net.alukah.www

١

net.alukah.www

٢

net.alukah.www

٣

(*)سلسلة كيف نفهم القرآن؟ تفسري سورة مرمي كاملة

الربع األول من سورة مرمي. ١

واعلم(، سورة البقرة سبق الكالم عن احلروف املقطعة يف أول :﴾كهيعص﴿ :٧ إىل اآلية ١ من اآلية - ).كاف ها يا عين صاد: أن هذه احلروف تقرأ هكذا

، فقد رحم اهللا ﴾رحمة ربك عبده زكريا﴿ أي خرب ﴾ذكر﴿ ذي نتلوه عليك أيها الرسول هوال هذا ♦ وأتم إخالصا هللا ليكون أكمل،( أي حني دعا ربه سرا :﴾إذ نادى ربه نداء خفيا﴿نبيه زكريا عليه السالم

واشتعل ﴿ يعين إين كربت، وضعف عظمي ﴾ب إني وهن العظم منيقال ر﴿، فـ)تعاىل، وأرجى لإلجابةحمروما يعين ومل أكن من قبل:﴾ولم أكن بدعائك رب شقيا﴿ أي انتشر الشيب يف رأسي :﴾الرأس شيبا

.فال حترمين اليوم مما أدعوك بهمن إجابتك لدعائي، فال ( أي من بعد مويت ﴾من ورائي﴿ يعين وإين خفت من أقاريب أن يضيعوا الدين:﴾ خفت المواليوإني﴿

فهب لي من لدنك ﴿ أي عقيما ال تلد، ﴾وكانت امرأتي عاقرا﴿، )يدعوا الناس إىل توحيدك وعبادتكيرثني ويرث من آل ﴿نا يتوىل أمر هذه الدعوة من بعدي، و أي فارزقين من عندك ولدا معي:﴾وليا

قوبعي يعقوب، :﴾يدوة آل جبيت ونوبرث نأي ي )وبثون إال النرووما ، ة والعلم واحلكمةألن األنبياء ال ييا﴿، )ن متاع الدنيا فهو صدقةتركونه ميضر بر لهعاجعل هذا الولد عبدا صاحلا، ترضاه أي اج:﴾و

.لحمل رسالتك والدعوة إليكلم ﴿ ﴾يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى﴿ :- بواسطة املالئكة - فاستجاب اهللا دعائه، وقال له ♦

.نسم أحدا قبله ذا االسم مل: أي ﴾نجعل له من قبل سميايعين كيف ! ؟﴾رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا﴿: زكريا فرحا متعجبا﴾قال﴿ :٨ اآلية -

يعين وقد بلغت النهاية يف الكبر ! ؟﴾وقد بلغت من الكبر عتيا﴿يكون يل غالم، وامرأيت عقيم ال تلد !وضعف العظم؟

، )بإشراف التركي" (التفسري امليسر: "كتاب(من وهي سلسلة تفسري آليات القرآن الكرمي بأسلوب بسيط جدا، وهي مختصرة(*)، علما بأن ما حتته خط هو نص )صرفبت) (أليب بكر اجلزائري" أيسر التفاسري: " ، وكذلك من كتاب "تفسري السعدي"وأيضا من

.ليس حتته خط فهو التفسري اآلية الكرمية، وأما الكالم الذياألسلوب، يعشقون احلذف يف كالمهم، وال يحبون كثرة الكالم، فجاءهم القرآن ذا واعلم أن القرآن قد نزل متحديا لقوم-

عىنفكانت اجلملة الواحدة يف القرآن تتضمن أكثر معىن: (ن ماق اآلية ميم من سفهوإننا أحيانا نوضح بعض )واضح، ومعىن ي ، .، حىت نفهم لغة القرآن)بالغة(اليت مل يذكرها اهللا يف كتابه الكلمات

net.alukah.www

٤

يعين هكذا األمر :﴾كذلك قال ربك﴿: - مجيبا زكريا عما تعجب منه - امللك ﴾قال﴿ :٩ اآلية - ﴾هو علي هين﴿: ولكن ربك قال-امرأتك ال تلد، وبلوغك سن الشيخوخة من كون- تصف كما أي وقد خلقتك أنت :﴾وقد خلقتك من قبل﴿ هو أمر يسري علي - على هذه احلالة -خلق حيىي : يعين

فهو قادر أيضا على أن خلقك ومل تكن شيئا،فكما قدر سبحانه على( ﴾ولم تك شيئا﴿من قبل حيىي ).يرزقك الولد رغم ضعفك وعقم امرأتك

أي اجعل يل عالمة، تدلين على وقت حمل امرأيت :﴾رب اجعل لي آية﴿: زكريا﴾قال﴿ :١٠ اآلية -لا تكلم الناس ثلاث ليال أ﴿ اليت طلبتها هي ﴾قال آيتك﴿بالولد، ليحصل يل السرور واالستبشار،

مع أنك سوي - إال باإلشارة إليهم -تستطيع التحدث إىل الناس ثالثة أيام ولياليهن يعين إنك لن﴾سويا .معافى، ليس بك خرس وال مرض يمنعك من الكالم

وهو املكان الذي يصلي (﴾من المحرابعلى قومه ﴿ زكريا ﴾فخرج﴿ :١٥ إىل اآلية ١١ من اآلية -إىل أي فأشار:﴾فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا﴿، )فيه، وهو أيضا املكان الذي بشر فيه بالولد

- يوم كل- أنه كان يأمرهم بالتسبيح والظاهر(أن سبحوا اهللا صباحا ومساء، : - هلم بت أو ك-قومه هي مصلحة دينية - وبنبوته -صباحا ومساء، أو أنه أمرهم بالتسبيح شكرا هللا تعاىل، ألن البشارة بيحىي

. علم حبمل امرأته:وعندما مل يقدر زكريا على الكالم، )يف حق اجلميعيا يحيى خذ ﴿: - بواسطة الوحي - وأصبح يفهم اخلطاب املوجه إليه، قال اهللا له فلما ولد حيىي ♦

ةبقو ابتا وذلك حبفظ ألفاظها، وفهم( أي خذ التوراة جبد واجتهاد ﴾الك معانيها، والعمل( ،﴿ اهنيآتو ﴾اوحنانا من لدن﴿ ،)وهو صيب مل يبلغ سن االحتالم( يعين وأعطيناه احلكمة وفهم التوراة :﴾الحكم صبيا

