيب التهذيب378 – 377 / 14 وتهذيب الكمال 351

( . و في الكاشف :2249 / رقم 2 والميزان 173 / 5 وفي التقريب: ) ثقة لكنه2691) ثقة حافظ ( : رقم :

تغير بأخرة فلم يفحش اختالطه ( اهـ . ورواه الحاكم من طريق هالل بن العالء الرقي عن

والده عن عبيد الله بن عمرو . وهي طريق ضعيفة ، لضعف العالء بن هالل الباهلي الرقي والد هالل بن

العالء ، قال أبو حاتم منكر الحديث وضعفه غيره : ( .194 – 193 / 8) تهذيب التهذيب

و تابعهما عبيد بن هشام الحلبي عند البيهقي ، وال بأس به . قال: أبو حاتم وصالح جزرة في عبيد بن

هشام الحلبي: ) صدوق ( وضعفه النسائي ) تهذيب ( .ثالثتهم : )عبد الله بن جعفر بن77 – 76 / 7التهذيب

غيالن الرقي والعالء بن هالل الباهلي وعبيد بن هشام الحلبي ( رووه عن عبيد الله بن عمرو به فاألثر حسن

لما في القاسم بن عوف من الكالم الذي تقدم وقد تفرد به . كما أن لبعض ألفاظه شواهد عن بعض

الصحابة رضي الله عنهم .

(1/7)

. وسنده جيد . والشاهد منه قوله : ) وما ينبغي أن يوقف عنده

(2( والداني )1منها ( . وبه استدل ابن النحاس )

( ، وعبارة3وغيرهم من علماء القراءات والوقف ) الداني : ) ففي قول ابن عمر دليل على أن تعليم ذلك

توقيف من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه (فهذا دليل قد4إجماع من الصحابة رضي الله عنهم ( )

ذكره كثير من العلماء مستدلين به على الوقف واالبتداء . وقد عارض ذلك الشيخ مال القاري في شرحه على الجزرية بعد أن ذكره بقوله : ) وال يخفى أن قوله :

)) وما ينبغي أن يوقف عنده منها (( ال يبعد أن يراد به اآليات المتشابهات في معناها ، فليس في الحديث نص

على الوقف المصطلح ( أقول : كال المعنيين محتمل من جهة5عليه ( . اهـ . )

اللفظ ، وقوى االحتمال األول كالم أولئك األئمة فياالستدالل به على مراعاة الوقوف .

وروى اإلمام أبو عمرو الداني عن ميمون بن مهران )( التابعي قال :6

__________87( القطع صـ 1)134( المكتفى صـ 2)499 / 1 والبرهان للزركشي 225 / 1( ينظر : النشر 3)134( المكتفى صـ4) ( شرح المقدمة الجزرية ) المنح الفكرية على متن5)

270الجزرية ( صـ ( ميمون بن مهران الجزري أبو أيوب الرقي من6)

ثقات التابعين ، و من علمائهم . سمع من ابن عباس هـ ( . ترجمته في :حلية األولياء118وابن عمر ، ) ت :

227 –210/ 29 وتهذيب الكمال 97 –4/82ألبي نعيم وغيرها .

(1/8)

) إني ألقشعر من قراءة أقوام يرى أحدهم حتما عليه أال يقصر عن العشر ، إنما كانت القراء تقرأ القصص إن

طالت أو قصرت يقرأ أحدهم اليوم } إذا قيل لهم ال (1تفسدوا في األرض قالوا إنما نحن مصلحون { )

ويقوم في الركعة الثانية فيقرأ } أال إنهم هم ( ثم قال أبو عمرو رحمه الله3( ( . )2المفسدون { )

تعالى : ) هذا يبين أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا

يتجنبون في قراءتهم القطع على الكالم الذي يتصل بعضه ببعض ، ويتعلق آخره بأوله ألن ميمون بن مهران إنما حكى ذلك عنهم إذ هو من كبار التابعين وقد لقي

(4جماعة منهم ( اهـ . ) واشتهر اعتناء السلف رحمهم الله تعالى بهذا العلم

( ، وكانوا5حتى عد ابن الجزري ذلك متواترا عنهم )يعتنون بذلك حال اإلقراء ، قال ابن الجزري :

) صح بل تواتر عندنا تعلمه واالعتناء به من السلف الصالح ، كأبي جعفر يزيد بن القعقاع إمام أهل المدينة

الذي هو من أعيان التابعين ، وصاحبه اإلمام نافع بن أبي نعيم ، و أبي عمرو بن العالء ،ويعقوب الحضرمي ، وعاصم بن أبي النجود وغيرهم من األئمة وكالمهم في

ذلك معروف ، و نصوصهم عليه مشهورة في الكتب ، ومن ثم اشترط كثير من أئمة الخلف على المجيز أن ال

يجيز أحدا إال بعد معرفته الوقف واالبتداء . وكان أئمتنا يوقفوننا عند كل حرف ، ويشيرون إلينا

فيه باألصابع ، سنة أخذوها كذلك عن شيوخهم(6األولين ( اهـ . )

__________11( البقرة -آية- 1)12( البقرة -آية- 2)135( المكتفى ص 3)136( المكتفى ص4)1/225( النشر 5)1/225( النشر 6)

(1/9)

وقد حظ العلماء على تعلم الوقف واالبتداء والعمل به ، وبينوا عظيم فضيلته ، وذلك مذكرو في مقدمات كثير

من كتب الوقف واالبتداء ، وفي كثير من كتب فن التجويد ومضمن في كتب علوم القرآن ، فمما قالوه

قول ابن األنباري رحمه الله تعالى : ) من تمام معرفة القرآن ومعانيه ، وغريبه معرفة الوقف واالبتداء فيه ،

فينبغي للقارئ أن يعرف الوقف التام ، والوقفالكافي الذي ليس بتام ، والوقف القبيح الذي ليس بتام

(1وال كاف ( . اهـ )

وقول ابن النحاس : ) قد صار في معرفة الوقف واالئتناف التفريق بين المعاني ، فينبغي لمن قرأ

القرآن أن يتفهم ما يقرأه ويشغل فلبه به ويتفقد القطع واالئتناف ، ويحرص على أن يفهم المستمعين

في الصالة وغيرها ، وأن يكون وقفه عند كالم مستغن ( ( وقول2أو شبيه وأن يكون ابتداؤه حسنا ( اهـ . ) )

اإلمام الداني : ) معرفة ما يتم الوقف عليه وما يحسن وما يقبح من أجل أدوات القراء المحققين واألئمة

المتصدرين وذلك مما تلزم معرفته الطالبين وسائر التالين إذ هو قطب التجويد وبه يوصل إلى نهاية

(3التحقيق ( اهـ . ) وألنه يتوصل بهذا العلم لفهم القرآن جعل األئمة تعلمه أمرا البد منه لمن أراد معرفة معاني القرآن واستنباط

( ، وجعلوا ذلك مما يعين على الغوص على4األدلة منه )( .5فرائد القرآن ودرره )

__________108 / 1( اإليضاح في الوقف واالبتداء 1)97( القطع واالئتناف ص 2) رسالة96 / 2( شرح القصيدة الخاقانية للداني 3)

ماجستير – تحـ – غازي بنيدر العمري إشراف – د – محمد هـ – بجامعة أم القرى . . وينظر1419ولد سيدي حبيب

مبحث أهمية علم96ما سيأتي إن شاء الله تعالى ص الوقف واالبتداء .

1/198( ينظر االقتداء في الوقف البن النكزاوي 4)1/110واإلتقان

553( جمال القراء ص5)

(1/10)

وقال علم الدين السخاوي رحمه الله : ) ففي معرفة الوقف واالبتداء الذي دونه العلماء تبيين معاني القرآن

العظيم وتعريف مقاصده وإظهار فوائده ، وبه يتهيأالغوص على درره

(1وفرائده ( . ) فهذا العلم ينفتح بتعلمه وإعمال الفكر فيه من مقاصد

القرآن ومعانيه شئ عظيم ، فالقارئ إذا لم يراع الوقف بحسب المعنى فلن يفهم المعنى ، وربما فوت

على السامع فهم المعنى وقد ال يظهر بذلك وجه( .2األعجاز )

ولذا فإن معرفته متأكدة وفي ذلك يقول الصفاقسي : ) ومعرفة الوقف واالبتداء متأكدة غاية التأكيد إذ ال

يتبين معنى الكالم ويتم على أكمل وجه إال بذلك ( اهـ . ( ويقول المقرئ أبو األصبغ بن الطحان األندلسي : )3)

أليس من الخطأ العظيم أن يقرأ كتاب الله تعالى (4فيقطع على القطع يفسد به المعنى …الخ ( اهـ . ) وألهمية علم الوقف واالبتداء ذكر األئمة أن إتقانه

ومعرفته يحتاج إلى معرفة علوم أخرى قال اإلمام أبوبكر بن مجاهد رحمه الله تعالى :

) ال يقوم بالتمام إال نحوي عالم بالقراءة عالم بالتفسير ، عالم بالقصص وتلخيص بعضها من بعض

( (5عالم باللغة التي نزل بها القرآن ( اهـ . ) ) وقد تكلم علماء الوقف واالبتداء على جميع اآليات

والجمل القرآنية ، وبينوا ما يصلح الوقف عليه ، وما ال يصلح ، ونهوا عن الوقف على وقوف بعينها ، ووضعوا لذلك قواعد ، كقولهم ال يوقف على المبتدأ دون خبره وال على الشرط دون جزائه إلى غير ذلك مما ذكروه و

مثلوا له واختلفوا في بعضه .__________

( المصدر السابق1) 1/493 و ينظر : البرهان 120( تنبيه الغافلين ص 2)

1/108واإليضاح البن األنباري ( تنبيه الغافلين الموضع السابق3)20( نظام األداء ص4)94( القطع واالئتناف ص 5)

(1/11)

وذكروا الوقف التام ، وما دونه ، وبينوا الوقوف ، وحرروا الكالم على المعاني مستمدين من النقول في التفسير والحديث واألثر ومعتمدين على العربية . فكما

بنى المفسرون كالمهم على ذلك بنى علماء الوقفواالبتداء وأفادوا من التفاسير وأضافوا فوائد كثيرة . وربما نقل عنهم كبار المفسرين ، كما يوجد من نقل القرطبي وغيره من كتاب اإلمام ابن األنباري اإليضاح

في الوقف واالبتداء ، وهو من أجل من صنف في هذاالفن وكتابه مطبوع .

وقد اعتنى به أئمة القراء تصنيفا وإقراء . وهو من أوائل العلوم اإلسالمية التي صنف فيها المتقدمون من

السلف . ومن تصانيف المتقدمين في هذا العلم المبارك :

كتاب : شيبة بن نصاح مولى أم سلمة رضي الله عنها أتي به إليها وهو صغير فمسحت رأسه ودعت له وثقه

النسائي وغيره (جعله ابن الجزري أول من صنف في1 هـ ( )130) ت :

هذا( .2و قال : )كتابه مشهور ( )

__________ ( شيبة بن نصاح مولى أم سلمة رضي الله عنها ،1)

أتي به إليها وهو صغير فمسحت رأسه ودعت له بالخير والصالح قال النسائي ) ثقة ( ووثقه غيره مدني مقرئ

. ترجمته في كثير من الكتب منها : تاريخ البخاري / ترجمة )4والجرح والتعديل 2662/ترجمة 4الكبير وبقية مصادر الترجمة12/608 ( وتهذيب الكمال 1471

في هامشه للمحقق . ويزاد عليه :غاية االختصار في قراءات العشرة أئمة األمصار ألبي العالء الهمذاني

. و نصاح : ) بكسر1/79ومعرفة القراء الكبار 1/16 أوله والتخفيف وكان أبو سعد اإلدريسبي يقوله بفتح

و تبصير المنتبه273 / 7ثم يشد ( اهـ .: ) اإلكمال ( .1415 / 4بتحرير المشتبه للحافظ ابن حجر

و مقدمة محقق المكتفى ص1/329( غاية النهاية 2) ومعجم1/494 والبرهان - تحـ الدكتور المرعشلي – 60

مصنفات القرآن الكريم للدكتور علي شواخ المشعبي 1/24 ومقدمة محقق علل الوقوف للسجاوندي 1/268

–وفيه ابن ناصح خطأ – والوقف واالبتداء للغزال مقدمة.8/ 1المحقق

(1/12)

و مقطوع القرآن وموصوله : لعبد الله بن عامر هـ ( ذكركتابه ابن النديم ، ولم118اليحصبي : ) ت :

أجده عند غيره ، وابن عامر أقدم من شيبة وفاة و

شيوخا ، وقد تعاصرا ، كما يظهر من وفاتهما وترجمتهما ، ولذا ذكرهما الحافظ الذهبي في معرفة

( ، فال يمتنع أن يكون كتاب1القراء في طبقة واحدة ) شيبة أقدم ، وإن كان عبد الله بن عامر أكبر سنا ، على

أن كتاب شبة بن نصاح أشهر . كما ألف فيه من القراء السبعة : أبو عمرو بن العالء

هـ ( إمام النحو والعربية وأحد القراء السبعة154) ت : وكتابه من الكتب التي ورد بها الخطيب البغدادي إلى

( ، وحمزة بن حبيب2بغداد وحصل على إجازة بروايته ) ( )156الزيات المقرئ الزاهد أحد القراء السبعة ) ت ـ

( و نافع بن أبي نعيم إمام أهل المدينة أحد القراء3 (، وعلي بن حمزة الكسائي4هـ ( )169السبعة ) ت :

( ،5 ( إمام العربية و أحد القراء السبعة )189) ت : وغيرهم من أئمة القراء المشهورين في مختلف

العصور واألمصار ،كما صنف فيه أيضا األئمة المشهورون من علماء العربية ، كالفراء ، وأبي عبيدة معمر بن المثنى واألخفش األوسط ، وأبي حاتم سهل

السجستاني وغيرهم .__________

( و ) رقم34 / ترجمة ) رقم 1( ينظر معرفة القراء 1) هـ (1416 ( " طبعة استانبول- تحـ - د طيار قوالج ) 36

. نقال عن22 / 1( تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين 2)

مشيخة الخطيب البغدادي – مخطوط بالظاهرية – ب ( .128 ) 18مجموع :

) طبعة دار الكتب54( الفهرست البن النديم صـ 3)268 / 1العلمية ( و معجم مصنفات القرآن الكريم

75( ذكر كتابه ابن النحاس القطع واالئتناف ص ـ 4)54وابن النديم صـ

( اسم كتابه مقطوع القرآن وموصوله : ذكر كتابه :5) و ياقوت : معجم األدباء98ابن النديم : الفهرست : صـ

( .45 ) 127 / 1 و الذهبي : معرفة القراء 203 / 7

(1/13)

وقد جمعت المصنفات في الوقف واالبتداء وتتبعت ما ذكره أصحاب الرسائل الجامعية في هذا وزدت عليه

قريبا من الضعف وسأخرجه إن شاء الله تعالى مع كتاب جامع في الوقف واالبتداء مبينا فيه -بحسب ما عثرت

عليه - المطبوع من المخطوط من غيره . وقد ثبت بما تقدم أن مراعاة الوقوف في القرآن الكريم ، مما تدل األدلة على أهميته ؛ وأما تقدير

الموقوف عليه بالتام ، و الكافي ، و الحسن ، والقبيح ، ونحو ذلك من األلقاب االصطالحية ، فهو جائز بناء على ما تقدم من ثبوت مراعاة الشرع للوقوف ، وينبني على

ذلك تقدير العلماء لمواضع الوقوف ، ووصفهم لها بوصف مناسب للحال ، إذ ال مشاحة في االصطالح ما

لم يمنع منه مانع صحيح ، ولذا اختلفوا في هذه االصطالحات اختالفا مشهورا ، و لكنهم اتفقوا على

أهمية معرفة القارئ مواضع الوقوف ، وتحريه الوقفعلى ما ال يخل بالمعنى .

