66
1 الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيةعلميلي والبحث اللعاتعليم ا وزارة ال جامع ة ابن خلدون- يارت تلغاتداب وال كلية ا العربيدبلغة وا قسم ال محاضر ات في مادة نقد النقدلثاني السداسي اولى ماستر السنة ا: نقد حديث ومعاصرص تخصدكتور: خروبي بلقاسم إعداد ال9102 / 9102 لجامعية: السنة ا

ةدام يف تارضاحم دنلا دنfll.univ-tiaret.dz/fichiers_joints/Cours/KharoubiAek/...2 ميحرلا نمحرلا الله مسب هتب حصو نيبيطلا ر هطأا

  • Upload
    others

  • View
    37

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

1

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

–تيارت -ة ابن خلدون جامع

كلية اآلداب واللغات

قسم اللغة واألدب العربي

في مادة اتمحاضر

نقد النقد

السنة األولى ماستر –السداسي الثاني

تخصص: نقد حديث ومعاصر

إعداد الدكتور: خروبي بلقاسم

السنة الجامعية: 9102 / 9102

2

سم هللا الرحمن الرحيمب

الحمد هلل رب العالمين، والصالة والسالم على أشرف المرسلين وعلى آله األطهار الطيبين وصحابته الغر المحجلين.

وبعد:

نقد النقد،ماستر، وهي خاصة بمادة األولىهذه سلسلة محاضرات قمت بإعدادها وتقديمها لطلبة السنة .لثانيتخصص نقد حديث ومعاصر، وقد وضعتها وفقا للبرنامج المسطر للسداسي ا

وقد اعتمدت على عدد من المصادر والمراجع ذات الصلة بالمادة، والتي أرجو أن تكون ذات فائدة العلم.لطالب

وهللا الموفق لما فيه الصواب

نقد النقد

3

السداسي الثاني

نقد الفكر النقدي المعاصر -0

من النسق إلى الثقافة )النسق( -9

جدل الجمالي والفكري -3

نقد النقد ومسايرة المصطلح النقدي -4

بين البالغة والنقد -5

المعرفةنقد النقد وإنتاج -6

خطاب نقد النقد العربي والمثاقفة -7

نقد النقد ومطلب التنظير -2

مفاهيم نقد النقد ) النقد، المنهج، النظرية( -2

معوقات النظرية النقدية العربية -01

إشكالية التراث والحداثة في خطاب نقد النقد -00

خطاب نقد النقد والعولمة -09

مرجعية نقد النقد -03

ونقد النقد النقد األكاديمي -04

اإلسهامات العربية في نقد النقد -05

نقد الفكر النقدي المعاصر:

:بدايات النقد العربي الحديث: 0مح

4

قاد من كثير ذكر ارسين الن القرن نهاية في برزت الحديثة"قد األدبية النهضة بدايات أن والد

الماضي1".العشرين القرن من األولى الثالثة العقود وخالل

2 النهضة لتلك "مهدت التي األسباب ومن

ة د من عوامل عد ها أن المؤك باعة فن بفضل القديم، العربي التراث بعث كان أهم وفد الذي الحديثة الط

د، وجه على بوالق مطبعة تأسيس منذ بل الفرنسية، الحملة منذ مصر إلى أمكن الفن هذا فبفضل محد

اللغة وكتب البلغاء، ورسائل الشعراء، ودواوين القديمة، العربي األدب كتب أمهات من كثير طبع

".وتداوله كله ذلك ونشر ومهاوعل3

قد ميالد بدايات عن البحث حاولنا إذا أما يرجعها نجم" الدكتور"يوسف فإن الحديث، العربي الن

التوالي: على وهي أعمال ثالثة إلى بية"األد "الفنون كتابه في

البستاني. لسليمان هوميروس إلياذة مقدمة - 10"

.الخالدي لروحي هوجو وفكتور والعرب اإلفرنج عند اآلداب علم تاريخ - 10

اد منهل - 10 .الحمصي لقسطاكي االنتقاد علم في الور

ارسين من وهناك ".ضيف ألحمد العرب( لبالغة كتاب)مقدمة األعمال، هذه إلى يضيف من الد 4

في هامة وثائق تعد فإنها المقارن، األدب باب في تندرج الكتب هذه "أغلب فإن اإلشارة مع

قد تاريخ ".األدب حول ومفاهيم تصورات من تطرحه لما نظرا الحديث، العربي الن5

بدايات ففي المهم

يها أن يمكن التي الكتابات بعض تظهر بدأت الحديثة، األدبية النهضة عصر هذه – نقدية – تجاوزا نسم

ها كان الكتابات أبرزها من ولعل - ونقدا أدبا –مرقده من العربي األدب بعث إعادة واألخير األول هم

من جيل ظهر بقليل المرصفي،وبعده حسن أحمد للشيخ العربية" العلوم في األدبية كتاب:"الوسيلة

باب موح،آل الش العربي. األدب وتجديد إحياء رسالة يحمل أن إال نفسه على الط

وادا جيل "وهو النقاد األساتذة جيل فضل" "صالح الناقد تسميته إلى ذهب الجيل هذا الذين لر

معظمهم: مطلع التحديد وجه على م0881 عام شهد حيث الماضي، القرن من األخير العقد حول ولدوا

أمين وأحمد شكري الرحمان عبد ولد بقليل وقبلهم نعيمة، ميخائيل العقاد، محمود عباس حسين، طه

الخولي..." وأمين مبارك وزكي المازني القادر عبد إبراهيم جاء بعدهم ومن6 كثير. وغيرهم

وما يليها. 0011المقصود بالقرن الماضي هنا هو القرن التاسع عشر؛ أي بدايات - 1

2 . 11،ص 0111 ،0. سندي،مكناس،ط أخرى(،مطبعة )ومقاالت الحديث العربي النقد المنيعي،عن حسين -

3 . 10الفجالة،القاهرة،د.ط،د.ت،ص مصر، نهضة المعاصرون،مطبعة والنقاد مندور،النقد محمد -

4 . 11 أخرى(،ص )ومقاالت الحديث العربي النقد المنيعي،عن حسين -

5 .01 :ص نفسه، المرجع -

6 .040ص ،0100 ،0.:البيضاء،ط الدار الشرق، أفريقيا المعاصر، النقد مناهج :فضل صالحد. -

5

معظم تلقى وقد سواء،السيما حد على والنقد األدب إحياء رسالة عاتقه على حمل الجيل هذا

"وكان ،والفنون والنقد األدب في جديد كل على االطالع أوروبا،فأمكنهم دول في أكاديمية دراسة أفراده

منظما، جمالي ا تقييما الفنية األعمال تقييم هي الرئيسية قدالن غاية لتصبح النهضة، عصر انتظار يجب

".والمجتمع األدب بين جديدة لعالقة نتيجة هذا وكان1

ست من ،بداية نقدية تكتالت ظهور الجيل هذا نتاج من فكان الجماعات بعض العشرينيات،فتأس

العصبة جماعة وكذلك أبولو، يكا،ومدرسةبأمر القلمية الديوان،والرابطة جماعة األدبية،مثل والمدارس

قدية، الكتب بعض صدور إلى أدى مما األندلسية، هذا من العشرينيات عقد "كان الجيل هذا إن حيث الن

،0100 والمازني للعقاد "الديوان" كتاب فيه صدر فقد الفكري، توهجهم انبثاق شهد الذي هو القرن

".0101 عام حسين لطه "الجاهلي الشعر في"و ،0100 عام نعيمة لميخائيل "الغربال"و2

قافة، األدب في جديد نقدي وعي تأسيس إلى عمدت وغيرها، اإلصدارات هذه على اعتمادا والث

قدي التراث يارات على وانفتاحا جهة، من القديم الن ناحية من الجديدة الغربية والمناهج الفكرية الت

أخرى.

الغربي: بالنقد العربي النقد عالقة - أ

ا هي ــ الخصوص وجه على ــ اليوم العالمية اآلداب بين الموجودة العالقة أن فيه الشك مم

أثير التأثر على تقوم وطيدة، جد تكاملية عالقة عالم صغيرة، قرية بمثابة أصبح عالم في السيما والت

بت المسافات، بينه فيما اختزلت زاد مما المعلوماتية، في والتحكم التواصل شبكات بينه فيما وقر

أن جلي ا لنا يؤكد مما وخصوصياتها، مشاربها اختالف على اآلداب بين فأكثر أكثر والـتأثر التقارب

إليها ننظر أن ينبغي هنا ومن ت،والحضارا والفنون والعلوم اآلداب في شائعة ظاهرة والتأثير "التأثر

".اإليجابي وجهها من3قد بين بالهينة ليست عالقة وجود عن لنا يؤكد ما وهذا قد العربي الن الغربي والن

البية "البعثات تلك إلى العالقة هذه بدايات تعود وربما والمعاصر. الحديث أوروبا إلى المصرية الط

راسة ض وما والتحصيل، للد ".وفنية علمية مكتسبات من ذلك عن تمخ 4

1 جيجل، جامعة وآدابها، العربية اللغة قسم ،18 :الناص،ع مجلة فرنسا، في الجدد األكاديميين النقاد بين والتلقي القراءة :لطفي أ.غسان -

.44:ص ،0118 مارس

2 .040 ص: المعاصر، النقد مناهج :فضل صالح -

3 ،0.:ط عنابة، المعارف، مطبعة المعاصر، العربي بالشعر األسطورة عالقة في دراسة المتن، واختفاء الرؤيا حضور :بوبعيو بوجمعة -

.41 :ص ،0111ماي 4

.00 :ص أخرى(، )ومقاالت الحديث العربي النقد عن :المنيعي حسين -

6

البية، البعثات هذه أفراد من كثيرا إن بوا لهم، مالذا الغربية المناهج من اتخذوا الط فلسفتها، فتشر

وتارة باآلخر، االنبهار باب من فتارة اإليديولوجية، وربما الفكرية، خلفيتها األحيان معظم في وتبنوا

األدبي النص عنق يلوون األحيان من كثير في نجدهم ولذا يعطيه، ال الشيء فاقد باب من أخرى

حسين طه ــ العربي األدب عميد فعله ما وربما الغربية، المناهج ألحد كرها إخضاعه أجل من العربي،

دليل. خير الديكارتي الشك مبدأ وتطبيقه الجاهلي للشعر دراسته في ــ

العربي: األدب في الغربي النقد أثر - ب

التجريب طريق عن آدابهم،وهذا تطوير أجل من وتكرارا مرارا الغرب وشعراء نقاد اجتهد لقد

قافات من االستفادة ومحاولة المشروع القديمة اآلداب بدراسة اهتموا ولقد اإلمكان، قدر األخرى الث

قاد الشعراء "فعمل واسع، نطاق على وأساطيرها جديدة دينامية إعطاء على ــ أسلفنا ماك ــ الغرب والن

استغالال استغلت لو بإمكانها ورموز، وتعابير ورؤى إنسانية قيم من األساطير ثنايا في مخزون هو لما

للقيم بل فحسب، المعاصر الشعري للقاموس ليس كبيرة، إضافة تقدم أن اإلبداعية الوجهة من ناجعا

".ذاتها حد في المعاصرة اإلنسانية والرؤى1

الجلية بصماتها تركت قد الغرب، وشعراء نقاد طرف من وغيرها المجهودات هذه أن والمؤكد

اهن، العربي أدبنا على موز، توظيف فيه فظهر الخصوص، وجه على الشعري اإلنتاج والسيما الر الر

في الحديث الغربي النقد أثر جلي ا برز ولذا للنظر، الفت بشكل اختالفها على القديمة األساطير وتمثل

رموزها بعض إحياء ومعاودة األسطورة استنطاق إلى "العودة خالل من وهذا المعاصر، العربي الشعر

من متأتية الشعر، خالل من نحياه الذي العصر حقيقة على واإلحالة الراهن لمقاربة ورؤاها وإيحائياتها

ه الذي الحديث الغربي النقد أثر يغذي الذي الهام العنصر هذا إلى المحدثين العرب والشعراء باءاألد نب

".المعاصر الشعر2 على أما خاصة، الشعري واإلنتاج العربي، األدب مستوى على ظهر األثر هذا

ث النقدي لمستوىا حرج. وال فحد

:العربي النقد في الغربي النقد أثر -ج

قاد طرف من كبير، انبهار حصل لقد يقال أن يمكن ما أقل قدية النظريات أمام العرب الن الن

التحليلية والمدارس الفلسفية المذاهب الممتعة،وتلك األدبية النظريات "هذه الفلسفية والمذاهب الغربية

1 .40:ص المعاصر، العربي بالشعر األسطورة عالقة في دراسة المتن، واختفاء الرؤيا حضور :بوبعيو بوجمعة -

2 .08ص نفسه، المرجع -

7

قد في راسات هذه األوروبي... الن اقد يكتبها التي الباهرة الد عمل نقادنا في تعمل إنها ..هناك. األجنبي الن

حر ."التنويم يشبه بشيء المبدعة حواسهم وتصيب أذهانهم أصالة وتفقدهم وتسكرهم فتبهرهم الس1

قدية الحركة تطوير ألجل والكد العمل أجل من يكن لم لألسف، االنبهار هذا وإنما العربية، الن

يكاد األوروبي الفكر من نقادنا موقف إن قلنا "إذا نبالغ وال نغالي ال فإننا سلبية، جد مواقف له كانت

أن علينا وإن الغرب، شعراء من موهبة أقل أننا جازما اعتقادا يعتقد بعضهم إن استخذاء، موقف يكون

."ونقدا عربي ا شعرا ننشئ أن أردنا نحن إذا أكال ونأكلها نظرياتهم نغترف2

قافية التبعية هذه ظل وفي ثمة ومن خصوصا، والنقدي عموما الغربي بالفكر واالنبهار ،الث

إيجابياته، من االستفادة ومحاولة عصوره، مختلف عبر العربي للتراث وزن أي إقامة دون االستخذاء

اقد أوقع األمر هذا كل سلبياته. وتقويم اقد "أغلق حيث تحصى، وال تعد ال كثيرة مآزق في العربي الن الن

قاد األساتذة معين من يغترف وراح ذهنه، في والموهبة والخصوبة الفكر منابع على الباب العربي الن

قد أن إلى يفطن أن دون األوروبيين تاريخنا، عن تاما انعزاال منعزل تاريخ من يتحدر األوروبي الن

قد ذلك أسس نطبق أن لنا يتاح وكيف القلوب، تلك غير بقلو من يتدفق الذي شعرنا على األجنبي الن

العصور؟" تلك غير وعصور3

ويترعرع ينمو الحي الكائن مثل بخصوصياته،فهو ويتميز إال أدبي نص كل إن تقال، الحقيقة

فات يحمل أدبي نص كل نجد وبالتالي تأثيراتها، مختلف عليه تنطلي معينة بيئة في للبيئة الوراثية الص

والثقافية ياسيةوالس واالجتماعية والنفسية الطبيعية مالبساتها بمختلف فيها، وترعرع نشأ التي

البشري، والجنس والطبيعة، العصر، باختالف بينها فيما واختلفت األمم آداب تمايزت ولذا وغيرها...

تؤثر أن بد ال الباردة الجبلية الطبيعة أن مثال المؤكد "فمن والطبيعة البيئة حيث من أخرى، وأشياء

البيئة أو بنائها،أ في الزراعية السهول بيئة تحدثها التي التأثيرات غير نفسية، تأثيرات فيها يقيمون فيمن

أكبر البيئة، تلك مشاهد وتنوع الطبيعية بيئتها ووعورة أوربا شمال لضباب كان ولربما الصحراوية،

ووضوح واإلشراق حوللص كان بينما المناطق، تلك آداب بها تختص التي المميزات تكوين في األثر

1 .004 :ص ، 0108ماي ،4.:ط بيروت، ،للماليين العلم دار المعاصر، الشعر قضايا :المالئكة نازك -

2 .001 :ص نفسه، المرجع -

3 .004 :ص نفسه، المرجع -

8

ؤية التي والحرارة الوضوح إبراز في القوي أثرها وأسبانيا وإيطاليا كفرنسا أوربا جنوب بالد في الر

."الشعوب تلك آداب بها تتميز1

األنجلو "للجنس أن شك من فما ــ الحصر ال ــ المثال سبيل على البشري الجنس حيث من أما

هذه كل أدب في انعكست متميزة، نفسية خصائص الالتيني لجنسول الجرماني وللجنس سكسوني

وأدب اإلنجليزي، كاألدب سكسوني أنجلو أدب بين نقارن عندما واضح هو ما نحو على األجناس،

في وبالغموض النفعي بالطبع نحس حيث الفرنسي، كاألدب التيني وأدب األلماني كاألدب جرماني

ومانسي األسطوري الميتافيزيقي بالطابع نحس بينما اإلنجليزي، األدب والطابع األلماني، األدب في الر

شاقة والوضوح الفكري ."الفرنسي األدب في والر2

اختالف حيث ومن والطبيعة، البيئة اختالف حيث من األقل على اآلداب تمايز رغم لكن

قاد يعيرها ال الخصوصيات هذه أن إال البشري، الجنس اقد نجد بل اهتمام، أدنى اليوم العرب الن الن

اقد يكاد "فما شديدا، انسياقا ومذاهب نظريات من الغرب، عن يصدر ما كل إلى ينساق العربي الن

أن يشتهي حتى وغيرهم، فاليري وماالرميه وبرادلي ورتشرذز إيليوت كتبه ما يقرأ اليافع العربي

ف تصن ع من ذلك كلفه مهما العربي الشعر على يقولون ما يطبق ."ولغتنا شعرنا على وجور وتعس 3

ة، مزالق يعاني المعاصر العربي النقد أن جلي ا، لنا يتضح رأيناه ما خالل من مستوى على إن عد

اإلجراء. مستوى على أو التنظير

من النسق إلى الثقافة )النسق(:: 9مح

النقدي فكرنا في النقدية والمثاقفة المثاقفة مفهوم سويا طرحن أن محاضرةال ههذفي حاولن

النقدية الممارسة نقد إلى التطرق عن فضال المفهوم، هذا قد تعترض التي اإلشكاليات عن بحثا المعاصر

يخدم فيما معها واستثمارها اإليجابي التفاعل النقدية وكيفية المثاقفة عرض خالل من العربي، فكرنا في

.ويطورها العربية والذات وينسجم العربية الثقافية الشخصية

من األدب بين العالقات ثم والتأثير، والتأثر التشابه عالقة يتناول المقارن، األدب علم كان أن بعد

واالستشراف واالستقبال الترجمة بدراسات يعنى أصبح أخرى، ناحية من ميادين المعرفة وبقية ناحية

:ص ، 0110 :سبتمبر ،0 :ط أكتوبر، من السادس مدينة والتوزيع، والنشر للطباعة مصر نهضة دار وفنونه، األدب :مندور محمد -1

040.

.041 :ص نفسه، المرجع -2

3 .004:ص المعاصر، الشعر قضايا :المالئكة نازك -

9

األدب في البحث ميادين معظم اختزل قليلة سنوات ومنذ خر،وصورة اآل الرحالت وأدب واالستغراب

.المثاقفة عليه: أطلق شامل واحد حقل في المقارن

على القديم، العالم وحضارة ثقافة تأثير تعكس التي الحضارات التقاء المؤرخون بمظاهر اهتم لقد

المتبع المنهج ويقتضي السود. العبيد حملها التي اإلفريقية والثقافة المحلية، الهندية أخرى كالثقافة ثقافات

وكذا الزمان، عبر االجتماعية المتغيرات في يبحث الذي التاريخ على الثقافة، االرتكاز مظاهر لدراسة

1 نتربولوجيا،األ على المدرسة إلى بالمثاقفة المرتبطة الدراسات حقل في ازدهار الفضل يرجع إذ

االنتشارية، .وقتنا الحاضر حتى المثاقفة بمسألة الباحثين اهتمام استمر ثم 2

الذات بين تفاعل فهي العكس، وأ اآلخر، على رؤيتنا طرح تمثل أنها إلى المثاقفة، أهمية وترجع

تعايش واقع تختزل أنها حيث ،للعالم وحضارية تطورية رؤية تعكس جديدة، أجل صياغة من واآلخر

معرفة إنتاج اآلخر( بغية(و) )األنا بين الضمنية الشراكة من على أساس تقوم مختلفة، ثقافات وتالقح

.وشروط حياته باإلنسان االرتقاء إلى تهدف موضعية،

( المتخلف و)مؤاخاة ( المتوحش - الحضارة من - بـ )تحضير القائل الفكر تنبذ المعنى بهذا وهي

.عباراتها في بعده وما 3الكولونيالي الخطاب ثرأ بوضوح تبرز التي من المقوالت وغيرها

:المثاقفة مفهوم -0

م، 0221حدود في األمريكيين نثربولوجيينأقالم األ إلى يرجع األصل في المثاقفة مصطلح إن

في (cultural exchanging).الثقافي التداخل مصطلح عنه بدال يستعملون ليزجنوكان اإل

تداخل مفهوم الفرنسيون وفضل ،(tranculturating) الثقافي التحول مصطلح سباناإل آثر حين

وانتشارا. تداوال أكثر أصبح المثاقفة مصطلح إن إال الحضارات،4

علم دراسة اإلنسان، كلمة ذات أصل إغريقي، حيث تتألف الكلمة من مقطعين : األول )انثروبوس( أي اإلنسان ، هي نتربولوجيا: األ - 1والثاني )لوجوس( أي الكلمة أو الموضوع والدراسة، وهكذا يتحدد معنى االنتربولوجيا بدراسة اإلنسان في أصوله التاريخية التي تمس

واالجتماعية والحضارية. جوانبه العضويةانطلقت تلك المدرسة من فكرة أن الثقافة كثيرا ما تكون مستعارة؛ حيث تنشأ في مركز واحد أساسي تنتقل بعده إلى المراكز األخرى - 2

عبر مجموعة من العوامل. وبالتالي فإن مفهوم الصدفة التاريخي في انتشار المساهمات الحضارية

3على الشعوب االستعمارية يتناول اآلثار الثقافية واالجتماعية واالقتصادية التي خلفتها نقدي هو خطاب؛ واالستعماريةما بعد هي مرحلة -

.والعلوم السياسية وعلم االجتماع الفلسفة: مل مجاالت عدة من األبحاث أبرزهادراسات ما بعد االستعمارية تش .لالستعمار والدول التي خضعت .وعالقات القوة في المجتمعات نظرية المعرفة الذي يربط ما بين ما بعد الحداثة كما يرتكز هذا الخطاب على فكر

Albin Michel combats 428,p. Paris 1965عن المثاقفة، نقال مفهوم مساءلة السعداني: خليل خليل - 4

10

أو التغيير عملية أنها "يرى: من بالمثاقفة فمنهم المقصود توضح التي والمفاهيم اآلراء كثرت

ثقافتين إلى تنتمي الشعوب بأكملها، أو الناس من جماعات تدخل حين يطرأ الثقافي الذي التطور

تلك في األصلية السائدة الثقافية األنماط في تغيرات حدوث عليهما تفاعل يترتب أو اتصال في مختلفتين،

-فيتز هرسكر - )ميلقن منهم والباحثين، العلماء من عليه مجموعة اتفق التعريف، قد الجماعات. وهذا

1 ."ردفيليد روبرت -لنتون رالف

من العديد عليه اصطلح ما وهو األمم والثقافات بين الثقافي التواصل" :تعني أنها يقول من وهناك

2").الفكرية )االنتربولوجيا الكتابات

أو قوية ثقافة تأثير تفيد التي تلك ،أيضا مفهوم المثاقفة في قريب وقت حتى االستشراق اندرج كما

الثقافة حال هو هذا وكان مغزوة ومقهورة، و مستضعفة أو ضعيفة ثقافة على وقاهرة، مستقوية وغازية

.الجنوب بلدان المحلية في والوطنية القومية الثقافات على الشمال بلدان في االستعمارية، الغربية

أخرى، وهو على ثقافة هيمنة أنها مفهوم يؤكد للمفهوم، قيمتين بين اتضارب هناك أن والحق،

المميزين كتابيه في سعيد، إدوارد بجالء أوضحه فقد بعده، وما "الكولونيالي"الخطاب جوهر

"االستشراق"3"مبريالية.إلوا الثقافة"و

4تداخل االستشراق افتضاح من الثقافية للتبعية نقد عملية وهما

يرى هذا حيث الثقافي، الغزو أو الثقافي االستعمار الهوية ومواجهة استرداد نحو المثاقفة، مفهوم في

بعد ما الخطاب هيمنة ثرإ الحضارية، ميدان المثاقفة في األبرز هي الثقافية السلطة إن المفهوم

الخصوصيات على في التغطية والهيمنة، واالستقطاب االستتباع تبعات يضاعف الكولونيالي، الذي

القومية. الهوية وعناصر الثقافية5

،"أخرى ثقافة لتلقيح لمحتويات ثقافة إثراء أنها: "فيرى للمثاقفة، اآلخر المفهوم أما6 إن حيث

تحت الوقوع ألحد على محيد وال نفسه ويفرض مفاعيله، ويولد حقيقته المميز، يخلق القوي النص

.المفكر المعترض دخول عليه دخل لو حتى تأثيره،

ص أنموذجا النفسي المنهج الحديث العربي النقد األدبي في المنهج إشكالية في بحث المستعار: الزهراني: العقل سعيد عبد صالح - 1

للفكر المعهد العالمي منشورات عارف، محمد نصر المفهوم، المصطلح وداللة لمسيرة دراسة) المدنية الثقافة، عن الحضارة، نقال(1

.04، ص: 0114، 0 ط ، الرياض اإلسالمي، للكتاب العالمية والدار األمريكية، المتحدة بالواليات اإلسالمي .mosta.dz/texte/ap 10/08 .التراث، حوليات احمد مجلة بن قويدر -2 .0180 العربية، األبحاث بيروت، مؤسسة ديب، أبو مال : ترجمة اإلنشاء، السلطة، المعرفة، االستشراق، سعيد: إدوارد -3 .0181 العربية األبحاث مؤسسة بيروت، واالمبريالية، الثقافة :سعيد إدوارد -4

