246

archive.org...،ﺓﺮﻀـﺣ ﻰﻠﻋﺃ ﺐﳏ "" ﺔ ﻴ ﻌﲨ ﺲ ﺳ ﺆﻣ ﻦﻣ ﺎﻧﻻﻮﻣ ﺔﻣﹼﻼ ﻌﻟﺍ ،ﺔ ﻨ ﺴﻟﺍ ﻞﻫﺃ ﲑﻣﺃ ،ﺔﻘﻳﺮ

  • Upload
    others

  • View
    3

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

  • وسوسدردر

    البالغةالبالغة

  • ط ) ا ى د ( May)2011)/ھ

    2000

    ط ) ر ا ( Mar)2013)/ھ

    2000

    ا دا ا دا

    دراب اا دراب اا

    ��������������+92-21-4921389/90/91

    +92-21-4125858

    [email protected]

    1

    2

    ڈکي�مار3

    4

    شهيداں5

    �اؤن6

    �گيهؤ7

    ڈڑ8

    ڈكمي�ي�يلپنراو9

    10

    11MCB

    ڈ12

    ڑمو13

    س�ري�14

    mailto:[email protected]

  • حمب أعلى حـضرة، ""من مؤسس مجعية

    مة موالنا أمري أهل السنة، العالّشيخ الطريقة،ّ)١(الرضوي دام ظلّه العايل الضيائي ،:

    و بالل، العالّمة موالنا حممد بقامع البدعة حامي السنة، شيخ الطريقة، أمري أهل السنة، أ ) ١(

    ٢٦يف " كراتـشي "س عطّار القادري الرضوي دامت بركام العالية ولد يف مدينة إلياحياته املباركة . ععامل، عامل، تقي، ورِ .م١٩٥٠ املوافق ه١٣٦٩املبارك عام رمضان ، مع ى اهللا تعاىل عليه وآله وسلّم صلّ اهللا عز وجلَّ وعشق احلبيب املصطفى شيةمظهر خل

    "وأمـري ومؤسـس جلمعيـة داعية للعالَم اإلسالمي فإنه كونه عابداً وزاهداً، " ة، حماوالته املخلصة املؤثّرة، مـنة لتبليغ القرآن والسنة، العالَميغري السياسي

    )أسئلة حـول أهـم املـسائل الدينيـة اليوميـة ( املذاكرات املدنية : تصانيفه وتأليفاته النبوية، ورسائله اإلصالحية يف األردوية كثرية، ومن بعـض واحملاضرات املليئة بالسنن

    ضـياء الـصالة "، "مهوم امليت "، "عظام امللوك : "رسائله يترجم إىل اللغة العربية، منها ، وأسلوب تربيته أدى إىل حصول انقالب يف حياة املاليني مـن املـسلمني، "والسالم

    :خاصة الشباب، وأعطى هذا املقصد املدين بأنه" "َّوجل إن شاء اهللا عز

    بتاج العمائم ولتحقيق هذا املقصد انتشر الدعاة املستفيضون منه إىل أحناء العامل، املزينون قوافـل " (القوافل املدنية "يف ) السنن النبوية (" اإلنعامات املدنية "بـ اخلضر، واملعطّرون

    فالشيخ مع كونـه كـثري . للدعوة إىل الكتاب والسنة ) ىل اهللا عز وجلّ تسافر للدعوة إ ـه صـورة للـشريعة الكرامة فهو نظري نفسه يف أداء األحكام اإلهلية واتة، إنباع السن

    يذكّرنا بعهد السلف الصاحل، وتشرف باإلرادة والطريقة العملية والعلمية حيث مبظهره لمفيت األعظم لباكستان ل رمحه اهللا، واخلليفة املدينّ من شيخ العرب والعجم ضياء الدين

    رمحـه جمدياألاحلق شريف " اهلند" رمحه اهللا، واملفيت وفقيه القادري موالنا وقار الدين الطـرق األخـرى اهللا أيضاً جعله خليفة له، وأعطاه اخلالفة أيضاً عدة من املشايخ من

    ï )١(

  • )٢(

    احلمد هللا الذي أنزل القرآن، وعلّم البيان، والصالة والسالم ير األنام سيدنا وموالنا حممد املصطفى أمحد اتىب، وعلى آله على خ

    برمحتك يـا أرحـم . الطيبني الطاهرين، وصحبه الصديقني الصاحلني :وبعد! ....الرامحني

    فإنّ سيدي وموالئي، إمام أهل السنة واجلماعـة، عظـيم احي البدعة، ين وامللّة، حامي السنة، م الربكة، عظيم املرتبة، جمدد الدِ

    عامل الشريعة، شيخ الطريقة، باعث اخلير والربكة، العالمـة موالنـا عليه رمحة الرمحن كان احلاج احلافظ القاري اإلمام

    بطَالً جليالً، ورجالً فطيناً، وعاملاً نبيالً، وفقيهاً ذكياً، ال مثيـل لـه ه كـان أن وال شك يفمتكلّماً، وال معادلَ له راسخاً يف سائر العلوم،

    يفـت يتفوق يف العلوم اجلديدة والقدمية باملهارة التامة، وتصانيفه قد نِ على عدد األلْف، كلّها تدلّ على عقْله الكبري، وتدبره املنري، وتبحره

    .يف علم الفقه واحلديث والتفسري": وكتب اإلمام اليت نالت رفعتها يف العالَم كثريةٌ، منها

    " وهو ترمجة ملعـاين القـرآن الكـرمي إىل األردوية، وتعد هذه الترمجة أمجل وأكمل عمل يف حقله وهي مفخرة

    ،العربية واألردوية: العامل ودليل على سعة اطّالعه وتبحره باللّغتني اهلذ دية مع إجازات يف احلديث النبوي الشريف، لكنه كالقادرية واجلشتية والسهروردية والنقشبن

    .نسأل اهللا عز وجلَّ أن يغفر لنا جباه هؤالء األولياء، آمني. يعطي الطريقة القادرية فقط

  • )٣(

    تقوم هـذه " "املعروفة بـ" ": منهاوم وذكر معجزاتـه ى اهللا تعاىل عليه وسلّ مة على مديح النيب صلّ املنظو

    وصفاته وأفعاله، ولذا فإنة من القرآن ها تسجل أحداثاً وأعماالً مستمدم وسريته مبا جاء ى اهللا تعاىل عليه وسلّ الكرمي أو من أحاديث النيب صلّ

    ان يف يف الكتب املوثقة عن حياة سيد املرسلني وأخباره، وهكذا له ديو .""العربية املسمى بـ

    : "ومنها " وهـذاالكتاب حيتوي على ثالثة وثالثني جملّداً كبرياً، ويشتمل على املسائل املستندة والتحقيقات النادرة، واألحباث العجيبة، حينما سأله الـسائل

    الً باألردويـة والعربيـة والفارسـية يف أي لغة فأجابه وفقاً هلا، مث ظـام رام والفقهـاء العِ واإلنكليزية، فلهذا عندما يطالعها العلماء الكِ

    .يتعجبون ويتحيرون من عبقرية اإلمام يف كلّ حني ومكانوكتب اإلمام أمحد رضا خان عليه رمحة الـرمحن مـشعلة

    .الطريق للمسلمني إىل يوم الدين غري الساسية احلركة لّ مجعية الدعوة العاملية،احلَمد هللا عز وج

    "" ر وإحياءم لدعوة اخلية تصملتبليغ القرآن والسنالسنة وإشاعة علم الشرائع يف العالَم، وألداء هذه اُألمور حبسن فعـل

    ، ""جملـس : وج متكامل أُقيمت االس، منها ـ وهـم وتعاىل أركان هذا الس كاهللا تبار وحبمد رام العلمـاء الِك

  • )٤(

    ظام كثَّرهم اهللا تعاىل عزموا عزماً مصمماً إلشاعة األمـر واملفتون العِ والتحقيقي اخلالصي العلْمي.

    :، فهي وأنشأوا لتحصيل هذه اُألمور١( لفيضان الصحابة

    اللكتب أعلى احلضرة، إمام أهل ة، جمـدد سن الدين وامللّة، حامي السنة، ماحي البدعة، عامل الشريعة،

    عليه رمحة الرمحن . ٢( لكتب أمري أهل السنة ٣( ةللكتب اإلصالحي. ٤( من لغات إىل لغات أخرى(م الكتب لتراج.( ٥( ةللكتب الدراسي. ٦( لتفتيش الكتب. ٧( للتخريج. أن يقـدم ""يحات جملس ترج ن أولِ وِم

    التصانيف اجلليلة الثمينة ألعلى حضرة، إمام أهل السنة، عظيم الربكة، عظيم املرتبة، جمدد الدين وامللّة، حامي السنة، ماحي البدعة، عـامل

    مة، موالنا، احلاج، احلافظ، القـاري، الشريعة، شيخ الطريقة، العالّ عليه رمحة الرمحن بأساليب الـسهلة الشاه

    .وفقاً لعصرنا اجلديد

  • )٥(

    وليعاونْ كلّ أحٍد من اإلخوة واألخوات يف هذه اُألمـور من الس ولريغّب طبعت بنفسه الكتب اليت نية ببساطه، وليطالع املد

    . أيضاًمن سوا نفسه ما أعطا اهللا عزالس األخـرى ال سـيوجلّ ا"

    " ًـة ارتقاءنـاً حبلْياً، وجعل أُمورنـا يف الـدين مزيمستمر وجلّ الشهادةَ حتت وأعطانا اهللا عز . اإلخالص ووسيلة خلير الدارين

    من املسجد النبوي علـى صـاحبها الـصالة (القبة اخلضراء ظالل ".لفردوس واملدفن يف روضة البقيع، واملسكن يف جنة ا،)والسالم

    .آمني جباه النيب األمني صلّى اهللا تعاىل عليه وآله وسلّم

    ھ١٤٢٥رمضان املبارك

    )تعريب املدينة العلمية(

  • )٦(

    منا دقـائق هللا الذي أهلمنا بدائع املعاين وغرائب البيان وعلّ احلمد على مـن اصـطفاه المالة والس والص ،املثاين وعجائب التبيان

    وأعطاه من الكتـاب ،ة اخللق من اإلنس واجلانباإلرسال إىل كافّ ق ومن احلكمة ما مز ، وبلغاء قحطان ،ما أفحم به فصحاء عدنان