ولوال أني جعلت هذه الرسالة متعلقة بحكم الوقف على رؤوس اآلي لفصلت القول في أقسام الوقف عند

(1علمائنا رحمهم الله . )عبارات منقولة عن السلف في الوقف

وقد جاء عن السلف رحمهم الله عبارات في الوقف على بعض اآليات ،من ذلك قول الشعبي : ) إذا قرأت :

( ( ، فال تسكت حتى تقرأ2) كل من عليها فان ( ) )( ( ( .3) ويبقى وجه ربك ذو الجلل واإلكرام ( ) )

( ( .4وقد صححه عن الشعبي اإلمام ابن الجزري ) ) ( ( رحمه الله تعالى : ) إنكم5وقال أبونهيك األسدي ) )

تصلون هذه اآلية وإنها مقطوعة :__________

( فصلت القول في ذلك في رسالة لي في أثر1)الوقف على التفسير .

26( الرحمن – 2)27( الرحمن – 3) 143 / 6( رواه ابن أبي حاتم كما في : الدر المنثور 4)

225 / 1وينظر النشر ( عثمان بن نهيك تابعي مقرئ روى عن ابن عباس5)

رضي الله عنهما و لشهرتة بالكنية يجعله بعض الحفاظ ممن ال يعرف إال بكنيته و ال يعرف اسمه : ثقات ابن

( وتهذيب3745 والكاشف رقم ) 582 / 5حبان .156 / 7التهذيب

(1/14)

اسخون في العلم يقولون ) وما يعلم تأويله إال الله والر ( ( فانتهى علمهم إلى1آمنا به كل من عند ربنا ( ) )( (2قولهم الذي قالوا ( اهـ . ) )

ومراده أن الوقف تام على : ) وما يعلم تأويله إال الله ( . ثم يبتدأ ) والراسخون في العلم يقولون آمنا به ( .

فهم ال يعلمون تأويل المتشابه ولكنهم يكلون علمه إلى ( ، وعليه فالواو الستئناف خبر عن3الله تعالى )

الراسخين في العلم وليست عاطفة . والراسخون على هذا : ) مبتدأ ( خبره : ) يقولون آمنا به ( . والقول بأن

الرسخين في العلم ال يعلمون تأويل المتشابه هو الصحيح ، وهو مروي عن أبي بن كعب رضي الله عنه

وعبد الله بن مسعود وعائشة وعبد الله بن عباس في(4رواية طاوس عنه )

__________ ( من قوله تعالى : ) هو الذي أنزل عليك الكتاب منه1)

ا الذين آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأم في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة

اسخون في وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إال الله والر العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إال أولو

( .7األلباب( )آل عمران: .7 / 2 والدر المنثور : 183 / 3( تفسير الطبري 2)

وسيأتي إن شاء الله الكالم عليها مفصال . ( سأفصل القول هنا في هذا الوقف ألهميته و3)

شهرته . 2( ينظر : اإليضاح في الوقف واالبتداء البن األنباري 4) –175 / 3 و تفسير الطبري : 568/

213 – 212 و القطع واالئتناف البن النحاس 183 وتفسير187/ 1 وزاد المسير 10 / 2وتفسير البغوي

. وسيأتي في القول الثاني الكالم287 / 2القرطبي على رواية مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما

(1/15)

( وبه قال أكثر السلف ، منهم عمر1وهو الصحيح عنه ) (2بن عبد العزيز والحسن وعروة وقتادة والضحاك )

قال ابن النحاس : ) رويناه عن نيف وعشرين من ( .3الصحابة والتابعين والقراء والفقهاء وأهل اللغة ( )

( أبو عبيد وابن5( والفراء )4وقد اختاره مالك )( والزجاج والطبري6األنباري )

( والبغوي )9( والسمعاني )8( والداني )7والخطابي ) (12( وأبو حيان )11( وفخر الدين الرازي )10

( و شهاب الدين14( والشوكاني )13والسيوطي ) ( و اختاره أيضا القاضي أبو يعلى رحمه15اآللوسي )

الله تعالى وقال : ) إنه أشبه بأصولنا( وقال ابن النجار : ) إنه األصح المختار ( )16( اهـ . )

( وقال المرداوي :17 (وقال الخطابي :18) وهو المختار وهو قول السلف ( )

( وهو الراجح لوجوه :19) هو مذهب أكثر العلماء ( )__________

295 / 1( تفسير السمعاني 1) وتفسير183 – 175 / 3( ينظر : تفسير الطبري : 2)

والدر199 / 2 والبرهان للزركشي 403 / 1ابن عطية 7 / 2المنثور

213( القطع صـ 3)175 / 3( تفسير الطبري 4) (191 / 1( معاني القرآن له ) 5)568 / 2( اإليضاح في الوقف واالبتداء 6)125 / 7( معالم السنن 7)196 – 195( المكتفى في الوقف واالبتداء صـ 8)295 / 1( تفسير السمعاني 9)10 / 2( تفسير البغوي 10)153 / 7( التفسير الكبير 11)385 / 2( البحر 12)3 / 2( اإلتقان 13)317 / 1( فتح القدير 14)87 / 3( روح المعاني 15)690 /2( العدة في أصول الفقه 16) ( ابن النجار محمد بن أحمد الفتوحي الحنبلي ، ) ت17)150 /2 هـ ( شرح الكوكب المنير 972:1408 / 3( التحرير شرح التحبير 18) ( .125 / 7( معالم السنن ) 19)

(1/16)

منها : أن في قراءة أبي بن كعب وابن مسعود وابنعباس رضي الله عنهم ما يرجح ذلك ففي قراءة أبي )

( وعبد الله بن عباس : ) ويقول الراسخون في العلم1 ( . وهذه القراءات احتج بها العلماء لهذا2آمنا به ( )

القول وهو استدالل صحيح - وإن لم تكن متواترة - فإنها على أقل األحوال كالتفسير الثابت عن كبار

الصحابة ولذا قال الحافظ ابن حجر والسيوطي فيقراءة ابن عباس :

) أقل درجاتها أن تكون خبرا بإسناد صحيح إلى ترجمان( .3القرآن فيقدم قوله في ذلك على من دونه ( اهـ )

وال شك عندي أنها أقوى من التفسير ألنها خبر صحيح عن قراءة صحابة أجالء علماء ، فهم قد تلقوا ذلك ...

وفي اآلية قرائن تدل على أن الله سبحانه منفرد بعلم ( منها : أنه تعالى ذم متبعي4تأويل المتشابه )

المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء معرفة تأويله . فلو كان ابتغاءهم تأويله ممدوحا ما ذمهم بذلك ثم سكت عن

التفصيل في موضع يحتاج الخلق فيه للبيان . وهذه اآلية الكريمة مفصلة لحكم صنفين من المسلمين ، الراسخون في العلم ، وغيرهم ، فأهل الرسوخ أخبر

الله عن مقالته أنهم يقولون : ) آمنا به كل من عند ربنا ( . فالمحكم والمتشابه من عند ربنا ونحن نؤمن بهما .

و ألن المعنى على الوقف على : ) إال الله ( أظهر ( فـ)الراسخون في5إعرابا وأقيس في العربية )

العلم ( مبتدأ خبره :__________

10 / 2 والبغوي183 – 182 / 3( نقلها ابن جرير 1) وغيرهم .187 / 1وابن الجوزي

( وسندها عن ابن عباس على شرط الشيخين فقد2) (377 رقم ) 383 / 1رواها عبد الرزاق في تفسيره

من طريق معمر عن ابن طاوس عن أبيه ورواها أيضا و الداني في182 / 3 والطبري 289 / 2الحاكم

6 / 2 مع قصة . وينظر الدر 196 – 195المكتفى صـ 4 / 2 و اإلتقان 210 / 8( فتح الباري 3)68( الروضة البن قدامة صـ 4)

و384 / 2 و البحر 10 / 2( ينظر : تفسير البغوي 5)1414 / 3التحرير شرح التحبير للمرداوي

(1/17)

) يقولون آمنابه ( كما تقدم . وهذا اإلعراب هو الظاهروإن جعلت الواو عاطفة فـ

( (1} يقولون { حال ، وقيل : خبر والمبتدأ محذوف ) ).

قالوا : ولم يقل الله تعالى ) والراسخون في العلم يقولون علمنا به ( . وجرى هذا مجرى قول القائل : ما

يعلم ما في البيت إال زيد وعمرو يقول: آمنا به . ومعناه أنه مصدق له ، وال يقتضي مشاركته في العلم بما في

( ( .2البيت ) )القول الثاني :

أن يصل القارئ ثم يقف على قوله تعالى : } والراسخون في العلم { وعليه فالراسخون في العلم

يعلمون تأويل المتشابه ويقولون آمنا به ، وهم بذلك داخلون في االستثناء . وهذا قول مجاهد ورواه عن ابن

( وبه قال :3عباس قال : )) أنا ممن يعلم تأويله (() محمد بن جعفر بن الزبير والربيع بن أنس و ابن قتيبة

وعلي بن سليمان األخفش وأبو سليمان الدمشقي واختاره أيضا : الخطيب البغدادي في كتابه الفقيه

( ( .4والمتفقه وابن الحاجب والنووي ) ) وقد نسب القول به إلى طائفة يسيرة من أهل

( ( . وقد فصلت القول فيه في موضع آخر5السنة) )بأوسع من هذا . ولله الحمد

واحتجوا بأدلة : -…أن الخطاب بما ال يعلم معناه بعيد . وأجاب األولون1

عن الدليل األول : بأن الله تعالى يجوز أن يكلفهم اإليمان بما ال يطلعون

على تأويله ، ليختبر طاعتهم ، قالوا كما اختبرهم ( ( على6بالحروف المقطعة مع أنه ال يعلم معناها ) )

الصحيح .__________

384 /2 والبحر 356 /1( إعراب القرآن البن النحاس 1) وشرح الكوكب المنير690 / 2( العدة ألبي يعلى 2)

150 /2البن النجار 203 / 2( تفسير الطبري 3) و63 / 1 و الفقيه والمتفقه 213( ينظر :) القطع ص4)

434 /16 و شرح صحيح مسلم 354 / 1زاد المسير ( .126 – 125 وتنبيه الغافلين 3-2 / 2واإلتقان

( المصادر السابقة .5)156-155 /1( شرح الكوكب 6)

(1/18)

-…أنه لو لم يكن الراسخون يعلمون تأويله لم يكن2 لهم فضيلة على غيرهم ، ألن الجميع يقولون آمنا به .

و أجابوا عن الثاني : بأن المزية ثابتة لهم بمعرفة غيره من األحكام فهم راسخون في العلم لمعرفتهم معاني

المحكم ، وعملهم بما علموا ، و تورعهم عن القولفيما ال يعلمون .

-…أن ذلك يفضي إلى أن يتعبد بالشيء المجهول . و3 أجابوا عن هذا : بأن التعبد بالشيء المجهول غير ممتنع

كما تعبدنا باإليمان بالمالئكة وبالرسل وإن لم نعرفجميعهم وتعبدنا باإليمان بالكتب وإن لم نعرف ما فيها .