.08مرجع سابق ، ص: االستشراق، سعيد: إدوارد -5 احمد، مرجع سابق. بن قويدر -6

11

جل أن إذ االستعباد، لثقافة االنصياع يعني أبعد من فال للمثاقفة، أمريكي( -وروالمفهوم )األ أما

المتوحش تحضير :بعينها منها مقوالت المفهوم هذا يتبنى حيث الغربية. االنتصار للمركزية همها

تسعى إذ الثقافي، واالستعمار االستعالء نظرة تعكس التي من المقوالت الخ... المتخلف ومؤاخاة

هويته. وتذويب اآلخر الحتكار1

:المعكوسة المثاقفة -9

الثقافات احترام على يركز للمثاقفة، مفهوم معاكس ظهر أمريكي( -)األورو المفهوم إثر وعلى

تهانم المعكوسة المثاقفة هذه مسمياتها وأوصافها، كانت مهما الثقافات بين والتأثير وعلى التأثر ،األخرى

االستشراق إقرار وبدا الثقافات الغربية، في واإلسالمية العربية بالتقاليد اعترافا األدب المقارن دراسات

االستعالء خطر للتقليل من الغربية، الثقافة في اإلسالمية العربية الثقافة بمكانة اعترافا بذلك، األوربي

.تهميش هويتها أو أصاالتها ونفي الثقافية، الخصوصيات استهدافا إلمحاء الثقافي، التذويب أو الثقافي

المؤثرات جعل الذي المعرفي، بنقد التلقف االستشراق اشتغال إلى المعكوسة المثاقفة استندت

نأ الباقي اإلنسانية دراسة تراث يؤكد بينما واإلسالمية، العربية الثقافة مضمار السائدة في هي األجنبية

تأثير أيما العربية أثر وثقافته اإلسالم وأن أنواره، تخفت لم والثقافات والحضارات الشعوب بين التفاعل

حضارة اإلنسان، في واإلسالم العرب إسهام منصفون مفكرون ومبدعون فتبنى البشري، العمران في

شمس (الشهير كتابها في (زيغريد هونكهإلى ) الضخم )قصة الحضارة(، شعره في ديورانت( ول (من

التاريخية العرب لمكانة االعتبار إعادة المعنى، تسعى إلى بهذا الغرب(. والمثاقفة على تسطع العرب

المتكررة. المثاقفة لمقوالت دفعا والفكرية واإلبداعية2

اإلسالمية العربية الثقافة تأثير عن بعامة والتي تتحدث المعكوسة المثاقفة عن الكثيرة للكتب وكان

إلى النظر لفت في بارزا دورا بالدرجة األولى، االستشراقية الدراسات على اعتمادا الفكر الغربي، في

بدوي الرحمن لعبد "الفكر األوربي تكوين في العرب دور" أمثال: العربية، العربي والثقافة الفكر

فضل لدانتي( لصالح" )اإللهية الكوميديا في اإلسالمية تأثير الثقافة"و (0261 )بيروت

)بيروت الموسوي جاسم لمحسن "األدب االنكليزي نظرية في وليلة ليلة ألف"( و0270)القاهرة

(. وهناك0220 لمكارم العمري )الكويت الروسي( األدب في وإسالمية عربية و )مؤثرات (0226

.44. ص:81 ،العدد 0111الصباح جريدة مفهومين، بين اليوسف: المثاقفة يوسف -1 .01. ص: أنموذجا( اإلسالمية العربية الثقافة في االستشراق )تأثير المعكوسة، والمثاقفة المثاقفة الهيف: أبو هللا عبد -2

12

بروسنان ليفي لمؤلفه "إسبانيا في العرب حضارة: "أمثال المعكوسة هذه النظرة تؤكد معربة كتب

الماضي"و (0279 )القاهرة ليو تولستوي الشهير لمؤلفه "النبي محمد حكم"( و0221 )القاهرة

وهو (0222 )الكويت رانيال ل.أ لمؤلفه "الغربية اآلداب الشعبية أصول: والغرب العرب بين المشترك

.الغربي العالم إلى بعينها آداب عربية انتقال موضوع إلى تشير منهجية غربية دراسة

العربية للسردية العميق بالتأثير )بورخيس( اعترفوا أمثال الكبار الكتاب من اكبير اعدد هناك إن

الثقافات في العربية واآلداب العربية واإلسالمية الثقافة تأثير بوضوح يؤكد ما وهو ،السردية الغربية في

والعقائد األديان حوار على يقوم"الذي الحضارات حوار نداء ضمن التأثيرات هذه لقد تنامت. األجنبية

."والثقافات1

جدل الجمالي والفكري: -3مح

والحذر بالتباين يتسم المثاقفة تجاه والمثقفين العرب المفكرين موقف اليوم، إن المالحظ من

على نفسه الوقت في يؤكدون اآلخر وثقافته، على واالنفتاح المثاقفة بأهمية يعترفون فهم حين الشديدين،

الثقافات مختلف بين واالحترام المتبادل المتكافئ التفاعل يعني الذي المثاقفة بين مفهوم التمييز ضرورة

والعولمة والخصوصية واالستالب الثقافي والغزو التبعية مثل منه أخرى قريبة مفاهيم وبين ،والشعوب

.الخ..واألمركة والغربنة الثقافية

عند تقف وال فاعلة، ذاتا تفترض مثاقفة معاصرة عن لإلعالن المالئم الثقافي الشرط نملك فهل

المعطلة؟ الذات

اجزء يكرس ، أنه"الجابري عابد محمد"المفكر كتابات في نجد الحصر، ال المثال سبيل على

مسألة الثقافة. كتابه في خاصة الثقافي واالحتراف الثقافية لقضايا التبعية كتبه من كبيرا2 أما الدكتور

مفهوم المثاقفة به المتصلة والمفاهيم الثقافي الغزو حول من دراسته استبعد فقد "الهيف أبو هللا عبد"

الثقافية العالقات فيه تسير الذي السلبي االتجاه تدلل على التي األخرى المفاهيم مختلف برصد وقام

إلى باإلضافة ،تلك دراسته في "أبو الهيف" يقدمها التي المفاهيم ومن أبرز والغرب، الشرق القائمة بين

لمفهوم نقد بتوجيه وينهي دراسته. والتنميط والتغريب والتبعية االستقطاب مفهوم ،الثقافي الغزو مفهوم

.00ص: .السابق المرجع الهيف: أبو هللا عبد - 1 .010.ص:0110 بيروت، الثقافة، مسألة الجابري: عابد محمد - 2

13

له فيختار أنه غزو يرى ال من فمنهم الكثيرين لدى محيرا الثقافي أمر الغزو يزال وال: "قائال المثاقفة

مغزوة في ثقافة قاهرة غازية ثقافة تأثير فيه يجد وال وتأثيره من شانه يهون من ومنهم أخرى، مسميات

العالقات عن لها نهاية ال حججا ويوردون معرفيا وحضاريا تالقحا المثاقفة يعدون وإنما مقهورة،

تحول في اآلخر على االنفتاح دراسة التنبه عند ضرورة على الهيف أبو ويؤكد الشعوب، بين الثقافية

وقيم والتكنولوجي التطور الصناعي بين الربط ويتم اآلخر. وثقافة ثقافتنا بين إلى مفاضلة المقارنة

الثقافة وإزالة ثقافة اآلخر لهيمنة تمهد افيةثق ازدواجية هو نخشاه ما إن الثقافي، ويقول والتطور الهوية

"التحديث. مبرر تحت الوطنية1

المقاومة ضمن نفسه وجد فقد الخطاب االستعماري محللي من وهو "إدوارد سعيد" المفكر أما

استعداده في الناقد على دور "سعيد"إدوارد ويؤكد تقريبا، مكان كل في نفسها الوطنية لإلمبريالية

مع المتن الثقافي إلى إحضارها جلأ من ؛المهمشة األقليات على مع انفتاحه ذاته النقدي الخطاب لمساءلة

هيمنة من الناقد تحرير جلأ ومن نسانيإ عالمي تحقيق خطاب جلأ من ؛والعرفية القومية الحدود كسر

قوة بسبب الغربية والمركزية الهيمنة على نظرية "إدوارد سعيد" يؤكد حيث عليه، العمياء االنتماءات

المسيطر.2

يرد إذ ؛"والممتنع الممنوع" كتابه في "حرب علي" موقف الموقف، هذا من النقيض على ويأتي

الجراحة مارستها الثقافي التي االغتصاب عملية عن يتحدث ومن الثقافي مقولة الغزو على فيه

القوي المميز النص إن" :قوله حد على المعاصر، العربي على الفكر الليبرالية الثقافية االستعمارية

،الضخمة واألعمال الرائعة النصوص شأن هو هذا ويؤكد أن نفسه ويفرض مفاعيله ويولد حقيقته يخلق

على ويؤكد كما مغلوبين، أو أهلها غالبين كان سواء واالنتشار والنفاذ التأثير على القدرة أنها تملك

.واحد إن في الغرب ومن ذواتنا من نغير موقفنا نأ ضرورة 3

هذا ينبع العربي، للمفكر متضادين بين موقفين الحاصل والتصادم التناقض لنا يتجلى هنا، من

إشكالية إلى الموقف هذا حيث يقودنا الثقافية، الخصوصية عن والبحث الهوية أزمة أساسا من التصادم

واآلخر. واألنا واالندراج القطيعة مفهومي بين ضياع من الفكر العربي به يمر وما االنتماء

.01. ص: 00العدد: حوار الحضارات. آليات أبرز التراث:المثاقفة حوليات مجلة - 1 .00ص: واالمبريالية. سعيد: الثقافة إدوارد - 2 .001 :ص ،0111سنة 0: ط المغرب، الدار البيضاء والممتنع، الممنوع :حرب ينظر:علي - 3

14

إلى وتجره لذاته ذاته وتستثمر العربي الخطاب تؤسس عزلة اآلخر ورفض القطيعة أن والحق،

اإلنساني الحراك داخل الحقيقي اكتشاف موضعه عن وتبعده ومعرفيا وثقافيا تاريخيا تغيبه طمأنينة

الثقافية، خصوصيتها العربية وطمس الهوية إذابة حد إلى باآلخر واالندماج أن االندراج كما للمعرفة.

على قادر مستهلكا غير ووعيا األعمى التلقف أسير يجعله مما ،لالنكسار والتقوقع ويعرضه الفكر يشل

.الخاص وكيانه تفرده صياغة

:نقد النقد ومسايرة المصطلح النقدي -4مح

البد وعليه ،الهوية إلنتاج أساس شرط ووعي الذات العالم، في للوجود أساس شرط اآلخر وعي إن

يعزز مما، المتفوقين بين ويشكل تفوقه عزلته ويجتاز المعرفية صراعاته يستثمر خطاب منتج من

.أخرى من جهة إنسانيته ومحققا جهة، من فرديته داعما النشاط اإلنساني، داخل عضويته

من أساس على التي تقوم هي تحقيقها إلى نسعى التي الفكرية المثاقفةالمسايرة النقدية و إن

اآلخر واالعتراف بخصوصية والتسامح واالحترام الندية على واآلخر قائمة األنا بين الضمنية الشراكة

أمنح "إنني قائال: ذلك عن "غاندي المهاتما" عبر وقد كافة، الغزو الثقافي إشكال وترفض كما واختالفه،

"جذوري. من تقتلعني ريح أن أية أتحدى ولكنني والريح، للشمس نوافذي تعد المعنى اذبه والمثاقفة 1

إنسانية ومعطيات قيم من لديه واستثمار ما اآلخر معرفة إلى خالله من مةأ كل تسعى رافدا مهما

.الهوية وثوابتها بمقومات مضر وغير خالق بشكل الثقافي تنمية كيانها وإلى، وحضارية

:مسايرة فكرية النقدية المثاقفة

قد، عملهم عليها يقوم التي المنهجية يحاولون تطوير الذين المقارن األدب إطار في الباحثين إن

. المثاقفة ظاهرة تفرزها التي اإلشكاليات من لكثير قبل غيرهم تصدوا

انفتاح من العربي النقد يعيشه لما ؛العام بشكلها المثاقفة أبواب من باب إال النقدية المثاقفة وما

العقود خالل النقدي الحداثي االنفجار استطاع فلقد .تحوالته بكافة الغربي النقدعلى واسعة ومثاقفة

القرن عشر ومطلع التاسع القرن خالل سادت التي والمناهج من المفاهيم الكثير يقلب نأ األخيرة الثالثة

الدراسات حققتها التي الكشوفات بفضل جديد ضوء النقدية على الرؤية صياغة يعيد نأو العشرين،

البنيوية :منها متعددة اتجاهات في تمثلت والتي ،األدبي النقد مجال في واألسلوبية والسيمولوجية األلسنية

.....ذلك إلى وما النسائي الجديد والنقد السوسيولوجي والنقد والتلقي القراءةو نقد والتفكيكية واتجاه

.. مرجع سابقالحضارات حوار آليات أبرز المثاقفة التراث: مجلة حوليات - 1

15

الغربية الثقافة مع تثاقفه في النقدي مشروعية االشتغال في البحث إلى جزئيةال هذه وتقودنا

للعقل المشكلة الفلسفية لها مرجعيتها وخطابات مقوالت من الثقافة هذه تقدمه بما ،وأطروحاتها النقدية

االنفتاح عن فضال ،لإلبداع العربي المعاصرة النقدية القراءة في الواقع هذا نجد مبررات ال إذ ؛الغربي

المتمثلة الناقد العربي أزمة بلور الذي األمر. التطبيقي واإلجراء للمنهج الغربي المفهوم لسلطة المطلق

على تبني القدرة عدم وبالتالي المعرفية وخلفيته، الغربي لفلسفة الناقد الكامل التمثل على قدرته عدم في

.العربية ثقافتنا في الغربية النقدية والمناهج المفاهيم

:والنقد البالغة بين -5مح

التساؤالت من الكثير ـ زالت وال ـ أثارت القديم العربي األدب في والبالغة النقد بين العالقة إن

كانت والبالغة بالغيا، نقدا كان فالنقد القديم. النقد على البالغي الجانب هيمنة بسبب وذلك والنقاشات،

واعتماد البالغة، وفنون مقوالت على النقد اعتماد ذلك ومعنى األعم. الغالب في وهذا نقدية، بالغة

البالغة أبو هو" إبراهيم الرحمن عبد مصطفى يقول كما األدبي فالنقد النقدي، الحس على البالغة

الصلة توثقت ولهذا عنه، وتنبثق إليه تنسب فهي درجت، رحابه وفي نشأت، حجره في العربية

1بينهما."

امتزاجهما مدى له يتبين األولى، األربعة قرونه في وخاصة والبالغة النقد لبدايات والدارس

ومساحة االنطالق نقطة في هدفهما وحدة على يقف بل والتكوين، النشأة طور في الوثيق وارتباطهما

المباحث تداخلت فقد خاصة، المرحلة هذه في بينهما الفصل العسير من جعل االمتزاج وهذا العمل،

مرحلة قبل اآلخر عن علم كل يميز بما والحدود الفواصل وضع همع يصعب تداخال والنقدية البالغية

البالغة تظهر ولم بنفسه، مستقال علما ظهوره، عند يظهر لم النقد أن ذلك أسباب من "ولعل التقعيد،

طبيعة إلى يعود وذلك أيضا، بنفسه مستقال غيرهما يظهر لم وربما بنفسه، مستقال علما ظهورها عند

2علم." لكل األولية المعالم تثبيت فيها تم التي األولى، المرحلة في العلوم في التأليف

يجد اتجاهات، في القديم النقد صنف مهما الباحث أن يرى فهو مطلوب؛ أحمد كذلك يقره ما وهذا

العربي النقد فإن قيل "ومهما يقول: ثم كثيرة، أسباب إلى ذلك ويرجع بالغيا، كان العربي النقد أن

.084 ص: م،0118 دط، مصر، القاهرة، للطباعة، مكة العرب، عند القديم األدبي النقد في إبراهيم: الرحمن عبد مصطفى -1

.011 :ص م، 0111 ،0ط لبنان، بيروت، العربي، االنتشار مؤسسة والتجديد(، والنشأة )المصطلح والنقد البالغة كريم: محمد الكواز -2

16

فن بكل حفلت التي العربية اللغة سمات أهم وألنها أركانه، أهم ألنها وثيقا ارتباطا بالبالغة مرتبط

1 بديع."

العرى تلك يشبه حيث بديعا؛ وصفا والبالغة النقد بين العالقة تلك يصف األسود حسين نجد كما

ي بالحبل والبالغة النقد بين الوثيقة ه بأمه، الجنين يربط الذي السر " فيقول: إليه، يحتاج ما بكل ويمد

ما القديم بالنقد البالغة تجمع التي األصول عن والحديث الذي الدقيق السري الحبل عن حديث هو إن

ا بالنقد. البالغة يصل العربية، البالغة تفرزها التي الجمالية الطاقة فهو وعلته الحبل هذا وجود سبب أم

تستند أحكام عام بوجه والنقد جمالية، عناصر فالبالغة النقدية، األحكام في الطاقة هذه أسباب اعتماد ثم

2العناصر." هذه إلى

والفرع بالكل، الجزء عالقة به وعالقتها األدبي، النقد رحم من جذوره تمتد نبت فالبالغة

هدف كان "وإذا البالغة، قواعد عليه وقامت منه استقت الذي األساس وهو المنبع هو فالنقد باألصل،

به التنديد ضمعر في القبح وذكر به، واإلشادة مظاهره، إحصاء ومحاولة الجمال، عن البحث النقد

وأصول فصول في صيغت الجمال، مظاهر ومجتمع البحث، هذا ثمرة هي البالغة فإن منه، والتحذير

3وقواعد."

كتاب خدمة هو بالبالغة يهتمون المسلمين جعل الذي الرئيس العامل أن إلى هنا نشير أن والبد

في الفطري الذوق سليقة فيهم عفتوض بغيرهم، الفصحاء العرب اختلط فلقد إعجازه، وبيان هللا،

اإلسالم دعوة إن ثم الخصوص، وجه على القرآني والنص عموما، األدبية النصوص مع التعامل

هذا فكان وإعجازه، القرآن بالغة في ومطاعن شكوك أثيرت كما لغاتهم، في مختلفين أقوام إلى وصلت

كتاب فهم على عونا لهم لتكون أقسامها وموضحين هافنون باحثين البالغة إلى اتجاههم في األسباب أهم

الكثير السامي الهدف هذا إلى أشار وقد مواضيعها. في والتأليف تفاصيلها، في البحث على فانكبوا هللا،

ن مة في يقول العسكري هالل أبو فهذا البالغة، في ألفوا مم هللا علمك اعلم " )الصناعتين(: كتابه مقد

بعد ـــ بالتحفظ وأوالها بالتعلم، العلوم أحق أن أهله: من وجعلك لك، وقيضه عليه، دلكو الخير،

تعالى، هللا كتاب إعجاز يعرف به الذي الفصاحة، ومعرفة البالغة، علم ـــ ثناؤه جل باهلل المعرفة

، الناطق شد، سبيل إلى الهادي بالحق ة ةالرسال صدق على به المدلول الر ة، وصح رفعت التي النبو

.010ـ 011 :م، ص0180(، 0و0، ج)08ينظر: مطلوب أحمد: النقد البالغي، مجلة المجمع العلمي العراقي، مج -1

، 80سوريا، المجلد هـ، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، 4حسين: أصول العالقة بين البالغة والنقد القديم حتى نهاية القرن األسود -2 .004م، ص 0110، 0ج

.01ـ 08 :م، ص0111، 0طبانة بدوي: قدامة بن جعفر والنقد األدبي، المطبعة الفنية الحديثة، القاهرة، مصر، ط -3

17

ين، منار وأقامت الحق أعالم علمنا وقد بيقينها. الشك حجب وهتكت ببراهينها، الكفر شبه وأزالت الد

ه ما جهة من القرآن بإعجاز علمه يقع لم الفصاحة بمعرفة وأخل البالغة، علم أغفل إذا اإلنسان أن خص

اللطيف، واالختصار البديع، اإليجاز من به شحنه وما التركيب، وبراعة التأليف، حسن من به هللا

نه الوة، رونق من وجلله الحالوة، من وضم إلى وسالستها، وعذوبتها وجزالتها، كلمه سهولة مع الط

1فيها." عقولهم وتحيرت عنها، الخلق عجز التي محاسنه من ذلك غير

للبالغة، الذهبي العصر الدارسين من الكثير يعتبره ما وهو ،الهجري الرابع القرن نهاية ومع

كتابيه الجرجاني القاهر عبد فألف " بها، خاص اصطالحي ومفهوم بمدلول البالغة كلمة تميزت

خون ويقول اإلدراك. تمام المدلول لهذا مدرك وهو اإلعجاز(، و)دالئل البالغة( )أسرار للبالغة المؤر

علم في البالغة( )أسرار كتاب بتأليفه العلم، لهذا الواضحة األسس وضع الذي هو القاهر عبد إن

2المعاني." علم في اإلعجاز( و)دالئل البيان،

ا هما مختلفتين، بمدرستين أو باتجاهين تأثرت العربية البالغة أن كذلك، إليه اإلشارة تجدر ومم

نهائيا واستقاللها وتميزها البالغة ثراء في الكبير الدور الهم وكان الكالمية، والمدرسة األدبية المدرسة

األدبي. النقد عن

وكان والسليم، الرفيع الذوق على يعتمد بحت، أدبي بطابع البالغة بحوث طبعت األدبية فالمدرسة

واضح أثـــر والشعراء للكتاب كان كما ذلك، على المساعدة العوامل أهم الكريم القرآن إعجاز بيان

ا المدرسة، هذه البالغة،في على وبارز منهج عن بعيدة أدبيا اتجاها تتجه مبكر عهد منذ جعلها مم

ها األخرى المدرسة عن تميزها التي خصائصها الكالمية،ومن المدرسة بالتحديد كثيرا تهتم لم أن

المقاييس واستعملت الفلسفة، ومسائل المنطقيات وحاربت ونبذت تعمق، غير فعلى فعلت وإن والتقسيم،

ة التعليل، تستطيع مرة نجدها ولذلك األدب، على الحكم في الفنية إلى ذلك،وترجعه تستطيع ال ومر

في رجالها أسرف كما لفهمه، كبير عناء إلى يحتاج ال سهل كتبها وأسلوب الفني، واإلحساس الذوق

نت التي كتبها وأهم واألمثلة. الشواهد ذكر المعتز،وكتاب البن )البديع( كتاب خصائصها تضم

القاهر لعبد البالغة( و)أسرار الخفاجي، سنان البن الفصاحة( للعسكري،و)سر )الصناعتين(

.000:ناعتين، صالعسكري: الص -1

.081 ـ 084 ص العرب، عند القديم األدبي النقد في إبراهيم: الرحمن عبد مصطفى -2

18

و)بديع األثير، البن الكبير( و)الجامع السائر( و)المثل منقذ، البن الشعر( نقد في و)البديع الجرجاني،

1وغيرها. صبع،اإل أبي البن التحبير( و)تحرير القرآن(

را الكالم وعلم والمنطق الفلسفة لتأثير ونتيجة واإلسالمي؛ العربي الفكر في البالغة على مبك

ق البالغي الدرس على ذلك انعكس بعده. وما للهجرة السادس القرن في جلي ا وظهر األثر، هذا وتعم

مانعا، جامعا التعريف وجعل لعقلي،ا والتقسيم الدقيق بالتحديد اهتمت التي الكالمية المدرسة فكانت

وقد األدبية، األمثلة من واإلقالل وحصرها، الموضوعات بحث في المتكلمين أساليب واستعمال

ا شيء، كل أصل عندهم المثال أو الشاهد صحة ألن فيها؛ جمال ال أمثلة يذكرون يبعث وما جماله أم

البالغة على نتائجها أبرز من وكان إليه، عنايتهم هوايوج فلم فني شعور أو إحساس من النفس في

دت مالمحها تبلورت أن العربية وتبويبها، وتقعيدها وترتيبها، شتاتها، بجمع وذلك معالمها، وتحد

في اإليجاز )نهاية كتبها وأهم البديع. وعلم البيان، وعلم المعاني، علم هي: علوم ثالثة إلى وتقسيمها

للقزويني و)اإليضاح( المفتاح( و)تلخيص للسكاكي العلوم( و)مفتاح الرازي الدين لفخر اإلعجاز( دراية

التلخيص شروح من وغيرها السبكي، الدين لبهاء المفتاح( تلخيص شرح في األفراح و)عروس

2األخرى.

ا المشارقة، عند العربي األدب في بالبالغة النقد عالقة عليه كانت ما وبإيجاز إجماال هذا إذا أم

جنا ا يختلف ال األمر فإن اإلسالمي المغرب في العربي النقد إلى عر فمفهوم المشرق، في رأيناه عم

فترة إلى المغاربة عند ما نوعا ومضطربة متداخلة ظلت منها قسم كل وألوان تقسيماتها، و البالغة

رة. أن المغرب في العربية البالغة تتبعم يرى " والتأويل(: )التلقي كتابه في مفتاح محمد يقول متأخ

رة عصور في إال تسد لم البالغة( )علم بـ التسمية المعاني الثالثة: للعلوم شامال علما باعتبارها متأخ

مته؛ في خلدون ابن ذكره بما ذلك على ويستدل 3"،والبديع والبيان مصطلح)البيان( استعمل فقد مقد

اسم المحدثين عند الثالثة األصناف على "وأطلق بقوله: ذلك خلدون بنا علل وقد )البالغة(، به ويقصد

ل األقدمين ألن الثاني؛ الصنف اسم وهو البيان، د 4".فيه تكلموا ما أو بذكر الحكم هذا مفتاح محمد ويؤك

يستعمل ثحي البديع(، أساليب تجنيس في البديع كتاب)المنزع صاحب بالسجلماسي يتعلق األول مثالين؛

ـ 01ص م، 0111 ،0،ط العراق العلمي، والبحث العالي التعليم وزارة والتطبيق، البالغة حسن: كامل والبصير أحمد مطلوب ينظر: -1

.00 ـ00

.00ـ 00ينظر: المرجع نفسه، ص -2 .00م، ص0114 ،0مفتاح محمد: التلقي والتأويل مقاربة نسقية، المركز الثقافي العربي، بيروت، لبنان، ط -3 مة ، ص -4 .400ابن خلدون: المقد

19

د ما كثيرا أنه إال و)البديع(، البالغة( و)صنعة البيان( )علم هي: تسميات، ثالث البيان( )علم يرد

صناعة في المريع كتاب)الروض صاحب العددي، المراكشي البناء ابن هو والثاني البالغة(. و)صنعة

ث البديع(، من وأعم أشمل العلم أن ويرى (،البيان )علم وعن البديع( و)صناعة )البالغة( عن فيتحد

ا الجزئيات، ويميز الكليات يميز العلم ألن الصناعة؛ تنضبط التي الكلية القوانين فتعطي الصناعة وأم

و)صناعة البالغة( )صنعة من وأشمل أعم البيان( )علم أن إلى يخلص هذا وعلى الجزئيات، بها

1البديع(.