    وعلى آله وأصحابه الذين حاز واقصب الـسبق ،به حكم اليونان !وبعد ، ميدانيف كلّ

    فيقول أحوج اخللق إىل الغـين البـاري ملا . أصلح اهللا حاله وأحسن مآله

    مجاعة من الذين هلم فه الذي ألّ ¼½رأيت كتاب ة ة والفنون األدبي ما العلوم العربي ها وال سي وىل يف العلوم جلّ اليد الط

    نظرت بعني ¼مصر½ الواقع يف ¼اجلامع األزهر ½لتعليم طلبة العلم يف ياً فوجدته حاو ل فيه التأم مع اختصاره ملا حواه مطـو الت فـن

    مع كثـرة مـسائله مـن البالغة من األصول والقواعد وخالياً على ترتيب حسن مل يعهد يف كتـب وواقعاًاملناقشات والزوائد

    املتأخ مني ولذا اشتهر رين كما يعرفه من طال نظره يف كتب املتقد مس على نصف النهار وطارة القبـول والـدبور إىل اشتهار الش

  • )٧(

    استهادرر ألقطار وجعله أولو العلم والبصرية من الكتب اليت تقر ا من علم البالغة، وهو إن كـان جـزل ¼اهلند½يف أكثر مدارس

    مان حيتاجون يف لني يف هذا الز ة احملص عام ألنّ ؛العبارة فصيح البيان ؛ع له شـرح إىل اآلن ومل يق،رح واإليضاحكشف ودائعه إىل الش

    مجاعة من طالب العلم والكمال بلـسان التماس فلذا تواتر علي ويكشف عن وجوه يذلل صعابه احلال واملقال أن أكتب له شرحاً

    ـ مت رجالً قابه فأخذت يف شرحه بعد أن قد ن ،خرائده رت وأخ أثـر أخرى ملا رأيت األقدام عليه أحري وشرعت فيه مقتـضياً

    دخل مض ملا ال عن التعر املصنف يف اإلجياز واالختصار ومعرضاً الكتاب من املباحث واألنظار فجاء حبمد اهللا تعـاىل يف له يف حلّ

    اخـتم هماللّاء وارتضاه األولياء استحسنه األحب زمان يسري كما طعان وال جتعله عرضة لكلّ ،على ما عملته خبتام الرضاء والثواب

    شيء قـدير على كلّ ، إىل يوم احلساب ا واجعله ذخر ،ومغتاب .وبإجابة الدعاء جدير

    ارحالش

  • )٨(

    عن اإلحاطة مبعـاين آياتـه ،احلمد هللا الذي قصرت عبارة البلغاء عن بيان بدائع مـصنوعاته والـصالة ،وعجزت ألسن الفصحاء

    وعلـى آلـه وإجيازاً والسالم على من ملك طريف البالغة إطناباً .وأصحابه الفاحتني ديهم إىل احلقيقة جمازاً

    ،ا كتاب يف فنون البالغة الثالثة سهل املنـال فهذ !وبعد وعيب االختـصار ، برئ من وصمة التطويل اململ ،قريب املآخذ

    ومجعنا . سلكنا يف تأليفه أسهل التراتيب وأوضح األساليب ،املخل فيه خالصة قواعد البالغة وأم إليه هات مسائلها وتركنا ما ال متس

    الالزم وحرصـاً عند حدفاًحاجة التالمذة من الفوائد الزوائد وقو ل أو تكميـل معقد أو تلخيص مطوعلى أوقام أن تضيع يف حلّ

    خمتصر فتم ـ به مع كتب الدروس النحوي ة يف ة سلم الدراسة العربي ة والتجهيز املدارس االبتدائيه لألمرييـن يف ذلك كلّ ) والفضل (.ةي

    الكبريين نملعارف املتجـاىف ناظر ا واإلنسانني الكاملني فضالً ،الًبعن مهاد الراخة يف خدمة البالد الواقف يف منفعتها علـى قـدم

    ذي ووكيلـها ) اشـا بد زكي صاحب العطوفة حمم (االستعداد ة رم املعارف حنو الـصراط املـستقيم وأدا األيادي البيضاء يف تقد

  • )٩(

    ) صاحب السعادة يعقوب أرتني باشـا (شؤا على احملور القومي علينا بوضع هذا النظام املفيد وسلوك سبيل هذا اذان أشار فهما اللّ

    أمرها الناشـي يف لرغائب أمري البالد وويلّ حتقيقاًالوضع اجلديد مهد املعارف العارف بقدرها جمد ومعيـد ،ةد شهرة الديار املصري

    شبيبة الدولة احملم فخم عباس حلمي باشـا األموالنا (ة دية العلويته به عيون آله ورجاله وسائر رعي ته وأقر أدام اهللا سعود أم ) الثاين .آمني

    فوناملؤلّ

  • )١٠(

    ٠١................................................................املدينة العلمية

    ٠٦................................................................مة الشارحمقد ٠٨................................................................خطبة الكتاب

    ١٤ ١٤.......................................................................................الفصاحةالفصاحة

    ١٥................................ فصاحة الكلمة)١( ١٧................................ فصاحة الكالم)٢( ٢٢................................ فصاحة املتكلّم)٣( ٢٨...................................................................................علم املعاينعلم املعاين

    ٣٠................................الباب األول يف اخلرب واإلنشاء ٣٢................................ الكالم على اخلرب)١( ٣٨................................ الكالم على اإلنشاء)٢(

    ٦١................................الباب الثاين يف الذكر واحلذف ٦٨................................الباب الثالث يف التقدمي والتأخري ٧٤................................الباب الرابع يف التعريف والتنكري

    ٩٠................................ الباب اخلامس يف اإلطالق والتقييد ١٠٢................................الباب السادس يف القصر

    ١٠٦................................ فصلالباب السابع يف الوصل وال

  • )١١(

    ١١٥................................الباب الثامن يف اإلجياز واإلطناب واملساواة ١٢٠................................أقسام اإلجياز

    ١٢٢................................أقسام اإلطناب ١٢٩................................ يف إخراج الكالم على خالف مقتضى الظاهراخلامتة

    ١٤٢ علم البيانعلم البيان ١٤٤.........................................................................................التشبيهالتشبيه

    ١٤٥................................ل يف أركان التشبيهاملبحث األو ١٥٠................................املبحث الثاين يف أقسام التشبيه

    ١٥٨................................ املبحث الثالث يف أغراض التشبيه ١٦٢...............................................................................................اازااز

    ١٦٥................................................................ستعارةاال ١٧٢................................ااز املرسل ١٧٤................................بااز املركّ ١٧٦................................ ااز العقلي

    ١٧٩...........................................................................................الكنايةالكناية ١٨٤ علم البديععلم البديع

    ١٨٥...........................................................................حمسنات معنويةحمسنات معنوية ١٨٥................................ التورية)١( ١٨٦................................ اإلام)٢( ١٨٧................................ التوجيه)٣( ١٨٧................................ الطباق)٤(

  • )١٢(

    ١٨٨................................ املقابلة)٥( ١٨٩................................ التدبيح)٦( ١٨٩................................ اإلدماج)٧( ١٩٠................................ االستتباع)٨( ١٩٠................................مراعاة النظري )٩( ١٩١................................ االستخدام)١٠( ١٩٣................................ االستطراد)١١( ١٩٤................................ االفتنان)١٢( ١٩٥................................ اجلمع)١٣( ١٩٥................................ التفريق)١٤( ١٩٥................................ التقسيم)١٥( ١٩٧................................ الطي والنشر)١٦( ١٩٨................................ إرسال املثل)١٧( ١٩٩................................ املبالغة)١٨( ٢٠١................................ املغائرة)١٩()٢٠(٢٠١................................ تاكيد املدح مبا يشبه الذم ٢٠٣................................ تاكيد الذم مبا يشبه املدح)٢١( ٢٠٣................................ التجريد)٢٢( ٢٠٦................................ حسن التعليل)٢٣(

    ٢٠٨...........................................................................حمسنات لفظيةحمسنات لفظية ٢٠٨................................ تشابه األطراف)١(

  • )١٣(

    ٢٠٨................................ اجلناس)٢( ٢١٤................................ التصدير)٣( ٢١٧................................ السجع)٤( ٢١٩................................ القلب)٥( ٢١٩................................ العكس)٦( ٢١٩................................ التشريع)٧( ٢٢٠................................ املواربة)٨( ٢٢١................................ ائتالف)٩(

    ٢٢٢.............................................................................................خامتةخامتة ٢٢٢................................ سرقة الكالم)١( ٢٢٧................................ االقتباس)٢( ٢٢٨................................ التضمني)٣( ٢٢٩................................ العقد واحللّ)٤( ٢٣٠................................ التلميح)٥( ٢٣١................................ حسن االبتداء)٦( ٢٣٢................................ حسن التخلّص)٧( ٢٣٣................................راعة الطلب ب)٨( ٢٣٣................................ حسن االنتهاء)٩(

    ٢٣٥...............................................................................................تنبيهتنبيه

    ------

  • )١٤(

    ولذا نكّرها؛ ألنّ األصـل يف ، فهي خرب ملبتدأ حمذوف هذه مقدمة؛ : أي )مقدمة(

    يف بيـان معنـی الفـصاحة والبالغـة : أي) بالغةليف الفصاحة وا (اخلرب التنكريهنا ما يـذكر انما جعل الكالم فيه مقدمة؛ ألنَّ املراد باملقدمة ه إو ،وأقسامهما

    وال شك أنّ بيان ، وينتفع به الطالب فيه ، ذلك املقصود لريتبط به ؛قبل املقصود امعنی الفصاحة والبالغة ِمموينتفع به الطالب فيهـا ، يرتبط به مقاصد هذا الفن

    إذا بان وظهر ¼أفصح الصيب يف منطقه ½: الفصاحة يف اللغة تنبئ عن البيان والظهور، يقال (ـ ، ذا انطلق لسانه إ ¼أفصح½ و ¼فصح األعجمي ½: وأيضاً يقال ) كالمه صت وخل