ال يتلوث -وجعلناه ولدا طاهرا : أي﴾وزكاة﴿ يعين وأعطيناه رمحة منا يف قلبه، جعلته يعطف على غريه، حىي خائفا من اهللا يوكان: أي﴾وكان تقيا﴿ بل يستعمل بدنه فيما يرضي ربه،-بذنب قط طوال حياته

ولم ﴿وكان بارا بوالديه مطيعا هلما : أي﴾وبرا بوالديه﴿ ،)ال بفعل حرامفلم يعصه بترك فريضة، و(تعاىل أي مل يكن متكربا عن طاعتهما، وال عاصيا ألمرمها، بل كان عليه السالم متواضعا :﴾يكن جبارا عصيا

.يقبل احلق، وطائعا ألمر ربه وأمر والديه﴿هليع لامسن اهللا تعاىل ليحىي ﴾وأي أمان م ﴿دلو مووء - ﴾ييبه الشيطان بسصن أن يم - ﴿ مويو

وتمن فتنة القرب،﴾يا﴿ أمان له ميث حعبي مويفيكون من ( أمان له من الفزع األكرب يوم القيامة﴾و ).اآلمنني السعداء، يف اجلنة دار السالم

يف هذا القرآن - أيها الرسول -واذكر : يعين ﴾واذكر في الكتاب مريم﴿ :١٧ية ، واآل١٦ اآلية - خاصا، تخلو فيه بنفسها ﴾مكانا﴿ فاتخذت أي حني اعتزلت أهلها، ﴾إذ انتبذت من أهلها﴿قصة مرمي

net.alukah.www

٥

فاتخذت من دونهم ﴿، )ق بيت املقدسأو شر( أي شرق الدار اليت ا أهلها ﴾شرقيا﴿لعبادة را، أي فأرسلنا إليها :﴾فأرسلنا إليها روحنا﴿ أي فجعلت هلا ساترا يسترها عن أهلها وعن الناس، :﴾حجابا أي فتمثل هلا :﴾ويافتمثل لها بشرا س﴿) ﴾الروح الأمني نزل به﴿: الذي قال اهللا عنه(جربيل امللك

.)حىت ال تفزع منه إذا ظهر هلا بصورة أخرى(جربيل يف صورة إنسان تام اخللق الذي يرحم - يعين إين أحتمي بالرمحن :﴾إني أعوذ بالرحمن منك﴿: له مرمي﴾قالت﴿ :١٨ اآلية -

.يعين إن كنت مؤمنا تتقي اهللا تعاىل :﴾ت تقياإن كن﴿ من أن تصيبين بسوء - الضعيفات مثليلأهب لك غلاما ﴿ وقد بعثين إليك ﴾إنما أنا رسول ربك﴿: هلا جربيل عليه السالم﴾قال﴿ :١٩ اآلية -

. أي ولدا طاهرا، ال يتلوث بذنب قط طوال حياته﴾زكيا بنكاح حالل، ﴾يكون لي غلام ولم يمسسني بشر﴿ يعين كيف ﴾أنى﴿: مرمي له﴾قالت﴿ :٢٠ اآلية - !زانية؟ يعين ومل أكن﴾ولم أك بغيا﴿ أي هكذا :﴾كذلك قال ربك﴿: هلا جربيل عليه السالم﴾قال﴿ :٢٣، واآلية ٢٢، واآلية ٢١ اآلية -

: يعين﴾هو علي هين﴿ :ولكن ربك قال -زانية نه مل يمسسك بشر، ومل تكوين من أ-األمر كما تصفني ،علي يسري رن غري أب هو أمهذا الغالم م لقاس﴿خلنة لآي لهعجنلا﴾و لوادستعلى قدرة اهللا تعاىل، ي

هذه وجود عيسى على﴾وكان﴿ به من التوحيد واالستقامة، مبن آمن به واتبع ما جاء﴾ورحمة منا﴿ .نفوذه أي قضاء مقدرا، البد من :﴾أمرا مقضيا﴿احلالة

:﴾فحملته﴿رحمها فوصلت النفخة إىل- وهو املكان الذي عند الرقبة - فنفخ جربيل يف جيب ثياا ♦خوفا من (فتباعدت به إىل مكان بعيد عن الناس أي :﴾بذت به مكانا قصيافانت﴿أي فحملت مرمي بالغالم

﴾إلى جذع النخلة﴿ أي فأجلأها طلق احلمل، واضطرها أمل الوالدة :﴾فأجاءها المخاض﴿ ،)اتهامها بالزناوكنت نسيا ﴿ أي قبل هذا اليوم ﴾مت قبل هذايتني قالت يا ل﴿ :فلما وضعتهلتعتمد عليه أثناء الوالدة،

).وذلك ألا خافت أن يظن الناس ا شرا(أي شيئا ال يعرف وال يذكر، ﴾منسيا) ها تحتمنفناداها : ( ويف أحد القراءات- ﴾فناداها من تحتها﴿ :٢٦، واآلية ٢٥، واآلية ٢٤ اآلية -

، حيث أنطقه اهللا تعاىل بعدما وضعته، ليخفف عنها حزا بسبب )وهو عيسى عليه السالم(أي الذي حتتها قد جعل ربك ﴿ :، وكذلك بشرها وأرشدها قائال﴾ألا تحزني﴿ فناداها عليه السالم والدا وهي بكر،

وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا ﴿ صغريا من املاء، راجعل اهللا حتتك أي ﴾تحتك سريا قد طاب وأصبح صاحلا - "بلح" أي - ط عليك رطبيتساق: أي حركي جذع النخلة نحوك:﴾جنيا

أي اطمئين وافرحي بولدك، :﴾ناوقري عي﴿ من املاء، ﴾واشربي﴿ من الرطب، ﴾فكلي﴿ للحصاد، - له ﴾فقولي﴿: فسألك عن ولدك رأيت أحدا من الناس يعين فإن:﴾فإما ترين من البشر أحدا﴿

net.alukah.www

٦

يعين إين أوجبت على نفسي إمساكا عن الكالم وصمتا هللا :﴾إني نذرت للرحمن صوما﴿: -باإلشارة ولكن اإلسالم نسخ ذلك، فلم وقد كان السكوت عبادة يف شرعهم، (﴾لن أكلم اليوم إنسياف﴿تعاىل