-…وألن الله لم ينزل في كتابه شيئا إال وقد جعل4( (1للعلماء طريقا إلى معرفته . ) )

و أجابوا عن هذا : بأن الله تعالى أنزل أشياء وليس إلى معرفتها سبيل كمعرفة كنه صفاته سبحانه وكيفيات

أفعاله وغير ذلك وهذا األخير بمعنى الدليل األول . ) )2) )

ومن األدلة التي ذكرت لهذا القول قوله تعالى :} تبيانا ( ( قالوا على قولكم ليس في القرآن3لكل شئ { ) )

بيان المشكل . وهذه اآلية يجاب عنها بالجواب المشهور وأنها ال تقتضي جميع األشياء كما قال تعالى:} وأوتيت

( ( .ولم تؤت مثل ذكر الذكر ولحيته4من كل شئ { ) ) وال ما أوتي سليمان في ملكه ، وهذا معروف في لغة

( (5العرب فال يطول بتفصيله . ) )ومن األدلة التي ذكرت لهذا القول قول الزركشي : ) إن الكل قائلون به ألننا لم نر المفسرين إلى هذه

الغاية توقفوا عن شئ من القرآن فقالوا متشابه بل أمروه على التفسير حتى فسروا الحروف المقطعة (

( (6اهـ . ) )__________

( العدة ألبي يعلى الموضع السابق والفقيه والمتفقه1) و ابن287 /2الموضع السابق وتفسير القرطبي

355 /1كثير 187 /1( ينظر المصادر السابقة وروضة الناظر 2)89( النحل - 3)23( النمل -4) و أصول الفقه ألبي الوفاؤ ابن692 / 2( ينظر العدة 5)

18 / 4عقيل 202 /2( البرهان 6)

(1/19)

وقد يجاب عن هذا اإليراد : بأن العلماء وإن كانوا لم يتركوا آية من القرآن إال وتكلموا عليها إال أنه ال يعلم

أي الوجوه المحتملة هو الحق إال الله فتعيين المراد من هذه الوجوه ال يعلمه إال الله قال الوزير الصالح اإلمام

عون الدين يحيى بن هبيرة : ) ما من آية من القرآن إال وقد فسرها العلماء ، لكن اليعلم المراد من تلك الوجوه المحتملة إال الله ( اهـ . ) )

( ( بشيء من االختصار .1 وأعظم أسباب اختالف العلماء في هذه المسألة مبني

على اختالفهم في المحكم والمتشابه وأي شئ أريد ( ( . وذلك لالشتراك اللفظي في لفظ التأويل2بهما ) )

( (3. ) ) ومن العلماء من فصل في هذا المقام ، وقال التأويل

يطلق في القرآن ويراد به معنيانأحدهما :

التأويل بمعنى حقيقة الشيء التي يؤول إليها أي يرجع إليها ، ومنه قوله تعالى: } هذا تأويل رؤياي من قبل { و قوله تعالى: } هل ينظرون إال تأويله { أي حقيقة ما أخبروا به من أمر المعاد ، فعلى هذا الوقف على } إالالله { ألن حقائق األمور ال يعلمها على الجلية إال الله.

ويرد التأويل بمعنى التفسير والبيان ، كما قال تعالى : } نبئنا بتأويله( يعني تفسيره ، فالوقف على هذا على :

) الراسخون في العلم ( ألنهم يعلمون ما خوطبوا به

(4على هذا االعتبار ) )__________

. وابن272 /1( ذيل طبقات الحنابلة البن رجب 1) هبيرة عون الدين يحيى بن هبيرة وزير صالح مشهور بالفقه والزهد كان ينفق على أهل العلم ويجالسهم

ويراجعهم سائل الفقه وكان أول أمره فقيرا وله كتاب مشهور شرح به الصحيحين وهو اإلفصاح عن معاني

الصحاح مطبوع ،. أثنى عليه العلماء . ومنهم ابن /1الجوزي الثناء الكثير ترجمته في : ) ذيل الطبقات

251 – 289.) 317 /1( فتح القدير 2)17 /2( مجموع الرسائل الكبرى لشيخ اإلسالم 3) وينظر ما قاله في هذا355 /1( تفسير ابن كثير 4)

الطبعة الجديدة228 /16شيخ اإلسالم في الفتاوى هـ1418لمكتبة العبيكان

وما بعدها1/6ومجموع الرسائل الكبرى

(1/20)

. ) وعلى هذا إن حمل المتشابه على ما استأثر الله بعلمه

كوقت قيام الساعة ونحو ذلك فالوقف على : ) إال الله ( ، وإن حمل على ما ال يتضح معناه إال بمزيد فحص

فالوقف على قوله : ( ( . لكن هذا التنويع هنا1} والراسخون في العلم { ) )

نظري ال عملي بمعنى أن الوقف ال بد فيه من ترجيح أحد الوجهين وكذلك المعنى . وهل يعقل أن يقول عالم من علماء المسلمين إن الراسخين في العلم

يعلمون ما استأثر الله بعلمه ؟ ، أو يعلمون وقت قيام الساعة ونحو ذلك ؟ هذا معلوم ، ولكن يقال : من فهم

من معنى التأويل التفسير ، جعل الوقف على : ) إال الله ( ومن فهم من معنى : التأويل : الحقيقة التي

يؤول الكالم إليها ، فهو يقف عند قوله : ) والراسخونفي العلم ( .

ولكن نسبة ذلك إلى السلف فيه تحكم فإن من قال بذلك من السلف لم يقولوا قلنا بالوقف على : ) إال

الله ( ، ألننا نرى أن معنى التأويل : ينصرف إلى

الحقيقة التي استأثر الله بعلمها ال بمعنى التفسير ، ألنه قد اشتهر في كالمهم إطالق التأويل على المعنى

والتفسير فيمكن أن يكونوا فهموا من التأويل :التفسير والبيان أو الحقيقة التي يؤول إليها الشيء و قد ثبت عندنا اختيارهم الوقف على : ) إال الله ( ،

وأنه ال يعلم تأويل المتشابه إال اللهوقيل إن الخالف في ذلك لفظي ، فإن من قال :

الراسخون في العلم يعلمون تأويله أراد به أنه يعلم ظاهره ال حقيقته ومن قال : ال يعلم أراد به ال يعلم

( ( .2حقيقته وإنما ذلك إلى الله تعالى ) )ويقول شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه الله تعالى :

__________126 -125( تنبيه الغافلين 1) وشرح255( المفردات في غريب القرآن للراغب ص2)

153/ 2الكوكب المنير

(1/21)

) لم يقل في المتشابه : ال يعلم تفسيره ومعناه إال الله ، وإنما قال : } وما يعلم تأويله إال الله { وهذا هو

فصل الخطاب بين المتنازعين في هذا الموضع ، فإن الله أخبر أنه ال يعلم تأويله إال هو ، والوقف هنا كما دل

عليه أدلت كثيرة ......ولكن لم ينف علمهم بتفسيره ....والله ورسوله إنما ذم متبعي المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ، فأما من تدبر المحكم

والمتشابه كما أمره الله وطلب فهمه ومعرفة معناه( ( .1فلم يذمه الله تعالى ... ( اهـ . باختصار ) )

وفي المسألة مذهبان آخران غير مشهورين وهماضعيفان األول منهما :

أن الوقف على } إال الله { ويعلمه الراسخون ، وإنماامتنع العطف لمخالفة علم الله لعلم

( ( .2الراسخين ) ) والقول الثاني : القول بالوقف فال يجزم بأحد هذه

( ( . ومعلوم أن هذا القول3األقوال لتعارض األدلة ) ) ال يمكن العمل به في الوقف ، ألنه إن وصل فقد عطف

الراسخين في العلم و أشركهم مع الله تعالى في معرفة تأويل المتشابه . فإن وصل القارئ ووقف على

قوله تعالى : } آمنا به { فالوقف عليها صالح كما قالهصاحب المرشد فأنه قال :

) الوقف على } آمنا به { صالح على المذهبين ( اهـ .( (4) )

والراجح أن الخالف في األصل ليس بلفظي ألن المتشابه مختلف في المراد به وعلى هذا الخالف ينبني

الخالف في الوقف كما تقدم .__________

9 /2( مجموع الرسائل الكبرى 1) ( عزي هذا إلى أبي إسحاق الشيرازي الشافعي2)

581والسهيلي عبدالرحمن بن عبد الله الضرير ، ) ت :هـ( شرح الكوكب الموضع السابق

( عزي إلى القفال الشاشي ينظر : البحر المحيط3) 1412 / 3 و التحرير للمرداوي 1046 / 3للزركشي :

153/ 2وشرح الكوكب المنير 22( المقصد ص4)

(1/22)

و قول أكثر العلماء- وهو أن الوقف على لفظ الجاللة .. - أصح ، وهذا القول يؤيده ظاهر النظم

القرآني ، و األدلة التي تقدمت عند ذكره قوية ، ولو لم يكن فيها إال القراءات الثابتة عن الصحابة لكان فيها

داللة قوية على ترجيحه ، فكيف وقد انضاف إلى ذلك غيرها مما تقدم ، هذا مع أنه لم يثبت عن الصحابة غيره

. ورواية مجاهد عن ابن عباس معارضة برواية طاووس

( ( بل حكى اإلمام1وهي أصح كما قاله السيوطي ) ) ( ( أن الصحيح رواية طاووس2أبو المظفر السمعاني) )

وقد تقدمت اإلشارة إلى ذلك. ولكن الراجح أنها صحيحة ألن ابن أبي نجيح ثقة و إن كان سمعه من القاسم بن

( ، فقد علمنا الواسطة3أبي بزة ، فالقاسم ثقة أيضا ) بينه وبين مجاهد في التفسير ، فيكون قد دلسه عن القاسم بن أبي بزة ، فإن ابن أبي نجيح معدود في

المدلسين كما تقدم ، لكننا في هذا الموضع نرجح رواية طاووس إذ لم يكتنفها ما اكتنف رواية مجاهد من

طريق ابن أبي نجيح ويزاد على هذه األدلة ، ما ورد عن

النبي صلى الله عليه وسلم ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية عائشة رضي الله عنها

قالت :__________

3 /2( اإلتقان 1) ( أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار2)

81السمعاني اإلمام تقدم صـ ( القاسم بن أبي بزة واسمه نافع ويقال يسار3)

ويقال نافغ بن يسار المكي أبو عبد الله ويقال أبو عاصم القارئ مولى عبد الله بن السائب المخزومي

قيل إن أصله من همذان روى عن أبي الطفيل وسعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وعنه ابن جريج وشعبة

وجمع . وثقه ابن معين والعجلي والنسائي . وروى له هـ .125 هـ وقيل : 115 هـ وقيل 114الجماعة : ت :

قال المزي : ) واألول أصح ( ا هـ . ) الجرح والتعديل والكاشف338 / 23 و تهذيب الكمال : 697 / الترجمة 7 (116 / 2 وفي التقريب : ثقة : ) 4503:

(1/23)

) تال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه اآلية : } هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم

ا الذين في قلوبهم زيغ الكتاب وأخر متشابهات فأم فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ومااسخون في العلم يقولون آمنا يعلم تأويله إال الله والر

به كل من عند ربنا وما يذكر إال أولو األلباب( )آل ( { قالت قال رسول الله صلى الله عليه7عمران:وسلم :

) فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين( (1سمى الله فاحذرهم ( اهـ ) )

فهذا الحديث دال على ذم متبعي المتشابه كاآلية ) )2. ) )

وذلك يدل على مدح من فوضوا علم المتشابه إلى الله تعالى ، وقد توسع السيوطي رحمه الله تعالى ، بعض

التوسع في ذكر أحاديث ، وآثار بهذا المعنى تراجع في كتابه ، وهي دالة كهذا الحديث على ترجيح قول

( (3الجماهير . ) )

ومعلوم أن القائلين من أهل السنة والجماعة بالقول اآلخر ، ال يقصدون بعلم الراسخين للمتشابه أنهم

يعلمون ما استأثر الله بعلمه كوقت قيام الساعة ونحو ذلك . ولكن يبقى أمور من المتشابه عند بعض العلماء

كالحروف المقطعة ، وبعض اآليات المتعارضة في الظاهر التي يختلفون في الجمع بينها وال يوجد مرجح

ينقطع به النزاع ، ونحو ذلك .__________

( صحيح البخاري مع فتح الباري كتاب التفسير :1) ج3547سورة آل عمران ، باب منه آيات محكمات رقم

وصحيح مسلم مع شرح النووي كتاب العلم :209 /8 باب النهي عن اتباع متشابه القرآن والتحذير من متبعيه

256 و48 / 6 والمسند 434 –433 / 16 ج 6717رقم 3 /2( فتح الباري الموضع السابق واإلتقان 2) .4 –3 /2( اإلتقان 3)

(1/24)

و هذه اآلية من اآليات التي ينبغي على كل طالب علم أن يمعن النظر في أقوال السلف ثم األئمة المحققين

في بيان معناها ، فإن المبتدعة قد أكثروا مناالستدالل بها .

والكالم عليها ال بد فيه من بيان معنى المحكم والمتشابه ، ومعنى التأويل فال يصلح أن نهمل ذكره

هنا لمسيس الحاجة إليه . وقد انجر الكالم على معنىاآلية من باب إيضاح المثال المذكور قبل في الوقف .

قال اإلمام الطبري : )وأما المحكمات فإنهن اللواتي قد أحكمن بالبيان

والتفصيل ، وأثبتت حججهن ، وأدلتهن على ما جعلن أدلة عليه من حالل ، وحرام ، ووعد ، ووعيد وثواب ، وعقاب ، وأمر وزجر ، وخبر ، ومثل ، وعظة ، وعبر ،

وما أشبه ذلك ، ثم وصف جل ثناؤه هؤالء اآليات المحكمات بأنهن هن أم الكتاب ، يعني بذلك أنهن أصل

الكتاب الذي فيه عماد الدين ، والفرائض ، والحدود ، وسائر ما بالخلق إليه الحاجة من أمر دينهم ، وما كلفوا من الفرائض في عاجلهم ، وآجلهم ، وإنما سماهن أم الكتاب ، ألنهن معظم الكتاب وموضع مفزع أهله عند

الحاجة إليه ، وكذلك تفعل العرب تسمي الجامع معظم الشيء أما له ، فتسمي راية القوم التي تجمعهم في

العساكر أمهم ، والمدبر معظم أمر القرية والبلدة(1أمها ( اهـ . )

__________170 / 3( تفسير الطبري 1)

(1/25)

وقال أيضا : ) وأما قوله : ) متشابهات ( . فإن معناه متشابهات في التالوة مختلفات في المعنى كما قال

(( .25جل ثناؤه : )وأتوا به متشابها ()البقرة: من اآلية يعني في المنظر مختلفا في المطعم وكما قال مخبرا

عمن أخبر عنه من بني إسرائيل أنه قال: ) إن البقر ( ( يعنون بذلك تشابه علينا في70تشابه علينا( )البقرة:

الصفة ، وإن اختلفت أنواعه ، تأويل الكالم إذا ، إن الذي ال يخفى عليه شيء في األرض ، وال في السماء ،

هو الذي أنزل عليك يا محمد القرآن ، منه آيات محكمات ، بالبيان هن أصل الكتاب الذي عليه عمادك وعماد أمتك

في الدين ، وإليه مفزعك ، ومفزعهم ، فيما افترضت عليك وعليهم من شرائع اإلسالم ، وآيات أخر هن(1متشابهات في التالوة مختلفات في المعاني ( . )

و التأويل لغة : ) تفسير الكالم الذي تختلف معانيه ، وال ( .2يصح إال ببيان غير لفظه ( . ذكره األزهري وبدأ به )

وقيل : أصل التأويل من آل الشيء يؤول إلى كذا أي رجع وقال ثعلب: التأويل والتفسير بمعنى واحد ،

(والتأويل المراد في3ويقال لعبارة الرؤيا : تأويل. )اآلية إما التفسير وإما الحقيقة التي يؤول األمر إليها .