    يكـن نفـس البيـان موهذا املعنی وإن لَ ، وجادت فلم يلحن لغته من اللكنة تنبـئ عـن البيـان ½: فلهذا قال ، ل إليه بنوع من االستلزام ووالظهور لكنه يؤ

    وأشار به إلی أنّ املراد هو مطلـق ، ¼هي البيان والظهور ½: م يقل ولَ، ¼والظهوروتقـع يف (أو بغريها من أنـواع الداللـة ، ملطابقةالداللة سواء كانت بطريق ا

    لكن باملعنی الذي تقع وصفاً ألحد هذه ) االصطالح وصفاً للكلمة والكالم واملتكلّم حتى صار فصاحة املفرد ،بل باملعنی املغاير ، املوصوفات ال تقع به وصفاً لآلخر

    صلح تعريفاً وبيانـاً غري مشتركة يف أمر ي ، والكالم واملتكلّم كأنها حقائق خمتلفة ïوقال مقدماً لتعريف فصاحة الكلمة علی ، منهما بتعريففلذا أفرد كال، هالَ

    أفصح الصيب ½: الفصاحة يف اللغة تنبئ عن البيان والظهور، يقال

    ، إذا بان وظهر كالمه، وتقع يف االصـطالح وصـفاً ¼يف منطقه .مللكلمة والكالم واملتكلّ

  • )١٥(

    ففصاحة الكلمة سالمتها من تنـافر )١( (:فهما عليها لتوقّ ؛مفصاحة الكالم واملتكلّ ى لـو حت، واحد من هذه الثالثة من كلّ: أي )والغرابة، وخمالفة القياس، احلروف

    ما احنصر فـصاحة الكلمـة يف وإن.وجد يف الكلمة شيء منها ال تكون فصيحة ،ها وحروفهـا ِتا عيب يف ماد يف فصاحتها إم املخلّ ألنّ ؛السالمة من هذه الثالثة

    أو يف داللتـها علـی ،فة القياس وهو خمالَ ،ها وصيغتها أو يف صورتِ ،وهو التنافر ا شيء آخر سوی هذه الثالثة يكون خمـال ر فيه إذ ال يتصو ؛ وهو الغرابة ،معناها

    فتنافر احلروف وصف يف الكلمة يوجب ثقلها على اللسان وعـسر النطـق (بفصاحتها فهذا العطف من قبيـل ،ر النطق ا الثقل يف الكلمة سبب لتعس الظاهر أنّ ) هاِب

    الثقل بناء علی أنّ ؛ وحيتمل أن يكون عطف تفسري ،ب على السبب سباملعطف لنبات ¼اهلعخع½ للموضع اخلشن، و ¼الظش½: حنو( عسر النطق ا كلمة ليس إالّ يف ال

    حنو وصـف :أي) للمفتول ¼املستشزر½ للماء العذب الصايف، و ¼النقاح½ترعاه اإلبل، و ثُم هذه الكلمات متفاوتة يف التنـافر ، ليكون املثال مطابقًا للممثّل له ؛هذه الكلمات

    ـ ـ ، متناٍه فيه ¼ عخعه½وإجياب الثقل؛ فبعضها ك دون ذلـك ¼مستشِزر½وبعضها كوال فيـه ال باندراجها : أي) الصريفّ ون الكلمة غري جارية على القانون وخمالفة القياس ك (

    ï : فنحو،القانون وبيان شذوذها عقيب بيان،بكوا يف حكم املستثناة منه

    ، وخمالفة القياس، ففصاحة الكلمة سالمتها من تنافر احلروف ) ١( وصف يف الكلمة يوجب ثقلها علـى :والغرابة؛ فتنافر احلروف للموضـع اخلـشن، ¼ الظـش ½: حنو، اللسان وعسر النطق ا

    للماء العذب الـصايف، ¼النقاح½لنبات ترعاه اإلبل، و ¼ اهلعخع½و كون الكلمة غري جارية :قياسوخمالفة ال للمفتول، ¼املستشزر½و

    ..........................................على القانون الصريفّ

  • )١٦(

    ½أب واقعة يف كالم الفصحاء ليـست مـن الثابتة يف اللغة ال من الشواذّ ¼ىى يأب يف قـول ¼بوقـات ½ على ¼بوق½كجمع (ها فی حكم املستثناة ألن ؛املخالفة يف شيء

    ياملتنب: لَـةٍ فَِإنْ يوفاً ِلدـيـاِس سالن ـضعب ك

    . فَِفـي النـاِس بوقَـات لَهـا وطَبـولُ .الب كما يف البيت علـی ،¼تابوق½ة ومجعه للقلّ ، ينفخ فيه ي هو الذ ،وق بالضم

    واملـراد ،¼بوائـق ½وللكثـرة ) ¼أبـواق ½ة إذ القياس يف مجعه للقلّ(خالف القانون يف ¼موددة½وكـ (¼سيف الدولة ½ يعين ، يف البيت نفس املمدوح ¼بعض الناس ½ـب

    :قولهلَِلئَــــام ِنــــيةٌ)١( إنَّ بــــدهز

    . ما ِلـي يف صـدوِرِهم ِمـن مـوددةٍ . خمالفة القياس يف الشعر جـائز للـضرورة والقول بأنّ ) باإلدغام ¼ودةم½لقياس وا

    كـثرياً مـن فـإنّ ، اجلواز ال ينايف انتفاء الفصاحة ألنّ ؛ة ال جيدي شيئاً الشعري والغرابة كون الكلمة غري ( ا وهذا ظاهر جد ،ة بالفصاحة األلفاظ مع كوا جائزة خملّ

    فـال يـصدق هـذا ، الداللة علی املعنی املوضوع لهغري ظاهرة : أي) ظاهرة املعـىن ï لوقوعهما،حتی يلزم اشتمال القرآن علی الغريب؛، التعريف علی املتشابه وامل

    هدة مجع زاهد من زهد بالضم ناخواهاين خالف رغبت ز ، ناكس وخبيللئام مجع لئيم )١(

    . ص١٢

    :ي يف قول املتنب¼بوقات ½على¼ بوق ½ كجمع لٍَةفَِإنْ يوفاً ِلدياِس سالن ضعب ك

    . فَِفي الناِس بوقَات لَها وطَبولُ . :يف قوله¼ موددة½ـوك، ¼اقأبو½ة إذ القياس يف مجعه للقلّ

    إنَّ بِنـــي لَِلئَـــام زهـــدةٌ . ما ِلي يف صدوِرِهم ِمن موددةٍ .

    ، املعـىن كون الكلمة غري ظاهرة الغرابةو باإلدغام،¼ مودة½والقياس

  • )١٧(

    لكنه ظاهر ، وإن كان غري ظاهر الداللة علی املعنی املراد ، ألنّ كال منهما ؛وذلك: حنو (،ىل معنامها املوضوعان له املعنی املوضوع له؛ لسهولة انتقال الذهن منهما إ

    فإنّ مثل ) ¼اشتد½ مبعىن ¼اطلخم½و، ¼انصرف½ مبعىن ¼افرنقع½و، ¼اجتمع½ مبعىن ¼تكأكأ½ ليست بظاهر الداللـة علـی هذه األلفاظ لعدم تداوِلها فيما بني العرب العرباء

    من ةسوط ويبحث عنها يف الكتب املب ،بل حيتاج يف معرفتها إلی أن ينقر ،معانيهابـأن ال يكـون يف ) وفصاحة الكالم سالمته من تنافر الكلمات جمتمعـة )٢((اللغة

    املعترب يف فصاحة الكالم هو سـالمته ؛ ألنّ ما قال هذا وإن، راجتماع كلماته تنافُ ال السالمة من تنافر أجـزاء كلمـة ، واحدة من كلماته لألخرى من تنافر كلّ

    واملـراد ) ومن التعقيـد ، ومن ضعف التأليف ( ذلك من فصاحة الكلمة فإنّ ؛واحدة واحد هذه الثالثة ال من اموع مـن حيـث هاهنا أيضاً هو سالمته من كلّ

    ـ ؛ا قال يف فصاحة الكلمة م وداللة هذا الكالم عليه أظهر مِ ،اموع ه أتـی ألن ومن الظاهر أنّ تكرار حرف اجلر يف ، واحد من الثالثة يف كلّ¼ِمن½كلمة بهاهنا

    ومثل ما ذكرنا يف فصاحة الكلمة من وجه احلـصر ، مثل هذا املقام يؤذن بذلك : ويف صورته أي ، تنافر الكلمات : فعيبه يف مادته ، جيري يف فصاحة الكالم أيضاً

    التعقيد : ويف داللته علی معناه ، ضعف التأليف : التأليف العارض علی الكلمات شعره ½: واحترز به عن مثل قولنا، هحال من الضمري يف سالمت ) مع فصاحة كلماته (

    ، وعن ضعف التأليف ،لياً عن تنافر الكلمات خا؛ فإنه وإن كان كالماً ¼مستشزر ïمتنافرة،؛ ألنّ حروفها ¼مستشزر½وهي ، كلمة غري فصيحةالتعقيد إالّ أنّ فيه وعن

    ، ¼انـصرف ½مبعـىن ¼ افرنقع½و ،¼اجتمع ½مبعىن¼ تكأكأ ½:وحن .¼اشتد½مبعىن ¼ اطلخم½ولكالم سالمته من تنافر الكلمات جمتمعة، ومـن وفصاحة ا ) ٢(

    .ومن التعقيد مع فصاحة كلماته، ضعف التأليف

  • )١٨(

    وعـسر ، سانفالتنافر وصف يف الكالم يوجب ثقله على الل (فال يكون كالماً فصيحاً ، الثقل وعسر النطق اجتماع جمموع كلمة مع أخری أان منش سواء ك ) النطق بـه

    يف :حنـو ( فقوله ،أو اجتماع بعض حروف كلمة مع بعض حروف من األخری عرشي ِع مِْثلُكرِش الشرفِْع عوكذا قوله ) ر:) رٍب قَبرِر حقَب بقُر سلَيو ( ؛لمن األو

    كلمة مع جمموع األخـرى منشأ الثقل فيهما التقاء جمموع كلّ أنّ إذ ال شك ، :وقوله

    )كَِري ىت أَمم ى مروالْـو َ ـهحدأَم ـهحد . )مِعي وِإذَا مـا لُمتـه لُمتـه وحـِدي .