.)عليه وسلم يجعل الصمت عبادة يف شريعة حممد صلى اهللا البعيد من املكان- يعين فجاءت مرمي :﴾فأتت به قومها تحمله﴿ :٢٩، واآلية ٢٨، واآلية ٢٧ اآلية -يا مريم لقد جئت شيئا ﴿ : هلا﴾قالوا﴿ إىل قومها، وهي تحمل ولدها يف يدها، فلما رأوها كذلك -

الرجل ﴾يا أخت﴿ :، وقالوا هلا)الزنا والعياذ باهللا: يقصدون بذلك( أي لقد جئت أمرا عظيما :﴾فرياوما كانت أمك ﴿ يعين مل يكن أبوك رجال يأيت الفواحش، :﴾مرأ سوءما كان أبوك ا﴿ ﴾هارون﴿الصاحل

:﴾فأشارت إليه﴿زانية، بل كانت عفيفة طاهرة، فكيف حصل لك هذا؟، يعين وما كانت أمك:﴾بغيا، )عندما ناداها من حتتهاألا علمت أنه يتكلم (أي فأشارت مرمي إىل ولدها الرضيع ليسألوه ويكلموه،

نكلم من ال يزال يعين كيف! ؟﴾كيف نكلم من كان في المهد صبيا﴿: - منكرين عليها - ﴾قالوا﴿فـ !طفال رضيعا يف مهده؟

سبحانه على فألقى اهللا (﴾إني عبد الله﴿: عيسى عليه السالم﴾قال﴿ :٣٣ إىل اآلية ٣٠ من اآلية - وذلك ألن - رغم أنه كان من املتوقع أن يربئ أمه من الزنا أوال -لسان عيسى إقراره بعبوديته هللا تعاىل

اهللا تعاىل علم أن قوما سيزعمون أنه ابن اهللا، وحىت ال يفتن أحد بنطقه وهو رضيع، فيزعم أنه إله أو ابن ، مث يدعون ﴾إني عبد الله﴿: النصارى الذين يخالفون عيسى عليه السالم يف قوله، تعاىل اهللا عن قول)إله

.اتباعهوجعلني ﴿ - وهو اإلجنيل - أي قضى ريب بإعطائي الكتاب :﴾آتاني الكتاب﴿ :وقال عليه السالم ♦

﴾وجعلني مباركا أين ما كنت﴿ :، فقال) املستقبليفوكذلك أخربهم عليه السالم مبا كتبه اهللا له ( ،﴾نبيا :﴾وبرا بوالدتي﴿ ﴾وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ﴿أي جعلين عظيم اخلري والنفع حيثما كنت،

أي مل يجعلين متكربا :﴾يجعلني جبارا شقياولم ﴿أي وجعلين بارا بوالديت، مطيعا هلا، ال يناهلا مني أذى، أن اجلبار هو املتكرب على الناس، الغليظ يف معاملتهم، واعلم(عن طاعة والديت، وال عاصيا ألمر ريب،

تعاىل واألمان علي من اهللا: يعين﴾والسلام علي﴿ ،) أن الشقي هو الضال اخلائب يف مسعاهواعلم أيضا﴿تدلو مووء - ﴾يصيبين الشيطان بسمن أن ي -، ﴿وتأم مويث ﴿ أمان يل من فتنة القرب،﴾وعأب مويو

).فأكون من اآلمنني السعداء، يف اجلنة دار السالم( أمان يل من الفزع األكرب يوم القيامة﴾حيا نقول هلم بأن شريعة اليهود كانت تقتضي رجم :م يف املهدوللرد على من أنكر نطق عيسى عليه السال ♦

الزانية، فلما اتهموا مرمي عليها السالم بالزنا، مث مل يرمجوها، تبين أن هناك شيئا عجيبا قد حدث، منعهم ).وهو نطق عيسى عليه السالم يف املهد(من فعل ذلك وأثبت برائتها

net.alukah.www

٧

وقد قال، ﴾عيسى ابن مريم﴿ هو - أيها الرسول - الذي قصصنا عليك خربه ﴾ذلك﴿ :٣٤ اآلية -حيث ( أي قال عن نفسه قول احلق الذي شك فيه اليهود والنصارى ﴾قول الحق الذي فيه يمترون﴿

.)اعترف بأنه عبد اهللا ورسوله أي ال يليق باهللا تعاىل أن يتخذ ولدا من عباده : يتخذ من ولد﴾ما كان لله أن﴿ :٣٦، واآلية ٣٥ اآلية -

يعين إذا قدر :﴿إذا قضى أمرا﴾ عن ذلك، فإنه وتبرأ أي ترته:﴿سبحانه﴾، )وذلك لغناه تعاىل عنهم(وخلقه فكذلك كان وجود ( أي فيكون كما شاءه وأراده، يكون﴾﴿ف ﴿فإنما يقول له كن﴾: أمرا، وأراد إجياد شيء

).، من غري أب)كن: ( بكلمةعيسى عليه السالمفأنا وأنتم (﴾ربي وربكم فاعبدوه﴿ هو- الذي أدعوكم إليه - ﴾وإن الله﴿ :وقال عيسى لقومه ♦

أي عبادة اهللا وحده -هذا : يعين﴾ا صراط مستقيمهذ﴿، )واخلضوع هللا تبارك وتعاىل العبودية سواء يف .ل إىل السعادة األبدية يف جنات النعيمصالصحيح املو هو الطريق- - من أهل الكتاب - أي فاختلفت الفرق :فاختلف الأحزاب من بينهم﴾﴿ :٣٩، واآلية ٣٨، واآلية ٣٧ اآلية -

هو ابن : هو اهللا، وقال بعضهم: قال بعضهم، حيث )كالنصارى(جاوزه قدره منالسالم، فمنهم يف أمر عيسى عليه حيث ) كاليهود(، ومنهم من كفر برسالته - تعاىل اهللا عما يقولون علوا كبريا -ثالث ثالثة : وقال بعضهم اهللا، أي :﴿فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم﴾ كذبا بالزنا، ابن يوسف النجار، واتهموا أمه: ساحر، وقالوا: قالوا

، )وهو يوم القيامة(يوم عظيم اهلول من شهود- نسبتهم الولد والشريك هللا تعاىلسبب ب -فهالك للذين كفروا بصرهم يوم القيامة، يوم يأتون إىل اهللا تعاىل ويعاينون عذابه ما أشد مسعهم و: أيأسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا﴾﴿، إذ كانوا يف الدنيا ال يريدون أن يبصروا احلق، وال يريدون أن يسمعوا )وذلك حني ال ينفعهم السمع والبصر(