__________172 / 3( تفسير الطبري 1) 264 / 1 و لسان العرب 459 / 15( تهذيب اللغة : 2)

مادة : أول . مادة : أول . وينظر مجمل264 / 1( لسان العرب 3)

وقيل من اإليالة215 / 7 و تاج العروس 107 / 1اللغة : وهي السياسة : كأن المؤول للكالم ساس الكالم ووضع

1189 / 2المعنى فيه موضعه : اإلتقان

(1/26)

قال شيخ اإلسالم ابن تيمية : ) قد ذكرنا في غير موضع ، أن لفظ التأويل في القرآن يراد به ما يؤول األمر إليه ، وإن كان موافقا لمدلول اللفظ ومفهومه في الظاهر ، ويراد به تفسير الكالم وبيان معناه ، وإن كان موافقا له وهو اصطالح المفسرين المتقدمين كمجاهد وغيره ،

ويراد به صرف اللفظ عن االحتمال الراجح إلى االحتمال المرجوح لدليل يقترن بذلك . وتخصيص لفظ

التأويل بهذا المعنى إنما يوجد في كالم بعض المتأخرين فأما الصحابة والتابعون لهم بإحسان وسائر

أئمة المسلمين كاألئمة األربعة وغيرهم فال يخصون لفظ التأويل بهذا المعنى بل يريدون بالتأويل المعنى

األول أو الثاني ولهذا لما ظن طائفة من المتأخرين أن لفظ التأويل في القرآن والحديث في مثل قوله

تعالى : ) وما يعلم تأويله إال الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ( . أريد به هذا المعنى االصطالحي الخاص واعتقدوا أن الوقف في اآلية عند

قوله ) وما يعلم تأويله إال الله (. لزم من أن يعتقدوا أن لهذه اآليات واألحاديث معاني تخالف مدلولها المفهوم

منها وأن ذلك المعنى المراد بها ال يعلمه إال الله ، ال يعلمه الملك الذي نزل بالقرآن وهو جبريل وال يعلمه

محمد صلى الله عليه وسلم وال غيره من األنبياء ( اهـ )1)

__________14 / 1( درء تعارض العقل والنقل 1)

(1/27)

وقال : ) لفظ التأويل مجمل يراد به ما يؤول إليه الكالم فتأويل الخبر نفس المخبر عنه وتأويل أسماء

الله وصفاته المقدسة بمالها من صفات الكمال ويراد بالتفسير التأويل وهو بيان المعنى المراد وإن لم نعلم

كيفيته وكنهه كما أنا نعلم أن في الجنة خمرا ولبنا وماء وعسال وذهبا وحريرا وغير ذلك وإن كنا ال نعرف كيفية

ذلك ويعلم أن كيفيته مخالفة لكيفية الموجود في الدنيا ويراد بلفظ التأويل صرف اللفظ عن اإلحتمال الراجح

إلى اإلحتمال المرجوح وهذا ال يوجد الخطاب به إال في اصطالح المتأخرين وأما خطاب الصحابة والتابعين فإنما

(1يوجد فيه األوالن ( .اهـ ) واستعمال التأويل بمعنى تفسير الكالم وبيان معناه

والمراد منه ، كثير في لغة السلف ومعروف لغة ، وقد سمى الطبري كتابه : ) جامع البيان عن تأويل القرآن ( ، وأكثر فيه من استعمال كلمة تأويل ، مريدا بها معنى

الكالم وتفسيره . وممن يستعمل التأويل بمعنى التفسير من مشهوري العلماء المتقدمين أبو عمر بن

( .2عبد البر ) ومن استعمال الصحابة للتأويل بمعنى تفسير القرآن

ومعناه قول جابر رضي الله عنه في وصف حجة النبيصلى الله عليه وسلم :

) فصلى رسول الله صلى الله عليه سلم في المسجد ثم ركب القصواء حتى إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إلى مدى بصري من بين يديه من راكب وماش وعن يمينه مثل ذلك وعن يساره مثل ذلك ومن خلفه

مثل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله ، وما عمل به من

( . فتأمل قوله في وصف أفعال3شيء عملنا به ( اهـ ) النبي صلى الله عليه وسلم : ) وعليه ينزل القرآن وهو

يعرف تأويله ( .__________

291 / 1 وينظر : 289 / 1( الصفدية 1) /2 و 147 / 1( ينظر على سبيل المثال : التمهيد 2)

313 والمسند170 / 8( شرح النووي على صحيح مسلم 3) /5 و عون المعبود 232 / 1 ومسند الطيالسي 320 / 3

254

(1/28)

وفي مصنف عبد الزاق عن قتادة قال : ) تسرت امرأة غالما لها فذكرت لعمر ،فسألها ما حملك على هذا

فقالت كنت أرى أنه يحل لي ما يحل للرجال من ملك اليمين فاستشار عمر فيها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا تأولت كتاب الله تعالى تأويله .

فقال عمر ال جرم والله ال أحلك لحر بعده أبدا ، كأنه عاقبها بذلك ودرأ الحد عنها ، وأمر العبد أن ال

(1يقربها ( . ) وقد اختلف العلماء في المحكمات والمتشابهات على

أقوال : - أن المحكم هو المعمول به وهو الناسخ ، والمتشابه1

هو المنسوخ المتروك العمل به . وهذا قول ابن عباس وابن مسعود وروي أيضا عن قتادة والربيع والضحاك

وقد رواه الطبري عنهم . ولفظ ذلك عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة عنه : )المحكمات ناسخه

وحالله وحرامه وحدوده وفرائضه وما يؤمن به ويعمل به . قال : ) وأخر متشابهات ( والمتشابهات منسوخه

ومقدمه ومؤخره وأمثاله وأقسامه وما يؤمن به وال( .2يعمل به ( )

- أن المحكم ما أحكم الله فيه من أي القرآن وقصص2 األمم ورسلهم الذين أرسلوا إليهم والمتشابه ما

اشتبهت ألفاظه من قصصهم عند التكرير في السور ، ومثل لذلك بقصة موسى وتكررها مع اختالف األلفاظ ،

( .3قاله عبد الرحمن بن زيد ) قلت : و هذا في حقيقته - إن قبل - إنما هو تمثيل

لنوع من المتشابه ، وال مانع من أن يكون ذلك أحد أوجه المتشابه ، ألن الله لم يخص متشابها دون متشابه ، ولهذا ضل بهذا التشابه في عصرنا بعض من درس

قصص القرآن الكريم ، ولم يوفق للفهم ، فزعم أن ما في القرآن من قصص ليس حقيقة في نفسه ، ولهذا اختلفت عباراته من سورة إلى سورة ، و زعم أن ذلك قصص فني . والعياذ بالله . كما فعل صاحب رسالة :

) الفن القصصي في القرآن ( .__________

( ومعلوم أن قتادة لم12818( مصنف عبد الرزاق ) 1) يدرك عمر لكن القصة مروي معناها عن عمر من

وجوه .172 / 3( تفسير الطبري 2)( المصدر السابق3)

(1/29)

- أن المحكم ما علم العلماء تأويله ، وفهموا معناه ،3 والمتشابه ما لم يكن إلى علمه سبيل مما استأثر الله بعلمه دون خلقه . وهذا رواه الطبري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ورجحه وبه قال الشعبي و سفيان

الثوري وغيرهم . و من أمثلة هذا ، وقت قيام الساعة ، و ووقت خروج يأجوج ومأجوج والدجال وعيسى ،والحروف المقطعة في أوائل السور، ونحو ذلك . وقد روي : أن اليهود طمعوا أن يعرفوا من قبل

الحروف المقطعة التي في أوائل بعض السور مدة اإلسالم وأهله ويعلموا نهاية أجل محمد و أمته. ورجحهالقرطبي وقال : ) هذا أحسن ما قيل في المتشابه ( .

- أن المحكم ما أحكم الله بيان حالله وحرامه فلم4 تشتبه معانيه ، والمتشابه ما تشتبه معانيه وهذا قول

مجاهد . - أن المحكم ما لم يحتمل من التأويل إال وجها واحدا ،5

والمتشابه ما احتمل من التأويل أوجها ، قاله محمد بن جعفر بن الزبير وعبارته في تفسير الطبري : ) منه آيات محكمات فيهن حجة الرب وعصمة العباد ودفع الخصوم والباطل ، ليس لها تصريف وال تحريف عما

وضعت عليه ، وأخر متشابهة في الصدق لهن تصريف وتحريف وتأويل ابتلى الله فيهن العباد كما ابتالهم في

الحالل والحرام ال يصرفن إلى الباطل وال يحرفن عن( .1الحق ( )

( و أبي الحسن الكرخي من2و هو قول ابن األنباري ) ( و الواحدي4( و أبي بكر الجصاص الحنفي )3الحنفية )

( ، وقال : ) إنه أحسن األقوال ( اهـ6(وابن عطية )5، ). - أن المحكم ما قام بنفسه ولم يحتج إلى استدالل ،6

والمتشابه ما لم يقم بنفسه واحتاج إلى نظر واستدالل،وهذا القول اختاره ابن النحاس و قال :

__________175 / 3( تفسير الطبري 1)413 / 1( الوسيط للواحدي 2) ( حكاه عنه أبو بكر الجصاص ينظر : أصول الفقه3)

205 / 1للجصاص ( المصدر السابق4)

413 / 1( الوسيط 5)403 / 1( تفسير ابن عطية 6)

(1/30)

) أحسن ما قيل في المحكمات والمتشابهات أن المحكمات ما كان قائما بنفسه ، ال يحتاج أن يرجع فيه

إلى غيره ، و المتشابهات نحو قوله تعالى } إن الله يغفر الذنوب جميعا { يرجع فيه إلى قوله : } وإني

لغفار لمن تاب { وقوله :} إن الله ال يغفر أن يشرك به . وهذا116 و48ويغفر مادون ذلك لمن يشاء { النساء -

يرجع عندي إلى القول بأن المحكم ما لم يحتمل منالتأويل إال وجها – القول الذي قبله - .

- هو الواضح المعنى الظاهر الداللة ، إما باعتبار نفسه8 أو باعتبار غيره ، والمتشابه ما لم يتضح معناه ال باعتبار

نفسه وال باعتبار غيره . اختاره اإلمام الشوكاني في تفسيره وهو قريب من القول الذي قبله . فهذه

األقوال الثالثة األخيرة هكذا عدها حماعة من العلماء ومن تأملها علم أنها ترجع إلى قول واحد لكن القولين

األخيرين فيهما زيادة إيضاح . - أن المحكم ما كانت معاني أحكامه معقولة9

والمتشابه ما كانت معاني أحكامه غير معقولة كأعداد الصلوات واختصاص الصيام بشهر رمضان دون شعبان .

(1) وأرجحها في نظري القول بأن المحكم ما ال يحتمل من التأويل إال وجها والمتشابه ما احتمل من التأويل أوجها

. ألن معنى اإلحكام والتشابه لغة يدل على ذلك وألنه تعالى قال في وصف المحكمات : } هن أم الكتاب { . و ذلك دال على أن المحكمات أصل يرد إليهن غيرهن

ولو يكن المحكم كذلك لما أمكن رد المتشابه إليه . وقد فصلت القول هنا في هذه اآلية لظهور داللتها

على أهمية وفضل علم الوقف واالبتداء ، ولشدة الحاجة لمعرفة أقوال العلماء فيها .و تركت التوسع

أكثر في تفسيرها مراعاة لمقصد هذه الرسالة . فأعود لذكر مثال آخر من كالم السلف في علم الوقف

واالبتداء .__________

و إعراب175 -3/171( ينظر : تفسير الطبري 1) و الحاوي في فقه اإلمام355 /1القرآن البن النحاس –199 /2 و البرهان 72 -71 /16الشافعي للماوردي

وفتح3-2 /2و اإلتقان 211 -210 /8 و فتح الباري 201...317 /1القدير للشوكاني

(1/31)

قال ابن النحاس: ) سئل علي رضي الله عنه: عن قول الله تعالى: ) ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين

سبيال ( ..وقد رأينا الكافر يقتل المؤمن : فقال : اقرأما قبلها :

)فالله يحكم بينكم يوم القيامة( )النساء: من اآلية ( .قال ابن النحاس : لما اتصل الكالم بما قبله تبين141

( وهذه اآلية من قوله1المعنى وعرف المشكل ( اهـ . )تعالى :

)الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم

نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين

( وقول علي رضي الله عنه رواه141سبيال( . )النساء: ( وعبد الرزاق في تفسيره من2الثوري في تفسيره )

( والحاكم في المستدرك )4( وابن جرير )3طريقه ) ( : جميعهم من طريق الثوري عن األعمش عن ذر عن5

يسيع الكندي :) جاء رجل إلى ابن أبي طالب فقالكيف تقرأ هذه اآلية :

) ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيال ( وهم يقتلون ؟ فقال علي رضي الله عنه: ادنه ثم )قال (

))فالله يحكم بينهم يوم القيامة( ( ( اهـ . فهذه اآلية ال يظهر معناه إال بما قبلها وقد أجمع

المفسرون على(6هذا . )

تنبيه : مصنفات المتقدمين في الوقف واالبتداء ربماسميت بكتب ) التمام ( ، وبـ ) المقطوع والمفصول ( .