    يف يف كلمـة معهمـا ¼اهلاء½ و¼احلاء½ موجب الثقل فيه اجتماع ألنّ؛ من الثاين بدون التكرير ال خيـلّ ¼اهلاء½ و ¼احلاء½د اجلمع بني ر وإن كان جم ،أخریكلمة

    مع ) )١(وضعف التأليف كون الكالم غري جار على القانون النحوي املشهور( .بالفصاحة ï كتقدمي املسندللقانون امع عليهخمالفاً ه إذا كان فإن،زه البعضا جومكونه ِم

    ، أوىل النظرة عند بعضليف ينشأ من العدول عن املشهور إىل قول له صحفضعف التأ )١(

    الفاعل ورفع املفعول وتقدمي املسند يف الكالم القانون امع عليه كجرألفإن خالف ت . منه١٢. ة واعتبار والكالم يف تركيب له صح،ففاسد غري معترب ¼مانإ½ـباحملصور فيه

    ، وصف يف الكالم يوجب ثقله على اللـسان :فالتنافر : حنو،وعسر النطق به

    عرشي ِع مِْثلُكرِش الشرفِْع عيف ر َ والْورى هحدأَم هحدىت أَمم مكَِري

    . رب قَبِر حـرٍب قَبـر ولَيس قُ =

    مِعي وِإذَا ما لُمته لُمته وحِدي .

    كون الكالم غري جار على القـانون :وضعف التأليف .............................................النحوي املشهور

  • )١٩(

    تأخريه واجب باإلمجـاع فإنّ ؛¼قائم زيد ما إن½: يف قولنا ¼مانإ½ـاحملصور فيه ب فـضعف التـأليف ½ : وهذا معنی ما قـال يف احلاشـية ،كان فاسداً ال ضعيفاً

    معنـی وكذا ) لفظاً ورتبـة ( ذكر مرجعه :أي) اإلضمار قبل الذكر ك(¼ خلإ....ينشأما فمخالفته إن ،م املرجع بأحد هذه الوجوه األربعة ؛ ألنّ القانون هو تقد وحكماًم لفظاً ورتبـة م يتقد ال بأن لَ ،م املرجع بشيء من هذه الوجوه يتقدم إذا لَ يكون ی عـام وهو معن ، الذكر لفظاً مقابلَ ¼الذكر رتبة ½ـف أراد ب ولعلّ املصن ،فقط وباجلملة إذا كان اإلضمار يف كالم ،علی الوجهني األخريين أيضاً لذكر ل شامل

    :يف قولـه ( كما ، كان التأليف ضعيفاً قبل ذكر مرجعه بأحد هذه الوجوه األربعة ، بعـد كـرب :أي) عن ِكبرٍ (ية الرجل الذي جزاه بنوه كن) جزى بنوه أَبا الِْغيالَنِ (

    ﴿لَتركَبن طَبقاً عن طَبٍق﴾ : كما قيل يف قوله تعايل ، ¼بعد½هاهنا مبعنی ¼ عن½فـهو اسم رجل رومـي بـىن : قيل) ارمِّن سِ وحسِن ِفعٍل كَما يجزى (]١٩: االنشقاق[وخاف أن يبِني لغريه ، فأعجبه، وهو قصر بظهر الكوفة للنعمان األكرب" اخلورنق"

    ، فضرب العرب به الْمثَل يف سوء املكأفات ، فرماه من أعلی القصر فمات ، مثله: ينأع، قبل ذكر مرجعه ¼ بنوه½فقد ذكر فيه ضمري ، ¼ارمنِّجزاه جزاء سِ ½: فقالوا

    فألنّ الذكر ؛وأما الثاين، فظاهرلفظاً ورتبة ومعنی وحكماً؛ أما األول¼ أبا الغيالن½وتقـديره ، رتبة عبارة عن أن يكون املرجع مع كونه مؤخراً لفظاً يف رتبة التقدمي

    غالمه وهو مرجع الضمري يف فإنّ ، علی أنّ زيداً فاعل ،¼ه زيد ضرب غالم ½ـك حبسب اللفظ راً زيد وإن كان مؤخ، لكن لكونـه ؛الرتبة والتقدير حبسب م ه مقد

    املـراد فـألنّ الثالثوأما ، لكونه مفعوالً يف رتبة التأخري؛هناا واملرجع ه ،فاعالً ï : كقوله تعاىل،م يذكر لفظهبالذكر معنی هو أن يذكر ما يقتضي معناه وإن لَ

    : لفظاً ورتبة يف قوله¼اإلضمار قبل الذكر½ ـك ِن عن ِكبـرٍ جزى بنوه أَبا الِْغيالَ

    . ارمّ ِسنِ كَما يجزى وحسِن ِفعٍل .

  • )٢٠(

    الضمري عائد إلی العـدل الـذي فإنّ ،]٨: ئدةاملا[ ﴾اعِدلُواْ هو أَقْرب ِللتقْوى ﴿

    اعدلوا½نه يقتضيه ويتضم¼، ه لَ وظاهر أن م يف البيت ذكر لفظ املرجـع وال م يتقد م ما يدلّ أن ال يتقد ، معنی الذكر حكماً فألنّ الرابعوأما ، ذكر ما يقتضي معناه

    تقتضي اإلضمار ولكن يوجد نكتة ،م لفظه صرحياً أوتقديراً وال يتقد ،علی معناه كمـا جيعـل ،ماً حكمـاً فيجعل املرجع بوجود هذه النكتة متقد ،قبل الذكر

    ،]١: اإلخالص[ ﴾قُلْ هو اللَّه أَحد ﴿: كما يف قوله تعالی ، احملذوف لنكتة كالثابت ه جعل مرجع الضمري وهو الشأن من قبيل املذكور حكماً لنكتـة اإلمجـال فإن

    م يوجد يف البيـت نكتـة ه لَ نن أ ومن البي ،السامعن يف ذهن ليتمكّ ؛والتفصيل املشهور من كون فاً للقانون النحويخاِل فكان تأليفه م ،إليراد الضمري قبل الذكر

    ، بالفـصاحة الِخ فكان ضعيفاً م ،املرجع مذكوراً بأحد الوجوه األربعة املذكورة ـ ا جو موإن كان ذلك مِ يكون نأ والتعقيد (¼ينابن جِ ½ و ¼شفَخاَأل½زه بعضهم ك

    وإن كان ظاهر الداللة علی معنـاه ،مللمتكلّ) الكالم خفي الداللة على املعىن املراد الداللة علی املعنی ها عبارة عن كون الكالم خفي فإن ؛املوضوع له خبالف الغرابة

    إما من جهة ( وخفاء املراد يكون خللل واقع :أي) واخلفاء( كما سبق ،املوضوع له فهم املـراد عوبةَب صا يوِجم ذلك ِمأو غريِ ) أو فصل ، أو تأخري ، لفظ بسبب تقدمي الهذا التعقيد الذي أوجبه خلل من جهة اللفظ والتركيب لذلك الكالم ) ويسمى( :يكقول املتنب(وذلك ) تعقيداً لفظيا(

    يجفَخـونَ ِبهـا ِبِهـم جفَخت وهم الَ ]] ـسلَـى الْحع مالَ ِشيد ِئـلُ ِب اَألغَـر ]]

    يكون الكالم خفي الداللة علـى املعـىن نأ :والتعقيدأو ، أو تـأخري ، املراد، واخلفاء إما من جهة اللفظ بسبب تقدمي

    :يكقول املتنب، ¼تعقيداً لفظيا ½:فصل، ويسمى ِئلُر دالَِشيم علَى الْحسِب اَألغَ مِهبِ يجفَخونَ ِبها جفَخت وهم الَ

  • )٢١(

    األبـيض : واألغر ، وهي اخلليقه ، مجع شيمة : والشيم ،الفخر :اجلفخ: فـإنّ تقـديره ( ففيه من التقدمي والتأخري ما خفي به الداللة علی املراد ،الواضح

    ½ م شيم دالئل على احلسب األغر ا جفخت هنا وقع التعقيـد افه) ¼ وهم ال جيفخونمن جهة ما وإ(املراد خللل من جهة اللفظ بسبب التقدمي والتأخري والفصل وخفاء ما إ يكون اخلفاء خللل واقع : أي،¼إما من جهة اللفظ ½: عطف علی قوله ) املعـىن

    ال يفهـم ، بسبب استعمال جمازات وكنايـات ( وإما من جهة املعنی ،من جهة اللفظ هـذا التعقيـد ) ويسمى (..........اد ا لدالّة علی املر اخلفاء القرائن ) املراد ا

    ، هجواسيـس (بألسنته ) مريداً، ¼نشر امللك ألسنته يف املدينة ½: حنو قولك ، تعقيداً معنويا ( العني لكوا امساً للجزء الذي لـه مزيـد اختـصاص فإنّ) والصواب نشر عيونه

    ـ ؛قه بوصف كونه جاسوساً عليه ف حتقّ بالشخص اجلاسوس حبيث يتوقّ واله إذ له وإن كان فإن؛ تستعمل جمازاً يف اجلاسوس خبالف اللسان ،ةنتفت عنه اجلاسوسي ا

    ؛ إطالقه عليه فال يصح ، لكن ليس له مزيد اختصاص بكونه جاسوساً ، منه جزأًألن جمازاً جزء علی الكلّ إطالق اسم كلّ ه ال يصح ،ما يطلق اسم اجلزء الذي وإن

    :وقوله ( حاصالً بوصفه اخلاصبه الكلّق ما صار له مزيد اختصاص بتحقّ سأَطْلُب بعد الـداِر عـنكُم ِلتقْربـوا

    [[ وتـسكُب عينــاي الـدموع ِلتجمــدا .

    جفخت م شيم دالئل على احلسب األغر ½: فإنّ تقديره .¼وهم ال جيفخون ا

    ال ، من جهة املعىن بسبب استعمال جمازات وكنايات ما وإنشر امللـك ½: حنو قولك ، ¼تعقيداً معنويا ½ويسمى ، يفهم املراد ا

    :وقوِله، والصواب نشر عيونه، مريداً جواسيسه، ¼يف املدينةألسنته سأَطْلُب بعد الداِر عنكُم ِلتقْربوا

    [[ وتسكُب عيناي الدموع ِلتجمدا .