أي يف ضالل ﴿في ضلال مبني﴾: ا أي يف هذه الدني﴿لكن الظالمون اليوم﴾ :ولذلك قال تعاىلحججه وبراهينه، .واضح

﴿ةرسالح موي مهرذأنالل :﴾ورك والضفهم مبا يقع يوم القيامة من احلسرة والندامة ألهل الشأي خو ﴿رالأم يشاهدون أهل اجلنة قد ورثوا منازهلم فيها، وهم قد ورثوا منازل أهل اجلنة ﴾إذ قضأي عندما ي عما أنذروا به،﴾في غفلة﴿ - يف هذه الدنيا - ﴾وهم﴿ ويشتد الندم، فحينئذ تعظم احلسرة النار، يف

. باليوم اآلخر، وال يعملون العمل الصاحل الذي ينجيهم من عذاب جهنم﴾وهم لا يؤمنون﴿ - وذلك بعد فناء اخللق، وبقاء اخلالق سبحانه - ﴾إنا نحن نرث الأرض ومن عليها﴿ :٤٠ اآلية - على ما تلقاه من أذى إذا فال تحزن أيها الرسول( يوم القيامة، فنجازيهم على أعماهلم، ﴾وإلينا يرجعون﴿

أنواعلم (،)قومك، وامض يف دعوتك إىل توحيد ربك، وال يضرك تكذيب املكذبني، وال شرك املشركني ). للتأكيد- املذكورة يف اآلية -) حنن(كلمة

************************************************

net.alukah.www

٨

الربع الثاين من سورة مرمي. ٢

يف -واذكر أيها الرسول لقومك : يعين ﴾واذكر في الكتاب إبراهيم﴿ :٤٥ إىل اآلية ٤١ من اآلية - من أرفع ﴾نبيا﴿ أي كثري الصدق، وكان ﴾إنه كان صديقا﴿ السالم خرب إبراهيم عليه-هذا القرآن

إذ ﴿ ) ليكون قدوة صاحلة للمؤمننيدير بالذكر يف القرآن الكرمي،لذا فهو ج(األنبياء مرتلة عند اهللا تعاىل، أبيهآزر﴾قال ل :﴿لا يو عمسا لا يم دبعت مل تا أبيرصسمعك وال يراك ﴾بأي ال ي ﴿ كنني عغلا يو

يا أبت إني قد جاءني ﴿ ،!ال يدفع عنك ضرا، وال يجلب لك نفعا، فما الفائدة من عبادته؟: يعين! ؟﴾شيئاكأتي ا لملم مالع نك، يعين :﴾معطوما ة صفاته سبحانه وتعاىل،كمعرف( إن اهللا قد أعطاين من العلم ما مل ي

أدعوك فيما﴾فاتبعني﴿، )أعده من النعيم ملن وحده وأطاعه، وما أعده من العذاب ملن عبد غريه وعصاهيا ﴿ لك إىل السعادة والنجاة،صالذي يو أرشدك إىل الطريق املستقيم، يعين :﴾أهدك صراطا سويا﴿: إليهتطانأبيالش دبعأمرك به من عبادة األصنام، فـ:﴾ لا تع الشيطان فيما يططان كان ﴿ أي ال تيإن الش

أي ﴾يا أبت إني أخاف أن يمسك﴿ستكربا عن طاعته، ألوامر اهللا تعاىل، م أي مخالفا﴾للرحمن عصيا أي فتكون قريبا من ﴾فتكون للشيطان وليا﴿ إذا مت على كفرك ﴾حمنعذاب من الر﴿يصيبك .يف النار الشيطان

هل أنت معرض عن عبادة يعين؟ ﴾أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم﴿: أبو إبراهيم﴾قال﴿ :٤٦ اآلية - أي ﴾واهجرني مليا﴿ باحلجارة، ﴾لأرجمنك﴿: سبها وإظهار عيوا عن ﴾لئن لم تنته﴿آهليت يا إبراهيم؟

.طويال لكي تنجو من عقوبيت اذهب عين، وال تكلمين زمنا أي أمان لك من أن ينالك مين ما ﴿سلام عليك﴾: إبراهيم ألبيهقال﴾﴿ :٥٠ إىل اآلية ٤٧ من اآلية -

كان مكرما أي ﴿إنه كان بي حفيا﴾باهلداية واملغفرة أي سوف أدعو اهللا لك:غفر لك ربي﴾﴿سأستو تكره،جيبين إذا ديل، رؤوفا حبايل، يعرف وهذا قبل أن( وتهعله أنه ي نا تبيرك، فلمأن والده سوف ميوت على الش

)).رة التوبةكما جاء ذلك يف سو(عدو هللا تربأ منه ﴿من دون أنت وقومك وأصنامكم اليت تعبدوا - يا أيب -وسوف أفارقك : يعينوأعتزلكم وما تدعون﴾﴿

﴾ي﴾، اللهبو رعأدا له العبادة والدعاء، ﴿وصخلا﴾ ميقي شباء رعى ألا أكون بدسأكون يعين أرجو أال:﴿عا من إجابته لدعائيحمروم. أنه سيدعو اهللا أن يرزقه زوجة وولدا يستأنس م أثناء هجرته لقومه، ألن هذا الدعاء املقصود من لعول ♦

يعين فلما فارقهم وفارق آهلتهم اليت :فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله﴾﴿ :اهللا تعاىل قال بعدهامث أي رزقناه بولده إسحاق،:﴿وهبنا له إسحاق ويعقوب﴾: وهاجر إىل أرض القدسعبدوا من دون اهللا، ي

net.alukah.www

٩

﴿ووهبنا ﴿جعلنا نبيا﴾ - من إسحاق ويعقوب - ﴿وكلا﴾ليأنس ما، رزقناه من إسحاق حبفيده يعقوب﴾ما﴾عقوب أي وهبنا إلبراهيم وإسحاق ويلهنتمحر نمن املال والولد، وغري ذلك من أمور ( خريا كثريا ﴿م

مجيال باقيا يف مجيع أهل وثناء، أي وجعلنا هلم ذكرا حسنا:﴿وجعلنا لهم لسان صدق عليا﴾ ،)الدين والدنيا ). إبراهيم وصربه على هجر قومه جزاء لصدقوهذا إكرام من اهللا تعاىل هلم،(الشرائع السماوية