:ج المعرفةنقد النقد وإنتا -6مح

لـم يحـظ خطـاب نقـد النقـد باهتمـام كبيـر مـن قبـل البـاحثين، وال مـن قبـل البحـث الجـامعي،

مثلمـا حظيـت بـه الدراسـات األدبيـة األخـرى. وربمـا ال تقتصـر هـذه الظـاهرة على البحث الجامعي

الحديثـة، بل إن قراءة كتـاب علـى كتـاب نما هي ظاهرة أيضا فـي الدراسـات األدبيـة إالعربي فقط، و

"تودوروف"تثيـر اهتمـام القـراء كثيـرا سـواء فـي أدبنـا أو فـي بعـض اآلداب األخرى، كما يرى ال

. "نقد النقد"في كتابه

ذا كـان االهتمـام بنقـد النقـد حـديثا، فـإن تطـور إمكانيـة البحـث فيـه راجـع إلـى تطور البحث إو

ل السيميائيات وطرق تحليل علوم اإلنسانية والدراسات اللسـانية، والدراسـات األدبيـة الحديثـة، مثـفي ال

ذا كان النقد يتخـذ مـن العمـل األدبـي موضـوعا لـه، فـإن هـذا النقـد نفسـه يصـبح وإ. الخطاب

فة للغة األدبية األولى ـ لغة موضـوعا فـي نقـد النقـد. وبعبـارة أخـرى، فـإن النقـد الـذي يعتبر لغة واص

. غيـر أن هـذه اللغـة تمتلـك قـدرة علـى ضـبط لغـة واصـفة للغـة واصـفةالعمل األدبي ـ فإن نقد النقد

موضـوعها مـن خـالل لغـة تسـعفها علـى الوقـوف علـى كيفيـة اشـتغال اللغـة النقديـة األولـى. وعليـه،

ه حينما يقوى على تأطير موضوعه بأدواته النظرية والمنهجية فـإن خطـاب نقـد النقـد ينتج لغت

2.والمصطلحية التي تميزه عن الخطابات األخرى

النقدية عـرف األدب العربـي الحـديث لونـا مـن نقـد النقـد الـذي اهـتم بالخطابـات العربيـة

في ات النقدية وتتبعها مـن خـالل رصـد مختلـف الممارسـ س بها، وعمل جاهـدا علـى التحسالقديمة

النقــد "، و"إحسـان عبــاسـ"، ل"تاريخ النقد األدبـي عنـد العـرب"سيرورتها التاريخية؛ مثل:

محمـد منـدور " ، حــول"محمــد بــرادة"، وبحــث "محمــد منــدورـ"، ل"المنهجــي عنــد العــرب

.04 :ص .مفتاح محمد: المرجع السابق -1 . 08 :. ص 0101 ،شباط ،2ك، مجلــة الفكــر العربــي المعاصــر ،المصــطلح ونقــد النقــد العربــي الحــديث :أحمــد بوحســن - 2

20

توفيق "، وبحث "جماعـة الـديوان" ، حـول"محمـد مصـايف"، وبحـث "وتنظيـر النقـد األدبـي

من األبحاث التي ال لـى غيـر ذلـك إ، و"مفهوم األدبية في التـراث النقـدي العربـي" ، حول"الزيدي

.يتسع المقام لذكرها هنا

غير أن هذه األبحـاث المنجـزة فـي مجـال نقـد النقـد، كانـت تسـعى إلـى أن تخـرج بخالصـات

د العربـي، لهــا عالقـة بالتـاريخ الخطــي للنقـد أكثـر مــن اهتمامهـا بنقـد النقـد هامـة فـي تــاريخ النقـ

ذاتـه، ومـن ثـم ال تسـعفنا كثيـرا علـى تشـييد خطـاب نقـد النقـد، الـذي يسـعى الكتسـاب وضـعيته

1.مختلفة الحديثةالتعبيرية ال االعتباريـة داخـل المنظومـة األدبيـة الحديثـة بأجناسـها وأشـكالها

، يسـعى إلـى " تطـوير ممارسـته عن طريق "أحمـد بوحسـن"إن نقد النقد المعاصر، كمـا يـرى

عه، في إطار التعالق الحاصـل بــــين الدراســــات وشحذ أدواته ومساءلة إنجازاته والوعي بموض

باســــتمرار الوضــــعية االعتبارية لنقد النقد اإلنســــانية واللســــانية واألدبيــــة المختلفــــة. وتتحــــدد

حينما نجده يصوغ لغته الواصفة الممتلكة لألسس النظريـة والمنهجيـة واالصطالحية، يقوى بهـا علـى

ـز بـذلك تقليـدا خطابيا يستطيع أن يفتح آفاقا جديدة في ؛ ويرك نسـج أنسـاقه ووضـع سـننه الخاصـة

2."المعاصرة الدراسة النقدية العربية

ذا كان كل خطاب يقوم على اللغة التي تدفعـه ليكتسـب هـذه الصـفة أو تلـك ، فـإن خطـاب نقـد وإ

"يتميـز بلغتـه االصـطالحية التـي يعتمد عليهـا، أو مـا يعـرف ":أحمـد بوحسـن"النقـد، كمـا يقـول

3."تهاالف مصطلحاتها ودقبالمصـطلح. ولعـل مـا يميـز العلـوم بعضـها عـن بعـض هـو اخت

" والحـــق أن مفهـــوم " قـــراءة القـــراءة " أو " نقـــد النقـــد " لـــيس مفهومـــا جديـــدا إال

ال فـإن قـدماء النقـاد العـرب، وشـراح النصـوص الشـعرية كـانوا مارسوا، ؛ وإبإطالقـه االصـطالحي

إمـا جزئيـا ) كـأن يعتـرض : "قـراءة القـراءة"مصطلح " ، تحتهم أيضا، ما يعرف لدينا، نحن اليوم

ليضـيف إلـى قراءتـه، أو "يصـحح" علـى مـن سـبقه ليعارضـه ويخالفـه، أو ئقـار /محلـل أو شـارح

مـا شـموليا حيـث نلفـي كثيـرا مـن قـدماء الشـراح وقـرائهم يعمـدون إلـى وإ ،مظهـرا مـن مظاهرهـا (

ءة سـابق بجـذاميره فيعيـدون قراءته في ضوء مـن المعرفـة الجديـدة، أو علـى نحـو عمـل مـن القـرا

أبـو عبـد اهللا "الـذي قـرأ مـا كـان قـرأه "أبـو محمـد األعرابـي"مـن الـذوق مخـالف، كمـا فعـل

. 08 :المرجع نفسه. ص - 1

.08 :المرجع نفسه. ص - 2

.08 :المرجع نفسه. ص - 3

21

يأتي . وهذا شأن ال يكاد الحصر "حماسة أبي تمام"أبيات مـن "الحسـين علـي النمـري البصـري

1."عليه

أن العرب قد عرفوا " قراءة القراءة " تحت أشكال مختلفة، كما يبــدو مــن "علي حرب"ويرى

تــاريخ التاريخ " كما "مثــل ،ــد بعــض ذلــك النشــاط النقــدي المتنــوعالمصــطلحات التــي تجس

اريخ وتحليلـه فــي ضــوء كتابــات التـي عمـدت إلـى نقـد التـ "ابـن خلـدون"هر مـن بعـض كتابـات ظي

تفســير التفســير" إذ انصــرفت العنايــة إلــى نقــد الكتابات التفسيرية السابقة مثل و" تاريخيــة ســابقة

"تفسـير الـرازي"التي كتبت علـى هـامش كثيـر مـن كتـب التفسـير، أو مثل ما نجده في الحواشي

الـذي يتعـرض كثيـرا ألقـوال المفسـرين السـابقين عليـه بالنقد والتجريح، وطرح األسئلة الحيرى أو

المنقذ في كتابه " "الغزالي"رء جوابـا. ومـن هذا الوادي، أيضا، ما فعله مالتعجيزية التي ال يملك لها ال

" .من الضالل

ابتـدأ فـي مسـيرة النقـد العربـي بسـلوك منعـزلنقـد النقـد" "أن 2"علـي حـرب"وهكـذا يالحـظ

التي قاتالتعلي مـا نقضـا لتحليـل لـم يلـق القبـول، وهـذا يظهـر مـن تلـكوإ ،لقـراءة سـابقة اجـاء إمـا رد

" مشكل أبيات المتنبي" لـ ى في قراءتهالذي تصد "ابن سيده"كانت تكتب حول المقروء، كما فعل

.لقراءة من سبقوه

يعنــي وجـود قــراءة تنسـج مـن حــول قـراءة أخــرى "علـي حــرب"فمفهـوم "نقـد النقــد" عنـد

تسبقها: تصفها، وتحللها، وتدرسها، وتبلورهـا، وتستضـيئها، وتبـث فيهـا روحـا جديـدا لتغتـدي منتجـة

لجديـدة التي تعنـي إنطـاق مـا أنطقتـه مثمـرة. إن مفهـوم "نقـد النقـد" أو "قـراءة القـراءة" مـن المفـاهيم ا

"علـي حـرب"خطاب ما، فمـن منظـور القـراءة األولـى التـي مورسـت علـى الـنص األدبـي، أو علـى

دون أن يـزعم للقراءة الالحقة أن تكون أمثل من السابقة وأرقى. قة بسـا يعنـي تسـلط قـراءة "نقـد النقـد"

أوال وأخيرا، ليس إال نقدا، أو ضربا من النقد، يبتديء من " قـراءة القـراءة،وهكـذا يكـون مفهـوم "

.التنكر السمه

اإلبـداع فـي ذاتـه قـراءة ضـمنية للقريحـة، وترجمانـا للمخيلـة، ألنـه " ال "ربي حلع"ويعـد

مر بقراءة العالم، أم ، وسـواء اخـتص األ، أم تـأويالتخلـو قـراءة مـن تشـبيه، أكانـت شـرحا، أم تفسـيرا

.80ـ 32 :ص .2118 ،وهـران ،دار الغـرب للنشـر والتوزيـع ،عبـد الملـك مرتـاض: نظريـة القـراءة - 1

.46 : ص .0101، شـباط ،2ك. ،ما لم يقـرأ، نقـد القـراءة. الفكـر العربـي المعاصـر ينظر: علي حرب: قراءة - 2

22

ذا كان األمر كذلك، فهـل ينصـرف الشـأن إلـى قـراءة لقـراءة وإ 1".أي قراءة القراءة ؛بقراءة النصوص

يعتقد أن كال من األمرين وارد دون أن يكون "علـي حـرب"أم إلـى قـراءة قـراءة القـراءة؟ بـل إن

. ممتنعا أو مستنكرا

ض، فقط، للنص ال يجـب أن تـتمخأن "قـراءة القـراءة" "حرب علي"وباإلضافة إلى ذلك، يرى

األدبي الخالص األدبية، بل لكل النصوص الدينيـة والفلسـفية والسياسـية، ويؤكـــد علـــى أن القـــراءة

من الخارج، نص(الالثانيـــة هنـــا الينبغـــي أن تكـــون، بالضـــرورة، مجـــرد وصـــف للموضوع )

نما تغتدي مندمجة معه، وذات وضع كامل فيـه؛ إذ هي نفسها تستحيل إلى إبداع يكتب حول إبداع وإ

2.آخر فيتكامل معه

فـــي قـراءة القـراءة أن تؤصـل مرجعيـة القـراءة األولـى، وتكشـــف "ي حربعلـ"ويفترض

ين الســـمات اللفظيــــة، والـدالالت عـــن خلفياتهـــا المعرفيـــة، وتبـــرز جمالياتهـــا الكامنـــة بـــ

الظـاهرة والخفيـة، وتكشـــف عمـــا لـــم يكشـــف عنـــه الناقـــد األول نفســـه، مـــع التجـانف عـن

"إن الـنص يشـكل كونـا مـن العالمات واإلشارات يقبل :إصـدار األحكـام االسـتعالئية. وفحـوى القـول

3."يستدعي أبدا قراءة ما لـم يقـرأ فيـه مـن قبلدوما التفسير والتأويل، و

وفي العصر الحديث، توجد كثيرا من الكتابات التي تدخل في باب نقد الكتابات التفسـيرية

في "الزمخشري"منهج : السـابقة مثـل الحـديث عـن منـاهج أشـهر المفسـرين فـي اإلسـالم، ومـن ذلـك

."مصطفى الصاويـ"تفسير القرآن وبيان إعجازه، ل

ولعـل مـن أشـهر مـا ينـدرج ضـمن هـذا اإلطـار المفـاهيمي مـن الكتابـات النقديـة العربية في

، وكـذلك كـل ما كتب عن كتاب "طه حسينـ"ل "الشعر الجاهلي"القرن العشرين، ما كتب عن كتاب

."محمد أحمد خلف اهللاـ"" لالفن القصصي في القرآن الكريم"

أن مفهــوم "نقــد النقــد" ال يكــاد يخــرج فــي الــدرس النقــدي العربي "ربعلي حـ"ـظ ويالح

عن سـخط وقلـى. مـا أن يصـدر إ: إمـا أن يصـدر عـن رضـا وتعـاطف، ونالمعاصر عـن أحـد أمـري

بعـض األحيـان تكـون غايـة "نقـد النقـد" هـي التعريـف بالمـدارس النقديـة المعاصـرة، وعـرض وفـي

أصـولها وأسـس فلسـفاتها وخلفياتهـا أكثـر مـن نقـدها. وهـذا مفاده أن النقود التي كتبت عن التراث، أو

.80 :ص .المرجع نفسه - 1 .88 :ينظر المرجع نفسه. ص - 2 . 80 :المرجع نفسه. ص -3

23

كيب والخروج منها بنتيجة عن الممارسات النقدية المعاصرة، لـم تجتهـد في تصنيفها بالتحليل والتر

.مثمرة

خطاب نقد النقد العربي والمثاقفة:: 7مح

قيم من لديه ما واستثمار اآلخر إلى معرفة خالله من مةأ كل تسعى مهما رافدا المثاقفة تعد

في نجحت عندما إال تبلغ أوجها لم اإلسالمية العربية الحضارة نأ كما إنسانية وحضارية، ومعطيات

أ نقر نحن .من موضع أكثر في ذلك الكريم نآالقر أكد وقد األخرى، األمم والشعوب مع والتثاقف التفاعل

وقبائل شعوبا وجعلناكم وأنثى ذكر من خلقناكم إنا أيها الناس يا }} تعالى: قوله "الحجرات" سورة في

{{ .تقاكمأ هللا عند أكرمكم إن لتعارفوا يستمعون الذين عباد بشرف}} تعالى: قوله "الزمر" سورة وفي 1

{{ .األلباب أولو وأولئك هللا هداهم الذين أولئك فيتبعون أحسنه، القول2

خذ} :وسلم لهآو عليه هللا صلى خالل قوله من اآلخر مع الحوار الكريم مفهوم رسولنا بين وقد

{خرجت. وعاء أي يضرك من وال الحكمة المؤمنين أمير اآلخر مع المفهوم للتثاقف هذا على أكد وقد 3

كما نادى 4.{ليق ما إلى وانظر قال من إلى تنظر ال} :وكرم وجهه رضي هللا عنه طالب أبي بن علي

أهل من الباطل تأخذوا وال الباطل، أهل من خذوا الحق} قال: حين السالم عليه عيسى المفهوم بهذا

.{كالم نقاد وكونوا الحق،5

الوعي في منهجا لنا يؤسس السابقة وتصوراتها األمم تجارب لنا يعرض وهو الكريم القرآن إن

بين التفاعل إلى عندما يدعو وحضارة كدين اإلسالم إن المثاقفة. إلى سبيال ويحدد لنا باآلخر،

االنفتاح على حضارات. وهذا منتدى يصبح أن للعالم الحضارية ويريد المركزية ينكر الحضارات

الثقافي الكيان بناء أساس هو ونقدها تلك الثقافات استيعابو واحدة البشرية الثقافة نأ يؤكد الثقافات

الرومانية، وال اليونانية ذلك الحضارة تقل لم لديها، بما ذاتيا مكتفية أنها األمم من مةأ ولم تدعي .الخاص

.حتى الغربية الحضارة وال العربية واإلسالمية، الحضارة وال

.04 آية الحجرات، سورة - 1 .71 آية الزمر، سورة - 2 .761 :ص .2 ج ،الفردوس - 3 .400 . ص:0ج: المودة وينابيع ،081 ص: هـ، 0410 القارئ، بيروت دار ، الكلم ودرر الحكم اآلمدي: غرر - 4 دار األطهار، أخبار األئمة لدرر الجامعة األنوار بحار المجلسي: وباقر ،041 ص ،0 قم،ج اإلسالمية، الكتب دار المحاسن، البرقي: - 5

.11 . ص:0180 ،0 ط ،0 ج بيروت، التراث العربي، إحياء

24

،األخرى الثقافات مع تثاقفت العربية اإلسالمية الحضارة نأ نجد التاريخ حركة نتأمل وحين

،األخرى الثقافات االنفتاح على في للهجرة األول القرن في يزيد بن خالد أن شرع منذ فيها وأثرت

تلك حركة الترجمة بتنظيم المأمون العباسي الخليفة قام ثم. من العلوم كثيرا عنها ونقل منها وترجم

بالفلسفة واالشتغال 1الهرمسي الفكر شيوع في ثرأ للفلسفة اليونانية لحبه وكان عليها، وأغدق فشجعها

والقياس العقلية والتأمالت التجريدي الولع بالنظر في تمثلت العربي العقل في هزة حدثأ مما، اليونانية

من كثير هاتج الحديثة. ثورته العلمية فبدأ الغرب التقطه الذي التجريبي المنهج المنطقي، وإهمال

الهجري الثالث في القرن الجدل هذا بلغ حيث الفلسفي، الجدل إلى ثم الجدل العقائدي إلى المفكرين

جميع وتقليبها من الواحدة الفكرة استقصاء في اإلمعانب منهجهم إذ اتسم المعتزلة يد على النضوج مرحلة

.والحياة والكون هللا في نظرهم وجهة على صياغة تساعدهم لها جديدة بعادأ شق وأ وجوهه

االستقراء على قائمة إضافاتهم والتجربة، وكانت والتأمل والعلم، الفلسفة بين العرب جمع لقد

نجد كما المحسوسات التجريد، ومجافاة عليه يغلب الذي األسطوري الصوري والمالحظة، ونقد المنطق

علم في "ابن خلدون" مباحث في عليه نقف وما والطبيعة، الطب الجغرافيين وعلماء كشوفات في ذلك

.العمران وعلم التاريخ

ثقافة ألنها العربية للثقافة كانت الغلبة واضحا، لكن تأثيرا العربي الفكر على المثاقفة هذه أثرت لقد

الهجري، الرابع القرن المتناحرة في والدويالت السياسي الشقاق حاالت شدأ وفي .وليست مغلوبة غالبة

العرب لم ينبهر. والشام بغداد تدمير في ذلك بعد المغول ونجاح على الشام، الصليبية الحمالت وفي

المحنة تجاوز من العربية الثقافة واستطاعت حضارة الغازي. من أعظم المغزو حضارة ألن؛ بالغزاة

حزم وابن سينا وابن الفارابي: تالها أمثال ومن الحقبة لتلك نتاج العربية الثقافة عباقرة من وكان كثير

.وغيرهم ...خلدون وابن جني رشد وابن وابن طفيل وابن

،م 0722 عام مصر إلى الفرنسية دخول الحملة عقب الميالدي عشر التاسع القرن بداية ومع لكن

الهزيمة أوجعته قسمين؛ القسم األول إلى الناس وانقسم، العربية الثقافة في ثقافي هائل شرخ حدث

عرفت بالهرمسية نسبة لهرمس وهرمس باللغة اليونانية ولدى الفراعنة هو أخنوخ و لدى العرب هو سيدنا إدريس عليه السالم، هو - 1أول من علم البشرية كيف يخطون بالقلم ويكتبون وعلم علوم الحرف والكيمياء وعلوم الفلك على حد قول المؤرخين ومن إسمه إدريس

لهرمسية هي تقليد ديني وفلسفي مستقاة من كتاب ينسب إلى هرمس إذن فا .تدريسا( أي علم وأملى -يدرس -علم )درس يشتق مصطلح ال)المثلث العظمة( يزعم هذا التقليد أنه مستقاة من الهوت قديم، وهو المبدء الذي يؤمن بوجود الهوت واحد حقيقي أعطى لإلنسان في

و 0011األديان، تكمن أهمية الهرمسية هي في تأثيرها الكبير في ظهور ونمو )الفكر العلمي( بين سنة الزمن الغابر ومنه تطورت بقية ب.م. فاألهمية التي أعطتها للفهم والتحكم بالطبيعة جعلت العلماء يهتمون بعالم السحر ومؤثراته مثل الخيمياء والتنجيم والتي 0011

.التجارب. وبالتالي، فإن الكتابات حول هرمس جذبت إهتمام العلماءآمنت بالقدرة على إمتحان الطبيعة عن طريق

25

يأخذ بالخصم الغالب، التوحد خالل من واالقتصادي العسكري تقوية الجسد على جهوده فركز الجسدية

المنبهر األخذ بدأ . وعلى هذا األساس،شاكلته على وتحديث مجتمعنا عنه، واألخذ يدهلبتق منه سالحه

صوتا األخفت الثاني أما القسم .العشرين القرن العلم بمفاهيم وانتهى عشر القرن التاسع بتكنولوجيا

بالقيمة واإلحساس الروح بعث على جهوده فركز الروحية، أوجعته الهزيمة الذي وهو ؛نفوذا واألبعد

القوة منابع على العثور يحاول السلف تراث على وعكف الغالب وخاصمه، الخصم عن انعزل الذاتية،

فيه.1

وفئة ذاتها، على منكفئة فئة فئتين متصارعتين، ولد والجسد الروح وانكسار الثقافي االنشقاق إن

هذا التوجه عزز ومما بمنجزات الغرب واالنبهار الثقافي االنفصام فحصل ،اآلخر في أحضان مرتمية

الثقافة الغربية لنا قدموا العرب المثقفون عاد عندما ، حيثم0296عام فرنسا إلى العلمية البعثات إرسال

وشبلي حسين وطه موسى وسالمة الطهطاويرافع رفاعة عندهو الحال كما به يحتذى مثاليا نموذجا

والتماهي الغربية الثقافة باستنساخ أطروحاتهم مرهون اختالف على هؤالء عند فالتقدم. وغيرهم... شبل

.ردم الفجوات من بدل الغرب وبين بيننا الفاصلة الهوة اتساع أدى إلى مما معها،

حضاري ركود مهاد الهجريين عشر عشر والخامس الرابع القرنين كون أيضا ذلك عزز ومما

.االنتماء بقيم وانطفاء اإلحساس ، بالغبن اإلحساس فتيل شعل مما وهزائم عسكرية،

مما الغرب، في هائلة حضارية كتلة حضاري، يقابله وفراغ ركود من اإلسالمي العالم عانى لقد

عبر ثقافتها تصدير إلى الغربيةالحضارة فعمدت. الثقافتين بين االستراتيجي في التوازن خلال حدثأ

.والغلبة االستعالء تكرس ثقافية تضخ قيما هائلة إعالمية ترسانة

هي حيث من المثاقفة خطورة على النوع، من هذا مثاقفة ولدته الذي الثقافي، االنشقاق هذا يدل وال

الوسيائل فيي وقصيور العربيي، في العالم الثقافية المؤسسات ضعف على يدل ما بقدر عن المعرفة بحث

إن والحيق اآلخير. وخيوف مين الذات، اكتشاف عن عجز ةنتيج كان المعرفة، أجهزة بناء لدى والغايات

حالية االنقيراض عليى وتثيور مكانتهيا، تستعيد نأ بد ال للوجود كونيا شامال تصورا تملك العربية الثقافة

مثييل ال وثقافييا حضياريا سيبقا الماضيي في معنا خالل مثاقفته من حقق الغرب نأ كما الثقافي، والسبات

.لها

.044 ص ، 0114 بيروت، 0ط العربي، العقل انتفاضة :الرحمن عبد محمد - 1

26

:نقد النقد ومطلب التنظير -2مح

الممارسة غياب نتيجة العربي النقدي مشاكل المشروع من كبرى مشكلة النقدية المثاقفة مشكلة إن

"اآلمدي" لدى كان ما على غرار العربية، الثقافية الخصوصية من النابع الخالق والتنظير النقدي

من أساسا النقدية اإلشكالية وتنبع .آنذاك العالمية اآلداب على رغم انفتاحهم "الجرجاني"و "القرطاجني"و

: اتجاهين

التبعية براثن في واقع ولكنه التفتح يزعم: وثانيهما وعاجز، منغلق لكنه األصالة يدعيأحدهما:

ال وعي، بال ومثاقفة تيه منهجي دليل المطلق والقبول الرفض أو ،واالنفتاح واالستالب واالنغالق

مجرد وال، غير سياقاتها حضارية سياقات في المناهج تلك حضور على إضعاف قادر ذاته بحد الرفض

ثقافية غير أطر داخل الكامل االنسجام من نهايمك الذي صفة الحياد المناهج تلك يمنح نأ يمكن القبول

.األصلية أطرها

في النقدية المناهج هذه مع المثاقفة لنا اتجاهات يحصر نأ "العالم أمين محمود" الدكتور حاول وقد