  • )٢٢(

    عن وجود احلزن الذي حيصل كـثرياً عـن فـراق ¼سكب الدموع ½ـى ب نكَف

    وأصاب يف هذه الكناية لسرعة فهم احلزن من ،ةاألحب رفـاً سكب الـدموع ع، ى باجلمود عن السرور (ه أخطأ ولكنحيث كَن ( مع أنّ اجلمود يكىن (ة بدوام لقاء األحب

    ه ألن ؛وهو وقت احلزن علی مفارقة األحباب ) وقت البكاء (بالدموع ) به عن البخل ويف معىن ، ال دوام السرور والفرح الذي قصده ،الذي يفهم من مجودها بسرعة

    أنّ عادة الزمان واإلخوان املعاملة بنقيض املطلـوب : أحدمها:انهذا البيت وجه ، فيأتون باملراد ،الزمان واإلخوان ملغالَطة فأطلب خالف املراد ،وعكس املقصود

    املراد بطلب الفراق طيب أنّ: والثاين، وهذا علی وجه الظرافة والتخييل الشعري ليحصل عن ذلـك ؛ الدموع ي إلی إفاضة توطينها علی املكروه املؤد والنفس به

    ) وفصاحة املتكلّم ملكـة )٣(( الصرب مفتاح الفرج فإنّ ،دوام السرور بدوام التالقي امللكة عبارة عن كيفي يقتدر (ة رسخت برسوخ أمثاهلا وبتواليها يف النفس ة نفساني

    ـ ½ :م يقل ولَ ،¼يقتدر ا ½ :ما قال وإن (ا على التعبري عن املقصود ـ ؛¼ريعب ه ال ألن ؛ فال ينتقض باحلياة ،¼القدرة باملباشرة ½: املراد بالقدرة م ثُ ،يشترط النطق بالفعل

    بكالم (سةمارمم و أو تعلّ،ةها ليس باملباشرة بل بتوسط سليقة عربي االقتدار بِ ألنّ املفـرد لـيعم ،¼بلفظ فـصيح ½ :م يقل ولَ ،¼بكالم فصيح ½ :ما قال وإن) فصيح

    م ال يكـون يف األكثـر إالّ مقصود املـتكلّ ألنّ ؛"التلخيص"واملركب كما يف يف أي غـرض ( والكـالم ب اإلسنادي ر باملركّ منهما يعب وكلّ ،بلَاإلخبار والطَ

    ïحصل لشخص ملكةی لو حت، وغريمهامن أنواع املعاين كاملدح والذم) كان

    حيث كَنى باجلمود عن السرور مع أنّ اجلمود يكىن به .عن البخل وقت البكاء

    در ا على التعبري عن املقـصود وفصاحة املتكلم ملكة يقت ) ٣( .بكالم فصيح يف أي غرض كان

  • )٢٣(

    فقـط صاالقتدار علی التعبري عن مقاصده بكالم فصيح بالنظر إلی نوع خـا بلـغ ½: يقـال ، الوصول واالنتهاء : والبالغة يف اللغة ( ال يكون فصيحاً ،كاملدح مثالً

    "التـاج " ونقل عن )إذا انتهى إليها ، ¼بلغ الركْب املدينة ½و، إذا وصل إليه ¼فالن مراده فعلـی هـذا ، إذا كان يبلغ بعبارته كنه مراده ¼بلغ الرجل بالغة ½: "القاموس"و

    وهو الوصول بالعبـارة ، وإن كان وصوالً خمصوصاً،الوصولأيضاً يكون معناها :م يقل ولَ ،¼الوصول واالنتهاء : البالغة يف اللغة ½: فلهذا قال ههنا ،إلی كنه املراد

    وتقـع يف ( الفـصاحة معـىن كما قال يف بيـان ،¼ عن الوصول واالنتهاء ئتنب½ـ ،ق بالسماع تعلّ هذا أمر ي ألنّ ؛ال للكلمة ) االصطالح وصفاً للكالم واملتكلّم م ولَ

    ثُ ،صاف الكلمة بالبالغة يسمع من العرب ات للكالم البالغة أيضاً ال تقع وصفاً م ،م حبيث صارت بالغة الكـالم واملـتكلّ خمتلفةٍ ي بل مبعانِ ،م مبعنی واحد تكلّوامل؛هماغري مشتركتني يف أمر يصلح تعريفاً لَ خمتلفتانهما حقيقتان كأن ر فلذا بـاد األصـل أن يـذكر مـع أنّ ،بعد ذلك على حدة كلّ وتعريفِ ،الًقسيم أو بالت

    الً ثُ التعريف أوم تعريف بالغة الكالم ، التقسيم ثانياً ما مـأخوذة يف ؛ وقدلكو : قوله) فبالغة الكالم مطابقته ملقتضى احلال مع فصاحته : (م، فقال تعريف بالغة املتكلّ

    ، الذي هو فاعل املـصدر ¼مطابقته½ر يف حال من الضمري ارو ¼مع فصاحته ½ م ثُ،م يذكره بعضهم وهلذا لَ؛ غري داخل يف مفهومها،ق البالغةوهذا شرط لتحقّ

    معرفة املضاف ا كان معرفة مقتضى احلال موقوفاً على معرفة احلال ضرورة أنّ ملَ ï بينقدم تعريف احلال ثُم، املضاف إليهف على معرفة ه كذلك يتوقّنن حيث إم

    بلغ فالن ½: يقال، الوصول واالنتهاء : والبالغة يف اللغة ، إذا انتهى إليهـا ، ¼بلغ الركْب املدينة ½و، إذا وصل إليه ¼مراده

    .موتقع يف االصطالح وصفاً للكالم واملتكلّ ..... ،ه مطابقته ملقتضى احلال مع فصاحت:فبالغة الكالم

  • )٢٤(

    ـ : (املقتضى فقال علـى تـرادف ظاهر هذا الكالم يدلّ ) ¼املقام½واحلال ويسمى ب ، اعترب يف مفهوم احلال توهم كونه زماناً لورود الكالم فيـه : وقيل ،احلال واملقام

    حـدان يف مت ،ا متغايران ذا االعتبار م فه ، له توهم كونه حمال ويف مفهوم املقام ي ـا اليت يؤد ) م على أن يورد عبارته هو األمر احلامل للمتكلّ (ترك الذي القدر املش

    واملقتـضى ( ،من اإلطناب واإلجيـاز وغريمهـا ) على صورة خمصوصة (أصل املراد : مقتضى احلال معنـاه ويف هذه التسمية إشارة إىل أنّ ) ¼االعتبار املناسب ½ويسمى ؛¼املقتضى½ما أطلق عليه لفظ وإن ،نهفه ع به الذي ميتنع ختلّ ب احلال ال موج مناِس

    ب يف نظر البلغـاء ى واملوج ب واملستحسن كاملقتض املناسِ ليكون تنبيهاً على أنّ ، مقتضى احلـال هذا صريح يف أنّ ) هو الصورة املخصوصة اليت تورد عليها العبارة (

    هو علـم ½ : يف تعريف علم املعاين لهوق لكن ،هو نفس تلك الصورة املخصوصة إذ مـن ؛ يأىب عنـه ¼ اليت ا يطابق مقتضى احلال ف به أحوال اللفظ العريب يعر

    هي التأكيـد والـذكر : األحوال اليت ا يطابق اللفظ مقتضى احلال الظاهر أنّ يات وهي بعينها الصورة املخصوصة اليت جعلـت مقتـض ،واحلذف وحنو ذلك

    ا يطابق مقتضى ½: قوله األحوال فكيف يصح يلـزم وإالّ،¼ احلالاألحوال اليت أن يفرق بني أن تكون تلك األحوال سبباً ملطابقة الكالم نفس تلك األحوال إالّ

    ف يف مقتضيات األحوال وبني تلك األحوال اليت ذكرها املصن األحوال اليت جعلت ة كالتأكيـد الكلـيل األحوال الكليوالتعريـف تعريف علم املعاين؛ بأن يراد باألو

    مثالً ¼نّإ½ـثاين اجلزئيات املوردة يف األلفاظ كالتأكيد املخصوص ب وبال ،الكلي ï وال شك أنّ اللفظ بسبب اشتماله على اجلزئي يطابق الكلي ،¼ زيداً قائمنّإ½ :يف

    م علـى أن هو األمر احلامل للمتكلّ ¼املقام½بـواحلال ويسمى االعتبار ½واملقتضى ويسمى ، يورد عبارته على صورة خمصوصة

    ...... ، هو الصورة املخصوصة اليت تورد عليها العبارة:¼املناسب

  • )٢٥(

    ق بالتأكيد املخـصوص ق ووافَ قد طاب ¼ زيداً قائم نّإ½: أن يقال ويصح ،ويوافقهوهذا مثل ما فرق من جعل . على فرد من أفراده التأكيد من حيث اشتماله مطلق

    بني الكالمني ال نفسها ؛ املشتمل على الصورة املخصوصة مقتضى احلال الكالم ااملتطابقني بأن جعل أحدمها كلي، لدفع استحالة مطابقة الـشيء ؛ا واآلخر جزئي

    حها مع زيادة أراد أن يوض ،ف بعد ما بين معىن احلال واملقتضى املصن م ثُ ،لنفسه حال يـدعو إليـراد ¼املدح½: مثالً (:بيان معىن املطابقة اليت هي نسبة بينهما فقال

    حال يدعو إليرادها على صورة اإلجيـاز؛ ¼ذكاء املخاطب ½و، العبارة على صورة اإلطناب وإيراد الكـالم علـى ، وكلّ من اإلطناب واإلجياز مقتضى ، فكلّ من املدح والذكاء حال

    ا على التعبري عـن م ملكة يقتدروبالغة املتكلّ، ب واإلجياز مطابقة للمقتضى صورة اإلطنا م من بيـان قد مر يف تعريف فصاحة املتكلّ ) املقصود بكالم بليغ يف أي غرض كان

    املقصود من هذا الكـالم ) ويعرف التنافر بالذوق (فائدة القيود ما يغين بياا هاهنا ليعلمها طالب البالغـة ؛الغة من العلوم وغريها بيان ما حيتاج إليه يف حصول الب