يف هذا - أي واذكر أيها الرسول :﴾واذكر في الكتاب موسى﴿ :٥٣، واآلية ٥٢، واآلية ٥١ اآلية - أي مختارا إلبالغ رسالة اهللا ﴾إنه كان مخلصا﴿) تشريفا له وتكرميا( خرب موسى عليه السالم -القرآن

اهللا تعاىل جمع ملوسى لعل و( ﴾وكان رسولا نبيا﴿، )وهي عبادته وحده وذكره وشكره (تعاىل إىل خلقه ). إشارة إىل أن رسالته قد بلغت مبلغا قويا، واهللا أعلمهنا بني الرسالة والنبوة

﴿اهنيادنن" وهو يف طريقه من أرض - ﴾ويدن﴿ - " مصر"إىل أرض " ممانب الطور الأيج نمن أي ﴾م أي الناحية "األمين"املقصود من وصف جانب اجلبل بـ لعل و" (سيناء"الناحية اليمنى جلبل الطور بـ

).اليمنى ملوسى عليه السالم، ألن اجلبل ليس له ميني ومشال، واهللا أعلمويف (مبناجاتنا له من غري وحي، فصار يكلمنا ويسمع كالمنا وشرفناه أي قربنا موسى :﴾وقربناه نجيا﴿

﴾ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا﴿ ،)وكماله لصفة الكالم هللا تعاىل كما يليق جباللههذا إثباتإذ سأل ربه أن ينعم موسى عليه السالم، وقد كان ذلك استجابة لدعاء (ليؤيده ويعينه على تبليغ رسالته،

فاستجاب اهللا أي اجعله رسوال كما جعلتين، ﴾فأرسل إلى هارون﴿: على أخيه هارون بالرسالة حني قالأي كان هذا برمحة خاصة ﴾من رحمتنا﴿: واعلم أن قوله تعاىل(دعائه، وأرسل معه هارون إىل فرعون،

اىل، إذ النبوة ال يتوصل إليها بكثرة العبادة، ولكنها هبة إهلية خاصة، ينعم اهللا ا على من يشاء من اهللا تع ).من عباده

خرب - يف هذا القرآن - أي واذكر أيها الرسول :واذكر في الكتاب إسماعيل﴾﴿ :٥٥، واآلية ٥٤ اآلية -﴿وكان رسولا أي كان صادقا يف وعده، فلم يخلف وعدا قط :ان صادق الوعد﴾﴿إنه كإمساعيل عليه السالم

أسرته :واملقصود بأهله( أي كان يأمرهم بإقامة الصالة وإيتاء الزكاة وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة﴾﴿ نبيا﴾ أي كان مرضيا عنه من ربه، ﴿وكان عند ربه مرضيا﴾) يف مكةالذين عاش بينهم" جرهم"وقومه من قبيلة

.وذلك بسبب اجتهاده فيما يرضي اهللا تعاىل من األقوال واألفعال - يف هذا القرآن - أي واذكر أيها الرسول :﴾واذكر في الكتاب إدريس﴿ :٥٧، واآلية ٥٦ اآلية -

يوحى ﴾نبيا﴿ أي كثري الصدق يف أقواله وأعماله، وكان ﴾إنه كان صديقا﴿ خرب إدريس عليه السالمفقد رآه النيب صلى اهللا عليه وسلم يف السماء الرابعة يف رحلة اإلسراء (﴾ورفعناه مكانا عليا﴿ إليه،

).كما ثبت ذلك يف صحيح مسلمواملعراج،

net.alukah.www

١٠

بفضله﴾الذين أنعم الله عليهم﴿ن قصصنا عليك خربهم أيها الرسول، هم الذي﴾أولئك﴿ :٥٨ اآلية -

ومن ذرية : أي﴾وممن حملنا﴿، )كإدريس عليه السالم (﴾من النبيني من ذرية آدم﴿وتوفيقه، فجعلهم ومن ذرية ﴿ إذ كان إبراهيم من ذرية نوح،) مكإبراهيم عليه السال( يف السفينة﴾مع نوح﴿من محلناهم

يماهركإسحاق وإمساعيل عليهما السالم (﴾إب( ،﴿يل﴿ من ذرية ﴾وائرإس﴾) كموسى وهارون وداودوممن ﴿، ) أن إسرائيل هو يعقوب عليه السالمواعلم) (وسليمان وزكريا وحيىي وعيسى عليهم السالم

اجا ونيداهنيبة والرسالة: أي﴾تون هديناهم لإلميان واخترناهم للنبن مجلة مم موه. املتضمنة للعظات والعبر والدالئل واحلجج - ﴾إذا تتلى عليهم آيات الرحمن﴿ وهؤالء األنبياء كانوا ♦ وهم يبكون من خشيته سبحانه - خضوعا لرم ذال و-ساجدين أي خروا:﴾خروا سجدا وبكيا﴿: -

.ومن أم مل يعبدوه حق عبادته، ومل يشكروه حق شكرهوتعاىل، يعين ﴾خلف﴿ أي فجاء من بعد هؤالء األنبياء ﴾فخلف من بعدهم﴿ :٦٢ إىل اآلية ٥٩ من اآلية -

وقتها، أو تركوا أركاا تركوا الصالة كلها، أو فوتوا أي:﴾أضاعوا الصلاة﴿أتباع سوء، حيث وذلك بانغماسهم يف الذنوب واملعاصي - أي اتبعوا ما يوافق شهوام :﴾واتبعوا الشهوات﴿وواجباا،

هذا مثل ، و)أي جزاء ضالهلم(يلقون عذابا يف جهنم جزاء غيهم أي فسوف:﴾فسوف يلقون غيا﴿ - هو واد يف جهنم :وقد قيل إن الغي( أي جزاء آثامه وذنوبه، ﴾ومن يفعل ذلك يلق أثاما﴿: قوله تعاىل

).شديد احلر، واهللا أعلم﴿﴾ابت نن ذنوبه إلا مم ﴾نآمل من الغيب ﴿وسله، وجبميع ما أخرب به الرسا باهللا ورحالل صمعو﴿﴾

أي ال ينقصون شيئا من ثواب ﴿ولا يظلمون شيئا﴾ مع املؤمنني ﴿فأولئك يدخلون الجنة﴾: تصديقا لتوبته أي وعدهم ا ﴿التي وعد الرحمن عباده بالغيب﴾ أي جنات اخللود جنات عدن﴾﴿ بل يدخلون ،حسنام