بستمولوجيةإلا جذورها في اإلجراء المتفقة طرائق في المختلفة المناهج من عددا مدارس تجمع أربع

هي: والفلسفية1

الديوان، مدرسة ممارسات كما في الرومانتيكية النظرية تضم التي الوجدانية المدرسة -(0

محمد أحمد عند المنهج النفسي وتطبيقات نعيمة، وميخائيل جبران، خليل وجهود جبران أبولو، ومدرسة

.ومصطفى سويف والخولي خلف، والنويهي

الحتمية بمناهج متأثرا ثم تقليديا الذي بدأه حسين طه نقد في وتجلت الفني، الذوق مدرسة -(9

نجده كما ذلك بعد والتذوق الفني العلمي البحث منهج بين الجمع ثم تين، عند هيبولت التاريخية العلمية

.نظرته النقدية في مندور محمد لدى

في كما األدبي، العمل فحص في االنعكاس أساسا مفهوم من وتتخذ الجدلية، النقدية المدرسة -(3

الثقافة مجلة ثم ورئيف خوري، السورية، الطليعة ومجلة موسى، وسالمة حفني ناصف، عصام كتابات

التكوينية عند البنيوية أتباع في ثم .الخ... شكري وغالي عوض، وصالح حافظ، ولويس الجديدة،

،0 :ط ،مواقف ودراسات( – المعاصرة العربية للنقد العربي )الفلسفة والفلسفية المعرفية الجذور الوحدة العربية: دراسات مركز - 1

.88 :ص

27

وسيد العيد، يمنى: أمثال ختين،اب تباعأو ومحمد برادة، س،يبن ومحمد عصفور، جابر: أمثال غولدمان

.رشيد وأمينة البحراوي،

سعيد، وخالدة غزول، وفلاير فضل، أدونيس وصالح كتابات في كما البنيوية، النقدية المدرسة -(4

.الخطيبي الكريم وعبد والغذامي، أبوديب، وكمال

:من أهمها المالحظات، من جملة يسجل عرضه نهاية وفي

كانت وإن أوربية، نقدية ومفاهيم صدى لتصورات النقدي الفكر لهذا األساسية التصورات إن

تشكيال وتشكيلها في استيعابها أسهمت ،موضوعية اجتماعية الحتياجات األحيان في أغلب استجابة

.بمستوى آخر عنها وهذه االحتياجات، ويعبر يتالءم خاصا

،مكتملة وغير ناضجة غير زالت ما الثقافي والنقدي وعينا في النقدية الممارسة نأ نجد هنا، ومن

كأدوات النقدي حقلنا إلى هذه المناهج دخلت فقد صادقة، عربية رؤية ذات فلسفية إلى خلفيات تستند ال

على الوقوف دون عملها النقدي عليه تمارس وراحت التطبيقي الجانب فقط، فاستنسخت إجرائية وطرق

كانت األدبية مهما النصوص على النقدي االشتغال يكفي ومبررات نشوئها. وإنما وفلسفتها النظرية

وإنما المؤلف(، مسألة )موت حول النقدي الجدل في لم تشترك ممن العربية القراءات هذه ومن هويتها،

جدوى وعدم النص بسلطة منها مبدعها، إيمانا إلى اإلشارة من للنصوص، خالية بتحليالتها اكتفت

تحت وقع التي والنقدية التأثيرات الثقافية نتبع رحنا وإذا ،نسقية لقراءة تحقيقا حياة المبدع إلى االلتفات

من انطالقا الممارسة النقدية في االتجاهات تباين إلى أدت قد أنها نجد النقاد العرب، من الكثير سلطتها

حياة المؤلف على التحليل في اعتمدت التي األسلوبية إلى بالدعوة الجديدة مرورا "،بيف سانت" نظريات

. الكاتب شخصية بمالمح األسلوب تلون من انطالقا

بعد ما ونقاد بارت روالن بإعمال مع التأثر المعاصر نقدنا إلى طريقها تأخذ النصية الثقافة بدأت ثم

بدال وبالقارئ النص بذات خارجية ويكتفي عالمة أي يقصي الذي الكتابة مفهوم الذين أشاعوا ؛البنيوية

.الكاتب من

إلى المنهج تعيد حفريات فثمة النقدي، تأصيل التوجه على تعمل اآلن النقدية الكتابات من كثيرا إن

سلبياته إبراز لنا يتسنى األمر الذي العربية، البالد في استثماره وكيفيات تطوراته تتعقبثم مجراه

تؤهله سابقة على معرفة يتكئ نأ البد النقدي الموقف فان لذا على االستمرار، قدرته ومدى وفجواته

:المكونات هذه أهم النقدي. ومن الموقف إنتاج في تسهم كثيرة وان مكونات خاصة إقناعية بوظيفة للقيام

28

.الفكرية واللسانية وأصولها الجديدة النقدية االتجاهات معرفة -(0

خطابنيا فيي النقيدي المصيطلح نأل غايية األهميية، فيي أمير وهو النقدي، المصطلح في التحكم -(9

نأ العربيي الباحيث يتعيين عليى التيي اإلشيكاليات مين مجموعية يواجيه ،باليذات العربيي الحيديث النقيدي

.لها يتصدى

:مطالب التظير

األميير الييذي يسييتوجب الوقييوف علييى أهييم ،ريخي طويييلالقييد ميير مفهييوم نقييد النقييد بمخيياض تيي

أن الدراسات السابقة مرت بثالث مراحل في ون في هذا المجال،المراحل التي وسمته. وقد الحظ الباحث

تعاملها مع نقد النقد، وهي كاآلتي :

مرحلة ممارسة نقد النقد دون اإلشارة إليه مصطلحا ومفهوما. أوال:

طبقنات فحنول "فيي كتابيه "ابنن سنالم"من اإلشارات التطبيقية األوليى فيي نقيد النقيد ميا ذكيره

."عنناد وثمننودـ "ميين شييعر ليي "ابننن إسننحاق"حييول مييا نسييب "الشننعراء1ومييا جيياء ميين ردود فييي كتيياب

".حتريالموازنة بين شعر أبي تمام والب"2

الوسناطة بنين المتنبني "وكذلك ما ورد من أفكار في كتاب

."وخصننومه3تنناريخ النقنند األدبنني عننند "لمثييل هييذه األفكييار فييي كتابييه، "إحسننان عبنناسد."ويعييرض

".العرب4

ويمكن أن ندرج ضمن هذه المرحلة ما نشير فيي مجلية اآلداب مين نقيود، للبحيوث المنشيورة

....في أعداد سابقة

مرحلة اإلشارة العيابرة للمصيطلح أو المفهيوم دون التصيدي لتأصييله وتحدييد حقيل اشيتغاله ثانيا:

وكتيياب "،محمنند مننندور وتنظيننر النقنند العربنني" "،محمنند بننرادةد."وآلياتييه. ويمثييل هييذه المرحليية كتيياب

،"النقندتحليل الخطاب األدبي، علنى ضنوء المنناهل النقدينة الحداثينة، دراسنة فني نقند " "،محمد عزام"

نقد النقد في التراث العربني كتناب المثنل السنائر فني أدب " "،خالد بن محمد بن خلفان السيابي"وكتاب

األطروحات الجامعية التي سيتصدى الباحث لنقدها الحقا.ووكذلك الرسائل "،الكاتب والشاعر نموذجا

.0104هـ: طبقات فحول الشعراء، تحقيق: محمود شاكر. مط. المدني000أبو عبد هللا محمد ابن سالم، ت - 1- 0ط. دار المعارف. ط. ،أبو القاسم الحسن بن بشرت اآلمدي: الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري، تحقيق: السيد أحمد صقر - 2

0100. علي بن عبد العزيز الجرجاني: الوساطة بين المتنبي وخصومه، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، وعلي محمد البجاوي، ط: ألبابي - 3

.0111الحلبي، .م7817-هـ7047بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة: -تاريخ النقد األدبي عند العرب، دار الثقافة :د. أحسان عباس - 4

29

اتخياذ موقيف إليى هي المرحلية التيي أدت و ؛المفهوم الذي يباطنهمرحلة نضج المصطلح و ثالثا:

"الندكتور محمند الندغمومي"علمي من استقالل الحقل المعرفيي لنقيد النقيد. ويمثيل هيذه المرحلية، كتياب

نقند النقند أم الميتانقند، " "بناقر جاسنم محمند" وبحيث الناقيد "،نقد النقد وتنظير النقد العربني المعاصنر"

فني النوعي بمصنطلح نقند النقند " "تورة نجنو القسنطنطينيالدك"وبحث "،محاولة في تأصيل المفهوم

".وعوامل ظهوره

مفاهيم نقد النقد ) النقد، المنهل، النظرية(: -2مح

:نقد النقد مفاهيم -(0

عرف غير ناقد معاصير مصيطلح نقيد النقيد، ولكين هيذه التعريفيات كانيت تتسيم باإليجياز اليذي لقد

يقصر عن اإليفاء بضرورة إرسياء المصيطلح عليى أسيس علميية ومنهجيية واضيحة. ومين أوائيل اليذين

الذي يقول: "إن نقد النقد قيول آخير فيي النقيد ييدور حيول "جابر عصفور"د.عرفوا هذا المصطلح الناقد

جعية القيول النقيدي ذاتيه كيذا وفحصيه، وأعنييي مراجعية مصيطلحات النقيد وبنيتيه التفسييرية وأدواتييه مرا

.اإلجرائية"1

: "خطياب يبحيث فيي مبيادئ النقيد و لغتيه االصيطالحية وآلياتيه "د.نجو القسطنطيني"و هو عند

.اإلجرائية وأدواته التحليلية"2

األمير ؛قيد النقيد قيول فيي النقيد، وبحيث فيي النقيدوما يالحظ في التعريفين، تشديدهما على أن ن

الذي يصور وعيا أوليا بمصطلح نقد النقد وبغاياته والمجال الذي يخوض فيه، ويشيير إليى اختالفيه عين

النقد األدبي الذي يتوجه موضوعه إلى النص األدبي ويؤكد بحثه فيه "فالنزعية إليى معرفية بفلسيفة النقيد

.النقد ومحوره" ته ومقاصده هي مشغل نقداوآلي3

وممييا يسييوغ ذلييك النييزوع تلييك "االنعطافييات والتطييورات الكبييرى التييي عرفهييا الفكيير النقييدي

العربي في دوامة الحداثة وما بعد الحداثة"،4وهيي انعطافيات وتطيورات تسيوغ التأسييس لهيذا المجيال،

ع كل منهما، ذلك "أن موضيوع تأسيسا معرفيا إلجالء التمايز بينه، وبين النقد األدبي، وعناصر موضو

النقد األدبي يتضمن عنصرا واحدا هو دراسية األعميال األدبيية وطيرق تلقيهيا وتيذوقها، أميا حيين نمعين

النظيير فييي موضييوع نقييد النقييد فسيينجده يتضييمن عنصييرين مختلفييين: أولهمييا النقييد األدبييي فييي مسييتوييه

.014: . ص0180، أبريل 0، ع 0قراءة في نقاد نجيب محفوظ، مالحظات أولية، فصول، مجابر عصفور: - 1 . 04في الوعي بمصطلح نقد النقد وعوامل ظهوره. ص: - 2 .م . ن، ص . ن - 3 .008مساهمة في النقد األدبي. ص: - 4

30

ن موضوع نقد النقد أوسع من موضوع النقيد النظري والتطبيقي، وثانيهما األعمال األدبية، وهذا يعني أ

."األدبي، ألن النقد األدبي نفسه يقع ضمن موضوع نقد النقد1

و بناء على ذلك اقتضى عدم التماثل و التطابق في الموضيوع والغايية بيين النقيد األدبيي و نقيد

: "بناقر جاسنم محمند"ناقيد النقد، األمر الذي يسيتدعي إمكانيية اسيتقالل نقيد النقيد، وبهيذا الصيدد يقيول ال

"يستلزم هذا الفرق الجوهري بين موضوع النقد األدبي، وموضوع نقد النقد بالضرورة العلميية، العميل

على فكرة استقالل نقد النقد عن النقد األدبي، كما يترتب على هيذا االخيتالف فيي الموضيوع أن يختليف

، مين يبتغياهال من آلياته ومصطلحاته وأهدافه التي نقد النقد، بهذه الدرجة أو تلك عن النقد األدبي في ك

ـ ونعنيي بيه نقيد األفكيار واألسيس والمنياهج ـ منطلق أن نقد النقد ينطوي بالضرورة على النقد واالنتقاد

.معا"2

:الثقافي والنسق النسق نقد النقد/ وثنائية -(9

ونماذج بموضوعة عالقته ضوء في الثقافي والنسق النسق، مفهوم مناقشة األهمية من لعل ه

عليه أحيانا يطلق ما أو الثقافي التحليل مقوالت إلى تستند الهامش( أدب( الدراسات هذه الهامش، وألن

أن ذلك ؛الثقافية المضمرة األنساق تحليل على تعتمد الهامش وصور قضايا دراسة أن ذلك الثقافي، النقد

والتشريح التأويل هذه يكتسب وضعيتها ومن مضمرة، إال تكون لن الثقافي النقد اعتبار في األنساق تلك

قة معرفة إلى بدورها التي تحتاج القراءة آليات إلى باإلضافة النصوص، دراسة عند خاصة جمالية معم

.المعرفية وأبعادها الثقافي الخطاب بأطر

ينطوي على نظام بأنه "بارسونز تالكوت" فعرفه النسق، مفهوم ناقشت التي التعريفات تنوعت

ثقافيا في والمقررة المشتركة الركوز من تنبع التي وأدوارهم بعواطفهم عالقتهم تتحدد مفتعلين إفراد

االجتماعي. البناء مفهوم من أوسع النسق مفهوم معه يغدو نحو وعلى النسق هذا إطار3 عموما فالنسق

بأنه المجتمع المثال يوصف سبيل وعلى وأشمل أعم نسقا ليولد بينه فيما وينسجم يتناغم بنيوي انتظام هو

لته معه انتظمت فرعية نساقأ مجموعة عنه ينتج عام اجتماعي نسق وآخر سياسي نسق عنه فتولد ،وشك

ومتداخلة. مسافات متفاعلة في بينها فيما عالقاتها تنسج وثقافي، وعلمي اقتصادي4

.008نقد النقد أم الميتانقد ، محاولة في تأصيل المفهوم: -1 م . ن، ص . ن. -2 .411 . ص:1993 /1 ط: الكويت، الصباح، سعاد عصفور، دار د.جابر البنيوية، ترجمة: عصر كويزيل: ايديث -3 .157، 156 . ص: 1996 العربي، بيروت، الثقافي واالختالف، المركز التشابه مفتاح: محمد -4

31

ألن النسق ":البنية من وأشمل أعم يصبح المفهوم هذا في فإنه ،بنيويا انتظاما النسق دام وما

وقد ،البنيوية الصورية تطرحه كما مغلقا النسق هذا يكون فقد، العام النسق مظاهر من مظهر البنيوي

المعاصرة، السيميائيات والتأويليات مثل األخرى النقدية المناهج إلى بالنسبة الشأن هو كما مفتوحا يكون

طبيعته". تتحدد للنسق القراءة تقدمها التي للتصورات وتبعا1

منفتحا على مجاال الثقافية األنساق قراءة على اشتغلت التي الدراسات تجد التصور هذا ومن

االجتماعية والثقافية. الجوانب في تتمثل موضوعية شروط إلى بدوره يخضع النسق وهذا ،التأويل2"

العام نسقه عن ينفصل ال نسقا بوصفه النص أن حيث ؛والعام الخاص بين واضحا الترابط يبدو ثم ومن

،"بروب فالديمير" عمل السياق هذا في تقديمه يمكن على مثال أوضح ولعل3 مرتبط الحكاية فنسق"

السردية". النظرية تطوره أن حاولت ما وهذا العام السردي بالنسق4 تشكل فإنها األنساق لتداخل ونظرا

أنواع أحد باعتباره الثقافي نعد النسق أن يمكننا ولذلك، خاصة بمرجعية تتميز العالقات من نظاما

جيل إلى جيل من لالنتقال قابلة، المترابطة والمنسجمة العالقات من مجموعة بأنه االجتماعية األنساق

.خاصة ومرجعية داللية مرونة من لها لما الثقافات، من ثقافة في

فالنسق ومن ثم. والجماعي الفردي الالوعي في تختفي أي مضمرة أو ظاهرة تكون أن يمكنها كما

ومتفاعلة مترابطة ومتمايزة إليديولوجية أو ،ما اجتماعية لفئة وفكرية معرفية آليات مجموعة هو الثقافي

في بالمرونة وتتصف ،المجتمع أنساق من وغيرها واللغة والمعتقدات واألخالق والفنون المعارف تخص

.االجتماعية في الخطابات التأثير سريع أنه كما، واألجيال والجماعات األفراد بين االنتقال

دراسته في الثقافي الحقل "النسق" إلى مصطلح نقلوا الذين أوائل من "شتراوس ليفي" يعد

أو األنساق على سابق وعالمي شامل أو كلي وجود على مؤكدا، " 1957البنيوية األنثربولوجيا"

مصطلح "إيكو" اقترح بينما الثقافة، واحدة طبيعة ذات والثقافة اللغة فظاهرة .للنصوص الفردية األنظمة

.116ص: .المحايثة ووهم البنية سلطة النسقية يوسف: القراءة أحمد -1 .000المرجع السابق. ص: -2 الفكرة هذه وجدت وقد األدبي النص عناصر تجمع التي والعالقة الكلية فكرة من انطالقا النقدي الخطاب البنوية اللسانيات شجعت -3

النص لوظائف تحديده طريق العجيبة عن الشعبية للحكاية المورفولوجية دراسته في بروب فالديدير أنجزها مبكرة أعمال في صداها

المنهج هذا تطبيق في المضي إلى شتراوس ليفي دفع كلود مما الحكاية بنية في قارا يكون يكاد منطلقا أضحت حتى وشموليتها الحكائي

لذيا المورفولوجي اإلجراء أكان فسواء واحد المبتغى إال أن الطرح في التباين المنهجي من الرغم وعلى.األسطورة على عكسيا تطبيقا

األعم الغالب في اتصف الذي العام النسق بمبدأ اإلقرار وهي واحدة النتيجة فإن عموديا شتراوس الذي طبقه البنيوي أفقيا أم بروب طبقه

.001/000 :ص مرجع نفسه.ال :يوسف أحمد :باالنغالق. انظر .120 ص المرجع نفسه. -4

32

شخصا، قد يكون مستقلة، وحدة بوصفه ويميز ثقافيا يعر ف أن يمكن شيء أي وهي ؛الثقافية الوحدة

بوصفها الثقافية إلى الوحدة "إيكو" ونظر...... فكرة ،هلوسة خياال، بالشر، توجسا حالة، شعورا، مكانا،

ثقافتين. التفاعل بين إلى النظام هذا تتجاوز وقد ،نظام في مدمجة سميائية داللية وحدة1

التي تلك يتطابق مع الوحدات من حقل داخل دالة ثقافية وحدة هو الحالة هذه في الثقافي( ( فالنسق

أنساق من اباعتبارها نسق إليها ينظر كليتها في الثقافة فإن األفق هذا وفي." العالمات عليها تحيل

كالم،( طبيعة النسق كانت كيفما جديد لمدلول داال ما دال مدلول داخلها يصبح حيث، العالمات

بها يتم التي هي الطريقة الثقافة إن ...سلوكات أو ،إيماءات، أحاسيس قيم، أفكار، سلع،، موضوعات

.موضوعيا بعدا المعرفةتمنح حركة ضمن ،بعينها نثروبولوجيةأو تاريخية ظروف داخل النسق تفكيك

باألنساق وانتهاء ،األولية اإلدراكية الوحدات من ابدء المستويات كل على يتم التجزيء وهذا

اإليديولوجية.2

هو الثقافية المفتوحة األنساق في المالئم المفهوم أن": مالحظة إلى" مفتاح محمد "ينتهي بينما

واهتدت عن خصائصها وكشفت بنية كل عناصر حللت إذا الشمولية المنهاجية وأن ،واألنموذج التأرجح

نظام عن الكشف تؤدي إلى نهاإف، بينها الجامعة الوظيفة استخلصت ثم ،تحكمها التي القوانين لىع

النسق العام". ضمن ودرجته مرتبته عنصر كل إحالل لىإو ،وانتظامها العناصر3

في ورأى، ومكوناته عناصره تحليل إلى "الغذامي" ذهب الثقافي النسق ماهية عن سؤاله وفي

قيما يكتسب " :و والمعرفية، الجمالية الشروط من مجموعة توفر وجوب كذلك الثقافي النسق اعتبار

: في تتحدد خاصة اصطالحية وسمات داللية

في تحدث إال ال النسقية والوظيفة .المجرد وجوده عبر وليس وظيفته عبر يتحدد النسق أن -

أحدهما أنظمة الخطاب، من نظامان أو نسقان يتعارض حينما يكون وهذا ومقيد؛ محدد وضع

أو واحد نص في ذلك للظاهر، ويكون وناسخا ناقضا المضمر ويكون مضمر، واآلخر ظاهر

.00ص: .التأويل وإشكاليات الثقافية األنساق القديم، العربي السرد الكعبي: ضياء - 1 .011: ص. وتاريخه المفهوم تحليل العالمة،: إيكو أمبرتو - 2 .143: ص. يوسف: مرجع سابق أحمد - 3

33

...جماهيريا يكون نأو جماليا أن يكون النص في ويشترط ،الواحد النص حكم في هو فيما

جميال". الثقافية الرعية اعتبره ما الجمالي وإنما1

ال تتحقق قد الجمالية أن إلى نشير أن يمكن الثقافي، النسق تحديد في األول الشرط هذا ولمراجعة

ففي والتأويل ثقافيا، للقراءة قابلة مضمرة أنساقا ثقافية تحمل قد فإنها ذلك ورغم النصوص، من كثير في

ألجل للسلع في الترويج ممثلة أساسية مقصدية تحمل أنها ورغم المثال سبيل على اإلشهارية الخطابات

بأنساق محملة تأتي من األحيان كثير في أنها غير، والوضوح المباشرة فيها تتوفر أن يعني مما ،تسويقها

نسق ضمن المرأة تقدم ،التجميل لمستحضرات الترويجية النصوص من الكثير نجد حيث مضمرة ثقافية

في الجمالية النصوص بعض مثلما تصوره تماما ،تروج لإلغراء سلعة مجرد منها يجعل مضمر ثقافي

.اإلغراء لمجرد اإلغراء توظيف

قراءة خاصة واألنساق النصوص نقرأ أن دائما( الغذامي عند (إجرائيا يقتضي السابق الشرط -

".ثقافية أيضا حالة ولكنه وجماليا أدبيا نصا فحسب ليس هنا والنص ثقافية، حالة باعتبارها

ولكنها منكتبة مؤلف من مصنوعة ليست الداللة هذه فإن، مضمرة داللة هو حيث من النسق -

.. اللغة جماهير ومستهلكوها الثقافة مؤلفتها ؛الخطاب في ومنغرسة

االختفاء وقادر على ومضمر خفي فهو ولذا ،متقنة حبكة في يتحرك سردية طبيعة ذو هنا النسق -

... كثيرة أقنعة ويستخدم ،دائما

...دائما الغلبة ولها وراسخة تاريخية أنساق الثقافية األنساق -

2الجمعي. المضمر تشكل ثقافية تورية النسق -

ويرى ،بينها تربط التي األشياء عن بمعزل وتتحول تستمر عالقات إال هو ما "فوكو" عند النسق -

على الكيفية عصر كل في تهيمن كبرى نظرية أيضا وهو ،الهوية مغفل قسريا فكرا قاهرا يمثل: "أنه

الهامش على موضوعات االشتغال طبيعة يوضح النسق هيمنة عن فوكو فحديث 3البشر." بها يحيا التي

والمركز والدونية اجتماعي كالفوقية طابع ذات ضدية ثنائيات ضمن وردت ألنها ذلك ؛ثقافيا وتحليلها

. وغيرها والهامش

.81 الثقافي. ص: الغذامي: النقد - 1 .80بتصرف عن: الغذامي: النقد الثقافي. ص: - 2 .دونية المراة في المجتمع الجاهلي وفوقيتها في الشعرعبد هللا حبيب التميمي و سحر كاظم حمزة الشجيري: - 3

.004. ص: 0104/0ع:.22مجلة بابل، العلوم اإلنسانية، مجلد:

34

ودراسة العالقة تحليل إلى تتجه األنساق قراءة فإن ،الثقافي للنسق السابقة اإلشارات خالل ومن

وتت بع التحليل الثقافي إلى باالتجاه ،إليه ينتمي الذي والمجتمع النصوص( أنواع من نوع أي) النص بين

هذا Stephen jay Greenblatt"غرينبالت "اخترع وحفرياتهافقد مضمرات الثقافات

من مجموعة مع طورها القرائية التي اإلجراءات خالله من ليبين الثمانينات بداية في 1المصطلح،

ريتشارد Louis Montrose مونتروز لوي" مثل الجديدة المدرسة هذه إلى ينتمون الذين زمالئه

حول البحثل خال من تشكلت قد كانت التي المظاهر لتأويل " Richard Helgerson هيلغرسن

.النهضة كتاب عصر

يفهم ضمنا، االجتماعية بالسياقات عالقته ضوء في الثقافي التحليل أن إلى "غريبالنت" أشار وقد

بعض الدالالت رصد من بدوره يمكننا الذي الجمالي الفلك أو المدار داخل مرسومة خارطة شكل على

الخارطة. لهذه التصويرية الثقافةتاريخ على داال المصطلح باعتبار "إيكو" مع "لوتمان" ويشترك 2

تتابعي في ترتيب تنتظم الثقافية األنساق جعل يقتضي وهذا عامة، بصورة االجتماعي والفكر واألدب

بشكل للثقافة اإلنسانية الجامعة الكلية الخاصية تحديد أنماط ووصف ،المختلفة التاريخ عصور عبر

عام، إنتاج سلطة تمتلك أنساقا ثقافية التكديس وبفعل الزمن مع ينتج أن شأنه من التتابعي الترتيب هذا 3