تخريج حديث أم سلمة الذي استدل به على سنيةالوقف على رؤس اآلي

__________

91( القطع صـ 1)98( تفسير الثوري ص 2)480 / صـ 1( تفسير عبد الرزاق 3)327 / 9( تفسير ابن جرير 4)309 / 2( مستدرك الحاكم 5) /3 والبحر ألبي حيان 419 / 5( تفسير القرطبي 6)

437 / 2 وتفسير ابن كثير 376

(1/32)

(3( وأبو داود )2( والترمذي )1روى اإلمام أحمد ) ( والحاكم6( وابن حبان )5( وابن خزيمة )4والنسائي )

(9( وأبو عبيد في فضائل القرآن )8( والدارقطني )7)(وابن أبي شيبة )10و الفريابي في فضائل القرآن )

(والبيهقي في الكبرى وفي شعب12( والطحاوي )11 (: عن أم سلمة13اإليمان وفي معرفة السنن واآلثار )

]أنها سألت عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وصالته ؟ فقالت : ما لكم وصالته ؟ ،كان يصلي ، ثم

ينام قدر ما صلى ، ثم يصلي قدر ما نام ، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح ، ثم نعتت قراءته ، فإذا هي تنعت

قراءة مفسرة حرفا حرفا [ .__________

و294و308و6/297( المسند لإلمام أحمد 1)12622-12621وأطراف المسند للحافظ ابن حجر 300

/5( سنن الترمذي كتاب القراءات باب فاتحة الكتاب2) ( وكتاب فضائل القرآن باب ما جاء كيف2927 ) 170

.167 / 5قراءة النبي صلى الله عليه وسلم (1466( سنن أبي داود )3) (في قيام الليل1611( االفتتاح و)1012( والنسائي )4)

وتطوع النهار(493)1/248( ابن خزيمة5) (366/ 6( ابن حبان : )6) وقال على شرط مسلم1/310( الحاكم 7)1/307( سنن الدارقطني 8)156( فضائل القرآن ألبي عبيد ص9)(111و110( فضائل القرآن للفريابي رقم )10)7/186( المصنف 11)

1/199( شرح معاني اآلثار للطحاوي 12) )2/391 وشعب اإليمان 53و2/44( السنن الكبرى 13)

( ورواه3053 )2/363 ( ومعرفة السنن واألثار 2156 ( وابن النحاس في299أيضا : الترمذي في الشمائل )

و الداني في المكتفى ص89-86القطع واالئتناف ص وأبو العالء53 / 1 والبخاري في خلق أفعال العباد 146

–178الهمذاني في التمهيد في معرفة التجويد ) 182. )

(1/33)

واللفظ للترمذي .قال الترمذي : ) حسن صحيح غريب ال نعرفه إال من حديث ليث بن سعد عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مملك عن أم سلمة -وقد روى ابن جريج هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة أن النبي

صلى الله عليه وسلم )) كان يقطع قراءته (( . وحديث(1الليث أصح ( اهـ . )

وقال في موضع آخر : ) غريب وليس إسناده بمتصل ألن الليث بن سعد روى هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مملك عن

( .2أم سلمة وحديث الليث أصح ( اهـ . ) فهذا الحديث عمدة العلماء الذين قالوا إن الوقف على

رؤوس اآلي سنة ،فقد استدلوا بلفظ : ) كان يقطع قراءته آية آية ( . كما هو في بعض الروايات لكن

االستدالل بهذه الرواية من الحديث اكتنفه أمور منها : االضطراب في ألفاظها اضطرابا ال يبقى معه حجة في

هذا اللفظ دون غيره مع كون مخرج الرواية واحدا ؟ . فإن الحديث يدور على التابعي الجليل عبد الله بن أبي

(وقد اختلف الثقات في3مليكة رحمه الله تعالى ) ألفاظه اختالفا كبيرا ، يوهن االستدالل بهذه الرواية .

……… ومنها : االختالف على ابن أبي مليكة في سنده . ولذا ضعف اإلمام الترمذي واإلمام الطحاوي هذه الرواية .

كما سأبينه وأوضحه بجالء إن شاء الله تعالى . وهنا سؤال مهم : هل الوقف على رؤوس اآلي سنة بإطالق حتى وإن اشتد تعلق اآلية بما بعدها ؟ . وهل

صحيح أن المحققين من علماء الوقف واالبتداء يقولون

بذلك ؟ .سند الحديث والحكم عليه

__________-4/56 وتحفة األحوذي 168-5/167( سنن الترمذي 1)

575/170( 2927( الترمذي )2) ( عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة واسمه زهير بن3)

عبد الله التيمي القرشي أبو بكر المكي األحول كان قاضيا لعبد الله بن الزبير ومؤذنا له ثقة تابعي روى عن

جماعة من الصحابة وسمع من عائشة رضي الله عنها هـ (.117وابن عمر وابن عباس وروى له الجماعة )ت -

461 و278/الترجمة 5ترجمته في : الجرح والتعديل /15 وتهذيب الكمال 262-1/261وأخبار القضاة لوكيع

256-258

(1/34)

هذا الحديث يدور على التابعي الجليل عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة بحسب ما أشار إليه الترمذي رحمه الله تعالى ، وبحسب ما اطلعت عليه من طرقه ،وقد

اختلف عليه فيه فرواه الليث بن سعد - وهو من األئمة( - عنه عن يعلى بن1األثبات) ( عن أم سلمة ، ورواه ابن جريج عنه عن أم2مملك )

سلمة رضي الله عنها عن النبي فلم يذكر يعلى بن مملك ، ووصله بذكر أم سلمة ، واختلف عليه في

إسناده ، وألفاظه ، وقد أعل الترمذي رواية ابن جريج برواية الليث بن سعد وقال :) إنها أصح ( كما تقدم .

ويضاف إلى العلة التي ذكرها اإلمام الترمذي علل منها : أن ابن جريج مدلس ولم يصرح بالسماع ، وقد

( وممن وصفه بالتدليس3وصفه جماعة بالتدليس ) اإلمام أحمد رحمه الله تعالى وقال : ) إذا قال ابن جريج )) قال (( فاحذره ، وإذا قال :))سمعت (( أو

)) سألت (( جاء بشيء ليس في النفس منه شئ ( )4. )

ومنها : أنه اختلف عليه في إسناد الحديث فرواه في أكثر الروايات كما ذكر الترمذي عن ابن أبي مليكة عن

أم سلمة ، بإسقاط الواسطة بين ابن أبي مليكة وأم

سلمة فلم يذكر يعلى بن مملك ، ورواه مرة أخرى ، فزاد فيه ذكر يعلى بن مملك ، ولفظ هذه الرواية عن

ابن أبي مليكة أن يعلى بن مملك أخبره :__________

( الليث بن سعد أبو الحارث مولى بني فهم ثبت ثقة1) من األئمة من نظراء اإلمام مالك كثير الحديث فقيه من

هـ ( :175أغنياء العلماء كثير الصدقات ، ) ت : /8وتهذيب التهذيب 4691 / ترجمة 1) الكاشف )

459. ) .2/379( مملك على وزن جعفر : تقريب التهذيب 2)

وسترد ترجمة يعلى قريبا . ( عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج األموي موالهم3)

المكي الفقيه أحد األعالم ثقة جليل كان يدلس هـ ( روى له الجماعة : تهذيب151ويرسل: ) ت :

407-10/400 وتاريخ بغداد 352-15/338الكمال و تقريب التهذيب -1687/ترجمة 5والجرح والتعديل

1/520. - 15/348( تهذيب الكمال 4)

(1/35)

)) أنه سأل أم سلمة عن صالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : كان يصلي العتمة ثم يسبح ثم

يصلي بعدها ما شاء الله من الليل ، ثم ينصرف فيرقد مثل ما صلى ، ثم يستيقظ من نومه ذلك فيصلي مثل

(1ما نام وصالته تلك اآلخرة تكون إلى الصبح ((. ) وال يقال إنها رواية أخرى ألن بين الروايتين توافق واضح في اإلسناد وفي المتن وليست فيما يظهر

اختصارا لبعض الحديث فقط فإن فيها سؤال يعلى -وهو مقل من الرواية جدا - ألم سلمة رضي الله عنها. وأما يعلى بن مملك فهو : حجازي يروي عن أم الدرداءوأم سلمة رضي الله عنها ويروي عنه ابن أبي مليكة )

( وقال فيه النسائي : )ليس بذلك المشهور ( اهـ . )2 (وذكره ابن حبان في الثقات ، ولم أجد فيه توثيقا3

( ، وفي ميزان االعتدال : ) ما حدث عنه4عند غيره )( .5سوى ابن أبي مليكة ( . وفي التقريب : )مقبول ( )

__________

( و المسند ألحمد :4709 / ) 3( مصنف عبد الرزاق: 1) وسنن157 / 4 و مسند إسحاق بن راهويه : 297 / 6

( في كتاب قيام الليل ،باب1627 ) 236 / 3النسائي ما ذكر من صالة رسول الله صلى الله عليه وسلم

بالليل ( . (7121 رقم )402/ 32( تهذيب الكمال 2)(.1375) 432/ 1( السنن الكبرى 3) وتهذيب الكمال الموضع7/652( ثقات ابن حبان 4)

11/405السابق وتهذيب التهذيب 2/379( تقريب التهذيب 5)

(1/36)

فلم يثبت فيه أكثر من رواية ابن أبي مليكة عنه ففيه جهالة ، وأحسن مراتبه أن يكون مقبوال إذا توبع ، ولهذا وصفه بذلك الحافظ ابن حجر في التقريب ، ورواه ابن

جريج مرة عن أبيه عن ابن أبي مليكة ومرة عن ابن أبي ( ( فهذا االختالف على ابن1مليكة من غير واسطة) )

جريج في إسناد الحديث . وأما والد ابن جريج وشيخه في هذه الطريق فهو عبد العزيز بن جريج القرشي

المكي فيه ضعف ، فقد قال البخاري فيه : ) ال يتابع (3( ( وذكره ابن حبان في الثقات ) )2في حديثه ( . ) )

( ( .4( وفي التقريب : ) لين الحديث ( ) )__________

( في كتاب قيام1627 ) 236 / 3( سنن النسائي 1) الليل باب ما ذكر من صالة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل من طريق حجاج عن ابن جريج عن أبيه 18عن ابن أبي مليكة وكذا رواه المزي ) تهذيب الكمال

/23 (.من طرق عن حجاج به و رواه الطبراني ) 119/ ( من طريق حجاج بن عمران السدوسي عن أبي407

سلمة بن خلف الجوباري عن أبي عاصم عن ابن جريج 36 / 13عن أبيه . تنبيه : لم يذكر المزي في األطراف

( رواية ابن جريج عن أبيه التي ذكرتها قبل18226ح) عند النسائي ونبه في الهامش عليها لكن لم يتنبه

المحقق لذلك وقال : = = ) لم نجد لها أصال ( . اهـ .وليس كذلك بل هي ثابتة في سنن النسائي :

( . وقد ذكرها المزي في1627 رقم ) 236 / 3)

تهذيب الكمال ورمز ب ) س ( يعني النسائي عند ترجمة والد عبد الملك ابن جريج : وهو عبد العزيز :

( .118 / 18) تهذيب الكمال 1564 / ترجمة 6( التاريخ الكبير 2) . وقد ضعفه العقيلي . ينظر :114 / 7( الثقات 3)

118 / 18تهذيب الكمال ( .4087( تقريب التهذيب رقم ) 4)

(1/37)

وقد اختلفت ألفاظ الحديث وقد مضى بعضها ، ففي رواية عن ابن جريج أن النبي : ) كان يقطع قراءته آية آية ( وفي رواية : ) كان يصلي في بيتها فيقرأ }بسم

الله الرحمن الرحيم { } الحمد لله رب العلمين * ( وفي لفظ1الرحمن الرحيم * ملك يوم الدين …الخ ( )

: )كان يقطع قراءته الحمد لله رب العلمين {ثم يقف ، ( . وفي لفظ2}الرحمن الرحيم { ثم يقف ...( )

) فقطعها وعدها آية آية وعدها عد األعراب وعد بسم ( ،3الله الرحمن الرحيم آية ولم يعد )) عليهم (( ( ) ( ( عن4وهذا اللفظ األخير من رواية عمر بن هارون ) )

ابن جريج وهي طريق ضعيفة لضعف عمر بن هارون (6( ، وابن الجوزي )5ولذا ضعفها اإلمام البيهقي )

(وفي9( وابن التركماني )8( ، والزيلعي )7والذهبي )بعض روايات الحديث عن ابن جريج :

__________ وينظر نصب الراية1/199( شرح معاني اآلثار 1)

1/3514/57( تحفة األحوذي شرح سنن الترمذي 2) ( ومعرفة السنن21 رقم )1/307( سنن الدارقطني 3)

2/363 ( عمر بن هارون بن يزيد الثقفي موالهم البلخي4)

هـ (194روى له الترمذي وابن ماجه وهو متروك ) ت : ( .486 ( صـ 4979) تقريب التهذيب ) ترجمة

53و2/44( السنن الكبرى 5) 1/348( التحقيق في أحاديث الخالف البن الجوزي 6)

2/808وتنقيح التحقيق البن عبد الهادي وقال - أعني الذهبي-1/232( تلخيص المستدرك 7)

في عمر بن هارون :) أجمعوا على ضعفه ( ( نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية للزيلعي8)

1/3502/44( الجوهر النقي حاشية سنن البيهقي 9)

(1/38)

( . وأما في رواية الليث بن1) فوصفت قراءة بطيئة ( ) سعد : ) فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا

حرفا ( .وقد تقدمت فهذه علل أخرى تضاف إلى مخالفته لرواية الليث بن سعد فرواية الليث بن سعد أرجح كما قال الترمذي لالختالف على ابن جريج وألن

الليث إمام ثقة ولم يختلف عليه وقد زاد رجال في اإلسناد وهو يعلى بن مملك وذلك دال على أن ابن أبي مليكة لم يسمع الحديث من أم سلمة ، وتجويز صاحب

تحفة األحوذي لكون ابن أبي مليكة سمعه أوال من يعلى ثم سمعه من أم سلمة بال واسطة ضعيف في هذا

الموطن ال يلتفت إليه أرباب العلل . واالختالف على ابن جريج في لفظه كبير فهذا

اضطراب تضعف به رواية ابن جريج و المقصود أن في بعض طرق الحديث ما يدل على أن

ابن جريج قد دلسه ولم يسمعه من شيخه ابن أبيمليكة كما أن فيها مخالفة في كثير من األلفاظ .