:﴿إنه كان وعده مأتيا﴾ ومل يروها فآمنوا ا- إذ هي يف السماء وهم يف األرض -ن أعينهم وهي غائبة ع . آت ال محالة-لعباده املؤمنني -يعين إن وعده سبحانه ذه اجلنة

لكنهم : أي﴾ا سلاماإل﴿ أي ال يسمعون فيها كالما باطال :﴾لا يسمعون فيها لغوا﴿ وأهل اجلنة ♦ ﴾ولهم رزقهم فيها﴿ ،)وهذا من النعيم الروحاين يف اجلنة(يسمعون املالئكة وهي تسلم عليهم وتحييهم

أي دائما، إذ كلما طلبوا شيئا وجدوه ﴾بكرة وعشيا﴿ - من الطعام والشراب الذي تشتهيه أنفسهم - ).ا اجلنةاللهم ارزقن(أمامهم

التي نورث من ﴿ هي - املوصوفة بتلك الصفات - ﴾تلك الجنة﴿ :٦٥، واآلية ٦٤، واآلية ٦٣ اآلية - ).بامتثال أوامره واجتناب نواهيه( أي نعطيها عبادنا الذين يتقون رم﴾عبادنا من كان تقيا

net.alukah.www

١١

﴾إلا بأمر ربك﴿ من السماء إىل األرض- حنن املالئكة - ﴾لوما نتنز﴿ : حملمد- يا جربيل -وقل ♦وما ﴿ أي له سبحانه علم وتدبري ما يستقبل من أمر آخرتنا، ﴾له ما بين أيدينا﴿لنا، فإنه تبارك وتعاىل

وله أيضا ما بني الدنيا : أي﴾ن ذلكوما بي﴿، )علما وتدبريا( أي وله أيضا ما مضى من الدنيا ﴾خلفنا ).وهو الزمن املتبقي من الدنيا إىل يوم القيامة(واآلخرة

وما كان ربك ناسيا لشيء من األشياء، وما كان : يعين﴾وما كان ربك نسيا﴿فله سبحانه األمر كله، ♦فإن ربك إذا شاء أن يرسل الوحي إليك ناسيا لك أيها الرسول، إذا فال حتزن لتأخر الوحي عنك،

وحده ﴾فاعبده﴿ أي خالق ذلك كله ومدبر أمره، ﴾رب السماوات والأرض وما بينهما﴿ألرسله، فهو الذي ألنه سبحانه - أنت ومن اتبعك - أي اصرب على طاعته :﴾واصطبر لعبادته﴿ -مبا شرعه لك -

هل تعلم :؟ يعين﴾هل تعلم له سميا﴿يستحق العبادة وحده، وهو الذي يستحق أن تتحمل من أجله، فـوال يف أمسائه وصفاته فهو سبحانه ليس كمثله شيء، ال يف ذاته ال،:واجلواب(له نظريا أو مثيال؟

.طعت، حىت تصل إىل رضاه وجنته، إذا فاعبده وحده، وحتمل يف سبيل ذلك ما است)وأفعاله أن النيب صلى اهللا عليه وسلم قال - كما يف صحيح البخاري - واعلم أن سبب نزول هاتني اآليتني♦

.﴾وما نتنزل إلا بأمر ربك﴿: ، فرتلت اآلية)؟ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا: (جلربيل عليه السالم************************************************

net.alukah.www

١٢

الربع األخري من سورة مرمي. ٣

من ﴾أئذا ما مت لسوف أخرج حيا﴿: املنكر للبعث﴾ويقول الإنسان﴿ :٦٧، واآلية ٦٦ اآلية -أي مل يكن له جسد ! ؟﴾ من قبل ولم يك شيئاأولا يذكر الإنسان أنا خلقناه﴿ :فرد اهللا عليه قائال ،!قربي؟

ألن إعادة (وال اسم وال صفة؟ إذا فليعلم أن الذي خلقه من العدم، قادر سبحانه على أن يبعثه بعد املوت ). أسهل من إجياده أول مرةالشيء كما كان،

أي لنجمعن :﴾لنحشرنهم والشياطني﴿ - أيها الرسول - ﴾فوربك﴿ :٧٢ إىل اآلية ٦٨ من اآلية -ثم لنحضرنهم حول جهنم ﴿ هؤالء املنكرين للبعث يوم القيامة، مع الشياطني الذين كانوا يضلوم،

نزعن من كل ثم لن﴿ أي باركني على ركبهم، ال يقدرون على القيام، لشدة ما هم فيه من اخلوف،﴾جثيا أشدهم متردا - تعاونت على الباطل - مث لنأخذن من كل طائفة : أي﴾شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا

م لتفظيع تمرده" الرمحن"هنا صفة ذكر اهللا تعاىللعل و(وعصيانا هللا تعاىل وظلما لعباده، فنبدأ بعذام، ).وظلمهم، ألن شديد الرمحة باخللق جدير بالشكر له واإلحسان، ال بالكفر به والطغيان

فقد أخرب سبحانه أنه يعلم ما يستحقه كل واحد وحىت ال يزعم أحد منهم أن غريه أشد عصيانا منه،♦ أي حنن أعلم بالذين هم أوىل ﴾ى بها صلياثم لنحن أعلم بالذين هم أول﴿ :منهم من العذاب، فقال

وإن منكم ﴿ ،)فأولئك يدخلون النار قبل غريهم مث يدخل بقيتهم بعدهم(باالحتراق بالنار ومقاساة حرها إال وسوف يمر من على الصراط املمدود فوق - أيها الناس -وما منكم من أحد : يعين﴾إلا واردها

كان ﴿ نجا،: هلك، ومن مل يقع:فمن وقع - كما ثبت ذلك يف صحيح مسلم -هنم، كل حبسب عمله جثم ننجي الذين ﴿ أي كان ذلك أمرا قضاه اهللا سبحانه، والبد من وقوعه،:﴾على ربك حتما مقضيا

وذلك مبرورهم ساملني من على ( فننجيهم من النار - بامتثال أوامر رم والبعد عن معصيته - ﴾اتقوابعدما سقطوا من على -بالكفر واملعاصي أي ونترك الظاملني ألنفسهم:﴾ونذر الظالمني﴿، )الصراطوذلك من شدة ما ( أي باركني على ركبهم يف النار، ال يستطيعون احلركة ﴾فيها جثيا﴿ - الصراط

ن هصيبهم مايوهلا وعذا(. يعين وإذا تقرأ على الناس آياتنا الواضحة يف :﴾وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات﴿ :٧٤، واآلية ٧٣ اآلية -