    ا ذكر مـن مِمه قد علم وتفصيل ذلك أن ، فيمكن له حصول البالغة ،وحيصلها ـ :ها مطابقة الكالم ملقتضى احلال مع فصاحته تعريف البالغة بأن يف أن ه ال بـد

    ز ليحتـر ؛ة بالفصاحة معرفة األسباب املخلّ : أحدمها :نيحصول البالغة من شيئَ ïمىت فقد االحتراز عن واحد من ألنه ؛ذه املعرفة عن إيراد الكالم غري فصيح

    ، حال يدعو إليراد العبارة على صورة اإلطنـاب ¼املدح½: مثالًحال يدعو إليرادها على صورة اإلجياز؛ فكلّ ¼ ذكاء املخاطب ½و

    ، وكلّ من اإلطناب واإلجياز مقتـضى ، من املدح والذكاء حال ، وإيراد الكالم على صورة اإلطناب واإلجياز مطابقة للمقتـضى

    وبالغة املتكلم ملكة يقتدرا على التعبري عن املقصود بكالم بليغ ................ ....،ويعرف التنافر بالذوق، يف أي غرض كان

  • )٢٦(

    ا علمت مـن كـون م لِ ، فانتفت البالغة أيضاً ،تلك األسباب انتفت الفصاحة معرفة األحوال ومقتضياا ضـرورة أنّ : والثاين، ق البالغة الفصاحة شرطاً لتحقّ

    ـ ،ى بدون هذه املعرفةل ال يتأت ملقتضى احلااًإيراد الكالم مطابق ة واألسباب املخلّ وبعضها ال يعلم بعلـمٍ ، وبعضها بعلم آخر ،ملْبالفصاحة أمور بعضها يعرف بعِ

    علـى مـا هـو : أي ،¼يعرف التنافر بالذوق ½ : على ما قال ،أصالً بل بالذوق النطـق فهـو ر ما عده الذوق السليم ثقيالً متعس كلّ املذهب الصحيح من أنّ

    ة والـذوق قـو : على ما قيل ،دخل فيه لقرب املخارج أو بعدها وال م ،نافرمت كمـا للعـرب ، وهو سليقي ، ا يدرك لطائف الكالم ووجوه حتسينه ،للنفسالعباءر، ـ لني بنِ ودين املمارسني كالم بلغاء العرب املزا لّؤ كما للم وكسيب ام كَ

    : يف قوله¼موددة½ به يعرف أنّ إذ ؛)بالـصرف (يعرف ) فة القياس وخمالَ(وأسرارهم املـثلني إذا من قواعدهم أنّ ألنّ؛خمالف للقياس، ¼مايل يف صدورهم من موددة ½

    وجـب ،م يكن زائداً لغرض ولَ ،كاً وكان الثاين منهما متحر ،اجتمعا يف كلمة ـ ) بـالنحو ( منهما يعرف كلّ ) وضعف التأليف والتعقيد اللفظي (اإلدغام أم ل ا األو أو اجتماع أمـور خمالفـة ، إما ضعف التأليف : سببه نّ فأل ،وأما الثاين ،فظاهربكثـرة (يعـرف ) والغرابـة (ن ما هو األصل وما هو خالفه يبي والنحو ،لألصل

    حـصل ، له كثرة اإلطالع على كالمهم تيسر من ألنّ) االطالع على كالم العرب ا هو غري ظاهر الداللة على وعلم أنّ ما عداها ِمم ، له اإلحاطة باأللفاظ املأنوسة

    ï؛ إذ به يعرف )بالبيان (يعرف) والتعقيد املعنوي(فهو غريب ، املعىن املوضوع له

    وضعف التأليف والتعقيـد اللفظـي ، بالصرف وخمالفة القياس والتعقيـد ، الع على كالم العرب والغرابة بكثرة االطّ ، بالنحو

    . .............................................،املعنوي بالبيان

  • )٢٧(

    ومتييز الساِلم عن التعقيد املعنوي من املشتمل ، اختالف طُرق الداللة يف الوضوح عن قريب وهذا ظاهر من تعريفه اآليت) باملعاين(يعرف ) واألحوال ومقتضياا(عليه

    مع (كلّها ) والبيان، واملعاين، والنحو، والصرف، فوجب على طالب البالغة معرفة اللغة (إالّ أنّ تعلّق املعاين والبيان بالبالغة ) الع على كالم العربكثري االطّ، كونه سليم الذوق

    غة مسوا لَما كان أزيد من تعلّق غريمها ا؛ ألنهما ال يبحثان إالّ عما يتعلّق بالبال ـ ولَما كان موضوع علم البيان أخص حتقّقـاً مـن ، ¼البالغة½هذين الِعلمني بونازالً منه منـزلة الشعبة من األصل؛ ألنّ املعاين يبحث عن ، موضوع علم املعاين

    األلفاظ من حيث داللتها على اخلواص؛ سواء كانت مـستعملة يف املـدلوالت ن األلفاظ املستعملة يف املدلوالت العقلية من حيث والبيان ع ، الوضعية أو العقلية

    :فقال، تفاوِتها يف اجلالء واخلفاء قدم املعاين على البيان

    واألحوال ومقتضياا باملعاين؛ فوجب على طالب البالغة معرفة والبيان مع كونـه سـليم ، واملعاين، والنحو، والصرف، اللغة

    .الع على كالم العربكثري االطّ، الذوق

  • )٢٨(

    ) هو علـم : أي) علم املعاين هو علم يعرف به أحوال اللفظ العريبكما يدلّ عليه ، ن جزئيات أحوال اللفظ العريب يستنبط به إدراك كل فرد فرد م

    ـ ـ ، ¼يعرف½التعبري ب ؛ ألنّ الصناعة لَم توضـع إالّ ¼العريب½وإنما خص اللفظ بمقتـضى (اللفـظ ) اليت ا يطابق(ث إنها لكن ال مطلقاً بل من حي ، ملعرفة أحواله

    فخرج بذلك علم البيان؛ ألنّ األمور املذكورة فيه من حتقيق ااز بأنواعه ) احلالوالكناية وحنومها لَم تذكر فيه من حيث إنه يطابق ا اللفظ مقتضى احلال بـل

    ية من وخرج بذلك أيضاً احملسنات البديع ، من حيث ما يقبل منهما وما ال يقبل التجنيس والترصيع وحنومها؛ ألنهما إنما يؤتى ِبها بعد حصول املطابقة بغريهـا

    فتختلف الصور املخـصوصة الـيت : أي) فتختلف صور الكالم الختالف األحوال (ـ ، يورد عليها الكالم ؛ لكون األحـوال ¼مقتضيات األحوال ½وهي اليت مسيت ب

    مثال ذلك قولـه ( كلّ منها ما يناسبه يستدعي، خمتلفة غري واقعة على ج واحد ِهـم ربهـم وأَنا الَ ﴿: تعاىل م أَراد ِب رِض أَ ي اَأل من ِف يد ِب ِر ي أَشر أُ ندِر

    ؛ ألنّ األوىل اصورة من الكالم ختالف صورة ما بعده ¼أم½﴾؛ فإنّ ما قبل رشداًوالثانية فيها فعل اإل، للمجهولفيها فعل اإلرادة مبينللمعلومرادة مبين ، ï

    فظ العريب اليت ـا يطـابق هو علم يعرف به أحوال الل

    فتختلف صور الكالم الختالف األحوال، مثـال ، مقتضى احلال ندِري أَشر أُِريد ِبمن ِفـي اَألرِض أَم الَ وأَنا﴿: ذلك قوله تعاىل

    صورة مـن ¼ أم ½؛ فإنّ ما قبل ]١٠: اجلن [ ﴾أَراد ِبِهم ربهم رشداً ألنّ األوىل فيها فعل اإلرادة مبين الكالم ختالف صورة مابعدها؛

    واحلـال ، للمعلـوم والثانية فيها فعل اإلرادة مـبين ، للمجهول

  • )٢٩(

    ) ومنع نسبة الشر إليـه يف األوىل ، سبحانه يف الثانية الداعي لذلك نسبة اخلرب إليه واحلالفلَقد أحسنوا األدب يف ذكـر ، مع أنّ املراد باملريد هاهنا أيضاً هو اهللا عز وجلَّ

    وينحـصر (الشر حمذوف الفاعل وإبرازهم المسه تعاىل عند إرادة اخلري والرشـد يف احنـصار الكـلّ ) يف مثانية أبواب وخامتة(علم املعاين : أي) الكالم على هذا العلم

    وال ، جلزئيات؛ ألنّ علم املعاين عبارة عن هـذا امـوع األجزاء ال الكلي يف ا .يصدق على كلّ واحد منها

    ومنـع نـسبة ، سبحانه يف الثانية الداعي لذلك نسبة اخلرب إليه .الشر إليه يف األوىل

    .وينحصر الكالم على هذا العلم يف مثانية أبواب وخامتة

  • )٣٠(

    ا كان ما ذكره من تقسيم الكالم إىل م لَ )الباب األول يف اخلرب واإلنشاء (ـ ني ِم مجلة ذات ركناخلرب واإلنشاء وتعريفهما وبعض األحكام ككون كلّ ا ال م

    وذكر ،ف يف الباب الواحد مجعهما املصن ،اختصاص له بواحد من اخلرب واإلنشاء بعد الفراغ عن بياا قسم ذلك الباب إىل م ثُ ،افيه هذه األمور اليت يشتركان فيه

    نيقسم : به من أحواله، واآلخـر يف أحدمها يف الكالم على اخلرب وبيان ما خيتص وهذا الذي فعله أحسن وأنسب مـن ،ة به الكالم على اإلنشاء وأحواله املختص

    كما جعل صـاحب التلخـيص ،على حدة من اخلرب واإلنشاء باباً اجلعل لكلّ يصح أن ( كالم :أي) واخلرب ما ، خرب أو إنشاء ماإ(باالستقراء ) كلّ كالم فهو (وغريه

    القائل يقصد بذلك الكالم حكاية معـىن ألنّ) إنه صادق فيه أو كاذب : يقال لقائله ـ ½ : يقال له ،ا يف الواقع م فهذه احلكاية إن كانت مطابقة لِ ،حاصل يف الواقع ه إن

    ـ ½كـ (¼ه كاذبإن½ : يقال له،مطابقة له وإن مل تكن ،¼صادق فيه دسـافر حمم¼ ،ـ ½ـل حكاية ثبوت السفر ل فقصد القائل باألو ) ¼ مقيم علي½و وبالثـاين ،¼دحمم

    فإن حصل الطباق بني تلك احلكايـة ، يف الواقع ¼علي½ـحكاية ثبوت اإلقامة ل وما وقع يف نفس األمر بأن وجد اتصاف حممد بالسفر واتقامـة باإلصاف علي ،

    ـ ؛)واإلنشاء ما ال يصح أن يقال لقائله ذلـك ( ثبت كذبه وإالّ ،ثبت صدقه ه ال ألنأو ،ى ثبت صدقه مبطابقة احلكايةيقصد به احلكاية عن معىن حاصل يف الواقع حت

    ï مدلوله وإجياده بذلك اللفظ بل القصد به إحداث ،كذبه بعدم مطابقتها

    واخلرب ما يصح أن يقـال ، خرب أو إنشاء ماكلّ كالم فهو إ

    .¼ مقيمعلي½و، ¼دسافر حمم½كـ، إنه صادق فيه أو كاذب: لقائلهسـافر ½كـ، واإلنشاء ما ال يصح أن يقال لقائله ذلك

    و، ¼دياحمم½أقم يا علي¼.