طريق أخرى للحديث : (3( وابن أبي شيبة في المصنف )2روى اإلمام أحمد )

( بسند صحيح من طريق نافع بن عمر4والداني ) ( عن ابن أبي مليكة عن بعض5الجمحي وهو ثقة )

أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وسلم :__________

: من طريق عفان عن همام ثنا323 / 6( المسند 1) و الدراية350 / 1ابن جريج به . و ينظر : نصب الراية

134 / 1للحافظ ابن حجر صـ .288 و286 / 6( المسند 2)403 / 2( مصنف ابن أبي شيبة 3) رسالة96 / 2( شرح القصيدة الخاقانية للداني 4)

ماجستير بجامعة أم القرى – تحـ –غازي بنيدر العمري –هـ .1419إشراف – د – محمد ولد سيدي حبيب

( نافع بن عمر بن عبد الله الجمحي المكي روى عن5) ابن أبي مليكة و عمرو بن دينار وغيرهم وروى عنه وكيع ويحيى القطان وأبو نعيم وغيرهم قال : عبد

الرحمن بن مهدي كان من أثبت الناس ووثقه غيره /7 هـ ( ) ثقات ابن حبان 169وروى له الجماعة ) ت :

وتهذيب2088 / الترجمة 8 والجرح والتعديل 533 ( .289 – 287 / 29الكمال

(1/39)

) أنها سئلت عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إنكم ال تستطيعونها قال قيل لها أخبرينا بها قال :فقرأت قراءة ترسلت فيها قال نافع وحكى لنا ابن أبي مليكة الحمد لله ثم قطع الرحمن الرحيم ثم

( ووقفه هنا على :1قطع مالك يوم الدين ( اهـ . ) ) الحمد لله ( . هكذا هو في بعض الروايات عن نافع ؟

وليس الموقوف عليه رأس آية ، فإذا صح عارض الرواية التي استدل بها على الوقف على رؤوس اآلي ودل

على أنها رويت بالمعنى . وفي لفظ قالت :( ( اهـ . )2) الحمد لله رب العالمين تعني ) الترسيل ( )

( والترسل والترسيل في القراءة معناه التحقيق ، بال3عجلة ، يقال ترسل في قراءته إذا اتأد فيها وتمهل . )

( و في رواية عن نافع قال : ) أظنها حفصة رضي4 ( . وفي رواية عن ابن أبي مليكة : ) ال5الله عنها ( )

( . والجهالة بالصحابي ال تضر6أعلمها إال حفصة ( ) لكن رواية الليث بزيادة يعلى بن مملك ، تدل على أن

ابن أبي مليكة لم يسمعه من أم سلمة ، والليث لم يشك أن الحديث عن أم سلمة فهذا يدل على أنه

حفظ . وقد يكون االختالف من ابن أبي مليكة__________

288 / 6( المسند 1) ( في المسند ) الترتيل ( هكذا ؟ وفي أطراف المسند2)

) الترسيل ( وفي التمهيد ألبي عالء الهمذاني من هذه الطريق : ) الترسل ( .وكأن ما في أطراف المسند أصح

لموافقته الروايات األخرى هذا مع كونه نسخة الحافظابن حجر .

وأطراف المسند للحافظ ابن حجر286 / 6( المسند 3)

(11337 / رقم 8) ( ينظر القاموس المحيط ولسان العرب : مادة4)

171 / 1) رسل ( والتعاريف للمناوي صـ وأطراف المسند للحافظ ابن حجر288 / 6( المسند 5) ( .11337 / رقم 8) 286 / 6( المسند 6)

(1/40)

وقد وجدت لرواية الليث بن سعد عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مملك متابعا لكنه ضعيف ال ينهض ، فقد روى

الحافظ أبو العالء الحسن بن أحمد الهمذاني العطار هـ ( من طريق عمر بن قيس الملقب569) ت :

بسندل المكي عن ابن أبي مكليكة عن يعلى بن مملك ، قال : كتبت إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها – فقلت : كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

يقرأ ؟ قالت : ) كذا } بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين { يبينه اسما اسما وحرفا حرفا ، حتى

( ( لكن سندل ضعيف بل متروك تركه1يفرغ ( اهـ . ) ) النسائي وغيره وقال ابن عدي : ) عامة ما يرويه ال

( ( .2يتابع عليه ( وقال أيضا ) ضعيف باإلجماع ( ) )__________

( التمهيد في معرفة التجويد للهمذاني أبي العالء :1) . رواه من طريق محمد بن317 و316 رقم 177ص

يحيى ابن أخي حزم ومن طريق سليم بن منصور بنعمار عن محمد بن بكر البرساني عن سندل به .

487 / 21 و تهذيب الكمال 12 / 6( الكامل البن عدي 2) وفي التقريب : متروك491– (4959. )

(1/41)

وأما رواية أبي صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث ، للحديث عن الليث عن ابن لهيعة عن ابن أبي مليكة عن

يعلى بن مملك عن أم سلمة رضي الله عنها عند (. فزيادته البن لهيعة بين الليث292 / 32الطبراني )

وبين ابن أبي مليكة ال تعلل رواية األئمة الحفاظ عن

الليث عن ابن أبي ملكة بال واسطة . وممن رواه عبد الله بن المبارك وصرح فيه بتحديث ابن أبي مليكة

( ( وقتيبة عند الترمذي1لإلمام الليث بن سعد ) ) والنسائي و يزيد بن خالد بن موهب عند أبي داود .

كلهم أثبات ثقات وقد خالفوا عبد الله بن صالح كاتب(2الليث فهي من أوهامه فإن فيه ضعفا . )

(فهو : حجازي يروي عن أم3وأما يعلى بن مملك ) ( قال فيه4الدرداء وأم سلمة رضي الله عنها)

(وذكره ابن حبان5النسائي : )ليس بالمشهور ( اهـ . ) ( ، وفي6في الثقات ولم أجد فيه توثيقا عند غيره )

الميزان : ) ما حدث عنه سوى ابن أبي مليكة ( .__________

ومن طريق أبي العالء421( الزهد البن المبارك صـ 1)181الهمذاني : التمهيد له ص

( ترجمته طويلة في كتب الجرح والتعديل و قد2) ضعفه جماعة من الحفاظ وقوى أمره آخرون و أنكروا

عليه أحاديث ، فممن ضعفه اإلمام أحمد وأحمد بن صالح المصري و صالح جزرة والنسائي وابن حبان

وضرب علي ابن المديني على حديثه ، و حسن أبوزرعةحديثه و وثقه ابن معين .

وفي المغني للذهبي : ) صالح الحديث له مناكير ( اهـ . وفي التقريب : ) صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه ، و

/5كانت فيه غفلة ( اهـ . ينظر : الجرح والتعديل /1 و المغني 108 / 15 وتهذيب الكمال : 398ترجمة و تقريب256 / 5 و تهذيب التهذيب 2318ترجمة

.3388 ترجمة : 365التهذيب : صـ 2/379( مملك على وزن جعفر : تقريب التهذيب 3) (7121 رقم )402/ 32( تهذيب الكمال 4) ( من نقل7121 رقم )402/ 32( تهذيب الكمال 5)

( .1284محققه من السنن الكبرى ) وتهذيب الكمال الموضع7/652( ثقات ابن حبان 6)

11/405السابق وتهذيب التهذيب

(1/42)

( فلم يثبت فيه أكثر من1وفي التقريب : )مقبول ( ) رواية ابن أبي مليكة عنه ، ولم يوثقه غير ابن حبان

حين ذكره في كتاب الثقات ، وأشار النسائي إلى ما فيه من جهالة لما قال : ) ليس بذلك المشهور ( كما تقدم . وأحسن مراتبه أن يكون مقبوال إذا توبع ولهذا وصفه بذلك الحافظ ابن حجر في التقريب كما سبق

وهنا لم يتابع . وقد وهم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى هنا على

الترمذي ، فحكى عنه خالف ما في السنن حين أراد الرد على الطحاوي ، وذلك أنه قال : ) وأعل الطحاوي الخبر

باالنقطاع فقال :لم يسمعه ابن أبي مليكة من أم سلمة واستدل على ذلك برواية الليث عن ابن أبي

مليكة عن يعلى بن مملك عن أم سلمة أنه سألها عن قراءة رسول الله : فنعتت له قراءة مفسرة حرفا حرفا

.وهذا الذي أعله به ليس بعلة فقد رواه الترمذي من طريق ابن أبي مليكة عن أم سلمة بال واسطة وصححهورجحه على اإلسناد الذي فيه يعلى بن مملك ( اهـ . )

( بحروفه .2 فهذا الذي حكاه عن اإلمام الترمذي خالف ما في سننه

وإنما رجح الترمذي رواية الليث التي فيها يعلى بن مملك في موضعين من سننه كما تقدم وهو الذي نقله

( وكذلك هو في تحفة3عنه غير واحد من العلماء) ( . وأما الطحاوي4األشراف للمزي نقال عن الترمذي )

فقد أشار إلى تعليل الحديث برواية الليث بن سعد ألنه ( (5زاد فيه رجال بين ابن أبي مليكة وبين أم سلمة ) ) كما صنع الترمذي . فاتفق مع الترمذي ولم يختلف

معه .__________

2/379( تقريب التهذيب 1)1/233( تلخيص الحبير 2) ( وقد نقله عنه على الصواب المناوي : فيض القدير3)

والشوكاني : نيل األوطار238 / 5شرح الجامع الصغير .206 / 1شرح منتقى األخبار

( تحفة األشراف بمعرفة أطراف الكتب الستة4)(8183/)13للحافظ المزي

(5408 ) ح 9 / 14( شرح مشكل اآلثار 5)

(1/43)

خالصة القول - الذي يظهر لي - في هذا الحديث أنه حسن وأحسن طرقه طريق الليث وليست صحيحة ألن

يعلى بن مملك مستور ولم يحدث عنه إال ابن أبي مليكة وقد تفرد بالحديث وطريق ابن جريج ضعيفة الضطراب

ابن جريج فيها ولتدليسه ومخالفته لإلمام الليث بن سعد ، واإلشكال في جميع الروايات االختالف في

ألفاظ الحديث ، وهذا ما جعل اإلمام الطحاوي يضعف الرواية بذلك فإنه قال :) قد اختلف الذين رووه في

( .1لفظه ( )__________

1/350 ونصب الراية 1/199( شرح معني اآلثار 1)

(1/44)

فإن قيل قد صحح اإلمام الدارقطني طريق ابن جريج (وصححها أيضا اإلمام الذهبي1وقال : )كلهم ثقات ( . )

(3( ؛ وصححها النووي )2في مختصر الجهر بالبسملة ) فالجواب من صححها لم يذكر عند التصحيح الطريق األخرى للرواية فصححها بظاهر سندها ، ولكن من أعلها كالترمذي ذكر الطريقين وبين وجه الترجيح

بينهما ، ولذا ليس في كالم من الدارقطني والذهبي ، والنووي إشارة إلى طريق الليث ومخالفته البن جريج ولوال ذلك ما نزل الحديث عن رتبة الصحيح فتبين بهذا أن هذه الطريق المشتملة على اللفظ الذي استدل به

معلولة بطريق الليث كما ذكر الترمذي كما تقدم . فالحديث حسن من طريق الليث وضعيف من طريق ابن جريج و طريق نافع الجمحي أحسن من طريق ابن جريج

لكن خالفه الليث وهو إمام فزاد في اإلسناد رجال ولم يشك أنه عن أم سلمة . وقال ابن الجزري رحمه الله : )

(فلم يقل هو حديث4هو حديث حسن وسنده صحيح (. )(.5صحيح مع احتفاله بمسألة الوقف على رؤوس اآلي )

معنى الحديث جعل علماء الوقف وغيرهم هذا الحديث أصال في باب

(6الوقف على رؤوس اآلي )__________

302/ 6والمسند 1/313( سنن الدارقطني 1) مطبوع178صـ35( مختصر الجهر بالبسملة رقم2)

ضمن ست رسائل لإلمام الذهبي . و333 / 3) ( المجموع في شرح المهذب للنووي 0( 3)

3461/226( النشر 4) ( هذا وال يقال إنه قصد بقوله : )حسن ( حسن5)

المعنى ولم يقصد الحسن االصطالحي الذي هو دون الصحيح لبعد ذلك هنا حيث قال : ) وسنده صحيح ( .

فإنه ال يلزم من صحة اإلسناد صحة المتن كما هومعلوم في محله من كتب.