تشكيل مجرد ليست هذه السلطة: "اعتبر عندما "فوكو" إليه أشار ما وذلك، الثقافي الخطاب جماليات

في شمولي منطقي أساس ولكنها ،الثقافي المنتج داخل ديناميكية عملية خالل من االجتماعية للعالقات

4."باالستقراء إال تظهر ال والتي ،الثقافي الخطاب في السلطة هذه ألشكال الجمالي التصوير عملية

.معه وسبل التفاعل وتأويله تلقيه ألسس ومكونا كافة النص أبعاد متضمنا "النسق" مفهوم وأصبح

على النقد ، إذ يشتغل"Leitch ليتش" عند الثقافي النقد مشروع تميز التي الركائز من الثقافي فالنسق

"؛الثقافية األنساق عن للكشف والمضمرة الظاهرة الخطاب أنظمة5 واالجتماعية الثقافية بنيات النص ألن

في االتجاه هذا اخذ إذ- البنيوية بعد ما مرحلة في النقدية االتجاهات أبرز التاريخانية": من" أو " الثقافي التحليل" المقصود المصطلح * - 1

خالل من النهضة عصر أدبيات حول بدراساته التاريخانية عرف والذي غرينبالت ستيفن أعالمه أبرز ومن الثمانينيات مطلع مع التنامي أو الثقافية الجماليات مصطل يستعمل لطن هذا من قريب الغذامي إلى تعريف ويشير 27 : :ص .نفسه المرجع " الثقافة شعرية أسماه ما

.45 – 34 :ص .النقد الثقافي . الغذامي : انظر الجديدة التاريخانية والتحليل الجديدة التاريخانية: المقصود المصطلح 27 - :ص .ذجاوأنم الجاهلي الشعر الثقافي، التحليل جماليات: عليمات يوسف -0

.27 :ص. الثقافي .00ص: . سابق الكعبي: مرجع ضياء - 3

35

لة الخفية األنساق من داخل أبعادها فتنتج ،أخرى أزمنة في لتستمر فيها كتب التي بسياقاته ترتبط والمحم

.النص ذلك في

:معوقات النظرية النقدية العربية -01مح

،التراث قراءة إعادة خالل من ي النقد تأصيل التوجه على تعمل ناآل النقدية الكتابات من كثيرا إن

الذي األمر العربي، في الخطاب استثماره وكيفية تطوره تتعقب ثم ،منهج عن في الموروث فتبحث

.االستمرار على قدرته ومدى سلبياته وفجواته إبراز لنا يتسنى

العربي، والمثقف للقارئ ونفسيا ثقافيا بعداداخلها في تحمل العربي النقد تأصيل إلى الدعوة إن

المثقف به يقوم لما وتمنح المشروعية ناحية، من العربي التراث تميز ألنها غيره، ناقدا أم كان سواء

محاولة خاصة وهي اآلخر. مع النقدية المثاقفة سياق في وذلك ناحية أخرى، من المعاصر العربي

للذات. اآلخر امتداد النهاية في ينكشف وبالعكس حيث لآلخر، أصال كونها الذات لتأصيل

التراث في النقد تأصيل ليإيسعى المعاصر، العربي المثقف نأ هو إليه االلتفات مما يجدر ولكن

النقد تأصيل إلى محمود سعى فقد ،محمود نجيب زكي هنا ومثاله ذلك، العرب إلى أسبقية بتأكيد العربي

عرفه ما هو بالغرب الجدد بالنقاد يسمون من به جاء "إن ما: يقول إذ العربي، التراث في الشكالني

النص عبارة تكون نأ في ألح قد يكن سبنجارن يقول:"وإن كما الجرجاني"، القاهر عبد نقد في العرب

المراد للمعنى العبارة مقدار أداء على قائما األدبي األثر على الحكم يكون نأو مدار النقد، هي األدبي

"قرون. بتسعة قبله الجرجاني عبد القاهر ألح فقد ذلك، غير والشيء1 مقارنته محمود من وسع وقد

(والالمعقول المعقولفي كتابه ) الحديثة الغربية الثقافة بمعطيات للجرجاني2أراء بين يقارن حيث

.رسل بيرتراند وأراء ،الجرجاني

هو كما يتكرر، مألوف ربط الحديثة والثقافة الغربية اإلسالمي العربي الموروث بين الربط هذا

إجماال، الحديثة العربية في الثقافة كما الحديث، العربي النقد تاريخ من أخرى في مواضع معروف

بوقفة الناحية من هذه جدير ربط وهو فصولها، برزأ من واحدا نتتبع المثاقفة التي سياق في خاصة

.قصيرة

.011 ص بيروت، ، 0 :ط ،العربي الثقافي األدبي، المركز الناقد وميجان أرويلي: دليل البازعي سعد - 1 . 040 :ص. 0108 بيروت،/القاهرة 0 الشرق ط دار والالمعقول، المعقول :محمود نجيب زكي - - 2

36

من إال تتم ال ،النقدي العربي التراث اكتشاف أسبقية محاولة أن هو إليه االلتفات يجدر ما إنما

على أحيانا القدرة الغربي ن للنموذجأ آخر، بمعنى .به ويذكر يشبهه الذي الغربي اكتشاف النموذج خالل

توفر لعدم، أخرى إغالق نوافذ على نفسه الوقت في قادر ولكنه التراث بذلك في وعينا مغلقة، نوافذ فتح

ما ال يوجد ألنه كبيرة فتغيب إنجازات للتراث، أصال االلتفات إلى عدم يؤدي قد الذي الشبيه. األمر

.اآلخر لدى يشبهها

في العربي النقدي مشروعنا يخدم ال قراءة التراث إعادة في التأصيل، من النوع هذا أن ونعتقد

لتبين يسعى بل لذاتها. وتفوقها الهوية وتميزها عن البحث مفهوم عن يبتعد تأصيل ألنه كبير منه، جانب

.حضاريا بغيره المتفوق الشبه معالم

يسميه، كما الموضوعي، النقد أو االتجاه الشكالني إلى المنتمين أحد وهو "الربيعي محمود" أما

من الغرب في أنتج وما القديم النقد العربي نصوص بين للربط العربية النزعة مقاومة فيقول:" إنه ينبغي

نقد".1

تمايز يرى نظري موقف من يأتي انطالقا ال الربط هذا مثل على الربيعي اعتراض أن غير

إمكانية يرى ال أنه وثوقي؛ بمعنى تاريخي منطلق من المخل. وإنما الثقافي من التماهي ويحذر الثقافات

من يحذر فهو في المقارنة. الفرنسية المدرسة طريقة على وتأثير تأثر على وجود أدلة تتوفر لم ما للربط

اعترف "أنا :الربيعي بقوله ويؤكد كما لهما وجود ال تأثر أو تأثير وتصور وجود التاريخ، على االفتيات

الرغبات القومية، بعض إلرضاء الباحثين، بعض بها يولع المقارنات التي هذه مثل جدوى بعدم بإيماني

أو نقدهم أثارها التي القضايا من كثيرا قبل من نقدنا إذ أثار الغربيين، من دنيأ لسنا إننا يقولون وكأنهم

أوجه رصد مجرد على تقتصر التي هذه المقارنات مثل عقد بجدوى أؤمن لست إنني أقول. ناآل يثيرها

"التاريخي. االتصال مع غياب الشبه2

."األدبي الناقد دليل" كتابهما في ميجان أوريلي والدكتور البازعي سعدي الدكتور عليه ويرد إن 3

على حرص ولكنه الشكالني المعاصر، والنقد الجرجاني أراء بين الربط من يمنعه لم الربيعي هذا حذر

يريد الذي في الوقت. الحديث بالمعنى الشكليين النقاد عداد في الجرجانييسلك نأ يريد ال بأنه التفكير

.يليها وما 018 :ص األدبي، الناقد دليل :ميجان أوريلي والدكتور البازعي سعدي الدكتور - 1 المرجع نفسه.- 2 المرجع نفسه.- 3

37

األدبي بعد النقد الجرجاني بها سبق قد والمضمون الشكل مثل وحدة مسائل نأ إلى االنتباه فيه يلفت نأ

يثبتها التي الشبه أوجه نأ حيث. قرون عشرة قبل نحو الحديث، العصر في الهائل التطور هذا تطور نأ

.واقع فعال الغربيين الشكالنيين وأراء الجرجاني أراء بعض بين الربيعي

من الغرب، نحو النقدي التوجه تأكيد مشروعية في رغبة إال هي ما المحاوالت هذه مثل أن والحق

.أخرى ناحية من الحضارية العربية األسبقية شكالأ من شكل وإبراز بالتراث، وذلك بربطه ناحية،

بحكم مجهول فتراثنا. الحضاري لمخزوننا اإلدراك الكامل عدم من نابعة الثقافية أزمتنا إن إلى نصل

تأثير تحت للتراث، النظرة الموضوعية أباد حتى ساد الذي المنطق وهو واإللغاء، منطق التغييب

رحب التراث نأعلما واإلفراد. والجماعات الدول غراضأل خدمة ؛من التراث لجانب الوقتي التوظيف

ممتدا في ظل اإلسالمي العربي التراث نأل ذلك عنه، االغتراب الثقافي بحكم مجهول لكنه متنوع

الحملة جاءت حتى ينقطع لم لكنه التحضر في معدالت وانخفض وارتفع طبيعيا امتدادا والمكان الزمان

ذلك فيأخذنا اإلعالمية، والهيمنة االتصال المعاصرة وسائل بعده ومن االستعمار، بعدها ومن الفرنسية،

بيالعر الوعي فيتضاءل الغربية وثقافتها، الحضارة سياق نحو بقوة ليوجهنا المتصل عن تراثنا بعيدا كله

ومرتبط بالتخلف مكروه، مذموم البعض عند هو بل معاصرينا مجهوال لدى ويصير بالتراث،

.الحضاري

بطبيعة وعينا هو به والمقصود التثقيف التراثي إلى الركون الضروري من كان هنا، ومن

تعكس التي المثاقفة الركون إلى عن فضال. الثقافي تاريخنا في الكبرى المعرفية، والتحوالت التشكالت

.اآلخر على فينا التراثي تطوير المخزون هي والتي وامتدادنا رؤيتنا

ثالثة بين التخبط من يعاني زال ما العربي الحديث النقدي الخطاب أن لنا، يتبين تقدم، ما كل من

التأسيس إرادة نستنتج وعليه. وقراءة المعارضة التحاور، وقراءة الهيمنة، قراءة :هي من القراءة أنواع

:المعالم مرجعية واضحة على

.العربي النقدي للتقليد العميق الفهم -

.الغربية المناهج في الشكلية المظاهر عن االبتعاد -

.الذاتية يرتبط بالخصوصية الذي التداولي إطاره في النقدي المصطلح استغالل -

38

التراث قراءة إعادة إلى دعوة والمصطلح وهي المنهج مع التعامل أثناء التراث مع التواصل -

.الكبرى نجازاتهإالعربي و النقدي

.بهما خاصة لهما هوية ونقد أدب إبداع جلأ من األمة بوجدان االرتباط -

الخالصة:

التجربة على سابقة بتحكمات مرهون منذ الخمسينيات العربي النقدي التفكير سبق، أن مما نستنتج

إلى أضيفت ما غالبا التي واأليدلوجيات المختلفة النظرية نزوعات باعثها عنها، األدبية وخارجة

وصراعات وهمية غالبا بمعارك العربية الثقافية الساحة فاحتدمت خارجها، والفنية من األدبية بدعاتاإل

موحدة ثقافة صياغة المقارن هدفه األدب ولده جديد مفهوم شاع حتى الحضارات والثقافات، بين متنوعة

هذا المفهوم عرف ؛المتنوعة الثقافات بين والتفاعل الحوار يدعو إلى ،والحضارات الشعوب بين

هذا أن إال والبلدان، الشعوب بين المعرفي الثقافي والتداخل التواصل به والمقصود ؛المثاقفة بمصطلح

فضال والمقاصد، المفاهيم تضارب من جديدة نابعة وصراعات متنوعة إلشكاليات عرضة كان المفهوم

بالرفض تتعلق قضايا يثيره من لما ،العرب والنقاد المثقفين صفوف بين واسعا أحدث جدال أنه عن

الخاصة الفكرية التناقضات من غيرها إلى..... واآلخر واالندراج، واألنا والقطيعة والقبول،

أزمات خاص، بوجه منها النقدية المثاقفة أوجدت وقد .القومية والهويات الثقافية بالخصوصيات

واالتجاهات للمناهج األعمى االنقياد تكمن في ،العربي النقدي المتن نسيج داخل متنوعة وإشكاليات

لتلك المناهج. والتاريخية الذهنية للخلفيات إدراك أو صيدون تمح من الغربية

إشكالية التراث والحداثة في خطاب نقد النقد: -00مح

جذب لقوى حصيلة بوصفه المعقدة أصوله التكوينية من أساسا النقدي المصطلح وتنشأ إشكالية

في: حصرها يمكن متباينة وطرد1

والبالغي. النقدي موروثنا في النقدي المصطلح أوال:

المترجمة الغربية أصوله في النقدي المصطلح ثانيا:

واالجتماعية اللسانية والسيكولوجية والعلوم والنظريات والمفاهيم المناهج صراع: ثالثا

.وغيرها نتربولوجياواأل

،0ط العربي، الثقافي المركز الحديث، العربي النقدي الخطاب في والمصطلح المنهج والنثرية إشكالية الثانية في اللغة ثامر: فاضل .- 1

.000: ، ص0114 ،بيروت

39

بطريقة جديدة مصطلحات السعي لتوليد أو بأنواعه النقدي المصطلح تجاهل محاولة :رابعا

مباشر باشتباك القرن مطلع هذا في نشأ قد الحديث العربي النقد أن المعروف فمن .انطباعية أو اعتباطية

تشده عميقة وفلسفية ومنطقية وكالمية وبالغية نقدية تراثية جذورا جهة يمتلك من فهو القوى، هذه مع

النقاد جاء بها التي واالصطالحية النقدية والمفهومات القيم إلى راح يتطلع جهة من وهو الموروث، إلى

واللغوي البالغي لمصطلحاب و بالموروث اارتباط شدأ المرتبط المحافظ االتجاه إن إال. الغربيون

الغربي النقد من التي اتخذت الحديثة النقدية االتجاهات ضغوط مامأ يتراجع راح سرعان ما

.لها مثاال النقدية ومصطلحاته

طريق عن ،العربي النقدي خطابالإلى سبيله يوجد األوربي النقدي المصطلح أصبح وهكذا

طه كتابات في ذلك ن نلمسأ يمكنو .أخرى تارة الجزئي أو الكلي التعريب عن طريق أو تارة، الترجمة

المصطلح أدى دخول وقد. وغيرهم ...زيدان وجرجي الريحاني، والمازني، وأمين والعقاد، حسين،

.والرفض القبول بين تتراوح متباينة أفعال ردود العربي إلى النقدي الخطاب إلى الغربي النقدي

تداوله اعتباطية فان لذا وثقافي، قرائي عن عقد أو اجتماعية مواضعة عن يكشف المصطلح، إن

في االعتباطي خطورة االستعمال ذلك على ويترتب والوضوح، التوصيل إلى ضياع ستؤدي

المصطلح.1

الشعرية بالمصطلحات خاص قليل وبشكل غير اضطرابا لوجدنا الذاتي، النقد ميدان دخلنا ولو

من عدد بين تقلبللعرضة مثال (poetics)الشعرية مصطلح ظل فقد وغيرها،النقد ونقد والسردية

اإلبداعي، علم الفن قضايا الشاعرية، األدب، نظرية الشعر، اإلنشائية، فن: منها الترجمية المقابالت

أن جيدا ونعرف النقدي. الخطاب في مصطلح )الشعرية( على يستقر أن قبل .األدب صناعية األدب،

أخرى ترجمة مقابل البداية في شاع فقد ،للتغيير عرضة ظل (structuralism) مصطلح البنوية

البنائية. أو التركيبية مصطلح استخدم وبعضهم ،)الهيكلية (هي2

مين يعياني زال ميا الحيديث العربيي الخطياب النقيدي فيي النقيدي المصيطلح نأ يتبيين تقيدم ومميا

إحدى تعد التي العربي النقد محاور أزمة من خرآ محور فهو لذا ؛االستقرار وعدم االضطراب والتداخل

.السابق المصدر - 1 .181 :،العدد0114 األدبي، األسبوع جريدة النظرية والمنهج، النقدية لةأوالمس األدبي عبو: النص القادر عبد - 2

40

مواضيعة مين يمتلكيه ودالليية ولميا تداولية قوة من المصطلح يمتلكه ما بسبب المثاقفة النقدية، إشكاليات

فيي تحيول المصيطلح سير هيو وهيذا اإلنسيانية، واللغيات الثقافيات بيين مختليف تعاقديية وثقافية اجتماعية

مفهومية رسيالة بوصيفه علييه، ميا وعلييه ليه ما له للتواصل والمثاقفة مشترك رسول إلى اإلنسانية الثقافة

.البشر إلى موجهة ومشتركة

:كتب نقد النقد في التراث العربي

نقد النقند فني التنراث العربني، كتناب المثنل السنائر "في نقد كتاب ، تناول كتابا واحدا مثاال لذلكنس

يمكن إيراد اآلتي: "في أدب الكاتب والشاعر نموذجا

إليى كتياب، "خالد بن محمند بنن خلفنان السنيابي"ـ على صعيد الدراسات السابقة، أشار المؤلف 0

، وقيد وجيه نقيده "نقد النقد في التراث العربي"، الموسوم بـ: "عبدة عبد العزيز قلقيلة"واحد وهو كتاب

إلى سعة عنوان الكتاب، ورأيه في ذلك ال يجانب الحقيقة، بيد أن السيابي في الوقت الذي استدرك األمر

األخيير، عليى هجيا، اتبيع منهجيية كتياب قلقيلية، األمير اليذي يظهير أن كتابينموذ :ـوشيفع عنيوان كتابيه بي

صعيد عنوانيه ومنهجيتيه، كيان فرصية مواتيية للسييابي للتيأليف فيي نقيد النقيد، وسيوى ميا أثيار فيي شيأن

العنوان، لم يورد نقودا تنطوي على أهمية حول الكتاب سالف الذكر.

المقدميية بالبسيييطة، والحييق إن المقدميية كانييت ـيي وضييع المؤلييف مقدميية لكتابييه، وقييد وصييف هييذه9

مختزلة جدا، وبواقع صفحة جاء نصفها األول في آخر الصفحة الثالثة والعشرين، وجياء نصيفها اآلخير

في أول الصفحة الرابعة والعشرين.1

نيه اسيتعان بنمياذج أـ لم يقف المؤلف عند نقد النقد وما قيل في تعريفيه وآلياتيه، عليى اليرغم مين 3

فقد الكتاب أساسه النظري. أاألمر الذي ؛قاله النقاد المعاصرون في هذا السياقمما

ـ يبدو أن السيابي لم يقتنع بمصطلح نقد النقد أصال، وهو يؤلف لكتاب يضع نقد النقد عنوانا له. 4

ميا يعيرف" و "ويتضح ذلك من جمل عدة وردت في كتابه، فهو يشير إليه بالقول: "ما يسمى نقيد النقيد،

. 933، 04: ص" ،التسميةنقد النقد إن جازت " و "بنقد النقد،

ويتضح من ذلك أن موقف اليدارس قليق، بشيأن القبيول بالمصيطلح، وتبنييه عنوانيا لكتابيه مين

جهة، ورفضه الضمني له في المتن في عبارات تشكك في تسميته من جهة أخرى.

.04ـ 00ينظر: نقد النقد في التراث العربي ، كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر نموذجا. ص: -1

41

تنم النتائج الخمس عشرة التي خلص إليها الدارس، عن تنقيب ناقد النقد، وبحثه ورصيده. وال

المثنل "تؤكد ذلك قراءة تلك النتائج، فهيي مميا يقيع ضيمن المتيداول مين اآلراء واألفكيار فيميا كتيب عين

.ء بما يتطلبه البحث في نقد النقد، أو مما يقصر عن الوفا"السائر في أدب الكاتب والشاعر

ومن النتائل التي خلص إليها السيابي:

بوصفه كتابا نقديا وبالغيا، "المثل السائر في أدب الكاتب والشاعرـ تأكيد األهمية الكبيرة لكتاب "

".عبد العزيز قليقلة وعبد"وهو أمر ليس بالجديد، إذ أشار إليه عدد من الكتاب قديما وحديثا، ومنهم

من غرور وإعجاب بيالنفس كميا بيدا ذليك واضيحا مين خيالل "ابن األثير"ـ ما تميزت به شخصية

.هو كذلك ليس جديداكتابه، أي كتاب ابن األثير. و

.ـ شكلت كتب الردود معينيا خصيبا إلثيراء األدب العربيي، وشيكلت نيواة لنقيد النقيد"1مين دون أن

يتصدى الدارس للتعريف بنواة نقد النقد، وتبيان ماهيتها.

عنارف حمنود "، أطروحية "ـ العنراق ـ النصنف الثناني منن القنرن العشنرين لغة النقد الحديث في"

".سالم الساعدي

من األطروحات الجامعية التيي عنييت بجانيب مهيم مميا يعنيى بيه "عارف الساعدي"تعد أطروحة

،نقد النقد، أال وهو لغة النقد، ويترتب على هيذا االختييار أن ييولي اليدارس اللغية النقديية اهتماميا خاصيا

غير مرة إلى التسويغ فيي دراسيته للغية بعيض النقياد، فميثال يتحيدث عين "عارف الساعدي،"عمد حيث

واحييدا ميين أكثيير النقيياد الطنناهر"وبهييذا كييان فيقييول: "علنني جننواد الطنناهرد."لغيية المقاليية فييي كتابييات

العراقيين، الذين دأبوا على كتابة المقالة وجمعها فيما بعيد بكتيب مسيتقلة، وأصيبحت هيذه الطريقية أشيبه

بالعادة أو الظاهرة لدى العديد من النقاد العراقيين وغير العراقيين في التأليف، ألنها قد تكون أسرع فيي

النقدية المطولة، كما أن المقاالت أكثر حركة وسرعة في الوصول تلقيا وقراءة من البحوث والدراسات

".التواصل مع اإلصدار الجديد2

و لعل مما استقر عليه الدرس النقدي، أن التسويغ ليس من صيلب عميل اليدارس، هيذا فضيال عين

أن المقاليية قييد تؤسييس لمشييروع بحييث، أو كتيياب ميين خييالل األفكييار التييي تثيرهييا، فيياألمر يتعييدى سييرعة

للمتلقي، وسرعة التواصل مع اإلصدار الجديد، لذلك يتعجل الناقد في نشرها على أمل التوسع الوصول

التي اكتفت بالمعالجة الخارجيية "عبد الجبار داود البصري"ويقول في سياق تسويغه للغة فيها مستقبال.