  • )٣١(

    بل إحـداث ،م يقصد به حكاية شيء ه لَ فإن ؛)¼م يا علي أق½ و ،¼دحمم سافر يا ½كـ(ونفـس ) واملراد بصدق اخلرب مطابقته للواقـع ( وهو طلب السفر واإلقامة ،مدلوله واملراد بنفس األمر ما عليه األمر يف نفسه مع قطع النظر عن اعتبار الذهن ،األمروللتنبيه على ،ر العقل عن اعتبا لكونه خارجاً ؛ أيضاً ¼اخلارج½ : ويقال له ،لهوتعم

    إن كانـت ½ : هـذا يدع يف قوله ب ¼اخلارج½ لفظ هاهناهذا ورد بعد ذكر الواقع وبكذبه عدم مطابقته له؛ فجملة (¼إخل... ا يف اخلارج مالنسبة املفهومة منها مطابقة لِ

    ½مقيم علي ¼ بأن تكون يف اخلارج ) ا يف اخلارج إن كانت النسبة املفهومة منها مطابقة ِلمتكن النسبة املفهومـة منـها وإن مل :أي) فصدق، وإالَّ (كما فهمت من اللفظ

    عليـه الكـالم بأن تكون يف اخلارج على خالف ما دلّ؛ا يف اخلارجم لِ مطابقةحمكـوم (: أحـدمها :)ركنان(ة ة أو إنشائي كانت خربي سواء ) مجلة ولكلّ .فكذب(

    ، كالفاعل، ونائبـه، واملبتـدأ ¼مسنداً إليه ½به، ويسمى األول حمكوم (:اآلخر) و، عليهوهـو القـسم ) كالفعل، واملبتدأ املكتفى مبرفوعه ¼مسنداً½الذي له خرب، ويسمى الثاين

    الصفة الواقعة بعد حرف النفي أو ألف االستفهام رافعـة : أي ،الثاين من املبتدأ ني ين املثـالَ الصفة يف هذَ فإنّ ؛¼انأقائم الزيد ½ و ¼ما قائم الزيدان ½ : مثل ،لظاهر

    . اخلرب مسد وهو فاعلها يسد،مسندة إىل ما بعدها

    وبكذبـه عـدم ، واملراد بصدق اخلرب مطابقته للواقـع ، إن كانت النسبة املفهومة منها ¼ مقيم علي½طابقته له؛ فجملة م

    .مطابقة ِلما يف اخلارج فصدق، وإالَّ فكذبحمكوم عليه، وحمكوم بـه، ويـسمى األول : ولكلّ مجلة ركنان

    ، كالفاعل، ونائبه، واملبتدأ الذي له خرب، ويـسمى ¼مسنداً إليه ½ . مبرفوعه كالفعل، واملبتدأ املكتفى¼مسنداً½الثاين

  • )٣٢(

    اخلرب إما أن يكون مجلة فعلية أو امسية؛ فاألوىل موضـوعة : اخلربالكالم على (يف ( إلفادة حدوث احلدث املدلول عليه بالفعل الواقع فيهـا :أي) إلفادة احلدوث ة اليت وقع الفعل ناً كاجلملة الفعلي سواء كان معي ؛من األزمنة الثالثة ) زمن خمصوص ه حمتمـل نإ½: إذا قلنا ،ة اليت فعلها مضارع بهماً كاجلملة الفعلي أو م ،فيها ماضياً زيد قـائم اآلن ½: وهذا احتراز عن مثل قولنا ) مع االختصار (¼ستقبالالللحال وا

    : بانـضمام قولنـا داللته على الزمان املخصوص ليس إالّ فإنّ؛¼أو أمس أو غداً ى أحد تلك األزمنة بصيغة من عله يدلّ فإن، خبالف الفعل ¼اآلن أو أمس أو غداً ½

    وقد تفيد االستمرار التجددي بالقرائن إذا ( عليه غري حاجة إىل انضمام أمر آخر يدلّ هنـا لالسـتفهام ااهلمـزة ه ) أَو كُلََّمـا وردت :كقول طريف ، كان الفعل مضارعاً

    التقريري، ما وكلّ ،¼حضرت العرب يف عكاظ ½ : أي ،ر والواو للعطف على مقد جتتمع فيها قبائل العرب "الطائف" و "خنلة"وهو سوق بني ) عكَاظَ(إخل ...تورد

    فاعلـه ) قَِبيلَـةٌ (¼جاءت½ مبعىن ¼وردت½ وهذا مفعول ،فيتفاخرون ويتناشدون ) مفَهـِريع ا ِإلَيثُوعب ( للبحـث عنـه م بأمرهم ورئيسهم املتويلّعريف القوم القي ،

    م حتذلك وعرف شتهر ب اى والكالم يف شأ) ـمسوتيصدر منـه ذلـك :أي) ي م وتفرالتوس وحلظة فلحظة ،داً شيئاً فشيئاً س الوجوه متجد ، ة فهذه اجلملة الفعلي

    ï مبعونة املقام وبقرينة السياق؛ ألنّ تعيني املطلوب دي على االستمرار التجدتدلّ

    اخلرب إما أن يكون مجلة فعلية أو امسية؛ فـاألوىل موضـوعة إلفادة احلدوث يف زمن خمصوص مع االختصار، وقد تفيد االسـتمرار

    :كقول طريف، ذا كان الفعل مضارعاًالتجددي بالقرائن إ أَو كُلََّما وردت عكَاظَ قَِبيلَةٌ

    . ـمسوتي مفَهـِريع ا ِإلَيثُوعب ]]

  • )٣٣(

    والثانيـة (ه احلاضرين يف الـسوق د كثرياً يف وجو س املتجد ما حيصل بعد التفر نإ

    ومـن غـري ، من غري إفادا احلدوث:أي) موضوعة رد ثبوت املسند للمسند إليه وقـد تفيـد (وهذا حبسب أصل الوضع ) ¼الشمس مضيئة ½: حنو(د اقتضائها التجد

    إذ لو كان يف خربها فعل ؛)إذا مل يكن يف خربها فعـل (ة اخلارجي) االستمرار بالقرائن : حنـو (د ال تفيد الثبوت على وجه االستمرار لة الفعل على احلدوث والتجد فلدال

    أن يلقـى إلفـادة ( له ب اخلربي ما وضع املركّ :أي) واألصل يف اخلرب . ¼العلم نافع ½: كما يف قولنا (وهو وقوع النسبة أو ال وقوعها ) املخاطِب احلكم الذي تضمنه اجلملة

    أو (م إعالم وقوع احلضور لألمري إذا يريد به املتكلّ ،ن ال يعلمه مِل) ¼حضر األمري ½: حنـو ( ذلك فيما إذا كان املخاطب عاملاً بأصل احلكـم )إلفادة أنّ املتكلّم عامل به

    لكونه معلوماً ؛ه حضر أمس ميتنع فيه إفادة املخاطب أن ه فإن ؛)¼أنت حضرت أمس ½، وكـونُ املـتكلّم ¼فائدةَ اخلرب½ويسمى احلكم (م يعلم به املتكلّ بل يريد إفادة أنّ ،له

    وال ،ي اسـتفيد الثـانِ لُما استفيد من اخلرب األو ه كلّ ألن) ¼الزم الفائدة ½عاِلماً به فحينئذ يفيد اخلـرب ،ل معلوماً قبل اخلرب بدون الثاين جلواز أن يكون األو ؛عكس ïبار وجودمها فاللزوم بينهما ليس باعت ، المتناع حتصيل احلاصل؛ل دون األويالثاِن

    الشمس ½: والثانية موضوعة رد ثبوت املسند للمسند إليه، حنو ، وقد تفيد االستمرار بالقرائن إذا مل يكن يف خربها فعل، ¼مضيئة .¼لم نافعالع½: حنو

    واألصل يف اخلرب أن يلقى إلفادة املخاطِب احلكم الذي ، أو إلفـادة أنّ ¼حضر األمـري ½: كما يف قولنا ، تضمنه اجلملة

    ، ويـسمى احلكـم ¼أنت حضرت أمس ½: املتكلّم عامل به، حنو .¼الزم الفائدة½، وكونُ املتكلّم عاِلماً به ¼فائدةَ اخلرب½

  • )٣٤(

    فضالً عن كون خمربه عاملـاً اخلرب ق احلكمِ ه ال يلزم من حتقّ لظهور أن ؛يف الواقع اخلرب ه فائدةَ نفسِ احلكمِ لُع فعلى هذا ج ،استفادما من اخلرب باحلكم بل باعتبار

    هـو مـا ف إن ستفادما كما جعل املصن ال هام عاملاً به الزم املتكلّ كونِ ونفِس فائدة من نفس االسـتفادة ى بأن يسم ما يستفاد من الشيء أحق بالنظر إىل أنّ

    غري إفادتـه ) ألغراض أخرى (ق ااز وبطري ،على خالف األصل ) وقد يلقى اخلرب ( قول موسـى عليـه (قوله تعاىل حكاية عن ) كاالسترحام يف )١((ني إحدى الفائدت