147( المكتفى ص 6)

(1/45)

وفيه ما قد ذكرت من العلل ، واالختالف في ألفاظه ، ولكن الحديث بمجموع ألفاظه وطرقه إنما يدل على التأني والترسل والتمهل في قراءة النبي صلى الله

عليه وسلم وذلك مستفاد أيضا من وصف أنس لقراءة النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن قراءة النبي

صلى الله عليه وسلم : فقال : ) كانت مدا ، ثم قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم : يمد بسم الله ، ويمد

( . وقد أمر الله تعالى نبيه1الرحمن ، ويمد الرحيم ( )أن يرتل القرآن فقال :

( قيل في معناها :بينه تبيينا2) ورتل القرآن ترتيال ( . ) ( . وذلك أدعى لفهم القارئ4( وترسل فيه ترسال )3)

ولفهم المستمعين وهو المقصد األعظم من إنزال القرآن فما أنزل الله كتابه على عباده إال ليتدبروه

ويتفهموا مراد الله تعالى ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأه كما وصف أنس وكما أخبرت أم سلمة

: ) قراءة مفسرة حرفا حرفا ( . وفي الرواية األخرة ذكر الراوي الترسل . فكان صلى الله عليه وسلم يقرأه كما

أمره ربه تعالى :__________

/3 و أحمد : 91 –90 / 9( رواه البخاري : فتح الباري 1) وأبو داود والنسائي والدارقطني واللفظ له119

( ( وينظر :23رقم ) 308 / 1) سنن الدارقطني التمهيد ألبي العالء الهمذاني فقد توسع في ذكر طرقه

.4( المزمل : 2) ( قاله ابن عباس رواه عنه ابن أبي شيبة في3)

(و وأحمد بن منيع في مسنده526 / 10المصنف : ) ( والطبري3777 / رقم ) 4كما في المطالب العاليه :

( واآلجري في أخالق حملة127 / 29في تفسيره : ) .74 / 1 ( وابن النحاس 87القرآن رقم )

/8 ( و تفسير البغوي 127 / 29( تفسير الطبري: ) 4) والتمهيد في معرفة التجويد ألبي العالء الهمذاني250

. وقد سبق363 / 4وتفسير ابن كثير 147 – 144صـاكالم على اآلية أول هذه الرسالة

(1/46)

(1) وقرآن فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ( )( .2قال مجاهد وغيره على تؤدة )

وهذا ما جعل أكثر السلف يفضلون القراءة المتأنية المترسلة ، فثبت أن مجاهدا رحمه الله تعالى سئل عن

رجلين أحدهما قرأ البقرة وآل عمران واآلخر قرأ البقرة قيامهما واحد وركوعهما وسجودهما واحد

وجلوسهما واحد ، أيهما أفضل ؟ قال : الذي قرأ البقرة، ثم قرأ :

) وقرآن فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ( ( . ( و أبوعبيد في فضائل3رواه ابن المبارك في الزهد)

( . و ثبت أن أبا5( وابن أبي شيبة وغيرهم )4القرآن ) جمرة الضبعي قال: قلت البن عباس رضي الله عنهما :

إني سريع القراءة إني أقرأ القرآن في ثالث . قال : ) ألن أقرأ البقرة في ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إلي

( . و6من أن أقرأ كما تقول ( . رواه أبو عبيد وغيره ) في األخبار الثابتة : أن عمر رضي الله عنه : قرأ في صالة الفجر بسورة يوسف والحج قراءة بطيئة . رواه

( وكان بعض الصالحين من السلف7مالك وغيره . ) معروفا ببطء القراءة ومن هؤالء الفضيل بن عياض

رحمه الله تعالى : فقد كان يقرأ : ) قراءة حزينة شهية ( . فهذه اآلثار8بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنسانا ( )

وغيرها تبين معنى الحديث وتدل على استحباب الترتيل.

__________106( اإلسراء : 1) وأخالق حملة القرآن179 / 15( تفسير الطبري 2)

(88لآلجري : رقم ) 455( الزهد البن المبارك : صـ 3)158( أبو عبيد في فضائل القرآن : صـ 4) ( وأخالق526 : 10( المصنف البن أبي شيبة : )5)

( والتمهيد ألبي العالء90حملة القرآن لآلجري : رقم ) ( .150 – 149الهمذاني : ) صـ

وأخالق حملة القرآن157( فضائل القرآن : صـ 6) ( رواه ابن عليه اسماعيل بن89لآلجري : رقم )

إبراهيم عن أيوب عن أبي جمرة : ) و هو نصر بنعمران ( وهو على شرط الشيخين .

/2 والعلل لإلمام أحمد 247 / 1( شرح الزرقاني 7)578

292 / 23 وتهذيب الكمال 86 / 8( حلية األولياء 8)

(1/47)

قال : اإلمام محمد بن الحسين االجري : ) والقليل من الدرس للقرآن مع الفكر فيه وتدبره أحب إلي من كثير

من القرآن بغير تدبر وال تفكر فيه ، فظاهر القرآن يدل( .1على ذلك والسنة وأقوال أئمة المسلمين ( اهـ )

والكالم في الترتيل والحدر وبيان ما قاله العلماء في هذه المسألة ليس هذا موضعه . وإنما المقصود بيان

على أن األحاديث واآلثار دلت على فضل الترتيل وأنه أفضل من اإلسراع في القراءة وهو مذهب معظم

( .2السلف والخلف ) فألفاظ األحاديث يبين بعضها بعضا ، وبخاصة مع تجوز

الرواة في رواية األحاديث بالمعنى فمتى ما جمعت طرق األحاديث تبين بالنظر فيها علل األحاديث

واتضحت معانيها . ولذا حظ أئمة الحفاظ على جمع طرق األحاديث كما هو

معلوم . وألفاظ الحديث المتقدم تدل على التمهل والتأني في القراءة وتبيين الحروف وذلك يستنبط منه

مراعاة الوقف على رؤوس اآلي فإن رؤوس اآلي مقاطع في أنفسهن ، وأكثر ما يوجد التام عندهن ،

قال ابن النحاس : ) من التبيين تفصيل الحروف والوقف على ما تم معناه

( فليس في الحديث نص على تعمد النبي3منها ( . ) صلى الله عليه وسلم الوقف على رؤوس اآلي في كل

حين ، كما يدعيه بعض القراء المتأخرين ، فضال عن االستدالل به على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان

يقف على رؤوس اآلي حتى وإن اشتد تعلقها بما بعدهاوهو ما نستثنيه بال شك .

فمعنى الروايات دل على التمهل والترسل في القراءة وإن أمكن أن يستنبط من ذلك مراعاة الوقوف عند تمام المعاني فال بأس كما فعله بعض العلماء كابن النحاس والسخاوي وأما القول بأن النبي صلى الله

عليه وسلم كان يواظب على ذلك فال يساعده النقل و ال يؤيده المعنى وهذه الروايات قد ذكرتها وليس فيها

إال ما ذكرت . والله أعلم .__________

80( أخالق حملة القرآن لآلجري : صـ 1)209 / 1( ينظر النشر : البن الجزري 2) وقد سبق نقله .74 / 1( القطع واالئتناف صـ 3)

(1/48)

وقد قيل في الجواب عن الحديث بأنه جاء لتعليم الفواصل ولبيان لجواز ال للتعبد فال يكون الوقف عليها سنة إذ ال يسن إال ما فعله صلى الله عليه وسلم تعبدا .

( في ترجيح2(. وقد أطال الشيخ الضباع رحمه الله )1) القول بسنية الوقف مطلقا ومرجع كالمه وكالم غيره

من المتأخرين دائر حول تعميم بعض ألفاظ الحديث الوارد ظنا منهم أن الوقف على رؤوس اآلي ثابت أنه

سنة ال يختلف في ثبوتها وأن ألفاظ الحديث لميضطرب فيها الرواة .

لكن الراجح ما ذكرته وكثير من القراء المتأخرين مقلدين في تخريج الحديث فضال عن الحكم عليه

والنظر في كالم األئمة النقاد فيه حتى أن بعضهم عزا( .3تخريج حديث أم سلمة المتقدم إلى الصحيحين )

واألوصاف الثابتة لقراءة النبي صلى الله عليه وسلم :ثالثة :

( بغير ترجيع .4المد والتحقيق )(وهو قليل .5والترديد والترجيع )

__________ واإلضاءة255( المنح الفكرية للقاري الحنفي صـ 1)

في بيان أصول القراءة للشيخ علي محمد الضباع ص55.

( اإلضاءة في بيان أصول القراءة للشيخ علي محمد2)55الضباع ص

( وهم الشيخ العالمة زكريا األنصاري فعزاه إلى3) الصحيحين ونقل ذلك عنه الشيخ مال قاري و لم يتعقبه

.269المنح الفكرية للقاري الحنفي صـ ( التحقيق : إعطاء كل حرف حقه وأصل الحق وضع4)

و التمهيد ألبي72الشيء موضعه : )التحديد للداني صـ و الموضح لعبد الوهاب205 / 1 والنشر 186العالء صـ

48 و التمهيد البن الجزري صـ 216القرطبي صـ ( تكرير الكالم : يقال ردد الكالم إذا كرره فتردد أي5)

(186تكرر : ينظر : )التمهيد ألبي العالء صـ

(1/49)

والقراءة حرفا حرفا وآية آية ، بترسل وترتيل ( و أحسن من رأيته تكلم باألسانيد على1وتقطيع . )

األوصاف الواردة في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم هو اإلمام الحافظ المقرئ أبو العالء الهمذاني الحنبلي وقد قال : ) هذه األوصاف الثالثة التي ذكرناها صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد ورد عنه من

(2وجه فيه نظر وصف رابع ( اهـ .)( .3والوصف الربع الذي ذكره هو :) الزمزمة ( )

حكم الوقف على رؤوس اآلي عند علماء الوقفوغيرهم

( والداني4ذكر طائفة من العماء منهم اإلمام البيهقي) وأبو العالء الهمذاني وابن القيم وابن الجزري أن

الوقف على رؤوس اآليات سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البيهقي متابعا الحليمي في شعب

اإليمان: ) ومتابعة السنة أولى مما ذهب إليه بعض أهل العلم بالقرآن من تتبع األغراض والمقاصد والوقوف

(وكان أبو عمرو بن العالء من5عند انتهائها ( اهـ . )

األئمة ، وأحد القراء السبعة يسكت عند رأس كل آية ويقول : ) إنه أحب إلي ، إذا كان رأس آية أن يسكت

(.6عندها ( )__________

( التمهيد في معرفة التجويد ألبي العالء الهمذاني صـ1)159 – 183

183( المصدر السابق صـ 2) ( الزمزمة لغة : صوت خفي ال يكاد يفهم : ) النهاية3)

(313 / 2البن األثير 146( و المكتفى ص 2581 )2/521( شعب اإليمان 4)

والهادي إلى معرفة المقاطع والمبادي - مخطوط - ( ونص عبارته : ) ال بد191ألبي العالء الهمذاني ) وجه

للقارئ من االستراحة لطول القصة فإن انقطع نفسه فليقف على رؤوس اآلي فإنه سنة ( اهـ . منه نسخة

556مصورة بمركز البحوث بجامعة أم القرى برقم ( . واإلمام645وذكرت في فهرس علوم القرآن رقم )

واإلمام ابن الجزري1/337ابن القيم في زاد المعاد 1/226 و النشر 174في التمهيد في التجويد ص

وقد تابع في ذلك الحليمي2/521( شعب اإليمان 5)في شعب اإليمان ثم تابعه ابن القيم وغيره .

146( المكتفى ص 6)

(1/50)

وقال السخاوي : ) معنى قوله مفسرة حرفا حرفا : ما سبق في الحديث األول من الوقف على رأس اآلية (

( وقال ابن النحاس : ) ومعنى هذا الوقف على1اهـ . )( .2رؤوس اآلي ( اهـ)

( ( : ) كانوا3وعن عبد الله بن أبي الهذيل التابعي ) ) (وفي4يكرهون أن يقرؤوا بعض اآلية ويدعوا بعضها ( ) رواية : ) إذا قرأ أحدكم اآلية ، فال يقطعها حتى

(5يتمها ( . )__________

2/548( جمال القراء 1)87/ 1( القطع واالئتناف 2) ( عبد الله بن أبي الهذيل العنزي أبو المغيرة الكوفي3)

روى عن عمر وعلي بن أبي طالب وأبي بن كعب

وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم . وهو من الثقات عند المحدثين . روى له مسلم والترمذي والنسائي :

244 / 16 وتهذيب الكمال 358 / 4)حلية األولياء ( .62 / 6وتهذيب التهذيب

. في189( رواه أبو عبيد في فضائل القرآن : صـ 4) باب القارئ يقرأ آي القرآن من مواضع مختلفة أو

يفصل القراءة بالكالم . و أسنده أيضا ابن الجزري : . و تبويب اإلمام أبو عبيد يدل على أنه1/240النشر

فهم من قول ابن أبي الهذيل كراهة قطع اآلية قبل تمامها كما دلت عليه رواية : ) إذا قرأ أحدكم اآلية ، فال يقطعها حتى يتمها ( . وذلك فهم صحيح ، فاالستدالل

بالحديث على الوقف الذي هو : ) قطع القراءة بنية استئنافها ( . كما هو مقصودنا هنا غير مناسب. لكن

يمكن أن يستنتج من األثر كراهة القطع أيضا على رأسآية لم يتم المعنى عندها .

وينظر : التبيان في آداب حملة239 / 1( النشر 5) .78القرآن صـ

(1/51)

وقد قوى ذلك عند من قال به من العلماء -رحمهم الله تعالى- أن رؤوس اآلي مقاطع في أنفسهن، وأكثر ما

يوجد التام فيهن ، حتى كان جماعة من العلماء ( القطع عليهن وإن تعلق كالم بعضهن1يستحبون )

ببعض ، وهذا عندهم ما لم يشتد التعلق فيتغير بالوقف المعنى ؛ وبناء على هذا حكى ابن النحاس عن بعض

(وإن2النحاة تفضيل الوقف على : } هدى للمتقين { ) ( ، لكن هذا الوقف3تعلقت بما بعدها ألنها رأس آية )

على : ) ذلك الكتاب ال ريب فيه هدى للمتقين( )البقرة: ( ، مما لم يشتد فيه تعلق اآلية بما بعدها ، ولم يتغير2

المعنى أو يقبح بالوقف ، فهو إما وقف تام عند بعضعلماء الوقف على تقدير جعل ما بعدها :

وهو : )) الذين ( ( في موضع رفع على االبتداء أو خبرا لمبتدأ محذوف تقديره : ) هم الذين ( أو في موضع

نصب بمحذوف : تقديره : أعني . فال تعلق له من جهة اإلعراب بـ )) المتقين (( . وإما أنه وقف حسن إذا كان

نعتا ) للمتقين ( . وهو أولى .

ويقاس على هذا غيره مما يطول جدا الكالم عليه منرؤوس اآلي التي يحسن الوقف عليها.