﴾أي الفريقين﴿: ﴾قال الذين كفروا للذين آمنوا﴿: - على التوحيد والنبوة والبعث -حججها ودالئلها -م ا﴿ -ا ومنكم نقامم ريرتلة، ﴾خسكنا وما﴿ يعين أفضل ميدن نسأحا وناديا :يعين؟ ﴾وجلسوأحسن م

لالجتماع والتشاور فيه؟

net.alukah.www

١٣

إن كنا على الباطل، فلماذا : ( يتعززون بالدنيا ويقولون واملعىن أم عندما تقرأ عليهم آيات القرآن،♦اليت " األرقم بن أيب األرقم"، وذلك ألم كانوا يقارنون بني دار ) وأكثر أعوانا منكم؟حنن أكثر أمواال

الذي هو (جيتمع فيها الرسول صلى اهللا عليه وسلم واملؤمنون، وبني منازل أغنياء مكة ونادي قريش ).مجلس مشورم وتبادل آرائهم

كثريا - قبل هؤالء الكفار - يعين ولقد أهلكنا :﴾بلهم من قرنوكم أهلكنا ق﴿ :فرد اهللا عليهم بقوله ♦إذا فال يغرهم (وأمجل منظرا، أي كانوا أحسن منهم متاعا﴾هم أحسن أثاثا ورئيا﴿من األمم الذين كانوا ).احلق، فإنه لن يدوم هلم إذا استمروا على العناد وحماربة هذا الذي يتبجحون به

يعين من كان مصرا على :﴾من كان في الضلالة﴿: أيها الرسول هلؤالء الكفار﴾قل﴿ :٧٥ اآلية -فإن من (يمد له يف ضالله، أي فاهللا تعاىل:﴾فليمدد له الرحمن مدا﴿: ضالله، غري متبع لطريق اهلدى

، فاإلزاغة الثانية﴾فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم﴿: ها، وهذا كقوله تعاىل الضاللة بعد:عقوبة الضاللة

اهلدى بعده، كما سيأيت يف : كانت عقوبة هلم على زيغهم، وعلى العكس من ذلك، فإن من ثواب اهلدى .﴾ويزيد الله الذين اهتدوا هدى﴿: قوله تعاىل

ما توعدهم اهللا - يقينا - يعين حىت إذا رأوا :﴾حتى إذا رأوا ما يوعدون﴿ هذا الضاللويظلون على ♦ - حينئذ - ﴾فسيعلمون﴿: اليت تقوم فيها القيامة﴾وإما الساعة﴿ العاجل يف الدنيا، ﴾إما العذاب﴿: بهأهم الكافرون أم ( أي أقل أنصارا ﴾وأضعف جندا﴿سكنا أي شر مرتلة وم﴾من هو شر مكانا﴿

.، وذلك حني ال ينفعهم العلم)املؤمنون؟ على هداهم، وإميانا على إميام، ﴾هدى﴿ إىل دينه ﴾الذين اهتدوا﴿ عباده ﴾ويزيد الله﴿ :٧٦ اآلية -

: لووخاصة ق - يعين واألعمال الصاحلة :﴾باقيات الصالحاتوال﴿وتوفيقا للعلم النافع والعمل الصاحل، يف اآلخرة مما يتفاخر به ﴾خير عند ربك ثوابا﴿ -) سبحان اهللا واحلمد هللا وال إله إال اهللا واهللا أكرب(

).وهو نعيم اجلنة( أي خري مرجعا وعاقبة :﴾وخير مردا﴿املشركون من متاع الدنيا الزائل، أنه إذا كانت تالوة القرآن تزيد املشركني كربا وعنادا، فإن املؤمنني املهتدين واملقصود من اآلية♦

يزدادون ا هداية ورشادا، ألم يرون ما تحمله اآليات من الدالئل واحلجج والعظات واهلدى، فيزداد بأن ما ويف هذه اآلية تصبري للرسول واملؤمنني(فرائض واجتناب النواهي، إميام، وتزداد هدايتهم بأداء ال

يتفاخر به املشركون من املال وأثاث املنازل ال يساوي شيئا أمام اإلميان والعمل الصاحل، ألن املال يفىن، ).وثواب الصاحلات باق يف اجلنة

وهو (﴾الذي كفر بآياتنا﴿ هذا الرجل - الرسول أيها- ﴾أفرأيت﴿ :٨٠ إىل اآلية ٧٧ من اآلية -سآخذ يف : يعين وقال﴾وقال لأوتين مالا وولدا﴿ كفر بآيات اهللا وكذب ا إذ؟ )العاص بن وائل وأمثاله

net.alukah.www

١٤

ظر يف اللوح احملفوظ فرأى أنه يعين هل ن! ؟﴾أطلع الغيب﴿ :فرد اهللا عليه بقوله، !اآلخرة أمواال وأوالدا أي ليس األمر كما :﴾كلا﴿ ! بذلك؟﴾أم اتخذ عند الرحمن عهدا﴿ سيعطى ماال وولدا يوم القيامة؟

الكذب من﴾سنكتب ما يقول﴿يزعم ذلك الكافر، فال علم له من الغيب، وال عهد له عندنا، بل وسنزيده يف اآلخرة من أنواع العقوبات، : أي:﴾ونمد له من العذاب مدا﴿ تعاىل واالفتراء على اهللا

- أي وسوف نسلب منه ماله وولده :﴾ونرثه ما يقول﴿ ونضاعف له العذاب، كما ازداد هو يف الضالل . معه وال ولد ال مال﴾فردا﴿ يوم القيامة ﴾ويأتينا﴿ ونرثه بعد موته، -الذي يفتخر به

يف - ﴾ليكونوا لهم﴿ من األصنام، فعبدوها ﴾واتخذوا من دون الله آلهة﴿ :٨٢، واآلية ٨١ اآلية - أي ليس األمر :﴾كلا﴿ أي شفعاء هلم عند اهللا تعاىل، ليعتزوا م وال يهانوا، ﴾عزا﴿ -نظرهم الفاسد

اآلخرة أي ستكفر هذه املعبودات يف:﴾سيكفرون بعبادتهم﴿مون، فلن يكونوا هلم عزا، بل كما يزع أي وسيكونون شهداء ﴾ويكونون عليهم ضدا﴿، )حيث ينكرون أم أمروهم بعبادم(بعبادة من عبدهم