    فإنه ال ميكن محل هذا القول على ؛)﴾ِإلَي ِمن خيٍر فَِقري رب ِإني ِلما أَنزلْت ﴿: السالمفكيف يراد به ، ]٧: األعلى[ ﴾﴿يعلَم الْجهر وما يخفَى اإلفادة؛ ألنه خطاب ِلمن

    وإنما عـدي ، بل إنما سيق ألجل طلب الرحم والعطف ، إفادة احلكم أو الزمه وإظهار الضعف يف قول زكريا عليه ) ٢((طالب بالالم؛ ألنه ضمن معىن سائل و¼ فقري½

    ع بـل للتخـض ، ؛ فإنه أيضاً ليس لإلفادة)﴾قَالَ رب ِإني وهن الْعظْم ِمني ﴿: السالمفإذا ، بالذكر؛ ألنه عمود البدن وبه قوامه ¼ العظم½وإنما خص ، وإظهار الضعف

    فَلَما وضعتها ﴿: ل امرأة عمرانوإظهار التحسر يف قو )٣((وهن تداعى وتساقطت قوته فمرادها ذا القـول إظهـار ) ﴾ثَى واللّه أَعلَم ِبما وضعت قَالَت رب ِإني وضعتها أُن

    ï وهو كون الذكر يف بطنها، التحسر والتحزن على ما فات من رجائها

    :وقد يلقى اخلرب ألغراض أخرىرب ِإني ِلمـا ﴿: كاالسترحام يف قول موسى عليه السالم ) ١(

    ٍر فَِقرييخ ِمن ِإلَي لْت٢٤: القصص[ ﴾أَنز[. قَـالَ رب ﴿: وإظهاِر الضعف يف قول زكريا عليه السالم ) ٢(

    .]٤: مرمي [ ﴾ِإني وهن الْعظْم ِمنيقَالَت فَلَما وضعتها ﴿:وإظهاِر التحسر يف قول امرأة عمران) ٣(

  • )٣٥(

    :أي) ﴾جاء الْحق وزهق الْباِطـلُ ﴿: قولك وإظهار الفرح مبقِبل والشماتة مبدِبر يف )٤((

    : والباطل ، اإلسالم : واحلق ، إذا خرجت ¼زهقت نفسه ½ :ذهب وهلك من قوهلم وإظهار الـشماتة بإدبـار ، فاملقصود منه إظهار الفرح بإقبال اإلسالم ،الشرك

    ه ال فإن ؛) ِلمن يعلم ذلك ¼أخذت جائزة التقدم ½: وإظهار السرور يف قولك )٥((الشرك ر ٦(( الـصلة والعطـاء ؛ واجلائزة ،د إظهار السرور يكون حينئذ لإلفادة بل(

    ا يعلمه كلّ م كون الشمس طالعة مِ فإنّ) ¼الشمس طالعة ½: والتوبيخ يف قولك للعاثر : أضرب اخلرب(ته اإلفادة بل الغرض التوبيخ على عثرته وزلّ ه أحد فال يكون املراد ب

    ينبغي أن يقتـصر مـن (إحدى الفائدتني ) رب خبربه إفادةَ املخاطَب حيث كان قصد املخ أو ، على مقدار حاجة املخِبريف إفادة أحد األمـرين : أي) الكالم على قدر احلاجة

    حـذراً مـن (فال يزيد وال ينقص عن مقـدارها ، حاجة املخاطب يف استفادما ، فلزوم اللغو يف الكالم ظـاهر ،فإنه خملّ بالبالغة؛ أما على تقدير الزيادة ) اللغـو

    فيكون ، فألنه لَم حيصل الغرض حينئذ وأخل باملقصود ، وأما على تقدير النقصان ï فإن كان املخاطب خاِلي الذهن من احلكم ألقي إليه اخلرب (الكالم لغواً غري مفيد

    تعضا وِبم لَمأَع اللّها أُنثَى وهتعضي وِإن ب٣٦: آل عمران [ ﴾ر[. جاء الْحـق ﴿: وإظهاِر الفرح مبقِبل والشماتة مبدِبر يف قولك ) ٤(

    .]٨١: بين إسرائيل[ ﴾وزهق الْباِطلُ . ِلمن يعلم ذلك¼ائزة التقدمأخذت ج½: وإظهاِر السرور يف قولك) ٥( .¼الشمس طالعة½: والتوبيِخ يف قولك للعاثر) ٦(

    : َحيث كان قصد املخرب خبـربه إفـادةاملخاطَب، ينبغي أن يقتصر من الكالم على قدر احلاجة؛ حذراً من اللغو، فإن كان املخاطب خاِلي الذهن من احلكم ألقي إليه اخلـرب

  • )٣٦(

    وإن كان جيوز هاهنـا التأكيـد اللفظـي ، احلكم تأكيدِ :أي) التأكيدجمرداً عن إذا ألقيته إىل من ال يعلم احلكـم ) ¼أخوك قادم ½: حنو(ني يف أحد الطرفَ واملعنوي،

    حلـصول ؛ لكان لغواً ،¼ أخاك قادم إنّ½ :قيلوه لو أورد تأكيد احلكم هاهنا فإن كـلّ ن فيـه يتمكّي اخلاِل ألن احمللّ؛د بال مؤكّ -وهو قبول معىن اخلرب -الغرض

    أو ،¼أخوك أخوك قادم ½ : أن يقال يف ذلك املثال وإن كان يصح ،نقش يرد عليه عـن وهذا ليس احتـرازاً ) وإن كان متردداً فيه، طالباً ملعرفته (¼أخوك نفسه قادم ½

    اإلنسان إذا نّأ اجلاري طبعاً فإنّ ،د حبسب الطبع والعادة شيء بل هو الزم للترد ترد غري كان منسياً وإالّ ،نهأالع على ش طّ لال وطالباً ،إليهقاً د يف شيء صار متشو ليزيل ؛د واحد حسن يف باب البالغة تقويته مبؤكّ:أي) حسن توكيـده (د فيه مترد

    على مؤكّد واحد أو لَم يؤكّد أصالً فلو زاد ،ن احلكم ويتمكّ،د الترد دذلك املؤكّ إذا ألقيته إىل من يتردد فيه ¼ إنّ½ـبالتأكيد ب ) ¼إنّ أخاك قادم ½: حنو(لَم يستحسن

    قوة : أي) وإن كان منِكراً وجب توكيده مبؤكِّد أو مؤكِّدين أو أكثر حسب درجة اإلنكار(وإن بولغ يف ، كَفَى فيه التأكيد مبؤكّد واحد وضعفاً؛ فإن كان اإلنكار يف اجلملة

    هـذا علـى ، هاإلنكار بولغ يف التأكيد مبؤكّدين أو أكثر حبيث يقاومه يف إزالت وعلى هذا فالفرق بني املؤكّد الواحد يف صورة اإلنكـار ، طبق ما قال املصنف

    إنه يزاد توكيـد اخلـرب : وقيل ،وبينه يف صورة التردد بالوجوب واالستحسان ï فعلى هذا ال، الذي خوطب به املنكر على توكيد الطليب حبسب قوة إنكاره

    ، وإن كان متردداً فيـه، ¼أخوك قادم ½: يد، حنو جمرداً عن التأك ، وإن كـان ¼إنّ أخاك قـادم ½: طالباً ملعرفته حسن توكيده، حنو

    منِكراً وجب توكيده مبؤكِّد أو مؤكِّدين أو أكثر حسب درجـة .....................................................اإلنكار،

  • )٣٧(

    ـ ) ¼إنّ أخـاك قـادم ½: حنو(د واحد اإلنكار مبؤكّ جيوز االكتفاء يف صورة داً مؤكّبزيادة الالم والقـسم ) ¼إنه لقـادم ! واِهللا½أو (بزيادة الالم ) ¼إنه لقادم ½ أو (¼إنّ½ـب واشتماله عليه ثالثة أضرب كمـا رأيـت، ويـسمى ،فاخلرب بالنسبة خللوه من التوكيد (

    لكونـه غـري ؛ا ضرباً ابتدائي :أي) ائيابتدا( عن التأكيد وهو اخللو ) الضرب األول ؛ا ضرباً طلبي :أي) اطلبي(وهو التأكيد استحساناً ) والثاين(مسبوق بطلب وإنكار

    ـ ) والثالث(لكونه للطالب وأ ،مسبوق بالطلب ه ألن داً وهو كون الكـالم مؤكَّكون املخاطب أو ل ، لكونه مسبوقاً باإلنكار ؛ا ضرباً إنكاري :أي) اإنكاري(وجوباً ـ (راًبه منكِ على مـا هـو ، بفتحها) ¼أنّ½و(بكسر اهلمزة ) ¼إنّ½ويكون التوكيد ب

    لكون ما بعـدها يف ؛دات النسبة وها من مؤكِّ م يعد وأكثرهم لَ ،مذهب بعضهم وأحـرف ¼ها½ و¼أما½ و¼أال½وهي ) ¼أحرف التنبيه½ و¼والم االبتداء½(حكم املفرد

    واحلـروف (الثقيلة واخلفيفة ) ¼نوين التأكيـد ½و (¼هتائ½ و ¼واو القسم ½ـك) القسم(¼ البـاء ½و¼ ِمن½و¼ ال½و ¼ما½ و،نيفت خمفّ ¼أنْ½ و ¼إنْ½ :وهي سبعة أحرف ) الزائدة

    ) ة الـشرطي ¼امأ½و(للتحقيق اليت ) ¼قد½و(تكرير اجلملة : أي) والتكرير(¼ الالم½و .هذا آخر الكالم على اخلرب

    .¼إنه لقادم! واِهللا½، أو ¼مإنه لقاد½، و¼إنّ أخاك قادم½: حنو فاخلرب بالنسبة خللوه من التوكيد، واشتماله عليه ثالثـة

    ابتـدائيا، والثـاين ½أضرب كما رأيت، ويسمى الضرب األول .¼إنكاريا½، والثالث ¼طلبيا½

    ـ أحـرف ½، و ¼الم االبتـداء ½، و ¼أنّ½، و ¼إنّ½ويكون ال