.232: ص .نقد النقد في التراث العربي، كتاب المثل السائر نموذجا -1 .08ـ 31 لغة النقد الحديث في العراق ـ النصف الثاني من القرن العشرين. ص: - 2

42

ي هو الكفة التي تقابيل أن النقد األدب ،وربما جاءت هذه المعالجة بهذه اللغة من إيمان البصري" الخفيفة:

".وال يزدهييير األدب إذا تعطلييت أحيييدى كفتيييه ،فيين األدب مييين الجهيية األخيييرى1

إذ ال توجيييد عالقييية

واضحة بين المعالجة الخارجية الخفيفة لإلبداع األدبيي وكيون النقيد يمثيل الكفية األخيرى، و أن اللغية ال

عبنند الجبننار داود "نمييا مسييتعمل اللغيية، وهنييا تقيوم بفعييل االكتفيياء، أو عدمييه، ألنهييا ليسييت ذاتييا مدركية، إ

إذ "،ننازك المالئكنة"هو من يفعل ذلك! في حين ينحو منحى آخر في سياق تعليقه على لغة "،البصري

كما كذا إن فيي ذييل الينص تهدييدا ": النص النقدي بجو استفزازي قائال يصف إحدى جملها بأنها شحنت

يوحي بأن المسألة العروضية مسألة تتعلق بالدين، أو الشرف من خالل هيذه الجملية "ال يمكين السيكوت

عنه" حيث كذا شحنت هذه الجملة النص بجو استفزازي متسلط، فييه الكثيير كيذا مين األبعياد األخالقيية

".غة المستخدمة في النص النقيديالمتعلقة باألمور المشينة، ذلك بسبب طبيعة الل2الحيق أن ميا ورد ال و

ويقول في معرض حديثه التعبير عنها. "نازك المالئكة"يتصل بطبيعة اللغة، وإنما باآلراء التي أرادت

: "وللنظير البسييط األوليي فيي هيذا "وهيذا ميا ال يحتمليه النقيد"عن لغة الطياهر المقاليية، مسيتعينا بجملية

وعين حقيقية نهائيية اسيمها "الجيواهري" وهيذا ،ة تيدافع عين أشيياء قطعييةييلغة مقال المعجم سنكون إزاء

".األمر ما ال يحتمله النقد3

يتصدى لموضوع يقع يتحدث عن لغة النقد الحديث في العراق، وهو بذلك عارف الساعدي"إن

أن قطع النقد األدبي شوطا "بعد يقول: ،ما يعرف بنقد النقدفي صميم نقد النقد، إال أنه استعان بعبارة

طويال في مساءلة النصوص اإلبداعية، ومحاورتها، راح يلتفت إلى نفسه، ويسألها، ويعيد مفاهيمه،

ويخطئها حينا، وحينا يطورها، حتى أصبح في مرحلة من مراحله، يتحدث مع نفسه أكثر من حديثه مع

وشغل هذا التوجه العديد من "نقد النقد " :الشعر، أو السرد. وبهذا المفصل الزمني ظهر ما يعرف بـ

.النقاد الذين اشتغلوا بالنقد ومفاهيمه ومناهجه ولغته"4وهذا يتناقض، وقوله وشغل هذا التوجه العديد

من النقاد الذين اشتغلوا بالنقد ومفاهيمه ومناهجه ولغته، الذي يعبر عن رسوخ نقد النقد، واتساع اهتمام

ن ذلك يشير إلى عدم قناعة إوفضال عن تناقض القول السابق، ف .موضوعاته الباحثين به، والكتابة في

الدارس بمصطلح نقد النقد، وهو موضوع أطروحته. ولعل البدء بالتأصيل النظري لنقد النقد، وعالقته

.41م. ن. ص: - 1 .04لغة النقد الحديث في العراق ـ النصف الثاني من القرن العشرين. ص: - 2 .01: ص .م . ن - 3 . 0م. ن. ص: - 4

43

بلغة النقد األدبي، كان سيجنبه الوقوع في كل ذلك، غير ناسين خلو أطروحته، كما الرسائل

مثل هذا التأصيل.واألطروحات، من

:خطاب نقد النقد والعولمة -09مح

ويتحدد هنا ،تاريخي زمن في يكتب النص أن: "رأى عندما "يقطين سعيد" إليه ذهب ما هذا ولعل

عن السياق خارجا يكون أن النصي الكاتب إلنتاج يمكن وال ،محددين وثقافي اجتماعي بسياق الزمن

النص التاريخية هذا زمنيتها في المنتج البنيات وهذه .رفضا أو قبوال ،سلبا أو إيجابا معه يتفاعل الذي

"النص ذاته. داخل من نقرأها أن يجب لذلك ؛ذاته النص في مباشرة أو ضمنيا لنا تتجلى1

تمارس سلطة ثقافية بنية باعتباره النص تأويل إلى يتجه إنما، المضمرة األنساق عن الكشف لكن

ومؤشر بخطاب عالمة هنا والنص ":ثقافية وحدات من اشتمله ما خالل من الخطاب وتوجيه الهيمنة

تقرر بل إنها ،فحسب عليهم القيود فرض عبر رعاياها تروض ال هنا االجتماعية والمؤسسات. مزدوج

قوة الذكورية ازدادت الثقافية المؤسسة أن حدث ولقد.... القيود تلك يقاومون بها التي الوسائل سلفا

".الهيمنة ذاته خطاب من وسائلها تستمد األخيرة ألن لها، النسوية المقاومة نشوء مع واتساعا2

وليد لم يكن ،المختلفة وبنياته أنساقه في ممثال ،الهيمنة خطاب إنتاج أن إلى اإلشارة ينبغي أنه غير

منذ الكولونياليفالخطاب القديم، العربي النص على اشتغل قد "الغذامي" مادام. فقط القديمة النصوص

دراسة إلى أن نشير ويكفي ،الهيمنة فكرة وسوغت بررت التي سردياته ينتج ظل عشر السابع القرن

نسقيات حيث تكرست "،الثقافة موقع" في "باب ك هومي" و "مبرياليةواإل الثقافة" في "سعيد إدوارد"

يدير جهاز الخطاب الكولونيالي أن الثقافة موقع صاحب يرى إذ التهميش، أشكال من وغيرها الهيمنة

في المسيطرة وظيفته االستراتيجية وتتمثل .وإنكارها التاريخية/ الثقافية /العرقية االختالفات معرفة

اللذة. من معقد شكل ويثار خاللها المراقبة من تمارس معارف إنتاج عبر "خاضعة شعوب"لـ فضاء خلق

من بسبب منحطة أنماط من شعوبا المستعمرين بوصفهم يؤول أن فهي الكولنيالي الخطاب غاية أما

والتوجيه". اإلدارة أنظمة ظهرانيها بين يقيم ولكي ،الشعوب هذه فتح يبرر لكي وذلك ،العرقي أصلهم3

في مضمرة بنى الثقافية األنساق أن وباعتبار، التعريفات من المختصرة المنظومة هذه ووفق

مضمرة ترسبات لتكشف ،الشعبي أو الرسمي الجمالي النص خلف تكمن فإنها المختلفة، الخطابات

. 04 ص: .والسياق النص الروائي، النص يقطين: انفتاح سعيد - 1 .40ص: : النقد الثقافي.الغذامي - 2 .040هومي ك باب: موقع الثقافة. ص: - 3

44

.الهيمنة والتسلط صفة لها وتصورات أفكارا لتحمل ،المجتمعات من ما مجتمع ولغة تاريخ مع تكدست

إنتاج يمكن ألنه ؛طويلة ألزمنة قدما يكون أن بالضرورة فليس المضمرة األنساق قدم عن الحديث وعند

.فوقية مختلقة اعتبارات على المبنية الهامش عوالم لتوجيه تسعى ترويضية خطابات

الخطاب اإلعالمي توجيهات أو الكولونيالي، للخطاب والجمالية الثقافية المنتجات على مثال وأبرز

االقتصادية والسياسية للهيمنة وسعيها المعاصرة المركزيات عالقات على والمبني المعاصر

دينية إلى أنساق تحديدا الثقافية هنا منها ونقصد، المضمرة األنساق تصنيف يمكن ولذلك واالجتماعية،

بنى في تتخفى من األنساق المجموعات فهذه الحال وبطبيعة واقتصادية، واجتماعية سياسية وأخرى

.المختلفة الخطابات في توظيفها عند لسانية

بعالقاتها التاريخية محتفظة تظل فإنها ،اللساني مظهرها ورغم ،الخطابية التشكيالت فإن ولذلك

تتكامل الكيفية التي إبراز يتم حيث: "اجتماعية أو معرفية مؤسسات ضمن إدراجها جانب إلى والفكرية

وممارسات، وتلتقي بمؤسسات فريدة صورة في تنتظم وكيف بالدرس، المتناولة النصوص مختلف بها

تعبيرا عن فيه أن على ينظر إليه عنصر فكل ؛كل ه العصر نصوص بين مشتركة تكون دالالت وتحمل

، قاله ما غير يقول أن على داخله القدرة يخفي خطاب فكل.. تتجاوزه كلية لكنها، إليها ينتمي كاملة كلية

.والوحيد الواحد للدال بالنسبة بوفرة المدلول يسمى ما وهذا ؛المعاني من كثيرا عددا أيضا يغلف وأن

لهما". حد ال وثراء امتالء الخطاب فإن وعليه1

التي مارست المضمرة الثقافية األنساق قراءة عن تنعزل أن يمكن ال الهامش خطابات قراءة

بوحداته يظل يحتفظ المضمر النسق فإن ثم ومن ،جمالية مؤسسات باعتبارها ؛النصوص على هيمنتها

ثنائيات على األنساق المبنية لمختلف ثقافية قراءة إلى يحتاج ما وهو ،إليها يحيل التي الثقافية وعالماته

. ضدية

ذلك ؛فضاءات محددة وأ خطابات في حصرها يمكن ال أنساق مجموعة المختلف النصوص تختزن

ونماذج يحلل موضوعات ما على التبسيط هذا في سنقتصر ولذلك ،الشمولية بخاصية تتميز ألنها

الثقافية قراءة الوحدات في الضدية الثنائيات باعتماد المضمرة، الثقافية األنساق ونقصد ،الهامش

. المختلفة

:مرجعية نقد النقد -03مح

.001:ص .المعرفة حفريات: فوكو ميشال -1

45

توطئة:

يبدو جليا، أن ممارسة األدب والفن أسبق من الوعي بمصطلحاته و مفهوماته، و في الوقيت نفسيه

بذلك "فانه يمكين إرجياع يبدو أن اإلحساس بمراجعة األدباء األدب، قد رافق عملية إنتاج األدب تلك، و

.البدايات األولى لنقد النقد إلى زمن بواكير التشكل األول للنقد نفسه"1

األول للنقد األدبي، كما يذهب إلى ذلك الناقيد بياقر جاسيم محميد، اليذي وإن نقد النقد الزم التشكل

"نظرية أرسطو في المحاكاة البذرة الجنينية األولى التي وصلتنا مما يمكن عيده نوعيا مين نقيد النقيد :عد

النظييري غييير المباشيير علييى نظرييية أسييتاذه أفالطييون فييي المثييل، التييي وردت فييي كتابييه الجمهورييية، إذ

ريخيية المبكيرة ليم ن الفكر النقدي في تلك المرحلية التايجعل الصفتين النظري، والتطبيقي بين قوسين أل

."يكن قد عرف نقد النقد ناهيك عن تصنيفه إلى نظري وتطبيقي2

أما نقد النقد عربيا "باعتباره نشاطا فكريا نوعيا، فهو قديم في مادتيه حيديث فيي مصيطلحه، ليه

عالقة بكثير مما دارت حوله مناظرات العرب القيدامى ومسياجالتهم، مين قضيايا أدبيية وبالغيية ونقديية

."نظرية وتطبيقية لم نشك في داللتها3

غير أن ممارسة نقد النقد ظلت مفتقرة إلى الوعي بمفهومه، والتنظير بحدود مادته المعرفية، يقول

ن حصوله بضرب إأحد الدارسين: " ولئن كان شيء من كل هذا مبثوثا بين طيات الكتب في الماضي، ف

حيانا في المنهج الحديث، هو الذي حيول القضيية إليى من الوعي الواضح، بل وبشيء من الوعي الحاد أ

سمة بارزة ضمن سمات الوضع المعرفي الراهن، وألول مرة يتبلور ضمن متصورات النظرية النقدية

."وبين جداول قاموسها االصطالحي4

ظهير أن وجيود مصيطلح نقيد النقيد اليذي تيأخر ظهيوره ي ،إن فحص األدبيات المتيسرة ليدينا

انفيك السيؤال قائميا نسبيا، لم يرافقه عمل نظري كاف يفصيح عين ماهيتيه، ويؤكيد سيماته الخاصية. وميا

بشأن اليوعي بمصيطلح نقيد النقيد، واإلحاطية بيه و تعريفيه، وصيوال إليى حصير حيدوده، وفيك االلتبياس

التأوييل فيييه الحاصيل بينيه وبيين الحقيول المعرفيية األخيرى، السيييما النقيد األدبيي اليذي توسيعت مسياحة

" في النقد يمثل، سواء أكان في شكل صياغة معرفية مكتملة :ليكون محط اهتمام نقد النقد بوصفه كالما

أم شييبه مكتمليية، ضييربا ميين القييراءة المواجهيية لقييراءة أخييرى، مواجهيية ال يمنييع اخييتالف درجاتهييا حييدة

.010:ص .0111 ،مارس 00 :، المجلد0:في تأصيل المفهوم، باقر جاسم محمد، مجلة عالم الفكر، العدد، نقد النقد أم الميتانقد، محاولة -1 .000: ص .. وينظر أيضا م . ن 010: ص .م. ن - 2يوليو ـ سيبتمبر 08 :، المجلد0:في الوعي بمصطلح نقد النقد وعوامل ظهوره، مجلة عالم الفكر، العدد :د.نجوى الرياحي القسطنطيني - 3

.40:ص .0111 .01. ص: 0114مفهوم نقد النقد في آليات النقد األدبي، دار الجنوب للنشر، تونس، :عبد السالم المسدي 4

46

للنقد اآلخر، من ثمة اتساع التأويل بلوغها مرات كثيرة حد التملق والتزلف، مصادمة النقد فيها و ،ولطفا

خيتالف التصيورات والمقيوالت والخلفييات الفكريية والمنهجيية، الحيافزة عليى أن االتفاسير ووالشروح و

."يصبح نقد النقد حفرا في كيان النص النقدي وإقامة من ثمة في قلب التأويل1

لمصطلح أو المصطلحات الذي إذن، يمكن القول إن من األمور المسلم بها منهجيا، أن تعريف ا

تييدور حولهييا الكتييب واألطروحييات والرسييائل الجامعييية والدراسييات التييي تنشيير فييي المجييالت المحكميية

والمتخصصة، و تأصييل مفهومهيا، ومالحقية العواميل المحفيزة لظهورهيا؛ جيزء مهيم، وأصييل مين أي

تيزعم الخيوض فيي نقيد النقيد بحث علمي، بيد أن ذلك لم يحصل، ال سيما في أغلب تلك المؤلفات التيي

صيراحة، أو تضيعه عنوانيا لمؤلفاتهييا، إذ ليم تفيرد تلييك الدراسيات، والكتيب تعريفييا لنقيد النقيد، وماهيتييه،

وغايته، وإجراءاته إلى درجة "بدت وضعية نقد النقد في عصرنا مثيرة للسيؤال مين وجيوه عيدة، فيأكثر

القتيه بالنقيد وييذكر فعليه فيي أنسياقه ودوره فيي من ناقد ينبه إلى وجود نقد النقد، ويحيدد موضيوعه، وع

مراجعتييه وتقويمييه... غييير أن ذلييك لييم يقيير لنقييد النقييد موقعييا بييارزا فييي مجييال الفكيير، ولييم يوسييع عملييية

التعريف به، ولم يهيئ جهازا نظريا يوضح البنية المفهومية ويحدد معالمه ويكشف عن عوامل ظهيوره

."وحوافزها2وإرسيائها عليى ،النقد ما زالت بحاجة لجهيود الدارسيين لتأصييلها وهذا يعني أن منزلة نقد

أسس علمية رصينة.

"الكتابات في مجاالت نقد النقد على كثرتها وتنوعهيا، قيد بقييت حتيى :وثمة من يذهب إلى أن

اآلن تدور في فلك النقد األدبي، والرد عليى مزاعميه النظريية والتطبيقيية، وليم تينهض بميا يجعيل منهيا

نظرية مستقلة عن النقد األدبي وذليك عليى اليرغم مين وجيود عيدد كبيير مين الدراسيات والمقياالت التيي

.مارست نقد النقد ووضعت مصطلح نقد النقد في عنواناتها، أو أشارت إليه في متونها"3

و من تلك المؤلفات والدراسات نذكر:

.ـ النقد والنقاد المعاصرون4

.النقد العربيـ محمد مندور و تنظير 5

ـ نقد النقد، رواية تعلم. 1

.00في الوعي بمصطلح نقد النقد وعوامل ظهوره. ص: -1 .04 م. ن. ص: - 2 .018: نقد النقد أم الميتانقد، محاولة في تأصيل المفهوم. ص - 3د. ت، مكتبـة نهةـة موـر، الفجالـة، القـاهرة. وهـو مـن الكتـب النـي وهـرت فـي أواسـط القـرن ،النقـد والنقـاد المعاوـرون :محمد منـدور - 4

العشرين. .0101د. محمد برادة: محمد مندور وتنظير النقد العربي، منشورات دار اآلداب، بيروت، - 5

47

ـ مساهمة في النقد األدبي. 2

ـ من إشكاالت النقد العربي الجديد.3

.ـ نقد النقد و تنظير النقد العربي المعاصر4

.ـالنقد األدبي العربي الجديد في القصة والرواية والسرد5

.صرـمرايا المتخالف،مقاربات نقدية في الفكر العربي المعا6

.تحليل الخطاب األدبي على كذا ضوء المناهج النقدية الحداثية، دراسة في نقد النقد ـ7

المقاييس الفنية في نقد النقد الحديث . ـ 8

.ـ نقد النقد في التراث العربي كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر نموذجا9

نقد النقد نذكر:ومن األطروحات والرسائل الجامعية التي تصدت لموضوع

.ـ عبد الجبار عباس ناقدا10

.ـ عناد غزوان ناقدا11

.ـ جالل الخياط ناقدا12

ـ فاضل ثامر ناقدا.13

ـ لغة النقد الحديث في العراق ـ النصف الثاني من القرن العشرين.14

عية األساسية لنقد النقد:ج/ المرنقد النقد، رواية تعلم، تزفيتان تودورف -

إذ بيدأ كتابيه فيي "،، رواينة تعلنمنقند النقند" ن نقد النقد في كتابهمقدمة ع "تودوروف"لم يبسط

الحديث عن أن الكتب التي تتناول الكتب ال تشد اهتمام غير أقلية بسيطة. يقول: "الظياهر أن الفرنسييين

تزفيتان تودورف: نقد النقد، رواية تعلم، ترجمة، د. سيامي سيويدان، مراجعية د. ليلييان سيويدان، دار الشيؤون الثقافيية العامية، وزارة - 1 .0181الثقافة واإلعالم،

.0181ي النقد األدبي، دار الحوار والنشر والتوزيع، سورية، د.نبيل سليمان: مساهمة ف - 2 .0110شكري عزيز الماضي: من إشكاالت النقد العربي الجديد، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، - 3 .0111 ،محمد الدغمومي: نقد النقد وتنظير النقد العربي المعاصر، منشورات كلية اآلداب بالرباط ، الرباط - 4 .0111عبد هللا أبو هيف: النقد األدبي االعربي الجديد في القصة والرواية والسرد، منشورات اتحاد األدباء العرب، دمشق، -5 .0111نعيم اليافي: مرايا المتخالف مقاربات نقدية في الفكر العربي المعاصر، مركز اإلنماء الحضاري، حلب، - 6 0محمد عزام: تحليل الخطاب األدبي، على ضوء المناهج النقدية الحداثية، دراسة في نقد النقد، منشورات اتحاد الكتاب العرب، - 7

.00: 0110دمشق، .0111أكتوبر، 1، 004سلطان سعد القحطاني: المقاييس الفنية في نقد النقد الحديث، المجلة الثقافية، العدد: -8 .0101خالد بن محمد بن خلفان السيابي: نقد النقد في التراث العربي، كتاب المثل السائر نموذجا، دار جرير للنشر والتوزيع، عمان، -9

.0118إنعام مندور: رسالة ماجستير، الجامعة المستنصرية ـ كلية التربية، بإشراف أ.د. عبد الكريم راضي جعفر، -10 .0114ستير، الجامعة المستنصرية، كلية التربية، بإشراف أ. د. يشرى موسى صالح، سليم قاسم زعيج: رسالة ماج -11 .0111هشام قاسم عيسى: أطروحة دكتوراه، الجامعة المستنصرية، كلية التربية، بإشراف أ.د. عبد الكريم راضي جعفر، -12 .0111ية، بإشراف أ. م.د نادية هناوي سعدون، روافد جاسم حسن الساعدي: رسالة ماجستير، الجامعة المستنصرية، كلية الترب -13عييارف حمييود سييالم السيياعدي: لغيية النقييد الحييديث فييي العييراق، النصييف الثيياني ميين القييرن العشييرين، أطروحيية دكتييوراه، الجامعيية -14

.0100المستنصرية، كلية التربية، بإشراف، أ.د.بشرى موسى صالح،

48

مييع العلييم بييأن فييي اإلحصيياءات الدامغيية بهييذا الصييدد خلطييا عشييوائيا بييين األدب الراقييي ال يقيرأون. هييذا

واألدب الوضيع، بين األدلة السياحية وكتب الطبخ. كما أن الكتب التي تتناول الكتب، بتعبير آخر الكتب

بعض الطالب النقدية، ال تشد اهتمام غير أقلية بسيطة من هذه المجموعة من القراء القليلة العدد أصال:

فمن ذا .وبعض المتحمسين. إال أن نقد النقد هو تجاوز لكل حد، عالمة على تفاهة األزمنة على األرجح

الذي بإمكانه أن يجد فيه فائدة ترجى؟"1

الذي سوغ ليه ميا ذهيب إلييه "رواية تعلم"إن شد االهتمام هذا، كان مدعاة لوجود العنوان الرديف

بنول "، وكيذلك إقامية محادثية متخيلية ميع 005 ـي013 كميا فيي الصيفحات "أيان وات"من مراسالت مع

،"بنينو2كميا الخ ...عن طريق إثارة أسئلة حول: تعريف األدب، والفن واأليديولوجيا، والمناهج النقدية

إن نقد النقد هيو تجياوز لكيل حيد، عالمية " تودوروف"ومع ذلك، فان قول .040ـ 007 :في الصفحات

فمين ذا اليذي بإمكانيه أن يجيد فييه فائيدة ترجيى؟ كميا ورد فيي أعياله، .األزمنة على األرجيحعلى تفاهة

باعث على التناقض من جهة، و عدم تحديد موقف واضح من نقد النقد من جهة أخرى.

ويهيمن السرد على الكتاب هيمنة واضحة، و في الفصل الثامن عليى نحيو خياص اليذي عنيون

، إذ يخوض في قضيايا نقديية، وسيير أدبيية عين أعماليه هيو، وعين أعميال غييره مين "نقد حواري"له بـ

متيرجم "سامي سويدان"نقاد، و مؤرخين، ومفكرين دينيين، ومناضلين سياسيين، وهو ما دعا الدكتور

بدل أن حوار نقدي القول: "بناء على ما سبق كان األجدر بتودوروف أن يجعل عنوان كتابه إلىالكتاب

على ما يبدو، أيضا، داللة أدق، و ذلك نظرا لميا يؤدي رواية تعلمنقد النقد؛ لكن العنوان الثانوي يعتمد

عد روائي بما يتضمنه هذا اللفظ من بعد ذاتي يتسرب إليه من أدبيته، ويقصيه عين يحفل به الكتاب من ب

.الموضوعية المعهودة في الدراسات المنهجية الحديثة"3

النقدية بصدد أعمال النقاد الذين اختار الحديث معهيم مبثوثية فيي "تودوروف"ء لقد كانت آرا

الكتاب. وما الطرائق التي اتبعها، إال محاولة منيه لتقيديمها عليى نحيو ذاتيي وجميالي، يقيوم عليى السيرد

والحوار. وهو تكنيك رواية، وليس تكنيكا تنجز مين خالليه الكتيب النقديية، فهيو يصيرح قيائال: "يمكننيي

الييدفاع عيين موضييوع كتييابي هييذا باالحتجيياج بييأن النقييد ليييس ملحقييا سييطحيا لييألدب، و إنمييا هييو قرينييه

الضروري فال يمكن للنص أبدا أن يقول حقيقته الكاملية، أو بيأن السيلوك التيأويلي هيو أكثير شييوعا مين

.01نقد النقد، رواية تعلم. ص: - 1 ـ 0101كانت المحادثة متخيلة بدليل قول تودوروف إن "المرحلة التاريخية التي أهتم بها هي مرحلة منتصف القرن العشرين، بين -2

، إنهم ينتمون إلي جيل والدي" 0101ـ 0811على وجه التقريب، وكل المؤلفين الذين أتناولهم بالتحليل باستثناء دوبلن، ولدوا بين 0181 .08: ص

.00نقد النقد، رواية تعلم. ص: - 3

49

ن أهمية هذا األخير تكمن في شكل من األشكال فيي تحويليه هيذا السيلوك إليى احتيراف، إالنقد، ومن ثم ف

وفي توضيحه لما ليس هو في مكان آخير سيوى ممارسية ال واعيية. إال أن هيذه الحجيج، الصيحيحة بحيد

."إذ ليس غايتي الدفاع عن النقد أو تأسيسه ؛ذاتها ال تعنيني هنا1

وهو بيذلك ييوهن مين تبنييه لمصيطلح

د النقد في العنوان، والموقف في االقتباس مار الذكر موقف شك في النقد، مضياف إليى موقفيه السيابق نق

في نقد النقد. وبمقاربة موقفه الذي ورد فيي قوليه: مين ذا اليذي يجيد فييه فائيدة ترجيى، ميع موقفيه اآلخير

ال واضيحا، و إصيرارا الذي ورد في قوله: إذ ليس غايتي الدفاع عن النقد أو تأسيسيه، يجيد الباحيث تمياث

يفضحه التوكييد المعنيوي فيي العبيارة الثانيية، األمير اليذي ييدفع الباحيث إليى السيؤال عين جيدوى وضيع

نقد النقد عنوانا لكتابه، وقد صرح بما صرح به، كما مر بنا. تودوروف

"وبنول بنينن"نقد النقد عمليا، ودون تنظير، وذلك من خالل محادثتيه "تودوروف"لقد مارس

، حريية اليرد عليى تسياؤالته، وإجاباتيه، فقيد تعاميل معيه بوصيفه "بنيننو"وسواه، فضال عن أنيه أتياح ليـ

شخصية في رواية، تتحرك و تتحدث بحرية.

إذن لم ينصرف الى البحث النظري في نقد النقد، أو تخصيص حيز واضح ومستقل له. وبذلك

لنقد النقد ال يتعدى عملية ممارسة مناقشة أعمال النقاد اآلخرين، فهيو "تودوروف"يكون جليا أن مفهوم

لم يقدم له تعريفا واضحا، ولم يبن عمله على نحو يفصح عن فهم مغاير للممارسة السائدة في نقد النقد.

:النقد األكاديمي ونقد النقد -04مح

قيد، نظيرا لألسيباب الموضيوعية إذا كانت واحدة من أهداف هذا البحث، تبني فكرة استقالل نقد الن

بيد لقيراءة ناقيد النقيد، أن تسيتقل بسيمات تميزهيا عين قيراءة الناقيد األدبيي، وقيد التي تقول باستقالله، فال

، عددا من السمات، وهي كاآلتي:"باقر جاسم محمد"أورد الناقد

ـ تتسم قراءة ناقد النقد بالموضوعية، وتبتعد عن التزلف والتهكم والسخرية. 0

ـ تنتج عالقة جديدة معقدة بين القارئ، والنص، والنقد المكتوب عنه، وهي عالقة، تختلف عين 9

تلك التي ينتجها الناقد األدبي.

وهي لذلك، ذات جوهر حواري متعدد األطراف. ـ 3

ـ تتخذ شكل ردود واعتراضات وتصويبات آلراء الناقد األول . 4

.01م . ن : - 1

50

النقيد إلىنتجا أم غير منتج، إلى العودة إلى النص األدبي، وـ تدفع قارئ نقد النقد، سواء أكان م 5

الييذي كتييب حولييه، كييي يتوصييل إلييى تكييوين تصييور منصييف لكييل مييا كتييب، بعييد أن يعيييد طييرح األسييئلة

.المعرفية المرتبطة بهما1

:وظائف نقد النقد

وظائف نقد النقد، بسمات قراءة ناقد النقيد مين جهية، وبتعرييف نقيد النقيد مين جهية أخيرى. تتداخل

الوظائف التي يفترض في نقد النقد أن ينجزها دون إطالق كلمة الوظائف إلىوأشار عدد من الدارسين

لباحث أن عليها. ولما كانت وظائف نقد النقد عنصرا مهما، ومتميزا عن وظائف النقد األدبي، فقد رأى ا

يفرد لها حيزا مناسبا في هذه الدراسة. وقيد اقتضيى ذليك فيرز هيذه الوظيائف وعرضيها تاريخييا ونقيديا

توطئة لتحديد هذه الوظائف، كما يراها الباحث، وهيو أمير يلزميه بيالوقوف عليهيا عنيد نقيده ألعميال أي

ناقد.