هم، خبالف ما ظنوهدض شفعون هلممم سين أ. أي ﴾أنا أرسلنا الشياطني على الكافرين﴿ - أيها الرسول - ﴾ألم تر﴿ :٨٤، واآلية ٨٣ية اآل-

أي تحركهم حتريكا شديدا حنو الشهوات واملعاصي واجلرائم واملفاسد، ؟﴾تؤزهم أزا﴿سلطناهم عليهم عجبسارعتهم إىل الشر واإذا فال تن موكذلكلفساد والكفر والضالل، م ﴿همليل عجعأي ال :﴾فلا ت

ال ﴾عدا﴿أعمارهم وأعماهلم أي نعد:﴾إنما نعد لهم﴿ؤالء الكافرين، فـهلتستعجل العذاب الفوري زداد عذام فإم كلما ازدادوا ظلما، ا(تفريط فيه وال تأخري، مث نحاسبهم على كل ذلك ونجازيهم به،

).يوم القيامة كان ال يستعجل العذاب بقومه إال يف الظروف اخلاصة الطارئة، واعلم أن النيب صلى اهللا عليه وسلم♦

اللهم اغفر : (كما حدث عندما قتل سبعون من حفظة القرآن، وأما يف غري الظروف اخلاصة، فكان يقول ).أرجو أن يخرج اهللا من أصالم من يعبد اهللا وحده ال يشرك به شيئا (:، وكان يقول)لقومي فإم ال يعلمون

يوم القيامة، -أيها الرسول - أي اذكر ﴾يوم نحشر المتقني﴿ :٨٧، واآلية ٨٦، واآلية ٨٥ اآلية -هم املالئكة حىت ينتهوا إىل رم، أي وفودا مكرمني، تحوط﴾إلى الرحمن وفدا﴿حني نجمع املتقني

أي ونسوق الكافرين سوقا شديدا إىل :﴾ونسوق المجرمني إلى جهنم وردا﴿ فيكونوا يف جواره يف اجلنة،حد أبدا، أي ال يشفع بعضهم لبعض كاملؤمنني، وال يشفع هلم أ ﴾لا يملكون الشفاعة﴿ النار مشاة عطاشا

وهم بذلك، يعين إمنا يملك الشفاعة من اختذ عند الرمحن عهدا:﴾إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا﴿إن هم دخلوا النار بذنوم ( حيث يشفعهم سبحانه يف غريهم، أو يشفع هلم غريهم املؤمنون باهللا ورسله،

).حىت يخرجوا منها

net.alukah.www

١٥

هو شهادة أن ال إله إال اهللا، وأن حممدا رسول اهللا، ففي احلديث :املقصود بعهد الشفاعة هنالعل و♦أخرجوا من النار من قال ال إله إال اهللا، وكان يف قلبه من اخلري : (الصحيح أن اهللا تعاىل يقول يوم القيامة

).٤/٧١١انظر صحيح الترمذي ج () ما يزن ذرة

حيث قال مشركو ( ﴾اتخذ الرحمن ولدا﴿: أي الكافرون﴾وقالوا﴿ :٩٥ إىل اآلية ٨٨ من اآلية -لقد ﴿، )عزير ابن اهللا: عيسى ابن اهللا، وقال بعض اليهود: املالئكة بنات اهللا، وقالت النصارى:العربمذه - أيها القائلون - ﴾جئت ا﴿ املقولةئا إديا أي شي﴾شنكرا مئا عظيم ﴿هنن مفطرتي اتومالس كادت﴾

وتخر ﴿ألن هذا القول مغضب لرا عز وجل، ﴾وتنشق الأرض﴿أي يتشققن من فظاعة ذلكم القول، ﴾ دعوا للرحمن ولداأن﴿ بسبب - غضبا هللا تعاىل - سقوطا شديدا أي وتسقط اجلبال﴾الجبال هدا

أي ال يليق بعظمة الرمحن سبحانه أن يتخذ :﴾وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا﴿ ونسبوه إليه كذبا، الغين عن كل واهللا تعاىل هو املبرأ من كل النقائص،النقص واحلاجة، ولدا، ألن اتخاذ الولد يدل على

ما : أي﴾إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا﴿لقه، ألنه رب كل شيء ومالكه، وخربه يوم القيامة عبدا ذليال كل من يف السماوات من املالئكة، ومن يف األرض من اإلنس واجلن، إال سيأيت

أي علمهم واحدا واحدا، فلو كان بينهم إله ﴾أحصاهم وعدهم عدالقد ﴿خاضعا مقرا له بالعبودية، أي وسوف يأيت :﴾وكلهم آتيه يوم القيامة فردا﴿، )ا يصفونمسبحانه وتعاىل ع(معه، أو ولد له لعلمه،

. وال ولد معهكل واحد من اخللق إىل ربه يوم القيامة مبفرده، ال مال له، - بإخالص هللا تعاىل، وعلى النحو الذي شرعه - ﴾إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴿ :٩٦ اآلية -

محبة ومودة يف قلوب عباده، فيعيشون متحابني فيما أي سيجعل هلم﴾سيجعل لهم الرحمن ودا﴿أولئك .هم رم تبارك وتعاىلبينهم، ويحب

حيث يعين فإمنا يسرنا هذا القرآن بلغتك العربية أيها الرسول، :﴾فإنما يسرناه بلسانك﴿ :٩٧ اآلية - -بني أي وختوف به املكذ:﴾وتنذر به قوما لدا﴿ باجلنة، ﴾لتبشر به المتقني﴿ أنزلناه بلسانك العريب

. من النار-اادلني بالباطل يعين ولقد أهلكنا كثريا من األمم السابقة قبل قومك أيها :﴾وكم أهلكنا قبلهم من قرن﴿ :٩٨ اآلية -

تسمع يعين هل ترى منهم أحدا، أو هل؟ ﴾هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا﴿الرسول، فـويف (، فكذلك الكفار من قومك، نهلكهم كما أهلكنا السابقني من قبلهم، )واجلواب ال(هلم صوتا خفيا؟ ). بإهالك املكذبني املعاندين، كما حدث يوم بدرهذا ديد ووعيد

************************************************

net.alukah.www

١٦

الفهرس

٣......................................................تفسري سورة مرمي كاملة

٣...............................................الربع األول من سورة مرمي. ١

٨................................................الربع الثاين من سورة مرمي. ٢

١٢.............................................الربع األخري من سورة مرمي. ٣