__________ 553 وينظر :جمال القراء ص145( المكتفى ص 1)

128وتنبيه الغافلين ص 2( البقرة -آية-2)114( القطع ص3)

(1/52)

ثم إنه ليس في الحديث - فيما ظهر – داللة على مداومة النبي على ذلك ، بل هناك ما يدل على خالف ذلك ، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان من شأنه المداومة على ذلك ولو غالبا فإنه البد أن ينقل إلينا ذلك من غير طريق ابن أبي مليكة ، فلما لم نجد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم مسندا من غير

طريق ابن أبي مليكة ، علمنا أنه لم يكن من شأنه صلى الله عليه وسلم مراعاة ذلك على الدوام ، قال اإلمام

( : ) وكذلك كانت قراءته عليه الصالة و1الجعبري ) السالم ليعلم رؤوس اآلي ووهم فيه من سماه وقف

السنة ألن فعله صلى الله عليه وسلم إن كان تعبدا فهو( (2مشروع لنا وإن كان لغيره فال ( اهـ . ) )

فوقفه عليه الصالة و السالم إن كان ألجل أن المعنى يتم عندهن في الغالب أو بيانا منه صلى الله عليه وسلم لرؤوس اآليات -كما يرجحه اإلمام الجعبري- فليس هو بوقف سنة و ألجل هذا و غيره فإن أكثر

القراء صاروا إلى مراعاة المعنى ، وإن لم يكن رأس آية كما نقله عنهم الزركشي رحمه الله تعالى فإنه قال

: ) واعلم أن أكثر القراء يبتغون في الوقف المعنى(3وإن لم يكن رأس آية ( اهـ . )

وإليه يشير قول السخاوي : ) وأجاز جماعة من القراء(4الوقف على رؤوس اآلي عمال بالحديث ( اهـ . )

__________ ( الجعبري إبراهيم بن عمر بن إبراهيم أبو إسحاق1)

المحقق العالمة المقرئ قال فيه اإلمام الذهبي : ) كان ساكنا وقورا ذكيا واسع العلم (اهـ. له تصانيف كثيرة

منها شرح الشاطبية طبع أخيراوهو مفيد و شرح

هـ ( ترجمته في :732الرائية للشاطبي وغيرذلك ) ت : و األعالم: )21 / 1 وغاية النهاية 743 / 2معرفة القراء

(وغيرها .55/ 1 ) طبعة مكتبة44( حسن المدد في فن العدد : صـ 2)

187 / 1أوالد الشيخ بمصر ( و البرهان 1/505( البرهان 3)553( جمال القراء 4)

(1/53)

وفي كالم الداني رحمه الله تعالى إشارة إلى ذلك ألنه حكى الوقف على رؤوس اآلي عن جماعة من األئمة

( . وكل هذا يدل على أن1السالفين والقراء الماضين ) أكثرهم لم يره ، وهو الذي يدل عليه تصرف علماء

(فإنهم يجعلون2الوقف في كتب الوقف واالبتداء . ) رؤوس اآلي وغيرها في حكم واحد من جهة تعلق ما

بعدها بما قبله وعدم تعلقه ، ولذا كتبوا ) ال ( فوق(.3الفواصل كما كتبوه فوق غيرها )

وقال ابن الجزري :) وكذلك عد بعضهم الوقف على ((اهـ. فلم ينسبه ألكثرهم4رؤوس اآلي في ذلك سنة )

إنما لبعضهم. ومن العلماء من يحكي في مسألة الوقف على رؤوس

- أن منهم من أجاز1اآلي ثالثة أقوال هذا ملخصها : الوقف عليها واالبتداء بما بعدها ولم ينظر إلى تمام

الكالم أو عدم تمامه أخذا بالعموم الوارد في حديث أمسلمة رضي الله عنها.

- أن منهم من أجاز الوقف عليها ولم يجوز االبتداء بمابعدها .

- أن منهم من أجاز السكت على رأس كل آية من دون3(5تنفس . )

قلت و من قال بهذا القول األخير فإنما قاله لبيانرؤوس اآليات ثم يكون الوصل عنده ألجل المعنى .

ومع أن أكثر القراء إنما يراعون المعاني، فهم يقفون لمراعاتهم المعاني على رؤوس اآلي غالبا ؟ ألنهن في

الغالب مقاطع ينتهي إليهن المعنى كما تقدم.__________

145( المكتفى ص1)

( ينظر : المنح الفكرية للشيخ سلطان القاري2) و نهاية القول المفيد في علم التجويد255الحنفي صـ

.207للشيخ مكي بن نصر صـ ( منهم السجاوندي وصاحب الخالصة والجعبري3)

والقمي : ينظر : المنح الفكرية للقاري الحنفي صـ واإلضاءة في بيان أصول القراءة للشيخ علي255

55محمد الضباع ص …255/ 1( النشر: 4) ( نهاية القول المفيد في علم التجويد للشيخ مكي5)

.207بن نصر صـ

(1/54)

والبد من تقييد القول بأن الوقف على رؤوس اآلي سنة بما ال يفسد المعنى وال يحيله عن وجهه ألنا نعلم

أن ذلك مستثنى ضرورة من هذا اإلطالق، فإن من الفواصل ما ال يصح الوقوف عليه لفساد المعنى بذلك

وذلك خالف ما أمر الله به من تدبر القرآن ، قالالسخاوي رحمه الله :

) إال أن من الفواصل مال ال يحسن الوقف عليه كقوله ( ألن المراد4تعالى : } فويل للمصلين{ )الماعون:

فويل للساهين عن صالتهم ، المرائين فيها ، فال يتم المعنى إال بالوصل وليس الوقف على قوله :

)) والضحى (( كالوقف على ما جاء في الحديث ( اهـ . )حى( )الضحى:1 ( رأس آية و1( قلت ألن : ) والض

تعلقها بما بعدها من أقسام وجواب قسم قوي . وأمثال )) والضحى (( من اآليات التي يقوى تعلقها بما

( و)ق1بعدها كثير مثل قوله تعالى : )والطور( )الطور: ( ولذا فقد جعل علماء الوقف1والقرآن المجيد( )ق:

واالبتداء الوقف على المواضع التي يشتد تعلقها بمابعدها

قبيحا مع كونها رؤوس آي ،كقوله تعالى : } فويل( .2للمصلين { )

و كقوله تعالى:} ولو فتحنا عليهم بابا من السماء ( . فلو وقف القارئ هنا لكان3فظلوا فيه يعرجون { )

الكالم ال معنى له ، ألن الجواب لم يتم فإن الالم بعدهافي قوله تعالى :

} لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون {(4متعلقة بما قبلها . )

__________ .553( جمال القراء 1) 151 و المكتفى ص 1/229 النشر 4( الماعون -آية- 2)

.129 وتنبيه الغافلين ص18ومنار الهدى ص14( الحجر -آية- 3)5( المقصد لتلخيص ما في المرشد ص4)

(1/55)

فقد ذكر كثير من علماء الوقف هذه اآليات ، ونبهوا على رأس اآلية ، ومنعوا من الوقف عليها مع كونها

رؤوس آي ، وممن ذكر ذلك اإلمام الداني والعماني و ( .1ابن الجزري واألشموني وزكريا األنصاري وغيرهم )

قال في المقصد لتلخيص ما في المرشد : ) ويسن للقارئ أن يتعلم الوقوف وأن يقف على أواخر اآلي إال ما كان منها شديد التعلق بما بعده كقوله تعالىماء فظلوا فيه يعرجون( : )ولو فتحنا عليهم بابا من الس

تك ألغوينهم أجمعين(14)الحجر: ( وقوله : ) قال فبعز ( فمتى اشتد تعلق اآلية بما بعدها لم2( ( اهـ . )82)ص:

يصح تعمد الوقف عليها حتى وإن كانت رأس آية . وعلى هذا العمل عند محققي علماء الوقف كما تقدم.

وأما استدالل من قال بسنية الوقف مطلقا ، بأقوال العلماء القائلين بأن ذلك سنة ، فقد تبين مما ذكرته

عمن اعتمدوا عليهم في ذلك كالداني ، وابن الجزري ، أن هذا اإلطالق مقيد وهذا التعميم مخصوص و قد ظهر أن عملهم و تصرفاتهم على تخصيص هذا العموم ألنهم

عدوا الوقف على مثل ذلك من اآليات قبيحا . تنبيه : قطع القراءة بكالم أو عمل أو بترك القراءة ال

أعلم أحدا من القراء يجيزه على ما يشتد تعلقه من رؤس اآلي بما بعده . و إنما الذي فيه اختالف من بعض

القراء هو الوقف بنية استئناف القراءة . وقد بينتالفرق بين هذه العبارات أول هذه الرسالة .

والقارئ المتقن يراعي حسن الوقوف ، واكتمال المعاني ، كما يراعي جودة الحروف وإتقان صفاتها ، وقد شبهوا القارئ بالمسافر ، و المقاطع التي يقف

عندها بالمنازل التي ينزلها المسافر ، وهي مختلفة بالتام والكافي والحسن وغيرها ، كاختالف المنازل في

(3الخصب والسعة . )__________

ومنار الهدى ص1/229 والنشر 151( المكتفى ص 1) والمقصد لتلخيص ما في129 وتنبيه الغافلين ص18

5المرشد ص5( المقصد لتلخيص ما في المرشد صـ 2)4( المقصد صـ 3)

(1/56)

فليقف القارئ - إن شاء - على رؤوس اآلي إن لم يشتد تعلقها بما بعدها، فهذا هو القول الوسط الذي يرجحه العقل والنقل ، فإن اشتد تعلقها بما بعدها ،

فيصل القارئ ويقف عند رأس آية أخرى ، ال يشتد تعلقها بما بعدها ،مراعيا تدبر القرآن والوقوف مع ما

تقتضيه المعاني . فأما إذا كان رأس اآلية من المختلف فيه عند علماء عد اآلي خالفا ثابتا مشهورا، فيقف القارئ على أقرب الوقفين لتمام المعنى . وليس

معنى ذلك أن القول اآلخر في رأس اآلية ليس بثابت، لكن هذا نادر ألن عامة التالين ال يدرون بالمختلف فيه

من رؤوس اآلي . تنبيه : السكت على رؤس اآلي بقصد البيان مذهب

لبعض القراء، وبينه وبين الوقف فرق كما قدمت . و قدحمل بعضهم الحديث الوارد في الوقف على ذلك كما

(1سبق. )الفهارس

فهرس اآلياتاآلية الصفحة

سورة الفاتحة39 [ 2) الحمد لله رب العالمين ( – آية –

سورة البقرة50 و 4 [ 2) ذلك الكتاب ال ريب فيه ( – آية –

11 [ …11) و إذا قيل لهم ال تفسدوا في ( – آية – 11 [ 11) أال إنهم هم المفسدون ( – آية –

28 [ 25) و أتوا به متشابها ( – آية –

سورة آل عمران28 [ ……7) هو الذي أنزل عليك الكتاب ( – آية – 17 [ 7) وما يعلم تأويله إال الله ... ( – آية –

سورة النساء3 [ 82) أفال يتدبرون القرآن ..( ]– آية –

[116 و 48) إن الله ال يغفر أن يشرك به ( – آية – ……32

[ ……………141) ولن يجعل الله للكافرين ( – آية – 34 و33

………سورة األنعام4 [ ……………70) وذكر به أن تبسل نفس ( – آية –

سورة األعراف [52) ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم ( – آية –

………4سورة الحجر

52[ ……………14) ولو فتحنا عليهم بابا ( – آية – 52 [ …………15) لقالوا إنما سكرت أبصارنا ( – آية –

سورة يوسف [ ……………36) نبئنا بتأويله .. ( – آية –

سورة النحل22 [ ………………89) تبيانا لكل شيء ( – آية –

سورة اإلسراء__________

243 / 1 و النشر : 48( ينظر صـ 1)

(1/57)

و45 [ 106) وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس (– آية – 46

سورة الكهف7 [ 1) ولم يجعل له عوجا ( ) – آية –

سورة األنبياء4 [ 24) هذا ذكر من معي وذكر ( – آية –

سورة النمل22 [ 23) وأوتيت من كل شيء – آية –

سورة ) ص (52 [ 82) قال فبعزتك ألغوينهم أجمعين – آية –

3 [ 29كتاب أنزلناه إليك مبارك ( ] ص – آية – سورة فصلت

4 [ 44) ولوجعلناه قرآنا أعجميا – آية – سورة ق

52[ ………………1) ق * والقرآن المجيد ( – آية – 4 [……………45) فذكر بالقرآن من .. ( – آية –

سورة الطور52 [ 2 - 1) والطور * وكتاب مسطور( – آية –

سورة الرحمن9 [ ……………1) الرحمن * علم القرآن ( – آية –

16[ …………… 26) كل من عليها فان ( – آية – سورة المزمل

8 [ ………………4) ورتل القرآن ترتيال ( – آية – سورة الضحى

52 [ …………………1) والضحى * ( – آية – سورة الماعون

………………52[ 4) فويل للمصلين * (– آية – فهرس األحاديث و اآلثار

الحديث الراوي )تال رسول الله صلى الله عليه وسلم( عائشة رضي الله

26عنها )سئلت عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم( أم

35سلمة رضي الله عنها 40)فوصفت قراءة بطيئة( أم سلمة

40)فإذا هي تنعت( أم سلمة 36)كان يقطع قراءته( أم سلمة

فهرس اآلثار11إني ألقشعر من ميمون بن مهران

30تسرت امرأة غالما قتادة 9لقد عشنا برهة من دهرنا ابن عمر

فهرس الموضوعات5-3المقدمة وفيها جاللة علم الوقف و االبتداء

7-6معنى الوقف والسكت و القطع 8أهمية علم الوقف و االبتداء

14أول من صنف في علم الوقف و االبتداء 16 - 14كثرة التصانيف في علم الوقف و االبتداء

16اختالف اصطالحات علماء الوقف

17عبارات منقولة عن السلف في الوقف …… … 17الوقف على }كل من عليها فان {

17االختالف في الوقف على }والراسخون في العلم { قول من يرى الوقف على }والراسخون في العلم {

2021تفسير ابن أبي نجيح عن مجاهد

أدلة القائلين بالوقف على }والراسخون في العلم {22

(1/58)

30و28و23معنى التأويل 24من فصل في الوقف

24هذا التفصيل فيه نظر 25الراجح الوقف على }إال الله {

27معنى المحكم و المتشابه 30استعمال الصحابة للتأويل بمعنى التفسير

27األقوال في معنى المحكم و المتشابه 33مثال للوقف عن علي رضي الله عنه

34تسمية كتب الوقف عند المتقدمين 35تخريج حديث أم سلمه

37سند الحديث و الحكم عليه 38ترجمة يعلى بن مملك

40-39اضطراب ألفاظ الحديث 43وهم للحافظ ابن حجر

44خالصة القول في هذا الحديث 44من صحح الحديث

45معنى الحديث 46فضل الترتيل

48صفة قراءة النبي عليه الصالة و السالم 49حكم الوقف على رؤوس اآلي

51مراعاة المعنى عند الوقف وإن كان رأس آية 54الراجح في الوقف على رؤوس اآلي

(1/59)