لنقيد "محمند الندغموميد." ليى واحيدة مين وظيائف نقيد النقيد فيي سيياق تعرييفإترد إشارة عيابرة

النقد، حين يقول:" نقد النقد هو فعل تحقيق، واختبيار، وإعيادة تنظييم الميادة النقديية بعييدا عين أي ادعياء

."نه يقوم فعال بنقد آخر وصلته باألدب غير مباشرةإبممارسة النقد األدبي، 2

ليى نقيد النقيد إنسيب "محمند الندغموميد."ن إوفضال عن أن الوظيفة جاءت فيي سيياق تعرييف، في

مهمة إعادة تنظيم المادة النقديية، وهيو أمير ال يخليو مين وهيم، إذ لييس مين مهميات نقيد النقيد إجيراء أي

تعديل في النص النقدي واألدبي، وإنما يقتصر األمر على مناقشة أسسيه المنهجيية، ومنطلقاتيه الفكريية،

ومع منطلقات الناقد نفسه من جهة أخرى.وانسجام نتائجه مع حقائق النص األدبي المنقود من جهة،

فلييم تسييم الوظييائف صييراحة، ولييم تفييرد نتيجيية لييذلك نقاطييا تحييدد تلييك النندكتورة القسننطنطينيأمييا

ـي عميا ييراه الوظائف، ولم يش السياق بأنها تتحدث عين وظيفية لنقيد النقيد، ال سييما عنيدما ييأتي حيديثها

وذلك حين تقول: ؛مشغل نقد النقد مقدمة، مسمية إياهافي األسطر الخمسة األولى من ال ـ الباحث وظيفة

إنتاج معرفة بفلسفة نقد النقد، وآلياته ومقاصده هيي مشيغل نقيد النقيد ومحيوره، وهيي التيي إلىفالنزعة "

."الشجاعة الكبيرة إلىتفسر اعتبار بعضهم أن حاجة النقد ملحة 3

.001ـ 001نقد النقد أم الميتانقد ، محاولة في تأصيل المفهوم. ص: ينظر: - 1 .011 نقد النقد وتنظير النقد العربي المعاصر. ص: - 2 . 04 في الوعي بمصطلح نقد النقد وعوامل ظهوره. ص: - 3

51

ه ملتقييى خطابييات، ومرجعيييات تتفاعييل، وتتصييادم عييد عيين النقييد ب النندكتورة القسننطنطينيوتتحييدث

إليىلتذكر ما يعده الباحث إحدى وظائف نقد النقد. وترد في مقدمة البحيث أيضيا ميا يؤكيد عيدم انتباههيا

أسهمت مجمل المعطيات سابقة الذكر في خلق حركة نقديية جدليية دفعيت اليبعض "و هذه الوظيفة، قائلة:

وميدى توفيقهيا فيي اسيتنباط معياني ،ء عالقتهيا بيالنص اإلبيداعيدراسية الظياهرة التأويليية فيي ضيو إلى

االهتمام بجوهر الممارسة النقدية ذاتها، وتفكيك إلى ودفعت البعض اآلخر ،النص، وكشف خصوصياته

."منطقها، وفحص آلياتها وإجراءاتها ومرجعيات أصحابها الفكرية والنظرية والجمالية1

ا لوظائف نقد النقد صراحة مرة، وأطلق عليهيا سيمات قيراءة ناقيد ومن النقاد الذين أفردوا حيز

."باقر جاسم محمد"النقد مرة ثانية، ومقومات الميتانقد ثالثة، هو الناقد

مييا ورد ميين وظيائف لنقييد النقييد عنيد الدارسييين السييابقين، يجيد الباحييث ضييرورة إفييراد وبيإزاء

مجموعة من النقاط استلها من دراساتهم، مجريا تعديال على بعضيها، ليقيدمها بشيكل جليي، لعلهيا تحييط

بوظائف نقد النقد، وهي كاآلتي:

اوية في المزاعم األدبية، ويكشف يقوم بتفكيك النقد األدبي لفحص العناصر األيديولوجية الث" أوال:

،عن طبيعة المؤثرات الثقافيية واالجتماعيية والسياسيية التيي جعليت الناقيد يتبنيى منهجيا نقيديا دون سيواه

واضعا عمل الناقد في سياق أكبر.

يقوم بقراءة مزدوجة الهدف، فهو يقرأ النص النقدي قراءة محياورة واخيتالف، وفيي الوقيت ثانيا:

ءته الخاصة.نفسه، ينجز قرا

يحدد األنساق المضمرة النفسية والثقافية التي جعلت الناقد يتبنى منهجا نقديا دون سواه. ثالثا:

يكشف عن صيرورة النقد األدبي وتحوالتيه، وييربط بيين العواميل السيياقية الخارجيية التيي رابعا:

تحفز عملية التطور األدبي، ومن ثم تطور النقد األدبي نفسه.

ل على إعادة تشكيل وعي القارئ غير المنتج، لرؤية نقدية مدونة، ليكون على بصيرة يعم خامسا:

وهيذه ؟ م مسألة معرفة كيف قال الناقد ذلك ول إلى ،تتجاوز مسألة فهم ما قاله الناقد بحق عمل أدبي بعينه

.الوظيفة ذات طبيعة بيداغوجية واضحة2

.النقد المكتوب عنهالنص، وينتج عالقة جديدة معقدة بين القارئ، و سادسا:1

.08م . ن : ص: - 1 ـ 01): بالغة النقد، قراءة في متن فاضل ثامر النقدي، كالويز نوي، مجلة ثقافية فصلية تصدر عن مركز )كالويز( الثقافي، العدد -2

.11 ـ 81ص: .0100(، 00

52

ليى إهيو ليذلك يتوجيه فيي البحيث "يثير إشكاالت تتصل بطبيعية النقيد وإجراءاتيه ولغتيه، و سابعا:

.النقد األدبي في المقام األول

.""ينتج معرفة بفلسفة نقد النقد وآلياته ومقاصده ثامنا:2

."جرائية"مراجعة مصطلحات النقد وبنيته التفسيرية وأدواته اإل تاسعا:3

:اإلسهامات العربية في نقد النقد -05مح

"،محمند بنرادة"من الدراسيات التيي ليم تخيض فيي نقيد النقيد وأسسيه النظريية والتطبيقيية، كتياب

"فيي جيدوى :نفسيه "محمند بنرادة"لكنه يبحث كما يذهب إلى ذلك "،محمد مندور وتنظير النقد العربي"

اإلسهام بنقد النقد، وذلك عن طريق تجلية النوايا الكامنة وراء الخطوات والمناهج، وعن طريق منهجية

ولعلنا من ورائه نطيل عليى بعيض جوانيب إشيكالية النقيد "،محمد مندور"اللحظات النظرية التي سلكها

."العربي المعاصر4

نقد النقد في كتابه ليجلي أسسه إلى "محمد برادة"وسوى ما ورد في كالمه مار الذكر، لم يعرض

النظرية، وعوامل ظهوره. وإذا ما أنعمنا النظر قي فصول الكتاب األربعة، سنكتشف الحيز الكبيير مين

الكتيياب الييذي أفييرده الييدارس لسيييرة منييدور الحياتييية، والدراسييية، واألدبييية، واأليديولوجييية، والمعييارك

معيارك تمثيل صيورة مين صيور نقيد النقيد، مين دون أن األدبية التيي خاضيها ميع األدبياء والنقياد. وهيي

.يخصص حيزا مناسبا وكافيا لتجلية مصطلح نقد النقد5

وقد الحظ الباحيث شيدة اهتميام المؤليف بالمياحول، اليذي أحياط بتوجهيات منيدور األيديولوجيية

والنقدية، السيما دراسته في السوربون، وأثرها في أفكاره، وقناعاته.

النقيد األييديولوجي ن الفصيل الرابيع ـ فيإالكتاب أقامت عماده أربعة فصول، من أن وعلى الرغم

ـ وحده، شغل الحيز نفسه الذي شغلته الفصول الثالثة مجتمعة. و عند النظر في تقسيم الدارس والتنظير

:نالحظ أوال مرحلة النقد التحليليللفصل الثالث

نه تضمن المباحث اآلتية:أ

تسع صفحات.مندور والشعر:

عن مركز . وبالغة النقد، قراءة في متن فاضل ثامر النقدي، كالويز نوي، مجلة ثقافية فصلية تصدر000نقد النقد أم الميتانقد. ص: - 1 .10ـ 81. ص:0100(، 00 ـ 01): )كالويز( الثقافي، العدد

.04ينظر: في الوعي بمصطلح نقد النقد وعوامل ظهوره. ص: - 2 .014ينظر: قراءة في نقاد نجيب محفوظ ، مالحظات أولية: - 3 .01محمد مندور وتنظير النقد العربي. ص: - 4 .010ـ 041ينظر: م . ن : - 5

53

مندور والمسرح: تسع صفحات.

مندور والرواية: ثماني صفحات.

.مندور والنقد الصحفي: ثالث صفحات1

يالحييظ أن الحيييز المخصييص لهييذا الفصييل قليييل نسييبيا، إذا مييا قييورن بالفصييل الرابييع، علييى ثانيننا:

الرغم من أن هذا الفصل يتيح للدارس العمل في منطقة نقد النقد أكثر من سواه. فيما شغل الفصل الرابع

نقياد{ تقيول بيـ "أنهيم }ال "بنرادة". وليذلك كانيت النتيائج التيي توصيل إليهيا 952إليى 055الصفحات من

."التعميمسيتساءلون عما إذا كان هذا المشروع مبررا، وعما إذا لم تكن أحكامنا واقعة في نوع من 2

عليى أسيئلة محتملية "بنرادة"ثيم ييرد ،وهذه العبارة توحي بنيوع مين الشيك فيي قيمية ميا أنجيزه

للنقيد "محمند منندور"يثيرها هو، وذلك يشيير إليى أن الكتياب ليم يجيب عين األسيئلة التيي تتعليق بتنظيير

العربي. فجاءت الردود التحسبية في الخاتمة، ليقرر:

"واضح إذن، إن الوضعية الراهنية للثقافية العربيية، وللنقيد بصيفة خاصية، هيي التيي تكيون مركيز

."الثقييل فييي هييذه األطروحيية3 ".محمنند بننرادة" وهييذا يصييب فييي بيياب توجيييه القييراءة إلييى مييا يطمييح إليييه

، إن الكتاب هو من يقوم بتلك المهمة من خالل اآلثار المعرفية التي يمكن أن يتركها في المتلقي. والحق

وقيد عيرج فييه "،نقد النقد، وتنظير النقد العربي المعاصنر" كتاب موسوم بـ "محمد الدغمومي" لـ

الصية ميا سيبق منها الفصل األول من كتابيه، قيائال: "خعرض الكتب التي أسست له، وعلى نقد النقد، و

أرادت إظهييار ميينهج مييا تضييافرت فييي ،أن مرحليية التأسيييس هييذه التييي اسييتعمل فيهييا مصييطلح نقييد النقييد

ارات نظريية وإجيراءات تحليليية وتفسييرية يصيعب الجميع بينهيا، بحييث صيار نقيد بصوره المختلفة اخت

منييياهج ال مييينهج واحيييد... أو ترييييد أن تكيييون تأسييييس إليييىالنقيييد يتحيييرك معرفييييا فيييي اتجاهيييات تيييؤدي

."بستيمولوجيا نوعية تقترح لنقد النقد مدخال قابال لالختبار، كما هو شأن هذا البحثإ4وقيد جياء الفصيل

بواقع ست صفحات، وهو األمر الذي دفعه الى تسميته بحثا.

"الندغمومي"اب "وقيد أفيدنا مين كتي عنه، إذ تقيول: "نجو الرياحي القسطنطينيد."قتبس رأي نو

ن كنا نعتب عليه اشتغاله داخل حقل معرفيي متسيع وعيام. فليئن كانيت عالقيات نقيد النقيد إإفادة كبرى، و

.040ـ 000ينظر: م. ن. ص: - 1 .262 محمد مندور وتنظير النقد العربي. ص: - 2 .263 م . ن. ص: - 3 .771 نقد النقد وتنظير النقد العربي المعاصر. ص: - 4

54

ن موقع نقد النقد من الدراسة وحظيه مين التحلييل كانيا أقيل مميا إبالنقد األدبي والتنظير تبرر مثل ذلك، ف

."يتوقع في كتاب يدور أساسا عن نقد النقد1وهذا اليرأي يؤكيد، أن موقيع نقيد النقيد، وحظيه مين التحلييل

والمناقشة، كان أقل مما يؤمل منه.

"بسنتيمولوجيإنقد النقند، مندخل " بحث بعنوان "محمد الدغموميد." لـو 2مدققية ةوبعيد قيراء

المالحظات اآلتية : نالما جاء في هذا البحث، تولدت لدي

، يتضيح أن اليدارس يتوجيه بمدخليه بسيتيمولوجيإنقيد النقيد ميدخل في ما يتعليق بيالعنوان، - أوال:

بستيمولوجي إلى نقد النقد، األمر الذي يوجه انتباه المتلقي إلى نقد النقد دون سواه.اإل

ـ جاء البحث بواقع ثماني صفحات، لم تنصرف سوى صفحتين منيه، إليى معالجية موضيوع :ثانيا

نقد النقد، فيما انصرفت الصفحات األخرى من البحث إلى الخوض في موضوع النقد األدبي.

لكيل مين نقيد النقيد، والنقييد األدبيي مين مسياحة فيي البحييث "الندغمومي"ـ وبيإزاء ميا أفييرده :ثالثنا

رة إجراء تعديل على العنوان، ليكون متساوقا وطبيعة التناول، ليصيبح عليى النحيو جد ضرونالمذكور،

بستيمولوجي. إاآلتي: النقد األدبي ، ونقد النقد.. مدخل

قد انطلق من النقد األدبي، ومن اإلشكاالت التيي يقيع فيهيا "الدغمومي"ـ لوحظ أن الدكتور :رابعا

،الناقد األدبي، ومنها ما يتعلق بالمنهج واإلجراءات واآلليات، وصوال إلى ضرورة "أن يتحدد نقد النقيد

."وأن يتصف كاختصاص متميز بين أشكال البحث األدبي3

ميية تتطليب أن يتقيدم حديثيه عين النقيد ـ وبناء على ما تقدم، يجيد الباحيث أن المنهجيية العل :خامسا

األدبي، على حديثه عن نقد النقد، ليصبح عالقة نتيجة بسبب.

ـ خال كل من البحث والكتاب من مقدمة نظرية تضع األسيس العلميية والمنهجيية لتأصييل :سادسا

مفهوم نقد النقد.

ـ احتوى البحث على خمس ترسيمات تتعلق جميعها بالنقد األدبي، األمر الذي يؤكيد عنايية :سابعا

.دبي، أكثر من عنايته بنقد النقدبالنقد األ "الدغمومي"

ينصب على المينهج، كميا يفهميه هيو، ولييس عليى ميادة "الدغمومي"خلص إلى أن عمل نـ :ثامنا

نقد النقد، وآلياته، ومصطلحاته، ومفهومه.

.33:ص .في الوعي بموطلح نقد النقد وعوامل وهوره - 1 .0111: 1د. محمد الدغمومي: نقد النقد ـ مدخل ابستمولوجي، مجلة األقالم، العدد: - 2 .41د. محمد الدغمومي: نقد النقد وتنظير النقد العربي المعاصر. ص: - 3

55

ليـ. ".دراسنة فني نقند النقند ،تحليل الخطاب األدبني، علنى ضنوء المنناهل النقدينة الحداثينة" كتاب

"محمد عزام"

إذا أمكيين القييول، إن نقييد النقييد هييو خطيياب نقييدي يقييوم علييى خطيياب نقييدي آخيير، فينظيير فييي

الخطناب األدبني، تحلينل " "محمند عنزام"ن كتياب إمنهجه، ومصطلحه، وإجراءاته النظرية، والعملية، في

يتيييح محاورتييه، نظييرا لطبيعيية صييياغة "دراسننة فنني نقنند النقنند ،علننى ضننوء المننناهل النقديننة الحداثيننة

العنييوان التييي تعليين صييراحة، بأنييه دراسيية فييي نقييد النقييد، ويفييرض ضييرورة وجييود مبحييث فييي األسيياس

نقدي آخر. وهو ميا النظري لنقد النقد، اعتمادا على أن الكتاب أصال، هو خطاب نقدي قائم على خطاب

ينسجم وتعريف نقد النقد، األمر الذي لم يتحقق كما سيرد مشفوعا باألسباب.

أما أوزياس فلعله من أوائل الذين عربت مؤلفياتهم، فقيد .في معرض ترجمته للمؤلفين يقول: "..

لغية العربيية. . و هو أول دراسة شاملة عن البنيوية ترجميت إليى ال0274تم تعريب كتابه البنيوية عام

.والكتاب قسمان: قسم أول، عرف فيه أوزياس البنيوية.. الخ"1

ولم يورد التعريف المشار إليه، األمر الذي أدى إلى أنه لم يعلق عليه، وتلك هي إحدى مهمات

أيضيا فيي نظريية األدب مضييفا إليى "شكري عزيز الماضني"نقد النقد. وعلى هذا النحو يعرض لجهود

العرض، المصادر التي اعتمد عليها في تأليف كتابه، والكتب التي سبقته في هذا المجيال، وينتهيي إليى:

"أن شكري وضع خطاطة للتحليل البنيوي وجعلها في تسع نقاط، نجملها

".ـ القول لمحمد عزام ـ في اآلتي:.. 2

الصفحات التيي أخيذ منهيا إلى، من دون أن يحيل 67ـ 64 وأورد النقاط التسع في صفحات ثالث

للتدليل على التصرف واإليجاز في النقاط من عدمه، وهذا خلل منهجي واضح.

وفييه "معرفنة اآلخنرعيد الغانمي وس: "يضع لها عنوانا هو "،سعيد الغانمي"وحين يتناول كتابات

معرفننة اآلخننر: منندخل إلننى المننناهل " يقول:"سييعيد الغييانمي ناقييد عراقييي حييداثي، أصييدر وزميليييه كتيياب

، وفصيل التفكيكيية عواد علي. وجعلوه ثالثة فصول: فصل عن السيميائية كتبه 0221 "النقدية الحديثة

2تحليل الخطاب األدبي، على ةوء المناهج النقدية الحداثية، دراسة في نقد النقد، منشورات اتحاد الكتاب العرب، : محمد عزام - 1 .72: ص .2443دمشق،

.14 ينظر: تحليل الخطاب األدبي، على ضوء المناهج النقدية الحداثية، دراسة في نقد النقد. ص: - 2

56

م الباحثون كتابهم على أنه . وقد قدسعيد الغانمي، والفصل الثالث عن البنيوية كتبه عبد هللا إبراهيمكتبه

.األفكار المستوردة" وال تجارمساهمة عربية في التعريف بأبرز المناهج الحديثة في العلوم اإلنسانية، 1

".. تجييار األفكييار منحييى هتافيييا تحريضيييا قييائال: "محمنند عننزام"بعييد الجمليية األخيييرة يأخييذ تعليييق

تجيار المخييدرات يعيثيون فسييادا فيي النفييوس، وتجييار المسيتوردة، وكأنييه ال تثرييب علينييا إن نحين تركنييا

األدوية يعيثون فسادا في األبدان، وتجار السالح يعيثيون فسيادا فيي اليبالد، ورصيدنا تجيار األفكيار، فيي

الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة إلى أقالم واعية تساهم في تطوير واقعنا المتخلف وتحديثه في جمييع

، وإن أخيذنا بالمنياهج الغربيية الحديثية معرفة اآلخر ال تعني التماهي به إنالحقول وفي شتى الميادين.

في الفكر، والنقد ال يعني تخلينا عن هويتنا، وذاتنا، وتراثنا؛ ذلك أن الحداثة والتراث، هما وجهان لعملة

".واحدة، يتكامالن وال يتناقضان. ولنا في اليابان أسوة حسنة2

إلى موضوع نقد النقد، ولم يحلل الخطاب األدبي، وإن جل ما قام به هو: "محمد عزام"لم يشر

فهيو يتيرجم لناقيد مينهج،ـ ترجمة لحيياة الميؤلفين ميع بسيط إلصيداراتهم، وهيذا األمير ال يحكميه 0

متيوافر للمؤليف مين ميادة، فضيال هيو فيغنيه ترجمة، ويختصر مع آخر. ويبدو لي أن ذليك مرهيون بميا

النقد.لمؤلفين ال تقع قي صلب مفهوم نقد عن الترجمة لحياة ا

ـ عرض لمحتوييات كتيب الميؤلفين، وليم يخضيع هيذا العيرض لمينهج هيو اآلخير، فهيو يعيرض، 9

ويقارنها بكتب أخرى تارة، ثم يعرض من دون أن يقارن تارة أخرى.

د المشيار ـ وأدى ذلك إلى تعليقات ال تمت إلى نقد النقد بصلة، وال تتسم بسيمات قيراءة ناقيد النقي3

إليها في هذا الفصل، ويرد الباحث ذليك إليى افتقيار الكاتيب إليى اليوعي باسيتقالل حقيل نقيد النقيد، األمير

الذي أدى إلى افتقار كتابه إلى األسس النظرية الالزمة في هذا المجال.

."عناد غزوان ناقدا "رسالة سليم قاسم زعيل:

اعترافيه صيراحة "عنناد غنروان ناقندا" :الموسيومة بيـ "سنليم قاسنم زعنيل"يلحظ في رسالة

تيدخل فيي داميت دراسيتنا عين الناقيد عنياد غيزوان وميا" بأن دراسته تيدخل فيي صيميم نقيد النقيد، يقيول:

فهي مسؤولة عن رصد فضاء النظر النقيدي اليذي صياغ قيوام القضيايا النظريية النقديية ،صميم نقد النقد

".لدى الناقد3

.18ـ 10:ص .النقدية الحداثية، دراسة في نقد النقد تحليل الخطاب األدبي، على ةوء المناهج - 1 .18 :م . ن : ص - 2 .00عناد غزوان ناقدا. ص: -3

57

، ال يؤسيس السيتقالل "عنناد غنزوان"ونالحظ هنا أن كالمه عن رصيد فضياء النظير النقيدي ليدى

بياختالف دراسيات نقيد النقيد عين الدراسية مفهوم نقد النقد عن النقد األدبي، ولكنيه يقير فيي موضيع آخير

دراسية التي حددها بالتطبيقية، من دون عطف النظرية عليهيا قيائال: "وتختليف دراسيات نقيد النقيد عين ال

النقدية التطبيقية التي ميدانها النص األدبي، كالشعر، أو الروايية، أو المسيرح، مين حييث ارتبياط الثانيية

ه بعد ذلك طرائقي الجدلي بطبيعة النص المدروس، وما ينتج عنه من اختالف في الغايات والنتائج. ولكل

".وأدواته النقدية الخاصة به1

الدارس ليس سيوى إشيارات، ال تؤسيس لموضيوع نقيد النقيد مفهوميا، ن ما ذهب إليه إوبذلك ف

ليم يقيم بمييا يجيب أن يقيوم بيه دارس فيي نقيد النقييد، السييما فيميا يتصيل بالبحيث فييي وحقيال مسيتقال. فهيو

األسس النظرية لنقد النقد، التي تتيح له، من جملة مما تتيح، التعرف على مستويين من الدراسة في نقد

. ما تم التطرق إليه في هذا الفصل النظري والمستوى التطبيقي، وهو النقد: المستوى

إن ناقد النقد يتعامل ـ كما أشرنا سابقا ـ ميع النقيد األدبيي، وهيو مميا يوجيب علييه أن يكيون ذا

لغة خاصة ومحددة األهداف، ومن أولى مسؤوليات ناقد النقد، هي أن ترتقي لغته إلى مستوى لغة الناقد

ويييرى الناقييد عملييية تحقيييق ، هييذا إذا لييم تفقهييا دقية ووضييوحا، وإذا مييا أوردنييا االقتبيياس اآلتيي: "المنقيود

اليينص الشييعري قائميية علييى ميينهج موضييوعي يعتمييد علييى االختبييار، والفحييص، والموازنيية فييي تحقيقييه

أي وتعديله، ومع أن هذه الخصائص موجودة أصال في المنهج التاريخي؛ ولكنها تشكل جزءا مهما مين

عملية توثيقية كما أن النقد التاريخي، حينما أصبح منهجا نقديا مستقرا له خصائصه ورؤاه وتعامله مع

النص األدبي، اختلف اختالفيا جيذريا عميا عنيي بيه الناقيد مين قضيية تحقييق النصيوص وميا شيابه ذليك.

لتاريخ أضيق دالالته، أي ارتباط فالتاريخية بمعناها الخاص التي يقوم عليها المنهج التاريخي تأخذ من ا

وعالقة هذه الصفات باللغة ،ثم تقسيم األدب إلى عصور وصفات كل أدب من كل عصر ،الحدث بزمن

…"الغالبة للعصر ـ في منحاه السياسي الغالب عادة2

داللة عليى تصيرفه "؛ينظر"سيالحظ أن الدارس أحال إلى نصين نقديين، وقد شفع اإلحالة بـ

بهما، وذلك مما ال ينكره منهج البحث األدبي، لكن من يدقق النظر بما تصيرف بيه اليدارس، سيكتشيف

ميين 367 "مقدمننة فنني النقنند األدبنني"فييي كتابييه "عننناد غننزواند."أن لغتييه قييادت المعنييى الييذي أراده

الوضوح إلى اللبس، هذا فضال عن أنها تحولت بفكيرة االقتبياس مين الحيديث عين عمليية تحقييق الينص

.00 عناد غزوان ناقدا. ص: -1 .04ينظر: م. ن. ص: - 2

58

تعديله، إلى الموازنة في تحقيقه والقائمة على منهج موضوعي يعتمد على االختبار والفحص و ؛الشعري

كل خلييال فييي الحييديث عيين الميينهج التيياريخي وخصائصييه.. والتاريخييية و معناهييا الخيياص.. الييخ. مييا يشيي

السمات التي يجب أن تتوافر عليها قراءة ناقد النقد، التيي تيم ذكرهيا فيي الصيفحات التيي ميرت مين هيذا

الفصل. وهذا األمر يدفعنا إلى لفت االنتباه مرة أخرى إلى األهمية التي تنطيوي عليهيا األسيس النظريية

ا تجنبهم الوقوع فيي خطيأ غميوض اإلطيار لنقد النقد، تلك األسس التي إذا ما توافر عليها الباحثون، فإنه

المنهجي العام الذي يحتكميون إلييه فيي دراسياتهم، وكيان هنياك خليط بيين الميادة التيي موضيعها المقدمية

وتلك التي حقها الخاتمة والنتائج.1

":جالل الخياط ناقدا"أطروحة هشام قاسم عيسى:

أهمية، السيما عند من يتخذ من نقد النقد تزداد الحاجة إلى األسس النظرية لنقد النقد وضوحا و

إذ يقول: "ودفعني هذا األمر إليى أن "هشام قاسم عيسى"ميدانا لتخصصه، وهذا ما يسعى إليه الباحث

أقرأ كتب الناقد كلها الواحيد بعيد اآلخير، وليم أكين أنتهيي مين قيراءة كتياب مين كتيب الناقيد، حتيى تيزداد

يا توليد ليدي مين إحسياس بيالتفرد "،جنالل الخيناطد."قناعتي بأهمية الجهيد النقيدي اليذي أنتجيه فضيال عم

وال يتخطيياه الييذهن الواضييحان فييي نقييده. فعقييدت العييزم علييى النقييدي واألسييلوبي الييذي ال تخطئييه العييين،

".اختيار جالل الخيياط ناقيدا موضيوعا ألطروحتيي، وأن يكيون نقيد النقيد مييدانا لتخصصيي2وكيان مين

الممكيين إعييادة صييياغة عبييارة ال تخطئييه العييين، وال يتخطيياه الييذهن الواضييحان، توخيييا لدقيية العبييارة

.عين المدققة، وال يتخطاه الذهنووضوحها، كاآلتي: ال تخطئه ال

بالقول: "وال شك في أن تقديم دراسية "جالل الخياط"ويتحدث عن شروط دراسة ناقد مهم مثل

نقدية عن ناقد مهم مثله، تتطلب اإللمام بالقضايا النقدية المهمة التي عني الناقد بها، واإلحاطية الشيمولية

هذا من جانب، ومن جانيب آخير اسيتنباط المعيالم البيارزة فيي نقيده بآراء الناقد، وأفكاره، ورؤاه بشأنها.

المعبرة عن اهتمامات الناقد الراسخة، ووضعها في موضعها المناسب بما يشكل نظرة نقدية كليية تعبير

".عن هوية الناقد الحقيقية، وأسلوبه النقدي المتفرد3

إلييى موضييوع نقييد النقييد، علييى مسييتوييه النظييري والتطبيقييي فييي "جننالل الخينناط" ىوإذا لييم يتصييد

قضاياه النقدية المهمة التي عني بها، إلى درجة لم يبد فيها من الضروري تقديم مهاد نظيري لنقيد النقيد،

.041ينظر: عناد غزوان ناقدا :المقدمة أ ـ ب ـ والخاتمة. ص: - 1 . 2: ص .جالل الخياط ناقدا - 2 .7: ص .م . ن - 3

59

"إن دعوة الدكتور جالل ن عنوان األطروحة نفسه يجعل منه ضرورة ملحة. يقول هشام قاسم عيسى:إف

ناهج النقد المختلفة بصيورة تكامليية، كانيت دعيوة سيابقة لعصيرها.. وكانيت مؤشيرا الخياط إلى تداخل م

حقيقيا على ما كان يتمتع به الناقد الخياط مين حيس نقيدي مثقيف، وذائقية علميية مرهفية، فيي النظير إليى

".المناهج بوصفها أدوات ووسائل، وليست أهدافا وغايات تستعرض بها القدرات والمواهب1

ا الكالم ضرب من الشرح والتفسير والوصف والتقويم، وال يقع في صميم نقيد النقيد. ونرى أن هذ

لم يعرض للموضوعات التي يتناولهيا نقيد النقيد "هشام قاسم عيسى"ويتضح للقراءة المدققة أن الباحث

الباحثون المحدثون فيي بالدراسة، األمر الذي أدى إلى افتقار بحثه لألساس النظري لنقد النقد! وإذ يؤكد

ن مارسوا نقد النقد من دون معرفة بمصيطلحه وقوانينيه والحيدود الفاصيلة بينيه إ: "إن األوائل ونقد النقد

وبين النقد، قد أثاروا في إطاره قضايا ارتفعت إلى مستوى المشكالت الكبيرى، وأنجيزوا مؤلفيات تفيوق

لك على سيبيل المثيال، ميا أليف فيي الخصيومة بيين شهرة وإثارة للحوار والجدل مؤلفات كثيرة، عنينا بذ

.المحافظين والمحدثين"2

فيي "د.جالل الخيناط"وهو ما يعبر عن ممارسة لمفهوم نقد النقد، لكن الدارس لم يتطرق إلى جهد

على الرغم من اعترافه بتصدي الخياط لموضوع الصراع بين القديم والجديد الذي كان ،مجال نقد النقد

لنقد النقد. فهو يقول: "... فخفتت عنده حدة التوجه التاريخي وارتفعت موجية الرؤيية النقديية قديما مادة

مؤكيدا قيمية ،مفصال القيول فيي الصيراع بيين القيديم والجدييد ،الفنية، فنظر إلى الشعر الجديد نظرة فنية

".التجربة الفنية الخاصة3

مصيطلح نقيد النقيد فيي مؤلفياتهم ميين دون ويالحيظ الباحيث أن كثييرا مين الدارسيين، يزجيون ب

حاجة علمية واضحة، إذ ثمة ما يشي بعدم الوعي بمفهومه وآلياته، والحقل الذي يتصدى له. ويبدو هيذا

األمر جليا حين لم يتم الوقوف على نصيب نقد النقد من جهود الناقد المدروس. وإذا لم يكن نقد النقد من

سييجد أنهيا ليم "،جالل الخياطد."على نحو موجز، ومن يقرأ مؤلفات ااهتماماته، يمكن اإلشارة إلى ذلك

نفسيه، إذ "هشنام قاسنم عيسنى"تكن براء من نقيد النقيد، وهيذا ميا يقيول بيه الشياهد اليذي أورده الباحيث

يقول: "المنهج النقدي التطبيقي عنيد الخيياط يعنيي العنايية بيالنص مين حييث عالقتيه المزدوجية بالشياعر

".الشاعر في حياته وتجاربه، والناقد في بحثه عن التميز والتفرد ؛والناقد4

.01جالل الخياط ناقدا. ص: - 1 .41في الوعي بمصطلح نقد النقد وعوامل ظهوره. ص: - 2 .11جالل الخياط ناقدا. ص: - 3 .010ينظر: جالل الخياط ناقدا. ص: - 4

60

"الخيناط"حيث أن ناقد النقد، قد يرجع إلى النص األدبي المنقود وهو ينقد النقد، وهيذا ميا فعليه

محمند "على وفق ما ورد، إذ تبقى صلة نقد النقد باألدب غير مباشرة، ولكنها غيير منبتية فيي آن. يقيول

بعيدا عن أي ،في هذا المعنى: "نقد النقد هو فعل تحقيق واختبار وإعادة تنظيم المادة النقدية "الدغمومي

".نه يقوم فعال بنقد آخر وصلته باألدب غيير مباشيرةإادعاء بممارسة النقد األدبي، 1وبنياء عليى كيل ميا

تييي خلصييت إليهييا بنقييد النقييد فييي النتييائج ال "جننالل الخينناطد." تقييدم لييم يييرد أي ذكيير لتوصيييف عالقيية

األطروحة.

نتائل الدراسات السابقة

لدراسات التي ذكرت باآلتي:ايمكن إجمال النتائج التي أفرزتها

، 0222فت في نقد النقيد، منيذ العيام لأـ لم تتصد الرسائل، واألطروحات الجامعية، والكتب التي 0

، مما تسنى لي االطالع عليها، للدراسيات السيابقة فيي نقيد النقيد، األمير اليذي يعيد خليال 9101إلى العام

منهجيا فيها، وهو أمر يمكننا معه القول بعدم وجيود جهيود أكاديميية تقيوم عليى عيرض الجهيود العلميية

.إليها، وال يكون نسخة مكررة منهانجاز بحث يضيف إالسابقة ونقدها، تمهيدا لمحاولة

ار البحوث والرسائل واألطروحات الجامعية، إلى األسس النظرية والتطبيقية في نقد النقيد، ـ افتق9

و قد شكل ذلك نقصا جوهرييا فيهيا، السييما عنيدما يكيون األمير متصيال باليدرس األكياديمي، ألننيا بغيير

ذلك، لن نتمكن من تحديد األساس النظري الذي اعتمده الباحث في دراسته.

ية التاريخية إلرهاصات نقد النقد، ونواته، وجذوره عالميا وعربيا.ـ انعدام الرؤ3

لخطييط التييي وضييعها اـيي التكييرار فييي العنوانييات فييالن ناقييدا، والموضييوعات التييي تناولتهييا، و4

نجاز ما أنجزوا في هذا المجال.إلالدارسون

قيد النقيد. وهيذا ميا البحوث، إلى الدقية المطلوبية فيي لغية ناافتقار بعض األطروحات الجامعية وـ 5

يؤكد األهمية االستثنائية لألساس النظري الذي يضع هذه اللغة في متناوله.

ـ الحاجة إلى الوعي بالمصطلح الذي يؤدي بدوره إلى القناعة به، ويبدو ذلك غايية فيي األهميية، 6

...التيراث العربيي . السيما عند الباحثين الذين يتصدون لدراسة نقد النقاد ـ فالن ناقيدا، أو نقيد النقيد فيي

نقيد : ما يعرف بنقد النقد، وميا: يسيمى نقيد النقيد، وإمكانية االبتعاد عن عبارات مثل الخ ـ وهو مما يوفر

، وهيو مصيطلح اطيرد عيدم قناعية اليدارس بهيذا المصيطلح إلى. التي تشير ضمنا النقد إن صح التعبير

.766: ص .نقد النقد وتنوير النقد العربي المعاور - 1

61

استعماله، وتعددت الدراسات فيه، وأخذ بعدا تاريخيا في االستعمال. وهو ما يفرض القناعية بيه والعميل

على تأصيله عند من يتصدون للكتابة في نقد النقد في الوقت الحاضر.

رج تب كان يندقول إن بعض ما ك نـ أما على صعيد الدوافع التي توجه دراسة بعض الدارسين، ف7

ضمن اإلعجاب بالناقد المدروس، حتى ليبدو أحيانا ضربا مين االحتفياء بيه، أو رد جمييل ليه، فيميا كيان

بعض آخر ينوء تحت سلطة تأثير ذيوع اسم الناقد المدروس، فتتحول الدراسة نتيجة لكل ذلك إلى شرح

هيا، النجياز دراسية وعرض لمؤلفاته، مبتعدة عن محاورتها، ونقدها، وصوال إلى االشتباك المعرفيي مع

يمكن أن تندرج ضمن دراسات نقد النقد، ولذلك أرى أن أغليب األبحياث السيابقة تتجيه إليى التمياهي ميع

أطروحات وأفكار النقاد الذين تتم دراستهم، فتكرس جهدها للشرح والتفسير والتوضيح، أكثر من كونها

نقدا لنقدهم .

هميية مضياعفة بسيبب مين الحقبية التاريخيية التيي أ -فيي ميا تقيدم - رتييـ تكتسب النقياط التيي أث2

أنجزت في أثنائها األطروحات والرسائل الجامعية والبحوث، التي بلغ فيها النقد األدبي، شأوا طويال في

ما ألف فيه كما ونوعا. وقد بلغ نقد النقيد هيو اآلخير مرحلية اسيتدعت الوقيوف عنيده، تمعنيا فيي مفهوميه

، بعيده حقييال ات التييي يرييد تحقيقهيياا، وإحاطيية بلغتيه، ومعرفيية بالغاييوتيأمال فييي مصيطلحاته وضييبطا لهي

مستقال، كما أكد ذلك الباحثون الذين تمت اإلشارة إلى آرائهم.

فيي مجيال نقيد "محمند الندغموميد."شير إليى األهميية التاريخيية التيي انطيوت عليهيا جهيود كما ن

يتناول فيه األسس مالحظات، السيما عدم تخصيصه حيز خاص ؤكد على ما أثير حولها مننالنقد، وإذ

جد ن امرحلة التطبيق الفعلي، فإنن إلىالنظرية لنقد النقد، لينتقل من مرحلة الدعوة إلى استقالل نقد النقد،

نجننو د."وبحييث "،نقنند النقنند أم الميتانقنند، محاولننة فنني تأصننيل المفهننوم" بنناقر جاسننم محمنندأن بحثييي

قييد دشيينا مرحليية متقدميية فييي "فنني الننوعي بمفهننوم نقنند النقنند وعوامننل ظهننوره" "طينيالرينناحي القسننطن

دراسة نقد النقد لألسباب اآلتية:

إن البحثين كشفا عن وعي متقدم بمفهوم المصطلح موضع التناول. -أوال

حسنات أتاح هذا الوعي للباحثين نقد الكتب التي ألفت في هذا المجال، فأشارا إلى ما لها من -ثانيا

وما عليها من إخفاقات.

انصرف الباحثان في ما كتبا إلى نقد النقد، وذلك على صعيد العنوان والمعالجيات والغاييات -ثالثا

والنتائج، األمر الذي لم يكن من صلب اهتمام الباحثين اآلخرين.

62

قيد ثبيت . واستعمال للمصطلحوبسمات ناقد النقد، من موضوعية، ومنهجية، التزم الباحثان -رابعا

يمكن اإلشيارة فيي هيذا السيياق إليى "فقير وبهذه المناسبة كتب في نقد النقد وعيا وتأريخا. نأنهما آخر م

المكتبة العربية بأبحاث نقد النقد، فثمة كتب ال تصل إلى عدد أصابع اليد الواحدة، تتناول ممارسيته فيي

".و آخرهذا القطر أو ذاك، أو هذا االتجاه أو ذلك، أو لدى ناقد أ1

إذ تقيول: "ومين ،بأن نقد النقد فعالية بعديية الحقية بياألدب وبنقيده "،القسطنطينيد."ـ أقرت خامسا

هذا المنطلق نعتبر نقد النقد على الرغم من كونه فعاليية بعديية الحقية بياألدب، وبنقيده صيورة عين تعيدد

.أصوات النقد واتساع دائرة التفسير، والتأويل، ومساءلة أصول القراءة وخطتها، وأحكامها"2فيي حيين

يل إلى توكيد ما يميز النقد األدبي، والتنبيه هذا المذهب، إذ يقول: "نم "باقر جاسم محمد"ال يذهب الناقد

إلييى كونييه فعالييية كتابييية ميين الطييراز األول. والنقييد األدبييي علييى وفييق هييذا التصييور، يعبيير عيين القييراءة

المنتجة التي تتميز بخصائص، ومقومات خاصة بهيا. وإذا ميا عطفنيا الكيالم عليى نقيد النقيد، فإننيا نعتقيد

".هة تميزه أيضا عن النقد األدبيبوجود أسباب علمية ومنهجية وجي3

ـ أقرا بضرورة الحاجة إلى تأسيس نظرية جديدة تدعم فكرة استقالل نقيد النقيد، مين منطليق سادسا

عوامل تاريخية قديمة، وعوامل معرفية وفنية معاصيرة تتصيل بتيراكم الجهيود المعرفيية فيي حقيل النقيد

عليى األسيباب التيي حاليت "دون بناقر جاسنم محمند"األدبي وفي حقل نقد هذه الجهود. وقد عرج الناقيد

تأسيس بنية نظرية في نقد النقيد ، أو أوهميت بانخراطيه فيي النقيد األدبيي... فعجيزت عين صيوغ مفهيوم

".شامل لطبيعة نقد النقد ومصطلحاته وتقسيماته وغاياته4

فكانيت ميدعاة شير إلى أن ثمة دراسات كتبت في نقد النقيد بيوعي غايية فيي الوضيوح، نكما

، دقنننقنند النقنند أم الميتان "الناقند بنناقر جاسننم محمند"ألن تكيون مصييادر أساسييية فيي بحثييه، السيييما بحييث

ه قيد الحيق ظهيور المصيطلح تاريخييا، وأفيرد مبحثيا مسيتقال نااليذي وجيد "،محاولة في تأصيل المفهنوم

للدراسات السابقة التي حاولت التصدي له، وقد قام بنقدها، ودعا إلى اسيتقالل نقيد النقيد ميوردا األسيباب

اليذي "فني النوعي بمصنطلح نقند النقند وعوامنل ظهنوره" "القسنطنطينيد."لما ذهب إليه. وكذلك بحث

هيو ينطيوي عليى أهميية، وفائيدة كبييرة فيي هيذا وبمدة وجيزة، "جاسم محمد الناقد باقر"نشر بعد بحث

المجال، على الرغم من أنها عادت إلى القول بتبعية نقد النقد إلى النقد األدبي كما مر ذكره.

.04النقد األدبي العربي الجديد في القصة والرواية والسرد. ص: -1 .00في الوعي بمصطلح نقد النقد وعوامل ظهوره. ص: -2 .000نقد النقد أم الميتانقد، محاولة في تأصيل المفهوم. ص: -3 .001م . ن. ص: -4

63

:المراجع و لمصادرا

)كتب، مطبوعات، مواقع أنترنت،...إلخ(

األدبي للنقد والفلسفية المعرفية الجذورإبراهيم بدران، سالم يفوت، أحمد الربعي وآخرون: د. -

،0: ط العربية(، الوحدة دراسات مركز ) ودراسات مواقف المعاصرة العربية الغربي )الفلسفة

الجامعة تهبحوث المؤتمر الفلسفي العربي الثاني الذي نظم وهو عبارة عن؛ 0188 سنة

.المؤتمر الفلسفي العربي 3891 ،كانون األول، 31 - 31عمان ،األردنية

:ط بيروت، ،العربية النهضة دار واتجاهاته، أصوله الحديث األدبي النقد :زكي كمال أحمدد. -

0، 0180.

والنشر للطباعة النهضة دار ،واتجاهاته أصوله الحديث األدبي النقد :زكي كمال أحمدد. -

.0181 ،10ط: مصر، والتوزيع،

.0181 بيروت، العربية،ث األبحا مؤسسة واالمبريالية، الثقافة سعيد: إدوارد د. -

القصيدة" ونصوص –إدوارد الخراط: الكتابة عبر النوعية، مقاالت في ظاهرة "القصة د. -

.0224، 10مختارة، دار شرقيات للنشر والتوزيع، مصر، ط:

مؤسسة ديب، أبو كمال :ترجمة، اإلنشاء السلطة، المعرفة، ،االستشراق إدوارد سعيد:د. -

.0180بيروت، العربية، األبحاث

اللغة قسم ،10 :العدد الناص، مجلة واإلتباع، اإلبداع حقيقتي بين العربي النقد :فرخي بدرةد. -

.0110 مارس جيجل، جامعة وآدابها، العربية

العربي بالشعر األسطورة عالقة في دراسة المتن، واختفاء الرؤيا حضور :بوبعيو بوجمعةد. -

.0111 ماي ،0:ط عنابة، المعارف، مطبعة المعاصر،

دار الشؤون ، سويدان ود.ليليان، نقد النقد، ترجمة الدكتور سامي سويدان :تودوروف تزفيطان -

.0111 ،0: ط بغداد، العراق، ،الثقافية العامة

، 10العرب، سورية، ط:، اتحاد الكتاب ما النظرية األدبية، ترجمة هدى الكيالني :ج. كوللر -

9112.

، دار المعرفة"محاوالت في نقد النقد،" قاربة النص النقدي العربي الحديث، م :جميل حمداويد. -

باط .2108، 10، ط:الر

64

،0:ط مكناس، سندي، مطبعة أخرى(، )ومقاالت الحديث العربي النقد عن :المنيعي حسيند. -

0111.

,www.doroob.com428,p.1965 Paris المثاقفة، مفهوم مساءلةالسعداني: خليلد. -

AlbinMichel, )، (combats

.0108 ،0 :ط بيروت،/ القاهرة الشرق، دار والالمعقول، محمود: المعقول نجيب زكيد. -

، الدار بيروت العربي، الثقافي المركز األدبي، الناقد دليل :وريليأ ميجان.ود البازعي سعدد. -

.0111 ،0 :ط البيضاء،

.0114 :أفريل ،001 :العدد المصرية، ،ونقد أدب :بحراوي سيدد. -

العربي النقد األدبي في المنهج إشكالية في بحث"المستعار العقل :الزهراني سعيد بن صالحد. -

،لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها مجلة جامعة أم القرى ،"أنموذجا النفسي المنهج – الحديث

.ه0822 ،ربيع أول، 22: العدد، 08 :المجلد

.0100 ،0 :ط البيضاء، الدار الشرق، أفريقيا المعاصر، النقد مناهج :فضل صالحد. -

للدراسات العربية المؤسسة والتأويل، التشكيل الشعري المعنى جماليات :الرباعي القادر عبدد. -

.0118 ،0:ط بيروت، والنشر،

،األدبي األسبوع جريدة والمنهج، النظرية – النقدية والمسالة األدبي النص عبو: القادر عبدد. -

،181: العدد ، دمشق،وأعالمهما واألدب مقاالت في الفكر ،لصادرة عن اتحاد الكتاب العربا

0114.

سيرورة التقاليد في القصة العربية ،لقصة العربية الحديثة والغربا :بوالهيفأ هللا عبدد. -

.0114 الحديثة، منشورات اتحاد الكت اب العرب، دمشق،

، "نظرية وتطبيق،" المركز الخطيئة والتكفير، من البنيوية إلى التشريحية :عبد هللا الغذاميد. -

.9116، 10العربي الثقافي، بيروت، والدار البيضاء، ط:

،10:ط البيضاء، والدار بيروت الثقافي العربي، المركز الثقافي، الغذامي: النقد هللا عبدد. -

0110.

.9117، 10، المجلس األعلى للثقافة، القاهرة، ط: ة النقدريفي نظ :عبد الملك مرتاضد. -

65

الدار و "نقد الذات المفكرة، المركز الثقافي العربي، بيروت، ،والممتنع الممنوع :حرب عليد. -

.0114 ،10 :ط ، البيضاء،

.0110 ،10 ط: ،البيضاء الدار /بيروت ،الثقافي المركز النص، نقد :حرب عليد. -

،18 دد:عال الناص، مجلة فرنسا، في الجدد األكاديميين النقاد بين والتلقي القراءة :لطفي غساند. -

.0118 مارس جيجل، جامعة وآدابها، العربية اللغة قسم

العربي النقدي الخطاب في والنثرية والمصطلح المنهج إشكالية في الثانية اللغة :ثامر فاضلد. -

.0114 ،0 :ط والدار البيضاء، ،بيروت، العربي الثقافي المركز الحديث،

الفكر دار أسلوبية، دراسات العربي، األدب في الفنية الصورةو األسلوب جماليات :الداية فايزد. -

.0111 ،0 :ط بيروت، ،المعاصر

مجلة علمية التراث، حوليات مجلة ،الحضارات حوار أبرز آليات المثاقفة: حمدأ بن قويدرد. -

.0111 ،14تصدر عن جامعة مستغانم، الجزائر، العدد: محكمة

تصدر الناص، :مجلة الحديث، الشعري النص أساليب إلى الولوج عتبات :شيخة األمين محمدد. -

.0118 مارس ،18 :العدد جيجل، جامعة وآدابها، العربية اللغة قسم عن

، 2: مجلة بابل للدراسات اإلنسانية، مجلد، نقد النقد وتنظير النقد المعاصر :محمد الدغموميد. -

. 10،2012: العدد

مالحي وعلي وغليسي يوسف الجزائرية الجامعة في النقاد الشعراء :خرفي الصالح محمدد. -

مارس ،10 :العدد جيجل، جامعة وآدابها، العربية اللغة قسم عن تصدر الناص، :مجلة نموذجا،

0110.

، مركز دراسات الوحدة العربية، المسألة الثقافية في الوطن العربيالجابري: عابد محمدد. -

.م0111 ،الطبعة: الثانيةبيروت،

،0 :ط بيروت، ،العربية الوحدة دراسات العربي، مركز العقل تكوين :يجابرالعابد محمدد. -

0188.

مركز الحضارة العربية لإلعالم والنشر العربي، العقل الرحمن: انتفاضة عبد محمدد. -

.0114 ،0 :ط ،بيروتوالدراسات،

من السادس مدينة والتوزيع، والنشر للطباعة مصر نهضة دار وفنونه، األدب :مندور محمدد. -

.0110 سبتمبر ،0 :ط مصر، أكتوبر،

66

.د.ت د.ط، القاهرة، الفجالة، مصر، نهضة مطبعة المعاصرون، والنقاد النقد :مندور محمدد. -

مجلة "منهج، أزمة أم ثقافة أزمة" ،الحديث العربي األدبي النقد أسئلة :ميري محمودد. -

.0118 ،01 :العدد مكناس، - الجديدة المدينة محكمة، ثقافية مجلة ؛عالمات

.0108 ماي ،4 :ط بيروت، ،للماليين العلم دار المعاصر، الشعر قضايا :المالئكة نازك -

.9115، 10، المجلس األعلى للثقافة، القاهرة، ط:المتن المثلث :نبيل سليماند. -

،"المفهوم المصطلح وداللة لمسيرة دراسة" المدنية الثقافة، الحضارة، :عارف محمد نصرد. -

للكتاب العالمية والدار األمريكية، المتحدة بالواليات اإلسالمي للفكر المعهد العالمي منشورات

.0114 ،الرياض، 0 :ط اإلسالمي،

. 0111 / 0 /08، 81: العدد العراق، ،الصباح جريدة مفهومين، بين المثاقفة: اليوسف يوسفد. -